http://www.tafsir.net/images/yaseenjumah4.jpg
http://www.tafsir.net/images/yaseenjumah5.jpg
http://www.tafsir.net/images/yaseenjumah6.jpg
http://www.tafsir.net/images/yaseenjumah7.jpg
http://www.tafsir.net/images/yaseenjumah8.jpg
[ ملحوظة: وردت كلمة (بوراقة) في الحاشية رقم 2 ص482 من كتاب الدكتور جمعة، وقد وردت أيضاً في كلام الدكتورة منيرة في الحاشية رقم 3 ص 333، وكلاهما خطأ طباعي، والصواب بورَّاقِهِ أي كاتبه فهنا متابعة في الخطأ الطباعي]
في حين جاء الحديث عن سورة يس عند الدكتورة منيرة الدوسري من ص328 حتى ص 334
http://www.tafsir.net/images/moneerahyaseen1.jpg
http://www.tafsir.net/images/moneerahyaseen2.jpg
http://www.tafsir.net/images/moneerahyaseen3.jpg
http://www.tafsir.net/images/moneerahyaseen4.jpg
http://www.tafsir.net/images/moneerahyaseen5.jpg
http://www.tafsir.net/images/moneerahyaseen6.jpg
http://www.tafsir.net/images/moneerahyaseen7.jpg
وقد كنت أرغب في جعل كل صفحة من صفحات الكتابين مقابلة للأخرى، غير أن هذا يحتاج مني إلى الاستعانة ببرنامج الفوتوشوب، وأنا متعبٌ الآن لا أملك من الوقت ما يسعفني لعمل هذا، ولكن ثقتي في إنصاف فضيلة الأستاذ الدكتور جمعة علي عبدالقادر، وإنصاف الزملاء القراء وثقتي في فطنتهم لمواطن التشابه ولا سيما بداية من ص 477 من كتاب الدكتور جمعة مع نظيره في كتاب الدكتورة منيرة جعلني أنشر الجواب هكذا.
ولو شئتم لنقلت لكم حديث المؤلفين عن سورة غافر، ففيه تطابق في الحواشي أشد مما ذكرتُ من الرجوع إلى مصاحف مخطوطة في مكتبات متفرقة في الرياض ومكة والمدينة والبحرين، ومن كان يملك الكتابين فليراجع كتاب الدكتور جمعة 2/ 504 وكتاب الدكتورة منيرة ص348 - 350 ليرى بعينه.
والمصادر التي رجع إليها فضيلة الأستاذ الدكتور جمعة علي عبدالقادر غير موجودة في آخر الكتاب بمعلوماتها، فلا أدري لماذا لم يثبت المراجع في كتابه؟ ولا سيما المصاحف المخطوطة التي رجع إليها وهي كثيرة.
وأما عدم شكر الدكتورة منيرة لفضيلتكم على ما قمتم به أثناء إشرافكم فقد رأيتها قالت في مقدمة رسالتها المطبوعة: (وأشكر الدكتور جمعة علي عبدالقادر لتوليه الإشراف على الرسالة فجزاه الله خيراً) ص16
وأما استدلالي بعدم ذكر اسم الرسالة ضمن الرسائل التي أشرفتم عليها فهو قرينةٌ فحسبُ، وهي قرينة ضعيفة حقاًً، أسقطها ما تفضلتم به في ردكم.
وأختم بطلب المغفرة من الله سبحانه وتعالى لي ولكم يا فضيلة الدكتور ولإخواني جميعاً، فكلنا نخطئ ونصيب، والموفق من وفقه الله سبحانه وتعالى، ونعوذ بالله أن نكون ممن يتتبع عورات إخوانه المسلمين، وإني لأكتب هذا وأنا في حرج شديد، ولكن أمرٌ بدأناه فلا بد من إيضاح الأمر للجميع.
الرياض في 7/ 2/1428هـ
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[27 Feb 2007, 08:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفضل الأستاذ الدكتور جمعة علي عبد القادر باعداد هذا الرد على فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري والى اخواني الرد
بسم الله الرحمن الرحيم
الرد على ماذكره الشيخ عبد الرحمن الشهرى ومن معه حيث كان ردى الثانى بخصوص موضوع الباحثة منيرة الدوسرى وهذا هو ردى الثالث.
الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام على اشرف الرسلين سيدنا محمد المصطفى الامين. فقد كان قدوه للمفسرين وامام للمحدثين ورحمه من الله للخلق أجمعين وعلى آله وأصحابه والتابعين وبعد:- قد اطلعت على ماقاله الشيخ عبد الرحمن الشهرى ومن معه على ردى الثانى للفضلاء امور يطلبون توضيحها وعلىّ ان اجيبهم كما ذكروا فالعلم رحمٌ بين أهله، والحق مجرد عن الهوى واسال الله هداياتنا اليه.
من الامور التى اوردها الشيخ الشهرى وطلب الاجابه عنها وعليها، فى البدايه وقبل الاجابه افيد بان رد الشيخ عبد الرحمان الشهرى هذه المرة خفت حدته أظهر الىّ حدا غير قليل من الثناء على المشرف ولم يكن ذلك فيما سبق فشكرا له على هذا الثناء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأقول للشيخ عبد الرحمن ومن معه , فى البدايه وقبل الجواب عن الامور المذكورة أقول ان لكتاب معالم السور موضوع يعالجه وهو اظهار حجر الزاوية والعمود الفقرى والجهاز العصبى لكل سورة من سور القرآن الكريم مما يبرز جانب التفسير الموضوعى للسورة وما جاء بعد ذلك فهو من المحسنات لهذا العمل لذا أعتنى الكتاب فى خطوطه العريضه بالحكم على مكية السورة ومدنيتها ونحو ذلك, ومناسبتها ومقصودها ومضمونها بالأضافة إلى ما جاء تبعا لذلك من قضايا ذات صله بالهدف الاسمى لهذا الموضوع. أما رسالة الباحثة التى دار حولها هذا الحديث الذى طال , فعنوانها أسماء سور القرآن الكريم وعلاقة الاسم فيها بالمسمى مع تحقيق المسألة فيما قيل فى فضلها فالخط العام لهذا البحث الحديث عن أسماء السور وفضلها ,وجاء الحديث عن أغراض السورة تبعا لهذا الموضوع أضف الى ذلك وكما قلت سابقا ما تحدثت عنه الباحثة عن أغراض السورة من أول القرآن الى آخره يختلف تماما فى منهجه ولا تطابق البتة بين ماذكر تحت الأغراض وما ذكر تحت المقصود والمضمون ,ناهيك عن القضايا التى تفرد بها الكتاب فى طبعته الاولى والثانية وقد ذكرت سلفا فى ردى السابق. يأتى بعد ذلك الجواب على الأمور التى ذكرها الشيخ فى رده وطلب منى استجلائها.
أولا: لا تطابق بين ماذكر فى سورة يس من الكتاب والرسالة فقد وجد فيما صورته يا شيخ عبد الرحمن أن الكتاب فيه ما ليس فى الرسالة من ذكر المناسبة , وأغراض السورة عند الباحثة تصف صحيفه أما الكتاب فقد تضمن فى الحديث عن سورة (يس) مناسبة ومقصود ومضمون 3 صفحات مع أختلاف الأسلوبين تماما فكلٌ له مشربه وبناء على هذا فلا تطابق بين الأسلوبين. اللهم الا ما كان يتصل باسم السوره وفضلها اذ ليس التطابق كما زعمت يا شيخ عبد الرحمن فكل ما كتب عن السورة وحديث أُبى فى فضل السورة مكتوب فى المقدمة ويمكن تمريره على سور القرآن الا ما كان صحيحا من الأحاديث فى هذا الصدد كما أفاده حديث أُبى. فقد ذكرت الباحثة كما صورت أنت فى سورة يس فى فضل السورة حديث "أنس ومعقل بن يسار" على حين ذكر كتاب المعالم حديث "أنس ومعقل وواثلة بن الاسقع" أما الهوامش فقد أخذت من المصادر التى أعتنت بما جاء فيها وذاك من باب الاستئناس أو الاقتباس وقضية الأخذ من هذه المصادر بحجة تفرق أماكنها فليس هذا من باب المعضلات وهذا التطابق وارد على سبيل الاستئناس كما قلت لا على سبيل السرقة.
وما قيل عن سورة (يس) يقال على سورة غافر فلا تطابق بين المضمون والمقصود فى الكتاب والأغراض فى الرسالة وما قلته سلفا عن الهوامش فليس ذلك سرقة انما هو استئناس. انظر آخر الهوامش فى سورة غافر تجد أن الرسالة احتتمت (بالدرامى) وأختتم الكتاب بالالوسى والدر المنثور.
الأمر الثانى:ما ذكرته فى ردى السابق مما يدل على الجانب العلمى للمشرف كان سببه ولم يكن هو المقصود كما تفضلتم هو الرد على الباحثة حيث قالت ما أفادت به من أن المشرف ليس له ملحوظات ولا مآخذ وأنه بصير الى غير ذلك مما يصف المشرف ويسمه بما لا يدل على شخصيته العلمية لذا كان ردى كما رأيت حيث لم ترتضى أنت هذا الرد.
الأمر الثالث:أما بخصوص المصادر وتدوينها فى آخر الكتاب فقد تضمن ذلك الكتاب فى ثناياه وما قصدت حذفه عمدأ لأن ذلك لا يعيب الكتاب أما الرسالة فكما قلت , لها هيكل آخر ,لابد من ذكر المراجع والمصادر فى آخرها. حيث انها رسالة جامعية ماثلة للمناقشة.
الأمر الرابع: المتعلق بشكر الباحثة وانها دونت ذلك فى مقدمة رسالتها فلا أنكر هذا لانه عمل نمطى تقليدى , وان كان ما جاء فى الشكر من ثناء على المشرف يضعف ما قالته نحو ما امتاز به المشرف من يقظة وعلم وصبر ومثابرة لكن الشكر الذى أقسمت عليه غير حانث لم يقع منها عقب المناقشة مما يدل على العرفان بالجميل ولا تقل يا شيخ عبد الرحمن ان فى كلامى هذا خروج عن اطار الحوار الذى بينى وبينك فأنا وحدى طرف وكلكم طرف يكمل بعضه بعضا. ولابد من ردود تتناسب مع ما قاله كل طرف هذا هو ردى على ما طلب استجلائه الشيخ عبد الرحمن الشهرى.
وأعتقد يا شيخ عبد الرحمن ان فى كلامى هذا ما يدفع الحجة بالحجة لا كما قال بعض المشاركين.
اما قاله المشارك (طويلب) من انى احصيت عناوين فى الكتاب تمثل 16% كما زعم هو ,وان كانت القضيه فى المنهج العلمى ليست بهذا القياس الذى ذهب اليه فالى سعادته ايضاً توضيح للتعميم الذى زعمه فى ردى السابق فضلا عما ابرزته من قضايا تمثل قدرا فى جوانب الكتاب أقول ها هى العناوين الآخرى بصفحاتها اذكرها فى هذا الرد فوق ما ذكرته فى ردى السابق وهى على النحو التالى مما فيه رد على هذا التعميم المزعوم الموضوع الاول من تفردات الكتاب ايضا مناسبة سورة البقرة ومقصودها من ص 139 إلى ص 145
(ثم ذكر فضيلة الدكتور جمعة كل مناسبة ومقصود لكافة السور على مدار الكتاب 114 سورة أحببت أن أختصر وتصرفت بعدم ذكرها: أيمن)
ثم قال فضيلته: بالإضافة إلى مقدمة الكتاب من ص 5 إلى ص 108.
هذه تفردات أخرى في كتاب المعالم وأرجو يا شيخ عبد الرحمن من يتكلم في المنتدى أن يلتزم بالحوار العلمي حتى نصل إلى الغاية المنشودة وشكر الله لكم تواصلكم وصلى الله وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
انتهى الرد الثالث
أ د جمعة علي عبد القادر
رئيس قسم التفسير وعلوم القرآن
كلية أصول الدين القاهرة
عضو اللجنة الدائمة لترقية الأساتذة
الأحد 25/ 2/2007 م
7 صفر 1428 هـ
انتهى الرد بتمامه وعذرا على تصرفي المذكور بين القوسين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[منيرة الدوسري]ــــــــ[28 Feb 2007, 09:01 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ...
بداية أشكر الدكتور عبدالرحمن الشهري على سعة صدره، فجزاه الله خيرا.
وأقول أن القضية ليست قضية إشراف، فلم ينكر أحد إشرافه، وليست أيضاً قضية زيادة المشرف مواضيع على أصل رسالتي، فلا ننكر الزيادة فهذا ليس محل اختلافنا.
إنما القضية هي أن كتابه تضمن رسالتي كلها، فهذه الزيادة لا تعني عدم نقله الكتاب كله.
وما ذكره الدكتور عبدالرحمن في تعليقه هو مجرد نماذج، وإلا من أطلع على الكتاب رأى أنه طبق الأصل ما عدا الإضافات وحذف المقدمة والفهارس كما ذكر الدكتور الشهري في أول تعليق له الذي قارن فيه بين الكتاب والرسالة في أن رسالتي كلها متضمنة في كتاب المشرف وزاد عليها هذه الإضافات.
وسؤالي الذي انتظر الرد عليه:
ماذا يسمي تضمين رسالتي كلها داخل كتابه بنفس التنظيم والترتيب عدا الصفحات التي ذكرها؟
ماذا يعني أن ينص على عشرات الصفحات التي زادها على رسالتي ويغفل مئات الصفحات التي نقلها من كتابي؟
وهل يسمى هذا النقل استئناساً، لأننا نعرف أن الاستئناس هو نقل فكرة أو نقل بضعة أسطر، فهل يسمى نقل مئات الصفحات من دون أن يشير إلى الأصل استئناساً؟
أتمنى الإجابة على هذه التساؤلات ...
ِ
والحمد لله رب العالمين ..
تم إغلاق الموضوع، مع رغبة الدكتور جمعة في الرد على الأسئلة السابقة من الباحثة الدكتورة منيرة، رغبة في أن يأخذ الموضوع مساراً قانونياً من خلال القنوات الرسمية، بعد أن أخذ حظه على صفحات الملتقى.
عبدالرحمن الشهري(/)
علم السياق القرآني [6] (قواعد وضوابط في السياق)
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[24 Feb 2007, 09:59 م]ـ
لما كان السياق أصلا عظيماً في تفسير كلام الله تعالى وبيان معناه، فقد توجه بعض الدارسين لاستخلاص القواعد والضوابط المتعلقة بالسياق من كلام المفسرين والعلماء المحققين ليكون منهجاً ثابتاً يجب مراعاته في تفسير كلام الله تعالى، ومن الكتب التي اعتنت بجمع قواعد التفسير، ومن ضمنها قواعد السياق ما يلي:.
1 - (قواعد التفسير) للدكتور خالد السبت. وقد عنى بجمع كل مايمكن إلحاقه بالتفسير من القواعد.
2 - (قواعد الترجيح عند المفسرين) للدكتور حسين الحربي. وقد عنى بكل ما يتعلق بالترجيح في التفسير من القواعد.
3 - (دلالة السياق القرآني وأثرها في التفسير من خلال تفسير ابن جرير) للشيخ عبد الحكيم القاسم. وقد عنى باستخلاص قواعد التفسير المتعلقة بالسياق من خلال تفسير ابن جرير.
وسأعرض في هذه الحلقة - بإذن الله - لأهم ما يتعلق بالسياق من القواعد مما ذكره أصحاب الكتب السابقة أو مما استخلصته خلال دراستي لسورة البقرة:
وسأقسم القواعد إلى أقسام:
القسم الأول: القواعد والضوابط العامة في السياق:
أولاً: أن السياق القرآني أصل معتبر في تفسير كلام الله تعالى.
هذه القاعدة هي أساس قواعد السياق، فأول ما يجب اعتباره في السياق أمران:
1 - أنه ثابت جار في كلام الله تعالى؛ إذ لا يخلو كلام من سياق يدل على مراد المتكلم. وهذا أمر متفق عليه.
قال الزركشي: "دلالة السياق أنكرها بعضهم، ومن جهل شيئاً أنكره، وقال بعضهم: إنها متفق عليها في مجاري كلام الله تعالى" ([1]).
2 - أنه من أعظم وأول ما يجب اعتباره في التفسير كما تقرر في مبحث منزلة السياق بين قرائن الترجيح. وقد قرر ذلك العلماء.
قال الزركشي: "ليكن محط نظر المفسر مراعاة نظم الكلام الذي سيق له، وإن خالف أصل الوضع اللغوي لثبوت التجوز" ([2]).
وقال السيوطي في الإتقان: "على المفسر مراعاة التأليف والغرض الذي سيق له" ([3]).
ثانياً: أن السياق يرشد إلى المسلك الصحيح الذي يوصل إلى فهم مراد الله تعالى في كلامه.
وهذه القاعدة من أهم القواعد المتعلقة بالسياق، وهي تبين منزلة السياق في الوصول للمعنى الصحيح الذي هو مراد الله تعالى في كلامه، وذلك لأن السياق هو الذي يجعل الكلام متناسقاً منتظماً، وهذا هو المتوافق مع كتاب الله المحكم المعجز الذي انتظمت سوره وآياته وجمله. وتفسير كلام الله على وجه يراعي انتظامه أعظم مسلك في تفسيره، وأدعى إلى الوصول لمراد الله فيه، وبضد ذلك فإن الإعراض عن السياق يجعل الكلام متنافراً منقطعة أجزاؤه مما يجعل كلام الله متنافراً، وهو الذي يوقع في الخطأ في التفسير.
قال ابن القيم رحمه الله: "السياق يرشد إلى تبيين المجمل، والقطع بعدم احتمال غير المراد، وتخصيص العام، وتقييد المطلق، وتنوع الدلالة، وهو من أعظم القرائن الدالة على مراد المتكلم، فمن أهمله غلط في نظره، وغالط في مناظرته" ([4]).
ثالثاً: أن تعيين السياق مبني على الاجتهاد والعلم بأصوله وقواعده.
السياق - كما تقرر - ثابت أصلاً في كلام الله تعالى، لكن تعيينه يختلف بحسب فهم المفسر له وقدرته على الوصول إليه بقرائن السياق المعتبرة وأركانه، فالبحث عن السياق هو بحث عن قرينة، والقرينة موجودة علمها من علمها وجهلها من جهلها ([5])، ولذا تجد الاختلاف بين المفسرين على تعيين السياق في الآية الواحدة.
وهذه القاعدة مهمة تبين لنا أنه لا يجب اعتبار السياق وتعيينه إلا بدليل ظاهر، كأن يكون السياق ظاهراً في الآية كقوله تعالى: +وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ" [الطارق 1 - 3] فالسياق هنا ظاهر متعين في بيان المراد بالطارق وأنه النجم الثاقب.
قال ابن دقيق العيد: "ودلالة السياق لا يقام عليها دليل، وذلك لو فهم المقصود من الكلام، وطولب بالدليل عليه لعسر فالناظر يرجع إلى ذوقه" ([6]).
رابعاً: لا يجوز صرف الكلام عن سياقه إلا بحجة يجب التسليم لها.
صرف الكلام عن سياقه الذي ورد لأجله لا يجوز، لكونه مخالفاً لمراد المتكلم، إلا أن يرد دليل صحيح يدل على صرف الكلام عما دل عليه السياق، كأن يثبت في الآية نسخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد قرر هذه القاعدة ابن جرير واعتمد عليها في تفسيره، فقال في تقريرها: "فغير جائز صرف الكلام عما هو في سياقه إلى غيره، إلا بحجة يجب التسليم لها من دلالة ظاهر التنزيل، أو خبر عن الرسول × تقوم به حجة، فأما الدعاوى، فلا تتعذر على أحد" ([7]).
خامساً: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ([8]) ..
هذه القاعدة الأصولية تعتبر قاعدة في السياق من جهة أنه لا عبرة بخصوص السياق الذي نزلت فيه الآية، وإنما العبرة بسياقها العام وهو ما دل عليه غرضها وحكمها العام، ولهذا جاءت ألفاظ القرآن عامة.
قال شيخ الإسلام: "والناس وإن تنازعوا في اللفظ العام الوارد على سبب، هل يختص بسببه أم لا؟ فلم يقل أحد من علماء المسلمين إن عمومات الكتاب والسنة تختص بالشخص المعين، وإنما غاية ما يقال: إنما تختص بنوع ذلك الشخص فتعم ما يشبهه" ([9]).
فإذا كانت الآية نازلة في سبب معين فإن هذا يبين المعنى المراد لكنه لا يعني بحال قصر الحكم في الآية على خصوص سببها.
فخصوص السبب عمدة في فهم المعنى، وعموم اللفظ عمدة في حكم الآية، إلا أن ما نزلت الآية بخصوصه قطعية الدخول في معنى الآية إذ هي الأصل فيها، لكن الآية تشمل غيره من جهة القياس على وصفه.
قال السرخسي: "وقال بعضهم: النص يكون مختصاً بالسبب الذي كان السياق له، فلا يثبت به ماهو موجب الظاهر، وليس كذلك عندنا، فإن العبرة لعموم الخطاب لا لخصوص السبب، فيكون النص ظاهراً لصيغة الخطاب، نصاً باعتبار القرينة التي كان السياق لأجلها" ([10]).
وقال السيوطي: "إن صورة السبب قطعية الدخول في العام، وقد تتنزل الآيات على الأسباب الخاصة، وتوضع مع ما يناسبها من الآي العامة رعاية لنظم القرآن وحسن السياق" ([11]).
وضرب لذلك مثلاً بقوله تعالى: +وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى" [الليل 17 - 18] فإنها نازلة في أبي بكر الصديق بالإجماع ([12])، ومع كونها فيه ثناء عليه إلا أن الصيغة العامة التي وردت فيها تفيد أن هذا الحكم ليس مقصوراً عليه.
ولهذا فإنه كثيراً ما تكون الآيات نازلة بحال معين أو حدث خاص أو شخص مقصود، إلا أنها تأتي بصيغة العموم فتعم غيره من جهة الوصف؛ لأن القرآن عام في حكمه، إلا أنه يجب اعتبار ما نزلت فيه الآية في بيان المعنى ابتداءً؛ لأنه المحدد للوصف وللغرض من الآية.
قال السعدي: "قاعدة: وتدبر هذه النكتة التي يكثر مرورها بكتاب الله تعالى؛ إذا كان السياق في قصة معينة، أو على شيء معين، وأراد الله أن يحكم على ذلك المعين بحكم لا يختص به، ذكر الحكم وعلقه على الوصف العام، ليكون أعم، وتندرج فيه الصورة التي سيق الكلام لأجلها، ليندفع الإيهام باختصاص الحكم بذلك المعين" ([13]).
وقد بقيت القواعد الخاصة بالسياق، سأفردها في المشاركة القادمة بإذن الله
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) ((البحر المحيط في أصول الفقه)) (6/ 52).ط وزارة الشؤون الإسلامية بالكويت، تحرير د. عبدالستار أبو غدة.
([2]) ((البرهان في علوم القرآن)) (1/ 36).
([3]) ((الإتقان في علوم القرآن)) (1/ 185).
([4]) ((بدائع الفوائد)) (4/ 9).
([5]) ((أثر السياق في النظام النحوي)) (ص94).
([6]) ((إحكام الأحكام)) (2/ 130).
([7]) ((جامع البيان)) (4/ 356).
([8]) انظر: ((القواعد والفوائد الأصولية)) (ص241)، ((مجموع الفتاوى)) (31/ 44).
([9]) ((مجموع الفتاوى)) (13/ 338).
([10]) ((أصول السرخسي)) (1/ 164).
([11]) ((الاتقان)) (1/ 65).
([12]) انظر: ((أسباب النزول للواحدي)) (ص721).
([13]) ((تيسير الكريم الرحمن)) (1/ 682).
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[28 Feb 2007, 09:40 ص]ـ
القسم الثاني: القواعد المتعلقة بترجيح السياق.
أولاً: أن القول المعتبر في التفسير هو الموافق للسياق.
تقرر أن السياق القرآني أصل معتبر في كلام الله تعالى، وأنه هو الدال على المعنى الصحيح، وعليه فإن القول الذي يتوافق مع السياق هو القول المعتبر والراجح.
وهذه القاعدة من أهم قواعد الترجيح في التفسير.
وقد اعتبر السلف والعلماء هذه القاعدة في تفسيرهم، ومن ذلك:
(يُتْبَعُ)
(/)
ما قاله صاحب رسالة دلالة السياق عند ابن جرير في تقرير القواعد المعتبرة عند ابن جرير: "يختار من المعاني ما اتسق وانتظم معه الكلام" ([1])، وأورد لذلك أمثلة من تفسير ابن جرير ([2]).
وقد قرر هذه القاعدة شيخ الإسلام أتم تقرير في معرض رده على نفاة الصفات الذين يؤولون الصفات استدلالاً بنصوص أخرى دل سياقها على معنى آخر، كتأويل إتيانه تعالى بإتيان عذابه استدلالاً بقوله تعالى: +فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا" [الحشر 2] فقال: "لما رأوا بعض النصوص تدل على الصفة، جعلوا كل آية فيها ما يتوهمون أن يضاف إلى الله تعالى - إضافة صفة - من آيات الصفات كقوله تعالى: +فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ" [الزمر 56] وهذا يقع فيه طوائف من المثبة والنفاة، وهذا من أكبر الغلط، فإن الدلالة في كل موضع بحسب سياقه، وما يحف به من القرائن اللفظية والحالية" ([3]).
وقد قرر صاحب قواعد الترجيح عند المفسرين هذه القاعدة بقوله: "قاعدة: القول الذي تؤيده قرائن في السياق مرجح على ما خالفه". وأورد الأمثلة والأقوال الدالة عليها ([4]).
ثانياً: بجب حمل كلام الله على المعاني والأوجه اللائقة بالسياق والموافقة لأسلوب القرآن.
هذه القاعدة تعني أنه يجب حمل كلام الله تعالى على المعاني والأوجه اللغوية والإعرابية والبلاغية اللائقة بسياق الآية والموافقة لأسلوب القرآن، دون الأوجه القاصرة عنه، وليس كل ما ثبت في اللغة صح حمل آيات التنزيل عليه ([5])، إذ القرآن هو أعظم الكلام، فلا بد من حمله على أكمل الوجوه وأعظمها، ولا يجوز حمله على المعاني القاصرة بمجرد الاحتمال النحوي والإعرابي ([6]).
قال العز بن عبد السلام: "وعلى الجملة فالقاعدة في ذلك أن يحمل القرآن على أصح المعاني، وأفصح الأقوال، فلا يحمل على معنى ضعيف، ولا على لفظ ركيك" ([7]).
ثالثاً: كل تفسير خارج عن دلالات الألفاظ والسياق باطل مردود.
هذه القاعدة نتيجة للقاعدة التي قبلها، فإذا ورد تفسير خرج بمعاني كتاب الله تعالى عما تدل عليه ألفاظه وسياقه ولم يدلّ اللفظ على هذا المعنى بأي نوع من الدلالة: مطابقة، أو تضمناً أو التزاماً، أو مفهوماً، أو موافقاً، أو مفهوماً مخالفاً، فهو مردود ([8]).
وهذه القاعدة متقررة عن سلف الأمة وعلمائها.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (إن هذا القرآن كلام الله عز وجل فضعوه على مواضعه، ولا تتبعوا فيه أهواءكم) ([9]).
قال السيوطي بعد ما أورد تفسير ابن عباس: "ففيه الرد على من تعاطى تفسير القرآن بما لا يدل عليه جوهر اللفظ، كما يفعله الباطنية، والاتحادية، والملاحدة، وغلاة المتصوفة" ([10]).
وقال شيخ الإسلام في كلام فصل في هذه القاعدة: "وأما النوع الثاني من سببي الاختلاف وهو ما يعلم بالاستدلال لا بالنقل، فهذا أكثر ما فيه الخطأ من جهتين حدثتا بعد تفسير الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان ... والقائلون بالجهتين المتقدم ذكرهما قسمان:
أحدهما: قوم اعتقدوا معاني ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها
والثاني: قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ أن يريده بكلامه من كان من الناطقين بلغة العرب من غير نظر إلى المتكلم بالقرآن والمنزل عليه والمخاطب به.
فالأولون: راعوا المعنى الذي رأوه من غير نظر إلى ما تستحقه ألفاظ القرآن من الدلالة والبيان، والآخرون راعوا مجرد اللفظ وما يجوز عندهم أن يريد به العربي من غير نظر إلى ما يصلح للمتكلم به وسياق الكلام، ثم هؤلاء كثيراً ما يغلطون في احتمال اللفظ لذلك المعنى في اللغة كما يغلط في ذلك الذين قبلهم، كما أن الأولين كثيراً ما يغلطون في صحة المعنى الذي فسروا به القرآن كما يغلط بذلك الآخرون، وإن كان نظر الأولين إلى المعنى أسبق ونظر الآخرين إلى اللفظ أسبق.
(يُتْبَعُ)
(/)
والأولون صنفان: تارة يسلبون لفظ القرآن ما دل عليه وأريد به، وتارة يحملونه على ما لم يدل به، وفي كلا الأمرين قد يكون ما قصدوا نفيه أو إثباته من المعنى باطلاً فيكون خطؤهم في الدليل والمدلول، وقد يكون حقاً فيكون خطؤهم فيه في الدليل لا في المدلول. فالذين أخطئوا في الدليل والمدلول مثل طوائف من أهل البدع اعتقدوا مذهبا يخالف الحق الذي عليه الأمة الوسط الذين لا يجتمعون على ضلالة كسلف الأمة وأئمتها، وعمدوا إلى القرآن فتأولوه على آرائهم: تارة يستدلون بآيات على مذهبهم ولا دلالة فيها وتارة يتأولون ما يخالف مذهبهم بما يحرفون به الكلم عن مواضعه ... " ([11]).
رابعاً: حمل كلام الله على الغالب من عرفه ومعهود استعماله أولى من الخروج به عن ذلك ([12]).
وعرف القرآن ومعهود استعماله مما يتضمنه السياق من جهة أن القرآن وارد على أسلوب منتظم مؤتلف، ومن جهة أن ذلك داخل في السياق القرآني، فالأولى أن يرجح القول الذي يوافق عادة القرآن ومعهود استعماله وسياقه العام، إلا أن يدل دليل من سياق الآية أو دليل آخر على معنى آخر مستقل.
قال شيخ الإسلام: "إذا كان في وجوب شيء نزاع بين العلماء، ولفظ الشارع قد اطرد في معنى، لم يجز أن ينقض الأصل المعروف من كلام الله ورسوله بقول فيه نزاع بين العلماء" ([13]).
وقال الشنقيطي: "ومن أنواع البيان المذكور في هذا الكتاب المبارك الاستدلال على أحد المعاني الداخلة في معنى الآية بكونه هو الغالب في القرآن، فغلبته فيه دليل على عدم خروجه من معنى الآية" ([14]).
ومن أمثلة ذلك ماذكره شيخ الإسلام في بيان رده على من جعل السراح والفراق صريحاً في الطلاق مستدلاً بغالب استعمال القرآن: "الوجه الثاني: وهو القاصم: أن هذه الألفاظ أكثر ما جاءت في القرآن في غير الطلاق" ([15]).
خامساً: توحيد مرجع الضمائر في السياق الواحد أولى من تفريقها ([16]).
إذا جاءت ضمائر متعددة في سياق واحد، واحتملت في مرجعها أقوالاً متعددة، فتوحيد مرجعها وإعادتها إلى شيء واحد أولى وأحسن؛ لأنسجام النظم، واتساق السياق
وقد اعتمد هذه القاعدة أئمة اللغة من المفسرين كابن جرير، والزمخشري، وابن عطية، وأبي حيان وغيرهم ([17]).
قال الزمخشري في ترجيحه لعود الضمير إلى موسى دون التابوت في قوله تعالى: +فاقذفيه في اليمّ" [طه 39]: "والضمائر كلها راجعة إلى موسى، ورجوع بعضها إليه، وبعضها إلى التابوت فيه هجنة، لما يؤدي إليه من تنافر النظم ... ومراعاته أهم ما يجب على المفسر" ([18]).
وقال أبوحيان: "وتناسق الضمائر لشيء واحد أوضح" ([19]).
وقال الزركشي: "إذا اجتمع ضمائر، فحيث أمكن عودها لواحد فهو أولى من عودها لمختلف" ([20]).
سادساً: القول بالاستقلال مقدم على القول بالإضمار، إلا أن يدل السياق على الحذف ([21]).
الأصل في كلام الله تعالى أن يكون كاملاً لا يحتاج إلى تقدير، إلا أن يدل السياق على الحذف؛ لأن الإضمار والحذف والتقدير خلاف الأصل ([22]).
قال أبو حيان: "متى أمكن حمل الكلام على غير إضمار ولا افتقار كان أولى من أن يسلك به الإضمار والافتقار، وهكذا تكون عادتنا في إعراب القرآن لا نسلك فيه إلا الحمل على أحسن الوجوه، وأبعدها عن التكلف، وأسوغها في لسان العرب" ([23]).
ولا يقال بالحذف في كلام الله تعالى إلا بدليل من السياق يدل عليه.
قال ابن جزي في معرض ذكره لأوجه الترجيح التي قررها: "الحادي عشر: تقديم الاستقلال على الإضمار إلا أن يدل دليل على الإضمار" ([24]).
وقال ابن عاشور: "إنك تجد في كثير من تراكيب القرآن حذفاً، ولكن لا تعثر على حذف يخلو الكلام من دليل عليه من لفظ أو سياق" ([25]).
ومثال ذلك قوله تعالى: +وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ" [النساء 171] فإن الحذف هنا ظاهر لدلالة رفع +ثَلاَثَةٌ" بعد القول.
قال ابن جرير: "ورفعت الثلاثة بمحذوف دل عليه الظاهر، وهو (هم)، ومعنى الكلام: ولا تقولوا هم ثلاثة" ([26]).
فنجد أن ابن جرير استدل على وجود الحذف بالسياق، وقدره بحسب سياق الآية
وقال أبو علي الفارسي ([27]) وغيره التقدير: هو ثالث ثلاثة، لموافقته لما ظهر في القرآن في قوله تعالى: +لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ" ([28]). [المائدة 73] وهذا أولى
(يُتْبَعُ)
(/)
سابعاً: جميع حذوف القرآن لا تقدر إلا على أكمل الوجوه اللائقة بالسياق.
إذا دل السياق على حذف في الآية، فإنه لا يقدر إلا أفصح التقديرات وأنسبها للسياق والغرض، أو مادل عليه سياق آية أخرى.
قال العز بن عبد السلام: "جميع حذوف القرآن من المفاعيل والموصوفات وغيرها لايقدر إلا أفصحها وأشدها موافقة للغرض؛ لأن العرب لايقدرون إلا مالو لفظوا به لكان أحسن وأنسب لذلك الكلام" ([29]).
وقال أيضاً: "لا يقدر فيه من المحذوفات إلا أحسنها وأشدها موافقة وملاءمة للسياق" ([30]).
ثامناً: حمل اللفظ على معنى جديد أولى من حمله على التأكيد، إلا أن يدل السياق على التأكيد.
إذا احتمل اللفظ في السياق بين أن يكون مفيداً معنى جديدا لم يسبق في الكلام، أو يكون مؤكداً للفظ أو جملة سابقة، فحمله على الإفادة أولى من الإعادة إلا أن يدل السياق على كونه تأكيداً.
قال مكي بن أبي طالب: "حمل اللفظين على فائدتين، ومعنيين أولى من حملهما على التكرار بمعنى واحد" ([31]).
وقال الشنقيطي: "إن المقرر في الأصول أنه إذا دار الكلام بين التأكيد والتأسيس معاً، وجب حمله على التأسيس، ولا يجوز حمله على التأكيد إلا لدليل يجب الرجوع إليه" ([32]).
وقد ذكر صاحب قواعد الترجيح هذه القاعدة من غير أن يذكر رجحان التأكيد حال دلالة السياق عليه، فقال: "قاعدة: إذا دار الكلام بين التأسيس والتأكيد فحمله على التأسيس أولى" ([33]).
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) ((دلالة السياق القرآني وأثرها في التفسير)) (ص219).
([2]) ((دلالة السياق القرآني وأثرها في التفسير)) (ص220 - 221).
([3]) ((مجموع الفتاوى)) (6/ 14).
([4]) انظر: ((قواعد الترجيح عند المفسرين)) (1/ 299).
([5]) انظر: ((قواعد الترجيح عند المفسرين)) (2/ 635).
([6]) انظر: ((أثر السياق في النظام النحوي)) (197).
([7]) ((الإشارة إلى الإيجاز)) (ص220).
([8]) انظر: ((قواعد الترجيح عند المفسرين)) (2/ 349).
([9]) أخرجه الإمام أحمد في الزهد (ص46). وانظر: ((الدر المنثور)) (7/ 330).
([10]) ((الإكليل في استنباط التنزيل)) (ص352).
([11]) ((مجموع الفتاوى)) (13/ 355).
([12]) انظر: ((قواعد السياق عند المفسرين)) (1/ 172).
([13]) ((مجموع الفتاوى)) (7/ 35).
([14]) ((أضواء البيان)) (1/ 51).
([15]) ((مجموع الفتاوى)) (15/ 450).
([16]) انظر: ((قواعد الترجيح عند المفسرين)) (2/ 613).
([17]) انظر: المصدر السابق (2/ 613).
([18]) ((الكشاف)) (2/ 536).
([19]) ((البحر المحيط)) (8/ 189).
([20]) ((البرهان في علوم القرآن)) (4/ 35).
([21]) انظر: ((قواعد الترجيح عند المفسرين)) (2/ 424).
([22]) انظر: ((مغني اللبيب)) (2/ 599).
([23]) ((البحر المحيط)) (1/ 61).
([24]) ((التسهيل)) (1/ 9).
([25]) ((التحرير والتنوير)) (1/ 122).
([26]) ((جامع البيان)) (6/ 37).
([27]) الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي صنف كتبا عجيبة حسنة لم يسبق إلى مثلها مات سنة 377هـ ((الموسوعة الميسرة)) (1/ 642)
([28]) انظر: ((البحر المحيط)) (4/ 144).
([29]) ((الإشارة إلى الإيجاز)) (ص4).
([30]) ((الإشارة إلى الإيجاز)) (ص2).
([31]) ((الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه)) (ص219).
([32]) ((أضواء البيان)) (3/ 355).
([33]) ((قواعد الترجيح عند المفسرين)) (2/ 473).
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[28 Feb 2007, 10:48 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع الماتع ونفع بكم وجعله في ميزان حسناتكم
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[03 Mar 2007, 03:59 م]ـ
من أجود ما قرأت في السياق رسالة دكتوراه للدكتور المثنى عبد الفتاح بعوان: "السياق القرآني وأثره في الترجيح الدلالي" وقد قدمت هذه الرسالة لقسم أصول الدين في كلية الشريعة / جامعة اليرموك - الأردن
إيميل الباحث
almuthnna100@yahoo.com
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[03 Mar 2007, 07:01 م]ـ
أشكر لك أخي زهير إشارتك، وقد سمعت عن هذا الرسالة في فترة البحث، فلم أجد سبيلاًَ للوصول إليها، ولعلي أن أتواصل مع الباحث، ولك مني الشكر والدعاء.
ـ[عبدالعزيز اليحيى]ــــــــ[05 Mar 2007, 03:29 م]ـ
جزاك الله خيرا
أود أن أستفسر عن قاعدة: حمل اللفظ على معنى جديد أولى من حمله على التأكيد، إلا أن يدل السياق على التأكيد.
هل نص علي الاستثناء أحد من العلماء أم هو مفهوم كلامهم في أهمية السياق؟
كما أحب أن تلقي الضوء على تعارض دلالة السياق مع تعارض دلالة قاعدة تفسيرية أو ترجيحية أخرى أيها يقدم؟ فهذا المبحث بحاجة لمزيد إيضاح وتقعيد.(/)
تاملات في قصص الانبياء في العهد القديم
ـ[يسري خضر]ــــــــ[25 Feb 2007, 02:22 ص]ـ
تأملات في قصص الأنبياء في العهد القديم
تتلخص معالم القصة في العهد القديم في سمات كثيرة أبرزها
• العناية بالجانب التاريخي أكثر من الجانب الدعوي فالاهتمام بالأنساب وتاريخ المولد والوفاة والزوجات والأولاد والأحفاد والممتلكات الأطعمة والاشربةوالحفلات الخ
• نسبت إلي الأنبياء جميعا مالا يليق بهم مما يستحي منه
• التركيز علي خلافات الأنبياء مع أقوامهم من اجل عرض الدنيا
• إهمال الصفات الطيبة من معظم الأنبياء
• ا لعلاقة بين الأنبياء والمرسلين تقوم علي الصراع بل التكفير والقتال أحيانا
• المبالغة والخيال في تصوير القوة الشخصية والعسكرية لبعض الأنبياء
• التعارض والاختلاف بين بعض النصوص بسبب الغفلة أو النسيان من الكتاب
• الغفلة التامة عن ذكر قصة هود وصالح عليهما السلام
• مفهوم النبوة واسع ليشمل النساء وذوي العاهات والأمراض المعدية بل المرتدين وقد ترتفع النبوة ثم تعود ثانية
• يتضمن القصص مبدأ الغاية تبرر الوسيلة
وفيما يلي ذكر لبعض المقارنات بين قصص الأنبياء في القران الكريم والعهد القديم
ـ[أحمد الماليزي]ــــــــ[25 Feb 2007, 09:54 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
فضيلة الدكتور يسري،
على أي نسخة من الكتاب المقدس، خصوصًا العهد القديم، يمكن الاعتماد عليها في المقارنة بين الروايات الإسرائيليات الموجودة في كتب التفسير وبين أصلها؟
وإذا كان بعض المفسرين نقلوا عن العهد القديم، فهذا يدل على أن العهد القديم قد تم ترجمته إلى اللغة العربية؟ فما هي النسخة المترجمة التي اعتمدوا عليها في نقلهم؟
هل العهد القديم الذي يعتمد عليه اليهود هو نفسه الذي يعتمد عليه النصارى؟
علمًا بأنني قرأت في نظم الدرر للبقاعي بعض المنقولات عن العهد القديم، وإذا ما قارنت بينها وبين الكتاب المقدس الموجود حاليًا في السوق (ترجمة سميت وان دايك) وجدت بعض الفروق كما وجدت بعض التساوي.
السؤال الغير متعلق بالموضوع:
هل حضرتك كنت مدرسًا بقسم الدعوة بكلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بطنطا؟
ـ[يسري خضر]ــــــــ[26 Feb 2007, 07:40 م]ـ
الأخ العزيز احمد لقد أرسلت لك رسالتين وسؤالك يدل علي وفائك ومرحبا بك في جامعة الأزهر بين اهلك وإخوانك
و لعل في هذه المعلومات ما يجيب عما تسال عنه
1 - أول ترجمة للعهد القديم هي السبعينية المنقولة من العبرانية إلي اليونانية سنة 282 ,283 قبل الميلاد
وقد قام بها اثنان وسبعون من يهود مصر 0
2 - الترجمة السريانية: حدثت في آخر القرن الأول أو أول القرن الثاني للميلاد 0
3 - الترجمة المصرية: (أي باللغة القبطية) والظن أنها ترجمت من السبعينية في القرن الثاني أو الثالث 0
4 - الترجمة الحبشية: كانت في القرن الرابع الميلادي وهي منقولة من السبعينية 0
5 - الترجمة اللاتينية: حدثت في منتصف القرن الثاني الميلادي كما صدرت أخري في القرن الخامس
الميلادي 0 وهي المعتمدة في الكنيسة الرومانية الآن 0
6 - الترجمة إلي العربية: وذلك عندما بسط المسلمون نفوذهم علي الأندلس واحتاج النصاري إلي
ترجمة العهد القديم إلي العربية 0فكانت أول ترجمة للعهد القديم سنة 750م 0كما ترجم سعيد الفيومي سنة
892 - 942 العهد القديم من العبرانية إلي العربية 0كما ترجمه ابن العسال من القبطية إلي العربية
سنة 01250 وفي أوا ئل القرن السابع عشر طبع العد القديم كاملا بلغة عربية مضبوطة 0
7 - أما الترجمة العربية الحديثة فقد تمت في بيروت حيث تبين أن جميع الترجمات المذكورة سلفا غير
مضبوطة وناقصة 0 فاستقر الرأي علي ترجمة العهد القديم والجديد من لغته الأصلية 0 وكان ذلك سنة
1837 0 وقد عاون
في ذلك المعلم بطرس البستاني 0 وفي سنة 1865 ظهرت الطبعة كاملة 0 هذا والجدير بالذكر أن
جمعيات الكتاب المقدس في الشرق الأد ني تقوم بإعداد ترجمة تتمشي أو تتوافق مع التقدم العلمي 0
فهذا قليل من كثير من الترجمات الموجودة 0
ويجب التنبه هنا أن نصوص العهدين القديم والجديد كالرمال المتحركة تتغير وتتبدل تبعا للأهواء
والأمزجة أو لتغطية أمر لا يمكن تغطيته 0 فمحاولة توثيق النصوص المذكورة عند الأئمة ابن حزم أو
(يُتْبَعُ)
(/)
القرافي أو ابن تيمية أو رحمة الله الهندي وغيرهم توضح أن النصوص التي كانت بين أيديهم تختلف عما هي
عليه الآن ومن الجدير بالذكر أن النصارى واليهود يؤمنون
بالعهد القديم ويضيف النصارى إليه العهد الجديد بينما يكفربه اليهود هذا وقد اختلف النصارى في عدد أسفار العهد القديم إلي مذاهب شتي
وأنقل هنا من درر وجواهر ما جاء في ملتقى التفسير ما له علاقة وثيقة بما نحن بصدده من اختلاف نسخ توراة اليهود
فائدة من كتاب
________________________________________
روي أن يهودياً تكلم في مجلس المتوكل فأحسن الكلام وناظر فعلم أنه من جملة الأعلام،وناضل فتحققوا أنه مسدد السهام، فدعاه المتوكل إلى الإسلام،فأبى وأقام لفرط الإباء على مذهب الآباء بعد أن بذل له المتوكل ضروباً من الإنعام، وصنوفاً من الرفعة والإكرام وراجعه في ذلك مرة بعد أخرى فلم يزده ذلك إلا طغياناً وكفراً، فغاب عنه مدة ثم دخل إلى مجلسه وهو يعلن الإسلام ويدين بدينه 0
فقال له المتوكل: أسلمت؟
قال: نعم 0
قال: ما سبب إسلامك؟
فقال: لما قطعت من عنقي قلادة التقليد،وصرت من رتبة الاجتهاد إلى مرتقى ما عليه مزيد نظرت في الأديان وطلبت الحق حيث كان فأخذت التوراة فنظرت فيها، وتدبرت معانيها وكتبتها بخطي وزدت فيها ونقصت ودخلت بها السوق وبعتها ولم ينكر أحد من اليهود منها شيئاً،وأخذت الإنجيل وزدت فيه ونقصت ودخلت به السوق وبعته،فلم ينكر أحد من النصارى منه شيئاً،وأخذت القرآن وقرأته وتأملته فإذا "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " فكتبت وزدت فيه ونقصت ودخلت به السوق وبعته فنظر فيه المسلمون فعرفوا المواضع التي زدت فيها ونقصت،وردوا كل كلمة إلى موضعها،وكل حرف إلى مكانه،فعلمت أنه الحق لتحقيق وصفه بأنه كلام الله الذي "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد "،فآمنت به وصدقت ما جاء به 0انتهى
من كتاب: مقدمة تفسير ابن النقيب:ص:517 - 518
تحقيق د/ زكريا سعيد علي
التوقيعد/السالم محمد محمود أحمد الشنقيطي الجكني
الأستاذ المساعد بقسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالمدينة المنورة
ـ[أحمد الماليزي]ــــــــ[27 Feb 2007, 12:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
وأضيف على ذلك أنه قد تم ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة العربية أيضًا في العهد الإخشيدي, ووجدتُ هذه الترجمة قد تم طبعها في معرض القاهرة الدولي للكتاب لهذه السنة, وقد قام بتحقيقها الأستاذ الدكتور سهيل زكار. وقامت بنشرها دار قتيبة بدمشق تحت عنوان: التوراة ترجمة عربية عمرها أكثر من ألف عام.(/)
من إجابات الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي- رحمه الله - في رحلة افريقيا 1385هـ
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[25 Feb 2007, 11:07 ص]ـ
السؤال الأول: ما عندكم في أداء الصلاة في الطائرة الجوية , إذا تيقن عدم النزول إلا بعد خروج الوقت .. ؟؟
الجواب:
اما أنا فقد يدخل علي الوقتُ مراراً وأنا في الطائرة, وأصلي فيها, وأرى أن الإنسان إذا دخل عليه الوقت يصلي في الحالة التي هو بها, لأن الله يقول (فاتقوا الله ما استطعتم) , والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم) , ولا سيما إذا كان يركع ويسجد والقبلة يعرفها, وهذا الشائع في الناس أنه لا بد من الأرض, ويستدلون بحديث (جعلت لي الأرض مسجدا وطهوراً) , وأنا لم أجد له مَقنَعاً في كتاب الله ولا في سنة نبيه, لأن حديث (جعلت لي الأرض مسجدا وطهوراً) صيغته لا تقتضي عموماً بإجماع أهل اللسان العربي , وإجماع الأصوليين, ولو اقتضت العموم لما كان الماء طهوراً أبدا؛لأنه لو حصرنا الطهور والمسجد فيه لكان الطهور محصوراً في نفس التراب, مع أن المالكية يقولون: إنها لا تطهر حدثا ولا خبثا ولا ترفع الحدث, وكل نصٍّ سيق للامتنان فلا مفهوم له, ومن هنا أجمع عامة العلماء على جواز أكل القديد من الحوت, لو يبَّستَ الحوت وجعلته قديداً بالملح لجاز أكله, والله يقول (وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً) فلا نقول: مفهوم اللحم الطري أن قديد الحوت لا يؤكل, لأنه سيق للامتنان, فلو فرضنا أنه لا بد من متصل بالأرض , فالطائرة متصلة بالأكسجين والأكسجين جرم متصل بالأرض مثل الماء ,فلو أخذتَ قربتين وأحدها يملؤها رجل من الماء والثاني يملؤها من الأكسجين, لامتلأت من الأكسجين قبل هذه, ولو رأيتهما مطروحتين لم تفرق بينهما التي من الماء والتي من الأكسجين حتى تجذبها, فهذا أخف, وهذا أثقل, وعلى كل حال فالمسلم حيث ما كان صلىَّ, والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (اتق الله حيثما كنت) ومن تقوى الله – جل وعلا – إقامة الصلاة في وقتها ..
السؤال الثاني:
ما هو الأظهر عندكم في الأقوال المختلفة في معنى قوله صلى الله عليه وسلم (أنزل القرآن على سبعة أحرف) .. ؟؟
الجواب:
في هذا السؤال أنا أقول عملاً بقول الله تعالى (ولا تقف ما ليس لك به علم) نقول: الله تعالى أعلم ..
السؤال الثالث:
ما هي الحكمة في تقديم (به) في البقرة في قوله تعالى (وما أهل به لغير الله) وتأخيرها في غيرها .. ؟؟
الجواب:
الظاهران أقرب الحِكَم البلاغية فيه: هو ما يذكره بعض العلماء أنه تفنن في العبارة؛ لأن تكرير العبارة بلفظ واحدٍ أحلى منه عند النفوس تغييرُ الأسلوب ..
السؤال الرابع:
هل يمكن عندكم الآن تصحيح ما لم يصحح من الأحاديث كما هو مذهب النووي , أم لا يمكن كما هو مذهب ابن الصلاح .. ؟؟
الجواب:
على كل حال الظاهر أنه في هذه الأوقات ليس للمعاصرين علم جديد بالرواة إلا مأخوذاً عمن قبلهم , فلا يمكنهم التزكية ولا الجرح إلا باستناد ما سطره من قبلهم, هذا هو الذي يظهر ..
السؤال الخامس:
ما هو التوفيق بين الحصرين في قوله تعالى (إلا أن تأتيهم سنة الأولين) وقوله تعالى (إلا أن قالوا أبعث الله بشراً رسولاً) .. ؟؟
الجواب:
أنه كما تفضلتم يظهر إشكال بين الحصرين في قوله تعالى في سورة الإسراء – سورة بني إسرائيل – (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشراً رسولاً) فكأن استغرابهم ببعث الرسول محصور فيه هذا المنع الهدى, وقوله في سورة الكهف (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم سنة الأولين أو يأتيهم العذاب قِبَلاً) وفي القراءة الأخرى (قُبُلاً) ..
والجواب عن هذا عند عامة العلماء: هو اختلاف جهة الحصرين , أما الحصر في سورة بني إسرائيل فهو حصر عادي في سببه العادي, والأسباب العادية قد تتخلف بمشيئة الله جل وعلا , لأنه جرت العادة أن البشر إذا جاءهم رسولٌ استغربوا, وقالوا: كيف يرسَل إلينا رسولٌ يأكل ويشرب ويمشي في الأسواق؟
وهذا كثير في القرآن كقولهم عنه: (ما هذا إلا بشرٌ مثلكم يريد ان يتفضل عليكم) وقالوا في البشر (ياكل مما تاكلون منه ويشرب مما تشربون) (ابشرٌ يهدوننا فكفرو وتولوا) (أبشراً منا واحداً نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر) (ما انتم إلا بشر مثلنا) ..
فكون الناس يستغربون بعث البشر هذا استغراب عادي ضلَّ بسببه أكثرهم ,مع أن الله بين لهم أن رسالة البشر هي معروفة , قال (وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم لياكلون الطعام ويمشون في الاَسواق) (وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً) أي: لا ملائكة, وقال في الرسل (وما جعلناهم جسداً لا ياكلون الطعام وما كانوا خالدين) فهذا المانع وهو قولهم (أبعث الله بشراً رسولاً) واستغرابهم ببعث بشر عادي , والأمور العادية قد تتخلف, ولذا أسلم كثير من الناس ولم يمنعهم أن المبعوث بشر ..
أما المانع في قوله في سورة الكهف (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم) فهو مانع حقيقي عقلي , لأن المعنى على أصح القولين: وما منعهم أن يؤمنوا إلا أن أراد الله بهم في سابق علمه وأزله أن يبقوا على كفرهم حتى يأتيهم أحد أمرين: أن يأتيهم الهلاك في الدنيا , أو يأتيهم العذاب قبلاً في الآخرة , وهذا الذي سبق في علم الله وإرادته لا يمكن أن يتغير.!
فهذا مانع حقيقي لا يتخلف, وذلك مانع عادي قد يتخلف , فانفكت جهة المانِعَيْن بكون هذا عادياً وهذا عقلياً, فزال الخلاف لانفكاك جهة المانعية ..(/)
استفسار من جامعة برونيل بلندن؟؟ أرجوا الإجابة
ـ[ام جواد المغربي]ــــــــ[25 Feb 2007, 04:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان هناك استفسار في جامعة برونيل بلندن، فأحببت أن أضعه بين أيديكم حتى نجيب عليه جميعا
[السؤال: لما كان التشريف والتكريم لليد اليمنى دون اليسرى؟
و قال النووي رحمه الله: هذه قاعدة مستمرة في الشرع وهي أن ما كان من باب التكريم والتشريف كلبس الثوب والسراويل والخف، ودخول المسجد، والسواك، والاكتحال، .. وترجيل الشعر، .. وحلق الرأس، والسلام من الصلاة، وغسل أعضاء الطهارة، والخروج من الخلاء، والأكل والشرب والمصافحة، واستلام الحجر الأسود وغير ذلك، ومما هو في معناه يستحب التيامن فيه. وأما ما كان بضده،
كدخول الخلاء، والخروج من المسجد، والامتخاط والاستنجاء وخلع الثوب والسراويل والخف وما أشبه ذلك، فيستحب التياسر فيه، وذلك كله لكرامة اليمين وشرفها.
فلماذا تنال اليمين تلك المكانة؟؟
فأتمنى أن نرد عليهم ردا علميا
وجزاكم الله خير
وأثابكم الجنان
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[25 Feb 2007, 05:59 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد:
هذا الأمر مما أقرتالشريعة عليه العرب حيث كانوا ينسبون لليمين الفضائل والمكارم ويتفائلون باليمن, واليمن بالضم هو البركة وهو ماخذ هذا اللفظ, ويستبشرون به وينسشبون الخسارة والشؤم لليسار أو الشمال ولذلك سميت الشؤمى , ثم أقرهم الإسلام على ذلك فجعل استحباب الشروع في الفضائل باليمين وترك الشمال لضد ذلك مما ليس شانه التشريف والتكريم , ولذا قال الله تعالى عن حوار الإنس للجن بعد قيام الساعة وانكشاف الغيب (قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين) , قال الإمام الطبري رحمه الله: (قال ابن زيد في قوله {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} قال: قال بنو آدم للشياطين الذين كفروا: إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين قال: تحولون بيننا وبين الخير ورددتمونا عن الإسلام والإيمان والعمل بالخير الذي أمر الله به) انتهى
وجاء تعبير القرآن عن اليمين والشمال بتقديم اليمين دلالةً على شرفها وتكريمها ومن ذلك قول الله (أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون) وذكر بعض المفسرين حكمة إفراد اليمين هنا وجمع الشمائل أن اليمين شعار الحق والشمال شعار الباطل.
ومن مواطن تقديم اليمين في القرآن قوله تعالى وتقدس (عن اليمين وعن الشمال قعيد) وقوله (فمال الذين كفروا قبلك مهطعين * عن اليمين وعن الشمال عزين) وغير ذلك ..
ثمَّ شرفت الشريعة اليمين وجعلت بها مبايعة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي هي مبايعة لله تعالى, إكراماً وتغليظا للعهود المنعقدة بها.
وجعل الله مصائر عباده الطيبين الفائزين إلى اليمين وسماهم بأصحاب اليمين, كما جعل أهل الكفر والفسوق أصحاب الشمال.
والعلم عند الله تعالى ...
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[28 Feb 2007, 02:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا السؤال له أمثلة كثيرة، فقد يسأل البعض عنه، ويسل أخر عن مماثل له وثالث ورابع وهكذا، كأن يقول البعض لماذ النار حارة والثلج بار، ولماذ السكر حلو والليمون حامض، ولماذ الصخر صلب والقطن لين، ولماذ البهائم لها أربع قوائم وللإنسان اثنتان ولماذا أصابع اليد خمس، ولماذا الصلوات خمس، ولماذا اتفقت صلاة الظهر والعصر والعشاء في عدد الركعات ولماذا ولماذا ... أسئلة كثيرة يتعذر عدها. ولعلي أنبه على أمور لعلها تفيد في هذا
1 - من المحال أن نحبس العقل عن التفكر فيما حوله وتوارد الإسئلة إليه، لأن ذلك ليس بمقدور البشر بل هو من خصاص رب البشر سبحانه.
2 - أن خصائص الأشياء تخلق أسئلة ولو تغيرت تلك الخصائص لبقيت الأسئلة، فمن قال لماذ فضلت اليمن على الشمال سيعكس السؤال لو كانت الشمال هي المفضله فيقول لماذا فضلت الشمال على اليمن، وسيقول الآخر لماذ الثلج حار والنار بادة ولماذا السكر حامض والليمون حلو وهكذا، فمحال أن تنتهى مثل هذه الأسئلة.
3 - العقل له حدود لا يتجاوزها، ومتى حاول الإجابة على كل ما خطر له ضل واضطرب، وهذا أمر معروف يطول الحديث عنه.
3 - الفرق بين المسلم وغيره أن المسلم يتحاكم إلى النصوص الواردة ولا يتعداها فما علمه أقر به وما لم يرد فيه نص مما لا مجال للاجتهاد فيه وكل أمره إلى عالمه فاستراح وأراح.
4 - التفاضل بن الأشياء أمر لا بد منه حتى تستقيم حياة الناس فلو كان الكل أميرا من يقود الحمير، فهذا التفاضل ليس بين الشمال واليمين _ كما ورد في السؤال - بل التفاضل في كل شيء، فالسماء أفضل من الأرض، والجنان في السماء تتفاضل فليست الفردوس كغيرها ... وهكذا، والتفاضل في الأزمنه موجود فليس رمضان كغيره من الشهور، ولا ليلة القدر كسائر الليالي، ولا عشر ذي الحجة كسائر أيام العام، ويوم السبت عند اليهود والأحد عند النصارى أفضل من سائر أيام الأسبوع .... ، والتفاضل موجود في الأمكنة فمكة وطيبة والقدس مقدمة على سائر البقاع، وأيام الأعياد عند جميع الطوائف مقدمة على غيرها، والتفاضل موجود في الجنس البشري فالعالم مفضل على الجاهل، والرسل مقدمون على غيرهم، والأمراء أشرف من الصناع.وعليه فمن خلق هذه الإشياء فاضل بينها وهو الله (وربك يخلق ما يشاء ويختار) وهو المتصرف في خلقه يرفع ما يشاء ويخفض ما يشاء، وقد تظهر لنا الحكمة وقد تختفي، وظهورها وخفاؤها لا يحقق الإجابة الصحيحة.
هذه إجابة بلغة البرقيات إن صحت العبارة أسأل الله أن يحسن النيات والمقاصد وأن يعيذنا من شر الشيطان الرجيم والحمد لله رب العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ام جواد المغربي]ــــــــ[01 Mar 2007, 01:26 ص]ـ
جزاكم الله خير
وأثابكم الجنان
ـ[عبد الرحمن]ــــــــ[01 Mar 2007, 06:50 ص]ـ
من الحكم الربانية في تخصيص يد للأكل وأخرى للاستنجاء التقليل من احتمالات الإصابة بالأمراض الناتجة عن تلوث اليد
ولا شك أن هناك حكماً كثيرة لا نعلمها ..
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[05 Mar 2007, 12:43 ص]ـ
السؤال كما فهمت لماذا اختيرت اللأيدي يمنى ويسر ى ومن ثم شرفت اليمنى، وليس السؤال عن الحكمة من تفضيل اليمنى على اليسرى.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[05 Mar 2007, 09:58 ص]ـ
إجابات مقنعة ومسددة ومثل هذه الأمور لا تخلوا من حكمة وإن خفيت الحكمة، ويكفي عند المسلم أن يقول هي مفضلة
لتخصيص الدليل لها بالفضل. وأعيد فأقول إن ما قاله الإخوة فيه غاية الإقناع لمن أراده.(/)
لو تكرمتم أفيدوني
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[26 Feb 2007, 12:32 ص]ـ
تفسير (الكفاية في تفسير القرآن) مؤلفه عبد العزيز بن أحمد الدميري الديريني.
تفسير (نهر الحياة) مؤلفه أبو الفضل عبد الرحمن بن عمر البلقيني.
(جامع البيان) مؤلفه عضو الدين أبو الفضل الآبدي.
هل حققت هذه التفاسير أرجو إفادتي لا حرمكم الله الأجر. مع العلم أنها موجودة ونسخها الخطية واضحة
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[05 Mar 2007, 12:48 ص]ـ
أفيدوني أثابكم الله.(/)
مقارنة بين قصة ادم عليه السلام في القران الكريم والعهد القديم
ـ[يسري خضر]ــــــــ[26 Feb 2007, 02:26 ص]ـ
مقارنة بين قصة آدم في القرآن الكريم والعهد القديم
يقول الشيخ عبد الوهاب النجار في كتابه قصص الأنبياء (وقد ذكرت قصة آدم في الإصحاحين الثاني والثالث في سفر التكوين وهي لاتخالف ماجاء في القرآن الكريم إلا مخالفة بسيطة. فإنها لم تذكر مسألة السجود لآدم ولا مخالفة إبليس، وتكبره وطرده من الجنة، ولم تذكر الحوار بين الله تعالي وملائكته. وجعلت الوسوسة لحواء من قبل الحية والوسوسة لآدم من قبل حواء).
ويضاف إلي ماذكره الشيخ مايلي:
1. – ذكر القرآن الكريم أطوار الخلق الأول والثاني ولم تشر التوراة إلي ذلك.
2. - قطعت التوراة بأن الجنة كانت في الأرض 0بينما كانت دلالة القرآن احتمالية.
3 - ذكرت التوراة أن الإنسان خلق ليعمل في الجنة 0وقد نفي القرآن ذلك.
4 - ذكرت التوراة أن الشجرة المنهي هي المعرفة والحياة 0 وقد أكل آدم من الأولي فطرد قبل أن يأكل من الثانية ولم يحدد القرآن نوع الشجرة.
5 - جعلت التوراة المرأة سبب الغواية 0ولولاها ماخرج آدم من الجنة 0 بينما صرح القرآن بالمسؤولية المشتركة، بل نسبها لآدم عليه السلام.
6 - ذكرت التوراة أن الإله خاف من عودة آدم من الجنة ليأكل من شجرة الخلد فأقام حارسين عليها، ولم يشر القرآن لشيء من ذلك.
7 - لم تشر التوراة لنبوة آدم 0 بينما أشارت نصوص القرآن إلي نبوته احتمالا وقطعت بها السنة المطهرة.
8 – لم تذكر التوراة توبة آدم بل بقيت الخطيئة في جميع أبنائه حتي جاء المسيح ليخلص البشرية منها، وصرح القران بتوبة آدم وقبول الله لها.
9 – ذكرت التوراة سني حياة آدم وعدد أحفاده وأولاده 0ولم يرد لذلك ذكر في القرآن.
10 - العقوبات التأديبية المنسوبة إلي الله والموضوعة علي المرأة كالحمل والولادة والحيض، وكذلك الموضوعة علي الحية كقطع الأرجل والمشي علي البطن لم يرد لها ذكر في القرآن.
11 – صرحت التوراة بأن الإله كان يمشي في الجنة حينما أكل آدم من الشجرة 0بينما ينزه القرآن الذات الإلهية عن الحلول والاتحاد.
فهل توصف هذه الفروق بانها بسيطة؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[26 Feb 2007, 01:52 م]ـ
طرح هذا الموضوع مهم جدًَا لمعرفة الفرق بين ما طرحته كتب بني إسرائيل وما ذكره القرآن، وهذه الطريقة المليحة في تفقيط الموضوع تعطي القارئ الصورة الواضحة في هذا الفرق.
ولقد أعجبني تعبير الدكتور يسري بقوله: (الإله) بدلاً عن (الله) في مثل هذا المقام، وذلك من كمال التأدب مع الله تعالى ومع اسمه العظيم (الله)، فالإله أعم في الاستعمال من (الله)، وهو يدل على كل معبود، وإن كان الأحق بكمال العبودية الحقة هو الله تعالى، وقد ورد في القرآن لفظ الإلهة والآلهة للمعبودات الشركية، كما ورد وصف الله به، أما اسمه العظيم (الله) فهو مما لم يقع تسمية أحد من المعبودات به، فهو محظور لا يجوز أن يتسمى به أحد.
ولقد قرات بعض الكتب التي ترد على النصارى، ورأيت في بعضها ذكر لفظ الجلالة في أماكن لا يحسن ذكرها البتة، ومن ذلك أن بعضهم يقول ـ من باب الاحتجاج ـ: (هل ... صار في رحم مريم؟)، وهذا أمر غير مستساغ من إقحام لفظ الجلالة في مثل هذه العبارات، وإن كان قصد صاحبها حسنًا، فإن من كمال التأدب مع الله أن لا يقحم اسمه في مثل هذه الجُمَل، أثنا الاحتجاج.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Aug 2007, 06:05 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا محمد على موضوعك الطريف هذا.
وكتاب الشيخ عبدالوهاب النجار - رحمه الله- (قصص الأنبياء) الذي أشار إليه الدكتور يسري وفقه الله من الكتب القديمة في قصص الأنبياء، بل لعله أقدم الكتب المعاصرة في قصص الأنبياء، وقد توسع كثيراً في الموازنة بين قصص الأنبياء في القرآن وقصصهم في الكتب السابقة، ووقع في بعض الاجتهادات التي أثارت عليه العلماء حينها، وشكلت لأجل ذلك لجنة من علماء الأزهر، وحدثت بينهم مجادلات طويلة زهدت الناس في الكتاب حينها. ثم صنفت بعد ذلك كتب كثيرة في قصص الأنبياء سدت الفراغ في هذا الجانب المهم.
ـ[أحمد الحمادي]ــــــــ[22 Jan 2008, 11:49 م]ـ
جمعية التجديد في البحرين أتت بعجائب وغرائب لا يعقلها عاقل عن قصة آدم عليه السلام في القرآن الكريم
لا أدري هل اطلع عليها أحد في ملتقى التفسير وأبدى رأيه فيها ..
لنا عودة تتلوها عودة ان شاء الله حول هذه القضية الخطيرة(/)
من أجل أهل التفسير والملتقى
ـ[د. إلياس أنور]ــــــــ[26 Feb 2007, 01:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من أجل بسط العدل في قضايا النقاش
نرجو من الإخوة أهل الملتقى الكريم أن يبينوا ما يرونه في هذا المقترح الذي يخص قضايا الحكم على طلبة العلم وكلنا كذلك.
نرى أن تكون قضايا عرض السرقات العلمية أو إبداء أي ملاحظة على العلماء أو طلاب العلم بعامة تنتظم ما يلي:
1ـ إن استطاع المستكشف للسرقة العلمية أن يتصل من خلال أية وسيلة غير مشهِّرة بالفاعل كان عليه وجوبا فعل ذلك إبراء للذمة وبعداً عن الفضيحة، لعله يصل إلى الحق باعتراف السارق وينتهي الأمر عند ذلك، وإيصال الحق إلى أهله وهو المطلوب، ومراعاة لأمور عديدة منها:
أنه إذا شاع هذا الأمر وذاع وخاصة في علماء الأمة فإن ذلك يوهن الثقة بمجملهم بل يسقطها، قبل معرفة الحقيقة، وهذا أجرم ما نتوقاه.
2ـ إن لم يستطع المستكشف للسرقة أن يتصل بمن ظنه من السرَّاق ـ وأقول ظنه؛ لأن المتهم بريء حتى تثبت إدانته " فعلى المكتشف للسرقة أن يضع صفحات من الكتاب المسروق مواجهة مع صفحات من الكتاب السارق ويترك وقتاً يحدده لصاحبي المصنفين للدفاع وإبداء الرأي، مع إغلاق الموضوع أمام الكل حتى لا يحكم أحد على الموضوع بالجزم دون بينة من سماع الطرفين، فيظلم أو يحيف وهذا ما لا نرتضيه من القدح في أمانة مسلم، فضلا عن عالم، أو طالب علم.
3ـ إذا دافع الطرفان أو أحدهما في المدة المضروبة انتهى الأمر عند ذلك وأغلق الموضوع، وإذا لم يدافع أحد منهما عن حقه فمن حق الموقع أن يترك للأعضاء حق إبداء الرأي مع مراعاة الأدب وحسن الظن وعدم التجريح.
4ـ عند إبداء الرأي نرى عدم تكثير كلمات اللوم والانتقام عملا بالمثل القائل:" إذا سقط الجمل كثرت سكاكينه " ـ مع اليقين بحرمة الفعل ولوم الفاعل ـ ولا ننسى أن لكل جواد كبوة ولكل صارم نبوة ولكل عالم هفوة" وكفي المرء نبلا أن تعد معايبه" ومن العدل أن نتذكر لمن وجه إليه اللوم جهوداً أخر في خدمة العلم فبذكرها تزول الهفوات وهذا مبدأقرآني " إن الحسنات يذهبن السيئات".
5ـ عند وصول الأعضاء والإدارة إلى قناعة تامة بهذا المقترح تكون عندئذ سنة ملزمة في هذا الموقع المبارك، وبهذا نبعده عن التشهير بأهله.
اقترح ذلك كل من أساتذة التفسير وعلوم القرآن:
1ـ د. محمد إلياس محمد أنور. أستاذ التفسير والقراءات المساعد بكلية الشريعة جامعة الملك خالد.
2ـ أ. د.عبد الفتاح عبد الغني إبراهيم. أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية الشريعة بجامعة الملك خالد.
3ـ أ. د. عبد الفتاح محمد خضر أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية الشريعة، جامعة الملك خالد.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Feb 2007, 01:42 م]ـ
هذا اقتراح موفق، ورأي صائب، وأتفق معكم فيما تفضلتم به جملة وتفصيلاً، وهذا ما أنتظره من أمثالكم من الفضلاء من النصح والتوجيه للتي هي أقوم.
وأعدكم مستقبلاً أن يتخذ الموقع هذه السياسة بإذن الله، حتى لا نظلم أحداً، وتكون الأحكام الصادرة قد أخذت حقها من العدل والإنصاف والتدقيق. ويشهد الله أنني ما نشرتُ الواقعتين إلا بعد الاحتياط الشديد، إلا أنني أعترف أنني لو سلكتُ المنهج الذي أشرتم إليه ابتداءً لكان أقوم وأبعد عن التشهير، والإساءة للأشخاص وللعلم فاللهم اغفر لي يا رب العالمين.
ويبقى إتماماً لهذا المقترح البديع الذي تفضل به أساتذتي وزملائي وأصدقائي الثلاثة رعاهم الله وحفظهم - فما علمتهم إلا من أهل العلم والنبل والصدق، وقد أحسنوا بي وبالموقع عندما أجمعوا أمرهم على هذا التوجيه - أن يكون هناك لجنة منبثقة من هذا الموقع تشكل بالمشاورة للنظر في مثل هذه القضايا التي لا تمس طرفي القضية فحسب، وإنما تتعدى ذلك إلى العلم والتخصص عموماً، وقد تفضل الأخوان الكريمان الأستاذ منصور مهران، وأخي الكريم الدكتور صالح صواب بمقترحات نافعة على هذا الرابط ( http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=32088&postcount=3) وهذا الرابط ( http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=32706&postcount=34) .
وليتنا ننجح في تفعيلها وتطبيقها، إذاً لقدمنا للعلم خدمة جليلة، فإن الضعف البشري قد يجر بعض الباحثين إلى تسويغ أخذ بحوث الآخرين بحجج كثيرة، فإذا كان هناك جهة ترصد مثل هذه المخالفات وتلاحق من يفعل ذلك بالطرق المنظمة التي تفضلتم بها لكان في ذلك خير ونفع كبير.
فإن استنفدت كل السبل السلمية لمعالجة الأمر، لم يبق إلا بيان الأمر للباحثين بالأدلة، وكما قال أهل مصر: (العيار اللي ما يصيب يدوش). علماً أننا لم نشر في الموقع إلا لثلاث حوادث، وكلها متعلقة بالدراسات القرآنية.
أكرر شكري وتقديري لهذه المقترحات والتوجيهات التي تهدف إلى حفظ العلم وأهله، والرقي بالموقع وأهله، وأكرر امتناني للزملاء الفضلاء حفظهم الله ونفع بهم لتجشمهم عناء الكتابة والتشاور، وقد وقعت وصيتهم موقعها فجزاهم الله خيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[26 Feb 2007, 02:42 م]ـ
اقتراح موفق، ورأي سديد جزاكم الله خيراً.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[26 Feb 2007, 03:03 م]ـ
نعم الراي هذا واضيف اليه بعد ثبوت السرقة بما لا مجال لدفعها يوضع محل في الملتقى للتحذير من الذين ثبت عليهم هذا الفعل الشائن
حمانا الله جميعا من هذا البلاء الذي لا رحمة فيه
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[26 Feb 2007, 05:52 م]ـ
اقتراح موفق , ورأي سديد , وهذا ما ننتظره من إخواننا في الملتقى فكلنا شركاء في هذا الصرح العلمي , ونسأل الله للجميع السداد والرشاد.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[26 Feb 2007, 08:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
اقتراح موفق، و أشد على أيدي السادة العلماء الأجلاء أصحاب المقترح، الذين صانوا العلم، و احترموا مكانة أهله، و لم يعملوا على تجريء العامة على العلماء و التطاول عليهم، مع الحرص على إعطاء القدوة الحسنة.
وفي هذا الصدد أنبه إلى أن بعض الإخوة رواد الموقع في بعض ردودهم على زملائهم أو من هم في حكم أساتذتهم و مشايخهم يصدرون أحكام القيمة، مع الرغبة في الظهور و التفوق، رغم أن الموقع ليس حلبة مبارزة، بقدر ما هو منبر علمي و تعليمي، و من ثم فإني أناشد كل الإخوة رواد الموقع التزام أدب العلم في الحوار و المناقشة، و عدم اللجوء إلى الأساليب التي لا تليق بالعلم و أهله. مع استحضار رقابة الله تعالى، و إخلاص النية.
وفقنا الله تعالى لما يحبه و يرضاه.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[26 Feb 2007, 10:06 م]ـ
ذلك ما كنت أرجوه
فإليكم يميني أبايعكم على هذا الصدق
والله يرعانا ويرعاكم
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[26 Feb 2007, 10:55 م]ـ
سؤال واقتراح على لجنة الإشراف
--------------------------------------------------------------------------------
سؤال للمشرفين عن أولوية التوقيت، والمكان المناسب لتقديم ملاحظات للباحثين في مشاركات الملتقى:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: أرجوا من إخواني التكرم بإجابتي عن هذه المسألة العاجلة،
وهي ماهو التوقيت والمكان المناسب لتقديم الملاحظات على مؤلفات وبحوث الأفراد (والباحثين من مختلف البلدان)؟
ذلك لأننا اليوم نجد ملاحظة تبدأ برأي غالبا، ثم تنتهي بسلبيات كثيرة مستقبلية،
وخصوصا عندما تكون هذه الملاحظات يُفهم منها التشهير اوالاتهام، الذي يؤدي إلى إشكالية في كثير من الأحيان،
لذا فاقتراحي (ياإخواني الكرام) هو تأخير كثير من الملاحظات والاستدراكات الواردة من الأعضاء لحين التثبت والتأكد منها عبر مراسلي الملتقى (أوعبرالرسائل الخاصة)، ترسل لأصحاب الشأن، ثمّ بعد إشعارهم بالمسألة وجمع ردودهم، يكون رفع هذه الملاحظات إلى الملتقى للتعقيب والترجيح.
إخواني الكرام: الذي دعاني لهذا المقترح هو أننا كنا نسمع من بعض المشايخ في مرحلة الماجستير والدكتوراة، النصيحة بتأخير كثير من الملاحظات (أثناء كتابة البحث) حتى التأكد منها، أو إلغاؤها لسلبياتها الكثيرة.
وكذلك لأن الملاحظات هي إما أنها تعبر عن مجموعة من الباحثين المختصين، أو عن جهة مختصة أوعن ممثلها؟ أو باحث واحد متخصص قد يوافقه غيره وقد لا؟ فأين هو الحكم في هذه المسألة إذا؟
واليوم نجد هذه المشكلة عادت مرة أخرى في ملتقانا الطيب،
وعليه فالحل عندي (والله اعلم) أنّه ينبغي النظر في المسألة كمسألة لها إشكاليتها في الأوساط العلمية، فلا داعي للتعجل في الحكم والبت في حتى اكتمال ملاحظاتها واستكمال الاجراءات المتبعة في هذا النوع من القضايا،
ولابد كذلك من سرعة تنبيه المشاركين إلى أن القضايا المتعلقة بالأفراد الباحثين لابد عند التعليق عليها من اتباع الإجراء المتبع لدى إدارة الملتقى، وإن أراء العضو المخالفة لهذا الإجراء ليس بالضرورة تعبرعن آراء مشرفي الملتقى،
ولعل هذا هو المعمول به في المجلات العلمية المحكمة و غيرها؟
ولأهمية الموضوع في عالم الملتقيات وضيق عبارة (إضافة الردود) في خانة إضافة مشاركة في هذا الملتقى، عن توفية المقصود، الأمر الذي قد يفهم منها فتح الباب للردود القاسية من بعض الباحثين، لذا ارجوا سرعة تعديلها لتكون إضافة مداخلة أو إضافة علمية. والله أعلم من وراء القصد.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[26 Feb 2007, 11:57 م]ـ
اقتراح قيم وممتاز ونافع إن شاء الله عز وجل - توقيع موافقة وتأييد.
بارك الله فيكم.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[27 Feb 2007, 09:23 ص]ـ
جزي الله الاخوة خير الجزاء علي هذا الاقتراح الطيب الذي يجمع بين العدل والفضل ورعاية حرمة العلماء وحفظ جهود الباحثين والتدرج في معالجة من تيقنا من ضعفه
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[27 Feb 2007, 03:15 م]ـ
أشكر إخوتي الكرام على تحري العدل ولزوم الأدب، وهذه أخلاق العلماء، وأحب أن أنبه على أمور:
1/ هناك فرق كبير بين من يقتبس نصاً أو فكرةً أو ترجيحاً وينسبه لنفسه مخلاً بالأمانة العلمية،وبين من يسطو على كتاب كامل ثم يتشبع به، ولا يشعر بالمرارة إلا من ذاقها، ولا بالجمرة إلا من وطئها،فهل أدركنا ما يلحق أصحاب الكتب المسروقة من الأذى بسبب ذلك، إن الضحية أولى بالرأفة من الجاني.
2/ إن من سرق كتاباً ونشره في الأسواق وقبض ثمنه قد جاهر بالمعصية وألقى جلباب الحياء فلا غيبة له.
3/ كون السارق ينتسب إلى أهل العلم الشرعي هذا أمر محزن، ولكن هذا لايدعو أن نخفي ذلك خشية أن يشمت بنا الأعداء، فكم من منتسب إلى القرآن والسنة وهو يخالفهما ظاهرا وباطنا وصدق الشاعر:
ما كل من لبس العباءة سيد * يخشى ولا كل المظاهر تبهر
4/ في هذا العصر عصر الحاسب والإنترنت والموسوعات اللإكترونية سهلت السرقة بشكل لم يكن أحد يتصوره، ورأينا كثيرأ من الناس يستلون بحوثهم المزيفة ولا سيما المتطلبات الجامعية من شبكة الإنترنت، فينبغي أن نأدبهم بسلاحهم.
كل ذلك بعد التثبت. نسأل الله أن يعصمنا من الزلل، ونعوذ به من فتنة القول والعمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[28 Feb 2007, 04:46 م]ـ
بارك الله في الجميع
كلام الدكتور إبراهيم جميل وسديد، ولا بد من الحزم في التصدي للسراق، ولا تأخذنا بهم رأفة، وقد رآى الناس تجلد وصفاقة وجوه كثير منهم مع ظهور ما قارفت أيديهم لمن له أدنى تمييز!
فإن لم يكن للحزم والتشهير ردع لهؤلاء = فلا رادع لهم، وسيدخل في هذه الصفقة الخاسرة والخطة الخسف خلق ممن لا خلاق لهم إن رأوا مرور قضايا هؤلاء بردا وسلاما.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[28 Feb 2007, 05:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الإخوة الكرام المحتكمين إلى مشاركات الملتقى:
أقول: إننا لواحتكمنا جميعا إلى هذا الملتقى الطيب المبارك لكنا نحمله شيئا فوق قدرته وطاقته، ولكن دعونا في هذه المسائل نحتكم إلى أخلاقيات العلم وأساليبه العلمية الحكيمة،ثمّ إلى المؤسسات العلمية المختصة والتي لها صلاحية التحكيم، دون أن يكون ذلك عبر شبكات المعلومات، ومن ثبت له حكم فلينشره دون وجل. وفق الله الجميع.
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[02 Mar 2007, 11:32 ص]ـ
أحسن الإخوة الفضلاء الثلاثة بتقديم هذا الاقتراح الطيب، وكان في نفسي أن أقدم مثله بعد أن قرأت بعض ما كتب في الموضوع ولكنهم كفوني وأمثالي ذلك بما أبدعوا فيه من اقتراحات قيمة وتلقي الإخوة المشرفين للملتقى لها بالسرور وكذلك الإخوة الفضلاء في مداخلاتهم التي سبقتني.
ويكفي امتلاء أسواقنا ومكتباتنا بكتب الردود التي تقسي القلب وتضعف الثقة بأهل العلم وتوغر الصدور وتثير النفوس خاصة إذا اقترنت بعبارات لاهبة وسياط عنيفة.
فنعم ما اقترحتم وكما قيل أميتوا الباطل بترك ذكره، وكما ورد في الحديث: لا تذكروا لي أصحابي إلا بخير فإني أحب أن أخرج إليهم وأنا سليم الصدر
وإن كان لا بد من الإعلام بفاعلي ذلك فكما ذكر الأخ الفاضل د. أبو حسان تخصص لهم مساحة خاصة يردها من شاء ويعرض عنها من شاء، والله الموفق.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[03 Mar 2007, 10:05 ص]ـ
تعليقا على ما سبق أحيي كل الأحبة الذين أدلوا بدلوهم في هذه القضية، والكل أراه متفقاً على أساس واحد وهو بيان الحق وابطال الباطل، ولكن يبدو لي أن بعضنا فهم ـ ولكل امريء ما فهم ـ أننا باقتراحنا السابق نبارك للسرَّاق أو نشاركهم بهجة صنيعهم!!
كلا وألف كلا إننا ممن لا يتهاونون في حق ولا يتنازلون عن قضية مبتوته معلومة، ولكن الفرق الذي أظنه بين أصحاب الاقتراح ومن وافقهم من الفضلاء من ناحية، وبين من شدد النكير من العلماء ويظل يعد بالمزيد من التشهير هو:
أننا نعطي القضية نفَساً ومقدمات وحقاً للدفاع عن النفس مع إرخاء ستور الستر في تلك الفترة، ثم تتدرج القضية إلى أن نصل عند المكابرة والعناد واليقين الذي لا ينازعه شك إلى درجة الفضح والتشهير ولكن ـ كما يقول أهل القانون ـ
في آخر سلم التقاضي ـ ومن هنا أقول:
إن من العيب المذهب لريح الأمة ولروح المودة بين العلماء فتح النار من أول لحظه دون تروي أو دراسة فبمجرد اكتشاف ما هو مظنة خطأ ينطلق البعض كالصاروخ معلقا:" لص، مجرم ـ ينتمي إلى الشرع ولا يعرفه ـ خذوه فغلوه ....... ويكون صاحب القضية ما درى بها ولا عنها بعد، فالتريث التريث والتمهل التمهل، ففي العجلة الندامة وفي التأني السلامة.
وأخيرا أقول: ما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد ـ وإياكم ـ إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[09 Mar 2007, 11:52 م]ـ
رأي مسدد وموفق،وأنا مع أخي د. إبراهيم الحميضي فيما قال.
زادكم الله هدى وتوفيقاً.
ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[10 Mar 2007, 12:39 ص]ـ
اقتراح موفق، ورأي سديد جزاكم الله خيراً.(/)
اللقاء العلمي بالشيخ مساعد الطيار في المدينة النبوية (ح/2)
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[26 Feb 2007, 10:37 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فقد نقلت في موضوع سابق الحلقة الأولى من اللقاء بفضيلة الشيخ مساعد الطيار في المدينة
وهذا رابطها ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7467)
وإليكم الحلقة الثانية
اللقاء الثاني يوم الخميس ليلة الجمعة الموافق:4/ 2/1428هـ
وقد كان اللقاء به مع مجموعة من طلبة الدراسات العليا بقسم التفسير والقراءات, وقد حضر اللقاء فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد العزيز العواجي, والشبخ فهد الوهبي حفظ الله الجميع.
** دار نقاش حول المختصرات في التفسير عموما, ومختصرات الطبري خصوصا, وكان رأي الشيخ حفظه الله أن أفضل مختصرات الطبري مختصر:بشار عواد, حيث ذكر مجمل الأقوال ولم يتصرف في كلام الطبري رحمه الله.
** كما أشار حفظه الله إلى ان الاختصارات في التفسير على نوعين:
1. أن يعمد المختصِر إلى كتاب في التفسير فيقوم باختصاره, كمختصرات تفسير ابن كثير ونحوها. وهذه الطريقة على وجه العموم لا تخلو من إشكال إما فيما ينتقيه المختصِر, أو ما قد يحصل من عدم فهم نص صاحب التفسير, ونحو ذلك.
2. أن يقصد المؤلف إلى تأليف مختصر في التفسير كصنيع الواحدي في كتابه الوجيز. وهذا أفضل.
** وقد سأل أحد الإخوة الشيخ حفظه الله حول قول الله تعالى: (إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها) وهل يمكن حمل الآية على ما يقوله علماء الأحياء من أنهم اكتشفوا أن هناك كائنا أصغر من البعوضة فوق ظهرها, فهل يكون هذا المعنى صالحا لتفسير قوله: (فما فوقها).
فأجاب الشيخ حفظه الله أن تفسير الآية بهذا القول باطل, لأن السلف اختلفوا في معنى هذه الآية على قولين: أحدهما: فما دونها في الصغر والثاني فما هو أكبر منها ... وأما إذا حملنا هذه الآية على ما قيل فإنا نجعل (ما فوقها) بمعنى (من فوقها) ولم يقل أحد من السلف هذا القول.
** كما أشار الشيخ أن هناك فرقا بين إنكار حقيقة علمية اكتشفها علماء الفلك أو الجيولوجيا وغيرهم, وبين نفي تفسير هذه الآية بهذه الحقيقة العلمية كما تسمى.
فلا يلزم من نفي تفسير الآية بهذه النظرية أو تلك أن نقول أننا نبطلها بالكلية, وإنما نبطل حملها على وجه من وجوه التفسير.
** وقد انتقل الحديث حول إعجاز رسم المصحف, فأشار الشيخ إلى أن هذه المسألة ترجع إلى مسألة هل الرسم توقيفي عن النبي صلى الله عليه وسلم أم اجتهاد من الصحابة؟ وقد رجح الشيخ أنه اجتهاد من الصحابة ...
ولكنه أشار إلى مسألة مهمة قد يحصل فيها الخلط وهي:
أن قولنا أن رسم المصحف اجتهادي, لا ينفي أن يكون الرسم ملزما للأمة, فمسألة: هل الرسم توقيفي أم لا غير مسألة: لزوم رسم المصحف بعد اتفاق الأمة عليه.
** ومن المسائل التي طرحت في اللقاء مسألة التفسير الإشاري وما يتعلق به ..
فكان مما ذكره الشيخ حفظه الله: أن التفسير الإشاري على أنواع:
الأول: أن يكون المعنى المستنبط من الآية باطلا فهذا تفسير مردود.
الثاني: أن يكون المعنى المقصود صحيحا ولكن الآية لاتدل عليه, فهذا لايقبل أن يكون تفسيرا للآية.
الثالث: أن يكون المعنى صحيحا والآية تدل عليه بوجه من وجوه الدلالات فهذا يقبل.
وأشار الشيخ إلى أن هناك نوعا من التفسير الإشاري عند بعض السلف يمكن أن يعبر عنه بالتفسير بالمقايسة ولا يلزم دلالة ظاهر الآية عليه, كمن يفسر قوله تعالى: (يخربون بيوتهم بأيديهم) وهي معلومة أنها في اليهود.
فيقول: (هؤلاء أهل البدع يخبون عقولهم ببدعهم) فكأنه انتزع هذا الجملة فقط من الآية وقاس فعل أهل البدع على فعل اليهود. ومثل هذا من يفسر قول الله (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم) بأهل البدع والأهواء وهي نازلة في المنافقين, ولكنه قاس ما حصل للمنافقين بما حصل للمبتدعة وأهل الأهواء.
وقد كان اللقاء ماتعا ومليئا بالفوائد, حاولت أن ألملم بعضها, وسامحوني فيما سقط سهوا ونسيانا
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
تنبيه: معظم محاضرات الشيخ مساعد الطيار ودروسه في تسجيلات الراية في الرياض.(/)
إلى زوار معرض الرياض من المهتمين بعلم القراءات
ـ[محب القراءات]ــــــــ[28 Feb 2007, 01:01 ص]ـ
الأخوة الفضلاء من الباحثين وطلبة العلم المهتمين بعلم القراءات في مدينة الرياض وما حولها ممن يتيسر له زيارة المعرض
نأمل منكم أن تفيدونا بالكتب الموجودة في المعرض عن علم القراءات , وخاصة الجديد من الكتب المطبوعة في هذا العلم المبارك , وكذلك الكتب النادرة التي طبعت منذ زمن ويصعب الحصول عليها الآن مثل كتاب السبعة لابن مجاهد , بتحقيق / د شوقي ضيف. وغيره من الكتب
وجزاكم الله خيرا
ـ[د. أنمار]ــــــــ[01 Mar 2007, 11:21 ص]ـ
كتاب السبعة لابن مجاهد موجود بوفرة بطبعته القديمة في مكتبة الفيصلية بمكة المكرمة شرفها الله.
وفي جدة في المكتبة التي بجوار مكتبة المريخ في شارع الستين ونسيت اسم المكتبة الآن.
ولمن يطلب كتب القراآت في المعرض:
تجد مفردة ابن محيصن والبصري عند دار ابن كثير
====================
ومصنفات الضباع عند المكتبة الأزهرية للتراث
وفيها كذلك سعادة الدارين في بيان وعد آي معجز الثقلين لمحمد بن خلف الحسيني وغيرهما كثير.
====================
وتجد بعض كتب القراءات عند مكتبة أولاد الشيخ مثل:
شرح المقدمة لأبي الفتح المزي تلميذ ابن الجزري (وكتبوا على غلافه: يطبع لأول مرة. بتحقيق جمال السيد رفاعي
أقول: للأسف أفسد الكتاب بكثرة أخطائه وتصحيفاته انظر على سبيل المثال ص 123 وما بعدها تجد ما معدله 8 أخطاء في الصفحة الواحدة.)
المطلوب في بيان الكلمات المختلف فيها عن أبي يعقوب
سلسلة متون التجويد
العجالة البديعة الغرر في أسانيد القراء الأربعة عشر للمتولي
حسن المدد في فن العدد للجعبري
الرسالة الغراء في ترتيب وجوه القراء للتلمساني
====================
وفي دار الصحابة تجد
رواية أبي عمرو لابن الأبزازي
==============
وفي أضواء السلف تجد بعض الكتب كذلك.
===============
ولا تنس كتب الدكتور غانم في دار عمار.
==============
هذا ما مررت عليه في أقل من ساعة في طريقي للمطار وكنت أتمنى المكث أطول من ذلك.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[02 Mar 2007, 12:24 ص]ـ
شكر الله لك يا دكتور أنمار على هذه الإفادة وبارك فيك وفي علمك وجعلك مباركا أينما كنت.
ـ[لطيفة بنت محمد]ــــــــ[04 Mar 2007, 07:48 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[07 Mar 2007, 03:22 م]ـ
من كتب القراءات التي رأيتها ـ وأظنها من الجديد ـ كتاب لابن القاصح البغدادي علي بن عثمان بن محمد المتوفى سنة 801، وقد حققه الدكتور عطية بن أحمد بن محمد الوهيبي، واصله رسالة ماجستير قدمها في الجامعة المستنصرية ببغداد، فك الله أسرها.
قال ابن القاصح:
(وقد جمعت فيه ـ بعون الله ـ قرأة أبي جعفر يزيد بن القعقاع المدني، وقراءة ابن محيصن المكي، وقراءة الحسن بن أبي الحسن البصري، وقراءة يعقوب بن إسحاق الحضرمي البصري، وقراءة سليمان بن مهران الأعمش، وقراءة خلف ابن هشام البزار، وهو الاختيار المنسوب إليه، فهذه ست قراءات)
الناشر / دار الفكر بعمان الأردن، الطبعة الأولى 1427/ 2006م
ـ[محب القراءات]ــــــــ[07 Mar 2007, 03:52 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخنا الحبيب /الدكتور مساعد الطيار , ونفع الله بعلمك.
و من الكتب الجديدة كذلك في المعرض: كتاب بعنوان:
التهذيب لما تفرد به كل واحد من القراء السبعة , للإمام أبي عمرو الداني , وهو بتحقيق الدكتور / حاتم الضامن.
ومن الخدمات الجليلة التي قدمها هذا المعرض , إمكانية البحث عن الكتاب الذي تريده عن طريق الانترنت , فتعرف وأنت في بيتك , هل الكتاب الذي تريده موجود في المعرض أم لا؟
ـ[د. أنمار]ــــــــ[07 Mar 2007, 05:54 م]ـ
د. مساعد: ما اسم الكتاب بارك الله فيك؟ هل هو مصطلح الإشارات؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[07 Mar 2007, 08:32 م]ـ
الدكتور الفاضل أنمار
حياك الله وبياك.
أشكرك على استدراكك، كنت ظننت أني وضعت اسم الكتاب.
والكتاب كما ذكرتَ أيها الفاضل، قال المؤلف (ص: 77): (وسميته: مصطلح الإشارات في القراءات الزوائد المروية عن الثقات).
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[08 Mar 2007, 01:00 ص]ـ
ومن الخدمات الجليلة التي قدمها هذا المعرض , إمكانية البحث عن الكتاب الذي تريده عن طريق الانترنت , فتعرف وأنت في بيتك , هل الكتاب الذي تريده موجود في المعرض أم لا؟
كيف يتم ذلك بارك الله فيك؟
ـ[بويوسف]ــــــــ[08 Mar 2007, 01:17 ص]ـ
للبحث عن الكتب والروابط المرئية والمسموعة الخاصة بمعرض الرياض ( http://www.info.gov.sa/portals/riyadhbooks/search/db_paging3.asp)
منقول
ـ[نورة]ــــــــ[08 Mar 2007, 02:44 ص]ـ
شكر الله لكم هذه الافادات
ـ[د. أنمار]ــــــــ[08 Mar 2007, 10:48 ص]ـ
من كتب القراءات التي رأيتها ـ وأظنها من الجديد ـ كتاب لابن القاصح البغدادي علي بن عثمان بن محمد المتوفى سنة 801، وقد حققه الدكتور عطية بن أحمد بن محمد الوهيبي، واصله رسالة ماجستير قدمها في الجامعة المستنصرية ببغداد، فك الله أسرها.
قال ابن القاصح:
(وقد جمعت فيه ـ بعون الله ـ قرأة أبي جعفر يزيد بن القعقاع المدني، وقراءة ابن محيصن المكي، وقراءة الحسن بن أبي الحسن البصري، وقراءة يعقوب بن إسحاق الحضرمي البصري، وقراءة سليمان بن مهران الأعمش، وقراءة خلف ابن هشام البزار، وهو الاختيار المنسوب إليه، فهذه ست قراءات)
الناشر / دار الفكر بعمان الأردن، الطبعة الأولى 1427/ 2006م
وقد حققه أيضا كرسالة ماجستير أحمد مفلح القضاة في الجامعة الأردنية عام 1412هـ ولم ينشر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نورة]ــــــــ[05 Jul 2007, 04:54 م]ـ
كتاب السبعة لابن مجاهد موجود بوفرة بطبعته القديمة في مكتبة الفيصلية بمكة المكرمة شرفها الله.
وفي جدة في المكتبة التي بجوار مكتبة المريخ في شارع الستين ونسيت اسم المكتبة الآن.
.
مكتبة "كنوز المعرفة" بجدة بشارع الستين
ويوجد بها كتاب السبعة كما أشار إليه فضيلة الشيخ د/ أنمار
ـ[محب القراءات]ــــــــ[07 Jul 2007, 10:58 م]ـ
الأخت نورة: شكر الله لك وجزاك خيرا.
وجزى الله الدكتور أنمار خيرا.
فقد كنت أبحث عن كتاب السبعة منذ زمن وبفضل الله اشتريته من مكتبة الفيصلية في مكة المكرمة
فأسال الله أن يبارك فيمن دلنا عليه , وأن يكون له حظ وافر من حديث (الدال على الخير كفاعله)(/)
معرض مسقط الدولي الثاني عشر للكتاب
ـ[عماد الدين]ــــــــ[28 Feb 2007, 01:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هذا موقع (معرض مسقط 12 للكتاب) والذي افتتح بالأمس الأربعاء ويستمر حتى الجمعة 9 مارس 2007 م
رابط البحث
http://www.tginfotech.com/exh/m_search2.php
وهذا موقع المعرض
http://mctbookfair.gov.om/
وعذرا للانقطاع يا شيخ عبدالرحمن ... فقد انشغلنا عن المنتدى
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Feb 2007, 01:43 م]ـ
حياكم الله أخي الكريم، وحمداً لله على السلامة. وهناك موضوعات ما زالت تنتظر تعليقاتكم وفقكم الله(/)
صدر حديثاً
ـ[الجكني]ــــــــ[28 Feb 2007, 03:20 م]ـ
وصلني الآن العددان (137و138) من مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة،وفيهما الأبحاث التالية:
أولاً ك العدد:137وفيه:
1 - تطبيقات قرآنية للأوامر المصروفة عن ظاهرها من الوجوب إلى الاستحباب: للدكتور: حسن بن أحمد العُمَري0
2 - البيان والتفصيل لأجمع آية في الأمر والنهي بالقرآن الكريم:للدكتور: عماد زهير حافظ 0
3 - أصول قراءة نافع بين الشاطبي وابن بري من خلال كتاب التيسير: السالم الجكني
4 - الأحاديث الواردة في فضائل جماعةٍ مذكورين في بعض كتب معرفة الصحابة وليسوا منهم (جمع ودراسة) للدكتور: سعود بن عيد الجربوعي
5 - بيان حكم دعاء ختم القرآن داخل الصلاة وخارجها:للدكتور: عبد الرحمن بن سعدي الحربي 0
6 - ماهية العلة الشرعية وحكم تخصيصها عند الأصوليين: للدكتور: حمد بن حمدي الصاعدي0
7 - موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من الشعر سنّة نبوية خالدة: للدكتور:سُفَيِّّر بن خلف القثامي0
8 - تنمية المعلمين لمهارات التفكير الإبداعي لدى طلاب المرحلة الثانوية في مكة المكرمة للدكتور: إبراهيم بن عبد العزيز الدعيلج0
ثانياً: العدد (138) وفيه:
1 - سلسلة آيات أشكل تفسيرها:بحث مختصر لقول الله تعالى "ياأيها الذين ءامنوا شهادة بينكم "للدكتور:عبد الله بن محمد الأمين الشنقيطي0
2 - القراءات التي حكم عليها ابن مجاهد بالغلط أو الخطأ في كتابه "السبعة" (عرض ودراسة):السالم الجكني
3 - الأحاديث الواردة في الطائفة المنصورة (دراسة حديثية فقهية) للدكتور: حافظ بن محمد الحكمي0
4 - تنوير الفكرة بحديث بهز بن حكيم في حسن العِشرة للحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي (تحقيق وتعليق) للدكتور: مصلح بن جزاء الحارثي 0
5 - السنّة في حياة الشيخ محمد بن عبد الوهاب تكويناً وأثراً:للدكتور: سليمان بن محمد الجار الله 0
6 - يوم بدر والتسخير الإلهي كالدكتور: فوزي بن محمد عبده ساعاتي0
7 - (أو) العاطفة ومعانيها في القرآن الكريم: للدكتورة: منال فوزي عبد القادر عمر0
8 - أثر وسائل العولمة الثقافية في تربية الطفل:للدكتور: عيد بن حُجَيِّج الجهني0
ملاحظة:
صدر مع هذين العددين عددان آخران وهما (136 و139) لكن لم أتحصل عليهما بعد لأوافي الأخوة بمحتوياتهما
ـ[أبو الجود]ــــــــ[28 Feb 2007, 03:27 م]ـ
بارك الله في سماحة شيخنا الكريم وكيف الحصول على العددين وخاصة مقالي الدكتور الجكني فهما من الأهمية
القصوى بمكان
بارك الله في علمكم شيخنا(/)
أرجو الإفادة مأجورين،،
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[28 Feb 2007, 07:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أرجو الإفادة في ترجمة / محمد بن عوض بن منصور بن عباد بن منصور اللخمي الشافعي،،
وهو كاتب لمخطوط أقوم بتحقيقه، وقد بحثت عن ترجمته فلم أعثر عليها،،
وجزاكم الله خيراً
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[02 Mar 2007, 11:20 ص]ـ
ألم يذكر تاريخ كتابته المخطوط فهذا يساعد ويضيق دائرة البحث
كما أن عددا غير قليل من كتبة المخطوطات هم من النساخ الذين كانوا يعيشون من وراء هذه المهنة فلم يكونوا من المشاهير أو من أهل العلم ولذا قد لا تجد ترجمة لأحدهم في كتب التراجم.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[02 Mar 2007, 11:33 ص]ـ
السلام عليكم أخي الحبيب يمكنك مراجعة كتب الأنساب والطبقات للشافعية للسبكي أو الأسنوي قد يساعدك نوع الخط وطبيعته على الاهتداء لمعرفة الفترة الزمانية التي كان يحيى بها إن لم يكن التاريخ مدون كما ذكر فضيلة الدكتور أحمد شكري ربما وجدت وسأحاول البحث لك عن ترجمته
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[02 Mar 2007, 07:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بعلمكم،،
وقد ذكر أن الانتهاء من نسخ المخطوط كان في سنة خمس وسبعمائة للهجرة،،
وقد بحثته في كتب الطبقات ولم أجده،،
وعلى فرض أني لم أجده فما هو العمل؟ هل أذكر أني لم أقف على ترجمته وأكتفي بذلك،،
أفيدوني مأجورين،،
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[02 Mar 2007, 09:14 م]ـ
معرفة عين الكاتب مفيد وليس بضروري, فلا يؤخرك هذا كثيراً, واشتغل بما بعده.
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[03 Mar 2007, 06:17 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي أبو بيان،،(/)
بعض أسس التفكير كما جاءت في القرآن الكريم. تأليف: د. محمد العبدَة
ـ[أبو معاذ الشمراني]ــــــــ[28 Feb 2007, 08:44 م]ـ
أصدرت دار الصفوة عدة كتيبات للدكتور محمد العبدَة محتواها ومضمونها فاق حجمها، ومن بينها:
بعض أسس التفكير كما جاءت في القرآن الكريم .... آمل أن تجدوا مايسركم.
ولعل الله تعالى أن يمن علينا ونكمل تلك الأسس ونزيد عليها ... وفقكم الله ونفع بكم.(/)
لطيفة في رد الأشعري على الجبائي في تفسيره
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[01 Mar 2007, 12:38 ص]ـ
في ترجمة أبي علي الجبائي من البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله، قال:
شيخ المعتزلة، واسمه محمد بن عبد الوهاب أبو علي الجبائي شيخ طائفة الاعتزال في زمانه،وعليه اشتغل أبو الحسن الاشعري ثم رجع عنه.
وللجبائي تفسير حافل مطول، له فيه اختيارات غريبة في التفسير، وقد رد عليه الاشعري فيه، وقال:
وكأن القرآن نزل في لغة أهل جباء!!
[هكذا في المطبوع،والذي في معجم البلدان لياقوت: جُبىّ: بالضم ثم التشديد والقصر. بلد أو كورة من عمل خوزستان.
ومن الناس من جعل عبادان من هذه الكورة،وهي في طرف من البصرة والأهواز، حتى جعل من لا خبرة له جُبى من أعمال البصرة وليس الأمر كذلك، ومن جُبى هذه أبو علي محمد بن عبد الوهاب الجُبائي المتكلم المعتزلي صاحب التصانيف مات سنة 303 ومولده سنة 235].(/)
من البشائر العظيمة ... لحفظة كتاب الله العزيز
ـ[عماد الدين]ــــــــ[01 Mar 2007, 09:53 ص]ـ
كتب هذا الموضوع لتجميع البشارات من القرآن والسنة لمن أنعم الله عليه بحفظ كتابه العزيز
وإتاحة الفرصة للمشايخ وطلبة العلم لمناقشة أسانيد بعض الأحاديث المتعلقة بالموضوع
ولنبدأ بهذا الحديث.
وأرجو التعليق عليه وإضافة كل نص يتعلق بالموضوع
ولكم الشكر مقدما
عن عصمة بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لو جمع القرآن في إهاب ما أحرقه الله في النار)
رواه البيهقي وحسنه الألباني
والإهاب: الجلد، والمقصود جسد الحافظ للقرآن
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[01 Mar 2007, 04:58 م]ـ
ومن البشارات في القرآن الكريم، ماجاء في ترجمة المقرئ:
يزيد بن القعقاع الإمام أبو جعفر المخزومي المدني القارئ، أحد القرّاءة العشرة
تابعي مشهور كبير القدر، ويقال اسمه جندب بن فيروز وقيل فيروز، عرض القرآن على
مولاه عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة وعبد الله بن عباس وأبي هريرة وروى عنهم،
ويقال إنه قرأ على زيد ابن ثابت ..
وهي مما لفتت نظري عندما كنت أعمل في تحقيق كتبي:
ـ كتاب: فضائل القرآن؛ لأبي عبيد القاسم بن سلام الهرويّ.
ـ وكتاب: جمال القراء وكمال الإقراء؛ لعلم الدين السخاويّ.
ـ وكتاب: ترويح أولي الدماثة، بمنتقى الكتب الثلاثة؛ للأدكاويّ.
وهي مما جاء في كتب القراء:
(وقرأت بخط الأستاذ أبي عبد الله القصاع أنه كان يصلي في جوف الليل أربع تسميات يقرأ
في كل ركعة بالفاتحة وسورة من طوال المفصل ويدعو عقيبها لنفسه والمسلمين ولكل من قرأ
عليه وقرأ بقراءته بعده وقبله، وقال سليمان بن مسلم شهدت أبا جعفر وقد حضرته الوفاة
جاءه أبو حازم الأعرج في مشيخة من جلسائه فأكبوا عليه يصرخون به فلم يجيبهم،
فقال شيبه وكان ختنه على ابنة أبي جعفر ألا أريكم عجباً قالوا بلى فكشف عن صدره
فإذا دوارة بيضاء مثل اللبن فقال أبو حازم وأصحابه هذا والله نور القرآن،
أخبرنا عمر بن الحسن بقراءتي عن علي بن أحمد عن زيد بن الحسن أنبأ ابن توبة أنا
ابن هزارمرد أنا عمر الكتاني أنا ابن مجاهد حدثني محمد بن منصور المدني ثنا محمد بن
إسحاق المسيبي حدثني أبي عن نافع قال لما غسل أبو جعفر بعد وفاته
نظروا ما بين نحره إلى فؤاده مثل ورقة المصحف قال فما شك أحد ممن حضر أنه نور القرآن،
مات أبو جعفر بالمدينة سنة ثلاثين ومائة)(/)
أحببت أيها الأخوة أن استفسر
ـ[احمد بن عبدالرحمن]ــــــــ[02 Mar 2007, 04:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أحببت أيها الأخوة أن استفسر عن المراد بقولنا وجوه الترجيح، هل هي بنفس معنى قواعد الترجيح أم تحمل معنى آخر ...
واذا كانت تحمل معنى آخر، فما المراد بها؟
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو المهند]ــــــــ[03 Mar 2007, 11:29 ص]ـ
قلت: ثمت فرق بين وجوه الترجيح وقواعد الترجيح من حيث أن قواعد الترجيح قواعد كلية ولكل قاعدة وجوهها، وخذ
مثالا على ذلك:
الترجيح بالقرآن أو الترجيح بالسنة أو الترجيح بالإجماع أو ... هذه قواعد أصيله في الترجيح و لكل قاعدة وجوهها
المتفرعة عنها وعناصرها، فالترجيح بقاعدة القرآن التي تنتظم: أسباب النزول، والنظائر القرآنية ........... ووجه ذلك
الآيات القرآنية.
والترجيح بالسنة قاعدة، يتفرع عنها فروع: الترجيح بالسنة القولية المفسِّرة أوالسنة العملية .... ووجه ذلك: الأحاديث
الصحيحة الصالحة كدليل على القاعدة وما تفرَّع عنها. وللعلماء أقوال متعددة في ذلك بحسب تحليل كلمة قاعدة ووجه
وفي ذلك مؤلفات يرجع إليها والله أعلم.
ـ[احمد بن عبدالرحمن]ــــــــ[04 Mar 2007, 12:52 م]ـ
جزاك الله خيرا يادكتور خضر
الحقيقة ماقصدت بسؤالي تحديدا هو مايتعلق بترجيحات بعض المفسرين فإننا نراه يستخدم في ترجيحه قواعد ترجيحيه يصرح به أحيانا ا وأحيانا تفهم من سياق كلامه في تفسيره ...
سؤالي هل لنا أن نطلق على هذه القواعد الترجيحيه للمفسر أنها قواعد ترجيح فنقول عند التحدث عنها: قواعد الترجيح عند المفسر فلان هي كذا وكذا أم أننا نقول وجوه الترجيح عند المفسر فلان هي كذا وكذا
وأحسن الله أليك
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[04 Mar 2007, 07:23 م]ـ
قواعد الترجيح ووجوهه ليس بينها فرق واضح عند التأمل , فالمراد بها الضوابط التي يتوصل بها إلى معرفة الراجح من الأقوال , وهي أدلة الترجيح وأسبابه ,. وانظر في معنى قواعد ووجوه الترجيح: مقدمة تفسير ابن جزي 1/ 12 , وقواعد الترجيح عند المفسرين ص39.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[06 Mar 2007, 02:56 م]ـ
تقول ياأخي الحبيب:
هل لنا أن نقول: قواعد الترجيح عند المفسر فلان كذا وكذا؟
قلت: نعم لك أن تقول ذلك وهو صواب إن شاء الله تعالى.(/)
الاستفادة من التفسير الإشاري في تدبر القرآن
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[02 Mar 2007, 04:22 م]ـ
(الحلقة الأولى)
هناك بعض المصطلحات العلمية صارت تحمل ظِلالاً خاصَّة، سرعان ما ينقدح في الذهن الجانب السلبي لاستخدام هذا المصطلح، ومن هذه المصطلحات التي يقع فيها ذلك مصطلح (التفسير الإشاري)، والتفسير الإشاري لم يلق ـ حسب علمي ـ دراسة تأصيلية تطبيقية من خلال كتب التفسير المعتادة، وكتب التفسير الإشاري.
حقيقة التفسير الإشاري:
من الأمور المستحسنة في العلوم؛ معرفة (المبادئ) من جهتين:
الأولى: الاستخدام التطبيقي للأفكار.
الثانية: ظهور المصطلح بخصوصيته المتعلقة بتلك التطبيقات.
وكثيرًا ما تأتي المصطلحات متأخرة عن التطبيقات، ومن أشهر الأمثلة التطبيقة عند السلف؛ ما ورد من تفسير عمر وابن عباس ـ رضي الله عنهم ـ لسورة النصر، فقد أورد البخاري بسنده عن ابن عباس قال: (كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فقال بعضهم: لِمَ تُدخل هذا الفتى معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال: إنه ممن قد علمتم.
قال: فدعاهم ذات يوم ودعاني معهم، قال: وما رأيته دعاني يومئذ إلا ليريهم مني، فقال: ما تقولون في {إذا جاء نصر الله والفتح. ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا}؟ حتى ختم السورة.
فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا.
وقال بعضهم: لا ندري، أو لم يقل بعضهم شيئا.
فقال لي: يا ابن عباس، أكذلك قولك؟ قلت: لا.
قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه و سلم أعلمه الله له {إذا جاء نصر الله والفتح} فتح مكة، فذاك علامة أجلك {فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا}. قال عمر: ما أعلم منها إلا ما تعلم).
قال ابن حجر في شرحه لهذا الحديث: (وَفِيهِ جَوَاز تَأْوِيل الْقُرْآن بِمَا يُفْهَم مِنْ الإِشَارَات، وَإِنَّمَا يَتَمَكَّن مِنْ ذَلِكَ مَنْ رَسَخَتْ قَدَمه فِي الْعِلْم، وَلِهَذَا قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّه تَعَالَى عَنْهُ: أَوْ فَهْمًا يُؤْتِيه اللَّهُ رَجُلاً فِي الْقُرْآن).
وهذا المثال من جنس ما نحن فيه، فظاهر الآيات على حسب ما فهم بعض البدريين الذين سألهم عمر رضي الله عنهم، ولكن في الآيات إشارة واضحة إلى أمر آخر، وهو التنبيه على قرب أجل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
ويظهر أن عمر وابن عباس رضي الله عنهم آخذا ذلك من النظر في عموم الشريعة، حيث يرد الأمر بالاستغفار في نهايات الأعمال، ولما طُلِب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يستغفر؛ أشعر ذلك بانتهاء عمله (وهو مهمة النبوة)، وقرب أجله.
ولقد تأملت أنواع الأمثلة في التفسير الإشاري فوجدت أغلبها يدخل في باب الاستنباط؛ لأن الغالب على هذه أنها لو فُقِدت لم يتأثر ظاهر القرآن، والتفسير إنما يتعلق بظاهر القرآن، وليس بما فيه من دلالات على غير الظاهر.
ولابدَّ من الإشارة إلى أمر مهم في هذا الجانب، وهو بيان الفرق بين التفسير وهذه الإشارات وغيرها من الاستنباطات، فأقول:
أولاً: أن من ضوابط التفسير المهمة (بيان المعنى)، فإذا بان المعنى، وتمَّ، فقد انتهى التفسير، وما وراء ذلك فإنه ـ في الغالب ـ لا يخرج أن يكون من علوم القرآن التي ترتبط بالآية، أو من الاستنباطات بأنواعها المتعددة.
ثانيًا: أن التفسير يتعلق بظاهر النصِّ، وما خرج عن ظاهره، فهو من باب الاستنباط، سواءً أكان اعتبارًا أو إشارة أو قياسًا أو مفهوم مخالفة أو غير ذلك.
ثالثًا: وأن من ضوابط التفسير ـ أيضًا ـ تناسقه مع السياق، وكل معنى صحيح أُلحِق بالآية، وهو لا ينتظم مع سياق الآية، وله وجه ارتباط بها، فإنه لا يدخل في باب التفسير، وإنما يكون من باب الاستنباط.
وسأضرب لك مثلين يُبِينَانِ عن ذلك:
المثل الأول: روى الطبري بسنده عن أَبي أمامة في قوله: (فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ) قال: ((هم الخوارج)).
وسياق الآية كما ـ لا يخفى ـ في اليهود، قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ).
(يُتْبَعُ)
(/)
والملاحظ أن في فعل أبي أمامة أمرين:
الأول: أنه انتزع جزءًا من الآية.
الثاني: أنه حمل هذا الجزء الذي في سياق اليهود على الخوارج.
ولو أردت أن تسبك المعنى على تفسير أبي أمامة؛ لظهر لك اختلال النظم مع المعنى، فالمعنى ـ لو كان كلام أبي أمامة تفسيرًا ـ: وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وأنتم تعلمون أني مرسل إليكم من الله، فلما زاغ الخوارج أزاغ الله قلوبهم ...
ولا يخفى عليك هذا الخلل؛ لو كان أبو أمامة يقصد التفسير (بيان المعنى الظاهر من السياق)، لكنه ـ رضي الله عنه ـ أراد أن ينبهك إلى أن الخوارج شابهوا اليهود في هذه الحيثية، وهي أنهم قوم زاغوا فأزاغ الله قلوبهم، وليس مراده أن الْمَعْنيَّ الأول بهذه الجملة هم الخوارج، وعلى هذا لا يحسن أن تَعُدَّ كلام أبي أمامة من التفسير، بل هو من باب القياس الذي يأتي بعد بيان المعنى الظاهر في السياق.
المثل الثاني: في قوله تعالى: (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون)، فقد ورد عن الإمام الشافعي وغيره: (لما حجب هؤلاء في حال السخط، دلَّ على أن قومًا يرونه حال الرضى)، وهذه الآية في عِداد الآيات التي يستدل بها أهل السنة على رؤوية الباري في الجنة، لا حرمني الله وإياكم هذا الفضل العظيم.
وإذا تأملت سياق الآيات وجدته في الكفار حيث قال تعالى: (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (10) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (11) وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (13) كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ (16) ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (17)، وظاهر معنى الآية في سياقها أن الكفار ممنوعون من رؤية ربهم، وهذا تمام المعنى، فلو فسَّر مفسِّر هذه الآية بهذا القدر لما قصَّر في التفسير، أما ما ورد من بيان (مفهوم المخالفة)، وهو الاستدلال بمنع قوم على الكشف لقوم، فهذا من باب الاستنباط، وليس من باب التفسير.
ودليل ذلك ما أشرت لك به من أن مفسرًا لو لم ينتبه إلى هذا المعنى الدقيق لما كان مقصِّرًا في بيان المعنى من جهة التفسير.
وقد يرد سؤال عند بعض الناس، ومفاده: ألا يصح أن نقول: لما أخبر أن الكفار يصلون الجحيم دلَّ على أن المؤمنين يدخلون الجنة؟
فالجواب: بلى، لكن هذا المعنى لم يخالف فيه أحد فيلزم التنبيه على دقائق الاستدلال لِمَا وقع فيه الخلاف؛ مثل مسألة الرؤية التي خالف فيها المعتزلة ومن أخذ بقولهم، والفرق بين الاستدلالين ظاهر.
أنواع الإشارات:
مما يحسن التنبه له أنه ليس كل ما نُسِب إلى التفسير الإشاري فأنه باطل محض، بل الإشارات والاعتبارات مثل القياس في الفقه، منه ما هو صحيح، ومنه ما هو خطأ، ومنه ما هو باطل، وقد أشار إلى ذلك عدد من العلماء؛ منهم ابن تيمية ففي معرض رده على بعض التفسيرات الخاطئة لاسم الله النور من قوله تعالى: (الله نور السموات والأرض)؛ قال: (الثاني: أنه ذكر عن المفسرين أنهم تأولوا ذلك بالهادي، وضعَّف ذلك، ثم ذكر في آخره أن من كلام العارفين أن النور هو الذي نوَّر قلوب الصادقين بتوحيده، وأسرار المحبين بتأييده، وأحيا قلوب العارفين بنور معرفته.
وهذا هو معنى الهادي الذي ضعفه أولاً، فيضعفه أولاً ويجعله من كلام العارفين، وهي كلمة لها صولة في القلوب، وإنما هو من كلام بعض المشايخ الذين يتكلمون بنوع من الوعظ الذي ليس فيه تحقيق، فإن الشيخ أبا عبد الرحمن ذكر في حقائق التفسير من الإشارات التي بعضها كلام حسن مستفاد، وبعضها مكذوب على قائله مفترى؛ كالمنقول عن جعفر وغيره، وبعضها من المنقول الباطل المردود.
فإن إشارات المشايخ الصوفية، التي يشيرون بها تنقسم إلى إشارة حالية، وهي إشارتهم بالقلوب وذلك هو الذي امتازوا به، وليس هذا موضعه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتنقسم إلى الإشارات المتعلقة بالأقوال؛ مثل ما يأخذونها من القرآن ونحوه، فتلك الإشارات هي من باب الاعتبار والقياس وإلحاق ما ليس بمنصوص بالمنصوص مثل الاعتبار والقياس الذي يستعمله الفقهاء في الأحكام، لكن هذا يستعمل في الترغيب والترهيب وفضائل الأعمال ودرجات الرجال ونحو ذلك:
ـ فإن كانت الإشارة اعتبارية من جنس القياس الصحيح؛ كانت حسنة مقبولة.
ـ وإن كانت كالقياس الضعيف؛ كان لها حكمه.
ـ وإن كان تحريفا للكلام على غير تأويله؛ كانت من جنس كلام القرامطة والباطنية والجهمية، فتدبر هذا، فإني قد أوضحت هذا في قاعدة الإشارات) الفتاوى (6: 377).
وإذا كان الحال في الإشارات أنها من هذا الباب، فهي استنباطات تظهر للإشاري أثناء نظره في القرآن، وهي نوع من التدبر الذي يحسن النظر إليه؛ لأنك إذا تأمَّلت بعض الاستنباطات والفوائد التي يذكرها بعض التربويين والدعاة وغيرهم؛ وجدتها من باب الإشارات، وليست من التفسير.
ولا شك أن هذه الأقسام الثلاثة في الإشارات تنطبق على ما يذكره هؤلاء الدعاة والتربويون وغيرهم.
كلام العلماء في ضوابط قبول التفسير الإشاري:
لقد ذكر بعض العلماء ضوابط للتفسير الإشاري، منهم ابن القيم (ت: 751)، والشاطبي (ت: 790)، وهاأنذا أسوق كلامهما:
قال ابن القيم ـ في تفسير قوله تعالى (فالموريات قدحًا): ( ... وأضعف منه قول عكرمة: هي الألسنة تورى نار العداوة بعظيم ما نتكلم به وأضعف منه ما ذكر عنه مجاهد: هي أفكار الرجال تورى نار المكر والخديعة في الحرب
وهذه الأقوال إن أريد أن اللفظ دل عليها وأنها هي المراد فغلط وإن أريد أنها أخذت من طريق الإشارة والقياس فأمرها قريب
وتفسير الناس يدور على ثلاثة أصول:
ـ تفسير على اللفظ، وهو الذي ينجو إليه المتأخرون.
ـ وتفسير على المعنى، وهو الذي يذكره السلف.
ـ وتفسير على الإشارة والقياس، وهو الذي ينحو إليه كثير من الصوفية وغيرهم.
وهذا لابأس به بأربعة شرائط:
ـ أن لا يناقض معنى الآية.
ـ وأن يكون معنى صحيحا في نفسه.
ـ وأن يكون في اللفظ إشعار به.
ـ وأن يكون ببنيه وبين معنى الآية ارتباط وتلازم.
فإذا اجتمعت هذه الأمور الأربعة؛ كان استنباطا حسنا) التبيان في أقسام القرآن (ص: 49).
قال الشاطبي: (فصل: وكون الباطن هو المراد من الخطاب قد ظهر أيضا مما تقدم في المسألة قبلها ولكن يشترط فيه شرطان
أحدهما أن يصح على مقتضى الظاهر المقرر في لسان العرب ويجري على المقاصد العربية
والثاني أن يكون له شاهد نصا أو ظاهرا في محل آخر يشهد لصحته من غير معارض
فأما الأول فظاهر من قاعدة لكون القرآن عربيا فإنه لو كان له فهم لا يقتضيه كلام العرب لم يوصف بكونه عربيا بإطلاق ولأنه مفهوم يلصق بالقرآن ليس في ألفاظه ولا في معانيه ما يدل عليه وما كان كذلك فلا يصح أن ينسب إليه أصلا إذ ليست نسبته إليه على أن مدلوله أولى من نسبة ضده إليه ولا مرجح يدل على أحدهما فإثبات أحدهما تحكم وتقول على القرآن ظاهر وعند ذلك يدخل قائله تحت إثم من قال في كتاب الله بغير علم والأدلة المذكورة في أن القرآن عربي جارية هنا
وأما الثاني فلأنه إن لم يكن له شاهد في محل آخر أو كان له معارض صار من جملة الدعاوي التي تدعى على القرآن والدعوى المجردة غير مقبولة باتفاق العلماء
وبهذين الشرطين يتبين صحة ما تقدم أنه الباطن لأنهما موفران فيه بخلاف ما فسر به الباطنية فإنه ليس من علم الباطن كما أنه ليس من علم الظاهر) الموافقات، تحقيق مشهور سلمان (4: 231 ـ 232).
وقد أشار إلى ضابط آخر عند تعليقه على كلام سهل بن عبد الله في قوله تعالى: (فلا تجعلوا لله أندادًا)، ويمكن أن يقال: أن لا تُعتبر هذه الإشارات من باب التفسير:
قال: ( ... وهذا يشير إلى أن النفس الأمارة داخلة تحت عموم الأنداد حتى لو فصَّل لكان المعنى، فلا تجعلوا لله أندادا لا صنما ولا شيطانا ولا النفس ولا كذا، وهذا مشكل الظاهر جدا إذ كان مساق الآية، ومحصول القرائن فيها يدل على أن الأنداد الأصنام أو غيرها مما كانو يعبدون ولم يكونوا يعبدون أنفسهم ولا يتخذونها أربابا ولكن له وجه جار على الصحة، وذلك أنه لم يقل إن هذا هو تفسير الآية، ولكن أتى بما هو ند في الإعتبار الشرعي الذى شهد له القرآن من جهتين ... ) الموافقات، تحقيق مشهور سلمان (4: 242 ـ 243).
وهذان النقلان يحتاجان إلى تحرير في دمج هذه الضوابط، والنظر في إمكانية إضافة ضوابط أخرى يحتاجها الناظر في كتب التفسير الإشاري، وإنما نقلتها بطولها لكي تطلع على كلام بعض العلماء ـ رحمهم الله ـ وتنظر فيه؛ لتعرف مدى اجتهادهم في ضبط مثل هذه الأمور المرتبطة بالقرآن الكريم.
(يتبع)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[02 Mar 2007, 09:06 م]ـ
فرغت - تقريباً - من مقالة تتناول هذا الجانب من التفسير: ما وراء اللفظ والمعنى المباشر. أسأل الله أن ييسر تمامها وطرحها بين يدي إخواننا وأساتذتنا في الملتقى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[02 Mar 2007, 10:31 م]ـ
جزاكم الله خيراً فضيلة الدكتور مساعد على هذا البيان ..
وأحب أن أضيف أمرين:
أولاً: أن ما يستخرج من القرآن من المعاني والأحكام والفوائد يكون بطريقين:
1 - أولهما: دلالة الألفاظ: وهي دلالات ظاهرة كالعام والخاص والمطلق والمقيد والأمر والنهي، ودلالات خفية كدلالة الإشارة ودلالة الاقتران ودلالة المفهوم وغيرها وهذه الدلالات هي دلالات الألفاظ الوضعية التي اقتصر جمهور العلماء عليها ولم يعتبروا غيرها مأخذاً للأحكام الشرعية وهي تتميز بكونها تنضبط لاعتمادها على وضع الواضع، وما وضعه لا يختلف بحسب الأشخاص، فهي تتميز عن كلٍّ من الدلالة الطبيعية والعقلية بهذا الانضباط.
وهنا يكون اللفظ قد دل على المعنى المستنبط أو الفائدة بدلالة لفظية وضعية. ولا يدخل هنا الإشارات التي يذكرها بعض المفسرين إذ لا علاقة لغوية بين المعنى الإشاري وبين النص المستنبط منه كما في مثال استنباط ابن عباس رضي الله عنهما من سورة النصر.
2 - ثانيهما: ما يستخرج من القرآن بغير دلالات الألفاظ السابقة وإنما بطرق أخرى ومنها: الاستنباط من عادات القرآن كاستنباط الأدب في الحديث عن ما يستقبح ذكره من عادة القرآن في الكناية عنه، والاستنباط بالقياس على المعاني المذكورة في القرآن. وهذا الأخير ـ أعني القياس ـ هو مجال الإشارات ومحلها فهي قياس على المعاني المذكورة في القرآن. وإن كان قد يسمى ما يستخرج بغيره من غير دلالات الألفاظ إشارة عند بعض المفسرين.
والفرق بين الطريقين أن الأول لُغَويٌّ محض.
وأما الثاني فهو تصرفٌ عقليٌّ قائمٌ على الاجتهاد بالرأي لاستنباط العلة في القياس أو معرفة تلك العادة.
ثانياً: يخلط البعض بين الإشارات القرآنية وبين دلالة الإشارة الأصولية:
ولإيضاح الفرق فإن دلالة الإشارة تعرف بما يلي:
" دلالةُ اللفظِ على حُكْمٍ غيرِ مقصودٍ، ولا سيقَ له النَّصُّ، ولكنه لازمٌ للحُكْمِ الذي سِيْقَ لإفادته الكلام".
وقال الشنقيطي (ت: 1393 هـ): " دلالة اللفظ على معنى ليس مقصوداً باللفظ في الأصل، ولكنه لازم للمقصود، فكأنه مقصود بالتَّبَعِ لا بالأصل ".
وعند التأمل في تعريف هذه الدلالة عند العلماء يتبين أنها تحمل الصفات التالية:
الأولى: أنها دلالة نظمية: أي أنها مستقاة من نظم اللفظ. والإشارات ليست من النظم.
الثانية: أنها دلالةٌ غير مقصودة للمتكلم بهذا النظم.
الثالثة: أنها تدل على المعنى من جهة اللزوم العقلي، فلابد من تلازم عقلي بين المعنى المستنبط وبين النص، وعلى ذلك إن لم يوجد هذا التلازم فلا يصح كون المعنى مستنبطاً بدلالة الإشارة كما هو الشأن في كثير من استنباطات الصوفية أو ما يسمى بالتفسير الإشاري.
ومثالها:
قوله تعالى: (لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعاً بالمعروف حقاً على المحسنين) [البقرة: 236].
فهذه الآية سيقت لبيان أن طلاق الزوج قبل الدخول وقبل أن يفرض لها مهراً في عقد الزواج ـ بأن كان العقد خلواً من تقدير المهر ـ هو طلاق مشروع. وهذا هو المعنى المأخوذ بعبارة النص.
وأما ما يستنبط بدلالة الإشارة: فهو أن عقد الزواج يصح بدون ذكر المهر أصلاً.
ووجه الاستنباط: أنه لا يصح الطلاق إلا بناء على زواج صحيح قائم.
وبيان التلازم هنا: أن الله أباح الطلاق لمن لم يسمِّ المهر ولم يذكره، وإباحة الطلاق تستلزم وجود زواج صحيح، فيستنبط من ذلك صحة عقد الزواج بدون ذكر المهر أصلاً.
هذا والله أعلم ...
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[06 Mar 2007, 09:35 م]ـ
قال ابن القيم - رحمه الله - في معرض كلام له في هذا: " وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - يقول: الصحيح منها ما يدل عليه اللفظ بإشارة من القلب من باب قياس الأولى " ثم ذكر جملة من الأمثلة من كلام شيخ الإسلام. انظر مدارج السالكين 2/ 416 - 417
سؤال: هل يعد تفسير الطوفي - الإشارات الإلاهية - من هذا؟
شكر الله لكم، أعتذر من تطفلي عليكم
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[10 Mar 2007, 08:45 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الإشارات الإلهية للطوفي داخل في جملة الكتب القليلة المفردة في الاستنباط -والإشارات التفسيرية داخلة في علم الاستنباط-, على اختلاف موضوعاتها, ولا نستطيع الحكم على جميع الاستنباطات بالصحة أو البطلان وإنما يحكم بذلك على أفرادها, وإن كانت أكثر استنباطات الطوفي على التمام.
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[12 Mar 2007, 12:10 م]ـ
لا مزيد على ما ذكر الشيخ مساعد حفظه الله ..
ولكن أحببت أن أنقل كلاما لابن القيم رحمه الله في (إعلام الموقعين) يصب في نفس ما ذكر الشيخ ويؤكده
ويستفاد منه في استخراج الضوابط.
يقول ابن القيم رحمه الله: (دلالة النصوص نوعان حقيقة وإضافية , فالحقيقة تابعة لقصد المتكلم وإرادته وهذه الدلالة لا تختلف.
والإضافية تابعة لفهم السامع وإدراكه وجودة فكره وقريحته وصفاء ذهنه ومعرفته بالألفاظ ومراتبها.
وهذه الدلالة تختلف اختلافا متباينا بحسب تباين السامعين في ذلك وقد كان أبو هريرة وعبد الله بن عمر أحفظ الصحابة للحديث
وأكثرهم رواية له وكان الصديق وعمر وعلي وابن مسعود وزيد بن ثابت أفقه منهما بل عبد الله بن عباس أيضا أفقه منهما ومن عبد الله بن عمر. (ص234) طبعة دار طيبة (مجلد واحد)
فيفهم كلام ابن القيم رحمه الله - حسب فهمي-
أن الإرادة الحقيقية هي (بيان معنى الآية الذي يتعلق بظاهر النص وينتهي عنده التفسير) كما ذكر د. مساعد حفظه الله.
وأن الدلالة الإضافية هي ما يعتبر من قبيل الفهم والاستنباط والتدبر.
ثم قال رحمه الله ( ... والمقصود تفاوت الناس في مراتب الفهم في النصوص وأن منهم من يفهم من الآية حكما أو حكمين
ومنهم من يفهم منها عشرة أحكام أو أكثر من ذلك ومنهم من يقتصر في الفهم على مجرد اللفظ دون سياقه ودون إيمائه وإشارته وتنبيهه واعتباره
وأخص من هذا وألطف ضمه إلى نص آخر متعلق به فيفهم من اقترانه به قدرا زائدا على ذلك اللفظ بمفرده
وهذا باب عجيب من فهم القرآن لا يتنبه له إلا النادر من أهل العلم فإن الذهن قد لا يشعر بارتباط هذا بهذا وتعلقه به
وهذا كما فهم ابن عباس من قوله (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) مع قوله (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين) أن المرأة قد تلد لستة أشهر) ص237
أسأل الله تعالى أن يرزقنا التدبر وحسن الفهم .. إنه سميع مجيب
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[05 Aug 2007, 03:44 م]ـ
نحن بانتظار التابع ..
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[30 Jun 2008, 07:57 م]ـ
فرغت - تقريباً - من مقالة تتناول هذا الجانب من التفسير: ما وراء اللفظ والمعنى المباشر. أسأل الله أن ييسر تمامها وطرحها بين يدي إخواننا وأساتذتنا في الملتقى.
جزاكم الله خيرا، ولعل الأستاذ أبا بيان يجود علينا بمقالته التي أخبر بها، فعنوانها يثير الانتباه.
وقد عدت في الأيام القليلة الماضية إلى تصفح عدة مواضيع قديمة في المنتدى، وتأسفت كثيرا على كثرة المواضيع الهامة التي بادر بعض المشاركين بطرحها ثم طواها النسيان رغم قيمتها العلمية وعدم التجاوب معها.
ولا أدري إن كان من المفيد التفكير في وضع قسم فرعي (هنا في القسم العلمي) تعرض فيه أهم القضايا التي يرغب الأساتذة لفت الانتباه إليها وطرحها للنقاش. وقد رأيت عددا هاما منها في مواضيع د. مساعد الطيار. والفائدة من تخصيص قسم فرعي لها أن تظل دائما في صدارة الاهتمام. فالقسم العلمي يحتوي لحد اليوم على أكثر من 4500 موضوع، قد لا يتجاوز عدد القضايا البحثية الهامة 200 (ولعل هذا الرقم ضخم مقارنة بالواقع)، وهذه القضايا سريعة الضياع في زحمة المشاركات والردود.
وفي صورة اعتماد هذا المقترح، فلعل من المفيد تحديد مجموعة من المحاور التي ترون أولوية التركيز عليها في البحوث العلمية أو المدارسات المقترحة في الدراسات القرآنية، وذلك حتى لا ينحرف مسار الكتابات المنشورة فيه.
ـ[المحبرة]ــــــــ[30 Jun 2008, 11:15 م]ـ
جزاكم الله خيراً على هذا البيان الشافي
وليتكم تذكرون الكتب المختصة بالتفسير الإشاري؟
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[02 Jul 2008, 09:53 ص]ـ
من الكتب المفردة والمتناولة للتفسير الإشاري:
1 - تفسير التستري.
2 - لطائف الإشارات, للقشيري.
3 - حقائق التفسير, للسلمي.
4 - نكت القرآن الدالة على البيان في أنواع العلوم والأحكام, للقصَّاب الكرجي.
5 - حجج القرآن, لأبي الفضائل الرازي.
6 - الإكليل في استنباط التنزيل, للسيوطي.
وممن اهتم بها مع التفسير:
7 - الكرماني في غرائب التفسير وعجائب التأويل.
8 - والرازي في التفسير الكبير.
9 - والطوفي في الإشارات الإلهية إلى المباحث الأصولية.
10 - والآلوسي في روح المعاني.
تلك عشرة كاملة.
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[02 Jul 2008, 10:37 ص]ـ
إتماماً للفائدة:
كتب الدكتور مشعان سعود العيساوي رسالته للماجستير في كلية الشريعة بجامعة بغداد بعنوان (التفسير الإشاري: ماهيته وضوابطه) سنة 1407هـ = 1987م، عدد الصفحات 392.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحي محمد]ــــــــ[02 Jul 2008, 01:14 م]ـ
سددك الله
وما زلنا ننتظر التتمة
ـ[المحبرة]ــــــــ[02 Jul 2008, 01:57 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابو المكارم العربي]ــــــــ[02 Jul 2008, 08:38 م]ـ
ومن الكتب أيضا
روح البيان للبروسوي
وتفسير ابن عجيبة وكلاهما مطبوع
هل يدخل ما ينقله البقاعي في نظم الدرر عن الحرالي في هذا الباب
ـ[الراية]ــــــــ[06 Jul 2008, 06:43 م]ـ
هل هناك رسالة عنه في تفسير الألوسي - رحمه الله -؟
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[30 Jan 2009, 02:28 م]ـ
ينظر للفائدة: معالم الاستنباط في علم التفسير. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=14563)
ولازلنا ننتظر التمام.
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[03 Feb 2009, 12:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخي أبو المكارم لعل تفسير ابن عجيبة من الكتب العجيبة والمؤلفات التي لاينصح طلاب العلم خصوصا المبتدئين مثلي بقراءتها ولا حتى الإحالة عليها.
لأن المطلع عليها سيجد عجبا عجابا لا يمت إلى التفسير بصلة ولعل مثل هذه الكتب هي التي يصدق عليها القول المشهور: تفسير فيه كل شيء إلا التفسير.
والله أعلم وأحكم
ـ[خلوصي]ــــــــ[10 Feb 2010, 01:38 م]ـ
بارك الله في فضيلة الشيخ الطيار ..
و أحببت التركيز على هذه الجوانب المضيئة للعقل:
(الحلقة الأولى)
هناك بعض المصطلحات العلمية صارت تحمل ظِلالاً خاصَّة، سرعان ما ينقدح في الذهن الجانب السلبي لاستخدام هذا المصطلح، ومن هذه المصطلحات التي يقع فيها ذلك مصطلح (التفسير الإشاري)،
.......
وكثيرًا ما تأتي المصطلحات متأخرة عن التطبيقات، ومن أشهر الأمثلة التطبيقة عند السلف؛ ما ورد من تفسير عمر وابن عباس ـ رضي الله عنهم ـ لسورة النصر، فقد أورد البخاري بسنده عن ابن عباس قال: (كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فقال بعضهم: لِمَ تُدخل هذا الفتى معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال: إنه ممن قد علمتم.
قال: فدعاهم ذات يوم ودعاني معهم، قال: وما رأيته دعاني يومئذ إلا ليريهم مني، فقال: ما تقولون في {إذا جاء نصر الله والفتح. ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا}؟ حتى ختم السورة.
فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا.
وقال بعضهم: لا ندري، أو لم يقل بعضهم شيئا.
فقال لي: يا ابن عباس، أكذلك قولك؟ قلت: لا.
قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه و سلم أعلمه الله له {إذا جاء نصر الله والفتح} فتح مكة، فذاك علامة أجلك {فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا}. قال عمر: ما أعلم منها إلا ما تعلم).
قال ابن حجر في شرحه لهذا الحديث: (وَفِيهِ جَوَاز تَأْوِيل الْقُرْآن بِمَا يُفْهَم مِنْ الإِشَارَات، وَإِنَّمَا يَتَمَكَّن مِنْ ذَلِكَ مَنْ رَسَخَتْ قَدَمه فِي الْعِلْم، وَلِهَذَا قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّه تَعَالَى عَنْهُ: أَوْ فَهْمًا يُؤْتِيه اللَّهُ رَجُلاً فِي الْقُرْآن).
.......
.......
وقد أشار إلى ضابط آخر عند تعليقه على كلام سهل بن عبد الله في قوله تعالى: (فلا تجعلوا لله أندادًا)، ويمكن أن يقال: أن لا تُعتبر هذه الإشارات من باب التفسير:
قال: ( ... وهذا يشير إلى أن النفس الأمارة داخلة تحت عموم الأنداد حتى لو فصَّل لكان المعنى، فلا تجعلوا لله أندادا لا صنما ولا شيطانا ولا النفس ولا كذا، وهذا مشكل الظاهر جدا إذ كان مساق الآية، ومحصول القرائن فيها يدل على أن الأنداد الأصنام أو غيرها مما كانو يعبدون ولم يكونوا يعبدون أنفسهم ولا يتخذونها أربابا ولكن له وجه جار على الصحة، وذلك أنه لم يقل إن هذا هو تفسير الآية، ولكن أتى بما هو ند في الإعتبار الشرعي الذى شهد له القرآن من جهتين ... )
(
و من هذا الأخير ما يروى عن سيدنا ابن عباس رضي الله عنه قوله: الهوى شر إله عبد في الأرض.
أما هذه:
" وكثيرًا ما تأتي المصطلحات متأخرة عن التطبيقات " فعبارة في غاية الإيجاز لمعنى بديع يحل كثيرا من الإشكالات
اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علّمتنا و زدنا علماً.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[12 Feb 2010, 04:00 ص]ـ
وهناك بحث علمي للدكتور عبد الجليل عبد الرحيم العبادلة -الجامعة الأردنية- كلية الشريعة في تأصيل فكرة التفسير الإشاري وهذا البحث غاية في الإحكام.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[12 Feb 2010, 01:18 م]ـ
جزاك الله خيراً يا دكتور حسن
وهل بالإمكان عرض بحث الدكتور عبد الجليل رحمه الله؟
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[13 Feb 2010, 12:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب أبو بيان أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمدنا جميعا برحمته في حياتنا الدنيا والآخرة، لكن والدي الدكتور عبد الجليل مازال يدرّس في الجامعة الأردنية -كلية الشريعة من السبعين إلى الآن ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا فيه.
وسأبحث عن البحث وأستشير الوالد إن إذن لي بإدراجه في هذا الملتقى المبارك أو عبر النت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[13 Feb 2010, 01:41 م]ـ
أحبك الله وأحسن إليك يا دكتور حسن , ونعم الوالد , ونعم الولد.
بارك الله فيكما وأطال أعماركما في طاعته , واعذرني فقد فهمت ذلك من أحد المشاركات من زمن. رعاكم الله.
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[14 Feb 2010, 07:18 م]ـ
جواز تأويل القرآن بما يفهم من الإشارات.
أغلب التفسير الإشاري يدخل في الاستنباط.
التفسير الإشاري مثل القياس في الفقه، منه ما هو صحيح، ومنه ما هو خطأ، ومنه ما هو باطل
وقد يرد سؤال عند بعض الناس، ومفاده: ألا يصح أن نقول: لما أخبر أن الكفار يصلون الجحيم دلَّ على أن المؤمنين يدخلون الجنة؟
فالجواب: بلى، لكن هذا المعنى لم يخالف فيه أحد فيلزم التنبيه على دقائق الاستدلال لِمَا وقع فيه الخلاف.
فعلى نحو ذلك:
ألا نستطيع أن نقول إن الآية التالية: {وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} العنكبوت48 تدل ضمنيا على أن الرسول صلى الله عليه وسلم أصبح يتلو ويكتب بعد نزول القرآن.
فالرسول صلى الله عليه وسلم ما تلا من كتاب ولا كتب بيده من قبل أن ينزل القرآن، مع العلم أن الكتابة والقراءة آليات الاتصال بالكتب السماوية السابقة.
فالرسول صلى الله عليه وسلم كان أميا بمعنى لا علاقة له بالكتب السماوية السابقة
ومصطلح الأمي من المشترك اللفظي في القرآن الكريم الذي يتبين معناه عبر السياق.
(ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني) الأميون هنا الذين لا يعرفون التوراة إلا أماني حيث كانوا يتكلمون بالظنّ بغير ما في كتاب الله، بينما (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم) فالأمي هنا نسبة إلى أم القرى، أي: المكي الذي بعث في المكيين. مع العلم أن العرب المكيين كانوا لا علاقة لهم بالكتب السماوية السابقة. فكان اليهود يجدون المبرر لممارسة كل السلوكات الغير اللائقة ضد العرب (ليس علينا في الأميين سبيل).
ومن هنا يكون الاستنباط التالي: إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا علاقة له بالكتب السماوية السابقة من قبل نزول القرآن: ما تلا كتابا ولا خط حرفا، فبعد نزول الوحي سيتعرف على آليات الكتابة والتلاوة وخصوصا باعتبار المدة الطويلة التي تراوحت العشرين سنة وكان صلى الله عليه وسلم يشرف على عملية الكتابة فيقول لكتبته اكتب كذا في سورة كذا.
عدد كبير من المفسرين قد غمطوا الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الحق.وهذا لا يستساغ عقلا. حتى أن عددا منهم اعتبر ذلك معجزة، وهل المعجزة أن يعاشر الرسول الكتبة مدة طويلة ولا يعرف الكتابة وهذا خلاف الواقع الذي يؤكد أن كل الذين تعلموا الكتابة والقراءة تعلموها في زمن وجيز، بينما هناك من المفسرين من أجزم أن الرسول ما مات حتى قرأ و كتب. مع العلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس في حاجة لا إلى القراءة بمفهومها المعاصر ولا إلى الكتابة، ذلك أن عملية الوحي من الله العلي الكبير وقد أحاط نبيه بالعناية وعلمه ما لم يكن يعلم: أقرأه فلا ينسى وعلمه شديد القوى ذو مرة، فكان جبريل يدارسه القرءان، جمع الله القرآن في صدره وأجراه على لسانه وجعله يتبع القرآن فهو يتلوه على الناس وكأنه مسطور في قلبه يتلو آياته البينات صحفا مطهرة فيها كتب قيمة.
فالآية الكريمة التالية: {وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} العنكبوت48
تدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم أصبح يقرأ ويكتب بعد ما كان من قبل نزول القرآن لا يقرأ ولا يكتب.
فالسؤال المطروح الآن هو: ما علاقة مثل هذا الاستنتاج بما جاء به الشيخ في هذه الدراسة.(/)
كم مقدار الهوامش في الرسائل العلمية؟
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[02 Mar 2007, 08:02 م]ـ
الأخوة الأعزاء،،
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته،،
أرجو الإفادة في مقدار الهوامش في الصفحة [اليمنى واليسرى والأسفل والأعلى] المعتمدة في الرسائل العلمية،،
ولكم جزيل الشكر،،
أخوكم
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[02 Mar 2007, 09:11 م]ـ
- ترقيم الصفحات: بعد 1سم من انتهاء كتلة الطباعة أسفل الصفحة.
- الفراغ من اليمين: 3.5 سم.
- الفراغ من اليسار: 2.5 سم.
- الفراغ من أعلى: 3 سم.
- الفراغ من أسفل: 2 سم حتى موضع رقم الصفحة.
حجم خط المتن = 17 أو 18, والحاشية 14.
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[07 Mar 2007, 01:48 م]ـ
بارك الله فيكم على هذه الفوائد
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[08 Mar 2007, 01:27 م]ـ
الأخ أبا عمرو حفظك الله، أرى أن كل جهة من الجهات العلمية تحدد لطلابها مثل هذه الأمور، فلو رجعت إلى كليتك لتتبين ما يعملون به، وإلا فيما قاله أبو بيان كفاية.(/)
مقدمة تفسير (الدر المنثور) للسيوطي بين المخطوط والمطبوع لـ د. حازم حيدر
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Mar 2007, 10:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(مقدمة تفسير (الدر المنثور) للسيوطي بين المخطوط والمطبوع) بحث ماتع للدكتور الفاضل حازم سعيد حيدر الباحث بمركز الدراسات القرآنية بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف نشره بمجلة البحوث والدراسات القرآنية التي يصدرها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في العدد الأول.
http://www.tafsir.net/images/majalahmoj.jpg
وقد طلبت من الدكتور حازم التكرم بنشر البحث في الملتقى لتعم الفائدة، وليطلع عليه من لم يتمكن من قراءة البحث في المجلة فوافق مشكوراً وبعث بالبحث وفقه الله ونفع به.
ملخص البحث
جرت عادة السيوطي في عدد من كتبه أن يصدِّرها بطليعة يذكر فيها موارده التي استقى منها مادة تلك الكتب.
ومن هذه الكتب كتابه الجليل في التفسير المسمَّى بـ «الدر المنثور في التفسير بالمأثور» الذي اختصره من تفسيره المسند المسمَّى «ترجمان القرآن». فقد قدَّم بين يدي هذا التفسير مصادره التي خرَّج منها روايات التفسير؛ وهي معلمة مهمة، وتدلي بأمانة ومنهج خاص في التأليف.
وقد خلت طبعات الكتاب جميعها من هذه الطليعة، مع أنها توافرت في بعض نسخ الكتاب.
وهذا البحث يلقي الضوء على هذه التتمة من المقدمة المبتورة في المطبوع من «الدر المنثور» مع تحقيق نصها والتعليق عليه.
د. حازم سعيد حيدر
لقراءة البحث كاملاً
مقدمة تفسير (الدر المنثور) للسيوطي بين المخطوط والمطبوع ( http://www.tafsir.org/Bookstorge/777.zip)
ملحوظة: حجم الملف 27 ميجا لأنه على صيغة PDF وبه صور ضخمت حجمه فمعذرةً.
ـ[وائل حجلاوي]ــــــــ[03 Mar 2007, 10:27 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 May 2007, 08:14 م]ـ
وهذه نسخة من البحث - في المرفقات - حجمها خفيف جداً على ملف وورد لمن لم يستطع تحميل الملف السابق لكبر حجمه.
ـ[عبدالسلام شيث]ــــــــ[11 Oct 2010, 07:20 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء(/)
ما هو جديد معرض الكتاب الدولي؟
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[02 Mar 2007, 10:43 م]ـ
لعل الإخوة يفيدوننا بما هو جديد في المعرض فيما يخص التفسير وعلوم القرآن
حتى يستفيد الجميع، فقد تطلع على كتاب لا يطلع عليه الغير، ومن هذا الباب
جاءت كتابة هذا الموضوع.(/)
سؤال لأهل التفسير في هذا الملتقى المبارك
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[03 Mar 2007, 02:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
بداية أحمد الله تعالى أن هداني لهذا الملتقى الثري بالعلماء وطلبة العلم - جعلنا الله ممن يسلك سبيلهم - و أشكر فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله على إتاحة الفرصة لي بالتسجيل فجزاه الله عني خيرا
طرأ في بالي سؤال عندما كنت حتضرا في دورة تدريبية لفضيلة الدكتور عويض العطوي (كيف نتدبر القرآن) في مسجد الراجحي وعند الكلام عن حكاية القرآن عن قصة إخراج آدم عليه السلام من الجنة و ذلك عند قوله تعالى في سورة الحجر:
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ {28} فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ {29} فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ {30} إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ {31} قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ {32} قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ {33} قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ {34} وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ {35} قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ {36} قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ {37} إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ {38} قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ {39} إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ {40} قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ {41} إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ}
السؤال هو: هل هذا الحوار الذي دار بين الله تبارك وتعالى وإبليس كان بعد رفض إبليس للسجود مباشرة؟ أم أن جزء منه حدث بعد غواية إبليس لنبي الله آدم في الجنة؟ وكيف علم إبليس أن الله سيخرج آدم من الجنة وأنه سيكون له نسل إلى يوم القيامة وكيف علم إبليس أن هناك بعث لبني آدم؟
هل هناك دليل على أن طلب ابليس الإنظار إلى يوم القيامة كان بعد غوايته لآدم عليه السلام؟
بانتظار رد المشايخ الأفاضل على هذا الإشكال وجزاكم الله خيرا
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[03 Mar 2007, 05:47 م]ـ
الأخ الفاضل عبد الرحمن شاهين
أهنئك أولا على المشاركة الأولى في الملتقى وفاتحة خير بإذن الله تعالى
وبالنسبة لسؤالك فإن تفسير القرآن بالقرآن يقتضي منا الرجوع إلى المواضع الأخرى التي ذكرت فيها الحادثة، وهي تبين أن الحوار حصل بعد استكبار إبليس عن السجود لآدم.
أما عن كيفية علم إبليس أن آدم سيخرج من الجنة وأنه سيكون له نسل وذرية وسيكون منهم رسل ومرسل إليهم فجوابه في قوله تعالى في سورة البقرة: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) فمقر آدم الطبيعي هو الأرض وسيكون له ذرية كما أفادت الآية يخلف بعضهم بعضا، ويفهم من الآية الكريمة أن الله تعالى أعلم الملائكة - وإبليس أحدهم في ذلك الوقت - بأحوال آدم وبنيه من الإفساد في الأرض وسفك الدماء وما يقتضيه ذلك من إرسال الرسل، ولذا علم إبليس هذه المعلومة.
هذا جواب سريع ولعل الإخوة الفضلاء يكرموك وإياي بما هو أوسع وأعمق وأدق وأرق.
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[04 Mar 2007, 08:51 ص]ـ
جزاك الله خيرا فضيلة الدكتور على هذا الجواب المختصر المفيد فقد حل لدي الاشكال - فتح الله عليكم - وزادكم من فضله
ـ[مقداد الراوي]ــــــــ[05 Mar 2007, 12:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم على هذه الاسئلة التي تفتح امور عديدة وانا اقرأ هذا السؤال
وعند اجابة الدكتور احمد شكري حفظه الله نستخلص ان الارض كانت مهيئة لتدور الاحداث وان الجنة التي كان فيها ادم عليه السلام كانت في الارض ايضا وهذا ما اختلف فيه العلماء ولكن على التمعن بالنصوص الفائته يتبين بأن الجنة التي كان فيها ادم غير جنة الاخرة. مع حبي ان يبين بعض الاخوة رأيهم في هذا الموضوع. والله اعلم
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[05 Mar 2007, 06:25 م]ـ
بعد أن كتبت الرسالة السابقة هممت بالعود لتوضيح بعض ما فيها وعندما قرأت رسالة الأخ الفاضل مقداد ازداد الدافع عندي لكتابة التوضيح التالي: يمكن أن تفهم قصة آدم من خلال الآيات أن الله تعالى أعلم الملائكة بأنه سيجعل في الأرض خليفة والظاهر أن الملائكة سألوا: عن صفات هذا الخليفة وأحواله، فأعلموا بأنه سيفسد في الأرض ويسفك الدماء وهذا يستدعي إرسال الرسل لتقويم مسيرة البشرية، وبعد خلق آدم أمر الملائكة بالسجود له ودخل إبليس ضمن الأمر مع أنه ليس من الملائكة لأنه كان ملحقا بهم، والملحق بالشيء له حكمه، وبعد رفض آدم السجود زعم أنه أفضل من آدم وكيف يسجد الفاضل للمفضول، فلما أعلمه الله أنه سيخرج من الجنة طلب إمهاله فأخره الله تعالى إلى يوم الوقت المعلوم وهو وقت النفخة الأولى في الصور، واستدعى ذلك من إبليس بداية السعي لإغواء آدم وإخراجه من الجنة وهذا ما حصل وتوجه الأمر الإلهي لآدم وزوجه وإبليس بالهبوط من الجنة إلى الأرض.
وبالنسبة للجنة الوارد ذكرها في القصة فأي جنة هي، وهل هي في السماء أو في مكان الله به عليم أو في الأرض ويكون الهبوط منها معنويا فالله تعالى أعلم وهذا مبحث اشتغل به الناس من قديم ولم يصلوا فيه إلى قطعي، والأولى عدم الخوض فيه وأخذ العبرة والعظة من الحادثة.
والعبارة التي وردت في الرسالة السابقة (فمقر آدم الطبيعي هو الأرض) أقصد به أن آدم سيهبط إلى الأرض من الجنة -بغض النظر عن الخلاف في تحديدها - لأنه خلق ليعيش في الأرض، فإقامته في الجنة كانت مؤقتة، وكان عصيان الأمر هو السبب، فتم الخروج من الجنة والهبوط منها إلى الأرض. والله أعلم.(/)
مناقشة علمية هادئة لمقولة الإعجاز العددي
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[03 Mar 2007, 05:29 م]ـ
كان أمر ما سمي بالإعجاز العددي مما استهواني سابقا وكنت وما زلت أتتبع ما يقال فيه وأسعى لجمع ما قيل فيه وألف عنه وأثمر هذا الاهتمام بحثا متواضعا فيه مناقشة علمية هادئة هادفة لهذه المقولة وتصحيح لأخطاء وقع فيها من ألف أو تكلم فيه، مع التأكيد على أن ما ورد في القرآن من تناسق وتوافق وتقابل بين الأعداد يعد مظهرا من مظاهر روعته وعظمته، إلا أنه لا يعد وجها مستقلا من وجوه إعجازه.
وقد رأيت نشر البحث في ملتقى أهل التفسير لشعوري بما يمكن أن يقدمه من فائدة للأحباب رواد الملتقى، ولشعوري بأن مشاركاتهم ومداخلاتهم ستثري البحث وتزيد من نضجه بإذن الله، وقد سبق لي إلقاؤه في ندوة في الجامعة الأردنية، وفي مؤتمر الإعجاز في جامعة الزرقاء الأهلية، وهو مقبول للنشر في المجلة الأردنية للدراسات الإسلامية، ويحتوي المباحث التالية:
- لمحة تاريخية حول مقولة الإعجاز العددي وأدلتها.
- عدم مراعاة الاختلاف في علم القراءات ورسم المصحف وعد الآي وأثره في عدد الحروف وتناسقها.
- افتراض أسس ومبادئ وأسرار متوهمة وبناء نتائج خطيرة عليها.
- انتقاء المعلومات والمواضع والألفاظ.
وهو مرفق لمن يرغب في الاطلاع عليه.
ـ[صالح صواب]ــــــــ[05 Mar 2007, 10:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحسن الله إليك أخي الكريم ..
وأوافق الأخ الدكتور/ أحمد شكري في معظم ما كتب في هذا البحث الجيد .. وقد ألقيت بحثا في المؤتمر المشار إليه في جامعة الزرقاء، بعنوان: (الإعجاز العددي في القرآن الكريم – دراسة نقدية تأصيلية) إلا أنني أشير إلى بعض الأمور التي لم يشر الباحث إليها، وقد يوافقني فيها أو يخالفني:
أولا: لا حد لإعجاز كتاب الله، ولا يمكن حصر الإعجاز في مجال دون مجال، فإذا ثبت الإعجاز في أي مجال، وكان صريحا غير متكلف، قبلناه.
ثانيا: أعتقد أن في الإعجاز العددي ما يمكن أن يكون إعجازا، ولا يمكن اختلافه باختلاف القراءات ولا برسم المصحف، ولا بغير ذلك مما ذكره الباحث حفظه الله.
ثالثا: أوافق الباحث موافقة تامة في أن هناك من تكلف وبالغ في هذا النوع من الإعجاز، إما بسوء نية أو تقليد ونقل بدون تحقيق ولا تدقيق، أو عوامل أخرى، وكثير مما كتب هو من هذا النوع.
وخلاصة ما أراه ... أنه يمكن القول بالإعجاز العددي، وأن كثيرا مما كتب لا يسلم من النقد والملاحظة ...
وأدعو كل ناقل أن يتأكد بنفسه من أي إحصاء، وأن ينأى بنفسه عن التكلف وتحميل القرآن مالا يحتمله ولا يدل عليه والله الموفق ...
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[06 Mar 2007, 09:40 ص]ـ
شكرا لك يا اخ صالح على هذه المشاركة وقد سعدت بالتعرف عليك والجلوس معك على منصة الإلقاء في مؤتمر الإعجاز وأضفت بحثك القيم إلى مراجع بحثي المتواضع.
ومن قديم ذكر علماء عديدون أن لا حد لوجوه الإعجاز واجتهدوا وما زالوا يحاولون إحصاءها ولكن الإشكال فيما أرى في تكثير الوجوه والإكثار من التقسيمات الفرعية مما يؤدي إلى ضعف لفظ الإعجاز، وعدم دلالته على حقيقة معناه، فمن إعجاز اللون والضوء والرقم والبناء واالفضاء والهندسة والزراعة والنحت و ... إلى آخر ما ذكر في هذا الباب، ونصيحتي لمن يشتغل بهذه الأمور أن يتريث وأ نيعرض عمله على أهل التخصص في كتاب الله قبل أن ينشره ويعلنه وأن يلتزم بالضوابط التي تقال له.
وإذا حضرك أخي الكريم مثال أو أكثر لإعجاز رقمي أو عددي يخلو من الإشكالات والنقد كما ذكرتم في النقطة ثانيا فلا بأس بالاطلاع عليه، وفقكم الله وسدد خطاكم وزادكم من فضله العظيم.
ـ[خالد البكري]ــــــــ[06 Mar 2007, 08:35 م]ـ
جزاك الله خير الدكتور أحمد ونفع الله بعلمك ووفقك في الدارين
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[07 Mar 2007, 01:08 م]ـ
آمين، وجزاك خيرا على لدعاء ولك مثله وأحسن منه، وجزى القائمين على الملتقى خيرا لما يقدمونه من خير عميم
ـ[صالح صواب]ــــــــ[07 Mar 2007, 04:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم أ. د. أحمد شكري ... شكر الله لك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
أتمنى إذا كنت موجودا في الإمارات العربية المتحدة - كما هو مكتوب على الصفحة الأولى من بحثك - أن تتابع الندوة التي ستنظمها جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، وتدور حول الإعجاز العددي .. في الفترة 12 - 13 مارس 2007م وأن تلخص لنا أهم ما دار في هذه الندوة مما يمكن الاستفادة منه في إثراء إعجاز القرآن سواء كان ذلك مما يؤيد دعوى الإعجاز العددي، أو مما يكشف الأخطاء الموجودة فيها، والله يحفظكم ..
وإليك مزيدا من المعلومات كما هو مبين في موقع الجائزة http://quran.gov.ae/content/view/158/37/lang,arabic/
جائزة دبي للقرآن تنظم ندوة الاعجاز العددي وتنسق مع الهيئة العالمية للاعجاز
تنظم جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم يومي الثاني عشر والثالث عشر من مارس القادم الندوة الثانية للاعجاز في القرآن الكريم وتدور حول الاعجاز العددي ويشارك فيها اساتذة وباحثون متخصصون في علم الاعجاز وتنقسم الندوة الى ثلاثة أقسام حيث ستعقد ندوة صباحية متخصصة يوم الثاني عشر من مارس يشارك فيها كل من الاستاذ الدكتور احمد فرحات من كلية الشريعة بجامعة الامارات والمهندس خالد فائق العبيدي عضو مركز الاعجاز العلمي في القرآن والسنة في بغداد والاستاذ عبدالله جلغوم باحث متفرغ في اعجاز الترتيب القرآني والاستاذ بهاء البكري وهو عضو مركز نون لدراسات الاعجاز العددي والاستاذ عبيد سليمان الجعيدي وهو باحث متخصص في الاعجاز العددي والمهندس عبدالدايم كحيل وهو باحث متخصص في الاعجاز العددي وفي القسم الثاني تقام محاضرتان عامتان للجمهور الكريم على قاعة جمعية الاصلاح الاجتماعي الاولى يوم الثاني عشر من مارس ويشارك فيها المهندس عبدالدايم كحيل حيث يتحدث في موضوع (الرقم سبعة يشهد على عظمة القرآن الكريم) والباحث الاستاذ عبيد الجعيدي ويتحدث في موضوع (اعجاز العدد القرآني في حقائق تاريخية وفلكية) ووتقام ندوة جماهيرية اخرى يوم الثلاثاء الثالث عشر من مارس يشارك فيها الاستاذ عبدالله جلغوم بمحاضرة بعنوان (أسرار الترتيب القرآني للسور والايات من الناحية الرقمية) والدكتور المهندس خالد فائق العبيدي بمحاضرة بعنوان (الاعجاز العددي في ثوابت المعادن) كما تنظم الجائزة برنامجا للضيوف في الجامعات والمؤسسات الاكاديمية والمجتمعية في الدولة وكانت الجائزة قد نظمت خلال شهر مايو من العام الماضي الندوة الاولى للاعجاز في القرآن الكريم وتناولت المحور الطبي وشارك فيها كل من الاستاذ الدكتور حسين رضوان اللبيدي بمحاضرة بعنوان (معجزة القرآن في وصف الانسان من النطفة الى الخلق الآخر) والدكتور جميل القدسي الدويك بعنوان (الغذاء الموزون في القرآن الكريم واثره في صحة النسان وعلاج الامراض) وقامت الجائزة بانتاج اقراص مدمجة تحتوي على محاضرات الندوة الاولى وسيتم توزيعها على المهتمين في مقر الجائزة والحضور خلال الندوة القادمة وتأتي هذه الندوات ضمن خطة الجائزة بالاهتمام بالاعجاز العلمي من خلال تبني طباعة الكتب والبحوث التى تتناول هذا الموضوع واقامة الندوات والمؤتمرات بالتنسيق مع الجهات المعنية وفي هذا الصدد سيزور الجائزة خلال الشهر القادم فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله المصلح الامين العام للهيئة العالمية للاعجاز العلمي في القرآن والسنة والتابعة لرابطة العالم الاسلامي في مكة المكرمة للمزيد من التنسيق حول الانشطة المتعلقة بالاعجاز العملي في القرآن والسنة
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[08 Mar 2007, 09:14 ص]ـ
بارك الله فيك يا د. صالح وأشكرك على الاقتراح
وقد علمت بأمر الندوة قبل مدة واتصلت بالإخوة الكرام في الجائزة وأرسلت لهم البحث وتم إدراج اسمي ضمن المشاركين في الندوة في جلسة الحوار والنقاش وأدعو الله تعالى أن يوفق للوصول إلى ما يرضيه، وسأتابع بعد عقد الندوة إعلامكم بما يحصل ويجد بإذن الله تعالى.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[08 Mar 2007, 10:32 ص]ـ
السلام عليكم
جزا الله بالخير فضيلة الدكتور أحمد شكري حفظه الله تعالى علي هذا المبحث المحكم البناء.
كيف الحصول على نص محاضرة الدكتور عبدالله جلغوم بعنوان (أسرار الترتيب القرآني للسور والايات من الناحية الرقمية). والتي موعدها يوم الثلاثاء الثالث عشر من مارس إن شاء الله تعالى
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[09 Mar 2007, 01:26 م]ـ
حياك الله يا أخ أيمن وبارك فيك
بالنسبة لبحث الأخ جلغوم لا أعلم عنه حاليا شيئا ولكني حين أقابله في ندوة الإعجاز العددي أرجو أن أحصل منه على نسخة من المقال أو المحاضرة وأبلغك بذلك بإذن الله.
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[11 Mar 2007, 11:36 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله
اللهم زد و بارك
و الله أن المرء ليفرح فرحا شديدا بقراءة ما يكتبه
المشايخ و الأساتذة الكرام بخصوص خدمة القرآن الكريم
جزاكم الله خيرا كثيرا عن أمة الإسلام
و لا تبخلوا علينا بكل ما هو جديد
/////////////////////////////////////////////////
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[11 Mar 2007, 02:45 م]ـ
حضرت مؤتمر الاعجاز العلمي في الكويت ثم عدت الى بلدي ووصلتني رسالة على البريد من محبي المهندس عبد الدايم الكحيل تقول انه قدم بحثا في الاعجاز لذاك المؤتمر فلما القاه استحوذ على اعجاب المؤتمرين وحظي بالتصفيق الحار بعد الانتهاء من القائه ونال جائزة احسن البحوث التي القيت في المؤتمر
وكل ذلك لم يكن فما راي السادة المنتدون في هذه الوقعة الاليمة
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
ولا انسى ان اقول لكم اني رددت على تلك الرسالة في وقتها وكان الجواب اننا نعمل لاجل الله فتاملوا يا عباد الله كيف تختلط المفاهيم او يراد لها ان تختلط
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[11 Mar 2007, 03:18 م]ـ
حبذا لو اطلع د. أحمد شكري على هذه "المساجلة" حول مصدرية "الإعجاز" كمصطلح محدث!.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=91540
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[14 Mar 2007, 12:43 م]ـ
الإخوة الفضلاء
كما وعدت في مشاركة سابقة فسأذكر ما تيسر لي ذكره عن ندوة الإعجاز العددي التي عقدت في دبي أمس وأول
أمس 12 و13/ 3/2007 حيث بدأت اندوة الأولى التي أدارها فضيلة الدكتور أحمد الكبيسي بورقة أ. د. احمد فرحات والمحامي بهاء البكري، ثم عقب كل من: عبد الدائم الكحيل، وخالد العبيدي، وعبد الله جلغوم، وعبيد الجعيدي، وأحمد شكري تعقيبات مختصرة لا تتجاوز السبع دقائق لكل واحد، وهم المعقبون الرئيسيون حسب برنامج الندوة، ثم عقب بعض الإخوة الحاضرين، ومنهم الشيخ الحبيب الجفري، ثم عقدت محاضرتان عامتان مسائيتان.
وكما كان متوقعا وبسبب ضيق الوقت لم يبحث في كثير من الدقائق والتفاصيل، وكان يجلس بجانبي فضيلة الدكتور عبد الله القرني من مكة المكرمة وذكرت له أن هذا العدد القليل وبهذه الصورة المختصرة جدا لن يصل إلى نتيجة حاسمة في الموضوع، فما يزال بحاجة إلى المزيد من محاولات التنسيق والتوفيق بين الباحثين، وذكرت في كلمتي الضوابط التي ينبغي على من يبحث في الإعجاز العددي أن يلتزم بها، ولاقت استحسانا من عدد من الحاضرين، خاصة من المتخصصين في علوم القرآن الكريم وإعجازه. والبحوث مطبوعة في كتاب مكون من 300 صفحة وأظن من يراسل لجنة الجائزة ترسله له، وقد تنشر البحوث على موقع الجائزة.
وبالنسبة لسؤالك أخي أيمن عن بحث الأخ جلغوم فله بحث منشور في الكتاب المشار إليه عنوانه: قانون الحالات الأربع لسور القرآن نظام التجانس، وذكر أن له بحوثا منشورة في موقع (الأرقام).
واطلعت أخي خالد عبد الرحمن على الرابط الذي أشرت إليه، وفيه سجال حول لفظ الإعجاز ومدى جواز استخدامه، وأظن الأمر أيسر من الأبعاد التي وصل إليها الإخوة فيه، ولا بأس بالحوار العلمي المتجرد في الموضوع.
والشكر موصول للأخوين الدكتور صالح صواب والدكتور جمال أبو حسان على ما نبها عليه، وللأخ الفاضل (الإسلام ديني).
ـ[صالح صواب]ــــــــ[14 Mar 2007, 09:56 م]ـ
الأخ الكريم الدكتور/ أحمد شكري ... شكر الله لك، وأحسن إليك ..
وأقترح أن توافينا بما في الندوة في صفحة مستقلة وعنوان مستقل، بعنوان: (ندوة الإعجاز العددي ... ) أو نحوه، حتى يتضح الأمر لزوار الملتقى، إذ قد لا يتنبه البعض لهذه الإضافات ... والله يحفظكم
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[15 Mar 2007, 12:54 م]ـ
رأيت تقريرا مفصلا - نوعا ما- عن الندوة في موقع الجائزة وهو
www.quran.gov.ae
وآمل أن يتيسر لي تلبية اقتراح الأخ الفاضل الدكتور صالح
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[17 Mar 2007, 03:17 ص]ـ
أشكر لفضيلتكم اهتمامكم وعنايتكم
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[17 Mar 2007, 03:25 ص]ـ
إن شاء سأراسلهم للحصول على بحث الدكتور وأكرر شكري لسيادتكم
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[17 Mar 2007, 03:34 ص]ـ
متأسف نسيت إدراج هذه
http://www4.0zz0.com/2007/03/17/00/35063487.jpg
ـ[القعقاع محمد]ــــــــ[19 Mar 2007, 12:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيراً أستاذنا الفاضل
وأدعو جميع الإخوة المشاركين في المنتدى بالتفاعل مع هذا الموضوع وبيان جوانب الضعف فيما يسمى بـ"الإعجاز العددي" بأسلوب علمي كالذي استعمله الأستاذ الدكتور؛ لآن ما يسمى "الإعجاز العددي" يستحوذ على اهتمام الكثيرين من العوام دون أن يعرفوا جوانب الضعف والقصور فيه.
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[21 Mar 2007, 01:24 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أخ أيمن على هذه العبارات الطيبة وإن كنت لست أهلا لها(/)
علم السياق القرآني [7] ((((منهج الكشف عن السياق وتعيينه، وكيفية الوصول إليه.))))
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[03 Mar 2007, 07:35 م]ـ
تمهيد:
هذه الحلقة من أهم الحلقات المتعلقة بالسياق القرآني، إذ هي طرح منهج عملي للكشف عن السياق، وهو خلاصة تجربة وفقني الله لها خلال بحثي لسورتي الفاتحة والبقرة، أسال الله تعالى أن ينفع بها، ويمكن للأخوة الأعضاء الاستدراك أو الزيادة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
الكشف عن السياق والوصول إليه مبني على الاجتهاد ودقة الاستنباط، وإدراكه مما تختلف فيه العقول، وذلك أنه مرتبة بعد إدراك المعنى العام، ويتطلب فهمه إشغالاً للذهن، ولذلك كانت دلالة السياق دلالة ذوقية، كما عبّر عنها الأصوليون ([1]).
قال ابن خلدون في منزلة إدراك الإعجاز في كلام الله تعالى: "وإنما يدرك بعض الشيء من الإعجاز من كان له ذوق بمخالطة اللسان العربي وحصول ملكته، فيدرك من الإعجاز على قدر ذوقه، فلهذا كانت مدارك العرب الذين سمعوه من مبلغه أعلى مقاماً في ذلك؛ لأنهم فرسان الكلام وجهابذته، والذوق عندهم موجود بأوفر ما يكون وأصحه ... " ([2]).
