ـ[منصور مهران]ــــــــ[09 Jan 2007, 08:15 م]ـ
إخوة يوسف يوم ذهبوا به وقد أجمعوا على إبعاده عن أبيهم حتى يمنحهم ما كان يختص به ابنه يوسف دونهم؛ تشاوروا بينهم فيما يصنعونه بيوسف فلم يجدوا أجدى من أن يقتلوه، أو يطرحوه أرضا متاهة يتعرض فيها لخطر جليل قد يكون أشد من القتل، وكلا الأمرين فيه هُلك ليوسف.
ولكن أحد الإخوة - وبعض المفسرين يعدونه أخاهم: رأوبين وهو كبيرهم - لم يكن موافقا على مبدأ القتل أو الطرح في أرض متاهة، فاقترح إلقاءه في في الجب؛ والجب: البئر الواسعة غير المطوية التي تضيق دوائرها كلما تسفل فيها النازل حتى يبلغ الماء وهذه غالبا يكون لها محطات جافة في أطراف الدوائر يستريح فيها الماتحون قبل الخروج الأخير من رحلة العمل، وعند كل دائرة يزداد غياب النازل عن أعين الناس في أعلى البئر فهذه هي غيابات البئر أوغيابتها، و (ال) هنا للعهد فقد تكون بئرا معروفة لديهم يستقون منها نزولا بالأرشية، وهذا الاقتراح نابع من رحمة هذا الأخ وليس فيه إزهاق النفس وقُصارى ما يصيب يوسف أن يلتقطه بعض السيارة ويذهبوا به بعيدا فلا يستطيع العودة ولا يستطيع الأب استعادته، وقد يكون صاحب هذا الاقتراح قدر نسبة إمكان أن يرجع يوسف إلى أبيه إذا استدل عليه أهل الخير وهذا هو الأمل الذي ظل يتجدد في نفس يعقوب زمنا طويلا بفضل الله وحَوْله وطَوْله إلى أن كان من أمر الله فيه ما أخبرت به آيات القرآن الكريم.
ولعل هذا الأخ الرحيم بأخيه يوسف كان مستضعف الرأي عند إخوته يأخذون منه بعض المشورة ويتركون بعضا، ويبدوا أنهم كانوا غالبين على أمرهم فكلمتهم نافذة على أخيهم الكبير هذا، فينساق المسكين وراءهم بلا حيلة ولا قوة على المعارضة؛ فلما كان من شأن يوسف يوم صار عزيز مصر وحيلته في أخذ شقيقه بنيامين أسير ذنب ما جناه بنيامين ولا همَّ به استشعر هذا الأخ الأكبر فداحة الذنب الذي أذهبوا به يوسف عن وجه أبيهم بكذبهم عليه ودعواهم أن ذئبا أكله وهم عنه غافلون ... ، فاليوم حصحص الحق فاقتضى منه أن يفارق رأي إخوته المعوج وطريقة تعاملهم مع الوالد الذي يعاني من فقد يوسف منذ زمن، ثم فقد آخر وكان ضنينا به لولا الحاجة إلى طعام يأتي من مصر، فأراد أن يصدق صدقا يمحو به أثر كذبه الأول، فنصح إخوته بالصدق مع الوالد وإخباره بالحق والحقيقة دون أي تزييف أو تمويه، ونظرا إلى أنه قرر أن لا يبرح مصر إلا ...... فكان وجودهم لدى الوالد دونه يقضي بأن يقول لهم: ارجعوا إلى أبيكم، وكأنه يعلن مفارقته لطريقتهم مع الوالد ويوجههم إلى الصدق معه، فإن صدقوا إلى أبيهم واطمأن قلبه لهذا الصدق فهم شركاء في حنان الأبوة، وإلا فيعقوب أبوهم من حيث النسب، وليس لهم في قلبه عطف الأب وحنوه، ونحن نقول ذلك إذا برئنا من عمل أحد إخوتنا فنقول: والله قل لأبيك هذا وخذ منه جزاءك.
فكأن منهج التعامل هو الذي يفرق بين الإخوة فالوالد أبو هؤلاء المصلحين بمنهج الأبوة الحانية، وهو نفسه أبو هؤلاء المفسدين بمنهج الأبوة القاسية التأديب؛ فكل يخاطب أخاه بمقتضى عمله الذي يحدد منهج الأبوة. فإذا كانوا جميعا على أمر واحد اجتمعوا في منهج أبوة واحدة: ويتضح ذلك من قولهم في المرة الأولى: (يا أبانا إنا ذهبنا نستبق) لأنهم أجمعوا على الكذب فهم شركاء في أبوة يأملون منها كل الحنان، وقول أخيهم لهم في المرة الثانية: (اذهبوا إلى أبيكم) معلنا براءته من منهج الكذب الذي اعتادوا أن يبرروا به سلوكهم المعوج، ويبدوا أنهم عزموا على الكذب على أبيهم إذا عادوا بغير أخيهم فنصحهم الكبير أن يصدقوا في هذه المرة ترقبا لتغيير منهج التعامل لعل أباهم صاحب القلب الرافض لمنهج الكذب يجد في صدقهم ما يجعله أباهم صاحب القلب المطمئن، والحقيقة هذه المرة عليها شهود، فقولهم: (إن ابنك سرق) يصدقه رد بضاعتهم، وشهود أهل العير رفاق الرحلة في مصر.
وتحديد بنوة الولد دون الأخوة في خطابهم ليبينوا لأبيهم أن ابنك الذي شئت أن تمنع خروجه معنا خوفا عليه منا هو الذي أساء إلى سمعتك بارتكابه جريمة السرقة وهي جريمة معروف جزاؤها أن يؤخذ السارق أسيرا رقيقا أو مسجونا إلى حين، فهذا أثر تربيتك وتدليلك لابنك.
هذا اجتهاد من يرجو الثواب، والله أعلم بالصواب.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 Jan 2007, 08:02 م]ـ
السلام عليكم
قال البقاعي في تفسيره (فقال: {ارجعوا إلى أبيكم} أي دوني) --
على هذا فقد يكون في قوله تعالى " {ارجعوا إلى أبيكم " مزيد تأكيد على عزمه الإنعزال عنهم---فكان قوله " {ارجعوا إلى أبيكم " دلالة إشارية على أنّه لن يكون معهم حال رجوعهم إليه فناسب ذلك أن يقول "إلى أبيكم" لأنه حين رجوعهم لن يكون معهم(/)
الحكم على كل الروايات الموجودة في كتب التفسير بالمأثور
ـ[أحمد الماليزي]ــــــــ[08 Jan 2007, 09:16 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إخواني أعضاء الملتقى،
هل يوجد عالم من العلماء من قام بالحكم على الروايات الموجودة في كتب التفسير بالمأثور، مثل ما قام به الألباني في الحكم على المرويات في كتب الحديث؟
أو هل هناك من قام بدراسة رجال تفسير الطبري أو ابن أبي حاتم أو غيرهما من كتب التفسير بالمأثور الذي يروي الأقوال بالسند الكامل؟
نرجو الإفادة وجزاكم الله خيرًا
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[14 Jan 2007, 02:12 م]ـ
أخي أحمد
راجع هذه الروابط لعلها تفيدك في الموضوع
1 ـ http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2104&highlight=%D1%CC%C7%E1+%C7%E1%D8%C8%D1%ED
2 ـ http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=244&highlight=%D1%CC%C7%E1+%C7%E1%D8%C8%D1%ED
3 ـ http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7038&highlight=%D1%CC%C7%E1+%C7%E1%D8%C8%D1%ED
4 ـ http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2012&highlight=%D1%CC%C7%E1+%C7%E1%D8%C8%D1%ED
5 ـ http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3746&highlight=%D1%CC%C7%E1+%C7%E1%D8%C8%D1%ED
ـ[أحمد الماليزي]ــــــــ[15 Jan 2007, 07:17 م]ـ
شكرًا يا فضيلة الدكتور على الروابط(/)
نسيان القرآن بعد حفظه كبيرة (دراسة فقهية)
ـ[الصبر الجميل]ــــــــ[08 Jan 2007, 01:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا شك أن نسيان القرآن مذموم ولكن ما حكم هذا النسيان؟ ذهب جمهور الفقهاء إلى أن نسيان القرآن الكريم بعد حفظه لغير عذر حرام وعده بعضهم من الكبائر.
وإليك بعض أقوالهم في ذلك
من أقوال الحنفية
قال الخادمي في بريقة محمودية 4/ 194:
(ومنها نسيان القرآن بعد تعلمه) ... لأن المعدود هنا ذنب التفريط في محفوظه لعدم تعاهده ودرسه) اهـ
وفي كشف الأسرار لعبد العزيز البخاري 4/ 276:
(قال الشيخ رحمه الله: إنما يصير النسيان عذرا في حق الشرع إذا لم يكن غفلة فأما إذا كان عن غفلة فلا يكون عذرا كما في حق آدم عليه السلام وكنسيان المرء ما حفظه مع قدرته على تذكاره بالتكرار فإنه إنما يقع فيه بتقصيره فيصلح سببا للعتاب ولهذا يستحق الوعيد من نسي القرآن بعدما حفظه مع قدرته على التذكار بالتكرار) اهـ
من أقوال المالكية:
في الاستذكار لابن عبد البر 2/ 487:
(عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت في هذا الحديث الحض على درس القرآن وتعاهده والمواظبة على تلاوته والتحذير من نسيانه بعد حفظه وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم من حديث سعد بن عبادة أنه قال من تعلم القرآن ثم نسيه لقي الله يوم القيامة أجذم
قال أبو عمر: ومن حديث أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضت علي أجور أمتي حتى يخرجها الرجل من المسجد وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية من القرآن أوتيها رجل ثم نسيها وحديث بن مسعود أنه كان يقول تعاهدوا القرآن فإنه أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم من عقلها ... ) اهـ
من أقوال الشافعية:
وفي مغني المحتاج 1/ 39:
(ونسيانه أو شيء منه كبيرة والسنة أن يقول أنسيت كذا لانسيته ويندب ختمه أول نهار أو ليل والدعاء بعده وحضوره والشروع بعده في ختمة أخرى وكثرة تلاوته) اهـ.
وفي حاشية البجيرمي على شرح المنهج 1/ 447:
(قال حج في حاشية الإيضاح ظاهر كلامهم توقف التوبة على تمام حفظ ما نسيه من القرآن وتمام قضاء الفوائت وإن كثرت حيث قال وخروج من المظالم بردها أو برد بدلها إن تلفت لمستحقها ما لم يبرئه منها ومنها قضاء نحو صلاة وإن كثرت ويجب عليه صرف سائر زمنه لذلك ما عدا الوقت الذي يحتاج لصرف ما عليه من مؤنة نفسه وعياله وكذا يقال في نسيان القرآن أو بعضه بعد بلوغه ا هـ) اهـ
وفي طرح التثريب 3/ 102
(الخامسة): فيه الحث على تعاهد القرآن بالتلاوة والدرس والتحذير من تعريضه للنسيان بإهمال تلاوته. وفي الصحيحين عن ابن مسعود مرفوعا {بئسما لأحدكم أن يقول نسيت آية كيت وكيت بل هو نسي. استذكروا القرآن فلهو أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم بعقلها}.
وفي الصحيحين أيضا عن أبي موسى الأشعري مرفوعا {تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها}.
وفي سنن أبي داود والترمذي عن أنس مرفوعا {عرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها} , تكلم فيه الترمذي , وفي التنزيل {وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا}
وفي سنن أبي داود عن سعد بن عبادة مرفوعا {من قرأ القرآن ثم نسيه لقي الله يوم القيامة أجذم} ,قيل معناه مقطوع اليد وقيل مقطوع الحجة وقيل منقطع السبب وقيل خالي اليد من الخير صفرها من الثواب وقد ذكر صاحب العدة وهو أبو المكارم الروياني من أصحابنا: أن نسيان القرآن من الكبائر) اهـ
وفي أسنى المطالب 1/ 64:
(ونسيانه كبيرة) , وكذا نسيان شيء منه لخبر {عرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها} وخبر {من قرأ القرآن ثم نسيه لقي الله - عز وجل - يوم القيامة أجذم} رواهما أبو داود) اهـ.
وفي حاشية الرملي عليه:
(قوله: (ونسيانه كبيرة) موضعه إذا كان نسيانه تهاونا وتكاسلا) اهـ
وفي أسنى المطالب أيضا 3/ 340 قال وهو يعدد الكبائر:
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَنِسْيَانَ الْقُرْآنِ) لِخَبَرِ التِّرْمِذِيِّ {عُرِضَتْ عَلَيَّ ذُنُوبُ أُمَّتِي فَلَمْ أَرَ ذَنْبًا أَعْظَمَ مِنْ سُورَةٍ أَوْ آيَةٍ أُوتِيَهَا رَجُلٌ ثُمَّ نَسِيَهَا} قَالَ فِي الرَّوْضَةِ لَكِنْ فِي إسْنَادِهِ ضَعْفٌ وَتَكَلَّمَ فِيهِ التِّرْمِذِي) اهـ
وفي فتاوى الرملي 4/ 376:
(سئل) عمن نسي القرآن هل يجب عليه حفظه أم لا فإن قلتم بوجوبه فهل تركه كبيرة وهل يفرق بين البالغ وغيره؟
(فأجاب) بأنه إن نسيه وهو بالغ تهاونا وتكاسلا كان نسيانه كبيرة ويجب عليه حفظه إن تمكن منه للخروج عن المعصية) اهـ
وفي فتاوى ابن حجر الهيتمي 1/ 36:
(وسئل) رضي الله عنه بما لفظه:
صرحوا بأن نسيان القرآن كبيرة فكيف ذلك مع خبر الصحيحين لا يقول أحدكم نسيت آية كذا وكذا , بل يقول نسيت وخبرهما أنه سمع رجلا يقرأ فقال - رحمه الله - لقد أذكرني آية كنت أسقطتها وما المراد بالنسيان وهل يعذر به إذا كان لاشتغاله بمعيشة عياله التي لا بد منها؟ وهل يشمل ذلك نسيان الخط بأن كان يقرؤه غيبا , ومن المصحف فصار لا يقرؤه إلا غيبا وفي عكسه هل يحرم أيضا؟
(فأجاب) بقوله:
لا تنافي بين الحديثين والحديث الدال على أن نسيان القرآن كبيرة أما الأول فلأن الأمر بأن يقول نسيت بتشديد السين أو أنسيت إنما هو لرعاية الأدب مع الله تعالى في إضافة الأشياء إليه ; لأنها منه بطريق الحقيقة خيرها وشرها , ونسبتها للعبد إنما هي من حيث الكسب والمباشرة فأمرنا برعاية هذه القاعدة العظيمة النفع العزيزة الوقع التي ضل فيها المعتزلة ومن تبعهم كالزيدية , فليس في هذا الحديث أن النسيان كبيرة ولا أنه غير كبيرة كما اتضح مما قررته.
وأما الثاني فهو دليل على أن المراد بالنسيان المحرم أن يكون بحيث لا يمكنه معاودة حفظه الأول إلا بعد مزيد كلفة وتعب لذهابه عن حافظته بالكلية , وأما النسيان الذي يمكن معه التذكر بمجرد السماع أو إعمال الفكر فهذا سهو لا نسيان في الحقيقة فلا يكون محرما وتأمل تعبيره صلى الله عليه وسلم بأسقطتها دون أنسيتها يظهر لك ما قلناه ولا يعذر به وإن كان لاشتغاله بمعيشة ضرورية لأنه مع ذلك يمكنه المرور عليه بلسانه أو قلبه فلم يوجد في المعايش ما ينافي هذا المرور فلم يكن شيء منها عذرا في النسيان نعم المرض المشغل ألمه للقلب واللسان والمضعف للحافظة عن أن يثبت فيها ما كان فيها لا يبعد أن يكون عذرا ; لأن النسيان الناشئ من ذلك لا يعد به مقصرا لأنه ليس باختياره , إذ الفرض أنه شغل قهرا عنه بما لم يمكنه معه تعهده وقد علم مما قررته أن المدار في النسيان إنما هو على الإزالة عن القوة الحافظة بحيث صار لا يحفظه عن ظهر قلب كالصفة التي كان يحفظه عليها قبل. ونسيان الكتابة لا شيء فيه ولو نسيه عن الحفظ الذي كان عنده ولكنه يمكنه أن يقرأه في المصحف لم يمنع ذلك عنه إثم النسيان لأنا متعبدون بحفظه عن ظهر قلب , ومن ثم صرح الأئمة بأن حفظه كذلك فرض كفاية على الأمة , وأكثر الصحابة كانوا لا يكتبون وإنما يحفظونه عن ظهر قلب وأجاب بعضهم عن الحديث الثاني بأن نسيان مثل الآية أو الآيتين لا عن قصد لا يخلو منه إلا النادر وإنما المراد نسيان ينسب فيه إلى تقصير , وهذا غفلة عما قررته من الفرق بين النسيان والإسقاط , فالنسيان بالمعنى الذي ذكرته حرام بل كبيرة ولو لآية منه كما صرحوا به , بل ولو لحرف كما جزمت به في شرح الإرشاد وغيره لأنه متى وصل به النسيان ولو للحرف إلى أن صار يحتاج في تذكره إلى عمل وتكرير فهو مقصر آثم ومتى لم يصل إلى ذلك بل يتذكره بأدنى تذكير فليس بمقصر وهذا هو الذي قل من يخلو عنه من حفاظ القرآن ; فسومح به وما قدمته من حرمة النسيان وإن أمكن معه القراءة من المصحف نقله بعضهم عن جماعة من محققي العلماء وهو ظاهر جلي والله أعلم) اهـ.
وفي الزواجر لابن احجر الهيتمي 1/ 201
(يُتْبَعُ)
(/)
(الكبيرة الثامنة والستون: نسيان القرآن أو آية منه بل أو حرف) أخرج الترمذي والنسائي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها}. وأبو داود عن سعد بن عبادة: {ما من امرئ يقرأ القرآن ثم ينساه إلا لقي الله يوم القيامة أجذم}.
وأخرج محمد بن نصر عن أنس أنه صلى الله عليه وسلم قال: {إن من أكبر ذنب توافى به أمتي يوم القيامة لسورة من كتاب الله كانت مع أحدهم فنسيها}. وأخرج ابن أبي شيبة عن الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {عرضت علي الذنوب فلم أر فيها شيئا أعظم من حامل القرآن وتاركه}: أي بعد ما كان حامله بأن نسيه.
وأخرج أيضا عن سعد بن عبادة: {ما من أحد يقرأ القرآن ثم ينساه إلا لقي الله وهو أجذم}. وأخرج محمد بن نصر عن سعد بن عبادة: {من تعلم القرآن ثم نسيه لقي الله وهو أجذم}.
تنبيهات:
عد نسيان القرآن كبيرة هو ما جرى عليه الرافعي وغيره , لكن قال في الروضة: إن حديث أبي داود والترمذي: {عرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها} في إسناده ضعف. وقد تكلم فيه الترمذي انتهى.
