ـ[فهدالرومي]ــــــــ[26 Apr 2007, 06:02 م]ـ
نعم أخي الدكتور إبراهيم لكن بعض المجالس العلمية تتجاوز عن ذلك إذا كانت المجلة تصدر من جهة علمية معروفة أو
كان رئيس تحريرها أو أعضاء هيئة التحرير من المعروفين في المجال الأكاديمي وهناك من لايعتد بذلك كله
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[27 Apr 2007, 10:25 م]ـ
الشكر موصول للدكتور فهد على إضافته القيمة , وليت الأخوة العارفين بهذه المجلات إفادتنا بالتي يصدق عليها مفهوم التحكيم في العرف الاكاديمي.
ـ[سليمان عبدالله]ــــــــ[09 May 2007, 10:09 م]ـ
هناك مجلة تحت الإنشاء وهي: مجلة جامعة القصيم للبحوث الشرعية.
ويرأس تحريرها الشيخ: عبدالله الطيار.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 May 2007, 09:21 ص]ـ
أشكر أخي العزيز ابا خالد الدكتور أحمد البريدي وفقه الله على طرحه هذه الفكرة للنقاش، كما أشكر أصحاب الفضيلة الذين عقبوا على هذا الموضوع وزادوه بهاءً وثراء.
وقد خطرت لي فكرة أراها متممة لهذه الفكرة إن شاء الله. وهي صناعة قاعدة بيانات في الموقع تشتمل على كل المجلات العلمية المحكمة المتخصصة في البحوث القرآنية أو التي تقبل نشر البحوث القرآنية مع غيرها من بحوث الدراسات الشرعية والعربية والتربوية وغيرها. بحيث يمكن البحث في هذه القاعدة باسم المجلة - الجامعة - الكلية - الدولة، وغير ذلك من مداخل البحث التي ربما تتبلور مع النقاش حولها. ويضاف مع كل مجلة جميع بياناتها، وإن أمكن أعدادها بصفة الكترونية أو ما تيسر من أعدادها.
وبناء هذه القاعدة سهل، وسوف تتكامل مع الوقت. وميزة القاعدة سهولة البحث فيها مع طول الوقت، بخلاف المشاركات التي تطرح في المنتديات.
في انتظار رأيكم وفقكم الله جميعاً، وسنجعل ما تم وضعه في هذا الموضوع نواة لهذه القاعدة.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[19 May 2007, 05:52 م]ـ
الشكر موصول للدكتور عبد الرحمن على هذه الفكرة الرائدة وصدق شيخ الإسلام ابن تيمية: العبرة بتمام النهايات لا بنقص البدايات.
استعن بالله فهي خدمة سينفرد ملتقانا بتقديمها للباحثين.
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[27 May 2007, 10:09 ص]ـ
إشادة وشكر بهذه الأفكار المتميزة، وأجزم أن هذا التميز والتوفيق ماكان لولا بركة القرآن العظيم، فهنيئاً لكم أهل القرآن تميزكم، وهكذا يجب أن تكونوا في الصدارة دائماً كصدارة القرآن على سائر الكتب، وصدارة أهله على سائر البشر. وأهله هم أهل العلم به والعمل. جعلنا الله جميعاً منهم. وليس المقصود بهذا أهل التخصص الأكاديمي وإنما أهل الاهتمام بالقرآن والذي يحملون لواءه.
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[28 May 2007, 11:57 ص]ـ
وهذه قائمة تضم عناوين المجلات المحكمة كما هي في اتحاد الجامعات العربية
اهديها لأخوتي في الموقع أملا ان يفيدوا منها في التصنيف والفرز علما ان هذه القائمة كنت اعتمدت عليها في استكمال المعلومات في كشاف المقالات.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[28 May 2007, 01:57 م]ـ
شكر الله لك د. عبد الله هذا الجهد الضخم والذي لا شك أنه قدّم للباحثين خدمة جليلة.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[28 May 2007, 01:58 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[ناصر الدوسري]ــــــــ[02 Jun 2007, 11:59 ص]ـ
مجلة الدراسات القرآنية
وهي مجلة علمية دورية محكمة تصدرها الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه. وقد صدر هذا العدد في جمادى الأولى 1428هـ
رئيس هيئة التحرير
أ. د. محمد بن عبد الرحمن الشايع
الاستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
هيئة التحرير
1 - أ. د إبراهيم بن سليمان الهويمل، أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً، ووكيل الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
2 - أ. د سليمان بن صالح القرعاوي، الأستاذ بجامعة الملك فيصل بالأحساء.
3 - أ. د عبدالرحمن بن إبراهيم المطرودي، الأستاذ بجامعة الملك سعود بالرياض.
4 - أ. د فهد بن عبدالرحمن الرومي، الأستاذ بكلية المعلمين بالرياض.
5 - أ. د محمد بن سيدي الأمين، الأستاذ بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
إدارة التحرير
د. ناصر بن محمد آل عشوان، الأستاذ المساعد بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين، وعضو ملتقى أهل التفسير.
أ. بجاد بن حمود العماج، المعيد بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين.
للمراسلات:
جميع المراسلات وطلبات الاشتراك باسم رئيس هيئة التحرير، على النحو التالي:
المملكة العربية السعودية– الرياض
ص. ب: 17999 الرياض: 11494
هاتف 2582695 - 2582753
البريد الإلكتروني: email: info@alquran.org.sa
عنوان الجمعية
ص - ب: 17999 - الرياض - 11494 هاتف: 2582695 - 2582753 موقع الجمعية www.alquran.org.sa
وقد نشر الدكتور عبد الرحمن الشهري قواعد النشر لهذه المجلة في هذا الملتقى المبارك في موضوع
صدور العدد الأول من (مجلة الدراسات القرآنية) عن الجمعية العلمية للقرآن وعلومه ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8585)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[04 Jun 2007, 12:38 ص]ـ
شكر الله د. ناصر وقد حصلت بحمد الله على العدد الأول , لكن يلاحظ عدم وصولها لمستوى مثيلاتها في جوانب الطباعة فليتكم تراعون ذلك في الأعداد القادمة.
ـ[ناصر الدوسري]ــــــــ[04 Jun 2007, 07:32 م]ـ
حياك الله أبا خالد وملحوظتك محل الاهتمام، وسيرعى هذا في العدد القادم إن شاء الله، وأشكر لك اهتمامك وتواصلك، ولعل تواصلك يمتد إلى نشر شيء من بحوثك في مجلة الدرسات القرآنية.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[05 Jun 2007, 01:25 م]ـ
د. ناصر: أرجو أن يصلك ما يسرك.
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[14 Jun 2008, 01:03 م]ـ
مجلة الأصول والنوازل - مجلة جديدة
http://nwazel.com/
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[14 Jun 2008, 01:18 م]ـ
الأخوة الكرام: تعلمون بارك الله فيكم أن الموقع لا يزال يعتمد على تكاتف الجهود والتعاون بين مرتاديه , وننتظر من يتصدى لجمع قاعدة البيانات ووضع برنامج خاص لهذه المجلات كما اقترح أخي الدكتور عبد الرحمن الشهري , فمن يقول أنا لها؟.
ـ[خليل إسماعيل الياس]ــــــــ[15 Nov 2008, 11:07 م]ـ
سؤال واستفسار للاخوة الفضلاء
من يعرف البريد الالكتروني المباشر والخاص بمجلة جامعة أم القرى للشريعة والدراسات الإسلامية فليزودنا به مشكورا مأجورا.
ـ[د. دخيل العوّاد]ــــــــ[16 Nov 2008, 09:08 م]ـ
نبشرك والإخوة الكرام بانطلاقة بوابة "تواصل" للمؤتمرات والفعاليات العلمية، والخدمات الأكاديمية ومنها المجلات المحكمة ففيها قاعدة بيانات تسمح بالبحث باسم المجلة أو مكان صدورها أو تخصصها .. والمجلة التي ذكرتها موجودة فيها ..
وأستأذن فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري بإفراد خبر عن هذه البوابة المفيدة لعموم المتخصّصين .. وأرجو من إخواني الباحثين إضافة ما يرونه من المؤتمرات والمجلات وإضافة أنفسهم في قاعدة بيانات المتخصصين .. بقي أن أذكّر برابط الموقع وهو:
رابط تواصل للمؤتمرات ( http://www.tawasul.sa.com)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[17 Nov 2008, 06:35 ص]ـ
بشرك الله بالخير , خطوة رائعة ومفيدة نسأل الله للقائمين العون والسداد.
ـ[حاتم ظهران]ــــــــ[03 Mar 2010, 07:13 ص]ـ
جزاكم الله خيرا د / عبدالله على ما طرحت وجعله في موازين حسناتك
وأوافق شيخنا الدكتور عبدالرحمن في فكرته بإنشاء القاعدة البيانية
ـ[حاتم ظهران]ــــــــ[05 Mar 2010, 01:17 ص]ـ
اسم المجلة: مجلة البيان (1/ 238) للشاملة
اسم المؤلف: المنتدى الإسلامي
.........................
رابط التحميل: مجلة البيان (1/ 238) للشاملة ( http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=49&book=3103)
نبذة عن المجلة:
البيان مجلة إسلامية عالمية تهتم بنشر العلم الشرعي وتأصيل منهج أهل السنة والجماعة لدى جمهور الصحوة والعاملين على الساحة الإسلامية بمختلف انتماءاتهم والباحثين عن الحقيقة من خلال ما تقدمه من زاد تربوي ودعوي، وتحليل صادق للأحداث التي تمر بالأمة برؤى شرعية راسخة.
كما تسعى جاهدة لتوحيد شتات الأمة على هذا المنهج السوي، بعيدا عن التحزب والتعصب، مستعينة على ذلك أولا بالله ـ سبحانه وتعالى ـ ثم مسترشدة بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي السلف الصالح من خلال استكتابها لنخبة من العلماء وطلبة العلم في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، ومن ثم تعمل على نشر هذه المادة في شتى بقاع العالم من خلال طاقم إداري وفني على مستوى عالٍ من الكفاءة والتدريب مستفيدة بجميع وسائل التقنية الحديثة المتاحة
رسالة المجلة:
مجلة عالمية تخاطب نخبة المثقفين، وتسعى لمخاطبة العقول وإثارتها، وترشيد العمل وتوجيهه، وتحرك القلوب وترققها، وتستحث الهمم وتشحذها.
أهداف المجلة:
1 - نشر عقيدة أهل السنة والجماعة.
2 - نشر العلم الشرعي الذي يبنى على الدليل، والتأصيل العلمي.
3 - الاهتمام بالدراسات الدعوية والتربوية التي تعين في توجيه الأمة وتصحيح مسارها.
4 - التعريف بواقع المسلمين السياسي والاقتصادي والفكري والأدبي، والمساهمة في حل مشكلاتهم.
5 - الدعوة إلى تجميع جهود المسلمين وطاقاتهم، والبعد عن التعصب إلى إقليم، أو حزب، أو جماعة.
6 - تنبيه المسلمين عموما، والدعاة خصوصا، إلى المؤامرات التي تحاك ضدهم لأخذ الحيطة والحذر
رابط التحميل: مجلة البيان (1/ 238) للشاملة ( http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=49&book=3103)
-----------------------------------------------------------
مجلة الجامعة الإسلامية (1/ 117)
اسم المجلة: مجلة الجامعة الإسلامية (1/ 117)
اسم المؤلف: مجموعة من العلماء وطلبة العلم
>>>>
رابط التحميل: مجلة الجامعة الإسلامية (1/ 117) ( http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=49&book=2929)
نبذة عن المجلة:
مجلة علمية محكمة لها هيئة تحرير مستقلة تحت إشراف المجلس العلمي بالجامعة.
والبرنامج يحتوي على جميع الأعداد الصادرة من مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. من العدد رقم 1 حتى 117
رابط التحميل: مجلة الجامعة الإسلامية (1/ 117) ( http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=49&book=2929)
------------------------------------------------------
مجلة المجمع الفقهي الإسلامي (1/ 21)
اسم المجلة: مجلة المجمع الفقهي الإسلامي (1/ 21)
اسم المؤلف: رابطة العالم الإسلامي
>>>>>
رابط التحميل: مجلة المجمع الفقهي الإسلامي (1/ 21) ( http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=49&book=2914)
نبذة عن المجلة:
مجلة دورية محكّمة يصدرها المجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي
رابط التحميل: مجلة المجمع الفقهي الإسلامي (1/ 21) ( http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=49&book=2914)(/)
هنيئا لطلبة العلم بالمغرب
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[07 Apr 2007, 09:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على الرحمة المهداة والنعمة المسداة والسراج المنير صلوات ربي وسلامه، وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.أما بعد:
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهنئ بالعلم، جاء في صحيح البخاري أن أبي بن كعب قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أبا المنذر أي آية معك في كتاب الله عز وجل أعظم "
فقلت: الله لا إله إلا هو الحي القيوم. .....
قال فضرب صدري، وقال: " ليهنئك العلم أبا المنذر ". فهنيئا لطلاب العلم بالمغرب هذا الموقع الجديد الذي سيعرفهم بتراثهم، ويحفظه لهم
عنوان الموقع هو: www.atourath.com
أيها الإخوة المشارقة: تهنئة، لكن دون ضرب الصدر (ابتسامة)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[08 Apr 2007, 10:00 ص]ـ
رغم مشرقيتي سجلت في منتداكم يا معاشر المغاربة حفظ الله الجميع، والله أسأل أن يكثر
من أمثالكم وأمثال منتدياتكم الطيبة وإلى الأمام على طريق طاعة الله تعالى، والدال على
الخير كفاعله.
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[09 Apr 2007, 10:15 م]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وتتحقق المقاصد والغايات
مرحبا ثم مرحبا ثم مرحبا، ونحن في مغربنا دائما نتمثل بقول النابغة الشنقيطي:
ورجحوا ما شهر المغاربة **** والشمس بالمشرق ليست غاربة(/)
علم السياق القرآني [11] (االناسخ والمنسوخ وصلته بالسياق).
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[08 Apr 2007, 11:13 ص]ـ
علم الناسخ والمنسوخ من علوم التفسير المهمة. وله صلة بالسياق.
وقبل أن نبين علاقته بالسياق لابد أن نعرض للمحة موجزة عنه:
فالنسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب شرعي. والناسخ هو الحكم الرافع للحكم. والمنسوخ هو الحكم المرتفع ([1]).
ومعرفته من أهم ما يجب على المفسر،
قال الزركشي: "قال الأئمة: لا يجوز لأحد أن يفسر كتاب الله إلا بعد أن يعرف منه الناسخ والمنسوخ، وقد قال علي بن أبي طالب لقاص: (أتعرف الناسخ والمنسوخ؟) قال: الله أعلم. قال: (هلكت وأهلكت) " ([2]).
وقد عنى العلماء بعلم الناسخ والمنسوخ في القرآن، وألفوا في هذا الفن كتباً مستقلة ([3]).
وللنسخ في القرآن حكم عظيمة: منها ما ذكره مكي بن أبي طالب في بيان علة النسخ في القرآن فقال: "وذلك منه تعالى لما فيه من الصلاح لعباده، فهو يأمرهم بأمر في وقت لما فيه صلاحهم في ذلك الوقت، وقد علم أنه يزيلهم عن ذلك في وقت آخر، لما علم فيه من صلاحهم في ذلك الوقت الثاني .... ولأجل ما أراد الله من النسخ للرفق بعباده والصلاح لهم أنزل القرآن شيئاً بعد شيء، ولم ينزله جملة واحدة؛ لأنه لو نزل جملة واحدة لم يجز أن يكون فيه ناسخ ومنسوخ؛ إذ غير جائز أن يقول في وقت واحد افعلوا كذا ولا تفعلوا كذا لذلك الشيء بعينه" ([4]).
الصلة بين السياق والناسخ والمنسوخ:
السياق من أهم ما يميز وقوع النسخ في الآية من عدمه، بل هو من أعظم ما يقرر مقصود الآية حتى مع نسخها، فإن بقاء الآية بعد نسخها لابد وأن يكون لغرض مقصود، وتكون دالة على حكم معين بعد النسخ.
وسأوضح ذلك بالأمثلة:
المثال الأول: في تقرير السياق للنسخ في الآية:
في قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ} [البقرة:180]. الآية صريحة في فرضية الوصية؛ لأن قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ} صريح في ذلك، وقد اختلف المفسرون في بقاء حكم الآية أو نسخه، على أقوال:
القول الأول: أن الحكم بها كان واجباً، عمل به في وقت، ثم نَسخ منها بآية المواريث الوصية للورثة دون من لا يرث من الوالدين والأقربين.
القول الثاني: أنها منسوخة بآيات المواريث، فلا وصية واجبة لأحد على أحد، ولكن يبقى وجوب الوصية عاما لمن عليه حقوق أو ديون، والندب والاستحباب فيها لغير الورثة، إعمالاً للآية والأحاديث ..
القول الثالث: أنها محكمة، وتكون الوصية للوالدين والأقربين واجبة، ويجمع للوارث بين الوصية والميراث بحكم الآيتين.
القول الرابع: أنها محكمة، ولكنها وصية بالميراث المقدر، والمعنى: كتب عليكم ما أوصى به الله من توريث الوالدين والأقربين ([5]).
الراجح الذي يؤيده السياق القول الثاني، وهو أنها منسوخة بآيات المواريث، ولكن يبقى وجوب الوصية عاما لمن عليه حقوق أو ديون، والندب والاستحباب فيها عاماً لغير الورثة، إعمالاً للآية والأحاديث.
ودلالة السياق على ذلك ظاهرة من وجوه:
أولاً: أن سياق الآية في بيان الحقوق الواجبة قبل الموت، وقد بينت آيات النساء حقوق الوراثة، فتكون الآية منسوخة في حق الوراثة، ويبقى الوجوب في الحقوق الواجبة غير الميراث، ويبقى الوصية لغير الورثة وهي بين الوجوب والاستحباب، والاستحباب أقرب؛ إذ لا دليل من عمل النبي × والصحابة على وجوب الوصية لغير الورثة.
قال ابن عطية: "قال ابن عمر وابن عباس وابن زيد: الآية كلها منسوخة وبقيت الوصية ندباً" ([6]).
وقال شيخ الإسلام: "والوصية للوالدين و الأقربين منسوخة بآية المواريث كما اتفق على ذلك السلف" ([7]).
ثانياً: أن الآية مجملة في تعيين حق الوالدين والأقربين، وآيات المواريث في النساء مفصلة، فتكون آيات المواريث تفسيراً لهذه الآية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثاً: أن قوله تعالى: {بِالْمَعْرُوفِ} فيه دلالة على النسخ من جهة أنه جعل فرض التقدير إلى الموصي، ولما أنه قد يقع من الموصي إجحاف أو ميل أو قصد مضارة كما تدل عليه الآية التي بعدها، تولى الله تعالى بيان ذلك الحق ببيان مقادير الميراث على وجه تيقن به أنه الصواب، وأن فيه الحكمة البالغة، والمراعاة الكاملة لأولى الناس فيها، وحدها بمقادير لا يمكن تغييرها مراعاة للضعفاء الذين كان من عادة أهل الجاهلية تركهم أو الإجحاف في حقهم. فتحول الحكم من جهة الإيصاء الذي هو بيد الموصي إلى الميراث الذي قدره الله تعالى عدلاً ورحمة.
قال الرازي: "لما نزلت آية المواريث .. بيّن أن ما تقدم كان واصلاً إليهم بعطية الموصي، فأما الآن فالله تعالى قدّر لكل ذي حق حقه، وأن عطية الله أولى من عطية الموصي" ([8]).
فعليه يكون حكم الآية في الفرضية منقولا للمواريث، ويبقى حكم فرضيتها ووجوبها في إنفاذها وتقديمها مطلقاً. كما تدل عليه الآيات بعدها ويدل عليه قوله تعالى: في آيات المواريث {مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ} [النساء11] وكل ذلك دال بمفهومه على استحبابها لغير الورثة.
وأما كون الوصية ندباً فيما سوى ذلك فظاهر من وجوه:
أولاً: أن بقاء التلاوة ونسخ الحكم دال على رفع الفرض وبقاء الندب؛ إذ لا بد من فائدة من بقاء التلاوة.
ثانياُ: يدل عليه الوصية بذوي القربى وتقديمهم في آية البر وغيرها من الآيات.
ثالثاً: أن القول بوجوب الوصية لغير الورثة من الأقرباء رغم دلالة الآية عليه إلا أنه لم يكن من عمل النبي × والصحابة، وهو خلاف قول الجمهور.
قال الألوسي: "إن الوجوب صار منسوخاً في حق الكافة، وهي مستحبة في حق الذين لا يرثون، وإليه ذهب الأكثرون" ([9]).
رابعاً: قوله تعالى: {حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ} فخص المتقين، ولو كانت عامة لقال المؤمنين. وإن كان هذا له تخريج ظاهر ([10]).
المثال الثاني: في تقرير السياق لعدم وقوع النسخ في الآية.
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِيَ أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة 240]. فهذه الآية من الآيات التي أشكلت على كثير من المفسرين، وقد اختلفوا في حكمها والعمل بها على قولين:
القول الأول: أنها منسوخة بالآية السابقة، وهي قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً} [البقرة 234]، وهو قول أكثر المفسرين.
القول الثاني: أن الآية محكمة وأنها تدل على حكم زائد على حكم الآية الأولى، فالآية الأولى تضمنت حكم تحديد العدة بأربعة أشهر وعشراً، وهذه الآية تضمنت الوصية بالسكنى بتمام الحول. فإن شاءت المرأة سكنت في وصيتها بعد العدة، وإن شاءت خرجت. فلا تعارض بينهما، وهذا قول مجاهد ([11]).
وبالتأمل في السياق يترجح القول الثاني لوجوه:
أولاً: أن غرض الآية ظاهر في كونها في الوصية للمتوفى عنها زوجها في المتعة بالسكنى بعد بيان حكم المتعة للمطلقة.
ثانياً: السياق اللفظي: وهو أن الآيات قبلها وبعدها في المتعة للمطلقات، فتكون هذه في المتعة، ويؤيده صريحاً قوله تعالى: {مَّتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ} ولم يقل (تربصاً إلى الحول)، والمعنى: جعل الله لهن ذلك متاعاً ([12]). كما يؤيده ورود آية المتعة للمطلقات بعدها مباشرة معطوفة عليها. وإذا تقرر ذلك كانت الآية مختلفة في الحكم عن الآية الأولى؛ إذ الأولى في العدة وهذه في متعة السكنى.
ثالثاً: أن القول بنسخ الآية السابقة لها، يشكل عليه كون موضع الآية بعدها، والأصل أن الناسخ يكون متأخراً عن المنسوخ في النزول والتلاوة، وهو وإن كان جائزاً في التلاوة إلا أن القول به يعد من سوء الترتيب، وتنزيه كلام الله واجب بقدر الإمكان ([13]).
رابعاً: أن القائلين بالنسخ يلزمهم القول بنسخ السكنى الثابت في الآية، وهو ثابت في حديث فريعة، فكيف يكون منسوخاً في الآية؛ ولهذا اختلفوا في وجوبه.
قال الرازي: "القائلون بأن هذه الآية منسوخة لابد وأن يختلف قولهم بسبب هذه المسألة، وذلك لأن هذه الآية توجب النفقة والسكنى، وأما وجوب النفقة فقد صار منسوخاً، أما وجوب السكنى فهل صار منسوخاً أم لا" ([14]).
وهذا القول رجحه ابن تيمية وابن كثير وغيرهما، قال ابن كثير: "وهذا القول له اتجاه، وفي اللفظ مساعدة له، وقد اختاره جماعة منهم الإمام أبو العباس بن تيمية" ([15]).
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) انظر: ((البرهان في علوم القرآن)) (2/ 30)، ((مباحث في علوم القرآن للقطان)) (ص232).
([2]) ((البرهان في علوم القرآن)) (2/ 29).
([3]) ومن ذلك: الناسخ والمنسوخ لأبي جعفر النحاس. والناسخ والمنسوخ لعبد القاهر البغدادي. والناسخ والمنسوخ لهبة الله بن سلامة. ونواسخ القرآن لابن الجوزي.
([4]) ((الإيضاح)) (ص55).
([5]) ((جامع البيان)) (2/ 124)، ((المحرر الوجيز)) (1/ 248)، ((مفاتيح الغيب)) (5/ 67).
([6]) ((المحرر الوجيز)) (1/ 248)
([7]) ((مجموع الفتاوى)) (17/ 198).
([8]) ((مفاتيح الغيب)) (5/ 65).
([9]) ((روح المعاني)) (1/ 617).
([10]) ((الجامع لأحكام القرآن)) (1م/2ج/267).
([11]) انظر: ((جامع البيان)) (2/ 592)، ((المحرر الوجيز)) (1/ 326)، ((مفاتيح الغيب)) (6/ 134)، ((الجامع لأحكام القرآن)) (2/ 3/226).
([12]) انظر: ((الجامع لأحكام القرآن)) (2/ 3/228) قال القرطبي: (متعوهن متاعاً، أو جعل الله لهن ذلك متاعاً لدلالة الكلام عليه).
([13]) انظر: ((اللباب في علوم الكتاب)) (4/ 343).
([14]) ((مفاتيح الغيب)) (2/ 136).
([15]) ((تفسير القرآن العظيم)) (1/ 659).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[دالمثنى عبد الفتاح محمود]ــــــــ[09 Apr 2007, 12:19 م]ـ
أوجه الشكر الجزيل للدكتور محمد بن عبد الله الربيعة من جامعة القصيم على مبادرته في طرق موضوع علم السياق وعلاقته بالناسخ والمنسوخ وهي علاقة تتسم بالدقة المتناهية فكيف وعلم السياق الذي هو من أدق علوم القرآن التي تحتاج إلى بحث وإثارة تفتقدها مكتبة التفسير، لكن الذي يؤخذ على البحث أنه لم يتطرق لتعريف السياق وماهيته وكيف بدت العلاقة بين السياق والناسخ والمنسوخ؟
ولذلك لم يظهر من خلال الأمثلة المطروحة كيف كان السياق دليلاً على النسخ، أو دليلاً على عدم النسخ.
فالموضوع يحتاج إلى خدمة وتغطية من هذا الجانب ليزداد جمالاً وبهاءً، وللاستفادة في موضوع السياق فقد كتبت اطروحة حول علم السياق وكان موضوعها السياق القرآني وأثره في الترجيح الدلالي، لعلها تخدم في هذا المضمار، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[09 Apr 2007, 10:52 م]ـ
الدكتور المثنى
أشكركم على تعقيبكم، وبالنسبة لما يتعلق ببيان ماهية السياق والتعريف به فقد سبق في الحلقة الأولى من هذه الحلقات، ونتمنى أن نرى فوائد مما تضمنه بحثكم في هذا الباب.(/)
إذا أمكن المساعدة في ترجمة الشيخ علي بن محسن الصعيدي الرُّميني ....
ـ[أم قتادة]ــــــــ[08 Apr 2007, 09:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من فضلكم، إذا أمكن المساعدة في ترجمة وافية للشيخ علي بن محسن الصعيدي الرّميني، وهو أحد شرّاح الدّرة المضية في القراءات الثلاث المرضية لابن الجزري رحمهما الله تعالى
وجزاكم الله خيرا كثيرا
ـ[أبو صالح التميمي]ــــــــ[08 Apr 2007, 11:00 م]ـ
له ترجمة في "الأعلام" للزركلي، ولاأظنها وافية.
ـ[الجكني]ــــــــ[08 Apr 2007, 11:26 م]ـ
لعله "الرميلي" باللام وليس بالنون0
ـ[منصور مهران]ــــــــ[09 Apr 2007, 12:37 ص]ـ
كما بين شيخنا الجكني:
هو الرميلي: نسبة إلى الرُّمَيْلة، ت 1130 هج
وترجمته في الأعلام 4/ 323 و في معجم المؤلفين 2/ 490 (الرسالة):
مستقاة من: هدية العارفين 1/ 765، وإيضاح المكنون 1/ 465، 2/ 698،
وفهرس دار الكتب المصرية، وذيول بروكلمان
ـ[أم قتادة]ــــــــ[09 Apr 2007, 06:57 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[09 Apr 2007, 03:03 م]ـ
الرميلي: علي بن محسن الصعيدي أبو الصلاح المالكي الشاذلي الوفائي المعروف بالرميلي المتوفى بعد سنة 1130 ثلاثين ومائة وألف.
له تعطير الأنفاس بمناقب سيدي أبي الحسن الشاذلي وسيدي أبي العباس.
الدرر الحسان في حل مشكلات قوله تعالى الآن.
نيل المرام لوقف حمزة وهشام.
هدية العارفين
الباباني
تلاميذه:
1 - عبد الرحمن المقري
عبد الرحمن بن إبراهيم الشريف المقري الفاضل العالم الكامل الشافعي مولده برأس الخليج بليدة بالقرب من دمياط وحفظ القرآن العظيم للعشرة من طريق الحرز والشر والدرة على الشيخ أحمد الشهير بأبي قتب تلميذ البقري المقري المشهور وعلى الشيخ علي الرميلي وقرأ الفقه والعربية على البدر حسن المدابغي وحصر الحديث سماعاً على الشيخ عبد ربه الديوي قدم حلب في سنة خمسين ومائة وألف وتوطنها بالمدرسة الحلوية ثم انتقل إلى مدرسة الصاحب ابن السفاح ثم إلى المسجد بسويقة حاتم وانتفع به الناس بالقراآت كثيراً وبالعلم ولم يزل مقيماً بها حتى توفي في سنة أربع وسبعين ومائة وألف ودفن خارج باب الفرج بالقرب من قبر الولي المشهور أبي نمير.
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشرالمرادي
ـ[أم قتادة]ــــــــ[09 Apr 2007, 08:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا ...
ولكن بالنسبة لمشاركة العضو إبراهيم، إذا أمكن الاستفسار عن مسألتين:
1 - قولك: " الرميلي ..... وهشام" هل هو مأخوذ من كتاب هدية العارفين للباباني؟ (هل هذا هو القصد؟)
2 - ومن قولك:" تلاميذه ...... أبي نمير " هل هو مأخوذ من كتاب سلك الدرر؟
ـ[د. أنمار]ــــــــ[09 Apr 2007, 09:05 م]ـ
للفائدة فالرميلي يعد من مشايخنا في السند، وله ذكر في بعض الإجازات بالقراءات العشر.
فالشيخ إبراهيم العبيدي قرأ على شيخ الجامع الأزهر محمد بن حسن السمنودي المنير وهو قرأ على عليّ الرميلي وهو قرأعلى شيخ قراء زمانه محمد بن قاسم البقري وهو قرأ على شيخ قراء مصر عبد الرحمن بن شحاذة اليمني بسنده المعروف.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[09 Apr 2007, 09:26 م]ـ
من كتبه المخطوطة:
المنح الإلهية بشرح الدرة المضيّة فى علم القراءات الثلاثة المرضية,
أبى الصلاح على بن محسن الصعيدى الرميلى, مخطوط:
مكتبة جامعه محمّدبن سعود, 1162/ 117 ق / 25 س.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[09 Apr 2007, 10:31 م]ـ
وأيضا من تلامذته في القراءة محفوظ الفوي المقرئ برواق بني معمر بالأزهر وهو شيخ الأجهوري
وهذا موجود في بعض الأسانيد:
الأجهوري عن محفوظ عن الرميلي عن محمد البقري.
فالخلاصة شيخه في القراءات العشر:
محمد بن عمر بن قاسم البقري. (من الأسانيد) رقم 1273 ص 300 ج 1
تلاميذه الآخذين عنه القراءات العشر:
1 - محمد بن حسن المنير السمنودي (من الأسانيد) رقم 1341 ص 242 ج 1
2 - محفوظ الفموي المقرئ (من الأسانيد) رقم 1317 ص 257 ج 1
3 - عبد الرحمن بن إبراهيم المقري (من سلك الدرر)
وعموما
4 - الشيخ أحمد بن مصطفى بن أحمد الزبيري المالكي الإسكندري (كما في ترجمته في عجائب الآثار للجبرتي)
وبعد كتابة ما سبق خطر لي أن أنظر في الحلقات المضيئات للسيد بن أحمد بن عبد الرحيم فلم يزد على ما ذكرت بل لم يذكر عبد الرحمن المقري ولا لوم عليه لأنه ليس في الأسانيد التي وقف عليها،
وإتماما للفائدة وضعت رقم كل ترجمة وراء كل اسم كما هي في كتابه، ثم أتبعتها برقم الصفحة والجزء لصعوبة الوصول للترجمات فقط بالرقم بسبب طريقة الحلقات التي اعتمدها، وفيها ما فيها.
عموما فترجمة الرميلي تجدها ص 274 ج 1 تحت رقم 1288 وقال توفي بعد 1130 ثم ذكر الخلاف بين الكتب.
وفي الهامش أشار إلى مراجعه فذكر:
أعلام الزركلي 4/ 323
معجم المؤلفين 2/ 490
هدية العارفين 1/ 765
إيضاح المكنون 1/ 698
دار الكتب المصرية 5/ 142
دار الكتب الأزهرية 1/ 82، 142. 5/ 400
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أنمار]ــــــــ[09 Apr 2007, 11:32 م]ـ
أما الأسانيد فتراجع إجازات القراء وكمصدر قريب التناول: "سلسلة أسانيد القراء" للمزروعي
ـ[أم قتادة]ــــــــ[11 Apr 2007, 06:16 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ...
ولكن إذا أمكن معرفة ترجمته رحمه الله تعالى في " طبقات الشاذلّية" إن وُجدت .........
ـ[د. أنمار]ــــــــ[12 Apr 2007, 01:13 ص]ـ
الكوهن (000 - بعد 1347 ه = 000 - بعد 1928 م) الحسن بن محمد بن قاسم، أبو علي الكوهن التازي: مؤرخ مغربي، من فقهاء المالكية من أهل فاس كان يعمل في تجارة الكتب وجمع لنفسه مكتبة خاصة حافلة بالنفائس ووقفها على الزاوية الفتحية بخوخة السويقة في الرباط. وجاور بالحجاز. له كتب، منها (طبقات الشاذلية الكبرى - ط) ويسمى (جامع الكرامات العلية في طبقات الشاذلية) و (إعلام السائلين عمن أقبر بمصر من صحابة سيد المرسلين - ط) (2).
(2) نموذج 105 ودليل مؤرخ المغرب: الطبعة الثانية 1: 216 ودار الكتب 8: 21.
اهـ من أعلام الزركلي،
ووجدت أن الكتاب طبع أيضا في دار الكتب العلمية، فلينظر في مكتبة الجامعة.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[12 Apr 2007, 01:19 ص]ـ
ويوجد في النيل والفرات على الشبكة
http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb136246-96457&search=books
ـ[أم قتادة]ــــــــ[13 Apr 2007, 07:21 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[د. أنمار]ــــــــ[04 Jan 2008, 05:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا ...
ولكن إذا أمكن معرفة ترجمته رحمه الله تعالى في " طبقات الشاذلّية" إن وُجدت .........
لم يذكره الكوهن الفاسي في طبقات الشاذلية الكبرى(/)
تقرير عن ندوة: جهود الشيخ محمد بن عبد الوهاب في التفسير
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[08 Apr 2007, 09:30 م]ـ
تقرير عن ندوة: جهود الشيخ محمد بن عبد الوهاب في التفسير
الحمد لله والصلاة على رسول الله وآله وصحبه أجمعين وبعد:
في يوم الأحد 13/ 3/1428هـ، شهدت قاعة المحاضرات الكبرى بالجامعة الإسلامية ندوة علمية، أقامها فرع الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم، وعلومه، بالمدينة المنورة، وكانت بعنوان:
جهود الشيخ محمد بن عبد الوهاب في التفسير
وقد شارك في تقديمها كلٌ من:
1 - الأستاذ الدكتور عماد زهير حافظ - رئيس فرع الجمعية بالمدينة المنورة وعضو مجلس الإدارة.
2 - الدكتور محمد بكر عابد –عضواً.
3 - الدكتور مسعد الحسيني –عضواً
وقد تطرقت هذه الندوة المباركة إلى محاور تلخصت في:
ترجمة موجزة عن حياة (الشيخ رحمه الله) ونشأته العلمية والعملية، ودعوته، وعلاقة دعوة الشيخ بالتفسير، والملامح التي تميّز بها تفسيره عن غيره من التفاسير.
ابتدأها المحاضران بترجمة موجزة عن حياة (الشيخ رحمه الله) ونشأته العلمية، التي ظهر فيها ذكاءه الوقّاد، وهمّته العالية وطلبه للعلم، ورحلته إليه لتلقّي مختلف العلوم الإسلامية، فهذه النشأة الطيبة، والحياة العلمية الحافلة انعكست بشكل كبير على تمهّر (الشيخ رحمه الله) في مجال تفسير القرآن الكريم وغيره من العلوم المختلفة، وقد أدرك ذلك كثير من الباحثين خلال ترجمتهم لسيرة الشيخ رحمه الله خلال الرسائل العلمية، والبحوث التي قدّموها في هذا المجال، التي من أبرزها رسالة مقدّمة من الدكتور: مسعد الحسيني حول: (جهود الشيخ محمد بن عبد الوهاب في التفسير، مع تحقيق جزء من تفسيره)،وكان ممّا توصلت إليه بحوث الباحثين في تراث الشيخ عثورهم على (تفاسير) لبعض سورالقرآن الكريم ألّفها الشيخ لم تحقّق بعد تحقيقا علمياً رصيناً، وكذلك على مؤلّفات أخرى للشيخ رحمه الله، عُثِر عليها ككتاب في (مختصر تفسير ابن كثير)، وكتاب في (استنباطات في القرآن)، وفي هذه المؤلفات مال إلى تفسير القرآن بالقرآن وبالسنة النبوية، ثم بتفسير الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين، ثم بلغة العرب، ثم مايفتح الله به على المفسر، وعثر له كذلك في الفضائل على (كتاب فضائل القرآن الكريم) وقد حُقِّق هذا الكتاب وطبع، وهويحتوي على الآثار الواردة في فضل القرآن وعلىكثير من الاستنباطات له -رحمه الله- في تفسير القرآن الكريم.
وحول ما إذا كان الشيخ رحمه الله قد فسر القرآن كاملا؟ أجاب فضيلة الدكتور: محمد بكر عابد، بأنه لم يفسر القرآن كاملاً لكنّه رحمه الله فسّر طائفة كبيرة من الآيات الواردة في بعض السور، كسورة يوسف، والحجر، والنمل، وبقيت طائفة من تفاسير هذه السور ضمن المخطوطات التي لم تجد النّور بعد، وهي في حاجة دون شكّ إلى التّحقيق والدّراسة.
وحول أبرز ماتميّز به تفسير الشيخ رحمه الله عن غيره، أشار المحاضران إلى خلو تفسير الشيخ من الخلافات والاستطرادات، وإلى تميزه باعتماده على الأقرب لمروي الأمة، وإلى سلوكه فيه -رحمه الله- ربط مسلك كتاب التوحيد مع منهج القرآن، ربطاً لهما بالمجتمع،وطبيعة الواقع العلمي والدعوي والإصلاحي، مع استخلاص الفوائد العلمية من ذلك كله، وغير ذلك من الميزات التي تُشير إلى أنّ الشيخ رحمه الله قد أُعطي في القرآن فهما سديداً، ونوراً وبصيرة نافذة، ساعدته على نشر دعوته، وإصلاح أمته، وتجديد واقعه، لتصل هذه الدعوة المباركة إلى ماوصلت إليه من الانتشار الكبير الذي تحقق بفضل الله تعالى، ثم بفضل جهود الشيخ -رحمه الله-.
وحول قيمة تفسير الشيخ بين التفاسير، أجاب الدكتور: مسعد الحسيني، بأهمية تفسير الشيخ رحمه الله، ورجوع قيمته إلى سيره على خطى السلف -رحمهم الله- حيث سار على سنن المفسرين، بدء بالتفسير بالمأثور، وماورد عن الصحابة والتابعين، ثم التفسيربالرأي المحمود، ثم بلغة العرب، التي ظهر تضلعه الكبير فيها، هذا بالإضافة إلى استخدامه لكافة أدوات المفسر، ووسائله في أثناء تفسيره، برؤية شاملة لأصول الشريعة السمحة، مراعيا في ذلك اختلاف التّنوع في الفروع، وهذا كلّه -بفضل الله -منهج كامل استطاع فيه -رحمه الله -أن يعالج به واقعه ويصلحه، ناهجاً في ذلك اللّمحات العلمية، والاستشهادات الجليّة بمذاهب السلف، التي تكشف عن سلفيّته، لاخلفيّته، واهتماهه بالأثرما وجده، ودعوته إلى التوحيد وأقسامه ما سنحت له فرصته، من ذلك مااشتمل عليه تفسيره لسورة الفاتحة حيث تعرّض فيه للنّهي عن الذّبح لغير الله ونحو ذلك من البدعيّات والضّلالات التي تمسّ جانب التّوحيد، حرصاً منه على صيانة التّوحيد عن الشّرك والابتداع الواقع من مخالفيه في ذلك ونحوه.
وفي ختام النّدوة أثنى مقدّم النّدوة على هذه الجهود الطيّبة للشيخ (رحمه الله)، وسأل الله أن يجزيه خير الجزاء عن هذه الأمة الإسلامية الطيبة؛ لماقدّمه لها من جهود إصلاحية ودعوية مضنية حافلة بالعطاء، وأن يرحمه رحمة واسعة.
بعد ذلك استمع الحضور إلى بعض التعليقات من الأساتذة والطلبة الحاضرين، منها: دعوة الباحثين إلى دراسة جهود الشيخ في ذكر (أسباب نزول القرآن من خلال كتابه مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم)، ومنها: الدعوة إلى الاهتمام بجهود الشيخ رحمه الله في العناية بالقرآن الكريم وعلومه، الأخرى كقراءاته وغيرها، خاصة تلك المثبتة في ثبت من ترجموا للشيخ رحمه الله، وغير ذلك من تعليقات الحضور.
وقدكانت السّعادة بادية على جمهور الحاضرين، والفرحة غامرة لهم لهذا اللّقاء الطيب مع معالى مدير الجامعة -حفظه الله- ضمن فعاليات هذه النّدوة العلمية التي رصدت جهود شخصية علميّة عملاقة في التفسير، لها دورها الكبير في إصلاح الأمة الإسلامية ونشر الإسلام بين الناس جميعاً. والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Apr 2007, 10:44 م]ـ
جزاكم الله خيراً يا دكتور أمين على هذا التقرير المختصر، وقد أسعدني هذا النبأ وهذا اللقاء العلمي الذي نظمه فرع الجمعية العلمية للقرآن وعلومه بالمدينة المنورة، وأسأل الله لكم المزيد من التوفيق واللقاءات العلمية المثمرة. وفي انتظار المزيد من اللقاءات المماثلة حول مائدة القرآن والجهود التي بذلت وتبذل لخدمته ونشره.
زادك الله توفيقاً وبارك فيك.(/)
حكم الاستغفار للمشرك الحي
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[09 Apr 2007, 12:31 ص]ـ
السلام عليكم:
اعلم ان هذا الحكم قد يستغربه البعض منكم ولكن أرجو النظر في الأدلة والحكم بعدها:
أولاً: من القرآن الكريم:
((ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم))
هذا دليل في منع الاستغفار للمشرك بعد موته ومحل الشاهد في الآية قوله تعالى: "من بعد ما تبين" فقد صح عن ابن عباس والمسيب وقتادة ومجاهد أن المقصود "بعد ما يموت".
وقال الطبري مرجحاً له: ((وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قولُ الله، وهو خبره عن إبراهيم أنه لما تبين له أن أباه لله عدوٌّ، يبرأ منه، وذلك حال علمه ويقينه أنه لله عدوٌّ، وهو به مشرك، وهو حالُ موته على شركه)).
ويقول ابن كثير: ((كان إبراهيم، عليه السلام، يستغفر لأبيه مدة حياته، فلما مات على الشرك وتبين إبراهيم ذلك، رجع عن الاستغفار له، وتبرأ منه)).
وهذا لا يخالف العقل فلا يتبين أن الإنسان من أصحاب الجحيم إلا بموته على الكفر أو بالنص عليه كأبي لهب مثلاً وما عدا هذا فلا يستطيع أي شخص الحكم على شخص آخر بأنه من أصحاب الجحيم فربما يسلم الكافر قبل موته ويرتد المسلم قبل موته!! اللهم ثبتنا على دينك ولا تفتنا!!
ثانياً: من السنة النبوية:
1 - قوله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة أحد بعد كسر رباعيته: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون"
وهذا الحديث متفق عليه من حديث ابن مسعود على سبيل الحكاية عن نبي من الأنبياء السابقين.
وصح من حديث سهل بن سعد أنه قول النبي -صلى الله عليه وسلم- مباشرة.
ولا تعارض!!
2 - استغفاره لصناديد قريش عند فتح مكة: والحديث نصه كما في الأموال لابن زنجويه برقم 196 والنسائي في الكبرى (6/ 382) بسند صحيح:
عن أبي هريرة: (( ......... وهزم الله المشركين، فدخل الحرم، وعمد صناديد قريش، فدخلوا الكعبة، فغص بهم البيت، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم، فطاف بالبيت وركع ركعتين خلف المقام، ثم أخذ بجنبتي الباب، فقال: «يا قريش، ما تقولون وتظنون؟» قالوا: نقول ونظن أنك أخ وابن عم حليم رحيم. قال: «وما تقولون وما تظنون؟» قالوا: نقول إنك أخ وابن عم حليم رحيم. قال: «ما تقولون وتظنون؟» قالوا: نقول: أخ وابن عم حليم رحيم. قال: «أقول كما قال أخي يوسف: (لا تثريب عليكم اليوم، يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين)». قال: فخرجوا فبايعوه على الإسلام ............ ))
ولفظ الطحاوي في شرح معاني الآثار -برقم 5044 - بسند صحيح أيضاً أنهم بعد قوله لهم هذا: ((قال -أي أبو هريرة- فخرجوا كأنما نشروا من القبور فدخلوا في الإسلام))
ثالثاً: فتوى سيدنا عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-:
1 - روى ابن أبي شيبة في مصنفه بسند صحيح قال:
حدثنا ابن فضيل عن ضرار بن مرة عن سعيد بن جبير قال مات رجل نصراني فوكله ابنه إلى أهل دينه فذكر ذلك لابن عباس فقال ما كان عليه لو مشى معه ودفنه واستغفر له ما كان حيا ثم تلا * (وما كان استغفار إبراهيم لابيه) * الآية.
2 - وأخرجه أيضاً بسند صحيح فقال حدثنا وكيع عن إسرائيل عن ضرار بن مرة عن سعيد بن جبير قال مات رجل نصراني وله بن مسلم فلم يتبعه فقال بن عباس كان ينبغي له أن يتبعه ويدفنه ويستغفر له في حياته.
3 - وأخرجه عبد الرزاق أيضاً في مصنفه بسند صحيح فقال: أخبرنا ابن عيينة عن أبي سنان عن سعيد بن جبير قال: توفى أبو رجل، وكان يهوديا، فلم يتبعه ابنه، فذكر ذلك لابن عباس، فقال ابن عباس: وما عليه لو غسله، واتبعه، واستغفر له ما كان حيا - يقول: دعا له ماكان الاب حيا - قال: ثم قرأ ابن عباس * (فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه) * يقول: لما مات على كفره.
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[09 Apr 2007, 12:33 ص]ـ
رابعاً: أقوال العلماء:
1 - هذا قول الإمام الطبرى فى تفسيره تعليقاً على بعض آثار ابن عباس السابقة:
(يُتْبَعُ)
(/)
((وقد تأول قوم قول الله: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى} ... الآية، أن النهي من الله عن الاستغفار للمشركين بعد مماتهم، لقوله: {من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم} وقالوا: ذلك لا يتبينه أحد إلا بأن يموت على كفره، وأما هو حي فلا سبيل إلى علم ذلك، فللمؤمنين أن يستغفروا لهم)).
2 - وفي المعتصر من مشكل الآثار للطحاوي:
((ومما يدل على جواز الاستغفار للمشرك مادام حيا قوله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون))
3 - قال الإمام ابن حبان في صحيحه تعليقاً على حديث سهل بن سعد عند قوله -صلى الله عليه وسلم- "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون":
((معنى هذا الدعاء الذي قال يوم أحد لما شج وجهه أي اغفر لهم ذنبهم في شج وجهي، لا أنه أراد الدعاء لهم بالمغفرة مطلقا)).
4 - وقال الإمام ابن العربي في أحكام القرآن:
((المسألة الثالثة: منع الله رسوله والمؤمنين من طلب المغفرة للمشركين؛ لأنه قد قدر ألا تكون؛ وأخبر عن ذلك، وسؤال ما قدر أنه لا يفعله، وأخبر عنه هنا.
فإن قيل: فقد {قال النبي صلى الله عليه وسلم حين كسروا رباعيته، وشجوا وجهه: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون} فسأل المغفرة لهم.
قلنا: عنه أربعة أجوبة:
الأول: يحتمل أن يكون ذلك قبل النهي، وجاء النهي بعده.
الثاني: أنه يحتمل أن يكون ذلك سؤالا في إسقاط حقه عندهم، لا لسؤال إسقاط حقوق الله، وللمرء أن يسقط حقه عند المسلم والكافر.
الثالث: أنه يحتمل أن يطلب المغفرة لهم؛ لأنهم أحياء، مرجو إيمانهم، يمكن تألفهم بالقول الجميل، وترغيبهم في الدين بالعفو عنهم.
فأما من مات فقد انقطع منه الرجاء.
الرابع: أنه يحتمل أن يطلب لهم المغفرة في الدنيا برفع العقوبة عنهم حتى إلى الآخرة، كما قال الله: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون})).
5 - قال الإمام القرطبي في تفسيره (4/ 586) لقوله تعالى (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم) وفي جوابه على تعارض هذا مع دعاء النبي لقومه بالمغفرة في الحديث السابق:
((جواب ثالث: وهو أن الاستغفار للأحياء جائز لأنه مرجو إيمانهم ويمكن تألفهم بالقول الجميل وترغيبهم في الدين. وقد قال كثير من العلماء: لا بأس أن يدعو الرجل لأبويه الكافرين ويستغفر لهما ما داما حيين. فأما من مات فقد انقطع عنه الرجاء فلا يدعي له. قال ابن عباس: كانوا يستغفرون لموتاهم فنزلت فأمسكوا عن الاستغفار ولم ينههم أن يستغفروا للأحياء حتى يموتوا)).
6 - ويقول الإمام الشاطبي في الموافقات:
((وقال في ابن أبي لأستغفرن لك ما لم أنه عنك حتى نزل استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ونزل ولا تصل على أحد منهم مات أبدا الآية وإن كان قد نهي عنه فلم ينه عن الاستغفار لمن كان حيا منهم وقال عليه الصلاة والسلام اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون وعلى الجملة فالدعاء للغير مما علم من دين الأمة ضرورة))
7 - ويقول الحافظ ابن حجر في الفتح: ((المراد بالمغفرة في قوله في الحديث الآخر " اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " العفو عما جنوه عليه في نفسه لا محو ذنوبهم كلها لأن ذنب الكفر لا يمحى، أو المراد بقوله " اغفر لهم " اهدهم إلى الإسلام الذي تصح معه المغفرة، أو المعنى اغفر لهم إن أسلموا، والله أعلم)).
8 - ويقول الإمام ابن عطية في المحرر الوجيز:
((وقوله {من بعد ما تبين} يريد من بعد الموت على الكفر فحينئذ تبين أنهم أصحاب الجحيم أي سكانها وعمرتها، والاستغفار للمشرك الحي جائز إذ يرجى إسلامه))
9 - ويقول ابن حيان في البحر المحيط:
(يُتْبَعُ)
(/)
((قالوا: والاستغفار للمشرك الحي جائز إذ يرجى إسلامه، ومن هذا قول أبي هريرة: رحم الله رجلا استغفر لأبي هريرة ولأمه، قيل له: ولأبيه؟ قال: لا لأن أبي مات كافرا، فإن ورد نص من الله على أحد إنه من أهل النار وهو حي كأبي لهب امتنع الاستغفار له، فتبين كينونة المشرك أنه من أصحاب الجحيم تمويه على الشرك وبنص الله عليه وهي حي، أنه من أهل النار. ويدخل على جواز الاستغفار للكفار إذا كانوا أحياء، لأنه يرجى إسلامهم ما " حكى رسول الله صلى الله عليه وسلم: عن نبي قبله شجه قومه، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يخبر عنه بأنه قال: «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ")).
10 - يقول البيضاوي (ت:685هـ) في تفسيره:
(من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم) بأن ماتوا على الكفر وفيه دليل على جواز الاستغفار لأحيائهم فإنه طلب توفيقهم للإيمان وبه دفع النقيض باستغفار إبراهيم عليه الصلاة والسلام لأبيه الكافر.
11 - يقول أبو السعود (ت:951هـ) في إرشاد العقل السليم:
سأستغفر لك ربي أي أستدعيه أن يغفر لك بأن يوفقك للتوبة ويهديك إلى الإيمان كما يلوح به تعليل قوله تعالى واغفر لأبي بقوله تعالى إنه كان من الضالين والاستغفار بهذا المعنى للكافر قبل تبين أنه يموت على الكفر مما لا ريب في جوازه وإنما المحظور استدعاء المغفرة له مع بقائه على الكفر فإنه مما لا مساغ له عقلا ولا نقلا وأما الاستغفار له بعد موته على الكفر فلا تاباه قضية العقل وإنما الذي يمنعه السمع.
12 - يقول الإمام الألوسي في تفسيره روح المعاني:
((والتحقيق في هذه المسألة أن الاستغفار للكافر الحي المجهول العاقبة بمعنى طلب هدايته للايمان مما لا محذور فيه عقلا ونقلا وطلب ذلك للكافر المعلوم أنه قد طبع على قلبه وأخبر الله تعالى أنه لا يؤمن وعلم أن لا تعليق في أمره أصلا مما لا مساغ له عقلا ونقلا)).
13 - ويقول إسماعيل حقي (ت:1137هـ) في روح البيان:
{سأستغفر لك ربى} ....... اى استدعيه ان يغفر لك بان يوفقك والاستغفار بهذا المعنى للكافر قل تبين انه يموت على الكفر مما لا ريب فى جوازه وانما المحظور استدعاؤه له مع بقائه على الكفر فانه مما لا مساغ له عقلا ولا نقلا واما الاستغفار له بعد موته على الكفر فلا يأباه قضية العقل وانما الذى يمنعه السمع.
14 - ويقول الشيخ عطية صقر في فتوى له مطولة:
((الاستغفار للأحياء جائز؛ لأن إيمانهم مرجُوٌّ، أما من مات فقد انقطع عنه الرجاء فلا يُدعَى له. قال ابن عباس: كانوا يستغفرون لموتاهم فنزلت، فأمسَكوا عن الاستغفار، ولم ينْهُهم أن يستغفروا للأحياء حتى يموتوا)).
15 - ويقول الشيخ عبد الله الفقيه:
((وأما إذا أراد بقوله (اللهم اغفر له) إن أسلم أو أراد بالدعاء له بالمغفرة أن يحصل له سببها وهو الإسلام فلا حرج في ذلك)) انتهى كلامه.
16 - يقول الشيخ محمد الحمود النجدي:
((وفي حال الحياة: هل يجوز الاستغفار للمشرك والدعاء له بالرحمة والهداية؟ الدعاء له بالهداية والرحمة جائز بلا خلاف أعلمه، إلا الدعاء له بالمغفرة، ففيه حلاف والذي يظهر أنه جائز، لأن الآية يدل مفهومها على أنه إذا كان حياً فيجوز للنبي صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا أن يستغفروا له، يقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، اللهم اهده، هذا كله جائز إذا كان حياً، وأما بعد الوفاة فلا يجوز الدعاء له بالرحمة والمغفرة، كما سبق))
17 - وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:
((الاستغفار للكافر:
اتفق الفقهاء على أن الاستغفار للكافر محظور، بل بالغ بعضهم فقال: إن الاستغفار للكافر يقتضي كفر من فعله، لأن فيه تكذيبا للنصوص الواردة التي تدل على أن الله تعالى لا يغفر أن يشرك به، وأن من مات على كفره فهو من أهل النار.
- وأما من استغفر للكافر الحي رجاء أن يؤمن فيغفر له، فقد صرح الحنفية بإجازة ذلك، وجوز الحنابلة الدعاء بالهداية، ولا يستبعد ذلك من غيرهم، كذلك استظهر بعضهم جواز الدعاء لأطفال الكفار بالمغفرة، لأن هذا من أحكام الآخرة)).
والله تعالى اعلم.
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[09 Apr 2007, 12:35 ص]ـ
هل من معترض مناقش نقاشاً علمياً أو مؤيد مستدل بدليل آخر أو قول جديد؟؟
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[09 Apr 2007, 11:25 ص]ـ
بحث جيد،وجار على طريقة أهل العلم ـ وفقك الله ـ.
لكن أرى أن النقول عن المفسرين المتأخرين طالت ـ مع أن حاصله موجود في كلام المتقدمين ـ فلم تكن هناك حاجة ـ فيما يبدو لي ـ بإفرادها بالذكر ـ كما صنعت ـ وكان يمكن تلخيص عبارة جامعة، ثم الإحالة إلى هذه المصادر بدلاً من سردها،وأنت قادر على هذا ـ بإذن الله ـ.
وإن كان في الجعبة شيء أضفته، فشكر الله لك.
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[10 Apr 2007, 11:46 م]ـ
السلام عليكم:
جزى الله خيراً الدكتور الفاضل/ عمر المقبل ونتابع إنتاجكم وفقكم الله.
اعرف عيب هذا البحث ولأن موضعه كان موضع مناقشة طويلة فقد حاولت فيه استيعاب كل ما قيل في المسألة عند المتقدمين والمتأخرين.
جزاكم الله خيراً وننتظر تعليقات الإخوة الأفاضل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[13 Apr 2007, 12:29 ص]ـ
للرفع.
هل من مزيد؟؟
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[25 Apr 2007, 12:55 ص]ـ
السلام عليكم:
أضع هنا تكملة واستفسار:
أما التكملة:
فهي هامش الموسوعة الفقهية الكويتية (4/ 43):
ابن عابدين (1/ 351) وفتح القدير (1/ 467) وأصول السرخسي (2/ 135) والنسفي (2/ 148) ط الحلبي والألوسي (10/ 148) (11/ 34 - 38) ط المنيرية والفروق (4/ 260) ط دار إحياء الكتب العربية ونهاية المحتاج وحاشية الشبراملسي عليها (2/ 484) ط الحلبي والمجموع (5/ 144) والمغني مع الشرح الكبير (2/ 357) والفروع (1/ 699) وفتاوى ابن تيمية (1/ 146 - 147) وفتح الباري (3/ 177) ط البهية واقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية 445 ط دار المجد والآداب الشرعية (1/ 416).
أما الاستفسار فهو:
قد جاء في تحفة المحتاج شرح المنهاج للهيتمي (ت:974هـ):
(قوله: ثم رأيت الأذرعي قال إطلاقه بعيد إلخ) أقره ع ش ثم قال فرع في استحباب الدعاء للكافر خلاف واعتمد م ر الجواز وأظن أنه قال لا يحرم الدعاء له بالمغفرة إلا إذا أراد المغفرة مع موته على الكفر وسيأتي في الجنائز التصريح بتحريم الدعاء للكافر بالمغفرة نعم إن أراد اللهم اغفر له إن أسلم أو أراد بالدعاء له بالمغفرة أن يحصل له سببه وهو الإسلام فلا يتجه إلا الجواز سم على المنهج
وفي نهاية المحتاج للرملي (ت:1004هـ):
[فرع] في استحباب الدعاء للكافر خلاف ا هـ.
واعتمد م ر الجواز، وأظن أنه قال: لا يحرم الدعاء له بالمغفرة إلا إذا أراد المغفرة له مع موته على الكفر، وسيأتي في الجنائز التصريح بتحريم الدعاء للكافر بالمغفرة.
نعم إن أراد اللهم اغفر له إن أسلم أو أراد بالدعاء له بالمغفرة أن يحصل له سببه وهو الإسلام ثم هي فلا يتجه إلا بالجواز ا هـ سم على منهج
وجاء في حاشية البجيرمي (ت:1221هـ) على الخطيب (ت:977هـ):
ويحرم الدعاء للكافر بالمغفرة، نعم إن أراد اللهم اغفر له إن أسلم أو أراد بالدعاء له بالمغفرة أن يحصل له سببها وهو الإسلام فلا يتجه إلا الجواز.
ا هـ. إطفيحي.
وجاء في حاشية الجمل (ت:1204هـ) على منهج الأنصاري (ت:926هـ):
فرع في استحباب الدعاء للكافر خلاف ا هـ واعتمد م ر الجواز وأظن أنه قال لا يحرم الدعاء له بالمغفرة إلا إذا أراد المغفرة له مع موته على الكفر وسيأتي في الجنائز التصريح بتحريم الدعاء للكافر بالمغفرة نعم إن أراد اللهم اغفر له إن أسلم أو أراد بالدعاء له بالمغفرة أن يحصل له سببه وهو الإسلام ثم هي فلا يتجه إلا الجواز ا هـ سم على المنهج.
استفساري هو:
أنا اعرف معاني الرموز الواردة في النص الوارد:
م ر: تعني الرملي.
سم: تعني ابن قاسم العبادي (ت:994هـ).
ع ش: الشبراملسي (ت:1087هـ).
إطفيحي: على الأطفيحي (ت:1180هـ).
والسؤال: النص السابق أريد فصل المتن عن الهامش ومن صاحب الكلام الأصلي فلا يعقل أن ينقل مثل الهيتمي عن هؤلاء المتأخرين؟؟
سبب الاستفسار أني على المذهب الحنفي ولم ادرس المذهب الشافعي كفاية؟
أرجو الجواب والتعليق على الموضوع.
أخوكم.(/)
لطيفة: أسماء الأشجار التي وردت في القرآن والسنة.
ـ[المسيطير]ــــــــ[09 Apr 2007, 12:54 ص]ـ
أخبار الأشجار
السؤال:
هل يمكن أن تعطيني أدلةً من القرآن و السنة على ما يلي:
شجرة طوبى - شجرة الخلد - شجرة المعرفة - الشجرة العظيمة - أطول شجرة في الجنة (السماء). جزاك الله خيراً ..
هذه الأشجار مذكورة عند المسلمين، و أنا أبحث عن مدى صدق ذلك.
الجواب:
الحمد لله
لقد ورد في القرآن والسنّة ذكر لأشجار عديدة فيما يلي عرض لبعضها:
شجرة النخلة
وهي الشجرة الطيبة التي ضرب الله بها المثل لكلمة التوحيد عندما تستقر في القلب الصّادق فتثمر الأعمال المقويّة للإيمان
قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) سورة إبراهيم
وهي الشجرة التي ضربها الله مثلا للمؤمن في عموم نفعها وبقائها وتنوّع فائدتها كما جاء عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ مِنْ الشَّجَرِ شَجَرَةً لا يَسْقُطُ وَرَقُهَا وَإِنَّهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ حَدِّثُونِي مَا هِيَ قَالَ فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ فَاسْتَحْيَيْتُ ثُمَّ قَالُوا حَدِّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هِيَ النَّخْلَةُ البخاري 60
شجرة الزيتون المباركة التي ضرب الله بها المثل في صفاء زيتها
(اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35) سورة النور
وقال تعالى في سورة المؤمنون:
(وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلآكِلِينَ (20)
وعَنْ أَبِي أَسِيدٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُوا الزَّيْتَ وَادَّهِنُوا بِهِ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ رواه الترمذي 1775 وهو في صحيح الجامع.
الشجرة التي أنبتها الله ليونس عليه السلام غذاء وعلاجا
كما في قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ. إِلَى قَوْلِهِ: فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (146) سورة الصافات.
قال المفسّرون: اليَقْطِين هو القرع، وذكر بعضهم في القرع فوائد منها: سرعة نباته، وتظليل ورقه لكبره ونعومته، وأنه لا يقربها الذباب، وجودة تغذية ثمره، وأنه يؤكل نيئا ومطبوخا وقشره أيضا وقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب الدباء ويتتبعه من نواحي الصحفة. تفسير ابن كثير
الشجرة العظيمة في السماء التي رأى نبينا محمد أباه إبراهيم عليهما السلام
عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ عن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قصة الرؤيا قال: " .. فَانْطَلَقْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ فِيهَا شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ وَفِي أَصْلِهَا شَيْخٌ وَصِبْيَانٌ وَإِذَا رَجُلٌ قَرِيبٌ مِنْ الشَّجَرَةِ بَيْنَ يَدَيْهِ نَارٌ يُوقِدُهَا فَصَعِدَا بِي فِي الشَّجَرَةِ وَأَدْخَلانِي دَارًا لَمْ أَرَ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا فِيهَا رِجَالٌ شُيُوخٌ وَشَبَابٌ وَنِسَاءٌ وَصِبْيَانٌ ثُمَّ أَخْرَجَانِي مِنْهَا فَصَعِدَا بِي الشَّجَرَةَ فَأَدْخَلانِي دَارًا هِيَ أَحْسَنُ وَأَفْضَلُ فِيهَا شُيُوخٌ وَشَبَابٌ قُلْتُ طَوَّفْتُمَانِي اللَّيْلَةَ فَأَخْبِرَانِي عَمَّا رَأَيْتُ قَالا نَعَمْ .. وَالشَّيْخُ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلام وَالصِّبْيَانُ حَوْلَهُ فَأَوْلادُ النَّاسِ
(يُتْبَعُ)
(/)
. " بخاري 1270
شجرة سدرة المنتهى التي رأى النبي صلى الله عليه وسلم عندها جبريل لما عرج به إلى السماء
قال الله تعالى: (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ ءَايَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18) سورة النجم
وجاء في تفسير قوله تعالى (إذ يغشى السدرة ما يغشى) في حديث أبي ذر عند الإمام البخاري " فغشيها ألوان لا أدري ما هي .. ، وفي حديث أبي سعيد وابن عباس: يغشاها الملائكة، وفي رواية مسلم " فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تغيرت , فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها ".
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث المعراج المشهور لما عرج به جبريل إلى السماء ينفذ به من سماء إلى سماء بأمر الله عزّ وجلّ حتى دخل السماء السابعة قال: ثُمَّ رُفِعَتْ إِلَيَّ سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى فَإِذَا نَبْقُهَا مِثْلُ قِلالِ هَجَرَ وَإِذَا وَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةِ قَالَ هَذِهِ سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى .. " رواه البخاري 3598
وسبب تسميتها سدرة المنتهى كما جاء في حديث ابن مسعود في صحيح الإمام مسلم: " وإليها ينتهي ما يعرج من الأرض فيقبض منها , وإليها ينتهي ما يهبط فيقبض منها " وقال النووي سميت سدرة المنتهى لأن علم الملائكة ينتهي إليها , ولم يجاوزها أحد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهي الشجرة التي ينتهي إليها علم كل نبي مرسل وكل ملك مقرب، وما خلفها غيب لا يعلمه إلا الله أو من أعلمه , وقيل إليها منتهى أرواح الشهداء.
وقوله: (فإذا نبقها) النبق معروف وهو ثمر السدر.
وقوله: (مثل قِلال هَجَر) قال الخطابي: القلال بالكسر جمع قُلَّة .. هي الجِرار , يريد أن ثمرها في الكبر مثل القلال , وكانت معروفة عند المخاطبين فلذلك وقع التمثيل بها , ..
وقوله: " هجر " اسم بلدة.
وقوله: (وإذا ورقها مثل آذان الفيلة) أي ورقها في الضّخامة مثل آذان الفيلة.
شجرة طوبى في الجنة
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لا يَقْطَعُهَا وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ رواه البخاري 4502
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " طوبى شجرة في الجنة مسيرة مائة عام ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها " رواه ابن حبان وهو في صحيح الجامع 3918
وعن عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ قال: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنْ الْحَوْضِ وَذَكَرَ الْجَنَّةَ ثُمَّ قَالَ الأَعْرَابِيُّ فِيهَا فَاكِهَةٌ قَالَ نَعَمْ وَفِيهَا شَجَرَةٌ تُدْعَى طُوبَى .. قَالَ أَيُّ شَجَرِ أَرْضِنَا تُشْبِهُ قَالَ لَيْسَتْ تُشْبِهُ شَيْئًا مِنْ شَجَرِ أَرْضِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَيْتَ الشَّامَ فَقَالَ لا قَالَ تُشْبِهُ شَجَرَةً بِالشَّامِ تُدْعَى الْجَوْزَةُ تَنْبُتُ عَلَى سَاقٍ وَاحِدٍ وَيَنْفَرِشُ أَعْلاهَا قَالَ مَا عِظَمُ أَصْلِهَا قَالَ لَوْ ارْتَحَلَتْ جَذَعَةٌ مِنْ إِبِلِ أَهْلِكَ مَا أَحَاطَتْ بِأَصْلِهَا حَتَّى تَنْكَسِرَ تَرْقُوَتُهَا هَرَمًا قَالَ فِيهَا عِنَبٌ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَمَا عِظَمُ الْعُنْقُودِ قَالَ مَسِيرَةُ شَهْرٍ لِلْغُرَابِ الأَبْقَعِ وَلا يَعْثُرُ قَالَ فَمَا عِظَمُ الْحَبَّةِ قَالَ هَلْ ذَبَحَ أَبُوكَ تَيْسًا مِنْ غَنَمِهِ قَطُّ عَظِيمًا قَالَ نَعَمْ قَالَ فَسَلَخَ إِهَابَهُ فَأَعْطَاهُ أُمَّكَ قَالَ اتَّخِذِي لَنَا مِنْهُ دَلْوًا قَالَ نَعَمْ قَالَ الأَعْرَابِيُّ فَإِنَّ تِلْكَ الْحَبَّةَ لَتُشْبِعُنِي وَأَهْلَ بَيْتِي قَالَ نَعَمْ وَعَامَّةَ عَشِيرَتِكَ رواه الإمام أحمد
شجرة الزّقوم وهي من طعام أهل النار
(يُتْبَعُ)
(/)
وهي التي قَالَ الله فيها (وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ) والتي قَالَ فيها أيضا: (ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51) لآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (52) فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53) فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (54) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55) هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (56) سورة الواقعة
وقال تعالى: (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (50) سورة الدخان
وقال تعالى: (أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (67) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإِلَى الْجَحِيمِ (68) سورة الصافات
الشجرة التي بايع النبي صلى الله عليه وسلم تحتها أصحابه على الموت وعدم الفرار
كما وقع في غزوة الحديبية لما بلغه خيانة المشركين، وهي الشجرة المذكورة في قوله تعالى: (َلقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ). سورة الفتح
الشجرة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب عندها
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى شَجَرَةٍ أَوْ نَخْلَةٍ فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْ الأَنْصَارِ أَوْ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا نَجْعَلُ لَكَ مِنْبَرًا قَالَ إِنْ شِئْتُمْ فَجَعَلُوا لَهُ مِنْبَرًا فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ دُفِعَ إِلَى الْمِنْبَرِ فَصَاحَتْ النَّخْلَةُ صِيَاحَ الصَّبِيِّ ثُمَّ نَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ تَئِنُّ أَنِينَ الصَّبِيِّ الَّذِي يُسَكَّنُ قَالَ كَانَتْ تَبْكِي عَلَى مَا كَانَتْ تَسْمَعُ مِنْ الذِّكْرِ عِنْدَهَا البخاري 3319
الشجرة التي كلم الله عندها موسى عليه السلام وبعثه نبياً
قال تعالى: (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يا موسى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30) سورة القصص
الشجرة التي نهى الله الأبوين عن الأكل منها
قال الله تعالى: (وَيَا ءَادَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) سورة الأعراف
وقال تعالى: (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَاآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى (120) سورة طه
وقال عزّ وجلّ: (فَدَلاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22) سورة الأعراف
شجرة الأَرْز التي ضرب الله بها مثل الكافر
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الزَّرْعِ لا تَزَالُ الرِّيحُ تُمِيلُهُ وَلا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ يُصِيبُهُ الْبَلاءُ وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ شَجَرَةِ الأَرْزِ لا تَهْتَزُّ حَتَّى تَسْتَحْصِدَ رواه مسلم 5024
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي رواية: (ومثل الكافر كمثل الأرزة المجذبة على أصلها لا يفيئها شيء حتى يكون انجعافها مرة واحدة). وقوله صلى الله عليه وسلم (الأرزة) فقال أهل اللغة والغريب: شجر معروف يقال له: الأرزن يشبه شجر الصنوبر , بفتح الصاد يكون بالشام وبلاد الأرمن وقوله صلى الله عليه وسلم (تستحصد) أي: لا تتغير حتى تنقلع مرة واحدة كالزرع الذي انتهى يبسه.
وأما (المجذبة) فهي الثابتة المنتصبة، والانجعاف: الانقلاع.
قال العلماء: معنى الحديث أن المؤمن كثير الآلام في بدنه أو أهله أو ماله , وذلك مكفر لسيئاته , ورافع لدرجاته , وأما الكافر فقليلها , وإن وقع به شيء لم يكفر شيئا من سيئاته , بل يأتي بها يوم القيامة كاملة.
مسلم بشرح النووي
الشجرة في الرؤيا الصالحة التي تكلمت بما يُقال في سجود التلاوة
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي رَأَيْتُنِي اللَّيْلَةَ وَأَنَا نَائِمٌ كَأَنِّي أُصَلِّي خَلْفَ شَجَرَةٍ فَسَجَدْتُ فَسَجَدَتْ الشَّجَرَةُ لِسُجُودِي فَسَمِعْتُهَا وَهِيَ تَقُولُ اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي بِهَا عِنْدَكَ أَجْرًا وَضَعْ عَنِّي بِهَا وِزْرًا وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْرًا وَتَقَبَّلْهَا مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْتَهَا مِنْ عَبْدِكَ دَاوُدَ .. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجْدَةً ثُمَّ سَجَدَ قَالَ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ مِثْلَ مَا أَخْبَرَهُ الرَّجُلُ عَنْ قَوْلِ الشَّجَرَةِ رواه الترمذي 528
الشجرتان اللتان التأمتا على النبي صلى الله على النبي صلى الله عليه وسلم لستره عند قضاء حاجته
وقد جاء خبر ذلك في قصة صحيحة رواه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه عن جابر رضي الله عنه قال: .. نَزَلْنَا وَادِيًا أَفْيَحَ فَذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْضِي حَاجَتَهُ فَاتَّبَعْتُهُ بِإِدَاوَةٍ مِنْ مَاءٍ فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا يَسْتَتِرُ بِهِ فَإِذَا شَجَرَتَانِ بِشَاطِئِ الْوَادِي فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى إِحْدَاهُمَا فَأَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا فَقَالَ انْقَادِي عَلَيَّ بِإِذْنِ اللَّهِ فَانْقَادَتْ مَعَهُ كَالْبَعِيرِ الْمَخْشُوشِ الَّذِي يُصَانِعُ قَائِدَهُ حَتَّى أَتَى الشَّجَرَةَ الأُخْرَى فَأَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا فَقَالَ انْقَادِي عَلَيَّ بِإِذْنِ اللَّهِ فَانْقَادَتْ مَعَهُ كَذَلِكَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْمَنْصَفِ مِمَّا بَيْنَهُمَا لأَمَ بَيْنَهُمَا يَعْنِي جَمَعَهُمَا فَقَالَ الْتَئِمَا عَلَيَّ بِإِذْنِ اللَّهِ فَالْتَأَمَتَا قَالَ جَابِرٌ فَخَرَجْتُ أُحْضِرُ مَخَافَةَ أَنْ يُحِسَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقُرْبِي فَيَبْتَعِدَ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ فَيَتَبَعَّدَ فَجَلَسْتُ أُحَدِّثُ نَفْسِي فَحَانَتْ مِنِّي لَفْتَةٌ فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقْبِلاً وَإِذَا الشَّجَرَتَانِ قَدْ افْتَرَقَتَا فَقَامَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا عَلَى سَاقٍ .. صحيح مسلم 5328
الأشجار ذات الثمار خبيثة الرائحة التي نُهي المسلمون عن قربان المساجد إذا أكلوها
عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ قَالَ أَوَّلَ يَوْمٍ الثُّومِ ثُمَّ قَالَ الثُّومِ وَالْبَصَلِ وَالْكُرَّاثِ فَلا يَقْرَبْنَا فِي مَسَاجِدِنَا فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ الإِنْسُ النسائي 700
الشجر الذي يكشف اليهود للمسلمين ليقتلوهم في الملحمة الكبرى في آخر الزمان إلا شجر الغرقد
وَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلَهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ وَرَاءَ الْحَجَرِ أَوْ الشَّجَرَةِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلاَّ الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ " رواه الإمام أحمد وهو حديث صحيح
كانت تلك طائفة من أخبار الأشجار في الكتاب والسنة فيها عبر وعظات وأمثال نسأل الله أن ينفعنا بها وصلى الله على نبينا محمد.
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
http://www.islamqa.com/index.php?ref=1920&ln=ara
ـ[منصور مهران]ــــــــ[09 Apr 2007, 01:35 ص]ـ
ما شاء الله، ذلك ما كنا نبغِ، فجزاكم الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المسيطير]ــــــــ[12 Apr 2007, 09:19 م]ـ
الأخ الكريم / منصور بن مهران
جزك لله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
---
رابط قد يفيد فيما يتعلق بشجر الغرقد:
صورة لشجرة الغرقد.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7375(/)
أحسن ترجمة لمعاني القرآن بالفرنسية
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[09 Apr 2007, 01:00 ص]ـ
سألني أخ فرنسي ـ يتقطع شوقاً لمعرفة معاني القرآن الكريم ـ عن أحسن ترجمة لمعاني القرآن بالفرنسية، فوعدته بأن أسأل أهل الاختصاص، فهل من مجيب؟!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Apr 2007, 12:13 م]ـ
أخي العزيز أبا عبدالله وفقه الله: لقد سألتُ أهل الاختصاص في مجمع الملك فهد - قسم الترجمات فأخبروني أن أفضل الترجمات المتوافرة حالياً هي ترجمة محمد حميد الله رحمه الله، مع وجود بعض الملحوظات على هذه الترجمة، مما استدعى استدراك هذه الملحوظات وإعادة طباعة هذه الترجمة، وما زالت قيد الطباعة.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[09 Apr 2007, 03:28 م]ـ
بوركت أبا عبدالله،واشكر لك اهتمامك وحرصك، دمت مباركاً مسدداً.(/)
طلب تفسير قوله تعالى: (وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت) الآية
ـ[فيصل الخنبشي]ــــــــ[09 Apr 2007, 02:21 م]ـ
قال تعالى: (وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70)
إخواني الكراام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ويسرني أن أكون من ضمن أعضاء هذا المنتدى الشامخ بذكر الله سبحانه وتعالى وأشكركم على قبولي بينكم رغم علمي المتواضع جدآآ وأتمنى منكم مساعدتي في فهم معنى الاية الكريمة التي سبقت كلماتي وفاقتها جمالا فقد عجزت عن فهم معنى كلمة ((تبسل)) و ((ابسلو)) ولكم جزيل شكري بعد شكر ربي اخوكم فيصل
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[09 Apr 2007, 03:12 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأهلاً ومرحباً بك بين إخوانك
قال ابن كثير رحمه الله تعالى (3/ 279) في معنى هذه الآية " وقوله: {أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ} أي: لئلا تبسل.
قال الضحاك عن ابن عباس، ومجاهد، وعِكْرِمة، والحسن، والسُّدِّي: تبسل: تُسْلَم.
وقال الوالبي، عن ابن عباس: تفتضح. وقال قتادة: تُحْبَس. وقال مُرَّة وابن زيد تُؤاخذ. وقال الكلبيي: تُجَازَي،
وكل هذه العبارات متقاربة في المعنى، وحاصلها الإسلام للهلكة، والحبس عن الخير، والارتهان عن درك المطلوب، كما قال: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ} " انتهى.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Apr 2007, 05:49 م]ـ
أولاً: أرحب بأخي الكريم فيصل وفقه الله ورعاه ترحيباً مضاعفاً لحق الأخوة والقرابة والصداقة القديمة، وأرجو أن يوفقه الله للانتفاع بما في هذا الموقع من العلم المتعلق بكتاب الله سبحانه وتعالى.
ثانياً: أستميح أخي العزيز الشيخ أحمد الفالح أن أفصل في الجواب لعلمي برغبة أخي فيصل في ذلك، وحتى أرضي طموحه العلمي حول معنى هذه اللفظة في لغة العرب.
ثالثاً: كما لاحظت أن بين المفسرين اختلافاً في معنى الإبسال، فمنهم من يقول أنها بمعنى تسلم، ومنهم من يقول: تحبس.
والإبسال في أصل لغة العرب هو التحريم.
قال الطبري: أصل"الإبسال" التحريم، يقال منه:"أبسلت المكان"، إذا حرّمته فلم يقرب، ومنه قوله الشاعر:
بَكَرَتْ تَلُومُكَ بَعْدَ وَهْنٍ فِي النَّدَى، ... بَسْلٌ عَلَيْكِ مَلامَتِي وَعِتَابِي
أي: حرام [عليك ملامتي وعتابي].
ومنه قولهم:"أسد باسل"، ويراد به: لا يقربه شيء، فكأنه قد حرَّم نفسه ...
قال أبو جعفر الطبري: فتأويل الكلام إذًا: وذكّر بالقرآن هؤلاء الذين يخوضون في آياتنا وغيرهم ممن سلك سبيلهم من المشركين، كيلا تُبسل نفس بذنوبها وكفرها بربها، وترتهن فتغلق بما كسبت من إجرامها في عذاب الله ="ليس لها من دون الله"، يقول: ليس لها، حين تسلم بذنوبها فترتهن بما كسبت من آثامها، أحدٌ ينصرها فينقذها من الله الذي جازاها بذنوبها جزاءها ="ولا شفيع"، يشفع لها، لوسيلة له عنده.
وورد في التفسير الميسر في تفسير هذه الآية:
واترك -أيها الرسول- هؤلاء المشركين الذين جعلوا دين الإسلام لعبًا ولهوًا; مستهزئين بآيات الله تعالى، وغرَّتهم الحياة الدنيا بزينتها، وذكّر بالقرآن هؤلاء المشركين وغيرهم; كي لا ترتهن نفس بذنوبها وكفرها بربها، ليس لها غير الله ناصر ينصرها، فينقذها من عذاب، ولا شافع يشفع لها عنده، وإن تَفْتَدِ بأي فداء لا يُقْبَل منها. أولئك الذين ارتُهِنوا بذنوبهم، لهم في النار شراب شديد الحرارة وعذاب موجع; بسبب كفرهم بالله تعالى ورسوله محمَّد صلى الله عليه وسلم وبدين الإسلام.
أرجو أن يكون معنى اللفظة في الآية قد اتضح لكم أخي الكريم.
ـ[فيصل الخنبشي]ــــــــ[09 Apr 2007, 06:25 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأهلاً ومرحباً بك بين إخوانك
قال ابن كثير رحمه الله تعالى (3/ 279) في معنى هذه الآية " وقوله: {أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ} أي: لئلا تبسل.
قال الضحاك عن ابن عباس، ومجاهد، وعِكْرِمة، والحسن، والسُّدِّي: تبسل: تُسْلَم.
وقال الوالبي، عن ابن عباس: تفتضح. وقال قتادة: تُحْبَس. وقال مُرَّة وابن زيد تُؤاخذ. وقال الكلبيي: تُجَازَي،
وكل هذه العبارات متقاربة في المعنى، وحاصلها الإسلام للهلكة، والحبس عن الخير، والارتهان عن درك المطلوب، كما قال: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ} " انتهى.
اخي الكريم بارك الله فيك وجزاك عني خير الجزاءوجعل ذالك في ميزان حسناتك كجبال تهامه ثقل وبياضآ اخوك فيصل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فيصل الخنبشي]ــــــــ[09 Apr 2007, 06:26 م]ـ
أولاً: أرحب بأخي الكريم فيصل وفقه الله ورعاه ترحيباً مضاعفاً لحق الأخوة والقرابة والصداقة القديمة، وأرجو أن يوفقه الله للانتفاع بما في هذا الموقع من العلم المتعلق بكتاب الله سبحانه وتعالى.
ثانياً: أستميح أخي العزيز الشيخ أحمد الفالح أن أفصل في الجواب لعلمي برغبة أخي فيصل في ذلك، وحتى أرضي طموحه العلمي حول معنى هذه اللفظة في لغة العرب.
ثالثاً: كما لاحظت أن بين المفسرين اختلافاً في معنى الإبسال، فمنهم من يقول أنها بمعنى تسلم، ومنهم من يقول: تحبس.
والإبسال في أصل لغة العرب هو التحريم.
قال الطبري: أصل"الإبسال" التحريم، يقال منه:"أبسلت المكان"، إذا حرّمته فلم يقرب، ومنه قوله الشاعر:
بَكَرَتْ تَلُومُكَ بَعْدَ وَهْنٍ فِي النَّدَى، ... بَسْلٌ عَلَيْكِ مَلامَتِي وَعِتَابِي
أي: حرام [عليك ملامتي وعتابي].
ومنه قولهم:"أسد باسل"، ويراد به: لا يقربه شيء، فكأنه قد حرَّم نفسه ...
قال أبو جعفر الطبري: فتأويل الكلام إذًا: وذكّر بالقرآن هؤلاء الذين يخوضون في آياتنا وغيرهم ممن سلك سبيلهم من المشركين، كيلا تُبسل نفس بذنوبها وكفرها بربها، وترتهن فتغلق بما كسبت من إجرامها في عذاب الله ="ليس لها من دون الله"، يقول: ليس لها، حين تسلم بذنوبها فترتهن بما كسبت من آثامها، أحدٌ ينصرها فينقذها من الله الذي جازاها بذنوبها جزاءها ="ولا شفيع"، يشفع لها، لوسيلة له عنده.
وورد في التفسير الميسر في تفسير هذه الآية:
واترك -أيها الرسول- هؤلاء المشركين الذين جعلوا دين الإسلام لعبًا ولهوًا; مستهزئين بآيات الله تعالى، وغرَّتهم الحياة الدنيا بزينتها، وذكّر بالقرآن هؤلاء المشركين وغيرهم; كي لا ترتهن نفس بذنوبها وكفرها بربها، ليس لها غير الله ناصر ينصرها، فينقذها من عذاب، ولا شافع يشفع لها عنده، وإن تَفْتَدِ بأي فداء لا يُقْبَل منها. أولئك الذين ارتُهِنوا بذنوبهم، لهم في النار شراب شديد الحرارة وعذاب موجع; بسبب كفرهم بالله تعالى ورسوله محمَّد صلى الله عليه وسلم وبدين الإسلام.
أرجو أن يكون معنى اللفظة في الآية قد اتضح لكم أخي الكريم.
اخي الكريم بارك الله فيك وجزاك عني خير الجزاءوجعل ذالك في ميزان حسناتك كجبال تهامه ثقل وبياضآ اخوك فيصل
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[09 Apr 2007, 08:55 م]ـ
أخي الكريم: وتفسير كلمة تبسل ب: تحبس أو ترتهن هو تفسير للفظة بما يقاربها وهو من أساليب السلف في التفسير , وقد نص على ذلك شيخ اإسلام ابن تيمية في مقدمة التفسير.
ـ[فيصل الخنبشي]ــــــــ[14 Apr 2007, 09:50 م]ـ
أخي الكريم: وتفسير كلمة تبسل ب: تحبس أو ترتهن هو تفسير للفظة بما يقاربها وهو من أساليب السلف في التفسير , وقد نص على ذلك شيخ اإسلام ابن تيمية في مقدمة التفسير.
اشكرك مشرفنا العزيزعلى هذة الاطلاله الجميله والتعقيب الرائع المفيد
ـ[القندهاري]ــــــــ[15 Apr 2007, 01:10 ص]ـ
فوائد جميلة بارك الله فيكم
ـ[أحمد عطا عمر]ــــــــ[15 Apr 2007, 03:01 ص]ـ
أخي الكريم:
ألاية أمر من الله تعالى لرسوله الكريم بأن ينطلق في الدعوة ويبلغها للناس دون أن ينشغل بسفاهة السفهاء منهم، وأن يذكر المعاندين منهم بسوء مصيرهم يوم القيامة.
والمناسبة بين هذه الأية والأية التي قبلها أن الأية السابقة أمر من الله تعالى بترك المستهزئين والإعراض عنهم، وهذه الأية أمر من الله تعالى بتذكيرهم بالقرآن وتبليغهم الدين.
ومن هنا ندرك أن المقصود بالإعراض عنهم في الآية السابقة ليس ترك دعونهم وانذارهم وإنما المقصود ترك معاشرتهم وملاطفتهم فقط.
وقوله (وذكر به) أي بهذا الدين او القرآن.
وقوله (أن تبسل) في موضع مفعول من أجله.أي ذكر به كراهة أن تبسل نفس أو لئلا تبسل نفس.
قال ابن عباس والحسن والسدي: تبسل: تُسَّلم، وقال قتادة: تحبس. وقال ابن زيد: تؤاخذ. وقيل تفتضح.وقيل: تهلك. قال ابن كثير: وهذه الأقوال متقاربة في المعنى، وحاصلها الاستسلام للهلكة والحبس عن الخير والارتهان عن درك المطلوب كقوله تعالى (من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون) وقوله (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الارض ذهبا ولو افتدى به)
(ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع) أي ليس لتلك النفس يوم القيامة من عذاب الله تعالى ناصر يحميها وينجيها ولا شفيع. يشفع لها فتنجو.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[16 Aug 2007, 01:07 م]ـ
>والمناسبة بين هذه الأية والأية التي قبلها أن الأية السابقة أمر من الله تعالى بترك المستهزئين والإعراض عنهم، وهذه الأية أمر من الله تعالى بتذكيرهم بالقرآن وتبليغهم الدين < قولك هذا يجتاج لايستيضاح:
هل هم نفس الناس أمر بالاعراض عنهم ثم أمر " وذر ... "ثم أمر "وذكر ... "أم فئات مختلفة؟ وما الحد بين كل فئة وأخرى حتى ينفذ الأمر كما يجب ولا يحدث خلط بين الفئات؟(/)
هل تمت ترجمة تفسير المودودي؟
ـ[معروفي]ــــــــ[10 Apr 2007, 05:38 ص]ـ
أشياخنا الأفاضل وفقهم الله تعالى و نفع بهم:
هل تفيدوننا إن تُرجم تفسير الشيخ المودودي رحمه الله تعالى إلى اللغة العربية.
و هل تعطوننا نبذة عن هذا التفسير.
و جزاكم الله تعالى خير الجزاء.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[04 Jun 2010, 01:43 ص]ـ
أطرح سؤال الأخ الجليل ثانية عليكم، فهل من مجيب؟؟(/)
سؤال حول العرضة الأخيرة للقرآن، وحضور زيد رضي الله عنه لها.
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[10 Apr 2007, 11:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
في كتابه (إجازات القراء) للدكتور محمد الفوزان، ورد ما نصّه:
(قال أبو عبد الرحمن السلمي هذه القراءة قراءة زيد بن ثابت، لأنه كتبها لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقرأها عليه، وشهد العرضة الأخيرة، وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه، وولاه عثمان كتبة المصاحف – رضي الله عنهم أجمعين)
وسؤالي هنا عن كلامه (وقرأها عليه)، هل صحّ؟؟
بل وقصة شهوده رضي الله عنه وأرضاه العرضة الأخيرة، ما يصحّ فيها؟؟ و كيف كانت كيفيتها؟؟
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[12 Apr 2007, 08:58 م]ـ
للرفع
للضرورة، بارك الله في أهل العلم
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[19 Apr 2007, 10:20 م]ـ
للرفع مرة أخرى
ـ[د. أنمار]ــــــــ[20 Apr 2007, 01:31 ص]ـ
قال السيوطي في الإتقان آخر النوع السادس عشر:
أخرج ابن أشتة في المصاحف وابن أبي شيبة في فضائله من طريق ابن سيرين عن عبيدة السلماني قال: القراءة التي عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي قبض فيه هي القراءة التي يقرؤها الناس اليوم.
وأخرج ابن أشتة عن ابن سيرين قال: كان جبريل يعارض النبي صلى الله عليه وسلم كل سنة في شهر رمضان مرة، فلما كان العام الذي قبض فيه عارضه مرتين، قيكون أن تكون قراءتنا هذه على العرضة الأخيرة.
وقال البغوي في شرح السنة: يقال إن زيد ابن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي بين فيها ما نسخ وما بقي وكتبها الرسول صلى الله عليه وسلم وقرأها عليه، وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر وجمعه، وولاه عثمان كتب المصاحف.
اهـ
قلت: وهو في شرح السنة بلفظ أتم وتفصيل أوضح ص 526 من الجزء الرابع وكأن نقل الفوزان فيه عدم تمييز بين كلام البغوي وبين كلام أبي عبد الرحمن السلمي
وها هو لفظه في شرح السنة:
ويقال إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على جبريل وهي التي بين فيها ما نسخ وما بقي
قال أبو عبد الرحمن السلمي: قرأ زيد بن ثابت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في العام الذي قبض فيه مرتين
وإنما سميت هذه القراءة قراءة زيد بن ثابت، لأنه كتبها لرسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – وقرأها عليه، وشهد العرضة الأخيرة، وكان يقرئ الناس بها حتى مات.
ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه، وولاه عثمان كتبة المصاحف – رضي الله عنهم أجمعين
اهـ
فتأمل ترى صعوبة تحديد انتهاء مقولة السلمي، فأنت بحاجة لأصل الأثر، وعموما فالبغوي صدرها بصيغة التمريض.
أما أثر ابن سيرين فرواه أيضا ابن سعد في الطبقات
أخبرنا يحيى بن خليف بن عقبة البصري وأخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا بن عون عن محمد بن سيرين قال كان جبريل يعرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم كل عام مرة في رمضان فلما كان العام الذي توفي فيه عرضه عليه مرتين قال محمد فأنا أرجو أن تكون قراءتنا العرضة الأخيرة
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[20 Apr 2007, 02:38 ص]ـ
السلام عليكم
أشكر لأخي خالد عبد الرحمن طرح هذه السؤال الهامولفضيلة الدكتور أنمار إجابته.
وعلى ما سبق سؤال آخر
هل صدر صاحب العقيلة بالفظ التمريض لأجل هذا الغرض في قوله
وَكُلُّ عَامٍ عَلَى جِبْرِيلَ يَعْرِضُه وَقِيلَ آخِرَ عَامٍ عَرْ ضَتِيْنِ قَرَا
ـ[د. أنمار]ــــــــ[20 Apr 2007, 04:00 ص]ـ
السلام عليكم
أشكر لأخي خالد عبد الرحمن طرح هذه السؤال الهامولفضيلة الدكتور أنمار إجابته.
وعلى ما سبق سؤال آخر
هل صدر صاحب العقيلة بالفظ التمريض لأجل هذا الغرض في قوله
وَكُلُّ عَامٍ عَلَى جِبْرِيلَ يَعْرِضُه وَقِيلَ آخِرَ عَامٍ عَرْ ضَتِيْنِ قَرَا
لا طبعا، فعرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم على جبريل مرتين ثابت في صحيح البخاري وغيره. والشعر له ضرورته
ـ[د. أنمار]ــــــــ[20 Apr 2007, 04:04 ص]ـ
فتأمل ترى صعوبة تحديد انتهاء مقولة السلمي
كأن الأصوب في العبارة:
فتأمل لتر
أو تأمل تر
جواب شرط
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[20 Apr 2007, 06:27 ص]ـ
جزاك الله خيرا على الإيضاح ولم أجد فيما بين يدي من مصادر من علق على صيغة التمريض تلك.
وفي العبارة (وإنما سميت هذه القراءة قراءة زيد بن ثابت) ما يستبعد كونه منسوبا لأبي عبد الرحمن فهو أسلوب أشبه بالتعليق، ومظنة الخبر حلية الأولياء والله أعلم.
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[20 Apr 2007, 08:31 ص]ـ
أخي د. أنمار، أخي أيمن بارك الله فيكما.
وهذا ما كنت أبحث عن توضيح له:
فتأمل ترى صعوبة تحديد انتهاء مقولة السلمي، فأنت بحاجة لأصل الأثر، وعموما فالبغوي صدرها بصيغة التمريض.
ولا شك في موضوع عرض جبريل عليه السلام للقرآن على النبي صلى الله عليه وسلم.
و دفعني إلى هذا اختلاف المرويات عن زيد بن ثابت و حضوره وقراءته.
ففي بعض المراجع كالسيرة النبوية الصحيحة للدكتور العمري، أنّ عبدالله بن مسعود ايضاً حضر "العرضة الأخيرة"
وأنّ النبي صلى الله عليه وسلم قرأه لزيد، وليس العكس.
ولاحظ منهج زيد في جمع القرآن، ودقته وحرصه رضي الله عنه. فهذا مما لا شك فيه. ولو تمت قراءة النبي له أو قراءته وكتابته للنبي صلى الله عليه وسلم، لما احتاج إلى رقاع الصحابة المتفرقة!!
وما زال السؤال قائماً .. وجزاكم الله خيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أنمار]ــــــــ[20 Apr 2007, 11:57 ص]ـ
. ولو تمت قراءة النبي له أو قراءته وكتابته للنبي صلى الله عليه وسلم، لما احتاج إلى رقاع الصحابة المتفرقة!!
وما زال السؤال قائماً .. وجزاكم الله خيراً.
بل هناك فرق كبير بين القراءة والعرض الكامل وبين الكتابة، فهما طريقان متوازيان يقوي بعضهما البعض ولا يستغني أحدهما عن الآخر، وزيد كتب كثيرا من القرآن بلا شك، لكنه لم يكتب كل شيء نزل حتى ولو عرض القرآن كاملا.
وهذه أيضا لا شك فيها كما ثبت عن أنس رضي الله عنه أنه أحد أربعة من الأنصار.
فالمحصلة جمع القرآن كاملا حفظا وكتب الكثير فاحتاج للباقي لأنه لا حجة إلا فيما فيما شهد عليه شاهدا عدل أنه كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في الآثار المتضافرة.(/)
المنهج القويم للتفسير العلمي في القرآن الكريم
ـ[أحمد عطا عمر]ــــــــ[11 Apr 2007, 01:25 ص]ـ
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فإن مصطلح "التفسير العلمي للقرآن الكريم " من المصطلحات الحديثة في الأوساط العلمية، وهو يشير إلى تأويل بعض الآيات القرآنية أو تفسيرها بما يتفق وبعض النظريات العلمية أو الاكتشافات الحديثة، ولذلك اختلفت وجهات أنظار العلماء وأبناء المسلمين فيه.
فمنهم من يرى فيه فتحاً جديداً وتجديدا في طريق الدعوة إلى الله وهداية الناس، ومنهم من يرى أن هذا اللون من التفسير يخرج بالقرآن الكريم عن الهدف الذي أنزل من أجله، أو أن فيه إقحاما للتفسير في مجال متروك العقل البشري أن يجرب فيه فيخطئ ويصيب وقد أدلى كل فريق برأيه وحجته، فالواجب أن نقف موقف المنصفين.
وخلاصة التحقيق توصلنا إلى أن التفسير العلمي كغيره من العلوم لا يجوز إلا إذا توفرت شروط التفسير الصحيحة فيه، وهذا ما أحاول تبينه في هذا البحث.
وقد اجتهدت في تبسيط الموضوع وتقريب وجهات النظر، فقسمت بحثي إلى ثلاثة أقسام:
جعلت المبحث الأول للتعريف بالتفسير العلمي وما يتعلق به فذكرت فيه: معنى التفسير لغة واصطلاحا، ومعنى العلم، والمقصود بالتفسير العلمي، ومعنى الإعجاز العلمي والفرق بينه وبين التفسير العلمي، والعلاقة بين معجزة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والتفسير العلمي.
والمبحث الثاني جعلته في مآخذ العلماء على التفسير العلمي، أو أسباب الوقوع في بعض الأخطاء.
وأما المبحث الثالث فقد جعلته في قواعد وأسس التفسير العلمي الصحيح.
ثم أتبعت بحثي بقائمة المصادر والمراجع.
أسأل الله تعالى أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم إنه هو السميع العليم، وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المبحث الأول
التعريف بالتفسير العلمي وما يتعلق به
لتحديد معنى التفسير العلمي يجدر بنا أن نبين معنى التفسير، ومعنى العلم، ثم تعريف التفسير العلمي باعتباره لقبا، وبيان الفرق بينه وبين الإعجاز العلمي، أو علاقته به، والإشارة إلى دوافعه.
تعريف التفسير:
التفسير في اللغة: من الفسر، وهو البيان والكشف، قال في لسان العرب: الفسر البيان وفسره أبانه، والتفسير مثله، وقال ابن الأعرابي: الفسر كشف المغطى والتفسير كشف المراد عن المعنى المشكل، والتأويل رد أحد المحتملين إلى ما يطابق الظاهر ([1])
وهو في الاصطلاح: علم يبحث فيه عن القرآن الكريم من حيث دلالته عن مراد الله سبحانه وتعالى بقدر الطاقة البشرية. وقد ورد في تحديده مجموعة من التعريفات نقتصر على بعض منها.
قال بن جزي: معنى التفسير: شرح القرآن وبيان معناه والإفصاح عما يقتضيه نصه أو أشارته أو فحواه ([2])
وعرفه أبو حيان بأنه " علم يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن ومدلولاتها وأحكامها الإفرادية والتركيبية ومعانيها التي تحمل عليها حالة التركيب وغير ذلك كمعرفة النسخ وأسباب النزول وما به توضيح المقام ([3]).
وقد اختلف العلماء في التفريق بين التفسير وبين التأويل، فقيل: أنهما بمعنى واحد، وقيل: التفسير للفظ والتأويل للمعنى، وقيل: أن التفسير هو الشرح، والتأويل هو حمل الكلام على معنى غير المعنى الذي يقتضيه الظاهر بموجب اقتضى أن يحمل على ذلك ويخرج عن ظاهره وهذا ما رجحه ابن جزي ([4])
وقيل غير ذلك.
تعريف العلم:
وصف التفسير بأنه علمي نسبة إلى العلم. والعلم في اللغة: مصدر يرادف الفهم والمعرفة ويرادف الجزم في رأي، وقال علماء اللغة: علم الشيء عرفه، والعلم نقيض الجهل ([5])
وأما في الاصطلاح فليس من اليسر تحديده بسهوله، لأن كلمة (علم) لفظة شاملة تفيد الاعتقاد الجازم المطابق للواقع ([6]) وبذلك فهي تشمل جميع المعارف البشرية دون أن تقتصر على واحدة منها ومن هنا فقد تجاذبت هذا المصطلح أيدي العلماء فكل يطلقه على ما تدور أبحاثه عليه، فتعريف الحكماء يختلف عن تعريف المتكلمين، وهكذا الأمر عند غيرهم.
والمقصود بالعلم في هذا المقام العلم التجريبي وما يتعلق به من علوم الطبيعة الموجودة في الكون مثل الفيزياء والكيمياء وطبقات الأرض وعلم الأحياء وعلم البحار وعلم الفلك وغير ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكلمة علم مع تطور الزمن صارت ذات مدلولين عند المسلمين، المدلول الأول: العلم القائم على العلوم الدينية وما يتفرع عنها. والمدلول الثاني: يختلف عن المعنى القديم المشار إليه سابقا، إذ ظهر جماعة من الناس تقول عن عصرنا الحاضر أنه عصر العلم ويقصدون بذلك العلم الطبيعي القائم على دراسة ما في الكون من مواد وعناصر وكائنات لها خصائصها الذاتية ونواميسها التي تحكمها من كيمياء وميكانيكا أو علوم طب أو رياضة وفلك أو غير ذلك.
فهذا هو المقصود بالعلم في هذا المقام، وهذا ما تناولوه في الحديث عن التفسير العلمي في هذه الأيام ولا مشاحة في الاصطلاح.
وعليه فيعرف التفسير العلمي بما يلي:
قال الشيح محمد حسين الذهبي: " نريد بالتفسير العلمي التفسير الذي يحكم الاصطلاحات العلمية في عبارات القرآن الكريم ويجتهد في استخراج العلوم والآراء الفلسفية منها" ([7]).
وهذا هو تعريف الشيخ أمين الخولي في دائرة المعارف الإسلامية ([8]).
وعرفه بنحوه ومعناه أيضا كل من الدكتور مصطفى شاهين، والأستاذ محمد الصباغ، والدكتور عبد المجيد المحتسب ([9])، ولكن قال بعضهم في تعريفه: (إخضاع) بدل (تحكيم).
فجميع هذه التعريفات تصف هذا اللون من بأنه إخضاع أو تحكيم للمصطلحات العلمية في عبارة القرآن، ولكن مع البحث نجد أن هذه التعبيرات على إطلاقها قاصرة وغير دقيقة لأنها توحي بأن الآية المراد تفسيرها لها معنى بعيد عن المعنى العلمي الذي تفسر به، وهذا وإن صدق على بعض التفسيرات العلمية التي فيها شطحات إلا أنه لا ينطبق على جميعها.
وقد سبقني إلى الإشارة إلى قصر هذه التعريفات مجموعة من العلماء والباحثين ([10]).
والذي يظهر لي هنا أن التعريف الأقرب إلى الصواب أن يقال:
التفسير العلمي هو اجتهاد المفسر في كشف الصلة بين آيات القرآن المتعلقة بالكون وما فيه ومكتشفات العلم التجريبي على وجه يظهر به إعجاز القرآن ليدل على مصدره الإلهي وصلاحيته لكل زمان ومكان.
وقد عرفه بنحو هذا التعريف كل من: الشيخ عبد المجيد الزنداني في بحثه (المعجزة العلمية في القرآن والسنة)، والدكتور عبد القهار العاني في بحثه (التفسير العلمي معالمه وضوابطه)، والدكتور صلاح الخالدي في كتابه (البيان في إعجاز القرآن).
فقال الزنداني: " التفسير العلمي هو الكشف عن معاني الآية أو الحديث في ضوء ما ترجحت صحته من نظريات العلوم الكونية " ([11]).
وقال العاني:" التفسير العلمي هو بيان معنى الآيات القرآنية مرتبطا بحقائق العلوم الكونية وما يشابهها وفق القواعد المشهورة في تفسير القرآن الكريم ".
وقال أيضا في موضع آخر: "هو بسط الحقائق العلمية الثابتة للعلوم الكونية والطبيعية المختلفة بمعاني الآيات القرآنية بدلالة الألفاظ اللغوية على المعاني في المشهور من المأثور والمعهود في اللغة " ([12]).
وقال الخالدي: "هو النظر في الآيات ذات المضامين العلمية من الزاوية العلمية وتفسيرها تفسيراً علمياً، وذلك بالاستعانة بالعلوم والمعارف والمكتشفات الجديدة في توسيع مدلولها وتقديم معناها " ([13]).
تعريف الإعجاز:
الإعجاز مشتق من العجز، والعجز الضعف وعدم القدرة، ومعنى الإعجاز الفوت والسبق، يقال أعجزني فلان أي فاتني ([14]).
والمعجزة: الأمر الخارق للعادة - وزاد بعضهم المقرون ـ بالتحدي، السالم من المعارضة، وتسمى معجزة لأن البشر يعجزون عن الإتيان بمثلها ([15]).
وإعجاز القرآن يقصد به: إعجاز الناس أن يأتوا بمثله، أي نسبة العجز إلى الناس بسبب عدم قدرتهم عن الإتيان بمثله.
ووصف الإعجاز بأنه علمي كوصف التفسير بأنه علمي نسبة إلى العلم التجريبي، وعلى هذا فالإعجاز العلمي: هو إظهار صدق الرسول صلى الله عليه وسلم بما حمله الوحي إليه من علم إلهي ثبت تحققه ويعجز البشر عن نسبته إلى محمد صلى الله عليه وسلم أو أي مصدر بشري في عصره.
وقد عرفه بنحو هذا مجموعة من العلماء منهم:
الزنداني فقال: " الإعجاز العلمي هو إخبار القرآن الكريم أو السنة النبوية بحقيقة أثبتها العلم التجريبي وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم. ([16])
(يُتْبَعُ)
(/)
والدكتور علي محمد نصر فقال:"هو سبق القرآن الكريم العلماء فيما وصلوا إليه من علوم كونية باشاراته إلى ما وقفوا في بحوثهم عنده خاضعين لعظمته معترفين بسبقه وتبريزه " ([17]).
الفرق بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي:
من خلال التعريفات السابقة نجد أن هناك فرقا بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي من جهة، وتوافقا واتصالا من جهة أخرى.
أما الفرق فهو أن التفسير العلمي: هو كشف عن معاني الآية الكريمة أو الآيات أو بعضها في ضوء ما ترجحت صحته من نظريات العلوم الكونية "
والإعجاز العلمي " هو إخبار القرآن الكريم بحقيقة علمية أثبتها العلم أخيرا، وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم
وأما العلاقة والاتصال فهي " أن التفسير العلمي طريق إلى الإعجاز العلمي وبدون التفسير العلمي لا يمكن الوصول إلى الإعجاز العلمي ([18]).
العلاقة بين معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم والتفسير العلمي:
لكل نبي من الأنبياء آية أو معجزة تدل على صدق نبوته قال تعالى: (ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا أيديهم في أفواههم وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب) [إبراهيم: 9].
ولكل رسول معجزة تناسب قومه ومدة رسالته، فلما كان الرسل قبل محمد صلى الله عليه وسلم يبعثون إلى أقوامهم خاصة ولأزمنة محددة فقد أيدهم الله ببينات حسية مثل عصا موسى عليه السلام، وإحياء الموتى بإذن الله على يد عيسى عليه السلام وتستمر هذه البينات الحسية معهم محتفظة بقوة إقناعها في الزمن المحدد لرسالة كل رسول فإذا حرف الناس دين الله بعث الله رسولا آخر بالدين الذي يرضاه وبمعجزة جديدة وبينة مشاهدة.
ولما ختم الله تعالى النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم وضمن له حفظ دينه أيده بالمعجزة الكبرى القرآن الكريم التي تبقى إلى يوم الدين.
قال تعالى: (قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم وأوحي إلى هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ .. ) [الأنعام: 19] ومن ذلك ما يتصل بالإعجاز العلمي فمعنى الآية: أوحي إلي هذا القرآن لأنذر به المخاطبين وهم أهل مكة وأنذر كل من بلغه القرآن من العرب والعجم إلى يوم القيامة ([19]).
وقال رسول الله صله الله عليه وسلم:
"ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة " ([20]). ومن معاني هذا الحديث: أن معجزات الأنبياء انقرضت بانقرض أعصارهم ومعجزة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مستمرة إلى يوم القيامة ([21]).
وقال تعالى: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد) [فصلت: 53]
وقال تعالى: (إن هو إلا ذكر للعالمين ولتعلمن نبأه بعد حين) [ص: 87 - 88].
قال الفراء في الحين الذي ذكرته الآية: إنه بعد الموت وقبله، أي لتظهر لكم حقيقة ما أقول لكم (بعد حين) يعني في المستأنف.
وقال تعالى: (لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون) [الأنعام:67] والمعنى: لكل خبر في القرآن حقيقة وسوف تعلمون صحة ذلك عاجلا أم آجلا.
هذا من جهة ومن جهة أخرى فالقرآن الكريم نزل باللغة العربية وغير العرب لا يفهمون القرآن الكريم والإنسانية كلها بجميع شعوبها على اختلاف ألوانهم ولغاتهم مخاطبون بالقرآن.
والقرآن حجة على العباد ولا تثبت لهم الحجة إلا إذا ثبت لهم إعجازه ولذلك لابد أن يكون لإعجاز القرآن الكريم نواح أخرى غير النواحي اللغوية والبلاغية.
ويعتبر هذا الأمر من أهم وأبرز دوافع الإعجاز العلمي في هذه الأيام.
وعلى الرغم من وضوح هذا الأمر وأهميته في الدعوة نجد اختلافا واضحا بين علماء المسلمين تجاه جواز هذا اللون من التفسير، فمنهم من يرى فيه فتحا جديدا وتجديدا في أساليب الدعوة وهداية الناس، ومنهم من يرى عكس ذلك تماما فيرى أن هذا اللون من التفسير يضر بالقرآن لأنه يخرج به عن الغاية التي أنزل من أجلها، وقد كان لكل فريق حجته ودليله وبالتحقيق يظهر جواز التفسير العلمي ولكن بشروطه، ولهذا السبب علينا أن نتعرف مآخذ العلماء على التفسير العلمي حتى نصل إلى القواعد والضوابط.
المبحث الثاني
(يُتْبَعُ)
(/)
مآخذ العلماء على التفسير العلمي
أو
(أسباب الوقوع في بعض الأخطاء)
رغم اتفاق جميع المسلمين على حقيقة واحدة وهي: (أن حقائق الكون لا تتعارض مع حقائق القرآن) نجد من علمائنا المسلمين من يمنع التفسير العلمي، والسبب في ذلك هو أخطاء بعض المفسرين بسبب التكلف أو الاعتساف في الفهم أو التأويل أو غير ذلك من العوامل المفضية إلى الوقوع في بعض الأخطاء.
والتحقيق أن منع التفسير العلمي وإنكاره إنكارا تاما لوجود بعض الأخطاء غير مسلم ولا صحيح، والخطأ واقع في كل المذاهب البشرية وحتى في بعض الأحكام الدينية الاجتهادية، وهو أمر لابد منه ولا حيلة فيه ([22])، لان البشر مهما سمت مكانتهم في العلم والفهم لم تضمن لهم العصمة سوى من خصهم الله تعالى بالوحي، ومع هذا فإننا لم نجد من علماء المسلمين من منع الاجتهاد والفقه والتفسير لجميع المسلمين.
والتفسير العلمي كغيره من العلوم لا يجب منعه إذا توفرت شروط المفسر فيمن يقوم به وهذا ما سنوضحه بعد بياننا لأهم الأخطاء التي وقعت من بعض من اشتغلوا بالتفسير العلمي.
وبالاطلاع على ما كتبه كثير من علمائنا الأفاضل عن التفسير العلمي وتمحيصهم وتقويمهم لما يكتب في ذلك المجال أستطيع أن أدون أبرز الأخطاء في النقاط التالية:
1) كثرة الإسهاب:
كما فعل الشيخ طنطاوي جوهري في كتابه الجواهر، حيث نجده يفسر الآية القرآنية تفسيراً لفظياً مختصراً، وبعدها ينطلق لذكر الأبحاث العلمية المستفيضة التي يسميها لطائف أو جواهر، وتلك الأبحاث المستفيضة بطبيعة الحال أفكار علماء الشرق والغرب في عصره وعصر من سبقه.
ولا شك أن هذه الطريقة جعلت تفسيره يخرج عن موضوعه الأساسي ألا وهو إظهار معاني القرآن الكريم بالطريقة الشرعية حتى قال بعض نقاده فيه كل شيء إلا التفسير.
2) إخضاع بعضهم نصوص القرآن الكريم لنظريات علمية غير مستقرة. و لا شك أن ربط القرآن الكريم بنظريات غير مستقرة عمل خطير نبه إليه عدد كبير من العلماء لأنه يجعل المفسر في حرج عندما يثبت خطا النظرية.
وهذا لا يعني منع الانتفاع بما كشفه العلم من نظريات وحقائق عن الكون والحياة والإنسان في فهم الآيات وتوسيع معنى الآيات التي تشير إلى الحقائق والنظريات، وإنما يعني ألا نتجاوز ألفاظ القرآن. وقد ضرب كثير من العلماء أمثلة لهذا المنهج المأمون في الانتفاع بالكشوف العلمية في هذا المجال وحتى من المعارضين له في نظر الناس كأمثال سيد قطب في الظلال المجلد الأول الصفحة (183 وما بعدها) وعباس محمد العقاد في بحث " القرآن والنظريات العلمية " المنشور في كتابه الإسلام دعوة عالمية ([23]).
3) التوسع في التفسيرات العلمية: بحجة أن القرآن الكريم يشمل على جميع العلوم والمخترعات والمستحدثات من الطائرات والغواصات والصواريخ وغير ذلك وما جد من أمور الكون وما لم يجد إلى قيام الساعة ..... لقوله تعالى: (ما فرطنا في الكتاب من شيء) [الأنعام: 38].
4) إقحام بعض الآيات القرآنية في موضوعات لا تناسبها:
وقد ضرب الشيخ مصطفى الحديدي الطير أمثلة لذلك متعددة، ومنها استشهاد عبدالرزاق نوفل بقوله تعالى: (ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم من بعد علم شيئا) [الحج:5] لإثبات الإعجاز العلمي للقرآن في موضوع (شيخوخة الجسم والعقل) مع أن ما جاء فيها من مشاهدات الناس، فكل إنسان يرى بعينه أن الناس حين يشيخون يذبلون جسميا ويضعفون عقلياً منذ بدأ خلق الإنسان حتى اليوم، فحديث القرآن عن هذه المشاهد لا يعتبر من الإعجاز العلمي للقران وإنما هو تذكير للناس بتطورات خلق الإنسان ليستدلوا بذلك على أن الله تعالى يبعث من في القبور، وأنه هو الحق وأنه على كل شيء قدير، ولهذا بدأت الآية بقوله سبحانه: (يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب) وجيء بعدها بقوله: (ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور) [الحج:5] ([24]).
5) حمل العبارة القرآنية على ما وصلت إليه علوم العصر:
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا رغم عدم وجوده عند جميع المهتمين بالتفسير العلمي إلا أنه من أبرز الأخطاء والأخطار. يقول الدكتور عفت الشرقاوي: والمفسر الذي يتناول النص القرآني بهذا الإحساس قد يضطر إلى مجاوزة الحدود التي تحتملها ألفاظ النص الكريم، لأنه يحس بضرورة متابعة العلم في المجالات المختلفة مع أن كثيرا من حقائق العلم مؤقتة قابلة للتغيير وتتكشف يوما بعد يوم وحينئذ يكون التعجل في تلمس المطابقة بين القرآن والعلم تعجلا غير مشروع ([25]).
6) الإسراف أحيانا في التأويل البعيد رغبة في تلمس المطابقة بين القرآن والعلم للدفاع عن القرآن والإسلام:
وقد مثلوا لذلك بأمثلة ومنها: تفسير الشيخ محمد عبده وبعض المفسرين في العصر الحديث (الطير الأبابيل) في سورة الفيل بالميكروبات والحجارة بجراثيم الأمراض وانتقادهم للتفسيرات القديمة متعللين بالعلل التالية:
أ?) أن كثيرا من هذه الطيور الضعيفة يعد من أعظم جنود الله في إهلاك من يريد إهلاكه من البشر.
ب?) مما تعظم به القدرة أن يؤخذ من استعز بالفيل – وهو أضخم حيوان من ذوات الأربع جسما ـ ويهلك بحيوان صغير لا يظهر للنظر ولا يدرك بالبصر. ([26])
وهذا التفسير رغم مكانة صاحبه العلمية في التفسير لا نقر عليه ولا نرى في العلل التي قدمها ما ينهض بالاحتجاج وذلك لأن تفسيرها يتعلق ـ كما يقول كثير من علماء العصر الحديث بمبهمات القرآن ـ وتخالف جميع التفسيرات القديمة المأثور منها والمعقول ([27])، التي تقول أن الطيور مثل الحمام والحجارة عادية، ولأن الجراثيم التي اكتشفها العلم الحديث لم يكن للعرب علم وقت نزول القرآن بها. والعربي إذا سمع لفظ الحجارة لا ينصرف ذهنه إلى تلك الجراثيم بحال من الأحوال، وقد جاء القرآن بلغة العرب وخاطبهم بما يعهدون ويألفون، ولو كانت الحجارة جراثيم لا ترى لكذب العرب القرآن الذي يتحدث عن قصة شاهدوها بأم أعينهم ([28]).
7) عدم التخصص في التفسير أو التمكن من اللغة العربية عند كثير من المثقفين الذين تعلموا العلوم الحديثة وأخذوا يفسرون آيات القرآن على مقتضى ثقافتهم الحديثة.
ولا شك أن الذي لا يمتلك شروط المفسر ولا يتقيد بما تدل عليه اللغة لا يقبل تفسيره مهما بلغ من الذكاء والتبحر في العلوم الطبيعية، لأن القرآن الكريم عربي وتفسيره بدون التبحر في اللغة العربية لا يمكن ([29]).
8) إيداع بعض المفسرين كتب التفسير صور الأفلاك والكواكب والمياه والأشجار والحيوانات والحشرات والأسماك والنباتات، وغير ذلك كما فعل طنطاوي جوهري مما لم يعهده المسلمون قبل ذلك في كتب التفسير.
9) استخراج بعض المفسرين علوما مزعومة بواسطة حساب الجمل الذي لا يوصل إلى حقيقة ثابتة، وقد أخذت هذه الطريقة عن اليهود ([30]).
10) أو اعتماد بعض المفسرين ـ كطنطاوي جوهري ـ وهو مضرب المثل في التفسير العلمي ـ على بعض الأوهام التي يقول بها الخراصون، ومن أمثلة ذلك ما نجده في كتابه الجواهر عند تفسيره لقوله تعالى (وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة) إلى قوله: (فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى) [البقرة: 67ـ73] حيث نجده يذكر فيما يذكر من العجائب (علم تحضير الأرواح) فيقول:
" وأما علم تحضير الأرواح فإنه من هذه الآية استخراجه، إن هذه الآية تتلى والمسلمون يؤمنون بها حتى ظهر علم الأرواح بأمريكيا أولا ثم بسائر أوروبا ثانيا .. " ثم يذكر قصة هذا العلم وتطوره بإسهاب ثم يقول:
" ولما كانت السورة التي نحن بصددها قد جاء فيها حياة العزيز بعد موته وكذلك حماره، ومسألة الطير وإبراهيم الخليل، ومسألة الذين أخرجوا من ديارهم فرارا من الطاعون فماتوا ثم أحياهم الله وعلم الله أننا نعجز عن ذلك، جعل قبل ذكر تلك الثلاثة في السورة ما يرمز إلى استحضار الأرواح في مسألة البقرة ([31]).
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس هناك من شك أن مثل هذا التفسير وصرف معاني الأيات عن معانيها إلى علم تحضير الأرواح ينزل بتفسير القرآن الكريم من عليائه ويثنيه عن قصده وأهدافه حتى قال الشيح مصطفى الحديدي الطير عن هذا التفسير " هو أغرب ما يقال في تفسير القرآن الكريم، فهو أبعد ما يكون عن معناه وعن أهدافه وقصده، كما أن تحضير الأرواح علم كاذب فلا يوافق الدين على الإيمان به، ولا يعترف بأخبار الأرواح التي تحضر عن طريقه فهي أرواح جن تكذب بدعاء أنها الأرواح المطلوب إحضاره .... " ([32])
هذه هي أبرز الأخطاء والانحرافات التي وقعت في التفسير العلمي للقرآن، وبسببها اهتم المحققون والمخلصون بوضع الضوابط والشروط التي تحكم التفسير العلمي للقرآن، وهذا ما سنتحدث عنه في المبحث التالي إن شاء الله.
المبحث الثالث
قواعد وأساس التفسير العلمي الصحيحة:
والآن وبعد أن عرفنا جواز التفسير العلمي كما ذكر المحققون ووقفنا على بعض الأخطاء التي ظهرت فيه كان لازماً علينا أن نوضح شروط هذا التفسير وضوابطه حتى نتفادى الأخطاء التي ذكرت ولا نتقول على الله تعالى بغير علم في تفسير كلامه العزيز.
وقد وضع علمائنا الأفاضل قواعد لا بد من مراعاتها عند تفسير القرآن الكريم وملخصها:
أن نفسر القرآن بالقرآن، فإن لم نجد فبما ثبت من السنة المطهرة، فإن لم نجد فمن أقوال الصحابة، مع الابتعاد عن الضعيف والموضوع والإسرائيليات، فإن لم نجد فمن أقوال التابعين فإن اتفقوا على شيء كان ذلك إمارةً قوية على تلقيه من الصحابة وإن اختلفوا تخيرنا من أقوالهم ورجحنا ما يشهد له الدليل فإن لم نجد في أقوالهم ما يصلح تفسيراً للآية لكونه ضعيفاً أو موضوعاً أو من الإسرائيليات التي حملوها عن أهل الكتاب اجتهد المفسر إذا كان مستكملاً لأدوات الاجتهاد ([33]).
وبما أن التفسير العلمي لا يخرج عن مفهوم التفسير بالاجتهاد لشرح القرآن وبيان معناه والإفصاح عما يقتضيه نصه أو إشارته أو فحواه فإن التفسير العلمي لا يعتبر مقبولاً ما لم تراعى فيه القواعد الآتية وهي قسمان:
1. قواعد للتفسير بالرأي بشكل عام.
2. قواعد للتفسير العلمي بشكل خاص.
فأما قواعد التفسير بالرأي فهي:
1. معرفة اللغة العربية وقواعدها (النحو والصرف والاشتقاق).
معرفة اللغة العربية لأن باللغة يعرف شرح المفردات ومدلولات الألفاظ قال الآلوسي: ولا يكفي اليسير إذ قد يكون اللفظ مشتركاً ولا يعلم أحد المعنيين والمراد الآخر فمن لم يكن عالماً بلغات العرب لا يصح له التفسير ([34]) قال مجاهد (لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله تعالى إذا لم يكن عالماً بلغات العرب) ([35]) وعن الإمام مالك أنه قال: (لا أوتى برجل غير عالم بلغة العرب يفسر كتاب الله إلا جعلته نكالاً) ([36]) ومعرفة النحو: لأن المعنى يتغير ويختلف باختلاف الإعراب.
ومعرفة الصرف: لأن به تعرف الأبنية والصيغ.
ومعرفة الاشتقاق: لأن الاسم إذا كان اشتقاقه من مادتين مختلفتين اختلف باختلافهما المسيح هل هو من السياحة أو المسح ([37]).
2. معرفة علوم البلاغة: (المعاني والبيان والبديع) لتذوق معاني القرآن الكريم قال السيوطي (وهذه العلوم الثلاثة هي علوم البلاغة وهي من أعظم أركان المفسر لأنه لا بد له من مراعاة ما يقتضيه الإعجاز وإنما يدرك بهذه العلوم) ([38]).
3. معرفة أصول الفقه:
قال ابن جزي: أما أصول الفقه فإنها من أدوات تفسير القرآن على أن كثيراً من المفسرين لم يشتغلوا بها وإنها لنعم العون على فهم المعاني وترجيح الأقوال وما أحوج المفسر إلى معرفة النص والظاهر والمجمل والمبين والعام والخاص والمطلق والمقيد وفحوى الخطاب ولحن الخطاب ودليل الخطاب وشروط النسخ ووجود التعارض وأسباب الخلاف وغير ذلك من علوم الأصول ([39]).
4. الاهتمام بأسباب النزول قال ابن تيميه: (ومعرفة سبب النزول يعين على فهم الآية فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب) ([40]).
(يُتْبَعُ)
(/)
5. البدء بما يتعلق بالألفاظ المفردة من اللغة والصرف والاشتقاق مع ملاحظة المعاني التي كانت مستعملة زمن النزول قال الإمام الزركشي: (الذي يجب على المرء البداءة به العلوم اللفظية وأول ما يجب البداءة به منها تحقيق الألفاظ المفردة فتحصيل معاني المفردات من ألفاظ القرآن من أوائل المعادن لمن يريد أن يدرك معانيه وهو كتحصيل اللبن من أوائل المعادن في بناء ما يريد أن يبنيه ([41]).
وقد اشترط كل من الإمام محمد عبده والسيد رشيد رضا في تحقيق المفسر للألفاظ أن يتتبع الألفاظ في الملة ليفرق بينهما وبين ما ورد في كتاب الله العزيز لأن كثيراً ما يفسر المفسرون كلمات القرآن بالإصلاحات الحادثة في الملة ولذلك كان على المدقق أن يفسر القرن بحسب المعاني التي كانت مستعملة في عصر تنزله ([42]).
6. تقديم المعنى الحقيقي على المعنى المجازي بحيث لا يصار إلى المجاز إلا إذا تعذرت الحقيقة.
قال الإمام الغزالي: "إذا دار اللفظ بين الحقيقة والمجاز فاللفظ للحقيقة إلى أن يدل الدليل على أنه أراد المجاز" ([43]).
وقال ابن جزي: "الحقيقة أولى أن يحمل عليها اللفظ عند الأصوليين وقد يترجح المجاز إذا كثر استعماله حتى يكون اغلب استعمالاً من الحقيقة ويسمى مجازاً راجحاً والحقيقة مرجوحة" ([44]).
7. يجب مطابقة التفسير للمفسر من غير زيادة ولا نقص ومراعاة التأليف بين المعاني والغرض الذي سيق له الكلام ([45]).
8. يجب مراعاة التناسب بين السابق واللاحق بين فقرات الآية الواحدة وبين بعضها بعضاً.
9. يجب بيان المعنى المراد والأحكام المستنبطة من القرآن في حدود قوانين اللغة والشريعة والعلوم الكونية.
10. يجب مطابقة التفسير لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم في هديه وسيرته لأنه صلى الله عليه وسلم هو الشارح المعصوم للقرآن بسنته الجامعة بأقواله وأفعاله وشمائله وتقريراته ([46]).
11. يجب على المفسر أن يراعي قانون الترجيح عند الاحتمال وهو ما بينه السيوطي في الإتقان بقوله: (كل لفظ احتمل معنيين فصاعداً فهو الذي لا يجوز لغير العلماء الاجتهاد فيه وعليهم اعتماد الشواهد والدلائل دون مجرد الرأي فإن كان أحد المعنيين أظهر وجب الحمل عليه إلا أن يقوم دليل على أن المراد هو الخفي وإن استويا والاستعمال فيهما حقيقة، لكن في أحدهما حقيقة لغوية أو عرفية وفي الآخر شرعية فالحمل على الشرعية أولى إلى أن يدل دليل على إرادته اللغوية كما في قوله تعالى (وصلِ عليهم إن صلاتك سكنٌ لهم) [التوبة:103] ولو كان في أحدهما عرفية والآخر لغوية فالحمل على العرفية أولى، وإن اتفقا في ذلك أيضا،ً فإن تنافى اجتماعهما ولم يمكن إرادتهما باللفظ الواحد كالقرء للحيض والطهر اجتهد في المراد منهما بالإمارات الدالة عليه) ([47]).
12. يجب الابتعاد عن تفسير القرآن الكريم بمجرد الرأي:
قال العلماء: تفسير القرآن بمجرد الرأي حرام لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من قال في القرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار" ([48]).
وقد نقل الإمام السيوطي عن ابن النقيب خلاصة ما جاء في معنى هذا الحديث فقال: جملة ما تحصل في معنى حديث التفسير بالرأي خمسة أقوال:
أحدها: التفسير من غير حصول العلوم التي يجوز معها التفسير.
الثاني: تفسير المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله.
الثالث: التفسير المقرر للمذهب الفاسد، بأن يجعل المذهب أصلاً والتفسير تابعاً.
الرابع: التفسير أن مراد الله كذا على قطع من غير دليل.
الخامس: التفسير بالاستحسان والهوى ([49]).
هذه هي أهم شروط التفسير بالرأي بشكل عام وأما الآن فمع شروط التفسير العلمي بشكل خاص، وهي:
1 - أن يجمع المفسر إلى الآية التي يريد تفسيرها جميع الآيات التي وردت متعلقة بموضوعها، لأن جمع الآيات يعين على التفسير الصحيح والوصول إلى الحقيقة.
2 - أن يجمع إلى الآية ما يتعلق بموضوعها من الأحاديث الصحيحة، لأنها قد تقيد مطلقها أو تبين مجملها أو تحدد معنى اللفظ بمعنى جديد استحدثه الإسلام، ومثل هذا إنما يعرف من صاحب الشرع. قال الدكتور محمد الزفزاف: (يجب ألا نخوض في الآية قبل أن نجمع إليها من الأحاديث أو الآيات ما يتعلق بموضوعها حتى تتحقق الوحدة التي على ضوئها ينتظم الفهم ويتبين الحكم) ([50]).
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - الوقوف عند الإطار العام لمعنى الآية وترك ذكر التفاصيل والاستطرادات حتى لا نخرج عن دائرة التفسير. مثاله ما فعله السيد علي فكري عند تفسيره لقوله تعالى: (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر) [البقرة:228] قال: والمعنى: والمطلقات يصبرن عن الزواج ثلاثة قروء أي حيضات، فإذا أحسسن بحمل فلا يحل لهن كتمانه إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر.
ويقول عبد العزيز باشا إسماعيل رحمه الله: معنى الآية صريح وهو: أنه في مدة ثلاثة أشهر تكون علامات الحمل قد ظهرت من عدم وجود الطمث (الحيض) ومن الاضطرابات المعدية، ومن كبر في الجزء الأسفل من البطن، وميعاد ثلاثة أشهر هو ميعاد موضوع بحكمة فائقة لأنه قبل ذلك يصعب جداً التثبت من الحمل بواسطة الأطباء الأخصائيين بل الكيميائيين، وبعد هذا التاريخ تكون أعراض الحمل ظاهرة للعيان. نعم قد تجد حالات يصعب الجزم فيها بالحمل أو عدمه، حتى بعد مضي أربعة أشهر أو خمسة أو أكثر من ذلك خصوصاً عند العوام، ولكن هذه الأحوال نادرة حتى أنها لا يجوز أن تكون محل تشريع خاص. ([51]) انتهى.
4 - معرفة الحقيقة الثابتة بأن القرآن الكريم كتاب هداية وإعجاز، وأنه لم ينزل ليكون كتاباً في علم من العلوم كالطب أو الفلك أو غير ذلك، وأنه أسمى من ذلك وأكبر، غير أنه يتضمن الكثير من حقائق ومعارف هذه العلوم التي تذهل العلماء، والمتخصصين ليثبت لهم صدقه وإعجازه ويعرفوا أنه الكتاب الحق الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) [فصلت/ 42].
ولأجل هذه القاعدة المتينة فقد نبه العلماء في العصر الحديث إلى أمرين مهمين:
الأول: أنه لا ينبغي من المسلمين التسرع في طلب الموافقة بين العلوم والقرآن، بل الواجب أن ندرس ما في القرآن على أنه حقائق ثابتة فما وافقه من العلوم قبلناه. والثاني: أن لا نفسر القرآن إلا باليقين الثابت من العلم لا بالنظريات والفرضيات لأن الظنيات عرضة للتصحيح والتعديل ([52]).
5 - أن لا يفسر القرآن الكريم إلا بالحقائق العلمية والابتعاد عن إقحام النظريات والاحتمالات العلمية في تفسير آياته، والفرق بين الحقيقة العلمية والنظرية العلمية هي: أن الحقيقة العلمية: أمر متعارف على وقوعه وتم التوصل إليها بالتجربة العلمية والملاحظة، والنظرية العلمية: توضيح لحالة معينة غالباً ما تكون قابلة للنقاش بمقارنتها باقتراحات ثانية لأنها مجرد افتراض أو تخمين أو ظن ([53]).
6 - استنباط القضايا العلمية المقررة إما من صريح النص الكريم، وإما من إشارات واضحة فيه.
ومن النوع الأول نجد الأستاذ حنفي أحمد يضرب لنا ثلاثة أمثلة ومنها هذا المثال.
قال تعالى: (الله الذي خلق سبع سموآت ومن الأرض مثلهن) [الطلاق:12] ومعناه أنه تعالى خلق سبع سموآت وخلق من نوع الأرض عدة مثلها أي شبهها في بعض الصفات فجاء قوله تعالى: (ومن الأرض مثلهن) موضحاً أنه تعالى جعل مجموع الخلق من سبع سماوات غير أرضية ومن أراضين عدة تشبهها في بعض الصفات
ومن النوع الثاني يضرب عدة أمثلة تنقل منها المثل الآتي: قال تعالى: (ثم استوى إلى السماء وهي دخان) [فصلت/11] ولم يقل وهي سحاب أو بخار مثلاً.
فيكون تخصيص تشبهها بالدخان إشارة قوية محددة إلى أهل العلم يستدلون بها على خصائص هذه المادة وهي أنها كانت مثل الدخان مادة مفككة وخفيفة ومنتشرة في الفضاء، كانتشار الدخان.
وأنها كانت مظلمة وساخنة إلى حد ما وأنها كانت تحوي دقائق أنواع المادة المختلفة ([54]).
7 - معرفة التعارض بين التفسير العلمي الحديث والتفسير القديم، والتعارض بينهما معناه التقابل والتنافي بحيث إذا دل أحدهما على أمر مثلاً دل الآخر على نفيه حتى لا يمكن الجمع بينهما بحال من الأحوال.
وأما إذا وجدت المغايرة بينما بدون منافاة وأمكن الجمع بينهما فلا يسمى ذلك تعارضاً، وذلك كتفسير العلماء (الصراط المستقيم) بالقرآن وبالإسلام وبطريق العبودية وبطاعة الله ورسوله، فهذه المعاني كما قال العلماء: وإن تغايرت غير متنافية ولا متناقضة، لأن طريق الإسلام هو طريق القرآن وهو طريق العبودية وهو طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ([55]).
هذا وإن الصور العقلية التي يحصل فيها التعارض بين التفسير العلمي والتفسير النقلي هي:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأولى: أن يكون النقلي قطعياً والعلمي قطعياً كذلك.
الثانية: أن يكون أحدهما ظنياً والآخر كذلك.
الثالثة: أن يكون أحدهما قطعياًً والآخر ظنياً.
أما الصورة الأولى: ففرضية لأنه لا يعقل تعارض بين قطعي وقطعي، ومن المحال أن يتناقض الشرع مع العلم، لأن الشرع دين الله والكون وما فيه من خلق الله، وقد عالج هذه المسألة بتوسع وإحاطة شيخ الإسلام أحمد بن تيميه في كتابه (درء تعارض العقل والنقل) فإن وقع في الظاهر فلا بد أن هناك خللاً في اعتبار قطعية أحدهما.
وأما الصورة الثانية: فإن أمكن الجمع بينهما وجب حمل النظم الكريم عليهما، وإن تعذر الجمع قدم التفسير المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم، إن ثبت من طريق صحيح، وكذا يقدم ما صح عن الصحابة؛ لأن ما صح نسبته إلى الصحابي في التفسير فالنفس إليه أميل، لاحتمال سماعه من المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولما امتاز به من الفهم الصحيح والعمل الصالح.
وأما الصورة الثالثة: فالقطعي منهما مقدم على الظني إذا تعذر الجمع ولم يمكن التوفيق أخذاً بالأرجح وعملاً بالأقوى ([56]).
8 - الابتعاد عن بقية الأخطاء التي وقعت في بعض كتب التفسير العلمي، كإيداع طنطاوي جوهري الكثير من صور الحيوانات والمناظر الطبيعية في تفسيره، واعتماده على ما جاء عن أفلاطون في جمهوريته أو عن إخوان الصفا. أو غير ذلك من الأخطاء التي وقعت وأشرنا إليها في المبحث السابق.
هذه هي أهم الشروط التي يجب مراعاتها عن تفسير الآيات القرآنية تفسيراً علمياً.
وكلمة الختام لهذه الشروط أن التفسير العلمي حتى مع استيفائه جميع الشروط التي تجعله محموداً، لا مسوغ له إذا عارضه التفسير المأثور الذي ثبت بالنص القطعي؛ لأن التفسير العلمي رأي، والرأي اجتهاد ولا مجال للاجتهاد في مورد النص ـ كما قرر علماء الأصول ـ أما إذا لم يكن تعارض بين التفسير العلمي والتفسير المأثور فكل منهما يؤيد الآخر ويثبته وهذا أكثر ما نجده في تفسير أهل الاعتدال في هذا المجال.
والحمد لله رب العالمين الموفق الهادي إلى الصراط المستقيم
---الحواشي ----------------------
([1]) لسان العرب (5/ 3412) طبعة دار المعارف الجديدة المحققة القاهرة.
([2]) التسهيل لعلوم التنزيل (1/ 6) محمد بن أحمد بن جزي الكلبي، دار الفكر.
([3]) البحر المحيط (1/ 13، 14) للشيخ محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان، دار الفكر.
([4]) التسهيل (1/ 7).
([5]) لسان العرب (مادة علم) (4/ 3083) ومختار الصحاح (ص189).
([6]) انظر كتاب التعريفات للجرجاني (ص199) دار الكتاب العربي.
([7]) التفسير والمفسرون (2/ 474) محمد حسين الذهبي.
([8]) دائرة المعارف الإسلامية (5/ 357) طبعة إيران.
([9]) انظر اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر (2/ 548) للدكتور فهد الرومي، الطبعة الأولى، 1986م. ولمحات في علوم القرآن للشيخ محمد الصباغ (ص203) نشر المكتب الإسلامي، بيروت، 1394هـ، واتجاهات التفسير في العصر الراهن (ص247) للدكتور عبدالمجيد المحتسب، الطبعة الثالثة، 1982م، مكتبة النهضة الإسلامية، عمان.
([10]) انظر الدكتور فهد الرومي في اتجاهات التفسير (5/ 449) والدكتور عبدالقاهر العاني في بحث التفسير العلمي للقرآن معالمه وضوابطه (ص 214، 219) المنشور في كتاب الدراسات الإسلامية، الندوة الأولى للدراسات الإسلامية للجامعات العربية، جامعة أم درمان، المنعقدة بتاريخ 11 - 18 شباط 1987م.
([11]) المعجزة العلمية للقرآن والسنة (ص25) نشر رابطة العالم الإسلامي.
([12]) بحث اتفسير العلمي معالمه وضوابطه (ص214، 229).
([13]) البيان في إعجاز القرآن (ص266) للدكتور صلاح الخالدي، دار عمار عمان.
([14]) انظر لسان العرب مادة (عجز) صفحة (2817).
([15]) انظر معنى ذلك في تفسير القرطبي (1/ 69) وفتح الباري (6/ 581).
([16]) المعجزة العلمية في القرآن والسنة صفحة (14).
([17]) ملخص بحث الإعجاز العلمي في القرآن المسمى (القول القويم في الإعجاز العلمي للقرآن الكريم) صفحة (47) للدكتور علي محمد نصر، مؤتمر الإعجاز العلمي للقرآن والسنة إسلام آباد.
([18]) انظر المعجزة العلمية في القرآن والسنة صفحة (25) ومناهل العرفان (1/ 567).
([19]) التسهيل (2/ 5).
([20]) رواه البخاري في كتاب الاعتصام بالسنة، باب (1) حديث (7274).
(يُتْبَعُ)
(/)
ورواه الإمام مسلم في كتاب الإيمان باب (70) حديث (239) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
([21]) انظر شرح النووي على صحيح مسلم (2/ 188) الطبعة الثانية، دار الفكر، بيروت، لبنان، وفتح الباري (19/ 7) للإمام ابن حجر العسقلاني، شركة الطباعة الفنية المتحدة.
([22]) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون، رواه الترمذي في كتاب الفتن باب (49) حديث (2499) وابن ماجه في كتاب الزهد، باب ذكر التوبة، حديث (4251) قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث علي ابن مسعودة عن قتادة، ولكن أشار السيوطي إلى صحته في الجامع الصغير (2/ 92) والشيخ الألباني أشار إلى حسنه في صحيح الجامع الصغير وزياداته (2/ 831).
([23]) انظر في ظلال القرآن (1/ 183 - 184) والإسلام دعوة عالمية صفحة (204 - 207) لعباس محمود العقاد.
([24]) اتجاه التفسير في العصر الحديث صفحة (299، 301).
([25]) اتجاهات التفسير في مصر في العصر الحديث (390).
([26]) تفسير جزء عم صفحة (158) للشيخ محمد عبده. وانظر تفسير المراغي (10/ 243، 244) الطبعة الثالثة، دار الفكر، 1974.
([27]) انظر القرطبي (2/ 193) والجلالين (622) وابن كثيير (4/ 551) وروح المعاني (3/ 238) البحر المحيط (8/ 514) معاني القرآن للفراء (3/ 292). وابن جزي (4/ 218) وصفوة التفاسير (3/ 650) ومعالم التنزيل للبغوي (4/ 105) وغيرها من الكتب الكثيرة.
([28]) انظر التفسير والمفسرون (2/ 569) وفي ظلال القرآن (3/ 3976) اتجاهات التفسير في العصر الراهن صفحة 266.
([29]) انظر الإتقان في علوم القرآن (2/ 231) وروح المعاني (1/ 5) تفسير القرآن الكريم صفحة 11 للشيخ محمود شلتوت.
([30]) انظر التفسير والمفسرون 2/ 569, للدكتور الذهبي, وأصول التفسير وقواعده، ص 253، للشيخ خالد عبدالرحمن العك.
([31]) الجواهر، 1/ 84 - 89.
([32]) اتجاه التفسير في العصر الحديث ص5.
([33]) انظر مقدمة في أصول التفسير 9/ 31،ابن تيمية المكتبة العلمية، ومناهل العرفان 1/ 366.
([34]) روح المعاني1/ 5.
([35]) الإتقان في علوم القرآن 2/ 231.
([36]) المرجع السابق 2/ 229.
([37]) المرجع السابق 2/ 231, روح المعاني 1/ 5.
([38]) المرجع السابق 2/ 231.
([39]) التسهيل 1/ 8.
([40]) مقدمة في أصول التفسير ص 9.
([41]) البرهان في علوم القرآن 2/ 172, الإمام الزركشي, تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم, الناشر عيسى الحلبي وشركاه.
([42]) انظر المنارص21 - 22.
([43]) المستصفى في علم الأصول1/ 359 للإمام الغزالي مطبوع مع كتاب فواتح الرحموت- دار الفكر للطباعة والنشر بيروت.
([44]) التسهيل لعلوم التنزيل 1/ 9.
([45]) البرهان في علوم القرآن 2/ 179.
([46]) مناهل العرفان 1/ 528.
([47]) الإتقان2/ 233.
([48]) رواه ابن جرير بسند عن ابن عباس في جامع البيان, 1/ 34, ورواه الترمذي بلفظ (ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار) في كتاب تفسير القرآن, باب الذي يفسر القرآن برأيه, 2951, وقال هذا حديث حسن.
([49]) الإتقان 2/ 234.
([50]) التعريف بالقرآن والحديث ص191, للشيخ محمد الزفزاف.
([51]) القرآن ينبوع العلوم والعرفان للسيد على فكري, الطبعة الثانية، 1951م
([52]) انظر المعجزة الكبرى القرآن ص523, الشيخ محمد أبو زهرة، دار الفكر, ومناهل العرفان 1/ 17, وضوابط الكتابة في الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ص10، للدكتور رزق الطويل.
([53]) انظر بحث التفسير العلمي للقرآن معالمه وضوابطه ص215, للدكتور عبد القهار العاني, والبيان في إعجاز القرآن ص264 - 266, للدكتور صلاح عبدالفتاح الخالدي.
([54]) التفسير العلمي للآيات الكونية ص43 - 44.
([55]) مقدمة في أصول التفسير6, لابن تيمية.
([56]) انظر مناهل العرفان1/ 532, وأصول التفسير وقواعده, للشيخ خالد العك, ص190 - 191, وبحث المعجزة العلمية في القرآن والسنة ص 26 - 27، للشيخ عبد المجيد الزنداني.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Apr 2007, 06:20 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الكريم على هذه المشاركة، وحياكم الله في ملتقى أهل التفسير.
ـ[أحمد عطا عمر]ــــــــ[14 Apr 2007, 12:43 م]ـ
فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله ورعاه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.
بداية أشكرك على ترحيبك بي في هذا الملتقى الطيب المبارك.
وثانيا أهنئك على هذا المجهود الطيب منك ومن الإخوة الكرام جميعا.
وهذه نعمة من أجل نعم الله تعالى على خلقه لأن فيها خدمة الدين الحنيف ونصرة كتاب الله العزيز الذي وعد الله تعالى بحفظه.
أسأل الله تعالى أن يجزينا جميعا خير ما يجزي المؤمنين المخلصين وأن يديم هذه النعمة وهذا التوفيق العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(/)
أدب المفسرين
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Apr 2007, 01:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أعني بأدب المفسرين ما تجده في كتب التفسير، وفي تراجم المفسرين من عناية بأدب العرب، وحسن البصر بفهمه وتذوقه ونقده نقداً أدبياً لا تكاد تقع عليه في كتب النقد الأدبي، وشروح الشعر. وقد رأيت من عناية بعض المفسرين بالأدب العربي وحفظ عيونه، والمشاركة في التأليف في الأدب وتاريخه وشرح دواوين الشعر ما جعلني أتتبع مظاهر هذا الأدب في كتب التفسير، وكيف استفاد هذا المفسر أو ذاك من معرفته وعنايته بالأدب في صياغة كتابه في التفسير، وانتقائه لعباراته ولا سيما في مختصرات التفسير.
وإنني لأؤمل من بث مثل هذه المسائل ونشرها بين طلبة العلم، بواسطة الكتابة والحديث في مجالس العلم أن نعيد لمجالسنا ذاك البريق الأخاذ لأدبنا العربي عندما نستثمره في مدارسة كتاب الله، والتذوق لبلاغته، وقد تتبعت كثيراً من دواوين الأدب لكبار أدباء العربية كالجاحظ وابن قتيبة وأبي علي القالي في أماليه وما يرويه عن شيخه الراوية اللغوي أبي بكر بن الأنباري ما يدل على عنايتهم بتوظيف الأدب في فهم القرآن كلما سنحت لهم سانحة في مجالسهم وأماليهم ومؤلفاتهم، فقربوا الأدب للناس، وحببوا فهمه للطلبة عندما ربطوه بكتاب الله العظيم.
وقد خطرت لي فكرة ذات يوم حول هذا الموضوع، طرحتها في حلقة ضمن حلقات برنامج (أهل التفسير) تحت عنوان (أدب المفسرين)، فكان رجع صداها مشجعاً للاستمرار في هذا الموضوع، وطرح المزيد من الأفكار حوله، حتى نجعل هذه الأداة البديعة (اللغة العربية) طيعة في يد من يريد فهم القرآن الكريم بلغته التي نزل بها على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
وما أجمل أن تُطرح في مجلس من المجالس قصيدةٌ مختارة مليئة بشواهد التفسير، وذات معانٍ عالية حافلة بمكارم الأخلاق، يتذوقها أصحاب الأذواق الرفيعة وهم كثيرون، وقد جربت هذا مراراً، فأجد الإصغاء من الجميع، وبينما أنت تشرح لهم معاني هذه الأبيات ومفرداتها، إذ بك تشير إلى أن هذه اللفظة بهذا المعنى قد وردت في القرآن في قوله تعالى كذا وكذا، فأجد لها من الأثر على مخايل أهل المجلس ووجوهم ما يدل على استحسانهم وفرحهم بهذه الفائدة أكثر مما لو ابتدأتهم بتفسير تلك الآية.
وقد ذكر أهل التراجم عن الواحدي المفسر أنه أكثر من الاختلاف إلى شيخه أحمد بن محمد بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن مالك السهلّي الأديب أبو الفضل العروضي الصفّار الشافعي الذي أخذ عنه اللغة والأدب، فقال له شيخه الصفار هذا: حتام أنت تقرأ علي هذه الدواوين، وتدع هذا العالم الجليل الذي يقصده الطلبة من كل مكان يأخذون عنه التفسير يعني الثعلبي المفسر؟
فقال الواحدي: إنما أتوسل بها لذاك.
أي إنما أتَّخذُ العلمَ باللغة، والتعمقَ في دراستها وسيلةً لدراسة التفسير والتميز فيه، فلما طلب الواحديُّ علم التفسير على الإمام أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي كان من أميز طلبته وأنبغهم، وقد ظهر ذلك في كتابه (البسيط في التفسير).
وقبل الواحدي كان الإمام محمد بن جرير الطبري من أعلم أهل زمانه باللغة والشعر، وكان يحفظ نوادر دواوين الشعراء كالطرماح بن حكيم الخارجي ويشرحه للطلبة في وقت كان القائمون بذلك قليل في العلماء، وهو حينها في ريعان شبابه في رحلته الثانية لمصر.
وللطبري في الكتابة أسلوب بديع قل أن تجد له نظيراً، ولذلك يقول الذهبي في ترجمته: (ولابي جعفر في تآليفه عبارة وبلاغة، فمما قاله في كتاب (الآداب النفيسة والاخلاق الحميدة): القول في البيان عن الحال الذي يجب على العبد مراعاة حاله فيما يصدر من عمله لله عن نفسه، قال: (إنه لا حالة من أحوال المؤمن يغفل عدوه الموكل به عن دعائه إلى سبيله، والقعود له رصدا بطرق ربه المستقيمة، صادا له عنها، كما قال لربه عز ذكره إذ جعله من المنظرين: (لأقعدن لهم صراطك المستقيم * ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم) طمعا منه في تصديق ظنه عليه إذ قال لربه: (لئن أخرتني إلى يوم القيامة لاحتنكن ذريته إلا قليلا) فحق على كل ذي حجى أن يجهد نفسه في تكذيب ظنه، وتخييبه منه أمله وسعيه فيما أرغمه، ولا شئ من فعل العبد أبلغ في مكروهه من طاعته ربه، وعصيانه أمره، ولا شئ أسر إليه من عصيانه ربه، واتباعه أمره) فكلام أبي جعفر من هذا النمط، وهو كثير مفيد) أ. هـ كلام الذهبي.
وسأجتهد في هذه الزاوية بإذن الله في تفصيل مظاهر أدب المفسرين في كتبهم وتراجمهم، وأختار من نوادر شروحهم للشعر في كتب التفسير وغيرها ما يدل على حذقهم وبيانهم وعلمهم، عسى أن يُقبل على هذا النمط من العلم من كان في طبعه نفورٌ منه، ويطرب له من كان محبيه.
ورحم الله ابن جزي الكلبي المفسر الأديب الشاعر، المتوفى شهيداً في معركة طريف عام 741هـ صاحب كتاب (التسهيل لعلوم التنزيل) القائل:
لكل بني الدنيا مرادٌ ومقصدٌ = وإنَّ مُرادي صحةٌ وفراغُ
لأبلغَ في علم الشريعة مبلغاً = يكون به لي للجنانِ بلاغُ
ففي مثل هذا فلينافس أولو النهى = وحسبي من الدنيا الغرور بلاغُ
فما العيش إلا في نعيم مؤبدٍ = به العيشُ رغدٌ والشرابُ يُساغُ
كما أرجو أن نوفق مع أهل الأدب والعربية في هذا الملتقى العلمي البديع لطرح موضوعات أدبية تعين على الارتقاء بالذوق الأدبي، وتأخذ بقارءها وكاتبها قبل ذلك إلى ظلال أدب لغة القرآن، وأفياء هذه اللغة الشريفة، التي أجد لها من الحب في قلبي كلذع الشوق في قلوب المحبين، كما قال شاعرهم:
أجدُ الملامةَ في هواكِ لذيذةً = حباً لذكركِ فليلمني اللوَّمُ
في 23/ 3/1428هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رشا الزيد]ــــــــ[12 Apr 2007, 09:17 م]ـ
الشيخ الفاضل عبدالرحمن الشهري؛ بارك الله في سبقكم الأصيل , وفي كلامكم الجميل؛
فالطالب للتفسيرِ المُغلَّفِ باللغةِ الحكيمةِ الموشحةِ بكلام العربِ تجده وقد أدَّبته اللغةُ , وأكرمه التفسيرُ , وأصلته الأحكامُ
المستنبطة من ذلك؛ ليخرج لنا عالماً نعتز بعلمهِ؛ لتشعب فكرهِ , مما هو أصل في جميع العلوم العربية.
الأمرُ في خاطري فسبقتموني إليه , وأجدتم؛ فهو منهجٌ يضفي للشرح رونقاً , ويعطي للأدب مكاناً رفيعاً حين خالط
حديثه مجالس القرآنِ والتفسيرِ , منهجٌ نود أن يطبقه العلماء دون إسرافٍ , وأن يتشربه الطلاب باحترافٍ , وأن يوفق كل
من سعى إليه.
نفع الله بعلمكم.
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[20 Apr 2007, 11:01 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
سلمت أيادي سطرت هذه الكلمات، قد كنت في انتظار شديد لمشاركة من أعضاء هذا الملتقى الطيب، فلما رأيته أُميت أحييته بهذه المشاركة
ذكر الإمام القرطبي في تفسير قوله تعالى: " وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ ?لطُّورَ خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَ?كُم بِقُوَّةٍ وَ?سْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ?لْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ."
قوله تعالى: " وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ?لْعِجْلَ} "
أي حُبّ العجل. والمعنى: جعلت قلوبهم تُشربه، وهذا تشبيه ومجاز عبارة عن تمكّن أمر العجل في قلوبهم. وفي الحديث: " تُعْرَضُ الفِتن على القلوب كالحصير عُوداً عُوداً فأيّ قَلبٍ أشرِبَها نُكِت فيه نُكتةٌ سوداء " الحديث، خرّجه مسلم. يقال أُشرِب قلبَه حبَّ كذا؛ قال زهير: فصحوتُ عنها بعد حُبٍّ داخلٍ والحبُّ تُشرِبُه فؤادَك داءُ
وإنما عبرّ عن حُبّ العجل بالشُّرب دون الأكل لأن شرب الماء يتغلغل في الأعضاء حتى يصل إلى باطنها، والطعام مجاور لها غير متغلغل فيها. وقد زاد على هذا المعنى أحد التابعين فقال في زوجته عَثْمَة، وكان عَتَب عليها في بعض الأمر فطلّقها وكان مُحِباًّ لها:
تغلغل حُبُّ عَثْمَة في فؤادي ***** فباديه مع الخافي يسير
تغلغل حيث لم يبلغ شراب ***** ولا حزن ولم يبلغ سرور
أكاد إذا ذكرتُ العهد منها ***** أطير لَوَ أن إنساناً يطير
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[21 Apr 2007, 05:56 ص]ـ
حبذا لو يذكر المنهج الذي من خلاله يرتقي الذوق الأدبي عن طالب التفسير، وسيكون هذا أهم ثمرة أثمرها طرح مثل هذا الموضوع
نفع الله بكم
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[21 Apr 2007, 06:24 م]ـ
الحديث ذو شجون يا شيخ عبد الرحمن .... أسأل الله تعالى أن ييسّر لي عودة قريبة لموضوعكم الكريم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Apr 2007, 06:17 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً على تشجيعكم، وأرجو أن أواصل طرح حلقات هذا الموضوع تباعاً عن قريب بإذن الله.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[22 Apr 2007, 07:07 م]ـ
قال الإمام الثعالبي: " من أحبّ الله تعالى أحب رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم، ومن أحبّ الرسول العربيّ
أحبّ العرب، ومن أحبّ العرب أحبّ العربية التي نزل بها أفضل الكتب، على أفضل العرب والعجم، ومن أحب
العربية عني بها، وثابر عليها وصرف همته إليها " 1
يا ليت مزن الشيخ عبد الرحمن تمرّ على عبارة الإمام الثعالبي، فتجود بوابل شِهْريّ، تتفتح له أزهارُ
الفصاحة والبلاغة ... فنشتم أريج البيان .. وشذا أهل القرآن ... وحينها واجبٌ أن ترتفع الأكف داعية
للشيخ بالرحمة والغفران ..
ويا ليت ابن الشّجري يكونُ معنا فنفوز فوزا عظيما.
.................................................. .............
1) فقه اللغة: الثعالبي، ص 25 (تحقيق د. جمال طلبة)(/)
هل كتاب نظم القرآن لأبي علي الجرجاني مطبوع؟
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[11 Apr 2007, 02:30 ص]ـ
هل كتاب نظم القرآن لأبي علي الجرجاني الطوسي (ت 531هـ) مطبوع؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Apr 2007, 06:45 ص]ـ
كتاب (نظم القرآن) كتابٌ مفقودٌ اليوم فيما ذكر الباحثون، وقد صنف مكي بن أبي طالب القيسي المتوفى سنة 437هـ كتاب (انتخاب نظم القرآن للجرجاني وإصلاح غلطه) وهو مفقود كذلك كما ذكر الدكتور أحمد حسن فرحات في كتابه (مكي بن أبي طالب وتفسير القرآن) ص 133، وذكر الزركشي في البرهان في علوم القرآن 2/ 92 كتاب مكي ونقل منه مقاطع متفرقة.
وأبو علي الجرجاني متوفى في القرن الرابع الهجري تقريباً كما ذكر الباحثون، فلا أدري عن تاريخ وفاته الذي ذكرتم يا أبا عدي من أين استقيتموه، حيث نقل عنه أناس متقدمون قبل هذا التاريخ.
واسم أبي علي الجرجاني مختلف فيه ولعل الأقرب أنه: الحسن بن يحيى بن نصر الجرجاني، إمام من أهل السنة، له عدة تصانيف منها (نظم القرآن) في مجلدين روى عن العباس بن يحيى العقيلي وروى عنه أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الطوسي. كما في تاريخ جرجان للسهمي ص187، والأنساب للسمعاني 2/ 80، واللباب 1/ 289 والمشتبه للذهبي 1/ 247.
قال الدكتور جودة محمد في كتابه (الواحدي ومنهجه في التفسير) ص141: (شخصية الجرجاني مكتنفة بالغموض والإبهام، والراجح عندي أنه الحسن بن علي الطوسي أبوعلي الجرجاني، وجاء عند الواحدي في البسيط 2/ 486 تحقيق الدكتور محمد الفوزان ــ الحسن بن محمد بن نصر الجرجاني. وقال الدكتور محمد الفوزان في مقدمة البسيط 1/ 96: (هو وهم أو تصحيف من النساخ والأقرب أن الجرجاني: الحسن بن يحيى، ولعل هذا هو الأقرب لأن الثعلبي في تفسيره 1/ 8/أ روى كتاب نظم القرآن من طريق أبي النضر محمد بن محمد بن يوسف الطوسي عن أبي علي الحسن بن يحيى بن نصر الجرجاني وكذلك ابن القيم في كتاب الروح ص 168 نقل عن نظم القرآن للحسن بن يحيى الجرجاني.
وقد نقل عن كتاب نظم القرآن هذا الواحديُّ في كتابه في التفسير (البسيط)، وخاصة عند الحديث عن نظم الآيات، كما نقل عنه في التفسير والنحو واللغة، ويعزو إليه بقوله قال صاحب النظم، ويعد كتاب البسيط من أكثر من نقل عن هذا الكتاب فيما يظهر والله أعلم.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[11 Apr 2007, 07:32 م]ـ
جزاك الله خيرا يا د. عبد الرحمن
وبالنسبة لتاريخ الوفاة قد نقلته من إحدى الرسائل التي حققت الكشف والبيان. ولم أتثبت منه.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[11 Apr 2007, 09:09 م]ـ
أخي الكريم
وإتماما للفائدة، انظر الرابط الآتي:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=5072
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[12 Apr 2007, 04:33 م]ـ
جزاك الله خيرا يا د. مروان(/)
تفسير (سنيد) ينقل عنه ابن تيمية وأثنى عليه الذهبي هل له أثر؟
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[11 Apr 2007, 04:36 ص]ـ
سُنَيد ابن داود الحافظ ابو علي المصيصي المحتسب، اسمه الحسين، وهو أحد أوعية العلم، محدث الثغر، خرج له ابن ماجه حديثاً واحداً، مات 226 هـ
وله تفسير رواه محمد بن إسماعيل الصائغ.
انظر طبقات الداوودي (1/ 209) وسير أعلام النبلاء (10/ 627)، وفهرست مصنفات تفسير القرآن (1/ 432).
ينقل عنه ابن تيمية في الجواب الصحيح (1/ 271) و (1/ 289)، وأيضاً الذهبي في كتابه العلو (2/ 1091) وقال: " لسنيد تفسير كبير رأيته كله بالأسانيد، ومذهبه في الصفات مذهب السلف ".
فهل لتفسيره أثر؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[11 Apr 2007, 06:54 ص]ـ
أخي الكريم أبا المعتز
جل تفسير سنيد، إن لم يكن كله في تفسير الطبري، وهو يرويه بسنده: (حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين) والحسين هو سنيد.
وقد جمعه أحد الباحثين في الجامعة الإسلامية تحت إشراف الأستاذ الدكتور حكمت بشير، وهو تفسير نقلي بحت، وليس فيه رأي لسنيد.
وعنوان البحث: مرويات سنيد في التفسير: من أول القرآن إلى آخر سورة الإسراء جمعا ودراسة /سعيد محمد بابا سيلا -: دكتوراه
انظر هذا الرابط:
http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=8200
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[11 Apr 2007, 07:29 م]ـ
جزاك الله خيرا يا د. مساعد
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[11 Apr 2007, 11:27 م]ـ
وعلى ما يبدو قد سجل الآن في جامعة أم القرى في الجزء المتبقي
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[12 Apr 2007, 04:37 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ فهد
ـ[القندهاري]ــــــــ[15 Apr 2007, 01:23 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[22 Nov 2008, 06:53 م]ـ
أخي الكريم أبا المعتز
جل تفسير سنيد، إن لم يكن كله في تفسير الطبري، وهو يرويه بسنده: (حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين) والحسين هو سنيد.
وقد جمعه أحد الباحثين في الجامعة الإسلامية تحت إشراف الأستاذ الدكتور حكمت بشير، وهو تفسير نقلي بحت، وليس فيه رأي لسنيد.
وعنوان البحث: مرويات سنيد في التفسير: من أول القرآن إلى آخر سورة الإسراء جمعا ودراسة /سعيد محمد بابا سيلا -: دكتوراه
انظر هذا الرابط:
http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=8200
جزاكم الله خيرا على هذه الفائدة
ـ[عبدالرحمن المطيري]ــــــــ[15 Dec 2008, 01:45 ص]ـ
الذي أعرفه أن الشيخ عبد الله عواد الجهني قدم خطة بحث الماجستير في إكمال مشروع مرويات سنيد في التفسير الذي ابتدأه باحث في الجامعة الإسلامية، وقد رد الموضوع مجلس الكلية (كلية الدعوة وأصول الدين) بعد موافقة مجلس القسم (الكتاب والسنة) وذلك قبل سنتين في جامعة أم القرى، بعد ذلك غير الشيخ موضوعه
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[17 Dec 2008, 06:23 م]ـ
الملحوظة التي تفضل بذكرها أخي الدكتور مساعد هي التي ذكرتها عند مشاركتي في مناقشة الرسالة فسنيد رحمه الله أحد رجال السند وقلت حينها لو أن احدا أخذ الرسالة تلك وغير عنوانها إلى مرويات القاسم في التفسير أو لأي أحد رجال السند لصح من غير أن يغير شيئا ولم يسمح بعدها بإكمال الجمع بعد ذلك
وأحسب أن أبا المعتز يسأل عن تفسير سنيد وليس عن مروياته وهو تفسير مفقود قد تكون تلك المرويات منه وقد لاتكون لكن نسبتها نسبة تفسير لسنيد لاتصح
ـ[عبد الله الراشد]ــــــــ[18 Dec 2008, 05:08 م]ـ
وهو تفسير نقلي بحت، وليس فيه رأي لسنيد
الذي أفهمه من كلام شيخ الإسلام حين وصف مذهبه في الصفات بأنه على مذهب السلف: أنه أخذه من حشوه لكتابه بالنقول عنهم وإعراضه عن تأويل ما ذكروه كما يفعله أهل البدع، مع أن العادة أنه لا يحتفلون بما يروى عن السلف ولا يجمعونه، وإنما هذه طريقة أهل الحديث.
وربما كان لحكمه سبب آخر.
ـ[أبوسليمان المحمد]ــــــــ[20 Dec 2008, 06:27 م]ـ
أضيف إلى ما قاله الدكتور فهد الرومي ملاحظة أخرى:
-لو سلمنا جدلا بأن تلك الروايات التي في تفسير الطبري هي من تفسير سنيد , فلماذا جزمنا بأن ما فيه هو (جل تفسيره إن لم يكن كله)؟(/)
إعراب القرآن لإسماعيل بن خلف .. هل من معلومات؟
ـ[النحوي الصغير]ــــــــ[11 Apr 2007, 10:07 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أود الاستفسار عن كتاب: (إعراب القرآن) لإبي طاهر إسماعيل بن خلف، صاحب: العنوان والاكتفاء .. علمت أنه قد حقق منه من سورة الفاتحة حتى النساء، فهل الباقي موجود؟؟
ارجو منكم التكرم بالإفادة عنه، وعن أي مخطوط في إعراب القرآن
ولكم خالص الدعاء(/)
مصادر ومراجع تفسير " في ظلال القرآن" لسيد قطب.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[11 Apr 2007, 12:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
(قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (البقرة:32)
هناك جملة من المصادر والمراجع التي اعتمدها سيد قطب في تفسيره " في ظلال القرآن"، وهي نوعان:
1 - مصادر تفسيرية أصيلة.
2 - مصادر ومراجع حديثة.
وهذه الأخيرة تنقسم إلى مصادر ومراجع لكتاب وعلماء ومفكرين مسلمين، وأخرى لكتاب ومفكرين وعلماء فرنجة، وسنحاول في هذا المبحث تحديد هذه المصادر والمراجع وبيان طريقة تعامل سيد قطب معها، وكيفية توظيفها في تفسيره.
1 - مصادر التفسير الأصيلة:
أولا: القرآن الكريم:
عمد سيد قطب إلى تفسير القرآن بالقرآن في كثير من المواضع، وخاصة منها ما يشكل فهمه على المسلم المعاصر، أو ما يكتنفه شيء من الغموض، أو عدم اتضاح الرؤية نتيجة البعد عن العيش في رحاب القرآن، و الجهل بخصائص ومقومات التصور الإسلامي، و الغزو الثقافي الذي يتعرض إليه في كل وقت وحين. ويتضح لنا أن توظيف هذا المصدر التفسيري الأصيل، والاستعانة به في تجلية معاني الذكر الحكيم، تنم عن معرفة دقيقة بخاصية من أهم خواص القرآن الكريم و المتمثلة في وحدته النسقية، ومن ثم فإن القرآن الكريم يفسر بعضه بعضا. ويمكننا ان نضرب عدة أمثلة عن تفسير القرآن بالقرآن:
1 - يبين سيد قطب أن إبليس المذكور في قصة آدم في سورة البقرة، لم يكن من الملائكة، وذلك اعتمادا على نص قرآني آخر «ويوحي السياق أن إبليس لم يكن من جنس الملائكة، إنما كان معهم، فلو كان منهم ما عصى، وصفتهم الأولى أنهم {لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} (1) .. والاستثناء هنا لا يدل على انه من جنسهم فكونه معهم يجيز هذا الاستثناء كما تقول: جاء بنو فلان إلا أحمد، وليس منهم إنما هو عشيرهم، وإبليس من الجن بنص القرآن، والله خلق الجان من مارج من نار، وهذا يقطع بأنه ليس من الملائكة» (2).
2 - وقد نجد سيد قطب يفسر القرآن بالقرآن من غير ذكر الآية أو الآيات، وإنما يذكر معناها، من ذلك ما جاء في تفسير لقوله تعالى في سورة البقرة {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم، وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم} (3)، فأي عهد هذا الذي يشار إليه في هذا المقام؟ أهو العهد الأول، عهد الله لآدم {فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، والذين كفروا وكذبا بآياتنا اولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} (4) .. ؟ أم هو العهد الكوني السابق على عهد الله هذا مع آدم. العهد المعقود بين فطرة الإنسان وبارئه .. أن يعرفه ويعبده وحده لا شريك له، وهو العهد الذي لايحتاج إلى بيان، ولا يحتاج إلى برهان، لأن فطرة الإنسان بذاتها تتجه إليه بأشواقها اللدنية، ولا يصدها عنه إلا الغواية والانحراف؟ أم هو العهد الخاص الذي قطعه الله لإبراهيم جد إسرائيل، والذي سيجيء في سياق السورة {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن، قال إني جاعلك للناس إماما، قال: ومن ذريتي؟ قال: لا ينال عهدي الظالمين} (1) ... ؟ أم هو العهد الخاص الذي قطعه الله على بني إسرائيل وقد رفع فوقهم الطور، وأمرهم أن يأخذوا ما فيه بقوة، والذي سيأتي ذكره في هذه الجولة؟» (2).
فالعهد الكوني الذي يشير إليه سيد قطب ـ رحمه الله ـ هو المتمثل في قوله سبحانه: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ). (لأعراف:172).
ومثل هذا كثيرا ما يرد في تفسير "في ظلال القرآن" نحو تفسيره لقوله تعالى {فحسبه جهنم ولبئس المهاد} (3). «حسبه؟ ففيها الكفاية؟ جهنم التي وقودها الناس والحجارة. جهنم التي يكبكب فيها الغاوون، وجنود إبليس أجمعون، جهنم الحطمة التي تطلع على الأفئدة، جهنم التي لا تبقي ولا تذر، جهنم التي تكاد تميز من الغيظ! حسبه جهنم {ولبئس المهاد} ويا لسخرية القاصمة في ذكر "المهاد" هنا ... ويا لبؤس من كان مهاده جهنم بعد الاعتزاز والنفخة والكبرياء» (4).
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - ويقول سيد قطب مفسرا قوله {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} (1) مبينا طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة، وبين الزوج وزوجه: «وفي هذا التعبير الدقيق ما فيه من إشارات إلى طبيعة تلك العلاقة في هذا الجانب، وإلى اهدافها واتجاهاتها، نعم، إن هذا الجانب لا يستغرق سائر العلاقات بين الزوج وزوجه، وقد جاء وصفها وذكرها في مواضع أخرى مناسبة للسياق في تلك المواضع، كقوله تعالى {هن لباس لكم وأنتم لباس لهن} (2) .. وقوله {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة} (3) فكل من هذه التعبيرات يصور جانبا من جوانب تلك العلاقة العميقة الكبيرة في موضعه المناسب، أما مناسبة السياق هنا فيتسق معها التعبير بالحرث، لأنها مناسبة إخصاب وتوالد ونماء. وما دام حرثا فأتوه بالطريقة التي تشاؤون، ولكن في موضع الإخصاب يحقق غاية الحرث .. {فأتوا حرثكم أني شئتم} (4)» (5).
4 - ويفسر قوله تعالى {لا إكراه في الدين} (5) في ضوء قوله جل وعلا في موضع آخر من الذكر الحكيم، {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوك، وآخرين من دونهم لا تعلمونهم، الله يعلمهم} (6). فيقول: «وهذا هو قوام الأمر في نظر الإسلام .. وهكذا ينبغي أن يعرف المسلمون حقيقة دينهم وحقيقة تاريخهم فلا يقف بدينهم موقف المتهم الذي يحاول الدفاع، إنما يقفون به دائما موقف المطمئن الواثق، المستعلى على تصورات الأرض جميعا، وعلى نظم الأرض جميعا، وعلى مذاهب الأرض جميعا .. ولا ينخدعون بمن يتظاهر بالدفاع عن دينهم بتجريده في حسهم من حقه في الجهاد لتأمين أهله، والجهاد لكسر شوكة الباطل المعتدي، والجهاد لتمتيع البشرية كلها بالخير الذي جاء به، والذي لا يجني أحد على البشرية جناية من يحرمها منه، ويحول بينهما وبينه، فهذا هو أعدى أعداء البشرية، الذي ينبغي أن تطارده البشرية لو رشدت وعقلت، وإلى أن ترشد البشرية وتعقل، يجب أن يطارده المؤمنون الذين اختارهم الله وحباهم بنعمة الإيمان فذلك واجبهم لأنفسهم، وللبشرية كلها، وهم مطالبون بهذا الواجب امام الله .. » (1).
5 - ويبين سيد قطب حقيقة من حقائق التصور الإسلامي، وهي رد كل شيء إلى المشيئة المطلقة التي لا تتعارض مع إرادة الإنسان، وذلك عند تفسيره لقوله تعالى {يؤتي الحكمة من يشاء، ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} (2) «هذه الحكمة يؤتيها الله من يشاء من عباده، فهي معقودة بمشيئة الله سبحانه، هذه هي القاعدة الأساسية في التصور الإسلامي: رد كل شيء إلى المشيئة المطلقة المختارة، وفي الوقت ذاته يقر القرآن حقيقة أخرى، أن من أراد الهداية وسعى لها سعيها، وجاهد فيها، فإن الله لا يحرمه منها، بل يعينه عليها {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين} (1) ليطمئن كل من يتجه إلى هدى الله أن مشيئة الله ستقسم له الهدى، وتؤتيه الحكمة، وتمنحه ذلك الخير الكثير» (2).