قال الدكتور محمد محمد موسى: "وهذا من أدق بحوث النقد الأدبي، وأصعب مسائل النظم إذ النظم محكوم بتوخي معاني النحو، والسياق مؤثر في تلك المعاني، قال ابن أبي الحديد ([3]): (اعلم أن معرفة الفصيح والأفصح، والرشيق والأرشق من الكلام أمر لا يدرك إلا بالذوق ولا يمكن إقامة الدليل عليه) ([4]) " ([5]).
ومما يدل على أن السياق يحتاج إلى دقة فهم ونظر ثاقب، ما تميز به ابن عباس رضي الله عنه في فهم كتاب الله تعالى ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ومن الشواهد على ذلك: ما روي أن عمر بن الخطاب قال للصحابة ما تقولون في {إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [سورة النصر] قالوا: أمر الله نبيه إذا فتح عليه أن يستغفره، فقال لابن عباس: ما تقول أنت، قال: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه، فقال: ما أعلم منها غير ما تعلم) ([6]).
قال ابن القيم: "وهذا من أدق الفهم وألطفه، ولا يدركه كل أحد، فإنه سبحانه لم يعلق الاستغفار بعمله بل علقه بما يحدثه هو سبحانه من نعمة فتحه على رسوله ودخول الناس في دينه، وهذا ليس بسبب للاستغفار، فعلم أن سبب الاستغفار غيره، وهو حضور الأجل الذي من تمام نعمة الله على عبده توفيقه للتوبة النصوح والاستغفار بين يديه ليلقى ربه طاهرا مطهرا من كل ذنب، ويدل عليه أيضا قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ} وهو صلى الله عليه وسلم كان يسبح بحمده دائما، فعلم أن المأمور به من ذلك التسبيح بعد الفتح ودخول الناس في هذا الدين أمر أكبر من ذلك المتقدم، وذلك مقدمة بين يدي انتقاله إلى الرفيق الأعلى.
والمقصود تفاوت الناس في مراتب الفهم في النصوص، وأن منهم من يفهم من الآية حكماً أو حكمين، ومنهم من يفهم منها عشرة أحكام أو أكثر من ذلك، ومنهم من يقتصر في الفهم على مجرد اللفظ دون سياقه، ودون إيمائه وإشارته وتنبيهه واعتباره، وأخص من هذا وألطف ضمه إلى نص آخر متعلق به فيفهم من اقترانه به قدرا زائدا على ذلك اللفظ بمفرده وهذا باب عجيب من فهم القرآن لا يتنبه له إلا النادر من أهل العلم فإن الذهن قد لا يشعر بارتباط هذا بهذا وتعلقه به" ([7]).
وفهم السياق والوصول إليه واستنباطه يحتاج إلى أمور:
أولاً: الفهم الصحيح للسياق وحده وأصوله وقواعده، فإنه لابد للباحث عن السياق أن يكون عالماً بالسياق وحده وما يستلزم الوصول إليه من القواعد والضوابط والأصول. ويتبع ذلك معرفة اللغة والرسوخ فيها.
ثانياً: صفاء الذهن ودقة النظر، وإدامة التأمل في كتاب الله تعالى، وبعد الغوص فيه، وتكرار البحث والتحري فيه لطلب السياق وتعيينه بقرائنه المختلفة.
قال عبد القاهر الجرجاني في كلام فصل في هذا الأمر: "ويحتاج في كثير منه إلى دقة الفطنة، وصفاء القريحة، ولطف الفكر، وبعد الغوص، وملاك ذلك كله الجامع له والزمام عليه، صحة الطبع وإدامة الرياضة، فإنهما أمران ما اجتمعا في شخص فقصرّا في إيصال صاحبهما عن غايته، ورضيا له بدون نهايته، فصحة الطبع ملكة فطرية، وإدامة النظر اكتساب مستمر، وعلاقة الذوق بالسياق تصقلها التجربة" ([8]).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الزركشي: "وإنما يفهم بعض معانيه، ويطلع في أسراره ومبانيه، من قوي نظره، واتسع مجاله وتدبره، وامتد باعه، ورقت طباعه" ([9]).
وإدامة النظر والتأمل في كتاب الله تعالى تمنح صاحبها ملكة في معرفة أسلوب القرآن وطرق مخاطباته وأغراضه، وكل ذلك دال على فهم السياق.
ثالثاً: صدق النية في طلب فهم كلام الله تعالى، واللجوء إلى الله وطلب توفيقه.
قال ابن القيم: "الفائدة الحادية والستون حقيق بالمفتي أن يكثر الدعاء بالحديث الصحيح: ((اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم)) ([11])، وكان شيخنا كثير الدعاء بذلك، وكان إذا أشكلت عليه المسائل يقول يا معلم إبراهيم علمني، ويكثر الاستعانة بذلك اقتداء بمعاذ بن جبل رضي الله عنه، وكان بعض السلف يقول عند الإفتاء {قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [البقرة 32] .... وكان بعضهم يقرأ الفاتحة وجربنا نحن ذلك فرأيناه من أقوى أسباب الإصابة، والمعول في ذلك كله على حسن النية وخلوص القصد وصدق التوجه" ([12]).
رابعاً: التأمل في السورة كلها وجمع أطرافها وتحديد هدفها العام، فإن ذلك من أعظم ما يدلك على فهم الآيات فيها.
قال صاحب النبأ العظيم: "وملاك الأمر في ذلك أن ينظر إلى النظام العام الذي بنيت عليه السورة بمجموعها" ([13]).
وقد يحصل ذلك بتكرار قراءة السورة مع مراعاة هذا الأمر، أو إعادة النظر فيها واستعراضها بالجملة مرات متعددة بغرض معرفة سياقها العام، فإن ذلك مجرب نافع بإذن الله تعالى.
خامساً: النظر والتأمل في غرض الآية وسابقها ولاحقها.
الغرض هو أساس السياق، والأساس دال على مافوقه، فإذا ما قرأ القارئ الآية سأل نفسه وتفكر وتدبر في مراد الله فيها والغرض الذي من أجله وردت الآية، ثم يبحث عما يؤكد هذا الغرض في الآية من الألفاظ والمناسبات، وهذا مسلك عظيم في فهم السياق، وهو الموصل إلى فهم مراد الله والعمل به على أكمل وجه؛ لأنك إذا علمت مراد الله تعالى حقيقة أوصلك ذلك إلى العمل الصحيح بما دل عليه وتضمنه مراده.
قال البقاعي: "إن معرفة مناسبات الآيات في جميع القرآن، مترتبة على معرفة الغرض أو الأغراض التي سيقت لها السورة" ([14]).
ومن أمثلة ذلك ماذكره ابن العربي في تفسيره لقوله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ} الآية [النساء 25]. قال: "فيها اثنتا عشرة مسألة .. المسألة الثانية: في فهم سياق الآية، اعلموا - وفقكم الله تعالى - أن العلماء اختلفوا في سياق هذه الآية، فمنهم من قال: إنها سيقت مساق الرخص .. ومنهم من جعلها أصلاً، وجوّز نكاح الأمة مطلقاً ... وقد جهل مساق الآية من ظن هذا، فقد قال الله تعالى ما يدل على أنه لم يبح نكاح الأمة إلا بشرطين، أحدهما: عدم الطول، والثاني: خوف العنت، فجاء به شرطاً على شرط، ثم ذكر الحرائر من المؤمنات، والحرائر من أهل الكتاب ذكراً مطلقاً، فلما ذكر الإماء المؤمنات ذكرها ذكراً مشروطاً مؤكداً مربوطاً" ([15]).
فانظر كيف قرر غرض الآية بأنها سيقت مساق الرخص، ثم أيده وأكده بنص الآية وما تضمنته من الألفاظ والضوابط للحكم.
سادساً: النظر إلى نظم النص وألفاظه والروابط النحوية فيه، وما تضمنته الآيات من الدلائل والقرائن، وذلك هو الركن الثاني للسياق.
وهذا ظاهر فإنك حين تتأمل في ألفاظ الآيات والترابط بينها ينقدح في ذهنك غرض معين يتكون منه السياق.
قال السرخسي في بيان مفهوم النص بأنه: "يزداد وضوحاً بقرينة تقترن باللفظ من المتكلم، ليس في اللفظ ما يوجب ذلك ظاهراً بدون تلك القرينة" ([16]).
وقال الدكتور محمد محمد موسى في دلالات التركيب: "السياق قوة تحرك التركيب، فتنبعث من إشعاعاته ما يلائمه" ([17]).
سابعاً: النظر في مفردات ألفاظ الآية وأصول معناها اللغوي، ودلالتها على الغرض.
فإن النظر في الكلمة وأصلها اللغوي يدلك على معان دقيقة مقصودة في الآية، وأن اللفظة تحمل معاني متعددة بحسب سياقها، وأعظم ما يعين على ذلك كتابان مهمان:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - معجم مقاييس اللغة لابن فارس، فإنه يورد أصول الكلمة في اللغة، وهذا يطلعك على استعمال اللفظ عن العرب، فترى ما يناسب منها حسب السياق.
2 - مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني، وهو من أهم ما ينبغي النظر فيه لمن أراد البحث عن السياق، ذلك أنه يجمع نظائر اللفظ في القرآن ويبينها حسب سياقها الذي وردت فيه. قال الزركشي عن كتب غريب القرآن: "ومن أحسنها كتاب (المفردات) للراغب، وهو يتصيد المعاني من السياق؛ لأن مدلولات الألفاظ خاصة" ([18]).
ثامناً: النظر للمناسبات في الآيات، ووجه الارتباط بينها، والمعنى المؤلف بينها، والنظر في المناسبة بين أول الآية وآخرها، والمناسبة بين الآية والسياق العام للسورة.
قال السيوطي في بيان أهمية النظر للمناسبات: "علم المناسبة: جعل أجزاء الكلام بعضها آخذ بأعناق بعض، فيقوى بذلك الارتباط، ويصير التأليف حاله حال البناء المحكم المتلائم الأجزاء" ([19]).
تاسعاً: النظر إلى الأحوال التي نزلت فيها الآية، ومن أهمها سبب النزول.
معرفة سبب النزول معينة على فهم المعنى كما تقرر. وهذا هو الركن الثالث للسياق.
قال ابن عاشور مؤكداً أهمية أسباب النزول بمعناها العام في معرفة السياق":ومنها - أي أسباب النزول - ما ينبه المفسر إلى إدراك خصوصيات بلاغية تتبع مقتضى المقامات، فإن من أسباب النزول ما يعين على تصوير مقام الكلام" ([20]).
عاشراً: الاطلاع والنظر في كتب التفسير وغيرها ومن أهمها:
1 - تفسير ابن جرير، وعنايته بالسياق غالباً في جانب الترجيح.
2 - تفسير ابن عطية، وعنايته بالسياق غالباً في جانب الترجيح.
3 - تفسير الزمخشري، وعنايته بالسياق غالباً في جانب البلاغة، والعلاقات النحوية واللغوية في الآية.
4 - تفسير الرازي، وعنايته بالسياق غالباً في جانب بيان الغرض والمناسبات.
5 - نظم الدرر للبقاعي، وعنايته بالسياق غالباً في جانب بيان الغرض والمناسبات.
6 - التحرير والتنوير لابن عاشور، وعنايته بالسياق غالباً في جانب بيان أغراض السور والآيات، والأحوال التي نزلت فيها الآية.
7 - في ظلال القرآن لسيد قطب، وعنايته بالسياق غالباً من جهة سياق السورة ووحدتها الموضوعية وأثر ذلك في مقاطع السورة كلها.
وقد وقفت على عرض جميل للرافعي في طريقة النظر في إعجاز القرآن والطريق إلى معرفة وأسراره ومنها السياق، قال: "اعلم أنه ليس من شيء يحقق إعجاز القرآن من هذه الجهة، ويكشف منه عن أصول السياستين، والتأتي إلى أغراضهما بسياق اللفظ ونظمه وتركيب المعاني وتصريفها فيما تتجه إليه، ومداورة الكلام على ذلك إلا تأمله على هذه الوجوه، وإطالة النظر في كل معنى من معانيه، وفي طبيعة هذا المعنى ووجه تأديته إلى النفس، وما عسى أن تعارضه النفس به، أو تدافعه، وتلتوي عليه من قبله، ثم طبقات هذا المعنى بعينه .. ثم وجه ارتباط ذلك بما قبله، واندماجه فيما بعده، ومساوقته لأشباهه ونظائره حيث اتفق منها في الكلام شيء، ثم تدبر الألفاظ على حروفها وحركاتها وأصالتها ولحونها، ومناسبة بعضها لبعض في ذلك، والتغلغل في الوجوه التي من أجلها اختير كل لفظ في موضعه .. ثم انظر في روابط الألفاظ والمعاني من الحروف والصيغ التي أقيمت عليها اللغة، ووجه اختيار الحرف أو الصيغة، ثم طريقة النسق والسرد في الجملة ووجه الحذف أو الإيجاز أو التكرار ونحوها، مما هو خاص بهذه الطريقة حسب ما توجهه المعاني، فإن كل ذلك في القرآن على أتمه .. " ([21]).
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) انظر: ((إحكام الأحكام)) (2/ 129).
([2]) ((مقدمة ابن خالدون)) (ص553).
([3]) أحمد بن عبد الواحد بن المحدث أبي بكر محمد بن أحمد بن عثمان كان ثقة نبيلاً متفقداً لأحوال الطلبة والغرباء عدلاً مأموناً انظر: سير أعلام النبلاء 18/ 418 والعبر 3/ 269
([4]) انظر: ((الاتقان في علوم القرآن)) (2/ 181).
([5]) ((البلاغة القرآنية في تفسير الزمخشري)) (ص49).
([6]) أخرجه البخاري 4/ 1901 برقم 4686
([7]) ((إعلام الموقعين)) (1/ 351 - 354).
([8]) ((الوساطة)) (ص413).
([9]) ((البرهان)) (2/ 191).
([10]) أخرجه البخاري 1/ 66 برقم 143 وأحمد1/ 266
([11]) أخرجه مسلم 1/ 534 برقم 770 و النسائي 8/ 278 برقم5519
([12]) ((أعلام الموقعين)) (4/ 258).
([13]) ((النبأ العظيم)) (158).
([14]) ((نظم الدرر)) (1/ 17).
([15]) ((أحكام القرآن)) (1/ 500).
([16]) ((أصول السرخسي)) (1/ 163).
([17]) ((دلالات التركيب)) (ص112).
([18]) ((البرهان في علوم القرآن)) (1/ 291).
([19]) ((الإتقان في علوم القرآن)) (2/ 978).
([20]) ((التحرير والتنوير)) (1/ 47).
([21]) ((إعجاز القرآن)) (ص259). [/ color][/size][/font](/)
ما العمل في هذه الحالة, أيها الأفاضل ... ؟؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[03 Mar 2007, 07:43 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
وبعد:
ايها الأكارم الفضلاء
لدي إشكال في اختلاف نسخ المخطوط الواحد , فإذا كان المتن في جميعها واحداً , وكانت إحدى هذه النسخ قام ناسخها بتعليقات وتحشيات على جانبها يشرح فيها ما بعض ما يظن غموضه من أصل المخطوط , وهو مع كل هذا ناسخ فحسب وليس معروفاً, ولم يرد له اسمٌ معينٌ أو لقب يمكن معه النقل عنه والتوثيق لترجمته, فهل يطالب الباحث والحالة تلك بإيراد هذه التعليقات وهل عليه مأخذ إن هو أغفلها ولم يذكرها في داخل تحقيقه بشيء, بعد يقينه التام أنها ليست من أصل المخطوط ولا تمت له بصلة, لخلو ما عدا هذه النسخة منها .. ؟؟
ـ[منصور مهران]ــــــــ[04 Mar 2007, 03:00 ص]ـ
أستاذنا الشيخ الفاضل محمود الشنقيطي - أثابه الله - طرح سؤالا مهما، وللمشاركة أقول:
في مناهج المحققين أراء واجتهادات حول ما يوجد من تعليقات بحواشي المخطوطات:
1 - فكل مخطوطة تعد نسخة مملوكة علميا لناسخها أومالكها أو قارئها؛ وما يوجد عليها من تعليقات:
إن كان يُعلم كاتبها فعلى المحقق نسبتها إليه، وإن لم يعلم كاتبها فلينظر:
هل هذه التعليقات ذات صلة بموضوع الكتاب؟ عندئذ يثبتها كما وردت بغير نسبة
كل ذلك في حواشي التحقيق. فلعل الأيام تكشف عن سر الزيادة وكاتبها
وكم من نشرات جاء فيها ما يشبه الألغاز وبعد زمن نُشِرَت كتب وظهرت نسخ أخرى فانحلت الألغاز.
وإن كانت مما تجلبه الخواطر وتقيد خوف النسيان كبيت شعر أو حكمة أو اسم كتاب ونحوه:
فيجعلها المحقق في سياق حديثه عن وصف النسخة في المقدمة.
وهذ الاتجاه عدوه مراعاة لأمانة النشر والتحقيق.
وإذا كانت التعليقات استدراكات ناشئة عن مقابلة الكتاب بنسخة كانت بين يدي الناسخ
أو المالك أو القارئ: ألحقت هذه التعليقات بصلب الكتاب في هذه النسخة.
وهناك رأي بجعل جميع ذلك في حواشي المحقق فهي مجاله الوحيد،
ولا يجوز بحال إدخال شيء في صلب الكتاب مادامت مسطورة في طرر المخطوطة
وقد فعل ذلك بعض الناشرين الأوروبيين في أوائل الطباعة
وكان ذلك قبل التواضع على أسس وأساليب علمية تتبع في نشر الكتب القديمة،
وبمرور الوقت اكتسب المحققون مهارات بعضها كان معروفا لدى علماء الأمة:
كالتصحيح والمقابلة ومعالجة التصحيف والتعريف وإثبات الفروق وغير ذلك
ولك أن تقرأ المقدمة الذهبية التي كتبها العلامة أحمد محمد شاكر،
عندما نشر سنن الترمذي في مكتبة مصطفى البابي الحلبي، سنة 1356 هج = 1937 م
فقد أثبت بجلاء أن فن التحقيق فن عرفه علماء الأمة وخصوصا لدى المحدّثين.
وبالله التوفيق.
----------------------------------------------------------------------
انظر: قواعد التحقيق لصلاح الدين المنجد، ولعبد السلام هارون، ولأكرم ضياء العمري
ومحاضرات برجستراسر المترجمة(/)
مقارنة بين قصة نوح عليه السلام في القران الكريم و العهد القديم
ـ[يسري خضر]ــــــــ[03 Mar 2007, 07:48 م]ـ
الفروق بين القصتين كثيرة أبرزها ما يلي:-
• ذكر العهد القديم نسب نوح عليه السلام إلى ادم عليه السلام، ولم يشر القران إلى ذلك.
• ذكر العهد القديم عمر نوح عليه السلام من مولده إلى وفاته،ولم يرد ذكر ذلك في القران الكريم.
• لم يصرح العهد القديم بنبوة نوح، وصرح القران الكريم بنبوته.
• اكتفى العهد القديم بوصف قوم نوح بالمعصية والفسق، وقد صرح القران بأنهم كانوا وثنيين.
• ذكر القران الكريم معالم دعوة نوح، وهي الإيمان بالله ورسله واليوم الأخر ولم ير د شيء من هذا في العهد القديم.
• لاحديث عما دار من صراع بين نوح وقومه في العهد القديم لكن القران الكريم فصل موقف قوم نوح منه ومن دعوته ومن المؤمنين به.
• اهتم العهد القديم بكيفية صناعة السفينة ووصفها، لكن القران الكريم أشار فقط إلي صناعتها (بأعيننا ووحينا).
• حدد العهد القديم أسماء الناجين ولم يشر القران إلى ذلك.
• الحديث عن الطوفان في العهد القديم يركز على كيفيته وزمنه ونقطة بدايته وتوقفه ولم يشر القرآن إلى ذالك.
• لم يبين العهد القديم أن حركة السفينة واستقرارها كان باسم الله لكن القران صرح بذلك.
• ذكر العهد القديم قصة بناء نوح مذبحا للرب بعد نجاته ولم يشر القران إلى ذلك.
• جاء في العهد القديم العهد بين نوح وربه بعدم إهلاك أهل الأرض ثانية ولم يشر القران إلى ذلك.
• جاء في العهد القديم أن سمر البشرة يكونون عبيداً لبيض البشر وهذا مخالف للقران.
• جاء في العهد القديم أن السبب في إهلاك ابن نوح أنه رأى عورة أبيه ولم يسترها أما السبب في القران فكفره بالله.
• جاء في العهد القديم أن الطوفان عم سائر الأرض ولم يقطع القران الكريم بذلك.
وبعد فهذه بعض الفروق بين ما جاء عن نوح عليه السلام في القران الكريم والعهد القديم فهل يصح دعوى التأثر التي يذكرها بعض المستشرقين وأذيالهم وللحديث بقيه إن شاء الله.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[03 Mar 2007, 11:23 م]ـ
بارك الله فيك د. يسري خضر ومثل هذه الدراسات والمقارنات رائعة وممتعة جدا وقد قمت شخصيا بدراسة من هذا القبيل تحت عنوان قصة موسى عليه السلام مع فرعون بين القرآن والتوراة (أسفار موسى الخمسة)
ـ[يسري خضر]ــــــــ[04 Mar 2007, 07:39 ص]ـ
اخي الكريم د: نضال دويكات
بارك الله فيك ارجو ان تقدم في ملتقانا المبارك خطة دراستك ونتائجها سائلا المولي ان ينفعنا بها
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[04 Mar 2007, 10:55 م]ـ
استاذي الفاضل هذه هي الدراسة كاملة وبارك الله فيك وجزاك عنا خيرا
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[05 Mar 2007, 09:52 م]ـ
بارك الله فيكما، وأرجو من الدكتور يسري أن يدلني على موضع الحديث عن النقطتين التاليتين في التوراة:
- جاء في العهد القديم أن سمر البشرة يكونون عبيدا لبيض البشر وهذا مخالف للقران
- جاء في العهد القديم أن السبب في إهلاك ابن نوح أنه رأى عورة أبيه ولم يسترها أما السبب في القران فكفره بالله
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[05 Mar 2007, 11:22 م]ـ
اخي الكريم د: نضال دويكات
بارك الله فيك د يسري خضر على الفال الحسن ولكني لا احمل هذه الدرجة
ـ[يسري خضر]ــــــــ[06 Mar 2007, 10:51 ص]ـ
اخي الكريم د: نضال دويكات
اسال الله لي ولك االتوفيق والسداد ‘وان يحقق لك ماترجوه من العلم النافع ‘والدرجة العاليةفي الدنيا والاخرة‘امين
واشكرك علي اهتمامك وتلبيةرجاء اخيك
لكنني لم استطع فتح الملف
ـ[يسري خضر]ــــــــ[06 Mar 2007, 07:58 م]ـ
أخي الكريم محمد بن جماعة
أما عن الأمر الأول فقد جاء في سفر التكوين الإصحاح التاسع (ملعون كنعان عبد العبيد يكون لإخوته) (مبارك الرب اله سام وليكن كنعان عبد الهم)
وأما الأمر الثاني فقد جاء في نفس الموضع قام نوح بزراعة الكرم وقد صنع من ناتجها خمرا شرب منه ونام وانكشفت عورته فأبصرها حام ولم يسترها واخبر أخويه بما كان الخ هذا الافك والبهتان
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[06 Mar 2007, 11:57 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[07 Mar 2007, 12:01 ص]ـ
أخي الكريم د يسري خضر لا بد من تحميل الملف اولا وإنزاله على الجهاز الخاص بك ثم فتح الملف عن طريق برنامج winrare
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Aug 2007, 05:39 ص]ـ
أشكر الدكتور العزيز يسري محمد حفظه الله ورعاه على هذه الموازنات القيمة المهمة بين قصة نوح عليه الصلاة والسلام في القرآن الكريم وفي التوارة المحرفة التي بين يدي أهل الكتاب اليوم. وأظن أن هذه الموازنات المختصرة خلاصة بحث قام بها الدكتور يسر نفع الله بعلمه، وقد انتفعت بها كما انتفع بها غير فجزاه الله خيراً.
كما أثني بالشكر الجزيل للأستاذ الكريم نضال دويكات أحسن الله إليه وبارك في علمه على ما أتحفنا به وتفضل به علينا من إتاحة بحثه للماجستير عن أوجه الاختلاف والاتفاق بين قصة موسى عليه الصلاة والسلام مع فرعون في القرآن الكريم وفي التوارة أيضاً، وهي قصة ثرية كثيرة التفاصيل في الموضعين، وقد افدت كثيراً من قراءة هذا البحث فبارك الله في علم الباحث وسدد خطاه. والحمد لله الذي أتاح مثل هذا المنبر العلمي لتبادل مثل هذه البحوث القيمة حول كتاب الله وقصصه الخالدة.(/)
نماذج من التفسير التطبيقي للقرآن .... أضف انموذجا
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[03 Mar 2007, 08:12 م]ـ
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى .... أما بعد:
فإن أحدنا حين يقرأ في كتاب من كتب التفسير تمر عليه من اللطائف والفوائد القصص والشواهد ما يستحسنها ويستملحها ... ومن هذه اللطائف, تلك المواقف والأحداث التي تحصل للفرد أو للجماعة فيستشهد أحدهم بآية تطابق نفس الواقع المستشهد به. وهو ما قصدت به هنا (التفسير التطبيقي).
ما أجمل هذه النماذج وخصوصا أنها تدعو العبد إلى العمل بكتاب الله وتطبيقه, بل إنها أحيانا تصحح مسار الأمة.
ولعلي في هذا الموضوع أذكر شيئا من هذه النماذج,, وأنتظر من أعضاء الملتقى الأكارم التكرم بالمشاركة لتحصل الفائدة ويعم النفع.
وبسم الله أبدأ:
1. لعل من أروع النماذج ما حصل من الصديق رضي الله عنه حين توفي النبي صلى الله عليه وسلم, وقام عمر خطيبا مهددا لمن يقول أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات, فقام أبوبكر رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد، من كان منكم يعبد محمداً صلى الله عليه وسلم فإن محمداً قد مات، ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت، قال الله: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144].
قال ابن عباس: والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر، فتلقاها منه الناس كلهم، فما أسمع بشراً من الناس إلا يتلوها.
قال ابن المسيب: قال عمر: والله، ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها، فعرفت أنه الحق، فعقرت حتى ما تُقُلِّني رجلاي، وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها، علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات.
فتأمل كيف ثبت الله هذه الأمة حين استشهد أبوبكر رضي الله عنه بهذه الآية في هذا الموقف.
2. ذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق: أن وهب بن منبه رحمه الله سجن ثلاثة أيام فأتاه أحد الحضور فقال له يا أبا عبد الله ألا أسمعك بيتا من الشعر- يريد أن يسري عنه- فقال له: يا ولدي نحن الآن في طرف من عذاب الله , والله تعالى يقول: (ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون) فصام ثلاثة أيام, فقيل له ما هذا الصيام فقال: أُحدِثَ لنا الحبس فأخذتنا زيادة عبادة.
3. ذكر القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره عند قول الله تعالى: (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً) (الاسراء:45)
بعدما ساق تفسير الآية قال: (قلت: ولقد اتفق لى ببلادنا الاندلس بحصن منثور من أعمال قرطبة مثل هذا.
وذلك أنى هربت أمام العدو وانحزت إلى ناحية عنه، فلم ألبث أن خرج في طلبى فارسان وأنا في فضاء من الأرض قاعد ليس يسترنى عنهما شئ، وأنا أقرأ أول سورة يس وغير ذلك من القرآن، فعبرا عليَّ ثم رجعا من حيث جاءا وأحدهما يقول للآخر: هذا ديبله – بمعنى جني باللغة الفرنسية-، يعنون شيطانا.
وأعمى الله عز وجل أبصارهم فلم يرونى، والحمد لله حمدا كثيرا على ذلك.
هذا ما وقفت عليه وفي انتظار المزيد من المشايخ والإخوة الفضلاء
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[06 Oct 2008, 03:36 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[07 Oct 2008, 02:50 ص]ـ
لأخينا الشيخ عبد العزيز الضامر وفقه الله كتاب تنزيل الآيات على الواقع وهي رسالة ماجستير مفيدة في هذا الباب ..
ـ[أبو المهند]ــــــــ[07 Oct 2008, 05:51 ص]ـ
موضوع طيب ومدارسة لطيفة، ومن نماذج ما نحن بصدده:
عن ابن مسعود: أنه جيء بلبن فعرضه على جلسائه واحدًا واحدًا، فكلهم لم يشربه لأنه كان صائمًا، فتناوله ابن مسعود وكان مفطرًا فشربه، ثم تلا قوله تعالى {يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ}، رواه النسائي، وابن أبي حاتم، من حديث الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عنه. ابن كثير
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكر ابن المبارك عن فضالة بن عبيد في حديث ذكر فيه رجلين أحدهما أصيب في غزاة بمنجنيق فمات والاخر مات هناك، فجلس فضالة عند الميت فقيل له: تركت الشهيد ولم تجلس عنده؟ فقال: ما أبالى من أي حفرتيهما بعثت، ثم تلا قوله تعالى: " والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا " الاية كلها.
وقال سليمان بن عامر: كان فضالة برودس أميرا على الارباع فخرج بجنازتى رجلين: أحدهما قتيل والاخر متوفى، فرأى ميل الناس مع جنازة القتيل إلى حفرته، فقال: أراكم أيها الناس تميلون مع القتيل! فوالذي نفسي بيده ما أبالى من أي حفرتيهما بعثت، اقرءوا قوله تعالى: " والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ". {القرطبي}
ـ قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإِلَى الجحيم} أي: إلى مقرهم من النار فإن في جهنم مواضع أعد في كل موضع منها نوع من البلاء فالقوم يخرجون من محل قرارهم حيث تأجج النار ويساقون إلى موضع آخر مما دارت عليه جهنم فيه ذلك الشراب ليردوه ويسقوا منه ثم يردون إلى محلهم كما تخرج الدواب إلى مواضع الماء في البلد مثلاً لترده ثم ترد إلى محلها، وإلى هذا المعنى أشار قتادة ثم تلا قوله تعالى: {هذه جَهَنَّمُ التى يُكَذّبُ بِهَا المجرمون * يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ ءانٍ} [الرحمن: 43، 44] [الرحمن: 34، 44] ويؤيده قراءة ابن مسعود {ثُمَّ إِنَّ} إذ الانقلاب أظهر في الرد أو المراد ثم إن مرجعهم إلى دركات الجحيم فهم يرددون في الجحيم من مكان إلى آخر أدنى منه {الآلوسي}
وعن النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من امرىء مسلم يردّ عن عرض أخيه إلا كان حقاً على الله أن يردّ عنه نار جهنم يوم القيامة» ثم تلا قوله تعالى: {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ المؤمنين}. {الكشاف}
«عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فأصبحت يوماً قريباً منه، ونحن نسير، فقلت: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة، ويباعدني عن النار. قال:» سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه: تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال: الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل شعار الصالحين. ثم تلا قوله تعالى: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع. . . . .}. ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال: رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد. ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال: كف عليك هذا، وأشار إلى لسانه. قلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: ثكلتك أمك! وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال: على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟ «رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه. والله الموفق.
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[14 Aug 2010, 06:15 م]ـ
ومن هذه الأمثلة: ماذكره فخر الدين الرازي رح1 عند تفسيره لقول الله تعالى: (((وَقَالَ لِلَّذِى ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِى عِندَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِى السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ)))
حيث قال: (والذي جربته من أول عمري إلى آخره أن الإنسان كلما عول في أمر من الأمور على غير الله صار ذلك سبباً إلى البلاء والمحنة والشدة والرزية وإذا عول العبد على الله ولم يرجع إلى أحد من الخلق ذلك المطلوب على أحسن الوجوه فهذه التجربة قد استمرت لي من أول عمري إلى هذا الوقت الذي بلغت فيه إلى السابع والخمسين فعند هذا استقر قلبي على أنه لا مصلحة للإنسان في التعويل على شيء سوى فضل الله تعالى وإحسانه ومن الناس)
ـ[عمر جمال النشيواتي]ــــــــ[16 Aug 2010, 07:52 ص]ـ
من التطبيقات الجميلة المعاصرة على هذا الموضوع , مقالة قرأتها لأحد الكتاب المعاصرين الفضلاء: ابراهيم السكران أحيل إليها هنا مباشرة ,, وهي بحق جديرة بالقراءة ويبدو أن الكاتب استغرق وقتا في اعدادها وفقه الله
http://www.facebook.com/note.php?note_id=139560509396995&id=114161571927366&ref=mf(/)
المصحف بتقنية الفلاش على الانترنت
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Mar 2007, 12:02 ص]ـ
رأيت هذا الموقع الآن فأعجبني جزى الله القائمين عليه خيراً.
http://www.quranflash.com/
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[04 Mar 2007, 02:16 ص]ـ
موقع رائع، بارك الله فيك يادكتور عبدالرحمن،
وجزى الله القائمين عليه خيرا.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[06 Mar 2007, 12:05 م]ـ
لم أستطع فتحه، وشكرا لكم ....
ـ[نورة]ــــــــ[06 Mar 2007, 12:23 م]ـ
موقع أكثر من رائع, جزاكم الله خيرا
وللأخ إبراهيم يبدو أنه لابد من تحميل برنامج فلاش
حتى تتمكن من المشاهدة ..
ـ[حمدي باه]ــــــــ[06 Mar 2007, 04:18 م]ـ
ماأتقنه موقعا فالله نسأل أيجعله في موازين حسناتهم
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[06 Mar 2007, 11:12 م]ـ
فتحته وتصفحته جزاكم الله خيراً، لكن ما أدري ما هي مجالات استخدامه؟
ـ[نياف]ــــــــ[10 Mar 2007, 09:29 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا(/)
جامع الاشتقاقات
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[04 Mar 2007, 09:22 ص]ـ
لأهل اللغة ما رأيكم في هذا الموضوع
http://www.ahlaltahkek.com/vb/showthread.php?p=1140#post1140(/)
سؤال حول تفسير الطبري و منهجه والضابط في قبول رواياته
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[04 Mar 2007, 01:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته و بعد،
فعندما قرأت مقدمة التحقيق لتفسير ابن كثير بتحقيق الشيخ الحويني - حفظه الله - رجح هو - اي الحويني - أن الأصل في روايات التفسير في تفسير ابن كثير وأي تفسير أن تخضع لقواعد الجرح والتعديل وذكر أن هذا مذهب الشيخ الألباني و الشيخ أحمد شاكر رحم الله الجميع وهذا ما قام به الشيخ شاكر في تحقيقه -غير المكتمل - لتفسير الطبري،
لكن هذا يعني رد الكثير والكثير من روايات الطبري في التفسير ولربما ضاع التفسير!!
السؤال هو:
كيف نجمع بين هذا وقول الامام أحمد "ثلاثة لا أصل لها الملاحم و التفسير والمغازي"؟
ما هو ضابط قبول الرواية عند الامام الطبري؟ وهل هناك مرجع يستقرئ منهج الامام الطبري في ايراد رواياته ويلخص لنا كيفية التعامل مع روايات الطبري؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[04 Mar 2007, 07:34 م]ـ
لعلك تجد في كلام الشيخ الطيّار ما تريد:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=95
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[04 Mar 2007, 08:27 م]ـ
لقد كتب الكثير حول هذا الإمام في الملتقى تجد ذلك على هذا الرابط:
الإمام محمد بن جرير في ملتقى أهل التفسير ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1155&highlight=%C7%E1%D8%C8%D1%ED+%E3%E1%CA%DE%EC)
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[06 Mar 2007, 08:37 ص]ـ
جزاكما لله خيرا(/)
استفسار عن (تفسير الحدَّاد)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[05 Mar 2007, 06:28 م]ـ
في زيارة خاطفة لمعرض الرياض وجدت كتاب (تفسير الحدَّاد) في ستة مجلدات تقريبا، وفي الدار نفسها (الكتاب الجديد المتحد) وجدت رسالة عنوانها على ما أظن: (مدخل إلى تفسير القرآن) وهي لمحقق هذا التفسير، وقد خصص نصفها الثاني تقريبا للتعريف بالحداد وكتابه.
ولم أجد -بعد البحث- من عرّف بهذا الكتاب ولا بمؤلفه في هذا الملتقى المبارك سوى إشارة سريعة ضمن ما طبع من كتب التفسير
أرجو من الإخوة الأكارم ممن يعرف هذا التفسير أن يفيدنا بقيمته العلمية ومكانة مؤلفه أداءً لواجب التناصح وحقِّ العلم وأهله ...
وجزاكم الله خيرا
ـ[د. أنمار]ــــــــ[05 Mar 2007, 07:52 م]ـ
وما هو اسم المؤلف بالكامل؟
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[05 Mar 2007, 08:04 م]ـ
إليك ياأخي الفاضل هذه المعلومات؛ لعلها تفيدك:
العنوان كشف التنزيل في تحقيق التأويل = تفسير الحدَّاد.
اسم المؤلف الحدّاد: أبو بكر بن علي بن محمد، رضي الدين الحَنَفي (؟ - 800ه).
بيانات الكتاب: مخطوط.
المصادر:
كشف الظنون 1/ 446، 2/ 1488، البدر الطالع 1/ 166، هدية العارفين 1/ 236، معجم المفسرين 1/ 109، الفهرس الشامل (التفسير وعلومه) 432 - 433، دليل الرسائل العلمية بالجامعة الإسلامية 249.
الملاحظات:
ذكر مرة ثانية في الفهرس الشامل (902)، ضمن المؤلفين المجهولي الوفاة، بعنوان:
«تفسير القرآن العظيم»، وحقق جزء منه في
رسالة دكتوراه في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[05 Mar 2007, 09:00 م]ـ
من خلال رجوع مكثف إلى تفسير الحداد في دراسة تفسيرية موسعة = لم أجد له تميزاً يشهر به, فمن أراده كمتخصص فسيفيده كونه من تخصصه, أما غيره فغيره أولى به.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[05 Mar 2007, 09:18 م]ـ
أشكر الإخوة جميعا على تفضلهم بالرد والمشاركة فجزاهم الله خيرا ...
وقد وجدت معلومات قيمة عن هذا الكتاب ذكرها الدكتور عبد الرحمن الشهري وذلك على هذا الرابط: صدور كتب جديدة في التفسير والدراسات القرآنية ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2979).(/)
أخلاق المصلحين في القرآن الكريم .. وقفة تأمل واقتداء ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[06 Mar 2007, 02:33 م]ـ
الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى وآله وصحبه أجمعين، وبعد ..
فإن الدعاة والمصلحين هم الأولى باتباع منهج القرآن الكريم ولقد كان الغرض الأكبر للقرآن العظيم هو إصلاح الأمة بأسرها. فإصلاح كفارها بدعوتهم إلى الإيمان ونبذ العبادة الضالة واتباع الإيمان والإسلام، وإصلاح المؤمنين بتقويم أخلاقهم وتثبيتهم على هداهم وإرشادهم إلى طريق النجاح وتزكية نفوسهم (1).
ولقد سجل القرآن العظيم في ذلك أعظم المناهج وأعدلها، وأصلحها لكل زمان ومكان، فقد انتهج نهجاً ربانياً في إصلاحه، وسلك سياسة حكيمة وصل بها من مكان قريب إلى ما أراد من هداية الخلق، واتخذ جميع الوسائل المؤدية إلى نجاة هذا الإصلاح الوافي بكل ما يحتاج إليه البشر (2).
والإصلاح هو دعوة الرسل وجميعهم بُعثوا بالإصلاح والصلاح، ونهوا عن الشرور والفساد، فكل صلاح وإصلاح ديني ودنيوي فهو من دين الأنبياء قال شعيب عليه الصلاة والسلام: (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه ينيب) [هود: 88] (3).
قال ابن سعدي: " وظيفة الرسل وسنتهم وملتهم إرادة الإصلاح بحسب القدرة والإمكان فيأتون بتحصيل المصالح وتكميلها أو بتحصيل ما يقدر عليه منها وبدفع المفاسد وتقليلها ويراعون المصالح العامة على المصالح الخاصة، وحقيقة المصلحة هي التي تصلح بها أحوال العباد وتستقيم بها أمورهم الدينية والدنيوية، ... فعلى العبد أن يقيم من الإصلاح في نفسه وفي غيره ما يقدر عليه " (4).
وهذا المنهج القرآني في الإصلاح معجزٌ من جهات كثيرة لا يمكن إحصائها: معجزٌ في خصائصه، ومعجزٌ في الجوانب التي اعتنى بها، ومعجزٌ في أولويات هذا الإصلاح، ومعجزٌ في تنوع الأساليب التي اتبعها، ومعجزٌ في صفات المصلحين الذين حملوا هذا المنهج، وكل واحد مما سبق باب عظيم للتأمل والتدبر والإقرار بعظمة هذا الكتاب المبارك.
وسوف أذكر نتفاً في أخلاق وصفات المصلحين في القرآن ليكون ذلك قدوة لكل مصلح ومعلم ومربي، اسأل الله التيسير والسداد ..
لقد أمر الله تعالى نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم وهو أعظم المصلحين باتباع منهجهم فقال تعالى: (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا أسألكم عليه أجراً إن هو إلا ذكرى للعالمين) [الأنعام: 90] وقال تعالى: (قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلاً) [الفرقان: 57] وقال: (قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين) [ص: 86] وقال: (ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ومن يقترب حسنة نزد له فيها حسناً إن الله غفور شكور) [الشورى: 23].
وإن المتأمل في صفات من قاموا بمنهج الإصلاح القرآني وسيرتهم وأخلاقهم؛ يعلم يقيناً ذلك الإعجاز الذي صاحب تطبيق هذا المنهج على أيدي المصلحين من الأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام، ولا يمكن أن تجتمع تلك الصفات في أصحاب منهج أرضي أو بشري، مما يدل دلالة يقينية على إلهية ذلك المنهج وربانيته:
بعدهم عن التعلق بالدنيا وعن المن على المدعوين:
لم يكن رسل الله عليهم الصلاة والسلام طُلاَّب دنيا، ولا أهل منٍّ أو استكبار حاشاهم، لقد ردَّدَ كثير من الأنبياء عليهم السلام قوله: (وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين) [الشعراء: 109، 127، 145، 164، 180] (ويا قوم لا أسألكم عليه مالاً إن أجري إلا على الله) [هود: 29] وقال تعالى: (يا قوم لا أسألكم عليه أجراً إن أجري إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون) [هود: 51].
وهذه نغمة نسمعها من جميع الرسل، وهي جديرة بالعناية، ومقياس صدق الداعي، وبرهان أن دعوته تتصل بالقلب والوجدان، وحسبك أن الله يقول: (وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين، اتبعوا من لا يسألكم أجراً وهم مهتدون) [يس: 20ـ21].
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه الآيات العظيمة تبين عظمة أولئك المصلحين عليهم الصلاة والسلام فلم يكونوا باحثين عن مناصب أو مراكز دنيوية كما هو الشأن في كثير من دعاة الإصلاح الأرضي، ولذا كان هذا المنهج الذي قاموا به منهجاً ربانياً جاء ليحقق مصالح العباد في الدنيا والآخرة، لا كما يريد أصحاب الغرائز الدنيوية ممن يدعي الإصلاح فيريد أن يرتقي بدعوته إلى أغراضه ومآربه الدنيوية.
كما لم يكونوا ممن إذا علم غيره استكبر عليه أو استعبده بل كانوا يرون ذلك انحرافاً عن المقصد الأصلي للإصلاح والتربية والدعوة وهو طلب الأجر من الله تعالى.
وعلى هذا لا يجوز للدعاة والمربين أن يمنوا على الله أو على أحد من الناس بما يقومون به من نشر الدعوة إلى الله، أو يستكثروا جهادهم في الدعوة فمهما يقدموا فهو في جنب الله قليل قليل (5).
حلمهم عليهم الصلاة والسلام:
قال تعالى: (لقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم، قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين، قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين) [الأعراف: 59 ـ 61].
وهنا نتأمل في حال نوح عليه الصلاة والسلام كيف يستمع إلى قومه وهم يصفونه بما جاء ليخرجهم منه، وكيف لو كان هذا النعت موجهاً لأحد مدعي الإصلاح الأرضي، كيف سيكون الحال، ولكن نوحاً عليه الصلاة والسلام لم يزد أن دافع عن نفسه ولم يوغر هذا الكلام صدره بل ما زاد إلا نصحاً لهم وحرصاً على هدايتهم ليلاً ونهاراً سراً وجهاراً ...
وعند نقل الصورة لحال من قد ينتسب للدعوة اليوم أو العلم؛ نجد الفرق الكبير بين ذلك الخلق العظيم وبين أخلاق هؤلاء، أصبح الحديث مع البعض فضلاً عن النقد والحوار أحد الشروخات لتلك الشخصية الرفيعة!.
موافقة العمل للقول:
وهذا يتبين جلياً عند النظر في صفات الرسل المصلحين في القرآن العظيم.
يقول شعيب عليه السلام: (وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه).
وإن الناظر في سير الأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام يتعجب من تلك السيرة الأخاذة التي ـ لولا عنت المعاندين ـ تكفي في تصديق دعوتهم ورسالتهم واتباعهم، لقد كان من خصائصهم الصدق والرحمة والصبر والتواضع والحوار والإنصاف والأدب ومخالطة الناس، كل ذلك كان سجية لا تكلفاً.
وعندما نرجع إلى حالنا نرد الطرف وهو حسير، كيف أصبح المنهج الذين ندعو إليه في الغالب عبارات تردد بلا واقع نراه في أحوالنا.
إن المحزن أن نجد أن النخبة التي تُعلق بها الآمال بعد الله تعالى أصبحت لا تلتزم بمنهج الأنبياء في الأخلاق والسيرة ..
كل ذلك الحديث السابق لم يقصد به التعميم، بل المقصود مجرد الإشارة ..
والله الهادي إلى سواء السبيل ..
ــــــــــــــــ
حواشي:
(1) التحرير والتنوير: (1/ 81).
(2) مناهل العرفان: (2/ 731).
(3) تيسير اللطيف المنان: (1/ 390).
(4) تيسير الكريم الرحمن: (1/ 387). وانظر: القواعد الحسان: (30).
(5) المستفاد من قصص القرآن للدعوة والدعاة لعبد الكريم زيدان: (2/ 17).
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[06 Mar 2007, 04:44 م]ـ
السلام عليكم
مشاركة طيبة مباركة ما شاء الله
عسى أن نستفيد ونطبق ثم نلتزم ونرجو الله الثبات لا أن نتحول عند أول احتكاك ونيأس من أول محاولة ونبرر أخطاءنا وتجاوزاتنا وسوء تعاملنا أحيانا مع أشخاص بأنهم هم من بدأ أو تكلم. فكثيرا ما ننتقد أناسا بما نحن واقعون فيه ونجد لأنفسنا المبررات ونحجرها على غيرنا، ونسمح لأنفسنا بما نمنعه عن غيرنا. فالمصلحون أطباء الأرواح وعليهم مراعاة أحوال المرض والمريض. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[18 Mar 2007, 01:58 م]ـ
جزاك الله خيراً ... آمين ...
ـ[يسري خضر]ــــــــ[19 Mar 2007, 07:59 ص]ـ
[.جزاكم الله خيرا علي هذه التذكرةالنافعة ان شاء الله
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[16 Jun 2007, 01:29 ص]ـ
آمين ..
ـ[عبد الكريم محمد الحوصلي]ــــــــ[17 Dec 2010, 04:11 م]ـ
السلام عليكم
موضوع الإصلاح والمصلحين من المواضيع التي تشدني جداً
لأنها نواة لإصلاح الأمة
وكنت أتمنى أن أكتب رسالة الدكتوراه تحت هذا المضمون
ولكن لم يتسنى لي لأن المكتوب كثير كما يقولون
فهل ترشدني إلى اختيار بحث آخر لم يكتب من قبل فيه أحد
علماً أنني أميل إلى الدراسات القرآنية أو التفسير أو العقيدة
وجزاكم الله خيراً
ـ[مليكة]ــــــــ[17 Dec 2010, 05:23 م]ـ
كلنا دعاة ومصلحون لأنفسنا ولغيرنا وكلٌ يبدأ من نفسه ُثم من حوله , أدعو الله أن يفهم جميعنا هذا ويعلم الجميع أن الواحد منا داعية في ذاته وأن عمله مهما كان بسيطا ومهما ويوما ما سيرى نتيجة جهده ولو أننا لسنا مطالبين بالنتائج.
(إن المحزن أن نجد أن النخبة التي تُعلق بها الآمال بعد الله تعالى أصبحت لا تلتزم بمنهج الأنبياء في الأخلاق والسيرة) اقتبست هذه الجملة لأني أود أن أقول أننا او معظمنا لا نطبق الإسلام الصحيح على أفكارنا أو في ضمائرنا لكن قد طغى الأسلوب الغربي في التفكير حتى أ - ا نفكر مثلهم في أدق تفاصيل حياتنا.(/)
من جديد المعرض في علوم القرآن
ـ[الميموني]ــــــــ[06 Mar 2007, 05:49 م]ـ
من جديد المعرض:
حسن المدد في العدد للجعبري
عند مكتبة أولاد الشيخ من مصر طبعة رديئة لكنه لم يطبع سابقاً
البرهان في تناسب سور القرآن لابن الزبير عند دار ابن الجوزي
ـ[خادمة القرآن]ــــــــ[06 Mar 2007, 08:34 م]ـ
كتاب الأشباه والنظائر
تأليف العلامة زين الدين بن إبراهيم المعروف بابن نجيم الحنفي، المتوفى سنة 970هـ
وبحاشيته: نزهة النواظر على الأشباه والنظائر
للعلامة خاتمة المحققين محمد امين بن عمر المعروف بابن عابدين، المتوفى سنة 1252هـ
تحقيق الدكتور / محمد مطيع الحافظ
وهذا الكتاب موجود في دار الفكر
ولو تفضلتم من كان عنده المزيد فليزيد كي نستفيد
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[06 Mar 2007, 09:35 م]ـ
كتاب الأشباه والنظائر
تأليف العلامة زين الدين بن إبراهيم المعروف بابن نجيم الحنفي، المتوفى سنة 970هـ
وبحاشيته: نزهة النواظر على الأشباه والنظائر
للعلامة خاتمة المحققين محمد امين بن عمر المعروف بابن عابدين، المتوفى سنة 1252هـ
تحقيق الدكتور / محمد مطيع الحافظ
وهذا الكتاب موجود في دار الفكر
ولو تفضلتم من كان عنده المزيد فليزيد كي نستفيد
هذا كتاب ليس من كتب علوم القرآن والتفسير؛ بل من كتب القواعد الفقهية.
ـ[خادمة القرآن]ــــــــ[06 Mar 2007, 10:04 م]ـ
نعم هو من كتب القواعد الفقهية لكن يبدو أني قد أخطأت في وضعه هنا فعذرا.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[06 Mar 2007, 10:15 م]ـ
ظهر تفسير لشهاب الدين أحمد بن محمود السيواسي (ت: 820)، وعنوانه: عيون التفاسير للفضلاء السماسير، حققه الدكتور بهاءالدين دار تما، نشر دار صادر.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[07 Mar 2007, 07:06 ص]ـ
عيون التفاسير للفضلاء السماسير ( http://www.ahlulbaitonline.com/Public/otrofat/otrofat/otrofat027.htm)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[08 Mar 2007, 09:51 ص]ـ
ما هي قيمة هذا التفسير فقد اذكر انني اطلعت على المخطوط قبل عشرين سنة فما وجدت فيما اطلعت عليه شيئا ذا بال فهل من معقب
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[12 Mar 2009, 05:56 م]ـ
ألا يعقب لنا الشيخ مساعد على هذا التفسير، لتعم الفائدة، مع إيضاح من أي المدارس هو، ومن أي الفرق .. وما إلى ذلك ...(/)
استفسار عن كتاب: السراج المنير
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[06 Mar 2007, 07:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أحببت أن أستفسر أحبتي الكرام عن كتاب في التفسير وهو:
[تفسير السراج المنير] للخطيب الشربيني
ما هي طبعاته؟ وهل هو محقق؟ وما هي قيمته العلمية؟
وكما هو معلوم أن الخطيب الشربيني من فقهاء الشافعية ..
أسال الله ان يحفظكم ويرعاكم ..
ـ[منصور مهران]ــــــــ[06 Mar 2007, 09:05 م]ـ
تفسير (السراج المنير) كانت طبعته الأولى بالمطبعة الأميرية ببولاق،
وتمت طباعته سنة 1285 الهجرية،
في 4 مجلدات كبار، كل مجلد يضم نحو 600 صفحة من القطع الكبير
وتولى تصحيحه أحد مصححي المطبعة الأميرية وهو الشيخ: إبراهيم عبد الغفار الدسوقي
وكانت عناية المصححين تكاد تقتصر على دقة مقابلة المطبوع بأصله حتى يصح،
ولا أعلم له طبعة محققة بعد هذه،
والمؤلف مُختَلف في اسم أبيه، وقد رجح الزركلي أنه:
محمد بن أحمد، أخذا من بيانات بعض مؤلفاته المخطوطة المحفوظة بدار الكتب المصرية
وفي شذرات الذهب: أنه محمد بن محمد،
وفي الكواكب السائرة: جاء اسمه ولم يسم والده.
والمؤلف يغلب عليه علوم العربية وقد بدا أثر ذلك في تفسيره جليا،
ولم ألحظ عليه في تفسيره لآيات الأسماء والصفات خروجا عن نهج أهل السنة؛
غير أنه أحيانا يبدأ بالجانب اللغوي ثم يعقب بقوله وأهل السنة يقولون كذا،
وكان شيخي محمد الكومي يقول: مثل هذا الأسلوب يجب أن لا يُفهَم على أنه يرى غير ذلك،
فهو ملتزم بالمعتقد الصحيح إن شاء الله. فرحم اللهُ المؤلفَ ورحم شيخي ورحمني وإياكم آمين
ويُعَدّ السراج المنير تفسيرا وسطا من حيث الموازنة بالرازي مثلا فلا يغتر أحدنا بعدد الأجزاء
فالكتاب مكتنز السطور في صفحاته ,والكلمات في سطوره، وإذا طبع مبسوطا ما قل عن
عشرة أجزاء كبار،
وبالله التوفيق.
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[06 Mar 2007, 10:10 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك ...
وأسأل الله أن يبارك لك في وقتك وعلمك ..
لكن .. هل الكتاب موجود في المكتبات أم أنه لم تعد طباعته.؟
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[06 Mar 2007, 10:10 م]ـ
أخي الكريم، انظر هذا الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4864
وجزى الله خيرا أخي الفاضل الباحث الفاضل الكريم
منصور مهران على ماتفضل به مشكورا
ـ[منصور مهران]ــــــــ[06 Mar 2007, 11:52 م]ـ
إلى أخي الكريم الأستاذ الدكتور مروان
أجمل تحية في ثوب الشكر العميم
فقد نلت بإرشادك كتابا الكترونيا رائعا
لا عدمناك يا أخا المكارم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Mar 2007, 11:55 م]ـ
كتب الباحث الفاضل ثقيل الشمري رسالة علمية بعنوان (الخطيب الشربيني ومنهجه في التفسير) ونوقشت قديما بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض. وقد طبعت بعد ذلك.(/)
طلب اقتراحات لتدريس مقرر التفسير في الشريعة وأصول الدين
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[06 Mar 2007, 08:55 م]ـ
الإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يخفى عليكم أهمية التخطيط للتدريس، ولقد أحب أحد الإخوة أن تشاركوه في وضع مقترحاتكم لتدريس مقرر التفسير في قسمي أصول الدين والشريعة، وأن تمدوا له يد العون في ذلك، وأحب أن تتذكروا أن أي نصيحة تؤخذ منكم، فإنها ستكون من الحسنات التي يسنها المسلم، فيكسب فيها أجرًا مادامت الاستفادة منها قائمة.
أما تخطيط الساعات فكالآتي:
أولاً: قسم أصول الدين
ـ عدد الفصول: ثمانية فصول، خلال أربع سنوات.
ـ عدد الأسابيع: (15) أسبوعًا.
ـ عدد الساعة في الأسبوع (3) ساعات.
ثانيًا: قسم الشريعة:
ـ عدد الفصول: أربعة فصول خلال أربع سنوات.
ـ عدد الأسابيع (15) أسبوعًا.
ـ عدد الساعات في الأسبوع (3) ساعات).
ولقد أورد طلبه لمقترحاتكم من خلال أسئلة، وهاأنذا أكتبها كما صاغها:
1 ـ إذا كان لديك ثلاث ساعات في كل فصل، فكم عدد الوجوه التي تستطيع شرحها من القرآن خلال الفصل الدراسي، وإذا كان الأمر متفاوتًا لديك، فأرجو أ، تذكر المتوسط.
2 ـ هل ترى المماثلة بين المناهج في قسمي الشريعة واصول الدين، أم لا بد من التفاوت والمباينة؟ وإذا كان الجواب بنعم، فأرجو بيان السبب، ومثله الجواب بلا.
3 ـ هل ترى فائدة عملية من تدريس سورة كاملة؟ وإذا كان الجواب بنعم، فماهي الفائدة؟ وماهي السور التي تقترحها؟ وما هو السبب في اختيارك تلك السورة بعينها لنتمكن من إلحاق ما يماثلها بها. وإذا كان الجواب بلا، فما الفئدة التي تراها في انتزاع الايات من عدة مقاطع؟.
4 ـ هل ترى أن منهج الشريعة ينبغي أن يختص بآيات الأحكام؟ وإذا كان الأمر كذلك، فما هو الكتاب المناسب لتدريس آيات الأحكام.
5 ـ هل ترى أن منهج آيات الأحكام ينبغي أن يخلو من آيات الأحكام؟ وإذا كان الأمر كذلك فما هو الكتاب المناسب لتدريس تلك المادة.
6 ـ يشتكي كثير من الطلاب من تكرار كثير من الأحكام الفقهية عليهم من قِبَل الأقسام العلمية بما فيها التفسير، مع وجود تباين في تناول الموضوع والترجيح بين الأقوال، هل ترى هذا أمرًا إيجابيًا أم سلبيًا؟ وإذا كان سلبيًا، فهل لديك حلاً لعلاجه؟
7 ـ هل ترى من المناسب تدريس أصول التفسير ضمن المناهج في قسمي الشريعة وأصول الدين؟
8 ـ من خلال تجربتك في تدريس التفسير ما رأيك في كتاب فتح القدير، وكيف تتعامل مع الإطالة في ذكر القراءات والأوجه الإعرابية، وكذا الآثار الكثيرة في آخر كل مقطع؟
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[08 Mar 2007, 12:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع جدير بالطرح، وقد كنت منذ فترة ليست بالقصيرة أحاول أن أطرح موضوع شديد الصلة بما طرح ‘ وتثنيني كثرة المشاغل عنه، وهو كيف نستطيع الاستفادة (كأساتذة) والإفادة من مناهج التفسير المقررة في المرحلة الجامعية، حيث أنها إم سور مفرقة - كما هو الحال في كلية أصول الدين - لم تتضح لي حتى الآن الآلية التي على أساسها تم اختيارها - وإما آيات مفرقة كما هوالحال في كلية الشريعة، وكثيرا ماكانت تراودني فكرة اصطياد أكثر من عصفور بحجر واحد، بالطريقة التالية:
منهج المستوى الأول (أصول الدين) يشتمل على مقدمة في علم التفسير: نشأته، المراحل التي مر بها، أهم المؤلفات فيه. وهي مقدمة لاتجد كثير عناية من الأساتذة- إلا من رحم ربي - والطلاب، الأمر الذي يجعل البعض يلخصه في محاضرة أو اثنتين على الأكثر تخفيفا على الطلاب!!! ثم يتقرب إليهم في نهاية الفصل بحذفه من المنهج فلا يدخل في الامتحان!!!!!
ولا يخفى على كل طالب علم مدى أهمية مقدمة العلم لطالبه، إذ أنه لايستطيع معرفة رجاله ومؤلفاته، والمتقدم منهم والمقدم إلا عن طريق هذه المقدمة، لذا كثيرا ماتجد الطلاب يتسألون عن التفاسير التي تفيدهم عند كتابة البحوث الصفية!!
فلو أن هذه المقدمة أعطيت حقها، ومن ثم وظفت معلوماتها في محاضرات المستويات التالية توظيفا جيدا، لوجد كل من المعلم والمتعلم الفائدة المرجوة فعلا من مقدمات العلوم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلو استبدل المعلم الطريقة التجميعية في التحضير والإملائية في العرض، باختيار كتاب معين من كتب التفسير في كل مستوى واتبع منهج القراءة والتعليق لكانت الفائدة أعم وأعمق من ناحية الاطلاع على أكبر عدد ممكن من كتب التفسير، ومعرفة طرق التعامل معها، وكيفية استخراج المعلومة منها، والوقوف على منهج مؤلفها، وضمن أي اتجاهات التفسير يصنف، ولا شك أن حسن استغلال النص التفسيري لإثراء معلومات الطالب في كل مايتعلق بالتفسير، ودفعه للمشاركة والبحث من خلال تقسيم الطلاب إلى مجموعات متعددة، مهمة كل مجموعة البحث والتحضير، وفق مايلي: التعريف بالأعلام، البحث في المسائل التفسيرية و الفقهية، الحكم على الأحاديث والآثار الواردة، النكت البلاغية، القراءات وتوجيهها، المسائل النحوية.
الأمر الذي ينقل الطالب من دور المستمع - إن أحسن هذا الدور! إلى دور المشارك المتفاعل والفعال.
والمعلم بدوره يساعد الطلاب في تعلم طريقة قراءة كتب أهل العلم، ومعرفة مصطلحاتهم، وينبه على القواعد التي بنوا عليها اختياراتهم، وموافقة المفسرين لهم أو استدراكاتهم عليهم أو اعتراضاتهم.
ومن الكتب المقترحة: معالم التنزيل، للبغوي - تفسير القرآن، للسمعاني- تفسير القرآن العظيم،لابن كثير - الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي - التحرير والتنوير، للطاهر ابن عاشور - جامع البيان، لابن جرير الطبري. فتح القدير، للشوكاني.
والتأكيد على الاهتمام بكل ما يورده المؤلف، وحسن توظيفه لصالح الطالب ‘ وخاصة فيما يتعلق بالقراءات والمسائل النحوية لقلة العناية بها والجهل بفائدتها، وتضجره منها.
أما فيما يتعلق بكلية الشريعة، فكثيرا ماتبدي الطالبات - من خلال التجربة - تعطشهن للخروج عن دائرة الأحكام الفقهية إلى دائرة المعاني والألفاظ والنكت البلاغية والفوائد والهدايات، الأمر الذي ينبغي معه التنبه لقضية تكرار مفردات منهج الفقه، من خلال منهج التفسير، فصب جميع الجهد على بيان صور صلاة الخوف - مثلا - عند شرح قوله تعالى: (وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة .. ) يفوت فرصة استفراغ الجهد في بيان النكت البلاغية والهدايات المتعلقة بالآية.
وقس على ذلك ..
ـ[عبدالله بن عمر]ــــــــ[08 Mar 2007, 03:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
فلتأخذ شيخنا الكريم رأي طالب في كلية الشريعة لعل رأيه يكون فيه إثراءً للموضوع ...
- عند تحديدنا لمقدار الأوجه المفسرة في المحاضرة لابد أن نحدد قبل ذلك طريقتنا في عرض التفسير فبعض المشايخ حفظه الله يهتم بمناقشة أقوال المفسرين والترجيح بينها إن كان ثمت ترجيح وبعضهم يهتم بالجانب التربوي وبعضهم يلتزم بالمنهج الفقهي إذا لابد من تحديد المنهج .. ومن المهم أن نعلم أن الطلبة يحتاجون إلى أن يتعلموا كيف يستفيدوا من كتب المفسرين وكيف ينظروا النظرة النقدية لما يحتوي منها على أخطاء والمقصد واضح -والواقع يبين خلافه-.
- هناك طريقة وهي: أن يقرأ الطالب مثلاً تفسير الجزء الأول من كتاب زبدة التفسير ثم يخصص الشيخ عدد من المحاضرات لاستشكالات الطلبة بعد ذلك يبدأ الشيخ بعرض مالديه من فوائد واستنباطات أو قراءة كل مقطع من تفسير وعرض ما أورده المؤلف في ذلك.
- تحديد المنهج بآيات الأحكام فيه حصر للطالب عليها ولكننا كما نحتاج للتخصص فنحن نحتاج للإلمام.
- حينما نعرض سورة كاملة مع ما تحتويه من سبب نزول وأحكام وأحداث وتوجيهات سنتعلم بحق العيش مع الآيات وهذا ما نفقده نحن ومجتمعنا. ومن السور المقترحة: الفاتحة، الحجرات، الأحزاب، ... .
وللحديث صلة إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ـ[عبدالله بن عمر]ــــــــ[13 Mar 2007, 10:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قد تتكرر المسألة في الفقه والحديث والتفسير لكن هل المنهج المناسب أن نعرف مأخذ كل قول وأدلتهم أو أن نرجح؟ بالطبع نحن في مقام تعليم منهجي أكاديمي ليس من المفترض أن يغرق الطالب بالترجيحات دون أن يعرف الأدلة وخاصة أنه يعد ليكون مستقبلاً ناشراً لهذا العلم وحاملاً لأدواته وعارفاً لما يرجحه كيف يرجحه ومتى -وماذكرت له باب آخر-
- من المناسب وبقوة تدريس أصول التفسير وذلك لشدة الحاجة إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
- ليكن الهم في التفسير أخذ الآية من جميع جوانبها والعيش في أكنافها لا مجرد تفريغ لمعلومات قد يجدها الطالب النهم في مظانها.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[14 Mar 2007, 09:04 ص]ـ
نشكر أبا عبد الملك على مبادرته وحرصه على تطوير مناهج التفسير وتجديدها وبعث الروح فيها، وهو من قادة هذا الفن وفرسانه. وأحسب أن ذلك من التجديد للعلم.
والحقيقة أن مناهج التفسير في كلية الشريعة موضع نقاش منذ سنوات، وذلك لأنها تنحى منحىاَ فقيهاَ أخرجها عن روح التفسير، إذ أن المقرر يركز على آيات الأحكام.
والحق أنه يجب أن يكون منهج التفسير منهجاَ متكاملاَ يعطي الدارس مفتاحاَ لتفسير كتاب الله تعالى ينطلق به من وفقه الله لطلب العلم أو التخصص في التفسير.
وإنني بهذه المناسبة أطرح رؤية _ أسأل الله تعالى أن يجعلها صائبة مباركة، وهي ناتجة من تجربة عملية لي خلال بحث رسالة الدكتوراه - بحمد الله.
وهي أن يكون المنهج المقرر للتفسير في كلية الشريعة لجميع مستوياتها هو تعلم سورتي الفاتحة والبقرة، وذلك لأمور:
1 - عظم فضل هاتين السورتين، فقد جاء في فضلهما من الأحاديث الصحيحة، مايطول ذكره هنا مما لايخفى أهل القرآن والتفسير، مما يدل على أنهما أعظم سورتين في كتاب الله تعالى.
2 - الأمر بتعلم سورة البقرة، كما جاء عند الإمام أحمد في المسند والحاكم وصححه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تعلموا سورة البقرة، فإن أخذها بركة وتركها حسرة ... )) الحديث رواه أحمد (5/ 348) والدارمي (2/ 543) وصححه الأرنؤوط في تعليقه على المسند.، وجاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (تعلموا سورة البقرة وسورة النساء وسورة الحج وسورة النور فإن فيهن الفرائض)) وما ورد أيضاً عن بعض الصحابة رضي الله عنهم أنهم مكثوا في تعلم سورة البقرة عدة سنين، ومن ذلك ماذكره السيوطي عن ابن عمررضي الله عنه قال (تعلم عمر البقرة في اثنتي عشرة سنة، فلما ختمها نحر جزوراً) ونقل عن مالك أنه بلغه أن عبد الله بن عمر مكث على سورة البقرة ثماني سنين يتعلمها ((الدر المنثور 1/ 51.)، وهذا يؤكد أهمية دراسة السورة وتعلمها لما فيها من المعاني العظيمة.
3 - شمولهما وتضمنهما لأعظم مقاصد القرآن وأحكامه، فأما الفاتحة فإنها متضمنة جميع مقاصد القرآن، ولهذا سماها النبي صلى الله عليه وسلم بالكافية، وأما البقرة فلا شك أنها مشتملة على أصول التشريعات والأحكام في الإسلام ولذلك سميت بالفسطاط والسنام، وبذلك تتبين أهمية تعلمهما وبيان معانيهما وتخصيصهما في الدراسة.
4 - أنهما أول القرآن، فهما مفتاح لما بعدهما، ولذلك صدر بهما القرآن، ويجمل مع ذلك أن يقرر حفظهما مع التفسير فذلك نور على نور، وحفظهما من تعلمهما.
5 - أن كلية الشريعة، تركز على دراسة الشريعة، ولذلك كثفت فيها مواد الفقه وأصوله، وسورة البقرة يمكن بحق أن نسميها سورة الشريعة، أو كلية الشريعة لكونها شملت كليات الشريعة. فما أعظم مناسبتها للغرض التي أنشئت من أجله كلية الشريعة. والأمر الذي سيميز درس التفسير وهو ماينبغي التركيز عليه، هو إبراز منهج القرآن في عرض الأحكام وتقريرها، فإن هذه السورة العظيمة قد رسمت لنا منهجاَ عظيماَ في تقرير الأحكام وربطها بما يبعث النفوس لامتثالها، ولذلك سميت بالبقرة إشارة إلى حال بني إسرائيل في تلقيهم الشريعة وتلكئهم وعنادهم وفي ذلك تحذير للأمة من التشبه بهم في ذلك، فكأن هذا موطئ لذكر الأحكام بعد ذلك، ولهذا ختمت بقوله تعالى {آمن الرسول بما أنزل عليه من ربه والمؤمنون} إلى قوله {سمعنا وأطعنا}، وهذا المنهج لايمكن أن نجده في مادة الفقه وأصوله، وبذلك نكون قد حققنا للدارس أمرين مهمين أولاَ معرفة المنهج الصحيح في تقرير الأحكام من خلال منهج التفسير، ومعرفة تفاصيل الأحكام من خلال مادة الفقه.
6 - أن سورة البقرة تميزت بأمور مهمة:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ - أنها جمعت كليات أصول الدين كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:" وقد ذكرت في مواضع مااشتملت عليه سورة البقرة من تقرير أصول العلم و قواعد الدين" (مجموع الفتاوى 14/ 41)،وقال الألوسي:" والسورة الكريمة لكونها سنام القرآن ذكر فيها كليات الأحكام الدينية من الصيام والحج والصلاة والجهاد على نمط عجيب". (روح المعاني 1/ 755)
ب - أنها تركز على إصلاح المجتمع المسلم وبنائه وتربيته لتلقي الشريعة ويؤكده أنها استغرقت فترة المرحلة المدنية كلها فكان نزولها في عشر سنوات، وكان آخر مانزل من القرآن آيات الربا والمداينات فيها. فهي بذلك تمثل نظاماَ ودستوراَ أساسياَ للأمة.
قال ابن عاشور في تفسير قوله تعالى: {سْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} لبقرة 219]: "هذا من عداد الأحكام التي بينها في هاته السورة مما يرجع إلى إصلاح الأحوال التي كان عليها الناس في الجاهلية، والمشروع في بيانها من قوله تعالى: {أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى} البقرة 178] إلى آخر السورة، عدا ما تخلل ذلك من الآداب والزواجر والبشائر والمواعظ والأمثال والقصص، على عادة القرآن في تفنن أساليبه تنشيطاً للمخاطبين" (التحرير والتنوير 2/ 338)
وقال صاحب الظلال: "هذه السورة تدور حول موقف الجماعة المسلمة في أول نشأتها، وإعدادها لحمل أمانة الدعوة والخلافة في الأرض، بعد أن تعلن السورة نكول بني إسرائيل عن حملها، ونقضهم لعهد الله بخصوصها، وتجريدهم من شرف الانتساب الحقيقي لإبراهيم عليه السلام، صاحب الحنيفية الأولى، وتبصير الجماعة المسلمة وتحذيرها من العثرات التي سببت تجريد بني إسرائيل من هذا الشرف العظيم" (في ظلال القرآن 1/ 28)
وبعد:فلو اجتمع نفر من المتخصصين وانبروا لتأليف المنهج المعتمد في تفسير الفاتحة والبقرة بما يناسب طلاب الجامعة، ويحقق لهم الهدف المقصود من المادة لكان له أثر بالغ، وسنة حسنة، وأجر عظيم بإذن الله.
وأظن أن الدكتور مساعد لديه الأهلية لتولي هذا العمل المبارك ومن ينتخب معه ممن يراه من المتخصصين. نفع الله بالجميع، وجعلنا جميعاَ من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته.
ـ[المنصور]ــــــــ[14 Mar 2007, 01:13 م]ـ
أخوكم العبد الضعيف يرى أن لايتم تدريس آيات الأحكام في الشريعة، وذلك لأنهم يدرسونها من خلال كتب الفقه، ويدرسون طريقة التعامل معها من خلال كتب أصول الفقه، وأرى أن يتم تدريسهم التفسير من خلال منهجين:
الأول: أن تقرر آيات من عدة سور تتحدث عن مواضيع مختلفة (ويتم الاعتناء هنا باختيار الأيات التي ترد في كتب العلماء ويستدلون بها على المسائل العلمية: كآيات الرد على اليهود والنصارى، وآيات اليوم الآخر، وآيات الأخلاق والسلوك، وآيات الأمر بالعدل وتفسيرها ... الخ).
الثاني: أن يتم دراسة سور كاملة (لكي يتم دراسة علم المناسبات بجميع أنواعه، واسم السورة ... الخ).
والله أعلم،،،
ـ[عبدالله بن عمر]ــــــــ[19 Mar 2007, 10:26 م]ـ
إن تحديد آيات الأحكام وأحاديث الأحكام في كلية الشريعة يعد تطبيقاً لما يدرس في المواد الرئيسة في الكلية وهذا ما يستفيده الطالب، بيد أن هذه الطريقة فيها إغفال للباقي فلابد من حلها، وقد ذكرت في المشاركة السابقة بعضاً من الحلول التي أتوقع أنها مفيدة وغير شاقة على النظام المتبع في الكلية.
والله يحفظكم ويرعاكم ....
ـ[محمد العواجي]ــــــــ[20 Mar 2007, 08:28 ص]ـ
شكرا للإخوة والمشايخ الفضلاء على المشاركة الفاعلة في هذا الموضوع الحيوي
وأحب أن أوضح للإخوة مسائل مهمة يجب أن لاتغيب عن البال
1 - مقصدنا من تدريس ودراسة التفسير؟؟
إن كان المراد المعلومات الشرعية فقط
أو المراد فهم كتاب الله
أو المراد نموذج تطبيقي عملي للتفسير ومعرفة مسلك هذا العلم الشريف
وبناء على مرادنا يتحدد الجواب على السؤال بكل صوره
2 - أنا خريج كلية أصول الدين وأدرس في كلية القرآن الكريم والذي أعرفه من النظم والمناهج الجامعية أن المراد إعطاء الطالب ملكة لفهم هذا العلم وبابا يلج منه للعيش مع كتاب الله عز وجل
وعلى هذا فآمل أن تكون إجابات الإخوة واضحة ومحددة لخدمة هذا الهدف
أما الأماني والآراء فليس لها حد نقف عنده، بل ستكون أحلاما
ولجامعة الإمام تجربة متنوعة في منهج التفسير للمعاهد العلمية آمل أن تراجع جيدا - ومن وجهة نظري لاتزال بحاجة لمراجعة جادة لأن الهدف غير واضح من مقرر التفسير بخلاف بقية العلوم الشرعية فيها
3 - تجربة الجامعة الإسلامية في تدريس فتح القدير ثم العدول عنه لابن كثير جديرة بالتأمل والنظر والاعتبار لأمور يطول ذكرها - يكفي منها مذكرة الشيخ الأشقر التي انتجت (زبدة التفسير)
4 - التفسير باب واسع وطويل لايمكن لطلاب جامعاتنا أن يأخذوه كاملا ولا نصفه
لكن الذي نرجوه أن يأخذوا منه نماذج تدرس بعناية فائقة وأكاديمية واضحة توضح هذا العلم الشريف وتعطي الطالب ملكة جيدة وتفتح له بابا إلى طلب هذا العلم والتحقيق فيه من خلال سور متعددة ومستويات مختلفة عبر نخبة من الأساتذة المتميزين - وليس عيبا أن نعترف بالتقصير -أو أن تكون هناك حلقات نقاش وورش عمل وبرامج تنفيذية لتطوير تدريس وتحضير هذا المقرر والافادة من بعضنا في هذا الجانب
شاكرا ومقدرا لكم طرح هذا الموضوع - وهذه عجالة سريعة - فسامحوني على العجلة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[24 Mar 2007, 09:03 ص]ـ
أشكر الإخوة الذين شاركوا في هذا الموضوع، وكم كنت أتمنى لو أدلى كلٌّ بدلوه، ولو كانت فكرة صغيرة، فالفكرة مع أختها تكون كبيرة، وإني أرى أن نولي مثل هذا الموضوع العناية اللائقة؛ لأن بناء المناهج ليس بالأمر الهيِّن أو السهل، وكم من ملحوظة قد غيَّرت منهجًا إلى الأحسن والأفضل، وليت الأعضاء من جميع الدول يكتبون خبراتهم وبتجاربهم في مثل هذه المناهج.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[24 Mar 2007, 10:32 ص]ـ
كنت أشارك في ندوة يومية بين العشاءين يعقدها أحد الكرام - رحمه الله -
ودارت مناقشة موضوع كهذا؛
وكان مما يسره الله لي من النظر أنني اقترحت الآتي من القول:
1 - المفسرون يبسطون القول عند أول لزوم له، ثم يحيلون ما تشابه منه إلى ما سردوه قبلا.
2 - فيجب قراءة المقرر المنهجي مما تتزاحم عنده المسائل؛ أعني: أوائل كتب التفسير.
3 - ثم يُكلف كل طالب باختيار آيات ذات موضوع واحد - ولو ثلاث آيات -
يجمع فيها أقوال المفسرين ويجتهد في تحليلها؛
ويكون ذلك من السور التي يكثر حولها إحالة المفسرين على ما سبق أن قالوه في الأوائل.
4 - يُوَجّه الطالب بإرشادات عامة ويُترك له مجال للابتكار والاختيار؛ وذلك لتنمية موهبة البحث والتأليف.
5 - عند الاختبار تأتي الأسئلة مناصفة بين المقروء في المنهج، والمتروك للاجتهاد؛ مثلا:
المقرر هو السورة التي تذكر فيهل البقرة، ومجال الاجتهاد سورة الكهف مع سورة الدخان؛
فنصف الأسئلة من سورة البقرة، ونصفها من الكهف والدخان.
وهكذا في مقرر كل سنة.
وحيث إن هذه الدراسة من أجل الفهم الصحيح والتدبر فلا بأس من توحيد المنهج في كلتا الكليتين:
الشريعة وأصول الدين.
6 - يجب التركيز على مشكلات العصر في مجتمعنا لتحديد أثر القرآن الكريم في وسائل تقويم حياتنا المعاصرة.
7 - يجب توجيه الطالب بالنظر في التفاسير حسب وفيات المؤلفين؛ حتى تتضح ثقافة كل عصر في كلام المفسّرين،
لإدراك ما واجههم من مشكلات وقضايا في أزمانهم ليتبصر الطلاب بكيفية الاستنباط من القرآن في معالجة قضايا عصرنا.
هذا، وبالله التوفيق.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[12 Apr 2007, 02:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل مساعد الطيار، و الإخوة المتدخلون، والسادة رواد هذا الموقع المبارك:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
(قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
(البقرة:32)
اقتراح مقرر التفسير.
إن عملية بناء المناهج عملية متكاملة وشاملة، فلا يمكن عزل مادة واحدة عن بقية مكونات المسار التكويني للطالب، ومن ثم فإنني لا أرى ـ من خلال واقع التجربة، والممارسة والمساهمة في وضع مشاريع الإصلاح الجامعي كخبير لدى وزارة التعليم العالي بالمغرب سابقا ـ أن نقتصر على وضع تصور لتدريس مادة واحدة لما في ذلك من تجزئة للمسار التكويني، وعدم اعتماد رؤية شمولية في التأهيل العلمي للطلبة. وعليه فإنني أقترح أن يتم النظر في المسار التكويني كله للطالب، بناء على مجال تخصصه في الشريعة أو أصول الدين، ولنبدأ بوضع الأهداف المتوخاة من التكوين، ثم مواصفات خريج هذه الكليات.
ومن المنطلقين السابقين فإنني أقترح أن نحدد الهدف من التكوين أولا:
1 - تكوين باحثين في الشريعة الإسلامية؟.
2 - تكوين علماء مجتهدين؟.
3 - تكوين حفظة للعلوم الشرعية؟.
و الأمر له تداعيات أخرى إذ إنه مرتبط بالتكوين ما قبل الجامعي، حيث إن الجامعة تتلقى مخرجات هذه المستويات التكوينية، وكلنا يعلم ما أصابها وما يصيبها من تدهور يحتاج تقويمه إلى دراسات خاصة. ومن ثم فإنه يتعين علينا وضع مواصفات للطالب المؤهل لمتابعة التكوين الجامعي في مجال العلوم الشرعية، بناء على معايير علمية محددة بدقة، وألا تظل التكوينات الشرعية الجامعية مفتوحة أمام كل الطلبة، وهم في أغلبهم غير مؤهلين لمتابعة مثل هذه التكوينات، بل إننا نجد أنه يدفع بالطلبة الفاشلين دراسيا إلى الكليات والجامعات والشعب ذات التخصص الشرعي، باعتبارها مؤسسات ذات استقطاب مفتوح، في الوقت الذي نجد فيه تخصصات أخرى تنتمي
(يُتْبَعُ)
(/)
لجامعات وكليات وشعب ذات استقطاب محدود.
إن هذه الازدواجية في معايير ولوج التكوينات الجامعية تنعكس سلبا على التكوين ومخرجات التكوينات الجامعية ذات التخصص الشرعي، كما أنها مكلفة من الناحية المادية والمعنوية.
إننا إذا وفقنا في فرض هذا المطلب الأساس ـ بأن يصبح ولوج المؤسسات والتكوينات الشرعية الجامعية مشروطا بمكتسبات مسبقة في الطالب، مما يفرض علينا تحديد مواصفات طالب العلوم الشرعية ـ سنتمكن من وضع البرامج الدراسية بشكل متكامل ومنسجم بحيث تستجيب لرغبات الطلبة ومستوياتهم العلمية، وتحقيق الأهداف المتوخاة.
إن معالجة هذه المسألة المصيرية بسطحية و بعجالة فإنها ستفضي بنا إلى وضع لن يزيد وضعيتنا التعليمية عامة و الجامعية خاصة إلا تأزما، و يستمر مسلسل تدني المستوى، والهدر الجامعي.
وعليه فإنه يتعين علينا كأساتذة باحثين في العلوم الشرعية أن نعمل على تحقيق أهداف الجامعة المتمثلة في التكوين العلمي الرصين، و تأهيل الطالب لخوض غمار البحث العلمي، وتحقيق الاشعاع الثقافي، والمساهمة بشكل فعال في إيجاد مجتمع المعرفة.
مما سبق يتبين لنا أن صياغة المقررات الدراسية يحتاج للمتطلبات التالية:
1 - المعرفة بالمجتمع: فلسفته في الحياة، والثقافة والقيم السائدة، واتجاهاته واختيارته الأساسية.
2 - المعرفةبوظائف الجامعة: التكوين، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع.
3 - المعرفة بأهداف التكوين: وضع أهداف واضحة للتكوين، وتحديد أهداف وحدات التكوين، وربط هذا الأهداف العامة والخاصة بحاجيات المجتمع، مع مراعاة قابلية هذه الأهداف للتطبيق.
4 - المعرفة بالطلبة: مستوياتهم العلمية، وقدراتهم الذاتية على اكتساب المعرفة وتوظيفها، و كفاءاتهم و مهاراتهم.
5 - المعرفة بالأستاذ: المؤهل تأهيل علميا عاليا للقيام بمسؤولية التربية والتعليم، والقادر على التبليغ، وممارسة البحث العلمي، والملم بتفاصيل الدرس، والمتمكن من توظيف أفضل الطرق للتدريس، والذي يعتبر مرشدا أكاديميا، وخبيرا في مجال تخصصه، وباحثا ومستشارا. مع العمل على تأهيله علميا ونفسيا ومهنيا، وتوفير الإمكانيات المادية و المعنوية.
6 - المعرفة بالإدارة الجامعة: القدرة على التدبير الإيجابي للمجتمع الجامعي: الطالب، الأستاذ، الموظف، واعتماد مبدأ جودة التكوين، والحرص على تحقيق هذه الجودة بتوفير الظروف المناسبة، بتبني العدل، والمساواة، وتقدير الكفاءات، والتنويه بالابتكار والإبداع. واعتماد مبدأ الشورى في تدبير الشأن الجامعي، ومبدأ اختيار رؤساء الجامعات والعمداء عن طريق الانتحاب الذي تشارك فيه كل مكونات المجتمكع الجامعي، وتحديد المدة في أربع سنوات قابلة للتجديد مرة و احدة.
7 - المعرفة بطرق التدريس، وتكوين الأساتذة الجامعيين في البيداغوجية الجامعية، وتأهيلهم لاستعمال تكنولوجيا التعليم، واستخدام الوسائط المتعددة، مع ضرورة التمييز بين المحاضرة، والدرس التطبيقي، والدرس التوجيهي، واعتماد استراتيجية التعليم الفعال، والتعليم الذاتي.
وبذلك نجدد في مجال طرق التدريس، بدل الاقتصار على التجديد في المضامين، أوالهندسة البيداغوجية، مما ينعكس سلبا على تكوين الطلبة.
8 - المعرفة بمكونات المسار التكويني للطالب، والعمل على انسجام وحداته، واتساق مجزوءاته، وتحقيق التوازن بين المكونات، والحرص الشديد على تكاملها واندماجها، بحيث تشكل منظومة تكوينية واحدة ومتوحدة.
9 - المعرفة بالتقويم: اعتماد مبدأ التقويم الشامل للنظام التربوي ككل: الأستاذ، الطالب، الإدارة، واحترام خصوصية المادة، وتوحيد منهجية التقويم، مع تحديد شبكات التقويم.
10 - المعرفة بالتخطيط و البناء والتنفيذ.
إن ما يتعين علينا الانتباه إليه بل العمل على تشخيصه وإيجاد الحلول الملائمة، يتعلق الأمر بضعف طلبة العلوم السرعية ـ غالبا ـ في العلوم اللغوية، ومعلوم أن الشريعة الإسلامية تستند إلى نص لغوي يتمثل في القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، بل إن حضارتنا الإسلامية حضارة نص، ومن ثم فإن اللغة مدخل أساس لفهم الشريعة الإسلامية.
(يُتْبَعُ)
(/)
إننا بعملنا هذا نكتشف خللا كبيرا لا بد من تداركه، وذلك بدعم تدريس العلوم اللغوية في كل التخصصات الشرعية، وأن يبدأ ذلك من السنة الأولى إلى سنة التخرج، مع عقد دورات تكوينية لاستكمال تكوين الطلبة في المجالات اللغوية، وتدريبهم على التكوين الذاتي، بتشجيعهم بالعمل في إطار فريق منسجم. مع تنبيههم إلى أن هذه العلوم ـ علوم الآلة ـ لا يمكن للمتعلم تحصيلها مرة واحدة لينساها أويتجاهلها، لأنها أداة أساسية في الفهم، ومن ثم يتعين تعهدها بالمراجعة والمذاكرة. وكذلك الشأن بالنسبة لعلمائنا الأعلام، حيث كنت تجدهم يعيدون قراءة الكتاب الواحد على شيوخ متعددين و مدى الحياة.
الأمر الثاني الذي يتعين الانتباه إليه قبل العمل على صياغة المقررات الدراسية الجامعية، تتمثل في دعم تكوين طلبة العلوم الشرعية في تقنيات البحث ومناهجه، وعلم المكتبة، والقدرة على الاستفادة من الحاسب الآلي والبرامج المعلوماتية، والإنترنت، باعتبار ذلك وسيلة فعالة تمكن الطلبة من التعلم الذاتي، مما يجعلهم قادرين على الوصول إلى المعلومات التي يحتاجونها، والقدرة على توظيفها في المجالات التي يريدون.
كما يتعين علينا العمل على ابتكار أساليب تواصلية، والانفتاح على تجارب الآخرين، ومحاولة الإفادة منها، مما يزيل الرتابة عن دروسنا ومحاضراتنا، ويرفع السآمة عن الطلاب، ويشوقهم إلى المعرفة، ويرغبهم في العلم والتحصيل، ويحرضهم على البذل والعطاء، والتضحية من أجل تحصيل لذة المعرفة، وخدمة المجتمع.
لا بد لنا من التجديد في الهندسة البيداغوجية، وفي مضامين المقررات، و طرق التدريس وأساليبه، والعمل على توظيف الوسائل التعليمية الحديثة، والإفادة من البرامج المعلوماتية. كما أنه يتعين على القائمين على الجامعات من تكوين الأستاذ الجامعي، وإعادة تكوينه، وتوفير الإمكانيات المادية، و الدعم المعنوي لتمكين الأستاذ الجامعي من تطوير كفاءاته، و تنمية مهاراته.
إن تطويرنا لأساليب التدريس الجامعي، باعتماد التقنيات الحديثة كوسائل تعليمية فعالة، تمكننا من إيصال المعلومات إلى الطلبة بشكل تفاعلي، بدل الاقتصار على أسلوب التلقين والإملاء، مما يجعل من الطلب متلقيا سلبيا، و اعتبار الأستاذ مصدر المعرفة والعلم، بدل أن يكون مصاحبا وموجها ومرشدا، متصفا بالكفاءة العلمية، والنزاهة والأمانة، حريصا على تحقيق مصلحة الطالب باعتباره مستقبل الأمة وأملها. واعتبار مهمة الأستاذ الجامعي أمانة ومسؤولية، لا وظيفة يتلقى نظير القيام بها أجرا. فكم من الأساتذة ـ للأسف الشديد ـ مضيعون للأمانة، متخاذلون في القيام بمسؤولياتهم التربوية والعلمية. فلا تجد ـ إلا من رحم الله ـ من يكد ويتعب، ويجد ويجتهد في تحضير محاضراته ودروسه، والابتكار والإبداع في طرق التدريس وأساليبه. ويتعين على القائمين على الجامعات تحفيز الأساتذة المجدين وتشجيعهم، والضرب على أيدي المتخاذلين والمضيعين للأمانة، والقدوات السيئة.
بعد الوفاء بما ذكرناه يمكننا الحديث عن البرامج التعليمية ذات الطابع المتكامل والشامل والمنسجم داخليا، بحيث تكون المواد المقررة غير متعارضة، وتشكل بناء معرفيا وتربويا متكاملا وفعالا. ومنسجمة خارجيا باستجابتها لحاجيات الطلبة، وملبية لرغباتهم، و مشجعة لهم لمتابعة التحصيل العلمي، و محققة للأهداف المتوخاة.
كما أنه يتعين البدء في التفكير في كل تخصص دقيق لوضع برامجه التعليمية بشكل متكامل ومنسجم، لننتقل بعد ذلك إلى وضع مقرر كل مادة بناء على المستوى الجامعي الخاص.
إن صناعة المناهج التدريسية تحتاج ـ في اعتقادي ـ إلى مثل هذه المواجهة العلمية الصارمة، وإلا فإننا لن نفلح في صيانة تعليمنا العالي من التدهور الذي يشهده، وتدني المستوى الذي يعرفه، بله الوصول إلى تحقيق جودة التعليم، وتخريخ علماء وباحثين أكفاء، يستجيبون لحاجيات مجتمعاتهم، بل لهم القدرة على خلق الحاجة.
إننا نتحمل مسؤولية نتاج الوقائع التي نساهم في إنتاجها بشكل أو بآخر. إنه موقف نقدي من الذات، قبل أن يكون مشروع أجيال و أمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
و الآن نتساءل عن الهدف المتوخى من تدريس مادة التفسير ـ بعد أن نوافيكم بالهندسة البيداغوجية لمسلك الدراسات الإسلامية، والمقررات التي وضعها السادة الأساتذة لمادة علوم القرآن، التي ستجدونها ضمن المرفقات ـ و الذي يمكن أن يكون أحد هذه الأهداف الثلاث، أو اثنين منها أو كلها جميعا:
1 - معرفة المعاني التي انتهى إليها المفسرون " نقل المعرفة ".
2 - امتلاك الطالب القدرة على التفسير، أي تأهيله لكي يكون مفسرا " إنتاج المعرفة ".
3 - امتلاك الطالب القدرة على البحث في التفسير وقضاياه " البحث عن المعرفة أو البحث في المعرفة، أم هما معا ".
في تصوري الخاص إن الهدف الذي يمكننا كأساتذة الباحثين العمل على تحقيقه هو تخريج طلبة ناقلين للمعرفة المحصلة من علوم القرآن، وتفاسير القرآن الكريم، ومؤهلين للقيام بمهام البحث في التفسير وقضاياه وذلك كهدف للتكوين العام. أما أهداف التكوين الخاص الموجهة لصفوة الطلبة ونخبتهم فإنه يتجاوز هذا الهدف إلى القدرة على التفسير، أي تأهيله للاستجابة لحاجيات المجتمع، بإيجاد مفسرين قادرين على الإجابة على أسئلة العصر، وحل أزماته، انطلاقا من القرآن الكريم، أي قادرون على تنزيل النص القرآني على الواقع، بغية تعبيد الحياة كل الحياة لله رب العالمين، مما يجعل من التفسير مشروعا حضاريا.
وبناء على ما سبق فإنني أقترح أن تعتمد مادة التفسير المحاور التالية:
1 - تفسير آيات العقيدة.
2 - تفسير آيات الأحكام.
3 - تفسير الآيات المتضمنة للقصص القرآني.
4 - تفسير آيات الأخلاق والسلوك.
وذلك حتى يمتلك الطالب تصورا متكاملا عن التفسير ومجالاته، وطرق المفسرين في تفسير كل محور من المحاور القرآنية السابقة التي تعتبر الموضوعات الكبرى للقرآن الكريم، مع الوقوف على خصوصياته اللغوية والأسلوبية والتشريعية، ومعرفة طرق الاستدلال والإقناع التي اعتمدها القرآن الكريم في المواقف المختلفة. كما يتمكن الطالب من معرفة عوامل استخراج المعنى من الخطاب القرآني، وكيف يعمل المفسر على مقاربة النص القرآني بما يلائمه من أدوات معرفية ومنهجية.
ويتعين على الأستاذ التخطيط لموضوع محاضرته وإعدادها إعدادا مسبقا وكافيا، مع تنويع مصادره التفسيرية واستخدام أفضل طرق التدريس، والعمل على إشراك الطالب. مع تخصيص حصص للدروس التوجيهية والتطبيقية حيث تختار نصوص قرآنية تتم دراستها بناء على المحاور التالية: أ ـ مدخل عام يتناول فيه الأستاذ:
1 - الفضائل.
2 - أسباب النزول وملابسات النزول.
3 - الناسخ والمنسوخ.
4 - المحكم والمتشابه.
5 - القراءات القرآنية.
ب ـ المحور اللغوي:
1 - المعجم.
2 - الصرف و الاشتقاق.
3 - النحو.
4 - الدلالة.
5 - البلاغة.
ج ـ مصادر التفسير:
1 - تفسير القرآن بالقرآن.
2 - تفسير القرآن بالسنة.
3 - تفسير القرآن بقول الصحابي.
4 - تفسير القرآن بقول التابعي.
5 - تفسير القرآن بقول تابع التابعي.
د ـ أسباب الاختلاف في التفسير.
هـ ـ قواعد الترجيح.
و ـ الثابت و المتطور في التفسير.
اختيار نصوص تفسيرية من تفاسير مختلفة ودراسته على ثلاث مستويات:
1 - الدراسة الوصفية.
2 - الدراسة التحليلية.
3 - الدراسة المقارنة. (تجدر الإشارة إلى أننا عالجنا هذه القضية في موضوع نشر بعنوان القراءة العلمية للتفاسير تجدونها على الرابط التالي: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6497 ).
وفي الختام أحب أن أشير إلى أن درس التفسير يأخذ الأبعاد التالية:
1 - علوم القرآن.
2 - أصول التفسير.
3 - دراسة نصوص قرآنية (التفسير).
4 - دراسة التفاسير (مناهج المفسرين.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات والتقدير.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Feb 2009, 07:26 ص]ـ
من أهم الطرق التي أرى ضرورة الاهتمام بها: طريقة التعليم التطبيقي للتفسير، وذلك بأن يكون درس التفسير في مكتبة تفسيرية، ويكون هدف المعلم هو بناء الملكة التي تجعل الطالب يكتسب المعلومة بنفسه، ويستطيع التعامل مع مصادر التفسير بطريقة إيجابية مثمرة.
ولهذه الطريقة بعض المهارات المهمة، لعلي أذكر بعضها إن شاء الله قريباً، وأطلب من الإخوة ذكر ما يرونه من مهارات مناسبة متعلقة بهذا الجانب.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[04 Apr 2010, 10:47 ص]ـ
يرفع للنظر ولمزيد من المقترحات.
ـ[يحيى بن عبدربه الزهراني]ــــــــ[09 Apr 2010, 06:33 ص]ـ
لا أنس تجربة شيخنا فضيلة الشيخ ناصر العمر حفظه الله حينما كنت أدرس في قسم علوم القرآن بكلية أصول الدين بجامعة الإمام , وكان مقرراً أن ندرس سورة يونس والزمر , وتحدث معنا الشيخ حفظه الله - في بداية الفصل وبين أنه سيتبع طريقة السلف في التدريس , فلم يهتم - حفظه الله - بالكم؛ بل اهتم بالكيف , فقرر علينا تفسير سورة يس , واشترط علينا حفظها , وحاسبنا على ذلك الحفظ , وفي نهاية الفصل فقد حصل كثير من الزملاء على الدرجة الكاملة , ولا تسل عن التحصيل العلمي , هذا وقد مر على هذه التجربة قرابة سبعة عشر عاماً ولا زالت الذاكرة تختزن الكثير من تلك التجربة الفريدة , وعليه فلو أخذ بعين الاعتبار عند وضع المناهج هذا - أعني الاهتمام بالكيف لا الكم - فقليل دائم خير من كثير زائل, لأنك لو سئلت كثيراً من خريجي أقسام التفسير عمَّ علمه من تفسير كتاب الله لوجدت النتيجة مخيبة للآمال , وأرى أن السبب الأكبر هو المثالية في وضع المنهج , والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[10 Apr 2010, 03:34 ص]ـ
من واقع تجربة مريرة مررتُ بها في جامعتي:
أن التفسير عندنا في الجامعة -مع بالغ الأسى والأسف! - مختزل في أربعة مستويات، وما عدا ذلك فلا!
يعني: نصف الجامعة بلا تفسير!
مع أننا ندرس بعض المواد التي لاحاجة لطالب العلم بها، لكن ما أدري مالخطب؟
والأمر الآخر وهو مايزيد الأمر مرارة: أن بعض من درَّسنا أوغل في الأحكام؛ لأن المنهج عندنا شرح آيات الأحكام، فينقلب درس التفسير درسًا فقهيًا جامدًا؛ كأنك لا تدرس تفسير القرآن.
هذا المنهج اطّرد من بعض مشايخ الجامعة -ممن درسنا- ولم يعتدل إلا المستوى الماضي؛ حيث درسنا مع شيخنا تفسير القرآن بمعناه الحقيقي.
ـ[وليد الزامل]ــــــــ[14 Apr 2010, 02:33 ص]ـ
هل يسمح للطلاب المشاركة في هذا الموضوع؟
أم أنه خاص بأعضاء هيئات التدريس؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Apr 2010, 11:49 ص]ـ
هل يسمح للطلاب المشاركة في هذا الموضوع؟
أم أنه خاص بأعضاء هيئات التدريس؟
نعم يُسمح أخي الكريم وليد، فهات ما عندك وفقك الله.
ـ[وليد الزامل]ــــــــ[22 Apr 2010, 08:31 م]ـ
اعتذر عن التأخير وسأكتب ما في خاطري على عجالة ..
اعتقد ان المشكلة في دراسة التفسير - وانا اتحدث عن جامعة الإمام كوني أحد طلابها - هو اننا نقوم بحفظ أقوال المفسرين .. ولا نعلم كيف توصل المفسر إلى هذا القول ..
أيضاً من المشاكل، إكتفاء الأساتذة بقسم الدراية من تفسير الشوكاني - وخصصته بالذكر كوني لم ادرس غير هذا التفسير من دخولي للجامعة - ولا نتعرض لقسم الرواية، ولا منهج العلماء في التعامل معه، ومعرفة أنواع الاختلاف فيه .. وغير ذلك من أصول هذا العلم ..
أيضاً اكتفاء كثير من المشايخ بكتاب واحد، ولو قام الأستاذ بعرض عدد من التفاسير على طلابه وتدريبهم على التعامل معها ومعرفة مناهجهم فيها ..
بمناسبة الحديث عند هذه النقطة ..
في هذا الفصل .. قرر الشيخ ان منهجنا في هذا الفصل سيكون موسعاً، وأن كل كتاب يقع تحت يمين الطالب يعد مرجعاً له .. فالشيخ يريد منا الاهتمام بجانب التدبر وفهم الآيات دون الاعتماد على الحفظ
وعندما سألناه عن الأختبار أجاب: أني أسأل كما يحلو لي .. ثم قال: اخبركم اني آخر مرة درست فيها في كليتكم رَسَبَتْ جميع الشعب التي درستها!!
فما كان منّا إلا ان طالبنا بتغييره .. لأنه كما تعلمون، الدراسة الأكاديمية تعتمد على الدرجات، وكثير من الطلاب يبحث عن المعدلات العالية ..
المقصد من ذكر هذا الموقف .. ان الشيخ لو استمر على هذه الطريقة .. واستطاع بطريقة أو بأخرى التوفيق بينها وبين الامتحانات، لحصلنا خيرا عظيما ..
هذا ما يسر الله لي كتابته .. واعتذر عن الإطالة(/)
سؤال عن منظومة في المتشابه
ـ[سامي العتيبي]ــــــــ[06 Mar 2007, 10:06 م]ـ
السلام عليكم
ما اسم المنظومة التي نظمت في المتشابه والمختلف بآيات القرآن وهل نشرت بالشبكة العنكوبوتية العالمية
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Mar 2007, 06:07 م]ـ
لعلك تعني منظومة
(هداية المرتاب للسخاوي ( http://www.tafsir.net/Bookstorge/608.zip)) .
ـ[بويوسف]ــــــــ[09 Mar 2007, 09:00 م]ـ
وإتماما للفائدة هذه نفس المنظومة الذي وضعها الشيخ الفاضل د. عبد الرحمن الشهري محققة ومشروحة
حمل هداية المرتاب و غاية الحفاظ و الطلاب في تبيين متشابه الكتاب قام بتحقيقه عبد القادر الخطيب الحسني pdf (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93163)(/)
{إِلَّا بَلَاغًا مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنّ
ـ[سامي العتيبي]ــــــــ[06 Mar 2007, 10:26 م]ـ
قال تعالى {إِلَّا بَلَاغًا مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} (23) سورة الجن
مالحكمة من قوله (ومن يعص) مفردا ً ثم ذكر الجزاء بلفظفة جمع فقال (خالدين)(/)
تفسير "الكشاف" في جوف الكعبة!!
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[06 Mar 2007, 10:28 م]ـ
ذكر الشيخ المتفنن الطاهر بن عاشور هذه الحكاية الطريفة عند تفسيره لقوله تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197)):
(وقد سمعت من شيخنا العلامة الوزير أن الزمخشري لما أتم تفسير الكشاف وضعه في الكعبة في مدة الحج، بقصد أن يطالعه العلماء الذين يحضرون الموسم،وقال: من بدا له أن يجادل في شيء فليفعل!
فزعموا أن بعض أهل العلم اعترض عليه قائلاً: بماذا فسرت قوله تعالى: {ولا جدال في الحج}؟! وأنه وجم لها.
وأنا أحسب ـ إن صحت هذه الحكاية ـ أن الزمخشري أعرض عن مجاوبته؛ لأنه رآه لا يفرق بين الجدال الممنوع في الحج وبين الجدال في العلم).
ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[10 Mar 2007, 12:30 ص]ـ
شكر الله لكم ياشيخ عمر .. ونفع بكم ..(/)
وزارة الأوقاف بقطر / طبعة مصححة للمحرر الوجيز لابن عطية
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[07 Mar 2007, 03:32 م]ـ
أصدرت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر طبعة جديد للمحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية الأندلسي.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/645f2858c3ec1f.jpg
وصدر في مجلدات ثمانية، وقد جاء في تقديم هذه الطبعة ما يأتي:
(فهذا هو الإصدار الثاني لتفسير ابن عطية، بعد نفاذ طبعته الأولى، ورغبت العلماء وطلبة العلم في الحصول عليه، وقد حافظت هذه الطبعة الجديدة على عمل المحققين الأربعة، دون التدخل إلا ما اقتضته الضرورة من تصحيح لخطأ طباعي، أو تصحيف وقع في الطبعة الاولى في مواضع قليلة، أو حكم بالحاشية على بعض الأحاديث دون استيفاء ذلك).
الطبعة الثانية / الدوحة 1428/ 2007م.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[10 Mar 2007, 01:03 م]ـ
هذه الطبعة المميزة تعتبر أكثر طبعات ابن عطية دقة ونفعاً وسلامة من الأخطاء، هذا ما أعلمه عن الطبعة الأولى ولعل
الله ييسر للحصول على الطبعة الجديد، والله أسأل أن ينفع بها الإسلام والمسلمين والشكر لفضيلة الدكتور مساعد
الذي ينقب دوما عن النفع ويدل عليه.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[10 Mar 2007, 04:30 م]ـ
هل هذه الطبعة مطروحة للبيع؟
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[10 Mar 2007, 04:57 م]ـ
هذه الطبعة توزع لأساتذة الجامعات في جناح وزارة الأوقاف , في معرض الكتاب , وهي كما ذكر الأخوة من أحسن الطبعات حتى في الإخراج الطباعي فبينها وبين سابقتها بونٌ شاسع , ومن لم يحصل عليها فليحرص على اقتنائها من مقرهم في الدوحة.(/)
زيادات حقائق التفسير / لأبي عبدالرحمن السلمي
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[07 Mar 2007, 03:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صدرت طبعة قديمة لكتاب (زيادات حقائق التفسير)، لأبي عبد الرحمن السلمي (ت: 412)، ثم أعيد طبعها الطبعة الثانية عام 1997م.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/645f95ea37a0e0.jpg
وقد قام بتحقيقها (جيرهارد بوورينغ) أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة يائل، وقد اعتمد نسخة فريدة محفوظة في خزانة كتب (غازي خسرو بغوفا) في سراييفوا بالبوسنا.
وقد جاء في أول هذا الكتاب:
(ولما فرغت من جمع كتاب حقائق التفسير، رأيت حروفًا منها أحببت أن أضمها إليها، فأفردت له كتابًا لئلا يفسد سماع من سمعه، ولا نسخة من نسخه، وسميته: (زيادات حقائق التفسير)، واستخرت الله في ذلك، واستوقفته فيه، وفي جميع أحوالي، وهو حسبي ونعم المعين).
وقد بيع في المعرض في دار المشرق.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Mar 2007, 01:10 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا عبدالملك على هذه الفائدة.
وكتاب الزيادات هذا يتضمن مجموعة كبيرة من المصادر الأصلية غير المعروفة، التي لا وجود لها إلا في هذا الكتاب، وهي مهمة للمؤرخين لبدايات التصوف، والأثر الذي أحدثته فيما بعد في كتب التفسير.
وهذه الطبعة جيدة، وهي تقع في مجلد واحد عدد صفحاته 260 صفحة تقريباً.(/)
من أي وجه يصح إدخال الإسرائيليات في كتب التفسير؟
ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[08 Mar 2007, 03:24 ص]ـ
الحمد لله تعالى العظيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين وآله المطهرين.
رأينا من كثير من أساتذتنا هجرًا للإسرائيليات وحثًّا على هجرها بالكلية. وكان لا يستطاع السكوت على ذلك وأكثر المفسرين قد اغترفوا منها فمن مكثر ومن مقل. وإذا كان رواية شيء من الإسرائيليات في كتب التفسير من السفه أوالجهل أو الاغترار فأكثر المفسرين سفهاء أو جهلة أو مغترون.
وإن المشتغل بالتفسير ليعي أن التاريخ من الأدوات التي يستعان بها على بيان بعض معاني القرآن كبيان المتقدم من الحوادث المذكورة فيه من المتأخر.
وإن المشتغل بالتفسير ليفقه أن لكل لفظ في القرآن فائدته. وإن ذكر مثل (قوم تبع) و (أصحاب الرس) من غير إتباعها بالبيان ليس إلا من باب استحثاث النظر في التاريخ والحوادث الغابرة والاعتبار بها، إذ إنه لا معنى لذكرها مجردة عن القصة إلا إيقاظ الهمة للبحث عن قصتها، فإن الفائدة بها تحصل لا بالذكر المجرد.
فإذا كان التاريخ مما يستعان به على بيان بعض ألفاظ الكتاب العزيز أو آيه فهل يجوز الاستعانة بالإسرائيليات من هذا الوجه؟
أقول: ثلاثة أمور ليس لها إسناد: المغازي والملاحم والسير، وأكثر تفاصيل التواريخ في كتب المؤرخين مظنونة أو أقل رتبة، ثم إنها مع ذلك تذكر للاعتبار. وكذلك الإسرائليات، أكثرها مظنون أو أقل رتبة، فلا فرق بينها وبين التواريخ إلا من جهة المصدر، وذلك غير مؤثر في تفضيل التاريخ عليها، فإنك إن قلت: أخبار أهل الكتاب محرفة قلنا: ليست كلها كما أن كثيرًا من أخبار التواريخ محرفة أو مزيد عليها أو منقوص منها وليست كلها كذلك.
ولست داعية إلى مصاحبة الإسرائيليات، ولكني امرؤ يكره الغلو في الأمور. والذي يبطل رواية الإسرائيليات فليخبرني كيف عرفت المرأة من صفات موسى أنه أمين حين قالت: ((قوي أمين))؟؟ وما سبب قول الله تعالى ((وخذ بيدك ضغثًا فاضرب به ولا تحنث))؟
ولا يفهمن من كلامي أني أصف القرآن بالنقص، إذ الكفاية والفائدة بما في القرآن، ولكن جعلت لنا أدوات بها يستبين المراد أو يزداد بيانًا، وليس المراد أن القرآن ناقص مفتقر إلى ما يكمله.
هذا رأيي فإن كان صوابًا فبفضل الله تعالى وإلا فبما كسبت يداي.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[08 Mar 2007, 07:07 ص]ـ
أخي الكريم راجع الروابط التالية تجد بغيتك بإذن الله
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6892&highlight=%C7%E1%C5%D3%D1%C7%C6%ED%E1%ED%C7%CA
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=143&highlight=%C7%E1%C5%D3%D1%C7%C6%ED%E1%ED%C7%CA
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=150&highlight=%C7%E1%C5%D3%D1%C7%C6%ED%E1%ED%C7%CA
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4714&highlight=%C7%E1%C5%D3%D1%C7%C6%ED%E1%ED%C7http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=209&highlight=%C7%E1%C5%D3%D1%C7%C6%ED%E1%ED%C7%CA%CA
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=249&highlight=%C7%E1%C5%D3%D1%C7%C6%ED%E1%ED%C7%CA
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=249&highlight=%C7%E1%C5%D3%D1%C7%C6%ED%E1%ED%C7%CA
ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[13 Sep 2008, 04:32 ص]ـ
يرفع بعون الله.(/)
مِنْ؛ لبيان الجنس، في نحو قوله تعالى: {مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا}
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[08 Mar 2007, 01:24 م]ـ
مِنْ؛ لبيان الجنس، في نحو قوله تعالى: {مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا}:
في قوله تعالى:
{فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا} [البقرة: 61].
مفعول (يخرج)، محذوف، و (من): تبعيضية، أي: (مأكولا مما تنبت)، وهذا على مذهب سيبويه.
وقال الأخفش:
(من): زائدة، والتقدير: (ما تنبت)، ومن: (بقلها)، بدل من قوله:
(مما تنبت الأرض)، على إعادة حرف الجر، فمن على هذا التقدير، تبعيضية، مثل هي، في: (مما تنبت).
وأجاز المهدوي أيضا، وابن عطية، أن تكون:
(من)، في قوله: (من بقلها)؛ لبيان الجنس، وعبر عنها المهدوب بأهل للتخصيص.
ثم اختلفوا، فقال أبو البقاء:
موضعها نصب على الحال، من الضمير المحذوف، وتقديره: (مما تنبته الأرض، كائنا من بقلها)، وقدم ذكر هذا الوجه.
قال: ويجوز أن تكون بدلا من (ما) الأولى، وذلك بإعادة حرف الجر،
(انظر البحر المحيط، لأبي حيان النحوي الأندلسي).
ومن شواهد (من) هذه، قول الأقيشر الأسدي:
أَفنى تِلادي وَما جَمَّعتُ مِن نَشَبٍ=قَرعُ القَواقيزِ أَفواهَ الأَباريقِ
(من نشب) هنا: متعلق بمحذوف حال من (ما) الموصولة.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[08 Mar 2007, 03:16 م]ـ
نقل أخي الدكتور مروان عن البحر: قول الأخفش إن (من) في الآية زائدة،
ومذهب الأخفش جواز زيادة (من) في الإيجاب - كما في الآية -
وسيبويه لا يجيز زيادتها مطلقا، فشرط زيادة (من) عنده بعد النفي خاصة؛
وذلك بقصد التأكيد وإفادة العموم. والاستفهام كالنفي كما في آية ق:
(هل من مزيد)
وجمهور النحاة يشترطون ذلك وزيادة:
بأن تكون (من) مسبوقة بنفي أو نهي أو استفهام ب (هل) خاصة.
وأن يكون مجرورها نكرة.
والشرط الأخير أن يكون مجرورها:
فاعلا: (ما جاء من أحدٍ)
أو مفعولا: (ما رأيت من رجلٍ)
أو مبتدأ: كما في قوله تعالى: (وما تسقط من ورقةٍ إلا يعلمها) الأنعام / 59
هذا وبالله التوفيق.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[08 Mar 2007, 08:51 م]ـ
الأستاذ الفاضل / منصور مهران ...
لعلكم أردتم أنّ مجرور "من" أتى فاعلا في قوله تعالى: " وما تسقط من ورقة إلا يعلمها "
ولعلكم أردتم - كمثالٍ على المبتدأ- قوله تعالى: " وما من دابّة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أممٌ أمثالكم " سورة الأنعام/ آية رقم:38
وفق الله الجميع،،،
ـ[منصور مهران]ــــــــ[09 Mar 2007, 01:12 ص]ـ
أخي عمار
أثابك الله
فقد أصبتَ التوجيه
ولك مني تحيتي وتقديري.(/)
(تفسير سورة النصر) محاضرة لفضيلة الشيخ د. عبد الكريم بن عبد الله الخضير
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[08 Mar 2007, 07:33 م]ـ
-------------------------------------------------------------------------------
باذن الله تعالى ستقام محاضرة (تفسير سورة النصر) لفضيلة الشيخ د. عبد الكريم بن عبد الله الخضير، " حفظه الله " وذلك يوم الجمعة 19/ 2/ 1428هـ،
وذلك في جامع الأمير سلمان، بمدينة جدة ..
أسأل الله عزوجل أن ينفع بالجميع وأن يحسن المقاصد ...
ستنقل المحاضرة في موقع البث الاسلامي www.liveislam.net
وفي غرفة رياض المسك الرئيسية.
التوقيع:
المكتب العلمي لفضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير
الرياض ص. ب 124938 الرمز البريدي 11771
ت / 096612355522 ... ف /096612355533
البريد الالكتروني kdeer15@hotmail.com(/)
عبارة (إن دلَّ فإنما يدل على) شائعةٌ , ولكن هل هي تشعر بتردد دلالة الدليل أو المستدل.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[09 Mar 2007, 03:34 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد/
فكثيرا ما نسمع هذه العبارة ونقرأها , ولكن نبهني أحد المشايخ الكرام عليها ذات مرة ,وقال لي إنها من الخطأ الشائع لأنها تشعر بالتردد في الدلالة أو استدلال المستدل نفسه , فهل هذا واقع بالنسبة للمشايخ الفضلاء هنا في الملتقى أم أنهم يرون اتساع الأمر واحتماله لهذا التعبير , وان الشعور بالتردد غير وارد, لأني في حقيقة الأمر لم أراجع الشيخ حياءاً منه , وهل من معاني إن الشرطية في اللغة الترددُ .. ؟؟
ـ[منصور مهران]ــــــــ[09 Mar 2007, 05:23 م]ـ
(إن) الشرطية تفيد الشك
لذلك منعوا أن يقول أحدنا: (إن قامت القيامة يكن كذا)؛
لأن القيامة آتية لا محالة بعلم يقين تلقاه البشر عن رب العالمين،
وقد يكون في الناس شاك في أمر القيامة فهو غير مؤمن بربه - أعاذنا الله من خلل الاعتقاد -
ولا بأس من قولنا: (إذا قامت القيامة .... )؛ لأن (إذا) لا تفيد شكا.
وفي العبارة التي يسأل عنا أخي الفاضل محمود الشنقيطي خلل معنوي؛
ذلك أن الشك يتعارض مع التأكيد المستفاد من (إنّ) الواردة بعد الاستثناء،
وكنت سمعت أشياخنا ينهون عن هذا الاستعمال لهذا السبب،
وتراءى لي سبب آخر الآن فمثل هذا الاسلوب تبدو في نزعة التهكم وسلب القيمة عن كلام الطرف الآخر،
وليس ذلك من شيم أهل العلم.
والله أعلم.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[09 Mar 2007, 06:34 م]ـ
أستاذنا القدير , وشيخنا الكريم / منصور مهران بلغك الله مُناك
شكر الله لكم على حسن البيان ,ولكن هل إفادة (إن) للشك مطَّردةٌ في كل استعمال , فإن كان ذلك كذلك ,فقد أشكل علي الجمع بينه وبين قول الله (وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا .. ) الآية, مع أن الحاصل في هذه الآية هو إيمان طائفةٍ وعدم إيمان أخرى ..
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[09 Mar 2007, 08:41 م]ـ
أخي الكريم الشيخ / محمود الشنقيطي – حفظه الله تعالى -:
أرجو أن تقبل جواب التلميذ حتى يحضر الأستاذ القدير منصور – حفظه الله -.
ما ذكره الأستاذ منصور مهران – حفظه الله تعالى – في جوابه بخصوص أنّ
" إنْ " الشّرطية تختص بالمشكوك فيه هو عينُ الصواب إن شاء الله، لكن الأمر
ليس على إطلاقه .. فقد تأتي مع الأمر المُحَقّق ... ومثال هذا الآية التي ذكرتَها بارك
الله فيك ... وأيضا – على سبيل المثال-
قوله تعالى على لسان عيسى – عليه السلام -: " إنْ كنتُ قلتُه فقد علمتَه "
(سورة المائدة، آية رقم:116)
ومثل هذا قول النابغة:
لئن كنتَ قد بُلّغت عني وشاية ** لمبلغك الواشي أغش وأكذب
وتأتي كذلك مع الأمر الذي يستحيل وقوعه ... كقوله تعالى: " قل إن كان للرحمن ولد
فأنا أول العابدين " (سورة الزخرف، آية رقم:81)
وكل هذا يكون لأغراض ونكت بلاغية ... والله أعلم.
وأنتظر معك أستاذنا الكريم منصور ليصحح أو يضيف وله كل الشكر والتقدير.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[09 Mar 2007, 09:12 م]ـ
هذا هو الأصل الذي وُضعت له (إنْ)
وعلماء البلاغة يتخذون من مقامات الكلام معانيَ أخرى تتحدد حسب السياق،
و في هذه الآية السابعة والثمانين من سورة الأعراف، قال أبو حيان:
((هذا الكلام من أحسن ما تلطف به في المحاورة؛
إذ برز المُتحقق في صورة المشكوك فيه؛
وذلك أنه قد آمن به طائفة بدليل قول المستكبرين عن الإيمان: (لنخرجنك ياشعيب والذين معك)
وهو أيضا من بارع التقسيم؛ إذ لا يخلو قومه من القسمين.))
هذا، وبالله التوفيق.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[09 Mar 2007, 11:50 م]ـ
أذكر أنني استعملت هذا الأسلوب مرةً،فقال لي عمي ـ الشيخ صالح بن محمد المقبل حفظه الله (وهو عالم بالفرائض،معتن بعلم التجويد خاصة) وله اهتمام بالسيرة،وهو أحد شيوخي الذين تلقيت عنهم بعض مبادئ التجويد ـ قال لي باللهجة العامية: (طيب يا ولدي وإذا ما دلّ؟!)
فناقشته، فأفهمني أن الصحيح أن يقال مباشرة: وهذا يدل على كذا وكذا، لأن قولك: إن دلّ،فهي توحي بأن دلالاته محتملة،كما تفضل بذلك صاحب الموضوع ومن عقّب عليه.
ـ[الجكني]ــــــــ[10 Mar 2007, 12:24 ص]ـ
عندي لها "تخريج " آخر أضعه بين يدي أهل اللغة والنحو،وهو أن هذا الأسلوب نستخدمه "غالباً للتأكيد،فإذا صح لي ذلك فيكون وجه "إنْ " هنا هو أنها بمعنى "إذ" وهذا الوجه صرح به ابن هشام رحمه الله في "مغني اللبيب " قال رحمه الله:زعم الكوفيون أنها - إنْ- تكون بمعنى:إذ" انتهى 0
قال الأمير في حاشيته: (قوله بمعنى إذ) أي لتعليل ما قبلها 0
هذا وجه آمل تصحيحه أو بيان خطأه 0
ـ[منصور مهران]ــــــــ[10 Mar 2007, 08:42 ص]ـ
الأخ الحبيب الجكني له لفتات رائعة في توجيه أنظار القراء إلى جهات مختلفة ليزدادوا تمحيصا وتأملا قبل القطع بالقول،
ومن هذا المُنْطَلَق أقول:
الوجه الذي حكاه ابن هشام مسبوقا بقوله: (زعم الكوفيون ... ) يجعلني أسقط عليه ما نحن بصدده فأقول:
(إن صح زعمهم فلا أرى له وجها في المثال الذي نبحث فيه)
لأن شرط كون (إنْ) بمعنى (إذ) أن يكون الفعل بعدها محقق الوقوع؛ كما في قوله تعالى:
(وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين) البقرة / 278
وقوله تعالى:
(واتقوا الله إن كنتم مؤمنين) المائدة / 57
وقوله تعالى:
(لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين) الفتح / 27
والبصريون يعدونها شرطية في جميع ذلك، ولهم تبيان وتعليل؛
ففي آية الربا قالوا: (إن) حرف شرط يأتي لتهييج دواعي الإيمان في النفوس وإلهاب الإذعان.
وفي آية الفتح ليعلمنا ربنا عز وجل التعلق بمشيئة الله وهو سبحانه القائل:
(ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله)
ويُلاحظ أنها إذا صارت بمعنى (إذ) - على مذهب الكوفيين - فهي ظرف لمتحقق الوقوع،
بينما المثال الذي بصدده النقاش يُرادُ منه التشكيك والتوهين - في نظري الكليل - فأنى يجتمعان؟
وبالله التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[02 Jul 2009, 09:00 ص]ـ
تعقيباً على توجيهات الأشياخ الأفاضل
أقول: إن العرب تستملح الإتيان بصورة الشرط من غير إرادة معناه على سبيل تأكيد الكلام مع التنبيه على العلة
قال سويد اليشكري يمدح قومه:
حسنوا الأوجه بيض سادة = ومراجيح إذا جدَّ الفزع
بُسُطُ الأيدي إذا ما سئلوا = نُفُعُ النائل إن شيء نفع
وفي التنزيل والكلام النبوي لذلك أمثلة
قال تعالى: (وخافون إن كنتم مؤمنين)
وقال: (وذكر إن نفعت الذكرى)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لما رآى في المنام أنه يتزوج عائشة: (إن يك هذا من عند الله يمضه)، والحديث في الصحيحين.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[02 Jul 2009, 04:15 م]ـ
الأخوة الكرام،
كأن المعنى هكذا: إن دل: وهو حتماً يدل. فإنما يدل: أي عندها تنحصر دلالته في كذا. والمقصود أن النص إذا احتمل دلالات فلا ينبغي أن نغفل أن كذا هي المقصودة وإلا لم يعد للكلام أية دلالة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Jul 2009, 06:12 م]ـ
أذكر أنني استعملت هذا الأسلوب مرةً،فقال لي عمي ـ الشيخ صالح بن محمد المقبل حفظه الله (وهو عالم بالفرائض،معتن بعلم التجويد خاصة) وله اهتمام بالسيرة،وهو أحد شيوخي الذين تلقيت عنهم بعض مبادئ التجويد ـ قال لي باللهجة العامية: (طيب يا ولدي وإذا ما دلّ؟!)
فناقشته، فأفهمني أن الصحيح أن يقال مباشرة: وهذا يدل على كذا وكذا، لأن قولك: إن دلّ،فهي توحي بأن دلالاته محتملة،كما تفضل بذلك صاحب الموضوع ومن عقّب عليه.
أقول والله أعلم
إن الاحتمال في هذه الصيغة: "إنْ والفعل" يحددها سياق وقد وردت كثيرا في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها:
" أريتك في المنام ثلاث ليال يجيء بك الملك في سرقة من حرير فقال لي: هذه امرأتك فكشفت عن وجهك الثوب فإذا أنت هي. فقلت: إن يكن هذا من عند الله يمضه ". متفق عليه
وكقوله صلى الله عليه وسلم "إِنْ يَكُنْ مِنْ الشُّؤْمِ شَيْءٌ حَقٌّ فَفِي الْفَرَسِ وَالْمَرْأَةِ وَالدَّارِ." مسلم عن بن عمر رضي الله عنهما
وكقوله صلى الله عليه وسلم "إِنْ يَكُنْ فِي الْقَوْمِ أَحَدٌ يَأْمُرُ بِخَيْرٍ فَعَسَى أَنْ يَكُونَ صَاحِبَ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ فَجَاءَ حَمْزَةُ فَقَالَ هُوَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ وَهُوَ يَنْهَى عَنْ الْقِتَالِ." أحمد عن علي رضي الله عنه
وكقوله صلى الله عليه وسلم "إِنْ كَانَ أَوْ إِنْ يَكُنْ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ أَوْ لَذْعَةٍ بِنَارٍ تُوَافِقُ دَاءً وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ." أحمد عن جابر رضي الله عنه
وكقوله صلى الله عليه وسلم «إنه كان في الأمم محدثون فإن يكن في هذه الأمة فهو عمر بن الخطاب» مسلم عن عائشة رضي الله عنها.
فالملاحظ على الأحاديث الأربعة الأخيرة إن الاحتمال وارد لكن السياق يغلب وجود الشيء لا نفيه، بينما الحديث الأول لم يتعرض لنفي قضية أو إثباتها.
فالأسلوب يستخدم للتأكيد كم ذكر الإخوة عبد العزيز الداخل والبيراوي والجكني والعبارة: " إن دل على شيء فإنما يدل " عبارة صحيحة ولا غبار عليها.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[02 Jul 2009, 10:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وقال: (فذكر إن نفعت الذكرى)
آمل ممن يملك الصلاحية تصويب الخطأ في نقل الآية، وفقكم الله.
قال تعالى: (وخافون إن كنتم مؤمنين)
وجه الدلالة من هذه الآية أن الخطاب عند التنزيل موجه لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين جاهدوا معه في غزوة أحد، وهم أئمة المؤمنين.
ولذلك ذهب بعض أهل العلم إلى أن (إن) هنا بمعنى (إذ)
وبعضهم أشار إلى هذا السبب بعبارة مقاربة وهي أن المخاطِب هو الله جل وعلا الذي لا يخفى عليه إيمانهم.
ووجه آخر: أن الأمر بالخوف من الله أمر واجب على جميع المكلفين مؤمنهم وكافرهم.(/)
بحث علمي بعنوان (اختيارت الشنقيطي الفقهية في الحدود) دراسة وموازنة
ـ[ابو يزيد]ــــــــ[09 Mar 2007, 11:47 م]ـ
الإخوة الفضلاء السلام عليكم ورحمة الله وبعد:
فقد تقدمت بطرح موضوع لنيل درجة العالمية وهو بعنوان: (اختيارات الشيخ محمد الأمين الشنقيطي الفقهية في الحدود دراسة وموازنة) وتم قبوله، أرجو الإدلاء برأيكم وهل تؤيدون طرح مثل هذا الموضوع أم لا؟
ـ[الجكني]ــــــــ[10 Mar 2007, 12:09 ص]ـ
أخي "أبو يزيد" ما دام الموضوع قد قبل والحمد لله، فلا تشوش على نفسك بالآراء،فسر على بركة الله حسب الخطة التي وضعتها له ووافق المجلس العلمي عليها.
تمنياتي لك ولجميع الباحثين والباحثات بالتوفيق والسداد.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Mar 2007, 05:52 ص]ـ
كما تفضل أخي العزيز أبو محمد أنه ما دام موضوعك قد أجيز من قبل اللجان العلمية المختصة بهذا فالحمد لله، وهذا دليل على أنه قد سبق التحقق من طرفكم بعدم سبق بحثه، وأحقيته بالبحث. ولن تعدم خلال البحث بإذن الله الاستفادة من هذا الملتقى في جواب سؤالٍ يعرض لكم، أو فائدة تبحث عنها خلال البحث إن شاء الله.(/)
(تفسير آيات نداء المؤمنين في القرآن الكريم) درس أسبوعي لأبي مجاهد العبيدي (مباشر)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Mar 2007, 06:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بدأ يوم السبت الماضي 13/ 2/1428هـ الدرس الأسبوعي لفضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالله القحطاني أبو مجاهد العبيدي عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة الملك خالد، والمشرف على شبكة التفسير والدراسات القرآنية بعنوان
(تفسير آيات نداء المؤمنين في القرآن الكريم)
وذلك كل يوم سبت من كل أسبوع.
بجامع الوابل بأبها - طريق الطائف بعد صلاة المغرب مباشرة بتوقيت مدينة أبها، وهو قريب من توقيت مكة المكرمة. وسيتم نقل هذا الدرس بإذن الله من خلال:
- البث الإسلامي ( http://www.liveislam.net/browsesubject.php?sid=&id=5138&action=listen) . ويمكن طرح الأسئلة من خلاله.
- موقع ملتقى دعاة أبها ( http://www.abhadawah.com/news.php?action=show&id=4) . وسيتم حفظ جميع الدروس على هذا الرابط.
- هذه الصفحة في ملتقى أهل التفسير.
رابط الإستماع إلى الدرس:
rtsp://216.39.222.157:554/encoder/abha2dawah.rm
(* ملاحظة: الرابط لا يعمل إلا وقت البث)
السبت 20/ 2/1428هـ
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[10 Mar 2007, 11:01 م]ـ
وفقه الله وسدده
ـ[الجعفري]ــــــــ[10 Mar 2007, 11:27 م]ـ
~*O ôôO*~*OôôO*~ جزاك الله خيرا
ووفق الله الشيخ محمد للعلم النافغ والعمل الصالح ونفع بعلمه.~*O ôôO*~*OôôO*~
ـ[أبو المهند]ــــــــ[11 Mar 2007, 12:14 م]ـ
موفق مسدد إن شاء الله
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[11 Mar 2007, 09:16 م]ـ
وفق الله الشيخ محمد وفتح عليه.
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[13 Mar 2007, 01:19 ص]ـ
وفق الله الشيخ محمد للعلم النافع والعمل الصالح.
ـ[أبو ياسر]ــــــــ[13 Mar 2007, 07:34 ص]ـ
جزى الله الشيخ خيرا ووفقه وبارك في علمه.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[13 Mar 2007, 08:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر الإخوة الكرام على ثنائهم وتشجيعهم ودعائهم، وأسأل الله تعالى التوفيق والسداد والإخلاص.
وأنا بحاجة إلى النصح والتوجيه، كما أني أرجو أن تقترحوا ما ترونه مناسباً لإثراء الدرس وتقويته حتى يكون عونا لي ولسامعيه على فهم القرآن والاهتداء به.
ـ[الطبيب]ــــــــ[13 Mar 2007, 10:13 ص]ـ
أسأل الله التوفيق للشيخ وأن يفتح عليه ويرزقه الإخلاص في القول والعمل ..
وإن كان الشيخ يحتاج إلى مساعدة في شيء بخصوص الدرس، فنرجوا ألا يحرمنا المشاركة ..
ودمتم،،،
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[15 Mar 2007, 12:13 ص]ـ
وفق الله الشيخ وأعانه.
وأحسب أن أبا مجاهد من الحريصين على ربط الناس ـ من خلال هذا الدرس ـ بواقعهم؛ ليعلموا علم اليقين أن القرآن يصلح أحوال الناس بحق،وأعظم أنواع الإصلاح صلاح القلب.
اللهم افتح على أخي أبي مجاهد،وأجر الحق على لسانه،واجعل درسه هذا منارة هدى لمن شئت من عبادك،وسبباً في ارتباطهم بكتابك العظيم، يا رب العالمين.
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[16 Mar 2007, 08:42 ص]ـ
نعمت السنة الحسنة أبا مجاهد، نفع الله بكم
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[29 May 2010, 06:18 م]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه المحاضرات وقد قمت بجمع روابطها وأضعها بين أيديكم لسهولة الرجوع إليها والفائدة مما فيها:
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=50532
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=49304
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=47019
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=46065
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=45016
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=44132
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=43852
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=40883
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=40926
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=40959
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=34393
ـ[عبير ال جعال]ــــــــ[29 May 2010, 06:31 م]ـ
كما عهدناك أختي الكريمة سمر مجاهدة وفقك الباري وبارك لك في وقتك
ـ[جابر ابن عتيق]ــــــــ[31 May 2010, 05:05 م]ـ
بارك الله فيكم ...
أرجو التأكد من صلاحية الروابط, فقد جربت الأول والثاني فلم يعملا معي!!(/)
سؤال عن ترجمة بعض كتب عبد الله دراز
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[10 Mar 2007, 07:12 ص]ـ
السلام عليكم،
هل يمكن لأحد أن يدلني عما إذا ترجم الكتابان التاليان للدكتور عبد الله دراز إلى الإنجليزية أو الفرنسية:
- النبا العظيم: دراسات جديدة في القرآن
- الدين
فأنا أبحث عنهما ومحتاج إليهما بهاتين اللغتين .. وقد وجدت في مكتبة (أمازون) كتابا بالإنجليزية عنوانه:
Introduction to the Qur'an
وآخر بالفرنسية:
Initiation au Coran
ومذكور أن مؤلفهما هو: عبد الله دراز
فهل هاتان الترجمتان لكتاب (النبأ العظيم)، أم لكتاب آخر؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Mar 2007, 07:21 ص]ـ
أما كتاب النبأ العظيم فلست على يقين أنه كتب ابتداء بغير العربية.
أما كتابه Introduction to the Qur'an فهو الذي ترجم فيما بعد إلى العربية باسم (مدخل إلى القرآن الكريم) وقد كتب أول الأمر بالفرنسية ثم ترجم للعربية والانجليزية. وقد كان جزءاً من متطلبات الحصول على الدكتوراه مع كتابه البديع الآخر (دستور الأخلاق في القرآن الكريم) الذي ترجمه الدكتور عبدالصبور شاهين وفقه الله.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[10 Mar 2007, 04:48 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي،
يبدو أن كتاب (النبأ العظيم) كتب بالعربية لأنني قرأت لبعض من قرأوا الكتاب إطراء لقدرة الكاتب البيانية في هذا الكتاب، بخلاف (دستور الأخلاق في القرآن) بسبب كتابة أصله بالفرنسية وترجمته إلى العربية. إضافة إلى أن الدكتور دراز -رحمه الله- كتبه بعد عودته من فرنسا واستقراره بمصر للتدريس. وأبحاثه المكتوبة بالفرنسية هي فقط تلك المتعلقة بفترة دراسته في فرنسا. والله أعلم.
ويبقى أنني ما زلت أبحث عن ترجمة لكتابيه المذكورين (الدين) و (التبأ العظيم).(/)
لمسات بيانية في سورة الضحى للأستاذ الدكتور فاضل صالح السامرائي
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[10 Mar 2007, 05:11 م]ـ
َوالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2)
ما هي دلالة القسم في قوله تعالى (والضحى)
يذكر اهل التفسير ان الوحي ابطأ على رسول الله r اياماً فشقّ ذلك عليه وقيل له إن ربك قلاك فأنزل الله تعالى هذه السورة رداً على المشركين واكراما للرسول r . فلماذا حزِن الرسول الكريم وجزع لانقطاع الوحي مع ما يلقاه في سبيل الوحي من العنت والجهد؟ في الحقيقة انه اختبار من الله تعالى للرسول الكريم: هل هو حريص على الوحي وما فيه من مشقة ام انه سيرتاح من هذا الوحي الثقيل؟ وهذا فيه توجيه الى الدعاة أنه عليهم ان يصبروا ويثبتوا في الدعوة مهما لاقوا من مشقة وعنت في سبيل الدعوة الى الله.
الضحى في اللغة هو وقت ارتفاع الشمس بعد الشروق
سجى في اللغة لها ثلاث معاني. فهي بمعنى سكن، او اشتد ظلامه او غطى مثل تسجية الميت.
اقسم الله تعالى بالضحى والليل اذا سجى انه ما ودع رسوله وما قلاه، والضحى هنا يمثل نور الوحي واشراقه كما قال المفسرون. والليل يمثل انقطاع الوحي وسكونه والدنيا من غير نور الوحي ظلام ولذلك قدم سبحانه الضحى هنا لانه ما سبق من نور الوحي وأخر الليل لما يمثل من انقطاع الوحي. وقال بعض المفسرين ان القسم يشير ان الانقطاع يمثل الاستجمام والسكون كما يرتاح الشخص المتعب في الليل ومن معاني سجى السكون وهو يمثل الراحة وهو نعمة. قالقسم هنا جاء لما تستدعيه الحالة التي هو فيها.
ما اللمسة البيانية في كلمة (سجى) وليست في كلمتي غشي او يسر؟ كما في قوله (والليل اذا يغشى) (والليل اذا يسر) سبق القول ان من معاني سجى: سكن وهذا يمثل سكون الوحي وانقطاعه وهذا هو السكون، والانقطاع ظلمة وهذا المعنى الثاني لسجى فكلمة سجى جمعت المعاني كلها التي تدل على انقطاع الوحي وسكونه. اما كلمة يغشى او يسر فهما تدلان على الحركة وهذا يناقض المعنى للقسم في هذه السورة. وعليه فان القسم (والضحى والليل اذا سجى) هو انسب قسم للحالة التي هو فيها من نور الوحي وانقطاعه وكل قسم في القرآن له علاقة بالمقسم به.
ما الحكم البياني في استخدام كلمة (والضحى) بدل والفجر او النهار؟ الضحى هو وقت اشراق الشمس اما النهار فهو كل الوقت من اول النهار الى آخره. والضحى يمثل وقت ابتداء حركة الناس يقابله الليل اذا سجى وهو وقت السكون والراحة. والفجر هو اول دخول وقت الفجر (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر) ولا يكون هناك ضوء بعد او نور كوقت الضحى بعد شروق الشمس.
مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى
اين مفعول الفعل قلى؟
في هذه الآية الكريمة ذكر مفعول الفعل ودع وهو (الكاف في ودعك) وحذف مفعول الفعل قلى (ولم يقل قلاك)
في اللغة عند العرب التوديع عادة يكون بين المتحابين والاصحاب فقط ويكون عند فراق الاشخاص. اختلف النحات في سبب ذكر مفعول فعل التوديع وحذف مفعول فعل قلى منهم من قال لظهور المراد بمعنى ان الخطاب واضح من الآيات انه لرسول الله r ومنهم من قال انها مراعاة لفواصل الآيات في السورة (الضحى، سجى، قلى، الاولى، ... ) لكن القرآن العظيم لا يفعل ذلك لفواصل الآيات وحدها على حساب المعنى ابداً ولا يتعارض المعنى مع الفاصلة والمقام في القرآن كله. فلماذا اذن هذا الحذف والذكر؟
الذكر من باب التكريم والحذف من باب التكريم ايضاً. لم يقل الله تعالى قلاك لرسوله الكريم حتى لاينسب الجفاء للرسول r فلا يقال للذي نحب ونجل ما اهنتك ولا شتمتك انما من باب ادب المخاطبة يقال ما اهنت وما شتمت فيحذف المفعول به اكراما للشخص المخاطب وتقديرا لمنزلته وترفع عن ذكر ما يشينه ولو كان بالنفي.
اما التوديع فالذكر فيه تكريم للمخاطب فيحسن ذكر المفعول مع افعال التكريم وحذفه مع افعال السوء ولو بالنفي. وهكذا يوجه الله تعالى المسلمين لأدب الكلام ويعلمنا كيف نخاطب الذين نجلهم ونحترمهم. ولقد جمعت هذه الآية التكريم للرسول من ربه مرتين مرة بذكر المفعول مع فعل التوديع ومرة بحذف المفعول مع الفعل قلى.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلماذا قال تعالى ربك ولم يقل الله؟ هنا تكريم آخر من الله تعالى لرسوله الكريم. فالرب هو المربي والموجه والقيم. وذكر الفاعل وهو الرب اكرام آخر فلم يقل لم تودع ولم تقلى. والرب هو القيم على الامر فكيف يودعك وهو ربك لا يمكن ان يودع الرب عبده كما لا يمكن لرب البيت ان يودعه ويتركه ورب الشئ لا يودعه ولا يتركه وانما يرعاه ويحرص عليه. واختيار كلمة الرب بدل كلمة الله لأن لفظ الجلالة الله كلمة عامة للناس جميعا ولكن كلمة الرب لها خصوصية وهذا يحمل التطمين للرسول الكريم من ربه الذي يرعاه ولا يمكن ان يودعه او يتركه ابداً.
وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى
اختلف المفسرون في معنى كلمة الآخرة فمنهم من قال انها ما هو غير الدنيا بمعنى الدار الآخرة. وقسم قال انها كل ما يستقبل من الحياة على العموم كما جاء في قوله تعالى (فاذا جاء وعد الآخرة ... ) الآخرة هنا ليست في القيامة
الآخرة في سورة الضحى جاءت مقابل الاولى ولم تأت مقابل الدنيا فلم يقل وللآخرة خير لك من الدنيا. ومعنى الآية ان ما يأتي خير لك ايها الرسول مما مضى اي من الآن فصاعداً فيما يستقبل من عمرك هو خير لك من الاولى وأكد ذلك باللام في كلمة وللآخرة. وقد حصل هذا بالفعل فكل ما استقبل من حياته r خير له مما حصل.
فلماذا لم يقل خير لك من الدنيا؟ لأنه لو قالها لما صحت إلا في الآخرة فكأنما حصر الخير في الآخرة فقط ونفى حصول الخير فيما يستقبل من حياته r وهذه الآية توكيد لما سبقها في قوله تعالى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى.
ولماذا قال تعالى (لك) ولم يقل وللآخرة خير من الاولى؟ هذه السورة وسورة الشرح هما خاصتان بالرسول r وهو المخاطب المباشر بهما ولو قال تعالى وللآخرة خير من الاولى لما صح هذا القول لانه سيكون عاما للناس جميعا وهذا ما لا يحصل وعندها ستفيد الاطلاق ولا يصح على عمومه لان بعض الناس آخرتهم شر لهم من اولاهم ولا يصح هذا الكلام على اطلاقه انما لا بد من ان يخصص المعنى وهو للرسول الكريم r بالذات ولهذا قال تعالى (وللآخرة خير لك من الاولى)
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى
ما هي علاقة هذه الآية بما سبقها من الآيات؟
سوف دالة على الاستقبال وقد سبق ان قال تعالى وللآخرة خير لك من الاولى وهي تدل ايضا على الاستقبال وجاء ايضاً باللام في (ولسوف) واكده بنفس التوكيد باللام في (وللآخرة)
ولماذا لم يحدد العطاء بشئ ما وانما قال ولسوف يعطيك ربك فترضى؟ لقد اطلق سبحانه العطاء ولم يحدده انما شمل هذا العطاء كل شيء ولم يخصصه بشيء معين اكراماً للرسول الكريم r وتوسيعاً للعطاء وكذلك اطلق فعل الرضى كما اطلق العطاء فجعل العطاء عاماً وجعل الرضى عاماً وذكر المعطي ايضاً وهو الرب وعلينا ان نتخيل كيف يكون عطاء الرب؟ والعطاء على قدر المعطي وهذا كله فيه تكريم للرسول كذلك في اضافة ضمير الخطاب (الكاف في ربك) تكريم آخر للرسول r
لماذا اختيار كلمة (فترضى) اختيار هذه الكلمة بالذات في غاية الاهمية فالرضى هو من اجل النعم على الانسان وهو اساساً الاستقرار والطمأنينة وراحة البال فإن فقد الرضى حلت الهموم والشقاء ودواعي النكد على الانسان. وان فقد في جانب من جوانب الحياة فقد استقراره بقدر ذلك الجانب ولذا جعل الله تعالى الرضى صفة أهل الجنة (فهو في عيشة راضية) (فارجعي الى ربك راضية مرضية). وعدم الرضى يؤدي الى الضغط النفسي واليأس وقد يؤدي الى الانتحار. والتعب مع الرضى راحة والراحة من دونه نكد وتعب، والفقر مع الرضى غنى والغنى من دونه فقر، والحرمان معه عطاء والعطاء من دونه حرمان. لذا فان اختيار الرضى هو اختيار نعمة من اجل النعم ولها دلالتها في الحياة عامة وليست خاصة بالرسول الكريم r فاذا رضي الانسان ارتاح وهدأ باله وسكن وان لم يرض حل معه التعب والنكد والهموم والقلق مع كل ما أوتي من وسائل الراحة والاستقرار.
لماذا قال يعطيك ولم يقل يؤتيك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الايتاء يكون لامور مادية وغيرها (الملك، الحكمة، الذكر) اما العطاء فهو خاص بالمادة. والايتاء اوسع من العطاء واعم والعطاء مخصص للمال. والايتاء قد يشمله النزع والعطاء لا يشمله النزع. (آتيناه آياتنا فانسلخ منها) (يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء) وقد لا يستوجب الايتاء لشخص ما ان يتصرف بما اوتي اما العطاء فلصاحبه حرية التصرف فيه بالوهب والمنح ولذا قال تعالى (انا اعطيناك الكوثر) لأن الكوثر اصبح ملكاً للرسول r وكما قال الله تعالى لسيدنا سليمان u ( هذا عطاؤنا فامنن او امسك بغير حساب) اي له الحق بالتصرف فيه كما يشاء.
أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى (8)
هذه الآيات مرتبطة بالآيات السابقة (ما ودعك ربك وما قلى) (وللآخرة خير لك من الاولى) ومرتبطة ايضاً بالقسم في اول السورة (والضحى والليل اذا سجى) والآية (الم يجدك يتيماً فآوى) تؤكد ان ربه لم يودعه ولم يقله وكذلك في وجدك ضالاً فهدى وهي كلها تصب في (وللآخرة خير لك من الاولى) فالإيواء خير من اليتم والهداية خير من الضلالة والاغناء خير من العيلة فكلها مرتبطة بالآية (ما ودعك ربك وما قلى) وتؤكد معناها.
وللآخرة خير لك من الاولى، فالله تعالى لم يترك رسوله r ليتمه او لحاجته او للضلال هذا من ناحية ومن ناحية اخرى هي مرتبطة بالقسم فقد اقسم الله تعالى بالضحى والليل وما سجى واليتم ظلمة والايواء هو النور وكذلك الضلال ظلمة والهدى نور (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا اوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات) سورة البقرة، والحاجة والعيلة ظلمة ايضاً والغنى نور وبهجة.
في هذه الآيات بدأ سبحانه وتعالى بالظلمة ثم النور (اليتم ثم الايواء، الضلال ثم الهدى، العيلة ثم الغنى وهذا ليناسب ويتوافق مع قوله تعالى (وللآخرة خير لك من الاولى) والاولى هي الظلمة اما الآخرة فهي النور وهي خير له من الاولى.
لماذا لم يقسم سبحانه بالليل اذا سجى اولاً ثم الضحى؟
الضحى هو نور الوحي وكان السكون بعد الوحي وكان القسم على اثر انقطاع الوحي فانقطاع الوحي هو الذي تأخر وليس العكس لذا جاء قسم الضحى اولاً ثم الليل.
لماذا تكررت كلمة ربك في هذه السورة؟ الرب معناه انه هو المعلم والمربي والمرشد والقيم وكل آيات السورة مرتبطة بكلمة الرب (الم يجدك يتيماً فآوى .... ) اليتيم يحتاج لمن يقوم بامره ويرعاه ويعلمه ويوجهه ويصلح حاله وهذه من مهام الرب واليتيم يحتاج هذه الصفات في الرب اولاً ثم ان الضال يحتاج لمن يهديه والرب هو الهادي والعائل ايضاً يحتاج لمن يقوم على امره ويصلحه ويرزقه فكلمة الرب تناسب كل هذه الاشياء وترتبط بها ارتباطاً اساسياً. وكثيراً ما ارتبطت الهداية في القرآن الكربم بكلمة الرب (ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى) (يهديهم ربهم بإيمانهم) (الحمد لله رب العالمين .... اهدنا الصراط المستقيم)
لماذا حذف المفعول للافعال: فآوى، فأغنى، فهدى مثلما حذف في فعل قلى؟ ذكر المفسرون هنا عدة آراء منها ان الحذف هو لظهور المراد لانه تعالى كان يخاطب الرسول r والمعنى واضح. وقسم قال انها مراعاة لفواصل الآيات حتى لا يقال آواك وأغناك وهداك فتختلف عن فواصل باقي الآيات ولكن كما سبق آنفاً قلنا ان القرآن الكريم لا يراعي الفاصلة على حساب المعنى مطلقاً وهي قاعدة عامة في القرآن: المعنى اولا ثم الفاصلة القرآنية ومثال ذلك الآية في سورة طه (الهكم واله موسى فنسي) وكانت الفاصلة في باقي السورة مختلفة وعليه فان الحذف هنا جاء للإطلاق والدلالة على سعة الكرم. فآوى بمعنى فآواك وآوى لك وآوى بك وأغناك واغنى لك واغنى بك وهداك وهدى لك وهدى بك. فلو قال سبحانه وتعالى فوجدك عائلا فاغناك لكان الغنى محصوراً بالرسول r فقط لكن عندما افاد الاطلاق دل ذلك على انه سبحانه اغنى رسوله واغنى به وبتعليماته فيما خص الانفاق وغيره خلقاً كثيراً واغنى له خلقاً كثيراً وكذلك آوى الرسول r وآوى به خلقا كثيراً بتعاليمه الكثيرين وتعاليمه كانت تحض على رعاية اليتامى وحسن معاملتهم واللطف بهم وآوى لاجله الكثير من الناس لان من الناس من يؤوى اليتامى حبا برسول الله وطمعا في صحبة الرسول r في الجنة كما ورد في الحديث: أنا وكافل
(يُتْبَعُ)
(/)
اليتيم كهاتين واشار الى اصبعيه. وكذلك بالنسبة للهداية فالله تعالى هدى رسوله الكريم وهدى به خلقاً كثيراً (وانك لتهدي الى صراط مستقيم) وهدى له ولاجله من اراد سبحانه وتعالى. اذن خلاصة القول ان الحذف هنا جاء لظهور المراد وفواصل الآيات وسعة الاطلاق كلها مجتمعة لا يتعارض احدها مع الآخر. وكذلك تناسب سعة الاطلاق هنا قوله تعالى (ولسوف يعطيك ربك فترضى). فالحذف هنا جاء للعموم والاطلاق في المعنى.
لماذا ترتيب الآيات على هذا النحو؟ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى (8) هذا هو الترتيب الطبيعي في الحياة. اليتم يقال لمن فقد والديه او احدهما وهو دون سن البلوغ فاذا بلغ انتفت عنه صفة اليتم. واذا بلغ دخل في سن التكليف الشرعي فهو يحتاج الى الهداية ليتعلم كيف يسير في الحياة قبل ان يكون فقيرا او غنيا وكيف يجمع المال الحلال لأن كل مال جمع من غير طريق الهداية هو سحت ثم تأتي العيلة وهي امر آخر بعد البلوغ من الناس من يكون فقيرا او غنيا وعلى الاثنين ان يسيرا وفق التعاليم التي تعلماها بعد البلوغ مباشرة وهذا طبيعي ويمر به كل الخلق فهذا هو التسلسل الطبيعي في الحياة. لذا فقد بدأ سبحانه بالحالة الاولى (اليتم) ثم اذا بلغ تأتي الهداية في المرتبة الثانية، وثالثاً العائل والغني يجب ان يسيرا على الهداية.
فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)
القهر في اللغة هو التسلط بما يؤذي ولا تقهره بمعنى لا تظلمه بتضييع حقه ولا تتسلط عليه او لا تحتقره او تغلب على ماله. كل هذه المعاني تدخل تحت كلمة القهر.
السائل اختلف المفسرون فيها فقال بعضهم هو سائل المال والمعروف والصدقة ومنهم من قال انه سائل العلم والدين والمعرفة وقسم قال انه مطلق ويشمل المعنيين. فسواء كان السائل سائل مال وصدقة او سائل علم ومعرفة يجب ان لا ينهر مهما كان سؤاله. لا يصح ان يزجز او ينهر سائل المال او سائل العلم والدين. اذا كان سائل مال اعطيناه او رددناه بالحسنى وسائل العلم علينا ان نجيبه ونعلمه امور الدين.
اما النعمة فقال بعض المفسرين انها النبوة وتعاليمها وقال آخرون انها كل ما اصاب الانسان من خير سواء كان في الدنيا او الآخرة. وقال آخرون انها نعمة الدين (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) (ما انت بنعمة ربك بمجنون) والواقع ان النعمة هنا ايضاً تشمل كل هذه المعاني فهي نعمة الدين يجب ان يتحدث بها ويبلغ عنها وهي نعمة الدنيا والله سبحانه يحب ان يرى اثر نعمته على عباده وان يتحدث الانسان بنعم الله عليه وان يظهرها والنعمة عامة في الدنيا والدين وعلى الانسان ان يحدث بهذه النعمة. (النعمة بفتح النون وردت في القرآن بمعنى العقوبات والسوء كما في قوله (ونعمة كانوا فيها فاكهين) (الكافرين اولي النعمة)
لماذا اختيار كلمة (فحدث) ولم يقل (فأخبر)؟
الاخبار لا يقتضي التكرار يكفي ان تقول الخبر مرة واحدة فيكون اخباراً اما التحديث فهو يقتضي التكرار والاشاعة اكثر من مرة، وفي سياق الآية يجب ان يتكرر الحديث عن الدعوة الى الله مرات عديدة ولا يكفي قوله مرة واحدة. ولهذا سمى الله تعالى القرآن حديثا (فليأتوا بحديث مثله). فمعنى (فحدث) في هذه الآية هو المداومة على التبليغ وتكرارها وليس الاخبار فقط فيمكن ان يتم الاخبار مرة واحدة وينتهي الامر.
وفي تسلسل الاحاديث في كتب السنة نلاحظ انهم يقولون: حدثنا فلان عن فلان ويكررون ذلك مرة او مرات عديدة حتى يصلوا الى أخبرنا رسول الله r فالرسول الكريم يخبر بالحديث ثم يتناقله الصحابة فيما بينهم ويستمر تناقل الحديث حتى يعم وينتشر.
لماذا جاء ترتيب الآيات على هذا النحو؟ فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر، وأما بنعمة ربك فحدث.
اثار هذا الترتيب الكثير من الاسئلة عند المفسرين لماذا رتبت الآيات على هذه الصورة لانه لا يرد بنفس تسلسل الآيات السابقة (الم يجدك يتيما فآوى، ووجدك ضالا فهدى، ووجدك عائلاً فأغنى).
لنستعرض الآيات واحدة واحدة: أما اليتيم فلا تقهر جاءت بنفس تسلسل الآية (ألم يجدك يتيما فآوى) نفس النسق.
(يُتْبَعُ)
(/)
,اما السائل فلا تنهر كان من المفروض ان تأتي مقابلة للآية (ووجدك عائلا فأغنى) لكنها جاءت في مقابل الآية (ووجدك ضالاً فهدى)
واما بنعمة ربك فحدث، كان يجب ان تقدم باعتبار النعمة دين ويجب ان تكون مقابل (ووجدك ضالاً فهدى)
لكن الواقع ان ترتيب الآيات كما ورد في السورة هو الترتيب الامثل، كيف؟ اليتيم ذكر اولا مقابل اليتيم، ثم ذكر (واما السائل فلا تنهر) قلنا سابقا ان السائل يشمل سائل العلم والمال وهنا اخذ بعين الاعتبار السائل عن المال والسائل عن العلم فهي اذن تكون مقابل (ووجدك ضالاً فهدى) وايضاً (ووجدك عائلا فاغنى) لان السائل عن المال يجب ان لا ينهر والسائل عن العلم يجب ان لا ينهر ايضاً وعليه فان الآية جاءت في المكان المناسب لتشمل الحالتين ومرتبطة بالاثنين تماما.
واما بنعمة ربك فحدث، هي في انسب ترتيب لها فان كان المقصود بالنعمة كل ما اصاب الانسان من خير في الدنيا فلا يمكن ان نتحدث عن النعمة الا بعد وقوعها وليس قبل ذلك. والآيات السابقة تذكر نعم الله على الرسول فاقتضى السياق ان يكون التحدث بالنعمة آخراً اي بعد حدوث كل النعم على الرسول r.
واذا كان المقصود بالنعمة الدين، فيجب ان يكون التحديث في المرحلة الاخيرة لأن على الداعية ان يتحلى بالخلق الكريم وفيه اشارة ان الانسان اذا اتاه سائل عليه ان يتصف بهذه الصفات قبل ان يبلغ الناس عن النعمة (الدين) فعليه ان لا يقهر يتيماً ولا ينهر سائلاً ولا يرد عائلاً وقد جاءت هذه الآية بعد اسباغ النعم وهو توجيه للدعاة قبل ان يتحدثوا ان يكونوا هينين لينين فقد قال تعالى (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) فعلى الداعية ان يتحلى بالخلق الحسن ولا ينهر سائلاً.
وكذلك جعل التحديث بالنعمة (واما بنعمة ربك فحدث) جاءت بعد (واما السائل فلا تنهر) لان كل داعية يتعرض لاسئلة محرجة احيانا تكون لغاية الفهم وقد تكون لنوايا مختلفة فعليه ان يتسع صدره للسائل مهما كانت نية السائل او قصده من السؤال وعلى الداعية ان لا يستثار والا فشل في دعوته وقد يكون هذا هو قصد السائل اصلاً
من الدروس المستفادة من هذه السورة اضافة الى ما سبق انه يحسن للانسان تذكر ايام العسر والضيق لانه مدعاة للشكر ومدعاة لمعاونة المبتلى ايضاً لذا يجب التذكير بالماضي وما يتقلب فيه المرء من نعم ليشكر الله تعالى عليها مهما كان في ماضيه من اذى او حرج او ضيق فلا بأس ان يتذكر او يذكر به حتى يشكر الله تعالى على نعمه فيكون من الشاكرين لله تعالى.
منقول: http://www.islamiyyat.com/al-doha.htm
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[10 Mar 2007, 08:03 م]ـ
شكراً لهذه الفوائد(/)
علم السياق القرآني [8] (صلة السياق ببعض علوم القرآن)
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[10 Mar 2007, 06:10 م]ـ
السياق مرتبط بالتفسير ارتباطاً وثيقاً بل هو أصل فيه كما قررت سابقاً، ولهذا فلابد من ارتباط بين السياق وبين العلوم المتعلقة بالتفسير.
وأعرض هنا لبعض الجوانب الرئيسة من علوم التفسير مما له صلة وثيقة بالسياق من خلال المطالب التالية:
أولاَ: الموضوعات المتعلقة بالنزول.
من أعظم ما يرتبط بالسياق من علوم التفسير العلوم المتعلقة بتنزيله، وهي: أسباب النزول، ومعرفة المكي والمدني، ومعرفة أحوال المخاطبين حال النزول، وعموم الأحوال التي نزلت فيها الآية، ويمكن أن نسميها بـ (ملابسات النزول)
وأسباب النزول هي ألصق هذه الموضوعات بالسياق وأجمعها، وهي على الصحيح أعم من أن تكون أثراً منقولاً في دواوين السنة، بل إنه يدخل فيها عموم أحوال التنزيل، وهذا ماسلكه كثير من المفسرين ([1]).
ولهذا يمكن تعريف أسباب النزول بأنها: (ما نزلت الآية أو الآيات متحدثة عنه أو مبينة لحكمة أيام وقوعه) ([2]).
وأسباب النزول بهذا المعنى العام طريق مهم لفهم كلام الله تعالى، ولا يمكن معرفة تفسير الآية دون الوقوف على الأحوال التي نزلت فيها.
قال شيخ الإسلام: "ومعرفة سبب النزول يعين على فهم الآية، فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب" ([3]).
وقال السيوطي: "قال الواحدي: لا يمكن تفسير الآية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها، وقال ابن دقيق العيد: بيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني القرآن" ([4]).
وللعلماء عناية خاصة بأسباب النزول في القديم ([5]) والحديث ([6]).
الصلة بين السياق وعلم أسباب النزول:
أسباب النزول بما تشمله من أحوال التنزيل لها أثر بالغ في معرفة السياق وتحديده، ولذا اعتبرت من عناصر السياق وأركانه، حيث ذكرنا أن من عناصر السياق الأحوال والأسباب التي نزلت فيها الآية. وفي مقابل ذلك فإن السياق يبين السبب الصحيح للآية.
قال الشاطبي موضحاً فائدة أسباب النزول بمعناها العام المرتبط بالسياق وتلازم الصلة بين السياق وأحوال التنزيل: "معرفة أسباب التنزيل لازمة لمن أراد علم القرآن، والدليل على ذلك أمران:
أحدهما: أن علم المعاني والبيان الذي يعرف به إعجاز نظم القرآن فضلاً عن معرفة مقاصد كلام العرب، إنما مداره على معرفة مقتضيات الأحوال: حال الخطاب من جهة نفس الخطاب، أو المخاطِب، أو المخاطَب، أو الجميع؛ إذ الكلام الواحد يختلف فهمه بحسب حاله، وبحسب مخاطبيه، وبحسب غير ذلك .. ومعرفة الأسباب رافعة كل مشكل في هذا النمط، فهي من المهمات في فهم الكتاب ولا بد، ومعنى معرفة السبب هو معنى معرفة مقتضى الحال.
وينشأ عن هذا الوجه: الوجه الثاني: وهو أن الجهل بأسباب التنزيل موقع في الشبه والإشكالات، ومورد للنصوص الظاهرة مورد الإجمال حتى يقع الاختلاف، وذلك مظنة وقوع النزاع .. " ([7]). وهذا كلام فصل في هذا الباب.
وقال ابن عاشور مؤكداً أهمية أسباب النزول بمعناها العام في معرفة السياق":ومنها - أي أسباب النزول - ما ينبه المفسر إلى إدراك خصوصيات بلاغية تتبع مقتضى المقامات، فإن من أسباب النزول ما يعين على تصوير مقام الكلام" ([8]).
أمثلة تؤكد الصلة:
يحسن بنا أن نعرض لبعض الأمثلة الدالة على أهمية معرفة أحوال التنزيل وأسبابه وأثرها في تحديد السياق ومعرفته وبيان المعنى، وأثر السياق في تحديد سبب النزول.
المثال الأول: في أثر السياق والأحوال التي نزلت فيها الآية لتحديد السياق ومعرفة المعنى المقصود.
وهو ما أخرجه البخاري: (أن مروان بن الحكم قال لبوابه: يا رافع؛ إذهب إلى ابن عباس فقل له: لئن كان كل امرئ منا فرح بما أتى وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذبًا، لنعذبن جميعًا!، فقال ابن عباس: ما لكم ولهذه الآية؟ إنما أنزلت في أهل الكتاب! ثم تلا ابن عباس: {وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ" إلى قوله: +أن يحمدوا بما لم يفعلوا} [آل عمران 178]. قال ابن عباس: سألهم النبيّ صلى الله عليه وسلم عن شيء فكتموه إياه، وأخبروه بغيره، فخرجوا وقد أروه أن قد أخبروه بما قد سألهم عنه، فاستحمدوا بذلك إليه، وفرحوا بما أتوا من كتمانهم إياه ما سألهم عنه) ([9]).
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا المثال يبين أثر الحال الذي نزلت فيه الآية ومن نزلت فيه، ويزيل الإشكال الوارد فيها. وقد استدل على نزولها في اليهود بالسياق وهو الآية السابقة لها. وهذا يؤكد الصلة بينهما وأن كلا منهما مبين للآخر.
المثال الثاني: في تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا} [البقرة104] فإن الآية لايمكن معرفة سياقها ومعناها إلا بمعرفة الحال التي نزلت فيه، وهو أن اليهود كانوا يقولونها للنبي × ويقصدون بها الاستهزاءً والطعن كما أخرج ابن جرير وغيره عن قتادة قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا} هو قول كانت اليهود تقوله استهزاءً، فزجر الله المؤمنين أن يقولوا كقولهم ([10]).
والعلاقة بين أسباب النزول والسياق علاقة مشتركة، فكما أن أسباب النزول تعين على معرفة السياق، فإن السياق وسيلة مؤثرة في بيان الأصح من أسباب النزول.
ومن أمثلة ذلك: ما أورده ابن جرير في قوله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ} الآية [آل عمران 31]. حيث قال: "اختلف أهل التأويل في السبب الذي نزلت فيه هذه الآية .. وأولى القولين بتأويل الآية قول محمد بن جعفر بن الزبير - يعني أنها نزلت في وفد نجران - لأنه لم يجر لغير وفد نجران في هذه السورة، ولا قبل هذه الآية ذكر قوم ادعوا أنهم يحبون الله، ولا أنهم يعظمونه" ([11]).
ومن العلوم المتعلقة بالنزول: علم المكي والمدني.
وقد ذكر السيوطي ضابطه فقال: "اعلم أن للناس في المكي والمدني اصطلاحات ثلاثة: أشهرها أن المكي ما نزل قبل الهجرة، والمدني ما نزل بعدها سواء نزل بمكة أم بالمدينة عام الفتح أو عام حجة الوداع أم بسفر من الأسفار" ([12]).
وهو علم مهم معين على معرفة المعنى وتحديد السياق، قال السيوطي: "قال أبو القاسم النيسابوري في كتاب التنبيه على فضل علوم القرآن: من أشرف علوم القرآن علم نزوله وجهاته" ([13]).
والمكي والمدني له صلة بالسياق ظاهرة، من وجوه:
أولاً: أن للسور المكية أغراضاً تختلف عن أغراض السورة المدنية فمن أغراض المكي التوحيد وأركان الإيمان، ومجادلة المشركين، ومن أغراض السور المدنية بيان وتفصيل أحكام الإسلام وحدوده. فمثلاً سورة الحج سورة مكية، غرضها إقامة التوحيد لله وإظهار أدلته ولهذا جاء فيها الحج ببيان أصول التوحيد فيه، وسورة البقرة سورة مدنية غرضها تقرير أصول أحكام الشريعة، ولهذا جاء فيها ذكر الحج ببيان أصول أحكامه.
وهذا ظاهر الدلالة والأثر في السياق؛ إذ أن معرفة المكي من المدني يؤكد سياق السورة ويحدده، ويبين الغرض المقصود منها.
ثانياً: أن للآيات المكية خصائص أسلوبية ليست للآيات المدنية، فمن خصائص الآيات المكية أنها متضمنة للوعيد والتهديد غالباً، فتجد مثلاً كلمة +كلا" الرادعة الزاجرة، وكلمة {الصاخة} التي تشعر بالوعيد والتهديد، ومن خصائص الآيات المدنية أن ألفاظها متضمنة للوعد والترغيب غالباً، ولذا تجد في افتتاحها بنداءات الإيمان، وخواتمها بأسماء الرحمن.
وهذا يؤثر في معرفة السياق من جهة معرفة غرض الآية وما تتضمنته من الوعد والوعيد، والمخاطب فيها من مؤمن وكافر.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) انظر: (جامع البيان)) (4/ 33)، ((تفسير ابن كثير)) (1/ 390)، ((التحرير والتنوير)) (2/ 197)، (2/ 359)، ومن الشواهد على ذلك ما ذكره ابن كثير في تفسير قوله تعالى: +واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً" [آل عمران 103] قال ابن كثير: (وهذا السياق في شأن الأوس والخزرج، فإنه قدكان بينهم حروب كثيرة في الجاهلية ... فلما جاء الإسلام صاروا إخواناً متحابين) انظر: ((تفسير ابن كثير)) (1/ 390).
([2]) انظر: ((مناهل العرفان)) (1/ 99)، ((أسباب النزول وأثره في بيان النصوص)) (26).
([3]) ((مجموع الفتاوى)) (13/ 339).
([4]) ((الإتقان)) (1/ 93).
([5]) من المؤلفات في القديم: أسباب النزول لعلي بن المديني، وأسباب النزول للواحدي، والعجاب في بيان الأسباب لابن حجر، ولباب النقول في أسباب النزول للسيوطي ..
([6]) من المؤلفات في الحديث: الصحيح المسند من أسباب النزول للوادعي، وأسباب النزول عن الصحابة والتابعين للقاضي، وأسباب النزول القرآني لغازي عناية، وأسباب النزول وأثرها في بيان النصوص لعماد الدين الرشيد.
([7]) ((الموافقات)) (4/ 146).
([8]) ((التحرير والتنوير)) (1/ 47).
([9]) أخرجه البخاري (6/ 50) رقم (4568). انظر: ((أسباب النزول للواحدي)) (1/ 268).
([10]) انظر: ((جامع البيان)) (1/ 515).
([11]) ((جامع البيان)) (5/ 426).وانظر: أيضاً ((جامع البيان)) (4/ 615) (6/ 459) (7/ 636).
([12]) ((الاتقان)) (1/ 8).
([13]) ((الاتقان)) (1/ 5).(/)
(تفسير الطبري) درس أسبوعي للدكتور مساعد الطيار (مباشر)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Mar 2007, 08:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بدأ الدرس الأسبوعي في:
قراءة في تفسير الإمام الطبري
للدكتور مساعد بن سليمان الطيار
الأستاذ المساعد بكلية المعلمين بالرياض والمشرف العلمي على شبكة التفسير والدراسات القرآنية
وذلك بعد صلاة العشاء من يوم السبت أسبوعياً، بتوقيت مدينة الرياض.
ويمكن الاستماع مباشرة للدرس عن طريق:
- البث الإسلامي ( http://www.liveislam.net/browsesubject.php?id=4880&action=listen&sid=) . والحلقات محفوظة على هذا الموقع.
- جامع الراجحي ( http://www.grajhi.com/) .
- هذه الصفحة في ملتقى أهل التفسير.
rtsp://216.39.222.157:554/encoder/g2arrajhi.rm
ملاحظة: الرابط لا يعمل إلا وقت البث.
ـ[خالد البكري]ــــــــ[28 Mar 2007, 10:42 م]ـ
جزاك الله خير يا شيخ عبدالرحمن ونفع الله بك ووفقك في الدارين
ـ[أبو الخير الجزائري]ــــــــ[29 Mar 2007, 09:07 ص]ـ
يبدو أن درس السبت الماضي لم يرفع في البث الإسلامي وهو أيضا غير كامل في أرشيف موقع جامع الراجحي(/)
الإيضاح الأتم
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[12 Mar 2007, 01:04 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
الأخوة الفضلاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
لدي بحث بعنوان " الإيضاح الأتم لآية ولقد همت به وهم " وقد حكم البحث ومن ثم طبع الطبعة الأولى ونفد وليس لدي الوقت لطباعته مرة ثانية وأرغب في تنزيله في هذا الملتقى المبارك فما الطريقة الفضلى في ذلك ولكم خالص الشكر.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Mar 2007, 06:23 ص]ـ
حياكم الله يا دكتور صالح، وجزاكم خيراً على رغبتكم المشكورة في نشر هذا البحث على صفحات الملتقى، وقد سبق أن أشرتم إلى هذا البحث ولم نسعد بقراءته بعدُ.
يمكنكم نشر البحث بحواشيه كملف مرفق بمشاركة تضع فيها مقدمة البحث ثم يوضع البحث كاملاً كمرفق بالمشاركة حتى يتم قراءته بحواشيه. وسأقوم إن شئت بنقله لمكتبة الشبكة حتى يسهل على المتصفحين الرجوع إليه فيما بعد بسهولة.(/)
التنازع في أول من صنف في التفسير الموضوعي؟ وادعاء بعض الشيعة
ـ[الميموني]ــــــــ[12 Mar 2007, 05:09 م]ـ
لقد احتدم النقاش في عصرنا في موضوع نشأة التفسير الموضوعي فبين مدّعٍ أن السلف المتقدمين و من تلاهم من العلماء العارفين لم يكتبوا في موضوعاته و لم يتنبهوا لنفيس فوائده وبين مدّع أن المستشرقين هم أبو عذرته و الكاشف عن سر فضيلته ....
و دخل فيمن ادعى السبق بعض الباحثين من الشيعة فزعم أن علمائهم أول من صنف فيه و لست بصدد بيان موضوع النشأة على وجهه لأنه يحتاج إلى تفصيل و تمثيل و براهين فالإطلاق فيه غير مصيب و التفصيل هو الصواب فقد عرف السلف ضروبا منه و ألواناً لكن لم يشتهر عندهم بهذا الاسم و لا عرف لديهم على هذا الرسم بجميع شرائطه المحدثة هذا مع كونهم كانوا به عارفين و لفوائده الجمة مدركين فتراهم يستحضرون الآيات المتعلقة بالباب والموضوع عند استشهادهم بها و هذا موضع يحتاج لمزيد بيان فأرجئه رغبة في الاختصار إلى حين.
فأمّا عبارة هذا الباحث الشيعي فسأذكرها مبيناً وهائها على وجه الإيجاز.
قال الباحث الشيعي و اسمه جعفر الهادي: (وأوّل من طرق هذا الباب لفيف من علماء الشيعة عند تفسيرهم آيات الأحكام الشرعية المتعلقة بعمل المكلف في حياته الفردية والاجتماعية .... و قد اعترف الذهبي في كتابه التفسير و المفسرون بذلك:
يقول الذهبي عند ما يتطرق إلى تفسير «كنز العرفان في فقه القرآن»: يتعرض هذا التفسير لآيات الأحكام فقط، وهو لا يتمشى مع القرآن سورة سورة على حسب ترتيب المصحف ذاكراً ما في كلّ سورة من آيات الأحكام كما فعل الجصاص وابن العربي مثلاً، بل طريقته في تفسيره: انّه يعقد فيه أبواباً كأبواب الفقه، ويدرج في كلّ باب منها الآيات التي تدخل تحت موضوع واحد، فمثلاً يقول: باب الطهارة، ثمّ يذكر ما ورد في الطهارة من الآيات القرآنية ((التفسير و المفسرون: 2/ 465))
) اهـ. مفاهيم القرآن لحعفر الهاديباختصار.
واستمر في هذا الزعم وأضاف قائلا: (العلاّمة المجلسي هو أوّل من استعمل إجمالا هذه الطريقة:التفسير حسب الموضوع، فإنّه في كتابه «بحار الأنوار» جمع الآيات المربوطة بكل موضوع في أوّل الأبواب، وفسّرها تفسيراً سريعاً بلا استنتاج منه. وهذه الخطوة القصيرة خطوة جليلة في عالم التفسير نأسف على أنّ المفسرين بعده لم يسيروا على ضوئها، ولا يمكن تفسير القرآن بالقرآن، والاستفادة الكاملة منه وتلقّي مفاهيمه العالية الصحيحة إلاّ بالمنهج المذكور) اهـ. ()
وهذا الذي قاله خطأ تابع في بعضه الشيخ الدكتور: محمد الذهبي في كتابه التفسير والمفسرون، فقد سبق الإمام الطحاوي رحمه الله (ت: 321هـ) في كتابه أحكام القرآن إلى هذه الطريقة وهي جمع آيات الأحكام في أبواب تخصها كباب الطهارة والصلاة و الصيام الخ ... وكتاب الإمام الطحاوي قد طبع الموجود منه في تركيا في مجلدين عام: 1416هـ، وليس الكتاب كاملا،وهو كتاب عظيم الفائدة من جهة الحديث و الفقه، فإنه يروي بسنده الأحاديث العالية من طريق الأئمة والرواة المشهورين و غيرهم ويذكر مذاهب الأئمة بحسب ما اطلع عليه رحمه الله ولم يكن كتابه مطبوعا في وقت الدكتور: الذهبي فلذلك قال ما قال، ولعل الطحاوي أيضا مسبوق إلى هذه الطريقة.