وكلام الترمذي الذي أشار إليه هو قوله عقبه " غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وذاكرت به محمد بن إسماعيل: أي البخاري فلم يعرفه واستغربه. قال محمد: ولا نعرف للمطلب بن حنطب أي رواية سماعا من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. قال عبد الله: وأنكر علي بن المديني أن يكون المطلب سمع من أنس. " انتهى كلام الترمذي
وبه يعلم أن مراد النووي بقوله " في إسناده ضعف " أي انقطاع لا ضعف في الراوي الذي هو المطلب لأنه ثقة كما قاله جماعة. لكن قال محمد بن سعيد: لا يحتج بحديثه لأنه يرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا وليس له لقي. وبين الدارقطني أن فيه انقطاعا آخر وهو أن ابن جريج راويه عن المطلب المذكور لم يسمع من المطلب شيئا كما أن المطلب لم يسمع من أنس شيئا فلم يثبت الحديث بسبب ذلك , وما ذكر أنه لم يسمع من أحد من الصحابة شيئا يرد عليه قول الحافظ المنذري: إنه روى عن أبي هريرة.
وحديث: {ما من امرئ يقرأ القرآن ثم ينساه إلا لقي الله يوم القيامة أجذم} فيه انقطاع وإرسال أيضا , وسكوت أبي داود عليه معترض بأن فيه يزيد بن أبي زياد وليس صالحا للاحتجاج به عند كثيرين. لكن قال أبو عبيد الآجري عن أبي داود لا أعلم أحدا ترك حديثه , وغيره أحب إلي منه. وقال ابن عدي: هو من شيعة أهل الكوفة ومع ضعفه يكتب حديثه انتهى , وبالتعبير فيه بامرئ الشامل للرجل وغيره يعلم أن ذكر الرجل في الحديث الذي قبل هذا إنما هو للغالب.
ومنها: الظاهر من الروضة أنه موافق للرافعي على ما مر عنه من أن ذلك كبيرة فإنه لم يعترضه في الحكم , وإنما أفاد أن الحديث ضعيف على ما مر , ومن ثم جرى مختصرو الروضة وغيرهم على ذلك , وبه يتضح قول الصلاح العلائي في قواعده:
إن النووي قال: اختياري أن نسيان القرآن من الكبائر لحديث فيه انتهى , فأراد باختياره لذلك أنه أقر الرافعي عليه وذلك مشعر باختياره واعتماده. نعم قوله (لحديث فيه) فيه نظر لأنه لم يختره لذلك الحديث , كيف وهو مصرح بضعف ذلك الحديث والطعن فيه , إنما سبب تقريره للرافعي على ذلك اتضاحه من جهة المعنى وإن كان في دليله شيء على أن الذي مر أن فيه انقطاعا وإرسالا , وقد يؤخذ من تعداد طرقه التي أشرت إليها فيما مر جبر ما فيه.
وبما وجهت به كلام العلائي مع النظر فيه من الجهة السابقة يعلم ما في قول الجلال البلقيني لم يظهر من كلام النووي اختيار كونه كبيرة خلافا للعلائي , وبذلك أيضا يرد قول الزركشي: إنه في الروضة خالف الرافعي في كون نسيان القرآن كبيرة.
ومنها: قال الخطابي: قال أبو عبيدة: الأجذم المقطوع اليد. وقال ابن قتيبة: الأجذم هاهنا المجذوم. وقال ابن الأعرابي: معناه لا حجة له ولا خير فيه. وجاء مثله عن سويد بن غفلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنها: قال الجلال البلقيني والزركشي وغيرهما: محل كون نسيانه كبيرة عند من قال به إذا كان عن تكاسل وتهاون انتهى , وكأنه احترز بذلك عما لو اشتغل عنه بنحو إغماء أو مرض مانع له من القراءة وغيرهما من كل ما لا يتأتى معه القراءة , وعدم التأثيم بالنسيان حينئذ واضح لأنه مغلوب عليه لا اختيار له فيه بوجه بخلاف ما إذا اشتغل عنه بما يمكنه القراءة معه , وإن كان ما اشتغل به أهم وآكد كتعلم العلم العيني لأنه ليس من شأن تعلمه الاشتغال به عن القرآن المحفوظ حتى نسي ويؤخذ من قولهم إن نسيان آية منه كبيرة أيضا أنه يجب على من حفظه بصفة من إتقان أو توسط أو غيرهما كأن كان يتوقف فيه أو يكثر غلطه فيه أن يستمر على تلك الصفة التي حفظه عليها فلا يحرم عليه إلا نقصها من حافظته , أما زيادتها على ما كان في حافظته فهو وإن كان أمرا مؤكدا ينبغي الاعتناء به لمزيد فضله إلا أن عدمه لا يوجب إثما ... ومنها: قال القرطبي:
لا يقال حفظ جميع القرآن ليس واجبا على الأعيان , فكيف يذم من تغافل عن حفظه؟ لأنا نقول: من جمعه فقد علت رتبته وشرف في نفسه وقومه , وكيف لا؟ ومن حفظه فقد أدرجت النبوة بين جنبيه , وصار ممن يقال: فيه هو من أهل الله وخاصته , فإذا كان كذلك فمن المناسب تغليظ العقوبة على من أخل بمرتبته الدينية , ومؤاخذته بما لا يؤاخذ به غيره , وترك معاهدة القرآن يؤدي إلى الجهالة انتهى) اهـ
من أقوال الحنابلة:
في الفروع لابن مفلح 1/ 551:
(ويستحب ختم القرآن في سبع , وهل يكره في أقل أم لا؟ أم يكره دون ثلاث؟ فيه روايات , وعنه هو على قدر نشاطه وذكر ابن حزم أنهم اتفقوا على إباحة قراءته كله في ثلاثة أيام واختلفوا في أقل , ويكره فوق أربعين عند أحمد , وقيل يحرم لخوف نسيانه , وقدم بعضهم فيه يكره , وهذا مراد ابن تميم بقوله بحيث ينساه , قال أحمد: ما أشد ما جاء فيمن حفظه ثم نسيه) اهـ
مطالب أولي النهى 1/ 604:
((وكره تأخير ختم) القرآن (فوق أربعين) يوما (بلا عذر) , قال أحمد: أكثر ما سمعت ; أن يختم القرآن في أربعين. ولأنه يفضي إلى نسيانه والتهاون به. (وحرم) تأخير الختم فوق أربعين (إن خاف نسيانه قال) الإمام (أحمد: ما أشد ما جاء فيمن حفظه ثم نسيه) اهـ
وفي الفتاوى الكبرى لابن تيمية 2/ 212:
(مسألة: في رجل يتلو القرآن مخافة النسيان , ورجاء الثواب , فهل يؤجر على قراءته للدراسة ومخافة النسيان أم لا؟ وقد ذكر رجل ممن ينسب إلى العلم أن القارئ إذا قرأ للدراسة مخافة النسيان أنه لا يؤجر , فهل قوله صحيح أم لا؟
الجواب: بل إذا قرأ القرآن لله تعالى فإنه يثاب على ذلك بكل حال , ولو قصد بقراءته أنه يقرؤه لئلا ينساه , فإن نسيان القرآن من الذنوب , فإذا قصد بالقراءة أداء الواجب عليه من دوام حفظه للقرآن , واجتناب ما نهي عنه من إهماله حتى ينساه , فقد قصد طاعة الله , فكيف لا يثاب.
وفي الصحيحين: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {استذكروا القرآن فلهو أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم من عقلها}.
وقال صلى الله عليه وسلم: {عرضت علي سيئات أمتي فرأيت من مساوئ أعمالها الرجل يؤتيه الله آية من القرآن فينام عنها حتى ينساها}) اهـ
وفي كشاف القناع 1/ 147 وفي المبدع 1/ 188:
(اختار الشيخ تقي الدين بأنه يباح لها أن تقرأه إذا خافت نسيانه بل يجب لأن ما لا يتم الواجب إلا به واجب) اهـ
تتمة:
في المصنف لابن أبي شيبة (7/ 162) باب في نسيان القرآن:
(1) حدثنا محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن فائد قال: حدثني فلان عن سعد بن عبادة قال: حدثنيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ما من أحد يقرأ القرآن ثم ينساه إلا لقي الله وهو أجذم}.
(2) حدثنا وكيع عن ابن أبي داود عن الضحاك قال: ما تعلم رجل القرآن ثم نسيه إلا بذنب ثم قرأ الضحاك {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} ثم قال الضحاك: وأي مصيبة أعظم من نسيان القرآن.
(3) حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الكريم بن أبي أمية عن طلق بن حبيب قال: من تعلم القرآن ثم نسيه من غير عذر حط عنه بكل آية درجة وجاء يوم القيامة مخصوما.
(يُتْبَعُ)
(/)
(4) حدثنا وكيع عن إبراهيم بن يزيد عن الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {عرضت علي الذنوب فلم أر فيها شيئا أعظم من حامل القرآن وتاركه) اهـ
تنبيهان:
التنبيه الأول:
ذهب بعض أهل العلم إلى أن النسيان الذي ورد فيه الوعيد هو النسيان بمعنى ترك العمل لا نسيانه بعد حفظه ففي الاستذكار لابن عبد البر 2/ 487: (وقد كان بن عيينة يذهب في أن النسيان الذي يستحق عليه صاحبه اللوم ويضاف إليه فيه الإثم هو الترك للعمل به ومعلوم أن النسيان في كلام العرب الترك قال الله عز وجل (فلما نسوا ما ذكروا به) الأنعام 44 أي تركوا وقال (نسوا الله فنسيهم) التوبة 67 أي تركوا طاعة الله فترك رحمتهم ونحو ذلك حدثني سعيد بن نصر وإبراهيم بن شاكر قالا حدثنا عبد الله بن عثمان قال حدثنا سعد بن معاذ قال حدثنا بن أبي مريم قال حدثنا نعيم بن حماد قال سمعت سفيان بن عيينة يقول في معنى ما جاء من الأحاديث في نسيان القرآن قال هو ترك العمل بما فيه قال الله تعالى (اليوم ننسكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا) الجاثية 34 وليس من اشتهى حفظه وتفلت منه بناس له إذا كان يحلل حلاله ويحرم حرامه قال: ولو كان كذلك ما نسي النبي صلى الله عليه وسلم شيئا منه قال الله عز وجل (سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله) الأعلى 6 7 وقد نسي رسول الله صلى الله عليه وسلم منه أشياء وقال ذكرني هذا آية أنسيتها) اهـ. وفي الزواجر لابن احجر الهيتمي 1/ 201
(وحمل أبو شامة شيخ النووي وتلميذ ابن الصلاح الأحاديث في ذم نسيان القرآن على ترك العمل , لأن النسيان هو الترك لقوله تعالى: {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي} قال: وللقرآن يوم القيامة حالتان:
إحداهما: الشفاعة لمن قرأه ولم ينس العمل به.
والثانية: الشكاية على من نسيه: أي تركه تهاونا به ولم يعمل بما فيه , قال: ولا يبعد أن يكون من تهاون به حتى نسي تلاوته كذلك انتهى.
وهذا الذي زعم أنه لا يبعد هو المتبادر من النسيان الواقع في الأحاديث السابقة فهو المراد منها خلافا لما زعمه. وسيأتي في حديث البخاري في كتاب الصلاة تشديد عظيم وعذاب أليم لمن أخذ القرآن ثم رفضه ونام عن الصلاة المكتوبة , وهذا ظاهر في النسيان أيضا.) اهـ
التنبيه الثاني:
ذهب بعض أهل العلم إلى أن المراد بنسيان القرآن أي نسيه بحيث لا يستطيع أن قرأه من المصحف قال الخادمي في بريقة محمودية 4/ 194: (ومنها نسيان القرآن بعد تعلمه) من القراءة من المصحف لا عن ظهر القلب , وإن ذهب إليه بعض فلا يدخل في الوعيد من حفظ سورة مثلا , ثم نسيها إن قدر على القراءة من المصحف كما مر ... ) اهـ
ولعل مرادهم أنه يرجع إلى المصحف فيتذكر الموضع الذي نسيه بالمراجعة كما تقدم عن ابن حجر الهيتمي ولا يمكن أن يكون مرادهم أنه ينسى القرآن كليا ثم يقرأه من المصحف وإلا لما أمكن وجود شخص ينسى القرآن فيستحق الوعيد المذكور لأن كل من يعر ف القراءة سيقرأه من المصحف) اهـ
وفي مطالب أولي النهى 1/ 604
(قال أبو يوسف يعقوب) , صاحب الإمام أبي حنيفة (في معنى حديث نسيان القرآن: المراد بالنسيان: أن لا يمكنه القراءة في المصحف) , وهو من أحسن ما قيل في ذلك.
(ونقل ابن رشد المالكي الإجماع على أن من نسي القرآن لاشتغاله بعلم واجب أو مندوب , فهو غير مأثوم) اهـ
كتبه / عبد الفتاح بن صالح قديش اليافعي
منقوووول
ـ[د. أنمار]ــــــــ[11 Jan 2007, 10:13 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الصبر الجميل]ــــــــ[11 Jan 2007, 01:20 م]ـ
وإياكم سيدي الكريم
ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[17 Jan 2007, 02:24 ص]ـ
بحث مبارك .. جزيت خيراً ..
ـ[أبو المنذر]ــــــــ[17 Jan 2007, 05:45 ص]ـ
حفظناه على أمل قراءته
لك منا جزيل الشكر ومن الباري الثواب ان شاء الله
ـ[معلمة]ــــــــ[24 Mar 2009, 05:22 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أم عبداللطيف]ــــــــ[24 Mar 2009, 06:14 م]ـ
هناك اشكال يرد هنا
كيف نرد على من يتعلل بعدم حفظه للقرآن بالوعيد الوارد لمن نسيه؟؟
ـ[أبو الحارث العامودي]ــــــــ[24 Mar 2009, 09:33 م]ـ
تقول الأخت الكريمة:"كيف نرد على من يتعلل بعدم حفظه للقرآن بالوعيد الوارد لمن نسيه؟؟ ". وحق لها أن تستشكل الأمر، لأن ما ورد في المقال من أقوال للعلماء حول نسيان ما حفظ عن ظهر قلب عجيب، ولا يزول العجب حتى نقرأ ما ورد في آخر المقال من أقوال لبعض العلماء من أن النسيان هو تعمد ترك العمل. وهذا هو الصحيح. وقد ورد النسيان في القرآن الكريم بالمعنى الأصلي وهو الترك:" نسوا الله فنسيهم"، " فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا"
لو سلمنا بصحة الحديث الرئيس في الموضوع فينبغي حمله على المعنى الأصلي في اللغة، أي تعمد الترك وإهمال العمل بمقتضى الآية. وبدليل أن الكلام عن إيتاء القرآن. وهذا يذكر بقوله تعالى:" واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين". ثم هل يعقل أن يكون النسيان بعد الحفظ عن ظهر قلب أكبر الذنوب، وهل يخل إنسان من ذلك؟
ثم ما الدليل على أن حفظ القرآن عن ظهر قلب هو من الواجبات الشرعية حتى يكون النسيان كبيرة فوق كل الكبائر. أما الحفظ لغة فلا يعني الاستظاهر غيبا. والصحيح أن نقول:" حفظ عن ظهر قلب" حتى يكون بمعنى الاستظهار غيبا، أو الاستذكار غيبا. وكذلك الاستذكار لا يكون غيبا حتى نقول عن ظهر قلب.(/)
التوبة والاستغفار 1/ 2
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[08 Jan 2007, 06:11 م]ـ
التوبة والاستغفار داخلان ضمن موانع إنفاذ الوعيد.
وإنما أفردا هنا لما للتوبة من المزية، ولحصول الخلط بينها وبين الاستغفار عند بعض الناس.
وفيما يلي بيان لمفهوم التوبة، ثم ينتقل الحديث إلى الفروق بينهما وبين الاستغفار.
أولاً- تعريف التوبة في اللغة: التوبة مصدر الفعل تاب، وأصل هذه المادة: التاء، والواو، والباء (توب).
وهي تدور حول معاني الرجوع، والعودة، والإنابة، والندم.
قال ابن فارس-رحمه الله- في مادة (توب): (التاء، والواو، والباء كلمة واحدة تدل على الرجوع).
يقال: تاب من ذنبه: أي رجع عنه، يتوب إلى الله توبةً، ومتاباً فهو تائب.
والتوب: التوبة، قال الله -تعالى-: [قَابِلِ التَّوْبِ] غافر: 3 [1].
وقال ابن منظور -رحمه الله-: (وتاب إلى الله يتوب توباً، وتوبة، ومتاباً: أناب، ورجع عن المعصية إلى الطاعة) [2].
والتوبة تكون من الله على العبد، ومن العبد إلى الله؛ فإذا كانت من الله عُدِّيت بعلى، وإذا كانت من العبد إلى الله عديت بإلى.
قال الله -تعالى-: [إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً] النساء:17.
وقال -عز وجل-: [وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ] النور:31.
وقال: [وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً] الفرقان: 71.
قال ابن منظور -رحمه الله-: (وتاب الله عليه: وفقه لها، ورجل تواب: تائب إلى الله، والله تواب: يتوب على عبده) [3].
وقال: (وقال أبو منصور: أصل تاب: عاد إلى الله، ورجع، وأناب، وتاب الله عليه: أي عاد عليه بالمغفرة) [4].
ثانياً- تعريف التوبة في الشرع: عرفت التوبة إلى الله في الشرع بعدة تعريفات، والمدلول الشرعي للتوبة قريب من المدلول اللغوي، فمما عرفت به التوبة في الشرع ما يلي:
1 - قال أبو حامد الغزالي -رحمه الله-: (قيل في حد التوبة أنه ذوبان الحشا لما سبق من الخطأ) [5].
ثم علق على هذا الحد فقال: (فإن هذا يعرض لمجرد الألم ولذلك قيل:
2 - (هو نار في القلب تلتهب، وصدع في الكبد لا ينشعب) [6].
3 - وقال: (وباعتبار معنى الترك قيل في حد التوبة: إنه خلع لباس الجفاء، ونشر بساط الوفاء) [7].
4 - وقال: ومن معانيها [8]: (ترك المعاصي في الحال، والعزم على تركها في الاستقبال، وتدارك ما سبق من التقصير في سابق الأحوال) [9].
5 - وقال ابن القيم -رحمه الله- في تعريف التوبة: (فحقيقة التوبة هي الندم على ما سلف منه في الماضي، والإقلاع عنه في الحال، والعزم على ألا يعاوده في المستقبل) [10].
6 - وقال -أيضاً-: (حقيقة التوبة الرجوع إلى الله بالتزام فعل ما يحب، وترك ما يكره؛ فهي رجوع من مكروه إلى محبوب؛ فالرجوع إلى المحبوب جزء مسماها، والرجوع عن المكروه الجزء الآخر) [11].
7 - وقال: (التوبة هي الرجوع مما يكرهه الله ظاهراً وباطناً إلى ما يحبه ظاهراً وباطناً) [12].
8 - وقال ابن حجر-رحمه الله-: (والتوبة ترك الذنب على أحد الأوجه.
وفي الشرع: ترك الذنب؛ لقبحه، والندم على فعله، والعزم على عدم العود، وردُّ المظلمة إن كانت، أو طلب البراءة من صاحبها، وهي أبلغ وجوه الاعتذار) [13].