6 - ويفسر سيد قطب قوله تعالى {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكرم وأولئك هم المفلحون} (3) في ضوء قوله تعالى {وما أرسلنا من رسول إلاليطاع بإذن الله} (4). وذلك ليبيين وظيفة الأمة المسلمة في هذه الحياة، وكيف أن أمر الدعوة إلى الله تعالى لا يستقيم إلا في ظل سلطة مسلمة: «فلا بد من سلطة في الأرض تدعو إلى الخير، وتأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر، والذي يقرر أنه لابد من سلطة هو مدلول النص القرآني، ذاته، فهناك "دعوة" إلى الخير، ولكن هناك "أمر" بالمعروف وهناك "نهي" عن المنكر، وإذا أمكن أن يقوم بالدعوة غير ذي سلطان فإن "الأمر" و"النهي" لا يقوم بهما إلا ذو سلطان هذا هو تصور الإسلام للمسألة. إنه لابد من سلطة تأمر وتنهي ... » (5).
7 - ويقول مفسرا قوله تعالى {والله لا يحب الظالمين} (6): «والظلم كثيرا ما يذكر في القرآن ويراد به الشرك، بوصفه أظلم الظلم وأقبحه، وفي القرآن {إن الشرك لظلم عظيم} (1) .. » (2).
(يُتْبَعُ)
(/)
8 - ويوضح أن الإسلام يبيح تعدد الزوجات، ويشرع هذا المبدأ، و أنه لا تعارض بين آيات الذكر الحكيم، ففي تفسيره للآية {فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع، فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة} (3): «والعدل المطلوب هو العدل في المعاملة، والنفقة، والمعاشرة، والمباشرة، أما العدل في مشاعر القلوب، وأحاسيس النفوس فلا يطالب به أحد من بني إسرائيل، لأنه خارج عن إرادة الإنسان وهو العدل الذي قال الله عنه في الآية الأخرى في هذه السورة {ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم، فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالملعقة} (4) هذه الآية التي يحاول بعض الناس أن يتخذوا منها دليلا على تحريم التعدد والأمر ليس كذلك، وشريعة الله ليست هازلة حتى تشرع الامر في آية وتحرمه في آية بهذه الصورة، التي تعطي باليمين، وتسلب بالشمال، فالعدل المطلوب في الآية الأولى، والذي يتعين عدم التعدد إذا خيق ألا يتحقق هو العدل في المعاملة والنفقة والمعاشرة والمباشرة، وسائر الأوضاع الظاهرة، بحيث لا ينقص إحدا الزوجات شيء منها» (5).
9 - وفي معرض تفسيره لقوله تعالى {واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهم أربعة منكم، فإن شهدوا، فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت، أو يجعل الله لهن سبيلا، واللذان يأتيانها منكم فآدوهما، فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما، إن الله كان توابا رحيما} (1)، يورد آيات اخرى من سورة "المؤمنون" وسورة "الإسراء" تضمنت نهيا عن الزنا من غير أن تسن عقوبات زاجرة ورادعة لمرتكبيه. ويستخلص من ذلك أن الإسلام دين واقعي، يقيم نظامه على أساس العقيدة، ويقيم دينه على أساس السلطة والتشريع حيث «تبدو في هذه الأحكام عناية المنهج الإسلامي بتطهير المجتمع المسلم من الفاحشة. ولقد جاءت هذه العناية مبكرة: فالإسلام لم ينتظر حتى تكون له دولة في المدينة، وسلطة تقوم على شريعة الله، وتتولاها بالتنفيذ، فقد ورد النهي عن الزنا في سورة "الإسراء" المكية: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا} (2)، كما ورد في سورة "المؤمنون": {قد أفلح المؤمنون الذين هو في صلاتهم خاشعون والذين هو لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين} (3). وكرر هذا القول في سورة "المعارج" (4)، ولكن الإسلام لم تكن له في مكة دولة، ولم تكن له فيها سلطة، فلم يسن العقوبات لهذه الجريمة التي نهى عنها في مكة إلا حين استقامت له الدولة والسلطة في المدينة، ولم يعتبر النواهي والتوجيهات وحدها كافية لمكافحة الجريمة، وصيانة المجتمع من التلوث، لأن الإسلام دين واقعي يدرك أن النواهي والتوجيهات وحدها لا تكفي، ويدرك أن الدين لا يقوم بدون دولة، وبدون سلطة، وأن الدين هو المنهج أو النظام الذي تقوم عليه حياة الناس وبلا تشريع، وبلا منهج محدد، ودستور معلوم» (1).
10 - ويفسر سيد قطب الآية الكريمة {والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم} (2) في ضوء قوله تعالى {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله} (3) فيبين أن الحاكمية لله -تعالى- وحده، وألا شرعية لأي وضع أو عرف لا يستمد سلطانه من الله، فعندما «يحيل الفقه الإسلامي على "العرف" في بعض المسائل فهو يمنح العرف ابتداء سلطانا من عنده هو - بأمر الله- فتصبح للعرف - في هذه المسائل- قوة الشريعة استمدادا من سلطان الشارع -وهو الله- لا استمدادا من الناس، ومن البيئة التي تواضعت على هذا العرف من قبل، فليس تواضع البيئة على هذا العرف هو الذي يمنحه السلطان: كلا إنما الذي يمنحه السلطان هو اعتبار الشارع إياه مصدرا، في بعض المسائل وإلا بقي على بطلانه الأصلي، لأنه لم يستمد من أمر الله، وهو وحده مصدر السلطان، وهو يقول عما كانت الجاهلية تشرعه ما لم يأذن به الله: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله} (1)، فيشير إلى ان الله وحده هو الذي يشرع، فهل لهم آلهة شرعت ما لم يأذن به الله؟ هذا الأصل الكبير الذي تشير إليه هذه اللمسة: {كتاب الله عليكم} (2) تقرره وتؤكده النصوص القرآنية في كل مناسبات التشريع. فما من مرة ذكر القرآن تشريعا إلا أشار إلى المصدر الذي يجعل لهذا التشريع سلطانا، اما حين يشير إلى شرائع الجاهلية وعرفها وتصوراتها فهو يردفها غالبا بقوله {ما أنزل
(يُتْبَعُ)
(/)
الله بها من سلطان} (3) لتحريرها من السلطان ابتداء، وبيان علة بطلانها، وهي كونها لم تصدر من ذلك المصدر الوحيد الصحيح». (4)
11 - ويقول مفسرا قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا اوفوا بالعقود} (5) إن «المقصود بالعقود هو كل ضوابط الحياة التي قررها الله، وفي اولها عقد الإيمان بالله، ومعرفة حقيقة ألوهية -سبحانه-، ومقتضى العبودية بألوهيته، هذا العقد الذي تنبثق منه وتقوم عليه سائر العقود، وسائر الضوابط في الحياة، وعقد الإيمان بالله، والاعتراف بألهوية وربوبيته، وقوامته ومقتضياته، هذا الاعتراف من العبودية الكاملة، والالتزام الشامل والطاعة المطلقة، والاستسلام العميق، هذا العقد أخذه الله ابتداء على آدم -عليه السلام- وهو يسلمه مقاليد الخلافة في الأرض بشرط وعقد هذا نصه القرآني {قلنا اهبطوا منها جميعا، فإما يأتينكم مني هدى، فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، والذين كفروا وكذبوا بآياتنا اولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} (1). فهي خلافة مشروطة باتباع هدى الله الذي ينزله في كتبه على رسله ... ولقد تكرر هذا العقد - أو هذا العهد- مع ذرية آدم وهو بعد في ظهور آبائهم، كما ورد في السورة الأخرى {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم. وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا: بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين او تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون} (2). فهذا عقد آخر مع كل فرد» (3).
12 - وقد يستعين ببعض آي الذكر الحكيم في تفسير آية يثير حولها أعداء الإسلام ـ من المستشرقين أو المستغربين - بعض الشبهات، من ذلك ما جاء في تفسيره لقوله تعالى {ولتنذر أم القرى ومن حولها} (4): «وليس المقصود كما يتصيد أعداء الإسلام من المستشرقين، أن تقصر الدعوة على أهل مكة ومن حولها، فهم يقتطعون هذه الآية من القرآن كله، ليزعموا أن محمد ? ما كان يقصد في أول الأمر أن يوجه دعوته إلا إلى أهل مكة وبعض المدن حولها، وانه إنما تحول من هذا المجال الضيق الذي ما كان خياله يطمح في أول الأمر إلى أوسع منه، فتوسع في الجزيرة كلها، ثم هم أن يتخطاها لمصادفات لم يكن في أول الامر على علم بها، وذلك بعد هجرته إلى المدينة وقيام دولته بها، وكذبوا .. في القرآن المكي، وفي اوائل الدعوة، قال الله سبحانه لرسوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ {وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا} (1). ولعل الدعوة يومذاك كانت محصورة في شعاب مكة يحيط بها الكرب والابتلاء» (2).
13 - وقد يعمد سيد قطب إلى القرآن الكريم لترجيح قول من الأقوال، أو رأي من الآراء في تفسير آية قرآنية اختلف العلماء في تفسيرهان ومثال ذلك ما جاء في تفسيره لقوله تعالى في سورة النجم {الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم} (3) بعد أن اورد كثيرا من الأحاديث المرفوعة والموقوفة: « ... عن أبي هريرة رضي الله عنه (أراه رفعه) في {الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم}، قال: اللمة من الزنا ثم يتوب ولا يعودن واللمة من السرقة ثم يتوب ولا يعود، واللمة من شرب الخمر ثم يتوب ولا يعود، قال: فذلك الإلمام. وروى مثل هذا موقوفا على الحسن، فهذه طائفة أخرة من الأقوال تحدد معنى اللم تحديدا غير الأول.
والذي نراه أن هذا القول الأخير أكثر تناسبا من قوله تعالى بعد ذلك {إن ربك واسع المغفرة}. فذكر صحة المغفرة يناسب أن يكون اللمم هو الإتيان بتلك الكبائر والفواحش ثم التوبة، ويكون الاستثناء غير منقطع، ويكون الذين أحسنوا هم الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا أن يقعوا في شيء منها، ثم يعودوا سريعا ولا يلجوا ولا يصروا، كما قال سبحانه: {والذين إذا فعلوا فاحشة وظلموا ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله، ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} (1). وسمى هؤلاء "المتقين"، ووعدهم مغفرة وجنة عرضها السماوات والأرض، فهذا هو الأقرب إلى رحمة الله ومغفرته الواسعة» (2).
(يُتْبَعُ)
(/)
14 - وعند تفسيره لقوله تعالى في سورة نوح {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا. ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا} (3) يورد جملة آيات من سور مختلفة تقيم الدليل القرآني القاطع على أن القيم الإيمانية لها آثار واقعية في الحياة البشرية المادية: «وقد ربط بين الاستغفار وهذه الأرزاق، وفي القرآن مواض متكررة فيها هذا الارتباط بين صلاح القلب واستقامتها على هدى الله وبين تيسير الأرزاق، وعموم الرخاء .. جاء في موضوع: {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض، ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون} (1)، وجاء في موضع: {ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم، ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم} (2). وجاء في موضع: {ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير، وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى، ويؤت كل ذي فضل فضله}. (3). وهذه القاعدة التي يقررها القرآن في مواضع متفرقة قاعدة صحيحة تقوم على أسبابها من وعد الله، ومن سنة الحياة، كما أن الواقع العملي يشهد بتحققها على مدار القرون. والحديث في هذه القاعدة عن الأمم لا عن الأفراد وما من أمة قام فيها شرع الله، واتجهت اتجاها حقيقيا لله للعمل الصالح، والاستغفار المنبئ عن خشية الله، ما من أمة اتقت الله وعبدته وأقامت شريعته، فحققت العدل والأمن للناس جميعا، إلا فاضت فيها الخيرات، ومكن الله لها في الأرض، واستخلفها فيها بالعمران وبالصلاح سواء ... » (4).
15 - وقد يستعين بآية من آي الذكر الحكيم ليوضح أسلوبا من الأساليب التي درج القرآن الكريم على استعمالها: «والحقيقة الثالثة أن الإعراض عن ذكر الله، الذي قد تنتهي إليه فتنة الابتلاء بالرخاء، مؤد إلى عذاب الله، والنص يذكر صفة للعذاب {يسلكه عذابا صعدا} (1) .. توحي بالمشقة منذ كان الذييصعد في المرتفع يجد مشقة في التصعيد كلما تصعد، وقد درج القرآن على الرمز للمشقة بالتصعيد، فجاء في موضع: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يظله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء} (2). وجاء في موضع: {سأرهقه صعودا} (3). وهي حقيقة مادية معروفة، والتقابل واضح بين الفتنة بالرخاء وبين العذاب الشاق عند الجزاء» (4).
ـ[دمعة الأقصى]ــــــــ[14 Apr 2007, 01:30 ص]ـ
شكر الله لكم وأذكر أن طالبة تناولت الموضوع في رسالة علمية لها وسمتها بـ موارد سيد قطب في ظلال القرآن، من جامعة الملك سعود. تحت إشراف الأستاذ الدكتور: سر الختم الحسن عمر. ونوقشت الرسالة عام 1424هـ
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[14 Apr 2007, 12:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل: دمعة الأقصى ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فإني أشكر لكم تواصلكم و اهتمامكم و تقديركم، جزاكم الله خيرا. و أشير إلى أن هذا العمل جزء من رسالة علمية بعنوان: " أثر الواقع الثقافي في أهم التفاسير الحديثة للقرآن الكريم " نوقشت بكلية دار العلوم جامعة القاهرة سنة 1407 هـ / 1987 م.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[15 Apr 2007, 06:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الإخوة الأفاضل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (البقرة:32)
اعتمد سيد قطب في تفسيره على كثير من كتب الحديث والسنة الأصيلة، ومنها:
1 - صحيح البخاري: واسمه (الجامع الصحيح المسند المختصر من أمور رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ وسنته وأيامه)، لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، بن المغيرة بن برد ربه الجحفي (194هـ /256 هـ).
2 - صحيح مسلم: واسمه (الجامع الصحيح) لأبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (204/ 261هـ).
3 - سنن أبي داود: للإمام سليمان بن الاشعث السجستاني
(202هـ/275هـ).
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - سنن النسائي: للإمام أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي (215هـ / 303هـ).
5 - سنن الترمذي أو الجامع الصحيح: للإمام أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي (209هـ/279هـ).
6 - سنن ابن ماجة: للإمام أبي عبد الله بن يزيد القزويني بن ماجة (209/هـ 273هـ).
7 - الموطأ: لأبي عبد الله مالك بن انس بن مالك بن أبي عامر (93هـ/179هـ).
8 - المسند: للإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (164هـ/241هـ).
9 - المستدرك على الصحيحين: للإمام محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري (321هـ 3ذ405هـ).
10 - صحيح ابن حبان: لأبي حاتم بن حبان البستي (355هـ).
11 - سنن الدارقطني: لأبي الحسن على بن عمر بن أحمد بن مهدي البغدادي (385هـ).
12 - السنن الكبرى: للإمام أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي (ت 458هـ).
13 - المعجم الكبير والأوسط والصغير: لسليمان بن أحمد بن أيوب أبي القاسم اللخمي الشامي الطبراني (360هـ).
14 - مسند أبي بكر البزاز: لأحمد بن عمرو بن عبد الخالق البصري البزاز (292هـ).
15 - مسند الطيالسي: لسليمان بن داود الجاورد البصري الطيالسي (203هـ).
16 - مسند أبي يعلى الموصلي: لأحمد بن علي بن المثنى التميمي أبي يعلى الموصلي (307هـ).
17 - الجامع الصغير من حديث البشير النذير: للإمام أبي بكر جلال الدين السيوطي (849هـ / 911هـ).
18 - علل الحديث: للإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي (240هـ / 327هـ).
19 - مصابيح السنة: للإمام الحسين بن مسعود الفراء الشافعي زين الدين البغوي (516 هـ).
ويتضح من خلال هذه المجموعة الكبيرة من مصادر الحديث والسنة، أثر الواقع الثقافي في اختيارها وانتقائها، فهي كلها من المصادر العلمية المعتمدة في بابها، وجلها كتب صحيحة لا يتطرق إليها الضعف من أي جانب من الجوانب، فسيد قطب يريد أن يكون لدى المسلم المعاصر - من خلال تفسيره للقرآن الكريم- حصانة ومناعة فكرية إسلامية أصيلة، ضد أي غزو ثقافي يمكن أن يتعرض له، وذلك لا يتم إلا بتجليه مقومات وخصائص التصور الإسلامي، في العقيدة والشريعة، في العبادات والمعاملات، في الأخلاق والسلوك، في النفس والمجتمع، في السلم والحرب، في الشدة والرخاء، وحتى يكون هذا التصور صحيحا وسليما يتعين أن يستند إلى قواعد وأصول قوية، وصحيحة وسليمة، وليس هناك أقوى، ولا أسلم، ولا أعلم من الكتاب والسنة الصحيحة، ومن ثم كانت عملية توظيف السنة في تجلية معاني القرآن الكريم تحفظ لتفسير "في ظلال القرآن" سلفيته، وتسهم في الوقت ذاته في تشكيل عقل وفكر المسلم المعاصر.
منهج سيد قطب في إيراد الاحاديث:
اعتمد سيد قطب في تفسيره كثيرا من الأحاديث النبوية الشريفة، وقد كانت له طريقة خاصة في إيراد الاحاديث تفصح عن مدى تأثير الواقع الثقافي في تفسيره، فهو لم يكن يستشهد بالاحاديث النبوية الشريفة عند تفسيره لكل آية من آي الذكر الحكيم، فقد نقرأ صفحات متعددة من تفسيره دون أن نجد حديثا واحدا، ولكننا نجده في بعض الأحيان يورد كثيرا من الأحاديث النبوية الشريفة في تفسير آية واحدة، أو في موضع واحد، وقد تتجاوز في بعض الأحيان عشرة أحاديث وقد نتساءل عن السب الذي جعل سيد قطب يوظف الحديث في تفسيره للقرآن الكريم بهذه الطريقة؟
ونحن نعتقد أن مرد ذلك إلى تأثره بالواقع الثقافي، ويؤكد ذلك انه لم يستشهد بالأحاديث إلا عند تفسيره للآيات التي أشكل فهمها على الناس في العصر الحديث، أو التي أولت تأويلا محرفا ومغرضا، او عند تجليته لمقومات وخصائص التصور الإسلامي، وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي يعتقدها الناس، أو كمحاولة لإحياء فريضة من الفرائض التي غابت عن حياة المسلمين في العصر الحديث. وتتبع المواضع التي جمع فيها مجموعة كبيرة من الأحاديث كفيلة بان تؤكد ما ذهبنا إليه، وفي ما يلي بعض الامثلة على ذلك:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - يورد صاحب "الظلال" الحديث الواحد أو جملة احاديث لبيان حكم شرعي يتعلق بالعبادات أو المعاملات، إما لأن الناس قد غفلوا عنه، وتركوا العمل به، أو لاختلاف العلماء فيه. ومثال ذلك ما جاء في تفسيره لقوله تعالى: {فمن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر} سورة البقرة، جزء من الآية 184.: فالدين لا يقود الناس بالسلاسل إلى الطاعات، إنما يقودهم بالتقوى، وغاية هذه العبادة أي الصيام. خاصة هي التقوى ... والله أعلم بتكامل هذا الدين، بين مواضع الترخص، ومواضع التشدد، وقد يكون وراء الرخصة في موضع من المصلحة ما لا يتحقق بدونها ... ومن ثم أمر رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ أن يأخذ المسلمون برخص الله التي رخصها لهم ... والأولى على كل حال أن نأخذ الأمور بالصورة التي أرادها الله في هذا الدين، فهو أحكم منا وأعلم بما وراء رخصة وعزائمه من مصالح قريبة وبعيدة وهذا هو جماع القول في هذا المجال. بقي أن نثبت بعض ما روى من السنة في حالات متعددة من حالات السفر، في بعضها كان التوجيه إلى الفطر، وفي بعضها لم يقع نهي عن الصيام، وهي بمجموعها تساعد على تصور ما كان عليه السلف الصالح من إدراك للأمر، قبل أن تأخذ الاحكام شكل التقعيد الفقهي على أيدي الفقهاء المتأخرين، وصورة سلوك أولئك السلف -رضوان الله عليهم- أملأ بالحيوية وألصق بروح هذا الدين وطبيعته من البحوث الفقهية، ومن شأن الحياة معها، وفي جوها ان تنشأ في القلب مذاقا حيا لهذه العقيدة وخصائصها:
أ عن جابر -رضي الله عنه- قال: خرج رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ عام الفتح إلى المكة في رمضان، فصام حتى بلغ "كراع الغميم" فصام الناس، ثم دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس ثم شرب، فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام، فقال: أولئك العصاة، أولئك العصاة. أخرجه مسلم والترمذي " صحيح مسلم، كتاب الصوم، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر، ج3، ص 175 ".
ب وعن انس رضي الله عنه قال: كنا مع النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ في سفر فمنا الصائم ومنا المفطر، فنزلنا منزلا في يوم حار، أكثرنا ظلا صاحب الكساء، ومنا من يتقي الشمس بيده، فسقط الصوام، وقام المفطرون، فضربوا الأبنية وسقوا الركاب، فقال النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ ذهب المفطرون اليوم بالأجر. أخرجه الشيخان والنسائي " صحيح مسلم، كتاب الصوم، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر، جزء 3، ص 178، صحيح البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب فضل الخدمة في الغزو ".
ج وعن جابر رضي الله عنه قال: كان النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ في سفر فرأى رجلا قد اجتمع عليه الناس، وقد ظلل عليه، فقال: ماله؟ فقالوا: رجل صائم. فقال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ ليس من البر الصوم في السفر. أخرجه مالك والشيخان، وأبو داوود والنسائي " صحيح البخاري، كتاب الصوم، باب قول النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ لمن ظلل عليه واشتد الحر ليس من البر الصوم في السفر» " في ظلال القرآن: مج4، ص 169/ 170 ".
ويستمر على هذه الشاكلة في سرد الأحاديث حتى يبلغ مجموع ما استشهد به في هذا الموضوع أحد عشر حديثا. " ويراجع أيضا الصفحات التالية من "الظلال": 198 - 243/ 244 وقد استشهد هنا بخمسة أحاديث. 324 (أربعة احاديث عن الربا) ".
2 - وقد يستشهد بحديث، أو مجموعة أحاديث عند تفسيره لآية من آي الذكر الحكيم، ليوضح حكمة التشريع الإسلامي. ومثال ذلك ما جاء في تفسيره لقوله تعالى {قل أنفقتم من خير فللوالدين، والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل} " سورة البقرة، جزء من الآية 215 ": «وهو يربط بين طوائف من الناس بعضهم تربطه بالمنفق رابطة العصب، وبعضهم رابطة الرحم، وبعضهم رابطة الإنسانية الكبرى في إطار العقيدة، وكلهم يتجاورون في الآية الواحدة: الوالدون والأقربون واليتامى والمساكين وابن السبيل، وكلهم يتضامنون في رباط التكافل الاجتماعي الوثيق بين بني الإنسان في إطار العقيدة المتين .. جاء في صحيح مسلم عن جابر أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لرجل ابدأ بنفسك فتصدق عليها، فإن فضل شيء فلأهلك، فإن فضل شيء عن أهلك فلذي قرابتك، فإن فضل عن ذي قرابتك شيء فهكذا وهكذا " صحيح مسلم، كتاب الزكاة. باب الابتداء في النفقة بالنفس ثم الأهل ثم الأقارب. ج3، ص 35."
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد علم الله أن الإنسان يحب ذاته فامره بكفايتها قبل ان يأمره بالإنفاق على من سواها، وأباح له الطيبات من الرزق وحثه على تمتيع ذاته بها في غير ترف ولا مخيلة، فالصدقة لا تبدأ إلا بعد الكفاية، والرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ يقول: خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول " أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزكاة، باب اليد العليا خير من اليد السفلى، ج3، ص 74. ويراجع سنن النسائي كتاب الزكاة باب الصدقة عن ظهر غني، ج5، ص 46 ". وعن جابر رضي الله عنه قال: جاء رجل بمثل بيضة من ذهب فقال: يا رسول الله أصبت هذه من معدن فخذها فهي صدقة ما املك غيرها، فأعرض عنه رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ ثم أتاه من قبل ركنه الأيمن فقال مثل ذلك، فأعرض عنه، فأتاه من قبل ركنه الأيسر فقال مثل ذلك، فأعرض عنه، ثم أتاه من خلفه فقال مثل ذلك، فأخذها ـ صلى الله عليه و سلم ـ فحذفه بها، فلو أصابته لأوجعته، وقال: يأتي أحدكم بما يملك فيقول هذه صدقة، ثم يقعد يتكفف الناس! خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى " سنن أبي داود، كتاب الزكاة، باب الرجل يخرج من ماله، ج1، ص 389» " في ظلال القرآن: مج1، ص 221/ 222 ".
3 - يذكر سيد قطب الحديث أو الأحاديث ليوضح آثار التربية الإسلامية في الجيل الأول، وما أحدتثه في النفوس وفي المجتمع من تغييرات أفاضت على الامة الخير والفضيلة والسلام، ومثال ذلك ما جاء في تفسيره لقوله تعالى {ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} سورة آل عمران، جزء من الآية 161. حيث استشهد بالأحاديث التالية:
أ «روى الإمام أحمد حدثنا سفيان عن الزهرى، سمع عروة يقول: حدثنا أبو حميد الساعدي قال: استعمل رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ رجلا من الأزد يقال له ابن اللتيبة على الصدقة، فجاء فقال: هذا لكم، وهذا أهدي إلي، فقام رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ على المنبر فقال: ما بال العامل نبعثه على عمل فيقول هذا لكم، وهذا أهدى إلي، أفلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدي إليه أم لا؟ والذي نفس محمد بيده لا يأتي أحدكم منها بشيء إلا جاء به يوم القيامة على رقبته، وإن بعيرا له رغاء أو بقرة لها خوار، او شاة تيعر، ثم رفع يده حتى رأينا عفرة إبطيه، ثم قال: اللهم هل بلغتك، ثلاثا وأخرجه الشيخان. " صحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب تحريم هدايا العمال، ج4، ص 497. صحيح البخاري، كتاب الأيمان والنذور، باب كيف كانت يمين النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ ".
ب وروى الإمام أحمد بإسناد، عن أبي هريرة قال: قام فينا رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ فذكر الغلول فعظمه، وعظم امره، ثم قال: لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك له من الله شيئا، قد بلغتك. لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس لها حمحمة، فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك من الله شيئا قد بلغتك. لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت فيقول: يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك من الله شيئا قد بلغتك أخرجه الشيخان من حديث أبي حيان " صحيح مسلم، كتاب الإمارة باب تحريم الغلول، ج4، ص 495. صحيح البخاري، كتاب الجهاد، باب الغلول".
ح وروى الإمام احمد بإسناده عن عدي بن عميرة الكندي قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ: يا أيها الناس من عمل لنا منكم عملا فكتمنا منه مخيطا فما فوقه فهو غل يأتي به يوم القيامة، قال: فقام رجل من الانصار أسود - قال مجاهد هو سعد بن عبادة كأني انظر إليه- فقال: يا رسول الله أقبل مني عملك. قال وما ذاك، قال: سمعتك تقول: كذا وكذا، قال: وأنا أقول ذلك الآن، من استعملناه على عمل فليجئ بقليله وكثيره، فما أوتي منه أخذه، وما نهي عنه انتهى. رواه مسلم " صحيح مسلم، كتاب الإمارةن باب تحريم هدايا العمال، ج 4، ص 500 ". وأبو داود من طرق عن إسماعيل بن أبي رافع.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد عملت هذه الآية القرآنية الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة عملها في تربية الجماعة المسلمة حتى أتت بالعجب العجاب ... وقد كان الرجل من أفناء الناس من المسلمين يقع في يده الثمين من الغنيمة لا يراه أحد فيأتي به إلى أميره لا تحدثه نفس منه خشية ان ينطبق عليه النص القرآني المرهوب " في ظلال القرآن: مج1، ص 504/ 505/- ويراجع 550 أيضا ".
4 - وقد يستعين بالحديث لبيان مناسبة النزول، وفضائل السور، ففي معرض تفسيره للآية الكريمة {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا، فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم} " سورة آل عمران، آية 188 " يقول: «ورد في رواية للبخاري بإسناده عن ابن عباس أن النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ سأل اليهود عن شيء فكتموه إياه وأخبروه بغيره فخرجوا قد أروه أن قد أخبروه بما سألهم عنه، واستحمدوا بذلك إليه، وفرحوا بما أتوا من كتمانهم ما سألهم عنه، وأنه نزلت آية: {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ... الآية}. وفي رواية أخرى للبخاري بإسناده عن أبي سعيد الخدري ان رجالا من المنافقين في عهد رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ كانوا إذا خرج رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ إلى الغزو تخلفوا عنه وفرحوا بمعقدهم خلاف رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ فإذا قدم رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ من الغزو اعتذروا إليه، وحلفوا وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا فنزلت: {فلا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ... الآية}») في ظلال القرآن: مج1، ص 541. ويراجع أيضا 3751 - 4006. والحديث أخرجه البخاري في صحيحه. كتاب التفسير. باب سورة آل عمران، ج6، ص 51.
5 - يذكر سيد قطب الحديث أو الأحاديث ليثبت وقوع معجزة من المعجزات التي ينكرها بعض الناس اليوم تحت تاثير التفكير المادي، وطغيان النزعة العقلانية ومثال ذلك ما جاء في تفسيره لسورة الفيل: «هذه الحادثة ثابتة بقول رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ يوم الحديبية حين بركت ناقته القصواء " اسم للناقة ". دون مكة، فقالوا: خلأت القصواء (أي حرنت). فقال رسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما خلأت القصواء، وما ذاك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل " صحيح البخاري: كتاب الشروط. باب الشروط في الجهاد، ج3، ص 252 ".
وفي الصحيحين أن رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ قال يوم فتح مكة: إن الله حبس عن مكة الفيل، وسلط عليها رسوله والمؤمنين، وإنه قد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، ألا فليبلغ الشاهد الغائب " صحيح مسلم، كتاب الحج، باب تحريم مكة وتحريم صيدها وخلاها وشجرها ولقطتها، ج3، ص 505، صحيح البخاري، كتاب العلم، باب ليبلغ الشاهد الغائب ".
فهي حادثة ثابتة انه قد حيس الفيل عن مكن في يوم الفيل، ثم كان ما أراده الله من إهلاك الجيش وقائده، فأرسل عليهم جماعات من الطير تحصبهم من طين وحجر، فتركتهم كأوراق الشجر الجافة الممزقة، كما يحكي عنهم القرآن الكريم» " في ظلال القرآن: مج 6، ص 3975 ".
6 - وقد يورد الحديث أو الأحايث في صلب تفسيره لبيان خصائص التشريع الإسلامي، فحين يفسر قوله تعالى: {الطلاق مرتان فإمساك بمعروف، أو تسريح بإحسان، ولا يحل لكم أن تأخذوا مما أتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله ... الآية} " سورة البقرة: آية 229 ". يستشهد بثلاثة احاديث في موضع واحد " المصدر نفسه، مج 1، ص 248، ويراجع أيضا ص 253 ".
7 وقد يورد بعض الأحاديث في خاتمة تفسيره للمقطع أو الدرس لتوضيح خصائص النظام الإسلامي في المجال الاقتصادي، ومثاله ما جاء في تفسيره لقوله تعالى: {الذين ينفقون اموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم، ولا خوف عليهم لا هم يحزنون} " سورة البقرة، آية 274 ": «وبعد فإن الإسلام لا يقيم حياة أهله على العطاء، فإن نظامه كله يقوم أولا على تيسير العمل والرزق لكل قادر، وعلى حسن توزيع الثروة بين أهله بإقامة هذا التوزيع على الحق والعدل بين الجهد والجزاء، ولكن هنالك حالات تتخلف لأسباب استثنائية، وهذه هي التي يعالجها بالصدقة ... روى البخاري بإسناده عن عطاء بن يسار وعبد الرحمن بن أبي عمرة قالا: سمعنا أبا هريرة يقول قال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ: ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان، ولا اللقمة
(يُتْبَعُ)
(/)
واللقمتان، إنما المسكين الذي يتعفف، اقرأوا إن شئتم يعني قوله: {لا يسألون الناس إلحافا} " سورة البقرة، جزء من الآية 273. الحديث أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الزكاة. باب قوله تعالى {لا يسألون الناس إلحافا} ج2، ص 153 ". ويتبع هذا الحديث بحديثين آخرين في الموضوع نفسه، ثم يعلق عليهما قائلا: «إن الإسلام نظام متكامل تعمل نصوصه وتوجيهاته وشرائعه كلها متحدة ولا يؤخذ أجزاء وتفاريق، وهو يضع نظمه لتعمل كلها في وقت واحد، فتتكامل وتتناسق، وهكذا أنشأ مجتمعه الفريد الذي لم تعرف له البشرية نظيرا في مجتمعات الأرض جميعا» " المصدر نفسه، مج 1، ص 316/ 317 ".
8 - وقد يستشهد ببعض الأحاديث على نسخ حكم من الأحكام الشرعية، ومثاله ما جاء في تفسيره لقوله تعالى: {واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهم أربعة منكم، فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهم الموت أو يجعل الله لهن سبيلا} " سورة النساء، آية 15 ": «فيغير ما بهن، أو يغير عقوبتهن أو يتصرف في أمرهن بما يشاء، مما يشعر أن هذا ليس الحكم النهائي الدائم، وإنما هو حكم فترة معينة، وملابسات في المجتمع خاصة، وأنه يتوقع صدور حكم آخر ثابت دائم وهذا هو الذي وقع بعد ذلك، فتغير الحكم كما ورد في سورة النور " يعني قوله تعالى: {الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله} (سورة النور، آية 2) ". وفي حديث رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ وإن لم تتغير الضمانات المشددة في تحقيق الجريمة، قال الإمام أحمد حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا سعيد عن قتادة عن الحسن، عن حطان بن عبد الله الرقاشي عن عبادة بن الصامت قال، كان رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ إذا نزل عليه الوحي أثر عليه، وكرب لذلك، وتغير وجهه، فأنزل الله عليه، عز وجل - ذات يوم فلما سرى عنه قال: خذوا عني، قد جعل الله لهن سبيلا، الثيب بالثيب، والبكر بالبكر، الثيب جلد مائة ورجم بالحجارة، والبكر جلد مائة ثم نفي سنة، ورواه مسلم " صحيح مسلم، كتاب الحدود، باب حد الزنا، ج 4، ص 267 ". وأصحاب السنن من طرق عن قتادة عن الحسن عن حطان عن عبادة بن الصامت عن النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ ولفظه: خذوا عني، خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا، البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام، والثيب بالثيب جلد مائة ورجم بالحجارة " صحيح مسلم، كتاب الحدود، باب حد الزنا، ج4، ص 266 مع اختلاف في لفظ الحديثين "، وقد ورد عن السنة العملية في حادث ماعز والغامدية، كما ورد في صحيح مسلم ان النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ رجمهما ولم يجلدهما، وكذلك في حادث اليهودي واليهودية اللذين حكم في قضيتهما فقضى برجمهما ولم يجلدهما، فدلت سنته العملية على أن هذا هو الحكم الاخير» " في ظلال القرآن: مج1، ص 599/ 600.
9 وقد ياتي بجملة أحاديث لإثبات صفة من صفات الله تعالى، حاول أعداء الإسلام، ويحاولون طمسها بأكاذيبهم وافتراءاتهم. كنوع من الفتنة والتضليل. ومثال ذلك ما جاء في تفسيره للآية الكريمة {إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما} سورة النساء، آية 48. حيث يورد ثلاثة أحاديث نبوية شريفة كلها تنص على رحمة الله الواسعة بالعباد." في ظلال القرآن: ج2، ص 678/ 679 ".
وفي تفسيره لقوله تعالى {قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله، كتب على نفسه الرحمة ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه} " سورة الأنعام، جزء من الآية 12 ". يثبت صفة رحمة الله تعالى بالعباد، مرة اخرى مستشهدا بأكثر من عشرة أحاديث في موضه واحد " في ظلال القرآن: مج2، ص 1050/ 1052 ".
10 - ويورد ستة أحاديث كلها تتعلق بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وذلك عند تفسيره للآية الكريمة {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، وتؤمنون بالله} " سورة آل عمران، جزء من الآية 110 ".
واستشهاده بهذه المجموعة من الأحاديث في موضع واحد يدل على مدى تأثير الواقع الثقافي في تفسيره "في ظلال القرآن". فقعود الناس عن القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هو الذي دفعه إلى ذلك. " يراجع في ظلال القرآن: مج 1، ص 448، ومج2، ص 948 ".
11 - وفي معرض تفسيره لسورة البقرة يورد ستة احاديث في موضع واحد متتالية، وكلها تحض على الجهاد، وتبين كرامة المجاهدين، وذلك كنوع من استنهاض همم المسلمين الغافلين والمتخاذلين، وحضهم على القيام بهذه الفريضة. " المرجع نفسه: مج1، ص 144 ".
وفي تفسيره السورة نفسها يستشهد بثمانية احاديث كلها تتحدث عن آداب الجهاد، وذلك ليبين الفرق بين آداب القتال التي شرعها الله تعالى، وبين الشناعات التي عرفتها حروب الأمم قديما وحديثا. وأثر الواقع الثقافي اضح في توظيفها في عملية التفسير، إذ المقصود بها دفع اتهام المغرضين من المستشرقين والمستغربين للإسلام بالعدوان والوحشية، والحض على سفك الدماء، وإقامة الدليل القاطع على عظمة الإسلام. " المرجع نفسه: مج1، ص 188 ".
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[29 Apr 2007, 03:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفصح طريقة سيد قطب في إيراد الأحاديث النبوية الشريفة عن أثر الواقع الثقافي في تفسيره، فهو مثلا يورد الحديث من غير أن يذكر السند بكامله إلا نادرا، وذلك حتى لا يثقل على القارئ من جهة، ولأنه لا يفيده شيئا، إذ إن ثقافته ـ عموم القراء المستهدفين ـ لا تمكنه من الاستفادة من ذكر السند بكامله، ومن ثم كان سيد قطب يكتفي بذكر راوي الحديث، وهو عادة ما يكون صحابي جليل، وفي بعض الأحيان يعقد فصلا كاملا للأحاديث الخاصة بالموضوع الواحد الذي يعنى بدراسته، أو بالحقيقة التي يريد بيانها، أو بالتصور الذي يريد تجليته (يراجع في ظلال القرآن: مج1، 169/ 170 - 144/ 145 - 173/ 174 - 188 - 463.). ومرة واحدة في التفسير كله يذكر طائفة من الأحاديث متتالية ومرقمة مع ذكر الراوي والإشارة إلى المصدرفي ظلال القرآن: مج1، ص 169/ 170 .. وقد يعتمد الحديث من غير أن يأتي بلفظه (معنى الحديث)) المرجع السابق: 69 - 167 - 246 - 468 - 477 - 455 - 679 - 691 - 982 - 985 - 3316 - 3347 - 3891 ..
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.(/)
هل هناك فرق بين معنى المرأة والزوجة في القران الكريم
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[11 Apr 2007, 03:10 م]ـ
هل هناك فرق بين معنى المرأة والزوجة في القران الكريم؟
قال تعالى في حق زكريا عليه السلام (وأصلحنا له زوجه)
وفي قصة ابراهيم عليه السلام (فأقبلت إمراته في صرة ... )
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[11 Apr 2007, 05:07 م]ـ
ألا يمكن أن يكون لفظ المرأة يشمل الزوجة والأمة, خلافاً للفظ الزوجة فلا تدخل فيه الأمة بحال, وعليه فكل زوجة هي امرأةٌ لزوجها وليست كل امرأةٍ له يصدق عليها أنها زوجة له ..
ـ[أحمد عطا عمر]ــــــــ[11 Apr 2007, 07:20 م]ـ
] بسم الله الرحمن الرحيم
هناك فرق كبير بين معنى زوج وامرأة في اللغة وفي القرآن الكريم
فكلمة زوج جاءت في القرآن الكريم بمعنى الصنف أو القرين من الذكر والأنثى أو غيرهما قال تعالى (اسكن أنت وزوجك الجنة) (وجعل منها زوجها) (اسكن أنت وزوجك الجنة) (احشروا الذين ظلموا وازواجهم) (سبحان الذي خلق الأزواج كلها) (ومن كل شيء خلقنا زوجين اثنين) (من كل زوج كريم) (ثمانية أزواج) (وكنتم أزواجا ثلاثة) (وزوجناهم بحور عين) أي قرناهم بهم.
وجاء بمعنى المرأة التي تخص الرجل بعقد نكاح قال تعالى (والذين يتوفون ويذرون أزواجا) (يا أيها النبي قل لأزواجك) (إنا أحللنا لك أزواجك .. ) (ولكم نصف ما ترك أزواجكم) (وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا)
بينما كلمة المرأة معناها في اللغة مختلف تماما فكلمة المرأة في معنى العلو والارتفاع من جهة ومعنى الإنسانية من جهة أخرى فمبنى هذه الكلمة على ذلك قال الخليل بن أحمد الفراهيدي:
والأَمِرة: البَرَكة وامرأة أَمِرةٌ أي مباركة على زوجها وأَمِرَ الشيء أي كَثُرَ
والإِمَّرة: الأُنثى من الحُمْلان والإِمَّرُ الضعيف من الرجال قال امرؤ القيس
وأَمِرَ وَلَدَها أي كَثُرَ ما في بَطْنها وأَمِرَ بنو فلان أمارة أي كثروا وكَثُرَت نَعَمُهم
مرء: المَريء: رأس المَعِدَة والكَرِش اللاّزق بالحُلْقوم وهو مجرى الشراب والطعام وهو أحمر مستطيل جوفه أبيض ومريء الطعام أضيق من الحُلْقوم
والمُروءة: كمال الرُّجوليّة وقد مَرُؤَ الرجل وتمرّأ إذا تكلَّف المُروءة وهو مريءٌ بيِّنُ المروءة
ومَرُؤَ الطعام وهو مريء بيِّنُ المَراءة ويقال ما كان الطعام مريئاً وقد مَرُؤَ مَراءة واستمرأ وهذا الشيء يُمْرِئني الطعام
والمرأة: تأنيث المَرْء
وقال ابن منظور في لسان العرب: وحكى ابن الأَعرابي أَنه يقال للمرأَة إِنها لامْرُؤُ صِدْقٍ كالرَّجل قال وهذا نادر وفي حديث عليٍّ كَرَّمَ اللّهُ وجهه لما تَزَوَّج فاطِمَة رِضْوانُ اللّه عليهما قال له يهودي أَراد أَن يبتاع منه ثِياباً لقد تَزَوَّجْتَ امْرأَةً يُرِيد امرأَةً كامِلةً كما يقال فلان رَجُلٌ.
هذا من حيث اللغة العربية أما من حيث الاستخدام في القرآن الكريم فقد جاءت كلمة مرأة أو امرأة لكل أنثى تخص الرجل سواء كانت أمة أو أخته أو زوجته أو بنته أو غير ذلك. قال تعالى (وإن امراءة خافت من بعلها نشوزا ... ) والمقصود الزوجة. (وامرأة العزيز) (ولم يلتفت منكم أحد إلا امرأتك.) قال تعالى (وامرأته حمالة الحطب) وقال (ووجد من دونها امرأتين تذودان .. ) وغير ذلك من الأيات
فالظاهر والله أعلمأنه إذا كان المقصود بالآية الكريمة التعبير عن العلاقة الزوجية أو الترابط بين الرجل والمرأة جاء التعبير بالزوجية وأما إذا كان المقصود بالتعبير ما يخص الرجل أو ما يلحق به من المسؤولية تجاه المرأة أو جنس النساء من دون قصد للعلاقة التي بينهما جاء التعبير بالمرأة
فالمرأة تساوي الرجل في الإنسانية والتكاليف الشرعية وهي تأنيث مرء.
أو يكون المقصود الزوجية ولكن تكون هذه العلاقة ضعيفة وغير متينة أو تقوم على غير الأسس التي يريدها الله تبارك وتعالى ولذلك أكثر الحديث في كلمة امرأة اذا كان المقصود الزوجية تكون في علاقات بين كافرين أو مسلم وكافر أو غير متوافقين.فإذا تعطلت الحياة بين الرجل والمرأة في حياتهما الزوجية من السكن والمودة والرحمة بخيانة أو تباين في العقيدة أو بعقم أو ترمل، فالبيان القرآني يستعمل: إمرأة لا زوج:
كقوله تعالى: ((امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ)) [يوسف: 30]
وقوله تعالى: ((امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا)) [التخريم: 10]
وقوله جل جلاله: ((وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا)) [مريم: 5] وقوله وامرأته حمالةت الحطب وغير ذلك والله أعلم. [/ align]
ـ[محمود البعداني]ــــــــ[11 Apr 2007, 11:07 م]ـ
للدكتورة عائشة بنت الشاطئ رحمها الله تعالى كلام في التفرقة بين اللفظتين في القرآن الكريم في كتابها النفيس الإعجاز البياني للقرآن، ومما ذكرته أن كلمة الزوج تأتي حيث تكون الزوجية هي مناط الموقف حكمة وآية او تشريعاً وحُكماً، فإذا تعطلت آيتها من السكن والمودة والرحمة بخيانة أو تباين عقيدة، فامرأة لا زوج.
وحكمة الزوجية في الإنسان وسائر الكائنات هي اتصال الحياة بالتوالد، وفي هذا السياق تكون كلمة زوج، فإذا تعطلت حكمة الزوجية في البشر بعقم أو ترمل فامرأة لا زوج(/)
طلب مساعدة من المختصين
ـ[الويسي]ــــــــ[11 Apr 2007, 07:52 م]ـ
] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا عضو جديد بهذا المنتدى الرائع الذي كثيرا ما تمنية ان اشترك فيه ارجوقبول عضويتي معكم ولكم فائق الشكر وتقدير
وكما ارجو مساعدتي في انجاز رسالتي التي انا بصدد العمل فيها بكل ما تستطيعون من عمل خطه او اي نصائح من حضرتكم بخصوص هذه الرسالة والتي هي بعنوان «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»] الدراسات التفسيرية في سورة القمر «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»](/)
الصدق
ـ[شريف الشريف]ــــــــ[12 Apr 2007, 12:05 ص]ـ
الصدق
المسلم لا ينظر الى الصدق كخلق فاضل يجب التخلق به بل انه ابعد من ذلك فالصدق من متممات الايمان ومكملات الاسلام
اذ امر الله تعالى به واثنى على المتصفين به.
و المسلم الصادق يحب الصدق ويلتزمه ظاهرا وباطنا فى اقواله وافعاله اذ الصدق يهدى الىالبر والبر يهدى الى الجنة
والجنة اسمى غايات المسلم واقصى امانيه.
والكذب وهو ضد الصدق وهو يهدى الى الفجور والفجور يهدى الى النار والنار من شر ما يخافه المسلم ويتقه
قال تعال:"يا ايها الذين آمنوا اتقوا اله وكونوا مع الصادقين"التوبة.
وقال تعالى:"والذى جاء بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون"الاحزاب
وقال صلى الله عليه وسلم: عليكم بالصدق فان الصدق يهدى الى البر وان البر يهدى الى الجنةوما يزال الرجل يصدق
ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا واياكم والكذب فان الكذب يهدى الى الفجور والفجور يهدى الى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا)(/)
الآية التي قال عنها الشنقيطي: يجب على كل مسلم أن يتدبرها كثيراً
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[12 Apr 2007, 12:32 ص]ـ
قال العلامة الشنقيطي ـ رحمه الله ـ في أوائل تفسيره لسورة الروم،وتحديداً عند الآية (6)،وهي قوله تعالى:
(وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7) [الروم/6، 7])
قال رحمه الله ـ في الأضواء 6/ 477 ـ
اعلم أنه يجب على كل مسلم في هذا القرآن: أن يتدبر آية الروم تدبراً كثيراً، ويبين ما دلت عليه لكل من استطاع بيانه له من الناس.
وإيضاح ذلك:
أن من أعظم فتن آخر الزمان التي ابتلى ضعاف العقول من المسلمين شدة إتقان الإفرنج، لأعمال الحياة الدنيا ومهارتهم فيها على كثرتها، واختلاف أنواعها مع عجز المسلمين عن ذلك، فظنوا أن من قدر على تلك الأعمال أنه على الحق، وأن من عجز عنها متخلف وليس على الحق، وهذا جهل فاحش، وغلط فادح. وفي هذه الآية الكريمة إيضاح لهذه الفتنة وتخفيف لشأنها أنزله الله في كتابه قبل وقوعها بأزمان كثيرلة، فسبحان الحكيم الخبير ما أعلمه، وما أعظمه، وما أحسن تعليمه.
فقد أوضح جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن أكثر الناس لا يعلمون، ويدخل فيهم أصحاب هذه العلوم الدنيوية دخولاً أولياً، فقد نفى عنهم جل وعلا اسم العلم بمعناه الصحيح الكامل، لأنهم لا يعلمون شيئاً عمن خلقهم، فأبرزهم من العدم إلى الوجود، وزرقهم، وسوف يميتهم، ثم يحييهم، ثم يجازيهم على أعمالهم، ولم يعلموا شيئاً عن مصيرهم الأخير الذي يقيمون فيه إقامة أبدية في عذاب فظيع دائم: ومن غفل عن جميع هذا فليس معدوداً من جنس من يعلم كما دلت عليه الآيات القرآنية المذكورة، ثم لما نفى عنهم جل وعلا اسم العلم بمعناه الصحيح الكامل أثبت لهم نوعاً من العلم في غاية الحقارة بالنسبة إلى غيره.
وعاب ذلك النوع من العلم بعيبين عظيمين:
أحدهما:
قلته وضيق مجاله، لأنه لا يجاوز ظاهراً من الحياة الدنيا، والعلم المقصور على ظاهر من الحياة الدنيا في غاية الحقارة، وضيق المجال بالنسبة إلى العلم بخالق السماوات والأرض جل وعلا، والعلم بأوامره ونواهيه، وبما يقرب عبده منه، وما يبعده منه، وما يخلد في النعيم الأبدي من أعمال الخير والشر.
والثاني منهما:
هو دناءة هدف ذلك العلم، وعدم نيل غايته، لأنه لا يتجاوز الحياة الدنيا، وهي سريعة الانقطاع والزوال ويكفيك من تحقير هذا العلم الدنيوي أن أجود أوجه الإعراب في قوله: {يَعْلَمُونَ ظَاهِراً} أنه بدل من قوله قبله لا يعلمون، فهذا العلم كلا علم لحقارته.
قال الزمخشري في الكشاف، وقوله: يعلمون بدل من قوله: لا يعلمون، وفي هذا الإبدال من النكته أنه أبدله منه وجعله بحيث يقوم مقامه، ويسد مسده ليعلمك أنه لا فرق بين عدم العلم الذي هو الجهل، وبين وجود العلم الذي لا يتجاوز الدنيا ..
وقوله: {ظَاهِرا مِّنَ الحياة الدنيا} يفيد أن الدنيا ظاهراً وباطناً فظاهرها ما يعرفه الجهال من التمتع بزخارفها، والتنعيم بملاذها وباطنها، وحقيتها أنها مجاز إلى الآخرة، يتزود منها إليها بالطاعة والأعمال الصالحة، وفي تنكير الظاهر أنه ملا يعلمون إلا ظاهراً واحداً من ظواهرها. وهم الثانية يجوز أن يكون مبتدأ، وغافلون خبره، والجملة خبر، هم الأولى، وأن يكون تكريراً للأولى، وغافلون: خبر الأولى، وأية كانت فذكرها مناد على أنهم معدن الغفلة عن الآخرة، ومقرها، ومحلها وأنها منهم تنبع وإليهم ترجع. انتهى كلام صاحب الكشاف.
وقال غيره: وفي تنكير قوله: ظاهراً تقليل لمعلومهم، وتقليله يقربه من النفي، حتى يطابق المبدل منه. اه. ووجهه ظاهر.
واعلم أن المسلمين يجب عليهم تعلم هذه العلوم الدنيوية، كما أوضحنا ذلك غاية الإيضاح في سورة مريم في الكلام على قوله تعالى: {أَطَّلَعَ الغيب أَمِ اتخذ عِندَ الرحمن عَهْداً} [مريم: 78] وهذه العلوم الدنيوية التي بينا حقارتها بالنسبة إلى ما غفل عنه أصحابها الكفار، إذا تعلمها المسلمون، وكان كل من تعليمها واستعمالها مطابقاً لما أمر الله به، على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم: كانت من أشرف العلوم وأنفعها، لأنها يستعان بها على إعلاء كلمة الله ومرضاته جل وعلا، وإصلاح الدنيا والآخرة، فلا عيب فيها إذن كما قال تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا استطعتم مِّن قُوَّةٍ} [الأنفال: 60] فالعمل في إعداد المستطاع من القوة امتثالاً لأمر الله تعالى وسعياً في مرضاته، وإعلاء كلمته ليس من جنس علم الكفار الغافلين عن الآخرة، كما ترى الآيات بمثل ذلك كثيرة. والعلم عند الله تعالى.)
ـ[دمعة الأقصى]ــــــــ[14 Apr 2007, 01:13 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فيصل الخنبشي]ــــــــ[14 Apr 2007, 09:40 م]ـ
اجدت وافدت بارك الله فيك
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[04 May 2007, 12:00 ص]ـ
شكر الله لجميع الإخوة المعلقين ..
ورحم الله الشيخ القرآني العلامة الشنقيطي ..
أحبتي ..
إن وقع مثل هذه الكلمات من مثله يختلف كثيرا ً ..
فإذا قرأت هذا الكلام لرجل تعرف أنه يقال في سيرته:
إنه مات وهو لا يكاد يفرق بين فئة (100) و (10)!
ومات وهو لم يطلب يوماً من الأيام علاوة
ولا زيادة مرتب،ولا شيئاً من ذلك!!
وهو الذي كان يقول:
جئت معي من شنقيط بكنز عظيم،وهو القناعة!!
يقول ما تقدم كله
ويذم الدنيا ليس لأنها لم تحصل له!!
بل يقول ذلك وقد أتته الدنيا وهي راغمة!
فرحمة الله على ذياك الجدث!
أقول: إذا صدر الكلام ممن هذه حاله
كان لذلك الكلام وقعه ..
اللهم كما كما رزقتنا الإسلام
فارزقنا القناعة
واجعل الدنيا في أيدينا لا في قلوبنا.
ـ[المتفائل]ــــــــ[04 May 2007, 01:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
أما عدم تفريقه بين فئات العملة فقد قال ابنه محمد المختار بأن ذلك غير صحيح في محاضرة ألقاها في القصيم عن حياة والده رحمه الله(/)
هل هذا المعنى لكلمة "كورت" صحيح أم لا؟؟؟
ـ[هيثم أبو الحسن]ــــــــ[12 Apr 2007, 12:21 م]ـ
السلام عليكم يا أخوة
اردت ان اسألكم عن بعض ما لدى من تفسيرات و التى قد أكون مخظئا فى ما ذهبت اليه من معانى:
اولا: علمت ان الشمس ليست كاملة الأستدارة ,
فهل يمكن أن نقول عن الآية التى ذكرت تكور الشمس (إذا الشمس كورت) و التى فسرها العلماء بأنه إذا الشمس أنطفأ نورها او نحيت من مكانها
هل يمكن ان نقول ان المعنى هو اذا الشمس أصبحت كاملة الأستدارة و بالتالى يكون القرآن قد المح الى أن الشمس ليست مستديرة حاليا؟؟
ثانيا: نفس الكلام عن كلمة دحاها , فهل صحيح ان اللفظ فى الآية يعنى ان الأرض قد أصبحت كالبيضة و لقد وجدت بالفعل فى القواميس العربية ان الكلمة يمكن ان تشير الى بيضة النعامة؟
فما رأيكم و جزاكم الله خيرا ..
ـ[هيثم أبو الحسن]ــــــــ[18 Apr 2007, 05:45 ص]ـ
للرفع و إعادة السؤال على أخوة الأسلام
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Apr 2007, 01:45 م]ـ
أخي الكريم هيثم
نأسف على تأخير الرد على مثل هذه الاستفسارات لكثرة الانشغال، ولتوقع أن يقع الرد من بعض الأعضاء، لكن أتقدم بإجابة السؤال الأول:
(هل يمكن ان نقول ان المعنى هو اذا الشمس أصبحت كاملة الأستدارة و بالتالى يكون القرآن قد المح الى أن الشمس ليست مستديرة حاليا؟؟)
وأقول: إن هذا ليس بلازم، والآية لا تشير إليه فضلا عن أن تدل عليه، فالتعبير بكمال الاستدارة غير لازم من لفظ (كورت)، وبما أنها اليوم كالكرة، وهذا الحدث يكون آخر الزمان لم يفهم المفسرون هذا المعنى، وإنما ذهبوا به إلى معنى تكوير العمامة على الرأس، وهذا التكوير لا يلزم منه كمال الاستدارة، وإنما يلزم منه جمع جرم الشمس بعضه إلى بعض على هيئة التكوير، والله أعلم.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[19 Apr 2007, 04:45 م]ـ
قوله تعالى:
(والأرض بعد ذلك دحاها)!!!
وهى آية يتعمد كل (باحث إسلامي أن يوردها فى معرض التدليل على أن القرآن قد سبق زمانه بتحديد شكل الأرض شبه الكروي. فكلمة (دحاها) فى قاموس هؤلاء (الباحثين) تعنى جعلها كالدحية (وهى بيضة النعامة).
هذا التفسير، ليس له وجه فى اللغة:
(بل هذا وجه من البلاغة معروف: وهو التعبير بالمحل، عن الحالِّ بالمحل. جاء في كتاب:
" معجم الألفاظ العامية ذات الحقيقة في الأصول العربية "، للدكتور: عبد المنعم العال، ص233:
" نقول في دارجتنا: الدَّحْيُ البَيْض. والمفرد: دَحية .. والأُدحوة مبيض النعام في الرمل، وهو مجاز مرسل علاقته المكانية ". وجهله بذلك حجة عليه، ليس حجة له).
فكلمة دحاها تعنى فقط بسطها ومدها.
وقد أطلق العرب اسم (الأدحية على المكان الذى تبيض فيه النعامة، وليس بيضها؛
لأن هذا الطائر لا يبنى عشاً، بل (يدحو الأرض برجله، حتى يبسط التراب ويوسعه ثم يبيض فيه.
والدحية بكسر الدال هو رئيس الجند.
والدحية بفتح الدال هى أنثى القرد".
ـ[هيثم أبو الحسن]ــــــــ[19 Apr 2007, 11:34 م]ـ
جزاكما الله خيرا يا أخوة.
لى صديق هنا فى مصر و هو من أحدى القرى الريفية يقول لى أنهم يطلقون كلمة دحة (أو دحية) على البيض (مثل بيض الدجاج) ..
فهل لهذا يمكن ان يكون هناك وجه معتبر للكلمة يبين انها تشير للبيضاوية؟؟
ـ[هيثم أبو الحسن]ــــــــ[21 Apr 2007, 08:02 ص]ـ
أعرف أنى قد أثقلت عليكم بالسؤال
ولكن أرجوأن تجيبونى مأجورين بأذن الله.
لى سؤال أخر يتعلق بكلمة "أدنى"
و أقصد ما جاء من معناها فى سورة الروم
أعرف أن المعنى الأقوى للكلمة هو بمعنى أقرب
ولكن هل ذكر فى المعاجم العربية إستخدام كلمة أدنى بمعنى أخفض؟ كما يقال أدنى من كذا أى أقل منه
و لتعلموا أن السبب الرئيسى من وراء هذه الأسئلة هو لمعرفة ضوابط ما يعرف بالتفسير العلمى للقرآن.
و جزاكم الله خيراَ
ـ[هيثم أبو الحسن]ــــــــ[29 Apr 2007, 12:33 ص]ـ
الموضوع للرفع(/)
سؤال عن العالم الالوسي
ـ[عبدالقادر]ــــــــ[12 Apr 2007, 01:21 م]ـ
ماهي عقيدة العالم الالوسي في تفسيره(/)
الملتقى الثالث للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم 22 - 24/ 3/1428هـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Apr 2007, 02:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نظمت جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض الملتقى الثالث للجمعيات الخيرية للتحفيظ بالمملكة تحت عنوان:
الجمعيات والمجتمع
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6461e1d5216d1a.jpg
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه،،، أما بعد:
فلقد نبعت الفكرة من ملتقيات جمعيات حفيظ القرآن الكريم لتكون مكاناً لاجتماع العاملين في هذا الميدان وليتم من خلالها تبادل الخبرات والأفكار، ومناقشة ما يزكي السيرة وتحتاج إليه المسيرة في لقاء أخوي سنوي يتنافس في مضماره الباحثون ويتقابل في ردهاته المهتمون.
يتشرف بالقيام به في عام 1428هـ إخوانكم في الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض وذلك في الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول لعام 1428هـ بإذن الله ويحمل عنوان (الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم المجتمع).
أهداف الملتقى:
1 - تفعيل رسالة جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في خدمة المجتمع.
2 - تعزيز التصور الإيجابي في المجتمع عن جمعيات تحفيظ القرآن الكريم.
3 - المساهمة في وقاية المجتمع وحمايته من الزلل والانحراف.
4 - التواصل الإيجابي مع جميع شرائح المجتمع.
5 - التواصل بين جمعيات تحفيظ القرآن الكريم فيما يخدم المجتمع.
محاور الملتقى:
1. آثار تعليم القرآن الكريم على الفرد والمجتمع.
أ- الأثر الإيماني.
ب- الأثر النفسي.
ج- الأثر التربوي والأخلاقي.
د- الأثر الاجتماعي.
هـ- الأثر الأمني.
و- الأثر العلمي.
2. جهود جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في العناية بالقرآن الكريم.
أ-عناية المجتمعات بالقرآن الكريم عبر التاريخ.
ب- تجارب مميزة لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم.
ج- البرامج التعليمية والتقنية وطرق التدريس.
د- جهود أخرى.
3. إسهام جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في تنمية المجتمع
(الواقع والمأمول).
أ- بناء الأجيال.
ب- رفع جودة مخرجات التعليم.
ج- بناء المرأة وتفعيل مساهماتها في المجتمع.
د- تأهيل المدرسي والمدرسات.
هـ- رعاية الموهوبين.
و- تعليم الكبار.
ز- إصلاح السجناء.
ح- إسهامات أخرى.
4. إسهامات المجتمع في دعم جمعيات تحفيظ القرآن الكريم
(الواقع و المأمول).
أ- إسهامات الأفراد.
ب- إسهامات مؤسسات المجتمع.
ج- إسهامات أخرى.
وقد اختتم الملتقى أعماله بعد صلاة الظهر هذا اليوم الخميس 24/ 3/1428هـ بالقاعة الكبرى للمؤتمرات (قاعة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله) بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
وسوف أرفع هنا أوراق العمل التي قدمت للملتقى بإذن الله في مشاركة قادمة بإذن الله، بعد ترتيبها. وأيضاً أوراق العمل التي قدمت للملتقى الثاني بجدة والملتقى الأول بالطائف فقد قام الإخوة مشكورين بوضعها جميعاً في قرص الكتروني وزع على الجميع بارك الله فيهم.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[13 Apr 2007, 01:48 م]ـ
جزاك الله خيرا يا دكتور عبد الرحمن وبارك فيك , ونحن في انتظار أوراق العمل لهذا الملتقى المبارك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Apr 2007, 02:29 م]ـ
مرفق أوراق العمل للجلسة الأولى.
1 - أثر تعلم القرآن الكريم في تنمية الملكة الفقهية - للدكتور الوليد بن عبدالرحمن آل فريان.
2 - الأثر العلمي لتدريس قاعدة النور في حلقات تحفيظ القرآن الكريم للدكتور إبراهيم البديوي.
3 - أثر تعلم القرآن في اكتساب الملكة اللسانية للدكتور يوسف بن عبدالله العليوي.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Apr 2007, 02:41 م]ـ
أوراق عمل الجلسة الثانية.
1 - اتجاهات أولياء أمور الطلاب نحو الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن لعبدالعزيز العصيمي.
2 - الصورة الذهنية للمؤسسات الخيرية للدكتور مالك الأحمد.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Apr 2007, 02:50 م]ـ
أوراق عمل الجلسة الثالثة:
1 - الأثر التربوي والأخلاقي لتعليم القرآن الكريم. للأستاذ الدكتور إبراهيم الهويمل.
2 - الأثر التربوي والأخلاقي لتعليم القرآن الكريم للدكتور محمد سبتان.
3 - الانفعالات النفسية وضبطها بتعلم القرآن الكريم للدكتور عبدالله الرويلي.
4 - الأثر التربوي والخُلقي لتعليم القرآن الكريم على الفرد والمجتمع للدكتور عبدالرحمن قصاص.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Apr 2007, 05:58 م]ـ
أوراق الجلسة الرابعة:
1 - إسهامات أفراد المجتمع في دعم جمعيات تحفيظ القرآن الكريم (الواقع والمأمول). لعبدالمحسن الزكري.
2 - التربية العقدية للعسكرية في القرآن الكريم في مسائل الإيمان ودور جمعية الأمير سلطان الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في ذلك. للدكتور خالد بن إبراهيم الدبيان.
3 - أفكار من القطاع غير الربحي لتعزيز إسهامات فئات المجتمع في دعم جمعيات تحفيظ القرآن الكريم للدكتور محمد بن يحيى الشريف.
4 - وسائل دعم جمعيات تحفيظ القرآن الكريم، لسلطان بن محمد الدويش.
إسهامات الأفراد والمؤسسات في دعم جمعيات تحفيظ القرآن ( http://www.tafsir.net/Bookstorge/806.zip)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Apr 2007, 06:02 م]ـ
أوراق عمل الجلسة:
1 - قطوف من عناية النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام في حفظ القرآن الكريم وتعليمه. للدكتور أحمد بن عايش البدر.
2 - عناية الأمة بالقرآن الكريم عبر العصور للدكتور محمد بن فوزان العمر.
3 - صور العناية بتعليم القرآن الكريم في المغرب العربي، للدكتور مشرف الزهراني.
صور من عناية المجتمعات بالقرآن الكريم عبر العصور ( http://www.tafsir.net/Bookstorge/805.zip)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Apr 2007, 06:06 م]ـ
أوراق عمل الجلسة السادسة والأخيرة:
1 - جهود الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في بناء المرأة وتفعيل مساهمتها في المجتمع للمهندس فوزي بن عليوي الجعيد.
2 - نحو تأهيل منسوبي ومنسوبات الدور النسائية، لعبدالله بن صالح العياف.
3 - علاقة الدور النسائية لتحفيظ القرآن الكريم بطالبات المرحلة الثانوية، لمنصور بن محمد المقرن.
ـ[#المسلم#]ــــــــ[18 May 2007, 10:20 ص]ـ
السلام عليكم و رحمه الله و بركاتة
الملفات السابقة أمتدادها PHP
ما البرنامج الذي يفتح هذا النوع من الأمتدادات؟؟؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 May 2007, 11:20 ص]ـ
الأخ الكريم المسلم وفقه الله
الملفات بصيغة PDF وهي تقرأ ببرنامج Adobe Acrobat Reader ويمكنك الحصول على أي نسخة منه من هنا ( http://www.adobe.com/products/acrobat/readstep2.html) .
وحجمه قد يكون ثقيلاً، فيمكنك إذا تحميله من أي قرص لديك لتعريف الطابعة أو السكنر أو غيرها، حيث يأتي معها نسخة من برنامج Adobe Acrobat Reader لقراءة التعليمات المرفقة بصيغة PDF . والأجهزة الأصلية من الكمبيوتر الآن تأتي الويندوز ومعها برنامج Adobe Acrobat Reader تلقائياً لضرورته.
ـ[#المسلم#]ــــــــ[18 May 2007, 02:38 م]ـ
أرجو من حضرتك مشاهدة الصورة المرفقة
كلما قمت بتحميل أي ملف أجده بأمتداد PHP
قد يكون الخطأ مني
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 May 2007, 05:25 م]ـ
لعله خلل لديكم في الجهاز، فالملفات المرفقة مضغوطة ببرنامج winzip والتي بداخلها كما قلت بصيغة PDF وأما الصيغة التي تظهر لك فلعل في نظام الويندوز لديكم إشكالا، فقد جربت التحميل من أكثر من أربعة أجهزة وكلها صحيحة وفقك الله.
ـ[الموحد 2]ــــــــ[18 May 2007, 10:06 م]ـ
جزاكم الله خيراً على وضعكم لهذه البحوث
ـ[تاج الروح]ــــــــ[18 May 2007, 11:11 م]ـ
لعله خلل لديكم في الجهاز، فالملفات المرفقة مضغوطة ببرنامج winzip والتي بداخلها كما قلت بصيغة PDF وأما الصيغة التي تظهر لك فلعل في نظام الويندوز لديكم إشكالا، فقد جربت التحميل من أكثر من أربعة أجهزة وكلها صحيحة وفقك الله.
سلام الله عليك ورحمته وبركاته دكتور عبد الرحمن
جزاك الله عنا خير الجزاء
تكرماً لا أمراً هل تعيد تحميل الملفات ثانية لو سمحت، فقد حاولت فتحها من 3 أجهزة وظهرت عندي نفس المشكلة
الملف الوحيد الذي فتح معي وبداخله ملفات وورد هو "بناء المرأة وتفعيل مساهمتها في المجتمع"
شكراً مقدماً
حماك الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 May 2007, 09:49 ص]ـ
معذرة وسأقوم برفعها ثانية إذاً ما دامت المشكلة عامة.
ـ[#المسلم#]ــــــــ[19 May 2007, 09:52 ص]ـ
و أنا طلبت من أحد أصدقاء محاولة تحمل الملفات
و أخبرني أنة لم يستطع تحميلها
و أعتذ على إزعاجك يا دكتور عبد الرحمن: rolleyes:
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 May 2007, 11:07 ص]ـ
أعدت تحميل بحوث المشاركات رقم 6، 7 وسأتبعها بالباقي إن شاء الله لاحقاً، وليس هناك إزعاج حفظكم الله، وقد تأكدت مرة أخرى فوجدتني مخطئاً، وأنتم على صواب في وجود الخلل.
ـ[تاج الروح]ــــــــ[19 May 2007, 06:57 م]ـ
حفظك الله ورعاك، وزادك تواضعاً ورفعة
هل تسمح لي بنقلها ونشرها لتعم الفائدة مع الالتزام بذكر المصدر؟
عندي سؤال خارج الموضوع لو سمحت .. أين أجد أشرطة القرآن الكريم بصوت الشيخ يوسف الشويعي في الرياض - حفظه الله وحفظك - فقط أريد العنوان فقد أعياني البحث عنها
شكراً مقدماً
حماك الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 May 2007, 03:10 م]ـ
قمت بإعادة رفع جميع البحوث جزاكم الله خيرا. ولا بأس بنشرها في مواقع أخرى لمن أراد مشكوراً.
ـ[#المسلم#]ــــــــ[22 May 2007, 09:57 م]ـ
ما عدا ملفات المشاركة 6 و 7
باقي الملفات بها نفس العطل (أمتدادها PHP و لا أستطيع فتحها)
ممكن رفعهم كما في المشاركة 6 و 7
و لا أعلم هل الخطأ من عندي؟؟؟
ـ[#المسلم#]ــــــــ[28 May 2007, 02:51 ص]ـ
إن شاء الله يكون الأمر خيرا: rolleyes:
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 May 2007, 06:33 ص]ـ
هذه بقية البحوث على ملف واحد بارك الله فيكم
بحوث ملتقى الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم الثالث ( http://www.tafsir.net/Bookstorge/850.zip)
ومعذرة فالوقت ضيق جداً مع حرصي على تلبية رغبتكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تاج الروح]ــــــــ[29 May 2007, 02:29 م]ـ
بارك الله في عمرك وعملك، وجزاك الله خيراً(/)
تلخيص وتعليق على جزء من كتاب (إيثار الحق على الخلق) لابن الوزير
ـ[محمد البويسفي]ــــــــ[12 Apr 2007, 03:01 م]ـ
" فصل في الإرشاد إلى طريق معرفة لصحيح التفسير"
من كتاب "إيثار الحق على الخلق" لابن الوزير
تحدث في هذاالفصل عن مراتب المفسرين حين يكون التفسير راجعا إلى الرواية.
وعن مراتب التفسير حين يكون التفسير راجعا إلى الدراية.
1 - مراتب المفسرين: (146ص).
• المرتبة الأولى: الصحابة رضي الله عنهم , وأكثرهم ابن عباس رضي الله عنهما , ومتى صح الاسناد إليه كان تفسيره من أصح التفاسير مقدما على كثير من الأئمة الجماهير.
• المرتبة الثانية: التابعون ومن أشهر تقاتهم مصنفين في التفسير:مجاهد بن جبر الملكي , وعطاء بن أبي رباح , وقتادة , والحسن البصري , وأبو العالية .. (148ص).
• المرتبة الثالثة: السري الكبير يروي عن ابن عباس وطبقته بعد هؤلاء وهو مختلف فيه وهو اسماعيل بن عبد الرحمان القرشي الكوفي وحديثه عن مسلم وأهل السنن الأربعة وهو تابعي شيعي , وربما كان الكلام فيه لمدهبه عند من يخالفه وأما الدي الصغير محمد بن مروان عن الأعمش فواه جدا , ومنهم محمد بن سليمان الأنباري ..
ص149
وإنما سقت لك ذكرهم لما قال إن المفسرين أكثروا من حكاية الأقوال المختلفة والحق يضيع. بين قولين فصاعدا فأرشدت إلى طرف من الترجيح عند الاختلاف وبنفية المفسرين مدكورون في كتب الرجال ولكن المدار على من دكرت في الأكثر.149ص.
2 - مراتب التفسير فيما يرجع إلى الدراية وهي سبعة أنواع:
• -النوع الأول: تفسير المتكررات تكريرا كثيرا مثل آيات الأسماء الربانية والصفات والمشيئة والأسماء المعروفة بالدينية وهي الإسلام والإيمان والإحسان ( .. ) وسائر ما يتعلق بالاعتقاد ويحتاج إلى مزيد بحث وانتقاد مما تورد فيه اللأدلة والشبه والورود والمعارضات.
• وهذا القسم ينبغي أن يكون مفردا في مقدمات التفسير , حتى يشبع فيه الكلام من غير تكرير , أو يؤخد من مظانه من كتب الاعتقاد ... فإن اشتبه الصواب على أحد غير في هدا القسم أوخاف وقوع فتنة من الخوض فيه والبحث عنه والمناظرة ترك دلك وكفاه الإيمان الجملي.ص 150
• النوع الثاني: تفسير القرآن بالقرآن: وذلك حيث يتكرر في كتاب الله تعالى كر الشيء ويكون بعض الآيات بيانا وتفصيلا ( .. ) ص 150.
• ومنه حمل المطلق على المقيد والعام على الخاص ( .. ) ومنه الجمع بين ما يتوهم أنه مختلف , ( .. ) ومنه تقديم المنطوق على المفهوم , وأوجب منه تقديم تفصيل القول المنطوق على عموم المفهوم لأن الخاص يقدم على العام المنطوق فكيف لا يقدم على عموم المفهوم.
• -النوع الثالث: التفسير النبوي وهو مقبول بالنص والاجماع ( .. ) ويلحق بذلك أسباب النزول ( .. ) وهو مفيد جدا لأن العموم الوارد على سبب مختلف في تعديه عن سببه وهو نص في سببه ظني في غيره , وقد يقصر إليه بالإجماع 153ص. ( .. ) ومنه الزيادة في البيان كصلاة الخوف.
• -النوع الرابع: الآثار الصحابية الموقوفة عليهم وأجودها مالا تمكن معرفته بالرأي سواء رجعنا بالرأي إلى العقل أو الاستنباط من اللغة. وقد كانت عادتهم الإشعار بالرأي في ذلك ( .. ) وقد ذكر السيد أبو طالب عليه السلام في المجزى أن عادتهم الإشعار بالرأي فإذا جزموا بالتحريم ونحوه كان دليلا على رفعه 154ص. لكن يحتاج إلى معرفة الإسناد إليهم فيما لا يكن مصححا عنهم في دواوين الاسلام الصحيحة المشهورة.
• -النوع الخامس: ما يتعلق باللغة والعربية على جهة الحقيقة ( .. ) وينبغي التنبيه في هذا النوع لتقديم المعروف المشهور على الشاذ وتقديم الحقيقة الشرعية ثم العرفية ثم اللغوية , ومعرفة المشترك لما فيه من الاجمال وأخذ بيانه كتفسير عسعس بأدبر لأن عسعس متشرك بين إقبال الليل وإدباره ( .. ) وإن كان متشركا ويتفطن هنا الأمور , أحدها: الحذر من تفسير المشترك بكلا معنييه ( .. ) ولذلك لم يقل أحد باعتبار ثلاث حيض وثلاث أطهار جميعا في العدة لما كانت القروء مشتركة.
• ثانيها: معرفة ما يظن أنه حقيقة وهو مجاوز ( .. ) فإدا عرفت حقيقة الكلمة ومجازها لم يفسر فيهما معا ايضا.
• -النوع السادس: المجازي وتعتبر فيه قرائن المجاز الثلاث الموجبات للعدول إليه وإلا حرم القول به والعدول عنه.
• (وهدا القرائن هي: 1 - العقلية 2 - العرفية 3اللفظية.)
(يُتْبَعُ)
(/)
• النوع السابع: ما لم يصح فيه شيئ من جميع ما تقدم ويختلف فيه أهل التفسير وأهل العلم مثل تفسير الحروف التي في فواتح السور وتفسير الروح ونحو دلك مما لم يصح دليل على تفسيره , ولا معنا ضرورة عملية يلجئ إلى وجوب البحث عنه ( .. ) وهذا النوع السابع قسمان: قسم فيه مخاطرة كبيرة وخوف بدعة والعذاب وهو ما يتعلق بذات الله تعالى ونحوه من المتشابهات.
• وقسم دونه مثل تعيين الشجرة التي أكل منها آدم وإسمها, وأسماء أهل الكهف وأسماء سائر المبهمات وتطويل القصص والحكايات وهذا لا بأس بنقله مع بيان أنه لم يصح فيه شيئ وعدم تعلق مفسدة به ولا دخول شبهة في تحليل أو تحريم والله تعالى أعلم.
• وأما التأويلات التي يدعى الإجماع على وجوبها سواء كانت من إجماع الأمة أو العترة فاعلم من الاجماعات نوعان:أحدهما تعلم صحته بالضرورة من الدين بحيث يكفر مخالفه فهذا إجماع صحيح ولكنه مستغنى عنه بالعلم من الدين بالضرورة.
• ثانهما: مانزل عن هذه المرتبة ولا يكون إلا ظنا لأنه ليس بعد التواتر إلا الظن وليس بينهما في النقل مرتبة قطعية بالإجماع وهدا هو حجة من يمتع العلم بحصول الإجماعات ص 156 ( .. ) وهو الكلام في المبهم من المسائل التفصيلية المختلف فيما بين أهل الاسلام .. ص157
تعليق: يمكن الجمع بين النوعين الأول والسابع –خاصة الجزء الأول منه النوع السابع – إذ كل منهما يدخل في المتشابه الذي استأثر الله تعالى بعلمه.
كما أن هذا لا يستقل بذاته كباقي الأنواع الأخرى ذلك أنها يمكن أن تكون ضمن التفسير بالدراية , وهذان النوعان يصعب تفسيرهما بالدراية مخافته الوقوع في البدع أو الكفر. كما أن الأنواع الأخرى يمكن أن نصطلح عليها بمصادر التفسير إد تجمعها وحدة موضوعية.
وقد ذكر فيها ما هو قواعد وما هو معارف وعلوم. كما أنه جعل المجازنوعا مستقلا ولو جمعه تحت نوع التفسير باللغة لكان أفضل إذ إن مبحث الحقيقة والمجاز مبحث لغوي.
والملاحظ أنه جعل تفسير القرآن بالقرآن وتفسير القرآن بالسنة وأقوال الصحابة من تفسير السنة بالقرآن بالدراية , ومعظم المفسرون والذين تناولوا علوم القرآن جعلوه من التفسير بالمأثور.
ويبدوا أنه فرق في تقسيمه هذا بين تفسير القرآن للقرآن وتفسير القرآن بالقرآن وكذلك تفسير السنة للقرآن وتفسير القرآن بالسنة , إذ في النوعين الأولين من كل قسم تفسير بالرواية ,إذ هو تفسير يبقي عمل المفسر جمعه من مظانه بعد التأكد من صحة السند فقط. لكن في الثاني هو تفسير بالدراية ذلك أن عمل المفسر ينصب في البحث و الكشف عن الرابطة التفسيرية التي تربط بين الآية المفسرة والآية المفسرة. وهو المعروف بتفسير القرآن بالقرآن.
وبذلك يمكن حصر ما جعله تفسيرا بالدراية إلى أربعة أنواع فقط: تفسير القرآن بالقرآن , وبالسنة وأقوال الصحابة واللغة.(/)
سؤلان عن (الفرق بين "كأين" و"كأيٍ") والوقف على ("ويك أنه") ("وي كأنه")
ـ[عبدالرحمن العصيمي]ــــــــ[12 Apr 2007, 04:25 م]ـ
أحيكم بتحية الإسلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وبعد:
فإني أبارك للأخوة القائمين على المنتدى المبارك جهودهم .. وأسأل الله أن يجزيهم خير الجزاء ..
إخوتي لدي سؤالان:
السؤال الأول:
ما الفرق بين "كأين" و"كأيٍ" .. بحثت قبل أن أضع السؤال ولم أجد سوى التالي:
"كأين كلمة مركبة من كاف التشبيه وأي التي تستعمل استعمال من وما ركبتا وجعل المركب بمعنى كم، ولم تكتب إلا بالنون ليفصل بين المركب وغير المركب، لأن كأي يستعمل غير مركب كما يقول القائل رأيت رجلاً لا كأي رجل يكون، فقد حذف المضاف إليه ويقال رأيت رجلاً لا كأي رجل، وحينذ لا يكون كأي مركباً، فإذا كان كأي ههنا مركباً كتبت بالنون للتمييز كما تكتب معد يكرب وبعلبك موصولاً للفرق. وكما تكتب ثمة بالهاء تمييزاً بينها وبين ثمت."
هل هناك من معنى آخر؟!
السؤال الثاني:
قرأ أبو عمرو "ويك أنه" والكسائي: "وي كأنه" في حالة الوقف بالطبع .. فهل هناك فرق في المعنى؟ وما هي قراءة الجمهور؟
وجزاكم الله خيرًا ..(/)
ما معنى الكريم (أي القرآن) ولماذا اضيفت صفة الكريم للقرآن
ـ[أم عبدالرحمن]ــــــــ[12 Apr 2007, 04:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اساتذتي الاجلاء
مطلوب مني الرد على
معنى ال كلمةكريم (أي القرآن) ولماذا اضيفت صفة الكريم للقرآن
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد كالو]ــــــــ[12 Apr 2007, 06:55 م]ـ
لقد وصف القرآن الكريم نفسه بعدة أوصاف وهو أعرف بذلك وهو كلام رب العالمين خير القائلين:
1 ـــ? هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ? سورة آل عمران: 138.
2 ـــ? إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ? سورة النساء: 105.
3 ـــ? يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِينًا، فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً? سورة النساء: 174 ـــ 175.
4 ـــ ?قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ، يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ? سورة المائدة: 15 ـــ 16.
5 ـــ? وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم? المائدة: آية 66.
6 ـــ? قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ? المائدة: آية 68.
7 ـــ? مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْء? سورة الأنعام: 38.
8 ـــ? وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ َ? سورة الأنعام: آية 92.
9 ـــ ? وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ? سورة الأعراف: 204.
10 ـــ? يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ? سورة يونس: 57.
11 ـــ ?إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ ? سورة الاسراء: 9.
12 ـــ? اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ? سورة الزمر: 23.
13 ـــ? ْوَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ، لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ? سورة فصلت: 41 ـــ 42.
14 ـــ? اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانٌَ? سورة الشورى: 17.
15 ـــ? وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ? سورة الزخرف: 4.
16 ــ? وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ? سورة الزخرف: آية 36.
17 ـــ? فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ، وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ? الزخرف: آية 43 ـــ 44.
18 ـــ? هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ? سورة الجاثية: 20.
19 ـــ? أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا? سورة محمد: 24.
20 ـــ? ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ? سورة ق: 1.
21 ـــ? وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ? سورة القمر: 40.
22 ـــ? إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ، فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ، لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ? سورة الواقعة: 77 ـــ 79.
(يُتْبَعُ)
(/)
23 ـــ? أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ? سورة الحديد: 16.
24 ـــ? لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ? سورة الحشر: 21.
25 ـــ ?وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً، إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلاً? سورة المزمل: 4 ـــ 5.
26 ـــ? بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ، فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ? سورة البروج: 21 ـــ 22.
27 ـــ? إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ، وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ? سورة الطارق: 13 ـــ 14.
28 ـــ? الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا، قَيِّماً لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ? سورة الكهف: 1 ـــ 2.
29 ـــ? وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ? سورة النحل: 89.
30 ـــ? وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى? سورة طه: 124.
هذا بعض ما يتصف به القرآن من صفات وآثار حسنة فهو كتاب مبارك عزيز كريم مجيد وهو بيان وهدى وموعظة ورحمة وشفاء وذكر ونور نزل بالحق ليحكم بين الناس ويدخل المؤمنين في رحمة الله وفضله ويهديهم صراطاً مستقيماً وهو عليٌّ حكيم وبصائر للناس وقول ثقيل وفصل وما هو بالهزل, لذا فهو ـــ أي حقائقه التي جُعِلت هذه الألفاظ وعاءاً لها وهي كالأمثلة لتقريب تلك الحقائق والمعاني العميقة إلى الأذهان ـــ في كتاب مكنون ولوح محفوظ.
ونرى من هذه الصفات الكثيرة للقرآن صفة بارزة ومتداولة أكثر من غيرها على ألسنة الناس وهي (الكريم) قال الله تعالى: (إنه لقرآن كريم) والكرم غاية في الوصف.
ويمكن أن ألخص وصف القرآن نفسه بأنه كريم لعدة أمور:
أولاً: لحسن ما فيه من بلاغة وفصاحة وإصابة المعنى.
ثانياً: كريم كرامة صاحبه وهو الله الكريم سبحانه.
ثالثاً: كريم كرامة لرسوله صلى الله عليه وسلم.
رابعاً: كريم لأن فيه تكريم الله لخلقه حين خاطبهم بنفسه ووجه إليهم كلامه مباشرة.
خامساً:كريم لأنه يبدأ في كل سورة ببسم الله الكريم.
سادساً: كريم لأنه يتضمن المكارم الدنيوية والأخروية.
سابعاً: كريم لأنه كتاب معطاء، يعطي الثواب الجزيل على من قرأ حرفاً واحداً كما قال عليه السلام: من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف (رواه الترمذي وغيره).
ثامناً: كتاب كريم لأن جميع أرباب العلوم والمعرفة يغترفون منه وهو معين لا ينضب؛ فتجد الأصولي والفقيه والنحوي والأديب والمفكر والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والطبيب والمشرع والحاكم كلهم يأخذون منه ويستدلون بآياته ومع ذلك يبقى خالداً معطاءً.
تاسعاً: كتاب كريم حيث يكرم حافظه ويرفعه درجات قال عليه السلام: حملة القرآن في الدنيا عرفاء أهل الجنة يوم القيامة (رواه الطبراني).
عاشراً: كتاب كريم لأنه كثير الخير والبركة.
والله تعالى أعلم.
ـ[أم عبدالرحمن]ــــــــ[13 Apr 2007, 03:51 م]ـ
ادعو الله تعالى أن يكرمك
وجزاك الله خيرا على هذا الشرح الوافي الكافي
والسلام عليكم(/)
من قائل (فيه كل شيء إلا التفسير) يعني تفسير الفخر الرازي
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[12 Apr 2007, 04:58 م]ـ
يقف الباحث عند بعض العبارة المشهورة المنقولة وقفة تأمل، ويبحث عن جذورها، وعن أول من قال بها، فإذا به يُفاجأ بغموض في تاريخها، ومن تلك العبارات؛ العبارة الشهير في نقد تفسير فخر الدين الرازي (ت: 606) التي يقول قائلها: (فيه كل شيء إلا التفسير)، وقد راجعت (المكتبة الشاملة) لعلي أظفر بصيد، فوجدت نقلاً مبهمًا عند أبي حيان في تفسيره، ونقلاً آخر عند الصفدي في وفاياته، وقد نسب الصفدي العبارة إلى شيخ الإسلام ابن تيمية، والسؤال: هل نقف عند هذه المعلومة، وننسبها إليه، أو إن هناك من قالها قبله، وكان هو ناقلاً لها؟
مع العلم أني لم أقف عليها في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية حسب وسعي.
أما عبارة أبي حيان (ت: 745): (وقد تكلم المفسرون هنا في حقيقة النسخ الشرعي وأقسامه، وما اتفق عليه منه، وما اختلف فيه، وفي جوازه عقلاً، ووقوعه شرعاً، وبماذا ينسخ، وغير ذلك من أحكام النسخ ودلائل تلك الأحكام، وطوّلوا في ذلك. وهذا كله موضوعه علم أصول الفقه، فيبحث في ذلك كله فيه. وهكذا جرت عادتنا: أن كل قاعدة في علم من العلوم يرجع في تقريرها إلى ذلك العلم، ونأخذها في علم التفسير مسلمة من ذلك العلم، ولا نطول بذكر ذلك في علم التفسير، فنخرج عن طريقة التفسير، كما فعله أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي، المعروف بابن خطيب الري، فإنه جمع في كتابه في التفسير أشياء كثيرة طويلة، لا حاجة بها في علم التفسير. ولذلك حكي عن بعض المتطرفين من العلماء أنه قال: فيه كل شيء إلا التفسير).
وأما عبارة الصفدي (ت: 764): (وقال لي يوماً الشيخ فتح الدين ابن سيد الناس: ما أعجب إلا من فخر الدين كونه وضع تفسيراً أنت من أين والتفسير من أين كما أعجب من تقي الدين ابن تيمية كونه يرد على فخر الدين وابن سينا، فقلت له: ما القياس صحيحاً ولا المسألتان متقابلتين لأن الإمام إذا عمل تفسيراً يحسن أن يقول قال فلان كذا وقال فلان كذا فينقل أقوال المفسرين ولكن إذا أخذ الآية وذكر أدلة الشافعية منها وأدلة الحنفية منها وبحث بين الفريقين من هو الذي يجري معه في ذلك الميدان وإن كان الشيخ تقي الدين أقعد بعلم الرواية.
وقلت يوماً للشيخ الإمام العلامة قاضي القضاة أبي الحسن علي السبكي: قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية وقد ذكر تفسير الإمام: فيه كل شيء إلا التفسير، فقال قاضي القضاة: ما الأمر كذا إنما فيه مع التفسير كل شيء انتهى).
وقد نقلت الكلام من قولهما بطوله لما فيه من الفوائد الجانبية، اقتداءً بفعل النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن ماء البحر؛ أنتوضأ منه، فقال الشفيع الحبيب (هو الطهور ماؤه الحِلُّ ميتته).
وأرجو ممن له في هذا تحقيق أن يفيد في هذا النقل.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[12 Apr 2007, 06:00 م]ـ
هذه العبارة (فيه كل شيء إلا التفسير) غير صحيحة، وإن قيلت على سبيل المبالغة، ومن طالع هذا التفسير علم صدق ذلك، فكم فيه من المعاني واللطائف والاختيارات التي لا تكاد توجد في غيره، ولذك وصف أبو حيان من أطلقها بالتطرف، وأما كون مؤلفه أدخل فيه أشياء كثيرة ليست من التفسير فهو أمر معلوم، ولم ينفرد بذلك فإن كثيراً من كتب التفسير نحت هذا المنحى على تفاوت بينها.
هذا وأرى ألا نشتغل بالبحث عمن أطلق هذه العبارة وما مراده بها؛ إذ التفسير بين أيدينا نعرف مافيه.
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[12 Apr 2007, 07:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
جزاك الله خيرا أخي مساعد فأنت سباق لكل فضيلة وقد عزمت على أن أكتب حول هذه العبارة (فيه كل شيء إلا
التفسير) والتي من خلال القراءة في هذا التفسير وجدت فيه مالم يذكره غيره من لطائف ومباحث رائعة وتيقنت أن
الصواب (فيه التفسير و كل شيء) وكما تفضلت وتفضل المشائخ قد يتطلب الأمر معرفة من قالها، على أني أميل
إلى معرفة ما فيه من علم وتحقيقات دون الاشتغال بقائل هذا العبارة والله أعلم
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Apr 2007, 07:55 م]ـ
هذا التفسير الكبير بحاجة إلى من يختصره ويهذبه ويخدمه؛ وهذا في نظري عمل جليل وفيه نفع كبير للباحثين.
فأسأل الله أن يهيأ له من يقوم بهذه المهمة.
ـ[السائح]ــــــــ[12 Apr 2007, 08:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ما قولكم - نفع الله بعلمكم - فيما اشتهر عن ابن خطيب الري من إيراده الشُّبَه نقدا، وتركه الرد عليها نسيئة؟
ـ[أبو عمر الشامي]ــــــــ[12 Apr 2007, 11:30 م]ـ
مقصود شيخ الإسلام أنك تجد الرازي أحياناً يكثر من ذكر آراء كثيرة، لكن الرأي الراجح لا يذكره بالمرة. ومثل شيخ الإسلام على ذلك، لكن هذا في آيات محدودة. فكأن المقولة قد استشهد بها الصفدي وغيره في غير موضعها، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[13 Apr 2007, 05:53 ص]ـ
أيها الإخوة الكرام
السؤال ليس عن مقصود القائل، ولا عن أهمية التفسير، بل السؤال محدد عن قائلها من هو، والاشتغال بهذا مفيد لبعض الباحثين، وإلا لما وقع السؤال.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[13 Apr 2007, 07:50 ص]ـ
الذي أذكره أن هذا القول للعلامة شمس الدين الذهبي
وما أذكره قوله في تفسير الرازي:
"حوى كل شيء إلا التفسير"!!!
وأذكر أيضا أن العلامة السبكي رد على الذهبي، بقوله:
"أخطأت في حق الإمام، إن فيه مع التفسير كل شيء"!!!
(ولكن كتب الذهبي ليست أمامي الآن؛ ولعل أخي الحبيب
الباحث اللبيب منصور مهران يستخرج لنا ذلك من كتب الذهبي.
وجزاه الله خيرا)
وإتماما للفائدة فإن منطلقات المتقدمين كانت قائمة أو منبثقة عن محاولة الحفاظ
على النص القرآني باعتباره خطابًا لغويًّا عربيًّا ينبغي أن لا يُخرَج عن شيء لم تفهمه العرب،
كان بعض المتقدمين يقيد فهم القرآن بالقرون الثلاثة:
الصحابة وكبار الصحابة والتابعين وكبارهم،
فأي نص آخر يعتبره فهمًا فيه تَزيّد ينبغي عدم الذهاب إليه.
والذي يظهر لقارئ هذا التفسير أن مؤلِّفه - رحمه الله - كان مولعاً بكثرة
الاستنباطات والاستطرادات في تفسيره، إضافة إلى توسُّعه في ذكر مسائل الكون والطبيعة،
ولأجل هذا، فقد قلَّل البعض من قيمة هذا الكتاب، كتفسير للقرآن الكريم،
بل وصل الأمر ببعضهم بأن وصف هذا التفسير بقوله: " فيه كل شيء إلا التفسير"
وهذا القول - فيما نرى - فيه شيء من المبالغة، فلا يسعنا أن نسلِّم به على إطلاقه.
ولكن ...
ومهما قيل في هذا الكتاب من مدح أو ذم، فإن ما لا نستطيع تجاهله أن الكتاب - بما له وما عليه -
يبقي فيه غير يسير من المادة التفسيرية، التي تفيد طالب العلم المتخصص،
وأن فيه ما هو صواب ومقبول. ونستحضر في هذا المقام مقولة الإمام مالك - رحمه الله - إذ يقول:
" إن كل الناس يؤخذ منه ويُرَدُّ، إلا صاحب هذا القبر" يعني رسول الله عليه الصلاة والسلام.
وشكرا للأخ الفاضلالدكتور مساعد الطيار
على إثارته هذا الموضوع الهام
وأثابه الله خيرا
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[13 Apr 2007, 08:47 ص]ـ
- معرفة القائل مفيد ولاشك؛ وقد كنت زمناً ولا زلت أبحث عنه.
- ويبدو أن مراد أبي حيان بقوله {المتطرفين} أي: قاصدي الطُرَفَ من القول. ولا تخفى طرافة هذه العبارة.
- وأعلى من ذُكرت عنه العبارة - إلى الآن - شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله, وما عداه إما صاحب أو تلميذ, ولا يبعد أن تكون من فرائد شيخ الإسلام رحمه الله؛ فله في مثلها عوائد, وقد كان من أدق العلماء في الحكم على المصنفات بعد الاستقراء التام, ومن كان يطالع في تفسير الآية أكثر من مئة تفسير لا يستغرب منه ذلك.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[13 Apr 2007, 10:31 ص]ـ
نعم،
الكلمة منسوبة إلى الإمام ابن تيمية - كما ألمح أخي أبو عمر الشامي -
وتجدها في: (الوافي بالوفيات) في ترجمة الرازي صاحب التفسير
ج 4 ص 254
ونصه:
((قلت يوما للشيخ الإمام العلامة قاضي القضاة أبي الحسن علي السبكي:
قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية وقد ذكر تفسير الإمام:
فيه كل شيء إلا التفسير،
فقال قاضي القضاة:
ما الأمر كذا، إنما فيه مع التفسير كل شيء))
رحمهم الله جميعا.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[13 Apr 2007, 11:12 م]ـ
أخي منصور نصرك الله.
إنك ـ كما أخبرك ـ تتحف الملتقى بالفوائد والنوادر، وماذكرتَه هو عين ما ذكرتُه في المشاركة الأولى، ولا زال السؤال قائمًا، هل نقف على هذا، وننسب الكلمة لابن تيمية، أو إن هذه الكلمة قيلت قبله؟
ـ[منصور مهران]ــــــــ[14 Apr 2007, 12:17 ص]ـ
أستاذنا الجليل مساعد الطيار
بارك الله فيك،
نعم، كل ما جاء في تعليقك الأول هو كل ما أعدته أنا في آخر تعليق،
ولم أقصد به التكرار، ولكني عنيت أن روايتك هي هي التي عند غيرك مأخوذة من أقدم رواية عند الصفدي.
بمعنى: لا مزيد على كلامك،
ومعذرة إذ فاتني هذا القول في تعليقي.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[11 Jun 2007, 09:18 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
قال الشيخ العلامة البارع بكر بن عبد الله أبو زيد حفظه الله وأمده بالصحة والعافية، في مبحث (لطائف الكلم في العلم) من مجموعة النظائر صفحة (289):
(يُتْبَعُ)
(/)
(تفسير الفخر الرازي فيه كل شيء إلا التفسير.
قاله أبو حيان
التعليم والإرشاد لمحمد بدر الدين الحلبي (1/ 89)) أهـ
وعليه فالأمر متنازع الآن في شيخ الإسلام ابن تيمية وأبي حيان، ولعل بمزيد بحث نظفر بأصل ذلك.
قلت: وهذا المبحث (اللطائف) فيه جملة من القالات معزوة لأصحابها، وفيها من الفوائد والنكت والطرائف الكثير.
جزى الله الشيخ بكر على تفننه في تصانيفه.
والله أعلم
ـ[أبو المهند]ــــــــ[12 Jun 2007, 12:26 م]ـ
وجهة نظر فحسب
من وجهة نظري أقول:
إن الكلام الذي يتصل بتعديل مجروح، أو رفع أذى
عن مسلم، أو نفي تهمة عن متهم، أو توثيق لحديث صدر عن رسول رب العالمين
أو ما شابه هذه المقاصد ـ من وجهة نظري ـ يجب التعب والتفتيش والتنقيب عنه
وشغل البال به؛ لأنه سيعود بنفع يضاهيء التعب المترتب على تتبعه واستخراجه
من كنِّه، أما ما يتصل بعبارة قيلت في تجريح علم عالم هو منها بريء والواقع
يكذبها، فالأرجى ـ عندي ـ أن تطمر ولا يُكشف عنها النقاب ولا يماط عنها اللثام،
ولا تستحق التعب من السادة العلماء، اللهم إلا من كان في حقل تجليلتها لكونه يكتب
عن الرازي مثلا فيذكرها بقدر الضرورة إليها مشيراً إلى مصادرها بإيجاز غير مخل،
ثم يكرُّ عليها بإسهاب يفقدها قيمتها، وثمت فرق بين الإيجاز الشديد في إيراد العبارة،
والإسهاب في الكر عليها لتجلية الحق، واليقين على أن إثارة مثل هذه العبارة ـ لا شك ـ
له من تقليب العلم وتدارسه ماله من النفع والخير الذي ينسحب على ذات العبارةلمزيد رفض
صدقها على تفسير الرازي من ناحية، وخدمة من على شاكلة شيخنا الرازي من ناحية أخرى
من المظلومين بمثل هذه العبارة.
ومن باب الحس العلمي أقول: لعل أصل صدور هذه العبارة كان ممن هو من طبقة الشيخ، أو من قرين له،
أو عالم حاسد في عصرة، والقاعدة تقول: إن تجريح الأقران لا يعتد به.
وفي الختام لا يسعني إلا أن أتوجه بتقديري لشيخنا مساعد الطيار الذي أتحفنا ويتحفنا في
الملتقي بعلمه الوافر، ولا أنس آخر ما قرأته لفضيلته، ببحثه الثري النافع العميق الذي نشرته
مجلة الشاطبي عن أقوال السلف والعلم الحديث. وللعلم فقد تم المقصود من خلال سرد نسبة القول
عند أبي حيان والصفدي والسبكي مع الذهبي وشيخ الإسلام وبذا تم المقصود. والله الموفق.
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[12 Jun 2007, 02:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر الأستاذ الدكتور مساعد الطيار حفظه الله عز وجل على إثارة هذه المسألة، وأعتبرها نموذجا لقضية واقعة في تراثنا عموما، وهي قضية التأريخ للأفكار والأقوال؛ فإن كثيرا منها يُتناقل بصيغة قيل وقالوا وقال بعضهم، هذا في حالة الإحالة، وإلا فإن كثيرا أيضا ينقل بغير إحالة ولا إسناد. وأعتقد أن حل هذا الإشكال متوقف على حل مشكلات التراث عموما، بدء بالتحقيق والتوثيق ومرورا بالفهرسة والتكشيف وانتهاء بالنشر والتوزيع، واعتبارا لما بين كل ذلك مما يخدم التراث كالبرمجة والتوظيف والنقد والتمحيص.
وأما بالنسبة لما قيل في تفسير الرازي فإن في نفسي شيئا من كلمة وردت في النص الذي نقله الدكتور الطيار عن أبي حيان وهي كلمة "المتطرفين"، وقد وجدتها كذلك بالطاء المهملة في النسخ التي بحوزتي، والظاهر أنها تصحيف لكلمة "المتظرفين" بالظاء المعجمة من التظرف، وفي المعجم الوسيط: "ظَرُفَ فلان ظرْفاً وظرافة: كان كيّساً حاذقا. وقيل: الظرف في اللسان: البلاغة، وفي الوجه: الحُسْن، وفي القلب: الذكاء ... وتظارفَ فلان: تكلَّفَ الظرف وليس بظريف .. وتظرَّف: تظارف.
وإذا صح هذا الاحتمال فكأن أبا حيان غمز هذا القول الذي قيل في تفسير الرازي بما يدل على أنه ليس راضيا عنه تمام الرضى. وذلك لأنه وصف القائل بأنه من المتظرفين.
قد بحثت في الموسوعة الشاملة عن كلمة المتطرفين بالطاء المهملة فلم أجد لها ذكرا في التراث الإسلامي. والراجح أنها حادثة واردة علينا في سياق المعركة المصطلحية بين المسلمين وأعدائهم.
والله تعالى أعلم بالصواب
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[26 Sep 2007, 08:55 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه التابعين وبعد،
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذه الكلمة لابن تيمية رحمه الله لا أكاد أشك في ذلك وذلك لأن الذي نسبها إليه الصفدي كما تقدم بيانه من مشاركات والصفدي ممن رأى ابن تيمية بل وسمعه وجمعهما مجالس كما لا يخفى فإذا نسب إليه كلمة فلا أرى ما يدعو إلى التردد في نسبتها إليه.
وعلى خلاف ما قد يتبادر إلى الذهن من أن ما ورد عن أبي حيان قد يثير التردد في نسبتها إلى ابن تيمية فإني أراه مما يؤكد نسبتها إليه وذلك لما هو معلوم من النفرة التي وقعت بينهما والتي دعت أبا حيان إلى إطلاق القول في ابن تيمية بعد مدحه، فلا غرابة حينئذ أن يصفه بالتطرف فقد قال ابن حجر في الدرر الكامنة (الشاملة 2):
قال الشهاب ابن فضل الله لما قدم ابن تيمية على البريد إلى القاهرة في سنة سبع مائة نزل عند عمي شرف الدين وحض أهل المملكة على الجهاد فأغلظ القول للسلطان والأمراء ورتبوا له في مقر إقامته في كل يوم ديناراً ومخفقة طعام فلم يقبل شيئاً من ذلك وأرسل له السلطان بقجة قماش فردها قال ثم حضر عنده شيخنا أبو حيان فقال ما رأت عيناي مثل هذا الرجل ثم مدحه بأبيات ذكر أنه نظمها بديهاً وأنشده إياها:
لما أتانا تقي الدين لاح لنا ... داع إلى الله فرد ماله وزر
على محياه من سيما الأولى صحبوا ... خير البرية نور دونه القمر
حبر تسربل منه دهره حبراً ... بحر تقاذف من أمواجه الدرر
قام ابن تيمية في نصر شرعتنا ... مقام سيد تيم إذ عصت مضر
وأظهر الحق إذ آثاره اندرست ... وأخمد الشر إذ طارت له شرر
كنا نحدث عن حبر يجيء بها ... أنت الإمام الذي قد كان ينتظر
ثم دار بينهما كلام فجرى ذكر سيبويه فأغلظ ابن تيمية القول في سيبويه فنافره أبو حيان وقطعه بسببه ثم عاد ذاماً له وصير ذلك ذنباً لا يغفر قال وحج ابن المحب سنة 34 فسمع من أبي حيان أناشيد فقرأ عليه هذه الأبيات فقال قد كشطتها من ديواني ولا أذكره بخير فسأله عن السبب في ذلك فقال ناظرته في شيء من العربية فذكرت له كلام سيبويه فقال يفشر سيبويه قال أبو حيان وهذا لا يستحق الخطاب ويقال من ابن تيمية قال له ما كان سيبويه نبي النحو ولا كان معصوماً بل أخطأ في الكتاب في ثمانين موضعاً ما تفهمها أنت فكان ذلك سبب مقاطعته إياه وذكره في تفسيره البحر بكل سوء. أهـ
فهذا يؤكد ما قلته وفيه رد على من تأول كلمة المتطرفين على غير وجهها والله أعلم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 Jan 2008, 12:27 ص]ـ
بارك الله فيكم
لعل كلام الأخ الكريم مصطفى فويضل وجيه وتعقب الأخ الكريم
أبو فاطمة الأزهري محل بحث
لأن ذكره لابن تيمية بكل سوء لا يعني أنه يذكر بكل سوء كلما نقل عنه
بل ذكره بكل سوء في موضع غير هذا من البحر
وهو موضع معروف
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 Jan 2008, 12:57 ص]ـ
أو المقصود بالمتطرف
هو مثل كلام الأدباء
(متطرف لكل علم)
(متطرف في كل فن)
ونحو ذلك
فالمتطرف هنا يحمل على هذا المعنى
والله أعلم
ـ[الجعفري]ــــــــ[28 Jan 2008, 06:57 ص]ـ
إن ثبتت عن شيخ الإسلام ابن تيمية فحسبك به.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 Jan 2008, 08:44 ص]ـ
في اللسان
(ورأيت في الإكسير في علم التفسير للنجم الطوفي ما ملخصه ما رأيت في التفاسير أجمع لغالب علم التفسير من القرطبي ومن تفسير الإمام فخر الدين إلا أنه كثير العيوب فحدثني شرف الدين النصيبي عن شيخه سراج الدين السرميا حي المغربي: أنه صنف كتاب المأخذ في مجلدين بين فيهما ما في تفسير الفخر من الزيف والبهرج وكان ينقم عليه كثيراً ويقول يورد شبه المخالفين في المذهب والدين على غاية ما يكون من التحقيق ثم يورد مذهب أهل السنة والحق على غاية من الوهاء)
السؤال
من هو السرمياحي المغربي شيخ الشيخ شرف الدين النصيبي
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 Jan 2008, 09:48 ص]ـ
ثم راجعت طبعة الأستاذ عبد الفتاح أبو غدة
http://www.tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=1472&stc=1&d=1201502854
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 Jan 2008, 09:51 ص]ـ
والسراج الشرمساحي
(ثم وقفت على ترجمته
(عبد الله بن عبد الرحمن بن عمر
المفتي العلامة، سراج الدّين الشرمساحي، البصري، الفقيه المالكي.
مدرس المستنصرية.
من كبار أئمة المذهب، وكان زاهداً صالحاً متصوّفاً.
مات في جمادى الآخرة، وله سبعون سنة.
وقد روى الحديث. سمع منه: ابن خروف الموصلي، وغيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ودرس بعده بالمستنصرية أخو علم الدّين)
وفي سنة
633
(وفيها وصل سراج الدين عبد الله بن عبد الرحمن الشرمساحي المالكي إلى بغداد بأهله، فولي تدريس المالكية بالمستنصرية، وبانت فضائله.))
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 Jan 2008, 10:15 ص]ـ
) عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد
المغربي الأصل الشارمساحي المولد الإسكندري المنشأ والدار كان إماماً عالماً على مذهب مالك بحر علم لا تكدره الدلاء ورحل إلى بغداد سنة ثلاث وثلاثين وستمائة بأهله وولده وصحبه جماعة من الفقهاء فتلقاه الخليفة المستنصر بالله بالترحيب والإقبال وبلوغ الآمال.
وكان دخوله إلى بغداد سابع عشر المحرم فلما كان في عاشر صفر استدعي إلى دار الوزارة وأخلع عليه خلعة خليفية سوداء وعمامة وطرفة وأعطي بغلة بمركب جميل وولي تدريس المدرسة المستنصرية وكذلك فعل بالمدرسين بالمدرسة المذكورة من الخلع والمراكب.
وكان أول من أنشأها الخليفة وأمر الخليفة أن يحضر عنده جميع المدرسين بجميع المدارس ببغداد وجميع أرباب الدولة وحجاب الدواوين فحضروا وخطب خطبة بليغة فصيحة بصدر منشرح وأمل منفسح وذكر اثني عشر درساً وألقى عليه بعض العلماء مسألة بيوع الآجال فقال: أذكر فيها ثمانين ألف وجه فاستغرب فقهاء بغداد من ذلك فشرع يسردها عليهم إلى أن انتهى إلى مائتين وجهاً فاستطالوها وأضربوا عن سماعها واعترفوا بفضل الشيخ وسعة علمه.
وله كتاب نظم الدرر في اختصار المدونة اختصرها على وجه غريب وأسلوب عجيب من النظم والترتيب ولذلك سماه نظم الدرر وهي تسمية طابقت مسماها وشرحه بشرحين وله كتاب الفوائد في الفقه وكتاب التعليق في علم الخلاف وكتاب شرح آداب النظر وكتاب شرح الجلاب وغير ذلك مولده سنة تسع وثمانين وخمسمائة وتوفي سنة تسع وستين وستمائة وشارمساح اسم بلد بمصر وهي بشين معجمة بعدها ألف وراء مهملة وميم ساكنة وسين مهملة وألف وحاء مهملة.
(
((
)))
ـ[النجدية]ــــــــ[28 Jan 2008, 10:28 ص]ـ
أيها الإخوة الكرام
السؤال محدد عن قائلها من هو، والاشتغال بهذا مفيد لبعض الباحثين، وإلا لما وقع السؤال.
بسم الله ...
جزاكم الله خيرا على ما تتحفونا به من مواضيع، تعلمنا توخي الدقة في أمور العلم ...
ولكن هلا تكرمتم بتوضيح بعض الفوائد التي سنحظى بها بعد تحديد قائل هذه العبارة؟؟
فإنني شرعت قبل فترة وجيزة بالتنقيب عن قائلها؛ ولكنني تراجعت، لأنني -في الحقيقة- لم أدرك الفائدة من وراء بحثي!!
و الله الموفق ...
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 Jan 2008, 10:55 ص]ـ
ولعل هذا المغربي هو المراد
بما جاء في اللسان
(حتى قال بعض المغاربة: يورد الشبه نقد ويحلها نسيئة)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[28 Jan 2008, 04:38 م]ـ
أشكر الاخ ابن وهب على تجليته لهذا الموضع بهذه النقول المعينة على معرفة صاحب القول.
أما قول (النجدية): (ولكن هلا تكرمتم بتوضيح بعض الفوائد التي سنحظى بها بعد تحديد قائل هذه العبارة؟؟)، لإإني قد سألني من كان يكتب في منهج الرازي في الاعتقاد؛ سألني عن قائل هذه العبارة لأنها تعنيه في بحثه، وهو الذي قصدت بقولي: (والاشتغال بهذا مفيد لبعض الباحثين، وإلا لما وقع السؤال).
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[29 Sep 2010, 02:25 م]ـ
ولعل من مقاصد شيخنا الفاضل مساعد، غير ما ذكره من لإفادة أحد الباحثين، هو هل يمكننا أن نستفيد من هذه العبارة وأمثالها، في تحرير مفهوم التفسير، وللشيخ مساعد عناية كبيرة بهذا المبحث.
وما ذكره د/ مصطفى له وجه قوي جداً، سيما وأنه نبه إلى أن مصطلح المتطرفين، مصطلح حادث وقريب العهد جداً.
ثم إن عبارة الشرمساحي إن كان هو المقصود من قول الحافظ (حتى قال بعض المغاربة)، عام فيما كتبه الرازي ـ وهذا صحيح على حد علمي ـ لم يقيده بتفسيره، وإن يكان يدخل في دخولا أولياً، لا سيما وأنه صنف كتاباً خاصاً في الرد عليه.
والخلاصة: أنه كما قال السبكي: (فيه مع التفسير كل شيء!) انتهى.(/)
اقتراح (وضع مشاركات مستقلة لما كُتِب عن أعلام المفسرين والقراء)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[12 Apr 2007, 05:16 م]ـ
وأنا أتصفح بعض المشاركات مثل هذه المشاركة (علوم القرآن عند الشاطبي من خلال كتابه الموافقات)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7099 إذا بها تدلنا ـ أعضاء الملتقى ـ على رسائل عملية هنا وهناك تخفى علينا، ولولا فضل الله بوجود مثل هذه الوسيلة النافعة لما وُقِف عليها إلا بشق الأنفس أو بالصدفة.
ولقد بدا لي أن نخصص مشاركات مستقلة لأعلامنا العلماء الذين لهم مشاركة ظاهرة في التفسير وعلوم القرآن والقراءت، ويُذكر فيها كل ما يُوقف عليه من الدراسات حولهم، وأرى أن هذا سيكون نافعًا إن شاء الله، وقد مضت تجرية مفيدة للأخ الفاضل أبي الخطاب العوضي بعنوان (الإمام الطبري - رحمه الله - عند العلماء والباحثين قديماً وحديثا).
وهي على هذا الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2012&highlight=%D1%D3%C7%C6%E1+%DA%E1%E3%ED%C9+%C7%E1%D 8%C8%D1%ED
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[12 Apr 2007, 07:52 م]ـ
وأنا أؤيد ما ذكره الشيخ أبو عبدالملك،فهذا إذا كان يجهد المختصين، فما ظنك بغيرهم ممن يريد الاستفادة من هذا الملتقى العلمي المتميز؟!(/)
المفسرات لكتاب الله (تتبع للاتي اشتغلن بالتفسير)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[12 Apr 2007, 09:13 م]ـ
الحمد لله،وبعد:
فإن العلماء والمشتغلين بالتفسير من الرجال لا يكاد يأتي عليهم الحصر.
ولما كانت طبيعة المرأة ووظيفتها التي خلقت لأجلها تحول ـ في غالب الأحيان ـ دون المشاركة في العلم، إلا أن ذلك لم يَحُلْ دون مشاركة بعضهن في بعض الفنون،ولعل علم الحديث أكثر هذه العلوم حظوةً،والسبب لا يخفى.
ولما كنا في هذا الملتقى العلمي المبارك سنح بالبال فكرة جمع المشتغلات بهذا الفن ـ فن التفسير ـ لتبقى معجماً مختصراً للباحثين،وسبباً في شحذ همم أخواتنا الباحثات في هذا المجال.
وأول من تأتي على الذكر في هذا الفن:
1 ـ أم المؤمنين ـ الصديقة بنت الصديق ـ: عائشة رضي الله عنها.
2 ـ الشيخة الصالحة ـ والدة زين الدين علي بن إبراهيم بن نجا،المعروف بـ"ابن نُجَيّة" ـ.
جاء في ذيل طبقات الحنابلة 2/ 536 ـ ت. العثيمين ـ في ترجمة زين الدين المشار إليه آنفاً ـ أنه سَعُدَ بدعاءِ والدته، كانت صالحة حافظة تعرف التفسير ..
قال زين الدين ـ ابنها المذكور ـ:
كنا نسمع من خالي التفسير، ثم أجيء إليها، فتقول: أيشٍ فسر أخي اليوم؟!
فأقول: سورة كذا وكذا.
فتقول: ذكر قول فلان، وذكر الشيء الفلاني؟
فأقول: لا!
فتقول: ترك هذا.
وسمعت والدي يقول: كانت تحفظ كتاب " الجواهر " وهو ثلاثون مجلد، تأليف والدها الشيخ أبي الفرج، وأقعدت أربعين سنة في محرابها) انتهى.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Apr 2007, 07:17 م]ـ
المفسرة الهندية (بيكم) .. هل هي اول من فسر القرآن من النساء ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6056)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[26 Nov 2010, 12:13 ص]ـ
للرفع، لعل أحداً يضيف ممن يقف على من يوافق شرط الموضوع.
ـ[وليد العاصمي]ــــــــ[26 Nov 2010, 08:21 ص]ـ
الهندية أقدم من وجدت. ولو كنت أملك كتاب أعلام النساء. لقطعت بالجواب التقريبي. وهناك مفسرات معاصرات. كلهن وسمن بأول مفسرة!! كفوقية الشربيني تتلمذت على الشعراوي ونائلة هاشم صبري زوجة مفتي القدس. وقيل: كريمان حمزة. مقدمة برامج في التلفزيون المصري!!!!! وهناك أستاذة جزائرية بجامعة عبد القادر بقسطنطينية اسمها صونيا. وأغلب من ذكرت ينقصهن أمر مهم وهو حياء المرأة إذ أن خروجهن في اللقاءات العامة بحجة نفع المسلمين! والخير كله مع مفسرات السلف ومن اقتدى بهن.
ـ[وليد العاصمي]ــــــــ[26 Nov 2010, 04:01 م]ـ
المعذرة لايخلو الكلام من فائدة. أظن الشيخ المقبل يريد مفسرات ممن سلف. بارك الله لنا في أخواتنا المفسرات المتخرجات في هذا الملتقى(/)
اسم "هامان" معجزة قرآنية (أورخان محمد علي)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[13 Apr 2007, 03:32 م]ـ
اسم "هامان" معجزة قرآنية
أورخان محمد علي
مجلة حراء - العدد: 7 (أبريل - يونيو) 2007
رابط المقال ( http://www.hiramagazine.com/archives_show.php?ID=151&ISSUE=7)
? وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ? (القصص:38). دأب المستشرقون منذ سنوات عديدة على تكرار شبهة ضد القرآن كانوا يعتقدون أنها شبهة قوية، فذكروا أن ورود اسم "هامان" كأحد المقربين إلى فرعون في عهد موسى عليه السلام خطأ تاريخي. فالتوراة لم تورد اسم هامان عند ذكرها قصة موسى عليه السلام وبني إسرائيل مع فرعون، كما لم يذكر هذا الاسمَ أي مؤرخ يوناني قديم، ولم يرد اسمه في أي نص تاريخي قديم يتكلم عن تاريخ مصر القديم، ولم يرد هذا الاسم إلا في سِفْر "أستير" في التوراة، حيث ورد فيه أن ملك بابل "أحشوبروش" كان له وزير اسمه هامان، وأن هذا الوزير كان يعادي اليهود الموجودين في بابل بعد الأسر البابلي، وأنه ظلمهم ظلما كبيرا. ولكن اليهود تخلصوا من وضعهم المُزري ومن ظلم هذا الوزير بعد زواج الملك من فتاة يهودية حسناء فتنته وسعت لدى الملك حتى نجحت في قتل هذا الوزير والانتقام لشعبها؛ أي إن هامان لم يكن في عهد فرعون موسى عليه السلام في مصر، بل في بابل وبعد ألف عام تقريبا من وفاة موسى عليه السلام، أي يقع القرآن -بزعمهم- في خطأ تاريخي كبير.
يقول الدكتور عبد الجليل شلبي الأمين العام السابق لمجمع البحوث الإسلامية إنه لا يوجد أي مانع منطقي من وجود شخص اسمه هامان في عهد فرعون موسى عليه السلام، وشخص آخر بالاسم نفسه في عهد ملك بابل "احشوبروش". ويشير إلى أن قصة الفتاة أستير والملك ووزيره هامان قصة خيالية وأسطورة من الأساطير لا حقيقة لها. ويبرهن على ما يقول كالتالي: "إنها (أي قصة أستير) لم تذكر في غير التوراة، والنبيّان "عزرا" و"نحميا" اللذان كانا من أوائل العائدين من بابل، واللذان قصّا قصة السبي البابلي لم يشيرا إلى أستير ولا إلى أي شيء مما جاء في السفر المسمى باسمها، وكذلك المؤرخ الإغريقي "هيروديت" الذي عاصر أكزسيس ودوّن سيرته لم يشر إلى أستير وأحداثها. وربما كان اسم أستير محرفا عن عشتار، وهذا مما يوضح أن القصة أخذت عن أسطورة بابلية".
أما جواب كتاب "حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين" فكان جوابا مُوجزًا، وملخّصه أنه من الجائز أن كلمة "هامان" ليست اسما لشخص ولكنه لقب يطلق على "نائب فرعون" مثلما يطلق اسم فرعون لقبا على حاكم مصر أو ملكها.
ولكن أفضل من شرح موضوع هامان هو العالم الفرنسي المسلم "موريس بوكاي" في كتابه "موسى وفرعون" ( Moise et Pharaon)؛ إذ قام ببحث مستفيض حول قصتي يوسف وموسى عليهما السلام كما وردتا في التوراة وقارنهما بما جاء في القرآن حولهما، وتوصل بعد بحث علمي وموضوعي دقيق إلى أن المعلومات العلمية المتوفرة لدينا تقف بجانب ما جاء في القرآن وتخالف ما جاء في التوراة.
يقول موريس بوكاي: "لقد جاء ذكر هامان في القرآن كرئيس المعماريين والبنّائين. ولكن الكتاب المقدس لا يذكر أي شيء عن هامان في عهد فرعون. وقد قمتُ بكتابة كلمة "هامان" باللغة الهيروغلوفية (لغة مصر القديمة) وعرضتها على أحد المختصّين في تارخ مصر القديمة. ولكي لا أدعه تحت أي تأثير لم أذكر له أنها وردت في القرآن، بل قلت له إنها وردت في وثيقة عربية قديمة يرجع تاريخها إلى القرن السابع الميلادي. فقال لي المختصّ: "يستحيل أن ترِد هذه الكلمة في أي وثيقة عربية في القرن السابع، لأن رموز الكتابة باللغة الهيروغلوفية لم تكن قد حلّت آنذاك". ولكي أتحقق من هذا الأمر فقد أوصاني بمراجعة "قاموس أسماء الأشخاص في الإمبراطورية الجديدة" لمؤلفه "أللامند رانك". نظرتُ إلى القاموس فوجدت أن هذا الاسم موجود هناك ومكتوب باللغة الهيروغلوفية وباللغة الألمانية كذلك. كما كانت هناك ترجمة لمعنى هذا الاسم وهو "رئيس عمّال مقالع الحجر". وكان هذا الاسم أو اللقب يطلق آنذاك على الرئيس الذي يتولى إدارة المشاريع
(يُتْبَعُ)
(/)
الإنشائية الكبيرة.
استنسخت تلك الصفحة من ذلك القاموس وذهبت إلى المختص الذي أوصاني بقراءته، ثم فتحتُ ترجمة القرآن بالألمانية وأريته اسم هامان فيه فاندهش ولم يستطع أن يقول شيئا.
لو جاء ذكر اسم هامان فرعون في أي كتاب قبل القرآن، أو لو جاء ذكره في الكتاب المقدس لكان المعترضون على حق، ولكن لم يرد هذا الاسم حتى نزول القرآن في أي نصّ، بل ورد فقط على الأحجار الأثرية لمصر القديمة وبالخط الهيروغلوفي. إن ورود هذا الاسم في القرآن بهذا الشكل المذهل لا يمكن تفسيره إلا بأنه معجزة، وليس ثمة أي تعليل آخر. أجل، إن القرآن أعظم معجزة".
وكما سبق القول إنه ما من مؤرّخ أو كتاب أو نص أشار إلى شخص اسمه هامان كان مقربا من فرعون مصر في عهد موسى عليه السلام، ولم يكن أحد يعلم شيئا كثيرا عن تاريخ مصر القديم، لأن العلماء كانوا عاجزين عن قراءة الكتابات المصرية القديمة المكتوبة بالهيروغلوفية. وقد اندثرت اللغة الهيروغلوفية تدريجيا بعد انتشار المسيحية في مصر حتى انمحت تماما. وآخر نص مكتوب بهذه اللغة كان في عام 394م، ولم يعد أحد يتكلم بها أو يعرف قراءتها. واستمر هذا الوضع حتى عام 1822 عندما استطاع العالم الفرنسي "فراجيان فرانسوا شامبليون" فكّ رموز هذه اللغة التي كان هناك نص مكتوب بها على حجر رشيد ( Rosetta Stone).
وقد تم اكتشاف هذا الحجر من قبل ضابط فرنسي عام 1799م في أثناء الحملة الفرنسية على مصر في قرية رشيد بمحافظة البحيرة. كان هناك نص يمجّد فرعون مصر وانتصاراته ومكتوب بثلاث لغات هي: اللغة الهيروغلوفية، واللغة الديموطيقية (وهي اللغة العامية المصرية القديمة) واللغة الإغريقية. وكان تاريخ الكتابة يعود إلى عام 196 ق. م. وساعد وجود هذه اللغات الثلاث العالم الفرنسي على فك رموز اللغة الهيروغلوفية. فقد قام بمضاهاة هذا النص بالنص الإغريقي ونصوص هيروغلوفية أخرى حتى نجح في فك رموز الهيروغلوفية، لأن النص اليوناني كان عبارة عن أربعة وخمسين سطرا وسهل القراءة. وهذا يدل على أن هذه اللغات الثلاث كانت سائدة إبان حكم البطالسة الإغريق لمصر.
وبعد حل رموز الكتابة الهيروغلوفية علمنا من الكتابات الموجودة على عدد من الأحجار الأثرية العائدة للتاريخ المصري القديم وجود شخص مقرب من فرعون مصر في عهد موسى عليه السلام كان مسؤولا عن البناء اسمه "هامان". وهناك حجر من هذه الأحجار المصرية القديمة ورد فيه هذا الاسم وهو موجود في متحف "هوف" في "فِيَنا" عاصمة النمسا.
______________
المصادر
(1) حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين، المجلس الأعلى، مصر.
(2) مفتريات المبشرين على الإسلام، د. عبد الجليل شلبي.
(3) عبقرية الحضارة المصرية القديمة، أحمد محمد عوف.
___________
* أورخان محمد علي: كاتب وباحث تركي.
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[15 Apr 2007, 09:57 ص]ـ
جزاك الله خيراً على هذا النقل، على أن الكتابة الهيروغليفية قد عرفها أجدادنا قبل شامبليون بأكثر من عشرة قرون
فقد وضعها ابن وحشية النبطي مع كثير من اللغات البائدة ضمن كتابه " روح المستهام في فك رموز الأقلام"
ـ[أحمد عطا عمر]ــــــــ[16 Apr 2007, 01:54 ص]ـ
نقل موفق جزاك الله خيرا(/)
بعد استشارتكم: افتتاح قسم في الملتقى (ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Apr 2007, 05:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قررت إدارة الموقع بعد استقراء كثير من الأراء المكتوبة في الموقع، ومن لقاءات مباشرة مع عدد من الزملاء في الموقع أن إفراد قسم للقراءات والتجويد أصبح مناسباً لأسباب منها:
1 - كثرة الموضوعات الجيدة في هذا الفرع العلمي.
2 - كثرة المتخصصين المتميزين الذين يشاركون فيه، والأعضاء الذين يسألون عن مسائله.
ولذلك فقد قررت إدارة الموقع تحقيق هذه الرغبة - بعد استشارتكم - والموافقة على افتتاح قسم جديد في الملتقى باسم (ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه) ويتولى الإشراف العلمي على هذا القسم كل من:
1 - الأستاذ الدكتور أحمد خالد شكري - الأستاذ بالجامعة الأردنية والمتخصص في القراءات.
2 - الدكتور السالم الجكني الشنقيطي - الأستاذ المساعد بكلية المعلمين بالمدينة المنورة والمتخصص في القراءات.
ونحن نرجو لهذا الملتقى الجديد القديم النجاح والتوفيق بإذن الله، وأن يشكل نبراساً ونواة علمية لمعهد علمي متخصص في بحوث علمي القراءات والتجويد، ودراساتها المميزة بإذن الله. ولعل الإخوة المشرفين على هذا الملتقى يسعون لرفع مستوى هذا الملتقى المتخصص باستكتاب الكفاءات العلمية المتخصصة في هذا العلم، وتسجيلهم في الملتقى، واقتراح الموضوعات والأفكار التي ترقى بهذا الملتقى ليتميز علمياً ويكون قبلة ومرجعاً للمتخصصين بإذن الله، والله الموفق سبحانه وتعالى،،
حرر في يوم الجمعة الموافق 25/ 43/1428هـ
جديد ... جديد
ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه ( http://www.tafsir.org/vb/forumdisplay.php?f=20)
ـ[نورة]ــــــــ[13 Apr 2007, 06:12 م]ـ
المشرف العام الدكتور عبدالرحمن الشهري
خيراً فعلت, جعله الله في ميزان حسناتكم
وهنيئاً للمشرفين الأكفاء, نسأل الله لهم التوفيق والإعانة
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[13 Apr 2007, 06:21 م]ـ
خطوة مباركة ونسأل الله أن يبارك في الجهود
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[13 Apr 2007, 07:19 م]ـ
جهد مشكور, وخطوة مباركة, وفق الله المشرفين على الملتقى الجديد وبارك فيهم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[13 Apr 2007, 08:09 م]ـ
أحسنتم في الأمرين:
* افتتاح القسم.
* اختيار المشرفين.
وفقكم الله وسدد خطاكم وجزاكم عن الجميع خيرا.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[13 Apr 2007, 08:23 م]ـ
جزاكم الله خيرا عنا يا مولانا المفضال الدكتور عبد الرحمن بهذا القسم الجديد ومراحب متوالية بالمشرفين الفاضلين الإعزاء جدا جدا لي طلب صغير لو ضمنه (ملتقى القراءات والتجويد والرسم)
اكتب ربع مخطوط من مخطوطات الرسم للمنتدى.
الدرة الصقلية أو
شرح العجبري أو
شرح ابن القاصح (كاملا)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Apr 2007, 08:52 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً.
أخي العزيز أيمن شعبان: وقد أضيف الرسم والضبط للملتقى، ولعله يضاف للإشراف على القسم الجديد الدكتور غانم قدوري الحمد حفظه الله بعد أخذ موافقته بإذن الله.
وفق الله الجميع لكل خير.
ـ[الجكني]ــــــــ[13 Apr 2007, 09:22 م]ـ
ولو كان بالامكان إضافة الشيخ الدكتور أحمد شرشال لقسم الرسم والضبط يكون الجمال اكتمل 0
ـ[أم قتادة]ــــــــ[13 Apr 2007, 10:44 م]ـ
قال الإمام ابن القيّم رحمه الله تعالى، في كتابه " الجواب الشافي لمن سأل عن الجواب الكافي":
" أعلى الفِكَر وأجلّها وأنفعها ما كان لله - تعالى - والدار الآخرة، فما كان لله - تعالى - فهو أنواع، .... ، النوع الخامس: الفكرة في واجب الوقت ووظيفته، وجمع الهمّ كلِّه عليه، فالعارف ابن وقته، فإن أضاعه ضاعت عليه مصالحه كلّها، فجميع المصالح إنّما تنشأ من الوقت، فمتى أضاعَ الوقتَ لم يستدركه أبدا " ......
نسأل الله تعالى أن يجزي خيرا كل من يُساهم في حفظ أوقات طلاب العلم خصوصا وسائر المسلمين عموما ......
بما في ذلك الذين قاموا بافتتاح هذا القسم الجديد ........
نسأل الله تعالى أن يتقبّل من الجميع، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه .........
ـ[يسري خضر]ــــــــ[14 Apr 2007, 02:33 م]ـ
بارك الله في جهودكم ونفع بهذا الملتقي وجعل ذكره في الملا الاعلي
ـ[محب القراءات]ــــــــ[14 Apr 2007, 06:12 م]ـ
أسأل الله تعالى أن يبارك في هذا القسم الجديد وأن ينفع به أهل القرآن والقراءات في مشارق الأرض ومغاربها.
وأتوقع أن يكون هذا القسم أفضل قسم يتعلق بعلم القراءات والتجويد ورسم المصحف على شبكة الإنترنت , ففيه نخبة من العلماء والمتخصصين لا تتوفر في غيره (حسب علمي القاصر , واطلاعي المحدود) أسأل الله أن يبارك في جهود الجميع.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[15 Apr 2007, 01:49 م]ـ
الحمد لله على نعمائه , ونتمنى للشيخين الكريمين التوفيق في إدارة هذا الملتقى وتحقيق غايته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[15 Apr 2007, 05:00 م]ـ
أسأل الله تعالى أن يجعل في افتتاح هذا القسم خيرا كثيرا
وكما أشار فضيلة الدكتور عبد الرحمن فالمشاركات في هذا العلم في الملتقى كثيرة، وغزيرة النفع وقيمة، وتفتح الآفاق للبحث والمتابعة، ولذا فهي تحتاج منا معشر المشرفين - وأتحدث بالجمع بعد أن علمت مسرورا باحتمال انضمام الأستاذ القدير د. غانم قدوري - إلى متابعة حثيثة وجهد غير قليل، وأنا أعلم أن الأخ الدكتور السالم أنشط مني وأولى وأقدر، وأدعو الله تعالى أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى، وأن يوفقنا لصالح العمل وأن يتقبله منا.
ـ[الجكني]ــــــــ[15 Apr 2007, 05:46 م]ـ
هذا تواضع منكم فضيلة د/أحمد، ولا أذيع سراً إذا قلت:سمعت مرات عديدة شيوخي: المرصفي وسيبويه ود/محمد سالم محيسن رحمهم الله يثنون عليك بالعلم وحسن الخلق وما ذاك بغريب عليكم.
أما مسألة النشاط فأدعو الله تعالى أن يوفقني وإياك لخدمة هذا الملتقى الذي أصبح يعلم الله - قبل التكليف - جزءاً من جدولي اليومي لأستفيد من العلماء ولأقدم إليهم شيئاً مما في جعبتي وهو أصلاً "بضاعتهم ردت إليهم ".
والله من وراء القصد.
ـ[د. إلياس أنور]ــــــــ[15 Apr 2007, 05:56 م]ـ
نبارك للملتقى هذه الإضافة، ونفع الله بعلم أهل الفضل والنبل العلماء الأجلاء المشرفين.(/)
الأصل القرآني للبدء بالحمدلة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في المكاتبات
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[13 Apr 2007, 10:15 م]ـ
الأدلة العملية والنقلية على بداءته صلى الله عليه وسلم بكتابة البسملة،أو البدء بالحمدلة في الخطب،والكتابات = كثيرة،وما جرى عليه الأئمة من بعده أشهر من أن يذكر.
لكن الذي أعجبني، هو انتزاع ذلك من القرآن في كلام ذكره القرطبي ـ رحمه الله ـ في تفسيره لقوله تعالى ـ في سورة النمل ـ: (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى [النمل/59])، حيث يقول:
(وفيه تعليم حسن، وتوقيف على أدب جميل، وبعث على التيمن بالذكرين والتبرك بهما، والاستظهار بمكانهما على قبول ما يلقى إلى السامعين وإصغائهم إليه، وإنزاله من قلوبهم المنزلة التى يبغيها المستمع.
ولقد توارث العلماء والخطباء والوعاظ كابراً عن كابر هذا الأدب، فحمدوا الله، وصلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام كل علم مفاد، وقبل كل عظة، وفي مفتتح كل خطبة، وتبعهم المترسلون، فأجروا عليه أوائل كتبهم في الفتوح والتهانى، وغير ذلك من الحوادث التى لها شأن) انتهى.
وهذا ـ في نظري ـ انتزاع بديع، جعلني أردد: كم في القرآن من علوم وكنوز مخبوءة؟! وكم ترك الأول للآخر؟!
فنسأل الله تعالى الكريم من فضله.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Apr 2007, 06:17 ص]ـ
هذا الكلام المنقول عن القرطبي هو للزمخشري بنصه كما في الكشاف. قال: (وفيه تعليم حسن، وتوقيف على أدب جميل، وبعث على التيمن بالذكرين، والتبرك بهما، والاستظهار بمكانهما على قبول ما يلقى إلى السامعين وإصغائهم إليه، وإنزاله من قلوبهم المنزلة التي يبغيها المسمع. ولقد توارث العلماء والخطباء والوعاظ كابراً عن كابر هذا الأدب، فحمدوا الله عزّ وجل وصلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام كل علم مفاد وقبل كل عظة وتذكرة، وفي مفتتح كل خطبة، وتبعهم المترسلون فأجروا عليه أوائل كتبهم في الفتوح والتهاني وغير ذلك من الحوادث التي لها شأن.) الكشاف - (ج 5 / ص 92)
وقد نقل الألوسي قوله هذا، وتعقبه بقوله: (ولعل جعل ذلك تخلصاً من قصص الأنبياء عليهم السلام إلى ما جرى له صلى الله عليه وسلم مع المشركين أولى.)
وهذا الذي ذهب إليه الألوسي قرره ابن عاشور واعتمد في تفسيره، فقال: (لما استوفى غرض الاعتبار والإنذار حقه بذكر عواقب بعض الأمم التي كذبت الرسل وهي أشبه أحوالاً بأحوال المكذبين بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالكتاب الذي أنزل عليه، وفي خلال ذلك وحَفَافيه تسلية النبي صلى الله عليه وسلم على ما يلقاه من قومه أقبل الله بالخطاب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يلقنه ماذا يقوله عقب القصص والمواعظ السالفة استخلاصاً واستنتاجاً منها، وشكر الله على المقصود منها.
فالكلام استئناف والمناسبة ما علمت. أمر الرسول بالحمد على ما احتوت عليه القصص السابقة من نجاة الرسل من العذاب الحال بقومهم وعلى ما أعقبهم الله على صبرهم من النصر ورفعة الدرجات. وعلى أن أهلك الأعداء الظالمين كقوله {فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين} [الأنعام: 45] ونظيره قوله في سورة العنكبوت (63) {قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون} وقوله في آخر هذه السورة (93) {وقل الحمد لله سيريكم} الآية. فأمر الرسول بحمد الله على ذلك باعتبار ما أفاده سوق تلك القصص من الإيماء إلى وعد الرسول بالنصر على أعدائه. فقوله قل الحمد لله} أمر للرسول صلى الله عليه وسلم بإنشاء حمد الله. وقد تقدمت صيغة الحمد في أول الفاتحة.
وعطف على المأمور بأن يقوله من الحمد أمر بأن يتبعه بالسلام على الرسل الذين سبقوه قدراً لقدر ما تجشموه في نشر الدين الحق.) التحرير والتنوير - (ج 10 / ص 300).
وجاء في تفسير البحر المحيط - (ج 8 / ص 484) ما نصه: (لما فرغ من قصص هذه السورة، أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بحمده تعالى والسلام على المصطفين، وأخذ في مباينة واجب الوجود، الله تعالى، ومباينة الأصنام والأديان التي أشركوها مع الله وعبدوها. وابتدأ في هذا التقرير لقريش وغيرهم بالحمدلة، وكأنها صدر خطبة لما يلقى من البراهين الدالة على الوحدانية والعلم والقدرة. وقد اقتدى بذلك المسلمون في تصانيف كتبهم وخطبهم ووعظهم، فافتتحوا بتحميد الله، والصلاة على محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتبعهم المترسلون في أوائل كتب الفتوح والتهاني والحوادث التي لها شأن. وقيل: هو متصل بما قبله، وأمر الرسول عليه السلام بتحميد الله على هلاك الهالكين من كفار الأمم، والسلام على الأنبياء وأتباعهم الناجين.).
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[14 Apr 2007, 12:07 م]ـ
جزاكم الله خيراً أبا مجاهد ..
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[15 Apr 2007, 05:17 م]ـ
شكر الله لكم هذه الإفادة(/)
نرجو المساعدة
ـ[الدوسري77]ــــــــ[14 Apr 2007, 02:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,,
الرجاء افادتي عن ترجمة ابن زيد وأبي صالح اللذين يذكرهما ابن جرير في تفسيره
وجزاكم الله خيرا
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[15 Apr 2007, 12:25 ص]ـ
أخي ا لكريم الرجاء كتابة السند الذي رود فيه الرجل الذي تسأل عنه حتى يمكن اجابتك.
وعل كل فاطلاق ابن زيد عند الطبري يريد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، من أهل المدينة، يروى عن أبيه توفي 182 هـ.
انظر ترجمته في: التاريخ الكبير 5/ 284، المجروحين 2/ 57.(/)
تقرير عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف من 23/ 5/1405 هـ حتى 29/ 2/1428 هـ
ـ[المسيطير]ــــــــ[14 Apr 2007, 04:26 م]ـ
تقرير عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف من 23/ 5/1405 هـ حتى 29/ 2/1428 هـ
ثقافي / مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف / تقرير
الرياض17 ربيع الأول 1428 ه الموافق 05 ابريل 2007 م واس
بلغ مجموع ما وزعه مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة منذ بداية التوزيع في الثالث والعشرين من جمادى الأولى 1405هـ وحتى نهاية شهر صفر 1428هـ
950 ر 728 ر 202
نسخة من مختلف الاصدارات من القرآن الكريم وترجمات معانيه والكتب العلمية والشرعية والتسجيلات الإسلامية من الأشرطة السمعية لتلاوات القرآن الكريم.
وبين التقرير الأحصائي الصادر عن المجمع أن إجمالي ما تم توزيعه خلال شهر صفر الماضي بلغ:
657 ر 161
نسخة من مختلف إصدارات المجمع.
وفصل التقرير ما تم توزيعه من الإصدارات خلال الشهر نفسه حيث بلغ إجمالي ما تم توزيعه من المصحف الشريف:
916 ر 139 نسخة
ومن أجزاء المصحف الشريف
539 ر 1 نسخة
ومن الأشرطة الأسلامية التي تتضمن تلاوات القرآن الكريم لعدد من أصحاب الفضيلة أئمة الحرم المكي والحرم النبوي وقراء آخرين:
296 ر 7 نسخة
و 838 ر 12 نسخة من ترجمات معاني القرآن الكريم بعدد من لغات العالم المختلفة
و 68 نسخة من الكتب الإسلامية.
وأفاد التقرير أن النسخ الموزعة من ترجمات معاني القرآن الكريم شملت اللغات التالية .. /
الإنجليزية
والفرنسية
والأوردية
والتاميلية
والمليبارية
والإندونيسية
والبوسنية
ووالفارسية
والهوسا
والألمانية
والروسية
والصينية
والايغورية
والتركية
والصومالية
والألبانية
والأسبانية
واليونانية
والمقدونية
والتايلاندية
والقازاقية
والكورية
واليوربية
والزولية
والكشميرية
والإيرانونية الفلبينية
والسندية
والبرتغالية
والتغالوغ الفليبينية
والأذرية
والدانماركية
والبولندية
والسويدية
والهندية
والفيتنامية
والإنكو
والبشتو.
// انتهى //
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Apr 2007, 07:50 م]ـ
بارك الله فيك على هذا النقل. ونسأل الله أن يبارك في جهود القائمين على هذا المجمع، وأن يجزي من أقامه ودعمه خير الجزاء، فقد نفع الله به أمماً من الناس في بقاع الأرض.
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 Apr 2007, 07:21 ص]ـ
الشيخ المبارك / عبدالرحمن الشهري
جزاك الله خيرا الجزاء.
وأسأل الله أن يستجيب الدعاء.
-----
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
http://www.qurancomplex.org/
ـ[ابن الجزري]ــــــــ[16 Apr 2007, 01:03 م]ـ
ياحبذا لو أفدتونا مأجورين عن الكتب التي قام بطباعتها المجمع المتخصصة في علوم القرآن التي يمكن شراؤها
لتعم الفائدة(/)
هل ابن عباس يقول بالمشاكلة في باب الأسماء والصفات في تفسيره؟
ـ[ابن ماجد]ــــــــ[14 Apr 2007, 08:03 م]ـ
فقد نقلت عنه مصادر أنه أول كلمة نفس الثانية في هذه الآية (وتعلم مافي نفسي و لا أعلم مافي نفسك) بالمشاكلة لكلمة نفس الأولى
وذلك في كتاب الدر المصون للسمين الحلبي، ومجمع البيان
فهل هذا صحيح أم أني لم أفهم المسألة؟
ـ[القندهاري]ــــــــ[15 Apr 2007, 01:11 ص]ـ
بارك الله فيك أخي ماجد ياليت لو توضح لنا ماهي المشاكلة أحسن الله إليك(/)
من أعلام المفسرين الإمام الفراء
ـ[أحمد عطا عمر]ــــــــ[15 Apr 2007, 02:20 ص]ـ
الإمام الفراء (144 هـ - 206هـ)
هو أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبدالله بن منظور الفراء.
والفراء لقبه لا اسمه، والمعروف في الفراء من يخيط الفراء أو يبيعها، ولكن صاحبنا ما عرف هو ولا أحد من آبائه بشيء من ذلك ولكنه سمي بالفراء لأنه كان يفري الكلام ويغلب الخصوم.
قال ابن الأنباري:
وبعض أصحابنا يقول: إنما سمي فراء لأنه كان يحسن نظم المسائل، فشبه بالخارز الذي يخرز الأديم. وقال بعضهم: سمي فراء لقطعه الخصوم بالمسائل التي يُعنَتُ بها، من قولهم: قد فَرَى إذا قطع، قال زهير:
ولأانت تفري ما خلقت وبـ
ـــعض القوم يخلق ثم لا يفري.
معناه:تخرز ما قدَّرت. والخلق التقدير.
قال العلماء: ولا يعرف متى أطلق عليه هذا اللقب والغالب أنه حين اكتمل وبدا نضجه وغلبه للخصوم.
وكان الفراء قوي الذاكرة والحفظ، لا يكتب ما يتلقاه عن الشيوخ استغناء بحفظه ..
قال العلماء: وبقيت له قوة الحفظ طوال حياته، وكان يملي كتبه من غير نسخة، ولم يَقتَنِ كتبا كثيرة، يقول ثعلب: لما مات الفراء لم يوجد له إلا رؤوس أسفاط فيها مسائل تذكرة وأبيات شعر. (والأسفاط جمع سفط وهو ما يوضع فيه الطيب وغيره .. )
والفراء من علماء اللغة العربية والتفسير الكبار وقد بلغ في ذلك منزلة لا تدانى، وكان زعيم الكوفين بعد الكسائي.
يقول ثعلب: لولا الفراء لما كانت عربية، لأنه خلصها وضبطها، ولولا الفراء لسقطت العربية، لأنها كانت تتنازع ويدعيها كل من أراد، ويتكلم الناس فيها على مقادير عقولهم وقرائحهم فتذهب.
وقال البغدادي في تاريخ بغداد: وكان يقال: النحو الفراء والفراء أمير المؤمنين في النحو.
ويدل على مكانته في العلم قصته مع ثمامة بن الأشرس المعتزلي، فقد كان الفراء يتردد على باب المأمون حتى لقيه أمامة وهو لا يعرفه، يقول ثمامة: فرأيت أبهة أديب فجلست إليه ففاتشته في اللغة فوجدته بحرا، وفاتشته عن النحو فشاهدته نسيج وحده، وعن الفقه فوجدته رجلا فقيها عارفا باختلاف القوم، وبالنحو ماهرا، وبالطب خبيرا، وبأيام العرب وأشعارها حاذقا، فقلت: من تكون؟ وما أظنك إلا الفراء فقال: أنا هو، فدخلت فأعلمت أمير المؤمنين المأمون فأمر بإحضاره وكان سبب اتصاله به.
والفراء له مؤلفات عديدة ومن أشهرها في التفسير معاني القرآن.
ومعاني القرآن للفراء له قصة. ففي فهرست ابن النديم قال ثعلب:
كان السبب في إملاء الفراء في المعاني أن عمر بن بكير كان من أصحابه، وكان منقطعا إلى الحسن بن سهل، فكتب إلى الفراء: إن الامير الحسن بن سهل ربما سألني عن الشيء بعد الشيء من القرآن، فلا يحضرني فيه جواب، فإن رأيت أن تجمع لي أصولا أو تجعل في ذلك كتابا أرجع إليه فعلت.
فقال الفراء لأصحابه: اجتمعوا حتى أَمِلَّ عليكم كتابا في القرآن وجعل لهم يوما، فلما حضروا خرج إليهم، وكان في المسجد رجل يؤذن ويقرأ بالناس في الصلاة، فالتفت إليه الفراء فقال له: اقرأ بفاتحة الكتاب، ففسرها، ثم تَوَفىَّ ـ يعني استوفى ـ الكتاب كله.
فقال أبو العباس: لم يعمل أحد قبله، ولا أحسب أن أحدا يزيد عليه.
وفي تاريخ بغداد عن أبي بديل الوضاحي: فاردنا أن نعد الناس الذين اجتمعوا لإملاء كتاب المعاني فلم يضبط، قال فعددنا القضاة فكانوا ثمانين قاضيا.
عاش الفراء حياته كلها في بغداد ولم يخرج منها إلا قليلا لزيارة أهله في الكوفة
وتوفي رحمه الله في طريق عودته من مكة سنة 207 هـ وقيل سنة 209 هـ
ملخص من مقدمة كتاب الفراء الطبعة الثالثة وكتاب أخرى متفرقة.
ـ[الجكني]ــــــــ[15 Apr 2007, 06:12 ص]ـ
في السطر (18): (والفراء من علماء اللغة العربية):
(يُتْبَعُ)
(/)
لعل صواب العبارة إن كانت منقولة عن ابن الأنباري:00اللغة (و) العربية) لأن القدماء خاصة تعلب رحمه الله كانوا يفرقون بين "اللغة " و "العربية "،ومن ذلك ما ذكره ابن جني رحمه الله نقلاً عن ثعلب في حق يعقوب ابن السكيت:"كان يعقوب وضيئاً عظيم الخلق،وكان ذكياً حافظاً عالماً بالشعر و"اللغة "،صالح المعرفة ب "العربية " وكان ابن قادم وغيره من أصحابنا يحتاجون إليه في الشعر و "اللغة "،ويحتاج هو إليهم في "العربية " اهـ (الخاطريات:197 - 198
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[15 Apr 2007, 07:02 ص]ـ
كتاب (معاني القرآن) للفرّاء ـــ بهاء الدين الزهوري ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=1493)
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[15 Apr 2007, 07:06 ص]ـ
وهاهي ذي ترجمته ضافية كاملة من كتاب:
نزهة الألباء في طبقات الأدباء لأبي البركات الأنباري؛
وفيها من الفوائد ما لايخفى:
أبو زكريا الفراء
وأما أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء؛ فإنه كان مولى لبني أسد، من أهل الكوفة، وأخذ عن أبي الحسن علي بن حمزة الكسائي، وأخذ عنه سلمة بن عاصم، ومحمد بن عاصم السمري وغيرهما.
وكان إماماً ثقة.
ويحكى عن أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب، أنه قال: لولا الفراء لما كانت اللغة؛ لأنه خلصها وضبطها، ولولا الفراء لسقطت العربية؛ لأنها كانت تنازع ويدعيها كل من أراد، ويتكلم الناس على مقادير عقولهم وقرائحهم فتذهب.
وقال أبو بريد الوضاحي: أمر أمير المؤمنين المأمون الفراء أن يؤلف ما يجمع به أصول النحو، وما سمع من العرب، فأمر أن تفرد له حجرة من حجر الدور؛ ووكل به جواري وخدماً للقيام بما يحتاج إليه؛ حتى لا يتعلق قلبه، ولا تتشوق نفسه إلى شيء؛ حتى إنهم كانوا يؤذنونه بأوقات الصلوات. وصير له الوراقين، وألزمه الأمناء والمنفقين؛ فكان الوراقون يكتبون؛ حتى صنف "الحدود" وأمر المأمون بكتبه في الخزائن؛ فبعد أن فرغ من ذلك خرج إلى الناس، وابتدأ يملي كتاب "المعاني". وكان وراقيه سلمة وأبو نصر، قال: فأردنا أن نعد الناس الذين اجتمعوا لإملاء كتاب "المعاني" فلم نضبط؛ فلما فرغ من إملائه خزنه الوراقون عن الناس ليكتسبوا به، وقالوا: لا تخرجه إلى أحدٍ إلاّ لمن أراد أن ننسخه له على أن كل خمسة أوراق بدرهم؛ فشكا الناس إلى الفراء، فدعا الوراقين، فقال لهم في ذلك، فقالوا: نحن إنما صحبناك لننتفع بك، وكل ما صنعته فليس للناس إليه من الحاجة ما بهم إلى هذا الكتاب؛ فدعنا نعش به. فقال: قاربوهم تنفعوا وتنتفعوا، فأبوا عليه، فقال: سأريكم، وقال للناس: إني أريد أن أملي كتاب المعاني أتم شرحاً وأبسط قولاً من الذي أمللت، فجلس يملي، وأملى في الحمد مائة ورقة، فجاء الوراقون إليه، فقالوا: نحن نبلغ الناس ما يحبون، فننسخ كل عشرة أوراق بدرهم.
قال: وكان المأمون قد وكل الفراء ليلقن ابنيه النحو، فلما كان يوماً أراد الفراء أن ينهض إلى بعض حوائجه، فابتدرا إلى نعل الفراء ليقدماها له؛ فتنازعا، أيهما يقدمها [له]؟ ثم اصطلحا على أن يقدم كل واحد منهما واحدة، فقدماها؛ وكان للمأمون وكيل على كل شيء خاص، فرفع ذلك إليه في الخبر، فوجه إلى الفراء واستدعاه، فلما دخل عليه قال له: من أعز الناس؟ فقال: لا أعرف [أحداً] أعز من أمير المؤمنين، فقال: بلى، من إذا نهض تقاتل على تقديم نعله وليا عهد المسلمين؛ حتى يرضى كل واحد منهما أن يقدم [له] واحدة، فقال: يا أمير المؤمنين لقد أردت منعهما، ولكن خشيت أن أدفعهما عن مكرمة سبقا إليها، وأكسر نفوسهما عن شريفة حرصا عليها؛ وقد روي عن ابن عباس أنه أمسك للحسن والحسين ركابيهما حين خرجا من عنده، فقال له بعض من حضر: أتمسك لهذين الحدثين ركابيهما وأنت أسن منهما؟ فقال له: اسكت يا جاهل، لا يعرف الفصل لأهل الفضل إلاّ ذوو الفضل؛ فقال له المأمون: لو منعتهما عن ذلك لأوجعتك لوماً وعتباً، وألزمتك ذنباً؛ وما وضع ما فعلا من شرفهما؛ بل رفع من قدرهما، وبين عن جوهرهما؛ ولقد تبينت مخيلة الفراسة بفعلهما؛ وليس يكبر الرجل وإن كان كبيراً عن ثلاث: عن تواضعه لسلطانه، ولوالديه، ولمعلمه، ثم قال: قد عوضتهما مما فعلا عشرين ألف دينار، ولك عشرة آلاف درهم على حسن أدبك لهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحكى أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب عن ابن نجدة، قال: لما تصدى أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء للاتصال بالمأمون، كان يتردد إلى الباب، فلما أن كان ذات يوم جاء ثمامة، قال: فرأيت [له] أبهة أدب، فجلست إليه ففاتشته عن اللغة، فوجدته بحراً، وفاتشته عن النحو فشاهدته نسيج وحده، وعن الفقه فوجدت فقيهاً عارفاً باختلاف القوم، وبالنجوم ماهراً، وبالطب خبيراً، وبأيام العرب وأشعارها حاذقاً، فقلت [له]: من تكون؟ وما أظنك إلاّ الفراء! فقال: أنا هو. فدخلت على أمير المؤمنين فأعلمته، فأمر بإحضاره لوقته فكان سبب اتصاله به.
وقال أبو بكر بن الأنباري: لو لم يكن لأهل بغداد والكوفة من علماء العربية إلاّ الكسائي والفراء لكان لهم بهما الافتخار على جميع الناس؛ إذ انتهت العلوم إليهما.
وكان يقال: الفراء أمير المؤمنين في النحو.
ويروى عن بشر المريسي أنه قال للفراء: يا أبا زكريا، أريد أن أسألك مسالة في الفقه: فقال: سل، فقال: ما تقول في رجل سها في سجدتي السهو؟ قال: لا شيء عليه، قال: من أين قلت ذلك؟ قال: قسته على مذاهبنا في العربية، وذلك أن المصغر لا يضغر، وكذلك لا يلتفت إلى السهو في السهو، فسكت.
ويروى نحو هذا عن محمد بن الحسن، أنه سأله عن ذلك، فأجاب بهذا الجواب، فقال: ما ظننت آدمياً يلد مثلك.
وقال سلمة: أملى الفراء كتبه كلها حفظاً، لم يأخذ بيده نسخة إلاّ في كتابين. ومقدار كتب الفراء ثلاثة آلاف ورقة، وكان مقدار الكتابين خمسين ورقة.
وقال سعدون: قلت للكسائي: الفراء أعلم أم الأحمر؟ فقال: الأحمر أكثر حفظاً، والفراء أحسن عقلاً؛ وأبعد فكراً، وأعلم بما يخرج من رأسه.
قال سلمة: خرجت من منزلي فرأيت أبا عمر الجرمي واقفاً على بابي، فقال لي: يا أبا محمد، امض لي إلى فرائكم هذا، فقلت له: امض، فانتهينا إلى الفراء، وهو جالس على بابه يخاطب قوماً من أصحابه في النحو؛ فلما عزم على النهوض، قلت: يا أبا زكريا، هذا أبو عمر صاحب البصريين، تحب أن تكلمه في شيء؟ فقال: نعم، ما يقول أصحابك في كذا وكذا؟ قال: كذا وكذا، فقال: يلزمهم كذا وكذا، ويفسد هذا من جهة كذا وكذا، قال: فألقى عليه مسائل، وعرفه الإلزامات فيها، فنهض وهو يقول: يا أبا محمد، ما هذا إلاّ شيطان، يكرر ذلك [ثلاثاً].
وتوفي الفراء سنة سبع ومائتين في طريق مكة، وقد بلغ ثلاثاً وستين سنة، وكذلك حكى عن أحمد بن يحيى ثعلب. قال: توفي الأخفش بعد الفراء، وتوفي الفراء سنة سبع ومائتين في خلافة المأمون، بعد دخول المأمون العراق بثلاث سنين.
ـ[أحمد عطا عمر]ــــــــ[15 Apr 2007, 11:29 م]ـ
أشكر الإخوة الكرام الدكتور السالم الجكني، والدكتور أبو مجاهد العبيدي، والدكتور مروان الظفيري على مرورهم الكريم وردودهم الطيبة وزياداتهم النافعة.
وأقول للأخ الكريم الجكني ... العبارة التالية (والفراء من علماء اللغة العربية) ليست من كلام أبي بكر الأنباري ولا غيره من العلماء القدامي ولكنها عبارتي أنا.
فلك ألف تحية على ما تفضلت به وشكرا جزيلا.
ـ[الجكني]ــــــــ[15 Apr 2007, 11:58 م]ـ
ولك ألف تحية عطرة أخي أحمد 0
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[06 Aug 2007, 09:38 ص]ـ
السلام عليكم
يا إخواني أرجو الإفادة عن الدراسات والرسائل العلمية التي قامت حول كتاب معاني القرآن للفراء
فهل من معاون في هذا الشأن؟
أرجو ذلك
ـ[شعلة2]ــــــــ[06 Aug 2007, 12:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تفضل أخي مشكورا
1. " المصنفات الأولى في معاني القرآن أبو عبيدة والأخفش والفراء، والدراسات الصرفية، والنحوية " إعداد ياسر محمد الحروب، رسالة دكتوراه، جامعة القديس يوسف.
2.منهج الفراء في كتابه معاني القرآن، إعداد: حسين بن محمد هاشم، رسالة ماجستير، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
3. "علل اختيارات الفراء في القراءات القرآنية في كتاب معاني القرآن"، إعداد: مازن أحمد محمود، رسالة ماجستير، جامعة اليرموك، إربد.
4. "كتاب معاني القرآن الأخفش، الفراء، الزجاج ومناهج مؤلفيها"، إعداد ناجح محمد البعول، رسالة ماجستير، الجامعة الأردنية.
5. "جهود المفسرين في البحث البلاغي أبو عبيدة، الفراء، ابن قتيبة " إعداد منيرة محمد فاعور، رسالة ماجستير، جامعة دمشق.
6. "ظواهر لسانية في القراءات القرآنية من خلال كتاب: معاني القرآن" لأبي زكريا الفراء دراسة وصفية تحليلية، رشيد سهلي، رسالة ماجستير، جامعة باجي مختار.(/)
اختيارات السيوطي وترجيحاته في علوم القرآن: جمعاً ودراسة في رسالة ماجستير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Apr 2007, 11:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مناقشة رسالة ماجستير بعنوان:
اختيارات السيوطي وترجيحاته في علوم القرآن: جمعاً ودراسة
للباحث علي بن عبدالرحمن بن إبراهيم النجاشي.
المكان: قاعة المحاضرات بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
الزمان: يوم الثلاثاء 29/ 3/1428هـ الساعة الثامنة صباحاً.
لجنة المناقشة والحكم على الرسالة:
1 - د. نبيل محمد إبراهيم آل إسماعيل مقرراً.
2 - د. ناصر بن محمد المنيع عضواً.
3 - د. محمد بن سريع السريع عضواً.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[29 Apr 2007, 08:06 م]ـ
هل الرسالة شملت كل اختيارات السيوطي وترجيحاته في علوم القرآن أم بعضها فأنا استبعد ذلك مع تأليف السيوطي لأكثر من كتاب في علوم القرآن نرجو الإفادة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 May 2007, 01:21 م]ـ
جواباً على سؤال الدكتور أحمد البريدي وردتني رسالة على بريدي من الأخ الكريم الباحث علي النجاشي هذا نصها:
جوابا على السؤال المطروح في موقعكم المبارك
فإن رسالتي - بحمدالله تعالى - قد استقصيت فيها اختيارات السيوطي وترجيحاته في علوم القرآن في جميع كتبه المطبوعة المتعلقة بعلوم القرآن وهي: (التحبير في علم التفسير) و (الإتقان في علوم القرآن) و (معترك الأقران في مشترك القرآن) و (تناسق الدرر في تناسب السور) و (لباب النقول في أسباب النزول) و (مفحمات الأقران في مبهمات القرآن) و (قطف الأزهار في كشف الأسرار) و (مراصد المطالع في تناسق المقاطع والمطالع) و (المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب) ـ
آمل إيضاح ذلك للقرآء الكرام
شكر الله سعيكم وأجزل مثوبتكم على اهتمامكم بهذا الموضوع
علي بن عبدالرحمن النجاشي
جزى الله الشيخ علي النجاشي خيراً على جوابه وإيضاحه.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[25 May 2007, 05:29 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله , نفع الله بها.
ـ[د على رمضان]ــــــــ[17 Nov 2010, 11:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا ً شيخنا الكريم،، ولى سؤال: هل تفضلتم بعرض الخطوط العريضة للموضوع للأهمية (فضلاً لا أمراً) وشكراً(/)
بناء مقررات مادة التفسير بالجامعات الإسلامية
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[15 Apr 2007, 12:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل رواد هذا الموقع المبارك:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
(قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
(البقرة:32)
إن عملية بناء المناهج عملية متكاملة وشاملة، فلا يمكن عزل مادة واحدة عن بقية مكونات المسار التكويني للطالب، ومن ثم فإنني لا أرى ـ من خلال واقع التجربة، والممارسة والمساهمة في وضع مشاريع الإصلاح الجامعي كخبير لدى وزارة التعليم العالي بالمغرب سابقا ـ أن نقتصر على وضع تصور لتدريس مادة واحدة لما في ذلك من تجزئة للمسار التكويني، وعدم اعتماد رؤية شمولية في التأهيل العلمي للطلبة. وعليه فإنني أقترح أن يتم النظر في المسار التكويني كله للطالب، بناء على مجال تخصصه في الشريعة أو أصول الدين، ولنبدأ بوضع الأهداف المتوخاة من التكوين، ثم مواصفات خريج هذه الكليات.
ومن المنطلقين السابقين فإنني أقترح أن نحدد الهدف من التكوين أولا:
1 - تكوين باحثين في الشريعة الإسلامية؟.
2 - تكوين علماء مجتهدين؟.
3 - تكوين حفظة للعلوم الشرعية؟.
و الأمر له تداعيات أخرى إذ إنه مرتبط بالتكوين ما قبل الجامعي، حيث إن الجامعة تتلقى مخرجات هذه المستويات التكوينية، وكلنا يعلم ما أصابها وما يصيبها من تدهور يحتاج تقويمه إلى دراسات خاصة. ومن ثم فإنه يتعين علينا وضع مواصفات للطالب المؤهل لمتابعة التكوين الجامعي في مجال العلوم الشرعية، بناء على معايير علمية محددة بدقة، وألا تظل التكوينات الشرعية الجامعية مفتوحة أمام كل الطلبة، وهم في أغلبهم غير مؤهلين لمتابعة مثل هذه التكوينات، بل إننا نجد أنه يدفع بالطلبة الفاشلين دراسيا إلى الكليات والجامعات والشعب ذات التخصص الشرعي، باعتبارها مؤسسات ذات استقطاب مفتوح، في الوقت الذي نجد فيه تخصصات أخرى تنتمي لجامعات وكليات وشعب ذات استقطاب محدود.
إن هذه الازدواجية في معايير ولوج التكوينات الجامعية تنعكس سلبا على التكوين ومخرجات التكوينات الجامعية ذات التخصص الشرعي، كما أنها مكلفة من الناحية المادية والمعنوية.
إننا إذا وفقنا في فرض هذا المطلب الأساس ـ بأن يصبح ولوج المؤسسات والتكوينات الشرعية الجامعية مشروطا بمكتسبات مسبقة في الطالب، مما يفرض علينا تحديد مواصفات طالب العلوم الشرعية ـ سنتمكن من وضع البرامج الدراسية بشكل متكامل ومنسجم بحيث تستجيب لرغبات الطلبة ومستوياتهم العلمية، وتحقيق الأهداف المتوخاة.
إن معالجة هذه المسألة المصيرية بسطحية و بعجالة فإنها ستفضي بنا إلى وضع لن يزيد وضعيتنا التعليمية عامة و الجامعية خاصة إلا تأزما، و يستمر مسلسل تدني المستوى، والهدر الجامعي.
وعليه فإنه يتعين علينا كأساتذة باحثين في العلوم الشرعية أن نعمل على تحقيق أهداف الجامعة المتمثلة في التكوين العلمي الرصين، و تأهيل الطالب لخوض غمار البحث العلمي، وتحقيق الاشعاع الثقافي، والمساهمة بشكل فعال في إيجاد مجتمع المعرفة.
مما سبق يتبين لنا أن صياغة المقررات الدراسية يحتاج للمتطلبات التالية:
1 - المعرفة بالمجتمع: فلسفته في الحياة، والثقافة والقيم السائدة، واتجاهاته واختيارته الأساسية.
2 - المعرفةبوظائف الجامعة: التكوين، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع.
3 - المعرفة بأهداف التكوين: وضع أهداف واضحة للتكوين، وتحديد أهداف وحدات التكوين، وربط هذا الأهداف العامة والخاصة بحاجيات المجتمع، مع مراعاة قابلية هذه الأهداف للتطبيق.
4 - المعرفة بالطلبة: مستوياتهم العلمية، وقدراتهم الذاتية على اكتساب المعرفة وتوظيفها، و كفاءاتهم و مهاراتهم.
5 - المعرفة بالأستاذ: المؤهل تأهيل علميا عاليا للقيام بمسؤولية التربية والتعليم، والقادر على التبليغ، وممارسة البحث العلمي، والملم بتفاصيل الدرس، والمتمكن من توظيف أفضل الطرق للتدريس، والذي يعتبر مرشدا أكاديميا، وخبيرا في مجال تخصصه، وباحثا ومستشارا. مع العمل على تأهيله علميا ونفسيا ومهنيا، وتوفير الإمكانيات المادية و المعنوية.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - المعرفة بالإدارة الجامعة: القدرة على التدبير الإيجابي للمجتمع الجامعي: الطالب، الأستاذ، الموظف، واعتماد مبدأ جودة التكوين، والحرص على تحقيق هذه الجودة بتوفير الظروف المناسبة، بتبني العدل، والمساواة، وتقدير الكفاءات، والتنويه بالابتكار والإبداع. واعتماد مبدأ الشورى في تدبير الشأن الجامعي، ومبدأ اختيار رؤساء الجامعات والعمداء عن طريق الانتحاب الذي تشارك فيه كل مكونات المجتمكع الجامعي، وتحديد المدة في أربع سنوات قابلة للتجديد مرة و احدة.
7 - المعرفة بطرق التدريس، وتكوين الأساتذة الجامعيين في البيداغوجية الجامعية، وتأهيلهم لاستعمال تكنولوجيا التعليم، واستخدام الوسائط المتعددة، مع ضرورة التمييز بين المحاضرة، والدرس التطبيقي، والدرس التوجيهي، واعتماد استراتيجية التعليم الفعال، والتعليم الذاتي.
وبذلك نجدد في مجال طرق التدريس، بدل الاقتصار على التجديد في المضامين، أوالهندسة البيداغوجية، مما ينعكس سلبا على تكوين الطلبة.
8 - المعرفة بمكونات المسار التكويني للطالب، والعمل على انسجام وحداته، واتساق مجزوءاته، وتحقيق التوازن بين المكونات، والحرص الشديد على تكاملها واندماجها، بحيث تشكل منظومة تكوينية واحدة ومتوحدة.
9 - المعرفة بالتقويم: اعتماد مبدأ التقويم الشامل للنظام التربوي ككل: الأستاذ، الطالب، الإدارة، واحترام خصوصية المادة، وتوحيد منهجية التقويم، مع تحديد شبكات التقويم.
10 - المعرفة بالتخطيط و البناء والتنفيذ.
إن ما يتعين علينا الانتباه إليه بل العمل على تشخيصه وإيجاد الحلول الملائمة، يتعلق الأمر بضعف طلبة العلوم السرعية ـ غالبا ـ في العلوم اللغوية، ومعلوم أن الشريعة الإسلامية تستند إلى نص لغوي يتمثل في القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، بل إن حضارتنا الإسلامية حضارة نص، ومن ثم فإن اللغة مدخل أساس لفهم الشريعة الإسلامية.
إننا بعملنا هذا نكتشف خللا كبيرا لا بد من تداركه، وذلك بدعم تدريس العلوم اللغوية في كل التخصصات الشرعية، وأن يبدأ ذلك من السنة الأولى إلى سنة التخرج، مع عقد دورات تكوينية لاستكمال تكوين الطلبة في المجالات اللغوية، وتدريبهم على التكوين الذاتي، بتشجيعهم بالعمل في إطار فريق منسجم. مع تنبيههم إلى أن هذه العلوم ـ علوم الآلة ـ لا يمكن للمتعلم تحصيلها مرة واحدة لينساها أويتجاهلها، لأنها أداة أساسية في الفهم، ومن ثم يتعين تعهدها بالمراجعة والمذاكرة. وكذلك الشأن بالنسبة لعلمائنا الأعلام، حيث كنت تجدهم يعيدون قراءة الكتاب الواحد على شيوخ متعددين و مدى الحياة.
الأمر الثاني الذي يتعين الانتباه إليه قبل العمل على صياغة المقررات الدراسية الجامعية، تتمثل في دعم تكوين طلبة العلوم الشرعية في تقنيات البحث ومناهجه، وعلم المكتبة، والقدرة على الاستفادة من الحاسب الآلي والبرامج المعلوماتية، والإنترنت، باعتبار ذلك وسيلة فعالة تمكن الطلبة من التعلم الذاتي، مما يجعلهم قادرين على الوصول إلى المعلومات التي يحتاجونها، والقدرة على توظيفها في المجالات التي يريدون.
كما يتعين علينا العمل على ابتكار أساليب تواصلية، والانفتاح على تجارب الآخرين، ومحاولة الإفادة منها، مما يزيل الرتابة عن دروسنا ومحاضراتنا، ويرفع السآمة عن الطلاب، ويشوقهم إلى المعرفة، ويرغبهم في العلم والتحصيل، ويحرضهم على البذل والعطاء، والتضحية من أجل تحصيل لذة المعرفة، وخدمة المجتمع.
لا بد لنا من التجديد في الهندسة البيداغوجية، وفي مضامين المقررات، و طرق التدريس وأساليبه، والعمل على توظيف الوسائل التعليمية الحديثة، والإفادة من البرامج المعلوماتية. كما أنه يتعين على القائمين على الجامعات الحرص على تكوين الأستاذ الجامعي تكوينا رصينا في البيداغوجية الجامعية، وإعادة تكوينه، وتوفير الإمكانيات المادية، و الدعم المعنوي لتمكين الأستاذ الجامعي من تطوير كفاءاته، و تنمية مهاراته.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن تطويرنا لأساليب التدريس الجامعي، باعتماد التقنيات الحديثة كوسائل تعليمية فعالة، تمكننا من إيصال المعلومات إلى الطلبة بشكل تفاعلي، بدل الاقتصار على أسلوب التلقين والإملاء، مما يجعل من الطلب متلقيا سلبيا، و اعتبار الأستاذ مصدر المعرفة والعلم، بدل أن يكون مصاحبا وموجها ومرشدا، متصفا بالكفاءة العلمية، والنزاهة والأمانة، حريصا على تحقيق مصلحة الطالب باعتباره مستقبل الأمة وأملها. واعتبار مهمة الأستاذ الجامعي أمانة ومسؤولية، لا وظيفة يتلقى نظير القيام بها أجرا. فكم من الأساتذة ـ للأسف الشديد ـ مضيعون للأمانة، متخاذلون في القيام بمسؤولياتهم التربوية والعلمية. فلا تجد ـ إلا من رحم الله ـ من يكد ويتعب، ويجد ويجتهد في تحضير محاضراته ودروسه، والابتكار والإبداع في طرق التدريس وأساليبه. ويتعين على القائمين على الجامعات تحفيز الأساتذة المجدين وتشجيعهم، والضرب على أيدي المتخاذلين والمضيعين للأمانة، والقدوات السيئة.
بعد الوفاء بما ذكرناه يمكننا الحديث عن البرامج التعليمية ذات الطابع المتكامل والشامل والمنسجم داخليا، بحيث تكون المواد المقررة غير متعارضة، وتشكل بناء معرفيا وتربويا متكاملا وفعالا. ومنسجمة خارجيا باستجابتها لحاجيات الطلبة، وملبية لرغباتهم، و مشجعة لهم لمتابعة التحصيل العلمي، و محققة للأهداف المتوخاة.
كما أنه يتعين البدء في التفكير في كل تخصص دقيق لوضع برامجه التعليمية بشكل متكامل ومنسجم، لننتقل بعد ذلك إلى وضع مقرر كل مادة بناء على المستوى الجامعي الخاص.
إن صناعة المناهج التدريسية تحتاج ـ في اعتقادي ـ إلى مثل هذه المواجهة العلمية الصارمة، وإلا فإننا لن نفلح في صيانة تعليمنا العالي من التدهور الذي يشهده، وتدني المستوى الذي يعرفه، بله الوصول إلى تحقيق جودة التعليم، وتخريخ علماء وباحثين أكفاء، يستجيبون لحاجيات مجتمعاتهم، بل لهم القدرة على خلق الحاجة.