ولا نشك أنه قد جاء بعده من قلده فيها من علماء السنة وفي هذا رد على زعم هذا الباحث الشيعي أسبقية علماء الشيعة لعلماء أهل السنة في هذا الباب.
و أنبه هنا إلى أن الدكتور الذهبي صاحب التفسير و المفسرون لم يقل إن الشيعة أسبق في مجال التفسير الموضوعي، ولكن استدل هذا الباحث الشيعي بكلامه في كتب أحكام القرآن على أن الشيعة أسبق في مجال التأليف بهذه الطريقة و قد بينت ما فيه.
ولا يعلم باب من أبواب العلم النافع إلا و السبق فيه -و لله - الحمد للجمهور الأعظم أتباع السنة المحمدية، أهل السنة و الجماعة ليس يشك في ذلك من عنده علم.
ـ[الميموني]ــــــــ[12 Mar 2007, 05:45 م]ـ
ولعل الطحاوي أيضا مسبوق إلى هذه الطريقة فإن الإمام اسماعيل بن إسحاق القاضي (المتوفى: 282 هـ) له كتاب جليل في أحكام القرآن ينقل منه ابن عبد البر و ابن حزم و غيرهم.
ـ[السائح]ــــــــ[12 Mar 2007, 06:17 م]ـ
جزاك الله خيرا وأحسن إليك.
كتاب أحكام القرآن للقاضي إسماعيل قد طبع منه مجلد بدار ابن حزم باعتناء الأستاذ عامر بن حسن بن صبري.
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[13 Mar 2007, 11:36 م]ـ
تكلم الدكتور مصطفى مسلم حفظه الله في كتابه مقدمات في التفسير الموضوعي عن نشأة التفسير الموضوعي وكيف
بدأ التأليف فيه وذكر مجموعة من النقاط المفيدة ورتبها ترتيبا تاريخيا
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[14 Mar 2007, 02:55 ص]ـ
أبرز المصنفات في التفسير الموضوعي هي:
- المدخل إلى التفسير الموضوعي للدكتور فتح الله سعيد
- التفسير الموضوعي للدكتور عبد الحي الفرماوي. (انظر هذا الرابط). ( http://www.hadielislam.com/articles/articles.php?mod=subcategory&c=2699)
- دراسات في التفسير الموضوعي للدكتور زاهر الألمعي.
- مباحث في التفسير الموضوعي للدكتور مصطفى مسلم.
- التفسير الموضوعي للدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي.
- نحو تفسير موضوعي لسور القرآن لمحمد الغزالي.
وليت أحد الإخوة في الملتقى يقوم بعملية دراسة لهذا النوع من التفسير بالمقارنة بين المؤلفات فيه وذلك من الجانب النظري والتطبيقي فيها، ومناقشة ما ذكروه من نشأة ذلك النوع من التفسير وأمثلة تلك المراحل.(/)
الكبائر والصغائر
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[12 Mar 2007, 05:18 م]ـ
مصطلح الكبائر والصغائر يرد في كتب العقائد، وذلك إذا تحدثوا عن الذنوب، وتقسيمها، وحكم مرتكب الكبيرة في الدنيا والآخرة، وهكذا ...
وفيما يلي نبذة عن تقسيم الذنوب إلى صغائر وكبائر، والأدلة على ذلك، مع بيان ماهية الصغائر والكبائر سواء عند من حصروا الكبائر بعدد أو حدوها بحد، ثم ينتقل الحديث إلى مسألة تكفير الكبائر بالأعمال الصالحة، وهل هذا ممكن أو أنه لا بد من التوبة؛ فإلى التفصيل في ذلك الشأن:
أولاً: تقسيم الذنوب: الذنوب تنقسم إلى صغائر وكبائر، قال الغزالي -رحمه الله-: (اعلم أن الذنوب تنقسم إلى صغائر وكبائر، وقد كثر اختلاف الناس فيها؛ فقال قائلون: لا صغيرة ولا كبيرة، بل كل مخالفة لله فهي كبيرة.
وهذا ضعيف؛ إذ قال - تعالى -: [إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً] (النساء:31) وقال - تعالى -: [الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ] (النجم:32).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة يكفرن ما بينهن إن اجتنبت الكبائر) وفي لفظ آخر: (كفارات لما بينهن إلا الكبائر) [1].
وقد قال -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: (الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس) [2] [3].
وقال ابن القيم -رحمه الله-: (وقد دل القرآن والسنة وإجماع الصحابة والتابعين بعدهم والأئمة على أن من الذنوب كبائرَ وصغائر) [4].
وقال -رحمه الله-: (والذين لم يقسموها إلى كبائر وصغائر قالوا: الذنوب كلها -بالنسبة إلى الجراءة على الله سبحانه ومعصيته ومخالفة أمره- كبائر؛ فالنظر إلى من عُصي أمرُه، وانتُهك محارمه يوجب أن تكون الذنوب كلها كبائر، وهي مستوية في هذه المفسدة) [5].
وقال -بعد أن ساق بعض ما أورده مَنْ قال: إن الذنوب كلها كبائر-: (فالشرك أظلم الظلم، والتوحيد أعدل العدل؛ فما كان أشدَّ منافاة لهذا المقصود فهو أكبر الكبائر، وتفاوتها في درجاتها بحسب منافاتها له، وما كان أشدَّ موافقة لهذا المقصود فهو أوجب الواجبات، وأفرض الطاعات؛ فتأمل هذا الأصل حق التأمل، واعتبر تفاصيله تعرف به حكمة أحكم الحاكمين، وأعلم العالمين فيما فرضه على عباده، وحرمه عليهم، وتفاوتَ مراتب الطاعات والمعاصي) [6].
ثانياً: ما هية الصغائر والكبائر عند من حصروها بعدد: اخْتُلِفَ في تحديد الكبائر وحصرها؛ فقيل في ذلك أقوال منها [7]:
1 - قال عبدالله بن مسعود-رضي الله عنه-: هي أربع.
2 - وقال عبدالله بن عمر- رضي الله عنهما -: هي سبع.
3 - وقال عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-: هي تسع.
4 - وكان ابن عباس - رضي الله عنهما - إذا بلغه قول ابن عمر: الكبائر سبع يقول: هن إلى سبعين أقرب منها إلى سبع.
5 - وقال آخر: هي إحدى عشرة.
6 - وقال أبو طالب المكي: جمعتها من أقوال الصحابة فوجدتها أربعة في القلب وهي: الإشراك بالله، والإصرار على المعصية، والقنوط من رحمة الله، والأمن من مكر الله.
وأربعة في اللسان، وهي: شهادة الزور، وقذف المحصنات، واليمين الغموس، والسحر [8].
وثلاثة في البطن: شرب الخمر، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا.
واثنين في الفرج: الزنا، واللواط.
واثنين في اليدين وهما القتل والسرقة.
وواحداً في الرجلين وهو الفرار من الزحف.
وواحداً يتعلق بجميع الجسد وهو عقوق الوالدين.
هذه أقوال الذين حصروها بعدد.
ثالثاً: ماهية الكبائر والصغائر عند من حدوها بحد، ولم يحصروها بعدد: وأما الذين لم يحصروا الكبائر بعدد، وإنما حدوها بحد فقد اختلفوا في ذلك على أقوال منها:
1 - ما اقترن بالنهي عنه وعيد من لعن، أو غضب، أو عقوبة - فهو كبيرة، وما لم يقترن به شيء فهو صغيرة.
2 - وقيل: كل ما ترتب عليه حد في الدنيا، أو وعيد في الآخرة - فهو كبيرة، وما لم يرتب عليه لا هذا ولا هذا فهو صغيرة [9].
3 - وقيل: كل ما اتفقت الشرائع على تحريمه فهو من الكبائر، وما كان تحريمه في شريعة دون شريعة فهو صغيرة.
4 - وقيل: كل ما لعن الله ورسوله فاعله فهو كبيرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - وقيل: هي كل ما ذكر من أول سورة النساء إلى قوله: [إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ] النساء: 31.
رابعاً: هل الحسنات والأعمال الصالحة تكفر الصغائر والكبائر على حد سواء أم لا بد في الكبائر من التوبة؟
والجواب على ذلك أن هذه المسألة قد اختلف فيها على قولين:
قال ابن رجب -رحمه الله-: في جامع العلوم 1/ 425 - 426: (وقد اختلف في مسألتين: إحداهما: هل تكفر الأعمال الصالحة الكبائر والصغائر؟ أو لا تكفر سوى الصغائر؟
فمنهم قال: لا تكفِّر سوى الصغائر, وقد روي هذا عن عطاء, وغيره من السلف في الوضوء أنه يكفر الصغائر, وقال سلمان الفارسي في الوضوء: إنه يكفر الجراحات الصِّغار, والمشي إلى المساجد يكفر أكبر من ذلك, والصلاة تكفر أكبر من ذلك, خرجه محمد بن نصر المروزي.
وأما الكبائر فلا بد لها من التوبة؛ لأن الله أمر العباد بالتوبة, وجعل من لم يتب ظالماً, واتفقت الأمة على أن التوبة فرض, والفرائض لا تؤدى إلا بنية وقصد, ولو كانت الكبائر تقع مكفرة بالوضوء, والصلاة, وأداء بقية أركان الإسلام - لم يحتج إلى التوبة, وهذا باطل بالإجماع).
ثم ساق -رحمه الله- جملة من الأقوال والآثار في تأييد هذا القول.
وانتقل بعد ذلك على القول الثاني في هذه المسألة, فقال 1/ 428: (وذهب قوم من أهل الحديث, وغيرهم إلى أن هذه الأعمال تكفر الكبائر ومنهم ابن حزم الظاهري, وإياه عنى ابن عبد البر في كتاب (التمهيد) بالرد عليه, وقال: (قد كنت أرغب بنفسي عن الكلام في مثل هذا الباب لولا قول ذلك القائل, وخشيت أن يغتر به جاهل, فينهمك في الموبقات؛ اتكالاً على أنها تكفرها الصلوات دون الندم, والاستغفار والتوبة) ا. هـ
ثم قال ابن رجب 2/ 429 - رحمه الله-: (والصحيح قول الجمهور: إن الكبائر لا تكفَّر بدون التوبة؛ لأن التوبة فرض على العباد).
ثم ساق جملة من الآثار التي تؤيد هذا القول.
ثم قال 2/ 438: (والأظهر -والله أعلم في هذه المسألة- أعني مسألة تكفير الكبائر بالأعمال- أنه أريد أن الكبائر تمحى بمجرد الإتيان بالفرائض, وتقع الكبائر مُكفَّرة بذلك كما تكفر الصغائر باجتناب الكبائر - فهذا باطل.
وإن أريد أنه يوازَن يوم القيامة بين الكبائر وبين بعض الأعمال, فتمحى الكبيرة بما يقابلها من العمل, ويسقط العمل؛ فلا يبقى له ثواب فهذا يقع).
إلى أن قال 2/ 440: (وظاهر هذا أنه تقع المقاصَّةُ بين الحسنات والسيئات, ثم تسقط الحسنات المقابلة للسيئات, وينظر إلى ما يَفْضُل بعد المقاصة.
وهذا يوافق قول من قال بأن من رجحت حسناته على سيئاته بحسنة واحدة أثيب بتلك الحسنة خاصة, وسقط باقي حسناته في مقابل سيئاته, كأنها لم تكن.
وهذا في الكبائر, أما الصغائر فإنها تمحى بالأعمال الصالحة مع بقاء ثوابها) ا. هـ.
هذا وقد رجح شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أن الحسنات الماحية تكفر الكبائر بدون التوبة.
قال -رحمه الله- في مجموع الفتاوى 7/ 489 بعد أن ذكر السبب الثالث من الأسباب التي تزول بها عن العبد عقوبة الذنوب, وهو الحسنات الماحية قال: (وسؤالهم على هذا الوجه أن يقولوا: الحسنات إنما تكفر الصغائر فقط.
أما الكبائر فلا تغتفر إلا بالتوبة كما جاء في بعض الأحاديث: (ما اجتنبت الكبائر) فيجاب عن هذا بوجوه) ا. هـ.
ثم ذكر -رحمه الله- خمسة وجوه بيَّن من خلالها أن الحسنات تكفِّر الكبائر.
ومما قال -رحمه الله- من الوجوه التي أيَّد بها كلامه ما يلي:
(أحدهما: أن هذا الشرط -يعني ما اجتنبت الكبائر- جاء في الفرائض, كالصلوات الخمس, والجمعة, وصيام رمضان, وذلك أن الله - تعالى - يقول: [إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ] (النساء: 31). فالفرائض مع ترك الكبائر مقتضية لتكفير السيئات, وأما الأعمال الزائدة من التطوعات فلا بد أن يكون لها ثواب آخر؛ فإن الله - سبحانه - يقول: [فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ] (الزلزلة: 7 - 8).
الثاني: أنه قد جاء التصريح في كثير من الأحاديث بأن المغفرة قد تكون مع الكبائر, كما في قوله -صلى الله عليه وسلم-: (غفر له وإن كان فر من الزحف).
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي السنن: (أتينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صاحب لنا قد أوجب, فقال: (أعتقوا عنه يعتقِ الله عنه بكل عضو عضواً من النار).
وفي الصحيحين من حديث أبي ذر: (وإن زنا وإن سرق).
الثالث: أن قوله لأهل بدر ونحوهم: (اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) إن حُمِل على الصغائر, أو على المغفرة مع التوبة لم يكن فرق بينهم وبين غيرهم؛ فكما لا يجوز حمل الحديث على الكفر؛ لما قد عُلِمَ أن الكفر لا يغفر إلا بالتوبة - لا يجوز حمله على الصغائر المُكَفَّرةِ باجتناب الكبائر).
ثم ذكر -رحمه الله- الوجهين الرابع, والخامس, وأطال فيهما.
والمقام لا يتسع لإيرادهما, وإنما المقصود هو الوقوف على رأي شيخ الإسلام في هذه المسألة.
خامساً: مسألة مهمة في تكفير الأعمال الصالحة للسيئات، ومنها الكبائر: وبعد أن تبين - من خلال ما مضى - بعض أقوال أهل العلم في هذه المسألة, وأن بعضهم -ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية- يرى أن الحسنات الماحية, والأعمال الصالحة تكفر الكبائر بدون التوبة- فإنه يحسن الوقوف على مسالة مهمة في هذا الباب تتبين من خلال التساؤل الآتي:
هل الأعمال الصالحة تقوى على التكفير الكبائر بإطلاق؟
والجواب: أن الأعمال الصالحة قد لا تقوى على الكبائر؛ ذلك أن الأعمال إنما تتفاضل بحسب إحسان العمل, وبحسب ما يقوم بالقلب من حقائق الإيمان؛ فتكفير العمل للسيئات بحسب كماله, ونقصانه.
ولا ريب أن الكبائر والذنوب عموماً تضعف القلب, وتعطل سيره إلى الله والدار الآخرة, وعلى هذا فقد تكون الأعمال الصالحة ناقصة, ضعيفة لا تقاوم الكبائر؛ ولا تقوى على تكفيرها.
ولا يرد على هذا أن بعض النصوص صرحت بأن هناك أعمالاً غفر الله لأصحابها بسبب عمل صالح, كما في حديث البغي, وحديث صاحب البطاقة؛ ذلك أن الحالات الخاصة لا تعمم ولا تكون قاعدة مطردة بكل حال؛ فليس كل امرأة بغي تسقي كلباً يغفر لها, وليس كل من قال: (لا إله إلا الله) تنفعه كما نفعت صاحب البطاقة.
[1] رواه مسلم (233).
[2] رواه البخاري (6656).
[3] إحياء علوم الدين 4/ 17.
[4] الجواب الكافي ص306.
[5] الجواب الكافي ص 309.
[6] الجواب الكافي 312.
[7] انظر إحياء علوم الدين 4/ 17 - 18، والجواب الكافي 308 - 309.
[8] السحر لا يقتصر على اللسان، بل تشترك الجوارح في عمله.
[9] وهذا ما رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في مجموع الفتاوى 11/ 650، وقال في 11/ 650: (إنه أمثل الأقوال في هذه المسألة)، وقال في 11/ 654: (وإنما قلنا: إن هذا الضابط أولى من سائر تلك الضوابط المذكورة لوجوه. . .) ثم ذكر خمسة وجوه.(/)
سؤال عن مخطوطة (التبيان في تفسير القرآن لخضر بن عبدالرحمن الأزدي) عاجل
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Mar 2007, 08:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سجل عدد من الباحثات تحقيق تفسير التبيان في تفسير القرآن لخضر بن عبدالرحمن الأزدي المتوفى في أواخر القرن الثامن الهجري كرسائل علمية، وهناك نسخة للتفسير في الهند ذكرت في فهرس المخطوطات العربية في معهد الأبحاث العربية والفارسية في تونك راجستهان، ذكرها شوكت علي خان في المجلد الأول الخاص بعلوم القرآن وعلوم الحديث.
فهل من معين أيها الفضلاء في الحصول على هذه النسخة المخطوطة من التفسير، وعدد ورقاتها 360 صفحة من سورة الفاتحة إلى سورة الحج؟ وأسأل الله أن يجزي من يساعد في الحصول عليها خير الجزاء
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[12 Mar 2007, 11:23 م]ـ
السلام عليكم
فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله
قد يفيد:
موقع المكتبات المركزية بالهند ومحاولة الاتصال بهم الرابط:
http://www.library.iitb.ac.in
أرجو لك التوفيق بإذن الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Mar 2007, 10:18 م]ـ
للتذكير وفقكم الله. من عنده معرفة أو قدرة على المساعدة.(/)
عناوين مراكز المخطوطات والمكتبات العالمية
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[12 Mar 2007, 11:25 م]ـ
مواقع المكتبات
بعضها للشيعة فيحذر لكن بخزنتها نفائس منها كتب في القراءات والتفسير!!
عنوانها على الانترنت اسم المكتبة
http://www.haydarya.com
مكتبة الروضة الحيدريّة
مكتبة الروضة الحسينيّة
http://www.auclib.edu.eg/Ar/departmentsH.html
المكتبة العلمية المركزية - جامعة الإسكندرية
http://www.bibalex.org/ARABIC/links.htm
مكتبة الاسكندرية
http://www.aqlibrary.ir/Arabic/main/index.aspx
المكتبة المركزية للعتبة الرضوية المقدسة
http://www.aqrazavi.org/astan/arabic/A520.htm
المكتبة المركزية و مركز الوثائق للروضة الرضوية
http://www.nl.gov.jo/arabic/index_a.html
دائرة المكتبة الوطنية
http://iraklib.ub.uni-bielefeld.de/arabic/index.html
شبكة المكتبات العراقية
http://www.libdirectory.idsc.gov.eg/
دليل المكتبات المصرية
http://www.manuscriptcenter.org/center/Arabic/
مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندريَّة
http://www.agu.edu.bh/arabic/index.htm
جامعة الخليج العربي
http://www.aqlibrary.org/Arabic/main/index.aspx
المكتبه المركزيه
http://www.calias.org/about.htm
قسم المكتبات والوثائق والمعلومات
http://www.shjlib.aov.ae.com/
مكتبة الشارقة العامة
http://www.agu.edu.bh/Arabic/library/index.htm
مكتبة الجامعة
http://catalog.mpl.org.eg/
مكتبة مبارك العامة
http://jacl.kuniv.edu.kw/mailing_list_a.php
مكتبة الملك جابر
http://www.library.idsc.gov.eg
مكتبة القاهرة الكبرى شبكة المكتبات المصرية
http://www.alkadhum.org/other/mktba/index.htm
مكتبة الفقه الاسلامية
http://www.cu.edu.eg
مكتبة كلية الآثار - جامعة القاهرة
http://www.libsector.idsc.gov.eg/
قطاع المكتبات (مركز المعلومات) ـ مصر
http://www.agu.edu.bh/
جامعة الخليج العربي
http://www.raqamiya.org/
مكتبة المدينة الرقمية
http://library.tebyan.net/
مكتبة تبيان
http://www.librariannet.com/
شبكة أخصائي المكتبات والمعلومات
http://www.library.iitb.ac.in/
المكتبة المركزية الهندية
http://www.loc.gov
مكتبة الكونغرس
http://home.birzeit.edu/librarya/ مكتبة يوسف أحمد الغانم
http://www.ziedan.com/index_o.asp د. يوسف زيدان للتراث والمخطوطات
http://www.elaegypt.com/CurrCourse.aspx الجمعية المصرية للمكتبات والمعلومات
http://www.kapl.org.sa/part.php?partid=107 مكتبة الملك عبدالعزيز العامة
http://www.calias.org/about.htm قسم المكتبات والوثائق ـ جامعة القاهرة
http://www.nlai.ir/ المكتبة الوطنية الإيرانية
http://www.kfnl.gov.sa مكتبة الملك فهد الوطنية
http://www.bibliotheque.nat.tn المكتبة الوطنية التونسية
http://www.bnrm.ma المكتبة الوطنية للمملكة المغربية
http://www.biblionat.dz المكتبة الوطنية الجزائرية
http://www.alassad-library.gov.sy مكتبة الأسد الوطنية
http://www.uqu.edu.sa/lib مكتبة عبد الله بن عبد العزيز الجامعية
www.maadilib.org.eg مكتبة المعادي العامة
www.alaqsa.edu.ps عمادة شئون المكتبات - جامعة الاقصى
www.alaqsa.edu.ps مكتبة جامعة الاقصى
www.mpl.org.eg مكتبة مبارك العامة بدمياط
http://www.kfu.edu.sa/library/lib.asp مكتبة جامعة الملك فيصل
http://www.libs.uaeu.ac.ae/ مكتبة جامعة الإمارات العربية المتحدة
http://www.bau.edu.lb/librariesa.html مكتبة جامعة بيروت العربية
http://library.yu.edu.jo/about.asp مكتبة جامعة اليرموك
www.alazhar-gaza.edu مكتبة جامعة الازهر
www.darelkotob.org.eg دار الكتب المصرية
www.yemen-nic.net المركز الوطني للمعلومات (اليمن)
www.najah.edu جامعة النجاح الوطنية -مكتبة البيطرة والزراعة - طولكرم، مكتبة الحرم الجديد - الجنيد، مكتبة كلية حجاوي
http://www.mans.edu.eg/facmed/library/home.htm مكتبة كلية الطب - جامعة المنصورة
http://mansvu.mans.edu.eg/dlib/ المكتبة الرقمية بجامعة المنصورة
www.kfcris.com مكتبة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.kfupm.edu.sa/library/ مكتبة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن
http://www.uqu.edu.sa/lib/ مكتبة جامعة أم القرى " مكتبة الأمير عبد الله بن عبد العزيز
www.uqu.edu.sa/lib/ مكتبة جامعة أم القرى " مكتبة الأمير عبد الله بن عبد العزيز"
http://www.ksu.edu.sa/library/PrinceSalman.html مكتبة جامعة الملك سعود "مكتبة الأمير سلمان المركزية"
http://www.zu.ac.ae/library/ مكتبة جامعة زايد
http://www.sharjah.ac.ae/library/ مكتبة جامعة الشارقة
http://www.ajman.ac.ae/aust/index.htm مكتبة جامعة عجمان
http://aam.hct.ac.ae/aam/library/index.html مكتبة كلية العين للابنين
http://web.asu.edu.jo/facilities/library/index.htm مكتبة جامعة العلوم التطبيقية الأهلية
http://www.lau.edu.lb/libraries/index.html مكتبة الجامعة اللبنانية الامريكية
http://wwwlb.aub.edu.lb/~webjafet/ مكتبة جافت التذكارية بالجامعة الامريكية ببيروت
http://wwwlb.aub.edu.lb/~websml/ مكتبة جامعة بيروت العربية
http://libwebserver.uob.edu.bh/en/index.htm مكتبة جامعة البحرين
http://www.agu.edu.bh/arabic/library/index.htm مكتبة جامعة الخليج العربي
http://www.sudan.net/uk/libr.htm مكتبة جامعة الخرطوم
http://www.bethlehem.edu/centers/library.shtml مكتبة جامعة بيت لحم
http://www.lib.ed.ac.uk/ مكتبة جامعه ادنبرهع
http://www.lib.uci.edu/ مكتبات جامعة كاليفورنيا
http://www.lib.utexas.edu/ المكتبة الإلكترونية لجامعة تكساس
http://www.cardiff.ac.uk/index.html مكتبة جامعه كراديف
http://www.ibun.edu.tr/ مكتبة جامعة اسطنبول
http://library.aucegypt.edu/ مكتبة الجامعه الأمريكية في القاهرة
http://www.library.usyd.edu.au/Home.html مكتبة جامعة سيدني
http://www.library.dmu.ac.uk/ خدمات جامعة ديمونتفورد المكتبية والمعلوماتية
http://www.lib.cam.ac.uk/ مكتبة جامعة كمبريدج
http://www.aub.aau.dk/ مكتبة جامعة آلبورج
http://www-sul.stanford.edu/ مكتبات جامعة ستافورد
http://www.indiana.edu/~libweb/index.php3Yale مكتبات جامعة أنديانا
http://www.lib.cmich.edu/ مكتبات جامعة سنترال متشقن
http://www.library.wisc.edu/ مكتبات جامعة ويسكونسين ماديسون
http://www.manuscripts.idsc.gov.eg/Manuscript/ شبكة المخطوطات العربية
http://www.ala.org/ المكتبة الأمريكية الجامعة
http://www.bibliotheque.nat.tn/ دار الكتب الوطنية ـ تونس
http://www.cdlib.org/ مكتبة كاليفورنيا الرقمية
http://www.library.iitb.ac.in/ المكتبة المركزية الهندية ـ بومبي
http://www.nls.uk/digitallibrary/index.html المكتبة الرقمية الوطنية ـ اسكتلندا
http://www.persianbook.net/ الكتب الفارسية
http://www.ipl.org/ مكتبة الانترنت العامة
http://www.nlm.nih.gov/hmd/arabic/arabichome.html فهرس مخطوطات الطب الإسلامي
http://www.library.mun.ca/ مكتبة الذاكرة الجامعية
http://www.lib.uchicago.edu/e/su/mideast/#MEDOC مكتبة جامعة شكاغو
http://www.nlm.nih.gov/ المكتبة الوطنية الطبية الأمريكية
http://www.nypl.org/digital/ مكتبة نيويورك الرقمية العامة
http://library.tebyan.net/index2.htm مكتبة تبيان (عربي ـ فارسي)
http://mkutup.gov.tr/index-eng.html المكتبة الوطنية التركية
http://www.nla.gov.au/preserve/trainmat.html المكتبة الوطنية الاسترالية
http://www.mild-kw.net/ إدارة المخطوطات والمكتبات الإسلامية
http://www.collectionscanada.ca/ المكتبة والإرشيف الكندي
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[13 Mar 2007, 11:11 ص]ـ
جهد مبارك بارك الله فيك
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[13 Mar 2007, 11:26 ص]ـ
جهد مشكور، وعمل مبرور
وخدمة تطوق بها جيد العربية
ومن يعمل بها، وبخدمتها
أثابك الله، وجعلها في ميزان حسناتك
ـ[نورة]ــــــــ[13 Mar 2007, 12:22 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وجعله في ميزان حسناتكم
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Mar 2007, 01:31 م]ـ
لمثل هذا النفع فليعمل العاملون
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[13 Mar 2007, 02:00 م]ـ
السلام عليكم إخواني الأفاضل الرجاء كل من لديه رابط لاسم مكتبة جديدة وضعها في الموضوع للاستقصاء
وأشكر لفضيلة الدكاترة فهد الوهبي ومروان الجاسمي وعبد الفتاح خضر وأختي نورة حفظهما الله جميعا
ـ[د. أنمار]ــــــــ[13 Mar 2007, 02:31 م]ـ
http://www.ambrosiana.it/ing/catalogo_antichi.asp
مكتبة أمبروسيانا
في ميلانو، إيطاليا
http://bnm.leidenuniv.nl/
جامعة ليدن، بهولندا
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[13 Mar 2007, 02:53 م]ـ
جزاك الله خيرا، ويسر أمرك.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[13 Mar 2007, 07:07 م]ـ
السلام عليكم لا ننسى موقع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف عنوانه:
https://www.qurancomplex.org/
أشكر تذييل حبيبنا في الله د أنمار حفظه الله ومداخلة أخونا أضواء البيان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[13 Mar 2007, 11:07 م]ـ
عطاء نافع وجهد مشكور.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[19 Mar 2007, 09:04 م]ـ
هل يعرف أحد موقع المكتبة الجرمنية، في برلين
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[20 Mar 2007, 08:40 م]ـ
السلام عليكم أما فهرس مسيل اللعاب فهو في هذا الرابط:
http://www.sahab.org/books/count.php?book=1012&action=download&goto=files/mktotat/sahab.net_M44.rar
وفي شبكة سحاب السلفية:
http://www.sahab.net/sahab/showthread.php?s=&threadid=313724
يذكر أنها في مدينة ليبزج، وتحتوي تلك المدينة على ثلاث مكتبات رئيسية وهي:
1) متحف الشعوب في ليبزج - مركز البحوث:
أنشئ سنة 1869، ويحتوي على 6 مخطوطات إسلامية باللغة العربية.
2) مكتبة جامعة ليبزج:
أنشئت سنة 1543، وتضم 898 مخطوطاً إسلامياً باللغة العربية، وحالتها جيدة، ولها فهرس جيد رغم قدمه، وأن مجموعة مخطوطات هذه المكتبة من أفضل مجموعات المخطوطات في ألمانيا.
3) مكتبة مدينة ومقاطعة ليبزج:
أنشئت سنة 1677، ثم نقلت إلى مبنى خاص بها في عام 1755، وبها 376 مخطوطاً إسلامياً باللغات العربية والفارسية والتركية، وحالتها جيدة، ... وهي مجموعة غنية وبها نسخ قديمة، وليس لها إلا فهرس قديم
المصدر: المخطوطات الإسلامية في العالم (1/ 179 - 181) باختصار وتصرف.
وعن المكتبة الجرمنية جهدت في التنقيب و لّمَّا بعد.
وإن شاء الله بعد السبت القادم أسئل لك خبيرا سيكون عنده الجواب اليقيني بإذن الله تعالى فقد تعامل الكثير مع الدكتور عبدالرحمن الأعظمي بداية من سنن الترمذي رواية ابن التاجر التي اكتشفها في روسيا نهاية بمفاجاءت آتية إن شاء الله تعالى
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[20 Mar 2007, 08:56 م]ـ
إدارة المخطوطات والمكتبات الإسلامية
تحت رعاية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قطاع الإفتاء والبحوث الشرعية, يقوم الموقع بطرح وشرح اهم المخطوطات الإسلامية في العالم العربي مدعمة بالصور والشروحات. إن التراث العربي الإسلامي العظيم الذي تزخر به مكتبات العالم
يتطلب بذل الجهد الصادق في سبيل جمعه وإعداده وحفظه بطرق عصرية لتسهيل الانتفاع بهوتأكيدا للدور الفاعل الذي تقوم به المكتبات الإسلامية في نشر الثقافة الإسلامية كان لإدارة المخطوطات والمكتبات الإسلامية بوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية
أهميتها ودورها في ظل وضوح الأهداف التي أنشئت من أجلها. شروط وضوابط تحويل المخطوطات إلى أقراص ممغنطة- يرسل المستفيد قائمة بجميع المخطوطات الأصلية أو المصورة على جميع أوعية الحفظ ببيانات مفصلة عن المخطوط (عنوان المخطوط، أسم المؤلف، سنة التأليف، أسم الناسخ، سنة النسخ، عدد الأوراق)
نقلا عن:
http://sites.wslaat.com/%d8%a5%d8%af%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b7%d9%88%d8%b7%d8%a7%d 8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%83%d8%aa%d8%a8%d8%a7%d 8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%8a%d 8%a9-d-8013.html
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[25 Mar 2007, 12:59 ص]ـ
أثابك الله جهد مبارك نافع
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[25 Mar 2007, 06:48 ص]ـ
واثابك أخي الكريم
عن سؤال أخي الدكتور أنمار للأسف ليس عندي صديقي معلومات.
موقع مركز إحياء ميراث إسلامي به مخطوطات في القراءات
الرابط: http://mirath.net/
ـ[د. أنمار]ــــــــ[25 Mar 2007, 06:04 م]ـ
كنت قبل يومين في برلين لحضور مؤتمر طبي هناك، وقدر لي أن أزور مكتبتها
مكتبة الدولة حسب الترجمة الحرفية.
وفرع المكتبة قسم المخطوطات الإسلامية يقع ضمن مخطوطات الشرق، وبالرغم من وجود موقع لهم على الشبكة إلا أن معظم المخطوطات الإسلامية غير مفهرسة على الشبكة. وحين طلبت الفهرس أخرجوا لي فهرسهم الوحيد المطبوع قديما في حدود 1899 ويقع في 9 مجلدات، وأظن له نسخ أو مصورات في المكتبات العامة لدينا. وعدد المخطوطات حسب الفهرس بالآلاف لعل الرقم المسلسل يصل إلى 10000 عشرة آلالاف فهل هو عدد المخطوطات؟ لمزيد بحث.
وكان جل اهتمامي بمخطوطات القراءات لضيق الوقت، فأخرجوا لي عدة مخطوطات منها النسخة الناقصة من كتاب سوق العروس الذي عنه صورة الجامعة الإسلامية، وكذا كتاب الشواذ للصفراوي لكن الكتاب مبتور وألصقوا خطأ بعد الصفحة 20 كتاب آخر لا علاقة له بالقراءات وظهر لي أنه كتاب حديثي فيه بعض مفردات الصحاح الستة. وهناك عدة كتب طلبت بعضها منهم. ولا يوجد عندهم نسخ رقمية من المخطوطات. ويتعاملوا بالميكروفيلم وتكلفة الصورة الواحدة أو الوجه الواحد الذي يشمل صفحتين عادة 60% من اليورو أما الشرائط الملونة فهي غالية جدا وتكلفة الواحدة 7 يورو. ومن الخطأ جدا الاعتماد على الرقم المسلسل في الفهرس، بل للطلب لابد من الرقم بجواره المكون من رقم عددي وحرفي للرف الكتاب.
وطريقة الطلب أنهم يبعثوا لك المصورة ومعها الفاتورة وتبعث لهم النقود بعد ذلك!!!!
عموما موقع قسم مخطوطات الشرق في المكتبة
http://orient.staatsbibliothek-berlin.de/index_en.html
http://orient.staatsbibliothek-berlin.de/en/kontakt/
http://staatsbibliothek-berlin.de/kohd/framede.htm
والمسؤولة عن قسم المخطوطات هناك اسمها نيكول فيرتج
وممكن مراسلتها على الإيميل
nicole.fuertig@sbb.spk-berlin.de
أو على فاكس49302665955
أما رقم هاتف القسم فهو
49302662426
تحويلة
2878
ولحسن الحظ أنها تجيد الإنجليزية، على قلتهم هناك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[26 Mar 2007, 06:49 ص]ـ
أشكر لفضيلة الدكتور أنمار حفظه الله على هذه المعلومات القيمة:
معهد الدراسات الشرقية للآباء الدومنيكان
موقعها:
http://www.ideo-cairo.org/sommaire.php3?lang=ar
قالوا في كلمة من نحن:
رغم أن القرن الثالث عشر الميلادى قد شهد مولد الرهبنة الدومنيكية فى الجنوب الفرنسى إلا أن الرهبنة ما لبثت أن وضعت لنفسها أقدامًا فى بلاد الشرق هناك فى استانبول وتونس وبغداد ولاحقًا فى الموصل. ويرجع أساتذة اللاهوت الدومنيكان فضل معرفتهم بأرسطو إلى الفلاسفة العرب. وقد كتب كلاً من القديس ألبير العظيم وتوماس الأكوينى تعليقات على أعمال ابن رشد وابن سينا.
وفى عام 1928 شهدت القاهرة تأسيس دير الدومنيكان على يد الأب أنطوان جوسان (1871 - 1962) وكان الهدف آنذاك أن يكون الدير امتدادًا لمدرسة القدس للكتاب المقدس ودراسة الآثار المصرية فى ضوء الدراسات الإنجيلية.
ولسوء الحظ وقفت الأحداث العالمية آنذاك عائقًا فى وجه المشروع حتى جاء عام 1936 وجاء معه ثلاثة رهبان دومنيكان قرروا تكريس حياتهم لدراسة الإسلام وبدت القاهرة من وجهة نظرهم مقرًا نموذجيًا فهنا جامعة الأزهر الشريف ناهيك عن المكانة المتميزة للثقافة المصرية وسط كل العرب. وكان أن التقت رغبة هؤلاء الثلاثة جورج قنواتى وجاك جومييه وسيرج دو بوركى مع دعوة الفاتيكان لأتباعه بأخذ الإسلام على محمل الجد بعيدًا عن أى أهداف تنصيرية وإنما من أجل فهم أفضل للإسلام وتقدير أبعاده الدينية والروحية. وما لبث هؤلاء الثلاثة أن بدؤوا عملهم عقب نهاية الحرب العالمية الثانية فى مطلع خمسينيات القرن المنصرم وتم تأسيس معهد الآباء الدومنيكان للدراسات الشرقية IDEO والذى صار اليوم معهدًا عالميًا متخصصًا فى الدراسات العربية والإسلامية.
وقالوا عن المكتبة
تحتوى مكتبتنا على أكثر من 95 ألف عمل فى مجال الدراسات الإسلامية والمسيحية ما بين أمهات كتب ودراسات وكتب وفصل. وهناك حوالى 1500 من النشرات الدورية بعضها توقف صدوره.
عنوان المعهد:
معهد الدومنيكان
شارع مصنع الطرابيش رقم 1
العباسية ص. ب. 18
القاهرة 11381
ت: 09 55 482 (2 20+)
فاكس: 82 06 682 (2 20+)
ت المكتبة: 69 43 483 (2 20+)
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[26 Mar 2007, 07:26 ص]ـ
بيت القراءن بالبحرين
الموقع: http://www.beitalquran.com/main.htm
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[26 Mar 2007, 11:18 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
الأخ الفاضل: الأستاذ أيمن صالح شعبان ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإني أحمد الله إليكم أن يسر لنا أسباب التواصل معكم عبر هذا الموقع المبارك. مع تقديري لهذا العمل الهام الذي تقدمونه خدمة للباحثين، و عشاق المعرفة.
وتفضلوا أخي الكريم بقبول خالص تحياتي و تقديري.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[28 Mar 2007, 09:25 ص]ـ
الاخ الكريم الاستاذ ايمن صالح شعبان شكر الله لك وبارك فيك
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[06 Apr 2007, 07:12 م]ـ
السلام عليكم
العالمان الفاضلان حبيبنا أحمد بزوي الضاوي مفخرة المغرب والدكتور يسري خضر حفظهما الله لكما الشكر على المرور.
روابط هامة:
موقع تطوير كتابة المصحف موقع هام يجب مطالعته الرابط:
http://www.d4w.net/quran/index/index.htm
وفيه تحميل كتاب إلكتروني عن تطوير الرسم رابط تحميله مباشرة
http://www.d4w.net/Q.zip
صفحة الدكتور أحمد نجيب
http://saaid.net/Doat/Najeeb/index.htm
منتدى اليسير للمكتبات وتقنيات المعلومات - منتدى الوثائق والمخطوطات
موقع حري بالمطالعة
http://www.alyaseer.net/vb/forumdisplay.php?f=19
ـ[د. أنمار]ــــــــ[06 Apr 2007, 09:23 م]ـ
http://ricasdb.ioc.u-tokyo.ac.jp/daiber/fra_daiber.php?ms=&txtno=2110
جامعة طوكيو،
وقد أنزلوا جميع مخطوطاتهم على شكل صور رقمية وعدادها حول الـ600 مخطوط ضمن 153 مجموع
ما عليك إلا النقر على الأرقام العربية في العمود الظاهر على اليسار للتعريف بالمخطوط ثم انقر على الكتابة اليابانية بجوارها وتبدأ بتصفح المخطوطة في نافذة أخرى، وهناك مقاسان صغير ووسط، اما الكبير فلا يعمل.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[06 Apr 2007, 10:35 م]ـ
حبيبنا د. أنمار جزاك الله خيرا على دُررك في هذا الموضوع
ـ[د. أنمار]ــــــــ[07 Apr 2007, 02:40 م]ـ
الشيخ أيمن
أنتم أصحاب الفضل، بارك الله فيكم.
وهذه بعض المخطوطات التي يمكن تصفحها في موقع الجامعة الأمريكية في لبنان.
http://almashriq.hiof.no/ddc/projects/jafet/manuscripts/
ـ[إيمان يحيى]ــــــــ[22 Oct 2010, 01:04 م]ـ
جزاكم الله خيراً وزادكم من فضله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[22 Oct 2010, 10:11 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك اخي الفاضل(/)
كيفية كتابة تقرير حول مشروع علمي
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[13 Mar 2007, 01:23 ص]ـ
أسأل الدكاترة الكرام عن كيفية كتابة تقرير لتقديم مشروع علمي، ويتمثل المشروع في تحقيق مخطوط في التفسير.
وحبذا لو وُجد نموذج لذلك.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[13 Mar 2007, 03:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل توناني ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد فإني أحمد الله إليكم أن وفقكم للعثور على مخطوط في تفسير القرآن الكريم، نسأل الله تعالى أن يوفقكم لما يحبه و يرضاه. أما عن التقرير الذي يقدمه الطالب الباحث عن الموضوع الذي يعتزم العمل على إنجازه فيمكننا إجماله في ما يلي:
1 - يقدم الباحث لتقريره بمقدمة موجزة عن المجال العلمي الذي ينتمي إليه المخطوط المزمع تحقيقه.
2 - التعريف بصاحب المخطوط.
3 - التعريف بالمخطوط.: أ- أهمية المخطوط.
ب ـ وصف المخطوط:
أ ـ العنوان الكامل.
ب ـ نسخ المخطوط.
ج ـ موضوع المخطوط.
د ـ أهمية المخطوط.
4 - عملك في المخطوط: أ ـ الدراسة النظرية.
ب ـ تحقيق المخطوط.
ج ـ الفهارس العلمية.
الخطة العامة للبحث:
** مقدمة: أ ـ أسباب اختيار الموضوع.
ب ـ الصعوبات التي واجهت الباحث.
د ـ المنهج المقترح لدراسة الموضوع.
ج ـ الخطة العامة للبحث.
أولا: قسم الدراسة:
أ ـ ترجمة صاحب المخطوط.
ب ـ التعريف بالمخطوط.
ج ـ منهج المؤلف.
القضايا العامة للكتاب.
2 ـ قسم التنحقيق:
أ ـ النسخ المعتمدة.
ب ـ منهجك في التحقيق.
ج ـ النص المحقق.
د ـ الخاتمة: أهم النتائج التي توصل إليه الباحث.
ه ـ الفهارس العلمية.
قائمة المصادر و المراجع.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[13 Mar 2007, 04:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا فضيلة الدكتور أحمد بزوي الضاوي على ما تكرمتم به، وجعل ما قمتم به في ميزان حسناتكم يوم القيامة.
مجرد استفسار: كيف يمكنني عمل قائمة المصادر والمراجع والعمل لما ينتهي بعد؟ فهل يمكنكم أن تتفضلوا ببيان هذه النقطة.
بارك الله فيكم
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[13 Mar 2007, 07:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل ـ توناني ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، أنتم أهل الجزاء و الإحسان. أما سؤالكم عن قائمة المصادر و المراجع، فلا يخفى عليكم أن الطالب الباحث لا بد أن يتصف بصفات أهمها: أن يكون على جانب كبير من العلم و المعرفة، و قادرا في الوقت ذاته على التفكير، والتأمل، و التفسير، و الاستنباط، و المقارنة، و ذلك لا يمكن أن يتم إلا إذا كان واسع الاطلاع في مجال تخصصه، وخارجه، لأن ذلك يمكنه من اتساع أفق النظر، و من ثم القدرة على القيام بمهام البحث و أعبائه، و بناء على ما سبق فإن الطالب الباحث مطالب بإعداد قائمة للمصادر و المراجع لها صلة بمجال بحثه عامة، و بالموضوع الذي يعتزم دراسته بصفة خاصة.و هذه القائمة يمكن إنجازها بالرجوع إلى فهارس المكتبات، و الكتب و استشارة أهل الخبرة و التخصص. و الأمر كله يتعلق بالتصور الأولي الذي يملكه الباحث عن مجال التخصص و موضوع البحث.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[13 Mar 2007, 11:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا، وأحسن الله عاقبتكم في الأمور كلها .... آمين
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Mar 2007, 07:29 ص]ـ
جزاكم الله خيراً يا دكتور أحمد على تفضلكم بهذا الجواب المفصل.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[15 Mar 2007, 02:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل عبدالرحمن الشهري ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، أما بعد فإني أحمد الله إليكم أن جدد اللقاء بكم على عتبات هذا الموقع المبارك، الذي هو من الصدقات الجارية، و من ثم فإن كان هناك من يشكر فأنتم و إخوانكم القائمون على هذا الموقع العلمي المتميز، أما نحن فنقطف ثمرات ما غرست أيديكم المباركة.
مع تنبيه لتكرار ورد في الخطة الأولية للبحث، و الصحيح: التعريف بالمخطوط.
وتفضلوا بقبول خالص تحياتي و تقديري.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.(/)
مَنْ قتل مُؤمنَاً من أجل إيمانه، هَل يكون مُؤمنَاً؟
ـ[الحضار]ــــــــ[13 Mar 2007, 03:46 ص]ـ
سؤال للإخوة الكرام
مَنْ قتل مُؤمنَاً من أجل إيمانه، هَل يكون مُؤمنَاً؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[13 Mar 2007, 05:34 ص]ـ
اخي الكريم أفصحْ فالسؤال بالنسبة لي غير واضح , فحبذا لو فصلت ..
ـ[الحضار]ــــــــ[13 Mar 2007, 02:50 م]ـ
حياك الله أخي محمود الشنقيطي
وعذراً على عدم وضوح السؤال
عند قراءتي الآية: {وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطئاً}
تبادر لي هذا السؤال
السؤال:
لو أن رجلاً مسلماً قَتَلَ رجلاً من أجل إيمانه، فهل يكون القاتل مؤمنا؟
ورجعت للتفاسير للإجابة فلم أجد حسب استطاعتي.
فلم يعد لي حيلة إلا منتدى التفسير وهو يحوي ثلة من طلبة العلم الكبار، لعلهم يجلون عني ما علق من الفهم الخطأ.
ولعله يكون على يديك أخي محمود، فلا تبخل علينا بما علمت.
أخوك الحضار
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[14 Mar 2007, 12:08 م]ـ
حياك الله أخي محمود الشنقيطي
وعذراً على عدم وضوح السؤال
عند قراءتي الآية: {وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطئاً}
تبادر لي هذا السؤال
السؤال:
لو أن رجلاً مسلماً قَتَلَ رجلاً من أجل إيمانه، فهل يكون القاتل مؤمنا؟
ورجعت للتفاسير للإجابة فلم أجد حسب استطاعتي.
فلم يعد لي حيلة إلا منتدى التفسير وهو يحوي ثلة من طلبة العلم الكبار، لعلهم يجلون عني ما علق من الفهم الخطأ.
ولعله يكون على يديك أخي محمود، فلا تبخل علينا بما علمت.
أخوك الحضار
أخي الكريم:
هل معنى سؤالك أن مؤمناً يقتل مؤمناً آخر لا ينقم منه سوى الإيمان بالله تعالى ... ؟؟؟
فإن كان ذلك قصدك فوصف القاتل هنا في سؤالك بالإيمان غير صحيح ,لسببين:
أولهما: أن القاتل عمداً مرتكبٌ لكبيرة من الكبائر الموبقات وهي قتل النفس المعصومة لا إله إلا الله بغير وجه شرعي يبيح دم صاحبها, والله يقول: (ومن يقتل مؤمنا متعمداً فجزائه ججهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيماً) قال الطبري رحمه الله بسنده نقلا عن مجاهد عند تفسير {فكأنما قتل الناس جميعا} قال: الذي يقتل النفس المؤمنة متعمدا جعل الله جزاءه جهنم وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما يقول: لو قتل الناس جميعا لم يزد على مثل ذلك من العذاب) انتهى
ولذا صح عن ابن عمر أنه قال لمن قتل نفسا بغير حق عمداً (تزود من الماء البارد فإنك لا تدخل الجنة أبداً)
الثاني: لأن قتل النفس بسبب الإيمان بالله سنة من سنن المشركين , وصاحبها محاربٌ لله ,كما قال الله تعالى (وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد).
بل حتى معاداة المؤمن لا لشيء إلا لإيمانه هي من صفات أعداء الله ورسوله كما قال الله تعالى (الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله) وكقول الله تعالى مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم (قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل) وغير ذلك, والله تعالى أعلم
ـ[الحضار]ــــــــ[15 Mar 2007, 12:16 ص]ـ
أخي محمود الشنقيطي
بارك الله فيك وفي علمك
قلت: "ولذا صح عن ابن عمر أنه قال لمن قتل نفسا بغير حق عمداً (تزود من الماء البارد فإنك لا تدخل الجنة أبداً)
".
كيف يقول: " لا يدخل الجنةأبدا "؟ ونحن نعلم أنها من الكبائر.
أرجو توضيح ذلك
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[15 Mar 2007, 07:17 ص]ـ
أما قول ابن عمر هذا فقد نقله عنه وجزم بثبوته الحافظ ابن حجر عليه رحمة الله في الفتح بدون لفظ (أبدا) والعلامة العيني عليه رحمة الله في عمدة القاري بزيادة هذا اللفظ وقال: (وذكره ابن أبي شيبة أيضا عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري وأبي الدرداء) انتهى
ولكنَّ الصحيح والذي عليه اهل السنة والجماعة أن ما جاء في الآية إنما هو ذكرٌ للجزاء الذي يستحقه القاتل ولا يلزم منه المجازاة به لأن الله قد يعفو ويتفضل, وهذا مذهب أهل السنة والجماعة لأن القتل العمد دون الشرك بالله والله قال (ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) والله تعالى أعلم
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[16 Mar 2007, 08:44 ص]ـ
الشيخ الفاضل: محمود الشنقيطي.
أرى أنه قد تداخل في الجواب أمران، وهما:
الأول: حكم القائل على سبيل العمد والعدوان مطلقا - بدون التقييد بكونه من أجل إيمان المقتول -.
والثاني: تقييد سبب القتل بكونه من أجل أن المقتول مؤمنا، فإنما قتله بغضا لإيمانه، وهما لا يتواردان على محل واحد.
فالمسألة الثانية لا أشك في كونها رده، فكما تفضلتم بأن ذلك سنن المشركين، وقد حكم القرآن على من استهزأ بالقراء بالردة، فكيف بمن قتلهم من أجل إيمانهم وفقط.
وأما المسألة الأولي فالراجح عندي أنه فاعل كبيرة، وهو في المشيئة.
والأقوى في توجيه معنى التأبيد حمله على طول المكث.
والله الموفق.،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[16 Mar 2007, 01:07 م]ـ
صدقت بارك الله فيك ,وجزاكم الله خيراً(/)
سورة الحجرات دراسة تحليلية وموضوعية للأستاذ الدكتور ناصر العمر حفظه الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Mar 2007, 12:17 م]ـ
سورة الحجرات دراسة تحليلية وموضوعية للأستاذ الدكتور ناصر العمر حفظه الله ( http://www.almoslim.net/admin_prod/chapters_list_main.cfm?id=39)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Mar 2007, 01:42 م]ـ
نفع الله تعالى بجهود العلماء البلاد والعباد، ووفق الله الأستاذ الدكتور ناصر ومبلغ الخير عنه
د. عبد الرحمن وأضيف:
إن أستاذي أ. د. جوده المهدي أستاذ التفسير وعلوم القرآن ونائب رئيس جامعة الأزهر قد ألف
كتاباً منذ عشرين عاماً تقريباً في سورة الجحرات دراسة تحليلية موضوعية تبين حاجة المجتمع المسلم
إلى آدابها، ولعل الله يرزقنا الاطلاع على ما كتبه أ. د ناصر كما رزقنا تلمذة على يدي الدكتور جوده
وكتابه.
وبالله تعالى التوفيق
ـ[يسري خضر]ــــــــ[21 Apr 2007, 02:10 م]ـ
كما كتب الدكتور كامل الدقس تفسيرا لسورة الحجرات نفع الله بهم اجمعين(/)
معرض الكتاب السنوي بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
ـ[محب القراءات]ــــــــ[13 Mar 2007, 11:58 م]ـ
معرض الكتاب السنوي في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
من 24/ 2 / 1428 إلى 9/ 3 / 1428
أوقات الزيارة من الساعة 9 صباحا إلى الساعة 12 ظهرا
ومن الساعة 4.30 عصرا إلى الساعة 10.30 مساءا
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[14 Mar 2007, 01:59 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أخي محب القراءات على التنبيه ...
ونأمل أن يكون المعرض مشتملاً على الجديد والمفيد ...
ـ[محب القراءات]ــــــــ[17 Mar 2007, 02:36 م]ـ
كتب الشيخ الدكتور أمين الشنقيطي في مشاركة له في موضوع (صدر حديثا) ما يلي , وأحببت نقله هنا للفائدة:
السلام عليكم روحمة الله وبركاته وبعد:
فهذه بعض الكتب الحديثة في القراءات والتفسير المعروضة في (معرض الكتاب بالجامعة الإسلامية بالمدينة 1428هـ)
الفتح الرباني في علاقة القراءات بالرسم العثماني د: محمد محمد سالم محيسن جامعة الإمام1415هـ
الإمام أبوجعفر ابن جرير الطبري تأليف علي بن عبد العزيز بن علي الشبل جمعة الإمام 1419هـ
منهج أبي البركات الأنباري في إعراب القرآن في كتابه البيان في غريب إعراب القرآن
د: عبد المقصود محمد عبد المقصود مكتبة الثقافة الدينية
إيفاء الكيل بشرح متن الذيل في فن الضبط:عبد الزاق علي موسى،طبع غراس للنشر الكويت 1427هـ
الأحاديث الواردة في فضل اللغة العربية وذم اللحن رواية ودراية،أحمد عبد الله الباتلي قسم السنة جامعة الإمام كنوز إشبيليا
معجم المصطلحات في علمي التجويد والقراءات د: إبراهيم الدوسري 1425هـ عمادة البحث العلمي جامعة الإمام.
التلقين وأثره في الرواية عند المحدثين د: محمد عبد الكريم بن عبيد
مجموعة مهمة في التجويد والقراءات والرسم وعد الآي راجعها محمد عبد الواحد الدسوقي تحقيق جمال السيد رفاعي،
الوجيز في علوم القرآن مصطلح الحديث أصول الفقه إعداد محمد عبد المعطي
كيف ننتفع بالقرآن مجدي الهلالي
حملة القرآن من الصحابة الكرام د: سيد محمد ساداتي دار الحضارة
إبراز المعاني بالأداء القرآني د: إبراهيم سعيد الدوسري
كيف تحفظ القرآن د: راغب السرجاني
مفردة الحسن البصري لأبي علي الأهوازي د: عمر يوسف حمدان دار اين كثير للنشر عمان
الروضة الندية شرح متن الجزرية في التجويد تأليف محمود محمد عبد المنعم
منهجية التفكير العلمي في القرآن الكريم وتطبيقاتها التربوية:دخليل عبد الله الحدري جامعة أم القرى
المفسرون مدارسهم ومناهجهم القسم الأول د: فضل حسن عباس
الجامع تفسير القرآن لعبد الله بن وهب بن مسلم أبي محمد المصري برواية سحنون بن سعيد (240هـ)،تحقيق وتعليق ميكلوش موراني،دار الغرب الإسلامي
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[17 Mar 2007, 10:16 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي/ محب القراءات
بالنسبة لمن يبحث عن كتب القراءات والتجويد فإن دار الصحابة اعتنت بهما
وكتبها في المعرض تباع لدى ركن الندوة العالمية للشباب الإسلامي.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[18 Mar 2007, 12:57 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبو بكر
ولمن أراد كتب القراءات والتجويد كذلك (طبعات دار الصحابة بطنطا) وغيرها فهي موجودة في مكتبة العلوم والحكم , وأظن أنها أكثر مكتبة في المعرض فيها كتب قراءات وتجويد , ومما وجدته فيها:
كتاب الروض المنير للمتولي , تحقيق / الشيخ أبو الجود , طبعة دار الصحابة
وكذلك كتاب المستنير لابن سوار , تحقيق / أمين الددو.
وغيرهما من عشرات الكتب المتنوعة في علم القراءات والتجويد , القديم منها والحديث.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[29 Mar 2007, 09:34 ص]ـ
أنبه الأخوة الفضلاء إلى أنه تم تمديد فترة المعرض إلى تاريخ 16/ 3 / 1428
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[29 Mar 2007, 10:18 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وأحسن إليكم
وننتظر من الزائرين الكرام
اتحافنا بكل ماهو جديد مفيد
وخاصة كتب التراث المحققة
تحقيقا جيدا(/)
(وذقوا عذاب الحريق) ماترون في هذا الإعراب؟
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[13 Mar 2007, 11:58 م]ـ
قال الله تعالى في سورة الحج: (كلما أرادو أن يخرجوا منها من غمٍ أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق)
الإشكال في إعراب ذوقوا, فقد تقولون وحق لكم: إنَّ إعرابها أبسط من أن تسأل عنه في مثل هذا الموقع, هي فعل أمر ..... ألخ من الإعراب.
أقول هذا الذي نعرفه, لكن مارأيكم؟ هل من الممكن أن نقول فيه أنه فعل ماض مبني للمجهول ,فإنه كما في سابق علمكم أن الفعل الأجوف ك (قال-باع) فيه ثلاث لغات كلها فصيحة:
الأولى: كسر أوله وقلب الألف ياء فنقول:قيل وبيع.
الثانية: كما في الأولى غير أنا لاننطق الكسرة خالصة وإنما نشمها نحو الضمة.
الثالثة: ضم أوله وقلب الألف واو فنقول:قول وبوع.
وإن كانت الثالثة قليلة إلا أن لها شواهد مثل قول الشاعر:
ليت وهل تنفع شيئاً ليتُ ******* ليت شباباً بوع فاشتريت
وغيره.
في الآية الكريمة ألا ترون أن نقول في (ذوقوا) أنه مبني للمجهول على اللغة الثالثة؟
لو تأملنا سياق الآيات لو وجدناه إخباراً عن خصمين اختصما وجزاء كلٍ منهما, والتعبير في الآيات كان بالفعل المبني للمجهول أو للمفعول ففي الآية التي قبل هذه الآية جاء (قُطِّعت-يصبُ-يُصهر-أُعيدوا) ثم جاء الفعل (ذوقوا) وبعده جاء (يُحلَون)
هذا ربما يجعلنا نقول أنه مبني للمجهول.
مارأي المشايخ الفضلاء في هذه المسألة؟ وهل هناك من قال بهذا من العلماء فأنا لم أبحثها بعد وإنما أردت استشارتكم.
لعلي أبحثها ,لكن أرجو منكم مساعدتي.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[14 Mar 2007, 06:57 م]ـ
ياأخي الكريم محمد بن مزهر
هذا القياس غير صحيح، وهو بعيد كل البعد عن هذه
الآية وتوجيهها الإعرابي، وعن مفهوم قلب الألف
في مثل هذه الحالة، مع بناء الفعل للمجهول
ولم يقل بذلك أحد؛ لا من الأولين، ولا من الآخرين
وشكرا لك
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[15 Mar 2007, 09:55 ص]ـ
قد يصح هذا الاعراب من جهة النحو ولا يصح تخريج الاية عليه وذلك لان هذه الكلمة المقصودة لا تكون بهذه الحالة حتى تكون اولا هكذا (وذيقوا) ثم حصل فيها الابدال فصارت ذوقوا وقد يصاحب هذا الكلام شيء من التكلف هذا اولا وثانيا ان هذا الوجه وان كان فصيحا لكنه ليس هو الافصح وقد اتفق العلماء على ان القران لا يخرّج إلا على افصح الوجوه الاعرابية وهذا الوجه المتحدث عنه ليس كذلك من هذه الجهة وليس مشهورا ايضا بل هو نادر إذ لا يكاد يوجد عليه من الامثلة ما يشفع له بالنهوض امام بقية الاوجه
واما ثالثا: الا ترى معي اخي الكريم ان التعبير ب (ذوقوا) على وجه الامر فيه تبكيت للكافرين لايوجد له نظير لو قيل ان الفعل مبني للمفعول؟ والا ترى معي ايضا ان في كونه امرا يستدعي حضور الملائكة ذهنيا وقت ان يقال هذا القول فيضاف الى ما هم فيه من الهول هول آخر؟
هذا ما انقدح في الذهن ولعل لبقية الاخوة مجالا آخر
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[15 Mar 2007, 06:57 م]ـ
شيخي الكريم د. جمال وفقك الله
في الحقيقة أنني لم أجد من العلماء من قال بهذا كما ذكر أستاذي الكريم الأخ مروان ,وقد سألت أحد أساتذتي في قسم البلاغة عن هذا فقال:إن هذا بعيد جداً
والتعبير بفعل الأمر أبلغ وهو مايسمى بالإلتفات.
وذكر أموراً أخرى تبين خطأ هذا القول ,أشكر لك توجيهك وتبصيرك جزاك الله خيراً.
ولعل بقية الإخوة يفيدوننا بمشاركاتهم حول هذه القضية لأنه لازال في النفس منها شيء.
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[16 Mar 2007, 05:34 م]ـ
بل إنها لا تستقيم نحوا لانها والحالة هذه يلتبس البناء للمجهول مع بناء الامر والعربية تميل الى امن اللبس ومن أجل ذلك يصبح وجوبا عند بناء المجهول ان تكون الصيغة لا غير "ذيقوا" كما هو الحال لنظائر هذا الفعل في قولنا "بيع وبوع" فتقول بيع الكتاب وبوع الكتاب فاذا اسندت الفعل الى ضمير المتكلم او المخاطب لزمك وجه واحد لاغير عند بنائه للمجهول وهو ضم اوله فتقول: بعت ياعبد ولايصح الكسر لامن اللبس حتى لا يلتبس البناء للمجهول مع البناء للمعلوم.والقاعدة استقرت في هذا الباب ان ما اصله واوي يكسر اوله عند بنائه للمجهول وما اصله يائي يضم اوله والفعل "ذاق""يذوق" واوي فيكسر اوله"ذيقوا" لاغير.(/)
جمال البنا ... ومنهجه في التفسير (1)
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[14 Mar 2007, 01:08 ص]ـ
استجابة لطلب شيخنا عبد الرحمن الشهري في نشر بحوث دراسة الماجستير وغيرها ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=337) ... أنشر بحثا عن جمال البنا ومنهجه في التفسير، وهو بحث يقع في (60) صفحة أنقل لكم القسم الأول منه طلبا للنقد والتصحيح ...
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد،،،
فلقد كان متناولا عند المسلمين منذ القدم، مقولتهم المشهورة " إن من نعمة الله أن جعلنا مسلمين " وهي مقولة صحيحة يقينية، لكن يضاف لها اليوم في رأيي " وأن جعلنا من أهل السنة والجماعة " لأنها الطائفة التي صحت الآثار في نصرتها وبقائها، ومخالفة المخالفين لها، بل زادت النعمة بقوله صلى الله عليه وسلم " لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم " وهي رواية تبعث الأمل في روح المؤمن من هذه الفرقة الناجية أن دين الله لن يتضرر بتحريف المحرفين، وفي نفس الوقت يوجد معنى ضمني للحديث يحث أصحاب هذه الطائفة على الرد على كل من خالف، وأن الراد بإذن الله منصور، مؤيد بالحجة، وأيضا لا يهيبنّه حجة الخصم فهي كبيت العنكبوت، " وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت " أو " كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ".
وقد تعددت مشارب تلك الفرق المخالفة ومصادرها، فمن ذلك تأخير الاحتجاج بكتاب الله، أو هجر السنة النبوية، وعدم الاعتداد بإجماع العلماء، وتحريف القياس عن موطنه الصحيح، وتقديم العقل على ذلك كله، وأدهى من ذلك وأمرّ تحكيم النص إلى العقل ليتولى العقل البشري الناقص النظر في الخصومة، والبت في القضية.
ومن رجالات هذه المدرسة في زماننا الدكتور / جمال البنّا، وحيث أن مادة اتجاهات التفسير من المواد المقررة في دراستي للماجستير، وطلب منا مدرس المادة ـ وفقه الله ـ بحثاً حول المناهج العصرية المخالفة في التفسير، حثاً لنا على التدرب، وتربية لنا على حماية المنهج السلفي، وتوسيعاً لمداركنا على ما يدور من حولنا من توجهات لا يحسن بطالب العلم الجهل بها؛ فاخترت أن يكون بحثي في " جمال البنّا ومنهجه في التفسير " لا، لأنه قدم منهجا يستحق الدراسة والنظر، وطريقة علمية في علم التفسير يحتذى حذوها، بل لأنه رمز لمدرسة مخالفة للمنهج الصحيح، وقسمت البحث إلى ما يلي:
المبحث الأول:
التعريف بالدكتور / جمال البنّا.
المبحث الثاني:
دراسة مختصرة لمواضيع كتبه ورسائله فيما يخص التفسير منها.
المبحث الثالث:
أمثلة من تفسيره للآيات.
المبحث الرابع:
الركائز التي قام عليها منهجه في التفسير.
وقد جعلت الردود على مخالفاته تعقيبا بعد نقلي لقوله، ولم استطرد في الردود؛ بل أكتفي بالإشارة الموجزة لبيان تناقضه، واضطراب منهجه، لأن القصد الأول من البحث بيان منهجه، ومناقضته لمنهج أهل السنة ولطريق أهل العلم.
ولنعلم في خاتمة المقدمة أن الرد على الأقوال المخالفة منهج لسلفنا منذ القدم، ويزداد التأكيد على الرد إن عظمت المخالفة، فما بالك إذا كان منهجا جديداً على الأمة، يستغل باب التجديد في الفقه، ويمتطي التيسير على الناس، وهي كلمات " التجديد ـ التيسير " يستعملها من يستعملها لأنها أكثر فوضوية، وأوسع دلالة من غيرها من الكلمات.
كما لا يفوتني أن أشكر شيخنا الدكتور / أحمد عقيل على تكليفه لنا بهذه البحوث التي جنيت من ورائها شخصياً كل خير؛ من سعة الإطلاع، ومعرفة المناهج، إضافة إلى الفائدة الكبرى في ظني وهي زيادة يقيني بمنهج أهل السنة والجماعة وتكامله، وأنه المنهج الذي يتوافق مع صحيح العقل.
أسأل الله التوفيق والسداد في أقوالنا، وأعمالنا، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه، وأن يجنبنا النفاق والرياء، وأن يرينا الحق حقا، ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا، ويرزقنا اجتنابه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
المبحث الأول
التعريف بالدكتور / جمال البنّا
(يُتْبَعُ)
(/)
هو جمال البنا الساعاتي، الأخ الأصغر لحسن البنا رحمه الله وعفا عنه، يصنف على أنه كاتب ومفكر إسلامي، من دعاة التجديد، ألف العديد من الكتب، والمقالات، التي تبنى فيها منهجه في التجديد على حسب زعمه، يصل عددها إلى "108" ما بين كتاب ومقال ومنها:
1ـ التعددية في المجتمع إسلامي.
2ـ الجهاد.
3ـ تفسير القرآن الكريم بين القدامى والمحدثين.
4ـ تثوير القرآن.
5ـ الإسلام دين وأمة وليس دينا ودولة.
6ـ موقف الإسلام من العلمانية. القومية. الاشتراكية.
7 ـ رسالة الإسلام.
8 ـ أخت الصلاة المهجورة.
9 ـ الحجاب.
10 ـ نحن ودعوتنا.
11 ـ لست عليهم بمسيطر قضية الحرية في الإسلام.
12 ـ العودة إلى القرآن.
13 ـ الدعوات الإسلامية المعاصرة مالها وما عليها.
14 ـ إستراتيجية الدعوة الإسلامية في القرن 21.
15 ـ لا حرج قضية التيسير في الإسلام.
16 ـ إخواني الأقباط.
17 ـ تجديد الإسلام وإعادة تأسيس منظومة المعرفة الإسلامية.
18 ـ الإسلام وحرية الفكر.
19 ـ ختان البنات.
20 ـ نحو فقه جديد.
21 ـ المرأة المسلمة.
وغير ذلك من الكتب الكثيرة.
المبحث الثاني
دراسة مختصرة لمواضيع كتبه ورسائله
يتقرر في منهج أهل السنة والجماعة أنه لا يخلو الإنسان من هفوات، وزلات تربطه بأصله البشري والذي كتب الله عليه عدم الكمال، ولهذا من الفوائد التربوية مالا يخفى، ولعل من أهمها في وجهة نظري حتى يبقى العبد مرتبطا بالله، لا يتطرق إليه عجب، ويعرف قدر نفسه، وأنه فقير محتاج إلى إعانة ربه وسداده.
لكن من كمال منهج أهل السنة والجماعة أنهم يَزنون التعامل مع هذه الأخطاء، ويفرقون بين الزّلة، والزلات، والداعية إلى زلته وبدعته، وغير الداعي، إضافة إلى أن درجة الخطأ تختلف من باب إلى آخر في تفصيلات تطول.
وحتى لا يُظن أنني في هذا البحث أبحث عن زلات مسلم من المسلمين، وتفخيمها، فإني سأذكر بعضاً من مواضيع الدكتور التي ذكرها في كتبه، حتى أصل بالقارئ إلى أنني أمام فكر جديد، مختلف تماما عن منهج أهل السنة، ولا يَعترف بالسابقين، بل تعدى إلى مرحلة أخطر وهي الطعن بهم، فلا تعجب إذا سمعته يقول عن كتب التفاسير عموما ويطالب: " بصرف النظر عن الاحتجاج بالتفاسير ونرى أنها جنت جناية عظمى على القرآن لأنها صرفت الناس عن مطالعة النص أو الاستماع إليه وما يجديه ذلك من هداية " ا. هـ.
وقال عن الجهاد في رسالته الجهاد: " وهي ترى أن الجهاد كان في الماضي والحاضر من أكبر الموضوعات التي أسيء فهمها " ا. هـ.
فأنا في بحثي أمام إنسان لم يبق لنا من معالم ديننا شيء، فمعاني القرآن يصرفها إلى ما يريد من غير تقيد بتفسير من أحد كائنا ما كان، والسنة في نظره كلام عادي ليس كلها لها اعتبار التشريعية، والإجماع ليس له وجود في قاموسه، والعلماء استخدمهم الحكام في تسيير دولهم، وظلموا أنفسهم، والأمة بقيت في مراتع الجهل، وضياع الدين استمر قرونا طويلة، وسأذكر الآن بعض مواضيع رسائله وسأتناول ما يخص بحثي فيما يتعلق حول القرآن والتفسير، فمن ذلك:
الرسالة الأولى: تفسير القرآن الكريم بين القدامى والمحدثين.تتلخص الرسالة فيما يلي:
1ـ قسم التفاسير إلى ثلاثة:
أ ـ المفسرون اللغويون.
ب ـ المفسرون المذهبيون.
ج ـ المفسرون الإخباريون ورواة الأخبار.
ثم أخذ من كل فئة شواذَها، وأكثر من الكلام على الإخباريين ورواة الأخبار والآثار، حيث دخلت عليهم الإسرائليات، ولم يميزوها، وهذا دليل عنده على أنهم اعتمدوا في تفاسيرهم على أهل الكتاب!! ولذلك ينبغي ترك تفاسيرهم وعدم الاعتماد عليها.
2ـ تكلم على بعض التفاسير الحديثة مثل " المنار، والتحرير والتنوير، وتفسير الشعراوي " وغيرها وجعل محاولة المنار والتحرير من المحاولات التي فيها شيء من التجديد.
ثم ختم بقوله: " والمطلوب لآن .. المطلوب إعادته إلى طبيعته الثورية التحريرية الأولى، والخطوة الأولى هي إزالة هذه الغشاوات كل الغشاوات التي أضيفت عليه، بالتفسير والمفاهيم اللاهوتية بحيث يعود القرآن كما أنزل على محمد " ا. هـ
الرسالة الثانية: تفنيد دعوى النسخ في القرآن الكريم
تتلخص الرسالة فيما يلي:
1 ـ جمع الآيات التي ذكرت في كتب التفسير على أنها من قبيل النسخ.
2ـ ذكر أدلة من يقول بالنسخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
3ـ ذكر بعض الآيات التي فيها نسخ ثم رد عليها، ووجهها، ومن بين توجيهاته ما يكون حسنا، ومنه ما يكون تكلفا.
4 ـ بيّن سبب رواج النسخ في عهد السلف فقال: " وراجت تلك الأحاديث لسذاجة الأفهام خاصة وأن المحدثين ما كانوا يسألون عن السند قبل فتنة عثمان " ا. هـ
ولأن من بين تلك الروايات روايات عن الصحابة، وهي صحيحة السند، فقال عنها: " فلا قيمة لها لأن الصحابة والتابعين ليسوا ملائكة معصومين " ا. هـ
الرسالة الثالثة: تثوير القرآن
وتتلخص الرسالة بما يلي:
1 ـ تحدث بشكل موجز عن الثورات، وعوامل نجاحها.
2ـ تحدث عن ثورة القرآن على أوضاع الجاهلية.
3 ـ تحدث عن خمود هذه الثورة القرآنية عما كانت عليه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأرجع السب إلى ثلاثة عوامل:
أ ـ تفسير القرآن تفسيرا يجعله كتاب قصص.
ب ـ إيثار المنهج التقليدي النقلي على المنهج التحريري القرآني، وتسخير السنة لتبرير ذلك.
ج ـ إفحام مضامين لا هوتية أفسدت عقيدة الله وشقت وحدة الأمة، وهو يشير إلى آيات الصفات.
4 ـ تكلم عن كل واحدة من هذه الأسباب، وذكر في كل واحدة ما سبق ذكره في كتبه حتى يكاد يكون أحيانا منقولا بكامله من كتابه الآخر.
5 ـ ثم تحدث عن كيفية تثوير القرآن، فقال: " ولكي نحقق تثوير القرآن لا بد من القيام بعمليتين:
أ ـ إزالة الغشاوات التي أهالها الأسلاف أكداسا على القرآن الكريم.
ب ـ تقديم تصور لما يكون عليه الفهم السليم للقرآن.
ثم قال: " وهذه التفاسير التي تحمل أسماء مقدسة، إن لم تكن موثنة، مثل ابن جرير الطبري، وابن كثير، والقرطبي، والزمخشري، تعد قدس الأقداس، وهناك عشرات الألوف من الشباب السذج المتحمس الذي يفضل الموت الزؤام على المساس بها، ووراءهم الأئمة الأعلام الذين لا يترددون في الإفتاء بتكفير من يريد الخلاص من هذه التفاسير أو يرون في هذا مؤامرة على الإسلام " ا. هـ
هذه بعض مواضيعه في بعض رسائله، أما سائر أفكار التجديد المزعوم، والقضاء على ثوابت الأمة، وأركان الدين، وأساس المنهج السلفي فتقوم عليها سائر كتبه.
المبحث الثالث
أمثلة من تفسيره للآيات.من يطالع كتبه يجد فيها بعض التفسيرات، التي لم يسبق إليها، وشيء بدهي على أصحاب توجه التجديد أنهم لا يعتمدون على السابقين فضلا عن أصحاب التوجه السلفي، وسأنقل بعضا من تفسيراته، غير أني سأقسمها إلى مطلبين:
المطلب الأول: أمثلة من تفسيره لآيات من القرآن.
المطلب الثاني: أمثلة من تفسيره لبعض قضايا القرآن.
المطلب الأول
أمثلة من تفسيره لآيات من القرآن
حشد الدكتور في كتبه كثيرا من الآيات التي قام بتفسيرها، خاصة تلك الآيات التي تتوافق مع هواه في تمرير الفكر التجديدي، والاستعانة بعمومات القرآن، ومن ذلك:
المثال الأول:
قال: " بل إن الله تعالى نفى الإكراه من عالم الدين كله، ( .. لا إكراه في الدين .. قد تبين الرشد من الغي ... ) البقرة 256 " ا. هـ
قال الباحث: ففسر الآية الكريمة بأن الله نفى الإكراه على الدين، ولذلك يجوز التعددية الدينية في المجتمع المسلم، فيجوز على رأي الدكتور أن يكون في المجتمع المسلم الحرية في اتخاذ الدين الذي يريد الإنسان، وأن يكون لأي دين غير الإسلام تواجد بين المسلمين ويفتح المجال لحرية تعدد الديانات، ويرى ذلك الدكتور ديانة بناء على فهمه للآية حيث نفت الإكراه على الدين، ويؤيد كلامه في كتابه " التعددية في المجتمع الإسلامي " فقد بناه على أساس نصرة هذه القضية.
وقاده ذلك التفسير للآية الكريمة إلى القول بنفي حد الردة، وألف في ذلك كتابه " نفي حد الردة ".
المثال الثاني:
قال: " (حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل لسبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: فمن الواضح أن الآية هي عن صنوف الطعام المحرمة والاستسقام بالأزلام، وبدون ذلك لا يكون هناك محل " فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم، فإن الله غفور رحيم " وإن توجيه الحديث بداءا من " اليوم يئس الذين كفروا من دينكم " الخ .. هو إلى أمة المسلمين وقتئذ، وفي ذلك الوقت بدليل كلمة " اليوم " فالاستشهاد بالآية في استبعاد التدرج عند دعوة غير المسلمين أو من في حكمهم ممن اجتذبتهم الجاهلية الحديثة عن دينهم، ويراد إعادتهم إليه هو استشهاد لا يستقيم، ويكون في غير محله " ا. هـ
قال الباحث: فالدكتور يرى أن هذه اللفظة من الآية " اليوم أكملت لكم دينكم " خاصة من وجهين:
1ـ تخصيصها بذلك الوقت، والزمن.
2ـ تخصيصها بتلك الأنواع المحرمة من المطاعم.
وقد فات الدكتور أنها أنزلت في حجة الوداع، في يوم عرفة كما صح بذلك الحديث الصحيح من طريق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومعلوم عند علماء المسلمين، وعوامهم أن حجة الوداع عاش بعدها النبي صلى الله عليه وسلم بضعة أشهر ثم توفي، فتكون كلمة اليوم تدل دلالة واضحة على اكتمال الشريعة بالدليل الذي ذكره الدكتور لكن بغير فهمه عفا الله عنه.
والغريب أن الدكتور أتى للآية التي اعتبرها رجل يهودي مفخرة من مفاخر الأمة التي تنزل عليها مثل تلك الآية حتى قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه " يا أمير المؤمنين آية تقرؤنها في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت ونعلم ذلك اليوم الذي نزلت فيه لاتخذناه عيدا " ومع ذلك خصصها الدكتور مع أن يهوديا فهم عمومها من خلال لفظها، وأيضا جعل أهل العلم هذه اللفظة من الآية أصلا في رد جميع البدع في جميع الأزمان.
لكن الدكتور حمله على ذلك الفهم ما يريد أن يقرره من أن حكم التدرج في التشريع الإسلامي باق على تدرجه ولم ينسخ، وأنه يحق للدعاة أن يتدرجوا في دعوتهم لغير المسلمين على ما كان عليه الأمر في بداية الإسلام ثم هكذا إلى أن يقرروا جميع الأحكام ولذلك قال " فإذا كان المسلمون الأول حديثي عهد بشرك وتطلب ذلك التدرج في دعوتهم إلى الإسلام وإلزامهم فروضه، فإن الناس في أمريكا وأوربا غارقون في الشرك حتى الأذقان فضلا عن غربتهم التامة عن الملابسات والعادات والتقاليد الإسلامية ... فإذا أريد دعوتهم إلى الإسلام أفلا يكون من الحكمة أخذهم بالتدرج .. ؟ " ا. هـ
فيقوم الدعاة على حسب كلام الدكتور عفا الله عنه بالتشريع بالتدرج، فيتدرجوا في الخمر، والشرك، وغير ذلك.
ولا أعرف إلى لحظتي هذه أن الدعاة السابقين من هذه الأمة المباركة، والمجاهدين من الصحابة ومن بعدهم أنهم فعلوا ما دعا إليه الدكتور مع أنهم يدعون الروم، أو ما يسمى أوربا، ولماذا لم يرض به أبو بكر رضي الله عنه في حربه المرتدين؟ فلا أدري لماذا غاب هذا الفهم عن السابقين، مع أنه أيسر في الدعوة؟!!!
وكفى بترك الأمة له ـ على امتداد قرونها، وتتابع دعوتها ـ دليلا على بطلانه.
المثال الثالث: قال: " والحديث يخالف عشرات الآيات التي تنص صراحة على حرية الفكر والاعتقاد دون قيد أو شرط " فمن شاء فليؤمن .. ومن شاء فليكفر " " أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين " أ. هـ
قال الباحث: فالدكتور يرى أن الآيات تدل على أن المجال مفتوح للإنسان أن يختار ما يشاء من الديانات، وأن هذا مسوغ لوجود ديانات في المجتمع المسلم، وعلى ذلك بنى كتابه التعددية في مجتمع إسلامي، وقال لأجله بنفي حد الردة.
المثال الرابع:
قال: " قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير "وقد شرحنا معنى " حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله " ولا مانع من الإشارة إليها فالجملة واضحة فهي تستبعد الفتنة أي إجبار الناس على تغيير المعتقد كما جاء في سورة البروج " إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق " البروج 10
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: فإذا استبعدت الفتنة أصبح الدين لله، بحيث لا يكون قضية يتقاتل ويتجادل عليها البشر، وبهذا يكون المعنى الحقيقي بعيدا عما قد يتبادر إلى ذهن بعض المتعصبين من أن المقصود أن يكون الدين هو الإسلام في حين أن نص الآية ويكون الدين كله لله: يشمل كل ملل الدين، وأن قصره على الإسلام يناقض الآيات التي تركت الأديان الأخرى (المسيحية، واليهودية، والصابئة والذين هادوا الخ .. ) على ما هي عليه ووكلت إلى الله وحده الفصل بينهم يوم القيامة " ا. هـ
قال الباحث: فالدكتور يخالف ما أجمع عليه المفسرون من وجهين:
1ـ عدم تفسير الفتنة هنا بالشرك، لكن بالتأكيد الإجماع غير معتبر عنده كما سأذكره في منهجه في التفسير، ولا شك أن تفسيره الفتنة بالإجبار ليصل به إلى نفي جهاد الطلب الذي دلت عليه الآية بل أَمَرت به.
2ـ عدم تفسيره الدين هنا " بالإسلام " بل هو عام ودليله هنا أنه لو فسرنا الدين بالإسلام وكان معنى الآية " أن الدين لا يكون إلا الإسلام " لأصبح أول الآية مناقضا لآخرها حيث دل أولها على عدم الإجبار، وآخرها يجبر على الإسلام، وهذا تناقض على حد زعمه.
والغريب حقا أن الدكتور خالف ما دعا إليه في كتبه من أن الآية ينبغي (ملاحظة فهم الآيات في السياق أي ملاحظة ما قبلها وما بعدها وعدم بترها بحيث يتغير معناها ويصبح ويل للمصلين).
ولو طبق ما ذكره على هذه الآية لوجد أن سياق الآيات يتحدث عن الذين كفروا عن عبادتهم عند البيت، ونفقتهم ليصدوا عن سبيل الله، وتهديد الله لهم بالحشر إلى جهنم، فإن لم ينتهوا فإن سنة الله التي مضت على الأولين ستأتي عليهم، ثم ذكر الله الأمر بقتالهم حتى لا يكون هناك كفر بالله، ويكون الدين فقط دينا إسلاميا خالصا من أي شائبة.
المثال الخامس:
قال: " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " قال: نحن هنا أمام آية جاءت بوصف انفردت به، ولم يرد في المصحف بهذا الصدد إلا هذه المرة فضلا عن أنه إذا فهم أنه ممارسة أو مبدأ، فإنه يخالف ما تضمنته آيات عديدة عما يتبع في مثل هذا الموقف كما أنه يخالف الوقائع المادية لما حدث أيام الرسول والخلفاء الراشدين، والنص الذي جاء به هذا التعبير، نص نعجز عن التوصل إلى مفهومه الحق، وليس لدينا في الصحيح الثابت تفسيرا له من الرسول .. فالآية تتحدث عن فئة من أهل الكتاب لا تؤمن بالله ولا باليوم الآخر ولا تحرم ما حرمه الله ورسوله ولا يدينون دين الحق، ونحن نعرف أن أهل الكتاب سواء كانوا من اليهود أو النصارى يؤمنون بالله ويؤمنون باليوم الآخر، كما أنهم يحرمون ما حرم الله من قتل أو زنا أو سرقة، ومن ثم فيبدو أن هناك فئة شاذة ينطبق عليها وصف القرآن، ويفترض أن تكون هذه الفئة قد نصبت نفسها لعداوة الإسلام، وأبدت استكبارا تطلب مقاتلتها ودفعها الجزية بشيء من الصغار " ا. هـ
قال الباحث: من تناقض الدكتور أنه انتقد على علماء السلف أنهم لم يعاملوا القرآن على أنه كتاب هداية عام، لا يتكلم عن التفاصيل، بل يكتفي بالعمومات لأنها مقصودة لذاتها، ومع ذلك وقع فيما لام السلف فيه، إذ كيف يتكلم القرآن ـ وهو كتاب هداية عام، يذكر الكليات ـ عن فئة شاذة ليس لها وجود، ولا تعرف، ولم تأت إلى وقتنا هذا!!!! فأي تخبط هذا.
لكن حمله على ذلك ما يريد أن يصل إليه من نفي جهاد الطلب، وأن جميع الآيات التي أمرت بالجهاد، أو ذكرته؛ إنما تفسر على أن ذلك القتال هو لدرء الشر عن الدولة الإسلامية فقط، وليس لتبليغ دين الله.
وسأتبعه بإذن الله في القسم الثاني.
وعذرا على الإطالة، لكنها فرصتي لاطلاع مشايخي وتقويمي.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Mar 2007, 05:52 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أبا عمر على هذا الموضوع الطريف الذي يعرفنا ببعض الشخصيات العلمية المعاصرة.
وهذه أول مرة أتعرف فيها على سيرة الدكتور جمال البنا الساعاتي شقيق حسن البنا رحمه الله، وما كتبه من كتب حول القرآن وتفسيره، وهذه من فوائد طرح هذا البحث.
وأشكرك على استجابتك الكريمة لنشر البحث على صفحات الملتقى، وأرجو أن يحذو بقية الزملاء الفضلاء حذوك جزاك الله خيراً.
الحلقة الثانية من البحث: جمال البنا ... ومنهجه في التفسير (2) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7650)
ـ[~ سمو مسلمه ~]ــــــــ[16 Sep 2008, 10:19 ص]ـ
وأنا أيضاً أول مره أعرف سيرة الدكتور جمال البنا ومنهجه في التفسير ..
أسأل الله الاّ يحرمك الأجر ... جهدٌ مثمّن ..
ـ[شمس الدين]ــــــــ[16 Sep 2008, 10:45 ص]ـ
وهل لهذا وأمثاله منهج في التفسير؟
أقل ما يقال فيه أنه فقد عقله وخرف بعد أن تعدى الثمانين من العمر، هذا على أحسن تقدير، وإلا فبعض هذيانه أقرب إلى الزندقة والعياذ بالله.
إلى الله المشتكى، إلى الله المشتكى ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[17 Sep 2008, 04:40 ص]ـ
دكتور جمال البنا!!
ومن هذا الذي "دكتره"؟!!
هو من واقع تحقيق الشخصية (عامل)، وعضو في نقابة العمال ..
أما "دكتور" هذه فواسعة جدًا وعريضة للغاية!
أما "منهجه" في التفسير فهو الهزل بعينه ..
هل صار لهذا الرويبضة "منهج" يدرس ويناقش؟!
إنها لإحدى الكُبَر!
أدعو الأحبة لقراءة بحث (التفسير بلا ضوابط - جمال البنا نموذجًا) للدكتور إبراهيم عوض ..
فقط لتعرفوا قدر هذا الوالغ في دين الله بالطعن والتخريف ..
فليكتب أحدكم فقط اسم هذا المتهوك في أي محرك للبحث تخرج له العناوين المخزية:
جمال البنا يصرح أن الحجاب غير شرعي والزواج صحيح دون شهود وولي!
جمال البنا يجيز تبادل القبلات بين الشباب والفتيات غير المتزوجين!
جمال البنا يفني أن التحول من الإسلام إلى اليهودية والمسيحية ليس كفرا!
وغيرها كثير ..
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون!(/)
حلم أسأل الله أن ييسر له من يحققه
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[14 Mar 2007, 05:35 ص]ـ
حلم أسأل الله أن ييسر له من يحققه
المتأمل في واقع البحث العلمي يجد أنه مازلنا بحاجة أكثر إلى استغلال الشبكة العنكبوتية في البحث وحفظ المعلومات، فبالرغم من كثر ة المجلات العلمية المتخصصة في العلوم الشرعية كعلوم القران والحديث ... الخ، يجد الباحث وطالب الدراسات العليا الصعوبة في تحصيل هذه الأبحاث، ومما لفت نظري عند الغرب وجود مواقع علمية متخصصة في المجال الطبي مثلا يمكن للباحث أن يرجع لها ويصور منها أي بحث يريد ويحمله كملف pdf ومن هذه الأبحاث ما يتم دفع نقود مقابل الحصول عليه.
الفكرة التي أسأل الله أن ييسرها للباحثين في العلوم الشرعية أن يهيئ لهم موقعا فيه كل الأبحاث والدوريات العلمية في مجالهم فهل هذا ممكن أم أنه موجود؟!
و جزاكم الله خيرا
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[14 Mar 2007, 11:09 ص]ـ
منتدانا الحبيب نرجو له العالمية ونرجو أن يقوم بهذا بل وأقل من ذلك
ولكن التكاليف أكثر من القدرة
ولكن لك صرح نواة وحجر أساس وأحجار يعلو بها الصرح فاقترح أن ينشط أمر الرسائل العلمية
زووجد تصنيفًا يقول أن منتدى الرسائل الجامعية يقسم إلى الآتي
1 - فكرة ومدارسة
فيها يعرض كل صاحب رسالة حالي فكرة رسالته ويعطي عنها نبذة
2 - ترشيح فكرة
فالإنسان والأخص أصحاب الماجستير والدكتوراة تبدو لهم أفكار أو كانوا يتمنون فكرة ما ولم يقوموا بها لأي سبب فلو رشح الفكرة لعل من يقوم بها فيكون بذلك فتح فتحة خير على أخيه، بل وأعطى فكرة جميلة للباحث الهاوي.
3 - فكرة وأرجو المساعدة
ألذين يريدون أن يعدو رسالة ما عنده في جامعته من يشير عليه عمل تلك الدراسة من زاوية معينة فلو عرض فكرته وأشار عليه من سبقوه فذلك نعمة كبيرة وسيكون عنده يومئذ رسالة مشبعة بعلم كم ممن الدكاترة وأصحاب الفن.
4 - مكتبة الرسائل
يسجل فيها أعضاء المنتدى رسالته ويرفعها للموقع. فيكون فيه ثراء في مكتبة الرسائل وخاصة أن بهذا المنتدى عدد من الأفاضل أصحاب الدراسات العليا من ماجستير أو دكتوراة
5 - تسجيل المحاضرات الأسبوعية
لو سجل كل دكتور ما يلقيه على تلامذته كل أسبوع سيكون عندنا دراسات عالمية بهذا الموقع هذا من المغرب وذلك من السعودية وهذا من مصر ...
فهيا يا أصحاب الرسائل اعلوا العلم ولا تكونوا من المقصرين
ـ[أبو المهند]ــــــــ[14 Mar 2007, 11:52 ص]ـ
لعل ذلك يكون قريبا
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[15 Mar 2007, 09:34 ص]ـ
عفواً انظروا
http://www.ahlaltahkek.com/vb/forumdisplay.php?f=62(/)
دلالة قوله تعالى: {و هو في الخصام غير مبين} على عدم جواز ولاية النساء القضاء
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[14 Mar 2007, 06:00 ص]ـ
النساء و ولاية القضاء
بسم الله، و الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم.
فبعد مرور ما يقرب من الألف و الخمسمائة عام على ظهور الإسلام و قيام حكمه - لم يثبت فيها تولي امرأة القضاء في بلاد المسلمين على مدار العصور و المصور - أثيرت منذ مدة قريبة في مصر و غيرها مسألة ولاية النساء القضاء، و دارالقول فيها بين المنع - من جانب جمهورالقضاة - و بين الجواز من جانب البعض منهم، و كان الشرع مستند المانعين لولاية المرأة القضاء، بينما ادعى المجيزون عدم منع الشرع لذلك، و لكل فريق حجج أبداها.
الأصل في الشرع المساواة بين الذكور و الإناث إلا ما خصه الدليل:
و بادئ ذي بدء أود التذكير بأن الأصل في الشرع هو المساواة بين الذكور و الإناث في الخطاب و التكليف بالأحكام، و كذا في الثواب الأخروي و العقاب، و قد استفاضت بذكر ذلك الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية، و من ذلك قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات:13]، و قوله تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ} [آل عمران:195]، و قوله: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا} [النساء:124]. و كذا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (إنما النساء شقائق الرجال). [رواه الترمذي وأبو داود و أحمد]، و لفظ الحديث في " سنن الترمذي ": عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:
(سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الرَّجُلِ يَجِدُ الْبَلَلَ وَلَا يَذْكُرُ احْتِلَامً. قَالَ: يَغْتَسِلُ.وَعَنْ الرَّجُلِ يَرَى أَنَّهُ قَدْ احْتَلَمَ وَلَمْ يَجِدْ بَلَلًا. قَالَ: لَا غُسْلَ عَلَيْهِ. قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ تَرَى ذَلِكَ غُسْلٌ. قَالَ: نَعَمْ إِنَّ النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ "). و لفظه في " سنن أبي داود ": " إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ ".
قال العظيم آبادي – شارح سنن أبي داود -: هذه الجملة مستأنفة فيها معنى التعليل. قال ابن الأثير: أي نظائرهم وأمثالهم كأنهن شققن منهم ولأن حواء خلقت من آدم عليه الصلاة والسلام، وشقيق الرجل أخوه لأبيه ولأمه، لأن شق نسبه من نسبه، يعني فيجب الغسل على المرأة برؤية البلل بعد النوم كالرجل. قال الخطابي: وفيه من الفقه إثبات القياس وإلحاق حكم النظير بالنظير، فإن الخطاب إذا ورد بلفظ المذكر كان خطابا للنساء إلا مواضع الخصوص التي قامت أدلة التخصيص فيها. أهـ[عون المعبود شرح سنن أبي داود]
ليست الأنثى كالذكر في كل شيئ؛ في شرعنا و شرع من قبلنا
و مع هذا الأصل المقرر من المساواة بين الذكور و الإناث إلا أن هناك بعض الأحكام اختص بها الرجال دون النساء: مثل وجوب الإنفاق على الأهل و غيره مما هو مذكور في كتب الفقه، و هناك أحكام اختصت بها النساء دون الرجال: مثل سقوط قضاء الصلاة عن الحائض و غيرها. و كذا خص الشرع الرجال بالقيام ببعض الأعمال كإمامة الجمعة و ولاية الحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
و هذا التخصيص كان موجودا كذلك في شرع من قبلنا، و من ذلك ما قاله الله تعالى - حكاية عن أم مريم عليها السلام -: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}. [مريم:36،35]
تفسير الآية: {و ليس الذكر كالأنثى}
أ- قال الماوردي في تفسيره - المسمى " النكت و العيون ": قال تعالى: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى} لأن الأُنثى لا تصلح لما يصلح له الذكر من خدمة المسجد المقدس، لما يلحقها من الحيض، ولصيانة النساء عن التبرج، وإنما يختص الغلمان بذلك.
ب- و قال الإمام السيوطي في تفسيره " الدر المنثور ": أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في الآية قال: كانت امرأة عمران حررت لله ما في بطنها، وكانوا إنما يحررون الذكور، وكان المحرر إذا حرر جعل في الكنيسة لا يبرحها، يقوم عليها ويكنسها، وكانت المرأة لا تستطيع أن تصنع بها ذلك لما يصيبها من الأذى، فعند ذلك قالت: {وليس الذكر كالأنثى}. أهـ
والأصل دخول أداة التشبيه على المشبه به، وقد تدخل على المشبه؛ لوضوح الحال؛ نحو هذا: {وليس الذكر كالأنثى}؛ فإن الأصل: وليس الأنثى كالذكر، وإنما عدل عن الأصل لأن المعنى: وليس الذكر الذي طلبت كالأنثى التي وهبت. وقيل لمراعاة الفواصل لأن قبله إني وضعتها أنثى. [الإتقان في علوم القرآن، للسيوطي]
و هذا القول الكريم: {و ليس الذكر كالأنثى} نص في عدم إطلاق مساواة الإناث بالذكور في كل الأعمال و المهام. {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا}، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا}، {قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ}، {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}. صدق الله العظيم
* * *
•كانت هذه مقدمة ضرورية لمسألة ولاية النساء القضاء؛ لكيلا يساء الفهم و القصد.
•و قد تقدم قول الإمام الخطابي في " معالم السنن " – و الذي حكاه عنه العظيم آبادي - إن الخطاب إذا ورد بلفظ المذكر كان خطابا للنساء إلا مواضع الخصوص التي قامت أدلة التخصيص فيها.
•و من مواضع الخصوص: ولاية المرأة الحكم والإمارة. و يدخل في الإمارة القضاء والحسبة ونحو ذلك من الولايات العامة.
فلننظر في الأدلة الشرعية المتعلقة بمسألة ولاية المرأة القضاء؛ لنتبين منها حكم الشرع فيها:
الدليل الأول: قول الله عزّ و جلّ - إنكارا و ردا على إفك المشركين -: {أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ * وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مثلا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ}. [الزخرف: 18،17،16]
فقوله تعالى: {أو من ينشّأ في الحلية و هو في الخصام غير مبين}. يعني: المرأة؛ قاله ابن عباس رضي الله عنهما. و كذا قال مجاهد. و قال قتادة: الجواري و البنات و المرأة. و قال السدّي: النساء. [تفسير الطبري]. و الكل بمعنى واحد؛ هو الإناث.
قال الطبري: وقال آخرون: عُنِي بذلك أوثانهم التي كانوا يعبدونها من دون الله.
و عقّب عليه بقوله: وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال: عُنِي بذلك الجواري والنساء؛ لأن ذلك عقيب خبر الله عن إضافة المشركين إليه ما يكرهونه لأنفسهم من البنات، وقلة معرفتهم بحقه، وتحليتهم إياه من الصفات والبخل، وهو خالقهم ومالكهم ورازقهم، والمنعم عليهم النعم التي عددها في أول هذه السورة ما لا يرضونه لأنفسهم، فاتباع ذلك من الكلام ما كان نظيرا له أشبه وأولى من اتباعه ما لم يجر له ذكر. أهـ
تفسير الآية في كتب التفاسير:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ -قال الإمام الطبري: القول في تأويل قوله تعالى: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ}: يقول تعالى ذكره: أو من ينبت في الحلية ويزين بها (وَهُوَ فِي الْخِصَامِ) يقول: وهو في مخاصمة من خاصمه عند الخصام غير مبين، ومن خصمه ببرهان وحجة، لعجزه وضعفه، جعلتموه جزء الله من خلقه وزعمتم أنه نصيبه منهم.
ب - و قال الإمام البغوي: {فِي الْحِلْيَةِ} في الزينة يعني النساء، {وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} في المخاصمة غير مبين للحجة.
ت - و قال الإمام القرطبي: قوله تعالى: " وهو في الخصام غير مبين " أي في المجادلة والادلاء بالحجة.
قال قتادة: ما تكلمت امرأة ولها حجة إلا جعلتها على نفسها.
ث - و قال ابن حبان في " البحر المحيط ": {وهو في الخصام غير مبين}: أي لا يظهر حجة، ولا يقيم دليلاً، ولا يكشف عما في نفسه كشفاً واضحاً. ويقال: قلما تجد امرأة لا تفسد الكلام، وتخلط المعاني.
ج- و في " بحر العلوم " للسمرقندي: {وَهُوَ فِى الخصام غَيْرُ مُبِينٍ} يعني: في الكلام غير فصيح. ويقال: هن في الخصومة، غير مبينات في الحجة ويقال: أفمن زين في الحلي، وهو في الخصومة غير مبين، لأن المرأة لا تبلغ بخصومتها، وكلامها ما يبلغ الرجل.
دلالة الآية:
فهذا القول الإلهي الكريم نص في كون النساء غير مبيّنات في الخصام، و إذا كان هذا شأنهن في مجرد بيان الخصام؛ فكذلك شانهن في الفصل في الخصام؛ من باب الأولى.
و الفصل في الخصومات هو " القضاء ".
و إذا كان ذلك هو شأنهن في بيان الخصام الخاص بهن؛ فهو كذلك في استبيان خصام غيرهم و الفصل فيه؛ من باب أولى.
و عليه: فقوله تعالى في شأن الإناث: {و هو في الخصام غير مبين} نص في مسألة عدم جواز تولية المرأة الفصل في الخصومات، و هو القضاء؛ بدلالة الأولى.
و هذه الدلالة هي أحد دلالات الألفاظ الشرعية للنص؛ المقررة في أصول الفقه.
الدليل الثاني: قول النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح: " لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً ". و ذلك لَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَهْلَ فَارِسَ قَدْ مَلَّكُوا عَلَيْهِمْ بِنْتَ كِسْرَى. رواه الإمام البخاري، و الترمذي، و الحاكم، و أحمد، و غيرهم.
أ - روى البخاري في " صحيحه " عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: (لَقَدْ نَفَعَنِي اللَّهُ بِكَلِمَةٍ أَيَّامَ الْجَمَلِ لَمَّا بَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ فَارِسًا مَلَّكُوا ابْنَةَ كِسْرَى قَالَ: " لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً ").
ب - و روي في مسند أحمد بلفظ: " مَا أَفْلَحَ قَوْمٌ يَلِي أَمْرَهُمْ امْرَأَةٌ ".
فهذا الحديث نص في عدم فلاح القوم الذين يولون أمرأة أمرهم.
- و القول بأن هذا كان فقط على سبيل الإخبار بما سيكون من هزيمة أهل فارس وقتذاك، و لم يكن حكما تشريعيا للأمة: ادعاء غير صحيح؛ لأن (العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب).
و سبب ورود الحديث يعين على تفسيره، و لكن لا يجوز تخصيصه به، و إلاّ كانت معظم أحكام الشرع خاصة بالعصر و بالقوم و بالوقائع التي قيلت فيها الأحاديث. و هذا باطل؛ لنفيه عموم الرسالة إلى يوم الدين.
- و كذا القول بأن ذلك في الإمامة العظمى أو الكبرى وحدها: فغير صحيح أيضا؛ لأنه قيل في ملك الفرس المجوس وقتذاك، و لم تكن عندهم إمامة أصلا، لا كبرى و لا صغرى.
و هذا يدحض الادعاء بجواز ولاية المرأة الحكم في بلادنا الآن؛ بدعوى تخصيص النهي بالإمامة الكبرى، و يدحضه عموم الحديث أولا.
و الحديث عام في كل أنواع الولايات العامة؛ لمجيئه بلفظ من ألفاظ العموم، و هو هنا: النكرة في سياق النفي و النهي؛ على ما هو مقرر في علم الأصول.
فكأنه قال: لن يفلح كل قوم ولوا أمرهم امرأة. و يدخل في ذلك الحكم و القضاء؛ فالقوم الذين يولون أمرهم في الحكم إلى امرأة داخلون في معنى الحديث، و كذا القوم الذين يولون أمرهم في القضاء إلى امرأة داخلون في معنى الحديث أيضا؛ لأن دلالة العموم من دلالات الألفاظ الشرعية.
(يُتْبَعُ)
(/)
و ذلك الحديث عام على سبيل العموم، و لم يرد تخصيصه بمخصص؛ فيظل على عمومه حتى يقوم الدليل المغير. و لا دليل هنا. و المماري عليه الدليل.
و الحديث يفيد النهي عن ولاية المرأة القضاء؛ بدلالة عدم الفلاح.
* * *
و قد احتج المجيزون لتولية المرأة القضاء بأمرين:
الأول: تولية عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – امرأة اسمها الشفاء الحسبة في السوق. و هذا لم يصح، و أنكره بنوها، و سيأتي بيانه.
و الثاني: ما نسب إلى الإمام أبي حنيفة من أن المرأة تقضي فيما تشهد فيه. و هذا النقل فيه اختلاف في ألفاظه؛ مما يوهن من ضبط نقله، ولا يصمد أمام الأدلة الشرعية المذكور ة آنفا؛ فضلا عن أن يكون دليلا شرعيا أصلا. و هذا على افتراض صحة عزوه إلى أبي حنيفة، و كذا الحال فيما نسب إلى الإمام الطبري و غيره، و هو ما نفاه الإمامان أبو بكر بن العربي و أبو عبد الله القرطبي. و بيان ذلك:
* قال القاضي ابن العربي في كتابه " أحكام القرآن ":
(المسألة الثالثة: روي في الصحيح {عن النبي صلى الله عليه وسلم قال حين بلغه أن كسرى لما مات ولى قومه بنته: لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة}.
وهذا نص في أن المرأة لا تكون خليفة، ولا خلاف فيه.
ونقل عن محمد بن جرير الطبري إمام الدين أنه يجوز أن تكون المرأة قاضية؛ ولم يصح ذلك عنه؛ ولعله كما نقل عن أبي حنيفة أنها تقضي فيما تشهد فيه، وليس بأن تكون قاضية على الإطلاق، ولا بأن يكتب لها منشور بأن فلانة مقدمة على الحكم، إلا في الدماء والنكاح، وإنما ذلك كسبيل التحكيم أو الاستبانة في القضية الواحدة، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: {لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة}.
وهذا هو الظن بأبي حنيفة وابن جرير.
وقد روي أن عمر قدم امرأة على حسبة السوق، ولم يصح؛ فلا تلتفتوا إليه؛ فإنما هو من دسائس المبتدعة في الأحاديث). أهـ
و ذكره القرطبي في تفسيره " الجامع لأحكام القرآن ".
* و الاحتجاج بخبر ولاية صحابية حسبة السوق ليس حجة في جواز ولاية المرأة القضاء؛ فضلا عن عدم صحته أصلا؛ حيث أنكره أولادها.
و هذا الخبر ذكره ابن عبد البر و ابن حجر بصيغة التقليل؛ فقالا في ترجمة الصحابية " الشفاء ": (فربما ولاها شيئا من أمر السوق). يعني عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
و هذا لفظ ترجمة ابن عبد البر لها في كتابه " الإستيعاب في معرفة الأصحاب "؛ قال:
الشفاء أم سليمان بن أبي حثمة
هي الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس ابن خلف بن صداد - وقيل ضرار - بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب، القرشية العدوية، من المبايعات. قال أحمد بن صالح المصري: اسمها ليلى وغلب عليها الشفاء. أمها فاطمة بنت أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمر بن مخزوم، أسلمت الشفاء قبل الهجرة فهي من المهاجرات الأول، وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت من عقلاء النساء وفضلائهن، وأقطعها رسول الله صلى الله عليه وسلم داراً عند الحكاكين فنزلتها مع ابنها سليمان، وكان عمر يقدمها في الرأي ويرضاها ويفضلها، وربما ولاها شيئاً من أمر السوق). أهـ
فخبر ولايتها شيئا من أمر السوق روي بصيغة التقليل، و لم يصرح فيه بالحسبة، و هو ما أنكره أولادها؛ قال الحافظ ابن عساكر في " تاريخ دمشق ":
(وكانت الشفاء بنت عبد الله أم سليمان بن أبي حثمة من المبايعات، ولها دار بالمدينة بالحكاكين، ويقال إن عمر بن الخطاب استعملها على السوق، وولدها ينكرون ذلك ويغضبون منه). و أولادها أعلم بها من غيرهم.
و إنما الذي استعمله عمر رضي الله عنه على السوق هو ابنها سليمان؛ ففي " تاريخ دمشق " لابن عساكر قال: (نا أبو بكر بن أبي خيثمة أنا مصعب بن عبد الله قال: سليمان بن أبي حثمة بن حذيفة من صالحي المسلمين، استعمله عمر بن الخطاب على سوق المدينة). أهـ
ولعل اللبس وقع بينهما.
و من هذا و ما قبله: يتبين أن لا حجة للمجيزين ولاية النساء القضاء فيما احتجوا به؛ إذ لم يصح و لم يقم دليل على تخصيص القضاء من عموم النهي عن تولية المرأة الولايات العامة، و لم يثبت استعمال المرأة في نحوه في عصر الصحابة.هذا و الله تعالى أعلم.
{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.
كتبه
د. أبو بكر بن عبد الستار آل خليل
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[14 Mar 2007, 07:54 ص]ـ
جزاك الله خيرًا وأحسنت وأبنت
غير أن بمصر لا تشغلهم القضية كفقه بل كأمركة
فمن هذا الذي يحزن على ضياع الحق الشرعي لهن بأنهن حرمن من تولية القضاء (لا أحد)
بل أن من يقف وراء الأستار ويحاول أن يقلب الليل على النهار لإحداث البلاء والفتن هؤلاء هم الذين يثيرون تلك القضايا
هل ثار مثل هؤلاء على تبديل شرع الله في غير تلك المسألة (لا)
هل ثار هؤلاء على تبرج النساء وضياع حق الله تعالى (لا)
هم يؤمنون بفقه الأولويات فهل الأولى ضياع حق الله في تبرج النساء وحشرهن في المواصلات واختلاطهن الشنيع.
يا دكتور إن طالب العلم والمخلص هو الذي يريد الأدلة، أما من يريد الأمركة ولا يبغي عنها حولا
فهؤلاء لا يريدون دليلاً علميًا ولا شروحًا فقهية.
هؤلاء يفحمون بغير الكلمة
ولكن ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[14 Mar 2007, 05:35 م]ـ
وفقنا الله و إياكم إلى الطاعات و فعل الخيرات
أحسب أن بيان الأدلة و كشف الشبهات كفيلان بمراجعة النفس عند البعض، و لعل الله أن ينفع بما سطرناه و ذكرناه، و أن ينفعنا به.
اللهم آمين
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[20 Mar 2007, 04:09 م]ـ
النساء و ولاية القضاء
•و قد تقدم قول الإمام الخطابي في " معالم السنن " – و الذي حكاه عنه العظيم آبادي - إن الخطاب إذا ورد بلفظ المذكر كان خطابا للنساء إلا مواضع الخصوص التي قامت أدلة التخصيص فيها.
•و من مواضع الخصوص: ولاية المرأة الحكم والإمارة. و يدخل في الإمارة القضاء والحسبة ونحو ذلك من الولايات العامة.
* و دخول ولاية القضاء في معنى الإمارة صرح به الحافظ ابن حجر في " الفتح "؛ ففي شرحه حديث عبد الرحمن بن سمرة: (قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: " يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فكفر عن يمينك وأت الذي هو خير ").
قال ابن حجر: ومعنى الحديث أن من طلب الإمارة فأعطيها تركت إعانته عليها من أجل حرصه، ويستفاد منه أن طلب ما يتعلق بالحكم مكروه، فيدخل في الإمارة القضاء والحسبة ونحو ذلك. أهـ
.......................................
.................................................
و الحديث عام في كل أنواع الولايات العامة؛ لمجيئه بلفظ من ألفاظ العموم، و هو هنا: النكرة في سياق النفي و النهي؛ على ما هو مقرر في علم الأصول.
فكأنه قال: لن يفلح كل قوم ولوا أمرهم امرأة. و يدخل في ذلك الحكم و القضاء؛ فالقوم الذين يولون أمرهم في الحكم إلى امرأة داخلون في معنى الحديث، و كذا القوم الذين يولون أمرهم في القضاء إلى امرأة داخلون في معنى الحديث أيضا؛ لأن دلالة العموم من دلالات الألفاظ الشرعية.
..........................................
...............................................
كتبه
د. أبو بكر بن عبد الستار آل خليل
و قد صرح الإمام البيهقي - في " السنن الكبرى " - بأن الوالي لا يولي المرأة القضاء؛ فقد ترجم للحديث بقوله:
باب (لا يولى الوالى امرأة ولا فاسقا ولا جاهلا امر القضاء)
(أخبرنا) أبو الحسن على بن احمد بن عبدأن أنبأ احمد بن عبيد الصفار ثنا اسحاق بن الحسن الحربى وهشام بن على فرقهما قالا ثنا عثمان بن الهيثم ثنا عوف عن الحسن عن أبى بكرة رضى الله عنه قال: (قد نفعني الله بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما كدت ان الحق باصحاب الجمل فاقاتل معهم، بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اهل فارس ملكوا عليهم ابنة كسرى، فقال: " لن يفلح قوم ولوا امرهم امرأة " - لفظ حديث الحربى.
- وفي رواية هشام ك " ملكوا امرهم امرأة " - رواه البخاري في الصحيح عن عثمان بن الهيثم.
* و قد عد البيهقي وقوع تولية المرأة - و كذا المذكورين في الترجمة - أمر القضاء من علامات الساعة؛ فقال:-
(أخبرنا) على بن احمد بن عبدان أنبأ احمد بن عبيد ثنا احمد بن على الخزاز ثنا سريج بن النعمان ثنا فليح بن سليمان عن هلال بن على عن عطاء بن يسار عن ابى هريرة رضى الله عنه قال: (بينما النبي صلى الله عليه وسلم جالس في مجلسه يحدث القوم حديث، جاءه اعرابي فقال يا رسول الله متى الساعة؟ ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث، فقال بعض القوم سمع ما قال فكره ما قال، وقال بعض لم يسمع حتى إذا قضى حديثه، قال: " اين السائل عن الساعة؟ " قال هذا: انا يا رسول الله. قال: " إذا ضيعت الامانة فانتظر الساعة ". قالوا: يا رسول الله ما اضاعتها؟ قال: " إذا اسند الامر إلى غير اهله فانتظر الساعة " - رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن سنان عن فليح. أهـ
* و عليه: فالمرأة عنده ليست أهلا - في حكم الشرع - لولاية أمر القضاء.
و هو قول أئمة المذاهب الفقهية، و لم يصح القول بخلافه عند واحد منهم؛ و قد تقدم بيانه.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[04 Apr 2007, 09:39 م]ـ
و البحث بصيغة ملف " وورد " موجود بمكتبة " شبكة مشكاة الإسلامية "؛ بعنوان:
" دراسة فقهية في مسألة ولاية النساء القضاء " على الرابط:
http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=32&book=2977
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[30 Jan 2009, 04:36 م]ـ
و قد سُرِرتُ باستفادة بعض أهل العلم الفضلاء بما كتبته في هذه الدراسة الفقهية؛ بإدراجها فيما سطره بعنوان: (حكم ولاية النساء ... الخلافة و القضاء):
http://www.muhmmdkalo.jeeran.com/images/
أسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتنا يوم نلقاه(/)
الاديب الناقد محمد الحسناوي في ذمة الله
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[14 Mar 2007, 10:44 ص]ـ
انتقل الى رحمة الله تعالى في الاسبوع الماضي بعمان الاردن الاستاذ الاديب الناقد محمد الحسناوي صاحب كتاب الفاصلة القرانية وغيرها من الدراسات الادبية والنقدية والمقالات الصحفية التي تتعلق بالادب الاسلامي
فانا لله وانا اليه راجعون
ورحمة الله تعالى على الحسناوي واسكنه فسيح جناته
ـ[نورة]ــــــــ[14 Mar 2007, 10:53 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمه الله رحمة واسعة
وأسكنه فسيح جناته
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[14 Mar 2007, 02:11 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة
ـ[يسري خضر]ــــــــ[14 Mar 2007, 02:51 م]ـ
اللهم ارحمه رحمة واسعة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Mar 2007, 06:02 م]ـ
رحمة الله عليه رحمة واسعة، وقد أخبرني بذلك أول أيام معرض الكتاب القريب 12/ 2/1428هـ الصديق عصام الحرستاني صاحب دار عمار، وكان قد طبع له حديثاً كتاباً في بلاغة بعض سور القرآن لعلي أعرضه إن شاء الله.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[14 Mar 2007, 07:59 م]ـ
هوى طاهر الأثواب لم تبق روضة=غداة ثوى إلا اشتهت أنها قبر
عليك سلام الله وقفًا فإنني=رأيت الكريم الحر ليس له قبر
محمد الحسناوي أديب جمع بين الشعر والنثر تحت لواء الأدب الإسلامي، وساهم في تعميق المفهوم الإسلامي للأدب بشعره ونثره، وذلك في معاناة صادقة ومحاولات جادّة لإعلاء قيمة الأدب الإسلامي .. وقد جعل منهجه الأدبي تقويم الآداب وترشيدها من خلال التصور الإسلامي لقضايا الحياة والوجود .. فجاء أدبه نموذجاً أصيلاً من نماذج الأدب الإسلامي الحديث.
ولد الأستاذ محمد محمود الحسناوي عام 1938م في "جسر الشغور"، وهي مدينة من أعمال محافظة إدلب بسورية، تقع على منتصف الطريق بين حلب واللاذقية.
وعرفته عندما كنت طالب علم في حلب الشهباء، مثال الأخلاق العالية،
بما عرف عنه من تواضع العلماء، وأدب العلماء ..
شاعرا كاتبا ناقدا مفكرا إسلاميا، داعية لانظير له.
وكلما جئته كنت أجد عنده رحابة صدر، وترحيبا لطلبة العلم، لاتجدها إلا عند كبار الدعاة
وتأصلت هذه المعرفة ونمت مع مرور الأيام، حتى أصبح صديقا مثاليا، وأخا حبيبا، صادقا صدوقا
ومن ثمة بعدئذ جاءني زائرا إلى مدينتي دير الزور ـ مع أخيه الشاعر الأديب الناقد عبدالله الطنطاوي ـ
وبقي عندنا ضيفا كريما، لمدة أسبوع، وأحيا خلالها، مع أخيه الطنطاوي، أمسيات شعرية ونقدية
إسلامية لامثيل لها، وكان لها صداها في جميع المحافل العلمية والأدبية آنذاك ..
لقد كان ـ رحمة الله عليه ـ من أجل الناس اعتبارا، وأعظمهم أدبا وعلما، وأكرمهم خلقا وحلما
وأحسنهم لطفا وظرفا؛ فلتبكه السجايا الحميدة، والمزاياالمفيدة ..
لقد كان لأرض حياتنا مطرا
ولليل جهالتنا، وللوطن مجاهدا
وللخير عضدا مساعدا
فلا عجب إذا امتلأت القلوب حزنا
تغمدك الله ـ ياأبا محمود ـ برحمته الواسعة، وكافأك بعظيم الأجر ..
وأسأله تعالى أن ينيلك من فضله كل الإحسان
ويمطر عليك سحائب الرحمة والرضوان
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[15 Mar 2007, 02:21 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمه الله رحمة واسعة
وأسكنه فسيح جناته
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[15 Mar 2007, 02:55 ص]ـ
إنا لله و إنا إليه راجعون.
اللهم لا تحرمنا أجره و لا تفتنا بعده، و ألحقنا به مؤمنين غير مبدلين و لا مغيرين.
اللهم اغفر له و ارحمه، و ارزق أهله الصبر و السلوان.
و لاحول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ـ[محمد كالو]ــــــــ[15 Mar 2007, 01:28 م]ـ
إنا لله و إنا إليه راجعون.
اللهم لا تحرمنا أجره و لا تفتنا بعده، و اغفر لنا وله ولسائر أموات المسلمين.
اللهم اغفر له و ارحمه، و ارزق أهله الصبر و السلوان.
و لاحول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[16 Mar 2007, 07:19 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه رجعون ..
اللهم اغفر له و ارحمه، و ارزق أهله الصبر و السلوان.
جفّ مداد القلم ... وألجم الحزنُ اللسانَ في الفم ... لكني أقول كما قال الأنباريّ يرثي
وزير عزّ الدولة:
عليك تحيّة الرحمن تترى ** برحمات غواد رائحاتِ
وكما قالت عائشة التيمورية ترثي ابنتها:
مُتّعتَ بالرضوان في خلد الرضا ** ما ازّينتْ لكَ غرفة وقصور (بتصرّف يسير).
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[16 Mar 2007, 02:11 م]ـ
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته .. , اللهم آمين
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[16 Mar 2007, 09:03 م]ـ
رحمه الله وغفر له.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[16 Mar 2007, 09:56 م]ـ
أسأل الله أن يغفر له، وأن يجزيه على ما قدم لكتابه الكريم، إنه سميع مجيب
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[17 Mar 2007, 12:09 ص]ـ
رحمه الله وغفر له،وجزاه عما قدم خيراً.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[18 Mar 2007, 01:20 م]ـ
اللهم أبدله دارا غيرا من داره وولدا خيرا من ولده وزوجا خيرا من زوجه واغسله بالماء والثلج والبرد وانفعه بما كتبه
وشفع فيه سيد المرسلين آمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[18 Mar 2007, 06:15 م]ـ
رحمه الله تعالى برحمته الواسعة وأسكنه منازل الجنان
وسبق لي مرارا الجلوس معه ومحادثته والاستماع إلى طيب كلامه وقرأت له بإعجاب كتاب الفاصلة القرآنية وهو جهد مميز وعمل طيب، كما قرأت له مقالات عديدة في مجلة الفرقان التي تصدرها جمعية المحافظة على القرآن الكريم بالأردن حيث كان يتحفها بمقالات فيها تأملات طيبة في الآيات.(/)
سؤال عن تحقيق كتاب (الجوهر المنظوم في تفسير القرآن العظيم) لابن عقيلة المكي؟
ـ[أبو المهند]ــــــــ[14 Mar 2007, 11:03 ص]ـ
رسالة علمية بعنوان" الجوهر المنظوم في تفسير القرآن العظيم بالمرفوع من كلام سيد المرسلين "
لمحمد بن أحمد بن سعيد بن عقيلة فهل من الإخوة من يعرف صاحب هذه الرسالة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Mar 2007, 03:43 م]ـ
صاحب هذا البحث هو الأخ محمد مصطفى علي حسن في رسالته للماجستير بمصر، وصل فيه إلى الآية 182 من سورة البقرة كما ذكر الأخ وائل حجلاوي، وهو عضو من أعضاء الملتقى ولعله يجيب عن أسئلتكم حول هذا التفسير وفقه الله، وقد سبقت الإشارة إلى ذلك في موضوع سابق بعنوان:
صدر حديثاً كتاب (الزيادة والإحسان في علوم القرآن) لمحمد بن أحمد بن عقيلة المكي (1150هـ) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5863)
المشاركة رقم 5(/)
هكذا المجاهدون ... لا يموتون إلا واقفين!!!
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[14 Mar 2007, 06:15 م]ـ
هكذا المجاهدون ...
لا يموتون إلا واقفين!!!
الأستاذ الشاعر عبد الله الطنطاويّ:
كيف أبدأ؟
لست أدري ..
وهل بإمكان واحد فقير قليل مثلي، أن يمتلك أعصابه، أن يشدّ على قلمه، أن يوقف تسارع دقات قلبه، أن يمنع دموع عيونه، وقد تفجرت ذاته إلى عيون .. إلى ينابيع، تذرف ما تمتح من خزين الدموع، على شقيق الروح، رفيق الدرب، صديق العمر، الشاب والكهل والشيخ الذي أمضيت معه خمسين عاماً .. أجل .. أمضينا معاً خمسين عاماً حافلة بالشهد .. حتى المرارات، مرارات كالصاب والعلقم، كنا نلعقها معاً، فتذوب في حلاقيمنا عسلاً بشهده، لا نريده عسلاً مصفى .. فصفحة الحياة .. حياتينا، كانت كقرص الشهد، ولا نبالي بلسع النحل، ولا نأبه بالأشواك تدمي أقدامنا، ولا بالحراب توجَّه إلى صدورنا.
ما كان يمضي يوم دون أن نلتقي، أو يهتف أحدنا للآخر، وأكثر من مرة في اليوم الواحد.
أولادي يعرفونه عمّاً لهم، فعمّو الحسناوي سأل عنك .. عمو الحسناوي خبّرك .. جاءك بهذا الكتاب .. بهذه الأوراق .. زوجتانا أختان، وأولادنا إخوة وأولاد عم .. نتزاور أكثر من تزاور الأقرباء .. نذهب إلى الأسواق معاً، نشتري معاً من صنف واحد .. نشتري خروفاً ونقسمه بيننا .. نشتري دجاجاً .. فولاً .. خضاراً، فواكه .. خبزاً .. كل شيء ..
نسافر معاً .. نحاضر معاً .. نشارك –ما استطعنا- في المؤتمرات والندوات معاً .. وعندما لوحقنا كنا ننام معاً عند من يثق أحدنا به .. نمنا على الأرض، على البلاط، على الحصير .. ونحن نحتسي أكؤس السعادة مترعة هنيّة ..
أخوّة خمسين عاماً، أواريها الآن في التراب، وأغادرها لأنام على سريري؟
صداقة خمسين عاماً، أختصرها بكلمات؟
لا والله .. ليس لي قدرة على هذا ..
فعن ماذا أتحدث؟
هل أقول: إنه خرج من الدنيا كما دخلها، لم ينل منها إلا ما يسدّ الرمق؟ إلا ما يضمن الحدود الدنيا من العيش الكريم؟
هل أتحدث عن الحسناوي الشاعر؟ والحسناوي الناثر؟
هل أتحدث عنه سياسياً ورجل إعلام وتخطيط، أو أتحدث عنه أديباً أو مفكراً، أو محاضراً، أو مناقشاً يراعي أدب الاختلاف في الرأي؟
هل أتحدث عن لينه، وتواضعه، وخفض جناحه لأهله وإخوانه، وتناسيه ما يجب أن يكون، فلا يهمه أن يكون (مواطناً) من الدرجة الثانية، في سائر أحواله، إلا حالاً واحداً: أن تُمسَّ كرامته، أو يُمسَّ إسلامه .. إن أردته جندياً كان، وإن أردته قائداً تحمّل المسؤولية بجدارة، يعمل ويعمل ويعمل، ولا يكل ولا يمل ..
هل أتحدث عن اعتقاله، عن اضطهاده، عن اغترابه، عن القهر الذي لقيه .. ومع ذلك .. لم يهادن، ولم يساوم، وبقي شامخاً في وجه الأعاصير، عاش واقفاً، ومات واقفاً، لم يضعف .. لم تضعف روحه، ولم تضعف عزيمته، برغم الهزال الذي ألمَّ بجسمه الناحل، بعد المرض العضال الذي أعيا مهرة الأطباء، طوال ثلاث سنين، بلا شكوى، وإذا شكا، فلخاصة إخوانه، وبهمس وحياء، وفي شكواه رضا بقضاء الله وقدره، وتسليم مطلق لما يريده سبحانه.
كان وكنت وكنا نرى أن الطغاة لا يناسبهم إلا تكسير رؤوسهم، ولا تجدي معهم مجاراة ولا مداراة، ولا سياسة اللين .. ما تنازل عن اقتناعه هذا، في أحواله كلها.
فيه أناة وحلم وسلاسة في التعامل، فإذا ساءه أمر، رفع عقيرته: لا إله إلا الله، يرددها أكثر من مرة، فتعرف أنه مستاء، وغير راضٍ عما يرى أو يسمع.
أعداؤه وخصومه هم أعداء دعوته، ووطنه، وشعبه، في الداخل والخارج .. يتابع أخبارهم، وتحركاتهم، ويتصدّى لهم بقلمه السيّال، يفند مواقفهم، وأقوالهم، ومزاعمهم، بقوة يستغربها من يرى نحول جسمه، وضعف ساعديه .. مصداقاً لقول الشاعر:
ترى الرجل النحيف فتزدريه وفي أثوابه أسد هصور
وكذلك هو إذا غضب وثار.
هل أتحدث عن متابعته لما يجري على الساحات الداخلية، والعربية، والإسلامية، والدولية، والمبادرة إلى معالجة ما يستطيع معالجته من تلك القضايا والهموم؟
هل أستطيع أن أذكر ما نظم وكتب حول قضايا الأحبة في فلسطين، والعراق، ولبنان، وأفغانستان، وسواها من بلاد العروبة والإسلام؟ إنه كمٌّ كثير، ويحتاج كلٌّ من تلك القضايا في شعره ونثره إلى محاضرات.
(يُتْبَعُ)
(/)
هل بإمكاني أن أُفيض بالحديث عن أبرز ما يتميز به؟ عن دأبه على العمل؟ فهو يعمل في سائر أحواله، كان جمل المحامل في العمل .. تراه من لقاء إلى لقاء، في الحر والبرد، وتراه عاكفاً في غرفته على أوراقه، يوجّه من يعمل معه، وبقي يعمل حتى الساعات الأخيرة من حياته المباركة إن شاء الله.
كانت روحه تهيم في كتبه وبين أوراقه، وقد فتح الله عليه في بداية حياته، فعكف على الدراسات القرآنية، وألّف كتابه البديع في بابه: (الفاصلة في القرآن) وعندما اشتدّ عليه المرض، في سنواته الأخيرة، رجع إلى ما صرفته عنه الصوارف .. رجع إلى الدراسات القرآنية، وأكبَّ على كتبها، وأنست روحه بها، فكتب كتابه الجميل: دراسات جمالية بيانية في أربع سور، وكان يتابع دراساته القرآنية هذه، وكان آخر عهدي به –رحمه الله تعالى- قبل وفاته بيوم واحد، أعاد إليَّ كتابين كان استعارهما قبل أشهر، أحدهما: كتاب التصوير الفني في القرآن، للأستاذ الشهيد العظيم سيد قطب رحمه الله رحمة واسعة، وكان هذا آخر لقاء بيني وبينه، رحمه الله رحمة واسعة.
بقي أن أقول، مما أستطيع قوله الآن:
كانت حلب والعودة الكريمة إليها، حلماً يداعبه حتى آخر لحظة من حياته .. وفي آخر سهرة حلبية ألقى قصيدته الجميلة: (هل من عود إلى حلب) المنشورة في موقع أدباء الشام في 10/ 8/2005 بمناسبة مرور ربع قرن على مغادرته حلب، وفيها يحنّ إلى حلب حنيناً أثار الأشجان، وأسال بعض الدموع.
عندما سلمني القصيدة لنشرها، قلت له:
- هوّن عليك يا أخي، فالله المنتقم الجبار أغير على عباده من كل غيور، ولعله –سبحانه- أراد أن يفضح هذه الزمرة الباغية الذين شرّدوا مئات الآلاف عن أهليهم وديارهم، وسرقوها منهم ... سرقوا بيوتهم، ومراتع صباهم، ومواطن ذكرياتهم، وأبعدوهم عن أمهاتهم وآبائهم وأقربائهم، وأصدقائهم، وزملائهم ... سرقوا كل شيء منهم، إلا إيمانهم، وكرامتهم، واعتزازهم بانتمائهم، وإصرارهم على جهادهم، وهو مالم يفعله إلا أجداد أولئك، الذين سرقوا الحجر الأسود الشريف، وغرّبوه عن موطنه ومكان إقامته في الركن الملاصق لباب الكعبة المعظمة، ثم رجع الحجر الشريف إلى مكانه برغم أنوف البغاة، وبقيت فعلتهم هذه سبّة الدهر عليهم إلى يوم الدين، وسوف نرجع إلى ديارنا، وأنوفهم راغمة بإذن الله تعالى، وسوف تبقى فعلتهم هذه سبّة الدهر في تاريخهم.
قال: ومن هؤلاء حتى يكون لهم تاريخ؟
قلت: كلامك صحيح .. من هؤلاء حتى يكون لهم تاريخ .. ولكنّ تشريدهم لنا سيكون لعنة عليهم في الدنيا قبل الآخرة، فعشرات الآلاف من أولادنا وحفدتنا لم تكتحل عيونهم بمشاهدة أوطانهم، وهم وأمهاتهم، يدعون على أولئك، يصوّبون إليهم سهام السحر، ولن تخطئ سهامهم أهدافها بإذن الله القوي المنتقم .. نحن ونساؤنا وذرياتنا نرفع أكفنا المتوضئة كل يوم، كل سحر، وعند كل أذان، ندعو على الظالمين وعلى أعوانهم.
* * *
هذه شهادة أخ صديق له، عرفه منذ خمسين عاماً، وكان خليطه، وكان كل منهما يأرز إلى أخيه كلما حزبه أمر، يبثه شكواه ونجواه، تقبّله الله وإياه، وأسكننا جميعاً عوالي الجنة وعلاليها، إنه جواد رحمان رحيم.
* * *
وإني أدعو طلاب الدراسات العليا إلى الكتابة عن الحسناوي الأديب، والحسناوي السياسي، والحسناوي الداعية، فحياة محمد الحسناوي حافلة، وأدبه، شعراً وقصة، ورواية، ودراسة، ونقداً، جدير بأن يكون موضوع أكثر من أطروحة ورسالة جامعية.
والسلام عليك يا أخي يا أبا محمود في الخالدين.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[15 Mar 2007, 09:24 ص]ـ
جزاك الله خيرا واحسن اليك
وقد بان في ثنايا السطور الم المعاناة التي تعانونها فنسال الله تعالى ان يفرج عنكم وعن جميع المسلمين
وهكذا تكون الكتابة الخارجة من القلب انها لا تذهب الا الى القلب(/)
ما نزل من القرآن .. تصحيحا لما فهم من الصحابة على غير المراد
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[14 Mar 2007, 08:59 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعد:
من المعلوم أن آيات القرآن الكريم من جهة النزول ينقسم إلى قسمين
1. مانزل ابتداء.
2. مانزل لسبب. [كما نقل السيوطي رحمه الله في الإتقان]
ومن المعلوم أن هذه الأسباب تتنوع وتختلف باختلاف الحوادث.
ومن خلال قراءة في تفاسير بعض الآيات وقفت على بعض الأمثلة في أسباب النزول يجمعها رابط واحد, فأحببت أن
أذكرهاهنا, من باب مدارسة العلم. وقد وضعت لها عنوانا آمل أن أكون قد وفقت فيه.
فأقول -مستعينا بالله-: إن من أسباب النزول: مانزل من القرآن تصحيحا لما فُهِم من الآية على غير المراد من بعض من شاهدوا التنزيل.
فقد كانت الآية تنزل فيفهم منها بعض الصحابة فهما لا تشمله الآية فتنزل آية أو جزء آية تزيل الإشكال, وتبين المعنى الصحيح.
ومن هذه النماذج ما يلي:
1. قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لاتأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم .. ) الآية
قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: لما أنزل الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ}
قال المسلمون: إن الله قد نهانا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل، والطعام هو أفضل الأموال، فلا يحل لأحد منا أن يأكل عند
أحد، فكيف للناس؟! فأنزل الله بعد ذلك: {لَيْسَ عَلَى الأعْمَى حَرَجٌ} [النور: 61] الآية، [وكذا قال قتادة بن دعامة]. (تفسير ابن كثير 2/ 268).
2. في قوله تعالى: (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر)
قال الطبري رحمه الله: حدثني أحمد بن عبد الرحيم البرقي قال، حدثنا ابن أبي مريم قال، حدثنا أبو غسان قال،
حدثنا أبو حازم عن سهل بن سعد، قال: نزلت هذه الآية:"وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيضُ من الخيط الأسود"
فلم ينزل"من الفجر" قال: فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيطَ الأسود والخيط الأبيض،
فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبَّين له. فأنزل الله بعد ذلك:"من الفجر" فعلموا إنما يعني بذلك الليلَ والنهارَ. [الطبري 3/ 513].
3. قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان)
قال الطبري رحمه الله: حدثنا هناد بن السري وأبو كريب قالا حدثنا وكيع, وحدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي عن إسرائيل،
عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما نزل تحريم الخمر قالوا: يا رسول الله، فكيف بأصحابنا الذين ماتوا وهم يشربون الخمر؟
فنزلت:"ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح"، الآية.
4. في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ... ) الآية.
قال الطبري رحمه الله حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا زيد بن حباب، قال: ثنا أبو ثابت بن ثابت قيس بن الشماس، قال: ثني عمي
إسماعيل بن محمد بن ثابت بن شماس، عن أبيه، قال: لما نزلت هذه الآية (لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ)
قال: قعد ثابت في الطريق يبكي، قال: فمرّ به عاصم بن عديّ من بني العَجلان، فقال: ما يُبكيك يا ثابت؟ قال: لهذه الآية
أتخوّف أن تكون نزلت فيّ، وأنا صيت رفيع الصوت قال: فمضى عاصم بن عديّ إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم
قال: وغلبه البكاء، قال: فأتى امرأته جميلة ابنة عبد الله بن أَبيّ ابن سلول، فقال لها: إذا دخلتُ بيت فرسي
فشدّي على الضبة بمسمار، فضربته بمسمار حتى إذا خرج عطفه وقال: لا أخرج حتى يتوفاني الله، أو يرضى عني رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم
قال: وأتى عاصم رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فأخبره خبره، فقال: اذْهَبْ فادْعُهُ لي، فجاء عاصم إلى المكان، فلم يجده
فجاء إلى أهله، فوجده في بيت الفرس، فقال له: إن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يدعوك، فقال: اكسر الضَّبة
قال: فخرجا فأتيا نبيّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فقال له رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: ما يُبكِيكَ يا ثابِتُ؟
فقال: أنا صيت، وأتخوّف أن تكون هذه الآية نزلت فيّ (لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ)
فقال له رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: أما تَرْضَى أنْ تَعيش حَمِيدًا، وَتُقْتَلَ شَهِيدًا، وَتَدْخُلَ الجَنَّةَ؟
فقال: رضيت ببُشرى الله ورسوله، لا أرفع صوتي أبدا على رسول الله،
فأنزل الله (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى) ... الآية.
فهذه النماذج تبين أن الصحابة رضوان الله عليهم فهموا من الآية غير مرادها فأنزل الله تعالى آية أخرى
تبين المعنى الصحيح أو تزيل اللبس والإشكال ..
لكن .. حتى تكتمل الفائدة وتتحرر المسألة لدي بعض الأسئلة أرجو من المشايخ والأعضاء الكرام التفضل بالإجابة عليها.
أولا: هل قول الراوي في هذه الآثار (فنزلت) يعد تعبيرا صريحا في سبب النزول؟
ثانيا: هل هذه النماذج تنطبق على العنوان المذكور؟
ثالثا: هل توجد نماذج أخرى في القرآن في مثل هذا النوع؟
رابعا: إذا جمعت مثل هذه الآثار .. ما هي الفوائد التي يمكن أن نستفيد منها في التفسير وعلوم القرآن؟
في انتظار أجوبتكم وآرائكم ...
للفائدة: فإن الآثار والأحاديث التي نقلتها صحيحة بإذن الله صححها الشيخ أحمد شاكر وبعضها في الصحيحين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماجد إبراهيم المطرود]ــــــــ[26 Nov 2010, 06:51 ص]ـ
أخي أبي عبدالرحمن المدني وفقك الله لما فيه رضاه ..
فعن قول الراوي ( .. فنزلت .. ) يحتمل أن يكون أن يكون المراد أن قول الصحابة كذا وكذا هو سبب نزول ما بعدها , ويحتمل أن يكون المراد أن الصحابة استعجلوا فهم الآية قبل أن ينزل الإستثناء أو البيان لما أُجملَ إلى غير ذلك فلم يكونوا بقولهم كذا وكذا سبب لنزول الآية , والله أعلم.
والذي يظهر والله أعلم صحة النماذج المذكورة تطبيقاً على العنوان.
وأما عن نماذج أُخر .. فقد جاء في صحيح مسلم قال حدثني محمد بن منهال الضرير ( http://tafsir.net/vb/showalam.php?ids=16921) وأمية بن بسطام العيشي ( http://tafsir.net/vb/showalam.php?ids=12330) واللفظ لأمية قالا حدثنا يزيد بن زريع ( http://tafsir.net/vb/showalam.php?ids=17360) حدثنا روح وهو ابن القاسم ( http://tafsir.net/vb/showalam.php?ids=15899) عن العلاء ( http://tafsir.net/vb/showalam.php?ids=14806) عن أبيه عن أبي هريرة ( http://tafsir.net/vb/showalam.php?ids=3) قال لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير ( http://tafsir.net/vb/#docu) قال فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بركوا على الركب فقالوا أي رسول الله كلفنا من الأعمال ما نطيق الصلاة والصيام والجهاد والصدقة وقد أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم سمعنا وعصينا بل قولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير قالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير فلما اقترأها القوم ذلت بها ألسنتهم فأنزل الله في إثرها آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ( http://tafsir.net/vb/#docu) فلما فعلوا ذلك نسخها الله تعالى فأنزل الله عز وجل لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ( http://tafsir.net/vb/#docu) قال نعم ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ( http://tafsir.net/vb/#docu) قال نعم ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ( http://tafsir.net/vb/#docu) قال نعم واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين ( http://tafsir.net/vb/#docu) قال نعم.
ولعل هذا الأمر من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس على احتمال أن أنهم فهموا فهماً خاطًأ وإنما الأمر هنا أمر نسخٍ , ولكن كان لأمر الصحابة شأن في هذا وعليه فلعله يكون أنموذجاً صحيحاً .. والله أعلم
ـ[الجنوبي]ــــــــ[26 Nov 2010, 07:15 ص]ـ
في هذا الكتاب شئ من الاجابة ص159 و ما بعدها
http://tafsir.net/mlffat/files/313.pdf
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[26 Nov 2010, 09:27 ص]ـ
ومن الكتب التي فيها نماذج من تصحيح ما فهم على غير المراد على وجه العموم كتاب: (استدراكات السلف في التفسير في القرون الثلاثة الأولى: دراسة نقدية مقارنة) لأخينا الشيخ نايف الزهراني وفقه الله(/)
قبل البدء بجمع الترجيحات؟!
ـ[طالِب]ــــــــ[15 Mar 2007, 10:42 ص]ـ
مشايخنا الفضلاء وإخواننا النبلاء بإختصار شديد أريد من فضيلتكم التكرم ع بتوضيح كيف لي أن أستخرج ترجيحا؟ وكيف أبدأ بدراسة ذلك الترجيح؟ وما المعين بعد الله لي في فهم الترجيحات؟
زاد الله من دخل هنا وأدلى بدلوه زاده الله بسطة في العلم والمال والرزق وقبل كل ذلك رضي الله عنه ووفقه وأسعده
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[15 Mar 2007, 11:14 ص]ـ
السلام عليكم
راجع هذا الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4887
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[20 Mar 2007, 04:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فإن دراسة قواعد الترجيح عند المفسرين تقتضي في نظري اتباع خطة العمل التالية:
1 - أسباب الاختلاف في التفسير.
2 - أنواع الاختلاف في التفسير.
3 - تحديد مفهوم التعارض في مجال التفسير.
4 - تحديد مفهوم الترجيح في مجال التفسير.
5 - مذهب أهل السنة في التفسير باعتباره مناط الترجيح.
6 - مجالات الترجيح.
7 - أنواع المرجحات.
8 - الدراسة الإحصائية مع الفهرسة.
9 - منهج المفسر في الترجيح، بحيث يصف الباحث الطريقة التي اعتمدها المفسر للترجيح بين التفاسير.
10 - دراسة الآيات المختلف في تفسيرها، و بيان قواعد الترجيح لديه، وكيفية إعمالها.
وكما بينت فإن البحث ينقسم إلى محورين: محور نظري، و الآخر تطبيقي.
يمكنكم الاستئناس بالكتب التالية:
1 - قواعد الترجيح عند المفسرين للنفيسان.
2 - أسباب اختلاف المفسرين للشايع.
3 - مذهب أهل السنة في التفسير للبزوي.
4 - مقدمة تفسير ابن جزي.
5 - البرهان للزركشي.
6 - الإتقان للسيوطي.
6 - مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[20 Mar 2007, 08:42 م]ـ
1 - قواعد الترجيح عند المفسرين للنفيسان.
شيخنا الفاضل: الذي أعرف أن الكتاب لحسين الحربي.
ولعلك تقصد كتاب: اختلاف المفسرين أسبابه وآثاره للفنيسان.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[21 Mar 2007, 12:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل الأستاذ العبادي ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فإني أشكر لفضيلتكم اهتمامكم، وما ذهبتم إليه هو الصحيح، معذرة فالأمر حصل مني سهوا. جزاكم الله خيرا.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.(/)
جمعية تكريم العلماء (ضع رأيك)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[15 Mar 2007, 11:11 ص]ـ
جمعتني الاقدار في رحلة الى جامعة المنيا بالاستاذ الدكتور يوسف الانصاري من كلية اللغة العربية بجامعة ام القرى وكان رجلا عالما محبا للعلماء فتجاذبت واياه اطراف الحديث حول موضوعات شتى واقترحت عليه ان نبدا بانشاء جمعية تسمى جمعية تكريم العلماء في الوطن العربي لتكون نواة لما هواكبر منها ان شاء الله تعالى
غاية هذه الجمعية ان ندرس احوال العلماء العاملين الذين لهم اسهامات متعددة في نشر الفضيلة والعلم على مستوى عام او خاص ولنبدا هذه الجمعية بتكريم العلماء الذين لهم دور في خدمة القران واللغة العربية امثال الاستاذ الدكتور محمد ابو موسى والدكتور عبد العظيم المطعني كما صنعنا وصنع غيرنا مع الشيخ محمود شاكر والاستاذ الدكتور فضل عباس والاستاذ الدكتور محمد سعيد البوطي وغيرهم.
وسيكون هذا التكريم عن طريق انشاء كتاب خاص بهذه المناسبة تتولى الجمعية تحريره وارساله الى احدى دور النشر المميزة لتنال شرف الاختصاص بطباعته والافادة من ريعه مقابل الطباعة وليس للجمعية الا الاشراف والتحرير
وتكون هذه الكتب منشأة عن طريق استكتاب نخبة من العلماء في العالم الاسلامي حول موضوعات معينة تختارها الجمعية مما يكون لها صلة بالشخص المكرم ثم تقوم الجمعية بجمع هذه البحوث وقراءتها وجمع بعضها الى بعض على هيئة كتاب ينشر في العالم لعلنا بهذا نؤدي بعض الواجب علينا تجاه علمائنا الكبار ولنحفز الناشئة على ان يسعوا الى هذه المنازل العالية
ويكون من هدف الجمعية ان تصدر كتابا في تكريم عالم كل سنتين مثلا
فما رأيكم ايها الاكارم؟ هل نبدا بالمشرفين على هذا الملتقى فنوجه لهم الخطاب لتبني مثل هذه الفكرة؟ أم ماذا؟
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[15 Mar 2007, 09:50 م]ـ
أحسنت أخي الشيخ الدكتور أبا حسان بهذا الرأي وقد رأيت كتابكم الصادر بمناسبة تكريم شيخنا فضل عباس
فسررت به كثيرا ورأيت أن هذ أقل ما يمكن فعله في حق علمائنا الفضلاء وأرى أن يفرد الكتاب القادم لشيخ البلاغة القرآنية العلامة" محمد أبو موسى" وأن يبدأ العمل من الآن بتوجيه دعوات للعلماء الباحثين من أعلام اللغة والبلاغة لكتابة الأبحاث وإهدائها للشيخ الكر يم؛ لجهوده العلمية وبلوغه الثمانين ويضم ذلك في كتاب، وأقترح أن يكون ذلك بإشرافكم وإشراف الدكتور يوسف الأنصاري لكونه في جامعة أم القرى حيث عمل الشيخ أبي موسى
ـ[عبدالعزيز الضامر]ــــــــ[18 Mar 2007, 10:52 م]ـ
فكرة موفقة وتحتاج إلى وضع خطة تسير وفق منهجية مدروسة ومتقنة حتى يخرج العمل بطريقة إبداعية.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[19 Mar 2007, 09:52 ص]ـ
من الوفاء الواجب للعلماء الافاضل تحقيق هذا المشروع فقد امرنا الاسلام ان نعرف الفضل لاهل الفضل
وقد قامت امتنا بهذا الواجب والمكتبة الاسلامية شاهدة بذلك فقد حفظت لنا سير العلماء والنبلاء
ان هذا العمل يحقق اهدافامباركة منها!
الاحتفاظ بتاريخ مشايخناوتوثيق اي شيء منهم وهم بيننا الان
و السير علي منوالهم
و مواجهة دعاة الهدم الذين يلتفون حول الاقزام ويكتبون عنهم ويتحدثون عن احوالهم ليلا ونهارا
وهذه الفكرة نجحت وطبقت فقرانا في الملتقي ما كتب عن العلامة محمد عبد الخالق عضيمة من احد تلاميذه
وماكتب عن العلامة القرضاوي باقلام اخوانه وتلاميذه
ويمكن الافادة من المنهج الذي اتبعته جامعةقطر وقد نشرت خطة عملهم في مقدمة المجلد الاول (الشيخ القرضاوي)
وجزي الله خيرا كل من ساعد علي تحقيق هذا العمل
ـ[محمد الحامد]ــــــــ[25 Apr 2010, 10:24 م]ـ
استاذنا الدكتور جمال على عادته دائماً ما يأتي بالابداعات، فجزاك الله خيرا استاذناالفاضل، ونشد على يدك ومستعدين لأي خدمة. وهذا من البر بالعلماء.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[25 Apr 2010, 11:19 م]ـ
فكرة مميزة حقا.
ولكنها تحتاج في نظري إلى ما يلي:
1 - اختيار لجنة علمية متخصصة في التسيير لتنظم عمل الهيئة.
2 - اختيار لجنة علمية شرعية لتقييم جهود العلماء الذين خدموا العلوم الشرعية وتوزع نقاط الاختيار على الإسهامات في مختلف العلوم الشرعية وليكن النصيب الأوفر لكتاب الله تعالى ثم لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ... إلخ.
3 - أن تكون هناك لجنة أخرى لمتابعة شأن الكتاب وطباعته ونحو ذلك.
4 - أن تكون هناك آلية لسد الثغر الذي ينشأ عن انشغال أو وفاة - لا قدر الله - أحد أعضاء أي لجنة من اللجان.
وأسأل الله تعالى أن يتمم الجهود بالخير والعافية.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[26 Apr 2010, 03:52 م]ـ
دخول للإعتراض!
العلماء قد كرمهم المولى سبحانه في كتابه من فوق سبع سماوات؛ وأخشى ما أخشاه أن تكون تلك التشريفات على منوال تكريم الأدباء والشعراء وأصحاب الروايات الهابطة؛ ولا أخال علمائنا الأفاضل بذلوا علمهم إلا ليكرموا من الله في جنات النعيم جعلنا الله وإياكم من أهلها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[26 Apr 2010, 04:30 م]ـ
هناك سنّة غير حميدة في وطننا العربي وهي أن نكرم من مات وانقضى ودفن تحت التراب وانتهى. لماذا لا يكون تكريمنا للعلماء وهم بين ظهرانينا؟ لماذا لا نعطيهم بعض حقوق ما لهم علينا؟.
الفكرة جيدة ولكنها تحتاج الى جهود جبارة. والاصل أن يكون التكريم من قبل دولنا ومن موازنة وزارة الثقافة لكل دولة. لا أدري كيف ستتم عملية التصنيف للعلماء. وما هو تعريف العالم الذي يستحق التكريم؟ ومن الذي يحدد أن هذا عالم وهذا ليس بعالم؟ وهل العلماء أنفسهم هم الذين سيشكلون تلك الهيئة المقترحة؟ أنا أظن أن تعريف العالم هو الذي لديه علم شرعي متخصص يقدمه للناس ويخدم به الامة سواء كان مشهوراً أم غير مشهور. وسواء كان صاحب علم غزير أم شحيح فهو لا يخرج من دائرة العلماء وإذا خرج فهو إذاً جاهل. وهذا محال. العلماء يا اخوتي آلاف مؤلفة ولكن الاقدار جعلت بعضهم معروف والبعض الآخر غير معروف. ولكن رغم أنهم آلاف فهذا لا يعني أن نلغي الفكرة. فالتكريم يكون أحياناً بطرق بسيطة غير معقدة مثل الدرع والوسام والشهادة تعطى تلك التكريمات حسب جهد العالم وحسب قوة وغزارة علمه. وتعطى للأقل منه شهادة تشجعه على البحث والاستمرار في العطاء. أنا أظن أن الفكرة يمكن أن تطبق من خلال هيئات علماء المسلمين وروابطهم المنتشره في بلادنا العربية والاسلامية. هناك علماء أجلاء ليس لهم علاقة بفقه ولا تفسير ولكنهم ضالعين في التفسير العلمي للآيات. هناك من هو ضالع في الدعوة الى الله. وبعضهم ضالع بإصول الترجمة وفنونها الصعبة التي لا يتقنها إلا هو. الامر صعب والجهود يجب أن تبدأ من الدولة لوضع الاسس والشروط أو أن تقوم بالتكريم الشامل على حسب الدرجة العلمية والمكانة الفعلية.
اقتراح بناء يحتاج للجهود. وبارك الله بالمقترح والمقترحين وبعلمائنا الصالحين. والحمد لله رب العالمين.
ـ[محب البشير]ــــــــ[26 Apr 2010, 08:24 م]ـ
فكرة رائعة أخي د جمال أبو حسان، أشد على يدك و أسأل الله لك التوفيق و السداد.
أما ما ذكرت من أمر إنشاء جمعية فهذا يتطلب جهدا كبيرا و مالا وفيرا و لكن المشاريع الكبار تبدأ بفكرة بين رجلين صاحب الفكرة و من يرعاها، و لقد أحسنت إذ عرضت فكرتك في ملتقى أهل التفسير فهو ملتقى نراه مباركا و الحمد لله.
غير أن لي نظرة أخرى لاقتراحكم قد تجعله أقرب للتطبيق و أبعد في الاحترافية، وهو أن نجعل تكريما خاصا نسميه {جائزة مركز تفسير لتكريم خَدَمَة القرآن الكريم و علومه} و يتولى الإشراف عليها من ترضون من أعضاء الملتقى و المشرفين و يوضع لذلك لجنة خاصة تواكب مراحل تطوره و يمكنكم متابعة هذه الجائزة و الإفادة من خبرتها لمدة معينة تنطلقون منها إلى مشروعكم الناجح بإذن الله تعالى.
و أن يكون للملتقى جائزة يقدمها، فأظن أن كثيرا من المواقع العالمية يملكون هذا، و أهل القرآن أحق بهذا منهم.
هذا اقتراح أرجوا من الله أن يحوز على رضاكم. دمتم موفقين.
أخوكم: محب البشير
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[26 Apr 2010, 10:26 م]ـ
والله لقد تنوسيت هذه الجمعية واراها اطلت براسها بين ثنايا كتابات الاخوة الفضلاء جزاهم الله خيرا على مشاركاتهم ولكن انا اعلم المعيقات الكثيرة لمثل تشكيل الجمعيات وعند الناس قاعدة في الوطن العربي للاسف فحواها اذا اردت ان تقتل مشروعا فشكل له لجنة
اللجنة التي اقصدها لا تحتاج دينارا ولا درهما ولكنها تحتاج نوايا مخلصة وعمل دائب وهو ما يتوفر عند كثيرين من اهل هذا الملتقى ولذلك طرحت الفكرة هنا ويكفي لانجاحها ان يتواصل المشاركون في تكوينها عبر الايميل فحسب وقد كنت عملت لجنة مني انا شخصيا مع جمال ابي حسان شآبيب رحمة الله تعالى عليه ونجحت في اصدار كتاب تكريم العلامة فضل عباس ولا اظن ان الامر عسير بل هو سهل وهين ولربما تسمعون عن انجازاتها في القريب ما تنبهر به الالباب وفقنا الله واياكم الى ما فيه الخير.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Apr 2010, 07:57 م]ـ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محب البشير
غير أن لي نظرة أخرى لاقتراحكم قد تجعله أقرب للتطبيق و أبعد في الاحترافية، وهو أن نجعل تكريما خاص انسميه {جائزة مركز تفسير لتكريم خَدَمَة القرآن الكريم و علومه} و يتولى الإشراف عليها من ترضون من أعضاء الملتقى و المشرفين و يوضع لذلك لجنة خاصة تواكب مراحل تطوره و يمكنكم متابعة هذه الجائزة و الإفادة من خبرتها لمدة معينة تنطلقون منها إلى مشروعكم الناجح بإذن الله تعالى.
و أن يكون للملتقى جائزة يقدمها، فأظن أن كثيرا من المواقع العالمية يملكون هذا، و أهل القرآن أحق بهذا منهم.
هذا اقتراح أرجوا من الله أن يحوز على رضاكم. دمتمموفقين.
أخوكم: محب البشير
أسأل الله لأخي الدكتور جمال أبو حسان التوفيق والسداد، فهو من الباحثين الجادين في خدمة العلم وأهله، وله جهود مشكورة في هذا الميدان أرجو ألا يحرمه الله أجرها وبرها.
وأما ما ذكرته أخي العزيز محب البشير فقد بدأنا في مركز تفسير بعمل ذلك حقاً وسنواصل فيه بإذن الله، وهو أقل حقوق أساتذتنا وعلماءنا علينا جزاهم الله خيراً.
ولعلك تراجع هذا الموضوع لترى خبر هذا التكريم
مشروع تكريم أهل الريادة في البحث العلمي في الدراسات القرآنية: الفكرة والغاية ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=17680)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب البشير]ــــــــ[28 Apr 2010, 08:41 م]ـ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الشهري http://tafsir.net/vb/styletafsir/buttons/viewpost.gif (http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=101218#post101218)
وأما ما ذكرته أخي العزيز محب البشير فقد بدأنا في مركز تفسير بعمل ذلك حقاً وسنواصل فيه بإذن الله، وهو أقل حقوق أساتذتنا وعلماءنا علينا جزاهم الله خيراً.
ولعلك تراجع هذا الموضوع لترى خبر هذا التكريم
مشروع تكريم أهل الريادة في البحث العلمي في الدراسات القرآنية: الفكرة والغاية ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=17680)
ما شاء الله تبارك الله، أخي و أستاذي الدكتور عبد الرحمان لم تتركوا للآخر شيئا، لكن لا بأس، مازال لنا الدعاء لكم بالتوفيق و السداد، عمل رائع و جهد طيب
دمتم موفقين
محب البشير(/)
إضافة قيمة في علم الرسم العثماني (مبروك)
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[15 Mar 2007, 01:59 م]ـ
نوقشت يوم الأربعاء الموافق 24/ 2 / 1428هـ
رسالة ماجستير بعنوان: كتابة القرآن بغير الرسم العثماني، دراسة تاريخية وموضوعية
مقدمة من الباحثة: مها بنت عبدالله الهدب
المعيدة في قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
تكونت لجنة المناقشة من:
فضيلة الشيخ الدكتور: إبراهيم بن سعيد الدوسري. (المشرف على الرسالة مقررا)
فضيلة الشيخ الدكتور: بدر بن ناصر البدر (عضوا)
فضيلة الشيخ الدكتور: السالم محمد محمود الشنقيطي. (عضوا)
وقد منحت الباحثة درجة الماجستير بتقدير: ممتاز
نبارك للزميلة الفاضلة، ونسأل الله أن ينفعها وينفع بها
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Mar 2007, 02:07 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله.
مبارك للأخت الكريمة مها، ونسأل الله لها التوفيق والسداد، وأن تكون هذه الدرجة عوناً لها على الطاعة والبحث العلمي والاستمرار في خدمة الدراسات القرآنية.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[16 Mar 2007, 06:34 ص]ـ
نبارك للأخت مها , ونسأل الله تعالى أن ينفع برسالتها وان يجعلها مباركة.
ونتمنى أن نرى عرضا لملخص بحثها وعناصره في هذا الملتقى المبارك.(/)
إعلان عن مسابقة في البحث العلمي برعاية مركز الدراسات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Mar 2007, 02:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بمناسبة
صدور العدد الثاني من مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7623)
يسر مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي بجدة أن يعلن عن عقده مسابقة في البحث العلمي
وفيما يلي بيان لشروط المسابقة، وفروعها، وجوائزها، وزمنها.
http://www.tafsir.net/images/mosabgah.png
في 25/ 2/1428هـ
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[16 Mar 2007, 03:05 ص]ـ
جزاك الله خيراً فضيلة الشيخ عبد الرحمن وأسأل الله أن يبارك في جهود الإخوة في معهد الإمام الشاطبي ..
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[16 Mar 2007, 11:00 م]ـ
لم يُذكر في الشروط أن لا يكون البحث مستلاً من رسالة علمية فهل هذا مما هو مسكوت عنه أم هو مما نُسيَ؟
هل يًقبل البحث إذا كان مبحثاً من رسالة علمية وتم فيه بعض التعديل؟ ولكم الشكر.
ـ[مركز الدراسات]ــــــــ[17 Mar 2007, 12:17 ص]ـ
فضيلة الدكتور أحمدالطعان حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,وبعد:
فنشكركم شكراً جزيلاً على اهتمامكم بقراءة إعلان المسابقة , ومما نحب أن نلفت إليه بأن هذه المسابقة مرتبطة بالمجلة المحكمة ومما هو معلوم بأن من شروط النشر في المجلات العلمية المحكمة - كما لايخفاكم - أن لايكون البحث جزءاً من رسالة علمية قدمت أو نشرت. ويمكن أن تراجع لائحة المجلة المرفقة ففيها إشارة لاشتراط كون البحث لم يقدم للنشر , ويمكن أن نضيف مايدخل في هذا الشرط الرسائل الجامعية , وما جعلنا لانذكره كونه متعارف عليه , وتقبلوا وافر التحيات.
نائب رئيس التحرير
ومدير مركز الدراسات والمعلومات القرآنية
سالم العماري
ـ[أبو المهند]ــــــــ[17 Mar 2007, 01:27 م]ـ
طريق جديد من الطرق الموصلة للجنة يلجه العلماء إن شاء الله تعالى.
ـ[أبو زياد محمد]ــــــــ[20 Mar 2007, 12:02 ص]ـ
جزاكم الله خيراً وجهد مشكور. ولكن لم تبينوا الموضوعات التي يكتب فيها , أم أن ذلك متروك لكل باحث.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[20 Mar 2007, 11:29 ص]ـ
الأخ أبو زياد: نعم الأمر متروك للباحثين فيما أفهمه مع مراعاة أولاً وثانياً في شروط المسابقة.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[30 Mar 2007, 09:59 م]ـ
هل يمكن أن يكون بحثا ضمن تحقيق لكتيب قيم في علم من علوم القرآن؟
ـ[ابن غامد]ــــــــ[10 Apr 2007, 09:58 م]ـ
بارك الله في جهودكم ونفع بكم الاسلام والمسلمين.
ـ[العاصمي النجدي]ــــــــ[23 Apr 2007, 01:08 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
ـ[مركز الدراسات]ــــــــ[08 May 2007, 05:12 م]ـ
الاخوة الكرام أعضاء وزوار هذا الملتقى المبارك نحب أن نوجه عنايتكم أننا مددنا وقت استلام بحوث مسابقة مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية لشهر آخر , فعليه يكون آخر موعد لاستقبال المشاركات في المسابقة هو:
30/ 6/1428هـ الموافق 15/ 7/2007م , ولذلك جرى التنبية , وفق الله الجميع لمرضاته.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[02 Jun 2007, 09:16 م]ـ
ما هو المقاس المطلوب لصفحات المسابقة هل هو نفس مقاس صفحات الرسائل العلمية أم مقاس صفحات المجلة، وإذا كان نفس مقاس صفحات المجلة فكيف يمكن ضبطه على الحاسوب؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Nov 2007, 06:26 ص]ـ
نتيجة المسابقة هنا ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9964) .
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[07 Nov 2007, 10:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابارك الجهود في هذا المشروع الطيب ....
اود الاستفسار عن امكانية المشاركة ان شاء الله تعالى .. هل يمكن المشاركة عن طريق الملتقى بتسجيل اسم البحث مع خطة العمل؟
لي الرغبة في البحث بين جمالية المفردات القرانية باعتبارها ثنائية ضدية اي مادة البحث العلمي والموضوع المقترح بحثه .... وهو من جمالية التقابل بين الكلمات القرانية.
اود الاستفسار عن اخر موعد للتقديم .. هل بقي من الوقت شئ لتقديم ملخص بحث؟(/)
المال عقبة في تحقيق بعض الأفكار الخاصة بالدراسات القرآنية فلنتعاون على البر والتقوى
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[16 Mar 2007, 01:56 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
فإن من نعم الله عزوجل علينا هذا التلاقي للأساتذة الأفاضل والمشايخ الكرام على صفحات هذا الملتقى، فكثيرة هي الأفكار التي تطرح، والمعلومات التي تناقش، وأسأل الله أن يجزي القائمين على هذا الملتقى خيرا، وأن يجعل هذا العمل ذخرا لهم يوم يلقون الله
وهذا الملتقى بعد فضل الله يقوم فيما يبدو بجهد أفراد قليلين يبذلون له من أوقاتهم وأموالهم قدر استطاعتهم، وقد لمست في أكثر من مشاركة للمشرف العام ولغيره من المشرفين أن هناك كثيرا من الأفكار يقف المال عقبة في طريقها
ولذا فإني أرجو من الأعضاء الكرام أن يقترحوا آلية أوحلولا لحل هذه المشكلة
وهذا يتطلب أولا من المشرف العام وغيره من المشرفين حفظهم الله أن يشرحوا بوضوح الأفكار بصورة إجمالية ثم تشرح أهم فكرة من هذه الأفكار بصورة مفصلة وما تتطلبه من طاقات وأموال
وأقترح بداية في خضم هذا العدد الكثير من أعضاء الملتقى الكرام
وضع مقابل مالي سنوي بسيط يدفعه العضو الراغب في ذلك أي أن يكون هذا المبلغ تطوعيا وليكن مثلا: 100 ريال في السنة، وبما أن عدد الأعضاء يربو على الثلاثة آلاف فلو تجاوب ألفان أو أقل أو أكثر مع هذا المقترح لجمع مبلغ يصلح أن يكون نواة ولو بسيطة في تحقيق الأحلام والرؤى الخاصة بالدراسات القرآنية ويخصص المبلغ المجموع لتحقيق الفكرة الأولى من الأفكار التي طرحها المشرفون.
لقد أسدى المشرفون - رعاهم الله - إلى كثير منا خيرا كثيرا من تصويب فكرة أو دلالة على كتاب أو إرشاد لموضوع، فحري بنا أن نمد لهم يد العون ليكتمل بناء صرح الدراسات القرآنية، فلنبذل كما بذلوا ولنعط كما أعطوا، دورنا كأعضاء أن نعطي هذا الملتقى كما أعطانا، ونبذل له كما بذل لنا
وبانتظار مشاركاتكم حول الآلية التي يمكن تنظيم هذا الأمر من خلالها
وفقكم الله وسددكم
ـ[أبو المهند]ــــــــ[17 Mar 2007, 01:18 م]ـ
نرجو مزيدا من الإيضاح لهذا المقترح بضرب الأمثلة وشكرا
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[17 Mar 2007, 02:33 م]ـ
أستاذنا المفضال:
من هذه الأفكار: التي رأيتها في الملتقى ورأيت كون المسألة فيها متوقفة على المال
إنشاء قاعدة بيانات بكل ما يمكن الوقوف عليه من المخطوطات والكتب والرسائل الجامعية المتعلقة بالقرآن وعلومه في العالم، ولا شك أن هذه خدمة لكل الباحثين يستفيد منها الجميع، وهي خدمة عظيمة لكتاب الله ولا شك أن مثل هذا العمل من الصدقات الجارية التي يستمر ثوابها للعبد، وهو في ذات الوقت علم ينتفع به، فقلت في نفسي لماذا لا نتعاون كأعضاء على إتمام مثل هذه الفكرة، يكون لنا بها أجر عند الله فهو باب خير
ويرجى مراجعة هذا الرابط فهو واضح تماما فيما ذكرت
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=33535#post3353
ومن الأفكار كذلك إنشاء مجلة علمية محكمة يشرف عليها الملتقى،
هذا فضلا عن أفكار أخرى ولا شك أن تدخل المشرفين لإبداء رأيهم مهم جدا، وظني بهم أن الحياء يتملكهم عن الكلام في مثل هذا ولذا فإني أناشدهم إيضاح كثير من الأفكار التي يتمنون تحقيقها ويقف المال عقبة في طريقها، وهم أدرى مني أن الحياء في بعض المواطن كم يقتل كثيرا من الأفكار وكم يقضي على كثير من الأحلام.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[18 Mar 2007, 01:36 م]ـ
جزى الله أبا صفوت خيراً وقد رجعت إلى الرابط وبالفعل كنت لم أطلع عليه وعلقت بالموافقة والاستعداد التام لتحمل الواجب نحو العلم الذي نرفل في عزه وخيره.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[18 Mar 2007, 02:10 م]ـ
fباب من ابواب الخير نسال الله ان يجعلنا من اهله ويد الله مع الجماعة والمرء قليل بنفسه كثير باخوانه والله اسال ان يبارك في الملتقي وان يجعله زادا علي الطريق وان يمكن له وبه ويهدي له وبه اللهم امين مع خالص الشكر والتقدير للاخ الكريم (ابو صفوت)
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[18 Mar 2007, 02:45 م]ـ
سعدت بمرور الشيخين الفاضلين، والذين اشتركا في اسم (خضر) أسأل الله أن يخضر الموضوع بمشاركاتهما وينمو (ابتسامة)
والمرجو من بقية الأعضاء الراغبين في ذلك التفاعل معنا، واقتراح آلية مناسبة لمثل هذه الفكرة
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[21 Mar 2007, 11:27 ص]ـ
بانتظار اقتراح آلية مناسبة لهذه الفكرة
ـ[دمعة الأقصى]ــــــــ[24 Mar 2007, 02:41 ص]ـ
شكر الله لكم أبا صفوت:
وهذا هو اقتراحي:
أتمنى من مشايخي الفضلاء أنهم ما يحرمونا الأجر ويضعون حساب خاص للموقع وما تكون المسألة قاصرة على 100 ريال من أراد أن يدعم فليدعم بما تجود به نفسه من الريال إلى المليار، ولا قاصرة على الأعضاء لأن الكثير يدخلون الموقع ويستفيدون وهم ليسوا بأعضاء، حتى نرتقي بموقعنا الرائد إلى أعلى مستويات الريادة، أهم شيء ما يكون المال عقبة في طريق الرقي بالموقع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[26 Mar 2007, 11:12 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا دمعة الأقصى ونفع بك
اقتراحك مسدد موفق بإذن الله، وأنا ما قصدت تقليل المبلغ المالي ولا تخصيصه بالأعضاء إلا لمحاولة الوصول إلى استمرار مثل هذا العمل، وإلا فمن أراد أن يزيد من الأعضاء أو غيرهم فما هناك مانع يمنعه من ذلك
وبانتظار تفاعل الأعضاء
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[10 Apr 2007, 07:10 ص]ـ
يا اهل الملتقى: أين أنتم
أليس عجبا أن يقرأ هذا الموضوع أكثر من مائتين ولا يتفاعل معه إلا ثلاثة
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[25 Jun 2010, 06:09 م]ـ
شكر الله لكم أبا صفوت:
وهذا هو اقتراحي:
أتمنى من مشايخي الفضلاء أنهم ما يحرمونا الأجر ويضعون حساب خاص للموقع وما تكون المسألة قاصرة على 100 ريال من أراد أن يدعم فليدعم بما تجود به نفسه من الريال إلى المليار، ولا قاصرة على الأعضاء لأن الكثير يدخلون الموقع ويستفيدون وهم ليسوا بأعضاء، حتى نرتقي بموقعنا الرائد إلى أعلى مستويات الريادة، أهم شيء ما يكون المال عقبة في طريق الرقي بالموقع.
اقتراح مسدد.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Jun 2010, 08:51 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي محمد وجزاكم خيراً، ولا أكتمك أنني رأيتُ هذا الموضوع منذ أول نشره على الملتقى وتركت التعليقَ عليه عَمداً خشيةً مِن أن يظنَّ بنا الناسُ أنَّنا لا نقوم على هذا المشروع إلا من أجل المال، والحقيقة أننا منذ بدأنا حتى اليوم ونَحن نُخطط لإيجاد وقفٍ يدعمُ هذا المشروع الواسع في خدمة القرآن وأهله، ولم نوفق بعدُ إلى ذلك، ولم أشأَ يوماًَ أن أرزأ أحداً من أهل هذا الملتقى في ماله فإِنَّ الناس لا تُحبُّ الذي يسألها المالَ، وتأَمَّلْ قولهصل1: (ازهد فيما عند الناس يحبك الناس)، ومفهوم المخالفة أن طلب ما عند الناس ولا سيما المال سبيل لعدم محبتهم لك.
أعودُ فأقول إِنَّنا في مركز تفسير للدراسات القرآنية لدينا مشروعات كثيرة نوعيَّة جاهزة من حيث الإعداد والتخطيط، ولم يَبق لتنفيذها إلا الدعم المالي فقط، ولو توفر لنا هذا الدعمُ لشرعنا في تنفيذها، ومعظمها مِنْ ثِمارِ هذا الملتقى.
فمن استطاع أن يسعى في هذا الأمر فله منا جَميعاً كلُّ الشكر والتقدير، وليحتسب أجره عند الله في خدمة علوم القرآن وطلابها، ويُمكنه التواصل معنا في مركز تفسير للمفاهمة حول الأمر، علماً أن مركز تفسير مُرخَّصٌ، وله حسابٌ خاص في مصرف الراجحي باسم مركز تفسير (165608010022440).(/)
لمن يتكرم بالترجمة مشكوراً ....
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[16 Mar 2007, 02:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو من الإخوة الأفاضل ممن يحسن الترجمة أن يتكرم متفضلاً بترجمة هذا النص إلى اللغة الإنكليزية وأجره وثوابه عند الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
ملخص البحث
العلاقة بين العلمانية والغنوصية
يتناول هذا البحث الأسس المعرفية لإشكالية رائجة اليوم في الخطاب العلماني المعاصر وهي اللعب بالنصوص والعبث بالمغزى من الخطاب عبر محاولة تعتيم الضياء وتغييم الصفاء، إنها إشكالية يسمونها زوراً التأويل، وما هي منه بشيء.
وقد تمثلت هذه الأسس في محاولة محمومة لاسترجاع التراث الغنوصي والباطني الذي يُلغي نصوص الوحي ويُحل محلها أهواءَه وأغراضَه مُدعياً أنها الجوهر المراد، والهدف المنشود، وما ألفاظ النص بالنسبة لما يزعمه إلا بمثابة الجسد بإزاء الروح. فأراد البحث أن يكشف عن هذه الصلة الوثيقة بين الخطاب العلماني وأجداده الغنوصيين، وقد تجلت هذه الصلة في ثلاثة أنواع:
1 - التواصل التنظيري الفلسفي.
2 – والتواصل العملي التطبيقي.
3 – والتواصل الشعوري التضامني.
وقد لفت البحثُ النظرَ في كل جانب من هذه الجوانب إلى أوجه التعانق بين الخطابين العلماني والغنوصي بأمثلة متناظرة مقتبسة من كلا الجانبين.
ثم عقد الباحث مبحثاً ثانياً تحدث فيه عن الإشكاليات الناجمة عن هذا المنهج الغرضي الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون تفسيراً للنصوص، أو طريقة في قراءتها، هو يجر إلى كوارث على مستوى النظر والعمل. ولو أتيح لكل قارئ أن يقرأ النصوص بهذه الطريقة إذن لما بقي نص له معنى، ولأمكن لكل مجرم أن يُحوِّل النصوص القانونية التي تدينه وتجرمه إلى نصوص براءة بل تقريظ.
وإذا كان ذلك كذلك في النصوص البشرية فكيف بالنصوص الإلهية التي أنزلها الخالق عز وجل لمقاصد سامية فيها الاعتقاد الجليل والموعظة البليغة والتشريع النبيل؟
إن القرآن الكريم من مزاياه أن الله عز وجل أرفقه بالبيان العملي الشافي، الذي يحفظه دائماً من عبث العابثين وتخريص المغرضين ? وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ? سورة النحل آية 44.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[17 Mar 2007, 07:39 م]ـ
ألا هل من مجيب؟
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[17 Mar 2007, 07:55 م]ـ
أخي الكريم الفاضل الدكتور أحمد الطعان
عليك بهذا الرابط؛ لعلك تجد فيه بغيتك:
http://www.arabswata.org/forums/index.php
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[24 Mar 2007, 03:18 م]ـ
هذا النص من الصعب جدًا ترجمته للهواة أمثالي!