9 - ويمكن أن تعرف التوبة بأنها: ترك الذنب علماً بقبحه، وندماً على فعله، وعزماً على ألا يعود إليه إذا قدر، وتداركاً لما يمكن تداركه من الأعمال، وأداءً لما ضيع من الفرائض؛ إخلاصاً لله، ورجاءً لثوابه، وخوفاً من عقابه، وأن يكون ذلك قبل الغرغرة، وقبل طلوع الشمس من مغربها.
ومن خلال ما سبق يتبين لنا أن التوبة لا بد أن يجتمع فيها الأمور التالية:
1 - الإقلاع عن الذنب.
2 - الندم على ما فات، والحد الأدنى من ذلك وجود أصل الندم، وأما قوة الندم وضعفه فبحسب قوة التوبة، وضعفها.
3 - العلم بقبح الذنب.
4 - العزم على ألا يعود.
5 - تدارك ما يمكن تداركه من رد المظالم ونحو ذلك
6 - أن تكون خالصة لله -عز وجل- قال -تعالى-: [وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ] البينة: 5.
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - أن تكون قبل الغرغرة، لما جاء عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله -تعالى- يقبل توبة العبد ما لم يغرغر) [14].
وتقبل التوبة قبل الغرغرة = كما أتى في الشرعة المطهرة [15] والغرغرة هي حشرجة الروح في الصدر، والمرادُ بذلك الاحتضارُ عندما يرى الملائكة، ويبدأ به السياق في الموت.
8 - أن تكون قبل طلوع الشمس من مغربها لما جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم: (من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه) [16].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] معجم مقاييس اللغة لابن فارس 1/ 357.
[2] لسان العرب لابن منظور 1/ 233.
[3] لسان العرب 1/ 233.
[4] المرجع السابق.
[5] إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي 4/ 4.
[6] إحياء علوم الدين 4/ 4.
[7] إحياء علوم الدين 4/ 4.
[8] يعني التوبة.
[9] إحياء علوم الدين 4/ 5.
[10] مدارج السالكين لابن القيم 1/ 199.
[11] مدارج السالكين 1/ 313.
[12] مرجع سابق.
[13] فتح الباري لابن حجر العسقلاني 11/ 106.
[14] رواه أحمد 2/ 132،2/ 153،والترمذي (3537)، وابن ماجه (4253)، وأبو يعلى في مسنده 9/ 462، 10/ 81، ومن طريقه ابن حبان في صحيحه (628)، والحاكم 4/ 286، وصححه، ووافقه الذهبي، وعبد بن حميد في مسنده - كما في المنتخب من مسند عبد بن حميد (847) -، وابن الجعد في مسنده (3404)، والطبراني في مسند الشاميين (194)، والبغوي في شرح السنة (1306)، وأبو نعيم في الحلية 5/ 190، كلهم من طريق عبد الرحمن بن ثابت ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نفير عن ابن عمر به.
وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان مختلف فيه، إلا أن له شاهداً عن عبادة بن الصامت بسند منقطع عند القضاعي في مسند الشهاب (1085). وله شاهداً آخر عند أحمد 3/ 425، 5/ 362، والحاكم 4/ 286.
[15] البيت للشيخ حافظ الحكمي -رحمه الله-، انظر كتابه معارج القبول 2/ 301.
[16] مسلم (2703).(/)
الكتب المعينة على إدراك إعجاز القرآن في نظمه العربي، وبلاغته الأسلوبية
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[09 Jan 2007, 04:20 م]ـ
لا يخفى على من يريد معرفة سر الإعجاز؛ لا يخفى عليه أن يطلب الكتب المعينة على ذلك. ولقد كتب العلماء في ذلك كتبًا مستقلةً، فضلاً عن ما أودعه آخرون في تفاسيرهم، بل قد بنى بعضهم تفسيره على النظر في بلاغة القرآن، وكان فارس هذا الميدان ـ بلا نزاع ـ محمود بن عمر الزمخشري المعتزلي (ت: 538)، الذي صار كتابه موئلاً للناهلين من بلاغة القرآن، ومرجعًا للمضيفين والمتعقبين في هذا المجال، وكان من أنفس التعليقات عليه في هذا المجال كتاب فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب؛ للطِيبي، شرف الدين، الحسن بن محمد بن عبد الله (ت: 743).
ولئن كان كشاف الزمخشري سببًا في خروج مثل هذه الحاشية النفيسة، فلقد كان سببًا في خروج كتاب نفيس عُنِي ببلاغة القرآن، وهو كتاب (الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وحقائق الإعجاز) ليحيى بن حمزة بن علي بن إبراهيم العلوي اليمني المعتزلي، وهو من أئمة الزيدية (ت: 749).
قال في مقدمة كتابه (ص: 5): (ثم إن الباعث على تأليف هذا الكتاب هو أن جماعة من الإخوان شرعوا في قراءة كتاب الكشاف؛ تفسير العالم المحقق أستاذ المفسرين محمود بن عمر الزمخشري، فإنه أسسه على قواعد هذا العلم، فاتضح عند ذلك وجه الإعجاز من التنْزيل، وعُرِف من أجله وجه التفرقة بين المستقيم والمعوج من التأويل.
وتحققوا أنه لا سبيل إلى الاطلاع على حقائق إعجاز القرآن إلا بإدراكه، والوقوف على أسراره واغواره، ومن اجل هذا الوجه كان متميزًا عن سائر التفاسير؛ لأني لا أعلم تفسيرًا مؤسسًا على علمَي المعاني والبيان سواه، فسألني بعضهم أن أُملي فيه كتابًا يشتمل على التهذيب والتحقيق، فالتهذيب يرجع إلى الألفاظ، والتحقيق يرجع إلى المعاني؛ إذ كان لا مندوحةلأحدهما عن الثاني).
وكثيرًا مايقع السؤال عن كيفية معرفة إعجاز القرآن الموصل إلى ذلك التذوق العربي الأول، الذي به أدرك المعاصرون لنُزوله ما تميَّز به هذا القرآن عن أفضل كلامهم، فأذعنوا له من هذه الجهة، ولم يرد عن احد منهم إنكارٌ عليه من جهة بلاغته وعربيته، فكان انقضاء ذلك الجيل من المعاندين للدعوة بدون أن يعترضوا عليه من هذه الجهة = دلالة على صحتها، ودلالة على سلامة القرآن من أن يمكن لأحد أن يأتي بمثله، ولو كان الجن للإنس ظهيرًا في هذا.
ولا شك أن إدراك سر الإعجاز أوسع من ما أريد أن أطرحه في هذه المقالة التي أتمنى أن يشارك فيها الأعضاء بطرح الكتب وبيان مميزاتها التي تعين على تفهُّم بلاغة القرآن، وإدراك إعجازه المرتبط بعربيته نظمًا وأسلوبًا وبيانًا.
كما أنه لا شكَّ أن معرفة أعلى كلام تكلمت به العرب، وهو شعرها الذي تميزت به، ووصلت فيه إلى درجات عليا في الفصاحة والبيان = لا شك أنه الطريق الموصل إلى معرفة سر الإعجاز، وإلى إدراك بلاغة القرآن على الوجه اللائق به، غير أنَّا انقطعنا عن هذا الشعر، وقلَّ من يقرؤه منا قراءة فكٍّ وتفهُّمٍ وتعلُّمٍ، فكم في شعرهم من الوفائد العلمية، واللذائذ النفسية.
غير أن المراد الآن الرجوع إلى الكتب النقدية التي درست شعر الشعراء، واعترضت عليهم في اختيار الألفاظ والمعاني؛ لكي نستفيد من تجارب بعضنا قي هذا المجال.
وإليك هذا المثال من كتاب (العمدة في محاسن الشعر وآدابه: 85):، قال ابن رشيق القيرواني: ( ... ومنهم من يقابل لفظتين بلفظتين، ويقع في الكلام حينئذ تفرقة وقلة تكلف: فمن المتناسب قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه في بعض كلامه " أين من سعى واجتهد، وجمع وعدد، وزخرف ونجد، وبنى وشيد " فأتبع كل لفظة ما يشاكلها، وقرنها بما يشبهها. ومن الفرق المنفصل قول امرئ القيس:
كأني لم أركب جواداً للذة ... ولم أتبطن كاعباً ذات خلخال
ولم أسبإ الزق الروي، ولم أقل ... لخيلي كري كرة بعد إجفال
وكان قد ورد على سيف الدولة رجل بغدادي يعرف بالمنتخب، ولا يكاد يسلم منه أحد من القدماء والمحدثين، ولا يذكر شعر بحضرته إلا عابه، وظهر على صاحبه بالحجة الواضحة، فأنشد يوماً هذين البيتين، فقال: قد خالف فيهما وأفسد، لو قال:
كأني لم أركب جواداً، ولم أقل ... لخيلي كري كرة بعد إجفال
ولم أسبإ الزق الروي للذة ... ولم أتبطن كاعباً ذات خلخال
لكان قد جمع بين الشيء وشكله؛ فذكر الجواد والكر في بيت، وذكر النساء والخمر في بيت، فالتبس الأمر بين يدي سيف الدولة، وسلموا له ما قال، فقال رجل ممن حضر: ولا كرامة لهذا الرأي، والله أصدق منك حيث يقول:
" إن لا ألا تجوع فيها ولا تعرى، وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى " فأتى بالجوع مع العري ولم يأت به مع الظمأ، فسر سيف الدولة، وأجازه بصلة حسنة.
قال صاحب الكتاب: قول امرئ القيس أصوب، ومعناه أعر وأغرب؛ لأن اللذة التي ذكرها إنما هي الصيد، هكذا قال العلماء، ثم حكى عن شبابه وغشيانه النساء: فجمع في البيت معنيين، ولو نظمه على ما قال المعترض لنقص فائدة عظيمة، وفضيلة شريفة تدل على السلطان، وكذلك البيت الثاني: لو نظمه على ما قال لكان ذكر اللذة حشواً لا فائدة فيه؛ لأن الزق لا يسبأ إلا للذة، فإن جعل الفتوة كما جعلناها فيما تقدم الصيد قلنا: في ذكر الزق الروي كفاية ولكن امرأ القيس وصف نفسه بالفتوة والشجاعة بعد أن وصفها بالتملك والرفاهة.
وأما احتجاج الآخر بقول الله عز وجل فليس من هذا في شيء؛ لأنه أجرى الخطاب على مستعمل العادة، وفيه مع ذلك تناسب؛ لأن العادة أن يقال: جائع عريان، ولم يستعمل في هذا الموضع عطشان ولا ظمآن، وقوله تعالى: " تظمأ " و " تضحى " متناسب؛ لأن الضاحي هو الذي لا يستره شيء عن الشمس، والظمأ من شأن من كانت هذه حاله).
فحيَّهلا بإضافاتكم النفيسة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[09 Jan 2007, 06:03 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
فهذه نفيسة من نفائس الشيخ المبارك رفع الله قدره.
ووقع في نفسي أن الشيخ وفقه الله سيذكر الكتب النافع في الموضوع والتي تُعَدُّ مراجعاً في بابها؛ فتشوقت لمعرفة ذلك.
وقد قال حفظه الله: (ولا شك أن إدراك سر الإعجاز أوسع من ما أريد أن أطرحه في هذه المقالة التي أتمنى أن يشارك فيها الأعضاء بطرح الكتب وبيان مميزاتها التي تعين على تفهُّم بلاغة القرآن، وإدراك إعجازه المرتبط بعربيته نظمًا وأسلوبًا وبيانًا)
وإذا كانت المعجزة خَرْقٌ للعادة، فلَمْ يخرق القرآنُ عادةً عربية غير نظمِهِ وبيانِهِ كما يقول السيوطي رحمه الله.
وحقيقة لا أجد أروع من كتاب الزمخشري رحمه الله الذي طبَّق نظرية الجرجاني رحمه الله أيمَّا تطبيق.
وكم يروق لي لمساته الرائعة الفائقة في طليعة سورة البقرة؛ فانظر إلى حسنها وجمالها، ورونق سبكها، وجزالة ألفاظها. وهكذا دواليك في سائر وقفاته البلاغية الفائقة.
بخلاف كتب كثير من المعاصرين من ركاكة الأسلوب، والجمع والصف الذي فيه ما فيه. (وسأذكر تعداد ما وقفت عليه لاحقاً)
وحلِّق معه الان في بيان بلاغة القرآن وبيان روعته إذ يقول في قوله
{الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} البقرة
قال: " والذي هو أرسخ عِرْقاً في البلاغة، أن يضرب عن هذه المحال صفحاً.
وأن يقال إن قوله: {الم} جملة برأسها، أو طائفة من حروف المعجم مستقلة بنفسها.
و {ذَلِكَ الْكِتَابُ} جملة ثانية
و {لاَ رَيْبَ فِيهِ} ثالثة
و {هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} رابعة.
وقد أصيب بترتيبها مِفْصَل البلاغة وموجب حسن النظم، حيث جيء بها متناسقة هكذا من غير حرف نسق؛ وذلك لمجيئها متآخية آخذاً بعضها بعنق بعض.
فالثانيةُ متحدة بالأولى معتنقة لها، وهَلُمَّ جراً إلى الثالثة، والرابعة.
بيان ذلك: أنَّه نبه أولاً على أنه الكلام المتحدّى به، ثم أُشير إليه بأنه الكتاب المنعوت بغاية الكمال؛ فكان تقريراً لجهة التحدي، وشدّاً من أعضاده. ثم نفى عنه أن يتشبث به طرف من الريب؛ فكان شهادة وتسجيلاً بكماله؛ لأنه لا كمال أكمل مما للحق واليقين، ولا نقص أنقص مما للباطل والشبهة.
وقيل لبعض العلماء: فيم لذتك؟ فقال: في حجةٍ تتبختر اتضاحاً، وفي شبهة تتضاءل افتضاحاً.
ثم أخبر عنه بأنَّه هدى للمتقين؛ فقرّر بذلك كونه يقيناً لا يحوم الشك حوله، وحقاً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ثُمَّ لَمْ تخل كل واحدة من الأربع، بعد أن رُتِّبت هذا الترتيب الأنيق، ونُظِّمت هذا النظم السري، من نكتة ذات جزالة.
ففي الأولى؛ الحذف،والرمز إلى الغرض بألطف وجه وأرشقه.
وفي الثانية؛ ما في التعريف من الفخامة.
وفي الثالثة؛ ما في تقديم الريب على الظرف.
وفي الرابعة؛ الحذف.
ووضع المصدر الذي هو {هُدًى} موضع الوصف الذي هو «هاد» وإيراده مُنكَّراً، والإيجاز في ذكر المتقين.
زادنا الله إطلاعاً على أسرار كلامه، وتبييناً لنكت تنزيله، وتوفيقاً للعمل بما فيه." أهـ الكشاف (1/ 20)
فقُلِّي بربك، أين نظفر بمثل هاته الكلمات الرائقات، والتفصيل للمعاني الزاهيات، في مثل هذه الآيات؛ فرحم الله علامة البيان رحمة واسعة، ونفعنا ورزقنا فهماً في بيانه وبلاغته.
وقد كتبتُ بحثاً بعنوان (الإكليل في بيان إعجاز التنزيل} أرجو الله أن أنتهي منه قريباً لأزفه لأخوتي الفضلاء؛ فأستفيد مما فتح الله عليهم.
والله أعلم
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[09 Jan 2007, 07:48 م]ـ
أخي أبا العالية أعلى الله قدرك، قد أشرت إلى ثلاثة من الكتب في مقدمتي هذه، وعندي غيرها، لكني أحب أن يشارك الأعضاء، خصوصًا أن من بيننا في هذا الملتقى من هو متخصص في هذا الجانب، وأتمنى أن يمدونا بما عندهم على وجه التفصيل للكتب، وكيفية الاستفادة منها، وأخيرًا أشكر لك حسن ظنك بي، وتقديرك لما طرحته في هذه المشاركة وغيرها.
ـ[رشا الزيد]ــــــــ[10 Jan 2007, 09:09 ص]ـ
بورك في الموضوع وقائله , ومن أضاف ,,
المؤلفات التي عنيت بالقرآن الكريم من ناحية بلاغته وإعجازه خاصة صنتفتها - مع تواضع قراءاتي - إلى نوعين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: ما يختص بتفسير القرآن جملة , وذلك عن طريق تناول القرآن سورة سورة وتحليله بلاغياً , مع تفسير
معانيه , وتحليل أنماط النحو فيه.
ومن ذلك , بعض الكتب التي سبق وأن ذكرها الدكتور الطيار , وأخي أبا العالية , وأضيف منها:
في ظلال القرآن , لسيد قطب.
تفسير البيضاوي الشهير , وحواشيه القيمة:
كحاشية الشهاب المسماة: بعناية القاضي وكفاية الراضي
وحاشية محيي الدين الشيخ زاده الحنفي
وكذلك حاشية القونوي عصام الدين الحنفي , وغالباً ما نجد معها كذلك حاشية ابن التمجيد لتزداد قيمة وعلماً.
وكل هذه الحواشي أبلت مع البلاغة واللغة بلاء حسناً , مع غفران الزلل , مقارنة بفوائدها الجلل.
كما لا يفوتني أن أدرج كتاباً قيماً به دررٌ بلاغية فذّة , من شأنها أن تكشف الستار عن المعنى البلاغي المعجز , ألا
وهو كتاب الشيخ ابن عاشور المسمى بـ (التحرير والتنوير) , ولعلي أورد آخر ماقرأت فيه من شدة عناية الشيخ بإبراز
المعنى المقصود من خلال النظم البلاغي , والنحوي , ومن ذلك تفسيره لقوله تعالى - في سورة الأنبياء -: " وكفى بنا
حاسبين " (47)
بأن المعنى: " كفاهم نحن حاسبين أنهم لايتطلعون إلى حساب آخر يعدل مثلنا. وهذا تأمين للناس من أن يجازى أحد
منهم بما لا يستحقه. وفي ذلك تحذير من العذاب وترغيب في الثواب " (1)
أما إشارته الفطنة التي تنبئ عن فصاحة القرآن وتميز اختياره للنظم الموافق للمعنى قوله: " وضمير الجمع في قوله
تعالى: (حاسبين) مراعيٍّ فيه ضمير العظمة من قوله تعالى " بنا " والباء مزيدة للتوكيد. وأصل التركيب: كفينا
الناس ... " (2)
انظر بعد هذا إلى شدة التأكيد على عدل الله سبحانه وتعالى في وقت يحتاج للتأكيد؛ حيث جاءت في سورة الأنبياء
التي تحمل موضوع نشر رسالة التوحيد عن طريق أنبياء الله تعالى عند قوم جهلوا هذا الدين , يحتاجون لمزيد تأكيد ,
ليحصل ما يراد من التأييد , فلم يقل عز من قائل: (وكفى بنا حسبيا) وإنما أدرج ضمير الجمع ليزيد المهابة في شأنه
جل وعلا , والتي من شأنها كذلك أن تزرع الخوف ومن بعده الرجاء لشدة عدله وحكمه المرضي.
ولو مضيتُ شرحاً لدرر هذه القطعة الصغيرة من الآية لما وسعني المقام , ولكن حسبي الإشارة , ولعل فيها ماينفع.