إننا نتحمل مسؤولية نتاج الوقائع التي نساهم في إنتاجها بشكل أو بآخر. إنه موقف نقدي من الذات، قبل أن يكون مشروع أجيال و أمة.
و الآن نتساءل عن الهدف المتوخى من تدريس مادة التفسير ـ بعد أن نوافيكم بالهندسة البيداغوجية لمسلك الدراسات الإسلامية، والمقررات التي وضعها السادة الأساتذة لمادة علوم القرآن، التي ستجدونها ضمن المرفقات ـ و الذي يمكن أن يكون أحد هذه الأهداف الثلاث، أو اثنين منها أو كلها جميعا:
1 - معرفة المعاني التي انتهى إليها المفسرون " نقل المعرفة ".
2 - امتلاك الطالب القدرة على التفسير، أي تأهيله لكي يكون مفسرا " إنتاج المعرفة ".
3 - امتلاك الطالب القدرة على البحث في التفسير وقضاياه " البحث عن المعرفة أو البحث في المعرفة، أم هما معا ".
في تصوري الخاص إن الهدف الذي يمكننا كأساتذة الباحثين العمل على تحقيقه هو تخريج طلبة ناقلين للمعرفة المحصلة من علوم القرآن، وتفاسير القرآن الكريم، ومؤهلين للقيام بمهام البحث في التفسير وقضاياه وذلك كهدف للتكوين العام. أما أهداف التكوين الخاص الموجهة لصفوة الطلبة ونخبتهم فإنه يتجاوز هذا الهدف إلى القدرة على التفسير، أي تأهيله للاستجابة لحاجيات المجتمع، بإيجاد مفسرين قادرين على الإجابة على أسئلة العصر، وحل أزماته، انطلاقا من القرآن الكريم، أي قادرون على تنزيل النص القرآني على الواقع، بغية تعبيد الحياة كل الحياة لله رب العالمين، مما يجعل من التفسير مشروعا حضاريا.
وبناء على ما سبق فإنني أقترح أن تعتمد مادة التفسير المحاور التالية:
1 - تفسير آيات العقيدة.
2 - تفسير آيات الأحكام.
3 - تفسير الآيات المتضمنة للقصص القرآني.
4 - تفسير آيات الأخلاق والسلوك.
وذلك حتى يمتلك الطالب تصورا متكاملا عن التفسير ومجالاته، وطرق المفسرين في تفسير كل محور من المحاور القرآنية السابقة التي تعتبر الموضوعات الكبرى للقرآن الكريم، مع الوقوف على خصوصياته اللغوية والأسلوبية والتشريعية، ومعرفة طرق الاستدلال والإقناع التي اعتمدها القرآن الكريم في المواقف المختلفة. كما يتمكن الطالب من معرفة عوامل استخراج المعنى من الخطاب القرآني، وكيف يعمل المفسر على مقاربة النص القرآني بما يلائمه من أدوات معرفية ومنهجية.
ويتعين على الأستاذ التخطيط لموضوع محاضرته وإعدادها إعدادا مسبقا وكافيا، مع تنويع مصادره التفسيرية واستخدام أفضل طرق التدريس، والعمل على إشراك الطالب. مع تخصيص حصص للدروس التوجيهية والتطبيقية حيث تختار نصوص قرآنية تتم دراستها بناء على المحاور التالية: أ ـ مدخل عام يتناول فيه الأستاذ:
1 - الفضائل.
2 - أسباب النزول وملابسات النزول.
3 - الناسخ والمنسوخ.
4 - المحكم والمتشابه.
5 - القراءات القرآنية.
ب ـ المحور اللغوي:
1 - المعجم.
2 - الصرف و الاشتقاق.
3 - النحو.
4 - الدلالة.
5 - البلاغة.
ج ـ مصادر التفسير:
1 - تفسير القرآن بالقرآن.
2 - تفسير القرآن بالسنة.
3 - تفسير القرآن بقول الصحابي.
4 - تفسير القرآن بقول التابعي.
5 - تفسير القرآن بقول تابع التابعي.
د ـ أسباب الاختلاف في التفسير.
هـ ـ قواعد الترجيح.
و ـ الثابت و المتطور في التفسير.
اختيار نصوص تفسيرية من تفاسير مختلفة ودراسته على ثلاث مستويات:
1 - الدراسة الوصفية.
2 - الدراسة التحليلية.
3 - الدراسة المقارنة. (تجدر الإشارة إلى أننا عالجنا هذه القضية في موضوع نشر بعنوان القراءة العلمية للتفاسير تجدونها على الرابط التالي: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6497 ).
وفي الختام أحب أن أشير إلى أن درس التفسير يأخذ الأبعاد التالية:
1 - علوم القرآن.
2 - أصول التفسير.
3 - دراسة نصوص قرآنية (التفسير).
4 - دراسة التفاسير (مناهج المفسرين.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات والتقدير.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Apr 2007, 04:17 م]ـ
بارك الله فيكم يا دكتور أحمد على طرح هذا الموضوع المهم، والذي ينبغي عند النظر فيه مراعاة ما تفضلتم به غاية المراعاة، لأن الغاية من تدريس المادة هي التي توجه مفردات المقرر وتحددها.
أحببت تسجيل شكري الجزيل لكم على طرحه، وللحديث بقية إن شاء الله.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[06 May 2007, 12:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأخ الفاضل: عبد الرحمن الشهري ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإني أشكر لكم اهتمامكم و تواصلكم و تقديركم. آملا أن ينال هذا الموضوع عناية خاصة من قبل السادة الأستاذة الباحثين من مختلف الجامعات، لعلنا نفتح حوله حوارا جادا، مع تبادل التجارب و الخبرات، للنهوض بالدرس القرآني خاصة و العلوم الشرعية عامة في جامعاتنا.
و تفضلوا بقبول خالص تحياتي و تقديري.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[06 May 2007, 01:05 م]ـ
ما شاء الله وفقكم الله د. أحمد على هذا الطرح الجميل، مشروع في غاية الأهمية و يحتاج إلى تأمل وتعاون من قبل المختصين الأكاديميين والإداريين.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[08 May 2007, 03:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور أحمد الطعان ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فإني أحمد الله إليكم أن يسر لما سبل التواصل عبرهذا الموقع المبارك، شاكرا لفضيلتكم اهتمامكم وتقديركم، آملا أن يكون هذا الموضوع محفزا للأساتذة الباحثين لعرض تجاربهم من حيث البرامج و طرق التدريس.
و تفضلوا أخي الكريم بقبول خالص تحياتي و تقديري.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[25 Jun 2010, 11:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
" سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم "
الإخوة الأفاضل: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإن موضوع بناء المناهج التعليمية الجامعية و صياغتها يعتبر من الموضوعات المهمة بالنسبة لجامعاتنا بصفة عامة، و الجامعات الشرعية، و التخصصات الشرعية بصفة خاصة، مما يحتم علينا كجامعيين إيلاء هذا الموضوع أهمية خاصة، و للأسف الشديد فإنني ألاحظ أن الأستاذ الجامعي في التخصصات الشرعية يعطي انطباعا سيئا إذ يظهر للمتتبعين للشأن الجامعي أنهم غير مهتمين بالموضوع، و أنهم ينتظرون من الآخر أن يضع لهم التصورات و المناهج، بل قد يضعون هندسة بيداغوجية و يطلبون من أهل الاختصاص تطبيقها بتنزيل المواد الدراسية ومحتوياتها بشكل يناسب هذه الهندسة المفروضة دون مراعاة خصوصية التكوينات الشرعية، مما يفرغها من محتواها، لنصبح أمام تكوينات ممسوخة تزيد وضعنا الجامعي تأزما.
و عليه فالمفروض تنظيم حلقات دراسية في الموضوع، و فتح نقاش موسع بين المتخصصين في العلوم الشرعية و العلوم التربوية، بغية الوصول إلى حلول تخرجنا من الأزمة الخانقة التي نعيشها، وتحقق التكوين الرفيع لطلبتنا باعتبارهم يتخصصون في علوم شرعية مدار حياة المسلمين عليها.
و تفضلوا بقبول تحياتي و تقديري.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.(/)
تسهيل السبيل لفهم معاني التنزيل للبكري (ت952)
ـ[ابن الجزري]ــــــــ[15 Apr 2007, 03:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من كان عنده علم عن هذا الكتاب ومنهج مؤلفه أو طبع أو لم يطبع
فليفدنا مأجورا
ـ[منصور مهران]ــــــــ[15 Apr 2007, 04:28 م]ـ
(تسهيل السبيل في فهم معاني التنزيل)
للبكري: محمد بن محمد بن عبد الرحمن الشافعي الصِّدِّيقي، المتوفى سنة 952 هج
الكتاب غير مطبوع،
ومبلغ علمي أنه حُقق في عدة رسائل بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Apr 2007, 04:41 م]ـ
شكر الله للأستاذ الكريم منصور مهران حرصه المستمر على الأجوبة المسددة، ومتابعته الجادة لكل ما يكتب تقويماً وتسديداً وجواباً فله مني أخلص الدعاء بالتوفيق والبركة في الوقت.
هذا الكتاب حقق في خمس رسائل علمية لنيل درجة الماجستير بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض، وترتيبها على النحو الآتي:
1 - تسهيل السبيل في فهم معاني التنزيل. لمحمد البكري. (1) من أول الكتاب إلى آخر سورة آل عمران. تحقيقاً ودراسة، للباحث سليمان عبد العزيز السليمان، إشراف الدكتور زاهر بن عواض الألمعي، عام 1404هـ.
2 - تسهيل السبيل في فهم معاني التنزيل. لمحمد البكري. (2) من أول سورة النساء إلى آخر سورة التوبة. تحقيقاً ودراسة، للطالب مناور بن عوض الحربي، إشراف الدكتور زاهر بن عواض الألمعي، عام 1404هـ.
3 - تسهيل السبيل في فهم معاني التنزيل. لمحمد البكري. (3) من أول سورة يونس إلى آخر سورة الحج. تحقيقاً ودراسة، للباحث محمد عبد الله الزنان، إشراف الدكتور زاهر الألمعي.
4 - تسهيل السبيل في فهم معاني التنزيل. لمحمد البكري. (4) من أول سورة المؤمنون إلى آخر سورة غافر. تحقيقاً ودراسة، الباحث علي بن عمر السحيباني، إشراف الدكتور زاهر الألمعي، 1403هـ.
5 - تسهيل السبيل في فهم معاني التنزيل. لمحمد البكري. (5) من أول سورة فصلت إلى آخر الكتاب. تحقيقاً ودراسة، للطالب محمد بن عبدالله الطيار، إشراف الدكتور عبدالسميع محمد حسنين، 1406هـ
ـ[منصور مهران]ــــــــ[15 Apr 2007, 06:56 م]ـ
أشكر أخي الدكتور عبد الرحمن الشهري، تفضله بهذا البيان؛ فقد كنت أبحث عن هذه الفائدة زمنا،
حتى تلقيتها منه شاكرا له ومقدرا، مع تمنياتي له بالصحة و السعادة.(/)
فائدة في قوله تعالى {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ}.
ـ[أبو حسن]ــــــــ[15 Apr 2007, 05:59 م]ـ
ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فائدة في قوله:-
قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ}.
809 - فعلى قراءة الجمهور بالنصب إنما يسألون بالله وحده، لا بالرحم، وتساؤلهم بالله تعالى يتضمن إقسام بعضهم على بعض بالله، وتعاهدهم بالله.
810 - وأما على قراءة الخفض، فقد قال طائفة من السلف: هو قولهم أسألك بالله وبالرحم، وهذا إخبار عن سؤالهم، وقد يقال: إنه ليس بدليل على جوازه، فإن كان دليلاً على جوازه، فمعنى قوله أسألك بالرحم ليس إقساماً بالرحم -والقسم هنا لايسوغ - لكن بسبب الرحم، أي لأن/ الرحم توجب لأصحابها بعضهم على بعض حقوقاً كسؤال الثلاثة لله تعالى بأعمالهم الصالحة ()، وكسؤالنا بدعاء النبي ? وشفاعته. ومن هذا الباب ماروى عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أن
ابن أخيه عبدالله بن جعفر كان إذا سأله بحق جعفر أعطاه.
811 - وليس هذا من باب الإقسام، فإن الإقسام بغير جعفر أعظم، بل من باب حق الرحم؛ لأن حق الله إنما وجب بسبب جعفر، وجعفر حقه على علي ().
812 - ومن هذا الباب، الحديث الذي رواه ابن ماجه عن أبي سعيد عن النبي ? في دعاء الخارج إلى الصلاة: " اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وبحق ممشاي هذا، فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا رياءً ولاسمعةً، ولكن خرجت اتقاء سخطك، وابتغاء مرضاتك. أسألك أن تنقذني من النار، وأن تغفر لي ذنوبي، فإنه لايغفر الذنوب إلا أنت". وهذا الحديث في إسناده عطية العوفي وفيه ضعف ().
فإن كان من كلام النبي ? فهو من هذا الباب لوجهين:
((وذكرها رحمه الله))
ص: 186 - 187
قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة(/)
أدب المفسر: سيد قطب نموذجا. إهداء لعبد الرحمن الشهري
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[15 Apr 2007, 06:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الإخوة الأفاضل رواد هذا الموقع المبارك: السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
(قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (البقرة:32)
عناية سيد قطب بلغة النص القرآني.
يبدو أثر الواقع الأدبي الحديث واضحا في عناية سيد قطب بلغة النص القرآني، ودراسة أسلوبه وإبراز الجانب التعبيري والبلاغي للألفاظ والتراكيب اللغوية، ذلك أنه ركز على جوانب فنية وجمالية لم يتنبه إليها أو بالأحرى لم يركز عليها القدماء عند تفسيرهم للقرآن الكريم، أو دراسته دراسة لغوية وبلاغية. من ذلك تركيزه على الصورة والمشاهد، ورسم الشخصيات، وتجسيد المواقف، والظلال والحركة والتكرار، والتناسق بين المدلولات والتعابير، والاهتمام الكبير بدراسة الإيقاع، وتحليل بنية الألفاظ التركيبية والدلالية، والكشف عن العلاقة الموجودة بينهما، وغيرها من الأدوات و الوسائل التعبيرية التي اكتشفها الأدباء والنقاد، وفلاسفة الجمال في العصر الحديث، والتي اطلع عليها سيد قطب دون شك بوصفه أديبا وشاعرا وناقدا.
و التركيز على هذه الجوانب الجمالية والأسلوبية في دراسة النص القرآني يعتبر من أبرز سمات النزعة الأدبية في تفسير «في ظلال القرآن"، فضلا عن أنه قد وسع من دائرة الإعجاز اللغوي للقرآن الكريم، والذي كان يدور حول موضوعات ومحاور قد استهلكت، كدراسة التشبيه والاستعارة والكناية، والمجاز والمحسنات البديعية واللفظية والمعنوية والخروج بالنص القرآني إلى رحابة الدراسات الفنية والجمالية والأسلوبية الحديثة التي يتفاعل معها المسلم المعاصر، كما أنه يبرز كثيرا من الخصائص التركيبية والدلالية و الأسلوبية للخطاب القرآني، التي لم تتمكن الدراسات اللغوية أو البلاغية القديمة من إبرازها بالطريقة نفسها، وبالدقة والعمق الذي تستطيعه الدراسات الفنية والجمالية والأسلوبية الحديثة.
وسنحاول في هذا المبحث أن نبين مع ضرب بعض الأمثلة من "الظلال" عناية سيد قطب الفائقة بدراسة لغة وأسلوب الخطاب القرآني.
1 - التعبير بالصورة والمشهد:
عني سيد قطب في دراسته للغة الخطاب القرآني بإبراز طريقة القرآن الكريم في التعبير، والتي تتمثل أساسا في التصوير «فهو يعبر بالصورة المحسة المتخيلة عن المعنى الذهني والحالة النفسية، وعن الحادث المحسوس، والمشهد المنظور، وعن النموذج الإنساني والطبيعة البشرية، ثم يرقى بالصورة التي يرسمها فيمنحها الحياة أو الحركة المتجددة فإذا المعنى الذهني هيئة أو حركة، وإذا الحالة النفسية لوحة أو مشهد، وإذا النموذج الإنساني شاخص حي، وإذا الطبيعة البشرية مجسمة مرئية. فأما الحوادث والمشاهد والقصص والمناظر فيردها شاخصة حاضرة فيها الحياة، وفيها الحركة، فإذا أضاف إليها الحوار فقد استوت لها كل عناصر التخييل، فما يكاد يبدأ العرض حتى يحيل المستمعين نظارة، وحتى ينقلهم نقلا إلى مسرح الحوادث الأول الذي وقعت فيه أو ستقع، حيث تتوالى المناظر وتتجدد الحركات وينسى المستمع أن هذا الكلام يتلى، ومثل يضرب، ويتخيل أنه منظر يعرض، وحادث يقع. فهذه شخوص تروح على المسرح وتغدو، وهذه سمات الانفعال بشتى الوجدانات المنبعثة من الموقف المتساوقة مع الحوادث، وهذه كلمات تتحرك بها الألسنة فتنم عن الأحاسيس المضمرة. إنها الحياة هنا وليست حكاية الحياة» (1).
وهناك أمثلة كثيرة عن تعبير القرآن الكريم بالصورة والمشهد، منها:
أ- ما جاء في تفسيره لقوله تعالى {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم، قالوا فيم كنتم، قالوا: كنا مستضعفين في الأرض، قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها، فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا} (2)، فالتعبير القرآني «يعبر في صورة، ويصور في مشهد حي نابض بالحركة والحوار ... إن القرآن يعالج نفوسا بشرية، ويهدف إلى استجاشة عناصر الخير والمروءة والعزة فيها، وإلى مطاردة عوامل الضعف والشح والحرص والثقلة، لذلك يرسم هذا المشهد. إنه يصور حقيقة ولكنه يستخدم هذه الحقيقة في موضعها أحسن استخدام في علاج النفس البشرية، ومشهد الاحتضار بذاته مشهد ترتجف له النفس البشرية، وتتحفز لتصور ما فيه. وإظهار الملائكة في المشهد يزيد النفس ارتجافا وتحفزا وحساسية» (3).
ب- ويقول في تفسيره لوقله تعالى في سورة الكهف {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا} (4): «والبحر أوسع وأغزر ما يعرفه البشر، والبشر يكتبون بالمداد كل ما يكتبون، وكل ما يسجلون به علمهم الذي يعتقدون أنه غزير، فالسياق يعرض لهم البحر بسعته وغزارته في صورة مداد يكتبون به كلمات الله الدالة على علمه فإذا البحر ينفذ وكلمات الله لا تنفذ، ثم إذا هو يمدهم ببحر آخر مثله ثم إذا البحر الآخر ينفذ كذلك وكلمات الله تنتظر المداد، وبهذا التصوير المحسوس والحركة المجسمة يقرب إلى التصور البشري المحدود معنى غير المحدود، ونسبة المحدود إليه مهما عظم واتسع. والمعنى الكلي المجرد يظل حائرا في التصور البشري، ومائعا حتى يتمثل في صورة محسوسة، ومهما أوتي العقل البشري من القدرة على التجريد فإنه يظل إلى حاجة إلى تمثل المعنى المجرد في صور وأشكال وخصائص ونماذج، ذلك شأنه مع المعاني المجردة التي تمثل المحدود فكيف بغير المحدود؟ لذلك يضرب القرآن الأمثال للناس ويقرب إلى حسهم معانيه الكبرى بوضعها في صور ومشاهد ومحسوسات ذات مقومات وخصائص وأشكال على مثال هذا المثال» (1).
للموضوع بقية.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجعفري]ــــــــ[15 Apr 2007, 09:51 م]ـ
جزاك الله خيراً
ورحم الله سيداً وسائر أموات المسلمين , وما أردت أن أسأل عنه أهل التفسير وأرباب هذا الفن - واسمحوا لي لو خرجت عن الموضوع- هل يعتبر في ظلال القرآن تفسيرا للقرآن يدخل في كتب التفسير أم لا؟ إن صاحبه سماه بهذا الاسم وكأنه إشارة إلى ما أسأل عنه.
ـ[رشا الزيد]ــــــــ[16 Apr 2007, 02:50 ص]ـ
سيد قطب؛ بحرٌ من التأملاتِ؛ ومن شأن البحر أن نكون معه يقظين في كلِّ ارتفاعةِ موجٍ وانخفاضه!
بورك في الشيخِ أحمد , وفي أهل العلم عامةَ.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[22 Apr 2007, 11:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوان الفاضلان: الجعفري و يراع العربية ـ حفظهما الله ـ
السلام عليكما ورحمة الله وبركاته
أما بعد، فإني أشكركما على اهتمامكما و تقديركما. أما عن تساؤل الأخ الفاضل الجعفري فإني أحيله على مقالات و دراسات سبق لي نشرها على هذا الموقع لعله يجد فيها ضالته.
روابط لها صلة بالموضوع:
1 - http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6397 : منهج سيد قطب في التفسير " الدراسة الإجمالية للسورة ".
2 - http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6398 : منهج سيد قطب في التفسير " الدراسة التفصيلية للسورة، و التفسير الموضوعي ".
3 - http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6233 : الأسس المنهجية لتفسير " في ظلال القرآن" لسيد قطب.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6232 : الأسس الفكرية لتفسير "في ظلال القرآن" لسيد قطب.
4 - http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6231 شبهات حول تفسير " في ظلال القرآن " لسيد قطب.
وتفضلا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكما و رحمة الله و بركاته.
ـ[الجكني]ــــــــ[22 Apr 2007, 11:06 م]ـ
لكل مسمى من اسمه نصيب:
"سيد قطب ":
سيد:
و
قطب
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[23 Apr 2007, 02:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور الجكني ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإني أحمد الله إليكم أن يسر لنا سبل الللقاء و التواصل عبر هذا الموقع المبارك. شاكرا لفضيلتكم اهتمامكم و تواصلكم. جزاكم الله خيرا.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[الجعفري]ــــــــ[25 Apr 2007, 07:49 م]ـ
جزاك الله خيراً أستاذ أحمد والهدف إنما هو الفائدة والمدارسة وكتاب الظلال من أول ما اقنيت من الكتب مع أني لا أقرأ فيه إلا نادراً , لكنه يظهر أنه رجل عاش مع القرآن رحمه الله وعفا عنا وعنه.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[26 Apr 2007, 12:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخي الفاضل: الجعفري ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإني أشكركم على تواصلكم و اهتمامكم و تقديركم، جزاكم الله خيرا.
وتفضلوا أخي العزيز بقبول خالص تحياتي و تقديري.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Apr 2007, 05:15 م]ـ
شكر الله للدكتور الفاضل أحمد الضاوي هذا الإهداء الكريم، وفي الحق إن الجانب الأدبي في (في ظلال القرآن) من أبرز الجوانب، وهو في هذا نسيجُ وحدِه.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[29 Apr 2007, 08:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أخي الفاضل الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بع، فإني أشكركم على تواصلكم و تقديركم، وما إهدائي هذا العمل المتواضع لشخصكم الكريم إلا اعتراف بالمجهودات التي تبذلونها أنتم و إخوانكم لضمان استمراريةى الموقع و نجاحه و تألقه جزاكم الله خيرا. وكما وعدت بإتمام الموضوع، فهو بعض مما من به الرحمن، لعل فيه كشفا عن جوانب من إعجاز الذكر الحكيم.
التخييل الحسي والتجسيم
(يُتْبَعُ)
(/)
يعتبر التخييل الحسي والتجسيم عند سيد قطب من القواعد الأساسية التي يقوم عليها التصوير الفني في القرآن الكريم، ويعرف التخييل الحسي في كتابه: "التصوير الفني في القرآن" الكريم بقوله: «قليل من صور القرآن هو الذي يعرض صامتا ساكنا لغرض فني يقتضى الصمت والسكون أما أغلب الصور ففيه حركة مضمرة أو ظاهرة، حركة يرتفع بها نبض الحياة وتعلو بها حرارتها. وهذه الحركة ليست مقصورة على مشاهد القصص والحوادث، ولا على مشاهد القيامة، ولا صور النعيم والعذاب، او صور البرهنة والجدل، بل إنها لتلحظ كذلك في مواضع أخرى لا ينتظر أن تلحظ فيها. ويجب أن ننبه إلى نوع هذه الحركة فهي حركة حية مما تنبض به الحياة الظاهرة للعيان، أو الحياة المضمرة في الوجدان، هذه الحركة هي التي نسميها التخييل الحسي، وهي التي يسير عليها التصوير في القرآن لبث الحياة في شتى الصور، مع اختلاف الشيات والألوان» (1).
أما التجسيم فهو عنده: «تجسيم المعنويات المجردة وإبرازها أجساما، أو محسوسات على العموم، وإنه ليصل في هذا إلى مدى بعيد حتى ليعبر به في مواضع حساسة جد الحساسية، يحرص الدين الإسلامي على تجريدها كل التجريد كالذات الإلهية وصفاتها. ولهذا دلالته الحاسمة أكثر من كل دلالة أخرى على أن طريقة "التجسيم" هي الأسلوب المفضل في تصوير القرآن مع الاحتراس والتنبيه إلى خطورة التجسيم في الأوهام» التصوير الفني في القرآن: ص 72.
والآن لنأخذ في ضرب بعض الأمثلة من "الظلال":
أ- جاء في تفسيره للآية الكريمة {) وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً} سورة الفرقان: آية 23: «الخيال يتبع حركة القدوم المجسمة المتخيلة على طريقة القرآن في التجسيم والتخييل وعملية الإثارة للأعمال والتذرية في الهواء فإذا كل ما عملوا في الدنيا من عمل صالح هباء، ذلك أنه لم يقم على الإيمان الذي يصل القلب بالله، والذي يجعل العمل الصالح منهجا مرسوما وأصلا قاصدا لا خبط عشواء، ولا نزوة طارئة، ولا حركة مبتورة لا قصد لها ولا غاية. فلا قيمة لعمل مفرد لا يتصل بمنهج، ولا فائدة في حركة مفردة ليست حلقة من سلسلة ذات هدف معلوم» في ظلال القرآن: مج5، ص 6558/ 6559، ويراجع أيضا ص 3272.
ب- ومثال آخر من تفسيره للسورة نفسها: «ثم يعرض مشهدا من مشاهد ذلك اليوم يصور ندم الظالمين الضالين، يعرضه عرضا طويلا مديدا يخيل للسامع أنه لن ينتهي ولن يبرح، مشهد الظالم يعض على يديه من الندم والأسف والأسى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً} (سورة الفرقان، من الآية 27 إلى الآية 29)، ويصمت كل شيء من حوله ويروح يمد في صوته المتحسر ونبراته الأسيفة. والإيقاع الممدود يزيد الموقف طولا، ويزيد أثره عمقا حتى ليكاد القارئ للآيات والسامع يشاركان في الندم والأسف والأسى .. فلا تكفيه يد واحدة يعض عليها إنما هو يداول بين هذه وتلك، أو يجمع بينهما لشدة ما يعانيه من الندم اللاذع المتمثل في عضه على اليدين، وهي حركة معهودة يرمز بها إلى حالة نفسية فيجسمها تجسيما» في ظلال القرآن: مج 5، ص 2560.
ج- ومن ألوان التخييل "التشخيص"، ويقصد به «خلع الحياة على المواد الجامدة والظواهر الطبيعية والإنفعالات الوجدانية» التصوير الفني في القرآن، ص 73. ومن أمثلته ما جاء في تفسيره لقوله تعالى {) إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} سورة الأعراف، آية 54: «ولا ينسينا الهدف العظيم الذي يستهدفه السياق القرآني بهذا الاستعراض أن نقف لحظات أمام روعة المشاهد وحيويتها وحركتها وإيحاءاتها العجيبة، فهي من هذه الوجهة كفء للهدف العظيم الذي تتوخاه. إن دورة التصور والشعور مع دورة الليل والنهار في هذا الفلك الدوار،
(يُتْبَعُ)
(/)
والليل يطلب النهار حثيثا ويريده مجتهدا، لهي دورة لا يملك الوجدان ألا يتابعها، وألا يدور معها ? ألا يرقب هذا السباق الجبار بين الليل والنهار .. بقلب مرتعش ونفس لاهث ? وكله حركة وتوفز، وكله تطلع وانتظار? إن جمال الحركة وحيويتها و "تشخيص" الليل والنهار في سمت الشخص الواعي ذي الإرادة والقصد، إن هذا كله مستوى من جمال التصوير والتعبير لا يرقى إليه فن بشري على الإطلاق ... إن الليل والنهار في هذا التعبير ليسا مجرد ظاهرتين طبيعيتين مكرورتين وإنما هما حيان ذوا حس وروح وقصد وإتجاه، يعاطفان البشر ويشاركانهم الحياة ? وحركة الصراع والمنافسة والسباق التي تطبع الحياة، كذلك هذه الشمس والقمر والنجوم، إنها كائنات حية ذات روح? إنها تتلقى امر الله وتنفذه. وتخضع له، وتسير وفقه، إنها مسخرة تتلقى وتستجيب، وتمضي حيث أمرت، كما يمضي الأحياء في طاعة الله» " في ظلال القرآن: مج3، ص 1297، ويراجع أيضا مج5، ص 2554، 3125. مج2، ص 3365، 3634،3697،3698 ".
د- ومن ألوانه أيضا التعبير عن معنى من المعاني أو حالة من الحالات بصور متحركة يتوقعها القارئ في كل لحظة. ومثال ذلك ما جاء في تفسيره لقوله تعالى {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} سورة آل عمران، جزء من الآية 185: «ولفظ "زحزح" بذاته يصور معناه بجرسه ويرسم هيأته ويلقي ظله، وكأنما للنار جاذبية تشد إليها من يقترب منها ويدخل في مجالها. فهو في حاجة إلى من يزحزحه قليلا ليخلصه من جاذبيتها المنهومة، فمن أمكن أن يزحزح عن مجالها، ويستنقذ من جاذبيتها ويدخل الجنة فقد فاز، صورة قوية بل مشهد حي فيه حركة وشد وجذب، وهو كذلك في حقيقته وفي طبيعته، فللنار جاذبية! أليست للمعصية جاذبية، أليست النفس في حاجة إلى من يزحزحها زحزحة عن جاذبية المعصية؟ بلى! وهذه هي زحزحتها عن النار! أليس الإنسان حتى مع المحاولة واليقظة الدائمة -يضل أبدا مفسرا في العمل إلى أن يدركه فضل الله؟ وهذه هي الزحزحة عن النار!» " في ظلال القرآن: ج1، ص 539 ويراجع أيضا الصفحات التالية من "الظلال"، مج3، ص 1711 - مج4، ص 2416.
هـ- من أنواع التخييل الحسي التي أبرزها سيد قطب عند تفسيره للقرآن الكريم، نوع يوحي بحركة حسية لمعنى معنوي، ومثال ذلك ما جاء في تفسيره لقوله تعالى {) وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} سورة الأعراف، آية 175/ 176: «إنه مشهد من المشاهد العجيبة الجديدة كل الجدة على ذخيرة هذه اللغة من التصورات والتصويرات .. إنسان يؤتيه الله آياته ويخلع عليه من فضله، ويكسوه من علمه ويعطيه الفرصه كاملة للهدى والاتصال والارتفاع .. ولكن ها هو ذا ينسلخ من هذا كله انسلاخا، ينسلخ كأنما الآيات أديم له متلبس بلحمه، فهو ينسلخ منها بعنف وجهد ومشقة، انسلاخ الحي من أديمه اللاصق بكيانه. أو ليست الكينونة البشرية متلبسة بالإيمان بالله تلبس الجلد بالكيان؟ .. ها هو ذا ينسلخ من آيات الله، ويتجرد من الغطاء الواقي، والدرع الحامي، وينحرف عن الهدى ليتبع الهوى ويهبط من الأفق المشرق فيلتصق بالطين المعتم، فيصبح غرضا لشيطان لا يقيه منه واق .. ثم إذا نحن اولاء أمام مشهد مفزع بائس نكد .. إذا نحن بهذا المخلوق لاصقا بالأرضن ملوثا بالطين، ثم إذا هو مسخ في هيئة الكلب يلهث إن طورد ويلهث إن لم يطارد .. كل هذه المشاهد المتحركة تتابع وتتوالى، والخيال شاخص يتبعها في انفعال وانبهار وتأثر» في ظلال القرآن: مج3، ص 1396/ 1397.
(يُتْبَعُ)
(/)
و- ومن ألوان التخييل الحسي في القرآن الكريم لون تتمثل فيه سرعة الحركة ومثالة ما جاء في سورة الحج {حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} سورة الحج، آية 31. يقول سيد قطب في تفسيره لهذه الآية الكريمة مبينا هذا اللون من ألوان التخييل الحسي: «إنه مشهد الخوى من شاهق {فكأنما خر من السماء} وفي مثل لمح البصر يتمزق {فتخطفه الطير} او تقذفه به الريح بعيدا عن الأنظار {أو تهوى به الريح في مكان سحيق} في هوة ليس لها قرار! والملحوظ هو سرعة الحركة مع عنفها، وتعاقب خطواتها في اللفظ "بالفاء" وفي المنظر بسرعة الاختفاء .. على طريقة القرآن الكريم في التعبير بالتصوير. وهي صورة صادقة لحال من يشرك بالله، فيهوى من أفق الإيمان السامق إلى حيث الفناء والانطواء، إذ يفقد القاعدة الثابتة التي يطمئن إليها، قاعدة التوحيد. ويفقد المستقر الآمن الذي يثوب إليه، فتخطفه الأهواء تخطف الجوارح وتتقاذفه الأوهام تقاذف الرياح، وهو لا يمسك بالعروة الوثقى، ولا يستقر على القاعدة الثابتة، التي تربطه بهذا الوجود الذي يعيش فيه» في ظلال القرآن: مج 4، ص2421/ 2422، ويراجع أيضا 2413/ 2414.
ز- ومن أنواع التخييل الحسي في القرآن الكريم نوع يتمثل في إضفاء الحركة على الأشياء الساكنة ومثال ذلك قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً} " سورة مريم، جزء من الآية 4 "، يبين سيد قطب في تفسيره لهذه الآية الكريمة كيف أن القرآن الكريم مثل للشيب الذي عم كل الرأس بحركة اشتعال النار في الهشيم فتحيله رمادا: « ... ويشكو إليه اشتعال الرأس شيبا، والتعبير المصور يجعل الشيب كأنه نار تشتعل، ويجعل الرأس كله كأنما تشمله هذه النار المشتعلة، فلا يبقى في الرأس المشتعل سواد. ووهن العظم واشتعال الرأس شيبا كلاهما كناية عن الشيخوخة وضعفها الذي يعانيه زكريا ويشكوه إلى ربه وهو يعرض عليه حاله ورجاءه» في ظلال القرآن: مج 4، ص 2302.
هذا عن التخييل الحسي، أما التجسيم فهو الآخر أنواع وألوان، يمكننا ان نذكر هنا بعضها على سبيل المثال:
أ- وأول أنواع التجسيم يشمل: «كل التشبيهات التي جيء بها لإحالة المعاني والحالات صورا وهيئات» التصوير الفني في القرآن، ص 78/ 79، ومثال ذلك قوله تعالى في سورة إبراهيم {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ} سورة إبراهيم، آية 18، يقول سيد قطب في تفسيره لهذه الآية الكريمة مبينا كيف جسم القرآن الكريم ضياع الأعمال في مشهد متحرك: «ومشهد الرماد تشتد به الريح في يوم عاصف مشهود معهود، يجسم به السياق معنى ضياع الأعمال سدى، لا يقدر أصحابها على الإمساك بشيء منها، ولا الانتفاع به أصلا، يجسمه في هذا المشهد العاصف المتحرك، فيبلغ في تحريك المشاعر له ما لا يبلغه التعبير الذهني المجرد عن ضياع الأعمال وذهابها بددا، هذا المشهد ينطوي على حقيقة ذاتية في أعمال الكفار، فالأعمال التي لا تقوم على قاعدة من الإيمان، ولا تمسكها العروة الوثقى التي تصل العمل بالباعث، وتصل الباعث بالله .. مفككة كالهباء والرماد، لا قوام لها ولا نظام، فليس المعول عليه هو العمل، ولكن باعث العمل. فالعمل حركة آلية لا يفترق فيها الإنسان عن الآلة إلا بالباعث والقصد والغاية. وهكذا يلتقي المشهد المصور مع الحقيقة العميقة، وهو يؤدي المعنى في أسلوب مشوق موح مؤثر ... » في ظلال القرآن: مج 4، ص 2094، ويراجع أيضا مج 1، ص 308/ 309، ومج4، ص2098. .
ب- وهناك لون آخر من ألوان التجسيم وهو «تجسيم المعنويات لا على وجه التشبيه والتمثيل، بل على وجه التصيير والتحويل» التصوير الفني في القرآن: ص 79. ومثاله قوله تعالى {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} " سورة الكهف: جزء من الآية 49 ". فهو «مشهد تشترك فيه الطبيعة، ويرتسم فيه على صفحاتها وعلى صفحات القلوب، مشهد تتحرك فيه الجبال الراسخة فتسير فكيف بالقلوب، وتتبدى فيه الأرض عارية وتبرز في صفحتها مكشوفة لا نجاد فيها ولا وهاد، ولا جبال فيها ولا وديان، وكذلك تتكشف خبايا القلوب فلا تخفى منها خافية» في ظلال القرآن: مج4، ص 2274.
ج- ومن ألوان التجسيم التي وقف عليها سيد قطب عند تفسيره للذكر الحكيم، وصف المعنوي بمحسوس، ومثاله قوله تعالى {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ} سورة إبراهيم، من الآية 15 إلى الآية 17: «والمشهد هنا عجيب، إنه مشهد الخيبة لكل جبار عنيد، مشهد الخيبة في هذه الأرض، ولكنه يقف هذا الموقف، ومن ورائه تخايل جهنم وصورته فيها، وهو يسقى من الصديد السائل من الجسوم، يسقاه بعنف فيتجرعه غصبا وكرها، ولا يكاد يسيغه، لقذارته ومرارته، والتقزز والتكره بأديان نكاد نلمحها من خلال الكلمات، ويأتيه الموت بأسبابه المحيطة به من كل مكان، ولكنه لا يموت ليستكمل عذابه، ومن ورائه عذاب غليظ ... إنه مشهد عجيب، يرسم الجبار الخائب المهزوم ووراءه مصيره يخايل له على هذا النحو المروع الفظيع، وتشترك كلمة "غليظ" في تفظيع المشهد، تنسيقا له مع القوة الغاشمة التي كانوا يهددون بها دعاة الحق والخير والصلاح واليقين» " في ظلال القرآن: مج4، ص 2093/ 2094 ".
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(/)
علم السياق القرآني [13] (علم القراءات وصلته بالسياق.)
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[16 Apr 2007, 02:38 م]ـ
علم القراءات من العلوم العظيمة المتعلقة بالتفسير، وهو دال على عظمة هذا القرآن لأن تعدد القراءاتيدل على تعدد المعاني والأحكام.
ولذا فقد عنى العلماء بهذا العلم وألفوا فيه كتباً لا حصر لها ([1]).
وفوائد القراءات عظيمة منها:
1 - أنها من أعظم البراهين على إعجاز القرآن؛ إذ لم يكن فيه تناقض مع تعدد القراءات فيه، كما أنها دالة على بلاغة القرآن وإيجازه، حيث تقرأ الكلمة بأكثر من وجه فتدل على أكثر من معنى.
2 - أجل حكمة فيها هي التيسير على الأمة في القراءة والتخفيف فيها، حيث روعي في ذلك اختلاف اللغات واللهجات
3 - أن لها تأثيراً ظاهراً في تعدد المعاني، والأحكام الفقهية، وذلك أنها في الغالب تتضمن معنيين أو حكمين مختلفين، مثل قراءة {وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ} [المائدة 6] فقراءة النصب في علم القراءات وصلته بالسياق.
{وَأَرْجُلَكُمْ} تدل على فرضية الغسل، وقراءة الجر تدل على جواز المسح على الخفين. وهذه الخاصية من أعظم المقاصد في ورود القراءات في كتاب الله تعالى. ([2]).
والخلاصة هي أن تنوع القراءات يقوم مقام تعدد الآيات ([3]).
الصلة بين السياق وعلم القراءات.
السياق هو العمدة في توجيه القراءات، وذلك لأن تعدد القراءات كما ذكرت يدل على تعدد المعنى والحكم في الآية. والذي يظهر هو السياق غالباً، وقد تجلى لي في تفسير سورة البقرة، أن ورود القراءات في الآية دال على تعدد المعنى والحكم فيها، وتجلى أيضاً أن السياق له أثر في إظهار معنى كل قراءة.
ومن أمثلة ذلك: القراءات الواردة في قوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة 4]
أفاض المفسرون في ذكر القراءات فيها، وتنازعوا في الترجيح بينها، وتوسعوا في بيان أوجه ترجيحها ([4]). والقراءات المتواترة فيها قراءة {ملك} و {مالك} ([5]).
والذي يؤيده السياق ظاهراً هو القول بمجموع القراءتين من غير ترجيح بينهما، بل لا يكمل المعنى المراد إلا بهما جميعاً، مع أن {ملك} أعظم وأعلى من +مالك" من حيث المعنى والدلالة، كما بين الرحمن على الرحيم من المعنى والدلالة والمنزلة.
ويتبين هذا القول من وجوه:
أولاً: أن مجموعهما دال على معاني الملك كله وكماله، وذلك كله داخل في إظهار اختصاصه تعالى وتفرده بالكمال المطلق كما هو مضمون السورة وسياقها، ودلالة ذلك من جهة أن الملك أعظم قدرة وقهراً وسلطاناً، والمالك أعظم تصرفاً، فالأول في القهر والثاني في التصرف. والكمال في الملك لا يتم إلا بالمِلك المفيد لتمام التصرف وهو ما تفيده قراءة {مالك}، والمُلك المفيد للعزة، المقرون بالهيبة، المثمر للبطش والقهر، المنتج لنفوذ الأمر، وهو ما تفيده قراءة {ملك} [6]). فثبت أن الكمال لا يتحقق إلا باجتماع معنى القراءتين، و به يثبت ترجيحهما على السواء.
ثانياً: دلالة السياق اللفظي عليه، من عدة وجوه، منها:
1 - أن الجمع أنسب بسياق الآية من حيث الإضافة إلى يوم الدين، الذي يشتمل على القهر والتصرف. وقد تصدى المفسرون والمحتجون للقراءات لبيان ما في كلا القراءتين من خصوصيات بحسب قصر النظر على مفهوم كلمة ملك، ومفهوم كلمة مالك، وغفلوا عن إضافة الكلمة إلى يوم الدين، فأما والكلمة مضافة إلى يوم الدين فقد استويا في إفادة أنه القاهر المتصرف في ذلك اليوم وحده دون سواه ([7]). والقرآن يشهد للقراءتين باجتماعهما صراحة في يوم القيامة، فالمعنى الأول يشهد له قوله تعالى: {لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ} [غافر 16]، والثاني يشهد له قوله تعالى: {ر يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئاً} [الانفطار 19]، فظهر بذلك صحة كمال القراءة بهما جميعاً، وأن كمال المعنى لا يتحقق إلا باجتماعهما.
2 - مناسبتهما لما قبلهما من حيث أنهما جميعاً بمنزلة الرحمن الرحيم، وذلك أن الرحمن والملك اسمان متعلقان بذات الله تعالى وصفته، والرحيم والمالك متعلقات بفعل الله تعالى وأثر اتصافه بالصفة. فكما جمع تعالى بين الرحمن الرحيم، جمع بين القراءتين، وبذلك يتبين كمال المعنى باجتماعهما، قال القرطبي: إن وصف الله سبحانه بأنه ملك كان ذلك من صفات ذاته، وإن وصف بأنه مالك كان ذلك من صفات فعله ([8]).
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - مناسبتهما لما بعدهما من حيث أن مجموعهما المتضمن للترهيب والترغيب والخوف والرجاء كما تبين، وهو مناط العبودية، مناسب تمام المناسبة للآية بعدها مباشرة وهي قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة 5]. فكأن القارئ بعد أن يستحضر المعنيين جميعاً ويحققهما، يتوجه إلي ربه فيقول +إِيَّاكَ نَعْبُدُ". واستحضاره لمعنى دون الآخر لا يتحقق به كمال العبودية، وإن كان كل قراءة متضمنة للمعنيين جميعاً، ولكن تحقيق المعنيين وكمالهما يتحقق صراحاً بمجموع القراءتين، ولذا كانت القراءتان راجحتين جميعاً على السواء ([9]).
وللاحتجاج على رجحان الجمع بينهما أوجه أخرى لا تتعلق بالسياق أعظمها وأولها ثبوت القراءتين جميعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ([10])، وتواترهما ولا سبيل مع هذا الوجه لأحد في ترجيح القراءة بينهما، وقد أخذ على إمام المفسرين ابن جرير رحمه الله وغيره ترجيح قراءة {ملك} على {مالك}. ولكن يعذر له أنه لا يقصد بحال رد القراءة الثانية، وإنما يقصد أن قراءة {ملك} أبلغ وأعظم معنى، ولو سلك في ترجيحه هذا المسلك لكان أولى. والله أعلم.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) من تلك المؤلفات ((جمال القراء وكمال الإقراء للسخاوي))، (كشف الضياء في تاريخ القراءات والقراء للدكتور صابر أبو سليمان)) (تاريخ القراءات في المشرق والمغرب للدكتور محمد المختار)) ((صفحات في علوم القراءات للسندي)).
([2]) انظر: ((صفحات في علوم القراءات لأبي الطاهر السندي)) (ص137).
([3]) انظر: ((مناهل العرفان)) (1/ 149).
([4]) انظر:. ((السبعة في القراءات)) (1/ 104)، ((حجة القراءات)) (1/ 82)، ((جامع البيان)) (1/ 94)، ((المحرر الوجيز)) (1/ 31)، ((مفاتيح الغيب)) (1/ 192)، ((البحر المحيط)) (1/ 31)
([5]) للاطلاع على بيانهم انظر: ((جامع البيان)) (1/ 94)، ((المحرر الوجيز)) (1/ 31)، ((مفاتيح الغيب)) (1/ 192)، ((البحر المحيط)) (1/ 31)، ((الجامع لأحكام القرآن)) (1/ 16)، ((ملاك التأويل)) (1/ 170)، ((تفسير القرآن العظيم)) (1/ 133)، ((إرشاد العقل السليم)) (1/ 16)، ((التحرير والتنوير)) (1/ 175)، ((محاسن التأويل)) (1/ 222)، ((المنار)) (1/ 54).
([6]) انظر: ((نظم الدرر)) (1/ 29).
([7]) انظر: ((التحرير والتنوير)) (1/ 147).
([8]) انظر: ((الجامع لأحكام القرآن)) (1/ 143).
([9]) ومن هذا الوجه نأخذ مشروعية القراءة بهما جميعاً في الصلاة، بحيث يقرأ بهذه مرة، وبهذه مرة، أو بإحداهما في السرية والنافلة، والأخرى في الصلاة الجهرية إذا كانت هي المعمول بها في البلد.
([10]) انظر: أبو داود 2/ 433 برقم 4000والترمذي 5/ 185 برقم 2927 وضعفه الألباني. وانظر: ((جامع البيان)) (1/ 94)، ((المحرر الوجيز)) (1/ 31)، ((مفاتيح الغيب)) (1/ 192)، ((البحر المحيط)) (1/ 31)(/)
سيد قطب المفسر بين النقد والإشادة (موضوعات المنتدى)
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[16 Apr 2007, 04:49 م]ـ
السلام عليكم
هذه كل الموضوعات التي كتبها الأعضاء الكرام وتناولوا فيها سيرة سيد قطب رحمه الله وكتابه في ظلال القرءان.
أدب المفسر: سيد قطب نموذجا. إهداء لعبد الرحمن الشهري
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8064&highlight=%22%D3%ED%CF+%DE%D8%C8%22
مصادر ومراجع تفسير " في ظلال القرآن" لسيد قطب.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7824&highlight=%22%D3%ED%CF+%DE%D8%C8%22
التراث التفسيري لسيد قطب.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6230&highlight=%22%D3%ED%CF+%DE%D8%C8%22
نسقية السورة القرآنية من خلال تفسير "في ظلال القرآن" لسيد قطب
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7658&highlight=%22%D3%ED%CF+%DE%D8%C8%22
في ظلال القرآن كتاب الكتروني رائع
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7409&highlight=%22%D3%ED%CF+%DE%D8%C8%22
هل هناك كتاب تعقب الأخطاء التي وقع فيها سيد قطب رحمه الله في كتابه الظلال.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7106&highlight=%22%D3%ED%CF+%DE%D8%C8%22
رأي لسيد قطب فيه جسارة حول هارون وموسى
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7205&highlight=%22%D3%ED%CF+%DE%D8%C8%22
منهج سيد قطب في التفسير: الدراسة التفصيلية للسورة، و التفسير الموضوعي.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6398&highlight=%22%D3%ED%CF+%DE%D8%C8%22
منهج سيد قطب في التفسير: الدراسة الإجمالية للسورة.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6397&highlight=%22%D3%ED%CF+%DE%D8%C8%22
الأسس المنهجية لتفسير " في ظلال القرآن" لسيد قطب.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6233&highlight=%22%D3%ED%CF+%DE%D8%C8%22
الأسس الفكرية لتفسير "في ظلال القرآن" لسيد قطب.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6232&highlight=%22%D3%ED%CF+%DE%D8%C8%22
شبهات حول تفسير "في ظلال القرآن" لسيد قطب.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6231&highlight=%22%D3%ED%CF+%DE%D8%C8%22
تعريف بسيد قطب وآثاره العلمية:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6229&highlight=%22%D3%ED%CF+%DE%D8%C8%22
سيد قطب ومنهجه في التفسير: هل من راغب في نشره؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6204&highlight=%22%D3%ED%CF+%DE%D8%C8%22
مفهوم الجهاد في ظلال القرآن
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2708&highlight=%22%D3%ED%CF+%DE%D8%C8%22
المؤلفات والبحوث حول كتاب ((في ظلال القرآن))
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2294&highlight=%22%D3%ED%CF+%DE%D8%C8%22
ماهو رأيكم في من يقول عن تفسير سيد قطب انه .............. ؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6013&highlight=%22%D3%ED%CF+%DE%D8%C8%22
التخييل الحسي والتجسيم في القرآن لسيد قطب
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4270&highlight=%22%D3%ED%CF+%DE%D8%C8%22
كلام جميل جداً للإستاذ سيد قطب رحمه الله في تفسيره عن صنم المصلحة!
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=792&highlight=%22%D3%ED%CF+%DE%D8%C8%22
الدينونة لله وحده في ظلال القرآن
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2395&highlight=%22%D3%ED%CF+%DE%D8%C8%22
" في ظلال القرآن" كاملا هنا
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=510&highlight=%22%D3%ED%CF+%DE%D8%C8%22
هل كتاب (في ظلال القرآن) لسيد قطب من كتب التفسير؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=335&highlight=%22%D3%ED%CF+%DE%D8%C8%22
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[21 Apr 2007, 07:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل أيمن صالح شعبان ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فإني أحمد الله إليكم أن وفقكم لهذا العمل الذي ييسر البحث لرواد هذا الموقع المبارك. جزاكم الله خيرا.
وتفضلوا بقبول خالص تحياتي و تقديري.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[22 Apr 2007, 06:07 ص]ـ
السلام عليكم فضيلة الدكتور المفضال أحمد بزوي الضاوي حفظه الله وبارك لنا في علمه
أشكرك على تشجعيك، وقد صدر مني حبا لمجهوداتك وموضوعاتك عن الإمام الشهيد تقبل وافر احترامي وتقديري.(/)
رجاء لمن كان عنده ملحوظات على كتاب (المحرر في علوم القرآن)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[16 Apr 2007, 05:53 م]ـ
الإخوة الكرام
أرجو ممن عنده ملحوظات فنية أو علمية على كتابي (المحرر في علو م القرآن) أن يوافيني بها على البريد الخاص أو البريد الإلكتروني؛ لأني بصدد إعداد الطبعة الثانية، وإني لأسال الله لكل من أهدى إلي ملاحظةً في كتابي هذا أو غيره من كتبي أن لا يحرمه الله الأجر، وأن يطرح له وعليه البركة والخير أينما كان.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[17 Apr 2007, 08:33 ص]ـ
حتى يصلنا الكتاب اولا فلا تعجل علينا يا مولانا
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[30 Apr 2007, 11:45 م]ـ
فضيلة الشيخ مساعد الطيار - حفظه الله - /
الرجاء النظر في صندوق الرسائل الخاصة بكم ... وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[04 May 2007, 01:10 ص]ـ
[ color=#4B0082] وعلى الكتاب ملحظ فني غاية في الأهمية أرجو أن يلاحظ في الطبعة القادمة وهو أن صدور الكتب في غلاف ورقي كرتوني لم يعد محبباً لتسارع الفساد إليه فكيف يصدر كتاب كهذا كبير الحجم يظن بمثله أن يقرأ مرة ومرتين بل هو مرجع نفيس للدراسة والبحث = فكيف يصدر في مثل هذا الغلاف،فحبذا لو صدرت الطبعة القادمة في مجلد ...
ادام الله توفيقك وسعادتك ....
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[04 May 2007, 03:53 م]ـ
الأخ الكريم أبا فهر
ملاحظتكم مأخوذة بعين الاعتبار، والأخ الفاضل الذي يتولى متابعة الكتاب (سالم العماري) يعرف هذا الإشكال، لكن لظروف معينة صدر الكتاب بهذه الصورة، ولعلك تراه ـ إن شاء الله ـ مجلدًا.
ولعلي أهتبل هذه الفرصة فأشكر إخواني الذين أمدوني بملاحظاتهم، وأسأل الله أن لا يحرمهم الأجر والمثوبة.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[05 May 2007, 02:30 م]ـ
لعله ـ من باب التشجيع للتواصل مع الشيخ أبي عبدالملك ـ يعطى كل من يمد الشيخ بملاحظات علمية أو فنية،أو غيرها = يعطى نسخة من الطبعة الجديدة!
فماذا يقول د. مساعد؟!
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[05 May 2007, 04:21 م]ـ
أبشر بسعدكم يادكتور عمر، وفضل من يمدني بتصويباته لا تكفيه مثل هذه الهدية، ولكني أسأل الله له معها أن يجزيه خيرالجزاء، وأن لا يحرمه أجر الكتاب، وفضل الله واسع.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[05 May 2007, 11:27 م]ـ
جزاكم الله خيراً ..
والأمر كما ذكرتم .. لا يدرك الفرح بهذه الملاحظات وقيمتها إلا من عانى ذلك.
فكم من ملاحظة وقعت موقعها،وأضافت للكتاب فائدة مهمة! أو أزالت عنه ملاحظة مهمة!
ـ[أبو هجير البيضاوي]ــــــــ[06 May 2007, 03:03 ص]ـ
جزاكم الله خيرا،لكن شيخنا الكريم هنا سؤال،هل إصدار طبعة ثانية من الكتاب في ظرف وجيز يلغي الطبعة الأولى،أرجو مراعاة حال طلبة العلم متوسطي الدخل.
حفظكم الله وزادكم توفيقا.
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[09 May 2007, 05:49 م]ـ
ملاحظتي الوحيدة على الكتاب أني إلى الآن لم أطلع عليه وهذا قطعا من تقصيري وعهدي بكتب الأخ مساعد التميز والإبداع ولذا فإني أمني نفسي بالاطلاع على الطبعة الثانية منه فإنها ستكون أبهى وأجود ظاهرا وباطنا
مع صادق الدعاء لكم بالتوفيق والسداد
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[11 May 2007, 09:53 م]ـ
غفر الله لك ابا عبد الملك
ليتك في زمن الكتب الرقمية ترفق بالكتاب نسخة الكترونية
تعين المتصفح والباحث والمقتبس
فالكتاب للقراءة والقرص للجهاز
فكتابكم مرجع وهو أهل لذلك
ـ[العيدان]ــــــــ[12 May 2007, 02:02 م]ـ
مما لحظت: وجود صفحات بيضاء في الطباعة، و هو أمر شكلي لا علمي، لا يد لكم فيه، و لكن أحببت التنبيه على ذلك.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[12 May 2007, 08:15 م]ـ
يلاحظ على الكتاب أنه لم يخدم من الناحية الإعلامية مقارنة بما بذل فيه من جهد.(/)
(تدبر القرآن وتعليم التفكير) حلقة إذاعية للدكتور خالد الدريس حفظه الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Apr 2007, 01:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عرفت أخي الكريم الدكتور خالد بن منصور الدريس من قريب بعد انتقالي للعمل في كلية التربية بجامعة الملك سعود بالرياض، وهو أستاذ مشارك في تخصص السنة النبوية، وأحسبه من الباحثين المتميزين في تخصصه، أسأل الله أن يزيده علماً وتوفيقاً. ومع قصر المدة التي عرفت أبا عبدالله فيها، إلا أنني أشعر في تعامله معي وتعاملي معه كأنني أعرفه من سنوات طويلة، لدماثة خلقه، وتواضعه ونبله وفقه الله، وقد جرى يوماً حديث بينه وبين أحد الزملاء حول إحدى حلقات برنامجه الذي يقدمه في إذاعة القرآن الكريم بعنوان (تعليم التفكير)، فدفعني حبي للمعرفة إلى السؤال عن هذا البرنامج المثير من عنوانه، والذي لم يسبق لي أن سعدت بسماع أي من حلقاته، فأخبرني حفظه الله أنه قد بلغ عدد حلقاته ما يزيد عن الثمانين أو أكثر من ذلك وأن له عناية قديمة بهذا الموضوع والدراسات حوله. ثم علمت منه أن كثيراً من حلقات هذا البرنامج قد سجلت بواسطة أحد المواقع الدعوية على الانترنت، وكم للأنترنت عندنا من يد بيضاء!
فذهبت إلى الموقع واستمعت إلى عدد من حلقات هذا البرنامج، فلم أستغرب جودة البرنامج لمعرفتي بأبي عبدالله وعمق تفكيره، وحسن عرضه لما يريده من مسائل العلم.وقد وقعت على حلقة من هذه الحلقات بعنوان (تدبر القرآن) فرأيت أن أنقلها للملتقى لصلتها به، ولأتخذها ذريعة لأدعوكم في هذا الملتقى العلمي المتخصص في الدراسات القرآنية لاستماع بقية الحلقات الماتعة لهذا البرنامج المميز، سائلاً الله تعالى لأخي العزيز الدكتور خالد بن منصور الدريس مزيداً من التوفيق والنجاح، وأن ينفع الله بعلمه.
الرياض في 29/ 3/1428هـ
تدبر القرآن
23 - 1 - 1427هـ
لفضيلة الشيخ الدكتور /خالد بن منصور الدِّريس - كلية التربية بجامعة الملك سعود.
الأربعاء:
23/ 1/1427هـ
"تعليم التفكير"
برنامج أسبوعي من إعداد وتقديم: د/خالد بن منصور الدِّريس
بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أيّها المستمعون الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إنّ من أظهر الأدلة على عناية القرآن الكريم بالتفكير والاهتمام به, ما جاء في ثناياه من أمرٍ بتدبره في آيات عديدة, منها قوله جلّ شأنه: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} وكذا قوله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}.
وتدلّ هذه الآية الكريمة على أن الغرض الأساس من إنزال القرآن هو: التدبر والتفكر في معانيه ومقاصده وأحكامه, لا مجرد التلاوة على عظم أجرها.
والمقصود بتدبر القرآن: هو التفكر الشامل في معاني عباراته ودلالاته, مع التفهم لمقاصده ومراميه البعيدة.
يقول ابن القيم -رحمه الله- في بيان أهمية التدبر:
"ليس شيءٌ أنفع للعبد في معاشه ومعاده من تدبر القرآن، وجمع الفكر على معاني آياته, فإنها تطلع العبد على معالم الخير والشرِّ بحذافيرهما, وتعطيه فرقانًا ونورًا يفرّق به بين الهدى والضلال, وتعطيه قوةً في قلبه وحياةً واسعة, وانشراحًا وبهجة وسرورًا, فيصير في شأن والنّاس في شأن آخر".
ولأهمية التَّدبر وعظم شأنه فقد نهى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن ختم القرآن في أقل من ثلاث ليال, كما في الحديث عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (لا يفقه من قرأ القرآن في أقلَّ من ثلاث) أخرجه أبو داوود والترمذي وقال: حسن صحيح.
ومن حكمة هذا النهي: أن الختم في أقل من ثلاث؛ يضعف معه التدبر ويقل.
ويدل الحديث على أن فقه القرآن وفهمه والتفكر في معانيه ومراميه أفضل وأنفع من التلاوة بدون ذلك.
أحبتي في الله: لو سُئل أحدنا: أيهما أفضل: قراءة عشرة أجزاء في ليلة؟ أو تدبر آيةً واحدةً في ليلة بأكملها؟؟
في ظنكم ماذا سيكون جواب الأكثرين؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
في الغالب أن حال كثيرٍ من الناس وواقعهم يدل على تفضيلهم للكثرة على القلة, وتقديمهم للكم على الكيف, وهذا يدل على خلل في تفكير بعضنا.
يقول ابن القيم: "قراءة آيةٍ بتفكر وتفهم, خيرٌ من قراءة ختمة بغير تدبرٍ وتفهم".
وبما أن خير الهدي هدي محمدٍ -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقد كان من حاله -عليه الصَّلاة والسَّلام- ما ورد في الحديث الثابت الذي رواه أبو ذر -رضي الله عنه- قال: "صلّى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ليلةً فقرأ بآية حتى أصبح, يركع بها, ويسجد بها".
وهذا يدل على أنّه -عليه الصَّلاة والسَّلام- فضّل التدبر على كثرة التلاوة فقام ليلته تلك يقرأ آيةً واحدة فقط.
ومما يُستدل به على فضل تدبر القرآن: ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: (ما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله, يتلون كتاب الله , ويتدارسونه بينهم, إلا نزلت عليهم السكينة, وغشيتهم الرحمة, وحفَّتهم الملائكة, وذكرهم الله فيمن عنده).
فنزول السكينة والرحمة وحضور الملائكة وذكر الخالق -عزّ وجل- لأولئك القوم, لم يكن بسبب التلاوة فقط, كما يُفهم من الحديث: فقد كانوا مع تلاوتهم, يتدارسونه بينهم أي: يتدبرون ألفاظه, ومعانيه, وتراكيبه, مع التفكر في ذلك كله, سعيًا للوصول إلى الفهم الصحيح, والعمل به, وهكذا كان شأن الصحابة -رضوان الله عليهم- في اهتمامهم بتدبر آيات الكتاب الكريم.
فعن ابن مسعودٍ قال: "كان الرّجل منّا إذا تعلّم عشر آيات لم يُجاوزهنّ, حتى يعرف معانيهنّ, والعمل بهنّ", وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: "تعلم عمر -رضي الله عنه- البقرة في اثنتي عشرة سنة، فلما ختمها نحر جزورًا".
وطول المدة ليس عجزًا أو تكاسلًا من عمر -رضي الله عنه-، ولكنه التدبر والتفكر.
أيها الإخوة الكرام: ومن الأمور المعينة على تدبر القرآن وتفهمه ما يلي:
أولًا: الإخلاص لله عزّ وجلّ, وتصحيح القصد, وتفريغ النفس من شواغلها, وحصر الفكر مع القرآن.
ثانيًا: التلاوة بتأنٍ واسترسال, بعيدًا عن الاستعجال والسرعة مع الخشوع والتأثر.
وقد وصف أحدهم قراءة الفضيل ابن عياض فقال: "كانت قراءته حزينةً, شهية, بطيئةً, مترسلة, كأنه يخاطب إنسانًا".
ثالثًا: الالتزام بفهم السلف الصالح وتفسيرهم للقرآن, ويتحقق ذلك بالرجوع إلى التفاسير المشهورة على منهج السلف, أو إلى أحدها على الأقل, والرجوع إلى أقوال العلماء في التفسير يعين على التدبر, كما قال إياس بن معاوية -رحمه الله-: "مثل الذين يقرءون القرآن وهم لا يعلمون تفسيره, كمثل قوم جاءهم كتابٌ من ملكهم ليلًا وليس عندهم مصباحٌ فتداخلتهم روعة, لا يدرون ما في الكتاب, ومثل الذي يعلم التفسير كرجلٍ جاءهم بمصباح فقرءوا ما في الكتاب".
رابعًا: التمكن من قواعد علوم التفسير وأصوله, مع الاستعانة بما كتبه بعض العلماء في العصر الحديث في قواعد التدبر ووسائله.
خامسًا: الوقوف مع الآية التي يقرأها المرء وقفةً متأنية فاحصة ويكون ذلك بالنظر في معاني كلماتها, وتراكيب جملها, وترتيب سياقها, وسبب نزولها, وما يدخل في الآية من باب النزول, ومفهوم المخالفة, إلى غير ذلك.
سادسًا: التعرف على المقاصد الكبرى, والمحاور الرئيسة, والخطوط العريضة, لكل سورة من سور القرآن الكريم.
سابعًا: مراعاة مناسبة الآيات, ويتحقق هذا بالتساؤل عن علاقة الآية السابقة بالتي تليها, وبما قبلها.
ومن أنفع الكتب في معرفة هذا الأمر: (تفسير البقاعي المسمى: بنظم الدرر في تناسب الآي والسور).
ثامنًا: الموازنة بين الواقع المعاصر, ومضمون الآية ومعناها, بحيث يجعل أحدنا من الآية منطلقًا لعلاج حياته وواقعه, وميزانا لما حوله وما يحيط به, فيتلو القارئ وهو يستشعر أن القرآن كأنه خطاب من الخالق له.
قال ابن القيم -رحمه الله-: "إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه, والقِ سمعك, واحضر حضور من يخاطبه به, (من تكلم به سبحانه) , فإنه خطابٌ منه لك, على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم".
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا, ونور صدورنا, وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا, وصلى الله وسلم على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
للاستماع للحلقة كاملةً
تدبر القرآن وتعليم التفكير ( http://www.muslimat.net/upload/upload/t3leem-tfkeer/23-1.zip)
لللاستماع لبقية حلقات البرنامج المسجلة في موقع مسلمات ينظر هذا الرابط:
موقع مسلمات ( http://www.muslimat.net/?action=sec&id=44)
ـ[دمعة الأقصى]ــــــــ[18 Apr 2007, 06:38 ص]ـ
نفع الله بشيخنا الدكتور خالد الدريس والمختبر الحديثي شاهد آخر على ما يمتاز به الشيخ من علم غزير وذكاء متوقد بارك الله له في علمه وعمله.
المختبر الحديثي http://www.hadiith.net/montada/forumdisplay.php?f=30
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[18 Apr 2007, 09:29 م]ـ
أحسن الله إليكما، فقد جاء هذا الاكتشاف في وقت مناسب لي.
والحمد لله من قبل ومن بعد.
ـ[إيمان]ــــــــ[19 Apr 2007, 10:06 ص]ـ
لقد تشرفنا بمعرفة الدكتور الفاضل خالد الدريس عن طريق تدريسه لنا في الدراسات العليا في جامعة الملك سعود .. ولا
أبالغ إذا قلت لكم أن على مدى دراستنا المختلفة لم يمر علينا أستاذاً متميزاً في جميع النواحي كمثله وفقه الله، فقد
متميزاً في قدرته على توصيل المعلومات العلمية للطلاب حيث كان ينزل إلى مستوى الطالب ويعمل على تنمية تفكيره
بما يلقيه من الأسئلة المباشرة والمفاجئة ليقيس مدى استيعاب الطالب لما يشرح له ويلقى عليه، أضف إلى ذلك التميز
في طريقة الأبحاث التي يكلف بها الطلاب تعتمد على استقراء النصوص وجمعها والمقارنة بينها واسخلاص أبرز النتائج
العلمية منها، وهناك فوائد ثمينة استفدنها من الشيخ الكريم يطول بنا المقام لإستعراضها .....
وأمَّا بالنسبة لبرنامج " تعليم التفكير "فنحن من المتابعين له، وننصح جميع الأخوة والأخوات بالإستماع للبرنامج ووقت
بثه يوم الأحد الساعة الواحدة وعشر دقائق بعد الظهر، والإعادة يوم الأربعاء مساءً الساعة التاسعة وتسع وخمسون
دقيقة ........ أسأل الله جل جلاله أن يعلي درجة الشيخ خالد في الدنيا والآخرة ...... ويجعل التوفيق والسداد حليفه دائماً
ويجزي الدكتور عبدالرحمن خيراً على متابعته العلمية لكل ماهو جديد ومفيد في الدراسات القرآنية .........
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[19 Apr 2007, 12:17 م]ـ
شكر الله لكم يادكتور عبدالرحمن حرصكم وجهودكم،
وأنا أشهد على ماذكرت من خلق رأيته في الدكتور خالد الدريس حفظه الله،
فلقد كان نعم الشيخ المربي، بثّ فينا روح الطلب أثناء دراستنا عليه في
الماجستير، وذلك من خلال ما رأينا فيه من حب وتذوق للمسائل العلمية
التي يطرحها؛ تميّز الدكتور خالد بأسلوبه الشيق والماتع في العرض للمادة
العلمية والذي يصحبه بابتسامة لاتفارق شفتاه، قد يقول قائل ما هي المادة
التي درسكم إياها الدكتور خالد؟
ويظن أن الدكتور يتكلم في السيرة وفي قصص والتي من الطبيعي أن يكون الحديث
فيها يتسم بشئ من المتعة والإثارة، ويفاجئ إذا قلت له أن المادة مصطلح الحديث
والتي تعلمناها ودرسناها مادة جافة لا يمكن أن تكون بهذا التشويق .......
حفظ الله الشيخ خالد وأمثاله من طلاب العلم، وأجزل لهم
الأجر والمثوبة على ما يقدمون من نتاج لخدمة هذا الدين ........
ـ[أبو عبدالله الخليلي]ــــــــ[21 Sep 2010, 03:21 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الإفادة
استمعت منذ قليل لحلقة على قناة دليل وكان ضيفها الدكتور خالد الدريس
وكلامه سريع النفاذ إلى القلب
بارك الله فيه وفيكم(/)
(نظم الآيات المنسوخة للسيوطي مع شرحها للشنقيطي) منقول من ملتقى أهل الحديث
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[17 Apr 2007, 11:28 ص]ـ
قال الإمام السيوطي ـ رحمه الله ـ في الإتقان في علوم القرآن (2/ 50):
قَدْ أكْثَرَ النَّاسُ في المَنْسُوخِ مِنْ عَدَدِ
وأدْخَلُوا فِيهِ آياً لَيْسَ تَنْحَصِرُ
وهَاكَ تَحْرِيرَ آيٍ لا مَزِيدَ لَهَا
عِشْرِينَ حَرَّرَهَا الحُذَّاقُ والكُبَرُ
آيُ التَّوَجُهِ حَيْثُ المَرْءُ كانَ وإِنْ
يُوصِي لأهْلِيهِ عِنْدَ المَوْتِ مُحْتَضِرُ
وحُرْمَةُ الأكْلِ بَعْدَ النَّوْمِ مَعْ رَفَثٍ
وفِدْيَةٍ لِمُطِيقِ الصَّوْمِ مُشْتَهِرُ
وحَقُّ تَقْوَاهُ فِيمَا صَحَّ فِي أَثَرٍ
وفي الحَرامِ قِتَالٌ للأُلَى كَفَرُوا
والاعْتِدَادُ بِحَوْلٍ مَعْ وَصِيَّتِهَا
وأنْ يُدَانَ حَدِيثُ النَّفْسِ والفِكَرُ
والحِلْفُ والحَبْسُ للزَّانِي وتَرْكُ أُولِي
كُفْرٍ وإشْهَادُهُمْ والصَّبْرُ والنَّفَرُ
ومَنْعُ عَقْدٍ لِزَانٍ أوْ لِزَانِيَةٍ
ومَا عَلَى المُصْطَفَى في العَقْدِ مُحْتَظَرُ
ودَفْعُ مَهْرٍ لِمَنْ جَاءَتْ وآيَةُ نَجْـ
ـوَاهُ كَذَاكَ قِيَامُ الليْلِ مُسْتَطَرُ
وزِيدَ آيَةُ الاسْتِئْذَانِ مِمَّا مَلَكَتْ
وآيَةُ القِسْمَةِ الفُضْلَى لِمَنْ حَضَرُوا
الشرح
آيُ التَّوَجُهِ حَيْثُ المَرْءُ كانَ وإِنْ
يُوصِي لأهْلِيهِ عِنْدَ المَوْتِ مُحْتَضِرُ
(آيُ التَّوَجُهِ): يشير إلى قوله تعالى {فأينما تولوا فثم وجه الله} منسوخة على رأي ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ بقوله تعالى {فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام.
(وإِنْ يُوصِي لأهْلِيهِ): أشار به إلى أن آية {كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيراً الوصية} الآية، منسوخة، قيل: بآية المواريث، وقيل: بحديث ((لا وصية لوارث))، وقيل: بالإجماع، حكاه ابن العربي.
وحُرْمَةُ الأكْلِ بَعْدَ النَّوْمِ مَعْ رَفَثٍ
وفِدْيَةٍ لِمُطِيقِ الصَّوْمِ مُشْتَهِرُ
(وحُرْمَةُ الأكْلِ بَعْدَ النَّوْمِ مَعْ رَفَثٍ) يشير إلى أن آية {كتب عليكم الصيام} المتضمنة حرمة الأكل والجماع بعد النوم كما في صوم من قبلنا؛ منسوخة بآية {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم}.
(وفِدْيَةٍ لِمُطِيقِ) يشير إلى أن آية {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} منسوخة بآية {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}، وقيل: محكمة، و " لا " مقدرة، يعني: وعلى الذين لا يطيقونه.
وحَقُّ تَقْوَاهُ فِيمَا صَحَّ فِي أَثَرٍ
وفي الحَرامِ قِتَالٌ للأُلَى كَفَرُوا
(وحَقُّ تَقْوَاهُ) يشير إلى أن قوله تعالى {اتقوا الله حق تقاته} منسوخ بقوله {فاتقوا الله ما استطعتم}، وقيل: محكمة.
(وفي الحَرامِ قِتَالٌ) يشير إلى أن قوله تعالى {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه}، وقوله {ولا الشهر الحرام} منسوخان بقوله تعالى {وقاتلوا المشركين كافة} الآية، أخرجه ابن جرير عن عطاء بن ميسرة.
والاعْتِدَادُ بِحَوْلٍ مَعْ وَصِيَّتِهَا
وأنْ يُدَانَ حَدِيثُ النَّفْسِ والفِكَرُ
(والاعْتِدَادُ بِحَوْلٍ مَعْ وَصِيَّتِهَا) يعني أن قوله تعالى {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً وصية لأزواجهم} الآية، منسوخ بقوله {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا}.
(وأنْ يُدَانَ حَدِيثُ النَّفْسِ والفِكَرُ) يشير إلى قوله تعالى {إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} منسوخ بقوله تعالى {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها}.
والحِلْفُ والحَبْسُ للزَّانِي وتَرْكُ أُولِي
كُفْرٍ وإشْهَادُهُمْ والصَّبْرُ والنَّفَرُ
(والحِلْفُ) أي المحالفة، يشير إلى قوله تعالى {والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم} منسوخة بقوله تعالى {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله} الآية.
(والحَبْسُ للزَّانِي) يشير إلى أن قوله تعالى {فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت} منسوخ بقوله تعالى {فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة}.
(وتَرْكُ أُولِي كُفْرٍ) يشير إلى قوله تعالى {فاحكم بينهم أو أعرض عنهم} منسوخ بقوله تعالى {وأن احكم بينهم بما أنزل الله}.
(وإشْهَادُهُمْ) يشير إلى أن قوله تعالى {أو آخران من
غيركم} منسوخ بقوله تعالى {واشهدوا ذوي عدل منكم}.
(يُتْبَعُ)
(/)
(والصَّبْرُ) يشير به إلى قوله تعالى {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين} الآية، منسوخ بما بعده وهو قوله تعالى {الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين}.
(والنَّفَرُ) يشير إلى أن قوله تعالى {انفروا خفافاً وثقالاً} منسوخ بقوله تعالى {ليس على الضعفاء ولا على المرضى} الآية، أو {ليس على الأعمى حرج} الآية، أو قوله تعالى {وما كان المؤمنون لينفروا كافة} الآية.
ومَنْعُ عَقْدٍ لِزَانٍ أوْ لِزَانِيَةٍ
ومَا عَلَى المُصْطَفَى في العَقْدِ مُحْتَظَرُ
(ومَنْعُ عَقْدٍ لِزَانٍ أوْ لِزَانِيَةٍ) يشير إلى قوله تعالى {الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك} الآية، منسوخ بقوله تعالى {وانكحوا الأيامى منكم} الآية.
(ومَا عَلَى المُصْطَفَى في العَقْدِ مُحْتَظَرُ} يشير إلى قوله تعالى {لا يحل لك النساء من بعد} الآية، منسوخ بقوله تعالى {إنا أحللنا لك أزواجك} الآية.
ودَفْعُ مَهْرٍ لِمَنْ جَاءَتْ وآيَةُ نَجْـ
ـوَاهُ كَذَاكَ قِيَامُ الليْلِ مُسْتَطَرُ
(ودَفْعُ مَهْرٍ لِمَنْ جَاءَتْ) يشير إلى أن قوله تعالى {فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا} منسوخ، قيل: بآيات السيف، وقيل: بآيات الغنيمة.
(وآيَةُ نَجْوَاهُ) يشير إلى أن قوله تعالى {فقدموا بين يدي نجواكم صدقة} منسوخ بقوله تعالى {فإن لم تجدوا ف (وآية نجواه) يشير إلى أن قوله تعالى {فقدموا بين يدي نجواكم صدقة} منسوخ بقوله تعالى {فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم}، وبقوله {فإن لم تفعلوا وتاب الله عليكم}.
(كَذَاكَ قِيَامُ الليْلِ) يشير إلى أن قوله {يا أيها المزمل قم الليل} منسوخ بقوله تعالى {علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرؤا ما تيسر من القرآن}، وبقوله تعالى {فاقرؤا ما تيسر منه}.
وهذا الناسخ أيضاً منسوخ بالصلوات الخمس.
وزِيدَ آيَةُ الاسْتِئْذَانِ مِمَّا مَلَكَتْ
وآيَةُ القِسْمَةِ الفُضْلَى لِمَنْ حَضَرُوا
(وزِيدَ آيَةُ الاسْتِئْذَانِ مِمَّا مَلَكَتْ) آية الاستئذان {ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم} والأصح فيها عدم النسخ، لكن تساهل الناس بالعمل بها.
(وآيَةُ القِسْمَةِ) {وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه} والصحيح فيها أيضاً عدم النسخ.
ومثال نسخ الناسخ: آخر سورة المزمل، فإنه منسوخ بفرض الصلوات الخمس.
وقوله {انفروا خفافاً وثقالا} فإنه ناسخ لآية الكف، منسوخ بآية العذر.
قال الشيخ عطية محمد سالم ـ رحمه الله ـ:
تمت بحول الله رسالة فضيلة الشيخ محمد الأمين المختصرة في بيان أبيات السيوطي الرمزية تقريباً في هذا الفن، وهي على إيجازها واختصارها كافية شافية للطالب الدارس، أملاها عليَّ فضيلته في ذي الحجة سنة 1373هـ.
أما المدرس والباحث المدقق والمناقش للأقوال فإن هناك المطولات لتتمة البحث لبيان إثبات النسخ على منكريه، وبيان حكمة النسخ، وبيان أقسامه، وقوة الناسخ من كتاب أو سنة، ومراتبه من شدة إلى ضعف والعكس، إلى غير ذلك.(/)
الإتحاف لطالب عن حاشية للكشاف
ـ[عبدالعزيز العمري]ــــــــ[17 Apr 2007, 04:05 م]ـ
السلام عليكم، ذكر شيخي عبد الرحمن الشهري في موقع آخر معلومة عن كتاب (الإتحاف لطلبة الكشاف)، قال فيها:
كتاب (الإتحاف لطلبة الكشاف) للعلامة المقبلي يحقق الآن في رسالتي دكتوراه بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض، وربما يناقش بداية العام المقبل إن شاء الله.
وعندي سؤالان، آمل منه أو ممن عنده العلم أن يفيدني بارك الله فيكم جميعًا:
1ــ هل كان من مراجع هاتين الرسالتين كتاب الكشف على الكشاف للقزويني المذكور في قسم المخطوطات هنا؟
2ــ هل كان من مراجعهما حاشية على الكشاف لمصنفك، والمشار إليها في هذا الرابط في موقع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف:
http://www.qurancomplex.org/tbooks/default.asp?l=arb&job=searchitem&search=on&page=2&mode=tafseer&ID=2422
العنوان حاشية على الكشاف.
اسم المؤلف مصنفك: علي بن محمد (مجد الدين) بن مسعود، علاء الدين الحَنَفي الشاهرودي (803 - 875ه).
بيانات الكتاب مخطوط،، ألفه عام (856ه).
المصادر كشف الظنون 2/ 1480، طبقات المفسرين للأَدْنوي 303، البدر الطالع 1/ 497، هدية العارفين 1/ 735، معجم المؤلفين 2/ 531، معجم المفسرين 1/ 382، الفهرس الشامل (التفسير وعلومه) 485.
الملاحظات نسخة (لاله لي) بعنوان «حاشية على حاشية السيد علي الكشاف»؟ وفي هدية العارفين (1/ 735) بعنوان «حاشية على شرح الكشاف للزمخشري».
بارك الله فيكم، ونفع بعلمكم
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[17 Apr 2007, 09:33 م]ـ
أخي الكريم الشيخ عبدالعزيز
سلمه الله
يفيدك في هذا أحد محققي الكتاب، وهو وكيل قسم القرآن وعلومه،ورقم مكتبه:2582693
وفقك الله وأعانك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Apr 2007, 11:34 م]ـ
حياكم الله أخي الكريم عبدالعزيز.
الأخوان اللذان حققا الكتاب هما الشيخ شريف أبو بكر آدم وكيل القسم كما ذكرالدكتور عبدالرحمن.
والشيخ حسن بن منيع الشهراني.
وقد سألتهما فأفادا بأن هاتين الحاشيتين ليستا من مراجعهما في التحقيق.
ـ[محمود البعداني]ــــــــ[18 Apr 2007, 02:26 م]ـ
نصف الإتحاف ـ ولا أدري أي نصفيه هو ـ حقق في مصر من طالب علم يمني، وقد كنت في فترة تقديمي للماجستير أرغب في تحقيق شيء من الكتاب فعلمت بهذا وكلفت من قابل هذا الأخ وذكر لي عنه أنه يعتزم إخراج ما تبقى من الكتاب وأنه على وشك إخراجه.
ـ[عبدالعزيز العمري]ــــــــ[19 Apr 2007, 01:28 ص]ـ
أخي الكريم الشيخ عبدالعزيز
سلمه الله
يفيدك في هذا أحد محققي الكتاب، وهو وكيل قسم القرآن وعلومه،ورقم مكتبه:2582693
وفقك الله وأعانك.
بارك الله فيك، ونفع بعلمك.
ـ[عبدالعزيز العمري]ــــــــ[19 Apr 2007, 01:31 ص]ـ
حياكم الله أخي الكريم عبدالعزيز.
الأخوان اللذان حققا الكتاب هما الشيخ شريف أبو بكر آدم وكيل القسم كما ذكرالدكتور عبدالرحمن.
والشيخ حسن بن منيع الشهراني.
وقد سألتهما فأفادا بأن هاتين الحاشيتين ليستا من مراجعهما في التحقيق.
بيض الله وجهك، وغفر لك، وبورك فيك وفيهما.
ـ[عبدالعزيز العمري]ــــــــ[19 Apr 2007, 01:32 ص]ـ
نصف الإتحاف ـ ولا أدري أي نصفيه هو ـ حقق في مصر من طالب علم يمني، وقد كنت في فترة تقديمي للماجستير أرغب في تحقيق شيء من الكتاب فعلمت بهذا وكلفت من قابل هذا الأخ وذكر لي عنه أنه يعتزم إخراج ما تبقى من الكتاب وأنه على وشك إخراجه.
أسأل الله أن ييسر إخراجه. أشكر تواصلك وإفادتك.(/)
ما معنى هذه الجملة من كلام الحافظ ابن كثير عليه رحمة الله ورضوانه .. ؟؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[17 Apr 2007, 06:01 م]ـ
كنا في قاعة الدراسة وأثار احد الأحبة تساؤلاً حول جملة ذكرها الحافظ ابن كثير , وأرد ت الاستفسار عن معناها عند مشايخ هذا الملتقى الأجلاء ..
قال الحافظ رحمه الله عند قول الله تعالى (سنفرغ لكم أيها الثقلان)
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: {سنفرغ لكم أيها الثقلان} قال: وعيد من الله تعالى للعباد وليس بالله شغل وهو فارغ)
فما معنى ذلك .. ؟؟
..
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[17 Apr 2007, 07:26 م]ـ
قال الشيخ العلامة علي الطنطاوي:
" كنت أسمع إلى أحد القراء فلما انتهى إلى قوله تعالى:
{سنفرغ لكم أيها الثقلان} تساءلت: هل يمكن فهم هذه الآية إلا مؤولة! .. "
(قوله عن آية سورة الرحمن:
{سنفرغ لكم أيها الثقلان} "هل يمكن فهم هذه الآية إلا مؤولة"
الاستدراك:
إن الآية فسرها السلف على ظاهرها والكلام على حقيقته ومعناها
[سنفرغ لحسابكم ومجازاتكم على أعمالكم أيها الأنس والجن]
وليس هو الفراغ الذي يقابله الشغل؛ بل الله فارغ وليس بالله شغل وهو وعيد من الله تعالى للعباد.
وهذا هو تفسير ابن عباس والضحاك وقتادة
وقال البخاري –رحمه الله- سنحاسبكم لا يشغله شيء عن شيء
وهو معروف في كلام العرب يقال: (لأتفرغن لك) وما به شغل بمعنى:
(لآخذنك على غرتك) فهو وعيد وتهديد.
(من حديث للشيخ علي الطنطاوي ـ رحمه الله ـ
شبكة الدفاع عن السنة)
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[17 Apr 2007, 07:42 م]ـ
وجاء تفسير هذه الآية في كتب التفسير:
{سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ}؛
أي سنحاسبكم على أعمالكم يا معشر الإِنس والجنِّ.
قال ابن عباس:
هذا وعيدٌ من الله تعالى للعباد، وليس بالله تعالى شغل وهو فارغ،
قال أبو حيّان:
أي ننظر في أموركم يوم القيامة، لا أنه تعالى كان له شغل فيفرغ فيه،
وجرى هذا على كلام العرب يقول الرجل لمن يتهدده:
سأفرغ لك أي سأتجرد للانتقام منك من كل ما شغلني،
وقال البيضاوي:
أي سنتجرد لحسابكم وجزائكم يوم القيامة،
وفيه تهديد مستعارٌ من قولك لمن تهدده: سأفرغ لك،
فإِن المتجرد للشيء يكون أقوى عليه، وأجدَّ فيه.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[17 Apr 2007, 09:24 م]ـ
بل الله فارغ وليس بالله شغل [/ color][/font][/size][/align][/B]
ما معنى هذه العبارة؟؟
لو تكرمتم.
أو: ما المقصود بالفراغ وما المقصود بالشغل؟(/)
ما الفرق بين (الأجر والثواب)
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[17 Apr 2007, 11:27 م]ـ
كلمات تتردد على السنة طلبة العلم (الأجر والثواب)
وفي القرآن (ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله)
وفي القرآن (ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا)
فهل هناك فرق بين الاجر والثواب ام انهما ياتيان لنفس المعنى؟؟
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[17 Apr 2007, 11:51 م]ـ
الفرق بين الأجر والثواب:
الأجر:
يكون قبل الفعل المأجور عليه والشاهد أنك تقول:
ما أعمل حتى آخذ أجري، ولا تقول لا أعمل حتى آخذ ثوابي
أما الثواب فلا يكون إلا بعد العمل
ومشهور استخدام الثواب في الجزاء على الحسنات ....
والأجر: يقال في هذا المعنى ويقال على معنى الأجرة.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[18 Apr 2007, 12:18 ص]ـ
الفرق بين الأجر والثواب:
الأجر:
يكون قبل الفعل المأجور عليه والشاهد أنك تقول:
.
بارك الله فيك أخي مروان
لكن قوله (أن الاجر يكون قبل الفعل المأجور عليه) مخالف لظاهر الآية (ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا) فهنا رتب الأجر على الإيمان والعمل الصالح مما يقتضي تاخر الاجر عنهما والله أعلم
وسياق الآية ان هذا الأجر يكون يوم القيامة مما يقتضي ان يتأخر عنهما
ـ[محمد كالو]ــــــــ[18 Apr 2007, 05:32 ص]ـ
الأَجْرُ: الجزاء على العمل، والجمع أُجور. و الإِجارَة: من أَجَر يَأْجِرُ، وهو ما أَعطيت من أَجْر في عمل. و الأُجْر: الثواب؛ وقد أَجَرَه الله يأْجُرُهُ و يَأْجِرُه أَجْراً و آجَرَه الله إِيجاراً ". "لسان العرب".
أ ج ر الأجْرُ الثواب و أَجَرَهُ الله من باب ضرب ونصر ". "مختار الصحاح"
أما الثَّوابُ: فجَزاءُ الطاعةِ، وكذلك المَثُوبةُ. قال اللَّه تعالى: (الَمَثُوبةٌ من عند اللَّهِ خَيْرٌ).
وأَعْطاه ثَوابه و مَثُوبَتَهُ و مَثْوَبَتَه أَي جَزاءَ ما عَمِلَه.
وأَثَابَه اللَّهُ ثَوابَه و أَثْوَبَه و ثَوَّبَه مَثُوبَتَه: أَعْطاه إِيّاها.
وفي التنزيل العزيز: (هل ثُوِّبَ الكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلون). أَي جُوزُوا.
وقال اللحياني: أَثَابَهُ اللَّهُ مَثُوبةٌ حَسَنَةً. و مَثْوَبةٌ، بفتح الواو، شاذ، منه. ومنه قراءَةُ مَنْ قرأَ: المَثْوَبَةٌ من عند اللَّه خَيْرٌ. وقد أَثْوَبه اللَّهُ مَثْوَبةً حسَنَةً ..... و ثَوَّبه اللَّهُ مِن كذا: عَوَّضه، وهو من ذلك. و اسْتَثابَه: سأَله أَن يُثِيبَه.
وفي حديث ابن التَّيِّهانِ، رضي اللَّه عنه: أَثِيبُوا أَخاكم أَي جازُوه على صَنِيعِه. يقال: أَثابَه يُثِيبه إِثابةً، والاسم الثَّوابُ، ويكون في الخير والشرِّ، إِلا أَنه بالخير أَخَصُّ وأَكثر استِعمالاً. لسان العرب
" الثَّوَابُ و المَثُوبَةُ جزاء الطاعة قلت هما مطلق الجزاء كذا نقله الأزهري وغيره ويعضده قوله تعالى: (هل ثوب الكفار) أي جوزوا لأن ثوبه بمعنى أثابه وقوله تعالى (بشر من ذلك مثوبة). مختار الصحاح.
روى أبو داود عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «للغازي أجره وللجاعل أجره وأجر الغازي»، والغازي هو الذي يغزو بنفسه، والجاعل هو الذي يغزو عنه غَيْرُهُ بأجر.
قال في القاموس المحيط: (والجعالة مثلثة ما جعله له على عمله، وتجاعلوا الشيء جعلوه بينهم، وما تجعل للغازي إذا غزا عنك بِجُعْل) والأجر يطلق على الأُجرَة وعلى الثواب، أما ما هو معروف من أن الأجر هو الثواب الذي يكون من الله عز وجل للعبد على العمل الصالح، والإجارة هي جزاء عمل الإنسان لصاحبه، ومنه الأجير، فإن هذا الشيء المعروف لا سند له.
قال في القاموس المحيط: (الأجر الجزاء على العمل كالإجارة مثلثة جمعه أُجور وآجار). ومعنى الحديث للغازي ثوابه، وللجاعل ثوابه وثواب من استأجره ليغزو عنه.
وهنا كلمة غازي تُعيّن أن المراد بالأجر الثواب، وكلمة الجاعل تُعيّن أن المراد بالأجر الثواب أيضاً لأن كُلاً منهما قرينة عَيَّنت المعنى المراد.
وروى البيهقي عن جُبير بن نُفير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل الذين يغزون مِن أُمتي ويأخذون الجُعل، ويتقوون على عدوهم مثل أُم موسى ترضع ولدها، وتأخذ أجرها» والأجر هنا معناه الأجرة.(/)
فضيلة الشيخ عبدالله الجديع يختم دورة"علوم القرآن"
ـ[محمدالسعيدي]ــــــــ[18 Apr 2007, 12:54 ص]ـ
في السبت الماضي 26/ ربيع الأول ختم فضيلة الشيخ عبدالله بن يوسف الجديع دورة علوم القرآن والتي قدمها في كتابه" المقدمات الأساسية في علوم القرآن" وقد كانت مجالس هذه الدورة روضة غناء طوف فيها الشيخ بنا في كل فنون العلم من عقيدة وتفسير وفقه ومصطلح وأصول ولغة رفع الله قدر الشيخ وأجزل له المثوبة والأجر، وسيبدأ الشخ دورةً جديدة في كتابه" تيسير أصول الفقه" بداية من 28/ 4/ أي في هذا الشهر.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 Apr 2007, 05:00 م]ـ
أخي الكريم محمد
لو أنك أعطيتنا معلومات إضافية عن مكان الدورة، وعن تسجيلها في الأنترنت إن كان متوفرًا، لك جزيل الشكر.
ـ[محمدالسعيدي]ــــــــ[19 Apr 2007, 03:36 ص]ـ
حياكم الله فضيلة الشيخ الطيار شيخنا الكريم مكان الدورة في مسجد ليدز الكبير في مدينة ليدز في بريطانيا أما على الأنترنيت فلا يوجد شيء وذلك أن الشيخ لم يأذن في مسألة نشر التسجيل لمن سجلها من طلابه حفظكم الله ورعاكم(/)
سؤال عن بحوث حول: المستشرقون والنسخ القرآني .....
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 Apr 2007, 05:19 م]ـ
أبحث عن دراسات أو أبحاث حول موضوع: المستشرقون والنسخ القرآني، فهل من مساعد؟؟.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[20 Apr 2007, 04:13 م]ـ
للرفع
ـ[دمعة الأقصى]ــــــــ[22 Apr 2007, 03:57 ص]ـ
حمِّل كل أبحاث ندوة القرآن الكريم في الدراسات الإستشراقية
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6781
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[22 Apr 2007, 04:29 م]ـ
لقد بحثت في أبحاث الندوة فلم أجد موضوعا بهذا العنوان ............ أنا محتاج إلى أمثال هذه البحوث عاجلا ..... أرجو المساعدة
ـ[موراني]ــــــــ[24 Apr 2007, 12:16 ص]ـ
إن كنت ترغب في كتابات المستشرقين في هذا الموضوع فعليك الرجوع الى الكتاب التالي ومقدمته باللغة لانجليزية
مع تحقيق كتاب الناسخ والمنسوخ لأبي عبيد القاسم بن سلام.
وعنوانه , لكي تجد الكتاب ببليوغرافيا كما يلي.
Abu 'Ubaid al-Qasim b. Sallam's K. al-nasikh wa-l-mansukh
Ed. by John Burton.
Cambridge 1987
ISBN 0 906094 178
ستجد في المقدمة المفصلة كثيرا من التفاصيل في الموضوع الذي أنت بصدده
بتحياتي
موراني
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[25 Apr 2007, 09:23 ص]ـ
الأستاذ موراني، أشكركم على اهتمامكم، لكنني أرغب في بحوث للمسلمين حول ما كتبه المستشرقون في الناسخ والمنسوخ مع الإحالة إلى مكانها في الأنترنت (وضع الرابط).
ـ[موراني]ــــــــ[25 Apr 2007, 10:40 ص]ـ
شكرا
فالعودة إلى كتب أحمد!
تقديرا
موراني
ـ[محمد البخاري]ــــــــ[29 Apr 2007, 08:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
تحية خاصة إلى د/أحمد ود/موراني ..
إن موضوع النسخ القرآني في دراسات المستشرقين يعتبر من البحوث الأبكار، التي تفتقر إلى دراسات علمية جادة؛ فلا ينبغي الاستهانة به ..
ولعل هذا لم يكن هو مراد الطالب زكرياء على وجه التحديد، ولذلك عزف عن فائدة الدكتور موراني ..
وقد كنت طلبت من المشرفين على هذا المنتدى -منذ مدة-، فتح حلقة نقاش حول موضوع النسخ في القرآن الكريم، وما يتعلق به من دراسات عربية أو استشراقية، وكان قصدي من ذلك الاستفادة من وجهات النظر المختلفة، لأني مهتم بالموضوع، ولعله يكون موضوع رسالتي في الدكتوراه ..
فإن كان للقائمين على هذا الموقع المبارك والمشاكين فيه أي توجيه أو فائدة علمية في الموضوع، فإني سأتلقاها منهم بكل شكر وامتنان ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البخاري السباعي
ماجستير في اللغة والدراسات القرآنية
جامعة وهران
essibai68@yahoo.fr(/)
أشكل على تفسير آية: ( ..... جعلنا عاليها سافلها .... ) الآية
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 Apr 2007, 08:39 م]ـ
قال الله تعالى: (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ) سورة هود: 82.
ظاهر الآية الكريمة أن الحجارة كانت على من وقع عليهم العذاب الأول وهو (جعلنا عاليها سافلها) لأن الضمائر واحدة، والأصل أن تعود الضمائر المتفقة على شيء واحد.
1 - فكيف أُمطروا مع أن القرية كانت مقلوبةً؟
2 - هل الصحيح أن الحجارة لم تقع على جميع أهل القرية وإنما وقعت على قوم لوط الذين كانوا خارج القرية في ذلك الوقت؟ بدليل أن الإمطار بالحجارة لا يمكن - حسب فهمي القاصر - لأنهم كانوا مقلوبين.
3 - وهل نقول إن الواو لا تدل على الترتيب، فهم أمطروا حجارة ثم جُعِل عاليا سافلها.
ولقد بحثت في عدة تفاسير حول هذه الآية فلم أجد من يشفي عليلا ولا من يروي غليلا .......
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[20 Apr 2007, 04:14 م]ـ
الرجاء من طلبة الشيخ صالح المغامسي أن يعرضوا سؤالي على الشيخ ....... بإلحاح شديد
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[22 Apr 2007, 04:27 م]ـ
للرفع
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[23 Apr 2007, 04:59 م]ـ
سؤالي بصيغة أخرى:
هل القول بأن الذين أُمطروا حجارةُ هم من كان خارج القرية - من قوم لوط - أثناء قلبها: أقوى؟ باعتبار أن الإمطار بالحجارة لا يمكن والحال أن القرية مقلوبة؟؟؟
وهل إذا قيل إن الإمطار كان لجميع قوم لوط؟ كيف يصح ذلك والقرية مقلوبة؟؟؟
وهل يصح القول بأن الإمطار كان أولا ثم القلب، وأن الواو لا تفيد الترتيب؟ وهل يوجد من قال بهذا؟؟
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[30 Apr 2007, 06:45 م]ـ
للرفع
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[04 May 2007, 12:13 ص]ـ
يرى بعض المفسرين ـ وهو الذي يميل إليه شيخنا العثيمين رحمه الله ـ أن القلب هنا ليس على ظاهره، ومعناه: أن القرية هلكت وتهدمت،وسقطت مبانيها، حتى صارت أعالي البيوت في الأرض.
وهذا ـ والله أعلم ـ فيه نظر؛ لسببين:
الأول: لأنه قول مخالف لما عليه عامة السلف رحمهم الله في تفسير هذه الآية.
الثاني: لأن معنى الإئتفاك الذي وصف به أولئك القوم، يدل على أن الأرض قد مادت بهم،واضطربت وانقلبت.
قال ابن عاشور ـ رحمه الله ـ في تفسيره لقوله تعالى: (أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ ... الخ الآية) (70 /التوبة):
[والمؤتفكات} عطف على {أصحاب مدين}، أي نَبَأ المؤتفكات، وهو جمع مؤتفكة: اسم فاعلٍ من الائْتِفَاك وهو الانقلابُ، أي: القرى التي انقلبت، والمراد بها: قرى صغيرة كانت مساكنَ قوم لوط وهي: سدوم، وعمورة، وأدَمَة، وصِبْوِيم وكانت قرى متجاورة فخسف بها وصار عاليها سافلها. وكانت في جهات الأردن حول البحر الميت.
ونبأ هؤلاء مشهور معلوم، وهو خبر هلاكهم واستئصالهم بحوادث مهولة]
وأما الإمطار بالحجارة ـ على افتراض أنه لاحق للقلب ـ فلعل الحكمة فيه لوجهين:
الأول: لتعميم الجميع بالعذاب؛ لئلا يبقى أحد منهم سواء كان داخل قرى قوم لوط أم خارجها.
الثاني: وهو ما أومأ إليه بعض المفسرين ـ كالقرطبي وغيره ـ: أن في ذلك دليلاً على أن من فعل فعلهم حكمه الرجم،والله أعلم ..
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[04 May 2007, 09:05 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء، لكن عندي إشكال في قولكم: " وأما الإمطار بالحجارة ـ على افتراض أنه لاحق للقلب ـ .... "، إذا كان القلب على حقيقته - وهو الصحيح - فكيف يُمطروا مع أنها مقلوبة؟
وهل قولكم - على افتراض أنه لاحق للقلب -: يشير إلى أنكم ترون غير هذا؟ بمعنى أن الواو لا تدل على الترتيب بحيث أنهم أمطروا بالحجارة ثم أقلبوا؟ وهل يوجد من قال بهذا.
وجزاكم الله خيرا
ـ[عاصي الهوى]ــــــــ[06 May 2007, 03:28 م]ـ
قال تعالى (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (73) فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (74)) سورة الحجر
في هذه الاية خبر عن عذاب اخر وهو الصيحة
في نظري ان الاشكال يزول اذا
اعتبرنا واو امطرنا واو معية
اي ان الله سبحانه وتعالى امطرهم بالحجارة مع القلب
وكما هو معروف انهم رفعو للسماء ثم اخذتهم الصيحة ثم قلبوا
فلا يمنع ان يكون الامطار اثناء الرفع لانه بداية للقلب
كما لايمنع ان يكون بعد قلبها واثناء نزولها من السماء الى الارض
وهذا ليس على الله بعزيز
هذا والله اعلى واعلم
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[06 May 2007, 11:29 م]ـ
بمعنى أن الواو لا تدل على الترتيب بحيث أنهم أمطروا بالحجارة ثم أقلبوا؟ وهل يوجد من قال بهذا.
نعم قيل بهذا، في الكشاف في آية 84 الأعراف: ....
وقيل: أمطر عليهم ثم خسف بهم.
وذكره غيره أيضا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[08 May 2007, 01:37 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء(/)
ما سبب ندرة دروس علوم القرآن مقارنة بدروس علوم الحديث؟
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[18 Apr 2007, 09:42 م]ـ
ما سبب ندرة دروس علوم القرآن مقارنة بدروس علوم الحديث؟
هذا التساؤل يراودني منذ مدة ولم أجد له جوابا مقنعا، سوى التقصير. فهل من مدافع عن أهل (علو م القرآن)؟
علما، وأنني لا أقصد بـ (علوم القرآن) دروس التفسير أو دروس القراءات.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[19 Apr 2007, 06:22 م]ـ
صدقت أخي المبارك , فملاحظتك في محلها , بل حتى حال وجود هذه الدروس فالإقبال عليها في الغالب ليس كالإقبال على غيرها.
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[20 Apr 2007, 10:40 م]ـ
أنا أقترح أن يثبت هذا الموضوع حتى يتم مناقشته بشكل جاد وأهل القرآن هم أول مستفيدٍ من نتائج البحث في مثل هذا الموضوع فضلاً عن عامة الناس.
الملتقي ولله الحمد يضم عدداً كبيراً من المشايخ الفضلاء ممن لهم الخبرة والفهم وعلو القدر في هذا المجال ,وبعضهم مافتىء يثري الملتقى ويفيد زوّاره بل وطلبة العلم في غير هذا الموقع ولكن مع هذا فإن المواقع والأشرطة على أهمية دورها الذي لايٌنكر إلا أنها لاتقوم مقام ثني الركب عند العلماء.
الشيخ مساعد الطيار سدده الله ونفع بعلمه والشيخ أبو مجاهد وفقه الله لهم الدور البارز في دروسهم التي تكرم الشيخ عبدالرحمن بإفراد مشاركة خاصة بها وبغيرها من الدروس.
نتمنى من مشايخنا في هذا الملتقى وغيره أن يولوا هذا الموضوع حقه.
وشكر الله لصاحب هذا الموضوع طرحه.
ـ[محمد الهيتمي]ــــــــ[24 May 2007, 03:44 م]ـ
انا ايضا اضم صوتي لكم بضعف هذه المواد على الشبكة الالكترونية ...
وضم اليها دروس التفسير، فهي قليلة جدا ...
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[24 May 2007, 06:14 م]ـ
أنا سأقول بكل صراحة:
إن ندرة دروس ودورات وندوات التفسير وعلوم القرآن , ليس لها إلا سبب واحد وهو صعوبتها البالغة وحاجتها الماسة إلى متمرس حافظ حاذق , قد أكرمه الله بالفطنة والذكاء , وأعتقد يقيناً أن التفسير هو أصعب العلوم الإسلامية ومن ظن خلاف ذلك فأظن انه لم يتصوره على حقيقته , كيف لا وجميع علوم الشريعة تفيئ إليه.
إضافةً إلى ان الدروس المتعلقة بالفقه والحديث وغيرها قد يتخصص فيها من لم يحفظ اصولها من المتون ويبدع في ذلك , اما التفسير فلا يفيد فيه ويجيد غير الحفظة المتقنين جداً للقرآن الكريم , وهذه مرحلة أخرى صعبة جداً و وهي إتقان حفظ القرآن الكريم بدرجة لا يحتاج معها المدرس إلى فتح المصحف أثناء التفسير ولا الاستعانة بأحد عند الاستدلال وذكر الشواهد, كما هو حال المفسرين حين تقرأ تفاسيرهم فتتعجب من استحضارهم للشواهد والأشباه والنظائر بدرجة تضاهي اليوم أجهزة الحاسب الآلي ولقد كان الشيخ الشنقيطي عليه رحمة الله ربما ذكر الايات المتتالية مستدلا بها ولا يقدم إحداهن على الأخرى في ترتيب المصحف لشدة حفظه للقرآن, ولذلك فإن غير المتقن لحفظ القرآن وإن ألف وبحث وشارك في الندوات العلمية كتابةً إلا أن الإلقاء الارتجالي منه على أسماع المتلقين والتميز فيه ستحجزه عن إتقانه تلك العقبة الكؤود.
وأضيف كذلك قضية الملل لدى المتلقين ممن ظنوا التفسيرَ علماً يمكن أن تجنى ثماره وتقطف أزهاره في دورة صيفية أو درس أسبوعي خلال سنة أو اثنتين وأنى له ان يكون كذك.
والله تعالى أعلم ..
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[01 Jun 2007, 01:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه
ربما يكون من بين الأسباب أيضا إضافة إلى ما ذكره الإخوة هو التهيّبُ من جلال القرآن العظيم، وقوفا عند الآثار الواردة في هذا المقام .. وهو تهيب مطلوب لكنه لا ينبغي أن يقف عائقا أمام الانتفاع بالقرآن الكريم والنفع به، والحق أن أي كلام في الشرع ينبغي أن يصحبه هذا التهيب لأن الكلام فيه إما كلام في القرآن الكريم أو في الحديث الشريف استنباطا أو استدلالا، والمطلوب هنا ـ أساسا ـ هو أن يكون المتكلم على بصيرة بما يتكلم به. والله المستعان.
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[03 Jun 2007, 05:45 م]ـ
ذكر بعض المشايخ أن التفسير طويل والناس الآن لا يصبرون على درس يومي في التفسير لانهاء كتاب مختصر كالجلالين مثلاً.
وهذا صحيح فالذي سمع دروس الشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله في تفسير الجلالين فقد أخذ في مقدمة في التفسير والتعريف بتفسير الجلالين وبمؤلفيه وفي سورة الفاتحة فقط أكثر من ستة دروس إن لم تخني الذاكرة جمعت في ألبوم في أربعة أشرطة.
وهذا له أسبابه التي يعرفها من سمع طريقة الدرس ,ولكل طريقته.
لكن هذا لايرد ولايمنع من إقامة دروس التفسير لأن حاجة الناس لاأقول طلبة العلم فقط شديدة لفهم كتاب الله والوقوف على شيء من حكمه وأسراره.
(لازلنا ننتظر مشاركات الإخوة والمشايخ للخروج بحلول لهذا الأشكال).
وفق الله الجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن إبراهيم]ــــــــ[08 Jun 2007, 03:15 م]ـ
لقد وضعت يدك على الجرح!
فعلا الدروس في (علوم القرآن) قليلة ..
ولا يتوقف الأمر عند ذلك. بل هناك علوم أخرى يندر أن توجد لها دروس .. مثل:
علم أصول الفقه
علم التاريخ
السيرة
علم البلاغة بأنواعه (المعاني، البيان، البديع)
علم العروض
النحو التطبيقي
وغيرها كثير ..(/)
شرح مقدمة في أصول التفسير للمشيقح
ـ[أبو حسن]ــــــــ[19 Apr 2007, 12:28 ص]ـ
هذا الرابط
http://www.almoshaiqeh.com/index.php?option=com_remository&Itemid=56&func=counter&filecatid=295
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Apr 2007, 01:39 م]ـ
شكر الله سعيك أبا حسن
وكم أتمنى لو كان تاريخ الشرح موجودًا، كما أتمنى لو استطاع أحد الاعضاء أن يجمع الشروح على المقدمة في مشاركة واحدة لتتسنى الاستفادة منها، فهذه المقدمة النفيسة ـ ولله الحمد ـ قد حظيت بشروح تصل إلى العشر ـ حسب علمي ـ الآن.(/)
طالب مستجد محتار يرجوا المشورة
ـ[سليمان عبدالله]ــــــــ[19 Apr 2007, 01:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا طالب مستجد في الدراسات القرآنية وقد عزمت على أن أقدم الدراسات العليا (ماجستير) في تخصص القراءات , لكن مشكلتي أني احترت في أمري في أي الجامعات أقدمها هل هي في الجامعة الإسلامية في المدينة أم أقدمها في جامعة أم القرى في مكة المكرمة أم أذهب إلى الديار المصرية للدراسة هناك.
فرجائي الخاص من عنده خلفية عن الدراسة في هذا التخصص أن يضع مشورته وله مني كامل التقدير وأحر الدعوات ,
(أريد أن توضحوا المشورة من جميع النواحي: مدى استفادة الطالب من المنهج المطروح , مدى استفادة الطالب من الدرجات , الراحة النفسية للطالب في الجامعة وكذلك في المنطقة التي يدرس فيها , مدى سهولة الرسالة العلمية من حيث إيجاد الموضوع وقبوله , مدى توفر المكتبات العلمية في المنطقة التي يدرس فيها , التعامل من قبل الأساتذة والجامعة والطلاب ,)
أرجوا من الإخوة والمشائخ إبداء المشورة وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو المهند]ــــــــ[21 Apr 2007, 11:54 ص]ـ
أخي الفاضل لا حيرك الله أفيدك كمصري أن الدراسة في مصر تحتاج لمزيد
من الجهد والبذل والتعب والمذاكرة فإن كنت على استعداد لذلك فعلى
بركة الله، ومن وجهة نظري أقول: إن توجهك إلى كلية من بلدك أفضل بكثير
من غيرها لأسباب كثيرة أهمها الاستقرار، وكونك أعرف بشعابها، وعلى كل
مرحبا بك في أرض الكنانة.(/)
مزايا الانضمام لرابطة المتخصصين
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[19 Apr 2007, 07:46 ص]ـ
مزايا الانضمام لرابطة المتخصصين
· استقبال الجديد من الموضوعات العلمية المهمة التي تطرح على الانترنت في شبكة التفسير والدراسات القرآنية أو في غيرها من المواقع.
· استقبال الأخبار العلمية الجديدة من إصدارات مطبوعة أو مسموعة أو مرئية، وأخبار مناقشات الرسائل العلمية المتخصصة، والندوات والمؤتمرات، وغير ذلك مِمَّا له علاقة بالدراسات القرآنية على هاتفك الجوال.
· دلالة الهيئات العلمية، ومراكز البحوث، والمنظمين للمؤتمرات، وهيئات تحرير المجلات المتخصصة والباحثين على عنوانك البريدي للتواصل العلمي معك حول تخصصك وبحوثك.
· الحصول على إصدارات شبكة التفسير والدراسات القرآنية الالكترونية بشكل مستمر إن شاء الله.
هل فعلت هذه المزايا؟؟؟
ومتى؟؟؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Apr 2007, 11:12 ص]ـ
أردنا بناء هذه الرابطة أولاً ثم بدء تفعيل مزاياها في وقت قريب بإذن الله، ولا أظنه يزيد عن شهر من اليوم إن شاء الله، وبعض هذه الخدمات يجدها الأعضاء عن طريق الملتقى حالياً، حيث لم ينته المبرمج من تصميم برنامج تفعيل هذه المزايا بالشكل المطلوب بعدُ، فلعلك تعذرنا يا دكتور يحيى على التأخر حفظكم الله.
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[23 Apr 2007, 09:39 ص]ـ
أخي الحبيب د عبد الرحمن الشهري
بلا شك أنني أعذركم وأقدر حجم ما تقومون به من جهود رائعة لخدمة كتاب الله
وسؤالي هو استفسار تذكيري فقط
نفع الله بكم وبعلمكم وبموقعكم
وسدد على طريق الخير خطاكم(/)
الملتقى العلمي الأول للجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه بالمدينة المنورة
ـ[محب القراءات]ــــــــ[19 Apr 2007, 08:08 م]ـ
بحضور عدد من أصحاب الفضيلة العلماء وطلبة العلم المتخصصين في القرآن الكريم وعلومه , وبجوار المسجد النبوي الشريف , في فندق المدينة أوبروي , أقامت الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه (الملتقى العلمي الأول) وذلك في يوم الثلاثاء الموافق 29/ 3 / 1428 , وكان بعنوان (إعجاز القرآن الكريم) تحدث عن هذا الموضوع فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي.
وكان لقاءا ماتعا ومفيدا , ودار حوار ونقاش علمي مفيد حول بعض مسائل الإعجاز.
وقد قمت بتسجيل اللقاء كاملا , ولعلي ألخص أهم ماورد في هذا اللقاء قريبا إن شاء الله ,
أسأل الله العون والتيسير.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[19 Apr 2007, 09:10 م]ـ
هذا من العجب ...
لم نعلم بهذا اللقاء ونحن في المدينة .. ولدي عضوية في الجمعية، وقد كانت الجمعية ترسل للقاءات الرياض فما بال لقاءات المدينة ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Apr 2007, 11:33 م]ـ
وفقكم الله وسدد خطاكم أخي الكريم.
يسعدني سماع مثل هذه الأنباء عن أنشطة جمعيتنا الموفقة، في المدينة.وهناك أنشطة مماثلة في مكة المكرمة والقصيم وأبها ولعلها قريباً في المنطقة الشرقية حتى يشعر المتخصصون بما تقدمهة لهم هذه الجمعية العلمية، ولا زلنا في بداية الطريق.
وأما أخي العزيز أبو سلاف فلعله يلتمس العذر للزملاء هذه المرة، ولعله يكون هناك تواصل أدق بين الجمعية وأعضائها مستقبلاً.
ـ[محمد العواجي]ــــــــ[21 Apr 2007, 07:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فللمعلومية هذا هو الملتقى الثاني للجمعية بالمدينة.
وثانياً / ننبه الإخوة جميعا أعضاء الجمعية الفرعية بالمدينة أن العمل في بداياته والإخوة يبذلون جهدا لكن يحتاجون للمساعدة والمساندة ونقل الخبرة والتجارب الناجحة.
ثالثاً/ اتفقوا على أن يكون اللقاء شهريا آخر اثنين من كل شهر.
رابعاً/ للجمعية درس أسبوعي في مسجد قباء يوم السبت بين العشائين في تفسير ابن كثير رحمه الله.
ولا زلنا ننتظر المزيد والمزيد والمزيد بجهودكم جميعا بارك الله فيكم
وللمعلومية هذه المرة الأولى التي أحضر فيها.
ومع ذلك فأشكر أ. د. عماد زهير حافظ، وأ. د.عبدالله بن محمد الأمين، وأ. د.عبدالعزيز العبيد
وعميد ووكيل كلية القرآن وكافة الأعضاء الذين شاركوا في تلك الليلة وشجعوا الملتقى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
اللغة العربية ليست مقدسة ولم يتعهد القرآن بحفظها
ـ[ش. م]ــــــــ[19 Apr 2007, 08:52 م]ـ
للقراءة والحوار: ما رأيكم؟
مؤتمر يفتح الأسئلة
انقراض اللغة العربية خلال القَرن الحالي .. الدكتور علي القاسمي
فتوى جديدة: العربية ليست مقدّسة، ولم يضمن الله حفظها. • 3000 لغة تموت هذا القرن ومنها العربية، طبقاً لليونسكو. • سياسات الدول العربية تحقّق نجاحاً باهراً في القضاء على اللغة العربية.
مؤتمر عالمي ينعى العربية:
نظّم المجلس العربي للطفولة والتنمية مؤتمراً عالمياً حول " لغة الطفل العربي في عصر العولمة" في مقر جامعة الدول العربية في المدّة من 17 ـ 19/ 2/2007م، شارك فيه أكثر من 500 باحث ينتمون إلى 19 دولة عربية وإلى عدد من الدول الأخرى. وهدف المؤتمر هو تدارس كيفية تنمية اللغة العربية لدى أطفالنا لتكون وسيلة فاعلة في اكتسابهم المعرفة، وتواصلهم مع تراثهم ومجتمعهم، وتعزيز هويتهم وانتمائهم، وبلورة الذات، ولتكون منطلقاً للتنمية البشرية ولغة مشتركة للأقطار العربية تساعد على تعاونها ووحدتها، كما أوضح الدكتور محمود كامل الناقة، عضو اللجنة العلمية للمؤتمر.
بَيد أنّ البحوث التي قدّمها، إلى هذا المؤتمر، كبارُ العلماء في اللسانيات، والتربية، وعلم الاجتماع، والطب النفسي،، كانت بمثابة رثائيات رائعة للغة العربية، وبكائيات بليغة ذُرِفت على موتها المؤكَّد القريب.
وإذا كان بعض القرّاء الكرام (إذا كان هناك مَن يقرأ هذا المقال) يرى في ما سأنقله عن المؤتمر شيئاً من الكُفر أو ما يُشبه الكُفر، فإن " ناقل الكُفر ليس بكافر"، كما يقول المثل.
العربية ليست مقدّسة ولم يضمن اللهُ حفظها:
يشعر كثير منا ـ نحن المسلمين ـ بأن اللغة العربية التي يبلغ عمرها ألفي عام تقريباً والتي أنزل الله القرآن بها، هي لغة مقدّسة ولا يمكن أن تنقرض كبقية اللغات. ويستدلّ هؤلاء المتفائلون على بقاء اللغة العربية بقوله تعالى في سورة الحِجر: ? إنّا نحن نزّلنا الذكرَ وإنّا له لحافظون?.
ولكن المفاجأة الصارخة هي أن هذا المؤتمر أفتى بعدم قدسية اللغة العربية. وقد وردت هذه الفتوى في البحث القيم الذي قّدمه في الجلسة الأولى للمؤتمر فضيلة مفتي الديار المصرية الشيخ الدكتور علي جمعة، الذي أوضح أن القرآن الكريم لا يشتمل على جميع اللغة العربية من جذورٍ وتراكيبَ ومعانٍ، وإنما على نسبة ضئيلة منها (أقل من 30% من الجذور العربية، مثلاً) وأن تلك النسبة الصغيرة في سياقاتها ودلالاتها المحددة هي التي تستمد قدسيتها من القرآن الكريم، وأمّا غالبية اللغة العربية، فليست مقدّسة، ولهذا فهي عرضة للتغيير، وطبعاً للانقراض كذلك.
وتكرّم اللغوي السعودي الدكتور أحمد محمد الضبيب (مدير جامعة الرياض سابقاً وعضو مجلس الشورى السعودي والمجامع العربية في بغداد ودمشق والرباط والقاهرة حالياً، ومن المؤمنين بضرورة تعريب التعليم العالي ولكنه لم يتمكن من تعريب التعليم في الجامعة أثناء توليه إدارتها) ـ تكرّم هذا الأستاذ الفاضل بتفسير الآية التي أوردناها سابقاً ? إنّا نحن نزّلنا الذكرَ وإنّا له لحافظون?، فأوضح أن الله سبحانه وتعالى لم يتعهّد بحفظ اللغة العربية أو ضمان بقائها، وإنما ضمن حفظ " الذِّكر" (وهو القرآن الكريم). ولهذا فإن اللغة العربية يمكن أن تنقرض ويبقى الذِّكر الحكيم بشريعته. وضرب مثلاً لذلك بانقراض اللغة العربية في إيران بعد أن كانت لغة البلاد الرسمية والثقافة فيها، وبقي القرآن الكريم في تلك البلاد. والمثل ينطبق على إسبانيا كذلك، فقد انقرضت اللغة العربية هناك وبقي ثمة مسلمون يهتدون بالقرآن.
اللغات تضعف وتموت كما يموت البشر:
يقول علماء اللسانيات إنه يوجد في الوقت الحاضر ما بين 5000 و6000 لغة (طبقاً لنوعية التصنيف واحتساب اللهجات أو عدمه). وتشير الإحصائيات العلمية أن ما بين 250 و 300 لغة تنقرض سنوياً بفعل سرعة التواصل والميل إلى استعمال اللغات العالمية الأكثر فاعلية. وهذا ما يسميه بعضهم بالغزو الثقافي أو اللغوي. وبعملية حسابية بسيطة، يتبيّن لنا أن القرن الميلادي الحالي سيشهد اندثار حوالي ثلاثة آلاف لغة، أي نصف لغات العالم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أكدت منظمة اليونسكو ذلك فقد " أسفر أحد تقارير اليونسكو الأخيرة عن أنّ عدداً من لغات العالم مهدّدة بالانقراض، ومن بينها اللغة العربية"، كما ورد في مداخلة اللغوي المصري الدكتور رشدي طعيمة، المعروف بتديّنه ودماثة خلقه. ولكي يُعزز الدكتور طعيمة أقواله ويضفي عليها المصداقية، أشهر في وجه المؤتمرين كتاباً ألّفه اللساني البريطاني ديفيد كريستال بعنوان " موت اللغة "
( David Crystal, The Death of Language) صدر عن مطبعة جامعة كمبرج. ويعدّد هذا الكتاب تسعة شروط لموت اللغة. وجميع هذه الشروط تنطبق على اللغة العربية في وضعها الراهن، وفي مقدمتها شرط انتشار لغة الغالب في بلاد المغلوب وحلولها محلّ لغته التي هي من مقوِّمات الأُمّة. وهذا مبدأ معروف في علم الاجتماع أرساه المرحوم ابن خلدون في "المقدِّمة" بقوله: إن المغلوب مولع أبداً بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيّه ونِحلته وسائر أحواله وعوائده ... إن الأمّة إذا غُلِبت وصارت في ملك غيرها، أسرع إليها الفناء."
لعنة الازدواجية اللغوية: تعني الازدواجية اللغوية وجود مستويَين للغة الواحدة: أحداهما مستوى اللغة الفصيحة أو المشتركة الذي يُستخدَم في المناسبات الرسمية والكتابة والأدب والتعليم والإدارة، والآخر مستوى اللغة العامية أو اللهجات الدارجة الذي يُستعمل في الحياة اليومية وفي المحادثات في المنزل والشارع. وكان أوّل من بحث هذه الظاهرة اللغوية في العصر الحديث اللغوي الأمريكي تشارلز فرغيسون Charles Ferguson ونشر بحثه عنها عام 1959 في مجلة " اللغة " الأمريكية " Language". وأكد هذا اللغوي أن الازدواجية ظاهرة موجودة في جميع اللغات الكبرى. فالانجليزية في بريطانيا، مثلاً، لها لهجات متعددة في ويلز واستكلندة وإيرلندة الشمالية وحتى لهجة الكوكني في لندن، إضافة إلى لهجات الإنجليزية خارج بريطانيا كاللهجة الكندية والأمريكية والاسترالية والنيوزلندية والجنوب أفريقية إلخ. وكذلك الحال بالنسبة للغات الفرنسية والألمانية والإسبانية وغيرهما.
ولكن اللغويين لا يتوقعون أن تحلّ لهجات اللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية والإسبانية محلّ هذه اللغات في حين يتوقعون أن تحلّ، في المستقبل القريب، اللهجاتُ المصرية والعراقية والمغربية إلخ. محلَ اللغة العربية الفصيحة التي ستنقرض كما انقرضت اللغة اللاتينية في أوربا واستُعيض عنها بلهجاتها الإيطالية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية إلخ. التي صارت لغات مستقلّة.
ونسأل لنتعلّم: وما هو الفرق بين الازدواجية في اللغة العربية والازدواجية في بقية اللغات العالمية؟ فيأتينا الجواب من العارفين بالقول: إن الفرق هو في الكم وليس في الكيف، بمعنى أن الفارق بين اللهجات الإنجليزية وبين اللغة الإنجليزية الفصيحة، مثلاً، هو فارق ضئيل جداً لا يحول دون الفهم، على حين أن الفارق بين اللغة العربية الفصحى ولهجاتها فارق كبير جداً. ونسأل لنستفيد: وكيف أصبح الفارق بين تلك اللغات العالمية ولهجاتها ضئيلاً؟ يجيب العارفون بأن الدول الغربية اتبعت ـ وتتبع دائماً ـ سياسات لغوية تفرض استخدام اللغة الفصيحة المشتركة في التعليم والإعلام والإدارة والتجارة وجميع مجالات الحياة، فيعتاد المواطنون على سماعها وقراءتها فيتمكنون منها وتقترب لغتهم الدارجة من اللغة الفصيحة. وفي فرنسا، مثلاً، يوجد فانون يعاقب مَن يُخطئ باللغة الفرنسية في الإذاعة أو التلفزة أو المدرسة، لأنه يُفسد لغة الأطفال وغيرهم.
وقد ذكر كثير من الباحثين في المؤتمر أن السياسات اللغوية للدول العربية تميل إلى تفضيل اللهجات العامية واللغات الأجنبية في مجالات الحياة المختلفة كالإعلام والتعليم، وتشجّع العاميّة في الإذاعة والتلفزة ولا تمنعها أو تقلل منها. (وكاتب هذا المقال يرى أنه لا توجد سياسات لغوية مُعلَنة في الأقطار العربية، ما عدا ما ورد في دساتيرها من أن العربية هي اللغة الرسمية للبلاد، ولكن ليس ثمة قوانين أو أنظمة لتفعيل ذلك). ويرى أولئك الباحثون أن هذه السياسات اللغوية للدول العربية تجعل لغة الكتاب العربية الفصيحة لغة غريبة نادرة الاستعمال يصعب استيعابها فلا يُقبل المواطنون على القراءة. وأدى ذلك، إضافة إلى أسباب أخرى كانتشار الأمية، إلى انخفاض نسبة القراءة وانحسار المعرفة في
(يُتْبَعُ)
(/)
المجتمعات العربية. إذ تشير الإحصائيات إلى أن معدّل القراءة في إسرائيل هو 40 كتاباً للفرد الواحد (طبعاً باللغة العبرية، وهي لغة ميّتة تحييها دولة إسرائيل)، وفي معظم الدول الغربية 35 كتاباً للفرد، وفي السنغال 4 كتب للفرد، وفي بلادنا كتاب واحد لكل 80 فرداً (طبعاً باللغة العربية، وهي لغة حيّة تُميتها الدول العربية)، كما ورد في بحث الدكتور عبد الله الدنان من سوريا.
لعنة الثنائية اللغوية:
تعني الثنائية اللغوية توافر لغتين في البلاد الواحدة، أو تحدُّث الفرد بلغتين مختلفتين، هما، بوجه عام، اللغة القومية ولغة أجنبية، أو اللغة القومية ولغة وطنية أخرى. ويتفق هذا المؤتمر على أن تعلّم اللغات الأجنبية ضرورة يستدعيها الانفتاح على الثقافات الأخرى أخذاً وعطاء والتعاون معها في سبيل خير الإنسانية. ولكن المؤتمر يؤكّد، من ناحية أخرى، أن إيجاد مجتمع المعرفة اللازم لتحقيق التنمية البشرية لا يمكن أن يتم إلا باكتساب المعارف والعلوم باللغة القومية التي تساعد على تعميم المعرفة العلمية والتقنية على نطاق واسع. فاللغة هي وعاء الفكر وهي الحاضنة له بدرجاته المتنوعة وصولاً إلى الإبداع، وهي وسيلة التواصل بين أفراد المجتمع ومؤسساته المختلفة وتبادل المعلومات والأفكار بينها. فهي كالعُملة في التبادل التجاري. وكلّما كانت العملة قوية وموحدة في البلاد، أصبح التبادل التجاري أيسر وأكثر نشاطاً.
وقد قُدّمت بحوث في المؤتمر عن تجارب بلدان بلغت شأواً رفيعاً من التقدم والرقي بفضل نشر المعرفة بلغتها القومية. فقد ذُكِر أن اليابان استسلمت في الحرب العالمية الثانية تحت وطأة القنابل الذريّة الأمريكية، ففرض الأمريكيون شروطهم المجحفة على اليابان المستسلمة، مثل تغيير الدستور، حلّ الجيش، نزع السلاح، إلخ. وقد قبلت اليابان جميع تلك الشروط باستثناء شرط واحد هو التخلي عن لغتها القومية في التعليم، فكانت اللغة اليابانية منطلق نهضتها العلمية والصناعية الجديدة.
وقدم الدكتور يوسف عبد الفتاح، الاستاذ بجامعة هانكوك للدراسات الأجنبية في كوريا الجنوبية دراسة عن كيفية اعتماد اللغة الكورية أساساً للتنمية البشرية (للتذكير: تحتل كوريا الرتبة 26 في تقرير التنمية البشرية 2006 للأمم المتحدة، وللمقارنة فإن ألمانيا تحتل الرتبة 21، ومعظم الدول العربية تحتل بجدارة الرتب ما بعد 120). وأشار الباحث إلى أن التعليم، في مختلف مراحله ومتنوّع تخصّصاته، يتم باللغة الكورية الفصيحة، مع العلم أن اللغة الكورية كانت قد مُنعت في المدارس الكورية وحلّت محلها اليابانية أثناء الاحتلال الياباني لكوريا الذي انتهى في الحرب العالمية الثانية. وتوجد في كوريا حالياً 110 قنوات تلفزيونية كلّها خاصة إلا قناة حكومية واحدة، " وجميعها تبثّ باللغة الكورية الفصحى السليمة " (طبقاً للسياسة اللغوية للدولة وتحت مراقبتها). ومن الطرائف التي ذكرها الباحث أنه عند وصوله أوّل مرّة إلى كوريا لم يعرف طريقه، لأن جميع اللافتات وأسماء المحلات بالكورية فقط والنادر منها، كلافتات السفارات والفنادق الكبرى، يضيف الاسم بالحروف الأجنبية الصغيرة تحت الحروف الكورية الكبيرة. وعندما سأل زميلاً له عن ذلك، أجابه فائلاً: إذا أردت أن تقرأ الأسماء بالإنجليزية فارحل إلى إنجلترا. وعندما ذهب إلى عيادة طبيب كان عليه أن يصطحب مترجماً. وسأل الأستاذُ المترجمَ: لماذا لا يتحدث الطبيب اللغة الإنجليزية؟ قال المترجم: وماذا سأفعل أنا؟
إن الثنائية اللغوية في بلداننا تشكّل صراعاً غير متكافئ بين لغة قومية تلقى من أهلها أصناف الاحتقار والإهمال والتهميش، بل والتدمير، وبين لغة عالمية وافدة " بكل سطوتها الثقافية وسلطتها الاقتصادية وهيمنتها الدولية، كما قال الشاعر المغربي الدكتور مصطفى الشليح في المؤتمر، فتلقى هذه اللغة الأجنبية الترحيب والتعظيم في بلداننا، وثمة " عوامل أخرى تشجّع على بسط نفوذ هذه اللغة (الوافدة)، تتهيأ بإرادة جهات مسئولة في مجتمعنا العربي" كما قال اللغوي السعودي الدكتور أحمد محمد المعتوق.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأدانت معظمُ بحوث المؤتمر الوضعَ اللغوي في بلداننا، فأشارت إلى أن أبناء النخبة يتعلّمون في مدارس أجنبية أو مدارس خاصة، ذات مناهج أمريكية أو بريطانية أو فرنسية أو إسبانية أو إيطالية، إلخ، وهي إن علّمت اللغة العربية فلا تخصّص لها أكثر من ساعتين في الأسبوع، ما ينتج عنه تفاوت ثقافي طبقي يهدّد السلم الاجتماعي. ومن ناحية أخرى فإن العلوم والتقنيات في الجامعات والمعاهد العليا تُدرَّس باللغة الأجنبية، الإنجليزية في بلدان المشرق والفرنسية في البلدان المغاربية. وأبناؤنا لا يجيدون اللغة العربية ولا اللغة الأجنبية. وإذا كانت اللغة وعاء الفكر، فإن الطالب العربي لا يحمل وعاءً سليماً بل ينوء تحت عدد من الأوعية المثقوبة التي لا تحتفظ بالمعارف والعلوم، ناهيك بعدم تمكّنه من تمثّل تلك المعارف والعلوم أو الإبداع فيها.
ولقد ذكر باحث مصري أن إحدى رياض الأطفال الأجنبية أضافت اللغة العربية إلى منهجها، فاحتجّ أولياء الأمور لدى مديرها قائلين إنهم أرسلوا أولادهم إليه ليعلّمهم الإنجليزية وليس العربية. وتشكّت أستاذة جامعية من إحدى الدول المغاربية تشارك في المؤتمر من أن ابنتها التي تبلغ الخامسة من العمر وتتعلّم العربية والفرنسية في روض الأطفال، ترفض مراجعة دروس اللغة العربية معها وتقول لها بالفرنسية: " ماما، أنا أكره العربية، لنقرأ الفرنسية." وقال مشارك آخر في المؤتمر من إحدى الدول المشرقية إن أبناءه الذين يتعلّمون في مدرسة أجنبية لا يفهمون العربية وهو مضطر إلى التحدث معهم في منزله باللغة الإنجليزية. وصرّح أحد المشاركين من دولة خليجية أنه عند عودته إلى منزله في المساء لا يفهم أطفاله الصغار فهم يتحدّثون بإحدى اللهجات الهندية، لأن المربّية هندية والخادمة هندية والسائق هندي، والإنجليزية الهندية هي السائدة في الأسواق والفنادق والمطاعم والمطارات وجلّ الأمكنة في البلاد. وأحيانا يضطر إلى استقدام مربيّة سيرلانكية بدل الهندية، فتتبلبل لغة أطفاله.
وبيّن الدكتور أحمد عكاشة، رئيس الجمعية الدولية للطب النفسي، في مداخلته في المؤتمر أن التعدد اللغوي في الطفولة قد يسبب اضطرابات نطقية ونفسية وعقلية. وأن الأطفال العرب الذين يتلقّون تعليمهم في مدارس أجنبية أو بمناهج أجنبية يميلون إلى الشعور بالنقص واحتقار الأهل والشعور بالاغتراب الثقافي في بلدانهم، وأن هذا النوع من الاغتراب هو من أهم أسباب هجرة الأدمغة من بلداننا إلى الغرب.
مؤشّرات دولية إلى انقراض اللغة العربية:
كنا قد ذكرنا في مقال سابق عنوانه " العربية لم تعُدْ لغة عالمية" أن منظمة الأمم المتحدة في نيويورك تتجه إلى إلغاء العربية من بين اللغات العالمية الرسمية في المنظمة وهي: الإنجليزية، الإسبانية، الفرنسية، الروسية، الصينية، العربية؛ وذلك لثلاثة أسباب: 1) عدم استعمال ممثلي الدول "العربية" اللغة العربية في الأمم المتحدة، فهم يستعملون الإنجليزية أو الفرنسية.
2) عدم وجود مترجمين عرب أكفاء يجيدون اللغة العربية.
3) عدم وفاء معظم الدول العربية بالتزاماتها المتعلّقة بدفع نفقات استعمال العربية في المنظمة.
وفي هذا المؤتمر، أوضح المفكّر التونسي الدكتور عبد السلام المسدّي (سفير تونس ووزير التعليم العالي والبحث العلمي سابقاً، ومن المؤمنين بضرورة تعريب التعليم العالي، لكنه لم يتمكّن من تعريب التعليم العالي أثناء توليه الوزارة) أن ضغوط الدول الكبرى على اليونسكو جعلتها تُعلن مؤخّراً أن الحقوق اللغوية تنحصر في ثلاثة: ـ الحق في لغة الأم (وليس اللغة الأم) ـ الحق في لغة التواصل في المجتمع ـ الحق في لغة المعرفة.
وتعني هذه الحقوق بالنسبة إلى بلداننا ما يأتي:
ـ لغة الأم: اللهجة العامية أو إحدى اللغات الوطنية غير العربية مثل الدنكا في السودان، والسريانية في سوريا، والأمازيغية في الجزائر والمغرب.
ـ لغة التواصل: اللهجة العربية الدارجة
ـ لغة المعرفة العالمية: الإنجليزية (أو الفرنسية في بعض البلدان)
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا، فالعربية الفصيحة المشتركة بين بلداننا لا مكان لها هنا بتاتاً ولا تشكّل حقاً لغوياً لأي فرد. وسيكون إعلان اليونسكو هذا ورقة ضغط إضافية بيد الدول الكبرى التي تسعى إلى إلغاء أية وسيلة تفاهم مشتركة بين بلداننا قد تشكّل أساساً لاتحاد عربي من أي نوع، طبقاً لبعض المشاركين في المؤتمر (أما نحن فلا نرى ضرورة وجود لغة مشتركة لقيام اتحاد بين الدول، فقد يقوم على أسس غير لغوية، كما هو الحال في الاتحاد الأوربي الذي يستخدم برلمانه في ستراسبورغ 9 لغات أوربية وتستنفد نفقات الترجمة حوالي 5% من ميزانية الاتحاد). ومن ناحية أخرى، فقد اتُخِذ عدد من الإجراءات العملية مثل إلغاء تدريس اللغة العربية في بعض الجامعات الأمريكية والاستعاضة عنها باللهجات العربية مثل الشامية والمصرية والمغربية والعراقية، إلخ. وكان امتحان البكالوريا الثانوية في فرنسا يسمح للطالب باختيار لغة ثانية كالإنجليزية والألمانية والإسبانية والعربية. وابتداءً من سنة 1995، لم تعد العربية من بين هذه اللغات واستُعيض عنها بعدد من اللهجات العربية. وظل عرب 48 في إسرائيل، من مسيحيين ومسلمين، يحرصون على تعليم العربية في مدارسهم لتكون وسيلة للتعبير عن هويتهم وانتمائهم لشعبهم الفلسطيني العربي، ولكن إسرائيل اتّبعت سياسات إهمال اللغة العربية وتهميشها في الحيز المدرسي وتهجينها بالمصطلحات والتعبيرات العبرية والإنجليزية، كما أوضحت الباحثة الأستاذة جنان عبده المشاركة في المؤتمر من حيفا.
انقراض الحضارة أم انقراض اللغة؟
بعد أن سعدتُ بالعودة من المؤتمر إلى مقر إقامتي في شاطئ الهرهورة في المغرب، خرجتُ صباح اليوم التالي لأتمشّى مع جاري المفكّر الدكتور عبد الكبير الخطيبي. اغتنمتُ الفرصة لأستطلع رأيه في الموضوع، فسألته: هل ترى أن اللغة العربية ستنقرض؟ أجابني: هذا خطأ؛ مَن قال بذلك؟ ثم واصل كلامه قائلاً: إن الحضارة العربية الإسلامية برمّتها تسير حثيثاً نحو هاوية الاندثار، بكل ما فيها من طرائق التفكير والتعبير. وقد ناقش هذا الموضوع جماعة من الزملاء التقوا في منزلي، الأسبوع الماضي، بمناسبة زيارة الشاعر أدونيس لمعرض الكتاب في الدار البيضاء، وقد أجمعوا على ذلك الرأي.
وعندما بدت أمارات الخيبة على وجهي، استخدم الدكتور الخطيبي، التشبية والاستعارة، ربما ليساعدني على الفهم، فقال: أنا أقول لك إن الرجل ميّت، وأنتَ تقول لي إن لسانه لا يتحرّك.
خاتمة:
حاولتُ أن أنقل ما دار في المؤتمر، بأمانة ولكن بإيجاز شديد؛ وأن لا أبدي وجهة نظري إلا لماما، لكي أترك للقارئ الكريم تكوين الرأي في الوضع اللغوي، ونتائجه، وما الذي ينبغي فعله.
http://www.voltairenet.org/article145997.html
ـ[منصور مهران]ــــــــ[19 Apr 2007, 10:19 م]ـ
اللهم
ثبت اللغة العربية: لغة كتابك في قلوبنا
وألهمنا حِفظها وصيانتها وتحفيظها
ووفقنا إلى توقيرها وتعظيمها
وثبت قلوبنا على حبها وعِزها
آمين
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[19 Apr 2007, 11:03 م]ـ
{وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}
أعدوا ما أسموه الفرقان فكان ماذا كانت مصاحف التجويد والقراءات تنتشر.
وهنا ومنذ أمد يحاربون العربية بلا هوادة
فلا بد من ردود أفعال من رجال العربية مثل إعلاء راية التحدث بالعربية في حياتنا العامة
وهيا لنضع المطلوب ونسير عليه.
بدلاً من أن نزيد بلة خمر النساء .. ، هيا لصقل سيوف العلم
ـ[أبو عمر الشامي]ــــــــ[20 Apr 2007, 10:55 م]ـ
عدم استعمال ممثلي الدول "العربية" اللغة العربية في الأمم المتحدة، فهم يستعملون الإنجليزية أو الفرنسية.
هذه جريمة ترتكب بدم بارد
ـ[أبوعمرو محمد مبروك]ــــــــ[13 Sep 2008, 02:35 ص]ـ
لقد نبتت علوم العربية، واستوت على سوقها بفضل القرآن العظيم:علوم التفسير ,علوم اللغة , الأدب والبلاغة, التاريخ ..... وغيرها من العلوم إنما قامت
لخدمة كتاب الله وسنة نبيه و بقصد المحافظة عليهما أو لتيسير فهمهما، أو لوضع ضوابط الاستنباط منهما، أو للدفاع عن العقيدة التي اشتملا عليها ..
وقد كان نزول القرآن الكريم باللغة العربية سبب ساعد على انتشارها وبقائها وأقوىحافز العلماء لوضع علوم العربية , والبحث في مفرادتها وتراكيبها على وجوه شتى من البحث ...
(يُتْبَعُ)
(/)
واللغة العربية ليست كباقي اللغات فهل تتساوى مثل هذه اللغة في نظر أعضاء هذا المؤتمر الموقرين مع اللغات الأفريقية أواللغات الموجودة في امريكا الجنوبية مثلا.
إن اللغة العربية كما يقول الرافعي:
بنيت على أصل سحري يجعل شبابها خالدا فلا تهزم ولاتموت لأنها أعدت من الأزل فلكا دائراً للنيرين العظيمين كتاب الله وسنة رسول الله."
أما هؤلاء العلماء-أعضاء المؤتمر السالف الذكر-فمنهم غير المتخصصين في الشأن اللغوي وهم يرددون معطيات علم اللغة العام ونظرياته في الغرب، وعلماء اللغة إنما ينظرون إلى اللغات جميعا بمنظار واحد دون احتساب للعوامل الأخرى ولها الأثر الكبير في بقاء لغة واندثار أخرى.
صحيح إن الناظر لأحوال العربية على الصعيدين الرسمي والشعبي لايفتاأن ينعى حظ اللغة العربية كما نعاه من قبل شاعر النيل حافظ إبراهيم في قصيدته التي نتلذذ كثيرا بترديدها ,جلدا للذات وإظهارا للعجزوعدم القدرة ,أمام سطوة اللغات الأجنبية واللهجات المحلية -صحيح كل هذا لكن يبقى ان اللغة العربية لغة القرآن ولغة الإسلام
يقول رشيد رضا " ... لما كان الإسلام دينا إصلاحيا عاما لجميع البشر كان من أصوله دعوة الأمم كلها إلى التوحيد في الدين والشرع واللغة التي هي من مقومات الأمم النفسية والسياسية والاجتماعية لتكون الأمة الإسلامية متحدة لا يفصل بين افرادها ولا جامعاتها شيء من اختلاف الأنساب والأوطان , كما أنه لما كان الإسلام دين التوحيد دينا عاما لكل البشر وكان من مقاصده ان يؤلف بينهم , فرض عليهم توحيد اللغة فخرجت هذه اللغة عن أن تكون لغة شعب واحد منهم ولولا ذلك لم تؤثرها جميع الشعوب الإسلامية على لغاتها حتى عم انتشارها في المشرق والمغرب مع الإسلام.
وأمالاستشهاد من قبل الباحثين بما حدث في إيران وأسبانيا و كذلك ما حدث في تركيا الكمالية فهوي رجع إلى عوامل سياسية فالشعوب على لغات ملوكهم.
فأسبانيا مثلا التي كانت منارا لأوروبا طيلة سبعة قرون لم تستبدل العربية إلى لغة أخرى طواعية بل هناك حرب إبادة شنت على كل ماهو عربي أو إسلامي بالأحرى في ظل محاكم التفتيش التي تعد في تاريخ أوربا أكثر النقاط السوداء في تاريخها المملوء بالقهر والاستعمار والإبادة، كذلك الأمر في تركيا فقد حاول كمال أتانورك أن يمحو كل ما هو له صلة بالخلافة العثمانية والعروبة والإسلام في ظل الدعوة إلى الطورانية, وقس على ذلك ما حدث في إيران, وإن بقيت الحروف العربية هي لغة الكتابة للغة الفارسيةإلى الآن.
قد اصدق من يقول يوما باندثار العرب كجنس على مافيهم من المحاسن والمحامد وكرم الأصل والمحتد، لكن لا اصدق يوما من يقول باندثار العربية كلغة،والتاريخ الحديث شاهد على ذلك فقد واجهت اللغة العربية سيلا من الضربات على أيدي المستعمر في كل بلد إسلامي محاولا القضاء عليها وبدات هذه الضربات في المشرق والمغرب في وقت واحد وحمل لواء الهجمة الشرسة على اللغة العربية بعض المستشرقين وعدد من القضاة الأجانب في عدد من بلداننا الإسلامية واتهمت العربية بأبشع الاتهامات منها عجزها عن ادء مهمتها إزاء المخترعات الحديثة, فتصدىلهذه الهجمات علماء بررة وشعراء مجيدون يزودون عن اللغة العربية ويظهرون وجهها الناصع الذي تعفر من غبراء التأخر وتبع ذلك إنشاءالمجامع العربية, وتأليف المعجمات العربية وظهرت الدراسات الرصينة التي تؤكد وفاء العربية باستيعاب العلوم والاختراعات.
والحال الآن كما أوضح المؤتمر لايبشر بمستقبل للغة العربية -نعم مع هذا العجز العربي على المستوى السياسي والعطاء الحضاري والعلمي للعرب و يتحقق كل ما جاء به المؤتمر،,لكن كل الدلائل تشير من ناحيةأخرى إلى أن هناك صحوة مباركة تنتظم البلاد الإسلامية من شرقها إلى غربها:حفظا لكتاب الله وإقبالا على تعلم الفصحى ومدارسة اللغة العربية, دع عنك التي تشتكي ابنتها اللغة العربية-في الجزائر -فما عليك إلا أن تراجع تاريخ الجزائر لترى العجب العجاب- دولة ظل المستعمر فيها أكثر من قرن ونصف ومازالت لغته العربية هي اللغة الرسمية مما يؤكد حقيقة:
إن اللغة العربية باقية رغم المحتل ورغم قرارات المؤتمر.
يراجع كتاب اللغة العربية بين حماتها وخصومها للأستاذ أنور الجندي
ـ[محب القران]ــــــــ[14 Sep 2008, 06:23 ص]ـ
القضية اخي الكريم هي ان الاسلام يعيش في هذا العصر هجمة شرسه من الاعداء ومن كان في صفهم من المنافقين
هجمة مقننه مرتبه تستهدف اصول الدين وهي العقيدة ونبي هذا الدين عليه الصلاة والسلام وشرائع هذا الدين من جهاد وامر بالمعروف ونهي عن المنكر وحجاب للمرأة والتعامل معها وحدود هذا الدين من قصاص وغيرها
وما التشكيك في قداسة اللغه العربية التي هي لغة القران إلا نوع من الهجمة ايضا على كتاب الله الذي هو الاصل الاول من اصول التشريع لهذا الدين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سالم غزالي التغلبي]ــــــــ[14 Sep 2008, 07:13 م]ـ
أنا اقول ستبقى العربية لأن القرآن بدون اللغة العربية فكيف يكون القرآن الذي يتحدى الجن و الإنس؟
لا حول و لا قوة الا بالله
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[16 Sep 2008, 10:20 م]ـ
مما أورد هذا المؤتمر من أسباب انقراض اللغة ما يأتي:-
أولا: سياسة الغالب ولغته والمغلوب ولغته وسيادة لغة الغالب، وقد قال بهذا ابن خلدون رحمه الله وقد خفي على هؤلاء قوله تعالى " والله غالب على امره ولكن أكثر الناس لا يعلمون" يوسف: 21، وقد ورد لفظ الغالب في القرآن ثلاث مرات الأولى في سورة "آل عمران: 160 في معرض تأييده جل وعلا لرسوله والمؤمنين ونصره لهم وأنه إذا نصرهم الله فلا غالب لهم حيث قال تعالى "إن ينصركم الله فللا غالب لكم" والثانية في سورة الأنفال: 48 في معرض تزيين الشيطان لمن خرج من بيته كفرا ورياء ليصد عن سبيل الله جل وعلى فقال لهم" لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم". العجيب ما أورد الرحمن جل وعلا عقب حوار الشيطان هذا إذ يقول جل في علاه " فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه" وهذا دليل الهزيمة والخذلان المبين. من هذا نقول كم من مرة احتل فيها الغرب بلاد الإسلام وعمل على إبادة اللغة العربية وإحلال لغته محلها وباءت كل محاولاته بالفش الذريع وصدق عليهم قوله تعالى " قل موتوا بغيظكم" (آل عمران 119) لأن الله هو الغالب ولذا فلغة كتابه غالبة بأمره تعالى. وما مصير من يروج لانقراض اللغة العربية إلا مصير الشيطان النكوص والاعتذار والاختفاء، وهنا يجدر أن أشير إلى أمر هام لا يخفى على أحد لكن قد لا ينتبه إليه كثير ألا وهو أن اليونسكو أداة شيطانية يقوم عليها شياطين كبار ولعلهم هم الذين يمنون الغرب بهذا الهوس بانقراض اللغة العربية، وصدقوني حتى لو رفض العرب كلهم تماما دفع تكاليف الترجمة إلى العربية لاستمرت منظمات هيئة الأمم المتحدة في الترجمة للعرب بالعربية خشية أن ينقطع العرب عن حضور مؤتمراتها ومن ثم يضيع الكنز العربي السهل الذي يبتذه الغرب بلا معاناة.
ثانيا: مما ذكر أيضا الازدواجية اللغوية بين العامية المستخدمة على أوسع نطاق والفصحى التي تكاد لا يرى لها أثر ولا يسمع لها صوت، في هذا نقول باختصار ليس أكثر من المجتمع الأمريكي ازدواجية لغوية في العالم، لو نظرت إلى قاموس العامية الأمريكية تكاد تجزم أن ليس للأمريكان فصحى على الإطلاق ومثل هذا يقال في الإنجليزية البريطانية، لكني تحضرني لطيفة هنا وهي سطوة الإنجليزية الأمريكية على الإنجليزية البريطانية حتى أن الثانية أجبرت على استعارة الأفاظ الأمريكية المستحدثة في السياسة والإعلام وغيرها، ولعلم يظنون أننا نعاني مثل ما يعانون، كلا والله، فقد نزل القرآن وعند العرب أكثر من لهجة بل كان لكل قبيلة لهجة ومع ذلك اتفقوا على لهجة عامة هي لهجة قريش كانت كل القبائل تفهمها وتتحدثها ولم يؤد هذا إلى انقراض اللغة العربية، علاوة على ذلك عند نشأة علم النحو وما تلاه من علوم لغوية تم تأصيل هذه اللهجات وها نحن بعد أربعة عشر قرنا من الزمان لم نجد العربية انقرضت، ومن قال أن هذه اللهجات قد انقرضت فهو جد جاهل بما عليه حال العرب في بقاع بلادهم.
ثالثا: الفارق الكيفي لا الكمي بين العامية والفصحى وفيه نقول ما قلناه في البند الثاني، ونضيف عليه أنه بتحليل اللهجات العامية الحالية للعرب نجد أن لها صلة أو أخرى بالفصحى وما حدث فيها ماهو إلا تطور لغوي من قبيل النحت اللغوي أو ماشابهه.
وفي النهاية نقول:
قل موتوا بغيظكم
إن ينصركم الله فلا غالب لكم
والله غالب على أمره ولكن أكثر اناس لا يعلمون
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
ـ[وليد النجدي]ــــــــ[17 Sep 2008, 12:05 ص]ـ
بقاء اللغة العربية من بقاء القرآن , فهو كلام الله بلسان عربي مبين.
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[20 Sep 2008, 03:23 ص]ـ
هناك نقطتان أود أن أعقب عليهما، وهما ما ذكره الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية والدكتور أحمد محمد الضبيب الرئيس الأسبق لجامعة الرياض.
(يُتْبَعُ)
(/)
بالنسبة للدكتور علي جمعة يقول في فتواه "ن القرآن الكريم لا يشتمل على جميع اللغة العربية من جذورٍ وتراكيبَ ومعانٍ، وإنما على نسبة ضئيلة منها (أقل من 30% من الجذور العربية، مثلاً) وأن تلك النسبة الصغيرة في سياقاتها ودلالاتها المحددة هي التي تستمد قدسيتها من القرآن الكريم، وأمّا غالبية اللغة العربية، فليست مقدّسة، ولهذا فهي عرضة للتغيير، وطبعاً للانقراض كذلك" وهو يقرر هنا أن القرآن قد احتوى على ما يقارب 30% من جذور اللغة العربية، وأن هذه النسبة هي التي تستمد قدسيتها من القرآن، ثم ينطلق دون مقدمات إلى الجزم بأن باقي اللغة العربية ليست له قدسية ما ومن ثم عرضة للانقراض، وهنا نشير إلى عدة أمور:-
أولا: القرآن ككتاب حوى ما يقارب 30% من جذور اللغة العربية، هل تعلم البشرية كتابا آخر في لغة أخرى من أشهر اللغات في العالم الآن كالإنجليزية أو الفرنسية قد احتوى مثل هذه النسبة، لا نقول أكثر منها ولكننا نكتفي نسبة مقاربة؟ لا والله. حتى الكتاب المقدس المزعوم بشقيه القديم والجديد لا يحتوي على هذه النسبة أو ما يقارب منها. وهذا بحد ذاته يعتبر إعجازا للقرآن نشكر لفضيلة المفتي أن لفت الأنظار إليه.
ثانيا: إن كان القرآن ككتاب مستقل قد حوى هذه النسبة من جذور اللغة العربية، وهو الوحي من الله لفظا ومعنى، فما بال السنة المطهرة واحتوائها للنسبة الباقية من جذور اللغة العربية وهي مثل القرآن شرحا له وتفسيرا وهي الوحي من الله معنى واللفظ لرسوله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى؟ ولعل هذا يفسر لنا مساندة الغرب لمن يسمون أنفسهم "القرآنيون" الذين يريدون عزل السنة أو بمعنى أدق القضاء عليها، ثم يأتي الدور على القرآن بعد ذلك، هيهات هيهات لما يوعدون.
ثالثا: إن كان القرآن ككتاب مستقل قد حوى هذه النسبة من جذور اللغة العربية، فما بال كتب التفسير وعلوم القرآن؟ ألم تحو هذا المؤلفات وأمهات الكتب التي تعج بها مكتبة فضيلة المفتي في بيته ومكتبه بباقي جذور اللغة العربية؟
ومن هذه النقطة نعرج على ما ذكره الدكتور أحمد محمد الضبيب، "تفسير الآية التي أوردناها سابقاً ? إنّا نحن نزّلنا الذكرَ وإنّا له لحافظون?، فأوضح أن الله سبحانه وتعالى لم يتعهّد بحفظ اللغة العربية أو ضمان بقائها، وإنما ضمن حفظ " الذِّكر" (وهو القرآن الكريم). ولهذا فإن اللغة العربية يمكن أن تنقرض ويبقى الذِّكر الحكيم بشريعته" هنا نقول:
أولا: إذا كان الرحمن قد تعهد بحفظ الذكر وهو القرآن الكريم، ويمكن أن يبقى الذكر بشريعته، ماذا فعل العلماء حتى تصل شريعة هذا الذكر إلينا على النحو المفصل التي هي عليه الآن؟ وإذا كانت اللغة العربية ستنقرض، فهذا حكم على كافة المؤلفات التي تحوي تفاصيل هذه الشريعة بالموت ويبقى القرآن أعزلا بلا شارح أو مادح، ولعل هذا ما يسعى إليه الغرب، وما مصيرهم إلا الخسران المبين. ولعمري على الفرض أن هذا يحدث، لهو من الفأل الحسن بإحياء هذا التراث والبحث في أسراره و إثراء مكتبة القرآن وعلومه إذ يسعى المسلم إلى معرفة أحكام القرآن في كافة مناحي الحية، لأن القرآن أنزل ليمشي على الأرض كما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولهذا إن كانت اللغة العربية ستنقرض، فكذلك كافة علوم الشرع من فقه وتفسير وحديث واجتهاد وغيرها، ولا أظن أن الدكتور الضبيب يقول بهذا.
ثانيا: مما أضاف فضية الدكتور الضبيب كذلك تأييدا لما ذهب إليه انقراض اللغة العربية في إيران بعد أن كانت لغة البلاد الرسمية والثقافة فيها، وبقي القرآن الكريم في تلك البلاد. والمثل ينطبق على إسبانيا كذلك، فقد انقرضت اللغة العربية هناك وبقي ثمة مسلمون يهتدون بالقرآن. أما انقراض اللغة العربية في إيران، فكلنا يعلم الحلم الشيعي بإنشاء إمبراطورية فارسية شيعية تكون امتدادا للحكم الفارسي القديم. وقد حاول الشيعة من قبل في المغرب العربي وزحفوا إلى مصر في العهد الفاطمي وأقاموا قاهرة المعز لجعلها معقلا للشيعة وبناء الأزهر الشريف لنشر المذهب الشيعي، لكن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، فأرسل الحاكم الكردي صلاح الدين الأيوبي رحمه الله وقضى على حلمهم وجعل القاهرة حصنا للسنة والأزهر مدرسة لها وجيش الجيوش في مواجهة الصليبين ودحرهم. لكن لعل الدكتور الضبيب يشير من طرف خفي إلى شبه اتفاق وتحالف بين القوى المتعاندة في الماضي وشبه المتناحرة ظاهرا ذرا للرماد في ألأعين في الحاضر بجعل بلاد فارس نموذجا للشرق الأوسط الجديد حيث يتلى القرآن بلغته وتندثر علومه باللغة العربية وتتداول باللغات المحلية أيا كانت.
أما مثال إسبانا فهو قياس في غير موضعه كذلك فكلنا نعلم ما حدث للمسلمين هناك بفعل اليهود والنصارى والعملاء، فلم يكن الأمر انقراض اللغة العربية بل انقراض المسلمين هناك ومن ثم انقرضت اللغة العربية بانقراضهم، وهذا ما بشرت به الفاتيكان في مجامعها الأخيرة بأن تحل الألفية الثالثة ويكون الدين كله للمسيحية، لكن خيب الله أملها وشتت حلمها، ويأبى الله إلا أن يكون الدين خالصا له جل وعلا. وعليه إن كانت منظمة اليونسكو تبشر بانقراض اللغة العربية فهي تبشر كذلك بانقراض المسلمين وهنا يتضح الرابط بينها وبين الفاتيكان وتبرز أصابع خفافيش الظلام في وضح النهار.
ولو صح أن اعتمدنا ما ساقه الدكتور الضبيب لذكرنا الجزائر والمغرب وتونس، وهي بلاد عربية عمل الاحتلال الفرنسي دائبا على قتل اللغة العربية هناك حتى أن أهل هذه البلاد ليتحدثون بالفرنسية إلى الآن، لكن هل كانت هذه نهاية المطاف؟ أبدا فاللغة العربية باقية هناك يتحدثها المسلمون وغيرهم جنبا إلى جنب مع اللغات الأخرى. وبإحصاء القائمين على تدريس اللغة العربية في فرنسا الآن، نجد أن أكثر من 90% منهم من المغرب والجزائر وتونس، الله أكبر. أرادوا وأراد الله , والله فعال لما يريد. هذا بالإضافة إلى الجانب التجاري فيكفي أن نقول أن كافة المنتجات القادمة من تونس والمغرب والجزائر لا توجد عليها أيه بيانات باللغات المحلية، وكثيرا ما تجد عليها هذه البيانات باللغة العربية.
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الر يس]ــــــــ[29 Mar 2009, 03:12 م]ـ
هناك بحث لدكتورمصري عالم باللغويات في جامعة لندن تكلم عن اندثار اللغات سمعته في الإذاعة السعودية وتكلم عن حفظ الله لهذا القرآن ومن ثم حفظ لغته وأن لغة آدم هي العربية وأنها اللغة الأم خرجت من مركز الأرض وهي الكعبة المشرفة ثم تعود إليها بعد انتشارها ومامن لغة فيها من حروف اللغة العربية إلا حفظت مثل الهندية والصينية وهي لغة أهل الجنة
ـ[أحمد الر يس]ــــــــ[29 Mar 2009, 03:18 م]ـ
يوجد بحث لدكتورمصري عالم باللغويات في جامعة لندن تكلم عن اندثار اللغات سمعته في الإذاعة السعودية وتكلم عن حفظ الله لهذا القرآن ومن ثم حفظ لغته وأن لغة آدم هي العربية وأنها اللغة الأم خرجت من مركز الأرض وهي الكعبة المشرفة ثم تعود إليها بعد انتشارها ومامن لغة فيها من حروف اللغة العربية إلا حفظت مثل الهندية والصينية وهي لغة أهل الجنة ويشير هذا الباحث بإن بقاء التصاريف في اللغة واستخدام الماضي والحاضر والمستقبل يحافظ على بقائها بعكس الإنجليزية تم اختصار الزمن بقوله الأن والله أعلم وأحكم.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[29 Mar 2009, 04:40 م]ـ
سبحان الله.!!
وكأنَّ هذه الدراسة وغيرها تُمهِّدُ أولاً لإقناعِ المسلم العربي بالفكرة , حتى إذا اقتنع استخدموا أساليب أخرى ماكرةً للقضاء على العربية , ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
ولا يخلوا من المسؤولية كاهل الخطباء والأئمة والمدرسين والدعاة إلى الله ومدرسي الجامعات الذين استبدلوا الفصحى الجميلة الجليلة بالعامية الباردة فأنزلتهم العامة وعجزوا عن رفعها إلا ماشاء ربك.(/)
الجامع في تفسير سورة الفاتحة
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[19 Apr 2007, 09:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
(قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (البقرة:32)
1 - مدخل لتفسير سورة الفاتحة.
أولا: أسماء سورة الفاتحة:
للفاتحة أسماء متعددة مما يدل على شرفها، وعلو مقاصدها، ونبل أهدافها، وشمولية موضوعاتها، مما يجعل اسما واحدا غير كاف للدلالة عليها، إذ إن العنوان له علاقة بمضامين المعنون له، وأهدافه ومقاصده.
وقد بلغت أسماء الفاتحة عند السيوطي (ت 911 هـ) في كتابه الإتقان إلى ما ينيف عن عشرين اسما، نذكر منها ما يلي:
1 - سورة الفاتحة: أي فاتحة الكتاب، وسميت بذلك لأن القرآن افتتح بها، إذ هي أول ما يتلوه القارئ من الكتاب العزيز، وإن لم تكن أول ما نزل من القرآن، وقد اشتهرت بهذا الاسم في أيام النبوة. يقول الإمام الطبري (ت 310 هـ) في تعليل هذه التسمية:
" وسميت فاتحة الكتاب لأنها يُفتتح بكتابتها المصاحف، ويقرأ بها في الصلوات، فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن في الكتابة و القراءة ".
تفسير الطبري، ج 1، ص 107.
وهذه الإشارة الذكية من قبل الطبري ـ رحمه الله ـ إشارة عظيمة المعنى، تفصح عن إدراك عميق لبنية الخطاب القرآني، فهو يشكل منظومة متكاملة، يجوز لنا أن نصطلح عليها بالوحدة النسقية تمييزا لها عن معهود الوحدات التي تنتظم الخطابات البشرية كالوحدة الموضوعية، والوحدة الفنية، و الوحدة المنطقية. فالقرآن الكريم يمتاز بفرادته و تميزه، فهو نسيج و حده، ومن ثم لا يجوز لنا أن نسقط عليه مصطلحات تستعمل للتوصيف العلمي للأعمال البشرية، بل لا بد من توليد مصطلحات خاصة به تدل على فرادته و إعجازه.
و الملاحظ من نص الطبري تعليل التسمية ب:
1 - يبدأ بها المصحف.
2 - تبدأ بها الصلاة.
3 - مقدمة لما سيتلوها من سور الذكر الحكيم.
و في التعليل الثالث ملمح عظيم، ذلك أن سورة الفاتحة تضمنت بشكل مجمل و معجز ما تكفلت باقي سور القرآن الكريم بتفصيله، و من ثم فهي بمتابة المقدمة لباقي الذكر الحكيم.
و ذكر القرطبي (ت 671 هـ) إجماع العلماء حول تسميتها بالفاتحة، معللا هذه التسمية ـ فضلا عما ذكرناه ـ بكونها " تفتتح بها الكتابة في المصحف خطا، و تفتتح بها الصلوات ".
تفسير القرطبي، ج 1، ص 172
2 - أم القرآن: لكونها أصلا ومنشأ له، إما لمبدأيتها له، وإما لاشتمالها على ما فيه من الثناء على الله عز وجل، والتعبد بأمره ونهيه، وبيان وعده ووعيده، أو على جملة معانيه من الحكم النظرية، والأحكام العملية التي هي سلوك الصراط المستقيم والاطلاع على معارج السعداء، ومنازل الأشقياء. ويعزز ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة لمن يقرأ بأم القرآن). " لتسمية العرب كل جامع أمرا ـ أومقدِّمٍ لأمر إذا كانت له توابع تتبعه، هو لها إمام جامع ـ " أمًّا ". فتقول للجلدة التي تجمع الدُّماغ: أم الرأس. و تسمي لواء الجيش و رايتهم التي يجتمعون تحتها للجيش أمًّا ... وقد قيل: إن مكة سميت أمَّ القرى لتقدمها أمام جميعها، و جَمْعِها ما سواها. وقيل إنما سميت بذلك، لأن الأرض دحيت منها فصارت لجميعها أمّاً "
تفسير الطبري، ج 1، ص 108/ 109.
وسورة الفاتحة هي كالأم لباقي سور القرآن الكريم لاشتمالها على المعاني التي في القرآن الكريم:
أ. الثناء.
ب. الربوبية.
ج. الألوهية.
د. الهداية.
ه. الثبات على الإيمان.
و. قصص المم العابرة.
ز. المصير والمآل.
ويعلل الإمام القرطبي (ت 671هـ) تسميتها بأم القرآن بقوله: " في الفاتحة من الصفات ما ليس لغيرها، ومن شرفها أن الله سبحانه قسمها بينه وبين عبده، ولا تصح القربة إلا بها، ولا يلحق عمل بثوابها، وبهذا المعنى صارت أم القرآن العظيم، كما صارت (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن، إذ القرآن: توحيد، وأحكام و وعظ ... و الفاتحة تضمنت التوحيد، و العبادة، والوعظ، و التذكير، و لا يستبعد ذلك في قدرة الله تعالى ".
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي، ج 1، ص 171.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - أم الكتاب: وسميت بأم الكتاب لأنه يبدأ بقراءتها في الصلاة، و لجمعها ما سواها من آي و سور الذكر الحكيم، ومن ثم فهي لها كالأم. وذكر القرطبي (ت 671 هـ) اختلاف العلماء في جواز إطلاق هذه التسمية على السورة الكريمة، فجوزه الجمهور، و كرهه مالك (ت179 هـ) و الحسن (ت 221هـ) و ابن سيرين (ت 110هـ) " تفسير القرطبي 1/ 172 ". و الواقع أن هذا الاعتراض على التسمية من قبل هؤلاء العلماء الأعلام رغم وجاهته، فإننا نجد أدلة الجمهور أقوى، فالكتاب اسم من أسماء القرآن الكريم: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا) " سورة الكهف، الآية 1 ". كما يشهد له الحديث النبوي الشريف: (الحمد لله أم القرآن و أم الكتاب و السبع المثاني) " أخرجه الترمذي (ت 297 هـ) في سننه ".
4 - السبع المثاني: لأنها سبع آيات، وتثنى (تتكرر تلاوتها) في الصلاة، فتقرأ في كل ركعة، أو لتكرار نزولها.
ومما أثر عن الإمام علي رضي (ت40 هـ) ـ الله عنه ـ أنه سئل عن السبع المثاني فقال:
" (الحمد لله رب العالمين) فقيل له: إنما هي ست آيات، فقال: (بسم الله الرحمان الرحيم) آية ".
وأخرج الإمام أحمد (ت 241هـ) عن أبي هريرة (ت 59هـ) عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (هي أم القرآن وهي السبع المثاني وهي القرآن العظيم).
وأخرج الإمام ابن جرير (ت 310 هـ) عن أبي هريرة (ت 59هـ) عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (هي أم القرآن، وهي فاتحة الكتاب، وهي السبع المثاني).
5 - سورة الشفاء والشافية لقوله صلى الله عليه وسلم: (هي الشفاء من كل داء) " أخرجه الدارمي (ت 255 هـ) في سننه، و البيهقي (ت 458هـ) في شعب الإيمان ".
6 - الأساس: فإنها أساس القرآن، قال ابن عباس (ت 68هـ) ـ رضي الله عنه ـ: " لكل شيء أساس ... وأساس الكتب القرآن، و أساس الفاتحة (بسم الله الرحمن الرحيم)، إذا اعتللت أو اشتكيت فعليك بالأساس تُشفى " " تفسير القرطبي 1/ 174 ".
7 - الوافية: كان سفيان بن عيينة (ت 198هـ) يسمي فاتحة الكتاب: لأنها تشكل وحدة متكاملة، غير قابلة للتبعيض، و لا الاختزال، و لا يجزئ أن تقرأ نصفها في ركعة، ونصفها الآخر في ركعة ثانية، خلافا لباقي سور القرآن الكريم " تفسير القرطبي 1/ 175 ".
8 - الكافية: عن عفيف بن سالم (ت بعد 180هـ) قال: سألت عبد الله بن يحيى (الطبقة السابعة، من كبار أتباع التابعين) عن القراءة خلف الإمام، فقال: عن الكافية تسأل؟ قلت وما الكافية؟ قال: الفاتحة، أما علمت أنها تكفي عن سواها، ولا يكفي سواها عنها " القرطبي 1/ 175 "، و يشهد لذلك حديث رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ: (أم القرآن عوض من غيرها، و ليس غيرها منها عوضا) " أخرجه الدرقطني (ت 385هـ) في سننه 1/ 322 ".
9 - الصلاة: وقد سميت بذلك للحديث القدسي الوارد في فضلها، روى مسلم بن الحجاج (ت 261 هـ) عن أبي هريرة (ت 59هـ) قال: سمعت رسول الله يقول: قال الله تعالى: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي قسمين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: (الحمد لله رب العالمين) قال الله تعالى: حمدني عبدي، و إذا قال العبد: (الرحمن الرحيم) قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، و إذا قال العبد: مالك يوم الدين) قال: مجدني عبدي، و قال مرة: فوض إلي عبدي. و إذا قال: (إياك نعبد و إياك نستعين) قال: هخذا بيني و بين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل. فإذا قال: (إهدنا الصراط المستقيم ... ) قال: هذا لعبدي و لعبدي ما سأل) " أخرجه مسلم (ت 261 هـ) في صحيحه، و الإمام أحمد (ت 241 هـ) في مسنده ". ولأن الصلاة لا تصح إلا بقراءتها كما سنبين ـ إن شاء الله تعالى ـ عند الحديث عن أحكام السورة الكريمة.
10 - سورة الحمد: لأن فيها ذكر الحمد، فالحمد عنوانها ولذلك صار علما عليها كما هو الشأن بالنسبة لكثير من سور الذكر الحكيم، كسورة الأعراف، و الأنفال و التوبة، و الضحى و العصر و غيرها كثير " القرطبي 1/ 172 ".
(يُتْبَعُ)
(/)
11 - القرآن العظيم: للحديث النبوي الشريف الذي رواه البخاري (ت 256هـ) في صحيحه،كتاب فضائل القرآن، باب فاتحة الكتاب، ج 2، ص 103، دار الفكر، والإمام أحمد (ت 241هـ) في مسنده: (الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته).
وعلل القرطبي (ت 671 هـ) هذه التسمية بقوله: " سميت بالقرآن العظيم بتضمنها جميع علوم القرآن وذلك أنها تشتمل على الثناء على الله عز وجل بأوصاف كماله وجلاله، وعلى الأمر بالعبادات والإخلاص فيها، والاعتراف بالعجز عن القيام بشيء منها إلا بإعانته، وعلى الابتهال إليه في الهداية إلى الصراط المستقيم، وكفاية أحوال الناكثين، وعلى بيانه عاقبة الجاحدين " القرطبي ج 1، ص 173/ 174 ".
12 - الرقية: السورة بأجمعها رقية، فهي فاتحة القرآن الكريم، ومتضمنة لجميع علومه، وقد دل الحديث النبوي الشريف على ذلك، وعززه القرآن الكريم (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً) (الإسراء:82).
13 - الكنز: لقوله صلى الله عليه وسلم حاكيا عن الله عز وجل: (فاتحة الكتاب كنز من كنوز عرشي) " أخرجه البيهقي (ت 458 هـ) في شعب الإيمان، ج 2، ص 448، دار الكتب العلمية ".
ثانيا: فضائل سورة الفاتحة:
ورد في فضل سورة الفاتحة أحاديث متعددة، مما يدل على عظم شأنها، وقد اقتصرنا على ثلاثة أحاديث توخيا للاختصار، وهي:
1 - روى الإمام مسلم (ت 261 هـ) في صحيحه عن ابن عباس (ت 68 هـ) أنه قال: (بينما جبريل قاعد مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك، فقال: هذا الملك ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم وقال: أبشر بنورين قد أوتيتهمالم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته) " صحيح مسلم، باب فضل الفتاحة و خواتيم سورة البقرة " صحيح مسلم، باب فضل الفاتحة و خواتيم سورة البقرة، ج 2، ص 458، رقم الحديث 247، دار الشعب، مصر ".
2 - عن أبي سعيد ابن المعلى (ت 73 هـ) قال: كنت أصلي فدعاني النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلم أجبه، قلت يارسول الله: إني كنت أصلي. قال: ألم يقل الله: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم) سورة الأنفال، الآية 24 " ثم قال: ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد؟. فأخذ بيدي، فلما أردنا أن نخرج قلت: يا رسول الله إنك قلت ألا أعلمك أعظم سورة من القرآن. قال: (الحمد لله رب العالمين) هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته. أخرجه البخاري (ت 256 هـ) في صحيحه كتاب فضائل القرآن، باب فاتحة الكتاب، ج 2، ص 103، و الإمام أحمد (ت 241 هـ) في مسنده.
3 - عن عبادة بن الصامت (ت 34 هـ) ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) " أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب كتاب الصلاة، باب وجوب القراءة، ج 1، ص 184 ".