أرجو أن يتقدم أحد المتخصصين لترجمة المقال.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[25 Mar 2007, 11:34 م]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم
لقد تم الأمر ولله الحمد على يد الأخ الكريم سيف الكلمة في منتدى التوحيد
أكرمكم الله(/)
بعد فتنة الرقم 19، بحث جديد يتحدث عن أهمية الرقم 7 في القرآن الكريم
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[16 Mar 2007, 03:27 م]ـ
بعد فتنة الرقم 19، بحث جديد يتحدث عن أهمية الرقم 7 في القرآن الكريم .. والتساؤل الذي أطرحه: ما هي القيمة الاعتقادية والإيمانية التي تضيفها مثل هذه التوجهات في البحث القرآني؟
===
تقرير "العربية. نت" الأسبوعي للكتاب
كتاب يكشف سر الرقم 7 في القرآن الكريم
دبي- حيان نيوف
المصدر ( http://www.alarabiya.net/Articles/2007/03/16/32603.htm)
صدر كتاب "إشراقات الرقم سبعة في القرآن الكريم" للكاتب السوري عبد الدائم الكحيل عن لجنة جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في نهاية العام 2006.
وقال مؤلف الكتاب عبد الدائم الكحيل لـ"العربية. نت" إن هذا "الكتاب استغرق 10 سنوات من الدراسة المنهجية القائمة على أساس علمي، وتبين أن القرآن الكريم يحوي منظومة رقمية تعتمد على الرقم 7 ومضاعفاته".
وأضاف " إذا قمنا بدراسة أي آية من خلال إحصاء عدد حروفها وكلماتها ورقم هذه الآية وموقعها في السورة سنجد أن هذه الأرقام هي طريقة رياضية محددة تشكل عددا محددا من مضاعفات الرقم 7 دائما".
وأوضح أن "الفائدة من خلاصة هذا البحث أن هذا النظام الرقمي بمثابة إثبات مادي على أن الذي خلق السموات والأرض هو الذي أنزل القرآن وأودع في كل آية عجائب تتجلي في كل عصر بما يتناسب مع علوم ذلك العصر".
وقال إن الرقم 7 ذكر 27 مرة في القرآن مشيرا إلى أنه "أول رقم ذكره الله في القرآن من بين كل الأرقام ".
وأضاف: عندما عددتُ السور من سورة البقرة إلى سورة النبأ (أي من السورة التي ذُكر فيها الرقم سبعة لأول مرة وحتى السورة التي ذُكر فيها الرقم سبعة لآخر مرة) وجدتُ بالضبط 77 سورة، وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة.
ويقول: بعدّ الآيات من الآية الأولى أي من قوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة: 29] إلى قوله تعالى: (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً) [النبأ: 12] كانت المفاجأة الثانية أنني وجدتُ عدد الآيات بالضبط 5649 آية وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة فهو يساوي 7 × 807.
ويتضمن الكتاب الفصول الآتية: أسس وضوابط البحث، من أسرار الرقم السبعة في القرآن والسنة، التناسق السباعي في أول آية من القرآن الكريم، رحلة مع سورة "الاخلاص"، في كل آية معجزة تستحق التفكر، إعجاز في ثلاثة أحرف من القرآن الكريم، وجه الاعجاز.(/)
قواعد لمنهج القرآن في التعامل مع الفتن
ـ[الجنوبي]ــــــــ[16 Mar 2007, 03:33 م]ـ
السلام عليكم
هذا البحث بحول الله أريد تقديمه لرسالة الدكتوراة
فهل بحث من قبل مع أني أطلعت و على حسب علمي لم أجد
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[16 Mar 2007, 09:33 م]ـ
للفائدة:
- نوقشت وطبعت رسالة ماجستير في جامعة أم القرى بعنوان: موقف المسلم من الفتن في ضوء الكتاب والسنة, للباحث: حسين محسن الحازمي, ونشرت سنة: 1420.
- وفي جامعة محمد الخامس سجلت رسالة دكتوراه بعنوان: فقه الفتن: أصوله واتجاهاته وتطبيقاته, لعبد الواحد الإدريسي, سنة 1996.
- وللشيخ الدكتور عبد الرحمن عبد الرحيم القرشي رسالة دكتوراه بعنوان: منهج أهل السنة والجماعة في التعامل مع الفتن, قدمت لقسم العقيدة في جامعة أم القرى سنة 1425.
ـ[الجنوبي]ــــــــ[18 Mar 2007, 01:06 م]ـ
السلام عليكم
نعم اطلعت على بعضها
لكن رعاك الله أنا اتكلم من منظور معالجة القرآن لذلك
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[18 Mar 2007, 11:01 م]ـ
البحث الأول وثيق الصلة بموضوعك, وتحتاج إلى مطالعته لتسلم من التكرار, وفقك الله.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[19 Mar 2007, 01:10 م]ـ
أوصى بالبعد عن موضوع له نظير أو شبيه، كما أوصى بعدم عرض موضوعات مقترحة للدكتوراه أو الماجستير لأن
ذلك سيعسر كل يسير على الباحثين حيث إن عرض العنوان سينقل البحث من حيز جامعات الدوله التي يسجل فيها
الباحث إلى حيز جامعات الكرة الأرضية مما يضيِّق الخناق على باحثين في مقتبل أيامهم، أما عرض الموضوعات لأخذ
الرأي فيها بعد ثبوتها والتيقن من تسجيلها وعدم وجود النظير في جامعات الدولة التي سجل فيها الباحث فهو أمر جيد
يثري البحث ويفيض بالخير على الباحث.
هذه وجهة نظر شخصية لا تنافي وجهات نظر الآخرين بل تقدر كل من يدلي بدلوه وتحترمه.(/)
(وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى) من فوائد العصا.
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 Mar 2007, 06:32 م]ـ
قال تعالى: (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَاموسى قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى).
قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره:
تعرض قوم لتعديد منافع العصا منهم ابن عباس رضي الله عنه , قال:
- إذا انتهيت إلى رأس بئر فقصر الرشا وصلته بالعصا.
- وإذا أصابني حر الشمس غرزتها في الأرض وألقيت عليها ما يظلني.
- وإذا خفت شيئا من هوام الأرض قتلته بها.
- وإذا مشيت ألقيتها على عاتقي وعلقت عليها القوس والكنانة والمخلاة.
- وأقاتل بها السباع عن الغنم.
وروي عنه ميمون بن مهران قال: إمساك العصا سنة للأنبياء , وعلامة للمؤمن.
وقال الحسن البصري: فيها ست خصال:
1 - سنة للأنبياء.
2 - وزينة الصلحاء.
3 - وسلاح على الأعداء.
4 - وعون للضعفاء.
5 - وغم المنافقين.
6 - وزيادة في الطاعات.
ويقال: إذا كان مع المؤمن العصا:
- يهرب منه الشيطان.
- ويخشع منه المنافق والفاجر.
- وتكون قبلته إذا صلى.
- وقوة إذا أعيا.
ولقي الحجاج أعرابيا فقال: من أين أقبلت يا أعرابي؟ قال: من البادية. قال: وما في يدك؟ قال: عصاي:
- أركزها لصلاتي.
- وأعدها لعداتي.
- وأسوق بها دابتي.
- وأقوى بها على سفري.
- وأعتمد بها في مشيتي لتتسع خطوتي.
- وأثب بها النهر.
- وتؤمنني من العثر.
- وألقي عليها كسائي فيقيني الحر , ويدفئني من القر.
- وتدني إلي ما بعد مني.
- وهي محمل سفرتي.
-وعلاقة إداوتي.
- أعصي بها عند الضراب.
- وأقرع بها الأبواب.
- وأتقي بها عقور الكلاب.
- وتنوب عن الرمح في الطعان.
- وعن السيف عند منازلة الأقران.
- ورثتها عن أبي , وأورثها بعدي ابني.
- وأهش بها على غنمي.
- ولي فيها مآرب أخرى , كثيرة لا تحصى.
قلت: منافع العصا كثيرة , ولها مدخل في مواضع من الشريعة:
- منها أنها تتخذ قبلة في الصحراء ; وقد كان للنبي عليه الصلاة والسلام عنزة تركز له فيصلي إليها.
- وكان إذا خرج يوم العيد أمر بالحربة فتوضع بين يديه فيصلي إليها ; وذلك ثابت في الصحيح.
والحربة والعنزة والنيزك والآلة اسم لمسمى واحد.
وكان له محجن وهو عصا معوجة الطرف يشير به إلى الحجر إذا لم يستطع أن يقبله ; ثابت في الصحيح أيضا.
وفي الموطأ عن السائب بن يزيد أنه قال: أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبي بن كعب وتميما الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة , وكان القارئ يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام , وما كنا ننصرف إلا في بزوغ الفجر.
وفي الصحيحين: أنه عليه الصلاة والسلام كان له مخصرة.
والإجماع منعقد على أن الخطيب يخطب متوكئا على سيف أو عصا , فالعصا مأخوذة من أصل كريم , ومعدن شريف , ولا ينكرها إلا جاهل.
وقد جمع الله لموسى في عصاه من البراهين العظام , والآيات الجسام , ما آمن به السحرة المعاندون.
واتخذها سليمان لخطبته وموعظته وطول صلاته.
وكان ابن مسعود صاحب عصا النبي صلى الله عليه وسلم وعنزته ; وكان يخطب بالقضيب - وكفى بذلك فضلا على شرف حال العصا - وعلى ذلك الخلفاء وكبراء الخطباء , وعادة العرب العرباء , الفصحاء اللسن البلغاء أخذ المخصرة والعصا والاعتماد عليها عند الكلام , وفي المحافل والخطب.
وأنكرت الشعوبية على خطباء العرب أخذ المخصرة والإشارة بها إلى المعاني.
والشعوبية تبغض العرب وتفضل العجم.
قال مالك: كان عطاء بن السائب يمسك المخصرة يستعين بها. قال مالك: والرجل إذا كبر لم يكن مثل الشباب يقوى بها عند قيامه.
قلت: وفي مشيته كما قال بعضهم: قد كنت أمشي على رجلين معتمدا فصرت أمشي على أخرى من الخشب قال مالك رحمه الله ورضي عنه: وقد كان الناس إذا جاءهم المطر خرجوا بالعصي يتوكئون عليها , حتى لقد كان الشباب يحبسون عصيهم , وربما أخذ ربيعة العصا من بعض من يجلس إليه حتى يقوم.
ومن منافع العصا ضرب الرجل نساءه بها فيما يصلحهم , ويصلح حاله وحالهم معه.
ومنه قوله عليه السلام (وأما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه) في إحدى الروايات.
وقد روي عنه عليه السلام أنه قال لرجل أوصاه: (لا ترفع عصاك عن أهلك أخفهم في الله) رواه عبادة بن الصامت ; خرجه النسائي.
ومن هذا المعني قوله صلى الله عليه وسلم: (علق سوطك حيث يراه أهلك) وقد تقدم هذا في " النساء ".
ومن فوائدها التنبيه على الانتقال من هذه الدار ; كما قيل لبعض الزهاد: ما لك تمشي على عصا ولست بكبير ولا مريض؟ قال إني أعلم أني مسافر , وأنها دار قلعة , وأن العصا من آلة السفر.أ. هـ
ـ[الحمادي]ــــــــ[16 Mar 2007, 06:55 م]ـ
نفع الله بك يا أبا محمد
إذن أتخذها من الليلة (ابتسامة)
وقال الحسن البصري: فيها ست خصال:
6 - وزيادة في الطاعات.
لم يتبيَّن لي وجه كون اتخاذها زيادةً في الطاعات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[16 Mar 2007, 07:20 م]ـ
لكن كثير من الخصال المذكورة لا تناسب الآن مع حياة المدن، وأخشى أن رأيت مع "الشاب" أن يتهم بأنه صاحب مشاكل (مبتسم)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[16 Mar 2007, 11:39 م]ـ
شكر الله لكم ونفع بكم
لكن الآ ترون أن كثيرا من الخصال المذكورة لا تناسب الآن مع حياة المدن، وأخشى إن رأيت مع "الشاب" أن يتهم بأنه صاحب مشاكل (مبتسم)
ولعل حمل العصا راجع إلى مسألة الأعراف في الزي واللباس، والخروج عن مقضى ذلك مشكل جدا.
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 Mar 2007, 11:34 م]ـ
قال أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ في كتابه البيان والتبيين:
وسئل عن قوله: " وَلِيَ فيها مَآرِبُ أُخْرَى " طه: 18 قال:
لستُ أحيط بجميع مآربِ موسى صلى الله عليه وسلم ولكني سأُنَبِّئكم جُمَلاً تدخل في باب الحاجة إلى العصا من ذلك:
-أنها تُحمَل للحيّة والعقرب وللذّئب وللفحل الهائج ولعَير العانَةِ في زمن هَيْج الفُحول وكذا فحول الحُجُور في المُروج.
- ويتوكَّأ عليها الكبير الدالف.
- والسَّقيم المدنَف.
- والأقطعُ الرِّجلِ والأعرج فإنها تقوم مقامَ رِجلٍ أخرى.
- والعَصَا تَنوب للأعمى عن قائده.
- وهي للقصّار.
- والفَاشِكار.
- والدبَّاغ.
- ومنها المِفأَد للمَلَّة والمحراك.
- وهي لدق الجِصّ والجِبْسين والسّمسم.
- ولِخَبط الشَّجَر.
- وللفَيْج وللمُكارِي فإنهما يتخذان المخاصر فإذا طال الشّوْط وبَعُدَت الغاية استعانا في حُضْرهما وهَرْوَلِتهما في أضعاف ذلك بالاعتماد على وجه الأرض.
- وهي تعدِّل من مَيل المفلوج.
- وتُقيم من ارتعاش المُبرسَم.
- ويتّخذها الرّاعي لغَنمِه.
- وكلُّ راكب لمركَبِه.
- ويُدْخل عَصاهُ في عُروة المِزْوَد ويمسك بيده الطرفَ الآخَر وربَّما كان أحدُ طرفيها بيد رَجُل والطّرَف الآخَر بيد صاحبه وعليها حِمْلٌ ثقيل.
- وتكون إنْ شئتَ وتِداً في حائط.
- وإن شئت ركَزْتها في الفضاء وجعلتَها قِبلةً.
- وإنْ شئتَ جعلتها مِظلَّة.
- وإنْ جعلت فيها زُجّاً كانت عَنَزة.
- وإن زِدتَ فيها شيئاً كانت عُكَّازاً.
- وإن زدت فيها شيئاً كانت مِطْرداً.
- وإن زدت فيها شيئاً كانت رُمْحاً.
- والعصا تكون سَوْطاً وسلاحاً.
- وكان رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يخطُب بالقضيب وكفى بذلك دليلاً على عِظَم غَنائها وشَرَف حالها وعلى ذلك الخلفاءُ وكبراءُ العرب من الخُطباء.
أعتذر: هناك بعض الكلمات تحتاج إلى بحث في معناها، ولعل الله تعالى أن ييسر ذلك.
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[18 Mar 2007, 12:09 ص]ـ
نقل القرطبي في تفسيره لهذه الآية قول بعضهم/
حملتُ العصا لا الضعف أوجب حملها * عليَّ ولا أني تحنيت من كبر
ولكنني ألزمتُ نفسي حملها * لأُعلمها أن المقيم على سفر
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 Mar 2007, 09:11 م]ـ
الشيخ الكريم / الحمادي
جزاك الله خيرا.
لم يتضح لي المراد، إلا إن كان المقصود زيادة الأجر لمن استخدمها في الطاعات.
الشيخ الفاضل / عبدالرحمن السديس
جزاك الله خيرا.
تنبيه لطيف، لا حرمك الله الأجر.
وقد كانت العصا في زمن مضى - قريب - يُخشى أن تكون من لباس الشهرة، المكمل لهيئة معينة لإخوة كرام ... نسأل الله لنا ولهم الهداية -.
الشيخ الكريم / أباعبدالله المحتسب
جزاك الله خيرا.
إضافة متميزة ... لا حرمك الله الأجر.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Mar 2007, 10:32 م]ـ
بارك الله فيكم أبا محمد على هذه الفوائد. وقد أذكرتني ما ذكره الجاحظ من قصة الشرقي وصاحبه في رحلتهما إلى الرقة. حيث ذكر فيها مواقف طريفة انتفع فيها صاحبه بالعصا. وهذا نص كلام الجاحظ في كتابه (البيان والتبيين).
قال الشّرْقيّ: ولكن دعْنا من هذا؛ خرجتُ من الموصل وأنا أريد الرَّقّةَ مستخفياً، وأنا شابٌّ خفيف الحاذِ، فصحبني من أهل الجزيرة فتى ما رأيتُ بعده مثلَه، فذكر أنه تغلبي، من ولد عمرو بن كلثوم، ومعه مِزْود وركوة وعصاً، فرأيتُه لا يفارقها، وطالت ملازمتُه لها، فكدت من الغيظ أرمي بها في بعض الأودية، فكنَّا نمشي فإذا أصبنا دوابَّ ركبناها، وإن
لم نُصب الدوابَّ مشَينا، فقلت له في شأن عصاه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال لي: إنّ موسى بن عمران صلى الله عليه وسلم حين آنس من جانب الطُّور ناراً، وأراد الاقتباس لأهله منها، لم يأتِ النارَ في مقدار تلك المسافة القليلة إلاّ ومعه عصاه، فلما صار بالوادي المقدَّس من البقعة المباركة قيل له: ألق عصاك، واخلَعْ نعليك، فرمى بنعليه راغباً عنهما، حين نزّه اللَّه ذلك الموضِع عن الجِلد غير الذَّكيّ، وجعل اللَّه جِمَاعَ أمره من أعاجيبه وبرهاناته في عصاه، ثم كلمه من جوف شجرةٍ ولم يكلّمه من جوف إنسان ولا جانّ.
قال الشّرْقيّ: إنه ليُكثر من ذلك وإني لأضحك متهاوناً بما يقول، فلما برزْنا على حمارَينا تخلَّف المُكَاري فكان حمارُه يمشي، فإذا تلكّأَ أكرهَه بالعصا، وكان حماري لا ينساق، وعلم أنه ليس في يدي شيءٌ يُكرهه، فسبقني الفتى إلى المنزل فاستراح وأراح، ولم أقدر على البَراح، حتَّى وافاني المُكاري، فقلت: هذه واحدة.
فلمّا أردْنا الخروجَ من الغدِ لم نقدْر على شيءٍ نركبُه، فكنا نمشي، فإذا أعيا توكأ على العصا، وربما أحضَرَ ووضع طرف العصا على وجه الأرض فاعتمد عليها ومَرَّ كأنه سهم زالج، حتى انتهينا إلى المنزل وقد تفسَّخْتُ من الكلال، وإذا فيه فضل كثير، فقلت: هذه ثانية.
فلمَّا كان في اليوم الثالث، ونحن نمشي في أرض ذات أخاقيقَ وصُدوع، إذْ هجمنا على حيَّةٍ منكَرة فساورتْنا، فلم تكن عندي حيلةٌ إلا خِذلانَه وإسلامَه إليها، والهربَ منها، فضربها بالعصا فثقلت، فلمَّا بَهَشَت له ورفعت صدرَها ضَربَها حتَّى وقذَها، ثمّ ضربها حتَّى قتلها، فقلت: هذه ثالثةٌ، وهي أعظمهنّ.
فلمّا خرجنا في اليوم الرابع، وقد واللّه قَرِمْت إلى اللَّحم وأنا هاربٌ مُعْدِم، إذا أرنبٌ قد اعترضَتْ، فحذفها بالعصا، فما شَعرتُ إلاّ وهي معلَّقة وأدركنا ذكاتَها، فقلت: هذه رابعة.
وأقبلتُ عليه فقلت: لو أنّ عندنا ناراً لما أخّرتُ أكلَها إلى المنزل، قال: فإنّ عندك ناراً فأخرج عُوَيداً من مِزْودِه، ثمّ حكّه بالعصا فأورَتْ إيراءً المَرْخُ والعَفَارُ عنده لا شيء، ثم جَمَع ما قدَر عليه من الغُثاء والحشيش فأوقد نارَه وألقى الأرنبَ في جوفها، فأخرجناها قد لزِق بها من الرَّماد والتُّراب ما بغّضَها إليّ، فعلَّقَها بيده اليُسرى ثم ضرب بالعصا على
جُنوبها وأعْراضها ضرباً رقيقاً، حتَّى انتثر كلُّ شيءٍ عليها، فأكلناها وسكن القَرَم، وطابت النَّفس، فقلت: هذه خامسة.
ثمّْ إنّا نزلْنا بعضَ الخانات، وإذ البيوتُ مِلاءٌ روثاً وتُراباً، ونزلنا بعَقِب جُنْدٍ وخَرابٍ متقدّم، فلم نجدْ موضعاً نَظلُّ فيه، فنظر إلى حديدةِ مِسحاةٍ مطروحةٍ في الدّار، فأخذَها فجعل العصا نِصَاباً لها، ثمّ قام فجرفَ جميعَ ذلك التُّرابِ والرَّوث، وجرَدَ الأرضَ بها جَرْداً، حتَّى ظهر بياضُها، وطابت ريحُها فقلت: هذه سادسة.
وعلى أيِّ حالٍ لم تَطِبْ نفسي أن أضعَ طعامي وثيابي على الأرض، فنَزَع واللَّه العصا من حديدة المِسحاة فوتَدها في الحائط، وعلَّقَ ثيابي عليها، فقلت: هذه سابعة.
فلما صرتُ إلى مَفْرِق الطُّرق، وأردتُ مفارقته، قال لي: لو عَدَلت فبتَّ عندي كنتَ قد قضيتَ حقَّ الصُّحبة، والمنزلُ قريب، فعدلتُ معه فأدخلَني في مَنزلٍ يتَّصل ببيعة، قال: فما زال يحدِّثني ويُطْرِفني ويُلْطِفني اللّيلَ كلَّه، فلما كان السّحرُ أخذ خُشَيْبة ثم أخرجَ تلك العصا بعينها فقرعَها بها، فإذا ناقوسٌ ليس في الدنيا مثلهُ، وإذا هو أحذَقُ الناس بضرْبه، فقلت له:
ويلَك، أمَا أنت مسلم، وأنت رجلٌ من العرب من ولد عَمرو بن كلثوم؟ قال: بلى، قلت: فلِمَ تضربُ بالناقوس؟ قال: جُعلتُ فِداك إنَّ أبي نصرانيّ، وهو صاحب البِيعة، وهو شيخٌ ضعيف، فإذا شَهِدتُه بَرَرته بالكفاية، فإذا هو شيطانٌ مارد، وإذا أظرفُ النّاس كلِّهم وأكثرُهم أدباً وطلباً، فخبَّرته بالذي أحصيتُ من خِصالِ العصا، بعد أن كنتُ هممتُ أن أرمَي بها، فقال: واللَّه لو حدّثتُك عن مناقب نفع العصا إلى الصبح لما استنفَدْتُها.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[19 Mar 2007, 11:26 م]ـ
أثابك الله خيرا يااخانا الفاضل المفضال
وجعله في صحائف أعمالك
ومتابعة لما تفضلتم به:
الشعوبية والعصا:
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعل أصدق مثال لهذه الخصومة العنيفة بين علماء العرب والموالى: هذا الكتاب الذى كتبه الجاحظ فى البيان والتبيين وهو " كتاب العصا ". واصل هذا الكتاب كما تعلم ان الشعوبية كانوا ينكرون على العرب الخطابة، وينكرون على خطباء العرب ما كانوا يصطنعون أثناء خطابتهم من هيئة وشكل وما كانوا يتخذون من أداة، وكانوا يعيبون على العرب اتخاذ العصا والمخصرة وهم يخطبون. فكتب الجاحظ كتاب العصا ليثبت فيه أن العرب أخطب من العجم، وأن اتخاذ الخطيب العربي للعصا لايغض من فنه الخطابي.
أليست العصا محمودة فى القرآن والسنة وفى التوراة وفى أحاديث القدماء؟ ومن هنا مضى الجاحظ فى تعداد فضائل العصا حتى أنفق فى ذلك سفرا ضخما.
والذي يعنينا من هذا كله هو أن نلاحظ أن الجاحظ وأمثاله من الذين كانوا يعنون بالرد على الشعوبية، مهما يكن علمهم ومهما تكن روايتهم لم يستطيعوا أن يعصموا أنفسهم من الانتحال الذى كانوا يضطرون الله اضطرارا ليسكتوا خصومهم من الشعوبية.
فليس من اليسير ان نصدق أن كل ما يرويه الجاحظ من الأشعار والأخبار حول العصا والمخصرة يضيفه الى الجاهليين صحيح.
ونحن نعلم حق العلم ان الخصومة حين تشتد بين الفرق والأحزاب فأيسر وسائلها الكذب.
فالجاحظ عقد في كتابه ''البيان والتبيين'' باباً طويلاً سماه ''كتاب العصا'' صوّر فيه طعن الشعوبية على العرب في خطاباتهم، إذ كانوا يشيرون فيها بالعصي والمخاصر، كما كانوا يتكئون على القسي، مما يصرف في رأي الشعوبيين الخاطر ويشغل الذهن أثناء الخطابة .. وزعموا أن الفرس أخطب من العرب .. وكل ذلك نازعهم الجاحظ في عنف شديد، ولكي يبلغ كل ما كان يريد إفحامهم ومقاومتهم جعل كتابه (البيان والتبيين) رداً مفحماً عليهم، إذ خصصه لعرض الثقافة العربية الخالصة في صورها المختلفة من الخطابة والشعر والأمثال، كي يروا رؤية العين ما في هذه الثقافة من قيم بلاغية وجمالية، فينتهوا عن مزاعمهم ويثوبوا إلى رشدهم''
واحتل كتاب العصا، عند الجاحظ، من كتابه: البيان والتبيُّن:
الجزء الثالث، وفيه:
((بسم اللّه الرحمن الرحيم
كتاب العصا
هذا أبقاك اللَّه الجزء الثالث من القول في البيان والتبيين وما شابَهَ ذلك من غُرَرِ الأحاديث وشاكَلَه من عُيون الخُطب ومن الفِقَرِ المستحسَنة والنُّتَف المستخرَجة والمُقَطَّعات المتخيَّرة وبعضِ ما يجوز في ذلك من أشعار المذاكَرة والجواباتِ المنتخَبة ونبدأُ على اسم اللَّه بذكر مذهب الشعوبية ومن يتحلَّى باسم التَّسويَة وبمطاعِنهم على خطباء العرب: بأخذ المِخصَرَةِ عند مناقَلَة الكلام ومساجَلة الخصومِ بالموزون والمُقَفَّى والمنثور الذي لم يُقَفَّ وبالأرجاز عند المَتْح وعند مُجاثاة الخَصْم وساعَة المشاوَلَة وفي نفس المجادَلة والمحاوَرة وكذلك الأسجاعُ عند المنافرة والمفاخرة واستعمال المنثور في خُطَب الحَمَالَة وفي مقامات الصُّلح وسَلِّ السخيمة والقولُ عند المعاقَدِة والمعاهَدة وتركُ اللّفظ يَجري على سجيَّته وعلى سلامته حتَّى يخرجَ على غير صنعة ولا اجتلاب تأليف ولا التماسِ قافية ولا تكلّفٍ لوزنٍ مع الذي عابُوا من الإشارة بالعِصيّ والاتّكاء على أطراف القِسِيّ وخدِّ وجه الأرض بها واعتمادها عليها إذا اسحَنفرت في كلامها وافتنَّتْ يومَ الحفْل في مذاهبها ولزومِهم العمائم في أيام الجُموع وأخْذِ المخاصر في كلِّ حال وجلوسِها في خطب النّكاح وقيامِها في خطب الصُّلْح وكلِّ ما دخل في باب الحَمَالة وأكّد شأن المحالفةِ وحقّق حُرمةَ المجاورة وخُطَبِهم على رواحلهم في المواسم العظام والمجامع الكِبار والتّماسُحِ بالأكُفّ والتّحالف على النار والتعاقُد على المِلح،
وأخذ العهد الموكَّد واليمين الغَمُوسِ .... )
ولا نعرف في التاريخ كتاباً شَغَلَ مؤلِّفَهُ، كما شَغَل كتاب "العصا" أسامة ابن منقذ. فقد ظلَّ أسامة متعلّقاً بموضوع كتابه نحو ستين عاماً.
ويشير أسامة في مقدمة الكتاب إلى السبب الذي حدا به إلى تأليفه، فيذكرُ أنه سمع من والده-وهو صغير-أنه توجه إلى خدمة السلطان ملك شاه بأصفهان، فزارٌ الشيخ العالِمْ أبا يوسف القزويني عندما اجتاز بغداد. وكان معه علي بن البوين-الشاعر النحوي-وهو كاتب سديد الملك جَدّ أسامة.
وكان الشيخ أبو يوسف القزويني لضعفِهِ وكِبَره قد استند بين الجالس والمستلقي إلى فراشٍ له، وحولَهُ كتبٌ كثيرةٌ، فمَدَّ ابن البوين يده إلى أحدهما، فنهره الشيخ قائلاً: "يَدخلُ الجاهلُ على الإنسانِ؛ فَينبسطُ ويقرأُ ما عنده من الكتبِ-أي أني من أهلِ العِلم-ما أحوجك ما يكون في يدك فوقها". فألقى ابن البوين الكتاب من يدِه، وكان .. كتاب "العصا". فاشتدَّت عند أُسامة الرغبة في اقتناء هذا الكتاب، فظلّ ستين عاماً يبحثُ عنه في كلّ مكان، ويَسأل عنه كلّ إنسان، فلم يُوفّق إلى الاهتداء إليه، ولم يَقِف على مَنْ وقَع بصره عليه؛ فدفعهُ اليأس إلى تأليفِ كتابهِ.
وكتاب العصا \ تأليف أسامة بن منقذالكناني الكلبي الشيزري المتوفى سنة (584هـ)؛
طبع بتحقيق حسن عباس؛تقديم محمد مصطفى هدارة؛
نشراالهيئة المصرية العامة للكتاب، فرع الإسكندرية 1398هـ/1978م
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[منصور مهران]ــــــــ[22 Mar 2007, 02:05 م]ـ
كتاب (العصا) لأسامة بن منقذ، يؤسف لكثرة أخطاء الطباعة الواقعة فيه،
وكان على حواشي نسختي عشرات من التنبيهات،
واستعارها مني أحد الإخوان ولم يردها منذ سنين،
فأرجوه أن يتكرم بردها مشكورا.
ـ[المسيطير]ــــــــ[29 Mar 2007, 06:59 ص]ـ
المشايخ الفضلاء /
د. عبدالرحمن الشهري
د. مروان الظفيري
منصور بن مهران
جزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
---
وفي: (المعجم الوسيط) الصادر عن: (مجمع اللغة العربية بجمهورية مصر العربية):
(العَصَا): ما يُتًّخذُ من خشب وغيرِه للتوَكُّؤ أَو الصَّرْب [مؤنث].
ومثنَّاهُ: عَصَوان. (ج) عِصِيٌّ.
وتطْلَقُ على عَظْمِ السَّاق وعلى اللسان.
ويقال: هو ليِّنُ العَصَا وضعيف العَصَا: رقيقٌ ليِّنٌ حسنُ السِّيَاسة.
وهو صلُب العَصَا وشديدُ العَصَا: عنيفٌ.
ويقال: شقَّ العَصَا: خالفَ الجماعة وشقَّ اجتماعَهُم.
وانشقَّت العَصَا: وقَعَ الخِلافُ.
ورَفَعَ عَصَاهُ: سارَ.
وأَلْقَى عَصَاهُ: استقرَّ وتركَ الأَسْفَارَ.
وقَرَعَ له العَصَا: نبَّهَهُ وفطَّنَهُ؛ وفي المثل: " إِن العَصَا قُرِعَتْ لذي الحِلْم ".
ويقال للرَّأْسِ الصغير: رَأْسُ العَصَا.
وهم عَبيدُ العَصَا: مُسْتَذَلُّونَ.
ويقال: لعظام الجَناح: العِصِيُّ.
والعِصيُّ المَمْلُوحةُ: نَوْعٌ من الخُبْزِ على شَكْل العُصَيَّات الصغيرة.
(العُصَيَّةُ): تصغيرُ العَصَا. وفي المثل: "إِن العَصَا من العُصَيَّة": الأَمر العظيم يهيجُه الأَمْرُ الصغير.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[29 Mar 2007, 08:45 ص]ـ
كتاب (العصا) لأسامة بن منقذ، يؤسف لكثرة أخطاء الطباعة الواقعة فيه،
وكان على حواشي نسختي عشرات من التنبيهات،
واستعارها مني أحد الإخوان ولم يردها منذ سنين،
فأرجوه أن يتكرم بردها مشكورا.
كان الله في عونك، وعوننا جميعا
يا أخي الحبيب الغالي منصورا
على هذه المصيبة العظيمة
وهم يظنون بذلك أنهم يستطيعون إخراج الكتاب
مطرزا باسمهم ـ عفا الله عنهم ـ
ويقطع المؤرخ البصري عبد القادر باش أعيان برأيه الرافض لإعارة أيّ كتاب
من كتبه إذ علق لافتة كتب عليها بقوله الفصل:
ألا يا مستعير الكتب إليك عني=فأن إعارتي للكتب عار
فمحبوبي من الدنيا كتاب=وهل أبصرت محبوباً يعار
وحدثني أحد أساتيذي أنه أمضى عدة أيام يمحو هوامش وتعليقات كتبها
مستعير على كتاب يعتز به؛ لذا تجب العناية بالكتاب المستعار
وعدم العبث به، أو تأخيره وقتاً يحرم غيره من الانتفاع به
وقد كتب معتزٌّ بكتبه لمستعير استعار منه كتاباً، فأبطأ عليه:
ماذا جناه كتابي فاستحق به=سجناً طويلاً وتغييباً عن الناس
أطلقه كي نسأله عما حل به=في عقر دارك من ضر ومن بأس(/)
مدارسة حول الاستدلال بهذه الآية في المحافل
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[16 Mar 2007, 11:58 م]ـ
هذا سؤال حول الاستدلال بقوله تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ [التوبة/105]) في المحافل،حيث يكثر هذا،وقد سمعت بعض طلبة العلم يستدل بها في محفل خيري،ورأيتها تكتب في واجهة بعض المداخل.
وفي النفس من هذا شيء، فإن الآية لا يصح تنزيلها على مثل هذه الأحوال، لأنها في شأن المنافقين،وهو ـ كما هو ظاهر والله أعلم ـ متضمن معنى التهديد.
والسؤال: أين رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم لهذا العمل؟!
فإن كان هذا في الدنيا،فلا يصح الاستدلال بها إلا في حياته.
وإن قيل: إن الأعمال تعرض عليه! فيقال: إن العرض إنما هو ـ والله أعلم ـ لمجمل أعمال الأمة من الأحداث الكبار، لا لتفاصيل الأمور.
وإن قيل هذا يوم القيامة: فيقال: إن هذا لا يساعده السياق؛ لأن الله تعالى قال بعد ذلك: (وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).
هذا ما بدا لي ـ بعد تأمل ومذاكرة مع بعض الأفاضل ـ.
وقد سمعت شيخنا العثيمين يبدي رأيه في هذه المسألة،ولكن لا أحب أن أذكره إلا بعد أن أرى بعض المداخلات.
فماذا لدى الإخوة الأفاضل؟!
ـ[الجكني]ــــــــ[17 Mar 2007, 12:17 ص]ـ
يظهر - والله أعلم - أن الآية هي من باب الحض والترغيب للمؤمنين والترهيب للمنافقين والكافرين،وهو ما أشار إليه الشيخ ابن عاشور رحمه الله بقوله عند الآية الأولى:"وسيرى الله عملكم ورسوله " قال: فالإخبار برؤية الله ورسوله عملهم في المستقبل مستعمل في "الكناية" عن الترغيب في العمل الصالح والترهيب من الدوام على حالهم،والمراد تمكنهم من إصلاح ظاهرأعمالهم " ثم قال عند الآية المسئول عنها:"وتفريع "فسيرى الله عملكم " زيادة في التحضيض،وفيه تحذير من التقصير أو من ارتكاب المعاصي لأن كون عملهم بمرأى من الله مما يبعث على جعله يرضي الله تعالى،قال:وعطف (ورسوله) على اسم الجلالة لأنه عليه الصلاة والسلام هو المبلغ عن الله وهو الذي يتولى معاملتهم على حسب أعمالهم، وعطف (المؤمنون) أيضاً لأنهم شهداء الله في أرضه 0اهـ والله أعلم
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[17 Mar 2007, 04:51 م]ـ
شكر الله لكم ..
ثم وجدت ما يؤيد القول بالجواز، وذلك أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ـ فيما علقه البخاري،ووصله عبدالرزاق بسند صحيح ـ قالت: إذا أعجبك حسن عمل امرئ فقل {اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}،ولا يستخفنك أحد.
هكذا رواه البخاري مختصراً،وهو عند عبدالرزاق 11/ 447 ح (20967) مطولاً من حديث عروة بن الزبير ـ رحمه الله ـ قال:
قال دخلت علي عائشة أنا وعبيد الله بن عدي بن الخيار، فذكرت عثمان:
فقالت: يا ليتني كنت نسيا منسيا!!
والله ما انتهكت من عثمان شيئا الا قد انتهك مني مثله! حتى لو أحببت قتله لقتلت!
ثم قالت: يا عبيد الله بن عدي! لا يغرنك أحدٌ بعد النفر الذين تعلم، فوالله ما احتقرت أعمال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نجم القراء الذين طعنوا في ى عثمان!
فقرأوا قراءة لا يُقرأ مثلها!
وصلوا صلاة لا يُصلى مثلها!
وصاموا صياما لايصام مثله!
وقالوا قولا لا نحسن أن نقول مثله!
فلما تدبرت الصنع إذاهم ـ والله ـ ما يقاربون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم!
فإذا سمعت حسن قول امرئ فقل: (اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) ولا يستخفنك أحد.
تنبيه: وقع في المطبوع أغلاط صوبتها من عدة مصادر،ولم أشأ التنبيه عليها حتى لا يطول الكلام.
والشاهد من هذا أن كلام عائشة رضي الله عنها صريح في جواز الاستدلال بها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
وعليه: فيمكن أن يقال: إن الرؤية هنا بمعنى العلم،وليست رؤية البصر،وأن النبي صلى الله عليه وسلّم سيرى هذه الأعمال يوم القيامة ـ أما في البرزخ فسبق الكلام فيه ـ كما أن طائفة من المؤمنين سيرونها في الدنيا والآخرة،والله أعلم.
وبعد هذا .. وبما أن الصديقة فهمت الجواز،فأنا أرجع عن الاستظهار الذي سبب طرح هذا الموضوع،وعندي أن البحث ما زال قائماً،والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما رأي شيخنا العثيمين ـ رحمه الله ـ فهو لا يرى جواز الاستدلال بهذه الآية للسبب الذي أشرت إلى جزء منه في الموضوع الأصلي.
ـ[الغني بالله]ــــــــ[19 Mar 2007, 11:42 ص]ـ
لكن يا شيخ عمر هل يشرع قراءة القرآن في المحافل.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=33619#post33619
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[19 Mar 2007, 11:51 ص]ـ
يحسن في هذا المقام الرجوع الى الكتاب القيم الذي الفه الثعالبي بعنوان الاستشهاد بالقران
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[19 Mar 2007, 12:14 م]ـ
قال الرازي في تفسيره لهذه الآية: (اعلم أن هذا الكلام جامع للترغيب والترهيب، وذلك لأن المعبود إذا كان لا يعلم أفعال العباد لم ينتفع العبد بفعله ....
فقوله: {وَقُلِ ?عْمَلُواْ فَسَيَرَى ?للَّهُ عَمَلَكُمْ} ترغيب عظيم للمطيعين، وترهيب عظيم / للمذنبين، فكأنه تعالى قال: اجتهدوا في المستقبل، فإن لعملكم في الدنيا حكماً وفي الآخرة حكماً. أما حكمه في الدنيا فهو أنه يراه الله ويراه الرسول ويراه المسلمون، فإن كان طاعة حصل منه الثناء العظيم والثواب العظيم في الدنيا والآخرة، وإن كان معصية حصل منه الذم العظيم في الدنيا والعقاب الشديد في الآخرة. فثبت أن هذه اللفظة الواحدة جامعة لجميع ما يحتاج المرء إليه في دينه ودنياه ومعاشه ومعاده.)
وسياق الآية لا يظهر منه أنها نزلت في المنافقين، وهذا هو سياقها:
{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101) وَآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآَخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (102) خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104) وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105) وَآَخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (106)}
والآية التي تخبر عن حال المنافقين هي قوله تعالى: {يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (94)}
وقد ذكر ابن العربي في أحكامه في التفريق بين الآيتين ما خلاصته: قوله سبحانه: {وَقُلِ ?عْمَلُواْ فَسَيَرَى ?للَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ} [التوبة:105] هذه الآية نزلَتْ بعد ذكر المؤمنين، ومعناها: الأمر، أي: ?عملوا بما يُرْضِي اللَّه سبحانه، وأمَّا الآية المتقدِّمة، وهي قوله تعالى: {قَدْ نَبَّأَنَا ?للَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ} [التوبة:94] و {وَسَيَرَى ?للَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ}؛ فإنها نزلت بعد ذكْر المنافقين، ومعناها: التهديد؛ وذلك لأن النفاق موضِعُ ترهيبٍ، والإيمانُ موضعُ ترغيبٍ، فقوبل أهْلُ كلِّ محلٍّ من الخطاب بما يليقُ بهم. انتهى بتصرف.
وجاء في تفسير ابن عاشور: التحرير والتنوير ما نصه: (عطف على جملة: {أَلَمْ يَعْلَمُو?اْ أَنَّ ?للَّهَ هُوَ يَقْبَلُ ?لتَّوْبَةَ} (التوبة: 104) الذي هو في قوة إخبارهم بأن الله يقبل التوبة وقل لهم اعملوا، أي بعد قبول التوبة، فإن التوبة إنما ترفع المؤاخذة بما مضى فوجب على المؤمن الراغب في الكمال بعد توبته أن يزيد من الأعمال الصالحة ليجبر ما فاته من الأوقات التي كانت حقيقة بأن يعمرها بالحسنات فعمرها بالسيئات فإذا وردت عليها التوبة زالت السيئات وأصبحت تلك المدة فارغة من العمل الصالح، فلذلك أمروا بالعمل عقب الإعلام بقبول توبتهم لأنهم لما قُبلت توبتهم كان حقاً عليهم أن يدلوا على صدق توبتهم وفرط رغبتهم في الارتقاء إلى مراتب الكمال حتى يَلحقوا بالذين سبقوهم، فهذا هو المقصود، ولذلك كان حذف مفعول {?عْمَلُواْ} لأجل التعويل على القرينة، ولأن الأمر من الله لا يكون بعمل غير صالح. والمراد بالعمل ما يشمل العمل النفساني من الاعتقاد والنية. وإطلاق العمل على ما يشمل ذلك تغليب.
وتفريع {فَسَيَرَى ?للَّهُ عَمَلَكُمْ} زيادة في التحْضيض. وفيه تحذير من التقصير أو من ارتكاب المعاصي لأن كون عملهم بمرأى من الله مما يبعث على جعله يرضي الله تعالى. وذلك تذكير لهم باطلاع الله تعالى بعلمه على جميع الكائنات. وهذا كقول النبي صلى الله عليه وسلم في بيان الإحسان: «هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك».)
وهو صريح في ارتباط الآية بما قبلها من الدعوة إلى التوبة، وأنها في شأن المؤمنين.
وعليه؛ فالقول بأن الآية المسؤول عنها نزلت في المنافقين فيه نظر. والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[19 Mar 2007, 04:34 م]ـ
أثابكم الله جميعاً ..
أعجبني قول الشيخ عبدالرزاق ـ رحمه الله ـ في الرابط الذي وضعه أخونا (الغني بالله): (فلا يتخذ عادة، ويجوز فعله أحيانا).
وهذا الذي كنت أزوره في نفسي،فلما قرأت جواب الشيخ اطمأننت.
ولي عودة ـ بإذن الله ـ.
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 Mar 2007, 05:10 م]ـ
الشيخ الكريم / عمر المقبل
جزاك الله خيرا، وأجزله، وأوفاه.
وهذا رابط قد يثري الموضوع:
آية نزلت في المنافقين ونكتبها في شهادات التقدير!!
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5297
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[22 Mar 2007, 12:11 ص]ـ
أثابكم الله ..
أخي العزيز أبا محمد المسيطير: اطلعت على الرابط، فجزاك الله خيراً.
لكن ـ مع أن ما ذكره مشايخنا رحمهم الله هو المتبادر للذهن بسبب نزولها في المنافقين ـ إلا أنه لا يمكن إهمال فهم عائشة رضي الله عنها لهذه الآية،وهي أعلم من كل من ذكر في الرابط بملابسات نزولها،والسند إليها صحيح كالشمس.
ـ[الغني بالله]ــــــــ[24 Mar 2007, 09:06 ص]ـ
[ QUOTE=
ثم وجدت ما يؤيد القول بالجواز، وذلك أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ـ فيما علقه البخاري،ووصله عبدالرزاق بسند صحيح ـ قالت: إذا أعجبك حسن عمل امرئ فقل {اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}،ولا يستخفنك أحد.
هكذا رواه البخاري مختصراً،وهو عند عبدالرزاق 11/ 447 ح (20967) مطولاً من حديث عروة بن الزبير ـ رحمه الله ـ قال:
قال دخلت علي عائشة أنا وعبيد الله بن عدي بن الخيار، فذكرت عثمان:
فقالت: يا ليتني كنت نسيا منسيا!!
والله ما انتهكت من عثمان شيئا الا قد انتهك مني مثله! حتى لو أحببت قتله لقتلت!
ثم قالت: يا عبيد الله بن عدي! لا يغرنك أحدٌ بعد النفر الذين تعلم، فوالله ما احتقرت أعمال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نجم القراء الذين طعنوا في ى عثمان!
فقرأوا قراءة لا يُقرأ مثلها!
وصلوا صلاة لا يُصلى مثلها!
وصاموا صياما لايصام مثله!
وقالوا قولا لا نحسن أن نقول مثله!
فلما تدبرت الصنع إذاهم ـ والله ـ ما يقاربون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم!
فإذا سمعت حسن قول امرئ فقل: (اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) ولا يستخفنك أحد.
جزاك الله خيرا ياشيخ عمر هذه فائدة قيمة ولاشك أن فهم الصحابة رضي الله تعالى عنهم مقدم.(/)
تفسير نفيس لسورة الفاتحة لمحمد بن يوسف السنوسي (ت 895 هـ)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[17 Mar 2007, 02:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم
هذا تفسير أم القرآن.
للإمام أبي عبد الله محمد بن يوسف السنوسي التلمساني الحسني (ت 895 هـ)
ترجمة الشيخ السنوسي:
هو أبو عبد الله محمد بن يوسف الحسني السنوسي به عرف، التلمساني، عالمها و صالحها فاضلها، العلامة المتكلم المتفنن، شيخ العلماء و الزهاد، و الأساتذة العباد، العارف بالله، الجامع بين العلم و العمل. أخذ عن أئمة منهم والده و أخوه لأمه علي التالوتي، و محمد بن العباس، و أبو عبد الله الجلاب، و الولي أبركان، و انتفع به أبو زيد الثعالبي وأجازه. و روى الشفا للقاضي عياض عن إبراهيم التازي.
وأخذ عنه خلق كثير نذكر منهم: الملالي، و ابن صعد، و أبو القاسم الزواوي، و ابن أبي مدين، و ابن العباس الصغير، و أبو عبد الله المقيلي، و الشيخ زروق.
للسنوسي كتب كثيرة تشهد بمكانته العلمية المتميزة: " العقائد وصغراه لا يعادلها شيء من العقائد، و هي الكبرى و شرحها، و الوسطى و شرحها، و الصغرى و شرحها، و صغرى الصغرى و شرحها. و شرح لامية الجزيري، و شرح الحوفية كبير الجرم و الفائدة، و ألفه و هو ابن تسعة عشر عاما. و المقدمات و شرحها، و شرح أسماء الله الحسنى، و اختصر إكمال الكمال للأبي على صحيح مسلم. و له مختصر في المنطق و شرحه حسن جدا، و شرح البخاري و صل فيه باب " من استبرأ لدينه ". و مشكلاته، و له مختصر التفتازاني على الكشاف، و شرح جمل الجونجي، و رجز ابن البنا في الطب، و لم يكمل شرح مختصر ابن عرفة، و الشاطبية، وجواهر العلوم للعضد في علم الكلام، و تعليق على فرعي ابن الحاجب و غير ذلك مما هو كثير.
ترجمته واسعة، أفردها تلميذه الملالي بالتأليف. ولد بعد الثلاثين وثمانمائة، وتوفي في جمادى الآخرة سنة 895 هـ.
عن كتاب: " شجرة النور الزكية في طبقات المالكية: محمد بن محمد مخلوف، ص 266، دار الفكر، بيروت، بدون طبعة و لا تاريخ ".
كما ترجم له أحمد بابا في نيل الابتهاج، ص 325/ 329.
الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله.
هذا تفسير الفاتحة باختصار عن نسخة مخطوطة بالخزانة العامة بالرباط.
(الحمد لله): معناه الحمد كله لله وحده، لأن كل كمال قديم فهو وصفُه، و كل كمال حادث فهو جُعله.
(رب العالمين): معناه جميع الحوادث المختلفة في أجناسها وأنواعها و أصنافها، و به مقاديرها وصفاتها وأزمنتها و أمكنتها، وذلك الاختلاف دليل فيها على وجوب افتقارها إلى الله تبارك وتعالى، و على وجوب وجوبه، ووحدانيته، وكمال قدرته و إرادته، و علمه وحياته، وذلك دليل على ما دل عليه قوله: (الحمد لله) كون المدح بكل كمال لله تعالى وحده، و من كونه هو المالك للعوالم، الرب لها، يجمع العالمين ليكون دليلا على ما قبله، لأن الجمع دال على الاختلاف في الدال على وجوب الافتقار إلى الرب تبارك و تعالى.
(الرحمن الرحيم): المنعم بجميع النعم الدنيوية و الأخروية الجليلة و الحقيرة، و يجب بعد رب العالمين للدلالة على أنه سبحانه إنما عامل العوالم في الغالب بمقتضى الرحمة، لا بمقتضى الغضب، و الإنس و الجن المغضوب عليهم قليلون جدا بالنسبة إلى كثرة من رحمته من العوالم السماوية والأرضية. و فيه دليل على أن نعمة صدرت منه جل و علا للعوالم، فهي بمقتضى الرحمة والفضل، لا بمقتضى الوجوب و الاستحقاق.
(مالك يوم الدين): معناه المتجرد بالحكم يوم الجزاء، و عزل بذلك اليوم جميع الحكام.
(إياك نعبد): معناه نخصك ـ يا مولاي بالطاعة، و كمال الذلة، و الخضوع على الوجه الذي بلغه رسولك، و مصطفاك سيدنا محمد ـ صلى الله عليه و سلم ـ الذي رحمت بفضلك على يده العالمين، و خلصتهم بأنوار بعثه من مهالك يوم الدين.
(إياك نستعين): معناه و منك ـ يا مولانا ـ نطلب العون على عبادتك التي هي عنوان النجاة من مهالك يوم الدين.
(إهدنا الصراط المستقيم): معناه: دلنا ـ يا مولانا ـ به إلى عبادتك على الطريق المستقيم الذي لا انحراف فيه إلى معصية، و لا بدعة و لا هوى، وأسألك ـ يا مولانا ـ أن تثبتنا حتى نلقاك.
(صراط الذين أنعمت عليهم): معناه: طريق الذين تفضلت عليهم بالهداية من النبييين والصديقين و الشهداء و الصالحين، لا طريق يعتمدون به دينهم على طريق التقبيح و التحسين.
(غير المغضوب عليهم): معناه جنبنا ـ يا مولانا ـ طريق الذين غضبت عليهم، أن حرمتهم من الهداية مع علمهم بطريقها كاليهود، والعلماء غير العاملين.
(ولا الضالين): الذين حرموا من الهداية مع جهلهم بطريقها كالنصارى، وغيرهم من الجاهلين.
إنتهى بحمد الله و حسن عونه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[18 Mar 2007, 09:54 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على ما تفضلتم به
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[19 Mar 2007, 08:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأستاذ الفاضل الدكتور عبد الفتاح خضر ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لفضيلتكم تواصلكم و تقديركم، جزاكم الله خيرا.
وتفضلوا بقبول خالص تحياتي و تقديري لشخصكم الكريم.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[20 Mar 2007, 01:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أسأل الله أن لا يحرمك الأجر على ما قدمت.
ولي على ما أوردته ملاحظة أرجو قبولها وهي أنك وصفت هذا التفسير بأنه نفيس وهذا الوصف فيه تجوز هذا بالنسبة لما جعلته عنوانا للموضوع.
وبالنسبة لقوله (لأن كل كمال قديم فهو وصفُه) لا يوافق عليه فلا يوصف الله بالقدم على الاطلاق بل لا بد من التفصيل،
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[20 Mar 2007, 03:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور أبو حذيفة ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فإني أحمد الله إليكم أن يسر التواصل مع فضيلتكم عبر هذا الموقع المبارك، آملا أن لا يكون تقديري لتفسير الشيخ السنوسي ـ رحمه الله ـ فيه شيء من المغالاة، إن هو إلا تحريض على الاستفادة، خاصة وأن الشيخ السنوسي ـ رحمه الله ـ أوجز في التفسير بأسلوب سهل ممتنع، كما أن تجربتي مع طلبتي جعلتني أقدر هذا التفسير تقديرا كبيرا. آملا أن تتاح لي الفرصة لبيان المبررات العلمية و الدعوية لذلكم التقدير. مع اعتبار الأمر نسبيا.
شاكرا لفضيلتكم تواصلكم، ومقدرا ملاحظاتكم. جزاكم الله خيرا.
وتفضلوا بقبول خالص تحياتي و تقديري.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[22 Mar 2007, 02:31 ص]ـ
فضيلة الأستاذ أحمد: أسأل الله أن يختم لي ولك بخاتمة السعادة، ولك مني يا فضيلة الشيخ كل حب وتقدير، واشكرك على حسن الأدب وقبول الملاحظة، والمهم عندي ليس الثناء على التفسير لكن المهم ما ورد في تفسيره من وصف صفات الله بالقدم، ومن المعلوم أن القول في الصفات كالقول في الذات، والله لا يوصف بالقدم لآن اللفظة تحمل وجه حق ووجه باطل، فلا بد من بيان المراد بالقدم الذي يوصف به الرب، ثم هذه اللفظة لم لرد عن السلف، ومن قالها منهم فإنما قالها تنزلاً مع الخصم، والحديث عن ذلك لا يخفى على فضيلتكم، غفر الله للسنوسي ونور عليه ضريحه، وعفر الله لي ولك، وسلام إلى المغرب وعلمائه وأبنائة فلهم في قلبي كل حب وتقدير
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[23 Mar 2007, 01:07 ص]ـ
أشكر الأستاذ الضاوي على إطلاعنا على هذا التفسير فجزاه الله كل خير.
الأخ الفاضل أبو حذيفة: كلامك في محله لو لم يكن تفسيره شديد الاختصار، أما والحال هذه فلا ينبغي، خصوصاً
إذا كان المفسر من المتكلمين المشهورين ومذهبهم في هذا معروف.
والله أعلم.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[01 Apr 2007, 04:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أسأل الله أن لا يحرمك الأجر على ما قدمت.
ولي على ما أوردته ملاحظة أرجو قبولها وهي أنك وصفت هذا التفسير بأنه نفيس وهذا الوصف فيه تجوز هذا بالنسبة لما جعلته عنوانا للموضوع.
وبالنسبة لقوله (لأن كل كمال قديم فهو وصفُه) لا يوافق عليه فلا يوصف الله بالقدم على الاطلاق بل لا بد من التفصيل،
الحمد لله
السلام عليكم ورحمة الله
هل يمكننا أن نعرف التفصيل المتعلق بلفظ القديم في هذه المسألة تحديدا؟
فعدم الموافقة على أن "كل كمال قديم فهو وصفه" ينبئ بأن بعض كمالاته حادثة.
ولكي نساعد علي التفصيل: نقول: الإمام السنوسي متكلم. وهو يستعمل مصطلحات معروفة المعاني بين أهلها، فالقديم عنده: ما لا أول لوجوده، أو ما كان غير مسبوق بعدم، والحادث عنده: ما كان لوجوده أول، أو ما كان مسبوقا بعدم. وكل من القديم والحادث يشمل الأمر الوجودي - أي ما له وجود خارجا - والأمر العدمي - أي ما كان منفي الوجود خارجا -.
فقوله: كل كمال - أي وجودي - قديم - أي لا أول له، بمعنى كان الله تعالى أزلا متصفا به لأنه لو لم يكن متصفا به لكان ناقصا، إذ لا واسطة بين الكمال والنقص ..
فالاعتراض ليس له - بعد وضوح المصطلحات - إلا معنى واحد: وهو أنه تعالى يتصف ببعض الكمالات الوجودية في الأزل، ويتصف ببعض الكمالات الوجودية فيما لا يزال، أي بعض صفاته الوجودية قديمة لا أول لها، وبعضها حادث وجد بعد أن لم يكن .. والموصوف بالكمال الوجودي بعد أن لم يكن موصوفا به قد عرى لفترة من الكمال ... ومن عرى عن الكمال ولو لفترة كان ناقصا، إذ لا واسطة بين الكمال والنقص ...
فهذا معنى كلام الإمام السنوسي ... فالاعتراض لا محل له في نظري ... إلا عند من يجوز أن يتصف الله تعالى بكمال وجودي حادث ... بالمعنى المذكور.
والألفاظ وإن كانت حادثة - أي اصطلح عليها بعد أن لم تكن - فالمعاني التي تحتها معروفة ومتقررة ... ويجب أن يتوجه النقاش حول المعاني التي تحت الألفاظ ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[04 Apr 2007, 06:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الإخوة الأفاضل، والسادة العلماء النبهاء: عبد الفتاح خضر، أبو حذيفة، أبو عبيدة الهاني، محمد سعيد الأبرش ـ حفظهم الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإني أشكر لفضيلتكم اهتمامكم و تواصلكم، و إثراءكم للموضوع.
جزاكم الله خيرا.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[08 Jul 2009, 10:32 م]ـ
جزاك الله خيرا على نشر هذا الجزء المختصر النادر، وبارك فيك، مع ملاحظة ما علقه الإخوة المهتمون سددهم الله
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[09 Jul 2009, 01:20 ص]ـ
السلام عليكم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام علي نبينا محمد و علي آله و صحبه أجمعين و بعد
من العبارات التي استوقفتني - زيادة علي ما ذكره الأخ الفاضل صالح الفايز - قول الشيخ - رحمه الله -: لا طريق يعتمدون به دينهم على طريق التقبيح و التحسين ... عند تفسيره للمنعم عليهم و هذه العبارة فيها - كما لا يخفى علي الأفاضل - التعريض بالمعتزلة أي بمثبتي التحسين و التقبيح العقلي و الحق أن نفيه هكذا مطلقا ليس بصواب كما قرر ذالك محققو أهل السنة كشيخ الإسلام ...
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[09 Jul 2009, 04:12 م]ـ
شكر الله لكم فضياة الشيخ الدكتور على هذا العلق المختصر، وقد قمت بمقارنة ما كتبتم مع المخطوط فظر لي بعض الملاحظات أثبتها هنا للتنبيه.
وسأثبت نصكم أولا، ثم أذكر الملاحظة عليه ثانيا.
الملاحظة الأولى: عند نقلكم لقوله: [(الحمد لله): معناه الحمد كله لله وحده، لأن كل كمال قديم فهو وصفُه، و كل كمال حادث فهو جُعله]
أثبتم العبارة بالجيم، ولكن بالرجوع إلى صورة المخطوط الذي أثبتم مشكورين، نجد أن طريقة رسم الكلمة هي بالفاء أشبه منها بالجيم. وعلى هذا يكون وجه العبارة هو:
[و كل كمال حادث فهو فعله]، بالفاء بدل الجيم، ويساعد على هذا أن حرف الفاء المرسوم في كلمة [فهو] قبلها رسم بنفس الطريقة في قوله [فعله]
الملاحظة الثانية: قولكم: [قوله: (الحمد لله) كون المدح بكل كمال لله تعالى وحده]
بالرجوع إلى المخطوط نجد زيادة كلمة من بعد قوله الحمد لله. فيكون وجه العبارة: الحمد لله من كون المدح، إلخ ولأنه سيعطف عليها بقوله: ومن كونه.
الملاحظة الثالثة: قولكم [يجمع العالمين ليكون دليلا على ما قبله]
وبالرجوع إلى المخطوط نجد وجه العبارة: فجمع العالمين، وليس يجمع.
الملاحظة الرابعة: قولكم [على الاختلاف في الدال على وجوب]
وجه العبارة [الاختلاف الدال] وفي مقحمة زائدة.
الملاحظة الخامسة: قولكم: [الأخروية الجليلة و الحقيرة، و يجب بعد رب العالمين للدلالة] صواب العبارة: ومجيئه بعد رب العالمين وليس ويجب.
الملاحظة السادسة: قولكم [إلى كثرة من رحمته من العوالم]
صواب العبارة، من رحمه وليس رحمته.
الملاحظة السابعة: قولكم: [على أن نعمة صدرت منه جل و علا للعوالم] وجه العبارة: نعمه وليس نعمته.
الملاحظة الثامنة: [ملك يوم الدين] عند المؤلف على رواية ورش وليس على رواية حفص كما أثبتها.
الملاحظة التاسعة: قولكم: [معناه المتجرد بالحكم يوم الجزاء] صواب العبارة المنفرد وليس المتجرد.
الملاحظة العشرة قولكم: [وعزل بذلك اليوم جميع] صواب العبارة في ذلك وليس بذلك.
الملاحظة الحادية عشرة: قولكم: [معناه نخصك ـ يا مولاي] صواب العبارة: نخص يا مولانا. وليس نخصك يا مولاي.
الملاحظة الثانية عشرة. [وإياك نستعين] بإثبات الواو وليس بحذفها.
الملاحظة الثالثة عشرة: قولكم [إياك نستعين): معناه و منك ـ يا مولانا] صواب العبارة: معناه ومنك وحدك يا مولانا. بزيادة وحدك.
الملاحظة الرابعة عشرة: قولكم: [دلنا ـ يا مولانا ـ به إلى عبادتك] صواب العبارة في عبادتك وليس به إلى عبادتك.
الملاحظة الخامسة عشرة. قولكم: [طريق يعتمدون به دينهم] صوابه في دينهم وليس به دينهم.
الملاحظة السادسة عشرة قولكم: [طريق الذين غضبت عليهم، أن حرمتهم من الهداية] صوابه أي حرمتهم وليس أن حرمتم.
الملاحظة السابعة عشرة: قولكم: [(ولا الضالين): الذين حرموا من .. إلخ] فيه سقط وتمام العبارة هو: [ولا الضالين معناه وجنبنا يا مولانا طريق الضالين أي الذين حرموا من الهداية ... إلخ]
هذا ما تيسر لي الوقوف عليه من الملاحظات، وأرجو أن أكون موفقا فيما أتيت به. والفضل لكم حضرة الأستاذ الكريم في إثبات المخطوط في الموقع، وشكر الله لكم. والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[12 Jul 2009, 08:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل: عدنان أجانة ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد فإني أشكر لفضيلتكم اهتهمامكم و تقديركم، كما أشكر لكم الملاحظات التي تفضلتم بها.
و الواقع أن ما قمت به هو تقديم ـ على عجل ـ لهذا التفسير النفيس، و لا علاقة له بالتحقيق العلمي.
آمل أن تتاح لي الفرصة للتدقيق في هذا العمل. وأنا جاد في الحصول على نسخ أخرى للمقابلة، و إخراجها إخراجا علميا.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[12 Jul 2009, 10:11 م]ـ
حضرة الأستاذ المحترم، الشكر موصول على إفادتكم القيمة، وأدبكم الجم، أما عزمكم على طبع الرسالة، فهو خبر سار، جعل الله ذلك في ميزان حسناتكم،
واما فيما يتعلق بنسخ الرسالة، فسأذكر لك ما وقفت عليه من النسخ لعل في ذلك إفادة لكم،
النسخة الأولى في المكتبه الوطنيه بالجزائر
الجزائر رقم الحفظ 656
النسخة الثانية: الخزانه الملكيه (الحسنيه)
الرباط رقم الحفظ مجموع (1) 7218, مجموع (2) 1010
ولعلها التي أشرتم إليها.
النسخة الثالثة: في خزانه تطوان رقم الحفظ 739 م
النسخة الرابعة: في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية الكائن في الرياض وفي المركز أربع نسخ من هذه الرسالة. هذه أرقامها على الولاء:
رقم: 07864 - 7 / رقم 12547 - 4 / رقم 12757 - 1 / رقم 13074 - 5
ودمتم في رعاية الله.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[12 Jul 2009, 11:09 م]ـ
بارك الله في الأخ الفاضل عدنان على الملاحظات والتصحيحات المهمة.
والإمام السنوسي يعتبر من المفسرين الكبار مع أن تفسيره لم يتم للأسف الشديد، فقد فسر من الفاتحة إلى قوله تعالى: ? أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ? [البقرة:5]. ومن سورة (ص) إلى (الناس) وتفسيره هذا هو الذي تضمن تفسيرا مطولا على سورة الفاتحة أتى فيه بنفائس التحقيقات وجواهر التدقيقات. وقد حقق هذا التفسير في إطار تحقيق "المواهب القدوسية بالمناقب السنوسية" للشيخ الملالي بعناية الأخ الفاضل علال بوربيق وهو بالمناسبة أحد أعضاء هذا المنتدى باسم آخر.
ولمن لا يعرف الإمام محمد بن يوسف السنوسي الشريف الحسني حق المعرفة، ففيما يلي ترجمته من تحقيق كتابه النفيس "شرح المقدمات":
بسم الله الرحمن الرحيم
يعتبر الإمام السنوسي ـ رحمه الله تعالى ـ إمامًا عالِمًا عَلَمًا من أئمة أهل السنة والجماعة، فقد كان متبحّرا في العلوم الشرعية والعقلية المعتبرة في عصره، وبلغ من الورع والزهد الغاية القصوى. تلقى العلم على مشاهير علماء عصره، وتخرج به العديد من العلماء، يأتي إن شاء الله تعالى ذكر أبرزهم.
وقد ألَّف تلميذه الشيخ أبو عبد الله محمد بن عمر الملالي مجلَّدا في مناقبه، وذكر فيه سيرته وما ظهر من كراماته في حياته وبعد مماته، سماه «المواهب القدوسية في المناقب السنوسية»، ومنه اختصرنا هذه الترجمة، إذ كل النصوص الواردة في المصادر التي ترجمت للإمام السنوسي مقتبسة منه. ورتبناها على فصول:
الفصل الأول: في اسمه ولقبه ومذهبه ونسبه. هو: محمد بن أبي يعقوب يوسف بن عمر بن شعيب، أبو عبد الله، السنوسي الأصل، التلمساني المولد، المالكي المذهب، الأشعري المعتقَد، والشريف الحسني النسب.
فالسنوسي: نسبة لقبيلة بني سنوس بالمغرب. وبهذا اللقب قد عُرف. والشريف الحسني: نسبة لسيدنا الحسن بن عليّ رضي الله عنهما. فالشرف ثابت له بواجب الثبوت من قبل الأم. وإثبات الشرف من قبل الأم قال به جماعة من العلماء بأدلة معتبرة.
الفصل الثاني: في ولادته ومكانها. ذكر الملالي أنّ الإمام السنوسي كان له من العمر عند وفاته ثلاثة وستون سنة، وحيث توفي ـ رحمه الله ـ سنة (895 هـ)، فيكون مولده سنة (832هـ)، وكان ذلك بتلمسان الجزائرية الواقعة على بعد (800 كلم) غرب العاصمة الجزائر.
الفصل الثالث: في نشأته العلمية. نشأ الإمام السنوسي ديِّنا وَرِعا في رعاية والده الشيخ الصالح المبارك الزاهد العابد الأستاذ المحقق المقرئ الخاشع أبي يعقوب يوسف السنوسي الذي يعتبر أوّل شيخ له، فقد حفظ على يديه القرآن العظيم في صغره، وتهيأ بتوجيهه للترقي في معارج العلوم الشرعية والعقلية، وقد تيسر له ذلك فيما بعد، سيما بالأخوّة الفاضلة التي حظي بها، فقد كان أخوه لأمّه الشيخ علي التالوتي يصطحبه معه إلى المجالس العلمية الراقية كمجلس الشيخ الحسن أبركان، بل كان هو أيضا شيخًا له في العلوم الفقهية خاصة، فقد نقل الملالي أنّ الإمام السنوسي قرأ على أخيه في صغره رسالة الشيخ ابن أبي زيد القيرواني. فهذه العوامل العائلية المتميزة، مع البيئة العلمية المزدهرة التي كانت عليها مدينة تلمسان، والتي اتسمت بتوافر العلماء واعتناء الدولة الزيانية بهم، يسّرت للإمام السنوسي الانطلاق باكرًا في مسيرة علمية حافلة بالتوفيق والسداد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد نقل لنا الشيخ الملالي بعض الأحداث الدالة على وفور عقل الإمام السنوسي وذكائة ونبوغه منذ صغره، منها قوله: «حدثني شيخنا سيدي علي التالوتي ـ رحمه الله تعالى ـ قال: كان أخي سيدي محمد السنوسي إذا دخل على الشيخ سيدي الحسن أبركان رحمه الله يتبسّم له ويفاتحه بالكلام، ثم يقول في دعائه له: جعلك الله من الأئمة المتقين. وكان أخي سيدي محمد لا يتكلّم في المجلس، وربما تَعْرِضُ للشيخ سيدي الحَسن مسألة ويتوقف أهلُ المجلس فيها، فيلتفت الشيخ سيدي الحسن أبركان إلى سيدي محمد السنوسي ـ وكان صغيرًا ـ فيقول له: ما تقول يا محمد في هذه المسألة؟ فيقول: يحتمل أن يكون المراد كذا وكذا، فيقول الشيخ سيدي الحسن أبركان: الصواب ما قال محمد، يعني سيدي محمد السنوسي رضي الله عنه ونفع به، فقد أجاب الله دعوته وحقق فيه فراسته رضي الله تعالى عنهما وحشرنا في زمرتهما." اهـ.
الفصل الرابع: في مكانته العلمية. لخص الملالي مكانة شيخه الإمام السنوسي العلمية قائلا: «اعلم أن العلم ينقسم إلى علم ظاهر وهو علم الشريعة، وباطن وهو علم الحقيقة، وهو أفضل العلوم، وقد جمع الله تعالى للشيخ ـ رضي الله تعالى عنه ـ بين العلمين على أكمل وجه؛ أمّا العلوم الظاهرة فقد فاز منها بأوفر نصيب، وحاز في الفروع والأصول السهم والتعصيب، ورمى إلى كل فضيلة ومكرمة بسهم مصيب، ولهذا كان ـ رضي الله تعالى عنه ـ لا تتحدث معه في علم من العلوم إلا تحدّث معك فيه، حتى يقول السامع: إنه لا يُحسِن غير هذا العلم، لا سيما علم التوحيد وعلم المعقول. وقد شارك الفقهاء في العلوم الظاهرة، ولم يشاركوه في العلوم الباطنة، بل زاد على الفقهاء في العلوم الظاهرة زيادة لا يمكن وصفها: وهو حلّ أقفال المشكلات وما يَعْرِض من الشُّبَه والدواهي المعضلات، لا سيما علم التوحيد، وهذا هو العلم على الحقيقة الذي يُعرَف به حقائق الأشياء، ويزيل بأنوار علومه وفهومه من القلب داءَ الشًّبَه وضروب الشكوك والامتراء.» اهـ.
الفصل الخامس: في شيوخه. قدّمنا أن الإمام السنوسي نشأ في عائلة علمية، وذكرنا أنه تلقى العلوم على مشاهير علماء عصره، وفيما يلي ذكر أبرزهم:
1 ـ أبو يعقوب يوسف بن عمر بن شعيب السنوسي، نسبة إلى القبيلة المعروفة بالمغرب من قبل أبيه، الحسني نسبة إلى سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما، والد الإمام السنوسي، نعته الملالي بالشيخ الصالح المبارك الزاهد العابد الأستاذ المحقق المقرئ الخاشع المقدّس المرحوم، وذكر أنه في عدد أشياخ الإمام السنوسي حيث أنه قرأ عليه بعض القرآن العزيز في صغره.
2 ـ أبو الحسن علي بن محمد السنوسي الشهير بالتالوتي الأنصاري (تـ895هـ)، أخو الإمام السنوسي لأمّه، نعته الملالي بالشيخ الفقيه الحافظ المتفنن العالِم الصالح البركة، وهو من أكبر تلاميذ الشيخ الحسن أبركان. كان حافظا لكتاب ابن الحاجب الفرعي مستحضِرًا له وكان بين عينيه، وذكر أن الإمام السنوسي أخذ عنه في زمن صغره رسالة ابن أبي زيد القيرواني.
3 ـ الحسن بن مخلوف بن مسعود المزيلي الراشدي، الشهير بـ: أبركان. (تـ857هـ) قال الملالي: هو الشيخ الإمام العالم العلم الولي الصالح القطب الغوث الشهير الكبير. أخذ عن الشيخ إبراهيم المصمودي، والإمام ابن مرزوق الحفيد. لازمه الإمام السنوسي كثيرًا في زمان صغره في أول بلوغه وانتفع به، وعدّه الملالي من مشايخه وإن لم يأخذ عنه كما أخذ أخوه الشيخ علي التالوتي، وذلك لأنه حضر مجلسه وانتفع بكلامه.
4 ـ محمد بن قاسم بن تُونَرَتْ الصنهاجي التلمساني: العلامة الفقيه المشارك المحقِّق. وقد ذكر الملالي نقلا عن شيخه الإمام السنوسي أنه قال: كان سيدي محمد بن تُونَرَتْ ـ رحمة الله تعالى عليه ـ شيخًا عالمًا بعلوم المعقول والمنقول والنجم والحساب والفرائض والأوفاق والخط والهندسة وفي كل علم. وذكر أيضا أن الإمام السنوسي قرأ عليه في زمن صغره جملة من الحساب والفرائض.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 ـ أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن علي القرشي الشهير بالقلصادي (تـ891هـ): الإمام العلامة الحاج الصالح الرحّال، فرضي عصره وعدديّه، له تآليف عديدة أكثرها في الحساب والفرائض، كشرحه على تلخيص ابن البناء وشرحه على فرائض الحوفي. ذكر الملالي أن الإمام السنوسي قرأ عليه جملة من الحساب والفرائض، وأجازه القلصادي في جميع ما يرويه.
6 ـ نصر الزواوي التلمساني. كان عالِمًا محقِّقًا زاهِدًا عابِدًا وليّا صالحًا ناصحًا، من أكابر تلاميذ الإمام محمد ابن مرزوق. أخذ عنه السنوسي علوم العربية ولازمه كثيرا.
7 ـ محمد بن أحمد بن عيسى المغيلي الشريف الشهير بالجلاب. (تـ875هـ): الفقيه النوازلي. ذكر الملالي أن الإمام السنوسي كان يحدثه عن شيخه الجلاب فيقول: هو حافظ لمسائل الفقه. وذكر أيضا أن بعض الفقهاء أخبروه بأن الإمام السنوسي كان يقرأ عليه المدوّنة، وأنه ختمها عليه مرتين.
8 ـ أبو الحجاج يوسف بن أحمد بن محمد الشريف الحسني. كان فقيها وجيها نزيها، عالما أستاذا مقرئا محققا. ذكر الملالي أن الإمام السنوسي قرأ عليه القرآن الكريم بالمقارئ السبعة المشهورة من أم القرآن إلى آخره ختمتين، زاد من الختمة الثالثة قدرًا صالحا، وأجازه فيها وفي جميع مروياته.
9 ـ أبو عبد الله محمد بن العباس بن محمد بن عيسى العبادي الشهير بـ"ابن العباس" (تـ871هـ): نعته الملالي بالشيخ الإمام العامل الحافظ المحصل المتفنن الصالح البركة، وذكر أن الإمام السنوسي قرأ عليه شيئا من علم الأصول، وقرأ عليه من كتب المنطق "الجمل" للخونجي من أوّله إلى آخره في مدة يسيرة نحو ثلاثة أيام، وسبب ذلك أنه يقرأ ويفسر ما يقرأه، فيورد له الإمام السنوسي أسئلة ويسوق أجوبة لم توجد في الكتب، فيتعجب منه الشيخ ابن العباس ومن حسن جوابه، فلمّا رأى ذلك منه قال: لا تقرأ عليّ، أنت الذي يُقرَأ عليك، وهذا سبب قلة مدة قراءته عليه، والله تعالى أعلم.
10 ـ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الحباك. (تـ868هـ) قال الملالي: الشيخ الأجلّ الصالح المعدّل، قرأ عليه الشيخ السنوسي رضي الله عنه كثيرا من علم الاسطرلاب، وقد ذكره الشيخ في شرح الأرجوزة التي ألفها شيخه المذكور وصرّح فيه بأنه شيخه، وسمى قصيدته بـ"بغية الطلاب في علم الاسطرلاب" ..
11 ـ أبو القاسم الكنابشي البجائي. نعته الملالي بالشيخ الإمام العالم الورع الصالح، وذكر أن الإمام السنوسي وأخوه التالوتي قرآ عليه كتاب "الإرشاد" لأبي المعالي الجويني في أصول الدين، وأجازهما جميع مروياته.
12 ـ إبراهيم بن محمد بن علي اللتني التازي. نعته الملالي بالإمام العالم العلامة الورع الزاهد الصالح الولي الناصح. وذكر أن الإمام السنوسي لقيه عند رجوعه من الجزائر بعد تلقيه العلوم عن الشيخ الثعالبي، وتحديدا في مدينة وهران حيث مكث عنده مدة خمسة وعشرين يوما، فأخذ فيها الخرقة والذكر والمصافحة والسبحة والحديث المسلسل بالأولية، كل ذلك بأسانيده المتصلة إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
13 ـ أبو زيد عبد الرحمن الثعالبي، الشيخ الإمام حجة الإسلام العالم العامل الزاهد العابد الورع الصالح الولي الناصح، صاحب تفسير "الجواهر الحسان" وغيره من المصنفات المفيدة. ذكر الوادي آشي أنّ الإمام السنوسي "رحل إليه إلى الجزائر وأخذ عنه بها علم الرواية"، وذكر الملالي أنه رضي الله عنه قرأ عليه صحيح البخاري ومسلم وغيرهما من كتب الحديث، وأنه رأى إجازة بخط الثعالبي أجاز بها الإمام السنوسي وأخاه لأمّه الشيخ علي التالوتي.
14 ـ أبو العباس أحمد بن عبد الله الجزائري الزواوي: فقيه ولي صالح فاضل، يضاهي الثعالبي علما وعملا، توفي سنة (884هـ)، عده الوادياشي من جملة مشايخ الإمام السنوسي حيث أخذ عنه في رحلته إلى الجزائر. من مؤلفاته قصيدة في علم العقائد سماها: كفاية المريد في علم التوحيد، وهي التي ارسل بها للإمام السنوسي فيما بعد طالبا منها شرحها، وقد فعل رحمه الله تعالى وسمى شرحه "المنهج السديد في شرح كفاية المريد في علم التوحيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
الفصل السادس: في ذكر مصنفاته. شرع الإمام السنوسي في إنشاء المصنفات العلمية باكرًا، وكان ذلك مبشِّرًا بسَيْل منهمر من المؤلفات ذات المستوى العالي وفي مختلف العلوم الشرعية والعقلية، وهو ما قد حصل بالفعل كما سنقف عليه من خلال عناوين كتبه.
وقد خصّ ـ رحمه الله تعالى ـ علمَ أصول الدين بالحظ الأوفر من كتاباته، فصنّف فيه المتون القصيرة والشروح المختصرة والمطولة، وتوجّه بمؤلفاته فيها لجميع المستويات، سيما للمبتدئين الذين بيّن لهم ما يجب اعتقاده على مذهب أهل السنة بأسهل العبارات وأعذبها، وحلّ لهم أعقد الشُّبُهات وأصعبها.
وقد أشار الملالي إلى أهمية علم أصول الدين عند الإمام السنوسي قائلا: «وسمعته ـ رضي الله تعالى عنه ـ يقول ما معناه: إنه ليس ثمَّ علمٌ من العلوم الظاهرة يورث المعرفة بالله تعالى والخشية منه والمراقبة إلا علم التوحيد، وبه يفتح الله له فهم سائر العلوم كلها، وعلى قدر معرفته به يزداد خوفه من المولى تبارك وتعالى وقربه منه.» اهـ
وقال أيضا: «ولا شك أنّ الشيخ الولي العارف بالله تعالى سيدي محمد السنوسي ـ رضي الله تعالى عنه ـ قد انفرد بمعرفة علم التوحيد في غاية المعرفة، ولم يشاركه فيها أحد، وعقائده المشهورة تنبِئك عن ذلك، ويكفيك في ذلك عقيدته الصغرى التي يتداولها العام والخاص شرقًا وغربًا، لا يعادلها شيء من عقائد العلماء ولا ممن تقدّم ولا ممّن تأخّر؛ لما فيها من إدخال جميع عقائد الإيمان تحت كلمتي الشهادة.» اهـ.
وقال أيضا: «وبالجملة، فشيخنا ومولانا وسيدنا وإمامنا لا يعادله أحد في معرفته بالتوحيد ولا نظير له فيه، بل لا نظير له في كل شيء، ولا تجد بعده من يشفي لك الغليل ويزيل داء الشكوك والشُّبَه والدواهي المعضلة من القلب العليل، ولم يبق في هذا الزمان ـ الكثير الشرّ القليل الخير ـ في الغالب إلا من يحفظ المسائل من الكتب من غير تحقيق ولا دليل.»
وفيما يلي ثبت بجميع مؤلفات الإمام السنوسي على الترتيب الذي أورده الشيخ الملالي:
1 ـ "المقرِّب المستوفي في شرح فرائض الحَوْفِي". قال الملالي: وهو شرح كبير الجِرم، كثير العلم، وهو أوّل ما ألف من الكتب، ألفه وهو ابن تسعة عشر سنة أو ثمانية عشر سنة على اضطراب في ذلك، وقد أشار الشيخ رضي الله عنه إلى ذلك في آخر هذا الشرح فقال: كنت جمعت هذا التقييد في زمن الصغر، قاصدًا بذلك نفع نفسي لعدم تمكني من شرح أستعين به على فهم هذا الكتاب.
2 ـ "عقيدة أهل التوحيد المخرجة بعون الله من ظلمات الجهل وربقة التقليد المرغمة بفضل الله تعالى أنف كل مبتدع وعنيد". وهو متنه المعروف بالعقيدة الكبرى، وهو أوّل ما صنّف في علم التوحيد. طبعت
3 ـ شرح العقيدة الكبرى المسمى بـ: "عمدة أهل التوفيق والتسديد في شرح عقيدة أهل التوحيد". طبع
4 ـ العقيدة الوسطى. وهي اختصار للعقيدة الكبرى مع زيادات نفيسة.
5 ـ شرح العقيدة الوسطى. وهو أيضا اختصار لشرح العقيدة الكبرى المتقدّم ذكره. طبع
6 ـ العقيدة الصغري الشهيرة بـ: "ذات البراهين"، أو "أم البراهين". طبعت
7 ـ شرح العقيدة الصغرى. طبع
8 ـ عقيدة صغرى الصغرى. قال الملالي: "وقد كان وضعها لوالدي ـ حفظه الله تعالى من كل آفة وبلية وأناله الدرجة العلية ـ، وذلك أنّ والدي لمّا قرأ على الشيخ رضي الله عنه عقيدته الصغرى وختمها عليه بالتفسير غير ما مرة رأى انه قد ثقل عليه درسها وحفظها لكبره وكثرة همومه، فطلب من الشيخ رضي الله عنه أن يجعل له عقيدة أصغر من الصغرى بحيث يمكنه درسها وحفظها، فعمل له هذه العقيدة وكتبها له بخط يده".
9 ـ شرح صغرى الصغرى. طبع
10 ـ عقيدة صغرى صغرَى الصغرى. طبعت
11 ـ المقدّمات. ولم يذكر الملالي هذا المتن باسمه، وذكره الوادي آشي قائلا: "وضعها مبيّنة للعقيدة الصغرى، وهي تقرب منها في الجِرم". وقد شرح المتن إلى جانب الإمام السنوسي الشيخ أبو إسحاق إبراهيم الأندلسي، وسماه «المواهب الربانية في شرح المقدمات السنوسي».
12 ـ شرح المقدّمات. وهو شرح للمتن المتقدّم ذكره. وموضوع هذا التحقيق. وعلى هذا الشرح حواشي منها:
• حاشية الشيخ حمزة التارزي. وهي حاشية مفيدة نقلت منها فوائد عديدة أثبتها في الهامش، وأشرت إليها بحرف (ح).
• حاشية الشيخ محمد بن علي الغرياني. وقد نقلت بعض فوائدها في التعليق أيضا.
(يُتْبَعُ)
(/)
13 ـ "شرح واسطة السلوك"، وهو شرح على عقيدة مرجزة وضعها صاحبه الفقيه الأجل أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحوضي، وذلك بطلب منه.
14 ـ "المنهج السديد في شرح كفاية المريد"، وهو شرح كبير وضعه على القصيدة اللامية للشيخ الإمام العالم الولي الصالح سيدي أحمد بن عبد الله الجزائري التي وضعها في التوحيد وسمّاها "كفاية المريد في علم التوحيد"، وبعث بها من الجزائر للإمام السنوسي ليشرحها. قال الوادياشي: "فوضع عليها هذا الشرح الجليل، وهو كبير محشوّ بالفوائد في علوم شتى". حققه الأستاذ مصطفى مرزوقي، وطبعته دار الهدى بعين مليلة الجزائر.
15 ـ شرح الأسماء الحسنى. قال الملالي: "وهو في نحو عشرين ورقة، فبعد ما يذكر تفسير كل اسم من أسمائه تعالى يقول بإثره في حظ العبد من الاسم كذا وكذا". صدر عن مؤسسة المعارف (بيروت ـ لبنان) ط1. سنة 1429هـ.
16 ـ شرح التسبيح الذي حظ عليه الشرع دبر كل صلاة، وهو: سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثة وثلاثون مرة في كل واحدة من هذه الثلاث، ثم يختم المائة بلا إله إلا الله.
17 ـ "مكمِّل إكمال الإكمال"، وهو مختصر لإكمال الإكمال للشيخ الأبي على صحيح مسلم. زاد فيه نكتا غريبة ودررا عجيبة.
18 ـ "شرح صحيح البخاري" قال الملالي: شرح منه جملة كافية ولم يكمله، وانتهى بالشرح إلى باب من استبرأ لدينه.
19 ـ "شرح مشكلات البخاري" قال الملالي: وهو شرح على مشكلات وقعت في آخر البخاري كقوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ في شأن جهنم أعاذنا الله منها: «حتى يضع الجبار فيها قدمه»، وكقوله أيضا صلى الله عليه وسلم: «سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر» ونحو ذلك من المشكلات التي لا تُحمَل على ظاهرها، وهو شرح جليل مختصر.
20 ـ "اختصار شرح الزركشي على صحيح البخاري". قال الملالي: وقد رأيته بخطه رضي الله تعالى عنه ونفع به.
21 ـ "اختصار حواشي التفتازاني على كشاف الزمخشري". قال الملالي: وقد رأيته بخطه رضي الله عنه.
22 ـ "شرح مقدّمة ابن ياسمين" قال الملالي: وقد وضع هذا الشرح في زمن صغره، ورأيته بخطه رضي الله عنه ونفعنا به.
23 ـ "شرح الجُمَل" وهو شرح على متن الخونجي الشهير في المنطق. قال الملالي: وقد رأيت منه كراستين بخطه رضي الله عنه ونفعنا به، ولا أدري هل كمّله أم لا.
24 ـ "شرح إيساغوجي في المنطق" والمتن للشيخ أبي الحسن إبراهيم بن عمر بن الحسن الرباط بن علي بن أبي البقاعي الشافعي. قال الملالي: وهو شرح كبير الجرم كثير العلم.
25 ـ "شرح مختصر ابن عرفة في المنطق". قال الملالي: وبيّن فيه كلام ابن عرفة وحل ما صعب من كلامه، وأخبرني الشيخ رضي الله عنه قال لي: كلام ابن عرفة صعب جدا وخصوصا في هذا المختصر، قال: وقد أتعبت نفسي كثيرا في حل كلام ابن عرفة في مختصره هذا لصعوبته في غاية.
26 ـ "المختصر في المنطق". وهو كتاب مختصر في علم المنطق وضع عليه شرحا جليلا يأتي ذكره.
27 ـ "شرح المختصر في المنطق" قال الملالي: وهو شرح عجيب جدا لم يُرَ مثله ولا يرى ـ والله أعلم ـ أبدا.
28 ـ "شرح بغية الطلاب في علوم الاسطرلاب" و"بغية الطلاب" قصيدة لشيخه أبي عبد الله محمد بن أحمد بن الحباك رحمه الله. قال الملالي: وهو شرح جليل تقف عقول الأذكياء والألبَّاء عنده، وقد رأيته بخطه رضي الله تعالى عنه.
29 ـ "شرح أرجوزة ابن سينا في الطب". قال الملالي: وهو شرح عجيب وقد رأيته بخطه ـ رضي الله تعالى عنه ـ إلا أنه لم يكمله، والله أعلم.
30 ـ "اختصار لكتاب في القراءات السبع". ولم يذكر الملالي اسم ذلك الكتاب.
31 ـ "شرح الشاطبية الكبرى". قال الملالي: وقد رأيته بخطه غير مكمّل.
32 ـ "شرح المدونة" قال الملالي: وشرح منها جملة كافية، وقد رأيته بخطه، ولا أدري هل كمّله أم لا.
33 ـ "شرح الوغليسية" في الفقه. قال الملالي: وشرح منها شيئا يسيرًا ولم يكمله رضي الله عنه لكثرة الشواغل التي تشغله عن إكماله وإكمال غيره.
34 ـ "نظم في الفرائض" صدّره بقوله: الحمد للمميت ثم الباعث. قال الملالي: وقد رأيته بخطه رضي الله عنه، وعمل هذا النظم في حال صغره، ولا أدري هل كمّله أم لا.
35 ـ "اختصار كتاب الرعاية للمحاسبي". ذكره الملالي.
36 ـ "اختصار الروض الأنف" للسهيلي. قال الملالي: وقد رأيته بخطة ولم يكمّله والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
37 ـ "اختصار بغية السالك في أشرف المسالك" وهو تأليف للساحلي.
38 ـ شرح أبيات في التصوف تنسب للإمام الالبيري، وصدرها: رأيت ربي بعين قلبي فقلت لا شك أنت أنتَ.
39 ـ شرح أبيات في التصوف لبعض العارفين، وصدرها: تطهر بما الغيب إن كنت ذا سرّ. وهي ثلاث أبيات.
40 ـ شرح لبيتين لبعض العارفين في التصوف. أولها: شمس النهار تغيب بليل، وشمس الليل لا تغيب.
41 ـ "شرح المرشدة" لابن تومرت. قال الملالي: رأيته مكملا بخطه.
42 ـ "الدر المنظوم في شرح قواعد ابن آجروم" وهو شرح على الأجرومية. قال الملالي: رأيته بخطه مكملا. قال في أوله: قال الفقير لرحمة ربه وغفرانه محمد بن يوسف السنوسي الشريف القرشي لطف الله به.
43 ـ "شرح جواهر العلوم" لعضد الدين الإيجي في علم الكلام. قال الملالي: ولم أرَ هذا الشرح، إلا أن الشيخ أخبرني به وبهذا الكتاب وقال لي: هذا الكتاب هو على نهج البيضاوي، بل كلام البيضاوي أسهل بالنسبة إلى هذا الكتاب، قال: والبيضاوي نقطة من بحر هذا الكتاب، قال: وكلامه صعب في غاية الصعوبة، قال: وشرحته بكلام صعب إلا أنه أبين من هذا المشروح.
44 ـ "تفسير القرآن العزيز". قال الملالي: وقد رأيته بخطه رضي الله عنه ثلاث كراريس ونصف من القالب الكبير، وقد انتهى في تفسيره هذا إلى الآية التي بعد قوله تعالى في سورة البقرة: ? أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ? [البقرة:5].
45 ـ "تفسير سورة ص وما تحتها من السور". قال الملالي: وقد رأيت منه كراريس بخطه رضي الله عنه ولا أدري إلى ما انتهى إليه من السور لطول العهد به.
قال الملالي: فهذا ما علمت من تآليفه رضي الله عنه، وزد مع ذلك ما كتبه من الأجوبة على المسائل التي ترد عليه في جل الأوقات، وبعض الأجوبة يحسن أن يعدها من تآليفه رضي الله عنه لكبرها واستقلالها بنفسها، وما كتب من المواعظ والوصايا والرسائل والحجب التي يطلب فيها، وما نسخ بيده من تصانيف العلماء ودواوين القدماء.
زاد التنبكتي في "كفاية المحتاج":
46 ـ "تعليق على ابن الحاجب الفرعي".
47 ـ "تفسير: (المعدة بيت الداء) ".
الفصل السابع: في ذكر بعض تلاميذه. ذكر الملالي أنّ درس الإمام السنوسي كان يزخر بطلبة العلوم الذين وجدوا فيه ضالتهم، وذلك لِمَا في درسه من البيان بالتلطف وترقيق القلوب والصدق والإخلاص وغيرها من الخصال التي عرف بها، ويقدم لنا الوادي آشي صورة عن ذلك المجلس قائلا: "لقيته ـ رضي الله تعالى عنه ـ وحضرت مجلسه الغاص بالمستفيدين من طلبة العلم والعامة بمسجده قرب داره بدرس مسوّفة من داخل تلمسان أمّنها الله تعالى. حضرت "الفاتحة" وأوائل سورة "البقرة" تقرأ عليه بالسبع، وكتبا غير ذلك، منها "البخاري" كان يقرأ عليه في بعض مجالس حَضَرتُها، ويتكلم على أحاديثه بالكلام الذي يدل على مقامه في العلم والعبادة، وغيره من كتب المجلس. وحضرنا يوم سلّمنا عليه إثر ما صلينا العصر خلفه «عقيدته الصغرى» تقرأ بين يديه، ويقرؤها طلبته وجمع من العوام الملازمين لمجلسه عن ظهر قلب، سردًا على صوت واحد إثر سلامه من صلاة عصر يوم الجمعة عادة مستمرة، وهو قاعد بمحرابه، مقبل على الذكر. ولم تقدّر لي القراءة عليه، مع رغبتي في ذلك وحرصي عليه؛ لاستغراق طلبته أوقات قعوده، حتى أنهم كانوا يقرؤون عليه و"الرملية" في يد أحدهم، إذا فرغت قطع، وكنت أؤمل القراءة وأترصد لها وقتا، فعاجلته ـ قدسه الله تعالى ـ المنية، ولم أنل من ذلك الأمنية."
وقد حفظت لنا كتب التراجم بعض العلماء الذين تخرجوا على يد الإمام السنوسي وانتفعوا به، وأبرزهم:
1 ـ محمد بن عمر بن إبراهيم الملالي التلمساني (كان حيا سنة 897هـ). وهو صاحب "المواهب القدسية في المناقب السنوسية" الذي ترجم فيه لشيخه الإمام السنوسي وتكلم فيه على جميع نواحي حياته العلمية والأخلاقية وغير ذلك مما لا يوجد في غيره من الكتب. وله أيضا شرح وجيز على العقيدة الصغرى لشيخه المعروفة بـ"أم البراهين".
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ محمد بن أبي مدين. (تـ915هـ). ذكر ابن مريم أن من تلاميذ الإمام السنوسي، ونقل عن بعض تلاميذه ـ وهو الآتي ترجمته ـ ما نصه: هو شيخنا الفقيه الإمام، محيي ما درس من علوم الشريعة علم الكلام، الحائز قصب السبق في المنقول والمعقول خصوصا علم الكلام؛ إذ لو لا هو لتلاشى علم الكلام، بل علم المعقول بأسره بمغربنا: السيد الفاضل العلامة أبو عبد الله بن أبي مدين.
3 ـ محمد بن محمد بن العباس التلمساني، الشهير بـ"أبي عبد الله". (كان حيا في حدود سنة 920 هـ). الشيخ الفقيه النحوي العالم، ابن العلامة المحقق ابن العباس. قال ابن مريم: أخذ ـ رحمه الله تعالى ـ عن علماء تلمسان، ولازم الإمام السنوسي. وذكر قبل ذلك نقلا عنه أنه تفقه على الشيخ محمد بن أبي مدين بالدراية في مقدمة الشيخ السنوسي وفي عقيدته الكبرى والصغرى ومختصره المنطقي وغير ذلك.
4 ـ بلقاسم بن محمد الزواوي (تـ922هـ): نعته ابن مريم بالشريف الفقيه الولي الصالح العالم المدرس، وذكر أنه من أكابر أصحاب الإمام السنوسي وقدمائهم.
5 ـ محمد بن صعد التلمساني (تـ901هـ). قال الحضيكي: "الفقيه العالم المحصل، أخذ عن الإمام ابن العباس والحافظ التنسي والسنوسي. وألف: "النجم الثاقب فيما للأولياء من المناقب" وغيره.
6 ـ أحمد بن محمد المعروف بابن الحاج البيدري التلمساني (توفي نحو سنة 930هـ)، أديب لغوي له تآليف كثيرة.
7 ـ محمد القلعي: من كبار تلاميذ الإمام السنوسي، فقيه متصوف، له "الأسئلة القلعية".
8 ـ محمد بن عبد الرحمن الحوضي، (تـ910هـ) الفقيه الأصولي التلمساني. كان ـ رحمه الله ـ عالما شاعرا مكثرا، له نظم في العقائد سماه "واسطة السلوك"، وقد شرحها الإمام السنوسي بطلب منه.
الفصل الثامن: في صفاته الخُلقية. عرّف العلماءُ الأخلاق الفاضلة بعبارة عن المواهب والقوى والسجايا المدرَكة بالبصيرة لا بالبصر، وأيضا بالمَلَكة النفسانية التي يسهل على المتصف بها الإتيان بالأفعال الحميدة. وبغض النظر عن كونها غريزية أو مكتسبة، تقبل التغير أو لا تقبله، فقد نال الإمام السنوسي نصيبا وافرًا منها؛ «فقد كان ممن يشار إليه بالصلاح في صغره لكثرة حيائه وصمته، وكثرة صدقته على الفقراء والمساكين، وعظيم شفقته ورحمته وغير ذلك من محاسنه التي جبل عليها في صغره». والواقف على سيرته العطرة، والمُطالِع لمصنفاته الباهرة، سيما شرحه على الأسماء الحسنى، يدرِك أنه ـ رحمه الله تعالى ـ كان إمامًا أيضا في علم الأخلاق المتعلِّق بكيفية اكتساب الأخلاق الحميدة والتخلّي عن الخصال الذميمة، جامعًا بين العلوم الظاهرة والباطنة، عاملاً بما علّمه الله تعالى من العلوم النافعة.
والكلام على صفات الإمام السنوسي الخُلُقية الرفيعة يطول، وسأنقل كلامًا لتلميذه الملازم له الشيخ الملالي يلخّص مقصود هذا الفصل، إذ قال ـ رحمه الله تعالى ـ مُقسِمًا: «فوالله الذي لا إله غيره ولا معبود سواه، ما رأت عيناي أحسن خُلُقًا، ولا أوسع صدرًا، ولا أكرم نفسًا، ولا أعطف قلبًا، ولا أحفظ عهدًا وودًّا، ولا أكثر علمًا وفهمًا من الشيخ سيدي ومولاي محمد السنوسي رضي الله تعالى عنه ونفعنا به. ولقد كان مع جلالة قَدْره وعُلوِّ منزلته وسَعَةِ عِلمه يقف مع الصغير، ويوقّر الكبير، ويبدأ بالسلام، ويجالس الضعفاء، ويتواضع للفقراء، وقد اتبع في هذه الخصال كلها أفضلَ الخَلْقِ وأفضلهم عند الحق تعالى سيّد الأولين والآخرين سيدنا ونبينا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم، فإنه كان رضي الله عنه ليِّنَ الخُلُقِ، كريم الطبع، حسن المعاشرة، بسّامًا من غير ضحك، متواضعًا من غير مذلة، رقيق القلب، رحيمًا بكل مسلم، ويسلّم مبتدئًا، ويصافح الغنيًّ والفقيرَ إلى غير ذلك من عظيم تواضعه رضي الله عنه، وعلى هذا النمط كان أصحابه الأخيار من العلماء والأولياء والأتقياء والأصفياء كالشيخ السنوسي رضي الله تعالى عنه، فإنه قد اقتدى بأشرف الخلق سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم في ظاهره وباطنه.» اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
الفصل التاسع: في زهده. عرّف الإمامُ السنوسيُّ الزهدَ في شرحه على العقيدة الصغرى بقوله: «ونعني بالزهد: خلوَّ الباطن من الميل إلى فانٍ، وفراغُ القلب من الثقة بزائلٍ، وإن كانت اليدُ مغمورةً بمتاع حلالٍ فعلى سبيل العارية المحضَة، وتصرُّفه فيه بالإذن الشرعي تصرُّفَ الوكالة الخالصة، ينتظر العَزْلَ عن ذلك التصرُّفِ بالموت أو غيره مع كل نَفَسٍ، وذلك ينفي عن النَّفْس التعلّق بما لا بدّ من زواله.»
وقد بيّن الملالي تحقق اتصاف الإمام السنوسي بهذه الصفة الجليلة قائلا: «وأمّا زهده رضي الله عنه في الدنيا، والإعراض عنها وعن زهرتها، وبغضه لها أشد البغض، فمعلوم ضرورة عند الخاص والعام؛ قال ابن عطاء الله رضي الله عنه: يُستدل على الزهد في الدنيا بالزهد في الرئاسة، ويستدل على الزهد في الرئاسة بالزهد في الاجتماع بأهلها. ولا شك أن شيخنا وبركتنا سيدي محمد السنوسي ـ قدّس الله روحه، وأسكنه من الجنان فسيحه ـ قد زهد في الرئاسة، وزهد في الاجتماع مع أهلها، ولا شيء أبغض إليه من الدنيا وأهلها؛ ولقد بعث إليه السلطان أبو عبد الله ـ حفظه الله تعالى ـ يوما رسولاً، وطلب من الشيخ أن يأخذ شيئا من غلاَّت مدرسة سيدي الحسن أبركان رحمه الله تعالى، فامتنع الشيخ من ذلك، فبعث إليه ثانيا، فأبى أن يقبل شيئا، فلمّا ألحّ الرسول على الشيخ، كتب الشيخ كتابا إلى السلطان ـ حفظه الله تعالى ـ نصه:
«الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله؛ من عبد الله تعالى الفقير إليه محمد بن يوسف السنوسي ـ لطف الله تعالى به ـ إلى أمير المؤمنين ـ حفظه الله تعالى وأمده بتوفيقه وتسديده وجعله بفضله في الدنيا والآخرة من خيار عبيده ولطف به وختَم له بالحسنى عند موته ومفارقة دنياه وقريبِه وبعيده ـ، بعد السلام عليكم ورحمة الله والبركة، فقد وقف علينا الفقيه الحسيب الأمين النصيح في خدمتكم الكيِّس اللبيب السيد أبو عبد الله محمد العبّادي ـ جعله الله وزير صِدْقٍِ ومُعِينَ حَقٍّ، وخلَّص الجميع من شباك الدنيا وسراب غرورها المارّ مرّ السحاب خلاصا جميلا ـ، فذكر لنا أنكم اهتممتم بنا فيما يرجع إلى هذا العيش الدنيوي القريب وأنكم عرضتم علينا الإعانة بشيء من غلاّت المدرسة الجديدية، فجزاكم الله تعالى على ما اهتممتم به أفضل الجزاء، ولقّاكم به خيرا وسرورا يوم الموت واللقاء، ونحن نُعلِمُكم يا أمير المؤمنين أن الله تعالى بفضله كفانا الضروريات في هذا المعاش، ورزقنا عند الاحتياج من حيث لا نحتسب، وأنعم علينا بطَوْله أن خَلَقَ لنا الراحة من ذلك في قلوبنا وأبداننا، ونحن نتقلّب في أنعم مولانا جل وعزّ ظاهِرًا وباطنًا مع عدم الأهلية ـ والله ـ لشيء من ذلك، بل الذي نتحققه ونقطع به وجود الأهلية منا للمعالجة بغضبه وعقابه، لكن بحلمه وكرمه عامل من ليس من المتقين معاملة المتقين، فلله الحمد تبارك وتعالى ظاهرًا وباطنًا أولاً وآخرًا، فليُرجِع أمير المؤمنين ـ سدّده الله تعالى ـ خاطِرَه من قِبَلنا ولا يتشوَّفْ إلى شيء من إمدادنا في هذا العيش الدنيوي وإعانتنا، فنحن قد أغنانا مولانا تبارك وتعالى عن ذلك، ومن لم يقتنع في الدنيا بالقليل لم ينفعه منها الكثير، والعاقل من اغتنم كفايته وقته الخالي لطاعة الله تعالى وأعْرَض عن المستقبل، إذ لعله لا يَصِلُ إليه، وإن وصل إليه فخزائن مولانا الكريم لا تبيد ولا تغيض، ثم الذي نعتقده أن تلك المدرسة لا حقَّ لنا فيها اليوم إذ لسنا نعمّرها بقراءة ولا سكنى ولا خدم لنا فيها بوجه، فمشاركتنا لذوي الحقوق فيها وتضييقنا عليهم بالأخذ معهم جَوْرٌ منا وحرص منا وتكاثر؛ إذ المقصود كفاية المهم الحالي، وقد حصلت والحمد لله تعالى، فلا حاجة لنا في أخذ شيء ـ ولو قُدِّر حلالا محضا ـ من مدرسة ولا من بيت مال، وعلى تقدير أن يأتينا شيء من هذه الجهات فلا نقبله ولا يصفو لنا في الآخرة خيره، وكل عيش لا يسلم الإنسان من تبعاته في الآخرة فهو فتنة وشر عظيم، وكل من في الدنيا ضيف عابر سبيل في سفره لا فترة معه إلى الآخرة وكان كل واحد منا قد حلّ في حفرته وانفجرت عليه بوابة الآخرة وأهوالها عن قريب، فلا يليق الاهتمام إلا بزاد الآخرة الذي لا نجاة إلا معه إلا بفضل الله تعالى، نسأل الله تعالى أن يوفقنا ويوفق أمير المؤمنين لصرف الهمة كلها لزاد الآخرة، وأن
(يُتْبَعُ)
(/)
يمنّ على الجميع من الفوز برضاه دنيا وآخرة بالمنازل الفاخرة، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.» ثم قال الملالي معقّبا: «فانظر يا أخي ما أحلى هذا الخطاب الذي لا يصدر إلا من مثله من أولي الألباب، وما احتوى عليه من حسن المواعظ والتزهيد في هذه الدنيا الحقيرة التي صارت عنده رضي الله عنه أهون وأحقر من الذباب.»
الفصل العاشر: في حِلمه. قال الإمام السنوسي في شرحه على اسمه تعالى «الحليم»: هو الذي يسامح عبده الجاني بترك المؤاخذة، مع استحقاقه لها، كرمًا منه ـ تبارك وتعالى ـ، وإمهالِه للعبد الجاني مع إصراره، فضلاً منه، ورعايةً لحكمةٍ ومصلحةٍ في ذلك خفيّة لا يطلع عليها سواه. وحظ العبد منه: الاقتداء بالمولى الكريم ـ جل وعلا ـ، فيقابل الإساءة إليه بالإحسان، وظلم من ظلمه بجميل العفو والغفران.»
هذا كلامه ـ رحمه الله تعالى ـ، وقد نال حظّه من اسمه تعالى «الحليم» أكمل نوال، وتخلق به على أحسن الأحوال، فظهر منه الصفح والمسامحة والغفران، بل ومقابلة الإساءة بالإحسان؛ وقد قال الملالي في ذلك الشأن: «أمّا حِلمُه رضي الله عنه فكان من شأنه أنه لا ينتقم لنفسه، ولا ينتصر لها، فمن عظيم حِلمه أنه ربما يقال فيه ما يكره سَمْعُه، فيتعامى عنه ويرى من نفسه أنه لم يكن شيء من ذلك، ولا يؤثِّر ذلك فيه بالكلية، بل سماعُه لذلك وعدمُ سماعِه على حدِّ السواء عنده، وربما يُظهِر البِشْرَ والتبسُّمَ عند ذلك. ولقد تكلّم رجل بحضرته بكلام قبيح جدًّا يرجع قبحه إلى الشيخ، حتى خجل بعض العارفين من قبح كلامه، وهمَّ أحد أن يسبّه وأن يقيمه من مكانه ويطرده، فأخذ الشيخ رضي الله عنه يتبسم من كلام الرجل ويُظهِر له البِشْرَ والبشاشة في وجهه، بحيث يُظَنّ بالرجل أنه لم يصدر منه سوء، وإنما صدر منه شيء حَسن.»
وقد ساق الملالي وقائع أخرى تدل على عظيم حِلمه رحمه الله تعالى، إلى أن قال: «فهكذا كانت سيرته مع الخلق، فتجده لا يحقد على أحد، ولا يظهر العبوسة في وجه من أساء إليه، بل إذا لقيه الرجل الذي تكلم في عِرضه بدأه الشيخ بالسلام، وفاتحه بالكلام والتحية والإعظام، ولا يظهر له ما يدل على الملام، حتى يعتقد المعتقد أن ذلك الرجل صديقه وحبيبه، ثم إذا غاب الرجل بحث الشيخُ عليه، فإن قيل له: إنه بخير، حمد الله على ذلك. وإن قيل له: إنه مريض، عاده. وإن مات خرج لجنازته إن أمكنه ذلك. هكذا كان حاله مع من تكلم في عِرْضه، فكيف بغيره؟! حتى لا يميز الإنسان بين صديقه وعدوه وقريبه وبعيده.»
الفصل الحادي عشر: في ورعه. قال الملالي: «وأمّا وَرَعُه رضي الله عنه فلا شك ولا خفاء أنه كان أورع أهل زمانه، فمن ورعه وَرَعُه عن الاجتماع مع أبناء الدنيا وأقارب السلطان من الوزراء والقواد ونحوهم، ولا شيء أبغض إليه من الاجتماع بهم والنظر إليهم."
ثم ذكر الملالي جملة من الأحداث التي وقعت بينه وبين السلطان وخواصه وأقاربه، إلى أن قال: «وكان رضي الله عنه لمّا شرع في التفسير بعث له السلطان رسولا وطلب منه أن يطلع عليه ويقرأ التفسير بحضرته كما يطلع غيره من المدرّسين، فامتنع رضي الله عنه من الطلوع إلى السلطان، فلمّا طولب في ذلك ثانيا وثالثا ورأى أنهم قد ألحّوا عليه، كتب رضي الله عنه كتابا إلى السلطان أو إلى وزيره لا أدري إلى أيهما كتب واعتذر له بأنه يغلبه الحياء بذلك كثيرا بذلك الموضع فلا يقدر أن يتكلّم بشيء فيه كما يتكلم في مجلسه المعتاد، فحينئذ آيس السلطان منه وعلم أنه لا حاجة للشيخ به ولا بالاجتماع به، وأنه ليس كغيره من الفقهاء والمدرسين الذين يحبون الدنيا والاجتماع بأهلها والميل إلى زينتها.»
الفصل الثاني عشر: في مواعظه. قال الملالي: «وأمّا مواعظه، فلا شك ولا خفاء أنه كان يقرع الأسماع بمواعظه، وتقشعر منها الجلود، وتلين لها القلوب، كل من حضر مجلسه الشريف يقول: معي هو يتكلم، وإيّاي هو يخاطب.
وكان شأنه في الوعظ كشأن العلماء العارفين الأخيار في مواعظهم، تجده يسرق الخَلْقَ إلى الله ـ تعالى ـ بعبارات لطيفة سهلة، من غير عنف ولا قهر ولا إظهار صلابة في العبارة، عارفًا بما يصلح ويفسد، فانتفع الناس بكلامه انتفاعا عظيمًا، فتجده يسوق الناس إلى الله ـ تعالى ـ بسياسة ولطافة ولين، ويعبّر بعبارة سهلة لا تكلّف فيها، يفهمها الخاص والعام.»
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم ساق الملالي طرفًا من مواعظه الجليلة، إلى أن قال: «وسمعته رضي الله عنه يقول ما معناه: جاء ولي من أولياء الله ـ تعالى ـ إلى بعض الأمراء، فقال الأمير وقد رأى عليه لباس الزهد: ما لكم تزهدون في الدنيا؟! فقال الوليُّ للأمير: أنتم أزْهَد منّا. فقال له الأمير: ومن أين ذلك؟ قال له: لأنّ زهدنا إنما هو في الدنيا، وزهدكم أنتم إنما هو في الآخرة. قال: فلمّا افترقا تأمل الأمير ما خاطبه به الوليُّ، فوجد كلامه كأنه قال: أنت أحمق ونحن عقلاء؛ لأنك زهدت في شيء نفيس لا قيمة له؛ لشرفه، ونحن زهدنا في شيء قليل جدا لا قيمة له؛ ليسارته وخسته، ولا شك أن من بذل شيئًا خسيسًا ليأخذ عنه عوضًا لا قيمة له؛ لشرفه، هو الذي يقال له إنه عاقل حقيقة، كما هو شأن هذا الولي وغيره من الأولياء، ومن بذل شيئا نفسيا لا قيمة له؛ لشرفه، في شيء خسيس هو الأحمق حقيقة، كما هو شأن هذا الأمير وغيره. ثم قال الشيخ السنوسي: فانظر ما أبلغ وعظ هذا الولي وما أحسنه وما انطوى عليه كلامه الموجز من نسبة الحمق والسفه للأمير على وجه لا عتاب فيه ولا غلظ عبارة.»
الفصل الثالث عشر: في ولايته لله تعالى. عرّف أئمة أهل السنة الولي بقولهم: «هو العارف بالله تعالى وصفاته، المواظب على الطاعات، المتجنب عن المعاصي، المُعرِض عن الانهماك في اللذات والشهوات» وهذا التعريف قد ارتضاه الإمام السنوسي وأقرّه في شرحه على «كفاية المريد»، وزاد في شرحه على العقيدة الوسطى ذكر شروط الولاية بذلك المفهوم عند أهل السنة استنادًا إلى قول الشيخ ابن دهاق في «شرح الإرشاد»: للولي أربعة شروط:
ـ أحدها: أن يكون عارفًا بأصول الدين حتى يفرِّقَ بين الخلق والخالق، وبين النبيِّ والمدعِي.
ـ الثاني: أن يكون عالما بأحكام الشريعة نقلا وفهما ليكتفي بنظره عن التقليد في الأحكام الشرعية كما اكتفى عن ذلك في أصول التوحيد، فلو أذهب الله تعالى علماء أهل الأرض لوُجد عنده ما كان عندهم، ولأقام قواعد الإسلام من أولها إلى آخرها؛ فإنه لا يفهم من قولنا ولي الله إلا الناصر لدين الله تعالى، وذلك ممتنع في حق من لا يحيط علما بدين الله وقواعده وأصوله وفروعه.
ـ الثالث: أن يتخلق بالخلق المحمود الذي يدل عليه الشرع والعقل؛ فأما ما يدل عليه الشرع فالورع عن المحرّمات وامتثال جميع المأمورات، وأما ما يدل عليه العقل فهو ما يُثمِرُه العلم بأصول الدين، وهو أنه إذا عَلِم حدوثَ العالَم بأسره لم يتعلق قلبُه بشيء منه خوفًا منه ولا طمعا لعلمه أنه في قبضة الله سبحانه وتعالى، وإذا علم الوحدانية أخلص لله تعالى في سائر أعماله؛ إذ الربوبية لا تحتمل الشَّرِكة في شيء، وإذا علم أنّ القَدَرَ سابقٌ بكل ما هو كائن لم يخف فَوْتَ شيءٍ مما قُدِّرَ ولم يَرْجُ نَيْلَ شيءٍ مما لم يُقَدَّر، وهذا هو المُعبَّرُ عنه بالرضا بالقدر، وخرج من ذلك الرفق بالخلق والصفح عنهم عند إذايتهم له لعلمه أنهم لا يستطيعون لأنفسهم ـ فضلا عن غيرهم ـ دَفْعَ ضَرٍّ ولا جَلْبَ نَفْعٍ.
ـ والرابع: أن يُلازِمَهُ الخَوْفُ أبدًا سرمدًا، ولا يجد لطمأنينة النفس سبيلا؛ فإنه لا يحيط علمًا بأنه من فريق السعادة في الأزل أو من فريق الشقاوة، ثم ينظر إلى أسباب الشقاوة وأماراتها فيجدها منحصرة في المُخالَفات فهو يَخافُ الوقوع فيها ويجتنبها وهذا هو المُعبَّرُ عنه بالوَرَع، وما حصل له من الموافقة فهو يخاف زوالها بأضدادها حتى يخاف أن يُبدَّل عِلمُه وفَهْمُه إلى الشك والجهل، وكذا يخاف أن يطالبه ربُّه بالقيام بشكره فيما أنعم عليه فلا يطيق ذلك، وكذا يخاف أن تخدعه نفسه فيحصل في عمله ما يفسده ويحبطه من الرياء والسمعة والعجب، وكذا يخاف من توجه حقوق عليه للآدميين فتُنقَل أعمالُه إلى صحائفهم، وهذه أحوالهم وتفاوتهم على حسب الحضور في أبواب القربات وأعمال الخيرات، والله يرزق من يشاء بغير حساب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد حصّل الإمام السنوسي بفضل الله تعالى هذه الشروط وظهرت عليه علامات الولاية، وقد قال تلميذه الملالي: «ولا خفاء أن الشيخ رضي الله عنه قد خصَّهُ البارئ سبحانه بهذه الشروط الأربعة، وزاد عليها زيادة لا يمكن وصفها، ومنحه سبحانه معارف ربانية، وعلومًا لدنية، وأنوارًا إلهية، حتى امتلأت عروقُه ومفاصِله من أنوار الله المخزونة، فهو بنجوم العلم وقمر التوحيد يَهتدي في ليله، وبشموس المعارف يستضيء منها في نهاره».
فهذا ما أردنا تلخيصه من ترجمة الإمام السنوسي، وقد عقد الملالي له فصولا أخرى في كراماته، ورفع همته، وشفقته، ورحمته، وصبره، وسداد طريقته رحمه الله تعالى، وساق من الحكايات الباهرة والأحوال الفاخرة مما شاهد بعينه وتواتر عن الشيخ بين الخواص والعوام ذكره.
الفصل الرابع عشر: في وفاته.
قال الملالي: «كان رضي الله عنه أواخر عمره كثير الانقباض عن الخلق، لا يكاد ينبسط مع أحد كما كانت عادته قبل ذلك، وشقّ عليه الخروج إلى المسجد والصلاة، ولا يخرج إليه في بعض الأيام إلا حياء من الناس الذين ينتظرونه في المسجد للصلاة، ولمّا أحسّ ـ رضي الله تعالى عنه ـ بألم مرضه الذي توفي منه انقطع عن المسجد، فسمع الناس بمرضه فصاروا يأتون إلى المسجد فلا يجدونه فتتغير قلوبهم من فقدان الشيخ وعدم رؤيته لهم، فأخبر الشيخ بذلك فصار يتكلّف الخروج إلى المسجد للصلاة لأجل الناس، فإذا رأوه فرحوا وسُرّوا بخروجه ورؤيته، فخرج يوما وأتى لباب المسجد وأراد الصعود إليه فلم يقدر فقال: كيف أطلع إلى المسجد يا ربّ؟ أو كما قال، فهمّ بالرجوع إلى داره، فبدا له خوفا من أن يدخل على الناس حزنا برجوعه فتكلّف الصعود إلى المسجد وصلى بالناس صلاة العصر يوم الجمعة ولم يكمل الصلاة إلا بشق النفس، وهذه آخر صلاة صلاها، فرجع إلى داره فبقي إلى صبيحة يوم السبت من الغد فقرّبت إليه زوجته طعاما فقال لها: لا أقدر على شيء، فقالت له: وأيّ شيء بك؟ فقال لها: أنا تخلّفت! ثم غاب عن حسّه، فبقي على تلك الحالة النهار كله، ثم كلّمته زوجته وقالت له: ما الذي غيّبك عن حسك؟ ـ أو قريب من هذا، فقال لها: إن الملائكة قد صعدت بي إلى السماء الدنيا فسمعت قائلا يقول لي: اترك ما أنت عليه، فقد قرب أجلك، ثم قال: لا أستطيع أن أفسِّر لكِ بقية ما رأيت، أو كما قال، فقالت له زوجته: وما الذي أمرت بتركه؟ قال لها: قد تركت حبس ذلك المسجد لا آخذ منه شيئا أبدا. ثم إنه لازم الفراش من حينئذ إلى أن توفي.
ومدّة مرضه عشرة أيام، وفي كل ساعة يتقوى مرضه ويتضاعف ألمُه وتضعف قوّته وحركته ويقل لسانه، وهو مع ذلك ثابت العقل، يتأوّه ولا أنَّ بالكلية، ثم تجده مع ذلك يكلّم من كلّمه ويسلّم على من سلّم عليه أو يشير له، فلمّا قرب أجله بثلاثة أيام دخلته سكرات الموت، فرجع يتأوّه بالقهر ويميل يمينا وشمالا، فنظرت إليه وقد احمرّت وجنتاه واشتدَّ نَفَسُه وتقوّى صعوده وهبوطه، فلم أملك صبرا على البكاء مما عاينت من شدة مقاساته وعظيم صبره على ذلك، ففارقته وظننت أنه لا يبقى تلك الليلة وكانت ليلة السبت، فبقي في النزع تلك الليلة والأحد إلى بعد العصر، فكان ابن أخيه يلقنه الشهادة مرة بعد مرة، فالتفت الشيخ له وقال بكلام ضعيف جدا: وهل ثمّ غيرها؟! يعني أنه ـ رضي الله تعالى عنه ـ ليس بغافل بقلبه في هذا الوقت وإن كنت لم أنطق بها اللسان، فحينئذ استبشروا بذلك وعرف الحاضرون انه ثابت العقل ليس بغافل عن الله سبحانه، وكانت بنته ـ رضي الله عنها ـ تقول له حينئذ: تمشي وتتركني؟ فقال لها: الجنة تجمعنا عن قريب إن شاء الله تعالى. وكانت في يده ـ رضي الله تعالى عنه ـ سبحة فلمّا اشتد مرضه سقطت السبحة من يده، فبقي كذلك ما شاء الله، ثم التفت إلى السبحة فلم يجدها في يده، فقال: مشت العبادة يا محمد! يعني نفسه.
وكان رضي الله عنه يقول عند موته: نسأله سبحانه أن يجعلنا وأحبتنا عند الموت ناطقين بكلمتي الشهادة، عالمين بها.
وتوفي ـ رحمه الله ورضي عنه ـ يوم الأحد بعد العصر، الثامن عشر من جمادى الآخرة من عام خمسة وتسعين بعد ثمان مائة (895هـ)، وأخبرتني والدتي ـ رحمها الله تعالى ـ عن بنت الشيخ ـ رضي الله عنها ـ أنها شمّت رائحة المسك في البيت بنفس موت أبيها، وشمّته أيضا في جسده، والله تعالى أعلم.
نسأله سبحانه أن يقدّس روحه وأن يسكنه في أعالي الفردوس فسيحه، وأن يجعله ممن يتنعّم في كل لحظة برؤية ذاته العلية العديمة النظير والمثال، وأن ينفعنا به في الدنيا والآخرة، وأن يجمعنا معه بفضله وكرمه في أعلى المنازل الفاخرة بجاه سيدنا ونبينا ومولانا محمد صلى الله وسلم عليه وعلى آله عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته». اهـ.
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[13 Jul 2009, 12:59 م]ـ
شكرا لك أخي الفاضل أبا عبيدة، على الترجمة المفصلة، للعلامة السنوسي. وقد حملت كتاب شرح المقدمات من النت وهو موجود بصيغة pdf ، وفيه الترجمة التي نقلتموها مشكورين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[16 Jul 2009, 07:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل: شهاب الدين، و حكيم بن منصور، و أبو عبيدة الهاني، و عدنان أجانة ـ حفظهم الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أشكر لفضيلتكم تواصلكم و اهتمامكم، و ملاحظاتكم، و تعليقاتكم.
جزاكم الله خيرا.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.(/)
تهذيب تفسير الجلالين للدكتور محمد لطفي الصباغ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Mar 2007, 01:04 ص]ـ
http://www.alukah.net/UserFiles/scan0003_001(2).jpg
( تفسير الجلالين) من أشهر كتب تفسير القرآن على الإطلاق، ولا يكاد يخلو منه بيت من بيوت المسلمين، وهو على صغر حجمه من أجلِّ التفاسير وأفضلها وأنفعها، فقد صيغ بإيجاز مُحكَم، وعبارته عبارةٌ علميَّة مركَّزة، جمعت لُباب ما في كتب التفسير، حتى لتخالها لم تغادر معنى من المعاني المنتثرة فيما سواه.
وقد ألَّفه إمامان جليلان، كلٌّ منهما يلقَّب بـ جلال الدين، ولذلك سمِّي بتفسير الجلالين، وهما: جلال الدين المَحَلِّي المتوفَّى سنة (864هـ)، وجلال الدين السُّيوطي المتوفَّى سنة (911هـ). وقد فسَّر كلٌّ منهما نصف القرآن، المحلِّي: من أول سورة الكهف إلى آخر القرآن مع الفاتحة، والسيوطي من أول البقرة إلى آخر سورة الإسراء.
صَحِبَ فضيلة العلامة الشيخ د. محمد بن لطفي الصباغ تفسير الجلالَين تلاوةً ومطالعةً دهراً طويلاً، وقام بتدريسه عقوداً من الزمان، فحصَّل من هذه الصحبة فوائد عظيمة، ولم يمنعه بعضُ ما فيه من عيوب أن يقطف ثمرات محاسنه الجمَّة، فلا يخفى أنه لا يكاد يخلو كتاب من صنع البشر من زلل أو خطأ.
وقد لخَّص الشيخ الصبَّاغ مآخذه على تفسير الجلالين فيما يأتي:
1 - جنح المؤلفان - المحلِّي والسيوطي- إلى تأويل آيات الصفات، خلافاً لمنهج سلف هذه الأمة في إمرارها من غير تأويل، يفضي إلى التحريف، ولا تشبيه ولا تجسيم.
2 - وجود بعض الإسرائيليات الباطلة، على نحو ما هو ملاحظ في عامَّة كتب التفسير.
3 - التوسع في استعمال مصطلحات نحوية لا يفهمها إلا المتخصِّصون.
4 - الإيجاز المؤدِّي في كثير من الأحيان إلى الغموض.
5 - السكوت في بعض الأحيان عما يتطلَّب التفسير.
6 - اختيار أقوال مرجوحة في التفسير.
7 - إحالة القارئ في تفسير آية معيَّنة إلى مواضعَ أخرى لم تُحدَّد، مما ينتج عنه صعوبة في الوقوف على التفسير المطلوب.
8 - بنى المؤلفان هذا التفسير على قراءة غير قراءة حفص التي انتشرت وشاعت في جُلِّ بلاد المسلمين، وهذا يؤدي بالذين لا يعرفون سواها من القراءات إلى الظن بوجود خطأ في الآية، في حين هي على الصواب.
9 - ويرى الشيخ الصباغ أن تعدد القراءات في التفاسير الموجزة لا يفيد غير المتخصِّصين من القرَّاء.
ولما تقدَّم من ملاحظات رأى الشيخ الصباغ أن يهذِّب تفسير الجلالين، لينفيَ عنه ما سبق من مثالب ومآخذ، حتى يتهيأ للقارئ المتدبِّر أن يتأمَّل السياق الكريم، ويتدبَّر معانيه، مما يهيِّئ له الفهمَ السليم للنصوص القرآنية الكريمة.
وقد صدرت الطبعة الأولى من (تهذيب تفسير الجلالين) للشيخ الصباغ في مجلَّد كبير، في 605 صفحات، بهامش المصحف الشريف بخط عثمان طه، قبل أشهر قليلة، في نهاية عام 1427هـ، عن المكتب الإسلامي.
وقد اعتمد المؤلِّف صاحب التهذيب قراءة حفص عن عاصم في تهذيبه، وحذف الكلام على القراءات الأخرى.
ووافق الجلالين في غالب الأحيان، وخالفهما في بعض المواضع معتمداً على أرجح الأقوال عند أئمة المفسرين، وبخاصَّة إذا وافقت أقوالُهم ما صحَّ من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما حذف بعض التفصيل فيما لا يراه ضرورياً، وأبقى على الإطناب الذي يساعد في فهم المعنى.
وأورد ما صحَّ من أسباب النزول، وهو يرى أن هذا الباب ما يزال بحاجة إلى خدمة متأنية دقيقة، تنقيه مما لا يصح.
وقد نبه الشيخ الصباغ على أنه اضطرَّ إلى حذف طامَّات نتجت من ذكر الإسرائيليات، باعتبار أنه قام بتهذيب التفسير، ولم يقم بتحقيقه.
ثم عاد مرة أخرى إلى الثناء على تفسير الجلالين، ليرفع من همم طلاب العلم، حتى لا يكون سيرهم في رحاب العلم خبط عشواء.
نسأل الله الكريم أن يتقبل من الشيخ الصباغ هذه الخدمة الجليلة، وأن يجزيه خيراً على هذا العمل، وأن ينفع به المسلمين عامَّة، وطلاب العلم خاصَّة.
والله من وراء القصد.
المصدر: موقع الألوكة ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=497) جزاهم الله خيراً.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[18 Mar 2007, 09:48 م]ـ
جزاك الله خيراً يا دكتور عبد الرحمن على هذا العرض الحسن
والسؤال الذي يطرح نفسه هل ترون تقريره على الطلاب أولى من تقرير أصله؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الغني بالله]ــــــــ[19 Mar 2007, 09:46 ص]ـ
أبلغ القول من ثنائي جزاك الله خيرا كذا يقول الرسول
إي والله جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الرحمن ورفع درجاتك في عليين.
ليت فضيلة الشيخ نبه إلى الطوام التي جاءت في ثنايا تعليقات الصاوي حتى لا يغتر بها مغتر.
ـ[الجعفري]ــــــــ[19 Mar 2007, 10:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً
ـ[الجكني]ــــــــ[19 Mar 2007, 11:57 م]ـ
إذا كان ما ذكره أخي د/عبد الرحمن حقاً،وهو عندي حق وثقة -فإن هذا لا يعتبر "تهذيباً " بل هو شيء آخر لا علاقة للجلالين رحمهما الله تعالى به 0:
1 - هما "أوّلا " الصفات،فليس من حق أحد أن يحول التأويل في كتابهما ويضع بدلاً عنه أي "عقيدة" تخالفهما ثم ينسب الكتاب إليهما،فالواجب هنا لمن أراد ذلك أن "يؤلف " كتاباً خاصاً للرد عليهما ومناقشتهما،لا أن يعمد إلى تأليفهما ف"ينسخه "،لا أقصد "النسخ " بمعنى الكتابة 0
2 - اعتماد قراءة غير التي اعتمدها الجلالان رحمهما الله ليس من حق أحد أن يغيرها إلى قراءة أخرى
3 - عبارة "وخالفهما في بعض المواضع معتمداً على أرجح الأقوال عند أئمة المفسرين" هل تعني أنه ذكر أقوالاً غير التي ذكرها الجلالان حتى وإن كانت راجحة على التي ذكراها؟ أم ماذا؟
4 - تعلمت من مشايخي رحم الله من مات منهم،وبارك في عمر من بقي منهم:الحذر من كل كتاب مكتوب عليه "تهذيب " و "هذبه "و "اختصره " خاصة مع وجود الأصل بين أيدينا، ولما سألتهم عن هذا "التحذير قالوا لي:لأنك يا بني في هذه الحالة (لا تقرأ) كلام المؤلف ورأيه نوإنما (تقرأ) رأي و (فهم) ال "مهذب " و ال "مختصِر " وشتان ما بينهما 0
وأختم هذا التعليق بما ختم به د/عبد الرحمن كلامه:
نسأل الله الكريم أن يتقبل من الشيخ الصباغ هذه الخدمة الجليلة، وأن يجزيه خيراً على هذا العمل، وأن ينفع به المسلمين عامَّة، وطلاب العلم خاصَّة.
والله من وراء القصد
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[17 Jul 2010, 07:33 م]ـ
صدر عام 1430هـ عن مكتبة العلوم والحكم بمصر تهذيب آخر لتفسير الجلالين لأبي أسامة جمال بن نصر عبدالسلام، وقد عنون لهذا التهذيب بـ "جلاء العينين بتهذيب تفسير الجلالين"، وهو ضمن سلسلة الموسوعة الميسرة لطالب العلم الشرعي - المرحلة الثانية -.
وقد كتب المهذِّب مقدمة طويلة لهذا التهذيب، ذكر فيها:
أولاً: تعريفاً مختصراً بسلسلة الموسوعة الميسرة لطالب العلم الشرعي، حيث ذكر أن الله تعالى قد منّ عليه بإتمام كتب المرحلة الأولى، وبدأ في تقديم المرحلة الثانية بهذا التهذيب.
ثانياً: ذكر أهم المحاور التي خدم بها بهذا التفسير، وهي:
المحور الأول: توثيق النص قبل تهذيبه للوصول إلى أقرب نص لما دوّنه الجلالان، وذلك باعتماد على تحقيقه الكبير لتفسير الجلالين، والذي اعتمد فيه على 15 مخطوطاً، وعدد كبير من المطبوعات القديمة لهذا التفسير.
المحور الثاني: ضبط النص.
المحور الثالث: حذف المخالفات العقدية الموجودة في الكتاب، أو تعديلها لتوافق منهج أهل السنة في الاعتقاد.
المحور الرابع: تعديل القراءة التي يُعتمد عليها في التفسير، وجعلها على "قراءة حفص"، مع الإبقاء على بقية القراءات، وذكر من قرأ بها من القراء السبعة والرواة عنهم.
المحور الخامس: تخريج أحاديث الكتاب، وأسباب النزول، وبيان درجة كل حديث.
المحور السادس: حذف الإسرائيليات المخلة من صلب الكتاب.
المحور السابع: تعديل بعض الأخطاء الواردة في الكتاب.
ثالثاً: ذكر التهذيبات السابقة لهذا التفسير، مع بيان مزاياها وعيوبها، حيث ذكر تهذيب سعد بن عبدالرحمن الحصين، وفصّل القول حول تهذيب الدكتور محمد بن لطفي الصباغ. ثم ذكر الجديد الذي أضافه في تهذيبه هذا.
رابعاً: بيان المخالفات المحذوفة في مبحث الأسماء والصفات. وذكر أن أغلب ما ذكره هنا مأخوذ من كتاب "أنوار الهلالين في التعقباتعلى الجلالين" للدكتور محمد الخميس.
خامساً: أمثلة على المحذوفات من الإسرائيليات. وقد قدم بتعريف للإسرائيليات وبيان أقسامها، ثم ذكر أن ما أورده الجلالان في تفسيرهما على أقسام:
أ: تعيين أمور بغير دليل من الكتاب والسنة.
ب: قصص منكرة نقلاً وعقلاً.
ج: ما ينقص من قدر الأنبياء ويطعن في عصمتهم.
سادساً: أمثلة على الأخطاء العلمية المحذوفة أو المعدلة.
سابعاً: مقدمة التهذيب، وتشتمل على عدة مباحث:
المبحث الأول: التعريف بمُؤلفّي التفسير.
المبحث الثاني: التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفيه فيه، مع ذكر طبعاته وما خُدم به ..
المبحث الثالث: مقدمات لا غنى عنها بين يدي التهذيب:
المقدمة الأولى: أسماء الله وصفاته وموقف أهل السنة منها.
المقدمة الثانية: مقدمة في التفسير تأليف عبدالرحمن بن قاسم النجدي.
المقدمة الثالثة: نُبذ عن علم القراءات والمعتبر منها.
المقدمة الرابعة: التعريف بالقراء السبعة والناقلين عنهم.
وقد استغرقت هذه المقدمة أكثر من تسعين صفحة. ثم بدأ في تهذيبه للتفسير، وهو يقع في مجلدين، فيها أكثر من ألفين صفحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Jul 2010, 11:21 م]ـ
بارك الله فيكم يا أبا مجاهد على هذا العرض.
أين نجد هذا العمل فيبدو أنه عمل مطوَّل.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[19 Jul 2010, 06:28 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أبا مجاهد على هذا العرض.
أين نجد هذا العمل فيبدو أنه عمل مطوَّل.
اشتريت الكتاب من مكتبة الرشد في أبها، وبالتأكيد يكون في الرياض، وهذا التهذيب كما ذكرت يقع في مجلدين مشتملين على أكثر من ألف صفحة، غير أن الورق ليس من النوع الجيد، والكتابة بخط صغير نسبياً.(/)
علم السياق القرآني [9] (صلة السياق بالمناسبات)
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[18 Mar 2007, 08:34 ص]ـ
من أعظم ماله صلة بالسياق من علوم القرآن والتفسير علم المناسبات.
وقبل أن أبين الصلة بين السياق والمناسبات لابد من وقفة موجزة حول المناسبات:
فعلم المناسبات علم عظيم يثمر ربط كلام الله تعالى بعضه ببعض، ويعين على فهم الآية، ويظهر اتصال السياق بين الآيات، ويكشف عن إعجاز القرآن.
وفائدة علم المناسبات ظاهرة جلية:
قال الزركشي": وفائدته جعل أجزاء الكلام آخذ بعضها بأعناق بعض، فيقوى بذلك الارتباط، ويصير التأليف حاله كحال البناء المحكم المتلائم الأجزاء، وممن أكثر منه الإمام فخر الدين الرازي، وقال في تفسيره: (أكثر لطائف القرآن مودعة في الترتيبات والروابط)، وقال بعض الأئمة: (من محاسن الكلام أن يرتبط بعضه ببعض لئلا يكون منقطعا)، وهذا النوع يهمله بعض المفسرين أو كثير منهم، وفوائده غزيرة، قال القاضي أبو بكر بن العربي: (ارتباط آي القرآن بعضها ببعض حتى تكون كالكلمة الواحدة متسقة المعاني منتظمة المباني علم عظيم لم يتعرض له إلا عالم واحد عمل فيه سورة البقرة ثم فتح الله عز وجل لنا فيه فلما لم نجد له حملة، ورأينا الخلق بأوصاف البطلة ختمنا عليه، وجعلناه بيننا وبين الله، ورددناه إليه) " ([1]).
ومن محاسن المناسبات عموماً أنها تساعد على حسن التفسير، ودقة الفهم. وعدم مراعاة المناسبات يوقع المفسر في الخطأ عند تفسير الآيات إذ يفصل بين الآية والتي قبلها مع ارتباطهما.
واهتمام العلماء والمفسرين بالمناسبات واضح في مؤلفاتهم وتفاسيرهم، فمن المتقدمين:
1 - أبو جعفر بن الزبير، أفرده بكتاب أسماه (البرهان في مناسبة ترتيب سور القرآن).
2 - البقاعي في (نظم الدرر في تناسب الآيات والسور)
3 - السيوطي في (تناسق الدرر في تناسب الآيات والسور) واختصره في (أسرار التنزيل).
4 - الغماري في (جواهر البيان في تناسب سور القرآن)
ومن المعاصرين
5 - محمد دراز في (النبأ العظيم).
الصلة بين السياق والمناسبات:
المناسبات جزء أساس في السياق، وذلك أن المناسبات لا تظهر إلا بمعرفة الرابط بينها وهو الغرض، والغرض هو الركن الأساس في السياق، ولهذا فإننا نستطيع القول بأن المناسبات جزء من السياق، وهي تمثل عنصراً أساساً فيه وهو النظم، وذلك أن النظم هو الجامع لبناء الآية وتراكيبها والترابط بين جملها في نظام واحد تحت غرض واحد.
ويقرر هذا المعنى البقاعي الذي يعتبر هو عمدة علم المناسبات:
يقول عن شيخه المغربي المالكي: "الأمر الكلي المفيد لعرفان مناسبات الآيات في جميع القرآن هو أنك تنظر الغرض الذي سيقت له السورة، وتنظر إلى ما يحتاج إليه ذلك الغرض من المقدمات، وتنظر إلى مراتب تلك المقدمات في القرب والبعد من المطلوب .. وإذا فعلته تبين لك - إن شاء الله - وجه النظم مفصلاً بين كل آية وآية في كل سورة" ([3]).
ويقول أيضاً وتتوقف الإجادة فيه - أي في علم المناسبات - على: "معرفة مقصود السورة المطلوب ذلك فيها، ويفيد ذلك معرفة المقصود في جميع جملها، فلذلك كان هذا العلم في غاية النفاسة، وكانت نسبته من علم التفسير، نسبة البيان من علم النحو" ([4]).
وإذا كانت المناسبات جزءاً من السياق من جهة أنها مبنية على الغرض، فإن لها أثراً ظاهراً في معرفة السياق العام للسورة ومحورها الأساس، وذلك أن تتابع الآيات في السورة يظهر المعنى الجامع لها والرابط بينها وهو السياق العام أو المحور الأساس. فظهر بذلك أن بينهما علاقة مشتركة من هذا الوجه.
ولعلنا نضرب لذلك أمثلة تؤكد ماقررناه.
المثال الأول: في تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً} [النساء 40]
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن جرير مبيناً مناسبة الآيات اعتماداً على السياق: "يعني بذلك - جل ثناؤه - {وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُواْ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقَهُمُ اللّهُ} [النساء 39] فإن الله لا يبخس أحداً من خلقه أنفق في سبيله، مما رزقه من ثواب نفقته في الدنيا، ولا من أجرها يوم القيامة .. وإنما اخترنا هذا التأويل لموافقته الأثر عن رسول الله ×، مع دلالة ظاهر التنزيل على صحته؛ إذ كان سياق الآية التي قبلها، التي حث الله فيها على النفقة في طاعته، وذم النفقة في طاعة الشيطان، ثم وصل ذلك بما وعد المنفقين في طاعته بقوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} الآية [النساء 40] " ([5]).
المثال الثاني: في مناسبة قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [البقرة 254].
هذه وردت بعد قوله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [البقرة 253] ومناسبتها تظهر بالتأمل في السياق فإن ماقبلها وارد في سياق الإخبار عن حتمية الاختلاف والاقتتال الموافق للسنة الربانية والحكمة الإلهية في إرادة ذلك. وذلك يستوجب الإعداد والتهيؤ، لذا أمر بالإنفاق. ويؤيد هذا قوله في ختامها +الْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ" فكأنه قيل: (منهم من آمن ومنهم من كفر .. والكافرون هم الظالمون، فأعدوا لقتالهم وأنفقوا مما رزقناكم في ذلك)
قال أبو حيان: " مناسبة هذه الآية لما قبلها هو أنه لما ذكر أن الله تعالى أراد الاختلاف إلى مؤمن وكافر، وأراد الاقتتال، وأمر به المؤمنين، وكان الجهاد يحتاج صاحبه إلى الإعانة عليه، أمر تعالى بالنفقة من بعض ما رزق، فشمل النفقة في الجهاد" ([6]).
فتأمل أثر السياق وهو ذكر القتال في بيان الربط بين الآية وما قبلها مع الاختلاف الظاهر بينهما.
المثال الثالث: في مناسبة قوله تعالى: {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى} [البقرة 238].
فقد جاءت هذه الآية في وسط الحديث عن الطلاق والمشكلات الأسرية، وهي تستوقف كل قارئ لها في طلب مناسبتها، وهذا أمر مقصود في غرض الآية، وبالتأمل في السياق تظهر مناسبتها بكل جلاء، وهي متضمنة عدة وجوه في المناسبة منها:
أولاً: أنه لما أطال الحديث في أحكام الأسرة وأحكام النساء خاصة وما يتعلق بهن، وهي موضوعات تصرف هم الإنسان وتشغله عن عبادة ربه وقضاياه الكبرى التي هي عبادة الله تعالى وقضايا الأمة، أمر الله تعالى بالمحافظة على الصلاة مباشرة لتنتزع نفوس المؤمنين من الانشغال بحقوق الخلق لترفعهم إلى الانشغال بحقوق الحق تعالى ([7]).
قال البيضاوي: "لعل الأمر بها في تضاعيف أحكام الأولاد والأزواج لئلا يلهيهم الاشتغال بشأنهم عنها" ([8]).
ثانياً: أنه لما كان الحديث في الآيات عن الطلاق والقتال، وهما يمثلان أعظم أوقات الأزمات الداخلية والخارجية، ويحصل بسببهما الهم والقلق، ذكر الله تعالى سبيل الخلاص والخروج من هذه الأزمات والدواء الناجع لها، وهو المحافظة على الصلاة التي هي أعظم ما يسكن النفوس عند القلق ويزيل الهموم ويثبت القلوب.
فانظر إلى أثر السياق في بيان المناسبة، وهذا يؤكد لنا أن المناسبة جزء في السياق؛ إذ أن السياق هو الذي ربط بين الآية وما قبلها وما بعدها.
وكمال أثر السياق في المناسبات يظهر في سياق السورة، وترابط المقاطع والموضوعات فيها وسر الترتيب بينها، وهذا ما يظهر في سياق سورة البقرة بإذن الله تعالى. وقد أجمل ذلك صاحب النبأ العظيم بكلام نفيس ([9]).
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) ((البرهان في علوم القرآن)) (1/ 36).
([3]) ((نظم الدرر)) (1/ 18).
([4]) ((نظم الدرر)) (1/ 5).
([5]) ((جامع البيان)) (4/ 91).
([6]) ((البحر المحيط)) (2/ 604).
([7]) انظر: ((تفسير المنار)) (2/ 436).
([8]) ((أنوار التنزيل)) (1/ 128).
([9]) انظر: ((النبأ العظيم)) (ص204).(/)
سرقات علمية
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[18 Mar 2007, 07:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل أثير على هذا الموقع مشكل السرقات العلمية، واقتصر الأمر على المدونات الورقية، دون المدونات المعلوماتية، فكم من المواقع التي لا شغل للقائمين عليها إلا سرقت جهود الآخرين، و العمل على نشرها في مواقعهم دون إذن مسبق منهم، كما تقتضي الأعراف العلمية، و كما تنص على ذلك قوانين حقوق الملكية الفكرية، بل و الأدهى و الأمر أنهم في كثير من الأحيان ينشرون هذه الأعمال العلمية بأسمائهم، بل بتوقيع أصحابها مما يوهم في كثير من الأحيان أن هؤلاء السراق هم أصحاب هذه المقالات العلمية و أنهم أساتذة بالجامعة التي ينتسب إليها صاحب المقال الأصلي. ومن ثم وجب التنبيه إلى خطورة هذه الأعمال، و عدم شرعيتها، و أن من زكاة العلم أن ننسبه لأهله، و أن المصداقية العلمية تقتضي التوثيق بالإحالة الكاملة على صاحب المقال و الموقع أو المصدر الذي أخذ منه.أما أن نجد مواقع شرعية بين قوسين كبيرين و هي غير ملتزمة بأحكام الشريعة الإسلامية و آدابها فإنه يعتبر أمرا محزنا، و مخيبا للآمال، بما يعطيه من قدوة سيئة.
أقول هذا لما هالني من سطو أصحاب موقع " منتدى سوس العالمة " على مقالات منشورة بموقع " تفسير " دون أدنى إحالة على أصحابها أو على الموقع الموقع المصدر.
وما أحزنني كثيرا هو أن يسمي هؤلاء موقعهم بسوس العالمة نسبة إلى كتاب العالمة المختار السوسي ـ رحمه الله ـ الذي عرف بعلمه و فضله، كما عرف بعلماء المنطقة و الأدوار الريادة التي قاموا بها خدمة للعلم و نصرة للدين.
ومن يطلع على هذا الموقع سيكتشف الأمر هذه السرقات بسهولة، خاصة أن القائمين عليه قاموا و بدون حياء بتثبيت بعض المقالات المسروقة.
و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[19 Mar 2007, 12:52 م]ـ
سعادة الدكتور الضاوي حياكم الله وبياكم، ولي رجاء هو:
التفضل بمخاطبة الموقع المذكور كما اتفقنا في موقعنا هذا تحت عنوان:" من أجل الملتقى" بأن لا نشهِّر إلا بمن
أبي، فإن قلتم ومن يأبى؟ قلنا: من أنذرناه ولم ينزجر فقد أبى.
فالمرجو مخاطبة إدارة الموقع المذكور بما هو مظنة سرقته، وعلى كل حال فالسرقة جريمة على كل مستوياتها.
والموفق من وفقه الله تعالى.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[19 Mar 2007, 03:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور خضر ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد، فإني فعلت ما أشرتم به، ولكن القائمين على الموقع تجاهلوا تنبيهي لهم مرتين عبر مراسلة المسؤول المباشر عن الموقع.
فلم أجد بدا من التنبيه على هذه الآفة. وأحببت من باب الجهر بالحق أن أعيب هذا الصنيع الذي يقوم به بعض أبناء وطننا مما يسيء إلى علماء هذا البلد، إساءة بليغة.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[20 Mar 2007, 09:31 ص]ـ
إذن لا عليكم وجزاك الله خيراً على التنبيه. ونحن جميعا معكم ضد السرقة وأهلها.
ـ[جمال هاجر]ــــــــ[01 Apr 2009, 08:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة أعضاء الملتقى المبارك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد أرجو المشورة والرأي السديد منكم في موضوع أحد الأساتذة في أحد الجامعات قام بكتابة عدة كتب وبحوث علمية محكمة في بعض المجلات العلمية المشهورة , وبعد إمعان النظر تبين أن جميعها -بلا استثناء -كانت مسروقة، وسرقة واضحة لا خفاء فيها , تعرف لمن لدية أدني خلفية عن الكتابات والكتب؛ ولذلك لا أدري ما موقفي تجاه هذا العمل، وما الواجب عليَّ القيام به.
تقبلوا خالص تحياتي
أخوكم / جمال
ـ[سؤال]ــــــــ[01 Apr 2009, 10:57 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حدث لأخي مثل هذه السرقة فقد فوجيء بأن رسالة له مطبوعة قد سرقها أحدهم من دولة ما ونسبها لنفسه وكتب قبل اسمه (الشيخ) والغريب أن هذا الشيخ معروف لدى زوار الموقع وتبين ذلك من ردودهم وثناءهم عليه .. وبعد مراسلات مع مدير الموقع بارك الله فيه وجزاه الخير كله قدم اعتذاره لأخي وعالج الأمر بحذف اسم المدعي زورا بأنه (شيخ).
أذكر أن أخي قال لمدير الموقع: لا أخفيكم بأن رسالتي نشرت في منتديات عدة بأسماء مستعارة فلم ألق لها بالا
ولكن عندما رأيت مقالتي في موقعكم مكتوبة باسم صريح قبل اسمه كلمة (الشيخ) لم أتردد في مراسلتكم لأخبركم عن السارق الخطير وخطورته في تجرأه وكذبه وسرقته لجهود الآخرين وأعمالهم ثم ينسبها لنفسه إنّ هذا وأمثاله من الجهال قد يتجرأوا على الله جل في علاه والخطورة أن يتخذهم الناس رؤوساً لهم في الفتيا فيضلونهم ويظلمون أنفسهم؛ فيقودهم إبليس جنودا للصد عن دين الله وما نزل من الحق.
هذا رابط حقوق المؤلف في وزارة الثقافة والإعلام بالمملكة العربية السعودية لمن يهمه الأمر:
http://www.info.gov.sa/copyrights/SectionDetails.aspx?id=8
وفقكم الله وبارك فيكم ياشيخي الحبيب الدكتور أحمد بزوي الضاوي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Apr 2009, 11:09 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حدث لأخي مثل هذه السرقة فقد فوجيء بأن رسالة له مطبوعة قد سرقها أحدهم من دولة ما ونسبها لنفسه وكتب قبل اسمه (الشيخ) والغريب أن هذا الشيخ معروف لدى زوار الموقع وتبين ذلك من ردودهم وثناءهم عليه .. وبعد مراسلات مع مدير الموقع بارك الله فيه وجزاه الخير كله قدم اعتذاره لأخي وعالج الأمر بحذف اسم المدعي زورا بأنه (شيخ).
أذكر أن أخي قال لمدير الموقع: لقد وجدت أن رسالتي نشرت في منتديات عدة باسماء مستعارة لكني لم ألق لها بالا لكن عندما رأيت كلمة (الشيخ) قبل اسم السارق لم أتردد في مراسلتكم لأنّ من يتجرأ ويكذب ويسرق جهود الآخرين وأعمالهم وينسبها لنفسه قد يتجرأ على الله جل في علاه والخطورة أن يتخذ الناس مثل هذا الجاهل رأسا لهم فيضلهم ويظلم نفسه ويصدهم عن دين الله وما نزل من الحق.
هذا رابط حقوق المؤلف في وزارة الثقافة والإعلام بالمملكة العربية السعودية لمن يهمه الأمر:
http://www.info.gov.sa/copyrights/SectionDetails.aspx?id=8
وفقكم الله وبارك فيكم ياشيخي الحبيب الدكتور أحمد بزوي الضاوي
لا أدري أي فائدة يجنيها مثل هؤلاء، وبخاصة إذا كان لايعرف!!!!
ثم ألا يمكن أن تكون من قبيل تشويه السمعة، فقد ينسخ عمل شخص ما وينسبه إلى آخر بقصد التشويه؟
إنها "النت" إنها أبواب مشرعة لا يعرف الداخل من الخارج، ولا الغث من السمين.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[01 Apr 2009, 11:36 م]ـ
أمر غريب أن يصدر مثل هذا من مواقع تبتغي نشر العلم الشرعي وقد وجدت مقالاً لي بعنوان: (من روائع الاستنباط: الاستنباط بالمطرد من أسلوب القرآن) منشوراً عندهم على هذا الرابط:
http://www.royalluxe.com/vb/showthread.php?t=275
وهو منشور هنا في الملتقى قبل ما يقارب الثلاث سنوات في الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=5949
ووجدت غيره في منتديات أخرى مأخوذة من الملتقى ومنشورة بنصها بلا عزو، وهذا أمر مؤسف ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
ـ[أمة الله بنت عبد الله]ــــــــ[02 Apr 2009, 11:16 ص]ـ
تحزنون لهذا العمل ولكم كل الحق ولكن
كيف يكون الحال وقد حققت بعض الكتب العلمية في التفسير في جامعات عالمية معترف بها منذ زمن ثم نسمع أن هناك مناقشات علمية لهذا لتفسير نفسه
قد يعاد التأليف في موضوع يحمل نفس العنوان ويقبل هذاالأمر لأن المصادر قد تتنوع وتناول الموضوع قد يكون من زاوية لم يتناولها المؤلف السابق لكن التحقيق لا أظن
فما قولكم أيها الأفاضل من وذوي الاختصاص الاكاديمي؟؟؟؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[02 Apr 2009, 11:48 ص]ـ
لاحول ولا قوة إلا بالله
وجزاكم الله خيرا
وأنا العبد الفقير اكتويت بسرقة مؤلفاتي
ومن أهمها سرقة كتابي:
المعجم المفهرس لمواضيع القرآن؛ وقد طبعته من عشرين عاما
في دار الفجر الإسلامي بدمشق، وحقوق التألف لصاحبها مروان سوار
ثم طبع بالاشتراك مع دار اليمامة بدمشق، وطبع منه مئات الآلاف من الطبعات
وسطا عليه صاحب دار المعرفة بدمشق؛ والتي تطبع آلاف المصاحف
وطبعه وحذف اسمي، وشكوته لدار الفكر بدمشق المسؤولة عن حقوق النشر
وأنا الآن أشكوه لرب العزة؛ حتى يعيد اسمي مع مقدمتي على كل طبعاته لهذا المعجم
علما أنني لا أطلب عليه أي أجر مالي
وحسبي الله ونعم الوكيل
وشكرا لكم
ـ[أبو المهند]ــــــــ[02 Apr 2009, 01:38 م]ـ
قلت: قال تعالى:
{ ... فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً} {النساء109}
ـ[جمال هاجر]ــــــــ[02 Apr 2009, 05:56 م]ـ
لكن سؤالي ما الحل الأمثل مع هؤلاء؟
هل التشهير بهم وبالكتب والبحوث التي سرقوها ورفعها على مثل هذا الملتقى المبارك،والتعريف بحالهم ومكانتهم العلمية.
أفيدوني، وأسأل الله لكم الأجر والقبول والمثوبة.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[02 Apr 2009, 07:11 م]ـ
النشر الالكتروني سهَّل على كثير من "المغفلين" أو "ضعاف النفوس" عملية السطو على نتاج الغير، لأنها لا تكلفه أكثر من قص ولصق المقال ثم وضع الترويسة باسمه ..
لكن المسكين لم يفكر بخط الرجعة إذا تم افتضاحه والتشهير به!
أذكر أن أحد إخوتي نصحني بأن أبحث عن مشاركاتي الخاصة على الجوجل بعد أيام من نشرها على الشبكة، لأنني قد أكتشف أنها نشرت في مكان آخر باسم آخر .. !
فهل يأتي يوم نرى فيه أقوالنا منسوبة إلينا وحدنا؟!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Apr 2009, 07:43 م]ـ
الحل لهذه المعضلة
هو أن تكتب وأنت تريد أن ينتفع الآخرون وتبتغي الأجر من الله، ثم بعد ذلك لا يهم الأسم الذي كتب في أسفل المشاركة أو أعلاها.
ولهذا فلينس الجميع على النت"الحقوق محفوظة"
ما دام أنك وضعت المشاركة تريد نفع المسلمين فلا عليك ستجد الحقوق في ميزان الحسنات يوم القيامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Apr 2009, 08:08 م]ـ
الحل لهذه المعضلة
هو أن تكتب وأنت تريد أن ينتفع الآخرون وتبتغي الأجر من الله، ثم بعد ذلك لا يهم الأسم الذي كتب في أسفل المشاركة أو أعلاها.
ولهذا فلينس الجميع على النت"الحقوق محفوظة"
ما دام أنك وضعت المشاركة تريد نفع المسلمين فلا عليك ستجد الحقوق في ميزان الحسنات يوم القيامة.
ما تفضلتم به أخي الكريم صحيح من حيث الكاتب فينبغي علينا أن نكون جميعاً بهذه المثابة والنية عند الكتابة عموماً ونسأل الله أن يرزقنا جميعاً حسن القصد والإخلاص.
لكنَّ المعضلة هو حال الآخذين وكيفية التعامل معهم ولا سيما أن بعضهم يتوظف ويترقى وينال حظوة في المجتمع العلمي بهذه الأعمال العلمية التي لم يتعب فيها، وهذا أمرٌ يفسد العلم ويشوه صورته. والعمل على الحد منها باب عظيم من أبواب النهي عن المنكر.
وأنا لا أحب الحديث عن هذا الموضوع لكثرة ذيوله، ولكن مشاركة حبيبنا الأستاذ الدكتور أحمد بزوي الضاوي رعاه الله ووفقه لكل خير دفعتني للتعقيب.(/)
جمال البنا ومنهجه في التفسير (2)
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[19 Mar 2007, 12:39 ص]ـ
الحلقة الأولى: جمال البنا ... ومنهجه في التفسير (1) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=33610)
المطلب الثاني: تفسيره لبعض قضايا القرآن
هناك عدة قضايا تبناها الدكتور في كتبه، وحرف لأجلها آيات من القرآن، وابتدع تفسيرات لها من تلقاء نفسه، سأحاول أن أسلط الضوء على بعضها، ومنها:
القضية الأولى: قضية حد الردة
تبنى الدكتور في أكثر من كتاب [1] له المنازعة في حد الردة، وإنكاره ودليله في ذلك يتلخص في شيئين:
1ـ الآيات التي ذكرت الردة في القرآن لم تذكر عقوبة دنيوية، بل جعلت العقوبة أخروية.
2ـ الآيات التي دلت على التعددية على حد زعمه كما في قوله " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " وغيرها.
وطبيعي جدا أن الدكتور يرد الأحاديث التي قضت بالحد للمرتد كما في قوله صلى الله عليه وسلم " من بدل دينه فاقتلوه " [2] ولو كان في البخاري، لأن له ضوابط في الاحتجاج بالسنة [3]، غير صحة السند.
أما عدم ذكر الآيات التي ذكرت الردة للعقوبة الدنيوية فمتى كان إهمال القرآن للعقوبة الدنيوية يستنبط منه حكم، فما بالك إن ذكر هذا الحكم في السنة؟!! فعلى كلام الدكتور يجب إلغاء باب التعزيرات لأنه لم يذكر شيء منها في القرآن، ويلغى أيضا الرجم لإهمال القرآن له، وهو ما لم يذكر عند أهل السنة بل عند غيرهم، وقد يكون أحيانا من خصائصهم، والعلامة المميزة لهم لارتباطه بالسنة.
القضية الثانية: إنكار النسخ في القرآن
تبنى الدكتور أيضا إنكار النسخ، بل ألف كتابا اسماه " تفنيد دعوى النسخ في القرآن الكريم " [4] ولام مفسري السلف على إكثارهم من النسخ فقال: " لقد كانت قالة النسخ من أكبر الكوارث الفكرية التي انزلق إليها الأسلاف، وانطلت عليهم " ثم قال: " وعقيدتنا التي لا تتزعزع والتي انتهينا إليها بعد البحث الدائب هي أن كل الروايات والأحاديث التي تضمنت إجازة النسخ أو وقوعا له هي من الادعاءات المسموعة التي تدخل فيما أشار إليه القرآن الكريم عن أعداء الإسلام " لا تؤمنوا بهذا القرآن والغوا فيه " ثم قال: " وراجت تلك الأحاديث لسذاجة الأفهام خاصة وأن المحدثين ما كانوا يسألون عن السند قبل فتنة عثمان، وتلك الروايات ظهرت في عهد الرسول نفسه، بدليل إشارة القرآن إليها، فجازت على المحدثين الذين استعبدهم السند قلبا وقالبا " أ. هـ.
والحق أن هذا الكلام السابق يحمل في طياته الكثير من المخالفات المنهجية والعقائدية، لكني أنبه إلى أمرين:
1ـ أن الدكتور لم ينكر النسخ بناء على أنه لم يثبت أن الآية الفلانية ناسخة للآخرى، لكن لأنه لم يوافق على المبدأ من أصله حيث يرى أن هذا العمل من العلماء من تلقاء أنفسهم، وزاد الدكتور مرحلة فطعن في نياتهم، كما يعرفه من يكمل قراءة كتبه، حيث يرى أن السلف قاموا بذلك إضافة لسذاجتهم؛ كان ذلك بدافع من الحكام وترويجهم لحكمهم من خلال ألسنة العلماء الربانيين.
2ـ النسخ في عرف السلف إذا أطلق لا يحمل على النسخ عند علماء الأصول، بل هو أعم حيث يشمل التخصيص، والتقييد، والاستثناء، ورفع الحكم، بخلاف علماء الأصول حيث يخصونها بالقسم الأخير فقط، ولذلك لا عجب إن كثر النسخ في تعبيراتهم ما دام المعنى عاما.
القضية الثالثة: جهاد الطلب
أنكر الدكتور جهاد الطلب، وحاول جاهدا ومتكلفا أن يصرف الآيات الصريحة التي دلت على الأمر بذلك، وألف أيضا كتابا بذلك بعنوان " الجهاد " وعمدته في رأيه التفريق بين الآيات التي دلت على الجهاد، والآيات التي دلت على القتال حيث قال: " وجاء هذا الخطأ في الفهم بالدرجة الأولى نتيجة للخلط بين الجهاد والقتال واعتبارهما موضوعا واحدا بل وتغليب القتال على الجهاد ومعالجة الجهاد باعتباره قتالا، وهذا خطأ جسيم " [5] ا. هـ
ثم عقد فصلا كاملا عن جميع آيات القتال محاولا صرفها، والتماس الخصوصية لها، بظروف ذلك الوقت، أو درء لفتنة الكفار.
إلا أنه لما وصل لآية التوبة " ياأيها الذين آمنوا قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " التوبة (29).
(يُتْبَعُ)
(/)
حاول عاجزا عن صرفها لصراحتها ووضوح معناها، فوقف الدكتور حائرا فقال: " والنص الذي جاء به هذا التعبير، نص نعجز عن التوصل إلى مفهومه الحق، وليس لدينا في الصحيح الثابت تفسيرا له من الرسول .. فالآية تتحدث عن فئة من أهل الكتاب لا تؤمن بالله ولا باليوم الآخر ولا تحرم ما حرمه الله ورسوله ولا يدينون دين الحق، ونحن نعرف أن أهل الكتاب سواء كانوا من اليهود أو النصارى يؤمنون بالله ويؤمنون باليوم الآخر، كما أنهم يحرمون ما حرم الله من قتل أو زنا أ سرقة، ومن ثم فيبدو أن هناك فئة شاذة ينطبق عليها وصف القرآن، ويفترض أن تكون هذه الفئة قد نصبت نفسها لعداوة الإسلام، وأبدت استكبارا تطلب مقاتلتها ودفعها الجزية بشيء من الصغار " [6] ا. هـ
فيكون على كلام الدكتور أن هذه الآية من كتاب الله معطلة في الوجود، إلى أن تأتي تلك الفرقة الشاذة فعند إذن نعمل بالآية، ولا شك أن هذا تعطيل لكتاب الله الخالد.
وهناك قضايا كثيرة تبناها، حتى أصبح قريبا من كل غريب، ومقدمات كتبه تشهد بذلك حتى قال في إهداء كتابه الحجاب: " إلى الملايين المجهولة عبر الأجيال .. ثم قال " وجعلهن الفقهاء عورات، سجينات البيوت مكسورات الجناح، محرومات من الحرية والمعرفة والعمل، فعشن مقهورات ومتن وفي النفس غصة، اعتذار عما جناه الأسلاف " [7] ا. هـ
المبحث الرابع
الركائز التي قام عليها منهجه في التفسير
من خلال قراءتي لكتبه ظهر لي بعض الركائز التي يبني عليها منهجه، ولعل منها:
أولا: عدم الاعتداد بمصادر الأحكام الشرعية
فإن المصادر الشرعية معروفة عند أهل العلم، وهي: الكتاب، السنة، الإجماع، القياس، أما عند الدكتور فإنه لا يعتد بهذه المصادر:
فالقرآن لا يرجع في تفسيره إلى التفاسير المعروفة.
والسنة لا يعتد بها جميعا، بل لها ضوابط كما سبق.
والإجماع يشترط له أن يعتمد على دليل!!
أما القياس فقد قال: " لأن استلهام أصل من أصول الإسلام أقوى من القياس على آراء الرجال مهما كانوا أئمة " [8].
وأكثر المصادر في رأيه الذي تعصب له هو: " مقاصد الشريعة من عدل أو تيسير أو مصلحة " [9] وهذا وإن كان معمولا به عند أهل السنة والجماعة إلا أن القصد من وراء هذا المصدر في ظني حتى يكون أوسع مجالا لدخول الرأي، والفكر.
وهذا الأمر قد أثر على منهجه في التفسير بحيث جعله لا يعتد بتفسير أهل العلم، ولا يقيد القرآن بالسنة، بل في الحقيقة يسيّر النص تحت سلطان العقل والفكر، فقال: " وأقوى منها جميعا الرجوع إلى العقل وتحكيم المنطق السليم وطبيعة الشريعة ومقاصدها، حتى وإن كان الموضوع عباديا، لأنه مادام بعيدا عن ماهية الله تعالى وعالم السمعيات فإنه يخضع لحكم العقل والنظر، وما يهدي إليه المنطق السليم والقول بذلك يحرم الناس من استخدام عقولهم، ويعطل ملكات التفكير ويجعلهم أسرى للروايات " [10] ا. هـ
ثانيا: عمومية النص عمومية مطلقة
يلمح الدكتور إلى أن " القرآن الكريم أطلق أوصافا عامة لم يشأ أن يحددها لأنه يريد أن تتجاوب مع التطورات " [11] ا. هـ
وقال أيضا وهو يقارن بين المناخ الذي عاش فيه الفقهاء الأوائل رحمهم الله والعصر الحديث: " ولكن الصورة تختلف اختلافا جذريا في العصر الحديث، لأن استفاضة الثقافة والمعرفة ونشر المراجع الإسلامية القديمة والحديثة، ومناخ الحرية وانعتاق الفكر من أسار العقلية النقلية " [12] ا. هـ
ولا تظن أنه يوافق بذلك منهج أهل السنة في أن ألفاظ القرآن عامة، بل يشير الدكتور إلى قضية خطيرة أنقلها بحروفها: " على أن هذا ليس معناه أن تمنع الكتابة عن القرآن، فهيهات، فالقرآن هو البحر الذي يحوي أسرار الإسلام وشريعته، ولالئيها الثمينة ولكن أن تكون الكتابة إلهاما منه وتأثر به، فالكاتب هنا يكتب عما فهمه وتأثر به ولكنه لا يقول هذا تفسير القرآن كأنه صاحبه، والله هو صاحب القرآن، فمن هذه الناحية فإن البحر لا يرفض صيد صائد، ولا يضن على أحد .. ولا يحول دون النظر إليه والتأمل فيه وملاحظة رياحه، وأمواجه وامتداده الجميل الرهيب .. " [13] ا. هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
من خلال هذه الأسطر أفهم أن الدكتور يشير إلى أن النص القرآني يحتمل أكثر من فهم ما دام أن الكاتب أو القارئ تأثر بذلك الفهم، فيسبق الفهم أولا ثم الاعتقاد، فتتحد قراءة القراء وتتباين الأفهام، ومع ذلك النص يحتمل ويتسع فهو بحر لا تكدره الدلاء.
فإن صدق ظني وتحليلي فقد هدم بذلك حقيقة النص، ووسع التحريف، وسوغ التأويل، وأبطل التفاسير، وألغى المعاني، وجعل المحكم متشابها.
وتأكيدا لفهمي لكلام الدكتور فقد قال الدكتور: " ومثل هذا ما يقال عن أن القرآن حمال ذو وجوه وأنه يمكن أن يتضمن حكما كما يتضمن نقيضه، ويمكن أن يفهم واحد ما لا يفهمه الآخر، فهذا كله من مزايا القرآن، لأنه يفسح المجال للتعددية " [14] ا. هـ
وأثر هذا الأمر على منهجه في تفسيره للآيات حيث يلجأ إلى ترك المعاني المعتمدة في التفاسير ويأتي بمعنى يراه عصري على حسب زعمه، يتناسب والعصر الحديث، ويظهر الإسلام بلغة عصرية جميلة، معتمدا أن القرآن ذو أوجه، وكل ما فهم القارئ فهو صحيح.
وعمومية النص العمومية المطلقة هي المعبر عنها أحيانا بنسبية الحقيقة، والتي كانت مذهب السفسطائيين " نسبية كل شيء قال بها بروتاغوراس السوفسطائي حين أراد أن ينقد أصول المعرفة "إن الإنسان هو مقياس وجود ما يوجد منها ومقياس وجود ما لا يوجد" ثم أخذ بهذا الشُكاك بعد، فطبقوها على الحد كما طبقوها على نواحي العلم كله، فلم تعد حقيقة من حقائق العلم ثابتة أو مستقرة، بل كل شيء –كما يقول هرقليطس- في تغير مستمر) [15].
ثم عرفت نسبية الحقيقة، أو عمومية الحقيقة عند الغرب كنتيجة للصراع بين رجال الدين النصراني، ورجال العلم التجريبي؛ يقول الأستاذ غازي التوبة: (نسبية الحقيقة إحدى الركائز التي تقوم عليها الثقافة الغربية منذ نهضة أوروبا الحديثة، ويربط المفكرون الغربيون بين تلك الركيزة وتغير الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المحيطة بالمجتمع، ويعتقدون أن تغير الحقائق الحياتية يقتضي نسبية الحقيقة، غير أن تكوّن تلك الركيزة في الثقافة الغربية يعود إلى فترة أبعد من العصور الحديثة ويرتبط بالعصور الوسطى فمن المعروف أن الكنيسة كانت تنطلق آنذاك في حكمها لأوروبا من نص "الإنجيل المقدس" الذي كان ثابتاً والذي كانت تحتكر الكنيسة تفسيره، وعندما قامت حقائق علمية وكونية متعددة تناقض النص الثابت، وتناقض تفسير رجال الكنيسة له وقع التصادم المريع بين الدين (المحرف) والعلم، وكانت النتيجة اضطهاد رجال العلم بحجة مخالفة النص المقدس الثابت، ولكن الكنيسة انهزمت أمام الثورة عليها وأمام حقائق العلم، واعتبرت الثورة رجال الدين عقبة في طريق العلم والتقدم، وصار الربط منذئذ بين النص المقدس وثبات الحقيقة، وكذا بين العلم ونسبية الحقيقة.
ومنذ أن بدأ التفاعل بين الثقافتين: الغربية والإسلامية، كان أبرز صور التصادم بين نسبية الحقيقة في الثقافة الغربية وبين النص "القطعي الثبوت القطعي الدلالة" في الثقافة الإسلامية) [16].
ثالثا: تحكيمه لضغط الواقع
من يطالع كلام الدكتور عن بعض الآيات التي يذكرها يلاحظ أنه أحيانا يترك تفسير الصحابة، أو إجماع المفسرين، أو أنه يختار رأيا في تفسيره أداه إليه ضغط الواقع، وليس اجتهاده ونظره لمسوغات الترجيح.
فمثلا قال في انتقاده للنسخ: " ولم أقرأ كتبا من الكتب التي وضعها المستشرقون المغرضون إلا وأجد ذكرا لآية السيف التي نسخت قرابة مائة آية من آيات الصفح والسماح والحرية يستشهدون بها على وحشية الإسلام " [17] ا. هـ
وقال مبينا أن الفنون والآداب تقوم في العصر الحديث بدور بارز في التثقيف وصقل الشخصية: " واذكر ما رواه أستاذ في الجامعات الأمريكية من أصل عربي، من أن إحدى السيدات ألحت في زيارته بمنزله، ورغم غرابة هذا الطلب، فقد رحب الرجل ودعاها، فلم تكد تدخل وتشاهد بانيو كبير في الصالة حتى سألته عنه، وعندما قال لها إنه خاص به وأنه يعزف عليه أحيانا حتى ولت على أعقابها، وفهم الأستاذ بعد ذلك أن رؤية هذا البانيو دلها على أنه أستاذ مثقف متمدن كالأوربيين، وأنه ليس شرقيا بدائيا كما قد يتبادر إلى ذهن بعضهم " [18] ا. هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه القضية لها دور على منهجه في التفسير حتى يترك أقوال الصحابة والسلف في القرون الثلاثة ودافعه في هذا الترك هو استغلال المستشرقين لها، ويظهر أن الدكتور له علاقة وثيقة بكتاباتهم، ورحم الله أهل العلم حيث منعوا من قراءة كتب الزنادقة والملحدين إلا لمن هو متضلع من علم الشريعة، ولئن كان أهل العلم قديما يقولون بأن سبب المنع هو الخوف على دينه من تعلق الشبهات بها، فإن من قرأ كتب الدكتور يجزم بأن من أسباب المنع لئلا يتأثر بضغط الواقع تحتها.
فقد دعا إلى التعددية في المجتمع الإسلامي،ويقصد بها التعدد في حرية الديانة، وكان ذلك لانبهاره بالتعددية الغربية، فقد قال: " ولو استمر التقدم الحضاري للمجتمع الإسلامي ولم يبتلى بما أوقفه لكان من المحتمل أن تصل التعددية في هذا المجتمع إلى مستوى قريب مما وصلت إليه التعددية في المجتمع الأوربي " [19] ا. هـ.
وقال: " فأشهد صادقا غير حانث أني وجدت عشرات، أو مئات من الأفراد لها عقول لا تفضل عقول الأنعام، ولا تريد أن تفكر، وتسأل في كل صغيرة وتافهة، وتستفتي المفتي، أو تلوذ باستخارة، وتتحير أمام ما تعده مشاكل، وهو ما لا يقف الطفل الأوربي الصغير أمامه " [20].