الثاني: - من أنواع التفسير البلاغي - هو مايُقتطف من القرآن قطْفاً عشوائياً على غير ترتيب , فيأخذ الآية الفلانية
ليكشف وقعها البلاغي , وهذا النوع يكثر فيه الاستخراج البلاغي دون الاهتمام بالإشارات المعنوية للآية , ومن تلك
المؤلفات التي عنت بذلك:
كتاب الشيخ الجرجاني في الدلائل , وكتب الرافعي , وابن الأثير في المثل السائر , ومفتاح العلوم للسكاكي ,
والإيضاح للخطيب , وغيرهم ,,,
ومن أمثلة هذا النوع ماقاله الشيخ عبد القاهر الجرجاني في تفسير قوله تعالى: " وقيل يا أرض ابلعي ماءك وياسماء
أقلعي وغيظ الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين " سورة هود (44)
بعد أن مهد لكلامه تميز النظم هنا دون الألفاظ , بحيث لو اقتطفت لفظة بعينها لما أدت الإعجاز المبهر , يقول: " وكيف
بالشك في ذلك , ومعلوم أن مبدأ العظمة في أن نوديت الأرض , ثم أُمرت , ثم في أن كان النداء " بيا " دون " أي " ,
نحو " ياأيتها الأرض " , ثم إضافة " الماء " إلى الكاف , دون أن يُقال ابلعي الماء , ثم أن أُتبع نداء الأرض وأمرها بما
هو من شأنها , نداء السماء وأمرها كذلك بما يخصها , ثم أن قيل " وغيض الماء" فجاء الفعل على صيغة " فُعِل " الدالة
على أنه لم يعض إلا بأمر آمر وقدرة قادر , ثم تأكيد ذلك وتقريره بقوله تعالى: " وقُضي الأمر " ثم ذكر ما هو فائدة
هذه الأمور , وهو " استوت على الجودي " , ثم إضمار السفينة قبل الذكر , كما هو شرط الفخامة والدلالة على عظم
الشأن , ثم مقابلة " قيل " في الخاتمة " بقيل " في الفاتحة؟ أفترى لشي من هذه الخصائص التي تملؤك بالإعجاز
روعة ... " (3)
فقد رأينا من هذه السلسلة التتبعية الدقيقة لدلالة الألفاظ ووقوعها في سبك أُعلن به الإعجاز والدقة في توضيح
المعنى , ولايلزم علينا - نحن الدارسين - سوى أن نأخذ من هذه المؤلفات عبراً ودروساً , كي نعتبر بما فيها من ترغيب
(يُتْبَعُ)
(/)
وترهيب , ولكي تكون لنا دربة لكيفية التعامل مع كتاب الله عز وجل , تلك المعجزة العظيمة , والتي مازلت دررها تخفي
لنا المزيد.
أسأل الله تعالى أن ينفع بما قلت , إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
(1) التحرير والتنوير , ج17/ 87.
(2) السابق , 87.
(3) دلائل الإعجاز , 46 - 47.
ـ[بدر الجبر]ــــــــ[10 Jan 2007, 04:36 م]ـ
أشكركم يا شيوخ الملتقى, وكم موضوعٍ أردت المشاركة فيه ولكني أرغب عن ذلك؛ لأن النقاش يكون غالباً بين المختصين والمشايخ ولست منهم, واسمحوا لي أن أشارك في موضوع الشيخ مساعد –أحسن الله إليه-، فأقول:
اختص الله سبحانه نبيه -صلى الله عليه وسلم-بمعجزة خالدة خلافاً للرسالات السابقة كما فهم ذلك بعض العلماء –ينظر شرح النووي على الصحيح- من قوله عليه الصلاة والسلام:
"مَا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلّا أُعْطِيَ مَا مِثْلهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ" أخرجه البخاري ومسلم.
وقد منَّ الله على هذه الأمة بعلماء أولوا إعجاز القرآن اهتماماً بالغاً, وأجمعوا على أن القرآن معجز بذاته لا بالصرفة.
ومن مفاتيح كشف وجوه إعجاز القرآن معرفة بلاغته، قال ابن عاشور: (من شاء أن يدرك الإعجاز كما أدركه العرب فما عليه إلا أن يشتغل بتعلم اللغة وأدبها وخصائصها حتى يساوي أو يقارب العرب في ذوق لغتهم ثم ينظر بعد ذلك في نسبة القرآن من كلام بلغائهم ولم يخل عصر من فئة اضطلعت بفهم البلاغة العربية وأدركت إعجاز القرآن وهم علماء البلاغة وأدب العربية الصحيح).
ومن السابقين في التأليف في وجوه إعجاز القرآن, وذكروا فيها ضمناً إعجاز بيانه وبلاغته: علي بن عيسى الرماني (386هـ) , والخطابي (388هـ) - طبعا ضمن ثلاث رسائل في إعجاز القرآن-, ثم جاء أبو بكر الباقلاني (403هـ) وألف كتابه (إعجاز القرآن).
ثم جاء بعدهم أول من أرسى قواعد البلاغة وهو عبد القاهر (ت 471هـ) ثم خلفه الزمخشري الذي التمسها في القرآن الكريم, ثم جاء بعد ذلك فخر الدين الرازي (ت 606هـ) الذي يعد حلقة وصل بين بلاغة عبد القاهر وبلاغة السكاكي (626هـ) والخطيب (739هـ) وقد نشر بلاغته في تفسيره (مفاتيح الغيب) وكتابه (نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز) الذي قصد فيه مؤلفه إلى الإجمال والاختصار, وتنظيم (دلائل) و (أسرار) الجرجاني, وقد بنى كتابه على مقدمة وجملتين, وقسم المقدمة إلى فصلين تحدث في أولهما: عن السر في إعجاز القرآن, وتحدث في الفصل الثاني: عن شرف علم الفصاحة, ثم شرع في الجملتين: الأولى تحدث فيها عن بلاغة المفردات وذكر فيها طائفة من المحسنات اللفظية والصور البيانية, وفي الثانية تحدث عن النظم, والكتاب تنظيري, والتطبيق في التفسير.
ـ[أبو عدنان]ــــــــ[10 Jan 2007, 11:38 م]ـ
أخي في الله الشيخ مساعد الطيار بارك الله فيك و نفع بك ..
دعني أختصر عليك الطريق إذ أقول:
إن أبرز من عني بدراسة علوم الإعجاز في القرآن - من المعاصرين المحدثين - هي الدكتورة عائشة بنت الشاطئ.
و عنايتها حسبما سمعتها تحدث عن نفسها في مقابلة مسجّلة، عليها رحمة الله.
و اسمح لي أن أنقل لك شيئاً من كلماتها المؤثرة:
قالت: " ما أنجزتُ شيئاً في حياتي العلمية إلا عن طريق عنايتي بالمصحف! ".
و قالت: " لا يصح لأحدٍ فقه الإسلام دون فقه لغته، لأن الأسلوب و النسق القرآني سببُ التحدي الأول في عصر الإسلام؛ أي: الإعجاز.
و أنا تؤرقني كيفية تقديم هذه المسألة الخطيرة لطلبةٍ (تقصد الدارسين لديها في الجامعة) يعيشون في جو نقائض الفرزدق و جرير ".
و قالت: " و قد اعتنيت في دراسة الإعجاز بالمنهج الاستقرائي، بأخذ كل موطن كلمة أو حرفٍ و استقراء وروده في القرآن و معرفة آثاره البيانية و البلاغية.
حتى إنك لو حاولتَ استبدال هذا الحرف أو الكلمة بآخر مثله لم يتم لك معنى القرآن، و هذا هو الإعجاز.
مثل: ((إنه لقول رسول كريم)) لو استبدلنا كلمة "رسول" بـ"محمد" لأقررنا بأن القرآن ليس كلاماً لله تعالى!! كما يزعم المشركون، فهنا بلاغة القرآن ".
(يُتْبَعُ)
(/)
من مقابلة مع الدكتورة بنت الشاطئ في برنامج (شريط الذكريات) بقناة (الثقافية المصرية).
و الدكتورة قد خلّفت لنا رسائل و كتب عدة في هذا المضمار، أظن أغلبها يباع في دار المعارف المصرية.
ـ[أبو المنذر]ــــــــ[11 Jan 2007, 10:43 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وممن أبدع في هذا الفن العلامة ابن القيم الجوزية في كتابه بدئع الفوائد ومنها الكلام عن " أم "
حيث قال " ملخصا " انها ترد بمعنى الإستفهام نحو قوله تعلى " أم له البنات ولكم البنون " وقوله سبحانه " أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين " وكذا قوله " أم لهم سلم يستمعون فيه " وقوله " أم خلقوا من غير شئ أم هم الخالقون " فهذا ونحوه استفهام انكاري
والمعنى الثاني/ ورودها مبتدة مجردة من استفهام لفظي سابق عليها، نحو قوله تعالى " أم حسبت أن أصحاب الكهف "، أي أبلغك خبرهم، أم حسبت أنهم من آياتنا عجبا، وتأمل كيف تجد هذا المعنى باديا على صفحات قوله تعالى " ما لي لا ارى الهدهد أم كان من الغائبين " كيف تجد المعنى: أحضر،أم كان من الغائبين
وهذا يظهر كل الظهور فيما إذا كان الذي دخلت عليه " أم" له ضد وقد حصل التردد بينهما، فإذا ذكر أحدهما استغنى عن ذكر الآخر، لأن الضد يخطر بالقلب وهو عند شعوره بضده. فإذا قلت: مالي لا أرى زيدا أم هو في الأموات؟ كان المعنى الذي لا معنى للكلام سواه: أحي هو أم في الأموات وكذلك قوله تعلى " أم أنا خير من هذا الذي هو مهين " معناه: أهو خير مني أم أنا خير منه؟
وكذلك قوله تعالى " أم حسبتم أن تدخلو الجنة ولما يأتكم مثل الذين من قبلكم " هواستفهام إنكار معادل لا ستفهام مقدر في قوة الكلام فإذا قلت: لم فعلت هذا أم حسبت أن لا أعاقبك، كان معناه: أحسبت أن أعاقبك فأقدمت على العقوبة أم حسبت أني لا أعاقبك فجهلتها ـ ومعنى فأقدمت أي يتجرأت واستهنت بالعقوبه ـ
هذا ما أصلني فهمي المتواضع إليه من معنى الكلام من هذا السفر الذي اشرت إليه آنفا فإن ثم سوء فهم فأرجو الإصلاح والمقصود الإشارة الى الكتب التي تناولت هذا الفن والله أعلم وأحكم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 Jan 2007, 06:15 ص]ـ
السلام عليكم
وقد نسيتم تفسير ابن عطيّة ---المحرر الوجيز---والمفسّرابن عطيّة يعتبر بحق عقلية راقيّة من حيث مناقشة النقاط البلاغيّة واللغويّة في كتاب الله
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[13 Jan 2007, 11:36 ص]ـ
يقول الدكتور عمر فروخ في تاريخ الأدب العربي 1/ 728:
يشارك القرآن الكريم في تربية الذوق البياني لدى الفرد، ويُنَمِّي لديه حاسَّة النقد والملكة الأدبية في الكشف عن مواطن الجمال.
و وضع البطليوسي في كتابه:
الاقتضاب للبطليوسي ص 14، وهو شرح لخطبة "أدب الكاتب"
غرضَين لطلب الأدب والاهتمام بمدارسته،
أحدهما:
يقال له الغرض الأدبي، والثاني الغرض الأعلى، فالغرض الأدبي يَحْصُل للمتأدِّب
بالنظر في الأدب والشعر، والغرض الأعلى يَحْصُل للمتأدِّب به قوة على فهم كتاب الله وكلام رسوله».
ولا يوجد شك يكتنف المتفحص للمتن القرآني، في أن نظم القرآن يقوم جمال نسجه على الإيقاع،
الأمر الذي جعل الجاحظ ينتبه إلى أهمية دراسة القرآن من حيث أسلوبه وعجيب نظمه.
وفي هذا الشأن نلفي الدكتور محمد زغلول سلام في كتابه:
(أثر القرآن في تطور النقد العربي إلى آخر القرن الرابع الهجري)
يقول: "قامت في آخر القرن الثالث وطوال القرن الرابع دراسة جامعة شاملة مستقلة لإعجاز القرآن،
من ناحية نظمه، وعلى أساس الدرس البياني لأسلوب القرآن، وطرق تعبيره المختلفة،
وكانت أصول هذه الدراسات قد نجمت من قبل في دراسات القرآن وسبقت الإشارة إليها
من مثل كتاب "نظم القرآن" "للجاحظ" ..
أما أبو هلال العسكري في كتاابه البلاغي: "الصناعتين"
ويقول في مقدمة كتابه ص 7:
<<قد علمنا أن الإنسان إذا أغفل علمَ البلاغة، وأَخَلَّ بمعرفة الفصاحة، لم يقع علمه
بإعجاز القرآن من جهة ما خَصَّه الله به مِنْ حسن التأليف وبراعة التركيب>>،
بل إن العسكري في كتابه يرى أن أحقَّ العلوم بالتعلُّم وأَوْلاها بالتحفظ بعد المعرفة بالله،
علم البلاغة، ومعرفة الفصاحة، الذي يُعرف إعجاز كتاب الله تعالى الناطق بالحكمة.
ويذكر القزويني في مقدمة كتابه "التلخيص"
(يُتْبَعُ)
(/)
أن موضوع إعجاز القرآن كان السبب في وَضْع الكتاب، ويشير في مقدمته ص 23:
إلى أن علم البلاغة وما يتبعه مِنْ أجَلِّ العلوم قَدْراً، وأدقِّها سراً؛ إذ به تعرف دقائق العربية
وأسرارها، وتُكشف عن وجوه الإعجاز في نظم القرآن أستارها.
والرمَّاني يحصر البلاغة في أقسام عشرة هي: الإيجاز والتشببيه والاستعارة والتلاؤم والفواصل والتجانس والتصريف والتضمين والمبالغة وحسن البيان.
ثم يمضي لتفسير كل قسم في ضوء الآيات القرآنية وبيان أسرار الجمال فيها،
وذلك في كتابه ((النُّكَت)) ص 76، والذي يُعَدُّ حلقة مهمة من حلقات التأليف في البلاغة العربية.
وإن القرآن العظيم في تجليه، نلفيه يتجه اتجاهاً إعجازياً. وعليه، فخطابه ليس بالعمل الفني
المقصود لذاته؛ بل هو وسيلة لا غير، سخرها القرآن العظيم بغية تأدية الغرض الديني.
ومن بين تلك الوسائل التي سخرها، نجد الإيقاع الذي تجسَّد فيه بشكل جلي وواضح،
فكان أن جعل منه أداة للتمكين والتأثير قصد الاستجابة والإذعان. وهو بهذا،
آل إيقاعاً قرآنياً مميزاً في رصف حروفه، وترتيب كلماته وبديع نظامه،
دون كل ترتيب وكل نظام تعاطاه الناس في كلامهم المنظوم أو المنثور.
إنها الميزة التي جعلت منه خطاباً يتعالى على التبديل والتغيير.
ومن أهم الكتب المعاصرة، والتي اهتمت اهتماما كبيرا في مسألة
إعجاز القرآن، في نظمه العربي، وبلاغته الأسلوبية:
1 ـ أثر القرآن على اللغة العربية؛ للدكتور علي جميل.
2 ـ ـ التفكير البلاغي عند العرب؛ لحمادي صمّود.
3 ـ التجربة الجمالية عند العرب؛ لحسين الواد.
4 ـ الموجز في تاريخ البلاغة؛ للدكتور مازن المبارك.
5 ـ البيان العربي؛ للدكتور بدوي طبانة
6 ـ أثر القرآن في تطور النقد العربي؛ للدكتور محمد زغلول سلام.
7 ـ إعجاز القرآن، للدكتور مصطفى مسلم.
8 ـ نظام الخطاب القرآني ـ تحليل سيمائي مركب لسورة الرحمن؛ للدكتور عبد الملك مرتاض.
وشكرا ...
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[30 Jan 2007, 11:10 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا يا شيوخي الأفاضل على هذه المعلومات الرائعة القيمة
لا شك أن السياق معجز
فهو سياق رباني معجز
/////////////////////////////////////////////////
ـ[المؤمن]ــــــــ[31 Jan 2007, 10:09 م]ـ
] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشار الأستاذ مساعد الطيار إلى الكشاف وبعض شروحه وحواشيه كأبرز كتاب اهتم بالجانب البلاغي للقرآن والذي يعين على إبراز إعجازه،وهو ما لا يخالفه فيه أحد، ولكن قد نجد عند اللاحق ما لا يوجد عند السابق، فها هو ابن عاشور قد التزم إضاءة الدجنة أمام ما خفي من وجوه الإعجاز مما لم يدركه الزمخشري ولا غيره،واستطاع أن يطبق نظرية النظم للجرجاني في تفسيره؛ اكتشفت هذه الحقيقة بعد بحث طويل حول تفسير ابن عاشور.
وأضم صوتي إلى من سبقني إلى ذكر بنت الشاطيء التي استطاعت أن تستأثر بكثير من النظرات البيانية التي يلوح من خلالها شرر الإعجاز بأحسن بيان كما عودتنا في شتى كتبها، وأنا أنصح كل باحث في مجال الدراسات القرآنية أن يدرس كتابها (الإعجاز البياني) الذي حاولَت من خلاله أن تعقد مقارنات دقيقة بين كل من درس الجانب الإعجازي من الأقدمين والمحدثين، ثم استقلت في كل ذلك بمذهب خاص سنعود في المستقبل ـ إن شاء الله ـ إلى تحديده بشكل أوضح.
أخوكم محمد نذير الجزائري
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 Feb 2007, 05:17 م]ـ
مع تحفظي على مصطلح الإعجاز .... فإني سأذكر -بحول الله وقوته - شيئاً من نفائس التصانيف في هذا الباب ...
1 - رسالة الشيخ العلامة محمود شاكر عن الإعجاز والتي نشرتها الخانجي بعد وفاة الشيخ.
2 - قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام لأبي فهر أيضاً.
3 - الإعجاز البلاغي للدكتور محمد أبي موسى.
4 - إعجاز القرآن عند شيخ الإسلام ابن تيمية مقارنة بالباقلاني نشر دار المنهاج -الرياض.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 Feb 2007, 06:28 م]ـ
مع تحفظي على مصطلح الإعجاز .... فإني سأذكر -بحول الله وقوته - شيئاً من نفائس التصانيف في هذا الباب ...
1 - رسالة الشيخ العلامة محمود شاكر عن الإعجاز والتي نشرتها الخانجي بعد وفاة الشيخ.
2 - قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام لأبي فهر أيضاً.
3 - الإعجاز البلاغي للدكتور محمد أبي موسى.
4 - إعجاز القرآن عند شيخ الإسلام ابن تيمية مقارنة بالباقلاني نشر دار المنهاج -الرياض.
ـ[رضا التومي]ــــــــ[02 Feb 2007, 11:34 م]ـ
و من الكتب المعاصرة؛ كتاب: نظرات لغويّة في القرآن الكريم
جمعها الأستاذ الدكتور / صالح بن حسين العايد (إن لم تخنّي ذاكرتي فأنا بعيد عن الكتاب الآن)
و هو مجموع من كلام المفسرين و غيرهم حول هذا الموضوع و أحيانا يعلّق هو - حفظه الله -.