4 - عن أبي هريرة (ت 59 هـ) ـ رضي الله عنه ـ قال: قال النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ: (و الذي نفسي بيده ما أنزلت في التوراة، ولا في الإنجيل، و لا في الزبور، و لا في الفرقان مثلها، وإنها سبع من المثاني، و القرآن العظيم الذي أعطيته) " أخرجه الترمذي (ت 279 هـ) في سننه، كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في فضل الفاتحة، ج 5، ص 155/ 156، طبعة الحلبي بمصر".
ثالثا: نزول الفاتحة
اختلف العلماء في نزولها، ذهب أكثر العلماء إلى أنها نزلت بمكة، ومن ثم فهي مكية، وذهب مجاهد (ت 104هـ) إلى أنها نزلت بالمدينة ومن ثم فهي مدنية، وقيل إنها نزلت مرتين، مرة بمكة حين فرضت الصلوات الخمس، ومرة بالمدينة حين حولت القبلة. والقول بمكيتها أصح الأقوال قاله البغوي (ت 510هـ) " إنها مكية لأن الله تعالى منَّ على الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ بقوله: (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) (الحجر:87)، والمراد منها: فاتحة الكتاب. و سورة الحِجْرِ مكية، فلم يكن يمنّ عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
بها قبل نزولها " معالم التنزيل للبغوي 1/ 37 "، ورجحه البيضاوي (ت 685 هـ) " تفسير البيضاوي 1/ 5، وحاشية شيخ زادة (ت 951 هـ) على البيضاوي 1/ 13 ".
وما يظهر لي من الاختلاف الوارد في نزولها أنها حيرت المسلمين وأذهلتهم، فهي لا تخضع للمقاييس المميزة للقرآن المكي عن القرآن المدني، من حيث التاريخ والمكان والمضمون. فسورة الفاتحة واكبت مسار الرسالة المحمدية من البعثة إلى الهجرة، وكذلك القرآن الكريم واكب الدعوة، وتطور المجتمع الإسلامي. كما أن الفاتحة حاملة لمعاني الذكر الحكيم، ومتضمنة لأهدافه ومقاصده، فأصبح من الصعب تحديد تاريخ ومكان نزولها بدقة.
رابعا: عدد آياتها
ذكر القرطبي (ت 671 هـ) إجماع الأمة على أن سورة الفاتحة من القرآن الكريم، وأن عدد آياتها سبع، محتجا بقوله تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) (الحجر:87)،كما أن الحديث النبوي الشريف: (قسمت الصلاة) يؤكد ذلك " تفسير القرطبي 1/ 176 ".
خامسا: مقاصد ومعاني سورة الفاتحة
غريب هو القرآن الكريم، من حيث أتيته بهرك، وكلما أمعنت وتمعنت تفتقت أكمامه، وفاض معينه، وملأ عقلك، وكفى وجدانك، وغمرتك روحانيته.
الكثير من المعاني، والأحكام العقدية والعملية، والتوجيهات، والمقاصد والأهداف، وإلمام شامل بطبائع الخلق، وتلبية لرغبات الجسد، واستجابة لمتطلبات الروح، كل هذا يأتيك في نسق بديع، وتركيب قويم، جلال وجمال، غير ما نألفه في كتابات البشر.
تأتي سورة الفاتحة نموذجا جليا على ما ذهبنا إليه، فقد حوت الحياة في آيات محدودة، وجمل معدودة، لو أدرت التفصيل لوجدتها في كل ما تلاها من سور القرآن الكريم، وفي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وسيرته العطرة.
ولعل ذلك من أسرار جعل الصلاة لا تتم إلا بقراءة الفاتحة، ليقرأها المصلي سبع عشرة مرة في اليوم والليلة، متذكرا بها ما بسط في القرآن الكريم، ومتأسيا بالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي كان قرآنا يمشي على الأرض، فهو قد أحال تعاليم السماء إلى واقع عملي، فأقام بذلك الحجة على أن مقصد الدين ربط الإنسان بربه و بذلك تنشأ علاقة ثلاثية الأبعاد: علاقة الإنسان بربه و هي علاقة عبودية، و علاقة الإنسان بالكون و هي علاقة تسخير، و علاقة الإنسان بأخيه الإنسان و هي علاقة أخوة و تعاون و تآزر. وهذا هو ما يحقق سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة.
كما أن هذه الصلاة التي لا تكمل إلا بتلاوة الفاتحة تحمل الإنسان على الالتزام بالأوامر، والانتهاء عن النواهي، والإخلاص في العبادة بمفهومها الشامل، تعبيدا للحياة كل الحياة لرب الحياة.
إن سورة الفاتحة بصنيعها هذا شأنها شأن القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة تعمل على تشكيل التفكير الاستراتيجي، المنطق من منظومة أسها العقيدة، وصلبها الأحكام العملية، ونتاجها السلوك والأخلاق. إنها إعلان عن ميلاد الإنسان المتحرر من جميع مظاهر العبودية، ليكون عبدا خالصا لله تعالى، الإنسان العدل، الذي لا يظلم ولا يقبل الظلم، مفتاح للخيرات ومغلاق للسوء والفحشاء، حرب على الطغاة والظلمة، سند للمستضعفين ودعم للمقهورين.
إنسان ينطلق من نية صحيحة، مجدد لهذه النية، مما يعوده على التفكر والتدبر في كل أمر قبل الشروع في تنفيذه، لا يؤمن بالتلقائية والفوضى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) (القمر:49). بل يلبس لكل أمر لبوسه بعد الاستخارة والاستشارة، يأخذ بالأسباب المناسبة والكافية، معتمدا منهج التدرج المؤسس على الأهداف والمقاصد، لأنه لا يؤمن بمنطق الطفرة، المفضي إلى نتائج عكسية، كما تثبت ذلك تجارب الحياة العملية.
إنسان عماده في كل أعماله الإخلاص الذي هو سبيل الجودة والإتقان والوفرة، وهي شروط التنمية المستديمة، التي تفضي إلى تحقيق الرفاهية، المحققة للكرامة التي ارتضاها الله تعالى لعباده.
(يُتْبَعُ)
(/)
إنسان العزم والتوكل، إذا عزم على التنفيذ توكل على الله تعالى، وفي ذلك تحديد للمسؤوليات، فالإنسان مسؤول على الأخذ بالأسباب، أما النتائج فإنه يعلقها على الله تعالى. ومن ثم فإن الدعم الذي يقدمه التوكل للإنسان لا حدود له، إذ إنه يشجع الإنسان على المضي في العمل، متى أخذ بالأسباب الكافية والمناسبة، دون تخوف من النتائج والعواقب لأنه يعلم أنه مجازى على العمل، وغير مسئول عن النتائج. فإذا جاءت النتائج إيجابية حمد الله على التوفيق، وشكر النعمة بتعميمها على الخلق باعتبارهم عيال الله، وإذا جاءت النتائج سلبية علم أنه ابتلاء أوعقاب، فعمل على مراجعة أعماله، من حيث الإعداد والأخذ بالأسباب، وراجع سلوكاته كلها.
إنه إنسان يأخذ بمبدأ التقييم والتقويم:
(حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا)
مأثور عن عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
سنن الترمذي ج8، ص 499.
وذلك للوقوف على الايجابيات والعمل على تقويتها، والسلبيات والعمل على تلافيها، والبحث عن البديل الأكفى.
إنه إنسان يؤمن بالقضاء والقدر، وأن الخير فيما اختاره الله، وأن المؤمن مصاب، وأن الإنسان لو اطلع على الغيب لاختار الواقع، وأن (لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ) (الرعد: من الآية38). إنها عناصر دعم نفسي مهمة جدا في حالة الفشل وعدم إدراك الهدف، حتى لا يتحول هذا الفشل إلى إحباط وانكسار، وفقدان ثقة في النفس، مما يكون له عواقب مدمرة على الفرد والجماعة.
إن هذه العناصر المدعمة لا ينبغي أن تتحول إلى تبرير الفشل، والانتقال إلى التواكل، حيث يسقط الأخذ بالأسباب، وينزع الإنسان إلى التكاسل، وهو من أبرز علامات الانحطاط الحضاري، ومن أهم أسباب انكسار المسلمين اليوم، وذهاب شوكتهم. أو إلى نقل الفاعلية من الإنسان الحي إلى الإنسان الميت، كالتعلق بالأولياء والصالحين، و الاعتقاد أن بيدهم مقاليد الكون يصرفونها وفق إرادتهم، لما لهم من مكانة خاصة عند الله. فسورة الفاتحة تبين أن التوكل يتعين أن يكون على الله، و أن الاستعانة لا تستمد إلا منه سبحانه، ثقة في علمه و قدرته. فلا واسطة بين الحق و الخلق إلا العمل الصالح كما بين ابن تيمية (ت 728 هـ) ـ رحمه الله ـ في رسالته الشهيرة الواسطة بين الحق و الخلق.
إن سورة الفاتحة تضمنت مقاصد القرآن الثلاث على وجه الإجمال، وهي:
1 - إقرار العقيدة: حيث عملت سورة الفاتحة على إقرار مبدأ التوحيد، فالله تعالى متفرد بالخلق، ومتفرد بالرعاية لكافة مخلوقاته، فهو سبحانه المتكفل بالرزق، ومن ثم وجب عقلا وشرعا أن يكون متفردا بالعبادة، وبذلك جمعت السورة بين توحيد الربوبية وتوحيد العبودية، كما تضمنت الإشارة إلى أحد أركان الإيمان ألا وهو البعث والنشور.
2 - إقرار التكاليف: من ضمن المقاصد التي ركزت عليها سورة الفاتحة إقرار العبودية لله تعالى، والعبادة هنا وردت مطلقة ـ بمعناها العام ـ الذي يفيد كل أمر يصدر عن الله تعالى بالفعل أو الترك سواء تعلق الأمر بالعبادات أم المعاملات،فإذا أقامه العبد فقد أقام العبادة لله.
إن العبادة بهذا المفهوم الشمولي تفيد تعبيد الحياة كل الحياة لله رب العالمين، وذلك تحقيقا لمبدأ الاستخلاف حيث يسعى الإنسان إلى عمارة الأرض وابتغاء وجه الله.
3 - إقرار مبدأ المسؤولية: إن هذه السورة الكريمة تبين أن الحياة تقوم على مبدأ المسؤولية، فالإنسان حر في تصرفاته، ولكنه مسؤول مسؤولية مزدوجة أمام الخالق والخلق.
أما المعاني التي تضمنتها سورة الفاتحة فهي كثيرة، منها ما هو مصرح به، ومنها ما هو ضمني، أو يستفاد من دلالة السياق، أو عن طريق مفهوم المخالفة، أو غيرها من عوامل استخراج المعنى، لذلك فإنه يصعب علينا تحديد معانيها على وجه الاستقصاء، ومن ثم فإنني سأحاول الوقوف على أبرز المعاني التي تضمنتها هذه السورة الكريمة، والتي يمكننا إجمالها في ما يلي.
1 - توحيد الربوبية.
2 - توحيد العبودية.
3 - الثناء على الله تعالى.
4 - الهداية.
5 - الثبات على الإيمان.
6 - قصص الأمم السابقة.
7 - المصير والمآل.
8 - إثبات النبوة.
9 - المسؤولية والجزاء.
10 - الآداب والسلوك (سيرة الصالحين).
11 - الاعتصام بالله، وإخلاص الدين له.
وبالله التوفيق.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[19 Apr 2007, 10:17 م]ـ
بارك الله فيك فضيلة الدكتور أحمد بزوي الضاوي حفظه الله على هذا الجامع الجامع.
ومع الاتفاق في العد بكونه سبع اختلاف في مواطنه فقد عد المكي والكوفي البسملة دون ما سواهما.والموطن الثاني (أنعمت عليهم) عده المدنيان والشامي والبصري دون المكي والكوفي فهي سبع للجميع مع الاختلاف في هذين الموضعين. وانعقاد الإجماع على أن الفاتحة سبع آيات.
محبكم
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[20 Apr 2007, 01:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل أيمن صالح ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد، فإني أشكركم أخي الكريم على تواصلكم و تقديركم، آخذا ملاحظاتكم بعين الاعتبار. جزاكم الله خيرا على إثرائكم الموضوع.
وتفضلوا أخي الكريم بقبول خالص تحياتي و تقديري.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[22 Apr 2007, 04:46 م]ـ
زادكم الله علما وتوفيقا
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[23 Apr 2007, 07:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل زكرياء توناني ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد، فإني أشكركم شكرا جزيلا على تواصلكم و اهتمامكم و تقديركم. جزاكم الله خيرا.
وتفضلوا أخي الكريم بقبول خالص تقديري و محبتي.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[25 Apr 2007, 12:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الإخوة الأفاضل: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإني أحمد الله إليكم أن وفقنا للاجتماع على مائدة القرآن دراسة و تدبرا. سائلين الله تعالى أن يوفقنا للفهم الصحيح، و العمل الصالح، الخالص لوجه الله الكريم.
ونورد هنا نصا لابن كثير (ت 774 هـ) ـ رحمه الله ـ: " و هي سبع آيات بلا خلاف. و قال عمرو بن عبيد (ت 143هـ) ثمان. وقال حسين الجعفي (ت203 هـ) ستة، و هذان القولان شاذان. و إنما اختلفوا في البسملة هل هي آية مستقلة من أولها بالكلية كما هو قول أهل المدينة من القراء و الفقهاء على ثلاثة أقوال كما سيأتي تقريرها في نوضعه ـ إن شاء الله تعالى و به الثقة.
وقالوا و كلماتها خمس و عشرون كلمة و حروفها مائة و ثلاثة عشر حرفا "
" تفسير ابن كثير 1/ 9 طبعة دار الفكر، بيروت "
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[25 Apr 2007, 09:22 ص]ـ
أستاذنا الفاضل، ليتكم تفسرون قصار السور على نفس هذه الطريقة، وتجعلونها على شكل حلقات، فما رأيكم؟
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[25 Apr 2007, 10:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أخي الفاضل زكرياء توناني ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإني أشكركم عى اهتمامكم و تقديركم، و بإرشادكم إلى التدبر في قصار السور تنبيه إلى حاجة ملحة، وأنتم بذلك مفاتيح الخير، فطوبى لكم. و جعلنا الله عند حسن ظنكم. و لا تنسوني أخي الكريم من صالح دعائكم. جزاكم الله خيرا.
وتفضلوا أخي العزيز بقبول خالص محبتي و تقديري.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[30 Apr 2007, 06:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا ...................... وفي انتظار درركم وفوائدكم.
ـ[ابو المنذر]ــــــــ[26 Jun 2007, 02:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم ايها الاخوة الكرام لا تعجبوا فقد تكلم عليها ابن القيم في مدارج السالكين انها آية:اياك نعبد واياك نستعين ...
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[02 Mar 2008, 02:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل أبو المنذر ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإني أشكركم على تواصلكم و اهتمامكم.
أما الكتاب الذي ألمحتم إليه فهو كتاب عظيم الشأن لعلم من أعلام الإسلام: الإمام أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية، المولود بدمشق ـ المحروسة ـ سنة 691 هـ، و توفي سنة 751 هـ و دفن في سفح جبل قاسيون بدمشق.
المفسر، و المحدث، و الأصولي، و الفقيه. صاحب التصانيف المشهورة في مختلف المعارف الإسلامية.
من كبار فقهاء الحنابلة، وأنبه تلاميذ ابن تيمية المتوفى سنة 728 هـ.
و العنوان الكامل للكتاب الذي أشرتم إليه: مدارج السالكين بين منازل (إياك نعبد و إياك نستعين)، و يقع في ثلاثة مجلدات، طبعة دار التراث العربي، القاهرة، الطبعة الأولى، 1402 هـ / 1982 م.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[عبد الغني عمر ادراعو]ــــــــ[02 Nov 2010, 07:26 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
اطلعت على مقال فضيلة الدكتور أحمد بزوي الضاوي حفظه الله تعالى، وهو بحث قيم جزاه الله خيرا، فأحببت أن أنبه إلى وجود بحث لفضيلة الدكتور محمد المغراوي حفظه الله تعالى وهو مستل من مشروعه الكبير:" التدبر والبيان في تفسير القرآن بصحيح السنن " وكان قد طبع هذا الجزء منه في تفسير سورة الفاتحة، نظرا للحاجة إليها في حلقات التدريس بالمعهد التابع للدكتور المغراوي.
ولدي نسخة منه، أهداها لي مؤلفه جزاه الله خيرا، وهو بحث في 273 صفحة بآخرها فهرس للمواضيع.
يقول في مقدمتها:" فالفاتحة من جوامع الكلم التي تضمنت أصول التوحيد والمعتقد، وأصول العبادات والسلوك. وللعلامة ابن القيم رحمه الله بحوث جيدة في استجلاء معاني هذه السورة المباركة. وحاولنا في جمعنا هذا أن نستفيد من فوائده، مع التزامنا بمنهاج السلف في تفسير هذه السورة، وما يتبعها إن شاء الله من سور القرآن الكريم، فحاولنا أن تكون السنة بكل معانيها جالية في تفسير هذه السورة، وأن تكون المعاني كلها على منهاج سلفي، لا ندخل في تأويل كما وقع لكثير من المفسرين رحمهم الله، ولا نخوض في المسائل الكلامية التي لا مستند لها من الكتاب والسنة، ولا نغرق في المباحث اللغوية التي تخرج القرآن عن مراد الله منه، ولا ندخل في القرمطة الصوفية كما وقع لكثير من المفسرين كالآلوسي، وهكذا نتجنب التعصبات المذهبية، ونبتعد عن كل ما من شأنه أن يشين هذا التفسير المبارك، الذي نلتزم فيه إن شاء الله المنهاج السلفي، ونحاول أن نطبق أصوله في كل آية قدر المستطاع.
فنرجو الله أن يلهمنا الصواب، وأن يجنبنا الخطأ والزلل، وأن يكون عونا لنا في تفسير كل آية بل في كل حرف، فالعناية عنايته، والتوفيق توفيقه، ومن استغنى عنه طرفة عين هلك وضل، والله المستعان." انتهى كلامه
ومن المباحث في هذا الجزء:
- ما ورد في السنة من النصوص الصحيحة في فضل الفاتحة.
- ما ورد في السنة من النصوص الصحيحة في أسماء الفاتحة.
- ما ورد في السنة من النصوص الصحيحة في نزولها وعدد آياتها.
- ما ورد في السنة من النصوص الصحيحة في استعمالات الفاتحة.
وتحته مباحث:
- قراءتها في الصلاة.
- قراءتها في صلاة الجنازة.
- قراءتها في الرقية.
وتفرع عن هذا الباب مسألة أخذ الأجرة على تعليم القرآن والرقية به.
ثم تلا هذه الأبواب تفسير السورة؛ آية آية. وهو بحث جميل، وقد علمت من فضيلة الدكتور أنه سيعيد طبع هذا الجزء بعد النظر والتنقيح والزيادة ضمن مشروعه في التفسير كاملا. نسأل الله له التوفيق
الجزء طَبَعَتْهُ: شركة النبلاء للكتاب
رقم الإيداع: 1573/ 2006 م
الطبعة الأولى 1427هـ /2006 م(/)
عضو جديد@موقع الشيخ الدكتور عبد العظيم بدوى الخلفى
ـ[موقع الشيخ عبدالعظيم بدوى]ــــــــ[20 Apr 2007, 10:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
عضو جديد@موقع الشيخ الدكتور عبد العظيم بدوى الخلفى
أسعدنى تواجدى بينكم إخوانى
أنا مشرف لموقع فضيلة الشيخ حفظه الله
و أذكر أن أحد الأعضاء هنا اتصل على الشيخ ولا أعرف اسمه ودله لعى الملتقى وقد كنت سجلت للشيخ فيه قبلها
فكيف نفيد ونستفيد من هذا الملتقى
سؤال آخر
هل يسمح أن أطرح عليكم هنا فى عدة مواضيع إنتاج الشيخ من الصوتيات فى تفسير القرآن الكريم
الشيخ انتهى من تفسيره كاملا على شرايط صوتية ويعده من جديد الان ووصل جزء قد سمع فى المرة الثانية فى بلدته
و هذا غير تفسيره له فى الأردن
بإضافة لدروسه على قناة المجد العلمية فى برنامجى
مجالس العلم فى قناة المجد العامة
والأكاديمية الإسلامية المفتوحة على قناة المجد العلمية
وتأملات قرآنية كل اثنين على قناة المجد العلمية
إن ترون فى عرض هذه الدروس هنا فائدة. نقلتها لكم
وجزاكم الله خيرا
و هذا رابط موقع الشيخ
www.ibnbadawy.com
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Apr 2007, 01:36 م]ـ
حياكم الله أخي الكريم وحيا الشيخ عبدالعظيم ووفقه لكل خير.
ويسعدنا التواصل مع فضيلته عبر هذا الموقع فلا تتردد في إفادتنا وفقك الله.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[20 Apr 2007, 01:58 م]ـ
مرحباً بك أخي الكريم ...
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[22 Apr 2007, 04:48 م]ـ
كنت قد سمعت الشيخ عبد العظيم بدوي في تفسيره لسورة الكهف في قناة المجد العلمية أن له تفسيرا كاملا للقرآن الكريم، ولكن بحثت عنه فلم أجده، فليتكم تنزلونه كاملا على موقعه ............... نحن بالانتظار .....
ـ[موقع الشيخ عبدالعظيم بدوى]ــــــــ[26 Apr 2007, 07:14 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
فضيلة الشيخ عبدالرحمن الشهر ى جزاك الله خيرا
وانا فى خدمتك إذا أردتنى أن أوصل أى شئ للشيخ
فضيلة الشيخ فهد الوهبي
جزاك الله خيرا
الحبيب
زكرياء توناني بارك الله فيك
أبشر
فعلى الموقع الان من اول سورة الذاريات حتى جزء قد سمع
بجودة ممتازة جدا
ونجتهد فى نشر التفسير من الشرايط القديمة فاد ع لنا(/)
من القرآن إلى العمران
ـ[محمد البويسفي]ــــــــ[20 Apr 2007, 07:34 م]ـ
محاضرة للدكتور:"للدكتور الشاهد البوشيخي"
العمران: هو مصدر من عمر الأرض، يعمرها عمارة وعمرانا. تطلق على الاسم وتطلق على المصدر، ونحن نأخذه بالمعنى المصدري، وهو قابل لأن يؤخذ بالمعنى الاسمي. حين نأخذه بالمعنى الاسمي يصدق على ما تحقق نتيجة المعنى المصدري.
فكل الإنشاءات المعنوية والحسية التي بها يقوم الإنسان، بها يعبد الله تعالى فيقوم بوظيفة الخلافة كل ذلك هو العمران.
وحين تنظر إليه مصدرا وأفضل أن أنظر إليه كذلك لأنه أبعد في المعنى من العمارة لأن الألف والنون في العربية تفيد المبالغة، وهو عمارة جيدة كبيرة، هي من مصدر عمر الأرض يعمرها، وحين توجد عمارة جيدة ممتازة، إما واسعة، أو غير ذلك تكون عمران. لكنها لا تكون كذلك إلا على أساس القرآن.
قد يسأل سائل: هل هذا الذي أنتجه البشر من إنشاءات مادية ومعنوية. أليست عمرانا؟ كل ما يقوم به أناس لا ينطلقون من القرآن أقول في الجواب: يجوز الزعم في نظري أنه ليس بعمران، لأن العمران ذد الخراب. أول ما قاله الزاغب الأصفهاني في المفردات: العمارة نقيض الخراب، فكل ما فيه تدمير للبشرية بشكل من الأشكال سواء على مستوى الأفكار أو على مستوى الإنشاءات المادية فلا يمكن أن يسمى عمرانا، ثم كذلك إذا كان في الظاهر يفيد الإنسان، لكن لم يقصد به ذلك، وإنما جاء عرضا لمقصد آخر يعتبر عمرانا كفعل الكافر إذا لم يكن له إيمان «ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن» قد يريد الآخرة ويسعى لها سعيها لكن ليس بمؤمن فلا فائدة «أعمالهم كرماد اشتدت به الرياح في يوم عاصف لا يقرون مما كسبوا على شيء» فإذا ارتباط العمران بالقرآن، ارتباط السبب بالمسبب. لا يمكن أن يكون عمران في الأرض إلا إذا وجد القرآن، لأن الذي ينشيء العمران هو القرآن، إذ العمران مرتبط بالوظيفة الأصلية لآدم وبنيه التي هي الخلافة والتي حددت في شيء اسمه "عبادة الله وحده لا شريك له" التي تقررها الآية «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون» إذن لكي ننتج العمران بالمعنى الاسمي لكي نقوم بالعمران بالمعنى المصدري، بالمعنى المصدري نحتاج إلى القرآن، لا بد من القرآن.
فالذين عمروا الأرض حقيقة بهذا المعنى الذي أتحدث عنه، وإلا فبمعنى الإقامة والوجود في الأرض «عمروا أكثر مما عمروها» ذلك معنى آخر هناك معنيان عند صاحب المقاييس ابن فارس، جعل المادة تدور على أصلين:
أصل له ارتباط بالصلاح نقيض الخراب، نقيض الفساد، وهذا الذي أقصد، وهذا هو الوارد في الآية «واستعمركم فيها»
وهناك معنى مرتبط بهذا هو معنى البقاء، في الزمان والاستمرار والوجود بشكل من الأشكال وهو عمرانا فإذن لا بد من القرآن لإنشاء العمران، نحن في زمننا هذا قد ضعف عمراننا إن لم نقل قد زال فإسهام المسلمين اليوم في عمران الأرض ضعيف جدا، وحاجة البشرية جملة إلى من يعمر الأهمية.
لماذا نكتشف من نكتشف؟ ونسخر ما نسخر من طاقات في هذا الكون؟
الغاية أساسية وتفرق بين العمل المقبول، والعمل المردود بين العمل النافع، والعمل الضار، بين العمل المعمر، والعمل المدمر. تفرق بينهما تفريقا كاملا، وكذلك الوسيلة التي يتوصل بها إلى تلك الغاية مهمة أيضا.
هل هي وسيلة مشروعة؟ هل هي مما أذن الله فيه؟ أو أمر به؟ أم ليست كذلك؟ الآن في مجال الوراثة كلام لكن ما الطريق إلى اكتشاف هذا؟ وما الغاية منه؟ هاهنا أيضا كلام عريض طويل، لذلك الهدف غاية والوسيلة كل ذلك مهم، ونستطيع القول إن المنهاج الذي يسلك بوسائل معنية للوصول إلى غاية معينة أيضا في غاية الأهمية. هل يراعي الفطرة التي هي الدين، التي هي الخلق «فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله» «ولأمرنهم فليغيرن خلق الله» الخلق هو الفطرة، الكيفية التي عليها فطرة الله، والفطرة في العربية اسم هيئة أي الكيفية التي تم عليها الفطر، هذه الكيفية هي التي تمثل الخلق كما سواه الله تعالى بجميع جزيئاته، وكلياته، وتلك التسوية هي حالة لصلاح ومن غي أفسد، ولذلك كان تخصص الشيطان هو أن يغير الخلق، يبتدأ ذلك صغيرا ثم يكبر حتى إن لنستطيع القول، بالخرص لا بالدرس، إنه حين يصل تغيير الشيطان في الخلق إلى درجة يختل فيها التوازن العام للخلق يدمر الكون لأن إذ
(يُتْبَعُ)
(/)
ذاك تكون السيادة للشيطان تكاد تكون تامة ولا تقوم الساعة غلا على لكع ابن لكع. الذي نراه بأم أعيننا أن هذا التغيير مستمر في الخلق، الهندسة الوراثية، التلوث والاختلالات التي تحدث في طبقة الأزون وغيرها، الاختلالات العامة في النظام العام. هناك نصوص صريحة أن الساعة لن تقوم حتى تصير الجزيرة العربية جنات خضراء، وذلك سيكون نتيجة اختلالات معينة تصل إلى درجة جعل الوضع الذي كان قبل يصير وضعا آخر.
إذن: الهدف والوسيلة والمنهاج كل أولئك ضروري أن يكون بميزان القرآن ليصح يناء العمران حقا لتسعد البشرية وتبتعد عن الشقاء.
«فمن اتبع هدايا فلا يضل ولا يشقى» عكس الهدى الضلال، وعكس السعادة الشقاء «فلا يضل ولا يشقى» يعني يعتدي ويسعد إذا حدث هذا التحولات التاريخية، أو نظام السير بصفة عامة في الحياة البشرية، وفي التاريخ هو يشبه السير الموجي، فيه الصعود والهبوط لكن هذا الصعود والهبوط مع ينتجه إلى عروج، عندما يكون الهبوط بالغا يبتدإ الصعود، ولذلك إذا اشتد الظلام فبشر الناس بانبلاج الفجر قطعا سيحدث التحول، وذلك محض رحمة من الله، لا نتيجة أعمال صالحة لدى الناس، الله يمن على عباده بما شاء وقت ما شاء، وفعلا حين من الله عليا بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن، هل كما فعلنا في الجزيرة العربية أ و في الكرة الأرضية ما به نستحق محمدا أو نستحق القرآن؟ أبدا، ومثل ذلك قبل ذلك، ومثل في المصلحين بعد لك، وإنما هي رحمة من الله سبحانه وتعالى نسأله بتلك الرحمة أن ينزل علينا الرحمة لينقذنا مما نحن فيه، ويرفعنا من هذه الوهدة إلى حيث نهتدي ونعد بفضله تعالى.
هذا القرآن الذي لا بد منه لبناء العمران، وفهم العمران، وقياسه، نحن بعيدون جدا عن هذا القرآن، لا تدري كم المسافة التي تفصلنا الآن عن القرآن ولكن بفضل الله تعالى يمكن أن نقترب بسرعة من هذا القرآن «إن رحمة الله قريب من المحسنين» ومعنى ذلك لو استجمعنا الشروط الضرورية للازمة فإنا بسرعة سنقفز ويمكن أن نصعد صعودا أكثر من الصاروخ في اتجاه القرآن الكريم ونكتسب تلك الصفات اللازمة للإنسان الذي يفعل بالقرآن الإنشاء العمران يمكن أن نكتسبها بسرعة.(/)
ما أقرب المعاني المذكورة في كتب التفسير (للرقيم) في سورة الكهف
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[20 Apr 2007, 11:36 م]ـ
قرات في بعض كتب التفسير لاعرف معنى الرقيم الذي ذكره الله في قوله (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) فوجدت اقوالا كثيرة منها ان الرقيم إسم القرية التي كان يسكنها أصحاب الكهف ومنها انه إسم للجبل ومنها انه لوح كتبت عليه أسماؤهم ومنها انه إسم للكلب الذي كان معهم وغير ذلك ...
فما هو أقرب التفسيرات والذي ينسجم مع اللغة والسياق
ـ[منصور مهران]ــــــــ[21 Apr 2007, 02:48 ص]ـ
تأملت هذه المعاني طويلا في أزمنة متباعدة من عمري في القراءة،
وكنت في كل مرة أزداد يقينا بمعنى واحد:
أن الرقيم هو اللوح الذي كُتِبَ فيه خبر هؤلاء الفِتية؛ سواء كان من الرصاص أو من غيره
مأخوذ من الرقْم وهو الكتابة، فنحن نقول:
رقمْتُ الكتاب، أرْقمُهُ
فهو رقيم بمعنى مرقوم؛ بزنة فعيل والمعنى مفعول.
ومنه الوشي المرقوم الذي يشبه رسم القلم من خطوط وألوان،
والحية ذات النقش المخطط هي: الأرقم
ورقمة الوادي: حيث يجتمع الماء فينبت حوله العشب كأنه رقم مزركش.
ويؤيد هذا المعنى ما جاء في الأثر أنه صلى الله عليه وسلم:
كان يُسَوّي بين الصفوف حتى يَدَعَهَا مثل القِدْح أو الرقيم:
يعني من حيث الاستقامة في الاستواء كالسهم أو الخط المرسوم.
لذلك: وجدت هذا المعنى هو الأقرب؛ لأن المكان المسمى بالرقيم - واديا كان أو جبلا أو قرية -:
شيء مجهول غير معروف على وجه التحديد،
ولأن اللغة لا تعرف للكلب اسما ولا صفة هي الرقيم،
وباقي المعاني المحكية كالدواة في لغة الروم لا ينهض بالمعنى كما تمليه اللغة.
والله أعلم؟
ـ[ابن جرير العربي]ــــــــ[21 Apr 2007, 05:48 ص]ـ
تفسير الطبري - (ج 17 / ص 604)
(وأولى هذه الأقوال بالصواب في الرقيم أن يكون معنيا به: لوح، أو حجر، أو شيء كُتب فيه كتاب.)
أضواء البيان - (ج 3 / ص 280)
(وأظهر الأقوال عندي بحسب اللغة العربية وبعض آيات القرآن: أن الرقيم معناه: المرقوم، فهو فعيل بمعى مفعول، من رقمت الكتاب إذا كتبته، ومنه قوله تعالى {كِتَابٌ مَّرْقُومٌ} [المطففين: 9] الآية. سواء قلنا: إن الرقيم كتاب كان عندهم فيه شرعهم الذي تمسكوا به، أو لوح من ذهب كتبت فيه أسماؤهم وأنسابهم وقصتهم وسبب خروجهم، أو صخرة نقشت فيها أسماؤهم.والعلم عند الله تعالى.)
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[21 Apr 2007, 02:00 م]ـ
بارك الله فيكما وزادكما علما
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[20 May 2010, 06:45 ص]ـ
من المعروف أن كهف أهل الكهف موجود في الاردن فهو الوحيد الذي تنطبق عليه الشروط الموصوفة في القرآن لأن الشمس تقرضه ذات اليمين وذات الشمال. ولقد قمت في زيارة له قبل سنوات. والغريب أن القرية أو المنطقة التي هو فيها تدعى لغاية الآن الرجيم وليس الرقيم والسبب أنها بالجيم وليست بالقاف لأن ساكني تلك المنطقة من البدو. والبداوة كما تعلمون تقلب القاف جيماً. ولكن هذا لا يمنع أن يكون الإسم مأخوذ من ذلك اللوح الذي كُتب عليه أسمائهم. والله أعلم(/)
إطلالة على الشيخ سيد قطب ولمحات من منهجيته
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[21 Apr 2007, 12:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإهداء
إلى الشيخ الشهيد سيد قطب رحمه الله
إلى إمام الدعوة المباركة الشهيد حسن البنا رحمه الله
إلى والدي ومعلمي الحبيب د. أحمد البحيصي رحمه الله
إلى والدتي الغالية حفظها الله
إلى كل هؤلاء وغيرهم
أكتب اليوم "كلمة حق"
الباحث
المقدمة
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نؤمن بكتابه المنزل، ونبيه المرسل، ونتوكل على رب الأرباب سبحانه، ونسأله في عليائه، ان تكون أعمالنا له خالصة، وقلوبنا له خاشعة، وأصلي وأسلم على من لا نبي بعده، فاز من اتبع هديه، وخاب من ترك نهجه، وبعد:
فإن اشرف العلوم على الإطلاق علوم القرءآن الكريم، وأشرف هذه العلوم علم التفسير، ذلك أن يبحث في كلام الله جل جلاله، لتوضيح مراميه وأهدافه، وبيان معانيه ومقاصده، ولذا اشتغل أهل العلم قديماً وحديثاً في هذا العلم الشريف، فبرزت في ذلك المدارس، واختلفت في ذلك المناهج، ولمعت أسماء علماء كان لهم الفضل في إرساء هذا العلم الشريف، كالإمام ابن جرير الطبري، والقرطبي وابن كثير، وأبو السعود والبقاعي وغيرهم كثير رحمهم الله.
أما في العصر الحديث، فقد أبحر الشيخ الشهيد سيد قطب رحمه الله في كتابه الرائع "في ظلال القرآن في هذا العلم بكل مهارة، واستخرج درره بكل جدارة.
ومهما تكلمنا عن العلم الشريف وكتابه المنيف، فلن نلم بجميع جوانب تفسيره، و إن تكلم في هذا التفسير الفريد في نوعه من تكلم سواء أكان مادحاً أم ذاماً (1)، فإن هذا التفسير يظل لبنة أساسية في علم التفسير الموضوعي، الذي أرسى قواعده الشيخ سيد قطب عملياً في تفسيره، قبل أن يحدد هذا العلم بنظريات وقواعد.
ولقد كلفني شيخي الدكتور زهدي أبو نعمة حفظه الله، بالنظر إلى ظلال القرآن واستخراج منهجية سيد قطب من ناحية العقيدة، وإني أعلم أن المهمة علي ثقيلة، كيف لا وأنا ما زلت في بداية الطلب؟
إلا أن حبي للشيخ سيد قطب يدفعني لخوض هذا المعترك، علني أسجل كلمة حق، وفي ذات الوقت فإن الحياء من الرجل الذي قدم على المشنقة من أجل كلمة الله العليا يلفني بكثير من الرهبة كيف لا وأنا المقصر في دين الله جل جلاله.
وربما غلب حبي للشيخ كل موانع أخرى، فأقدمت على هذا العمل، سائلاً الله تعالى أن يغفر لي الزلل، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
الباحث
عدنان أحمد البحيصي
--------------------------------------------------------------------------------
(1) من الذين تكلموا في هذا التفسير الدكتور صلاح الخالدي في كتابه المميز "في ظلال القرءآن في الميزان"
أولاً: ترجمة سيد قطب رحمه الله
يقول الأستاذ محمد قطب في بداية الجزء الأول من تفسير أخيه سيد قطب:
" في ظلال القرآن، الكتاب الذي عاشه صاحبه وفكره وشعوره وكيانه كله عاشه لحظة لحظة، وفكرة فكرة، ولفظة لفظة ... وأودعه خلاصه تجربته الحية في عالم الإيمان .... " (1)
عبر هذه الكلمات الرقيقة العذبة، نمر إلى حياة سيد قطب، لنعلم القليل من شخصية هذا الرجل، الذي عاش بالقرآن وللقرآن ومات من أجل القرآن، صاحب كلمة:"أقم دولة الإسلام في قلبك تقم على أرضك"
ولد الشهيد سيد قطب رحمه الله في عام 1906م، في أسرة غنية ليست واسعة الثراء، وانتهى سيد قطب من مدرسة القرية عام 1918م لينتقل بعدها للدراسة في القاهرة عام 1921م.
ثم درس في مدرسة المعلمين الأولية، وعام 1928م التحق بتجهيزية دار العلوم ثم التحق بكلية دار العلوم عام 1930م وتخرج منها وله من العمر 27عاما حيث حصل على شهادة الليسانس في الأداب ودبلوم في التربية.
وبعد تخرجه زاول مهنة التدريس مدة ستة سنوات لينتقل بعدها من عام 1940 إلى عام 1948 موظفاً في الوزارة وتوفده الوزارة إلى أمريكا.
• وتحول فكره
سيد قطب الأديب الشاعر، يسافر إلى أمريكا في رحله عملية ميدانية، ليرجع من بعدها مدوناً مذكراته " أمريكا التي رأيت" وينشر حلقات معها وتحرق بقيتها في محنة الإخوان المسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي أمريكا تعرف على رجل جديد، لم يره، ولم يلتقه، على رجل احتفل أقطاب السياسة والفن والأدب في أمريكا بمقتله، وكان هذا الشخص هو الإمام حسن البنا رحمه الله
لم يكن سيد يعرف الكثير عن حسن البنا، لكنه قال كلمته:"لم يبق لي عذر عند الله إن لم أتبع جماعة الإخوان المسلمين"
وسجل سيد قطب كما يقول تاريخ ميلاد جديد وهو عام 1951م عام إنضمامه إلى جماعة الإخوان المسلمين
--------------------------------------------------------------------------------
(1) في ظلال القرآن، سيد قطب، في مقدمة الجزء الأول
سيد قطب سكرتيراً عاماً للثورة:
ويعود سيد قطب، ليكون محركاً رئيساً لثورة الضباط الأحرار،وقال هذه الحقيقة الرئيس محمد نجيب:" إني أعرف أن الإخوان كانوا من ساعدوا في الثورة حتى قبل أن أعرف أنا جمال عبد الناصر أو الثورة" (1)
• سيد قطب وصدامه مع رجالات الثورة
عندما كان سكرتيراً عاماً للثورة، كان ينادي " حكموا القرآن " وعندما شعر منهم الخديعة استقال ليحل محله جمال عبد الناصر.
وعام 1954 اعتقل سيد قطب وحكم عليه بالسجن مدة خمسة عشرة عاماً، وربما كانت محنته هذه منحة للأمة، فهناك سطر بقلمه أروع ما كتب
في ظلال القرآن
وعندما قرأ عبد السلام عارف الرئيس العراقي "الظلال" توسط له عند جمال عبد الناصر لإخراجه، فأخرجه ودعاه رئيس العراق للسفر معه لكنه آثر البقاء في مصر.
• خاتمة مسك مع شهيد القرآن:
بين عثمان المقتول، وسيد المشنوق، ثمة رابطة، فكلاهما قد أفتري عليهما، فقتلاً، وكأنها سنن الله الماضية أن تزداد محنة العارفين بالله لتكون في الوقت ذاته نوراً للسالكين.
فبعد أن خرج سيد قطب عام 1964م بتوسط من الرئيس العراقي، أعلن جمال عبد الناصر عام 1965من قلب موسكو عاصمة الإلحاد أن الإخوان دبروا له مؤامرة، فأمر زبانيته بالقبض عليهم، وتنصب أعواد المشانق، ويقف على أحدها الطود الشامخ سيد قطب، ليعلو ذكره، وينتشر عطره، معلناً أنه لن يكتب حرفاً يقر به حكماً لطاغية.
وفي صبيحة يوم الإثنين 29/ 8/1966 يعدم قطب ليكون شهيد القرآن
--------------------------------------------------------------------------------
(1) كنت رئيساً لمصر، محمد نجيب، صقحة 167
ثانياً: منهجية سيد قطب في تناوله لقضايا العقيدة من خلال تفسيره في ظلال القرءآن:
سنتناول بإذن الله تعالى بعض آيات العقيدة لنرى ماذا كتب سيد قطب رحمه الله في شرحها:
1. صفة الإستواء: قال تعالى " الرحمن على العرش أستوى" وقال تعالى " ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية "
يقول سيد قطب رحمه الله: {والعرش فوقهم يحمله ثمانية، ثمانية أملاك أو ثمانية صفوف منهم، أو ثمانية طبقات من طبقاتهم، كما لا ندري نحن ما العرش ولا كيف يحمل، ونخلص من هذه الغيبيات التي لا علم لنا بها ولم يكلفنا الله من علمها إلا ما قص علينا، نخلص من مفردات هذه الغيبيات إلى الظل الجليل الذي تخلعه على الموقف .. } (1)
المناقشة: سيد قطب رحمه الله في قوله هذا لم يجانب قول أهل السنة والجماعة، ولا قول إمامهم مالك رضي الله عنه عندما سئل عن الاستواء فقال: " الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة، فسيد قطب لا يشغل عقله في التفكير ما العرش ولا كيف أستوى الله عليه، ولا كيف تحمله الملائكة، ولكنه مع ذلك كله يستشعر عظم الموقف، وشدة يوم الحساب، وموقف سيد قطب يظهر أيضاً في ثنايا كلامه عن قوله تعالى " الرحمن على العرش أستوي " فهو يقول " والأستواء على العرش كناية عن غاية السيطرة والإستعلاء ... " (2)
وإن كنت أتمنى من الشيخ سيد قطب رحمه الله أن يبين منهج السلف الواضح في الآية أولاً، ثم ينتقل بعد ذلك إلى الدلالات العميقة التي يراها، ولكنه رحمه الله في هذه الأية وغيرها كثيراً ما كان يقتصر على الإلمام بالدروس المستفادة من المعاني الجليلة لعظمة الخالق (3)
--------------------------------------------------------------------------------
1. في ظلال القرآن سيد قطب، الجزء السابع ص 313 المكتبة الشاملة
2. في ظلال القرآن، سيد قطب الجزء الخامس ص 111 المكتبة الشاملة
(يُتْبَعُ)
(/)
3. وليس في ذلك مطعن في عقيدة سيد قطب، فإن أهل العلم قالوا أن للصفات الإلهية وأسماء الله تعالى أثر على واقع حياة المسلم المتأمل في هذه الأسماء والصفات وهذا ما يقرره سيد قطب رحمه الله
2. النظر إلى الله تعالى: يقول الله تعالى: " وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة "
يقول سيد قطب: {وهذه الوجوه الناضرة نضرها أنها إلى ربها ناظرة " ويقول " فكيف؟ كيف بها وهي تنظر لا إلى جمال صنع الله، ولكن إلى جمال ذات الله " ويقول "ومالها لا تننضر وهي إلى جمال ربها تنظر "} (1)
المناقشة: يظهر هنا جلياً ما يعتقده سيد قطب رحمه الله في مسألة الرؤية، فهو يثبت ذلك، بل إنه في صفحاته التالية يذكر اختلاف المعتزلة مع أهل السنة في مسألة رؤية الله تعالى حيث يقول رحمه الله: {وإذاً فقد كان جدلاً ضائعاً، ذلك الجدل المديد الذي شغل ب المعتزلة أنفسهم ومعارضيهم من أهل السنة والمتكلمين حول حقيقة النظر والرؤية في مثل هذا المقام، لقد كانوا يقيسون بمقاييس الأرض ويتحدثون عن الإنسان المثقل بمقررات العقل ويتصورون الأمر بالمدراك المحدودة المجال} (2)
المنهج العام الذي يحدده سيد قطب في فهمه لآيات الأسماء والصفات:
بينما كنت أجول في تفسير سيد قطب رحمه الله تعالى، إذ وجدت كلاماً لطيفاً له رحمه الله، وهذا نص كلامه: {كيفيات فعل الله غيب كذاته، ولا يملك الإدراك البشري أن يدرك كيفية أفعل الله مادام أنه لا يملك أن يدرك ذات الله، إذ أن تصور الكيفية فرع عن تصور الماهية، وكل فعل ينسبه الله إلى نفسه كقوله تعالى: (ثم أستوى إلى السماء وهي دخان .. ) وقوله (ثم أستوى على العرش) و قوله (والسماء مطويات بيمينه) و قوله (وجاء ربك والملك صفاً صفاً) إلى آخر ما تحكيه النصوص الصحيحة عن فعل الله سبحانه لا مناص من التسليم بوقوعه، دون محاولة إدراك كيفيته، والله ليس كمثله شيء، فلا سبيل إلى إدراك ذاته، ولا إلى إدراك كيفيات أفعاله، إذ أنه لا سبيل إلى تشبيه فعله بفعل أي شيء، مادام أنه ليس كمثله شيء، وكل محاولة لتصور كيفيات أفعاله من مثال كيفيات أفعال خلقه هي محاولة مضللة، لاختلاف ماهيته سبحانه عن ماهيات خلقه، وما يترتب على هذا من أختلاف كيفيات فعله عن كيفيات أفعال خلقه، وكذلك جهل وضل كل من حاولوا _ من الفلاسفة والمتكلمين _ وصف كيفيات أفعال الله وخلطوا خلطاً شديدا} (1)
المناقشة: إنما سقت الكلام بطوله حتى يستبين لنا منهج سيد قطب رحمه الله، فهو يقرر منهجيةً سبقها إليه إمام أهل السنة الإمام مالك، حيث خاطب السائل عن الكيفية فقال {الكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة}، وهذا يجعلنا نسأل: أليست لفظة "لامناص من التسليم بوقوعه " يريد بها سيد قطب ما قاله الإمام مالك: " الإيمان به واجب "، ولفظة "دون محاولة إدارك كيفيته" يراد بها قول الإمام مالك "الكيف مجهول، ولفظة "وضل كل من حاولوا من الفلاسفة والمتكلمين وصف كيفيات أفعال الله وخلطوا خلطاً شديداً " يراد بها قول الإمام مالك "والسؤال عنه بدعة"؟
إلى هذا القدر أكتفي، من دراسة لمنهجية هذا الرجل الذي عاش بالقرآن وللقرآن ومات لأجل القرآن وفي ختام القول أقول:
"ما من بشر إلا وبدا من الخطأ، فما العصمة إلا لرسل الله وأنبياءه، وسيد قطب رحمه الله إن أخطأ في مواضع فإنه عاش لأجل الحقيقة في مواضع أخرى، وكفى أن الحقيقة القرآنية كانت تشغله رحمه الله، وما من عالم إلا وله زلات وهفوات، و مع ذلك فالإحترام والتقدير واجب في حقهم"
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ـ[يسري خضر]ــــــــ[21 Apr 2007, 02:25 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي الكريم علي هذه السطور النافعة
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[21 Apr 2007, 02:56 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي الكريم علي هذه السطور النافعة
د. يسرى
بورك فيك
شكرا لك مرورك
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[21 Apr 2007, 07:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل عدنان البحيصي ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جهد مشكور. جزاكم الله خيرا
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[22 Apr 2007, 10:37 ص]ـ
أخي الكريم أحمد البزوي الضاوي
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
سررت بمرورك هنا ولك من الدعاء مثله
بورك فيك
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[26 Apr 2007, 11:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل عدنان البحيصي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشكر موصول لفضيلتكم، وحبذا لو تتبعتم أقوال العلماء و الباحثين في تفسير سيد قطب.
جزاكم الله خيرا.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[26 Apr 2007, 02:03 م]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله أخي الحبيب
ستكون دراستي الآتية بإذن الله تعالى دراسة مقارنة لآراء العلماء في سيد قطب وتفسيره، والله المستعان وعليه التكلان
بوركت(/)
فرجوا عن أخيكم فرج الله عنكم --- أشكل عليَّ معنًى في الآية ...
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[22 Apr 2007, 04:51 م]ـ
قال الله تعالى: (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا يوحى إليهم من أهل القرى)، فالرسل جميعا من أهل القرى والمدن لا من أهل البوادي.
فهل يتعارض هذا مع قوله تعالى في نفس السورة: ( .... وجاء بكم من البدو .... ) فالآية تدل على أن يعقوب وأبناءه كانوا يعيشون في البادية؟.
ـ[الجكني]ــــــــ[22 Apr 2007, 05:16 م]ـ
قال الإمام القرطبي رحمه الله:
"وجاء بكم من البدو ":يروى أن مسكن يعقوب كان بارض كنعان وكانوا أهل مواش وبرية، وقيل: كان يعقوب تحول إلى بادية وسكنها،وأن الله لم يبعث نبياً من أهل البادية،وقيل:إنه كان خرج إلى (بدا) موضع،وإياه عنى جميل بقوله:
وأنت ِ التي حبت ِشغباً إلى بدا 0000إلي ّ وأوطاني بلاد سواهما
وليعقوب بهذا الموضع مسجد تحت الجبل،يقال:بدا القوم بَدْواً:إذا أتوا بدا،كما يقال: غاروا غوراً أي أتوا الغور،والمعنى: وجاء بكم من مكان بدا،ذكره القشيري،وحكاه الماوردي عن الضحاك عن ابن عباس 0اهـ (11/ 460)
ولولا استعجال الأخ زكريا لما تطفلت على أهل التفسير0
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[22 Apr 2007, 05:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي زكريا فرج الله عنك ما تجد، لقد تناولت أقرب التفاسير إلي، وهو الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي (ت671هـ)
فقال رحمه الله: " تفسير قوله تعالى: " وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى ?لْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدَاً وَقَالَ ي?أَبَتِ هَـ?ذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَي? إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ ?لسِّجْنِ وَجَآءَ بِكُمْ مِّنَ ?لْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ ?لشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي? إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَآءُ إِنَّهُ هُوَ ?لْعَلِيمُ ?لْحَكِيمُ."سورة يوسف الآية [100]
قوله تعالى:" وَجَآءَ بِكُمْ مِّنَ ?لْبَدْوِ "
يروى: أن مسكن يعقوب كان بأرض كنعان، وكانوا أهل مواشٍ وبَرية؛
وقيل: كان يعقوب تحوّل إلى بادية وسَكَنها، وأن الله لم يبعث نبياً من أهل البادية.
وقيل: إنه كان خرج إلى بَدَا، وهو موضع؛ وإياه عنى جَمِيل بقوله:
وأنتِ التي حَبَّبْتِ شَغْباً إلى بَدَا ***** إليّ وأوطانيِ بلادٌ سِواهُمَا
وليعقوب بهذا الموضع مسجد تحت جبل. يقال: بَدَا القومُ بَدْواً إذا أَتَوا بَدَا، كما يقال: غَاروا غَوْراً أي أَتَوا الْغَوْر؛ والمعنى: وجاء بكم من مكان بَدَا؛ ذكره القشيريّ، وحكاه الماوَرْديّ عن الضحّاك عن ابن عباس
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[22 Apr 2007, 05:35 م]ـ
أخي الكريم الجكني فيما كنت أنا أكتب المشاركة كنت أنت قد أجبت
هل الفضل للمتقدم أم للمتأخر، مسألة قديمة جرى فيها الخلاف عند الشعراء سأنقله لاحقا إن شاء الله
ـ[الجكني]ــــــــ[22 Apr 2007, 06:19 م]ـ
بل الفضل هنا لكم 0وإن يحذف شيء فالأولى أولى،إذ الناس يرغبون دائماً في "الجديد "
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[22 Apr 2007, 09:21 م]ـ
فرج الله عنكم وجزاكم الله خيرا ...... وبقي عندي إشكال آخر في آية أخرى ... لعلكم ترونها في موضوع آخر موجودٍ في الملتقى.
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[23 Apr 2007, 04:44 م]ـ
أخي و أستاذي الجكني، بل الفضل عندي للمتقدم لاعتبارات عدة
والخلاف الذي وعدت به، وجدت له الوقت الآن فأقول:
اختلفوا في اللاحق والسابق أيهما أفضل
فقال قوم: الفضل للسابق على اللاحق لقول الشاعر:
فلو قبل مبكاها بكيت صبابة **** بسعدى شفيت النفس قبل التندم
ولكن بكت قبلي فهيج لي البكا **** بكاها فقلت الفضل للمتقدم
وقال آخرون: الفضل للاحق على السابق لقول الشاعر:
إن يكن الإسكندري قبلي **** فالطل قد يبدو أمام الوبل
والفضل للوابل لا للطل.(/)
قواعد قرآنية
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[22 Apr 2007, 11:22 م]ـ
الحمد الله الذي أنزل على عبده الكتاب،ولم يجعل له عوجا، وبعد:
فثمة آيات كريمة، تستوقف القارئ لها؛ لاشتمالها على قواعد كلية،وسنن كونية لا تتخلف.
ووجدت أن من المفيد أن نستعرض هذه القواعد والكليات الكونية،فإن الداعية وطالب العلم ـ خاصة ـ وعموم المسلمين يحتاجون لها، فهي من أعظم المثبتتات للقلب،وزيادة اليقين في قلب المؤمن،ومن هذه القواعد:
1 ـ (ولا يفلح الساحر حيث أتى) = (ولا يفلح الساحرون).
2 ـ (وقد خاب من افترى).
3 ـ (ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ [الحج/60]).
4 ـ (وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ [الحج/47]).
يتبع ـ إن شاء الله تعالى ـ منتظراً مشاركة الإخوة.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[23 Apr 2007, 12:04 م]ـ
وذكر الله ـ العليم الخبير ـ بعض القواعد المتعلقة بعلاقتنا مع أهل الكتاب،ومن ذلك:
ـ (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا [البقرة/217]).
ـ (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة/120]).
والملاحظ أن هاتين القاعدتين في سورة واحدة.
ومن القواعد المحكمة في كتاب ربنا جل جلاله:
ـ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ [هود/118، 119]
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[23 Apr 2007, 12:07 م]ـ
ومن القواعد المحكمة:
ـ (إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ [الأنعام/21]).
ـ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ [يونس/17].
ـ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون/117].
يتبع ـ إن شاء الله ـ.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[23 Apr 2007, 12:12 م]ـ
ومن القواعد:
ـ (كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35) [غافر/35]).
ـ (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا [الأنعام/112]).
ـ (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123) [الأنعام/123]).
ـ (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [الأنعام/129]).
ـ (وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56) [يوسف/56]).
ـ (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) [الأنبياء/88، 89]).
يتبع ـ إن شاء الله ـ.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[25 Apr 2007, 02:25 م]ـ
ومن القواعد القرآنية:
ـ (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا [الأنبياء/22]).
ـ (وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28) [النساء/28]).
ـ (خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ [الأنبياء/37]) مع (وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا [الإسراء/11]).
يتبع ـ إن شاء الله ـ.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[25 Apr 2007, 05:48 م]ـ
ومن القواعد المتقررة الثابتة أن الإخلاص لله في الأعمال عزيز ونادر, ولا يُلقَّاه إلا ذو حظ عظيم, بدليل أن الله خاطب أكرم خلقه عليه بعد نبي هذه الأمة وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة)
ومن القواعد الثابتة أن الإذعان للحق والاعتراف بالخطإ وتقبل النصيحة والموعظة صعبٌ على نفس البشر ويحتاج إلى ترويض النفس وتأديبها لتتحمل وتزكو ,وإلا فإنها ستخاصم وتماري ولو بالباطل حتى لا تنظر لعيوبها, لقول الله (وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[26 Apr 2007, 01:46 م]ـ
أثابكم الله ..
ومن القواعد:
ـ (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ [البقرة/191]) مع: (وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ [البقرة/217]).
ـ (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ [آل عمران/7]).
ـ (أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا [التوبة/49]) حينما يلّبسُ الإنسان هروبه من أداء الواجب بالخوف من الفتنة، تقال له هذه القاعدة القرآنية.
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[26 Apr 2007, 01:57 م]ـ
وكذلك قوله تعالى
ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين
ومن وجهة نظري أن القرآن بشكل عام هو قاعدة أساسية للمسيرة البشرية
بوركتم
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[26 Apr 2007, 02:21 م]ـ
(ومن وجهة نظري أن القرآن بشكل عام هو قاعدة أساسية للمسيرة البشرية)
أعتقد يقيناً أن هذه قناعة كل مسلم ـ على تفاوت درجات هذه القناعة ـ وإنما كان الغرض هنا هو جمع هذه الجمل التي يحتاجها المؤمن للاستدلال بها في مواضعها، بدلاً من استبدالها أو تقديم شيء آخر عليها كالأشعار والأمثال الدارجة عربية أم عامية.
وربما تكون هذه القواعد مشروعاً علمياً يشرح في دورة علمية محدودة الأيام،وينطلق من هذه القواعد لتقرير أنواع من العلم،وبثها في الأمة،والله المستعان.
ومن القواعد:
ـ (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216) [البقرة/216]) ومثلها: (فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19) [النساء/19]).
ـ (وَآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآَخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (102) [التوبة/102، 103]).
يتبع ـ إن شاء الله ـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الجزري]ــــــــ[26 Apr 2007, 02:54 م]ـ
ومن الآيات
كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) سورة البقرة
وهذه القاعدة (إن صح تسميتها) تكررت في القرآن بأساليب كثيرة متشابهة تقرر أن الدار الآخرة هي الخير
وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (32 الأنعام
وَالدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (169 الأعراف
وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ (109 يوسف
ومن القواعد وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103يوسف
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[27 Apr 2007, 06:02 م]ـ
أحسن الله إليكم
ومما يضاف
- {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} [البقرة/109]
- {يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ} [التوبة/8]
ـ (أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا [التوبة/49]) [/ color] حينما يلّبسُ الإنسان هروبه من أداء الواجب بالخوف من الفتنة، تقال له هذه القاعدة القرآنية.
بارك الله فيكم
وقد رأيت بعض الناس يتساهلون غاية التساهل في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قائلين: لا تنكر عليه خشية الفتنة!! هذا صحيح أحيانا، ولكن رأيتهم يكثرون من قول هذا. والله المستعان
وربما تكون هذه القواعد مشروعاً علمياً يشرح في دورة علمية محدودة الأيام،وينطلق من هذه القواعد لتقرير أنواع من العلم،وبثها في الأمة،والله المستعان.
.
أنا أضم صوتي لهذا الاقتراح، لأننا محتاجين إلى فهم تلك القواعد المهمة
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[29 Apr 2007, 11:24 م]ـ
بوركتم ..
ومن القواعد المتفق عليها:
ـ (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (62) [الأحزاب/62]) مع: (فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43) [فاطر/43، 44]) مع: (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا [الفتح/23]).
ـ (إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ [الزمر/3]).
ـ (إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ) [غافر/28]
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[30 Apr 2007, 05:21 ص]ـ
ومن القواعد التي نحن بحاجة إلى اليقين بها واستشعارها وتعليمها لناشئتنا, سيما من يتهافت منهم ويجري خلف الأهواء الشهوانية الغربية والشرقية التي يخطط لها أعداء الإسلام:
(ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم)
وأيضاً
(ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواءاً)
وأيضاً
(ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[13 May 2007, 02:02 م]ـ
قال الله تعالى (وقد خاب من افترى)
وإنك لتعجب ممن يقرأ هذه الآية ويؤمل بعدها فلاحا بالفرية على إخوانه وأقرانه, قال الطبري رحمه الله: ولم يظفر من يخلق كذبا ويقوله بكذبه ذلك بحاجته التي طلبها به ورجا إدراكها به) انتهى
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[14 May 2007, 02:06 م]ـ
ومن القواعد كذلك:
(وإن كان مكرهم لِتزول منه الجبال) بكسر اللام
و
(وإن كان مكرهم لَتزولُ منه الجبال) بفتح اللام
ـ[يسري خضر]ــــــــ[15 May 2007, 12:48 م]ـ
الاخ الاستاذ الدكتور عمر المقبل
حياك الله وبارك فيك وجزاك خيرا عن هذا الموضوع النافع المبارك
وقد ذكرني بشيخنا البهي الخولي يرحمه الله فقد افاد واجاد في كتابه تذكرة الدعاة وهو يرسم للدعاة منهج قراءة القران الكريم وذكر ست وصايا منها:ان نقراه علي انه جامع القوانين التي يدار بها هذا الوجود فلينظر كيف يتصرف فيه 0000 وذكر قانون الاستغفار , وأنه مفتاح الأرزاق المادية والمعنوية , قال تعالى (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا) ثم ذكر أن السلف فطنوا إليه وأيقنوا بخير فاستفتحوا به أبواب السماء ,
ثم ذكر قانون حصن النعم الذي أجراه الله علي لسان الرجل المؤمن, وهو قوله (ما شاء الله لا قوة إلا بالله)
وعنه يقول الرسول _ صلي الله عليه وسلم (ما أنعم الله علي عبد نعمة من أهل أو مال أو ولد فيقول ما شاء الله لا قوة إلا بالله فيري فيه آفة دون الموت)
وذكر أن كل عمل سوء يرتد علي صاحبه, واستدل بقوله تعالي (يا أيها الناس إنما بغيكم علي أنفسكم) وبقوله تعالي (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله) وبقوله تعالي (فمن نكث فإنما ينكث علي نفسه)
ثم ذكر أن كل هدف يسعى إليه المرء بسم الله فهو مدركه لا محالة, واستدل علي ذلك بقول الله تعالى (ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم) وأن جيش المسلمين حين توجه لفتح مصر وحاول أهلها توهين وإضعاف عزيمة الجيش قال لهم المفاوض عن الجيش: إننا لسنا بصدد فتح البلاد فإن الله قد فتحها لنا منذ أن قطعنا لكم من الأودية ما قطعنا 0
ثم ذكر قانون تولي الله للصالحين, وأخذه من قول الله تعالى (وهو يتولى الصالحين) وقد جاء تصديق هذا في سورة الكهف في قصة الغلامين , فقد سخر الله الخضر لإصلاح الجدار
ثم بين الشيخ البهي الحولي أن هذه القوانين توجد بكثرة في صيغ المبتدأ والخبر, وما هو في حكم المبتدأ, وفي صيغ الأمر وجوابه, والشرط وجوابه, وفي صيغ الحصر والقصر, وفي كل جملة تفيد ترتيب الجزاء على عمل سابق, وقدم أمثلة على كل هذا, ثم ختم الكلام بقوله: ليس على المرء بعد هذا إلا أن يعنى عناية جدية بالتنقيب عن هذه القوانين فهي سنن الله الباقية النافذة 0
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[15 May 2007, 05:51 م]ـ
أحسن الله تعالى إليك فضيلة الدكتور/يسري خضر
وحبذا لو أتحفتمونا بجميع ما لديكم من كلام الشيخ البهي الخولي يرحمه الله ..
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[18 Aug 2007, 09:41 م]ـ
وأنا أضم صوتي للشيخ محمود .. فليكم د. يسري، تتحفونا ببقية كلماته، فلقد استثرت في النفس الرغبة لقراءة بقية ما ذكره ـ رحمه الله ـ.
ومن القواعد:
ـ (وإن جندنا هم لهم الغالبون).
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[30 Aug 2007, 05:06 م]ـ
من القواعد الثابتة في القرآن وأثبتها الواقع المُعاش والماضي أيضاً , قول الله: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينْ)
ـ[الجكني]ــــــــ[30 Aug 2007, 05:59 م]ـ
ومن القواعد:
ـوإن جندنا (هم) لهم الغالبون).
الصواب حذف كلمة (هم).
ـ[أبو الياس]ــــــــ[07 Dec 2007, 06:18 م]ـ
جزاك الله خيرا
قد فعلت هذا الرابط ..... وإني أرى أنه رائع و مفيجد جدا لمتدبر القرآن ...
ـ[العيدان]ــــــــ[07 Dec 2007, 07:40 م]ـ
و هناك بحث بعنوان: (القواعد في القرآن الكريم) أو بعنوان قريب من هذا للدكتور/ أحمد الضويحي نشر في إحدى مجلات مصر
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[07 Dec 2007, 09:21 م]ـ
الحمد لله
ما أجمل هذا ... جزى الله من فتح بابه
ومن القواعد المشهورة
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم
ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
يؤكدها قوله تعالى
بلدة طيبة و رب غفور .. فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم .. وبدلناهم جنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل و شيء من سدر قليل
ومن القواعد التي ينبغي العض عليها بالنواجد قواعد نفيسة .. وهي
قوله تعالى في الشيطان
إن الشيطان لكم عدو .... إن الشيطان للانسان عدو مبين
وقوله تعالى في الكفار
إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا
وقوله تعالى في اليهود و المشركين
لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود و الذين أشركوا
وقوله في المنافقين
هم العدو
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[21 May 2008, 12:10 ص]ـ
ومن القواعد المحكمة:
(ولينصرن الله من ينصره)
(إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[21 May 2008, 01:35 ص]ـ
ومن القواعد المحكمة:
(ولينصرن الله من ينصره)
(إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).
أنا أتعجب من ألفاظ التوكيد الموجهة للمؤمنين في القرآن الكريم حيث إن واجب الإيمان يحتم عليهم تصديق الخبر وإن خلا من ألفاظ التوكيد فإن الله لا مكره له، ولا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع.
ولعل من فوائد ذلك معالجة ضعف اليقين الذي يعتري النفس البشرية، وحثها لمزيد من اليقين والطمأنينة، والإقدام على الحق والتمسك به
فإن للتوكيد في نفس المؤمن أثراً عظيماً لا يخفى
وقريب من هاتين الآيتين قوله تعالى: (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين)
فهذه من صيغ التوكيد المعنوي العظيمة حيث أوجب الله على نفسه نصر عباده المؤمنين.
وهذه الآيات جاءت مطلقة في معنى النصر ووقته
ودل قوله تعالى: (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد)
على أن النصر يكون في الدنيا وفي الآخرة
ومن القواعد العظيمة التي رأيت آثارها في بعض من أعرف
قوله تعالى: (ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله)
فعجباً لمسلم يقرأ القرآن ثم يمكر بأخيه مكراً سيئاً، ولو تدبر القرآن لعلم أن مكره لا يحيق إلا به، وأن الله عز وجل هو الذي بيده ملكوت كل شيء، ولا يملك أحد لنفسه نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله.
فلقد رأيت في بعض من مكروا بإخوانهم مكراً سيئاً قد حاق بهم مكرهم وعاد عاقبة مكرهم وبالاً عليهم يتجرعون حسراته، وعاد ورفعة وعزة وغنيمة باردة لأولئك المؤمنين الغافلين المظلومين.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[21 May 2008, 10:30 ص]ـ
ومن القواعد القرآنية التي تجيب على تساؤلات كثيرة تطرحها الفئة المؤمنة،والجماعة التي تشرفت بأخذ زمام الدعوة إلى الله،ونشر العلم،والجهاد في سبيل الله بأنواع الجهاد المختلفة: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران:165]).
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[21 May 2008, 11:00 ص]ـ
قال تعالى (وَمَاأَنْفَقْتُم مِّن شَيْئٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ)
وعليه: فمن القواعد المقررة في القرآن الكريم أنَّ المالَ المُنفَقَ سواءا كان في نفقةٍ واجبة للعيال والزوجة أو الوالدين أو زكاة المال أو كان في نفقة مستحبة كنوافل الصدقات قليلاً كان أو كثيراً هذا المُنفَقُ فهو مخلوف على صاحبه بخير منه إن في الدنيا بالبدل وإن في الآخرة بالثواب وحسن الجزاء.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[23 May 2008, 11:31 ص]ـ
ومن القواعد المحكمة:
(ولا تزر وازرة وزر أخرى).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[27 May 2008, 11:10 ص]ـ
ومن القواعد المقررة المحكمة:
(والصلح خير)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[29 May 2008, 11:55 ص]ـ
ـ (وإن جندنا هم لهم الغالبون).
الصواب حذف كلمة (هم).
بل الصواب: إضافة: (ل) {وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ}
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[29 May 2008, 11:57 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم.
{فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى = فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى. والتي تليها.
{مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا}
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[30 May 2008, 05:40 ص]ـ
(إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد) .. غافر 51 ..
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[02 Jun 2008, 06:23 م]ـ
بارك الله فيمن فتح لنا هذا الباب لنتدبر في آي القرآن العظيم وحبذا لو وضعناها في تسلسل بحسب السورة هكذا يتسنى لنا جميعاً مراجعة السور سورة بعد سورة حتى يكون التدبر وافياً وشاملاً لآيات القرآن الكريم وتكون المشاركات مرتبة لمن يحتاجها في بحث أو ما شابه وربما يبني عليها البعض ويتسوع فيها فتكون دراسة قرآنية لهذه القواعد الإلهية تكون منهجاً لنا في حياتنا الدنيا والآخرة.
إليكم بعض هذه القواعد
(وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا (58) الأعراف)
(وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204) الأعراف)
(خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) الأعراف)
(وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ (200) الأعراف)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[08 Jun 2008, 10:42 ص]ـ
وحبذا لو وضعناها في تسلسل بحسب السورة هكذا يتسنى لنا جميعاً مراجعة السور سورة بعد سورة حتى يكون التدبر وافياً وشاملاً لآيات القرآن الكريم وتكون المشاركات مرتبة لمن يحتاجها في بحث أو ما شابه وربما يبني عليها البعض ويتسوع فيها فتكون دراسة قرآنية لهذه القواعد الإلهية تكون منهجاً لنا في حياتنا الدنيا والآخرة.
)
اقتراحك يا أخت سمر جيد لو كان في غير طريقة المنتديات، وذلك لأمور،منها:
1 ـ أن الإنسان قد يقف عند ما يراه قاعدة قرآنية في سورة متأخرة أو سبق ذكرها، فأين يضعها؟!
2 ـ أن التأمل والتدبر لا يتأتى في كل وقت للإنسان .. وإذا لم يقيد ما يمر به في وقته، فلربما ذهب إلى غير رجعة،بل لو أراد استعادته ما استطاع ..
ولعل اقتراحك يمكن تنفيذه بعد مرور مدة من الزمن على التفاعل مع هذا الموضوع، فيرتب في ملف وورد،والله الموفق.
ـ[** متفكرة فى خلق الله **]ــــــــ[08 Jun 2008, 01:30 م]ـ
سلامُ اللهِ عليكُم ورحمته وبركاته
*********************************
ما شاء الله! الحمد لله رب العالمين الذى بنعمته تتمُّ الصَّالِحات
بارك الله فيكم أساتذتنا الأفضال
فى قوله تعالى فى سورة الأنفال:
{وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} الأنفال19
إلى كل العلمانيين والملحدين والعصرانيين .. وكل أعداء الدِّين!
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[08 Jun 2008, 04:19 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل عمر على تعليقك الطيب واعذرني فقد دفعني الحماس إلى هذا الاقتراح ونسيت لوهلة أنكم جميعاً مشغولون وصدقت فيما قلت أنه قد تمر على أحدنا آية في أي وقت يتدبرها ولا تتبع تسلسلاً معيناً في السور ولهذا أنا أحتفظ بدفتر صغير أدون فيه أسئلتي حول ما يتعلق بالآيات ثم أرسلها للإستفسار عنها أو أبحث فيها فأرجو المعذرة.
وإن شاء الله تعالى ننتظر حتى تكثر المشاركات ثم نقوم بجمعها حسب السور ونضعها في ملف جاهز للتحميل حتى يحتفظ به الإخوة والأخوات في المنتدى لسهولة العودة إليه.
نقع الله تعالى الجميع بهذه المشاركات وجعلها في ميزان حسناتكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Jun 2008, 05:07 م]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه الفوائد البديعة والتأملات الموفقة، وهذا من أجود الموضوعات التي ينتفع بها فشكر الله لأبي عبدالله فتحه لهذا الباب هنا.
ـ[أبو مهند المصري]ــــــــ[08 Jun 2008, 07:05 م]ـ
أسجل إعجابي بفكرة الأساتذة ـ وفقكم الله ـ، ولي عودة ـ إن شاء الله ـ.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[04 Jan 2009, 08:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد.
وقد يكون من المفيد تبويب هذه القواعد القرآنية حتى يستفاد منها أكثر.
فقد لاحظت أن من القواعد المشار إليها ما يندرج ضمن السنن الكونية، ومنها ما يندرج ضمن السنن الاجتماعية الكلية، أو ضمن السنن الاجتماعية في العلاقات بين الكفر والإيمان. ومنها ما يبدو لي كأنه شروط في أفعال المؤمنين يأتي على أساسها جواب الشرط من الله تعالى استجابة للمؤمنين.
ولعله ليس من الضروري أن يكون التبويب موحدا، بل يمكن اقتراح عدة تبويبات من زوايا نظر مختلفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[04 Jan 2009, 08:40 م]ـ
إضافة:
من فوائد هذا التبويب أنه يساعد عكسيا على اكتشاف قواعد أخرى من خلال توجيه النظر أو تركيزه عند البحث عنها في الآيات القرآنية.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[05 Jan 2009, 12:23 ص]ـ
فقد لاحظت أن من القواعد المشار إليها ما يندرج ضمن السنن الكونية، ومنها ما يندرج ضمن السنن الاجتماعية الكلية، أو ضمن السنن الاجتماعية في العلاقات بين الكفر والإيمان. ومنها ما يبدو لي كأنه شروط في أفعال المؤمنين يأتي على أساسها جواب الشرط من الله تعالى استجابة للمؤمنين.
ولعله ليس من الضروري أن يكون التبويب موحدا، بل يمكن اقتراح عدة تبويبات من زوايا نظر مختلفة.
هذه الملاحظة دقيقة، وقد لاحظت منذ بدأت بالجمع في هذا الموضوع أن هذا التداخل حصل لبعض العلماء الفضلاء، فتحرير معنى القاعدة مهم، حتى يكون العمل أكثر إتقانا، مع يقيني بأن هذه المسألة تختلف فيها الاجتهادات حسب التأملات، وحسب الزاوية التي ينظر منها المتدبر.
ـ[سؤال]ــــــــ[18 Feb 2009, 07:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا يا شيخنا وحبيبنا المبارك
أرجو أن تأذن لي بسؤال أحسن الله إليكم:
قال تعالى:
{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً} النساء34
أليست هذه قاعدة ثابتة ومحكمة أقولها لزوجتي واستدل بها بكل يقين وثقة وجزاكم الله خيرا
ـ[عصام العويد]ــــــــ[19 Feb 2009, 02:18 م]ـ
موضوع جميل جدا، وليست هذه بأول بركاتكم يا أبا عبد الله،
وأرجو ألا نفسده بالتوسع الزائد، وإلا لزم أن كل آية في القرآن قاعدة،
وهذا خلاف المراد كما هو ظاهر.
ـ[سؤال]ــــــــ[19 Feb 2009, 03:38 م]ـ
بارك الله فيكم وسددكم وتكملة لسؤالي إن أذنتم لي:
من الأمثال الدارجة: (الخيل من خيالها والحرمة من رجالها)
فهل نستبدل مثل هذه الأمثال بقول الله تعالى: ({الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً} النساء34
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[22 Feb 2009, 05:33 م]ـ
ومن القواعد المحكمة
((من عمل صالحا فلنفسه ومن أسآء فعليها)) 0
((وإن الله بكم لرؤف رحيم)) 0
ومثلها ((وكان بالمؤمنين رحيما)) 0
((وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله)) 0
((ولن يخلف الله وعده)) 0
ومثلها ((إن الله لا يخلف الميعاد))
ـ[ينابيع الأمل]ــــــــ[23 Feb 2009, 06:15 م]ـ
ولعل من القواعد القرآنية، قوله تعالى (ويضيق صدري ولا ينطلق لساني) [الشعراء: 13].
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[24 Feb 2009, 01:39 م]ـ
ولعل من القواعد القرآنية، قوله تعالى (ويضيق صدري ولا ينطلق لساني) [الشعراء: 13].
ما وجه كونها قاعدة؟!
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[24 Feb 2009, 11:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
من القواعد:
{إِنَّ الَذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} [الأنفال:36]
{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ} [غافر:51]
{إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} [القصص:85]
(يُتْبَعُ)
(/)
{مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الخبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَلكُمْ عَلَى الغَيْبِ} [آل عمران:179].
ـ[د/محمود شمس]ــــــــ[25 Feb 2009, 12:19 ص]ـ
جزى الله أساتذتنا وعلماءنا الأفاضل خير الجزاء على تلك الفكرة الرائعة المفيدة.
ولتسمحوا لي باقتراح وإن كان مثلى ليس من حقه مثل هذا الاقتراح.
واقتراحي هو: أن يكون هناك بيان وتوضيح لتلك القواعد وتنزيلها على أرض الواقع حتى يستفيد الجميع فتعم الفائدة، وتلك هي الغاية من تلك المنتديات.
ومن القواعد التي أبينها وإن كان سبقني في ذكرها أخي الفاضل الدكتور عمر مقبل جزاه الله خيرا إلا أنني أنطلق من خلالها - هي:
في قوله تعالى: إنه لا يفلح الكافرون. قبل الآية الأخيرة من سورة (المؤمنون).
ومن أسرار التعبير القرآني: أن سورة (المؤمنون) بدأها الحق سبحانه وتعالى بقوله:
قد أفلح المؤمنون. ويأتي بـ (قد) التي دخلت على الفعل الماضي لتؤكد وقوع الفلاح.
وقبل الآية الأخيرة من سورة (الحج) التي هي قبل سورة (المؤمنون) ينادي الله عباده المؤمنين بصفة الإيمان، ويأمرهم بالخضوع، والانقياد له سبحانه وتعالى مترقيا بالعباد من: أمْرهم بالأخص؛ وهو: الركوع إلى: الخاص؛ وهو السجود إلى: العام؛ وهو: عبادة الله وحده إلى: الأعم؛ وهو: فعل الخير؛ ثم يأتي بحرف الرجاء ويقول: لعلكم تفلحون.
قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
فلعلك أخي لاحظت أن الله يأمر العباد ويعلقهم بالرجاء، ثم يفتتح سورة: المؤمنون مادحا من يتصف بصفات معينة مبتدئا بالحكم المؤكد بفلاحهم، ثم يؤكد في ختام السورة نفسها بقوله تعالى: إنه لايفلح الكافرون [/ color].
ولذا لو تتبعت تلك القاعدة في كتاب الله عز وجل لأدركت أن الله يأمر العباد ويعلقهم بالرجاء (لعلكم تفلحون) وعندما يمتدح العباد الذين نفّذوا أمر الله يمتدحهم بقوله تعالى: (أولئك هم المفلحون). وكنت قد أحصيت فيما سبق لكنه لايحضرني الآن؛ فوجدت أن عدد الآيات التي ختمت بقوله تعالى: (لعلكم تفلحون) هو نفس العدد الذي ختم بقوله تعالى: أولئك هم المفلحون.
ولعلنا نحصر ذلك بمشاركة أساتذتي وإخواني؛ وهي دعوة للتأمل والمشاركة.
وسوف أبين بمشيئة الله تعالى: السر في ذلك. والله أعلم.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[25 Feb 2009, 02:27 م]ـ
أحسنت أحسن الله إليك يا شيخ عمر وإن كنت أتوارى خجلاً منك لأجل العدة التي يئس من انتظارها وقد يحول عليها الحول، لكن الخبر ما ترى لا ما لا تسمع.
من القواعد:
قوله تعالى في سورة يوسف: (إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين).
ولقد تتبعت لفظ الإحسان في سير الأنبياء وهم صفوة الخلق فوجدته ذكر في أحد عشر موضعاً فتبين لي أن الإمامة في الدين لا تنال إلا بالإحسان مع الله بالعبادة والإحسان مع خلقه في المعاملة، والله أعلم.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[27 Feb 2009, 07:37 ص]ـ
وهذه قاعدة من أعظم القواعد القرآنية، بل هي أول قاعدة ربانية عرفتها البشرية
وهي العهد الذي عهد الله به لآدم حين أهبطه إلى الأرض وأمضاه لذريته حتى يرث الله الأرض ومن عليها:
وهي قوله تعالى: (قلنا اهبطوا منها جميعاً فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
ونحن قد جاءنا خير الهدي وأعظمه وأحسنه وما لم تؤته أمة قبلنا، وقد ضمن الله لمن اتبع هديه أن لا يخاف ولا يحزن، ولو تأملنا أنواع الشرور التي يعاني منها المكلفون وجدناها راجعة إلى هذين الأمرين: الخوف والحزن
وبقدر ما يتبع العبد هدي الله تعالى يكون نصيبه من السلامة من الخوف والحزن أعظم وأكمل.
وفقني الله وإياكم لاتباع هداه، وجعلنا من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[28 Feb 2009, 02:47 م]ـ
بارك الله في جهدك المبارك هذا فضيلة شيخنا عمر المقبل .. بادرة موفقة جدا .. فما أحوجنا إلى أن نقوي صلتنا بكتاب ربنا ونجعله قائدنا في الحياة .. ومن القواعد أيضا::
(فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا)
(ومن يتق الله يجعل له مخرجا)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 Feb 2009, 05:56 م]ـ
حقيقة أن القرآن لا تنقضي عجائبه
فسبحان الله رب العالمين
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[24 Apr 2010, 01:44 م]ـ
حياكم الله يا شيخ عمر وبارك فيكم، وأسأل الله أن تكون بصحة وعافية:
لأنت وإن طال النوى وتباعدت
ديارك لا ينساك قلبي من الذكر
أينساك قلب أنت فيه وإنما
ترحلت عن عيني وخيمت في فكري
وقد وصلت منكم إليّ رسائل
جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
الشيخ الحبيب، لفت نظري وأنا أقرأ في مجموع الدرر السنية في الأجوبة النجدية وفي القسم المتعلق بالتفسير (المجلد الثالث عشر)، جملة من القواعد القرآنية التي ساقها الإمام محمد بن عبدالوهاب وتحديداً في سورة يوسف ووصفها بأنها من القواعد الكلية، فأحببت سوقها في هذا الموطن، وكما تفضلتم قد يصدق عليها أنها قواعد وقد لا يصدق، وهذه الأمور تختلف فيها نظرة الباحثين، وهذا القسم من الدرر السنية قسم قيم، فيه جملة من الإشارات واللطائف ودقائق الاستنباط، فهو جدير بأن يعتني به طلاب العلم، زادكم الله من فضله يا شيخ عمر، وأعتذر عن التقدم بين يديكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والقواعد التي أوردها الشيخ رحمه الله هي:
(أن الله لا يهدي كيد الخائنين)، (إن النفس لأمارة بالسوء)، (إن ربي غفور رحيم)، (إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا)، (الله خير الحاكمين)، (إنه هو العليم الحكيم)، (إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين)، (إن ربي لطيف لما يشاء).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[24 Apr 2010, 05:07 م]ـ
بوركتَ وبوركت أناملك أيها المفيد، والقاطف للدرر من بطون الأسفار ..
شكر الله لك، وستكون موضع الاهتمام .. لا عدمتك أخاً مفيداً وناصحاً وعلى الخير معيناً.
ـ[طالبة المغفرة]ــــــــ[25 Apr 2010, 12:05 م]ـ
أحسن الله إليكم شيخنا الفاضل د. عمر المقبل لفتح هذا الموضوع
(لكل نبئ مستقر)
(تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى)
ولدي سؤال
ما الفرق بين القواعد القرآنية والأمثال المرسلة؟
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[25 Apr 2010, 02:34 م]ـ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طالبة المغفرة http://www.tafsir.net/vb/styletafsir/buttons/viewpost.gif (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=100979#post100979)
أحسن الله إليكم شيخنا الفاضل د. عمر المقبل لفتح هذا الموضوع
(لكل نبئ مستقر)
(تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى)
ولدي سؤال
ما الفرق بين القواعد القرآنية والأمثال المرسلة؟
أي أمثال تقصدين؟
ـ[طالبة المغفرة]ــــــــ[25 Apr 2010, 08:53 م]ـ
قصدت أمثال القرآن الكريم
ومن أنواعها الأمثال المرسلة وهي جمل أرسلت إرسالامن غير تصريح بلفظ التشبيه ولكنها جارية مجرى الأمثال.
فهل الأمثال المرسلة هي قواعد قرآنية كقوله تعالى: (ليس لها من دون الله كاشفه) وقوله تعالى (أليس الصبح بقريب)؟
وفقكم الباري
ـ[عبدالرحمن الفضلي]ــــــــ[26 Apr 2010, 11:52 م]ـ
ومن القواعد القرآنية للتمكين في الأرض؛ التوحيدُ والعبادةُ بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، كما ذكر ذلك سبحانه في كتابه الكريم في سورة النور (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) فانظر كيف رتَّب الله التمكين في الأرض والأمن على التوحيد والعبادة. والله أعلم.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[28 Apr 2010, 07:20 ص]ـ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طالبة المغفرة http://www.tafsir.net/vb/styletafsir/buttons/viewpost.gif (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=101003#post101003)
قصدت أمثال القرآن الكريم
ومن أنواعها الأمثال المرسلة وهي جمل أرسلت إرسالامن غير تصريح بلفظ التشبيه ولكنها جارية مجرى الأمثال.
فهل الأمثال المرسلة هي قواعد قرآنية كقوله تعالى: (ليس لها من دون الله كاشفه) وقوله تعالى (أليس الصبح بقريب)؟
وفقكم الباري
من خلال تتبعي ـ الذي لا أزعم أنه استقرائي، لكنه تتبع متواصل منذ بدأت فكرة هذا الموضوع إلى ساعتي هذه ـ فقد ظهر لي أن الأمثال المرسلة قد تلتقي مع بعض القواعد القرآنية، وبعضها ليس كذلك، وموضع التقاطع بين الأمثال وبين القواعد، اشتمال المثل على معاني ودلالات كثيرة، فأما إذا خلا المثل من ذلك فلا يصدق عليه أنه قاعدة قرآنية.
مثال ذلك ما تفضلتي بذكره من أمثال، ومن ذلك أيضاً: {قضي الأمر الذي فيه تستفيان} هذا جار مجرى الأمثال كما يقول بعض المفسرين، ولكنه لا يصلح قاعدة قرآنية.
ـ بينما لو قرآنا قوله تعالى: {والعاقبة للتقوى} فإنه هذه جارية مجرى الأمثال، وهي في الوقت ذاته قاعدة قرآنية محكمة.
والله أعلم.(/)
رجل له فضل - بعد الله - على الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله.
ـ[المسيطير]ــــــــ[23 Apr 2007, 01:00 ص]ـ
كنت أقرأ في ترجمة الشيخ / محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله - صاحب أضواء البيان - بخط تلميذه البار الشيخ / محمد عطيه سالم رحمه الله.
فلفت نظري بداية اللقاء الذي تم بين الشيخ / الشنقيطي رحمه الله والأمير خالد السديري رحمه الله، وكيف أراد الله تعالى بالأمير السديري خيرا حينما يسر له اللقاء بالشيخ الشنقيطي وتبنيه له، وحرصه على إيصال أمره لولاة الأمر، ومن ثم إعطاءه الجنسية له ولمن أراد من أسرته وأقاربه.
فإليكم ماقال الشيخ / محمد عطية سالم:
خروجه من بلاده رحمه الله:
كان خروجه من بلاده لأداء فريضة الحج وعلى نية العودة وكان سفره براً كتب فيه رحلة ضمنها مباحث جليلة كان آخرها مبحث القضايا الموجهة في المنطق مع علماء أم درمان بالمعهد العلمي بالسودان.
وبعد وصوله إلى هذه البلاد تجددت نية بقائه، ولعل من الخير وبيان الواقع ذكر سبب بقائه:
لقد كان في بلاده كغيره يسمع الدعاية ضد هذه البلاد باسم الوهابية إلا أن بعض الصدف قد تغير من وجهات النظر (وإذا أراد الله أمرا هيأ له الأسباب)، ومن عجيب الصدف أن ينزل رحمه الله في بعض منازل الحج بجوار خيمة الأمير خالد السديري دون أن يعرف أحدهما الآخر، وكان الأمير خالد يبحث مع جلسائه بيتاً في الأدب وهو ذواقة أديب، وامتد الحديث إلى أن سألوا الشيخ لعله يشاركهم فوجدوا بحراً لا ساحل له.
ومن تلك الجلسة وذاك المنزل تعدلت الفكرة بل كانت تلك الخيمة بداية منطلق لفكرة جديدة وأوصاه الأمير إن هو قدم المدينة أن يلتقي بالشيخين:
- الشيخ عبد الله الزاحم رحمه الله.
- والشيخ عبد العزيز بن صالح حفظه الله.
وفي المدينة التقى بهما رحمه الله، وكان صريحاً معهما فيما يسمع عن البلاد وكانا حكيمين فيما يعرضان عليه ما عليه أهل هذه البلاد من مذهب في الفقه ومنهج في العقيدة.
وكان أكثرهما مباحثة معه فضيلة الشيخ عبد العزيز بن صالح، وأخيراً قدّم للشيخ كتاب المغني كأصل للمذهب وبعض كتب شيخ الإسلام كمنهج للعقيدة فقرأها الشيخ وتعددت اللقاءات وطالت الجلسات فوجد الشيخ مذهباً معلوماً لإمام جليل من أئمة أهل السنة وسلف الأمة أحمد بن حنبل رحمه الله، كما وجد منهجاً سليماً لعقيدة السلف تعتمد الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة فذهب زيف الدعايات الباطلة وظهر معدن الحقيقة الصحيحة وتوطدت العلاقة بين الطرفين، وتجددت رغبة متبادلة في بقائه لإفادة المسلمين، ورغب رحمه الله في هذا الجوار الكريم وكان يقول: " ليس من عمل أعظم من تفسير كتاب الله في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم " ز
وتم ذلك بأمر من جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله وكان الشيخان أقرب الناس إليه ودرس الشيخ عبد العزيز بن صالح الصرف والبيان عليه. رحم الله الموتى وحفظ الله الأحياء.
---
ملحوظة /
ولا ينكر فضل غير الأمير السديري على الشيخ / الشنقيطي رحمهم الله، ولكن السديري هو أساس الأمر .... ومن ثم تتابع أصحاب الخير بعده. .
والمقصد:
الدعاء له ولغيره من أصحاب الفضل الذين حرصوا على العلماء، وأظهروهم، وأوصلوا أمرهم إلى ولاة الأمر ليكونوا خير معين لهم - بعد الله - في نشر العلم والخير بين الناس.
فرحمهم الله جميعا.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[23 Apr 2007, 01:08 ص]ـ
إن الله إذا شاء أمرا سبب له من السبب ما يعجز عن الذهن والفكر، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله. جزى الله بالإحسان الأمير خالد السديري
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 Apr 2007, 04:14 م]ـ
الأخ الكريم / أيمن صالح شعبان
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
----
قال الشيخ / صالح المغامسي وفقه الله تعالى:
إن لقاء الشيخ رحمه الله كان مع الأميرين / خالد وعبدالرحمن السديري في خيمتهما في منى ..... وقد أوصلا - بعد اللقاء - أمر الشيخ إلى الملك عبدالعزيز رحمه الله فأكرمه، وأعطى الجنسية له، ولأولاده، ولمن يريد من قرابته وطلابه.
فرحمهم الله جميعا.(/)
نريد من يدلنا على دروس الشيخ خالد السبت
ـ[العاصمي النجدي]ــــــــ[23 Apr 2007, 01:00 ص]ـ
نريد من يدلنا على دروس الشيخ الدكتور خالد السبت
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[23 Apr 2007, 04:35 م]ـ
الأخ الفاضل العاصمي
ستجد للشيخ الفاضل خالد السبت جمعًا من الدروس والمحاضرات في البث الإسلامي، وأتمنى إذا كان للشيخ دروس ثابته تسجل عبر الشبكة أن توضع مع هذه المشاركة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7779
ـ[العاصمي النجدي]ــــــــ[24 Apr 2007, 01:42 ص]ـ
شيخنا الفاضل وفقه الله تعالى
اولاً اشكرك على تجاوبك مع طلبي انا اريد دروس مجدوله للشيخ لكي نتمكن من الحظور وطرح مالدينا وكذلك نحث الطلاب على الحظور
وفقكم الله تعالى
ـ[محمد العواجي]ــــــــ[25 Apr 2007, 06:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للعلم والإحاطة فمنسق دروس الشيخ
جوال 0504920120
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[25 Apr 2007, 10:13 م]ـ
للشيخ -حفظه الله- مجموعة من الدروس المستمرة وهي على النحو التالي:
1/ يوميا بعد الفجر -عدا يوم الجمعة-: (المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير) قراءة وتعليق.
2/ يوميا بعد العشاء -عدا الأحد والأربعاء والجمعة- قراءة من (رياض الصالحين).
3/ يوم الأحد بعد العشاء: (عمدة الأحكام).
4/يوم الأربعاء بعد العشاء إجابة على أسئلة منوعة.
5/ يوم الجمعة بعد العصر: سلسلة أعمال القلوب.
وجميع الدروس مقامة في جامع الدعوة بحي الريان، عدا درس الأحد (عمدة الأحكام) فيقام في مسجد عثمان بن عفان (رضي الله عنه) بعنك.(/)
محاضرة لـ د. مساعد الطيار في مدينة الطائف
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[23 Apr 2007, 06:23 م]ـ
سينزل الدكتور مساعد الطيار ضيفاً عزيزاً على مدينة الطائف وأهلها في محاضرة له بعنوان (أفلا يتدبرون القرآن) وذلك يوم الثلاثاء الموافق 7/ 4/1428 هـ في جامع ابن القيم.
ولقد رأيت وسمعت ابتهاج الناس من طلاب علم وغيرهم بقدوم فضيلته.
أسأل الله أن يبارك في علم الدكتور مساعد وأن يكتب خطواته في موازين حسناته.
ـ[العاصمي النجدي]ــــــــ[24 Apr 2007, 01:54 ص]ـ
جزاك الله خير أخي الفاضل القرشي
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[24 Apr 2007, 10:24 ص]ـ
الله ينفع بشيخنا الشيخ مساعد.
ـ[د. دخيل العوّاد]ــــــــ[25 Apr 2007, 12:16 ص]ـ
حفظ الله فضيلة الدكتور ونفع به فهو أهل للانتفاع بعلمه، وهي فرصة لإخواننا من طلبة العلم من أهل الطائف المأنوس لأن ينتفعوا بعلوم الشيخ وينهلوا من معينه ..
ـ[إيمان]ــــــــ[25 Apr 2007, 06:00 ص]ـ
شكرا الله تعالى لأخينا حاتم القرشي على إعلانه لمحاضرة الشيخ الدكتور مساعد الطيار ..... ونسأل الله بمنه وجوده وكرمه أن يسدد د. مساعد ويبارك له في علمه وعمله، وينفع به الإسلام والمسلمين ......
ونأمل من أخينا الكريم القرشي أو من فضيلة الدكتور مساعد إلحاق المحاضرة بالملتقى ليستفيد منها من لم يتمكن من
حضورها ....... وجزاكم الله خيراً(/)
لقاء علمي مع خطاط مصحف المدينة النبوية عثمان طه وفقه الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Apr 2007, 03:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حضر الأستاذ الكريم وخطاط مصحف المدينة النبوية أبو مروان الأستاذ عثمان طه إلى الرياض خلال فعاليات جائزة الأمير سلطان الدولية للقرآن الكريم للعسكريين، للمشاركة في جناح مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وتعريف الزوار بمراحل طباعة المصحف، وما يتعلق بذلك. وقد شاركت في هذا الملتقى العلمي بإلقاء بحث الدكتور غانم قدوري الحمد الذي شارك به في الملتقى ولم يستطع الحضور، فطلبت من أبي مروان الأستاذ عثمان طه حديثاً مستقلاً للحوار حول بعض مسائل مصحف المدينة النبوية، غير أنه اعتذر بكثرة أشغاله ومواعيده وبرنامج القائمين على الجائزة الممتلئ.
وفي يوم الخميس 2/ 4/1428هـ دعاني القائمون على الجائزة لتناول طعام الغداء مع الزملاء الباحثين في فندق الفيصلية بالرياض، فإذا بأبي مروان معي على الطاولة فضحكتُ وقلتُ له: ما رأيك في بعض الأسئلة؟
فضحك وفقه الله، وكان هذا الحديث العابر المختصر، الذي حرصت فيه على طرح بعض الأسئلة المتعلقة بالنسخة الجديدة من مصحف المدينة النبوية.
الاسم: عثمان عبده حسين طه.
العمر: 73 سنة. من مواليد عام 1934م (1355هـ)
مكان الميلاد: قرية من قرى مدينة حلب في سوريا.
سؤال: ما الذي جعل المجمع يختار النسخة التي كتبتموها من المصحف قبل مجيئك للمجمع؟
عثمان طه: كانت لهم مقاييس علمية وفنية، بناءً عليها اختاروا هذه النسخة، وقد طلبوا مني بعض التعديلات الطفيفة حينها. وأنا أحرص في كتابتي على الوضوح والسهولة، مع مراعاة جمال الخط ومقاييسه الفنية بقدر طاقتي. وهذا الأمر يجب أن يتوافر في خط المصحف لأن الذين يقرأون المصحف جميع طبقات المسلمين، فلا بد من مراعاة السهولة والوضوح في الكتابة، وأفضل الخطوط لذلك هو خط النسخ بلا شك.
كما أعجبهم فيه أن كل صفحة من صفحاته تنتهي برأس آية، فالجزء الواحد عشرون صفحة وهكذا إلى آخر المصحف، وقد كنتُ استفدت من هذه الطريقة في الكتابة من مصحف قديم كتب في العهد العثماني يراعي هذه الطريقة إلا أنه بالرسم الإملائي لا العثماني، فقلدته في توزيع الآيات بحيث تنتهي كل صفحة بآية، وخالفته في الرسم فجعلته أنا بالرسم العثماني بدل الإملائي.
سؤال: ما الفروق بين كتابتك القديمة للمصحف والجديدة ولماذ التغيير؟
عثمان طه: الطبعة القديمة كتبتها وعمري ثلاثون سنة تقريباً في سوريا، وقد كتبتها للدار الشامية ابتداءً، ولست راضٍ تماماً عن خطي في تلك النسخة لاعتبارات فنية تتعلق بالخط نفسه، ولمَّا أعدتُ كتابة المصحف كنت قد ازددت خبرة ومعرفة بالخط العربي، فكانت النسخة الجديدة للمصحف أفضل بكل المقاييس العلمية والفنية من النسخة القديمة. ومن يوازن بين النسختين من العارفين بالخط العربي وقواعده يجد الفرق واضحاً بينهما والوقت الآن أضيق من أن أفضل الفروق بين الطبعتين، وأنت لو وازنت بينهما لظهرت لك فروق كثيرة، على سبيل المثال كنت كتبت بعض الكلمات بطريقة ربما يقع قليل المعرفة بالقراءة في الخطأ بسببها، مثل كلمة نمارق في سورة الغاشية، فقد كانت تشبه كلمة غارق، فعدلتها بحيث تأتي الميم مستديرة واضحة لا تشكل على القارئ البسيط.
سؤال: كتب بعض الباحثين المتخصصين في رسم المصحف ملحوظات على النسخة القديمة. فهل كان لهذه الملحوظات دور في كتابتكم لنسخة جديدة؟
عثمان طه: أنا ابتداءً كنت أرغب في إعادة كتابة المصحف لملاحظات اكتشفتها بنفسي قبل الآخرين، ثم زادت قناعتي بذلك عندما وردتني بعض الملحوظات العلمية والفنية من المتخصصين، فاستعنت بالله وكتبت النسخة الجديدة التي يطبعها المجمع مؤخراً، وتلافيت فيها ما وقعت فيه من قبل من ملحوظات فنية وغيرها.
سؤال: سمعنا عن مصحف كتبتموه برواية حفص عن عاصم بحيث لا تنتهي كل صفحة من صفحاته برأس آية. فحدثنا عن هذا المصحف.
عثمان طه: نعم هذا صحيح، وقد كتبت هذا المصحف وانتهيت منه وروجع من قبل اللجنة المدققة للمصاحف، بناء على رغبة كثير من حفاظ القرآن الكريم الذين حفظوا القرآن على المصحف المصري المعروف بنسخة الشمرلي، وكونهم يجدون صعوبة في الانتقال لمصحف المدينة النبوية الذي تنتهي كل صفحة من صفحاته برأس آية، وهم يريدون مصحفاً مكتوباً بخط عثمان طه موافقاً لنسخة الشمرلي هذه. فقمت بكتابة المصحف بناء على هذه الرغبة، غير أن صاحب الصلاحية -أظنه يعني معالي الوزير -في المجمع لم يوافق على طباعته ونشره بحجة أننا لا نريد أن نقلد أحداً، فقمت بإجراء بعض التعديلات الطفيفة عليه، وحولته من رواية حفص بن سليمان عن عاصم الكوفي، إلى رواية الدوري عن أبي عمرو البصري، وطبعه المجمع بهذه الرواية، وهو الآن مطبوع منشور. ولذلك فكثير ممن حفظ القرآن على نسخة الشمرلي يقرأ في هذا المصحف الآن.
سؤال: هل كتبتم مصاحف أخرى غير رواية حفص والدوري؟
عثمان طه: نعم. كتبت مصحفاً برواية ورش عن نافع المدني، وقد طبع في المجمع، وكتبت مصحفاً برواية قالون عن نافع المدني، وسيصدر قريباً.
وقد كتبت هذا من الذاكرة، اليوم الثلاثاء 7/ 4/1428هـ فمعذرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[24 Apr 2007, 04:39 م]ـ
صيدٌ ثمين, وأسئلة دائرة,
أحسنت أبا عبد الله.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[24 Apr 2007, 05:29 م]ـ
أحسن الله إليكم يا دكتور عبد الرحمن على هذا اللقاء، والحق يقال إنك من الألباء الذين لا يسمحون للمواقف الخالدة أن تمر هكذا فكان من عميق فكرك انتهاز هذه الفرصة الذهبية ليكون هذا اللقاء، والرجل حفظه الله ترى في وجهه أنوار القرآن وليس غريبا على أهل القرآن أن ترى النضرة والجمال تعلو محياهم، ولكن أين نجد المصحف الموافق لطبعة الشمرلي والذي طوعه الشيخ ليطبع برواية قالون؛ لأننا معاشر المصريين تمت تربيتنا مصحفياً على الخط العثماني ومن الصعب أن نراجع ختمة قرآنية على غير هذه الطبعة؛ لأنها طبعت في الذهن بجغرافية الكلام ومواقعه، أما الأبناء فبخلافنا، أسأل الله أن يثيب الدكتور عبد الرحمن، وأن يمد في عمر الشيخ ,وأن يحسن في عمله إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[25 Apr 2007, 07:10 ص]ـ
بارك الله فيك مولانا وحبيبنا فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري ووفقك لكل خير
محبكم
ـ[الجعفري]ــــــــ[25 Apr 2007, 07:18 م]ـ
جزاك الله خيراً أخانا عبد الرحمن على هذا الموضوع الممتع حقاً فقد أفدتنا حقاً وفقك لما أحبه وحفظ الله الخطاط ووفقنا الله وإياه لكل خير.
ـ[موقع الشيخ عبدالعظيم بدوى]ــــــــ[26 Apr 2007, 07:10 ص]ـ
جزاك الله خيرا فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهرى
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[26 Apr 2007, 02:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال: سمعنا عن مصحف كتبتموه برواية حفص عن عاصم بحيث لا تنتهي كل صفحة من صفحاته برأس آية. فحدثنا عن هذا المصحف.
عثمان طه: نعم هذا صحيح، وقد كتبت هذا المصحف وانتهيت منه وروجع من قبل اللجنة المدققة للمصاحف، بناء على رغبة كثير من حفاظ القرآن الكريم الذين حفظوا القرآن على المصحف المصري المعروف بنسخة الشمرلي، وكونهم يجدون صعوبة في الانتقال لمصحف المدينة النبوية الذي تنتهي كل صفحة من صفحاته برأس آية، وهم يريدون مصحفاً مكتوباً بخط عثمان طه موافقاً لنسخة الشمرلي هذه. فقمت بكتابة المصحف بناء على هذه الرغبة، غير أن صاحب الصلاحية -أظنه يعني معالي الوزير -في المجمع لم يوافق على طباعته ونشره بحجة أننا لا نريد أن نقلد أحداً، فقمت بإجراء بعض التعديلات الطفيفة عليه، وحولته من رواية حفص بن سليمان عن عاصم الكوفي، إلى رواية الدوري عن أبي عمرو البصري، وطبعه المجمع بهذه الرواية، وهو الآن مطبوع منشور. ولذلك فكثير ممن حفظ القرآن على نسخة الشمرلي يقرأ في هذا المصحف الآن [/ color]
لو لم يكن لي من هذه المقابلة إلا هذا السؤال لكفى .. وقد كنت أسمع بهذا الكلام،فأنا أحد من ابتلي بحفظ القرآن على نسخة الشمرلي.
جزيت خيراً أبا عبدالله .. مفيد كعادتك ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Apr 2007, 11:33 ص]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً على دعواتكم الطيبة.
أما بالنسبة للمصحف الموافق لنسخة الشمرلي المصرية، فهو مطبوع الآن برواية الدوري عن أبي عمرو بن العلاء البصري رحمه الله، ويمكن الحصول عليه من المكتبات، وهو المصحف الوحيد بهذه الرواية المطبوع في مجمع الملك فهد.وقد قام عثمان طه ببعض التعديلات الطفيفة عليه بعد أن أنهى كتابته برواية حفص كما تقدم، ثم لما لم يوافق على طباعته قام بالتعديلات لأن الفرق بين رواية حفص عن عاصم ورواية الدوري عن أبي عمرو ليس كبيراً، ولذلك يعتمده من حفظ على رواية حفص على الطبعة المصرية في القراءة والمراجعة.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64647ce483faf9.jpg
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[27 Apr 2007, 09:56 م]ـ
لو لم يكن لي من هذه المقابلة إلا هذا السؤال لكفى .. وقد كنت أسمع بهذا الكلام،فأنا أحد من ابتلي بحفظ القرآن على نسخة الشمرلي.
..
أحببت التعليق على عبارة الأخ عمر بأنه (مبتلى) بالحفظ من مصحف الشمرلي، ولم تعده ابتلاء وأنت في نعمة عظيمة؟ وقد كان هو المصحف المنتشر يومها بيننا ولا نكاد نجد غيره، وأنا مثلك حفظت منه، ولم أندم على ذلك لحظة، لأن من يحفظ بتتابع الصفحات مع عدم اكتمال الآيات لعله يكون أقوى حفظا وأبعد عن الخطأ في تتابع الصفحات، وأشد استحضارا لها، وفي كل خير والحمد لله.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[01 May 2007, 02:07 م]ـ
السلام عليكم إخواني الأحباب
فعلا من نشأ على مصحف الشمرلي وتفاعل مع خطه البديع لن يرتضي غيره ولكن المسألة بحاجة إلى تطوير سيما مع وجود قاعدة عريضة من القراء بحاجة إلى التبسيط والتيسير ومن تابع عمل الخطاط حفظه الله عمله في مصحفه الأول عرف أنه صاحب فكر إبداعي ولا أدري لماذ خرج عن منهجه ونمطه في هذا العمل ربما يغلب على ظني تأثره بكتابة المغاربة فمن استطلع مصحف ورش بخطه واستحبب المغاربة في فتح الميم المنتهية أو الوسطية والعلاقات التشابكية بين حرف الباء والجيم وغيرهما يدرك بأن الخطاط حفظه الله تأثر كثيرا واستفاد من مدرستهم فأخرج عملا حاول فيه تطبيق كافة الملاحظات التي رءها جديرة بالاهتمام ..
وأحب أن أنوه لمسألة لاحظتها في المصحف الجديد وهي اقتراب الألف الإشاريةلبعض النقط كأنها يتولد منها لأول نظرة رقم (10) أو (100) عندما تلاقي حرفي النون والتاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 May 2007, 03:32 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم.
هل تأذن لي بنقله لمنتديات أخرى؟.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 May 2007, 12:54 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم.
هل تأذن لي بنقله لمنتديات أخرى؟.
وفيكم يا أبا محمد.
افعل ما تراه مناسباً وفقك الله.
ـ[السرخسي]ــــــــ[26 Mar 2009, 11:02 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا عبدالرحمن .. واني والله لاتمنى ان اقبل يد هذا الخطاط المبارك الذي كتب المصحف الشريف.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[27 Mar 2009, 11:47 م]ـ
التقيت بهذا الخطاط أمس الخميس 29/ 3/1430هـ في بيته في المدينة، وكان لقاء ماتعاً، وقد ذكر لنا معلومات جميلة عن بداياته مع تعلم الخط، وحكايات مع أبيه، وقصة كتابة أول مصحف في حياته، وماذا صنع أبوه حينها؟ وقصص غيرها ,,, إن كان الإخوة يحبون ذكرها باختصار فعلتُ ... والله الموفق.
ـ[الحاتمي]ــــــــ[28 Mar 2009, 12:16 ص]ـ
بارك الله فيكم ياشيخ عبدالرحمن ..
ـ[الحاتمي]ــــــــ[28 Mar 2009, 12:19 ص]ـ
التقيت بهذا الخطاط أمس الخميس 29/ 3/1430هـ في بيته في المدينة، وكان لقاء ماتعاً، وقد ذكر لنا معلومات جميلة عن بداياته مع تعلم الخط، وحكايات مع أبيه، وقصة كتابة أول مصحف في حياته، وماذا صنع أبوه حينها؟ وقصص غيرها ,,, إن كان الإخوة يحبون ذكرها باختصار فعلتُ ... والله الموفق.
نحب أن تكتبها لنا تكرما ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Mar 2009, 07:28 م]ـ
التقيت بهذا الخطاط أمس الخميس 29/ 3/1430هـ في بيته في المدينة، وكان لقاء ماتعاً، وقد ذكر لنا معلومات جميلة عن بداياته مع تعلم الخط، وحكايات مع أبيه، وقصة كتابة أول مصحف في حياته، وماذا صنع أبوه حينها؟ وقصص غيرها ,,, إن كان الإخوة يحبون ذكرها باختصار فعلتُ ... والله الموفق.
نعم نُحبُّ ذكرها شكر الله لك.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[29 Mar 2009, 09:43 م]ـ
حيَّ الله أخانا الحاتمي. هلا أمتعتنا بها.(/)
إن مع العسر يسرين
ـ[إيمان]ــــــــ[25 Apr 2007, 06:29 ص]ـ
إخوتي الكرام أسعد الله أوقاتكم بالخيرات والمسرات ...... لقد اطلعنا على مقال جميل لفضيلة الشيخ الدكتور: ناصر بن
سليمان العمر، بعنوان: " إن مع العسر يسرين " ..... وأحببت نقله لكم ليتسنى لكم الإستفادة منه .... وهو إهداءُُ ُ منا
لكل مهموم ومكروب في هذه الدنيا ....... فهلم إلى رياض ذلك المقال:
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى، أما بعد:
فإن من دروس سورة يوسف التي أقف معها في هذه المقالة، درس من أعظم الدروس، إنه يتعلق بأعمال القلوب. يتعلق بالإيمان بالله _جل وعلا_ وبالثقة فيه، يتعلق بقوله _تعالى_: "أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء"، يتعلق بقوله _تعالى_:"ومن يتوكل على الله فهو حسبه". ذلك الدرس هو قوة التلازم بين الشدة والفرج، وهو تلازم ظاهر في سورة يوسف.
إن التلازم بين الشدة والفرج في سورة يوسف مطرد اطراداً عجيبا، وهذا المعنى، وهذه الدروس، وهذه الأمثلة التي سنتناولها، تعطي المؤمن ثقة بالله _جل وعلا_ وصدق توكل عليه، ولها آثارها العاجلة والآجلة في الدنيا والآخرة. إن من أخطر ما قد يمر بالمسلم أن يسيء الظن بربه _جل وعلا_ إذا نزلت به محنة، ويغفل عن التلازم بين الشدة والفرج، الذي أشار الله إليه في قوله _تعالى_: "فإن مع العسر يسرا إن مع لعسر يسرا"، ولن يغلب عسر يسرين، وهذا التلازم الواضح، الظاهر، البين، الجلي، بين الفرج والشدة من أجل أن يزداد المؤمن إيماناً بربه وثقة بوعده.
فكل واحد منا تمر به شدة، سواء صغرت أو كبرت، بل تمر بالمسلم شدائد عدة، فإذا فقد الإنسان الأمل هلك، ولكنه إذا أحسن الظن بربه، وقوي إيمانه به، فإنه سرعان ما يجد الفرج بين يديه. هذه هي الحقائق كما تعرضها سورة يوسف _عليه السلام_ نبدأ بها مثلا مثلا، من أجل أن يزداد إيماننا إيماناً.
فمن التلازم بين الشدة والفرج، أنه عندما اجتمع إخوة يوسف من أجل أن يتآمروا على قتله "اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ" (يوسف:9)، وهم يتآمرون كان أغلبهم يرون هذا القرار "اقتلوا يوسف"، جميعهم يرى هذا القرار إلا واحداً يأتي عن طريقه الفرج، وقبل أن يصدر القرار بالقضاء على يوسف "قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابت الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين" فيأتي الإنقاذ ويأتي الفرج فبعد أن كاد أن يصدر القرار، يأتي أعقل إخوانه، فيقول: لا تقتلوا يوسف، وهذا فرج بعد الشدة.
مثل آخر: عندما ألقوه في الجب، والإلقاء في البئر في وسط المدينة وفي وسط الحضر شدة عظيمة جداً، فكيف إذا اجتمع في هذا الجب العوامل التالية:
في وسط البرية ..
بعيد عن أهله ..
بعيد عن السكان ..
والملقي في سن الصغر _عليه السلام_ دلت على ذلك أمور، منها: أنه لا يستطيع أن يسابق معهم، ولا يستطيع أن يدافع عن نفسه "أخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون" إذن فهو صغير ..
وقد فارق والديه ..
والذين يلقونه من هم؟ هم إخوانه ..
تجمعت كل عوامل الشدة في هذا الصنيع، فأين الفرج
لقد جاء الفرج وهو يلقى في البئر "وأوحينا إليه لتنبأنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون"، أي فرج هذا؟ أوحى الله إليه وحي إلهام .. لا تخف من الهلاك، لا تخف ستعيش، وستصل إلى مكانة ومنزلة تنبئهم بأمرهم، بكيدهم وهم لا يشعرون.
وكلمة "وهم لا يشعرون" تدل دلالة خاصة، فنقله نقلة عظيمة من الجو المحيط به في داخل البئر إلى معنى آخر يقول له فيه: إنك ستعيش وسيكون لك شأن، وأنت الذي ستخبرهم بما فعلوا "قالوا أإنك لأنت يوسف قال أن يوسف وهذا أخي قد من الله علينا" .. هذا فرج والله عظيم.
ونواصل أيضاً مع هذا الفرج الذي يتوالى كل ما نزلت شدة، وضعوه في البئر، تركوه، ذهبوا، هذه أيضاً شدة ولاشك، وإن كان أوحي إليه لينبأنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون، لكنه لا يعلم متى سيخرج من هذه البئر، وما هي إلا مدة زمنية قصيرة يدل عليها سياق الآيات وسياق القصة "وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام" هذا فرج آخر، حيث لم يمكث في البئر طويلاً، فما هو إلا أن جاء من يبحث عن الماء فتعلق بالدلو فخرج من البئر، إذن هي مدة قصيرة، وهذا فرج آخر غير الفرج الأول.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم يدخل في شدة أخرى عندما باعوه رقيقاً، وهو الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم، يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم _عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام_ مع غربته ومع أسره يباع وبثمن بخس رقيقاً، وهذا من أعظم الشدائد التي مرت بيوسف؛ لأنها شدة معنوية لا تقارن بكثير من الشدائد الحسية، فيأتي الفرج، أين الفرج؟
من الذي اشتراه؟ هل اشتراه من يسومه سوء العذاب؟ هل اشتراه من يهينه؟ كثير من الناس يهينون من يستأجرون وليسوا أرقاء مع أنهم مثلهم أحرار، ولكنهم لأنهم استأجروهم أهانوهم، وكم يعاني عدد من الأجراء ممن أجره من الإهانات والعبارات والألفاظ والسخرية والتسخير، فما بالكم بالرقيق المملوك، لكن الله _جل وعلا_ ينقذه بهذا السنة التلازم المطرد بين الشدة والفرج!
فالذي اشتراه عزيز مصر، لم يشتره من يهينه أو يسومه سوء العذاب، لكن اشتراه عزيز مصر، ثم لما اشتراه عزيز مصر، وعندما دخل به إلى بيته يقول لزوجته: "أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا". تأملوا هذا الفرج وهذه الرحمات التي تتوالى على يوسف _عليه السلام_ تلازم لا انفصال بين الشدة والفرج. رحمات، فيعيش في قصر العزيز مكرماً معززاً كأنه ابن مدلل، فينقذه الله من العبودية ومن الأسر إلى الشرف الذي يوصي به زوجته.
ولما راودته المرأة وغلقت الأبواب وحسبك بتلك شدة، امرأة متسلطة وغلقت الأبواب، فاجتمعت على يوسف _عليه السلام_ الشدة الحسية والمعنوية، ثم يأت الفرج، كيف؟
أولاً عندما أراه برهان ربه "ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه"، فرؤية البرهان هنا من الله _جل وعلا_ فرج عظيم جداً. إنقاذ الله له وحمايته من أن يقع في المعصية فرج عظيم "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك".
ثم يتوالى الفرج بهروبه من هذه الفتنة العمياء.
ثم لما لحقته وقدت قميصه من دبر وكادت أن تمسك به، في تلك اللحظة التي وصلا فيها عند الباب "وألفيا سيدها لدى الباب"، وهذا فرج آخر.
ثم لما بهتته "قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" (يوسف: من الآية25)، وهذه شدة جديدة وبلاء جديد؛ لأن المرأة هي المصدقة. مع سرعة بهتانها وسرعة اتهامها، والمرأة تصدق هنا أكثر مما يصدق الرجل. فيأتيه فرج جديد "وشهد شاهد من أهلها" هذا فرج عظيم أنقذ يوسف من هذه الدعوى التي بهتته بها، زوجة العزيز، ولذلك اعترف زوجها بذلك، وقال لها:
"استغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين"، وبرأ يوسف "يوسف أعرض عن هذا"، بينما عرف أن زوجته هي الخاطئة.
ومرة أخرى تستمر الضغوط في قصة النسوة اللاتي قطعن أيديهن حتى قالت في آخر القصة: "لئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكوناً من الصاغرين". بعد أن انتهى من الشدة الأولى، فإذا هي تعود مرة أخرى، وبدل أن كان الأمر فردياً، فإذا هو أمر جماعي. النسوة مع امرأة العزيز، كلهن أجمعن على ذلك كما في خطابه ودعائه "قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه"، ما قال: مما تدعوني إليه امرأة العزيز. شدة جديدة، فيلجأ إلى الله _جل وعلا_ ويتضرع بين يديه "رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين".
فيأتي الفرج "فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم". قد يقول قائل: وهل السجن فرج؟ أقول: نعم، السجن فرج في مقابل البلاء الذي أشار إليه "أصب إليهن وأكن من الجاهلين".
وفي داخل السجن -والسجن بلاء والشدة- يتوالى عليه الفرج، ليصبح في داخل السجن لا كسائر السجناء، بل يصبح آمراً ناهياً عزيزاً كريماً سيداً مطاعاً، وهذا يخفف من معاناة السجن، وهو فرج واضح في سياق القصة.
وعندما جاءت رؤيا الملك بعد أن طالت مدته في السجن، واشتد عليه السجن، ولبث في السجن بضع سنين، رأى الملك هذه الرؤيا العظيمة، فإذا هي سبب فرج الله به عنه، فمن الذي جعل الملك يرى الرؤيا؟ هو الله، ومن الذي قدر ألا يعبرها إلا يوسف؟ هو الله، ومن الذي ذكّر هذا الرجل وقد نسي يوسف؟ هو الله. فرج عظيم.
ثم في آخر القصة يأتي فرج آخر يزيل كل ريبة وتهمة في حق يوسف من هؤلاء النسوة، فتقر امرأة العزيز أنها هي التي راودته. الآن حصحص الحق، الآن تبينت المسألة، أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين. ما أعظمه من فرج والله. تعترف هذه المرأة، ثم يبرأ من قبل النسوة، ما علمنا عليه من سوء، وهذا فرج عظيم، واعتراف من المرأة، يبين أن صفحة يوسف _عليه السلام_ بيضاء نقية.
وفي نهاية القصة عندما بلغ اليأس مبلغه، وعندما أصبح يعقوب – كما وصفه مولاه "وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم"، ويزداد شدة الأمر عندما قال له أبناؤه: "تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضاً أو تكون من الهالكين".
قال: "إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون"، "يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون"، وهنا بلغ الأمر مبلغه، وبلغت الشدة مبلغها، فيأتي الفرج "فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة، فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون" ويتوالى الفرج، ويرسل قميصه إلى أبيه فيأتيه الفرج ويرجع إليه بصره "قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون"
وهكذا يتوالى الفرج في القصة ..
فيا أيها المؤمن، لا تقنط، لا تيأس "إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون" مهما توالت عليك الشدائد فلا تيأس من روح الله، كم توالت الشدائد على يوسف وعلى يعقوب _عليهما السلام_ شدة بعد شدة، ومحنة بعد محنة، فيحدث ما يحدث ويأتي الفرج متوالياً، فإن مع العسر يسراً، إن مع العسر يسراً، وقد روي أنه "لن يغلب عسر يسرين". فثقوا بالله وبوعده، وازدادوا إيماناً بصدق وعده _جل وعلا_ والتجئوا إليه تجدوا الفرج "إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً" (الطلاق: من الآية3).
موقع المسلم ..... http://www.almoslim.net(/)
أبحث عن أحد شرح كتاب دلائل الإعجاز لعبدالقاهر الجرجاني
ـ[أحمد عطا عمر]ــــــــ[25 Apr 2007, 04:29 م]ـ
يعد عبدالقاهر الجرجاني من أئمة اللغة والنحو والأدب وقيل إنه مؤسس علم البيان وواضع أصول البلاغة ومن غير أن نؤكد هذا الكلام أو ننفيه نعرف جميعا مكانة عبد القاهر الجرجاني العلمية ومكانة مؤلفاته الكثيرة في علم النحو والبلاغة والإعجاز ونعرف أنه قد برزت شهرتة من خلال كتابيه أسرار البلاغة ودلائل الإعجاز فاثبت من خلال تأليفه لهما أن له باعا واسعا ومكانة عالية في هذين العلمين.
فهذان العلمان يعدان بالمقام الأول من أهم كتب البلاغة بلا منازع بين أهل العلم بهذا الفن، وليس هناك من المتقدمين أو المتأخرين من يقدم عليها كتاباً في هذا الفن، وذلك لأن كتب المتقدمين قبل عبد القاهر كانت عبارة عن مباحث متفرقة، وإشارات خاطفة، وعبارات متناثرة، تكد في جمعها من هنا وهناك، فجاء ذلك الإمام فجمع أصول هذا العلم، ورد إليها فروعه، ووضع له قواعده وأصوله، بغير جفاف ولا تعقيد، وبغير مبالغة في الحصر والإحصاء والتفريغ والتمييز، والتحديد، مما عٌرف عن المتأخرين كالسكاكي ومن تابعه في صرامة المنطق والمبالغة في التحديد والتجريد.
ولا أريد أن أطيل في التقديم فباختصار كتب الجرجاني أسرار البلاغة ودلائل الإعجاز وغيرهما كالرسالة الشافية كتب مهمة جدا في هذا المجال.
وكتاب دلائل الإعجاز كتاب عظيم القدر وجليل الفائدة ولكن مشاكله متعددة وفيه صعوبة واضحة للدارسين حيث أنه ألف هذا الكتاب بدوب تقسيم وتبويب ميسور بالإضافة إلى ذكره لأفكار كثير من مخالفيه في فكرته غير منسوبة لأصحابها صراحة وزد على ذلك ما فيه من صعوبة في الكلمات والعبارات أو الاشعار التي يستشهد بها
فهذا الكتاب رغم مكانته في البلاغة والإعجاز يحتاج إلى ترتيب جديد وشرح وايضاح وتبسيط للعلوم التي فيه ورد للأقوال إلى أصحابها فهل هناك من أحد من السابقين أو المتأخرين قام بهذا الجهد وشرح الكتاب وكشف الستار عن العقد واللإشكالات التي فيه؟
أرجو من كل أخ أو أخت عنده معرفة بهذا الموضوع أن لا يبخل علينا بعلمه وجزاكم الله خيرا سلفا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[محمود البعداني]ــــــــ[25 Apr 2007, 05:58 م]ـ
أخي الفاضل
للدكتور محمد أبو موسى حفظه الله تعالى كتاب اسمه مدخل إلى كتابي عبد القاهر الجرجاني من نشر مكتبة وهبة بالقاهرة أرجو أن يكون فيه شيء مما تريد، كما أن للعلامة ابن عاشور رحمه الله تعالى تعاليق على دلائل الإعجاز، لم تطبع بعد فيما أعلم، وتعلمون حفظكم الله تعالى أن ممن اعتنى بتدريس دلائل الإعجاز وطبعه الشيخ محمد عبده رحمه الله تعالى فهل له تعاليق على الكتاب مخطوطة؟ تساؤل أتركه لمن يقرأ هذا الموضوع من الإخوة
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[26 Apr 2007, 10:32 ص]ـ
لقد قام الاستاذ الدكتور فضل عباس في كتابيه الاول البلاغة فنونها وافنانها /علم المعاني /والثاني علم البيان بمحاولة تذليل كثير من صعوبات ذينك الكتابين فليرجع اليهما مضموما لهما كتب الاستاذ الدكتور محمد ابو موسى النافعة وهي كثيرة في ميدان البلاغة
ـ[أم حمد]ــــــــ[26 Apr 2007, 12:45 م]ـ
اخي السلام عليكم:
هناك كتب درات حول فلك كتابي عبد القاهر كثير, ورسائل علمية كذلك.
من الرسائل ما اعتنى بشواهده , وهناك كتاب للدكتور ه نجاح الظهار
من طباعة مكتبة الرشد
لك ان تطلب تكشيف او برنت من مركز الملك فيصل للبحوث عن عبد القاهر
ويعطيك او مكتبة الملك فهد , وليس ضروريا حضورك
بل اتصال واطلب منهم إرسال التكشيف بالفاكس
ـ[أحمد عطا عمر]ــــــــ[26 Apr 2007, 11:40 م]ـ
أشكر الأخوين الكريمين محمود البعداني و جمال أبو حسان على ما تفضلا به، ولكن أريد غير المداخل وشرح فكرة الجرجاني في نظرية النظم أو كتابيه أسرار البلاغة ودلائل الإعجاز.
وأريد شرحا أو تحقيقا مفصلا للكتاب أعمق من شرح كل من رشيد رضا أومحمود محمد شاكر .. .
وأشكر الأخت الكريمة أم حمد على المعلومات القيمة التي تفضلت بها وخصوصا اشارتها إلى كتاب الدكتورة نجاح الظهار لأنني لم أسمع بهذا الكتاب من قبل وإن كنت قد وقفت للدكتورة على أبحاث في علم البلاغة والإعجاز.
وشكرا سلفا
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[27 Apr 2007, 06:05 م]ـ
للدكتورة نجاح الظهار كتابان في الموضوع:
أحدهما: "الشواهد الشعرية في كتاب (دلائل الإعجاز) "،
والثاني: "نظرية النظم عند الشيخ عبد القاهر الجرجاني".
والكاتبة لها موقع على الإنترنت في إحدى صفحاته صورة لأغلفة كتبها:
http://www.drnajah.com
وليت بعض من قرأ لها يخبرنا عن قيمة الكتابين.
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[06 Dec 2007, 11:04 م]ـ
كتاب الدكتورة نجاح الظهار (الشواهد الشعرية ... ) في ثلاثة مجلدات وهي تقوم بأخذ الشاهد ثم ذكر البيت السابق
له ثم اللاحق، ثم حديث عن القائل، ثم شرح للشاهد، ثم حديث عن الموضع الذي استشهدبه الشيخ عبد القاهر، ثم الأساليب البلاغية الأخرى في الشاهد، ثم تنقد الشاهد.
هذه فكرة الكتاب بأصغر صورة تنقل.
أما كتابها الثاني فقد اقتنيته ولم أقرأه حتى الآن.(/)
أرجو المساعدة في الحصول على هذه الكتب
ـ[أبو زياد محمد]ــــــــ[25 Apr 2007, 07:09 م]ـ
الإخوة الكرام رواد الملتقى بارك الله فيكم , أرجو أن تساعدوني في الحصول على هذه الكتب مطبوعة , أين أجدها متوفرة وحبذا لو كانت في مكتبات مصر , علماً أني سألت عليها في دار السلام ودار الحديث ومكتبات درب الأتراك كلها. وأسماء الكتب هي:
1 - أحكام الردة والمرتدين لجبر محمود الفضيلات
2 - أحكام المرتد في الشريعة الإسلامية لنعمان السامرائي
3 - ابن حجر الهيتمي وجهوده في الكتابة التاريخية د. لمياء أحمد شافعي
4 - الجامع في المقدمات لابن رشد
5 - الجناية بالسحر حكمها وعقوبتها لعبد الرحمن الراشد
6 - ضوابط التكفير عند أهل السنة والجماعة. د. عبدالله بن محمد القرني
7 - المدخل إلى مذهب الشافعي. د. أكرم القواسمي
8 - المنهاج في شعب الإيمان للإمام الحليمي
أستحلفكم بالله أن تردوا علي سريعاً لأني في أمس الحاجة إلى هذه الكتب.
وجزاكم الله خيراً
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[28 Apr 2007, 10:47 م]ـ
كتاب: ضوابط التكفير عند أهل السنة والجماعة. د. عبدالله بن محمد القرني من مطبوعات مؤسسة الرسالة في بيروت وهاتفهم:319039
815112(/)
علم السياق القرآني [14] (أبرز المفسرين عناية بالسياق [1]
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[25 Apr 2007, 10:01 م]ـ
أبرز المفسرين الذين اعتنوا بالسياق، ومناهجهم في تناوله إجمالاً
اعتنى المفسرون بالسياق عناية ظاهرة، ورعوه حق رعايته، وأنزلوه منزلته العالية في التفسير من لدن الإمام ابن جرير الطبري الذي أجاد وأفاد في مجال التأصيل والتطبيق، وانتهاء بالتفاسير الحديثة، ويحسن في هذه الدراسة أن ألقي الضوء على عنايتهم بالسياق ومناهجهم في تناوله إجمالا.
أولاً: الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره (جامع البيان في تأويل آي القرآن).
تفسير ابن جرير هو عمدة التفاسير في تناول السياق تأصيلاً وتطبيقاً، وقد اعتمد ابن جرير السياق وقدمه على غيره، وقرره بقواعد مهمة في التفسير.
قال محمود شاكر ([1]): " .. لم يغفل عن هذا الترابط الدقيق بين معاني الكتاب، سواء كان ذلك في آيات الأحكام، أو آيات القصص أو غيرها من نصوص هذا الكتاب، فهو يأخذ المعنى في أول الآية ثم يسير معه كلمة كلمة، وحرفاً حرفاً، ثم جملة جملة، غير تارك لشيء منه، أو متجاوز عن معنى يدل عليه سياقها" ([2]).
وقد درِس الشيخ عبد الحكيم القاسم - وفقه الله - منهجه في السياق دراسة مستقلة بعنوان (دلالة السياق القرآني وأثرها في التفسير دراسة نظرية تطبيقية من خلال تفسير ابن جرير الطبري).
وعرض لمنهجه وأبرز قواعد السياق التي اعتمد عليها ابن جرير، حيث عقد فصلاً كاملاً في طريقة تناوله للسياق، استخلص فيه بعض القواعد التي قررها ابن جرير في السياق فقال: "لقد كانت القواعد التي سار عليها الإمام فيما يخص بحث هذه الرسالة، وهو ما يتعلق بدلالة السياق القرآني حسب حصري لها: تسع قواعد، جمعت في هذا الباب، واختصت كل قاعدة بمبحث، محاولة لتأصيل وتقعيد منهج ابن جرير رحمه الله في التعامل مع السياق وهي كالتالي:
الأولى: الكلام على اتصال السياق، ما لم يدل دليل على انقطاعه ([3]).
الثانية: إذا تتالت كلمتان، والثانية نعت فإنها تحمل على سابقتها.
الثالثة: أولى تفسير للآية ما كان في سياق السورة.
الرابعة: النظر إلى ابتداء الآيات معين على معرفة مناسبة خاتمتها.
الخامسة: إذا لزم من تفسير الآيات التكرار الذي لا معنى له، فذلك خُلفٌ ينزه القرآن عنه.
السادسة: يختار من المعاني ما اتسق وانتظم معه الكلام؟
السابعة: تعيين من نزل بهم الخطاب لا يعني تخصيصهم، بل يدخل من يشابههم
الثامنة: الأولى في التفسير أن يكون الوعيد على ما فتح به الخبر من الفعل المذكور السابق.
التاسعة: لا يفسر السياق إلا بالظاهر من الخطاب.
وكل قاعدة أفردت في مبحث مستقل، ليتم النظر إليها، وإلى تطبيقاتها، بشيء من التفصيل، عسى أن تتضح في الأذهان، وتستعمل في تفسير القرآن، وغيره من البيان" ([4]).
وكفى بهذا الإيضاح بياناً لعناية ابن جرير بالسياق، وطريقة تناوله فيه. وقد تجلى لي ذلك في بيان سياق سورة البقرة. وسيأتي مزيد بيان وتفصيل وتمثيل لهذه القواعد في مبحث مستقبل بإذن الله.
ثانياً: الزمخشري في تفسيره (الكشاف).
والزمخشري من أبرز المفسرين الذين اعتمدوا السياق في تفسيرهم، ويدلك على ذلك تمكنه من اللغة والبلاغة.
وقد صرح الزركشي بمنهجه وعنايته بالسياق فقال: "ولهذا ترى صاحب (الكشاف) يجعل الذي سيق له الكلام معتمداً حتى كأن غيره مطروح" ([5]).
وغالب تناوله للسياق من جهة العناية بالروابط ووجوه العلاقة والتراكيب والإعراب.
ومثال ذلك ما ورد في تفسيره في قوله تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا} [البقرة 25].
قال: "فإن قلت: من المأمور بقوله تعالى: {وَبَشِّر}؟ قلت: يجوز أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يكون كل أحد .. وهذا الوجه أحسن وأجزل؛ لأنه يؤذن بأن الأمر لعظمه وفخامة شأنه محقوق بأن يبشر به كل من قدر على البشارة به.
فإن قلت: علام عطف هذا الأمر ولم يسبق أمر ولا نهي يصح عطفه عليه؟ قلت: ليس الذي اعتمد بالعطف هو الأمر حتى يطلب له مشاكل من أمر أو نهي يعطف عليه؛ إنما المعتمد بالعطف هو جملة وصف ثواب المؤمنين، فهي معطوفة على جملة وصف عقاب الكافرين" ([6]).
(يُتْبَعُ)
(/)
فتأمل كيف وجه الخطاب في المسألة الأولى إلى السياق وهو التعظيم والتفخيم للأمر. ووجه المعنى في المسألة الثانية إلى السياق في مقابلة حال المؤمنين لحال الكفار.
ثالثاً: الراغب الأصفهاني في (مفردات ألفاظ القرآن).
يعتبر الراغب الأصفهاني من أبرز المفسرين وأهل اللغة عناية ببيان السياق القرآني، من خلال كتابه المفردات خاصة، وذلك أنه يجمع الكلمات الغريبة في القرآن ويبين معناها حسب سياقها الذي وردت فيه، وهو من أهم ينبغي الرجوع إليه في معرفة السياق.
ويؤكد عنايته بجانب السياق الزركشي فيقول: "وهذا ـ أي النظر إلى الآية بحسب السياق ـ يعتني به الراغب كثيراً في كتاب المفردات فيذكر قيداً زائداً على أهل اللغة في تفسير مدلول اللفظ لأنه اقتنصه من السياق" ([7]).
وقال أيضاً في حديثه عن كتب غريب القرآن: (ومن أحسنها كتاب (المفردات) للراغب وهو يتصيد المعاني من السياق؛ لأن مدلولات الألفاظ خاصة" ([8]).
رابعاً: ابن عطية في تفسيره (المحرر الوجيز).
يعتبر ابن عطية من أبرز المفسرين في العناية بالسياق واعتباره في التفسير، وقد اعتمد عليه في جانب بيان المعنى المراد، والعلاقات النحوية في الآية، وبيان الراجح على وجه الخصوص.
ويؤكد ذلك أحد الدارسين لتفسيره، فيقول وهو يقارن بين تفسير ابن جرير وابن عطية: " .... كما نرى توسعاً ملحوظاً ـ عند ابن عطية ـ في بيان الألفاظ اللغوية ومعانيها في الجملة، ومعنى الجمل نفسها في السياق العام الذي تنساق فيه الآية، ثم ينتفع انتفاعاً طيباً بما استقر من الدارسات الأدبية وبخاصة البلاغية" ([9]).
وقال صاحب (قواعد الترجيح عند المفسرين) في تقريره لقاعدة من قواعد السياق وهي (إدخال الكلام في معاني ما قبله وما بعده أولى من الخروج به عنهما إلا بدليل) ذكر من اعتمد على هذه القاعدة من المفسرين فقال: "ومنهم ابن عطية: فهي عنده من قواعد الترجيح الأساسية، ورجح بها كثيراً من الأقوال، وضعّف بها كذلك كثيراً من الأقوال، في متن كتابه، فمن هذه المواضع التي رجّح بهذه القاعدة فيها، قوله - معلقاً على قول خالف هذه القاعدة -: (وهذا تفسير من انتزع ألفاظ آخر الآية عما تقدمها، وارتبط بها من المعنى، وعمّا تأخر أيضاً) ([10]) " ([11]).
ومن الأمثلة الدالة على اعتماده السياق في الترجيح ما ذكره في تفسير قوله تعالى: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ} الآية [البقرة: 266] قال في المراد بالمثل في الآية: "حكى الطبري عن السدي أن هذه الآية مثل آخر لنفقة الرياء، ورجح هو هذا القول، وحكى عن ابن زيد أنه قرأ قول الله تعالى: +يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى" (البقرة: 264)، ثم قال ضرب في ذلك مثلاً فقال: {أيود أحدكم} الآية. قال القاضي أبو محمد: وهذا أبين من الذي رجح الطبري، وليست هذه الآية بمثل آخر لنفقة الرياء، هذا هو مقتضى سياق الكلام" ([12]).
فنجده قد خالف الطبري ورجح ما ذهب إليه ابن زيد اعتماداً على السياق.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) محمود محمد شاكر علامة في الأدب واللغة حائز على جائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي مات سنة 1997 م انظر: إتمام الأعلام لنزار أباظة ومحمد رياض المالح 1/ 432
([2]) ((جامع البيان بتحقيق شاكر)) (4/ 537).
([3]) هذه القاعدة من أعظم قواعد التفسير التي اعتمدها ابن جرير وهي متضمنة لبعض القواعد التي قررها الباحث، وقد قرر الحربي هذه القاعدة في كتابه ((قواعد الترجيح عند المفسرين)) ونص على اعتماد ابن جرير لها في التفسير فقال: (استعمل ابن جرير هذه القاعدة في مواطن كثيرة جداً في كتابه، ونص عليها بلفظها كذلك في مواضع كثيرة، فهي من القواعد الأساسية التي اعتمدها في الترجيح) انظر: ((قواعد الترجيح عند المفسرين)) (1/ 128).
([4]) ((دلالة السياق القرآني وأثرها في التفسير)) (ص111).
([5]) ((البرهان في علوم القرآن)) (1/ 317).
([6]) ((الكشاف)) (1/ 64).
([7]) ((البرهان)) (1/ 291).
([8]) ((البرهان)) (1/ 291).
([9]) ((نشأة التفسير للدكتور السيد خليل)) (ص50).
([10]) انظر: ((المحرر الوجيز)) (2/ 356).
([11]) ((قواعد الترجيح عند المفسرين)) (1/ 129).
([12]) ((المحرر الوجيز)) (1/ 330).
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[27 Apr 2007, 07:25 م]ـ
الشيخ الدكتور محمد الربيعة بارك الله فيكم على هذه الحلقات في موضوع السياق القرآني وأنا من المهتمين كثيرا بهذا الموضوع فهل يمكنكم التفضل بارشادنا الى كتب وأبحاث تناولت موضوع السياق في القرآن وهي موجودة على الشبكة العنكبوتية وجزاكم الله خيرا
ـ[النجدية]ــــــــ[20 Oct 2010, 08:11 ص]ـ
جزاكم الرحمن الجنة؛ بما نفعتموني حضرة الأستاذ الفاضل
وماذا عن الإمام أبي السعود؟!!
-------------
وإني أكرر طلب الأستاذ الفاضل (د. عبد الله الهتاري) -الذي لا أنسى فضله علي في موضوع السياق القرآني-
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[منال القرشي]ــــــــ[20 Oct 2010, 09:04 ص]ـ
..
شكر الله لكم طرحكم لمثل هذه الموضوعات النافعة ..
لكن .. نقلتم عن (دلالة السياق القرآني وأثرها في التفسير دراسة نظرية تطبيقية من خلال تفسير ابن جرير الطبري) قواعد ابن جرير -رحمه الله- في العناية بالسياق، ومنها كما كتب:
الخامسة: إذا لزم من تفسير الآيات التكرار الذي لا معنى له، فذلك خُلفٌ ينزه القرآن عنه.
السابعة: تعيين من نزل بهم الخطاب لا يعني تخصيصهم، بل يدخل من يشابههم
ولم أفهم ما علاقة هاتين القاعدتين بالسّياق؟! فهلا تكرمتم بشيء من الإيضاح؟!
..(/)
تحذير من بعض المصاحف الالكترونية
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[26 Apr 2007, 01:34 م]ـ
وردني عبر البريد هذا الخبر، أنشره مساهمة في الدفاع عن القرآن الكريم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
«إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ» الحجر9
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحمد الله سبحانه وتعالى أن حفظ لنا القرآن الكريم فى الصدور
بحيث لا يستطيع أى هالك تسول له نفسه المريضه العبث بكلام الحق سبحانه
وتعالى .. «سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم»
لا شك أخوانى الكرام أن كلاً منا يكتشف يومياً أثر سلبى للأنترنت فهذا يشكو
من عدم سيطرته عليه وأنه يخشى على أولاده ... وهذا يشكو من ضياع الوقت
دون أن يشعر ... وغير ذلك ,,, فقد كثرت الأثار السلبية للأنترنت وكثر الهالكين
حفظنا الله وإياكم ...
والأن ها انا أحيطكم علماً أخوانى الأحباء بأبشع أثر سلبى لهذه الشبكه العنكبوتية
والتى وقعنا كلنا به وانا أولكم «سلم يا رب» فأنتبهوا أخوانى.
فهذا خطر يهددنا ويهدد أولادنا وأحفادنا ويهدد كل مسلم على وجه الأرض ...
حيث إنتشرت في الفترة الأخيرة الكثير من المصاحف الإلكترونية، وأصبحت هذه
البرامج مرجعاً أساسياً لكثير من المسلمين خاصة الدعاة وطلاب العلم وذلك
لسهولة «نسخ ولصق» الآية وكذلك لسهولة «البحث» ...
تلك البرامج الصادرة عن جهات غير معروفة ولا تخضع لأى مراجعة أوتدقيق من
قبل مؤسسات معتمدة ... وقد تم أكتشاف أخطأ خطيره فى بعض هذه البرامج ...
وللأسف تم تداولها وتناقلها في المواقع والبحوث دون تدقيق ...
وكونى أقول «بعض البرامج» فهذا لا يعنى أن الباقى سليم ...
ولكن هذا يعنى أن هذا ما تم أكتشافه .... ليكون جرس أنذار لنا ...
لندقق ونتثبت مما نكتب ومن البرامج التى ننقل عنها ...
فالأمر جلل وليس بالهين.
فأرجو منكم أخوانى الكرام تحرى الدقه مع هذه البرامج مجهولة المصدر ...
بل ومع المواقع الأسلامية أيضاً ... فنحن لا نعرف من وراء هذه المواقع ... ويجب
التيقن من الملفات التى نقوم بتحمليها ... ويجب أن تكون لشيوخ معروفين ... اللهم أجعل
كيد من يريد النيل من الأسلام فى نحره ... والله اكبر.
ومن هذه البرامج «برنامج قالون» والذي ينتشر كثيراً بين مستخدمى الأنترنت.
فمثلاً: في سورة القلم الآية (38) نص الآية الصحيح «إن لكم فيه لما تخيرون»
ولكنها وردت في «برنامج قالون» و الكثير من البرامج «إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا يَتَخَيَّرُونَ»
كما هو واضح .... تم أضافة حرف «الياء» لكلمة «تخيرون» ..
وكما ذكرت لكم هذا التحذير أيضاً يصدق على المواقع ....
فلو أننا أجرينا إختباراً بأن قمنا بالبحث عبر أي محرك بحث مثل ( google) ,,,
عن «إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا يَتَخَيَّرُونَ» ... وهى الآيه التى يوجد بها خطأ ...
فستجدوا أخوانى الكرام ان النتيجة مذهلة ,,, سلم يا رب ...
وليس برنامج قالون هو البرنامج الوحيد الذى تم أكتشاف أخطأ للغوية به ...
وأنما أيضاً «برنامج الباحث» ... وهو أحد برامج البحث في القرآن الكريم ...
وللأسف فقد ساهمت فى نشر هذا البرنامج بنفسى .. أستغفر الله العظيم.
إذ تم أكتشاف خطأ في الآية 190 في سورة البقرة ..
نص الآية الصحيح: «وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِين»
ولكنها وردت في برنامج الباحث: «وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ»
كما هو واضح .... بدل الضمة على الباء في كلمة «يحب» وضع كسرة ..
وهذا ما تم الوقوف عليه وأتوقع أنه مليئ بمثل هذه الأخطاء ..
فضلاً عن ذلك ... فقد ذكر أحد الأخوه جزاه الله عنا خيراً وأكد على أنه وجد خطأ آخر
في مصحف إلكتروني، وهو تكرار للكلمة الأخيرة من آية ما، مثلاً: «المسلمون المسلمون»
ولكنه وللأسف لم يتذكر السورة أو الآية أو الكلمة ... والله المستعان.
كما تروا أخوانى الكرام المشكله كبيره ... ولا شك أن الله سبحانه و تعالي
سيحفظ كتابه من الخطأ والتحريف ولكن لنبحث لنا عن دور لتصحيح هذا
الخطأ أو التحريف ,
أو على الأقل يجتهد كل منا فيما يفعل .. ويدقق فيما ينقل عنه سواء كان برنامج
أو موقع ... وأعيد وأكرر ... تحت لا تعرف من هم وراء هذه المواقع ...
أنا لا أشكك فى القائمين على المواقع ... فقد يكون ذلك حدث منهم عن طريق الخطأ
ولذا يجب علينا نصحهم وأحاطتهم علماً بالأمر وتحذيرهم من هذا الخطأ ...
ونحرص على أنفسنا فلا ننقل من برنامج أو موقع إلا إذا كان موثوق فيه ...
ومع ذلك ندقق ونراجع صحة ما ننقل ... جزاكم الله كل الخير ...
و أدعوكم جميعاً للإجتهاد في هذا الأمر بالبحث والتدقيق في البرامج والمواقع
التي تعتبر مرجعاً للقرآن الكريم لكشف أي خطأ سواء أن كان بقصد (التحريف)
أو (خطأ) بشر, كما أدعو الإخوة لنشر هذا الموضوع وإشراك المؤسسات
والمنظمات والهيئات المختصة.
عسى أن يكون القرآن شفيعاً لي ولك ولكي يوم القيامة ...
أقول قولى هذا وسأل الله سبحانه وتعالى العفو والعافية لنا ولكم وأن يحمبنا من شرور أنفسنا
ومن سيئات أعمالنا ... حياكم الله وبياكم وجعلالحنة مثوانا ومثواكم ...
واخيراً وليس أخراً ,,, أوصيكم أخوانى الكرام بتقوى الله و بالعمل على نشر هذا الموضوع وكل ما
يحبه الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم وإن أقتصر الأمر على نسخ الموضوع ولصقه فى منتدى أخر ...
جزانى الله وإياكم كل الخير.
كما أرجو ألا تحرمونى واهلى من صالح دعواكم.
بالله عليكم اخوانى الكرام أدعو لى بالتوفيق لعل من
بينكم رجل صالح يتقبل الله منه .. جزاكم الله عنى خيراً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دافع ـ أخي ـ عن القرآن بنشر هذا الخبر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[26 Apr 2007, 01:38 م]ـ
وقد ارفقت بعض الصور التي توضح ذلك في المرفقات.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[26 Apr 2007, 01:40 م]ـ
وهذه الصورة تابعه للتي قبلها:
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Apr 2007, 05:13 م]ـ
جزاكم الله خيراً أبا عبدالله، وقد وصلتني هذه الرسالة كذلك على بريدي من بعض الإخوة وفقهم الله.
وفي الحقيقة أننا نتساهل كثيراً في الاعتماد على المصاحف الالكترونية المنتشرة على الانترنت، وبعضها مواقع خاصة بنص القرآن للاستفادة منه في البحوث والمقالات السريعة على الشبكة، وفيها أخطاء مثل هذه الأخطاء، وهي - إن شاء لله - غير مقصودة، لكنها غير مقبولة، وينبغي التحرز منها غاية التحرز، لأن الذين يستخدمونها ليسوا على مرتبة واحدة من العلم بالقرآن.
وفي المصاحف المعتمدة المصححة غنية إن شاء الله، مثل مصحف المدينة النبوية الالكتروني وإن كان لا يمكن استخدامه الآن في المنتديات إلا أنه في البحوث من أجود البرامج.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[27 Apr 2007, 06:41 م]ـ
جزاك الله خيرا يا دكتور عمر علي هذا التنبيه(/)
اعتراف من إبليس اللعين للرسول صلى الله عليه وسلم
ـ[ام جواد المغربي]ــــــــ[26 Apr 2007, 10:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأته في أحد المنتديات فنقلته للتأكد من صحته
فهل هذا الحديث صحيحا أرجوا الإفادة ولكم جزيل الشكر ..
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين. عن معاذ بن جبل رضى الله تعالى عنه عن ابن عباس (رضى الله تعالى عنهما).
قال: كنا مع رسول الله e في بيت رجل من الأنصار في جماعة فنادى مناد: يا أهل المنزل أتأذنون لي بالدخول ولكم إلي حاجة؟
قال: رسول الله e وسلم: أتعلمون من المنادي
فقالوا: الله ورسوله أعلم
قال: رسول الله e هذا إبليس اللعين لعنه الله تعالي فقال عمر بن الخطاب (رضى الله تعالى عنه) أتأذن لي يا رسول الله أن أقتله؟
فقال النبي e : مهلاً يا عمر أما علمت أنه من المنظرين إلي يوم الوقت المعلوم؟ "" ولكن افتحوا له الباب فإنه مأمور فافهموا عنه ما يقول واسمعوا منه ما يحدثكم …
قال ابن عباس رضي الله عنهما: ففتح له الباب فدخل علينا فإذا هو شيخ أعور كوسج وفي لحيته سبع شعرات كشعر الفرس الكبير، وأنيابه خارجة كأنياب الخنزير وشفتاه كشفتي الثور.
فقال: السلام عليك يا محمد
السلام عليكم يا جماعة المسلمين
فقال: النبي e السلام لله يالعين، قد سمعت حاجتك ما هي فقال له: إبليس: يا محمد ما جئتك اختياراً ولكن جئتك إضراراً.
فقال النبي e والذي اضطرك يا لعين.
فقال أتاني ملك من عند رب العزة
فقال إن الله تعالى يأمرك أن تأتي لمحمد e وأنت صاغر ذليل متواضع وتخبره كيف مكرك ببني آدم وكيف إغواؤك لهم وتصدقه في أي شئ يسألك فوعزتي وجلالي لئن كذبته بكذبة واحدة ولم تصدقه لأجعلنك رماداً تذروه الرياح ولأشمتن الأعداء بك.
وقد جئتك يا محمد كما أمرت فاسأل عما شئت فإن لم أصدقك فيما سألتني عنه شمتت بي الأعداء وما شئ أصعب من شماتة الأعداء.
فقال رسول الله e إن كنت صادقا فأخبرني من ابغض الناس إليك؟
فقال: أنت يا محمد أبغض خلق الله إلي ومن هو على مثلك
فقال النبي e ماذا تبغض أيضاً؟
فقال: شاب تقي وهب نفسه لله تعالى
قال: ثم من؟
قال: عالم ورع (عرفت أنت صبور) ""
قال ثم من؟
قال من يدوم على طهارة ثلاثة
قال ثم من؟
قال فقير صبور إذا لم يصف فقره لأحد ولم يشك ضره
قال: وما يدرك أنه صبور؟
قال: يا محمد إذا شكا ضره لمخلوق مثله ثلاثة أيام لم يكتب الله له عمل الصابرين
قال: ثم من؟
قال: غنى شاكر
فقال: النبي e وما يدريك أنه شكور.
قال: إذا رأيته يأخذ من حله ويضعه في محله
فقال النبي e كيف يكون حالك إذا قامت أمتي إلي الصلاة:
فقال: يا محمد تلحقنى الحمة والرعدة
قال: ولم يا لعين؟
قال: إن العبد إذا سجد لله سجدة رفعة الله درجة
قال: فإذا صاموا؟
قال: أكون مقيداً حتى يفطروا
قال: فإذا حجوا؟
قال: أكون مجنوناً
قال: فإذا قرءوا القرآن؟
قال: أذوب كما يذوب الرصاص على النار
قال: فإذا تصدقوا؟
قال: فكأنما يأخذ المتصدق المنشار فيجعلني قطعتين فقال له النبي e ولما ذلك يا أبا مرة.
قال فإن في الصدقة أربع خصال: وهي إن الله تعالي ينزل في ماله البركة وحببه إلي حياته ويجعل صدقته حجاباً بينه وبين النار ويدفع بها عنه العاهات والبلايا
فقال: له النبي e فما تقول في أبي بكر؟ فقال: يا محمد لم يطعني في الجاهلية فكيف يطعني في الإسلام
قال: فما تقول في عمر بن الخطاب؟
قال: والله ما لقيته إلا وهربت منه ""
قال: فما تقول في عثمان بن عفان؟
قال: استحى ممن استحت منه ملائكة الرحمن ""
قال: فما تقول في على بن أبي طالب؟
قال: ليتني سلمت منه رأساً برأس ويتركني وأتركه ولكنه لم يفعل ذلك قط.
قال رسول الله e الحمد لله الذي أسعد آمتي وأشقاك إلي يوم معلوم
فقال له إبليس اللعين: هيهات هيهات وأين سعادة أمتك وأنا حي لا أموت إلي يوم معلوم؟
وكيف تفرح على أمتك وأنا أدخل عليهم في مجاري الدم "" واللحم وهو لا يروني، فوالذي خلقني وانظرني إلي يوم يبعثون لأغوينهم أجمعين جاهلهم وعالمهم وأميهم وقارئهما وفاجرهم وعابدهم إلا عباد الله المخلصين
قال: ومن هم المخلصون عندك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: أما علمت يا محمد أن من احب الدرهم والدينار ليس بمخلص لله تعالى وإذا رأيت الرجل لا يحب الدرهم والدينار ولا يحب المدح والثناء علمت أنه مخلص لله تعالى فتركته وان العبد مادام يحب المال والثناء وقلبه متعلق بشهوات الدنيا فإنه أطوع ممن أصف لكم؟ أما علمت أن حب المال من أكبر الكبائر يا محمد، إما علمت أن حب الرياسة من أكبر الكبائر، وإن التكبر من أكبر الكبائر يا محمد أما علمت إن لي سبعين ألف ولد، ولكل ولد منهم سبعون ألف شيطان فمنهم من قد وكلته بالعلماء ومنهم قد وكلته بالشباب ومنهم من وكلته بالمشايخ ومنهم من وكلته بالعجائز، أما الشبان فليس بيننا وبينهم خلاف وأما الصبيان فيلعبون بهم كيف شاؤا، ومنهم من قد وكلته بالعباد ومنهم من قد وكلته بالزهاد فيدخلون عليهم فيخرجوهم من حال إلي حال ومن باب إلي باب حتى يسبوهم بسبب من الأسباب فأخذ منهم الإخلاص وهم يعبدون الله تعالى بغير إخلاص وما يشعرون، أما علمت يا محمد أن برصيصا الراهب أخلص لله سبعين سنة كان يعافي بدعوته كل من كان سقيماً فلم اتركه حتى زني وقتل وكفر وهو الذي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز بقوله تعالى
كمثل الشيطان إذ قال للإنسان أكفر فلما كفر قال إني برئ منك إني أخاف الله رب العالمين""
أما علمت يا محمد أن الكذب منى وأنا أول من كذب ومن كذب فهو صديقي، ومن حلف بالله كاذباً فهو حبيبي. أما علمت يا محمد أني حلفت لآدم وحواء بالله إني لكما لمن الناصحين فاليمين الكاذبة سرور قلبي، والغيبة والنميمة فاكهتي وفرحي وشهادة الزور قرة عيني ورضاي، ومن حلف بالطلاق يوشك أن يأثم ولو كان ورة واحدة ولو كان صادقاً فإنه من عود لسانه بالطلاق حرمت عليه زوجته. ثم لا يزالون يتناسلون إلي يوم القيامة فيكونون كلهم أولا زنا فيدخلون النار من آجل كلمة.
يا محمد إن من أمتك من يؤخر الصلاة ساعة فساعة كلما يريد أن يقوم إلي الصلاة لزمته فأوسوس له وأقول له الوقت باق وأنت في شغل حتى يؤخرها ويصليها في غير وقتها فيضرب بها في وجهه فإن هو غلبني أرسلت إليه واحدة من شياطين الإنس تشغله عن وقتها فإن غلبني في ذلك تركته حتى إذا كان في الصلاة قلت له انظر يميناً وشمالاً فينظر فعند ذلك أمسح بيدي على وجه وأقبل ما بين عينيه أقول له قد أتيت ملا يصح أبداً وأنت تعلم يا محمد من أكثر الالتفات في الصلاة يضرب وصلى وحده أمرته بالعجلة فينقرها كما ينقر الديك الحبة ويبادر بها فإن غلبني وصلى في الجماعة ألجمته بلجام ثم أرفع رأسه قبل الإمام وأضعه قبل الإمام وأنت تعلم أن من فعل ذلك بطلت صلاته، ويسمخ الله رأسه رأس حمار يوم القيامة فإن غلبني ذي ذلك أمرته أن يفرقع أصابعه في الصلاة حتى يكون من المسبحين لي وهو في الصلاة، فإن غلبني في ذلك نفخت في أنفه حتى يتثاءب وهو في الصلاة فإن لم يضع يده على فيه دخل الشيطان في جوفه فيزداد بذلك حرصاً في الدنيا وحباً لها ويكون سميعاً مطيعاً لنا، وأي سعادة لأمتك وأنا آمر المسكين أنا يدع الصلاة وأقول: ليست عليك صلاة إنما هي على الذي أنعم الله عليه بالعافية لأن الله تعالي يقول:
ولا على المريض حرج ""
وإذا أفقت صليت ما عليك حتى يموت كافراً فإذا مات تاركاً للصلاة وهو في مرضه لقي الله تعالى وهو غضبان عليه يا محمد
وإن كنت كذبت أو زغت فأسال الله أن يجعلني رماداً، يا محمد أتفرح بأمتك وأنا اخرج سدس أمتك من الإسلام؟
فقال النبي e يا لعين من جليسك؟
قال: آكل الربا
قال: فمن صديقك.
قال: الزاني
قال: فمن ضجيعك؟
قال: السكران
قال: فمن ضيفك؟
قال: السارق
قال: فمن رسولك؟
قال: الساحر
قال: فما قرة عينيك؟
قال: الحلف بالطلاق
قال: فمن حبيبك؟
قال: تارك صلاة الجمعة
فقال رسول الله e يا لعين فما يكسر ظهرك؟
قال: صهيل الخيل في سبيل الله
قال: فما يذيب جسمك؟
قال: توبة التائب
قال: فما ينضج كبدك؟
قال: كثرة الاستغفار لله تعالي بالليل والنهار
قال: فما يخزى وجهك؟
قال: صدقة السر
قال: فما يطمس عينيك؟
قال: صلاة الفج
قال: فما يقمع رأسك؟
قال: كثرة الصلاة في الجماعة
قال: فمن أسعد الناس عندك قال: تارك الصلاة عامداً
قال: فأي الناس أشقي عندك؟
قال: البخلاء
قال: فما يشغلك عن عملك؟
قال: مجالس العلماء
قال: فكيف تآكل؟
قال: بشمالي وبإصبعي
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: فأين تستظل أولادك في وقت الحرور والسموم؟
قال: تحت أظفار الإنسان
قال: النبي e فكم سألت من ربك حاجة؟
قال: عشرة أشياء
قال: فما هي يا لعين؟
قال: سألته أن يشركني في بني آدم في مالهم وولدهم فأشركني فيهم وذلك قوله تعالى
وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً
وكل مال لا يزكى فإني أكل منه وأكل من كل طعام خالطه الربا والحرام. وكل مال لا يتعوذ عليه من الشيطان الرجيم وكل من لا يتعوذ عند الجماع إذا جامع زوجته فإن الشيطان يجامع معه فيأتي الولد سامعاً ومطيعاً، ومن ركب دابة يسر عليها في غير طلب حلال فإني رفيقه لقوله تعالي:
وأجلب عليهم بخيلك ورجلك ""
وسألته أن يجعل لي بيتاً فكان الحمام لي بيتاً
وسألته أن يجعل لي مسجداً فكان الأسواق
وسألته أن يجعل قرأناً فكان الشعر
وسألته أن يجعل لي ضجيعاً فكان السكران
وسألته أن يجعل لي أعواناً فكان القدرية
وسألته أن يجعل لي إخواناً فكان الذين ينفقون أموالهم في المعصية ثم تلا قوله تعالي
إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ""
فقال النبي e لولا أتيتني بتصديق كل قول بآية من كتاب الله تعالى ما صدقتك
قال: يا محمد سألت الله تعالى أن أرى بنى آدم وهم لا يروني فأجراني على عروقهم مجرى الدم أجول بنفسي كيف شئت وإن شئت في ساعة واحدة فقال الله تعالى لك ما سألت، وأنا أفتخر بذلك إلي يوم القيامة، وإن من معي أكثر ممن معك وأكثر ذرية آدم معي إلي يوم القيامة وأن لي ولداً سميته عتمة يبول في أذن العبد إذا نام عن صلاة العتمة، ولو لا ذلك ما وجد الناس نوماً حتى يؤدوا الصلاة وإن لي ولداً سميته المتقاضي فإذا عمل العبد طاعة سراً وأراد أن يكتمها لا يزال يتقاضى به بين الناس حتى يخبر بها الناس فيمحوا الله تعالى تسعة وتسعين ثواباً من مائة ثواب، وإن لي ولداً سميته كحيلاً وهو الذي يكحل عيون الناس في مجلس العلماء وعند خطبة الخطيب حتى ينام عند سماع كلام العلماء فلا يكتب له ثواب أبداً وما من امرأة تخرج إلا قعد شيطان عند مؤخرها وشيطان يقعد في حجرها يزينها للناظرين ويقولان لها: اخرجي يدك فتخرج يدها ثم تبرز ظفرها فتهتك
ثم قال: يا محمد ليس لي من الإضلال شئ إنما موسوس ومزين ولو كان الإضلال بيدي ما تركت أحداً على وجه الأرض ممن يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ولا صائما ولا مصلياً، كما أنه ليس لك من الهداية شئ بل أنت رسول ومبلغ ولو كانت بيدك ما تركت على وجه الأرض كافراً، وإنما أنت حجة الله تعالي على خلقه، وأنا سبب لمن سبقت له الشقاوة، والسعيد من اسعد الله في بطن أمه والشقي من أشقاه الله في بطن أمه، فقرأ رسول الله e قوله تعالي
ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ""
ثم قرأ قوله تعالي
وكان أمر الله قدراً مقدوراً ""
ثم قال النبي e يا أبا مرة هل لك أن تتوب وترجع إلي الله تعالي وأنا أضمن لك الجنة؟
فقال: يا رسول الله قد قضي الأمر وجف القلم بما هو كائن إلي يوم القيامة، فسبحان من جعلك سيد الأنبياء المرسلين طيب أهل الجنة فيها وخصك واصطفاك، وجعلنى سيد الأشقياء وخطيب أهل النار وأنا شقي مطروداً وهذا أخر ما أخبرتك عنه وقد صدقت فيه.
والحمد لله رب العالمين أولاً وأخراً، ظاهراً وباطناً، وصلي الله على سيدنا محمد النبي وعلى آله وصحبه، وآمين على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[28 Apr 2007, 03:08 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أما بعد:
فإليكم إجابة شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذا الحديث
جاء في ((مجموع فتاوىشيخ الإسلام)) (ج18/ص350):
[وَسُئِلَ: عَنْ قِصَّةِ إبْلِيسَ وَإِخْبَارِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَسُؤَالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَهُ عَنْ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ، وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ إلَى صُورَتِهِ عِيَاناً وَيَسْمَعُونَ كَلامَهُ جَهْراً.
فَهَلْ ذَلِكَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَمْ كَذِبٌ مُخْتَلَقٌ؟
وَهَلْ جَاءَ ذَلِكَ فِي شَيْءٍ مِنْ الصِّحَاحِ وَالْمَسَانِيدِ وَالسُّنَنِ أَمْ لا؟
وَهَلْ يَحِلُّ لأَحَدِ أَنْ يَرْوِيَ ذَلِكَ؟
وَمَاذَا يَجِبُ عَلَى مَنْ يَرْوِي ذَلِكَ وَيُحَدِّثُهُ لِلنَّاسِ وَيَزْعُمُ أَنَّهُ صَحِيحٌ شَرْعِيٌّ؟
فَأَجَابَ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ. بَلْ هَذَا حَدِيثٌ مَكْذُوبٌ مُخْتَلَقٌ لَيْسَ هُوَ فِي شَيْءٍ مِنْ كُتُبِ الْمُسْلِمِينَ الْمُعْتَمَدَةِ لا الصِّحَاحِ وَلا السُّنَنِ وَلا الْمَسَانِيدِ.
وَمَنْ عَلِمَ أَنَّهُ كَذِبٌ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَحِلَّ لَهُ أَنْ يَرْوِيَهُ عَنْهُ، وَمَنْ قَالَ: إنَّهُ صَحِيحٌ فَإِنَّهُ يُعْلَمُ بِحَالِهِ، فَإِنْ أَصَرَّ عُوقِبَ عَلَى ذَلِكَ، وَلَكِنْ فِيهِ كَلامٌ كَثِيرٌ قَدْ جُمِعَ مِنْ أَحَادِيثَ نَبَوِيَّةٍ فَاَلَّذِي كَذَبَهُ وَاخْتَلَقَهُ جَمَعَهُ مِنْ أَحَادِيثَ بَعْضُهَا كَذِبٌ وَبَعْضُهَا صِدْقٌ، فَلِهَذَا يُوجَدُ فِيهِ كَلِمَاتٌ مُتَعَدِّدَةٌ صَحِيحَةٌ؛ وَإِنْ كَانَ أَصْلُ الْحَدِيثِ وَهُوَ مَجِيءُ إبْلِيسَ عِيَاناً إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِحَضْرَةِ أَصْحَابِهِ وَسُؤَالُهُ لَهُ كَذِباً مُخْتَلَقاً لَمْ يَنْقُلْهُ أَحَدٌ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ، وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ]. انتهى.(/)
أجمل ماسمعت لمحمد صديق المنشاوي رحمه الله
ـ[العاصمي النجدي]ــــــــ[27 Apr 2007, 02:53 ص]ـ
السلا عليكم ورحمة الله وبركاته وعد
من أروع واجمل ماسمعت للمنشاوي رحمه الله تعالى.
http://www.mazameer.com/modules.php?name=Sounds&l_op=viewTape&id=59
ـ[منصور مهران]ــــــــ[27 Apr 2007, 03:09 م]ـ
بارك الله في عمرك يا أخي العاصمي النجدي
إنها حقا قراءة رائعة - رحم اللهُ الشيخَ المنشاوي -
ـ[العاصمي النجدي]ــــــــ[27 Apr 2007, 11:35 م]ـ
وفيك بارك
ـ[الجعفري]ــــــــ[28 Apr 2007, 11:32 م]ـ
جزاك الله خيراً
وكم أنا معجب بقراءة هذا الرجل! تشعر أن لقراءته طعمًا خاصًا وكأنه يخشع فيها.
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[28 Apr 2007, 11:48 م]ـ
أجمل ماسمعت سورة يوسف المسجلة في مسجد مصطفى لالا بدمشق(/)
أحتاج كتاباً عن قواعد الترجيح عند المفسرين
ـ[أم عبدالرحمن]ــــــــ[27 Apr 2007, 08:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اساتذتي الكرام
احتاج كتابا للتحميل او القراءة على النت عن قواعد الترجيح حيث بدات دورة اجازة تفسير ابن كثير
واحتاج منكم نصيحة ما هي الكتب الاخرى التي سوف احتاجها في هذه الدراسة
وتقبل الله منكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Apr 2007, 11:25 ص]ـ
- قواعد التفسير للدكتور خالد السبت ( http://www.alwihdah.com/books/pdf/sabt_qawaid_tafsser_jam-an_wa_dirasatan.zip?PHPSESSID=8bdd6914f467e6828794 3c44314125b2).
- قواعد الترجيح عند المفسرين: دراسة نظرية تطبيقية لحسين بن علي الحربي ( http://www.alwihdah.com/books/pdf/alharbi_qawaid_tarjeeh_indal_mufassirine.zip?PHPSE SSID=8bdd6914f467e68287943c44314125b2).
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[27 Apr 2007, 12:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فهذه روابط لها صلة بعلم التفسير:
http://waqfeya.com/open.php?cat=11&book=319 : قواعد الترجيح عند المفسرين للحربي.
http://waqfeya.com/open.php?cat=11&book=54 : بحوث في أصول التفسير و مناهجه للرومي.
http://waqfeya.com/open.php?cat=11&book=26 : التفسير و المفسرون للذهبي.
http://waqfeya.com/open.php?cat=11&book=932 : أصول التفسير و قواعده للعك.
كما وضعت دروسا في التفسير تعتبر مدخلا أساسيا لدراسة التفسير تجدينها على الروابط التالية:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6149 : الحاجة إلى التفسير.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6152 : التفسير و التأويل لغة.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6153 : التفسير و التأويل اصطلاحا.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6150 : شروط المفسر.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6151 : آداب المفسر.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6159 : الفرق بين التفسير و التأويل عند أهل السنة.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6160 : مرتكزات التفريق بين التفسير و التأويل عند أهل السنة.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6162 : التأويل المقبول و التأويل المردود.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6163 حكم التأويل.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6521 المنهج الإسقاطي في التفسير: لي عنق النص.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6161 : أسباب الاختلاف في التفسير 1.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6158 أسباب الاختلاف في تفسير القرآن الكريم 2.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6157 حقيقة اختلاف السلف في التفسير.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6247 : مصادر التفسير.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6599 موقف أهل السنة من توظيف خبر الآحاد في التفسير.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6156 : منهج أهل السنة في التفسير.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6164 : منهج أهل السنة في التفسير 2.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6248 : تصنيف أهل السنة لمناهج التفسير.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6249 : التفسير على المذهب.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6250 التفسير الصوفي أو المنهج الرمزي في التفسير.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6498 طريقة تعامل الصحابة مع القرآن و السنة.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6497 القراءة العلمية للتفاسير.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6389 : كتاب: مذهب أهل السنة في التفسير.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[27 Apr 2007, 06:34 م]ـ
اسال الله الكريم ان يبارك في علمك وان ينفع بما قدمته امين
ـ[أم عبدالرحمن]ــــــــ[29 Apr 2007, 03:41 م]ـ
جُزيتم خيرا ورزقكم الله الفردوس الأعلى جزاءا للتسهيلات التي قدمتموها لي، لا تنسوني من الدعاء بظهر الغيب ان يُسهل الله عليّ دورة التفسير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو المهند]ــــــــ[29 Apr 2007, 03:50 م]ـ
أفاض الله عليك يا سعادة الدكتور أحمد بزوي الضاوي من فضله العميم جزاء ما قدمت
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[29 Apr 2007, 09:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخي الفاضل الأستاذ الدكتور عبد الفتاح خضر ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد فإني أحمد الله إليكم أن يسر التواصل معكم عبر هذا الموقع المبارك، شاكرا لفضيلتكم تقديركم، فما ذلكم إلا من فضل علمكم، و معين أخلاقكم. جزاكم الله خيرا.
وتفضلوا أستاذي الفاضل بقبول خالص تقديري و محبتي لشخصكم الكريم.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(/)
كيف تعرف المعرَّب؟
ـ[نهاية الأرب]ــــــــ[27 Apr 2007, 11:23 م]ـ
هذا بحث لطيف، تُضبط من خلاله بعض طرائق التمييز بين المُعرَّب والعربي الأصيل، بَيْد أن التحقيق في كلمةٍ بعينها هل هي مُعَرَّبة؟ أو قاعدةٍ هل هي مطردةٌ أم ندَّ عنها نادّ؟ _ ليس هذا محَلُّه.
هذا وإن للعلماء فيه قواعد شتيتة، تحتاج إلى استقراء؛ فمن تتبّع الدواوين ألْفى كثيراً منها، كما قال الفاسي في شرح الاقتراح.
ويُشَار لهذه القواعد: في كتب النحو، والمعاجم، والتفاسير، وكتب المعرَّب، ككتابي الجواليقي والخفاجي، وقد أطنب في ذلك: السيوطي في المزهر1/ 270، والاقتراح مع شرح الفاسي1/ 389، وجُلُّ ماتراه مُستلٌ منهما.
وعلاقة هذا البحث بالقرآن وعلومه، تظهر جليةً في المسألة المشهورة: هل في القرآن لفظ بغير العربية؟ وفيها خلاف معروف، قلَّل ثمرته الشَّاطبي في الموافقات 2/ 101. وصاحب المراقي بقوله1/ 143:
وذاك لا يُبنى عليه فرعُ متى أبى رجوعَ درٍّ ضَرْعُ
غير أن من يقول بوقوع المعرب في القرآن، يستدل بأدلةٍ منها هذه القواعد.
وإن في تقدُّمي بين يدي أشياخي للمشاركة، كمن يَحملُ التمرَ إلى خيبر، أوالمسك إلى ختن، لكن كما قال ابنُ طَبَا طَبَا:
لا تعْجبنْ إهداءنا لك منطِقاً منك استفدنا حُسْنه ونِظامَهُ
فاللهُ عزَّ وجلَّ يشكرُ فعل مَنْ أهدى إليه وحيَهُ وكلامهُ
وعلى كلٍ فهذه شذرات من تلك القواعد:
1_ أن يَنقل ذلك أحدُ أئمة اللغة.
2_ خروجه عن أوزان الأسماء العربية، نحو: إفْعيلَل، مثل: إبْريسَم (القز النيئ)، فإن مثل هذا الوزن مفقودٌ في أبنية اللسان العربي.
3_ أن يكون أوله نونٌ ثم راء، نحو: نَرْجِس.
4_ أن يكون آخره زاي بعد دال، نحو، مُهَنْدِز؛ فإن ذلك لا يكون في كلمة عربية، لذلك أبدلوا زايه سيناً.