واستمع إليه ينادي بترك الوقوف عند حدود الإطار السلفي إلى " إعطاء الشريعة دفعة جديدة، ولإبرازها في ثوب يتفق مع مقتضيات العصر قدر ما يختلف عن الثوب التقليدي " [21].
وحتى لا نتهم بالتحامل على الدكتور فليس مراده ما يقوله أهل العلم السلفي في زماننا من أن الإسلام يجب أن يساير تطورات العصر الحديث ولا يتخلف عنها، بل يكون قائدا لها كما كان في سابق عهده، والفرق بين القولين أن أهل العلم لم يطرأ في بال أحد منهم التخلي عن الإطار السلفي القديم، بل يرون الخروج عنه علامة على لابتداع بخلاف الدكتور فهو ينادي بترك المنهج السلفي القديم، حتى دعا في كتابه المذكور إلى ترك العمل بالحدود لأن الوقت قد تغير، فمقولته وإن كان لها شبه ببعض ما يكون حقا إلا أن منطلق القولين مختلف.
رابعا: تحكيم العقل على الشرع، وليس مجرد تقديم
تعدى الدكتور مرحلة تقديم العقل على الشرع، إلى مرحلة أخطر منها بكثير وهي تحكيم العقل على الشرع، ولئن كانت المرحلة الأولى تعطل الشرع لأنها تقدم العقل عليه، فإن المرحلة الثانية تهدم النص هدما، يقول الدكتور في معرض عرضه لفتوى لأحد مشايخ الأزهر محمد زكي إبراهيم وهي مسألة " طلاء الأظافر والوضوء " فالشيخ يرى جواز الوضوء ولو غطت اليد بالمناكير، ودليله أقيسة كما قال: " فقسنا هذا الطلاء على الخضاب " " وقسناه على صحة وضوء الصباغ " " وقسناه على جواز الوضوء مع عدم تحريك الخاتم " " وقسناه على جواز سجود المصلي على كور عمامته، وجواز مسح بعض الرأس أو عدم مسحه مع بعض العمامة أو القلنسوة " [22].
ثم قال الدكتور جمال البنا معقبا على هذه الأقيسة: " نقول إن الشيخ أثابه الله لم يكن بحاجة إلى هذه الأقيسة والتحرزات كلها، لأن استلهام أصل من أصول الإسلام أقوى من القياس على آراء الرجال مهما كانوا أئمة، وأقوى منها جميعا الرجوع إلى العقل وتحكيم المنطق السليم وطبيعة الشريعة ومقاصدها حتى وإن كان الموضوع عباديا، لأنه مادام بعيدا عن ماهية الله تعالى وعالم السمعيات فإنه يخضع لحكم العقل والنظر، وما يهدي إليه المنطق السليم " [23] ا. هـ.
وفي ظني أن هذا الأمر كان له الدور الأكبر على منهجية الرجل في التفسير، ومن هنا تقرر لديه عدم الرجوع لتفاسير الصحابة، فضلا عن غيرهم من التابعين والأئمة، وعدم الاعتداد بها، بل يرى أن النظر فيها مضيعة للوقت، وهدرا للفكر، " ويعطل ملكات التفكير ويجعلهم أسرى للروايات " [24].
وهذا يجعلنا أمام معضلة لا تعالج معالجة وجهات نظر؛ بل أمام منهج جديد خارج عن أصول هذه الملة، يحتاج إلى تحديد موقف منه يتمثل في الرفض النهائي، حتى الدكتور نفسه كان يحس بذلك فقد قال الدكتور: " مع هذا كله فنحن نعلم أن هذا الكلام لن يكون سائغا لدى كثير من الناس الذين تحجرت عقولهم واستعبدتهم أقوال الأئمة منذ انغلاق باب الاجتهاد فاستمرأوا التقليد وعجزوا عن التفكير وهيمنت عليهم قداسة السلف " [25] ا. هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد فات الدكتور أن آخر هذه الأمة لن يصلح إلا بما صلح به أولها، وأن أي ترك لأقوال الصحابة، يعني انقطاع الصلة بيننا وبين المصدر المبلغ عن الله دينه، وهو النبي صلى الله عليه وسلم، ولئن استطاع العقل أن يعرف بعض أمور القرآن فسيخفى عليه جزء منها، وهو ما حصل للدكتور نفسه حيث قال: " ولا ينفي هذا أن توجد بعض تعبيرات أو ألفاظ يعجز عنها المثقف ثقافة عامة، ولكن هذا لا يمس الأثر الانطباعي الذي يأتي من النظم الموسيقي للقرآن والطبيعة التأكيدية واليقينية للقرآن بحكم صدوره من الله، فلا يخسر القارئ أو المستمع شيئا إذا جهل معنى كلمة " [26] ا. هـ.
وهذا المسلك في تهوين عدم فهم شيء من ألفاظ القرآن بحجة أن العقل لم يعرف معناها ولم يجد ما يفسرها من القرآن على حد زعمه، قاد الدكتور إلى مصيبة أعظم، وهي قوله: " فلنؤمن بهذه الآيات بما وقَرَ في قلوبنا ولكن لا ندعي أن فهمنا هو الصواب وغيره باطل " [27] ا. هـ
ومن هنا جاءت فكرة تعددية المعاني، وهي احتمال النص أكثر من معنى، وهي ما سبق بيانه، وتأكيدا له فقد قال الدكتور: " والحقيقة نفسها متعددة الأبعاد " ا. هـ
وهي ما دخل من خلاله الزنادقة قديما، ولكل قوم وارث.
خامسا: الطعن في مرويات السنة في التفسير
من الركائز التي اعتمد عليها الدكتور في تفسيره أنه استغل دخول أحاديث كثيرة لا تصح؛ بل من قبيل الوضع = للطعن على مرويات السنة، فمن يقرأ كلام الدكتور يتقرر لديه أن الأصل عدم الوثوق بالسنة التي فسرت القرآن، وأن ابن عباس رضي الله عنهما له روايات كثيرة مكذوبة عنه، ولن أتكلم عن منهج الدكتور في السنة النبوية فقد عرضها في كتابه " نحو فقه جديد " لكني سأقتصر على جزء من ذلك وهو منهجه في السنة التي تخدم التفسير، فهو يرى أن هناك عوامل ساعدت على انتشار الوضع، منها:
1 ـ أن السنة لم تدون إلا بعد مرور المائة سنة الأولى من عصر الإسلام، فكان الناس خلال مائة سنة يتداولون الأحاديث شفهيا، وشيء بدهي عدم التوثيق في ذلك، لأن الذهن لا بد أن يغلط، والحافظة تخون.
2 ـ أن معظم أحاديث التفسير تدور على ابن عباس، وهو من صغار الصحابة رضي الله عنهم، ومات النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير، فلم يسمع منه كثيرا من الأحاديث.
3 ـ قبل تدوين السنة مرت الأمة بحالات من الفتن بدايتها قتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكانت هذه المرحلة في نظر الدكتور مرحلة زاهرة للوضع في الحديث النبوي مما يحتج به أهل كل منهج لمنهجهم، والقرآن مستند كل فرقة، فكان من يريد الوضع يأتي إلى القرآن ويركب عليه أسانيد ينسبها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فمن هنا يرى الدكتور " أن مئات من الأحاديث الموضوعة لا تزال موجودة في كتب الصحاح " [28] ا. هـ.
4 ـ افتراض التعارض بين القرآن والسنة النبوية، من غير أن يتهم العقل بعدم القدرة على الجمع، فإذا جاء حديث كان ظاهره يخالف آية لا يتردد الدكتور في ترك الرواية بل يتعدى إلى مرحلة الطعن على الرواية ولو كانت متفقا عليها، كما فعل في الحديث الصحيح " من بدل دينه فاقتلوه ".
والدكتور يستغل أحاديث الوضع ليجدها فرصة ليستدل من السنة بما يظن أنه يؤيد أفكاره، ويترك منها يشاء، ومن هنا رفض فكرة تفسير القرآن بالسنة، فقال: " لقد كفانا الله تعالى المؤنة عندما قال " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر " القمر 17
وكررها أربع مرات .. ولم يكن القرآن ليكررها إلا ولها حقيقة وحقيقتها ما ذكرنا أن القرآن يعطي أثره بالانطباع لدى كل واحد يريد أن يذكر " [29] ا. هـ.
وأثار الدكتور إشكالا على ذلك وهو أن هذا المذهب يثير البلبلة، وهي الشكوك، فكان جوابه: " وقد يقال إن هذا يحدث البلبلة، والإسلام لا يضيق بالبلبلة لأنها هي أول خطوة للوصول إلى الحقيقة " [30] ا. هـ.
ويذكرني هذا بمذهب بعض الفرق الكلامية في أول واجب على المكلف، حيث قالوا
" أول الواجبات الشك لأن القصد إلى النظر بلا سابقة شك يقتضي طلب تحصيل الحاصل " [31].
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد تناسى الدكتور الجهد الذي يعد مفخرة لهذه الأمة في صيانتهم جانب السنة، واحتياطهم له، حتى أصبح من الأمانة السلفية في نقل الحديث أن من آداب المحدث أن ينقل المحدث الرواية كما هي ولو كانت خطأ مع التنبيه على خطئها، أي أنه لا يتولى بنفسه تصحيح الرواية، فيكون كتابه مجالا للتعديل، فينفتح الباب أمام كل من شك في لفظة من ألفاظ الحديث أن يقوم بتعديلها [32]، وقد امتلأت كتب آداب الحديث بفصول حول الخطأ في الرواية، وصيانة الكتاب، ونقل الرواية كما سمع، والتمييز بين كلامه، وأجزاء الحديث، وغير ذلك مما يعد من خصائص أهل السنة والجماعة.
فليس من السهل بعد ذلك أن يقال بأن روايات كثيرة دخلت ولم تمحص، فضلا عن وجود أحاديث موضوعة في كتب الصحاح!!! فإن الله حفظ كتابه، وحفظ الله له حفظ لدين هذه الأمة من التحريف، ومن هنا أصبحت هذه الأمة لا تجمع على ضلالة ومما يتقرر في علم المصطلح أنه لا يوجد حديث موضوع غفلت الأمة عنه بكاملها لأن ذلك يصادم أصل حفظ الله على الأمة دينها، قال الشافعي في الرسالة: " لا نعلم رجلا جمع السنن فلم يذهب منها عليه شيء، فإذا جمع علم عامة أهل العلم بها أتى على السنن، وإذا فرق علم كل واحدة: ذهب عليه الشيء منها، ثم كان ما ذهب عليه موجودا عند غيره " [33] ا. هـ.
ووجود بعض الموضوعات في كتب السنة لا يعني القدح فيها، ولا التشكيك في الكل فما بالك بتنقيحها، وبيان أوهام الرواة، والتنبيه على علل الأحاديث، وسبر المرويات والمقارنة بينها، كل ذلك يعطينا العلامة الكاملة في الاطمئنان على حفظ السنة النبوية.
سادسا: لا يعتد بالإجماع
الدكتور فرّغ الإجماع من معناه، فإن الإجماع عند أهل العلم دليل على وجود الدليل، لأن الأمة لا تجمع على خلاف الدليل، بينما الدكتور إن أشكل عليه شيء مما أجمعت الأمة عليه استدل على بطلان إجماعها بأن الإجماع لا يكون خلاف الدليل، وأدعى أيضا أن الإجماع يتغير بإجماع مثله، فإذا أجمعت الأمة على أمر في عصر من العصور كان لمن بعدهم أن ينقض إجماعهم ليأتي بإجماع بدلا منه، قال الدكتور " وإجماع الأمة في عهد ما، لا يحول دون أن يتغير إجماعها في عهد آخر، فإن قيل إن الأمة لا تجتمع على ضلالة رد عليه بأن المقصود بالأمة الأمة المحمدية إلى يوم القيامة " [34] ا. هـ.
وأعتقد أن الدكتور لا يرد عليه بأن يقال هذا قول جديد لا تعرفه هذه الأمة، ولم يسبق لك قائل بها، وكان السلف يحذرون من هذا المسلك أيما تحذير = فإن الدكتور يعتبر هذا الكلام دليلا لصحة مذهبه، لأن الأمة ـ على حد زعمه ـ عاشت قرونا تحت وطأة الإسناد، يحدوها إليه " متطلبات العصر من طاعة للسلطان، وتوجيه للجمهور للرضا والتسليم وتميز الأغنياء " [35].
وإنما يرد عليه بتناقضه في بيان الإجماع الحجة عنده والذي لا تجتمع الأمة فيه على ضلالة فهو إجماع الأمة إلى يوم القيامة!! فكيف يكون ذلك، وهل يتصور؟! أن لا نحكم على مسألة بأنه مجمع عليها حتى ننتظر يوم القيامة لنتيقن ألا يخالف أحد!!!
ومن يقرأ مجموعة من كتبه يرى التناقض الظاهر فأحيانا يستشهد بالإجماع، وأحيانا ينسى كلامه فلا يقر به، بل يستهجنه [36]، وهذا عاقبة من لم يتقيد بمبادئ الطريق المستقيم، والجادة المسلوكة، التي سار عليها السلف، اقتداء بالصحابة الكرام، المهتدين بهديه صلى الله عليه وسلم.
سابعا: تقليله من شأن أهل العلم عامة، والمحدثين خاصة.
وبدون مبالغة لا يكاد مؤلف من مؤلفات الدكتور يخلو من همز ولمز للسلف الصالح، بل قل تصريحا في سيل من التهم الموجهة لهم، فهو يرى أنهم أتباع سلاطين، وعلماء جماهير، يتلقون علمهم ـ خاصة المفسرون منهم ـ من قصص أهل الكتاب بدافع حب المعرفة لما عندهم، ثم انتقل ذلك إلى مؤلفاتهم، وكذلك أنهم استخدموا الأسانيد في تركيبها على أحاديث لترويج مذاهبهم الفقهية أو العقائدية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأضرب مثالا لاتهامه لأحد الأعلام في لمزه لعبد الملك بن جريج، الذي قال عنه ابن حجر: " ثقة فقيه فاضل " [37] وقال الذهبي: " الفقيه أحد الأعلام " [38] فقال الدكتور: " وكان أمويا وروى عنه مجاهد، وعطاء بن رباح، وميمون بن مهران، وابن شهاب الزهري والسفيانان،، ووكيع وعبد الرزاق، وهو وابن عروبة أول من صنف الكتب في الحجاز، ومع هذه الصفات التي توثقه فإنه كان يدلس وتزوج نحو سبعين امرأة لأنه كان يرى رخصة نكاح المتعة، وقد يلقي أصله الرومي، واتجاهه الأموي وأنه يدلس شيئا من الضلال أو الشبهات فيما نرى دون أن يمكن القطع بذلك " [39] ا. هـ.
نعوذ بالله من كلمة يلقيها ابن آدم لا يلقي لها بالاً، وابن جريج إمام من الأئمة، والتدليس أن يروي عمن لم يسمعه بصيغة تحتمل السماع [40]، وكم نسبة ما دلسه ابن جريج مقابل ما صرح فيه بالتحديث؟! والمتعة كان يرى جوازها، وأهل العلم يعتبرون الأمر المخالف للدليل إن فعله صاحبه متأولا = لا يقدح في صاحبه، وإلا لزم رد أحاديث أكثر أهل الكوفة لأنهم يرون شرب النبيذ، وهو على الراجح محرم.
ولعل القارئ يزول عجبه من اتهام الدكتور لا بن جريج إذا سمع اتهامه للصحابة رضي الله عنهم، فقال: " " ومعنى هذا عدم الالتزام بما رووه من أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن باب أولى عدم الالتزام بما جاء عن الصحابة، لأن الصحابة ليسوا مشرعين " [41].
وقال: " لا يهولنك تلك الروايات وجمهرة الصحابة والتابعين التي رويت على لسانهم أقوال حتى لو صحت جدلا ـ وهي لا تصح ـ فلا قيمة لها لأن الصحابة والتابعين ليسوا ملائكة معصومين، وليس لهم صفة وأن الحديث عنهم بالجمع وجزافا لا بد وأن يكون قابلا للبطلان فليس الصحابة هم الذين أبصروا الرسول لأن الصحبة التي تستحق العدالة هي الصحبة الطويلة والملازمة الدائمة وأن تثبت أعمالها أقوالها " [42]
والذي يهمني في بحثي من الصحابة جميعا هو حبر القرآن وترجمانه ابن عباس رضي الله عنهما، فقد قال الدكتور: " وفي حياة ابن عباس رضي الله عنهما حدث تاريخي وقع عندما ولاه الإمام علي بن أبي طالب ولاية البصرة، ولم يرسل ابن عباس " ميزانية " هذا المصر الهام فاستحثه الإمام علي فتثاقل بينهما مراسلات مؤثرة انتهت بان استحوذ ابن عباس على ما في بيت المال وأخذه ثم ذهب إلى مكة فابتنى قصرا واشترى جواري ... إن هذا الحدث يلقي ظلالا كثيفة على شخصية ابن عباس وعلى المرويات التي تكون قد صدرت عنه فعلا (وليست مكذوبة عليه) لأن لهذا الحدث، بل السقطة الجسيمة دلالتها السئية ولا ينجيه منها أي تأويل ولا نرى ذكرا لهذا الحدث في تراجم ابن عباس لدى المحدثين إما جهلا منهم، وإما تستراً، وإذا كانوا يرفضون المساس بكعب ووهب فما بالك بابن عباس والحق أحق أن يتبع وهو يقضي على الرجال كائنا ما كانوا " [43] ا. هـ
وأترك التعليق على الكلام للقارئ الكريم!!!
وفي المقابل حظي ابن عربي وابن الفارض بما نتمنى أن يحظى به الصحابة رضي الله عنهم في كتابات الدكتور فقال: " وحتى لا نظلم التصوف فيجب أن تعترف أنه بجانب هذه السوءات فقد كانت له حسنات في نشر الإسلام في آفاق جديدة، وفي تنظيم الجماهير وفي مقاومة التكالب على المادة الدنيوية المغرقة، وأنه أبرز شخصيات مثل ابن عربي وابن الفارض اللذين تقبلا كل الأديان ورفعا لواء دين الحب " [44] ا. هـ
فانعكس هذا التصور عن الصحابة على نظرة الدكتور إلى التفاسير فلم يعتد بها، ولم ير لها قيمة تذكر، خاصة تلك التفاسير التي تهتم بالأثر.
ثامنا: الخروج عن كل ما هو معروف والبحث عن كل ما شذ
أصحاب هذا الفكر التجديدي لهم ولع وهلع بالبحث عن مخالفة ما سار عليه المسلمون وهذا الأمر قد لا يختص بالتفسير لكنه على كل العلوم بما فيها تفسير كتاب الله، فلا تستغرب إذا قرأت للدكتور: " ويجوز للمرأة أن تتيمم بدلا من الوضوء بالماء إذا كان الماء يؤذي جمال وجهها كأن يظهر من أثر الوضوء في الشتاء ما يشين هذا إذا كان الوضوء يؤثر على جمال المرأة في وجهها "ا. هـ.
ولهذه الركيزة أثر على منهجه أيضا في التفسير حيث يأتي إلى القول المتعارف عليه عند المفسرين فيأتي بخلافه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن ذلك تفسيره لقوله تعالى " اليوم أكملت لكم دينكم " قال: .. هو إلى أمة المسلمين وقتئذ، وفي ذلك الوقت بدليل كلمة " اليوم " فالاستشهاد بالآية في استبعاد التدرج عند دعوة غير المسلمين أو من في حكمهم ممن اجتذبتهم الجاهلية الحديثة عن دينهم، ويراد إعادتهم إليه .. هو استشهاد لا يستقيم، ويكون في غير محله .. " [45] ا. هـ
تاسعا: عدم النظر لأسباب النزول.
أسباب النزول من الأمور المهمة في تفسير كتاب الله " وقد اعتنى بذلك المفسرون في كتبهم وأفردوا فيه تصانيف منهم على بن المديني شيخ البخاري ومن أشهرها تصنيف الواحدي في ذلك وأخطأ من زعم أنه لا طائل تحته لجريانه مجرى التاريخ وليس كذلك بل له فوائد منها وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم، ومنها تخصيص الحكم به عند من يرى أن العبرة بخصوص السبب، ومنها الوقوف على المعنى قال الشيخ أبو الفتح القشيري بيان سبب النزول طريق قوى في فهم معاني الكتاب العزيز وهو أمر تحصل للصحابة بقرائن تحتف بالقضايا " [46].
وكل ذلك غير معتبر عند الدكتور فإن أسباب النزول لها تعلق بالأحاديث وهي طريق التهمة عنده، فقال: " هذه أمثلة عارضة فحسب تبين أن تفسير القرآن طبقا لأسباب النزول يمكن أن يغير المعنى، أو يذهب به، فإذا كان المعول والعمل هو بعموم اللفظ لا بخصوص السبب؛ فإن أسباب النزول تكون فضولا ولا معنى لها وككل فضول فإنها تكون على حساب الهدف المطلوب على وجه التحديد بحيث تميعه، وإذا كانت أسباب النزول تحمل المفسرين على أن يجعلوا العبرة بخصوص السبب كما يتضح ذلك من أن ابن عباس عندما قدم سبب النزول " لا تحسبن الذين يفرحون بما أوتوا ... الآية " قال: أولا " مالكم ولهذه الآية إنما دعا النبي يهود فسألهم ... الخ إذا كانت أسباب النزول ستقصر العمل على خصوص السبب فإنها ستذهب بالقرآن ككتاب هداية للناس كافة إلى يوم يبعثون وتجعله كتاب قصص وحكايات " [47] ا. هـ.
فقد قصر فائدة سبب النزول على إمكانية تعميمه أو تخصيصه، ولأن العبرة بالعموم فلم يعد لها فائدة، فأخطأ في الأصل ثم كان خطؤه في الفرع تبعا لذلك، ومن يطالع نصوص أهل العلم في كتب علوم القرآن يعلم أن فوائد معرفة أسباب النزول لها أعظم الأثر في معرفة التفسير، ومن ذلك:
" قوله تعالى " قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتا أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به " الأنعام 145.
فظاهرها يقتضي الحصر بينما من عرف سبب نزولها عرف أن الآية لا تعني التخصيص من عدمه " قال الشافعي ما معناه في معنى قوله تعالى قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما الآية إن الكفار لما حرموا ما أحل الله وأحلوا ما حرم الله، وكانوا على المضادة والمحادة جاءت الآية مناقضة لغرضهم، فكأنه قال لا حلال إلا ما حرمتموه، ولا حرام إلا ما أحللتموه، نازلا منزلة من يقول لا تأكل اليوم حلاوة فتقول لا آكل اليوم إلا الحلاوة والغرض المضادة لا النفي والإثبات على الحقيقة، فكأنه قال لا حرام إلا ما حللتموه من الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به، ولم يقصد حل ما وراءه إذا القصد إثبات التحريم لا إثبات الحل، قال إمام الحرمين وهذا في غاية الحسن ولولا سبق الشافعي إلى ذلك لما كنا نستجير مخالفة مالك في حصر المحرمات فيما ذكرته الآية، وهذا قد يكون من الشافعي أجراه مجرى التأويل ومن قال بمراعاة اللفظ دون سببه لا يمنع من التأويل " [48]
وانتقد الدكتور كذلك ما يعده أهل العلم من المرفوع إذا قال الصحابي: آية كذا نزلت في كذا، واعتبر أن ذلك يفتح الباب أمام الروايات الموضوعة فقال: " ويبدوا أن المفسرين لأسباب النزول جعلهم يرتضون قول الصحابي في الحديث عن أسباب النزول ويعتبرون أن قول الصحابي إذا شهد الوحي والتنزيل عن آية من القرآن أنها نزلت في كذا حديثا مسندا، كما أنهم اعتبروا المرسل من كلام التابعين مرفوعا، وقد يقبل إذا صح المسند إليه وكان من أئمة التفسير الآخذين عن الصحابة كمجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير أو اعتضد بمرسل آخر، وبهذا انفتح الباب روايات موضوعة،أو ضعيفة، أو نقولا من الكتب السابقة اعتقدوا صحتها باعتبارها من علم أهل الكتاب، وهناك رخصة بروايتها، ومعظم الذين رووا عن مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير طعون فيهم
(يُتْبَعُ)
(/)
، فضلا عن أن مجاهد وعكرمة وسعيد أنفسهم لم يسلموا من المآخذ التي تلقي ظللا من الشبهة على روايتهم وقد لا يكونون كما قالوا من أئمة التفسير الآخذين عن الصحابة " [49] ا. هـ
فيطعن الدكتور بالأسانيد، ورواتها، وأهل العلم، والأئمة منهم، والرواة عنهم، ويطعن بالمناهج العلمية المعتبرة عند الأمة، وطرائق العلم المسلوكة، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
واختصَرَ بيان منهجه في هذا الباب فقال: " نحن لا ندخل في صراع فكري مع الفقهاء في قبولهم تفسير الصحابة والتابعين لاختلاف المناهج التي يدور عليها النقاش، فنحن نأخذ بمنهج طبائع الأشياء والأمر الثابت القطعي، والعقل، والمنطق، وهم يأخذون بالأقوال فيدافعون عن المرويات بالمرويات، وهذا لا يستقيم، ولا يعملون ذهنهم أو فكرهم أبدا، وإنما قيل وقال " [50] ا. هـ
ولعلي أكتفي ببيان مثال واحد من كلام الدكتور على أهمية أسباب النزول للدكتور نفسه على وجه الخصوص لأن عدم الاعتداد بأسباب النزول يفسد على الدكتور تخصيص آيات الأمر بالقتال، والجهاد بأنه جهاد الدفع، أو درء الفتنة [51]، ولا يسلم قوله هذا من اعتراض إلا إذا لجأ إلى الاحتجاج بأسباب النزول، فيلزمه أحد أمرين:
إما فساد قاعدته في أسباب النزول، أو عموم آيات الجهاد وأنه يشمل الطلب والدفع.
ولذلك حاول أن يتخلص من هذا الإلزام بقوله: " ولكن يمكن الاستئناس بملابسات النزول التي توردها الوقائع الثابتة كما هو الشأن في بعض الآيات التي سمحت بالقتال ردا على العدوان أو درءا للفتنة " [52].
لكن كما هو ظاهر فإن الإشكال قائم فلا يوجد لدى الدكتور ميزان بالتفريق بين حالات الاستدلال، وحالات الترك.
عاشرا: حصره تفسير القرآن على القرآن فقط.
وذلك ليسلم له مذهبه في رده تفسير آيات كثيرة، وليختار من تفسيره لنفسه ما يشاء، وليحمّل الآية ما لا تحتمل، فقال: " لأن من الثابت أولا أن الله تعالى قال " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر " فدل على تيسير القرآن للذكر بما لا يحتاج ـ ضرورة ـ لتبين وأكثر من هذا وضوحا، وصف الله تعالى القرآن بأنه مبين، والمبين لا يحتاج إلى بيان " [53] وقال: " ولأن من الأفضل أن نبذل هذا الجهد في توضيح مقاصد القرآن فضلا عن قاعدتنا المقررة (لا يفسر القرآن إلا بالقرآن نفسه)، وأن القرآن ليس في حاجة للتفسير لأنه يعطي أثره بالانطباع " [54].
وقال أيضا مبينا أنه لا حاجة إلى التفاسير، ولا إلى السنة التي توضح كثيرا من معاني القرآن: " إن دعوة الإحياء الإسلامي تستشف بالقراءة المتكررة للقرآن الكريم وما تخلفه هذه القراءة من انطباعات روح القرآن والمضامين الرئيسية التي تنطوي عليها سوره وآياته " [55].
وقال مقررا حرية الاعتقاد وأن لكل شخص أن يعتقد ما يريد من كفر أو إيمان، وأن الله أراد ذلك، ولم يفرق بين الإرادة الشرعية، والإرادة الكونية [56]، فقال: " إننا جعلنا القرآن الأصل الأصيل لكل ما أوردناه من أحكام، ولم نعتمد على آية واحدة، ولكن على عشرات الآيات كلها تقرر بصريح العبارة حرية العقيدة وبصورة لا تحتاج إلى تأويل فضلا عن آيات تصل للمئات يوحي سياقها بهذا المعنى، فنحن في إصرارنا على حرية الاعتقاد إنما نحيي ما أحياه القرآن ونطالب بما أراده القرآن، ونرفض أي افتيات على النص الصريح أو تطويعه أو تأويله تأويلات تخرج عن معناه، كما نرفض أن نجري سكين النسخ المزعوم على آيات بيات " [57].
ولا يخفى أن أهل العلم يجعلون أفضل طرق التفسير هو تفسير القرآن بالقرآن [58] لكنهم لا يحصرون الطرق عليها ويتركون الطرق الأخرى البيانية لمعاني الكتاب العزيز.
والفرق أن أهل العلم يسعون جادين لبيان المعاني، فيحرصون على كل طريق يدلهم على المعنى، على منهج لهم في ترتيب هذه الطرق، بينما الدكتور لا يسعى للمعنى بقدر ما يسعى لتوظيف النص لما يهوى.
الحادية عشرة: نظرته لتاريخ الأمة
(يُتْبَعُ)
(/)
من ركائزه التي اعتمد عليها الدكتور نظرته السوداء لتاريخ الأمة المجيد، والعريق، فهو يرى أن مجد الأمة انتهى بمقتل عثمان رضي الله عنه، ثم استحال ملكا عضوضا، سيطر فيه الحكام الظلمة على الملك، وتمكنوا من تسخير الدين وأهله، والعلماء لتثبيت ملكهم فاضطر العلماء إلى استعمال الأحاديث، وتركيب الأسانيد، للترويج لأولئك الحكام، فأصبح الدكتور كلما مر عليه قول مجمع عيه أرجعه لتاريخ الأمة الذي هيمن عليه الإسناد، حتى أصبح يرى أن تاريخ الأمة وعملها لا يرجع إليه، ولا يستأنس به، فضلا على أنه قد يحتج به كما هو منهج كثير من أهل العلم.
فقال عن رسالته في الجهاد: " وهي ترى أن الجهاد كان في الماضي والحاضر من أكبر الموضوعات التي أسيء فهمها " [59].
وقال عن التفاسير: " وقد كانت مطالعاتي عبر خمسين عاما مخيبة، بل رأيت شيئا من التطفل على القرآن بل والجناية عليه " [60].
وقال عن الحجاب: " وعلى مدار ألف عام وقد خضعت المرأة المسلمة لرأي فقهي متزمت يقضي على المرأة بأن تضع نقابا كثيفا يغطي وجهها، ويحرمها من التعليم والعمل ويحول بينها وبين الاختلاط أو التعرف على المجتمع، ويجعل مهمتها الوحيدة إرضاء الزوج، وإنجاب الأبناء وتربيتهم " [61].
ثم قال: " فالحجاب الذي كان مطبقا طوال القرون الماضية كان هو النقاب الذي يغطي وجه المرأة وبالتالي يعزلها عن المجتمع، ويعزل المجتمع عنها " [62].
وقال عن الفقه: " ومنذ ألف سنة أغلق الفقهاء باب الاجتهاد ومعنى هذا أنه أصبح على المسلم أن يتعبد وأن يمارس شعائر عبادته، وأن يطبق أحكام فقهه وهي تغطي مجالات الحياة كافة، دون سؤال ودون فهم العلة، وقلنا في مناسبة سابقة إن هذا يعني أن أمة محمد أعطت عقلها إجازة ألف عام، فلنحمد الله أننا لا نزال نسير على قدمين، وكان يمكن أن ندب على أربع " [63].
فأثرت هذه النظرة على منهجه في التفسير في استبعاد كل أقوال السلف، والخروج عليها، وعدم الاعتداد بإجماعهم، مما سبق بيانه.
الثانية عشرة: استشهاده بما لا يثبت أو بالمتشابه
يلاحظ القارئ في كتب الدكتور أنه يستشهد أحيانا بقصص مكذوبة، أو ليس لها أسانيد، ولا تعرف، وأحيانا يستشهد بالمتشابه الذي يحتمل أكثر من وجه.
فقد قال عن الطبري: " ولما قال الطبري إن حديث الجلوس على العرش محال ثار عليه طائفة من الحنابلة وقذفوه بالمحابر وقذفوا داره بالحجارة " [64].
وقال عن سعيد بن جبير: " أنه قال في القرآن أربعة أحرف لحن " [65]
ولمز ابن جريج رحمه الله [66]، وعكرمة، وكعب، ووهب بن منبه [67].
وبعض ما روي عنهم مما انتقدوا فيه كثير منه لا يصح، والباقي ذكر مبتورا، ومنه ما زيد على أصله، وفيه ما لا يصل خطؤه إلى درجة الرمي بالوضع، خاصة أن كثيرا من التابعين، وقد مدحهم النبي صلى الله عليه وسلم في الجملة بقوله " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم " [68].
وإذا أراد الدكتور الاستشهاد على دخول الوضع لكتب التفاسير فإنه يختار المواضع التي ذكروا فيها الإسرائيليات، كقصة آدم وحواء، والفتن، وتعيين المبهمات في القرآن، ولئن كان هذا ينتقد على كتب التفاسير التي ذكرَتهُ، إلا أن أهل العلم متفقون على أن ذلك لا يعني إسقاط الكتاب كله، ولا يستشهدون بذلك على أن المفسر يحرف معاني القرآن؛ بل على العكس من ذلك نجدهم يبررون ذلك بأن المفسر ابن بيئته، ويحكي في تفسيره اهتمام مجتمعه، وعصره، مع أن أكثر المفسرين نصوا في مقدماتهم على منهجهم في ذكر الإسرائيليات [69].
وهذا من الأمور التي أكثر منها الدكتور وأثرت في ظني على منهجه في التفسير حيث جعلها السبب للإعراض عن كتب التفاسير، رغم أنها لا تشكل ظاهرة في كتب التفسير بالجملة، ولها توجيه عند أهل العلم، ولهم طريقة في التعامل معها بحيث تبقى في حدودها ولا تؤثر على التفسير، وعلى ذلك سارت الأمة بحمد الله قرونا طويلة تستمد من هذه التفاسير، وتعتمد عليها، وتنقب فيها، ولو سلك الإنسان نفس طريقة الدكتور في هدم الكل لخطأ البعض لكان كمن يقتل إنسانا لفساد عضو فيه، ولم يسلم لنا من علومنا شيء، وفي ظني أن الدكتور لو سمع كلامي لقال " وهذا صحيح فلا يسلم من علومنا شيء ".
-----------الحواشي --------------
[1]ـ انظر:
(يُتْبَعُ)
(/)
موقفنا من العلمانية القومية الاشتراكية، ص (26). الجهاد، ص (65). الإسلام دين وأمة، ص (16) تثوير القرآن، ص (72).
[2]ـ رواه البخاري برقم (2854).
[3]ـ انظر كتابه: نحو فقه جديد ـ الجزء الثاني، وقد اختصرها في كتابه: الإسلام كما تقدمه دعوة الإحياء الإسلامي، ص (100).
[4]ـ طبعته دار الفكر الإسلامي بالقاهرة.
[5]ـ الجهاد، ص (5).
[6]ـ المصدر السابق، ص (73).
[7]ـ الحجاب، ص (4).
[8]ـ لا حرج، ص (94).
[9]ـ لا حرج قضية التيسر في الإسلام، ص (8).
[10]ـ لا حرج، ص (94).
[11]ـ تفسير القرآن بين القدامى والمحدثين، ص (7).
[12]ـ لا حرج، ص (60).
[13]ـ المصدر السابق، ص (131).
[14]ـ إستراتيجية الدعوة الإسلامية، ص (57).
[15]ـ نقلا عن موقع الكاشف، ونسبها إلى (مناهج البحث عند مفكري الإسلام، ص 191).
[16]ـالمصدر السابق، وعزاها إلى (مجلة المجتمع، العدد 1337).
[17]ـ تفسير القرآن، ص (7).
[18]ـ الجهاد، ص (23).
[19] التعددية في المجتمع الإسلامي، ص (18).
[20]ـ تجديد الإسلام وإعادة تأسيس منظومة المعرفة الإسلامية، ص (4).
[21]ـ انظر، هل يمكن تطبيق الشريعة، ص (3).
[22]ـ انظر " لا حرج قضية التيسير في الإسلام " ص (92)، وأحال على كتاب للشيح إبراهيم " معالم المجتمع النسائي في الإسلام " ص (25).
[23]ـ لا حرج، ص (94).
[24]ـ المصدر السابق، (95).
[25]ـ تجديد الإسلام وإعادة تأسيس منظومة المعرفة الإسلامية، ص (238).
[26]ـ تجديد الإسلام، ص (236).
[27]ـ تجديد الإسلام، ص (237).
[28]ـ الإسلام كما تقدمه دعوة الإحياء الإسلامي، ص (78).
[29]ـ تجديد الإسلام، ص (236).
[30]ـ الإسلام كما تقدمه الإحياء الإسلامي، ص (72).
[31]ـ المواقف ج1/ص167
[32]ـ انظر تدريب الراوي، (1/ 526) فقد عقد فصلا عن صفة رواية الحديث.
[33]ـ الرسالة، تحقيق أحمد شاكر، ص (42).
[34] تفنيد دعوى النسخ، ص (92).
[35]ـ تثوير القرآن، ص (70).
[36]ـ والتهجين التقبيح. انظر القاموس المحيط (1/ 1600)
[37]ـ تقريب التهذيب ج1/ص363
[38]ـ الكاشف ج1/ص666
[39]ـ تفسير القرآن بين القدامى والمحدثين، ص (56).
[40]ـ انظر الكفاية للخطيب البغدادي، (1/ 357).
[41]ـ تفسير القرآن بين القدامى والمحدثين، ص (90).
[42]ـ تفنيد دعوى النسخ، ص (4).
[43]ـ تفسير القرآن بين القدامى والمحدثين، ص (98).
[44]ـ تثوير القرآن، ص (82).
[45]ـ لا حرج، ص (40).
[46]ـ البرهان في علوم القرآن (1/ 22)
[47]ـ تفسير القرآن بين القدامى والمحدثين، ص (114).
[48]ـ البرهان في علوم القرآن، ص (1/ 23).
[49]ـ تفسير القرآن بين القدامى والمحدثين، ص (114).
[50]ـ تفسير القرآن بين القدامى والمحدثين، ص (91).
[51]ـ انظر رسالته في الجهاد.
[52]ـ إستراتيجية الدعوة الإسلامية، ص (54) الحاشية رقم (1).
[53]ـ تفسير القرآن بين القدامى والمحدثين، ص (88).
[54]ـ تجديد الإسلام وإعادة تأسيس منظومة المعرفة الإسلامية، ص (232).
[55]ـ إستراتيجية الدعوة الإسلامية، ص (55).
[56]ـ للفرق بينهما. انظر معارج القبول، ص (1/ 230).
[57]ـ الإسلام وحرية الفكر، ص (97).
[58]ـ فتاوى ابن تيمية (13/ 363)، مناهل العرفان (1/ 11).
[59]ـ الجهاد، ص (4).
[60]ـ تفسير القرآن بين القدامى والمحدثين، ص (7).
[61]ـ الحجاب، ص (5).
[62]ـ الحجاب، ص (8).
[63]ـ تجديد الإسلام، ص (4).
[64]ـ تفسير القرآن بين القدامى والمحدثين، ص (80).
[65]ـ تفسير القرآن، ص (68).
[66]ـ تفسير القرآن، ص (56).
[67]ـ تفسير القرآن، ص (97)، وللدفاع عنهم انظر مناهل العرفان (2/ 21).
[68]ـ متفق عليه، رواه البخاري، كتاب الشهادات، باب لا يشهد على شهادة جور إذا شهد، برقم (2905)، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب خيار الناس، برقم (2625).
[69]ـ انظر مثلا: تفسير ابن كثير، (1/ 5).
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[19 Mar 2007, 06:13 ص]ـ
جزاك الله خيراً أبا عمر على هذا البحث المفيد.(/)
فائدة عزيزة (ومن أوفى بما عاهد عليه الله ... )
ـ[الغني بالله]ــــــــ[19 Mar 2007, 09:34 ص]ـ
تفسير الألوسي - (ج 19 / ص 193)
وقرأ الجمهور {عَلَيْهِ} بكسر الهاء كما هو الشائع وضمها حفص هنا، قيل: وجه الضم أنها هاء هو وهي مضمومة فاستصحب ذلك كما في له وضربه، ووجه الكسر رعاية الياء وكذا في إليه وفيه وكذا فيما إذا كان قبلها كسرة نحو به ومررت بغلامه لثقل الانتقال من الكسر إلى الضم، وحسن الضم في الآية التوصل به إلى تفخيم لفظ الجلالة الملائم لتخفيم أمر العهد المشعر به الكلام، وأيضاً إبقاء ما كان على ما كان ملائم للوفاء بالعهد وإبقائه وعدم نقضه، وقد سألت كثيراً من الأجلة وأنا قريب عهد بفتح فمي للتكلم عن وجه هذا الضم هنا فلم أجب بما يسكن إليه قلبي ثم ظفرت بما سمعت والله تعالى الهادي إلى ما هو خير منه
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Apr 2007, 11:38 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=261
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5161
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[08 Apr 2007, 12:41 م]ـ
هذا التوجيه الجميل المذكور لقراءة ضم الهاء في (عليه) لطيف، ولكنه لا يصلح لتوجيه قراءة العامة وهم القراء العشرة إلا حفصا فإنهم قرؤوا بكسر الهاء ولذا لا ينطبق هذا التوجيه على قراءتهم، أما التوجيه العام في مثل هذه الحالة أن يقال: هو اتباع الرواية فكل قارئ يقرأ بما علمه أستاذه أو أساتذته.(/)
قراءة القرآن في المحافل.
ـ[الغني بالله]ــــــــ[19 Mar 2007, 11:40 ص]ـ
وهذا أمر درج عليه الجميع والسؤال الذي يطرح نفسه هل مشروع؟ وهل جرى عليه العمل في القرون المفضلة؟
سئل الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله عن حكم قراءة القرآن جهرا في المحافل والمجامع كحفلات الزواج هل هذا ابتداع؟
فأجاب: " هذا من البدع جعل افتتاح المجالس رسميا بتلاوة القرآن، حيث لم يرد فيه نص، فلا يتخذ عادة، ويجوز فعله أحيانا، وأنا اختلفت مع هيئة كبار العلماء عندما افتتحوا بتلاوة القرآن الكريم. قلت: هذا بدعة، ما حصل هذا من الرسول صلى الله عليه وسلم ومجالسه كثيرة، وهو الإمام المقتدى به. أما إذا كانت موعظة مشتملة على آيات من القرآن فما عليه حرج " انتهى من "فتاوى ورسائل الشيخ عبد الرزاق عفيفي" ص 621
وأذكر أنني وقفت على كلام للشيخ بكر أبو زيد عافاه الله ذكر أن هذا الأمر لم يكن معروفا في بلادنا السعودية إلا من بعد 1400.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[19 Mar 2007, 11:54 ص]ـ
اولا السؤال لا يطرح نفسه كما ذكره الاخ
والثاني ما المحظور في هذا الفعل وان لم يعرف عند السلف وهل البركة بالقران لا تكون الا على نحو ما تبرك به الاسلاف
على ان مثل هذا الامر لا بد ان يقيد بما لا يفيد انه سنة او ماثور بحيث ينكر على من لم يفعله
والله المستعان
ـ[الغني بالله]ــــــــ[24 Mar 2007, 09:14 ص]ـ
هذا الفعل يراد به التعبد ولا يخفى على مثلك أن الأصل فيه المنع ولو كان خيرا لسبقونا إليه.
ـ[الجكني]ــــــــ[24 Mar 2007, 12:33 م]ـ
1 - عدم فعل الشيء لا يدل على عدم جوازه ألبتة 0
2 - ولو كان خيرا لسبقونا إليه." أسأل أخي الكريم: تحت أي باب من أبواب " الأدلة والاستدلال " نجد هذا القول وهذه القاعدة؟؟
لكن أرى - والله أعلم - أن سبب الخلاف هو:عدم الاتفاق في "ضابط البدعة " وهو أمر "مهم جداً " نشأ عنه هذا الاختلاف الكبير في باب البدعة،حتى رأينا من يدخل "المسائل الفقهية " بل "بعض الآداب " تحت "البدعة " وكأن الاسلام إنما هو " شرع " و "بدعة؟ وكأن لا "آداب وفضائل" و"استحسانات " يمكن لمن آتاه الله العلم أن يجعلها تحت اصل من الأصول 0
وعليه: على كل من يدخل أي مسألة في "البدعة " ومن لا يدخلها:أن يتفق الاثنان على "ضابط " لها أولاً ومن ثم سيتفقا على الحكم لا محالة:إما سلباً وإما إيجاباً0
والله من وراء القصد0
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[25 Mar 2007, 05:44 ص]ـ
ولِمَ لا يُحسَن الظن وتوجدُ المخارجُ لفاعل ذلك وأنه يريد دفع الوعيد والندامة المترتبين على الجلوس والاجتماع في غير ذكر الله كما صح بذلك الحديث عند أحمد ورجاله على شرط مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما اجتمع قوم فتفرقوا عن غير ذكر الله إلا كأنما تفرقوا عن جيفة حمار وكان ذلك المجلس عليهم حسرة) .. ؟؟
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[25 Mar 2007, 01:25 م]ـ
أسأل أخي الكريم: تحت أي باب من أبواب " الأدلة والاستدلال " نجد هذا القول وهذه القاعدة؟؟
هذه القاعدة توجد تحت قول النبي صلى الله عليه وسلم " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " و قوله " وإياكم ومحدثات الأمور" الحديث.
قال الناظم:
وكل خير في اتباع من سلف * وكل شر في ابتداع من خلف.
وقال الآخر:
وخير الأمور السالفات على الهدى * وشر الأمور المحدثات البدائع.
وقد كتب في قواعد البدع والمحدثات شيء كثير فليرجع لتحرير ذلك هناك وليوكل لأهل الاختصاص، فهو خير من الاطلاقات العابرة والاعتراضات غير المحققة سواء بالنفي أو الإثبات.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[25 Mar 2007, 05:10 م]ـ
ومن باب إثراء الموضوع
هذا جواب للشيخ العلامة محمد العثيمين:
افتتاح الندوات والمحاضرات بآيات بالقران الكريم هل هذا من الأمور المشروعة؟
الجواب: لا أعلم في هذا سنة عن رسول الله صلى الله عليه سلم، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع أصحابه كثيرا حين يريد الغزو أو للأمور المهمة التي تعم المسلمين، ولا أعلم أنه صلى الله عليه وسلم كان يفتتح هذه الاجتماعات بشيء من القرآن.
لكن لو كانت المحاضرة أو الندوة تشتمل على موضوع معين وأراد أحد أن يقرأ شيئا من الآيات التي تتعلق بهذا الموضوع ليكون بها افتتاح ذلك الموضوع فإن هذا لا بأس به.
وأما اتخاذ افتتاح الندوات والمحاضرات بآيات من القرآن دائما كأنها سنة مشروعة فهذا لا ينبغي.
كتاب "البدع والمحدثات" ـ جمع المطر ـ ص 539 نقلا من فتاوى نور على الدرب ..
وقال العلامة بكر أبو زيد في كتابه " تصحيح الدعاء ص298:
ومن المحدثات التي لم تكن في هدي من مضى من صالح سلف هذه الأمة: التزام افتتاح المؤتمرات والاجتماعات والمجالس والمحاضرات والندوات بآيات من القرآن الكريم، ولا أعلم حدوث هذه في تاريخ المسلمين الا بعد عام 1342 من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم أما قبل ذلك فلا، فهذا قدوة الأمة رسول رب العالمين لم يعهد من هديه فعل ذلك ولا مرة واحدة، ولا سيما في حال جمعه لوجوه الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ للمشهورة في مهمات الأمور، وهكذا الخلفاء الراشدون من بعده ـ رضي الله عنهم ـ من اجتماع السقيفة إلى الآخر، وهكذا حياة من تبعهم بإحسان.
هذا إذا كان الأمر المفتتح مشروعا أما إذا كان محظورا أو محرما أو مكروها؛ فيحرم شرعا افتتاحه بالقرآن لعدم شرعية السبب، ولما فيه من تعريض كلام الله تعالى للامتهان في مجلس محظور، مثل: دورات الرهان المحرم على لعب محرم في ميادين الكرة والمصارعة والملاكمة والمعاكمة ونطاح الحيوانات وسباق السيارات والدراجات إلى غير ذلك من أمور مبنية على الرهان المحرم وما تفضي إليه من محرمات أخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[27 Mar 2007, 07:28 م]ـ
شكر الله لكم وقد أفاض الشاطبي في تقرير فحوى القاعدة المسؤول عنها في الاعتصام والموافقات.
وقد سمعت من الشيخ عبدالرحمن البراك قريباً مما نقله الشيخ عبدالرحمن السديس عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، والشيخ عبدالرحمن حفظه الله حي يرزق فليسأل.
ثم إن هذا الفعل لا يخلو من أن يكون عبادة أو لايكون.
فإن كان عبادة فما هو دليل تخصيص افتتاح المجامع والاحتفالات بها؟
وإن لم يكن عبادة فأي شيء قراءة القرآن تلك؟ ليسمى اسم تندرج تحته ثم لينظر هل يصلح استخدام القرآن في ذلك المسمى الذي ليس هو تعبد بتلاوته؟
بل هو أمر لم يفعله الصدر الأول بمن فيهم الألى شهدوا الوحي وعاينوا التنزيل، بل فيهم من أنزل عليه القرآن صلى الله عليه وسلم.
ـ[الجكني]ــــــــ[27 Mar 2007, 09:49 م]ـ
المسألة أسهل من كل ذلك لو اتفق فيها على التالي:
" ما هي البدعة أصلاًً؟
أ-هل هي "كل ما استحدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعله هو عليه الصلاة والسلام ولا صحابته الكرام رضي الله عنهم؟
ب- أم أن هذا المستحدث مقيّد ب "ماليس له أصل في الشرع "فتكون البدعة هي:
"ما استحدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعله مما لا"أصل " له في الشريعة؟
أعتقد جازماً بإذن الله تعالى أنه إذا اتفق على إحدى هاتين المسألتين يمكن بعدها النقاش في المسألة المذكورة،بل في غيرها من المسائل التي "ابتليت " الأمة الإسلامية بالخلاف فيها حتى أصبحت كأنها هي مسائل الأمة لاغيرها0
1 - أما ماجاء في المداخلات السابقة من أن القاعدة "المستحدثة " التي تقول:"لو كان خيراً لسبقونا إليه " تندرج تحت قول النبي صلى الله عليه وسلم:"من أحدث في أمرنا ما ليس منه "فجوابي عنه:أن الربط بينهما لا زال غامضاً علي 0
2 - ثم ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم " "ما ليس منه "؟
3 -
4 - أما مسألة:" وليوكل لأهل الاختصاص، فهو خير من الاطلاقات العابرة والاعتراضات غير المحققة سواء بالنفي أو الإثبات،فجوابه:
أهل الاختصاص في كل علم يوكل لهم "المسائل الدقيقة" فيه والتي لا يدركها إلا هم،أما المسائل الواضحة البرهان والدليل فهي "عامة " لطلاب العلم شرط أن يكون للمتكلم فيها إطلاع عليها وما قيل فيها من الطرفين، و إلمام بمصطلحات ذلك العلم العامة وأن يكون ما يقوله ويذهب إليه هو قول قال به بعض أهل ذاك الاختصاص0 وهنا كلمة آمل تصويبي فيها إن أخطأت وهي:أرى أن طالب العلم ولنفرض هنا "المتخصص " بعلم الكلام – العقائد – إذا جاء بمسألة وحكم فيها بأنها "بدعة " أرى أنه يسلم له رأيه ولا يناقش فيه لاحتمال أن يكون – وهذا الغالب- قاله عن دراسة وتمحيص للمسألة من أصولها وفق القواعد المتعارف عليها في ذلك التخصص، والأمة غير "ملزمة " باتباعه في رأيه،لكن:
لو جاء وقال:حكم كذا "بدعة " بدليل كذا وكذا 000فهنا يقال له:قف،ويجب مناقشته في "دليله"، هل دليله "مطابق " لما جاء به أم لا؟ لأن المسألة هنا لم تعد "رأيه" الشخصي و"اجتهاده"، بل تعدت وأصبحت أكبر من ذلك؛فهي أصبحت "شرعاً " لأن فيها نسبة "الحكم إلى الله تعالى أو لنبيه صلى الله عليه وسلم،وهذا – كما علمنا مشايخنا – "لا محابات ولا مجاملة فيه 0والمسألة فيها "يسط " أكبر من ذلك ليس ذا محله ولا وقته
ـ[د. أنمار]ــــــــ[28 Mar 2007, 01:19 ص]ـ
كان صلى الله عليه وسلم لا يحجبه شيء عن القرآن سوى الجنابة.
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[29 Mar 2007, 12:03 م]ـ
الأخ الفاضل الجكني حفظه الله لو رجعتم للاعتصام أو الموافقات لعله يبدو لكم وجه ما سألتم عنه، ولعُلم أيضاً أن البدعة لا تنحصر في الخيارين الذين ذكرتم.
فليس كل ما أحدث بدعة، ولاسيما إن لم يمت للعبادة بصلة كسائر مخترعات العصر التي تيسر الأمور الحياتية.
وليست البدعة ما يتعبد به مما ليس له أصل في الشرع فقط، فلو راجعتم الاعتصام وقرأتم حول البدعة الإضافية وما قرره هناك بدا لكم وجه فتوى المشايخ، ولعله يعلم أيضاً أن ما له أصل قد تدخله البدعة من جهات كنحو تخصيص ما لم يرد الشرع بتخصيصه أو تقييد ما أطلقه الشارع من العبادات.
والقاعدة أن التخصيص يفتقر إلى دليل وكذلك التقييد.
فإذا ثبت أن العبادة مشروعيتها عامة في جميع الأوقات فتخصيص بعض الأوقات بها لغير مقتض صحيح نوع إحداث لأنه تخصيص بغير مخصص ولأن التتخصيص يفتقر إلى دليل فمن خصها فكأنه ثبت عنده دليل التخصيص.
وحتى يتضح ذلك دعني أمثل:
فلو قدر أن حفلاً افتتح مرة أو مرات بالقرآن الكريم، لما كان على هذا كبير اعتراض، لعموم الأدلة.
ولكن الاعتراض ليس على هذا ومحل الإشكال ليس هنا، بل محل الإشكال تخصيص افتتاح الحفلات بقراءة القرآن والتزام ذلك، وجريانه كأنه سنة على ما نشهده الآن.
فهذا الصنيع فيه تخصيص لتلك الأوقات بالقراءة وكأن لها مزية أو جاء بها شرع يفضلها عن وسط الحفل أو آخره أو قبله أو بعده بفاصل طويل أو قصير.
وحيث لم يرد بذلك نص خاص فالعمل الخاص الذي لم يرد به النص هو الإحداث لا أصل الفعل إن أبقي على أصله.
وبهذا يظهر أن الاستدلال بنحو ما ذكره دكتورنا الفاضل أنمار لايتأتى إذ هو عام يستوي فيه مبتدؤ الحفل وقبله بساعة .. ويوم .. ويومين ... ، وبعده بساعة .. ويوم .. ويومين ... فحيث خص وقت منها بغير مخصص طولب المخصص بالدليل على التخصيص، بخلاف ما لو فعله مرة أو مرات دون أن يجعله ملتزاماً.
وشأن هذا كمن صلى ركعتين بعد السعي في الحج، وكذلك بع الرمي، وبعد النحر ... فلا يقال له لاينبغي إلاّ إن جعل ذلك ديدناً له يلتزمه.
مرة أخرى أخشى أن يكون الاستعجال قد سبب تقصيراً في العبارة ولعل مراجعتكما ما قرره الإمام الشاطبي في الاعتصام تفي بالمقصود وتبين وجه ما أشكل.
وأما كلامه في الموافقات عن هذه المسألة فأقل وهو وجله عند حديثه عن المسألة الثانية عشرة إن لم تخني الذاكرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[29 Mar 2007, 12:18 م]ـ
لم أر بأساً في إيراد بعض ما ذكره الشاطبي في الموافقات هنا باختصار يسير، أما كلامه في الاعتصام فطويل:
قال رحمه الله:
""والقسم الثالث أن لا يثبت عن الأولين أنهم عملوا به على حال فهو أشد مما قبله والأدلة المتقدمة جارية هنا بالأولى وما توهمه المتأخرون من أنه دليل على ما زعموا ليس بدليل عليه ألبتة إذ لو كان دليلا عليه لم يعزب عن فهم الصحابة والتابعين ثم يفهمه هؤلاء فعمل الأولين كيف كان مصادم لمقتضى هذا المفهوم ومعارض له ولو كان ترك العمل فما عمل به المتأخرون من هذا القسم مخالف لإجماع الأولين وكل من خالف الإجماع فهو مخطئ وأمة محمد صلى الله عليه وسلم لا تجتمع على ضلالة فما كانوا عليه من فعل أو ترك فهو السنة والأمر المعتبر وهو الهدى وليس ثم الإ صواب أو خطأ فكل من خالف السلف الأولين فهو على خطأ وهذا كاف والحديث الضعيف الذي لا يعمل العلماء بمثله جار هذا المجرى ومن هنالك لم يسمع أهل السنة دعوى الرافضة أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على علي أنه الخليفة بعده لأن عمل كافة الصحابة على خلافه دليل على بطلانه أو عدم اعتباره لأن الصحابة لا تجتمع على خطأ وكثيرا ما تجد أهل البدع والضلالة يستدلون بالكتاب والسنة يحملونهما مذاهبهم ويغبرون بمشتبهاتهما فى وجوه العامة ويظنون أنهم على شيء ولذلك أمثلة كثيرة كالاستدلالات الباطنية على سوء مذاهبهم بما هو شهير في النقل عنهم وسيأتي منه أشياء في دليل الكتاب إن شاء الله واستدلال التناسخية على صحة ما زعموا بقوله تعالى في أي صورة ما شاء ركبك وكثير من فرق الاعتقادات تعلق بظواهر من الكتاب والسنة في تصحيح ما ذهبوا إليه مما لم يجر له ذكر ولا وقع ببال أحد من السلف الأولين وحاش لله من ذلك ومنه أيضا استدلال من أجاز قراءة القرآن بالإدارة وذكر الله برفع الأصوات وبهيئة الاجتماع بقوله عليه الصلاة والسلام
ما اجتمع قوم يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم الحديث والحديث الآخر
ما اجتمع قوم يذكرون الله الخ وبسائر ما جاء في فضل مجالس الذكر وكذلك استدلال من استدل على جواز دعاء المؤذنين بالليل بقوله تعالى ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي الآية وقوله ادعوا ربكم تضرعا وخفية وبجهر قوام الليل بالقرآن واستدلالهم على الرقص في المساجد وغيرها بحديث لعب الحبشة في المسجد بالدرق والحراب وقوله عليه الصلاة والسلام لهم دونكم يا بني أرفدة واستدلال كل من اخترع بدعة أو استحسن محدثة لم تكن في السلف الصالح بأن السلف اخترعوا أشياء لم تكن في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ككتب المصحف وتصنيف الكتب وتدوين الدواوين وتضمين الصناع وسائر ما ذكر الأصوليون في أصل المصالح المرسلة فخلطوا وغلطوا واتبعوا ما تشابه من الشريعة ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويلها وهو كله خطأ على الدين وإتباع لسبيل الملحدين فإن هؤلاء الذين أدركوا هذه المدارك وعبروا على هذه المسالك إما أن يكونوا قد أدركوا من فهم الشريعة ما لم يفهمه الأولون أو حادوا عن فهمها وهذا الأخير هو الصواب إذ المتقدمون من السلف الصالح هم كانوا على الصراط المستقيم ولم يفهموا من الأدلة المذكورة وما أشبهها إلا ما كانوا عليه وهذه المحدثات لم تكن فيهم ولا عملوا بها فدل على أن تلك الأدلة لم تتضمن هذه المعاني المخترعة بحال وصار عملهم بخلاف ذلك دليلا إجماعيا على أن هؤلاء في استدلالهم وعملهم مخطئون ومخالفون للسنة فيقال لمن استدل بأمثال ذلك هل وجد هذا المعنى الذي استنبطت في عمل الأولين أو لم يوجد فإن زعم أنه لم يوجد ولا بد من ذلك فيقال له أفكانوا غافلين عما تنبهت له أو جاهلين به أم لا ولا يسعه أن يقول بهذا لأنه فتح لباب الفضيحة على نفسه وخرق للإجماع وإن قال إنهم كانوا عارفين بمآخذ هذه الأدلة كما كانوا عارفين بمآخذ غيرها قيل له فما الذي حال بينهم وبين العمل بمقتضاها على زعمك حتى خالفوها إلى غيرها ما ذاك إلا لأنهم اجتمعوا فيها على الخطأ دونك أيها المتقول والبرهان الشرعي والعادي دال على عكس القضية فكل ما جاء مخالفا لما عليه السلف الصالح فهو الضلال بعينه.
*******************
فإن زعم أن ما انتحله من ذلك إنما هو من قبيل المسكوت عنه في الأولين وإذا كان مسكوتا عنه ووجد له في الأدلة مساغ فلا مخالفة إنما المخالفة أن يعاند ما نقل عنهم بضده وهو البدعة المنكرة قيل له بل هو مخالف لأن ما سكت عنه في الشريعة على وجهين:
أحدهما أن تكون مظنة العمل به موجودة في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يشرع له أمر زائد على ما مضى فيه فلا سبيل إلى مخالفته لأن تركهم لما عمل به هؤلاء مضاد له فمن استلحقه صار مخالفا للسنة حسبما تبين في - كتاب المقاصد والثاني أن لا توجد مظنة العمل به ثم توجد فيشرع له أمر زائد يلائم تصرفات الشرع في مثله وهي المصالح المرسلة وهي من أصول الشريعة المبني عليها إذ هي راجعة إلى أدلة الشرع حسبما تبين في علم الأصول فلا يصح إدخال ذلك تحت جنس البدع وأيضا فالمصالح المرسلة عند القائل بها لا تدخل فى التعبدات ألبتة وإنما هي راجعة إلى حفظ أصل الملة وحياطة أهلها في تصرفاتهم العادية ولذلك تجد مالكا وهو المسترسل في القول بالمصالح المرسلة مشددا في العبادات أن لا تقع إلا على ما كانت عليه في الأولين فلذلك نهى عن أشياء وكره أشياء وإن كان إطلاق الأدلة لا ينفيها بناء منه على أنها تقيدت مطلقاتها بالعمل فلا مزيد عليه وقد تمهد أيضا في الأصول أن المطلق إذا وقع العمل به على وجه لم يكن حجة في غيره
فالحاصل أن الأمر أو الإذن إذا وقع على أمر له دليل مطلق فرأيت الأولين قد عنوا به على وجه واستمر عليه عملهم فلا حجة فيه على العمل على وجه آخر بل هو مفتقر إلى دليل يتبعه في إعمال ذلك الوجه وذلك كله مبين في باب الأوامر والنواهي من هذا الكتاب لكن على وجه آخر فإذا ليس ما انتحل هذا المخالف العمل به من قبيل المسكوت عنه ولا من قبيل ما أصله المصالح المرسلة فلم يبق إذا أن يكون إلا من قبيل المعارض لما مضى عليه عمل الأقدمين وكفى بذلك مزلة قدم وبالله التوفيق".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[29 Mar 2007, 06:52 م]ـ
بارك الله فيكم
ومما يشبه تقعيد وتقرير العلامة الشاطبي = تقرير العلامة محمد العثيمين للمسألة.
قال في شرحه لمنظومته في أصوله الفقه وقواعده عند شرحه لقوله:
والأصلُ في الأشياء حل وامنعِ * عبادة إلا بإذن الشارع
ص86: وليعلم أنه لا بد من أن يقوم الدليل على كون العبادة مشروعة في كل ما يتعلق بها، فلا بد من أن تكون موافقة للشرع في ستة أشياء:
في السبب، ووالجنس، والقدر، والكيفية، والزمان، والمكان.
ثم فصَّل في شرح ذلك والتدليل له بما يشفي ويكفي، لا يسعف الوقت لنقله لطوله، ومن أراد سماعه فهو على هذا الرابط:
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_148.shtml
في الشريط الثالث الوجه الثاني تحت قاعدة: الأصل في الأشياء الحل، شروط صحة العبادة ستة.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[03 Apr 2007, 01:55 م]ـ
هل في زمن العري والغناء المجرم صوتا وجسداً، والاجتماع على المعاصي والخنا وقلة الحياء
وندرة ذكر الله، واللهو بالمال والبورصات والسكتتات القلبية والدماغية المتعلقة بالدنيا والانسحاق
فيها، والشباب الضال الذي يجد نفسه في مهب الريح، هل يطيب لنا أن نطرق مثل أمر افتتاح المجالس
بالقرآن من عدمه، مرحباً بالقرآن وأهله في زمن البعد عن القرآن ومحاربة القرآن ومعاداته، ولن
يعدم السامع ثواباً، وكذلك القاريْ في البدء والختام، مع كامل تقدير للنقول المثبتة أوالنافية،
المسنِّنَة [إن صح التعبير] أو المبدِّعة. والذي لا يمكن أن نرتضيه أن يُستهل حفل بالقرآن ثم نسمع
المصفقين من الشباب بعد ذلك دون نكير عليهم.
ولا يخفى على لبيب أن بعض الأمور لا نستطيع أن نصل فيها إلى رأي أوحد البتة ولو جف المداد
وفنيت الأقلام، ومن هنا فالأولى أن يعمل كل بما يسكن إليه من الأدلة، والحكم لله العليم الحكيم.(/)
سؤال عن: رسائل أخرى تناولت علوم الشيخ ابن عثيمين؟؟
ـ[احمد بن عبدالرحمن]ــــــــ[19 Mar 2007, 05:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الافاضل لقد بحثت في الرسائل الجامعية المطروحة التي تناولت الشيخ بن عثيمين رحمه الله وجهوده العلمية
فلم أجد سوى
1 - رسالة دكتوراه (منهج الشيخ بن عثيمين في التفسير وعلوم القرآن) __ للدكتور أحمد البريدي
2 - رسلة ماجستير (دراسة ترجيحات الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله من باب الصلاة إلى آخر باب صلاة أهل الأعذار - من كتاب الصلاة
مقارنة بما استقر عليه المذهب الحنبلي) __ للأخ فؤاد بن حمادي الجحدلي
سؤالي:
هل هناك رسائل أخرى تناولت علوم الشيخ رحمه الله في أي مجال كان، ومن أصحابها، وإلى أي الجامعات تنتمي
هذه الرسائل
ولكم جزيل الشكر
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[19 Mar 2007, 11:38 م]ـ
نعم أخي الكريم سجل رسائل أخرى:
فهناك مشروع يحتوي على جملة من الرسائل في ترجيحات الشيخ ابن عثيمين في التفسير في جامعة أم القرى.
وهناك رسالة دكتوراه في منهج الشيخ ابن عثيمين في الدعوة في جامعة الإمام محمد بن سعود.
وهناك رسالة ماجستير بعنوان: جهود الشيخ ابن عثيمين في التوحيد
ورسالة أخرىماجستير بعنوان:جهود الشيخ ابن عثيمين في الإيمان
وكلاهما في الجامعة الإسلامية.
وفي جامعة أم القرى في كلية التربية رسالة ماجستير بعنوان: نماذج من الآثار التربوية للشيخ ابن عثيمين.
هذا ما يحضرني الآن.
ـ[احمد بن عبدالرحمن]ــــــــ[20 Mar 2007, 05:23 ص]ـ
الأخ أحمد البريدي
جزاكم الله خيراً على تعاونكم
ولكن بالنسبة لمشروع ترجيحات الشيخ بن عثيمين - رحمه الله - في التفسير هل تم البدء به أم ليس بعد؟
ولكم جزيل الشكر
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[20 Mar 2007, 11:23 ص]ـ
نعم تم البدء بها ومعنا في الملتقى أحد الأخوة المشاركين في المشروع فلعله يرى مشاركتك ويفيدك بتفاصيل أكثر.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[20 Mar 2007, 02:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الأخ أحمد، نعم بدأ المشروع من أكثر من سنة تقريباً، وإن أردت معلومات أو بعض التفاصيل يمكنك مراسلتي على الخاص.(/)
استفسار حول تفسير ابن ابي حاتم
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[20 Mar 2007, 10:21 ص]ـ
الأساتذة الفضلاء السلام عليكم ورحمة الله و بركاته وبعد:
فنرجو من حضراتكم تزويدنا بملخص حول هذا التفسير من حيث رواياته وكيف يستفيد منها طالب العلم وما علاقة تفسير الإمام الطبري وابن كثير فيه من ناحية النقول وهل يوجد طبعة محققة ومخرجة الأحاديث له و عن منهج الكتاب بالعموم
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[21 Mar 2007, 10:37 ص]ـ
ألا هل من مجيب؟
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[23 Mar 2007, 04:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل عبد الرحمن شاهين ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد فجواببا على شؤالكم نقول و بالله التوفيق:
تفسير ابن أبي حاتم الرازي أو تفسير القرآن العظيم مسندا عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ و الصحابة و التابعين، للإمام الحافظ أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي (ت 327 هـ)، عاصر علماء أعلاما نذكر منهم:
1 - ابن جرير الطبري (ت 310 هـ).
2 - محمد بن إسماعيل البخاري (256 هـ).
3 - مسلم بن الحجاج (ت 261 هـ).
4 - أبو داود السجستاني (ت 275 هـ).
5 - مسلم بن الحجاج (ت 261 هـ).
6 - الإمام الترمذي (ت 279 هـ).
7 - الإمام النسائي (ت 303 هـ).
8 - الإمام ابن ماجة (ت 279 هـ).
9 - الإمام البزار (ت 292 هـ).
10 - الإمام أبو يعلى (ت 307 هـ).ز
11 - فسر ابن أبي حاتم القرآن كله، محاولا أن يجعل من تفسيره مدونة كبيرة للتفسير المأثور عن النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ، و الصحابة ـ رضوان الله عليهم، والتابعين و أتباع التابعين و أتباع أتباع التابعين ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ.
وقد اقتصر ابن أبي حاتم على المرويات التي لها صلة وثيقة بالتفسير، دون غيرها من المرويات المتصلة بالتفسير و علوم القرآن.
استقصى ابن أبي حاتم المرويات التفسيرية المأثولرة بأصح السند الذي بلغه. ومن ثم يمكننا اعتبار تفسير ابن أبي حاتم الرازي موسوعة للتفسير المأثور المسند. كما يعتبر مصدرا مهما للتراث التفسيري المفقود، حيث إنه عمل على جمع تفاسير أعلام المفسرين من السلف الصالح الذين ضاعت أصولخم التفسيرية، ليصبح تفسير ابن أبي حاتم من المصادر القليلة التي احتفظت بهذه الدرر النفيسة.
وفضلا عن التفسير فابن أبي حاتم الرازي هو صاحب المؤلف الشهير في الجرح والنتعديل، الذي طبع بالهند.
يقول ابن أبي حاتم الرازي (ت 327 هـ) عن دواعي تأليفه لهذا التفسير، والطريقة التي سلكها فيه: " سألني جماعة من إخواني إخراج تفسير القران مختصرا بأصح الأسانيد، وحذف الطرق والشواهد والحروف والروايات، وتنزيل السور، وأن نقصد لإخراج التفسير مجردا دون غيره، متقص تفسير الآي حتى لا نترك حرفا من القرآن يوجد له تفسير الا أخرج ذلك.
فأجبتهم إلى ملتمسهم، وبالله التوفيق، وإياه نستعين، ولا حول ولا قوة الا بالله.
فتحريت إخراج ذلك بأصح الأخبار إسنادا، وأشبعها متنا، فإذا وجدت التفسير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - لم اذكر معه أحدا من الصحابة ممن أتى بمثل ذلك، وإذا وجدته عن الصحابة فإن كانوا متفقين ذكرته عن أعلاهم درجة بأصح الأسانيد، وسميت موافقيهم بحذف الإسناد. وإن كانوا مختلفين ذكرت اختلافهم وذكرت لكل واحد منهم إسنادا، وسميت موافقيهم بحذف الإسناد، فإن لم أجد عن الصحابة ووجدته عن التابعين عملت فيما أجد عنهم ما ذكرته من المثال في الصحابة، وكذا أجعل المثال في أتباع التابعين و أتباعهم. جعل الله ذلك لوجهه خالصا و نفع به " (مقدمة تفسير ابن أبي حاتم الرازي).
كما استدرك ابن أبي حاتم الرازي في مقدمة تفسيره سند بعض أعلام التفسير الذين كثرت الرواية عنهم، و من ثم فإنه لم يذكر سندهم عند ورود كل مروية من مروياتهم، و ذلك توخيا للاختصار و عدم التكرار.
" فأما ما ذكرنا عن أبي العالية في سورة البقرة بلا إسناد فهو ما:
حدثنا عصام بن رواد العسقلاني ثنا آدم عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية.
وما ذكرنا فيه عن السدي بلا إسناد فهو ما:
حدثنا أبو زرعة ثنا عمرو بن حماد بن طلحة ثنا أسباط عن السدي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما ذكرنا عن الربيع بن أنس بلا إسناد فهو ما:
حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي ثنا عبد الله بن أبي جعفر عن الربيع بن أنس.
وما ذكرنا فيه عن مقاتل فهو ما:
قرأت على محمد بن الفضل بن موسى عن محمد بن علي بن الحسين بن شقيق عن محمد بن مزاحم عن بكير بن معروف عن مقاتل. " (مقدمة تفسير ابن أبي حاتم الرازي).
ويمكننا أن نوجز منهج ابن أبي حاتم الرازي (ت 327 هـ) في الخطوات المنهجية التالية:
1 - يذكر الآية موضوع التفسير.
2 - يذكر السند كاملا.
3 - يذكر المروية التفسيرية.
4 - كما أن له طريقة لا تكاد تتخلف في ترتيب المرويات التفسيرية، حيث يبدأ بالأحاديث التبوية الشريفة، و يعقبها بمرويات الصحابة فالتابعين فأتباع التابعين، فأتباع أتباع التابعين. وهو لا يبدأ بتفسير الآية ثم يورد الأحاديث النبوية الشريفة و مرويات السلف في التفسير الموافقة للمعنى الذي يراه، كما أنه لا يرجح بين هذه المرويات، و لا يذكر أحوال السند، مما جعل بعض مروياته تتسم بالضعف، و أحيانا بالضعف الشديد، ومنها الضعيف الذي لا ينجبر، مما يحتم النظر في أحوال السند توخيا لأصح المرويات التفسيرية.
5 - أما عن صلة تفسير ابن أبي حاتم الرازي (ت 327 هـ) و تفسير الإمام الطبري (ت 310 هـ) فتتمثل في اعتمادهما المرويات التفسيرية المأثورة عن السلف، و إهمال ابن أبي حاتم لحال السند دائما، في حين يتركه الطبري غالبا، كما أن الطبري يفسر القرآن بالقرآن، و بالسنة، كما أنه ينتقد السند أحيانا، و له موقف من الإسرائيليات، كما أولى عناية خاصة بالقراءات القرآنية، و جعل منها أداة تفسيرية، ويؤخذ عليه رده لبعض القراءات المتواترة، كما عرض للقضايا الفقهية، و المسائل العقدية التي اتبع فيها مذهب أهل السنة و الجماعة. كما وظف الشعر و الكلام العربي الفصيح، و احتكم في كل ذلك إلى سنن العرب ففي الكلام.
6 - أما ابن كثير (ت 774 هـ) فقد جعل من تفسير ابن أبي حاتم و تفسير الطبري مرجعين من المراجع المعتمدة في تفسيره.
7 - طبع الجزء الأول من تفسير ابن أبي حاتم الرازي وهو يشمل تفسير الفاتحة و البقرة، وذلك بتحقيق الأستاذ الدكتور أحمد عبد الله العماري الزهراني، مكتبة الدار بالمدينة المنورة، 1408 هـ.
8 - وطبع الجزء الثاني وهو يتضمن تفسير القسم الأول من سورة آل عمران من الآية الأولى إلى الآية 167.وذلك بتحقيق الأستاذ الدكتور حكمت بشير ياسين، بالدار نفسها والتاريخ نفسه.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Mar 2007, 06:16 ص]ـ
أضف إلى ما تفضل به أستاذنا الضاوي وفقه الله أن تفسير ابن أبي حاتم يطبع الآن محققاً تحقيقا كاملاً في دار ابن الجوزي بالدمام وهو على وشك الصدور بإذن الله، ونحن ننتظر صدوره لأهميته. وهو التحقيق الذي ابتدأه الدكتور حكمت بشير ياسين والدكتور أحمد العماري وفقهما الله وأكمله بعدهما عدد من طلبة الدكتوراه بجامعة أم القرى.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[23 Mar 2007, 01:28 م]ـ
أخي الكريم:
ليتك رجعت إلى البحث في هذا المنتدى، ففيه:
(أخوكم هشيم الواسطي يسأل عن أحسن طبعات تفسير ابن أبي حاتم)
وهذا رابطه:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2647
وشكرا
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[23 Mar 2007, 01:31 م]ـ
الكتاب مطبوع في الأسواق وهذه الطبعة هي أصل التحقيق للرسائل العلمية التي سجلت في الكتاب لكن قام الناشر بحذف الهوامش كما حدثني بذلك أحد أصحاب هذه الرسائل ومن المعلوم أن ابن أبي حاتم لا توجد له نسخة كاملة ولذا تصرف الناشر فأكمل الكتاب من كتب التفسير الأخرى التي استفادت من تفسير ابن أبي حاتم كتفسير ابن كثير والدر المنثور فليتنبه لذلك.
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[24 Mar 2007, 01:20 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل الدكتور أحمد الضاوي على هذا الايضاح و التوطئة المهمة جعله الله في ميزان حسناتكم
وكذلك الإخوة الأعزاء على مداخلاتهم المهمة(/)
نسقية السورة القرآنية من خلال تفسير "في ظلال القرآن" لسيد قطب
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[20 Mar 2007, 03:36 م]ـ
إن الدراسة النصية لتفسير " في ظلال القرآن" تكشف عن أساس منهجي التزمه سيد قطب في تفسير كل سور القرآن الكريم، مكيها ومدنيها، طويلها وقصيرها مع بعض التغييرات التي تفرضها طبيعة كل سورة من سور القرآن الكريم.
وهذا الأساس المنهجي هو ما يمكننا ان نصطلح عليه بالوحدة النسقية للسورة القرآنية، عوضا عن الوحدة الموضوعية والعضوية التي لا تفي بوصف حقيقة وواقع الخطاب القرآني كما أنها توحي بمشابهته للنصوص الأدبية والفكرية التي يبدعها أو يؤلفها البشر، ومعنى ذلك أنها لا تحفظ للنص قدسيته، وهي من كليات العقيدة الإسلامية.
ومن خلال دراستنا لتفسير " في ظلال القرآن" يمكننا ان نحدد معالم الوحدة النسقية للسورة القرآنية في ما يلي:
1 - السورة القرآنية وهي: نسق كلي ومتكامل وهي تتكون من:
I. المقاطع: وهي تشكل وحدة تصورية، أو فكرة شمولية، أو مشهدا متكاملا حسب طبيعة النص القرآني.
II. البنيات: وهي عبارة عن أفكار ثانوية، أو لقطات من مشهد.
III. العناصر: وهي متضمنة لأساسيات المعنى وحاملة لكل جزئيات السورة القرآنية، ولكل صور المشهد.
و "في ظلال القرآن" هو في الواقع محاولة جادة لقول هذا التصور النسقي، فنجد سيد قطب يفسر السورة القرآنية الكريمة تفسيرا يبين عن تناسق وانسجام عناصرها ومكوناتها، من أجل ذلك فإنه يلتزم اتباع خطوات منهجية ثابتة في تفسير كل سور القرآن الكريم.
1 - قسم سيد قطب تفسيره "في ظلال القرآن" إلى ثلاثين جزءا، يتناول في مجموعها كل سور القرآن الكريم، وذلك على الترتيب الذي جاءت به في المصحف العثماني.
2 - وضع مقدمة عامة لتفسيره شغلت حوالي ثماني صفحات (من الصفحة 11 إلى الصفحة 18).
3. باشر تفسير سورة الفاتحة، وذلك دون أن يقدم للجزء الذي يعنى بتفسيره، مما يجعلنا نشعر أنه يعتبر المقدمة العامة وتفسير سورة الفاتحة مدخلا رئيسيا لتفسيره " في ظلال القرآن" إذ ضمنها الأسس الفكرية التي قام عليها هذا التفسير. ثم شرع بعد ذلك في تناول كل جزء من أجزاء القرآن الكريم على حدة.
4 - يقدم للجزء الذي يعنى بتفسيره بمقدمة يستعرض فيها طبيعته وخصائصه، كما يحاول فيها أن يربط بينه وبين الجزء الذي سبقه، ونمثل لذلك بربطه بين الجزء الأول والجزء الثاني من سورة البقرة: «ومن مراجعة هذا الجزء بالإضافة إلى الجزء الأول من السورة ندرك طبيعة المعركة التي كان يخوضها القرآن ... » (1).
5 - يقسم سيد قطب الجزء إلى السور أو الآيات المكونة له إذا كانت السورة طويلة، وتشغل أكثر من جزء، نحو سورة البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام.
6 - السور أو الآيات المكونة للجزء تقسم إلى مقاطع، كل مقطع يتضمن مجموعة من الآيات تطول أو تقصر، والرابط بينها طبيعة الموضوع، أو ألأفكار أو الأحكام والتشريعات، أو التوجيهات والعبر والمواعظ، او المشاهد والظلال، أو الإطار القصصي، ومن ثم فإن كل مقطع يشكل وحدة تميزه عن المقطع الذي يسبقه والذي يليه، ويؤدي دورا لا غنى للسياق عنه، ولا يمكن لبناء السورة أن يستقيم بدونه، سواء من الناحية التصورية أو من الناحية الأسلوبية الجمالية.
7 - يقدم للمقطع بمقدمة يتناول فيها أهم الأفكارأو الموضوعات أو التصورات أو التشريعات، أو العبر والمواعظ التي عرضها المقطع، كما أن مقدمة المقطع تكون عبارة عن جسر يصل بين المقاطع مما يجعل السورة تشكل وحدة نسقية.
والملاحظ أن هناك تنوعا في المصطلح الذي يستخدمه سيد قطب عند مباشرة عملية تفسير السور القرآنية. ففي بعض السور، خاصة المدنية، نجده يستخدم مصطلح: المقطع - القطاع - الدرس - المشهد، وفي بعض السور المكية نحو سورة الأنعام، والأعراف، والجزء الثلاثين من التفسير، نجد مصطلحات أخرى وهي: الموجة - الموجات - اللمسة - الجولة. وهذا التغير في المصطلح له دلالته، فهو ليس عملية اعتباطية، ولا ارتجالية، وإنما هو تعبير عن اختلاف الأسلوب العام للسور القرآنية، واختلاف طريقة معالجتها لموضوعها المحوري، مما يجعل كل واحدة من السور ذات شخصية متميزة، وهذا التمايز في الشخصية يفرض تمايزا آخر في الطريقة والمنهج الذي يستخدمه المفسر وهو يباشر عملية تفسير سور القرآن الكريم. وهذا حسب
(يُتْبَعُ)
(/)
ظننا تطبيق لأساس منهجي أصيل نص عليه أهل السنة عندما وضعوا منهجهم ونظريتهم لتفسير القرآن الكريم، وهو الذي اصطلحوا عليه "بمطابقة المفسر" ومعناه كما أثبته الإمام السيوطي (849هـ / 911هـ) في كتابه "الإتقان": «أن يتحرز في ذلك من نقص عما يحتاج إليه إيضاح المعنى أو زيادة لا تليق بالغرض، ومن كون المفسر فيه زيغ عن المعنى، وعدول عن طريقه، وعليه بمراعاة المعنى الحقيقي، ومراعاة التأليف والغرض الذي سبق الكلام، وأن يؤاخى بين المفردات.» (1).
8 - والمقطع: ينقسم إلى بنيات، وهذه البنيات هي عبارة عن جملة آيات تعالج قضية واحدة، أو تعرض مشهدا واحدا متكاملا، وهي ذاتها يقدم لها بمقدمة صغيرة يذكر فيها بمحتوى البنية السابقة كنوع من الربط بين بنيات المقطع. ثم بورد موجز ما تضمنته البنية من أفكار وموضوعات، وقد يعالج خصيصة من خصائص الأسلوب القرآني تكون بارزة في الآيات الكريمة المشكلة للبنية التي ينصب عليها التفسير. وبهذه الطريقة تبدو البنية وكأنها وحدة مستقلة، وهي كذلك كما لا يمكن للسياق أن يستغني عنها، ولكنها مع ذلك لا تكتسب قيمتها الدلالية إلا بارتباطها بباقي البنيات المكونة للمقطع. ومن ثم فإن البنية ضرورية للسياق، وهي أيضا محتاجة إليه لأنها تأتي ملتحمة به التحاما وثيقا لا فكاك لها عنه. وقد كان سيد قطب يعي ذلك، ويعبر عنه في بعض الأحيان، من ذلك ما قاله عند تفسيره لقوله تعالى:
(وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (البقرة:196).
«وأول ما يلاحظ في بناء الآية هو تلك الدقة التعبيرية في معرض التشريع، وتقسيم الفقرات في الآية لتستقل ببيان الحكم الذي تستهدفه، ومجيء الاستدراكات على كل حكم قبل الانتقال إلى الحكم التالي، ثم ربط هذا كله في النهاية بالتقوى ومخافة الله» (1).
ونستخلص من هذا النص أن سيد قطب كان على وعي تام بأن الآية تشكل وحدة متكاملة وهي تنقسم إلى فقرات وهي التي اصطلحنا على تسميتها بعناصر البنية، وهي حاملة لأساس المعنى. فمضمونها يكون عبارة عن فكرة واحدة، أو حكم واحد، أو لقطة واحدة من مشهد، وهذا يعني أن السورة القرآنية الكريمة تشكل وحدة متكاملة وهي ما أسميناه بالوحدة النسقية تمييزا لها عن الوحدة الموضوعية أو العضوية التي لا تنطبق على القرآن الكريم، لأنها تجعله مشابها لكلام البشر. والمقاطع أيضا تشكل وحدة ترتبط في ما بينها مكونة السورة القرآنية.
9 - العناصر: وهي أصغر وحدة تفسيرية، ويتكون كل عنصر من آية صغيرة أو جزء من آية، ويكون متضمنا أساس معنى النص القرآني، وهو يشكل في العادة فكرة، أو موعظة، أو حكما فقهيا، إن كان يتعلق بمقطع أو قطاع أو درس - على اختلاف اصطلاحات سيد قطب. بينما تشكل لقطة أو صورة إن كان الأمر يتعلق بمشهد من مشاهد القرآن الكريم، وهذه العناصر في مجموعها تكون بنية، ومجموع البنيات تكون مقطعا، ومجموع المقاطع تكون سورة، ومجموع السور تشكل القرآن الكريم، فالسور تتناول موضوعات متعددة ومتنوعة، ولكنها متلاحمة ومتناسقة بحيث تشكل وحدة شاملة، والرابط «بينها جميعا هو هذا الهدف الأصيل الذي جاء القرآن كله لتحقيقه، إنشاء أمة، وإقامة دولة، وتنظيم مجتمع على أساس من عقيدة خاصة، وتصور معين، وبناء جديد، الأصل فيه إفراد الله - سبحانه - بالألوهية والربوبية، والقوامة والسلطان، وتلقي منهج الحياة، وشريعتها، ونظامها، وموازينها، وقيمها منه وحده بلا شريك» (1).
(يُتْبَعُ)
(/)
هكذا تناول سيد قطب القرآن الكريم في تفسيره بإيمان صادق، وعقلية متفتحة، وفكر شمولي، ومنهج مدروس نابع من القرآن، ويترجم عن القرآن، ويهدف إلى إدماج المسلم المعاصر في أجوائه ليفهمه ويستوعبه ويعيشه، ويتحرك به.
10 - عملية التفسير عند سيد قطب تأخذ بعدها المنهجي عبر ثلاث مراحل أساسية:
أ- التجميع.
ب- التفصيل.
ح- إعادة التجميع.
وهذه الخطوات المنهجية الثلاث تتحكم في التفسير كله، وتطبق بدقة بالغة وبعناية فائقة، وبوعي وبعلم. بل إننا نجدها تطبق في كل مستويات التفسير، في الجزء، وفي السورة، وفي المقاطع، وفي البنيات، وفي العناصر، وتطبق بتناسب مع كل مستوى من مستويات التفسير، فالجزء تجد سيد قطب يبدأه بمقدمة قد تقصر أو تطول، أهم مضامينها التذكير بما ورد في الجزء السابق كنوع من الربط بين أجزاء التفسير، ثم ذكر مكونات الجزء، والحديث عن طبيعة وخصائص السور أو الآيات التي يتكون منها، كذلك الشأن بالنسبة للسورة فإنه يقدم لها بمقدمة يتناول فيها المحور الذي تدور عليه، وموضوعه أو موضوعاته التي تعالجها، كما أنه قد يشير إلى بعض جوانب الإعجاز فيها ويلمح إلى جمالية أسلوبها، وقد يناقش فيها مكية أو مدنية السورة، أو بعض آياتها، ويختار ما يراه صحيحا، كما يعرف فيها بالأجواء العامة التي نزلت فيها السورة، والظروف والملابسات التي واكبت نزولها. ومن ثم فإن مقدمة السورة تعتبر تعريفا بها وبخصائصها وبملامحها، وغالبا ما يختم سيد قطب تفسيره بخاتمة قصيرة يربط فيها بين أولها وآخرها، ويوضح فيها تناسق وتناغم الخاتمة مع الموضوع الأساسي أو المحاور الأساسية للسورة، وكل ذلك يقوم دليلا على وعيه التام والكامل بالوحدة النسقية للسورة القرآنية الكريمة.
واما المقاطع فإنه يقدم لها بمقدمة يعرض فيها أهم الأفكار والموضوعات التي تعالجها، وفي ختام كل مقطع -تقريبا- يورد خاتمة صغيرة هي عبارة عن خلاصة المقطع التي يمكن أن يخرج بها القارئ بعد التفسير التفصيلي أو التشريحي للمقطع. فعملية التفسير إذن تبدأ من الدراسة الإجمالية أو التفسير الإجمالي للسورة القرآنية الكريمة، لتنطلق إلى الدراسة التفصيلة أو الشرح أو التفسير التفصيلي، ثم في نهاية كل مقطع أو كل سورة أو كل جزء نجدنا نعود إلى عملية التجميع بحيث تشكل السورة نسقا متكاملا.
وهذه المكونات النسقية توجد بينها علاقات معجزة، فهي ليست وشائح منطقية ولا موضوعية، ولكنها شيء رباني عجيب ومعجز، بيان إلهي استطاع سيد قطب - بفتح من الله - الوقوف على عناصره ومكوناته.
والتصور النسقي للسورة القرآنية يمكننا من القيام بجولة ربانية في أجواء إيمانية عطرة، نستخلص منها الأمان والطمأنينة، والعظمة والاعتبار، ونستحضر فيها أنعم وآلاء ربنا - جل وعلا- على المخلوقات كلها، وعلى الإنسان خاصة، ونقف من خلالها على أهمية الإنسان في هذا الكون، وعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه، ألا وهي مسئولية الخلافة والاستخلاف.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[20 Mar 2007, 08:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لفضيلة الدكتور أحمد بزوي الضاوي حفظه الله هذا التحليل العام لهذا التفسير الذي هو من المنن وفتح الكريم وأرغب أن أطلب من سيادته وضع هيكل تفصيلي عن هذا الإطار العام للتفسير والغرض منه كتابة القرءان ورسم الكلمات بإبراز الكلمات التي قد تعين القارئ على التدبر فلو تكرم بوضع مقالة تفصيلية عن المقاطع المذكورة في الخطوة المنهجية رقم (6)
السور أو الآيات المكونة للجزء تقسم إلى مقاطع، كل مقطع يتضمن مجموعة من الآيات تطول أو تقصر، والرابط بينها طبيعة الموضوع، أو ألأفكار أو الأحكام والتشريعات، أو التوجيهات والعبر والمواعظ، او المشاهد والظلال، أو الإطار القصصي، ومن ثم فإن كل مقطع يشكل وحدة تميزه عن المقطع الذي يسبقه والذي يليه، ويؤدي دورا لا غنى للسياق عنه، ولا يمكن لبناء السورة أن يستقيم بدونه، سواء من الناحية التصورية أو من الناحية الأسلوبية الجمالية.
__________
فلو كان في وقت سيادتكم ما أطمع فيه ببذل ما طلبت من فاتحة الكتاب إلى سورة الناس أو ترشيح إحدى المؤلفات التي تحوي هذه العناصر والمقاطع على شيء من التفصيل غير الموسع
وتفضل قبول وافر الاحترام والتقدير.
محبكم
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[23 Mar 2007, 12:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل الأستاذ أيمن صالح شعبان ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد، فإني أحمد الله إليكم أن يسر لنا سبل التواصل عبر هذا الموقع المبارك، شاكرا لفضيلتكم تواصلكم و حسن ظنكم، واستجابة لطلبكم فإني أحيلكم على الروابط التالية:
1 - http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6397 : منهج سيد قطب في التفسير " الدراسة الإجمالية للسورة ".
2 - http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6398 : منهج سيد قطب في التفسير " الدراسة التفصيلية للسورة، و التفسير الموضوعي ".
3 - http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6233 : الأسس المنهجية لتفسير " في ظلال القرآن" لسيد قطب.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6232 : الأسس الفكرية لتفسير "في ظلال القرآن" لسيد قطب.
وتفضلوا أخي الكريم بقبول خالص تحياتي و تقديري لشخصكم الكريم.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[24 Mar 2007, 07:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لفضيلتكم هذه الأبحاث الجياد وأشكر لفضلتكم حرصكم على إفادتي وتلبية طلبي وهذا من نبل أخلاق وكرم فضيلتكم ولا يستغرب هذا من أمثالكم، أرباب العلم والتخصص والأدب.
وتقبل وافر الاحترام والحب والتقدير
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[04 Apr 2007, 10:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل: أيمن صالح شعبان.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنتم أهل الجزاء و الإحسان، شاكرا لفضيلتكم تواصلكم و تقديركم، مع أمل التعاون أكثر لما فيه خدمة هذه الأمة.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[متين احمد]ــــــــ[01 Nov 2010, 01:32 م]ـ
السلام عليكم! أنا طالب بمرحلة الماجستيربالجامعةالإسلامية العالمية بإسلام آباد باكستان. أنا أكتب الرسالة حول "الوحدة الموضوعية في القرآن: دراسة مقارنة بين "تدبرالقرآن" لأمين أحسن الإصلاحي و"الأساس في التفسير"لسعيد حوي".أمين أحسن هوتلميذالعالم الهندي الشيخ حميدالدين الفراهي وقد أكمل تفسيره باللغة الأردية في تسع مجلدات حسب فكرة الوحدة الموضوعية للفراهي وإن هذاالتفسيريسبق الآخرين من هذه الناحية. قد قام مسبقابالدراسة المقارنة بين الفراهي وسيد قطب الأستاذ صبحي رشيد اليازجي من جامعة غزة. فهل عندأحدمن الإخوان تصويرهذه الرسالةفيرسلها إليّ فإنّي في حاجة مآسة إليها. سيد عبدالمتين الكشميري mateen.iri@gmail.com(/)
وضع سلة صغيرة للمهملات بجوار المصاحف، أمام المصلين.
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 Mar 2007, 09:24 م]ـ
الإخوة الأفاضل /
تأملت في بعض مساجدنا فوجدت أن بعض الأئمة يضع سلة المهملات بجوار المصاحف، أمام المصلين.
وهي سلة صغيرة خاصة بما خف من المهملات كالمناديل ونحوها.
وقد كانت السلال التي رأيتها في أحد المساجد قريبة جدا، بل ملاصقة لرف المصاحف المكشوف.
فنظرت، فوجدت أن الرجل الكريم يأبى أن يجلس بجوار سلة مهملات أو أن يكون قريبا منها.
وكتاب الله أعز وأكرم.
وأحسب أن مثل الأمر لا يليق، ولا ينبغي.
وننتظر توجيه مشايخنا الأفاضل.
نسأل الله أن يلطف بحالنا.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[21 Mar 2007, 12:17 م]ـ
لفتة طيبة جزاك الله خيراً.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[21 Mar 2007, 01:54 م]ـ
ما ذكرته أخي الكريم وغيره مما يجده الإنسان تعظيماً لكتاب الله قد يكون مستروحاً من قوله تعالى: (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) ..
(ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه) ..
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[21 Mar 2007, 09:09 م]ـ
بارك الله فيكم
وزارة الشؤون الإسلامية قد عممت على الأئمة بمنع وضع هذه السلال أمام المصلين.
ـ[الجعفري]ــــــــ[21 Mar 2007, 10:30 م]ـ
جزاك الله خيراً
ملاحظة جيدة لعل الأخوة الأئمة ينتبهون لها.
ـ[المسيطير]ــــــــ[23 Mar 2007, 01:22 م]ـ
المشايخ الفضلاء /
ابن الجزيرة
فهد الوهبي
عبدالرحمن السديس
الجعفري
جزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
قال الشيخ الكريم الدكتور / أبوعبدالله النجدي - وفقه الله -في ملتقى أهل الحديث:
(كان شيخنا الفقيه عبد الله بن قعود ـ رحمه الله ـ يفتي بكراهة وضع سلال النفايات في قبلة المصلين، وأمر بإزالتها من مسجده) أ. هـ
ونقل الأخ محب أحمد بن حنبل في ملتقى أهل الحديث كذلك:
قال الشيخ محمد المختار الشنقيطي حفظه الله:
(بعض الناس يأتي بصناديق للزبالة في المسجد , وتوضع هذه الصناديق في الصف الأول أو في القبلة!!، وهذا خطأ ولا شك، لأن القبلة تصان عن مثل هذه الأشياء , ولذالك نهى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل أن يضع حذاءه في قبلته كما في الحديث الصحيح، ونهاه أن يبصق في قبلته.
فهذا يدل على أن القبلة تصان عن الأذى والضرر، فالأفضل أن توضع هذه الصناديق في الخلف). ا. هـ
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[24 Mar 2007, 10:04 م]ـ
أخي أبا محمد .. ما نقلته عن المشايخ غفر الله لهم ورحمنا وإياهم أتى على ما في النفس،وصدق الله: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ [الحج/32].
جزاك الله خيراً على هذه اللفتة.)
ـ[د. أنمار]ــــــــ[25 Mar 2007, 07:13 م]ـ
ومثله مد بعض الجهلة الأجلاف أرجلهم أعزكم الله إلى المصاحف حتى ما يكون بينه وبينها إلا قدر أنملة. ولو وجه (بالتشديد) أحدهم أخمص قدمه إلى وجه صاحبه وبينهما مفاوز لعده سوء أدب واجتراء على مقامه.
اللهم أدبنا بأدب رسولك وصحابته وأهل بيته الكرام.
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 Mar 2007, 07:52 م]ـ
فتوى العلامة صالح الفوزان
س: هل يجوز وضع سلة مهملات صغيرة في نواحي المسجد؟
الجواب: إذا كانت سلات الزبالة والأوعية التي تجمع فيها الزبالة، ما تمكث في المسجد، وإنما تجمع وتخرج في الحال، أما إذا كانت تترك في المسجد وقت أو أيام فهذا لا يجوز، لا يجوز أنها تترك وقت طويل أو أيام؛ لأنها تسيء إلى المسجد وربما ينبعث منها روائح كريهة أو مناظر سيئة، الحاصل أنه إذا بودر بإخراجها وتفريغها خارج المسجد لا بأس، أما أنها تترك مدة طويلة في المسجد وتجمع فيها الزبالات والأشياء التي ربما يحصل منها روائح كريهة فهذا لا يجوز.
المرجع:
أسئلة كتاب الصلاة من زاد المستقنع
نقل الفتوى أخونا الفاضل / أبوفيصل من ملتقى أهل الحديث.
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 Mar 2007, 11:29 م]ـ
وضع حاويات القمامة في المساجد
أجاب عليه فضيلة الشيخ أ. د. سليمان العيسى
التاريخ 17/ 11 / 1426 هـ
رقم السؤال 12484
السؤال:
ماحكم استعمال المحارم الورقية في المساجد و ترافقها حاوية صغيرة للتخلص منها، وتكون الحاوية أمام المصلين بأتجاه القبلة، وكل من يتخلص من النخام و فضلات أنفه يلقيه في هذه الحاوية.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
مما لا شك فيه أن وضع ما ذكر أمام المصلين مما يستقذر، لا سيما وأن بعض الناس أيضاً يمسك بأنفه وهو واقف ويستنثر أمام المصلين في تلك الحاويات.
هذا وأرى ألا توضع في قبلة المصلين.
أما لو كانت هذه الحاويات في أماكن خلف الصفوف أو على جوانب الصفوف أو عند أعمدة المسجد، المهم أن تكون في جهات غير بارزة فلا أرى بذلك بأساً.
هذا وقد ذكر العلماء أن الإنسان إذا بدره بصاق أو مخاط فإنه يبصق في ثوبه فقد جاء في كشاف القناع للبهوتي الحنبلي جـ1 ص 381 ما نصه:
(وإن بدر المصلي مخط أو بزاق ونحوه كنخامة في المسجد بصق في ثوبه وحك بعضه ببعض إذهاباً لصورته؛ لحديث أنس أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال: "إذا قام أحدكم في صلاته فإنه يناجي ربه فلا يبزقن قِبَل قبلته لكن عن يساره أو تحت قدمه" الحديث رواه البخاري ولمسلم من حديث أبي هريرة لما فيه من صيانة المسجد عن البصاق) انتهى.
والله أعلم.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.
http://www.almoslim.net/rokn_elmy/show_question_main.cfm?id=12484(/)
توهيم أبي زرعة ليحيى بن سلَّام في نقله لقول قتادة أن المراد بدار الفاسقين مصر
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[21 Mar 2007, 12:37 ص]ـ
نقل المزي في ترجمة سعبد بن أبي عروبة توهيم أبي زرعة ليحيى بن سلام في روايته عن قتادة أنه قال في تفسير قوله تعالى " سأريكم دار الفاسقين " أنها مصر، والمراد بهم آل فرعون
( ... وقال سعيد بن عمرو البرذعي قلت لأبي زرعة يحيى بن سلام المغربي؟ فقال: لا بأس به ربما وهم.
قال لي أبو زرعة حدثنا أبو سعيد الجعفي قال حدثنا يحيى بن سلام عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في قوله عز وجل " سأريكم دار الفاسقين" قال: مصر، قال وجعل أبو زرعة يستعظم هذا ويستقبحه.
قلت له أي شيء أراد بهذا؟
قال هو في تفسير سعيد عن قتادة: مصيرهم)
وقد رأيت هذا القول متناقلا في كثير من كتب التفسير كالطبري، والماوردي، وابن الجوزي، وغيرهم، وإن كان الظاهر من كلام الطبري أنه ضعفه لخروجه عن السياق
وفي هذا فوائد، منها:
1. عدم ثبوت مثل هذا التفسير عن السلف، وبالتالي عدم تخطئة قتادة إذ هو لم يقل به.
2. وهم الراوي في نقل كلام المفسر من السلف قد يؤدي إلى إيهام وقوع الخلاف بين السلف في موضع الوهم
3.أهمية الرجوع إلى أكثر من مصدر للتثبت من صحة القول الوارد عن السلف
والموضوع مطروح للمدارسة، وبانتظار فوائد أساتذتنا الأفاضل حوله
وأقترح أن يفرد مضوع للتصحيفات التي لحقت كتب التفسير، بحيث يكتب كل عضو ما يقف عليه، ففي هذا فوائد كثيرة
ـ[أبو صالح التميمي]ــــــــ[21 Mar 2007, 07:51 ص]ـ
كلام أبي زرعة هو في "الضعفاء" مع أسئلة البرذعي (2|340) ومما يضاف ما ذكره أبو حاتم في "العلل" لابنه (2|319) في تفسير ابن عباس لآية" إن أصحاب الجنة في شغل فاكهون" بقوله: افتضاض الأبكار حيث صحف فيه الراوي فقال: ضرب الأوتار. والله أعلم.
ـ[الجكني]ــــــــ[21 Mar 2007, 08:52 ص]ـ
تفسير يحي بن سلام موجود في القطعة الموجودة من تفسيره وهي "مصر"وأيضاً نقله عنه الإمام الداني بسنده إليه في كتابه "المكتفى في الوقف والابتدا"0
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[21 Mar 2007, 10:01 ص]ـ
هل يصح هذا التفسير المنقول عن ابن عباس في قوله تعالى (شغل فاكهون) كما اورده ابو صالح التميمي اعلاه؟
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[21 Mar 2007, 10:39 ص]ـ
- ورد القول بأن دار الفاسقين: مصر, أي قوم فرعون. عن جماعة من السلف: كابن عباس, وعلي رضي الله عنهم, وسعيد بن جبير, وعطية العوفي, ومقاتل بن سليمان. فهو وارد ثابت عن السلف.
ورجح هذا القول الزمخشري واستدل له, وغلَّبه الآلوسي, وذكر شواهده القرطبي.
- أما قول قتادة فقد صح عنه أنه قال: مصيرهم. كما روى أبو زرعة. وصح عنه أنه قال: منازلهم. كما روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة. وما أكثر ما تتعدد أقوال المفسر الواحد, وليس ذلك بغريب.
وما رواه ابن سلام عن قتادة أنها: مصر. = بمعنى القول الثاني, فربما نقله عنه معنى قوله الذي يوافق قول غيره من السلف, والله أعلم.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[21 Mar 2007, 11:16 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد
السياق يشير إلى كون هذا الكلام كان بعد خروج بني إسرائيل من مصر، وبعد هلاك فرعون وجنده، كما أن دلالة الفعل على الاستقبال ترد هذا،
وقد أورد الطبري عدة أقوال، ومنها القول بأن المراد سأدخلكم أرض الشام فأريكم منازل الكافرين
ويبدو أنه اختار هذا القول، ففي هذا الموضع من تفسيره سقط، لكن بقي جزء من ترجيحه
قال الطبري وإنما اخترنا القول الذي اخترناه في تأويل ذلك لأن الذي قبل قوله جل ثناؤه: {سأريكم دار الفاسقين} أمر من الله لموسى وقومه بالعمل بما في التوراة فأولى الأمور بحكمة الله تعالى أن يختم ذلك بالوعيد على من ضيعه وفرط في العمل لله وحاد عن سبيله دون الخبر عما قد انقطع الخبر عنه أو عما لم يجر له ذكر(/)
دورة علمية للشيخ الدكتور مساعد الطيار في المدينة النبوية
ـ[محب القراءات]ــــــــ[21 Mar 2007, 01:09 ص]ـ
دورة علمية في القسم المتعلق ب (الكتاب) من كتاب الموافقات في أصول الشريعة للإمام الشاطبي - رحمه الله - المتوفى سنة 790هـ
يشرحه فضيلة الشيخ / د. مساعد بن سليمان الطيار _ حفظه الله _ في مسجد البلوي بحي الفيصلية بالمدينة النبوية , وقد بدأ الشيخ حفظه الله بشرح هذا القسم في دورة سابقة بتاريخ 3/ 2 / 1428 و 4/ 2 / 1428.
وسيكمل الشرح في يوم الأربعاء الموافق 2/ 3 / 1428 بعد صلاة العصر.
وفي يوم الخميس الموافق 3/ 3 / 1428 بعد الفجر والظهر والعصر.
أسأل الله تعالى أن يحفظ شيخنا ويبارك في علمه وعمله وينفع به.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[21 Mar 2007, 02:21 ص]ـ
بارك الله فيك ... ونسأل الله للشيخ مساعد التوفيق والسداد ..
(هل ستنقل الدورة في أحد الغرف)
ـ[محب القراءات]ــــــــ[21 Mar 2007, 06:47 ص]ـ
نعم ستنقل الدروس عبر موقع البث الإسلامي
http://www.liveislam.net/(/)
عنوان فقط، هل هناك كتاب أو رسالة جمع فيها روايات ابن عباس في التفسير غير تنوير المقباس
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[21 Mar 2007, 08:51 م]ـ
؟؟؟؟
ـ[دمعة الأقصى]ــــــــ[22 Mar 2007, 03:57 ص]ـ
فيه رسائل كثيرة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والجامعة الإسلامية بالمدينة منها:
1. المفسر عبدالله بن عباس وتحقيق المروى عنه في الفاتحه والبقرة وآل عمران
محمد العبدالقادر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – السعودية-
2. تحقيق وتخريج المروي عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه من أول سورة يونس إلى آخر سورة مريم، محمد الفائز جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
2. تحقيق وتخريج المروى عن ابن عباس من أول سورة المجادلة الى آخر سورة الناس، حامد الفريح جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
3. تحقيق المروى عن ابن عباس من اول سورة الزخرف الى نهاية سورة الحديد
محمد الفالح جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – السعودية-
4. تحقيق المروى عن ابن عباس من أول سورة طه الى اخر سوره العنكبوت
سعود الحمد جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – السعودية-
5. تحقيق المروى عن عبدالله بن عباس في سورة النساء والمائدة والأنعام
ناصر العمار جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – السعودية-
6. تفسيرات ابن عباس في الثلثين الأخيرين من القرآن الكريم.
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
7. ابن عباس ومنهجه في التفسير، وتفسيراته الصحيحة في الثلث الأول من القرآن.
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
8. المفسر عبدالله بن عباس وتحقيق المروي عنه في سورة الأعراف والأنفال والتوبة
حمد القرعاوي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – السعودية-
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[24 Mar 2007, 01:59 ص]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك، هل طبع منها شيء؟
ـ[دمعة الأقصى]ــــــــ[24 Mar 2007, 02:06 ص]ـ
حسب علمي أنها إلى الآن لم تطبع، وهي في جامعة الإمام والجامعة الإسلامية، ومكتبة الملك فهد
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[24 Mar 2007, 06:15 ص]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك،،(/)
استفسار عن طبعة المكتب الإسلامي لزاد المسير
ـ[بويوسف]ــــــــ[22 Mar 2007, 07:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي الأفاضل ...
لدي استفسار عن طبعة المكتب الإسلامي لزاد المسير المضغوطة في مجلد، هل تحتوي على كامل حواشي الطبعة القديمة ذات التسع مجلدات؟ وهل تغني عنها؟
لعل من يملك هذه الطبعة إفادتنا.
وجزاكم الله خيراً
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Mar 2007, 08:20 م]ـ
نعم أخي الكريم، هذه الطبعة الجديدة هي القديمة ذات التسعة مجلدات، بل وصحح المحقق فيها بعض الأخطاء. وهي تغني عن تلك بإذن الله.
ـ[بويوسف]ــــــــ[22 Mar 2007, 08:35 م]ـ
أسال الله أن يرفع درجتك شيخنا الحبيب وجزاكم الله عنا كل خير(/)
مشايخي وأحبتي .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عصام العويد]ــــــــ[22 Mar 2007, 10:38 م]ـ
مشايخي .. وأحبتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... أما بعد:
ما مثل حالي وضعفي حين أشارككم في مثل هذا الموقع العلمي المبارك إلا كما قال جرير:
وَاِبنُ اللَبونِ إِذا ما لُزَّ في قَرَنٍ .... لَم يَستَطِع صَولَةَ البُزلِ القَناعيسِ
لكن طلب وألح في ذلك من تكفي إشارة ببنانه وهو أخي وشيخي وحبيبي وقرة عيني د / عبد الرحمن الشهري، المشرف على هذا الملتقى القرآني الذي أصبح بحق روضة من رياض الجنة، يتدارس فيها أهلها كتاب الله، فهنيئا لهم، ولاحرمنا الله أن نحشر في غمارهم، فهم القوم لا يشقى بهم جليسهم.
وهذه أولى المشاركات وهي تمهيد لرسالة المراحل الثمان لطالب فهم القرآن ـ جعلني الله وإياكم من اهله ـ:
تمهيد:
لتفسير أي آيةٍ من كتاب الله تعالى تفسيراً يتضح معه المعنى العظيم للآية نحتاج إلى تجاوز مراحل ـ ولا بد ـ اجتهدت فيها فجعلتها ثمانية وهي كما يلي:
المرحلة الأولى: الوقوف على الآثار الواردة عن رسول الله ? ثم الصحابة وأئمة التابعين في الآيات، سواءً ما كان يتعلق بفضائل السور أو أسباب النزول أو التفسير.
المرحلة الثانية: إدراك المعنى اللغوي للكلمات الواردة في الآية ومقارنته بما جاء عن السلف، ثم الجمع بينهما لتحديد المعنى الكامل والصَّحيح للكلمة نفسها.
المرحلة الثالثة: معرفة دلالة حروف المعاني التي تربط بين الكلمات.
المرحلة الرابعة: معرفة دلالة الجملة وما يتعلق بها.
المرحلة الخامسة: فهم دلالة السِّياق.
المرحلة السادسة: الإحاطة بالمقصود العام للسورة.
المرحلة السابعة: جمع الآيات الأخرى التي تنزَّلت في الموضوع نفسه من القرآن كلِّه، ليكتمل المعنى المراد للآية.
المرحلة الثامنة: العناية بتدوين أخبار وقَصص الأئمة سلفاً وخلفاً مع القرآن، ثم الاستشهاد بها في محلِّها من التفسير.
هذه بإجمال هي المراحل الثمان لطالب فهم القرآن وقد دونتها قبل أربع سنوات خلت ثم ما زلت أزيد فيها وأنقص، وحتى لا أشق عليكم سأكتفي بعرض أهم مباحثها بين أيديكم ـ بإذن الله ـ لنتدارس فيها عسى الله أن يتقبلها مني ومنكم بقبول حسن في الدنيا والآخرة، هو المسدد وحده سبحانه.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[23 Mar 2007, 12:00 ص]ـ
يشرفني أن أكون أول المرحبين بشيخي الكريم الشيخ أبي عبدالرحمن عصام بن صالح بن محمد العويد،والذي أخذ بيدي إلى باب التدبر،والاهتمام به،وتوجيه العناية إليه،والذي انطلقتُ بسببه في حياة جديدة مع كتاب الله تعالى، أسأل الله أن يجزيه عني أحسن الجزاء.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Mar 2007, 12:37 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين.
مرحباً بالأخ العزيز والشيخ الكريم أبي عبدالرحمن في ملتقى أهل التفسير بين محبيه وإخوانه، ونرجو أن نرى منه في هذا الملتقى ما ننتفع به كما انتفعنا من قبلُ بفوائده في برامجه على قناة المجد جزاه الله خيراً، وأشكره على قبوله الدعوة للمشاركة، وأعتب عليه في ما وصفني به من الصفات التي لا أستحقها، ولكنه نبله وكرمه زاده الله توفيقاً.
وأما المراحل الثمان التي تفضلتم بذكرها يا أبا عبدالرحمن فسننتظر شرحكم لوجهة النظر التي بنيتم عليها هذه المراحل، ثم نتناقش في التفاصيل حينئذٍ لنستفيد منكم حفظكم الله، فإن تدبر القرآن وظيفة القلوب المخبتة، والعقول المستنيرة بنور القرآن نسأل الله من فضله.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[23 Mar 2007, 03:22 ص]ـ
مرحباً بك فضيلة الدكتور عصام العويد .. ونحن بانتظار مشاركاتكم القيمة في ملتقى أهل التفسير ..
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[23 Mar 2007, 11:40 ص]ـ
حياك الله شيخنا المبارك في هذا الملتقى العامر.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[23 Mar 2007, 01:16 م]ـ
نرحب بالشيخ الكريم د. عصام بين إخوانه , ولا شك أن جانب التدبر في الملتقى من الجوانب التي لم تعط حقها فقد غلب عليه الجوانب العلمية فلعل الله يفتح عليك بما يسد هذه الثغرة وننتظر مشاركاتك.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[23 Mar 2007, 02:49 م]ـ
مرحبا بك في هذا الملتقى المبارك، نفع الله بك وبارك فيك.
ـ[الجعفري]ــــــــ[23 Mar 2007, 11:23 م]ـ
مرحباً بالشيخ الكريم بين إخوانه وتلامذته ومن سيستفيدون منه إن شاء الله فحياك ربي.
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[24 Mar 2007, 01:53 ص]ـ
أهلا ومرحبا بك يادكتور عصام بين إخوانك، وبانتظار
ما عودتنا عليه من اللطائف الجميلة،،،
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[24 Mar 2007, 07:42 م]ـ
حللت أهلا ونزلت سهلا ومراحب متتابعة بحط سيادتكم علينا تقول فضيلتكم:
فهم القوم لا يشقى بهم جليسهم. أهـ
كثر الجلساء إذًا. وقد أفرد الحديث جليس فلا تزاحمني عليه رحماك الله أَمَا نظرت للتوقيع.
أكمل أكمل الله لك وأكملنا بك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام العويد]ــــــــ[25 Mar 2007, 02:35 م]ـ
أبا عبد الله د عمر المقبل:
ليس غريبا أن تكون أولا يا أحب الناس ـ من الرجال طبعاً:) ـ، فأنت الأول دائما في أي سباق بيني وبينك حفظك ربي.
الفاضل د / عبد الرحمن الشهري:
شكر الله لك أولاً وآخر، وتقول " وأعتب عليه في ما وصفني به من الصفات التي لا أستحقها " لا تعتب أخي فقد والله أحببتك واستفدت منك في أول جلسة جمعتني بك.
أما ما طلبت من البيان فأبشر بإذن الله.
الأحبة الكرام ..
فهد الوهبي .. ابن الجزيرة .. أحمد البريدي .. عبد الرحمن السديس .. الجعفري .. أحمد الفالح ..
شكر الله .. فكم يتشرف المرء بصحبتكم، وتنبهوا فلم (أتدكتر)! إلى الآن.
الحبيب اللطيف الظريف أيمن شعبان ..
أما ترضى أن تكون أنت جليسهم، وأنا جليسك عاض بطرف ثوبك (: فالرب كريم؟!
أبشر سأكمل بإذن المولى .. لا حرمني الله من نقدك وتقويمك أخي
.
.
ـ[الطبيب]ــــــــ[26 Mar 2007, 11:05 ص]ـ
أهلا ومرحبا بك يادكتور عصام بين إخوانك ...
وفقك الله ورزقك النية الصالحة.
ودمتم،،،(/)
التقويم والتعريف بعدد من الكتب حديثة الصدور والتصنيف (1)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 Mar 2007, 02:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .........
كنت فيما مضى قد فتحت موضوعاً كنت أنوي فيه متابعة الإصدارات الجديدة مع تقويم متوسط لها وقد ضاع مع ما ضاع من الملتقى –على ما أظن- ولأن الحال قد آل بي إلى ما ترون من عدم القدرة على مواصلة الأنس بكم وإنما هي متابعة شديدة التقطع= فقد بدا لي أن أكتبب موضوعاً كل فترة بالعنوان الذي ترون ويكون التقويم فيه بعبارة شديدة الاختصار ... وقد يغني عن بسط العبارة أسئلتكم واستفسارتكم وأجوبتها ... والله الموفق لا معين سواه ...
الكتاب الأول: المحرر في علوم القرآن.
المؤلف: الشيخ مساعد الطيار.
الناشر: من إصدارات معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية وتوزيع دار ابن الجوزي ...
الحكم الإجمالي على الكتاب: جيد جداً.
التقويم: هذا الكتاب من الكتب النفيسة في بابه غير أني أرى أنه لا يصلح كمرحلة أولى للمبتدئين في هذا العلم ...
وتعليل ذلك: أن للمؤلف الفاضل –فيما أرى- نفس طلعة تأبى أن تغادر مسألة من مسائل العلم إلا وقد أتحفتك بلمحة تحرير ومعلماً من معالم التدقيق والتخصص ... فإن لم تسعفه دراسته إلى تحرير مسائل الباب ككل وإزالة غشاوة الإلف وتتابع المؤلفين على قول واحد ومثال واحد يلوكونه = إذا لم يسعفه الوقت والبحث في إزالة هذه الوضار تجده يقصها عليك ثم يفتح لك أبواباً من البحث والنظر والتفتيش تعينك –لو كنت مجداً- على هدم معابد التبعية العلمية بيديك ...
ومثل هذا النوع من الكتابة يحرر العقول ويفتح آفاقا من النظر والبحث غير أنه لا يصلح لطالب مبتديء جاهل حتى بمفردات العلم الأولية ... ولا أظن أن المؤلف الفاضل قد أراد بكتابه هذا الصنف من الطلاب ...
وعلى الكتاب ملحظ فني غاية في الأهمية أرجو أن يلاحظ في الطبعة القادمة وهو أن صدور الكتب في غلاف ورقي كرتوني لم يعد محبباً لتسارع الفساد إليه فكيف يصدر كتاب كهذا كبير الحجم يظن بمثله أن يقرأ مرة ومرتين بل هو مرجع نفيس للدراسة والبحث = فكيف يصدر في مثل هذا الغلاف،فحبذا لو صدرت الطبعة القادمة في مجلد ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 Mar 2007, 03:20 م]ـ
الكتاب الثاني: أحاديث العقيدة التي يوهم ظاهرها الإشكال في الصحيحين.
المؤلف: محمد سليمان الدبيخي.
الناشر: دار المنهاج - الرياض.
الحكم العام على الكتاب: ممتاز.
التقويم: منذ طالعت رسالة الماجستير لنفس الباحث والتي كان عنوانها: ((أحاديث العقيدة التي يوهم ظاهرها التعارض في الصحيحين)).وقد أيقنت أنني أمام باحث فذ ممن لا تجود بهم الأيام كثيراً في زمان الناس هذا ...
تماسك في لغة العرض، قدرة على التمييز بين النظائر، إتقان للجمع بين الأشباه، دقة في ملاحظة الفروق بين مذاهب أهل العلم، إتقان ومعرفة بمذهب أهل السنة، ومن وراء كل ذلك باحث يقبل على مسألته محل البحث وقد أمسك بقرنيها فلا تكاد تتفلت منه أو يند عنه منها شيء ...
فلما طالعت كتابنا هذا وهو أطروحته للدكتوراه ... قلت:يالهذه الدكتوراه التي تجمع تحت اسمها التبر والتراب والدر والبعر ومالاقيمة له وما حقه أن يكتب بماء الذهب ...
وكتابي المصنف هذين هما من أنفس ما خطته يد البحث العلمي في الآونة الأخيرة وهما يعرضان عرضاً تفصيلياً لطريقة أهل السنة ومنهجهم في التعارض والأشكال ذلكم المنهج الذي يتسق مع المنظومة العامة لمنهج أهل السنة والجماعة في التلقي والاستدلال ......
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 Mar 2007, 05:15 م]ـ
الكتاب الثالث: النهج المبتكر في شرح نخبة الفكر.
الناشر: دار الكيان (الرياض) ومكتبة ابن تيمية (الشارقة).
المؤلف: حازم بن محمد الشربيني.
الحكم العام: جيد جداً.
التقويم: عندما يغوص الشارح في أعماق المتن متدسساً إلى خوافيه،ومتصلاً ببواطنه؛فإذا بالمتن وقد خلط لحم الشارح ودمه =عندئذٍ فقط يمكنك أن تصف الشرح بأنه شرح نفيس ...
وهذه الضبط هي حال كتابنا هذا ...
فالدقة والمتانة المنطقية التي حظيت بها نخبة الحافظ وقفت عائقاً أمام دقة تحديد مراده وهنا يأتي كتابنا هذا كأدق ما كتب في تحديد مرادات الحافظ وهو أكثر الشروح اتصالاً بكتب الحافظ الأخرى ...
ولم يكن هم الشارح-في أغلب المواطن-تحرير الفرق بين طريقة الحافظ وصنيعه وبين صنيع المتقدمين ولم يغرق بكتابه في هذا البحر الخضم ...
وهو كذلك لم يوجه عنايته للمبتدئين الذين يقرأون النخبة لأول مرة ....
بل جعل وكده جمع زبد الفوائد الموضحة لمراد الحافظ من شروح النخبة والنزهة ومن كتب الحافظ نفسه الأخرى ثم من بقية كتب المصطلح ثم -وهذا من أنفس فوائد الشرح- نقولاته الرائعة سماعاً ومشافهة من الشيخ محمد عمرو ثم الشيخ حاتم الشريف ثم بالسماع فقط من الشيخ عبد الله السعد،وهذه النقولات وإن كانت يسيرة بالنسبة إلى حجم الشرح إلا أن فائدتها جليلة جداً ......
وبعد ....
فهذا كتاب رائع نفيس لا يعيبه سوى بعض الضعف اليسير في لغة وأسلوب العرض لعل مرجعه إلى حداثة كاتبه في التصنيف والله أعلم ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[09 Apr 2007, 09:33 م]ـ
تصحيح: اسم صاحب كتاب:أحاديث العقيدة التي يوهم ظاهرها الإشكال في الصحيحين
هو سليمان بن محمد وليس محمد بن سليمان وفقك الله.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[30 Jun 2010, 09:04 م]ـ
الكتاب الرابع؛ السبل المرضية لطلب العلوم الشرعية.
المؤلف؛ أبو الأشبال أحمد بن سالم المصري.
الناشر؛ دار الكيان بالرياض، مكتبة التوحيد ببورسعيد ((1426 هـ، 2006 م)).
الحكم الإجمالي علي الكتاب؛ جيد جدا.
التقويم؛ هذا الكتاب من أنفس الكتب التي كتبت في هذا
الباب ((علي كثرتها))، ولعل ذلك يرجع إلي خبرة مصنفه ــ وفقه الله ــ في هذا الجانب، وعلو كعبه.
ولقد أبدع مصنفه في رسم المنهج العلمي في العلوم الآتية:
1ــ علم العقيدة.
2ــ علم أصول الفقه.
3ــ علم الحديث ومصطلحه.
4ــ علم المنطق.
5ــ علم مقاصد الشريعة.
6ــ علم القواعد الفقهية.
وقصر نفسه في العلوم الآتية:
1ــ علم النحو.
2ــ علم الصرف.
4ــ علم البلاغة.
5ــ علم اللغة.
6ــ علم الأدب.
7ــ علم الفقه.
واقتضب جدا في:
1ــ علم التفسير وأصوله.
2ــ علم المحاضرات والتواريخ.
ومن الملاحظات علي الكتاب؛
1/ إحالته علي كتاب الشيخ: عبد العزيز القاسم ((الدليل إلي المتون العلمية)) وهو غير متوافر عند كثير من الطلبة.
2/ أن المصنف لم يلتزم بالمرحلية في التلقي في العلوم التي ذكرها كما فعل في العقيدة وأصول الفقه وغيرها، ومثال ذلك التفسير وأصوله.
3/ أقترح علي المصنف ــ نفع الله به ــ أن يعيد طبع الكتاب متلافيا هذه الملاحظات، لا سيما وقد استجد من حال المصنف، وحالة الساحة العلمية مالا يخفي.
4/ لو زاد المصنف قائمة بأسماء كتب في السلوك،
وبعض أسماء المبدعين من العلماء الذين ينصح بمطالعة كتبهم = لكان ذلك مفيدا ــ إن شاء الله تعالي ــ.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[30 Jun 2010, 09:10 م]ـ
إنما فعلت هذا ــــــ وإن كنت ليس من أهله ـــــ استنفارا لأبي فهر أن يستكمل هذا الموضوع المفيد.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[30 Jun 2010, 10:27 م]ـ
الكتاب الأول: المحرر في علوم القرآن.
المؤلف: الشيخ مساعد الطيار.
التقويم: هذا الكتاب من الكتب النفيسة في بابه غير أني أرى أنه لا يصلح كمرحلة أولى للمبتدئين في هذا العلم ...
وتعليل ذلك: أن للمؤلف الفاضل –فيما أرى- نفس طلعة تأبى أن تغادر مسألة من مسائل العلم إلا وقد أتحفتك بلمحة تحرير ومعلماً من معالم التدقيق والتخصص ... فإن لم تسعفه دراسته إلى تحرير مسائل الباب ككل وإزالة غشاوة الإلف وتتابع المؤلفين على قول واحد ومثال واحد يلوكونه = إذا لم يسعفه الوقت والبحث في إزالة هذه الوضار تجده يقصها عليك ثم يفتح لك أبواباً من البحث والنظر والتفتيش تعينك –لو كنت مجداً- على هدم معابد التبعية العلمية بيديك ...
ومثل هذا النوع من الكتابة يحرر العقول ويفتح آفاقا من النظر والبحث غير أنه لا يصلح لطالب مبتديء جاهل حتى بمفردات العلم الأولية ... ولا أظن أن المؤلف الفاضل قد أراد بكتابه هذا الصنف من الطلاب ...
أحسنت
وأتفق معك فيما ذكرت فقد قمت بتدريس مادة علوم القرآن للمبتدئين في هذا العلم في معهد علمي , وكان مقررا عليهم هذا الكتاب , لكونه يدرس في معهد الإمام الشاطبي بجدة.
وفي الحقيقة كنت ألاحظ هذه الملاحظة وأرى أن الكتاب فوق مستوى المبتدئ في هذا العلم.
وقد قرأت عدة كتب في علوم القرآن أثناء تحضيري للدروس , وأرى أن الحاجة ماسة لتأليف كتاب ميسر وسهل للمبتدئين على غرار:
التفسير الميسر
والفقه الميسر
والتجويد الميسر ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=16835&highlight=%C7%E1%CA%CC%E6%ED%CF+%C7%E1%E3%ED%D3%D1 )
التي أصدرها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[27 Nov 2010, 10:49 ص]ـ
هل من استكمال لما بدأتم به؟(/)
تحية للقائمين على ملتقى أهل التفسير
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[23 Mar 2007, 03:04 م]ـ
ما من ريب أن العناية بكتاب الله –عز وجل- تعلماً، وتعليماً، وتدبراً، وما جرى مجرى ذلك – من أجل القربات، وأعظم الباقيات الصالحات.
وإن من نعم الله علينا في السنوات الأخيرة ما نراه من العناية بكتاب الله، والإقبال على تعلمه وتعليمه.
ومن ذلك القبيل ما نراه من الاهتمام بتفسير القرآن الكريم، ولفت الأنظار إلى ضرورة العناية به، ومزيد الإقبال عليه.
وإن من تلك الجهود المباركة ما نراه في هذا الملتقى المبارك الذي يضم نخبة طيبة مباركة من أهل العلم والفضل الذين يبذلون قصارى جهدهم في سبيل تقريب علم التفسير، وتبيين مناهج المفسرين، والإجابة على الأسئلة المتنوعة حول القرآن وعلومه، وإثارة الموضوعات، والمشاركة في بعض وسائل الإعلام، وبعض المؤتمرات التي ترمي إلى هذا الغرض النبيل.
كل ذلك مصحوب بالعلم المؤصل، والأدب الفاضل، والتواضع الجم، والحوار الهادئ، والمناقشة الحرة، والنقد البناء، واحترام أهل العلم، وإنزالهم منازلهم، والبعد عن التسفيه والمهاترات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
فتحية صادقة، وثناءاً عاطراً، ودعاءاً خالصاً لأولئك السراة الأماجد، الذين نهضوا بعلم التفسير، وجددوا ما خلق من نصاعته وروائه.
ورجاءاً حاراً بأن يواصلوا مسيرتهم المباركة، ويرتقوا بعملهم درجات ودرجات.
وأخيراً أعتذر عن عدم ذكر أسماء أولئك خشية من نسيان أحد منهم، ولعلي أستأنس بقول الأول:
لسنا نسميك إجلالاً وتكرمة = وذكرك المعتلي عن ذاك يكفينا
الخميس 3/ 3/1428هـ
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 Mar 2007, 03:09 م]ـ
مرحباً بالشيخ الكريم الذي لطالما انتفعت وانتفع إخواني بكتاباته ........
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[23 Mar 2007, 03:16 م]ـ
وجود أمثالكم ـ أبا إبراهيم ـ في هذا الملتقى العلمي العملاق سبب فيما تراه من توفيق وتميز ـ ولله الحمد ـ، فلا تحرم إخوانك ومحبيك من فوائدك الكثيرة.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[23 Mar 2007, 06:09 م]ـ
بارك الله فيكم فضيلة الدكتور محمد الحمد على هذا التجشيع للقائمين على الملتقى، والعناية بالقرآن شرف الجميع ...
ـ[الجكني]ــــــــ[23 Mar 2007, 09:22 م]ـ
أضم صوتي للشيخ محمد الحمد،وأضيف إلى كلامه:إن الشيخ حفظه الله لم يشر إلى "علم القراءات وعلومها، فهذا الملتقى - حسب علمي ضم كثيراً من مسائل ودقائق هذا العلم التي لا يعرف قدرها إلا من كان من أهلها.
هذا ولا أعلم أن هناك ملتقى أو منتدى اهتم بالقراءت "دراية " ولا أقول "رواية " مثل هذا الملتقى المبارك،ونحن لا زلنا في بداية الطريق نسيرعليه حتى يقيض الله من يجيء بعدنا ويكمل المشوار،فجزى الله القائمين عليه خير الجزاء.
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[24 Mar 2007, 01:48 ص]ـ
أهلاً ومرحباً بك بين إخوانك، فبمثل شخصكم الكريم
يرتفع شأن هذه الملتقيات، ويزاد الإقبال عليها، لا سيما
وأنكم ممن عرفتم بكتاباتكم الرائعة التي لطالما استفدنا منها،
لا حرمك الله الأجر، وبانتظار مشاركاتكم الفاعلة.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[24 Mar 2007, 07:48 م]ـ
السلام عليكم
مرحبا بالشيخ المعطاء الداعية محمد بن إبراهيم الحمد وفي انتظار مقالتكم الرائعة تقبل الله منا ومنك كل العمل دقه وجله
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[25 Mar 2007, 06:39 ص]ـ
أهلاً بشيخنا الكريم، وأهلاً بفوائده ودرره.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[07 Apr 2007, 11:18 م]ـ
نشكر الشيخ الفاضل محمد والشكر موصول لكل الأخوة الأعضاء المشاركين في هذا الملتقى فبهم بعد توفيق الله وصل الملتقى إلى ما وصل إليه وما زلنا نطمح بالمزيد.
وأما ما ذكره أخي الدكتور الجكني فظاهر وبارز ولله الحمد , ولو قام أحد الأخوة بفهرسة المواضيع المتعلقة بالقراءات لقدم للملتقى خدمة جليلة , وننتظر من ينشط ليقوم بهذا العمل.(/)
علم المناسبة
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[24 Mar 2007, 12:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد فإن التناسب أو علم المناسبة هو علم يعنى بالكشف عن الترابط اللفظي و المعنوي بين آي و سور الذكر الحكيم. مما يبين أن أن القرآن الكريم يشكل وحدة نسقية، فهو بناء فكري و لغوي متكامل و شامل و مستقل بذاته. وقد انتبه المفسرون و علماء القرآن إلى ذلك، وعملوا على إعمال هذه الأداة التفسيرية لاستنباط مراد الله تعالى من الخطاب القرآني. وما المصدر الأول من مصادر التفسير المتمثل في تفسير القرآن بالقرآن إلا دليل على إدراكهم لهذه الوحدة النسقية، ذلك أن القرآن الكريم لا يمكن فهمه باجتزاء النص القرآني عن سياقه اللغوي، بل لا بد من استحضار ما قبل النص و ما بعده إذا أردنا أن ندرك مراد الله تعالى من الخطاب القرآني بطريقة علمية و موضوعية. فالقرآن الكريم لا يمكن فهم إحدى جزئياته إلا في إطاره الكلي.
وقد اهتم المسلمون بعلم المناسبة تدريسا و تأليفا، و لعل أول من عمل على نشر هذا العلم وإذاعته بين الناس أبو بكر النيسابوري (ت 324). أما في مجال التأليف فيمكننا أن نذكر فيه الكتب التالية:
1 - البرهان في ترتيب سور القرآن: ابن الزبير الغرناطي (ت 807 هـ.
2 - نظم الدرر في تناسب الآيات و السور: برهان الدين البقاعي (ت 885 هـ).
3 - أسرار التنزيل للسيوطي (ت 911 هـ).
4 - تناسق الدرر في تناسب السور: للسيوطي، دراسة و تحقيق أحمد عطا. بيروت 1986 م.
5 - مراصد المطالع في تناسب المقاطع و المطالع، و هو يتناول بالدرس فواتح السور مع خواتمها.
6 - جواهر البيان في تناسب سور القرآن: عبد الله الغماري، طبع بالقاهرة.
7 - التناسب البياني في القرآن " دراسة في النظم المعنوي و الصوتي ": الدكتور أحمد أبو زيد، أطروحة دكتوراه الدولة، نوقشت سنة 1990 م. وطبعتها كلية الآداب و العلوم الإنانية بالرباط، المغرب 1992 م.
8 - لسانيات الخطاب القرآني " مظاهر الانسجام و الاتساق ": الأستاذة خديجة إيكر العربي، أطروحة دكتوراه دولة، على أبواب المناقشة ـ إن شاء الله ـ مع متمنياتنا للأستاذة الفاضلة بالتوفيق و النجاح.
ومما له صلة بعلم المناسبة علم توجيه متشابهات القرآن، ومما ألف فيه:
1 - درة التنزيل و غرة التأويل: الخطيب الإسكافي (ت 420 هـ).
2 - ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد و التعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل: لأبي جعفر ابن الزبير الغرناطي (ت 708 هـ).
3 - بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز: مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي (ت 817 هـ).
4 - قطف الأزهار من كشف الأسرار للسيوطي.
ومما له صلة بالموضوع علم الفواصل و رؤوس الآي:
1 - الفاصلة في القرآن: محمد الحسناوي.
2 - الفواصل: الدكتور حسين نصار.
3 - فواتح السور: للدكتور حسين نصار.
5 - أهداف كل سورة و مقاصدها في القرآن الكريم: الدكتور عبد الله محمود شحاتة.
ومن التفاسير التي اعتنت بعلم المناسبة:
البحر المحيط لأبي حيان.
التحرير و التنوير للطاهر بن عاشور.
في ظلال القرآن: سيد قطب.
ومن كتب الإعجاز التي أولت عناية خاصة لعلم المناسبة:
تحرير التحبير لابن أبي الإصبع.
معترك الأقران للسيوطي. إعجاز القرآن للرافعي.
الإعجاز البياني و مسائل ابن الأزرق: الدكتورة عائشة عبد الرحمن. ثلاث رسائل في إعجاز القرآن: الرماني و الخطابي و الجرجاني.
دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني.
من بلاغة القرآن: أحمد أحمد بدوي.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[20 Apr 2007, 01:15 م]ـ
" وهي ـ سورة البقرة ـ أطول سور القرآن، فآياتها مائتان و ثمانون وسبع آيات، أو ست ... و لا حاجة إلى بيان التناسب بينها و بين الفاتحة، و إن كان التناسب ظاهرا، فإنها لم توضع بعدها لأجله، و إنما وضعت في أول القرآن بعد فاتحته ... لأنها أطول سورة و تليها بقية السبع الطوال ... و إنما روعي الطول في ترتيب سور القرآن الكريم في الجملة لا في كل الأفراد، و روعي التناسب في ترتيب ذلك " تفسير المنار 1/ 88.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[22 Apr 2007, 02:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
(قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
(البقرة:32)
يقول القرطبي (ت 671 هـ) في تفسيره لقوله تعالى:
(وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ)
(البقرة:58)
" قوله تعالى: (نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ) قرأ نافع بالياء مع ضمها، وابن عامر بالتاء مع ضمها، و هي قراءة مجاهد. و قرأها الباقون بالنون مع نصبها، و هي أبينها لأن قبلها (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا) فجرى (نغفر) على الإخبار من الله تعالى. و التقدير: وقلنا ادخلوا الباب سُجَّداً نغفر، و لأن بعده (وَسَنَزِيدُ) بالنون، و (خَطَايَاكُمْ) اتباعا للسواد و أنه على بابه.
ووجه من قرأ بالتاء أنه أقبت لتأنيث لفظ الخطايا، لأنها جمع خطيئة على التكسير. ووجه القراءة بالياء أنه ذكر لما حال بين المؤنث و بين فعله على ما تقدم في قوله:
(فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)
(البقرة:37)
لأنه قد عُلِم أن ذنوب الخاطئين لا يغفرها إلا الله تعالى، فاستغنى عن النون و ردَّ الفعل إلى الخطايا المغفورة ".
" الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (ت 671 هـ) 1/ 281. دار الكتب العلمية، بيروت "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[22 Apr 2007, 02:46 م]ـ
الأخ الفاضل أحمد
سلام من الله عليك ورحمته وبركاته
سررت بمروري هنا، ولقد استفدت جداً من هذه المسائل التي ذكرت.
هناك بعض العلماء أجتهد أن يورد لكل آية مناسبة، فحدث جراء ذلك عنت شديد في الربط بين الآيات، والأصل أن لا نحمل الآيات ما لا تحتمل، بل ينبغي أن نسير مع الآيات القرءانية سيراً سهلاً ميسوراً،فإن ظهرت لنا مناسبة ظاهرة واضحة بين الآية وما سبقها أو الآية وما يليها فلا بأس من ذلك.
والأمر قابل للنقاش أخي
بارك الله في جهدك وجعله في ميزان حسناتك
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[23 Apr 2007, 02:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل عدنان البحيصي ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد، فإني أشكركم شكرا جزيلا على اهتمامكم و تقديركم، مع تثميني لما ذهبتم إليه من عدم المغالاة لأنها تصرفنا عن الهدف الأساس ألا و هو استنباط مراد الله تعالى من الخطاب القرآني.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
ـ[عبدالرحمن الفضلي]ــــــــ[28 Apr 2007, 01:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أشكركم أخواني الأكارم على هذه الفوائد المباركة النافعة.
وكذلك أشكر أخانا الشيخ أحمد بزوي الضاوي على مشاركته التي هي أكثر من رائع.
وللعلم فهذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى المبارك.
بما أن الموضوع يتعلق بالمناسبات فهذه فائدة ذكرها السيوطي في كتابة الإتقان.
قال رحمه الله:
ومن لطائف سورة الكوثر أنها كالمقابلة للتي قبلها، لأن السابقة وصف الله فيها المنافق بأربعة أمور: البخل، وترك الصلاة، والرياء فيها، ومنع الزكاة. فذكر فيها في مقابلة البخل (إنا أعطيناك الكوثر) أي الخير الكثير، وفي مقابلة ترك الصلاة (فصل) أي دُم عليها، وفي مقابلة الرياء (لربك) أي لرضاه لا للناس، وفي مقابلة منع الماعون (وانحر) وأراد به التصدق بلحم الأضاحي.
(الاتقان في علوم القرآن – ج 3 ص 332)
ـ[الويسي]ــــــــ[28 Apr 2007, 06:17 م]ـ
السلام عليكم مشكور فضيلة الاستاذ على ما قدمت من كلام جميل وقد استفدة من هذا الكلام الجميل لكن شيخي العزيز
اريد من حضرتكم ان تبين لي المناسبة بين سورة القمر النجم و الرحمن لي محتاج اليها جدا في رسالتي اكون شاكرا لكم هذا الامر
حفظكم الله ونفع بكم المسلمين امين
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[28 Apr 2007, 10:40 م]ـ
الشكر موصول للدكتور أحمد على موضوعه القيم وتكملة لبعض جوانب الموضوع أحب أن أضيف ما يلي:
المناسَبةُ هي في اللغة: المُقَارَبَةُ والمُشَاكَلَةُ: يُقَالُ: فُلانٌ يُناسِبُ فُلانًا، أي يُقَارِبُه ويُشَاكِلُه. ()
واصطلاحًا: علْمٌ تُعْرَفُ منْهُ عِلَلُ ترتيب أجْزاءِ القرآن. ()
قالَ السيوطيُّ:"علْمُ المناسبة علْمٌ شريفٌ قَلَّ اعتناءُ المُفسِّرين به لِدَقَّتِه،وممّنْ أكْثَرَ فيه الإمام فخْر الدين، قالَ في تفسيره (): أكْثَرُ لَطائِف القرآنِ مُودَعةٌ في الترتيبات والروابط". ()
وعلْمُ المناسبات مبْثُوثٌ في كُتُبِ المفسِّرين الذين لهم عِنايةٌ به، وقد أفْرَدهُ بالتأْليفِ جمْعٌ مِنْهُم:
1 – أبو جعفر أحمد بن إبراهيم الغرناطيُّ في كتابه: البرهان في ترتيب سور القرآن.
2 – برهان الدين البقاعي في كتابه: نظْم الدرر في تناسب الآي والسور. وهو كتابٌ نفِيسٌ في بابه.
3 – السيوطيُّ في كتابيه: أسرار التنزيل؛ و: تناسق الدرر في تناسب السور.
واعْلَمْ أنّ هناك من المفسِّرين مَنْ بالَغَ في تتبُّعِ علْمِ المناسبات فأتوا بأشياء متَكَلَّفةِ حيث التزموا المناسبة بين كلِّ سورتين وبين كلِّ آيتين؛ ولذا أنكرَ عليهم بعض العلماء ومِنْهُم العزُّ بن عبد السلام () رحمه الله إذْ قال:" علْمُ المناسبة علْمٌ حسن، لكن يُشترط في حُسْنِ ارتباط الكلامِ أنْ يقعَ في أمْرٍ مُتّحدٍ مرْتَبِطٍ أوله بآخره، فإنْ وقعَ على أسبابٍ مختلفة لمْ يقع فيه ارتباط، ومَنْ رَبَطَ ذلك فهو مُتَكلِّفٌ بما لا يقدرُ عليه إلا بربْطٍ رَكِيك، يُصانُ عنْ مثْلِه حَسَنُ الحديث فضْلاً عن أحْسَنِه؛ فإنّ القرآنَ نَزَلَ في نيّفٍ وعشرينَ سنة، في أحْكامٍ مختلفةٍ، شُرِعتْ لأسبابٍ مختلفةٍ وما كان كذلك لا يتأتّى رَبْطُ بعضهِ ببعضٍ". ()
وممّنْ أنْكَر ذلكَ وبالغَ في الإنكارِ الشوكانيُّ () في تفسيره ()، على الرّغم منْ أنّه يُوجد في تفسيرهِ أشياء كثيرة في علْمِ المناسبات؛ ولِذا فإنّ إنكارَهُ ليس إنكارًا لعِلْمِ المناسبة بالكلّيةِ وإنّما الإنكارُ في تكلُّف ذكر المناسبات وذلك بالتزامها في كلِّ سورِ القرآن وآياته.
واعْلَمْ أنّ علْمَ المناسبات أنواعٌ كثيرةٌ اجتهدَ العلماءُ المعْتَنونَ ببيان إعجازِ القرآن في تتبُّعِها، منها المناسبةُ بين السور، وبين الآيات، ومناسبةُ خاتمةِ الآيةِ للآية، ومناسبة فواتح السور للسور، ومناسبة أوائل السور لأواخرها، إلى غير ذلك من أنْواع المناسبات التي ذكرها السيوطيُّ وغيره. ()
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[29 Apr 2007, 09:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخي الفاضل الأستاذ الدكتور أحمد البريدي ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد فإني أحمد الله إليكم أن جمعنا على مائدة القرآن، شاكرا لفضيلتكم اهتمامكم و تقديركم، و مثمنا إضافتكم العلمية، و إشاراتكم الدقيقة. جزاكم الله خيرا.
وتفضلوا أخي الفاضل بقبول خالص تحياتي و تقديري لشخصكم الكريم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[01 May 2007, 04:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التناسب و أسلوب الالتفات
يقول ابن كثير (ت 774 هـ) في تفسيره لقوله تعالى: (إياك نعبد و إياك نستعين)
: " و تحول الكلام من الغيبة إلى المواجهة بكاف الخطاب هو مناسبة لأنه لما أثنى على الله فكأنه اقترب و حضر بين يدي الله تعالى فلهذا قال: (إيك نعبد و إياك نستعين) و في هذا دليل على أن أول السورة خبر من الله تعالى بالثناء على نفسه الكريمة بجميل صفاته الحسنى، و إرشاد لعباده بأن يثنوا عليه بذلك، و لهذا لا تصح صلاة من لم يقل ذلك وهو قادر عليه كما جاء في الصحيحين عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) ". " تفسير ابن كثير، ج 1، ص 26، طبعة دار الفكر ببيروت ".
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[01 May 2007, 11:36 م]ـ
الأستاذ أحمد الضاوي جزاك ربي أعظم الجزاء و أوفره على ما خطت يمينك، ولدي هذا الاستفسار
لا شك أن لعلم المناسبة فوائد جمة، خصوصا إذا تناولت بطريقة سهلة وميسرة فإنما أتت الشريعة للإفهام كما يقول الإمام الشاطبي رحمه الله، وأكبر برهان على ذلك أن الله أنزل المفصل قبل غيره لما فيه من أسلوب التدرج في تربية الأمة شيئا فشيئا، وكذلك علم المناسبة فإن إدراكه في قصار السور
أو المفصل مما يسهل علينا إدراكه في الطوال، والله أعلم، وفي هذه المشاركة سأطرحه وجها من وجوه المناسبة و معه إشكال لكي نتدارسه فقد قيل
" حفظ حرفين خير من سماع وقرين، وفهم حرفين خير من حفظ وقرين." (الوقر: حمل بعير)
وجه التكرار في سورة الكافرون
قال تعالى: " قُلْ ي?أَيُّهَا ?لْكَافِرُونَ * لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ * وَلاَ أَنَآ عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ * وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ "
ذكر الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيره عدة أوجه للتكرار في هذه السورة، وذكر من بينها وجها له علاقة بعلم المناسبة فقال:" وقيل: هذا على مطابقة قولهم: تَعبُد آلهتنا ونعبُد إلهَكَ، ثم تعبد آلهتنا ونعبد إلهك، ثم تعبد آلهتنا ونعبد إلهك، فنجرِي على هذا أبداً سَنَة وسنة. فأجيبوا عن كل ما قالوه بضدّه؛ أي إن هذا لا يكون أبداً. قال ابن عباس: قالت قريش للنبيّ صلى الله عليه وسلم: نحن نعطيك من المال ما تكون به أغنى رجلٍ بمكة، ونزوّجك مَنْ شئت، ونطأ عقِبَك؛ أي نمشِي خلفَك، وتَكُفُّ عن شتم آلهتنا، فإن لم تفعل فنحن نَعْرِض عليك خَصْلة واحدة هي لنا ولك صلاح؛ تعبدُ آلهتنا (اللات والعُزّى) سنة، ونحن نعبد إلهك سنة؛ فنزلت السورة. فكان التكرار في «لا أعبد ما تعبدون»؛ لأن القوم كرّروا عليه مقالهم مرة بعد مرة."
لكن الذي أشكل علي هو المناسبة بينها وبين سورة النصر التي بعدها، وذلك أن أهم إشكال طرحه المعارضون للتناسب بين السور هو التاريخ والجو العام لسورة الكافرون يرجح أنها من السور الأوائل في النزول فبينها وبين
سورة النصر ما يقرب من عشرين سنة وهي في بعض المصاحف في صفحة و في بعضها الآخر في الصفحة المقابلة، فهل من وجه مناسب يزيل هذا الإشكال؟
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[03 May 2007, 12:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل الويسي ـ حفظه الله ـ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإني أردت من خلال النماذج التي ذكرتها عن التناسب في القرآن الكريم و التي ستليها ـ إن شاء الله تعالى ـ بيان حقيقة تعدد أوجه التناسب و مظاهره، وأنه يتعين علينا أن لا نحجر الواسع بقصر التناسب على التناسب المعنوي، أي ما يمكن الاصطلاح عليه بمظاهر الانسجام في القرآن الكريم، حيث تتناسب المعاني، و يأخذ بعضها بأعناق بعض في سلاسة و يسر.
كما أنه يتعين علينا كما ذكر الأستاذ الدكتور أحمد البريدي ـ حفظه الله ـ مشكورا أن لا نتعسف في الربط بين السور والآيات القرآنية الكريمة، لنفرض عليها ما نصطلح عليه بالتناسب، فهذا في نظري المتواضع هو وجه من أوجه الإسقاط. فضلا على أن علم الله تعالى مطلق، و علم الإنسان نسبي، فأنى للنسبي أن يدرك المطلق؟.
ومن ثم فإنني أرى ـ و الله أعلم ـ أنه لا حاجة لنا إلى فرض التناسب بشكل تعسفي، بدعوى إدراك الحكمة، و بيان أوجه الإعجاز القرآني، و لعل ما لم ندركه في زماننا ستتاح الفرصة مستقبلا لإدراكه، و شواهد التاريخ دالة على ذلك، و تجاربننا الشخصية برهان ساطع، و كلها مؤكدة قصور العلم البشري، ليظل الكمال كله لله وحده، و يظل الإنسان متشوقا إلى الحكمة، متعلقا بالكمال، فتلكم الحياة، و ذلكم القرآن.
أما عن سؤالكم عن أوجه التناسب بين السور الكريمة التي ذكرتموها فإنها متعددة و متنوعة، و يحتاج بسطها إلى جهد ووقت، و يكفي أن أشير إلى بعضها لعلها تفتح آفاق البحث و تنير دروبه:
1 - الجو العام للسور.
2 - الأهداف و المقاصد.
3 - المعاني و الدلالات.
4 - الأسلوب.
5 - اتحاد المطالع و المقاطع.
1 - تناسب الفواتح و الخواتيم.
و لعل الكتب التي أرشدت إليها، مع غيرها مما ذكره السادة المتدخلون ـ مشكورين ـ و كتب التفسير التي عنيت برصد التناسب، خير معين على الوفاء بمستلزمات البحث و متطلباته.
وتفضلوا بقبول خالص تحياتي و تقديري.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[06 May 2007, 02:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الإخوة الأفاضل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يقول تعالى:
(هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ)
(الحج:19)
يقول الطاهر بن عاشور (ت 1393 هـ) في تفسير هذه الآية الكريمة: " و اسم الخصم يطلق على الواحد و على الجماعة إذا اتحدت خصومهم كما في قوله تعالى:
(وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ)
(صّ:21)
فلمراعاة تثنية اللفظ أتي باسم الإشارة الموضوع للمثنى، و لمراعاة العدد أُتي بضمير الجماعة في قوله تعالى: (اختصموا في ربقهم) ".
التحرير و التنوير 17/ 229.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[06 May 2007, 05:09 م]ـ
لا يسعني إلا أن أقول جزاك الله خيرا يا سعادة الدكتور الضاوي على سعة علمك وعلو كعبك في الأدب، وكم أفدت
مما تفضلتم به أنتم كذا الإخوة الذين علقوا، وقد أكرمني الله تعالى بتناول هذا الموضوع من قريب، وذلك من خلال
بحثي " العلامة البقاعي وكتابه نظم الدرر " فجزاكم الله خيرا، على ما فهمكم الله إياه.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[06 May 2007, 07:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أخي الفاضل الأستاذ الدكتور عبد الفتاح خضر ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإني أشكركم على اهتمامكم و تواصلكم، و أقدر فيكم أدبكم الجم، وحبكم للعلم و العلماء، و حرصكم الشديد على النصح و التوجيه و التقويم، خدمة للدرس القرآني. جزاكم الله خيرا.
وتفضلوا أخي الكريم خالص مودتي و تقديري لشخصكم الكريم.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[09 May 2007, 03:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الإخوة الأفاضل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، سبق و بينت أن للتناسب مظاهر متعددة، و أوجها كثيرة، مما يفرض علينا تتبعها بشكل دقيق، و بصبر و أناة، و تجميعها في شكل قاعدة بيانات، لعلها تكشف عن مظهر عظيم من مظاهر الإعجاز القرآني، المتمثل في عدم إغفال أي جانب من الجوانب المحققة للتواصل الفعال، و التأثير الإيجابي في المتلقي مهما كانت صغيرة و دقيقة. مما يجعل الإنسان عندما يدركها و يعيها يقف مشدوها أمام جلال القرآن الكريم و جماله.
يقول أبو القاسم السهيلي (ت 581 هـ) ـ رحمه الله ـ في تفسيره لقوله ٹ
(يوصيكم الله في أولا دكم للذكر مثل حظ الأنثيين)
النساء: 11
: " و قال في أولادكم، و لم يقل في أبنائكم لأن لفظ الولادة هو الذي يليق بمسألة الميراث، ففي تخصيص هذا اللفظ فقه وتنبيه. أما الفقه فإن الأبناء من الرضاعة لا يرثون لأنهم ليسوا بأولاد، وكذلك الابن المتبنى، فقد كان الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ تبنى زيدا قبل النسخ للتبني، فكان يقول: أنا ابن محمد، و لا يقول أنا ولد محمد. و لذلك قال تعالى:
(و حلائل أبنائكم الذين من أصلابكم)
النساء: 23
لأن الولد لا يكون إلا من صلب. وأن لفظ الأولاد يقع على الذكور والإناث حقيقة، فلذلك عدل عنه إلى لفظ الأبناء في آية التحريم. وأما في آيات المواريث فجاء بلفظ الأولاد تنبيها على المعنى الذي يتعلق به حكم الميراث، وهو التولد ... ولذلك كان سبب الولد في الميراث أقوى من سبب الوالد. لأن الولد فرع متولد فإليه يسري المال أقوى من سريانه إلى الأب ".
الفرائض للسهيلي، ص 33/ 34.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[10 May 2007, 08:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور عبد الفتاح خضر ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فإني أحمد الله إليكم أن جمعنا على مائدة القرآن، نسأل الله تعالى أن يجعل ذلك خالصا لوجهه الكريم، و أن يدخره لنا ليوم لا يغني فيه مال و لا بنون، و لا منصب و لا جاه و لا سلطان (إلا من أتى الله بقلب سليم) " الشعراء / 89 ". وإني أخي الكريم أعزم عليكم إتحاف رواد هذا الموقع المبارك بهذا العمل العلمي المتميز عن علم لم ينل حظه المطلوب من الدراسة، لعلها تكون فاتحة لبحوث جديدة للباحثين، و مكرمة لعشاق المعرفة.
جزاكم الله خيرا.
وتفضلوا أخي الكريم بقبول خالص تحياتي و تقديري.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[البتول]ــــــــ[10 May 2007, 11:04 م]ـ
لقد انهيت من فترة وجيزة رسالتي للماجستير بعنوان علم المناسبة ضبطا وتنزيلا " نظم الدرر نموذجا " تحت اشراف الدكتور أبو عبد الرحمان الأخضر الأخضاري بكلية العلوم الإنسانية والحضارة الإسلامية بالجزائر.وقد افدنا من هذا الملتقى المبارك الذي سهل علي الإتصال ببعض الأساتيذ الأفاضل كالدكتور مشهور مشاهرة.
وقد توصلت من خلال هذا البحث البسيط الى مجموعة من النتائج سنعرضها في حينها في هذا الملتقى ان شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[12 May 2007, 11:42 ص]ـ
أخي فضيلة أ. د. أحمد بزوي الضاوي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فإني أشكر لكم حسن ظنكم بالفقير إلى الله تعالى تلميذكم عبد الفتاح، ويشرفني ثقتكم،
وطلبكم مجاب إلا أنني أعمل الآن بالمملكة العربية السعودية، وكل أصول مؤلفاتي الألكترونية
بمصر، وبمجرد الوصول ـ إن شاء الله ـ بسلام إليها أرجو من الله التوفيق لأفي بما تفضلتم به،
مع تقديري لفضيلتكم وأدبكم الجم، وعلى كلٍ أرسل إليَّ برسالة على الـ E-mail أسفل توقيعي
لبيان عنوانكم بالمغرب وبمجرد التمكن من نسخة من بحثي أرسلها لكم بالبريد، وهذا شرف عظيم لي.
ـ[البتول]ــــــــ[18 May 2007, 05:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله.
هذه مشاركة بسيطة في مكانة علم المناسبة، وطرق توظيفه أطلع الأساتذه عليها.
المناسبات مسلك من مسالك الكشف عن المقاصد:
يلتمس الناظر في كتاب الله مقاصد قرآنية، بين العلماء مسالك اقتناصها وطرق الكشف عنها من بين تلكم الطرائق العلم بالعلائق بين أجزاء القرآن الكريم الذي من شأنه أن يحقق النظر الكلي الشمولي. فكتاب الله " يتوقف فهم بعضه على بعض بوجه ما، وذلك أنه يبين بعضه بعضا، حتى أن كثيرا لا يفهم معناه حق الفهم إلا بتفسير موضع آخر أو سورة أخرى، ولأن كل منصوص عليه فيه من أنواع الضروريات مثلا مقيد بالحاجيات، فإذا كان ذلك فبعضه متوقف على البعض في الفهم .. ".
وقد يكتفي المقاصدي بالنظر في موضع دون مواضع أخرى بشرط استكمال القضية المنظور فيها ولو توزعت بين عدد من السور فعلى الناظر في كتاب الله الباحث عن مقاصده: " الالتفات إلى أول الكلام وآخره بحسب القضية لا ينظر إلي أولها دون آخرها، ولا في آخرها دون أولها، فإن القضية اشتملت على جمل فبعضها متعلق ببعض ... فلا محيص للمتفهم عن رد آخر الكلام على أوله، وأوله على آخره، وإذ يحصل مقصود الشارع في الفهم المكلف، فإن فرق النظر في أجزائه فإنه لا يتوصل به إلى المراد ". وهذا الذي يشير إليه التفسير الموضوعي الذي يقوم على تتبع قضية واحدة يجمعها معنى واحد أو غاية واحدة تصلح لأن تكون مقصدا قرآنيا وإن تعددت أساليب القضية،ولم تتوحد أماكنها في القرآن الكريم.
من خلال ما سبق يمكن القول بأن علم المناسبة هو وسيلة مكملة لطريق الكشف عن المقاصد من خلال ظواهر النصوص، فلا يتم النظر إلا من خلال العلم بباقي أجزاء المنظور، بالإضافة إلى كونها وسيلة مكملة لطريق الكشف عن المقاصد من طريق التعليل، مادام التعليل والعلم به يتوقف على فهم ظواهر النصوص، فهناك "صيغا موضوعة للتعليل نصا مثل: من أجل ذلك، ولأجل ذلك،وكي .... كما أن هناك ألفاظ تدل عليها دلالة ظنية ... كالباء، واللام .. ".بالإضافة إلى وجوه من الأساليب يشعر الخطاب عن طريقها بالتعليل كترتيب الحكم على الوصف بصيغة الجزاء.وكل هاته الظواهر الأسلوبية يتوقف فقهها على فقه الترتيب.
ومن النماذج التطبيقية للكشف عن المقاصد من خلال ظواهر النصوص بواسطة اعتبار الترتيب القرآني تلك الآداب القرآنية المرجوة من المكلفين عند طرق باب رب الأرباب من خلال تقديم الوسيلة بين يدي الطلب لقوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (4) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (5) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ (6) غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7)} [الفاتحة]
وقوله تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127)} [البقرة].
ومن المقاصد التي ذكرها الشاطبي تحسين اللفظ بالكناية في المواطن التي يستحى فيها من ذكر ما يستحى من ذكره، ووجوب تعلق المكلفين بجنس ما تعلق به الشارع الكريم. ولاكتشاف هذا المقصد كان لمناسبة اللفظ للمعنى فيه عظيم الفائدة. فالله سبحانه تعالى ترك، عدل عن التعبير بألفاظ بعينها فتحقق بذلك إفهام وتلقين أدب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الآداب المقصودة والغايات المرجوة ما ألتقط من المعاملات الربانية لعباده في باب الخوف و الرجاء،ففي بعض المواطن يذكر جانب الخوف إذا غلب على المخاطبين جانب الخوف كقوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (54)} [الزمر]، أما إن غلب على القوم الإهمال خوطبوا بالعتاب وبالتخويف قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِينا (57)} [الأحزاب] فكل تلك المعاني ملتقطة من ترتيب القرآن الكريم وعلى المكلف التعلق بتلك الآداب.
مسلك من مسالك توجيه المتشابه اللفظي:
القرآن الكريم كتاب جاء بنائه اللفظي محكما، لا يمكن لأي كان أن يغير في جمله ولا في كلماته،وإن ظن بأن المرادف قد يفي بالغرض إلا أن الأمر ليس كذلك، فالقرآن يراعي في اختياراته اللفظية والمعنوية وحتى الصوتية مناسبات الآيات لسوابقها ولواحقها،بحيث تجئ الكلمة أو العبارة فيها متمكنة في موقعها، ملائمة لسياقها لا يسد غيرها مسدها. وقد تنبه عدد من علمائنا إلى هذا الأمر في توجيه الآي المتشابه أمثال ابن الزبير الغرناطي الذي جعل لعلم المناسبة مكانة خاصة وقد وظفها أفضل توظيف لتوجيه المتشابه اللفظي،ومن أمثلة ذلك توجيه التشابه في قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى} [النازعات] وقوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ} [عبس 33] على الرغم من أن المراد منهما هو القيامة، فوجهها بقوله: " الطامة والصاخة وإن أريد بهما في السورتين شيء واحد فإن اسم الطامة أرهب أنبأ بأهوال يوم القيامة، لأنها من قولهم طم السيل إذا علا وغلب.أما الصاخة فالصيحة الشديدة، من قولهم صخ بأذنيه مثل أصاخ، فأستعيرت من أسماء القيامة مجازا لأن الناس يصيخون لها، فلما كانت الطامة أبلغ في الإشارة إلي أهوالها خص بها أبلغ الصورتين في التخويف والإنذار وعلى ذلك بنيت سورة النازعات ... ووصف الطامة بالكبرى ..... ، فكلها تخويف وترهيب، فناسبها أشد العبارتين موقعا وأرهبهما،و أما سورة عَبَسَ وَتَوَلَّى فلم تبنى على ذلك الغرض،وإنما بنيت على قصة عبد الله بن أم مكتوم .. " هذا وقد استثمر ابن الزبير علمه بالمناسبات بين السور -الذي يعد أول من صنف فيه سابقا معاصريه -في توجيه التشابه اللفظي ومن ذلك التوجيه الذي ساقه ليبين الفرق بين قوله تعالى: { .. فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ .. } [طه 48] وقوله تعالى: {فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ .. } [الشعراء16] فقد ثني لفظ الرسول في الآية الأولى وأفرد في الثانية، فآية طه وردت على المشهور من لغة العرب أما آية الشعراء فقد وردت على لغة من يقول رسول للواحد و الاثنين والجمع، لذا تقدمت اللغة المشهورة ثم تلتها اللغة القليلة والعكس مخالف للترتيب.
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[19 May 2007, 01:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
توظيف جيد لعلم المناسبة في خدمة علم المقاصد، وهي مسألة مهمة ولست بالبسيطة، ولا يدرك كنهها إلا من مارس العلمين، ووصف الباحثة لمشاركتها هذه بالبسيطة ليس بصحيح، بل هو من باب التواضع، وتأثر الباحثة بأستاذها المشرف ظاهرجدا -والله أعلم
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[20 May 2007, 12:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخت الفاضلة الأستاذة البتول ـ حفظها الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد، فإني أحمد الله إليكن أن وفقكن لمقاربة موضوع المناسبة بهذه الطريقة المبتكرة، مما يؤكد أن البحث العلمي في حقيقته رؤية و منهج. آملا التوسع في عرض الموضوع إغناء للمشاركة. كما أتوجه بالشكر و التقدير للأستاذ الدكتور عبد الفتاح خضر، و الأستاذ الفاضل صادق الرافعي ـ حفظهما الله ـ. سائلا الله تعالى أن يمتع الجميع بالصحة و العافية، و يديم تواصلنا و عملنا خدمة للقراآن الكريم.
جزاكم الله خيرا.
وتفضلوا بقبول خالص تحياتي و تقديري.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[البتول]ــــــــ[21 May 2007, 07:02 م]ـ
الشكر موصول للدكتور أحمد بزوي الضاوي، و للأستاذ صادق الرافعي الذي أخذنا من علمه ونحن زملاء بقسم الكتاب والسنة بالجزائر " وهران ".
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[21 May 2007, 09:52 م]ـ
اللهم لا تؤاخذني بما يقولون ..
و اجعلني خيرا مما يظنون ...
و اغفر لي مالا يعلمون ...
اللهم آمين
وفق الله الجميع لمرضاته، والفوز بجناته، ولذة النعيم بالنظر
إلى وجهه الكريم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 Nov 2007, 08:40 م]ـ
هل صح أن هناك للدكتور فهد الرومي بحث حول تناسب فواتح السور وخواتمها (؟؟؟)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الياس]ــــــــ[30 Nov 2007, 09:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله أيها الأحبه خير الجزاء وأوفره
أردت مشاركتكم ولو بالقليل -أسأل الله أن يبارك فيه_
من الكتب الرائعة في هذا المجال والفريدة من نوعها
-كتاب (قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله عز وجل) لـ الشيخ الدكتور عبدالرحمن حبنكة
فقد ذكر جملة من القواعد الهامة مع تطبيقات لها (والكتاب حوالي 800صفحة وهو مجلد واحد)
-كتاب دراسات قرآنية لـ محمد قطب.
هو كتاب رائع خصوصا عندما يأسرك الكاتب بأسلوبه الرائع عند التفكر في الآيات وتدبرها
هناك كتاب في علم التناسب وهو (البرهان في تناسب القرآن ل أحمد الثقفي
جزاكم الله خيرا
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[30 Nov 2007, 11:52 م]ـ
ما شاء الله ... ما شاء الله جزاكم الله خيراً وبارك في جهودكم الطيبة.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[03 Dec 2007, 05:54 م]ـ
الحمد لله
هناك كتاب للكرماني اسمه
البرهان في توجيه متشابه القرآن لما فيه من الحجة و البيان
ويسمى ايضا أسرار التكرار في القرآن
دار الفضيلة .. دراسة و تحقيق عبد القادر احمد عطا ..... وبهوامشه نقول للمحقق من كتاب الاسكافي
وقد وفق الكرماني في بعض المسائل توفيقا ظاهرا .. يعين حافظ القرآن على ضبط المتشابه بقوة
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[15 May 2008, 02:43 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[20 Jun 2009, 01:30 ص]ـ
يقول ابن كثير: " وإنما وصف نفسه بالرحمن الرحيم، بعد قوله: رب العالمين، ليكون من باب قرن الترغيب بعد الترهيب، كما قال تعالى:
(نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم).
وقوله تعالى:
(إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم).
قال: فالرب فيه ترهيب، و الرحمن الرحيم ترغيب.
وفي صحيح مسلم، عن أبي هريرة قال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ:
(لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع في جنته أحد، و لو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من رحمته أحد) ".(/)
عرض كتاب (تفسير القرآن أصوله وضوابطه) للأستاذ الدكتور علي العبيد حفظه الله ..
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[24 Mar 2007, 02:56 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين ... والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
فلا شك أن المكتبة القرآنية حافلة بالكثير الكثير من الكتب والبحوث القيمة، ومع مرور الزمن قد ينفذ بعضها أو لا ينتبه له المهتم بعلوم القرآن بسبب كثرة المطبوعات الجديدة في هذا المجال ..
وفي هذا العرض أحببت التعريف بأحد الكتب القيمة في مجال التفسير وأصوله، وقد تعرفت عليه أثناء بحثي للماجستير فأفدت منه، والكتاب هو:
(تفسير القرآن الكريم: أصوله وضوابطه)
لفضيلة الأستاذ الدكتور: علي بن سليمان العبيد حفظه الله، وهو من الأعلام في مجال الدراسات القرآنية، مع ما يتميز به فضيلته من الأدب الجم، ودماثة الخلق، وجميل الصفات ...
نبذ من مقدمة المؤلف:
بين فضيلة المؤلف في بداية الكتاب أهمية التفسير وخطورة الولوج فيه من غير المؤهلين حيث قال:
" فإن تلاوة القرآن الكريم عبادة، وتزداد حسناً وفضلاً بالتدبر والفهم ... وهذا التدبر والفهم كما هو مطلوب من كل مسلم، إلا ن تفسيره للناس ليس حقاً لكل إنسان، إذ لا بد لتفسير كلام الله تعالى من أصول وضوابط وقواعد يجب مراعاتها لمن أراد ذلك، فهي الموازين والمعايير التي تضبط التفسير، وتبعده عن عبث العابثين وتحميه من كيد الكائدين ".
ثم يبين وفقه الله ما حصل من تدخل بعض غير المؤهلين فيقول:
" وإن مما يؤسف له أن تصدَّر للتفسير في العصور المتأخرة أناس لم تتوفر فيهم أدوات التفسير، وتجرأوا على تفسير كلام الله، دون أن يحسبوا لعاقبة ذلك حساباً، وكأنهم قد أحاطوا بالقرآن علماً، وبمعناه فهماً ".
ولهذا السبب كان تأليف هذا الكتاب حيث قال وفقه الله:
" ولهذا رأيت البحث في هذا الموضوع بوضع بعض أصول التفسير وضوابطه بمباحث مستقلة، ونقول محررة ... أرجو أن يكون وافياً بالغرض المطلوب، ولا أدعي أني استقصيت المراد، ولكنه جهد المقل، ولعله يكون مفتاحاً للباحثين للغوص في أبحاثه، والتوسع فيه ".
مباحث الكتاب:
اشتمل البحث على خمسة فصول، انتظم في كل فصل مباحث عده على النحو التالي:
الفصل الأول: مدخل في معنى التفسير وأصوله:
المبحث الأول: معنى التفسير والتأويل.
المبحث الثاني: معنى أصول التفسير.
الفصل الثاني: مصادر التفسير:
المبحث الأول: تفسير القرآن بالقرآن.
المبحث الثاني: تفسير القرآن بالسنة.
المبحث الثالث: تفسير القرآن بأقوال الصحابة.
المبحث الرابع: تفسير القرآن بأقوال التابعين.
المبحث الخامس: تفسير القرآن باللغة العربية.
الفصل الثالث: ضوابط التفسير:
المبحث الأول: معرفة موضوع القرآن وهدفه.
المبحث الثاني: دراسة القرآن قبل البدء في تفسيره.
المبحث الثالث: الإلمام بعادات العرب في الجاهلية.
المبحث الرابع: معرفة عرف القرآن والمعهود من معانيه.
المبحث الخامس: مراعاة دلالات الألفاظ ولوازمها.
المبحث السادس: مراعاة معرفة معاني الأفعال من خلال ما تتعدى به.
المبحث السابع: معرفة سياق الآية والآيات قبلها وبعدها.
المبحث الثامن: النظر في مجموع الآيات ذات الموضوع الواحد قبل البدء في تفسيرها.
المبحث التاسع: مراعاة الربط بين الآيات وخواتيمها.
المبحث العاشر: حمل كلام الله تعالى على الحقيقة.
المبحث الحادي عشر: معرفة مشكل القرآن.
المبحث الثاني عشر: معرفة الأمور التي يندفع بها الإشكال عن التفسير.
المبحث الثالث عشر: فهم حقيقة الخلاف في تفسير القرآن بين السلف.
المبحث الرابع عشر: معرفة الكليات والأفراد في القرآن.
الفصل الرابع: قواعد التفسير: وذكر فيها إحدى وعشرين قاعدة.
الفصل الخامس: شروط المفسر وآدابه:
المبحث الأول: شروط المفسر.
المبحث الثاني: آداب المفسر.
والكتاب يقع في (182) صفحة من القطع العادي طبع في مكتبة التوبة الطبعة الأولى عام 1418هـ.
ولعله يتسنى الوقت لنقل بعض ما يحتويه الكتاب ..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[24 Mar 2007, 03:46 ص]ـ
وفقك الله وبارك فيك
أين يباع الكتاب؟
ـ[رحمة]ــــــــ[25 Mar 2007, 12:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا
أخي فهد بارك الله فيك على طرحك هذا الكتاب القيم أكرمك الله أين أجد هذا الكتاب؟ أين يباع؟ أموجود في دول المغرب العربي؟ أنا بحاجة لهذا الكتاب من فضلك أخي كيف أحصل على هذا الكتاب؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[28 Mar 2007, 02:47 م]ـ
أحتاج الكتاب على وجه السرعة فهل من دال على مكان بيعه؟
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[28 Mar 2007, 09:03 م]ـ
الأخ أبا صفوت، والأخت رحمة وفقهما الله .... أعتذر عن التأخر في الرد ..
بالنسبة للكتاب فهو مطبوع في مكتبة التوبة في المملكة العربية السعودية ـ الرياض ـ شارع جرير ـ هاتف: 0096614763421
وفاكس: 0096614774862
ص. ب: 18290 الرمز 11415
وقد اتصلت بالمكتبة فأخبروني بأنه لم يعد طباعته وقد نفذ من عندهم، وأخبرني الأخ المسؤول أنه قد يكون موجوداً في مكتبة دار البشير ـ عمان ـ العبدلي.