الكتاب طبعته دار أشبيليا.
و كم انتفعت بما قرأت منه؛ و لا زلت أقرأ فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[04 Feb 2007, 08:07 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
على ما أذكر بأن الشيخ طارق السويدان كان له برنامج في رمضان على إحدى القنوات الفضائية
بإسم " سحر القرآن "
لم أشاهد من هذا البرنامج إلا حلقة أو حلقتين فقط: (
فلقد كان الشيخ يتطرق إلي اسلوب القرآن البلاغي الساحر
أتمنى الحصول على هذا البرنامج على الإنترنت - إذا كان بالإمكان
/////////////////////////////////////////////////(/)
إعلان: طلب موظف للعمل في مركز للدراسات القرآنية
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Jan 2007, 06:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك مركز للدراسات القرآنية يرغب في توظيف موظف:
- له عناية جيدة بالدراسات القرآنية، ومعرفة بكتبها، ولغته العربية جيدة.
- له معرفة جيدة بالتعامل مع الكمبيوتر والنسخ والانترنت.
- يعمل على فترتين صباحية ومسائية.
- يكون مقيماً بمدينة الرياض.
ترسل السيرة الذاتية وطلبات التوظيف على بريدي الالكتروني
am33s@hotmail.com
ـ[آل جهينة]ــــــــ[10 Jan 2007, 01:12 م]ـ
...
بالتوفيق لكم إن شاء الله تعالى
...
ـ[حمدي باه]ــــــــ[11 Jan 2007, 12:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة وبركاته
وبعد / جميع الشروط متوفرة في إلا الشرط الأخير حيث لا أقيم بالرياض وإنما أقيم بمدينة بماكو ب (دولة مالي) فهل أستطيع ترشيح نفسي للقيام بهذه المهمة الجلية التي أرغب فيها كثيرا.
ـ[محمود21]ــــــــ[11 Jan 2007, 01:38 ص]ـ
وفقكم الله أخى الكريم لما فيه رفعة الإسلام والمسلمين
لكنى مقيم بالقاهرة
ـ[محب الطبري]ــــــــ[12 Jan 2007, 02:10 م]ـ
حبذا لو ذكرتم الراتب والبدلات والمميزات، وبالنسبة لمن يقيم خارج الرياض يمكن أن يرحل إليها. وشكرا.
ـ[أبو المنذر]ــــــــ[12 Jan 2007, 08:31 م]ـ
بارك الله فيكم فضيلة الشيخ وزادكم حرصا على نفع الاسلام والمسلمين
وجعل عملكم خالصا لوجهه الكريم
اللهم وفق شيخنا للحصول على مبتغاه
آمين
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Jan 2007, 08:19 ص]ـ
وفقكم الله وجزاكم خيراً، على ردودكم. ولا زلت أنتظر رسائلكم بارك الله فيكم، والتفاصيل سوف تبحث لاحقاً إن شاء الله.(/)
التحقيق في حكم الجمع بين اسم الله تعالى واسم غيره في ضمير واحد
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[10 Jan 2007, 05:14 م]ـ
للعلماء في هذه المسألة مذاهب، والذي يَظْهُرُ صَوَابُه - والله تعالى أعلم - هو جواز الجمع بين اسم الله تعالى واسم غيره في ضمير واحد، وقد جاء هذا الأسلوب مستعملاً في القرآن والسنة.
أما القرآن ففي قوله تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي}،
وأما السنة ففي حديث: «أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا»، وحديث: «إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ» وحديث: «مَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّ إِلَّا نَفْسَهُ».
والشاهد من هذه النصوص قوله تعالى في الآية: {يصلون}، وقوله صلى الله عليه وسلم: «مِمَّا سِوَاهُمَا»، وقوله: «يَنْهَيَانِكُمْ»، وقوله: «وَمَنْ يَعْصِهِمَا»، حيث جمع الله تعالى ونبيه صلى الله عليه وسلم بين اسم الله تعالى، واسمه غيره في ضمير واحد، وكلمة واحدة، فدلَّ على جواز هذا التركيب.
وأما الحديث الذي رواه مسلم عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه: «أَنَّ رَجُلًا خَطَبَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ غَوَى. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِئْسَ الْخَطِيبُ أَنْتَ، قُلْ: وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ غَوِيَ».
فالتحقيق أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل: «بئس الخطيب أنت» لجمع الخطيب بين اسم الله تعالى واسم غيره في ضمير واحد، وإنما قاله لأَنَّ الخطيب وقف على: «ومن يعصهما» وسكت سكتة، فأوهم إدخال العاصي في الرشد.
وقد رُويَ الحديث بألفاظ عدة أصحها الرواية التي وقف فيها الخطيب على قوله: «ومن يعصهما»، وليس في هذه الرواية أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال في آخر الحديث: «قُلْ: وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ غَوِيَ»، ونصُّ هذه الرواية كاملةً: «أَنَّ خَطِيبًا خَطَبَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا. فَقَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُمْ، أَوْ اذْهَبْ، بِئْسَ الْخَطِيبُ أَنْتَ».
وهذه الرواية هي الأصح، لأمور:
الأول: أَنَّها جاءت من طريق يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، والرواية الأولى جاءت من طريق وكيع، عن سفيان، ولم يختلف النقاد في تقديم يحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، على وكيعٍ، في سفيان.
الثاني: أَنَّ زيادة «قُلْ: وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ غَوِيَ»، لم تأتِ إلا من طريق وكيع، عن سفيان، ومن طريق إبراهيم بن طهمان، عن عبد العزيز بن رفيع، وخالفهما بقية الرواة وهم الأكثر فلم يذكروا هذه الزيادة.
الثالث: أَنَّ زيادة «فقد غوى» بعد قول الخطيب: «ومن يعصهما» وإنْ كانت رُويت من طرق أخرى إلا أَنَّ رواية يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي أولى؛ لأَنَّهما أحفظ عن سفيان، ولأَنَّ سفيان أحفظ من بقية الرواة عن عبد العزيز بن رفيع، والله تعالى أعلم.(/)
ما رأيكم بهذا الأسلوب في التفسير
ـ[أبو المنذر]ــــــــ[10 Jan 2007, 10:28 م]ـ
كنت أصفح بعض المواقع فوجدت عنوان تأملات أعجبتني في هذه سورة المائدة فاطلعت عليه فإذا به ما سأعرضه
اليكم وذكرني بانتقاد الشيخ وجدي غنيم على الاستاذ عمرو خالد لما قال " ربنا عاوز يمرمط موسى " ـ عليه وعاى
نبينا الصلاة والسلام ـ فهل هذه العبارات والالفاظ يجوز استخدامها بحجة حسن النية وغلبة اللهجة الدارجة في الواقع انا
اشمأز من امثال هذه العبارات وتلك الالفاظ اتمنى على مشايخنا الكرام التفضل ببيان رأي الشرع كما يعتقدونه وجزى
الجميع خيرا وهاكم خاطرة اخينا
قف ... قف .... نعم أنت انت .... قف وارجع لتقرا وتقول لى رايك
وانا بقرا فى سوره المائده وقفت شويه عند بعض الايات وحبيت الا امر عليها مر الكرام
لقيت فيها تساؤلات وكاننى اقراها لاول مره وحبيت ان تعم الفائده لى ولكم فايه رايكم نبدا بسم الله؟
" قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ "
كيف عرف بنو اسرائيل ان فى اريحا قوم عمالقه وجبارين؟
وكيف يعلنون التمرد على امر الحق سبحانه وتعالى؟
لنا ان ننتبه الى قول الحق من قبل
وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا فى الايه 12
فقد ذهب النقباء اولا وتجسسوا ونقبوا وعرفوا قصه الارض المقدسه وعرفوا ان فيها جماعه من الكنعانيين العمالقه وعندما راوا هؤلاء القوم قالوا لانفسهم كيف نقاتل هؤلاء القوم؟
وارتدوا على ادبارهم ورجعوا الى موسى وقالو ا ما قالوا نرجع ونكمل
قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَا هنا قاعدون
وخلاصه القول انهم قالوا يا موسى ماتتعبش نفسك معنا احنا لن ندخل هذه الارض ابدا
وبكده يكونوا حكموا على انفسهم بالحرمان من الارض دى طول العمر
ربنا لم يرفض لهم طلبهم ابدا ونفذ لهم ما حكموا بيه على انفسهم فقال سبحانه وتعالى
قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ
وطبعا هنا دعا موسى عليهم فقال " قَالَ رَبّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْننَا وَبَيْن الْقَوْم الْفَاسِقِينَ "
وصدر الحكم اللهى الاتى
انه لم يعش منهم احدا ليدخل هذه الارض
امكثوا داخل السجن (سيناء) 40 سنه
وبالعكس بعت لهم الله الاكل والشرب اللى هو المن والسلوى
وواحد هنا يسالنى يعنى ربنا بيدلعهم ويعطيهم كل ما يطلبوه على الجاهز؟
يعنى ليه مايزرعوش الارض وياكللوا من حرث ايدهم؟
هل ربنا عايزهم كسالى ومتكبرين ومغرورين اقول له لا؟
فالاجراء اللهى هنا من ضمن حكمه ان يطيل عليهم الوقت فلو انه سبحانه وتعالى جعلهم يزرعوا الارض لانشغلوا بامور الحياه اليوميه
ولكن اراد ان يطيل عليهم الاحساس بالزمن فالمساله ليست طعاما وشرابا
واحد يقول قرب اكتر مش فاهم ماشى ياعم
المسجونين داخل السجن مش بنعطيهم الاكل والشرب برضه
بس ايه احساسهم بالوقت طويل جدا وبعدين لما راح موسى لميقات ربه وعبدوا العجل
كان اليوم من عباده العجل كانه سنه من العقاب فى التيه
يعنى موسى غاب اربعين يوم كل يوم بسنه عباده عجل كانهم اربعين سنه فى مخالفه اوامر الله
اعتقد فهمتوا
ويامر الحق موسى الا يحزن على دعوته عليهم فى الفراق بينه وبينهم وذلك بدلا من ان يدعوا لهم بالهدايه
فقال الله لموسى لا تاس على القوم الفاسقين
اى لا تحزن عليهم ولا يكون عندك ضيق من ذلك؟ لانهم اولى بالعذاب من ذلك
ـ[أبو المهند]ــــــــ[14 Jan 2007, 01:05 م]ـ
[أخي العزيز هذا الأسلوب نرفضه شكلا وموضوعا ويجب النصح لهؤلاء وإلا وجب التحذير منهم جميعا، رحم الله من عرف
قدر نفسه، ويجب على من يتحدث عن كلام الله تعالى أن يستوفي الشروط اللازمة للمفسر أو المتحدث وإلا رحم الله رجلا
قال فغنم أو سكت فسلم.(/)
هل توجد دراسة علمية مستقلة لقصة قابيل وهابيل في القرآن؟
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[11 Jan 2007, 09:07 ص]ـ
هل توجد دراسة مستقلة لقصة قابيل وهابيل
مع الشكر والتقدير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Jan 2007, 08:31 ص]ـ
الأخ العزيز الشيخ الماوردي وفقه الله
لم أرَ بحسب اطلاعي المحدود دراسة مفردة لهذه القصة إلا بعض الكتب التجارية التي تباع في أرفف بائعي الكتب الشعبية في الأزبكية في القاهرة، وميدان التحرير في صنعاء وأمثالها، وأذكر منها كتاباً لهذه القصة رُسمَ على غلافه صورة لشخص بشع المنظر وبيده خنجر مضرج بالدماء (إشارة إلى قابيل، والضحية المسكين يتشحط في دمه إشارة إلى هابيل! وعنوانها: قابيل وهابيل، ومثلها كثير من قصص القرآن كتبت بطريقة تجارية تهدف إلى الربح المادي دون حرص على الجانب العلمي كما تعلم.
إلا أنني لا أظن أن يغفل المتخصصون في التاريخ الإسلامي عن الكتابة حول هذه القصة ودراستها، فلعلك تجد في بحوث المؤرخين والمتخصصين في التاريخ الإسلامي وما ذكر منه في القرآن خصوصاً بحوثاً حول هذا الموضوع.(/)
طلب استشارة
ـ[محمد بن زايد المطيري]ــــــــ[13 Jan 2007, 12:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته:
أحدى الأخوات حاولت التسجيل في المنتدى ولم تستطع , ولرغبتها في الحصول على اجابه بأسرع وقت؛ نعرض عليكم سؤالها:
المشايخ الأفاضل. الإخوة الكرام في المنتدى , اطلب مشورتكم حول بحثي المعنون بحوار الآباء مع الأبناء في القرآن الكريم وتطبيقاته التربوية. حيث أنني اعتزم دراسة جميع نصوص هذا الحوار , واستخلاص المنهجية التي اتخذها القرآن فيه , ومن ثم الخروج بتصور مقترح للآباء مبني على هذه المنهجية.
وسؤالي ما الطريقة الأفضل والأسلم , التي يمكنني إتباعها في دراسة الآيات؟ جزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Jan 2007, 01:53 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الكريم العتيق على حرصك على نفع طلبة العلم.
أما هذا الموضوع الذي سألتم عنه فقد كتب في موضوع (الحوار في القرآن الكريم) عموماً، وبعض جوانبه مثل (حوار الأنبياء مع أقوامهم) عدد من الكتب والبحوث، ولا أظنها تخفى على الأخت الباحثة، غير أن الزاوية التي ترغب الأخت الكريمة الباحثة بحث الموضوع منها ربما تكون هي المميزة للموضوع، وربما يكون التخصص الذي تدرسه الباحثة هو تخصص التربية، ولهم في صياغة بحوثهم الأكاديمية طريقتهم الخاصة، إلا أن هذا البحث يدخل ضمن التفسير الموضوعي، ومنهجية الكتابة فيه معروفة، وهناك عدد من الكتب التي كتبت في تأصيل الموضوع، وكذلك عدد من الموضوعات على صفحات هذا الملتقى، كما يوجد عدد كبير من الرسائل الجامعية التي كتبت في التفسير الموضوعي كتابة تطبيقية في أقسام القرآن وعلومه وغيرها فيمكن الاستفادة من منهجيتها وطريقتها في معالجة الموضوعات القرآنية.
نسأل الله للجميع التوفيق والسداد.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 Jan 2007, 06:03 ص]ـ
السلام عليكم
واضح كون الموضوع في مجال التربية---ولن تجد دراسات مسبقة تدعم موضوعها---كما أنّ الموضوع مختصر جدّا في كتاب الله---ولن تجد فيه إلّا آيات قليلات كمثل آ يات قصّة سيدنا إبراهيم عندما همّ بذبح ولده
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[13 Jan 2007, 04:03 م]ـ
أنا أظن أن الموضوع إذا خصص بحوار الآباء مع أبنائهم في القرآن, فسيكون ذا مواضع قليلة جداً ومحدودة ...
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[13 Jan 2007, 04:04 م]ـ
ويضاف إلى قصة إبراهيم مع الذبيح ,حواره قبل ذلك مع والده آزر, وحوار يعقوب مع بنيه ,وحوار نوح مع ابنه ...
ـ[محمد بن زايد المطيري]ــــــــ[16 Jan 2007, 02:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
جزاكم الله خيراً شيخنا الفاضل والأخوة الكرام على تفضلكم بالمرور والإفادة , وإليكم رد الأخت الباحثة:
كما تفضل شيخنا عبد الرحمن الشهري فإني اطلعت على عدد كبير من الكتب والبحوث حول موضوع الحوار ولكن هذه الجزئية الخاصة بحوار الآباء مع أبنائهم , لم تفرد بالبحث سوى بدراسة اطلعت عليها قريباً للباحث عماد زهير بعنوان قصص القرآن الكريم بين الآباء والأبناء -1408هـ- , وهي رسالة قيمة فعلاً , شملت عشر قصص وردت في القرآن الكريم وانتهجت التفسير الموضوعي , ولكن الباحثة ستتحدث عن جزئيات الحوار فقط - مع الإشارة لمجمل القصة -وتعلمون حفظكم الله أن موضوع الحوار يختلف من موضع لآخر و كمثال سورة يوسف تعددت فيه الحوارات بين يعقوب عليه السلام ويوسف وإخوته , ولا يخفى ما في هذه النصوص من لفتات رائعة للمربين في وضع معالم لسلوك منهج محدد في الحوار مع أبنائهم , وستقوم الباحثة بعون الله تعالى بوضع تصور مقترح تطبيقي لمنهجية هذا الحوار يمكن للآباء الاستفادة منها.
وهنا أسأل:
1.في قصة فتاتي مدين , تقول الآية:"قالت يا أبتي استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين " , فسألها أبوها كما جاء في آثار بعض أهل التفسير: ما قوته وما أمانته؟ , فأجابته بما جاء في الأثر.
السؤال: لم يرد في القرآن ذكر الرد , وهذا الخبر مروي عن بني اسرائيل فيه تفصيل لما طوى القرآن ذكره. فما رأيكم في إدخال هذا النموذج ومثيله في الدراسة؟ وكيف لي أن اميز في الدراسة بين ما استفيده من هذا النص باعتباره نصاً غير قرآني , وما استفدته من النص القرآني.
2. لدي أفكار حول تصنيف الحوار إلى حوار مع الإبن الصالح , وآخر مع العاصي , والثالث مع الكافر. فهل يجوز هنا اطلاق تسمية العاصي على آبناء يعقوب عليه السلام بناء على موقفهم في وقت الحوار؟
اضيف هنا اشارة للإخوةالأفاضل أن آيات الحوار المقصودة كثيرة , وأرى أن الآية فضلاً عن الكلمة في القرآن , مجال خصب للدراسة واستنباط الفوائد , اذا فتح الله على العبد.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Jan 2007, 06:42 م]ـ
أسأل الله لكم التوفيق، ولعل الأخت الباحثة وفقها الله تستفيد من كتاب الدكتور فاروق حمادة هذا ففيه جوانب مشتركة.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6472bf8e37bc79.jpg
وأما أجوبة الأسئلة التي طرحتها الباحثة فلها حديث آخر إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن زايد المطيري]ــــــــ[23 Jan 2007, 05:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل.
نحن في انتظار تفضلكم بالإجابة.
ـ[محمد بن زايد المطيري]ــــــــ[13 Feb 2007, 09:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
شيخنا الفاضل: عبد الرحمن الشهري. نعلم كثرة مشاغلكم - أمدكم الله بعونه - غير أننا لا زلنا نطمع في ردكم الكريم حول هذا الموضوع.(/)
كيف أعرف عدد التحقيقات لمخطوط ما؟
ـ[أم حمد]ــــــــ[13 Jan 2007, 01:02 ص]ـ
السلام عليكم:
ودي استفسر
إذا أراد الواحد تحقيق مخطوط , وقد سبق تحقيقه , فكيف يصل إلى معلومية عدد المرات التي حقق فيها المخطوط, ودار النشر , لأن كثيير من المخطوطات قديم تحقيقها , وطبعاتها نافذه
الرجاء الرد لمن لديه معلومة
ممتنة للجميع
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Jan 2007, 01:44 ص]ـ
يمكنك معرفة ذلك بسؤال أهل الخبرة بالكتب، والمتابعين للمطبوعات وأخبارها، ولو ذكرتِ لنا اسم الكتاب إن شئتِ في الملتقى فلن تعدمي بإذن الله مجيباً من الزملاء في الملتقى ففيهم من أهل الخبرة والاطلاع من سيتولى الجواببإذن الله، ولا أتوقع أن يفوت على مجموعهم كتاب ذو بال.