5_ أن يجتمع فيه الجيم والصاد، نحو: الصَّوْلجَان (العصا المعوجة الرأس)، والجِص (الذي يُبنى به).
6_ أن يجتمع فيه الجيم والقاف، نحو: المَنْجنيق (آلة لرمي العدو)، والجُرْموق (الذي يلبس فوق الخف).
7_ أن يجتمع فيه الجيم والكاف، نحو: الكيْلَجَة (مكيال صغير).
ونظم القواعد الثلاث الأخيرة "النواجي" بقوله:
والجيم لا تُجمع في كِلْمةٍ أصليةٍ للعُرْبِ كيف اتفق
مع أحرف يجمعها أولٌ من قولنا: قرِّبْ كريماً صدق
8_ أن يكون خماسيا أو رباعيا عاريا من حروف الذَّلاقة، وهي: الميم، والراء، والباء، والنون، والفاء، واللام. مجموعة في قولنا: مُرْ بنَفل. فإنه متى كان عربياً فلا بد أن يكون فيه شئٌ منها. نحو: سفَرْجل (ثمر معروف)، وقُذَعْمِل (الجمل الضخم)، وقِرْطَعْب (الشئ الحقير).
9_ أن يجتمع الجيم والتاء في كلمة من غير حرف ذولقي، نحو: الجبت.
10_ أن يجتمع الجيم والطاء، نحو: الطاجن (طابق يقلى عليه).
11_ أن تأتي ذال بعد دال، قال البَطَلْيَوسي: ولذلك أبى البصريون أن يقولوا: بغداذ.
12_ أن تأتي شين بعد لام، نحو: الشذاب (البَقْْلة).
13_ لا تجتمع السين والذال في كلمة، نحو: الأستاذ.
14_ لا تجتمع الصاد والطاء، نحو: صراط، لذلك قالوا الصاد هنا مبدلة من سين، ووهّموا من ظن أنهما لغتان.
15_ لا تجتمع الطاء والتاء، نحو: طسْت.
16_ الهمز في الخماسي، نحو: إستبرق.
17_ ظهور التاء في الجمع، نحو: أستاذ وأساتيذ وأساتذة، وزنديق وزناديق وزنادقة.
وبعد:
فهذه قَطْرةٌ من يَمّ، وقِرْطَعْبٌ من جَمَّ، مما دوّنه العلماء من الفوائد، واقتنصوه من الأوابد، في ضوابط أُخَر وقواعد، تنثّرَ عِقْدُها في تفاريق الأسفار، فمن وجد منها شيئاً فليتصدق على أخيه الفقير، ويضم النظير إلى النظير؛ لينتظم العِقْد، ويفوح السُّعْد. وعلى الله نتوكل، وبه نتأيد.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Apr 2007, 06:38 ص]ـ
حياكم الله أبا عمار أخاً كريماً بين إخوانك في ملتقى أهل التفسير، ومشاركتك هذه تنادي على ما ورائها من العلم بلغة القرآن التي نحن أحوج ما نكون إلى تعلم دقائقها وأسرارها، فزدنا بارك الله فيك، وللحديث عن قواعدِ معرفةِ المُعرَّبِ بقيةٌ تأتي إن شاء الله، غير أني آثرت أن أبادر إلى الترحيب بكم وفقكم الله وسددكم.
ـ[نهاية الأرب]ــــــــ[28 Apr 2007, 01:37 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل، وزادكم توفيقاً وإثابة. وإني لمسرور بوجودي بين أظهركم، في هذا المجمع العلمي الذي طار صيته، وتضيًّع أريجه. ونحن في في انتظار فوائدكم المحررة.
همسة: هلا سارعت بطباعة الرسالة (الشاهد الشعري)، فالحاجة إليه ملحة.(/)
استفسار لأهل الاختصاص
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[29 Apr 2007, 05:14 م]ـ
إلى مشايخنا الفضلاء في ملتقى أهل التفسير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو أن تعلموني هل كتب كرسائل ماجستير أو دكتوراه عن
جوانب الاصلاح التربوي والعلمي عند العلامة ابن عاشور
وجزاكم الله عنا كل خير
ـ[محمود البعداني]ــــــــ[29 Apr 2007, 08:13 م]ـ
أخي الكريم
هناك أحد الإخوة في الجامعة الإسلامية بالمدينة كتب رسالة ماجستير عن الاصلاح التعليمي عند ابن عاشور وقد ناقش في الفصل الأول من هذه السنة(/)
من مقدمة كتاب: "الفيض العميم في معنى القرآن العظيم" للشيخ أحمد الدمنهوري ت 1192ه
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[30 Apr 2007, 12:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حمدا لمن أورثنا كتابه المبين، ومنّ علينا بالاهتداء بنوره المستبين، وصلاة وسلاما على صفيه من خلاصة الأنام، سيدنا ومولانا محمد المستمر شرعه على الدوام، وعلى آله وأصحابه المعربين عنه لمعانيه، المبلّغين من بعدهم بالتواتر لتراكيبه ومبانيه، ما لهجت ألسنة الحافظين بتلاوته، وتحلّت جياد الطروس برسم كتابته.
وبعد؛
فيقول المشفق مما جناه من الزلل، أحمد الدمنهوري المرتجي من مولاه إصلاح الخلل: لمّا أتيح لي في غابر الزمان، قراءة تفسير بعض سور من القرآن، من أول الضحى إلى آخر سورة الناس، وحصل للطلبة بذلك كمال الاستئناس، التمس مني بعضهم أن أكتب على ذلك المرام، كتابة وسطا ينتفع بها غالبُ العوام، لكثرة من يحفظ هذه السور القصار، فيحصل لهم ببيان معناها الفوائد الغزار؛
فأجبته وإن كنت لست أهلا لذلك، ولا ممن له قدرة على سلوك تلك المسالك، لأن معاني القرآن العظيم بحر عميق، لا يهتدي لبعضها إلا من تحقق بكمال التوفيق، غير أن اعتمادي على من بيده المواهب السنية، هو الذي أباح لي التوجه تلقاء مدين هذه الأمنية.
وقد اقتصرت على المشهور من أقوال المفسرين، وتركت العزو غالبا للاختصار إلى الأئمة المعتبرين، وذكرت في أول الكلام معاني غريب الألفاظ، وأعربت ما أشكل إعرابه على بعض الحفاظ، ثم ذكرت تفسير المركبات، متبعا له ببيان بعض القراءات، مسميا بذلك بالمبادي واللواحق والمقاصد، وبالخواتم لتسهل المراجعة على القاصد، مشيرا لكل واحد بآخره من الحروف، كالياء المثناة من المبادي فآخر البقية معروف، والجائز من القراءات ما صح سنده موافقا للإمام، وكان له وجه في العربية عند الأعلام، والممتنع ما فقد شيئا من هذه الأركان، وهو ما خرج عن طريق الطيبة في هذا الزمان.
وحيث ذكرت الخلاف في الحرف فمرادي الأول، فإن زدت شاذا فمرادي الثاني ليعلم ما عليه المعوَّل، وما عوّلت عليه طريق طيبة النشر، لما يأتي من أنّه المتواتر عند القراء العشر، وسميت هذه العجالة بـ"الفيض العميم في معنى القرآن العظيم"، والله أسأل أن ينفع به أهل الاستفادة، وأن يجعله سببا للفوز بالحسنى وزيادة.
ولنبدأ بمقدمة تشتمل على فوائد ينتفع بها الطالب، فنقول منها: ينبغي للشارع في علم قبل الشروع فيه معرفة ماهيته وموضوعه ليكون على بصيرة، والغرض منه لئلا يكون سعيه عبثا، واستمداده ليعينه على تحصيله.
فالتفسير، في الأصل: الكشف والإبانة.
والتأويل، مشتق من الأول: وهو الرجوع إلى الأصل.
فعلم التفسير: علم يبحث فيه عن أحوال القرآن المجيد من حيث دلالته على معناه بحسب الطاقة البشرية.
ثم هو قسمان:
ـ تفسير، وهو ما لا يدرك إلا بالنقل، كأسباب النزول.
ـ وتأويل، وهو ما يمكن إدراكه بالقواعد العربية غير خارج عن معنى الكتاب والسنة، فيجوز بالرأي بشروطه، دون التفسير.
فالفرق بينهما أن التفسير كشهادة على الله وقطع بأنه عنى بهذا اللفظ هذا المعنى، فلا يجوز إلا بتوقيف. ولذا جزم الحاكم بأن تفسير الصحابي في حكم المرفوع. والتأويل ترجيح لأحد المحتملات بلا قطع، فاغتفر.
وما ورد من الأخبار والآثار في وعيد من فسّر برأيه فليتبوأ مقعده من النار، المستدل به على تحريم التكلم بغير المسموع، محمولٌ على من قال من قِبَل نفسه شيئا من غير علم، أو لترويج بدعته، كحمل فرعون في: ?اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى? [طه:24] على النفس، والنعلين على الدنيا والآخرة، فإن هذا الحمل ليس له طريق من الطرق، بخلاف ما له طريق فإنه يجوز.
قال بعضهم: وأما التأويل، وهو صرف الآية إلى معنى محتمل مناسب لما قبلها وما بعدها، غير مخالف للكتاب والسنة من طريق الاستنباط قد رخص فيه لأهل العلم. انتهى. وذلك كتأويل الكفار من قوله تعالى: ?قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ? [التوبة:123] بالجوارح بسبب استعمالها في غير ما خلقت لأجله، وذلك بعد بيان المعنى الظاهر من الآية، لا على أنه معنى الآية فيكون إلحادًا يُتوَصل به إلى نفي الشريعة وهو كفر.
قال النسفي في عقائده: النصوص على ظواهرها، والعدول عنها إلى معان أبدعتها أهل الباطن إلحاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال التفتازاني في شرحه: وأما ما يذهب إليه بعض المحققين من أن النصوص على ظواهرها، ومع ذلك فيها إشارات خفية إلى دقائق تنكشف على أرباب السلوك، يمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة فهو من كمال العرفان ومحض الإيمان. انتهى.
قال ابن الصلاح في فتاويه: فيا ليتهم لم يتساهلوا بمثل ذلك لما فيه من الإيهام والإلباس. انتهى.
قلت: وما ذكره ابن الصلاح في غاية الجودة والصلاح.
وقال حجة الإسلام في الإحياء: تحريم التكلم بغير المسموع باطل؛ إذ لا يصادف السماع من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا في بعض الآيات، والصحابة من بعدهم اختلفوا اختلافا لا يمكن فيه الجمع، ويمتنع سماع الجميع من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والأخبار والآثار تدل على اتساع معانيه. قال عليه السلام لابن عباس: «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل»، ولو كان مسموعا فلا وجه للتخصيص. وقال عز وجل: ?لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ ? [النساء:83]. وقال أبو الدرداء: لا يفقه الرجل حتى يجعل للقرآن وجوها. وقال علي رضي الله عنه: لو شئت لأوقرت سبعينا بعيرا من فاتحة الكتاب. وقال ابن مسعود: من أراد علم الأولين والآخرين، فليثور القرآن، أي يتفكر في معانيه. وقال بعض العلماء: لكل آية ستون ألف فهم، وما بقي من فهمها أكثر. إلى آخر ما قال.
وحاصل هذه المسألة باختصار أن علوم القرآن ثلاثة أقسام:
الأول: علم لم يطلع الله أحدا من خَلْقه عليه، وهو ما اشتمل عليه من الأسرار التي لا يعلمها إلا هو سبحانه، فلا يجوز لأحد الكلام فيه إجماعًا.
الثاني: ما أطلع نبيه عليه من أسراره واختصه به، فلا يجوز الكلام فيه إلا له ـ عليه السلام ـ أو لمن أذن له من وارثي علمه وحاله. قيل: وأوائل السور من هذا القسم. وقيل: من القسم الأول.
الثالث: ما علَّمه اللهُ تعالى لنبيِّه من المعاني الجلية والخفية وأمره بتعلميها. وهو قسمان:
ـ ما لا يجوز الكلام فيه إلا بطريق السمع، كالناسخ والمنسوخ وأسباب النزول.
ـ وما يؤخذ بطريق الاستنباط. وهو قسمان:
ـ مختلف في جوازه: وهو تأويل الآيات المتشابهات في الصفات.
ـ ومتفق على جوازه: وهو استنباط الأحكام الأصلية والفرعية والإعراب وثبوت البلاغة لمن فيه أهلية ذلك.
وما عدى هذه الأمور من التفسير بالرأي المنهي عنه.
وموضوعه: القرآن من الحيثية المذكورة.
والقرآن: الكلام العربي المنزَّل على محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ المتحدى به بأقصر سورة منه، المنقول تواترا. ويقال له: كلام الله كالصفة القديمة وما بين الدفتين، فاشتراكه لفظي بين هذه المعاني الثلاثة.
واستمداده، قالوا: من علمي أصول الدين والفقه.
والغرض منه: معرفة الأحكام الشرعية العلمية والعملية.
انتهى النقل.
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[30 Apr 2007, 12:55 م]ـ
الكتاب حقق كرسالة علمية.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[30 Apr 2007, 01:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه المعلومة المفيدة ..
وليتها كانت موثقة ..
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[30 Apr 2007, 02:12 م]ـ
لا أذكر بالضبط أين نوقشت ولعلي أنشط للبحث عنها، غير أنها إما في الأزهر أو الجامعة الإسلامية والله أعلم.
ـ[طالب المعالي]ــــــــ[05 May 2007, 11:34 م]ـ
ليتك اخي الكريم محمد تذكر لي مكان وجود هذا الكتاب لحاجتي الشديدة اليه
وفقك الله لكل خير
ـ[الجكني]ــــــــ[06 May 2007, 12:19 ص]ـ
نوقشت قبل عدة سنوات في الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة،وعندي منها نسخة،لكن لا أعلم أنها طبعت أم لا 0(/)
من يأتيني بنص ما قاله أبو عبيدة في كتابه مجاز القرآن عن هذه الآية مشكورًا مأجورًا
ـ[ابن ماجد]ــــــــ[30 Apr 2007, 01:45 م]ـ
والآية هي: (وإنا أو إيكم لعلى هدى أو في ضلال مبين) في سورة سبأ
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[30 Apr 2007, 02:19 م]ـ
هذا ما جاء في مجاز القرآن؛ لأبي عبيدة:
((" وَإِناَ أو َإيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَو فِي ضَلاَلٍ مُّبِينِ " مجازه:
إنا لعلى هدى وإياكم إنكم في ضلال مبين لأن العرب تضع " أو " في موضع واو الموالاة قال:
أثعلبةَ الفوارس أو رياحا = عَدلَتَ بهم طُهَيَّةَ والخِشابا
يعنى أثعلبة ورياحاً. وقال قوم قد يتكلم بهذا من لا يشك في دينه وقد علموا أنهم على هدى
وأولئك في ضلال مبين فيقال هذا وإن كان كلاماً واحداً على وجه الاستهزاء يقال هذا لهم، قال أبو الأسود:
يقولُ الأرذلون بنو قُشَيْرٍ = طَوالَ الدهر ما تَنسى عَلِيَا
بنو عمِّ النبيِّ وأَقربوه = أَحبُّ الناس كلِّهم إلَيّا
فإن يك حبُّهمْ رشداً أُصبْه = ولستُ بمخطِئ إن كان غَيّا " ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ " أي يحكم بيننا.
" وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاّ كَافَّةُ للِنَّاسِ " أي إلا عاماً.
" مَتَى هَذَا الْوَعْدُ " والوعيد والميعاد واحد ... )).
ـ[ابن ماجد]ــــــــ[08 May 2007, 09:58 م]ـ
جزاكم الله خيرًا
وهل من الممكن إعطائي المعلومات كاملة عن الطبعة
رقم الصفحة
دار النشر
اسم المحقق إن وُجد
تاريخ الطبعة
لأن الكتاب غير موجود عندنا في المكتبات، فلقد بحثت عنه فلم أعثر عليه
ـ[ابن ماجد]ــــــــ[09 May 2007, 10:30 م]ـ
جزاكم الله خيرًا، فالأمر مهم و ضروري
ـ[ابن ماجد]ــــــــ[10 May 2007, 11:06 ص]ـ
جزاكم الله الجنة، أرجو التفاعل
ـ[منصور مهران]ــــــــ[10 May 2007, 01:10 م]ـ
كتاب (مجاز القرآن)
صنعة ابي عبيدة مَعْمَر بن المثنى التيمي المتوفى سنة 210 هج
عارضه بأصوله وعلق عليه: الدكتور فؤاد سزكين
الناشر: مكتبة الخانجي بالقاهرة
طبع سنة 1988 م (مصورة عن الطبعة الأولى)
مجلدان(/)
نظرات في ما تضمنته بعض سور القرآن
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[30 Apr 2007, 06:00 م]ـ
سبق أن فتحت الموضوع في منتدى الألوكة، لكن لعل كتابته هنا أفضل كي أرى ملحوظات المشايخ المتخصصين بعلم التفسير
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا موضوع أرجو أن يشارك فيه الإخوة، وهو النظر في ما تضمنته سور القرآن إجماليا، فنذكر موضع السورة أو مقصدها الأعظم ثم نذكر ما تضمنته من معاني.
ولم أر أحدا من العلماء أكثر من الكلام في هذا، غير أني رأيت شيخ الإسلام ابن تيمية يتكلم أحيانا في ذلك. وربما كان للشيخ ابن عثيمين كلام في ذلك أيضا، لكن أظنه قليلا، إذ رأيته في شرح الواسطية يقول أن سورة الصف هي في الحقيقة سورة الجهاد.
وأحيانا لم يتبين لي موضوع السورة، فأرجو أن يذكر الإخوة ما اتضح لهم في تلك السورة.
سورة الفاحة
هذه السورة مكية، وقد سماها النبي صلى الله عليه وسلم فاتحة الكتاب. وقد ذكر الحافظ ابن كثير في تفسيره أنها سميت كذلك لأنها تفتح القراءة في الصلوات.
ففي هذه السورة سؤال العباد الله أن يهديهم الصراط المستقيم، وهو عبادة الله على الوجه اللائق به، قال تعالى {وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم}. فتوسلوا أولا بأسماء الله وصفاته ثم بالأعمال الصالحة، ففيه تقديم التوسل بأسماء الله على التوسل بالأعمال الصالحة والله أعلم.
ثم فسر ما هو الصراط المستقيم وهو كما سبق عبادة الله على الوجه اللائق به، إذ النصارى يعبدون الله على جهل، واليهود عندهم علم ولكن لا يعبدون الله كما أمروا.
انتهى الكلام في سورة الفاتحة، ولو شاء الإخوة زادوا في الكلام عنها.
سورة البقرة
هذه السورة مدنية، ولعلها أو ما نزل في المدينة. لعل مقصدها الأعظم -كما ذكره الشيخ عمر المقبل في إحدى محاضراته- الاستجابة لأمر الله. ولذلك دلائل:
-أول أمر جاء في هذه السورة هو الأمر بالعبادة، قال تعالى {يا أيها الناس اعبدوا ربكم}
ـذكر الله تعالى في هذه السورة طغيان اليهود لكونهم لم يستجيبوا لأمر الله، ولعل لهذا سميت هذه السورة سورة البقرة، لأنهم لو فعلوا كما أمرهم الله أول مرة لكان خيرا لهم.
-في هذه السورة أمور ونواهي كثيرة.
بالنسبة لما تضمنته هذه السورة من معاني، فقد وقفت على كلام مفيد لشيخ الإسلام ابن تيمية. قال -رحمه الله- في مجموع الفتاوى
(وقد ذكرت فى مواضع ما اشتملت عليه سورة (البقرة) من تقرير أصول العلم وقواعد الدين: أن الله ـ تعالى ـ افتتحها بذكر كتابه الهادى للمتقين، فوصف حال أهل الهدى، ثم الكافرين، ثم المنافقين. فهذه (جمل خبرية) ثم ذكر (الجمل الطلبية) فدعا الناس إلى عبادته وحده، ثم ذكر الدلائل على ذلك من فرش الأرض وبناء السماء وإنزال الماء، وإخراج الثمار رزقا للعباد، ثم قرر (الرسالة) وذكر (الوعد، والوعيد) ثم ذكر مبدأ (النبوة والهدى) وما بثه فى العالم من الخلق والأمر، ثم ذكر تعلم آدم الأسماء، وإسجاد الملائكة له لما شرفه من العلم؛ فإن هذا تقرير لجنس ما بعث به محمد صلى الله عليه وسلم من الهدى ودين الحق، فقص جنس دعوة الأنبياء.
ثم انتقل إلى خطاب بنى إسرائيل وقصة موسى معهم، وضمن ذلك تقرير نبوته، إذ هو قرين محمد، فذكر آدم الذى هو أول، وموسى الذى هو نظيره، وهما اللذان احتجا، وموسى قتل نفساً فغفر له، وآدم أكل من الشجرة فتاب عليه، وكان فى قصة موسى رد على الصابئة ونحوهم ممن يقر بجنس النبوات ولا يوجب اتباع ما جاؤوا به، وقد يتأولون أخبار الأنبياء، وفيها رد على أهل الكتاب بما تضمنه ذلك من الأمر بالإيمان بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، وتقرير نبوته، وذكر حال من عَدَل عن النبوة إلى السِّحْر، وذكر النسخ الذى ينكره بعضهم، وذكر النصارى وأن الأمتين لن يرضوا عنه حتى يتبع ملتهم. كل هذا فى تقرير أصول الدين من الوحدانية والرسالة.
ثم أخذ ـ سبحانه ـ فى بيان شرائع الإسلام التى على ملة إبراهيم، فذكر إبراهيم، الذى هو إمام، وبناء البيت الذى بتعظيمه يتميز أهل الإسلام عما سواهم، وذكر استقباله، وقرر ذلك؛ فإنه شعار الملة بين أهلها وغيرهم؛ ولهذا يقال: أهل القبلة، كما يقال: (من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فهو المسلم).
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكر من (المناسك) ما يختص بالمكان، وذلك أن الحج له مكان وزمان، و (العمرة) لها مكان فقط، والعكوف والركوع والسجود شرع فيه، ولا يتقيد به، ولا بمكان، ولا بزمان، لكن الصلاة تتقيد باستقباله، فذكر ـ سبحانه ـ هذه الأنواع الخمسة: من العكوف، والصلاة، والطواف، والعمرة، والحج، والطواف يختص بالمكان، ثم أتبع ذلك ما يتعلق بالبيت من الطواف بالجبلين، وأنه لا جُنَاح فيه؛ جوابا لما كان عليه الأنصار فى الجاهلية من كراهة الطواف بهما لأجل إهلالهم لمناة، وجوابا لقوم توقفوا عن الطواف بهما.
وجاء ذكر الطواف بعد العبادات المتعلقة بالبيت ـ بل وبالقلوب والأبدان والأموال ـ بعد ما أمروا به من الاستعانة بالصبر والصلاة اللذين لا يقوم الدين إلا بهما، وكان ذلك مفتاح الجهاد المؤسس على الصبر؛ لأن ذلك من تمام أمر البيت؛ لأن أهل الملل لا يخالفون فيه، فلا يقوم أمر البيت إلا بالجهاد عنه، وذكر الصبر على المشروع والمقدور، وبين ما أنعم به على هذه الأمة من البشرى للصابرين؛ فإنها أعطيت ما لم تعط الأمم قبلها، فكان ذلك من خصائصها وشعائرها كالعبادات المتعلقة بالبيت؛ ولهذا يقرن بين الحج والجهاد لدخول كل منهما فى سبيل الله، فأما الجهاد فهو أعظم سبيل الله بالنص والإجماع، وكذلك الحج فى الأصح، كما قال: الحج من سبيل الله.
وبين أن هذا معروف عند أهل الكتاب بذمه لكاتم العلم، ثم ذكر أنه لا يقبل ديناً غير ذلك. ففى أولها: {فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً} [البقرة: 22]، وفى أثنائها: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَادا} [البقرة: 165]، فالأول نهي عام، والثانى نهي خاص، وذكرها بعد البيت لينتهى عن قصد الأنداد المضاهية له ولبيته من الأصنام والمقابر ونحو ذلك، ووحد نفسه قبل ذلك، وأنه لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، ثم ذكر ما يتعلق بتوحيده من الآيات.
ثم ذكر الحلال والحرام، وأطلق الأمر فى المطاعم؛ لأن الرسول بعث بالحنيفية وشعارها وهو البيت، وذكر سماحتها في الأحوال المباحة، وفي الدماء بما شرعه من القصاص، ومن أخذ الدية، ثم ذكر العبادات المتعلقة بالزمان، فذكر الوصية المتعلقة بالموت، ثم الصيام المتعلق برمضان، وما يتصل به من الاعتكاف ذكره في عبادات المكان وعبادات الزمان، فإنه يختص بالمسجد وبالزمان استحباباً أو وجوبا بوقت الصيام، ووسطه أولاً بين الطواف والصلاة؛ لأن الطواف يختص بالمسجد الحرام، والصلاة تشرع فى جميع الأرض، والعكوف بينهما.
ثم أتبع ذلك بالنهى عن أكل الأموال بالباطل، وأخبر أن المحرم نوعان: نوع لعينه كالميتة، ونوع لكسبه كالربا والمغصوب. فاتبع المعنى الثابت بالمحرم الثابت تحريمه لعينه، وذكر فى أثناء عبادات الزمان المنتقل الحرام المنتقل؛ ولهذا أتبعه بقوله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ} الآية [البقرة: 189]، وهى أعلام العبادات الزمنية، وأخبر أنه جعلها مواقيت للناس فى أمر دينهم ودنياهم وللحج؛ لأن البيت تحجه الملائكة والجن، فكان هذا أيضا فى أن الحج موقت بالزمان كأنه موقت بالبيت المكانى؛ ولهذا ذكر بعد هذا من أحكام الحج ما يختص بالزمان، مع أن المكان من تمام الحج والعمرة.
وذكر المُحْصَر، وذكر تقديم الإحلال المتعلق بالمال وهو الهدى عن الإحلال المتعلق بالنفس وهو الحلق، وإن المتحلل يخرج من إحرامه فيحل بالأسهل فالأسهل؛ ولهذا كان آخر ما يحل عين الوطء [فى المطبوعة: الوطئ ـ والصواب ما أثبتناه]، فإنه أعظم المحظورات ولا يفسد النسك بمحظور سواه.
وذكر (التمتع بالعمرة إلى الحج) لتعلقه بالزمان مع المكان؛ فإنه لا يكون متمتعاً حتى يحرم بالعمرة فى أشهر الحج، وحتى لا يكون أهله حاضرى المسجد الحرام ـ وهو الأفقى ـ فإنه الذى يظهر التمتع فى حقه لترفهه بسقوط أحد السفرين عنه، أما الذي هو حاضر فسيان عنده تمتع أو اعتمر قبل أشهر الحج، ثم ذكر وقت الحج، وأنه أشهر معلومات، وذكر الإحرام والوقوف بعرفة ومزدلفة؛ فإنه هذا مختص بزمان ومكان؛ ولهذا قال: {فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ} [البقرة: 197]، ولم يقل: (والعمرة) لأنها تفرض فى كل وقت، ولا ريب أن السنة فرض الحج فى أشهره، ومن فرض قبله خالف السنة، فإما أن يلزمه ما التزمه كالنذر ـ إذ ليس فيه نقد للمشروع، وليس كمن صلى قبل
(يُتْبَعُ)
(/)
الوقت ـ وإما أن يلزم الإحرام ويسقط الحج ويكون معتمراً، وهذان قولان مشهوران.
ثم أمر عند قضاء المناسك بذكره، وقضائها ـ والله أعلم ـ قضاء التَّفَث [التَّفَث: قيل: الشَّعَث وما كان من نحو قص الأظفار والشارب وحلق العانة وغير ذلك. انظر: القاموس المحيط، مادة: تفث]، والإحلال؛ ولهذا قال بعد ذلك: {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ} [البقرة: 203]، وهذا أيضاً من العبادات الزمانية المكانية. وهو ذكر الله تعالى مع رمى الجمار ومع الصلوات، ودل على أنه مكانى قوله: {فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ} الآية [البقرة: 203]، وإنما يكون التعجيل والتأخير فى الخروج من المكان؛ ولهذا تضاف هذه الأيام إلى مكانها فيقال: أيام مِنى، وإلى عملها فيقال: أيام التشريق، كما يقال: ليلة جَمْع [أى مِنى]، وليلة مزدلفة، ويوم عرفة، ويوم الحج الأكبر، ويوم العيد، ويوم الجمعة، فتضاف إلى الأعمال وأماكن الأعمال؛ إذ الزمان تابع للحركة، والحركة تابعة للمكان.
فتدبر تناسب القرآن وارتباط بعضه ببعض، وكيف ذكر أحكام الحج فيها فى موضعين، مع ذكر بيته وما يتعلق بمكانه، وموضع ذكر فيه الأهلة فذكر ما يتعلق بزمانه، وذكر أيضاً القتال فى المسجد الحرام والمقاصة فى الشهر الحرام؛ لأن ذلك مما يتعلق بالزمان المتعلق بالمكان؛ ولهذا قرن ـ سبحانه ـ ذكر كون الأهلة مواقيت للناس والحج.
وذكر أن (البر) ليس أن يشقى الرجل نفسه، ويفعل ما لا فائدة فيه، من كونه يبرز للسماء، فلا يستظل بسقف بيته، حتى إذا أراد دخول بيته لا يأتيه إلا من ظهره، فأخبر أن الهلال الذى جعل ميقاتاً للحج شرع مثل هذا، وإنما تضمن شرع التقوى، ثم ذكر بعد ذلك ما يتعلق بأحكام النكاح والوالدات، وما يتعلق بالأموال والصدقات والربا والديون وغير ذلك، ثم ختمها بالدعاء العظيم المتضمن وضع الآصار والأغلال والعفو والمغفرة والرحمة وطلب النصر على القوم الكافرين الذين هم أعداء ما شرعه من الدين فى كتابه المبين) ا. هـ.
يتبع -بعون الله- ...
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[05 May 2007, 08:30 م]ـ
سورة آل عمران
جمع الله في هذه السورة أمرين: مخاصمة النصارى وإبطال مذهبهم، وغزوة أحد
لكن لم يتبين لي حتى الآن مقصد هذه السورة الكريمة
فهل ظهر لكم شيئا؟(/)
سؤال عن التفسير المنير
ـ[عبدالقادر]ــــــــ[01 May 2007, 06:40 م]ـ
السلام عليكم
أريد الاستفسار عن تفسير الدكتور وهبة الزحيلي وما رايكم فيه
ولقد قرأت مشاركة الاستاذ د. إبراهيم بن صالح الحميضي
الأستاذ المساعد بكلية الشريعة بجامعة القصيم
وهي كالتالي
وهذا الكتاب من أفضل التفاسير الحديثة، ويتميز بأمور منها:
الشمول، وحسن العرض والترتيب، وسهولة العبارة، و الترجيح في كثير من المسائل، والاعتناء بالأحكام الفقهية، وتقسيم السورةإلى مقاطع ووضع عناوين مناسبة لها، فهو يجمع بين التفسير التحليلي والموضوعي، وعليه مؤاخذات يسيرة لايخلو منها تفسير، ولولا غلاء ثمنه لكان هو الكتاب المناسب أن يكون مقررا عل طلاب الجامعة في رأيي، ويمكن أن نتجاوز هذه المشكلة بتصووير الجزء المقرر لمن لايستطيع اقتناءه من الطلاب، وآمل أن أعرف رأي إخوتي الأساتذة في هذا؛ لأن الأستاذ الجامعي يجد حيرة في اختيار التفسير المناسب للطلاب
لكن لم يكن هناك جوب على المشاركة منكم
هل استوفى الدكتور ازحيلي جميع التفسير من لغة واعراب وبلاغة وفقه واشار ات وما لهنالك من نقط في التفسير
أرجو ان تفيدونا بما عندك حول هذ التفسير
مع العلم اني قرأت مقدمة التفسير ولكن اطلب رايكم ونصحكم
فانا اريد اقناءهذا الكتاب لكن ثمن مرتفع لذلكاحبت باخذ رايكم قبل هذا
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[01 May 2007, 09:13 م]ـ
إن التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج؛
للأستاذ الدكتور. وهبة الزحيلي قد تناول فيه تفسير القرآن الكريم بعد مقدمة تحدث فيها عن بعض المعارف الضرورية المتعلقة بالقرآن، وتعريفه وكيفية نزوله وطريقة جمعه وكتابته بالرسم العثماني،، والأحرف السبعة والقراءات السبع، وأدلة الإثبات بوجوه الإعجاز وعربية القرآن وترجمته إلى اللغات الأخرى، والحروف المقطعة في أوائل السور والبلاغة في القرآن مع فوائد في عدد الأجزاء والسور والآيات وأنواعها، بالإضافة للقراءات المتواترة ..
ومما قاله الأستاذ الدكتور وهبة الزحيلي عن تفاسيره:
هذه التفاسير على مستويات ثلاثة، يأخذ الإنسان منها ما يتناسب مع ثقافته، ومن أراد الإلمام بجميع ما يتعلق بالتفسير من لغة وبلاغة ونحو وصرف وأسباب نزول ومناسبات للآيات والسور وقصص القرآن وبيان الأحكام وما يستنبط من هذه الآيات من آداب وتوجيهات وتشريعات، فعليه بالتفسير المنير الذي يمكن فيه الاستغناء عن كل ما كتب في التفسير قديماً وحديثاً، وأما التفسير الوسيط الذي أذعته على مدى ثلاث سنوات في الإذاعة السورية كل يوم، ثم صار في يوم دون يوم، فهو أبسط أيضاً من ((المنير)) على الرغم من بساطة الأسلوب في كل منهما، لكن حرصت على أن يكون هذا التفسير لمتوسطي الثقافة من خلال تبسيط الكلمات وتوضيح الآيات وربط بعضها ببعض وتأييدها بالأحاديث النبوية، أما التفسير الوجيز فهو التفسير المختصر الذي لا يحتاج إليه أكثر من هذا القدر، وهو لأغلب الناس (فئة العوام) بحيث يقرؤون الآية ثم يجدون برقمها تفسيراً لها مع سبب النزول يوضح مدلول الآية بحيث تدفعه إلى إدراكها والعمل بها وتطبيق مقتضاها دون استطراد ودون إخلال بالمعنى كذلك، وقد ترجم تفسيرا المنير والوجيز لأكثر من لغة، والوسيط على الطريق حيث يعتبر أحدث هذه التفاسير.
وإليك ـ ياأخي الكريم ـ كلمة الغلاف المثبتة على آخر هذا التفسير:
لم يحظَ كتاب في الوجود بعناية مثلما حظي به القرآن الكريم، الذي كتبت حوله مئات الكتب، وسيظل مورد العلماء، وهذا بالتالي كتاب اصطفيتُ فيه من العلوم والمعارف والثقافات المستقاة من معين القرآن الكريم الذي لا ينضب، ما هو لصيق الصلة بحاجات العصر، ومتطلبات التثقيف، بأسلوب جلي مبسَّط، وتحليل علمي شامل، وتركيز على الغايات والأهداف المنشودة من تنزيل القرآن المجيد، ومنهج بعيد عن الإطالة المملّة، والإيجاز المخلّ الذي لا يكاد يفهم منه شيء لدى جيل بعدوا عن اللسان العربي في طلاوة بيانه، وأعماق تراكيبه، وإدراك فحواه، وكأنهم أصبحوا - بالرغم من الدِّراسات الجامعية المتخصصة - في غربة عن المصادر الأصيلة، والثروة العلمية العريقة في شتى العلوم من تاريخ وأدب وفلسفة وتفسير وفقه وغيرها من العلوم الإسلامية الكثيرة الخصبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكان لا بدّ من تقريب ما صار بعيداً، وإيناس ما أصبح غريباً، وتزويد المسلم بزاد من الثقافة بعيدة عن الدّخيل كالإسرائيليات في التفسير، ومتفاعلة مع الحياة المعاصرة، ومتجاوبة مع القناعة الذاتية، والأصول العقلية، والمرتكزات الفكرية السليمة، وهذا يقتضينا تمحيص المنقول في تفاسيرنا، حتى إن منها - تأثراً بروايات إسرائيلية - أحدث شرخاً غير مقصود في عصمة بعض الأنبياء، واصطدم مع بعض النظريات العلمية التي أصبحت يقينية الثبوت بعد غزو الفضاء، واتساع ميادين الكشوف العلمية الحديثة، علماً بأن دعوة القرآن تركزت على إعمال العقل والفكر وشحذ الذهن وتسخير المواهب في سبيل الخير، ومحاربة الجهل والتخلف.
وهدفي الأصيل من هذا المؤلَّف هو ربط المسلم بكتاب الله عزّ وجلّ ربطاً علمياً وثيقاً؛ لأن القرآن الكريم هو دستور الحياة البشرية العامة والخاصة، للناس قاطبة، وللمسلمين خاصة، لذا لم أقتصر على بيان الأحكام الفقهية للمسائل بالمعنى الضيق المعروف عند الفقهاء، وإنما أردت إيضاح الأحكام المستنبطة من آي القرآن الكريم بالمعنى الأعم الذي هو أعمق إدراكاً من مجرد الفهم العام، والذي يشمل العقيدة والأخلاق، والمنهج والسلوك، والدستور العام، والفوائد المجنية من الآية القرآنية تصريحاً أو تلميحاً أو إشارةً، سواء في البنية الاجتماعية لكل مجتمع متقدم متطور، أم في الحياة الشخصية لكل إنسان، في صحته وعمله وعلمه وتطلُّعاته وآماله وآلامه ودنياه وآخرته، تجاوباً في المصداقية والاعتقاد مع قول الله تبارك وتعالى: {يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [الأنفال: 8/ 24].
- إنه الحق سبحانه وتعالى ورسول الحق في هذه الآية اللذان يدعوان كل إنسان في هذا الوجود إلى الحياة الحرة الكريمة الشريفة بكل صورها ومعانيها.
ـ[عبدالقادر]ــــــــ[03 May 2007, 10:47 م]ـ
جزاك الله خير
رغم اني كنت اريد مع هذا البيان رايكم الشخصي في الموضوع(/)
كتب جديدة في إعجاز القرآن البياني ... من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم
ـ[ش. م]ــــــــ[01 May 2007, 11:21 م]ـ
اعتمدت وحدة علوم القرآن الكريم في جائزة دبي الدولية للقرآن
مجموعة من كتب القرآن الكريم وأصدرتها في حلة جميلة
وفي ا لطريق مجموعة أخرى من الإصدارات بإذن الله
أترككم مع عناوين الكتب وصور الأغلفة
1ـ إشراقة الرقم 7 في القرآن الكريم ـ عبدالدائم الكحيل وهو باحث إسلامي متخصص في العلوم الهندسية وعلوم التربية والدراسات القرآنية
2ـ (مباحث في البلاغة واعجاز القرآن الكريم) للدكتور محمد رفعت احمد زنجير من سوريا ويعمل محاضرا بقسم اللغة العربية في الجامعة الاسلامية العالمية بماليزيا
3 ـ (تنزيل الايات على الواقع عند المفسرين –دراسة وتطبيق) للدكتور عبدالعزيز بن عبدالرحمن الضامر من الاحساء في المملكة العربية السعودية وهو عضو في الجمعية العلمية السعوديه للقرآن الكريم وعلومه
4 ـ (الخصائص الموضوعية والاسلوبية في حديث القرآن عن القرآن) للدكتور عبدالعزيز بن صالح العمار وهو استاذ في كلية اللغة العربية في الرياض في المملكة العربية السعودية وحاصل عل الدكتوراة في البلاغة النبوية
ـ[ش. م]ــــــــ[01 May 2007, 11:24 م]ـ
http://www.tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=757&d=1178050987
ـ[ش. م]ــــــــ[01 May 2007, 11:27 م]ـ
http://www.tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=758&d=1178051014
http://www.tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=760&d=1178051169
http://www.tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=759&d=1178051149
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[03 May 2007, 12:17 م]ـ
ولكن المؤسف غاية الاسف ان اللجنة عبثت بكتاب الاستاذ الضامر عبثا شديدا كما وردتني الاخبار ولعل الدكتور الفاضل الضامر يدلي بدلوه في هذا الباب فيظهر الحقيقة كاملة للناس من باب امانة العلم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 May 2007, 03:37 م]ـ
جزاكم الله خيراً على التنويه بصدور هذه الكتب والرسائل ذات الموضوعات القيمة، ولعلها تصلنا إن شاء الله لننتفع بما فيها من البحث والعلم.
وإن كنت يا دكتور جمال تقصد بالعبث بكتاب أخي العزيز الشيخ عبدالعزيز الضامر تلقيبه بالدكتور فهذا الخطأ هو عين الصواب! وإن كنت تقصد المحتوى فأرجو ألا يكون (عبثاً شديداً) إن شاء الله، وجهد الجائزة مشكور في نشر مثل هذه الكتب والأبحاث وتستحق منا الشكر والتقدير وفقهم الله ونفع بجهودهم.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[03 May 2007, 04:07 م]ـ
على البحث الأول مآخذ، وطريقة الأرقام هذه عليها مآخذ كثيرة
ـ[ش. م]ــــــــ[05 May 2007, 09:17 ص]ـ
ولكن المؤسف غاية الاسف ان اللجنة عبثت بكتاب الاستاذ الضامر عبثا شديدا كما وردتني الاخبار ولعل الدكتور الفاضل الضامر يدلي بدلوه في هذا الباب فيظهر الحقيقة كاملة للناس من باب امانة العلم
مرحبا بكم يا شيخنا
والحمد لله على سلامتكم
دفع الله عنكم كل مكروه
ومتعكم بالصحة والعافية
نود من فضلكم أن نعرف المقصود بالعبث، فالذي اعرفه عن هذه الجهة أنها حين توافق على طباعة كتاب بعد مروره على لجنة التحكيم أنها تعيده إلى مؤلفه إن كانت لهم ملاحظات عليه لكي ينفذها كما يريدون
فإن استجاب قبلوا الكتاب ونشروه
وإن لم يقبل أعادوه، وكل من طريق
وهكذا فأي تغيير يحدث هو ـ كما أظن ـ بموافقة صاحب الكتاب وتعديله الشخصي والله أعلم
وقد تقدمت لهم بحوث كثيرة وكان يمكنهم اختيار أي منها إن لم يوافق صاحب أحد الكتب على التغيير
وثمة كتب أخرى قادمة في مجال القرآن الكريم ومجموعة كتب عن السيرة النبوية وهي تصدر عن وحدة (القرآن وعلومه) في الجائزة
بارك الله فيكم ولكم أقدم جزيل الشكر على حسن تشريف الصفحة
ـ[ش. م]ــــــــ[05 May 2007, 09:20 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على التنويه بصدور هذه الكتب والرسائل ذات الموضوعات القيمة، ولعلها تصلنا إن شاء الله لننتفع بما فيها من البحث والعلم.
وإن كنت يا دكتور جمال تقصد بالعبث بكتاب أخي العزيز الشيخ عبدالعزيز الضامر تلقيبه بالدكتور فهذا الخطأ هو عين الصواب! وإن كنت تقصد المحتوى فأرجو ألا يكون (عبثاً شديداً) إن شاء الله، وجهد الجائزة مشكور في نشر مثل هذه الكتب والأبحاث وتستحق منا الشكر والتقدير وفقهم الله ونفع بجهودهم.
وإياكم جزى الله كل خير وبارك فيكم
أود أن أعلمكم أن الجائزة توزع إصداراتها مجانا عبر إرسالها بالبريد
ويمكن لأي جهة تريد أ] كتاب أن تطلبه برسالة رسمية، أو أي فرد يريد نسخة عليه أن يطلبها بنفسه
وللأسف فإني لم أحصل عليها إلى الآن وإلا لكنت وضعت لكم مزيدا من التوضيح عن محتوياتها
وهذا رقم الجائزة لمن أحب التواصل معها من أجل الكتب: 042610666
ومن خارج الدولة
0097142610666
ـ[عبدالعزيز الضامر]ــــــــ[15 May 2007, 05:20 م]ـ
الدكتور جمال والأخوة الأفاضل سلَّمهم الله.
تكرمت جائزة دبي الدولية مشكورةً بطباعة كتاب الفقير "تنزيل الآيات على الواقع عند المفسرين-دراسة وتطبيق" ولم يكن فيه مايُسمى عبثاً, بل كان تعاملهم مثالاً يُحتذى في الأدب والاحترام, وعدم التغيير في النص.
إلاَّ أنهم قاموا بحذف الفصل الثالث من القسم الثاني وهو ما يختص بكتاب الظلال لسيد قطب لغرض لا أعلمه, وعلى هذا فيكون الكتاب قد انقسم إلى قسمين:
الأول: الدراسة.
والآخر: التطبيق: وهو عبارة عن تطبيق لقضية التنزيل التي دُرِست ونوقشت في القسم الأول وذلك من خلال تفسير المنار, وتفسير ابن باديس, دون الظلال, بالرغم من أنَّ الظلال يُعتبر من التفاسير الرائدة التي اهتمت بقضية التنزيل وأولته عناية كبرى!!
هذا ما حصل, وشكراً على حرصكم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ش. م]ــــــــ[15 May 2007, 06:56 م]ـ
الأستاذ الفاضل عبدالعزيز الضامر
مبارك صدور الكتاب جعله الله في موازينكم
يؤسفني أن يتم الحذف دون علمكم فهذا أمر صعب على المؤلف
ويمكنه إن علم ألا يقبل وأن يقدم كتابه لجهة أخرى
هل راجعتموهم لمعرفة السبب؟
أظن أنه يمكنكم إعادة نشره كاملا بعد 5 سنوات أو حسب العقد:-)
أطال الله عمركم
أطيب تحية لسعادتكم
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[16 May 2007, 09:22 ص]ـ
اذا لم يكن هذا من العبث لا سيما وانه بدون علم الاخ الفاضل صاحب الكتاب فماذا نسميه
لا شك اننا لا بد ان نشكر لهؤلاء جهودهم في طباعة هذه الكتب لكن لا يجوز بحال ان نرضى بمثل هذا العمل الذي يمثل اعتداء صارخا على حق الكاتب
والا فما رايكم ايها السادة؟
ـ[عبدالعزيز العمار]ــــــــ[02 Jun 2007, 06:10 م]ـ
السلام عليكم: أو أن أوضح أن القائمين على الجائزة نموذج يحتذى في التعامل، وحسن الأخلاق، وقد تعاملت معهم
ونشرت كتابا لي عندهم، وقد راجعوني في كل تغيير أو ملحوظة أو تعديل قبل نشره، ولم يتم تغيير في كتابي إلا بعد العلم بذلك والإذن لهم، أقول هذا حتى أبين لمن في هذا المنتدى أنهم نموذج رائع في التعامل، وسرعة الإنجاز
وشكرا لك
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[06 Jun 2007, 06:36 م]ـ
السلام عليكم: أو أن أوضح أن القائمين على الجائزة نموذج يحتذى في التعامل، وحسن الأخلاق، وقد تعاملت معهم
ونشرت كتابا لي عندهم، وقد راجعوني في كل تغيير أو ملحوظة أو تعديل قبل نشره، ولم يتم تغيير في كتابي إلا بعد العلم بذلك والإذن لهم، أقول هذا حتى أبين لمن في هذا المنتدى أنهم نموذج رائع في التعامل، وسرعة الإنجاز
وشكرا لك
وإني من الشاهدين ..
هم والله كما وصفت أخي الفاضل، من خيرة الناس، ويستحقون كل الود والتقدير والاحترام، نسأل الله ان يوفق بعض مؤسساتنا فتحذو حذوهم وتسير على دربهم في العطاء وخدمة القرآن واهله ..
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[06 Jun 2007, 09:30 م]ـ
هم والله أهل خير وفضل وقدراسلتهم في أسماء الكتب فأهدوني إياها إلى باب منزلي بارك الله في جهودهم
ـ[ش. م]ــــــــ[09 Nov 2007, 10:05 م]ـ
ضمن إصدارات جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم وبعد الفيلم الوثائقي “محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين” الذي أنتجته الجائزة العام الماضي أصدرت وحدة علوم القرآن أربعة كتب حول سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وذكر المستشار إبراهيم محمد بوملحة رئيس اللجنة المنظمة للجائزة أن هذه الاصدارات الجديدة عن سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم تأتي بعد أن كانت الجائزة قد أعلنت قبل عامين تقريبا عن تبني طباعة كتب في الإعجاز العلمي للقرآن الكريم والسنة النبوية وكتب حول سيرة الرسول محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم
ومن هذه الإصدارات الجديدة (في أنوار النبوة قطوف من السيرة النبوية العطرة) للكاتبة شروق محمد سلمان التي ذكرت في مقدمة كتابها ان الكتاب سياحة تاريخية فكرية أدبية في رياض السيرة النبوية العطرة نتابع بعض مراحل حياة منقذ البشرية وحامل رسالة السماء إلى الإنسانية كافة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من خلال فصول الكتاب والكاتبة تعمل في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي ولها اهتمامات بالسيرة والأدب واللغة العربية وفروعها.
أما الكتاب الثاني فهو (الأسس الدعوية والحضارية للمدينة النبوية) للدكتور مروان شيخ الأرض والذي يحمل الدكتوراه في السيرة النبوية من جامعة كراتشي للدراسات الإسلامية وهو متفرغ تفرغا كاملا للدراسات الإسلامية والسيرة النبوية ويقول عن كتابه .. يبين هذا الكتاب انه منذ اليوم الأول للهجرة النبوية إلى المدينة بدأت مسيرة البناء العلمي والعملي لدولة الإسلام احتوت جميع ماتحتاجه الحياة الإنسانية وفق تشريعات وقواعد وانظمة وسنن واضحة متكاملة اتسمت باليسر والاعتدال والوسطية.
أما الكتاب الثالث (محمد رسول الله في القرآن الكريم وصورته في عيون المنصفين) للدكتور محمد بسام الزين والذي يحمل الدكتوراه في الدراسات الإسلامية وله الكثير من المؤلفات منها معجم معاني القرآن والموسوعة القرآنية الميسرة وخطبة الجمعة بين الواقع والتطوير وهو عضو مجلس إدارة دار زايد للثقافة الإسلامية بدولة الإمارات العربية المتحدة.
ويقول عن كتابه .. كيف تمكن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من أن يجعل من امة العرب خير أمة أخرجت للناس وما هي معالم شخصية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم.
أما الكتاب الرابع فهو (التراتيب النبوية دراسة تاريخية في ضوء صحيح البخاري) لصالح محمد زكي اللهيبي، ويحمل الماجستير في التاريخ والحضارة الإسلامية من كلية الآداب جامعة بغداد ويعمل رئيسا لقسم البحوث والدراسات ومسؤول العلاقات العامة في مركز الأمير عبدالمحسن بن جلوي للبحوث الإسلامية في الشارقة ويقول عن كتابه .. عرف عن حضارتنا الإسلامية سموها وعلو شأنها بين باقي الحضارات التي حوت سيرها بطون الكتب وحفظت اخبارها في صدور الناس.
وذكر بوملحة أن اللجنة المنظمة للجائزة أقدمت على طباعة المجموعة الجديدة من الكتب بعد ان لاقت الخطوة التي قامت بها سابقا بتبني طباعة وتوزيع الكتب في الإعجاز العلمي في القرآن والسنة نجاحا واستحسانا كبيرا من قبل المسؤولين والمتابعين وإنها بدأت حاليا بتوزيع الكتب على دواوين أصحاب السمو الشيوخ والوزراء والمكتبات العامة والجامعات والكليات المهتمة والمؤسسات الثقافية كما ستهدي الجائزة أعدادا منها إلى سفارات الدولة بالخارج والمسؤولين في دول مجلس التعاون والدول العربية والمؤسسات الثقافية في العالم كما ستهدي أعدادا منها إلى المهتمين والمتابعين لأنشطة الجائزة وتنوي اللجنة المنظمة للجائزة المشاركة في معارض الكتب الكبرى مثل معرض الشارقة ومعارض ابوظبي والقاهرة للكتاب لعرض نتاجات الجائزة من الإصدارات القيمة في الإعجاز العلمي للقرآن والسيرة النبوية على صاحبها ازكى الصلاة وأتم التسليم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[22 Feb 2008, 01:26 ص]ـ
ذكر د. عبد الرحمن الشهري (في إحدى مداخلاته السابقة) أنه يعتبر نفسه في منافسة مع إخوانه للتعريف بأحدث الإصدارات.
ويبدو أنني سأدخل معكم في هذه المنافسة الممتعة رغم بعد المسافة:)
فقد حصلت مؤخرا على مجموعة كتب (جائزة دبي للقرآن الكريم). ومن بين الكتب التي أثارت اهتمامي: كتاب د. محمد رفعت أحمد زنجير، بعنوان (مباحث في البلاغة وإعجاز القرآن الكريم).
وقد قرأت بشغف نصف الكتاب، وأعتبره من أفضل الكتب التي قرأتها في (إعجاز القرآن) لأنه يجمع ويؤرخ كل (أو أهم) ما كتب في هذا الموضوع حتى الآن.
وقد وضعت فهرس الكتاب في ملف بالمرفقات.
وأذكر أنني لفت الانتباه يوما لهذا الأسلوب من الكتابة وأهميته في الرابط التالي: تعريف بكتاب (نصوص في علوم القرآن) مع عرض فكرة مشروع جماعي ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8584)
وحبذا لو وجد من المتخصصين من يجمع بهذا الأسلوب زبدة ما قيل في كل ميدان من علوم الدين، على أن يكون في إطار عمل جماعي ممنهج:)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[22 Feb 2008, 02:12 ص]ـ
بارك الله فيك ..(/)
دراسة الأحاديث الواردة في سورة الكهف
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[02 May 2007, 12:08 ص]ـ
دراسة حديثية
للشيخ د. عبدالله بن فوزان بن صالح الفوزان
- حفظه الله تعالى -.
عن الأحاديث الواردة في سورة الكهف ( http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag40/5.pdf)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[03 Aug 2010, 07:39 ص]ـ
جزاك الله خيراً على رفع هذه الدراسة القيمة دكتور عمر ويبدو أن هذه المشاركة لم تأخذ حظها في الملتقى. لذا أجددها ليتم الإطلاع عليه والاستفادة منها.
ـ[طالبة المغفرة]ــــــــ[03 Aug 2010, 01:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ عمر المقبل،كنت أبحث عن دراسة لهذه الأحاديث.
وفقكم الله ونفع بكم.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[03 Aug 2010, 02:05 م]ـ
طبع الكتاب عن دار ابن الجوزي وبيع في معرض الكتاب الماضي.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[03 Aug 2010, 05:10 م]ـ
وما رأي فضيلتكم فيما انتهى إليه الشيخ عبد الله من تضعيف ما ورد من الأحاديث في قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، وأن ذلك ليس من السنة؟
أرجو منكم الإفادة، وجزاكم الله خيرا.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[03 Aug 2010, 08:28 م]ـ
أتفق معه في تضعيف الأحاديث، لكن عليها عمل جمع من السلف منهم الإمام أحمد، وباب العمل والاحتجاج أوسع من باب التصحيح والتضعيف كما هو معروف عند المحدثين.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[03 Aug 2010, 11:36 م]ـ
جزاكم الله خيراً على هذا البيان المفيد.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[04 Aug 2010, 07:05 ص]ـ
يفاد من هذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=206349
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[04 Aug 2010, 01:37 م]ـ
هذه المسألة: وهي ضعف الحديث الوارد سمعته أول مرة من شيخنا عبد الله بن فوزان الفوزان - وفقه الله - في دروسه في " منار السبيل" بالحرم النبوي، ثم رأيته يذكر هذه المسألة كثيراً قبل علمي أنَّ له بحثاً بهذه المسألة.
والشيخ عبد الله الفوزان - حفظه الله - من المشايخ الذين استفدتُ كثيراً منهم، وله فضل كبير عليَّ، ومن جالسه علم مقدار الرجل، فقد جمع الله له بين الخشية والعلم والتواضع ومحبة طلبة العلم، يشهد له بهذا من جالسه أو قرب منه.
أسأل الله لنا وله التوفيق والثبات حتى الممات، وأن يختم لنا جمعياً بالصالحات من أعمالنا
ـ[مثنى الزيدي]ــــــــ[04 Aug 2010, 02:06 م]ـ
دراسة مفيدة حفظكم الله ونفع بكم(/)
ثلاث أفكار في الأمثال القرآنية
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[02 May 2007, 04:03 ص]ـ
لا يخفى على من اطلع على أمثال القرآن أنها من علوم القرآن المهمة، كيف لا، وقد قال الله تعالى: (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ)، وقال: (وتلك المثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون) وإذا كان هذا هو شأن الأمثال، فحريُّ بالمسلم ـ فضلا عن المتخصص في الدراسات القرآنية ـ أن يعلمها ويعقلها.
ولما كانت الأمثال القرآنية بهذه المرتبة، فإنك تجد ابن عباس (ت: 68) يجعلها من المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم، فقد روى عنه الطبري في تفسير قوله تعالى: (منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات) قوله: ((المحكمات: ناسخه، وحلالُه وحرَامه، وحدوده وفرائضُه، وما يؤمن به ويعمل به.
والمتشابهات: منسوخه، ومقدَّمه ومؤخره، وأمثاله، وأقسامه، وما يؤمن به ولا يُعمل به)).
كما جعل ابن عباس (ت: 68) معرفة الأمثال القرآنية من الحكمة التي يؤتيها الله للعبد المسلم، فقد روى الطبري بسنده عن ابن عباس قال في قوله: (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا): ((يعني: المعرفة بالقرآن ناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، ومقدمه ومؤخره، وحلاله وحرامه، وأمثاله)).
هذا، وقد تكلَّم العلماء في أمثال القرآن من وجوه:
ـ معانيها.
ـ بلاغتها.
ـ ما تحتمله من استنباطات وفوائد علمية وعملية.
وقد ظهرت دراسات معاصرة كثيرة في أمثال القرآن، وقد ظهر لي أن أضيف إلى هذه الدراسات ثلاث أفكار تتعلق بهذه الأمثال، ولقد كنت أود تحبير هذه الأفكار، فلما طال عليَّ الأمد رأيت أن أطرحها كما كتبتها بادي الرأي، ولعلها تتنقح بتعليقات الأعضاء، وإليك هذه الأفكار:
أولاً: إن بعض الأمثال القرآنية تحتمل أكثر من نوع أو صورة.
وذلك يعني أنه سيكون الاختلاف في تحديد المراد بالمثل من باب اختلاف التنوع، إذا كان المثل يحتملها بلا تضادٍّ.
ويحسن أن يُنَبَّه على صحة انطباق المثل على ما يُذكر من تفسيره، وستأتي الإشارة إلى ذلك في المثال الآتي:
{أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ}
فقد اختلف السلف في المعنى الذي ضُرِب به المثل على أقوال:
الأول: عن ابن عباس قال: ((سأل عمر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: فيم تَرَون أنزلت:"أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب"؟ فقالوا: الله أعلم. فغضب عمر فقال: قولوا:"نعلم" أو"لا نعلم". فقال ابن عباس: في نفسي منها شيء، يا أمير المؤمنين. فقال عمر: قل يا ابن أخي، ولا تحقِّر نفسك! قال ابن عباس: ضربت مثلا لعمل. قال عمر: أي عمل؟ قال: لعمل. فقال عمر: رجل عنيٌّ يعمل الحسنات، ثم بعث الله له الشيطان، فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله كلها= قال: وسمعت عبد الله بن أبي مليكة يحدث نحو هذا عن ابن عباس، سمعه منه))،
الثاني: عن السدي: ((هذا مثل آخر لنفقة الرياء. إنه ينفق ماله يرائي الناس به، فيذهب ماله منه وهو يرائي، فلا يأجره الله فيه. فإذا كان يوم القيامة واحتاجَ إلى نفقته، وجدها قد أحرقها الرياء، فذهبت كما أنفق هذا الرجل على جنته، حتى إذا بلغت وكثر عياله واحتاج إلى جنته جاءت ريح فيها سَموم فأحرقت جنته، فلم يجد منها شيئًا. فكذلك المنفق رياء)).
الثالث: عن ابن عباس: ((ضرب الله مثلا حسنًا، وكل أمثاله حسنٌ تبارك وتعالى. وقال قال: "أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل" إلى قوله:"فيها من كل الثمرات" يقول: صنعه في شبيبته، فأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء عند آخر عمره، فجاءه إعصار فيه نار فاحترق بستانه، فلم يكن عنده قوة أن يغرس مثله، ولم يكن عند نسله خير يعودون عليه. وكذلك الكافر يوم القيامة، إذا رُدّ إلى الله تعالى ليس له خيرٌ فيستعتب، كما ليس له قوة فيغرس مثل بستانه، ولا يجد خيرًا قدم لنفسه يعود عليه، كما لم يغن عن هذا ولده، وحُرِم أجره عند أفقرِ ما كان إليه، كما حرم هذا جنته عند أفقر ما كان إليها عند كبره
(يُتْبَعُ)
(/)
وضعف ذريته. وهو مثل ضربه الله للمؤمن والكافر فيما أوتيا في الدنيا: كيف نجَّى المؤمنَ في الآخرة، وذخر له من الكرامة والنعيم، وخزَن عنه المال في الدنيا، وبسط للكافر في الدنيا من المال ما هو منقطعٌ، وخزَن له من الشر ما ليس بمفارقه أبدًا، ويخلد فيها مهانًا، من أجل أنه [فخر على صاحبه] ووثق بما عنده، ولم يستيقن أنه ملاق ربه)).
فهذه ثلاثة أوجه في بيان ضرب المثل، وكلها يصدق عليها المثل، فهذا من اختلاف التنوع في صدق المثل على أكثر من صورة.
وإذا نظرت إلى بعض الأمثال بهذه النظرة، فإنه لا يتعبك النظر في البحث عن الراجح من معاني تفسير المثل، كما وقع عند بعض المعاصرين في النظر في المثلين اللذين ضُربا لحال المنافقين في سورة البقرة في قوله تعالى: (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة 17 ـ 20)، فما ذكره السلف من المعاني ينطبق على حال المنافقين، وهو تفسير صحيح للمثلين.
ثانيًا: توارد بعض الأمثال على طرح القضية الواحدة:
لقد كان من حكمة الله في إنزال كتابه أن جعله كتابًا متشابهًا مثاني، فهو يكرر القصة مرة بعد مرة، والقضية مرة بعد مرة.
وبالنظر إلى أمثال القرآن يمكن أن نجد التشابه في المعنى الممثل به مع اختلاف المثل المضروب، كما قد نجد التكامل بين المثلين في طرح قضية من القضايا، وهذه الفكرة محل بحث يحتاج إلى استقراء وتتبع لأمثال القرآن، وأكتفي منها هنا بالتمثيل لذلك:
1 ـ إذا أخذنا بتفسير المثل في قوله تعالى: (أيود أحدكم أن تكون له جنة ... ) الآية، على قول ابن عباس أنه مثل ضرب للكافر الذي يأتي يوم القيامة، ولا ينفعه عمله الذي عمل، فإنه سيكون نظيرًا للمثل في قوله تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ) (إبراهيم: 18)، وقوله تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (النور: 39).
فائدة موضوعية في الأمثال:
يمكن أن تُجمع الأمثال من جهة الموضوع، فتجمع الأمثال المضروبة في التوحيد وضده، والأمثال المضروبة في العمل الصالح وضده، والأمثال المضروبة في كفار، والأمثال المضروبة في اليهود والأمثال المضروبة في المنافقين ... الخ
وبهذا ستظهر فوائد عديدة، منها:
ـ المحسوسات التي اختيرت لضَرْبِ الأمثال وعلاقتها بالممثل بهم.
ـ إحصاء من ضُرِبَ بهم المثل من حيث عدد الأمثال.
ـ الخفاء والوضوح في الأمثال وعلاقته بمن ضُرب بهم المثل.
ـ الألفاظ والأساليب التي اختيرت في ضرب المثل، وعلاقتها بموضوع المثل وبمن ضُرِب به المثل.
ثالثًا: شواهد من القرآن والسنة لتفسير الأمثال.
مما تحسن العناية به في موضوع الأمثال القرآنية ذكر الشواهد من القرآن والسنة على تفسير الأمثال، وقد يكون في السنة ما يفيد في جانب من جوانب تفسير المثل، فذكر الحديث النبوي يقوي ذلك المعنى الذي فُسِّر به المثل، ومن أمثلة ذلك:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 ـ قال تعالى: (أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ)
قال مقاتل بن سليمان (ثم ضرب الله مثل الكفر والإيمان، ومثل الحق والباطل، فقال: {أَنَزَلَ مِنَ السمآء مَآءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا}، وهذا مثل القرآن الذى علمه المؤمنون، وتركه الكفار، فسال الوادى الكبير على قدر كبره، منهم من حمل منهم كبيراً، والوادى الصغير على قدره {فاحتمل السيل}، يعنى سيل الماء، {زَبَداً رَّابِياً}، يعنى عالياً، {وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النار} أيضاً، {ابتغآء حِلْيَةٍ}، يعنى الذهب، والفضة.
ثم قال: {أَوْ مَتَاعٍ}، يعنى المشبه، والصفر، والحديد، والرصاص، له أيضاً {زَبَدٌ مِّثْلُهُ}، فالسيل زبد لا ينتفع به، والحلى والمتاع له أيضاً زبد، إذا أدخل النار أخرج خبثه، ولا ينتفع به، والذهب والفضة والمتاع ينتفع به، ومثل الماء مثل القرآن، وهو الحق، ومثل الأودية مثل القلوب، ومثل السيل مثل الأهواء، فمثل الماء والحلى والمتاع الذى ينتفع به مثل الحق الذى فى القرآن، ومثل زبد الماء، وحيثث المتاع الذى لا ينتفع به مثل الباطل، فكما ينتفع بالماء، وما خلص من الحلى، والمتاع الذى ينتفع به أهله فى الدنيا، فكذلك الحق ينتفع به أهله فى الآخرة، وكما لا ينتفع بالزبد وخبث الحلى والمتاع أهله فى الدنيا، فكذلك الباطل لا ينتفع أهله فى الآخرة، {كذلك يَضْرِبُ الله الحق والباطل فَأَمَّا الزبد فَيَذْهَبُ جُفَآءً}، يعنى يابساً لا ينتفع به الناس كما لا ينتفع بالسيل، {وَأَمَّا مَا يَنفَعُ الناس فَيَمْكُثُ فِي الأرض}، فيستقون ويزرعون عليه وينتفعون به، يقول: {كذلك يَضْرِبُ الله الأمثال} [آية: 17]، يعنى الأشباه، فهذه الثلاثة الأمثال ضربها الله فى مثل واحد)
وهذا الذي ذهب إليه مقاتل من كون المثل في القرآن ومثل من أخذ به من المؤمنين ومن مثل من تركه من الكافرين يشير إليه الحديث الصحيح، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضًا فكان منها طائفة قَبِلَتِ الماء فانبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها طائفة أمسكت الماء فشرب الناس وسقوا وزرعوا وكانت منها طائفة إنما هي قيعان لا تمسك ماء، ولا تنبت كلأ، وذلك مثل ممن فقه في دين الله فنفعه ما بعثني الله به من الهدى والعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به).
ـ[إيمان]ــــــــ[02 May 2007, 03:06 م]ـ
شكر الله لكم يادكتور مساعد هذه اللفتة الجميلة للأمثال في القرآن العظيم التي يحصل بالتفكرفي معانيها تنمية للعقل وتدريب له على التدبر والتأمل، والأهم من ذلك فهم المغزى من إيرادها، ولو تكرمتم الموضوع جداً شيق فهل سبق أن قامت دراسات أكاديمية تناولت هذا الموضوع؟
وهل يصلح أن يكون هذا الموضوع قاعدة الإنطلاق في إعداد رسالة دكتوراة تتناول الجوانب المختلفة للأمثال في القرآن الكريم؟
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[03 May 2007, 10:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على حد علمي توجد رسالتان للدكتور طه جابر العلواني مدير المعهد العالمي للفكر الإسلامي في هذا المجال هما:
الماجستير: الأمثال في السنة النبوية
الدكتوراه: الأمثال في القرآن الكريم
ولم أطلع عليهما.
ملاحظة: يوجد خطأ في المعلومة السابقة وقد تم تصحيح خطأ الإحالة في المشاركات التالية.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[03 May 2007, 11:19 ص]ـ
رسالةالدكتور العلواني في الدكتوراه هي في تحقيق المحصول للرازي وليست في الامثال القرانية
ـ[أبو العالية]ــــــــ[03 May 2007, 12:15 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
1_ الأمثال في القرآن الكريم. رسالة ماجستير إشراف مصطفى ناصف.- القاهرة: جامعة عين شمس - كلية الآداب، 1968.- رسالة ماجستير. وهو من مطبوعات معهد الفكر العالمي.
2_ الأمثال في الحديث النبوي الشريف: جمع وتخريج ودراسة/ إشراف مصطفى ناصف.- القاهرة: جامعة عين شمس - كلية الآداب، 1979.- رسالة دكتوراه
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[03 May 2007, 10:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأفاضل أرجو المعذرة على التسرع في إرسال المعلومات ...
وقد تبين لي أن صاحب الرسائل المشار إليها آنفاً هو الدكتور محمد فياض جابر العلواني وهو شقيق الدكتور طه
وهما:
1_ الأمثال في القرآن الكريم. رسالة ماجستير إشراف مصطفى ناصف.- القاهرة: جامعة عين شمس - كلية الآداب، 1968.- رسالة ماجستير. وهو من مطبوعات معهد الفكر العالمي.
2_ الأمثال في الحديث النبوي الشريف: جمع وتخريج ودراسة/ إشراف مصطفى ناصف.- القاهرة: جامعة عين شمس - كلية الآداب، 1979.- رسالة دكتوراه.
وهي الرسائل التي ذكرها الأخ أبو العالية مشكوراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[30 Jun 2008, 08:22 م]ـ
نفع الله بكم أخي د. مساعد الطيار، وبقية الأفاضل.
وموضوعك يثير بعض التساؤلات المتعلقة بتقعيد القواعد التفسيرية والترجيحية الخاصة بأمثال القرآن. فقد اطلعت على كتابي د. خالد السبت ود. حسين الحربي في قواعد التفسير وقواعد الترجيح، ولاحظت فيهما قلة القواعد في هذا المستوى (ونفس الملاحظة تنطبق أيضا على أقسام أخرى).
ولعل ملاحظاتك الثلاث المطروحة هاهنا تساعد على اكتشاف قواعد أخرى يمكن إضافتها.(/)
رسالة ماجستير (دفع التعارض المتوهم في نصوص القرآن والسنة في العقيدة الإسلامية
ـ[صالح صواب]ــــــــ[02 May 2007, 05:37 م]ـ
تم اليوم الأربعاء 12/ 4/1428هـ الموافق 2/ 5/2007م مناقشة رسالة الماجستير، بعنوان:
دفع التعارض المتوهم في نصوص القرآن والسنة في العقيدة الإسلاميةالرسالة مقدمة إلى قسم الدراسات الإسلامية - كلية الآداب - جامعة صنعاء ..
الباحث/ خالد سالم حميد ..
تتكون أعضاء لجنة المناقشة من كل من:
الدكتور/ صالح يحيى صواب - المشرف على الرسالة
الأستاذ الدكتور/ إبراهيم القريبي (ممتحنا خارجيا) جامعة الحديدة.
الدكتور/ عبدالوهاب لطف الديلمي ... (ممتحنا داخليا) جامعة صنعاء ..
وقد أوصت اللجنة بمنح الطالب درجة الماجستير، وأوصت بطبع الرسالة ...
الرسالة في مجلدين، يحتويان على 645 صفحة ..
وقد تناول الباحث الآيات القرآنية التي يتوهم أنها متعارضة مع آيات قرآنية أخرى، أو مع نصوص عقدية في الصحيحين أو أحدهما، ولم يتعرض للنصوص التي لم ترد في الصحيحين أو أحدهما ..
وقد ناقش الباحث في هذه الرسالة عددا من الموضوعات التي يتوهم فيها التعارض، وذكر الشبه الواردة على النصوص، وذكر أوجه الرد عليها ..
وقد اشتملت الرسالة على تمهيد، وخمسة أبواب وخاتمة وفهارس ..
التمهيد، وفيه عشرة مباحث، المبحث الأول: تعريف التعارض والإشكال، والثاني: بيان تطابق نصوص الكتاب والسنة وعدم تعارضها، والثالث: حجية السنة، والرابع: وقوع موهم التعارض عند الصحابة والتابعين، والخامس: المبحث الخامس: أسباب وقوع موهم التعارض، والسادس: طريقة أهل السنة في التعامل مع موهم التعارض، السابع: طريقة أهل البدع في التعامل مع موهم التعارض، الثامن: تعارض العقل مع النقل، التاسع: أهم المؤلفات في التعارض والإشكال، العاشر: التعريف بالشيخين والصحيحين.
الباب الأول: الإيمان بالله ... وفيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول: توحيد الربوبية والألوهية، وفيه ثلاثة مباحث ..
1 - حق المسلمين على الله ... 2 - قبول العمل من المسلم قبل إسلامه ... 3 - توهم دخول غير الموحدين الجنة ..
الفصل الثاني: توحيد الأسماء والصفات .. وفيه ثلاثة مباحث:
1 - نسبة بعض الأسماء والصفات لله تعالى ... 2 - خلق آدم على صورته .. 3 - التعارض المتوهم في صفة اليد ..
الفصل الثالث: الإسلام والكفر ... وفيه أربعة مباحث:
1 - قصر الواجبات على أركان الإسلام .. 2 - تسمية بعض المعاصي كفرا .. 3 - اجتماع صفات النفاق في المسلم .. 4 - إخراج المعاصي من عموم الظلم ..
الباب الثاني: الإيمان بالقرآن، وفيه فصلان:
الفصل الأول: تعارضات متوهمة على القرآن .. وفيه أربعة مباحث:
1 - نصوص توهم خلق القرآن .. 2 - المعرّب في القرآن .. 3 - التعارضات المتوهمة على حفظ القرآن 4 - التعارضات المتوهمة في كون القرآن مبينا.
الفصل الثاني: إخبارات في القرآن موهمة للتعارض .. وفيه مبحثان:
1 - خلق السموات والأرض ... 2 - كتمان العلم.
الباب الثالث: الإيمان بالرسل .. وفيه فصلان ..
الفصل الأول: الرسالات قبل الإسلام، وفيه ثلاثة مباحث:
1 - بعثة الأنبياء إلى كل الأمم ... 2 - التفضيل بين الأنبياء 3 - وفاة عيسى عليه السلام.
الفصل الثاني: الرسالة الخاتمة .. وفيه أربعة مباحث:
1 - شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - في عمه أبي طالب.
2 - نفي كون النبي - صلى الله عليه وسلم - هاديا للناس وإثباته ..
3 - عصمة النبي - صلى الله عليه وسلم - مع كونه سُحِر وسُمّ
4 - تعارضات متوهمة في الصحابة ..
الباب الرابع: الإيمان باليوم الآخر، وفيه ثلاثة فصول ..
الفصل الأول: الموت، وفيه ثلاثة مباحث:
1 - زيادة العمر ونقصانه .. 2 - سماع الميت ... 3 - تعذيب الميت بالنوح عليه.
الفصل الثاني: القيامة الكبرى، وفيه مبحثان:
1 - توهم علم غير الله تعالى للساعة .. 2 - اختلاف النصوص في الموزون.
الفصل الثالث: الجنة والنار .. وفيه ستة مباحث:
1 - أولاد المشركين وأولاد المسلمين، 2 - أهل الفترة .. 3 - إنشاء خلق للجنة وخلق للنار .. 4 - تخليد الموحدين في النار .. 5 - تحريم الموحدين على النار .. 6 - مقابلة العمل للجنة ..
الباب الخامس: الإيمان بالقدر، وفيه فصلان:
الفصل الأول: القدر بين النفي والإثبات .. وفيه ثلاثة مباحث:
1 - نصوص توهم عدم تقدير الله لأفعال العباد ... 2 - نصوص توهم الجبر .. 3 - خلق الله تعالى للشر ..
الفصل الثاني: الاحتجاج بالقدر، وفيه أربعة مباحث:
1 - احتجاج المشركين بالقدر، 2 - احتجاج آدم وموسى .. 3 - أمر الله للكافر بالمعصية (أمرنا مترفيها) 4 - عدم قدرة الكافر والعاصي على الطاعة وترك المعصية ..
ثم الخاتمة والفهارس ..
ـ[أبو العالية]ــــــــ[02 May 2007, 07:05 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
جزى الله الباحث خيراً، ونفع بجهده، ومبارك له الدرجة.
وكذا لكل من قام وأشرف على الرسالة.
فالمواضيع شيقة ويظهر أثر الجهد المبذول فيها.
نفع الله بكم الأمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[03 May 2007, 12:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأستاذ الدكتور صالح بن يحيى صواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فإني أحمد الله إليكم أن وفقكم للإشراف على هذا العمل العلمي الجاد و المتميز، كما نشكر الأستاذ الباحث خالد سالم حميد على صبره و إخلاصه، متمنيا له التوفيق و النجاح. آملا أن نفتح أبوابا للتعامل و التعاون الجماعي خدمة للدراسات القرآنية خاصة، و العلوم الشرعية عامة.
وتفضلوا بقبول خالص تحياتي و تقديري لشخصكم الكريم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[04 May 2007, 06:14 م]ـ
لحمد لله، وبعد ..
ومما هو قريب من الموضوع
رسائل الشيخ الدكتور سليمان الدبيخي حفظه الله ونفع به في:
أحاديث العقيدة المتوهم تعارضها في الصحيحين (ماجستير)
وأحاديث العقيدة المتوهم استشكالها في الصحيحين. (دكتوراه)
وحقيقة هما من أمتع الكتب التي قرأتها في الباب.
ـ[محمد دهده]ــــــــ[06 Sep 2008, 12:22 ص]ـ
شووووووووكرا
ـ[محمد عامر]ــــــــ[06 Sep 2008, 02:00 ص]ـ
نبارك للباحث الدرجة العلمية وكذلك المشرف على الرسالة ومن خلال الملخص يظهر أن هناك جهداً بذل في هذه الرسالة ولعل فيها بإذن الله دفاعاً عن الحق ودفعاً لشبهات قد تشكل على الكثير ممن يبحث عن الحقيقة.
وقريباً من هذا العنوان كتاب الشيخ الشنقيطي رحمه الله" دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب " حيث بين فيه ماتيسر من أوجه الجمع بين الآيات التي يظن بها التعارض في القرآن الكريم.
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[07 Sep 2008, 02:00 ص]ـ
جزى الله الباحث خيراً، ونفع بجهده
وجعله ذخرا للاسلام والمسلمين
بارك الله فيك دكتور صالح على الجهد المبذول ونفع بك الامه
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[09 Sep 2008, 06:42 ص]ـ
مبارك على أخي الفاضل صالح صواب الشرف الذي حظي به بفضل الله تعالى، وهو الدفاع عن كتاب الله تعالى، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
لحمد لله، وبعد ..
ومما هو قريب من الموضوع
رسائل الشيخ الدكتور سليمان الدبيخي حفظه الله ونفع به في:
أحاديث العقيدة المتوهم تعارضها في الصحيحين (ماجستير)
وأحاديث العقيدة المتوهم استشكالها في الصحيحين. (دكتوراه)
وحقيقة هما من أمتع الكتب التي قرأتها في الباب.
أخي الفاضل أبا العالية بارك الله فيك
إذا تكرمت ممكن أن تنقل لي الدار التي طبعت هذا الكتب
ومن أي مكتبة قمت بشرائها
فأنا أحتاج هذه الكتب
وقد بحثت في الجوجل ولم أتوصل إلى شيء
. جزاك الله خيرا.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[09 Sep 2008, 11:13 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
حياك الله أخي الفاضل ..
هما من مطبوعات دار المنهاج في الرياض
والله أسأل أن ييسر لك تحصيلها فتنتفع بهما.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[09 Sep 2008, 07:56 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
حياك الله أخي الفاضل ..
هما من مطبوعات دار المنهاج في الرياض
والله أسأل أن ييسر لك تحصيلها فتنتفع بهما.
جزاك الله كل خير أخي الفاضل أبا العالية.(/)
هل التداوي بالقرآن مبحث من مباحث علوم القرآن؟
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[02 May 2007, 08:02 م]ـ
1 - هل التداوي بالقرآن مبحث من مباحث علوم القرآن؟ وهل يندرج في باب فضائل القرآن؟
2 - هل يمكن مداواة غير المسلم بالقرآن كوسيلة من وسائل الدعوة إلى الإسلام؟
---------------
خطر لي هذان السؤالان وأنا أبحث عن موضوع التداوي بالقرآن، وحقيقة نفعه في علاج أمراض القلوب أو الأمراض العضوية، أو الاثنين معا.
فقد تحاورت مع زميل لي مسيحي أصيب بمرض استعصى على الأطباء، أصيب به في أذنيه، وأجبره على العمل من البيت طيلة السنتين الأخيرتين، دون التواصل مع أحد، لما تسببه الأصوات الخارجية (حتى وإن كانت خافتة) من آلام شديدة بالدماغ ..
وقد عرضت عليه التداوي بالقرآن لاطلاعي على بعض الأقوال في جواز علاج المشرك بالقرآن الكريم، مستدلة ببعض الأحاديث النبوية.
وقد لفت هذا الزميل انتباهي إلى مسألة، تدور حول طبيعة الأمراض التي يمكن التداوي فيها بالقرآن. حيث طلب مني توفير معلومات حول بعض الحالات التي نجح فيها المسلمون في علاج بعض الأمراض العضوية بالقرآن، لأنه يعتقد أن (العلاج الروحي) - كما يسميه - ليست له قدرة إلا على علاج الأمراض النفسية، وأن التداوي بالقرآن يشبه تماما ما يقوم به بعض الإنجيليين من علاج الناس بالإنجيل. وذكر لي أن من أدلة ما وصل إليه في هذا الموضوع، هو أن العلاج بالإنجيل أو القرآن لم يحصل أن مكنا من إعادة يد مبتورة أو رجل مقطوعة، أو أي مرض ظاهر للعيان لاحد المرضى. وأن كل ما يتم نقله عن شهادات الآخرين هو علاج أمراض كالصرع، أو المس، أو آلام الرأس غير المرئية، أو ما شابه ذلك، وكلها تقريبا أمراض باطنية لا يرى أثرها الخارجي على المرء.
وقد تولدت لدي بعض الأسئلة أرجو المساعدة في الإجابة عليها:
1 - هل التداوي بالقرآن مبحث من مباحث علوم القرآن؟ وهل يندرج في باب فضائل القرآن؟
2 - هل يصح علاج الأمراض العضوية بالقرآن والرقية؟
3 - هل أستمر في اقتراح التداوي بالقرآن على هذا الزميل المسيحي (كوسيلة من وسائل الدعوة إلى الإسلام)؟
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[02 May 2007, 08:49 م]ـ
وقد طالعت في هذا الموضوع بحثا بعنوان (العِلاجُ بِالقُرآنِ .. ماهيته، أهميته، ضوابطه ( http://www.saaid.net/book/open.php?cat=2&book=3346)) للأستاذ محمد بن يوسف الجوراني، لي عليه بعض الملاحظات.
فقد ذكر الباحث في خلاصة بحثه، ما يلي:
أولاً: أن القرآن شفاء لكافة الأمراض البدنية والروحية. ويكون ذلك بالقراءة على المريض أو الكتابة له.
ثانياً: أن علم العلاج بالقرآن؛ ليس علماً حديثاً، بل هو موجود في الكتاب والسنة ومتداول من عصر الصحابة إلى زماننا.
ثالثاً: أن العلم بالعلاج بالقرآن وِفْق الشرع الحنيف؛ ضرورة على كل مسلم ومسلمة معرفته وتعلمه لحاجة البشرية له.
رابعاً: أن العلاج بالقرآن والطب الحديث يتعاونان معاً في علاج الأمراض ولا ينبغي أن يُهمِل أحدهما الآخر.
خامساً: أن العلاج بالقرآن يُعدُّ من جملة فضائل الأعمال الصالحة سيَّما إذا توفرت فيها الضوابط الآنفة الذكر في الراقي.
سادساً: لا بُدَّ أن يتعاون المريضُ مع الراقي في العلاج وأن يعتقدا أن الشفاء بيد الله تعالى وحده وما الراقي إلا من جملة الأسباب.
وذكر في باب أهمية العلاج بالقرآن ما يلي:
أولاً: أنها شعيرة من شعائر الدين الإسلامي
ثانياً: أنها من وسائل الدعوة إلى الله تعالى
ثالثاً: وجود المرضى في كل بيت من بيوتات المسلمين وفي كل زمان
رابعاً: أنها المخْرَجُ من الكُرَبِ والمصائب
خامساً: أنَّ فيها الاقتداء بالأنبياء والصالحين
سادساً: حتى يُوْصَد البابُ دون السحرة والكهنة والمشعوذين
ثم ذكر في ضوابط العلاج بالقرآن ما يلي:
أولاً: شرعية المصدر
ثانياً: سلامتها مما يُخِلُّ بالاعتقاد
ثالثاً: أن يُعتقد أن الرقية لا تؤثِّر بذاتها
رابعاً: أن تكون باللسان العربي
خامساً: في حال كونها مكتوبة بمداد
ثم ذكر في ضوابط المعالِج بالقرآن ما يلي:
أولاًًً: الإخلاص لله عز وجل في كل عمل
ثانياً: الحرص على العلم الشرعي والعمل به
ثالثاً: التقوى والعبادة
رابعاً: حسن الخلق
خامساً: الممارسة والدربة على يَدِ شيخٍ متقن
سادساً: التحصين
سابعاً: الدعوة إلى الله
ثامناً: الإلمام بأحوال الشياطين ومكائدهم وحيل مكرهم
تاسعاً: التَّأنِّي في التشخيص
وأخيرا، ذكر الضوابط التي تؤهِّل المريض للقبول والانتفاع بالعلاج بالقرآن
أولاً: التوجَّه إلى الله تعالى بالتذذل والخضوع والاتغفار وطلب الرحمة
ثانياً: الإحسان إلى الناس، وتفقد فقيرهم بالصدقة، وسائر فعل الخيرات
ثالثاً: الصبر والرضى بقضائه وقدره
والسؤال الذي أطرحه هو التالي:
أين نجد كل هذه الضوابط في حديث أبي سعيد الخدري المروي عند البخاري: أنه كان في رهط من الصحابة، فأتوا أهل قرية فاستطعموا أهلها فأبوا أن يضيفوهم؛ فكان أن لُدغ سيد القوم فاستعصى عليهم علاجه، فأتوا أولئك النفر من الصحابة، وطلبوا منهم راقيا، فاشترطوا عليهم جُعلا (أي مكافأة) فوعدوهم قطيعا من الغنم، فذهب أبو سعيد رضي الله عنه، وقرأ عليه الفاتحة ونفث من ريقه عليه، فكأنما نشط من عقال، فقال الصحابة: لا تفعلوا شيئا بالغنم حتى ننظر ما يأمرنا النبي عليه الصلاة والسلام، فقال صلى الله عليه وسلم مثنيا على فقه أبي سعيد الخدري: "وما يدريك أنها رقية؟ أصبتم، اقسموا واضربوا لي معكم بسهم"
فهذا الحديث فيه جواز مداواة المشرك بدون اشتراط إيمانه. كما أن فيه جواز العلاج بدون دربة ولا معرفة سابقة، وإنما يكفي الإخلاص لله عز وجل ومعرفة الآيات والسور القرآنية الممكن استعمالها في العلاج. وأن العلاج يمكن أن يقوم به أي مسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[04 May 2007, 06:11 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
أشكر مرورك أخي الكريم على البحث، ويسعدني كثيراً والله المدارسة والمناطحة لما أكتبه لنفع العباد قاطبة.
فما أنا إلا صعلوك على بابة العلماء، ومتطفِّل عليهم.
وأما الجواب على ما ذكرت فإني غداً سأفصل لك ذلك بما أظنه أنه نافع إن شاء الله ومزيل للبس.
وجزاك الله خيراً ونفع بك على هذا النصح الطيب.
فإلى غدٍ بحوله تعالى.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[06 May 2007, 06:45 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
أما الجواب على الأسئلة التي ذكرتها، وهي:
1 - هل التداوي بالقرآن مبحث من مباحث علوم القرآن؟ وهل يندرج في باب فضائل القرآن؟
2 - هل يمكن مداواة غير المسلم بالقرآن كوسيلة من وسائل الدعوة إلى الإسلام؟
فجواب السؤال الأول:
لقد ذكر العلماء المصنِّفون في علوم القرآن هذا تحت باب (خواص القرآن) ويقصدون ما يكون لبعض الآيات من الخاصية ما يكون عند القراءة بها الشفاء بإذن الله، وإن لم يصرِّحوا بلفظ (التداوي) لكن شرح وبسط قولهم في الباب هو المبين للمراد بهذا الباب.
وفيه ما يكون فيه شفاء ومنفعة ووقاية من الأمراض أو العين أو الحسد أو السحر، أو النجاة من عدو وغيرها وهذا مسطور في الإتقان، والبرهان، والزيادة والإحسان.
وأفرده الغزالي برسالة مستقلة بعنوان (خواص القرآن) ولم أقف عليها.
غير أن هذه المسألة التي تذكر في هذا الباب، فيها من الأمور ما هو مبالغ فيه، وربما وصل الأمر في بعض الأحايين إلى المخالفة الشرعية وربما تصل إلى الشرك نسأل الله السلامة والعافية.
إضافة إلى أن هذه المسائل ليست هي من متين العلم المرتبط ارتباطاً وثيقاً بعلوم القرآن، وغاية ما فيه أنه من ملح الاستنباطات، ومحاسن الفهم في الآيات الكريمات، وبعضها كما (ذُكِر) من شطحات الصوفيات. وهذا أمر اجتهاديٌ في التداوي، وما جاء فيه النص بإفادته للتداوي قليل؛ كالفاتحة والمعوذات والكافرون والإخلاص. والله المستعان.
أما ما جاء في باب الفضائل، فالفاتحة مثلاً جاء في فضلها أنها شافية؛ لجملة من الأحاديث، ومنها التي ذكرته بارك الله فيك، وهذا محصور بالنص النبوي في فضائل السور.
أما ما يجتهده الناس بعامة في انتقاء آيات للتداوي فلا يدخل في باب الفضائل بالتنصيص عليها، ولكن هي من باب الاجتهاد والاستئناس. والله أعلم (وقد ذكرت بعض شيء من هذا في كتابي الرقية الشرعية (الأصل) وهو موجود في موقع صيد الفوائد حمِّله من هنا لو تكرمت ( http://www.saaid.net/book/open.php?cat=1&book=2963)
)
وأما جواب السؤال الثاني:فنعم، دليله قوله تعالى (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور) الآية
فالناس في الأية عامة ويراد بها المسلم والكافر، ومن شفاء الكافر شفاء ما في قلبه من الشك والكفر والريبة إلى الهداية والنور والطمأنينة.
ويقول الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله:
((فالقرآن مشتمل على الشفاء والرحمة. وليس ذلك لكل أحد، وإنما ذلك للمؤمنين به، المصدِّقين بآياته، العاملين به. وأما الظالمون بعدم التصديق به، أو عدم العمل به، فلا تزيدهم آياته إلا خساراً؛ إذ به تقوم عليهم الحجة. فالشفاء الذي تضمنه القرآن، عام لشفاء القلوب .. ولشفاء الأبدان من آلامها وأسقامها. وأما الرحمة، فإن ما فيه من الأسباب والوسائل التي يحث عليها، متى فعلها العبد فاز بالرحمة والسعادة الأبدية، والثواب العاجل والآجل))
ثم علَّق شيخنا العلامة الأستاذ الدكتور عمر الأشقر حفظه الله: ((فالشفاء الذي تضمنه القرآن عام لشفاء القلوب ولشفاء الأبدان ويدخل فيه شفاء الكفار من كفرهم بدخولهم للإسلام، فيشفيهم من الضلال والتَّيْه، ومن كتب الله عليه الكفر لا يشفيه. وأمَّا شفاء الأبدان فليس لدينا بيان من الكتاب والسنة، إلا إذا نظرنا في آيات القرآن العامة فهو شامل للجميع. والله أعلم)).
، بل من أصرح الأدلة اليوم على عظمة القرآن تلكم الدراسات التي يقيموها العلماء لبيان أثر القرآن على المسلمين وغير المسلمين. (ولعلك تنظر المقالة للدكتور أحمد القاضي التي صدرتُ بها كتابي ففيها مزيد بيان رائع.)
أما الضوابط:
فإنه حين كثر الوالجون لباب الرقية، وجاء الغث والسمين، وتحولت الرقية من الديانة إلى التجارة، احتاج أهل الاختصاص أن يضعوا ضوابط في العلم، شأنه كشأن أي علم من الشروط والضوابط، ولو ترك الباب مفتوحاً لقال من شاء ما شاء وتكالبت علينا الطوام والهفوان والنكبات نسأل الله السلامة والعافية.
لعل هذا النزر يكون كافياً إن شاء الله.
وأنا أنتظر قراءتك للكتاب وتزويدي بنصائحك بارك الله فيك.
والله أعلم واحكم
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[08 May 2007, 03:43 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا العالية.
وسأعود لهذا الموضوع بعد أن أطلع على كتابك خلال هذا اليوم أو اليوم الموالي، بإذن الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[10 May 2007, 07:41 م]ـ
أخي أبا العالية
اطلعت على كتابك، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يبارك في علمك ووقتك وجهدك.
وأعترف بقلة زادي في هذا الموضوع، حيث لم أطلع في السابق على بحوث فيه، وكنت أكتفي بأقوال وعموميات سمعتها أوقرأتها.
وعند الاطلاع على بحثك هذا، تولدت لدي بعض الملاحظات والتساؤلات أود عرضها عليك، رغبة في مزيد الفهم والبيان.
وبداية، أود الإشارة إلى أمرين:
- أولهما: أن حيرتي في مسألة العلاج بالقرآن ازدادت بعد الاطلاع على كتابك هذا. وقد كانت لدي رغبة صادقة في مساعدة زميلي المسيحي الذي ذكرته في أول هذه المداخلة، لمعرفتي بطبيعة معاناته ومبلغها، غير أنني عزمت على التريث قليلا حتى أجد لنفسي إجابات مريحة ومقنعة، وأتأكد من صحة ما سأحاول تطبيقه عليه.
- وثانيهما: التأكيد على أن بعض هذه الملاحظات (وليس كلها)، ناتجة عن حواراتي مع هذا الزميل. والحوار بين مؤمنَيْن، كما تعلم، لا يأخذ نفس منحى الحوار الجاري بين مؤمن وغير مؤمن. وإن كنت أعرض بعض التساؤلات في قالب (شبهة) فمرد ذلك رغبتي في أن أجد من الأدلة والشروح ما يزيد الفكرة وضوحا لدي.
وسأحوم في تساؤلاتي حول موضوع رئيسي وحيد، يتعلق بمدى قراءة القرآن أو الرقية في شفاء الأمراض البدنية. أما فوائد الرقى في الوقاية (أو العلاج) من السحر ومس الجن، والأمراض النفسية (القلق، الاضطراب النفسي ... ) فلعل النصوص الشرعية أوضح في بيان أثر ذلك.
1 - لا شك في أن الاستقراء التام للنصوص الشرعية في هذا الموضوع، يساعد على الإلمام بكل جوانبه. فهل جمعت في كتابك كل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في الموضوع؟
2 - من خلال النصوص الشرعية حول موضوع العلاج وطلب الشفاء، سواء بواسطة الطب الدنيوي، أو بالدعاء، أو بالقرآن، نتبين أن مداره حول الموازنة بين الدعوة إلى الصبر على البلاء، وبين الرغبة في الشفاء.
ويبدو لي أن النصوص الشرعية في ذلك تحدث نوعا من الحيرة و التشاكس في الأفكار والرغبات لدى المريض. لأنها تحدد له الأجر الكبير الناتج عن الصبر على البلاء، والرضى بقدر الله. وفي ذات الوقت تؤكد له إمكانية الشفاء عن طريق الدعاء والرقية الشرعية.
فهل يمكن اعتبار الدعاء والاستشفاء رحمة من الله تعالى، يسوقها لمن ليس له طاقة على التحمل والصبر، ولا يلجأ إليها إلا في الحالات القصوى من البلاء، وبالتالي فالأولى عدم التطبيب لمن له صبر؟
وكيف يتم التوفيق بين ذلك وبين أحد مقاصد الشريعة: حفظ النفس والحياة؟
بعبارة أخرى: ما هو الحد الفاصل بين الصبر وبين تعريض النفس إلى التهلكة؟
3 - ذكرت في الصفحة 58 من كتاب (الرقية الشرعية)، أن الناس:
"في الأمراض ينقسمون إلى أقسام _كما أنهم في العافية كذلك_. قسم أمراضه حسية، وثانيه أمراضه عصبية أو نفسية عقلية وأحلاهما مر! وثالث مرضه روحي (شيطاني). فالأول: يشفيه عقاقير الأطباء في الغالب بعد حوله الله وقوته. والثاني: مثل أوله، بيد أنه قد يخرج عن المألوف، ويصبح مرضه غير معروف، فتجرَّب عليه تجارب الأطباء المنكر منها والمعروف. والثالث: فلا يكون علاجه إلا بكلام رب العالمين. ومن بحث عن غيره فقد أخطأ السبيل، وما عليه تعويل، سوى القال والقيل! ".
ويستشف من هذا أن الرقية والدعاء وقراءة القرآن لا يفيدان في الأمراض الحسية. وهو مخالف لما يفهم من قولك الذي يأتي مباشرة بعد ذلك:
"ولكثرة ما يعرض للناس من أمراض وعلل وعوارض تعرف منها وتنكر، شرع ربنا الاستشفاء بكلامه وبسنة نبيه _صلى الله عليه وسلم_ لمن اشتكى من مرض أو علة بدنية أو نفسية أو عارض عين، أو حسد أو مس أو سحر، فكلامه هو الشفاء والرحمة."
فالحديث هنا يشير إلى فائدة القرآن والدعاء والرقية في العلل البدنية (الحسية).
4 - لم أطلع في النصوص الشرعية ما يفيد بأثر قراءة القرآن في شفاء الأمراض البدنية، سوى حديث الصحابة الذين رقوا ملدوغا من أحد القبائل. فهل هناك حالات أخرى غير اللدغ تم شفاؤها بقراءة القرآن أو الرقية؟
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - وقد لفت انتباهي في هامش الصفحة 61، الإشارة إلى رأي الشيخ عمر الأشقر: "وأما شفاء الأبدان فليس لدينا بيان من الكتاب والسنة، إلا إذا نظرنا في آيات القرآن العامة كقوله: ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ? (يونس 57)، وكقوله ?فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ? (النحل 69) فهو شامل للجميع. والله أعلم".
وقد أشكل عليّ فهم المراد من إشارته إلى الآية الأخيرة للاستشهاد على الاستشفاء بالقرآن، إلا أن يكون الشيخ قصد أن بعض آيات القرآن تهدي الناس إلى بعض الوسائل الاستشفائية، مثل العسل.
وإن كان الأمر كذلك، فهذا يعني أن قراءة القرآن بذاتها ليست هي وسيلة الشفاء لا في الأمراض الروحية ولا في الأمراض البدنية. وأن القرآن إنما يحتوي _من بين ما يحتويه_:
- على إشارات لبعض المعاني التي تقدم للناس إجابات شافية وهادية في المواقف التي تثير حيرتهم وقلقهم ووساوسهم واضطرابهم النفسي، وهو المعبر عنه بـ (شفاء ما في الصدور)
- وعلى إشارات أخرى (أقل عددا من سابقتها) تشير إلى بعض الفوائد الاستشفائية في النبات وما شابهه، كالعسل والزيتون والزيت، وهو المعبر عنه في مثال العسل: (فيه شفاء للناس).
فهل يعني هذا أن قراءة القرآن للمريض لا تجلب الشفاء، وأن المقصود فقط هو كون القرآن يقدم أجوبة تهدي إلى طرق الاستشفاء من أمراض الصدر والبدن، يرجع إليها في مواضعها من سوره وآياته؟
6 - مما يقوي هذا الفهم عندي، الحديث الوارد في الصفحة 74:
عن جابر رضي الله عنه قال: لدغت رجلا منا عقرب، ونحن جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رجل: يا رسول الله أرقي؟ (وفي رواية: أرقيه؟)، قال: "من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل"، (أخرجه مسلم: كتاب السلام ... )
لم أطلع على شروح هذا الحديث، ولذلك أسأل: هل ورد في شروح هذا الحديث سبب عدم قيام النبي صلى الله عليه وسلم برقية هذا الملدوغ، واكتفائه بإحالة الأمر إلى رجل من أصحابه؟
ألا يوحي قوله (صلى الله عليه وسلم): "من استطاع منكم أن ينفع ... " بأن المسألة متعلقة برقية مادية (أي: دواء، مستحضر طبي، أعشاب مفيدة، تفصيد، أو ما شابه ذلك) وليست معنوية (دعاء أو تلاوة قرآن)؟
فلو كان الأمر متعلقا برقية متعلقة بالدعاء أو بالقرآن، لكان هو أولى بفعلها (صلى الله عليه وسلم) حيث أن دعاءه مستجاب، وعلمه بنفع القرآن، ومعرفته بالآيات النافعات في مثل هذه الأمور أكبر من علم أصحابه.
أضف إلى ذلك، فلو كان في قراءة القرآن أو الدعاء ما يفيد في علاج الملدوغ، لما قرن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بالاستطاعة ("من استطاع منكم أن ينفع ... ")، ولكان الأولى أن يشير على الرجل بالآيات والأدعية المفيدة في علاج الملدوغ، لأن وجودها يعني حتمية الاستطاعة.
7 - في عرضك (ص 60 - 61) لتفسير الآية: ?وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا ? (الإسراء 82): ذكرت قول الشيخ السعدي رحمه الله: " .. فالشفاء الذي تضمنه القرآن، عام لشفاء القلوب .. ولشفاء الأبدان من آلامها وأسقامها .. ".
وسؤالي المكرر: أين نجد مصداق هذا الرأي في النصوص الشرعية؟
وهل وردت عن الصحابة والتابعين والصالحين، قصص وأخبار موثوقة حول تداويهم بالقرآن من أمراض بدنية؟
8 - يبقى تساؤلي الأخير بخصوص الفرق بين مبحثي (خصائص القرآن)، و (فضائل القرآن). فهل يشمل أحدهما الآخر، أم أنهما منفصلان؟
وجزاك الله خيرا.
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[18 May 2007, 01:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
قال الإمام ابن أبي العز: " وأنفع الأغذية غذاء الإيمان، وأنفع الأدوية دواء القرآن، وكل منهما فيه الغذاء والدواء، فمن طلب الشفاء في غير الكتاب والسنة، فهو من أجهل الجاهلين، وأضل الضالين، فإن الله تعالى يقول " قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَ?لَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِي? آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَـ?ئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ? [فصلت:44]؛ فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة، وما كل أحد يؤهل للأستشفاء به، وإذا أحسن
(يُتْبَعُ)
(/)
العليل التداوي به، ووضعه على دائه بصدق وإيمان، وقبول تام، واعتقاد جازم، واستيفاء شروطه، لم يُقاوم الداءُ أبداً، وكيف تقاوم الأدواءُ كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها، أو على الأرض لقطعها فما من مرضٍ من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه والحِمية منه لمن رزقه الله فهماً في كتابه."
شرح العقيدة الطحاوية 2/ 422
ـ[أبو العالية]ــــــــ[19 May 2007, 08:20 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
بداية أشكر تجاوبك معي أخي الكريم محمد وأسأل الله أن يرزقني وإياك العلم النافع والعمل الصالح، وأن يستعملنا في طاعته وفي خدمة دينه، وأن يوفقك للسداد لكسب من تحاور للدخول في الإسلام؛ فتظفر بأجر كبير إن شاء الله.
وأما جواب ما استشكلته وسألتَ عنه وفقك الله وفتح علينا وعليك؛ فأقول بعد توفيق الله تعالى:
أولاً: مسألة الاستقراء التام للنصوص للشرعية في الموضوع؛ فقد جمعتُ في هذا الكتاب ما ظهر لي أنه بهذا الجمع شامل لموضوع التداوي، وربما تركت بعض النصوص؛ لأنها تدخل في نص آخر.
وأنتَ وفقك الله تعلم كما قرأتَ في طليعة الكتاب، أن هذا الكتاب استللته من الأصل الموسع الموسوم: ((نفع الأنام بما جاء في التداوي والرقى عن نبي الإسلام)) فهناك تفصيل آخر.
لكن خلاصة ما تؤول إليه النصوص _ حسب جهدي الضعيف _ هو ما أودعته في الكتاب الذي قرأته بارك الله فيك وأفدنا منك.
فإن كان ثمة نص شرعي يُملي إضافة على ما قيدته؛ فحيَّهلا به، ولك أحسن الدعاء أيها الناصح الحبيب، جزاك الله خيراً.
ثانياً: أما مسألة العلاج والبحث عن الشفاء وبين الصبر؛ فلا يا أخي الناصح الحبيب، ليس في النصوص الشرعية ما يدل على الحيرة والتشاكس، بل النصوص آمرةٌ بالعلاج وحاثَّة على التداوي ابتداءً، وهذا عام بين الطب الحسي أو التداوي الروحي المعنوي بالقرآن والدعاء، ومتى ما ترجَّح علاج على غيره وأثبت منفعة وجب الأخذ به، سداً لضرر أو هلاك متوقع، وهذا التداوي غير قادح ألبتة في التوكل على الله تعالى، بل هو من جملة الأسباب في ذلك. ولعلك قرأت كلام أهل العلم في لمسألة في موطنها من الكتاب.
ولكن مقامات الناس مع البلاء تختلف بحسب قوة إيمانهم، وصبرهم، وتوكلهم على الله تعالى.
فمن تحمل وطاق البلاء واحتسب؛ فلا شك ولا ريب أن جزاءه عند ربه كبير، وخير شاهد على هذا حالة المرأة (أم زفر) التي كانت تُصرع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد علمت من نفسها الصبر والطاقة؛ فاختارت الصبر والاحتساب؛ رغبة في الأجر الكبير والثواب العظيم، وقد خيَّرها المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه، كما أشار لذلك ابن القيم في الزاد. وهذا مقام رفيع، سار عليه بعض أولياء الله تعالى.
أما من عجزت قواه عن التحمل؛ فقد يدخل في الإثم والعياذ بالله إن ترك التداوي وجرَّ تركه له الضرر والهلاك، ووقع فيما نهاه عنه الشارع الحكيم، من إهماله لحفظ النفس كما أشرتَ وفقك الله.
وبما أنَّ أحوال الناس تتفاوت؛ فاعلم علَّمني الله وإياك أن أحوال الناس تتجاذبها الأحكام التكليفية الخمسة؛ من واجب، ومندوب، ومباح، ومكروه، ومحرم، ولكل حالة حكم خاص.
وبهذا تعلم أخي محمد وفقك الله وفتح علينا وعليك، أنَّ الحد الفاصل في ذلك؛ هو حال الإنسان المبتلى نفسه.
وأمرٌ مهم ألفت نظرك إليه، ذلك أن التداوي في السابق كان نفعه ظنياً، وغير مستيقنٍِ، وقد ذكر هذا شيخ الإسلام رحمه الله تعالى، وأظنك قرأته في الحاشية، أما اليوم فمع تقدم العلم؛ فالذي يظهر لي والعلم عند الله، أن أقرب الأقوال في هذه المسألة هو الجمع بين ذلك؛ أي العلاج الطبي والعلاج بالقرآن، ولا تعارض ألبتة في ذلك.
وهذا ما أشار به علينا شيخنا العلامة الراحل محمد الصالح العثيمين نوَّر النُّور ضجيعه إِبَّان سؤالي له في الحرم، وقيدته في كناشتي مع باقي إملاءاته أعلى الله درجته، وجمعنا به في جنان الخلد. اللهم آمين.
ثالثاً: أما مسألة علاج القرآن للأمراض البدنية الحسية؛ فقد قلتُ في المرتبة الأولى:
(فالأول: يشفيه عقاقير الأطباء في الغالب بعد حوله الله وقوته)
(يُتْبَعُ)
(/)
وكلمة (في الغالب) تفيد أن هناك حالات لم يقدر الطب العلمي الحسي على شفائها! وهنا يأتي دور العلاج بالقرآن (الرقية الشرعية) بعد الطب الحديث، ولذا قلتُ ما قلت؛ لأن الأصل في البدء في التداوي أن يكون عند أهل الاختصاص من الأطباء الثقات الأمناء لا أصحاب الهوس المالي! ولا مانع من مشاركة العلاج بالقرآن مع علاجهم، سيما والهدف عندنا هو شفاء المريض؛ فمتى ما حصل بالتداوي عند الأطباء فالحمد لله، وهذا من عموم ما أباحه الله تعالى، سيما مع يقينية بعض أنواع العلاج اليوم الحسية من الطبيب المسلم الثقة، وحين لا يجد الأطباء للعلة والمرض دليلاً أو طريقاً للعافية، يتبعه _ أو يرافقه _ العلاج بالقرآن، ويقع بقدر الله تعالى، وقد لا يقع، وهذا يعود لقبول المحلِّ من عدمه مع أمور أخرى من شرائط الانتفاع بإذن الله تعالى.
رابعاً: مسألة علاج الرقية الشرعية لمرض بدني حسي غير اللدغ.
فيقال أولاً: إن حديث السليم الذي رقاه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه نص في الباب، وينطبق على علاج كل مرض بدني فلا يعدل عنه، ومن قال بالتخصيص؛ فهذا مفتقر للدليل، ولا أظنه يسعفه.
بيد أن هناك أمراض بدنية حسية ثبت نفع الرقية الشرعية (العلاج بالقرآن) فيها، ومن ذلك:
1_ الحمى التي تصيب البدن، وشاهدها حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وهو في البخاري في باب وضع اليد على المريض وقد مرَّ بك في الكتاب في الحاشية صـ (91) فهذا مرض بدني ثبت نفع الدعاء له وحصول الشفاء بدعاء رسول الله كما قاله العيني رحمه الله في العمدة على البخاري.
2_ رقية أمنا الحبيبة الصديقة عائشة رضي الله عنها وعن أهل بيتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا اشتكى الوجع والوعك تقرأ عليه بالمعوذات وهي الكافية من كل شر؛ فقد كانت ترقيه، وتمسح بيده الشريفة؛ رجاء بركتها. وهو في الصحيحين.
3_ ولما سبق أيضاً؛ فقد كانت الصديقة عائشة رضي الله عنها وعن أهل بيتها إذا خرج في يدها بثرة ترقيها بل بلفظ (وتُلِحُّ عليها بالتعويذ) أي الرقية فيقال لها رضي الله عنها إنها صغيرة! فتقول رضي الله عنها: إن الله عز وجل يعظِّم ما يشاء من صغير، ويصغِّر م يشاء من عظيم.
وانظر في المنتقى للباحي رحمه الله. وهذا أيضاً في المرض البدني.
4_ ما يكون من باب العلاج بالرقية وهي من وسائلها ومكملاتها؛ خواص ومنافع بعض المطعومات؛ زيت الزيتون، وحبة البركة (الحبة السوداء) والعسل والسنا .. ) فهذه المطعومات أودع الله فيها خاصية الشفاء، فإذا جمع معها الدعاء والرقية كان مفعولها أقوى وأكثر نفعاً وهذا مشاهد بالتجربة المستفيضة عند الرقاة، وهو من باب الجمع بين الأدوية لقوله (عليكم بالشفائين القرآن والعسل) وهذا فيه ردٌ على بعض الأطباء النفسانيين الذين يقولون باقتصار هذه المطعومات دون الرقية أو الدعاء عليها.
والأدلة على ذلك كثيرة، وفيما ذكر كفاية إن شاء الله.
خامساً: أما ما استشكلته من جواب شيخنا العلامة الوالد أ. د عمر الأشقر أمد الله في عافيته وبقاءه ونفع الأمة بعلمه:
فمراد الشيخ حفظه الله أن القرآن شفاء لأمراض الناس بدنية وروحية. واستدل بالآية الأولى.
وأن في القرآن دلالة على شفاء بعض المطعومات بجانب السنة.ولذا استشهد بالآية. والله أعلم.
سادساً: وأيضاً في دلالة النبي صلى الله عليه وسلم للرقية على غيره؛ فهذا يعود لأمرين:
الأول: معرفة سبب ورود الحديث؛ فهذا الحديث كانت له قصة، وهي أن آل ابن حزم معروف برقيته في الجاهلية؛ فحين لدغت العقربُ الرجل، عرض ابن آل حزم على رسول الله _ وسياقات القصة مختلفة لتعدد الروايات _ فقال ما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذه خاصية بعض الصحابة في الرقية، وهذا يشهد له قول أصحاب القطيع: (هل فيكم راقٍ؟)
وتارة ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم حين لدغ أحد صحابته رضوان الله عليهم فقال: (هل من راق؟) وذكره الإمام عبد الرزاق رحمه الله في مصنفه.
وأيضاً: كما مرَّ بسبب ورود الحديث الآنف.
فهذه النصوص تشير إلى خصوصية بعض القوم على بعض في العلم بهذا الباب؛ إعني باب الرقية الشرعية.
وفيه ردٌ على من أنكر وجود الرقاة من زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
و الأمر الثاني: كان أمره لغيره أن يباشر الرقية؛ ليقطع تعلق أصحابه به، ويرشدهم إلى النبع، بعد وفاته؛ فيتعلموها ويرقون أنفسهم وأهليهم بها؛ وقد مرَّ فعل عائشة رضي الله عنها في ذلك وغيرها، كما ذكر أبو الوليد الباجي رحمه الله في المنتقى وغيره.
ثم ما أرشد به النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو مما كان بالدعاء بدليل فعرضتُ عليه الرقية فضرب على بعض وأجاز بعض، وفي بعض الروايات _ ولم أتحقق منها الآن _ أنه حين عرضها على النبي قال من جملة قوله _ (فعرضت عليه هذه الدعوات التي أداوي فيها من الجنون) والله أعلم.
سابعاً: هل ورد عن الصحابة في علاج القرآن للأمراض البدنية؟
فالجواب نعم، وحديث عائشة دليل، وبالتتبع تجد كثيراً.وقد مرَّ آنفاً.
ثامناً: مسألة الفضائل والخصائص.
أما الفضائل: فهي تفتقر إلى نص شرعي صحيح يثبت فضيلة السورة أو الآية. وهذا لا يتجاوز فيه النص النبوي، والسور ذات الفضائل قليلة التي صحَّ فيها الحديث، وجل ما يذكر في كتب الفضائل ضعيف، لا يُعوَّل عليه.
والفضيلة: مثل أن ينص النبي صلى الله عليه وسلم على فضل سورة ويرتب عليها الأجر؛ فمن قرأها فله كذا، أو تكون له منجية مثلاً مثل سورة تبارك، من ذوات الفضائل.
هذا وقد وهم بعض من كتب في فضائل السور؛ فظنَّ أن من الفضائل ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ فيه في الصلاة؛ فهو من باب السنة لا الفضيلة. كقراءته للطور أو الأعراف في المغرب مثلاً؛ فالأجر هنا للامتثال لا لفضيلة ذات السورة. وهذا ظاهر، والله أعلم
وأما الخواص: فهو ما كان من استنباط التجارب من الصالحين، لمناسبة شفاء علة، أو هرب من عدو، أو غير ذلك. وهما علمان متغايران عن بعضهما، لكن قد يدخل باب الخواص في جملة باب الفضائل بوجه من الوجوه.
والله اعلم.
وأخيراً: أشكر مرورك الكريم، وأثني على أسئلتك، ولقد أفدتني كثيراً حينما كنت أقلب صفحات الكتب؛ فكانت الدعوات لك صاعدة لله العلي العظيم.
فليتك تقرأ الكتاب قراءة ناقدة فاحصة مرة ثانية؛ فحتماً ستخرج أمور تنصح بها أخيك، وقد تتضح بعض معالم هذا الباب، والله أعلم.
وكتب
أبو العالية
غفر الله له.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[29 May 2007, 07:13 م]ـ
حياك الله أخي أبا العالية، ومعذرة على التأخير في الرد، لانشغالي ببعض الأمور.
وجزاك الله خيرا على ما قدمت. وقد توضحت لي بعض الأمور، وبقيت لي بعض التساؤلات.
أوّلاً- قلت _سلّمك الله_ في المسألة الثالثة (مسألة علاج القرآن للأمراض البدنية الحسية):
" (فالأول: يشفيه عقاقير الأطباء في الغالب بعد حوله الله وقوته)
وكلمة (في الغالب) تفيد أن هناك حالات لم يقدر الطب العلمي الحسي على شفائها! وهنا يأتي دور العلاج بالقرآن (الرقية الشرعية) بعد الطب الحديث. ولذا قلتُ ما قلت؛ لأن الأصل في البدء في التداوي أن يكون عند أهل الاختصاص من الأطباء الثقات الأمناء لا أصحاب الهوس المالي! ولا مانع من مشاركة العلاج بالقرآن مع علاجهم، سيما والهدف عندنا هو شفاء المريض؛ فمتى ما حصل بالتداوي عند الأطباء فالحمد لله، وهذا من عموم ما أباحه الله تعالى، سيما مع يقينية بعض أنواع العلاج اليوم الحسية من الطبيب المسلم الثقة، وحين لا يجد الأطباء للعلة والمرض دليلاً أو طريقاً للعافية، يتبعه _ أو يرافقه _ العلاج بالقرآن، ويقع بقدر الله تعالى، وقد لا يقع، وهذا يعود لقبول المحلِّ من عدمه مع أمور أخرى من شرائط الانتفاع بإذن الله تعالى".
في هذه الفقرة، ذكرت الأمور التالية:
1 - الأصل في التداوي أن يكون عند أهل الاختصاص من الأطباء الثقات الأمناء
2 - ولا مانع من مشاركة العلاج بالقرآن مع علاجهم
3 - حين لا يجد الأطباء للعلة والمرض دليلاً أو طريقاً للعافية، فيتبعه _ أو يرافقه _ العلاج بالقرآن
والتساؤلات المطروحة:
1 - لو سألني هذا الزميل المسيحي: "ما الدليل على هذا الترتيب، من خلال نصوصكم الشرعية"، فبم أجيب؟
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - ولو سألني هذا الزميل المسيحي: "ألا يمكن اعتبار تلاوة القرآن بمثابة التصبير للمريض، بغرض التنفيس عنه، ولا يمكن لذلك أن يمثل العلاج الحقيقي والمباشر. ومفعوله، إن نجح في التأثير على المريض وتحسين حالته، لا يعدو أن يكون بمثابة الأثر الإيجابي لنوع من الإيحاء النفسي. وهو ما يقوم به أيضا بعض الإنجيليين وينجحون فيه، وهو أيضا ما يقوم به بعض علماء النفس، وينجحون فيه، وهو أيضا ما يقوم به بعض المشعوذين وينجحون فيه".
ثانياً: ذكرت الأمثلة التالية في علاج المرض البدني الحسي:- لدغ العقرب
- الحمى التي تصيب البدن
- وجع النبي صلى الله عليه وسلم ووعكه
- علاج البثور
وأتساءل: هل عولج المرضى في هذه الأمثلة بالدعاء وتلاوة القرآن فقط؟ أم أنهم كانوا يستعملون مع الدعاء والقرآن بعض المستحضرات، كالتي ذكرتها (العسل، زيت الزيتون، حبة البركة، ... ).
وحتى يكون البحث أدق ومساعدا لي في الفهم:
1 - هل يفيد الدعاء والتلاوة القرآن في كل الأمراض (الباطنة والظاهرة، النفسية وغير النفسية)؟
2 - هل يفيد الدعاء وتلاوة القرآن في العلاج دون استعمال أي مستحضرات طبية، أو أطعمة ذات خصوصية ونفع خاص؟
3 - لو اشترطنا استعمال مستحضرات طبية مع الدعاء وتلاوة القرآن، فكيف نميز بين ما جاء نتيجة الدعاء وتلاوة القرآن، وبين كا جاء نتيجة المفعول المادي للمستحذرات الطبية أو الأطعمة؟
4 - لو كانت للدعاء وتلاوة القرآن فائدة في علاج المريض، فهل تتمثل في إعطاءه شعورا بالطمأنينة والرضى وتنمية درجة الصبر لديه؟ أم أنهما يفيدان في علاج المرض وإزالة أعراضه تماما؟
5 - من الأمثلة الأولى التي طرحها عليها هذا الزميل المسيحي وجعلني أتوقف كثيرا عند الموضوع، هو التالي: لو قطعت يد أحدهم، أو تشوه وجهه نتيجة حادث، أو ولد بإعاقة بدنية (تخلف ذهني، أو شلل، أو عرج ... )، فهل يفيد الدعاء وتلاوة القرآن في علاجه؟
وقد فكرت طويلا في جواب عن هذا السؤال، ولم أجد من مثال يمكنني المقارنة به، سوى مثالين:
1 - ما ينقله القرآن الكريم عن عيسى عليه السلام، وبيان أن أحد معجزاته: أنه كان يبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله.
"وَرَسُولا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" (آل عمران 49)
"إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ" (المائدة 110)
2 - وأيضا ما ورد في قصة أصحاب الأخدود:
فقد روى مسلم في صحيحه عن صهيب بن سنان الرومي عن النبي صلى الله عليه وسلم: " كان ملك فيمن كان قبلكم. وكان له ساحر. فلما كبر قال للملك: إني قد كبرت. فابعث إلي غلاما أعلمه السحر. فبعث إليه غلاما يعلمه. فكان في طريقه، إذا سلك، راهب. فقعد إليه وسمع كلامه. فأعجبه. فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه. فإذا أتى الساحر ضربه. فشكا ذلك إلى الراهب. فقال: إذا خشيت الساحر فقل: حبسني أهلي. وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني الساحر. فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس. فقال: اليوم أعلم آلساحر أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجرا فقال: اللهم! إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة. حتى يمضي الناس. فرماها فقتلها. ومضى الناس. فأتى الراهب فأخبره. فقال له الراهب: أي بني! أنت، اليوم، أفضل مني. قد بلغ من أمرك ما
(يُتْبَعُ)
(/)
أرى. وإنك ستبتلى. فإن ابتليت فلا تدل علي .. وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص ويداوي الناس من سائر الأدواء. فسمع جليس للملك كان قد عمي. فأتاه بهدايا كثيرة. فقال: ما ههنا لك أجمع، إن أنت شفيتني. فقال: إني لا أشفي أحدا. إنما يشفي الله. فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك. فآمن بالله. فشفاه الله. فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس. فقال له الملك: من رد عليك بصرك؟ قال: ربي. قال: ولك رب غيري؟ قال: ربي وربك الله. فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام. فجئ بالغلام. فقال له الملك: أي بني! قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل. فقال: إني لا أشفي أحدا. إنما يشفي الله. فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب. فجئ بالراهب. فقيل له: ارجع عن دينك. فأبى. فدعا بالمئشار. فوضع المئشار على مفرق رأسه. فشقه حتى وقع شقاه. ثم جئ بجليس الملك فقيل له: ارجع عن دينك. فأبى. فوضع المئشار في مفرق رأسه. فشقه به حتى وقع شقاه. ثم جئ بالغلام فقيل له: ارجع عن دينك. فأبى. فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا. فاصعدوا به الجبل. فإذا بلغتم ذروته، فإن رجع عن دينه، وإلا فاطرحوه. فذهبوا به فصعدوا به الجبل. فقال: اللهم! اكفنيهم بما شئت. فرجف بهم الجبل فسقطوا. وجاء يمشي إلى الملك. فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ قال: كفانيهم الله. فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به فاحملوه في قرقور، فتوسطوا به البحر. فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه. فذهبوا به. فقال: اللهم! اكفنيهم بما شئت. فانكفأت بهم السفينة فغرقوا. وجاء يمشي إلى الملك. فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ قال: كفانيهم الله. فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به. قال: وما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد. وتصلبني على جذع. ثم خذ سهما من كنانتي. ثم ضع السهم في كبد القوس. ثم قل: باسم الله، رب الغلام. ثم ارمني. فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني. فجمع الناس في صعيد واحد. وصلبه على جذع. ثم أخذ سهما من كنانته. ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال: باسم الله، رب الغلام. ثم رماه فوقع السهم في صدغه. فوضع يده في صدغه في موضع السهم. فمات. فقال الناس: آمنا برب الغلام. آمنا برب الغلام. آمنا برب الغلام. فأتى الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر؟ قد، والله! نزل بك حذرك. قد آمن الناس فأمر بالأخدود في أفواه السكك فخدت. وأضرم النيران. وقال: من لم يرجع عن دينه فأحموه فيها. أو قيل له: اقتحم. ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها. فقال لها الغلام: يا أمه! اصبري. فإنك على الحق ".
ولكن حتى في هذين المثالين (القرآني والنبوي)، لا نجد ذكرا لنوع العلاج الذي كان يمارسه عيسى عليه السلام، وهذا الغلام. فهل كان فقط من باب الدعاء لله عز وجل، أم أنهما كانا يستعملان بعض المستحضرات الطبية مع الدعاء؟
ثالثا- وقد اطلعت على الحديث النبوي الذي ذكرته: (عليكم بالشفائين: القرآن والعسل)، وتعليقك عليه بأن معناه الجمع بينهما للعلاج.
وسؤالي: لم لا يكون معناه هو التالي: عليكم بالشفائين: القرآن (فهو شفاء للصدور لما يحتويه من إجابات شافية عن جميع الأسئلة الوجودية التي يمكن أن يحير الإنسان جوابا عنها، وفيه علاج لكل الأمراض الأخلاقية والاجتماعية التي لن يجد الإنسان علاجا ناجعا لها مثل ما يوجد في القرآن)، والعسل (فهو مستخلص طبيعي، فيه من المنافع الكثيرة والمتنوعة ما يجعله دواء لكثير من الأمراض البدنية التي تصيب الإنسان)؟
رابعاً- ذكرت، _حفظك الله_ ما يلي:
"إن حديث السليم الذي رقاه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه نص في الباب، وينطبق على علاج كل مرض بدني فلا يعدل عنه، ومن قال بالتخصيص؛ فهذا مفتقر للدليل، ولا أظنه يسعفه".
وسؤالي: لم لا يكون التخصيص هو الأصل، ومن يريد تعميمه هو المفتقر للدليل؟
وهذه القاعدة مثار غموض عندي، ولعلي أحتاج لدراستها أكثر في أصول الفقه. غير أنني طرحت هذا السؤال، بعدما انقدح في ذهني المسألة التي أثيرت مؤخرا حول موضوع (إرضاع الكبير)، وتفسير بعض الفقهاء للحادثة المنقولة في كتب الحديث، من أنها (واقعة خاصة لضرورة) ولا يجوز تعميمها.
فما هو الضابط الذي يمكن من خلاله قبول التعميم أو التخصيص لنص، أو حادثة؟
أرجو ألا أكون قد أثقلت عليك بهذه التساؤلات، أخي أبا العالية، ولعل الموضوع يرى مشاركات أكثر تساعدني على الفهم.
وجزاك الله خير الجزاء في كل الأحوال.(/)
ما الفرق بين قوله عالم الغيب و علام الغيوب ....
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[02 May 2007, 11:51 م]ـ
قال تعالى: عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال
وقال أيضا: إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ
ما الفرق بين قوله عالم الغيب وقوله علام الغيوب وبارك الله فيكم(/)
هل تناول أحد من الباحثين دلالة قصص القرآن على الأحكام في دراسة أو مؤلف
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[03 May 2007, 08:01 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[03 May 2007, 10:05 م]ـ
نعم تناوله الدكتور عبد الكريم زيدان ضمن كتابه المفيد "المستفاد من قصص القرآن"
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[04 May 2007, 02:15 م]ـ
بارك الله فيك د. عبد الله وجزاك الله خيرا
وأيضا هل هناك مؤلفات أخرى
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[05 May 2007, 06:20 ص]ـ
أخي الماوردي ..
الاستنباط من قصص القرآن أمر في غاية الفائدة والأهمية في استخراج الأحكام والفوائد .. وقد تناولت منه شيئاً يسيراً جداً أثناء بحثي (منهج الاستنباط من القرآن الكريم) ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=8254)...
والاحتجاج بها محلُّه ما ذكر عن الأمم السابقة من قصص، وهي وإن كانتْ مسوقةً بقصد الاتعاظ والاعتبار وهي بعيدة عن الأحكام كما قال القرافي (ت: 684 هـ): " فإن القصص أبعد الأشياء عن ذلك " (1) ـ أي الأحكام ـ إلا أنها محلٌّ للاستنباط بمتخلف أنواعه: الفقهي، والعقدي، واللغوي، والتربوي، وغيرها.
فإذا تُأُمّل هذا المسلك في الاستنباط من القرآن؛ دخل قسمٌ كبيرٌ من الآيات فيما يستنبط منه وهي آيات القصص.
قال ابن العربي (ت: 543 هـ) في حديثه عن حجية شرع من قبلنا: " ونكتة ذلك أن الله تعالى أخبرنا عن قصص النبيين فما كان من آيات الازدجار وذكر الاعتبار ففائدته الوعظ، وما كان من آيات الأحكام فالمراد به الامتثال له والاقتداء به" (2). ومراده الازدجار والأحكام داخل القصص.
وقال الزركشي (ت: 794 هـ): " فإن آيات القصص والأمثال وغيرها يستنبط منها كثير من الأحكام " (3).
وقال القرافي (ت: 684 هـ): " وقال بعض العلماء: كُلُّ قصةٍ مذكورةٍ في كتاب الله تعالى فالمراد بذكرها: الانزجارُ عما في تلك القصة من المفاسد التي لابَسَها أولئك الرَّهْط، والأمر بتلك المصالح التي لابسها المحكي عنه " (4).
وقال ابنُ عاشور (ت: 1393 هـ): " إن في تلك القصص لعبراً جمة، وفوائد للأمة " (5).
وهذه من وجوه الاستنباط بالقصص القرآني، ولذا فإرى أن البحث فيها مفيد للغاية، وهو داخل في البداية تحت الاحتجاج بشرع من قبلنا إذا كانت القصة في شرع من قبلنا ..
وفقكم الله لكل خير ...
ــــــــــــــــــــــــــ
حواشي:
(1) شرح تنقيح الفصول: (437).
(2) أحكام القرآن: (1/ 48).
(3) البرهان: (2/ 3 ـ 4)، وانظر: الإكليل: (1/ 283).
(4) نفائس الأصول: (9/ 3832).
(5) التحرير والتنوير: (1/ 64).
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[05 May 2007, 06:51 ص]ـ
وانظر الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=3198
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[08 May 2007, 09:48 ص]ـ
الأخ الكريم الشيخ فهد
أجزل الله لك المثوبة على هذه الإفادة الشافية وجعلها في ميزان حسناتك يوم تلقاه
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[08 May 2007, 04:55 م]ـ
هل يمكن ذكر بعض الأمثلة على استنباط الأحكام من القصص؟؟ بارك الله فيك
ـ[العيدان]ــــــــ[09 May 2007, 12:06 ص]ـ
قد أكون متطفلاً على ساحة الإخوة الفصلاء ..
هل يمكن اعتبار استنباط من قوله تعالى: (و لمن جاء به حمل بعير و أنا به زعيم) على الكفالة و الجعالة داخلاً في هذا؟
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[09 May 2007, 05:12 ص]ـ
أخي الماوردي .. وفقك الله ...
إليك بعض الاستنباطات المتعلقة بقصص القرآن:
المثال الأول:
قوله تعالى: (قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثمان حجج) [القصص: 27].
استُنْبِط منها حكمٌ فقهيٌّ وهو: جواز النكاح بالإجارة.
ووجه الاستنباط: الاقتداء بفعل موسى عليه الصلاة والسلام.
قال القرطبي (ت: 671 هـ): " وأما النكاح بالإجارة فظاهرٌ من الآية، وهو أَمْرٌ قد قرَّرَه شرعُنا " (1).
المثال الثاني:
قوله تعالى: (يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر) [يوسف: 88]:
استنبط منها السَّعديُّ (ت: 1376 هـ): " جواز إخبار الإنسان بما يجد، وما هو فيه مِنْ مرضٍ أو فقرٍ أو غيرهما، على غير وجه التسخط " (2).
ووجه الاستنباط: أن يوسف عليه الصلاة والسلام أقرَّهم على ذلك فيكون عملهم جائزاً (3).
المثال الثالث:
قوله تعالى: (قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذاً لظالمون) [يوسف: 79].
قال السَّعدي (ت: 1376): " ويُؤخذ منه مسألةٌ دقيقةٌ: وهو أن الإحسانَ إنما يكون إحساناً إذا لم يتضمَّنْ فِعْلَ محرَّمٍ، أو تَرْكَ واجب" (4).
ووجه الاستنباط: أنهم طلبوا من يوسف عليه الصلاة والسلام أن يُحسن إليهم بترك هذا الأخ أن يذهب إلى أبيه ويأخذ أحدهم بَدَلَه، فامتنع عليه الصلاة والسلام (5).
المثال الرابع:
قوله تعالى: (وخذ بيدك ضغثاً فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب) [ص: 44].
استنبط منه عدد من العلماء جواز ضَرْبِ الرجلِ امرأتَه تأديباً.
قال الجصاص (ت: 370هـ): " وفي هذه الآية دلالة على أن للزوج أن يضرب امرأته تأديباً" (6).
ووجهه: أنه لولا جواز ذلك لم يكن أيوب عليه الصلاة والسلام ليحلف عليه ويضربها، ولما أمره الله تعالى بضربها بعد حلفه (7).
وهي كثيرة ... مما يدل على عدم اقتصار العلماء رحمهم الله على الاستنباط من آيات الأحكام فقط بل امتد ذلك لآيات القصص، والأمثال، والوعظ وغيرها ..
والله أعلم ..
ــــــــــ
حواشي:
(1) الجامع لأحكام القرآن: (13/ 284).
(2) بدائع الفوائد المستنبطة من قصة يوسف عليه السلام: (70).
(3) السابق نفس الصفحة.
(4) السابق: (93).
(5) السابق: (93).
(6) أحكام القرآن للجصاص: (3/ 504)، وانظر الجامع لأحكام القرآن: (15/ 203).
(7) انظر: أحكام القرآن للجصاص: (3/ 504)، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي: (15/ 203).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[09 May 2007, 04:19 م]ـ
الأخ الشيخ فهد
شكر الله لك على هذا التبيان والجهد وأسأل الله أن يجعلك من المباركين أينما كنت
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[14 May 2007, 05:35 ص]ـ
آمين وجزاك الله خيراً على دعواتك ...(/)
أرجو المساعدة بالحصول على ترجمة هذا العالم
ـ[عبدالرحمن الفضلي]ــــــــ[04 May 2007, 12:47 ص]ـ
السلام عليكم أرجو من الأخوة الأفاضل مساعدتي، لأني ابحث عن ترجمة لأحد العلماء واسمه عبدالله الغرناطي المغربي، ولكم جزيل الشكر.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 May 2007, 01:00 ص]ـ
لو قربت الأمر قليلاً، وزدت الأمر إيضاحاً بذكر ما تعرفه أنت عنه من مؤلفات مثلاً، أو أقوال حتى يُهتدى إليه، لأنه بهذا الاسم المختصر ربما يصعب التعرف عليه.
ـ[عبدالرحمن الفضلي]ــــــــ[04 May 2007, 01:24 م]ـ
السلام عليكم. جزاك الله خير شيخنا الكريم. حصلت على مخطوط صغير لهذا العالم من خمسة ألواح وعنوانه (فضائل القرآن وما لقارئه) فقط هذا الذي أعرفه عن هذا العالم رحمه الله. ولكم جزيل الشكر.(/)
بشرى للباحثين: افتتاح ملتقى عرض الرسائل الجامعية في الدراسات القرآنية
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 May 2007, 08:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.tafsir.org/vb/banners/rsael.gif
زاد إقبالُ طلبةِ العلم في أنحاء العالم الإسلامي على الدراسات العليا في زماننا هذا ولله الحمد، وفتحت كثير من جامعات العالم الإسلامي برامج الدراسات العليا المتخصصة في الدراسات القرآنية بجميع فروعها. ومنذ ما يزيد عن خمسين سنة وحتى اليوم تخرجت أعداد غفيرة من جامعات العالم الإسلامي تحمل شهادات التخصص العالية (الماجستير والدكتوراه) في الدراسات القرآنية، وطبع من هذه البحوث العالية الكثير، وبقي الكثير محفوظاً على نطاق ضيق في مكتبات الجامعات والكليات، منتظراً من يخرجه للناس للانتفاع به، والإفادة منه.
ومع هذا التسارع في عدد المقبلين على الدراسات العليا في الدراسات القرآنية، والحاجة الملحة إلى تسجيل موضوعات للرسائل العلمية، وكثرة السائلين والباحثين عن الموضوعات الجادة الجيدة الجديدة التي ما تزال بحاجة إلى بحث وجلاء، تظهر الحاجة إلى عرض خبرات الباحثين، وتجاربهم في بحوثهم ورسائلهم العلمية، وإبراز نتائج تلكم البحوث والتوصيات التي خرج بها هؤلاء الباحثون بعد سنوات من البحث والدرس، حتى يفيد الباحثون المقبلون على البحث من تلك التجارب، فيبدأوا من حيث انتهى إخوانهم، ويقيموا بناءهم على البناء السابق، حتى توفر الجهود والأوقات، وتستثمر فيما يعود نفعه على البحث العلمي.
وقد لمس القائمون على شبكة التفسير والدراسات القرآنية هذه الحاجة من خلال تجارب كثيرة مع الباحثين، وشعورهم بحاجة طلبة الدراسات العليا إلى معرفة كيفية البحث العلمي، وتسجيل الرسائل العلمية، وكتابة الخطط العلمية المؤصلة المُحْكَمة التي تخدم موضوعات البحث على أكمل وجه، وتوفر وقت الباحث والمجالس العلمية فلا يتعثر مرور هذه المخططات وإقرارها بسبب النقص في عرض الموضوع وحسن تصوره، والخلل في صياغة الخطط، ولا سيما أن الأقسام العلمية لها لوائح تنفيذية، وخطوات إجرائية مفصلة لخطوات تسجيل البحوث العلمية، يغفل بعض الباحثين عن الاطلاع عليها، فيتأخر في تسجيل بحثه، ويتعثر في دراسته لأسباب كان من الممكن ألا يقع فيها لو اطلع على هذه اللوائح والإجراءات.
أهداف ملتقى عرض الرسائل الجامعية (الماجستير والدكتوراه):
1 - عرض الرسائل العلمية عرضاً يشملُ خطة البحث، وأبرز نتائجه وتوصياته، والصعوبات التي لقيها الباحث في بحثه، ونحو ذلك من الفوائد حول الرسالة، على أن يقوم الباحث بنفسه بعرض رسالته ما أمكن ما دام عضواً في ملتقى أهل التفسير، وإلا فتعرض رسالته إن لم يتمكن بذلك من قبل أحد أعضاء الملتقى الفضلاء.
2 - إتاحة الأنظمة واللوائح والإجراءات المنظمة لتسجيل البحوث العلمية من بدء التفكير في موضوع البحث حتى الحصول على وثيقة التخرج، ومحاولة استقصاء الأنظمة في جامعات العالم الإسلامي بقدر الطاقة.
3 - طرح الأفكار والمقترحات العلمية والإدارية التي ترتقي بالدراسات العليا في الدراسات القرآنية، والتباحث حولها، وعقد اللقاءات والندوات العلمية حولها عبر صفحات الملتقى كتابة وصوتاً بإذن الله.
4 - متابعة الجديد في الرسائل العلمية ومناقشتها، ومتابعة المفيد في ذلك وطرحه للباحثين عبر صفحات هذا الملتقى المتخصص.
5 - طرح الموضوعات التي تبين للباحثين الجدد كيفية كتابة وتحرير الخطط والبحوث العلمية، وأجود الطرق والأفكار في جمع المادة العلمية، واستكتاب الخبراء في هذا الجانب الذي يحتاجه الباحثون.
6 - عرض الخطط العلمية المقبولة وأسباب قبولها، وعرض بعض الخطط العلمية المردودة وأسباب ردها من قبل اللجان المتخصصة، مع مراعاة الخصوصية في طرح مثل هذه الموضوعات، وحسن عرضها.
7 - نشر ثقافة البحث العلمي، وتبادل الخبرات بين الباحثين في هذا الجانب، ومعرفة ما لدى الآخرين من تجارب وأفكار قد يستفاد منها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هنا رأى القائمون على شبكة التفسير والدراسات القرآنية خدمةً للباحثين المتخصصين في الدراسات القرآنية في أنحاء العالم أن يطرحوا بين أيديهم خبرات الباحثين المتخصصين من أصحاب الشهادات العليا، والخبرات الطويلة في البحث العلمي المتخصص من خلال ملتقى علمي متخصص يُعنى بعرض الرسائل العلمية المتخصصة في الدراسات القرآنية، يعرضها الباحثون أنفسهم، ويمكن للأعضاء مناقشتهم فيما يرونه من مسائل حول موضوعاتهم التي قدموا فيها بحوثهم العلمية، فربما يفتح الموضوع أبواباً لموضوعات علمية بحاجة ألى مزيد بحث، فينتفع الباحثون والتخصص العلمي على حد سواء.
كما يطرح في هذا الملتقى كل ما يتعلق بالرسائل العلمية والدراسات العليا من مشروعات وأفكار للرقي به، ومعالجة جوانب القصور التي قد توجد في بعض جوانبه، ونشر اللوائح والأنظمة المنظمة للدراسات العليا، وخطوات تسجيل الرسائل العلمية والإشراف عليها، ومناقشتها، وإقراراها من اللجان والمجالس المتخصصة، وطرح كل اللوائح المعنية بتنظيم الدراسات العليا في الدراسات القرآنية في أنحاء العالم الإسلامي بالتعاون مع الإخوة الزملاء في أنحاء العالم الإسلامي الذين يشاركوننا في هذا الملتقى العلمي العالمي الذي يزيد الإقبال عليه يوماً بعد يوم ولله الحمد والمنة.
وسوف يقوم بالإشراف على هذا الملتقى العلمي مع هيئة الإشراف العام الأخ الكريم الشيخ نايف بن سعيد الزهراني الذي يكتب في الملتقى بكنيته (أبو بيان) زاده الله بياناً وتوفيقاً وسدده، فهو الذي تحمس لهذا المشروع، وصاغ أفكاره، وراسل الباحثين لاستكتابهم حول رسائلهم العلمية، فمنهم من تفضل وبادر بالجواب، ومنهم من ننتظر استجابته حتى يكتمل المشروع بإذن الله.
وإنا لنؤمل في هذا الملتقى العلمي العالمي أن يصبح هذا الملتقى المتخصص في عرض الرسائل الجامعية المتخصصة في الدراسات القرآنية مصدراً لطلبة الدراسات العليا من الباحثين والباحثات، لينتفعوا بما فيه من تجارب وأفكار وخبرات، يسافر لما هو دونها إلى أقاصي الأرض. ولعلهم بذلك يوفرون الوقت والجهد والبحث والسؤال عن كثير من مسائل البحث العلمي وقضاياه الإجرائية، ويجدون في هذه التجارب والموضوعات المطروحة في هذا القسم الجديد بغيتهم وطلبتهم، ولدى القائمين على المشروع أفكارٌ كثيرة إبداعية سترونها بإذن الله تباعاً في هذا الملتقى، فانتظرونا دائماً، واسمحوا لنا أن نشارككم هذا النجاح المتواصل بجهودكم وأفكاركم وتفاعلكم المتميز الذي يدفعنا دائماً للبذل، ويشعرنا بالتقصير في حقكم.
الرياض في يوم الجمعة 17/ 4/1428هـ
ملتقى عرض الرسائل الجامعية في الدراسات القرآنية ( http://www.tafsir.org/vb/forumdisplay.php?f=21)
ـ[حسن عبدالله الخطيب]ــــــــ[04 May 2007, 10:35 ص]ـ
جزاكم الله عنا خيرا الجزاء
وأثابكم خير الثواب على ما تقومون به
من خدمة لكتاب الله تعالى
لقد أسعدني هذا الخبر كثيرا
فهذه خدمة كثير من الباحثين كانوا يفتقدونها
فبارك الله فيكم وثبتكم وبارك في جهودكم
وعلى طريق الخير والحق ونشر والعلم هدانا وإياكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[حنبلي]ــــــــ[04 May 2007, 10:48 ص]ـ
بارك الله فيكم .. وفي جهودكم
ـ[نور القرآن]ــــــــ[04 May 2007, 12:48 م]ـ
هكذا عهدنا هذا الملتقى متجدد دائما
بإذن الله يكون هذا المشروع الجديد ((عرض الرسائل الجامعية في الدراسات القرآنية)) ذا نفع لجميع الباحثين والمشاركين والزوار لهذا الملتقى أو {بيتنا الثاني} إن صح التعبير،
ولي اقتراح إن سمحتم لي، أن يتم عرض الرسائل التي تم منحها والتي لم يتم المنح لها زيادة في عرض المعلومات
فقد وجدت أمرا أحب أن اطلعكم عليه وهو نتاج جمعي لقرابة الثلاثمائة رسالة علمية ما بين المحكم وغير المحكم في مجال الدراسات الإسلامية وخاصة ((التفسير وعلوم القرآن))
ألا وهو تكرار البحث في موضوع واحد وبنفس المسمى تقريبا في عدة بلدان إسلامية ولعل هذا يرجع إلى عدم اطلاع الباحث على ما تم دراسته في نفس الموضوع الذي يبحث فيه
وبهذه الخطوة الرائدة من القائمين على الملتقى سوف يتحقق توسيع دائرة البحث العلمي والأهم ألا يتكرر البحث في نقطة واحدة ونقفد روح التجديد والإبداع
إخواني الأفاضل أتقدم لكم بجزيل الشكر على جهودكم وأرجو أن تقبلوني من المساهمين في هذا العمل الجلل
كما أرجو إخباري بكيفية إرسال بحثي في رسالة الماجستير والدكتوراه
كما يمكنني مد هذا الملتقى بعدد من الرسائل العلمية المحكمة من خطة وموجز للبحث
نفعنا الله وإياكم والله من وراء القصد
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[04 May 2007, 01:09 م]ـ
خطوة رائدة تكتمل بتعاون الأخوة مع الأخ الكريم أبي بيان وفقه الله.
ـ[نورة]ــــــــ[04 May 2007, 01:39 م]ـ
جهود مشكورة
وفقكم الله, ونفع بكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إيمان]ــــــــ[04 May 2007, 02:09 م]ـ
إن إهتمام القائمين على الموقع بإفتتاح ملتقى عرض الرسائل الجامعية في الدراسات القرآنية جهد عظيم يذكر فيشكر فطلبة الدراسات العليا وخاصة الجدد المبتدئين هم في الحقيقة في أمس الحاجة للإطلاع على الرسائل الجامعية للإستفادة من طريقة إعدادها وكيفية عرضها وفيها توفير لكثير من الوقت والجهد في البحث عنها، أسأل الله تعالى يجعل التوفيق والسداد حليف القائمين على هذا المشروع الكبير، ويجعل ما يقدمون في ميزان حسناتهم يوم القيامة ..... اللهم آمين ...
ـ[موقع الشيخ عبدالعظيم بدوى]ــــــــ[04 May 2007, 02:44 م]ـ
السلام عليكم
خطوة ممتازة وإن كانت تأخرت
فالحمد لله على نعمه
جزى الله القائمين على الأمر خيرا
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[04 May 2007, 03:11 م]ـ
جهد موفق بارك الله فيكم
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[04 May 2007, 03:19 م]ـ
أسأل الله أن يبارك في هذا الملتقى وأن يبارك في أعضائه والقائمين عليه
وأقول للمشرفين وللشيخ عبد الرحمن الشهري: أتعبتم من خلفكم
لله دركم، وأسأل الله أن يرفع ذكركم ويعلي قدركم وينضر وجوهكم
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[04 May 2007, 03:24 م]ـ
نسأل الله لكم التوفيق والسداد والنجاح وديمومة السير في رضوان الله.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[04 May 2007, 06:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: وبعد:
فأهنئكم أهل ملتقى التفسير بهذا الملتقى الجديد لعرض الرسائل، وعلى تكليف المشرف المبارك ابوبيان وفقه الله،
وأسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء وأن يفتح لكم أبواب الخير في جميع المعمورة،
واسمحو لي إخواني بطلب بسيط وهو أن يزود الباحث المشارك بعرض رسالته الملتقى بمعلومة إضافية تكون نواة لموضوعات في التخصص يمكن الاستفادة منها في كتابة الموضوعات التي أصبحت في بعض التخصصات مستعصية على الباحثين.
والسلام عليكم ورحمة الله ويركاته
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[04 May 2007, 11:23 م]ـ
جزاكم الله خيراً ... وجعلنا جميعاً من أهل الجنة. آمين
ـ[عبدالعزيز اليحيى]ــــــــ[05 May 2007, 12:30 ص]ـ
خطوة رائعة وفقكم الله
والساحة بحاجة ماسة لهذا المنتدى
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[05 May 2007, 06:09 ص]ـ
جهد مبارك، نسأل الله للجميع التوفيق والسداد
ـ[المنصور]ــــــــ[05 May 2007, 07:14 ص]ـ
ماشاء الله،أسأل الله لكم التوفيق والسداد
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[05 May 2007, 08:51 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه الجهود المباركة النافعة
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[05 May 2007, 11:18 ص]ـ
وما يزال هذا الملتقى المبارك يتحفنا بالجديد بالجيد النافع الماتع
فجزاكم الله تعالى خير الجزاء وأتمه وأوفاه
ووفق الجميع للمزيد من خدمة الكتاب العزيز
ـ[فيصل الخنبشي]ــــــــ[05 May 2007, 10:09 م]ـ
بارك الله فيكم أسأل الله أن يبارك في هذا الملتقى وأن يبارك في أعضائه والقائمين عليه
ـ[وائل صنبع]ــــــــ[06 May 2007, 01:38 م]ـ
نفع الله بكم شيخ عبدالرحمن وبارك في جهودكم
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[08 May 2007, 03:09 م]ـ
نبارك الخطوة ونسال الله ان يبارك الجهد
وقد كنت ممن اقترح على الاخ المشرف هذا الامر
وانا على استعداد لتزويدكم بشكل دوري بذلك حيث احتفظ باغلب الرسائل التي نوقشت في الاردن وسوريا وبعض الدول الاسلامية، والعمل جار لاستكمال الرسائل
وهذا ما كنت اعنيه في مشاركتي الاخيرة
وانتظروا المفاجأة
ـ[محمد الجمل]ــــــــ[08 May 2007, 07:10 م]ـ
بوركت جهودكم، ونسأل الله لكم مزيدا من التوفيق، وهذا العمل يحتاج الى تضافر الجهود من مختلف البلاد الاسلامية، وكم سينتفع منتفع بهذا العمل المشكور المأجور ان شاء الله، وكم ستلهج الألسنة بالدعاء لكم والله يجزيكم خير الجزاء
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[08 May 2007, 08:55 م]ـ
لبنة جديدة ومفيدة، تدل على مهنية عالية وحرص مستمر على التطوير والبناء.
بارك الله فيكم وسدد خطاكم.
ـ[القاضي الأثري]ــــــــ[10 May 2007, 02:01 ص]ـ
خطوة رائدة ورائعة
وتنمية علمية خصوصا للطلاب البادئين ولن يعدم فائدتها المتخصصون.
لكن هل انا لم أقف على: من الذي سيعرض هذه الرسائل؟؟
وما الكيفية والآلية لهذا العرض؟
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
=========================================
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[11 May 2007, 05:17 ص]ـ
جواب سؤالك أخي القاضي هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8313).
ـ[العيدان]ــــــــ[11 May 2007, 01:27 م]ـ
بوركت جهودكم، ونسأل الله لكم مزيدا من التوفيق ..
لكن من الملاحظ أن المشرفين لم يشاركوا في هذا الموضوع، سيما و أن لهم إسهامات علمية أثناء البحث و الإعداد فلم تفت من عزائمهم، أو يكون جزء على حساب جزء آخر .. كلنا في شوق لمعرفة قصتهم مع الرسالة، لا سيمتا الشيخ الفاضل مساعد الطيار، و عبدالرحمن الشهري، لنسير على منوالهم، و نستفيد من آرائهم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد قباوة]ــــــــ[11 May 2007, 09:19 م]ـ
جزاكم الله كل خير لتلك الجهود التي يظهر فيها بريق الإخلاص والتعاون على البر والتقوى.
وإن من أعظم ما في هذه الجهود تناديها أبناء الأمة ليقوموا بعمل جماعي في خدمة كتاب الله تعالى في وقت تفرقت فيه الأمة، وضعفت شوكتها، فعسى أن يكون اجتماع العلماء وطلبة العلم على كتاب الله وخدمته نواة لاجتماع الأمة من جديد.
نعم كما تمنحنا هذه المشاريع الكثير من التحفيز للعمل خاصة الجماعي، فإنها توقظ فينا أملاً كبيراً بالعودة إلى رفعة الأمة ومجدها.
فجزاكم الله كل خير، ووفقكم لما يحبه وترضاه.
ونرجو التفضل ببيان كيفية إرسال ملخصات الرسائل عسى أن يكرمنا الله بالمساهمة في مثل هذا المشروع.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 May 2007, 06:46 ص]ـ
وفقكم الله جميعاً وبارك فيكم، ونسأل الله التوفيق والسداد للاستمرار في خدمة الباحثين في الدراسات القرآنية.
قد بين أخي الكريم أبو بيان في موضوعه:
كيف تعرض رسالتك الجامعية في هذا الملتقى؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8313)
والذي يقوم بعرض الرسالة هو الباحث نفسه.حتى يكون أبلغ أثراً، وحتى يجيب عن الأسئلة بنفسه. وفي الطريق عدد كبير من الباحثين سيعرضون رسائلهم في الملتقى قريباً، مع مراعاة أن تعرض كل رسالة في موضوع منفصل.
وسأعرض رسالتي والدكتور مساعد الطيار كذلك، ولكن شغلنا عن إكمال العرض، فرأى أبو بيان أن يبدأ في عرض المتوفر لديه من الرسائل حتى تكتمل البقية، وقد أصاب وفقه الله وبارك فيه.
ـ[العاني]ــــــــ[13 May 2007, 06:08 ص]ـ
أسأل الله أن يبارك في جهودكم
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[14 May 2007, 11:30 ص]ـ
إيمانا مني بأهمية هذه الزاوية
وحرصا مني على إفادة الأخوة في هذا الميدان
وتحقيقا للوعد الذي وعدت به الاخوة
فإنني قمت بوضع الملف التالي الذي يحوي عناوين الرسائل الجامعية في ميدان الدراسات القرآنية (4132) عنوانا
كما وردت في الكشاف الذي صدر مؤخرا، وحرصا على إفادة الأخوة الذين يملكون هذا الكشاف
فقد تم تحويل الملف إلى صيغة ال pdf
لان البحث من خلاله أسهل
وهو ما تجدونه مرفقا هنا
لكن، ارجو من الأخوة ألا يبخلو علينا بالدعاء
علما أن الأرقام التي تجدونها مع كل عنوان
واحد منها يدل على رقم الصفحة
والثاني يدل على الرقم التسلسلي
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[14 May 2007, 01:23 م]ـ
وفقك الله يا دكتور عبد الله وأكرمك على هذه الجهود الطيبة المباركة وجعل ذلك في ميزان حسناتكم ...
والحقيقة يعجز اللسان عن وصف شكري وامتناني لعملكم المثمر الطيب ... وسيؤتي هذا الجهد أكله إن شاء الله ولو بعد حين ...
وفقك الله ... وفقك الله ... وفقك الله .....
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[14 May 2007, 04:25 م]ـ
باركك الله يا دكتور عبد الله, ويسر لك مناك, جزاء ما قدمت.
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[24 May 2007, 02:45 م]ـ
بوركت جميع الجهود التي تبذل في مثل هذا المشروع المبارك، وأوجه شكري الخاص للأخ د. عبد الله الجيوسي، والله أسأل أن يبارك في جميع الجهود المبذولة، ويجعلها طريقاً نيّراً لطلبة العلم، وخاصّة المستجدين.(/)
مرحبًا بأستاذنا الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[04 May 2007, 04:13 م]ـ
لقد فاجأني أخي الكريم عبد الرحمن الشهري بتسجيل أستاذنا الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم في رابطة المتخصصين، وكم أتمنى لو شاركنا شيخنا في الملتقى، وأفادنا بعلمه كما أفادني وزملائي في مقاعد الدراسة الجامعية وأيام الماجستير، أسأل الله أن يجزيه عني خير الجزاء.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[04 May 2007, 05:00 م]ـ
ونحن كذلك نطالب بما طالب به شيخنا مساعد الطيار، فكم والله نستفيد من وجود أمثال الدكتور مصطفى مسلم في ملتقانا.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[04 May 2007, 05:04 م]ـ
ما طلبه الدكتور مساعد هو مطلب لكل من عرف الشيخ سواء عن قرب أو من خلال كتبه النافعة فهل يحقق الأستاذ الدكتور مصطفى ذلك هذا ما نتمناه.
ـ[العاصمي النجدي]ــــــــ[04 May 2007, 05:44 م]ـ
اطالب بما طالب به الفضلاء ...
واسأل الله تعالى أن يجزل المثوبة لأخينا الشيخ عبدالرحمن الشهري
ـ[معلمة]ــــــــ[04 May 2007, 10:40 م]ـ
الحمدلله على نعمه العظيمة.
وللنساء صوت.نطالب بما طالب به الأخوة الافاضل.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[04 May 2007, 11:48 م]ـ
بشارة اسال الله ان تتحقق وان نستفيد من الاستاذ الدكتور مصطفي مسلم في الملتقي كما استفدنا من كتبه المباركة
ـ[ش. م]ــــــــ[05 May 2007, 10:21 م]ـ
أؤيدكم
اقتنيت مؤلفاته الطيبة
وقابلته مرة في الجامعة
ونرجو منه أن يمنحنا هذه الفرصة
وأبشركم أنه فاز بالأمس في مجموعة بحوث الكتاب والسنة في مؤتمر البحث العلمي الذي افتتحه الشيخ الدكتور سلطان القاسمي وكرم الشيخ مصطفى بصفته منسقا ومشرفا على هذه المجموعة .. بارك الله فيه وفي علمه
ـ[عيسى الدريبي]ــــــــ[09 May 2007, 03:23 م]ـ
من أسعد الاوقات أن نسعد باطلالة علم من أعلام الدراسات القرانية في العصر الحاضر شيخنا الاستاذالدكتور/مصطفى مسلم،الذي أفدنا من علمه وسمته وخلقه كثيرا في دراستنا الجامعية والدراسات العليا
واقترح على أخينا الدكتور عبدالرحمن الشهري عقد لقاء علمي مع الدكتور حول التفسير الموضوعي فالشيخ من فرسان هذا الميدان، ولديه مشروع في اصدار موسوعة للتفسير الموضوعي للقران
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[09 May 2007, 05:43 م]ـ
أضم صوتي إلى أصوات إخواني الكرام
وأرحب بانضمام الأستاذ الدكتور مصطفى إلى رابطة المتخصصين وأدعوه إلى المشاركة الفعالة في الملتقى بما يراه مناسبا من تعليق وتوضيح وإثراء و. . .
فقد عرفتم فضيلتكم في هذاالميدان بالدقة والتثبت والعمق والأصالة وهاهم طلابك في هذاالملتقى يتقدمون إليك بهذا الطلب وينتظرون مشاركاتكم القيمة فيه، وحياكم الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 May 2007, 11:47 م]ـ
بعد أن قرأتُ تعقيب الدكتور عيسى الدريبي وفقه الله، هاتفت الدكتور مصطفى مسلم مباشرة، وطرحت عليه رغبة الجميع في طرح بعض الأسئلة حول التفسير الموضوعي، فرحب بالفكرة، وقال: لدي مقالة حول التفسير الموضوعي سأبدأ بطرحها في الملتقى، وتكون هذه المقالة منطلقاً للحوار حول الموضوع إن شاء الله.
وفي الحقيقية إن الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم على رأس قائمة المتخصصين الذين قيدت أسماءهم منذ أكثر من ثلاث سنوات لعقد لقاءات علمية معهم، غير أن كثرة العوائق، والأعمال حالت دون التواصل مع فضيلته لإتمام هذه الرغبة.
والآن تيسرت الأمور، وأقبل كثير من المشايخ المتخصصين الفضلاء على المشاركة معنا في الملتقى مما أعطى للموقع مكانة طيبة عند الجميع، وجعل الأساتذة يوافقون على إجراء مثل هذه اللقاءات بعد ترددهم في السابق، وجاء اقتراح الدكتور عيسى فبعث كامن الرغبة في هذا اللقاء فجزاه الله خيراً.
ـ[نعيمان]ــــــــ[18 Jun 2010, 08:34 م]ـ
السّلام على السّادة العلماء الأفاضل ورحمة الله وبركاته
أوّل ما قرأت هذا التّرحيب بفضيلة الأستاذ الدّكتور مصطفى مسلم ظننته جديداً؛ إذ هو على وشك الرّحيل عنّا إليكم في الرّياض الجميلة بأهلها وعلمائها وأدبائها وتاريخها.
أحيى هذا التّرحيب يا فضيلة الدّكتور الحبيب مساعد كامن الحزن على فراقه القريب.
فقد أنزل من العين دمعة، وأصاب من القلب لوعة.
فهنيئاً لكم به وهنيئاً له بكم، وعزاؤنا في فراقه كبير فهو منارة لا تعوّض لطلبة العلم؛ بل وللعلماء.
ما رأينا مثله -كما نحسبه ولا نزكّي على الله أحداً- تعاوناً؛ لا يكاد يردّ أحداً إن كان قادراً.
يعطيك خلاصة علمه بكلّ إخلاص.
ولكن عزاؤنا أنّك قد انتقلت من بين محبّين متعطّشين للعلم إلى محبّين آخرين وليعمّ الخير والعلم والنّفع يا أستاذنا وشيخنا الحبيب أبا مصعب.
نستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك.(/)
أصل الاختلاف عقدي
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[04 May 2007, 06:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
غالبا ما نبدأ تفسير سورة ما بتفسير الإستعاذة والبسملة، وكثيرا ما نذكر اختلاف النحويين في اشتقاق الاسم، ونرجح كما رجحوا اشتقاقه من السمو، لفساد قول من قال أنه مشتق من الوسم من حيث التصريف، وقواعد العربية. دون الإشارة إلى أن الاختلاف في اشتقاق الاسم اختلاف عقدي، وهو أن من قال باشتقاقه من السمو، وهو العلو، يقول: أنه تعالى لم يزل موصوفا قبل وجود الخلق، ولا تأثير لهم في أسمائه، ولا صفاته.
ومن قال أنه مشتق من الوسم، يقول: كان الله في الأزل بلا اسم، ولاصفة، فلما خلق الخلق جعلوا له أسماء وصفات، وهو قول المعتزلة.
فمثل هذه المسائل التي تمر علينا، ونجدها في كتب التفسير لابد من الوقوف عندها وتحريرها، والتنبيه عليها، بل التنبه لها، وقل مثل ذلك في مسألة الاسم والمسمى والتسمية، خاصة في التفاسير المعتمدة، التي خالف فيها مؤلفوها القول الصحيح.
ـ[الجكني]ــــــــ[05 May 2007, 08:27 م]ـ
غير واضح عندي القول ب "أصل الاختلاف عقدي " بل هو لغوي أصلاً تم "عقدي " ثانياً إن صح لنا اعتبار ذلك من مسائل العقيدة 0
ودمتم
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[05 May 2007, 09:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يكون الإختلاف لغوي إذا كان له فيها احتمال، أما في حال مخالفة قواعد اللغة فلا خلاف، فالقول بأن اشتقاق الاسم من ((الوسم)) فاسد من حيث التصريف، فلو كان صحيحا لقيل في التكسير: (أوسام) وفي التصغير: (وسيم) لأن التكسير والتصغير يردان الأشياء إلى أصولها.
وهو مخالف لقواعد العربية، إذ أن العرب غالبا ما يعوضون في غير محل الحذف، فجعل همزة الوصل عوضا اللام في
(سمو)، موافق لهذا الأصل، بخلاف ادعاء كونها عوضا عن الفاء في (وسم)
ـ[الجكني]ــــــــ[06 May 2007, 12:37 ص]ـ
القول بأن أصل الكلمة "وسم " هو قول الكوفيين،ومروي عن أبي العباس ثعلب،ومذكور في كتب "اللغة " ولم يقل أحد بفساده - فيما اطلعت عليه من كلام العلماء غير ابن الأنباري في كتابه "الإنصاف" وحكم عليه ب "الفساد " من جهة اللفظ لا المعنى فقال رحمه الله:"هذا - الاسم:وسم - وإن كان صحيحاً من جهة (المعنى) إلا أنه فاسد من جهة اللفظ "اهـ ثم ذكر خمسة أوجه لفساده منها ما هو مذكور هنا 0
أما الزبيدي فقد حكم عليه ب "الضعف" وشتان بينهما 0
والغرض من هذا كله: أن القول بأنه "غير صحيح " غير دقيق،خاصة وأن عبارتكم:"العرب غالبا ما يعوضون في غير محل الحذف " دليل على جعل هذا غير خطأ،لأن هذا الحذف هو لغير علة صرفية استوجبته كما نص على ذلك الشيخ محمد محي الدين عبد الحميد رحمه الله في تعليقه على كلام ابن الأنباري 0
وأياً كان القول في تصريف الكلمة فالذي أعرفه أن البحث "العقدي " فيها هو من حيث:هل الاسم هو المسمى أم غيره؟ وهي من مسائل المتكلمين ولا ينظر الباحثون فيها غالباً إلى تصريف الكلمة 0
والله أعلم0
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[06 May 2007, 03:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وضحت في بداية حديثي أننا في معرض تفسير البسملة، كثيرا ما نذكر اختلاف النحويين في اشتقاق الاسم، ونرجح كما رجحوا اشتقاقه من السمو، لفساد قول من قال أنه مشتق من الوسم من حيث التصريف، وقواعد العربية. دون الإشارة إلى أن الاختلاف في اشتقاق الاسم اختلاف عقدي، وهو مبحث مذكور في كتب العقيدة، قال الباقلاني (ت 403) في كتاب: (تمهيد الأوائل في تلخيص الدلائل): باب الكلام في الاسم ومما اشتقاقه؟ وهل هو المسمى أو غيره؟
قال: اختلف الناس في الاسم ومما اشتقاقه، فقال أهل الحق إنه مشتق من السمو، وقالت المعتزلة وأهل الأهواء إنه مشتق من السمة، وهي العلامة. ا. هـ
وقول من قال بصحة الاشتقاق من جهة المعنى في غير هذا المقام، لا يعني صحته في كل مقام.
إذن المسألة أكبر من أن نمر عليها مرور الكرام!!
ـ[الجكني]ــــــــ[06 May 2007, 03:42 م]ـ
ووضحت في حديثي أن الخلاف العقدي في المسألة هو:هل الاسم هو عين المسمى أم غيره 00
أما كلام الإمام الباقلاني رحمه الله هنا فينقض بوجود من يقول باشتقاق "الاسم " من "السمة " وليس هو من المعتزلة،والله أعلم 0
إذن:البحث في كون:الاسم "من:سمو أو:وسم، بحث تصريفي لا غير،ويكون المعتزلة أو غيرهم رجحوا أنه "وسم " ليتفق ومذهبهم،لا إنهم بنوا مذهبهم عليه 0والله أعلم0
ـ[أبو المهند]ــــــــ[06 May 2007, 04:06 م]ـ
مجرد وجهة نظر قابلة للأخذ أو الترك:
بعد ردح من الزمن يزيد عن عشرين سنة في البحث والتنقيب، أقول: ماذا يا أخي الكريم {أضواء البيان} لو ضربت صفحا عن تحليل مثل هذه الألفاظ المعتبرة ـ وأقول المعتبره ليقيني الذي لا يخالجه شك في ذلك.
ودخلت مباشرة في هدايات ما أنت بصدد تفسيره موضحا أسرار القرآن وأحكامه وفقهه ووصاياه، وعرض الواقع على ميزان القرآن بقدر الطاقة البشرية بما ينفع العام والخاص ويبرز محتوى قوله تعالى تعالى {هدى للمتقين} بدلا من الدخول في وجوه قد يكون مكانها أماكن أخرى من كتب العقيده أو اللغة البحتة {الاشتقاق} ومع تقديري لما كتب الأخ الفاضل {أضواء البيان} فأنا مع الدكتور
المكرم السالم الجكني في قوله {وأياً كان القول في تصريف الكلمة فالذي أعرفه أن البحث "العقدي " فيها هو من حيث:هل الاسم هو المسمى أم غيره؟ وهي من مسائل المتكلمين ولا ينظر الباحثون فيها غالباً إلى تصريف الكلمة} وفق الله الجميع لقبول الهدى والحق وفعله.
علما أنني لا أستحي في مؤلفاتي من الجنوح ناحية الإحالة في المسائل التي لا أقول قتلت بحثا، بل أقول خدمت واهتزت وربت، فأقول فيها مثلا: واشتقاق" اسم " قد وفاه فلان حقه في كتابه كذا وأنقله منه برمته أو أحيل عليه من باب إعطاء القوس باريها ثم أدلف إلى ما الناس في حاجة ماسة إلى تعلمه والتأثر به حياتياً.
وفي الختام أقول هذه مجرد وجهة نظر تحتوى كامل التقدير للجميع وعلى رأسهم الأخ الذي طرح القضية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[06 May 2007, 05:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فضيلة الشيخ الدكتور: الجكني حفظك الله ورعاك
فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور: عبدالفتاح خضر حفظك الله ورعاك
اعترف أنني لم أوفق في اختيار العبارة الصحيحة (أصل الإختلاف) مع اقتناعي بضرورة التنبيه على مسألة الترجيح، وما يترتب عليها من جهة العقيدة، خاصة وأن التعرض لهذه المسألة لايكاد يخلو منها كتاب من كتب التفسير، وخصوصا في الدروس العلمية الخاصة بطلبة علم التفسير.
عموما اختلاف وجهات النظر لا يفسد للود قضية.
متعنا الله بعلمكم، ونفعنا بتوجيهاتكم.
ـ[الجكني]ــــــــ[06 May 2007, 05:21 م]ـ
أخي -أو أختي - أضواء البيان ":وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
نحن في انتظار بقية المسائل في هذا الجانب المهم المتعلق بالتفسير وكتبه0
لكم كامل التحية والتقدير0
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[09 May 2007, 03:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
خلط العلوم بعضها مع بعض قد ينتج نتائج غير سليمة، والأمر كما قال صاحب السلم المنورق
فإن لازم المقدمات ... بحسب المقدمات آتي
جزاك الله خيرا " أضواء البيان" على هذا الاهتمام بعلوم اللغة العربية، ولابد في هذا الباب من التفريق بين الاشتقاق المادي واشتقاق التلازم، والغفلة عن هذا الفرق سيوقع في ضلال الأفهام وفي مزلة الأقدام، كنت أتصفح كتاب " بدائع الفوائد " للإمام شمس الدين ابن قيم الجوزية فوقع نظري على هذه الفائدة
قال رحمه الله: " فائدة: اسم الله والإشتقاق
زعم أبو القاسم السهيلي وشيخه ابن العربي أن اسم الله غير مشتق لأن الإشتقاق يستلزم مادة يشتق منها واسمه تعالى قديم والقديم لا مادة له فيستحيل الاشتقاق ولا ريب أنه إن أريد بالاشتقاق هذا المعنى وأنه مستمد من أصل آخر فهو باطل، ولكن الذين قالوا بالاشتقاق لم يريدوا هذاالمعنى ولا ألم بقلوبهم وإنما أرادواأنه دال على صفة له تعالى وهي الإلهية كسائرأسمائه الحسنى كالعليم والقدير والغفور والرحيم والسميع والبصير فإن هذه الأسماء مشتقة من مصادرها بلا ريب وهي قديمة والقديم لا مادة له فما كان جوابكم عن هذه الأسماء فهو جواب القائلين باشتقاق اسم الله ثم الجواب عن الجميع أننا لا نعني بالاشتقاق إلا أنها ملاقية لمصادرها في اللفظ والمعنى لا أنها متولدة منها تولد الفرع من أصله، وتسمية النحاة للمصدر والمشتق منه أصلا وفرعا ليس معناه أن أحدهما تولد من الآخر وإنما هو باعتبار أن أحدهما يتضمن الآخر وزيادة وقول سيبويه إن الفعل أمثلة أخذت من لفظ أحداث الأسماء هو بهذا الإعتبار لا أن العرب تكلموا بالأسماء أولا ثم اشتقوا منها الأفعال فإن التخاطب بالأفعال ضروري كالتخاطب بالأسماء لا فرق بينهما
فالاشتقاق هنا ليس هو اشتقاق مادي وإنما هو اشتقاق تلازم سمي المتضمن بالكسر مشتقا والمتضمن بالفتح مشتقا منه ولا محذور في اشتقاق أسماء الله تعالى بهذا المعنى."
بدائع الفوائد (1/ 20 - 27)(/)
القرآن الكريم من التدبر إلى التأثر منقول للفائده
ـ[العاصمي النجدي]ــــــــ[04 May 2007, 08:26 م]ـ
القرآن الكريم من التدبر إلى التأثر
القرآن الكريم نور البصائر، وهداية العقول، وطمأنينة القلوب، وشفاء النفوس، ولكي يحقق القرآن في الأفراد آثاره، ويؤتي في الأمة ثماره، فإنه لابد من أمرين أساسين، حسن الفهم له، وقوة اليقين به.
أولاً: حسن الفهم
قال ابن تيمية:"حاجة الأمة ماسة إلى فهم القرآن "، والفهم الصائب أساس العمل الصالح، وإذا لم يتحقق حسن الفهم فإنه لا مناص من أمرين: الحيرة والاضطراب وعدم العمل، أو العمل على أساس منحرف أو مختل لا يوصل إلى الغاية المنشودة والنهاية المحمودة.
الطريق إلى حسن الفهم:
لكي نصل إلى حسن الفهم فلنأخذ بهذه الخطوات:
أ- حسن الصلة:
كيف يفهم القرآن من يهجره ولا يقرؤه؟، وأنّى لمن ترك تلاوته والاستماع إليه أن يفقهه؟ ومن هنا لا بد من:
* كثرة التلاوة: وهو أمر رباني قال تعالى: {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ} [النمل:91 - 92].
* تجويد التلاوة: بمعرفة الأداء الصحيح بالتلقي والمشافهة لأن النبي صلى اله عليه وسلم قال: (الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة).
* حسن التلاوة:وفي ذلك قوله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} [المزمل:4]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يتغن بالقرآن).
* الإنصات للتلاوة: وقد قال تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف:204].
* التأني في التلاوة: وقد ورد في حديث ابن مسعود رضي الله عنه: " لا تهذوا القرآن هذاً كهذّ الشعر، ولا يكن همّ أحدكم آخر السورة ".
* حسن التدبر: والمراد بالتدبر تفهّم المعاني وتدبر المقاصد ليحصل الاتعاظ ويقع العمل، وهو أمر مهم جعله الله مقصداً أساسياً لنزول القرآن فقال: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [صّ:29]، ومدح الحق جل وعلا من تدبر وانتفع، فذكر من صفات عباد الرحمن: {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً} [الفرقان:73]، وذم الله عز وجل من ترك التدبر فقال: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24]، والتدبر من النصح لكتاب الله الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي سياق بيان معنى النصح لكتاب الله عدّ النووي التدبر من ضمنه فقال:" والوقوف مع أحكامه وتفهم علومه وأمثاله ".
وحسن الصلة معين على التدبر، فهذا ابن كثير يقول في الترتيل:" المطلوب شرعاً إنما هو تحسين الصوت الباعث على تدبر القرآن وتفهمه"، والنووي يقول:" الترتيل مستحب للتدبر وغيره"، فمن أدام الصلة بالقرآن تلاوة وتجويداً وتحسيناً تيسر له الانتفاع بالقرآن تدبراً وتفكراً، قال ابن باز عن قارئ القرآن:" ينبغي له أن لا يتعجل، وأن يطمئن في قراءته، وأن يرتل ... المشروع للمؤمن أن يعتني بالقرآن ويجتهد في إحسان قراءته، وتدبر القرآن والعناية بالمعاني ولا يعجل"، والعكس صحيح فالقراءة السريعة بعيدة كل البعد عن التدبر كما قال القرطبي:" لا يصح التدبر مع الهذّ".
والاستماع الواعي له أعظم الأثر في التدبر والتأثر، وقد كان الفاروق رضي الله عنه يقول لأبي موسى الشعري رضي الله عنه:" يا أبا موسى ذكرنا ربنا، فيقرأ وهم يسمعون ويبكون ".