وأخبرني المسؤول في مكتبة العبيكان بأنه يوجد نسخة واحدة فقط في مكتبة العبيكان فرع الأحساء (هاتف: 0096635864666) ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[28 Mar 2007, 10:06 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ فهد وبارك في عمرك وأحسن إليك
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[07 Apr 2007, 11:06 م]ـ
الكتاب تميز بحسن التبويب وسهولة العبارة والترتيب المنطقي لموضوعات هذا العلم ينقصه من وجهة نظري القاصرة موضوع اختلاف المفسرين أنواعه وأسبابه , وقد اعتمدته لطلابي أثناء تدريسي مادة أصول التفسير في الكلية منذ سنوات. جزى الله مؤلفه كل خير.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Apr 2010, 07:28 ص]ـ
الكتاب رأيته في المكتبة التدمرية، ولكن هل يمكن الحصول عليه إلكترونياً؛ فهناك طلاب خارج السعودية يبحثون عنه.(/)
الإعلام في القرآن وموقفه من شائعات السوء
ـ[محمد كالو]ــــــــ[24 Mar 2007, 04:57 ص]ـ
الإعلام في القرآن وموقفه من شائعات السوء
الإعلام الإسلامي يفوق على ما يعرف اليوم بالإعلام الدولي المعاصر الذي يعاني من الاحتكاك والصراع الدولي وربما أدى هذا الصراع إلى الحرب والدمار، ويغلب عليها طابع الحرب النفسية وتحطيم الروح المعنوية لدى الشعوب الأخرى، على نحو ما يعرف اليوم من دلالات المصطلحات التي شاعت في عصرنا ـ وإن كان بعضها قد زال أو بدأ في الزوال ـ كالحرب الباردة والحرب الأيدلوجية وحرب الأعصاب والحرب السياسية وحرب القوة الفكرية وغير ذلك، أما الإعلام الإسلامي فقد أرسى قواعده على أساس الخير الشامل، وأكد على الاتصال والتفاهم بين الأمم والشعوب فقال الله تعالى:
? يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ? ().
فالإعلام الإسلامي أشمل من الإعلام الدولي بالمصطلح الاتصالي الحديث لأنه يؤكد أن الإنسانية كلها أمة واحدة فقال تعالى: ? كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ? ()
من هنا نعلم أن الإعلام الإسلامي يقوم على أساس من صلة الرحم بين بني الإنسان، وعلى أساس من التعارف والمودة والمساواة والعدالة وإقرار السلام لا العداوة والبغضاء، على نحو ما نعرفه عن الغارة الإنجليزية على (برلين) أثناء إلقاء الوزير (جورنج) خطاباً له من الإذاعة، إذ كانت أصوات القنابل الإنجليزية وهي تنفجر في سماء (برلين) تكذب ما كان يزعمه (جورنج) من أن سماء برلين لا يمكن أن تقهر، فالإعلام الدولي المعاصر مفهوم متدهور للإعلام لا يرمي إلى الإقناع بقدر ما يرمي إلى انتهاك حقوق الإنسان، فأصبح الإعلام الدولي يجعل الإنسان يعيش في فراغ وضياع، وبذلك يتجاوز الإعلام الإسلامي الإعلام الدولي المعاصر إلى الإعلام الإنساني الشامل، لأنه ينهل من الأخلاق المثلى التي وضعها الإسلام لتحقيق الخير المحض في كل زمان ومكان، وإن اختلف الناس أجناساً وقبائل، فقال الله تعالى: ? ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين ? ()
والصدق مبدأ أساسي للإعلام الإسلامي، ومن هنا كانت أهم صفة اشتهر بها النبي ? هي صفة (الصادق الأمين).
وقال رسول الله ? ((عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً)) ().
ولما سأل (هرقل) أبا سفيان ـ ولم يكن قد أسلم بعد ـ عن رسول الله ? محمد قائلاً: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟
أجابه: لا
فقال هرقل: أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله؟! ()
وهرقل هنا يمثل دور المستقبل الذي يشترط الصدق في المصدر، وكان النبي ? يؤكد على هذا المعنى الاتصالي في بدء الدعوة حينما قال للناس: أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقيَّ؟
قالوا: نعم ما جرَّبنا عليك إلا صدقاً)) ().
ولا شك في أن ظهور أثر الصدق في القائم بالإعلام الإسلامي يؤثر في الجمهور المتلقي ويحمله ذلك على قبول رسالته الإعلامية واحترامها.
والصبر والثبات أيضاً من أهم صفات الإعلامي المسلم، لأن الإعلاميين والدعاة مبتلون بأذى الكفار والمارقين بالقول والكيد، قال الله تعالى: ? ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين ? ().
(يُتْبَعُ)
(/)
فالصبر والثبات هما عدة الإعلاميين والدعاة في الإسلام، وعليهم أن يقابلوا هذا الأذى بالصبر الجميل لا بالجزع، وبالثبات لا بالفرار، وإذا كان الإعلامي المسلم قادراً على توقي الأذى، فعليه أن يتوقاه حسب الظروف والأحوال، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلّ نَفْسَهُ قالوا: وكَيْفَ يُذِلّ نَفْسَهُ؟ قال: يَتَعَرّضُ مِنَ الْبَلاَءِ لِمَا لا يُطِيقُ)) ().
ولما هاجر المسلمون من مكة إلى الحبشة فراراً بدينهم وتخلصاً من أذى قريش، دل ذلك على جواز دفع البلاء والأذى وعدم الاستسلام له، لأن نفس المسلم ليست ملكه وإنما هي ملك الله فلا يجوز إتلافها بلا فائدة تعود إلى الإسلام.
ومن صفات الإعلام الإسلامي أنه إعلام علني عام للبشر جميعاً، إذ ليس في الإسلام إعلام سري أو نصف سري قال الله تعالى: ? إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ? ().
ومن صفات الإعلام الإسلامي مخاطبة الناس على قدر عقولهم، وعدم الاستخفاف بعقول الناس واحترامهم بلا مَلَق ولا إسفاف في النقاش، وإنما الجدال بالتي هي أحسن واحترام الرأي الآخر وعدم الاستهانة به، وذلك سبيلاً للإقناع والاقتناع، قال علي كرم الله وجهه: ((حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يُكَذَّبَ الله ورسوله)) ().
ومن واجب الإعلاميين المسلمين كشف الزيف والكذب والافتراء على الإسلام والمسلمين بكل الوسائل المتاحة كالقنوات الفضائية وإصدار الكتب والمجلات والجرائد باللغات المختلفة حتى نحدَّ من إعلام العدو المخادع والكاذب.
أما الشائعات ودور الإعلام الإسلامي في مقاومتها:
فما الشائعة؟ وماذا يقصد بالشائعة؟ وكيف نقاوم الشائعات؟
الشائعة لغة:
قال في المعجم الوسيط: خبر ينتشر دون تثبت من صحة وقوعه.
واصطلاحاً:
إن للباحثين وجهات نظر متباينة في تعريف الشائعات:
قال الدكتور محمود أبو زيد: الشائعة محض اختلاق يتناوله الناس من مصدر لا أساس له من الواقع ().
وقال الدكتور إبراهيم الإمام: تنطلق الشائعة من انتزاع خبر أو معلومة معينة، والتهويل من شأنها، بربطها بالأحداث والعُرف والقيَم السائدة.
وقال (ألبور وبوتسمان): تأكيد عام يعرض بوصفه حقيقة دون أن توجد معطيات مشخصة تتيح التثبت من صحته.
وقال (كناب): تصريح أُعدَّ ليصدق، ذو علاقة بالأحداث الراهنة، وينتشر دون التحقق من صحته رسمياً.
ويلاحظ (بيترسون وجيست): أن مفهوم الشائعة في معناه الرائج يدل على تقرير أو شرح غير محققين، ينتقلان من شخص إلى شخص، ولهما علاقة بموضوع، أو حدث أو مسألة تلقى اهتماماً عاماً ().
ويتفاقم خطر الإشاعة بالانضمام إليها والدفاع عنها، فيصبح لها أنصار ومروِّجون، وليست كل شائعة سيئة، ولكن أخطر ما في إشاعة السوء، سرعة انتشارها بالتناقل الشفوي، إذ أنها تهدف لإحداث تأثير معنوي في الآخرين لتحقيق غرض معيَّن، ويلجأ المروِّجون إلى تحريف المصادر، أو المبالغة في حجمها، بقصد أو بدون قصد.
والشائعات غير القصدية والتي تعتمد على العفوية وحسن النية، أشد خطورة لسهولة انتشارها، فتسري كالنار في الهشيم، ولذلك نجد دعاة السوء يسخرون بنشر شائعاتهم القصدية، أناساً بسطاء بعيدين عن الشك بهم، فتثق العامة بهم، ولا تقبل انتقاصاً من قدرهم.
وطائفة أخرى تعمل على ترويج الشائعات في عالم الاقتصاد والمعيشة، ويبدو الأمر يسيراً إذا اقتصر على الباعة والمنتجين، حين يدَّعون أن بضاعتهم غير مزجاة، وأن زيتهم صاف وليس كغيره من الزيوت العكرة، وحسبك الإعلانات التجارية والصناعية التي تبث عبر الشاشة الصغيرة، فتنطلق بها ألسنة الصغار والكبار.
وطائفة ثالثة تعمل على إشاعة الأوهام الاجتماعية والسياسية بواسطة الصحافة والرسوم المرنة (الكاريكاتيرية) الساخرة، والتي تبلغ حدَّ السلاح في المعارك، وما زال جيل بين أظهرنا يذكر دَوْر الصحف الساخرة كالمضحك المبكي في سوريا، والبعكولة في مصر الشقيقة ().
أما وسائل نقل الشائعات، فأقواها الكلمة، ثم الحركة، ولها في معظم الأحيان وقع أشد من الكلمة، كحركات النفي القاطع، والبناء الجازم، والتهديد والوعيد والخبر السعيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا تعجبوا فلكل جارحة لغة، ولكل تعبير لسان، وللعيون لغات، وأكثر الإشاعات سيئة خطيرة، وأخطرها وأفظعها إشاعة السوء لذلك حرم الإسلام إشاعات السوء.
فقال الله تعالى: ? إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ ? ().
وقال النبي ?: ((أيما رجل أشاع على رجل مسلم بكلمة وهو منها بريء سبه بها في الدنيا كان حقاً على الله أن يذيبه يوم القيامة في النار حتى يأتي بنفاذ
ما قال)) ().
والشائعات على ثلاثة أنواع ():
1ـ شائعات الرغبة أو شائعات الأحلام والأماني، كان المرجفون والحاقدون والحالمون بالجاه والسلطة والمجد الزائف، وأصحاب الأماني، يروجون بالشائعات للحط من قدْر من يقاوم باطلهم، وللإيقاع بينهم، فمن شائعات الوقيعة بين الأمة، ما فعله (شاس بن قيس اليهودي) وكان شديد الطعن على المسلمين، شديد الحسد لهم، مرّ يوماً على الأنصار الأوس والخزرج وهم مجتمعون يتحدثون، فغاظه ما رأى من ألفتهم بعد ما كان بينهم من العداوة، فقال: قد اجتمع بنو قيلة، واللّه ما لنا معهم إذا اجتمعوا من قرار، فأمر فتى شاباً من اليهود فقال: اعمد إليهم فاجلس معهم، ثم اذكر يوم بعاث ـ أي الحرب الذي كان بينهم وما كان فيه ـ وأنشدهم ما كانوا يتقاولون به من الأشعار، ففعل فتكلم القوم عند ذلك، وذكر كلٌّ أقوال شاعرهم، وتنازعوا وتواعدوا على المقاتلة، فنادى هؤلاء يا آل الأوس، ونادى هؤلاء يا آل الخزرج، ثم خرجوا للحرب وقد أخذوا السلاح واصطفوا للقتال.
فلما بلغ الخبر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خرج إليهم فيمن كان معه من المهاجرين، فقال يا معشر المسلمين اللّه اللّه؟ اتقوا اللّه، أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم اللّه إلى الإسلام، وقطع به عنكم أمر الجاهلية، واستنقذكم به من الكفر وألف به بينكم، فعرف القوم أنها نزعة من الشيطان وكيد من عدوهم، فبكوا وعانق الرجال من الأوس، الرجال من الخزرج، ثم انصرفوا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وأنزل اللّه تعالى في شاس بن قيس اليهودي:
? ياأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّنَ عَنْ سَبِيلِ اللّه مَنْ آمَنَ تَبْغُونَها عِوَجاً? ().
وأنزل اللّه في الأنصار:
? يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَامِكُمْ كَافِرِين ? ()
وكذلك الإشاعة التي أشاعها المشركون بين المسلمين (المهاجرين إلى الحبشة) من تحسين الأحوال، والمصالحة بين المشركين والمسلمين في مكة زوراً وبهتاناً، وما أشاعوه في
(عمرة القضاء) () من ضعف المسلمين وهزالهم، فأمرهم النبي ? بالهرولة في السعي والطواف، إظهاراً للقوة،وكان أعداء النبي ? يحلمون بالقضاء على النبي ? وأصحابه، كأبي جهل وعتبة بن ربيعة، وبعضهم كان يحلم بالسلطة كابن أبي سلول، وكان الردُّ الإلهي حاسماً جازماً.
قال الله تعالى:? لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا ? ().
وهكذا ظل المشركون يروِّجون أخطر الشائعات لمحاربة الإسلام والمسلمين.
وإذا لم تكن شائعات الأحلام ضارة فهي غير سارة، إذ تدخل في بوتقة الحرب النفسية، وهذا ما تعالجه اليوم أجهزة التوجيه المعنوي في العالم.
والإعلام الإسلامي ـ فيما عدا حالة الحرب وإرهاب العدو وإضعاف معنوياته بالحرب النفسية () ـ يسلك طريقاً وسطاً فهو لا يخدع ولا ينخدع، ولا حاجة له إلى سلوك أي نوع من تلك الشائعات، فالإسلام لا يخاف ولا يحقد ولا يحلم برزق تمطره السماء ذهباً ولا فضة.
والإعلام الإسلامي لا يشهِّر بالناس ولا يحقرهم ولا يفضح أحداً، ولو كان عدواً، أرأيت كيف ستر النبي ? على المنافقين، هذا هو الإعلام الإسلامي القويم.
2 ـ شائعات الخوف أو القلق: وهي أخطرها،ويمكنها أن تتراوح بين القلق الخفيف والذعر الكامل، مثال ذلك: (يقال بأن لحم السلطعون () الذي يعلبه اليابانيون يحتوي على ديدان مهروسة) أو (ستقصف مدينتنا بالقنابل غداً).
(يُتْبَعُ)
(/)
ونجد أمثلتها أيضاً في أحداث غزوة أحد، فقد لجأ المشركون إلى إشاعة الخوف في صفوف المسلمين باختلاق نبأ وفاة النبي ?، وكاد هذا النبأ أن يستشري وينتشر لولا أن كعب بن مالك ? شاهد رسول الله ? بنفسه يصول ويجول وسط المعركة، وعيناه تزهران من تحت المغفر ().
وكذلك إشاعة مقتل عثمان بن عفان ? في بيعة الرضوان، ولما لم يكن قتله محققاً فقد بايع النبي ? عنه على تقدير حياته، وفي ذلك إشارة إلى أن عثمان ? لم يقتل، وإنما بايع القوم أخذاً بثأر عثمان ? جرياً على ظاهر الإشاعة، تثبيتاً وتقوية لأولئك القوم، فوضع يده اليمنى على يده اليسرى وقال: اللهم هذه عن عثمان في حاجتك وحاجة رسولك ().
3 ـ شائعات العدوان أو شائعات الحقد والكراهية: وأمثلتها كثيرة أوضحها ما افترته قريش على النبي ? وأصحابه، وما فجَّرت عليهم من مراجل الحقد الدفين والكراهية العمياء، فتناولوا شخصية رسول الله ? باتهامات كاذبة، وافتراءات حاقدة، وشائعات جائرة، وما أشاعوه بعد توزيع غنائم هوازن أكبر دليل على ذلك،حاولوا أن يذيعوا نبأ عزم النبي ? على البقاء في مكة المكرمة، وعدم العودة مع الأنصار، ولما ظهر زيف هذه الشائعة، وتكشفت الحقائق، وزهق الباطل، لجئوا إلى ترويج شائعة أكثر خبثاً مفادها: الطعن في أمانته ?، وأنه جمع الغنائم فوزعها على المؤلفة قلوبهم، وحرم الأنصار منها، من أجل أن يوقعوا بين النبي ? وبين الأنصار من الأوس والخزرج، فتناول النبي ? هذه الشائعات وهذا البهتان بالحجة والبرهان وبما أوتي من حكمة النبوة، حتى عادت القلوب إلى صوابها وصفائها.
وكذلك ما تصرف به ? في القضاء على الأوضاع الخاطئة التي نتجت عن عصبية أثارها سنان الجهني الأنصاري حين صاح: يا للأنصار، وصاح جهجاه المهاجر: ياللمهاجرين، فكان ردُّ المصطفى ? عملياً وحكيماً، لاستجابتهم لشائعة ابن أبي سلول الخبيثة، فقد مشى بهم النبي ? يوماً وليلة حتى أنهكتهم الشمس،ثم نزل بالناس، فلم يلبثوا أن وجدوا مسّ الأرض فوقعوا نياماً، وإنما فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشغل الناس عن الحديث الذي كان بالأمس، من شائعة عبدالله بن أبي بن سلول ().
ثم لم يلبثوا أن فجَّروا حادثة الإفك الظالمة والمبهتة، اتهموا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في شرفها ظلماً وعدواناً لينالوا من قدْر النبوة وسمعة النبي ? ودينه الحنيف
قال الله تبارك وتعالى: ? إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم ? ().
عوامل رواج الشائعات:
1ـ أهمية الموضوع عند الناقل والمنقول إليه وهما قطبا العملية الترويجية.
2 ـ درجة الوضوح أو الغموض المحيط بموضوع الإشاعة ذاتها، وتكون العلاقة طردية إذا ارتفعت درجة الموضوع من الوضوح مع أهميته، كما تكون عكسية كلما ارتفع مستوى أحد العاملين وانخفض الآخر ().
3 ـ مدى التطابق بين موضوع الشائعة وقانون الاهتمام الفكري أو العاطفي للأفراد والجماعات، فالرجال أكثر تصديقاً لشائعات الغلاء، والنساء أكثر تجاوباً مع ما يذاع عن الأزياء، وقس على ذلك فئات المجتمع من عمال وموظفين وتجار وحرفيين وأدباء وغيرهم.
4 ـ مقدار الثقة بالناقلين تبعاً للصداقة والتآلف معهم، فالنتيجة طردية في المودة، وعكسية في الكراهية.
موقف الإعلام الإسلامي من شائعات السوء:
ظهور الشائعات ينجم في الواقع من عدة عوامل منها: الإعلام غير المشبع، وصعوبة الوصول المباشر إلى مصادر الإعلام، وفقدان الثقة، أو وجود رقابة رعناء.
وشائعات السوء سريعة الانتشار عادة، أما الشائعة البريئة والهادفة التي تضع التوجيه الأخلاقي في قالب الطرفة والترفيه المنشط، فإنها بطيئة الانتشار.
وقال الشاعر عبد اللطيف النشار:
خبر الشر مجنح يركب الجو ويسبح
خبر الخير بطيء السير يمشي يترنح
والموقف الإسلامي من هذه شائعات السوء، ونشر أخبار الجريمة، موقف واضح وصريح، فهو يرفض تلك الشائعات رفضاً قاطعاً.
رقابة الشائعات:
1ـ التأكد من شخصية الناقل للشائعة: كما جاء في قوله تبارك وتعالى:
? يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ? ().
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا وضع الإسلام حاجزاً قوياً في وجه تيار الشائعات الضارة بصالح المجتمع الإسلامي، فهو لا يبدأ كغيره بالتأكد من موضوع الشائعة، بل يبدأ بالتأكد من شخصية ناقلها، فالمصدر أهم من بضاعته التي يصدرها، وربما كان الدافع لهذه الشائعة إتاحة الفرصة لشخصية ضعيفة أو ذات أهمية قليلة من الناحية الاجتماعية أو السياسية أن تتوطد وتزداد أهمية وقيمة.
2 ـ تشكيل عيادات للشائعات: هذه العيادات يوجهها مجلس،كأن يتألف من جامعيين ورجال أعمال وصحفيين، ولجنة تكلف بالكشف عن الشائعات المسموعة، فتؤخذ هذه الشائعات وتنشر مجدداً ويعلق عليها، ويبطل مفعولها، وذلك كل أسبوع في مقال يظهر في الصحيفة المحلية.
3 ـ سخاء الأجهزة الرسمية ببث معلومات تفصيلية، قادر على أن يقضي على بذور الشائعات، وينبغي لهذه المعلومات أن تكون سهلة المنال، وبمقدور الناس أن يطَّلعوا عليها بسهولة، لذا ينصح بالإكثار من البث المعزز لوسائل الإعلام الجماهيرية.
4 ـ تجهيز حملة ضد نقل الشائعات، وذلك بوصفها أداة ماكرة في دعاية العدو، تتوخى تحطيم الروح المعنوية بنشر أنباء تثير الذعر (عمل الطابور الخامس) ().
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع والهوامش:
1 ـ الحجرات: 13.
2 ـ البقرة: 213.
3 ـ الروم: 22.
4 ـ رواه البخاري في كتاب الأدب باب قول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين برقم: / 5629 ومسلم في كتاب البر والصلة والآداب برقم: / 4721 / والترمذي في كتاب البر والصلة عن رسول الله ? باب ما جاء في الصدق والكذب برقم: / 1894 / وأبو داود في كتاب الأدب باب في التشديد في الكذب برقم: / 4337 / وأحمد في مسند عبد الله بن مسعود ? برقم: / 3456 /.
5 ـ رواه البخاري في كتاب الجهاد والسير باب دعاء النبي ? الناس إلى الإسلام والنبوة برقم: / 2723 / ومسلم في كتاب الجهاد والسير باب كتاب النبي? إلى هرقل يدعوه إلى الإسلام برقم: / 3322 / وأحمد في مسند عبد الله بن عباس ? برقم: / 2252 /.
6 ـ رواه البخاري في كتاب تفسير القرآن باب وأنذر عشيرتك الأقربين برقم: / 4397 / ومسلم في كتاب الإيمان باب في قوله تعالى وأنذر عشيرتك الأقربين برقم: / 307 /.
7 ـ الأنعام: 34.
8 ـ رواه الترمذي في كتاب الفتن عن رسول الله ? باب ما جاء في النهي عن سب الرياح برقم: / 2180 / وابن ماجه في كتاب الفتن باب قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم برقم: / 4006 / وأحمد في مسند حذيفة بن اليمان ? برقم ك / 22347 /.
9 ـ البقرة: 159.
10 ـ البخاري في كتاب العلم باب من خص بالعلم قوماً دون قوم كراهية أن لا يفهموا برقم: / 124 /.
11 ـ انظر الشائعات والضبط الاجتماعي د. محمود أبو زيد ـ طبعة القاهرة 1980 م.
12 ـ انظر الشائعات، د. ميشال لويس روكيت، ترجمة: وجيه أسعد، الطبعة الأولى 1994، دمشق ـ دار البشائر:13.
13 ـ انظر في نظرات في علم الإعلام الإسلامي، إعداد نادر شرابي، دمشق، الحلقة السابعة.
14 ـ النور: 19.
15 ـ قال المنذري في الترغيب والترهيب: رواه الطبراني ولا يحضرني الآن حال إسناده: 3/ 138.
16 ـ انظر بحوث في الإعلام الإسلامي د. محمد فريد عزة ـ جامعة الملك عبد العزيز بجدة.
17 ـ آل عمران: 99.
18 ـ آل عمران: 100.
19 ـ عمرة القضاء: كان في ذي القعدة سنة سبع، قال ابن إسحاق: فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة من خيبر، أقام بها شهري ربيع وجماديين ورجباً وشعبان وشهر رمضان وشوالاً، يبعث فيما بين ذلك من غزوة وسراياه صلى الله عليه وسلم، ثم خرج في ذي القعدة في الشهر الذي صده فيه المشركون معتمراً عمرة القضاء، مكان عمرته التي صدوه عنها.
20 ـ النساء: 123.
21 ـ كما حدث مع نعيم بن مسعود ? في غزوة الخندق أتى رسول الله ?، فقال: يا رسول الله: إني قد أسلمت، وإن قومي لم يعلموا بإسلامي، فمرني بما شئت؛فقال رسول الله ?: إنما أنت فينا رجل واحد، فخذل عنا إن استطعت، فإن الحرب خدعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فخرج نعيم بن مسعود حتى أتى بني قريظة، وكان لهم نديماً في الجاهلية، فقال: يا بني قريظة، قد عرفتم ودي إياكم، وخاصة ما بيني وبينكم، قالوا: صدقت، لست عندنا بمتهم؛ فقال لهم: إن قريشا وغطفان ليسوا كأنتم، البلد بلدكم، فيه أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم، لا تقدرون على أن تحَولوا منه إلى غيره، وإن قريشا وغطفان قد جاءوا لحرب محمد وأصحابه، وقد ظاهرتموهم عليه، وبلدهم وأموالهم ونسائهم بغيره، فليسوا كأنتم فإن رأوا نهَزة أصابوها، وإن كان غير ذلك لحقوا ببلادهم وخلوا بينكم وبين الرجل ببلدكم، ولا طاقة لكم به إن خلا بكم، فلا تقاتلوا مع القوم حتى تأخذوا منهم رُهُناً من أشرافهم، يكونوا بأيديكم ثقة لكم على أن تقاتلوا معهم محمداً حتى تناجزوه؛ فقالوا له: لقد أشرت بالرأي.
ثم خرج حتى أتى قريشاً، فقال لأبي سفيان بن حرب ومن معه من رجال قريش: قد عرفتم ودي لكم وفراقي محمداً، وإنه قد بلغني أمر قد رأيت عليَّ حقاً أن أبلغكموه، نصحاً لكم، فاكتموا عني؛ فقالوا: نفعل؛ قال: تعلموا أن معشر يهود قد ندموا على ما صنعوا فيما بينهم وبين محمد، وقد أرسلوا إليه إنَّا قد ندمنا على ما فعلنا، فهل يرضيك أن نأخذ لك من القبيلتين، من قريش وغطفان رجالاً من أشرافهم فنعطيكهم، فتضرب أعناقهم ثم نكون معك على من بقي منهم حتى نستأصلهم؟ فأرسل إليهم: أن نعم. فإن بعثت إليكم يهود يلتمسون منكم رهناً من رجالكم فلا تدفعوا إليهم منكم رجلاً واحداً.
م خرج حتى أتى غطفان، فقال: يا معشر غطفان، إنكم أصلي وعشيرتي، وأحب الناس إلي، ولا أراكم تتهموني؛ قالوا: صدقت ما أنت عندنا بمهتم؛ قال: فاكتموا عني؛ قالوا: نفعل، فما أمرك؟ ثم قال لهم مثل ما قال لقريش وحذرهم ما حذرهم ما أنزل الله بالمشركين.
فلما كانت ليلة السبت من شوال سنة خمس، وكان من صنع الله لرسوله صلى الله عليه وسلم أن أرسل أبو سفيان بن حرب ورؤوس غطفان إلى بني قريظة عكرمة بن أبي جهل، في نفر من قريش وغطفان، فقالوا لهم: إنا لسنا بدار مقام، قد هلك الخف والحافر، فاغدوا للقتال حتى نناجز محمداً، ونفرغ مما بيننا وبينه؛ فأرسلوا إليهم: إن اليوم يوم السبت، وهو يوم لا نعمل فيه شيئاً، وقد كان أحدث فيه بعضنا حدثاً، فأصابه ما لم يخف عليكم، ولسنا مع ذلك بالذين نقاتل معكم محمداً حتى تعطونا رهناً من رجالكم، يكونون بأيدينا ثقة لنا حتى نناجز محمداً، فإنا نخشى إن ضرستكم الحرب، واشتد عليكم القتال أن تنشمروا إلى بلادكم وتتركونا، والرجل في بلدنا، ولا طاقة لنا بذلك منه. فلما رجعت إليهم الرسل بما قالت بنو قريظة، قالت قريش وغطفان: والله إن الذي حدثكم نعيم بن مسعود لحق، فأرسلوا إلى بني قريظة: إنا والله لا ندفع إليكم رجلاً واحداً من رجالنا، فإن كنتم تريدون القتال فاخرجوا فقاتلوا؛ فقالت بنو قريظة: حين انتهت الرسل إليهم بهذا: إن الذي ذكر لكم نعيم بن مسعود لحق، ما يريد القوم إلا أن يقاتلوا، فإن رأوا فرصة انتهزوها، وإن كان غير ذلك انشمروا إلى بلادهم. وخلوا بينكم وبين الرجل في بلدكم، فأرسلوا إلى قريش وغطفان: إنا والله لا نقاتل معكم محمداً حتى تعطونا رهناً؛ فأبوا عليهم، وخذَّل الله بينهم، وبعث الله عليهم الريح في ليال شاتية باردة شديدة البرد، فجعلت تكفأ قدورهم، وتطرح أبنتيهم.اهـ انظر سيرة النبي ? لابن إسحاق تهذيب ابن هشام تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد، دار الاتحاد العربي للطباعة، 1971م: 3/ 712.
22 ـ السلطعون: أو السرطان هو حيوان مائي من القشريات الرخوة من رتبة عشاريات الأقدام ذو بطن صغير ملتف تحت جسمه, وذبل (أو درع) قرني مسطح, وقرون استشعار قصيرة، وللسرطان خمسة أزواج من الأقدام, واثنا عشر فكاً, وعينان قابلتان للانكماش داخل الذبل، معظم السراطين بحري, وبعضها نهري أو بري، وهي تقتات بالقمامة غالباً، ومن مزاياها أنها تتحرك على نحو جانبي وإن يكن في ميسورها التحرك في أي اتجاه، وهي تصطاد لقيمتها الغذائية.
23 ـ انظر سيرة النبي ? لابن إسحاق تهذيب ابن هشام، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، 1971: 3/ 601.
24 ـ انظر المعجم الكبير للطبراني: 7/ 23 برقم: / 6263 / وفي الأوسط: 7/ 209 برقم: / 7291 /.
25 ـ انظر سيرة النبي ? لابن إسحاق تهذيب ابن هشام، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، 1971: 3/ 760.
26 ـ النور: 11.
27 ـ انظر بحوث في الإعلام الإسلامي د. محمد فريد عزة ـ جامعة الملك عبد العزيز بجدة.
28 ـ الحجرات: 6.
29 ـ الرتل الخامس أو الطابور الخامس: جماعة من أنصار العدو السريين يقومون بأعمال التجسس أو التخريب ضمن خطوط الدفاع أو حدود البلاد، استخدم التعبير أول ما استخدم عام 1936 خلال الحرب الأهلية الإسبانية، وقد قصد به آنذاك بعض مؤيدي الجنرال (فرانكو) المتواجدين في مدريد الخاضعة لسيطرة الحكومة الجمهورية، والذين كان يتوقع منهم أن يثوروا على تلك الحكومة، حالما تصبح فرق (فرانكو) العسكرية الأربع (أو طوابيره الأربعة) الزاحفة لاحتلال العاصمة، على مقربة دانية منها. اهـ موسوعة المورد الحديثة 1995.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[25 Mar 2007, 12:35 ص]ـ
أحسنت موضوع جميل
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[25 Mar 2007, 06:46 ص]ـ
موضوع جميل, جزاك الله خيراً أخي محمد, ولو زدتنا تعريفاً بنفسك ..
ـ[محمد كالو]ــــــــ[25 Mar 2007, 03:18 م]ـ
أخي أبو حذيفة وأبو بيان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا على ثنائكما للموضوع، ويمكن لك أخي أبو بيان معرفة المزيد عن العبد الفقير، بزيارة موقعه على الرابط التالي
:موقع الشيخ محمد كالو
http://muhmmdkalo.jeeran.com/images/index.html(/)
تفسير الجوهر المنظوم لابن عقيلة الحنفي عليه رحمة الله ... !!
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[24 Mar 2007, 05:59 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه واتبع هداه إلى يوم الدين وبعد:
فقد اطلعت في قسم المخطوطات بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض على مخطوط برقم: ف/6636 - 6637 - 6638 - 6339 - 6340 يسمى: الجوهر المنظوم في تفسير القرآن لابن عقيلة الحنفي عليه رحمة الله, واطلعتُ على مقدمة هذا التفسير الضخم الذي يقع في أكثر من 900 ورقة, فاستوقفني فيها ما أحببتُ طرحه بين يدي مشايخ هذا الملتقى , إذ يقول رحمة الله عليه:
(سلكتُ فيه مسلكاً لم أُسبق إليه ولم يفعله أحد من المتقدمين رحمة الله عليهم أجمعين وهو أن أفسر القرآن بالمرفوع من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم, ولم أخلطه بشيء من الرأي ولا تفسير الصحابة والتابعين بل جعلتها محضاً خالصاً تفسير كلام رب العالمين جل شأنه بكلام عبده ونبيه صلى الله عليه وسلم) إلى أن قال (وتفسيري هذا اقتصرتُ فيه على ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أمرٌ صعبً ولكن أرجو الله من فضله وكرمه أن يسهل لي هذا الصعب فإن الأئمة من المتقدمبن المحدثين كانت تقول: أقل الأحادديث ما كانت في تفسير القرآن وستقف إنشاء الله تعالى على ما يسر النبيه والله المستعان)
وسؤالي حول:
الدراسات العلمية وتحقيق هذا التفسير أو جزء منه هل تم في ذلك شيء يعلمه المشايخ الكرام؟؟
المؤلف رحمة الله عليه من أي البلاد هو وهل له ترجمة وافية مطبوعة تعرف به وبحياته ومبلغه من العلم رحمه الله؟؟
هذا المسلك الحديثي المحض في التفسير دون ذكر تفسير القرآن بالقرآن أو أقاويل الصحابة والتابعين ألم يسبق إليه ابن عقيلة الحنفي رحمه الله؟؟
جدوى إخراج هذا التفسير إن ثبت لديكم أن تفسير القرآن بمحض السنة النبوية دون غيرها لم يؤلف فيه غير هذا التفسير؟؟
والله يسلك بي وبالجميع مسالك المهتدين والعلماء العاملين إن ربي قريب مجيب الدعاء ..
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[24 Mar 2007, 06:24 ص]ـ
بالنسبة للسؤال الثالث أخي الكريم فله صورتان:
إن أراد المؤلف رحمه الله جمع ما ورد من السنة مما يصح تفسير القرآن به فقد سبقه إلى هذا الكثير, كابن جرير وابن أبي حاتم وغيرهما.
وإن أراد تفسير كامل آيات القرآن بالسنة المرفوعة فقط فلا أدري كيف يتهيؤ له ذلك في (900 ورقة = 1800 صفحة) , وقد نص العلماء - كما ذكر - على قلة - بل ندرة - الوارد من ذلك.
واطلاعك أخي الكريم محمود على ثنايا المخطوط يحدد أي النوعين أراد.
أما سؤالك الأخير أخي الفاضل عن جدوى إخراج تفسير للقرآن بمحض السنة دون غيرها = فيُضعِف من أثره وجدواه جانبان:
الأول: أنه جمع لمتفرقٍ ميسور مبذول, لاتكاد تخلو منه كتب التفسير قديمها وحديثها.
الثاني: أن بناء التفسير في أي كتاب لا يكتمل بهذا النوع من التفسير وحده, حتى يضم إليه تفسير الصحابة والتابعين, أو الصحابة على الخصوص.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[24 Mar 2007, 11:03 ص]ـ
أود التنبيه على وهم وقع فيه كاتب ترجمة ابن عقيلة (انظر مقدمة الزيادة والإحسان ج 1 ص 30)؛
فإنه لما سرد مؤلفات الرجل، وذكر كتابه: (الجوهر المنظوم) نقل من الزيادة والإحسان فقرة هي من كلام السيوطي
وظنها المحقق من كلام ابن عقيلة حول تفسيره المسمى (الجوهر المنظوم) فنسبها إليه، وهذا وهم،
فالفقرة من كلام السيوطي وردت ص 1237 من (الإتقان) من الطبعة التي وثق منها المحقق ما نقله ابن عقيلة عن السيوطي.
وهي بنصها وفصها في (الزيادة والإحسان) ج 9 ص 403، وبعدها قال ابن عقيلة:
انتهى كلام السيوطي - رحمه الله -.
ولعل السيوطي يعني كتابه (الدرّ المنثور)، وهذا معناه أنه ألف (الإتقان) قبل التفسير وجعله كالمقدمة له
- كما بين السيوطي -.
فليُتَنَبّه له، وبالله التوفيق.(/)
التدبر والنظر في الآيات والسور ... دعوة للمشاركة
ـ[الغني بالله]ــــــــ[24 Mar 2007, 09:39 ص]ـ
هذا ليس عنوانا لكتاب مطبوع لكنه عنوان لعلم سينفع الله به إذا أذن أهل هذا الملتقى المبارك وشاركوا في رقم مايفتح الله تعالى به عليهم من فتوحات بعد تدبرهم لكتاب الله عزوجل. والكل منا يظهر له فهما لآية أو معنى لسياق أو يقف من خلال قراءته لكتب التفسير على قول بديع واستنباط عجيب لبعض المفسرين لكننا نكتفي بحفظه في الذاكرة فإن جاء من يذاكرنا به وإلا تاه في ظلمات محيط مايسمى باللاشعور ... وقد أحببت أن أجعل هذا العنوان مأرزا تحفظ فيه تلك الفوائد وتقيد فيه تيك الشوارد ... وأعيذ مشايخي وأحبتي الكرام أن يتسلل إليهم داء البخل وقد صح عند البخاري في الأدب المفرد قوله صلى الله عليه وسلم (وأي داء أدوى من البخل) وسوف أحرص على تقييد ماوقفت عليه وما سأقف عليه ولكن لاغنى عما يختاره الإخوة من محفوظاتهم أو ماسطروه في كناشة نوادرهم ... فلنجتهد إخوتي الكرام ولنحتسب الأجر بارك الله في الجميع
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[24 Mar 2007, 10:43 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء ... على هذا الموضوع الرائع ... والفكرة السامية ...
ولعلي أكون أول من يساهم في هذا الموضوع ...
فلقد وقفت على تفسير الشهيد / سيد قطب -رحمه الله-، في قوله تعالى: {وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن. إن الشيطان ينزغ بينهم، إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبينا} ...
ولقد وقف وقفات راائعة، حول هذه الأية ... ولعلي أنقل لكم ماذا قال رحمه الله في تفسير هذه الأية، ولي بعدها وقفة يسيرة.
قال رحمه الله:
{وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن. إن الشيطان ينزغ بينهم، إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبينا}.
{وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن} على وجه الإطلاق وفي كل مجال. فيختاروا أحسن ما يقال ليقولوه: بذلك يتقون أن يفسد الشيطان ما بينهم من مودة. فالشيطان ينزغ بين الإخوة بالكلمة الخشنة تفلت، وبالرد السيئ يتلوها فإذا جو الود والمحبة والوفاق مشوب بالخلاف ثم بالجفوة ثم بالعداء. والكلمة الطيبة تأسو جراح القلوب، تندّي جفافها، وتجمعها على الود الكريم.
{إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبينا}. .
يتلمس سقطات فمه وعثرات لسانه، فيغري بها العداوة والبغضاء بين المرء وأخيه. والكلمة الطيبة تسد عليه الثغرات، وتقطع عليه الطريق، وتحفظ حرم الأخوة آمناً من نزغاته ونفثاته. ا. هـ رحمه الله
وعندما تتمعن هذه الوقفة التربوية من هذا المفسر الرائد ... تجد أنك تقف على كنز عظيم ..
فالناظر إلى المراحل التى ذكرها حول الفرقة بين الإخوة ... تجد بدايتها كلمة خشنة تفلت ثم يعقبها رد سيء، ثم بعد ذلك ذكر -رحمه الله- ثلاث مراحل تؤدي بما بين الأخوة إلى العداء -ولا حول ولا قوة إلا بالله-. فقال ( ... فإذا جو المحبة والوفاق مشوب بـ 1 - الخلاف، ثم بـ2 الجفوة، ثم بـ3 العداء).
فهذه ثلاث مراحل يتدرج الشيطان فيها لإفساد ذات البين، ليصل بعد ذلك إلى مراده، وهو العداء بين المؤمنين.
ثم يذكر رحمه الله، ماللكلمة الطيبة من أثر طيب على علاقة الإخوة، حيث قال -رحمه الله -: (والكلمة الطيبة 1 - تأسو جراح القلوب، 2 - تندّي جفافها، 3 - وتجمعها على الود الكريم) فهذه ثلاث فوائد للكلمة الطيبة، فما أقل كلفتها على اللسان، وما أعظم وقعها في قلب أخيك، فقد قال صلى الله عليه وسلم (لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق) رواه مسلم.
ثم ذكر رحمه الله مراحل للكلمة الطيبة فقال رحمه الله: ( ... والكلمة الطيبة 1 - تسد عليه (أي الشيطان) الثغرات، 2 - وتقطع عليه الطريق، 3 - وتحفظ حرم الأخوة آمناً من نزغاته ونفثاته).
فهذه ثلاث فوائد للكلمة الطيبة، وثلاث مراحل لها أيضاً.
فكما أن للشيطان مراحل يتدرج بها إلى الإفساد، فكذلك للكلمة الطيبة مراحل تتدرج بها إلى الإصلاح.
وكأن مجموع فضائل الكلمة الطيبة فيما سبق 6، بفوائدها ومراحلها، وللشيطان 3 مراحل فقط، فأقول: الخير هنا أقوى عدد وعدة من الشر، فالخير أقوى من الشر ... وإن طال ليل الشر ..
نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت ما قلت فإن صواب فمن الله وحده، وإن كان من خطأ فمن نفسي والشيطان، والله ورسوله منه بريئان.
ـ[الغني بالله]ــــــــ[24 Mar 2007, 12:09 م]ـ
شكر الله لك مبادرتك
في بدائع الفوائد للعلامة ابن القيم 3/ 1119:
فائدة
تأمل سر (الم) كيف اشتملت على هذه الحروف الثلاثة فالألف إذا بدىء بها أولا كانت همزة، وهي أول المخارج من أقصى الصدر، واللام من وسط مخارج الرحوف، وهي أشد الحروف اعتمادا على اللسان، والميم آخر الحروف ومخرجها من الفم، وهذه الثلاثة هي أصول مخارج الحروف أعني: الحلق واللسان والشفتين، وترتبت في التنزيل من البداية إلى الوسط إلى النهاية.
فهذه الحروف تعتمد المخارج الثلاثة التي تتفرع منها ستة عشر مخرجا، فيصير منها تسعة وعشرون حرفا عليها مدار كلام الأمم الأولين والآخرين مع تضمنها سرا عجيبا
وهو:
أن الألف البداية، واللام التوسط، والميم النهاية، فاشتملت الأحرف الثلاثة على البداية والنهاية والواسطة بينهما، وكل سورة استفتحت بهذه الأحرف الثلاثة، فهي مشتملة على بدء الخلق ونهايته وتوسطه، فمشتملة على تخليق العالم وغايته، وعلى التوسط بين البداية والنهاية من التشريع والأوامر، فتأمل ذلك في البقرة وآل عمران وتنزيل السجدة وسورة الروم.
وتأمل اقتران الطاء بالسين والهاء في القرآن، فإن الطاء جمعت من صفات الحروف خمس صفات لم يجمعها غيرها وهي: الجهر والشدة والاستعلاء والإطباق، والسين مهموس رخو مستفل صفيري منفتح فلا يمكن أن يجمع إلى الطاء حرف يقابلها كالسين والهاء فذكر الحرفين اللذين جمعا صفات الحروف، وتأمل السور التي اشتملت على الحروف المفردة كيف تجد السورة مبنية على كلمة ذلك الحرف،
فمن ذلك ق والسورة مبنية على الكلمات القافية من ذكر القرآن، وذكر الخلق، وتكرير القول، ومراجعته مرارا، والقرب من ابن آدم، وتلقي الملكين، وقول العبد، وذكر الرقيب، وذكر السائق، والقرين، والإلقاء في جهنم، والتقدم بالوعيد، وذكر المتقين، وذكر القلب، والقرون، والتنقيب في البلاد، وذكر القبل مرتين، وتشقق الأرض، وإلقاء الرواسي فيها، وبسوق النخل، والرزق، وذكر القوم، وحقوق الوعيد، ولو لم يكن إلا تكرار القول والمحاورة،
وسر آخر وهو: أن كل معاني هذه السورة مناسبة لما في حرف القاف من الشدة والجهر والعلو والانفتاح.
وإذا أردت زيادة إيضاح هذا فتأمل ما اشتملت عليه سورة ص من الخصومات المتعددة، فأولها خصومة الكفار مع النبي صلى الله عليه وسلم وقولهم: أجعل الآلهة لها واحد إلى أخر كلامهم، ثم اختصام الخصمين عند داود، ثم تخاصم أهل النار، ثم اختصم الملأ الأعلى في العلم، وهو: الدرجات والكفارات، ثم مخاصمة إبليس واعتراضه على ربه في أمره بالسجود لآدم، ثم خصامه ثانيا في شأن بنيه وحلفه ليغوينهم أجمعين إلا أهل الإخلاص منهم، فليتأمل اللبيب الفطن: هل يليق بهذه السورة غير ص؟ وسورة ق غير حرفها؟
وهذه قطرة من بحر من بعض أسرار هذه الحروف، والله أعلم.
نقلتها من ملتقى أهل الحديث والفضل بعد الله لراقمها الشيخ عبد الرحمن السديس
ـ[الغني بالله]ــــــــ[29 Mar 2007, 04:23 م]ـ
في قوله (فاخلع نعليك)
أضواء البيان - (ج 3 / ص 491)
وفيه أقوال أخر للعلماء غير ذلك. وأظهرها عندي والله تعالى أعلم: أن الله امره بخلع نعليه أي نزعهما من قدميه ليعلمه التواضع لربه حين ناده، فإن نداء الله لعبده أمر عظيم، يستوجب من العبد كمال التواضع والخضوع.
ـ[الغني بالله]ــــــــ[14 Jul 2007, 03:39 م]ـ
جاء في تفسير الطبري - (ج 21 / ص 195)
واختلف أهل التأويل في معنى مسح سليمان بسوق هذه الخيل الجياد وأعناقها، فقال بعضهم: معنى ذلك أنه عقرها وضرب أعناقها، من قولهم: مَسَحَ علاوته: إذا ضرب عنقه ........ ثم قال رحمه الله وقال آخرون: بل جعل يمسح أعرافها وعراقيبها بيده حُبًّا لها.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله (فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأعْنَاقِ) يقول: جعل يمسح أعراف الخيل وعراقيبها: حبا لها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا القول الذي ذكرناه عن ابن عباس أشبه بتأويل الآية، لأن نبيّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم لم يكن إن شاء الله ليعذب حيوانًا بالعرقبة، ويهلك مالا من ماله بغير سبب، سوى أنه اشتغل عن صلاته بالنطر إليها، ولا ذنب لها باشتغاله بالنظر إليها
وفي تفسير الرازي - (ج 13 / ص 190)
{فَطَفِقَ مَسْحاً بالسوق والأعناق} أي فجعل سليمان عليه السلام يمسح سوقها وأعناقها، قال الأكثرون معناه أنه مسح السيف بسوقها وأعناقها أي قطعها، قالوا إنه عليه السلام لما فاتته صلاة العصر بسبب اشتغاله بالنظر إلى تلك الخيل استردها وعقر سوقها وأعناقها تقرباً إلى الله تعالى، وعندي أن هذا أيضاً بعيد، ويدل عليه وجوه الأول: أنه لو كان معنى مسح السوق والأعناق قطعها لكان معنى قوله: {وامسحوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ} [المائدة: 6] قطعها، وهذا مما لا يقوله عاقل بل لو قيل مسح رأسه بالسيف فربما فهم منه ضرب العنق، أما إذا لم يذكر لفظ السيف لم يفهم ألبتة من المسح العقر والذبح الثاني: القائلون لهذا القول جمعوا على سليمان عليه السلام أنواعاً من الأفعال المذمومة فأولها: ترك الصلاة وثانيها: أنه استولى عليه الاشتغال بحب الدنيا إلى حيث نسي الصلاة، وقال صلى الله عليه وسلم: «حب الدنيا رأس كل خطيئة» وثالثها: أنه بعد الإتيان بهذا الذنب العظيم لم يشتغل بالتوبة والإنابة ألبتة ورابعها: أنه خاطب رب العالمين بقوله: {رُدُّوهَا عَلَىَّ} وهذه كلمة لا يذكرها الرجل الحصيف إلا مع الخادم الخسيس وخامسها: أنه أتبع هذه المعاصي بعقر الخيل في سوقها وأعناقها، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم
«نهى عن ذبح الحيوان إلا لمأكله» فهذه أنواع من الكبائر نسبوها إلى سليمان عليه السلام مع أن لفظ القرآن لم يدل على شيء منها: وسادسها: أن هذه القصص إنما ذكرها الله تعالى عقيب قوله: {وَقَالُواْ رَبَّنَا عَجّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الحساب} [ص: 17] وأن الكفار لما بلغوا في السفاهة إلى هذا الحد قال الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم اصبر يا محمد على سفاهتهم واذكر عبدنا داود: وذكر قصة داود، ثم ذكر عقبيها قصة سليمان، وكان التقدير أنه تعالى قال لمحمد عليه السلام اصبر يا محمد على ما يقولون واذكر عبدنا سليمان، وهذا الكلام إنما يكون لائقاً لو قلنا إن سليمان عليه السلام أتى في هذه القصة بالأعمال الفاضلة والأخلاق الحميدة، وصبر على طاعة الله، وأعرض عن الشهوات واللذات، فأما لو كان المقصود من قصة سليمان عليه السلام في هذا الموضع أنه أقدم على الكبائر العظيمة والذنوب الجسيمة لم يكن ذكر هذه القصة لائقاً بهذا الموضع، فثبت أن كتاب الله تعالى ينادي على هذه الأقوال الفاسدة بالرد والإفساد والإبطال بل التفسير المطابق للحق لألفاظ القرآن والصواب أن نقول إن رباط الخيل كان مندوباً إليه في دينهم كما أنه كذلك في دين محمد صلى الله عليه وسلم ثم إن سليمان عليه السلام احتاج إلى الغزو فجلس وأمر بإحضار الخيل وأمر بإجرائها وذكر أني لا أحبها لأجل الدنيا ونصيب النفس، وإنما أحبها لأمر الله وطلب تقوية دينه وهو المراد من قوله عن ذكر ربي، ثم إنه عليه السلام أمر بإعدائها وتسييرها حتى توارت بالحجاب أي غابت عن بصره، ثم أمر الرائضين بأن يردوا تلك الخيل إليه فلما عادت إليه طفق يمسح سوقها وأعناقها، والغرض من ذلك المسح أمور الأول: تشريفاً لها وإبانة لعزتها لكونها من أعظم الأعوان في دفع العدو الثاني: أنه أراد أن يظهر أنه في ضبط السياسة والملك يتضع إلى حيث يباشر أكثر الأمور بنفسه الثالث: أنه كان أعلم بأحوال الخيل وأمراضها وعيوبها، فكان يمتحنها ويمسح سوقها وأعناقها حتى يعلم هل فيها ما يدل على المرض، فهذا التفسير الذي ذكرناه ينطبق عليه لفظ القرآن انطباقاً مطابقاً موافقاً، ولا يلزمنا نسبة شيء من تلك المنكرات والمحذورات، وأقول أنا شديد التعجب من الناس كيف قبلوا هذه الوجوه السخيفة مع أن العقل والنقل يردها، وليس لهم في إثباتها شبهة فضلاً عن حجة. أهـ.
ـ[الغني بالله]ــــــــ[14 Jul 2007, 06:12 م]ـ
قال الذي عنده علم من الكتاب.
--------------------------------------------------------------------------------
تفسير البغوي [جزء 1 - صفحة 164]
قال محمد بن المنكدر: إنما هو سليمان قال له عالم من بني إسرائيل آتاه الله علما وفهما: {أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك} قال سليمان: هات قال: أنت النبي ابن النبي وليس أحد أوجه عند الله منك فإن دعوت الله وطلبت إليه كان عندك فقال: صدقت ففعل ذلك فجيء بالعرش في الوقت.
روح المعاني [جزء 19 - صفحة 203]
وآثر هذا القول الامام وقال انه أقرب لوجوه الاول أن الموصول موضوع في اللغة لشخص معين بمضمون الصلة المعلومة عند المخاطب والشخص المعلوم بأن عنده علم الكتاب هو سليمان وقد تقدم في هذه السورة ما يستأنس به لذلك فوجب ارادته وصرف اللفظ اليه وآصف وان شاركه في مضمون الصلة لكن هو فيه أتم لأنه نبي وهوأعلم بالكتاب من امته الثاني ان احضار العرش في تلك الساعة اللطيفة درجة عالية فلو حصلت لاحد من امته دونه لاقتضي تفضيل ذلك عليه عليه السلام وانه غير جائز الثالث أنه لو افتقر في احضاره الى أحد من امته لاقتضي قصور حاله في اعين الناس
الرابع أن ظاهر قوله عليه السلام فيما بعد هذا من فضل ربي الخ يقتضي أن ذلك الخارق قد أظهره الله تعالى بدعائه عليه السلام.
زاد المسير [جزء 6 - صفحة 175]
والثاني أنه سليمان عليه السلام وإنما قال له رجل انا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فقال هات قال انت النبي ابن النبي فان دعوت الله جاءك فدعا الله فجاءه قاله محمد بن المكندر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الغني بالله]ــــــــ[14 Jul 2007, 06:15 م]ـ
قال الذي عنده علم من الكتاب.
--------------------------------------------------------------------------------
تفسير البغوي [جزء 1 - صفحة 164]
قال محمد بن المنكدر: إنما هو سليمان قال له عالم من بني إسرائيل آتاه الله علما وفهما: {أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك} قال سليمان: هات قال: أنت النبي ابن النبي وليس أحد أوجه عند الله منك فإن دعوت الله وطلبت إليه كان عندك فقال: صدقت ففعل ذلك فجيء بالعرش في الوقت.
روح المعاني [جزء 19 - صفحة 203]
وآثر هذا القول الامام وقال انه أقرب لوجوه الاول أن الموصول موضوع في اللغة لشخص معين بمضمون الصلة المعلومة عند المخاطب والشخص المعلوم بأن عنده علم الكتاب هو سليمان وقد تقدم في هذه السورة ما يستأنس به لذلك فوجب ارادته وصرف اللفظ اليه وآصف وان شاركه في مضمون الصلة لكن هو فيه أتم لأنه نبي وهوأعلم بالكتاب من امته الثاني ان احضار العرش في تلك الساعة اللطيفة درجة عالية فلو حصلت لاحد من امته دونه لاقتضي تفضيل ذلك عليه عليه السلام وانه غير جائز الثالث أنه لو افتقر في احضاره الى أحد من امته لاقتضي قصور حاله في اعين الناس
الرابع أن ظاهر قوله عليه السلام فيما بعد هذا من فضل ربي الخ يقتضي أن ذلك الخارق قد أظهره الله تعالى بدعائه عليه السلام.
زاد المسير [جزء 6 - صفحة 175]
والثاني أنه سليمان عليه السلام وإنما قال له رجل انا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فقال هات قال انت النبي ابن النبي فان دعوت الله جاءك فدعا الله فجاءه قاله محمد بن المكندر.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[15 Jul 2007, 02:34 م]ـ
في بدائع الفوائد للعلامة ابن القيم 3/ 1119:
فائدة
تأمل سر (الم) كيف اشتملت على هذه الحروف الثلاثة فالألف إذا بدىء بها أولا كانت همزة، وهي أول المخارج من أقصى الصدر، واللام من وسط مخارج الرحوف، وهي أشد الحروف اعتمادا على اللسان، والميم آخر الحروف ومخرجها من الفم، وهذه الثلاثة هي أصول مخارج الحروف أعني: الحلق واللسان والشفتين، وترتبت في التنزيل من البداية إلى الوسط إلى النهاية.
فهذه الحروف تعتمد المخارج الثلاثة التي تتفرع منها ستة عشر مخرجا، فيصير منها تسعة وعشرون حرفا عليها مدار كلام الأمم الأولين والآخرين مع تضمنها سرا عجيبا
* تتألف البسملة من كلمة بسم (3 أحرف] وثلاثة أسماء من اسماء الله الحسنى [مجموع حروفها 16] ..
من زاوية أخرى تتألف من [3 أحرف منقوطة] و [16 حرفا غير منقوط] ..
وتاتي سور الفاتحة مؤلفة من 29 كلمة .. هذا العدد دون سواه ..
الملاحظة: مراعاة العددين 3 و 16 في صياغة البسملة،والعدد 29 في سورة الفاتحة .. وهي الملاحظة ذاتها في الفاتحة [الم] ومخارج الحروف ..
لماذا نقبلها هنا ولا نقبلها هناك، لماذا تكون هنا تكلفا وهناك غير ذلك .. ؟؟
ألا يدل هذا التماثل على ان من صمم جهاز النطق في الانسان هو من صاغ البسملة؟ وأن هناك ترابطا بين بدء المصحف بسورة الفاتحة، وبالفاتحة الم وليس طسم؟
* الأحرف الثلاثة " الم " هي الفاتحة الأولى في سورة البقرة .. أول فاتحة.
تتكرر الأحرف الثلاثة في جميع الفواتح 43 مرة. أ: 13 ل: 13 م: 17 ..
نلاحظ أن عدد الفواتح 14 وعدد سور الفواتح: 29 أي المجموع: 43 وهو نفس تكرار الفاتحة " الم " ..
لماذا يرى البعض هذا تكلفا؟ وليس تدبرا؟
* الم: هي الآية الأولى في ترتيب سورة البقرة وتأتي من ثلاثة أحرف ..
تليها الآية الثانية مؤلفة من 26 حرفا ليس 25 ولا 27 [ذلك الكتب لا ريب فيه هدى للمتقين] ..
نلاحظ أن:
- 3 + 26 = 29 وهذا هو عدد سور الفواتح.
- 3 × 26 = 78 وهذا هو مجموع الحروف المقطعة كلها.
- 26 - 3 = 23 مدة نزول القرآن ...
أين التكلف هنا؟
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[21 Jul 2007, 05:31 ص]ـ
ما أجمل كلام ابن القيم بعيدا عن المعادلات الرياضية ...
وما أجمل التدبر في الآيات وسياقها بعيدا عن النظريات الحسابية ...
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[21 Jul 2007, 09:49 م]ـ
ما أجمل كلام ابن القيم بعيدا عن المعادلات الرياضية ...
وما أجمل التدبر في الآيات وسياقها بعيدا عن النظريات الحسابية ...
(يُتْبَعُ)
(/)
فماذا تقول أخي الكريم في قوله سبحانه وتعالى:
وكفى بنا حاسبين. الأنبياء 21/ 47
وهو أسرع الحاسبين. الأنعام 6/ 62.
وأحصى كل شيء عددا. الجن 72/ 28.
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[22 Jul 2007, 02:33 ص]ـ
أفهم من سؤال الأستاذ الفاضل عبد الله جغلوم أن هذه الآيات فيها دلالة أو إشارة على ما ذكر في المشاركة أعلاه من حسابات
وقد صدّر مشاركته بسؤال: ماذا تفهم من قوله تعالى: (وكفى بنا حاسبين) وقوله: (وهو أسرع الحاسبين) وقوله: (وأحصى كل شيء عددا)
فأقول: أما الآية الأولى فيقول تعالى فيها: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) (الانبياء:47)
والآية الثانية: (ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ) (الأنعام:62) فسياق الآيتين إنما هو في يوم القيامة حين يحشر الله الأولين والآخرين فيحاسبهم على كل صغيرة وكبيرة حينها .. نسأل الله أن ييسر حسابنا ويلطف بنا.
يقول الطبري رحمه الله: ("وهو أسرعُ الحاسبين"، يقول: وهو أسرع من حسب عددكم وأعمالكم وآجالكم وغير ذلك من أموركم، أيها الناس، وأحصاها، وعرف مقاديرها ومبالغها، لأنه لا يحسب بعقد يد، ولكنه يعلم ذلك ولا يخفى عليه منه خافية، و لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)
ويقول القرطبي رحمه الله: (وهو أسرع الحاسبين) أي لا يحتاج إلى فكرة وروية ولا عقد يد).
فتأمل كيف فرّقا بين حساب الله وبين حساب المخلوقين بعقد اليد .. فكيف بمن يحسب بالآلات الحاسبة ونحوها!! وبين من يحتاج إلى التفكير والتمهل والتروي ..
فهل في هذه الآيتين يا عباد الله دليل على المعادلات الحسابية التي يقوم بها البشر؟.
إن من تنزيه الله وتعظيمه ألا يشبّه حسابه بحساب المخلوقين .. جل الله وتعالى عن ذلك
ولا أظن أن الأستاذ الفاضل يقصد ذلك.
أما قوله: (لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً) (الجن:28) فهل إحصاء الله العلي الكبير الذي عنده مفاتح الغيب وما تسقط من ورقة إلا يعلمها كإحصاء البشر الذين يجرون المعادلات الحسابية!!
تعالى الله عن ذلك.
هذا الذي أفهمه من هذه الآيات العظيمة التي تورث من تأملها رقة في قلبه واستعدادا للقاء ربه جعلني الله وإياكم منهم.
فهذه الآيات ... لا يصح ذكرها في هذا المقام فضلا عن الاستدلال بها .. والله أعلم
وحيث أن أصل الموضوع في التأمل فهذه الآيات هي دعوة إلى التأمل والنظر والتفكر ...
ـ[محب القراءات]ــــــــ[23 Jul 2007, 08:15 ص]ـ
أفهم من سؤال الأستاذ الفاضل عبد الله جغلوم أن هذه الآيات فيها دلالة أو إشارة على ما ذكر في المشاركة أعلاه من حسابات
وقد صدّر مشاركته بسؤال: ماذا تفهم من قوله تعالى: (وكفى بنا حاسبين) وقوله: (وهو أسرع الحاسبين) وقوله: (وأحصى كل شيء عددا)
فأقول: أما الآية الأولى فيقول تعالى فيها: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) (الانبياء:47)
والآية الثانية: (ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ) (الأنعام:62) فسياق الآيتين إنما هو في يوم القيامة حين يحشر الله الأولين والآخرين فيحاسبهم على كل صغيرة وكبيرة حينها .. نسأل الله أن ييسر حسابنا ويلطف بنا.
يقول الطبري رحمه الله: ("وهو أسرعُ الحاسبين"، يقول: وهو أسرع من حسب عددكم وأعمالكم وآجالكم وغير ذلك من أموركم، أيها الناس، وأحصاها، وعرف مقاديرها ومبالغها، لأنه لا يحسب بعقد يد، ولكنه يعلم ذلك ولا يخفى عليه منه خافية، و لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)
ويقول القرطبي رحمه الله: (وهو أسرع الحاسبين) أي لا يحتاج إلى فكرة وروية ولا عقد يد).
فتأمل كيف فرّقا بين حساب الله وبين حساب المخلوقين بعقد اليد .. فكيف بمن يحسب بالآلات الحاسبة ونحوها!! وبين من يحتاج إلى التفكير والتمهل والتروي ..
فهل في هذه الآيتين يا عباد الله دليل على المعادلات الحسابية التي يقوم بها البشر؟.
إن من تنزيه الله وتعظيمه ألا يشبّه حسابه بحساب المخلوقين .. جل الله وتعالى عن ذلك
ولا أظن أن الأستاذ الفاضل يقصد ذلك.
أما قوله: (لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً) (الجن:28) فهل إحصاء الله العلي الكبير الذي عنده مفاتح الغيب وما تسقط من ورقة إلا يعلمها كإحصاء البشر الذين يجرون المعادلات الحسابية!!
تعالى الله عن ذلك.
هذا الذي أفهمه من هذه الآيات العظيمة التي تورث من تأملها رقة في قلبه واستعدادا للقاء ربه جعلني الله وإياكم منهم.
فهذه الآيات ... لا يصح ذكرها في هذا المقام فضلا عن الاستدلال بها .. والله أعلم
وحيث أن أصل الموضوع في التأمل فهذه الآيات هي دعوة إلى التأمل والنظر والتفكر ...
أتفق مع الأخ الفاضل / أبو عبد الرحمن على هذا الرأي
ومهم فعلا أن نفرق بين حساب الله تعالى وبين حساب المخلوقين.
وأن الحساب في الآخرة يختلف عن الحساب في الدنيا.
وأنه لو كان هذا من التدبر فعلا لكان قد سبقنا إليه سلفنا الصالح , ونبهوا على أهميته.
ومهم أيضا أن نفهم سياق الآية كاملا حتى يتضح لنا المعنى.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه , ورزقنا جميعا تدبر القرآن والعمل به.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 Jul 2007, 09:41 ص]ـ
أبومجاهدالعبيدي: ركن الاستنباط، وذكر فوائد الآيات 1 ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=253)
أبومجاهدالعبيدي: ركن الاستنباط وفوائد الآيات [2] ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=6368#post6368)
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[26 Jul 2007, 09:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه
–الذي عنده علم من الكتاب–
وردت هذه العبارة في قوله تعالى:
-?قَالَ يَاأَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْريتٌ مِنْ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) ? (النمل 38 - 40).
وهذه العبارة صفة لرجل من حاشية سليمان عليه السلام. وفي ذكره بالوصف لا بالاسم دلالة على تميزه بهذه الصفة التي هي تملكه لعلم خاص هو من الكتاب. وفي هذا الوصف تنويه بهذا العلم الخاص قبل التنويه بصاحبه، ولذلك لما رأى سليمان العرش مستقرا عنده توجه إلى الله تعالى مقرا بالفضل كله له تعالى، وفي هذا إشارة واضحة إلى المصدر الرباني لعلم ذلك الرجل، خاصة وأن السياق طوى الحديث عن الرجل طيا بعد تحقيق الغرض، ولم يذكر القرآن شيئا في مدح سليمان له أو شكره أو حتى مجرد الإعجاب به، لأنه نظر بعين النبوة وتمام اليقين إلى ذلك الإنجاز باعتباره فعل الخالق لا فعل المخلوق.
ومن هنا تثير هذه العبارة عدة معان وعددا من القضايا التي سنحاول الكشف عن بعضها.
فـ» الذي «اسم موصول. و» عنده «"لفظ موضوع للقرب" (1). ويعرف أيضا بأنه "اسم لمكان الحضور" (2). ولا يستعمل إلا مضافا، وهو هنا صلة لـ» الذي «، وتقديم» عنده «على» علم من الكتاب «تأكيد لقرب ذلك العلم وحضوره واستقراره في مدارك ذلك الشخص. و"تنكير» علم «للتفخيم والرمز إلى أنه علم غير معهود" (3). واقترن العلم بالكتاب هنا بحرف الجر» من «المفيدة للتبعيض، ولِأَنَّ الكتاب ذكر معرفا فقد أفادت التشريف والاختصاص.
وفيما بيان لأهم الألفاظ في هذه العبارة:
مفهوم الكتاب:
تعدد مفهوم الكتاب في القرآن الكريم بحسب السياق، غير أنه يطلق "عرفا على كتاب الله تعالى، المنزل على أنبيائه كالتوراة والإنجيل والقرآن وغيرها" (4).
وقد اختلف في المراد بالكتاب في آية النمل على قولين:
-الجنس المنتظم لجميع الكتب المنزلة. وبه قال الزمخشري في أحد قوليه (5)، وحكاه البيضاوي (6)، والواحدي (7)، وأبو السعود (8)، والآلوسي (9).
-التوراة. وهو قول ابن عطية (10). وقال البقاعي: "أي الكتاب الذي لا كتاب في الحقيقة غيره، وهو المنسوب إلينا، وكأنه الذي كان شهيرا في ذلك الزمان، ولعله التوراة والزبور" (11).
-اللوح. وهو القول الثاني للزمخشري، وحكاه من ذكر معه من المفسرين سابقا.
مفهوم» علم من الكتاب «:
اختلف المفسرون في معنى هذا العلم على قولين:
-الأول: أنه علم محفوظ، فروي أنه حَفِظَ اسم الله الأعظم (12). وقد رواه الطبري عن قتادة والزهري والضحاك وابن إسحاق (13)، وحكاه القرطبي عن السهيلي والقشيري (14)، ونسبه البغوي إلى الكلبي (15).
ثم اختلفوا في تعيين الاسم الأعظم. فروى الطبري عن الزهري قال: "دعاء الذي عنده اسم الله الأعظم: يا إلهنا وإله كل شيء، إلها واحدا لا إله إلا أنت، ايتني بعرشها" (16). وروى الطبري عن مجاهد قال: "يا ذا الجلال والإكرام" (17). وحكى القرطبي عنه قال: "دعا الله فقال: يا إلهنا وإله كل شيء، يا ذا الجلال والإكرام" (18). وقيل غير ذلك.
فالعلم على هذه الأقوال هو حفظ الاسم الأعظم، قال ابن عطية: "كانت العادة في ذلك الزمان ألا يدعو به أحد إلا أجيب" (19).
وقريب من هذا قول الراغب إنه "علم من العلوم التي آتاها الله سليمان في كتابه المخصوص به، وبه سخر له كل شيء". حكاه الراغب (20).
(يُتْبَعُ)
(/)
-القول الثاني: أنه علم مكتسب، واختلف القائلون به على قولين:
أ- فقال ابن عاشور: "علم مكتسب من الكتب أي من الحكمة، وليس المراد بالكتاب التوراة" (21).
ب- ورأى البقاعي فيه "إشارة إلى أن من خدم كتابا حق الخدمة كان الله تعالى، كما ورد في شرعنا، سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، أي أنه يفعل له ما يشاء" (22).
ولاحظ سيد قطب رحمه الله تعالى أن القرآن لم يذكر اسم الشخص (23) ولا اسم الكتاب الذي عنده علم منه، قال: "وإنما نفهم أنه رجل مؤمن على اتصال بالله، موهوب سرا من الله يستمد به من القوة الكبرى التي لا تقف لها الحواجز والأبعاد" (24).
والظاهر أنه كما قال البقاعي، وقريب منه قول سيد.
إن تنفيذ طلب سليمان عليه السلام، وهو طلب كوني مادي، يستلزم قوة خارقة، ولم يكن ما تراكم من العلم المادي -تجربة وتأليفا- حينئذ في مستوى تحقيق ذلك المطلب، فكان علم ذلك الشخص طفرة هائلة في مجال العلم مثيرة للإعجاز والاندهاش من ذلك الزمان إلى الآن وإلى ما شاء الله تعالى. ولو كان هذا علما ماديا محضا لما حصل به المقصد الدعوي الشريف.
فعلى هذا يمكن القول في تعريف هذا الشخص إنه: "رجل من حاشية سليمان عليه السلام، عارف بالله تعالى، خصه الله بعلم من كتابه المنزل وفقه لأسراره، مكنه من التصرف الخارق في الأشياء بقدرة الله تعالى".
فقولنا: "رجل"؛ وهو ما ذهب إليه جمهور المفسرين كما سيأتي.
وقولنا: "من حاشية سليمان"؛ لقوله عليه السلام: ?يَاأَيُّهَا المَلَأُ أيُّكم يأتيني?.
وقولنا: "عارف بالله تعالى"؛ لما يدل عليه السياق من كونه متحققا بعلم الكتاب، كما أن لفظ» عنده «يفيد الاستقرار، وهذا المعنى يذكرنا بمعنى الرسوخ أي الثبات المتمكن، كما قال الراغب: "الراسخ في العلم المتحقق به" (25).
وقولنا: "خصه الله بعلم من كتابه المنزل وفقه لأسراره"؛ فالكتاب كلام الله تعالى العليم القدير، وفيه من العجائب والأسرار ما لا يعلمه إلا الله تعالى، وقد فتح سبحانه على ذلك الرجل بابا من ذلك فحصل له ما حصل.
وقولنا عن ذلك العلم بأنه "مكنه من التصرف الخارق في الأشياء بقدرة الله تعالى" تنبيه على أنه لا ينبغي النظر إلى ذلك العمل الخارق باعتبار النظر إلى المخلوق وقدرته بل باعتبار النظر إلى قدرة الخالق تبارك وتعالى.
وأما ما نقله الآلوسي رحمه الله تعالى عن الإمام الرازي ففيه نظر:
1 - فأما الوجه الأول الذي ذكره من "أن الموصول موضوع في اللغة لشخص معين بمضمون الصلة المعلومة عند المخاطب، والشخص المعلوم بأن عنده علم الكتاب هو سليمان، وقد تقدم في هذه السورة ما يستأنس به لذلك فوجب إرادته وصرف اللفظ إليه، وآصف وإن شاركه في مضمون الصلة لكن هو فيه أتم لأنه نبي وهو أعلم بالكتاب من أمته". ا. هـ
فيرد على هذا الوجه أن ذلك الرجل من حاشية سليمان كان عنده علم من الكتاب، وأما سليمان فكان عنده علم الكتاب.
وأما الوجه الثاني وهو "أن إحضار العرش في تلك الساعة اللطيفة درجة عالية فلو حصلت لأحد من أمته دونه لاقتضي تفضيل ذلك عليه -عليه السلام- وأنه غير جائز".
ويتفرع عن هذا الوجه الوجه الثالث وهو "أنه لو افتقر في إحضاره إلى أحد من أمته لاقتضي قصور حاله في أعين الناس".
فيمكن القول إن ذلك لا يمنع أن يكون في مملكته عليه السلام من يقوم بمثل هذه الأشياء في مقام التسخير الذي أنعم به عليه. خصوصا وأن الجميع أقر له بالطاعة والانقياد.
وأما الوجه الرابع وهو أن "ظاهر قوله عليه السلام فيما بعد (هذا من فضل ربي) الخ يقتضي أن ذلك الخارق قد أظهره الله تعالى بدعائه عليه السلام.
فيقال فيه: وما يمنع أن يكون الظاهر أيضا من عبارة (فضل ربي) عموم النعمة بتسخير الأشياء والأشخاص والحيوان والطير والجن وغير ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
فعبارة "الذي عنده علم من الكتاب" بصورتها الكلية وبما علمت من دلالة عناصرها، واصفة لذلك الرجل. وقد أفادت هذه الصفة أنه تمكن من الإتيان بالعرش بتلك السرعة الهائلة بسبب ما عنده من العلم المستقى من الكتاب، مما يدل على أنه علم خاص. وقد ذكر المفسرون أقوالا في تعيين الكيفية التي نقل بها العرش (26). والقرآن الكريم أشار إلى السرعة متجاوزا ذكر الكيفية بقوله: ?فلما رآه مستقرا عنده?، فلا ذكر للمكان إلا مكان القرار .. وأما الزمان فقد ترك لك التعبير القرآني الرائع أن تحاول وتجتهد في تصوره. وقد بلغ من الدقة ما لم يبق معه منافس. ثم إن التعبير يقفز على تفاصيل موافقة سليمان على هذا الاختيار إمعانا في تصوير السرعة الفائقة. قال أبو السعود: "?فلما رآه مستقرا عنده? أي رأى العرش حاضرا لديه، كما في قوله عز وجل: ?فلما رأينه أكبرنه?، للدلالة على كمال ظهور ما ذكر من تحققه واستغنائه عن الإخبار به ببيان ظهور ما يترتب عليه من رؤية سليمان عليه السلام إياه، واستغنائه أيضا عن التصريح به؛ إذ التقدير: فأتاه به فرآه فلما رآه .. الخ، فحذف ما حذف لما ذكر وللإيذان بكمال سرعة الإتيان به، كأنه لم يقع بين الوعد به وبين رؤيته عليه الصلاة والسلام إياه شيء ما أصلا، وفي تقييد رؤيته باستقراره عنده عليه الصلاة والسلام تأكيد لهذا المعنى؛ لإيهامه أنه لم يتوسط بينهما ابتداء الإتيان أيضا كأنه لم يزل موجودا عنده مع ما فيه من الدلالة على دوام قراره عنده منتظما في سلك ملكه" (27).
ومما يلاحظ في هذا التعبير بالنظر إلى السياق فيما يتعلق بالتقابل ما يلي:
قوبل في هذا النص بين هذا الشخص وبين» عفريت من الجن «، ولعله بالنظر إلى هذه المقابلة اختلف المفسرون في طبيعته هل هو ملك (28) أم بشر (29).
وبالنظر في هذه المقابلة يمكن تسجيل ما يلي:
-أن هذا العفريت من الجن يظهر أنه كان أقوى العفاريت الحاضرين حينئذ، بدليل أنه لم ينافسه أحد منهم، فهو يمثل النموذج الجني في القوة، وفائدة مقابلته –من هذه الجهة- بالذي عنده علم من الكتاب أنه يمثل النموذج البشري في العلم، وأن العلم يستوعب القوة، ولا عكس.
- أن كليهما مندرج في مفهوم» الملأ «، وهو الذي وجه إليه سليمان الخطاب، على جهة تفيد التمكن منهم وخضوعهم لحكمه. وهذا المعنى أليق بمن هم دون الملائكة، ولا يظهر دخولهم في دائرة التسخير الذي وهب لسليمان. فلذلك نستبعد أن يكون ذلك الشخص ملكا.
- أن هذا الملأ معروف عند سليمان بتنوعه جنسا، وتفوقه قدرة وطاقة. فهو منتخب مختار، وأما الملك فذو طبيعة وقدرة تتجاوز هذا المجال.
فيبقى أنه رجل من الإنس ولي عالم بالله تعالى، وقد تمكن بهذه الحال من تجاوز العفريت. والمقابلة تبين هذا بوضوح:
-ففي تقديم العفريت في الذكر إشارة إلى عجلته في استناده إلى القوة الجسمانية، بلا تأن للتفكير قبل التعبير، وفي تأخير مقابله إشارة إلى رزانة العلم الذي يتأنى بصاحبه لمعرفة الواقع قبل المبادرة إلى اقتحامه، وفيه أيضا تواضع إذ لم ينتدب نفسه قبل عجز الآخرين.
- أن العفريت احتاج إلى وقت مشروط بمدة، بينما لم يحتج الرجل إلى ذلك.
- أن العفريت احتاج مع هذا الزمان إلى تأكيد قوته قولا قبل التنفيذ فعلا. وفي نسبته القوة إلى نفسه ما فيها!! بينما لم يحتج الرجل إلى هذا التأكيد. وقد لاحظ أبو السعود رحمه الله تعالى في قوله تعالى ?قال الذي عنده علم من الكتاب? "فصلا عما قبله للإيذان بما بين القائلين ومقاليهما وكيفيتي قدرتيهما على الإتيان به من كمال التباين أو لإسقاط الأول من درجة الاعتبار" (30).
- أن كليهما اتفقا في نسبة الإتيان بالعرش إلى نفسيهما، مع أن "الفاعل" في الحقيقة هو الله تعالى؛ ولكن صيغة تلك النسبة متوافقة مع الصيغة التي استعملها سليمان عليه السلام حين قال: ?أيكم يأتيني بعرشها?، وبهذا يظهر التسخير.
والله تعالى أعلم بالصواب.
الهوامش:
1 - المفردات/ عند.
2 - معجم النحو ص:254.
3 - إرشاد العقل السليم 6/ 287
4 - معجم ألفاظ العلم ص:112
5 - الكشاف 2/ 149
6 - أنوار التنزيل 4/ 268.
7 - الوجيز 2/ 804
8 - إرشاد العقل السليم 6/ 287
9 - روح المعاني 19/ 204.
10 - المحرر 11/ 209.
11 - نظم الدرر 14/ 164.
(يُتْبَعُ)
(/)
12 - أخرج الترمذي في كتاب الدعوات، باب جامع الدعوات عن النبي صلى الله عليه وسلم، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَدْعُو وَهُوَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ قَالَ فَقَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى".
وأخرج النسائي في كتاب السهو، باب عن أَنَسٍ عَنْ أَنَس بْنِ مَالِكٍ قَالَ: "كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا يَعْنِي وَرَجُلٌ قَائِمٌ يُصَلِّي فَلَمَّا رَكَعَ وَسَجَدَ وَتَشَهَّدَ دَعَا فَقَالَ فِي دُعَائِهِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ إِنِّي أَسْأَلُكَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ تَدْرُونَ بِمَا دَعَا قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى".
13 - جامع البيان 19/ 163.
14 - الجامع لأحكام القرآن 13/ 204 - 205.
15 - معالم التنزيل 3/ 420.
16 - جامع البيان 19/ 163. وانظر معالم التنزيل 3/ 420 والجامع لأحكام القرآن 13/ 204 وتفسير القرآن العظيم 3/ 365.
17 - جامع البيان 19/ 163، وانظر معالم التنزيل 3/ 420 وتفسير القرآن العظيم 3/ 365.
18 - الجامع لأحكام القرآن 13/ 204.
19 - المحرر 11/ 209.
20 - المفردات/ كتب.
21 - التحرير 19/ 271.
22 - نظم الدرر 14/ 164 - 165.
23 - اختلف المفسرون كثيرا في تعيين اسمه. فحكى البغوي في معالم التنزيل 3/ 420 وابن عطية في المحرر 11/ 209 والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن 113/ 204 و206، والنسفي في مدارك التنزيل 3/ 213 والشوكاني في فتح القدير 4/ 139 عن الجمهور أنه آصف بن برخيا". ونقل القرطبي عن الغزنوي عن ابن أبي بزة أنه "أسطوم". وكذا روي عن مجاهد انظر تفسير القرآن العظيم 3/ 365. وحكى الآلوسي 19/ 203 أنه "اسطورس". وروى الطبري في جامع البيان 19/ 162 عن قتادة أنه "بليخا". وحكى ابن كثير 3/ 365 عن زهير بن محمد أنه "ذو النور". وذكروا أسماء أخرى.
واختلفوا أيضا في مكانته من سليمان عليه السلام، فقيل: كان وزيره. أنوار التنزيل 4/ 268 وهو المشهور عند الآلوسي في روح المعاني 19/ 203. وقيل كان كاتبه. أخرجه النسائي في السنن الكبرى، كتاب التفسير، باب عن ابن عباس، وانظر تفسير القرآن العظيم 3/ 365. وقيل: كان يقوم على رأس سليمان بالسيف. حكاه ابن الجوزي في زاد المسير 6/ 174 عن ابن عباس. وقيل: كان ابن خالته. نقله القرطبي في الجامع لأحكام القرآن 13/ 204 عن السهيلي. وقيل: "كان رجلا صالحا في جزيرة من جزائر البحر، خرج ذلك اليوم ينظر من ساكن الأرض، وهل يعبد الله أم لا فوجد سليمان فدعا باسم من أسماء الله تعالى فجيء بالعرش". حكاه القرطبي 13/ 205 عن ابن زيد. فانظر إلى هذه الأقوال جميعا –على اختلافها- في ضوء ما قاله سيد رحمه الله تعالى.
24 - في ظلال القرآن 5/ 2641.
25 - المفردات/ رسخ.
26 - روى عبد بن حميد عن ابن عباس أن الرجل "قال لسليمان انظر إلى السماء، قال: فما أطرف حتى جاءه به فوضعه بين يديه" انظر الدر المنثور 6/ 361. وفيه أيضا من رواية ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن عساكر عن ابن عباس أيضا قال: "لم يجر عرش صاحبة سبأ بين الأرض والسماء، ولكن انشقت به الأرض، فجرى تحت الأرض حتى ظهر بين يدي سليمان". وروي هذا المعنى عن مجاهد وابن جبير ومحمد بن إسحاق وزهير بن محمد وغيرهم. انظر تفسير القرآن العظيم 3/ 365. قال القرطبي في الجامع لأحكام القرآن 13/ 206: "يتصور ذلك بأن يعدم الله الجوهر في أقصى الشرق ثم يعيده في الحالة الثانية وهي الحالة التي بعد العدم في أقصى الغرب، أو
(يُتْبَعُ)
(/)
يعدم الأماكن المتوسطة ثم يعيدها". ثم قال القرطبي بعد ذكر مثل تلك الروايات: "فالله أعلم أي ذلك كان"!
27 - إرشاد العقل السليم 6/ 287.
28 - حكى القرطبي في لأحكام القرآن 13/ 205 عن ابن عباس والنخعي أنه جبريل عليه السلام. وانظر معالم التنزيل 3/ 420 ومدارك التنزيل 3/ 213، وأنوار التنزيل 4/ 268 وفتح القدير 4/ 139 وإرشاد العقل السليم 6/ 287 وروح المعاني 19/ 203. ونقل القرطبي عن بحر قال: "هو ملك بيده كتاب المقادير أرسله الله عند قول العفريت". وانظر مدارك التنزيل 3/ 213.
29 - واختلف في من هو من البشر وفي حاله، فحكى القرطبي في الجامع لأحكام القرآن 13/ 205 عن عبد الله بن لهيعة أنه الخضر. قال ابن كثير: "وهو غريب جدا". وقيل: "رجل صالح". انظر المحرر 11/ 209 والجامع لأحكام القرآن 13/ 206. وقيل: "كان صديقا" رواه الطبري في جامع البيان 19/ 163 عن ابن إسحاق، وذكره البغوي في معالم التنزيل 3/ 420 والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن 13/ 204 وابن كثير في تفسير القرآن العظيم 3/ 365 والآلوسي في روح المعاني 19/ 203. وقيل: "كان عابدا"، نقله القرطبي 13/ 205 عن الغزنوي عن ابن أبي بزة. وروى البغوي في معالم التنزيل 3/ 420 عن محمد بن المنكدر قال: "إنما هو سليمان قال له عالم من بني إسرائيل آتاه الله علما وفهما أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك قال سليمان هات قال أنت النبي ابن النبي وليس أحد أوجه عند الله منك فإن دعوت الله وطلبت إليه كان عندك فقال صدقت ففعل ذلك فجيء بالعرش في الوقت"، وانظر الجامع لأحكام القرآن 13/ 205. وقال النحاس في معاني القرآن 5/ 134: "قيل: هو سليمان نفسه، لمَّا قال له الجني: أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك، وادعى شيئا يبعد أن يكون مثله، قال له سليمان: أنا آتيك به في وقت أقرب من هذا بقدرة الله جل وعز على أن نهلكه ونعيده موضعنا هذا من قبل أن تطرف". وحكاه ابن عطية في المحرر 11/ 210 عن فرقة. قال القرطبي: "ما ذكره ابن عطية قاله النحاس في معاني القرآن له، وهو قول حسن إن شاء الله تعالى"ا. هـ. وقد رأيتَ أن النحاس إنما حكاه ولم يقله. وقد نقض القرطبي هذا الاستحسان في موضع آخر 13/ 205 حين قال معلقا على القول بأنه سليمان: "ولا يصح في سياق الكلام مثل هذا التأويل". وقال ابن عطية: "استدل قائل هذا القول بقول سليمان عليه السلام: ?هذا من فضل ربي?، واستدَلَّ بهذا اللفظ مُنَاقِضُهُ؛ إذ في كلا الأمرين عَلِمَ سليمان فضل الله تعالى". المحرر 9/ 210. وقال أبو السعود في إرشاد العقل السليم 6/ 287. معلقا على ذلك القول: "فيه بعد لا يخفى". وفي روح المعاني: 19/ 203 - 204: "قال الجبائي: هو سليمان نفسه عليه السلام. ووجه الفصل عليه واضح فإن الجملة حينئذ مستأنفة استئنافا بيانيا، كأنه قيل: فما قال سليمان عليه السلام حين قال العفريت ذلك فقيل: قال الخ، ويكون التعبير عنه بما في النظم الكريم للدلالة على شرف العلم وأن هذه الكرامة كانت بسببه ويكون الخطاب في قوله: ?أنا ءاتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك? للعفريت؛ وإنما لم يأت به أولا بل استفهم القوم بقوله: ?أيكم يأتيني بعرشها? ثم قال ما قال. وأتي به قصدا لأن يريهم أنه يتأتى له مالا يتهيأ لعفاريت الجن فضلا عن غيرهم. وتخصيص الخطاب بالعفريت لأنه الذي تصدى لدعوى القدرة على الإتيان به من بينهم، وجعله لكل أحد كما في قوله تعالى: ?ذلك أدنى أن لا تعولوا? غير ظاهر بالنسبة إلى ما ذكر، وآثر هذا القول الإمام وقال إنه أقرب لوجوه: الأول: أن الموصول موضوع في اللغة لشخص معين بمضمون الصلة المعلومة عند المخاطب، والشخص المعلوم بأن عنده علم الكتاب هو سليمان، وقد تقدم في هذه السورة ما يستأنس به لذلك، فوجب إرادته وصرف اللفظ إليه، وآصف –وإن شاركه في مضمون الصلة- لكن هو فيه أتم لأنه نبي وهو أعلم بالكتاب من أمته. الثاني: أن إحضار العرش في تلك الساعة اللطيفة درجة عالية، فلو حصلت لأحد من أمته دونه لاقتضى تفضيل ذلك عليه عليه السلام وأنه غير جائز. الثالث: أنه لو افتقر في إحضاره إلى أحد من أمته لاقتضى قصور حاله في أعين الناس. الرابع: أن ظاهر قوله عليه السلام فيما بعد ?هذا من فضل ربي? الخ يقتضي أن ذلك الخارق قد أظهره الله تعالى بدعائه عليه السلام. ا. هـ. وللمناقشة فيه مجال، واعترض على
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا القول بعضهم بأن الخطاب في» آتيك «يأباه فإن حق الكلام عليه أن يقال: ان آتي به قبل أن يرتد إلى الشخص طرفه مثلا. وقد علمت دفعه، وبأن المناسب أن يقال فيما بعد: فلما أتي به، دون: فلما رآه الخ. وأجيب عن هذا بأن قوله ذاك للإشارة إلى أنه لا حول ولا قوة له فيه، ولعل الأظهر أن القائل أحد أتباعه، ولا يلزم من ذلك أنه عليه السلام لم يكن قادرا على الإتيان به، كذلك فإن عادة الملوك تكليف أتباعهم بمصالح لهم لا يعجزهم فعلها بأنفسهم، فليكن ما نحن فيه جاريا على هذه العادة، ولا يضر في ذلك كون الغرض مما يتم بالقول وهو الدعاء، ولا يحتاج إلى إعمال البدن وإتعابه كما لا يخفى. وفي فصوص الحكم: كان ذلك على يد بعض أصحاب سليمان عليه السلام ليكون أعظم لسليمان في نفس الحاضرين. وقال القيصري: كان سليمان قطب وقته متصرفا وخليفة على العالم وكان آصف وزيره وكان كاملا، وخوارق العادات قلما تصدر من الاقطاب والخلفاء بل من وراثهم وخلفائهم لقيامهم بالعبودية التامة واتصافهم بالفقر الكلي فلا يتصرفون لأنفسهم في شيء، ومن منن الله تعالى عليهم أن يرزقهم صحبة العلماء الأمناء يحملون منهم أثقالهم وينفذون أحكامهم وأقوالهم. ا.هـ وما في الفصوص أقرب لمشرب أمثالنا على أن ما ذكر لا يخلو عن بحث على مشرب القوم أيضا، وفي مجمع البيان روى العياشي بإسناده قال: التقى موسى بن محمد بن علي بن موسى ويحيى بن أكثم فسأله عن مسائل منها: هل كان سليمان محتاجا إلى علم آصف؟ فلم يجب حتى سأل أخاه علي بن محمد، فقال: اكتب له: لم يعجز سليمان عن معرفة ما عرف آصف؛ لكنه عليه السلام أحب أن يعرف أمته من الجن والإنس أنه الحجة من بعده، وذلك من علم سليمان أودعه آصف بأمر الله، ففهمه الله تعالى ذلك لئلا يختلف في إمامته كما فهم سليمان في حياة داود لتعرف إمامته من بعده لتأكيد الحجة على الخلق. ا. هـ وهو كما ترى".
30 - إرشاد العقل السليم 6/ 286 - 287.
ـ[الغني بالله]ــــــــ[26 Jul 2007, 05:19 م]ـ
الدكتور الفاضل مصطفى:
شكر الله لك هذا النقل الماتع، لكن بقي الإشكال الكبير في نظري وهو أن مارجحته يؤيد مذهب غلاة الصوفية القائلين:مقام النبوة في برزخ******* فويق الرسول ودون الولي
والقول بأنه سليمان عليه الصلاة والسلام قال به من قال من السلف وهو موافق لسياق الآيات.
ـ[الغني بالله]ــــــــ[26 Jul 2007, 05:50 م]ـ
يقول لي أحد العامة:
تدبرت قول الله عز وجل (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآَتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) إلى آخر القصة فوجدت أنه قد وجد قبل قارون من هو أغنى منه قلت: وكيف ذلك؟ قال: أليس الله يقول ( ..... أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) فهذا يعني أنه وجد قبل قارون من جمع أكثر من جمعه قلت: فتح الله عليك.
أقول: الذي أخبرني وإن كان يقرأ ويكتب إلا أنه من العامة ومع هذا لما تدبر استنبط!!
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[27 Jul 2007, 04:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل الغني بالله
أشكرك على عنايتك بالموضوع؛ وعلى شدة غيرتك، غير أن ما قلته فيه نظر من وجوه:
الأول: أن وصفك للبحث بأنه نقلٌ فيه ما فيه، ولا أطيل في هذه المسألة لأن البحث موضوع بين أيدي القراء لينظروا فيه. وقد أشرتَ أنتَ بعد ذلك -أخي الفاضل- إلى أني رجحت رأيا بعينه، وإني أستغرب فعلا: هل يسوغ الحكم على بحث بأنه نقلٌ وفيه ترجيح؟
الثاني: أن توظيف الحقائق توظيفا سيئا لتأييد مذهب باطل، لا ينبغي بحال أن يمنعنا من الكشف عن تلك الحقائق. فالتأييد شيء والتوظيف شيء آخر، لأنك حين تصورت أن الرأي الذي رجَّحتُه أنا يؤيد مذهب غلاة الصوفية فقد أسهمت في الاستدلال لهم، وكان الأولى أن تُعبِّر بالتوظيف أو ما أشبه لبيان سوء الاستعمال للأقوال والحقائق في الانتصار للمذهب الفاسد.
وأما الحكم على البحث حكما جاهزا في سطر أو أقل من ذلك، فهو يتعارض تماما مع المنهج العلمي الذي يستلزم تمحيص الأقوال واستعراض الأدلة ليُؤْتى عليها بالنقد والنقض أو الجمع أو الترجيح.
وأما ما نقلته عن غلاة الصوفية فأنا بطبعي أنفر منه نفرة شديدة ولا أرى في بحثي ما يشير إليه من قريب أو من بعيد، بل أزيد على ذلك بأنه ما كان لاسم الصوفية –أصلا- أن يزاحم الاسم الذي اختاره الله تبارك وتعالى (هو سماكم المسلمين).
الثالث: قولك: "القول بأنه سليمان عليه الصلاة والسلام قال به من قال من السلف وهو موافق لسياق الآيات"، كلام يتضمن مسألتين:
أولاهما: النسبة إلى السلف: وهي هنا نسبة مجملة تحتاج إلى عرض وتحرير وترجيح، لأن الذين قالوا بالقول الآخر بعضهم من السلف أيضا، وبعضهم من الخلف.
والثانية: موافقةُ السياق: وهذا حكم يحتاج إلى تعليل، بناء على قواعد دراسة السياق، وقد كتب العلماء في ذلك، ويوجد في هذا الملتقى المبارك قدر طيب منه.
وبناء عليه سيبقى كلامك –أخي الفاضل- عبارة عن حكم جاهز ما لم تطلع علينا في هذا الملتقى العلمي بتحرير القول في هاتين المسألتين بما يؤيد رأيك وينقض الرأي الآخر.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا إلى الصواب، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الغني بالله]ــــــــ[28 Jul 2007, 05:23 م]ـ
أخي الفاضل الدكتور مصطفى:
لقد أكرمتني - أكرمك الله - بردك، وأشكر لك لطفك وأسأل الله ألا يحرمنا في هذا الملتقى المبارك من علمك.
ولعلك فهمت من قولي خلاف مرادي، والله يعلم أني لم أرد سوى نقلك من كتب أهل العلم وقد أحلت إليها بارك الله فيك، وأنا لاأريد أن أطيل وإلا فما ترجح لي قال به من المفسرين جمع وهو الأقرب والموافق لحال الأنبياء، وهذا لايمنع وجاهة ماذكرته أنت حفظك الله.
تفسير البغوي [جزء 1 - صفحة 164]
قال محمد بن المنكدر: إنما هو سليمان قال له عالم من بني إسرائيل آتاه الله علما وفهما: {أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك} قال سليمان: هات قال: أنت النبي ابن النبي وليس أحد أوجه عند الله منك فإن دعوت الله وطلبت إليه كان عندك فقال: صدقت ففعل ذلك فجيء بالعرش في الوقت.
زاد المسير [جزء 6 - صفحة 175]
والثاني أنه سليمان عليه السلام وإنما قال له رجل انا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فقال هات قال انت النبي ابن النبي فان دعوت الله جاءك فدعا الله فجاءه قاله محمد بن المنكدر.
ويضاف لذلك ما ذكره الرازي وهو غير خاف عليك.
ـ[الغني بالله]ــــــــ[28 Jul 2007, 05:27 م]ـ
أخي الفاضل د. محمد بن عبدالله بن جابر القحطاني
لم أتشرف بالاطلاع على ماتفضلت بكتابته إلا بعد إشارتك إليه، فجزاك الله خيرا على هذه الفوائد القيمة ولا حرمنا من خيرك وفضلك.
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[28 Jul 2007, 08:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم الغني بالله
جزاك الله خيرا على سعة صدرك ورزقنا وإياك حسن الفهم لكتابه الكريم
وأعتقد أن الموضوع ما يزال في حاجة إلى بحث وتدقيق، نسأله تعالى أن ييسر ذلك لك أو لي أو لأحد من الفضلاء في هذا الملتقى العامر.
ودمت في حفظ الله ورعايته
ـ[الغني بالله]ــــــــ[29 Jul 2007, 02:17 م]ـ
أكرمك الله بطاعته دكتور مصطفى.
فائدة: في قوله تعالى: (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام)
طلب الخليل من الله تعالى أن لا يجعل أبناءه من عبدة الأصنام والله تعالى لم يقبل دعاءه بدليل أن كفار قريش من أبنائه ومع هذا فقد عبدوا الأصنام.
والجواب عن هذا السؤال مانقله الرازي عن الزجاج قال: معناه ثبتني على اجتناب عبادتها كما قال: {واجعلنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ} أي ثبتنا على الإسلام.
وقال صاحب «الكشاف»: قوله {وبني} أراد بنيه من صلبه.
وذهب بعض المفسرين إلى أن المراد أولاده وأولاد أولاده ممن عاصروه.
ـ[الغني بالله]ــــــــ[29 Jul 2007, 02:22 م]ـ
(يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ)
لم خصت هذه الأعضاء؟
خص هذه الأعضاء لأن الغني إذا رأى الفقير زوى ما بين عينيه وقبض وجهه وإذا سأله طوى كشحه وإذا زاده في السؤال وأكثر عليه ولاه ظهره فرتب الله العقوبة على حال المعصية
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[30 Jul 2007, 02:22 ص]ـ
يقول فضيلة الشيخ الدكتور/عبد الله بن عبد العزيز الحكمة -حفظه الله-:
إن القرآن إذا ذكر سيئةً وأعقبها بالجزاء عليها دنيويا أو أخرويا يفتح بعدها باب التوبة غير مقيدة بزمن ولا مكان ,وهذا من عظيم رحمة الله بعباده, ولذلك أمثلة منها:
1 - (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة) هذه هي السيئة
(وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم) الجزاء
(أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه) الدعوة للتوبة.
2 - والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما) السيئة والجزاء عليها
(فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه) فتح باب التوبة
3 - (واللذان يأتيانها منكم فآذوهما) السيئة والجزاء عليها
(فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما) الدعوة للتوبة
وقد جمعت تحت هذه القاعدة عشرات الآيات فاللهم لك الحمد على سعة رحمتك, وأنا أرى أن من المناسب تقصي هذه الآيات وجمعها وطرحها في دروس الإرشاد والتوجيه ودعوة الناس ففيها بشارة عظيمة , ولا أدل على ذلك من المثال الأول فمع بشاعة الذنب وفظاعته إلا أن الله دعا فاعليه إلى التوبة, فسبحان الحليم الرؤوف وصدق الله (إن الله بالناس لرؤوف رحيم)
ـ[الغني بالله]ــــــــ[29 Aug 2007, 03:19 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
يسبق إلى الأذهان عند قراءة قول الله تعالى قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14)} فهما لايليق بكليم الرحمن موسى صلى الله عليه وسلم وقد وقفت على معنى بديع لسيد قطب رحمه الله هو اللائق به عليه الصلاة والسلام
في ظلال القرآن - (ج 5 / ص 340)
{قال: رب إني أخاف أن يكذبون. ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى هارون. ولهم عليَّ ذنب فأخاف أن يقتلون}.
والظاهر من حكاية قوله عليه السلام أن خوفه ليس من مجرد التكذيب، ولكن من حصوله في وقت يضيق فيه صدره ولا ينطلق لسانه فلا يملك أن يبين، وأن يناقش هذا التكذيب ويفنده. إذ كانت بلسانه حبسة هي التي قال عنها في سورة طه: {واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي} ومن شأن هذه الحبسة أن تنشئ حالة من ضيق الصدر، تنشأ من عدم القدرة على تصريف الانفعال بالكلام. وتزداد كلما زاد الانفعال، فيزداد الصدر ضيقاً. . وهكذا. . وهي حالة معروفة. فمن هنا خشي موسى أن تقع له هذه الحالة وهو في موقف المواجهة بالرسالة لظالم جبار كفرعون. فشكا إلى ربه ضعفه وما يخشاه على تبليغ رسالته، وطلب إليه أن يوحي إلى هارون أخيه، ويشركه معه في الرسالة اتقاء للتقصير في أداء التكليف، لا نكوصاً ولا اعتذاراً عن التكليف. فهارون أفصح لساناً ومن ثم هو أهدأ انفعالاً؛ فإذا أدركت موسى حبسة أو ضيق نهض هارون بالجدل والمحاجة والبيان. ولقد دعا موسى ربه كما ورد في سورة طه ليحل هذه العقدة من لسانه، ولكنه زيادة في الاحتياط للنهوض بالتكليف طلب معه أخاه هارون وزيراً ومعيناً. .
وكذلك الشأن في قوله: {ولهم عليَّ ذنب فأخاف أن يقتلون}. . فإن ذكره هنا ليس للخوف من المواجهة، والتخلي عن التكليف. ولكن له علاقة بالإرسال إلى هارون. حتى إذا قتلوه قام هارون من بعده قام هارون من بعده بالرسالة، وأتم الواجب كما أمره ربه دون تعويق.
فهو الاحتياط للدعوة لا للداعية. الاحتياط من أن يحتبس لسانه في الأولى وهو في موقف المنافحة عن رسالة ربه وبيانها، فتبدو الدعوة ضعيفة قاصرة. والاحتياط من أن يقتلوه في الثانية فتتوقف دعوة ربه التي كلف أداءها وهو على إبلاغها واطرادها حريص. وهذا هو الذي يليق بموسى عليه السلام الذي صنعه الله على عينه، واصطنعه لنفسه.
ـ[الغني بالله]ــــــــ[18 Dec 2008, 05:07 م]ـ
التحرير والتنوير - (1/ 4556)
يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه [11] وصاحبته وأخيه [12] وفصيلته التي تئويه [13] ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه
وقد رتبت الأقرباء على حسب شدة الميل الطبيعي إليهم في العرف الغالب لأن الميل الطبيعي ينشأ عن الملازمة وكثرة المخالطة
ولم يذكر الأبوان لدخولهما في الفصيله قصدا للإيجاز
التحرير والتنوير - (1/ 4737)
(فإذا جاءت الصاخة [33] يوم يفر المرء من أخيه [34] وأمه وأبيه [35] وصاحبته وبنيه [36] لكل امريء منهم يومئذ شأن يغنيه
ورتبت أصناف القرابة في الآية حسب الصعود من الصنف إلى من هو أقوى منه تدرجا في تهويل ذلك اليوم.
ـ[الغني بالله]ــــــــ[18 Dec 2008, 06:38 م]ـ
(وتفقد الطير)
من اللطائف في هذه الآية ماذكره أحد الأحباب بقوله (نبي كريم آتاه الله مالم يؤت أحدا من العالمين إذ وهبه الملك وسخر له الريح والجن وعلمه منطق الطير ومع هذا يتفقد الطير ويقول مالي لاأرى الهدهد ..... فهل يليق بنا ألا نتفقد إخواننا ونسأل عنهم حال غيبتهم).
ـ[الغني بالله]ــــــــ[24 Jun 2009, 10:28 م]ـ
وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)
ماأجمل بيان الرازي لهذه الآية:
تفسير الفخر الرازى - (ج 1 / ص 1217)
في الآية مسألتان:
(يُتْبَعُ)
(/)
المسألة الأولى: في قوله {مِّنكُمْ} قولان أحدهما: أن {مِنْ} ههنا ليست للتبعيض لدليلين الأول: أن الله تعالى أوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على كل الأمة في قوله {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} (آل عمران: 110) والثاني: هو أنه لا مكلف إلا ويجب عليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إما بيده، أو بلسانه، أو بقلبه، ويجب على كل أحد دفع الضرر عن النفس إذا ثبت هذا فنقول: معنى هذه الآية كونوا أمة دعاة إلى الخير آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر، وأما كلمة {مِنْ} فهي هنا للتبيين لا للتبعيض كقوله تعالى: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الاوْثَانِ} (الحج: 30) ويقال أيضاً: لفلان من أولاده جند وللأمير من غلمانه عسكر يريد بذلك /جميع أولاده وغلمانه لا بعضهم، كذا ههنا، ثم قالوا: إن ذلك وإن كان واجباً على الكل إلا أنه متى قام به قوم سقط التكليف عن الباقين، ونظيره قوله تعالى: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالا} (التوبة: 41) وقوله {إِلا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} (التوبة: 39) فالأمر عام، ثم إذا قامت به طائفة وقعت الكفاية وزال التكليف عن الباقين.
والقول الثاني: أن {مِنْ} ههنا للتبعيض، والقائلون بهذا القول اختلفوا أيضاً على قولين أحدهما: أن فائدة كلمة {مِنْ} هي أن في القوم من لا يقدر على الدعوة ولا على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مثل النساء والمرضى والعاجزين والثاني: أن هذا التكليف مختص بالعلماء ويدل عليه وجهان الأول: أن هذه الآية مشتملة على الأمر بثلاثة أشياء: الدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ومعلوم أن الدعوة إلى الخير مشروطة بالعلم بالخير وبالمعروف وبالمنكر/ فإن الجاهل ربما عاد إلى الباطل وأمر بالمنكر ونهى عن المعروف، وربما عرف الحكم في مذهبه وجهله في مذهب صاحبه فنهاه عن غير منكر، وقد يغلظ في موضع اللين ويلين في موضع الغلظة، وينكر على من لا يزيده إنكاره إلا تمادياً، فثبت أن هذا التكليف متوجه على العلماء، ولا شك أنهم بعض الأمة، ونظير هذه الآية قوله تعالى: {فَلَوْلا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِى الدِّينِ} (التوبة: 122) والثاني: أنا جمعنا على أن ذلك واجب على سبيل الكفاية بمعنى أنه متى قام به البعض سقط عن الباقين، وإذا كان كذلك كان المعنى ليقم بذلك بعضكم، فكان في الحقيقة هذا إيجاباً على البعض لا على الكل، والله أعلم.(/)
خطاب المصالحة في القرآن الكريم وأبعاده المقاصدية (بحث منقول)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[24 Mar 2007, 11:13 م]ـ
الحمد لله رب العالمين ...
فهذا بحث منقول بعنوان:
(خطاب المصالحة في القرآن الكريم وأبعاده المقاصدية) لنور الدين بو كرديد. ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_content.cfm?id=71&catid=73&artid=8881)
توطئة:
يبين القرآن الكريم أساس الاختلاف بين البشر ومنشأه وطرق تجاوزه في الكثير من الآيات، ويخصص آيات كثيرة للدعوة إلى المصالحة بين الناس يجعلها تحتل مكانة مرموقة ضمن مقاصده النبيلة، ويعطيها فقها خاصا ومتكاملا، ويبين معناها ويوضح مظاهرها المختلفة ومجالاتها المتعددة التي تستغرق الناس جميعا وتشمل جوانب الحياة بمختلف جوانبها.
ويضع القرآن الكريم التشريعات والأخلاق والأجزية اللازمة لتحقيقها من جانبي الوجود والعدم، ويعطي الأمثلة والنماذج من سير الأنبياء والمرسلين الداعية إلى العمل من أجل تحقيق أهداف مقاصدية كبرى أو نبدأ فيما يلي بيان هذه النقاط.
أساس الاختلاف بين البشر في الخطاب القرآني:
لحديث عن المصالحة في القرآن الكريم, يفرض أولا الحديث عن الاختلاف بين البشر في القرآن الكريم, ذلك أن المصالحة لا تكون من اختلاف وخصام, والخطاب القرآني تناول إشكالية الاختلاف بين البشر، وبين تاريخه وقانونه، وسببه وغايته، وكيفية رفعه في الكثير من الآيات, وهذا يظهر من خلال النقاط الآتية:
نشأة الاختلاف بين البشر أو تاريخه:
يرجع الخطاب القرآني البداية التاريخية للاختلاف بين البشر إلى لحظة نزول آدم عليه السلام إلى الأرض, حيث أن الاختلاف والصراع شكل أول مظهر من مظاهر العلاقة على الأرض بين البشر في مختلف دوائر العلاقة بينهم ـ الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ـ وتجلت أول ما تجلت في قصة ولدي آدم ـ عليه السلام ـ قابيل وهابيل اللذين وقع بينهما الاختلاف والصراع، فقتل قابيل هابيل, وكانت أول جريمة بين البشر لازالت مستمرة إلى اليوم.
قال تعالى "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ" [المائدة: 29 - 30]
طبيعة الاختلاف بين البشر في القرآن الكريم:
بين الخطاب القرآني أن الاختلاف ظاهرة كونية ونظام إلهي قدري لا مجال للاعتراض عليه أو القضاء عليه, قال تعالى: "وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم" [المائدة:48] وقال أيضا: "وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلكِن يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" [النحل:93].
سبب وقوع الاختلاف بين البشر:
يقرر الخطاب القرآني أن الدين عند الله واحد من آدم -عليه السلام- إلى محمد-صلى الله عليه وسلم- وإنما وقع الخلاف نتيجة العلم والبعد عن الحقيقة, قال تعالى: "شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ" إلى أن قال: "وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ " [الشورى: 13 - 14]. وقال عز وجل: "وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ" [يونس:19].
أهداف الاختلاف ونتائجه:
(يُتْبَعُ)
(/)
يتعرض الخطاب القرآني لمقصد هذا الاختلاف ومصيره فيؤكد أنه مقصود الله عز وجل في بين البشر الذين خلقهم الله عز وجل متنوعين ومتمايزين في الخلقة والتكوين والآراء والقناعات والدوافع والطموحات وغيرها من الفروق حتى يسخر بعضهم بعضا ويحتاج بعضهم إلى بعض ويأخذ بعضهم عن بعض ويكمل بعضهم بعضا, وأن هذا الاختلاف باق ومستمر حتى تقوم الحياة ويكون العمل ويصنع التاريخ وتبنى الحضارة, قال تعالى: "وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ" [هود:119].
رفع الاختلاف من وظائف الدين:
لقد بين الخطاب القرآني أن الله عز وجل إنما أرسل الرسل وأنزل الكتب وشرع الشرائع لإدارة الاختلاف وإيجاد المخارج المناسبة منه حتى يبقى مصدرا للتنوع والثراء وإنتاج الحضارة ولا يتحول إلى معول للهدم ووسيلة للردم الاجتماعي والسياسي والحضاري. قال تعالى: "فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ" [البقرة:213].
الدعوة إلى المصالحة في الخطاب القرآني:
وإلى جانب اهتمامه بالاختلاف بين البشر وتبيان تاريخه وقانونه وسببه وغايته, اهتم الخطاب القرآني بوصف ما يزيل ذلك الاختلاف ويعيد العلاقات الإنسانية والاجتماعية إلى سابق عهدها وسالف طبيعتها من التصافي والمودة والمحبة فاهتم بالدعوة إلى المصالحة وخصص لها هاشا واسعا من مساحته الكريمة بجعلها تحتل مكانة متقدمة ضمن مقاصده وما يصنع تميز هذه الدعوة إلى المصالحة شيئان أو أمران هما:
• فائدتها وأهميتها العظيمة:
إن الخطاب القرآني أعطاها أهمية بالغة وطلبها طلبا ملحا جازما, وقد جاء هذا الطلب بأشكال كثيرة وبصيغ متعددة بغرض إقناع الناس بها وحملهم عليها, فقد جاء طلبها والحث عليها باعتبارها الحل الأمثل والأنفع للناس. قال تعالى: "وَالصُّلْحُ خَيْرٌ" [النساء:128].
وجاء طلبها والحث عليها باعتبارها من فضائل الأعمال, قال تعالى: "إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ" [النساء:114]. وقال أيضا: "فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ" [الأنفال:1]. وقال تعالى أيضا: "أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ" [البقرة:224] , وجاء طلبها والحث عليها باعتبارها من واجبات الأخوة الإيمانية, قال تعالى: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ" [الحجرات:10] , وجاء طلبها بصيغ وأشكال أخرى يعسر ذكرها كلها (1).
• شموليتها:
لقد جاء خطاب المصالحة في القرآن الكريم شاملا ومستغرقا للبشر جميعا وللموضوعات كلها, فالمصالحة في الخطاب القرآني مطلوبة من البشر جميعا وبين البشر جميعا وفي مختلف روابطهم النسبية والاجتماعية والإنسانية.
فالمصالحة مطلوبة داخل الأسرة بين الزوج والزوجة, قال تعالى:"فلا جناح عليهما أن يصالح بينهما صلحا والصلح خير" [النساء:128]. ويقول أيضا: "إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا" [النساء:30]. وقال أيضا: "وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحا" [البقرة:228]. وهي مطلوبة بين أفراد المجتمع المسلم وشرائحه المختلفة وتياراته المتعددة, قال تعالى:"فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ" [الأنفال:1].
والمصالحة مطلوبة بين المسلمين وغيرهم من الشعوب والمجتمعات المغايرة لهم في الدين والثقافة والحضارة, قال تعالى: "وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا" " [الأنفال: 61].
كما أن المصالحة في الخطاب القرآن مطلوبة في الموضوعات كلها وفي المجالات كلها, ذكر الخطاب القرآني البعض منها على سبيل المثال لا الحصر, منها: مجال المعاملات مثل البيع والشراء والوصية, قال تعالى: "فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ" [البقرة:128]. ومنها مجال الأزمات السياسية والنزاعات المسلحة, قال تعالى:"وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا" [الحجرات:9].
كيفية تحقيق المصالحة في الخطاب القرآني:
(يُتْبَعُ)
(/)
لم تأت الدعوة إلى المصالحة في القرآن الكريم بخطاب نظري مجرد, بل اعتمدت على الجمع بين النظرية والتطبيق, إن القرآن الكريم وضع المبادئ والتشريعات والأخلاق والآداب والأجزية اللازمة لتحقيقها من جانبي الوجود والعدم.
1. كيفية تحقيق المصالحة من جانب الوجود:
لتحقيق المصالحة من جانب الوجود, دعا الشارع الحكيم إلى الكثير من المبادئ والأخلاق والتشريعات نكتفي بذكر أهمها:
• التسامح: يعتبر التسامح في الخطاب القرآني الوسيلة المثلى لتحقيق المصالحة, قال تعالى: " فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ" [فصلت:34]. وقال أيضا: "وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا" [الفرقان:63].
• العفو والصفح: فإنهما من أهم الطرق المفضية إلى تحقيق المصالحة وقد جاء الحث عليها في الكثير من الآيات منها:
- قوله تعالى:"وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ" [البقرة:237].
قوله تعالى:"َالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ" [آل عمران:134].
قوله تعالى "فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ" [البقرة:109].
- قوله تعالى:"وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ" [النور:24].
العدل والإحسان:
قال تعالى: "وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً" [البقرة:83]. وقال أيضا:". "وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" [البقرة:195] أما العدل فيقول عز وجل:" "إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ" [النحل:90].
• الشورى:
يقول عز وجل:"وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ" [الشورى:35].
• الأخوة الإيمانية:
إنها من أهم طرق تحقيق المصالحة قال عز وجل: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ" [الحجرات:10]. فالمصالحة كما يقول أحد العلماء:" .... اصطلح بها المتخاصمون واجتمع عليها المتفرقون فليست عداوات الجاهلية ... وأصبح المرء يجلس آمنا مطمئنا في ملإ أو خلوة مع من قتل أباه أو أخاه وهو لا يخشى انتقامه ولا يتوقع أذاه" (2).
• الوحدة الإنسانية:
إن الله عز وجل جعل الناس سواسية في إنسانيتهم وكرم جميعهم بالعقل فهم من أب واحد وأم واحدة, كلهم لآدم وآدم من تراب, وهذه من المبادئ التي تخدم المصالحة بين الناس وتجعلهم يقبلون على حب بعضهم بعضا, مؤمنون بأن رابطة الإنسانية تشدهم إلى بعضهم بعضا, قال تعالى:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" [الحجرات:13].
• الاعتراف بالآخر والتواصل وقبول الحوار معه:
لتحقيق المصالحة مع غير المسلمين دعا الخطاب القرآني إلى الاعتراف بالأخر والتواصل معه, قال تعالى:"لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ" [البقرة:256]. وقال أيضا:"أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ" [يونس:99]. وقال أيضا:"لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ" [الممتحنة:8 - 9].
2. كيفية تحقيق المصالحة من جانب العدم:
لتحقيق المصالحة من جانب العدم أمر الشارع الحكيم باجتناب الأخلاق الذميمة والمعاملات المحرمة والضارة التي تعكر صفو العلاقات بين الناس ووضع الجزاء الصارم على الفرقة والاختلاف وعلى كل من تسول له نفسه زرع البلبلة والفتنة في المجتمع. وتتمثل فيما يلي:
• الأخلاق الذميمة المناقضة والنافية للمصالحة:
(يُتْبَعُ)
(/)
وهي السخرية وسوء الظن والتجسس والغيبة والحقد والكراهية والإقصاء والقطيعة والضغينة وغيرها من خوارم الود وقواطع الصلة بين الناس، فإنها منهي عنها بنصوص كثيرة منها قوله تعالى في آية جامعة لهذه الأوصاف: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ" [الحجرات:11 - 12].
• المعاملات المنافية والمناقضة للمصالحة:
وهي الربا والغش والاحتكار والميسر والسرقة والغضب والرشة والتدليس والاحتيال والاختلاس ... وغيرها من المعاملات الضارة المحرمة بنص الكتاب والسنة وإجماع الأمة.
• الجزاء على الفرقة والاختلاف:
لقد توعد الله عز وجل على الفرقة والاختلاف بالفشل وذهاب الريح والشوكة في الدنيا والعذاب العظيم في الآخرة. فال تعالى: "وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ" [الأنفال:46] , وقال أيضا: "وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" [آل عمران:195].
نماذج المصالحة في الخطاب القرآني:
لقد نقل الخطاب القرآني العديد من المشاهد والوقائع عن المصالحة من سير الأنبياء والمرسلين حتى يقرب للناس صورتها ويشجعهم على الاقتداء بها. ومن هذه النماذج:
1. عفو الله تعالى عن آدم عليه السلام:
أول مثال يسوقه الخطاب القرآني للناس عن المصالحة هو عفو الله تعالى عن أبي البشر آدم عليه السلام, فإن آدم عصى ربه وأكل من الشجرة التي نهي عن الأكل منها, ثم عاد عن ذنبه واستغفر ربه فتاب, قال عز وجل "فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" [البقرة:37]. فكانت هذه المعاملة الإلهية الرحيمة درسا بليغا لآدم ولذريته من بعده حتى يجعلوا العفو والمصالحة عملة يتداولونها بينهم في الحياة.
2. المصالحة بين يوسف وإخوته:
إن من أعظم قصص المصالحة والعفو في الخطاب القرآني قصة المصالحة بين يوسف عليه السلام وإخوته, هذه القصة التي مرت بفصول تراجيدية تمثلت في تآمر إخوة يوسف عليه السلام ورميهم إياه في البئر وتسببهم له في ألوان من الأذى النفسي والمادي, ثم عرفت نهاية سعيدة بين الإخوة حيث اعترف الظالم بذنبه في حق المظلوم.
قال تعالى: "قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ" [يوسف:91]. وتنازل المظلوم عن حقه في القصاص من ظالمه وعفا عنه, قال تعالى: "قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ" [يوسف:92]. وهكذا طوى الإخوة صفحة الماضي الأليمة وعاد إليهم التصافي والوداد والوئام والمحبة, وبقيت قصتهم مثالا يحتذى ويقتدى.
3. سياسة المصالحة عند النبي –صلى الله عليه وسلم-:
من نماذج المصالحة في الخطاب القرآني تسجيله لسياسة المصالحة التي كانت خيارا استراتيجيا للنبي-صلى الله عليه وسلم- في حياته ودعوته والتي تجلت في عدة مواقف منها:
(يُتْبَعُ)
(/)
المصالحة التاريخية التي أنجزها النبي-صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة بعد الهجرة بين المسلمين فيما بينهم وبين المسلمين وغيرهم من خلال كتابة الوثيقة (الدستور) , ومن خلال المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار التي أشاد الله سبحانه وتعالى بها وبأطرافها, فقال تعالى: "وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" [الحشر:9]. وقال أيضا: "وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" [التوبة:100].
ومنها هدنة الصلح التي وقع النبي-صلى الله عليه وسلم- مع كفار قريش في الحديبية رغم الشروط القاسية والتي أشاد بها الخطاب القرآني واعتبرها فتحا مبينا حيث أنزل فيها قوله تعالى: "إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا" [الفتح:1].
ومنها العفو العام الذي أصدره النبي –صلى الله عليه وسلم- في حق قريش يوم فتح مكة الذي أشاد به الخطاب القرآني, فقال عز وجل: "إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا" [النصر: كلها].
الأبعاد المقاصدية لخطاب المصالحة في القرآن الكريم:
قبل أن نتكلم عن الأبعاد المقاصدية لخطاب المصالحة في القرآن الكريم ينبغي طرح التساؤل الآتي: ما هو سر اهتمام الخطاب القرآني بالدعوة إلى المصالحة؟
والجواب يأتي سريعا: هو أن الخطاب القرآني اهتم بالدعوة إلى المصالحة من أجل تحقيق أهداف وأبعاد مقاصدية وحضارية كبرى تتمثل فيما يلي:
1. البعد الديني:
ويتمثل في حفظ الدين والتمكين له, فإن الدين إنما يتمكن وينتشر وتقام أحكامه بين الناس في الأجواء السلمية, أجواء الصلح, وإنما تهتز مكانته وينحسر مده وسلطانه وتضيع أحكامه في أجواء الفتن والقلاقل, ويبين النبي –صلى الله عليه وسلم- للمسلمين هذه الحقيقة, فيقول:" ألا أدلكم على أفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟! , قالوا: بلى يا رسول الله, فقال: إصلاح ذات البين, فإن فساد ذات البين هي الحالقة, لا أقول تحلق الشعر وإنما تحلق الدين" (3).
2. البعد الاجتماعي:
ويتمثل في حفظ النسل والحفاظ على كيان المجتمع وبناء علاقات ودية أساسها الأخوة والتعاون والتراحم مما يجعل جهد الناس يتوجه إلى البناء والإعمار وليس إلى التخريب والدمار.
3. البعد الاقتصادي:
ويتمثل في حفظ المال من التلف والضياع وتنميته بالحركة والعمل والإنجاز والاستثمار, فإن الذي يؤكده الخبراء أن عجلة التنمية الاقتصادية لا تدور وأن الثروة لا تعرف النماء إلا في أجواء الاستقرار السياسي والسلم الاجتماعي.
4. البعد السياسي:
ويتمثل في صيانة كرامة الأمة وكيانها السياسي, وحماية وحدتها وضمان استقرار مؤسساتها وفاعلية نشاطها مما يجعلها قوية مهابة بين الأمم
5. البعد الثقافي:
ويتمثل في الحفاظ على العقل واستخدامه في التفكير السليم السوي وذلك بتوجيه اهتمام الناس إلى العلم والتعلم, وإلى البحث والإبداع العلمي والفكري والثقافي والفني والجمالي, فإن أجواء السلم والمصالحة تحرر العقول وتدفعها إلى العلم والبحث والتفكير في الأنفس والآفاق, وإن أجواء الحرب والفتن والقلاقل تكبل العقل وتشل حركته عن التفكير والبحث والتأمل.
6. البعد الإنساني العالمي:
ويتمثل في مد جسور التواصل والتعارف والتثاقف بين الشعوب والثقافات والحضارات, وإقامة حضارة إنسانية راشدة تختفي فيها النزاعات ويتحقق فيها التقدم العلمي والتقني والرفاه الاجتماعي والمادي والأدبي , مصداقا لقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" [الحجرات:13].
الخلاصة:
نستنتج من خلال هذا البحث المتواضع, أن الخطاب القرآني يولي اهتماما وعناية قصوى للدعوة إلى المصالحة ويرسم الطريق لتحقيقها ويطلب من المؤمنين به أن يجعلوها العملة التي يتعاملون بها في حياتهم حتى يستقر لهم دينهم وتستقيم حياتهم وتعمر بالخير والصلاح.
المصدر:
http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_content.cfm?id=71&catid=73&artid=8881
--------------------------------------------------------------------------------
(1) لمزيد من التفصيل: انظر المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم, فؤاد عبد الباقي, دار الكتب العلمية, بيروت ـ لبنان.
(2) انظر: الإسلام عقيدة وشريعة, محمود شلتوت, ص/434.
(3) أخرجه الترمذي في كتاب البر والصلة, برقم/1898, 4/ 273, وأخرجه البيهقي في شغب الإيمان, باب حفظ اللسان, برقم/4926, 4/ 238.
--------------------------------------------------------------------------------(/)
كيف كانت قراءة الفضيل بن عياض رحمه الله؟!.
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 Mar 2007, 12:03 ص]ـ
قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه: "صفة الصفوة" في معرِضِ كلامه عن الفضيل بن عياض رحمه الله، ووصفِ قراءتهِ للقرآن:
وعن إسحاق بن إبراهيم قال:
كانت قراءة الفضيل:
حزينة
شهية
بطيئة
مترسلة
كأنه يخاطب إنسانا
وكان إذا مر بآية فيها ذكر الجنة يرددها.
وقال صاحب: " حلية الأولياء ":
وكانت قراءة الفضيل:
حزينة
شهيرة به
مترسلة
كأنه يخاطب أنسانا
وكان إذا مر بآية فيها ذكر الجنة والنار تردد فيها وسأل.
أسأل الله أن يصلح قلوبنا، وحالنا، ومآلنا.
-
ـ[د. أنمار]ــــــــ[25 Mar 2007, 07:08 م]ـ
وابن الجوزي إنما ملخص وناقل للحلية فهل هي شهية أم شهيرة به؟ يظهر الثاني
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 Sep 2007, 04:21 م]ـ
وابن الجوزي إنما ملخص وناقل للحلية فهل هي شهية أم شهيرة به؟ يظهر الثاني
نبهني الأخ / أشرف بن محمد إلى أن الأثر المذكور قد ورد في طبقات الأصفياء لابن الملقن .... وليس في حلية الأولياء .... وهو الصحيح، وهو سبق قلم أثناء النقل من الموسوعة الشاملة.
فجزاه الله خيرا.
والعبارة الواردة في الأثر: (شهية) وليست (شهيرة به).
----
وللفائدة /
1 - قال أبونعيم في الحلية: (حدثنا محمد بن علي ثنا ابو سعيد الجندي ثنا إسحاق بن إبراهيم قال:
" ما رأيت أحدا أخوف على نفسه ولا أرجى للناس من الفضيل، كانت قراءته حزينة، شهية، بطيئة، مترسلة، كأنه يخاطب إنسانا، وكان إذا مر بآية فيها ذكر الجنة تردد فيها "). (8/ 86)
2 - قال الإمام الذهبي رحمه الله في السير (8/ 427): " المفضل الجندي: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري، قال:
"ما رأيت أحدا أخوف على نفسه، ولا أرجى للناس من الفضيل، كانت قراءته حزينة، شهية، بطيئة، مترسلة، كأنه يخاطب إنسانا، وكان إذا مر بآية فيها ذكر الجنة يردد فيها، وسأل ".
3 - وقال أبو سعيد المفضل بن محمد الجندي: حدثنا إسحاق ابن إبراهيم الطبري، قال:
" ما رأيت أحدا كان أخوف على نفسه ولا أرجى للناس من الفضيل، كانت قراءته حزينة، شهية، بطيئة، مترسلة، كأنه يخاطب إنسانا، وكان إذا مر بآية فيها ذكر الجنة يردد فيها، وسأل ". (تهذيب الكمال للمزي 23/ 292).
4 - قال ابن عساكر في تاريخ دمشق (48/ 396): أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا محمد بن علي حدثنا أبو سعيد الجندي حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال:
" ما رأيت أحدا كان أخوف على نفسه ولا أرجى للناس من الفضيل كانت قراءته حزينة شهية بطيئة مترسلة كأنه يخاطب إنسانا وكان إذا مر بآية فيها ذكر الجنة تردد فيها وسأل " ... قال صاحب الحاشية: رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الاولياء 8/ 86.
-(/)
علم السياق القرآني [10] (صلة السياق بالمتشابه.)
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[25 Mar 2007, 05:23 م]ـ
صلة السياق بالمتشابه.
المتشابه اللفظي في القرآن كثير، وكثيراً ما يتساءل القارئ لكتاب الله والمتأمل فيه عن سر هذا التشابه ووجه الفرق بين الآيات المتشابهة. وقبل أن نبين صلة هذا العلم بالسياق، نعرض للمحة موجزة عنه:
أولاً: المقصود بالتشابه اللفظي:
حدد الزركشي مفهوم المتشابه فقال: "هو إيراد القصة الواحدة في صور شتى، وفواصل مختلفة، ويكثر في إيراد القصص والأنباء" ([1]).
وعرفه صاحب رسالة دلالة السياق وأثرها في توجيه المتشابه اللفظي بقوله: "الآيات المتكررة في موضوع واحد متقارب المعنى مع اختلاف في لفظها أو نظمها أو كليهما" ([2]).
وقد عنى بعض العلماء بالمتشابه اللفظي وألفوا فيه استقلالاً ومن ذلك:
1 - درة التنزيل وغرة التأويل للخطيب الإسكافي.
2 - البرهان في متشابه القرآن للكرماني.
3 - ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل لأبي جعفر ابن الزبير.
4 - كشف المعاني في المتشابه المثاني لابن جماعة.
5 - فتح الرحمن بكشف ما يلتبس من القرآن لأبي يحيى زكريا الأنصاري.
ثانياً: فائدة علم المتشابه اللفظي في القرآن:
لهذا العلم فوائد عظيمة تظهر من وجوه:
1 - أنه يظهر عظمة القرآن وإعجازه ببلاغته النافذة التي عجز عنها أرباب البلاغة دالاً بذلك على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
قال أبو بكر الباقلاني في كتابه الانتصار مبيناً ذلك: "إن العرب لم تستطع أن تأتي بمثل هذا المكرر الصحيح المعنى الذي ليس عليه اعتراض، ولا سبيل لها أن تقول للنبي صلى الله عليه وسلم: إن المعنى الذي ذكرته من القصة قد ذهبت بلفظه، فلا يمكن لنا أن نأتي بمثله، وذلك أن المكرر قد أبطل حجتهم بإعادته المعنى بلفظ آخر بليغ كنظيره، فتبين بهذا أن الإتيان بمثله لم يكن مستطاعاً إلا من منزِّله" ([3]).
2 - أن هذا التشابه يظهر عظمة القرآن في كونه يورد القصة الواحدة لعدة أغراض، كل موضع منها يرد لغرض معين، فتأتي ألفاظه متفقة مع غرضه، وهذا لاشك أنه دال على بلاغة عظيمة لا يستطيعها البشر في بيانهم. وهذا هو السر الأعظم من التكرار والتشابه اللفظي والله أعلم.
ودراسة علم المتشابه تعتبر ضرباً من التفسير لكلام الله تعالى، وهو باب عظيم من أبواب التأمل في آيات الله التي حث البارئ تعالى على تدبرها، وهو أيضاً مما يزيد الإيمان حين يتأمل القارئ لكتاب الله تعالى ويظهر ما فيه من وجوه البلاغة وعظيم المقاصد ([4]).
الصلة بين السياق وعلم المتشابه:
يعتمد المتشابه على السياق اعتماداً ظاهراً، ويعتبر السياق هو عمدة حل المتشابه وركنه الأساس؛ إذ أن أعظم معنى يظهر الفرق بين الآيات المتشابهة هو العلم بمقاصد الآيتين أو المقطعين وأغراضهما، وهذا هو السياق. كما أن المتشابه يجلي السياق من جهة ما يتضمنه من وجوه الاختلاف في التعبير. فظهر بذلك أن بينهما علاقة مشتركة.
قال صاحب رسالة دلالة السياق وأثرها في توجيه المتشابه اللفظي: "ومن فوائد علم المتشابه اللفظي عونه في الكشف عن السياق، هذا مع أن السياق يطلب له" ([5]).
ويتجلى ذلك بالأمثلة:
المثال الأول: في توجيه قوله في أمر مريم في سورة الأنبياء (آية 91) +فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا" فأضاف النفخ إلى جملتها، وفي سورة التحريم (آية12) +فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا" فأضاف النفخ إلى فرجها.
وقد وجه الخطيب الإسكافي الآية بالنظر في السياق فقال": لما كان القصد في سورة الأنبياء عن حال مريم وابنها، وأنهما جعلا آية للناس، وكان النفخ فيها مما جعلها حاملاً، والحمل صفة للجملة .. فلما كان القصد التعجب من حاليهما، وأنها بالنفخ صارت حاملاً، ردّ الضمير إلى جملتها .. أما قوله في التحريم +وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ" [التحريم 12] فلما كان القصد فيه التعجب من حالها بالحمل عن النفخ، وولادتها لا عن اقتراب فحل، لم يكن ثمّ من القصد إلى وصف جملتها بغير الصفة التي كانت عليها قبلها ما كان في الآية الأولى، فجاء اللفظ على أصله، والمعنى: نفخنا في فرجها، ولم يسق الكلام إلى ما سيق في سورة الأنبياء من وصف حالها بعد النفخ، فاختلفا لذلك" ([6]).
المثال الثاني: في قوله تعالى: في سورة البقرة (آية 173) +مَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ" مع قوله في سورة المائدة (آية 3) والأنعام (آية 145) والنحل (آية 115) +أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ".
وجه ابن جماعة الموضعين بالنظر في السياق بأن آية البقرة في سياق المأكول، وحله وحرمته، فكان تقديم ضميره وتعلق الفعل به أهم. وآية المائدة وردت بعد تعظيم شعائر الله وأوامره، والأمر بتقواه، وأيضاً فآية النحل بعد قوله تعالى: +وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ" [النحل 114] وكان تقديم اسمه أهم، وأيضاً فآية النحل والأنعام نزلتا بمكة، فكان تقديم ذكر الله بترك الأصنام على ذبائحهم أهم، لما يجب من توحيده وإفراده بالتسمية على الذبائح، وآية البقرة نزلت بالمدينة على المؤمنين لبيان ما يحل لهم وما يحرم، فقدم الأهم فيه. والله أعلم" ([7]).
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) ((البرهان في علوم القرآن)) (1/ 112).
([2]) ((دلالة السياق وأثرها في توجيه المتشابه اللفظي في قصة موسى)) (1/ 100).
([3]) ((الانتصار للقرآن)) (2/ 803) باختصار.
([4]) انظر: ((دلالة السياق وأثرها في توجيه المتشابه اللفظي في قصة موسى)) (1/ 139).
([5]) انظر: (1/ 139).
([6]) ((درة التنزيل)) (2/ 912).
([7]) ((كشف المعاني)) (ص116).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[منصور العمراني]ــــــــ[01 Jan 2010, 01:40 ص]ـ
يعد التشابه اللفظي من أهم الجوانب الإعجازية في البيان القرآني، لأنه يكشف عن عظمة هذا النظم الذي أربك أرباب البلاغة، وفرسان الكلمة عن مجاراته أو الإتيان بأقصر سورة من مثله، وانتقلوا من مبارزة المكالمة والفصاحة، إلى الملاكمة والقتال، ولم يكن هذا الانتقال إلا للعجز الواضح منهم أمام هذا الإعجاز المتدفق بقدرة المتكلم به.
والتشابه القرآني تناولت فيه دراسة ميسرة سيتم نشرها لا حقا، تناولت فيها ماهو السر أن الأية القرآنية تتكرر بألفاظ مختلفة، هذه الألفاظ لها نفس المعنى، فلما ذا لا نكتفي بأحد هذه الألفاظ مكان الأخرى، نعدكم بنشر هذا المقال قريبا وشكرا.
منصور علي سالم ناصرالعمراني. اليمن- جامعة الحديدة-كلية التربية زبيد- قسم القرآن وعلومه
باحث دكتوراه- جامعة أم القرى- مكة المكرمة- كلية الدعوة وأصول الدين- تفسير وعلوم القرآن
ـ[الريس عبد الرحمن]ــــــــ[02 Jan 2010, 10:21 م]ـ
أخي العزيز محمد الربيعة السلام عليكم
هذا الموضوع منذو مدة طويلة أود أن أفهمه بشكل صحيح و بالذات في القصص فمثلا قصة أبونا آدم عليه السلام مع عدو الله إبليس فقد تكررت هذه القصة في ستة مواضع من كتاب الله وفي كل سياق يختلف فيه الحوار فقد قال المولى سبحانه عن إبليس في آية قال (أءسجد لمن خلقت طينا) و في آية قال (لم أكن لاسجد لبشر خلقته من طين) و في آية قال (لم أكن لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون) فسؤالي هل عدو الله أبليس قال جميع هذه الالفاظ أم قال لفظا معينا تحوى جميع معاني هذه الالفاظ أو أن هذا من البلاغة التي أرودها المولى جل و علا لقول واحد ورد عن عدو الله و على كذا يشمل جميع القصص و بالذات قصة سيدنا موسى عليه السلام ارجو توضيح هذا الموضوع بشي من البسط مع ايراد الامثلة(/)
أبو صالح باذام مولى أم هانئ وتفسيره ... بحث محكم
ـ[ناصر المنيع]ــــــــ[26 Mar 2007, 11:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا البحث يتحدث عن شخصية علمية تفسيرية مهمة أثير حولها الكثير من الجدل من جهة التوثيق والعدالة والأهلية للتفسير ...
إنه باذام أو باذان مولى أم هانئ بنت أبي طالب أبو صالح المفسر المشهور بالراوية عن ابن عباس رضي الله عنهما ...
ولا شك أن بعضكم وهو يقرأ هذا الأسم امتعض قليلا ودار في خلده أن مثل هذا الرجل لا يستحق أن يفرد بالدراسة خاصة وهو يتذكر ما نعرفه عن سلسلة الكذب: الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما ..
إلا أن المطلع على ترجمة أبي صالح يجد أشياء مهمة تستحق الجمع والتسجيل والمناقشة ..
وقد حاول البحث أن يسلط الضوء على هذا العلم الذي اشتهر بتعليم الناس الكتابة وعرف بتفسير القرآن الكريم وقد واجه نقدا لاذعا من بعض العلماء في ثقته وعدالته أولا وفي سماعه من ابن عباس رضي الله عنهما ثانيا وفي قيامه بالتفسير ثالثا ...
كما أن من يطالع كتب التفسير يجد تفسيرا لأبي صالح من قوله ورأيه لم يرفعه لابن عباس رضي الله عنهما من رواية الثقة الثبت إسماعيل بن أبي خالد عنه ... هذا التفسير كان مشهورا متداولا عند العلماء حرصوا على سماعه وروايته وحرص المصنفون في التفسير وغيره على إيراده في كتبهم ...
فجاء هذا البحث كما يلي:
"أبو صالح باذام مولى أم هانئ وتفسيره من رواية إسماعيل بن أبي خالد عنه - جمعا ودراسة - "
فكان الفصل الأول منه في ترجمة هذا العلم المفسر والتابعي الجليل يجمع كل ما قيل في أبي صالح ويرتبه ويناقشه بناء على منهج علمي وتأصيل شرعي أحسب هذا وآمله ...
أما الفصل الثاني: يحتوي على تفسير أبي صالح من رواية إسماعيل بن أبي خالد مرتبا على سور القرآن الكريم مخرجا وموثقا ..
وقد كنت أنوي طباعة هذا البحث لكني آثرت إخواني في هذا المتلقى المبارك به وأحب أن أنبه إلى أمرين:
الأول: هذا البحث قدمته للتحكيم في منتصف عام 1424هـ ... قد حكم وقبل للنشر - ولله الحمد والمنة - من قبل مركز بحوث الدراسات الإسلامية بمعهد إحياء البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى في 15/ 2/1425هـ ولذلك لم اطلع على ما كتبه الدكتور حاتم الشريف عن أبي صالح لكن لعل بعضنا يفيد من الآخر بعد نشرهما ...
الثاني: أن تفسير أبي صالح من رواية إسماعيل قيل عنه إنه كبير، ومع ذلك لم أجد إلا قرابة (150) قولا ... وهو مبثوث في كتب التفسير والأجزاء والأمالي وغيرها فلا بد أنه فاتتني بعض النصوص من هذا التفسير فمن وجد نصا وقولا من هذا الطريق لم أذكره فليفدني به وأكون له شاكرا ..
كما أني أرحب بكل ملحوظات الأخوة وإضافاتهم القيمة ..
والله أجل وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Mar 2007, 12:52 م]ـ
شكر الله لكم يا دكتور ناصر نشر هذا البحث على صفحات ملتقى أهل التفسير. وسنقرؤه بإذن الله.
وهذا هو بحث الدكتور الشريف حاتم بن عارف العوني الذي أشار إليه الدكتور ناصر المنيع في كلامه.
القول المُحرِّر لترجمة أبي صالح باذام المفسِّر ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6090)
ـ[دمعة الأقصى]ــــــــ[27 Mar 2007, 12:07 ص]ـ
كنت أتمنى أكون أول من يرحب بأستاذي وشيخي الدكتور: ناصر المنيع، لكن الشيخ عبدالرحمن سباق في كل شيء وفق الله الشيخين لما يحب ويرضى، وبإذن الله سأقرأ بحث شيخي من الآن، بارك الله له في علمه وعمله ونفع به.
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[27 Mar 2007, 10:09 ص]ـ
شكر الله لفضيلة الدكتور ناصر بحثه القيم ونشره في الملتقى ونتمنى أن نراه مطبوعا قريبا إن شالله.
كما أشكره على تفريقه بين تفسير أبي صالح ومروياته وقد خلط كثير من الباحثين بين التفسير والمرويات في التأليف والله المستعان.
ـ[ناصر المنيع]ــــــــ[31 Mar 2007, 09:18 م]ـ
الأخ الغالي فضيلة الدكتور عبدالرحمن ...
شكرا لهذا الاهتمام والتشجيع ....
كما أشكرك على إيراد بحث الدكتور حاتم هنا حتى تكمتل الفائدة للقارئ ... لا عدمناك أخا ناصحا وعالما متبحرا
ـ[ناصر المنيع]ــــــــ[31 Mar 2007, 09:22 م]ـ
الأخت دمعة الأقصى .. آمين
جزاك الله خيرا على هذه الدعوات
وجميل أن يطلع طلابي وطالباتي على مثل هذه المواقع المفيدة الغنية بالمعلومات والفوائد ... وقد كنت احثهم على ذلك
ـ[ناصر المنيع]ــــــــ[31 Mar 2007, 09:28 م]ـ
فضيلة أستاذي الأستاذ الدكتور فهد الرومي ....
إنه لشرف لي أن أحظى بهذا الرد والتشجيع من قبلكم ... واشكر لكم تسجيل هذه الكلمات والنصائح القيمة ..
شيخي إيرادك هذه الفائدة الدقيقة دليل على تبحرك الكبير في علوم القرآن والتفسير ..
نفع الله بك الإسلام والمسلمين ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إيمان]ــــــــ[18 Apr 2007, 06:29 م]ـ
نزجي من الشكر أوفاه لفضيلة شيخنا الفاضل الدكتور ناصر .. على هذا البحث القيم الذي أزال به اللبس في مرويات هذا
العالم الجليل ....... أسأل الله جل جلاله أن يجزل له الأجر والمثوبة .... ونحن ننتظر ونتطلع إلى المزيد من الدرر والجواهر العلمية التي يحصل بها إسداء
النفع والفائدة للجميع ...........
وفقكم الله لخيري الدارين ...... آمين
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Oct 2009, 02:20 م]ـ
أهداني الدكتور ناصر نسخةً من هذا البحث القيم جزاه الله خيراً، فأحببت إطلاعكم على ذلك لمن رغب في اقتناءه من مركز البحوث في جامعة أم القرى، فالكثير يحب النسخ المطبوعة، ولا تغني عنها عنده النسخ الإلكترونية.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64ac9d1fbd4716.jpg
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[05 Oct 2009, 09:52 م]ـ
قد كتب الدكتور خالد الحايك كتابا كبيرا يرد فيه على الدكتور الفاضل حاتم الشريف ما توصل اليه بخصوص ابي صالح وقد اخبرني انه ارسل بحثه للشريف حاتم لكنه لم يتلق منه جوابا وساكلمه لعله يشارك بخلاصة ما توصل اليه في هذا الباب حتى ينتفع الاخوة المنتدون في مسالة كهذه
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[05 Oct 2009, 11:32 م]ـ
جزاك الله يافضيلة الدكتور خيرا ونفع الله بك الأمة أسأل الله أن يبارك لك في عمرك ووقتك
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[05 Oct 2009, 11:39 م]ـ
بارك الله بك أخي الكريم(/)
أول انفجار نووي أهلك قوم لوط!!!
ـ[أبو المهند]ــــــــ[26 Mar 2007, 01:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وردت إليَّ رسالة من أحد الغيورين على القرآن وتفسيره مؤداها:
أين أنتم أهل التفسير مما كتبه كاتب في أحد المواقع: يؤكد أن قوم لوط أهلكوا بأول انفجار نووي في التاريخ في
وادي الأردن، وأن زوج لوط أصيبت بالعمى اللحظي جراء هذا الانفجار النووي، و دعانى للرد على ذلك مع مشاركة
أهل الموقع في مناقشة مثل هذا الكلام.
وأقول للأخ الكريم: إن الأمة بخير فقد انبرى واحد من أهل العلم فرد على القائل قوله بالدليل، ومن ناحيتى فإني أؤيد
ما قاله الأخ الذي رد على صفحات نفس الموقع وأشكره على ما قال، وأشفع ما قاله بما يلي:
1ـ ما المستفاد من إثبات أن الحجارة التي أمطرها الله قوم لوط كانت جرَّاء انفجار نووي؟!!.
2ـ هل من دليل محسوس يفيد أن تحليل الـ dnt للحجارة كان نووياً.
وحيث إن نووية الحجارة مشكوك فيه فعلى المثبت إحضار بعضاً منها ثم الاتصال بالبرادعي ليجمع وكالته النووية
ومعداتها التكنولوجية للفصل في ذلك مع فصلهم في قضية سلمية البرنامج النووي الإيراني من حربيته.!!!!!!!!!
3ـ إنني أربأ بالعِلْميين من تناول مثل هذه المهاترات التي تبتعد عن المستهدف من القصص القرآني الذي يقول الله فيه:"
لقد كان في قصصهم عبرة لأولى الألباب ما كان حديثا يفترى .. " وإثبات نووية الحجارة يلغي العبرة كما يلغى ميزة اللب
عند المتمحل في مثل هذه التمحلات.
4ـ المهم في القصة ليس نوعية العذاب ولكن لماذا حل وكان؟
5ـ أروي طرفاً من قصة تأليفي كتاب "الدخيل في تفسير القرآن " مؤداها أنني أردت جمع ما قاله بعض المتعالمين في
تفسير القرآن في وقتنا الراهن لأرد عليهم من خلال الدخيل في التفسير، فشاورت أستاذي {أ. د إبراهيم خليفة} في
مدى نفع ما أفكر فيه، فقال: لا أؤيدك في ذلك، فقلت لفضيلته: لماذا؟ فأجاب لأنك بذكرك إياهم وذكر أقوالهم
ستخلدهم وتخلِّد أقوالهم بتناقل ذلك بين أهل العلم، والرأي أن تتركهم ليموتوا ويموت فكرهم، وكانت.
أخيراً أقول إن طرح مثل هذا التفكير في التفسير هو من باب العلم الذي لا ينفع والجهل الذي لا يضر.
وللأمانة العلمية فإن الدعوة قائمة لأهل الملتقى لزيارة الموقع الذي دلني
علية الفاضل صاحب الرسالة لإبداء الرأي في هذه القضية وأمثالها. وهو:
http://www.altareekh.com/vb/showthread.php?t=42135
والله الموفق.(/)
هل تهتز عند قراءتك للقرآن الكريم؟
ـ[القندهاري]ــــــــ[26 Mar 2007, 10:50 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد.
فهذا كلام جميل وجدته للعلامة بكر أبو زيد في من يتحرك ويهتز عند قراءته للقرآن وهذا نشاهده كثيرا والله المستعان
في بعض البلاد الإسلامية فأحببت أن أنقل لكم هذه الفائدة.
قال العلامة بكر أبو زيد حفظه الله تعالى في كتابة بدع القراء صفحة 26
: ((اشتدت كلمة علماء الأندلس في النكير على: التمايل, والاهتزاز, والتحرك, عند قراءة القرآن, وأنها بدعة يهود, تسربت إلى المشارقة المصريين, ولم يكن شيء من ذلك مأثوراً عن صالح سلف هذه الأمة.
وقد ألف ناصر السنة ابن أبي زيد القيرواني م سنة 386هـ رحمه الله تعالى ((كتاب من تأخذه عند قراءة القرآن حركة)) () ولا ندري من خبر هذا الكتاب شيئاً.
قال أبو حيان النحوي محمد بن يوسف الأندلسي م سنة 745هـ رحمه الله تعالى في تفسيره ((البحر المحيط)) عند قول الله تعالى: ? وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ ... ? [الأعراف:171] , (قال الزمخشري في ((الكشاف)) 2/ 102:
((لما نشر موسى عليه السلام, الألواح وفيها كتاب الله تعالى, لم يبق شجر, ولا جبل, ولا حجر إلا اهتز فلذلك لا ترى يهودياً يقرأ التوراة إلا اهتز وأنغض لها رأسه)) انتهى. من الكشاف. وقد سرت هذه النزعة إلى أولاد المسلمين, فيما رأيت بديار مصر, تراهم في المكتب إذا قرؤوا القرآن يهتزون ويحركون رؤوسهم, وأما في بلادنا, بالأندلس والغرب, فلو تحرك صغير عند قراءة القرآن, أدبه مؤدب المكتب وقال له: لا تتحرك فتشبه اليهود في الدراسة)) () انتهى.
وقال الراعي الأندلسي م سنة 853هـ رحمه الله تعالى في ((انتصار الفقير السالك)) ص / 250: (وكذلك وافق أهل مصر اليهود, في الاهتزاز عند الدرس والاشتغال, وهو من أفعال يهود). انتهى. وهذا أعم فليُجْتنب.
انتهى.
وقد ذكر بن كثير في سورة البقرة آية 62 قول أبو عمرو بن العلاء ((لأنهم يتوهدون أي يتحركون عند قراءة التوراة))
أنتهى. والله أعلم
.
ـ[دمعة الأقصى]ــــــــ[27 Mar 2007, 12:16 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وأكثر من تلقى هذه البدعة من المسلمين هم الصوفية.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[27 Mar 2007, 01:17 ص]ـ
لا أظن كثيرا ممن يهتزون يفعلون ذلك تقليدا لليهود بل هي حركة طبيعية، الغرض منها تحريك عضلات الظهر لا يصيبها تيبس أو فتور. وبعضهم ليبقى متيقظا لا يداهمه النعاس. فلا دخل لليهود في الأمر، وإقحامهم فيه تكلف. والله أعلم.
أما اهتزاز القشعريرة والخشوع فكان من دأب السلف والصحابة كعبد الرحمن بن عوف حين كان يقرأ على ابن عباس رضي الله عنهم، فوجب التنبيه.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[27 Mar 2007, 07:07 ص]ـ
الاهتزاز والتمايل عند قراءة القرآن:
اشتدت كلمة علماء الأندلس في النكير على: التمايل، والاهتزاز، والتحرك، عند قراءة القرآن،
وإنها بدعة يهودية، تسربت إلى المشارقة من المصريين، ولم يكن شئ من ذلك مأثورا عن صالح سلف الأمة؛
قال صاحب "الكشَّاف":
". . . وقد سرت هذه النزعة إلى أولاد المسلمين فيما رأيت بديار
مصر، تراهم في المكتب إذا قرؤوا القرآن يهتزون ويحركون رؤوسهم، وأما في بلاد بالأندلس
والغرب، فلو تحرك صغير عند قراءة القرآن؛ أدبه مؤدب المكتب وقال له:
لا تتحرك فتشبه اليهود في الدراسة ".
وقال الراعي الأندلسي في "انتصار الفقير السالك" ص 250:
"وكذلك وافق أهل مصر اليهود في الاهتزاز عند الدرس والاشتغال، وهو من أفعال يهود"
قلت: نستفيد من هذه النقول ما يأتي:
* هذا الاهتزاز لم يؤثر عن أحد من السلف الصالح.
* لمعلم القرآن أن يؤدب الأطفال وينهاهم عن هذا الاهتزاز.
* وعلى هذا فمن فعله ينبغي أن يتركه، ومن تعود عليه فليتابع نفسه؛
ليترك هذه العادة السيئة.
المصدر: " بِدع القرَّاء القديمة والمُعاصِرة " للشَّيخ بكر أبو زيد ـ سدّده الله وعافاه ـ
وذكر العلامة ابن الجوزي في تلبيس إبليس:
إن التمايل عند القراءة؛ هذا الفعل من إبليس، وإن هذا التمايل هو تمايل اليهود وهو بدعة.
وسئل الشيخ محمد صالح المنجد عن التمايل أثناء الجلوس في الصلاة، أو قراءة القرآن
وكانت إجابته:
أما التمايل والاهتزاز عند القراءة والصلاة فإنّه من فعل اليهود، وهو هيئة من هيئاتهم في عبادتهم
فلا ينبغي لمسلم أن يتعمّد فعله.
الإسلام سؤال وجواب ( www.islam-qa.com)
ـ[الجكني]ــــــــ[27 Mar 2007, 06:06 م]ـ
هذا المقال قد "يكون منقولاً من " ملتقى " آخر للتشابه التام بين فقراته ونصوصه،وعيه فكان الأولى من باب الأمانة العلمية:الإشارة إلى ذلك،خاصة وأن هناك "تعليقات " مهمة على الموضوع أهم ما فيها النقل عن الشيخ الألباني رحمه الله حكمه على حديث "كتمايل اليهود " بالوضع " 0
وإذا خلت المسألة - أي مسألة - من نص شرعي "صحيح " عن المشرع الوحيد وهو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبقى المسألة تحت باب "الإجتهاد " كل يحكم من خلال "نظرته ومنهجيته "0
ولا شك -كما هو مشاهد - أن كثيراً من المسلمين "يهتزون ويتمايلون عند قراءة القرآن الكريم خاصة إذا أطالوا القراءة واندمجوا - مع التحفظ على الكلمة إن كانت غير صواب - في القراءة وهم -أي هؤلاء المسلمون أكره الناس لليهود وأبغضهم إليهم أضف إلى ذلك عدم معرفة كثير منهم بأن هذا صنع اليهود0
وأيضاً: اليهود لا يقرؤن القرآن ولا يؤمنون به، فانتفى التشبه بهم من هذه الناحية المهمة 0
ختاماً:
"جريمة تحريم الحلال كجريمة تحليل الحرام "
والله من وراء القصد0
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أنمار]ــــــــ[28 Mar 2007, 01:12 ص]ـ
أخرج ابن المنذر في الْأَوْسَطُ في كِتَابُ صِفَةِ الصَّلَاةِ باب ذِكْرُ الْبُكَاءِ فِي الصَّلَاةِ من طريق أبي عبيد وهو في كتابه فَضَائِلُ الْقُرْآنِ بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِقَارِئِ الْقُرْآنِ مِنَ الْبُكَاءِ عِنْدَ الْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةٍ
قَالَ: ثنا حَجَّاجٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى عُمَرَ وَهُوَ يَتَرَجَّحُ، وَيَتَمَايَلُ، وَيَتَأَوَّهُ، حَتَّى لَوْ رَأَهُ غَيْرُنَا مِمَّنْ يَجْهَلُهُ لَقَالَ: أُصِيبَ الرَّجُلُ؛ وَذَلِكَ لِذِكْرِ النَّارِ، إِذَا مَرَّ بِقَوْلِهِ: وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا الْآيَةَ، أَوْ شِبْهَ ذَلِكَ *
لكن الذي بين يدي في فضائل القرآن لأبي عبيد أنه ابن عمر ص 65 بتحقيق الغاوجي
وعزاه للحلية 1/ 305 وليست عندي الآن، والأثر فيه من لم يسم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[28 Mar 2007, 08:43 ص]ـ
لا علاقة بين التمايل بسبب ما يجده المرء عند قراءة القرآن من قشعريرة ورعدة يهتز لها جسمه ويميل وبين ما يفعله بعض الناس اليوم من الحركة والاهتزاز عند القراءة، إذ كثير من هؤلاء -الأخيرين- إنما يهتز لما اعتاده ونشأ عليه، أو لدفع السآمة والملل عن نفسه ..
فإن كانت الأولى فليتركها، لأنها عادة سيئة لا تليق بما تقتضيه قراءة القرآن من الخشوع والتدبر، خصوصا وقد علم أن المؤدبين ومعلمي القرآن كانوا يزجرون طلابهم عنها، وأن من الوقار المطلوب لقراءة القرآن هو السكون وقلة الحركة والاضطراب.
وإن كانت الثانية فليعلم أنه لو تلذذ بالقرآن لما وجده معه سآمة ولما شعر بوقته، أما في حالة النعاس فقد ذكر الإمام النووي أنها من الأحوال التي تكره فيها القراءة.
وعليه فينبغي لقارئ القرآن أن يتأدب بالأدب اللائق بهذه العبادة الجليلة، فـ (يستحضر في نفسه أنه يناجي الله تعالى، ويقرأ على حال من يرى الله تعالى، فإنه إن لم يكن يراه، فإن الله تعالى يراه) التبيان.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[28 Mar 2007, 04:20 م]ـ
هذا الخبر رواه أبو عبيد في فضائله (صفحة 138، من تحقيقنا) ـ الطبعة الأولى؛
لأنه طبع بعد ذلك أكثر من سبع طبعات أخر، وصدر عن دار ابن كثير بدمشق.
واعتمدنا في تحقيق هذا الكتاب العظيم، في بابته، ومن ثمة إخرجه على نسختين مخطوطتين:
الأولى: محفوظة في مدينة توبنجن بألمانيا، تحت رقم (96)، ويوجد منها نسخة مصورة
في مجمع اللغة العربية بدمشق.
والثانية: محفوظة في المكتبة الظاهرية بدمشق، تحت رقم (7615)، ونقلت بعدئذ إلى مكتبة الأسد.
وجاء الخبر فيه، على الشكل الآتي:
قَالَ أبو عبيد: حدثنا حَجَّاجٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى عُمَرَ وَهُوَ يَتَرَجَّحُ، وَيَتَمَايَلُ، وَيَتَأَوَّهُ، حَتَّى لَوْ رَأَهُ غَيْرُنَا مِمَّنْ يَجْهَلُهُ؛ لَقَالَ:
أُصِيبَ الرَّجُلُ؛ وَذَلِكَ لِذِكْرِ النَّارِ، إِذَا مَرَّ بِقَوْلِهِ تعالى:
وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا الْآيَةَ، أَوْ شِبْهَ ذَلِكَ.
وهذا الخبر رواه أبو شامة المقدسي، في كتابه المرشد الوجيز (194 ـ 195)،
ورواه المتقي الهندي، في كتابه: كنز العمال، وفيه:
عن سليمان بن سحيم قال:
أخبرني من رأى عمر يصلي وهو يترجح ويتمايل ويتأوه حتى لو رآه غيرنا
ممن يجهله لقال: أصيب الرجل، وذلك لذكر النار إذا مر بقوله:
"وإذا ألقوا منها مكاناً ضيقاً مقرنين دعوا هنالك ثبوراً" وما أشبه ذلك. أبو عبيد في فضائله.(/)
توقيعات المفسرين
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[27 Mar 2007, 07:38 م]ـ
كم تمرّ بأحدنا ـ أثناء قراءته أو سماعه ـ كلمات جميلة،ورائعة ..
كلمات ..
تحكي تجربةً ناضجة ..
أو تأملاً طويلاً ..
أو حكمةً أملتها السنون ..
وتذهب هذه الكلمات ـ التي اصطلح عليها باسم ـ
توقيعات
فيحتاجها الإنسان حيناً، فيتمنى أنها قريبةٌ منه
فلا يتذكر أين ومتى سمعها؟!
لذا جاءت فكرة تدوين ما يمكن تدوينه في هذا الملتقلى العلمي من توقيعات
المفسرين، لعل وعسى أن يفيد منها من يقرأها ..
ومن المعلوم أن أن طبيعة التوقيع أن تكون جُمّله قصيرة،حتى لا ينسي آخره أوّلَه ..
ولعلي أبدأ بهذا التوقيع للشيخ محمد الأمين
في تعليقه على قوله تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن) من سورة محمد:
(ولا شك أن هذا القرآن العظيم
هو النور الذي أنزله الله إلى أرضه
ليستضاء به،فيعلم في ضوئه:
الحق من الباطل
والحسن من القبيح
والنافع من الضار
والرشد من الغي).
يتبع ـ إن شاء الله ـ
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[27 Mar 2007, 08:34 م]ـ
يقول الأستاذ سيد قطب رحمه الله ـ وهو يعلق على قوله تعالى ـ
في سورة المزمّل ـ (قم الليل إلا قليلاً ... ـ إلى قوله ـ: إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً)
[إن الذي يعيش لنفسه .. قد يعيش مستريحاً ..
ولكنه يعيش صغيراً .. ويموت صغيراً.]
قارن هذه الكلمات بواقع أكثر الناس!!
حتى يتبين لك لماذا يموت أكثر الناس وهم
صغاااار؟!
لأنهم عاشوا صغاراً في همومهم!
صغاراً في عقولهم!
صغاراً في تفكيرهم!
صغاراً في طموحاتهم!
صغاراً في أخلاقهم!
لذا استحقوا أن يموتوا صغاراً
أعاذنا الله من حالهم
يتبع ـ إن شاء الله ـ
ـ[يسري خضر]ــــــــ[28 Mar 2007, 09:11 ص]ـ
حياك الله يا دكتور عمر و جزاك خيرا ونفع بموضوعاتك التي تتحفنا بها
ـ[أبو المهند]ــــــــ[28 Mar 2007, 09:46 ص]ـ
يقول صاحب الظلال أثناء استجمامه ظلال أواخر سورة الحشر "قوله تعالى:" لو أنزلنا هذا القرآن على جبل ... "
الأية.
"وهي ـ أي: الآية ـ صورة تمثل حقيقة. فإن لهذا القرآن لثقلا وسلطانا وأثرا مزلزلا لا يثبت له شيء يتلقاه بحقيقته.
ولقد وجد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ما وجد , عندما سمع قارئا يقرأ: والطور , وكتاب مسطور , في رق
منشور , والبيت المعمور , والسقف المرفوع , والبحر المسجور , إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع. . . فارتكن
إلى الجدار. ثم عاد إلى بيته يعوده الناس شهرا مما ألمَّ به!
واللحظات التي يكون فيها الكيان الإنساني متفتحا لتلقي شيء من حقيقة القرآن يهتز فيها اهتزازا ويرتجف
ارتجافا. ويقع فيه من التغيرات والتحولات ما يمثله في عالم المادة فعل المغنطيس والكهرباء بالأجسام.
أو أشد.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[29 Mar 2007, 11:58 ص]ـ
(وبلاد الشرق أمست كالمريض الأحمق، يأبى الدواء،ويعافه لأنه دواء)
الشيخ رشيد رضا معلقا على حال المسلمين مع كتاب ربهم
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[29 Mar 2007, 12:53 م]ـ
من الكلمات التي أعجبتني في الشوق إلى لقاء الله تعالى كلمات أوردها القشيري في تفسيره قال رحمه الله:
"قوله: (تَوَفَّنِى مُسْلِماً) قيل: عَلِمَ أنه ليس بعد الكمال إلا الزوال فَسأَلَ الوفاة.
وقيل: من أمارات الاشتياق تمنِّي الموت على بساط العوافي مثل يوسف عليه السلام:
أُلقِيَ في الجُبِّ فلم يقل توفني مسلماً ..
وأقيم فيمن يزيد فلم يقل توفني مسلماً ..
وحُبِسَ في السجن سنين فلم يقل توفني مسلماً ..
ثم لماتمَّ له المُلْكُ، واستقام الأمر، ولَقِيَ الإخوةَ سُجَّداً، وأَلْفَى أبويه معه على العرش قال: (تَوَفَّنِى مُسْلِماً) فعُلِمَ أنه كان يشتاق للقائه سبحانه".
وهذا المعنى ينسجم مع القولين في تفسير الآية فإن سؤال موافاة الأجل على الإسلام في تلك الحال، من مناسبته ما أشير إليه هنا.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[31 Mar 2007, 01:43 م]ـ
ما رحم الله عباده بشيء أعظم من رحمته
إياهم بنزول هذا القرآن
اقرأ ـ إن شئت ـ
: [تنزيل العزيز الرحيم]
التوقيع:
محمد بن صالح العثيمين
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[31 Mar 2007, 07:30 م]ـ
في تدبر القرآن وتفهمه،من مزيد العلم والايمان مالا يحيط به بيان
ابن تيمية
مجموع الفتاوى 10/ 81
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[01 Apr 2007, 10:25 ص]ـ
فالقرآن كان متشابها لتشابه معانيه في الصحة والإحكام، وابتنائه على الحق والصدق، واستتباع منافع الخلق في المعاد والمعاش، وتناسب الألفاظ في الفصاحة والبلاغة، وتجاوب نظمه في الإعجاز والبراعة؛ فإنّ كل كلمة من كلماته مشتملة على مناسبة بحسب ما قبلها وما بعدها، وما من سورة إلا وهي في مركز تليق به، مع نكتة مقتضية وضْعها فيه بحيث يكون لها سرّ باعتبار السورة التي قبلها، وآخر باعتبار ما بعدها، ولأوّلها مع آخر الأولى مناسبة تامة، كما أن لآخرها مع أول التي بعدها نكتة رائقة، ولمبدئها سرّ جليل اقتضى التصدير لها به، كما أنّ ما خُتمت به كذلك؛ فسبحان من أودع فيه أسرارا جلّت عن الحصر والإحصاء، ونُكت تعالت عن العد والاستقصاء، وعلوما صيّرت الأفكار عن الإحاطة بفهمها كليلة، وأعجوبات أضاءت في سموات عقول الكُمَّل حتى ظفروا بأعظم فضيلة. (الشيخ زيتونة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[01 Apr 2007, 01:37 م]ـ
أخي الكريم (أبا عبيدة)، هل تتكرم بالتعريف بالشيخ زيتونة؟!
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[01 Apr 2007, 02:22 م]ـ
هو الشيخ محمد بن أحمد زيتونة. ولد بالمنستير - بالساحل التونسي - وبها نشأ وحفظ القرآن .. وفقد بصره صغيرا جراء ركوبه مركبا مسوقا بالملح في شدة الشتاء فأثر ذلك على بصره فعمي .. وقصد القيروان في أول أمره وقرأ على شيوخها كالشيخ محمد ابن عظوم، ثم قدم إلى تونس فأخذ عن الطبيب الماهر الشيخ محمد الحجيج الأندلسي ومحمد بن فتاتة وعبد القادر الجبالي .. وتصدر بعدها للتدريس بالجامع لأعظم جامع الزيتونة. خرج للحج سنة 1114هجرية فاجتمع بمصر بالشيخ الزرقاني .. ثم عاد إلى تونس وتولى التدريس بالمدرسة المرادية ... ثم حج ثانيا سنة 1124 هجرية وجاور بالمدينة وصنف وأقرأ بها التفسير. ثم رجع إلى تونس ولازم التدريس بها إلى آخر حياته. كان يحفظ من سماع واحد. وله في ذلك حكايات عجيبة. ومن وقف على تفسيره الذي أملاه أدرك ذلك، فسبحان من عوضه نور البصر بأنوار البصيرة، فكان يملي مصنفاته على تلاميذه وهم يكتبونها تلقيا من لفظه، وكان يملي ما يعجزهم كتابته .. بل من وقف على الرسوم المثبتة في حاشية خطبة أبي السعود ... سبح بحمد الله وقال: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
توفي رحمه الله تعالى سنة 1138 هجرية. ودفن بمقبرة الزلاج بتونس.
صنف:
- مطالع السعود وفتح الودود على تفسير أبي السعود.
- لمعان السراج في إبداء بعض لطائف المعراج.
- حاشية على العقيدة الوسطى للإمام السنوسي.
- شرح على السلم في المنطق.
- شرح على البيقونية.
- شرح على خطبة المطول.
- شرح على خطبة المختصر للتفتازاني.
وكان مالكي المذهب فقها، سني العقيدة أشعريا.
ـ[الجعفري]ــــــــ[01 Apr 2007, 02:43 م]ـ
[جزاكم الله خيراً
أما أنا فممن يقرأ لكم وستفيد من جمعكم المبارك.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[01 Apr 2007, 08:53 م]ـ
.
.
طاعة الله: امتثال ما أمر، وترك ما حظر، وتصديقه فيما أخبر (أبو العباس الحراني)
.
.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[03 Apr 2007, 12:15 ص]ـ
من مكايد الشيطان:
تنفيره عباد اللّه من تدبر القرآن لعله أن الهدى واقع عند التدبر، فيقول: هذه مخاطرة، حتى يقول الإنسان: أنا لا أتكلم في القرآن تورعًا.
الوزير ابن هبيرة
(ذيل طبقات الحنابلة
2/ 156)
ط. العثيمين
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[03 Apr 2007, 09:53 م]ـ
أنزل القرآن ليعمل به فاتخذ الناس تلاوته عملا
الحسن البصري
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[06 Apr 2007, 11:02 ص]ـ
الحمد لله
قال الشيخ محمد زيتونة:
اعلم أن أمثال القرآن نوعان:
ـ كامنة لم يصرح فيها بلفظ المثل، وطابقتها أمثال العرب
ـ وظاهرة مصرح بها. منها قوله تعالى: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ) [البقرة:16]
فالأولى الكامنة من التي طابقتها أمثال العرب، مثل:
ـ «خير الأمور أوساطها»، (لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ) [البقرة:68]. (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً) [الفرقان:67]. (وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ) [الإسراء:29]. (وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً) [الإسراء:110].
ـ «من جهل شيئا عاداه»، (بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ) [يونس:39]. (وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ) [الأحقاف:11].
ـ «احذر شر من أحسنت أليه»، (وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ) [التوبة:74].
ـ «ليس الخبر كالعيان»، (وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) [البقرة:260].
ـ «في الحركات البركات»، (وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً) [النساء:100]
ـ «كما تدين تدان»، (مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ) [النساء:123].
ـ «حين تلقي تدري»، (وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً) [الفرقان:42].
ـ «لا يلدغ المرء من جحر مرتين»، (هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ) [يوسف:64].
ـ «من أعان ظالما سُلِّط عليه»، (كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ) [الحج:4].
ـ «لا تلد الحية إلا الحي»، (وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً) [نوح:27].
ـ «للحيطان آذان»، (وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ) [التوبة:47].
ـ «الجاهل مرزوق والعالم محروم»، (مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً) [مريم:75].
توقيع: الشيخ زيتونة التونسي في حاشيته العجيبة على تفسير أبي السعود، المسماة بـ «مطالع السعود وفتح الودود على إرشاد أبي السعود".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[07 Apr 2007, 12:00 ص]ـ
أخي أبا عبيدة .. ألا تلاحظ أن طرح تعليقات الشيخ ـ رحمه الله ـ بهذه الطريقة أخرجتها عن حد التوقيعات إلى حد الموضوعات؟!
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[07 Apr 2007, 12:53 ص]ـ
المطلوب من القرآن هو فهم معانيه والعمل به
فإن لم تكن هذه همة حافظه،لم يكن من أهل العلم والدين.
ابن تيمية
مجموع الفتاوى 23/ 55
استفدت هذا التوقيع من توقيع أخينا الشيخ عبدالرحمن السديس في موقع الألوكة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Apr 2007, 12:41 ص]ـ
من علم علماً فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم
فإن من فقه الرجل أن يقول لما لا يعلم الله أعلم
عبدالله بن مسعود رضي الله عنه
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[12 Apr 2007, 07:21 م]ـ
كل من لم يشتغل بتدبر آيات هذا القرآن العظيم أي تصفحها وتفهمها، وإدراك معانيها والعمل بها، فإنه معرض عنها، غير متدبر لها، فيستحق الإنكار والتوبيخ المذكور في الآيات ـ إن كان الله أعطاه فهماً يقدر به على التدبر ـ
العلامة الشنقيطي في "أضوائه" 7/ 429
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[12 Apr 2007, 07:23 م]ـ
إعراض كثير من الأقطار عن النظر في كتاب الله وتفهمه والعمل به وبالسنة الثابتة ـ المبينة له ـ من أعظم المناكر وأشنعها، وإن ظن فاعلوه أنهم على هدى
العلامة الشنقيطي في "أضوائه" 7/ 429
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[12 Apr 2007, 07:28 م]ـ
لا شك أن الذي يتباعد، عن هداه ـ أي: عن هدى القرآن ـ يحاول التباعد، عن هدى الله ورحمته!!
العلامة الشنقيطي في "أضوائه" 7/ 435
ـ[القندهاري]ــــــــ[15 Apr 2007, 01:30 ص]ـ
قال ابن رجب الحنبلي:
من سار على طريق الرسول صلى الله عليه وسلم ومناهجه وإن اقتصد، فإنه يسبق من سار على غير طريقه وإن اجتهد.
من لي بمثل سيرك المذلل ... تمشي رويدا وتجي في الأول
ـ[دمعة الأقصى]ــــــــ[16 Apr 2007, 05:45 ص]ـ
توقيعات لفضيلة الشيخ: صالح بن عواد المغامسي
http://almajd.islamacademy.net/showthread.php?t=35278
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[17 Apr 2007, 10:01 ص]ـ
[وجعل الإمامة في الدين موروثة عن الصبر و اليقين بقوله تعالى:
[وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا و كانوا بآياتنا يوقنون)
فإن الدين كله علم بالحق و عمل به، و العمل به لا بد فيه من الصبر، بل و طلب علمه يحتاج إلى الصبر.
ابن تيمية الفتاوى10/ 39.
ـ[دمعة الأقصى]ــــــــ[18 Apr 2007, 06:15 ص]ـ
إن الله أخفى أولياءه في عباده، وأخفى رضوانه في طاعته
الشيخ: صالح بن عواد المغامسي
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[23 Apr 2007, 06:24 م]ـ
(واختلاف مقامات الكلام يمنع من حمل ما يقع
فيها ـ أي من سياق الآيات ـ من الألفاظ على محمل واحد
فإن في القرآن فنوناً من التذكير لا تلزم طريقة واحدة
وهذا مما يغفل عن مراعاته بعض المفسرين في حملهم
معاني الآيات المتقاربة المغزى على محامل متماثلة)
الطاهر ابن عاشور
29/ 231
عند تفسيره لللآية رقم
(13 من سورة القيامة)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[26 Apr 2007, 02:23 م]ـ
قصر عمومات القرآن على أسباب نزولها باطل.
ابن تيمية 15/ 364
ـ[العاصمي النجدي]ــــــــ[02 May 2007, 07:41 م]ـ
من أصابه الأرق ... ولم يأتيه النوم ...
فاليذكر الله كثيراً فإن الشيطان أحرص على أن لا يذكر الله ..
إ بن عثيمين رحمه الله تعالى في شرح أصول التفسير
ـ[القاضي الأثري]ــــــــ[05 May 2007, 09:52 ص]ـ
واعلم أن اليمين لا تنعقد إلا بالله أو باسم من أسمائه أو بصفة من صفاته
الشوكاني
تحصيل الرضا من الجميع متعذر
القرطبي
والعلم بأن المقلد كافر أو غير كافر طريقه النظر دون التوقيف والخبر
القرطبي
وفق الله الجميع
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[05 May 2007, 02:28 م]ـ
أحبتي الكرام .. ألحظ أن التوقيعات خرجت عن شرطها إلى كلمات لا صلة لها بالقرآن أو التفسير.