وفقكم الله لكل خير.
ـ[أم حمد]ــــــــ[13 Jan 2007, 04:02 ص]ـ
شكرا د. عبدالرحمن
والمخطوطة هي في البلاغة:
المصباح في شرح المفتاح
لعلي بين محمد بن علي الجرجاني
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[27 Jan 2007, 09:52 ص]ـ
الأخت الفاضلة أم حمد
كتاب:
المصباح في شرح المفتاح؛
لعلي بن محمد بن علي الجرجانيّ
لم يطبع
وما زال مخطوطا حتى الآن
وهو با نتظارك
لإخراجه من ظلمات القبور (عفوا)؛ بل من محابس المخطوطات
ونحن بانتظارك
ورهن إشارتك؛ لمساعدتك في ذلك
وأهلا وسهلا ومرحبا
ـ[أم حمد]ــــــــ[12 Feb 2007, 03:42 ص]ـ
شكرا لردك
ولكني علمت من المصباح حقق
من قبل فريد النكلاوي
ولكنه ربما يحتاج مرة اخرى اشكرك(/)
ما هي التفاسير التي جُمعت من نقولات المفسرين .. ؟؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[13 Jan 2007, 11:00 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد/
فأذكر فيما أذكر أن تفسير الإمام ابن أبي حاتم رحمة الله عليه كان مفقوداً وأن ما جُمع منه إنما هو عن طريق نقلة رواياته وآرائه كابن كثير وغير رحمة الله على الجميع , وحينها خطر ببالي تساؤل حول وجود تفاسيرَ أُخرَ مرَّت بما مرَّ به تفسير ابن أبي حاتم, فجمعت من مظانها لا من أصولها المخطوطة, فهل يعلم المشايخ الأجلاء في ذلك شيئاً أم لا .. ؟؟
وهل تفسير ابن أبي حاتم لم يزل مفقوداً (بأكمله) حتى الساعة .. ؟؟
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[13 Jan 2007, 11:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل: محمود الشنقيطي ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فكما ذكرتم توجهت عناية الباحثين إلى جمع تفاسير أعلام المفسرين التي اندثرت، ولم يبق منها إلا ما نقلته عنها أمهات كتب التفسير، وبهذا العمل العلمي الجاد والطموح أعيد الاعتبار لكتب التفسير المفقودة حيث تم إخراج مجموعة من التفاسير، منها ما هو مطبوع ومنها مالازال حبيس المكتبات الخاصة والعامة، ومن ذلك ما سبق أن أشرنا إليه في هذا الموقع من جمعنا لمرويات السلف في التفسير، الصحابة والتابعين وأتباع التابعين ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ كما قامت الأستاذة خديجة إيكر بجمع مرويات التفسير لنساء بيت النبوة، ركزت فيه على مرويات أمهات المؤمنين. ولا يفوتني أن أشير إلى الأعمال العلمية التي قام بها الباحثون بقسم اللغة العربية بكلية الآداب، جامعة القاهرة، و المعهد العالمي للفكر الإسلامي بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث عملوا على جمع التفاسير التالية:
1 - تفسير السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ.
2 - تفسير ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ.
3 - تفسير ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ.
4 - تفسير مجاهد ـ رحمه الله ـ.
5 - تفسير سعيد ابن جبير ـ رحمه الله ـ
6 - تفسير قتادة ـ رحمه الله ـ.
7 - تفسير السدي الكبير ـ رحمه الله ـ.
8 - تفسير ابن جريج ـ رحمه الله ـ.
9 - مرويات الحافظ ابن ماجة القزويني في التفسير: محمد بن رزق بن طهرون، وحكمت بشير ياسين.ومحمد إبراهيم السامرائي.
أما ما هو مطبوع من هذه الأعمال العلمية المتميزة، فنذكر منها:
1 - مرويات الإمام أحمد في التفسير: أحمد أحمد البزرة وآخرون، مكتبة المؤيد، الرياض، 1414 هـ /1994 م) ويقع الكتاب في أربع مجلدات).
2 - تفسير الحسن البصري:: محمد عبد الرحيم، دار الحديث، القاهرة، 19921413هـ / م (ويقع الكتاب في مجلدين).
3 - تفسير ابن جريج: علي حسن عبد الغني، مكتبة التراث الإسلامي، القاهرة، 1413هـ/ 1992م.
4 - تفسير ابن مسعود: محمد أحمد عيسوي، مؤسسة فيصل الخيرية، السعودية، 1405 هـ / 1985 م. (يقع الكتاب في مجلدين).
5 - مرويات الإمام مالك في التفسير: محمد بن رزق بن طهرون، وحكمت بشير ياسين. مؤسسة الرسالة، بيروت 1415هـ/1995م.
6 - الإمام مالك مفسرا: حميد لحمر، دار الفكر، بيروت، 1415هـ/1995م.
7 - مرويات الصحابة في الحوض والكوثر: بقي بن مخلدالقرطبي (ت 276هـ)، متبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، 1413 هـ.
وهناك أعمال علمية أخرى قام بها مجموعة من الباحثين المغاربة، في إطار التحضير لدكتوراه السلك الثالث. أو دكتوراه الدولة، نأمل أن نتمكن من إدراجها في مستقبل الأيام، ـ إن شاء الله ـ.
وتفضل أخي الفاضل: محمود الشنقيطي بقبول خالص التحيات و التقدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[14 Jan 2007, 06:07 ص]ـ
شيخنا الماجد: أحمد بزوي الضاوي
أحسن الله تعالى إليك على ما تفضلت به وأفدت, وجزاك خير الجزاء وأتمَّه ..
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[14 Jan 2007, 11:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل: محمود الشنقيطي ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على تواصلكم وتقديركم.
وفقكم الله تعالى لما يحبه ويرضاة. أنتم أهل الجزاء والإحسان.
وتفضلوا أخي الفاضل بقبول خالص تحياتي وتقديري.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(/)
أيها الفضلاء .. ما رأيكم بهذا الكلام لابن عاشور - رحمه الله -؟
ـ[رضا التومي]ــــــــ[13 Jan 2007, 04:54 م]ـ
..
أهل التفسير , لقلّة الزاد أشكل عليّ بعض هذا الكلام لابن عاشور - رحمه الله - في تفسيره لسورة الفاتحة و تحديدًا
عند قول الله تعالى: (إياك نعبد و إياك نستعين). فبعد عدة مباحث أورد هذا الكلام عن العبادة:
(واعلم أن من أهم المباحث البحث عن سر العبادة وتأثيرها وسر مشروعيتها لنا وذلك أن الله تعالى خلق هذا العالم ليكون مظهرا لكمال صفاته تعالى: الوجود والعلم والقدرة. وجعل قبول الإنسان للكمالات التي بمقياسها يعلم نسبة مبلغ علمه وقدرته من علم الله تعالى وقدرته وأودع فيه الروح والعقل اللذين بهما يزداد التدرج في الكمال ليكون غير قانع بما بلغه من المراتب في أوج الكمال والمعرفة وأرشده وهداه إلى ما يستعين به على مرامه ليحصل له بالارتقاء العاجل رقي آجل لا يضمحل وجعل استعداده لقبول الخيرات كلها عاجلها وآجلها متوقفا على التلقين من السفرة الموحى إليهم بأصول الفضائل.
ولما توقف ذلك على مراقبة النفس في نفراتها وشرداتها وكانت تلك المراقبة تحتاج إلى تذكر المُجازي بالخير وضده شرعت العبادة لتذكّر ذلك المُجازي لأن عدم حضور ذاته واحتجابه بسبحات الجلال يسرب نسيانه إلى النفوس كما أنه جعل نظامه في هذا العالم متصل الارتباط بين أفراده فأمرهم بلزوم آداب المعاشرة والمعاملة لئلا يفسد النظام ولمراقبة الدوام على ذلك أيضا شرعت العبادة لتذكر به على أن في ذلك التذكر دوام الفكر في الخالق وشؤونه وفي ذلك تخلق بالكمالات تدريجا فظهر أن العبادة هي طريق الكمال الذاتي والاجتماعي مبدأ ونهاية وبه يتضح معنى قوله تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) فالعبادة على الجملة لا تخرج عن كونها محققة للمقصد من الخلق ولما كان سر الخلق والغاية منه خفية الإدراك عرفنا الله تعالى إياها بمظهرها وما يحققها جمعا لعظيم المعاني في جملة واحدة وهي جملة (إلا ليعبدون)
وقريب من هذا التقرير الذي نحوناه وأقل منه قول الشيخ ابن سينا في الإشارات " لما لم يكن الإنسان بحيث يستقل وحده بأمر نفسه إلا بمشاركة آخر من بني جنسه وبمعاوضة ومعارضة تجريان بينهما يفرغ كل واحد منهما لصاحبه عن مهم لو تولاه بنفسه لازدحم على الواحد كثير وكان مما يتعسر إن أمكن وجب أن يكون بين الناس معاملة وعدل يحفظه شرع يفرضه شارع متميز باستحقاق الطاعة ووجب أن يكون للمحسن والمسيء جزاء من عند القدير الخبير فوجب معرفة المجازي والشارع وأن يكون مع معرفة سبب حافظ للمعرفة ففرضت عليهم العبادة المذكرة للمعبود وكررت عليهم ليستحفظ التذكير بالتكرير)
ما أشكل عليّ قمت بتلوينه باللون الأحمر. و هل ابن سينا الذي ذكره هو ابن سينا المعروف؟
رفع الله قدركم و نفعكم و نفعنا بما تجودون به.
..
ـ[رضا التومي]ــــــــ[20 Jan 2007, 07:01 م]ـ
لعلّ بعض القادمين يفيدنا.
ـ[أبو المنذر]ــــــــ[25 Jan 2007, 04:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
"وذلك أن الله تعالى خلق هذا العالم ليكون مظهرا لكمال صفاته تعالى: الوجود والعلم والقدرة "
أخي كيف تعرفت على
وجود الله ـ عزوجل ـ اليس وجود المخلوقات والعالم بأسره دليل وجود الله عزوجل فكل وجود قائم بالله سبحانه وهو
تعالي القائم بذاته فهو الحي القيوم اليس ـ يرحمك الله ـ من أوجد هذا العالم قادرا على إيجاده أوليس الذي أعطى كل
شئ خلقه ثم هدى عالما سبحانه وتعالى
" ولما كان سر الخلق والغاية منه خفية الإدراك عرفنا الله تعالى إياها بمظهرها وما يحققها جمعا لعظيم المعاني في جملة واحدة وهي جملة (إلا ليعبدون)
كيف عرفت سر وجودك أي السبب في ايجادك وهي العبادة الا بخبرالله الصادق في قيله " وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون " اذا هو تعالى الذي أظهر سر
الخلق اي سبب ايجادهم فكانت خفية لولاه سبحانه ما ظهرت وقد ظهرت في جمله " إلا ليعبدون " فهذه الكلمتين جمعت
مظهر العبادة ومايحققها والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليما.
ـ[المؤمن]ــــــــ[29 Jan 2007, 03:09 م]ـ
السلام عليكم، وكلَ عام وأنتم بخير:
إن ابن عاشور يقصد معنى جليلا في عبارته تلك التي وردت خلال تفسيرة لسورة الفاتحة، فبعد أن تناول المعاني الظاهرة لقوله تعالى " إياك نعبد"،غاص في معانيها الباطنة التي كثيرا ما تخفى إلا على أرباب السلوك، والقرآن كما تعرفون يسعى إلى تربية النفوس المؤمنة والتدرج بها في مدارج الكمال؛ ولايتم ذلك إلا بمعرفة كمالات الله في أوصافه وتجلياته في خلقه،مما يدعو المؤمن ـ حقا ـ إلى حسن عبادته.
ولعل من أعظم تجليات الخالق ـ جل جلاله ـ في هذا الكون حسن نظامه،واستواء ترتيبه، مما يدفع هذه النفس إلى حسن العبادة، وإلى الإحسان، وهل يتم ذلك إلا بواسطة الجماعة المؤمنة، فبذلك يكون التكامل بين أفرادها كما تمت بين كل عناصر هذا الكون المترامي الأطراف، ولعل هذا هو سبب استعمال ضمير الجمع في تلك الآية.
هذا باختصار عمّا رامه ابن عاشور ـ رحمه الله ـ من تلك العبارة الراقية في معناها ومبناها.
نعم، إن ابن سينا هو أبو علي، الفيلسوف المعروف،والطبيب المشهور،له مؤلفات كثيرة في فنون شتى،من أشهرها (القانون) في الطب، و (الإشارات والتنيهات) وغيرهما.
يُحسب ابن سينا على الباطنية؛ وللشيعة الإمامية كلف به، إذ تدرس كتبه في حوزاتهم؛ أما عن استدلال ابن عاشور بكلام ابن سينا فهو من قبيل " الحكمة ضالة المؤمن"، ولا يضيرذلك أمثالَ ابن عاشور لأنه خاض غمار الشريعة فروعَها وأصولَها،ومنقولَها ومعقولَها،فمثله يُؤمن عليه غائلة الهوى، وضلالُ الابتداع،والاصطدامُ مع أصول العقيدة الصحيحة.
إن سنحت لي الفرصة ـ إن شاء الله ـ في قابل الأيام، فسوف أتكلم عن منهج ابن عاشور في تفسيره (التحرير والتنوير)، حتى نعرف الرجل ولا نظلمه، وقد أنجزت ـ بفضل الله ـ رسالة ماجستير ـ في بيان منهجه الذي أتاح لي التعرف عليه بشكل واضح.
أخوكم محمد نذير الجزائري(/)
ما هي كتب التفسير التي تحتاج إلى تحقيق أو إعادة نظر؟
ـ[العنزي]ــــــــ[13 Jan 2007, 07:08 م]ـ
ماهي كتب التفسير التي تحتاج إلى تحقيق وإعادة نظر إما لسوء التحقيق أو لرداءة الطباعة أو ماشابه ذلك؟
أرجوا من الأخوة إثراء هذا الموضوع.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Jan 2007, 08:22 ص]ـ
منها:
1 - البحر المحيط لأبي حيان الغرناطي، فلم يحقق تحقيقاً علمياً مطبوعاً بعدُ.
2 - الكشاف للزمخشري.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[14 Jan 2007, 06:47 م]ـ
والله ياشيخي الفاضل ـ حفظك الله ـ
أنا أجد أن جميع كتب التفسير
تحتاج إلى تحقيق علمي موثّق ومدعّم
حسب قواعد التحقيق العلمي، وبإشراف لجان علمية تخاف الله وتراقبه
ماعدا الستة عشر جزءا من تفسير الطبري؛ بتحقيق العلامة الكبير
شيخ العربية، محمود محمد شاكر ـ رحمة الله عليه ـ
وليتها تهتدي بهديه، وتسير على منهجه!!!
أقول:
يجب أن تكون هناك لجان علمية ـ تحب التراث، وتعشقه، وتخاف الله ـ
تشرف على هذه الأعمال، وتنهج لها
ثم تخدمها بوضع الفهارس الفنية المتنوعة والمتعددة
(ولا شك أن لكل تفسير فهارسه الخاصة به)
والتي تيسر الانتفاع بها، والاستفادة منها ...
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[15 Jan 2007, 07:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مقترح تحقيق كثير من كتب التفسير،والأمهات المعتبرة عند المفسرين، من المطالب الهامة للأمة الإسلامية جمعاء، وللإخوة في الدراسات العليا، فلم لا تهتم طائفة كبيرة منهم بذلك.
ونعجب كثيرا أنه لايوجد الكثير منها مطبوعا طباعة محققة،
إن الأمهات التي نقصدها هي الكتب المرجعية كتفسير ابن كثير، وأبي حيان والكشاف .. الخ،
لماذا لاتتولى الأمرطائفة من الباحثين وتجعل هذا الأمر من البحوث اللازمة للترقيات، وليكون نظام الدكتوراة والأستاذ المشارك والأستاذية يتفق وهذه المسألة المهمة، التي نرجوا أن تسخر لها الجهود والطاقات، وأن يتعاون الجميع على تحقيقها، فتحقيق التراث الإسلامي، والتعليق عليه ضرورة وغاية كبرى وأولوية عظمى للجميع. وفق الله الجميع.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Jun 2009, 09:54 م]ـ
تعقيباً على هذا السؤال القديم ..
تفسير البحر المحيط يحقق الآن في الجامعة الإسلامية ولله الحمد في رسائل دكتوراه وهذا موضوع متكامل عنه مشروع تحقيق تفسير (البحر المحيط) بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة: أفكار ومقترحات ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=14423)
ومما يمكن إضافته من كتب التفسير:
- تفسير أبي السعود العمادي (إرشاد العقل السليم).
- أحكام القرآن لابن العربي المالكي. مع تقديري لطبعة دار المعارف النادرة الوجود.
- أحكام القرآن للجصاص الحنفي.
- المحرر الوجيز لابن عطية، مع تقديري للطبعات المتوفرة، إلا أنها لم تعط الكتاب حقه من الخدمة العلمية للنص.
- روح المعاني للألوسي، وهو جدير بالتحقيق لما اشتمل عليه من النفائس والتحقيقات العلمية.
- غرائب الفرقان للنيسابوري.
- نظم الدرر للبقاعي، فهو موسوعة علمية فريدة، ويحتاج إلى تحقيق وخدمة مميزة، تتعقبه وتحقق أقواله في المناسبات.
والبقية تأتي إن شاء الله لاحقاً.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[04 Jun 2009, 11:20 م]ـ
.
جزاكم الله خيرا على ما تفضلتم به وأضيف قائلا: إنه بالرغم من وجاهة السؤال والجواب معا إلا أنني في الاتجاه المقابل أطرح سؤالا مؤداه:
ما هي كتب التفسير التي تحتاج إلى طباعة بعد أن تم تحقيقها؟
قلت: معظم كتب التفسير تم تحقيقها ولكنها ـ للأسف ـ حبيسة المكتبات والأرفف لعدم وجود ممول يقوم بطباعتها وإخراجها إلى النور.
وكنت قد استشرفت خبرا ينجم عن اجتماع " شبكة تفسير" التي يقوم على إدارتها جمع من العلماء برياسة الزميل الدكتور عبد الرحمن حفظه الله ومكن لفكره، وتمنيت عليه أن يجذب بعضا من الغيورين أصحاب رؤوس الأموال لإقامة مشاريع تخص التفسير منها طباعة الكتب المحققة وعسى أن يكون ذلك قريبا.
وإتماما للفائدة فإن الكتب التي تم تحقيقها بجامعة الأزهر ـ مما أعلم ـ
ـ الخازن.