وهذا أعظم تأثيراً في القلب كما قال ابن القيم:" فلا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن والتدبر".
وقد جمع الأمران (حسن الصلة وحسن التدبر) في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (ما اجتمع قوم يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده).
ثانياً: قوة اليقين:
(يُتْبَعُ)
(/)
لابد من الاعتقاد الجازم بكل ما في القرآن من الأخبار والحقائق، وبسلامة وكمال ما فيه من الأحكام والشرائع، وصدق ما فيه من الوعد والوعيد، والتسليم بما فيه من الحِكم والسنن، وذلك كله بيقين راسخ يقتنع به العقل، ويطمئن به القلب في سائر الأماكن والأزمان، وفي كل الظروف والأحوال.
وأبرز ما ينبغي الإيمان واليقين به كبريات الحقائق المتصلة بالقرآن ومنها:
أ- الكمال المطلق:
اليقين بأن ما في القرآن من العقائد والشرائع والأحكام والآداب هو الكمال الذي لا نقص فيه، وهو الذي تتحقق به السعادة في الدنيا والنجاة في الآخرة، وهو الذي يلبي الاحتياجات، ويحل المشكلات، ويعالج المستجدات، فالله جل وعلا قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً} [المائدة:3]، وفي كل ميدان ومجال نجد القرآن يقدم الأكمل والأمثل والأفضل: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء:9].
ب- الشمول التام:
فاليقين لا بد أن يكون جازماً بأن القرآن شامل شمولاً عاماً، فهو بالنسبة للفرد يخاطب عقله وروحه وجوارحه، وهو لا يقتصر على العناية بشأن الآخرة دون شأن الدنيا، ولا ينحصر في شعائر العبادة دون تنظيم شؤون المعاملات، وإحكام نظام القضاء والمرافعات، وأسس السياسة وقواعد الاجتماع إلى جميع شؤون الحياة، كما قال تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ} [النحل:89]، وقال جل وعلا: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْء} [الأنعام: 38].
ج- السنن الماضية:
واليقين بأن ما في القرآن من السنن الإلهية التي فيها ذكر أسباب القوة والضعف، والنهوض والسقوط، والصلاح والفساد أنها كما أخبر الله بها لا تتغير ولا نتبدل: {فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً} [فاطر:43]، وهذه السنن هي المنطلقات الأساسية في معرفة الأحداث وتحليل النتائج كما في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس:81]، وقوله: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد:11].
وإذا وجد حسن الفهم، وقوة اليقين تحققت البداية الصحيحة للانطلاقة الإيجابية لتغيير واقع الأمة وتربية نشئها وصناعة أجيالها.
والمتأمل في عموم أحوال المسلمين يستطيع أن يقول: إن من أعظم أسباب الزيغ في الفكر، والقسوة في القلب، والانحراف في السلوك، وعدم التأثر بالقرآن، لضعف أو انعدام الصلة به، ولعدم أو سوء الفهم له، ولقلة أو ضعف اليقين به، ولقد كان القرآن في حياة الأمة قلبها النابض، ولسانها الناطق، وحُكمها القاطع، ومرجعها الدائم، كان دوّيه يتردد في محاريب المساجد في الصلاة، وعلى صهوات الجياد في الجهاد، وكان حفظه وفهمه والعمل به هو جوهر الإسلام وحقيقته، ومن ثم تعلق به الصحابة حتى قال ابن مسعود:" ما من آية في كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، وفيمن نزلت، ومتى نزلت، وهل نزلت بليل أو نهار أو بسفر أو حضر، ولو كنت أعلمُ أحداً أعلمُ مني بكتاب الله تضرب إليه أكباد الإبل لرحلت إليه"، فها هي الصلة وطيدة بكل شيء متعلق به، أما العلم والعمل فها هو عبد الرحمن السلمي يخبرنا فيقول:" كان الذين يقرؤوننا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتجاوزون بنا العشر من الآيات حتى نعرف ما فيها من العلم والعمل فتعلمنا العلم والعمل معاً ".
نعم تلك هو جيل القرآن جيل التلقي للتأثر، جيل العلم والعمل، جيل الدعوة والتعليم، والصحوة والدعوة لن يتم لها مرادها ولن تبلغ مقاصدها وهي بعيدة عن منبع الهدى، فهل من صلة دائمة؟ وهل عودة صادقة؟ وهل من معرفة واعية؟ لا مناص من ذلك إن أردنا الخير والفلاح.
د. علي بن عمر بادحدح(/)
هل هناك كتب أخرى عالجت نفس الفكرة؟
ـ[محمد بن زايد المطيري]ــــــــ[05 May 2007, 12:07 ص]ـ
كتاب ابن عباس رضي الله عنها مؤسس علوم العربية , بقلم أ. د. عبد الكريم بكار
من الكتب المهمة , وقد حوى في ثناياه على مباحث ممتعة منها:
1 ـ أراء ابن عباس النحوية: (الأدوات , ضروب مختلفة من الملاحظات النحوية , حذف المضاف , حذف المعطوف , تأويل يمنع اتحاد الشرط والجزاء , حذف ناصب المفعول به , حذف الحال , التقديم والتأخير , زيادة (كان) , زيادة (لا)).
2 ـ ابن عباس وتأسس علم الدلالة: (التفسير المعجمي , التفسير السياقي , شرحه لبعض العبارات , رأيه في المشكلات).
3 ـ ابن عباس واللهجات العربية
4 ـ ابن عباس توجيه القراءات القرآنية.
5 ـ قضايا لغوية متناثرة: (نشأة اللغة الإنسانية الأولى , أول من تكلم بالعربية , أول من كتب بالخط العربي , الاشتقاق , اهتمامه برواية الشعر وروايته له , ملكته النقدية).
وبعد، فالكتاب نفيس في بابه , وأحسب أن أهميته تكمن في استنطاق الآثار , واستخراج ما تحمل في طياتها من العلوم اللغوية , وهو بهذا يُظهِر أثر ابن عباس في نشأتها.
وسؤالي هل هناك كتب أخرى عالجت نفس الفكرة؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 May 2007, 01:34 م]ـ
بارك الله فيك أخي العزيز العتيق.
هذا الكتاب لأستاذنا الدكتور عبدالكريم بكار وفقه الله من كتبه القديمة التي كتبها أيام كان معتنياً بتخصص النحو والعربية والقراءات من حيث الدراية، وقد أودع فيه أفكاراً سهلة جيدة أصيلة كما تفضلتم.
وقد كتب عن النحويين المتقدمين من أمثال أبي الأسود الدؤلي، ويحيى بن يعمر، ويونس بن حبيب، وعبدالله بن أبي إسحاق الحضرمي وغيرهم من أوائل النحويين من الدراسات ما يكمل ما كتب عن ابن عباس وعلي بن أبي طالب في هذا الجانب.
ـ[محمد بن زايد المطيري]ــــــــ[05 May 2007, 11:57 م]ـ
أخي عبد الرحمن هلا صنعت لي معروفاً بذكر أسماء هذه الكتب ومؤلفيها , على حسب الطاقة. فإني بحاجة لذلك , أسأل الله أن يجعلك في الدنيا من السعداء , الأتقياء.(/)
الحفظ التربوي للقرآن وصناعة الإنسان
ـ[إيمان]ــــــــ[05 May 2007, 08:50 ص]ـ
قال الشاطبي رحمه الله تعالى في حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع:
وإن كتاب الله أوثق شافعٍ وأغنى غناءً واهباً متفضلاً
وخير جليس لا يمل حديثه وترداده يزداد فيه تجملا
وحيث الفتى يرتاع في ظلماته من القبر يلقاه سناً متهللاً
هنالك يهنيه مقيلاً وروضة ً ومن أجله في ذروة العز يجتلا
كتاب: ((الحفظ التربوي للقرآن وصناعة الإنسان)) إهداء لكل من تاقت نفسه لحفظ القرآن الكريم بشكل صحيح، وإهداء لمن ساوره الحزن من التلفت المستمر لحفظه للقرآن العظيم ...........
أدعوا جميع الإخوة والأخوات إلى قراءة هذا الكتاب المفيد والإستفادة منه ............(/)
دعوة للباحثين: نرغب في نشر البحوث والرسائل العلمية المتميزة، فهات ما عندك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 May 2007, 01:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نعتزم في الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه إصدار سلسلة من الرسائل والدراسات العلمية بالتعاون مع إحدى دور النشر الكبرى في المملكة العربية السعودية.
ويسرنا استقبال طلبات الباحثين من أعضاء الجمعية وغيرهم (الرسائل الميسرة ــ الأبحاث المختصرة) في الدراسات القرآنية على بريدي amshehri@gmail.com أو بريد الجمعية aljameyah@hotmail.com وسوف تعرض البحوث على اللجنة العلمية لاختيار المناسب للنشر منها إن شاء الله.
للاستفسار:
تلفاكس: 2582695 01
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[06 May 2007, 12:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل: عبد الرحمن الشهري ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فإني أحمد الله إليكم أن وفقكم لنشر العلم و إشاعته بين الناس. سائلا الله تعالى لكم و لكل إخوانكم دوام التوفيق و التألق.
وتفضلوا بقبول خالص تقديري لشخصكم الكريم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[06 May 2007, 01:13 م]ـ
وفقكم الله ... خطوة نحن بأمس الحاجة إليها
كثيرة هي البحوث القيمة التي تقبع في الأدراج لا تجد من يعين على نشرها، إن كثيراً من دور النشر وللأسف لا تنظر حتى في البحوث المقدمة إليهم طالبة النشر، لأنهم ينظرون إلى الاسم وشهرته ومدى تسويقه وقد عانيت كثيراً أثناء محاولتي نشر رسالتي في الدكتوراه وكثيرون هم إخواني الذين لا يجدون الدار التي تتكلف بطباعة دراساتهم الأكاديمية علماً أنها تطبع كثيراً من البحوث المبتذلة والصحفية ...
نسأل الله عز وجل السداد والرشاد.
أسأل الله أن تكون هذه الخطوة بادرة خير إلى النهوض ...(/)
صدر حديثاً كتاب (فضائل القرآن) لعبدالله بن محمد الصديق الغماري (طبعة جديدة)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 May 2007, 06:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر حديثاً عن عالم الكتب طبعة حديثة (1427هـ) لكتاب:
فضائل القرآن
لعبدالله بن محمد بن الصديق الغماري
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6463c9c6b91e1e.jpg
ويقع في كتاب صغير الحجم في 136 صفحة.
في 18/ 4/1428هـ
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[05 May 2007, 07:01 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل المفضال
وجعله الله في صحائف أعمالكم(/)
طلب تفسير قوله تعالى: (لله ملك السماوات والأرض، يخلق ما يشاء) الشورى 49
ـ[فيصل الخنبشي]ــــــــ[05 May 2007, 10:59 م]ـ
قال تعالى: (لله ملك السماوات والأرض، يخلق ما يشاء، يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور * أو يزوجهم ذكرانا وإناثا، ويجعل من يشاء عقيما، إنه عليم قدير)
أرجو تفسير وتوضيح مضمون هذة الاية , وهل هذا يعني ان البشر لن يستطيعوا أن يتحكموا بنوع الجنين , وأن ذالك فقط يختص بقدرة الله سبحانه وتعالى؟
والذي جعلني أسال هذا السؤال هو برنامج في قناة العربية عن توصل علماء وباحثين في الدول الغربية الى طريقة تمكنهم من تحديد نوع الجنين وهو لا يزال في مراحل تكوينه الاولى , وإمكانية تغيير نوع الجنين مستقبلآ.
أشكركم على سعة صدوركم.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[14 Aug 2007, 02:34 م]ـ
"أفرايتم ما تمنون اانتم تخلقونه أم نحن الخالقون " فكونك أنت اخترت وقت الامناء هو هو مثل اختيار حيوان منوي معين من بين الملايين الكثبره ليخصب البويضة معمليا ولا ينافى كون الله هو الخالق وهو الواهب حيث قد لايوجد الحيوان المنوى أصلا وقد لا يحفز الانقسام و .... و .....
ومسألة التغيير والاختيار من آليات التكوين ولا تعارض لها مع أن الله هو الواهب(/)
منهج الزمخشري رحمه الله في الكشاف لسورة نوح
ـ[عبدالرحمن الفضلي]ــــــــ[06 May 2007, 02:01 م]ـ
منهج الزمخشري رحمه الله في الكشاف لسورة نوح
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألاّ إله إلاّ الله، وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرًا. أما بعد ,,,
فأنا في هذا البحث المتواضع أسلط الضوء على أحد أعلام التفسير، وأذكر منهجه التي اعتمده في تفسيره من خلال سورة نوح.
وكما هو معروف أن لكل واحد من أهل العلم من المفسرين منهج وأصول اعتمد عليها في سَيْره في تفسير كلام الله تعالى.
وهذا المنهج والأصول تختلف من حيث التعامل معها من مفسر إلى آخر، حسب التوجه العقدي للمفسر، أو حسب الظروف السياسية أو المالية أو الاجتماعية التي كان يمر بها.
الفصل الأول: التعريف بالمفسر وبالسورة:
المطلب الأول: التعريف بالمفسر وذكر بعض مؤلفاته:
المسألة الأولى: التعريف بالمفسر:
الزمخشري (467 - 538هـ)
قال عنه الذهبي في سير النبلاء: العلامة، كبير المعتزلة، أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد، الزمخشري الخوارزمي النحوي، صاحب " الكشاف " و " المفصل ".
رحل، وسمع ببغداد من نصر بن البطر وغيره. وحج، وجاور، وتخرج به أئمة.
وكان مولده بزمخشر - قرية من عمل خوارزم - في رجب سنة سبع وستين وأربع مئة.
وكان رأسا في البلاغة والعربية والمعاني والبيان، وله نظم جيد. ()
(وقد قال في الكشاف يمدحه: إن التفاسير في الدنيا بلا عدد وليس فيها لعمري مثل كشافي إن كنت تبغي الهدى فالزم قراءته فالجهل كالداء والكشاف كالشافي)
المسألة الثانية: مؤلفات الزمخشري:
ألَّف الزمخشري تصانيف عديدة في صنوف المعرفة المختلفة،
1 - ففي تفسير القرآن الكريم ألف كتابه الكشاف الذي وصف بأنه لم يصنَّف قبله مثله. وفي تفسير الحديث صنف كتاب الفائق،
2 - في اللغة كتاب أساس البلاغة.
3 - في النحو فقد صنف كتبًا كثيرة منها: المفصل، وقد اعتنى بشرحه خلق كثير، والأنموذج، والمفرد، والمؤلَّف، وشرح أبيات كتاب سيبويه،
4 - في الأمثال: المستقصي في أمثال العرب. كما أن له كتبًا في علم الفرائض، والأصول، والفقه والأمالي في كل فن، وله شعر جميل.
المطلب الثاني: التعريف بالسورة:
المسألة الأولى: نوع السورة:
سورة نوح من السور المكية.
المسألة الثانية: فضل السورة:
- ذكره الزمخشري في تفسيره هذا الفضل لهذه السورة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَرَأ سُورةَ نُوحٍ، كَانَ مَنَ المُؤمِنْينَ الَّذينَ تُدركُهمْ دَعْوَة نُوحٍ عليْهِ السَّلامُ». ولا يثبت هذا الحديث.
المسألة الثالثة: المحور الرئيسي للسورة:
هو الدعوة.
المسألة الرابعة: أغراض السورة:
1 - وصف تجربة من تجارب الدعوة لله وما جرى فيها.
2 - بيان الصراع بين الحق والباطل وأنه سنة الله في الكون.
3 - بيان حقيقة أنّ العاقبة للحق مهما ارتفع الباطل فالعاقبة للمتقين.
4 - ضرب المثل للمشركين- قريش – بقوم نوح وتحذيرهم من أن يَحِلَّ بهم ما حَلَّ بقوم نوح بسبب الكبر عن الحق، والكفر بالله وبرسوله. ()
5 - التمثيل لحال النبي صلى الله عليه وسلم مع قومه بحال نوح عليه السلام وحال قومه. ()
المسألة السادسة: الافتتاح بالسورة:
افتتحت السورة بالتوكيد (إنَّا) للاهتمام بالخبر، إذ ليس المقام مقام رد إنكار منكر، ولا لدفع شَكّ عن متردد في هذا الكلام، وكثيرًا ما يَفْتتح بلغاءُ العرب أولَ الكلام بحرف التوكيد لهذا الغرض. ()
المسألة الخامسة: الوحدة الموضوعية للسورة:
ذكر صاحب ظلال القرآن كلامًا جميلاً وهو:
هذه السورة كلها تقص قصة نوح عليه السلام مع قومه؛ وتصف تجربة من تجارب الدعوة في الأرض؛ وتمثل دورة من دورات العلاج الدائم الثابت المتكرر للبشرية، وشوطاً من أشواط المعركة الخالدة بين الخير والشر، والهدى والضلال، والحق والباطل.هذه التجربة تكشف عن صورة من صور البشرية العنيدة، الضالة، الذاهبة وراء القيادات المضللة، المستكبرة عن الحق، المعرضة عن دلائل الهدى وموحيات الإيمان، المعروضة أمامها في الأنفس والآفاق، المرقومة في كتاب الكون المفتوح، وكتاب النفس المكنون.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهي في الوقت ذاته تكشف عن صورة من صور الرحمة الإلهية تتجلى في رعاية الله لهذا الكائن الإنساني، وعنايته بأن يهتدي. تتجلى هذه العناية في إرسال الرسل تترى إلى هذه البشرية العنيدة الضالة الذاهبة وراء القيادات المضللة المستكبرة عن الحق والهدى.
ثم هي بعد هذا وذلك تعرض صورة من صور الجهد المضني، والعناء المرهق، والصبر الجميل، والإصرار الكريم من جانب الرسل صلوات الله عليهم لهداية هذه البشرية الضالة العنيدة العصية الجامحة. وهم لا مصلحة لهم في القضية ولا أجر يتقاضونه من المهتدين على الهداية، ولا مكافأة ولا جُعل يحصلونه على حصول الإيمان ().
الفصل الثاني: التعريف بتفسير الكشاف:
المطلب الأول قصة تأليف الزمخشري للكشاف:
فقد قال الزمخشري في مقدمة تفسيره الأمر الذي دعاه إلى الإقدام على كتابة التفسير: أنه كلما رجع إليه بعض إخوانه من أهل العلم والفضل في تفسير آية فأبرز لهم بعض الحقائق من الحجب، أفاضوا في الاستحسان والتعجب، واستطاروا شوقًا إلى مصنف يضم أطرافًا من ذلك، ثم ذكر كلامًا طويلا وقال فيما معناه أن الله شرح صدره لكتابة هذا التفسير. ()
المطلب الثاني: النهج الأصول التي اعتمد عليها الزمخشري في تفسير الكشاف:
المبحث الأول: تفسير القرآن بالقرآن:
اعتنى الزمخشري رحمه الله بتفسير القرآن بالقرآن وكان يكثر من ذلك ومثال ذلك:
المسألة الأولى: عند قوله تعالى: {فَلَمْ يَزِدْهُمْ دعآئي} جعل الدعاء فاعل زيادة الفرار. والمعنى على أنهم ازدادوا عنده فراراً؛ لأنه سبب الزيادة.
ثم ذكر لها شواهد من القرأن تفسرها نحوه:
قوله تعالى: {فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إلى رِجْسِهِمْ} [التوبة: 125]
وقوله تعالى: {فَزَادَتْهُمْ إيمانا} [التوبة: 124].
المسألة الثانية: وعند قوله تعالى: {واستغشوا ثِيَابَهُمْ} وتغطوا بها، كأنهم طلبوا أن تغشاهم ثيابهم، أو تغشيهم لئلا يبصروه كراهة النظر إلى وجه من ينصحهم في دين الله.
ويعضده قوله تعالى: {أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ} [هود: 5]
المسألة الثالثة: ولما تكلم عن تفسير قوله تعالى: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارًا يرسل السماء عليكم مدرارًا ويمددكم بأموالٍ وبنين ويجعل لكم أنهارًا) ذكر كلاما في تفسيرها ثم قال رحمه الله:
كما قال تعالى: {وأخرى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مّن الله} [الصف: 13]
وقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القرى ءامَنُواْ واتقوا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بركات} [الأعراف: 96].
وقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التوراة والإنجيل وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِمْ مّن رَّبّهِمْ لاَكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ} [المائدة: 66]. وقوله تعالى: {وَأنَّ لو استقاموا عَلَى الطريقة لاسقيناهم} [الجن: 16].
المسألة الرابعة: ولما تكلم عند قوله تعالى: (وجعل القمر فيهن نورًا وجعل الشمس سراجًا) ذكر تفسيرها ثم قال رحمه الله: ومثله قوله تعالى: {هُوَ الذى جَعَلَ الشمس ضِيَاء والقمر نُوراً} [يونس: 5].
المسألة الخامسة: وعندما تكلم في تفسير قوله تعاى {وَقَدْ أَضَلُّواْ} ذكر أن الضمير للرؤساء.
ومعناه: وقد أضلوا {كَثِيراً}.
ثم ذكر لها آية تفسرها وهي قوله تعالى: {إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مّنَ الناس} [إبراهيم: 36].
المسألة السادسة: وذكر رحمه الله عند تفسير لقوله تعالى: {فَلَمْ يَجِدُواْ لَهُمْ مِّن دُونِ الله أَنصَاراً} تعريض بإتخاذهم آلهة من دون الله وأنها غير قادرة على نصرهم، وتهكم بهم، كأنه قال: فلم يجدوا لهم من دون الله آلهة ينصرونهم ويمنعونهم من عذاب الله.
ثم ذكر آية تفسر هذه الآية وقال رحمه:وهي كقوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مّن دُونِنَا} [الأنبياء: 43]
المبحث الثاني: تفسير القرآن بالحديث (عنايته بالحديث):
يتضح من تفسير الزمخشري رحمه الله لسورة نوح وغيرها من السور، أنه رحمه الله قليل الاستشهاد بالأحاديث النبوية.
المبحث الثالث: الاستشهاد بالسيرة وأقوال الصحابة رضي الله عنهم والتابعين:
(يُتْبَعُ)
(/)
المسألة الأولى: يتضح من أسلوب الزمخشري انه كان يولي السيرةَ وأقولَ الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين إهتمامًا بالغًا في تفسيره، فعندما ذكر رحمه الله قوله تعالى: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارًا يرسل المساء عليكم مدرارًا ويمددكم بأموالٍ وبنين ويجعل لكم جناتٍ ويجعل لكم أنهارًا)
ذكر هذا الأثر الذي هو عن عمر رضي اللَّه عنه: أنه خرج يستسقي، فما زاد على الاستغفار، فقيل له: ما رأيناك استسقيت! فقال: لقد استسقيت بمجاديح السماء التي يستنزل بها القطر.
المسألة الثانية: وعن الحسن: أنّ رجلاً شكا إليه الجدب. فقال: استغفر الله؛ وشكا إليه آخر الفقر، وآخر قلة النسل، وآخر قلة ريع أرضه، فأمرهم كلهم بالاستغفار.
فقال له الربيع بن صبيح: أتاك رجال يشكون أبواباً ويسألون أنواعاً، فأمرتهم كلهم بالاستغفار! فتلا له هذه الآية.
المسألة الثالثة: يتضح ذلك أيضًا عندما تكلم في قوله تعالى: (مالكم لا ترجون لله وقارًا)
فقد ذكر رحمه الله أقوال الصحابة والتابعين فقال:
عن ابن عباس: لا تخافون لله عاقبة.
المسألة الرابعة: وذكر عند قوله تعالى (مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلةا نارًا).
قولاً عن الضحاك وهو: كانوا يغرقون من جانب ويحرقون من جانب.
المبحث الرابع: عنايته بذكر إسناد الروايات:
يتضح من تتبع تفسير الزمخشري رحمه الله مع علو مكانته العلمية أنه يفتقد ركنًا مهمًا من أركان التثبت من الرواية وهو أنه لا يذكر الإسناد لما يروي من الآثار أو أقوال الصحابة التي يرويها.
المبحث الخامس: (القراءات) عنايته بالقراءات:
اعتنى رحمه الله بالقراءات في تفسيره، ولكن بغير توجيه لها، أو اختيار منها، ويرجع ذلك إلى – والله أعلم – إلى أنه وجه أكثر اهتمامه لمسائل اللغة والبلاغة أكثر من غيرها. ومثال ذلك:
المسألة الأولى: عند قوله تعالى: (أن أنذر قومك):
قال: وقرأ ابن مسعود «أنذر» بغير «أن» على إرادة القول.
المسألة الثانية: وعند قوله تعالى: (وولده):
قال: وقرىء: «وولده» بضم الواو وكسرها.
المسألة الثالثة: وعند قوله تعالى: (ومكروا مَكْراً كُبَّاراً):
قال رحمه الله: قرىء بالتخفيف والتثقيل. والكبار كبر من الكبير والكبار أكبر من الكبار، ونحوه: طوال وطوّال.
المسألة الرابعة: وعند قوله تعالى: (مما خطيئاتهم اغرقوا):
قال: وقرىء «خطيئاتهم» بالهمزة.
وخطياتهم بقلبها ياء وإدغامها وخطاياهم وخطيئتهم بالتوحيد على إرادة الجنس.
المسألة الخامسة: وعند قوله تعالى: (رب اغفر لي ولوالدي).
قال رحمه الله: وقرأ الحسين بن علي «ولولدي» يريد: ساما وحاما.
المبحث السادس: ذكر الفضائل للسور:
ويلاحظ أن الزمخشري يذكر في نهاية كل سور حديث في فضلها، مثل ذكره لفضل سورة نوح وغيرها من السور مثل سورة الجن وسورة المعارج وغيرها من السور.
والذي يؤخذ عليه فيها أن أكثرها ضعيف أو موضوع، ويرجع ذلك إلى أن الزمخشري جل اهتمامه في اللغة والبلاغة، وليس له اهتمام كبير في الصنعة الحديثية.
ومن ذلك ما ذكره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ سورة نوح كان من المؤمنين الذين تدركهم دعوة نوح عليه السلام "
المبحث السابع: النحو (عنايته بالنحو):
اعتنى الزمخشري رحمه الله بالنحو وبيان مسائله، وهذا أمر غير مستغرب منه لأن الزمخشري هو فارس ميدانه ومثال ذلك:
المسألة الأولى: عند قوله تعالى: {أَنْ أَنذِرْ}:
قال رحمه الله: أصله: بأن أنذر، فحذف الجار وأوصل الفعل: وهي أن الناصبة للفعل.
المسألة الثانية: و عند قوله تعالى: {جِهَاراً}:
قال رحمه الله: منصوب بدعوتهم، نصب المصدر لأنّ الدعاء أحد نوعيه الجهار، فنصب به نصب القرفصاء بقَعَدَ، لكونها أحد أنواع القعود.
أو لأنه أراد بدعوتهم جاهرتهم.
ويجوز أن يكون صفة لمصدر دعا، بمعنى دعاء جهاراً، أي: مجاهراً به.
أو مصدراً في موضع الحال، أي: مجاهراً.
المسألة الثالثة: وعندما تكلم في قوله تعالى {وَقَدْ أَضَلُّواْ} وعلى أي شيئ يعود الضمير في (أضلوا):
(يُتْبَعُ)
(/)
قال رحمه الله: الضمير للرؤساء، ومعناه: وقد أضلوا {كَثِيراً} قبل هؤلاء الموصين بأن يتمسكوا بعبادة الأصنام ليسوا بأوّل من أضلوهم. أو وقد أضلوا بإضلالهم كثيراً، يعني أنّ هؤلاء المضلين فيهم كثرة. ويجوز أن يكون للأصنام، كقوله تعالى: {إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مّنَ الناس} [إبراهيم: 36].
المبحث الثامن: (اللغة) عنايته باللغة:
المسألة الأولى: وعندما ذكر قوله تعالى: (وأصروا واستكبروا استكبارًا):
قال رحمه الله: الإصرار: من أصر الحمار على العانة إذا صرّ أذنيه وأقبل عليها يكدمها ويطردها.
المسألة الثانية: وعندما ذكر قوله تعالى: (يرسل السماء عليكم مدرارً):
قال رحمه الله: والسماء: المظلة؛ لأنّ المطر منها ينزل إلى السحاب؛ ويجوز أن يراد السحاب أو المطر،
من قوله: إذَا نَزَلَ السَّمَاءِ بِأَرْضِ قَوْمٍ ...
والمدرار: الكثير الدرور.
ومفعال مما يستوى فيه المذكر والمؤنث، كقولهم: رجل أو امرأة معطار و متفال.
المسألة الثالثة: وعند قوله تعالى: (ومكروا مكرًا كُبَّارًا):
قال رحمه الله: والكبار أكبر من الكبير، والكبار أكبر من الكبار، ونحوه: طوال وطوّال.
المسألة الرابعة: وعند قوله تعالى: (رب لا تذر من الكافرين ديَّارًا):
قال رحمه الله: {دَيَّاراً} من الأسماء المستعملة في النفي العام.
يقال: ما بالدار ديار وديور، كقيام وقيوم. وهو فيعال من الدور. أو من الدار؛ أصله ديوار، ففعل به ما فعل بأصل سيد وميت، ولو كان فعالاً لكان دوّاراً.
المبحث التاسع: السؤال والجواب (ذكره للإشكالات والجواب عليها):
المسألة الأولى: قال رحمه الله: فإن قلت: كيف قال {وَيُؤَخِّرْكُمْ} مع إخباره بامتناع تأخير الأجل، وهل هذا إلا تناقض؟ قلت: قضى الله مثلاً أنّ قوم نوح إن آمنوا عمرهم ألف سنة، وإن بقوا على كفرهم أهلكهم على رأس تسعمائة. فقيل لهم: آمنوا يؤخركم إلى أجل مسمى، أي: إلى وقت سماه الله وضربه أمداً تنتهون إليه لا تتجاوزونه، وهو الوقت الأطول تمام الألف ثم أخبر أنه إذا جاء ذلك الأجل الأمد لا يؤخر كما يؤخر هذا الوقت، ولم تكن لكم حيلة، فبادروا في أوقات الإمهال والتأخير.
المسألة الثانية: وقال أيضا: فإن قلت: علام عطف قوله: {وَلاَ تَزِدِ الظالمين}؟ قلت: على قوله: {رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِى} على حكاية كلام نوح عليه السلام بعد {قَالَ} وبعد الواو النائبة عنه: ومعناه قال رب إنهم عصوني، وقال: لا تزد الظالمين إلا ضلالاً، أي: قال هذين القولين وهما في محل النصب، لأنهما مفعولا «قال» كقولك: قال زيد نودي للصلاة وصل في المسجد.
المسألة الثالثة: وقال أيضا: فإن قلت: كيف جاز أن يريد لهم الضلال ويدعو الله بزيادته؟ قلت: المراد بالضلال: أن يخذلوا ويمنعوا الألطاف، لتصميمهم على الكفر ووقوع اليأس من إيمانهم، وذلك حسن جميل يجوز الدعاء به، بل لا يحسنَ الدعاء بخلافه.
ويجوز أن يريد بالضلال: الضياع والهلاك، لقوله تعالى: {وَلاَ تَزِدِ الظالمين إِلاَّ تَبَاراً}.
المسألة الرابعة: وقال أيضا: فإن قلت: بم علم أن أولادهم يكفرون، وكيف وصفهم بالكفر عند الولادة؟ قلت: لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً، فذاقهم وأكلهم وعرف طباعهم وأحوالهم، وكان الرجل منهم ينطلق بابنه إليه، ويقول: أحذر هذا، فإنه كذاب، وإن أبي حذرنيه فيموت الكبير وينشأ الصغير على ذلك؛ وقد أخبره الله عزّ وجل أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن.
المسألة الخامسة: وقال أيضا: فإن قلت: ما فعل صبيانهم حين أغرقوا؟ قلت: غرقوا معهم لا على وجه العقاب، ولكن كما يموتون بالأنواع من أسباب الموت، وكم منهم من يموت بالغرق والحرق، وكأن ذلك زيادة في عذاب الآباء والأمهات إذا أبصروا أطفالهم يغرقون.
المبحث العاشر عشر: الإسرائيليات (موقفه من الاسرائيليات):
يتضح أن الزمخشري كان مُقلاً من الاسرائيليات، ولا يذكرها إلا نادرًا وإذا ذكر شيئًا منها إمَّا يصدرها بلفظ رُوِيَ، المشعر بضعفها، وإمَّا أن يفوض علمها إلى الله سبحانه.
المبحث الحادي عشر: الاعتدال والتشدد:
يظهر من كلام الزمخشري أنه متشدد مع خصومه ويحمل عليهم إذا سنحت له الفرصة للنيل منهم:
(يُتْبَعُ)
(/)
ويظهر ذلك عندما تكلم عند قوله تعالى (والله أنبتكم من الأرض نباتًا).
فقال: استعير الإنبات للإنشاء، كما يقال: زرعك الله للخير، وكانت هذه الاستعارة أدلّ على الحدوث، لأنهم إذا كانوا نباتاً كانوا محدثين لا محالة حدوث النبات: ومنه قيل للحشوية: النابتة والنوابت، لحدوث مذهبهم في الإسلام من غير أوّلية لهم فيه.
المبحث الثاني عشر: المسائل الفقهية (موقفه من المسائل الفقهية):
كان الزمخشري لا يكثر من ذكر المسائل الفقهية، وإذا ذكر شيئًا منها كان لا يتوسع فيها، وكان رحمه الله معتدلاً ولا يتعصب لمذهبه الفقهي الحنفي بخلاف تعصبه لمذهبه العقدي، ذلك لأنه يعتبر من العلماء المجتهدين، وأيضًا يدل هذا الأمر على نضوجه العلمي الفقهي.
ومثال ذلك ما ذكره في قوله تعالى في سورة البقرة: (إلاّ أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح):
قال رحمه الله: الوليّ يعني إلا أن تعفو المطلقات عن أزواجهن فلا يطالبنهم بنصف المهر، وتقول المرأة: ما رآني ولا خدمته ولا استمتع بي فكيف آخذ منه شيئاً، أو يعفو الولي الذي يلي عقد نكاحهن، وهو مذهب الشافعي.
وقيل هو الزوج، وعفوه أن يسوق إليها المهر كاملاً، وهو مذهب أبي حنيفة.
ثم قال رحمه الله: والأوّل ظاهر الصحة. أي مذهب الشافعي رحمه الله.
الخاتمة:
وفي الختام يتضح مما سبق عرضه من أصول الزمخشري رحمه الله في تفسيره الكشاف، أنَّه رحمه كان ذا مكانة علمية عظيمة، يشهد له فيها.
و يتضح أنَّ الزمخشري كان يكثر في تفسيره من تفسير القرآن بالقرآن وهذا إن دلَّ فيدل على سعة علمه رحمه الله.
ويتضح أيضًا إنَّه رحمه الله كان قليلاً من الاستشهاد بالأحاديث النبوية.
هذا بخلاف ذكره لبعض الآثار عن الصحابة أو التابعين، ولكن إذا ذكر القول فلا يذكر له سندًا، أو حكمًا بصحة أو ضعف.
وكان أيضًا يهتم كثيرًا باللغة والبلاغة حتى أصبح تفسيره مليءً بمسائل اللغة والتوجيهات النحوية.
وكان أيضًا يهتم كثيرًا بالقراءات حتى أصبح تفسيره مليءً بذكر القراءات، ولكن من غير توجيه لها أو اختيار منها.
ويتضح أيضًا أن الزمخشري شديد على من خالفه في المذهب العقدي المعتزلي، بخلاف موقفه من مخالفه في مذهبه الفقهي الحنفي.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[06 May 2007, 05:24 م]ـ
وفق الله الباحث في بحثه وبارك له في علمه، ومن وجهة نظري لا يصلح مثل
هذا العنوان {منهج الزمخشري رحمه الله في الكشاف لسورة نوح} فما معنى
منهجه في الكشاف لسورة نوح؟!! أليست سورة نوح ضمن الإطار العام لمنهج الزمخشري؟
وهل الزمخشري أفرد السورة بمنهجية تختلف عن باقي الكتاب؟؟!! هذا من حيث العنوان فحسب.
مع دعائي للباحث بالتوفيق والتبصر بما تحت العنوان.
ـ[عبدالرحمن الفضلي]ــــــــ[06 May 2007, 05:46 م]ـ
السلام عليكم. أشكر الشيخ الفاضل الدكتور خضر على هذه الملاحظة المباركة، وسوف أتدارك هذا الخطأ مستقبلا إن شاء الله.
أما المقصود من الموضوع أن لكل مفسر منهج سار عليه في تفسيره، وأنا طبقت هذه الأمور على سورة واحدة، إلا بالمسال الفقهية فلم أجد الزمخشري تكلم فيها بسورة نوح فأخذت نموذجا من خارج السورة.
وأكرر شكري وحبي لكم فالله. نفع الله بكم.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[06 May 2007, 06:33 م]ـ
أشكر اهتمامك أخي العزيز على ما أبديته لكم وأزيدك شكرا على أدبكم
وأقترح أن يكون الموضوع هو {الزمخشري ومنهجه في التفسير تطبيقا على
سورة نوح}، أو ما شابه هذا العنوان فما رأيكم.
ـ[عبدالرحمن الفضلي]ــــــــ[06 May 2007, 09:02 م]ـ
السلام عليكم. أشكركم شيخنا الفاضل المبارك عبدالفتاح خضر على توجيهاتكم التي هي تاج على رأسي. نعم العنوان الذي تفضلتم بذكره هو الأنسب للموضوع، فلكم الشكر بعد شكر الباري.(/)
تأملات في آيات
ـ[عاصي الهوى]ــــــــ[06 May 2007, 03:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ...
ارجو ان تتابع التاملات من جميع الاعضاء لتعم الفائدة سواء في هذا الموضوع أو في موضوع مستقلالاية الأولى/
قال تعالى (يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وليا) سورة مريم (45)
انظر بتأمل لقول ابراهيم عليه السلام ((عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ)) فما مناسبة الرحمة والسياق سياق عذاب؟
قلت ولماذا لم يكن عذاب من الجبار مثلا
هذا ماتبادر لي منذ الوهلة الأولى واستوقفتني الاية
فتأملت الاية فاذا بي ارى سياقا مستترا
الا وهو سياق البر بالاب واستخدام الرفق والاناة في دعوته
بدلا من الجفاء والغلظة
وهذا يوضحه قوله تعالى ((اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44))) سورة طه
قال ابن كثير رحمه الله
" فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّر أَوْ يَخْشَى " هَذِهِ الْآيَة فِيهَا عِبْرَة عَظِيمَة وَهُوَ أَنَّ فِرْعَوْن فِي غَايَة الْعُتُوّ وَالِاسْتِكْبَار وَمُوسَى صَفْوَة اللَّه مِنْ خَلْقه إِذْ ذَاكَ وَمَعَ هَذَا أُمِرَ أَنْ لَا يُخَاطِب فِرْعَوْن إِلَّا بِالْمُلَاطَفَةِ وَاللِّين كَمَا قَالَ يَزِيد الرَّقَاشِيّ عِنْد قَوْله " فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا ". يَا مَنْ يَتَحَبَّب إِلَى مَنْ يُعَادِيه فَكَيْف بِمَنْ يَتَوَلَّاهُ وَيُنَادِيه؟
ـ[أبو المهند]ــــــــ[07 May 2007, 11:08 ص]ـ
فائدة جيدة في بابها ومحل الفوائد ومكمن المنافع في التفسير بعامة وفي التحليلي منه
بصفة خاصة، وأسرار القرآن لا تتناهى والحديث في هذا الباب ذو شجون.
ـ[عاصي الهوى]ــــــــ[08 May 2007, 01:40 م]ـ
د. خضر
أشكر لك مرورك
ولعلك تتحفنا بفائدة من عندك
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو المهند]ــــــــ[08 May 2007, 03:16 م]ـ
إستجابة لطلبك أخي العزيز دونك لطيفة من اللطائف التي بسببها بات السائل
سنة كاملة حتى وصل إلى معرفة ما تغيَّاه كما قال المحقق القرطبي وهذه اللطيفة
في سر حذف الياء من " يسر" في قوله تعالى " والليل إذا يسر" فدونكها:
قال القرطبي: قال .. سألت الأخفش عن العلة في إسقاط الياء من "يسر" فقال:
لا أجيبك حتى تبيت على باب داري سنة، فبت على باب داره سنة؛ فقال:
الليل لا يَسْرِي وإنما يَسْرَى فيه؛ فهو مصروف، وكل ما صرفته عن جهته بخسته من
إعرابه؛ ألا ترى إلى قوله تعالى: "وما كانت أمك بغيا" [مريم: 28]، لم يقل بغية،
لأنه صرفها عن باغية. قال الزمخشري: وياء "يسري" تحذف في الدرج، اكتفاء عنها
بالكسرة، وأما في الوقف فتحذف مع الكسرة.
ولولا ضيق الوقت لأتحفتك بنماذج كثيرة على منوال ما تفضلت أنت به، والخير فيمن سبق
وأعدك بالمزيد إن شاء الله تعالى.
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[08 May 2007, 10:09 م]ـ
ومن هذا الباب ما قاله الرازي في تفسير سورة لقمان حيث قال عند تفسير قوله تعالى: (يا يها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا 000)
وفي قوله (لا يجزي) وقوله (ولا مولود هو جاز) لطيفة أخرى وهي أنا ذكرنا أن الفعل يتأتي وإن كان ممن لا ينبغي ولا يكون من شأنه لأن الملك إذا كان يخيط شيئا يقال إنه يخيط ولا يقال هو خياط وكذلك من يحيك شيئا ولا يكون ذلك صنعته يقال هو يحيك ولا يقال هو حائك، إذا علمت هذا فنقول الابن منشأنه أن يكون جازيا عن والده لما له عليه من الحقوق والوالد يجزي لما فيه من الشفقة وليس بواجب عليه ذلك فقال في الوالد لا يجزي وقال في الولد ولا مولود هو جاز
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[14 Aug 2007, 01:34 م]ـ
نعم أخى -عاصى الهوي
واذا جاز لى سؤال هو لما هى "عذاب من الرحمن " وليس من الرحيم؟ ولما فى كل السورة كان اسم الله الرحمن أكثر
"قالت انىأعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا "
" .... ان الشيطان كان للرحمن عصيا"
" ... يمسك عذاب من الرحمن .... "
" ... اذا تتلى عليهم آيات الرحمن ... "
جنات عدن التى وعد الرحمن عباده .... "
ان ورود اسم الله الرحمن فى سورة مريم يشعرنى أن هناك دلالة عظيمة لذلك ,ولم أقرأفيما قرأت من فطن لهذا فهل لأحد العلماء بحث فى هذا؟.وجزاكم الله خيرا.
ـ[سلسبيل]ــــــــ[15 Aug 2007, 11:30 م]ـ
فائدة جليلة أخي الكريم وإلى جانب الرفق بالدعوه والبر بالأب
أرى أن هناك فائدة أخرى من قوله تعالى (يا أبت إني أخاف أن يسمك عذاب من الرحمن)
ولم يقل سبحانه من الجبار مثلا
أرى والله أعلم بأن هنا الإتيان باسم الله الرحمن من العذاب ليدل على أن العذاب إن مسه والحال هذه فهو مستحق له لأنه أتى من الرحمن فالرحمن إن عذب أحدا لا يعذب إلا بعد أن يجاوز المعَذب الحد الذي يكون حينها لا مكان للرحمه لأنه غير مستحقها ولان من يعذبه رحمن من صفاته الرحمه
فورود اسم الله الرحمن مع العذاب ليدل على التناقض الذي وقع فيه هؤلاء عندما حادوا عن الطريق وجعلوا الرحمن بدل أن يرحمهم يعذبهم وهذا له وقع أشد على النفس أن يأتي العذاب ممن صفته الرحمه فكأنه يعذر أباه وكأنه ينذره بأن يطرد ويحرم من هذه الرحمه ويناله بدلا منها العذاب الذي وإن ناله سيكون مستحقا له لأنه من رحمن به
والله أعلم(/)
هل من تعريف بكتاب أحكام القرآن لابن الفرس المالكي؟
ـ[أبو هجير البيضاوي]ــــــــ[07 May 2007, 12:53 ص]ـ
وقد طبع في حدود علمي كاملا بدار ابن حزم في ثلاث مجلدات،فهل من تعريف بالكتاب وإضافته لكتب أحكام القرآن على مذهب مالك،وهل من مقارنة بينه وبين أحكام القرآن لابن العربي؟
وفكم الله لكل ما يحبه ويرضاه.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[07 May 2007, 05:10 ص]ـ
أخي الكريم
انظر هذا الرابط:
صدر حديثاً لأول مرة كتاب (أحكام القرآن) للإمام ابن الفَرَسِ الغرناطي (ت597هـ)
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=4777
ـ[أبو هجير البيضاوي]ــــــــ[07 May 2007, 04:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا.(/)
المترادف
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[07 May 2007, 04:54 م]ـ
ويسمى: الترادف، ويسمى: المرادف -أيضاً-.
وهذا المصطلح يرد كثيراً في كتب العقائد خصوصاً في باب أسماء الله - عز وجل - كالبحث في مسألة ترادفها وتباينها.
كما أنه يرد في غير ذلك.
والحديث عنه سيكون من خلال المسائل التالية:
أولاً تعريفه:
أ - تعريفه في اللغة: قال ابن فارس -رحمه الله-: (الراء والدال والفاء أصلٌ واحد مطرد، يدل على اتباع الشيء؛ فالترادف التتابع، والرديف الذي يرادفك) [1].
ب- وفي الاصطلاح: عرف بعدة تعريفات متقاربة: منها ما عرفه به الجرجاني حيث قال:
1 - (المترادف: ما كان معناه واحداً، وأسماؤه كثيرة) [2].
2 - وعرفه بتعريف آخر فقال: (الترادف: هو عبارة عن الاتحاد في المفهوم، وقيل: توالي الألفاظ المفردة الدالة على شيء باعتبار واحد) [3].
3 - وعرفه - أيضاً - بقوله: (المرادف: ما كان مسماه واحداً، وأسماؤه كثيرة، وهو خلاف المشترك) [4].
4 - وقال السيوطي: (قال الإمام فخر الدين: هو الألفاظ المفردة الدالة على شيء واحد باعتبار واحد) [5].
5 - وقيل: هو ما اتحد معناه، واختلف لفظه.
ومن أمثلة ذلك: السيف، والباتر، والمهند وغيرها كلها ألفاظ تدل على مسمى واحد.
ثانياً: سبب التسمية: قال الجرجاني عن سبب التسمية: (المترادف ما كان معناه واحداً، وأسماؤه كثيرة، وهو ضد المشترك؛ أخذاً من الترادف الذي هو ركوب أحد خلف آخر، كأن المعنى مركوب، واللفظين راكبان عليه كالليث والأسد) [6].
ثالثاً: الخلاف في وقوعه [7]: ذهب بعض العلماء إلى إنكار المترادف.
قال السيوطي: (قال التاج السبكي في شرح المنهاج: ذهب بعض الناس إلى إنكار المترادف في اللغة العربية، وزعم أن كل ما يظن من المترادفات فهو من المتباينات التي تتباين بالصفات كما في الإنسان والبشر؛ فإن الأول موضوع له باعتبار النسيان، أو باعتبار أنه يُؤْنِس.
والثاني - يعني البشر - باعتبار أنه بادي البشرة.
وكذا الخندريس: العقار [8]؛ فإن الأول؛ باعتبار العتق، والثاني باعتبار عقر الدن؛ لشدَّتها.
وتكلف لأكثر المترادفات بمثل هذا المقال العجيب) [9].
وممن قال بهذا القول ابن فارس، ونقله عن شيخه ثعلب.
وممن قال بهذا القول أبو علي الفارسي [10].
وقال ابن فارس في الصاحبي في (باب الأسماء وكيف تقع على المسميات):
(ويسمى الشيء الواحد بالأسماء المختلفة نحو: السيف، والمهند، والحسام.
والذي نقوله في هذا: إن الاسم واحد وهو السيف، وما بعده من الألقاب صفات، ومذهبنا أن كل صفة منها فمعناها غير معنى الأخرى.
وقد خالف في ذلك قوم فزعموا أنها وإن اختلفت ألفاظها فإنها ترجع إلى معنى واحد، وذلك قولنا: (سيف، وعضب، وحسام).
وقال آخرون: ليس منها اسم ولا صفة إلا ومعناه غيرُ معنى الآخر، قالوا: وكذلك الأفعال نحو: مضى، وذهب، وانطلق، وقعد، وجلس، ورقد، ونام، وهجع.
قالوا: ففي (قعد) معنى ليس في (جلس) وكذا القول فيما سواه.
وبهذا نقول، وهو مذهب شيخنا أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب.
واحتج أصحاب المقالة الأولى بأنه: لو كان لكل لفظة معنى غير معنى الأخرى لما أمكن أن يعبر عن شيء بغير عبارته.
وذلك أنا نقول في (لا ريب فيه): (لا شك فيه) فلو كان (الريب) غير (الشك) لكانت العبارة عن معنى الريب بالشك خطأ، فلما عبر عن هذا بهذا علم أن المعنى واحد.
قالوا: وإنما يأتي الشعر بالاسمين المختلفين للمعنى الواحد في مكان واحد تأكيداً ومبالغة، كقولهم:
وهند أتى من دونها النأيُ والبعدُ
فقالوا: فالنأي هو البعد، قالوا: وكذلك قول الآخر إن الحبس هو الإصْرُ.
ونحن نقول: إن في قعد معنىً ليس في جلس، ألا ترى أنا نقول (قام ثم قعد) و (أخذه المقيم والمقْعِدُ) و (قعدت المرأة عن الحيض) ونقول لناس من الخوارج (قَعَدٌ) ثم نقول: (كان مضطجعاً فجلس) فيكون القعود عن قيام، والجلوس عن حالة هي دون الجلوس؛ لأن (الجَلْسَ: المرتفع) فالجلوس ارتفاع عما هو دونه، وعلى هذا يجري الباب كله.
وأما قولهم: إن المعنيين لو اختلفا لما جاز أن يعبر عن الشيء بالشيء - فإنا نقول: إنما عبر عنه من طريق المشاكلة، ولسنا نقول إن اللفظتين مختلفتان، فيلزمنا ما قالوه، وإنما نقول: إن في كل واحدة منهما معنىً ليس في الأخرى) [11].
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال آخرون: إن الترادف واقع، وله فوائد، وهو قول كثير ممن ألف في هذا الباب كابن خالويه، والفيروزبادي، وغيرهم.
والحاصل -كما قال العلامة عز الدين بن جماعة-: (أن من جعلها مترادفة ينظر إلى اتحاد دلالتها على الذات، ومن يمنع ينظر إلى اختصاص بعضها بمزيد معنى فهي تشبه المترادفة في الذات، والمتباينة في الصفات) [12].
فإذا قلنا - على سبيل المثال -: إن الله هو السميع، العليم، البصير، الخالق، البارئ، المصور، فهذه الأسماء مترادفة باعتبار دلالتها على ذات واحدة ومسمى واحد هو الله - عز وجل -.
وهي متباينة باعتبار أن في السميع معنىً غير المعنى الذي في البصير، وهكذا ...
وكذلك أسماء الرسول " الحاشر، والعاقب، وغيرها؛ فهي مترادفة باعتبار أنها دلت على مسمى واحد وهو الرسول ".
وهي متباينة لاختلاف معنى الحاشر عن العاقب وهكذا.
وإلى هذا الرأي مال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في الرسالة التدمرية وغيرها [13].
رابعاً: أسباب وقوع الترادف: قال السيوطي -رحمه الله-: (قال أهل الأصول: لوقوع الألفاظ المترادفة سببان:
أحدهما: أن يكون من واضِعَيْنِ، وهو الأكثر بأن تضع إحدى القبيلتين أحد الاسمين، والأخرى الاسم الآخر للمسمى الواحد من غير أن تشعر إحداهما بالأخرى، ثم يشتهر الوضعان، ويخفى الواضعان، أو يلتبس وضع أحدهما بوضع الآخر؛ وهذا مبني على كون اللغات اصطلاحية.
والثاني: أن يكون من واضع واحد وهو الأقل) [14].
خامساً: فوائد المترادف: لوقوع المترادف - عند القائلين به - فوائد عديدة ترجح ما ذهبوا إليه، وترد على من يقول بمنع وقوعه، ومن تلك الفوائد ما يلي [15]:
1 - أن تكثر الوسائل إلى الإخبار عما في النفس؛ فإنه ربما نسي أحد اللفظين، أو عسر عليه النطق به.
وكان واصل بن عطاء ألثغ، فلم يُحفظ عنه أنه نطق بالراء، ولولا المترادفات تعينه على قصده لما قدر على ذلك.
2 - التوسع في سلوك طرق الفصاحة، وأساليب البلاغة في النظم والنثر؛ وذلك لأن اللفظ الواحد قد يتأتى - باستعماله مع لفظ آخر - السجعُ، والقافيةُ، والتجنيس، والترصيع، وغير ذلك من أصناف البديع، ولا يتأتى ذلك باستعمال مرادفه مع ذلك اللفظ.
3 - المراوحة في الأسلوب، وطرد الملل والسآمة؛ لأن ذكر اللفظ بعينه مكرراً قد لا يسوغ، وقد يُمَجُّ، ولا يخفى أن النفوس موكلة بمعاداة المعادات.
4 - قد يكون أحد المترادفين أجلى من الآخر؛ فيكون شرحاً للآخر الخفي.
وقد ينعكس الحال بالنسبة إلى قوم دون آخرين.
5 - قد يكون أحد اللفظين أنسب للمقام من الآخر: وذلك كأن يكون في أحدهما غضاضةً، أو تعبيراً لشخص؛ فيُعْدَل عنه إلى اللفظ الآخر الذي ليس فيه غضاضة؛ فيؤدى الغرض ولا يخفى في ذلك من الذوق دون إساءة أو لمز ومراعاة المشاعر.
سادساً: المؤلفات في المترادف [16]: ألف في المترادف مجموعة من العلماء، منهم العلامة مجد الدين الفيروز بادي صاحب القاموس، حيث ألف كتاباً سماه (الروض المسلوف فيما له اسمان إلى ألوف).
وأفرد خلق من الأئمة كتباً في أشياء مخصوصة؛ فألف ابن خالويه كتاباً في أسماء الأسد، وكتاباً في أسماء الجنة.
أما الكتب التي تحدثت عن المترادف ضمناً فكثيرة، ومنها المزهر للسيوطي، حيث خصص النوع السابع والعشرين منه في معرفة المترادف.
سابعاً: أمثلة من المترادف [17]:
1 - العسل: له ثمانون اسماً أوردها صاحب القاموس في كتابه الذي سماه (ترقيق الأسل لتصفيق العسل).
ومن تلك الأسماء: العسل، والضَّرب، والضَّرَبة، والضَّريب، والشَّوب، والذَّوب، والحميت، والتحموت، والجَلْس، والورس، والشَّهد، والشُّهد، والماذي، ولعاب النحل، والرحيق، وغيرها.
2 - السيف: ومن أسمائه مما ذكره ابن خالويه في شرح الدريدية: الصارم، والرِّداء، والخليل، والقضيب، والصفيحة، والمُفَقِّر، والصمصامة، والكهام، والمشرفي، والحسام، والعضب، والمذكَّر، والمهند، والصقيل، والأبيض، وغيرها.
3 - يقال: أخذه بأجْمَعِه، وأجْمُعِه، وبحذافيره، وجذاميره، وجزاميره، وجراميزه، وبجملته.
4 - العمامة: ويقال: الشوذ، والسِّبّ، والعصابة، والتاج، والمِكْورة.
5 - وقال ابن السكيت: العرب تقول: لأقيمن ميلَك، وجنفك، ودرْأك، وصغاك، وصدَعك، وقذَلك، وضِلعك كله بمعنى واحد.
6 - ويقال: قُطعت يده، وجُذِمت، وبُتِرَت، وبُتِكت، وبُصِكت، وصُرِمت، وتُرَّت، وجُذَّت.
7 - ويقال: وقع ذلك في رُوعي، وخَلَدي، وَوَهْمي، بمعنى واحد.
8 - وفي أمالي ثعلب يقال: سويداء قلبه، وحبَّة قلبه، وسواد قلبه، وسوادة قلبه، وجُلجُلان قلبه، وسوداء قلبه بمعنى واحد.
9 - وفي الجمهرة: قال أبو زيد: قلت لأعرابي: ما المُحْبَنْطَى [18]؟ قال: المتكأكئ، قلت: ما المتكأكئ؟ قال: المتآزف، قلت ما المتآزف؟ قال: أنت أحمق.
[1] معجم مقاييس اللغة 2/ 503.
[2] التعريفات ص199.
[3] التعريفات ص56.
[4] التعريفات ص208.
[5] المزهر 1/ 402.
[6] التعريفات ص199.
[7] انظر الصاحبي 59 - 61، والمزهر 1/ 403 - 405.
[8] الخندريس والعقار: من أسماء الخمر.
[9] المزهر 1/ 403.
[10] انظر المزهر 1/ 405.
[11] الصاحبي ص59 - 60.
[12] المزهر 1/ 405.
[13] التدمرية ص102.
[14] المزهر 1/ 405 - 406.
[15] انظر المزهر 1/ 406.
[16] انظر المزهر 1/ 407.
[17] انظر المزهر 1/ 407 - 413.
[18] المحبنطى: السمين الضخم، ويقال: هو الممتلئ غيظاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[08 May 2007, 06:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا الله ما أجملها من لغة!!!
الأستاذ الكريم: محمد بن إبراهيم الحمد
بارك الله فيكم , و نفع بعلمكم!!!
وللعلم؛ فإن المترادفات نوعان:
الأوّل: لا نلاحظ أدنى فرق بين كلماته ومن أمثاله (سفينة وفلك)
الثاني: نرى في كلماته اختلافا غير جوهريّ كما يتضح من المقابلة بين (سفينة و زورق) وهو سفينة صغيرة
أما الألفاظ المتجانسة:
فمعناها المشترك أوسع وأشدّ ابهاما منه في الضرب الثاني من المترادفات فينتج عن ذلك فرق كبير بينهما
يزيد بمقدار اتساع مدلولها العام وابهامه.
بين السفينة و المدرعة اختلاف عظيم في المعنى لكنّه أعظم جدّا في النعوت المعبّرة مثلا عن طول الأشياء ومن جملتها أشعر للشعر / أهدب للأهداب/ أظفر للأظفار/ ألحى للّحية وسواها.
ـ[سلطان البحور]ــــــــ[15 Jun 2007, 08:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر الأخ محمد بن إبراهيم الحمد والدكتور مروان الجاسمي الظفيري على هذا الموضوع الجميل وأحب أن أدلي بدلوي
في ذلك والله المستعان:
التراف هو توالي كلمتين فأكثر دالة على شيء واحد بإعتبار واحد مثل (البر) و (الحنطة) و (القمح) فهذه ألفاظ مختلفة لشيء واحد.
وعلامة صحة الترادف: إمكان حلول أحد اللفظين محل الآخر لو حذفت أحدهما.
وأكثر أهل العلم على القول بصحة وقوعه في اللغة ولم ينكره إلا القليل من علماء العربية أقدمهم أبو العباس ثعلب وتبعه عليه تلميذه أبو الحسين بن فارس.
وعلى القول بثبوته فلا يظن كثرة وقوعه في كلام العرب.
أما في القران فطائفة على وجوده وطائفة على عدمه والقول بعدمه هو الصحيح إذ من قال بوجوده فيه لم يذكر له مثالاً صالحاً إنما ذكر مثل قوله تعالى (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) (لا تبقي ولاتذر) (سادتنا وكبراءنا) (بثي وحزني)
وهذا ليس مترادفا وليس اللفظان في هذه المواضع بمعنى واحد والأصل أن العطف يقتضي المغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه.
ولإمام اللغة أبي هلال العسكري في هذا النوع من المفردات كتاب (الفروق) يثبت وجود الفرق بين هذه الألفاظ وأن تقاربت في المعنى
فجدير بالمتدبر للقرآن أن يبعد فكرة الترادف لأن هذا هو الذي يتناسب مع إعجاز القرآن وبلاغته.
والله تعالى أعلم.
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[16 Jun 2007, 12:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا على تناول هذا الموضوع الذي أعتبره مظهرا من مظاهر إعجاز القرآن
وأحببت المشاركة ببحث أقوم بإعداده في هذه الفترة وأطلب من الجميع أن لا يبخلوا علي بالنصيحة أو التنبيه إلى أي خلل أو قصور
وجزاكم الله خيرا
مقدمة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن الله تعالى أرسل رسوله محمدًا r بالهدى ودين الحق؛ ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون، وأنزل عليه كتابًا {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُم مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [المائدة:16]، وجعله معجزة باهرة شاهدة على صدق دعوته.
فلما أدى النبي r أمانة تبليغ هذا القرآن وتبيانه للناس، اختاره الله إلى جواره، فقام بحمل الأمانة من بعده أصحابه رضوان الله عليهم، فكانوا -بحق- عصابة الإيمان، وعسكر القرآن، فحفظ الله على أيديهم هذا الكتاب العظيم.
ولقد أدرك علماء الأمة الذين جاؤوا بعدهم مكانة هذا الكتاب وأهمية دراسته وفهمه، فبذلوا الوسع والطاقة في خدمته، وشمروا عن سواعد الجد، فأضحوا من علمه يغترفون، وللبحث عن كنوزه وجواهره يغوصون، نسأله سبحانه أن يجزيهم خير الجزاء على ما قدموه، وأن يجمعنا معهم في جنته إنه هو السميع المجيب.
ولكن رغم ذلك فإن مسيرة الحياة مع كتاب الله عز وجل قد شابها ما يكدر بعض صفوها، ويقلل من سنا ضوئها، ويعود السبب في ذلك إلى مشكلات حدثت، وأمور حجبت نور القرآن عن قلوب المسلمين.
وتأتي في مقدمة المشكلات التي يعاني منها كثير من أبناء أمتنا في تعاملهم مع القرآن (القراءة السطحية) لهذا الكتاب العظيم؛ فيتعاملون مع القرآن حروفاً وكلمات ميتة، وليس مفاهيم تنبض بالحياة .. يستمعون إلى القرآن، ويتلون آياته ولكن كتمائم لا يُفهم منها شيء! فأصبح القرآن حروفاً بلا معان، وكلمات بلا مفاهيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
والسؤال هنا: ما هي العوامل الكامنة وراء ذلك؟! ولعل في النقاط التالي معالم لهذه الإجابة:
1. عدم وضوح الرؤية: فقد ترسخت في أذهان الكثيرين فكرة تعالي القرآن عن الإدراك البشري؛ فهو كتاب الله، وهل نستطيع أن نصل إلى تلك القمة السامقة؟!
2. عدم الاستعداد النفسي للتعمق الفكري: فغدا البحث -بالنسبة إلى بعض الأجيال المعاصرة- (وجبات سريعة) بعيداً عن الدراسة المعمقة.
3. ابتعاد الجيل المعاصر عن اللغة العربية: وقد ساهم هذا العامل في عدم فهم هذا الجيل لكثير من آيات القرآن الكريم؛ لأنه لم يعرف المدلول الحقيقي لكلماتها وجملها؛ مما جعله يجهل معنى الآيات التي تضمنت تلك الكلمات والجمل.
وعندما نلقي نظرة سريعة على آيات القرآن الكريم نجد فيها دعوة صريحة لتدبره؛ ففي البداية يؤكد القرآن أن الهدف من نزوله هو أن نتدبره. قال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} [ص:29]. وقال سبحانه: {أفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} [النساء:82].
وفي سبيل الوصول إلى هذه الغاية جعل الله القرآن كتاباً ميسراً للفهم. قال تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِر} [القمر:17].
ثم يؤكد القرآن أن هناك (أقفالاً) تغلق قلوب البشر، وتصرفهم عن التدبر في آياته: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24]. إنها أقفال الجهل والهوى وعدم القيام بواجب التدبر.
وعلينا أن نحطم هذه الأقفال، ونفتح قلوبنا أمام نور الله بالتدبر في آيات كتابه المسطور وآيات كونه المنظور.
لهذا كله اخترت الكتابة في موضوع يحتاج من الباحث فيه إلى عمق النظرة، ودقة الملاحظة؛ لإثبات تميز القرآن عن كلام البشر، وأنه ما من لفظ فيه يمكن أن يقوم غيره مقامه، فكان موضوع بحثي الذي أقدمه لاستكمال متطلبات النجاح في مادة (دراسات متقدمة في إعجاز القرآن) عن (الخوف والخشية والفرق بينهما في المدلول القرآني).
ولا أدعي في هذه المحاولة أنني ابتكرت أو جئت بجديد؛ ذلك أن قصارى ما قمت به هو محاولة فهم كلام العلماء، وعرضه بشكل أرجو أن أكون قد وُفقت فيه.
وفي الختام أحمد الله عز وجل على نعمة المتوالية العظيمة، وأشكره سبحانه على تيسيره وتوفيقه، فله الحمد في الآخرة والأولى، ثم أقدم شكري وتقديري إلى فضيلة الأستاذ الدكتور شحادة العمري -وفقه الله لما يحب ويرضى- الذي أكرمني بإشرافه وتوجيهه لهذا البحث. اللهم بارك له في عمره وماله علمه وعمله، واكتب له التوفيق والسداد في الدنيا والآخرة.
اللهم اجعل هذا العمل خالصًا لك وحدك، لا حظ فيه لسواك، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
تمهيد
الكلمة القرآنية
يتكون القرآن الكريم من كلمات، تماماً كما يتكون البناء من لبنات، ولذلك فمن الطبيعي أن تكون الخطوة الأولى لفهم القرآن هي التدبر في كلماته.
ورغم أن اللغة العربية أجمل اللغات وأشملها وأدقها في أنها تعطي لكل حقيقة لفظاً قريباً يتناسب معها تماماً، فإن كثيراً من الكلمات العربية اكتنفها الغموض؛ مما أفقد اللفظ إيحاءه وظلاله؛ فلم نعد نملك رهافة الحس لنعرف الفرق بين كثير من الألفاظ المتقاربة في المعنى.
ويعود ذلك إلى:
أولاً: كثرة استعمال الألفاظ في غير معانيها الأدبية: فحينما يستعمل العربي كلمة (قرب) في المجال المحدد لـ (اقترب) أو حتى (سار) في موضع (سارب)؛ تختلط ظلال الكلمتين مع بعضهما وتضيع الإيحاءات الخاصة.
ثانياً: تعلق أذهاننا بمعاني جامدة ومحددة، وفقدنا الشعور بمحور شعاع الكلمة: فنحن حينما نستعمل كلمة (جن) يتبادر إلى أذهاننا المخلوق الغريب دون أن نفكر بارتباط كلمة (ج ن ن) مع هذا المخلوق. ونستعمل كلمة (جنين) دون أن نعرف أن هناك علاقة تتناسب بين معنى الولد في بطن أمه (جنين) ومعنى المخلوق الغريب (جن)، وهي أن كليهما مستور عن أعين الناس.
وهكذا تتداخل إيحاءات اللفظ العربي ببعضه، ونفقد بذلك فهم أهم سمة من سمات اللغة العربية، التي لو فهمناها يسهل علينا فهم القرآن كثيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
من هنا يتوجب علينا الخروج من الفهم التقليدي للألفاظ العربية نحو أفق أسمى يستشم المعنى الإيحائي العام منها، وهذا الخروج ضروري لفهم القرآن الحكيم، إذ إنه في قمة البلاغة التي تتلخص في رعاية التناسب الشامل بين الموضوع واللفظ وبين الواقع والتعبير، فيكون كشف المنحنيات التفسيرية والإيحاءات اللفظية ذا أهمية خاصة في القرآن أكثر من أي كتاب آخر.
والخروج من الفهم التقليدي يكون بقياس موارد الاستعمال بعضها ببعض لمعرفة المعنى الحقيقي للفظ ما.
من هنا يجدر بالذي يريد التدبر في القرآن ذاته، أن يبحث عن المعنى المحدد للكلمة في آيات القرآن ذاته؛ ليجد بذلك المعنى الدقيق الذي يقصده القرآن ().
وهذا لأن كل كلمة في القرآن وضعت في محلها الطبيعي، بحيث لا يمكن أن تسد كلمة أخرى مكانها، ولا أن تعطي الظلال نفسها التي كانت تعطيها تلك الكلمة. وما أجمل ما قاله ابن عطية: "وكتاب الله تعالى لو نزعت منه لفظة، ثم أدير لسان العرب على لفظة غيرها لم يوجد، ونحن يتبين لنا البراعة في أكثره، ويخفى علينا وجهها في مواضعَ؛ لقصورنا عن مرتبة العرب -يومئذ- في سلامة الذوق، وجودة القريحة" ().
وهذا ما يدفعنا إلى البحث عن حكمة استخدام القرآن الكريم لهذه الكلمة لا غيرها، وبهذا الشكل لا غيره.
وفي هذا البحث محاولة لتطبيق هذا المنهج على مثال واحد وهو كلمتي: (الخوف) و (الخشية) والفرق بينهما.
ولكن قبل ذلك لا بد من وقفة سريعة مع قضية متصلة اتصالاً مباشراً بهذا السياق ألا وهي قضية الترادف.
الفصل الأول
الترادف
المبحث الأول: الترادف لغة واصطلاحاً:
المطلب الأول: الترادف لغة:
قال ابن منظور: الرِّدْفُ ما تَبِعَ الشيءَ. وكل شيء تَبِع شيئاً فهو رِدْفُه، وإذا تَتابع شيء خلف شيء فهو التَّرادُفُ، والجمع الرُّدافَى ... ويقال: جاء القوم رُدافَى؛ أَي: بعضهم يتبع بعضاً ... وقيل: الرُّدافَى الرَّدِيف. وهذا أَمْر ليس له رِدْفٌ؛ أَي: ليس له تَبِعةٌ. وأَرْدَفَه أَمْرٌ: لغةٌ في رَدِفَه مثل: تَبِعَهُ وأَتْبَعَه بمعنًى ... وفي حديث بَدْر: فأَمَدّهُمُ اللّه بأَلفٍ من الملائكة مُرْدِفِينَ؛ أَي: مُتتابعينَ يَرْدَفُ بعضُهم بعضاً ... وتَرَادَفَ الشيءُ: تَبِع بعضُه بعضاً. والترادفُ: التتابع. قال الأَصمعي: تَعاوَنُوا عليه وتَرادفوا بمعنى.
وقال الجوهري: الرَدْفُ: المُرْتَدَفُ، وهو الذي يركب خلف الراكب. وأَرْدَفْتُهُ أنا، إذا أركَبته معك، وذلك الموضع الذي يركبه رِدافٌ. وكلُّ شيء تبِعَ شيئاً فهو رِدْفَهُ. وهذا أمرٌ ليس له رِدْفٌ، أي ليس له تَبِعَةٌ. والرِدْفانِ: الليلُ والنهارُ.
وقال الفيروزآبادي: الرِّدْفُ، بالكسرِ الراكِبُ خَلْفَ الراكِبِ، كالمُرْتَدِفِ والرَّديفِ والرُّدافَى، كحُبارَى، وكلُّ ما تَبعَ شيئاً ...
ونلحظ من مجموع ما نقلناه أن الترادف يدور معناه على التتابع والتعاون والركوب.
المطلب الثاني: الترادف اصطلاحاً:
اختلف العلماء في تعريف الترادف، ومن التعريفات التي ذكروها:
قال سيبويه: "اعلم أن من كلامهم اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين، واختلاف اللفظين والمعنى واحد، واتفاق اللفظين واختلاف المعنيين ... فاختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين هو نحو: جلس وذهب. واختلاف اللفظين والمعنى واحد نحو: ذهب وانطلق. واتفاق اللفظين والمعنى مختلف قولك: وجدت عليه من الموجدة، ووجدت إذا أردت وجدان الضّالة".
ويمكن أن نستنتج من كلام سيبويه أنه أول من أشار إلى ظاهرة الترادف حين قسم علاقة الألفاظ بالمعاني كما رأينا. ونستنتج أيضاً أنه يرى أن الترادف هو اختلاف اللفظين والمعنى واحد، وضرب على ذلك مثلاً هو ذهب وانطلق.
وقال الجرجاني: "الترادف عبارة عن الاتحاد في المفهوم، وقيل: هو توالي الألفاظ المفردة الدالة على شيء واحد باعتبار واحد".
المبحث الثاني: الترادف بين الإثبات والإنكار:
إن أساس هذه القضية يعود إلى أصل نشأة اللغة، ومعلوم أن علماء اللغة مختلفون في هذه المسألة على رأيين: أحدهما يرى التوقيف في أصل نشأة اللغة، وأن الله علّم آدم الأسماء كلها، ورأي آخر يرى أن اللغة قائمة في أصلها على الاصطلاح والتواضع. وتبعاً لهذين الرأيين انقسم علماء اللغة إلى قسمين في قضية الترادف:
أولاً: إنكار الترادف:
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول أصحابه: بأن الشارع حكيم، ومن العبث أن يأتي الترادف إلا ولكل كلمة دلالة، فإذا سلمنا بتلك الدلالات المتعددة فلا ترادف بل إن أبا هلال العسكري قد أنكر حتى المشترك اللفظي، وأن يكون فعل، وأفعل بمعنى واحد، بل إن أصحاب هذا الرأي ومنهم أبو هلال العسكري يقولون بعدم تعاقب حروف الجر، وعللوا ذلك بأنه يوقع في الإشكال واللبس على المخاطب، وليس من الحكمة، وضع الأدلة المشكلة .. وقال المحققون، لا يجوز أن تختلف الحركتان في الكلمتين ومعناهما واحد، ثم يقول: وإذا كان اختلاف الحركات يوجب اختلاف المعاني، فاختلاف المعاني أنفسها أولى أن يكون كذلك، ولهذا المعنى قال المحققون من أهل العربية: إن حروف الجر لا تتعاقب.
ثم ينقل كلام ابن درستويه في جواز تعاقب حروف الجر إبطال لحقيقة اللغة، وإفساد الحكمة فيها، والقول بخلاف ما يوجبه العقل والقياس.
ويسحب أبو هلال العسكري المبرّدَ إلى القائلين بإنكار الترادف وينقل عنه قوله: "قولنا اللب، وإن كان هو العقل فإنه يفيد خلاف ما يفيده العقل، وكذلك المؤمن، ومستحق الثواب، لكل منهما معنى زائدة".
ويفرق المبرّد بين قولي: (أبصرته)، و (بصرت به) على اجتماعهما في فائدة شبه متساوية إلاّ أن (أبصرت به) معناه: أنك صرت به بصيرا بموضعه، وفعلت أي انتقلت إلى هذه الحال، وأما (أبصرته) فقد يجوز أن يكون مرة وأن يكون لأكثر من ذلك، وكذلك أدخلته ودخلت به، فإذا قلت أدخلته جاز أن تدخله وأنت معه، وجاز ألا تكون معه، ودخلت به إخبار بأن الدخول لك وهو معك، وبسببك.
وممن أنكر الترادف ابن فارس (ت395هـ) وقد بسط رأيه الذي لا يبعد في استدلاله عن آراء ابن درستويه ومعاصره أبي هلال العسكري، وهو رأي لابن الأنباري الذي يقول: "يذهب ابن الأعرابي إلى أن مكة سميت بذلك لجذب الناس إليها". ثم يقول بعد كلام طويل عن علة بعض التسميات لبعض البلدان: "فإن قال رجل: لأي علة سمى الرجل رجلا، والمرأة امرأة قلنا: لعلة علمتها العرب، وجهلناها، فلم تزل عن العرب حكمة العلم بما لحقنا من غموض العلة وصعوبة الاستخراج علينا".
ويعلل قطرب تكرار العرب للفظتين على المعنى الواحد بعلة أن ذلك يدل على اتساعهم في كلامهم كما زاحفوا في أجزاء الشعر، ليدلوا على أن الكلام واسع عندهم.
وباستعراض الآراء السابقة نجد أن أصحابها ينكرون وجود الترادف، ويمكن أن نستنبط عللهم ونجملها في النقاط التالية:
1. إن الشارع حكيم، وإذا سلمنا بالترادف، وقعنا في عبثية لفظية، ينزه الشارع عنها، ورأيهم هذا ينطلق من قولهم بتوقيفية اللغة كما أسلفنا.
2. إن لكل كلمة دلالة تدور في محيطها، وما لم نعلم علته، فهو معلوم في العربية، وإن جهلناه.
3. إذا قلنا بإنكار الترادف، فهذا يدفعنا إلى بحث العلل وفي هذا ما يدل على سعة الكلام عند العرب.
ثانياً: إثبات الترادف:
أما الرأي الآخر فيثبت الترادف، ويرى أن هناك كلمات مترادفة، تؤدي معنىً واحداً تاماً، لم تأت في العربية عبثاً، وإنما جاءت لأغراض ومقاصد، ويستدلون على صواب رأيهم بأدلة عقلية.
وحديثهم في إثبات الترادف قائم من منطلق أن اللغة اصطلاحية حتى صرح بذلك السيوطي في المزهر بقوله: "وهذا مبني على كون اللغات اصطلاحية". ولعل من أبرز القائلين به الآمدي صاحب الإحكام في أصول الأحكام إذ نص على ذلك، واتهم أصحاب الرأي السابق وسرد أدلة عقلية على وقوعه ((ذهب شذوذ من الناس إلى امتناع وقوع الترادف في اللغة، وجوابه أن يقال: لا سبيل إلى إنكار الجواز العقلي، فإنه لا يمتنع أن يقع أحد اللفظين على مسمى واحد ثم يتفق الكل عليه، وأن تضع إحدى القبيلتين أحد الاسمين على مسمىً، وتضع الأخرى له اسماً آخر، من غير شعور كل قبيلة بوضع الأخرى ثم يشيع الوضعان بعد ذلك. ثم يُدلل الآمدي على إمكانية وقوع ذلك بقوله: "ثم الدليل على وقوع الترادف في اللغة ما نقل عن العرب من قولهم: الصهلب والشوذب من أسماء الطويل. والبهتر والبحتر من أسماء القصير".
(يُتْبَعُ)
(/)
ويؤيد هذا الرأي القائل بالترادف مجموعة من علماء اللغة لعل من أبرزهم ابن خالويه، وهو الذي أثبت للسيف أسماءً كثيرة مترادفة ومنهم أبو بكر الزبيدي والرماني، وابن جني، وقد أفرد له باباً في خصائصه ومنهم الباقلاني، وابن سيده والفيروز آبادي الذي ذكرت سالفاً أنه أثبت للعسل ثمانين اسماً.
والسيوطي ممن يثبتون وجود الترادف في اللغة، ويعلل ذلك، ذاكراً فوائد الترادف: وأبرز علله ما يأتي:
1. أن تكثر الوسائل، والطرق، إلى الإخبار عما في النفس، فربما نسى أحد اللفظين، أو عام عليه النطق به، وقد كان بعض الأذكياء ـ ويقصد به واصل ابن عطاء (13) ألثغ، فلم يحفظ عنه أنه نطق بحرف الراء، ولولا المترادفات تعينه على قصده لما قدر على ذلك.
2. التوسع في سلوك طرق الفصاحة، لأن اللفظ الواحد قد يتأتى باستعماله مع لفظ آخر السجع، والقافية والتجنيس.
3. قد يكون أحد المترادفين أجلى في تعبيره من الآخر، وقد ينعكس الحال بالنسبة لقوم آخرين.
4. وقد أثبت السيوطي المترادف بنماذج لمن استقصوا أو حاولوا استقصاء أسماء العسل، والسيف، وكأنه بذكره لهذه الأسماء، يرى أن القائلين بإنكار الترادف يتمحلون في وضع العلل.
لا ترادف في القرآن:
إذا كان بعض العلماء يعد الترادف من خصائص اللغة ومفاخرها، فإن كثيرين -كما رأينا- وقفوا من الترادف موقف السلبية والإنكار.
ولا يعنينا تفصيل هذه القضية هنا، والذي نطمئن إليه، واطمأن إليه كثيرون قبلنا أن لا ترادف في كتاب الله، والكلمات التي ظنها بعض الناس مترادفة عندما ننعم النظر فيها نجد أن لكلٍ معناها الدقيق.
وفي هذا البحث محاولة لإثبات ما ذهبنا إليه بمثال تطبيقي واحد وهو كلمتي: (الخوف) و (الخشية) والفرق بينهما.
الفصل الثاني
الخوف ولخشية في القرآن
المبحث الأول: تأملات في آيات الخوف والخشية:
المطلب الأول: ورودهما في القرآن:
ذَكَرَ الله تعالى الخوف -بمختلف تصريفاته- في القرآن (124) مرة -بحسب "المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم"، أما الخشية فقد تكرر ورودها في (48) موضع. وكل موضع يوضح بجلاء أهمية الخوف والخشية وضرورة استشعارهما في قلب المؤمن.
فنجد وعْدَ من خاف بالجنة: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} [الرحمن:46]، ووعده بالتمكين في الأرض: {وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ} [إبراهيم:14]، ووعده بالانتفاع بالآيات: {إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة} [هود:103].
ونجد رضا الله عمن خشيه: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} [البينة:8]، وتارة يحصر خشيته في العلماء: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر:28]، ونجده سبحانه يحصر إنذار رسوله لمن يخشاه: {إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ} [يس:11]. ونجد وعده لهم بالمغفرة والأجر الكبير: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} [الملك:12].
المطلب الثاني: من هم المتصفون بهاتين الصفتين:
أولاً: الأنبياء:
يقول تعالى واصفاً الأنبياء بأنهم يخشونه ولا يخشون أحداً غيره: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا} [الأحزاب:39].
ويقول تعالى مخاطباً النبي r: { قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [الأنعام:15].
ثانياً: الملائكة:
قال تعالى: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ} [الرعد:13].
وقال سبحانه: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [النحل:50].
وقال عز وجل: {وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} [الأنبياء:28].
ثالثاً: العلماء:
قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر:28].
رابعاً: المؤمنون المتقون:
قال تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ. الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ} [الأنبياء: 48 - 49].
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال سبحانه: {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} [النور:37].
خامساً: أولو الألباب:
قال تعالى: {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ. الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ. وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ} [الرعد: 19 - 21].
المبحث الثاني: الفروق اللغوية بين الخوف والخشية:
المطلب الأول: من أقوال العلماء في الفرق بين الخوف والخشية:
ذكر العسكري أن "الخوف يتعلق بالمكروه وبترك المكروه تقول خفت زيدا كما قال تعالى {يخافون ربهم من فوقهم} [النحل:50]. وتقول خفت المرض كما قال سبحانه: {ويخافون سوء الحساب} [الرعد:21]. والخشية تتعلق بمنزل المكروه. ولا يسمى الخوف من نفس المكروه خشية ولهذا قال: {ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب} [الرعد:21]. فإن قيل أليس قد قال: {إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل} [طه:94] قلنا إنه خشي القول المؤدي إلى الفرقة والمؤدي إلى الشيء بمنزلة من يفعله. وقال بعض العلماء: يقال خشيت زيدا ولا يقال خشيت ذهاب زيد. فإن قيل ذلك فليس على الأصل ولكن على وضع الخشية مكان الخوف، وقد يوضع الشيء مكان الشيء إذا قرب منه.
وذكر المحقق الطوسي في بعض مؤلفاته ما حاصله: أن الخوف والخشية وإن كانا في اللغة بمعنى واحد إلا أن بين خوف الله وخشيته وفي عرف أرباب القلوب فرقا وهو أن الخوف تألم النفس من العقاب المتوقع بسبب ارتكاب المنهيات، والتقصير في الطاعات. وهو يحصل لأكثر الخلق وإن كانت مراتبه متفاوتة جدا، والمرتبة العليا منه لا تحصل إلا للقليل.
والخشية: حالة تحصل عند الشعور بعظمة الخالق وهيبته وخوف الحجب عنه، وهذه حالة لا تحصل إلا لمن اطلع على حال الكبرياء وذاق لذة القرب، ولذا قال تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} [فاطر:28]. فالخشية: خوف خاص، وقد يطلقون عليها الخوف. انتهى كلامه.
قلت: ويؤيد هذا الفرق أيضا قوله تعالى يصف المؤمنين: {ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب} [الرعد:21]؛ حيث ذكر الخشية في جانبه سبحانه والخوف في جانب الحساب.
هذا وقد يراد بالخشية: الإكرام والإعظام، وعليه حمل قراءة من قرأ: "إنما يخشى الله من عباده العلماء" برفع (الله) ونصب العلماء".
وقال الراغب: "الخوف توقع مكروه عن أمارة مظنونة أو معلومة، كما أن الرجاء والطمع توقع محبوب عن أمارة مظنونة أو معلومة، ويضاد الخوف: الأمن ويستعمل ذلك في الأمور الدنيوية والأخروية. قال تعالى: (ويرجون رحمته ويخافون عذابه) وقال: (وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله). وقال تعالى: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا) وقال: (وإن خفتم ألا تقسطوا)، وقوله (وإن خفتم شقاق بينهما) فقد فسر ذلك بـ (عرفتم)، وحقيقته وإن وقع لكم خوف من ذلك لمعرفتكم.
والخوف من الله لا يراد به ما يخطر بالبال من الرعب كاستشعار الخوف من الأسد، بل إنما يراد به الكف عن المعاصي واختيار الطاعات، ولذلك قيل لا يعد خائفا من لم يكن للذنوب تاركاً.
والتخويف من الله تعالى هو الحث على التحرز وعلى ذلك قوله تعالى: (ذلك يخوف الله به عباده) ونهى الله تعالى عن مخافة الشيطان والمبالاة بتخويفه فقال: (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين) أي فلا تأتمروا لشيطان وائتمروا لله ويقال تخوفناهم أي تنقصناهم تنقصاً اقتضاه الخوف منه.
وقوله تعالى (وإني خفت الموالى من ورائي) فخوفه منهم أن لا يراعوا الشريعة ولا يحفظوا نظام الدين، لا أن يرثوا ماله كما ظنه بعض الجهلة فالقنيات الدنيوية أخس عند الأنبياء عليهم السلام من أن يشفقوا عليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
والخيفة الحالة التى عليها الانسان من الخوف، قال تعالى: (فأوجس في نفسه خيفة موسى قلنا لا تخف) واستعمل استعمال الخوف في قوله: (والملائكة من خيفته) وقوله: (تخافونهم كخيفتكم أنفسكم) أي كخوفكم وتخصيص لفظ الخيفة تنبيها أن الخوف منهم حالة لازمة لا تفارقهم، والتخوف ظهور الخوف من الانسان، قال: (أو يأخذهم على تخوف) ".
وفي بيان معنى الخشية قال الراغب: "الخشية خوف يشوبه تعظيم وأكثر ما يكون ذلك عن علم بما يخشى منه، ولذلك خص العلماء بها في قوله: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) وقال: (وأما من جاءك يسعى وهو يخشى - من خشى الرحمن - فخشينا أن يرهقهما - فلا تخشوهم واخشوني - يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية) وقال: (الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله - وليخش الذين) الآية، أي ليستشعروا خوفا من معرته، وقال تعالى: (خشية إملاق) أي لا تقتلوهم معتدين لمخافة أن يلحقهم إملاق (لمن خشى الرحمن بالغيب) أي لمن خاف خوفا اقتضاه معرفته بذلك من نفسه".
ووضح ابن القيم الفرق بين الخوف والخشية بقوله: "والخشية أخص من الخوف؛ فإن الخشية للعلماء بالله، قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (فاطر:28). فهي خوف مقرون بمعرفة، وقال النبي ?: "إني أتقاكم لله، وأشدكم له خشية" ()، فالخوف حركة، والخشية انجماع وانقباض وسكون، فإن الذي يرى العدو والسيل ونحو ذلك له حالتان: إحداهما: حركة للهرب منه، وهي حالة الخوف. والثانية: سكونه وقراره في مكان لا يصل إليه فيه، وهي الخشية ... فالخوف لعامة المؤمنين، والخشية للعلماء العارفين، والهيبة للمحبين والإجلال للمقربين، وعلى قدر العلم والمعرفة يكون الخوف والخشية ().
وقال السفاريني: "قال الإمام المحقق في شرح منازل السائرين: الوجل والخوف والخشية والرهبة ألفاظ متقاربة غير مترادفة. قال أبو القاسم الجنيد رضي الله عنه: الخوف توقع العقوبة على مجاري الأنفاس. وقيل الخوف اضطراب القلب وحركته من تذكر المخوف. وقيل الخوف قوة العلم بمجاري الأحكام. قال ابن القيم: هذا سبب الخوف لا نفسه. وقيل الخوف هرب القلب من حلول المكروه عند استشعاره. وفي متن منازل السائرين: الخوف الانخلاع عن طمأنينة الأمن بمطالعة الجزاء. قال المحقق: والخشية أخص من الخوف فإنها للعلماء بالله. قال تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}. فهي خوف مقرون بمعرفة. انتهى.
فالخوف سوط يسوق المتمادي, ويقوم الأعوج, ويلين القاسي، ويطوع المستصعب. وليس هو مقصوداً لذاته بخلاف الرجاء, فمن ثم ينبغي أن يرجح على الخوف".
وتقول بنت الشاطئ: نلاحظ أن الخشية في البيان القرآني تفترق عن الخوف، بأنها تكون عن يقين صادق بعظمة من نخشاه، وأما الخوف فيجوز أن يحدث عن تسلط بالقهر.
والخشية يجب ان لا تكون إلا لله وحده، دون أي مخلوق، يطرد ذلك في كل مواضع استعمالها في الكتاب المحكم بصريح الآيات.
وتسند خشية الله في القرآن الكريم إلى الذين يبلغون رسالات ربهم، ومن اتبع الذكر، والمؤمنين، والعلماء، والذين رضي الله عنهم ورضوا عنه.
وفي بحثه "المفردات القرآنية مظهر من مظاهر الإعجاز" يقول الأستاذ الدكتور فضل حسن عباس: "جاء فيما كتبه السيوطي رحمه الله ألفاظ يُظن بها الترادف، وليست منه، من ذلك الخوف والخشية، لا يكاد اللغوي يفرق بينهما، ولا شك أن الخشية أعلى منه، وهي أشد من الخوف؛ فإنها مأخوذة من قولهم: شجرة خشية، أي يابسة. وهو فوات بالكلية، والخوف من قولهم: ناقة خوفاء، أي بها داء وهو نقص، وليست بفوات، ولذلك خصّت الخشية بالله في قوله: {وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ}.
وفرق بينهما أيضاً أن الخشية تكون من عظم المختشى، وإن كان الخاشي قوياً، والخوف يكون من ضعف الخائف، وإن كان المخوف أمراً يسيراً، ويدل على ذلك أن الخاء والشين والياء في تقاليبها تدل على العظمة، نحو: شيخ، للسيد الكبير، وخيش لما غلظ من اللباس، ولذا وردت الخشية غالباً في حق الله، من خشية الله (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء)، وأما {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ}، ففيه نكتة لطيفة، لأنه وصف الملائكة، ولما ذكر قوتهم وشدة خلقهم عبر عنهم بالخوف لبيان أنهم وإن كانوا غلاظاً شداداً فهم
(يُتْبَعُ)
(/)
بين يديه تعالى ضعفاء، ثم أردفه بالفوقية الدالة على العظمة، فجمع بين الأمرين، ولما كان ضعف البشر معلوماً لم يحتج إلى التنبيه عليه.
وأقول: إن الوجه الأخير الذي ذكره السيوطي هو الذي اقتصر عليه الراغب الأصفهاني، حيث قال: الخشية خوف يشوبه تعظيم، وأكثر ما يكون ذلك من علم بما يخشى منه، ولكن السيد محمد رشيد رضا رحمه الله لم يرتضِ ما ذكره الراغب، فقال رحمه الله: "إن القيد الذي ذكره الراغب لا يظهر في كل الشواهد التي وردت من هذا الحرف في القرآن وكلام العرب". وبعد أن استشهد على ذلك بشيء من أقوال العرب قال: "فإن كان بين الخوف والخشية فرق فالأقرب عندي أن تكون الخشية هي الخوف في محل الأمل، ومن دقق النظر في الآيات التي ورد فيها حرف الخشية يجد هذا المعنى فيها، ولعل أصل الخشية مادة خشت النخلة تخشو، إذا جاء ثمرها دقلاً (رديئاً)، وهي مما يرجى منها الجيد".
المطلب الثاني: من أقوال المفسرين في الفرق بين الخوف والخشية:
سأتناول كلام المفسرين من خلال تفسيرهم للآية الحادية والعشرين من سورة الرعد، وقد جاء اختياري لهذه الآية كونها جمعت بين المفردتين مدار البحث بل عطفت إحداهما على الأخرى، والعطف كما يقال يقتضي التغاير؛ فكانت الآية مظنة الكلام عن الفرق بين الخوف والخشية. قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوْصَلَ ويَخْشَوْنَ رَبَهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ} [الرعد: 21].
قال الآلوسي في تفسيره "روح المعاني": {وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ} أي وعيده سبحانه والظاهر أن المراد به مطلقاً، وقيل: المراد وعيده تعالى على قطع ما أمروا بوصله {وَيَخَافُونَ سُوء الحساب} فيحاسبون أنفسهم قبل أن يحاسبوا، وهذا من قبيل ذكر الخاص بعد العام للاهتمام، والخشية والخوف قيل بمعنى، وفي فروق العسكري أن الخوف يتعلق بالمكروه ومنزله تقول خفت زيداً وخفت المرض والخشية تتعلق بالمنزل دون المكروه نفسه، ولذا قال سبحانه: {يَخْشَوْنَ} أولاً {وَيَخَافُونَ} ثانياً، وعليه فلا يكون اعتبار الوعيد في محله، لكن هذا غير مسلم لقوله تعالى: {خَشْيَةَ إملاق} [الإسراء: 31] و {لِمَنْ خَشِىَ العنت مِنْكُمْ} [النساء: 25] وفرق الراغب بينهما فقال: الخشية خوف يشوبه تعظيم وأكثر ما يكون ذلك عن علم ولذلك خص العلماء بها في قوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ العلماء} [فاطر: 28].
وقال بعضهم: الخشية أشد الخوف لأنها مأخوذة من قولهم: شجرة خشية أي يابسة ولذا خصت بالرب في هذه الآية، وفرق بينهما أيضاً بأن الخشية تكون من عظم المخشي وإن كان الخاشي قوياً والخوف من ضعف الخائف وإن كان المخوف أمراً يسيراً، يدل على ذلك أن تقاليب الخاء والشين والياء تدل على الغفلة وفيه تدبر، والحق أن مثل هذه الفروق أغلبي لا كلي وضعي ولذا لم يفرق كثير بينهما، نعم اختار الإمام أن المراد من {يَخْشَوْنَ رَبَّهُم} أنهم يخافونه يخوف مهابة وجلالة زاعماً أنه لولا ذلك يلزم التكرار وفيه ما فيه.
وقال ابن عادل الحنبلي في تفسيره "اللباب": والفرق بين الخشية والخوف: أنَّ الخشية أن تخشى وقوع خلل إمَّا بزيادةٍ أو نقصٍ فيما يأتي به، والخوفُ: هو مخافة الهيبة والجلال.
وقال الشهاب الخفاجي في حاشيته على تفسير البيضاوي: "في "فروق العسكري": "الخوف متعلق بالمكروه ومُنْزِل المكروه، تقول: (خفت زيداً وخفت المرض)، والخشية تتعلق بمُنْزِلِ المكروه دون المكروه نفسه؛ ولذا قال تعالى: {يَخْشَوْنَ رَبَهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ} " ... وليس هذا بمسلم؛ لقوله: {خَشْيَةَ إِمْلاَقٍ} [الإسراء: 31]، وقوله: {لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتْ مِنْكُمْ} [النساء: 25]، وقد فرق الراغب رحمه الله في "مفرداته" بينهما بفرق آخر فقال: "الخشية: خوف يشوبه تعظيم، وأكثر ما يكون ذلك عن علم؛ ولذلك خص العلماء بها في قوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاء} [فاطر: 28] " ومثله من الفروق أغلبي لا كلي وضعي".
وقال ابن عاشور في تفسيره "التحرير والتنوير": والخشية: خوف بتعظيم المخوف منه وتقدمت في قوله تعالى: {وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} في سورة البقرة (الآية 45). وتطلق على مطلق الخوف.
(يُتْبَعُ)
(/)
والخوف: ظن وقوع المضرة من شيء. وتقدم في قوله تعالى: {إلا أن يخافا ألاّ يقيما حدود الله} في سورة البقرة (الآية 229).
المطلب الثالث: الراجح في الفرق بين الخوف والخشية:
كما قلنا فإن إيجاد الفروق بين الألفاظ القرآنية يكون بالبحث عن المعنى المحدد للكلمة في آيات القرآن ذاته؛ لإيجاد المعنى الدقيق الذي يقصده القرآن.
وإذا تتبعنا آيات القرآن التي ذكرت الخوف والخشية؛ نجد أن هناك أكثر من فرق بين الكلمتين، فمثلاً قوله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء)، يشهد لما قاله صاحب "المنار" من أن الخشية خوف في محل الأمل، ومَن أحق من العلماء بهذا الخوف وبذلك الأمل؟! ولا يتنافى مع ما قاله الراغب من أن الخشية: خوف يشوبه تعظيم، والعلماء حقيقون بهذا التعظيم، حريصون عليه.
ومن تتبعي للآيات التي وردت فيها هاتين الكلمتين يمكن أن نجد بعض الفروق بينهما، ولعل القول الذي يقول بأن الخشية أخص من الخوف -كما ذهب ابن القيم- أو أنها أعلى منه -كما ذهب السيوطي- يمكن أن يجعلنا نميل إلى القول بأن بينهما عموم وخصوص؛ فالخوف أعم من الخشية، وبناء على ذلك يمكن أن نلخص الفرق بينهما فيما يلي:
الخشية: خوف مع علم.
الخشية: خوف مع رجاء.
الخشية: خوف مع تعظيم.
وهكذا فإن الخوف أوسع و أشمل وأعم من الخشية، ولعل هذا القول (العموم والخصوص) يزيل كثيراً من الاعتراضات التي توجه إلى كثير من الأقوال في الفرق بينهما، وهو ما دفع الشهاب إلى القول: "ومثله من الفروق أغلبي لا كلي وضعي" -كما ذكرنا- والله تعالى أعلم.
خاتمة
وختاماً .. فمِن تتبع دلالات كلمتي الخوف والخشية في القرآن نستطيع أن نخرج بفائدة تنوع دلالاتهما، والذي يتراءى لي أن الترادف غير ممكن في العربية، وأن القول بوجوده يتعارض مع عظمة العربية، واتساع قاموسها.
ولو سلمنا للقائلين بالترادف لسفهنا بطريقة أو بأخرى علماء اللغة، الذين جمعوا اللغة من مظانها ومن أفواه العرب، ووقعنا في عبثية لفظية، تنزه اللغة العربية عنها. وأمرٌ آخر يدعم القول بإنكار الترادف، وهو ما ذكرناه من أمثلة قرآنية، ومجيء لفظ الخشية في سياق خاص، ولفظ الخوف في سياق آخر مغاير للأول.
وبعد .. فلا أزعم أنني ألممت بأطراف البحث في هذه القضية، وحسبي أني جمعت بعض ما قيل فيها، والحمد لله أولاً وآخراً.
ونسألك اللهم أن ترزقنا خوفك وخشيتك، وأن تجعل أعمالنا خالصة لوجهك، إنك على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المراجع
- المدرسي، محمد تقي، بحوث في القرآن الحكيم، دار المشرق العربي الكبير، ط2، 1979م.
- الزركشي، بدر الدين محمد بن علي، البرهان في علوم القرآن، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الجيل، بيروت، 1988م.
- لسان العرب، محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري، دار صادر، بيروت، ط1.
- الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح، تحقيق أحمد عبد الغفور عطار، دار العلم للملايين، بيروت.
- الفيروزآبادي، القاموس المحيط، مؤسسة الرسالة، ط2، 1997م.
- سيبويه، الكتاب، تحقيق عبد السلام هارون، دار الجيل، بيروت، ط1، 1411هـ- 1991م، (1/ 7 - 8).
- الجرجاني، علي بن محمد، التعريفات، ضبطه وفهرسه محمد بن عبد الحكيم القاضي، دار الكتاب المصري، القاهرة، دار الكتاب اللبناني، بيروت، ط1، 1991م.
- العسكري، أبو هلال الحسن بن عبد الله، الفروق في اللغة، تحقيق جمال عبد الغني مدغمش، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، ط1، 1422هـ - 2002م.
- ابن فارس، أحمد، الصاحبي في فقه اللغة، القاهرة، 1328هـ.
- المزهر، السيوطي، مطبعة محمد علي صبيح، مصر، (د ت).
- حاكم مالك الزيادي، الترادف في اللغة، منشورات وزارة الثقافة والإعلام، العراق،1980م.
- فضل حسن عباس، إعجاز القرآن الكريم، دار الفرقان، 1991م.
- محمد فؤاد عبد الباقي، المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم.
- الراغب الأصفهاني، الحسين بن محمد، المفردات، دار المعرفة، بيروت، ط1، 1998م.
- ابن قيم الجوزية، محمد بن أبي بكر، مدارج السالكين، القاهرة، ط1، 1422هـ.
- السفاريني، محمد بن أحمد بن سالم، غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب، مؤسسة قرطبة، ط2، 1993م.
(يُتْبَعُ)
(/)
- بنت الشاطئ، عائشة عبد الرحمن، الإعجاز البياني للقرآن ومسائل نافع بن الأزرق، دار المعرفة، مطبعة المعارف بمصر.
- فضل حسن عباس، المفردات القرآنية مظهر من مظاهر الإعجاز، مجلة (دراسات)، الجامعة الأردنية، مجلد11، عدد4، عام1984م.
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[26 Apr 2009, 02:19 م]ـ
أستاذي الفاضل زهير ريالات.
إن موضوع الخوف و الخشية مما حرت في إيجاد فرق واضح بينهما فما ذكر في مقالك هذا إنما كان في أيات محددة وإلا هناك أيات أخرى الخشية تقف مغايرة لما قُعد لها لتمييزها عن الخوف فمن هذه الايات:
وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ [الإسراء/31]
وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَ [التوبة/24]
إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ [الإسراء/100]
وهذه الأية بحد ذاتها أشكلت علي إذ في غيرها من الايات نجد أن الصالحين لا يخشون إلا الله بينما هنا خشي
وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا [الكهف/80]
وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى [طه/77]
قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي [طه/94]
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ [لقمان/33]
لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [الحشر/21]
يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46) [النازعات/42 - 46](/)
أرجو إثراء الموضوع
ـ[العاصمي النجدي]ــــــــ[07 May 2007, 06:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أنا في نظري القاصر أن هذا الملتقى المبارك فيه من المشائخ الفضلاء والذين لهم من الفضل الكثير ولهم باع طويل في العلم الشرعي وهم أساتذه ومحاظرين في الجامعات والمعاهد لذا لابد من الإستفاده من تواجدهم وذلك بطرح كل واحد من المشائخ الفضلاء منهجية في دراسة علم التفسير وعلوم القران.
وتكون بذلك مرجع لمن أراد التبصر في الطريق الصحيح ومنهجيه يرجع لها ويتدرج عليها الطالب.
ولعلنا نلاحظ كثيراً عند تصفح المنتديات وبعض المواقع التى تعنى بهذا العلم العظيم كثرة السؤال عن المنهجية في التدرج في علم التفسير ويكون مفصل ومتكامل حتى يكون مرجع لمن أراد الطلب ويحال اليه من يسأل ولو يخصص له صفحة ويطبع كذلك كنتاج أول لهذا الملتقى العلمي الرائع.
أرجو إثراء الموضوع ...
و الله اسأل أن يعظم لنا جميعاً الأجر .. [/ size]
ـ[أبو المهند]ــــــــ[08 May 2007, 04:09 م]ـ
أخي الكريم لقد سألت عن مهم في بابه {منهجية دراسة علم التفسير وعلوم القران}
هذا موضوع يحتاج إلى وقت لنفي الموضوع حقه ولكن ما لايدرك لا يترك فأقول على عجل:
ينبغي لمن أراد أن يدرس علم التفسير بمنهجيته أن يتسلسل كما يلي:
1ـ أن يكون حافظاً للقرآن الكريم، فدارس علم التفسير بدون حفظ القرآن كمن يريد بناء
بيت في الهواء، فحفظ القرآن أساس الدخول للتفسير، فهو أرضه التي تَبني عليها معارفك
من التفسير، والمناهج التي تدرَّس للطلاب في علم التفسير بدون حفظ الطالب للأصل المفسَّر
ـ من وجهة نظري ـ محض العبث وتضييع الوقت.
2ـ لابد من أرضية لغوية {النحو والصرف} بها نتعامل مع أصل العربية وأسها القرآن الكريم
الذي نزل بلسان عربي مبين.
3ـ إجادة الدارس لطريقة البحث في المعاجم العربية كي لا يقف من الكلمة التي
يريد تأصيل مادتها وتجذيرها موقف العاجز.
4ـ لابد من دراسة أصول الفقه وأسسه.
5ـ إحتواء علوم القرآن ولو إجمالا، فمن جهل علماً من علوم القرآن جهل
ما تحته من آيات.
6ـ سعة الاطلاع والمعرفة فكثيرا ما يسأل بعض الطلاب في هذا المنتدى
المبارك عن موضوع يبحثه، هذا يعنى أن طالب العلم بضاعته مزجاه في الاطلاع،
فالعلم يُنتِج علما والاطلاع يفجر الموضوعات تفجيراً، والكسل وتعجل قطف الثمار
يساوي " هل من متصدق على فقير لا اطلاعه"
7ـ متابعة أحد الأساتذة المفسرين والتتلمذ على يديه تطبيقاً لقوله تعالى " هل أتبعك
على أن تعلمني مما علمت رشداً". لابد من معلم.
8ـ بعد ذلك وغيره ـ مما يضيق الوقت بسرده الآن ـ على طالب العلم أن يتدرج في
التفسير كالآتي:
يستفتح بالجلالين ويضاهيه التفسير الميسر فهو قيم في بابه، ثم يثني بابن كثير
والطبري ثم بفتح القدير، ثم بالقرطبي ثم بالآلوسي ثم بالفخر ثم بأبي حيان ثم
بابن عطية، ثم بالتحرير والتنوير، وبأبي السعود، وعندما يصل إلى درجة
الفروسية عليه بالكشاف وحواشيه، والببيضاوي وحواشية وخاصة شيخ زادة
والشهاب وهلم جرا والموفق من وفقه الله للدين وطلبه.
هذه عجالة أردت منها فتحا للموضوع وإلا فالموضوع كما قال الأخ الكاتب يحتاج إلى كتاب يكون من نتاج شبكتنا التفسيرية وملتقانا حفظه الله وأهله.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[08 May 2007, 09:24 م]ـ
هذان موضوعان سبق طرحهما:
الأول تعليق لفضيلة الشيخ: مساعد الطيار تجده على هذا الرابط:
معا لكيفية القراءة في كتب التفسير ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=1477)
والثاني موضوع لفضيلة الشيخ: أحمد بزوي الضاوي:
القراءة العلمية للتفاسير ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=6497)
ولعل الإخوة يزيدون ما يعرفون.
وأدعو مشرفينا الكرام لما دعا إليه الأخ من أن يفردوا لهذا الموضوع مطبوعا مستقلا إذا توفرت المادة العلمية الكافية، كما سبق أن جمعت كتابات الشيخ مساعد -حفظه الله- فكان فيها النفع العظيم ...
ـ[أبو أنس الزبيدي]ــــــــ[09 May 2007, 12:19 ص]ـ
هناك كتاب جيد في هذا الباب واحسبه نافعا هو لفضيلة الدكتور صلاح الخالدي حفظه الله اسم الكتاب مفاتيح التعامل مع القرآن الكريم يرجع اليه للفائدة
ـ[العاصمي النجدي]ــــــــ[10 May 2007, 08:55 ص]ـ
جزاكم الله خير جميعاً
نرجو إثراء الموضوع(/)
أرجو الإفادة بصحة هذة العبارة
ـ[عبدالرحمن الفضلي]ــــــــ[07 May 2007, 06:03 م]ـ
السلام عليكم.
أرجو إفادتي بصحة هذه العبارة عقديًا، والتي وجدتها في إحدى المخطوطات التي أقوم بتحقيقها فضل الله.
والعبارة تتكلم عن شرف القرآن وأن الله تعالى قد سمى القرآن ببعض أسمائه تعالى.
العبارة هي:، والله (مبارك) وسمَّى القرآن مباركًا فقال تعالى: (وهذا ذكرٌ مباركٌ أنزلناه).
فهل يصل أن يوصف الله تعالى بأنه مبارك، ولكم جزيل الشكر.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[09 May 2007, 07:35 ص]ـ
لا يُسَمّى اللهُ - عز وجل - ولا يُوصَف إلا بما سَمّى أو وصف به نفسه،
ولم يبلغ علمي أن لله اسما أو وصفا هو (مبارك)
إلا حديث عائشة الذي أخرجه ابن ماجه في سننه: كتاب الدعاء باب اسم الله الأعظم،
قالت عائشة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(اللهم، إني أسألك باسمك الطاهر الطيب المبارك الأحب إليك، الذي إذا دُعِيتَ به أجبت،
وإذا سُئلت به أعطيت، وإذا استرحمت به رحمت، وإذا استُفرجت به فرّجت ... ) الحديث
وظاهر أن الوصف بالمبارك هنا متجه إلى اسم الله لا إلى ذاته فالاسم هو:
الطاهر الطيب المبارك الأحب إلى الله .....
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفضلي]ــــــــ[09 May 2007, 01:53 م]ـ
السلام عليكم.
أشكرك أخي الشيخ منصور مهران على هذا التبيان.
فجزاك الباري خير الجزاء.
ـ[عبدالرحمن المطيري]ــــــــ[12 May 2007, 12:46 ص]ـ
السلام عليكم.
أحببت المشاركة بالموضوع، والقول بأن الحديث المذكور الذي رواه ابن ماجة إسناده ضعيف، ففيه أبو شيبة عبدالرحمن بن إسحاق الواسطي، ضعفه جمع من أهل الحديث كأحمد وابن معين والبخاري والنسائي وأبو حاتم وأبو دواد وغيرهم -رحم الله الجميع-.
وقد ضعف الحديث الشيخ الألباني -رحمه الله- في عدد من كتبه منها: ضعيف ابن ماجة.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.(/)
إلى ماذا يرجع قول القرطبي في قوله تعالى: (أسرى بعبده)
ـ[ام جواد المغربي]ــــــــ[07 May 2007, 07:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قوله تعالى: {أَسْرَى? بِعَبْدِهِ} «أسرى» فيه لغتان: سرى وأسرى؛ كسقى وأسقى، كما تقدّم. قال: أسْرتْ عليه من الجَوْزَاء سارِيَةٌ تُزْجِي الشَّمال عليه جامدَ البَرَد
وقال آخر: حَيِّ النَّضيرة ربة الخِدْرِ أسْرَت إليّ ولم تكن تَسْري
فجمع بين اللغتين في البيتين. والإسراء: سير الليل؛ يقال: سَرَيت مَسْرًى وسُرًى، وأسريت إسراء؛ قال الشاعر: وليلة ذات نَدًى سريتُ ولم يَلِتْنِي من سُراها لَيْتُ
وقيل: أسرى سار من أوّل الليل، وسرى سار من آخره؛ والأوّل أعرف.
إلى ماذا يرجع قول القرطبي ((الأول أعرف))؟؟؟ هل يعود إلى أسرى سار من أول الليل، أم إلى غيره؟؟؟؟؟؟
أرجوا إفادتي
وجزاكم الله خيرا
وأثابكم الجنان
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 May 2007, 08:51 ص]ـ
لعله يقصد أن سرى وأسرى لغتان أعرف من التفريق بينمها بجعل أسرى لأول الليل، وسرى لآخره.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[08 May 2007, 12:47 م]ـ
بل يقصد ان سير الليل هو المعروف المشتهر في معنى تلك الكلمة والاشارة بالاول الى الراي الاول الذي ذكره في بداية التعريف بهذه الكلمة
ـ[عاصي الهوى]ــــــــ[08 May 2007, 01:34 م]ـ
الاول
والإسراء: سير الليل؛ يقال: سَرَيت مَسْرًى وسُرًى، وأسريت إسراء؛
الثاني
وقيل: أسرى سار من أوّل الليل، وسرى سار من آخره؛
والاول اعرف
اي ان الاعرف ان الاسراء سير الليل
دون تخصيص لاول الليل او اخره
وهو شي طبيعي
ان التخصيص اقل معرفة لانه من اختصاص اهل اللغة
والاعرف هو مااشتهر على السنة الناس
ـ[ام جواد المغربي]ــــــــ[08 May 2007, 02:40 م]ـ
يعطيكم العافية
وجزاكم الله خير(/)
تفسير القرآن في ضوء المستجدات
ـ[أبو أنس الزبيدي]ــــــــ[08 May 2007, 01:34 م]ـ
السلام عليكم اود من الاخوة الفضلاء الافادة وتوجيه النصح حول هذا الموضوع وهو تفسير القرآن في ضوء المستجدات عند المفسرين وهو عنوان رسالة قد سجلتها حديثا لنيل درجة الكتوراة لذا ارجو الافادة وابداء الراي
ـ[أبو المهند]ــــــــ[08 May 2007, 03:26 م]ـ
أخي العزيز الباحث لنيل درجة الدكتوراه حياكم الله ونفع بكم وقد طلبتم النصح
في ضوء عنوانكم {تفسير القرآن في ضوء المستجدات عند المفسرين} أقول:
العنوان غير واضح ويحتاج منكم إلى مزيد من الإيضاح كي تنهال عليك النصائح
لأننا لا ندري أي مستجدات تقصد أفي الدين {البدع ونحوها} أم في أمور الدنيا
ومستحدثاتها، أفي الفكر والثقافة الدينية أم في المخترعات؟؟!! على العموم
عنوان الموضوع ـ من وجهة نظري ـ غير كاف لمن أراد تصوره وإفادتك ولك تحياتي.
ـ[أبو أنس الزبيدي]ــــــــ[08 May 2007, 11:58 م]ـ
اشكر لكم فضيلة الكتور ردكم اقصد بالمستجدات ما كان في الجانب الفقهي والاجتماعي والسياسي والعلمي وهو بمعنى آخر تنزيل النصوص القرآنية على الواقع اضافة امع بيان ضوابط اسقاط النص القرآني على الواقع
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[09 May 2007, 12:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأخ الفاضل: أبو أنس الزبيدي ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد فإني أحمد الله إليكم أن وفقكم لاختيار هذا الموضوع، و لي ملاحظة بسيطة من حيث الاصطلاح، فأظن أننا بصدد الحديث عن تنزيل النص القرآني على الواقع ـ بمعنى كيف نجيب على مشكلات العصر، و نجد حلولا لأزماته انطلاقا من القرآن الكريم، باعتبار القرآن الكريم كتاب حياة، و أن الله تعبدنا به، بالمفهوم الشامل للعبادة الذي يشمل جميع مناحي الحياة الفكرية و الاجتماعبية و الاقتصادية و السياسية. و على مستوى الفرد و الأسرة و المجتمع و الدولة والدول في حالتي السلم والحرب، و ذلك حتى نعبد الحياة كل الحياة لله رب العالمين.
و هذا التنزيل يمكن أن يكون إيجابيا و يمكن أن يكون سلبيا، باعتبار الاحتكام إلى شروط المفسر و آدابه، وطرق استثمار الخطاب الشرعي. ومن ثم فإنه لا يمكن الحديث عن الإسقاط إلا في الشق السلبي باعتباره تحريفا لمراد الله تعالى، و هو ما اصطلح عليه سلفنا بلي عنق النص، أي جعل النص تابعا للواقع، فلا نقرأ القرآن و إنما نقرأ أفكارنا و معتقداتنا و مواقفنا و أهواءنا، و نخضع لها القرآن الكريم. فيصبح القرآن الكريم تابعا للواقع، بدل أن يكون متبوعا أو كما قال سلفنا: جعل القرآن أميرا يقتدى و يتبع على كل حال، و تقديمه على كل شيء حتى يكون الحكم لله تعالى.
وإنه قد سبق لي أن أعددت رسالة علمية قريبة من هذا الموضوع نوقشت سنة 1407 هـ / 1987 م بجامعة القاهرة كلية دار العلوم، عنوانها: أثر الواقع الثقافي في التفاسير الحديثة للقرآن الكريم.، و يومها أرشدني شيخي شيبة الحمد حامد ـ رحمه الله ـ إلى ضرورة وضع ضابط نميز به بين أثر الواقع الإيجابي و السلبي، و حثني على زيارة الشيخ محمود شاكر ـ رحمه الله ـ الذي ثمن رأي الشيخ حامد، ونصحني بالبحث في مذهب أهل السنة في التفسير، وجعل ما انتهوا إليه معيارا في الحكم. فضلا عن البحث في الواقع الثقافي للأمة الإسلامية في العصر الحديث، فهذان المبحثان هما المدخل الأساس للوفاء بمتطلبات مثل هذه البحوث.
وإني لآمل من كل قلبي أن يوفقكم الله للبحث في هذه القضايا الحديثة و المعاصرة، و التي من شأنها أن تبين أن تفسير القرآن الكريم هو مشروع حضارى يتوخى تنزيل النص القرآني على الواقع بغية تعبيد الحياة كل الحياة لله رب العالمين.
وتفضلوا أخي الكريم بقبول خالص تحياتي و تقديري.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[09 May 2007, 01:42 م]ـ
يقيني أن فضيلة الدكتور الضاوي أصاب المحز وفي كلامه قصد السبيل وزيادة،
وعلى استحياء شديد أقول يمكن للأخ الكريم الذي يريد تنزيل القرآن على واقع
ما استجد أن يجعل القرآن أصلا وإماما كما قال الدكتور الضاوي ثم يتم تقسيم المستجدات
من حيث العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق وما استجد في كلٍ، ثم جمع ما يخص المذكور
من واقعنا المعاصر، ثم ضبطه بضابط القرآن بوضعه القرآن في كفه وما جمعته من مستجدات
في كفة مقابلة ليحكم عليه القرآن من خلال فهم أهل السنة والجماعة تصويبا وتخطيئا، أو مثل
هذا القسيم حسبما يروق لكم وبالاتفاق مع سعادة مشرفكم، والله يرعاكم.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[09 May 2007, 02:52 م]ـ
هذا الموضوع مكتوب فيه كثيرا وربما تحت باب التجديد في التفسير وينظر مثلا الى كتاب مناهج تجديد في تفسير القران للدكتور محمد ابراهيم شريف وكذا الفكر الديني في مواجهة العصر لعفت الشرقاوي وكتابي الدكتور فضل عباس التفسير اساسياته واتجاهاته والمفسرون اتجاهاتهم ومناهجهم وغيرها في كثير من البحوث المبثوثة في المجلات المحكمة ويمكن الرجوع الى الكشاف الذي اعده الدكتور عبد الله الجيوسي للاطلاع على كم هائل من البحوث والمقالات المتعلقة بهذا الجانب وغيره
وقد كتبت انا بحثا وضعت فيه بعض الافكار تحت عنوان التجديد في التفسير وهو منشور في هذا الموقع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أنس الزبيدي]ــــــــ[09 May 2007, 04:58 م]ـ
اشكر الاساتذة الافاضل د: خضر ود: الضاوي ود: جمال على التجاوب وتقديم النصح والذي اشار اليه الاستاذان الفاضلان د خضر ود الضاوي هو الاساس الذي ستبنى عليه الرسالةوالذي اشاروا اليه يشكل القسم الثاني من الرسالةحيث سيكون القسم يعنىببيان الضوابط المنهجية في تنزيل النصوص القرآنيةواتمنى على الدكتور الضاوي ان اطلع على رسالته فاذا كانت مطبوعة اود اعلامي بدار النشر وان لم تكن مطبوعة فاني اود التواصل معه حتى اجد طريقة للاطلاع عليها وجزاكم الله خيرا
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[10 May 2007, 07:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل: الزبيدي ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد، فإنه يؤسفني أن أخبركم أن الرسالة لم تطبع بعد، و أنها لا زالت تقبع في رفوف مكتبة كلية دار العلوم، جامعة القاهرة. وهي تقع في أكثر من تسعمائة صفحة، مما يجعل تصويرها و إرسالها متعذرا. وقد عملت على نشر جزء من القسم المتعلق بمذهب أهل السنة في التفسير، كما نشرت بعض المباحث المتعلقة بسيد قطب، تجدونها على هذا الموقع.
وللإخبار فإنني قد درست في هذه الرسالة ثلاثة تفاسير واكبت التغيرات الكبرى التي عرفتها الأمة الإسلامية في العصر الحديث:
1 - تفسير المنار.
2 - تفسير سيد قطب.
3 - تفسير محمد عزت دروزة.
وآمل أن تتاح الفرصة لمزيد بيان.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 May 2007, 05:41 م]ـ
الأخ الفاضل د. جمال أبو حسان زاده الله جمالا وحسنا لعلك معي أن
الموضوع المشار إليه لا تنقضي عجائبه لسرعة المستجدات ومتانة القرآن
في مواجهتها مع استيعابه إياها فلا يضير الأخ الباحث كمَّ المكتوب في هذا
الموضوع إلا أن تقصد إثراء موضوعه بمزيد من الدلالة على أبواب تخدم موضوعه
وتيسره عليه، وأحييك لخوض غمار هذا الباب من أبواب المعرفة الشريفة. والله الموفق.
ـ[محمد البويسفي]ــــــــ[14 May 2007, 01:40 ص]ـ
السلام عليكم
اسمح لي أخي الزبيدي وليسمح لي الأساتذة الفضلاء على التطفل على الموضوع والتقدم بين أيديهم.
أريد أن أقول: إن التفسير بما هو عملية كشف عن معاني ومراد الله تعالى فإنك تحتاج في بحثك إلى البحث في وسائل جديدة معاصرة تساعد على فهم مراد الله تعالى، فعملك بالأساس هو البحث عن وسائل تفيد في البيان والاستنباط أكثر من التنزيل على الواقع، لا أنكر أهمية وخطورة تنزيل النص القرآني على الواقع، لكن عمل المفسر بالأساس هو الكشف عن معاني القرآن أحكاما وحكما، وهذه صنعة المفسر، ويمكن بعد ذلك تنزيل المعاني المستنبطة على الواقع سواء من المفسر أو الداعية أو المصلح ...
ويمكن هنا أن أستدل بكلام أحد أساتذتنا هنا وهو تقسيم العلوم الشرعية من حيث الطبيعة المعرفية والوظيفة المنهجية إلى: علوم خادمة للنص، وعلوم مستنبطة من النص.
فمثلا علوم اللغة وأصول الفقه .. أنها قواعد مساعدة على فهم النص القرآني، فهي علوم خادمة للنص. وعلم الحديث موثق للنص ومساعد على فهمه خاصة فقه الحديث.
وعلوم الفقه والتصوف والمقاصد وغيرها ... مستنبطة من النص.
فما يحتاجه المفسر من هذه العلوم؟ أزعم أن العلوم الخادمة للنص هي التي يحتاج إليها المفسر.
وإذا كان البحث في المستجدات فيجب أن ينحصر فيما هو مساعد على الفهم، مثلا علوم اللسانيات المعاصرة أو مناهج القراءة .. وغيرها نبحث فيها من حيث صلاحيتها لتفسير النص القرآني ومدى مواءمتها له؟ هل تتوفر فيها الكفاية التفسيرية، وعدم التناقض؟ ... وقس على ذلك. والله أعلم
وأنا أيضا في طور الطلب وللأساتذة الفضلاء أن يتفضلوا علينا بالنصح والإرشاد، وقد عودونا على الرأي بدليله.(/)
ندوة علمية في جامعة القصيم عن (جهود ابن عثيمين في التفسير وعلوم القرآن)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 May 2007, 03:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بمناسبة افتتاح اللجنة الفرعية للجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه بجامعة القصيم، عقدت اللجنة لقاءها العلمي الأول بجامعة القصيم يوم الثلاثاء 21/ 4/1428هـ برعاية معالي الأستاذ الدكتور خالد بن عبدالرحمن الحمود مدير جامعة القصيم، وذلك في قاعة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - بكلية الشريعة وأصول الدين، وقد عقدت ندوة علمية تحت عنوان:
جهود الشيخ محمد بن عثيمين في التفسير وعلوم القرآن
وقد شارك في هذه الندوة:
1 - فضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن محمد البريدي الأستاذ المساعد بكلية المعلمين بالرس.
2 - وفضيلة الشيخ الدكتور خالد المصلح الأستاذ المساعد بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة القصيم.
وأدار الندوة فضيلة الشيخ الدكتور عمر بن عبدالله المقبل الأستاذ المساعد بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة القصيم.
وقد بدأ اللقاء بتلاوة آيات من كتاب الله تلاها أخونا الفاضل يوسف السليم الطالب بكلية الشريعة بجامعة القصيم، وعضو ملتقى أهل التفسير.
ثم ألقى رئيس اللجنة الفرعية للجمعية فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن صالح الحميضي - الأستاذ المساعد بكلية الشريعة بجامعة القصيم كلمةً بهذه المناسبة، رحب فيها بالحضور، وشكرهم على استجابتهم للدعوة، وعرض فيها أهم أهداف افتتاح اللجنة الفرعية للجمعية في القصيم.
ثم شاهد الحضور فيلماً تعريفياً بالجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه لمدة عشر دقائق.
ثم ألقى نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور عادل بن علي الشدي أستاذ الدراسات القرآنية المشارك بجامعة الملك سعود كلمة بهذه المناسبة شكر فيها معالي مدير جامعة القصيم على حفاوته ومباركته لافتتاح اللجنة الفرعية للجمعية بجامعة القصيم وتذليله العقبات في سبيل بدء أعمال هذه اللجنة في الجامعة، كما كرر الشكر للجميع لحضورهم ومشاركتهم في هذا اللقاء.
بعدها ألقى معالي الأستاذ الدكتور خالد الحمود مدير جامعة القصيم كلمة بهذه المناسبة أعرب فيها عن سعادته بافتتاح هذه اللجنة الفرعية للجمعية العلمية للقرآن وعلومه في الجامعة، وأبدى فخره وجميع منسوبي الجامعة بخدمة القرآن الكريم وطلابه واحتضان هذه اللجنة الفرعية للجمعية، وتمنى أن يرى هذه اللجنة الفرعية وقد نمت وأصبحت فرعاً متكاملاً للجمعية للمساهمة في خدمة القرآن الكريم ونشر علومه على مستوى المنطقة.
** ** **
بعد ذلك بدأت أعمال الندوة العلمية عند الساعة العاشرة مساءً، بحضور معالي مدير الجامعة، وأصحاب السعادة وكلاء الجامعة وعمداء الكليات، وفضيلة الدكتور عادل بن علي الشدي نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه، والدكتور مساعد بن سليمان الطيار، والدكتور العباس بن حسين الحازمي، والدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري أعضاء مجلس إدارة الجمعية، وعدد من أساتذة كلية الشريعة بجامعة القصيم.
محاور الندوة:
1 - نبذة مختصرة عن عناية الشيخ ابن عثيمين بالقرآن وعلومه. قدمها الدكتور خالد المصلح. وقد أشار فيها إلى أن الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله قد حفظ القرآن مبكراً، وكان يحرص على قراءة حزبه من القرآن أول النهار حتى يتفرغ بعدها لبقية شأنه، وأنه كان يحب سماع التلاوات المجودة، ويفضل الاستماع للشيخ عبدالباسط عبدالصمد رحمه الله، ويصطحب الأشرطة الصوتية للقرآن الكريم في سفره. وأشار إلى أن الشيخ رحمه الله كانت له عناية شديدة بتدبر القرآن، وأنه في أول طلبه للعلم على يد الشيخ عبدالرحمن السعدي كان يصلي وراء الشيخ عبدالرحمن السعدي، ويعجب بقراءته التدبرية للقرآن الكريم، لعنايته بالوقوف التي تبرز معاني القرآن الكريم، حيث كان يثني على شيخه بمعرفته لأماكن الوقوف أثناء التلاوة وتأثير ذلك على من وراءه. وذكر الشيخ خالد أن الشيخ رحمه الله كان يمتثل القرآن في شؤونه كلها، وضرب على ذلك مثالاً بتطبيقه لقوله تعالى (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها)، فذكر لذلك مثالين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: عندما دخل الشيخ يوماً على مجلس فسلم بصوت مرتفع مسموع، فرد أحد من في المجلس بصوت خفيض، فقال له (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها)، كأنه يعاتبه أنه لم يرد التحية بمثلها فضلاً عن أحسن منها.
الثاني: عندما ذهب الشيخ يوماً لأحدى المحاضرات، فقابله عند بوابة المكان أحد حراس المبنى، فلما رأى الشيخ رحب به، ورفع يديه مهللاً ومرحباً بالشيخ، فرفع الشيخ يديه كما فعل وبالغ في رد تحيته، وقال لمن معه في السيارة (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) فهو يرى أن التحية ترد بمثلها على أي وجه كانت تلك التحية في الأقوال والأفعال وهيئات الاستقبال والترحيب رحمه الله.
ثم ذكر الدكتور خالد المصلح وصفاً مختصراً لدرس الشيخ في التفسير، فأشار إلى أنه كان يمتاز بسهولة العبارة، وكان يفتتح الدرس بقراءة الآيات، ويختار أجود الطلاب تلاوة، ثم البدء في التفسير بعد ذلك، وهو لا يعتمد على كتاب بعينه في التدريس وإنما يفسر ابتداءً من القرآن، واشار إلى تميزه في جانب الاستنباط وحرصه على التدبر واستنباط الفوائد، وأنه كان حريصاً على ألا ينسب للقرآن ما ليس منه، ولذلك يتحفظ كثيراً في مسائل الإعجاز العلمي للقرآن وغير ذلك.
ثم انتقل الحديث لفضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن محمد البريدي (1)، فتحدث عن منهج الشيخ في التفسير، وعن تراث الشيخ في التفسير، وذكر أن الشيخ قام بتدريس مادة التفسير في كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم وهي أول مادة درسها في الكلية بعد انتقاله من المعهد العلمي، وأن تناوله للتفسير كان على أوجه:
1 - تفسيره القرآن في المسجد من القرآن مباشرة، وقد وقف فيه قبل وفاته عند الآية 52 من سورة الأنعام، ووصف منهجه في التفسير فذكر أنه كان يبدأ بتفسير الآية من حيث اللغة ثم يذكر القراءات وخلاف المفسرين ونوعه وأثره في تفسير الآية، ثم يذكر بعد ذلك الفوائد التي يستنبطها من آيات القرآن، ويطيل في الفوائد التي يستنبطها.
2 - التعليق على تفسير الجلالين في المسجد. وذكر أن الشيخ يرى أن تفسير الجلالين يصلح لطلبة العلم لا لعامة الناس، وله استدراكات على تفسير الجلالين في جوانب مختلفة في العقيدة والتفسير والمبهمات ونحو ذلك، وهذه الاستدراكات جديرة بالدراسة والعناية كما ذكر الدكتور أحمد البريدي.
3 - تفسير القرآن في اللقاءات العامة كما في (اللقاء المفتوح) حيث فسر الفاتحة وجزء عم وانتهى منه عام 1416هـ. ثم فسر الحجرات، وغيرها من السور. وهو في هذا التفسير يذكر المعنى العام بأسلوب ميسر مناسب للجميع، لأن الحضور من جميع الفئات، ومن ذلك تفسيره القرآن في دروس الحرم المكي في رمضان، حيث يختار آيات مما قرأه الإمام فيفسرها.
4 - تفسيره القرآن في إذاعة القرآن الكريم بدأ عام 1408هـ ووصل فيه إلى الآية 31 من سورة آل عمران. واسم برنامجه (من أحكام القرآن الكريم).
5 - التأليف في التفسير في المعاهد العلمية في المتوسطة والثانوية، وكان خاصاً بتفسير آيات الأحكام، وسماه (الإلمام في تفسير بعض آيات الأحكام) وقد رتبه على أبواب الفقه، فبدأ بالطهارة وختم بآيات الوصية.
6 - تفسير الآيات التي ترد في المتون العلمية التي درسها، وأبرزها كتاب التوحيد، وكتاب العقيدة الواسطية. ومن المناسب تسمية تفسيره هذا بتفسير آيات الصفات في القرآن الكريم حيث فسر الآيات التي في هذا الباب تفسيراً مطولاً.
7 - تفسيره آيات من القرآن في دروسه وخطب الجمعة.
8 - عقد دورات علمية صيفية في تفسير بعض السور مثل سورة الكهف والكتاب مطبوع.
9 - تفسير آية الكرسي. وهو تفسير مستقل عن تفسير المطبوع، وقد طبعت هذه الرسالة، وذكر فيها من الفوائد أربعين فائدة مستنبطة.
واقترح الدكتور أحمد البريدي على القائمين على مؤسسة الشيخ العثيمين أن يعيدوا طباعة تفسير الشيخ ويميزون بين ما كان منه تفسيراً للقرآن مباشرة، وما كان تعليقاً على الجلالين، وما كان في غير ذلك إذ لكل منها أسلوبه ومنهجه ولقي هذا الاقتراح قبولاً لدى المؤسسة وعدوا بالنظر فيه ودراسته.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن عناية الشيخ بعلوم القرآن، ذكر الدكتور أحمد البريدي أن الشيخ لم يصنف كتاباً مستقلاً في علوم القرآن، وإنما ذكر مسائل متفرقة منه في دروسه. وله كتاب في أصول التفسير سماه (أصول في التفسير) وهو مقرر على طلبة المعاهد العلمية.
وقد ختم الدكتور أحمد بذكر عناية الشيخ بقواعد التفسير، وإعمالها في تفسيره، وذكر من أهم صفات تفسير الشيخ:
- سهولة العبارة ووضوحها.
- ظهور شخصيته في عرض المسائل ومناقشتها.
- ربطه للآيات بواقع المسلمين المعاصر.
- ظهور الجانب التأصيلي في تفسيره.
- لم يفسر القرآن كاملاً، وإنما ما يقارب نصفه.
- من أهم مصادره كتب ابن تيمية وابن القيم وتفسير الطبري.
ثم فتح مدير الندوة الدكتور عمر المقبل الباب للتعقيبات والأسئلة وأجاب الضيوف عنها، ثم اختتم مدير الندوة الندوة عندالساعة الحادية عشرة مساءًَ، وانتقل الجميع لتناول طعام العشاء في الكلية، وقد قامت مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رعاية هذا اللقاء وحضر مدير المؤسسة الأستاذ عبدالله بن محمد بن صالح العثيمين اللقاء وعقب على الندوة، وشكر الجمعية لإقامتها هذه الندوة حول جهود والده في التفسير وعلوم القرآن.
وأخيراً فإنني أشكر الله سبحانه وتعالى على أن وفق لإقامة هذا اللقاء وهذه الندوة، وأشكر جامعة القصيم بدأ بمعالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور الفاضل المتواضع خالد بن عبدالرحمن الحمود وانتهاء بالسائق الفاضل أبي صالح الذي كان برفقتنا طيلة الزيارة على الحفاوة البالغة بأعضاء مجلس إدارة الجمعية. وأخص بالشكر فضيلة عميد كلية الشريعة بجامعة القصيم الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن محمد الربيش، على استقباله وسعادته بافتتاح اللجنة الفرعية للجمعية في الكلية، ودعمه المفتوح لها، وأسأل الله أن يوفقه لكل خير.
كما أشكر أخي العزيز الدكتور إبراهيم الحميضي رئيس اللجنة الفرعية لحسن ترتيبه وتنسيقه لهذا اللقاء الموفق، وأسأل الله أن يبارك في جهوده للاستمرار في هذه الأعمال.
في الرياض يوم الأربعاء 22/ 4/1428هـ
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر: (جهود الشيخ ابن عثيمين في التفسير وعلوم القرآن - عرضاً ودراسة) - رسالة دكتوراه لأحمد البريدي ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8253) .
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[09 May 2007, 05:14 م]ـ
جهود موفقة من إخوة صادقين - هكذا أحسبهم -.
وعسى أن يجتهد القائمون على فرع الجمعية في جامعة الملك خالد في تفعيل الفرع، وإقامة مثل هذه اللقاءات والندوات النافعة؛ فقد مللنا من الركود العلمي الذي يعتبر سمة ظاهر من سمات جامعة الملك خالد.
ـ[غانم الغانم]ــــــــ[09 May 2007, 10:26 م]ـ
أحمد ربي أن وفقني لحضور هذا اللقاء العلمي المميز , ففيه جمع مميز من المشايخ لا سيما المتخصصين فدائما يشتاق المرء لرؤيتهم والنيل من علمهم , أمثال فضيلة الدكتور مساعد الطيار والدكتور عبدالرحمن الشهري وغيرهم كثير جداً
فأشكر مشايخي على هذا اللقاء الرائع ونطمع إلى لقاء علمي دوري في جامعة القصيم مع النخبة المتخصصين في التفسير وعلوم القرآن
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 May 2007, 06:20 م]ـ
أخي الكريم أبا مجاهد وفقه الله: اللقاء القادم بإذن الله سيكون في أبها، فأعدَّ نفسك والزملاء في القسم والكلية لهذا، وسأوافيك بالتفاصيل هاتفياً إن شاء الله، فقد بدأت كل لجان الجمعية الفرعية في المدينة المنورة ومكة المكرمة والمنطقة الشرقية والقصيم، ولم يبق إلا اللجنة الفرعية في جامعة الملك خالد التي لم تبدأ نشاطها بشكل رسمي.
أسأل الله لك وللجميع التوفيق والسداد.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[10 May 2007, 08:29 م]ـ
أثابكم الله يافضيلة الدكتور عبد الرحمن على هذا التقرير الجميل الوافي عن اللقاء، وسينشر بإذن الله في صحيفة الجامعة، وكتب الله خطواتكم إلينا حسنات، ولقد كان لحضوركم أنتم وأصحاب الفضيلة أعضاء مجلس الإدارة أثر كبير في نجاح اللقاء، وقد كان الإخوة الزملاء في القصيم يأملون أن تبقوا معهم وقتاً أطول لكي يأنسوا بكم ويستفيدوا منكم، ولعل هذا يتيسر في وقت لاحق إن شاء الله تعالى.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[11 May 2007, 02:21 ص]ـ
سبحان الله! كيف لم نعلم عن هذه الندوة وهي عندنا في القصيم، فنحن والله يؤسفنا أن يفوتنا مثل هذه الندوات وهي بعيدة عنا فكيف وهي بجانبنا، فعلى من يقع العتب؟ إلا إذا كانت هذه الندوة خاصة وليست مفتوحة للجميع.(/)
حمل محاضرة د. مساعد الطيار بعنوان (أفلا يتدبرون القرآن)
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[09 May 2007, 05:26 م]ـ
http://up.9q9q.net/up/index.php?f=IIFQsnOnl
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[09 May 2007, 09:59 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[12 May 2007, 02:46 م]ـ
وإياك
ـ[عبدالرحمن الجزائري]ــــــــ[12 May 2007, 04:17 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
الرابط عبارة عن تلاوة لما تيسر من سورة الجن
فالرجاء إصلاحه و جزاكم الله كل خير
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[12 May 2007, 07:48 م]ـ
تأكدت من الرابط وهو للمحاضرة، فلعلك تعيد المحاولة.(/)
لطيفة: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) ولم يقل: علينا.
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 May 2007, 02:25 م]ـ
استنباط ابن هبيرة رحمه الله تعالى في قوله تعالى:
(قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا) [التوبة:51]
قال: لم يقل ما كُتِب علينا، أو كَتَب علينا؛ لأنه أمرٌ يتعلق بالمؤمن، أي: الآن المصيبة تُكْتَب على الشخص مثلاً، لماذا قال: (مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا) ولم يقل: ما كتب الله علينا؟.
يقول:
لأن المصيبة للمؤمن دائماً تكون له، أي: في حسناته؛ لأنه يصبر، فلا يصيب المؤمن شيء إلا وهو خيرٌ له، ولذلك قال في الآية: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا) ولم يقل: علينا. أ. هـ
نقل ذلك الشيخ محمد المنجد وفقه الله تعالى في محاضرة له بعنوان: (الإمام الوزير ابن هبيرة).
ومما يدل على ذلك أيضا:
حديث أبي يحي صهيب بن سنان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير؛ وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سرء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له) رواه مسلم.
أسأل الله أن يصلح أحوالنا، وأن يلطف بنا، ويستر علينا.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[10 May 2007, 05:34 م]ـ
وقال ابن عاشور: ".فهو نفع محض كما تدل عليه تعدية فعل كتب باللام المؤذنة بأنه كتب ذلك لنفعهم ... " [/ size]
ـ[المسيطير]ــــــــ[11 May 2007, 11:33 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم.(/)
من نصائح د. عبد الله دراز: رُبَّ صغير مفضول قد فطن إلى ما لم يفطن له الكبير الفاضل
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[10 May 2007, 08:30 م]ـ
ذكر الدكتور عبد الله دراز _رحمه الله_، في كتابه (النبأ العظيم .. نظرات جديدة في القرآن) ص 112 - 113، نصيحة للمشتغلين بعلوم القرآن وتفسيره، أرجو أن تجدوا فيها الفائدة. ولي بعد ذكرها تعليق بسيط:
((خذ نفسك أنت بالغوص في طلب أسراره البيانية على ضوء هذا المصباح (يقصد: دقة الميزان الذي وضع عليه أسلوب القرآن). فإن عمِّي عليك وجه الحكمة في كلمة منه أو حرف، فإياك أن تعجل كما يعجل هؤلاء الظانون، ولكن قل قولا سديدا هو أدنى إلى الأمانة والإنصاف. قل: "الله أعلم بأسرار كلامه، ولا علم لنا إلا بتعليمه".
ثم إياك أن تركن إلى راحة اليأس فتقعد عن استجلاء تلك الأسرار قائلا: أين أنا من فلان وفلان؟ .. كلا، فرُبَّ صغير مفضول قد فطن إلى ما لم يفطن له الكبير الفاضل. ألا ترى إلى قصة ابن عمر في الأحجيّة المشهورة (1)؟ فجِدَّ في الطلب وقل: رب زدني علما، فعسى الله أن يفتح لك بابا من الفهم تكشف به شيئا مما عمِّي على غيرك. والله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور.))
===
(1) قرأ النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ) الآية 24 من سورة إبراهيم، وقال: "إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم. فحدثوني ما هي؟ "
فخفي على القوم علمها وجعلوا يذكرون أنواعا من شجر البادية. وفهم ابن عمر أنها النخلة. وكان عاشر عشرة هو أحدثهم سنا، وفيهم أبو بكر وعمر. فقال (صلى الله عليه وسلم): "هي النخلة" الحديث رواه الشيخان. وفي القرآن: (فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ) الآية 79 من سورة الأنبياء.
انتهى النقل.
===
تعليق:
نجد مصداق هذه النصيحة القيمة في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةًً" (رواه البخاري في كتاب الأنبياء، عن عبد الله بن عمرو بن العاص)
وفي الحديث الذي رواه الترمذي: "نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا شَيْئًا فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَ .. فَرُبَّ مُبَلِّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ" (رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح)
- وفي رواية أحمد: " فَرُبَّ حَامِلِ الْفِقْهِ فِيهِ غَيْرُ فَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ الْفِقْهِ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ".
ففي هذه الأحاديث مجتمعةً، دعوة إلى عدم إلغاء وإسقاط التكليف القرآني بالنظر والتدبر، والاكتفاء بما توصل إليه السابقون، بحجة أن السابقين (لم يتركوا لللاحقين بهم شيئا ليجتهدوا فيه). فالنص النبوي يقرر: أنه قد تتأتى فهوم مستقبلية أكثر وعيا وإدراكا للنص القرآني.
"بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةًً" .. "فَرُبَّ مُبَلِّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ"، " وَرُبَّ حَامِلِ الْفِقْهِ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ".
ولا شك أن المقصود ليس الدعوة إلى القفز فوق فهم السابقين للقرآن والاغتراف مباشرة من القرآن بمؤهلات وبدون مؤهلات، وإنما المقصود هو التشجيع على النظر الذي لا يتأتى ولا يتحقق إلا ّإذا اصطحب الفهوم والاجتهادات السابقة، بدون الاقتصار عليها، لأن كل عصر رؤيته، في ضوء مشكلاته ومعطياته.
ـ[السلامي]ــــــــ[11 May 2007, 08:54 م]ـ
هذه كلمة جليلة من عالم جليل رحمه الله تعالى ............
ـ[أبو المهند]ــــــــ[12 May 2007, 11:14 ص]ـ
أتحفتنا بمنثور الحكمة أخي محمد من قول شيخنا ـ رحمه الله ـ ومن عين
قولك فالعلم بحر لا ساحل له، ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، ورب تلميذ
فاق شيخه بتواضعه وحاله مع الله ثم مع أستاذه.(/)
إشكال في آية إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ
ـ[عبدالرحمن الجزائري]ــــــــ[11 May 2007, 12:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في تفسير الطاهر بن عاشور مايلي
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119)
وقد تقدمت عند قوله تعالي: {كان الناس أمّةً واحدةً} في سورة [البقرة: 213]. فتفسر الأمّة في كل مقام بما تدل عليه إضافتها إلى شيء من أسباب تكوينها كما يقال: الأمّة العربيّة والأمّة الإسلاميّة.
ومعنى كونها واحدة أن يكون البشر كلّهم متّفقين على اتّباع دين الحق كما يدل عليه السياق، فآل المعنى إلى: لو شاء ربك لجعل الناس أهل ملّة واحدة فكانوا أمّة واحدة من حيث الدّين الخالص.
وفهم من شرط (لو) أنّ جعلهم أمّة واحدة في الدّين منتفية، أي منتف دوامها على الوحدة في الدّين وإنْ كانوا قد وُجدوا في أوّل النشأة متّفقين فلم يلبثوا حتّى طرأ الاختلاف بينَ ابنيْ آدم عليه السّلام لقوله تعالى: {كان النّاس أمّة واحدة} [البقرة: 213] وقوله: {وما كان النّاس إلاّ أمّةً واحدةً فاختلفوا} في سورة [يونس: 19]؛ فعلم أنّ الناس قد اختلفوا فيما مضى فلم يكونوا أمّة واحدة، ثم لا يدري هل يؤول أمرهم إلى الاتّفاق في الدّين فأعقب ذلك بأنّ الاختلاف دائم بينهم لأنّه من مقتضى ما جُبِلت عليه العقول.ولمّا أشعر الاختلاف بأنه اختلاف في الدّين، وأنّ معناه العدول عن الحق إلى الباطل، لأنّ الحق لا يقبل التعدّد والاختلاف، عُقّب عموم {ولا يزالون مختلفين} باستثناء من ثبتوا على الدين الحق ولم يخالفوه بقوله: {إلاّ من رحم ربك}، أي فعصمهم من الاختلاف.
وفهم من هذا أنّ الاختلاف المذموم المحذّر منه هو الاختلاف في أصول الدّين الذي يترتّب عليه اعتبار المخالف خارجاً عن الدين وإن كان يزعم أنّه من مُتّبعيه، فإذا طرأ هذا الاختلاف وجب على الأمّة قصمه وبذل الوسع في إزالته من بينهم بكلّ وسيلة من وسائل الحقّ والعدل بالإرشاد والمجادلة الحسنة والمناظرة، فإنْ لم ينجع ذلك فبالقتال كما فعل أبو بكر في قتال العرب الذين جحدوا وجوب الزكاة، وكما فعل عليّ كرّم الله وجهه في قتال الحروريّة الذين كفّروا المسلمين. وهذه الآية تحذير شديد من ذلك الاختلاف.
وأما تعقيبه بقوله: {ولذلك خلقهم} فهو تأكيد بمضمون {ولا يزالون مختلفين}. والإشارة إلى الاختلاف المأخوذ من قوله: {مختلفين}، واللاّم للتعليل لأنّه لمّا خلقهم على جِبِلّة قاضية باختلاف الآراء والنزعات وكان مريداً لمقتضى تلك الجبلّة وعالماً به كما بيّناه آنفاً كان الاختلاف علّة غائية لخلقهم، والعلّة الغائية لا يلزمها القصر عليها بل يكفي أنها غاية الفعل، وقد تكون معها غايات كثيرة أخرى فلا ينافي ما هنا قولُه: {وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون} [الذاريات: 56] لأنّ القصر هنالك إضافيّ، أي إلاّ بحالة أن يعبدوني لا يشركوا، والقصر الإضافي لا ينافي وجود أحوال أخرى غير ما قُصدَ الردّ عليه بالقصر كما هو بيّن لمن مارس أساليب البلاغة العربية.
وتقديم المعمول على عامله في قوله: {ولذلك خلقهم} ليس للقصر بل للاهتمام بهذه العلّة، وبهذا يَندفع ما يوجب الحيرة في التفسير في الجمع بين الآيتين.
الإشكال فيما كتب الأحمر
وهل قوله تعالى ولذلك خلقهم أي خلقهم لرحمته أم للإختلاف
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[11 May 2007, 02:28 م]ـ
وهل قوله تعالى ولذلك خلقهم أي خلقهم لرحمته أم للإختلاف
أقوال العلماء في رجوع لفظ (ذلك) ثلاثة:
1 - انه عائد غلى الاختلاف
2 - أنه عائد إلى الرحمة
3 - أنه عائد إليهما معاً
وحكى القولين الأولين الطبري وابن كثير وغيرهما , ورجح الطبري القول الثاني إذ يقول رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
(قال أبو جعفر: وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال: وللاختلاف بالشقاء والسعادة خلقهم لأن الله جل ذكره ذكر صنفين من خلقه: أحدهما أهل اختلاف وباطل والآخر أهل حق ثم عقب ذلك بقوله: {ولذلك خلقهم} فعم بقوله: {ولذلك خلقهم} صفة الصنفين فأخبر عن كل فريق منهما أنه ميسر لما خلق له.
فإن قال قائل: فإن كان تأويل ذلك كما ذكرت فقد ينبغي أن يكون المختلفون غير ملومين على اختلافهم إذ كان لذلك خلقهم ربهم وأن يكون المتمتعون هم الملومين؟
قيل: إن معنى ذلك بخلاف ما إليه ذهبت وإنا معنى الكلام: ولا يزال الناس مختلفين بالباطل من أديانهم ومللهم إلا من رحم ربك فهذاه للحق ولعلمه وعلى علمه النافذ فيهم قبل أن يخلقهم أنه يكون فيهم المؤمن والكافر والشقي والسعيد خلقهم فمعنى اللام في قوله: {ولذلك خلقهم} بمعنى على كقولك للرجل: أكرمتك على برك بي و أكرمتك لبرك بي)
وللقرطبي رحمه الله تعالى, كلام حسن جداً , زاد فيه القول الثالث على سابقيه ,عند الطبري حيث قال:
(وإنما قال: (ولذلك) ولم يقل ولتلك والرحمة مؤنثة لأنه مصدر وأيضا فإن تأنيث الرحمة غير حقيقي فحملت على معنى الفضل وقيل: الإشارة بذلك للاختلاف والرحمة وقد يشار بـ (ذلك) إلى شيئين متضادين كقوله تعالى: {لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك} (الرقرة: 68) ولم يقل بين ذينك ولا تينك وقال: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما} (الفرقان: 67) وقال: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا} (الإسراء: 110) وكذلك قوله: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا} (يونس: 58) وهذا أحسن الأقوال إن شاء الله تعالى لأنه يعم أي ولما ذكر خلقهم وإلى هذا أشار مالك رحمه الله فيما روى عنه أشهب قال أشهب: سألت مالكا عن هذه الآية قال: خلقهم ليكون فريق في الجنة وفريق في السعير أي خلق أهل الاختلاف للاختلاف وأهل الرحمة للرحمة وروي عن ابن عباس أيضا قال: خلقهم فريقين فريقا يرحمه وفريقا لا يرحمه قال المهدوي: وفي الكلام على هذا التقدير تقديم وتأخير المعنى: ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ولذلك خلقهم وقيل: هو متعلق بقوله: {ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود} (هود: 103) والمعنى: ولشهود ذلك اليوم خلقهم وقيل: هو متعلق بقوله: {فمنهم شقي وسعيد} أي للسعادة والشقاوة خلقهم)
ـ[عبدالرحمن الجزائري]ــــــــ[11 May 2007, 04:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل محمود الشنقيطي شكرا على الرد الوافي ولكن لدي إستفسار حول الوقوف في هذه الآية
الوقوف في الآية
قال صاحب منار الهدى
خلقهم (تام) إن جعل قوله ولذلك خلقهم بمعنى وللاختلاف في الشقاء والسعادة خلقهم وإنَّ قدرته بمعنى وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ولذلك خلقهم على التقديم والتأخير كان الوقف على من رحم ربك كافياً وابتدأت ولذلك خلقهم إلى أجمعين ويكون الوقف على أجمعين كافياً قاله النكزاوي
هل من تفصيل أكثر في وجوه الوقف
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[14 May 2007, 04:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
إذا سمحتم أريد فقط أن أنوّه إلى أمر هو أن الآية لا يمكن أن يكون فيها إشكال كما عنون الأخ السائل إنما الإشكال في فهمنا للآية ومحاولة معرفة معناها. فمن الأفضل عدم استعمال عبارة اشكال في آية كذا.
وجزاكم الله خيرا(/)
سؤال حول ما ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يحك المعوذتين من المصحف؟
ـ[محب القراءات]ــــــــ[11 May 2007, 06:40 م]ـ
ورد عن الصحابي الجليل ابن مسعود رضي الله تعالى عنه وأرضاه روايات تدل على أنه كان يحك المعوذتين من المصحف فمنها:
أخرج ابن حبان (797) وغيره عن زر بن حبيش قال: لقيت أبي بن كعب رضي الله عنه فقلت له: "إن ابن مسعود رضي الله عنه كان يحك المعوذتين من المصاحف ويقول: إنهما ليستا من القرآن فلا تجعلوا فيه ما ليس منه ... الحديث"، وأخرج الطبراني في الكبير (9151) عن أبي عبد الرحمن السلمي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقول: لا تخلطوا بالقرآن ما ليس فيه، فإنما هما معوذتان تعوذ بهما النبي – صلى الله عليه وسلم- "قل أعوذ برب الفلق" و"قل أعوذ برب الناس" وكان عبد الله رضي الله عنه يمحوهما من المصحف. وأخرج الطبراني في الكبير (9148) عن عبد الرحمن بن يزيد قال: رأيت عبد الله رضي الله عنه يحك المعوذتين، ويقول: لم تزيدون ما ليس فيه، وفي لفظ عنده: ليستا من كتاب الله.
وسؤالي هو: هل هناك أحد أفرد هذه المسألة بالبحث والحكم على هذه الروايات , والإجابة على هذه الإشكال؟
ـ[محب القراءات]ــــــــ[19 Jul 2007, 01:34 ص]ـ
لما كنا ندرس في السنة المنهجية لمرحلة الدكتوراة كان مقررا علينا مادة (تفسير آيات أشكلت) واستفدنا كثيرا من كتاب (مشكل القرآن الكريم) للشيخ عبدالله بن حمد المنصور.
وكان يدرسنا هذه المادة فضيلة الأستاذ الدكتور /عبد العزيز بن صالح العبيد , الذي استفدنا منه كثيرا فجزاه الله عنا خير الجزاء , وقد طلب من كل واحد منا عمل بحث في تفسير بعض الآيات التي أشكل تفسيرها , واقترح علي الدكتور حفظه الله أن أبحث مسألة إنكار ابن مسعود رضي الله عنه للمعوذتين فاستجبت لطلبه وأعددت هذا البحث المختصر المتواضع , وقد أرفقته هنا ليستفاد منه.
ـ[الردادي]ــــــــ[19 Jul 2007, 01:54 ص]ـ
بحث قيّم استفدتُ منه كثيراً ..
بارك الله في علمك أخي الحبيب ونفع بك ..
وأعادك إلى طيبة الطيبة في أتمّ صحة وأهنئ حال ..
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[19 Jul 2007, 02:52 ص]ـ
بارك الله فيك أخي محب القراءات وليتك تنشره هنا في الملتقى حتى يتم الاطلاع عليه بشكل أكبر ويعم نفعه، كما يمكن الزيادة من قبل الإخوة في الملتقى أو المناقشة فتزداد الفائدة ..
وفقك الله لكل خير ..
ـ[محب القراءات]ــــــــ[19 Jul 2007, 06:42 ص]ـ
شكر الله للأخوين الفاضلين / فهد الوهبي , والردادي , وأسأل الله أن يمن علي وعليكما بالعلم النافع والعمل الصالح , واستجابة لأخي الكريم فهد , فهذا هو البحث , وانا أعترف بالتقصير وإعداده في وقت انشغال فلعلي أستفيد من ملاحظات الإخوة الكرام عليه وجزاكم الله خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً , أما بعد:
فإن من توفيق الله تعالى ومنته عليّ أن يسر لي الالتحاق بمرحلة الدكتوراة بقسم القراءات في كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية.
ومن ضمن المواد المقررة علينا مادة (تفسير آيات أشكلت) وهي مادة ماتعة ومفيدة , وقد طلب منا فضيلة شيخنا الأستاذ الدكتور / عبد العزيز بن صالح العبيد , أن يبحث كل طالب في تفسير آية أشكلت , أو موضوع من الموضوعات المشكلة , مما له علاقة بالقرآن الكريم وعلومه , واقترح عليَّ شيخنا الكريم بحث موضوع (موقف الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود ? من المعوذتين) , فوافقت على ذلك واستعنت الله تعالى بكتابة هذا البحث , وسميته:
(حل الإشكال الوارد عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود ? في المعوذتين)
وقسمته إلى: مقدمة ومبحثان وخاتمة وفهرس للمصادر والمراجع:
المبحث الأول: تحرير الإشكال الوارد عن ابن مسعود ? في موقفه من المعوذتين وبيانه.
المبحث الثاني: أقوال العلماء في حل هذا الإشكال و الجواب عنه.
أسأل الله تعالى أن يجعله بحثا مباركا وأن ينفع به.
(يُتْبَعُ)
(/)
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه
أبو أسامة
في 27/ 4 / 1428ه
المبحث الأول: تحرير الإشكال الوارد عن ابن مسعود ? في موقفه من المعوذتين وبيانه.
ورد عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود ? روايات تدل على أنه كان يمحو المعوذتين من المصحف ويقول إنهما ليستا من كتاب الله تعالى , وفيما يلي ذكر لبعض هذه الروايات:
أخرج الطبراني في المعجم الكبير بسنده عدة روايات تدل على هذا منها ():
• حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن يَزِيدَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَحُكُّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ، وَيَقُولُ:"لِمَ تَزِيدُونَ مَا لَيْسَ فِيهِ؟ ".
• حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بن عُمَرَ الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ حَفْصُ بن عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن مُحَمَّدٍ التَّمَّارُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن كَثِيرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ كَانَ يَحُكُّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ مِنْ مُصْحَفِهِ، فَيَقُولُ:"أَلا خَلَطُوا فِيهِ مَا لَيْسَ فِيهِ".
• حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بن إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن الْحُسَيْنِ بن إِشْكَابَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن أَبِي عُبَيْدَةَ بن مَعْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ كَانَ يَحُكُّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ مِنَ الْمُصْحَفِ يَقُولُ:"لَيْسَتَا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ".
• حَدَّثَنَا سَعِيدُ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ التُّسْتَرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن مُوسَى الْحَرَشِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بن الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:"لا تَخْلِطُوا بِالْقُرْآَنِ مَا لَيْسَ فِيهِ، فَإِنَّمَا هُمَا مُعَوِّذَتَانِ تَعَوَّذَ بِهِمَا النَّبِيُّ ?: "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ" [الفلق: 1]، وَ "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ"" [الناس: 1]، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَمْحُوهُمَا مِنَ الْمُصْحَفِ.
• حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن أَحْمَدَ بن حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا الأَزْرَقُ بن عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بن إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الصَّلْتِ بن بَهْرَامَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ،"أَنَّهُ كَانَ يَحُكُّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ مِنَ الْمَصَاحِفِ، وَيَقُولُ: إِنَّمَا أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ? أَنْ يُتَعَوَّذَ بِهِمَا، وَلَمْ يَكُنْ يَقْرَأُ بِهِمَا".
وأخرج الإمام أحمد بسنده عدة أحاديث تدل على هذا منها ():
• 21226 - حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين بن أشكاب ثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن ثنا أبي عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال: كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول إنهما ليستا من كتاب الله تبارك وتعالى ().
• 21227 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان بن عيينة عن عبدة وعاصم عن زر قال: قلت لأبي إن أخاك يحكهما من المصحف فلم ينكر قيل لسفيان بن مسعود قال نعم وليسا في مصحف بن مسعود كان يرى رسول الله ? يعوذ بهما الحسن والحسين ولم يسمعه يقرؤهما في شيء من صلاته فظن أنهما عوذتان وأصر على ظنه , وتحقق الباقون كونهما من القرآن فأودعوهما إياه ().
وذكر ابن كثير في تفسيره عدة روايات عن ابن مسعود في ذلك منها ():
قال الإمام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا عاصم بن بَهْدَلة، عن زر بنُ حُبَيش قال: قلت لأبي بن كعب: إن ابن مسعود [كان] لا يكتب المعوذتين في مصحفه؟ فقال: أشهد أن رسول الله ? أخبرني أن جبريل عليه السلام، قال له: " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ " فقلتها، قال: " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ " فقلتها. فنحن نقول ما قال النبي ?.
(يُتْبَعُ)
(/)
ورواه أبو بكر الحُميدي في مسنده ()، عن سفيان بن عيينة، حدثنا عبدة بن أبي لُبَابة وعاصم بن بهدلة، أنهما سمعا زر بن حبيش قال: سألتُ أبي بن كعب عن المعوذتين، فقلت: يا أبا المنذر، إن أخاك ابن مسعود يَحُكهما من المصحف. فقال: إني سألت رسول الله ?، فقال: "قيل لي: قل، فقلت". فنحن نقول كما قال رسول الله ?.
وقال البخاري (): حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، حدثنا عَبدَةُ بن أبي لُبَابة، عن زر بن حُبَيش -وحدثنا عاصم عن زر-قال: سألت أبي بن كعب فقلت: أبا المنذر، إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا. فقال: إني سألت النبي ? فقال: "قيل لي، فقلت". فنحن نقول كما قال رسول الله ?.
ورواه البخاري () أيضًا والنسائي، عن قتيبة، عن سفيان بن عيينة، عن عبدة وعاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن أبي بن كعب، به.
وقال الحافظ أبو يعلى (): حدثنا الأزرق بن علي، حدثنا حسان بن إبراهيم، حدثنا الصَّلْت بن بَهرَام، عن إبراهيم، عن علقمة قال: كان عبد الله يَحُك المعوذتين من المصحف، ويقول: إنما أمر رسول الله ? أن يتعوذ بهما، ولم يكن
عبد الله يقرأ بهما.
ورواه عبد الله بن أحمد من حديث الأعمش، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه، ويقول: إنهما ليستا من كتاب الله -قال الأعمش: وحدثنا عاصم، عن زر بن حبيش، عن أبي بن كعب قال: سألنا عنهما رسول الله ?، قال: "قيل لي، فقلت".
قلت: فهذه الأحاديث كلها تدل على أن ابن مسعود ? كان يرى أن المعوذتين ليستا من القرآن , وأنه كان يمحوهما من المصحف.
وقد اختلف الأئمة قديما وحديثا في هذا المروي عن ابن مسعود ? فمنهم من رد الرواية عنه وضعفها بل وبالغ في إنكارها كصنيع ابن حزم رحمه الله، ومنهم من صحح الرواية واعتذر عنها بما لا يخلو من ضعف، ومنهم من صحح الرواية واعتذر عنها بما يليق بمكانة هذا الصحابي الجليل ومنزلته.
وخلاصة هذا الإشكال أنه ورد عن صحابي جليل من كبار الصحابة و علمائهم روايات تدل على أنه كان ينكر سورتين من سور القرآن الكريم الثابتة بالتواتر.
وقد استغلت بعض الفرق المبتدعة كالشيعة () وغيرهم من المستشرقين والجهال هذه الروايات , وطعنوا في تواتر القرآن الكريم وفي حفظ الله تعالى له , وقالوا بأن الصحابة حرفوا القرآن وغيروا فيه وحذفوا منه أشياء كما زعم الشيعة أنهم حذفوا اسم علي
وأسماء آل البيت منه.
وَقَدْ اِسْتَشْكَلَ هَذَا الْمَوْضِع غير واحد من العلماء ومنهم الْفَخْرُ الرَّازِيَُّ فَقَالَ: إِنْ قُلْنَا إِنَّ كَوْنهمَا مِنْ الْقُرْآن كَانَ مُتَوَاتِرًا فِي عَصْر اِبْن مَسْعُود لَزِمَ تَكْفِير مَنْ أَنْكَرَهَا، وَإِنْ قُلْنَا إِنَّ كَوْنهمَا مِنْ الْقُرْآن كَانَ لَمْ يَتَوَاتَر فِي عَصْر اِبْن مَسْعُود لَزِمَ أَنَّ بَعْض الْقُرْآن لَمْ يَتَوَاتَر. قَالَ: وَهَذِهِ عُقْدَة صَعْبَة ().
المبحث الثاني: أقوال العلماء في حل هذا الإشكال و الجواب عنه.
ذكرت في المبحث السابق أن العلماء اختلفوا في هذا المروي عن ابن مسعود رضي الله عنه فمنهم من رد الرواية عنه وضعفها بل وبالغ في إنكارها كصنيع ابن حزم رحمه الله، ومنهم من صحح الرواية واعتذر عنها بما لا يخلو من ضعف، ومنهم من صحح الرواية واعتذر عنها بما يليق بمكانة هذا الصحابي الجليل ومنْزلته.
وفيما يلي سرد لبعض أقوالهم في ذلك:
أولا: أقوال العلماء الذين أنكروا هذه الروايات عن ابن مسعود ?:
• قال الإمام النووي رحمه الله: «أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة وسائر السور المكتوبة في المصحف قرآن. وأن من جحد شيئا منه كفر. وما نقل عن ابن مسعود في الفاتحة والمعوذتين باطل ليس بصحيح عنه» ().
• وقال ابن حزم رحمه الله: هذا كذب على ابن مسعود وموضوع وإنما صح عنه قراءة عاصم عن زر عنه وفيها المعوذتان والفاتحة ().
• وقال الباقلاني رحمه الله (): ولو كان قد أنكر السورتين على ما ادعوا، لكانت الصحابة تناظره على ذلك، وكان يظهر وينتشر، فقد تناظروا في أقل من هذا، وهذا أمر يوجب التكفير والتضليل، فكيف يجوز أن يقع التخفيف فيه؟! وقد علمنا إجماعهم على ما جمعوه في المصحف، فكيف يقدح بمثل هذه الحكايات الشاذة المولدة في الإجماع المقرر، والاتفاق المعروف؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
• وقال الإمام السيوطي رحمه الله (): لا خلاف أن كل ما هو من القرآن يجب أن يكون متواترا في أصله وأجزائه وأما في محله ووضعه وترتيبه فكذلك عند محققي أهل السنة للقطع بأن العادة تقضي بالتواتر في تفاصيل مثله لأن هذا المعجز العظيم الذي هو أصل الدين القويم والصراط المستقيم مما تتوفر الدواعي على نقل جمله وتفاصيله فما نقل آحادا ولم يتواتر يقطع بأنه ليس من القرآن قطعا وذهب كثير من الأصوليين إلى أن التواتر شرط في ثبوت ما هو من القرآن بحسب أصله وليس بشرط في محله ووضعه وترتيبه بل يكثر فيها نقل الآحاد قيل وهو الذي يقتضيه صنع الشافعي في إثبات البسملة من كل سورة.
ورد هذا المذهب بأن الدليل السابق يقتضي التواتر في الجميع ولأنه لو لم يشترط لجاز سقوط كثير من القرآن المكرر وثبوت كثير مما ليس بقرآن أما الأول فلأنا لو لم نشترط التواتر في المحل جاز ألا يتواتر كثير من المتكررات الواقعة في القرآن مثل فبأي آلاء ربكما تكذبان وأما الثاني فلأنه إذا لم يتواتر بعض القرآن بحسب المحل جاز إثبات ذلك البعض في الموضع بنقل الآحاد.
إلى أن قال: ومن المشكل على هذا الأصل ما ذكره الإمام فخر الدين قال نقل في بعض الكتب القديمة أن ابن مسعود كان ينكر كون سورة الفاتحة والمعوذتين من القرآن وهو في غاية الصعوبة لأنا إن قلنا إن النقل المتواتر كان حاصلا في عصر الصحابة بكون ذلك من القرآن فإنكاره يوجب الكفر وإن قلنا لم يكن حاصلا في ذلك الزمان فيلزم أن القرآن ليس بمتواتر في الأصل قال وإلا غلب على الظن أن نقل هذا المذهب عن ابن مسعود نقل باطل وبه يحصل الخلاص عن هذه العقدة.
• ومن المعاصرين الشيخ / عبدالرحمن محمد سعيد دمشقية , حيث ذكر في بحث له بعنوان: (شبهة أن عبد الله بن مسعود كان يحك المعوذتين من المصحف والرد عليها) () أن ما ورد في مسند الإمام أحمد , والطبراني في المعجم مروي من من طريق أبي إسحاق السبيعي والأعمش وهو سليمان بن مهران وكلاهما ثقة مدلس من رجال الصحيحين وقد اختلط السبيعي بأخره. فإذا أتيا بالرواية معنعنة تصير معلولة (العلل للدارقطني). وهذه الرواية معلولة بالعنعنة. وحكي عن كليهما الميل إلى التشيع.
• ومن المعاصرين كذلك: الشيخ أ. د / محمد بن محمد أبو شهبة , فقد ذكر في كتابه (المدخل لدراسة القرآن الكريم) () أن هذه الروايات غير صحيحة , وأغلب الظن أنها مدسوسة على ابن مسعود.
ثانيا: أقوال العلماء الذين أثبتوا هذه الروايات عن ابن مسعود ? وأجابوا عن هذا الإشكال:
• قال القرطبي _ رحمه الله _: وزعم ابن مسعود أنهما دعاء تعوذ به، وليستا من القرآن، خالف به الاجماع من الصحابة وأهل البيت ().
• و في مسند البزار (1586) بسند حسن عن علقمة عن عبد الله أنه كان يحك المعوذتين من المصحف ويقول إنما أمر النبي أن يتعوذ بهما وكان عبد الله لا يقرأ بهما.
قال البزار عقبه: وهذا الكلام لم يتابع عبد الله عليه أحد من أصحاب النبي ? وقد صح عن النبي ? أنه قرأ بهما في الصلاة وأثبتتا في المصحف.
• وقال ابن كثير _ رحمه الله _ (): فلعله لم يسمعهما من النبي ?، ولم يتواتر عنده. ثم لعله قد رجع عن قوله ذلك إلى قول الجماعة، فإن الصحابة ?، كتبوهما في المصاحف الأئمة، ونفذوها إلى سائر الآفاق كذلك.
• و في الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ():قال ابن قتيبة: لم يكتب عبد الله بن مسعود في مصحفه المعوذتين، لأنه كان يسمع رسول الله ? يعوذ الحسن والحسين - رضي الله عنهما - بهما، فقدر أنهما بمنزلة: أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة. قال أبو بكر الانباري: وهذا مردود على ابن قتيبة، لأن المعوذتين من كلام رب العالمين، المعجز لجميع المخلوقين، و " أعيذكما بكلمات الله التامة " من قول البشر بين. وكلام الخالق الذي هو آية لمحمد ? خاتم النبيين، وحجة له باقية على جميع الكافرين، لا يلتبس بكلام الآدميين، على مثل عبد الله بن مسعود الفصيح اللسان، العالم باللغة، العارف بأجناس الكلام، وأفانين القول.
• وقال القرطبي () قال بعض الناس: لم يكتب عبد الله المعوذتين لأنه أمن عليهما من النسيان، فأسقطهما وهو يحفظهما، كما أسقط فاتحة الكتاب من مصحفه، وما يشك في حفظه وإتقانه لها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فرد هذا القول على قائله، واحتج عليه بأنه قد كتب: " إذا جاء نصر الله والفتح "، و " إنا أعطيناك الكوثر "، و " قل هو الله أحد " وهن يجرين مجرى المعوذتين في أنهن غير طوال، والحفظ إليهن أسرع، ونسيانهن مأمون، وكلهن يخالف فاتحة الكتاب، إذ الصلاة لا تتم إلا بقراءتها.
وسبيل كل ركعة أن تكون المقدمة فيها قبل ما يقرأ من بعدها، فإسقاط فاتحة الكتاب من المصحف، على معنى الثقة ببقاء حفظها، والأمن من نسيانها، صحيح، وليس من السور ما يجري في هذا المعنى مجراها، ولا يسلك به طريقها.
• وقال ابن حجر_ رحمه الله _ ():
وَأَخْرَجَ أَحْمَد عَنْ أَبِي بَكْر بْن عَيَّاش عَنْ عَاصِم بِلَفْظِ " إِنَّ عَبْد اللَّه يَقُول فِي الْمُعَوِّذَتَيْنِ " وَهَذَا أَيْضًا فِيهِ إِبْهَام.
وَقَدْ أَخْرَجَهُ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد فِي زِيَادَات الْمُسْنَد وَالطَّبَرَانِيُّ وَابْن مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيق الأَعْمَش عَنْ أَبِي إِسحَاق عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن يَزِيد النَّخَعِي قَالَ " كَانَ عبد اللَّه بن مَسْعُود يَحُكّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ مِنْ مَصَاحِفه وَيَقُول إِنَّهُمَا لَيْسَتَا مِنْ كِتَاب اللَّه. .
وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْبَزَّار وَفِي آخِره يَقُول " إِنَّمَا أُمِرَ النَّبِيّ ? أَنْ يَتَعَوَّذ بِهِمَا " قَالَ الْبَزَّار: وَلَمْ يُتَابِع اِبْن مَسْعُود عَلَى ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ الصَّحَابَة. وَقَدْ صَحَّ عَنْ النَّبِيّ ? أَنَّهُ قَرَأَهُمَا فِي الصَّلاة.
قال ابن حجر: هُوَ فِي صَحِيح مُسْلِم عَنْ عُقْبَة بْن عَامِر وَزَادَ فِيهِ اِبْن حِبَّان مِنْ وَجْه آخَر عَنْ عُقْبَة بْن عَامِر " فَإِنْ اِسْتَطَعْت أَنْ لَا تَفُوتك قِرَاءَتهمَا فِي صَلاة فَافْعَل "
وَأَخْرَجَ أَحْمَد مِنْ طَرِيق أَبِي العلاء بْن الشِّخِّيرِ عَنْ رَجُل مِنْ الصَّحَابَة " أَنَّ النَّبِيّ ? أَقْرَأَهُ الْمُعَوِّذَتَيْنِ وَقَالَ لَهُ: إِذَا أَنْتَ صَلَّيْت فَاقْرَأْ بِهِمَا " وَإِسْنَاده صَحِيح.
وَلِسَعِيدِ بْن مَنْصُور مِنْ حَدِيث مُعَاذ بْن جَبَل " أَنَّ النَّبِيّ ? صَلَّى الصُّبْح فَقَرَأَ فِيهِمَا بِالْمُعَوِّذَتَيْنِ ".
وَقَد تَأَوَّلَ القَاضِي أَبُو بَكْر الْبَاقِلانِيّ فِي كِتَاب " الانتصَار " وَتَبِعَهُ عِيَاض وَغَيْره مَا حُكِيَ عَنْ اِبْن مَسْعُود فَقَالَ: لَمْ يُنْكِر اِبْن مَسْعُود كَوْنهمَا مِنْ الْقُرْآن وَإِنَّمَا أَنْكَرَ إِثْبَاتهمَا فِي الْمُصْحَف، فَإِنَّهُ كَانَ يَرَى أَنْ لا يَكْتُب فِي الْمُصْحَف شَيْئًا إِلا إِنْ كَانَ النَّبِيّ ? أَذِنَ فِي كِتَابَته فِيهِ، وَكَأَنَّهُ لَمْ يَبْلُغهُ الإِذْن فِي ذَلِكَ، قَالَ: فَهَذَا تَأْوِيل مِنْهُ وَلَيْسَ جَحْدًا لِكَوْنِهِمَا قُرْآنًا. وَهُوَ تَأْوِيل حَسَن إِلا أَنَّ الرِّوَايَة الصَّحِيحَة الصَّرِيحَة الَّتِي ذَكَرْتهَا تَدْفَع ذَلِكَ حَيْثُ جَاءَ فِيهَا: وَيَقُول إِنَّهُمَا لَيْسَتَا مِنْ كِتَاب اللَّه. نَعَمْ يُمْكِن حَمْل لَفْظ كِتَاب اللَّه عَلَى الْمُصْحَف فَيَتَمَشَّى التَّأْوِيل الْمَذْكُور.