أرجو أن يراعى هذا، بارك الله في الجميع.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[05 May 2007, 08:45 م]ـ
(ومن تأمل في ذاته وتفكر في صفاته ظهرت له عظمة باريه وآيات مبديه وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون بل من عرف نفسه فقد عرف ربه)
التوقيع: السيد محمود الألوسي - رحمه الله-
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[05 May 2007, 08:54 م]ـ
قال ابن عاشور رحمه الله عند آية (وجآءوا أباهم عشاء يبكون)
(وفي الناس عجائب من التمويه والكيد, ومن الناس من تتأثر أعصابهم بتخيل الشيء ومحاكاته فيعتريهم ما يعتري الناس بالحقيقة وبعض المتظلمين بالباطل يفعلون ذلك وفطنة الحاكم لا تنخدع لمثل هذه الحيل ولا تنوط بها حكما وإنما يناط الحكم بالبينة)
ـ[أبو أنس الزبيدي]ــــــــ[08 May 2007, 01:27 م]ـ
ا قالوا التوبة من حيث الشريعة تختلف باختلاف التائبين، فتوبة سائر المسلمين الندم بالقلب، والرجوع عن الذنب، والعزم على عدم العود، ورد المظالم إذا أمكن، ونية الرد إذا لم يمكن، وتوبة الخواص الرجوع عن المكروهات من خواطر السوء، والفتور في الأعمال، والإتيان بالعبادة على غير وجه الكمال، وتوبة خواص الخواص لرفع الدرجات، والترقي في المقامات
ابو حيان الاندلسي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[22 Jul 2010, 12:54 ص]ـ
"صلحت أنفس العرب بالقرآن حين كانوا يتلونه حق تلاوته في صلواتهم المفروضة، وفي تهجدهم وسائر أوقاتهم فرفع أنفسهم وطهرها من خرافات الوثنية المذلة للنفوس المستعبدة لها، وهذب أخلاقها وأعلى هممها، وأرشدها إلى تسخير هذا الكون الأرضي كله لها، فطلبت ذلك فأرشدها طلبه إلى العلم بسنته تعالى فيه من أسباب القوة والضعف، والغنى والفقر، والعز والذل، فهداها ذلك إلى العلوم والفنون والصناعات، فأحيت مواتها، وأبدعت فيها ما لم يسبقها إليه غيرها"
[السيد رشيد رضا - تفسير المنار 1/ 7]
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[23 Jul 2010, 06:02 ص]ـ
فالمجتمع الذي يربيه الإسلام بتوجيهاته وتشريعاته ونظامه، متناسق مع شكل النظام وإجراءاته، متكامل مع التشريعات والتوجيهات، ينبع التكافل من ضمائره ومن تنظيماته معا متناسقة متكاملة. وهذه حقيقة قد لا يتصورها الذين نشأوا وعاشوا في ظل الأنظمة المادية الأخرى. ولكنها حقيقة نعرفها نحن - أهل الإسلام - ونتذوقها بذوقنا الإيماني. فإذا كانوا هم محرومين من هذا الذوق لسوء طالعهم ونكد حظهم - وحظ البشرية التي صارت إليهم مقاليدها وقيادتها - فليكن هذا نصيبهم! وليحرموا من هذا الخير الذي يبشر اللّه به: «الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ» .. ليحرموا من الطمأنينة والرضى، فوق حرمانهم من الأجر والثواب. فإنما بجهالتهم وجاهليتهم وضلالهم وعنادهم يحرمون! إن اللّه - سبحانه - يعد الذين يقيمون حياتهم على الإيمان والصلاح والعبادة والتعاون، أن يحتفظ لهم بأجرهم عنده. ويعدهم بالأمن فلا يخافون. وبالسعادة فلا يحزنون:
«فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ، وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ» ..
[الأستاذ سيد قطب - في ظلال القرآن 1/ 329](/)
ما معنى كلمة (الضريع) هنا؟
ـ[ابن ماجد]ــــــــ[27 Mar 2007, 07:40 م]ـ
قال الزمخشري في قوله تعالى: (ليس لهم طعام إلا من ضريع): (أو أريد أن لا طعام لهم أصلاً؛ لأن الضريع ليس بطعام للبهائم فضلاً عن الإنس، لأن الطعام ما أشبع أو أسمن، وهو بمعزل كما تقول: " ليس لفلان ظل إلا الشمس " تريد نفي الظل على التوكيد)
السؤال: ما معنى كلمة (الضريع) على تفسير الزمخشري هذا؟
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[27 Mar 2007, 07:52 م]ـ
هو فسرها قبل بقوله: "وإنما هو شوك والشوك مما ترعاه الإبل وتتوع به".
وقال قبلها:
الضريع يبيس الشبرق وهو جنس من الشوك ترعاه الإبل ما دام رطبا فإذا يبس تحامته الإبل وهو سم قاتل قال أبو ذؤيب:
رعى الشبرق الريان حتى إذا ذوى == وعاد ضريعاً بان عنه النحائص
وقال:
وحبس في هزم الضريع فكلها == حدباء دامية اليدين حرود
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[27 Mar 2007, 10:27 م]ـ
جاء في الفائق في غريب الحديث و الأثر؛ للزمخشريّ:
الشبرق: نبت حجازي إذا يبس سمي الضريع، وهو يؤكل وفيه حمرة. قال الهذلي:
تَرَى القوم صرعى جثوة أضجعوا معا = كأن بأيْديهم حواشي شِبْرق
وفي تاج العروس؛ للمرتضى الزبيديّ:
قال تعالى: "ليس لهُم طَعامٌ إلاّ مِنْ ضَريعٍ، لا يُسْمِنُ ولا يُغني من جُوعٍ" الضَّريعُ، كأَميرٍ: الشِّبْرِقُ، قاله أَبو حنيفةَ، وقال ابنُ الأَثيرِ: هو نَبْتٌ بالحِجازِ، له شَوكٌ كِبارٌ يقال له: الشِّبرِق، أَو يَبيسُه، نقله الجَوْهَرِيّ، أَو نَباتٌ رَطْبُهُ يُسَمَّى شِبْرِقاً، ويابِسُه يُسَمَّى ضَريعاً، عندَ أَهل الحِجازِ، قاله الفَرَّاءُ، لا تَقرَبُه دابَّةٌ لِخُبْثِه، قال أَبو حنيفةَ: هو مَرعى سَوْء، لا تَعقِدُ عليه السَّائمَةُ شَحماً ولا لَحْماً، فإنْ لَمْ تُفارِقْه إلى غيرِه ساءَ حالُها، قال قيسُ بنُ العَيزارَةِ يصف الإبِلَ وسوءَ مَرعاها:
وحُبِسْنَ في هَزَمِ الضَّريع وكُلُّها = حَدباءُ داميَةُ اليَدَينِ حَرودُ
قال أَبو الجَوزاءِ: الضَّريعُ: السُّلاّءُ، وجاءَ في التَّفسير: أَنَّ الكُفَّارَ قالوا: إنَّ الضَّريعَ تَسْمَنُ عليه إبلُنا، فقال الله تعالى: "لا يُسْمِنُ ولا يُغني من جُوعٍ". قال ابْن الأَعْرابِيِّ: الضَّريعُ: العَوْسَجُ الرَّطْبُ، فإذا جَفَّ فهو عَوْسَجٌ، فإذا زادَ جُفوفاً فهو الخَزيزُ، قال الليثُ: الضَّريعُ: نَباتٌ في الماءِ الآجِنِ، له عُروقٌ لا تَصلُ إلى الأَرضِ. أَو هو شيءٌ في جهنَّمَ أَمَرُّ من الصَّبْرِ، وأَنتَنُ من الجيفَةِ، وأَحرُّ من النّارِ، وهذا لا يعرِفُه العَرَبُ، وهو طَعامُ أَهلِ النّارِ. قيل: هو نباتٌ أَخضَرُ، كما في اللِّسان، وفي المُفرداتِ: أَحمَرُ مُنتِن الرِّيحِ خفيفٌ يَرمي به البَحرُ، وله جَوفٌ. قال ابن عَبّادٍ: الضَّريعُ: يَبيسُ كلِّ شَجرَةٍ، وخَصَّه بعضُهُم بيبيسِ العَرْفَجِ والخُلَّةِ. قيل: الضَّريعُ: الخَمْرُ أَو رَقيقُها، وهذه عن ابن عبادٍ، قال الليثُ: الضَّريعُ: الجِلدَةُ التي على العَظْمِ تحتَ اللَّحمِ من الضِّلْعِ. ويقال: هو القِشْرُ الذي عليه.
وقال أيضا:
وقالَ أَبو حَنِيفَةَ: زَعَم بعضُ الرُّواةِ أَنَّ الصَّرِيفَ: ما يَبِسَ من الشَّجَرِ مثل الضَّرِيعِ، وهو الَّذي فارِسِيَّتُهُ خُذْخوش وهو القُفْلُ أَيضاً. وقالَ مَرَّةً: الصَّرِيفَةُ، كسَفِينَةٍ: السَّعَفَةُ اليابِسَةُ والجَمْعُ صَرِيفٌ.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[27 Mar 2007, 10:37 م]ـ
وفي تاج العروس؛ للمرتضى الزبيديّ:
في مادة: ش ب رق:
الشِّبْرِقُ، كزِبْرِجٍ: رَطْبُ الضَّرِيعِ نَقَله الجَوْهَرِيُّ، قالَ الفَرّاءُ: والشّبْرِق: نَبْتٌ، وأَهْلُ الحِجازِ يُسَمُّونَه الضَّرِيع إِذا يَبِسَ، وغَيْرُهُم يُسَمِّيهِ الشِّبْرِق، وقال الزَّجّاجُ: الشِّبْرِقُ: جِنسٌ من الشَّوْكِ، إِذا كانَ رَطْباً فهو شبْرِقٌ، فإِذا يَبِسَ فهو الضَّرِيعُ، وقالَ أَبو زَيْدٍ: الشِّبْرِقُ يُقالُ لهُ: الحِلَّةُ، ومَنْبِتُه بنَجْدٍ وتِهامَةَ، وثَمَرتُها حَسَكَةٌ صِغارٌ، ولها زَهْرَةٌ حَمْراءُ، وقالَ غَيْرُه: هو نَبات غَض، وقِيل: شجَر ثَمَرَتُه شاكَة صَغِيرَةُ الجرْم حَمْراءُ مثلُ الدَّم، مَنْبِتُها السًّباخُ والقِيعانُ قالَ أَبو حَنِيفَةَ: واحِدَته بهاءِ وبها سُمِّيَ الرَّجُلُ، وهى عُشْبَةٌ ذَكَروا أَن لها أَطْرافاً كأَطْرافِ الأَسَلِ، فيها حُمرة، ولذلكِ قالَ مالِكُ ابنُ خالِدٍ الخُناعي:
تَرَى القَوْمَ صَرْعَى جِثْوَةً اضْجِعُوا مَعاً = كأنَّ بأيْدِيهِم حَواشِيَ شِبْرِقِ
شَبَّه الدِّماءَ الَّتِي بِهِم بحَواشِي الشِّبْرِقِ لقِصَرِه، قالَ الرّاجِزُ، ووَصَفَ غَيْثاً:
فبَدِعَتْ أَرْنَبُه وخِرْنِقُهْ
وعَمِلَ الثَّعْلَبُ عَملاً شبرقه
عَمِله: غطّاه، أَي: طالَ من الخِصْبِ حَتّى خَفِيَ الثَّعْلَبُ، وهذا حِينَ أَفْرَطَ في تَطْوِيلهِ، وبَدِعَتْ: أَكَلَتْ من الخِصْبِ حتى سَمِنَتْ.
والشِّبْرِقُ: مَرْعَى سَوْءً غَيْرُ ناجِع في راعِيَتِه، ولا نافِع، ومنابِتُه الرَّمْلُ قال امْرُؤُ القَيْسِ:
فأتبَعْتَهم طَرْفِي وقَدْ حالَ دُونَهُم = غَوارِبُ رَمْلٍ ذي أَلاءٍ وشِبْرِقِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أنمار]ــــــــ[28 Mar 2007, 08:52 ص]ـ
هذه صورة شجر الشبرق كما نقل الزبيدي عن أبي زيد
http://www.houla.org/Word/IMG_1063.jpg
وهذه زهرتها الحمراء كما وصف، ويلاحظ فيها الشوك، فحين تيبس تصير ضريعا ليس إلا جمعا من الشوك والعروق الجافة التي لا تسمن ولا تغني من جوع
http://www.houla.org/Word/IMG_1055.jpg
والله أعلم
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[28 Mar 2007, 09:20 ص]ـ
راااااااائع
جزاك الله ياأخانا الحبيب اللبيب الدكتور أنمار
وأحسن إليك
لما أمتعتنا به من صورة توضيحية لهذه الشجرة
التي لا تسمن ولا تغني من جوع
ـ[ابن ماجد]ــــــــ[28 Mar 2007, 11:55 م]ـ
جزاكم الله خيرًا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Apr 2007, 08:40 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله.
أخي الحبيب الدكتور المقرئ أنمار: كيف يمكننا التحقق من أن هذه الصورة الجميلة هي لتلك الشجرة المقصودة؟ هل قولك (هذه صورة شجر الشبرق كما نقل الزبيدي عن أبي زيد) وإرفاقك للصورة يعني أن الزبيدي قد نقلها عن أبي زيد؟ وليتنا نحصل على مثل هذا القاموس المصور للنباتات وغيرها وأسماءها في لغة العرب.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[03 Apr 2007, 09:16 ص]ـ
الدكتور الفاضل الشيخ عبد الرحمن الشهري حفظه الله من كل مكروه.
إنما قصدت بقولي كما نقل ...
أي هذه الصورة تطابق ما نقله الزبيدي عن أبي زيد -ليس إلا-
والعفو على الاختصار المخل.
أما بالنسبة لقاموس مصور للنباتات فأظن هناك قصورا لما قد يتوفر على الشبكة لكن صدف أنني مررت بصفحة فيها صور لعدة نباتات وأسفل كل منها اسمها فاحتفظت بنسخة على جهازي، لكن لا أجزم بثقة ناقليها.
وفي نظري القاصر إن وافق وصف الأقدمين تلك الصورة لنفس الاسم فلا حرج من قبول قول أهل تلك النواحي وإن كانوا من بسطاء الناس. بل وفي حالات قليلة قد يفوق علمهم في جزئية ما علم فحول من العلماء كما حصل في حديث ما بين عير وثور.
وهذا هو الرابط
http://www.houla.org/Word/spring.htm
وتوجد بعض المحاولات المطبوعة مثل:
الموسوعة العربية المصورة للعقاقير والنباتات الطبية والتوابل والعطور في تراث الطب الشعبي
لسعد خفاجي
http://www.neelwafurat.com/bookcontents.aspx?id=eg3801&pnum=1§ion=contents&search=books
أو
دائرة المعارف العلمية المصورة لنباتات وحيوانات البيئة العربية
لعز الدين فراج وغيره
http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=egb36480-36486&search=books
http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=egb36481-36487&search=books
والله الموفق
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Apr 2007, 03:32 م]ـ
بارك الله فيكم وشكر لكم.
روابط مفيدة وأفكار جميلة.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[09 Apr 2007, 01:25 ص]ـ
وليتنا نحصل على مثل هذا القاموس المصور للنباتات وغيرها وأسماءها في لغة العرب.
يا شيخ عبد الرحمن
أظنها تحققت أمنيتكم فبينا أنا اليوم أقلب بعض الكتب في المكتبة وقعت عيني على كتاب أنيق، يقع في مجلدين ويسمى:
النبات في جبال السراة والحجاز
معجم لغوي نباتي مصور
وقبل أن أكمل كتابة التعريف بالكتاب والمؤلف وجدت من سبقني في الشبكة فها أنا أنقل بعض ما قيل في الكتاب وصاحبه:
(((((هذا الكتاب الذي اود التعريف به هو ليس مجرد كتاب بل تحفة فنية وعمل رائع يستحق الاشادة والاقتناء كيف لا وقد جاء وليد بحثٍ مضنٍ وعملٍ شاق وبحث امتد لعقدٍ من الزمن .... عصارة فكر ... ونتيجة جهد ... تحمل الباحث فيه الصعاب .. صعد من اجله الجبال وبات فيها بالأيام والليالي ... عانق فيها قمم جبال السراة والحجاز .... لينزل منها بهذا السفر الضخم الرائع .... هذا الكتاب هو
كتاب: النبات في جبال السراة والحجاز لمؤلفه الدكتور أحمد بن سعيد قشاش الغامدي (الأستاذ المساعد في قسم اللغويات في كلية اللغة العربية، في الجامعة الإسلامية، بالمدينة المنورة).
وهو معجم لغوي مصور قال عنه:
* هذا المعجم عمل موسوعي يعرّف بما يزيد عن (400) مادة نباتية من نبات جبال السراة والحجاز تمثل في مجموعها أهم نباتات الجزيرة العربية. يحتاج اليه اللغوي والأديب والمفسر والمحدث فضلا عن المشتغلين بالنبات وعلومه المختلفة ومنها: تصنيف النبات البيئة النباتية , النباتات العطرية, والطبية وكذلك الكيمياء النباتية والحيوية
(يُتْبَعُ)
(/)
* يحتوي على اكثر من (4000) صورة ملونة عالية الوضوح جميعها مأخوذة بعدسة المؤلف تصور النبات في مراحله المختلفة.
*يعرف بالنباتات التي ورد في المصادر اللغوية معزوة الى جبال السراة والحجاز ومنها الانواع النادرة أو المهددة بالانقراض ويشمل التعريف بأسمائها ومسمياتها وأنواعها وكثير من صفاتها مع التركيز على ذكر منافعها الاقتصادية والدوائية.
* يذكر المسائل اللغوية والطرائف الأدبية ذات العلاقة ويورد ماروي في ذلك من أشعار وامثال واقوال.
* يذكر اللغات واللهجات الواردة في ألفاظ النبات ويوضح ماحدث لها من تطور.
*يذكر الاسم اللاتيني بعد ذكر الاسم العربي للنبته لتعم الفائدة.
* يسهم في تعريب الفاظ النبات التي تدرس في كثير من كليات الطب والعلوم والصيدلة في البلاد العربية وبخاصة ماكان من نبات الجزيرة العربية بمصطلحات اجنبية.
ذيّل لتمام الفائدة بملحقين تضمن احدهما خرائط لجبال السراة والحجاز وفيها يتضح مواقع كثير من الاسماء الجغرافية
التي وردت ضمن مادة الكتاب وتضمن الاخر صوراً لعدد من النباتات التي وردت عرضاً في اثناء هذا الكتاب.
* ختم بفهارس شاملة (بالعربية واللاتينية) تسهل الافادة من مادتة العلمية.
حجم البحث وميدانه
امتد عمل الباحث في هذا الكتاب ليشمل رقعة جغرافية طويلة تمتد عبر سلسلة جبال السَّراة والحجاز من أقصى جنوبها إلى أقصى شمالها (من أقصى جنوب الجزيرة العربية إلى شمال الطائف، ثم جبال الحجاز، وتمتد من وادي السيل شمال الطائف إلى جبال مَدْيَن قرب خليج العقبة، والكتاب يضم بين دفتيه الكثير والمهم والنادر مما ذكره المتقدمون من نباتات جبال السَّراة والحجاز، سواء ما نبت منها في شِعاف تلك الجبال وأصدارها وأغوارها التهامية، أو نبت في سفوحها المنحدرة إلى الشرق (عالية نجد) وسواء كان ذلك من الأشجار الكبيرة، أو من الشجيرات الصغيرة، وسواء كان ذكرهم لها على سبيل الإجمال أو التفصيل. والكثير من نباتات تلك الجبال، هو مما ينبت أيضاً في هضاب نجد وغيرها من المناطق. وكل ذلك مما ينبت بريا من تلقاء نفسه، وليس للإنسان دخل في زراعته ورعايته.
وجاء هذا العمل في مجلدين كبيرين، جاوزت صفحاته 1400 صفحة من القطع الكبير، وبلغ عدد الصور في الكتاب نحو (4000) صورة؛ لتوضيح أكثر من 400 مادة نباتية.مطبوع طبعة فاخرة
بقي ان اكتب شيئاً من سيرة المؤلف واعذروني على الاطالة:
الدكتور أحمد بن سعيد قشاش الغامدي
- من مواليد قرية (حزنة) بمحافظة بلجرشي.
- أنهى مراحل تعليمه الأولى بمدارس محافظة بلجرشي بمنطقة الباحة.
- حصل البكالوريوس (بمرتبة الشرف الأولى) من كلية الآداب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة سنة 1409 هـ.
- نال جائزة الطالب المثالي على مستوى الجامعة سنة 1409هـ.
- عُين معيداً بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سنة 1410 هـ.
- حصل على الماجستير (بمرتبة الشرف الأولى) في البلاغة والأدب سنة 1414هـ.
- نال الدكتوراه (بمرتبة الشرف الأولى) من قسم اللغويات بالجامعة الإسلامية مع التوصية بطباعة الرسالة وتوزيعها على نفقة الجامعة سنة 1417هـ.
- يعمل أستاذاً لعلوم اللغة العربية بقسم اللغويات بالجامعة الإسلامية.
- حصل على جائزة المدينة المنورة للتفوق العلمي مرتين (عقب حصوله على الماجستير ثم الدكتوراه).
- أشرف على عدد من الرسائل العلمية.
- نشر عدداً من البحوث والدراسات التخصصية في بعض المجلات العلمية المحكمة.
- يشارك بمقالاته العلمية في اللغة والمواضع والأنساب والنبات في بعض الصحف والمجلات السعودية.
- يعد أحد الخبراء البارعين في النباتات والأعشاب الطبيعية والمواضع والبيئات النباتية والزراعية.
من أعماله العلمية:
1 - دراسة وتحقيق كتاب (شرح مقامات الحريري) لمحمد بن أبي بكر الرازي.
2 - دراسة وتحقيق كتاب (إسفار الفصيح) لأبي سهل محمد بن علي الهروي.
3 - (النبات في جبال السراة والحجاز) معجم لغوي نباتي مصور (جزءآن) 1427هـ.
العنوان:
المدينة النبوية – الجامعة الإسلامية – قسم اللغويات
البريد الإلكتروني: ahmed_sg@hotmail.com
))))))))))))))
منقول:
أقول:
وفي الكتاب ضبط للمسميات والمصطلحات وبحث ميداني في أي المناطق في الحجاز ينطقون بالكلمة بهذا اللفظ أو غيره، ومقارنتها بكتب القدامي ثم اسم النبتة باللاتيني ومراجع كل معلومة مع إثراء البحث بالصور الواضحة المعبرة.
وبالنسبة لما يخص موضوعنا فقد وجدته خصص 6 صفحات للشبارق والشبرق من ص 524 إلى ص 530 في الجزء الأول. والصور التي أثبتها في كتابه تشبه ما نقلناه هنا. ولم يتنبه المؤلف لكون الشبرق هو الضريع حين ييبس، لكنه نقل نصوصا قديمة وحديثة تفيد أن الرعاة يجنبون ماشيتهم أكل الشبرق اليابس لما يسببه من ضرر ...
-------------------------
ولمن أراد تأمل أمثلة للصور في الكتاب عموما وليس الشبرق بخصوصه، فقد ألحقت بعضها للتنزيل.
والكتاب كما نمي إلي بيع بـ 330 ريال في معرض الكتاب في الرياض أما الآن فمعظم المكتبات تبيعه بـ 550 ريال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أنمار]ــــــــ[09 Apr 2007, 01:28 ص]ـ
وهذه صورة الغلاف
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Apr 2007, 05:13 ص]ـ
أحسن الله إليك يا دكتور أنمار وغفر لك على هذه المعلومة الرائعة، وهي فكرة بديعة نحمد الله أن وفق الدكتور أحمد لتنفيذها على هذا الوجه، وقد بذل جهداً مشكوراً في هذا الكتاب كما في التعريف به، ولعلي أبتاعه بإذن الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Nov 2007, 08:43 م]ـ
وجدت اليوم كتاباً عالج فكرة قريبة من هذا بعنوان:
نباتات في الشعر العربي
للدكتور حسن مصطفى حسن
من مطبوعات جامعة الملك سعود
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64730a69456a3e.jpg
وهو قاموس مصور، وقد ذكر عدداً من النباتات مع صورها وما قيل فيها من الشعر، والغريب أنه لم يذكر الضريع باسمه ولا باسم الشبرق مع ورود الأبيات التي ذكرتم في مداخلاتكم السابقة، والكمال عزيز. جزى الله مؤلفه خيراً وبارك فيكم جميعاً أن فتحتم لنا هذا الباب من المعرفة، ولا زلتُ أبحث عن كتاب (النبات في جبال السراة والحجاز) ولم أجده بعدُ.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[06 Nov 2007, 11:55 م]ـ
وهذه صورة الغلاف
هل الاخضرار الظاهر في صفحة الكتاب موجود في بلاد الحجاز؟
وعذرا لأهل الحجاز على التعجب، فهو شبيه بما نجده هنا في كندا:) .. نسبيا:)، ولم أعرف من الحجاز سوى مكة والمدينة من خلال رحلة الحج، ولم ألاحظ خضرة في طبيعة المكان.
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[07 Nov 2007, 10:13 ص]ـ
بارك الله في الجميع على هذه الاحاطة والتنقيب في ميدان المعرفة.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[22 Feb 2008, 01:18 ص]ـ
هل الاخضرار الظاهر في صفحة الكتاب موجود في بلاد الحجاز؟
وعذرا لأهل الحجاز على التعجب، فهو شبيه بما نجده هنا في كندا:) .. نسبيا:)، ولم أعرف من الحجاز سوى مكة والمدينة من خلال رحلة الحج، ولم ألاحظ خضرة في طبيعة المكان.
صورة جبال أبها
http://www.saudiconsultant.biz/images/Abha%20mountains.jpg
صورة جبال الطائف
http://www.alnamas.net/phnamas/images/003.jpg
صورة جبال منطقة السودة بجوار أبها
http://www.kku.edu.sa/University/AlbumImages/pics044.JPG
وسميت السودة لشدة الاخضرار كما هو واضح
وهذا شلال المحتطبة قريب من السودة
http://www.albdoo.info/imgcache/d094c38f371a08557855fb59be323e75.jpg
منطقة الفرعا
http://www.albdoo.info/imgcache/aaa5ce2359c26c0e6f644eea12b8d5aa.jpg
وهذه أيضا
http://www.albdoo.info/imgcache/79afed693574dc02b74f0cde8378c862.jpg
صورة من الباحة
http://majdah.com/abdullah/04c531f4c7.jpg
وصورة أخرى من الباحة أيضا
http://majdah.com/abdullah/8cd13dd621.gif
صورة من حائل
http://www.watein.com/ksaimg/albums/userpics/22%7E0.jpg
وصورة من حائل أيضا
http://www.watein.com/ksaimg/albums/userpics/12%7E0.jpg
صورة من عسير
http://www.aseer-tourism.com.sa/gif/gif/gif-last/nat-03.gif
http://www.aseer-tourism.com.sa/gif/gif/gif-last/nat-10.gif
http://www.aseer-tourism.com.sa/gif/gif/gif-last/nat-22.gif
http://www.aseer-tourism.com.sa/gif/gif/gif-last/nat-13.gif
وغير ذلك كثير ولله الحمد
ـ[د. أنمار]ــــــــ[22 Feb 2008, 01:24 ص]ـ
وبعض الصورة على هذا الرابط أيضا
http://www.ksau.info/vb/showthread.php?t=11601
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[22 Feb 2008, 01:50 ص]ـ
أحسن الله إليك يا د. أنمار، والصور رائعة، ما شاء الله، تبارك الله.
وقد شاهدت في حلقات برنامج (بينات) ما أكد لي وجود هذه الخضرة الجميلة في المملكة. ويبدو أن البرنامج سجل في مدينة جدة كما قال أحد الأصدقاء الذين شاهدوا معي البرنامج، حين رأى مشاهد البحر.
وادع أن ييسر الله لي السياحة في ربوع المملكة لمشاهدة طبيعتها ومشاهدها التاريخية.
مع خالص التحية.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Feb 2008, 09:51 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أنا مدينٌ لأخي العزيز الدكتور أنمار وفقه الله بدلالتي على الكتاب الرائع حقاً (النبات في جبال السراة) للمؤلف المبدع والفريد الدكتور أحمد قشاش الغامدي أحسن الله عاقبته. وقد اشتريت الكتاب منذ مدة وقرأت معظمه وأعجبني غاية الإعجاب، والمؤلف قد بذل فيه جهداً خارقاً لا يقوم به إلا فرق عمل متخصصة، وقد انفرد بالقيام عليه بمفرده بكل عزيمة واقتدار، ولعمري إنه من نفائس الكتب في المكتبة العربية، وإنه قد أنسى القراء كتب أبي حنيفة الدينوري وأضرابه رحمهم الله.
وقد وردتني قبل مدة رسالة من الدكتور أحمد قشاش وفقه الله على بريدي نصها:
الأخ الكريم الدكتور / عبدالرحمن بن معاضة الشهري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اطلعت على ما كتبتم في ملتقى أهل التفسير، ويسرني أن أخبرك بأن الكتاب يباع في مكتبة كنوز المعرفة (0503023950)
وسوف تجد الحديث عن الشبرق تحت مادة الحل، لأن الحل هو الشبرق، وهو الضريع إذا يبس.
الجزء الأول. ص 234.
وليس هو الشبارق، فالشبارق شجرة أخرى كبيرة، لا تشبه الشبرق، ولا هي من فصيلته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوك / أحمد سعيد قشاش.
وقد رجعتُ للموضع الذي أشار إليه المؤلف وفقه الله ووجدته قد نقل قول أبي علي الهجري: (الحِلَّةُ بجر الحاء الشِّبْرقُ، والضريعُ إذا يبس، وما دامت رطبة فهي حِلَّةٌ وشبرق) قال الفراء: (وأهل الحجاز يسمونه الضريع إذا يبس، وهو سُمٌّ) ثم افاض المؤلف في وصفها وذكر أسماءها في مختلف منابتها في السراة وتهامة بأسلوبه اللغوي البديع.
وهذه صورة لهذه النبتة بحثت عنه باسمها العلمي الذي وضعه المؤلف.
http://www.fao.org/AG/agp/agpc/doc/gallery/pictures/newpictures/indspi.jpg
وأما خضرة مناطق الحجاز والسراة خاصة فهي بطبيعتها ذات خضرة وجمال إذا هطلت الأمطار في مواسمها، وأما إذا شحت الأمطار فإنها تصوح نباتاتها وتقشعر فلا ترى إلا الشحوب.
وأما المناظر الخضراء التي رآها أخي محمد بن جماعة في برنامج بينات فهي حدائق مزروعة في إحدى ضواحي مدينة الرياض، وأما البحر فهو شواطئ الخليج العربي في مدينة الخبر ورأس تنورة في شرق السعودية وليس في جدة على البحر الأحمر كما ظن صاحبكم وفقكم الله.
ـ[الونشريسي]ــــــــ[29 Feb 2008, 01:36 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله.
أخي الحبيب الدكتور المقرئ أنمار: كيف يمكننا التحقق من أن هذه الصورة الجميلة هي لتلك الشجرة المقصودة؟ هل قولك (هذه صورة شجر الشبرق كما نقل الزبيدي عن أبي زيد) وإرفاقك للصورة يعني أن الزبيدي قد نقلها عن أبي زيد؟ وليتنا نحصل على مثل هذا القاموس المصور للنباتات وغيرها وأسماءها في لغة العرب.
شيخنا:
أنصحك بقموس " لا روس" تأليف د خليل الجر. فإنه يأتي بالصور
قال: الضريع، نبت خفيف يرمي به البحر،
والضريع أيضا العوسج إذا يبس
ـ[الونشريسي]ــــــــ[29 Feb 2008, 01:43 م]ـ
بوركتم جميعا على هذه المعلومات القيمة، وأخص بالشكر الدكتور أنمار والدكتور عبدالرحمن على هذه الجهود. جلول
ـ[ابن ماجد]ــــــــ[04 Mar 2008, 11:09 ص]ـ
والشكر كذلك موصول لمن أثار هذا الموضوع وسأل:)
أستاذ الكريم الدكتور عبد الرحمن الشهري
هل نقول الآن إن هذه هي صورة الضريع التي جاء ذكرها في القرآن الكريم
http://www.fao.org/AG/agp/agpc/doc/gallery/pictures/newpictures/indspi.jpg
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Mar 2008, 04:08 م]ـ
أخي ابن ماجد: هكذا يقول أهل النبات ومعرفته.
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[05 Mar 2008, 06:39 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
المرجو من سيادة المشرف العام، أن يتفضل و يتكرم بذكر الإسم العلمي الموضوع لنبات هذه الصورة الأخيرة التي سأل عنها الأستاذ إبن ماجد، صاحب السؤال الأول. و أحتاج إلى هذا الإسم لختم بحث لي في الموضوع ...
و حبذا لو يتم ذكر الإسم العلمي اللاتيني خاصة، فهو المعول عليه في تحقيق الإسم النباتي و الفصل في ماهية النبات المسمى به.
و تقبلوا فائق التقدير و الإحترام.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Mar 2008, 07:25 م]ـ
تفضل أخي العزيز.
هذا الاسم
Indigofera Spinosa
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[05 Mar 2008, 08:17 م]ـ
بسم الله و الحمد لله.
أخبر أستاذي الجليل أنني أعرف التصنيف النباتي للنوع الذي ذكرتم، و سبق أن قمت بتحقيق لماهيته ضمن النباتات المستعملة في استخراج مواد صباغات طبيعية، و من أشهرها الصباغة المستخرجة من أنواع جنس هذا النبات، و أستطيع أن أكد أنه ليس [الضريع] و لا هو من فصيلته و لا قبيلته ... و في الرابط أسفله نفس الصورة المعروضة بالملف.
http://images.google.co.ma/images?hl=fr&q=Indigofera+spinosa&um=1&ie=UTF-8&sa=N&tab=wi
أما [الضريع]، فهو النوع النباتي المسمى بالهامش أسفله [1] و يمكن رؤية صورته بالرابط أسفله:
http://www.aluka.org/action/showCompilationPage?doi=10.5555/AL.AP.COMPILATION.PLANT-NAME-SPECIES.CONVOLVULUS.HYSTRIX&cookieSet=1
و هو نوع من اللبلاب، و ورد ذكره بهذا الإسم في معجم أسماء النبات للدكتور أحمد عيسى رحمه الله، و معجمه هذا هو من أوثق المراجع المعتمدة في تحقيق أسماء النبات.
و هو أيضا نفس الإسم المختار من طرف المستشرق الفرنسي، المترجم لكتاب [الجامع لإبن البيطار]، و كتاب [كشف الرموز في بيان الأعشاب، لإبن حمدوش الجزائري] و غيرها من الكتب، و هو مؤلف كتاب [تاريخ لطب العربي]
و أكتفي بهذه الإشارة لأني أكتب مباشرة من مقهى أنترنيت بمدينتي ...
و للحديث بقية ..
ــــــــــــــــــــــــ
Convolvulus hystrix
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Mar 2008, 08:23 م]ـ
سوف أتناقش معك بإذن الله حول هذه المسألة لاحقاً فالكتاب فيه تفاصيل كثيرة وأسماء لا تينية متعددة وربما أكون مخطئاً في الاكتفاء بما أوردته لكم أعلاه وأشكرك على عنايتك ولعلنا ننتفع من خبرتك ودراستك حول الموضوع.
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[06 Mar 2008, 01:41 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
أستاذي الجليل و الأخ الكريم: عبد الرحمن الشهري.
أرحب مسبقا بكل ما يأتي من عندك أستاذي ...
و أود أن أخبر سيادتكم بالمناسبة، أنني عشاب متخصص في تصنيف النباتات البرية، و التداوي بالأعشاب [1]، و حائز على شهادة الخبرة من أستاذي و شيخي المغربي الحاج جانا موحا JANA MOHA ، تسلمتها منه بعد اختبار و مدارسة، و هو العسكري السامي، الدكتور الأستاذ البروفسور في كليتي الطب و الصيدلة و أستاذ البيولوجيا بكلية العلوم ... و هو أيضا تبارك الله و ماشاء الله و الله أكبر، رئيس قسم أمراض الدم و رئيس مختبرات التحاليل بالمستشفى العسكري إبن سينا بمراكش، و المسؤول الوطني عن النباتات الطبية و خبير فيها ... شرفت بالتعامل معه و برفقته الطيبة ما يقرب من عقد من الزمان، كما كان لي شرف تحضير لوحات نباتية لأنواع طبية مغربية، تعشبتها من منطقتي الحوز و دكالة، و قمت بتصنيفها، قبلها أستاذي بعد تزكيتها من طرف مجموعة نباتيين فرنسيين تربطهم بكلية العلوم بمراكش اتفاقيات علمية في المادة ... و رحب بها أستاذي جانا موحا لتوثيق مواد كتاب عن الطب التقليدي في المغرب، كلفه بتأليفه صاحب الجلالة و المهابة، المغفور له، أمير المؤمنين الحسن الثاني رحمه الله و أخلد في الصالحات ذكره ... و علمت من أستاذي منذ أعوام أن المخطوط قدم للمطبعة الملكية، و الله أسأل بهذه المناسبة، أن يكتب الظهور لذلكم الكتاب بعناية ملكنا الهمام، الصالح المصلح، الحليم الودود المحبوب، وارث سر الأسرة المالكة الشريفة، جلالة الملك سيدي محمد السادس حفظه الله بما حفظ به الذكر الحكيم، و أقر عينه بولي عهده سمو الأمير مولاي الحسن، و سائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة ... آمين آمين يارب العالمين ...
كما أخبرك سيدي المشرف العام أنني حائز على شهادة تخصص في تربية النحل ـ النحالة ـ من بلجيكا منذ عام 1980، و دراسة النباتات الرحيقية هي من أسس هذا التخصص ... و سبق أن نشرت بحمد الله و توفيقه دراسات و معاجم عربية فرنسية عن فصائل نباتات الشمال الإفريقي، و أعمل الآن على تحقيق أسماء النباتات الطبية في كتاب الجامع لإبن البيطار، و هو أهم و أعظم مؤلف في مادته عرفته العرب.
و بعد أن تتبعت باهتمام بالغ مادة هذا الملف الذي دام ما يقرب من سنة كاملة في البحث عن "معنى الضريع "، في موقعنا المبارك هذا، سأنشر قريبا جدا ملفا خاصا بـ" تحقيق إسم الضريع في ملتقى أهل التفسير ".
و من آثار هذه الدراسة و تأثيرها شرح الله صدري للعمل في تحقيق و التعريف بأسماء النباتات ا لوارد ذكرها في القرآن الكريم و الحديث النبوي الشريف. و ها أنا أبدأ في تحضير المراجع و إعداد العدد، و على الله الإتكال، هو حسبي و نعم ا لوكيل.
ـــــــــــــــ
[1]: ينحصر اهتمامي بالجانب النظري الخاص بالبحث العلمي ... و لا أقدم وصفات للعلاج و لا مواد نباتية للإستهلاك ...
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[07 Mar 2008, 06:56 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
نبات و كتاب:
الكتاب هو معجم الدكتور محمد شرف ...
و النبات هو الضريع
1 ـ الكتاب:
استوقفني و أنا أجدد ترتيب مراجعي في خزانة كتبي، مرجع علمي هام، أعتمده و اطمئن إلى علم مؤلفه رحمه الله ... و المرجع هذا من المعاجم العلمية الأولى في عهد النهضة العربية الحديثة ... و أعني به معجم عنوانه بالتمام و الكمال هو:
معجم انجليزي عربي في العلوم الطبية و العربية: مبني على المعارف الحديثة.
(يُتْبَعُ)
(/)
معجم الإصطلاحات و المفردات المستعملة في الطب، التشريح، علم وظائف الأعضاء، الجراحة، القبالة، المادة الطبية، أمراض النساء، الأطفال، العيون، الأعصاب، الجلد، الطب الشرعي، علوم النبات، الحيوان، الكيمياء، الطبيعيات، الكهربائية، علم حفظ الصحة، الصيدلة ....
تأليف: الدكتور محمد شرف
عضو كلية الجراحين الملكية بانجلترا و مجاز الطب من كلية الأطباء الملكية بلندن.
الطبعة الثالثة بعد التنقيح و الزيادة
مكتبة النهضة
بيروت ـ بغداد
ـــــــــــــــــــــــو المعجم بدون تاريخ النشر ... إلا أنني سبق و قرأت منذ عقود تعريفا لهذا المعجم نشر في عدد من أعداد مجلة اللسان العربي، جاء فيه أن المعجم نشر لأول مرة ـ إن لم تخني الذاكرة، و المرجو التصحيح ـ حوالي سنة 1928، و الله أعلم.
و مما جاء في مقدمة المعجم، مما يعين على تحديد عصره، هذه العبارات لمؤلفه و المقتطفة باختصار شديد، قصد الإشارة لعصر تأليف المعجم و كونه من أولى المعاجم في عهد النهضة ...
يقول المرحوم محمد شرف:
...
( .... و لقد انبثق فجر جديد لآداب اللغة العربية و علومها، بعد نوم طويل امتد قرونا عدة ... و لسوء الحظ لم تستمر هذه النهظة طويلا ...
( ... و لكن الآمال تجددت، و العزائم نشطت، بوجود صاحب الجلالة الملك " فؤاد الأول " على عرش مصر، الذي يظهر ميلا شديدا لتعضيد الوسائل التي بها تتقدم العلوم و تنهض في عصره ....
...
( ... لا توجد في أيامنا هذه معاجم حديثة، تشمل على الإصطلاحات و المفردات العلمية العربية، و كل ما ألف في هذا النوع قاصر صغير الحجم ... )
.... (و قد رأى كتابي، و هو في مسودته، جماعة من الإخوان أهل الفضل فاستحسنوه، و قالوا إننا في نهضتنا الحالية مفتقرون إليه ... ) ...
ـــــــــــــــــــــــــ
إنتهى ما نقل من مقدمة المعجم.
ـــــــــــــــــــــــــ
2 ـ النبات:
تذكرت و أنا أنقل هذا المعجم و المرجع الهام، من رف إلى رف، موضوع البحث في تحديد مفهوم إسم {الضريع} المسبب أساسا لهذه الحركة الإنتقالية التي شملت كتبي في خزانتي، و بحثت عن الإسم العلمي Convolvulus hystrix ، فوجدت أن تعريفه بمعجم الدكتور محمد شرف هو كالآتي:
Convolvulus hystrix V. = شِبرين ـ شبريم (العرب) ـ (شبريك) ـ شُبرك (العبابدة) ـ شبرق (الرطب) ضريع (يابس)./اهـ ....
و يورد المعجم إثنا عشرَ اسم َ نوع ٍ تنتمي كلها لجنس Convolvulus = اللبلاب، و هو أشهر جنس في الفصيلة، و منه اشتق إسم الفصيلة = {اللبلابيات} = Convolvulacées ...
.....
يعرِّفُ الأمير مصطفي الشهابي فصيلة " اللبلابيات " ـ في معجمه الزراعي ـ بقوله:
Convolvulacées = محموديات (عن بوست، نسبة إلى المحمودة أي السقمونيا [1]. و كان يمكن تسميتها " اللبلابيات " نسبة إلى " اللبلاب ". و غلط أحمد ندى و من تبعه في تسميتها الفصيلة " العليقية " (أنظر Ronce ) ) . فصيلة نباتية من ذوات الفلقتين وحيدات التويجية، فيها " اللبلاب " و " المحمودة " و " شب النهار " و " القلقاس " و " البطاطة الحلوة " و " الدودية " .. الخ).
و يعرِّ فُ الشهابي جنس " اللبلاب " بقوله:
Convolvulus = ( Liseron) = ( جنس " اللبلاب " و " المحمودة " و غيرهما. و " اللبلاب " من السريانية. و هي نباتات عشبية أو نصف خشبية، معظمها معترشة من فصيلة " المحموديات ". و سمى بعضهم " اللبلاب " " عليقا "، و " العليق " غيره (أنظر Ronce) . و من أسمائه العامية " لفلافة "، تطلق خاصة على النوع ـ المسمى ـ " لبلاب الحقول " ( Convolvulus arvensis ) لأنه يلتف على الزرع و الشجر. و إطلاق " اللبلاب " في مصر على نوع من " اللوبيا " حديث. (انظر lablab) ./ اهـ ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و لم يذكر الشهابي نوع " الضريع " في معجمه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة: و من الأسماء الموضوعة للضريع في بعض المواقع يالشبكة، إسم: {الشوط}، و لم أجده بمعاجم أسماء النبات.
و الشوط، في المعجم العربي الحديث " لاروس " معناه: الغاية ... الجرية إلى الغاية، ج أشواط. " شوط براح ": إبن آوى.
و للحديث بقية ... إن شاء الله.
ـــــــــــــــــــ
(يُتْبَعُ)
(/)
: الظاهر أن معجم أسماء النبات للدكتور أحمد زكي بك أسبق، لأن مقدمته مؤرخة بالقاهرة في: جمادى الثانية سنة 1344 (يناير سنة 1926).
و لم أجد اسم معجم د. أحمد عيسى بك في فهرس مراجع معجم د. محمد شرف ...
[1]: السقمونيا = Convolvulus scammonia : و سقمونيا عربية و سريانية من كلمة يونانية مجهولة الأصل. نوع يستخرجون منه صمغا راتنجيا شديد الإسهال. (معجم الشهابي).
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[10 Mar 2008, 06:28 م]ـ
الحل و الحلة و الضريع
يقدم تحقيق إسم الضريع نموذجا جيدا لمن أراد أن يأخذ فكرة و لو مقربة عن تشعبات و صعوبات و مزالق البحث في تحديد مفهوم الكثير من أسماء النبات .... و من أراد الإطلاع على المجهودات الجبارة التي مهدت الطريق بوضع الأسس المنهجية و المصطلحات العلمية الضرورية، فعليه أن يقرأ مقدمات المعاجم المختصة لأصحابها الرواد، و على رأسهم الدكاترة: أحمد عيسى بك، و محمد شرف، و أجمد زكي و من حذا حذوهم من خيرة أبناء الأمة العربية، و هم كثر و الحمد لله.
أشير هنا باختصار شديد ـ و حتى لا أتوه في التفاصيل ـ إلى أوجه شبه كثيرة يمكن أن تعترض الباحث عن أسم نبات خاص ... كالبحث في إسم {الضريع}، فتجعله يتردد في اختيار جنس بعينه من بين جنسين مثلا، تشابهت أقوال السابقين فيهما و عنهما من حيث تعريفهما بعبارات لغوية عامة، رغم ما يوجد بينهما من فرق شاسع من حيث تصنيفهما النباتي ...
و مما يزيد البحث تعقيدا أن توجد أوجه تشابه متعددة و متنوعة بين الجنسين، و تشمل:
ـ رسم الأسماء العربية للجنسين.
ـ رسم الأسماء العلمية.
ـ الصفات النوعية ..
ـ الصفات المورفولوجية ..
ـ الخصائص الفسيولوجية ..
و متى كثرت أوجه التشابه هذه بين نباتين مختلفين، صار التمييز بينهما أمرا في غاية الصعوبة.
و هذه نماذج عن التشابه الحاصل بين هذه المصطلحات و البحث عن التمييز بينها و التعرف على كل منها بالوجه الصحيح قدر الإمكان و توفر المنهج و الإمكانيات العلمية الضرورية.
و المصطلحات المتشابهة هنا هي: " الحَل " و " الحَل " و " الحِلة " ... و " حب النيل " و " حب النيل " ...
و Anil و Nile و Nil ... و صفات متشابهة و شبه مشتركة بين هذه المصطلحات ...
1 ـ تشابه الأسماء العربية:
الحَل = Indigofera spinosa L. : نوع شائك من جنس Indigofera من فصيلة " القرنيات = Légumineues ... ( أ. ع. رقم 12/ ص 98).
من أسماء الجنس Indigofera في العربية: " النيل "، و " النيلج "، و " الليلج "، و " الليلك "، و " الوسمة " ... يعرف ورقه باسم " ورق النيل "، و حبه بـ" حب النيل " ... (أ. ع. رقم 14/ص 98).
من أسماء الجنس في الفرنسية:: Indigotier ، و Anil ... و من أسمائه الإنجليزية: Indigo plant ...
( ملاحظة: و قد يظن البعض أن " النيل = Nile أو Anil" هنا هو وادي مصر Nil و هذا موضوع الحلقة القادمة إن شاء الله (.
أشهر أنواع الجنس، النوع المسمى علميا Indigofera tinctoria ، و هو مصدر الصباغ ذي اللون الأزرق المعروف إلى يومنا هذا عند الأعراب سكان الصحراء ... و في صناعة الصباغ، و الألوان الطبيعية ....
و من الأسماء العربية لهذا النوع: " حب النيل ".
و " النيل " ـ في المعجم العربي الحديث " لاروس " ـ هو: صباغ أزرق يستخرج من نبات " النيل " / اهـ ...
الحِلة = Convolvulus hystrix V. : نوع شائك من جنس Convolvulus هو " الشبرق " (إذا كان رطبا)، و هو " الضريع " (إذا يبس)، من فصيلة اللبلابيات = Convolvulacées ... ( أ. ع. رقم 15/ ص56).
أشهر أسماء الجنس هو: " اللبلاب " ... و منه اشتق إسم الفصيلة: اللبلابيات = Convolvulacées ..
الحِلة: شجرة " الشبرق "، و هي شجرة صغيرة ذات شوك. (المعجم العربي الحديث).
الحَل: " الشيرج "، و هو دهن " الشيرج "، و هو دهن " السمسم " " أو " الجلجلان " = Sesamum orientale ، من الفصيلة السمسمية Pédaliacées ، ( أ. ع. رقم 1/ ص 168).
فهذه ثلاثة أسماء عربية متشابهة، لنباتات ثلاث مختلفة ....
و البقية تأتي ... إن شاء الله.
ــــــــــــــــــــ
: [أ. ع. رقم ... / ص ... ] = [معجم أحمد عيسى. رقم النبات في الصفحة / رقم الصفحة].
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Mar 2008, 01:54 م]ـ
الأخ العزيز والأستاذ البحاثة لحسن بنلفقيه أدام الله توفيقه، وأحسن عاقبته
إنني لسعيدٌ غاية السعادة بهذا المحصول العلمي المتميز الذي حصلتموه عبر سنوات، وفي الحق إنني كنت أحسبك متخصصاً في رسم المصحف لا تعدوه إلى غيره من أنواع العلوم لما رأيتُ فرحك بالمصحف الحسيني وتعليقاتك الرائعة عليه، فلما رأيتُ خبرتك بالأعشاب والنباتات والنحل واللغة الفرنسية علمتُ أنه لم يظهر من جبل الجليد إلا قمته الصغيرة. ولا شك أنكم قد بذلتم للوصول إلى هذه الغاية الكثيرَ من الوقت والجهد العقلي والبدني والعلمي والمالي، فليهنك العلم يا أخي العزيز، وليته يسنح لكم وقت لتحدثنا عن طلبكم لكل هذه العلوم وإن لذلك لقصصاً ممتعة ولا ريب. وقد كشفت لي زيارتي الأخيرة للمغرب العربي عن علماء وباحثين وتاريخ وحضارة ما كنت أعرف عنهم إلا القليل، ولعلي أكتب عن تلك الزيارة الأثيرة لدي يوماً.
وأسأل الله أن يوفقك لإكمال بحثك عن الضريع وغيره على أكمل وجه، على صفحات هذا الملتقى.
وأما ما أثرته حول مدى صحة كون الحل هو الضريع فلا علم لي بذلك يجعلني أدافع عن رأي وأتبنى آخر، وإنما أنا مقلد في هذا لك ولأمثالك مثل الدكتور أحمد قشاش وفقكما الله، ولعل الدكتور أحمد قشاش يتفضل بالجواب عن هذا السؤال، ويمتعنا بعلمه حول النبات فقد ابان في كتابه (النبات في جبال السراة) عن علم وخبرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[16 Mar 2008, 05:11 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
أشكرك سيدي على اهتمامك بشخصي المتواضع، مع سمو شأنك و علو قدرك و كثرة مشاغلك ...
فما ذا عساي أقول أستاذي، سوى أنني و الحمد لله، تربيت في بيت علم، فحاولت أن أجعل من بيتي بيت تعلم ... و فعلا، و بدون مبالغة و لا تصنع، أعيش حياتي لأتعلم ...
قال لي والدي ـ رحمه الله ـ بعد أن عرضت عليه برنامج السنة الأولى من التعليم الفلاحي، و كان كله مواد تدرس باللغة الفرنسية، و ليس للغة العربية فيه سوى حصة يتيمة من ساعتين في الأسبوع، و طيلة مدة الدراسة الفلاحية، إلا أن والدي ببصيرته و فطنته و حبه و رعايته، لاحظ حماسي و انبهاري بهذه العلوم، فقال لي رحمه الله: " يا ولدي، اتق الله و اقرأ ما شئت و تيسر لك من علوم ... فإن لكل زمن رجال " ...
و ها أنا اليوم، و عمري ستين سنة بالتمام و الكمال، أعيش ذكرى ذلكم اليوم المشهود، و أرى وجهه والدي الرحيم الودود البشوش، و جلسته الوقورة المهابة، و هو يوصيني بتلكم الوصية الغالية الخالدة، كما اتذكر بالتفاصيل الدقيقة و بالألوان، من وراء سحابة دموع في المآقي، مكان و " ديكور " غرفة " مكتب" والدي بالمدرسة العتيقة للعلم الأصيل بأمزميز، و كان هذا الحدث الهام في حياتي، في يوم من أيام العطل المدرسية من سنة 1963 ... و كان رحمه الله مديرا و أستاذا بالمدرسة، و خطيب و إمام المسجد الأعظم بالمدينة، و مفتي ساكنتها ... و بمدينة أمزميز توفي والدي رحمه الله و بها دفن عام 1964، رحمه الله و غفر له، هو و رفيقة حياته، و أسكنهما فسيح جناته ... آمين آمين يا رب العامين ...
و من ذلك اليوم، و إلى يومنا هذا ... و أنا أجد و أجتهد لأتعلم من كل علم أرى فيه فائدة أو أجد حاجة لتعلمه ... بعدها لا أبالي بثمن التعلم ... يكفي أن أملك الثمن لأبذله عن طيب خاطر ... و لا أبالي ببعد المطلوب، يكفي أن أطمع في الوصول لأجد في السير اتجاهه ...
لذا تيقنت من حاجتي الحيوية للغتي العربية، أمام طغيان الفرنسية في حياتي الدراسية الكلاسيكية، فعملت بجد و نشاط على تعلم ما تيسرمن موادها الأساية: نحوها و صرفها و بيانها، نثرها و شعرها ... بل و قضيت السنين و السنين في البحث عن أسماء النبات في الشعر العربي، و في الشعر الجاهلي منه خاصة، و كان ذلك قبل ظهور الحاسوب في محيطي بسنين، فكانت ـ و ما زالت ـ مناسبة لا تعوض قرأت خلالها العشرات من الدواوين و العشرات من المؤلفات المختصة في الموضوع، مع البحث الدؤوب عن معاني الألفاظ في أشهر المعاجم ... و في بيتي ....
احتفظت من خزانة والدي بعدة مخطوطات، بعد أن وهبنا كل كتب خزانته لأئمة مساجد حينا بمراكش، و لأصدقائه من العلماء ... و لما كبرت و أدركت قيمة ما بقي بين يدي من ثلكم الكنوز ... تعلمت تقنية التجليد reliure la، و تقنية التذهيب la dorure ، تحت إشراف و برفقة أمين الحرفتين بمراكش، أستاذي و صديقي المرحوم الجلالي بن عبد المالك مكشاد، رحمه الله و جزاه عني كل خير ... و كان المقصود من تعلمي للتقنيتين كهوايات في أوقات الفراغ، العناية بتلكم المخطوطات و بباقي كتب خزانتي ...
و تيقنت من حاجتي لمعرفة كتاب الله و سنة رسوله فتعلمت ما تيسر لي و في بيتي مع الإستعانة بكل وسيلة ممكنة و فيها فائدة، فتعلمت ما تيسر من أحكام التجويد ... و علم القراءات، و علم عدد الآي، و الرسم، و الوقف ... و شغلي الشاغل الآن، تعلم ما تيسر من علم مصطلح الحديث، باعتماد شرح الفيتي العراقي و السيوطي، و شرح البيقونية ...
و من فضل ربي و جوده و كرمه علي، أن تنال كتاباتي قبول و استحسان قرائها، و جلهم أكثر مني علما و أعلى منزلة ... و لله في خلقه شؤون.
و من فضل الله و كرمه أن توج هذا الجهد بهدايته لي إلى إنجازات لم أسبق إليها كما يقال، أرجو أن تكون من العلم النافع، و أن يتقبلها الله مني، و يكتب أوفر نصيب من أجر ما تقبل منها في ميزان حسنات والدَيَّ و زوجتي ...
و من تلكم الإجازات ما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
* ـ " تقنية تربية النحل ليلا = L’apiculture nocturne " ، و هي تقنية لم تذكر في أدبيات تربية النحل، و لم يتطرق لها أحد في ما أعلم، و سبق أن أدخلت الإسم الفرنسي بين مزدوجين، في محرك غوغل، فظن هذا الأخير أن في رسم الإسم خطأ و أقترح علي غيره ... فلم يكن لإسم وجود حتى في الشبكة العنكبوتية، و إن وجد الآن، ففي المواقع التي ذكرته فيها، و هي موقع {الوراق}، و موقع {هذه فيفاء} و موقع {منتدى النحل بفلسطين} أو المواقع التي نقلت عنها.
و هذه روابط إليها:
و سبق أن شرحت التقنية في اجتماع لجمعية مربي النحل بالمغرب، بالعاصمة الرباط، فاستحسنوها،
و تسلمت من الجمعية التي كنت عضوا فيها، شهادة ترحب بالتقنية و ترى فيها وسيلة ناجعة لتقدم النحالة
ببلادنا.
و قمت بإرشاد النحالين بمنطقتي إلى استعمالها، فتكاثر عدد المستفيدين منها ...
و مما يتلج الصدر أنني أتوصل بخبر انتشارها في أماكن متفرقة في المعمور: في السعودية و العراق و فلسطين و الجزائر ... و بلدان أخرى و عند أناس الله أعلم بهم .... فلله الحمد و له الشكر على توفيقه .... و له الأمر من قبل و من بعد.
* ـ طريقة مبتكرة و متطورة لتقنية التذهيب، عرضت تطبيقا مجسدا في عمل تم باستعمالها على أستاذي المرحوم الجلالي و أخيه أحمد، و كانا وقتها أساتذة الحرفة و أمناءها بمدينة مراكش، فظنا أن المعروض عليهما هو ابتكار غربي ... و تعمدت سؤالهما على إمكانية إنجازه في بلدنا المغرب، فاستبعدا الأمر و قالا أننا لا نملك في مغربنا الحبيب لا الوسائل و لا المعرفة لإنجاز مثل هذا العمل.
و لما شرحت لأستاذي سر التقنية، طلب مني أن ألقنها لأحد أبنائه ... فاصطحبته معي إلى بيتي، و لقنته سر
المهنة ... و بعدها بشهور، رأيت تطبيقاتها رائجة في محلات أستاذي و أخيه بسوق مراكش، و فرحت غاية
الفرح أن جعل الله في ابتكاري هذا فائدة ...
* ـ نظرية علمية في هندسة الدائرة: عرّفت بها في مجلس العلم و التكنولوجيا في موقع {الوراق}، في ملف سميته بـ: {دراسة في هندسة الدائرة}، اطلع عليها أساتذة أجلاء، و أثنوا عليها، و أشادوا بها.
و عرضن تفاصيلها بملف بعنوان:" دراسة في هندسة الدائرة "، بمجلس العلم و التكنولوجيا، بموقع الوراق ...
و أكتفي بهذا ... و للحديث بقية إن شاء الله.
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[18 Mar 2008, 03:20 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
الضريع في الشبكة
من أهم ما اطلعت عليه حتى الآن في الشبكة العنكبوتية عن أسماء النبات في القرآن، دراسة تتناقلها العديد من المواقع، و تقدم هذه الدراسة كمشاركة شخصية من طرف العديد من أعضاء أو المشاركين في تلكم المواقع، و كل يقدمها و كأنه كاتبها الأصلي و معدها!! ... و القليل القليل من يكتب بخط صغير و بين قوسين لفظة (منقول) ...
و هي نفس الدراسة بنصها و فصهاو في كل المواقع التي تتناقلها!!!؟؟؟ ... و الله وحده يعرف صاحبها ...
هي ـ و الحق يقال ـ دراسة رصينة و قيمة، سأعتمدها كمرجع هام في دراستي لأسماء النبات في القرءان، و سأبحث عن صاحبها و أعرف به إن وفقت إلى اسمه ... و سأقدم ملاحظاتي عن موادها بكل أمانة علمية و حسب علمي و فهمي ... إن شاء الله.
و {الضريع} في هذه الدراسة هو ما نصه:
" ضريع ... الغاشية 6ـ7 وهو من طعام أهل النار، قيل هو الشبرق إذا يبس، و اسمه العلمي Convolvulus hystrix Vahl. ، و يرى بعض المفسرين أنه مما أخفي عنا من عذاب الآخرة ... و سمي بذلك لأن آكله يضرع في أن يعفى منه لكراهته و خشونته ... فلا يعفون منه ... وقانا الله و إياكم عذاب النار و طعامها و ما قرب لها " ... /اهـ ...
الضريع في ترجمات معاني القرآن الكريم:
طلبت من الأخ الكريم الأستاذ الفاضل محمد بن جماعة مساعدتي في الحصول على نصوص الترجمات الفرنسية لمعاني القرآن، فمدني مشكورا بمجموعة من الروابط المفيدة مكنتني من تحميل نصوص أهم الترجمات الفرنسية المتداولة على الشبكة العنكبوتية ... بارك الله فيك أخي الكريم النبيل و نفع بك ... آمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
و بالنظر في بعض هذه الترجمات، نجد أن المترجمين ـ الذين اطلعت على أعمالهم ـ لم يحددوا الإسم العلمي لنبات الضريع، و اكتفوا بذكر صفته المورفولوجية، و هي كونه من النباتات الشائكة ... أو جعله من النباتات المثمرة ...
قال المترجم Hamidullah ما معناه:
" ليس لهم طعام إلا نباتات شائكة [ضريع] "
6. Il n'y aura pour eux d'autre nourriture que des plantes épineuses [darii],
و لست أدري ما علاقة الجذر {شوك} بـ {ضرع} في لغة الضاد ... و المرجو و المطلوب من أساتذة اللغة بيان العلاقة و الصلة ...
أما المترجم André Chouraqui ، فجاء بمعنى آخر مخالف تماما، قال فيه: " ليس لهم طعام إلا عنيبات "
6. ils n’auront pour nourriture que des baies
و هذا لعمري لا يتفق و نوعية ثمار فصيلة " الضريع " إذا سلمنا أنها " اللبلابيات = Convolvulacées " ...
و العنبية كما يعرفها معجم المصطلحات النباتية للدكتور وليد أسود [1]، هي:
Baie = berry = عنبية: الأصل من اللاتينية bacca .
ثمرة لحمية ذات بذور، غلافها الثمري كله لحمي. إذا كان النوع النباتي مستأنسا تكون الثمرة قابلة للإستهلاك بكاملها .... / اهـ ... (ص 54).
و أشهر الثمار العنبية في مطبخنا العربي، بل و العالمي، هي ثمار الطماطم أو البندورة عند البعض ...
فإن كان طعام أهل النار هو الطماطم، فهي طعام يسمن و يغني من جوع، على عكس ما جاءت به الآية تماما ... و الله أعلم.
أما شكل ثمار نباتات فصيلة الضريع، فثمار أنواعها المثمرة تسمى في اللسان النباتي: capsula . و يعرفها المعجم المذكور أعلاه بما نصه:
Capsule : علبة. الأصل من اللاتينية: capsula علبة صغيرة، أو capsa علبة.
ثمرة جافة متفتحة بذورها عديدة، تنشأ عن وزيم ملتحم الأخبية (راجع مادة gamocarpe ) شائعة في مستورات البذور Angiospermes ./ هـ .... (ص 83).
للحديث بقية ...
ـــــــــــ
[1]: معجم المصطلحات النباتية ـ قاموس موسوعي متعدد اللغات ـ فرنسي إنجليزي عربي ـ مع مسارد بالعربية و الإنجليزية و اللاتينية ـ موضح بالرسوم ـ مكتبة لبنان ناشرون ـ الطبعة الأولى 2002.
ـ[أحمد بن قشاش]ــــــــ[18 Mar 2008, 11:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تعليقًا على ما ذكره الأخ الكريم لحسن بنلفقيه عن لفظ الضريع، وأنه يطلق على نوع من الفصيلة المحمودية، وهو الذي يسمى باللاتنية ( Convolvulus hystrix ) وأن من أسمائه كذلك الحل والشبرق ما دام رطبا، واعتمد في ذلك على ما ذكره أحمد عيسى بك، في كتابه (معجم أسماء النبات ص 56) وهذا الأخير ذكره نقلا عن بعض المستشرقين.
وأقول: هذا النوع الذي ذكره من نوع الرخامى، وهو نوع نادر قليل الانتشار، يدعى في بعض مناطق الحجاز (القشعة) ولم أسمع، وأنا ممن كتب عن النبات في جبال السراة الحجاز، وأمضيت عقدا من الزمن أقف على كل شجيرة أو عشبة في منابتها، وأستعين بالأدلاء من أعراب قبائل السراة الحجاز المعاصرين، لعرض ألفاظ النبات، وما يتعلق به عليهم. لم أسمع أن أحدا من أولئك يسميه الضريع أو الشبرق أو الحل. وهذه صورته
http://www.tafsir.net/images/daree1
وأما الحل والشبرق فهما لفظان مترادفان منذ عصر التدوين لنبت واحد، ينتمي إلى الفصيلة القرنية أو الفراشية، وهو النوع الذي يطلق عليه باللاتينية ( Indigofera Spinosa ) كما ذكر الأخ الفاضل الدكتور / عبدالرحمن الشهري. وقد ذكر جمع غفير من علماء اللغة والتفسير والنبات أن الضريع هو الحل أو الشبرق إذا يبس. فهذا أبو علي الهَجَري، يقول: وقد عاش زمنا طويلا في الحجاز متنقلا بين مكة والمدينة، يقول: ((الحِلَّة، بجر الحاء: الشِّبْرِق، والضَّرِيْع إذا يبس، وما دامت رطبة فهي حِلَّة وشِبْرِق)) (التعليقات والنوادر 3/ 1091) ومما جاء في وصفها قول أبي زيد، وهو من أقدم علماء اللغة الذين كتبوا عن هذا النبات: ((والشِّبْرِق يقال له: الحِلَّة، ومنبته نجد وتهامة، وثمرته حَسَكَة صغار، ولها زهرة حمراء)) (الشجر والكلأ ص 77، 78) فقوله: له زهرة حمراء يقطع بأنه أراد هذا النوع، لأن النوع السابق، زهرتها بنفسجية اللون إلى زرقة خفيفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومعظم سكان الجزيرة العربية اليوم، وهم امتداد لأولئك الذين أخذت عنهم العربية، ما زالوا إلى اليوم يسمون هذا النوع الحل أو الشبرق، فهي تعرف، بالشبرق في الفقرة من ديار حرب، وديار جهينة، غرب المدينة المنورة، وبهذا تعرف أيضًا، في تهامة خثعم، وبعض الأقاليم الشمالية من منطقة جازان، وأهلها بقايا من قبيلة كنانة المضرية. وأما في ديار بني عمر وسراة خثعم وغامد الزناد وبارق ورجال ألمع، وأهل جبال الرَّيْث، فيسمونها الحِلَّة. وتعرف بالحِلَّة والشِّبْرِقة معًا في أغوار زهران وجبل شدا الأعلى والأسفل، وأهلهما بطون من غامد وزهران.
وهي التي تسمى (القَطَف) في ديار بني الحارث، وديار بجيلة (بني مالك) وثمالة، وثقيف، وهذيل، وبعض سراة زهران، وكذلك في جبال ورقان، وقدس، وآرة، من ديار حرب. وسمعت بعض هذيل من سكان وادي ضِيْم يسمونها (السِّلْب) بكسر الأول وسكون الثاني.
وكل ما ذكرته سمعته مشافهة من أفواه الرجال الثقات ممن رعى الغنم أو ما زال في الخلاء يرعاها، فضلا عن معرفتي بهذه النبتة منذ الصغر، وكنا نسميها الحلة، ونلغز قائلين: ((ما شجرة حنونها في شوكها؟) ونحن نريد الحلة؛ لأن زهرها يظهر في أضعاف شوكها.والحنون الزهر: وهو استعمال عربي فصيح.
وذكرها باسم الحلة والشبرق عدد من المعاصرين ممن كتب عن النبات في الجزيرة العربية، ومنها المملكة العربية السعودية، ومن أولئك: أحمد مجاهد في فلورا المملكة العربية السعودية 1/ 345، 346، وشودري في كتابه الغطاء النباتي للمكلة العربية السعودية (ص 410) وعبد اللطيف النافع في كتابه الجغرافيا النباتية للمكلة العربية السعودية (ص 579) ومحمد إبراهيم حسن في كتابه فلورا منطقة فيفا (رسالة ماجستير ص 160) وغيرهم كثير.
والحلة أو الشبرقة شجيرة أو عشبة شوكية صغيرة، واسعة الانتشار، تنبت في السهول، وعلى سفوح الجبال، وفي بطون الأودية، على ارتفاع 400 - 1500م. تحتمي بأشواك طويلة حادة صفراء محمرة، يصل طولها إلى نحو 3 – 4 سم وأوراقها ثلاثية بيضية، يعلوها زغب أبيض مغبر، تظهر خضراء، يعلوها مع التقادم غبرة يسيرة، تزداد مع الجفاف. والأزهار فراشية الشكل، حمراء أو وردية اللون، تظهر في أضعاف الشوك، كما أسلفت. ترتفع عن الأرض نحو 30 سم وتنبت أعوادًا صغيرة كثيرة تخرج من أصل واحد، فتظهر على هيئة شبه كروية، تفترش الأرض، سيقانها دقيقة بيضاء أو غبراء. ترعاها الإبل والغنم، فإذا جفت عسر عليها رعيها.
http://www.tafsir.net/images/daree2
هذا والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[20 Mar 2008, 06:29 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
أغتنم مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف لأقدم أصدق المتمنيات بالصحة و العافية و التوفيق لجميع أفراد أسرة ملتقى أهل التفسير، مسؤولين و مشرفين و مشاركين و زوارا ...
و الله أسأل أن يعيد أمثال أمثال هذه الذكرى الشريفة و جميع أمم بني البشر ... في أحسن حال ... و ما ذلك على الله بعزيز ...
كما أغتنمها مناسبة لأرحب بمشاركة الأخ الكريم الدكتور أحمد بن قشاش، لننتفع بعلمه ... و نتبادل معه الخبرات و نتائج الأبحاث و الدراسات، خدمة لكتاب الله و سنة رسوله ... فما أحوج هذا الملتقى لأمثاله ...
تقبل الله منا جميعا أستاذي الكريم ...
و إلى مشاركة قادمة في الموضوع ... إن شاء الله ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Mar 2008, 06:48 م]ـ
أرحب بأخي العزيز الدكتور أحمد بن سعيد بن قشاش الغامدي ضيفاً عزيزاً وأخاً كريماً في ملتقى أهل التفسير، وقد كان هذا الموضوع سبباً في التعرف على كتابه القيم حقاً
(النبات في جبال السراة والحجاز)
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647e28857d2db9.jpg
والذي أعده من مفاخر التأليف اللغوي في النبات في القرون المتأخرة أسأل الله أن يحسن مكافأته، وأرجو أن يشفعه بجزء ثانٍ يكمل فيه بقية النباتات، ويضع فيه بقية الصور التي التقطتها عدسة كاميرته.
كما كان سبباً في مشاركته أيضاً في الملتقى، وسبباً أيضاً في ظهور خبرات أخي الكريم الأستاذ لحسن بنلفقيه المتعلقة بالنبات. وأرجو أن يوفق الله للاستفادة من خبراتكم في علم النبات في هذا الملتقى العلمي الذي يسعد بكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[21 Mar 2008, 06:43 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
تتميما للفائدة، و تلبية لرغبة مشرفنا العام الأخ الفاضل عبد الرحمن الشهري، و مشاركة للأخ الكريم أحمد بن سعيد بن قشاش الذي سعدت بالتعرف عليه، يشرفني أن أقدم هذه المساهمة في التعريف بنبات {الضريع} أو {الشبرق} بأصح كتاب ألف في النبات الطبي عند العرب، و هو كتاب الجامع لإبن البيطار ... و الذي نجد به ما نصه (*):
(مادة 1433) = {ضريع}:
قال إبن البيطار:
قال الشريف:" هو نبات يقذف به البحر المالح من جوفه، يوجد على ساحل البحر.و هو حار يابس. إذا طبخ بماء و جلس فيه صاحب وجع المفاصل نفعه نفعا بينا. و إذا بخر به المزكوم، و هو جاف، أذهب زكامه. و إذا جفف و غسل به في الحمام نفع من الحكة و الجرب الرطب."/هـ ... [الجامع ج3 ـ ص 93].
و ترجم المستشرق الفرنسي، الطبيب العسكري " لوسيان لوكليرك = Lucien Leclerc ، هذه الفقرة إلى ما نصه:
1433 = Le Cherif: « C’est une plante qui est rejetée du fond de la mer, et que l’on trouve sur le rivage. Elle est chaude et sèche. Si on la fait bouillir avec de l’eau, les sujets affectés de douleurs articulaires prennent avec succés un bain dans cette décoction. Les sujets atteints de coryza l’emploient avec succés, à jeun, en fumigations. Desséchée et employée en frictions au bain, elle guérit les démangeaisons et la gale humide »/…(1)
و علق المترجم لوكليرك على ترجمته هذه بقوله:
نجهل ما هية هذا الطحلب (= algue) المعروف أيضا باسم " الشبرق " إذا كان رطبا. و الذي قال عنه الشيخ داود [2] أن له أوراقا مستديرة مجوفة، صفراء اللون. (أنظر الرقم 1282). جاء في كتاب " ما لا يسع الطبيب جهله " أن اسم الضريع متداول بمصر.
Nous ignorons quelle est cette algue, qui porte aussi le nom de chibrik, à l’état frais.Le cheikh Daoud dit qu’elle
a des feuilles arrondies, qu’elle est fistuleuse ou creuse et de couleur jaunâtre. Voyez le n° 1282. Le Ma-la-iessa’ donne le mot dhari’ comme usité en Egypte…/ (3)
و نجد بالرقم 1282 المشار إليه من طرف المترجم، و في الجامع لإبن البيطار، ما نصه:
(مادة 1282) = شبرق:
قال أبو حنيفة:" هي عشبة ذكروا أن لها أطرافا كأطراف الأسل. فيها حمرة، و هي قصيرة، و منابتها الرمل. وهي شبيهة بالأسل إلا أنه أدق و أحمر، شديد الحمرة. و هو مر. و هو الضريع "./هـ ... [ج3 ـ ص 54].
ترجم لوكليرك هذه المادة إلى ما نصه:
1282 = Abou Hanifa : « C’est une plante dont les extrémités ressemblent, dit-on, à celle du Jonc, sinon qu’elle est plus grêle et très rouge ; son goût est amer/ C’est le dhari ( voyez le n° 1433)…/(4).
و علق لوكليرك على ترجمته هذه بقوله:
أخذت هذه الفقرة من المخطوطين 1022و 1023، و هي غير واردة بالمخطوطين 1025 و 1026 .. لم يذكرها Sontheimer و لا Galland ( في ترجمتهما للجامع). و ارتأينا إدراجها خصوصا و أن لفظتي " الشبرق " و الضريع " مذكورتين عند Freytag الذي يخبرنا بأن " الضريع " ما هو إلا " الشبرق " إذا يبس. (ترجمها: لحسن بنلفقيه)
...
و نص ترجمة تعليق لوكليرك على ترجمته لمادة " شبرق (الرقم 1282) بالجامع لإبن البيطار، هو:
Nous avons pris cet article dans les n° 1022 , 1023. Il manque dans les manuscrits 1025 et 1026 ; ni Sontheimer ni Galland n’en parlent. Nous avons cru devoir l’insérer d’autant plus que les mots chibrik et dhari’ se trouvent dans Freytag, qui nous apprend que le dhari’ n’est que le chibrik desséché…/.(5)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و مما جاء عن كون {الضريع} نوع من " الطحلب البحري = algue " ، من جنس " الفوقس "، ما أورد محمد شرف في معجمه الطبي، و نصه:
ضريع (ج. أضراع) الفوقس ـ معرب [ Phucos (6) ، و صحِّفت " القوقس " (ا. ب.)
(يُتْبَعُ)
(/)
و ذكر إبن البيطار نبات {الفوقس البحري} في شرحه لكتاب " ديسقوريدس " [مادة 90 بالمقالة الرابعة / ص 305] وقال:
ـ فوقس بحري: و هو نوع من الطحلب أيضا./ هـ ...
و جاء بهامش الصفحة لمحقق الكتاب، إبراهيم بن مراد من تونس: Phukos thalassion .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
و كتب رسم إسم الضريع البحري و عرف في المعجم الزراعي للشهابي بالآتي:
Fucus = (Varech) : فوقس (ذكرها إبن البطار محرفة في باب القاف. جنس نبات من رتبة الأشنة السمراء (الطحلب الأسمر) (7) و الفصيلة الفوقسية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
و نص تعريف إبن البيطار للفوقس (كتبت:" قوقس ") ـ و لم يقل هنا أنه الضريع ـ هو:
{فوقس بحري}: (قال) ديسقوريدس في الرابعة:" هو عدة أصناف، فمنه ما هو إلى العرض، و منه ما هو إلى الطول، و لونه إلى الحمرة. و منه جعد و ينبت عند الأرض التي يقال لها " أقريطى"، و هو حسن الزهر جدا (8) و ليس بعفن. و قوة هذه الأصناف كلها قابضة و تصلح ليضمد بها النقرس و سائر الأورام الحارة، و ينبغي أن تستعمل هذه الأصناف رطبة قبل أن يجف. و زعم " نيقندرس " (9) أن الصنف الذي لونه إلى الحمرة يصلح لضرر ذوات السموم. و من الناس من ظن أن هذا الصنف هو الذي يستعمله النساء، و إنما هو أصل صغير يشارك هذه الأصناف في الأسم فقط (10) ... /هـ ... _ج4 ـ ص 41) ....
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلاصة:
أقترح على الإخوة الكرام: عبد الرحمن الشهري و أحمد بن قشاش، و كل المشاركين في هذا الملف، (و أطلب الموافقة أو التعديل)، تلخيص مادة هذا الملف ـ مؤقتا ـ كالآتي:
الضريع:
تضاربت في تعريفه الأقوال:
ـ قيل أنه الحلة أو الشبرق إذا يبس، و اسمه العلمي Convolvulus hystrix ، من فصيلة اللبلابيات (المحموديات) ... و هو المعتمد في المعاجم الحديثة.
ـ قيل أنه الحلة أو الشبرق إذا يبس، و اسمه العلمي Indigofera spinosa ، من فصيلة القرنيات ... و هو اصطلاح أهل الحجاز.
ـ قيل أنه الشبرق إذا يبس، وهو نوع من الطحلب من جنس " الفوقس = Fucus" ، يقذف به البحر ... و هو المعتمد في المفردات ...
....
و الله أعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(*): إعداد المادة و الهوامش لي [بنلفقيه].
(1): Traité des Simples – IBN AL BAYTAR - Traduction de Lucien Leclerc – Institut du monde arabe – T2 , p.393
(2) : : قال الأنطاكي في تذكرته: " {ضريع}: نبت مستدير الأوراق مجوف، إلى الصفرة، يوجد بسواحل البحر.
قد قيل بأنه يقذفه. حار يابس في الثانية. طبيخه يسكن المفاصل "
(3): Traité des Simples – IBN AL BAYTAR - Traduction de Lucien Leclerc – Institut du monde arabe –T2, p.393.
(4): المرجع السابق: (ج
(5): المرجع السبق: (ج 2 ـ ص 321).
(6): لم أجد هذا الرسم في مراجعي، و الرسم المعتمد لهذا الإسم في عدة مراجع هو Fucus : ، منها كتاب: المصطلح
الأعجمي في كتب الطب و الصيدلة العربية " ـ السلسلة الجامعية ـ الجزء الثاني ـ تأليف إبراهيم بن مراد، كلية
الآداب و العلوم الإنسانية بتونس. دار الغرب الإسلامي. الطبعة الأولى 1985 (رسم المفردة بالمادة رقم: 1435
/ ص 595 هو: فوقس = Fucus) ، و (رسم المفردة بالمادة رقم 1550/ ص. 644، هو: قوقس؟ = Phykos thalassion ، و كتبه في تحقيقه لكتاب إبن البيطار:" تفسير كتاب ديسقوريدس، برسم Phukos thalassion ، بمعنى " فوقس بحري").
(7): المرجع السابق. (ج2 ـ ص 322).
(8): الطحلب ـ أو الفوقس ـ هو من النباتات اللازهرية ـ عديمة الزهر ـ و كنت أظن أن المراد بعبارة " حسن الزهر "
هنا، يراد بها مجازا حسن تكاثره، كما يقال عن الشيء أنه مزدهر إذا نما و كثر، إلا أن لوسيان لوكلرك يترجم
العبارة بقوله: " elle donne des fleurs d’un bel aspect " و أترجمها إلى: تعطي أزهارا جميلة الهيئة "، و
في ترجمته هذه نظر لأنه لم يعلق و لم يصحح، و من عادته أن يفعل ذلك عند الضرورة و في المكان المناسب ...
(9): كتبت في الجامع محرفة على شكل " نيقدوس"، و التصحيح عن لوكليرك، و هي " Nicandros " في ترجمته.
(10): و في هذا إشارة إلى مشاركة الكديد من النباتات في الأسماء، مع اختلاف أشخاصها و خصائصها.(/)
هل الشاذ عند الفقهاء كالشاذ عند الأصوليين؟
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[27 Mar 2007, 09:31 م]ـ
السلام عليكم:
مشايخي الكرام. هل الشاذ عند الأصوليين كالشاذ عند الفقهاء (اقصد في القراءات).
بارك الله فيكم.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[28 Mar 2007, 01:08 ص]ـ
أخي سلطان بارك الله فيه ..
القراءة الشاذة عند الأصوليين هي مالم يتواتر. وقد اختلفوا بالعمل بها بعد اتفاقهم على أنها لا تكون قرآناً.
أما عند القُرَّاء فهي ما اختل فيها أحد الشروط الثلاثة المعروفة وهي: موافقة أحد المصاحف العثمانية، والعربية ولو بوجه، وصحة الإسناد.
هذا باختصار والكلام فيها يحتاج إلى زيادة.
[انظر: روضة الناظر: 1/ 181، معالم أصول الفقه للجيزاني: 113، النشر في القراءات العشر: 1/ 53].
والله أعلم.
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[28 Mar 2007, 12:23 م]ـ
أستاذي العزيز:فهد الوهبي _ حفظه الله _
كنت أقلب كتب الأصول عن هذا المعنى فوجدت صاحب (نشر البنود) ينقل عن السبكي في منع الموانع أن: الأصوليين يقسمون القراءات إلى قسمين:
1_ متواتر. وهو السبع.
2_ وشاذ. وهو ماعدا ذلك.
أما عند القراء فهم يقسمونها إلى ثلاثة أقسام:
1_ متواتر وهو السبع.
2_وصحيح وهو الثلاث المتممة للسبع.
3_ وشاذ وهوماعدا ذلك.
ومن وجهة نظري القاصرة:أن هذا ليس عند جميع الأصوليين حيث أن كثيراً من الأصوليين يذكرون أن العشرمتواترة،وأن الشاذ هومالم يتواتر وهذا يجده من يطلع على كتب الأصول.
وهناك نقول كثيرة عن علماء الأصول يذكرون أن العشر متواترة. وقد رد كثيرُمن العلماء كلام ابن الحاجب المعروف في تواتر العشر، وهو من علماء الأصول.
وعلى هذا يتبين أن الأصوليين يرون أن العشر متواترة،وليس كما ذكر السبكي.
أما القراء فلهم مصطلح خاص:وهو كل ما خرج عن أوجه القراءة المتواترة فيدخل فيها القراءات الموضوعة والغريبة والمنكرة،وغير ذلك. المنهاج للدكتور: ابراهيم الدوسري.
أما الفقهاء فطائفة يوافقون الأصوليين وطائفة يوافقون القراء.كما ذكر السبكي في منع الموانع.
وهذه المسائل تحتاج إلى تحرير وتدقيق.(/)
ترجمة الإمام الخازن .........
ـ[ام جواد المغربي]ــــــــ[28 Mar 2007, 03:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد ترجمة للمفسر الجليل: الخازن.
فمن كانت لديه ترجمة موجزة عنه فليفيدنا بها ولكم منا خالص الشكر والامتنان ..
وحبذا أن يكون هناك موضوع يشمل تراجم العلماء المفسرين حتى يكون مرجع لطلاب العلم ..
وجزاكم الله خير ......
وأثابكم الجنان ..........
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[28 Mar 2007, 05:52 ص]ـ
جاء في الأعلام؛ لخير الدين الزركلي:
الخازِن (678 - 741ه) (1280 - 1341م)
علي بن محمد بن إبراهيم الشيحيّ علاء الدين المعروف بالخازن: عالم بالتفسير والحديث، من فقهاء الشافعية. بغداديّ الأصل، نسبته الى (شيحة) بالحاء المهملة، من أعمال حلب. ولد ببغداد، وسكن دمشق مدة، وكان خازن الكتب بالمدرسة السميساطية فيها. وتوفي بحلب.
له تصانيف، منها (لباب التأويل في معاني التنزيل- ط) في التفسير، يعرف بتفسير الخازن، و (عدة الأفهام في شرح عمدة الأحكام- خ) في فروع الشافعية، و (مقبول المنقول- خ) الجزء السابع منه، وهو في عشر مجلدات ..
ـ[ام جواد المغربي]ــــــــ[28 Mar 2007, 06:15 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[28 Mar 2007, 06:25 م]ـ
وترجم له ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة،
وهاهي ذي ترجمته:
علي بن محمد بن إبراهيم بن عمر بن خليل الشيحي بمعجمة مكسورة بعدها مثناة من تحت ساكنة ثم حاء مهملة نسبة إلى شيحة من عمل حلب البغدادي الصوفي علاء الدين خازن الكتب بالسميساطية ولد سنة 678 ببغداد وسمع بها من ابن الدواليبي وقدم دمشق فسمع من القاسم بن مظفر ووزيرة بنت عمر واشتغل كثيرا وجمع تفسيرا كبيرا سماه التأويل لمعالم التنزيل وشرح العمدة وهو الذي صنف مقبول المنقول في عشر مجلدات جمع فيه بين مسند الشافعي وأحمد والستة والموطأ والدار قطني فصارت عشرة كتب ورتبها على الأبواب وجمع سيرة نبوية مطولة وكان حسن السمت والبشر والتودد قاله ابن رافع مات في آخر شهر رجب أو مستهل شعبان سنة 741 بحلب.(/)
أين أجد تفريق الفراء بين الكره والكره؟
ـ[العنزي]ــــــــ[28 Mar 2007, 10:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجوا من الأخوة الفضلاء مساعدتي في إيجاد ماأبحث عنه وهو تفريق الفراء بين الكره ـ بفتح الكاف ـ والكره ـ بضم الكاف ـ وقد نقل هذا التفريق عن الفراء أصحاب المعجمات كـ الأزهري وابن منظور والزبيدي وبحثت عنه في مظانه في كتاب معاني القرآن فلم أقف عليه؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[29 Mar 2007, 02:12 ص]ـ
قال في تفسير (إلا بشق الأنفس):
أكثر القُرّاء على كسر الشين ومعناها: إلا بجَهد الأنفس. وكأنه اسْم وكأن الشَّقّ فِعْل؛ كمَا تُوهِّم أن الكُرْه الاسم وأن الكَرْه الفعل. وقد قرأ به بعضهم (إلاّ بِشَقِّ الأَنْفُسِ) وقد يجوز فى قوله: {بِشِقِّ الأَنفُسِ} أن تذهب إلى أن الجَهد يَنقص من قوّة الرجُل ونَفْسه حتى يجعله قد ذهَبَ بالنصف من قوّته، فتكون الكسرة على أنه كالنصف والعرب تقول: خذ هذا الشِّقّ لشقّة الشاة ويقال: المال بينى وبينك شَقّ الشعرة وشِقّ الشَعَرة وهما متقاربان، فإذا قالوا شققت عَليك شَقّا نصبوا ولم نسمع غيره.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[29 Mar 2007, 02:26 ص]ـ
حكى أبو جعفر النحاس (ت 338 هج) في كتابه: معاني القرآن الكريم - طبعة جامعة أم القرى ج 2 ص 45:
قول الفراء بالتفرقة بين الكَره - بالفتح -، والكُره 0 بالضم -.
فالكَره: الإكراه
والكُره: المشقة، ومنه قوله تعالى: (حملته أمه كُرها ووضعته كُرها)
أي: حملته بمشقة، ووضعته بمشقة.
وهذا يتوافق مع المرويّ في المعجمات اللغوية منسوبا إلى الفراء.
والطبري ينسب هذه التفرقة إلى معاذ بن مسلم - ج 4 ص 297 طبعة شاكر.
ووجدت ابن الجوزي يُورد في كتابه: (زاد المسير) ج 1 ص 234 قولَ الفراء:
(الكُره والكَره: لغتان)
قلت: وكأنه يعني أنهما بمعنىً واحد؟؟
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[29 Mar 2007, 06:45 ص]ـ
ونسب القرطبي، في تفسيره، هذا القول؛ لابن عرفة، في تفسير الآية (القرطبي ج 3/ 38 ـ 39):
{كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون} الآية رقم (216)، من سورة البقرة:
قال ـ رحمة الله عليه ـ:
قوله تعالى {وهو كره لكم} ابتداء وخبر، وهو كره في الطباع.
قال ابن عرفة: الكره، المشقة والكره - بالفتح - ما أكرهت عليه، هذا هو الاختيار، ويجوز الضم في معنى الفتح فيكونان لغتين، يقال: كرهت الشيء كرها وكرها وكراهة وكراهية، وأكرهته عليه إكراها.
وإنما كان الجهاد كرها لأن فيه إخراج المال ومفارقة الوطن والأهل، والتعرض بالجسد للشجاج والجراح وقطع الأطراف وذهاب النفس، فكانت كراهيتهم لذلك، لا أنهم كرهوا فرض الله تعالى. وقال عكرمة في هذه الآية: إنهم كرهوه ثم أحبوه وقالوا: سمعنا وأطعنا، وهذا لأن امتثال الأمر يتضمن مشقة، لكن إذا عرف الثواب هان في جنبه مقاساة المشقات.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[31 Mar 2007, 07:12 م]ـ
من باب الفائدة:
معاذ بن مسلم من شيوخ الكوفة في العربية، وقد أخذ عنه الفراء، ومن رواياته عنه ـ التي وردت في مطبوعة معاني القرآن للفراء ـ الآتي:
([حدثنا أبو العباس قال: حدثنا محمد قال] حدثنا الفراء قال: وحدثنى معاذ بن مسلم بن أبى سادة قال:
كان [/ب] جارك زهير القُرقُبى يقرأ: متكئين على رفارف خضر وعباقرى حسان).
ـ[منصور مهران]ــــــــ[31 Mar 2007, 09:20 م]ـ
ووجدت في (شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم) لنشوان الحميري ج 9 ص 5796:
قولا نسبه إلى الفراء، قال:
((وقال الفراء: الكَره، بالفتح: المصدر، والكُره، بالضم: اسم بمعناه، قال الله تعالى:
(وهو كُرهٌ لكم) فأقام المصدر مُقامه))
قلت: بمقتضى هذه الرواية وبضمها إلى رواية التفرقة بين الكَره والكُره التي نسبها الطبري إلى معاذ بن مسلم،
وكذلك ما رواه ابن الجوزي من أن الفراء يعدهما لغتين؛
بمقتضى ذلك كله قد يترجح أن القول بالتفرقة ليس من قول الفراء.
فيجوز أن يكون الفراء نقله عن شيخه معاذ بن مسلم، فنسب القول إلى الفراء ونُسِيَ شيخه.
والله أعلم.(/)
سؤال عاجل جداً: هل هناك من فسر قول الله: ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 Mar 2007, 10:26 م]ـ
سؤال عاجل جداً: هل هناك من فسر قول الله تعالى: ((ونحن أقرب إليه من حبل الوريد))
على أن المتكلم فيه هم الملائكة؟؟؟
نسبه السائل إلى شيخ الإسلام ... فهل لشيخ الإسلام سلف في هذا .......
الأمر عاجل بارك الله فيكم ....... وأعجلني الوقت عن البحث ..
ـ[خالد البكري]ــــــــ[28 Mar 2007, 10:44 م]ـ
نحن في الانتظار بارك الله فيكم
ـ[منصور مهران]ــــــــ[29 Mar 2007, 01:10 ص]ـ
وجدت ابن كثير يقول بذلك ج 7 ص 398 طبعة دار طيبة بالرياض
وابن كثير تلمذ للشيخ فلعله تلقاه منه.
أما قبل ابن تيمية فلا يحضرني الآن جواب عنه.
وبالله التوفيق.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[29 Mar 2007, 01:14 ص]ـ
جزاكم الله خيراً .....
هل من مزيد فائدة يا إخوان (؟؟؟)
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[29 Mar 2007, 09:37 ص]ـ
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في إثبات الصفات:
(قوله تعالى:
{ونحن أقرب إليه من حبل الوريد}
حيث عبر بها عن ملائكته ورسله أو عبر بها عن نفسه أو عن ملائكته ولكن قرب كل بحسبه فقرب الملائكة منه تلك الساعة وقرب الله تعالى منه مطلق كالوجه لثنى إذ أريد به لله تعالى ى نحن أقرب إليه من حبل الوريد فيرجع هذا إلى القرب الذاتي اللازم وفيه قولان:
أحدهما:إثبات ذلك وهو قول من المتكلمين والصوفية.
والثاني: أن القرب هنا بعلمه لأنه قد قال {ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} فذكر لفظ العلم هن دل على القرب بالعلم.
ومثل هذه الآية حديث أبى موسى: ((إنكم لا تدعون أًما ولا غائبا إنما تدعون سميعا قريباً إن الذي تدعونه قرب إلى أحدكم من عنق راحلته)).
فالآية لا تحتاج إلى تأويل القرب في حق الله تعالى إلا على هذا القول وحينئذ فالسياق دل عليه وما دل عليه السياق هو ظاهر الخطاب فلا يكون من موارد النزاع.
ـ[الغني بالله]ــــــــ[29 Mar 2007, 04:36 م]ـ
تفسير الطبري - (ج 23 / ص 157)
(وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ) يقول: ورسلنا الذين يقبضون روحه أقرب إليه منكم، (وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ).
تفسير البغوي - (ج 8 / ص 25)
{وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ} بالعلم والقدرة والرؤية. وقيل: ورسلنا الذين يقبضون روحه أقرب إليه منكم
زاد المسير - (ج 5 / ص 482)
{ونحن أقرب إليه منكم} فيه قولان.
أحدهما: ملك الموت أدنى إليه من أهله {ولكن لا تبصرون} الملائكة، رواه أبو صالح عن ابن عباس. والثاني: ونحن أقرب إليه منكم بالعلم والقدرة والرؤية {ولكن لا تبصرون} أي: لا تعلمون، والخطاب للكفار، ذكره الواحدي.
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[29 Mar 2007, 11:24 م]ـ
ينظرأيضاً ترجيح الشيخ ابن عثيمين لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية في تفسيره لسورة (ق) صفحة89(/)
لطائف تفسيرية للشيخ الدكتور سفر الحوالي ... من كتابه ظاهرة الإرجاء
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[28 Mar 2007, 11:57 م]ـ
] وفقني الله بتلخيص كتاب ظاهرة الإرجاء .. للدكتور سفر الحوالي ... وقسمت مباحث التلخيص إلى أجزاء
حسب الفوائد ... ومنها:
1ـ اللطائف التفسيرية.
2ـ استدراكات المؤلف على غيره.
3ـ فوائد في باب التكفير.
4ـ فوائد عامة.
وسأنقل لكم ما يخصنا في هذا المنتدى ... " اللطائف التفسيرية .... وطبيعة النقل تستدعي عدم اكتمال الجملة تماما
إلا أن ذلك لا يلغي أهميتها ......
اللطيفة الأولى في التعبير عن الرسالات بأنها كتاب واحد ص 27:
ولمناسبة كون المعركة – من نوح إلى محمد ? - واحدة، وقضيتها واحدة، جاء التعبير عن الرسالات جميعاً بأنها " كتاب "واحد – في الآيات السابقة -? وأنزل معهم الكتب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ? {البقرة: 213} ? وأنزلنا معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه? {الحديد: 25} وقوله ? الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان ? {الشورى: 17} ونحوها.
كما جاء التعبير عن رفض دعوة الرسل وعبادة غير الله مهما تباعدت الأجيال وتنوعت المعبودات بأنه عبادة للشيطان ? ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين ? {يس: 61}.
وكذلك جاء وصف أعداء الرسالات من البشر موحدا كذلك وهو " الملأ " المستكبرون عن أصحاب السلطان والمال وذلك في آي كثير.
اللطيفة الثانية في اقتران الحديد بالقرآن في القرآن ص 30:
إن اقتران الحديد بالقرآن (في آية الحديد) من أجل إقامة دين الله في الأرض، ليكشف عن سنة ربانية عظمى في طبيعة هذا الدين، وطبيعة الجاهلية المقابلة، وهي أن هذا المنهج الإلهي الذي يمثله الإسلام كما جاء به محمد ? لا يتحقق في الأرض بمجرد إبلاغه للناس وبيانه، ولا يتحقق بالقهر الإلهي على نحو ما يمضي الله ناموسه في دورة الفلك وسير الكواكب وترتب النتائج على أسبابها الطبيعية، إنما يتحقق بأن تحمله مجموعة من البشر، تؤمن به إيمانا كاملا، وتستقيم عليه بقدر طاقتها، وتجعله وظيفة حياتها، وغاية آمالها، وتجهد لتحقيقه في قلوب الآخرين، وفي حياتهم العملية كذلك، وتجاهد لهذه الغاية بحيث لا تستبقي جهد ولا طاقة، تجاهد الضعف البشري، والهوى البشري، والجهل البشري في أنفسها وأنفس الآخرين، وتجاهد الذين يدفعهم الضعف والهوى والجهل، للوقوف في وجه هذا المنهج، وتبلغ بعد ذلك كله من تحقيق هذا المنهج الإلهي إلى الحد والمستوى، الذي تطيقه فطرة البشر.
اللطيفة الثالثة في بداية سورة المزمل بقيام الليل ص 46:
وهذه السورة ـ المزمل ـ تعطي أبرز ما تعطي الزاد الأصيل الذي لا بد منه لمن يريد حمل هذه الدعوة، ومقارعة العالمين بها، ذلك هو زاد الصلة القوية بالله، والتزكية الروحية بالتقرب إليه، ومناجاته في أرجى ساعات المناجاة وأصفاها.
اللطيفة الرابعة في أن التحذير من شرك الدعاء في القرآن أكثر من غيره ص 175:
والمتأمل لكتاب الله تعالى، ولحال الخليقة، يجد أن من أكبر أسباب الشرك ودواعيه، توهم المشركين أن غير الله مصدر خير لهم، وأن عبادته سبب لحصول ما ينفعهم، ودفعه ما يضرهم، وأقل من ذلك من يتخذ من دون لله إلها بمعنى أن يجعله قرة عينه، وغاية قلبه، ومتعلق إرادته، أي أن شرك الدعاء أكثر من شرك المحبة، وذلك لأن حقيقة الافتقار في الأول ـ شرك الدعاء ـ أظهر وأعم، ولهذا جاء الخطاب به في القرآن أكثر، وأبطل الله عز وجل أن يكون لغيره نفع أو ضر أو ولاية أو شفاعة أو ملك أو شرك في ملك، أو يكون بيد غيره رحمة أو رزق، أو فضل أو شفاء، أو موت أو حياة، أو نصر أو إغاثة.
اللطيفة الخامسة ص 226:
قوله تعالى ? وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ? في التعبير بالنفس لفتة عجيبة، فإن يقين النفس تصديق ومعرفة، أما يقين القلب فهو يقين.
اللطيفة السادسة في ختم الآيات الدالة على التحاكم لشرع الله باليقين ص598:
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا جاءت الآيات المحكمات الدالة على اتباع شريعة الله والتحاكم إليها وحدها مذيلة بوصف اليقين لمن امتثل، فدل على شك من خالف وارتيابه، قال تعالى " وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا .... ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون "
وقال " ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها .... هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون ".
فكما سبق بيانه من أن تحكيم شرع الله هو الإسلام، فإذا بلغ من العبد إلى حد انتفاء الحرج والمعارضة بالرضا الكامل فهو الإحسان، فكذلك اعتقاد بطلان ما عداه، وأنه وحده الحق الذي لا أحسن منه ولا أهدى هو درجة الإسلام، فإذا رسخ هذا حتى لا تزعزعه شبهة ولا يعتريه شك فهو اليقين.
اللطيفة السابعة في اليقين في القرآن ص 596:
فاليقين في الجملة متعلقه الاعتقاد، وذلك أن مجمل الإيمان القلبي هو الإيمان بالغيب، فإذا رسخ هذا الإيمان وارتقى عن الشكوك حتى يصبح كالمعاينة فهو اليقين، ولهذا جاء أعظم الغيبيات بعد الإيمان بالله، وهو الإيمان بالآخرة مقرونا باليقين أكثر مما سواه، فقال تعالى " وبالآخرة هم يوقنون " في أو ل البقرة والنمل ولقمان، فإن الإيمان بالآخرة مع دلالة الفطرة السوية والعقل السليم عليه ليس في قوة الإيمان الفطري بالله، كما أن تفصيلاته مصدرها الوحي وحده.
اللطيفة الثامنة في ذكر الصدق والإخلاص في القرآن ص605:
ولهذا جاء الحديث عن الصدق في السور التي تعرضت للنفاق وأهله؛ كسورة براءة والأحزاب والمنافقون والقتال (محمد) والحجرات والحشر.
وجاء الحديث عن الإخلاص في السور التي تحدثت عن الشرك والمشركين؛ كسورة الأعراف والزمر وغافر والبينة والكافرون، بل في سورة الأنعام وإن لم يذكر فيها صريحا.
اللطيفة التاسعة في تقديم الإيمان على الأعمال الصالحة في الآيات ص674:
وإنما كثر تقديم الإيمان؛ لأن المراد به قول القلب وعمله، وهو الأصل، فالباطن أصل للظاهر كما سبق، لكن ورود بعض مواضع يتقدم فيها ذكر العمل عليه، يدل على التلازم، وعلى أهمية المقدم من بين أعمال الإيمان في ذلك السياق، ومن ذلك " ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن " ثم قال المؤلف أيضا: ومنها " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " فلا يقال: إن الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ليسا من الإيمان، أو يصحان بدونه، وتقديمها عليه، وإلا فمعلوم قطعا أن الإيمان لا يتقدم عليه شيء، إذ لا يقبل شيء بدونه.
بل المقصود التنبيه على أهمية هذه الميزة الإسلامية، بإفرادها عن سائر أعمال الإيمان، وتقديمها عليه، وإلا فمعلوم قطعا أن الإيمان لا يتقدم عليه شيئ، إذ لا يقبل شيئ بدونه.
اللطيفة العاشرة ص676:
" ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا "
ووجه الأهمية أن الله تعالى ذكر ضمن الرد على دعوى الإيمان بالتسمي والقول، دون إصلاح العمل ورد على من يزعم هذه الدعوى سواء أكان كتابيا أم حنيفيا، فقال قبلها:
" ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوء يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا " وقال بعدها " ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله هو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا ".
فبين أن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني، بل ما وقر في القلب وصدقه العمل، وأنه لا أحد أحسن دينا ممن أسلم، أي انقاد وأطاع بلا حرج ولا منازعة، وهذه هي ملة إبراهيم، التي لا يقبل الله دينا غيرها مهما كثرت الأماني والدعاوي.
اللطيفة الحادية عشرة في عطف الأعمال الصالحة على الإيمان ص767:
إن أعمال الجوارح في الأصل ليست من الإيمان؛ بل الإيمان أصله ما في القلب، والأعمال هي من لوازمه التي لا تنفك بحال، لكن جاء الشرع فأدخلها فيه، وأصبح اسم الإيمان شاملا لها على الحقيقة شرعا، فكثر في كلامه عطفها عليه توكيدا لذلك لكيلا يظن ظان أن الإيمان المطلوب هو ما في الإيمان فقط، بل يعلم أن لازمه العمل ضروري كضرورته، فها هو ذا قد أُدخل في اسمه وحقيقته، في مواضع الانفراد، وقُرن في مواضع العطف، وبمراجعة ما سبق قوله عن الحقيقة المركبة، يتضح هذا جليا بإذن الله، فإن الشيء المركب من جزأين لا يمتنع عطف أحدهما على الآخر , وإن كان أحدهما إذا أطلق يشملهما اسمه معا , لا سيما وأن المعطوف عليه هو الأصل الذي إذا أطلق شمل العمل , والمعطوف فرع ولازم له، فيأتي العطف لبيان وجوب وجودها مجتمعة , إذ انتقاء أحد جزءيها انتقاءٌ لذات الحقيقة، ومن هنا يظهر سر تكرار ذلك العطف في القرآن والله أعلم، فانه مطابق لإجماع السلف أن الإيمان قول وعمل، أي اعتقاد وانقياد كما سبق وهو المطابق للأحاديث التي سبق إيرادها في مبحث الحقيقة المركبة، ولا سيما حديث جبريل الذي فسر ? فيه الإسلام، وفسر الإيمان بالجزء الباطن، ومعلوم قطعا أن أحدهما لا يغني عن الآخر منفردا، بل منهما معا تتكون حقيقة واحدة هي الدين كما جاء في آخره " هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " وإن كان الإيمان أعلى درجة ومرتبة من الإسلام، باعتبار أنه الأصل، كما أن الإحسان أعلى منه، لكن اسمه المطلق يشملهما، والإسلام الذي هو أدنى منه لا يصح إلا به، أو بجزء منه. [/ size][/size]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[30 Mar 2007, 08:15 م]ـ
أحسنت وجزاك الله خيراً ..
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[31 Mar 2007, 01:55 م]ـ
بورك فيك،وشفى الله الشيخ الدكتور سفر،وألبسه ثياب الصحة والعافية.
ـ[ابوبنان]ــــــــ[20 Oct 2007, 12:39 م]ـ
طرح موفق
وجميل ماصنعت
إن فرحة وجود معلومة في غير مظنتها المتوقعة لا يعدلها شئ
أبو بنان
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[20 Oct 2007, 11:17 م]ـ
جزاكم الله خيرا مجهود تستحقون الشكر عليه ,, وفقكم الله لكل خير
وجزى الله الشيخ سفر الحوالي على ما قدم ...
ننتظر باقي بحثك في الموطن الذي تراه مناسبا ... نتمنى أن تخبرنا ...
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[25 Oct 2007, 08:11 ص]ـ
شكر الله للأخوة جميعا ...
فنحن في هذا المنتدى نتبادل التحايا ... " الفوائد " ...
الأخ أبو عاتكة:
لعل الله أن ييسرها قريبا ....(/)
الإمام الواسطي الديواني (663 - 743هـ) ومؤلفاته بين أيديكم
ـ[د. أنمار]ــــــــ[29 Mar 2007, 03:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.
فهذا علم من أعلام القراءات معاصر للذهبي جالسه ووصفه بأنه الإمام المجود شيخ القراء وبأنه كان دينا خيرا متواضعا حسن البشر عارفا بالعشر، حسن العربية.
اسمه:
علي بن أبي محمد بن أبي سعد بن عبد الله أبو الحسن الواسطي المعروف بالديواني
قال عنه الإمام ابن الجزري:
استاذ ماهر محقق شيخ قراء واسط
[ولادته:]
ولد سنة ثلاث وستين وستمائة
[شيوخه:]
وقرأ على:
الشيخ على خريم
والعماد بن المحروق
ثم قدم دمشق سنة ثلاث وتسعين وستمائة فقرأ بالتيسير على الشيخ إبراهيم الاسكندري
وتوجه إلى الخليل فأخذ عن الجعبري
[حياته:]
وعاد إلى بلاده فانفرد بها
[مؤلفاته:]
ونظم الارشاد في قصيدة لامية سماها جمع الاصول
وجمع زوائد الارشاد والتيسير في قصيدة سماها روضة التقرير
وعلق عليهما شرحاً
ونظم في الشواذ أرجوزة
[تلامذته:]
قرأ عليه:
ولده
والشيخ علي الضرير الواسطي نزيل دمشق
والشيخ علي العجمي
ومحمد الوزير قاني
وقدم تبريز وشيراز واصبهان فقرأ عليه العشر وقرأ عليه كتبه المذكورة شيخنا محمد بن محمود السيواسي قرأتها عليه عنه،
[وفاته:]
وكان خاتمة المقرئين بواسط مع الدين والخير والتحقيق توفي بواسط سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة.
======================
ما سبق كان بلفظه من غاية النهاية ج1 ص 580
وتجد ترجمته أيضا في معرفة القراء الكبار ج 3 ص 1495
والدرر الكامنة ج 3 ص 104
وتجد ثلاثة من كتبه المذكورة أعلاه بخطه على هذا الرابط:
http://wadod.com/list.php?cat=5
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[29 Mar 2007, 06:22 ص]ـ
أثابك الله خيرا أخانا الحبيب الفاضل المفضال الدكتور أنمار
وممن ترجم له أخي الفاضل:
ابن حجر العسقلاني؛ في الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة، وفيه:
علي بن محمد بن أبي سعد الواسطي المعروف بالديواني تلا على الشيخ علي خريم وغيره ورحل فتلا على البرهان الاسكندراني بدمشق وعلى البرهان الجعبري بالخليل ثم رجع واشتهر وذكر أنه مولده سنة بضع وستين ونظم الإرشاد للقلانسي لامية مرموزة ونظم اللوامع في الشواذ أرجوزة وكان محمود السيرة حسن الأخلاق ذكره الذهبي في طبقاته.
والباباني في كتابه: هِدْيَة العارفين:
الديواني: علي بن أبي محمد بن أبي سعد بن عبد الله أبو الحسن المقري الواسطي المعروف بالديواني ولد سنة 663 وتوفي بواسط سنة 743 ثلاث وأربعين وسبعمائة من تصانيفه جمع الأصول قصيدة لامية في نظم الإرشاد. روضة التقرير في الخلف بين الإرشاد والتيسير في القراآت. شرح على القصيدتين المذكورتين لطيف.
ومن المعاصرين؛ الأستاذ العلامة خير الدين الزركلي، في أعلامه:
الدَّيواني (663 - 743ه) (1265 - 1342م)
علي بن محمد بن أبي سعد بن عبد اللّه، أبو الحسن الواسطي المعروف بالديواني: خاتمه المقرئين بواسط. مولده ووفاته فيها. له (جمع الأصول) و (روضة التقرير) قصيدتان في القراآت، وشرحهما.
نقلا عن:
غاية النهاية 1: 580، والدرر الكامنة 3: 104.(/)
أنواع الخطاب في القرآن العظيم
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[31 Mar 2007, 12:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الخطاب في القرآن على أوجه؛ وهي:
ـ خطاب عام: كقوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَكُمْ). [وردت في 9 آيات].
ـ وخطاب خاص: كقوله تعالى: (أَكْفَرْتُم) [آل عمران:106]
ـ وخطاب الجنس: كقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ) [ورد في 20 آية]
ـ وخطاب النوع: كقوله تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ) [ورد في 4 آيات]
ـ وخطاب العين: كقوله تعالى: (يَا آدَمُ) [البقرة:33]، (يَا نُوحُ) [هود:32]، (يَا زَكَرِيَّا) [مريم:7]، (يَا يَحْيَى) [مريم:12]، (يَا إِبْرَاهِيمُ) [هود:76].
ـ وخطاب المدح: كقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ) [وردت 98 مرة]
ـ وخطاب الذم: كقوله تعالى: (يا أيها الذين كفروا).
ـ وخطاب الكرامة: كقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ) [وردت 13 مرة]
ـ وخطاب الإهانة: كقوله تعالى: (فَإِنَّكَ رَجِيمٌ) [الحجر:34]، [ص:77]
ـ وخطاب الجمع بلفظ الواحد: كقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ) [الانفطار:6]، [الانشقاق:6]
ـ وخطاب الواحد بلفظ الاثنين: كقوله تعالى: (أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ) [ق:24].
ـ وخطاب الاثنين بلفظ الواحد: كقوله تعالى: (فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى) [طه:49].
ـ وخطاب الغير: كقوله تعالى: (فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ) [يونس:49]
ـ وخطاب التكوين: وهو على وجوه؛ منها:
* أن يخاطب الحاضر ثم يخبر عن غائب: كقوله تعالى: (حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم) [يونس:22]. وقوله تعالى: (وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ) [الروم:39].
* ومنها أن يخبر عن غائب ثم يخاطب الحاضر: كقوله تعالى: (أَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم) [آل عمران:106]، (وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً ِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء) [الإنسان:21،22].
* ومنها أن يخاطب عينًا ثم يصرف الخطاب إلى الغير، كقوله تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً لتُؤْمِنُوا) [الفتح:8، 9].
والله تعالى أعلم.
ـ[معروفي]ــــــــ[31 Mar 2007, 05:59 ص]ـ
أشكر الأخ أبا عبيدة على هذه الفوائد، و أرجو أن تذكر لنا مرجعك فيما أتحفتنا به من معلومات قيمة.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[31 Mar 2007, 02:10 م]ـ
وهو كذلك أخي المعروفي ...
وربما أتحفك بكل الكتيب بعد إتمام تحقيقه والتعليق عليه ...
وهو كتيب: "البحر الملئان في اقتناص درر معاني القرآن"، واسمه الثاني: "توجيهات الحفاظ في اختلاف المعاني والألفاظ" للشيخ أبي عمران موسى بن عمر المصمودي الحسني العلامي ... كتبه بخط يده سنة 1160 هجرية.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Mar 2007, 02:59 م]ـ
نفع الله بكم يا أبا عبيدة على هذه الفوائد، ويبدو لي أنك حريص على نفائس مخطوطات الدراسات القرآنية وفقك الله وبارك فيك.(/)
الخلاف في تفسير: (قالوا بلى).
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[31 Mar 2007, 08:55 ص]ـ
الإخوة الأفاضل:
اختلف العلماء في تفسير قوله تعالى: {قَالُوا بَلَى} في آية الميثاق على أقوال، فمنهم من قال أن جميع الذرية قالت بلى طواعية - وهذا ظاهر قول ابن حجر -، ومنهم من قال أن أهل الإيمان فقط هم الذين قالوا ذلك دون أهل الشرك، ومنهم من قال أن أهل الشرك قالوها كرها لا طواعية.
هذا الملخص والتفصيل كتبته على هذا الرابط:
http://forum.turath.com/showthread.php?t=864
فهل من مشارك حول أصح الوجوه في هذا التفسير؟.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[31 Mar 2007, 09:47 ص]ـ
أثار أبو حيان النحوي الأندلسي، هذه المسألة في كتابه البحر، وأقصد:
تفسير البحر المحيط، الجزء الثالث / وللأسف لا أملك الآن إلا النسخة الإلكترونية:
بلى:
وهي جواب للنفي سواء كان النفي عاريا من حروف الاستفهام نحو بلى لمن قال: ما قام زيد , ومنه قوله تعالى: {وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة} فجاء الرد عليهم بإيجاب النار لمن مات كافرا فقال: {بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته} الآية أو مقرونة به كقوله تعالى: {ألست بربكم؟ قالوا بلى} ; لأنهم أرادوا أنه ربهم فردوا النفي الذي بعد ألف الاستفهام , وإذا ردوا نفي الشيء ثبت إيجابه.
وقال ابن عطية: حق " بلى " أن تجيء بعد نفي غلبة تقرير , وهذا القيد الذي ذكره من كون النفي غلبة تقرير لم يذكره غيره بل الكل أطلقوا بأنها جواب النفي. وقال الشيخ أبو حيان: إنها حقها أن تدخل على النفي ثم حمل التقرير على النفي ولذلك لم يحمله عليه بعض العرب , وأجابه ب نعم , ووقع ذلك [ص: 208] في كلام سيبويه نفسه أجاب التقرير ب نعم اتباعا لبعض العرب , وأنكره عليه ابن الطراوة.
وقال الجوهري: ربما ناقضتها " نعم " واستشكل بأنه يقتضي أنها تناقضها قليلا بل هي مناقضة لها دائما ; لأن " نعم " تصديق لما قبلها وبلى رد له , ولهذا قيل عن ابن عباس: إنهم لو قالوا: نعم كفروا.
وحكاه إمام الحرمين عن سيبويه فأنكره عليه ابن خروف , وإنما قال:
دخول " نعم " هنا لا وجه له , ويمكن أن يريد الجوهري بذلك أنه قد يقول القائل في جواب من قال: أقام زيد أم لم يقم زيد؟ نعم , ويكون معناه أنه قام زيد ويريد أنه في هذا الوجه تكون " نعم " مناقضة " ل بلى " وكلام ابن عطية يقتضي جواز وقوع نعم في الآية الكريمة , فإنه قال في سورة الأنعام: و " بلى " هي التي تقتضي الإقرار بما استفهم عنه منفيا , ولا تقتضي نفيه وجحده , ونعم تصلح للإقرار به كما ورد ذلك في قول الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم حيث عاتبهم في غزوة حنين , وتصلح أيضا لجحده فلذلك لا تستعمل.
وأما قول الزجاج وغيره: إنها إنما تقتضي جحده وأنهم لو قالوا به عند قوله تعالى: {ألست بربكم} لكفروا فقوله خطأ , والله المستعان. انتهى. وقال الشلوبين: لا يمتنع في الآية أن يقولون: نعم لا على جواب الاستفهام ولكن ; لأن الاستفهام في قوله: {ألست بربكم} تقرير , والتقرير [ص: 209] خبر منجز فجاز أن يأتي بعده " نعم " كما يأتي بعد الخبر الموجب وتكون " نعم " ليست جوابا على جواب التصديق , وعلى هذا فيمكن الجمع بين هذا وبين ما قاله المفسرون ; لأنهما لم يتواردا على محل واحد , فإن الذي منعوه إنما هو على أنه جواب , وإذا كانت جوابا فإنما يكون تصديقا لما بعد ألف الاستفهام.
والذي جوزه إنما هو على التصديق لا الجواب كما في قولك: نعم لمن قال: قام زيد.
قال بعضهم:
وصارت الأجوبة ثلاثة " نعم " تصديق للكلم السابق من الإثبات , و " لا " لرد الإثبات و " بلى " لرد النفي ,
ولا يجاب بعد النفي , بنعم ; لأنه تقرير على ضده فإن وردت بعد نفي فليست جوابا
ولكنها تصديق للفظه الذي جاء على النفي.
ـ[الجكني]ــــــــ[31 Mar 2007, 11:42 ص]ـ
"سمع في كلام العرب جواب الاستفهام المقترب بنفي ب "نعم " بدل "بلى"،وذلك وذلك في قول جحدر في قصيدته التي قالها في الحبس لما حبسه الحجاج:
تأوبني فبتّ لها كنيعاً00000هموم ما تفارقني حواني
إلى أن يقول:
أليس الليل يجمع أم عمرو 0000وإيانا فذاك لنا تداني
نعم وترى (الهلال) كما أراه0000ويعلوها النهار كما علاني
ف "نعم " هنا جاءت مكان "بلى "،ولكن هذا "مسموع " فلا يقاس عليه،والله أعلم 0
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[31 Mar 2007, 12:41 م]ـ
المشايخ الأفاضل
جزاكم الله خيرا على مروركم الكريم، ولكن الموضوع عقدي، وليس لغوي.
وغرضي مناقشة استجابة أهل الشرك للعهد والميثاق في صورة الذر، هل قالوا بلى كرها، أم ما قالها إلا أهل الإيمان.(/)
معاني "الخير" في القرآن العظيم
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[31 Mar 2007, 06:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الخير في القرآن على إحدى وعشرين وجها:
ـ أحدها: القرآن. ومنه: (أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ) [البقرة:105]
ـ والثاني: الأنفع. ومنه: (نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا) [البقرة:106]
ـ والثالث: المال. ومنه: (إِن تَرَكَ خَيْراً) [البقرة:180]
ـ والرابع: ضد الشرّ. ومنه: (بِيَدِكَ الْخَيْرُ) [آل عمران:26]
ـ والخامس: الصلاح. ومنه: (يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ) [آل عمران:104]
ـ والسادس: الولد الصالح. ومنه (وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً) [النساء:19]
ـ والسابع: العافية. ومنه: (إِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ) [الأنعام:17]
ـ والثامن: الشافع. ومنه: (لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ) [الأعراف:188]
ـ التاسع: الإيمان. ومنه: (لَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْراً) [الأنفال:23]
ـ والعاشر: رخص الأسعار. ومنه: (إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ) [هود:84]
ـ والحادي عشر: النوافل. ومنه: (وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ) [الأنبياء:73]
ـ والثاني عشر: الأجر. ومنه: (لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ) الحج:36]
ـ والثالث عشر: الأفضل. ومنه: (وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ) [المؤمنون:109. والآية:118]
ـ والرابع عشر: العفة. ومنه: (ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً) [النور:12]
ـ والخامس عشر: الصلاح. ومنه: (إن عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً) [النور:33]
ـ والسادس عشر: الطعام. ومنه: (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) القصص:24]
ـ والسابع عشر: الظفر. ومنه: (لَمْ يَنَالُوا خَيْراً) الأحزاب:25]
ـ والثامن عشر: الخيل. ومنه: (أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ) [ص:32]
ـ والتاسع عشر: القوة. ومنه: (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ) [الدخان:37]
ـ والعشرون: حسن الأدب. ومنه: (وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ) [الحجرات:5]
ـ والحادي والعشرون: الدنيا. ومنه: (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) [العاديات:8]
المصدر:
"البحر الملئان في اقتناص درر معاني القرآن"، واسمه الثاني: "توجيهات الحفاظ في اختلاف المعاني والألفاظ" للشيخ أبي عمران موسى بن عمر المصمودي الحسني العلامي ... كتبه بخط يده سنة 1160 هجرية.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[25 Jan 2009, 05:56 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
ورد في تفسير الطبري:
- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن أبي نجيح، عن مجاهد:"إن تَرَك خيرًا"، كان يقول: الخير في القرآن كله: المال،
(لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) [سورة العاديات: 8]، الخير: المال
- (إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي) [سورة ص: 32]، المال
- (فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا) [سورة النور: 33]، المال
و (إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ)، المالُ. " أهـ
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[25 Jan 2009, 02:39 م]ـ
الملاحظ أن سليمان عليه السلام لم يقل أحببت الخير وإنما قال:"أحببت حب الخير". ولو قال:"أحببت الخير" لكان المعنى:" لقد أحببت الخير والخيل المجاهدة هي من الخير" ولكنه قال عليه السلام:"أحببت حب الخير"، فعندما يحب الإنسان الخير --ومظاهره في الكون كثيرة -- يكون خيّراً وصالح النفس. والأعلى مرتبة من هذا من يحب حب الخير. ولنضرب لذلك مثلا من واقع الناس؛ فعندما يحب إنسان كرة القدم ثم يبلغ أعلى درجات الحب لهذا اللعب نجده يحب من يحب هذه اللعبة. فعندما يحب إنسان كل من يحب الخير يكون قد بلغ في الخيرية أسمى المراتب.
ودعنا هنا نتصور واقعا محتملاً: الخيل في طريقها للجهاد والجماهير تودعها بمحبة غامرة وسليمان عليه السلام يرقب الموقف وبرى حب الناس، وتبقى العيون متعلقة بالخيل وفرسانها حتى تتوارى عن الأعين .. هنا يعبر سليمان عليه السلام عن حبه لهذا الحب الغامر فيأمر أن ترد الخيل .......
ـ[تسنيم]ــــــــ[27 Jan 2009, 03:29 م]ـ
جزالكم الله خيرا هلا اتحفتمونا بالمزيد(/)
الحلقة (1) لطائف من ترجمة ابن عباس (3ق هـ ـ 40هـ)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[31 Mar 2007, 06:51 م]ـ
ولد أبو العباس في الشِّعب، قبل الهجرة بثلاث سنين، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وله ثلاث عشرة سنة تقريبًا.
كان مقرَّبًا من الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد روى البخاري بسنده عن عبد الرحمن بن عابس قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما سأله رجل: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم العيد أضحى أو فطرا؟
قال: (نعم، ولولا مكاني منه ما شهدته؛ يعني: من صغره).
وبات ليلة عند خالته ميمونة بنت الحارث، فقام النبي صلى الله عليه وسلم لصلاته فوضع للنبي غسلاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من وضع هذا؟)، فقالوا: عبد الله، فقال صلى الله عليه وسلم: (اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل).
قال ابن عباس: (رأيت جبريل ـ صلوات الله عليه ـ مرتين، ودعا لي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مرتين).
عهد أبي بكر (11 ـ 13)
ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول من العام (11 للهجرة) وكان عمر ابن عباس (13 سنة تقريبًا) = تَطَلَّع إلى طلب العلم، واشرأبت نفسه إليه، قال: (لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل من الأنصار: هلم فلنسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم اليوم كثير قال فقال: واعجبا لك أترى الناس يفتقرون إليك قال: فترك ذلك وأقبلت أسأل، فإن كان ليبلغني الحديث عن رجل فآتي بابه وهو قائل فأتوسد ردائي على بابه تسفي الريح علي من التراب، فيخرج فيراني فيقول: يا ابن عم رسول الله ما جاء بك؟ هلا أرسلت إلي فآتيك.
فأقول: لا، أنا أحق أن آتيك، فأسأله عن الحديث.
فعاش الرجل الأنصاري حتى رآني وقد اجتمع الناس حولي ليسألوني، فقال: هذا الفتى كان أعقل مني).
وفي هذا الخبر فوائد:
1 ـ بُعُدُ نظره رضي الله عنه، واستشرافه للمستقبل، وذلك في حرصه على تعلم العلم من كبار الصحابة قبل أن يقلَّ عددهم.
2 ـ حرصه على تعلم العلم.
3 ـ مكانته عند الصحابة.
4 ـ أدبه مع شيوخه.
عهد عمر (13 ـ 23)
ولما مات أبو بكر الصديق عام (13 للهجرة) كان عمره (15 سنة تقريبًا).
وتولى عمر بن الخطاب في تلك السنة إلى أن قُتِل عام (23 للهجرة)، وفي عهده ظهر نجم ابن عباس رضي الله عنهما، وكان تمام التكوين العلمي لهذا الحبر البحر وسنه من (15 ـ 25) سنة، وفي هذه الأعوام العشرة تخرج في مدرسة عمر بن الخطاب الذي اعتنى به عناية فائقة، ولقد كان يُحبُّه حبًّا جمًّا؛ لِمَا توسَّم فيه من النجابة والذكاء، فقرَّبه منه، وجعله في مجلس (شوراه وعلمِه) الذي يحضره أكابر الصحابة، ولم يُدخِل معه غيره من الفتيان، وما كان عمر ليحابي في مجلسه من أجل قرابه، وإلا لأحضر ولده عبد الله، وهو من العبادة والعلم بمكان.
ولقد وَجَدَ بعض الصحابة على عمر، وعاتبه في إدخالِ ابن عباس وتركِ أولادهم، فأبانَ لهم سببَ إدخالِه له بما روى ابن عباس، قال: (كَانَ عُمَرُ يُدْخِلُنِى مَعَ أَشْيَاخِ بَدْرٍ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِمَ تُدْخِلُ هَذَا الْفَتَى مَعَنَا، وَلَنَا أَبْنَاءٌ مِثْلُهُ فَقَالَ إِنَّهُ مِمَّنْ قَدْ عَلِمْتُمْ. قَالَ فَدَعَاهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ، وَدَعَانِى مَعَهُمْ قَالَ وَمَا رُئِيتُهُ دَعَانِى يَوْمَئِذٍ إِلاَّ لِيُرِيَهُمْ مِنِّى فَقَالَ مَا تَقُولُونَ (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ) حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ أُمِرْنَا أَنْ نَحْمَدَ اللَّهَ وَنَسْتَغْفِرَهُ، إِذَا نُصِرْنَا وَفُتِحَ عَلَيْنَا. وَقَالَ بَعْضُهُمْ لاَ نَدْرِى. أَوْ لَمْ يَقُلْ بَعْضُهُمْ شَيْئًا. فَقَالَ لِى يَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَكَذَاكَ تَقُولُ قُلْتُ لاَ. قَالَ فَمَا تَقُولُ قُلْتُ هُوَ أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَعْلَمَهُ اللَّهُ لَهُ (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) فَتْحُ مَكَّةَ، فَذَاكَ عَلاَمَةُ أَجَلِكَ (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) قَالَ عُمَرُ مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلاَّ مَا تَعْلَمُ).
وفي هذا الأثر فوائد، منها:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 ـ تنبيه للأشياخ أن لا يحابوا طالبًا من أجل عرض من الدنيا، بل يكون تقديمهم له من أجل فهمه وعلمه، وكم من موقف حصل لبعضهم نظروا فيه إلى تقديم مصلحة دينية يظنونها ـ والحال فيها أنها مختلطة بمصلحة دنيوية ـ فيقدمون ذا المال والجاه من أجل مال ذاك أو جاهه، لكنهم لا يحصلون على مرادهم، فما كان لغير الله فهو منقطع.
2 ـ تعليل القضايا، إذ لا يكفي أن يكون الأمر معتبرًا لأنه فِعْل فلان أو قوله، مهما عظُم أمره، وكان مقدمًا بين الناس، وكم من فعل أُبهمت علته، وأمر الطلاب ـ أو غيرهم ـ بالعمل به، أو الاقتناع بع بقوة الآمر، فما كان ذلك مجدٍ ولا مفيد، إن لم ينقلب إلى ما لا تُحمدُ عقباه.
3 ـ دقة فهم ابن عباس، وقوة استنباطه وغوصه على الدقائق، وما سُمِّي حبر الأمة من فراغ، بل لأجل ذلك الاستنباط وغيره.
4 ـ إن دخوله مع أشياخ بدر ليدلُّ على تلك المنْزلة العظيمة التي كانت له في قلب عمر، وكان عمر يقول: (لا يلومني أحد على حب ابن عباس).
ومرض ابن عباس بالحمَّى، فعاده عمر، وقال: (أَخَلَّ بنا مرضك، فالله المستعان).
وتأمل هذين القولين من عمر، لتعلم مدى عناية عمر به، فلقد بلغ ابن عباس مبلغًا يجعل عمر يفتقده بسبب مرضه، ويعتذر لأصحابه في حبه لابن عباس، ولعله لا يخفاك الفرق بين عُمُر ابن عباس الصغير ـ وعُمُرِ الخليفة عمر بن الخطاب الكبير وكذا من كان معه من أشياخ بدر رضي الله عن الجميع، وهذا يدلك على عناية علماء الصحابة بالنابهين من الصغار وتعليمهم لأنهم هم أشياخ المستقبل، ومما يدل على ذلك من سيرة عمر أنه كان يجلس لهم يعلمهم القرآن، فقد روى الطبري بسنده عن ابن زيد في قوله تعالى:" وإذا قيلَ له اتق الله أخذته العزة بالإثم" إلى قوله:" والله رؤوف بالعباد"، قال: (كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا صلى السُّبْحة وفرغ، دخل مربدًا له، فأرسل إلى فتيان قد قرأوا القرآن، منهم ابن عباس وابن أخي عيينة، قال: فيأتون فيقرأون القرآن ويتدارسونه، فإذا كانت القائلة انصرف. قال فمرُّوا بهذه الآية:" وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم"،" ومن الناس من يشري نفسه ابتغاءَ مرضَات الله والله رؤوفٌ بالعباد"= قال ابن زيد: وهؤلاء المجاهدون في سبيل الله= فقال ابن عباس لبعض من كان إلى جنبه: اقتتل الرجلان؟ فسمع عمر ما قال، فقال: وأيّ شيء قلت؟ قال: لا شيء يا أمير المؤمنين! قال: ماذا قلت؟ اقتَتل الرجلان؟ قال فلما رأى ذلك ابن عباس قال: أرى ههنا مَنْ إذا أُمِر بتقوى الله أخذته العزة بالإثم، وأرى من يَشري نفسه ابتغاءَ مرضاة الله، يقوم هذا فيأمر هذا بتقوى الله، فإذا لم يقبل وأخذته العزة بالإثم، قال هذا: وأنا أشتري نفسي! فقاتله، فاقتتل الرجلان! فقال عمر: لله بلادك يا بن عباس).
ومن تتبع عناية عمر بابن عباس وجد أمثلة كثيرة، أكتفي بما ذكرته منها، وأختم بخبر طريف رُوِي عن الحطيئة الشاعر الهجَّاء.
ففي كتاب الجليس الصالح للمعافى من طريق ابن عائشة عن أبيه، قال:: نظر الحطيئة إلى ابن عباس في مجلس عمر وقد فرع بكلامه، فقال: من هذا الذي نزل عن القوم بِسِنِّه، وعلاهم في قوله؟
قالوا: هذا ابن عباس. فأنشأ يقول:
إني وجدت بيان المرء نافلة ... يهدى له، ووجدت العِيِّ كالصمم
المرء يَبْلَى، وتبقى الكلم سائرة، ... وقد يلام الفتى يومًا ولم يُلِم
عهد عثمان (23 ـ 35)
ولما قُتل عمر في سنة (23) تولى بعده عثمان، واستمرَّ في الخلافة حتى سنة (35)، وكان عمر ابن عباس في تلك الفترة من (26 ـ 38) تقريبًا.
لقد استمر ابن عباس في عهد عثمان يتخطى سنيَّ الشباب، ويدخل في سنيِّ الكهولة، ولا زال في هذا العهد المبارك في مجلس شورى أهل بدر، كما لازال يُعلِّم الناس ويفتيهم، فقد أخبر عطاء بن يسار: (أن عمر وعثمان كانا يدعوان ابن عباس فيشير مع أهل بدر، وكان يفتي في عهد عمر وعثمان إلى يوم مات).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يحكي منْزلته عند عثمان ما ذكر شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم في موقف حصل لهم مع عثمان إبان إمرته، قال حسان: كانت لنا عند عثمان أو غيره من الأمراء حاجة فطلبناها إليه: جماعة من الصحابة منهم ابن عباس وكانت حاجة صعبة شديدة فاعتل علينا فراجعوه إلى أن عذروه وقاموا إلا ابن عباس فلم يزل يراجعه بكلام جامع حتى سد عليه كل حاجة فلم يرى بُدًّا من أن يقضي حاجتنا فخرجنا من عنده وأنا آخذ بيد ابن عباس فمررنا على أولئك الذين كانوا عذروا وضعفوا فقلت: كان عبد الله أولاكم به قالوا: أجل.
فقلت أمدحه:
إذا قال لم يترك مقالا لقائل ... بملتقطات لا ترى بينها فصلا
كفى وشفى ما في الصدور ولم يدع ... لذي اربة في القول جدا ولا هزلا
سموت إلى العليا بغير مشقة ... فنلت ذراها لا دنيا ولا وغلا
وقد جاءت هذه القصيدة بتمامها في ديوان حسان، قال:
إِذا ما اِبنُ عَبّاسٍ بَدا لَكَ وَجهُهُ رَأَيتَ لَهُ في كُلِّ أَحوالِهِ فَضلا
إِذا قالَ لَم يَترُك مَقالاً لِقائِلٍ بِمُلتَقَطاتٍ لا تَرى بَينَها فَصلا
كَفى وَشَفى ما في النُفوسِ فَلَم يَدَع لِذي إِربَةٍ في القَولِ جَدّاً وَلا هَزلا
سَمَوتَ إِلى العَليا بِغَيرِ مَشَقَّةٍ فَنِلتَ ذُراها لا دَنِيّاً وَلا وَغلا
خُلِقتَ خَليقاً لِلمَوَدَّةِ وَالنَدى فَليجاً وَلَم تُخلَق كَهاماً وَلا جَهلا
وتأمل ما حظي به هذا الشاب الحبر البحر من منْزلة عند الأمير حيث قبل شفاعته في الأمر، وما حظي به من مدح شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما نظرا فيه إلى صِغَر سنٍّ هو فيها دونهما بكثير، بل نظرا فيه إلى عقله، وكم هو حريٌّ بنا معشر طلاب العلم أن نُنمِّي هذا الجانب بيننا، وأن نحترم من يحترم عقله، ومن يكون له رأي حصيف ولو كان أصغر منا.
ابن عباس أمير الحجِّ
في السنة التي حُوصِر فيها عثمان، وقُتِل رضي الله عنه، أرسل ابنَ عباس أميرًا على الحج، وفيها قال أبو وائل: (خطب ابن عباس ـ وهو على الموسم ـ فجعل يقرأ ويفسر، فجعلت أقول: لو سمعته فارس والروم لأسلمت).
وفي رواية أن السورة التي قرأها سورة النور، قال أبو وائل: (قرأ ابن عباس سورة النور، فجعل يفسرها، فقال رجل: لو سمعت هذا الديلم لأسلمت).
وفاة شيخ من أبرز شيوخه في عهد عثمان:
في سنة (30 هـ) من عهد عثمان توفي أحد شيوخ ابن عباس، وهو أبيُّ بن كعب الأنصاري، وقد أورد الحبْر رواية يظهر فيها من أدبه مع شيخه أُبيٍّ، قال ابن عباس: (ما حدثني أحد قط حديثا فاستفهمته، فلقد كنت آتي باب أُبيِّ بن كعب وهو نائم، فأقِيلُ على بابه، ولو علم بمكاني لأحب أن يُوقَظَ لِي لمكاني من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولكنٍّي أكره أن أُمِلَّه).
(وفي ذلك من الأدب مع الأشياخ ما يحسن بطالب العلم أن يقتدي به، ومن ذلك:
1 ـ انظر كيف يصبر ابن عباس على حرِّ الهاجرة، وذلك من باب الحرص على طلب العلم.
2 ـ وكيف كره أن يغشى شيخه في وقت راحته، مع يقينه بمحبة شيخه له.
3 ـ وكيف كان احتماله للتعب في سبيل تعلمه وتعليمه.
ومن سؤالاته القرآنية لأُبي بن كعب، ما ذكره، فقال: (كنت ألزم الأكابر من أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من المهاجرين والأنصار فأسألهم عن مغازي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وما نزل من القرآن في ذلك، وكنت لا آتي أحدا منهم إلا سر بإتياني لقربي من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فجعلت أسأل أبي بن كعب يومًا ـ وكان من الراسخين في العلم ـ عمَّا نزل من القرآن بالمدينة فقال: نزل بها سبع وعشرون سورة، وسائرها بمكة).
وفي هذا الأثر فوائد، منها:
1 ـ الثناء على الشيخ بما فيه من العلم،وذلك قوله: (وكان من الراسخين في العلم).
2 ـ الحرص على الأكابر من العلماء.
3 ـ الحرص على العلم المنقول (المغازي والنُّزول) ممن هم أعلم به ممن شاهدوا التنْزيل.
4 ـ معرفة الصحابة لحق قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم، وحرصهم على وصل هذه القرابة، وهذا يدلك على محبة الصحابة لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنهم قد حفظوا حقوق آل بيته بعد موته، وليس كما يزعم من لا خلاق لهم أنهم ضيعوا حقوقهم وفرَّطوا فيهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحريٌّ بنا ـ نحن أهل السنة ـ أن نعيد هذا الأمر لنصابة، وننشر في دروسنا حقوق آل البيت، ونعرف لهم فضلهم، ونُشيع ذلك في منتدياتنا، ولا نجعل ذلك حكرًا على الأفاكين الذين يزعمون المحبة، وهم منها بعيدون.
ولقدكان أُبيٌّ يعرف علم ابن عباس ويقدِّره، ومن ذلك ما روى ابن سعد من طريق يسر بن سعيد عن محمد بن أبي بن كعب عن أبيه أنه سمعه يقول ـ وكان عنده ابن عباس فقام ـ قال: (هذا يكون حبر هذه الأمة، أوتِي عقلا وجسما، ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفقه في الدين).
وفي سنة (32) ـ مع اختلاف في سنة وفاته ـ توفي شيخ الكوفة ومعلمها عبد الله بن مسعود، وقد كان من كبار علماء القرآن؛ إقراءً وتفسيرًا.
وقد كان يرى في ابن عباس العالم المتقن، فقد ورد عنه فيه أقوال:
1 ـ قال: (لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عشره منا أحد).، وفي رواية " ما عاشره ". أي: ما بلغ عشره، أي عشر ماعنده من العلم.
2 ـ وقال: (ولنعم ترجمان القرآن ابن عباس).
وقال: (لو أن هذا الغلام أدرك ما أدركنا، ما تعلقنا معه بشئ).
عهد علي (36 ـ 40)
ولما قُتِل عثمان سنة (35 للهجرة) تولى بعده علي بن أبي طالب إلى أن قُتِل سنة (40 للهجرة)، وكان عمر ابن عباس (39 ـ 42)، وكان بين ابني العم ودٌّ ومحبة، ولقد أظهر ابن عباس نصرة ابن عمِّه في قتاله، وسار معه، وولي له البصرة إلى أن قُتِل عليٌّ رضي الله عنه، وكان إمامًا لوفد المحكمين من طرف علي بن أبي طالب رضي الله عن الجميع.
وكان بين ابن العمين ودٌّ متبادل، حتى لقد قال ابن عباس: (ما عندي من علم في القرآن فمن عليٍّ)، ولقد أورد الطبري ما يفيد احترام ابن عباس لشيخه علي، ووقوفه عند علمه، وذلك في تفسير المراد بالعاديات، قال ابن عباس: (بينما أنا في الحجر جالس، أتاني رجل يسأل عن (الْعَادِيَاتِ ضَبْحًا) فقلت له: الخيل حين تغير في سبيل الله، ثم تأوي إلى الليل، فيصنعون طعامهم، ويورون نارهم. فانفتل عني، فذهب إلى علي بن أبي طالب رضى الله عنه وهو تحت سقاية زمزم، فسأله عن (الْعَادِيَاتِ ضَبْحًا) فقال: سألتَ عنها أحدًا قبلي؟ قال: نعم، سألت عنها ابن عباس، فقال: الخيل حين تغير في سبيل الله، قال: اذهب فادعه لي; فلما وقفت على رأسه قال: تفتي الناس بما لا علم لك به، والله لكانت أول غزوة في الإسلام لبدر، وما كان معنا إلا فرسان: فرس للزبير، وفرس للمقداد فكيف تكون العاديات ضبحا! إنما العاديات ضبحا من عرفة إلى مزدلفة إلى منى ; قال ابن عباس: فنزعت عن قولي، ورجعت إلى الذي قال علي رضي الله عنه).
ولا يخفى على من عرف سير علي بن أبي طالب ما أوتي من علم في القرآن، فهو أحد من أسندت إليه القراءات القرآنية، وقد وقف على المنبر يومًا، وقال: (لا يسألني أحد عن آية من كتاب الله إلا أخبرته)
وفي ولايته للبصرة نشر علمه هناك، وأخذ عنه بعض البصريين كأبي الشعثاء جابر ابن زيد، وكان ابن عباس يُجِلُّه، ويعرف له قدره حين قال: (لو أن أهل البصرة نزلوا عند قول جابر بن زيد لأوسعهم علماً من كتاب الله).
وقال تميم بن حدير عن الرباب: سألت ابن عباس عن شيء فقال: تسألوني وفيكم جابر بن زيد وهو أحد العلماء؟.
هذا، ولعل الله ييسر تعليقات على منهج ابن عباس العلمي.
ـ[أبو الجود]ــــــــ[31 Mar 2007, 09:36 م]ـ
بارك الله في الشيخ الدكتور مساعد على هذه اللفتات الرائعة الرائقه زادك الله علما وفهما وتوفيقا
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[01 Apr 2007, 08:37 ص]ـ
شيخنا الحبيب جزاك الله خير ونفع الله بعلمك ....
نفعتنا بهذه اللطائف كما أستمتعنا بمحاضرتك عن آداب طالب العلم من سيرة ابن عباس وضي الله عنه ....
من أراد تحميل محاضرة الشيخ وفقه الله على هذا الرابط:
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=34225
ـ[يسري خضر]ــــــــ[01 Apr 2007, 12:27 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخناالكريم علي هذه الفوائدالطيبة
ـ[د. أنمار]ــــــــ[01 Apr 2007, 04:29 م]ـ
من أجمل ما قرأت، خاصة تقسيم مراحل حياته، وسمة كل منها.
قد بارك الله فيما يدكم سطرت ... وما شذاه سرى من سيرة الحبر.
هو ابن عم رسول الله ضاء له ... نور القران هدى لا ريب في الأمر
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[02 Apr 2007, 12:05 ص]ـ
بورك فيكم أبا عبدالملك،وسؤالي: هل صحّ أنه رأى جبريل عليه السلام؟
ـ[د. أنمار]ــــــــ[02 Apr 2007, 03:51 م]ـ
أخرج ابن سعد عن ابن عباس قال رأيت جبريل مرتين.
ورواه الطبراني قال ثنا علي بن المبارك الصنعاني ثنا زيد بن المبارك ثنا يحيى بن آدم عن أبي كدينة يحيى بن المهلب عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال: رأيت جبريل مرتين ودعا لي رسول الله صلى الله عليه و سلم بالحكمة مرتين
قلت وعند أحمد في فضائل الصحابة من زيادة ابنه قال ثنا أبو هشام قثنا يحيى بن آدم قثنا أبو كدينة، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: «رأيت جبريل مرتين، ودعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤتيني الله الحكمة مرتين».
وفي أطراف الغرائب والأفراد للمقدسي
قال غريب من حديثه أي أبي إسحق السبيعي عن عكرمة، تفرد به أبو مالك النخعي عبد الله بن حسين عنه.
أخرج أحمد والبيهقي عن ابن عباس قلت كنت مع أبي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده رجل يناجيه فكان كالمعرض عن أبي فخرجنا فقال لي أبي يا بني ألم تر إلى ابن عمك كالمعرض عني قلت يا أبت إنه كان عنده رجل يناجيه فرجع فقال يا رسول الله قلت لعبد الله كذا كذا فقال أنه كان عندك رجل يناجيك فهل كان عندك أحد قال وهل رأيته يا عبد الله قلت نعم قال ذاك جبريل هو الذي يشغلني عنك.
أخرج ابن عدي في الكامل وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في دلائل النبوة عن ابن عباس قال مررت بالنبي صلى الله عليه وسلم وإذا معه جبريل وأنا أظنه دحية الكلبي فقال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم أنه لوضح الثياب وأن ولده يلبسون السواد
اهـ من الحاوي
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أنمار]ــــــــ[02 Apr 2007, 06:00 م]ـ
وفي مجمع الزوائد قال الهيثمي:
عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يده على كتفي أو على منكبي شك سعيد ثم قال اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل- قلت هو في الصحيح غير قوله وعلمه التأويل- رواه أحمد والطبراني بأسانيد، وله عند البزار والطبراني اللهم علمه تأويل القرآن، ولأحمد طريقان رجالهما رجال الصحيح.
وعن ابن عباس قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نعم ترجمان القرآن أنت ودعا لي جبريل عليه السلام مرتين.
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن خراش وهو ضعيف. (هكذا!)
وعن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يده على صدره فوجد عبد الله بردها في صدره ثم قال اللهم احش جوفه علماً وحلماً فسلم يستوحش في نفسه إلى مسئلة أحد من الناس ولم يزل خير هذه الأمة حتى قبضه الله. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
وعن ابن عباس قال كنت مع أبي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده رجل يناجيه فكان كالمعرض عن أبي فخرجنا من عنده فقال أبي أي بني ألم تر إلى ابن عمك كالمعرض عني فقلت يا أبت انه كان عنده رجل يناجيه قال فرحنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبي يا رسول الله فقلت لعبد الله كذا وكذا فأخبرني أنه كان عندك رجل يناجيك فهل كان عندك أحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل رأيته يا عبد الله قلت نعم قال فان ذلك جبريل عليه السلام هو الذي شغلني عنك.
رواه أحمد الطبراني بأسانيد ورجالهما رجال الصحيح.
وعن ابن عباس قال مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وليه ثياب بيض وهو يناجي دحية بن خليفة الكلبي وهو جبريل عليه السلام وأنا لا أعلم فلم يسلم فقال جبريل يا محمد من هذا قال هذا ابن عمي هذا ابن عباس قال ما أشد وضح ثيابه أما إن ذريته ستسود بعده أو سلم علينا رددنا عليه فلما رجعت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منعك ان تسلم قال بأبي وامي رأيتك تناجي دحية بن خليفة فكرهت ان تنقطع عليكما مناجاتكما قال وقد رأيته قلت نعم قال أما انه سيذهب بصرك ويرد عليك في موتك
قال عكرمة فلما قبض ابن عباس ووضع على سريره جاء طائر شديد الوهج فدخل في أكفانه فأرادوا شر فقال عكرمة ما تصنعون هذه بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم التي قال له فلما وضع في لحده تلقى بكلمة سمعها من على شفير قبره "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[02 Apr 2007, 11:10 م]ـ
بوركت أخي د. أنمار ..
بيد أن جل ما ذكرت بيّن الضعف من أول وهلة، فجل المصادر التي نقلت منها من مظان الضعاف والغرائب والمنكرات، بقي النظر في رواية أحمد،ولعلي أنشط لمراجعة إسنادها.
أولاً:
ولا يخفى على شريف علمك أن رواية ابن عدي للحديث في الكامل هي أمارة على ضعفة، فلا يصلح الاستشهاد به.
ثانياً:
كلمة (رجاله رجال الصحيح) لا تدل على التصحيح، فهي فقط تدلنا على توفر شرطين في نظر الناقد، لا أكثر ولا أقل،ويبقى للباحث التفتيش عن الشروط الثلاثة الباقية: (الاتصال، الشذوذ، العلة).
ـ[د. أنمار]ــــــــ[11 Apr 2007, 04:47 م]ـ
وعن ابن عباس قال كنت مع أبي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده رجل يناجيه فكان كالمعرض عن أبي فخرجنا من عنده فقال أبي أي بني ألم تر إلى ابن عمك كالمعرض عني فقلت يا أبت انه كان عنده رجل يناجيه قال فرحنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبي يا رسول الله فقلت لعبد الله كذا وكذا فأخبرني أنه كان عندك رجل يناجيك فهل كان عندك أحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل رأيته يا عبد الله قلت نعم قال فان ذلك جبريل عليه السلام هو الذي شغلني عنك.
رواه أحمد الطبراني بأسانيد ورجالهما رجال الصحيح.
.
بعد تأمل ما سيأتي يكون الحديث من قبيل الحسن الصحيح أو الصحيح لغيره
فقد أخرجه أحمد في موضعين 1/ 294، 312
وقال محققوا المسند: إسناده على شرط مسلم وعمار بن أبي عمار وإن خرج له مسلم قال البخاري كان شعبة يتكلم فيه، وقال ابن حبان في الثقات كان يخطئ
قلت خلاصة قول الحافظ فيه في التقريب: " صدوق ربما أخطأ"
ثم خرجوا الحديث من عدة كتب تنتهي لنفس الإسناد: حماد عن عمار عن ابن عباس
لكن للحديث شاهد قوي عند أحمد في الفضائل 1854 عن يحيى عن زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي عن ابن عباس قال قد رأيت عنده رجلا فقال العباس يزعم ابن عمك أنه رأى عندك رجلا قال كذا وكذا قال نعم ذاك جبريل.
وإسناده صحيح
وله شاهد آخر في زوائد عبد الله على الفضائل 1917 من طريق الدراوردي عن ثور بن زيد عن موسى بن ميسرة عن علي بن عبد الله عن أبيه قال بعث العباس عبد الله إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حاجة فوجد معه رجلا ولم يعلمه فقال رأيته قال نعم قال ذاك جبريل قال أما إن ابنك لن يموت حتى يذهب بصره ويؤتى علما
قالوا فإن صح وصله فالإسناد حسن
قلت ولينظر إسناد الطبراني الآتي
وعن ابن عباس قال مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وليه ثياب بيض وهو يناجي دحية بن خليفة الكلبي وهو جبريل عليه السلام وأنا لا أعلم فلم يسلم فقال جبريل يا محمد من هذا قال هذا ابن عمي هذا ابن عباس قال ما أشد وضح ثيابه أما إن ذريته ستسود بعده أو سلم علينا رددنا عليه فلما رجعت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منعك ان تسلم قال بأبي وامي رأيتك تناجي دحية بن خليفة فكرهت ان تنقطع عليكما مناجاتكما قال وقد رأيته قلت نعم قال أما انه سيذهب بصرك ويرد عليك في موتك
قال عكرمة فلما قبض ابن عباس ووضع على سريره جاء طائر شديد الوهج فدخل في أكفانه فأرادوا شر فقال عكرمة ما تصنعون هذه بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم التي قال له فلما وضع في لحده تلقى بكلمة سمعها من على شفير قبره "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[27 Aug 2007, 08:22 ص]ـ
من أروع ما قرأت في ترجمة الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنه وأرضاه ..
بارك الله فيكم يا دكتور مساعد ووفقك
ـ[أبو العالية]ــــــــ[27 Aug 2007, 11:04 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
تصوُّر جميل، وتقسيم مميز، وصيد للفوائد رائع.
أحسن الله إليك أيها الشيخ الحبيب وجعله في ميزان حسناتك.
قلت رضي الله عني وعنك في فوائد أثر ابن عباس في سورة النصر:
(3 ـ دقة فهم ابن عباس، وقوة استنباطه وغوصه على الدقائق، وما سُمِّي حبر الأمة من فراغ، بل لأجل ذلك الاستنباط وغيره) أهـ
يُكثر المؤلِّفون في كتب أصول التفسير وتاريخه؛ عند الكلام على معاني التفسير، أن يُفردوا مبحثاً خاصاً في ثنايا دراستهم؛ يُفرِّقون فيه بين مصطلحي: التفسير والتأويل.
ثم ما أنْ تلبث حتى تراهم يستدلوا _ وفقهم الله لكل خير _ بقصة عمر وابن عباس رضي الله عنهم مع أشياخ بدر في تفسير سورة النصر.
فإنهم وإنْ ذكروا بين المصطلحين فروقاً، كان بعضُها أصاب المَحِزَّ، وبعضُها بعيداً، ولا غرو؛ فالكلٌّ عائدٌ بعد التأمُّلِ والنَّظرِ والتَّفكرِ على الاجتهاد، إلا أنه يظهر والعلم عند الله أنَّ الاستدلال بهذه القصة على أن رأي ابن عباسٍ رضي الله عنهما هو من باب التأويل لا التفسير فيه نظرٌ.
ولعل الصواب _ إن شاء الله فيما يظهر لي والعلم عند الله _ ان يقال: أن هذا الفهم من ابن عباس كان عن سابق رواية علمها من النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا جملة من الأدلة:
الأول: في معرفة سبب ووقت النزول:
فإنها نزلت في أيام التشريق من حجة الوداع كما في الصحيح.
وإذا كان ذلك كذلك؛ فحين نزلت قال النبي صلى الله عليه وسلم: (نُعِيتْ إليَّ نَفْسِي).
الثاني: أن ابن عباس رضي الله عنهما لم ينفرد بالرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، بل قد شاركه في الرواية هذه جملة من الصحابة وهم: أبو بكر، وعمر، وابن عمر، والعباس، وابن مسعود رضي الله عنهم.
الثالث: موافقة قول عمر رضي الله عنه لقوله حين قال: (لا أعلم منها إلا ما تعلم)
وهذا يدل على أن الأمر لم يكن حديث التأمل والفكر والنظر، بل كان علماً مسبوقاً، ولذا قال عمر رضي الله عنه قوله؛ فدل على أنه يعلمه أيضاً. وغيره؛ فهي لا تعد خصِّيصة لابن عباس وحده، وعليه فالقول في التفريق بين التفسير والتأويل بهذه القصة بحاجة لمزيد تحرير.
هذه إشارات على عجل كتبتها وربما أخطأت في التعبير؛ وفي الجعبة من كلام أهل العلم فيها كثير، وفي ما ذكر كفاية إن شاء الله؛ فإني ذاهب الآن لأطير؛ لأقتني كتاباً نفيساً.
فليت الشيخ المفضال ينظر في هذا ويصحح لي ما جانبتُ فيه الصواب.
محبكم الصغير(/)
الأرشيف الصوتي لدرس فضيلة الشيخ د. محمد بن عبدالله بن جابر القحطاني ... (أدخل وحمل)
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[01 Apr 2007, 12:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم يا رب تسليماً كثيراً ..
أما بعد ..
مشائخي الكرام أسأل الله أن يكتب لكم الأجر والمثوبة، على ما تقدمونه من جهد واضح ملموس، في خدمة كتاب الله، وتوضيح معانية، والوقوف على أسباره، والغوص في معانيه، لتخرجو لنا أبهى التصورات، وأجمل الوقفات، مع هذا الكتاب المبارك، فلا حرمكم ربي الأجر ..
ومن الجهد الملموسة في الوقفات التربوية الرائعة مع القرآن، ذلك الدرس الأسبوعي الرائع والمتميز في الأداء والطرح، درس شيخنا محمد بن عبد الله بن جابر القحطاني ... والذي هو بعنوان (تفسير آيات نداء المؤمنين) ...
أحبتي، ونحن هنا في عالم الأنترنت، قد لا يتسنى لأحدنا حضور ذلك الدرس، فنقول: إن من توفيق الله أن يسر لهذا الدرس من يقوم بتسجيلة (ونسأل الله أن لا يحرمه الأجر)، وهو يرفع تباعاً على إحدى المواقع ... فهذه فرصة ... أدعو فيها نفسي ومشائخي للإستماع ... نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد ..
للإستماع إلى أرشيف الدرس اضغط هنا ( http://www.abhadawah.com/voices.php?action=listvoices&id=9)(/)
علم السياق القرآني [11] (صلة السياق بالمقاصد)
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[01 Apr 2007, 01:39 م]ـ
علم المقاصد وصلته بالسياق
علم المقاصد من أعظم العلوم المتعلقة بالتفسير؛ إذ لابد للمفسر أن يراعي مقاصد الشارع، والغرض الذي ورد النص لأجله.
والمقصد هو العمدة في كل كلام.
قال ابن القيم في كتابه إعلام الموقعين في بيان أن مردَّ الكلام إلى مراد المتكلم وغرضه": الفصل الثالث في أن التأويل إخبار عن مراد المتكلم لا إنشاء. فهذا الموضع مما يغلط فيه كثير من الناس غلطا قبيحا فإن المقصود فهم مراد المتكلم بكلامه، فإذا قيل معنى اللفظ كذا وكذا، كان إخباراً بالذي عناه المتكلم، فإن لم يكن هذا الخبر مطابقاً كان كذباً على المتكلم" ([1]).
ومعرفة كلام الله تعالى راجعة إلى العلم بمقاصده.
قال الشاطبي في الموافقات: "وقال تعالى +أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا" [محمد 24] التدبر إنما يكون لمن التفت إلى المقاصد" ([2]).
وقد اهتم العلماء بعلم المقاصد اهتماماً ظاهراً ومنهم:
1 - الشاطبي في الموافقات، وقد أُلِّفت رسالتان في عنايته بهذا العلم وعنوانها (نظرية المقاصد عند الشاطبي) للدكتور أحمد الريسوني، ورسالة بعنوان (قواعد المقاصد عند الإمام الشاطبي) لعبدالرحمن الكيلاني.
2 - شيخ الإسلام ابن تيمية، وقد ألفت رسالة خاصة ببيان عنايته بهذا العلم وعنوانها (مقاصد الشريعة عند شيخ الإسلام ابن تيمية) ليوسف بن أحمد البدوي.
3 - ابن القيم في كتابه (إعلام الموقعين).
4 - من أبرز المفسرين عناية بإظهار أغراض الآيات ومقاصدها ابن عاشور في تفسيره (التحرير والتنوير)، فإنك لا تكاد ترى آية إلا ويفتتحها ببيان غرضها. وقد أفرد علم المقاصد في مقدمة من مقدمات تفسيره، وألف كتاباً مستقلاً بعنوان (مقاصد الشريعة). وأُلِّفت رسالة علمية في كتابه وعنوانها (ابن عاشور وكتابه مقاصد الشريعة) لمحمد حبيب ابن الخوجة.
الصلة بين السياق وعلم المقاصد:
المقاصد هي كما تقرر أساس السياق وركنه الأعظم، ولا يعرف السياق حقيقة إلا بمعرفة الغرض والمقصد الذي جاء من أجله الكلام.
قال السرخسي: "القرينة التي تقترن باللفظ من المتكلم، وتكون فرقاً فيما بين النص والظاهر هي السياق، بمعنى الغرض الذي سيق لأجله الكلام" ([3]).
وقد تركزت دراستي لسياق سورة البقرة على هذا الباب، فتقرر لدي بما لا مجال للشك فيه أن عمدة السياق هو الغرض، وأن كل آية واردة لغرض معين، ولعل هذا هو سر الفصل بين الآيات وتقطيعها.
ومن أمثلة ذلك ماجاء في تفسير قوله تعالى: علم المقاصد وصلته بالسياق
علم المقاصد من أعظم العلوم المتعلقة بالتفسير؛ إذ لابد للمفسر أن يراعي مقاصد الشارع، والغرض الذي ورد النص لأجله.
والمقصد هو العمدة في كل كلام.
قال ابن القيم في كتابه إعلام الموقعين في بيان أن مردَّ الكلام إلى مراد المتكلم وغرضه": الفصل الثالث في أن التأويل إخبار عن مراد المتكلم لا إنشاء. فهذا الموضع مما يغلط فيه كثير من الناس غلطا قبيحا فإن المقصود فهم مراد المتكلم بكلامه، فإذا قيل معنى اللفظ كذا وكذا، كان إخباراً بالذي عناه المتكلم، فإن لم يكن هذا الخبر مطابقاً كان كذباً على المتكلم" ([1]).
ومعرفة كلام الله تعالى راجعة إلى العلم بمقاصده.
قال الشاطبي في الموافقات: "وقال تعالى +أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا" [محمد 24] التدبر إنما يكون لمن التفت إلى المقاصد" ([2]).
وقد اهتم العلماء بعلم المقاصد اهتماماً ظاهراً ومنهم:
1 - الشاطبي في الموافقات، وقد أُلِّفت رسالتان في عنايته بهذا العلم وعنوانها (نظرية المقاصد عند الشاطبي) للدكتور أحمد الريسوني، ورسالة بعنوان (قواعد المقاصد عند الإمام الشاطبي) لعبدالرحمن الكيلاني.
2 - شيخ الإسلام ابن تيمية، وقد ألفت رسالة خاصة ببيان عنايته بهذا العلم وعنوانها (مقاصد الشريعة عند شيخ الإسلام ابن تيمية) ليوسف بن أحمد البدوي.
3 - ابن القيم في كتابه (إعلام الموقعين).
4 - من أبرز المفسرين عناية بإظهار أغراض الآيات ومقاصدها ابن عاشور في تفسيره (التحرير والتنوير)، فإنك لا تكاد ترى آية إلا ويفتتحها ببيان غرضها. وقد أفرد علم المقاصد في مقدمة من مقدمات تفسيره، وألف كتاباً مستقلاً بعنوان (مقاصد الشريعة). وأُلِّفت رسالة علمية في كتابه وعنوانها (ابن عاشور وكتابه مقاصد الشريعة) لمحمد حبيب ابن الخوجة.
الصلة بين السياق وعلم المقاصد:
المقاصد هي كما تقرر أساس السياق وركنه الأعظم، ولا يعرف السياق حقيقة إلا بمعرفة الغرض والمقصد الذي جاء من أجله الكلام.
قال السرخسي: "القرينة التي تقترن باللفظ من المتكلم، وتكون فرقاً فيما بين النص والظاهر هي السياق، بمعنى الغرض الذي سيق لأجله الكلام" ([3]).
وقد تركزت دراستي لسياق سورة البقرة على هذا الباب، فتقرر لدي بما لا مجال للشك فيه أن عمدة السياق هو الغرض، وأن كل آية واردة لغرض معين، ولعل هذا هو سر الفصل بين الآيات وتقطيعها.
ومن أمثلة ذلك ماجاء في تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} [الجمعة 9] قال الغزالي في بيان غرض الآية وما بني عليه من المعنى والحكم في الآية: "الآية إنما نزلت وسيقت لمقصد وهو بيان الجمعة، وما نزلت الآية لبيان أحكام البياعات، ما يحل منها وما يحرم، فالتعرض للبيع لأمر يرجع إلى البيع في سياق هذا الكلام يخبط الكلام ويخرجه عن مقصوده، ويصرفه إلى ما ليس مقصوداً به، وإنما يحسن التعرض للبيع إذا كان متعلقاً بالمقصود .. " ([4]).
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) ((أعلام الموقعين)) (1/ 219).
([2]) ((الموافقات)) (3/ 383).
([3]) ((أصول السرخسي)) (1/ 164)، نقلاً عن دلالة السياق لردة الله الطلحي (ص37).
([4]) ((شفاء الغليل)) (ص51).(/)
بعض العلوم المستنبطة من القرآن.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[01 Apr 2007, 08:09 م]ـ
جمع القرآن علوم الأولين والآخرين بحيث لم يحط بها علمًا حقيقة إلا المتكلم بها، ثم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خلا ما استأثر به سبحانه، ثم ورث عنه معظم ذلك سادات الصحابة وأعلامهم مثل الخلفاء الأربع وابن مسعود وابن عباس، حتى قال: "لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله". ثم ورث عنهم التابعون بإحسان، ثم تقاصرت الهِمم وفترت العزائم وتضاءل أهل العلم وضعفوا عن حمل ما حمله الصحابة والتابعون من علومه وسائر فنونه، فنوّعوا علومه وقامت كل طائفة بفنٍّ من فنونه، فاعتنى قوم بضبط لغاته وتحرير كلماته ومعرفة مخارجه وحروفه وعددها وعدد كلماته وآياته وسوره وأحزابه وأنصافه وأرباعه وعدد سجداته والتعليم عند كل عشر آيات إلى غير ذلك من حصر الكلمات المتشابهة والآيات المتماثلة من غير تعرّض لمعانيه ولا تدبر لما أودع فيه، فسُمُّوا القرّاء.
واعتنى النحاة بالمبني منه والمعرب من الأسماء والأفعال والحروف العاملة وغيرها وأوسعوا الكلام في الأسماء وتوابعها وظروف الأفعال واللازم والمتعدي ورسوم خط الكلمات وجميع ما يتعلق به حتى إن بعضهم أعرب مشكله وبعضهم أعربه كلمة كلمة.
واعتنى المفسرون بألفاظه، فوجدوا منه لفظا يدل على معنى واحد، ولفظا يدل على معنيين، ولفظا يدل على أكثر، فأجروا الأول على حكمه، وأوضحوا معنى الخفي منه، وخاضوا في ترجيح أحد محتملات أحد المعنيين والمعاني، واعمل كل منهم فكره وقال بما اقتضاه نظره.
واعتنى الأصوليون بما فيه من الأدلة العقلية والشواهد الأصلية والنظرية، مثل قوله تعالى: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا) [الأنبياء:22] إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة، فاستنبطوا منه أدلة على وَحدانية الله ووجوده وبقائه وقِدمه وقدرته وعلمه وتنزيهه عما لا يليق به، وسمّوا هذا العلم بأصول الدين.
وتأملت طائفة منهم معاني خطابه، فرأت منها ما يقتضي العموم ومنها ما يقتضي الخصوص إلى غير ذلك، فاستنبطوا منه أحكام اللغات من الحقيقة والمجاز، وتكلموا في التخصيص والأخبار والنص والظاهر والمجمل والمحكم والمتشابه والأمر والنهي والنسخ إلى غير ذلك من أنواع الأقيسة واستصحاب الحال والاستقراء، وسمّوا هذا الفن أصول الفقه.
وأحكمت طائفة صحيح النظر وصادق الفكر في ما فيه من الحلال والحرام وسائر الأحكام فاستثبتوا أصوله وفرّعوا فروعه وبسطوا القول في ذلك بسطا حسنا وسمّوه بعلم الفروع وبالفقه أيضا.
وتلمّحت طائفة ما فيه من قصص القرون السالفة والأمم الخالية ونقلوا أخبارهم ودوّنوا آثارهم ووقائعهم حتى ذكروا بدأ الدنيا وأوّل الأشياء وسمّوا ذلك بالتاريخ والقصص.
وتنبّه آخرون لما فيه من الحِكَم والأمثال والمواعظ التي تقلقل قلوب الرجال وتكاد تدكدك الجبال، فاستنبطوا ما فيه من الوعد والوعيد والتحذير والتبشير وذكر الموت والمعاد والحشر والنشر والحساب والعقاب والجنة والنار فصولاً من المواعظ وأصولاً من الزواجر، فسُمُّوا بذلك الخطباء والوعاظ.
واستنبط قوم مما فيه من أصول التعبير مثل ما ورد في قصة يوسف في البقرات السمان وفي منامي صاحبي السجن وفي رؤياه الشمس والقمر والنجوم ساجدة وسموه تعبير الرؤيا، واستنبطوا تفسير كل رؤيا من الكتاب، فإن عزّ عليهم استخراجها منه فمن السنّة التي هي شارحة للكتاب، فإن عسر فمن الحكم والأمثال، ثم نظروا إلى اصطلاح العوام في مخاطباتهم وعرف عاداتهم التي أشار إليه القرآن بقوله: (وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ) [الأعراف:199].
وأخذ قوم مما في آية المواريث من ذكر السهام وأرباعها وغير ذلك علمَ الفرائض، واستنبطوا من ذكر النصف والثلث والربع والسدس والثمن حساب الفرائض واستخرجوا منه أحكام الوصايا.
ونظر قوم إلى ما فيه من الآيات الدالة على الحكم الباهرة في الليل والنهار والشمس والقمر ومنازله والنجم والبروج وغير ذلك، فاستخرجوا منه علم المواقيت.
ونظر الكُتَّاب والشعراء إلى ما فيه من جزالة اللفظ وبديع النظم وحسن السياق والمبادئ والمقاطع والمخالص والتلوين في الخطاب والإطناب والإيجاز وغير ذلك فاستنبطوا منه المعاني والبيان والبديع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونظروا فيه أرباب الإشارة وأصحاب الحقيقة، فلاح لهم من ألفاظه معان ودقائق جعلوا لها أعلاما واصطلحوا عليها مثل الفناء والبقاء والحضور والخوف والهيبة والأُنس والوحشة والقبض والبسط وما أشبه ذلك كهذه الفنون التي أخذتها الملة الإسلامية.
وقد احتوى على علوم أخر من علوم الأوائل مثل الطب والجدل والهيئة والهندسة والجبر والمقابلة والنجامة وغير ذلك؛
أما الطب فمداره على حفظ نظام الصحة واستحكام القوة، وذلك إنما يكون باعتدال المزاج بتفاعل الكيفيات المتضادة، وقد جمع ذلك في آية واحدة وهي قوله تعالى: (وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً) [الفرقان:67]. وعرّفنا فيه بما يفيد نظام الصحة بعد اختلاله وجدة الشفاء للبدن بعد اعتلاله في قوله: (شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ) [النحل:69]. ثم زاد على طب الأجساد بطب القلوب وشفاء الصدور.
وأما الهيئة، ففي تضاعيف سوره من الآيات التي ذكر فيها ملكوت السموات والأرض وما بثّ في العالم العلوي والسفلي من المخلوقات.
وأما الهندسة ففي قوله تعالى: (انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ) [المرسلات:30] الآية.
وأما الجدل، فقد حوت آياته من البراهين والمقدمات والنتائج والقول بالموجب والمعارضة وغير ذلك شيئا كثيرا، ومناظرة إبراهيم لنمرود ومحاجته قومه أصل في ذلك عظيم.
وأما الجبر فقد قيل: إن أوائل السور فيها ذكر مُدد وأعوام وأيام لتواريخ أمم سابقة، وأن فيها تاريخ بقاء هذه الأمة وتاريخ مدة الدنيا وما مضى وما بقى مضروب بعضها في بعض.
وأما النجامة ففي قوله تعالى: (أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ) [الأحقاف:4] فقد فسّره بذلك ابن عباس رضي الله عنهما.
وفيه أصول الصنائع وأسماء الآلات التي تدعو الضرورة إليها؛
كالخياطة في قوله تعالى: (وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ) [الأعراف:22]
والحدادة في قوله: (آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ) [الكهف:96] (وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ) [سبأ:10]
والبناء في آيات، والنجارة في قوله: (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ) [هود:37]
والغَزِِْل في قوله: (نَقَضَتْ غَزْلَهَا) [النحل:92]
والنسيج في قوله: (كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً) [العنكبوت:41]
والفلاحة في قوله تعالى: (أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ) [الواقعة:63]
والغوص في قوله تعالى: (كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ) [ص:37] (وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً) [النحل:14]
والصياغة في قوله تعالى: (وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً) [الأعراف:148]،
والزجاجة (صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ) [النمل:44] (الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ) [النور:35]،
والفخار في قوله: (فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ) [القصص:38].
والملاحة (أَمَّا السَّفِينَةُ) [الكهف:79] الآية،
والكتابة (عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) [العلق:4].
والخبز (أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً) [يوسف:36]،
والطبخ (بِعِجْلٍ حَنِيذٍ) [هود:69]
والغسل والقصارة (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) [المدثر:4] (قَالَ الْحَوَارِيُّونَ) [آل عمران:52] وهم القصارون.
والجزارة (إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ) [المائدة:3]
والبيع والشراء في آيات.
والصبغ (صِبْغَةَ اللّهِ) [البقرة:138] (جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ) [فاطر:27].
والحجارة (وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً) [الأعراف:74]
والكيالة والوزن في آيات.
وفيه من أسماء الآلات وضروب المأكولات والمشروبات والمنكوحات وجميع ما وقع ويقع في الكائنات ما يحقق معنى قوله تعالى: (مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ) [الأنعام:38].
(مطالع السعود وفتح الودود على إرشاد أبي السعود. للشيخ محمد زيتونة).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 Apr 2007, 08:17 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ويبدو أن أصل الكلام مأخوذ من الإتقان للسيوطي
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[02 Apr 2007, 10:36 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي أبا عبيدة .. وهذا الكلام موجود في الإتقان وفي الإكليل كلاهما للسيوطي، وهو محل بحث وقد سبق بحثه في الملتقى على هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=1122&highlight=%E3%DA%E4%EC+%C7%E1%DA%E3%E6%E3(/)
معاني "الرحمة" في القرآن العظيم
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[01 Apr 2007, 08:50 م]ـ
الحمد لله
الرحمة في القرآن على ستة عشر وجها:
ـ أحدها: الإسلام. ومنه: (يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ) [البقرة:105].
ـ الثاني: الجنة. ومنه: (فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ) [آل عمران:107].
ـ والثالث: السعة. ومنه: (تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ) [البقرة:178]
ـ الرابع: المغفرة. ومنه: (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ) [الأنعام:54]
ـ والخامس: المطر. ومنه: (بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ) [الأعراف:57]
ـ والسادس: القرآن. ومنه: (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ) [يونس:58]
ـ والسابع: الإيمان. ومنه: (وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ) [هود:28]
ـ والثامن: العصمة. ومنه: (إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ) [يوسف:53]
ـ والتاسع: الرزق. ومنه: (آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً) [الكهف:10]
ـ والعاشر: النعمة. ومنه: (آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا) [الكهف:65]
ـ والحادي عشر: المنة. ومنه: (وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ) [القصص:46]
ـ والثاني عشر: النصر. ومنه: (أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً) [الأحزاب:17]
ـ والثالث عشر: العافية. ومنه: (أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ) [الزمر:38]
ـ والرابع عشر: النبوّة. ومنه: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ) [الزخرف:32]
ـ والخامس عشر: المودة. ومنه: (رُحَمَاء بَيْنَهُمْ) [الفتح:29]
ـ والسادس عشر: الرقة. ومنه: (رَأْفَةً وَرَحْمَةً) [الحديد:27].