ـ الدر المنثور.
ـ ابن عجيبة.
ـ والسيواسي.
ـ والطيبي.
ـ وأبو السعود.
ـ وجزء من حاشية الجمل.
.... وهلم جرا.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[05 Jun 2009, 12:37 ص]ـ
حاشية الجمل
(يُتْبَعُ)
(/)
البحر المحيط
مفاتيح الغيب
حاشية الصاوي
الكشاف
إرشاد العقل السليم
فتح البيان لصديق حسن خان
المنار لمحمد رشيد رضا
الظلال لسيد قطب
ـ[أبو العالية]ــــــــ[21 Jun 2009, 12:24 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
هذا موضوع جدير بالاهتمام، ولكن مشكلة التحقيق اليوم أن سامه كل مفلس والله المستعان.
ومشكلة التحقيق اليوم بين طائفتين:
الأولى: أن من يعالج هذا الأمر ليس من أهل الفن فتجده يهتم فقط بضبط (إن ضبط) النص ولا يتعب نفسه في شرح كلمة أو تخريج _ وإن يفعل فقليل _ أو تعليق حيث يحتاج إلى التعليق، لذا تخرج التحقيقات ضعيفه. (وخذ مثلاً كتاب الانتصار للقرآن للباقلاني ط: دار الفتح) فستجد من العجب العجاب في التحقيق وهو إلى التلفيق والتخريق أقرب.
الثانية: أن يشتغل عليه من أهل العلم الأقوياء ولكن يبقى حبيس الأدراج _ إن انتهى منه وقليل ما هم؛ والغاية حجز الكتاب _ أو يمكث في تحقيقه عقوداً طويلة ولا يرى الكتاب النور، أو ربما بعض أجزائه، لأنه يُخدم بما لا يحتاجه المتخصص في فن الكتاب. ويخرج للمحقق كتباً بعده كبيرة وهو يحمل شعار: قريباً .... تحقيق ....
وخذ مثلا (تحقيق ابن كثير لأبي إسحاق الحويني وفقه الله)
ويبقى طالب العلم بحسرة على هذا التراث المظلوم بين هضم ونفخ.
إن التحقيق يحتاج لأهل العلم المحققين البصيرين به المخلصين؛ الذين يرجون من الله وحده الأجر، لا التحقيق السريع الهش الربحي التسويقي المسلوخ من طبعات سابقة والأعجب أنه يرهق طلبة العلم بقولهم مزيدة ومنقحة ولا يكون فيه شيء من هذا سوى كلمة أو كلمتين. و الله المستعان.
والله من يعاني الجهد الذي يعيشه المحقق مع الكتاب والوقت الذي يبذله وما يعانيه من صعاب وتفتيش ووكد يمضي ليالي وأيام يعلم كبير الجهد في البحث عن كلمة أو تصحيح حرف، ولربما مكث أياماً يتعب فكره ويكل خاطره ويتكدر عيشه حتى يقف على صحة وسلامة ما عانها وهذا بتوفيق الله تعالى وحده، وحينها انظر لأساريره وجهه كيف تغمره الفرحة من توفيق الله له.
إيه يا أهل التحقيق .. في القلب شجون ومنون.
مما يستحق بقوة التحقيق والاعتناء
_ تفسير البيضاوي.
_ تفسير أبي السعود.
_ تفسير الشوكاني (وننتظر طبعة حلاق ولكن أرجو أن لا ينفخ الكتاب)
وفق الله كل مريد للخير للسداد والرشاد
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[22 Jun 2009, 04:06 ص]ـ
تفسير الإمام مكي بن أبي طالب القيسي، طبع هذا التفسير بإشراف جامعة الشارقة، وقد بذلوا جهدا كبيرا في سبيل تحقيقه وطباعته، ولهم قدم السبق في ذلك، فالشكر موصول لهم، غير أن الكتاب بحاجة إلى إعادة تحقيقه تحقيقا علميا بأصول وضوابط التحقيق المعروفة وقد سبق التعريف به على هذا الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=11901
ومن قرأ في الكتاب سيتبين له ذلك.
ـ[أبوحمزه المدني]ــــــــ[26 Jun 2009, 05:30 م]ـ
السلام عليكم
أرى أن كتاب التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي
يتطلب تحقيق ومراجعة لكثرة السقطات التي في الكتاب والله أعلم(/)
دعوة لحضور مناقشة رسالة الدكتوراه لزميلنا الشيخ محمد الربيعة وفقه الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Jan 2007, 09:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بتوفيق الله سوف تناقش رسالة الدكتوراه التي تقدم بها زميلنا الكريم
الشيخ محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن الربيعة
المحاضر بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة القصيم
صباح يوم الأربعاء القادم الموافق 28/ 12/1427هـ، بقاعة المحاضرات الكبرى بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وذلك عند الساعة الثامنة صباحاً.
وعنوان رسالة الدكتوراه التي تقدم بها هو:
أثر السياق القرآني في التفسير: دراسة تطبيقية على سورتي الفاتحة والبقرة
لجنة المناقشة والحكم على الرسالة:
1 - الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع الأستاذ بكلية أصول الدين والمشرف على الرسالة /مقرراً
2 - الدكتور أمين محمد عطية محمد باشا الأستاذ بجامعة أم القرى / عضواً.
3 - الدكتور زكي بن محمد أبو سريع فرغلي الأستاذ بكلية أصول الدين /عضواً
أسأل الله لأخي الكريم أبي عبدالله التوفيق والسداد، وأن ييسر أمره، ويجعل هذه الدرجة عوناً له على طاعة الله وبذل علم كتاب الله وتعليمه، فنعم الأخُ هو منذ عرفته زاده الله هدى وتوفيقاً، ومبارك مقدماً.
الرياض ليلة 25/ 12/1427هـ
مصدر الخبر ( http://www.alquran.org.sa/news.php?id=38)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[13 Jan 2007, 11:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل: الشيخ محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن الربيعة ـ حفظه الله ـ
أما بعد، فإني أحمد الله إليكم أن وفقكم للقيام بهذا العمل العلمي. وأسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[14 Jan 2007, 01:58 م]ـ
أسأل الله لأخي محمد التسديد والتوفيق، وأن ييسر له أمره.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[14 Jan 2007, 05:06 م]ـ
نبارك للدكتور محمد مقدماً ونسأل الله له التوفيق.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[14 Jan 2007, 09:27 م]ـ
نبارك للشيخ (العديل) أبي عبدالله مقدماً ... ونسأل الله أن يسدده،ويلهمه الحجة،وينفع به وبرسالته.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[15 Jan 2007, 11:38 ص]ـ
نسأل الله عز وجل أن يوفق أخانا الكريم وإلى الأمام يا أهل القرآن تحت راية القرآن.
ـ[غانم الغانم]ــــــــ[16 Jan 2007, 12:37 ص]ـ
أسأل الله له التيسير والمعونة , وأبارك للشيخ محمد مقدماً.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[16 Jan 2007, 06:45 م]ـ
وفقك الله ويسر لك أمرك, ومبارك مقدماً.
ـ[ناصر الدوسري]ــــــــ[17 Jan 2007, 01:05 م]ـ
نبارك للدكتور / محمد الربيعة حصوله على درجة الدكتوراه، حيث تمت مناقشته صباح هذا اليوم، وأوصت اللجنة بمنحه درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى والتوصية بطبع الرسالة على نفقة الجامعة، وقد كان عنوان رسالته: أثر السياق القرآني في التفسير: دراسة تطبيقية على سورتي الفاتحة والبقرة، وقد بلغت 1800 صفحة.
فنبارك للدكتور محمد ونسأل الله أن ينفع به.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[17 Jan 2007, 01:39 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله
أبارك لأخي أبي عبدالله، وأسأل الله له التوفيق.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Jan 2007, 02:11 م]ـ
الحمد لله رب العالمين.
أسأل الله أن يبارك لأبي عبدالله هذا الإنجاز، وأن يجعله عوناً على طاعة الله والعلم النافع.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[17 Jan 2007, 04:24 م]ـ
الحمد لله رب العالمين.
أسأل الله أن يبارك للدكتور محمد هذا الإنجاز، وأن يجعله عوناً على طاعة الله والعلم النافع.
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[18 Jan 2007, 08:06 م]ـ
نبارك للشيخ د. محمد الربيعة ونسأل الله له المزيد من التوفيق
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[18 Jan 2007, 10:55 م]ـ
الأخوة الأعضاء الفضلاء
أشكر لكم ودكم واهتمامكم وتهنئتكم بالحصول على درجة الدكتوراه، وأسأل الله تعالى أن تكون مفتاحاَ للعلم بكتابه وفهمه، وأن يرزقنا وإياكم الدرجات العلى في الدارين.
وكم والله سعدت بهذا الملتقى المبارك الذي انقطعت عنه طويلاَ، وسأعود إليه سعيداَ بإذن الله تعالى، ويكفي الإنسان شرفاَ أن يكون مع كوكبة أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته.
ولقد كان من فضل الله علي في هذه الرسالة أن عشت معها أياماَ هي - والله- من أسعد الأيام وألذها وأمتعها كيف لا وأنا فيها مع كتاب الله تعالى، أسأل الله تعالى أن يديم صلتنا بكتابه وأن يرزقنا التلذذ بخطابه وأن يفتح علينا من علومه، وأن يرفعنا به في الدنيا والآخرة.
ويسرني في هذه المناسبة أن أقدم شكري لأخي وزميلي الدكتور عبدالرحمن الشهري على تواصله معي وإلحاحه علي بالعودة والمشاركة في الملتقى، فنعم هو - والله - المشرف العام - فقد رفع راية القرآن بهذا الجهد المبارك، ومن معه من الأخوة الفضلاء الذين أسسوا معه هذا العمل العظيم الذي نسأل الله تعالى أن يجعله في ميزان حسناتهم ويبارك بجهودهم.
وأشكر أيضاَ كل من شاركني الفرحة بالتهنئة والدعاء من الأخوة الأعضاء والأوفياء.
وسيكون لي بإذن الله تعالى تواصل معكم في هذا الملتقى المبارك، وسأفتتحه بإذن الله بمشاركة تتعلق بعلم السياق القرآني مقتبساَ من الرسالة؛ زكاة للعلم ورغبة في نشره، والله أسأل أن يوفقني لذلك، ويجعل عملنا كله خالصاَ لوجهه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نورة]ــــــــ[19 Jan 2007, 01:47 م]ـ
أَسْعَدَنَا نَبَأُ الْمَوْهِبَةِ الْمُتَجَدِّدَةِ لَدَيْكُمْ، وَالنِّعْمَةِ الُْمُسْبَغَةِ عَلَيْكُمْ
فَهَنِيئَاً لَكُمْ هَذِهِ الْمَنْزِلَةِ الْمَنِيفَةِ، وَالرُّتْبَةِ الشَّرِيفَةِ
وَلْتَكُنْ مَدْرَجَةً تَرْتَقِي مِنْهَا إِلَى مَدَارِجَ، وَمَعْرَجَةً تَرْتَفِعُ فِيهَا إِلَى مَعَارِجَ
وَاللهُ تَعَالَى يَزِيدُكُمْ عُلُوَّاً، وَيُضَاعِفُ مَحَلَّكُمْ سُمُوَّاً، ويَنْفَعُ بِكُمْ الإِسْلامَ وَالْمُسْلِمِينَ.
إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ(/)
دعوة للتوضيح ما الحكمة
ـ[أبو المنذر]ــــــــ[14 Jan 2007, 02:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل هناك سر وحكمة من مجئ قوله تعالى " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين .... " اللآية 238
والآية 239 من سورة البقرة بين الآيات التي تتحدث عن [أحكام الطلاق)
أو لم ينتهي الحديث عن أحكام الطلاق بعد. فما الحكمة من ادراجها ـ وقصدي من الإدراج الإدخال وليس المصطلح عند أهل الحديث ـ في ثنايا الأحكام؟
فهلا طالبا للأجر يتكرم بالتوضيح
ـ[أبو العالية]ــــــــ[14 Jan 2007, 03:32 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
هذه لفتة لطيفة، وهي وصية الله تعالى للزوجين بالمحافظة على الصلاة.
ومتى ما كانا على محافظة تامة وصلة قوية بها؛ كانت حياتهما في غاية السعادة
وليس هذا مطرداً، ولكن الغالب والواقع المستفيض يدل عليه.
وإنك لتسمع مآسي كثير من الناس؛ فإذا ما سألت عن حالهما مع الصلاة، سمعت عجباً نسأل الله الهداية للمسلمين والمسلمات.
ومما وقفت عليه ما قاله الألوسي رحمه الله في تفسيره (2/ 271)
(وقيل: أمر بها في خلال بيان ما تعلق بالأزواج والأولاد من الأحكام الشرعية المتشابكة إيذاناً بأنها حقيقة بكمال الاعتناء بشأنها والمثابرة عليها من غير اشتغال عنها بشأن أولئك فكأنه قيل: لا يشغلنكم التعلق بالنساء وأحوالهن وتوجهوا إلى مولاكم بالمحافظة على ما هو عماد الدين ومعراج المؤمنين.)
وانظر:
البحر المحيط (2/ 456) وتفسير أبي السعود (1/ 296)
والله أعلم(/)
التوبة والاستغفار 2/ 2
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[14 Jan 2007, 04:48 م]ـ
ثالثاً - فروق بين التوبة والاستغفار: هناك فروق بين التوبة والاستغفار، ومن ذلك ما يلي:
1 - يختلفان في أصل المادة؛ فمادة التوبة: تَوَب، ومادة الاستغفار: غفر.
2 - يختلفان في التعريف، فالتوبة مرَّ تعريفها، والاستغفار هو طلب المغفرة، وهي وقاية شر الذنوب مع سترها.
3 - الاستغفار قد يكون مع الإصرار على الذنب، أما التوبة فلا تكون إلا بالإقلاع، وترك الإصرار.
4 - التوبة تقبل، وتمحى بها الذنوب، وقد تبدل حسنات إذا كانت التوبة حسنةً نصوحاً.
أما الاستغفار فهو مجرد دعاء كسائر الأدعية قد يقبل وقد لا يقبل، قال -تعالى-: [غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ] غافر:3.
5 - الاستغفار يقوم به الإنسان عن نفسه، وعن غيره من إخوانه المسلمين، كما قال - تعالى - عن نوح - عليه السلام -: [رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِي مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ] نوح:28.
أما التوبة فلا يقوم بها إلا الإنسان المريد لها؛ إذ لا يصح أن يتوب أحد عن أحد.
6 - أنه جاء الأمر من الله - عز وجل - بأن يستغفر المؤمن لذنبه، ويستغفر للمؤمنين والمؤمنات، كما قال - عز وجل -: [وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ] محمد:19.
ولم يجئ الأمر بأن يتوب عن أحد من الناس.
7 - أن المسلم يؤجر إذا استغفر للمؤمنين والمؤمنات، فيكون له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة إذا هو استغفر لهم.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة) [1].
أما التوبة فلا يتأتى فيها مثل ذلك؛ لما سبق من أنه لا يتوب أحد عن أحد.
8 - أن الملائكة - عليهم السلام - يستغفرون للذين آمنوا، ولم يأتِ أنهم يتوبون عنهم؛ لما تقرر آنفاً.
قال - تعالى -: [الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ] غافر:7.
9 - أن التوبة تنتهي بغرغرة الإنسان، أي إذا كان في سياق الموت، فلا يمكنه التوبة في ذلك الوقت، ولا بعده.
أما الاستغفار فقد يُستغفر للإنسان إذا كان حياً، أو في سياق الموت، أو بعد الموت.
10 - أن الاستغفار له أوقات مطلقة، ومقيدة؛ فالمطلق أن يستغفر الإنسان في كل وقت.
والمقيد كالاستغفار في الجلوس بين السجدتين، وكالاستغفار بعد التسليم من الصلاة، وكالاستغفار بعد الإفاضة من الحج، وكالاستغفار بالأسحار.
أما التوبة فتشرع في كل وقت، بل لا يجوز تأخيرها، ولا التسويف فيها، ما دام الإنسان لم يغرغر، والشمس لم تطلع من مغربها.
11 - قد يقال: إنهما إذا افترقا اجتمعا، فإذا ذكر الاستغفار وحده في سياق دخلت معه التوبة، وإذا ذكرت وحدها شملت الاستغفار؛ فالتوبة تتضمن الاستغفار، والاستغفار يتضمن التوبة؛ فكل واحد منهما يدخل في مسمى الآخر عند الإطلاق، أي إذا ذكر كل واحد منهما على حدة.
12 - وإذا اجتمعا افترقا؛ فعند اقتران إحدى اللفظتين بالأخرى كما في قوله -تعالى-: [وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ] (هود:3) يكون الاستغفار طلبَ وقاية شر ما مضى، وتكون التوبة: الرجوع، وطلب وقاية شر ما يخافه في المستقبل.
13 - وعند اقترانهما -أيضاً- يكون الاستغفار عبارةً عن طلب المغفرة باللسان، والتوبة عبارة عن الإقلاع عن الذنوب بالقلب، والجوارح.
14 - الاستغفار يكون بصيغة طلب، كقولك: (رب اغفر لي) والتوبة طلب، وعزم، وندم، وفعل، وترك.
15 - التوبة قد يترتب عليها تخلص من حقوق، وتحلل من مظالم، أما الاستغفار فهو مجرد دعاء كسائر الأدعية التي يدعو بها الإنسان لنفسه، أو لغيره.
16 - التوبة تكون من الله، وتكون من العبد، والله - عز وجل - تواب، والعبد تواب؛ والله - عز وجل - يتوب، والعبد يتوب؛ فإذا كانت التوبة من الله عُدِّيت بـ: على، وإذا كانت من العبد إلى الله عُدِّيت بـ: إلى؛ كما قال -عز وجل-: [فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ] النساء:17، وقال: [وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً] النور:31.
أما الاستغفار فلا يقال فيه كذلك، بل يقال: إن الله غافر، والعبد مستغفر.
17 - التوبة لا بد أن تكون بقصد ونية، أما الاستغفار فقد يُبذل للإنسان دون قصده، ودون نيته، بل ربما دون علمه.
18 - أن الله - عز وجل - يفرح بتوبة التائب، كما في حديث: (لله أفرح بتوبة العبد) الحديث.
ولم يرد أنه - عز وجل - يفرح بالاستغفار بل ولا غيره من سائر العبوديات إلا التوبة.
وليس معنى ذلك أن تلك العبوديات ليست محبوبة لله، وإنما المقصود أن الفرح خاص بالتوبة.
19 - أن التوبة تقبل، بل وتطلب من كل أحد مؤمناً كان أم كافراً، براً أم فاجراً.
أما الاستغفار فلا يقبل إلا من المؤمن، وللمؤمن؛ فلا يقبل من الكافر، ولا يجوز أن يستغفر للكافر، قال - تعالى -: [اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ] التوبة:8.
وقال: [مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى] التوبة:113.
20 - أن التوبة تكون من فعل محرمٍ أو مكروهٍ، أو تركِ واجبٍ أو مستحب.
أما الاستغفار فيكون عن ذلك، وقد لا يكون عن شيء من ذلك، بل قد يقوله الإنسان كذكرٍ مجردٍ، يرجو به الدرجات والحسنات [2].