وَقَالَ غَيْر الْقَاضِي: لَمْ يَكُنْ اِخْتِلَاف اِبْن مَسْعُود مَعَ غَيْره فِي قُرْآنِيَّتهمَا، وَإِنَّمَا كَانَ فِي صِفَة مِنْ صِفَاتهمَا اِنْتَهَى.
وَغَايَة مَا فِي هَذَا أَنَّهُ أَبْهَمَ مَا بَيَّنَهُ الْقَاضِي. وَمَنْ تَأَمَّلَ سِيَاق الطُّرُق الَّتِي أَوْرَدْتهَا لِلْحَدِيثِ اِسْتَبْعَدَ هَذَا الْجَمْع.
وَأَمَّا قَوْل النَّوَوِيّ فِي شَرح الْمُهَذَّب: أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ وَالْفَاتِحَة مِن الْقُرْآن، وَأَنَّ مَنْ جَحَدَ مِنْهُمَا شَيْئًا كَفَرَ، وَمَا نُقِلَ عَنْ اِبْن مَسْعُود بَاطِل لَيْسَ بِصَحِيحٍ، فَفِيهِ نَظَر، وَقَدْ سَبَقَهُ لِنَحْوِ ذَلِكَ أَبُو مُحَمَّد بْن حَزْم فَقَالَ فِي أَوَائِل " الْمُحَلَّى ": مَا نُقِلَ عَنْ اِبْن مَسْعُود مِنْ إِنْكَار قُرْآنِيَّة الْمُعَوِّذَتَيْنِ فَهُوَ كَذِب بَاطِل. وَكَذَا قَالَ الْفَخْر الرَّازِيَُّ فِي أَوَائِل تَفْسِيره: الأغلب عَلَى الظَّنّ أَنَّ هَذَا النَّقْل عَنْ اِبْن مَسْعُود كَذِب بَاطِل. وَالطَّعْن فِي الرِّوَايَات الصَّحِيحَة بِغَيْرِ
(يُتْبَعُ)
(/)
مُسْتَنَد لا يُقْبَل، بَلْ الرِّوَايَة صَحِيحَة وَالتَّأْوِيل مُحْتَمَل، والإجْمَاع الَّذِي نَقَلَهُ إِنْ أَرَادَ شُمُوله لِكُلِّ عَصْر فَهُوَ مَخْدُوش، وَإِنْ أَرَادَ اِسْتِقْرَاره فَهُوَ مَقْبُول. وَقَدْ قَالَ اِبْن الصَّبَّاغ فِي الكلام عَلَى مَانِعِي الزَّكَاة: وَإِنَّمَا قَاتَلَهُمْ أَبُو بَكْر عَلَى مَنْع الزَّكَاة وَلَمْ يَقُلْ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِذَلِكَ، وَإِنَّمَا لَمْ يَكْفُرُوا لأَنَّ الْإِجْمَاع لَمْ يَكُنْ يَسْتَقِرّ. قَالَ: وَنَحْنُ الآن نُكَفِّر مَنْ جَحَدَهَا. قَالَ: وَكَذَلِكَ مَا نُقِلَ عَنْ اِبْن مَسْعُود فِي الْمُعَوِّذَتَيْنِ، يَعْنِي أَنَّهُ لَمْ يَثْبُت عِنْده الْقَطْع بِذَلِكَ، ثُمَّ حَصَلَ الاتِّفَاق بَعْد ذَلِكَ. وَقَدْ اِسْتَشْكَلَ هَذَا الْمَوْضِع الْفَخْرُ الرَّازِيَُّ فَقَالَ: إِنْ قُلْنَا إِنَّ كَوْنهمَا مِنْ الْقُرْآن كَانَ مُتَوَاتِرًا فِي عَصْر اِبْن مَسْعُود لَزِمَ تَكْفِير مَنْ أَنْكَرَهَا، وَإِنْ قُلْنَا إِنَّ كَوْنهمَا مِنْ الْقُرْآن كَانَ لَمْ يَتَوَاتَر فِي عَصْر اِبْن مَسْعُود لَزِمَ أَنَّ بَعْض الْقُرْآن لَمْ يَتَوَاتَر. قَالَ: وَهَذِهِ عُقْدَة صَعْبَة. وَأُجِيبَ بِاحْتِمَالِ أَنَّهُ كَانَ مُتَوَاتِرًا فِي عَصْر اِبْن مَسْعُود لَكِنْ لَمْ يَتَوَاتَر عِنْد اِبْن مَسْعُود فَانْحَلَّتْ الْعُقْدَة بِعَوْنِ اللَّه تَعَالَى.
• ومن المعاصرين الشيخ: عبد الرحمن دمشقية حيث قال (): وعلى افتراض ثبوت السند إلى عبد الله بن مسعود في إنكاره للمعوذتين فإن لذلك توجيهات مهمة:
1. أن هذا الصحيح المفترض لا يبلغ في درجة صحته قراءة عاصم عن ابن مسعود المتواترة والتي تضمنت المعوذتين والفاتحة.
2. أن هذا كان منه في فترة وجيزة بين موت رسول الله إلى أن تم جمع الصحابة على القرآن بالإجماع. فأما بعد هذا فلم يحك عنه شيء من الإصرار على ذلك. وكان يدرس القرآن ويفسره على الناس طيلة حياته بعد رسول الله إلى أن توفاه الله. ولم يحك عنه بعد الجمع أي إصرار أو استنكار. ولو أنه بقي على موقفه لبلغنا ذلك كما بلغنا إصرار بعض الصحابة كابن عباس الذي بقي حتى خلافة عمر وهو يظن أنه لم يرد من النبي كلام حول تحريم متعة النساء.
3. أن هذا القول قد صدر منه ولم يكن الإجماع قد استقر بعد. فأما لو ثبت عن أحد المنازعة فيه بعد إجماع الصحابة ? عليه فهو منهم كفر. ولهذا حكمنا بالكفر في حق كل من شكك في القرآن من الرافضة بعد استقرار الإجماع على هذا القرآن الذي بين أيدينا.
4. أن هذا يؤكد ما نذهب إليه دائما من أن الصحابة ليسوا غير معصومين في آحادهم، وإنما هم معصومون بإجماعهم. وهم لن يجمعوا على ضلالة.
• ومن المعاصرين كذلك الشيخ / ناصر الماجد () , فقد ذكر في رد له على سؤال حول ذلك:
" هذا المروي عن ابن مسعود ? اجتهاد منه، بحسب ما انتهى إليه علمه، إذ ظن أنهما دعاء كان النبي ? يتعوذ بهما، وهو بشر غير معصوم يصيب ويخطئ، كما يصيب البشر ويخطئون، ولا عصمة لقول أحد بعد النبي ? ولذا رأينا الصحابة ? لم يقروه على قوله بل خالفوه، وأجمعوا على إثبات المعوذتين في المصحف الإمام وفي سائر المصاحف التي أُرسلت إلى الأمصار، ولم ينقل عن أحد من الصحابة ? أنه تابع ابن مسعود ? على قوله هذا بل رأينا أبي بن كعب ? يخالفه في ذلك استنادا إلى ما ثبت عن النبي ?فقد أخرج أحمد (21186) وغيره بسند صحيح عن زر بن حبيش قال: قلت لأبي بن كعب ?: إن ابن مسعود ? كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه! فقال: أشهد أن رسول الله ? أخبرني أن جبريل عليه السلام قال له: "قل أعوذ برب الفلق" فقلتها، فقال":قل أعوذ برب الناس" فقلتها، فنحن نقول ما قال النبي ?.
ومن المتقرر؛ أن من حفظ وعلم، حجة على من لم يحفظ ولم يعلم، فابن مسعود ? لم يحفظ ولم يعلم هاتين السورتين، وغيره من سائر الصحابة ? علمها وحفظها فالحجة لهم عليه.
وكذلك لم ينقل عن أحد من تلاميذ ابن مسعود ? ـ مع كثرتهم وجلالة قدرهم ـ أنه تابعه على قوله هذا، بل ثبت عن بعضهم مخالفته صراحة فقد روى ابن أبي شيبة (30197) عن النخعي قال: قلت للأسود بن يزيد ـ وكان من أعلم أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه من القرآن هما؟ قال: نعم، يعني المعوذتين. وفوق هذا أن إجماع الأمة كلها من عهد الصحابة ?إلى يومنا على إثبات هاتين السورتين أبلغ دليل على خطأ هذا القول" ا. ه
الخاتمة
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات , والصلاة والسلام على من بعثه الله بالهدى والخيرات , أما بعد:
ففي ختام هذا البحث المختصر الماتع أحمد الله تعالى أن وفقني لحل هذا الإشكال , وإزالة هذه الشبهة العضال , وأسطر فيما يلي أهم نتائج هذا البحث:
من وجهة نظري القاصرة والله أعلم حول هذا الإشكال ما يلي:
أولاً: أن بعض الروايات التي وردت عن ابن مسعود ?, ثابتة وصحيحة , فتصحيح بعض العلماء لها ومنهم الإمام ابن حجر وهو العلم البحر في هذا العلم دليل على صحتها عن ابن مسعود ?.
ومن هذه الروايات الصحيحة:
1. عن عبد الرحمن بن يزيد قال رأيت عبد الله يحك المعوذتين ويقول لم تزيدون ماليس فيه.
2. وفي رواية: لا تخلطوا فيه ما ليس منه.
3. وفي رواية عنه: أنه كان يحك المعوذتين من المصحف ويقول ليستا من كلام الله.
(أخرج هذه الرويات الثلاث الطبراني وقد سبق ذكرهما في المبحث الأول)
ثانياً: أن هذه الروايات الصحيحة عنه لا تبلغ في درجة صحتها قراءة عاصم عن ابن مسعود المتواترة والتي تضمنت المعوذتين.
ثالثاً: أن من أحسن ما أجيب على ذلك أن ابن مسعود لَمْ يُنكِر كَونهمَا مِن الْقُرآن وَإِنّمَا أَنْكرَ إِثْبَاتهمَا فِي الْمُصْحَف، فَإِنَّهُ كان يرَى أن لا يَكْتُب فِي الْمُصْحف شيئًا إلا إن كَان النَّبي ? أذن في كتابته فيه، وكأنه لم يبلغه الإذن في ذلك.
رابعاً: أن هذا كان منه في فترة وجيزة بين موت رسول الله إلى أن تم جمع الصحابة على القرآن بالإجماع. فأما بعد هذا فلم يحك عنه شيء من الإصرار على ذلك.
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب القراءات]ــــــــ[19 Jul 2007, 06:56 ص]ـ
وقد طلب مني الإخوة في القسم اختصار هذا البحث فلخصته فيما يلي:
أولا: تحرير الإشكال الوارد عن ابن مسعود ? في موقفه من المعوذتين وبيانه.
ورد عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود ? روايات تدل على أنه كان يمحو المعوذتين من المصحف ويقول إنهما ليستا من كتاب الله تعالى , وفيما يلي ذكر لبعض هذه الروايات:
• في مسند الإمام أحمد: عن زر قال: قلت لأُبيّ إن أخاك يحكهما من المصحف؟ فلم ينكر , قيل لسفيان: بن مسعود؟ قال نعم , وليسا في مصحف ابن مسعود , كان يرى رسول الله ? يعوذ بهما الحسن والحسين ولم يسمعه يقرؤهما في شيء من صلاته فظن أنهما عوذتان وأصر على ظنه , وتحقق الباقون كونهما من القرآن فأودعوهما إياه ().
• وأخرج الإمام أحمد في مسنده أيضا عن عبد الرحمن بن يزيد قال: كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول إنهما ليستا من كتاب الله تبارك وتعالى ().
• وأخرج الطبراني بسنده عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: رأيت عبد اللَّه يحك المعوذتين، ويقول:"لم تزيدون ما ليس فيه؟ ".
• وأخرج الطبراني أيضا بسنده عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن ابن مسعود، أنه كان يقول:"لا تَخلطوا بالقرآن ما ليس فيه، فإنما هما معوذتان تعوذ بهما النَّبِيُّ ?: "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ"، و "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ"، وَكان عبد اللَّه يمحوهما من المصحف.
• وأخرج أيضا بسنده عن علقمة، عن عبد اللَّه،"أنه كان يحك المعوذتين من المصاحف، ويقول: إنما أمر رسول اللَّه ? أَنْ يُتَعَوذ بِهما، ولم يكن يقرأ بهما".
قلت: فهذه الأحاديث كلها تدل على أن ابن مسعود ? كان يرى أن المعوذتين ليستا من القرآن , وأنه كان يمحوهما من المصحف.
وقد اختلف الأئمة قديما وحديثا في هذا المروي عن ابن مسعود ? فمنهم من رد
الرواية عنه وضعفها بل وبالغ في إنكارها، ومنهم من صحح الرواية واعتذر عنها.
ثانيا: أقوال العلماء في حل هذا الإشكال و الجواب عنه.
• من العلماء من رد هذه الروايات وضعفها وأنكر ثبوتها عن ابن مسعود ? ومنهم الإمام النووي وابن حزم والباقلاني والفخر الرازي والسيوطي وغيرهم.
• ومن العلماء من أثبت هذه الروايات عن ابن مسعود , وأجاب عنها بإجابات منها وهي إجابات متفاوتة من أقواها:
1. أن هذا اجتهاد منه ? أخطأ فيه , ولم يوافقه عليه الصحابة? , و هذا يؤكد ما يذكره العلماء من أن الصحابة ليسوا معصومين في آحادهم، وإنما هم معصومون بإجماعهم. وهم لن يجمعوا على ضلالة.
2. أنه ? لعله لم يسمعهما من النبي ?، ولم يتواتر عنده.
3. أن هذا القول كان منه ? في فترة معينة ثم رجع إلى إجماع الصحابة ?.
4. أن هذه الروايات الصحيحة عنه لا تبلغ في درجة صحتها قراءة عاصم عن ابن مسعود المتواترة والتي تضمنت المعوذتين.
ومن الإجابات الضعيفة – من وجهة نظري القاصرة -:
1. أن ابن مسعود لم ينكر كونهما من القرآن وإنما أنكر إثباتهما في المصحف، فإنه كان يرى أن لا يكتب في المصحف شيئًا إلا إن كان النَّبي ? أذن في كتابته فيه، وكأنه لم يبلغه الإذن في ذلك. (1)
2. وقيل: لأنه أمن عليهما من النسيان، فأسقطهما وهو يحفظهما، كما أسقط فاتحة الكتاب من مصحفه، وما يشك في حفظه وإتقانه لها.
.........................................
(1) ملاحظة هامة: كنت قد كتبت في الخاتمة في أصل هذا البحث أن هذا القول من أحسن ما أجيب عن هذه الروايات عن ابن مسعود , ثم رجعت عن ذلك بعد أن ذكر شيخنا عبد العزيز العبيد أن هذا القول فيه نظر. (وإنما نبهت على ذلك حتى لا يظن أن هذا تناقض من الباحث).
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[19 Jul 2007, 09:48 ص]ـ
وممن تحدث عن هذا الموضوع ايضا الامام ابن العربي المالكي في كتابه الماتع العواصم من القواصم المطبوع في الجزائر في مجلدين بتحقيق عمار طالبي
ـ[سلسبيل]ــــــــ[19 Jul 2007, 10:41 ص]ـ
جزاكم الله خيرا بحث قيم خاصه لمن يسعى للرد على شبهات الشيعه حيث لا يزالون يدندنون حول هذا الأمر كثيرا
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[21 Jul 2007, 06:07 ص]ـ
شكر الله لك أبا أسامة على هذا البحث
أسأل الله أن ينفع بك حيثما كنت
ـ[أبو هريرة منير البركي]ــــــــ[21 Jul 2007, 06:15 م]ـ
الله يجزيك خير أخي أبا أسامة وبارك سعيك
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[23 Jul 2007, 10:43 ص]ـ
[محب القراءات
أولا: أقوال العلماء الذين أنكروا هذه الروايات عن ابن مسعود ?:
• قال الإمام النووي رحمه الله: «أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة وسائر السور المكتوبة في المصحف قرآن. وأن من جحد شيئا منه كفر. وما نقل عن ابن مسعود في الفاتحة والمعوذتين باطل ليس بصحيح عنه» ().
• وقال ابن حزم رحمه الله: هذا كذب على ابن مسعود وموضوع وإنما صح عنه قراءة عاصم عن زر عنه وفيها المعوذتان والفاتحة ().
• وقال الباقلاني رحمه الله (): ولو كان قد أنكر السورتين على ما ادعوا، لكانت الصحابة تناظره على ذلك، وكان يظهر وينتشر، فقد تناظروا في أقل من هذا،
في اعتقادي أن إنكار هذه الرواية هو الصحيح ..
ولما كانت هذه الرواية وامثالها من عجيب الروايات التي تزخر بها كتبنا، هي منافذ المشككين بالقرآن، فيا حبذا لو يقوم احد الباحثين بجمعها وبيان فسادها حتى لا تظل حجة يتمسك بها المشككون بالقرآن والمفترون في الطعن بالقرآن وإثارة الشبهات حوله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب القراءات]ــــــــ[23 Jul 2007, 05:29 م]ـ
[
في اعتقادي أن إنكار هذه الرواية هو الصحيح ..
ولما كانت هذه الرواية وامثالها من عجيب الروايات التي تزخر بها كتبنا، هي منافذ المشككين بالقرآن، فيا حبذا لو يقوم احد الباحثين بجمعها وبيان فسادها حتى لا تظل حجة يتمسك بها المشككون بالقرآن والمفترون في الطعن بالقرآن وإثارة الشبهات حوله.
أخي الفاضل: جزاك الله خيرا على مشاركتك وإبداء رأيك , وأقول: لعلك قرأت البحث كاملا , وما ذهبت إليه _ حفظك الله _ من إنكار هذه الروايات عن الصحابي الجليل ابن مسعود , هو مذهب طائفة من العلماء كما هو مدون في البحث.
إلا أن الراجح من وجهة نظري _ والله أعلم _ يتلخص فيما قاله الإمام العلامة ابن حجر _ رحمه الله _ في فتح الباري حيث قال: وَأَمَّا قَوْل النَّوَوِيّ فِي شَرح الْمُهَذَّب: أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ وَالْفَاتِحَة مِن الْقُرْآن، وَأَنَّ مَنْ جَحَدَ مِنْهُمَا شَيْئًا كَفَرَ، وَمَا نُقِلَ عَنْ اِبْن مَسْعُود بَاطِل لَيْسَ بِصَحِيحٍ، فَفِيهِ نَظَر، وَقَدْ سَبَقَهُ لِنَحْوِ ذَلِكَ أَبُو مُحَمَّد بْن حَزْم فَقَالَ فِي أَوَائِل " الْمُحَلَّى ": مَا نُقِلَ عَنْ اِبْن مَسْعُود مِنْ إِنْكَار قُرْآنِيَّة الْمُعَوِّذَتَيْنِ فَهُوَ كَذِب بَاطِل. وَكَذَا قَالَ الْفَخْر الرَّازِيَُّ فِي أَوَائِل تَفْسِيره: الأغلب عَلَى الظَّنّ أَنَّ هَذَا النَّقْل عَنْ اِبْن مَسْعُود كَذِب بَاطِل. ثم قال:
(وَالطَّعْن فِي الرِّوَايَات الصَّحِيحَة بِغَيْرِ مُسْتَنَد لا يُقْبَل، بَلْ الرِّوَايَة صَحِيحَة وَالتَّأْوِيل مُحْتَمَل) أهـ
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[23 Jul 2007, 08:29 م]ـ
[
في اعتقادي أن إنكار هذه الرواية هو الصحيح ..
ولما كانت هذه الرواية وامثالها من عجيب الروايات التي تزخر بها كتبنا، هي منافذ المشككين بالقرآن، فيا حبذا لو يقوم احد الباحثين بجمعها وبيان فسادها حتى لا تظل حجة يتمسك بها المشككون بالقرآن والمفترون في الطعن بالقرآن وإثارة الشبهات حوله.
كيف تنكرها وهي صحيحة؟؟ لعل هذه اسهل طريقة ولكنها غير صحيحة. فليس الاجابة عن سؤال يعني صحة الاجابة بل احيانا تركك لما لم تحط بعلمه خير من التكلم فيه.
اما كونها تشكك بالقران فليس صحيح وانما قل تلبس عليك.
لان تواتر القران لم يكن كما يتصوره البعض بان حفاظ القران بين الدفتين هم جل الصحابة. بل الثابت ان من جمع القران في حياة النبي صلى الله عليه وسلم خمسة كلهم من الانصار (1). ثم عني الصحابة بعد ذلك بحفظه. وانما حصل التواتر للايات والسور بحفظ كل اية وكل سورة جمع يستحيل تواطؤهم. فبمجموعهم يكون تواتر القران. وابن مسعود رضي الله عنه لم يرى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بهما وكان يرى النبي صلى الله عليه وسلم يرقي به الحسن والحسين رضوان الله عليهم. فكم من الصحابة من مات ولم يعرف كل القران. ولكن الكلام هنا ليس عن المعوذتين في هذا الباب من كونهما قرآن وانما هي في قول ابن مسعود.
ولكن وجد رواية تذكر عن ابن مسعود يطلب من زوجة له ان تقرء المعوذتين وقل هو الله احد بدلا من وضع التميمة. ولكن لم ادرس الحديث. وكون ابن مسعود داوم على انكارهما امر لا يقول به الا من يرمي الامر بلا علم بل ان الرواية لا تبين الا ان زر بن حبيش قال ذلك لابي وابي بين ذلك لزر.
متى قابل زر بن حبيش ابي. فيه خلاف والامر بحاجة لتحقيق , ففي تاريخ البخاري ان زرا سأل ابا المنذر عندما وقع الناس في عثمان وهذا ما جعل اغلب من قال انه عاش حتى نهاية خلافة عثمان والامر بحاجة لدراسة السند واخرون انما قالوا ذلك لانهم يرون ان ابي كان مع زيد في امر المصحف زمن عثمان. والامر استبعده الذهبي واصل من قال به هو رواية ابن شهاب الزهري التي جمع فيها بين حديث الجمع والنسخ فقدم النسخ وأخر الجمع فظن البعض ان عثمان جمع المصحف مرة اخرى.
اورد الذهبي في سير أعلام النبلاء روايات من بينها:
سويد بن سعيد: حدثنا علي بن مسهر، عن الاعمش، عن أبي وائل قال: لما أمر عثمان بتشقيق المصاحف، قام عبد الله خطيبا فقال: لقد علم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أني أعلمهم بكتاب الله. ثم قال: وما أنا بخيرهم.
أخبرنا ابن علان وغيره كتابة أن حنبل بن عبد الله أخبرهم قال: أنبأنا ابن الحصين، حدثنا ابن المذهب، أنبأنا القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا الاسود بن عامر، أنبأنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن خمير بن مالك، قال: أمر بالمصاحف أن تغير، فقال ابن مسعود: من استطاع منكم أن يغل مصحفه فليغله فإنه من غل شيئا جاء به يوم القيامة. ثم قال: لقد قرأت من فم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، سبعين سورة أفأترك ما أخذت من في رسول الله، صلى الله عليه وسلم؟! أخرجه أبو داود الطيالسي في " مسنده " عن عمرو بن ثابت، عن أبي إسحاق، عن خمير: سمعت ابن مسعود: إني غال مصحفي، وذكر الحديث.
اذا فما في مصحف عبد الله انما هو ما اخذه من النبي صلى الله عليه وسلم او كتبه بين يديه. ثم اورد الذهبي
"قلت: إنما شق على ابن مسعود، لكون عثمان ما قدمه على كتابة المصحف، وقدم في ذلك من يصلح أن يكون ولده، وإنما عدل عنه عثمان لغيبته عند بالكوفة، ولان زيدا كان يكتب الوحي لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، فهو إمام في الرسم، وابن مسعود فإمام في الاداء، ثم إن زيدا هو الذي ندبه الصديق لكتابة المصحف وجمع القرآن، فهلا عتب على أبي بكر؟ وقد ورد أن ابن مسعود رضي وتابع عثمان ولله الحمد". (2)
لم اتثبت اين ورد ما اشار اليه الذهبي.
ما كان من صواب فمن الله وحده وان زللت فمن نفسي ومن الشيطان.
********************************
1 - قال أنس بن مالك: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الانصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد أحد عمومتي أخرجه البخاري (5003) في فضائل القرآن: باب القراء من أصحاب النبي، ومسلم.
2 - سير أعلام النبلاء - (ج 1 / ص 488)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[24 Jul 2007, 12:09 ص]ـ
[مجدي ابو عيشة;
] كيف تنكرها وهي صحيحة؟؟ لعل هذه اسهل طريقة ولكنها غير صحيحة. فليس الاجابة عن سؤال يعني صحة الاجابة بل احيانا تركك لما لم تحط بعلمه خير من التكلم فيه.
اما كونها تشكك بالقران فليس صحيح وانما قل تلبس عليك.
الأخ المحترم:
ألا قرأت الموضوع جيدا من أوله إلى آخره ...
إنكار الرواية هو مذهب طائفة من العلماء , فهل كلامك موجه لي بالذات أم لهم أيضا؟
(بل احيانا تركك لما لم تحط بعلمه خير من التكلم فيه]
[إنكار هذه الروايات عن الصحابي الجليل ابن مسعود , هو مذهب طائفة من العلماء كما هو مدون في البحث].
هل قرأت هذه الفقرة؟ ها أنا قد ميزتها لك باللون الأحمر لتساعدك في تأملها ..
وأما كلامك التالي:
اما كونها تشكك بالقران فليس صحيح وانما قل تلبس عليك
فهو يحير أكثر من سابقه، مرة أخرى عد إلى أصل الموضوع واقرأ:
[جاء في البحث: وقد استغلت بعض الفرق المبتدعة كالشيعة () وغيرهم من المستشرقين والجهال هذه الروايات , وطعنوا في تواتر القرآن الكريم وفي حفظ الله تعالى له , وقالوا بأن الصحابة حرفوا القرآن وغيروا فيه وحذفوا منه أشياء كما زعم الشيعة أنهم حذفوا اسم علي
وأسماء آل البيت منه.] .............
فيا أخي الفاضل: اقرأ الموضوع جيدا وبلاش تخبيص ..
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[24 Jul 2007, 06:43 ص]ـ
[
الأخ المحترم:
ألا قرأت الموضوع جيدا من أوله إلى آخره ...
إنكار الرواية هو مذهب طائفة من العلماء , فهل كلامك موجه لي بالذات أم لهم أيضا؟
(بل احيانا تركك لما لم تحط بعلمه خير من التكلم فيه]
[إنكار هذه الروايات عن الصحابي الجليل ابن مسعود , هو مذهب طائفة من العلماء كما هو مدون في البحث].
هل قرأت هذه الفقرة؟ ها أنا قد ميزتها لك باللون الأحمر لتساعدك في تأملها ..
وأما كلامك التالي:
اما كونها تشكك بالقران فليس صحيح وانما قل تلبس عليك
فهو يحير أكثر من سابقه، مرة أخرى عد إلى أصل الموضوع واقرأ:
[جاء في البحث: وقد استغلت بعض الفرق المبتدعة كالشيعة () وغيرهم من المستشرقين والجهال هذه الروايات , وطعنوا في تواتر القرآن الكريم وفي حفظ الله تعالى له , وقالوا بأن الصحابة حرفوا القرآن وغيروا فيه وحذفوا منه أشياء كما زعم الشيعة أنهم حذفوا اسم علي
وأسماء آل البيت منه.] .............
فيا أخي الفاضل: اقرأ الموضوع جيدا وبلاش تخبيص ..
احسنت هي مذهب لبعض العلماء. ولكن هل هذا دليل علمي؟ هل تقصد يجب على صاحب البحث اختصار بحثه بتلك الكلمات:
ننكر الرواية لانكار بعض العلماء لها. اذا اخي ابحث كل واحد لم انكر فالعالم يذكر علة انكاره وانظر في تحقق العلة وصحتها.
وارجوا منك بيان موضع التخبيص. اجارنا الله وياكم من التخبيص ومن سوء المقال. وانا فقير لنصيحتك يا استاذنا الغالي.
احسن الله اليك.(/)
لماذا كان إبراهيم عليه السلام يقول ربنا بصيغة الجمع؟؟
ـ[ام جواد المغربي]ــــــــ[11 May 2007, 07:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
لماذا كان إبراهيم عليه السلام عند دعائه يدعو ويقول ربنا بصيغة الجمع
ونوح عليه السلام يدعو ويقول ربي بالمفرد في القرآن الكريم
وجزاكم الله خير(/)
المسعر ... ؟؟؟
ـ[همس]ــــــــ[11 May 2007, 08:11 م]ـ
القُراء الكرام
السلام عليكم
هذا سؤال استوقفني ولم أصل لجواب متكامل وأرجو من أهل العلم الجواب قبل يوم الاثنين
المسعر ....... هل هو من أسماء الله وما دليل من أثبته .. ؟ وما حجة من نفاه .. ؟
والباسط القابض من الأسماء المتلازمة التي يُسمى الله بهما معاً .. لكن لماذا يُعبَّد الباسط دون القابض .. ؟
ولكل من أجهد نفسه بالبحث وأجاب الدعاء بمزيد العلم النافع والعمل الصالح ..(/)
الحلقة (2) ابن عباس العالم المؤدب من خلال سيرته وأقواله وتفسيراته
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[12 May 2007, 09:03 ص]ـ
كنت قد طرحت في حلقة سابقة (لطائف من ترجمة ابن عباس) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7752) ، وهاأنذا أتبعها بهذه الحلقة التي تتعلق بتربيته العلمية، وإليك هذه النقاط:
أولاً: عنايته بتعليم طلابه:
عن عكرمة قال: (كان بن عباس يجعل في رجلي الكبل يعلمني القرآن ويعلمني السنة).
فانظر كيف اعتنى ابن عباس بمولاه عكرمة، لما رأى فيه من النجابة والذكاء، ولم يفعل ذلك مع من هو أقرب منه؛ ابنه علي بن عبد الله بن عباس.
وانظر الفرق بين موقف ابن عباس من عكرمة وعنايته به، وموقف ابنه علي من عكرمة،، عن يحيى بن معين، قال: (مات ابن عباس وعكرمة عبد لم يعتقه، فباعه على بن عبد الله بن عباس، فقيل له: تبيع علم أبيك، فاسترده).
ثانيًا: مدارسة العلم، وإلقاء المشكل من العلم مع الطلاب.
عن عكرمة قال: (قرأ ابن عباس هذه الآية: (لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا). قال قال بن عباس: لم أدر أنجا القوم أم هلكوا. فما زلت أبين له أبصره حتى عرف أنهم قد نجوا، قال: فكساني حلة).
وفي رواية أخرى عند الطبري بسنده عن عن عكرمة قال: (دخلت على ابن عباس والمصحف في حجره، وهو يبكي، فقلت: ما يبكيك، جعلني الله فداءك؟ قال: فقرأ: "واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر"، إلى قوله: (بما كانوا يفسقون".) قال ابن عباس: لا أسمع الفرقة الثالثة ذكرت، نخاف أن نكون مثلهم! فقلت: أما تسمع الله يقول: "فلما عتوا عمّا نهوا عنه"؟ فسُرِّي عنه، وكساني حُلّة).
هذا ابن عباس ـ مع ما آتاه الله من علم بتأويل القرآن ومعرفة بعلومه ودقائقه ـ يقف حائرًا عند هذه المشكلة العلمية التي خطرة عليه، وإذا بتلميذه يفتح عليه بها، فما استنكر لذلك، ولا قال له: (وما يدريك أنت؟!)، بل كساه حُلَّة جائزة على ما قدَّم له من هذه المعلومة الثمينة، وهذا يدل على:
1 ـ الفرح بالمعلومة.
2 ـ إعطاء الشيخ الجوائز التشجيعية لطلابه الذين يتقدمون في العلم.
3 ـ أن العلم لا يرتبط بالسِّنِ ولا بكثرةِ العلم، فقد يُوصل إليك المعلومة من يصغرك سنًّا وعلمًا.
4 ـ تواضع ابن عباس العلمي لقبوله بتعليم تلميذه له في هذه المسألة.
5 ـ أنه قد يقع خطأ في التدبر، كما هو الحال في تدبر ابن عباس رضي الله عنه.
6 ـ في هذه المسألة استدراك التابعي على الصحابي، وهذا النوع من الاستدراك قليل جدًا، إذ العكس أكثر.
ثالثًا: تدريبه لطلابه في العلم والفتوى:
ـ عن عكرمة قال: (قال لي بن عباس ونحن ذاهبون من منى إلى عرفات: هذا يوم من أيامك. فجعلت أرجن به ويفتح علي بن عباس).
ـ عن عكرمة قال: (قال ابن عباس انطلق فأفت الناس وأنا لك عون قال قلت لو أن هذا الناس مثلهم مرتين لأفتيتهم. قال انطلق فأفت الناس فمن جاءك سألك عما يعنيه فأفته، ومن سألك عما لا يعنيه فلا تفته فإنك تطرح عن نفسك ثلثي مؤنة الناس).
ـ روى البيهقي في المدخل عن ابن عباس، أنه قال لسعيد بن جبير: (حَدِّثْ، قال: أُحدِّثُ وأنت شاهد؟!
قال: أوليس من نعمة الله عليك وأنت تحدث وأنا شاهد؟ فإن أخطأت علمتك).
وفي هذه النصوص فوائد:
1 ـ حرص ابن عباس على تدريب طلابه وإبرازهم للعامة ليكون محله إذا غاب عنهم، وهذا مما قد يفتقده بعض الأشياخ إذ يغيب عنهم أن يجعلوا لهم خلفًا يعرِّفون الناس بهم، ويردونهم إليهم، ومن هذا الباب ما قاله تميم بن حدير عن الرباب: (سألت ابن عباس عن شيء فقال: تسألوني وفيكم جابر بن زيد وهو أحد العلماء؟).
وكذا قوله رضي الله عنه: (لو أن أهل البصرة نزلوا عند قول جابر بن زيد لأوسعهم علماً من كتاب الله).
وهذا المنهج ـ وهو إبراز الطلاب المتميزين الذين يصلحون لخلافة العالم ـ مما يحسن للعلماء التنبه له.
ومن هذا الباب ما روى البيهقي في المدخل عن أبي العالية قال: (كنت آتي ابن عباس فيرفعني على السرير، وقريش أسفل من السرير، فتغامز بي قريش، وقالوا: يرفع هذا العبد على السرير فعطن بهم ابن عباس فقال: إن هذا العلم يزيد الشريف شرفا، ويجلس المملوك على الأسرة).
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ إن التدريب قد يقع فيه أخطاء وأوهام، ومهمة العالم أن يصبر على تدريب طلابه، وأ، يفتح عليهم، فانظر مقام عكرمة بعد وفاة ابن عباس، وكيف كان إمامًا للناس في العلم بتأويل القرآن.
3 ـ بصر ابن عباس بأسئلة الناس، وخبرته فيما لا يصلح أن يُفتى فيه، وأن التوقف عنه يطرح عن المفتي مؤنة كبيرة، وأسئلة كثيرة.
ومن هنا فإنه يحسن تبصير المستفتين بما لا يصلح من أسئلتهم بأسلوب حسن وفاقًا لقوله تعالى: (وأما السائل فلا تنهر).
رابعًا: عنايته بتدريب طلابه على طرق التعليم والفتيا
عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: (حدِّث الناس كل جمعة مرة، فإن أبيت فمرتين، فإن أكثرت فثلاث مرات، ولا تُمِلَّ الناس هذا القرآنَ، ولا تأت القوم وهم في حديث فتقطع عليهم حديثهم، ولكن أنصت فإذا أمروك فحدثهم وهم يشتهونه، إياك والسجع في الدعاء فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلون ذلك)
ـ عن عكرمة قال: (قال ابن عباس انطلق فأفت الناس وأنا لك عون قال قلت لو أن هذا الناس مثلهم مرتين لأفتيتهم. قال انطلق فأفت الناس فمن جاءك سألك عما يعنيه فأفته، ومن سألك عما لا يعنيه فلا تفته فإنك تطرح عن نفسك ثلثي مؤنة الناس).
وفي هذه الآثار فوائد:
1 ـ إن قلة التحديث كان منهجًا يسلكه ابن عباس وغيره من الصحابة خشية الملل والسآمة من الحاضرين.
2 ـ من آداب المجلس عدم قطعه، ولو كان بحديث فاضل؛ لأن المراد إيصال العلم للناس وهم مستعدون له، فإذا كانوا منشغلين عنه ثم قطعهم أحد عن مجلسهم به، فإنه يكون ثقيلاً عليهم، ومثل هذا ما يقع من بعض الناس من اتخاذ بعض الأعراس أو التجمعات الاجتماعية التي المقصود منها السلام والحديث وتجاذب الأخبار بين قوم قد انقطعوا عن بعضهم بمشاغل الحياة أو بكونهم في مدينة أخرى، والوقت الذي يحضرونه لا يتجاوز الساعتين في الغالب، فيذهب منه جزء لا بأس به بدعوى الوعظ والتذكير؛ فهل ياترى هذا موضعه؟!
3 ـ كراهية السجع، خصوصًا تكلفه، ولا يخفى أن تكلف السجع مما جاءت كراهة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال: (أسجعًا كسجع الكهان)، وإذا تأملت بعض أدعية القنوت الرمضانية لم تخطئك الأدعية المسجوعة المتكلفة التي ورد النهي عنها.
4 ـ عدم إملال الناس من العلم، حتى لو كان العلم بالقرآن، وإتيانهم به حال رغبتهم أنفع لهم لاستعدادهم لذلك، وليس من المنهج الصحيح اصتغلال وجود الشيخ فلان في المجلس لإعطائه الحديث والوعظ، بل إن النظر في طلب الناس واستعدادهم هو المقدم في ذلك، وهو الانفع في بلوغ العلم والموعظة.
خامسًا: توقفه عن ما لا يعلم، وتصريحه بذلك لطلابه:
ـ قال ابن عباس: «إذا ترك العالم لا أدري أصيبت مقاتله»
ـ عن عمرو بن دينار أنه سمع عكرمة، عن ابن عباس، قال: (والله ما أدري ما حنانا).
ويبدو أنه قد علم ذلك بعد ذلك، فقد ورد عنه تفسير (حنانا) من طريق علي بن أبي طلحة، قال: (عن ابن عباس، قوله (وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا) يقول: ورحمة من عندنا).
وقد ورد عنه مثل ذلك، فقد قال: (كل القرآن أعلمه، إلا حنانا، والأوّاه، والرقيم).
ـ وعن عمرو بن دينار، أنه سمع عكرمة يقول: (قال ابن عباس: ما أدري ما الرقيم، أكتاب، أم بنيان؟).
ثم إنك تجد له تفسيرًا للرقيم،رواه عنه علي بن أبي طلحة، قال: (عن ابن عباس، قوله: (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ) يقول: الكتاب)، وهذا يعني أنه قد علمه بعد جهله به.
ـ قال الطبري: (حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله: (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) فهذا يوم القيامة، جعله الله على الكافرين مقدار خمسين ألف سنة.
وقد رُوي عن ابن عباس في ذلك غير القول الذي ذكرنا عنه، وذلك ما:
حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، أن رجلا سأل ابن عباس عن يوم كان مقداره ألف سنة، فقال: ما يوم كان مقداره خمسين ألف سنة؟ قال: إنما سألتك لتخبرني، قال: هما يومان ذكرهما الله في القرآن، الله أعلم بهما، فكره أن يقول في كتاب الله ما لا يعلم).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الوهاب، قال: ثنا أيوب، عن ابن أبي مليكة، قال: (سأل رجل ابن عباس عن يوم كان مقداره ألف سنة؟
قال: فاتهمه، فقيل له فيه، فقال: ما يوم كان مقداره خمسين ألف سنة؟ فقال: إنما سألتك لتخبرني!
فقال: هما يومان ذكرهما الله جلّ وعزّ، الله أعلم بهما، وأكره أن أقول في كتاب الله بما لا أعلم).
ومن فوائد هذه الآثار:
1 ـ إن إعلان العالم عدم علمه بمسألة من مسائل العلم ليس منقصة في حقه، بل هو رفعة له، تدل على كماله في علمه.
2 ـ كما أن إعلان العالم عن جهله بهذه المسألة فيه تدريب عملي لطلابه بأن لا يفتوا بما لا يعلمون، وأن يقفوا عند ما يعلمونه ولا يتعدونه، وقد طبق ذلك في السؤال الذي الذي سأله عنه الرجل عن يوم كان مقداره ألف سنة، وقد صرح له بسبب عدم جوابه (وأكره أن أقول في كتاب الله بما لا أعلم).
سادسًا: سماحته مع طلابه، وكرم نفسه معهم
قال الطبري: حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا أبو أسامة، قال: ثنا شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة عن طاوس، في قوله: (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) قال: سئل عنها ابن عباس، فقال ابن جبير: هم قربى آل محمد، فقال ابن عباس: عجلت، إن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم لم يكن بطن من بطون قريش إلا وله فيهم قرابة، قال: فنزلت (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) قال:"إلا القرابة التي بيني وبينكم أن تصلوها").
ومن فوائد هذا الأثر:
1 ـ كريم خلقه رضي الله عنه، إذ لم يعتب على تقدم تلميذه عليه في الجواب.
وأما سماحته وكرم نفسه فقد شهد له بذلك فئام ممن رآه، ومن ذلك ما وقع معه من مخالفة تلاميذه له في الكتابة عنه، ففي المدخل للبيهقي: عن طاوس، قال: (كنا عند ابن عباس قال: وكان سعيد بن جبير يكتب قال: فقيل لابن عباس: إنهم يكتبون قال: أتكتبون؟ ثم قام، قال: وكان حسن الخلق ولولا حسن خلقه لغير بأشد من القيام).
2 ـ حسن لفظه في بيان خطأ تلميذه، فلم يقل له: (أخطأت)، بل قال: (عجلت)، وهي ألطف وأحسن من الأولى، ويعجبني في مثل هذا المقام ما كان يقوله بعض أساتذتنا ـ إذا كان الجواب خطأ ـ: (كلامك صحيح، وجوابك خطأ) ففي ذلك تلطيف وتخفيف على الطالب.
3 ـ إن تقدُّم الطالب على شيخه في الجواب لا يلزم أن يكون من سوء خلق الطالب البتة، بل الحال يختلف من وقت إلى وقت ومن تلميذ إلى تلميذ إلى غير ذلك، وليس المقصود أنه يجوز مثل هذا الحال مطلقًا، لكن المقصود أن مثل هذا لا يلزم أن يكون سوء أدب مع الشيخ.
والمقصود أن الأحوال تختلف، ولو حدث هذا عند بعض العلماء لعده بعضهم سوء أدب والأمر ليس كذلك، ولكل شيخ طريقة.
سابعًا: مراعاة أحوال السائلين
قال الطبري: حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا يعقوب بن عبد الله بن سعد القُمي الأشعري، عن جعفر بن أبي المُغيرة الخزاعي، عن سعيد بن جبَير، قال: قال رجل لابن عباس (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنَّ) ... الآية، فقال ابن عباس: ما يؤمنك أن أخبرك بها فتكفر.
ومراده بالكفر: التكذيب، كما شرح ذلك في الرواية الأخرى، قال الطبري حدثنا عمرو بن عليّ، قال: ثنا وكيع، قال: ثنا الأعمش، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن ابن عباس، في قوله: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنَّ) قال: لو حدثتكم بتفسيرها لكفرتم وكفركم تكذيبكم بها.
وقد فسرها في رواية أخرى عنه، قال الطبري:: حدثني عمرو بن عليّ ومحمد بن المثنى، قالا ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن أَبي الضحى، عن ابن عباس، قال في هذه الآية: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنَّ) قال عمرو: قال: (في كل أرض مثل إبراهيم ونحو ما على الأرض من الخلق. وقال ابن المثنى: في كلّ سماء إبراهيم).
وإذا تاملت إلى غرابة هذا التفسير؛ بان لك خوف ابن عباس من تكذيب السائل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي هذا فائدة عزيزة، وهي أنه لا يلزم أن تلقي كل العلم لكل سائل، فيعض السائلين قد لا يتحمل المعنى الذي تقوله فيكون له فتنة، وهذا المنهج ظاهر في آثار السلف، ومن ذلك مارواه البخاري عن علي بن أبي طالب قال: (حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ، أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ).
ثامنًا: طلب السؤال من الطلاب:
روى البخاري بسنده عن سعيد بن جبير قال: (إنا لعند ابن عباس في بيته؛ إذ قال: سلوني.
قلت: أي أبا عباس ـ جعلني الله فداءك ـ بالكوفة رجل قاص يقال له نوف يزعم أنه ليس بموسى بني إسرائيل ... فقال لي قد كذب عدو الله، ثم ذكر خبر موسى مع الخضر).
من فوائد هذا الأثر:
1 ـ حرصالشيخ على وقته مع طلابه الذين يستفيدون منه، بحيث يشغل وقتهم بالعلم، بخلاف ما مرَّ من منهجه مع عامة الناس.
2 ـ إن السؤال من مذاكرة العلم، ومما يُظهر علمًا مكنزنًا عند الشيخ، لذا يحسن بالشيخ أن لا يضجر من أسئلة الطلاب العلمية؛ إذ كم من سؤال فتح بابًا من العلم على كثير من العلماء.
تاسعًا: توقفه عن التعليم بسبب عارض العمى.
وعن عكرمة، قال: كان ابن عباس في العلم بحرا ينشق له الأمر من الامور، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اللهم ألهمه الحكمة وعلمه التأويل " فلما عمي، أتاه الناس من أهل الطائف ومعهم علم وعلمه - أو قال كتب من كتبه - فجعلوا يستقرؤونه، وجعل يقدم ويؤخر، فلما رأى ذلك، قال: إني قد تهلت من مصيبتي هذه، فمن كان عنده علم من علمي، فليقرأ علي، فإن إقراري له كقراءتي عليه.
قال فقرؤوا عليه.
تلهت: تحيرت، والاصل ولهت كما قيل في وجاه تجاه ..
ولعل هذا يفسر سبب كراهيته للكتابة في الرواية التي ذكرها البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى قال: عن طاوس، قال: (كنا عند ابن عباس قال: وكان سعيد بن جبير يكتب قال: فقيل لابن عباس: إنهم يكتبون قال: أتكتبون؟ ثم قام، قال: وكان حسن الخلق ولولا حسن خلقه لغير بأشد من القيام).
وهذا يدل على تورعه رضي الله عنه، وحرصه على أن لا يلقي ما لم يتيقن منه، فالعلم دين.
عاشرًا: حرصه على تعليم الناس
وأخرج الزبير بسند له أن ابن عباس كان يغشى الناس في رمضان وهو أمير البصرة فما ينقضي الشهر حتى يفقههم. وهذا لا ينافي ما سبق من بيان منهجه؛ لأن اختياره لهذا الشهر يدل على حسن اختياره؛ لأن الناس يكونون مقبلين على العلم، فضلاً عن أن الناس يفرحون بغشيان أمرائهم لمجالسهم، كيف إذا كان الأمير عالمًا أيضًا.
وبعد، فهذه وقفات من سيرة ابن عباس العلمية، أسأل الله أن ينفعني وإياكم بها.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 May 2007, 07:35 ص]ـ
جزاكم الله خيراًُ يا أبا عبدالملك على هذه الفوائد والاستنباطات التربوية والعلمية الموفقة، ورضي الله عن ابن عباس وجمعنا به في جنات النعيم، فنعم المعلم والمربي كان.
ـ[الجعفري]ــــــــ[15 May 2007, 05:36 ص]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا الشيخ مساعد ووفقك الله لرضاه وثبتك على الحق وجميع الأخوة في هذا المنتدى المبارك.
ـ[عبدالعزيز الضامر]ــــــــ[15 May 2007, 04:34 م]ـ
جزاك الله خيراً يادكتور على هذه الإضافة المتميزة, وأتمنى أن يكون هذا الموضوع ماثلاً في كتابٍ بين أيدينا نقلبه ونتصفحه بين الفينة والأخرى, فما قولكم دام فضلكم!!
ـ[ابو الروب]ــــــــ[19 Aug 2007, 08:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[27 Aug 2007, 09:40 م]ـ
جزاك الله خيراً يا دكتور على هذه الاطلالة العلمية التربوية ...
ومن ثناءه على طلابه ثناؤه على سعيد بن جبير:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: يا أهل الكوفة تسألوني وفيكم سعيد بن جبير.
طبقات المفسرين للداودي: (1/ 188).(/)
للمتخصصين في التفسير
ـ[أبو المهند]ــــــــ[12 May 2007, 11:28 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رحمة الله للعالمين ثم أما بعد:
لعلنا جميعا نجد في كتب التفسير مصطلحات متعددة تقول على سبيل المثال:
هذا ما رجحه القاضي، قال الإمام، أ. هـ شيخنا .... إلى غير هذه العبارات التي تختلف من مفسر إلى آخر باعتبارات التلمذة ونحوها، والسؤال هو: هل صنَّف أحد كتاباً في هذا الباب جمع فيه المصطلحات الموجودة في كتب التفسير على كل مستوياتها
ومنها الحواشي؟ أفيدونا جزي الله الجميع خيراً.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[12 May 2007, 10:33 م]ـ
لذي أعرفه أن شيخنا الدكتور أحمد سعد الخطيب حفظه الله يؤلف في هذا الجانب بعنوان معجم مصطلحات المفسرين ولا أدري هل انتهى الشيخ منه أم لا؟
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 May 2007, 05:29 م]ـ
قلت: لعلنا نتحف بمعرفة يقين هذا الخبر على يديك أخي الكريم.(/)
تأخر الوحي عن الرسول صلى الله عليه و سلم
ـ[العيدان]ــــــــ[12 May 2007, 02:23 م]ـ
بسم الله ..
الحمد لله و بعد ..
أشكل علي أمر في أثتاء بحث لي، و هو: ما هي الوقائع التي تأخر الوحي فيها عن النبي صلى الله عليه و سلم، و هل جمعت على شكل الانفراد، و ما هي الآلية المقترحة مثلاً لمحاولة جمعها ..
و ذلك لأن معرفة الوقائع و معرفة كيفية تعامل الرسول صلى الله عليه و سلم معها يفيد - و لو بعض الشيء - في الاستئناس في المسألة الأصولية اجتهاد النبي صلى الله عليه و سلم ..
--
مما وقفت عليه في ذلك:
1 - سبب نزول الضحى ..
و لكن هذه لا تفيد فيما نحن بصدده، بسبب أنها لم تكن في سياق حكم فقهي.
2 - حادثة الإفك ..
فآمل الإفادة ..
ـ[العيدان]ــــــــ[14 May 2007, 06:23 م]ـ
هل من مفيد ..
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[15 May 2007, 09:07 ص]ـ
الذي يظهر لي أن آلية جمعها تبدأ من النظر في الآيات التي جاء فيها بيان لحكم اجتهد فيه النبي صلى الله عليه وسلم فنزل بشأنها قرآن يؤيد اجتهاده أو يخالفه.
ومن ذلك اجتهاده في أسارى بدر، وإذنه للمنافقين في التخلف على غزوة تبوك: " عفا الله عنك لم أذنت لهم".(/)
سؤال عن أفضل طبعات عدد من كتب التفسير ..
ـ[ابو عبدالله الرشيدي]ــــــــ[12 May 2007, 11:30 م]ـ
شيخنا الشيخ عبدالرحمن الشهري حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هي أفضل طبعات التفاسير التالية:-
1 - محاسن التأويل للقاسمي
2 - فتح القدير للشوكاني
3 - تفسيرابن كثير
4 - تفسيرابن عطيه
والله يحفظكم ويرعاكم ويسدد الخير في خطاي وخطاكم
الرشيدي
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[13 May 2007, 04:36 ص]ـ
لو سمحت لي بالإجابة حتى يطل علينا شيخنا عبد الرحمن بإطلالته الميمونة
1. أفضل طبعات القاسمي فيما أعلم الطبعة التي باعتناء الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي طبعة دار إحياء التراث العربي، وهناك طبعة أخرى له طبعتها دار الحديث لكني لم أخبرها، وإياك وطبعة دار الكتب العلمية فهي مليئة بالأخطاء
2. فتح القدير ت: عبد الرحمن عميرة، دار الوفاء، المنصورة
3. تفسير ابن كثير تحقيق: سامي السلامة، دار طيبة، وكذا طبعة عالم الكتب بالرياض بتحقيق: مصطفى السيد محمد وعباس حسن قطب وآخرين، والأولى أدق من حيث ضبط النص، والثانية تتميز بتخريج الأحاديث وذكر كلام أهل العلم عليها
4. تفسير ابن عطية أفضل طبعاته الطبعة الأخيرة التي أشرفت عليها وزارة الأوقاف في قطر
وفقك الله ورعاك
ـ[أبو حسن]ــــــــ[13 May 2007, 10:35 م]ـ
أما عن طبعة فتح القدير ت: عبد الرحمن عميرة فهي كثيرة الأخطاء
وكذلك طبعة السلامة لتفسير ابن كثير فيها أخطاء
وهذا من خلال قراءة فيها
فلا تعد أفضل الطبعات فلتبحث عن أفضل الطبعات
ـ[ابو عبدالله الرشيدي]ــــــــ[14 May 2007, 01:53 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 May 2007, 04:57 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعاً.
كما تفضل أخي الكريم ابو صفوت، فأجود طبعات تفسير القاسمي المتداولة حالياً هي الطبعة التي اعتنى بأصلها الشيخ محمد فؤاد عبدالباقي بتخريج الأحاديث والآثار فيها، وقد صدرت منها مؤخراً طبعة بعناية الشيخ هشام سمير البخاري وصدرت عن مؤسسة التاريخ العربي في لبنان، وعدد مجلداتها سبعة.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64647c01eba661.jpg
وأما طبعات تفسير الشوكاني (فتح القدير) فمع كثرتها، لا تكاد تجد منها واحدة تراها قد استوفت جوانب الجودة، ومع تقديري لجهود الدكتور عبدالرحمن عميرة، إلا أنني لا أنصح طالب العلم بها. وهناك طبعة دار الحديث لفتح القدير طبعة لا بأس بها، بتخريج سيد إبراهيم.
أما تفسير ابن كثير فطبعة مكتبة أولاد الشيخ التي نشرتها أيضاً دار عالم الكتب في الرياض هي التي أنصحك بها، وإن كانت قد نفدت للأسف من الأسواق ومن المكتبة نفسها، وقد نشرتها وزارة الشؤون الإسلامية بالسعودية في طبعة جيدة وهي توزع مجاناً لطلبة العلم مع غيرها من الكتب.
وأما تفسير ابن عطية فطبعة قطر، ولا سيما الطبعة الثانية في ثمانية مجلدات.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/645f2858c3ec1f.jpg
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 May 2007, 07:04 ص]ـ
طبعة دار الحديث لفتح القدير للشوكاني - تحقيق سيد إيراهيم مليئة بالتصحيفات، وقد اعتمدتها مدة ثم أعرضت عنها لكثرة أخطائها الطباعية. وميزتها هي الحكم على الأحاديث المرفوعة التي أفادها المحقق من كتب الألباني رحمه الله.
وطبعة دار الوفاء بتحقيق عميرة أقل أخطاءً منها
ومن أفضل الطبعات في حيث قلة الأخطاء طبعة دار الكتاب العربي.
ـ[ابو عبدالله الرشيدي]ــــــــ[15 May 2007, 01:14 ص]ـ
بارك الله بك , وشكراً لكم
الله يجزاكم الجنة
ـ[المتفائل]ــــــــ[15 May 2007, 01:58 ص]ـ
ليت الشيخ عبد الرحمن وبقية المشايخ الفضلاء يتحفوننا برأيهم عن أفضل الطبعات لبقية كتب التفسير لنستفيد جزاهم الله خيرا مع بيان الطبعات السيئة جدا فقط.
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[16 May 2007, 01:55 م]ـ
سمعت أن هناك طبعة ستصدر بتحقيق محمد صبحي حلاق ربما تكون في عشرة مجلدات فهل علمتم عنها شيئاً؟
ـ[ابن الجزري]ــــــــ[16 May 2007, 08:30 م]ـ
اقترحت فيما مضى (في قسم الكتب والمخطوطات) أن يجعل هناك زاوية لأفضل الطبعات في كتب التفسير وعلوم القرآن
فأتمنى أن يكون هذا السؤال بداية الانطلاقة ولوجعل في جدول حتى يطبع فيما بعد ويستفيد منه طلاب العلم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 May 2007, 08:52 م]ـ
قد أخذت على نفسي عرض كل بيانات كتب التفسير التي أتعرض لها في برنامج (أهل التفسير) وقد أنهيت إلى الآن أكثر من أربعة وثلاثين كتاباً في التفسير متتبعاً لطبعاتها بصورها ومميزاتها، وستكون قريباً في موقع البرنامج على الانترنت ليكون الموقع شاملاً لمناهج المفسرين وكتبهم وما يتعلق بها بإذن الله وسأربطه بالملتقى، وما أعرضه في البرنامج التلفزيوني ملخص لما أكتبه في الموقع.
ـ[ابو عبدالله الرشيدي]ــــــــ[18 May 2007, 11:42 م]ـ
بارك الله بك , وشكراً لكم
الله يجزاكم الجنة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المتفائل]ــــــــ[31 Aug 2007, 05:42 م]ـ
بانتظار ما وعدتنا به يادكتور عبدالرحمن قبل ثلاثة أشهر وفقك الله
ـ[مرهف]ــــــــ[03 Sep 2007, 01:58 ص]ـ
من أفضل الطبعات لتفسير ابن كثير التي مررت عليها طبعة مؤسسة الرسالة بتحقيق أنس مصطفى الخن، وتتميز بضبط الأحاديث والرجال ووتبين لي ذلك بمقارنة نصوص مختلفة بينها وبين طبعة الشعب وطبعة العصرية بتقديم الشيخ الأرناؤوط وطبعات أخرى.
أما محاسن التأويل فالتي بتحقيق فؤاد عبد الباقي أحسنها، وأما فتح القدير فما زال هذا التفسير يحتاج إلى محقق قدير والله المستعان
ـ[النجدية]ــــــــ[03 Sep 2007, 11:18 ص]ـ
بسم الله ...
أستأذن أستاذي الفاضل (أبو عبد الله الرشيدي)؛ في أن أستغل هذه الزاوية المباركة؛ للسؤال عن:
أفضل طبعة لكتاب مناهل العرفان للزرقاني، ما هي؟؟
و دمتم -أساتذتي -في حفظ ربي!!
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[20 Sep 2010, 02:43 م]ـ
قال الشيخ الدكتور عبد الكريم الخضير:
تفسير ابن كثير
ابن كثير طُبع طبعات كثيرة جداً, منها الصحيح ومنها ما فيه أخطاء, لكن من أفضل الطبعات طبعة الشَّعب, فيما يوجد فيها؛ لأنَّ فيها نقص, وليس نقصاً من التفسير؛ إنَّما هو نقص الزِّيادات التي أضافها الحافظ ابن كثير فيما بعد؛ لأنه طُبع الكتاب عن الطَّبعة الأزهريَّة, هذه أفضل الطَّبعات, وأقدم النُّسخ الخَطِّيَّة, طبعة دار الشَّعب, طُبعت عن النُّسخة المخطوطة المحفوظة بالأزهر وهي أقدم النُّسخ وما فيها أَصَح ما في النُّسخ ومع ذلك فيها مقاطع لا تُوجد , في الطَّبعات اللاَّحِقَة مقاطع لا تُوجد في هذه الطَّبعة؛ لأنَّ العَرضَة الأُولى للتَّفسير خالية من هذه المقاطع, فتُقْتَنَى طبعة الشَّعب، ويُقتنى معها طبعة ثانية, مع أنَّ الطَّبعات المُتأخِّرة فيه طبعة في خمسة عشر جزءاً في مطبعة أولاد الشيخ بمصر, مكتبة أولاد الشيخ بمصر هذه طبعة جيدة, وطبعة السَّلامة الطَّبعة الثَّانية أفضل من الأُولى.
المصدر: كشاف الكتب (الدكتور: عبد الكريم الخضير) ( http://www.khudheir.com/text/346)
والله أعلم(/)
بين قوله تعالى يغفر لكم ذنوبكم و يغفر لكم من ذنوبكم
ـ[عبدالرحمن الجزائري]ــــــــ[13 May 2007, 12:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكرت هذه الآيات في ستة مواضع في القرآن الكريم وهي الآتي:
(يغفر لكم ذنوبكم)
قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) سورة آل عمران
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) الأحزاب
يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) الصف
(يغفر لكم من ذنوبكم)
قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (10) إبراهيم
يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآَمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31) الأحقاف
يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4) نوح
فالثلاث الأولى ذكرت في سياق ذكر المؤمنين
والثلاث التالية ذكرت في سياق ذكر الكافرين
وترتيبها حسب المصحف مرة بمرة(/)
مناظرات العلماء اللطيفة في تفسير الآيات الكريمة
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[13 May 2007, 11:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المناظرة هي: (المحاورة في الكلام بين شخصين مختلفين يقصد كل واحد منهما تصحيح قوله وإبطال قول الآخر، مع رغبة كل منهما في ظهور الحق). [هكذا عرفها الإمام الشنقيطي في كتابه "آداب البحث والمناظرة"].
وقد ورد في القرآن الحث على المناظرة للوصول إلى الحق كما في قول الله تعالى: ? قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ? (سبأ:46).
قال ابن جزي في تفسيره لهذه الآية: (والمعنى أن تقوموا اثنين اثنين للمناظرة في الأمر وطلب التحقيق وتقوموا واحداً واحداً لإحضار الذهن واستجماع الفكرة.)
وجاء في تفسير البغوي - (ج 6 / ص 405):
({قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ} آمركم وأوصيكم بواحدة، أي: بخصلة واحدة، ثم بين تلك الخصلة فقال: {أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ} لأجل الله، {مَثْنَى} أي: اثنين اثنين، {وَفُرَادَى} أي: واحدًا واحدًا، {ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا} جميعا أي: تجتمعون فتنظرون وتتحاورون وتنفردون، فتفكرون في حال محمد صلى الله عليه وسلم فتعلموا، {مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ} جنون.).
(فالمناظرة تفيد النظر والتفكر في الأمور والبحث عن الحق عن طريق المحاورة مع الآخرين.
وحوار المناظرة يكون بين شخصين أو فريقين حول موضوع معين، بغية الوصول إلى تبيان الحق وكشف الباطل، مع توفر الرغبة الصادقة في ظهور الحق والانصياع له.) [من كتاب الحوار مع أتباع الأديان للدكتور منقد السقار].
وفي هذا الموضوع أذكر بعض المناظرات التي وقعت بين العلماء في تفسير آية أو في استنباط حكم منها.
ولعل الإخوة الكرام يثرون هذا الموضوع بما يفيد من المناظرات والحوارات في هذا الباب.
ومن ذلك:
ما أورده القاضي ابن العربي في أحكام القرآن في تفسيره لقول الله تعالى: ? وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ ?، حيث قال:
(قَالَ الْقَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ الْعَرَبِيِّ: وَقَدْ حَضَرْت فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ طَهَّرَهُ اللَّهُ بِمَدْرَسَةِ أَبِي عُتْبَةَ الْحَنَفِيِّ وَالْقَاضِي الرَّيْحَانِيِّ يُلْقِي عَلَيْنَا الدَّرْسَ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إذْ دَخَلَ عَلَيْنَا رَجُلٌ بَهِيُّ الْمَنْظَرِ عَلَى ظَهْرِهِ أَطْمَارٌ، فَسَلَّمَ سَلَامَ الْعُلَمَاءِ، وَتَصَدَّرَ فِي صَدْرِ الْمَجْلِسِ بِمَدَارِعِ الرِّعَاءِ، فَقَالَ لَهُ الرَّيْحَانِيُّ: مَنْ السَّيِّدُ؟ فَقَالَ لَهُ: رَجُلٌ سَلَبَهُ الشُّطَّارُ أَمْسِ، وَكَانَ مَقْصِدِي هَذَا الْحَرَمَ الْمُقَدَّسَ، وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ صَاغَانَ مِنْ طَلَبَةِ الْعِلْمِ.
فَقَالَ الْقَاضِي مُبَادِرًا: سَلُوهُ، عَلَى الْعَادَةِ فِي إكْرَامِ الْعُلَمَاءِ بِمُبَادَرَةِ سُؤَالِهِمْ. وَوَقَعَتْ الْقُرْعَةُ عَلَى مَسْأَلَةِ الْكَافِرِ إذَا الْتَجَأَ إلَى الْحَرَمِ، هَلْ يُقْتَلُ فِيهِ أَمْ لَا؟ فَأَفْتَى بِأَنَّهُ لَا يُقْتَلُ، فَسُئِلَ عَنْ الدَّلِيلِ، فَقَالَ: قَوْله تَعَالَى: {وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ}. قُرِئَ: وَلَا تَقْتُلُوهُمْ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ، فَإِنْ قُرِئَ وَلَا تَقْتُلُوهُمْ فَالْمَسْأَلَةُ نَصٌّ، وَإِنْ قُرِئَ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ فَهُوَ تَنْبِيهٌ؛ لِأَنَّهُ إذَا نَهَى عَنْ الْقِتَالِ الَّذِي هُوَ سَبَبُ الْقَتْلِ كَانَ دَلِيلًا بَيِّنًا ظَاهِرًا عَلَى النَّهْيِ عَنْ الْقَتْلِ. فَاعْتَرَضَ عَلَيْهِ الْقَاضِي الرَّيْحَانِيُّ مُنْتَصِرًا لِلشَّافِعِيِّ وَمَالِكٍ وَإِنْ لَمْ يَرَ مَذْهَبَهُمَا عَلَى الْعَادَةِ، فَقَالَ: هَذِهِ الْآيَةُ مَنْسُوخَةٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ}. فَقَالَ لَهُ الصَّاغَانِيُّ: هَذَا لَا يَلِيقُ بِمَنْصِبِ الْقَاضِي وَعِلْمِهِ، فَإِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ الَّتِي اعْتَرَضْت بِهَا عَلَيَّ عَامَّةٌ فِي الْأَمَاكِنِ، وَالْآيَةَ الَّتِي احْتَجَجْت بِهَا خَاصَّةٌ، وَلَا يَجُوزُ لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ إنَّ الْعَامَّ يَنْسَخُ الْخَاصَّ، فَأَبَهَتْ الْقَاضِي الرَّيْحَانِيُّ، وَهَذَا مِنْ بَدِيعِ الْكَلَامِ.)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[13 May 2007, 09:45 م]ـ
باركك الله أبا مجاهد, وهناك بحث بعنوان:
* مناظرات في تفسير الآيات - لفريد مصطفى السلمان – في مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود - العدد: 32.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[15 May 2007, 06:34 م]ـ
قال ابن العربي المالكي عند تفسيره آية القصاص في سورة البقرة:
(فَائِدَةٌ: وَرَدَ عَلَيْنَا بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ فَقِيهٌ مِنْ عُظَمَاءِ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ يُعْرَفُ بِالزَّوْزَنِيِّ زَائِرًا لِلْخَلِيلِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ فَحَضَرْنَا فِي حَرَمِ الصَّخْرَةِ الْمُقَدَّسَةِ طَهَّرَهَا اللَّهُ مَعَهُ، وَشَهِدَ عُلَمَاءُ الْبَلَدِ، فَسُئِلَ عَلَى الْعَادَةِ عَنْ قَتْلِ الْمُسْلِمِ بِالْكَافِرِ، فَقَالَ: يُقْتَلُ بِهِ قِصَاصًا؛ فَطُولِبَ بِالدَّلِيلِ، فَقَالَ: الدَّلِيلُ عَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى}. وَهَذَا عَامٌّ فِي كُلِّ قَتِيلٍ.
فَانْتَدَبَ مَعَهُ لِلْكَلَامِ فَقِيهُ الشَّافِعِيَّةِ بِهَا وَإِمَامُهُمْ عَطَاءٌ الْمَقْدِسِيُّ، وَقَالَ: مَا اسْتَدَلَّ بِهِ الشَّيْخُ الْإِمَامُ لَا حُجَّةَ لَهُ فِيهِ مِنْ ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ:
أَحَدُهَا: أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَالَ: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاصُ} فَشَرَطَ الْمُسَاوَاةَ فِي الْمُجَازَاةِ، وَلَا مُسَاوَاةَ بَيْنَ الْمُسْلِمِ وَالْكَافِرِ؛ فَإِنَّ الْكُفْرَ حَطَّ مَنْزِلَتَهُ وَوَضَعَ مَرْتَبَتَهُ.
الثَّانِي: أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ رَبَطَ آخِرَ الْآيَةِ بِأَوَّلِهَا، وَجَعَلَ بَيَانَهَا عِنْدَ تَمَامِهَا، فَقَالَ: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى} فَإِذَا نَقَصَ الْعَبْدُ عَنْ الْحُرِّ بِالرِّقِّ، وَهُوَ مِنْ آثَارِ الْكُفْرِ فَأَحْرَى وَأَوْلَى أَنْ يَنْقُصَ عَنْهُ الْكَافِرُ.
الثَّالِثُ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قَالَ: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ}؛ وَلَا مُؤَاخَاةَ بَيْنَ الْمُسْلِمِ وَالْكَافِرِ؛ فَدَلَّ عَلَى عَدَمِ دُخُولِهِ فِي هَذَا الْقَوْلِ.
فَقَالَ الزَّوْزَنِيُّ: بَلْ ذَلِكَ دَلِيلٌ صَحِيحٌ، وَمَا اعْتَرَضْت بِهِ لَا يَلْزَمُنِي مِنْهُ شَيْءٌ.
أَمَّا قَوْلُك: إنَّ اللَّهَ تَعَالَى شَرَطَ الْمُسَاوَاةَ فِي الْمُجَازَاةِ فَكَذَلِكَ أَقُولُ. وَأَمَّا دَعْوَاك أَنَّ الْمُسَاوَاةَ بَيْنَ الْكَافِرِ وَالْمُسْلِمِ فِي الْقِصَاصِ غَيْرُ مَعْرُوفَةٍ فَغَيْرُ صَحِيحٍ فَإِنَّهُمَا مُتَسَاوِيَانِ فِي الْحُرْمَةِ الَّتِي تَكْفِي فِي الْقِصَاصِ، وَهِيَ حُرْمَةُ الدَّمِ الثَّابِتَةُ عَلَى التَّأْبِيدِ؛ فَإِنَّ الذِّمِّيَّ مَحْقُونُ الدَّمِ عَلَى التَّأْبِيدِ، وَالْمُسْلِمَ مَحْقُونُ الدَّمِ عَلَى التَّأْبِيدِ، وَكِلَاهُمَا قَدْ صَارَ مِنْ أَهْلِ دَارِ الْإِسْلَامِ، وَاَلَّذِي يُحَقِّقُ ذَلِكَ أَنَّ الْمُسْلِمَ يُقْطَعُ بِسَرِقَةِ مَالِ الذِّمِّيِّ؛ وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ مَالَ الذِّمِّيِّ قَدْ سَاوَى مَالَ الْمُسْلِمِ؛ فَدَلَّ عَلَى مُسَاوَاتِهِ لِدَمِهِ؛ إذْ الْمَالُ إنَّمَا يَحْرُمُ بِحُرْمَةِ مَالِكِهِ.
وَأَمَّا قَوْلُك: إنَّ اللَّهَ تَعَالَى رَبَطَ آخِرَ الْآيَةِ بِأَوَّلِهَا فَغَيْرُ مُسَلَّمٍ؛ فَإِنَّ أَوَّلَ الْآيَةِ عَامٌّ وَآخِرُهَا خَاصٌّ، وَخُصُوصُ آخِرِهَا لَا يَمْنَعُ مِنْ عُمُومِ أَوَّلِهَا؛ بَلْ يَجْرِي كُلٌّ عَلَى حُكْمِهِ مِنْ عُمُومٍ أَوْ خُصُوصٍ.
وَأَمَّا قَوْلُك: إنَّ الْحُرَّ لَا يُقْتَلُ بِالْعَبْدِ، فَلَا أُسَلِّمُ بِهِ؛ بَلْ يُقْتَلُ بِهِ عِنْدِي قِصَاصًا، فَتَعَلَّقْت بِدَعْوَى لَا تَصِحُّ لَك. وَأَمَّا قَوْلُك: فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ يَعْنِي الْمُسْلِمَ، فَكَذَلِكَ أَقُولُ، وَلَكِنَّ هَذَا خُصُوصٌ فِي الْعَفْوِ؛ فَلَا يَمْنَعُ مِنْ عُمُومِ وُرُودِ الْقِصَاصِ، فَإِنَّهُمَا قَضِيَّتَانِ مُتَبَايِنَتَانِ؛ فَعُمُومُ إحْدَاهُمَا لَا يَمْنَعُ مِنْ خُصُوصِ الْأُخْرَى، وَلَا خُصُوصَ هَذِهِ يُنَاقِضُ عُمُومَ تِلْكَ.
وَجَرَتْ فِي ذَلِكَ مُنَاظَرَةٌ عَظِيمَةٌ حَصَّلْنَا مِنْهَا فَوَائِدَ جَمَّةً أَثْبَتْنَاهَا فِي " نُزْهَةِ النَّاظِرِ "، وَهَذَا الْمِقْدَارُ يَكْفِي هُنَا مِنْهَا.) انتهى ما أورده ابن العربي بنصه.
قال الشيخ مصطفى العدوي في تفسيره التسهيل لتأويل التنزيل بعد أن نقل هذه المناظرة: (وكان اللائق بالإمامين المتحاجين أن يتذكرا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يقتل مسلم بكافر" فقد كان هذا الحديث كافياً لقطع الجدل بينهما؛ ولكن هذا مصير من ابتعد في جدله وحجاجه عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قلت: الأحناف يعلمون هذا الحديث، ولكنهم يتأولونه بعدة تأويلات ذكرها الجصاص في أحكام القرآن، وخلاصتها أنه خاص بالسبب الذي قيل بشأنه، ومنها: أن المراد بالكافر في الحديث: الكافر الحربي. ومذهبهم أن المسلم يقتل بالكافر الذمي كما هو بيّن في المناظرة السابقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 Dec 2008, 10:52 ص]ـ
جاء في كتاب أخلاق الوزيرين - (ج 1 / ص 50) لأبي حيان التوحيدي ما نصه:
(وسأله الدّامغاني يوماً عن قوله عزّ وجلّ: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ، وَهَمَّ بِهَا لَوْلاَ أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ)، أَ تقول أن يوسف همّ بالمعصية؟ فقال [المسؤول وهو الوزير ابن عباد]: الكلام معطوف بعضه على بعض بالتّقديم والتأخير، فكأنه قال: لولا أن رأى بُرهان ربّه لقد كان يَهُمُّ بها، ولكنه لم يُهمّ، وهذا كقول القائل: إني غَرقت لولا أنه خلصني فلان.
فحدّثتُ بهذه الجملة ابن المراغي ببغداد، فقال: لو سكت عن هذا كان أحسن به، هذا تقدير لاعبٍ بكتاب الله، لا يحلّ نظم الكلام على تحريفه؛ لأن ذلك جرأة؛ أما سمعت الله يقول: (لاَ تقَدَّمُوا بَيْنَ يَدَي اللهِ وَرَسُولِهِ)؟ إنما المراد به على سجية الكلام؛ ولقد همّت به همّها اللائق، وهمّ بها هَمَّ البشر الذي لا براءة له من همّة إلا بتوفيق الله، والبرهان كان ذلك التوفيق.
وما في الهمّ؟! الله أكرم من أن يؤاخذ به، وإنما ذُكر ذلك ليعلم أن النبي صلى الله عليه في نُبوّته غير مُكتفٍ بها دون أن يكنفه الله بعصمته، ويتغمّده برحمته.) انتهى.
وكلام ابن المراغي كلام نفيس عزيز.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 Dec 2008, 10:22 ص]ـ
قال الزركشي في البرهان في علوم القرآن:
(جرت مناظرة بين أبى العباس أحمد بن سريج ومحمد بن داود الظاهرى:
قال أبو العباس له: أنت تقول بالظاهر وتنكر القياس؛ فما تقول فى قول الله تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}، فمن يعمل مثقال نصف ذرة ما حكمه؟
فسكت محمد طويلا، وقال: أبلعنى ريقى.
قال له أبو العباس: قد أبلعتك دجلة.
قال: أنظرنى ساعة.
قال: أنظرتك إلى قيام الساعة.
وافترقا ولم يكن بينهما غير ذلك.
وقال بعضهم وهذا من مغالطات ابن سريج وعدم تصور ابن داود؛ لأن الذرة ليس لها أبعاض فتمثل بالنصف والربع وغير ذلك من الأجزاء؛ ولهذا قال سبحانه: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة}، فذكر سبحانه مالا يتخيل فى الوهم أجزاؤه ولا يدرك تفرقه.)
البرهان في علوم القرآن (1/ 485)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[26 Dec 2008, 12:05 ص]ـ
[ QUOTE= أبومجاهدالعبيدي;68024] [ B][size=5][align=justify] قال لأن الذرة ليس لها أبعاض فتمثل بالنصف والربع وغير ذلك من الأجزاء؛ ولهذا قال سبحانه: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة}، فذكر سبحانه مالا يتخيل فى الوهم أجزاؤه ولا يدرك تفرقه.)
قلت: أثبت القرآن الكريم أبعاض الذرة فقال تعالى: {{ ... وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} يونس61
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[26 Dec 2008, 10:37 ص]ـ
المناظرة هي: (المحاورة في الكلام بين شخصين مختلفين يقصد كل واحد منهما تصحيح قوله وإبطال قول الآخر، مع رغبة كل منهما في ظهور الحق). أري أنه الأفضل أن يقال المناظرة هي: (المحاورة في الكلام بين شخصين مختلفين يقصد كل واحد منهما أن ينظر الآخر فيما في قوله من صحة أو أن ينظر الآخر لما في قوله هو من خطأ؛"
هذا اتساقا مع الاشتقاق اللغوي لكلمة مناظرة؛ثم للتفريق بينها وبين المجادلة والمخاصمة
فالمخاصمة –كما يحدث أمام القاضي - يحاول كل واحد من المتخاصمين أن يدفع كلام الآخر ويبطله
وفي المجادلة يرفع المجادل من كلامه دون النظر في ابطال كلام الآخر؛
والحوار عبر النت هل يسمي مناظرة
نعم لأنه ليس الهدف أن ينظر كلا من المتحاورين الآخر ولكن أن يجعله ينظر لما خفيّ عليه من موضوع الحوار
ـ[أبو المهند]ــــــــ[27 Dec 2008, 01:34 ص]ـ
من عين المناظرة ما دار حول قوله تعالى: ?أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ? فقد كنى به عن الحدث الأكبر، كما قال ترجمان القرآن ابن عباس (توفي: 68ه/688م): هو الجماع، وقال الفقيه التابعي الجليل سعيد بن جبير: ذكروا اللمس فقال ناس من الموالي: ليس بالجماع
وقال ناس من العرب: اللمس الجماع
قال: فأتيت ابن عباس فقلت له: إن أناساً من الموالي والعرب اختلفوا في (اللمس) فقالت الموالي: ليس بالجماع، وقالت العرب: الجماع.
قال ابن عباس: فمن أي الفريقين كنت؟ قال: كنت من الموالي.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: "غُلب فريق الموالي! إن اللّمس والمسَّ والمباشرة: الجماع، ولكن الله يُكنّي ما شاء بما شاء."
وفي رواية أخرى قال: أخطأ الموليان وأصاب العربي، الملامسة: النكاح، ولكن الله يكني ويعف
وقد رجح ابن تيمية ما ذهب إليه ابن عباس من أن اللمس كناية عن الجماع ولكنه لم يسم ذلك مجازاً، ولم يعتبره تأويلاً، والنتيجة واحدة. {الطبري: 5/ 102، معالم التنزيل:1/ 119.وبحث من محاذير التفسير: سوء التأويل}
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 Dec 2008, 11:07 ص]ـ
قلت: أثبت القرآن الكريم أبعاض الذرة فقال تعالى: {{ ... وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} يونس61
وأصرح من ذلك في الدلالة على أن الذرة تتجزأ ما في صحيح البخارى في حديث الشفاعة: " ... فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّى فَيُؤْذَنُ لِى وَيُلْهِمُنِى مَحَامِدَ أَحْمَدُهُ بِهَا لاَ تَحْضُرُنِى الآنَ، فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ وَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِى أُمَّتِى. فَيُقَالُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ. فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِى أُمَّتِى. فَيُقَالُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ أَوْ خَرْدَلَةٍ مِنْ إِيمَانٍ. فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِى أُمَّتِى. فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِى قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ، فَأَخْرِجْهُ مِنَ النَّارِ. فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ».
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 Dec 2008, 11:34 ص]ـ
جاء في كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية:
(روى الخطيب، عن النضر بن محمد، قال: دخل قتادة الكوفة، ونزل في دار أبي بُردة، فخرج يوماً، وقد اجتمع إليه خلق كثير، فقال قتادة: والله الذي لا إله إلا هو، ما يسألني اليوم أحدٌ عن الحلال والحرام إلا أجبته.
فقام إليه أبو حنيفة، فقال: يا أبا الخطاب، ما تقول في رجل غاب عن أهله أعواماً، فظنت امرأته أن زوجها مات، فتزوجت، ثم رجع زوجها الأول، ما تقول في صداقها؟ -وقال لأصحابه الذين اجتمعوا إليه: لئن حدث بحديث ليكذبن، وإن قال برأي نفسه ليخطئن-.
فقال قتادة: وَيلك، أوقعت هذه المسألة؟ قال: لا.
قال: فلم تسألني عما لم يقع؟ فقال أبو حنيفة: إنا نستعد للبلاء قبل نزوله، فإذا وقع عرفنا الدخول فيه والخروج منه.
قال قتادة: والله لا أحدثكم بشيء من الحلال والحرام، سلوني عن التفسير.
فقام إليه أبو حنيفة، فقال له: يا أبا الخطاب: ما تقول في قول الله تعالى: (قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الكِتَابِ أنا آتِيكَ به قَبْلَ أن يَرتَدَّ إلَيْكَ طَرْفُكَ)؟.
قال: نعم، هذا آصف بن برخيا بن شميعا، كاتب سليمان بن داود، وكان يعرف اسم الله الأعظم.
فقال أبو حنيفة: وهل كان يعرف الاسم سليمان؟
قال: لا.
قال: فيجوز أن يكون في زمان نبيٍّ من هو أعلم من النبي؟
قال: فقال قتادة: والله لا أحدثكم بشيء من التفسير، سلوني عما اختلف فيه العلماء.
قال: فقام إليه أبو حنيفة، فقال: يا أبا الخطاب، أمؤمن أنت؟ قال: أرجو.
قال: ولم؟
قال: لقول إبراهيم عليه الصلاة والسلام: (وَالَّذِي أطمَعُ أنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئتِي يَوْمَ الدِّينِ).
فقال أبو حنيفة: فهلا قلت كما قال إبراهيم، عليه الصلاة والسلام: (قَالَ أوَلَمْ تُؤمِنْ قَالَ بَلَى).
قال: فقام قتادة مُغضباً، ودخل الدار، وحلف أن لا يحدثهم.) اهـ
قلت: قول أبي حنيفة: فيجوز أن يكون في زمان نبيٍّ من هو أعلم من النبي؟
والجواب: نعم؛ قد يوجد من هو أعلم منه في بعض المسائل، كما وقع لموسى عليه السلام مع الخضر.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[03 Jan 2009, 10:50 ص]ـ
قال الزركشي في البرهان 2/ 177 [طبعة دار المعرفة بتحقيق المرعشلي]:
(قال الخطابي وسمعت ابن أبي هريرة يحكي عن أبي العباس بن سريج قال سأل رجل بعض العلماء عن قوله تعالى: {لا أقسم بهذا البلد} 1 فأخبر أنه لا يقسم بهذا، ثم أقسم به في قوله: {وهذا البلد الأمين} (التين: 3)؟!
فقال ابن سريج: أي الأمرين أحب إليك أجيبك ثم أقطعك أو أقطعك ثم أجيبك؟
فقال: بل اقطعني ثم أجبني.
فقال: اعلم أن هذا القرآن نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بحضرة رجال، وبين ظهراني قوم، وكانوا أحرص الخلق على أن يجدوا فيه مغمزاً، وعليه مطعناً؛ فلو كان هذا عندهم مناقضة لتعلقوا به وأسرعوا بالرد عليه، ولكن القوم علموا وجهلت، فلم ينكروا منه ما أنكرت.
ثم قال له: إن العرب قد تدخل (لا) في أثناء كلامها وتلغي معناها، وأنشد فيه أبياتاً.) انتهى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 Jan 2009, 10:46 ص]ـ
أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: جاء نفر مِنَ أهْل اليمن إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فسأله رجل: أرأيت قَوْلهُ تَعَالَى: {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى}، فقال ابن عباس رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: لَمْ تصب المسألة اقرأ ما قبلها: {رَبُّكُمُ الّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ} حتى بلغ: {وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا}، فقال ابن عباس رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: فمن كَانَ أعمى عَنْ هَذَا النعيم الّذِي قد رأى وعاين، فهو في أمر الآخرة التي لَمْ تر ولم تعاين: "أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلا". انتهى
قلت: الذي ظهر لي أن ابن عباس رضي الله عنهما قصد بقوله: "لَمْ تصب المسألة" أي: في سؤالك عن الآية وحدها بدون النظر إلى سياقها.
وهذا الأثر يدل على أهمية السياق في فهم الآية.
تنبيه: ضعّف الألوسي قول ابن عباس هذا، وحكم عليه بالبعد، وقال: (ولا أظن الحبر يقول ذلك. والله تعالى أعلم.)
ـ[سلمان الخوير]ــــــــ[03 Feb 2009, 01:00 ص]ـ
بارك الله فيك يا أبا مجاهد على هذه الفوائد
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[07 Jun 2009, 09:29 ص]ـ
جاء في كتاب وفيات الأعيان:
(حكى عاصم بن أبي النجود المقرئ أن الحجاج بن يوسف الثقفي بلغه أن يحيى بن يعمر يقول: إن الحسن والحسين رضي الله عنهما من ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يحيى يومئذ بخراسان، فكتب الحجاج إلى قتيبة بن مسلم والي خراسان أن ابعث إلي بيحيى بن يعمر، فبعث إليه، فقام بين يديه،
فقال: أنت الذي تزعم أن الحسن والحسين من ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لأُلقيَّن الأكثر منك شعراً أو لتخرجن من ذلك، [أي: لألقين رأسك أو تذكر الحجة على ما قلت]
قال: فهو أماني إن خرجت؟
قال: نعم،
قال: فإن الله جل ثناؤه يقول: (ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا، ونوحاً هديناً من قبل، ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون، وكذلك نجزي المحسنين، وزكريا ويحيى وعيسى) الآية .. ؛ قال: وما بين عيسى وإبراهيم أكثر مما بين الحسن والحسين ومحمد صلوات الله عليه وسلامه.
فقال له الحجاج: ما أراك إلا قد خرجت، والله لقد قرأتها وما علمت بها قط،.
وهذا من الاستنباطات البديعة الغريبة العجيبة، فلله دره، ما أحسن ما استخرج وأدق ما استنبط!
قال عاصم: ثم إن الحجاج قال له: أين ولدت؟
فقال: بالبصرة،
قال: أين نشأت؟
قال: بخراسان،
قال: فهذه العربية أنى هي لك؟
قال: رزق،
قال: خبرني عني هل ألحن؟
فسكت،
فقال: أقسمت عليك،
فقال: أما إذ سألتني أيها الأمير فإنك ترفع ما يوضع وتضع ما يرفع، فقال: ذلك والله اللحن السيئ؛ قال: ثم كتب إلى قتيبة: إذا جاءك كتابي هذا فاجعل يحيى بن يعمر على قضائك والسلام.
وروى ابن سلام عن يونس بن حبيب قال: قال الحجاج ليحيى بن يعمر أتسمعني ألحن قال: في حرف واحد، قال: في أي؟
قال: في القرآن، قال: ذلك أشنع، ثم قال: ما هو قال تقول (قل إن كان آباؤكُم وأبناؤكُم - إلى قوله: إليكُم) (التوبة:24) فتقرؤها بالرفع [أحبَّ].
قال ابن سلام: كأنه لما طال الكلام نسي ما ابتدأ به، فقال الحجاج: لا جرم لا تسمع لي لحناً، قال يونس: فألحقه بخراسان وعليها يزيد بن المهلب بن أبي صفرة، والله أعلم أي ذلك كان.) انتهى من وفيات الأعيان.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[10 Dec 2009, 10:47 م]ـ
جاء في كتاب: عيون المناظرات لأبي علي السكوني أن هارون الرشيد كان له علج طبيب, له فطنة وأدب, فود الرشيد أن لو أسلم فقال له يوما: " ما يمنعك عن الإسلام؟ "
فقال: آية في كتابكم حجة على ما أَنْتَحِلُه".
قال: وما هي؟
قال: قوله تعالى عن عيسى ((وروح منه)) [النساء 171] وهو الذي نحن عليه.
فعظم ذلك على الرشيد وجمع له العلماء فلم يحضرهم جواب ذلك حتى ورد قوم من خراسان فيهم علي بن وافد من أهل علم القرآن, فأخبره الرشيد بالمسألة فاستعجم عليه الجواب ثم خلا بنفسه وقال " ما أجد المطلوب إلا في كتاب الله".
فابتدأ القرآن من أوله وقرأ حتى بلغ سورة الجاثية إلى قوله تعالى: ((وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه)) [الجاثية 13].
فخرج إلى الرشيد وأحضر العلج فقرأها عليه وقال له: إن كان قوله تعالى ((روح منه)) يوجب أن يكون عيسى بعضا منه تعالى وجب ذلك في السموات والأرض.
فانقطع النصراني ولم يجد جوابا, فأسلم النصراني وسُر الرشيد بذلك وأجزل صلة ابن وافد.
فلما رجع ابن وافد إلى بلده صنف كتاب النظائر في القرآن.
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[11 Dec 2009, 08:44 ص]ـ
قول الأستاذ أبو مجاهد
((قلت: قول أبي حنيفة: فيجوز أن يكون في زمان نبيٍّ من هو أعلم من النبي؟
والجواب: نعم؛ قد يوجد من هو أعلم منه في بعض المسائل، كما وقع لموسى عليه السلام مع الخضر.)) [/ QUOTE]
والراجح أن الخضر عليه السلام من الأنبياء والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[18 Dec 2009, 10:17 م]ـ
بارك الله فيكم د. محمد
موضوع لطيف جميل .. سأعود لقراءته لاحقا بإذن الله
و لي تعليق صغير الآن و هو أن مفهوم الذرّة في القرآن هو غير المفهوم الفيزيائي فلا يصح إسقاط الأخير على الأول .. !
و جزاكم الله خيرا.(/)
المشترك
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[13 May 2007, 05:36 م]ـ
يرد هذا المصطلح كثيراً في كتب العقائد خصوصاً في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية كالتدمرية وغيرها.
وفيما يلي إعطاء صورة عامة عنه، وذلك من خلال المسائل التالية:
أولاً: تعريفه:
في اللغة: من الفعل اشترك يشترك، والمصدر اشتراك، والمشترك اسم المفعول.
وفي الاصطلاح: عرف بعدة تعريفات قريبة من بعض، وفيما يلي ذكر لشيء منها:
أ - عرفه الجرجاني -رحمه الله- بقوله: (المشترك ما وضع لمعنى كثير بوضع كثير) [1].
ب - وقال عنه ابن فارس -رحمه الله-: (تسمى الأشياء الكثيرة بالاسم الواحد نحو: (عين الماء) و (عين المال) و (عين السحاب)) [2].
ج - وعرفه ابن تيمية -رحمه الله- بقوله: (أن يكون اللفظ دالاً على معنيين من غير أن يدل على معنى مشترك بينهما) [3].
د - وقال السيوطي-رحمه الله-: (وقد حدَّه أهل الأصول بأنه اللفظ الواحد الدال على معنيين مختلفين فأكثر دلالة على السواء عند أهل تلك اللغة) [4].
هـ - ويمكن أن يعرف بتعريف مختصر فيقال: هو ما اتحد لفظه، واختلف معناه.
ثانياً: الخلاف في وقوعه: اختلف الناس في اللفظ المشترك، هل له وجود في اللغة؟ فأثبته قوم، ونفاه آخرون، ولكل منهم أدلته.
وقد نقل هذا الاختلاف جمع من أهل العلم، منهم شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- حيث قال بعد أن ذكر حد المشترك: (فمن الناس من ينازع في وجود معنى هذا في اللغة الواحدة التي تستند إلى وضع واحد، ويقول: إنما يقع هذا في وضعين كما يسمي هذا ابنه باسْمٍ، ويسمي آخر ابنه بذلك الاسم) [5].
ونصه هذا يوحي بأنه قائل بوقوع المشترك، وهذا ما يؤكده قوله في موضع آخر: أن (الأسماء المتفقة اللفظ قد يكون معناها متبايناً وهي المشتركة اشتراكاً لفظياً، كلفظ سهيل المقول على الكوكب وعلى الرجل) [6].
وقال السيوطي -رحمه الله-: (واختلف الناس فيه؛ فالأكثرون على أنه ممكن الوقوع؛ لجواز أن يقع إما من واضِعَيْن؛ بأن يضع أحدهما لفظاً لمعنىً، ثم يضعه الآخر لمعنىً آخر، ويشتهر ذلك اللفظ بين الطائفتين في إفادته المعنيين، وهذا على أن اللغات غير توقيفية.
وإما من واضع واحد؛ لغرض الإبهام على السامع؛ حيث يكون التصريح سبباً للمفسدة، كما روي عن أبي بكر -رضي الله عنه- وقد سأله رجل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وقت ذهابهما إلى الغار: من هذا؟ قال: هذا رجل يهديني السبيل.
والأكثرون - أيضاً - على أنه واقع لنقل أهل اللغة ذلك في كثير من الألفاظ.
ومن الناس من أوجب وقوعه - قال: لأن المعاني غير متناهيةٍ والألفاظ متناهية، فإذا وزع لزم الاشتراك.
وذهب بعضهم إلى أن الاشتراك أغلب، قال: لأن الحروف بأسرها مشتركة بشهادة النحاة، والأفعال الماضية مشتركة بين الخبر والدعاء، والمضارع كذلك، وهو - أيضاً - مشترك بين الحال والمستقبل، والأسماء كثير فيها الاشتراك؛ فإذا ضممناها إلى قسمي الحروف والأفعال كان الاشتراك أغلب.
ورد بأن أغلب الألفاظ الأسماء، والاشتراك فيها قليل بالاستقراء، ولا خلاف أن الاشتراك على خلاف الأصل) [7].
والمتأمل للخلاف في المشترك يجد أنه ما كان ينبغي أن يتوسع فيه، ويشقق القول؛ لأنهم جميعاً متفقون على وجود ألفاظ في اللغة قد استعملتها العرب في الدلالة على معان مختلفة بغض النظر عن كيفية وجودها مثل لفظ (العين) فهي بلفظها قد استعملت لمعان كثيرة، وكذلك غيرها من الألفاظ التي سيأتي ذكر لبعضها.
وهذا الاستعمال كافٍ في إثبات المشترك؛ لذلك فإن الذي عليه أكثر المتقدمين من اللغويين - هو القول بالاشتراك.
أما نقل الكلام إلى الحديث عن النشأة الأولى للمشترك، وهل يكون أصلاً في الوضع أو لا؟ وما يترتب على ذلك من أن المخاطبة باللفظ المشترك لا تفيد فهم المقصود على التمام، وما كان كذلك يكون منشأً للمفاسد - فهو خروج من الواقع اللغوي، وخوض في مسألة نشأة اللغة التي لم يتوصل فيها إلى رأي علمي قاطع [8].
ثالثاً: أمثلة من المشترك: أورد السيوطي -رحمه الله- في المزهر أمثلة كثيرة من المشترك [9]، ومنها:
1 - العم: أخو الأب، والعم: الجمع الكثير، قال الراجز:
يا عامر بن مالك يا عمَّا = أفنيت عماً وجبرت عمَّافالعم الأول: أراد به عماه، والعم الثاني: أراد أفنيت قوماً، وجبرت آخرين.
2 - النوى: يطلق على الدار، والنية، والبُعْد.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - الأرض: وتطلق على الأرض المعروفة، وعلى كل ما سفل، وعلى أسفل قوائم الدابة، وعلى النّفضة، والرِّعدة، وغيرها.
4 - الهلال: هلال السماء، وهلال الصيد، وهلال النعل وهو الذؤابة، والهلال: الحية إذا سلخت، والهلال: باقي الماء في الحوض، والهلال: الجمل الذي أكثر الضِّراب حتى هزل.
5 - العين: وتطلق على معان كثيرة جداً، تكاد تكون أكثر ما في هذا الباب؛ فتطلق على: النقد من الدراهم والدنانير، وعلى مطر أيام لا يقلع يقال: أصاب أرض بني فلان عين، وعلى عين الماء، وعين الركبة، والعين التي تصيب الإنسان، وعلى فم القربة، وعلى عين الشمس، وعلى الجاسوس، وعلى الباصرة.
6 - الخال: يطلق على أخ الأم، والمكان الخالي، والعصر الماضي، والدابة، والخيلاء، والشامة في الوجه، والسحاب، والظن، والتوهم، والرجل المتكبر، والرجل الجواد.
رابعاً: لطائف من المشترك: هناك أبيات من الشعر تضمنت ألفاظاً من المشترك.
قال السيوطي: (قال أبو الطيب اللغوي: أخبرني محمد بن يحيى، قال: أنشدني أبو الفضل جعفر بن سليمان النوفلي عن الحِرْمازي للخليل ثلاثة أبيات على قافية واحدة يستوي لفظها، ويختلف معناها:
يا ويحَ قلبي من دواعي الهوى = إذ رَحل الجيرانُ عند الغُروبْ
أتبعتُهم طَرْفي وقد أزمعوا = ودمعُ عينيَّ كفيض الغُروبْ
كانوا وفيهم طَفْلَةٌ حرَّة = تفترُّ عن مثل أقاحي الغُروبْ
فالغروب الأول غروب الشمس، والثاني جمع غَرْب: وهو الدَّلْو العظيمة المملوءة، والثالث جمع غرب: وهي الوِهَاد المنخفضة.
وأنشد سلامة الأنباري في شرح المقامات:
لقد رأيت هذرياً جَلْسا = يقود من بطن قديد جَلْسا
ثم رقى من بعد ذاك جَلْسا = يشرب فيه لبناً وجَلْسا
مع رفقةٍ لا يشربون جَلْسا = ولا يؤمُّون لِهَمٍّ جَلْسا
جَلْس الأول: رجل طويل، والثاني: جبل عالٍ، والثالث: جبل، والرابع: عسل، والخامس: خمر، والسادس: نجد) [10].
ومن لطائف المشترك أنه داخل عند البلاغيين في علم البديع في باب الجناس التام، كما في الأبيات السابقة، وهو داخل - كذلك - في باب التورية.
خامساً: العلاقة بين المشترك والمتواطئ والمشكك: مر الحديث عن المشترك، وأنه ما اتحد لفظه، واختلف معناه.
والمشترك يوافق المتواطئ في شقه الأول من جهة كونه لفظاً واحداً يطلق على معان، ويخالف في شقه الثاني وهو كون هذه المعاني مرتبطة بمعنى عام.
ولمزيد من إيضاح العلاقة والفرق بين المشترك والمتواطئ هذا عرض يسير لتعريف المتواطئ، وبيان الفرق الدقيق بينه وبين المشترك.
فالاسم المتواطئ يُعرف بأنه: هو الاسم الواحد الذي يقال من أول ما وضع له على أشياء كثيرة، ويدل على معنى واحد يعمها [11].
ويعرفه الجرجاني بقوله: (المتواطئ: هو الكلي الذي يكون حصول معناه، وصدقه على أفراده الذهنية والخارجية على السوية كالإنسان والشمس؛ فإن الإنسان له أفراد في الخارج، وصدقه عليها بالسوية، والشمس لها أفراد في الذهن وصدقه عليها - أيضاً - بالسوية) [12].
ويقول ابن تيمية -رحمه الله- معرفاً بهذا القسم من الألفاظ: (الأسماء المتواطئة: وهي جمهور الأسماء الموجودة في اللغات، وهي أسماء الأجناس اللغوية، وهي الاسم المطلق على الشيء وما أشبهه سواء كان اسم عين، أو اسم صفة جامداً أو مشتقاً ...
كلها أسماء متواطئة، وأعيان مسمياتها في الخارج متميزة) [13].
ويقول: (الأسماء المتفقة في اللفظ ... قد يكون معناها متفقاً وهي المتواطئة) [14].
وقال في محاورته لابن المرحل [15]- رحمهما الله - عندما بين جواز إطلاق لفظ (المتواطئ) و (المشترك) على اللفظ الواحد، ولكن من جهتين مختلفتين، فتساءل ابن المرحل كيف يكون هذا؟
فأجابه ابن تيمية بقوله: (المعاني الدقيقة تحتاج إلى إصغاء واستماع وتدبر؛ وذلك أن الماهيتين إذا كان بينهما قدر مشترك، وقدر مميز، واللفظ يطلق على كل منهما - فقد يطلق عليهما باعتبار ما به تمتاز كلُّ ماهيةٍ عن الأخرى؛ فيكون مشتركاً كالاشتراك اللفظي، وقد يكون مطلقاً باعتبار القدر المشترك بين الماهيتين؛ فيكون لفظاً متواطئاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
مثال ذلك (اسم الجنس) إذا غلب في العرف على بعض أنواعه كلفظ (الدابة) إذا غلب على (الفرس) قد نطلقه على الفرس باعتبار القدر المشترك بينها وبين سائر الدواب، فيكون متواطئاً، وقد نطلقه باعتبار خصوصية الفرس؛ فيكون مشتركاً بين خصوصية الفرس وعموم سائر الدواب، ويصير استعماله في الفرس تارة بطريق التواطؤ، وتارة بطريق الاشتراك) [16].
ولعل التمييز بين المتواطئ والمشترك قد لاح، وهو أن الأسماء المتواطئة تشترك في اللفظ والمعنى.
أما المشتركة فإنها متفقة اللفظ مختلفة المعنى، وهذا ما يؤكده ابن تيمية بقوله: (الأسماء المتفقة اللفظ قد يكون معناها متفقاً وهي المتواطئة، وقد يكون معناها متبايناً وهي المشتركة اشتراكاً لفظياً كلفظ سهيل المقول على الكوكب، وعلى الرجل) [17].
ولزيادة الإيضاح ولأجل أن يُميز بين المشترك والمتواطئ فهذان مثالان على ذلك، الأول: العين تطلق على عدة معان مختلفة، فهذا مثال للمشترك، وقد مرت أمثلة عديدة من ذلك.
والمثال الثاني: لفظ (الوجود) فهو يطلق على وجود الخالق وعلى وجود المخلوق، فمعنى الوجود - بمفهومه العام - واحد وهو ضد العدم، ولكنه يختلف من جهة إضافته فهذا مثال للمتواطئ.
وبناءاً على ذلك يمكن أن يقال: إن المشترك ما اتحد لفظه واختلف معناه، والمتواطئ هو ما اتحد لفظه ومعناه، ولكنه يختلف باختلاف السياق والإضافة.
ثم إن من أنواع المتواطئ المشكك، أو ما يعرف بالمتواطئ المشكك؛ فهو نوع من المتواطئ العام الذي يراعى فيه دلالة اللفظ على القدر المشترك سواء كان المعنى متفاضلاً في موارده أو متماثلاً [18].
فإن كان المعنى متساوياً في الجميع فهو المتواطئ المطلق، مثل لفظ الإنسان والرَّجل يدلان على زيد وعمرو.
وإن كان المعنى متفاوتاً متفاضلاً فهو المتواطئ المشكك كالنور: للشمس والسراج.
وقد يدخل فيه لفظ الوجود؛ فإنه في الخالق أولى، وأعظم منه في المخلوق.
قال الجرجاني -رحمه الله- في تعريف المشكك: (هو الكلي الذي لم يتساوَ صدقه على جميع أفراده، بل كان حصوله في بعضها أولى، أو أقدم، أو أشد من البعض الآخر كالوجود؛ فإنه في الواجب أولى وأقدم وأشد في الممكن) [19].
ولعل سبب تسميته مشككاً أن الناظر فيه يشك في المراد منه.
مثال ذلك: اسم (الحي) فمن نظر إلى أصل الحياة قال: إنه نوع من المتواطئ؛ إذ الحياة ضد الممات في الأصل.
ومن نظر إلى الاختلاف والتباين في حياة المخلوق والخالق قال: إنه من المشترك، ومن هنا سمي مشككاً.
ولهذا يحسن أن يقال عن المشكك: إنه ما اتفق في أصله، واختلف في وصفه.
[1] التعريفات ص215.
[2] الصاحبي ص59.
[3] مجموع الفتاوى 20/ 227 ولو قال على معنيين أو أكثر لكان أولى.
[4] المزهر 1/ 369.
[5] مجموع الفتاوى 20/ 227.
[6] مجموع الفتاوى 20/ 234.
[7] المزهر 1/ 369 - 370، وانظر الصاحبي ص59 - 60، وفقه اللغة د. علي عبدالواحد وافي ص145 - 148.
[8] انظر الدراسات اللغوية والنحوية في مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية ص169.
[9] اانظر المزهر 1/ 370 - 386، وانظر معجم الألفاظ المشتركة في اللغة العربية لعبدالحليم محمد قنبس.
[10] المزهر 1/ 376 - 377.
[11] البحث الصوتي والدلالي عند الفيلسوف الفارابي، لرجاء الرفاعي رسالة ماجستير على الآلة الكاتبة ص184، وانظر الدراسات اللغوية ص165.
[12] التعريفات ص199.
[13] انظر مجموع الفتاوى 3/ 123 - 129.
[14] مجموع الفتاوى 20/ 234.
[15] من كبار فقهاء الشافعية ت738.
[16] مجموع الفتاوى 11/ 83.
[17] مجموع الفتاوى 20/ 234، وانظر الدراسات اللغوية والنحوية 165 - 167 ففيها تفصيل جيد.
[18] انظر التدمرية ص130.
[19] التعريفات للجرجاني ص216.
ـ[المتفائل]ــــــــ[14 May 2007, 02:50 م]ـ
ما الفرق بين المشترك والمتواطئ والعام؟
ما علاقة قاعدة حمل ألفاظ النصوص الشرعية على العموم بالمشترك والمتواطئ؟
وفقك الله وبارك فيك(/)
إعراب القرآن الكريم؛ تأليف: الشيخ محمد جعفر الشيخ إبراهيم الكرباسيّ
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[13 May 2007, 07:19 م]ـ
من كتب إعراب القرآن الكريم:
إعراب القرآن الكريم؛
تأليف: الشيخ محمد جعفر الشيخ إبراهيم الكرباسيّ
http://www.darelhilal.com/books/1.gif
الناشر: دار ومكتبة الهلال
عدد الصفحات: 5368
في عشرة مجلدات
تاريخ النشر: 2001 م
ملخص الكتاب:
تطلب تأليف " إعراب القرآن " من العلامة محمد جعفر الكرباسي جهداً شاقاً وعزيمة لم توهنها المصاعب، فأعاد الإعتبار إلى البحث اللغوي، ووجد في كلمات القرآن الكريم، التي هي منابع الحكمة والأخلاق، موضوعاً لإظهار براعته في الإعراب. بعد ثلاث سنوات من التدقيق والمراجعة والإشراف على عمليات الطباعة، أصدرت " دار ومكتبة الهلال " هذا الكتاب الثمين بعشرة مجلدات من القطع الكبير.
(من كلمة الناشر)
وهذه نبذة عن هذا الكتاب:
لا قيمة للكتابة إذا لم تكن ذات فائدة. وهذه الميزة تتألق في كتاب العلامة محمد جعفر الكرباسي:
" إعراب القرآن ". هذا الكتاب الموسوعة الذي يعد ثروة لا تستغني عنها أية مكتبة. إنه كتاب يضاهي في غنى موضوعه وحسن صورته أفضل المعاجم والموسوعات.
وكان العلامة محمد بن جعفر الشبخ إبراهيم الكرباسي، وهو من كبار علماء التفسير واللغة في عصرنا، قد بذل في تاليف هذا الكتاب مجهوداً لا يستهان به، فاعتنى بمادته عناية شديدة، واقتصر فيه على قراءة حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي الذي أخذ عن عاصم بن أبي النجود الكوفي التابعي أحد القراء السبعة المشهورين. كما أخذ هجاءه وعناوين سوره من مكية ومدنية وترقيم آياته بحسب مصحف الحافظ عثمان المطبوع في الأستانة.
ويقيناً إن القرآن الكريم، كتاب الله ومعجزته الكبرى، وحجة الفقهاء والعلماء والأدباء، قد أوحى على مر الزمان بدراسات مختلفة لها صلة بعلوم التفسير والقراءات والبلاغة والإعراب ...
أما الغرض من الإعراب فهو عصمة المتكلم عن الخطأ في نطق الكلمات. ونظراً لأهمية الإعراب عند النحويين العرب، سمو النحو أحياناً علم الإعراب.
(من كلمة الناشر)
ملحوظة:
هذا الكتاب من كتب الشيعة، وسوف أنشر منه صفحات؛
لكي يطلع الباحثون على طريق الإعراب في هذا الكتاب ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 May 2007, 07:32 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أبا أسامة على هذا العرض. ولعلك تذكر لنا وجه تميزه عمن سبقه من كتب إعراب القرآن.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[14 May 2007, 07:17 م]ـ
شكرا لأخي وشيخنا الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري لما تفضل به مشكورا
وللعلم فإن هذا الإعراب لا يختلف عن سابقيه من كتب الإعراب التفصيلية المعاصرة
التي اهتمت اهتماما كبيرا بإعراب القرآن الكريم إعرابا تفصيليلا دقيقا
وذلك من كافة جوانبه، حتى ولو تطلب الإعراب إعراب أبسط الكلمات والحروف (من حروف الجر والعطف وما إلى ذلك)
ولا ميزة لهذا الكتاب تذكر
إلا أنه كان يعرب القرآن الكريم إعرابا تفصيليا دقيقا
وبهذا يبقى إعراب القر {ن وبيانه لدوريش في الصدارة بين كتب الإعراب المعاصرة
لما حواه زيادة على الإعراب من تفسير وتحليل بلاغي
ووقوف عند الصورة القرآنية وجماليتها، واللفظة ودلالتها
وهأنذا أنقل للأخوة والأحباب في منتدانا الحبيب صورا من هذا الكتاب من سورة مريم؛ لكي يطلعوا على هذا الكتاب، وعلى منهجية المؤلف في إعرابه:
http://www.0sss0.com/up/uploader_files2/x5s58863.jpg
http://www.0sss0.com/up/uploader_files2/pYe59305.jpg
http://www.0sss0.com/up/uploader_files2/aNR59458.jpg
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[14 May 2007, 08:02 م]ـ
http://www.0sss0.com/up/uploader_files2/lYc61499.jpg
http://www.0sss0.com/up/uploader_files2/v8H61793.jpg(/)
هل سبق أن قال أحد المفسرين بهذا القول للقاسمي
ـ[عبدالرحمن الجزائري]ــــــــ[13 May 2007, 07:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر القاسمي عند تفسير سورة التين ما يلي:
واستظهر بعض المعاصرين أن قوله تعالى * والتين* يعني به شجرة بوذا مؤسس الديانة البوذية التي تحرفت كثيرا عن أصلها الحقيقي لأن تعاليم بوذا لم تكتب في زمانه وإنما رويت كالأحاديث بالروايات الشفهية ثم كتبت بعد ذالك حينما ارتقى أصحابها
ثم قال: و الراجح عندنا بل المحقق إن صح تفسيرنا لهذه الآية أنه كان نبيا صادقا ويسمى سكياموتي أو جومانا و كان أول الأمر يأوي إلى شجرة تين عظيمة و تحتها نزل الوحي عليه و أرسلة الله رسولا فجاءه الشيطان ليفبته هناك فلم ينجح معه ولهذه الشجرة شهرة كبيرة عند البوذيين وتسمى عندهم الشجرة المباركة و بلغتهم أجابالا
يمكن الرجوع إلى تفسير القاسمي للمزيد من المعلومات
ـ[منصور مهران]ــــــــ[13 May 2007, 08:16 م]ـ
سبحان الله!!
لمْ أقرأ ذلك القول في غير تفسير القاسمي
ووجدتني كتبت تعليقا على هذا القول بحاشية نسختي (تراجع)
ونسيت الأمر بمرة حتى قرأته هنا، فأقول:
لم أجده، ولو وجدته فأراه قولا بلا دليل.
والله أعلم.(/)
التفسير الإشاري (دراسة تأصيلية)
ـ[الصبر الجميل]ــــــــ[13 May 2007, 09:39 م]ـ
التفسير الإشاري (دراسة تأصيلية)
عبد الفتاح بن صالح قُدَيش اليافعي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
فتدبر القرآن والحديث أصل لاستنباط العلوم منهما (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) (رُبّ مبلغ أوعي من سامع) والناس يتفاوتون في ذلك تفاوتا كبيرا , (أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها) قال ابن عباس رضي الله عنه: (أنزل من السماء ماء) قال: قرآنا (فسالت أودية بقدرها) قال: الأودية: قلوب العباد) اه تفسير القرطبي 9/ 259
وقال ابن كثير 2/ 668 في تفسير (فسالت أودية بقدرها): (هو إشارة إلى القلوب وتفاوتها فمنها ما يسع علما كثيرا ومنها من لا يتسع لكثير من العلوم بل يضيق عنها) اه
وقال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى 13/ 245: (لا ريب أن الله يفتح على قلوب أوليائه المتقين وعباده الصالحين - بسبب طهارة قلوبهم مما يكرهه , واتّباعهم ما يحبه - ما لا يفتح به على غيرهم وهذا كما قال عليٌّ: إلا فهما يؤتيه الله عبدا في كتابه , وفى الأثر: من عمل بما علم ورّثه الله علم ما لم يعلم , وقد دل القرآن على ذلك في غير موضع) اه
وقال ابن القيم في إعلام الموقعين 1/ 354: (والمقصود تفاوت الناس في مراتب الفهم في النصوص وأن منهم من يفهم من الآية حكما أو حكمين , ومنهم من يفهم منها عشرة أحكام أو أكثر من ذلك , ومنهم من يقتصر في الفهم على مجرد اللفظ دون سياقه ودون إيمائه وإشارته وتنبيهه واعتباره) اه
وهذا مقال موجز عن التفسير الإشاري , وقد جعلته في مباحث:
المبحث الأول: معنى التفسير الإشاري وأمثلته
المبحث الثاني: حكم التفسير الإشاري وأقوال أهل العلم فيه
المبحث الثالث: الفرق بين التفسير الإشاري والتفسير الباطني
المبحث الرابع: شروط قبول التفسير الإشاري
المبحث الخامس: أنواع تلك الإشارات
المبحث السادس: أهل الإشارة
المبحث السابع: ذكر بعض التفاسير التي تهتم بالتفسير الإشاري
المبحث الأول
معنى التفسير الإشاري وأمثلته:
التفسير الإشاري:
هو تفسير القرآن بغير ظاهره لإشارة تظهر لأرباب الصفاء , مع عدم إبطال الظاهر , قال الزرقاني: (التفسير الإشاري: هو تأويل القرآن بغير ظاهره لإشارة خفية تظهر لأرباب السلوك والتصوف ويمكن الجمع بينها وبين الظاهر المراد أيضا) اه مناهل العرفان للزرقاني 2/ 56
وقال الصابوني: (التفسير الإشاري: هو تأويل القرآن على خلاف ظاهره، لإشارات خفية تظهر لبعض أولي العلم، أو تظهر للعارفين بالله من أرباب السلوك والمجاهدة للنفس، ممن نور الله بصائرهم فأدركوا أسرار القرآن العظيم، أو انقدحت في أذهانهم بعض المعاني الدقيقة، بواسطة الإلهام الإلهي أو الفتح الرباني، مع إمكان الجمع بينهما وبين الظاهر المراد من الآيات الكريمة) اه وانظر التبيان في علوم القرآن للصابوني ص191
ومثل ذلك يجري على الحديث النبوي الشريف أيضا كما سيأتي عن الأئمة , وبالمثال يتضح المقال
أمثله للتفسير الإشاري:
- قوله تعالى (لينفق ذو سعة من سعته ... ) فالآية في نفقة الزوجة , لكن أرباب السلوك يرون فيها إشارة إلى أن الواصل يرشد إلى الله على قدر ما وهبه الله من المعرفة , والسالك يرشد أيضا لكن على قدره , قال ابن عطاء الله في الحكم: (لينفق ذو سعة من سعته) .. الواصلون إليه (ومن قدر عليه رزقه) .. السائرون إليه) اه ص 47 مع شرح ابن عجيبة
- قوله تعالى: (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) فالآية في مصارف الزكاة , لكن أرباب السلوك يرون فيها إشارة إلى أن مواهب الله على القلوب لا تكون إلا بتحقيق الفقر والمسكنة لله تعالى قال ابن عجيبة في شرح الحكم ص 48: (أقطع عنك المادة وافتقر إلى الله تفيض عليك المواهب من الله (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) إن أردت بسط المواهب عليك صحح الفقر والفاقة لديك) اه وأصل الكلام في الحكم
(يُتْبَعُ)
(/)
- قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تدخل الملائكة بيتا في كلب أو صورة) فالحديث في منع الكلب والصورة الملائكةَ من دخول البيت , لكن أرباب السلوك يرون فيه إشارة إلى أن معرفة الله لا تدخل قلبا امتلأ بكلاب الشهوة وانطبع بصور الأكوان , قال ابن القيم في المدارج 2/ 406: (وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - يقول في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة) إذا كانت الملائكة المخلوقون يمنعها الكلب والصورة عن دخول البيت , فكيف تلج معرفة الله عز وجل، ومحبته وحلاوة ذكره، والأنس بقربه في قلب ممتلئ بكلاب الشهوات وصورها؟) اه
- وقبله قال الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين 1/ 49: (ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب) , والقلب بيتٌ هو منزل الملائكة ومهبط أثرهم ومحل استقرارهم , والصفات الرديئة مثل والغضب والشهوة والحقد والحسد والكبر والعجب وأخواتها كلاب نابحة , فأنى تدخله الملائكة وهو مشحون بالكلاب ونور العلم لا يقذفه الله تعالى في القلب إلا بواسطة الملائكة) اه
- قوله صلى الله عليه وسلم (لا صلاة بغير طهور) فالحديث في عدم صحة الصلاة بغير طهارة الظاهر لكن أهل السلوك يرون فيه إشارة إلى أن عدم طهارة الباطن مانعة من قبول الصلاة من باب أولى قال ابن القيم في المدارج 2/ 406: (طهارة الثوب الطاهر والبدن إذا كانت شرطا في صحة الصلاة والاعتداد بها , فإذا أخل بها كانت فاسدة , فكيف إذا كان القلب نجسا ولم يطهره صاحبه؟ فكيف يعتد له بصلاته وإن أسقطت القضاء؟ وهل طهارة الظاهر إلا تكميل لطهارة الباطن) اه
- والأمثلة على ذلك كثيرة جدا تراجع في مظانها من كتب التفسير الإشاري وكتب السلوك , وستأتي أمثلة أخرى على ذلك إن شاء الله ضمن أقوال العلماء الآتية
المبحث الثاني
حكم التفسير الإشاري وأقوال أهل العلم فيه:
التفسير الإشاري مقبول في الجملة بشروط وستأتي شروط قبوله في مبحث خاص إن شاء الله ولكن نبدأ بذكر بعض أقوال أهل العلم في حكم التفسير الإشاري:
-الإمام الغزالي:
قال في إحياء علوم الدين 1/ 293: (ما من كلمة من القرآن إلا وتحقيقها محوج إلى مثل ذلك وإنما ينكشف للراسخين في العلم من أسراره بقدر غزارة علومهم وصفاء قلوبهم وتوفر دواعيهم على التدبر وتجردهم للطلب ويكون لكل واحد حد في الترقي إلى درجة أعلى منه
فأما الاستيفاء فلا مطمع فيه ولو كان البحر مدادا والأشجار أقلاما فأسرار كلمات الله لا نهاية لها فتنفد الأبحر قبل أن تنفد كلمات الله عز وجل
فمن هذا الوجه تتفاوت الخلق في الفهم بعد الاشتراك في معرفة ظاهر التفسير , وظاهر التفسير لا يغنى عنه ...
فهذه خواطر تفتح لأرباب القلوب ثم لها أغوار وراء هذا ... وأسرار ذلك كثيرة ولا يدل تفسير ظاهر عليه وليس اللفظ هو مناقضا لظاهر التفسير بل هو استكمال له ووصول إلى لبابه عن ظاهره فهذا ما نورده لفهم المعاني الباطنة لا ما يناقض الظاهر والله أعلم) اه
وقال في الإحياء أيضا 1/ 49: (ولست أقول المراد بلفظ البيت هو القلب وبالكلب هو الغضب والصفات المذمومة ولكني أقول هو تنبيه عليه وفرق بين تعبير الظواهر إلى البواطن وبين التنبيه للبواطن من ذكر الظواهر مع تقرير الظواهر
ففارق الباطنية بهذه الدقيقة فإن هذه طريق الاعتبار وهو مسلك العلماء والأبرار إذ معنى الاعتبار أن يعبر ما ذكر إلى غيره فلا يقتصر عليه كما يرى العاقل مصيبة لغيره فيكون فيها له عبرة بأن يعبر منها إلى التنبه لكونه أيضا عرضة للمصائب) اه
-الإمام ابن الصلاح:
في فتاوى ابن الصلاح 1/ 196: (مسألة: سأل سائل في كلام الصوفية في القرآن كالجنيد وغيره وكان السائل عن هذا ينكر ما سمع من ذلك وكان يجالس شيخا من المفتين فجرى ذلك في مجلسه فابتدأ الشيخ وقال كالمستحسن لكلام الصوفية: هم لا يريدون به تفسير القرآن وإنما هي معاني يجدونها عند التلاوة
وقال أيضا يقولون: (يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار) قالوا: هي النفس وكان الشيخ المفتي يشرح ذلك ويقول: أمرنا بقتال من يلينا لأنهم أقرب شرا إلينا وأقرب شرا إلى الإنسان نفسه
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الشيخ أيضا: يقولون (إنا أرسلنا نوحا إلى قومه) يقول نوح العقل والغرض أنهم يلقي الله عندهم في كلامه ما ينتفعون به وهذا قد صدر عن أكابرهم والجم الغفير وأنتم بذلك أعلم والسائل لهذا ليس بجاهل وليس غرضه إلا الاعتضاد بما يسمع من الشيخ تقي الدين رضي الله عنه واحد لا يجهل أن قوله تعالى (قاتلوا الذين يلونكم من الكفار) ليس المراد به النفس وإن المراد ظاهر ومن قال غير ذاك فهو مخطئ
فأجاب رضي الله عنه:
وجدت عن الإمام أبي الحسن الواحدي المفسر رحمه الله أنه قال: صنف أبو عبد الرحمن السلمي حقائق التفسير فإن كان قد اعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر
وأنا أقول الظن بمن يوثق به منهم أنه إذا قال شيئا من أمثال ذلك أنه لم يذكر تفسيرا ولا ذهب به مذهب الشرح للكلمة المذكورة في القرآن العظيم فإنه لو كان كذلك كانوا قد سلكوا مسالك الباطنية
وإنما ذلك ذكر منهم لنظير ما ورد به القرآن فان النظير يذكر بالنظير فمن ذكر قتال النفس في الآية المذكورة فكأنه قال أمرنا بقتال النفس ومن يلينا من الكفار , ومع ذلك فيا ليتهم لم يتساهلوا بمثل ذلك لما فيه من الإيهام والالتباس والله أعلم) اه
-الإمام ابن عطاء الله السكندري:
في الإتقان للسيوطي 2/ 488: (قال الشيخ تاج الدين بن عطاء الله في كتابه لطائف المنن: اعلم أن تفسير هذه الطائفة لكلام الله وكلام رسوله بالمعاني العربية ليس إحالة للظاهر عن ظاهره ولكن ظاهر الآية مفهوم منه ما جلبت الآية له ودلت عليه في عرف اللسان وثَمّ أفهام باطنة تفهم عند الآية والحديث لمن فتح الله قلبه وقد جاء في الحديث (لكل آية ظهر وبطن)
فلا يصدنك عن تلقي هذه المعاني منهم أن يقول لك ذو جدل ومعارضة: هذا إحالة لكلام الله وكلام رسوله فليس ذلك بإحالة وإنما يكون إحالة لو قالوا لا معنى للآية إلا هذا وهم لم يقولوا ذلك بل يقرؤون الظواهر على ظواهرها مرادا بها موضوعاتها ويفهمون عن الله تعالى ما أفهمهم) اه
-الإمام ابن تيمية:
قال ابن تيمية كما مجموع الفتاوى 10/ 560: (ومتى كان المعنى صحيحا والدلالة ليست مرادة فقد يسمى ذلك إشارة وقد أودع الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي حقائق التفسير من هذا قطعة) اه
وقال أيضا كما في مجموع الفتاوي 6/ 376: (فإن إشارات المشايخ الصوفية التي يشيرون بها تنقسم إلى:
- إشارة حالية: وهى إشارتهم بالقلوب وذلك هو الذي امتازوا به وليس هذا موضعه
- وتنقسم إلى الإشارات المتعقلة بالأقوال: مثل ما يأخذونها من القرآن ونحوه فتلك الإشارات هي من باب الاعتبار والقياس وإلحاق ما ليس بمنصوص بالمنصوص مثل الاعتبار والقياس الذي يستعمله الفقهاء في الأحكام لكن هذا يستعمل في الترغيب والترهيب وفضائل الأعمال ودرجات الرجال ونحو ذلك
فان كانت الإشارة اعتبارية من جنس القياس الصحيح كانت حسنة مقبولة وان كانت كالقياس الضعيف كان لها حكمه وان كان تحريفا للكلام عن مواضعه وتأويلا للكلام على غير تأويله كانت من جنس كلام القرامطة والباطنية والجهمية فتدبر هذا فإني قد أوضحت هذا في قاعدة الإشارات) اه
وقال أيضا كما في مجموع الفتاوي 2/ 28: (وأما أرباب الإشارات الذين يثبتون ما دل اللفظ عليه ويجعلون المعنى المشار إليه مفهوما من جهة القياس والاعتبار فحالهم كحال الفقهاء العالمين بالقياس والاعتبار وهذا حق إذا كان قياسا صحيحا لا فاسدا واعتبارا مستقيما لا منحرفا) اه
وقال أيضا 13/ 240: (والثاني ما كان في نفسه حقا لكن يستدلون عليه من القرآن والحديث بألفاظ لم يُرَد بها ذلك فهذا الذي يسمونه إشارات و حقائق التفسير لأبى عبد الرحمن فيه من هذا الباب شيء كثير ...
وهو الذي يشتبه كثيرا على بعض الناس فان المعنى يكون صحيحا لدلالة الكتاب والسنة عليه ولكن الشأن في كون اللفظ الذي يذكرونه دل عليه , وهذان قسمان:
- أحدهما: أن يقال إن ذلك المعنى مراد باللفظ فهذا افتراء على الله ...
- القسم الثاني: أن يجعل ذلك من باب الاعتبار والقياس لا من باب دلالة اللفظ فهذا من نوع القياس فالذي تسميه الفقهاء قياسا هو الذي تسميه الصوفية إشارة وهذا ينقسم إلى صحيح وباطل كانقسام القياس إلى ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن سمع قول الله تعالى: (لا يمسه إلا المطهرون) وقال: إنه اللوح المحفوظ أو المصحف , فقال: كما أن اللوح المحفوظ الذي كتب فيه حروف القرآن لا يمسه إلا بدن طاهر فمعاني القرآن لا يذوقها إلا القلوب الطاهرة وهى قلوب المتقين كان هذا معنى صحيحا واعتبارا صحيحا ...
وكذلك من قال: لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا جنب فاعتبر بذلك أن القلب لا يدخله حقائق الإيمان إذا كان فيه ما ينجسه من الكبر والحسد فقد أصاب) اه
-الإمام ابن القيم:
قال ابن القيم في المدارج 2/ 406: (الإشارات: هي المعاني التي تشير إلى الحقيقة من بعد، ومن وراء حجاب , وهي تارة تكون من مسموع , وتارة تكون من مرئي , وتارة تكون من معقول , وقد تكون من الحواس كلها.
فالإشارات: من جنس الأدلة والأعلام , وسببها: صفاء يحصل بالجمعية فيلطف به الحس والذهن فيستيقظ لإدراك أمور لطيفة لا يكشف حس غيره وفهمه عن إدراكها.
وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - يقول: الصحيح منها: ما يدل عليه اللفظ بإشارته من باب قياس الأولى.
قلت: مثاله قوله تعالى: (لا يمسه إلا المطهرون) , قال [ابن تيمية]: والصحيح في الآية أن المراد به الصحف التي بأيدي الملائكة ... لكن تدل الآية بإشارتها على أنه لا يمس المصحف إلا طاهر. لأنه إذا كانت تلك الصحف لا يمسها إلا المطهرون لكرامتها على الله فهذه الصحف أولى أن لا يمسها إلا طاهر ...
ومن هذا: أن استقبال القبلة في الصلاة شرط لصحتها وهي بيت الرب , فتوجه المصلى إليها ببدنه وقالبه شرط , فكيف تصح صلاة من لم يتوجه بقلبه إلى رب القبلة والبدن؟ بل وجه بدنه إلى البيت ووجه قلبه إلى غير رب البيت.
وأمثال ذلك من الإشارات الصحيحة التي لا تنال إلا بصفاء الباطن وصحة البصيرة وحسن التأمل. والله أعلم.) اه
وقال في المدارج أيضا 2/ 431: (قال صاحب المنازل: (قال الله تعالى: (واذكر ربك إذا نسيت) يعني: إذا نسيت غيره ونسيت نفسك في ذكرك ثم نسيت ذكرك في ذكره ثم نسيت في ذكر الحق إياك كل ذكر) ... كلام صاحب المنازل يحمل على الإشارة لا على التفسير ... ) اه
-الإمام الشاطبي:
قال في الموافقات وقد ذكر نماذج من التفسير الإشاري عن سهل التستري 3/ 398: (ولكن له وجه جار على الصحة وذلك أنه لم يقل إن هذا هو تفسير الآية ولكن أتى بما هو ند في الاعتبار الشرعي الذي شهد له القرآن من جهتين:
إحداهما: أن الناظر قد يأخذ من معنى الآية معنى من باب الاعتبار فيجريه فيما لم تنزل فيه لأنه يجامعه في القصد أو يقاربه ... ) اه
ثم قال 3/ 403: ( ... وإنما احتيج إلى هذا كله لجلالة من نقل عنهم ذلك [أي التفسير الإشاري] من الفضلاء وربما ألمّ الغزالي بشيء منه في الإحياء وغيره وهو مزلة قدم لمن لم يعرف مقاصد القوم فإن الناس في أمثال هذه الأشياء بين قائِلَينِ:
- منهم من يصدق به ويأخذه على ظاهره ويعتقد أن ذلك هو مراد الله تعالى من كتابه وإذا عارضه ما ينقل في كتب التفسير على خلافة فربما كذب به أو أشكل عليه
- ومنهم من يكذب به على الإطلاق ويرى أنه تقوّل وبهتان مثل ما تقدم من تفسير الباطنية ومن حذا حذوهم وكلا الطريقين فيه ميل عن الإنصاف) اه
ثم قال 3/ 404 – 406: (فنقول: إن تلك الأنظار الباطنة في الآيات المذكورة إذا لم يظهر جريانها على مقتضى الشروط المتقدمة [شروط قبول التفسير] فهي راجعة إلى الاعتبار غير القرآني وهو الوجودي ويصح تنزيله على معاني القرآن لأنه وجودي أيضا فهو مشترك من تلك الجهة غير خاص فلا يطالب فيه المعتبر بشاهد موافق إلا ما يطالبه المربي وهو أمر خاص وعلم منفرد بنفسه لا يختص بهذا الموضع فلذلك يوقف على محله , فكون القلب جارا ذا قربى والجار الجنب هو النفس الطبيعي , إلى سائر ما ذكر [التستري] يصح تنزيله اعتباريا مطلقا فإن مقابلة الوجود بعضه ببعض في هذا النمط صحيح وسهل جدا عند أربابه غير أنه مغرر بمن ليس براسخ أو داخل تحت إيالة راسخ
وأيضا فإن من ذكر عنه مثل ذلك من المعتبرين لم يصرح بأنه المعنى المقصود المخاطب به الخلق بل أجراه مجراه وسكت عن كونه هو المراد
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن جاء شيء من ذلك وصرح صاحبه أنه هو المراد فهو من أرباب الأحوال الذين لا يفرقون بين الاعتبار القرآني والوجودي وأكثر ما يطرأ هذا لمن هو بعد في السلوك سائر على الطريق لم يتحقق بمطلوبه , ولا اعتبار بقول من لم يثبت اعتبار قوله من الباطنية وغيرهم
وللغزالي في مشكاة الأنوار وفي كتاب الشكر من الإحياء وفي كتاب جواهر القرآن في الاعتبار القرآني وغيره ما يتبين به لهذا الموضع أمثلة فتأملها هناك والله الموفق
وللسنة في هذا النمط مدخل فإن كل واحد منهما قابل لذلك الاعتبار المتقدم الصحيح الشواهد وقابل أيضا للاعتبار الوجودي فقد فرضوا نحوه في قوله عليه الصلاة والسلام: (لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة) , إلى غير ذلك من الأحاديث ولا فائدة في التكرار إذا وضح طريق الوصول إلى الحق والصواب) اه
-الحافظ ابن حجر:
في فتح الباري 8/ 736 في شرحه لحديث ابن عباس المشهور في تفسير: إذا جاء نصر الله وأن فيها إشارة لأجَل النبي صلى الله عليه وسلم وقصة ابن عباس مع عمر وأهل الشورى قال الحافظ: (وفيه جواز تأويل القرآن بما يفهم من الإشارات , وإنما يتمكن من ذلك من رسخت قدمه في العلم ولهذا قال علي رضي الله تعالى عنه: أو فهما يؤتيه الله رجلا في القرآن) اه
-الإمام الزركشي:
قال الزركشي في البرهان في علوم القرآن 2/ 170: (تنبيه: في كلام الصوفية في تفسير القرآن: فأما كلام الصوفية في تفسير القرآن فقيل ليس تفسيرا وإنما هي معان ومواجيد يجدونها عند التلاوة كقول بعضهم في (يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار): إن المراد النفس فأمرنا بقتال من يلينا لأنها أقرب شيء إلينا وأقرب شيء إلى الإنسان نفسه قال ابن الصلاح في فتاويه: ... ) اه ثم ذكر كلام ابن الصلاح السابق مقرا مستدلا به
-الإمام التفتازاني والإمام السيوطي:
قال السيوطي في الإتقان 2/ 485: (وأما كلام الصوفية في القرآن فليس بتفسير قال ابن الصلاح ... قال التفتازاني في شرحه [على النسفي]: سميت الملاحدة باطنية لادعائهم أن النصوص ليست على ظاهرها بل لها معان باطنية لا يعرفها إلا المعلم وقصدهم بذلك نفي الشريعة بالكلية
قال: وأما ما يذهب إليه بعض المحققين من أن النصوص على ظواهرها ومع ذلك فيها إشارات خفية إلى دقائق تنكشف على أرباب السلوك يمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة فهو من كمال الإيمان ومحض العرفان) اه وكلام السعد في شرح النسفية ص 142
-الإمام ابن عجيبة شارح الحكم:
قال في شرح الحكم ص 366: (كثيرا ما يستدل الصوفية بهذه الآية [قل الله ثم ذرهم] على الانقطاع إلى الله والغيبة عما سواه وهو تفسير إشاري لا تفسير معنى اللفظ لأنها نزلت في الرد على اليهود ...
والصوفية - رضي الله عنهم - يقرون الظاهر ويقتبسون إشارات خفية لا يعرف مقصودهم غيرهم ولذلك رد عليهم بعض المفسرين حيث لم يعرف قصدهم (قد علم كل أناس مشربهم) اه
وقال ابن عجيبة أيضا في شرح الحكم ص 80: (ثم تلى الشيخ هذه الآية (قل الله ثم ذرهم ... ) على طريق أهل الإشارة , قل: الله بقلبك وروحك وغب عما سواه ثم ذر الناس أي اتركهم في خوضهم يلعبون أي يخوضون في السوى لاعبين في الهوى , وقد اعترض بعض المفسرين على الصوفية استشهادهم بهذه الآية ولم يفهم مرادهم (قد علم كل أناس مشربهم!) اه
وقال أيضا ص 212: (وأما تفسير أهل الباطن فهو إشارة لا تفسير معنى) اه
-الشيخ بن عاشور:
قال ابن عاشور في تفسيره 1/ 16: (أما ما يتكلم به أهل الإشارات من الصوفية في بعض آيات القرآن من معان لا تجري على ألفاظ القرآن ولكن بتأويل ونحوه فينبغي أن تعلموا أنهم ما كانوا يدعون أن كلامهم في ذلك تفسير للقرآن بل يعنون أن الآية تصلح للتمثل بها في الغرض المتكلم فيه وحسبكم في ذلك أنهم سموها إشارات ولم يسموها معاني ... ) اه
وقال أيضا في تفسيره 1/ 17: (فنسبة الإشارة إلى لفظ القرآن مجازية لأنها إنما تشير لمن استعدت عقولهم وتدبرهم في حال من الأحوال الثلاثة ولا ينتفع بها غير أولئك فلما كانت آيات القرآن قد أنارت تدبرهم وأثارت اعتبارهم نسبوا تلك الإشارة للآية. فليست تلك الإشارة هي حق الدلالة اللفظية والاستعمالية حتى تكون من لوازم اللفظ وتوابعه كما قد تبين.) اه
-الشيخ الزرقاني:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الزرقاني في مناهل العرفان 2/ 56: (وقد اختلف العلماء في التفسير المذكور [الإشاري] فمنهم من أجازه ومنهم من منعه ...
ومن هنا يعلم الفرق بين تفسير الصوفية المسمى بالتفسير الإشاري وبين تفسير الباطنية الملاحدة فالصوفية لا يمنعون إرادة الظاهر بل يحضون عليه ويقولون لا بد منه أولا إذ من ادعى فهم أسرار القرآن ولم يحكم الظاهر كمن ادعى بلوغ سطح البيت قبل أن يجاوز الباب , وأما الباطنية فإنهم يقولون إن الظاهر غير مراد أصلا وإنما المراد الباطن وقصدهم نفي الشريعة) اه
المبحث الثالث
الفرق بين التفسير الإشاري والتفسير الباطني
مما سبق يتبين لنا الفرق بين التفسير الإشاري والتفسير الباطني وخلاصته:
أن صاحب التفسير الباطني يبطل الظاهر أو يجعل الظاهر للعامة دون الخاصة , أما صاحب التفسير الإشاري فإنه يقر بالظاهر ويعترف بأنه هو المراد من الآية لكنه يقول: إن في الآية إشارة لمعنى آخر يخطر بباله عند قراءتها
وعلى العموم فإن التفسير على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: التفسير الظاهري وهو الأصل , والنوع الثاني: التفسير الإشاري وهو تفسير بغير الظاهر مع عدم إبطال الظاهر , والنوع الثالث: التفسير الباطني وهو التفسير بغير الظاهر مع إبطال الظاهر أو جعله للعامة دون الخاصة
ولا بأس أن نورد هنا مقتطفات من أقوال أهل العلم التي تشير إلى الفرق بين التفسير الإشاري والتفسير الباطني - وإن كانت قد ذكرت ضمنا من قبل - وذلك للأهمية:
قال الغزالي في الإحياء 1/ 49: (ولست أقول المراد بلفظ البيت هو القلب وبالكلب هو الغضب والصفات المذمومة ولكني أقول هو تنبيه عليه وفرق بين تعبير الظواهر إلى البواطن وبين التنبيه للبواطن من ذكر الظواهر مع تقرير الظواهر
ففارق الباطنية بهذه الدقيقة فإن هذه طريق الاعتبار وهو مسلك العلماء والأبرار إذ معنى الاعتبار أن يعبر ما ذكر إلى غيره فلا يقتصر عليه كما يرى العاقل مصيبة لغيره فيكون فيها له عبرة بأن يعبر منها إلى التنبه لكونه أيضا عرضة للمصائب) اه
وقال ابن الصلاح في فتايه 1/ 196: (وأنا أقول الظن بمن يوثق به منهم أنه إذا قال شيئا من أمثال ذلك أنه لم يذكر تفسيرا ولا ذهب به مذهب الشرح للكلمة المذكورة في القرآن العظيم فإنه لو كان كذلك كانوا قد سلكوا مسالك الباطنية , وإنما ذلك ذكر منهم لنظير ما ورد به القرآن فان النظير يذكر بالنظير) اه
وقال ابن عطاء الله في كتابه لطائف المنن: (فلا يصدنك عن تلقي هذه المعاني منهم أن يقول لك ذو جدل ومعارضة: هذا إحالة لكلام الله وكلام رسوله فليس ذلك بإحالة وإنما يكون إحالة لو قالوا لا معنى للآية إلا هذا وهم لم يقولوا ذلك بل يقرؤون الظواهر على ظواهرها مرادا بها موضوعاتها ويفهمون عن الله تعالى ما أفهمهم) اه الإتقان للسيوطي 2/ 488
وقال التفتازاني في شرحه على النسفية: (سميت الملاحدة باطنية لادعائهم أن النصوص ليست على ظاهرها بل لها معان باطنية لا يعرفها إلا المعلم وقصدهم بذلك نفي الشريعة بالكلية
قال: وأما ما يذهب إليه بعض المحققين من أن النصوص على ظواهرها ومع ذلك فيها إشارات خفية إلى دقائق تنكشف على أرباب السلوك يمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة فهو من كمال الإيمان ومحض العرفان) اه الإتقان للسيوطي 2/ 485
وقال الزرقاني في مناهل العرفان 2/ 56: (ومن هنا يعلم الفرق بين تفسير الصوفية المسمى بالتفسير الإشاري وبين تفسير الباطنية الملاحدة فالصوفية لا يمنعون إرادة الظاهر بل يحضون عليه ويقولون لا بد منه أولا إذ من ادعى فهم أسرار القرآن ولم يحكم الظاهر كمن ادعى بلوغ سطح البيت قبل أن يجاوز الباب , وأما الباطنية فإنهم يقولون إن الظاهر غير مراد أصلا وإنما المراد الباطن وقصدهم نفي الشريعة) اه
المبحث الرابع
شروط قبول التفسير الإشاري:
قال ابن القيم في كتابه التبيان في أقسام القرآن ص 49: (وهذه الأقوال إن أريد أن اللفظ دل عليها وأنها هي المراد فغلط وإن أريد أنها أخذت من طريق الإشارة والقياس فأمرها قريب
وتفسير الناس يحاور على ثلاثة أصول: تفسير على اللفظ وهو الذي ينحو إليه المتأخرون , وتفسير على المعنى وهو الذي يذكره السلف , وتفسير على الإشارة والقياس وهو الذي ينحو إليه كثير من الصوفية وغيرهم وهذا لا بأس به بأربعة شرائط:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - أن لا يناقض معنى الآية
2 - وأن يكون معنى صحيحا في نفسه
3 - وأن يكون في اللفظ إشعار به
4 - وأن يكون بينه وبين معنى الآية ارتباط وتلازم
- فإذا اجتمعت هذه الأمور الأربعة كان استنباطا حسنا) اه
وقال الزرقاني في مناهل العرفان 2/ 58: (مما تقدم يعلم أن التفسير الإشاري لا يكون مقبولا إلا بشروط خمسة وهي:
1 - ألا يتنافى وما يظهر من معنى النظم الكريم
2 - ألا يدعى أنه المراد وحده دون الظاهر
3 - ألا يكون تأويلا بعيدا سخيفا كتفسير بعضهم قوله تعالى: (وإن الله لمع المحسنين) بجعل كلمة لمع فعلا ماضيا وكلمة المحسنين مفعوله
4 - ألا يكون له معارض شرعي أو عقلي
5 - أن يكون له شاهد شرعي يؤيده ,كذلك اشترطوا
بيد أن هذه الشروط متداخلة فيمكن الاستغناء بالأول عن الثالث وبالخامس عن الرابع ويحسن ملاحظة شرطين بدلهما:
- أحدهما: بيان المعنى الموضوع له اللفظ الكريم أولا
- ثانيهما: ألا يكون من وراء هذا التفسير الإشاري تشويش على المفسَّر له
ثم إن هذه شروط لقبوله بمعنى عدم رفضه فحسب وليست شروطا لوجوب اتباعه والأخذ به , ذلك لأنه لا يتنافى وظاهر القرآن ثم إن له شاهدا يعضده من الشرع وكل ما كان كذلك لا يرفض , وإنما لم يجب الأخذ به لأن النظم الكريم لم يوضع للدلالة عليه بل هو من قبيل الإلهامات التي تلوح لأصحابها غير منضبطة بلغة ولا مقيدة بقوانين) اه
المبحث الخامس
أنواع تلك الإشارات
قال ابن عاشور في تفسيره 1/ 16: (وعندي إن هذه الإشارات لا تعدو واحدا من ثلاثة أنحاء:
- الأول: ما كان يجري فيه معنى الآية مجرى التمثيل لحال شبيه بذلك المعنى كما يقولون مثلا " ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه " أنه إشارة للقلوب لأنها مواضع الخضوع لله تعالى إذ بها يعرف فتسجد له القلوب بفناء النفوس. ومنعها من ذكره هو الحيلولة بينها وبين المعارف اللدنية وسعى في خرابها بتكديرها بالتعصبات وغلبة الهوى ...
- الثاني: ما كان من نحو التفاؤل فقد يكون للكلمة معنى يسبق من صورتها إلى السمع هو غير معناها المراد وذلك من باب انصراف ذهن السامع إلى ما هو المهم عنده والذي يجول في خاطره وهذا كمن قال في قوله تعالى (من ذا الذي يشفع) من ذل ذي إشارة للنفس يصير من المقربين للشفعاء فهذا يأخذ صدى موقع الكلام في السمع ويتأوله على ما شغل به قلبه. ورأيت الشيخ محي الدين يسمي هذا النوع سماعا ولقد أبدع.
- الثالث: عبر ومواعظ وشأن أهل النفوس اليقظى أن ينتفعوا من كل شيء ويأخذوا الحكمة حيث وجدوها فما ظنك بهم إذا قرأوا القرآن وتدبروه فاتعظوا بمواعظه فإذا أخذوا من قوله تعالى (فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا) اقتبسوا أن القلب الذي لم يمتثل رسول المعارف العليا تكون عاقبته وبالا ...
وكل إشارة خرجت عن حد هذه الثلاثة الأحوال إلى ما عداها فهي تقترب إلى قول الباطنية رويدا رويدا إلى أن تبلغ عين مقالاتهم) اه
المبحث السادس
أهل الإشارات:
من المعلوم أن من الناس من هم من أهل الإشارة , سواء فيما يقولون أو فيما يسمعون أو يقرؤون أو يرون أو حتى فيما يفكرون , وقد تقدم معنى قول ابن القيم في مدارج السالكين 2/ 406: (الإشارات: هي المعاني التي تشير إلى الحقيقة من بُعد ومن وراء حجاب , وهي تارة تكون من مسموع , وتارة تكون من مرئي , وتارة تكون من معقول , وقد تكون من الحواس كلها.
فالإشارات: من جنس الأدلة والأعلام , وسببها: صفاء يحصل بالجمعية فيلطف به الحس والذهن فيستيقظ لإدراك أمور لطيفة لا يكشف حس غيره وفهمه عن إدراكها.) اه
وقال في المدارج أيضا 1/ 129: (يريد بالإشارة: ما يشير إليه القوم من الأحوال والمنازلات والأذواق التي ينكرها الأجنبي من السلوك ويثبتها أهل البصائر
وكثير من هذه الأمور ترد على السالك , فإن كان له بصيرة ثبّتت بصيرته ذلك له وحقّقته عنده وعرّفته تفاصيله , وإن لم يكن له بصيرة بل كان جاهلا لم يعرف تفصيل ما يرد عليه ولم يهتد لتثبيته) اه
وقال في المدارج أيضا 3/ 63: (قوله: أو إشارة تشفيه , أي تشفي قلبه من علة عارضة فإذا وردت عليه الإشارة إما من صادق مثله أو من عالم أو من شيخ مسلِّك أو من آية فهمها أو عبرة ظفر بها اشتفى بها قلبه وهذا معلوم عند من له ذوق) اه
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن القيم في مدارج السالكين أيضا 3/ 330: (اعلم أن في لسان القوم من الاستعارات، وإطلاق العام وإرادة الخاص، وإطلاق اللفظ وإرادة إشارته دون حقيقة معناه ما ليس في لسان أحد من الطوائف غيرهم ولهذا يقولون: نحن أصحاب إشارة لا أصحاب عبارة , والإشارة لنا والعبارة لغيرنا) اه
وقال ابن القيم في مدارج السالكين أيضا 2/ 406: (وإذا امتلأ القلب بشيء، وارتفعت المباينة الشديدة بين الظاهر والباطن أدت الأذن إلى القلب من المسموع ما يناسبه، وإن لم يدل عليه ذلك المسموع ولا قصده المتكلم , ولا يختص ذلك بالكلام الدال على معنى بل قد يقع في الأصوات المجردة
قال القشيري: سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول: دخلت على أبي عثمان المغربي ورجل يستقي الماء من البئر على بكرة. فقال: يا أبا عبد الرحمن، أتدري إيش تقول هذه البكرة؟ فقلت: لا، فقال تقول: (الله الله) , ومثل ذلك كثير كما سمع أبو سليمان الدمشقي من المنادي: يا سعتر بري: إسعَ ترَ بِرِّي) اه
وقصة يا سعتر برّي التي أشار إليها ابن القيم هي بتمامها في شرح الحكم لابن عجيبة ص 262 حيث قال: (وقد يختلف الشرب لجماعة من آنية واحدة لاختلاف مقامهم كقضية الرجال الذين سمعوا قائلا يقول: يا سعتر بري , وذلك أن رجلا في الصفا بمكة صاح يا سعتر بري لرجل آخر كان اسمه ذلك فسمعه الثلاثة فكل واحد تعلق بذهنه ما يليق بحاله
فسمع أحدهم: الساعة ترى بِرّي , وسمع آخر: إسعَ ترَ برّي , وسمع الثالث: ما أوسعَ برّي ... ) اه
وقال ابن عاشور في تفسيره 1/ 16: (ومن حكاياتهم في غير باب التفسير أن بعضهم مر برجل يقول لآخر: هذا العود لا ثمرة فيه فلم يعد صالحا إلا للنار فجعل يبكي ويقول: إذن فالقلب غير المثمر لا يصلح إلا للنار) اه
ومما يحكى في هذا الباب:
-أن أحد العارفين سمع بائعا في السوق يقول: الخيار بعشرة الخيار بعشرة , فتواجد وقال: إذا كان الخيار بعشرة فكيف الأشرار
-وسمع عارفٌ آخر امرأةً تنادي الناس ليمسكوا لها ابنها الهارب وتقول: خذوه , خذوه , فتواجد وأخذه الحال وصاح , تذكر بذلك قول الله تعالى (خذوه فغلوه ... )
-وعندما سُئل الجنيد رحمه الله عن سكونه عند الإنشاد مع تواجد غيره قال: (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب)
-وآخر حضر عقد زواج فجعل بعضهم ينادي: هاتوا النار [أي نار البخور] هاتوا الشهود [أي شهود النكاح] , فخرج من المجلس وهامَ على وجهه تذكّر بذلك نار الآخرة وشهود يوم القيامة
-وآخر سمع امرأة تعنف ابنتها , فتقول البنت لأمها: سأقول لأبي , فقالت الأم: ما يفعل لك أبوك؟ فقالت البنت: وهل معي غيره , فغشي على الرجل , فلما أفاق قالوا له مالك؟ فقال: وهل معي غيره؟!
المبحث السابع
ذكر بعض التفاسير التي تهتم بالتفسير الإشاري:
قال الزرقاني في مناهل العرفان 2/ 59 وما بعدها: (وأهم كتب التفسير الإشاري أربعة: تفسير النيسابوري , وتفسير الألوسي , وتفسير التستري , وتفسير محيي الدين بن عربي) اه
ثم ذكر تعريف موجز بكل تفسير وأمثلة على التفسير الإشاري من تلك التفاسير , ثم قال عن تفسير ابن عربي: (بيد أن هذا التفسير كما ترى جاء كله على هذا النمط دون أن يتعرض لبيان المعاني الوضعية للنصوص القرآنية وهنا الخطر كل الخطر فإنه يخاف على مطالعه أن يفهم أن هذه المعاني الإشارية هي مراد الخالق إلى خلقه في الهداية إلى تعاليم الإسلام والإرشاد إلى حقائق هذا الدين الذي ارتضاه لهم
ولعلك تلاحظ معي أن بعض الناس قد فتنوا بالإقبال على دراسة تلك الإشارات والخواطر فدخل في روعهم أن الكتاب والسنة بل الإسلام كله ما هي إلا سوانح وواردات على هذا النحو من التأويلات والتوجيهات وزعموا أن الأمر ما هو إلا تخييلات وأن المطلوب منهم هو الشطح مع الخيال أينما شطح فلم يتقيدوا بتكاليف الشريعة ولم يحترموا قوانين اللغة العربية في فهم أبلغ النصوص العربية كتاب الله وسنة رسول الله
والأدهى من ذاك أنهم يتخيلون ويخيلون إلى الناس أنهم هم أهل الحقيقة الذين أدركوا الغاية واتصلوا بالله اتصالا أسقط عنهم التكليف وسما بهم عن حضيض الأخذ بالأسباب ما داموا في زعمهم مع رب الأرباب
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا لعمر الله هو المصاب العظيم الذي عمل له الباطنية وأضرابهم من أعداء الإسلام كيما يهدموا التشريع من أصوله ويأتوا بنيانه من قواعده) اه
وقد شكك بعضهم في صحة نسبة تفسير ابن عربي إليه ففي تفسير المنار 1/ 18: (وقد اشتبه على الناس فيه [يعني التفسير الإشاري] كلامُ الباطنية بكلام الصوفية، ومن ذلك التفسير الذي ينسبونه للشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي، وإنما هو للقاشاني الباطني الشهير، وفيه من النزعات ما يتبرأ منه دين الله وكتابه العزيز) اه
وهناك تفاسير أخرى تهتم بالتفسير الإشاري لم يذكرها الزرقاني ومنها:
- تفسير أبي عبد الرحمن السلمي (حقائق التفسير)
- تفسير أبي القاسم القشيري
- تفسير أبي محمد الشيرازي (عرائس البيان في حقائق القرآن)
- تفسير ابن عجيبة (البحر المديد)
- تفسير إسماعيل حقي (روح البيان)
وبعض التفاسير تشير أحيانا للإشارات في الآيات ومنها:
- تفسير ابن كثير ففي تفسيره 3/ 744: (قال عز وجل: (إنا نحن نحيي الموتى) أي يوم القيامة وفيه إشارة إلى أن الله تعالى يحيي قلب من يشاء من الكفار الذين قد ماتت قلوبهم بالضلالة فيهديهم بعد ذلك إلى الحق) اه وقال في تفسيره 4/ 397: (وقوله تعالى: (اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون) فيه إشارة إلى أن الله تعالى يلين القلوب بعد قسوتها ويهدي الحيارى بعد ضلتها ويفرج الكروب بعد شدتها فكما يحيي الأرض الميتة المجدبة الهامدة بالغيث الهتان الوابل كذلك يهدي القلوب القاسية ببراهين القرآن والدلائل ويولج إليها النور بعد أن كانت مقفلة لا يصل إليها الواصل) اه
- وكذلك الرازي يتكلم أحيانا على الإشارات في الآيات , قال في تفسيره لقوله تعالى (فخذ أربعة من الطير): (الطيور الأربعة إشارة إلى الأركان الأربعة التي منها تركيب أبدان الحيوانات والنباتات والإشارة فيه أنك ما لم تفرق بين هذه الطيور الأربعة لا يقدر طير الروح على الارتفاع إلى هواء الربوبية وصفاء عالم القدس ... وإنما خص هذه الحيوانات لأن الطاوس إشارة إلى ما في الإنسان من حب الزينة والجاه والترفع، قال تعالى: {زُيّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشهوات} والنسر إشارة إلى شدة الشغف بالأكل , والديك إشارة إلى شدة الشغف بقضاء الشهوة من الفرج , والغراب إشارة إلى شدة الحرص على الجمع والطلب، فإن من حرص الغراب أنه يطير بالليل ويخرج بالنهار في غاية البرد للطلب، والإشارة فيه إلى أن الإنسان ما لم يسع في قتل شهوة النفس والفرج وفي إبطال الحرص وإبطال التزين للخلق لم يجد في قلبه روحاً وراحة من نور جلال الله) اه
هذا آخر المقال والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيدنا محمد وآله وصحبه وأتباعه
عبد الفتاح بن صالح قُدَيش اليافعي
اليمن – صنعاء
ذو الحجة / 1426هـ
بريد إلكتروني: afattah31@hotmail.com
ـ[الصبر الجميل]ــــــــ[16 May 2007, 01:58 م]ـ
هناك رسالة ماجستير عن التفسير الإشاري لعمر الخطيب من جامعة محمد بن سعود
فهل احد يعرف أي مكتبة طبعته وكيف نتحصل عليها
ـ[الصبر الجميل]ــــــــ[24 May 2007, 12:14 ص]ـ
يرفع للفائدة وللإجابة على السؤال(/)
سؤالي عن القيمة العلمية لتفسير العلامة الألوسي؟
ـ[أبو هجير البيضاوي]ــــــــ[14 May 2007, 02:52 ص]ـ
اشتهر كثيرا بين العلماء،فما يميزه عن كتب التفسير؟
فهل يعنى بحل الإشكالات التي ترد على بعض الآيات،أم هو جمع للأقوال مع محاولة الترجيح بينها؟
المقصود ما هي أهم مميزات تفسير روح المعاني؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 May 2007, 05:14 ص]ـ
يعد تفسير الألوسي (روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني) من أجود كتب التفسير المتأخرة، حيث صنفه مؤلفه وهو في الثلاثين من عمره تقريباً، وقد حرر الكلام فيه على كثير من المسائل لسعة علمه ومعرفته، وشخصيته بارزة في كتابه وليس مجرد ناقل، وقد عيب عليه عنايته بكلام أهل التصوف في التفسير، فهو ينقل كلامهم الذي يجده في التفسير بعد ذكره للتفسير الظاهر للآيات، وقد سمى تفسيرهم تفسير أهل الإشارة. وقد ذكر في الفائدة الثانية من مقدمته حكم التفسير بالرأي وتفسير السادة الصوفية، وأوضح أنه يقصد تفسيرهم المقبول، الذي لا يعارض التفسير الظاهر للآيات، ودافع عنهم في كلام طويل تجده في كتابه.
فالخلاصة أنه تفسير جيد لطالب العلم فيه علم كثير ينتفع به من أراد الله به خيراً، ولكن لا يصلح لكل أحد فليتنبه لهذا، وقد عرضت منهجه ومميزاته في حلقة من برنامج (أهل التفسير) ربما تعرض اليوم الإثنين 27/ 4/1428هـ، ذكرت فيها سبب تأليفه للكتاب، والباعث له عليه، وكيف صنفه، ومن الذي سماه بهذا الاسم وغير ذلك من الفوائد.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[14 May 2007, 01:34 م]ـ
على حد علمي أن تفسير الآلوسي كتبه الآلوسي الأب وقد كان صوفياً أو محباً لهم واعتنى كما تفضل الدكتور عبد الرحمن بكلامهم ثم لم يتم التفسير فقد عاجلته المنية قبل ذلك ثم أتمه ابنه وكان منتمياً للمدرسة السلفية التيمية - كما يبدو أو كما أظن وليس لدي في هذا الموضوع معلومات دقيقة - وقد سار فيه على النهج السلفي الظاهري، ولذا اختلف تفسيره بين شطريه الأول والآخر منه. وأعيد القول بأنني أضع هذا الكلام بين أيدي المختصين لبيان رأيهم فيه
وقد اقترحت على أحد طلاب الدراسات العليا تناول ذلك في رسالة علمية: تفسير الآلوسي بين المنهج السلفي والمنهج الصوفي أو بين التصوف والتسلف.
والله أعلم.
ـ[محمد كالو]ــــــــ[07 Jun 2010, 12:13 م]ـ
الجانب الصوفي في تفسير روح المعاني
د. أكرم علي حمدان
بريطانيا– لندن
المصدر: (مجلة الجامعة الإسلامية (سلسلة الدراسات الإسلامية) المجلد الرابع عشر- العدد الثاني، ص 75 ـ 128، يونيو 2006 م.
حمل البحث من المرفقات:(/)
الاشكالات التي اوردها السيوطي في الاتقان
ـ[أبو أنس الزبيدي]ــــــــ[14 May 2007, 02:55 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
من المعلوم لدى المتخصصين في التفسير وعلوم القرآن ان كتاب الاتقان من المراجع الاصيلة في هذا العلم الا ان هذا الكتاب على عظم قدره واهميته غلب عليه جانب الجمع على جانب التحقيق ويكاد يكون هذا الامر صفة ملازمة للسيوطي في جل مؤلفاته فهو قد عرف بالجمع ولا نعيب عليه ذلك لانه اتخذ الجمع منهجا له يسير عليه وترك مؤنة التحيق والتدقيق على من سياتي بعده
والذي يقرا في الاتقان يلمح هذا الجانب بشكل واضح وجلي ولذلك يصادف القارئ للاتقان قضايا كثيرة اوردها السيوطي في كتابه تحتاج الى وقفات طويلة للتدقيق والتمحيص والمناقشة
حتى كان من منهجه رحمه الله في الاتقان انه يورد في مباحث كتابه قضايا مشكلة اسشتكلها السيوطي نفسه رحمه الله ومن هذه الاشكالات ما كان يجيب عليه ويكون جوابه وافيا ومنها ما اجاب عنه الا ان الجواب بقي قاصرا عن حل الاشكال وقسم ثالث يسوق الاشكال ويتركه دون جواب مما يترك في نفس القارئ شبهة لم تحل
وكنت قد تتبعت الاشكالات التي اوردها رحمه الله في كتابه الاتقان ووصلت الى النوع الثالث والاربعين وساطرح في هذا المنتدى المبارك هذه الاشكالات على شكل حلقات اذكر الاشكال الذي اورده السيوطي في مباحث كتابه وجوابه عليه ان وجد وان لم يوجد فاني اسوق جوابا عليه من اقوال علمائنا رحمه الله واترك المجال لاخواني واساتذتي في هذا الموقع ليدلو بدلوهم في كل قضية نوردها فنثري الموضوع بذلك ويعم النفع ان شاء الله
وقبل ان اشرع في العرض فاني اود ان اذكر بعض الملحوظات التي سجلتها خلال تتبعي لما اورده السيوطي رحمه الله للاشكالات المذكورة في الاتقان وهي:
1. فان من المعلوم ان السيوطي كثير الاهتمام بالروايات والآثار جماع لها؛ ولذا فاننا نجده يعتمد على الآثار اعتمادا كليا في حل الاشكالات التي يوردها وكان يترك الروايات في احيان كثيرة دون تعقيب عليها اكتفاء بها؛مع ان المقام قد يحتاج الى توضيح وتعقييب.
2. اما بالنسبة لطريقته في حل الاشكالات التي يوردها فهي كما يلي:
• انه يورد اقوال من سبقوه وتعقباتهم على ما يذكره من اشكال وربما يكتفي بقول واحد دون ان يعقب عليه ويكون اكتفاؤه بهذا دليل موافقته لهذا الرأي وتبنيه
• او انه يورد اقوال من سبقوه ويعقب عليها اما بترجيح احدها او باضافة جواب آخر يكون هو الرأي الراجح عنده.
• او انه يورد اقوالهم وتوجيهاتهم ولايتبنى أيا منها بل انه يبين ان ما قالوه لا يحل الاشكال ولا يذكر جوابا من نفسه ليحل الاشكال الذي ذكره وبهذا يبقى الامر مسكلا يحتاج الى جواب.
3. وجدت من خلال تتبعي للسيوطي انه لا يلتزم بالنقل الحرفي من المصادر التي اخذ منها.فكثيرا من الاحيان ما يذكرها بالمعنى دون النص وفي بعض الاحيان يذكر الكلام غير مرتب فيقدم ويؤخر في النقل الواحد فيؤثر ذلك في المعنى.
ما اورده من المشكل تحت النوع الثالث وهو:
معرفة النهاري والليلي
بين السيوطي رحمه الله في هذا النوع ان اكثر القرآن نزل نهارا وذكربعد ذلك امثلة تدل على نزول آيات في الليل الا انه اورد بعد ذلك حديثا مرفوعا عن جابر رضي الله عنه يعارض ما ذكره من امثلة على نزول بعض الآيات ليلا والحديث اخرجه الحاكم في تاريخه؛والحيديث هو:" أصدق الرؤيا ما كان نهاراً، لأن الله خصني بالوحي نهاراً."
والجواب على هذه الرواية التي اثارت اشكالا على الذي اورده ‘ببيان صحة هذه الرواية فقد بين رحمه الله ان هذا الحديث منكر لا يحتج به. واليكم نص كلامه رحمه الله _:"
فإن قلت: فما تصنع بحديث جابر مرفوعاً أصدق الرؤيا ما كان نهاراً، لأن الله خصني بالوحي نهاراً أخرجه الحاكم في تاريخه. قلت: هذا الحديث منكر لا يحتج به." الاتقان 1\ 68(/)
استقراءات المفسرين
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[14 May 2007, 06:16 م]ـ
الحمد لله،وبعد:
فإن المفسر ـ لكثرة ممارسته لعلمه ـ يجره بحثه ـ أحياناً ـ للتتبع والاستقراء،فيعطي بذلك القارئ فائدة قيمة،وغنيمة باردة،القارئ يقرؤها في ثوانٍ معدودة،والمفسر قد يكون أمضى شهوراً أو نحوها في إثباتها.
ولما كان بعض المفسرين يثبت بعض استقراءاته،رأيت من المناسب أن نجمع ـ مع الإخوة ـ ما يمر بنا من هذا النوع العزيز من العلم.
ولعلي أبتدئ بذلك ـ وهو سبب طرح هذا الموضوع ـ:
1 ـ قال الطاهر بن عاشور ـ رحمه الله ـ في تفسير الآية 27 من سورة الإنسان:
و (هؤلاء) إشارة إلى حاضرين في ذهن المخاطب لكثرة الحديث عنهم.
وقد استقريْتُ من القرآن أنه إذا أطلق {هؤلاء} دون سبْقِ ما يكون مشاراً إليه فالمقصود به المشركون، وقد ذكرتُ ذلك في تفسير قوله تعالى: {فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكَّلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين} في سورة الأنعام (89) وقوله تعالى: {فلا تكُ في مرية مما يعبد هؤلاء} في سورة هود (109).
وقال رحمه الله في تفسير الاية 89 من الأنعام:
وقد تقصيت مواقع آي القرآن فوجدته يعبّر عن مشركي قريش كثيراً بكلمة (هؤلاء)، كقوله {بل متّعت هؤلاء وآباءهم} [الزخرف: 29] ولم أر من نبّه عليه من قبل.
وفي تفسير الآية 109 من سورة هود،قال رحمه الله:
وقد تتبعتُ اصطلاح القرآن فوجدته عَنَاهُمْ باسم الإشارة هذا في نحو أحد عشر موضعاً،وهو ممّا ألهمت إليه ونبّهتُ عليه عند قوله تعالى: {وجئنا بك على هؤلاء شهيداً} في سورة [النساء: 41].
وقال عند تفسير الآية 41 من النساء:
و {هؤلاء} إشارة إلى الذين دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم لحضورهم في ذهن السامع عند سماعه اسم الإشارة، وأصل الإشارة يكون إلى مشاهد في الوجود أو منزّل منزلتَه، وقد اصطلح القرآن على إطلاق إشارة (هؤلاء) مراداً بها
المشركون، وهذا معنى ألهمنا إليه، استقريْناه فكان مطابقاً.
يتبع ـ إن شاء الله ـ
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[15 May 2007, 06:01 م]ـ
قال البيضاوي - رحمه الله تعالى - عند تفسير آية {الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون}
(وأنفق الشئَ وأنفذه أخَوانِ , ولو استقريتَ الألفاظ وجدت كل ما فاؤه نون وعينه فاء دالا على معنى الذهاب والخروج)
ومما أراد الشيخ - رحمه الله تعالى - بهذه القاعدة الأفعالُ التالية:
نفى
نفث
نفح
نفخ
نفد
نفذ
نفر
نفس
نفش
نفل
نفق
نفض
نفط , قال في اللسان: والنَّفْطةُ بَثْرةٌ تخرج في اليد من العمل ملأى ماء أَبو زيد إِذا كان بين الجلد واللحم ماء قيل نَفِطَت تَنْفَط نَفَطاً ونَفِيطاً ورَغْوة نافِطةٌ ذاتُ نَفّاطاتٍ)
نفص, قال في تاج العروس: " الانْتِفَاصُ ": هو " رَشُّ المَاءِ مِنْ خَلَلِ الأَصَابِعِ على الذَّكَرِ)
وقال في اللسان: أَنْفَصَ الرجلُ ببوله إِذا رمى به وأَنْفَصَت الناقة والشاةُ ببولها فهي مُنْفِصة دَفَعَت به دُفَعاً دُفَعاً)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[15 May 2007, 07:32 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
موضوع جدير بالتتبع والضم والجمع، وهذه لفتة موفقةمنك يا شيخ عمر نفع الله بك.
ويقول الشيخ العلامة المفسر محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله:
ذاكراً بعض الأدلة على كفر الساحر.
((عرف باستقراء القرآن أن الغالب فيه أن لفظة {لاَ يُفْلِحُ} يراد بها الكافر)) أهـ.
انظر: أضواء البيان (4/ 112)
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[17 May 2007, 09:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
موضوع جميل.
قال ابن كثير - رحمه الله تعالى (1/ 39):
كل سورة افتتحت بالحروف فلا بد أن يذكر فيها الإنتصار للقرآن وبيان إعجازه وعظمته وهذا معلوم بالإستقراء، وهو الواقع في تسع وعشرين سورة ولهذا يقول تعالى (الم ذلك الكتاب لا ريب فيه) (الم الله لاإله إلا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه) (المص كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه) (الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور باذن ربهم) (الم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين) (حم تنزيل من الرحمن الرحيم) (حم عسق كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز)، وغير ذلك.
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[17 May 2007, 09:51 م]ـ
ومنها أيضا قول الطاهر ابن عاشور - رحمه الله تعالى:
وقد استقريت بجهدي عادات كثيرة في اصطلاح القرآن سأذكرها في مواضعها، ومنها أن كلمة هؤلاء إذا لم يرد بعدها عطف بيان يبين المشار إليهم، فإنها يراد بها المشركون من أهل مكة، كقوله تعالى: (بل متعت هؤلاء وآباءهم) وقوله (فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين) وقد استوعب أبو البقاء الكفوي في كتاب الكليات في أوائل أبوابه كليات مما ورد في القرآن من معاني الكلمات، وفي الإتقان للسيوطي شيء من ذلك.
ثم قال:
وقد استقريت أنا من أساليب القرآن أنه إذا حكى المحاورات والمجاوبات حكاها بلفظ قال دون حروف عطف، إلا إذا انتقل من محاورة إلى أخرى، انظر قوله تعالى: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها) إلى قوله (أنبئهم بأسمائهم).(/)
مشروع (تذليل مخطوطات الدراسات القرآنية للباحثين لتحقيقها ونشرها) شارك معنا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 May 2007, 08:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نظراً لكثرة الباحثين في الدراسات القرآنية من طلبة وطالبات الدراسات العليا، فقد أصبحت مشكلة الحصول على موضوعات علمية جادة صعبة لدى كثير من الباحثين، ومدعاة لتكرار كثير من الجهود في جامعات العالم الإسلامي. ونظراً لأن كثيراً من الكتب التراثية في الدراسات القرآنية ما زالت مخطوطة بعيدة عن أعين الباحثين وأيديهم مع رغبتهم الشديدة في خدمتها، وتوفر الإمكانيات العلمية لديهم لتحقيق ذلك لو حصلوا على هذه المخطوطات.
ولذلك أحببت طرح هذا المشروع بين أيديكم لتبادل وجهات النظر حوله، والتعقيب عليه بما ترونه مناسباً.
اسم المشروع: مشروع تذليل مخطوطات الدراسات القرآنية للباحثين لتحقيقها ونشرها
فكرة المشروع:
دعم باحثين محترفين للسفر لأماكن خزائن المخطوطات في العالم، ولا سيما التي لم تفهرس بعدُ، والتكفل بنفقات السفر والإقامة والتصوير لتصوير مخطوطات الدراسات القرآنية المحفوظة فيها، وفهرستها، وكتابة التقارير الوافية عنها، وتوفيرها عن طريقنا للباحثين لتحقيقها في الجامعات في رسائل الماجستير والدكتوراه على هيئة مصورات رقمية جيدة.
شروط الباحث:
ويشترط في الباحث المتقدم للقيام بالمهمة الخبرة بأماكن المخطوطات والقدرة على قراءتها، و الأمانة العلمية، وأن يكون معه تزكيات علمية للتحقق من كفاءته وخبرته.
المطلوب منكم الآن ..
وقبل البدء في المشروع نريد منكم المساهمة معنا في:
1 - رأيكم في فكرة المشروع.
2 - المكتبات الجديرة بالبحث والتنقيب فيها.
3 - ترشيح من ترونه جديراً بالقيام بهذا العمل، والأفضل أن تكون الترشيحات من خلال البريد الخاص بي am33s@hotmail.com مع بيان مبررات الترشيح، ولا مانع أن يرشح الباحث نفسه.
4 - أي فكرة تساعد في نجاح المشروع.
بعد اكتمال هذه العناصر، سأتقدم بهذا المشروع لمجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه، لتبنيه والإشراف العلمي عليه، وعرضه على الداعمين لدعمه مادياً وإنجاحه.
ثمرات هذا المشروع:
وآمل أن يحقق هذا المشروع إن نفذ على الوجه المأمول:
1 - خدمة الدراسات القرآنية بتحقيق عدد من مخطوطاتها ورسائلها، والكشف عن كثير من التراث المجهول منها خاصة.
2 - تذليل المخطوطات للباحثين في الماجستير والدكتوراه، واستفادة عدد كبير من الباحثين من هذه الفرصة.
3 - إتاحة المخطوطات القصيرة للباحثين في بحوث الترقية من الأساتذة المساعدين والمشاركين لتحقيقه في بحوث علمية محكمة ونشره في مجلات علمية.
4 - المساعدة بعد ذلك في نشره في مشروعات أخرى قائمة لدينا في الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه وغيرها من الهيئات القرآنية ذات الاختصاص.
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم مفاتيح للخير، مغاليق للشر، وأن يستعملنا دوماً في طاعته ومرضاته،،
الرياض في 27/ 4/1428هـ
ـ[دمعة الأقصى]ــــــــ[15 May 2007, 12:14 ص]ـ
1 - رأيكم في فكرة المشروع.
أكثر من رائعة وفيها خدمة للعلم وطلابه.
2 - المكتبات الجديرة بالبحث والتنقيب فيها.
المكتبة الظاهرية بدمشق، (مراد بخاري)، (عموجة حسين باشا)، (لا له لي) وهذه الثلاثة بتركيا
3 - ترشيح من ترونه جديراً بالقيام بهذا العمل: لعلي أرسل اسم ورقم عالم مخطوطات بعد أخذ إذنه.
4 - أي فكرة تساعد في نجاح المشروع:
- وجهة نظر: لو كان الترشيح لأكثر من باحث ربما يكون أفضل وأسهل على الباحث فمثلا باحث يرسل للمغرب العربي وآخر لتركيا وما جاورها وهكذا.
وشكر الله لكم سعيكم، وبارك في جهودكم.
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[15 May 2007, 05:53 ص]ـ
السلام عليكم فضيلة الدكتور عبد الرحمن
فكرة المشروع مهمة جداً، ويقدر أهميتها من عمل في التحقيق، أو حاول الحصول على المخطوطات، ولي ملاحظة عنت لي حين قراءتي الفكرة، وهي أن خدمة الباحثين في مجال المخطوطات يمكن أن تكون عن طريقين:
الأول: استكشاف الجديد من المخطوطات التي لم تكن معروفة من قبل، وجعلها في متناول الباحثين.