"البحر الملئان في اقتناص درر معاني القرآن" للشيخ أبي عمران موسى بن عمر المصمودي الحسني العلامي(/)
منهج القاسمي في أسباب النزول
ـ[محسن المطيري]ــــــــ[02 Apr 2007, 12:25 ص]ـ
أولاً: أرحب بمشايخنا وطلاب العلم المشاركين في هذا الملتقى المبارك الذي أسأل الله أن يجزي القائمين عليه خير الجزاء.
والحقيقة أن من المفسرين الذين لفتوا انتباهي في منهجهم العلامة جمال الدين القاسمي في كتابه محاسن التأويل ويتميز بمميزات منها:
1. منهجه العقدي السلفي وكثرة نقوله عن شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم.
2.المقدمة التي افتتح بها كتابه فهي من المقدمات الرائعة بين مقدمات المفسرين وتحتاج من الباحثين الى دراسة وبحث
وفي هذه المقدمة تعرض القاسمي لأسباب النزول فنقل نقولاً مهمة عن ابن تيمية والزركشي والشاطبي والدهلوي في الفوز الكبير فنقل عن الأخير قوله في أسباب النزول "وقد تحقق عند الفقير أن الصحابة والتابعين كثيراً ماكانوا يقولون نزلت الآيه في كذا وكذا وكان غرضهم تصوير ماصدقت عليه الآيه وذكر بعض الحوادث التي تشملها الآيه بعمومها سواء تقدمت القصة أو تأخرت اسرائيلياً كان ذلك أو جاهلياً استوعبت جميع قيود الآيه أو بعضها والله أعلم "
ودونك بعد هذا النقل بعض التطبيقات العملية للامام القاسمي في الجمع بين أسباب النزول المختلفة فقد توسع فيما أرى في حمل سبب النزول على التفسير والمثال وصرح في تفسيره في أكثر من موضع بطريقته في معالجة أختلاف اسباب النزول فقال تحت قوله تعالى:"وكذلك جعلناكم أمة وسطاً. . . " "فمآل ما يتعدد من سبب النزول في آية ما أو مايكثر من الآثار في وجوهها كله من باب تفسير العام ببعض ما يتناوله لفظه ولذلك يكثر في بعض طرق الروايات: ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى، أو ثم قرأ، أو اقرأوا ان شئتم مما يدل على أنه ذكرت الآية حجة لما أخبر به لأنه مما يندرج فيها فاحرص على ذلك ".
ومن الأمثلة على ذلك في قوله تعالى:"وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها. . . "
أورد عدداً من أسباب النزول في الآيه ثم ذكر حديث البراء ابن عازب في البخاري في سبب نزولها في معشر الأنصار ثم قال عن حديث البراء "فالمراد من نزولها في ذلك صدقها عليه حسب مارآه لا أن ذلك كان سبب نزولها كما بينا مراراً معنى قوله: نزلت الآية في كذا "
وتحت قوله تعالى"ياأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله" ذكر قصة أبي بكر وعمر ورفع صوتيهما عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال"وتقدم لنا مرارا الجواب عن أمثاله بأن قولهم نزلت الآية في كذا قد يكون المراد به الاستشهاد على أن مثله مما تتناوله الآيه لا أنه سبب لنزولها
الى أن قال:" وبه يجاب عما يرويه كثير من تعدد سبب النزول فاحفظه فانه من المضنون به على غير أهله ولو وقف عليه ابن عطيه لما ضعف رواية البخاري ــ يريد موقف أبي بكر وعمر مع الرسول صلى الله عليه وسلم ـــ ولما تمحل ابن حجر لتفكيك الآيات بجعل بعضها لسبب وبعضها الآخر في قصة واحده وبالله التوفيق.
وفي قوله تعالى "ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم. . . "
أورد قصة عبدالله بن حذافة مع السرية وذكر سببا آخر ثم قال "ولاتنافي بين الروايتين لما أسلفنا في مقدمة التفسير في بحث سبب النزول"
وأحيانا يخرج عن هذا المنهج في الحكم على سبب النزول المتعدد للآية ومن أمثلته:
في آية "ان الصفا والمروة من شعائر الله ذكر عدداً من أسباب النزول ثم قال "وقد استفيد من مجوع هذه الروايات أنه تحرج طوائف من السعي بين الصفا والمروة لأسباب متعددة فنزلت في الكل"
فعلى ذلك يرى جواز نزول الآية لعدد من الأسباب والأحداث
وله تحقيقات في الحكم على سبب النزول أحيانا ومن أمثلته:
وفي آية الأحقاف "قل أرايتم ان كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني اسرائيل. . . "
أوردقول القائلين بأن الآية مدنيه وانها نزلت في عبدالله بن سلام ثم قال "ولاحاجة للاستثناء والآية من باب الاخبار قبل الوقوع ويكون تفسيره به بيان للواقع لا على انه مراد بخصوصه منها هذا ماحققوه ويقرب مما نذكره كثيراً من المراد من سبب النزول في مثل هذا وأنه استشهاد على ما يتناوله اللفظ الكريم "
هذه بعض الامثله وهي كثيرة في كتابه وبالجملة فان منهجه في تفسيره فيه تحقيق لايخفى في جميع علوم القرآن برغم قلته وكثرة نقوله رحمه الله برحمته الواسعة.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[03 Apr 2007, 02:55 ص]ـ
أرحب بأخي الكريم الشيخ محسن المطيري بين أحبابه في ملتقى أهل التفسير ...
ونشكر لكم الانضمام للملتقى، وننتظر منكم المزيد من البحوث والدراسات المفيدة بإذن الله تعالى ..
ـ[محسن المطيري]ــــــــ[03 Apr 2007, 11:52 م]ـ
أشكرك ياشيخ فهد على حسن الترحيب، وليس غريبا عليكم ذلك ياأهل طيبة الطيبة ...
ولعلي أطرح أهمية دراسة مباحث علوم القرآن من خلال كتب المفسرين في موضوع آخر وهو من المباحث المهمة كما
لايخفى ذلك على كل مشتغل بالتفسير ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د على رمضان]ــــــــ[17 Oct 2010, 11:44 م]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه التحفة القيمة فيما يتعلق بتحقيقات القاسمى فى أسباب النزول، وإننى أثمن مقترحك فيمايتعلق بموضوع علوم القرآن عند المفسرين فهو موضوع بحاجة للبحث خاصة فى الدراسات العلمية من الماجستير والدكتوراة والبحوث العلمية المحكمة لتطلعنا على جهود المفسرين المتميزة فى علوم القرآن.(/)
ما معنى تنزيل القرآن - الذي هو كلام الله حقيقة -؟
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[03 Apr 2007, 11:01 م]ـ
الحمد لله
السادة الأفاضل ..
ما معنى تنزيل القرآن - الذ هو كلام الله تعالى حقيقة -؟
سيما إذا علمنا أن التنزيل هو تحريك الشيء من الأعلى إلى الأسفل على التدريج .. كما يقتضيه بناء التفعيل الدال على الكثرة الدالة على التدريج.
هل أفاد المفسرون في ذلك شيئا يعول عليه؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[03 Apr 2007, 11:29 م]ـ
تجد الجواب مفصلاً هنا: مسائل مهمة في نزول القرآن ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=371&highlight=%E3%CC%C7%E1%D3+%CF%D1%C7%D3%C9)
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[03 Apr 2007, 11:45 م]ـ
جزاك الله تعالى خيرا ...
ولي بعض التعليقات والأسئلة ... أستعرضها تباعا بعد إذنكم ...
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[04 Apr 2007, 08:01 ص]ـ
في الواقع .. الأسئلة كثيرة ... أسأل الله تعالى أن يوسع صدور أهل العلم لتفهما والإجابة عنها ...
المسألة الأولى:
قال الدكتور محمد القحطاني: النزول في اللغة: النزول في الأصل انحطاط من علو، ويطلق ويراد به الحلول، كقوله تعالى: (فإذا نزل بساحتهم) أي: حلّ. يقال: نزل فلان بالمدينة: أي حل بها. وأمّا معنى النزول في الشرع فهو نفس معناه في اللغة، فالمراد الشرعي بكلمة "نزول" هو حقيقتها اللغوية. انتهى.
فقد عينتم الحلول كمعنى للنزول لغة .. وأنه لم ينقل في الشرع إلى معنى آخر .. والسؤال الأول أن الحلول في حد ذاته له معاني عديدة
فالحلول يقال بمعنى:
ـ القيامِ بالغيرِ، كحلول الأعرَاضِ بمَحالِّها – أي بالأجسام – كحلول اللون في الجسم.
ـ ويقال بمعنى الاستقرار، كحلول الجوهر أو الجسم في الحيِّز: وهو الفراغ المُتَوَهَّمُ الذي يشغَلُه شيءٌ مُمتَدٌّ أو غير ممتدٍّ.
ـ وقد يقال على الاتصاف، كحلول الصفة بالموصوف.
ـ وقد يقال الحلولُ على التقويم، كحلول الصورة في المادة.
فأي المعاني من هذه ينطبق على حلول القرآن - الذي هو كلام الله حقيقة - حلولا حقيقيا في ذات جبريل عليه السلام أو في ذات الرسول صلى الله عليه وسلم .. فالتفصيل لازم في مثل هذه الألفاظ - التي لم تعهد مستعملة من طرف الشرع كالحلول - وبيان المراد منها ... سيما إذا كان الكلام على حلول القرآن الذي هو بمعنى صفة من صفات الله تعالى لكون مرجعه إلى الكلام الذاتي ...
وبعبارة أخرى: هل يجوز أن تحل صفة من صفات الله تعالى في ذات من ذوات المخلوقات ... وهل ذلك يكون على إثر انفصال للصفة أو اتصال لذات الخالق بذات المخلوق أو على طريق أخرى؟؟
وهذه الأسئلة كما لا يخفى متفرعة على تفسير النزول "بالحلول" .. والجواب عنها ضروري لبيان أدلة اعتبار "الحلول" على ظاهره ...
المسألة الأولى:
قال الدكتور محمد القحطاني: من المعلومات التي لا مجال للشك فيها في دين الإسلام أن القرآن الكريم لم ينزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم جملة واحدة. انتهى
لقائل أن يقول:
ماذا نقول في مثل قوله تعالى:
(هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ) [آل عمران:7]
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ) [الكهف:1]
فالإنزال هو الهبوط من أعلى إلى أسفل دفعة واحدة، وقد عبر به دون نزّل بالتشديد المشعر بالتدريج إيذانا بأن الله تعالى ألقى القرآن في قلب نبيه صلى الله عليه وسلم أولا دفعة واحدة بلا واسطة ثم نزل به جبريل ثانيا بحسب الوقائع، ومن ثم قال تعالى وقت سبق النبي جبريلَ عند نزول الوحي: (وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً) [طه:114].
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[04 Apr 2007, 10:21 ص]ـ
لا اعلم ان احدا من العلماء المعتبرين قال ان القران قد نزل دفعة واحدة على قلب النبي صلى الله عليه وسلم كما هو في المقال اعلاه
واما هذه الاسئلة وما يشبهها فقد اجاب عن كثير منها الباقلاني في كتابه الشهير الانصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به
على ان في بعض قوله ما لا يتابع عليه
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[04 Apr 2007, 12:27 م]ـ
قال الله تعالى: " أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها ... " فهل نزل ذلك دفعة واحدة؟؟؟
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[04 Apr 2007, 08:15 م]ـ
شكرا لكما أخي جمال وأخي الأزهري ..
لعلني أجيب الأخ الأول بأن عدم الوجدان لا يقتضي عدم الوجود .. وما ذكرته مشفوع بدليله .. ولا تناقض بين إنزال القرآن جملة واحدة على قلب النبي صلى الله عليه وسلم أولا، وبين تنزيله ثانيا منجما على حسب الوقائع بواسطة جبريل عليه السلام تذكيرا وتثبيتا لما قلبه الشريف صلى الله عليه وسلم ..
وإذا تكرم الأخ الفاضل جمال بذكر بعض ما يتعلق بالنزول - بمعنى الحلول! - الحقيقي للقرآن - الذي هو كلام الله حقيقة! - وما فهمه من جواب عن تلك الأسئلة من كلام الباقلاني أو غيره سيكون في ذلك إثراء للموضوع بلا شك ...
أخي الأزهري ... ما علاقة إنزال القرآن - كلام الله حقيقة - بإنزال الماء!؟ ما وجه الشبه بين الإنزالين؟! أو كيف يتم القياس بينهما؟؟
جزاكم الله خيرا ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[06 Apr 2007, 04:29 م]ـ
.
فالإنزال هو الهبوط من أعلى إلى أسفل دفعة واحدة،
أليس هذا قولك؟؟ كلاماً عاماً؟؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[06 Apr 2007, 06:22 م]ـ
أشكر الأخ أبا عبيدة الهاني على مناقشته وأسئلته، وإن كنت أرى أن ما كتبته في الموضوع المحال إليه في الرابط السابق يكفي.
وأظن أن الموضوع لا يحتاج إلى البحث عن الكيفية؛ لأنه موضوع غيبي ليس هناك ما يوضحه إلا الأدلة الثابتة من القرآن والسنة.
فأرى أن يقتصر على بيان ما دلت عليه، ولا حاجة للخوض في التفاصيل لأن ذلك لا يفيد كثيراً.
وأنصح من أراد التوسع في هذا الموضوع بقراءة ما كتب الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع في كتابه: نزول القرآن.
وأرجو أن يكون فيما ذكر كفاية.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[06 Apr 2007, 08:06 م]ـ
جزاك الله خيرا يا دكتور محمد ..
وسيكون فيما ذكر كفاية ..
على أن المحال يعتقد ولا يفسر ...
ـ[أبو المهند]ــــــــ[07 Apr 2007, 10:00 ص]ـ
" قل صدق الله .. "
ـ[أبو المهند]ــــــــ[07 Apr 2007, 11:41 ص]ـ
" قل صدق الله .. "
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[07 Apr 2007, 01:40 م]ـ
صدق الله العظيم، وبلغ نبيه المصطفى الأمين، ونحن على ذلك من الشاهدين، وبه مؤمنون ومصدقون إلى يوم الدين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..
لكن الشرع المنقول، لم يأت بما تحيله العقول .. والله العزيز ذو الجلال، لم يكلف باعتقاد المحال ..
وكل ما أردت استيضاحه ممن يحكم بحلول كلام الله حقيقة في المخلوقات أن يفسر ما تحت حكمه من تصورات ... ما هي حقيقة الكلام عنده، ما هي حقيقة نزوله، كيف تلقى جبريل الكلام حقيقة وكيف حل فيه .. وليس ذلك سؤالا عن الكيفية بمعنى الحقيقة .. فذلك لا يسئل عنه .. لكن المراد تصور الموضوع والمحمول في القضية .. أو قل المسند والمسند إليه ... فلا بد من تعقل ذلك كله لكي يكون حكمنا مبنيا أولا على فهم .. ثم لكي يعرف مدى مطابقته للواقع في نفس الأمر بما يتلائم مع الحقيقة من عدمه ...
أعرف أن هذه الموضوعات محرجة جدا لمن اعتقد أن كلام الله تعالى حقيقة حروف وأصوات ... والتزم جواز انفصال ذلك الكلام من ذاته تعالى ليتصل بجبريل الأمين عليه السلام ... لكن إذا اعتقد ذلك فلا بد أن يسأل نفسه هل انتقال الكلام الحسي على ذلك من ذات إلى ذات جائز عقلا حتى يتفرع على ذلك الحكم بوقوعه؟؟ بمعنى آخر هل يجوز في العقل انتقال الصفات من ذات إلى ذات؟؟ فالكلام صفة .. وهذا متفق عليه سواء بين من يعتبره صفة معنوية وبين من يعتبره حروفا وأصواتا .. لكن يظهر على كلا القولين أن انتقال الصفات وقيامها بذاتها أثناء الانتقال محال كما أحلنا جواز انتقال ما تسميه النصارى أقانيم وحلولها في ذوات المخلوقات ... أما إذا اتصلت الذوات أثناء عملية الانتقال فذلك من أمحل المحال أيضا ...
وليس هذا خوضا في الحقيقة أصلا .. وإنما هي أسئلة تدور حول معرفة جواز ذلك من عدمه قبل الحكم بوقوعه ... ولو حكمنا على كل قول خالف العقل بأنه واقع ولا يجوز الخوض فيه بالعقل لكونه بحث عن الكيفية لالتزمنا الكثير من شناعات الفرق المنحرفة وعجزنا عن الرد عليهم بحجة أن الخوض في الكيفية ممنوع شرعا ...
لم أتجرأ على طرح هذه الموضوعات الشائكة إلابعد ما تبين لي أن الملتقى يضم ثلة من العلماء لا بأس بها ... فلست متوجها بكلامي إلى عوام الناس .. والمرجو من السادة الأفاضل بحث هذه المسائل والإجابة عنها بما يشفي الغليل .. فإن لم يفعل ذلك في مثل هذه الملتقيات فأين سيفعل ...
ـ[د. إلياس أنور]ــــــــ[07 Apr 2007, 04:49 م]ـ
يا أخي الكريم حفظك الله لنا أن نكتفي في غيبيات كنه النازل من الله ـ عز وجل ـ بالتصديق فحسب وعندما يأتي من يريد الجدال من أصحاب الفرق المنحرفة الضالة فسيكون لكل حادثة حديث ولكل سؤال جوابه المناسب له، المهم عندي كدارس للقرآن مع إيماني به أن أهتم بهدايات هذا المنزل المصدَّق مع استثمار الوقت في نشره وتعاليمه لا التدقيق والتحقيق في أمور لن ـ وأقول " لن" زمخشرية ـ أجنى من خلفها الشيء الكثير ‘ وعندي ـ كمتخصص في القرآن وعلومه ـ أنك لن تضار بعدم معرفتك لما تتفضل بطرحه وكفاك أخي الفاضل مقدمة ما قدمت أنت به في مشاركته الأخيرة، وكفاك أيضاً ما قاله الأخ الدكتور أبو مجاهد خاصة وبقية أصحاب المشاركات في هذا الموضوع عامة، ومن وجهة نظري لن تجد أكثر من ذلك إلا إذا كنت مصراً على المزيد فمرحبا بمزيد من عندك وكلنا آذان صاغية.
مع تحياتي.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[16 Aug 2007, 01:57 م]ـ
الأخ أبو عبيدة الهانى ,
صيغة "تفعيل"كما فهمت من كلامك تعنى التدريج ولاأرى اشكال فى ذلك اذ أنها التى تصف الأمر بدقة حيث أن المتلقى النهائى وهم المكلفون لا يطيقون التلقى المباشر ولهذا لا بد من التنزل يتلقاه الروح الأمين وينزل به الى المجتبى من البشر الذى يتلقاه وان لجبينه يتفصد عرقا. الذى يبلغه لنا
وجاء فى حديث نزول رب العزة فى الثلث الأخير من الليل ما يفيد أن الله سبحانه ينزل فلا اشكال فى تنزل كلامه سبحانه
وأنا معك فيما يخص كلمة حلول , وأري ألا نستعمل هذا المصطلح!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[16 Aug 2007, 02:37 م]ـ
كلام الأخ أبوعبيدة الهاني واستفساراته مهمة وقيمة، يجاب عنها بنقضها بالدليل أو الموافقة عليها، لا بتقديم النصائح الشخصية والمقترحات بأن هذا لا يخاض فيه وأن الأسلم عدم الكلام فيه؛ فهذه حيلة من يحيد عن الجواب إما هيبة وورعاً وهو ما أظنه، وإما جهلاً لتصور السؤال ومسألته من الأساس.أو غير ذلك.
نعم: الأسلم السكوت عن مثل هذه المباحث؛ لكن قد حدث وأن عرضت على الملتقى، فلزم الأمر الجواب عليها أو القول بعدم وجود جواب؛ وعلى السائل بحث الجواب في مكان آخر.
والله من وراء القصد.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[16 Aug 2007, 03:33 م]ـ
ليس في الوساوس والشبهات التي ذكرها الأخ أبو عبيدة مما أحدثه المتكلمون بناء على اعتقادهم الفاسد في كلام الله تعالى، شيء جديد يستدعي طرحه هنا وتكلف الجواب عليه!
إذ قد أجاب أهل السنة والجماعة على هذه الوساوس وبينوا الحق فيها، حين تكلم بها مبتدعوها ممن أنكر الحرف والصوت بعد احراج المعتزلة لهم، ودونت في هذا مئات الصفحات، منها: "الرد على من أنكر الحرف والصوت" للإمام السجزي، و "التسيعينية" لشيخ الإسلام ابن تيمية، وغيرها من كتبه، وكتب تلميذه ابن القيم خصوصا في مختصر "الصواعق المرسلة" و"الكافية الشافية"، وفيها جواب كل شبهة أثارها القائلون بالكلام النفسي وغيرهم.
ومحل هذه المسائل كتب العقائد، والمواقع المتخصصة في المناظرات بين أهل السنة وغيرهم، وهذا الموقع المبارك درج منذ نشأته على تجنب إثارة مثل هذه المواضيع والبعد عنها.
ـ[الجكني]ــــــــ[16 Aug 2007, 03:55 م]ـ
جزيت خيراً على المداخلة كلها، ونفع الله بكم.
أما قولكم:
،ومحل هذه المسائل كتب العقائد، والمواقع المتخصصة في المناظرات بين أهل السنة وغيرهم، وهذا الموقع المبارك درج منذ نشأته على تجنب إثارة مثل هذه المواضيع والبعد عنها.
فيا ليت الإخوة جميعاً يلتزمون بذلك.خاصة وأن كثيراً من الأطروحات لا يعلم حقيقة من يطرحها إلا الله تعالى: هل هو جاهل يريد العلم، أم مخالف متعنت يريد الشوشرة والإفساد .. الخ، فالتعامل مع مجهول العين والحال في مثل هذه الأمور أرى أنه " مضيعة للوقت "
والله من وراء القصد.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[16 Aug 2007, 04:15 م]ـ
أحسنتم، بارك الله فيكم، وبعض هؤلاء المجاهيل كتبوا في مواقع أخرى مواضيع أخر، وظهر منهم التعنت وقصد التشويش، وإثارة الشبهات، ولعل المشايخ الكرام القائمون على هذا الصرح العظيم ينتبهوا لمثل هذا.(/)
من يدلني على نماذج مصورة للمخطوطات المغربية الموجودة بالخزانات المغربية
ـ[مسلم المحمدي]ــــــــ[04 Apr 2007, 05:52 م]ـ
من يدلني على نماذج مصورة للمخطوطات المغربية الموجودة بالخزانات المغربية
--------------------------------------------------------------------------------
الحمد لله وكفى. وسلام على عباده الذين اصطفى. وعلى راسهم سيدنا المخنار المصطفى. صلوات الله وسلامه عليه. عدد الحيتان في الابحار. وعدد الاوراق في الاشجار. وعدد النسائم في الابحار.
وبعد. فانا مهتم بدراسة المخطوط المغربي. من حيث المبنى.أي دراسة تطور الخط المغربي. منذ طور النشاة الى طور الازدهار. ولا أخفيكم انني الان في السنة الاخيرة. من أصل الخمس سنوات. لتهيئ الدكتوراه. وقد تحصل لدي الكثير من المخطوطات المغربية. كنماذج للدراسة. لكن للاسف كل ذلك من خلال شبكات الانترنيت. .اما الخزانات المغربية. فانا اعل. م والكل يعلم. انها تكتنف بين رفوفها الكثير. من الذخائر النادرة. التي مازال لم يكتب لها الانعتاق. بسبب بيروقراطية بعض الساهرين عليها. لهذا فالمرجو ممنكان لديه بعض النماذج النادرة. من تلك المخطوطات. ان يكرمني بها. وله جزيل الاجر والثواب.
و للاشارة فقط فموضوع بحثي هو.
الخط المغربي واقلامه. .دراسة فنية وتاريخية من خلال التراث المخطوط. بالمغرب
واحيطكم علما. انه لم يبقى لدي الا 7 اشهر. كحد اقصى لتقديم اطروحة البحث. قصد المناقشة. لذا المرجو منكم بموافاتي. بهذه النماذج في اقرب وقت ممكن.
واتعهد انشاء الله بعد المناقشة. بوضع محتويات اطروحتي المتواضعة بهذا المنتدى المبارك.
والتي قد تكون اول اطروحة في المغرب. حسب علمي. تهتم بدراسة الخط المغربي. تاريخيا وفنيا. و ان كانت هنالك مجموعة من المقالات. والابحاث التي هتمتابهذا الموضوع.ولكن اهتماما غير شمولي.
بريدي الالكتروني كالتالي
ANNAFSOZZAKKIA@HOTMAIL.COM
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[06 Apr 2007, 11:49 م]ـ
الأخ الفاضل يمكنك زيارة الجامعة الإسلامية بالمدينة أو غيرها من الجامعات، وبمجرد القراءة في فهرس المخطوطات ستجد العدد الكبير جداً من المخطوطات التي كتبت بخط مغربي.فأسرع قبل انتهاء المدة المحددة(/)
سؤال عن آية في سورة العاديات
ـ[أبو حسن]ــــــــ[04 Apr 2007, 11:02 م]ـ
قال تعالى ((وإنه لحب الخير لشديد))
لم فسر الخير بالمال هل الخير في اللغة يطلق على المال
ـ[منصور مهران]ــــــــ[05 Apr 2007, 12:09 ص]ـ
قال تعالى:
(كُتِبَ عليكم إذا حضر أحَدَكمُ الموتُ إن ترك خيرًا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين)
من سورة البقرة / 180
أي: إن ترك مالا
ومنه قوله تعالى: (وإنه لحب الخير لشديد)
انظر: بصائر ذوي التمييز للفيروزابادي ج 2 ص 572 - 573
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[06 Apr 2007, 04:43 م]ـ
والخير في لغة قريش المال كما نص على ذلك المفسرون.
ـ[أحمد الطريقي]ــــــــ[07 Apr 2007, 05:17 م]ـ
مامن شيء يدخل تحت مسمى الخير يشترك العقلاء في حبه_وحتى المجانين_ وبشده سوى المال اما الخير مقابلة الشر فاسمع قوله (وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) (ولكن اكثر الناس لا يؤمنون) (وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله)
ـ[محمد كالو]ــــــــ[07 Apr 2007, 06:49 م]ـ
الخير له واحد وعشرون معنى في القرآن الكريم، كما ذكره الشيخ أبي عمران موسى بن عمر المصمودي الحسني العلامي. في كتابه: البحر الملئان في اقتناص درر معاني القرآن.
وقال الطبري في تفسيره 24/ 543:
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) قال: الخير: الدنيا; وقرأ: (إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ) قال: فقلت له: (إِنْ تَرَكَ خَيْرًا): المال؟ قال: نعم, وأي شيء هو إلا المال؟ قال: وعسى أن يكون حراماً, ولكن الناس يعدونه خيراً, فسماه الله خيراً, لأن الناس يسمونه خيراً في الدنيا, وعسى أن يكون خبيثاً, وسمي القتال في سبيل الله سوءاً, وقرأ قول الله: (فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ) قال: لم يمسسهم قتال; قال: وليس هو عند الله بسوء, ولكن يسمونه سوءًا.
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[08 Apr 2007, 10:46 ص]ـ
المراد بالخير في الآية المال كما قال مجاهد في معنى قوله {إن ترك خيرا}: الخير في القرآن كله: المال)، والتعبير بالخير عن المال هنا للدلالة على معنى الكثرة، وكل خير ورد في سياق المال فالمقصود به - والله أعلم - كثرة المال والغنى، كما في قوله تعالى - (إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي) [سورة ص: 32]، وفي قوله تعالى - (فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا) [سورة النور: 33]. وقال شعيب لقومه {إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ) [سورة هود: 84] يعني الغني. وفي قوله تعالى (إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ)، يؤكد ذلك ماروي عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: دخل عليٌّ علَى مولى لهم في الموت وله سبعمئة درهم، أو ستمئة درهم، فقال: ألا أوصي؟ فقال: لا! إنما قال الله:"إن ترك خيرًا"، وليس لك كثير مال.
والتعبير عن المال الكثير بالخير في آية العاديات في غاية المناسبة للسياق، فالسياق دال على نهمه وشدة حرصه وبخله ولذلك عبر بقوله (كنود) وقوله (لحب الخير) وقوله (لشديد) فهو منهمك شديد الانهماك في حب المال وجمعه بخيل به وكنود، والآيات في بيان حقارة الإنسان حين يكون هذا سعيه وهمه في الحياة ناسياَ عبادة ربه، وأنه مبعوث ومحاسب، ولذلك أقسم الله بالعاديات إشارة إلى شرفها حيث كانت ساعية في سبيل الله بكل جهد وقوة. والسورة كلها في الإشارة لشرف الحيوان حين يرتبط عمله بالدين، وحقارة الإنسان حين يكون سعيه للدنيا وجمعها مفرطاَ في عبادة ربه غافلاَ عن حسابه. فما أعظمها من سورة.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[08 Apr 2007, 11:31 ص]ـ
لماذا يُحَدد معنى (الخير) بكثرة المال؟
إن طبع الإنسان تجاه المال: كثيره وقليله: واحد.
والعرب كانوا يرون المالَ خيرا، وإنما هو - في مفهوم الشريعة - وسيلة إلى الخير أو إلى الشر،
وسماه ربنا عز وجل (خيرا) لحكمة الاختبار،
فقد ورد في صحيح مسلم حديث:
((لا، والله ما أخشى عليكم أيها الناس إلا ما يُخرج الله لكم من زهرة الدنيا.
فقال رجل: يا رسول الله، أيأتي الخيرُ بالشر؟
فقال الرسول: أَوَخَيْرٌ هو؟))
والمعنى أنه ليس خيرا محضا؛ فقد يجلب الشر؛ إذا ضعفت النفوس وتطاحن الناس على نَيْلِه.
وهذا من أقوى الحجج على أن المراد مطلق المال بلا تحديد لكثرة ولا قلة.وبالله التوفيق.
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[10 Apr 2007, 08:12 ص]ـ
الأخ الكريم منصور
لابد - وفقك الله - من النظر للسياق الذي وردت فيه الكلمة، وهنا في سورة العاديات بالتأمل نجد أن الآية واردة في سياق الذم، وليس مذموماَ أن يكون الإنسان محباَ للمال لأن محبة المال طبع بشري، لكن المذموم هو حبه الشديد لجمعه والتكاثر به ونسيان أمر الآخرة، كما قال تعالى (ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[منصور مهران]ــــــــ[10 Apr 2007, 12:16 م]ـ
إلى الأستاذ محمد الربيعة مع التحية،
صدقتَ يا أخي،
فسياق الآية نص و دل على ذم (الحب الشديد للمال)
وهذا هو الجانب السيء من سلوك الإنسان البطر،
لذلك استحق التوبيخ والذم،
يتساوى في ذلك حبه الشديد للطرفين: المال الكثير والمال القليل،
فليست شدة الحب مقصورة على الكثرة،
بل تشمل أي مقدار قلّ أو كثر.
وما حب كثرة المال المجموع إلا انتهاء من البداية بحب المال القليل ‘
فالمذموم هو الحب الشديد بغض النظر عن مقدار ما يقع عليه الحب.
والله أعلم.(/)
نظرات في مفهوم الأمن في القرآن الكريم
ـ[محمد البويسفي]ــــــــ[05 Apr 2007, 12:33 ص]ـ
هذه محاضرة بعنوان: نظرات في مفهوم الأمن في القرآن الكريم لفضيلة الدكتور الشاهد البوشيخي ألقيت في الملتقى الثاني للقرآن الكريم بمكناس المغرب
بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه ولا حول ولا وقوة إلا بالله العلي العظيم، ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا، اللهم أنفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا وزدنا علما، اللهم افتح لنا أبواب الرحمة وأنطقنا بالحكمة واجعلنا من الراشدين فضلا منك ونعمة.
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتب ولم يجعل له عوجا، الحمد لله الذي له الحمد في الأولى والآخرة، الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه.
أيها الأحبة، المصطلح في كتاب الله عز وجل: أي ألفاظ هذا الكتاب هي ألفاظ هذا الدين وعليها المدار، والقرآن نفسه بينها في مواطن كثيرة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بينها أيضا في مواطن كثيرة، والراسخون في العلم عبر القرون اجتهدوا أيضا في بيانها في مواطن كثيرة، ولكن حال زماننا هذا بما هو عليه من قدر غير يسير من البعد عن كتاب الله عز وجل: بعد لغوي وبعد إيماني، بعد مفهومي، وبعد مصطلحي، هذا البعد يجعل الاهتمام وتركيز الاهتمام على هذه الألفاظ اليوم من أوجب الواجبات، وهذه الألفاظ لا نستطيع اليوم أن نقترب وأن نلج عالم القرآن وأن نتغلغل في أعماقه إلا بعد الاقتراب منها ومحاولة التمكن من مضامينها و مفاهيمها، وهي لا تتأثر بالعصور فهي ثابتة في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وقد قلت يوما – بفضل الله تعالى- إن هذا الكتاب يحمل معجمه ويحمي معجمه، فلو حاولنا ما حاولنا، وحاول المحاولون ما حاولوا أن يحدثوا التغيير في أي مفهوم لكتاب الله عز وجل فلن يستطيعوا ذلك، وذلك من حفظ الله عز وجل لكتابه مما ينص عليه قوله تعالى: ? إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون? [الحجر9] ومن تلك الألفاظ المهمة جدا في كتاب الله عز وجل والتي نحتاج إليها كثيرا، نحتاج إلى فهمها وتبين المراد منها لنعرف كيف نكسب مضمونها، ولنعرف كيف نتصف بمفهومها.
ومن تلك الألفاظ المهمة لفظ الأمن،، وذلك لأن حاجة البشرية إليه اليوم شديدة جدا، فالقلق مسيطر على البشرية في كل مجال، الاضطراب والحيرة وقلق البال واضطراب الحال، حال القلوب خاصة، هذا الأمر متمكن غاية التمكن من البشرية اليوم، وذلك شيء طبيعي، لأن الشيء الذي به يسكن القلب البشري ويطمئن ويرتاح، والذي به تسعد الروح البشرية في هذه الدنيا وفي الآخرة أيضا، ليس هو الذي له السيادة اليوم وليس هو الذي منه تقتات البشرية، وإليه ترجع، فالمرجعية اليوم لغير كتاب الله عز وجل، بينما هو الروح, روح البشرية حقيقة كما قال تعالى: ?وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا? [الشورى 49] فالقرآن هو الروح الذي يجمع هذه القطع المتناثرة من أمة الإسلام ليجعل منها- بإذن الله تعالى – جسدا واحدا له كل مظاهر الحياة التي أشار إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المشهور: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) (رواه احمد ومسلم). فبغير روح القرآن لا يكون هذا الجسد، ولن تجتمع هذه القطع في كيان واحد حي يرى ويسمع ويفقه وتكون له أعين يبصر بها، وله آذان يسمع بها، وله قلوب يفقه بها، بغير هذا القرآن لن تكون حياة، ولن يكون اجتماع، لنحظى برؤية الأمة من جديد، أمة الإسلام، فما أكثر الحواجز- كما ترون اليوم- بين أطرافها جغرافيا وتاريخيا ومذهبيا وفكريا وسلوكيا وغير ذلك، ولكن إذا وقع الاجتهاد لإعادة روح القرآن وإحلالها في كيان الإنسان، في كل مكان من أرض الإسلام، فإن هذه القطع وهذه الأجزاء ستجتمع بإذن عز وجل ليتخلق منها جسد واحد حي له كل خصائص الحياة، وليحدث هذا فنحن بحاجة إلى أن نتبين المداخل إلى هذا القرآن الكريم، ومن تلك المداخل مفهوم الأمن في كتاب الله عز وجل، وسننظر إليه من زوايا متعددة:
النظرة الأولى:
(يُتْبَعُ)
(/)
مما يثير الانتباه في كتاب الله عز وجل أن هذا اللفظ (أي الأمن) لم يرد إسما إلا في خمسة مواضع، ثلاثة منها ورد معرفا في الصورة المطلقة وذلك في قوله تعالى: ? وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم? [النساء 83] وقوله تعالى: ? وحاجه قوله قال أتحاجوني في الله وقد هدان ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شيء علما أفلا تتذكرون وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون? [الأنعام: 80 - 82]. ومرتين ورد منكرا منها قوله تعالى: ?وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون? [النور:53] وورد على غير الصورة الإسمية أضعاف ذلك سواء بصيغة الماضي أو صيغة المضارع أو في صيغة المشتق كاسم الفاعل المفرد أو الجمع، وقد ورد اللفظ بعدة أشكال، لكنه لم يرد مقيدا بشيء لا بوصف ولا بإضافة، ومعنى ذلك أنه غير قابل للتبعيض، فالأمن شيء كلي شامل لا يقبل التبعيض، فهذه نقطة مهمة وهو أن الأمن نعمة يتنعم بها الناس إما أن تكون وإما أن لا تكون، ولا يمكن أن تكون مبعضة بمعنى ينعمون بنوع من الأمن ولا ينعمون بأنواع أخرى ولا سيما بالنسبة لأهل الإيمان، لأن المنطق الذي يحكم دائرة الإيمان بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي دائرة التكليف ودائرة الشهادة على الناس، بينما الدائرة الأخرى ليست مكلفة، ولذلك إذا تمت الاستجابة للتكليف تكون النتائج وتكون الآثار الطيبة وتكون الثمرات وتكون الخيرات، وإذا لم تتم الاستجابة تكون العقوبات. بينما في دائرة غير الإيمان قد يتم التنعم الدنيوي حتى يرتحل الناس، ولا يكون إشكال لأنهم ليسوا مكلفين بهذه الأمانة، والأمر عندنا جميعا واضح فلا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم، وأمته من بعده هي حاملة للأمانة، ولذلك إذا لم تقم بها تحاسب على ذلك أفرادا وأمة، تحاسب على ذلك حسابا عسيرا في الدنيا وحسابا عسيرا في الآخرة. والفساد الذي يحدث في غير المسلمين هو في الحقيقة بسبب تقصير المسلمين، لأن شرطة الأرض المنظمة للسير في الكرة الأرضية هي الأمة الإسلامية، هذا موقعها لا واقعها، ولكنها للأسف لم ترتق الآن إلى الموقع وهي الآن في واقع نعرفه جميعا، ولذلك فإن مفهوم الأمن بالنسبة لهذه الأمة لا يتبعض، لأن مقره القلب كما سنرى في النظرة الموالية:
النظرة الثانية:
إن تتبعنا لمفهوم الأمن يوصلنا إلى حقيقة مفادها أنه مستقر في القلب، ومدار مادة "أمن" في اللسان العربي على سكينة يطمئن إليها القلب بعد اضطراب، وأنقل هاهنا قول الراغب الأصفهاني فإنه يكاد يكون جامعا لما في غيره مع تدقيق، يقول رحمه الله: "أصل الأمن: طمأنينة النفس وزوال الخوف ... و"آمن" إنما يقال على وجهين: أحدهما متعديا بنفسه، يقال "آمنته": أي جعلت له الأمن، ومنه قيل لله مؤمن، والثاني: غير متعد، ومعناه صار ذا أمن ... والإيمان هو التصديق الذي معه أمن"?، كأن الإمام الراغب رحمه الله لا يتصور أن يكون هناك مؤمن وليس عنده أمن، وليس في قلبه أمن أي سكينة واطمئنان، أي استقرار لا اهتزاز ولا اضطراب ولا قلق ولا حيرة لأنه مطمئن إلى ربه ?ألا بذكر الله تطمئن القلوب? [الرعد: 29].?هو الذي أنزل السكينة في قلوب المِؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم? [الفتح: 4]، فالمدار إذن على وجود سكينة في القلب في جميع ما دارت فيه المادة سواء في صورة "أمن" أو "آمن" المتعدي واللازم، المدار على هذه السكينة وعلى هذه الطمأنينة التي تأتي في حقيقتها بعد نوع من القلق والاضطراب، وتأتي بعد قدر من الخوف، وهذا الخوف عبر عنه بالخوف نفسه، وعبر عنه بالبأس، وعبر عنه بالفزع ?وهم من فزع يومئذ آمنون? [النمل: 191] وعبر عنه بألفاظ أخرى غير هذه الألفاظ، ولكن مؤداها جميعا هي أنها تحدث لدى الإنسان ضربا من الخوف، فإذا جاء الأمن أزال ذلك الخوف، هذا الأصل وهذا المدار الذي تدور عليه المادة يجعلنا نتجه إلى أن المعنى
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي للأمن هو أنه حال قلبية تجعل المتصف بها في الدنيا يرتاح ويطمئن، والموصوف بها في الآخرة يسعد وتحصل له السعادة الأبدية.
هذه الحال هي نعمة من الله عز وجل، وإذا ربطنا الكلام ببعضه فإننا نجد من أسماء الله الحسنى المؤمن، وقد فهم الراغب الأصفهاني كما مر في نصه السابق أن معنى اسم الله المؤمن الذي يمنح الأمن ويعطيه، فهذه الحال التي هي نعمة من الله عز وجل هو الذي يعطيها ?لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف? [سورة قريش? ومعنى آمنهم من خوف أي أعطاهم الأمن، وللمكان طبيعته الخاصة وسره الخاص، فقد وصف القرآن الكريم ذلك المكان في مواطن متعددة بأنه آمن ?وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا? [البقرة 125] ?وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البد آمنا? [إبراهيم 37] ?أو لم يروا أنا جعلنا حرما آمنا? [العنكبوت:67]. ذلك سر جعله الله في ذلك المكان تفضلا منه سبحانه وتعالى، وإنا لنرى ذلك حتى الساعة، إذ كيف نفسر- على سبيل المثال- اندياح موجة الاستعمار الغربي على جميع ديار الإسلام – تقريبا- ولكن لم يحدث هذا الأمر بالنسبة للبلد الحرام، لا لأن تلك المنطقة كانت قوية، فعسر على الاستعمار أن يحتلها، ولكن هناك سر لله عز وجل في هذا الأمر جعله آمنا ومن دخله كان آمنا، هذا شيء نراه عبر التاريخ، وهذه الملحوظة بالتحديد تلفت النظر بقوة، فالجزيرة تنقصت من أطرافها واحتلت شواطئها الشرقية وجنوبها وغربها وشمالها وبقي وسطها، والأمر كذلك بالنسبة للفرس والروم زمن رسول الله ? وقبله، فالمكان له وضعيته وله حال خاصة، هبة من الله تعالى لا تزال مستمرة، لكن بالنسبة للإنسان حصول تلك الحال مرتبط بأسباب وشروط. وهنا تقف في النظرة الثالثة على أسباب وجود الأمن وشروط استمراره.
النظرة الثالثة:
السبب الأول لوجود الأمن في هذه الأمة- وهو شرط في نفس الوقت- هو الإيمان، والأمر في غاية الوضوح، هناك علاقة بين الإيمان والأمانة والأمن، وهذه الألفاظ الثلاثة تنتمي لنفس المادة، والأصل الذي يتفرع منه كل شيء هو الإيمان، والإيمان يعطي الأمانة ويعطي أداء الأمانة ولا إيمان لمن لا أمانة له، والله أمر بأداء الأمانات وحرم خيانة الأمانات ?يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أمانتكم وأنتم تعلمون? [الأنفال: 27] وكل المسؤوليات أمانات، فما نسميه اليوم بالمسؤولية هو أمانة، وهناك الأمانة العظمى التي أشارت إليها الآية الكريمة بالنسبة لآدم وبنيه- أي للإنسان- في الآية المشهورة ?إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا? [الأحزاب:72] هذه أمانة الاستخلاف العامة، فالأمانة العامة هكذا على إطلاقها هي أمانة الاستخلاف في الأرض، فبني آدم غيرهم مسخر لهم وكل ما سواهم يخدمهم، وهم عليهم أن يخدموا الله عز وجل وأن يعبدوا الله جل جلاله. هذه الأمانة- أمانة الاستخلاف- تليها أمانة أخرى أعظم منها، هي أمانة الشهادة على الناس بالنسبة لهذه الأمة خاصة، لأن الأمم السابقة ما حمّلت تبليغ الدين فرضا، نعم كان نفلا وكان مطلوبا من المسلمين قبل مجيء الرسول الخاتم، لأن جميع من مضى من المؤمنين كانوا مسلمين، أنبياء وغير أنبياء، لكن لم يكونوا مكلفين فرضا بالتبليغ إلا في هذه الأمة، فقد انتهى إرسال الرسل وانتهت النبوات وصارت الأمة كلها مكلفة بما كان مكلفا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك جعلها الله في مستوى معين ?وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا? [البقرة:143] هذه الأمانة إلى جانب الأمانة الأخرى كلها إنما تؤدى على حقيقتها بالإيمان، فإذا وجد الإيمان أديت، وإذا لم يوجد لا تؤدى هذه الأمانات، وهذه الأمانة على عمومها تحتها أمانات، فالصلاة أمانة، والزكاة أمانة، وتربية الأولاد أمانة ... وكل تكليف من تكاليف الشرع أمانة من الأمانات، والله يأمر بأداء الأمانات بصفة عامة، وكلها مسؤوليات بتعبير اليوم يجب أن تؤدى، وإنما تؤدى على وجهها الصحيح بسبب الإيمان، فالهدف من الإيمان أن تؤدى الأمانات على أحسن وجه، وفي الحديث (لا إيمان لمن لا أمانة له?. وعندما يوجد الإيمان وتؤدى الأمانة، يأتي الأمر الثالث بصورة
(يُتْبَعُ)
(/)
طبيعية وهو حال: يجد المؤمنون أنفسهم فيها قلبا وقالبا: قلبا من حيث ما يشعرون به هم من طمأنينة وسكينة وراحة بال، إذ يشعرون بالراحة الكاملة نتيجة الإيمان وأداء الأمانة أو بالتعبير الآخر الإيمان والعمل الصالح، ومن حيث القالب يجدون ما يسمى بالسلم (وهو نوع من الأمن)، فالأمن محله القلب أساسا، والصورة التي ينتجها ما في القلب في الخارج هي السلام. الأمن إذن نتيجة وليس فعلا يمكن أن نفعله، وإنما هو نتيجة طيبة ونعمة من الله عز وجل يتفضل بها علينا إذا آمنا وهو الشرط الأول، وإذا عملنا الصالحات وهو الشرط الثاني. وذلك ما نص عليه الوعد السابق الوارد في سورة النور الآية 55 ?وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا? فيأتي الأمن نتيجة ما سبق، ويأتي نتيجة أسباب معينة ويأتي نتيجة حصول شروط معينة، على رأسها الإيمان الصحيح والعمل الصالح، فإذا وجد هذا بالنسبة للفرد وبالنسبة للجماعة جاءت هذه النتيجة وإلا اختفت، ولا بأس من الإشارة في هذا المقام إلى سبب آخر من أسباب الاستمرار، تشير إليه الآية الأخرى في سورة النحل قال عز وجل: ?وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا في كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون? [النحل 112] حين اختفى الإيمان واختفى العمل الصالح، واختفى الشكر وحل محله شيء آخر سماه القرآن ?كفرت بأنعم الله ? سلبها الله نعمة الأمن، وهذا الأمر سنفصل فيه الحديث بعد قليل، عندما نتحدث عن موانع حصول الأمن، لكن هاهنا الإشارة إلى أن كفران النعمة يسلب نعمة الأمن، فالله عز وجل يعطي الأمن لكن عندما لا يقع الشكر على هذه النعمة فإنها تنقطع.
فالأمن يأتي بشروط محددة -تفضلا من الله على كل حال- ويأتي بالإيمان وبالعمل الصالح، لكن هل يستمر أو لا يستمر؟ الجواب عن ذلك هو أن الأمن يستمر بشكر النعمة وينقطع بكفران النعمة. وهنا نأتي إلى النظرة الأخرى التي هي في موانع الأمن فما الذي يمنع الأمن أن يكون بالقلوب وفي الحالة العامة للأمة.
النظرة الرابعة:
في الحقيقة من خلال آية سبأ يمكن أن نتلمس ثلاثة موانع هي تفصيل لكفران النعمة، ولا شك أن النعمة العظمى هي نعمة الأمن فيقع كفرانها، وعندما نأتي إلى آية سورة الحجرات عند قوله تعالى ?ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان? [الحجرات: 7] فهذه الأنواع الثلاثة كلها كفران لأنعم الله على رتب متفاوتة: الرتبة الأولى الخطيرة: هي رتبة الكفر الصراح، وتأتي بعدها رتبة ثانية -خطيرة أيضا- ولكنها دون الأولى، وهي الخرق المستمر للطاعة ورفض الامتثال مطلقا ليس إنكارا لله عز وجل، فهناك إيمان واعتراف بوجود الله، ولكن صاحب هذا النوع يرفض طاعته نهائيا. ولو تأملنا حال كفر إبليس وإلى أي نوع من أنواع الكفر ينتمي؟ يتبين أنه من هذا النوع، قال عز وجل في سورة الكهف الآية: 50 ? إن إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه? أي رفض أن يطيع. لكن معصية آدم عليه السلام- قبل أن يتوب الله عليه- كانت من نوع آخر، قال عز وجل:?وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى ? [طه:118 - 119]، فمعصيته نتيجة خطأ ونتيجة زلل، وكانت معصية عارضة فقط، وليس معها إصرار على رفض الطاعة مطلقا بينما معصية إبليس معها رفض لأصل الطاعة مطلقا، فهي فسق والفسوق درجة عليا في المعصية، ولم يكن إبليس ينكر وجود الله عز وجل بل بالعكس كان دائما يعتبره ربه ويدعوه ويرجوه أن ينظره إلى يوم البعث، ولكنه رفض مبدأ الطاعة وطعن في نفس الأمر وأنه ليست فيه حكمة ?قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين? [ص:75] فإذن كيف يسجد له! هذا ليس بمنطق! وهذا ليس عدلا! ولا ينبغي أن يكون الأمر هكذا! هذا تصرف إبليسي متى حدث، لأنه يطعن في أسماء الله عز وجل وصفاته، ويطعن في حكمته وعدله.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا هو الفسوق، وهو أيضا نوع خطير من كفران النعم كما بينت، ويأتي بعده العصيان، وهو يكون ممن يطيع أحيانا ويعصي أحيانا، مع هذا إذا كانت المعصية موجودة، فإنها كذلك تمنع بقدر وجودها حصول الأمن عند العاصي، سواء كان فردا أو جماعة أو أمة، ويصير مانعا من حصول حال الأمن، وهذه النقطة في غاية الأهمية لأنها تشير تلقائيا إلى كيف نكتسب الأمن وكيف نقي أنفسنا من خطر انعدام الأمن.
النظرة الخامسة:
إنه حين يوجد الأمن توجد أشياء أخرى معه، وترافقه خيرات وبركات، نجد آيات تتحدث عن هذا المعنى، منها قوله تعالى: ?ضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان? [النحل:112] وقوله عز وجل ?أول لم نمكن لهم حرما آمنا تجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون? [القصص:57].
فمع وجود الأمن في قلوب الأفراد وفي المجتمع تأتي خيرات ويقع ازدهار اقتصادي، وتقع حركة نشيطة في التجارة، واليوم نرى أن الأماكن والمناطق التي يضطرب فيها الأمن، يفر المقاولون الكبار بأموالهم منها ولا يستثمرون فيها على سبيل المثال، بينما إذا حدث العكس فإنهم يطمئنون على أموالهم ويتحركون بأمان، فهذا الازدهار الاقتصادي وهذه الراحة النفسية التي تكون للناس تجعلهم يمارسون حياتهم في اطمئنان كامل، آمنين على أموالهم وعلى أعراضهم وعلى أنفسهم، ويقع السلم الاجتماعي العام.
إذن أيها الأحبة باختصار، هذه النعمة التي اسمها الأمن، هي نعمة مشروط وجودها بوجود الإيمان وبوجود العمل الصالح، وترتفع تلقائيا إذا وجد العكس. فإذا أحببنا أن ننعم حقا بالأمن، ـ الذي قلت من قبل إنه لا يتبعض هو في القلب وحينما نقول في القلب فهو تلقائيا يمتد إلى باقي الجوارح وإلى جميع الجسد على القاعدة المشهورة التي أشار إليها رسول الله ? بقوله: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) [جزء من حديث النعمان بن بشير المتفق عليه].
وما حدث في زماننا هذا من الحديث عن أنواع كثيرة من الأمن، جعله كتاب الله عز وجل حالة واحدة إما أن تكون وإما أن يكون عكسها، وهو الخوف والفزع والقلق والاضطراب والحيرة والبأس ... وغيرها مما ذكر الله تعالى في كتابه، فيمكن إذن أن نخلص إلى أمر هام، هو أن هذه النعمة العظيمة التي هي الأمن إذا أردنا أن ننعم بها حقيقة، فإن علينا أن نتوب توبة نصوحا أفرادا وجماعات في مختلف أقطار الأمة، أن نعود إلى القرآن ونتوب إلى الله عز وجل، ونؤمن حق الإيمان، ونشتغل بما كان يشتغل به رسول الله ?، أي نمارس حياتنا في إطار شرع الله عز وجل، إذا كان ذلك كذلك، جاءت العزة بالاستخلاف في الأرض، وجاء ما يعقبها من التمكين في الأرض، وجاءت النعمة الكبيرة الأخيرة الثالثة وهو تبديل الخوف القائم الآن في جميع أنحاء الأمة الإسلامية تبديل ذلك أمنا.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يكرمنا بهذه النعمة، ويكرمنا بأسباب وجودها، ويكرمنا بسبب استمرارها والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.(/)
دروس علمية مباشرة ومسجلة في التفسير.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Apr 2007, 03:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قائمة بدروس التفسير المسجلة والمباشرة التي يقدمها المشايخ الفضلاء من مشرفي ملتقى أهل التفسير وغيرهم في السعودية وغيرها، ولعلي أتتبعها بمساعدة الأعضاء الكرام ونثبت عناونيها هنا لمن أراد الاستفادة منها.
الرياض 17/ 3/1428هـ
~*O ôôO*~*OôôO*~*****~*OôôO*~*OôôO*~
- دروس العلامة المفسر محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله ( http://www.islammessage.com/booksww/rm/index.php). متوقف
- دروس التفسير للأستاذ الدكتور ناصر بن سليمان العمر ( http://www.almoslim.net/sound/admin_sound_tafser.cfm). مستمر
- قراءة في تفسير الإمام الطبري للدكتور مساعد بن سليمان الطيار - جامع الراجحي بعد العشاء كل يوم سبت ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7577). مستمر
- (تفسير آيات نداء المؤمنين في القرآن الكريم) لأبي مجاهد العبيدي بعد المغرب كل سبت بجامع الوابل بمدينة أبها. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7568) مستمر
ـ[الجعفري]ــــــــ[23 Apr 2007, 07:53 م]ـ
دروس الشيخ خالد السبت:
http://www.liveislam.net/browsesubject.php?id=5367&action=listen&sid=
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[02 May 2007, 12:36 ص]ـ
الحمد لله حمدا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده.
والصلاة والسلام على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير صلوات ربي وسلامه عليه
دروس الشيخ يوسف القرضاوي في التفسير والتي تبثها قناة الرسالة الفضائية، وينظر موقع الشيخ يوسف حفظه الله.
http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=5054&version=1&template_id=108&parent_id=15
ـ[إيمان]ــــــــ[02 May 2007, 03:32 م]ـ
الشيخ صالح بن عواد بن صالح المغامسي وهو عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين وخطيب جامع الملك عبدالعزيز بحي العزيزية وأمين لجنة الأئمة بالمدينة المنورة له عدد من المحاضرات والدروس والبرامج الفضائية التي تناولت تفسير آيات القرآن الكريم ..... وهي على النحو التالي:
المحاضرات والدروس:
1 - درس أسبوعي في التفسير بمسجد السلام بالمدينة تولت تسجيلات الفالحين إخراجه بعنوان: تأملات قرآنية (صدر منه إلبومان 1و2) وللشيخ دروس شهرية في جدة، حائل، ينبع.
2 - درس تفسير شهري ثابت في جامع البواردي بالرياض (بدأ في شهر شعبان الماضي)
3 - عرض للشيخ من قبل شرح (الدرة المضيئة) في السيرة النبوية شرحه الشيخ العام الماضي في دورة ابن باز الكبرى في مدينة جدة.
البرنامج الفضائية
أ/ برنامج أسبوعي في التفسير في قناة المجدالعلمية بعنوان (محاسن التأويل).
ب / لقاء شهري ثالث أربعاء من كل شهر بعنوان (قطوف دانية) في قناة المجد العامة.
ج/ سبق أن عرض للشيخ برنامج (مجمع البحرين) في قناة المجد العلمية عرض منه ثلاث عشرة حلقة مدة كل حلقة نصف ساعة تقريبا أنهى الشيخ تسجيلها في ثلاثة أيام.
و أزف إليكم بشارة افتتاح صفحته في موقع صيد الفوائد المبارك.
وبها العديد من المواضيع كتفريغ ألبوم التأملات القرانية.
وبرنامج مجمع البحرين الذي عرض على المجد.
وألبوم الأيام النظرة في السيرة العطرة الذي عرض على قناة المجد مده.
وبعض الفوائد من أشرطته.
ورابط لأاكثر من ثمان وأربعون ملف صوتي للشيخ.
وقريبا برنامج محاسن التأويل وبرنامج القطوف الدانية للشيخ حفظه الله.
وهذا رابط الصفحة:
http://saaid.net/Doat/almgamce/index.htm (http://saaid.net/Doat/almgamce/index.htm)
ـ[موقع الشيخ عبدالعظيم بدوى]ــــــــ[04 May 2007, 02:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
دروس تفسير القرآن العظيم
لفضيلة الشيخ الدكتور عبد العظيم بن بدوى الخلفى
على هذا الرابط على موقع الشيخ
http://ibnbadawy.com/Media/cat.php?catid=3
تفسير سورة فصلت بصيغة mp3
3
تفسير سورة فصلت بصيغة Rm
3
تفسير سورة الفتح بصيغة mp3
1
تفسير سورة:: ق:: بصيغة mp3 الصوتية
2
تفسير سورة:: الحجرات:: بصيغة mp3 الصوتية
3
تفسير سورة الذاريات
3
تفسير سورة الطور
2
تفسير سورة النجم
2
تفسير سورة القمر
1
تفسير سورة الرحمن
2
تفسير سورة الواقعة
2
تفسير سورة الحديد
4
تفسير سورة المجادلة بصيغة Mp3
1
تفسير سورة الحشر Mp3
2
سلسلة تأملات فى آيات قرآنية - قناة المجد العلميةة بصيغة Mp3 الصوتية
2
سلسلة تأملات فى آيات قرآنية - قناة المجد العلمية بصيغة Rm الصوتية
2
تفسير سورة المتحنة
2
تفسير سورة الصف -- قريبا بإذن الله
0
تفسير سورة الجمعة بصيغة Mp3
1
و الدروس مستمرة وجارى اضافتها اسبوعيا باذن الله
وهذه النسخة من التفسير هى الحديثة
وهناك نسخ قديمة نعمل باذن الله على تنقيتها واخراجها للناس
جزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موقع الشيخ عبدالعظيم بدوى]ــــــــ[04 May 2007, 02:55 م]ـ
تفسير سورة الأحزاب-على المنبر (خطب جمعة) د-عبد العظيم بدوى
http://ibnbadawy.com/Media/subcat.php?subcatid=20(/)
أرجو مساعدتي في اختيار موضوع لرسالة الماجستير
ـ[أريج]ــــــــ[05 Apr 2007, 06:02 م]ـ
الأساتذة الفضلاء والإخوة الكرام في الملتقى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو منكم التكرم بمساعدتي في اختيار موضوع مناسب لرسالة الماجستير في مناهج المفسرين أو في التفسير الموضوعي
ولكم مني الشكر والتقدير.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[05 Apr 2007, 07:43 م]ـ
لعلك تستفيدين من الرابط الآتي:
مواضيع مقترحة للرسائل العلمية ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=155&highlight=%E3%DE%CA%D1%CD%C9)
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[05 Apr 2007, 07:45 م]ـ
وهذا رابط آخر:
مخطوطات مقترحة للرسائل العلمية ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=873&highlight=%E3%DE%CA%D1%CD%C9)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[07 Apr 2007, 12:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخت الفاضلة أريج ـ حفظها الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فإني أحمد الله إليك أن و فقك للاشتغال بالعلم، و البحث في التفسير و علوم القرآن، نسأل الله تعالى لك التوفيق و السداد. أما عن اختيار موضوع البحث فإن أحسن طريقة هي أن يكتشف الباحث موضوع بحثه انطلاقا من قراءته في مجال التخصص. و تجميع كل الموضوعات التي تعن له دون الحكم عليها، ثم يقوم بعملية السبر و التقسيم لانتقاء المواصيع الصالحة للبحث، ليعمل بعد ذلك على استشارة أهل الاختصاص و كل الناس الذين يثق في علمهم و قدرتهم. لاختيار موضوع أو مواضيع تصلح للبحث. و بذلك يكون الباحث صاحب مشروع علمي، كما يكون له حافز ذاتي للقيام بأعباء البحث بهمة و نشاط.هذا نقوله لكل الطلبة الباحثين حتى لا يجدوا أنفسهم في مثل هذا الموقف عند إرادة تسجيل بحث الماجستير أو الدكتوراه.
أما عن المواضيع الصالحة للبحث فهي كثيرة و متعددة، تحتاج القدرة و الإرادة، و إليك بعضا مما أرى أنه يصلح لتسجيله كرسالة علمية:
1 - القضايا اللغوية في التفسير: يختار الطالب الباحث تفسيرا معينا.
2 - الثابت و المتطور في التفسير: يختار الطالب الباحث تفسيرا معينا.
3 - التفسير المعجمي للقرآن الكريم: يختار الطالب الباحث تفسيرا معينا.
4 - مرويات المقلين من الصحابة.
5 - مرويات المقلين من التابعين.
6 - مرويات المقلين من أتباع التابعين.
7 - تفسير المعجميين للقرآن الكريم: جمع و دراسة: يختار الطالب الباحث معجما معينا.
آمل أن تجدين ضالتك في ما أشرت إليه، علما أن مجال البحث في الدراسات القرآنية مجال فسيح و خصب، و يحتاج إلى جيوش من الباحثين للقيام به، و لكن للأسف الشديد يعتقد البعض، و يروج آخرون مقولة: قتل بحثا، و درس حتى احترق. و الواقع يكذب ذلك. كما أن كثيرا منا ينفر من البحوث ذات الطابع اللغوي، و الأبحاث التطبيقية، ليولي وجهه نحو أعمال هي أقرب للإنشاء منها للبحث العلمي، لأنها لا تحل مشكلة، و لا تنير طريقا.و من ثم يتعين علينا أن نولي اهتماما خاصا للبحوث الهادفة.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أريج]ــــــــ[07 Apr 2007, 01:34 م]ـ
جزا الله الشيخين أحمد القصير وأحمد بزوي الضاوي على تفضلهما بالمساعدة خيرا
علما أن مجال البحث في الدراسات القرآنية مجال فسيح و خصب، و يحتاج إلى جيوش من الباحثين للقيام به، و لكن للأسف الشديد يعتقد البعض، و يروج آخرون مقولة: قتل بحثا، و درس حتى احترق.
صدقت ياشيخ لكن للأسف أن نجد هذا من القسم فقد قدمت بأكثر من موضوع وكلها رفضت بحجة سبق بحثه وأحيانا لا يذكرون سببا
وأخيرا أكرر شكري لكم وفقكم الله لكل خير
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[07 Apr 2007, 01:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخت الفاضلة أريج ـ حفظها الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد، فإن ما قلته هو من باب التحفيز و التشجيع، كما يتعين تفهم موقف القسم و المشرف. و عموما فإن من أهم صفات الباحث الصبر و القدرة على التحمل، و تكرار المحاولات، فتلكم الحياة. كما أنني لن أتوان عن تقديم الدعم و النصح و التوجيه. فلا تقلقي إنها مرحلة عابرة. و المهم هو أن يكون لك مشروعك العلمي. و إن في ما اقترحته من مواضيع مبتغاك ـ إن شاء الله ـ فتأملي فيها مليا، و استشيري أساتذة القسم و كل من تثقين في علمهم و قدرتهم.
و الله من وراء القصد و هو يهدي السبيل.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[08 Apr 2007, 12:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض الموضوعات المناسبة للبحث فيها وتسجيلها لبحوث الترقية أو الدراسات العليا.
1 - الفتح والاغلاق في القرآن الكريم.
2 - الأم في القرآن الكريم
3 - الرياح والسحاب كما ذكرها القرآن.
4 - جوالب الرزق في القرآن الكريم
5 - آثار الذنوب كما عرضها القرآن.
هذا الجزء الأول من الموضوعات والأجزاء الأخرى سأذكرها قريباً بحول الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أريج]ــــــــ[08 Apr 2007, 12:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخي الكريم وأسأله سبحانه أن يبارك في علمكم وعملكم وأن يرزقني وإياكم الإخلاص في القول والعمل.
كما أشكر فضيلة الشيخ أبو حذيفة على تفضله بالمساعدة فجزاكم الله خيرا.
ـ[الجكني]ــــــــ[08 Apr 2007, 08:21 م]ـ
عفواً عن الحديث بين يدي المشايخ المختصين،لكن ما رأيكم في بحث بعنوان:
التأثر والتأثير بين كتب التفسير "
وتكون الدراسة ترتكز على ذلك من خلال المدارس التفسيرية المختلفة و"تأثر " و"تأثير " بعضها في بعض من جميع نواحي التفسير 0
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[09 Apr 2007, 10:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على الرحمة المهداة والنعمة المسداة والسراج المنير صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.أما بعد:
أقترح هذا الموضوع للبحث بعد أن تستخيري وتستشيري:
" جهود الشيخ محمد الغزالي في الدراسات القرآنية وعلوم القرآن الكريم. "
ـ[الويسي]ــــــــ[12 Apr 2007, 07:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لاخت العزيزة اريج حفظك الله اقترح عليك البحث في الموضوع التالي
(المناسبات بين سور القران في تفسير الرازي) فعلم المناسباتعلم دقيق جدايستحق صرف الجهد فيه
ينفعكي في هذا الموضوع الرجوع الى كتب علوم القران لوضع خطه لهذا الموضوع
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[15 Apr 2007, 10:07 ص]ـ
هناك تفسير منسوب لعبد القاهر الجرجاني واسمه "درج الدرر" وحتى الآن لم يدرسه أحد ولا حققه أحد - بحسب اطلاعي -
وقد اطلعت عليه مخطوطاً في دار الكتب المصرية لكن أسلوبه بعيد عن أسلوب عبد القاهر، والله أعلم.
تستطيعين تحقيقه ودراسته وهل هو حقاً لعبد القاهر؟ وغير ذلك كثير.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Apr 2007, 05:45 م]ـ
هناك تفسير منسوب لعبد القاهر الجرجاني واسمه "درج الدرر" وحتى الآن لم يدرسه أحد ولا حققه أحد - بحسب اطلاعي -
وقد اطلعت عليه مخطوطاً في دار الكتب المصرية لكن أسلوبه بعيد عن أسلوب عبد القاهر، والله أعلم.
تستطيعين تحقيقه ودراسته وهل هو حقاً لعبد القاهر؟ وغير ذلك كثير.
يمكن الاطلاع على هذا الموضوع بارك الله فيكم.
تفسير جديد للعلامة البلاغي عبدالقاهر الجرجاني (471هـ) (درج الدرر في تفسير الآي والسور) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3129)
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[16 Apr 2007, 08:10 ص]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا الشهري على هذا التنبيه، وقد قرأت هذا المقال ولكن .....
كنت قد وجدت ذلك التفسير قبل سبع سنوات وظننت وقتها أني قد وقعت على خبيئة ثمينة لكن عند قراءتي لأوله
استغربت كثيراً من أسلوب المؤلف إذ إنه لا يمت إلى أسلوب عبد القاهر في الدلائل والأسرار بصلة فعرضت الموضوع
على الأستاذ الدكتور نزيه عبد الحميد من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر فطلب مني نسخ بعض أوراقه ليطلع عليها
وقد فعلت، وعندما قرأها جزم بأنها ليست لعبد القاهر ولا هذا أسلوبه.
أما ما تحدثت عنه الأخت الفاضلة عن توثيق نسبة الكتاب فلا يخفى على أحد أن دلائلها لا تسمن ولا تغني من جوع.
ومثل عبد القاهر لا يخفى أسلوبه على أحد ...................
والله أعلم.
ـ[أريج]ــــــــ[17 Apr 2007, 08:00 م]ـ
جزا الله كل من ساهم في إرشادي خيرا ونفع الله بعلمكم وفقكم الله(/)
سؤال عن منهج الحافظ ابن كثير في تفسيره
ـ[الغزالي]ــــــــ[05 Apr 2007, 07:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى في كتابه العزيز (وأما بنعمة ربك فحدث) فقد أنعم الله علي بقراءة أوائل تفسير ابن كثير
وخاتمة تفسيره؛ وقد ظهرت لي أشياء أود الاستفسار عنها لأنني بحثت في الملتقى حول هذا فلم أجد شيئا.
وقد راسلت د. عبدالرحمن إن كان تكلم عن الحافظ ابن كثير في برنامجه (أهل التفسير) أو لا ولم يرد علي.
وقد رأيت ابن كثير في عزوه للأحاديث يورد الحديث في مسند الإمام أحمد أولاً ثم يعزوه للصحيح إن وجد
فمثلا يقول قال الإمام أحمد: ..... ويسوق الإسناد والمتن ثم يقول أخرجه البخاري من حديث كذا؛ وهذا من خلال
الاستقراء - وقد يوجد خلاف هذا فلم أقف على الكتاب كله - فلماذا يقدم المسند على الصحيحين في العزو؟
هل هو باعتبار السن كما يظهر لي؟
أمر آخر لاحظته في تفسير ابن كثير وهو صناعته الحديثية في تفسيره؛ ومن ذلك أنه يورد أحاديث لا للاستشهاد
بها وإنما لمجرد إعلالها وقد تكرر هذا كثيرا لا سيما فيما ينقله عن ابن أبي حاتم في تفسيره وتارة الثعلبي وغيرهم
وربما أعل حديثا خرّجه الطبري في تفسيره - وهذا نادراً ما وقفت عليه ولا يحضرني الآن -
ورأيته يورد أحاديث ويعلها دون الكلام على أسانيدها فربما يختصر فيقول ضعيف أو إسناده ضعيف
أو لأنه أعله فيما سبق لا سيما أنه يكرر الأحاديث باعتبار الآيات فيورد مثلا حديثا عند تفسير آية قد أورده في مقدمة
تفسيره.
ومما لاحظته عنايته بمتون الأحاديث فتارة يعل الأحاديث بما في متونها غرابة وربما لا يشير إلى علة الحديث.
ولدي تساؤل: هل هناك دراسات جامعية حول منهج الحافظ ابن كثير في تفسيره لا سيما الصناعة الحديثية؟
فإن لم يمكن فعسى أن يكون هذا فاتحة خير لجمع الأحاديث والأخبار التي أعلها ابن كثير في تفسيره ومن ثم
دراسة الصناعة الحديثية للحافظ ابن كثير.
وجزاكم الله خيراً
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[06 Apr 2007, 04:40 م]ـ
أخي الكريم: الناظر في تفسير ابن كثير يتفق معك فيما قلت حتى قيل: إن تفسير ابن كثير هوشرح لمسند الإمام أحمد , وابن كثير محدث كما هو مفسر فالصنعة الحديثية بارزة فيه بل هي من أهم مميزاته , ولقد درس منهج ابن كثير في أكثر من رسالة:
فمنها رسالة الدكتور سليمان اللاحم , ورسالة الدكتور مطر الزهراني ورسالة للدكتور محمد الفالح وهي مطبوعة.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[06 Apr 2007, 06:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الغزالي ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد، فإني أحمد الله إليكم أن وفقكم للاشتغال بتفسير القرآن الكريم عامة، و تفسير ابن كثير خاصة، أما عن الرسائل الجامعية فهناك دراسة مهمة للأستاذ الدكتور إسماعيل سالم عبد العال، الأستاذ بقسم الشريعة كلية دار العلوم، جامعة القاهرة، عنوانها: " ابن كثير و منهجه في التفسير " و لعلها أول دراسة علمية عن ابن كثير و تفسيره القيم، و قد طبعت الرسالة بالقاهرة سنة 1984 م.
كما أشرفت على مجموعة من الرسائل العلمية للحصول على الإجازة لمجموعة من الطلبة، كان موضوعها تفسير القرآن بالسنة من خلال تفسير ابن كثير. و قام طلبة آخرون بتخريج الأحاديث الواردة في تفسير ابن كثير.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[07 Apr 2007, 11:50 ص]ـ
قلت: هذه الأحاديث التي أوردها العلامة ابن كثير خدمت حديثياً من خلال قسم السنة
وعلومها بكلية أصول الدين بالقاهرة، والشكر موصول للأساتذة جميعاً على ما أفادوا.
ـ[أحمد الطريقي]ــــــــ[07 Apr 2007, 04:34 م]ـ
يظهر ان الحافظ يبدأبالمسند للامام احمد اولا لانه يحوي مافي غيره وغيره لا يحويه ثم يكتفي بعد العزو اليه ان يشير الى من يشاركه في روايته او انه يستظهر المسند اسرع من غيره فيبدأبه وهو حافظ حجة وكم في تفسيره من الفرائد التي قلما توجد عند غيره ولا زالت كنوزه تنتظر من يخرجها ودرره ومن ينظمها
ـ[الغزالي]ــــــــ[08 Apr 2007, 12:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيراً جميعا أيها السادة الأفاضل جزاء ما كتبتم وأفدتم
أستاذي أحمد البريدي - حفظه الله -:
مقولة " تفسير ابن كثير شرح لمسند الإمام أحمد " فيها تجوز في العبارة إذ ابن كثير كما استقرأت منهجه يفسر القرآن
بالقرآن ثم بالسنة لا أنه يشرح السنة بالقرآن كما قال سبحانه (وأنزلنا إليك الذكر لتبين الناس ما نزل عليهم) وربما
لأن المسند استوعب الكتب الستة كما قال الأستاذ أحمد الطريقي - ويوجد فيها ما لا يوجد في المسند - أو ربما لأنه
يستحضر مسند أحمد - وقد كنت أظن من تأملي أنه يحفظ مسند أحمد -. وكنت أتمنى أن أعرف من قائل تلك العبارة.
أستاذي أحمد الضاوي - حفظه الله -:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكر الله لكم ردكم المهذب وما تفضلتم به من ذكر الرسائل الجامعية
أستاذي د. خضر - حفظه الله -:
أحسنتم على مداخلتكم الجميلة فبارك الله فيكم
أستاذي أحمد الطريقي - حفظه الله:
أحسنتم؛ كلامكم حسن وهو متجه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Apr 2007, 01:10 م]ـ
الأخ الكريم الغزالي رعاه الله ووفقه لكل خير
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وبعدُ:
فمعذرة على عدم ردي على سؤالكم الكريم - كما ذكرتم - فلا أذكر أنه وردني سؤال بهذا الخصوص مع عنايتي بكل ما يردني على بريدي بصفة مستمرة. وأما منهج الحافظ ابن كثير رحمه الله فقد عرضته في إحدى حلقات برنامج أهل التفسير قبل شهرين تقريباً في الحلقة العاشرة من البرنامج. ولعله يتيسر قريباً رفع هذه الحلقات كاملة على موقع البرنامج صوتاً وكتابة.
وأما عناية ابن كثير بمسند الإمام أحمد فهي ظاهرة من سيرته ومن خلال تفسيره وغيره من كتبه، لأنه كان يحفظ المسند، ومنهجه في إيراد الأحاديث غير مطرد، فربما قدم الرواية من مسند الإمام أحمد مراعاة لتقدم الإمام أحمد، ولا سيما إن كان الحديث مروياً من طريقه ثم يتبعه بأصحاب الكتب الستة، وربما قدمهم وخاصة البخاري ومسلم.
وقد تعرض باحثون للصناعة الحديثية في تفسير ابن كثير في رسائل جامعية، وقام المخرجون للأحاديث من محققي الكتاب بالكلام عن هذه الأحاديث والآثار بما يكفي. ولعلي أذكر لك عناوين تلك البحوث والكتب التي تعرضت لهذه المسألة فهي قريبة غير أن الوقت الآن لا يفي بالمطلوب فإلى مشاركة قادمة. وللحديث صلة
ـ[الغزالي]ــــــــ[08 Apr 2007, 01:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أستاذي د. عبدالرحمن
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛ أما بعد:
فشكر الله رسالتكم الجميلة؛ وأنتهزها فرصة لأقول لكم: (جزاكم الله خيراً) على برنامجكم الماتع فأنا لا يفوتني
البرنامج وإن كنت لم أتابع البرنامج من حلقاته الأولى بل بدأت من حلقة الزمخشري وراسلتكم عبر البريد وربما لم
تصل الرسالة - وكانت مذيلة باسمي الحقيقي ولا أحبذ ذكره- وقد طلبت في رسالتي إعادة حلقة (ابن كثير) إن تيسر
وخاتمة رسالتي أقول إن جهودكم بالإضافة للدكتور محمد الخضيري ود. مساعد كانت سببا في حبي للتفسير والعناية
به وكنت أتمنى أن تستمر حلقات مدارستكم التفسير التي كانت في (أفانين القرآن) فهي نافعة جداً.
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[08 Apr 2007, 03:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الأخ الفاضل: الغزالي وفقه الله.
بالنسبة للسؤال الأول المتضمن كثرة إيراد ابن كثير لأحاديث المسند فكما ذكر المشايخ الفضلاء من عنايته وحفظه للمسند.
وبالنسبة لكثرة الروايات الحديثية في التفسير فذلك لأمور:
أولا: جمع كل يتعلق في الآية من مباحث أو معان , فقد يكون هناك رواية لا تشمل لفظا أو معنى توجد في رواية أخرى
فيوردها رحمه الله إكمالا للمعنى وتتميما له كما هو صنيعه في الآية الأولى من سورة الإسراء, فقد ساق ما يقرب من
ثلاثين ورقة في ذكر روايات حديث الإسراء حتى يكون لدى القارئ صورة متكاملة عن القصة وجوانبها.
ثانيا: لبيان الراجح من المرجوح فإنه يذكر الروايات بسندها ليبين ما تقوم به الحجة في المتن أو السند ولا تقوم به حجه
كصنيعه رحمه الله عن تفسيره للآية الثالثة من سورة النساء حيث ساق جملة من الأحاديث وناقش عللها ليرد على
الشيعة في التزوج بأكثر من أربع نسوة.
ثالثا: ذكر الشواهد والمتابعات للمتن الذي يستدل به رحمه الله.
وقد أفادنا بهذه الفوائد شيخنا الأستاذ الدكتور حكمت بشير حفظه الله
ـ[الغزالي]ــــــــ[08 Apr 2007, 08:45 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أستاذي أبو عبدالرحمن المدني - وفقه الله -:
بارك الله فيكم على ما أتحفتمونا فيه من أسباب كثرة الروايات الحديثية؛ وبارك في شيخكم د. حكمت بشير.
ما تفضلتم به أن ابن كثير يجمع كل ما يتعلق بالآية من المرويات واضح في تفسيره؛ وقد أردت قبل فترة
قراءة قصة الإسراء فذهبت لابن كثير في أوائل سورة سبحان فوجدته جمع مرويات الباب فأغنى عن البحث
عن دوواين السنة للنظر في كل حديث؛ وهذه إشارة فيما يظهر لي للتفسير الموضوعي عند ابن كثير وقد لا أوافق
على ذلك والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Apr 2007, 06:12 م]ـ
حياكم الله أخي الغزالي، وأعتذر إليكم فرسالتكم وصلت حقاً، وقد طلبت منهم إعادة الحلقة التي طلبتم غير أنني أقع في الحرج من هذا مع القناة، فلو وردهم طلب الإعادة من غيري لكان أفضل، ولذلك لم أكرر طلبي فلم يعيدو الحلقة التي طلبتم وأعادو حلقة (أدب المفسرين) بناء على طلبات من الإخوة المشاهدين جزاهم الله خيراً فمعذرة أخي العزيز.
وأعتذر أنني لم أجبك على الرسالة في حينها، وأرجو قبول عذري رعاكم الله وسددكم.
وشكر الله لكم دعواتكم وتشجيعكم وحسن ظنكم، ونسأل الله للجميع التوفيق والسداد والإخلاص.
ـ[الغزالي]ــــــــ[10 Apr 2007, 03:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أود معرفة من هو المشرف على البرنامج؟ إن كان الأستاذ علي نور فلدي معرفة شخصية به ولو طلبته لأجاب
ومن هو مخرج البرنامج؟ إن كان الأستاذ وائل بكر فقد عرفته في تسجيل برنامج (صناعة الحديث) ويمكن الطلب منه
وأنا أعذرك في هذا؛ وكنت أتمنى من المتخصصين في العلوم القرآنية تسجيل برنامج (صناعة التفسير) على غرار
النجاح الذي حققه (صناعة الحديث) في الدورة البرامجية القادمة والتي تليها إن لم تكفي وقد ألمح لهذا مدير القناة
الشيخ راشد في آخر حلقة من (صناعة الحديث) في الدورة الأولى.
واسلم لمحبك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Apr 2007, 04:19 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم على حرصك.
وقد تيسرت الأمور بارك الله فيك، ولدي تسجيل كامل لجميع الحلقات، وقد كلفت به أحد الفضلاء لرفعه على موقع البرنامج صوتاً وكتابة بإذن الله قريباً.
وأما المشرف فهو مجدي عبدالحميد والمخرج الأخ رضا غلاب، وأما وائل بكر وعلي نور فكلاهما صديقان فاضلان ولا علاقة لهما ببرنامج أهل التفسير، وهناك تطوير قريب بإذن الله للبرنامج لعله يحوز على رضاكم إن شاء الله بعد نقل تصويره من مكتبتي إلى استديوهات قناة المجد.
ـ[الراية]ــــــــ[22 Oct 2008, 08:38 م]ـ
الإمام ابن كثير المفسر.
تأليف:
مطر أحمد مسفر الزهراني.
رابط مباشر للرسالة:
http://www.archive.org/download/abnkseer/abnkseer.pdf
رسالة ماجستير
من جامعة أم القرى
عام 1402هـ
إشراف
الاستاذ أحمد السيد صقر(/)
معاني كلمة "الهدى" في القرآن العظيم
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[05 Apr 2007, 08:42 م]ـ
الحمد لله
الهدى في القرآن على أربعة عشر وجها:
ـ أحدها: الثبات. ومنه: (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ) [الفاتحة:6] أي: ثبتنا عليه.
ـ والثاني: البيان. ومنه: (عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ) [البقرة:5]، [لقمان:5].
ـ والثالث: الرسول. ومنه: (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى) [البقرة:38]، [طه:123].
ـ والرابع: محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ. ومنه: (مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى) [البقرة:159].
ـ والخامس: السنة. ومنه: (فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) [الأنعام:90].
ـ والسادس: الإصلاح. ومنه: (لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ) [يوسف:52].
ـ والسابع: الدعاء. ومنه: (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) [الرعد:7]
ـ والثامن: القرآن. ومنه: (أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى) [الإسراء:94]، [الكهف:55]
ـ والتاسع: الإيمان. ومنه: (وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) [الكهف:13]
ـ والعاشر: الإلهام. ومنه: (أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه:50] أي: ألهم كيف المعاش.
ـ والحادي عشر: الموت على الإسلام. ومنه: (وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) [طه:82].
ـ والثاني عشر: الإسلام. ومنه: (إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ) [الحج:67]
ـ والثالث عشر: التوحيد. ومنه: (إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ) [القصص:57]
ـ والرابع عشر: التوراة. ومنه: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى) [غافر:53]
"البحر الملئان في اقتناص درر معاني القرآن" للشيخ أبي عمران موسى بن عمر المصمودي الحسني
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[05 Apr 2007, 10:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ورد لفظ الهدى وما اشتق منه في (305) موضعا، في اثنتين وستين سورة من سور القرآن الكريم، ذكر فيها علماء الوجوه والنظائر ثمانية وعشرين وجها، مع اختلاف بينهم في معنى اللفظ في الآية الواحدة، وقد سبق لي في رسالة الماجستير دراسة هذه الأوجه، وهي:
البيان - التوفيق - الإرشاد - الدليل - الدعاء - دين الإسلام - الإيمان - التوحيد - الرسل والكتب - القرآن - التوراة - السّنة - الإلهام - الإصلاح - الثبات - المعرفة - الاستبصار - التعليم - التقديم - الفضل - الثواب - الصواب - الإذكار - الموت على الإسلام - أمر النبي صلى الله عليه وسلم - الاسترجاع - لا يهدي إلى الحجة - التوبة.
ثم عقدت موازنة بين أقوال العلماء في الأوجه، من حيث الإتفاق والإنفراد، وخلصت إلى أنهم اتفقوا في أربعة عشر وجها، هي: البيان، الإسلام، الإيمان، الدعاء، الرسل والكتب، المعرفة، أمر محمد صلى الله عليه وسلم، القرآن، التوراة، التوحيد، السنة، الإصلاح، الإلهام، الرشاد.
وبعد دراسة الأوجه، لاحظت الآتي:
1 - أن عددا من الأوجه المذكورة له معان متقاربة تعود في مدلولاتها إلى معنى الهدى اللغوي (الإرشاد)، وهي: البيان، الدعاء، المعرفة، الإلهام، التوفيق، التعليم.
2 - أن عددا من الأوجه المذكورة يُسمّى في حد ذاته: هدى؛ لأنه يُهتدى به، وهي: الإيمان، الإسلام، الرسل والكتب، أمر محمد صلى الله عليه وسلم، القرآن، التوراة، السنة، الدليل.
3 - أن وجه ذكر (الثبات، الموت على الإسلام) ضمن أوجه الهدى؛ لأنهما عين الهدى - إن صح التعبير.
4 - أن (الصواب، الاستبصار) هما الغرض من الهدى.
5 - أن معنى (التقديم) يحتمل معنى الهدى اللغوي.
6 - أن اعتبار (الإذكار) وجها من أوجه كلمة الهدى، استنادا على ورود كلمة الضلال بمعنى النسيان أمر فيه نظر؛ فليس ما يُقابل الضلال الإذكار في كل حال، إذ قد ورد في قوله تعالى: (في كتاب لا يضل ربي ولاينسى) طه: 52 ومعنى (يضل) في الآية غير (ينسى) إذ التكرار يفيد معنى جديد.
7 - أن اعتبار (الفضل) وجها من أوجه ورود كلمة الهدى بصيغة التفضيل، أمر لايُسلم به في كل حال، إذ أن المقصود منها الزيادة في نفس الهدى .. وإلا لكان الفضل وجها لكل كلمة وردت على هذه الصيغة!
8 - حاولت بعد تأمل طويل استنباط وجه إطلاق معنى (الإصلاح - الثواب) على كلمة (الهدى) إلا أنني لم أهتد فيها إلى شيء، مع التنبيه على أن أحدا من المفسرين لم يتعرض لهذين المعنيين.
(يُتْبَعُ)
(/)
9 - أن ما ذُكر من أن (هدى يعني: لا يهدي إلى الحجة) و (هدى يعني: الاسترجاع) وجهان لكلمة الهدى أمر غير صحيح، لأ ن كلمة الهدى في القولين لم تُفسر!!
10 - أن اعتبار كلمة (التوبة) وجها من أوجه كلمة الهدى استنادا على قوله تعالى: (إنا هدنا إليك) أمر فيه نظر، لاختلاف أصل الكلمة موضع الاستدلال عن أصل كلمة الهدى.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[26 Jan 2010, 01:55 م]ـ
إتماماً للفائدةِ في هذا الموضوعِ فقد كنتُ أطالعُ كتاب "وجوه القرآن للضرير النيسابوري" - رحمه الله - في ذكره لأوجهِ كلمةِ الهدى , وهممتُ بكتابتها فوجدتُّ هذا الموضوعَ جزى الله متجاذبَي طرفيهِ خيرَ الجزاءِ , وأحببتُ إتمامهُ بما لم يذكُراهُ.
فمن الأوجهِ التي فسِّر بها كلمةَ (الهُدى) أنَّها الكعبةُ المُشَرَّفةُ كما يدلُّ عليه قوله تعالى (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ) فكونُ البيتِ المعظَّمِ هدى للعالمين محمولٌ على أنَّهُ قبلةٌ لهم في الصَّلاةِ , وهذا الوجهُ ذكرهُ البغويُّ والثعلبيُّ والزَّمخشريُّ وابنُ الجوزي وأبو حيَّانَ والسيوطيُّ , وغيرهم رحمة الله على الجميع.
ومنها أنَّ الهُدى يُفَسَّرُ بالتعريفِ كما في قوله تعالى (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء) وهذا الوجهُ ذكرهُ الرازي فجعلَ الهدايةَ المنفيةَ عن النَّبي صلى الله عليه وسلم والمثبتةَ للهِ هي اختصاصُ بعضِ العبادِ بخلقِ المعرفةِ في قلوبِهم , وما أضيفَ إلى النبي صلى الله عليه وسلمَ من الهدايةِ في غير هذه الآيةِ محمولٌ على التعريفِ بطريق الجنةِ.
ومنها أنَّ الهُدى يفسَّرُ بأنَّهُ الحفظُ وذلك في قوله تعالى (وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ) بمعنى: وإن كان انتقالُ القبلةِ من بيت المقدسِ إلى مكةَ لكبيراً وشديداً على القلوبِ إلاَّ من حفظَ الله قلبهُ على الإسلام.
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[26 Jan 2010, 02:11 م]ـ
سأشارككم إن تأذنون بثلاث نصائح منهجية:
الأولى: عند جمع النصوص في البحث الموضوعي حول معنى كلمة في القرآن، لابد من فهرستها حسب شبهها في سياقاتها. لأنها قد لاتتطابق معانيها تماما. ولكنها من المؤكد إن اتحد جذرها ستتطابق في معنى الأصل اللغوي.
ولاتنسى أن تجمع الألفاظ ذات العلاقة التقابلية مثل (الضلال) أو التكاملية مثلا (الفلاح) والتكاملية من الألفاظ نفل يستدعيه البحث أحيانا.
الثانية: عند تفسير معنى كلمة ما؛ لابد من ملاحظة هل هي مركبة [جملة] أو هي مفردة [لفظ]؟
وعلى ضوء هذا الاستنتاج؛ لا تقبل أن يكون المراد من الكلمة يرادفه كلمة مثله، يعني لا تفسر الاسم باسم مفرد.
ولكن حرر لكل كلمة معنى من جملة. ولكل جملة معنى من كلمة أو من جملة. بحسبه.
الثالثة: أخيرا بعد استخراج معنى الكلمة، ابحث إن كان فيه معهود مقصود؛ مثاله:
قول أبناء يعقوب عليهم السلام جميعا: (تالله إنك لفي ضلالك القديم). هل للفظ الضلال هنا معهود مقصود؟
الجواب: نعم؛ لأن المقصود به ضلاله عن مكان يوسف وأخيه عزيز مصر عليهم السلام. لذلك أقسموا وأكدوا بإن المشددة واللام المزحلقة.
والله أعلم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Jan 2010, 02:54 م]ـ
الثالثة: أخيرا بعد استخراج معنى الكلمة، ابحث إن كان فيه معهود مقصود؛ مثاله:
قول أبناء يعقوب عليهم السلام جميعا: (تالله إنك لفي ضلالك القديم). هل للفظ الضلال هنا معهود مقصود؟
الجواب: نعم؛ لأن المقصود به ضلاله عن مكان يوسف وأخيه عزيز مصر عليهم السلام. لذلك أقسموا وأكدوا بإن المشددة واللام المزحلقة.
والله أعلم
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[26 Jan 2010, 03:35 م]ـ
لم أفهم اقتباسك ولا إشارات التعقيب
فلو توضح كلامك.
إن يكن لي من تعليق على طريقتك في التعامل مع مشاركاتي؛ فأقول:
كأنك تريد أن تقول ما لا ينضبط لك مقاله.
والله يقول للمتحير أو المتردد أو لمن لا يتضح له موقفه بالضبط: (قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا).
مجددا أشكر لك قراءاتك لما أكتب.
فإن يكن لك سؤال واضح أو تعقيب مبين فأجيب عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
أرجو أن لا تعيد ما كان مضى منك حتى لا تضطرني لأعيد لك ما كان مضى مني حين تركت كلامك عفوا لا أجيب عليه
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[26 Jan 2010, 08:20 م]ـ
الأخت الفاضلة أحسن الله إليك على هذه الإفادة والتنوير , وكتب الله أجرك على كل حال.
لكنَّ تعقيبك الذي تفضلتِ به ليس هذا الموضوعُ محلَّه لأنَّ الكتاباتِ هنا نقولٌ عن عُلماء سابقين -رحمهم الله - يتحصَّلُ بمجموعها جمعٌ لأوجهِ الكلمةِ التي وردت في القرآنِ يستفيدُ منها القارئُ ويتذكر بها المتعلمُ وتعينُ الباحثَ , وليست بمحاولاتِ بحثٍ واستقصاءٍ من لدنِ الإخوةِ تتطلَّبُ مثل هذه الخُطواتِ التي كتبتِها.
وما تفضَّلتِ به من قواعد يكتنفُها غموضٌ وتعذرٌ في التطبيقِ على هذه الآية تحديداً , سواءً في تتبعِ العلاقاتِ التقابليةِ والتكاملية أو حتى اللفظةِ المفردة والتركيب , ويظهرُ والعلمُ عند الله أنَّ الضلالَ في سورةِ يوسفَ حين خاطبَ به أبناءُ يعقوبَ أباهم أو وصفوهُ به في غيبتهِ أولَ السورةِ لا يحتاجُ لمعهودٍ سابقٍ إذا عرفَ الباحثُ أنَّ هذه الكلمةَ ذاتُ مدلولاتٍ متعدِّدةٍ في لغةِ العربِ تتمايزُ بحسبِ السياقِ الواردة فيه ومن هذه المدلولات غيابُ العلمِ بالحقيقةِ كما هو المرادُ في هذه الآيةِ , وآيةِ الدينِ (أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا) وقول موسى عليه السلامُ (قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ) إلى غير ذلك من الآياتِ , فمن سبقَ إلى ذهنهِ أنَّ علماءَ اللغةِ بيَّنوا ذلك في الفروقِ اللغويةِ لا يحتاجُ إلى استحضارِ معهودٍ مقصودٍ أو غيرهِ بل يكفيهِ السياقُ في تحديدِ المدلولِ المعنيِّ بهذا اللفظِ , إلا إذا كانت القاعدةُ ذات تطبيقاتٍ في غير هذه الآيةِ فذاك أمرٌ آخرُ , أمَّا هذه الآيةُ ونظائرها فمردُّ العلمِ بالوجهِ الذي تُحملُ عليه إلى معرفةِ الفروقِ والأوجهِ التي فُسرت بها عند العربِ , وهذا النوعُ مما اعتنى بهِ العسكريُّ والأزهريُّ وغيرهما ممن أفرد هذا الموضوعَ بالكتابة والله أعلمُ.
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[26 Jan 2010, 08:26 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي محمود ..
وبما أفدت إذن لا نختلف، فلو تعيد قراءة نص النصيحة الأولى فإني قلت:"ولكنها من المؤكد إن اتحد جذرها ستتطابق في معنى الأصل اللغوي".
بعد أن قلت:"الأولى: عند جمع النصوص في البحث الموضوعي حول معنى كلمة في القرآن، لابد من فهرستها حسب شبهها في سياقاتها. لأنها قد لاتتطابق معانيها تماما".
كلامي لا يتعارض مع إفادتك وشكر الله لك.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[26 Jan 2010, 08:31 م]ـ
وهل ترين بين معاني الضلال التي اتحدت في الجذر اللغوي تطابقاً في المعاني (النسيان - الجهل - الزلل - الإفساد - الغواية - الهلاك).؟ فهذه معانٍ متغايرةٌ تماماً وهي إلى التضادِّ أقربُ منها إلى التطابق , وعليه فليس من المؤكد أنهُ إن اتحد جذرها ستتطابق في معنى الأصل اللغوي كما تفضلتِ به , والله أعلم
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[26 Jan 2010, 09:14 م]ـ
ليس لدي بحث عن لفظ (الضلال) الوارد في النصوص القرآنية
لكن لدي تصور لبعض المعاني لا أدري إن كان تصوري إحصائيا أو لا يزال يحتاج استكمالا.
الضلال ورد في القرآن من حيث وقوعه من المكلف، لسببين:
الأول: عمد.
والثاني: خطأ.
فمن العمد عندي نوعان لا أدري هل أحصي كل اللفظ في القرآن بقصد عمد الضال أو لا:
النوع الأول: ضلال من عرف الحق وتركه، وهم النصارى عرفوا حق النصرة والاتباع وزعموه من عندهم وهم قد شحوا به فصاروا نصارى، بينما كان أصحاب عيسى ومحمد صلى الله عليهما وسلم هم الأنصار.
والنوع الثاني: تعمد إخفاء ظاهر الاهتداء عن المفسدين الذين أحدثوا الضلال، وفعله نوح عليه الصلاة والسلام بالاتفاق مع إبراهيم ابنه عليه السلام وهي الموعدة التي تواعدا عليها ليعمي عن إبراهيم خروجه لكشف المفسدين خارج المدينة.
وأما السبب الثاني في وقوع الضلال، وهو الخطأ؛ ففيه أيضا نوعان:
نوع خطأ في الدين، ونوع خطأ في الواقع.
مثال إطلاق الضلال لما وقع خطأ في الدين؛ قول موسى عليه السلام يسخر من فرعون؛ في عرض نفيه أنه أخطأ في قراره الديني في القضاء على المفسد الصائل الذي وكزه موسى فقضى عليه؛ (قال فعلتها إذا وأنا من الضالين). راجع سياق الآيات سيتضح لك سخرية موسى عليه السلام من فرعون.
ومثال إطلاق الضلال على خطأ في الواقع؛ قول يعقوب لأبنائه عليهم السلام جميعا: (إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون*قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم).
والخطأ في الواقع نوعان: نوع خطأ معرفة الواقع، ونوع خطأ تقدير الواقع. وهذا الثاني هو الضلال الذي أقسم عليه إخوة يوسف عليهم السلام.
ومثال الخطأ في معرفة الواقع، ما حصل من حال إبراهيم عليه السلام لما كان ضل الطريق الموصلة للمدينة ليقابل أباه؛ فكان يقول:"هذا ربي" يريد الجماعة الذين ظنهم موكب ولي الأمر أبيه نوح عليه السلام؛ فلما تعرفهم قال: (لا أحب الآفلين) فلخص حالهم الكريهة بكرهه لهم؛ دل عليه جمع التذكير. والله أعلم
لكن تقدير المعاني في السياقات، لم أتتبعه. لكن لا أرى أنه يقدر بمرادف من كلمة، فلا تقل مثلا: الضلال بمعنى الفساد، ولكن فسر الفساد المراد لأنهما لا يترادفان.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[26 Jan 2010, 09:30 م]ـ
ليس لدي بحث عن لفظ (الضلال) الوارد في النصوص القرآنيةلكن لدي تصور لبعض المعاني لا أدري إن كان تصوري إحصائيا أو لا يزال يحتاج استكمالا.
الضلال ورد في القرآن من حيث وقوعه من المكلف، لسببين:
الأول: عمد.
والثاني: خطأ.
فمن العمد عندي نوعان لا أدري هل أحصي كل اللفظ في القرآن بقصد عمد الضال أو لا:
النوع الأول: ضلال من عرف الحق وتركه، وهم النصارى عرفوا حق النصرة والاتباع وزعموه من عندهم وهم قد شحوا به فصاروا نصارى، بينما كان أصحاب عيسى ومحمد صلى الله عليهما وسلم هم الأنصار.
والنوع الثاني: تعمد إخفاء ظاهر الاهتداء عن المفسدين الذين أحدثوا الضلال، وفعله نوح عليه الصلاة والسلام بالاتفاق مع إبراهيم ابنه عليه السلام وهي الموعدة التي تواعدا عليها ليعمي عن إبراهيم خروجه لكشف المفسدين خارج المدينة.
وأما السبب الثاني في وقوع الضلال، وهو الخطأ؛ ففيه أيضا نوعان:
نوع خطأ في الدين، ونوع خطأ في الواقع.
مثال إطلاق الضلال لما وقع خطأ في الدين؛ قول موسى عليه السلام يسخر من فرعون؛ في عرض نفيه أنه أخطأ في قراره الديني في القضاء على المفسد الصائل الذي وكزه موسى فقضى عليه؛ (قال فعلتها إذا وأنا من الضالين). راجع سياق الآيات سيتضح لك سخرية موسى عليه السلام من فرعون.
ومثال إطلاق الضلال على خطأ في الواقع؛ قول يعقوب لأبنائه عليهم السلام جميعا: (إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون*قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم).
والخطأ في الواقع نوعان: نوع خطأ معرفة الواقع، ونوع خطأ تقدير الواقع. وهذا الثاني هو الضلال الذي أقسم عليه إخوة يوسف عليهم السلام.
ومثال الخطأ في معرفة الواقع، ما حصل من حال إبراهيم عليه السلام لما كان ضل الطريق الموصلة للمدينة ليقابل أباه؛ فكان يقول:"هذا ربي" يريد الجماعة الذين ظنهم موكب ولي الأمر أبيه نوح عليه السلام؛ فلما تعرفهم قال: (لا أحب الآفلين) فلخص حالهم الكريهة بكرهه لهم؛ دل عليه جمع التذكير. والله أعلم
لكن تقدير المعاني في السياقات، لم أتتبعه. لكن لا أرى أنه يقدر بمرادف من كلمة، فلا تقل مثلا: الضلال بمعنى الفساد، ولكن فسر الفساد المراد لأنهما لا يترادفان.
والله أعلم
يا أختنا الفاضلة إنَّ أوَّل جُملةٍ من كلامكِ تُحَتِّمُ عليكِ البحثَ والقراءةَ قبل التنظير والتقسيمِ , وكيف تصفين كليم الله بما قلتِ , وهل سبقك إلى ذلك أحدٌ , فحادثةُ القتلِ كانت قبل نبوءةِ موسى ولا توصفُ بالخطإ الديني أبداً , فراجعي قبل أن تجتهدي وتجيئي بمثل هذه العجائب.
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[26 Jan 2010, 11:42 م]ـ
لم أصف كليم الله إلا بالخير والحق. فقلت نصا:"قول موسى عليه السلام يسخر من فرعون؛ في عرض نفيه أنه أخطأ في قراره الديني في القضاء على المفسد الصائل الذي وكزه موسى فقضى عليه؛ (قال فعلتها إذا وأنا من الضالين). راجع سياق الآيات سيتضح لك سخرية موسى عليه السلام من فرعون".
أرجو ألا يكون كلامك بقولك:"وكيف تصفين كليم الله بما قلتِ , وهل سبقك إلى ذلك أحدٌ ". مشككا في سلامة موقفي من أنبياء الله عليهم السلام، لا أقول في الأنبياء والرسل إلا ما قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم.
موسى عليه السلام هو الذي سخر من فرعون، ولا عجب؛ فالسخرية هي في الاقتصاص من الكافرين حق للمؤمنين لقوله تعالى: (إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون). ففرعون زعم منة لا يستحقها، فأجابه موسى عليه السلام بما يستحقه. والله أعلم
وهذا كلامي ولا أعلم إن قاله قبلي أحد.
وأما قولك:"فحادثةُ القتلِ كانت قبل نبوءةِ موسى ولا توصفُ بالخطإ الديني أبداً".
أنا لم أصف موسى عليه السلام بالخطأ الديني، اقرأ كلامي كاملا، قلت:"في عرض نفيه أنه أخطأ في قراره الديني في القضاء على المفسد الصائل ".
أما النبوءة التي أوتيها موسى عليه السلام فقطعا لا ظن ولا شك فيه أنها كانت قبل أن يقتل المفسد ويقضي عليه قال الله تعالى قبل القصة بآية واحدة في سورة القصص: (ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم آتاه الله الرسالة بعد ذلك، وفيها قصته حين سخر من فرعون لما امتن بما لا يحق له. لأن موسى عليه السلام هو من أوتي الحكم وله القضاء .. فما الذي سيصنعه فرعون وهو في حكم موسى عليه السلام جاءه موسى نذيرا ..
والله أعلم
وأما الاستفسار الأول؛ فعودا عليه غير نسيان. قلت: ليس عندي بحث تفصيلي عن معنى لفظ (الضلال) في القرآن، ولكن قدمت لك تصورا لم أتأكد إن كان إحصائيا للمعاني.
بمعنى لم أحص جمع اللفظ من مواضعه ودراسة معانيه. فكتبت ما كان في الذهن مما أعلمه من معاني اللفظ في الآي. والله الموفق وهو أعلم وأحكم
وجزاك الله خيرا
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[27 Jan 2010, 06:51 ص]ـ
لم أصف كليم الله إلا بالخير والحق. فقلت نصا:"قول موسى عليه السلام يسخر من فرعون؛ في عرض نفيه أنه أخطأ في قراره الديني في القضاء على المفسد الصائل الذي وكزه موسى فقضى عليه؛ (قال فعلتها إذا وأنا من الضالين). راجع سياق الآيات سيتضح لك سخرية موسى عليه السلام من فرعون"
أرجو ألا يكون كلامك بقولك:"وكيف تصفين كليم الله بما قلتِ , وهل سبقك إلى ذلك أحدٌ ". مشككا في سلامة موقفي من أنبياء الله عليهم السلام، لا أقول في الأنبياء والرسل إلا ما قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم.
موسى عليه السلام هو الذي سخر من فرعون، ولا عجب؛ فالسخرية هي في الاقتصاص من الكافرين حق للمؤمنين لقوله تعالى: (إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون). ففرعون زعم منة لا يستحقها، فأجابه موسى عليه السلام بما يستحقه. والله أعلم
وهذا كلامي ولا أعلم إن قاله قبلي أحد. وأما قولك:"فحادثةُ القتلِ كانت قبل نبوءةِ موسى ولا توصفُ بالخطإ الديني أبداً".
أنا لم أصف موسى عليه السلام بالخطأ الديني، اقرأ كلامي كاملا، قلت:"في عرض نفيه أنه أخطأ في قراره الديني في القضاء على المفسد الصائل ".
يبدو أنَّ عندك مشكلةً في المصطلحاتِ والمعاني , وهذا ما حملك على ابتداعِ معنى لا تعلمين أسُبقتِ إليه أم لا , ولم تكلفي نفسكِ عناءَ البحث في ذلك , وهذه منهجيةٌ لا تنفعُ شيئاً.
ولا أدري كيف لا تشعرين بالتناقضِ حين تدلِّلين على الضلالِ الخطإ بواقعة قتل القبطي ثُم تقولين في ثناياها أنَّ موسى نفى الخطأ في قراره الديني بالقتل , فموسى عليه السلامُ إن حُملت المفردةُ على تفسيركِ ينفي الخطأ وأنت تُثبتينه , ثم تنفينَ وصفكِ لهُ بذلك مع أنَّ القصة إنما سيقت مثالاً على ما تسمينهُ نوع خطأ في الدين، وهذا عجيبٌ جداً.
والأعجبُ من هذا قناعتُكِ أنَّ موسى ينفي الخطأ عن نفسهِ في قتلِ القبطيِّ لأنَّ قتلهُ قرارٌ صائبٌ كما تزعمين , وأنهُ إنما قال ذلك سخريةً بفرعون , مع اتفاقِ المُفسرين على أنَّهُ ينفي تعمُّدَ ذلك وأنَّهُ فعلهُ جاهلاً.!
بقي موضوعُ الحصر والقصر (لا أقول في الأنبياء والرسل إلا ما قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم) الذي زعمتِ فيه أنكِ لا تصفين أنبياء الله إلا بما وصفهم به الوحيُ الطاهرُ فأين تجدينَ في الكتاب والسنة وصف موسى عليه السلامُ في مُحاجَّةِ فرعون بالسخرية.؟
أما النبوءة التي أوتيها موسى عليه السلام فقطعا لا ظن ولا شك فيه أنها كانت قبل أن يقتل المفسد ويقضي عليه قال الله تعالى قبل القصة بآية واحدة في سورة القصص: (ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين).
ثم آتاه الله الرسالة بعد ذلك، وفيها قصته حين سخر من فرعون لما امتن بما لا يحق له. لأن موسى عليه السلام هو من أوتي الحكم وله القضاء .. فما الذي سيصنعه فرعون وهو في حكم موسى عليه السلام جاءه موسى نذيرا ..
والله أعلم
ومن أين لكِ نفيُ الشكِّ والجزمُ بأنَّ القتلَ كانَ بعد النبوءةِ , فلازمُ هذا خطيرٌ جداً , لأنَّ حفظَ الدماءِ مما اتفقت عليهِ الشرائعُ كلُّها , وموسى إمَّا أن يكون قتل القبطي بحقٍّ فلا وجهَ لأن يصفَ عليهِ السلامُ الحقَّ وفاعلهُ بالضلالِ وحاشاهُ أن يفعل ذلك , فالقتلُ بالحقِّ عبادةٌ وقربةٌ تنالُ بها رحمة الله ورضوانهُ , وإمَّا أن يكون قتلهُ بغير الحقِّ وهذا يتنافى مع عصمة الأنبياءِ ولا مفرَّ من أحد هذين الاحتمالين إلا بحمل الحادثةِ على ما قبل النبوءةِ وهُو ما يصدقُ عليه الوصفُ بالجهل كما قال الله للنبي صلى الله عليه وسلم (وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى) بمعنى وجدكَ غيرَ عالمٍ بالشريعة والنبوءةِ التي أوتيتها بعدُ , وهذا لا إشكالَ فيه فكلُّ نبيٍّ يكونُ حالُهُ قبل الوحي جهالةً بشريعة الله بالنسبةِ لما هو فيه من العلمِ والحكمةِ بعد ما اصطفاهُ وعلَّمه , وبهذا تنعدمُ الحاجةُ لإقحامِ السخرية في تفسير المفردةِ , سيَّما مع عدمِ استقامة الاستدلالِ بآية قصةِ نوحٍ عليه السلامُ والتي جاءَ التعبيرُ فيها مضارعاً دالاًّ على أن سخريةَ المؤمنينَ مستقبليةٌ كائنةٌ يوم القيامة أو بعد غرقِ الكفرةِ وهذا يتضادُّ مع ما تزعمينهُ سخريةً من موسى بفرعون القاعدِ على عرشِ الملكِ فما وجهُ السخرية به وهو في منعةٍ وملك.؟
وأما الاستفسار الأول؛ فعودا عليه غير نسيان. قلت: ليس عندي بحث تفصيلي عن معنى لفظ (الضلال) في القرآن، ولكن قدمت لك تصورا لم أتأكد إن كان إحصائيا للمعاني.
بمعنى لم أحص جمع اللفظ من مواضعه ودراسة معانيه. فكتبت ما كان في الذهن مما أعلمه من معاني اللفظ في الآي. والله الموفق وهو أعلم وأحكم
وجزاك الله خيرا
لا حاجةَ للذهنِ مع وجود نصِّ القرآنِ العربي المبين الذي لا يأتيه الباطلُ ولا يحتمله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[27 Jan 2010, 09:58 ص]ـ
لعلني أن أجيبك تسلسلا مما انتهيت أنت له:
أما التصور الذهني فلولا سؤالك ما كتبته .. سألتني عن رأيي العلمي ووضحته بدقة.
وشكرا على الذوق
وأما قصة موسى عليه السلام في قتل النفس .. فلا أعلم نصا ورد فيه أنه رجل!!!
فكيف اتفق المفسرون أنه قبطي؟؟!!
ما اتفق المفسرون لأن عمدة المفسرين يبنون على السند الثابت .. هي قصص ملئت بها المطبوعا!!!
فيا رجال وأنتم بهذا الأجدر .. أين النسخ الأصلية عند ورثتها؟؟! لا تدور لنا مخطوطات في متاحف المستعمر أو في هنا وهناك .. أين ورثة العلم عن العلماء؟؟!!!
وأما ماذا قلت أنا عن معنى الضلال لغة؟
أوضحه الآن:
موسى عليه السلام نفى عن نفسه الخطأ الديني .. واستعمل نفي الضلال في سياق السخرية من فرعون.
فالشاهد لغة: استعمال لفظ الضلال في الخطأ الديني.
والعقيدة التي أدين الله فيها أن موسى عليه السلام سخر من فرعون. وأنه أوتي النبوة وقتل النفس المفسدة بحكم قضائي بدأ بالقتل دفعا للصائل ثم قضى عليه.
بالله عليك (أي الفريقين أحق بالأمن) من صان جناب النبوة أن تتهم بالجهل والقتل الخطأ، أو من قال في حق النبوة جهل قبل الوحي أو قتل لنفس معصومة؟!
وللتوضيح في شأن الوثائق أبين لك التركات:
التركات ثلاثة أنواع:
1) تركة مال لورثته. يجوز فيه الوصية بما لا يزيد عن الثلث"والثلث كثير".
2) تركة علم، ولا يجوز اقتسامها ميراثا، ولا تحتسب من الوصية. وتعلم تركة العلم بنص المورث لحديث"ورثنا العلم". لذلك بقيت حجرات أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ميراثا للعلم لم يقتسمها أخوتهن.
3) تركة وجاهة، وفيها ميراث التخصصات. وهذه حسب نظام الوجاهة في المجتمعات.
والله أعلم
فأين الوثائق الأصلية لتركات العلم الشرعية؟؟!!
قبل أن تقول: اتفق المفسرون فالعهدة عليك إذن.
والله الموفق وجزاك الله خيرا
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Jan 2010, 10:49 ص]ـ
مسكينة هذه الطالبة أسأل الله أن يعافينا مما ابتلاها به
تقول لا تعلم نصا في أن من قتله موسى كان رجلا فضلا عن أن يكون قبطي، وهذا يدل على أنها تتكلم بغير علم وتخلط خلطاً عجيبا:
الله تعالى يقول:
(وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15) قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (16))
وفي الآيات نص على أن المقتول رجل.
وعلى أنه قبطي.
وعلى أن موسى عليه السلام قد ظلم نفسه بهذا الفعل حيث نسب القتل إلى عمل الشيطان حيث إنه اندفع وراء غضبه فوقع القتل والغضب سببه الشيطان، ثم إنه استغفر من هذا الذنب فغفر الله له، وقد قال في سورة الشعراء:
"وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ"
ثم تقول هذه الطالبة شيئا لا أدري ما هو، هل هي خيالات وأوهام عندها أم ماذا؟ الله أعلم.
تقول:
ما اتفق المفسرون لأن عمدة المفسرين يبنون على السند الثابت .. هي قصص ملئت بها المطبوعا!!!
فيا رجال وأنتم بهذا الأجدر .. أين النسخ الأصلية عند ورثتها؟؟! لا تدور لنا مخطوطات في متاحف المستعمر أو في هنا وهناك .. أين ورثة العلم عن العلماء؟؟!!!
وقد سبق وأن قالت مثل هذا الكلام فلا أدري ماهو فمن فهم عليها فليخبرنا جزاكم الله خيرا.
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[27 Jan 2010, 11:04 ص]ـ
يا حجازي .. لو أنك تحسب حساب كلامك قبل تكتبه ويرجع عليك ندامة ..
قبل أن تهاجم بالحجة ارجع لحجتك أولا وتبصرها .. وإلا لا تهاجم فيه أسلوب آخر هو عرض للذي تستفسر عنه ..
تجمل بكلامك وأنت الكسبان .. لكن إذا تتغلط يرد عليك غلطك ثم أجيبك الآن:
(فوجد فيها رجلين يقتتلان) ختمه بقوله في القضاء: (هذا من عمل الشيطان) لذلك جاء وصف حاله معهم: (وقتلت نفسا). وليس رجلا.
أما قوله: (ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون) .. ليس فيه تخطئة موسى عليه السلام لأن الآية بعدها: (قال كلا).
أما الذي استغفر، هو الرجل الذي أخذه التهور كلما رأى المفسدين فكشف التحريات، لاحظ أن إبراهيم عليه السلام وهبه الله غلاما حليما. ولم يكن متهورا.
أما كوني قلته ثانية .. أعني تحرير الوثائق العلمية .. فليس ثانية إلا في الملتقى .. وما شاء الله عليك راصود!!
وأقوله ثالثة سجلها ..
ولو تحشم نفسك ما يجيك إلا خير .. فإن تخطئ فما طرق الباب غيرك فتلق الجواب .. ولا تجدني غلطانة (فلولا إن كنتم غير مدينين * ترجعونها إن كنتم صادقين).
للكلام أساليبه .. فتعلم أسلوبا غير السخرية والنفخ
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Jan 2010, 11:39 ص]ـ
أما الذي استغفر، هو الرجل الذي أخذه التهور كلما رأى المفسدين فكشف التحريات، لاحظ أن إبراهيم عليه السلام وهبه الله غلاما حليما. ولم يكن متهورا.
من يفك اللغز جزاه الله خيرا
أظن الكاتب أو الكاتبة من متابعي أفلام الكرتون خياله أو خيالها واسع.
أما كوني قلته ثانية .. أعني تحرير الوثائق العلمية .. فليس ثانية إلا في الملتقى .. وما شاء الله عليك راصود!!
راصود وإلا رادود؟
وأظن الكاتب أو الكاتبة يعرف المقصود برادود
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[27 Jan 2010, 12:01 م]ـ
لعلني أن أجيبك تسلسلا مما انتهيت أنت له:
أما التصور الذهني فلولا سؤالك ما كتبته .. سألتني عن رأيي العلمي ووضحته بدقة.
وشكرا على الذوق
وأما قصة موسى عليه السلام في قتل النفس .. فلا أعلم نصا ورد فيه أنه رجل!!!
فكيف اتفق المفسرون أنه قبطي؟؟!!
وهل رأيتِ في كلامي حكايةَ الاتفاقِ على أنَّهُ قبطي أوغيرهُ لتسألي هذا السؤال , الذي حكيتُ اتفاقَ المفسرين عليه هو أنهُ صلى الله عليه وسلمَ ينفي تعمُّدَ ذلك وأنَّهُ فعلهُ جاهلاً قبل النبوةِ والوحي إليه بالشريعة في شأنِ القتلِ.
ما اتفق المفسرون لأن عمدة المفسرين يبنون على السند الثابت .. هي قصص ملئت بها المطبوعا!!!
فيا رجال وأنتم بهذا الأجدر .. أين النسخ الأصلية عند ورثتها؟؟! لا تدور لنا مخطوطات في متاحف المستعمر أو في هنا وهناك .. أين ورثة العلم عن العلماء؟؟!!!
لا تعليق.!!
وأما ماذا قلت أنا عن معنى الضلال لغة؟
أوضحه الآن:
موسى عليه السلام نفى عن نفسه الخطأ الديني .. واستعمل نفي الضلال في سياق السخرية من فرعون.
فالشاهد لغة: استعمال لفظ الضلال في الخطأ الديني.
الخطأُ الدينيُّ كما تقولينَ ذو شُعبٍ وأقسامٍ لا يصحُّ إطلاقُ اسمِ الضلالِ على جميعها , لأنَّ فيها ما يُؤجَرُ عليهِ الإنسانُ , وأرجو ألا تُصري على هذه القسمة الاجتهادية العارية عن تأييد سياقِ موارد المفردة في كتاب الله والتي تبغين بها حصرَ معاني الضلالِ في أربعة أوجه:
1 - ضلال من عرف الحق وتركه.
2 - تعمد إخفاء ظاهر الاهتداء عن المفسدين الذين أحدثوا الضلال.
3 - نوع خطأ في الدين.
4 - نوع خطأ في الواقع.
وإن أبيتِ إلا اجتهادكِ حفظكِ اللهُ فمن أي هذه الأقسامِ الأربعةِ سيكونُ قوله تعالى (وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا) وقوله تعالى (وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) وقوله تعالى (يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ) وقوله تعالى (وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) وقوله تعالى (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْوقوله تعالى (فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ)؟
والعقيدة التي أدين الله فيها أن موسى عليه السلام سخر من فرعون. وأنه أوتي النبوة وقتل النفس المفسدة بحكم قضائي بدأ بالقتل دفعا للصائل ثم قضى عليه.
بالله عليك (أي الفريقين أحق بالأمن) من صان جناب النبوة أن تتهم بالجهل والقتل الخطأ، أو من قال في حق النبوة جهل قبل الوحي أو قتل لنفس معصومة؟!
ديانةُ العبدِ للهِ بعقيدةٍ هي أخصُّ العباداتِ , ولا سبيل في ذلك إلا الوحيُ الصحيحُ وبابُ الاجتهادِ موصدٌ في وجهِ مريدهِ في العقائدِ , سيَّما الأخبارُ عن الأنبياءِ لأنَّ الاجتهاد فيها لا يحتملُ إلا نقلاً ثابتاً عن الله تعالى الذي امتنَّ على نبيه بقوله (نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ) وما سوى النبأِ المتلُوِّ بالحقِّ فهو وعدمُه على وجه السواء.
والأحقُّ بالأمنِ هو من اعتضد بدلالة القرآنِ التي ثبتَ بها إطلاقُ الضلالِ على الأنبياءِ مُراداً منهُ غياب العلم عنهُم قبل الوحي بهِ لا ضلال القصد إلى الإثم ومخالفةِ الشرائع.
ولا أدري يا أختنا كيف تجزمين بأنَّ القتلَ كانَ حكماً قضائيا مشروعاً لدفعِ الصائلِ مع أنَّ القاتلَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ قَالَ عقب القتلِ مباشرةً: (هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ) فأيُّ شيطانٍ هذا القائمُ بالعدلِ وإحلالِ الأمنِ وإرادةِ الخير للبرية.؟؟
وللتوضيح في شأن الوثائق أبين لك التركات:
التركات ثلاثة أنواع:
1) تركة مال لورثته. يجوز فيه الوصية بما لا يزيد عن الثلث"والثلث كثير".
2) تركة علم، ولا يجوز اقتسامها ميراثا، ولا تحتسب من الوصية. وتعلم تركة العلم بنص المورث لحديث"ورثنا العلم". لذلك بقيت حجرات أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ميراثا للعلم لم يقتسمها أخوتهن.
3) تركة وجاهة، وفيها ميراث التخصصات. وهذه حسب نظام الوجاهة في المجتمعات.
والله أعلم
فأين الوثائق الأصلية لتركات العلم الشرعية؟؟!!
قبل أن تقول: اتفق المفسرون فالعهدة عليك إذن.
والله الموفق وجزاك الله خيرا
ما يتعلق بالتركات وغيرها لم أفهمهُ ولا يعنيني فيما أظنُّ , وما يتعلقُ بالمفردةِ فهاهي كتبُ التفسير بين يديكِ فأوجدي قولاً يفسرُ الآيةَ بالسخرية لأتراجع عن تفسيرهم للضلالةِ هنا بالجهالةِ استناداً على ما صحَّ عن مفسري الصحابة والتابعين , وما جاءت به قراءةُ ابنِ مسعودٍ (فعلتُها إذاً وأنا من الجاهلين).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[27 Jan 2010, 12:25 م]ـ
أنا كاتبة يا حجازي ..
ولا أدري لم تصر أن تشكك في شخصي وتفتعل الظنون التي لا تعذر منها
ولكن إن ترى في رزانة دلتك على صفات الرجال فقد رباني رجّال ولد رجال وأبو الرجال .. وأمي بنت الرجال وأم الرجال ..
علموني كل خير ..
أما عن (رادود) فلم يسعها خيالي .. ما شفتها في أفلام كرتون .. وضحها
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[27 Jan 2010, 12:35 م]ـ
أعتذر إن كنت ظننتك تقصد اتفاقهم أنه رجل قبطي .. لكن لا أرجع أن المفسرين لم يتفقوا على ما صححته لي؛ لأنهم لم يتفقوا أن موسى صلى الله عليه وسلم أخطأ بسبب جهله قبل النبوة.
كلامي واضح دللت عليه بالسياقات لاداعي للتكرار راجعه إن شئت.
ثم النقاش الذي أبني عليه المشاركة أني لا أجبر أحدا على رأيي .. كان جواب سؤال عن رأيي.
أما اجتهادي في التقسيم فهو رأيي لم أجبرك عليه.
وأما بقية الألفاظ فتتبعها أنت في سياقاتها، أخبرتك ليس لدي إحصاء لها ولا تتبعت معانيها في السياق بجمع الألفاظ. تتبعها أنت في كتب التفسير والله يوفقك.
وإن لا تريد أن تكون فيمن يدقق الوثائق، فإنما كنت ناصحة لكم الرجال لأنكم من تثبت بكم الوثائق الشرعية .. فإن تقبل النصيحة فمشكور وإن لا تعمل بها فلعل لك شأن لا أعلمه والله الموفق(/)
هل من بحاثة علامة يفيدنا عن: عمر بن محمد بن عبدالكافي؟
ـ[د. أنمار]ــــــــ[06 Apr 2007, 12:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد فـ
"بيان عدد سور القرآن وآياته وكلماته ومكيه ومدنيه"
من الكتب التي اعتمدت عليها اللجنة التي أشرفت على طباعة "مصحف المدينة النبوية".
ولا أظن ما سبق اسما للكتاب بل وصفا لمحتواه. وقد دونوا في آخر الطبعات السابقة لمصحف المدينة عند التعريف به اسم المؤلف وهو:
أبو القاسم عمر بن محمد بن عبد الكافي
وهذا نص ما كان مكتوبا في السابق:
تعريف بهذا المصحف الشريف
كُتب هذا المصحف وضُبط على ما يوافق رواية حفص بن سليمان بن المغيرة الأسَديّ الكُوفيّ لقراءة عاصم بن أبي النَّجود الكوفي التابعي عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حَبيب السُّلميّ عن عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت وأُبَي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأُخِذَ هجاؤه مما رواه علماء الرسم عن المصاحف التي بعث بها الخليفة الراشد عثمان بن عفَّان رضي الله عنه إلى البصرة والكوفة والشام ومكة، والمصحف الذي جعله لأهل المدينة، والمصحف الذي اختص به نفسه، وعن المصاحف المنتسخة منها. وقد روعي في ذلك ما نقله الشيخان أبو عمرو الداني وأبو داود سليمان بن نجاح مع ترجيح الثاني عند الاختلاف.
هذا وكل حرف من حروف هذا المصحف موافق لنظيره في المصاحف العثمانية الستة السابق ذكرها.
وأُخِذَت طريقةُ ضبطه مما قرره علماء الضبط على حسب ما ورد في كتاب "الطراز على ضبط الخراز" للإمام التَّنَسِيّ مع الأخذ بعلامات الخليل بن أحمد وأتباعه من المشارقة، بدلا من علامات الأندلسيّين والمغاربة.
واتُّبِعَتْ في عد آياته طريقة الكوفيين عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السُّلَمِيِّ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه على حسب ما ورد في كتاب "ناظمة الزُّهر" للإمام الشاطبيّ، وغيرها من الكتب المدوّنة في علم الفواصل، وآي القرءان على طريقتهم 6236 آية.
وأُخِذَ بيانُ أوائل أجزائه الثلاثين وأحزابه الستين وأرباعها من كتاب "غيث النفع" للعلامة السفاقُسيِّ و"ناظمة الزهر" للإمام الشاطبيِّ وشرحها. و "تحقيق البيان" للشيخ محمد المتولي، و"إرشاد القراء والكاتبين"، لأبي عيد رضوان المخلِّلاتي.
وأُخِذَ بيان مكّيّه ومدنيّه في الجدول الملحق بآخر المصحف، من "كتاب أبي القاسم عمر بن محمد بن عبد الكافي" و"كتب القراءات والتفسير" على خلاف في بعضها.
وأُخِذَ بيان وقوفه وعلاماتها مما قررته اللجنة في جلساتها التي عقدتها لتحديد هذه الوقوف على حسب ما اقتضته المعاني التي ظهرت لها مسترشدة في ذلك بأقوال الأئمة من المفسرين وعلماء الوقف والابتداء.
وأُخِذَ بيان السجدات ومواضعها من كتب الفقه والحديث على خلاف في خمس منها لم نشر إليه في هامش المصحف وهي السجدة الثانية بسورة الحج والسجدات الواردة في السور الآتية: ص والنجم والانشقاق والعلق.
وأُخِذَ بيانُ مواضع السكتات عند حفص من "الشاطبية" وشراحها وتعرف كيفيتها بالتلقي من أفواه المشايخ
http://www.qurancomplex.org/Quran/display/Display.asp?TabID=1&SubItemID=3&l=arb&end=1
ثم في الطبعة الأخيرة حذفوا ما سبق
وعلى رابط المجمع ذكروا وفاته 400هـ تقريبًا
https://www.qurancomplex.com/display.asp?section=2&l=arb&f=maki00005.htm
وأظنه وهما.
فهو يروي عن ابن مهران بواسطة أبي الحسين علي بن محمد بن عبيد الله الفارسي وهو مترجم في غاية النهاية برقم 2323
وهو من شيوخ الأندرابي المترجم في الغاية تحت رقم 426.
فباشتراكهما في الشيخ ستكون وفاته في أواخر 400 أو أوائل الـ 500
فهل من بحاثة يفيدنا عن ترجمة لهذا العالم؟
ـ[الجكني]ــــــــ[06 Apr 2007, 09:43 ص]ـ
ذكر شيخنا عبد الرازق علي موسى حفظه الله في نهاية كتابه "مرشد الخلان إلى معرفة عد آي القرآن " (239) أن له ترجمة في:
1 - معجم المؤلفين:7/ 312
2 - بروكلمان:1/ 33
ـ[د. أنمار]ــــــــ[06 Apr 2007, 03:01 م]ـ
شكرا سيدي الدكتور وما ذكره كحالة وبروكلمان ليس إلا إشارة لكتابه أما بالنسبة للترجمة، فلما يذكرا سوى الاسم.
وهاكم ما ذكره كحالة، قال:
عمر بن محمد بن عبد الكافي (أبو القاسم) فاضل. من آثاره: كتاب عدد سور وآى القرآن وغيرها. (ط)
330: Brockelmann : s , I
أما بروكلمان فقال كما في ص 6 ج 4 طبعة دار المعارف بترجمة النجار:
ـ[منصور مهران]ــــــــ[06 Apr 2007, 03:04 م]ـ
ما تفضل ببيانه ونقله شيخنا الجكني له امتدادٌ وعليه تنبيهات:
1 - الإحالة على معجم المؤلفين هي على الطبعة الأولى ولعلها لا تتيسر لكثير من القراء
وتجدونها في طبعة مؤسسة الرسالة ج 2 ص 575 الترجمة رقم 10481
2 - الإحالة على بروكلمان في طبعته الأصل (بالألمانية)
وصحة الرقم 330 بالجزء الأول من الملحق، ولا أدري أين يقع ذلك في النسخة المترجمة أخيرا.
3 - ذكر فؤاد سيزكين أن أبا القاسم عمر بن محمد بن عبد الكافي كان تلميذا لأبي علي الفارسي،
وأنه عاش إلى حوالي سنة 400 هج
ومن آثاره كتابٌ في عدد سور القرآن وآياته وكلماته (ولم يسمه)
ومنه نسخ في:
ليدن 1634
والأسكوريال 1424
ومكتبة طلعت بالقاهرة (في دار الكتب المصرية) - قراءة 265
انظر: تاريخ التراث العربي / سيزكين مجلد 1 جزء 1 ص 49
من النسخة المترجمة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
وبالله التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أنمار]ــــــــ[06 Apr 2007, 03:40 م]ـ
الشيخ منصور تزامنت الكتابة وتقاربت الإضافات.
ولكم جزيل الشكر
لكن يظل كل ما سبق إنما هو اقتصار في نقل اسم المؤلف المدون على غلاف المخطوط ليس إلا.
والعجيب أنه لم يذكر فيما وقفت عليه من كتب التراجم المتداولة اليوم أعني القديمة في فترة كان الاهتمام بالتراجم لا يستهان به. بل ذكر كثير ممن هو دونه بكثير.
فهل كان كصاحبه الأندرابي من الكرامية؟ (غير معهود إهمال المبتدعة في تراجم العلماء)
وهل أهمل ذكرهما لقلة تراثهما؟ (مستبعد)
أوعدم اشتهارهما لقلة الآخذين عنهما.؟ (محتمل)
ـ[الجكني]ــــــــ[06 Apr 2007, 05:41 م]ـ
الشكر موصول للدكتورين الفاضلين والشيخين الجليلين:أنمار ومنصور 0
والمسألة تحتاج مزيد بحث 0(/)
هل من بحاثة يفيدنا بأسامي مصنفات الهبطي صاحب الوقوف المنتشرة بالمغرب
ـ[السائح]ــــــــ[06 Apr 2007, 01:20 ص]ـ
إخواني الكرام،،،
هل من بحاثة يفيدنا بأسامي مصنفات الهبطي صاحب الوقوف المنتشرة بالمغرب؟
ـ[الجكني]ــــــــ[06 Apr 2007, 03:04 م]ـ
أخي السائح حفظه الله:
ذكر د/الحسن بن أحمد وكاك:وهو الذي درس وحقق "تقييد وقف القرآن الكريم " للشيخ الهبطي رحمه الله (ص:20) قال بالنص:"أما عن آثاره - الهبطي - فلم يعرف له إلا هذا التقييد الذي بين ايدينا،وإلا "عمدة الفقير في عباد العلي الكبير "اهـ
ثم اشار في الحاشية عند الكتاب الثاني: مخطوط بالخزانة العامة بالرباط رقم 2008/د ضمن مجموع 0
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[06 Apr 2007, 06:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل: السائح ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد فإني أحمد الله إليكم أن يسر التواصل معكم عبر هذه الموقع المبارك. أما عن سؤالكم عن مؤلفات الشيخ الهبطي (ت 930 هـ) ـ رحمه الله ـ فإنه رغم كونه عالما مشاركا، فإنه لم يصلنا من كتبه إلا كتابان:
1 - عمدة الفقير في عبادة العلي الكبير. (مخطوط بالخزانة العامة بالرباط، رقم 2008 / د ضمن مجموع.
2 - تقييد وقف القرآن الكريم، توجد منه نسخة خطية بالخزانة الحسنية بالرباط، رقم 4138 و أخرى 7708.
كما أحيلكم على الرابط التالي: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6155
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[السائح]ــــــــ[06 Apr 2007, 08:45 م]ـ
أخي الجكني،
وأخي أحمد الضاوي،
جزاكما الله خيرا على ما تفضلتما به من الإفادة.
بيد أنه يغلب على ظني أن للهبطي كتبا أخرى، سأحاول أن أذكرها الليلة بتوفيق الله وحسن عونه.
وقبل أن أسرد ثَبَتًا بمؤلفاته، أود أن أطرح عليكم سؤالا خفيفا ظريفا:
هل وقفتم على كتاب جامع جوامع الاختصار والتبيان، فيما يعرض للمعلمين وآباء الصبيان؟
وللكتاب نشرتان: إحداهما بالمغرب، والأخرى بالجزائر.
ـ[السائح]ــــــــ[06 Apr 2007, 09:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ـ[السائح]ــــــــ[07 Apr 2007, 01:23 ص]ـ
لا بد من التفريق بين أحمد بن أبي جمعة وابنه محمد؛ فقد خلط بينهما بعض الباحثين.
أما محمد فهو أبو العباس بن بوجمعة المغراوي الوهراني ثم الفاسي، ومن تصانيفه: جامع جوامع الاختصار والتبيان، فيما يعرض للمعلمين وآباء الصبيان.
أما ابنه أحمد؛ فله تصانيف كثيرة، منها:
1 – تقريب النافع في الطرق العشر لنافع، وهو نظم في القراءات بيّن فيه الطرق العشر إلى نافع.
منه نسخة بالمكتبة الوطنية بباريس، استهلّه بقوله:
بدأت بحمد الله معتصما به ... نظاما بديعا مكملا ومسهلا
2 – تقييد في وقف القرآن الكريم، تقدم أنه بالخزانة العامة بالرباط.
3 – تقييد على مورد الظمآن، منه نسخة بالخزانة الحسنية بالرباط.
4 - فهرست، في مروياته عن شيوخه.
5 – الجيش الكمين، لقتال من كفّر عامة المسلمين، وهو منشور مشهور متداول.
6 – وله قصيدة طويلة في رثاء شيخه ابن غازي المكناسي، منها نسخة بالمكتبة الناصرية بتمكروت.
وتقاييد أخرى ليس هذا مجال ذكرها.
وقد استفدت أكثر ما ذكرته من بحث لأحد الأفاضل لم يُنشر بعدُ.
ـ[السائح]ــــــــ[07 Apr 2007, 01:26 ص]ـ
والرجاء ممن وقف على كتاب " عمدة الفقير، في عبادة العلي الكبير " أن يتكرم بإتحافنا بنبذة عنه.
ـ[السائح]ــــــــ[07 Apr 2007, 01:31 ص]ـ
وقد اشتهر أنه توفي سنة 930، لكن الذي ذكره ابن مريم التلمساني في البستان، ومحمد بن محمد آل مخلوف في شجرة النور، وعبد الحي الكتاني في فهرس الفهارس، أنه مات سنة 929.
ولا يعارض ما تقدم: ما ذكره ابن القاضي في جذوة الاقتباس، ومحمد بن جعفر الكتاني في سلوة الأنفاس، أنه توفي قرب الثلاثين وتسع مئة، كما هو واضح جلي لا يخفى على نابه.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[07 Apr 2007, 11:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل السائح ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فإني أشكر لكم تواصلكم و اهتمكامكم. أما عن كتب الشيخ الهبطي ـ رحمه الله ـ صاحب الوقوفات المعروفة، فإني حاولت استقصاء كتبه و ذلك بتتبع كل ما وقعت عليه يدي من كتب التراجم و التاريخ و الفهارس، فلم أعثر له إلا على الكتابين اللذين أشرت لهما، لذا فإني أطلب منك الإحالة على المصدر أو المصادر المعتمدة، خدمة للباحثين.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[السائح]ــــــــ[12 Apr 2007, 03:02 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الكريم الضاوي.
قد أرسلت إليكم رسالة خاصة، فتفضلوا بقراءتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[14 Apr 2007, 01:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل السائح ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. لقد توصلت برسالتكم، شاكرا لفضيلتكم استجابتكم الكريمة. و لعلي أكثر على فضيلتكم بأحد الطلبين التالين:
1 - أن تدلونا على طريقة الحصول على البحث الذي أشرتم إليه.
2 - التفضل بإعداد تقرير عن الكتاب و نشره على الموقع.
وذلك خدمة للباحثين، و تعميما للفائدة.
جزاكم الله خيرا.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[السائح]ــــــــ[14 Apr 2007, 03:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل السائح ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. لقد توصلت برسالتكم، شاكرا لفضيلتكم استجابتكم الكريمة. و لعلي أكثر على فضيلتكم بأحد الطلبين التالين:
1 - أن تدلونا على طريقة الحصول على البحث الذي أشرتم إليه.
2 - التفضل بإعداد تقرير عن الكتاب و نشره على الموقع.
وذلك خدمة للباحثين، و تعميما للفائدة.
جزاكم الله خيرا.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته أخي الأستاذ الكريم الضاوي.
الكتاب لم يطبع بعد، لكن سأبعث إليك رسالة أفيدك بما يعينك على تحصيلها إن شاء الله.
وأحسن الله إليك على حرصك على نفع الباحثين.(/)
من يفيدني في الترجمة لهؤلاء مع عزو الترجمة لمصدرها
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[06 Apr 2007, 01:45 ص]ـ
1. الشيخ مناع القطان
2. الشيخ محمد محمد أبو شهبة
3. الشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني
مع ذكر مصدر الترجمة وبيانات الكتاب المنقولة منه
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[06 Apr 2007, 03:14 ص]ـ
السلام عليكم:
هذه ترجمة الشيخ مناع القطان -رحمه الله- من كتاب "علماء ومفكرون عرفتهم" للأستاذ/ محمد المجذوب:
http://www.daawa-info.net/bio.php?id=92
أما ترجمة الشيخ محمد أبو شهبه -رحمه الله- فتجدها في كتاب "ذيل الأعلام" للأستاذ أحمد العلاونة ويمكنك تحميله من هنا:
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=17&book=620
وهذه بعض ملاحظات بسيطة على الكتاب بما فيها ترجمة المترجم:
http://www.suhuf.net.sa/2001jaz/jun/3/wo1.htm
وهذه ترجمة الشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني مختصرة من كتاب خصص لترجمته تجد صورته في الرابط:
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=545
والله تعالى اعلم.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[06 Apr 2007, 07:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا وأحسن إليك ولقاك نضرة وسرورا
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[06 Apr 2007, 08:13 ص]ـ
انظر أخي أيضا ما كتب هنا في هذا الملتقى الكريم، عن
الشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4961(/)
تعريف أبي السعود العمادي للكفر لغة وشرعا
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[06 Apr 2007, 10:58 ص]ـ
قال الشيخ أبو السعود في تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ) [البقرة:6]:
والكفر في اللغة: ستر النعمة وأصله الكفر ـ بالفتح ـ أي: الستر. ومنه قيل للزراع والليل: كافِرٌ. قال تعالى: (كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ [الحديد:20]. وعليه قول لبيد: "في ليلة كَفَرَ النجومَ غمامُها". ومنه: المتكفِّر بسلاحة، وهو الشاكي الذي غطى السلاحُ بدنه.
وفي الشرع: "إنكار ما عُلِم بالضرورة مجيءُ الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ به.
وقد بسط الشيخ محمد زيتونة القول في هذا التعريف قائلا:
(والكُفر) بالضم اسم مصدر كَفر، كقتل، لا ضرب كما وهم الجوهري.
(في) أصل (اللغة) العربية: (سَتْرُ) ـ بفتح السين المهملة وسكون المثناة فوقية ـ (النِّعمَة) ـ بكسر فسكون ـ المنعَم بها، وبفتح: الأنعام.
أي تغطيتها وجحودها كما في الصحاح، ضد الشكر. والمصدر: كفران.
(وأصله) أي المضموم كما في الصحاح: (الكَفْرُ) ـ كالضرب ـ (بالفتح) للكاف (أي السَّتْرُ) ـ بالفتح ـ والتغطية في كل شيء.
وكَفَرْتُ الشيء أكْفِرُه ـ بالكسر ـ كَفْرًا: سَتَرْتُهُ. ورماد مكفورٌ سفت الريح النزاب عليه حتى غطته. قال:
هل تعرف بأعلى ذي الغور ... قد درست غير رمادٍ مكفور
(ومنه) سميت القرية كَفْرًا؛ لسَتْرِها أهلَها؛ كخبر: «تُخرِجكُم الرومُ منها كَفْرًا كَفْرًا»، أي من قرى الشام قريةً قريةً. وقول معاوية: «أهل الكفر هم أهل القبور» أي كالموتى لا يشاهدون الجمعة والأمصار.
وهو في اللغة شائع بالكثرة في السَّتْر، ومن ثم (قيل للزَّراع) ملقي البذر بالأرض كَافِرٌ، أي سَاتِرٌ لأنه يستره بترابها ويغطيه فلا يظهر منه شيء.
(والليل) المظلم ـ كما في الصحاح ـ (كافرٌ) لأنه يَستُر ما فيه بظلمته، فهو كاللباس؛ (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً) [النبأ:10]. قال في الصحاح: والكَفْرُ أيضا: ظلمة الليل وسواده، وقد تكسر.
قال حميد:
فوردت قبل انبلاج ... وابن ذكاء كامن في الكَفْرِ
أي: فيما يواريه من سواد الليل.
والكفر: الليل المظلم؛ لأنه ستر بظلمته كل شيء.
وتلطف في المعارف فقال:
يا ليل طل أو لا تطل ... إني على الحالين صابر
لي فيك أجر مجاهد ... إن صح الليل كافر
وكل شيء غطى شيئا فقد كفره، ومنه الكافر بالله لأنه ستر نعمه عليه. وشاهد الأول: (قال تعالى) في سورة الحديد، في ضرب مثل الدنيا: (كَمَثَلِ غَيْثٍ) أي مطر (أَعْجَبَ الْكُفَّارَ) الزراع (نَبَاتُهُ) [الحديد:20] البارز على وجه الأرض لنضارته وحسنه.
(وعليه) أي الكفر بمعنى الستر ورد (قول لبيد) الشاعر المقول فيه من قبله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «أصدق كلمة قالها شاعر لبيد: "ألا كل شيء ما خلا الله باطل".
(في ليلة كَفَرَ) سَتَرَ (النجومَ) الزواهر المتكاثرة (غمامُها) المشتد، وسحابُها المظلم، غطَّاها بظلمته فلم تظهر. وفي المصباح: الغمام: السحاب، والواحدة غمامة، والقصيدة طويلة، منها:
حتى إذا ألفت يدا في كافر ... وأجن عورات الثغور ظلامها
(ومنه) أي ورود الكفر بمعنى الستر والتغطية كما في الصحاح: (المُتكفِّر) ـ مشدد الفاء، أي المتستر (بسلاحة) وآلاته المعدودة للحرب بدخوله فيها، حتى سترته فلم تُظهر منه شيئا.
(وهو) أي المتكفِّر بها (الشاكي) ـ بالشين المعجمة ـ، أي الداخل فيها، (الذي غطَّى) وستر (السلاحُ بدنَه) باشتمالها عليه لابسًا لها، فصارت له كاللباس يتمدح به في الحرب لأنه لا تفعله إلا الكمات، فيدل على كمال الشجاعة وتمام القوة.
وفي المصباح: الشِّكة ـ بالكسر ـ: السلاح. ورجل شاك، وشاك في السلاح، والشاك السلاح: اللابس السلاح التام. وقوم شكاك في الحديد. فالمادة تدور على الستر واللزوم، فتدبر.
تنبيه: قال أبو العباس المقري: ورد لفظ الكفر بمعنى: سَتْر التوحيد وتغطيته كما هنا، وبمعنى:
ـ الجحود؛ (فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ) [البقرة:89] أي جحدوه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ وكفر النعمة؛ (فَأَبَى الظَّالِمُونَ إَلاَّ كُفُوراً) [الإسراء:99]، (لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ) [إبراهيم:7] أي النعمة. (وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ) [البقرة:152] أي نعمتي.
ـ والبراءة؛ (كَفَرْنَا بِكُمْ) [الممتحنة:4] أي تبرَّأنا منكم. (ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ) [العنكبوت:25] أي يتبرأ منه. اهـ.
وأخذ في بيان معناه شرعا، فقال: (وفي) عُرْفِ، عطفا على سابقه، أي متعارف (الشرع) وأهله: الجَحْدُ. وهو أنواع:
ـ كفر عناد: بأن يعرف الله بقلبه ويعترف بلسانه ولا يدين به، ككفر أبي طالب حيث يقول:
ولقد علمت بأن دين محمد ... من خير أديان البرية دينا
لو لا الملامة أو حذار مسبة ... لوجدتني سمحا بذاك مبينا
ـ وكفر نفاق: بأن يُقرّ لسانا ويُنكر قلبا.
ـ وكفر إنكار: بأن لا يعرف الله أصلاً ولا يقر به.
ـ وكفر جحود: بأن يعرفه قلبًا وينكره لسانًا، ككفر إبليس.
وجميعها قاض بخلود من لقي الله بواحد منها في النار أبدًا.
ومدارها على أنه (إنكار) ولو فِعْلاً، أي جَحْدِ (ما عُلمَ) وعُرِفَ عند العقل (بالضرورة) البيِّنة لكل واحد، بأن اشتهر حتى عرفه الخواصُّ والعوامُّ، كالصلاة وشرب الخمر؛ لا ما يخفى أو عرفه الخواص فقط، كاستحقاق بنت الابن السدس.
(مجيء الرسول) صلى الله عليه وسلم (به) عن الله من المأمورات والمنهيات.
وتبع في هذا التعريف "الأنوار" الجاري فيه على أصول أهل مذهبه من الشافعية كالمالكية. قال اللقاني:
ومن لمعلوم ضرورة جحد ... من ديننا يقتل كفرًا ليس حد
ومثل هذا من نفى لمجمعِ ... أو استباح كالزنا فلتسمعِ
وقال النووي في الروضة: لا يكفر جاحد مُجمَعٍ عليه بإطلاقه، بل من جحد منصوصًا عليه وظهر للكل من خاص وعام مشتركين في علمه، كوجوب صلاةٍ وتحريم خمر، فكافرٌ. فإن جحد ما استأثر به الخواص كسدس لبنت ابن مع بنت صلب فلا يكفر. فإن ظهر غير منصوص وجحده، ففي تكفيره قولان.
ولم تشترط الحنفية في الإكفار سوى القطع بثبوت ذلك الأمر المتعلق به الإنكار، لا بلوغ العلم به حدَّ الضرورة. ويجب حَمْلُه على علم المنكر ثبوته قطعا لأن مناط التكفير التكذيب أو الاستخفاف، فلو جرى عليه المؤلف لقال: إنكار ما قطع بمجيء الرسول به، لكن جرى على الأغلب المشتهر.
تنبيهات:
الأول: استشكل التعريف بأن الخالي عن تصديق وتكذيب كافر، وبالشاك، ولا إنكار في كفر كلٍّ، فيخرج، فينتقض عكسا.
وأجاب الإمام بأن من جملة ما جاء به المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ: وجوب تصديقه في كل ما جاء به عن ربِّه، فمن لم يصدقه فيه كذَّبه.
ورُدَّ بظهور منعه. فالصواب أن يقال: الكفر: "عدم الإيمان عما من شأنه ... "، فشمل التكذيب وترك التصديق بعد وجوبه عليه.
وتفسير الإنكار هنا بالجهل من قولهم: أنكر الشيء: جهله، لا الجحود، حتى تلزم المنزلة بين منزلتين، لأن من تشكك أو لم يخطر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بباله ليس بمقرٍّ مصدِّق ولا منكرٍ جاحد؛ باطل عند أهل السنة، يأباه ما بعده من قوله: "يدل على التكذيب" لصراحته في أن الإنكار هنا الجحد والتكذيب.
وفي "المواقف": الكفر: عدم تصديق الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بعض ما علم مجيئه به ضرورة. فخرج ما علم استدلالا، وخبر الواحد.
والثاني: النهي يعتمد المفاسد، كما أن الأوامر تعتمد المصالح. فأعلى رتب المفاسد: الكفر. وأدناها: الصغائر. والكبائر متوسطة بين الرتبتين.
وأكثر التباس الكفر إنما هو بالكبائر.
فأعلى رتب الكبائر يليها أدنى رتب الكفر.
وأدنى رتب الكفر يليها أعلى رتب الكبائر.
وأعلى رتب الصغائر يليها أدنى رتب الكبائر.
وأدنى رتب الكبائر يليها أعلى رتب الصغائر.
وأعلى الكفر إنما هو انتهاك خاص كحرمة الربوبية، إما بالقول كما يأتي، وإما بالاعتقاد كاعتقاد قدم العالم، وإما بالجهل بوجود الله عز وجل أو صفاته العلى، وإما بفعل كرمي المصحف في القاذورات، أو السجود للصنم، أو التردد للكنائس في أعيادهم بزي النصارى ومباشرة أحوالهم، وجحد ما علم من الدين بالضرورة.
فقولنا: "انتهاك خاص" احتراز من الكبائر والصغائر؛ فإنها انتهاكٌ وليست كفرا.
وألحق الأشعري بالكفر: إرادته الكفر، كبناء الكنائس ليكفر فيها، أو قتل نبي مع اعتقاد صحة رسالته ليميت شريعته.
ومنه تأخير إسلام من أتى ليُسلم على يديك، فتشير عليه بتأخير الإسلام لأنه إرادة للبقاء على الكفر. اهـ.
وجلب باقي التنبيهات ـ على دقتها ـ يطول. سأكتفي بذكر خاتمة المبحث:
قال الشيخ زيتونة:
تنبيه: لا يلزم مما مر تكفير أهل البدع من الفرق الإسلامية بما اعتقدوه من الباطل، مخالفين لما ثبت بالدليل وعُرف أنه من دين محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، مثل كونه تعالى عالما بالعلم أو بذاته، وأنه مرئي أو غير مرئي، وأنه خالق أعمال العباد أم لا؛ فلم يُنقل بالتواتر القاطع للعذر، فلا جَرم لم يكن إنكارُه والإقرار به داخلا في ماهية الإيمان ولا موجبا للكفر.
والدليل عليه أنه لو كان ذلك جزءا من ماهية الإيمان، لكان يجب على الرسول أن لا يحكم بإيمان أحد إلا بعد أن يعرف أنه عرف الحق في تلك المسألة بين جميع الأمة، ويُنقل ذلك على سبيل التواتر. فلمّا لم يُنقل دلَّ على أنه ـ عليه السلام ـ ما وقف الإيمان عليها. ولمّا لم يكن كذلك وجب أن لا يكون معرفتها من الإيمان ولا إنكارها موجبا للكفر.
ولأجل هذه القاعدة لا يكفر أحد من الأمة من أرباب التأويل.
انتهى من "مطالع السعود على إرشاد أبي السعود"، للشيخ أحمد بن محمد زيتونة.(/)
مشروع التعريف بالمجلات العلمية المحكمة "أضف ما عندك "
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[07 Apr 2007, 01:07 م]ـ
أيها الأخوة الكرام:
بما أن الكثير من مرتادي هذا الملتقى لهم طابع أكاديمي , فالذي اقترحه هو حصر المجلات العلمية المحكمة والتي تعنى بنشر الأبحاث المتخصصة في شتى فروع الشريعة والتعريف بها وذلك بذكر ما يلي:
اسم المجلة , وتاريخ صدور أول عدد منها ,مقرها, أماكن بيعها , وسائل الاتصال بالمجلة كالهاتف , وصندوق البريد , والبريد الالكتروني , وموقعها الالكتروني, وضوابط النشر إن تيسر.
وفائدة ذلك:
- الاستفادة من البحوث المنشورة فيها.
- التواصل معهم لمن أراد ذلك.
- وسأبدأ المشروع بذكر إحدى هذه المجلات كمثال للتعريف , وننتظر من الأخوة المشاركة بذكر ما لديهم من معلومات.
1 - مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية
مقرها: جده – المملكة العربية السعودية
هاتف المجلة:026523333 تحويلة 227 - 221
فاكس: 026524444
ومن خارج السعودية يضاف 00966
ص. ب: 100 جده 21411
موقعها الالكتروني: www.shatiby.edu.sa
البريد الالكتروني: majlah@gmail.com
صدر العدد الأول منها في ربيع الآخر 1427.
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[07 Apr 2007, 08:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على الرحمة المهداة والنعمة المسداة والسراج المنير صلوات ربي وسلامه، وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.وبعد فالشكر موصول لفضيلة المشرف الدكتور أحمد البريدي على هذا المقترح النافع
اضافتي هي:
2 - مجلة التراث العربي
وهي مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب.
مقرها دمشق -سوريا- مقابل حديقة الطلائع
هاتف: 6117240 - فاكس: 6117244
الموقع الإلكتروني: www.awu-dam.org
صدر العدد الأول شهر "نوفمبر" سنة: 1979
وصدر منها العدد الأخير (1049) بتاريخ 31/ 3/2007
والمجلة تحوي الكثير من الأبحاث في علوم القرآن واللغة العربية، وفيها ما لا علاقة له بهما.
ـ[دمعة الأقصى]ــــــــ[09 Apr 2007, 04:46 ص]ـ
3. مجلة البحوث الفقيهية المعاصرة
مجلة علمية محكمة متخصصة في الفقه الإسلامي.
مقرها: الرياض - المملكة العربية السعودية.
هاتف المجلة: 4351872/ 01
فاكس: 4352297/ 01
ومن خارج السعودية يضاف 00966
ص. ب: 1918 – الرياض 11441
موقعها الالكتروني: http://www.fiqhia.com/
http://www.fiqhia.com.sa/detail.asp?InServiceID=144&intemplatekey=mainpage&Inmagflag=1
البريد الالكتروني: -
صدر العدد الأخير منها في1/ 11/2006 رقم العدد 72
ـ[دمعة الأقصى]ــــــــ[09 Apr 2007, 05:57 ص]ـ
هناك مجلات تصدر بحوث علمية محكمة في جميع فروع الشريعة الإسلامية:
لكن لا أعرف كافة المعلومات عنها ولعل من لديه علم حولها يسجله مشكورا والشكر في البداية موصول لفضيلة الشيخ أحمد البريدي وفقه الله على اقتراح الموضوع.
هذه أسماء المجلات:
4. مجلة البحوث الإسلامية.
تصدر عن رئاسة البحوث العلمية والإفتاء
مقرها: الرياض - المملكة العربية السعودية.
هاتف المجلة: 4571584/ 01
فاكس: 4571584/ 01
ومن خارج السعودية يضاف 00966
ص. ب: 22571 – الرياض 11416
ــــــــــــ
5. مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
6. مجلة جامعة الملك سعود.
7. مجلة جامعة أم القرى للشريعة والدراسات الإسلامية.
8. مجلة الجامعة الإسلامية – المدينة المنورة.
9. مجلة كليات البنات – السعودية-.
10. مجلة الشريعة والقانون – جامعة الإمارات.
11. مجلة جامعة الأمير عبد القادر الإسلامية.
12. مجلة الشريعة و الدراسات الإسلامية – الكويت.
13. مجلة كلية الدراسات الإسلامية و العربية بدبي.
14. مجلة جامعة أم درمان الإسلامية.
15. مجلة الأوقاف الكويتية.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[09 Apr 2007, 08:47 م]ـ
الأخ الكريم:علال بوربيق , والأخت الكريمة: دمعة الأقصى شكراً لكما.
وأرجو ممن يملك إكمال معلومات المجلات التي تفضلت بها الأخت تزويدنا بها.
ـ[أحمد الأشتر]ــــــــ[10 Apr 2007, 01:51 ص]ـ
تعرف المجلة بنقسها بأنها "مجلة علمية محكمة نصف سنوية يصدرها مركز الدراسات الإسلامية بكلية الدراسات الشرقية والأفريقية قي جامعة لندن. تهدف المجلة إلى تشجيع دراسة القرآن في جوانبها العلمية المتعددة, وتمثل تنوع المناهج في الدراسات القرآنية, بمعناها الواسع. كما تنشر أبحاثا في اللغتين الإنجليزية والعربية لتعمل على إزالة الفصل التقليدي القائم بين التراثين الإسلامي والغربي في دراسة القرآن".
رئيس هيئة التحرير: الأستاذ الدكتور محمد عبد الحليم
الإشتراك بالمجلة:
تصدر مجلة الدراسات القرآنية مرنين قي السنة, وتنشرها مطبعة جامعة إدنبرة وعنوانها:
Edinburgh Univedrsity Press
22 George Square
Edinburgh EH8 9LF
UK
وقي موقعهم بيان بقيمة الإشتراكات وطريقة الدفع www.eup.ac.uk
مكتب تحرير المجلة
Centre of Islamic Studies
SOAS, University of London
Thornhaugh Street, Russell Square
London WC1H 0XG
Tel: ++44 (0) 20 7898 4393
Fax: ++44 (0)20 7898 4379
Email: jqs@soas.ac.uk
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العواجي]ــــــــ[10 Apr 2007, 05:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكورين يامشايخ
ونعم الإخوة أنتم فلا تتكلمون إلا في ما يخدم كتاب ربي فاللهم لك الحمد والشكر
ونتمنى أن تكون المعلومات عن المجلات وافية
ومما يخدم وأرى أهميته
صدورها (فصلي، سنوي، شهري ... الخ)
العدد الذي وصلت إليه ..
صفتها (حكومية، خيرية، أهلية ... الخ
تخصصها (قراءات، علوم قرآن، .... ) أو عامة (إسلامية، دراسات شرعية ... ) أو أعم (عربية،أدبية ... )
لتكون الفائدة أشمل والمعلومات أدق
ولكم منا جزيل الشكر والعرفان
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[11 Apr 2007, 02:12 م]ـ
17 - مجلة البحوث والدراسات القرآنية
تصدر عن الأمانة العامة لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة - المملكة العربية السعودية
أهداف المجلة:
تهدف المجلة إلى تنشيط البحث العلمي، والإسهام في نشر الدراسات والبحوث المعنية بالقرآن الكريم وعلومه؛ مما يثري مكتبة الدراسات القرآنية، ويدعو إلى التواصل العلمي بين المختصين في هذا المضمار.
مجالات النشر في المجلة:
أولاً: تحقيق المخطوطات المتصلة بالقرآن الكريم وعلومه.
ثانياً: الدراسات والبحوث المتخصصة بالقرآن الكريم وعلومه.
ثالثاً: الدراسات والأعمال الخاصة بترجمات معاني القرآن الكريم
الموقع الإلكتروني: http://www.qurancomplex.org/MaterialCMS/viewSection.matId=101&id=102&l=arb&matLang=arb
ص. ب: 6262 المدينة االمنورة
هاتف وناسوخ: 0069948615600 تحويلة 1810
تصدر مرتين سنوياً
صدر حتى الآن منها العدد الثاني في رجب 1427
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[11 Apr 2007, 02:23 م]ـ
18 - مجلة الدرعية
مجلة فصلية محكمة تعنى بتاريخ المملكة العربية السعودية والجزيرة العربية وتراث العرب، تصدر كل ثلاثة أشهر
الموقع الإلكتروني: http://www.addiriyah.org/
تاريخها وآخر إصدار لها:السنة: التاسعه - العددان: الرابع والخامس والثلاثون
جمادى الآخرة - رمضان 1427 - يوليو - أكتوبر 2006 م
البحوث والمراسلات ترسل باسم رئيس التحرير
على العنوان التالي:
ص. ب (151858) الرياض: (11775)
هاتف: (4264692 - 1 - 966+)
فاكس: (4624692 - 1 - 966+)
بريد إلكتروني: info@addiriyah.org
المملكة العربية السعودية
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[11 Apr 2007, 04:57 م]ـ
19 - مجلة الباحث الجامعي
مجلة علمية - محكمة - نصف سنوية
تصدر عن جامعة إب
الأعداد الصادرة حتى الآن اثنان والثالث تحت الطبع.
الموقع الإلكتروني: http://www.ibbunv.com.ye/14-mg-albaheth.htm
ترسل الأبحاث على العنوان الآتي:
الجمهورية اليمنية
محافظة إب - جامعة إب
ص. ب (70270) مجلة الباحث الجامعي
لمزيد من الإستفسارات: ibbunv@y.net.ye
شروط النشر في المجلة
1 - أن يكون البحث جديداً في موضوعه، ولم يسبق نشره في أية دورية علمية أخرى.
2 - أن يلتزم بشروط البحث العلمي من حيث تبويب المادة وإستخدام الهوامش والإشارات الى المصادر والمراجع على وفق طريقة منهجية واحدة وفي آخر البحث.
3 - يقدم الباحث الى المجلة ثلاث نسخ من بحثه مطبوعة على الكمبيوتر بنظام ( Windos 98 ) على برنامج ( Word2000 أو Word97 ) في قرص Floppy 3.5 أو CD-Rom .
4 - تحال الأبحاث وعلى نحو سري الى محكمين علميين إثنين في إختصاص مادة البحث الوارد الى المجلة.
5 - يدفع صاحب البحث المقدم الى المجلة مبلغاً قدره (5000) خمسة آلاف ريال يمني أجور تحكيم ومراسلات في حال قبول البحث للنشر.
6 - تقدم مع البحث خلاصة موجزة لاتزيد عن (150) مائة وخمسين كلمة وباللغتين العربية والإنجليزية.
7 - لايزيد البحث في الدراسات العلمية عن (20) عشرين صفحة وفي الدراسات الأدبية عن (30) ثلاثين صفحة بضمنها صفحات الهوامش والملاحق والمصادر.
8 - تقبل الأبحاث المكتوبة باللغة الإنجليزية.
9 - المجلة غير ملزمة بإعادة الأبحاث الى أصحابها سواءً نشرت أم لم تنشر.
10 - تعبر الأبحاث المنشورة عن آراء كتابها.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[11 Apr 2007, 05:02 م]ـ
20 - مجلة الجديد
مجلة علمية محكمة تصدر فصليا عن المركز القومي للبحوث والدراسات العلمية في ليبيا و"الجديد" تعنى بكل ما يتصل بمجالات العلوم الانسانية الفكرية منها والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.
لأي استفسارات أو مشاركات يمكنك المراسلة على عنوان المركز أو بالبريد الألكتروني jadidmag@ncrss.com
الموقع الإلكتروني: http://www.ncrss.com/aljadid.html
طرابلس - ليبيا ص. ب 84662 الجماهيرية بريد مصور: 00218213602788
ـ[صالح صواب]ــــــــ[12 Apr 2007, 07:17 ص]ـ
(مجلة الكلية العليا للقرآن الكريم)
مجلة علمية - محكمة - تصدر عن الكلية العليا للقرآن الكريم، الجمهورية اليمنية - صنعاء
صدر العدد الأول من المجلة في فبراير 2003م
وقد صدر الآن العدد الرابع من المجلة
المجلة تابعة للكلية العليا للقرآن الكريم، وهي كلية خيرية متخصصة في القرآن وعلومه، تتبع الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم
وهي في الدراسات الإسلامية .. عموما ويفضل أن تكون في الدراسات القرآنية
عنوان المجلة: الجمهورية اليمنية - صنعاء ص. ب: (11229)
هاتف 216868 - 216865 009671 فاكس 216869 009671
الكتابة في المجلة مجانية ...
وأنا مستعد لاستقبال الأبحاث وإيصالها إلى المجلة لمن أراد الكتابة فيها ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى الزكاف]ــــــــ[12 Apr 2007, 10:21 ص]ـ
شكر الله لكم ما تهدفون اليه من نشر العلم والمعرفة هذه بعض المجلات الصادرة في المغرب:
1_رسالة القرآن
مجلة شهرية تعنى بمفاهيم القرآن العظيم ومقاصده
المدير المسؤول: د: فريد الأنصاري
عنوان المراسلة: ص. ب 4238بني امحمد مكناس المغرب
الهاتف 0021268106222
الناسوخ:0021235439727
2_دراسات مصطلحية
مجلة حولية محكمة يصدرها معهد الدراسات المصطلحية تنشر ابحاثا مفيدة في الدراسات القرآنية ولا سيما المصطلح القرآني
عنوان المراسلة: معهد الراسات المصطلحية ص. ب: 6012فاس 30024
الهاتف:0021235732275
الناسوخ:0021235659345
العنوان الالكتروني: almustlaheya@maktoob.com
ـ[د. دخيل العوّاد]ــــــــ[13 Apr 2007, 09:15 م]ـ
مجلة كليات المعلمين (العلوم الإنسانية)
قواعد النشر:
أولاً: أهداف المجلَّة:
1. تنشيط حركة البحث العلمي عامَّةً، والعلوم الإنسانية بصفة خاصَّة في كليَّات المعلِّمين.
2. المساهمة في إظهار الجهود العلميّة لأعضاء هيئة التَّدريس، ونشر أبحاثهم ذات الطّابع الإبداعي والتَّجديدي.
3. إحياء التّراث الإسلامي وتحقيق المخطوطات النّادرة.
4. نشر البحوث في مجالات الدِّراسات القرآنية والإسلامية واللُّغة العربيَّة والاجتماعيَّات واللُّغة الإنجليزية والتربية البدنية والفنية.
5. معالجة القضايا والمشكلات المستجدة في مجالات العلوم الإنسانيّة.
6. تشجيع الباحثين والدارسين على الإسهام في تطوير مناهج البحث في العلوم الإنسانية.
ثانياً: أبواب المجلة:
1. البحوث العلمية المبتكرة.
2. البحوث الميدانية الأصيلة.
3. عرض ومراجعة الكتب العلمية الحديثة.
4. تحقيق المخطوطات التي لم يسبق تحقيقها.
5. تقارير علمية عن المؤتمرات والندوات.
6. ترجمة المقالات والدراسات الأجنبية المعاصرة، ذات الصلة بتخصص المجلة.
7. ملخص رسائل الماجستير أو الدكتوراه.
ثالثاً: قواعد عامة للنشر في المجلة:
1. عدم تعارض المادة العلمية مع العقيدة الإسلامية.
2. تنشر المجلة البحوث التي تتوفر فيها الجدة والأصالة والابتكار مع سلامة اللغة.
3. أن تكون البحوثُ دقيقةً في التَّوثيق والتَّخريج.
4. التزام الباحث بالأمانة العلمية في نقل الأفكار واقتباسها وعزوها لأصحابها.
5. إقرار خطي من الباحث بأن بحثه لم يسبق أن نشر وأنه ليس مستلاً من رسالتي الماجستير أو الدكتوراه ولم يقدمه لأية جهة أخرى لنشره ولا يجوز له عند قبوله للنشر أن ينشره في وعاء آخر.
6. يتم إشعار أصحاب البحوث باستلام بحوثهم فور وصولها هاتفياً أو بالبريد أو البريد الإلكتروني.
7. يتم تحكيم البحوث بصفة سرية عن طريق محكمين اثنين على الأقل.
8. تتم إعادة البحوث التي يرى المحكمون ضرورة إجراء بعض التصحيحات فيها إلى أصحابها لإجراء التصحيحات المطلوبة ولا تعاد البحوث الأخرى سواء نشرت أم لم تنشر.
9. البحوث غير المقبولة للنشر يبلغ أصحابها بذلك من دون إبداء الأسباب.
10. لا يحق للباحث طلب عدم نشر بحثه بعد تحكيمه وقبوله للنشر.
11. تعبر المواد المقدمة للنشر عن آراء مؤلفيها.
رابعاً: قواعد تنظيمية للنشر:
1. يقدم البحث مطبوعاً على ورق ( A4) في ثلاث نسخ ويشترط أن لا يزيد عد صفحاته عن (خمسين) صفحة بما فيها المراجع والجداول والملاحق.
2. يرسل مع البحث القرص المرن ( Diskette) المحفوظ عليه البحث باستخدام نظام التشغيل ( Windows) على برنامج ( Word).
3. يرفق الباحث خطاباً موقعاً منه يطلب فيه نشر بحثه، وفيه تعريفٌ موجزٌ بمؤهلاته وخبراته وتخصُّصه وعنوانه الكامل (هاتفياً وبريدياً وإلكترونياً).
4. تقبل البحوث مكتوبة باللغة العربية والإنجليزية ويشترط إرفاق ملخص بالإنجليزية للبحوث المكتوبة بالعربية، وملخص بالعربية للبحوث المكتوبة بالإنجليزية، لا يتجاوز مئتي كلمة.
5. توضع هوامش كل صفحة بأسفلها على حدة، ويذكر اسم المرجع أولاً ثم المؤلف ثم الجزء والصفحة والتعريف بالطبعة عند ذكره لأول مرة.
6. ذكر المراجع والمصادر في آخر البحث مرتبة ترتيباً ألف بائياً.
7. إرفاق ما يحتاجه البحث من نماذج المخطوطات أو صور ورسوم على أن تكون واضحة.
8. في حالة نشر البحث يقدم للباحث نسخة من العدد المنشور فيه البحث مع 10 مستلات.
خامساً: التبادل والإهداء:
(يُتْبَعُ)
(/)
تبادل الإهداء مع الكليات والمكتبات ومراكز البحوث داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.
سادساً: المراسلات:
توجه جميع المراسلات إلى:
رئيس هيئة تحرير مجلة كليات المعلمين (العلوم الإنسانية)
ص. ب 4341 الرياض: 11491المملكة العربية السعودية
يرأس هيئة التحرير الأستاذ الدكتور فهد بن عبد الرحمن الرومي، سيصدر العدد الأول قريبا إن شاء الله تعالى.
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[14 Apr 2007, 02:19 م]ـ
مجلة الدارة
تصدر عن دارة الملك عبدالعزيز
موقعهم على الشبكة
http://aldarahmagazine.com/index.php
*******
مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية - جامعة قطر
موقعهم على الشبكة
http://www.qu.edu.qa/qu/colleges/sharia/c_sha_mission.html
*******
مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية - جامعة الكويت
موقعهم على الشبكة
http://sharia.kuniv.edu.kw/
وهنا
http://pubcouncil.kuniv.edu.kw/jsis/Arabic/Default.asp
*******
مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي
موقعهم على الشبكة
http://www.islamic-college.co.ae/nabdanew.htm
*******
مجلة الأحمدية - دبي
المجلة توقفت عن الإصدار حالياً
موقعهم على الشبكة
http://www.irh.ae/
*******
مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي
موقعهم على الشبكة
http://www.islamic-college.co.ae/nabdanew.htm
*******
المجلات العلمية بجامعة أم القرى
موقعهم على الشبكة
http://www.uqu.edu.sa/inner.php?id=313&f=8&gf=0
*******
مجلة الجامعة الإسلامية - المدينة النبوية
موقعهم على الشبكة
http://www.iu.edu.sa/Magazine/index.htm
*******
مجلة الجامعة الإسلامية - غزة
موقعهم على الشبكة
http://www.iugaza.edu/ara/research/journal.asp
*******
مجلة دعوة الحق المغربية - وزارة الأوقاف المغربية
موقعهم على الشبكة
http://www.daouatalhaq.ma/main.asp
هذا ما حصلت عليه وهناك المزيد إن شاء الله , وفي الروابط عناوين مراسلة الجهة الناشرة
ـ[أبو المهند]ــــــــ[15 Apr 2007, 12:00 م]ـ
مشروع جيد لفتحه أبواب العلم على الباحثين وأحي الدكتور البريدي
وأشجع المشروع بل وأشارك الإخوة بعناوين هذه المجلات مجلة كلية
أصول الدين والدعوة الإسلامية بالمنوفية مجلة علمية محكمة تعنى بنتاج
الأكاديميين المتخصصين في أصول الدين والدعوة بصفة عامة، تصدر مرة
كل عام.
عنوانها: مصر ـ المنوفية ـ شبين الكوم ـ كلية أصول الدين والدعوة.
كذلك كلية أصول الدبن والدعوة بطنطا
وأصول الدين والدعوة بالقاهرة
وأصول الدين والدعوةبالزقازيق
وأصول الدين والدعوةبأسيوط
وأصول الدين والدعوةبالمنصورة
وكليات الشريعة واللغة العربية والتربية بالقاهرة والأقاليم المصرية كلها
يصدر سنوياً وكلها محكمة. مع تحياتي
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[15 Apr 2007, 01:54 م]ـ
شكرا للدكتور خضر , وهل يمكن استكمال المعلومات لهذه المجلات خاصة الموقع والبريد االإلكتروني سدد الله خطاك.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[17 Apr 2007, 12:11 م]ـ
حياكم الله يا دكتور البريدي وعلى حد علمي فإن هذه المجلات لم تصنع
لها عنوانا على الشبكة، ويمكن التواصل معها عن طريق البريد التقليدي،
أو معرفة عضو من أعضاء هذه الكليات بالخارج أو الداخل.
والعنوان حاصل بنسبة كل مجلة إلى كليتها فمثلا مجلة كلية أصول الدين والدعوة
بالقاهرة عنوانها: مصر ـ القاهرة ـ شارع الأزهر ـ كلية أصول الدين والدعوة بالقاهرة
وكل المراسلات باسم عمداء الكليات، وقس على ذلك أصول المنوفية وطنطا والمنصورة
وأسيوط والزقازيق، كذا اللغة العربية، والشريعة، .....
أما طريقة الحصول على نسخة فعن طريق بالمراسلة أو المعرفة الشخصية
أما شروط النشر فهي ككل المجلات المحكمة، والاختلاف ليس إلا في أتعاب
المحكمين. والله الموفق.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[20 Apr 2007, 05:44 م]ـ
شكراً لك أخي الكريم أبا خطاب العوضي , وننتظر مزيدك.
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[23 Apr 2007, 07:59 ص]ـ
اذا كان المقصود من ذكر المجلات العلمية المحكمة هو اعانة الأخوة الباحثين على نشر بحوثهم لغرض الترقية فإن كثيرا
من المجلات التي ذكرت لاينطبق عليها مفهوم التحكيم في العرف الاكاديمي ولايعتد
بتحكيمها إذ أن المجالس العلمية حسب علمي تشترط أن يكون رئيس تحرير
المجلة وأعضاء هيئة التحرير من حملة الدكتوراة ولاتقل درجة الرئيس عن استاذ مشارك وأن تصدرها جهة علمية
أكاديمية جامعات أوكليات أو مراكز البحوث العلمية في الجامعات وأن تضع على صفحة داخلية شروط النشر
ونظام التحكيم
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[23 Apr 2007, 11:23 م]ـ
أحسنتم يا فضيلة الأستاذ الدكتور فهد على هذه الإفادة المهمة.
كذلك ينبغي أن يعلم أن الأعداد الستة الأولى من المجلة غير معتبرة في التحكيم حسب علمي، أليس كذلك يا شيخ فهد؟
(يُتْبَعُ)
(/)