الثاني: تيسير حصول الباحثين على مخطوطات أماكنها معروفة، وأرقامها متاحة، لكنها ليست في متناول يد الدارسين، ومن أراد الحصول عليها اصطدم بعقبات إدارية ومالية، ووجود جهة معتبرة تتبنى الحصول على المخطوطات بالمراسلات أو بواسطة مندوبين معتمدين وإيصالها إلى الباحثين يختصر كثيراً من الجهود وينشط حركة التحقيق.
ولا يخفى عليكم ما تقوم به مؤسسات رسمية وغيرها من نشاط في مجال المخطوطات، لكن لا تزال هناك صعوبة في الوصول إلى المخطوط والحصول عليه، وعسى أن يساعد تنفيذ المشروع الذي أعلنتم عنه في تيسير الأمر، وتنشيط حركة البحث والتحقيق، والكشف عن كنوز لا تزال مخبوءة من تراث الأمة العظيم.والله ولي التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[15 May 2007, 06:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أخي الدكتور عبد الرحمن سلمك الله،
في الموضوع أعلاه أرى تقديم الفكرة التنفيذية الشاملة على أساس:
-حصر المفقودات من المخطوطات العاجلة التي يحتاج الباحثون إليها.
-الإيعاز إلى مشرفي الملتقى سبر كل تخصص على حدة.
- تقديم طلبات ابتدائية إلى المكتبات الخارجية للتعاون عن طريق القنصليات الثقافية.
-ترشيح اثنين أحدهما متخصص والآخر فني في المخطوطات.
أرجو لكم التوفيق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 May 2007, 07:42 ص]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم، وأشكركم على اقتراحاتكم وتوجيهاتكم.
وسوف أتقدم بهذا المشروع بعد اكتماله باسم ملتقى أهل التفسير للجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه وغيرها من الجهات التي أبدت استعدادها لدعم المشروع مادياً، فتكرموا بكتابة كل ما لديكم من اقتراحات وأفكار لإنجاح المشروع، ولن يكون المشروع باسمي بمفردي بل باسم كل المشاركين في صياغته إن شاء الله.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[15 May 2007, 01:18 م]ـ
فكرة جيدة أشكر الدكتور عبد الرحمن عليها وأقترح الآتي:
1ـ الاستفتاح بتكليف مشارقة الملتقي ومغاربته بحصر ما استطاعوا حصره
من المخطوطات في بلادهم مع إعانتهم لتحقيق ذلك بشكل أو بآخر.
2ـ مخاطبة جهات الاختصاص " دبلماسيا " عن طريق السفارات والقنصليات ـ كما قال
د. أمين ـ حفظه الله، مع بيان تحمل تكاليف التصوير والإرسال البريدي لبيان جدية الأمر
وحتى لا توضع الطلبات في دائرة الإهمال.
3ـ بعد جمع قاعدة معلومات كافية يرسَل من تم ترشيحه إلى هذه المهمة الشريفة.
أما المكتبات التي أرشحها في مصر فهي:
دار الكتب المصرية ـ معهد المخطوطات العربية بالقاهرة ـ مكتبة الأزهر الشريف ـ مكتبة الإسكندرية ـ
مكتبة المعهد الأحمدي بطنطا، ومكتبة المسجد الأحمدي بطنطا.
كما علمت أن بموريتانيا مخطوطات نفيسة في القرآن والسنة، في معهد نواكشوط والعنوان لدي
فضيلة زميلنا الدكتور: محمد إلياس
والله من وراء القصد.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[15 May 2007, 02:27 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
فكرة أكثر من رائعة وموفقة من شيخٍ موفق إن شاء الله.
وأنا كفيل بالقيام بذلك بتصويرها والاعتناء بها وإرسالها لكم في محلتنا كاملة؛ في الجامعات والمؤسسات العلمية لا ننثني عنه إن شاء الله، خدمة للعلم ولأهل العلم.
ويحسن البدأ أولاً بالنظر في فهرس مخطوطات الدراسات القرآنية الذي أصدرته مؤسسة آلبيت، والعمل على البدء من خلالها كنواة أولى؛ فهو شامل ودقيق ونفيس، ومن بعده الإنطلاق.
وأسأل الله للمشروع التوفيق والنجاح والسداد والعناية الربانية.
ودمتم على الخير أعواناً
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[15 May 2007, 02:35 م]ـ
يضيف شيخنا الكريم باطلالاته في الملتقى افكارا رائعة كهذه الفكرة ولكن ارى ان هذا المشروع لا يمكن القيام به باعانة جمعية او اشخاص هذا لا بد له من دولة تتبناه لاسباب كثيرة منها العائق المالي اولا وهذا يحتاج دولة وثانيا كثير من المكتبات التي تحوي كنوزا مخطوطة لا يقبلون فتحها الا باذونات رسمية من الدول ولا يتحقق هذا بجمعية اهلية
الفكرة رائدة ورائعة لكن ارجو التفكير بها جيدا قبل عرضها وهل يمكن ان تتبناها وزارة الاوقاف السعودية او الكويتية مثلا
لكن يا شيخنا عبد الرحمن وبقية الشيوخ لا بد ان يقدم المشروع مكتملا من جميع جوانبه بما فيه المقدمات والعوائد
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[16 May 2007, 02:22 ص]ـ
يمكن الاستفادة من خبرة الأخوان العاملين في قسم المخطوطات في الجامعات فلديهم خبرة واسعة في هذا الموضوع وكذا المراكز التي تعنى بهذا الجانب كمركز الملك فيصل وغيره ولو تم الإفادة من هؤلاء في ذكر أهم المشكلات التي تواجههم في مجال المخطوطات ومن ثم دراسة هذه المشكلات ومحاولة إيجاد الحلول لكان حسنا والله الموفق.
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[16 May 2007, 06:17 ص]ـ
بارك الله فيكم على هذه الأفكار
وإضافة إلى ما ذكره الإخوة الكرام أقول:
1 ـ إن مجال البحث عن المخطوطات ليس مقصورا على المكتبات المعروفة
بل أقترح تخصيص فريق عمل متخصص وذكي ولبق لزيارة الأشخاص المهتمين بالقرآن أو أبنائهم أو أحفادهم فهؤلاء لديهم النادر جدا مما هو مخطوط أصلي بخطهم أو بخطوط شيوخهم، وقد رأيت من ذلك أنماطا في البوسنة والهرسك وفي الجمهوريات الإسلامية وفي بعض الأرياف في مصر والشام، وأما في تركيا فحدث ولا حرج وهو كثير ولكن الورثة لا يدركون قيمته لأنهم لا يفهمون مضمونه.
وقد حدثني بعض الإخوة أنه رأي بأم عينيه مخطوطات أصلية في بيت أحدهم والماء يسيل بجانبها وهي مكومة أكواماً فالله المستعان.
2 ـ آمل أن يشمل هذا المشروع البحث عن إجازات القراء القديمة والحديثة وتصويرها لأنني عاينت يعيني إجازات تلفت بين يدي أصحابها لأنهم من تواضعهم لا يهتمون بها مع أن لها قيمة علمية كبيرة جدا وفيها تواريخ وفيات وتراجم وسماعات لا تخفى قيمتها لدى الباحثين .... وهذه الإجازات غالبا لا تكون في المكتبات إنما يتوارثها أبناء الشيوخ
وبعض هذه الإجازات يكون عبارة عن ورقة واحدة مطوية في داخل كتاب، ولا شك أن مصيرها الضياع إذا لم تقع في يد طالب علم يصونها ويدرك أهميتها
3 ـ كما ألفت النظر إلى أن بعض هذه الإجازات تكون مكتوبة على أخر المصحف الذي يُلزم الطالب بكتابته في نهاية حفظه فيكتب له الشيخ في نهاته نص الإجازة ويوقع على ذلك بعذ ذكره لليوم والتاريخ ويشهد على ذلك بعض الشيوخ،كما هو موجود في السنغال،
أو تكون مكتوبة على اللوح الخشبي الذي كان يحفظ فيه الطالب كما رأيت ذلك في الجزائر واحتفظت بنموذج منها قدم لي هدية من إحدى زوايا حفظ القرآن في الجزائر
وإنني أدعو الباحثين الراغبين في الدراسات القرآنية للتوجه إلى بحث في هذا الموضوع من خلال تتبع الإجازات المخطوطة وتنقيحها من الإمام ابن الجزري إلى يومنا هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[16 May 2007, 08:59 ص]ـ
من أين نبدأ من أين نبدأ من أين نبدأ
أساتذتنا الكرام،
من أين نبدأ
في موضوع نحو عالمية الموقع
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7298
كان اقتراح
ومن خطوات عالميته أرى:
1 - إعداد فهرس عالمي بذكر مخطوطات التفسير في العالم.
وذلك بذكر أسماء مخطوطات التفسير في السعودية، مصر، المغرب ...... ألمانيا، أمريكا ... (يدخل الآن الميسر، وكلما نحصل على قائمة نضعها داخل الفهرس الرئيسي)
2 - إعداد فهرس بما طبع مبينًا دار النشر وبلدها وبينات عن الكتاب.
3 - أعداد فهرس ما رفع على الشبكة العنكبوتية pdf ، وورد.
4 - باب لذكر المخطوطات التي تحقق حاليًا حتى يترك التالي للسابق مجهوده ولا يتكرر الجهد في شيء واحد وخاصة أن المجال واسع ....
...................
فما رأي الأخوة
وكان رد دكتورنا الكريم عبد الرحمن الشهري أعانه الله تعالى
1 - توفير المعلومات أولاً. وهذه سهلة لوجود فهارس المخطوطات أو معظمها عندي أو عند غيري من الباحثين كفهرس آل البيت لكتب التفسير والتجويد والقراءات والمصاحف وعلوم القرآن، وهناك فهارس كثيرة غيرها للمخطوطات في أنحاء العالم، فلا أكاد أرى فهرساً للمخطوطات في الدراسات القرآنية إلا وأشترية من أي مكتبة أو معرض للكتاب. لكن يبقى لدينا مشكلة في حقوق نشر هذه الفهارس الكترونياً دون إذن المؤسسات أو الأفراد الذين قاموا بحصرها ابتداءً.
2 - تصميم قاعدة بيانات ممتازة وسهلة وخفيفة على الانترنت في الوفاء بهذا الغرض
وكان أن رددت عليه
بأن الأمر يسير المبرمج موجود ومدخلو البيانات موجودون
وينقصنا البيانات التي هي عنده بفضل الله تعالى
وقلنا: نضع تصور لقاعدة البيانات في شهرين
وناشدت أساتذة كرام بأن يرسلوا فهارس مخطوطات بلدهم للدكتور عبد الرحمن الشهري
ولعلها قد انقضت المدة.
ولم يحدث شيئًا فيما أتصور.
يا أساتذة يا كرام إن قاعدة البيانات ستوفر أربعة أخماس الرحلات المكلفة (والرحلة ضرورية)
أساتذتنا الكرام الرحلة وإن كانت مطلوبة وجدًا إلا أنه يسبقها أشياء
فالراحل إلى المغرب قد يتكلف سفره مثلاً 5000 ريال (أقول بالأقل) بينما لو تفضل الأستاذ أحمد بزوي بأن يقوم بمثل هذا تطوعًا في بلده فإنه سيوفر قسطًا كبيرًا ماديًا ومعنويًا.
وما يحدث مع المغرب يحدث مع مصر مع .....
فالأول مناشدة الأعضاء في البلدان المختلفة، وأقصد الدكاترة لما لهم من قدرة على مخاطبة الجهات الحكومية في تلك البلدان.
فأظن أن هذه الخطوة سابقة لإرسال الوفود العلمية والتي أقر بأنها ضرورية.
فلو تصورنا أن الجمعية العمومية حفظها الله هي الأم التي منها سينطلق الباحث
بدلاً من الانطلاق العشوائي نعد له قاعدة البيانات التي على أساسها سينطلق.
وممكن بالنسبة لما لفت إليه الأنظار دكتورنا الفاضل يحيى الغوثاني بأن هناك مخطوطات متناثرة هنا وهناك أن يجعل لمن يدل على مخطوطة هكذا مقابل مادي رمزي للصاحب المخطوطة والدال عليه فيكون هناك تشجيع للبعض ببذل كم من الجهد والوقت للبحث عن المخطوطات.
ولن يكون أبدًا هذا المقابل بمقدار عشر رحلة باحث قد لا يجد شيئًا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 May 2007, 12:09 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً،على هذه الإضافات النافعة، وسوف نصوغ المشروع بعد أخذ أكبر قدر ممكن من الاقتراحات والأفكار ليكون مشروعاً عملياً يمكن تطبيقه بإذن الله.
ما زلنا ننتظر المزيد من الأفكار فلا تبخلوا علينا يا أهل الخبرة والعناية.حفظكم الله.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[18 May 2007, 06:19 م]ـ
فكرة رائعة
والذي أراه أن التنقيب عن المخطوطات يحتاج إلى صبر وسعة بال , وأحيانا إلى مترجم وقد لا حظت ذلك عند زيارتي لمكتبة السليمانية في تركيا , ولذا فتكليف شخص للسفر مكلف ماديا وربما لا يأتي بكل ما يراد منه , والحل هو الاستعانة بمن هو مقيم في نفس البلد ويصرف له مرتب , ويطال برفع تقارير شهرية دورية عن العمل , وعندي لكم أخ كريم مقيم في اسطنبول معه اللغة التركية وشهادة الدكتوراه في التاريخ.
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[18 May 2007, 09:23 م]ـ
جميل يا دكتور أحمد، هذه هي بداية المشوار.
وأفضل الأول الندب التطوعي من الأخوة الأفاضل ثم من وقف على شيء ويريد التكلفة وليس المتاجرة يكون خيراأ، ثم في الآخر خالص التعيين من على بعد بشرط إعطاء المقابل ثم يأخذ المقابل.
والله الموفق
ولكن في البداية خاااااالص قاعدة البيانات التي من على أساسها نبدأ في البحث.
ـ[محمد البخاري]ــــــــ[18 May 2007, 11:45 م]ـ
-أرحب بمشروع الدكتور عبد الرحمن، وهو مشروع جبار، يحتاج إلى تضافر جميع الجهود، ولا ينبغي الإستهانة بجهود الأفراد ولا الاستغناء عن خدمات الهيئات الحكومية.
-أؤكد على آراء الأستاذ مصطفى علي، فهو-على ما يبدو- من أهل الخبرة في جمع المخطوطات، فإن ذلك من أشق الأعمال العلمية، وأكثر الباحثين معاناة هم الذين يقومون بجمع المخطوطات -رغم ما يجدونه من متعة البحث-.أرجو أن تأخذوا رأي الأستاذ بجدية، وعناية أكبر ..
-يمكن الاستعانة بمخابر المخطوطات التابعة للجامعات الإسلامية، فعلى سبيل المثال، يوجد مخبر المخطوطات لشمال إفريقيا والمغرب العربي، تابع لكلية العلوم الإنسانية والحضارة الإسلامية (جامعة وهران-الجزائر)، وهناك مخابر مماثلة على مستوى الجامعات الأخرى، أرجو الاستفادة من ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو إياد]ــــــــ[25 May 2007, 03:19 م]ـ
جزى الله خيراً كل من أعان مسلماً.
وأُذكِّر أننا نستطيع الاستفادة من طلبة الجامعة الإسلامية بالمدينة الذين عادوا إلى بلدانهم، ولا زال زملاؤهم السعوديون متواصلين معهم، سواء أكان هؤلاء الزملاء في مصر أو المغرب أو تركيا أو اليمن.
وبالاستفادة من هؤلاء:
-نتجاوز أولا كثيراً من عقبات العنصرية التي نواجهها أحياناً موظفي المكتبات في تلك الدول.
-كما نتجاوز الجشع المالي أيضاً لبعض الموظفين.
-ونتخلص من تكاليف السفر والإقامة والترجمة.
إلى غير ذلك.
ولا مانع من إعطاء هؤلاء الزملاء أتعابهم، وأظن ن كثيراً منهم سيحتسب الأجر.
كما أني أظن أن الحصول على مصورات للمخطوطات (ورقية أو رقمية) أولى وأجدى من كتابة التقارير عنها.
ـ[الياسمين]ــــــــ[10 Jun 2007, 01:47 م]ـ
منذ زمن نتمنى ظهور مثل هذه المشاريع التي تخدم التراث الإسلامي - واقترح إفتتاح مركز في أم القرى تجمع فيه كافة المخطوطات مع التنسيق مع الجامعات والكليات للعمل في هذا المركز كعمل تطوعي خدمة لكتاب الله _والإرسال باسم هذا المركز إلي جميع إنحاء العالم الإسلامي للتعاون معه-
ـ[أحمد الحسن]ــــــــ[10 Jun 2007, 04:47 م]ـ
الأخ العزيز د. عبد الرحمن الشهري
الأخوة الأعزاء
السلام علكم ورحمة الله وبركاته.
مشروع جدّ رائع، يحتاج إلى صبر وأناة.
وقد عملت منذ فترة في تحقيق عدد من المخطوطات، وكنت أسعى جاهدا إلى فهرسة شاملة للمخطوطات، تلمّ شتاتها، ولكن جهد فرد لا يكفي، ونحتاج إلى جهد فريق عبر عمل مؤسسيّ، والفهرسة ليست يسيرة، فكم عانى كثير من محققي المخطوطات في فهرستها من أمثال: د. محمود الطناحيّ، و د. صلاح المنجد، و غيرهما كثير، معاناة سفر ومعاناة تنقيب وتدقيق وتمحيص، ...
فأن نقوم بعمل كهذا دفعة واحدة فيه المعاناة ما فيه، ولا يعرف هذه المعاناة إلا من سلك طريق التحقيق، ولكن اسمحوا لي بإبداء رأي لعلّه يحقّقق لنا شيئا مما أطمح وتطمحون له،
أقترح بأن يجري العمل بعمل برمجيّة خاصة توضع في هذا الموقع الكريم تتيح لكل باحث يدخله إضافة ما يريد من معلومات دقيقة يسجلها الباحث باسمه، تحت راية هذا المنتدى، والعمل في هذه البرمجيّة يتناول:
1. المخطوطات: اسمها، واسم مؤلفها، ومكان وجوده، ورقمها، وعدد صفحاتها، و ...........
مع الإشارة لها إن كانت مطبوعة مع ذكر توثيق المطبوعة: اسمها، واسم المؤلف، واسم المحقق، ومكان نشرها، و .................
3. علماء التحقيق، وتحقيقاتهم.
ففي هذا، حفاظ على جهد كل باحث أضاف شيئا، مع إثبات عنوانه للمراسلة لغايات علميّة.
والله ولي التوفيق
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Jun 2007, 09:21 ص]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً على تجاوبكم مع هذه الفكرة، وإضافاتكم القيمة لها.
وأبشركم أنه قد وردتني عروض متعددة على بريدي للقيام بهذا العمل، وقد تبرع أحد محبي العلم وفقه الله بدعم أحد الباحثين الخبراء في المخطوطات للسفر لإحدى البلاد الغنية بالمخطوطات هذه الإجازة الصيفية للبدء في هذا المشروع وتقويم العمل خلال هذه البداية، وهل من الممكن تحقيقه بالشكل الذي نطمح إليه أم لا؟ ولعله يكون في هذه البداية ما يدفع للاستمرار بإذن الله.
أسأل الله ألا يحرمهما الأجر والثواب، والنية الصادقة تبلغ بالمؤمن ما لا يبلغه العمل.
في 25/ 5/1428هـ
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[24 Jul 2007, 06:40 ص]ـ
خزانة التراث موسوعة مخطوطات الكترونية
--------------------------------------------------------------------------------
خزانة التراث» تحتضن فهارس المخطوطات الإسلامية في كل العالم
في إطار اهتمام مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالتراث، وعمله على العناية به بعدد من الوسائل، قام بإنشاء مجموعة من القواعد المعلوماتية منها قاعدة للكتب المحققة والمنشورة، وقاعدة للرسائل الجامعية، وقاعدة بحثية لتعريف الباحث بالكتب والدوريات والرسائل التي تناولت موضوع بحثه، أو تلك التي تصلح أن تكون مرجعًا أو مصدرًا لبحثه. وتتويجًا لهذا الجهد، أنشأ المركز قاعدة باسم «خزانة التراث» تشتمل على فهارس المخطوطات الإسلامية في جميع المكتبات والخزانات ومراكز المخطوطات في العالم، وتمت إتاحتها للباحثين والدارسين، تيسيرًا عليهم، لما تشتمل عليه من معلومات عن أماكن وجود المخطوطات وأرقام حفظها في المكتبات والخزائن العالمية، حتى بلغ عد عناوين هذه المخطوطات أكثر من 50 ألف عنوان.
وتمت صياغة المعلومات وإعدادها ضمن برنامج بحثي شامل سهل مواكب لتطورات عالم تقنيات المعلومات، ووضعها في قرص مدمج يعمل على نظام ويندوز، مما يسهل كثيرًا على جميع الباحثين، وخصوصًا أولئك الذين لا تتاح لهم فرص الاتصال المباشر بالمركز.
وهناك مداخل بحث متعددة يستطيع الباحث من خلالها الوصول إلى المعلومة التي يريدها بكل يسر وسهولة.
وتتجاوز «خزانة التراث» حاجز اللغة، باشتمالها على ترجمة للمعلومات المكتوبة بلغات متعددة كالفارسية والتركية والإنجليزية والألمانية والإيطالية، كما تتفادى الصياغة المنهجية الموحدة التي اتبعت في ترتيب الفهارس الاختلافات المنهجية في أسلوب التعامل مع مثل هذه الفهارس.
ويبذل المركز جهدًا كبيرًا لعلاج ما قد يكون من قصور، بتلقي ملاحظات الباحثين وآرائهم، والعمل في الوقت نفسه على البحث والتنقيب، مع استمرار التحديث والإضافة.
تطلب «خزانة التراث» من إدارة التسويق:
ص. ب 51049 الرياض 11543
هاتف:4611208
ناسوخ:4650857
منقول من أهل الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=638082#post638082
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 Jun 2010, 05:16 ص]ـ
ما أخبار المشروع؟
ـ[إبراهيم الفقيه]ــــــــ[27 Jun 2010, 10:08 م]ـ
فكرة المشروع ممتازة ونسأل الله ان يتمها على خير
بحكم إقامتي بصنعاء وعلاقتي مع وكيل وزارة الثقافة لقطاع المخطوطات الشيخ سام بن يحيى بن حسين الأحمر وتعاونه مع الباحثين في الحصول على المخطوطات من الدار فأي مخطوط يطلب من هذه الدار سنبذل الجهد في إخراجه.
وهم حاليا عندهم مشروع كما أخبرني الشيخ سام وهو فهرسة المخطوطات كلها لأن المفهرس حاليا قليل جدا وقد عثروا على مخطوطات كثيرة في المكتبات الخاصة وهم حاليا يقومون بترميمها وفهرستها وتصويرها رقميا ليسهل على الباحثين الوصول إليها.
كذلك بالنسبة لمؤسسة زيد بن علي الثقافية كما أخبرني قبل أيام أحد الموظفين فيها أنهم يعملون فهرسة جديدة لما عندهم من المخطوطات وسآخذ الفهرس وإن شاء الله أنزله في الموقع وأي مخطوط يطلب منهم سنتعاون في إخراجه.
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[27 Jun 2010, 10:37 م]ـ
مشروع مهم جدا للعلماء والباحثين
وأضيف للمكتبات المقترحة
1 - مكتبة مسجد الإمام الحسين رض1
2 - مكتبة مسجد السيدة زينب رض11
3 - مكتبة الجامع الأزهر
وفقكم الله لإنجاح هذا المشروع الضخم
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[27 Jun 2010, 11:38 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
الفكرة جيدة وقد اقترحتها عدة مرات على عميد المكتبات بالجامعة الإسلامية بالمدية المنورة ولكن لم أجد منه الحماس لذلك - مع تكرار الطلب - ولا شك أن المكتبات تزخر بالمخطوطات المجهولة النسبة والتي بحاجة إلى باحث متخصص يتوصل إلى اثبات نسبتها، وكذلك هناك كم هائل من المخطوطات العربية مفهرسة بغير العربية، وهناك كم أيضا من المخطوطات لم يفهرس أصلا.
وكل ما ذكرته قد رأيته ووقفت عليه فليس هو مجرد افتراض أو تخمين.
وهذا المشروع يحتاج إلى بداية ومن ثم يتطور ويكتمل، ولو وضعت العقبات في الطريق وفرضت الإحتمالات فلن ينجح، فالبدار البدار والأمور ميسورة والتعامل مع المكتبات العربية والشرقية والغربية سهل جدا، والتصوير ميسور ولكن لابد من معرفة المطبوع والمحقق غير المطبوع وما يجري تحقيقه حتى لا تذهب الجهود سدى، ,
ثم لا بد من تحديد جهة تجمع فيها تلك المخطوطات بحيث يسهل على الجميع الوصول إليها، فإن أهل مصر يصعب عليهم ما في تركيا مثلا والعكس كذلك، وأهل المغرب يصعب عليهم ما في السعودية والعكس كذلك، وأهل كل بلد يصعب عليهم ما في البلد الآخر فلو جمعت المخطوطات في مكان واحد فلربما صعب على غير أهل هذا البلد الوصول إليها وعليه تبقى المشكلة، وهذا يستدعى تحديد الجهة التي ستتولى تبني المشروع ورسم الطريق الأسهل الذي يمكن الجميع من الوصول للمطلوب.
على كل الفكرة جيدة أسأل الله أن ترى النور عاجلا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Jun 2010, 04:15 م]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم.
أشكر أخي إبراهيم الفقيه على عرضه للتعاون معنا في تنفيذ هذا المشروع في اليمن الذي يحتفظ بعدد كبير من مخطوطات الدراسات القرآنية الثمينة، وسنتواصل حول هذا المشروع إن شاء الله.
أخي الأستاذ الدكتور صالح الفايز: قد أعددنا أوراق هذا المشروع، وسوف نتولى القيام به في مركز تفسير للدراسات القرآنية ونسأل الله أن يمدنا بعونه وتوفيقه، وسأعرض عليك ما نتوصل إليه لمعرفتنا بخبرتكم وفقكم الله ونفع بكم.
الإثنين 16/ 7/1431هـ(/)
الاختيار والترجيح أهميتهما وأثرهما في التفسير
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[15 May 2007, 08:45 ص]ـ
الاختيار والترجيح وأثرهما في علم التفسير:
الناظر في أقوال السلف في تفسير القرآن، والقارئ لكتب التفسير يجد أن الكثير من الآيات تحتمل أكثر من قول. وهذه الأقوال التي ترد في التفسير متفاوتة في القوة، ومختلفة في المعنى، كما أنه يوجد فيها أقوال يناقض بعضها بعضاً.
والكتب المصنفة في التفسير مشحونة بالغث والسمين، وفيها الباطل الواضح والحق المبين ([1])، كما أنها مشتملة على أقوال في منزلة متوسطة بين المنزلتين.
والدارس للتفسير يحتاج للتمييز بين هذه الأقوال، ويحرص على معرفة الصحيح من الضعيف، والراجح من المرجوح، كما أنه يبحث عن الأقوى من الأقوال، والأقرب إلى المراد ليقدمه على غيره. وبهذا تتفاوت منازل أهل العلم بالتفسير؛ فكما قيل: ليس الفقه أن تعلم الخير من الشر، وإنما الفقه أن تعلم خير الخيرين، وشر الشرين. وتلك مرتبة عالية من مراتب العلم، يوفق الله U لها من شاء من عباده.
ومن هنا كانت الحاجة ماسة للترجيح بين الأقوال، والاختيار للأقوى منها حتى يقدم على غيره، ويوضع في منزلته.
فما المراد بكل من الاختيار والترجيح؟ وما الفرق بينهما؟ وما أثرهما في التفسير؟
هذا ما أرجو إيضاحه من خلال الفقرات التالية:
1 - تعريف الاختيار والترجيح، والفرق بينهما:
أولاً: تعريف الاختيار:
الاختيار في اللغة مصدر اختار يختار، و (الخاء والياء والراء أصله العطف والميل) ([2])، وخار الشيءَ واختاره: انتقاه، واخْتَرْت فلاناً على فلان: عُدِّيَ بعلى لأَنه في معنى فَضَّلْتُ. والاختيار: الاصطفاء، وكذلك التَّخَيُّرُ. ([3])
والاختيار كذلك: طلبُ ما هو خيرٌ، وفعلُه. قال الله U : ? وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ? (الدخان:32)، أي: قدمناهم على غيرهم، واصطفيناهم من بينهم. ([4])
قال شيخ الإسلام: (والاختيار في لغة القرآن يراد به التفضيل، والانتقاء، والاصطفاء كما قال تعالى: ? فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى = إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى = وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى ? (طه:11 - 13) ... ) ([5])
وتعريف الاختيار في الاصطلاح لا يختلف عنه كثيراً في اللغة؛ وأكثر من يستعمل الاختيار كاصطلاح علمي له مدلوله أئمة القراءات؛ فالاختيار عندهم يراد به: (ملازمة إمام معتبر وجهاً أو أكثر من القراءات؛ فينسب إليه على وجه الشهرة والمداومة، لا على وجه الاختراع والرأي والاجتهاد.) ([6])
ومعلوم أن اختلاف القراء يفترق عن اختلاف غيرهم من أهل العلوم الأخرى؛ فإن اختلاف القراء يكون بين قراءات كلها حق وصواب. ([7]) وهذا يدل على أن اختيار أحدهم القراءة لا يعني ردّ أي قراءة ثابتة غيرها.
وأما الاختيار في اصطلاح المفسرين؛ فلم أرَ من حرره من المتقدمين، واستعمالُ المفسرين له يدل على أنه بمعنى الترجيح، حيث يستعملونه في ترجيح قول على آخر، سواء على وجه التقديم واختيار الأولى أم على وجه تصحيح القول المرجّح، ورد القول الآخر.
وقد عرّف الدكتور حسين الحربي الاختيار بقوله: (والمراد بالاختيار في التفسير: الميل إلى أحد الأقوال في تفسير الآية، مع تصحيح بقية الأقوال.) ([8])
وفي هذا التعريف نظر لوجهين:
الأول: أن مجرد الميل إلى أحد الأقوال لا يصلح أن يكون سبباً للاختيار؛ لأن الاختيار المعتبر لا يكون إلا بعد بذل الجهد، والنظر في الأقوال التي يتخير منها، ثم يختار ما يرى أنه الأولى والأقوى. فلا يكون للاختيار قيمة إلا إذا كان مبنياً على التروي والتفكر والنظر، وليس ناشئاً عن ميل سابق أو هوى غالب.
جاء في تفسير الرازي: (الاختيار هو أخذُ الخير من أمرين، والأمران اللذان يقع فيهما الاختيار في الظاهر لا يكون للمختار أولاً ميل إلى أحدهما، ثم يتفكر ويتروى، ويأخذ ما يغلبه نظره على الآخر.) ([9])
وقال ابن عاشور: (فالاختيار هو تكلف طلب ما هو خير.) ([10])
(يُتْبَعُ)
(/)
والوجه الثاني: قوله: (مع تصحيح بقية الأقوال) يحصر الاختيار في تفسير الآيات التي صحت جميع أقوالها. ومعلوم أن من الآيات ما يكون في تفسيرها عدة أقوال، بعضها صحيح مقبول، وبعضها ضعيف مردود؛ فهذا القيد لا يناسب هذه الآيات، ولا يصلح لها.
والأنسب في تعريف الاختيار أن يقال: هو تقديم أحد الأقوال المقبولة في تفسير الآية لسبب معتبر.
ثانياً: تعريف الترجيح:
الترجيح في اللغة مصدر رجّح، و (الراء والجيم والحاء أصل واحد، يدل على رزانة وزيادة. يقال: رجح الشيءُ، وهو راجح، إذا رَزَن.) ([11])
والترجيح في الاصطلاح: تقوية أحد الدليلين بوجه معتبر. ([12])
وعرفه بعضهم: بالتقوية لأحد المتعارضين، أو تغليب أحد المتقابلين. ([13])
وفي اصطلاح الأصوليين: تقوية إحدى الإمارتين على الأخرى. وقيل: الترجيح إظهار الزيادة لأحد المثلين على الآخر. وقيل: بيان اختصاص الدليل بمزيد قوة عن مقابله ليُعمل بالأقوى. ([14]) وقيل: تقوية أحد الدليلين المتعارضين. ([15])
وأما المفسرون فليس للترجيح عندهم حدّ أو تعريف متفق عليه، ولم أرَ من ذكر له تعريفاً من المتقدمين. واستعمالهم للترجيح في تفاسيرهم يدل على توسعهم في إطلاقه، فهو عندهم يشمل كلّ تقديم لقول على آخر، سواء كان تقديماً يلزم منه ردّ الأقوال الأخرى، أم كان تقديماً لا يلزم منه ذلك.
وعلى هذه فالترجيح عند المفسرين يفترق عن الترجيح بين القراءات عند القراء؛ فمن شرط جواز الترجيح بين القراءات المتواترة عند من يجيزه: عدم ردّ القراءة المرجوحة. ([16])
وأما الترجيح الذي سرت عليه في هذا البحث فهو: تقوية أحد الأقوال في تفسير الآية لدليل، أو لتضعيف ورد ما سواه. ([17])
ثالثاً: الفرق بين الاختيار والترجيح:
سبق التنبيه على أن عمل المفسرين يدل على عدم تفريقهم بين الاختيار والترجيح، وقد نهجت بعض الدرسات العلمية المتأخرة منهج التفريق بينهما؛ لأن كل لفظ له دلالته في اللغة، كما أنّ ذلك يفيد في التمييز بين الترجيحات الواردة في كتب التفسير؛ فإنها ليست على مرتبة واحدة.
ومن خلال التعريفين السابقين للاختيار والترجيح، الّذَيْن اعتمدتهما في هذه الدراسة يتضح أن بينهما فرقاً من وجهين:
أحدهما: أن الترجيح تقوية لأحد الأقوال؛ ليُعلم الأقوى؛ فيُعمل به، ويُطرح الآخر. بخلاف الاختيار؛ فإنه ميل إلى المختار، وليس فيه طرح للأقوال الأخرى.
ومما يؤيد هذا التفريق ما ذكره الأصوليون في مسائل الترجيح؛ فقد نص بعضهم على أنه إذا تحقق الترجيح وجب العمل بالراجح وإهمال الآخر. ([18])
كما يؤيده أيضاً ما اتفق عليه الأصوليون من كون الجمع بين الدليلين أولى من الترجيح؛ لأن في الترجيح إسقاطاً لأحدهما. ([19])
والثاني: أن الترجيح يكون بين الأقوال المقبولة وغير المقبولة، والصحيحة والضعيفة. وأما الاختيار فلا يكون إلا بين الأقوال المقبولة في تفسير الآية.
ويُبنى على هذا أن الاختلاف بين الأقوال في الترجيح يكون في الغالب من اختلاف التضاد، بخلاف الاختيار؛ فإن الاختلاف بين الأقوال فيه إنما يكون من اختلاف التنوع.
2 - أثر الاختيارات والترجيحات في علم التفسير:
لدراسة الاختيارات والترجيحات، ومعرفة الأقوال الراجحة والمختارة في تفسير الآيات أهمية في التفسير من وجوه:
الوجه الأول: أن تحقيق أقوال المفسرين، والتمييز بينها، ومعرفة مراتبها من مقاصد علم التفسير. وقد نص على ذلك بعض المفسرين، ومنهم ابن جزي الكلبي؛ فقد ذكر في مقدمة تفسيره أن من مقاصد تصنيفه: تحقيق أقوال المفسرين السقيم منها والصحيح، وتمييز الراجح من المرجوح. قال مبيناً وجه هذه المقصد: (وذلك أن أقوال الناس على مراتب، فمنها الصحيح الذي يعول عليه، ومنها الباطل الذي لا يلتفت إليه، ومنها ما يحتمل الصحة والفساد، ثم إن هذا الاحتمال قد يكون متساوياً أو متفاوتاً، والتفاوت قد يكون قليلاً أو كثيراً .. ) ([20])
وهذا الذي ذكره ابن جزي لا يتحقق، ولا يعلم إلا بدراسة مواضع الخلاف وتحقيق مراتب الأقوال، وبيان منزلتها. وهذا هو المقصود الأهم من دراسة الاختيارات والترجيحات.
(يُتْبَعُ)
(/)
الوجه الثاني: أن دراسة الاختيارات والترجيحات، وبيان الراجح من الأقوال والروايات يعدّ أحسن طرق حكاية الخلاف. قال الإمام ابن تيمية تعليقاً على قول الله تعالى: ? سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً ? (الكهف:22)، بعد أن بيّن أنها اشتملت على الأدب في هذا المقام – مقام حكاية الخلاف -: (فهذا أحسن ما يكون في حكاية الخلاف: أن يستوعب الأقوال في ذلك المقام، وأن ينبه على الصحيح منها، ويبطل الباطل، ويذكر فائدة الخلاف وثمرته لئلا يطول النزاع والخلاف فيما لا فائدة تحته، فيشتغل به عن الأهم.
فأما من حكى خلافاً في مسألة، ولم يستوعب أقوال الناس فيها، فهو ناقص؛ إذ قد يكون الصواب في الذي تركه. أو يحكي الخلاف ويطلقه، ولا ينبه على الصحيح من الأقوال؛ فهو ناقص أيضاً. فإن صحح غير الصحيح عامداً فقد تعمد الكذب، أو جاهلاً فقد أخطأ.
وكذلك من نصب الخلاف فيما لا فائدة تحته، أو حكى أقوالاً متعددة لفظاً ويرجع حاصلها إلى قول أو قولين معنى؛ فقد ضيع الزمان، وتكثّر بما ليس بصحيح، فهو كلابس ثوبي زور ([21]). والله الموفق للصواب.) ([22])
الوجه الثالث: دراسة مواضع الخلاف في التفسير، وبيان الصحيح من الأقوال وتحديد الراجح منها هو السبيل الأمثل لتنقية كتب التفسير من رديء الأقاويل، وضعيف الروايات، وشواذ المسائل. وهذه التنقية من أهم ما ينبغي أن يعتني به أهل العلم المتخصصون؛ حتى يقوموا بواجب النصح للمسلمين، بتعليمهم معاني كلام الله تعالى على الوجه الأكمل.
كما أن اختيار القول الأقوى معنى، والأفصح لفظاً، والأكثر دلالة على المقصود من الأقوال المقبولة في تفسير الآيات يفيد في حمل كلام الله عز وجل على أكمل الوجوه.
ومما للاختيار أهمية كبيرة فيه: تصنيف التفاسير المختصرة التي تدعو الحاجة والمصلحة إلى الاقتصار فيها على قول واحد؛ فلا شك أن معرفة مراتب الأقوال تفيد في هذا الباب كثيراً؛ لأنها تعين المصنف على اختيار أفضل الأقوال في تفسيره.
الوجه الرابع: من الفوائد المهمة لدراسة الاختيارات والترجيحات في التفسير أنها تُكسب الباحث خبرة بكتب التفسير، وتعطيه تصوراً صحيحاً عنها؛ فيتعرف بذلك على قيمة كل كتاب، وميزات كل تفسير. كما أن ذلك يفيد في معرفة مراتب المفسرين من حيث مكانتهم في التفسير، وقيمة ترجيحاتهم واختياراتهم.
الحواشي السفلية --------------------------------------------------------------------------------
([1]) انظر مقدمة في أصول التفسير للإمام ابن تيمية ص25.
([2]) معجم مقاييس اللغة لابن فارس 2/ 232.
([3]) انظر لسان العرب لابن منظور، مادة» خير «.
([4]) انظر مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني ص301، وعمدة الحفاظ للسمين الحلبي 1/ 630.
([5]) جامع الرسائل 1/ 137.
([6]) معجم الاصطلاحات في علمي التجويد والقراءات للدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري ص21.
([7]) انظر النشر في القراءات العشر لابن الجزري 1/ 52.
([8]) رسالة: ترجيحات الإمام ابن جرير في التفسير للدكتور حسين الحربي ص66
([9]) التفسير الكبير 19/ 134.
([10]) التحرير والتنوير 16/ 198.
([11]) معجم مقاييس اللغة لابن فارس 2/ 489.
([12]) انظر كتاب التعاريف للمناوي 1/ 170.
([13]) المصدر السابق 1/ 170.
([14]) انظر البحر المحيط للزركشي 8/ 145.
([15]) انظر مذكرة أصول الفقه للشنقيطي ص538.
([16]) انظر معجم مصطلحات علمي التجويد والقراءات للدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري ص40 - 41.
([17]) ذكره الدكتور حسين الحربي في كتابه قواعد الترجيح عند المفسرين 1/ 35 بلفظ: (تقوية أحد الأقوال في تفسير الآية لدليل أو قاعدة تقويه، أو لتضعيف أو ردّ ما سواه).
([18]) انظر تقرير ذلك في البحر المحيط للزركشي 8/ 145.
([19]) انظر الجامع لأحكام القرآن 10/ 305.
([20]) انظر التسهيل لعلوم التنزيل 1/ 5.
([21]) ثبت في صحيح البخاري في كتاب النكاح، باب: المتشبع بما لم ينل ... عن أسماء أن امرأة قالت: يارسول الله، إن لي ضرةً، فهل عليّ جناح إن تشبعت من زوجي غير الذي يعطيني؟ فقال رسول الله r : » المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور «رقم 5219. وأخرجه مسلم أيضاً في كتاب اللباس والزينة، رقم 2129 عن عائشة، ورقم 2130 عن أسماء.
([22]) مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية ص89 - 90.(/)
العدول في حروف المعاني مظهر من مظاهر الإعجاز البياني في القرآن الكريم "4"
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[16 May 2007, 12:47 م]ـ
3 - العدول عن (الفاء) إلى (ثم) والعكس
من ذلك قوله تعالى: ?قَالُواْ يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ * إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللّهَ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ?
[هود: 53 - 55].
فعطف طلب الكيد بـ (الفاء) وعدم الإنظار بـ (ثم). وجاء على العكس من ذلك في تحدي الرسول (صلى الله عليه وسلم) للمشركين، وذلك في قوله تعالى: ?إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُواْ شُرَكَاءكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ? [الأعراف: 191 - 195]. فعطف طلب الكيد بـ (ثم) وعدم الإنظار بـ (الفاء).
والذي يبدو -والله اعلم- أن سياق سورة الأعراف فيه تسفيه لهذه الأصنام التي اتخذوها أنداداً من دون الله -عزوجل-، ثم ارتفعت نبرة التحدي في الخطاب، فوجه الله -عزوجل- الأمر لنبيه (صلى الله عليه وسلم) أن يتحدَّى المشركين بأن يدعو هؤلاء الشركاء ويتضامنوا معهم في الكيد له "وأمهلهم من الزمن ما يتيح لهم فرصة الاستعداد والاحتشاد له، فعطف الأمر بالكيد على الأمر بدعوة شركائهم بحرف المهلة؛ إمعاناً في الاستهانة بالشركاء، وعدم مبالاة بكيدهم، وجاء عطف عدم الإنظار بـ (الفاء) إغراقاً في التحدي والاستهانة حين لا يطلب لنفسه نفس المهلة للرد على كيدهم" (). فطلب معاجلتهم بالقضاء عليه، والإيقاع به، وفي ذلك من الاحتقار لهم والتهكم بهم ما فيه.
أما في سورة هود فقد ادعى قوم هود أن آلهتهم المزعومة قد مست هود بسوء وأنها تضر وتنفع، فعندئذ باشرهم بالتحدي السريع دون مهلة "لأنهم ما داموا يثبتون لآلهتهم هذه القدرة على إنزال الضُّرِّبه فليس بحاجة إلى أن يطلب منهم دعوتها، وإمهالهم لحشد قواهم، فهم قد بدأو حربه بالفعل، فطلب منهم التعجيل بالكيد له والقضاء عليه، فأدخل (الفاء) على الأمر بالكيد لتدل على طلب المبادرة به" ().
ثم عدل بعد ذلك إلى (ثم) ليعطي لهم ولآلهتهم المزعومة مهلة طويلة من الزمن حتى يبلغوا في الكيد غايته. وقد أثبتت الياء في (فيكيدوني) "لتطيل زمن النطق بالكلمة مع طول النطق بـ (ثم)، فيتسق طول النطق في التعبير مع طول الزمن في الإمهال" ().
وثم إنهم ذكروا أن آلهتهم اعترته بسوء، فكانت نبرة التحدي لديه أشد وآكد فتحدى الجميع بقوله: "فكيدوني جميعاً"، ثم أظهر نفسه في التحدي وذلك بإثبات الياء زيادة في التحدي لهم والظهور" ().
ومنه قوله تعالى: ?إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ? [المدثر: 18 - 25].
فنجد هذا السياق القرآني العجيب قد مضى في اطراد في تكرار (ثم)، فقال: "ثم قتل .. ثم نظر .. ثم عبس .. ثم أدبر .. فقال"، ثم عدل عن (ثم) إلى (الفاء) فجأة في قوله بعد ذلك: (فقال) إن هذا إلا سحر يؤثر"، ولم يطرد السياق فيكون: "ثم قال إن هذا إلا سحر يؤثر).
وعندما نمعن النظر في هذا السياق نجد أن حرف التراخي (ثم) قد صور لنا أبلغ تصوير حالة الصراع النفسي الذي عاشه الوليد بن المغيرة الذي نزلت في شأنه هذه الآيات، وكيف أنه أجال التفكير في شأن القرآن وأعوزته الحيلة بعد مهلة من الزمن وتريث فلم يجد ما يعيب به القرآن، ثم بعد ذلك كله سارع إلى إلقاء كلمة مفتراة في وصف هذا القرآن العظيم بقوله: "إن هذا إلا سحر يؤثر". فدلت (الفاء) في قوله: "فقال إن هذا .. " على أن هذا القول قد صدر منه دون إعمال نظر أو فكر في المقول، فلم يقل ما قاله عن قناعة ويقين، وكأنها كلمة ألقاها على عجل ووّلى
(يُتْبَعُ)
(/)
هارباً مدبراً من شدَّة الهزيمة النفسية التي حلت به ().
ولو اطرد هذا السياق القرآني فكان "ثم قال إن هذا إلا سحر يؤثر". لدل على أن هذا القول قد قاله بعد إعمال فكر وتريث، ونظر واعتقاد ويقين، وليس الأمر كذلك.
ومنه أيضاً قوله تعالى: ?فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى? [طه: 20].
فقد جاء التعبير -في هذا السياق- عن تولي فرعون وجمعه الجموع والحشود والأعوان، وكل ما يستطيعه من كيد بحرف العطف الفاء، فقال: "فتولى .. فجمع .. "، ثم عدل في التعبير عن إتيان فرعون ومواجهته موسى عليه السلام إلى حرف التراخي (ثم)، حيث قال: "ثم أتى". وكان مقتضى السياق أن يكون "فتولى فرعون فجمع كيده فأتى"، لا سيما أن جمع الناس وحشدهم والإعداد للمواجهة يحتاج إلى مهلة من الزمن، في حين أن الإتيان بعد ذلك هو أيسر وأسهل، وكان التعبير في هذا السياق يقتضي العكس بأن يقول (ثم جمع كيده فأتى)، فمثل التعبير في هذا السياق خروجاً عن مقتضى الظاهر، وذلك لدلالة نفسية عميقة يوحي بها هذا السياق.
مفادها أن الجمع كان أهون على فرعون من مواجهة موسى عليه السلام، فدلت (الفاء) في قوله: "فجمع" إلى سرعة تحقق الجمع له وحشد الناس؛ لكونه ملكاً جباراً يخشى سطوته الجميع، فأمره بالجمع نافذ وسريع. وهو مع هذا كله يعيش هزيمة نفسية كبيرة في داخله من مواجهة موسى عليه السلام، فهو يقدم رجلاً ويؤخر أخرى؛ لذا عبر القرآن عن هذه الهزيمة النفسية بحرف التراخي (ثم) بقوله: "ثم أتى". وإلى هذه النكتة في العدول أشار أبو السعود بقوله (): "وفي كلمة التراخي إيحاء إلى أنه لم يسارع إليه، بل أتاه بعد لأي وتلعثم".
وهو ما سرى في نفوس قوم فرعون وأعوانه أيضاً في قولهم: ?فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفّاً? [طه: 64]، "وكأني بهم وهم يطيلون زمن النطق بـ (ثم) قبل الدعوة إلى لقائه يستهلكون الوقت، ويتهربون من المواجهة ويتمنون ألا تكون" ().
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[16 May 2007, 02:41 م]ـ
بارك الله فيك اخي د. عبد الله جهد رائع وموفق ونحن بحاجة لمثل هذه البحوث التي تعنى بكشف وجوه الإعجاز القرآني ولي طلب آمل أن تتفضلوا بقبوله وهو تنزيل مثل هذه البحوث على ملفات وورد في آخر المشاركة ليتسنى لنا حفظها بارك الله فيكم.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[16 May 2007, 06:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا، وأقترح أن تُنْقَلَ مواضيع هذه السلسلة إلى " المتلقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن ".(/)
مصحف التجويد الجديد
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[16 May 2007, 09:16 م]ـ
مصحف التجويد الجديد فيه حصر لجميع الأحكام التجويدية
فاللون الأحمر للحكم التجويدي، واللون الأزرق يبين أن ما بعده سبب ذلك الحكم، واالون الأخضر للسبب السابق للحكم
وهذه الصفحة منذ ثلاث سنوات، وهي للمراجعة الأولى، وهناك بعض الأحكام لم تكن أدخلت عليها.
والحمد لله تعالى أدخلنا عدة مراجعات وتعديلات بعدها
بل والباقي مفاجأة
http://www.9q9q.org/index.php?image=yHNNrMEDaGJgZx
وصورة أخرى
http://www.9q9q.org/index.php?image=N4dNrMQmLHKh61
وهذا التصميم لذلك المصحف معه تصميم آخر لمصحف مخارج الحروف وصفاتها
وهناك تعديل لأن يكونوا مصحفًأ واحدًا
ولكن من الردود سنرى الأفكار بإذن الله تعالى
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[17 May 2007, 11:10 ص]ـ
الأستاذ الحبيب مصطفى علي بارك الله في جهدكم الطيب.
ربما رأي لم يعجبك لكن فكر فيه:
استقر الرأي عندي أن تلوين صلب المدد (الأحرف) لم يكن من عمل السلف الصالح رضوان الله عليهم بل جرى في الضبط دون الأحرف ولقد تداولت هذه المسألة مع شيخ عموم المقارئ المصرية في لقاء خاص فاستحسن الأمر بعدم تلوين الأحرف وهو مذهبه، وحضرته في لقاء آخر يقول: مصحف (يقصد الصادر في سوريا) تم الموافقة عليه في رئاسة اللجنة السابقة ...... والمصحف الثاني الصادر كان هناك ........ (ربما فهمت عني). ولم يصرح لي بنقل هذا الأمر لكني أقوله لبيان مذهب الدكتور أحمد عيسى المعصراوي حفظه الله، فهو مذهب حسن، وربما لو استشرت بوضعه على الحاسب الآلي للتعليم فهو أفضل وغلق لباب عظيم.
وفقك الله تعالى وسدد خطاك.
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[17 May 2007, 09:08 م]ـ
أخي الحبيب إن لم يكن لك شرف إلا أنك تخط المصحف بيمينك فكفى به شرفًا، فكيف وأنت تجتهد وأنا ارتقب بحوثك وجهدك بالدعاء وذلك منذ زمن بعيد حتى أن أولادي أقول لهم بالمعنى هذا هو الرجل.
لأنني أحيي فيك الجهد والمثابرة وأخصك من كثير من الناس.
فلا عليك أنك تخالفني أو ترى ما تتصور أنه لا يرضيني
وما زلنا نرى الرأي من الأخوة.
وقبلاتي لجبينك أضاءه الله بالسجود له وتعظيمه ومتعك بالصحة والعافية.(/)
الشيخ محمد الشنقيطي رحمه الله يشير في تفسيره للتصوير في المسجد الحرام!.
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 May 2007, 10:20 م]ـ
قال تعالى: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ).
قال الشيخ العلامة / محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي رحمه الله تعالى بعد تفسيره للأية:
مسألة:
يؤخذ من هذه الآية الكريمة أنه لا يجوز أن يترك عند بيت الله الحرام قذر من الأقذار، ولا نجس من الأنجاس المعنوية، ولا الحسية، فلا يترك فيه أحد يرتكب ما لا يرضي الله، ولا أحد يلوثه بقذر من النجاسات.
ولا شك أن دخول المصورين في المسجد الحرام حول بيت الله الحرام بآلات التصوير يصورون بها الطائفين والقائمين والركع السجود أن ذلك منافٍ لما أمر الله به من تطهير بيته الحرام للطائفين والقائمين والركع السجود.
فانتهاك حرمة بيت الله بارتكاب حرمة التصوير عنده لا يجوز؛ لأن تصوير الإنسان دلت الأحاديث الصحيحة على أنه حرام، وظاهرها العموم في كل أنواع التصوير.
ولا شك أن ارتكاب أي شيء حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه من الأقذار، والأنجاس المعنوية التي يلزم تطهير بيت الله منها.
وكذلك ما يقع في المسجد من الكلام المخل بالدين والتوحيد لا يجوز إقرار شيء منه، ولا تركه.
ونرجو الله لنا ولمن ولاه الله أمرنا، ولإخواننا المسلمين التوفيق إلى ما يرضيه في حرمه، وسائر بلاده، إنه قريب مجيب.(/)
مسمى الشهر وعلام ينطبق
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[17 May 2007, 07:47 ص]ـ
كلنا أو معظمنا يعرف المقصود بالشاهد اللغوي
والسؤال:
الشهر لا يختلف في تسميته من رؤية الهلال إلى الهلال الذي يليه.
ويطلق على مرور ثلاثين يومًا
فهل للمعنى الثاني شاهد لغوي، أو حديثي يقطع بدلالته على مرور الثلاثين يومًا.
الشهر عندنا هكذا وهكذا، أو هكذا وهكذا
شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا
آلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه شهرًا
فهل المظاهر ينتظر الهلال ثم يبدأ في العدد، أم أنه يمكث بحد أعلى ستين يومًا
لا أطلب جزء من كتاب فقهي يذكر أن الشهر يطلق على ثلاثين يومًا، وإنما الذي أنشده شاهدًا لغويًا يثبت ذلك.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[17 May 2007, 10:02 ص]ـ
أخي الكريم وشيخنا الحبيب اللبيب مصطفى علي
جاء في النهاية في غريب الحديث:
(وفي حديث رؤية الهلال فإن غُمَّ عليكم فاقْدُروا له أي قَدِّرُوا له عدد الشهر حتى تُكَمِّلوه ثلاثين يوما.
وقيل قَدِّرُوا له مَنازِلَ القمر فإنه يَدُلُّكم على أنّ الشهر تسع وعشرون أو ثلاثون. قال ابن سُرَيج هذا خِطاب لمن خصَّه الله بهذا العلْم وقوله فأكْمِلوا العِدّة خطابٌ للعامَّة التي لم تُعْن به يقال قَدَرْت الأمْر أقْدُرُه وأقْدِرُه إذا نَظَرتَ فيه ودَبَّرتَه ... )
وجاء في كتاب:علم الهيئة؛ لابن سينا:
في حركات القمر الجزئية المستوية:
(وقبل الشروع في تحقيق ذلك الاستدراك وضع جداول المسير للقمر في الطول والاختلاف والعرض مصلحا بما استدركه ووضع مسير القمر في الطول بقسمة درج دورة واحدة وقوس سير القمر الوسطي على أيام الشهر فخرج لليوم الواحد (ط ى لد لح لج ل ل) بالتقريب ثم قسم ذلك على الساعات وأجزائها وضرب عدد أدوار الاختلاف في (شس) ليجعلها درجات ثم قسمها على أيام المدة التي لأبرخس فخرج حركة الاختلاف المستوى في اليوم (يح ح يح يو ير نا يط) ثم قسمه على الساعات ثم عمل بأدوار الغرض كذلك فخرج على أصل أبرخس ليوم واحد (يج كج مه لط م ير يط) وخرج على استدراكه أكثر من ذلك وهو (يح يح مه لط مح يو لر) وسنبين أن الحركة الوسطى للبعد هي حركة الخارج والبعد هو تباعد ما بين الشمس والقمر فهو فضل ما بين حركتيهما الوسطى تكون في اليوم (يب يا لم ك نر يط) فقسم ذلك على الساعات وأجزائها وضرب جميع هذا في الشهور التامة وهي ثلاثون يوما ثم في أيام السنة المصرية وهي ثلاثمائة وستون يوما وأسقط الأدوار التامة من الحمل وأخذ ما يفضل ثم ضربه في ثماني عشرة سنة لعمل الجداول وهي ثلاثة ألواح بجدولة أحدها للسنين المجموعة متزايدة على التوالي بثماني عشرة ثماني عشرة سنة والثاني للسنين المفردة إلى ثماني عشرة وتحتها للساعات والثالث للشهور وتحتها الأيام وكل لوح فيه جدول طولاني لحركات الطول والآخر لحركات الاختلاف والآخر لحركات الأرض والآخر لحركات البعد وكل جدول طولاني فهو مقسوم عرضا إلى السوادس ... )
وفي نهاية الأرب في فنون الأدب؛ للنويري:
(في الشهور والأعوام:
نذكر في هذا الباب الشهور العربية واشتقاقها، والشهور العجمية، ودخول بعضها في بعض، والسنين القمرية، والشمسية، والنسيء ومعناها، وما يجري هذا المجرى، مما لمحناه أثناء المطالعة بعون الله تعالى وقدرته. وإياه أسأل التوفيق بكرمه ومنته! الشهور وما قيل فيها الشهر إما طبيعي، وإما اصطلاحي.
فالطبيعي هو مدة مسير القمر من حين يفارق الشمس إلى حين يفارقها مرة أخرى وقال آخرون: هو عود شكل القمر في جهة بعينها إلى شكله الأول.
وأما الاصطلاحي، فهو مدة قطع الشمس مقدار برج من بروج الفلك. وذلك ثلاثون يوماً، وثلث عشر يوم بالتقريب. وهذا مذهب الروم، والسريان، والفرس، والقبط. والله سبحانه وتعالى أعلم!!!)
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[17 May 2007, 10:11 ص]ـ
وقال القرطبي في تفسيره:
(فرض اللّه صيام شهر رمضان أي مدة هلاله، وبه سمي الشهر؛ كما جاء في الحديث:
(فإن غمي عليكم الشهر) أي الهلال، وسيأتي؛ وقال الشاعر:
أخوان من نجد على ثقة = والشهر مثل قلامة الظفر
حتى تكامل في استدارته = في أربع زادت على عشر
(يُتْبَعُ)
(/)
وفرض علينا عند غمة الهلال إكمال عدة شعبان ثلاثين يوما؛ وإكمال عدة رمضان ثلاثين يوما، حتى ندخل في العبادة بيقين ونخرج عنها بيقين؛ فقال في كتابه "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم" النحل: 44. وروى الأئمة الأثبات عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فاكملوا العدد) في رواية (فإن غمي عليكم الشهر فعدوا ثلاثين). وقد ذهب مطرف بن عبد اللّه بن الشخير وهو من كبار التابعين وابن قتيبة من اللغويين فقالا: يعول على الحساب عند الغيم بتقدير المنازل واعتبار حسابها في صوم رمضان، حتى إنه لو كان صحوا لرؤي؛ لقوله عليه السلام: (فإن أغمي عليكم فاقدروا له) أي استدلوا عليه بمنازله، وقدروا إتمام الشهر بحسابه. وقال الجمهور: معنى (فاقدروا له) فأكملوا المقدار؛ يفسره حديث أبي هريرة (فأكملوا العدة). وذكر الداودي أنه قيل في معنى قوله "فاقدروا له": أي قدروا المنازل. وهذا لا نعلم أحدا قال به إلا بعض أصحاب الشافعي أنه يعتبر في ذلك بقول المنجمين، والإجماع حجة عليهم. وقد روى ابن نافع عن مالك في الإمام لا يصوم لرؤية الهلال ولا يفطر لرؤيته، وإنما يصوم ويفطر على الحساب: إنه لا يقتدى به ولا يتبع. قال ابن العربي: وقد زل بعض أصحابنا فحكى عن الشافعي أنه قال: يعول على الحساب، وهي عثرة لا لعاً لها .... )
وجاء في مروج الذهب؛ للمسعودي:
ذكر شهور القبط والسريانيين،
والخلاف في أسمائها وجمل من التاريخ:
شهور القبط ومقابلها من شهور السريان:
أول شهور القبط: توت، وهو أيلول، وبابه، وهو تشرين الأول، وهاتور، وهو تشرين الثاني، وكيهك، وهو كانون الأول، وطوبه، وهو كانون الثاني، وأمشير، وهو شَبَاط، وبرمهات، وهو آذار، وبرموعه، وهو نيسان، وبشنس، وهو أيًار، وبؤونه، وهو حزيران، وأبيب، وهو تموز، ومسرى، وهو آب.
وللقبط بعد هذا خمسة أيام لواحق، تدعى العدياء، تزيدها على ما سمينا من شهورها، وهي ثلثمائة يوم وستون يوماً؛ فتصير السنة ثلثمائة وخمسة وستين يوماً.
سنة القبط:
وأول يوم من السنة عند القبط هو اليوم التاسع والعشرون من شهر آب، وعلى كل شهر منها ثلاثون يوماً، وكانت أيام السنة ثلثمائة وخمسة وستين يوماً كعدة أيام سنة الفرس وكانت شهور القبط فيما مضى توافق أوائلها شهور الفرس فكان أول توت أول أذر ما، ثم كل شهر كذلك على هذا الوصف إلى آخر سنة القبط آخر آذر ماه، وهذا الحساب بعينه موجود في كتب الزيجات في النجوم، وأهل مصر وسائر القبط في هذا الوقت- وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة- يستعملون في حسابهم في الشهور غيرما قدمنا، وذلك أنهم زادوا في أيام السنة ربع يوم على مذهب السريانيين والروم فصارت شهورهم مخالفة لشهور الفرس وموافقة لشهور السريانيين والروم فيعدد أيام السنة، وتاريخ القبط في كتاب المجسطي من أول السنة التي ملك فيها البخت نَضر وكان أولها يوم الأربعاء.
مبدأ التواريخ:
وأما تاريخ القبط في كتاب زيج بطليموس، فمن أول سنة ملك فيلقوس وكان أولها يوم الأحد، والتباين الذي بين تاريخ البخت نصر وتاريخ يزد جرد ألف وثلثمائة وتسع وتسعون سنة فارسية وثلاثة أشهر، والذي بين تاريخ فليقوس وتاريخ يزدجرد تسعمائة وخمس وخمسون سنة وثلاثة أشهر، وبين تاريخ الإسكندر وتاريخ يزدجرد تسعمائة واثنتان وأربعون سنة من سني الروم ومائتان وتسعة وخمسون يوماً، وبين تاريخ يزدجرد وتاريخ الهجرة من الأيام ثلاثة آلاف وستمائة وأربعة وعشرون يوماً، فأول هذه التواريخ تاريخ البخت نصر، ثم تاريخ فيلقوس، ثم تاريخ ابنه الإسكندر، ثم تاريخ الهجرة، ثم تاريخ يزدجرد.
أوائل كل تاريخ:
وتاريخ العرب من أول السنة التي هاجر فيها النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلي المدينة، وكان أولها يوم الخميس.
وتاريخ الفرس من أول السنة التي ملك فيها يزدجرد بن شهر ياربنكسرى أبرويز، وكان أولها يوم الثلاثاء.
وتاريخ الروم والسريانيين من أول السنة من ملك الإسكندر، وكان أولها يوم الاثنين، واللهُ تعالى أعلم بحقيقة ذلك.
ذكر شهور السريانيين ووصف موافقتها
لشهور العرب وعدة أيام السنة ومعرفة الأنواء
شهورهم وأيام كل شهر:
فأول ذلك أن أيام السنة ثلثمائة وخمسة وستون يومأ وربعٍ يوم، وهي مختلفة في العدد: فنيسان ثلاثون يوماً، وأيار أحد وثلاثون يوما، وحزيراز ثلاثون يومأ، ولثمان عشرة ليلة منه رجوع الشمس هابطة من الشمال على ما أوجبه حساب الهند وهو أطول يوم في السنة وليلته أقصر ليلة، وتموز أحد وثلاثون يوماً، وآب أحد وثلاثون يوماً، فإذا انسلخ آب ذهب الحر، قال محمد بن عمد الملك الزيات:
بَرَدَ الماء وطال آل = ليل والْتَذ الشراب
ومضَى عنك حَزيرا = ن وتموزُ وآبُ
وأيلول ثلاثون يومأ، ولخمس منه عيد زكريا، ولعشر منه تطع الصرفة فينصرف الحر، ولثلاث عشرة منه عيد الصليب، وهو الرابع عشر منه، وفي هذا اليوم تفتح الترع بمصر على حسب ما ذكرنا فيما سلف من هذا الكتاب، ولتمام عشرين منه، يستوي الليل والنهار، وقال أبو نُوَاس:
مضى أيلول وارتفع الحرُور = وأخْبَتْ نارها الشعرى الْعَبُور ... )
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[17 May 2007, 10:31 ص]ـ
وأخيرا، مكتفيا
بما جاء في كتاب: تحقيق ما للهند؛ للبيروني:
في أصناف الشهور والسنين:
" الشهر الطبيعي " هو من الاجتماع الى الاجتماع، وانما صار طبيعياً لمشابهة احواله احوال الطبيعيات التي تخلو من مبدا لها كأنه من العدم ومن متزايد وارتفاع في النشوء والنمو وكالوقوف عند الاعتلاء ثم انحطاط يتبعه نحو البلى والدثور وتناقض في النشوء والنمو الى ان يعود الى ذلك العدم، كذلك نور القمر في جرمه على هذا النهج اذا بدا من المحاق هلالا ثم قمرا ثم بدرا وتراجع منه كذلك الى السرار الذي هو كالعدم بالاضافة الى الحس، فأما المكث في المحاق فمعلوم عند الكافة واما في الامتلاء فربما اشتبه على بعض الخاصة حتى اذا عرف صغر جرم القمر وعظم الشمس علم ان القطعة المنيرةمنه تربى على المظلمة وذلك مما يوجب مدة مكث ما على الامتلاء بدرا بالضرورة، وايضا فمن تأثيره في الرطوبات وظاهر انفعالها به حتى يدور معه امور الزيادة في المد والجزر والنقصان فيهما لا يخفي ذلك على ساكني السواحل وركاب البحر، كما لا يخفى على الاطباء تأثيره في اخلاط المرضى ودوران بحارينهم معه، وعلى الطبيعيتين تعلق امور الحيوان والنبات به، وعلى اصحاب التجارب اثره في المخاخ والادمغة والبيض ودردي الشراب في دنانه وخوابيه وما يهيجه فر رؤوس النيام في فخته ويجلبه على ثياب المتان الموضوع في ضوءه، وعلى الفلاحين ما يظهره في المقاثي والمباطخ والمقاطن وامثال ذلك حتى يتجاوزونها الى معرفة اوقات البذر والزرع والغرس والالقاح والانتاج واشباه ذلك، وعلى المنجمين من احداث الجو بأشكاله في حركاته، فهذا هو الشهر واثنا 424 عشر منه سنة بالاصطلاح تسمى " قمرية" واما "السنة الطبيعية " فأنها مدة عودة الشمس في فلك البروج لانها تشتمل 425 على اكوان الحرث والنسل الدائرة في الفصول الاربعة وبها تعود اشعة الشمس من الكرى 426 واظلال المقاييس بعينها الى مقاديرها واوضاعها وجهاتها التي تأخذ فيها او منها، فهذه هي السنة وتسمى "شمسية" لاجل القمرية؛ وكما ان الشهر القمري كان نصف سدس سنته كذلك الجزؤ من اثني عشر من سنة الشمس شهر لها بالوضع اذا كان الأخذ من حركتها الوسطى، وان كان من حركتها المختلفة فشهرها هو مدة كونها في برج، فهذه هي الشهران والسنتان المشهورة؛ والهند يسمون الاجتماع "اواماس" والاستقبال "بورنمة" والتربيعين "آتوه" فمنهم من يستعمل في السنة القمرية شهوره القمرية وايامه، ومنهم من يستعمل الشهور برؤوس البروج، ويسمي الانتقال فيها "سنكرانت" وذلك على وجه التقريب لانه لو استمر عندهم لاستعملوا سنة الشمس نفسها وشهورها فأستغنوا بذلك عن كبس السنة بالشهور؛ ومستعملوا شهور القمر منهم من يفتتحها بالاجتماع وهو المذهب المرضي، ومنهم من يفتتحها وسمعت ان " براهمهمر" يفعل ذلك ولم اتحققه من كتبه بعد، وذلك منهي عنه، وكأنه قديم فان في "بيذ"؛ ان الناس يقولون تم البدر وتم بتمامه الشهر، وذلك من جهلهم بي وبتفسيري فان خالق العالم ابتدأ به من النصف الابيض دون الاسود، وقد يجوز ان يكون هذا المحكي من قول الناس، ثم 427 الشهر من جهة العدد بعد الاجتماع مفتتح بأسم "بربه" من الايام القمرية كأفتتاحه به بعد الاستقبال، وكل يومين بعداهما عنهما واحد فأن اسمهما ايضا واحد، ويكون فيهما النور والظلمة في جرم القمر متكافئين وساعات الطلوع في احدهما والغروب في الاخر متساويتين، ولهم حساب لها وهو ان يضرب الايام القمرية الماضية من الشهر ان كانت اقل من خمسة عشر او زياداتها على الخمسة عشر ان كانت اكثر منها في عدد"كهري" تلك الليلة ويزاد على المبلغ اثنان ابدا ويقسم المجتمع على خمسة عشر فيخرج كهري وما يتبعها لما بين اول الليل وبين غروب القمر في الايام البيض او بين طلوعه في الايام السود، وهذا لان تفاضل هذه المدة في الليالي بدقيقتين ومقادير الليالي حائمة حو الثلاثين دقيقة فأذا اخذ لكل يوم ثلاثون دقيقة 428وقسم المبلغ على نصفها خرج لكل واحد دقيقتان الا انه وفق لاختلاف الليالي فضرب في مقدار الليلة وكان ادق ان يضرب في نصف مجموع هذه الليلة والاولى من الشهر، ولا فائدة في زيادة الدقيقتين فأنها مقام رؤية الهلال ولو كان الشهر مأخوذا منها
(يُتْبَعُ)
(/)
لانتقل بهما الى الاجتماع؛ ولان الشهور تتركب من الايام فان انواع الشهور تكون بحسب انواع ايامها، ولك واحد منها ثلاثون 429، وام بالطلوعية التي هي المعيار فان الشهر القمري بحسب ادوار النيرين في " كلب" عندهم تسعة وعشرون يوما و 189005 من 356222 من يوم، وهو ما يخرج من قسمة ايام كلب على شهور القمر فيه، وشهور القمر فيه هو فضل ما بين ادوار النيرين فيه وذلك 53433300000، واما الشهر بأيام القمر فهو ثلاثون لان هذا هو العدد الموضوع للشهر كما ان العدد الموضوع للسنة ثلاث مائة وستون، والشهر الشمسي بأيامها ثلاثون وبالايام الطلوعية ثلاثون يوما و 1362987 من 31104000 وشهر الاباء ثلاثون شهرا من شهورنا وايامها الطلوعية 885 و 163410 من 178111، وشهر الملائكة ثلاثون سنة وايامها الطلوعية 10957 و 241 من 320 وشهر " براهم" ستون كلبا ايامها الطلوعية 94674987000000 وشهر "بورش" هو الفا الف ومائة وستون الف " كلب" وذلك بالايام الطلوعية بعد تسعة اصفار عن اليمين 3408299533، وايام شهر "كا" الطلوعية بعد ثلاثة وعشرين صفرا عن اليمين 94674987، فأذا ضربنا كل واحد من هذه الشهور في اثني عشر اجتمعت ايام سنتها، اما السنة القمرية فانها تحصل بالايام الطلوعية ثلاث مائة واربعة وخمسين يوما و 65364 من 178111، واما السنة الشمسية فيحصل ايامها ثلاث مائة وخمسة وستين يوما و 827 430 من 3200، وام سنة الاباء فهي ثلاث مائة وستون شهرا قمرية وايامها الطلوعية 10631 و 1699 من 178111 واما سنة الملائكة فهي سنيننا ثلاث مائة وستون وايامها الطلوعية 131493 و 3 431 من 80، وام سنة "براهم" فأنها سبع مائة وعشرون كلبا وايامها الطلوعية بعد ستة اصفار عن اليمين 1136099844، واما سنة "بورش" فأنها 25920000 كلبا وايامها الطلوعية بعد تسعة اصفار 40899594384، وام سنة كأفان ايامها الطلوعية بعد ثلاثة وعشرين صفرا 1136099844، على انه ذكر في كتبهم انه لا يتركب من يوم بورش شيئ لانه الاول والاخر الذي لا اول لاوليته ولا اخر لابديته، وسائر الايام التي يتركب منها الشهور والسنون لمن دونه من المحدودي المدة، وهذا منهم علة وجه التنزيه 432لتي هي المعيار فان الشهر القمري بحسب ادوار النيرين في " كلب" عندهم تسعة وعشرون يوما و 189005 من 356222 من يوم، وهو ما يخرج من قسمة ايام كلب على شهور القمر فيه، وشهور القمر فيه هو فضل ما بين ادوار النيرين فيه وذلك 53433300000، واما الشهر بأيام القمر فهو ثلاثون لان هذا هو العدد الموضوع للشهر كما ان العدد الموضوع للسنة ثلاث مائة وستون، والشهر الشمسي بأيامها ثلاثون وبالايام الطلوعية ثلاثون يوما و 1362987 من 31104000 وشهر الاباء ثلاثون شهرا من شهورنا وايامها الطلوعية 885 و 163410 من 178111، وشهر الملائكة ثلاثون سنة وايامها الطلوعية 10957 و 241 من 320 وشهر " براهم" ستون كلبا ايامها الطلوعية 94674987000000 وشهر "بورش" هو الفا الف ومائة وستون الف " كلب" وذلك بالايام الطلوعية بعد تسعة اصفار عن اليمين 3408299533، وايام شهر "كا" الطلوعية بعد ثلاثة وعشرين صفرا عن اليمين 94674987، فأذا ضربنا كل واحد من هذه الشهور في اثني عشر اجتمعت ايام سنتها، اما السنة القمرية فانها تحصل بالايام الطلوعية ثلاث مائة واربعة وخمسين يوما و 65364 من 178111، واما السنة الشمسية فيحصل ايامها ثلاث مائة وخمسة وستين يوما و 827 430 من 3200، وام سنة الاباء فهي ثلاث مائة وستون شهرا قمرية وايامها الطلوعية 10631 و 1699 من 178111 واما سنة الملائكة فهي سنيننا ثلاث مائة وستون وايامها الطلوعية 131493 و 3 431 من 80، وام سنة "براهم" فأنها سبع مائة وعشرون كلبا وايامها الطلوعية بعد ستة اصفار عن اليمين 1136099844، واما سنة "بورش" فأنها 25920000 كلبا وايامها الطلوعية بعد تسعة اصفار 40899594384، وام سنة كأفان ايامها الطلوعية بعد ثلاثة وعشرين صفرا 1136099844، على انه ذكر في كتبهم انه لا يتركب من يوم بورش شيئ لانه الاول والاخر الذي لا اول لاوليته ولا اخر لابديته، وسائر الايام التي يتركب منها الشهور والسنون لمن دونه من المحدودي المدة، وهذا منهم علة وجه التنزيه 432
ظاهر البطلان، و انما الست و الثلاثون الف سنة مدة دور الثوابت في فلك البروج دورة واحدة اذا كان قطعها كل درجة في مائة سنة و بنات نعش منها الا انهم من جهة الاخبار يميزونها منها و يجعلون لها من الارض بعدا مخالفا لبعدها فلذلك تختص بحالات غير حالاتها، فان كان عنى بسنتها دورة لها فما اسرعها و أكذبها للوجود و ليس للقطب دورة تجعل له سنة، وانما اتخيل من ذلك ان قلئله كان بعيدا جدا عن العلوم و متصدرا في جملة النوكي و أنه اضاف هذه السنين الى من ذكرهم على وجه التعظيم، فكان يجب ان يكثر العدد ليكون ابلغ في التفخيم ... )
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[18 May 2007, 01:11 ص]ـ
أستاذنا الكبير الكتور مروان الظفيري
زادكم الله علمًا وأدبًا وحلمًا
والحمد لله أن السؤال غلبني لنرى العلم والحلم
لست أسأل عن كل ذلك
فلست أسأل عن ((وشهر الملائكة ثلاثون سنة وايامها الطلوعية 10957 و 241 من 320 وشهر " براهم" ستون كلبا ايامها الطلوعية 94674987000000))
الموضوع كله فيما أوردته حضرتك في بداية
الشهور وما قيل فيها الشهر إما طبيعي، وإما اصطلاحي.
فالطبيعي هو مدة مسير القمر من حين يفارق الشمس إلى حين يفارقها مرة أخرى وقال آخرون: هو عود شكل القمر في جهة بعينها إلى شكله الأول.
وأما الاصطلاحي، فهو مدة قطع الشمس مقدار برج من بروج الفلك. وذلك ثلاثون يوماً، وثلث عشر يوم بالتقريب. وهذا مذهب الروم، والسريان، والفرس، والقبط. والله سبحانه وتعالى أعلم!!!)
وفي نقلكم عن القرطبي قلت:
فرض اللّه صيام شهر رمضان أي مدة هلاله، وبه سمي الشهر؛
وفيه:
حتى ندخل في العبادة بيقين ونخرج عنها بيقين؛
وأقول: وكذا لو كان أمر شرعي مرتبط بالشهر
فما المعنى الذي يجب إمضاؤه هل الطبيعي أم الاصطلاحي
ثم جاءتني إجابة الشيخ الكريم أبي مالك العوضي على أهل الحديث فقال:
وفقك الله وسدد خطاك
الشواهد اللغوية شعرية أو نثرية عادة ما تكون لإثبات صحة الألفاظ من جهة البنية والضبط.
أما معرفة المعاني فيحتاج ذلك إلى استقراء مواضع ورودها والاستعانة بالقرائن الحالية والمقالية والعقلية لإثبات شيء أو نفيه.
ومعرفة معاني الكلمات الشرعية يجب أن يكون أولا مبنيا على النصوص الشرعية الأخرى قبل أن يكون مبنيا على مجرد الشواهد العربية الجاهلية أو نحوها؛ لأن الشارع إذا بين ووضح مراده بلفظ من الألفاظ فحينئذ لا يُعدل عن ذلك إلى كلام غيره كما هو واضح.
وإذا تأملنا النصوص الشرعية وجدنا كثيرا منها يدل على أن الشهر ثلاثون يوما، ولا يشترط أن يكون من الهلال إلى الهلال، ومن هذه النصوص:
= {ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر}
= {وحمله وفصاله ثلاثون شهرا}
= حديث إيلاء النبي صلى الله عليه وسلم من نسائه شهرا، إذ يبعد في العادة أن يكون الإيلاء متوافقا مع ابتداء الشهر تماما
= حديث (نصرت بالرعب مسيرة شهر)
= حديث مكثه صلى الله عليه وسلم شهرا يدعو على رعل وذكوان وعصية
= حديث أبي ذر أنه مكث عند زمزم شهرا
= حديث الإفك وفيه أن عائشة اشتكت بالمدينة شهرا
= حديث الحوض مسيرة شهر
= حديث جواره صلى الله عليه وسلم بحراء شهرا
= حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال قبل موته بشهر (ما من نفس منفوسة ... إلخ)
= حديث الجساسة، وفيه (فلعب بهم الموج شهرا)
وقد أجمع أهل العلم - لغويين وغيرهم - على أن الجذع من الضأن ما تم له ستة أشهر أو نحو ذلك بغير اشتراط ابتدائه الهلال.
ولا يقال هنا (إن هذه النصوص الحديثية لا يستدل بها على مذهب من يرى عدم الاحتجاج بالحديث في اللغة لاحتمال تغيير الرواة) لماذا؟
لأن هذا الكلام إنما يقال إن كان اللفظ غريبا أو تفرد به بعض الرواة، بخلاف ما هنا، فإنه يكاد يكون متواترا في النصوص الشرعية، فعلى مذهب المحتجين والمانعين جميعا يصح الاحتجاج بما سبق؛ لأن احتمال تغيير الرواة غير وارد.
والله أعلم.
ورددت عليه قائلاً:
هو ذلك ما أريد
جزاكم الله خيرًا كثيرًا
كما في جواب الكتور مروان العطية الظفيري الذي جاء فيه: ((الشهور وما قيل فيها الشهر إما طبيعي، وإما اصطلاحي)).
فالاصطلاحي قائم عليه العمل حقيقة في حديثنا العام مثل سأسافر شهرًا أو ما إلى ذلك.
وأن المتأمل يجد أن المظاهر له شهران فلو فرض عليه الانتظار للعد من رؤية الهلال يكون الناتج أكثر من شهرين.
فكان الأمر للجزم بالمعنى الاصطلاحي أن نقف على شاهد لتطبيق أمر الشهر مثل حادثة أبي ذر أو ما جاء في حديث الإفك أو ما جاء في الآية {وحمله وفصاله ثلاثون شهرا}، وحديث (نصرت بالرعب مسيرة شهر).
وكنت أحدث نفسي ببعضها.
وجزاكم الله خيرًا، وزادكم علمًا(/)
تفسير: "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة" للدكتور عبدالعزيز القارئ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 May 2007, 01:55 م]ـ
سؤال: أرجو تفسير الآيات التالية: "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله"، والآية "والفتنة أشد من القتل"، وما معنى الفتنة؟
جواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فهذه الآيات في سورة البقرة [193] ومعنى (حتى لا تكون فتنة) أي لا يكون شرك، فالفتنة هنا وفي قوله "وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ" [البقرة: من الآية191]. المراد بها الشرك؛ فإن فساد العقائد والأديان أشد من فساد الأبدان.
وقوله" وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ" [البقرة: من الآية193]. أي يكون دين الله هو الظاهر العالي على سائر الأديان، فالهدف من القتال أن تكون كلمة الله هي العليا- أي دينه وشرعه- كما ثبت في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل رياء، أي ذلك في سبيل الله؟ فقال: " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله". صحيح البخاري (7458)، وصحيح مسلم (1904).
وليس معنى هذا إكراه الناس على الإيمان، فإن الإيمان لا يتحقق بالإكراه، قال تعالى:" أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ" [يونس: من الآية99)]. وهذا استفهام إنكاري، أي أنت لا تكره الناس، وقال سبحانه:" لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ" [البقرة: من الآية256].
وقوله "قَد تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ" وأضح في أن أمر الدين هو بالإقناع بالحجة والبرهان، فهناك فرق بين علو الدين، أي يكون سلطانه الأعلى، وبين الإكراه في الدين، فالأول مطلوب، والآخر غير مطلوب.
كتبه / د. عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ
عميد كلية القرآن في الجامعة الإسلامية سابقا
المصدر ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=122028)
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[17 May 2007, 05:16 م]ـ
مشاركة الدكتور الكريم عبد الرحمن الشهري ذكرتني بقولين يقالا في هذا الموضوع ليت من يعرج إليهما
الأولى أن هناك فتنة دون فتنة ينبغي أن يقاتل أصحابها.
الثانية: أن قومًا يقولون: لا تقاتلوهم حتى لا تكون فتنة.
ننتظر من علمائنا التنويه على تلكما القولين.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[26 Jun 2010, 09:13 ص]ـ
من المؤلفات القيمة التي وضحت تفسير تلك الآيات كتاب (فقه الجهاد) للدكتور يوسف القرضاوي وقد صدرت الطبعة الأولي عن مكتبة وهبة 1430هـ
وقد ناقش والدكتور علي بن نفيع العلياني وغيره من القائلين بالجهاد الهجومي 00وقرر ورجح ماذهب اليه شيخ الاسلام بن تيمية في رسالته (قاعدة مختصرة في قتال الكفار طبعة السعودية،الرياض الطبعة الاولي 1425هـ
وهو إن الصواب الذي يجمع بين كافة النصوص هو أن الكفر وحده ليس علة كافية للقتل والقتال. بل لا يقاتَل الكفار إلاإذا اعتدوا على المسلمين، و الأصل في العلاقة بين المسلمين وغيرهم السلم لا الحرب،وهذا ما ذهب إليه الجمهور: مالك وأبي حنيفة وأحمد، خلافا لرأي عند الشافعي .. والأدله علي هذا القول كثيرة منها:
1 - قوله تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا} ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=8461#_ftn1))
2- ما ثبت في السنن: أن النبي صلى الله عليه وسلم، مرَّ في بعض مغازيه على امرأة مقتولة، فقال: "ما كانت هذه لتقاتل". ([2] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=8461#_ftn2))
3- وأيضا قوله: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} ([3] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=8461#_ftn3) )
وقوله تعالى: {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً} ([4] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=8461#_ftn4))
4- كما استدلَّ شيخ الإسلام بسيرته صلى الله عليه وسلم، فقال: وكانت سيرته: أن كلَّ مَن هادنه من الكفار لا يقاتله. .. وهذا متواتر من سيرته.
فهو لم يبدأ أحدا من الكفار بقتال، ولو كان الله أمره أن يقتل كلَّ كافر لكان يبتدئهم بالقتل والقتال.
7 - لو كان مجرَّد الكفر مبيحا، لما أنزل النبي صلى الله عليه وسلم قريظة على حكم سعد بن معاذرضي الله عنه فيهم، ولو حكم فيهم بغير القتل لنَفَذَ حكمه.
8 - وأيضا فلو كان الكفر موجبا للقتل: لم يجُز إقرار كافر بالجزية والصغار، فإن هذا لم يبدِّل الكفر. ولهذا لما كانت الردَّة موجبة للقتل، لم يجُز إقرار مرتد بجزية وصغار .. ([5] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=8461#_ftn5)) تلك بعض الأدلة التي ساقها شيخ الاسلام على أن الإسلام يسالم من يسالمه، ولا يقاتل إلا من قاتله أو صد عن سبيل دعوته، وفتن المؤمنين بها من أجل دينهم.
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=8461#_ftnref1) - البقرة:190،
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=8461#_ftnref2) - أخرجه
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=8461#_ftnref3) - البقرة:256.
[4] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=8461#_ftnref4) - محمد:4.
[5] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=8461#_ftnref5) - قاعدة مختصرة في قتال الكفار ص 188 وما بعدها(/)
لطيفة من الإمام ابن جرير لأهل الشعر!
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[17 May 2007, 10:18 م]ـ
جاء في تاريخ الإمام الطبري - (1/ 145):
" وذكر أن قابيل لما قتل أخاه هابيل بكاه آدم عليه السلام فقال -فيما حدثنا ابن حميد، قال:
حدثنا سلمة، عن غياث بن إبراهيم، عن أبي إسحاق الهمداني، قال: قال عليّ ين أبي طالب
كرم الله وجهه:لما قتل ابن آدم أخاه بكاه آدم، فقال:
تغيّرتِ البلادُ وَمَنْ عليها ** فوجه الأرض مُغْبَرّ قبيحُ
تغير كلّ ذي طعم ولونٍ ** وقلّّ بَشاشة الوجه المليحِ
قال: فأجيب آدم عليه السلام:
أبا هابيل قد قتلا جميعا ** وصار الحيّ كالميْت الذبيح
وجاء بِشِرّة قد كان منها ** على خوف فجاء بها يصيحُ " اهـ
ذكر الإمام الطبري هذه الرواية ولم يعلق عليها ... فارتسمتْ على وجهي ابتسامة استحسان!
لكنّها سرعان ما تلاشتْ وأنا أقرأ قول الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (1/ 221):
" وهذا الشّعر فيه نظر، وقد يكون آدم عليه السلام قال كلاما يتحزّن به بلغته، فألّفه بعضهم
إلى هذا، وفيه إقواء، والله أعلم. " اهـ
والإقواء: هو اختلاف حركة الروي، فحركة الروي في البيت الأول الضمة ثم تغيّرتْ في
البيت الثاني إلى الكسرة ...
رحم الله الإمامين وغفر لهما ...
ـ[الجكني]ــــــــ[17 May 2007, 10:38 م]ـ
والظريف -حسب الرواية - أن أبانا آدم عليه السلام لما رأى ابنه ارتكب"الإقواء" ارتكبه هو أيضاً؛فالابن ضم البيت الأول وكسر الثاني والأب عكس ذلك فكسر الأول وضم الثاني؟؟؟؟
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[18 May 2007, 10:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل: الأستاذ عمار الخطيب ـ حفظه الله ـ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإني أحمد الله إليكم أن وفقكم للوقوف على عنصر مهم من عناصر ثقافة المفسر المتمثل في الارتواء من معين الشعر، لصقل الموهبة، واكتساب ملكة العربية، مما يؤهل المفسر لاستنباط مراد الله تعالى من الخطاب القرآني الكريم. كما أن تعليق ابن كثير ـ رحمه الله ـ على الشعر المنسوب لآدم عليه السلام فيه وعي بقضايا تاريخ اللغات من حيث النشأة و التطور، ومعرفة بالحركة الأدبية العربية وتاريخ الأدب العربي. وتمكن من العروض. مما يبين أن ثقافة المفسر ثقافة موسوعية، و بقدر ما ازداد علما و معرفة، بقدر ما اتسع أفق النظر لديه، وأصبح مؤهلا أكثر لخوض غمار التفسير.
كما أتوجه بالشكر الجزيل للأستاذ الدكتور الجكني ـ حفظه الله ـ على تعليقه الذي ينم على التمكن من علم العروض وهو الأستاذ المقرئ. مما يبين لطلبة العلم أن اللغة العربية و علومها ضرورية لمن أراد التخصص في العلوم الشرعية عامة، والتفسير وعلوم القرآن خاصة. و من حاول معرفة إعجاز القرآن الكريم من حيث التوازنات الصوتية أدرك ذلك، والقراءات القرآنية تقدم مادة خصبة في هذا المجال. ولعله بحث مهم للمقبلين على تسجيل رسائلهم على مستوى الماجستير والدكتوراه.
وتفضلوا أيها الإخوة الأماجد بقبول خالص تحياتي و تقديري.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[الجكني]ــــــــ[18 May 2007, 11:45 ص]ـ
- إثراء للموضوع:
قال الإمام القرطبي رحمه الله:
روي أن آدم لما تغيرت الحال قال:
تغيرت البلاد ومن عليها ***** فوجه الأرض مغبر قبيح
تغير كل ذي طعم ولون ***** وقلّ بشاشةَ الوجه ُ المليحُ
في أبيات كثيرة ذكرها الثعلبي وغيره 0
وقال ابن عطية رحمه الله:هكذا هو الشعر بنصب "بشاشة " وكف التنوين0
وقال القشيري رحمه الله: قال ابن عباس رضي الله عنه: ما قال آدم الشعر وإن محمداً والأنبياء كلهم في النهي عن الشعر سواء؛لكن لما قتل هابيل رثاه آدم وهو سرياني فهي مرثية بلسان السريانية أوصى بها إلى ابنه شيث وقال: إ نك صبي فا حفظ مني هذا الكلام ليتوارث؛فحفظت منه إلى زمان يعرب بن قحطان،فترجم عنه يعرب بالعربية وجعله شعراً 0اهـ (7/ 418 - 419)
وقال الزمخشري رحمه الله: وروي أن آدم مكث بعد قتله مائة سنة لا يضحك وأنه رثاه بشعر،وهو (كذب) محض وما الشعر إلا منحول ملحون،وقد صح أن الأنبياء عليهم السلام معصومون من الشعر0اهـ (1/ 334)
وقال الإمام الرازي رحمه الله: صدق صاحب الكشاف فيما قال، فإن ذلك الشعر في غاية الركاكة لا يليق بالحمقى من المعلمين،فكيف ينسب إلى من جعل الله علمه حجة على الملائكة0اهـ (11/ 208)
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[18 May 2007, 05:10 م]ـ
والظريف -حسب الرواية - أن أبانا آدم عليه السلام لما رأى ابنه ارتكب"الإقواء" ارتكبه هو أيضاً؛فالابن ضم البيت الأول وكسر الثاني والأب عكس ذلك فكسر الأول وضم الثاني؟؟؟؟
مرحبا بشيخنا الجكني ...
الرواية تقول بأن آدم عليه السلام هو من قال: " تغيّرت البلاد ... "؛ ولذا يكون الأب هو من رفع الأول وجرّ الثاني ...
أليس كذلك يا شيخ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[18 May 2007, 05:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل: الأستاذ عمار الخطيب ـ حفظه الله ـ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإني أحمد الله إليكم أن وفقكم للوقوف على عنصر مهم من عناصر ثقافة المفسر المتمثل في الارتواء من معين الشعر، لصقل الموهبة، واكتساب ملكة العربية، مما يؤهل المفسر لاستنباط مراد الله تعالى من الخطاب القرآني الكريم. كما أن تعليق ابن كثير ـ رحمه الله ـ على الشعر المنسوب لآدم عليه السلام فيه وعي بقضايا تاريخ اللغات من حيث النشأة و التطور، ومعرفة بالحركة الأدبية العربية وتاريخ الأدب العربي. وتمكن من العروض. مما يبين أن ثقافة المفسر ثقافة موسوعية، و بقدر ما ازداد علما و معرفة، بقدر ما اتسع أفق النظر لديه، وأصبح مؤهلا أكثر لخوض غمار التفسير.
كما أتوجه بالشكر الجزيل للأستاذ الدكتور الجكني ـ حفظه الله ـ على تعليقه الذي ينم على التمكن من علم العروض وهو الأستاذ المقرئ. مما يبين لطلبة العلم أن اللغة العربية و علومها ضرورية لمن أراد التخصص في العلوم الشرعية عامة، والتفسير وعلوم القرآن خاصة. و من حاول معرفة إعجاز القرآن الكريم من حيث التوازنات الصوتية أدرك ذلك، والقراءات القرآنية تقدم مادة خصبة في هذا المجال. ولعله بحث مهم للمقبلين على تسجيل رسائلهم على مستوى الماجستير والدكتوراه.
وتفضلوا أيها الإخوة الأماجد بقبول خالص تحياتي و تقديري.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الدكتور الفاضل: أحمد بزوي الضاوي - حفظه الله -
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أحسنتم بتعليقكم ... وفقكم الله.
لا شكّ أنّ من أهمّ شروط المفسر: العلم باللغة العربية وفروعها؛ ولذلك يقول الإمام مجاهد - رحمه الله -:
"لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله إذا لم يكن عالما بلغات العرب " اهـ
وقد ظهر على الساحة بعض الأدعياء الذين يخوضون في كتاب الله بلا علم ولا هدى ... فتراهم يخرجون علينا - ليلا
ونهارا - بآرائهم الشاذة السّقيمة!
وقد ظنوا - وبئس ما ظنوا - أنهم إذا عرفوا الفاعل والمفعول حُقّ لهم أن يتكلموا في كتاب الله!
نسأل الله السلامة ...
ومن المحزن أن نرى الناس قد زهدوا في هذه العلوم، وأعرضوا عنها ... وخاصة علم النحو، والله المستعان.
وهنا، يطيب لي أن أذكر الإخوة بالرواية التي رواها أبو بكر بن مجاهد قال:
" كنتُ عند أبي العباس ثعلب، فقال: يا أبا بكر، اشتغل أهل القرآن بالقرآن ففازوا، واشتغل أصحاب الحديث
بالحديث ففازوا، واشتغل أهل الفقه بالفقه ففازوا، واشتغلتُ أنا بزيد وعمرو؛ فليت شعري ماذا يكون حالي
في الآخرة! فانصرفتُ من عنده تلك الليلة، فرأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال: " أقرئ أبا
العباس عني السلام، وقل له: أنت صاحب العلم المستطيل ".
قال أبو عبد الله الروذباريّ: أراد أن الكلام به يكمل، والخطاب به يجمل.
ويروى عنه أيضا أنه قال: أراد أنّ جميع العلوم مفتقرة إليه. " اهـ
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[18 May 2007, 06:29 م]ـ
- إثراء للموضوع:
وقال الإمام الرازي رحمه الله: صدق صاحب الكشاف فيما قال، فإن ذلك الشعر في غاية الركاكة لا يليق بالحمقى من المعلمين،فكيف ينسب إلى من جعل الله علمه حجة على الملائكة0اهـ (11/ 208)
هذا ما لاحظتُه! لكني تهيّبتُ قول ذلك!(/)
قراءة عذبة .. من أجمل ماسمعته حتى الآن!!
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[18 May 2007, 11:03 ص]ـ
القارئ الشيخ عبدالعزيز المزيد
عرف عنه في شبابه جمال الصوت وحسن الأداء، وللأسف لايوجد له تسجيل إلا لسورتي الأنفال وفصلت (في حدود علمي)
والشيخ مرض وتغير صوته، ومع ذلك لايزال جميلا، وله مشاركات إذاعية.
وللتذكير بقراءته القديمة
يمكن الدخول على هذا الرابط ـ والاستماع إلى سورة الأنفال (لم أجد رابطا لسورة فصلت وهي أجمل من قراءته للأنفال).
والتلاوة عموما من أجمل مااستمتع إليه، وهي قبل عشرين سنة تقريبا
http://www.sohari.com/nawader_t/others/other_imam.html
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[18 May 2007, 12:11 م]ـ
جزاك الله تعالى ...
وتأثره بالشيخ محمود الطبلاوي ظاهر ..
ـ[عاصي الهوى]ــــــــ[18 May 2007, 01:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله وجزى الشيخ خير الجزاء على هذه القراءة
وشفىالله والشيخ وعافاه ومرضى المسلمين
في القراءة خطأ فليتنبه له
(واذ قالوا اللهم ان كان هذا هو الحق)
قرأها الشيخ بالرفع والصحيح بالنصب (الحق)
والله من وراء القصد
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[24 May 2007, 06:15 م]ـ
الشيخ إمام لأحد المساجد في حي الثغر بشمال الرياض(/)
أهم الكتب والرسائل الخاصة بالسياق
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[18 May 2007, 10:41 م]ـ
استجابة لطلب بعض الأخوة خلال حلقات (علم السياق القرآني) بالتعريف بأهم الكتب والرسائل والمقالات الخاصة بالسياق، أعرض لأهم ماوقفت عليه، مع تعريف مختصر لما أمكنني الاطلاع عليه:
1 - (السياق وأثره في توجيه المعنى في تفسير الطبري) إعداد الدكتورمحمد بنعدة.
تعريف بالرسالة:
رسالة دكتوراه من كلية الآداب بجامعة محمد بن عبد الله بالمغرب، عام 1418هـ. وتقع في 313صفحة.
وتركز الرسالة على بيان بالسياق ومفهومه وعناصره من خلال معتمدة على تفسير ابن جرير الطبري. وقد قسم الباحث الرسالة إلى مدخل في مفهوم السياق وأهميته، وأربعة فصول:
الفصل الأول: السياق بين القدامى والمحدثين.
الفصل الثاني: السياق عند الطبري من خلال تفسيره: وعرض فيه لمصطلحات السياق وقواعد عامة في السياق عند ابن جرير.
الفصل الثالث: عناصر السياق المقالي عند الطبري، وعرض فيه للدلالات الصوتية، والصرفية، والمعجمية، والنحوية من خلال تفسير الطبري.
الفصل الرابع: عناصر السياق المقامي عند الطبري، وقد عرض فيه لعناصر السياق المقامي وهي عنده: المرسل، والمتلقي، وسبب النزول، وقصص الأنبياء وأخبار الأمم، واستحضار البعدين الزماني والمكاني في التأويل.
ومن أبرز ماتميز به: أنه الرسالة دراسة متخصصة في تفسير ابن جرير الطبري. وقد ركز الباحث على استخلاص علم السياق من ابن جرير.
2 - دلالة السياق، إعداد ردة الله بن ردة بن ضيف الله الطلحي.
رسالة دكتوراه مقدمة لكلية اللغة العربية في جامعة أم القرى عام 1424هـ.
تعريف بالرسالة:
الرسالة مطبوعة، في جامعة أم القرى، في 672صفحة. وهي دراسة نظرية.
وتركز الرسالة على الدراسة اللغوية للسياق، وقد قسم الباحث الرسالة إلى تمهيد، وثلاثة أبواب:
الباب الأول: السياق في التراث العربي والفكر اللغوي الغربي. وقد عرض فيه لمفهوم السياق وتحديده عند اللغويين والبلاغيين والمفسرين والأصوليين، ثم نظرية السياق في الفكر الغربي.
الباب الثاني: سياق النص، وقد عرض فيه إلى مفهوم النص ومكوناته والعلاقات المعجمية والتركيبية السياقية.
الباب الثالث: سياق الموقف. وقد عرض فيه، لوظائف اللغة، وعنصر سياق الموقف.
ومما تميزت به أنها من الرسائل المتقدمة.
ومما يلاحظ عليها: أن الباحث اعتمد في دراسته على الفكر الغربي في جميع الأبواب، والحق أننا لسنا بحاجة إلى الاعتماد على المنطق الغربي، واللغة العربية هي لغة القرآن، وهي الأصل المعتمد.
3 - (الخطاب القرآني دراسة في العلاقة بين النص والسياق مثل من سورة البقرة) إعداد الدكتورة خلود إبراهيم سلامة العموش.
تعريف بالرسالة:
رسالة دكتوراه في اللغة العربية، مقدمة لكلية اللغة العربية في الجامعة العربية، عام 1408هـ - 1998م.
وقد قسمت الباحثة الرسالة إلى مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة.
الفصل الأول: الإطار النظري للدراسة، وعرضت فيه لحد مصطلح النص والسياق والخطاب، وحدود نظرية النص والسياق والخطاب.
الفصل الثاني: الخطاب القرآني في سورة البقرة بين حدود النص وآفاق السياق، وقد ركزت فيه على العلاقة بين النص والسياق في الخطاب القرآني في سورة البقرة.
الفصل الثالث: الخطاب القرآني في سورة البقرة: دراسة في العلاقة بين النص والسياق في كتب علوم القرآن والتفسير وأصول الفقه وإعراب القرآن، والكتب الحديثة العربية والغربية.
وتتميز الدراسة بأنها دراسة نظرية لغوية تركز على التطبيق على سورة البقرة، وليست دراسة شاملة للسورة. وهذا الذي يبين الفرق بين هذه الرسالة وبحثي في هذه الدراسة التي قمت بها.
4 - (السياق ودلالته في توجيه المعنى) إعداد الدكتور فوزي إبراهيم عبد الرزاق.
تعريف بالرسالة:
الرسالة: رسالة دكتوراه في اللغة العربية، مقدمة لكلية الآداب في جامعة بغداد. عام 1416هـ- 1996م. وتقع في200صفحة.
وقد قسم الباحث الرسالة إلى تمهيد في السياق والمعنى، وأربعة فصول وخاتمة.
الفصل الأول: مفهوم السياق لغة واصطلاحاً. وركز فيه على تحديد مفهوم السياق في المعجمات العربية والاستعمال القرآني وأقوال العلماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
الفصل الثاني: مكونات السياق الدلالية، وركز فيه على المفردة والتركيب اللغوي للنص.
الفصل الثالث: السياق واختيار الألفاظ، وركز فيه على الفروق اللغوية بين الكلمات، وأثر اللفظ في تحديد السياق.
الفصل الرابع: السياق والعدول، وركز فيه على الأساليب اللغوية الخارجة عن الحقيقة، وأثر السياق في تمييزها.
وتميز البحث بأنه دراسة لغوية مختصرة ركزت على أهمية الكلمة المفردة وتغير استعمالها حسب السياق.
5 - (أثر السياق في النظام النحوي مع تطبيقات على كتاب ((البيان في غريب القرآن لابن الأنباري))) إعداد الدكتور نوح الشهري.
تعريف بالرسالة:
الرسالة: رسالة دكتوراه في اللغة العربية، مقدمة لكلية اللغة العربية في جامعة أم القرى، عام 1426هـ - 2006م، وتقع الرسالة في 337.
وقد قسم الباحث الرسالة إلى تمهيد في النحو والمعنى، وتعريف بابن الأنباري وكتابه. وأربعة فصول.
الفصل الأول: مكونات المعنى، وركز الباحث فيه على أصول الألفاظ، والبنية الصرفية، والتصورات، وقصد المتكلم، والسياق.
الفصل الثاني: مكونات النظام النحوي. وركز فيه على الإعراب ونظرية العامل، والمعاني النحوية، ونظام الجملة.
الفصل الثالث: مكونات السياق القرآني. وركَّز فيه تحديد مكونات السياق، وقواعد توجيه السياق القرآني.
الفصل الرابع: تطبيقات سياقية على النظام النحوي. وقد ركّز فيه على أثر السياق في الإعراب والعامل، ومعاني الأدوات والحروف، وعود الضمير، والحذف والتقدير، والتعلق.
وقد تميزت الرسالة بأنها دراسة لغوية متخصصة من خلال كتاب مهم متعلق بالقرآن لأحد علماء اللغة.
6 - (السياق القرآني وأثره في تفسير المدرسة العقلية الحديثة) إعداد الدكتور سعيد بن محمد الشهراني.
تعريف بالرسالة:
الرسالة: رسالة دكتوراه مقدمة لكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى، عام 1427 - 2006م.
وقد قسم الباحث الرسالة إلى بابين.
الباب الأول: الدراسة النظرية للسياق القرآني، وركز فيه الباحث على تعريف السياق وعناية العلماء به، ثم عرّ بالمدرسة العقلية، وموقفهم من السياق القرآني.
الباب الثاني: الدراسة التطبيقية للسياق القرآني، وركّز فيه الباحث على بيان أثر السياق في تفاسير المدرسة العقلية، في جانب الاعتقاد، وكشف المعاني، وعلوم القرآن، والأحكام الفقهية.
وتميزت الرسالة بدراستها لمنهج المدرسة العقلية وأظهر الباحث عناية اصحاب المدرسة على السياق في التفسير.
7 - (دلالة السياق القرآني وأثرها في التفسير من خلال تفسير ابن جرير) للشيخ عبد الحكيم القاسم. عام 1420هـ
التعريف بالرسالة:
رسالة دكتوراه مقدمة لقسم القرآن وعلومه في كلية أصول الدين بجامعة الإمام.
وقد قسم الباحث الرسالة إلى قسمين:
القسم الأول: الدراسة النظرية، وفيها التعريفات المتعلقة بالسياق.
القسم الثانية: الدراسة التطبيقية، وقد أبرز فيها منهج ابن جرير الطبري وعنايته بالسياق.
8 - (دلالة السياق وأثرها في توجيه المتشابه اللفظي في قصة موسى عليه السلام) إعداد الشيخ فهد بن شتوي الشتوي.
التعريف بالرسالة:
الرسالة: رسالة ماجستير مقدمة لقسم الكتاب والسنة بكلية الدعوة وأصول الدين في جامعة أم القرى. عام 1426هـ /2005م.
وقد قسّم الباحث رسالته إلى قسمين:
القسم الأول: الدراسة النظرية، وركز الباحث فيها على تعريف للسياق ووأركانه وأصله، وعناية العلماء به، ثم تعريف المتشابه اللفظي، وأنواعه، وأهميته، ودراسة لكتبه من حيث عنايتها بالسياق.
القسم الثاني: الدراسة التطبيقية، وركّز الباحث فيها على بيان المتشابه اللفظي في قصة موسى، واعتمد في ترتيبه على ترتيب السور في القرآن حسب ورود القصة فيها. مبيّناً الفرق بين الآيات المتشابهة في القصة معتمداً على السياق.
وتتميز الرسالة بأنها أول رسالة متخصصة في إبراز أثر السياق في حل المتشابه اللفظي في القرآن، وقد سلك عدد من الباحثين في جامعة أم القرى هذا المشروع في قصص القرآن، ولا زالوا في فترة البحث.
9 - السياق وأثره في الدرس اللغوي، دراسة في ضوء علم اللغة الحديث، للدكتور إبراهيم محمود خليل، رسالة دكتوراه مقدمة للجامعة الأردنية، عام 1411هـ. لم أقف عليها
10 - نظرية السياق بين القدماء والمحدثين، للدكتور عبد النعيم عبد السلام خليل، رسالة دكتوراه مقدمة لقسم اللغة العربية واللغات الشرقية بجامعة الاسكندرية عام 1990م. لم أقف عليها.
11 - الربط في سياق النص العربي، للدكتور محمد القرشي، رسالة ماجستير مقدمة لكلية اللغة العربية بجامعة أم القرى، عام 1408هـ. لم أقف عليها.
12 - السياق والمعنى عند الإمام أبي حامد الغزالي في ضوء علم اللغة الحديث، إعداد سالم بن محمد الخوالدة، رسالة ماجستير مقدمة لكلية الآداب والعلوم بجامعة آل البيت. لم أقف عليها.
13 - (دلالة السياق بين التراث وعلم اللغة الحديث) للدكتور عبد الفتاح عبد العليم البركاوي. كتاب مطبوع، القاهرة دار المنار، الطبعة الأولى لعام 1411هـ. لم أقف عليه. لم أقف عليه.
14 - اللغة والمعنى والسياق، جون لاينز، ترجمة الدكتور عباس صادق الوهاب، بغداد، دار الشؤون الثقافية العامة، سلسلة المائة كتاب، عام 1987م. لم أقف عليه.
15 - اللغة ونظرية السياق، للدكتور علي عزت، مقال في مجلة الفكر المعاصر الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر، العدد (76) 1971م. لم أقف عليه.
16 - السياق القرآني وأثره في الكشف عن المعاني، للدكتور زيد عمر عبد الله، مقال في مجلة جامعة الملك سعود (ج15) عام 1423هـ الرياض. وقد ركز فيه الباحث على تعريف السياق ودراسة تطبيقية مختصرة في بيان أثره في المعنى والترجيح.
هذه أهم ماوقفت عليه، وأرجو ممن له معرفة برسائل أو كتب أخر أن يفيدنا بها مشكوراَ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[دمعة الأقصى]ــــــــ[20 May 2007, 06:24 ص]ـ
جهد مشكور بارك الله فيكم
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[20 May 2007, 04:55 م]ـ
جهد مميز للدكتور محمد وفقه الله, ولا زلنا بانتظار عرض رسائله المميزة في ملتقى الرسائل الجامعية.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[21 May 2007, 10:05 م]ـ
ما شاء الله هنأكم الله كم هو جميل ومفيد هذا، فإن ما نبحث عنه مطولاً نجده على طبق من ورد في ملتقانا المبارك أسأل الله عز وجل أن يجزيكم خيراً جميعاً و يبارك في هذه الجهود الطيبة.
ـ[عبدالعزيز الطلحي]ــــــــ[02 Jun 2007, 12:54 ص]ـ
أخي الكريم فضيلة د. محمد الربيعة
السلام عليكم
قرأت تعريفك بكتابي (دلالة السياق) وعجبت من رأيك أني اعتمدت في جميع الأبواب على الفكر الغربي!، وهو رأي فيه تعميم نابع من تصفح الكتاب لاتفحص له وإلا فإني أزعم أني ذهبت بالسياق بنوعيه سياق النص وسياق الموقف إلى معالم في التراث ذات ثراء وسبق ينتفي معه الرأي الذي رأيت! وليس هنا مقام التفصيل لكنني أردت أن ألفت انتباه القراء الكرام إلى مراجعة الكتاب وعدم الارتهان إلى الأراء العامة.
لك الشكر أن نظمت كتابي فيما ذكرت من الرسائل ولعلي أشير إلى أن رسالة الدكتور عبد النعيم خليل وعنوانها " نظرية السياق بين القدماء والمحدثين" وقفت عليها مطبوعة،وكل ما اوردت من البحوث وقفت عليه سوى ما حمل الأرقام (1 - 4 - 7 - 12) وهناك كتب أخرى في السياق جديدة لعلي أفرغ للتواصل مع الملتقى ومع فضيلتك بشأنها.
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[02 Jun 2007, 08:56 ص]ـ
أخي الدكتور الكريم ردة الله الطلحي
أشكرك على مداخلتك وملاحظتك، وأفيدكم أولاً بأنني مدان لرسالتكم بالفضل حيث أفدت ونقلت منها في رسالتي الدكتوراه (السياق القرآني وأثره في التفسير)، لكن الذي لفت نظري ماذكرت وإن كنت أعتذر عن تعميم الحكم في جميع الأبواب،وإنما رأيت ذلك سمة ظاهرة في الرسالة. مع خالص تقديري لكم على مابذلتموه فيها من جهد كبير.
ـ[عبدالعزيز الطلحي]ــــــــ[06 Jun 2007, 10:43 م]ـ
أخي د. محمد الربيعة
بعد أن أحييك، أشكر لك لطف اعتذارك عن بعض رأيك، وليس ذلك بغريب على أهل القرآن، لك تقديري وأنتظر رأيا
من مثلك على بريدي الإلكتروني hnfr410@uqu.edu.sa ، لك تقديريواحترامي.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Aug 2008, 01:02 م]ـ
شكر الله لكم هذه الفوائد والأدب الجم.
وهنا تجد نسخة من رسالة الدكتور عبدالعزيز الطلحي (ردة الله الطلحي سابقاً) - وفقه الله - وغيرها من الرسائل عن السياق على هيئة PDF
http://www.dahsha.com/viewarticle.php?id=33542
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[21 Aug 2008, 04:55 م]ـ
ولدي أيضا كتاب بعنوان: (نظرية السياق: دراسة أصولية) للدكتور نجم الدين قادر كريم الزنكي، أستاذ زائر بجامعة ملايا - كوالالمبور
نشر دار الكتب العلمية.
الباب الأول: التعريف بنظرية السياق ووظيفته الدلالية
الفصل الأول- تعريف السياق بوصفه مصطلحا ونظريي
الفصل الثاني- الحاجة إلى السياق
الفصل الثالث- إرشادات السياق
الباب الثاني: السياق المقالي
الفصل الأول- طرق التوصل إلى السياق المقالي
الفصل الثاني- مستويات السياق المقالي
الباب الثالث: السياق المقامي
الفصل الأول- طرق التوصل إلى السياق المقامي
الفصل الثاني- مستويات السياق المقامي
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[24 Aug 2008, 04:20 م]ـ
وقد ناقشت رسالة دكتوراة في علم التفسير قبل سنتين كان عنوانها
السياق القرآني وأثره في الترجيح الدلالي/ جامعة اليرموك، للباحث
المثنى عبد الفتاح عمر
أشراف: أ. د. فضل عباس
وطبعت مؤخرا وسأعرف بها قريبا ان شاء الله
ـ[النجدية]ــــــــ[27 Aug 2008, 11:56 ص]ـ
بسم الله ...
بارك الرحمن بجهودكم!
فإن هذا الموضوع يستحق الاهتمام حقا!
هناك دراسات أخرى منها:
*العلاقات الدلالية في ضوء السياق، رسالة دكتوراة، إعداد: سويس البطمان، بإشراف: صلاح كزارة، جامعة حلب، سنة: (1995)
*وسائل الربط في القرآن خلال السياق، رسالة ماجستير، إعداد: رابحة محمد، بإشراف: يحيى علي أحمد، جامعة الكويت، سنة: (2000)
*السياق في كتب التفسير: الكشاف، وابن كثير نموذجا، رسالة ماجستير، إعداد: محمد المهدي رفاعي، بإشراف: مصطفى عثمان، جامعة حلب، سنة: (2004)
*ومن الكتب القيمة في هذا الموضوع: دلالة السياق منهج مأمون لتفسير القرآن الكريم، د. عبد الوهاب الحارثي، عمان، ط1، 1989
*وهناك كتاب وجدته نافعا جدا في هذا الباب: كتاب دلائل النظام، للفراهي الهندي، المكتبة الحميدية.
ـ[النجدية]ــــــــ[18 Sep 2008, 01:04 م]ـ
بسم الله ...
وإليكم كتاب آخر:
المناسبة في القرآن دراسة لغوية أسلوبية للعلاقة بين اللفظ والسياق اللغوي، للدكتور مصطفى شعبان عبد الحميد -كليةالآداب؛ جامعة الإسكندرية - المكتب الجامعي الحديث، سنة: 1428ه/2007م، الاسكندرية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد البدري]ــــــــ[19 Sep 2008, 02:25 ص]ـ
من الرسائل الجامعية وهي رسالة"ماجستير":
(الوحدة السياقية في الدراست القرآنية في القرن الثامن والتاسع الهجريين-دراسة بلاغية) للأستاذ: سامي العجلان.
بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام بالرياض، ولم تُطبع بعد.(/)
علم السياق القرآني (15) أبرز المفسرين عناية بالسياق [2]
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[18 May 2007, 10:59 م]ـ
خامساً: الرازي في تفسيره (مفاتيح الغيب)
الرازي يعتبر من أبرز المفسرين عناية بالسياق من جانب اهتمامه بالمناسبات والروابط ونظم الآيات. ومما يدل على عنايته بذلك قوله: "أكثر لطائف القرآن مودعة في الترتيبات والروابط" ([1]).
وتناوله لذلك ظاهر في بيان وجوه الربط بين الآيات في افتتاح كل آية، فتجده يقول: (ذكروا في اتصال هذه الآية بما قبلها وجوهاً) ([2])، ويقول في موضع آخر: (في كيفية النظم وجوه) ([3]).
وربما تجده يربط بين الآيات بربطها بموضوع واحد ويذكر الترتيب فيها، ومثال ذلك:
ماجاء في تفسيره لقوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًاوَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا} الآية. [البقرة 58]
قال: "اعلم أن هذا هو الإنعام الثامن، وهذه الآية معطوفة على النعم المتقدمة لأنه تعالى كما بين نعمه عليهم بأن ظلل لهم من الغمام وأنزل (عليهم) من المن والسلوى، وهو من النعم العاجلة أتبعه بنعمه عليهم في باب الدين حيث أمرهم بما يمحو ذنوبهم وبين لهم طريق المخلص مما استوجبوه من العقوبة" ([4]).
سادساً: أبو حيان في تفسيره (البحر المحيط)
يعتبر أبو حيان من أبرز المفسرين الذين عنوا بالسياق واعتبروه في تفسيرهم، ولعل سر ذلك هو بلوغ أبي حيان الرسوخ في علم اللغة والنحو والبلاغة. وقد جاء تفسيره حافلاً بالسياق في جوانب، منها: جانب ارتباط الآي بعضها ببعض، وجانب بيان أسرار التعبير، وجانب الترجيح.
فمن الأمثلة على عنايته بالسياق في جانب ارتباط الآية بعضها ببعض ونظمها في سلك واحد قوله في بداية سورة البقرة: "افتتح تعالى هذه السورة بوصف كلامه المبين، ثم بين أنه هدى لمؤمني هذه الأمة ومدحهم، ثم مدح من ساجلهم في الإيمان وتلاهم من مؤمني أهل الكتاب، وذكر ما هم عليه من الهدى في الحال ومن الظفر في المآل، ثم تلاهم بذكر أضدادهم المختوم على قلوبهم وأسماعهم المغطي أبصارهم الميؤوس من إيمانهم، وذكر ما أعد لهم من العذاب العظيم، ثم أتبع هؤلاء بأحوال المنافقين المخادعين المستهزئين وأخر ذكرهم وإن كانوا أسوأ أحوالاً من المشركين؛ لأنهم اتصفوا في الظاهر بصفات المؤمنين وفي الباطن بصفات الكافرين، فقدم الله ذكر المؤمنين، وثنّى بذكر أهل الشقاء الكافرين، وثلّث بذكر المنافقين الملحدين، وأمعن في ذكر مخازيهم فأنزل فيهم ثلاث عشرة آية، كل ذلك تقبيح لأحوالهم وتنبيه على مخازي أعمالهم، ثم لم يكتف بذكر ذلك حتى أبرز أحوالهم في سورة الأنفال، فكان ذلك أدعى للتنفير عما اجترحوه من قبيح الأفعال. فانظر إلى حسن هذا السياق الذي نوقل في ذروة الإحسان، وتمكن في براعة أقسام البديع وبلاغة معاني البيان" ([5]).
سابعاً: شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم.
يعتبر شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم من أبرز من اعتمد السياق في بيان كلام الله تعالى، وترجيح الأقوال اعتماداً عليه، وقد قررا ذلك ببيان أهمية السياق.
قال شيخ الإسلام: "فإن الدلالة في كل موضع بحسب سياقه، وما يحف به من القرائن اللفظية والحالية" ([7]).
وقال شيخ الإسلام: "ينظر في كل آية وحديث بخصوصه وسياقه، وما يبين معناه من القرائن والدلالات، فهذا أصل عظيم مهم نافع، في باب فهم الكتاب والسنة، والاستدلال بهما مطلقاً، ونافع في معرفة الاستدلال والاعتراض والجواب، وطرد الدليل ونقضه .. وفي سائر أدلة الخلق" ([8]).
فانظر كيف كان السياق عند ابن تيمية هو الأصل العظيم في فهم الكتاب والسنة، وفي كل العلوم أيّاً كانت، بل وفي جميع حجج الخلق واستدلالاتهم.
وقال ابن القيم: "فائدة إرشادات السياق: السياق يرشد إلى تبيين المجمل وتعيين المحتمل والقطع بعدم احتمال غير المراد وتخصيص العام وتقييد المطلق وتنوع الدلالة، وهذا من أعظم القرائن الدالة على مراد المتكلم فمن أهمله غلط في نظره وغالط في مناظرته فانظر إلى قوله تعالى: {ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} [الدخان 49] كيف تجد سياقه يدل على أنه الذليل الحقير" ([9]).
ثامناً: البقاعي في تفسيره (نظم الدرر في تناسب الآيات والسور).
(يُتْبَعُ)
(/)
يعتبر البقاعي من أبرز المفسرين عناية بالمناسبات، ولذا ألف تفسيره (نظم الدرر) معتمداً فيه على بيان المناسبات والروابط بين الآيات. وهو في ذلك كثيراً ما يعتمد السياق في بيان المناسبة والربط.
ومن أمثلة عنايته بالسياق في جانب الربط في المناسبة ما ذكره في قوله تعالى: +وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ" [الحجر87].
قال: "ولما ذكر صفة العلم بصيغة المبالغة، أتبعها ما آتاه في هذه الدار من مادة العلم بصيغة العظمة، فقال عطفاً على ما قدرته مما دل عليه السياق: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ} مما يدل على علمنا {سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي} وهي الفاتحة الجامعة على وجازتها جميع معاني القرآن" ([10]).
ومن عنايته بالسياق عنايته بإظهار وجه التعبير في الآيات اعتماداً على السياق، وأغراض السورة والآيات فيها. ففي تفسيره لقوله تعالى: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا} [البقرة:35].
قال في بيان معنى الآية ووجوه التعبير فيها: "ولما كان السياق هنا لمجرد بيان النعم استعطافاً إلى المؤالفة كان عطف الأكل بالواو في قوله: +وَكُلاَ مِنْهَا" كافياً في ذلك، وكان التصريح بالرغد الذي هو من أجل النعم عظيم الموقع فقال تعالى: {رغداً} أي واسعاً رافهاً طيباً هنيئاً .. بخلاف سياق الأعراف فإنه أريد منه مع التذكير بالنعم التعريف بزيادة التمكين، ... ثم المقصود من حكاية القصص في القرآن إنما هو المعاني فلا يضر اختلاف اللفظ إذا أدى جميع المعنى أو بعضه ولم يكن هناك مناقضة، فإن القصة كانت حين وقوعها بأوفى المعاني الواردة ثم إن الله تعالى يعبر لنا في كل سورة تذكر القصة فيها بما يناسب ذلك المقام في الألفاظ عما يليق من المعاني ويترك ما لا يقتضيه ذلك المقام، وسأبين ما يطلعني الله عليه من ذلك في مواضعه إن شاء الله تعالى" ([11]).
تاسعاً: ابن عاشور في تفسيره (التحرير والتنوير).
يعتبر ابن عاشور في المرتبة الثانية بعد ابن جرير في العناية بالسياق، وقد صرح بعنايته بالسياق واعتماده في تفسيره، فقال: "وقد اهتممت في تفسيري هذا ببيان وجوه الإعجاز، ونكت البلاغة العربية، وأساليب الاستعمال، واهتممت أيضاً ببيان تناسب اتصال الآي بعضها ببعض، وهو منزع جليل .. ولم أغادر سورة إلا بينت ما أحيط به من أغراضها لئلا يكون الناظر في تفسير القرآن مقصوراً على بيان مفرداته ومعاني جمله كأنها فقر متفرقة تصرف عن روعة انسجامه وتحجب عن روائع جماله" ([12]).
ولقد أبدع في إظهار أغراض الآيات إبداعاً لم أجد أحداً من المفسرين سبقه فيه، وهذا هو السياق بعينه. كما أبدع في الترجيح بالسياق كثيراً.
ومن الأمثلة الدالة على عنايته بالسياق واعتباره له في التفسير والترجيح:
ما جاء في تفسيره لقوله تعالى: {إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ} [يونس:7].
قال في بيان المراد بالغفلة في الآية: "والمراد بالغفلة: إهمال النظر في الآيات أصلاً، بقرينة المقام والسياق وبما تومىء إليه الصلة بالجملة الاسمية {هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ} الدالة على الدوام، وبتقديم المجرور في قوله تعالى: +عَنْ آيَاتِنَا" من كون غفلتهم غفلة عن آيات الله خاصة دون غيرها من الأشياء فليسوا من أهل الغفلة عنها مما يدل مجموعه على أن غفلتهم عن آيات الله دأب لهم وسجية، وأنهم يعتمدونها فتؤول إلى معنى الإعراض عن آيات الله وإباء النظر فيها عناداً ومكابرة. وليس المراد مَن تعرِض له الغفلة عن بعض الآيات في بعض الأوقات" ([13]).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يدلك على عظيم عنايته بالسياق ودقته في استخراجه أنه يجادل أهل البلاغة الذين هم أكثر الناس علماً بالسياق، فتراه ينتقد الزمخشري في ذلك فيقول في بيان المراد بالصبغة وموقعها الإعرابي في قوله تعالى: {صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً} [البقرة 138] "هذا متصل بالقول المأمور به في {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ} [البقرة 136]، وما بينها اعتراض كما علمت، والمعنى: آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل على الأنبياء من قبل إيماناً صبغة الله .... وانتصابه على أنه مفعول مطلق نائب عن عامله أي صبغنا صبغة الله، أو منصوباً وصفاً لمصدر محذوف دل عليه فعل {آمَنَّا بِاللّهِ} والتقدير: آمنا إيماناً صبغة الله، وهذا هو الوجه الملائم لإطلاق صبغة على وجه المشاكلة، وما ادعاه صاحب «الكشاف» من أنه يفضي إلى تفكيك النظم تهويل لا يعبأ به في الكلام البليغ؛ لأن التئام المعاني والسياق يدفع التفكك" ([14]).
عاشراً: أصحاب المدرسة العقلية:
يعتبر أصحاب المدرسة العقلية من أبرز من اعتمد السياق في التفسير وجعله حجة على غيره.
ويؤكد ذلك صاحب المنار فيقول: "وأن أفضل قرينة تقوم على حقيقة معنى اللفظ؛ موافقته لما سبق له من القول، واتفاقه مع جملة المعنى، وائتلافه مع القصد الذي جاء له الكتاب بجملته" ([15]).
ومما يؤكد عناية هذه المدرسة بالسياق أنه قد كتبت دراسة مستقلة عن عناية المدرسة بالسياق، وهي بعنوان: (السياق القرآني وأثره في تفسير المدرسة العقلية الحديثة) للدكتور سعيد الشهري، وقد أبرز فيها منهجهم من حيث عنايتهم بالسياق، وقرر ذلك بالأمثلة المستفيضة.
ومن أهم ما خرج به من النتائج بيان ما وقع فيه أصحاب هذه المدرسة من خطأ في الاستدلال بالسياق، من جهة لويهم للسياق على حسب ما يتوافق مع منهجهم العقلي. فقال في خاتمة رسالته: "قرر رجال المدرسة العقلية قواعد السياق تقريراً نظرياً فأجادوا وأحسنوا، لكنهم نقضوا ذلك حينما تصادمت مع أفكارهم وعقولهم - ويقول - إن السبب الرئيس في اضطراب رواد هذه المدرسة العقلية، هو تقديس العقل، وإبطال أو تأويل ما خالفه، سواء كان من الكتاب أو من السنة" ([16]).
ويقول صاحب رسالة السياق القرآني وأثره في الكشف عن المعاني: "لقي السياق من مدرسة المنار عناية خاصة، فقد فتحت له الباب على مصراعيه، وقدمته على غيره من قرائن التفسير، ووسعت دائرة الاستعانة به لأسباب كثيرة تتناسب مع توجهات المدرسة بعامة، لعل من أبرزها أن التفسير بالمأثور لم يكن أكثره محل ثقة المدرسة حتى الأحاديث النبوية منه، وهذا يأذن لهم بالإعراض عن تفسير السابقين بخاصة المأثور منه، وفي هذا يقول الأستاذ محمد عبده ([17]) (لا حاجة لنا في فهم كتاب الله إلى غير ما يدل عليه بأسلوبه الفصيح) " ([18]).
والحق أن سبب اضطراب المدرسة ليس هو تقديم السياق على غيره من القرائن، وإنما هو بسبب إغفال جوانب رئيسة منها الأحوال التي نزلت فيها الآية ومن أهمها أسباب النزول فإنهم ردوا كثيراً منها، مما جعلهم يجانبون الصواب في تحديد السياق.
ومن أمثلة خللهم في الاستدلال بالسياق تفسيرهم لقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ .. } [البقرة 243] فقد فسروا الموت بالتيه والصغار وزوال عزهم، وفسروا الحياة بالخروج من التيه، وعودة العزة والكرامة لهم. واعتمدوا في تفسيرهم هذا على السياق، وهو أن السياق في الحث على الجهاد والتحريض عليه، وليس في مقام الحديث عن البعث والنشور ([19]).
وحسبنا دليلاً على بطلان هذا التفسير أنه مخالف لما أجمع عليه المفسرون، فضلاً عن أن السياق في الآية ملتئم تماماً مع تفسير الحياة والموت على الحقيقة؛ لأن السياق في تحذير المؤمنين من ترك الجهاد خوف الموت، وقد نصت الآية على خروجهم من ديارهم حذر الموت، لما دعوا للقتال، فأماتهم الله ليبين لهم أن الحذر لا يغنيهم. وما دفع أصحاب المدرسة العقلية إلى تجاهل المعنى الحقيقي مع وضوحه في السياق إلا التفسير العقلي.
الحادي عشر: سيد قطب في (في ظلال القرآن).
سيد قطب من أبرز المفسرين الذي جعلوا السياق عمدة التفسير، وقد اعتمده في بيان السياق العام للسورة الذي يمثل غرض السورة ومحورها الأساس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقرر بنفسه المنهج فيقول: "إن كل سورة من سور القرآن ذات شخصية متفردة، وذات ملامح متميزة، وذات منهج خاص، وذات أسلوب معين، وذات مجال متخصص في علاج هذا الموضوع الواحد، وهذه القضية الكبرى، إنها كلها تتجمع على الموضوع والغاية" ([20]).
ومن أمثل عنايته بمحور السورة العام وتتابعه وربطه بسياقها قوله في سورة الكهف": محور السورة هو تصحيح العقيدة. وتصحيح منهج الفكر والنظر. وتصحيح القيم بميزان العقيدة. ويسير سياق السورة حول هذه الموضوعات الرئيسية في أشواط متتابعة" ([21]).
ويقول أيضاً في سورة النحل مبيناً مناسبة التعبير بقوله تعالى: {أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ} [النحل: 2] لسياق السورة: "معظم سياق السورة يدور حول المكذبين والمشركين والجاحدين لنعمة الله، والمحرمين ما أحله الله، والناقضين لعهد الله، والمرتدين عن الإيمان، ومن ثم يكون إظهار الإنذار أليق في هذا السياق. وتكون الدعوة إلى التقوى والحذر والخوف أولى في هذا المقام" ([22]).
فنجد أنه بين مناسبة التعبير استدلالاً بمناسبته لسياق السورة.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) ((مفاتيح الغيب)) (5/ 345).
([2]) انظر: ((مفاتيح الغيب)) (3/ 255).
([3]) انظر: ((مفاتيح الغيب)) (4/ 10).
([4]) ((مفاتيح الغيب)) (2/ 118).
([5]) ((البحر المحيط)) (1/ 107).
([6]) ((البحر المحيط)) (4/ 75).
([7]) ((مجموع الفتاوى)) (6/ 14).
([8]) ((مجموع الفتاوى)) (6/ 18).
([9]) ((بدائع الفوائد)) (4/ 9).
([10]) ((نظم الدرر)) (4/ 428).
([11]) ((نظم الدرر)) (1/ 68).
([12]) ((مقدمة التحرير والتنوير)) (1/ 8).
([13]) ((التحرير والتنوير)) (6/ 430).
([14]) ((التحرير والتنوير)) (1/ 500).
([15]) انظر: دلالة السياق منهج مأمول لتفسير القرآن ص91.
([16]) ((السياق القرآني وأثره في تفسير المدرسة العقلية)) (ص428).
([18]) ((السياق القرآني وأثره في الكشف عن المعاني)) (ص32).
([19]) انظر: ((تفسير المنار)) (2/ 456).
([20]) ((في ظلال القرآن)) (3/ 1243).
([21]) ((في ظلال القرآن)) (5/ 52).
([22]) ((في ظلال القرآن)) (4/ 454).
ـ[مرهف]ــــــــ[19 May 2007, 02:58 م]ـ
سلمت يداك أخانا الدكتور محمد وهذا علم مهم جداً للمشتغلين في هذا الاختصاص والكتابات فيه قليلة بالنسبة لأهميته والتنظير مما كتب فيه أكثر من التطبيق، خاصة إذا علمنا أن الشيعة مثلاً لا يعتبرون دلالة السياق كما هو ظاهر من عملهم ويلبسون على الناس تفسير الآيات بسبب ذلك كاستدلالهم على زواج المتعة بآية النساء مع أن سياقها لا يدل على ذلك.
ـ[العامر]ــــــــ[24 May 2007, 02:26 ص]ـ
الله يعطيك العافية ..
اطلعت في معرض الكتاب بالرياض الاخير كتاب بعنوان ((مصحف التناسب بين الايات)) العنوان والفكرة رائع جداً لكن التنفيذ وجدته سيء لدرجة انه يمر 10 صفحات ... ثم يذكر المناسبة لاحدى الايات بالاية السابقة ....
نتمنى ان تتكاتف الجهود لاخراج .. التناسب في جميع سور القران الكريم بلا تكلف ... على ان ذلك يكون ذلك في كتاب مختصر.
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[28 May 2007, 10:37 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا يا شيخي الحبيب
لتسليط الضوء على السياق الرباني المعجز
/////////////////////////////////////////////////(/)
من علماء العربية أحمد حسن أحمد كحيل بقلم تلميذه تركي بن سهو العتيبي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 May 2007, 08:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا بحث مطول لأستاذي الجليل أبي عمر الأستاذ الدكتور تركي بن سهو العتيي (*) حفظه الله وزاده هدى وتوفيقاً، كتبه عن أستاذه الأستاذ الدكتور أحمد بن حسن بن أحمد كحيل رحمه الله وغفر له، وهو أحد النحويين المتأخرين الذين تلقى عنهم الدكتور تركي علم النحو في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام بالرياض، وللأستاذ الدكتور أحمد حسن كحيل دراسة نحوية لسورة الرحمن كاملة ضمن كتابه (دراسات عربية في اللغة والدين والأدب)، وعني في هذه الدراسة بأمرين:
الأول: التطور اللغوي للمفردات.
والثاني: القراءات المختلفة وتوجيهها.
وقد أثنى عليه الدكتور تركي بن سهو كثيراً ولم أطلع عليه.
وقد استأذنت الدكتور تركي في نشر البحث على صفحات ملتقى أهل التفسير فوافق مشكوراً، فجزاه الله خيراً. ولعل في هذا البحث تعريفاً بشيخ من شيوخ العربية لمن لم يكن يعرفه رحمه الله.
الرياض في 2/ 5/1428هـ
من علماء العربية
أحمد حسن أحمد كحيل
1329هـ-1420هـ
بقلم
تركي بن سهو بن نزال العتيبي
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصلاةُ والسَّلامُ على خيرِ المرسلينَ، أمَّا بعدُ:
فقد رغبَ إليَّ عددٌ من الزملاء الذين اطلعوا على ما كتبته عن أستاذي الشيخِ محمدِ عبدِالخالقِ عضيمة – رحمه الله تعالى – أن أكتبَ عن العالم الجليلِ الأستاذِ الدكتور أحمد حسن كحيل، وقد كانت علاقتي بالدكتور كحيل علاقة التلميذ بأستاذه عرفته عن قرب، ووقفت على كثير من صفاته الحميدة، وقوة شخصيته، وغزارة علمه؛ وله جهود كبيرة في الدراسات العليا والإشراف على الرسائل ومناقشتها، أما جهوده في التأليف والتصنيف فقد كانت قليلة، وربما ظن ظانٌّ أنها لا تكفي للكتابة العلمية التي تفي بحقِّ الرجل ومكانته العلمية.
وبعد مدَّةٍ ليست بالطويلة بعد كتابتي عن الشيخ عضيمة طرأ أمران؛ كلٌّ واحد منهما يكفي أن يكون باعثاً على الكتابة، أما أولهما: فمهاتفة رقيقة من الأستاذ الدكتور حسن شاذلي فرهود، حدثني عما كتبته عن الشيخ عضيمة، وطلب مني أن أكتب عن د. أحمد كحيل، وذكر ما يدعو إلى ذلك.
أما ثانيهما: فمناسبة لا تقل أهمية عن اتصال الدكتور حسن شاذلي فرهود، إذ زرت القاهرة بتاريخ 8/ 6/1427هـ؛ لحضور مناسبتين علميتين فيها، وكنت في مكتب الزميل الفاضل الأستاذ الدكتور شعبان صلاح وكيل كلية دار العلوم فإذا بالأستاذ الدكتور محمد عبدالعزيز عبدالدايم – أدام الله توفيقه – يخبرني أنهم سوف يصدرون كتاباً يجمعون فيه بحوثاً مهداة إلى أخي الأستاذ الدكتور علي أبو المكارم، وهي مناسبة رائعة؛ تستحق التقدير، وهي من دواعي هذا العمل لأن أول رسالة اشترك في مناقشتها د. علي أبو المكارم في جامعة الإمام هي رسالة دكتوراه بإشراف الدكتور كحيل، واجتمع الرجلان في لجنة واحدة مساء يوم 24/ 8/ 1407هـ، ونال د. علي كعادته إعجاب جميع الحاضرين.
ورغب إلي د. محمد عبدالدايم أن أسهم في هذا الكتاب فاهتبلتها فرصة؛ تقديراً لمن مضى وحفظاً لحقٍّ من بقي، أكتب عن الأول وأهديه للثاني، فلهما مني التقدير والمودة والوفاء، ولكل من كان دافعاً إلى الوفاء في وقت بحمد الله يكثر فيه الأوفياء.
لقد كان للأستاذ الدكتور أحمد كحيل مكانته العلمية، وجهوده الكبيرة في التعليم، وريادته في الكتابة عن نحو الأندلس، وندرة ما كتب عنه، هذه الأمور كلها مجتمعة كانت وراء هذا العمل.
أما هذا العمل فقد قسمته أربعة مباحث تتلو هذه المقدمة وهي:
المبحث الأول: اسمه ونسبه وحياته الاجتماعية:
ذكرت فيه اسمه، وأشرت إلى اتصال نسبه بالحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما، وذكرت سنة ولادته وزواجه من ابنة شيخه عيسى منُّون، وعن أولاده ودراسته، وتدرجه الوظيفي وشيوخه وصفاته، ورحلاته، ووفاته.
المبحث الثاني: مؤلفاته:
تحدثت فيه عن أعماله العلمية التي ألفها، وهي أربعة أعمال، وله ثلاث مقالات منشورة في مجلات علمية.
المبحث الثالث: اختياراته النحوية والتصريفية:
وقفت على مادة لهذا المبحث تدل على شخصية علمية كبيرة، وتدل على علم كبير، ولذا قسمت الاختيارات أربعة أقسام، هي:
(يُتْبَعُ)
(/)
القسم الأول: اختياراته التصريفية.
القسم الثاني: موقفه من سيبويه تأييداً أو اعتراضاً أو إيراداً دون تعليق منه.
القسم الثالث: موقفه من قرارات مجمع اللغة العربية في القاهرة التي رأى الأخذ بها سبيلاً من سبل التيسير في اللغة واستعمالها.
القسم الرابع: موقفه من بعض المستشرقين، وأعني به برجشترسر رداًّ عليه في مواضع كثيرة، أو قبولاً لما يقوله، أو تأصيلاً لما قاله برجشتراسر.
المبحث الرابع: جهود د. كحيل في الدراسات العليا:
عرضت فيه عرضاً سريعاً ومختصراً للرسائل التي أشرف عليها أو ناقشها، في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية؛ لكونها محصورة ومدونة.
وأردفت ذلك بخاتمة مختصرة، وأخيراً أشكر الله سبحانه وتعالى الذي هيأ لي تدوين مآثر وأستاذي العالم الرائد د. أحمد كحيل.
فجزى الله عنِّي كلَّ من كان سبباً لهذا العمل أو دافعاً أو قارئاً وناقداً كلَّ خيرٍ، وأجزل لهم الأجر والمثوبة.
وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين، وصلَّى اللهُ على سيِّدِنا ونبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِه وصحبِه وسلَّمَ.
المبحث الأول: اسمه ونسبه وحياته الاجتماعية.
اسمه:
هو الأستاذُ الدكتورُ / أحمد حسن أحمد كحيل، وبه عرف، ينتهي نسبه إلى الحسين بن علي ([1]) رضي الله تعالى عنهما، فهو قرشيٌّ هاشميٌّ.
أما اسمه على عنوان رسالته للدكتوراه فهو أحمد حسن أبو كحيل ([2]).
مولدُه:
أشارَت الأوراقُ الرسميَّةُ إلى أنَّ الدكتور أحمد حسن كحيل ولدَ في تاريخِ 25/ 12 /1329هـ الموافق 16/ 2/1911م، في قريةِ (تَلْبَنْت قيصر) مركز طنطا محافظة الغربية ([3]).
حياته الاجتماعية وأولاده:
درس د. كحيل في الأزهر، وتزوج زكية عيسى منّون في منتصف عام 1946م ([4])، وهي ابنة شيخه عيسى منُّون ([5]) الذي كان يدرِّسُ في الأزهر، كما كان شيخاً لرواق الشام فيه، وهو فلسطينيٌّ من نابلس، توفي عام 1379هـ.
وقد أنجبت للشيخ أولاده الخمسة، وتوفيت عام 1398هـ الموافق 1978م.
للدكتور أحمد كحيل ثلاثة أبناء وبنتان؛ وهم:
1 - محمد، وبه يكنى، عمل مديراً عاماًّ بمصانع الصلب والحديد حتى إحالته على التقاعد.
2 - الأستاذ الدكتور محمود؛ ويعمل أستاذاً في كلية الصيدلة بجامعة القاهرة.
3 - د. عبدالرحمن، ويعمل طبيباً، وهو الآن استشاريُّ أطفالٍ.
4 - د. أسماء وهي الآن على درجة (مدرس) في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة.
5 - درية، وتعمل مديرةً عامة بالجهاز المركزي للتنظيم والإدارة.
وأكبرهم أسماء، ويأتي بعدها محمد، ثم درّية ومحمود وعبدالرحمن.
دراسته:
حصل على الشهادة الجامعية من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر سنة 1938م
حصل على شهادة الماجستير عام 1942م.
حصل على شهادة العالمية العالية (الدكتوراه) 18/ 12/1944م ([6]).
التدرج الوظيفي:
عمل مدرِّساً في المعهد الديني الأزهري في إحدى القرى التابعة لمركز ناصر في محافظة بني سويف حتى حصوله على الدكتوراه.
عين بعد حصوله على الدكتوراه مدرساً في كلية اللغة العربية في الأزهر ابتداء من تاريخ 19/ 12/1944م ([7]).
رقِّيَ إلى درجة أستاذ في قسم اللغويات في كلية اللغة العربية (تخصص النحو والصرف) بتاريخ 14/ 6/1966م ([8]).
عمل أستاذاً في القسم ثم رئيساً له حتى تعاقده مع جامعة الإمام محمد بن سعود في رحلته الثالثة إلى السعودية.
شيوخُه:
قالَ د. أحمد كحيل – رحمَه الله تعالى – في مقالته التي كتبها عن الشيخ محمد عبد الخالق عضيمة وهو يحكي حالهما معاً عند التحاقهما بكلية اللغة اللعربية بجامعة الأزهر: " والتحقَ بكليةِ اللغةِ العربيةِ، وكانَ يحاضرُ في الكليةِ صفوةٌ من العلماءِ المبرِّزينَ في اللغةِ، مثلُ الشيخِ إبراهيمَ الجبالي، والشيخِ سليمان نوار والشيخِ محمَّد محيي الدّينِ والأستاذِ أحمد نجاتي والأستاذِ عليِّ الجارم، والدكتورِ عبدِالوهاب عزّام، فتلقَّى العلمَ عن هؤلاءِ الصفوةِ في النحوِ والصرفِ والأدبِ والتاريخِ " ([9])، كما تلقى العلم عن شيخه ووالد زوجته عيسى منّون.
هؤلاء هم أبرز الشيوخ الذين تلقى عنهم الأستاذان د. عضيمة ود. كحيل علومهما في مرحلة الدراسة الجامعية، وترقيا في التعلم في هذه الكلية حتى حصلا على شهادة الدكتوراه.
صفاته:
(يُتْبَعُ)
(/)
اتسمَ الشيخُ كحيل – رحمه الله تعالى – بسمات كثيرة من أهمها:
- حرصه على العلم الشرعي، وتمكنه منه، فقد دأب على فتح منزله كل يوم جمعة بعد الصلاة، ليأتيه عدد من طلاب العلم، وبعض الأساتذة المصريين، فيبدأ اللقاء بتلاوة القرآن الكريم، وتقويم قراءة الجميع، ويرد عليهم الشيخ من حفظه تلاوة وتجويداً، بعد هذا يعلق الشيخ على بعض القراءات التي وردت في الآيات التي قرئت، ويبين الأحكام التي مرت، وتبدأ الأسئلة في مختلف علوم الشريعة واللغة.
ولا أدل على تمكنه من العلم الشرعي أنه في تعاقده الأول للعمل في ثانوية طيبة بالمدينة المنورة اختارته لجنة الاختبارات عضواً للامتحان الشفوي لمقررات الشريعة بقرار من مدير المعارف آنذاك محمد بن مانع – رحمه الله -، وستأتي الإشارة إليه عند الحديث عن عمله في المدينة المنورة.
وكانت تحال إليه أعمال علمية في تخصص التفسير على وجه الخصوص لتقويمها، والنظر أحياناً في ترقيات أصحابها.
ومن سماته الكرم وحسن الضيافة، فقد كان لا يتوانى عن دعوة المتعاقدين الجدد، ويرحب بهم، ويعرض عليهم خدماته، والإقامة عنده حتى يجدوا سكناً، وكان – رحمه الله – كريماً شهماً.
ومن سماته أيضاً الجد والصرامة في الحق، وعدم اللين فيه أو التراجع عنه.
وكانت شخصيته مهيبة، ومحببة من القلوب، فيه تقوى وورع – أحسبه كذلك، ولا أزكي على الله أحداً - ويقبل الشفاعة عنده، أو يشفع عند غيره عند الحاجة، ولا يتردد في ذلك، ويكثر من ترداد: الخلق عيال الله فأحبهم إليه أنفعهم لعياله.
وكانت له مواقف كثيرة، تستحق التدوين والإشادة، ومن أبرزها صحبته للشيخ عضيمة صحبة نادرة في هذا الزمان، وكان الشيخ يصير إليه في كل أموره حتى الشخصية الدقيقة منها، وهو الذي نقل إليَّ خبر وفاة الشيخ رحمهما الله تعالى في اليوم نفسه، وكان يوماً صعباً على الدكتور كحيل.
ومنها حرصه على طلابه الذين يشرف عليهم، وعنايته بهم وتوجيههم في حياتهم العلمية والعملية ([10])، لا يألو جهداً ولا يدخر وسعاً.
رحلاتُه:
لم أقف على رحلات للدكتور كحيل إلى غير السعودية، وكانت جميع رحلاته إلى السعودية لغرض العمل في مجال التدريس في أوقات مختلفة بين المدينة المنورة والرياض، والذي وقفت عليه من هذه الرحلات هي:
الرحلة الأولى: إلى المدينة المنورة للتدريس في ثانوية طيبة:
بدأت الدراسة في ثانوية طيبة يوم الثلاثاء 12/ من شهر ذي القعدة / 1362هـ، بالأساتذة الموجودين من السعوديين بفصلين دراسيين، وسعت إدارة الثانوية ومعتمدية تعليم المدينة المنورة إلى التعاقد مع أساتذة من مصر، وجاء عدد منهم، في السنوات الأولى من بداية العمل في الثانوية، وكان من الرواد الأوائل الذين باشروا التدريس في هذه الثانوية د. أحمد حسن كحيل.
تعاقدت مديرية المعارف آنذاك مع الشيخ أحمد كحيل، وباشر العمل في ثانوية طيبة بتاريخ 27/ 12/1367هـ، وكان اسمه – رحمه الله تعالى – مدرجاً ضمن أساتذة المدرسة حتى عام 1372هـ، ودرَّس في هذه الثانوية خمس سنوات (أستاذ ثانوي) كذا ورد في سجلات هذه المدرسة ([11]).
أسهم د. كحيل إسهاماً كبيراً في التعليم، وعمل في لجان الامتحان عضواً لامتحان المقررات الشرعية ([12]). وهذه سمة من سمات الشيخ كحيل – رحمه الله تعالى – أعني عنايته بالعلم الشرعي، وتمكنه منه.
الرحلة الثانية: إلى الرياض.
أما رحلته الثانية فكانت للعمل في كلية الشريعة في الرياض التابعة للرئاسة العامة للكليات والمعاهد العلمية بتاريخ 5/ 7/1388هـ ([13]) , وهي التعاقد الأول له مع جامعة الإمام في وقت كانت إدارة للكليات والمعاهد العلمية، وبقي في الكلية يدرس ويشترك في لجان الامتحانات النهائية، بتكليف من نائب الرئيس العام للكليات والمعاهد العلمية حتى تاريخ 11/ 7/1391هـ، وانتهى عقده بناء على طلبه.
الرحلة الثالثة: إلى الرياض أيضاً:
(يُتْبَعُ)
(/)
تم التعاقد مع د. كحيل مرة ثانية لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بتاريخ 22/ 7/1394هـ، واستمر في الجامعة يدرس النحو في مرحلة البكالوريوس، والسنة التمهيدية في مرحلة الماجستير حتى نهاية عقده بتاريخ 12/ 11/1406هـ، وأشرف على عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه، كما شارك في مناقشة عدد آخر منها، وكانت مدة العقد الأخير أكثر من اثني عشر عاماً، قضاها كلها في التعليم والإشراف ومناقشة الرسائل وتقويم الأعمال العلمية، واتسمت هذه المرحلة بإنتاج علميٍّ غزيرٍ في مجال الدراسات العليا، وأشرف على عددٍ غيرِ قليلٍ من الرسائل.
وفاته:
انتقل د. أحمد حسن كحيل إلى رحمة الله يوم الأحد 20/ 8/1420هـ الموافق 28/ 11/1999م، عن عمرٍ ناهز تسعين عاماً. ودفن في مقابر الإمام الشافعي بالقاهرة.
بقية البحث في ملف Microsoft Word في المرفقات
------------الحواشي ----------------------
(*) سبق التعريف بالأستاذ الدكتور تركي بن سهو العتيبي في بحثه الذي نشره في الملتقى بعنوان العلامة محمد عبدالخالق عضيمة وكتابه دراسات لأسلوب القرآن بقلم تلميذه د. تركي العتيبي ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6717) .
([1]) كما أفادنيه ابنه د. عبدالرحمن، بناء على سلسلة النسب الموجودة عندهم، والتي تنتهي بنسبهم إلى الحسين، كما قد سمعت هذا عدة مرات من عددٍ من الزملاء الأساتذة الأزهريين، الذين يذكرون أن د. كحيل هاشمي النسب.
([2]) كذا على غلاف الرسالة، وجاء في ثلاثة مواضع داخل الرسالة: أحمد حسن كحيل.
([3]) سيرته بخط يده في ملفه للتعاقد في جامعة الإمام.
([4]) انظر إشارة د. كحيل إلى زواجه في مقالته عن الشيخ عضيمة قال: "ومضى علينا خمس سنوات حتى كانت سنة ألف وتسعمائة وست وأربعين فتزوجتُ في منتصف هذا العام، وتركت له المنزل آسفاً " مجلة كلية اللغة العربية العددان الثالث عشر والرابع عشر 755. .
([5]) انظر ترجمة الشيخ عيسى منُّون في الأعلام 5/ 109.
([6]) اعتمدت هذه التواريخ بناء على استمارة المعلومات التي دوّنها د. أحمد كحيل بخطه عند تقديمها للتعاقد مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
([7]) بناء على الوثيقة المصدَّقة من عميد كلية اللغة العربية في الأزهر، بتاريخ 15/ 7/1974م.
([8]) انظر الوثيقة السابقة.
([9]) مجلة كلية اللغة العربية العددان الثالث عشر والرابع عشر 753.
([10]) مما يذكر هنا ما سجله الزميل د. عبدالرحمن العمار بخطه أن للدكتور كحيل فضلاً في توجيهه، وقد تلقى عنه نصيحتين ثمينتين، فكتب لي ما نصه: " بعد تعييني معيداً في كلية اللغة العربية في 14/ 9/1399هـ اخترت للتدريس في الصيف في دولة الفلبين وكنت وقتها أبحث عن موضوع للماجستير وكان ممن استشرتهم فضيلة الشيخ الدكتور أحمد حسن كحيل، ولما علم بذهابي إلى الفلبين قال لي: يا ابني عبدالرحمن: اترك الذهاب إلى خارج المملكة حتى تحصل على الدكتوراه؛ لأن ذهابك سيضعف نشاطك، ويقلل من عزمك على مواصلة الدراسة، فقلت له: إن مدة السفر شهران فقط، فابتسم وقال: لا بأس "، وكتب عن النصيحة الثانية: " عندما تولى – رحمه الله – الإشراف على رسالتي في مرحلة الماجستير، كان نعم المشرف؛ أذهب إليه في سكنه في مواعيد محددة بمسائل مشكلة فأخرج وقد رفع الإشكال وزال الإبهام.
جئته يوماً لأخبره بأن الله رزقني بنتاً فبارك ودعا لي ولها، ثم قال: يا ابني عبدالرحمن: احمد الله واعلم أن الرزق يأتي مع الولد، وأول ذلك تيسير أمرك في رسالتك، وأنا يا بني كلما رزقت بولد جاءتني ترقية، وما ذاك إلا بفضل الله ثم بقدوم الولد ". ومثل هذا مرَّ عليَّ مع أستاذي الشيخ محمد عبدالخالق عضيمة رحمه الله تعالى.
([11]) انظر: المصدر السابق 523.
([12]) انظر: المصدر السابق 327، لجنة امتحان شهادة الثقافة لعام 1370هـ.
([13]) اعتمد في هذه التواريخ وجميع التواريخ اللاحقة على صورة العقود الموقعة معه في ملفه في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والمحفوظ في شؤون المتعاقدين، وبناء على طلب مني صورت لي هذه العقود، لضبط هذه التواريخ.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[19 May 2007, 01:13 م]ـ
الأستاذ الدكتور تركي بن سهو العتيبي، مثل رائع من أمثال الوفاء،
ومنذ كتب عن شيخه محمد عبد الخالق عضيمة، والناس يقدرون له قوله في شيخه،
وإنصافه الجميل في عالم ينسى فيه الابن صنيع أبيه ومعلميه،
فجعلها بذلك سنة باقية - إن شاء الله - في أجيال طلاب العلم،
وإني إذ أشكر لأخي الدكتور تركي هذه الأريحية الوفائية لأدعو الله أن ينفع بعلمه ويجعله قدوة صالحة،
ويبارك له في علمه وعمره وذريته،
آمين.
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[19 May 2007, 02:49 م]ـ
بارك الله فيك ياشيخ عبدالرحمن وفي الشيخ تركي على نشر سير مثل هؤلاء النجباء الذين لايعرفهم الكثير إلا مجرد الأسماء.
كم في سيرهم من شحذ للهمم.
ليت مثل هذا العمل يستمر ياشيخ عبدالرحمن وفقك الله فلا تحرمنا وفقك الله مثل هذا العمل ولو بعد حين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[25 May 2007, 08:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا، وبارك الله فيكم.
سيرة مباركة عطرة، رحم الله هؤلاء الأعلام ... وغفر لهم.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[26 May 2007, 05:31 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، وبارك الله فيكم
وغفر لكم ولمشايخكم
وليت مثل هذه التراجم للمعاصرين
تتستمر ..
وليت كل من تتلمذ على علم منهم
أو عرفه معرفة خاصة
يسجل لنا ذلك
ولو بإيجاز
وشكرا
ـ[يسري خضر]ــــــــ[27 May 2007, 12:00 م]ـ
بارك الله في الدكتور الكريم تركي بن سهو العتيبي وجزاه خير الجزاء فا لدكتور كحيل رحمه الله من قرية علي مقربة مني ولم أكن أعلم أنه منها، وأضم رغبتي إلى رغبة الدكتور مروان الظفيري
وليت مثل هذه التراجم للمعاصرين تتستمر ..
وليت كل من تتلمذ على علم منهم أو عرفه معرفة خاصة يسجل لنا ذلك ولو بإيجاز
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Jun 2007, 09:50 ص]ـ
جزاكم الله خيراً، وبارك في علمكم.
الأستاذ الدكتور تركي العتيبي حفظه الله ورعاه ينوي مواصلة الكتابة حول جوانب من حياة شيخيه رحمهما الله كالتحقيق عند الدكتور عضيمة، وإعراب القرآن عند الدكتور أحمد كحيل، ولعله بإذن الله يفرغ لذلك ويفرغ منه قريباً جزاه الله خيراً.
في 25/ 5/1428هـ
ـ[محمد ضياء الدين خليل]ــــــــ[24 Sep 2008, 05:44 م]ـ
بارك الله في الدكتور تركي وجزاه الله خيرا(/)
مناقشة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله فيما ذهب إليه من الفرق بين القرآن والحديث القدسي
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[19 May 2007, 05:34 م]ـ
أيها الأخوة الكرام: أطرح بين يديكم مناقشة لرأي الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الفرق بين القرآن والحديث القدسي خاصة مسألةأن لفظ الحديث القدسي من الرسول صلى الله عليه وسلم , وهو الرأي السائد والمنتشر في أكثر كتب علوم القرآن ومصطلح الحديث قصدت منه بيان ما توصلت إليه , وسماع آراء بقية إخواننا إما بذكر ما يمكن ذكره في تقوية ما ذهبت إليه أو تضعيفه سدد الله على الخير خطاكم , فأقول مستعيناً بالله:
القرآن هو كلامُ الله المنزَّلُ على محمّد ? المُتَعَبَّدُ بتلاوتِه. ()
والقُدْسِيُّ نسبةٌ إلى: القُدُسْ، وهي نسبةٌ تدلُّ على التعظيم؛ لأنّ مادّةَ الكلمةِ دالَّةٌ على التنزيهِ والتطهيرِ في اللغةِ ()، ويُسمَّى: الحديث الإلهيُّ؛ نسبةً إلى الإله المعبودِ، ويُسمَّى: الحديث الربانيُّ؛ نِسْبَةً إلى الرَّبِّ.
وعرّفه الشيخُ ابن عثيمين رحمه الله بقوله:"ما رواه النبيُّ ? عن ربِّهِ تعالى، ويُسمَّى أيضًا: الحديث الربّانيّ، والحديث الإلهيّ ". ()
وقد ذكر الشيخُ ابن عثيمين رحمه الله الفَرْقَ بينَ القرآنِ والحديثِ القُدْسِيِّ في مَواضعَ متعدّدةً مِن كُتُبِهِ فقال:" وقد اختلفَ العلماءُ رحمهم الله في لَفْظِ الحديثِ القُدْسيِّ: هل هو مِن كلامِ الله تعالى أو أنّ الله تعالى أَوْحَى إلى رسولِه ? مَعْنَاه؛واللفظُ لَفْظُ رسولِ الله ?؟ على قولينِ:
القول الأول: إنّ الحديثَ القُدْسيَّ مِن عند الله لَفْظُهُ ومعناهُ، لأنّ النبيَّ ? أضافهُ إلى الله تعالى، ومِن المعلومِ أنّ الأصلَ في القولِ المضافِ أنْ يكونَ بِلَفْظِ قائِله لا ناقلِه، لا سيَّمَا أنّ النبيَّ ? أقوى الناسِ أمانةً وأوثقهم روايةً.
القول الثاني: إنّ الحديث َ القُدْسِيَّ معناه مِن عند الله،ولفظهُ لفْظُ النبيِّ ?، وذلكَ لوجهين: الوجه الأول: لو كانَ الحديث القُدْسِيُّ مِن عند الله لفظًا ومعنىً؛ لكانَ أعلى سندًا مِن القرآنِ؛ لأنّ النبيَّ ? يرويه عن رَبِّهِ تعالى بدونِ واسطةٍ،كما هو ظاهر السياقِ، أمّا القرآنَُ فنزلَ على النبيِّ ? بواسطةِ جبريلَ ?،كما قال تعالى: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ} (النحل: من الآية102) وقال: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ ? عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ? بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} (الشعراء:193 - 195).
الوجه الثاني: أنّه لو كانَ لفظُ الحديث القُدْسِيِّ مِن عند الله؛ لَمْ يكنْ بينهُ وبينَ القرآنِ فَرْقٌ؛ لأنّ كِلَيْهِمَا على هذا التقديرِ كلامُ الله تعالى، والحكمةُ تقتضي تساويهما في الحكمِ حينَ اتّفقَا في الأصلِ، ومِن المعلومِ أنّ بينَ القرآنِ والحديث القدْسِيِّ فروقًا كثيرة:
منها: أنّ الحديث القُدْسِيَّ لا يُتعبَّدُ بتلاوتهِ، بمعنى أنّ الإنسانِ لا يَتعبَّدُ الله تعالى بِمجرَّدِ قراءتهِ، فلا يُثابُ على كُلِّ حرفٍ مِنهُ عشرَ حسناتٍ، والقرآنُ يتعبَّدُ بتلاوتهِ بكلِّ حرفٍ مِنه عشر حسناتٍ.
ومنها: أنّ الله ? تحدَّى أنْ يأتِيَ الناسُ بمثلِ القرآنِ أو أيةٍ مِنه، ولم يَرِدْ مثلُ ذلكَ في الأحاديثِ القُدْسيَّةِ.
ومنها: أنّ القرآنَ مَحفوظٌ مِن عند الله ?،كما قال سبحانه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر:9) والأحاديثُ القُدْسيَّةُ بخلافِ ذلكَ؛ ففيها الصحيحُ والحَسَنُ، بل أُضِيفَ إليها ما كانَ ضعيفًا أو مَوضوعًا، وهذا وإنْ لم يكنْ مِنها لكن نُسِبَ إليها وفيها التقديمُ والتأخيرُ والزيادةُ والنقصُ.
ومِنها: أنّ القرآنَ لا تجوزُ قراءتهُ بالمعنى بإجماعِ المسلمينَ، أمّا الأحاديثُ القُدْسيَّةُ فعلى الخلافِ في جوازِ نقلِ الحديثِ النبويِّ بالمعنى، والأكثرونَ على جوازه.
ومنها: أنّ القرآنَ تُشرع قراءتهُ في الصلاةِ؛ ومِنه ما لا تصحُّ الصلاةُ بدونِ قراءتهِ، بخلافِ الأحاديثِ القُدْسيَّةِ.
ومنها: أنّ القرآنَ لا يَمسُّهُ إلاّ طاهرٌ على الأصحِّ، بخلاف ِالأحاديثِ القُدْسيَّةِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنها: أنّ القرآنَ لا يقرؤهُ الجُنُبُ حتّى يغتسلَ على القولِ الراجحِ، بِخلاف الأحاديثِ القُدْسيَّةِ.
ومنها: أنّ القرآنَ ثَبَتَ بالتواترِ القطْعِيِّ المفيدِ للعلمِ اليقينيِّ، فلو أَنْكَرَ حرفًا أجمعَ القرَّاءُ عليهِ لكانَ كافرًا، بخلافِ الأحاديثِ القُدْسيَّةِ؛ فإنّهُ لو أنكرَ شيئًا منها مُدَّعيًا أنّه لَمْ يَثْبُتْ لم يكفر، أمّا لو أنكرهُ مع علمهِ أنّ النبيَّ ? قَالَهُ لكانَ كافرًا لتكذِيبهِ النبيَّ ?.
وأجابَ هؤلاءِ عن كَوْنِ النبيِّ ? أضافهُ إلى الله – والأصلُ في القولِ المضافِ أنْ يكونَ لَفْظُ قائلِه – بالتسليمِ أنّ هذا هو الأصلُ، لكن قد يُضافُ إلى قائلِه معنىً لا لفْظًا، كما في القرآنِ الكريمِ، فإنّ الله تعالى يُضيف أقوالاً إلى قائليها، ونحن نعلمُ أنّها أُضيفتْ معنىً لا لفظًا، كما في قَصَصِ الأنبياءِ وغيرهم، وكلام الهدهد والنملة، فإنّه بغير هذا اللفظِ قطعًا.
وبهذا يتبيَّنُ رُجحانِ هذا القولِ، وليسَ الخلافُ في هذا كالخلافِ بينَ الأشاعرةِ وأهل السنّةِ في كلامِ الله تعالى، لأنّ الخلافَ بين هؤلاءِ في أَصْلِ كلامِ الله تعالى، فأهلُ السنّةِ يقولونَ: كلامُ الله تعالى كلامٌ حقيقيٌّ مَسموعٌ يتكلّمُ سبحانهُ بصوتٍ وحَرْفٍ، والأشاعرةُ لا يُثبتونَ ذلكَ؛ وإنّما يقولونَ: كلامُ الله تعالى هو المعنى القائمُ بنفسهِ، وليسَ بحَرْفٍ وصوتٍ، ولكنّ الله تعالى يخلقُ صوتًا يُعبِّرُ به عن المعنى القائمِ بنفسهِ، ولا شكَّ في بُطلانِ قولهم، وهو في الحقيقةِ قولُ المعتزلةِ؛ لأنّ المعتزلةَ يقولونَ: القرآنُ مَخلوقٌ، وهو كلامُ الله، وهؤلاءِ يقولونَ: القرآنُ مَخلوقٌ، وهو عبارةٌ عن كلامِ الله، فقد اتّفقَ الجميعُ على أنّ ما بينَ دّفَّتَيْ المصحف مَخلوقٌ، ثم لو قيلَ في مسألتنا – الكلامُ في الحديثِ القُدْسِيِّ – إنّ الأَوْلَى تركُ الخوضِ في هذا، خوفًا مِن أنْ يكونَ مِن التنَطُّعِ الهالكِ فاعلُهُ، والاقتصارُ على القول: بأنّ الحديثَ القُدْسِيَّ ما رواه النبيُّ ? عن رَبِّهِ وكفى، لكانَ كافيًا، ولعلّه أَسْلَمُ والله أعلمُ ". ()
وفي مَوضعِ آخر قال:" الأحاديثُ القدسيّةُ لا تَثْبُتُ لها أحكامُ القرآنِ:
-فيجوزُ مَسُّهَا بلا طهارةٍ
-ويجوز للجُنُبِ والحائضِ قراءتها.
-ولا تُقرأُ في الصلاةِ.
-ويَصِحُّ بيعها.
-والسفرُ بها إلى أرضِ العدوِّ.
-ولا يُتعبّدُ بتلاوتها.
-وتُروَى بالمعنى.
واخْتُلِفَ هل هي مَنسوبةٌ إلى الله لفظًا ومعنىً، أو لفظًا فقط؟
والصحيحُ أنّها مِن كلامِ الله معنىً، واللفظُ مِن الرسولِ ?، فاللفظُ مَخلوقٌ والمعنى غيرُ مَخلوقٍ، إذ لو كانت مِن كلامِ الله لفظًا لكانت مُعجزةً؛ لأنّ كلامهُ تعالى لا يُشبه كلامَ البَشَرِ، وأيضًا لو كانت مِن كلامِ الله لما حصلَ الاختلافُ في ألفاظِ روايتها؛ لأنّ كلامهُ تعالى مَحفوظٌ، ولهذا لا يُزاد في القرآنِ ولا يُنقص.
فإنْ قالَ قائلٌ: إنّ النبيَّ ? يَنسُب القولَ فيها إلى الله، وإذا نُسِبَ القولُ إلى قائلهِ كانَ قولاً لهُ لفظًا ومعنى؟
فالجوابُ: أنّ هذا صحيحٌ، وأنّ هذا هو الأصلُ ما لم يمنعَ مِنه مانعٌ، وهُنا قد مَنَعَ مِنه مانعٌ؛ وهو أنّه لو كانَ كلامَ الله لفظًا ومعنىً لَثَبَتَتْ لهُ أحكامُ القرآنِ؛ لأنّ الشريعةَ لا تُفرِّقُ بينَ مُتماثلينِ، ولا غرابةَ أنْ يُنسبَ القولُ إلى قائلهِ باعتبارِ معناه فإنّ جميعَ ما في القرآنِ مِن الأقوالِ المنسوبةِ إلى الرُّسُلِ السابقينَ وأُمَمِهم كلّها مَنسوبةٌ لهم باعتبار المعنى؛ لأنّها بلفظٍ عربيٍّ وتلكَ الأُمَمُ ليسَ لسانها عربيًّا، وأيضًا فإنّ الله يذكرُ القولَ عن قائلهِ بلفظٍ مُختلفٍ لمناسبةِ أسلوبِ القرآنِ؛ كما في قوله عن سَحَرَةِ آل فرعونَ {قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِين ? رَبَّ مُوسَى وَهَارُونَ} وقال في آيةٍ أخرى: {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا ? قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى} فقدَّمَ هارونَ على مُوسَى لِتَنَاسُبِ رؤوسَ الآيِ". ()
وفي مَوضعٍ آخر قال:" والبحثُ في الحديثِ القُدْسِيِّ هل هو مِن كلامِ الله لفظًا ومعنىً، أم هو مِن كلامِ الله ? معنىً لا لفظًا؟
فالجوابُ: الأخيرُ أَقْرَبُ، لما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً: أنّه لا يُتعبّدُ بلفظهِ،بمعنى أنّكَ لا تَتعبّدُ بتلاوتهِ، فلو كانَ كلامَ الله لفظًا لكانَ مُتعبّدًا بتلاوتهِ كالقرآنِ.
ثانيًا: أنّه لو كانَ مِن كلامِ الله لفظًا لَجازتْ قراءتهُ في الصلاةِ كالقرآنِ.
ثالثًا: أنّه لو كانَ مِن كلامِ الله لفظًا لكانَ مُعجزًا كالقرآنِ.
رابعًا: أنّه لو كانَ مِن كلامِ الله لفظًا لكانَ أعلى سندًا مِن القرآنِ؛ لأنّ سندَ القرآنِ فيهِ بينَ الرسولِ ? وبينَ ربِّهِ ? جبريلُ ?، وهذا يقولهُ الرسولُ ? عن الله مُباشرةً كما يظهر مِن لفظهِ،ولا يُمكن أنْ يكونَ الحديثُ القدسيُّ أعلى سندًا مِن القرآن.
وقالَ بعضُ أهل العلمِ: إنّنا نقولُ كما قالَ النبيُّ ? [قالَ الله]، ولا نبحثُ هل لفظهُ مِن كلامِ الله أو مِن كلامِ النبيِّ ?.
ولكنّ القرآنَ لا شكَّ أنّهُ أعلى مِن الأحاديثِ القدسيةِ بالاتِّفَاقِ؛لأنّه يتعلّقُ به أحكامٌ لا تتعلّقُ بالأحاديثِ القدسيةِ ". ()
وفي مَوضعٍ آخر قال:" ومرتبةُ الحديثِ القُدْسِيِّ بينَ القرآنِ والحديثِ النبويِّ، فالقرآنُ الكريمُ يُنسب إلى الله لفظًا ومعنىً، والحديثُ النبويُّ يُنسب إلى النبيِّ? لفظًا ومعنىً، والحديثُ القُدْسِيُّ يُنسب إلى الله تعالى معنىً لا لفظًا، ولذلكَ لا يُتعبَّدُ بتلاوةِ لفظهِ ولا تُقرأُ في الصلاةِ، ولم يحصلُ به التحدِّي، ولم يُنقل بالتواترِ كما نُقلَ القرآنُ، بل مِنه ما هو صحيحٌ وضعيفٌ ومَوضوعٌ ". ()
هذا رأيُ الشيخِ ابن عثيمين في الفرقِ بينَ القرآنِ والحديثِ القُدْسِيِّ، وخلاصتهُ ما يلي:
1 - القرآنُ لا يَمسُّهُ إلاّ طاهرٌ، بخلاف الحديثِ القُدْسِيِّ.
2 - القرآنُ لا يقرؤهُ الجُنُبُ، بخلاف الحديثِ القُدْسِيِّ.
3 - كُفر مَن أنكر حرفًا واحدًا مُجْمعًا عليه مِن القرآنِ، بخلاف الحديثِ القُدْسِيِّ.
4 - القرآنُ لا يصحُّ بيعه على رأيِ الأكثر، بخلاف الحديثِ القُدْسِيِّ.
5 - القرآنُ لا يُسافَرُ به إلى أرض العدوِّ، بخلاف الحديثِ القُدْسِيِّ.
6 - القرآنُ يُقرأ في الصلاةِ، بخلاف الحديثِ القُدْسِيِّ.
7 - القرآنُ مُعْجِزٌ ووقعَ به التحدِّي، بخلاف الحديثِ القُدْسِيِّ.
8 - القرآنُ مُتعبَّدٌ بتلاوتهِ، بخلاف الحديثِ القُدْسِيِّ.
9 - القرآنُ مَنقولٌ كُلُّهُ بالتواترِ، بخلاف الحديثِ القُدْسِيِّ، بل مِنه الصحيحُ والضعيفُ والمَوضوعُ.
10 - القرآنُ تكفّلَ الله بِحفظه، بخلاف الحديثِ القُدْسِيِّ.
11 - القرآنُ لا تجوزُ روايته بالمعنى، بخلاف الحديثِ القُدْسِيِّ.
12 - القرآنُ نَزَلَ بواسطةِ جبريلَ ?، والحديثُ القُدْسِيُّ بروايةِ الرسولِ ? مباشرةً عن الله تعالى.
13 - القرآنُ لفظهُ ومعناهُ مِن عند الله تعالى، أمّا الحديثُ القُدْسِيُّ فمعناه مِن الله تعالى؛ ولفظهُ مِن الرسولِ ?. ()
ولِي معَ ما ذكره الشيخُ رحمه الله الوقفاتُ التاليةُ:
الوقفةُ الأولى: الفروقُ العشرةُ الأُولَى لا إشكالَ فيها، والمخْتَلَفُ فيه مِنها نَبَّهَ الشيخُ رحمه الله على رُجحانِه عنده.
الوقفةُ الثانيةُ: الفرقُ الحادي عشر؛وهو جوازُ روايتهِ بالمعنى كالحديثِ النبويِّ لأنَّ كِلاهُمَا وَحْيٌ غيرُ مَتْلُوٍّ، بخلاف ِالقرآنِ فهو وَحْيٌ مَتْلُوٍّ؛ ولأنّ المرادَ بالحديثِ القدسيِّ والحديثِ النبويِّ ما اشتملتْ عليه مِن المعاني دونَ التعبُّدِ بلفظِهَا؛ ولذا فالمجيزونَ لروايةِ الحديثِ بالمعنى وهم الأكثرُ اشترطوا عدمَ التعبُّدِ بلفظِهَا، فأمّا ما تُعبِّدَ بلفظها كالأذكارِ () فهذه لا تُروَى بالمعنى؛ وإنّما يُحمل اختلافُ ألفاظها على تنوّعِ صفاتها، فيتعبّدُ بكلِّ لفظٍ واردٍ فيها، قال الزرقانيُّ:" أمّا الحديثُ القُدْسِيُّ والحديثُ النبويُّ فليستْ ألفاظهما مَناط إعجازٍ ولهذا أباحَ الله روايتهما بالمعنى ولم يمنحهما تلكَ الخصائصَ والقداسةَ الممتازة التي منحها القرآنَ الكريمَ تخفيفًا على الأمّةِ ورعايةً لمصالحِ الخلقِ في الحالينِ مِن مَنحٍ ومَنعٍ ". ()
(يُتْبَعُ)
(/)