[1] ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 210، وقال: (إسناده جيد)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6026).
[2] انظر الوصية الصغرى لابن تيمية ص109 - 113، وجامع العلوم والحكم 2/ 407، ونتائج الأفكار في شرح حديث سيد الاستغفار للسفاريني ص285 - 292.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[15 Jan 2007, 08:49 م]ـ
مبحث لطيف، من شيخ مفيد ..
أثاب الله أخانا فضيلة الشيخ محمد،وجعل ذلك في ميزان حسناته،وهو الذي عوّدنا على الإبداع وحسن التصنيف.(/)
الدراسات القرآنية بالمغرب الأقصى 4 الشوشاوي
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[15 Jan 2007, 03:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
(قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
(البقرة:32)
الشيخ الشوشاوي (ت899 هـ)
وكتابه
" الفوائد الجميلة على الآيات الجليلة "
هو أبو علي بن طلحة الرجراجي الواصلي الشُوشَاوِي. ذكر المختار السوسي ـ رحمه الله ـ أن والده الشوشاوي كان من رجالات شيشاوة المشهورين، وله كتاب في القراءات القرآنية.
وينتسب الشوشاوي إلى أحد الرجال السبعة من شرفاء رجراجة، وهو سعيد بن يبقى.
تلقى الشوشاوي تعليمه برجراجة وهي من أشرف قبائل مصمودة، لها سابقة في الدين والعلم والفضل والصلاح.
كانت له علاقة بعبد الواحد حسين الرجراجي شيخ وادي نون، الذي ألف في ظاءات القرآن ودالاته وذالاته. كما رافق يحيى بن مخلوف السوسي (ت 927 هـ).
أتم الشوشاوي تعليمه العالي بجنوب المغرب، مما يؤكد الاستقلال العلمي الذي تمتع به جنوب المغرب بحيث أضحى لايقل شأنا عن المراكز العلمية المغربية كفاس ومراكش. والواقع أن المغرب كانت به مراكز علمية متعدددة من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، كشيشاوة وحاحا وتارودانت، وتازة ومكناس والريصاني وتمكروت، وتادلة والمهدية والعرائش وأصيلا، والشاون ووزان، وتطوان وطنجة وسبتة، وعبدة ودكالة وآزمور، وسلا والصحراء المغربية وبلاد شنقيط. ولكنها للأسف الشديد ظلت مغمورة.
وفاته: توفي الشوشاوي سنة 899 هـ بقرية عين الشيخ بأولاد برحيل، إقليم تارودانت من بلاد سوس بالمغرب الأقصى.
تلاميذ الشوشاوي: مما لا شك فيه أن علما من أعلام العلم ببلاد سوس العالمة، ألف التآليف المشهورة، التي أصبحت عمدة المدرسين بسوس خاصة والمغرب عامة، فضلا عن تصدره للتدريس السنوات ذوات العدد، كان له تلاميذ كثر، ولكن الكتب التي ترجمت له لم تذكر له إلا تلميذا واحدا، ولعله هو أهمهم وأشهرهم، كما أنها لم تذكر له إلا شيخا واحدا.
التلميذ الوحيد للشوشاوي الذي ذكرتنه الكتب التي ترجمت له هو: داود بن محمد بن عبد الحق التملي.
كتبه: ألف الشوشاوي ـ رحمه الله ـ كتبا كثيرة، نذكر منها:
1 - تنبيه العطشان على مورد الظمآن في رسم القرآن على قراءة نافع لمحمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله الشريسي المعروف بالخراز (ت 718 هـ) مخطوط بالخزانة العامة بالرباط، رقم 676، وهي نسخة كاملة تقع في 371 صفحة. ولها نسخ عديدة بالخزانة الملكية و القرويين.
2 - حلة الأعيان شرح عمدة البيان في ضبط القرآن للخراز.
3 - الأنوار السواطع على الدرر اللوامع في أصل مقرإ نافع لابن بري (ت 731 هـ).
4 - رفع النقاب عن تنقيح الشهاب، وهو شرح لتنقيح الفصول في الأصول لشهاب الدين أبي العباس أحمد بن إدريس القرافي المالكي (ت684هـ).
5 - الفوائد الجميلة على الآيات الجليلة: حققه الأستاذ الدكتور إدريس عزوزي، ونشرته وزارة الأقاف المغربية سنة 1409 هـ /1989 م. وقد خصصه الشوشاوي ـ رحمه الله ـ لعلوم القرآن، وهو مشابه في كثير من موضوعاته وقضاياه لكتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي (ت 911هـ) ـ رحمه الله ـ.
قسم الشوشاوي كتابه هذا إلى عشرين بابا، إثنان منها خصصهما للحديث عن أحكام المعلمين والمتعلمين، ولمناقشة قضية خلق القرآن.
6 - فهرس موضوعات كتاب الفوائد الجميلة على الآيات الجليلة:
أ. نزول القرآن.
ب. كتابة القرآن.
ت. قراءة القرآن.
ث. مشكلات القرآن في التفسير.
ج. أحوال حامل القرآن.
ح. أحكام المعلمين والمتعلمين.
خ. فضائل القرآن.
د. ختم القرآن.
ذ. وعيد القرآن.
ر. أسماء القرآن.
ز. أصناف القرآن.
س. العدد.
ش. خلق القرآن؟.
ص. الحلف بالقرآن.
ض. المفاضلة بين سور وآي القرآن.
ط. السور التي تلقى على العلماء في المناظرات.
ظ. الآيات التي تلقى في المناظرات.
ع. الحديث المسلسل في فضل كل سورة.
غ. المكي والمدني.
اعتمد الشوشاوي في كتابه هذا أسلوب المناظرة، حيث بناه على طرح السؤال أو الإشكال، ثم يعقبه بالجواب. وقد أجاد بذلك وأبدع، وأوجز وأفاد.
كانت للشوشاوي اختيارات موفقة، وترجيحات سديدة، مع إرفاق كل ذلك بالحجة والدليل، مما جعل من كتابه عمدة تدريس علوم القرآن بالمغرب الأقصى.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[27 Feb 2007, 03:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الشوشاوي ـ رحمه الله ـ: " أما كيفية إلقاء كلام الله تعالى على من أراد إلقاءه عليه، فإلقاؤه على و جهين: إما بإلهام لملك، و إما بكتابة في صحيفة أو لوح.
وأما هل تختلف عبارة النازل به إلى الأرض أو لا تختلف؟ فاعلم أنها تختلف، فإن نزل به على عربي عبر عنه بلغة العرب، و إن نزل به على عجمي عبر عنه بلغة العجم، و إن نزل به على عبراني فبلغته أيضا، و إن نزل به على سرياني فبلغته كذلك، لقوله تعالى: (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه) (سورة إبراهيم، الآية 14). و المعنى واحد و لكن الألسنة مختلفة ".الفوائد الجليلة على الآيات الجليلة، ص 148/ 149.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[27 Feb 2007, 09:24 ص]ـ
شكرا يا استاذ احمد وان كان في المقالة الثانية تنازع شديد بين ارباب الكلام
لكن هل الجراجي هذا هو مؤلف كتاب هداية من تولى غير الرب المولى وهل هذا الكتاب مطبوع حديثا
فقد كنت قرات عن هذا الكتاب قبل اكثر من عشرين سنة ولا اتذكر اين طبع
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[27 Feb 2007, 11:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأستاذ الدكتور أبو حسان ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإنما أوردت النص من غير تعليق وذلك لإطلاع جمهور عريض من الباحثين على جهود المغاربة في علوم القرآن. ولإتاحة الفرصة لعقد مقارنة بين المدرسة المغربية و المشرقية في هذا المجال.علما أن كتاب الشوشاوي ذو طبيعة تعليمية.
أما عن سؤالكم، فإني لم أتبين العلم المقصود و لعلكم كتبتم الاسم كما تنطقونه. سأعمل على الاستجابة لطلبكم.
آمل أن يكون تواصلكم بادرة تعاون وثيق بيننا، خدمة للبحث العلمي في مجال الدراسات القرآنية.
وتفضلوا بقبول خالص تحياتي و تقديري.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[14 Oct 2009, 03:28 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أستاذنا الجليل فالشيء لا يستغرب من معدنه مع تحياتي.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[15 Oct 2009, 03:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل: الأستاذ الدكتور عبد الفتاح بن محمد خضر ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد فإني أشكر لفضيلتكم تواصلكم و تقديركم.
جزاكم الله خيرا.
و تفضلوا بقبول تحياتي و تقديري لشخصكم الكريم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[15 Oct 2009, 11:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
انما قصدت الرجراجي وليس كما هو مكتوب في المشاركة السابقة خطا
فهل الرجراجي هذا هو صاحب كتاب هداية من تولى غير الرب المولى وهل هذا الكتاب مطبوع
وشكرا لكم(/)
أقوال العلماء في تفسير قوله تعالى: (إن الحسنات يذهبن السيئات)
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[15 Jan 2007, 11:31 ص]ـ
أقوال العلماء في تفسير قوله تعالى: (إن الحسنات يذهبن السيئات)
(سبب نزولها)
عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رجلا أصاب من امرأة قبلة فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فأنزلت عليه وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين قال الرجل ألي هذه قال لمن عمل بها من أمتي، وفي لفظ فقال: رجل من القوم يا نبي الله هذا له خاصة قال بل للناس كافة ". أخرجه البخاري رقم (4410) 4/ 1727، ورقم (503) 1/ 196، ومسلم (2763) 4/ 2115 – 2116.
قال ابن الجوزي رحمه الله في قوله تعالى: " إن الحسنات يذهبن السيئات " المراد بالحسنات قولان:
أحدهما أنها الصلوات الخمس قاله ابن مسعود وابن عباس وابن المسيب ومسروق ومجاهد القرظي والضحاك والمقاتلان ابن سليمان وابن حيان.
والثاني أنها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر رواه منصور عن مجاهد والأول أصح لأن الجمهور عليه وفيه حديث مسند عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه عثمان بن عفان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه توضأ وقال من توضأ وضوئي هذا ثم صلى الظهر غفر له ما كان بينها وبين صلاة الصبح، ومن صلى العصر غفر له ما بينها وبين صلاة الظهر ومن صلى المغرب غفر له ما بينها وبين صلاة العصر ثم صلى العشاء غفر له ما بينها ويبن صلاة المغرب ثم لعله أن يبيت ليلته يتمرغ ثم إن قام فتوضأ وصلى الصبح غفر له ما بينه وبين صلاة العشاء وهن الحسنات يذهبن السيئات، فأما السيئات المذكورة هاهنا فقال المفسرون هي: الصغائر من الذنوب وقد روى معاذ بن جبل قال قلت يا رسول الله أوصني قال اتق الله حيثما كنت قال قلت زدني قال أتبع السيئة الحسنة تمحها قلت زدني قال خالق الناس بخلق حسن.
زاد المسير في علم التفسير 4/ 168 - 169.
قال ابن العربي رحمه الله: عند قوله: " إن الحسنات يذهبن السيئات "
قال ابن المسيب ومجاهد وعطاء هي: الباقيات الصالحات سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وقال جماعة هي الصلوات الخمس وبه قال مالك وعليه يدل أول الآية في ذكر الصلاة فعليه يرجع آخرها وعليه يدل الحديث الصحيح الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما اجتنبت المقتلة وروي ما اجتنبت الكبائر وكل ذلك في الصحيح، وقد روي أن النبي أعرض عنه وأقيمت صلاة العصر فلما فرغ منها نزل عليه جبريل بالآية فدعاه فقال له أشهدت معنا الصلاة قال نعم قال اذهب فإنها كفارة لما فعلت وروي أن النبي ? لما تلا هذه الآية قال له: قم فصل أربع ركعات والله أعلم.
أحكام القرآن لابن العربي 3/ 29 – 30.
قال الألوسي عند قوله تعالى: " وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل " أمر بإقامة الصلاة المفروضة على ما علمت وقد ذكروا أن الصلاة معراج المؤمن وفي الأخبار ما يدل على علو شأنها والأمر غني عن البيان إن الحسنات يذهبن السيئات قال الواسطي أنوار الطاعات تذهب بظلم المعاصي وقال يحيى بن معاذ إن الله سبحانه لم يرض للمؤمن بالذنب حتى ستر ولم يرض بالستر حتى غفر ولم يرض بالغفران حتى بدل فقال سبحانه إن الحسنات يذهبن السيآت وقال تعالى فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ذلك الذي ذكر من إقامة الصلاة في الأوقات المشار إليها وإذهاب الحسنات السيآت ذكرى للذاكرين تذكير لمن يذكر حاله عند الحضور مع الله تعالى في الصفاء والجمعية والأنس والذوق واصبر بالله سبحانه في الاستقامة ومع الله تعالى بالحضور في الصلاة وعدم الركون إلى الغير إن الله لا يضيع أجر المحسنين الذين يشاهدونه في حال القيام بالحقوق.
روح المعاني للألوسي 12/ 168 – 169.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن تيمية رحمه الله: " قال بعض السلف: كان داود بعد التوبة خيراً منه قبل الخطيئة فمن قضي له بالتوبة كان كما قال سعيد بن جبير أن العبد ليعمل الحسنة فيدخل بها النار وإن العبد ليعمل السيئة فيدخل بها الجنة وذلك أنه يعمل الحسنة فتكون نصب عينه ويعجب بها ويعمل السيئة فتكون نصب عينه فيستغفر الله ويتوب إليه منها وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الاعمال بالخواتيم والمؤمن إذا فعل سيئة فان عقوبتها تندفع عنه بعشرة أسباب، أن يتوب فيتوب الله عليه فان التائب من الذنب كمن لا ذنب له، أو يستغفر فيغفر له، أو يعمل حسنات تمحوها فان الحسنات يذهبن السيئات، أو يدعو له إخوانه المؤمنون ويستغفرون له حياً وميتاً أو يهدون له من ثواب أعمالهم ما ينفعه الله به، أو يشفع فيه نبيه محمد ?، أو يبتليه الله تعالى في الدنيا بمصائب تكفر عنه، أو يبتليه في البرزخ بالصعقة فيكفر بها عنه، أو يبتليه في عرصات القيامة من أهوالها بما يكفر عنه، أو يرحمه ارحم الراحمين، فمن أخطأته هذه العشرة فلا يلومن الا نفسه كما قال تعالى فيما يروي عنه رسوله صلى الله عليه وسلم يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه ".
مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 10/ 45.
قال ابن تيمية: إن الله قد بين بنصوص معروفة إن الحسنات يذهبن السيئات وأن من يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره وأنه يجيب دعوة الداعي إذا دعاه وأن مصائب الدنيا تكفر الذنوب وأنه يقبل شفاعة النبي ? في أهل الكبائر وأنه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء كما بين أن الصدقة يبطلها المن والأذى وأن الربا يبطل العمل وأنه إنما يتقبل الله من المتقين أي في ذلك العمل ونحو ذلك فجعل السيئات ما يوجب رفع عقابها كما جعل للحسنات ما قد يبطل ثوابها لكن ليس شيء يبطل جميع السيئات إلا التوبة كما أنه ليس شيء يبطل جميع الحسنات الا الردة. مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 12/ 483.
وقال ابن جزي عند قوله تعالى: " وأقم الصلاة " الآية يراد بها الصلوات المفروضة فالطرف الأول الصبح والطرف الثاني الظهر والعصر والزلف من الليل المغرب والعشاء إن الحسنات يذهبن السيئات لفظه عام وخصصه أهل التأويل بأن الحسنات الصلوات الخمس ويمكن أن يكون ذلك على وجه التمثيل روى أن رجلا قبل امرأة ثم ندم فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم وصلى معه الصلاة فنزلت الآية فقال النبي صلى الله عليه وسلم أين السائل فقال ها أنذا فقال قد غفر لك فقال الرجل ألي خاصة أو للمسلمين عامة فقال بل للمسلمين عامة والآية على هذا مدنية وقيل إن الآية كانت قبل ذلك ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم للرجل مستدلا بها فالآية على هذا مكية كسائر السورة وإنما تذهب الحسنات عند الجمهور الصغائر إذا اجتنبت الكبائر ذلك إشارة إلى الصلوات أو إلى كل ما تقدم من وعظ ووعد ووعيد ".
التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي 2/ 113.
قال ابن تيمية: " لفظ الحسنات والسيئات فى كتاب الله يتناول هذا وهذا قال الله تعالى عن المنافقين إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً وقال تعالى إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون وقال تعالى وبلوناهم بالحسنات و السيئات لعلهم يرجعون وقال تعالى: " وإذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها وان تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور " و قال تعالى في حق الكفار المتطيرين بموسى ومن معه فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه و إن تصبهم سيئة يطيروا بموسى و من معه ذكر هذا بعد قوله و لقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون، وأما الأعمال المأمور بها والمنهي عنها ففي مثل قوله تعالى من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها و قوله تعالى إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين وقوله تعالى فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً وهنا قال ما أصابك من حسنة فمن الله و ما أصابك من سيئة فمن نفسك و لم يقل وما فعلت و ما كسبت كما قال وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم و قال تعالى قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين و نحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا و قال تعالى و لا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قربياً من دارهم و قال تعالى فأصابتكم مصيبة الموت وقال تعالى وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون فلهذا كان قول ما أصابك من حسنة و من سيئة متناول لما يصيب الإنسان و يأتيه من النعم التى تسره و من المصائب التى تسوءه فالآية متناولة لهذا قطعا وكذلك قال عامة المفسرين
قال أبو العالية إن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله قال هذه في السراء وان تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قال وهذه فى الضراء، وقال السدي إن تصبهم حسنة قالوا و الحسنة الخصب ينتج خيولهم وأنعامهم و مواشيهم ويحسن حالهم وتلد نساؤهم الغلمان قالوا هذه من عند الله وان تصبهم سيئة قالوا والسيئة الضرر فى أموالهم تشاؤماً بمحمد ? قالوا هذه من عندك يقولون بتركنا ديننا واتباعنا محمداً ? أصابنا هذا البلاء فأنزل الله قل كل من عند الله الحسنة والسيئة فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا قال القرآن وقال الوالبي عن ابن عباس ما أصابك من حسنة فمن الله قال ما فتح الله عليك يوم بدر وكذلك قال الضحاك وقال الوالبي أيضاً عن ابن عباس من حسنة قال ما أصاب من الغنيمة والفتح فمن الله قال والسيئة ما أصابه يوم أحد إذ شج في وجهه وكسرت رباعيته وقال أما الحسنة فأنعم الله بها عليك وأما السيئة فابتلاك الله بها وروى أيضاً عن حجاج عن عطية عن ابن عباس ما أصابك من حسنة فمن الله قال هذا يوم بدر وما أصابك من سيئة فمن نفسك قال هذا يوم أحد يقول ما كان من نكبة فمن ذنبك و أنا قدرت ذلك عليك وكذلك روى ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبى صالح فمن نفسك قال فبذنبك وأنا قدرتها عليك روى هذه الآثار ابن أبي حاتم و غيره، وروى أيضا عن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال ما تريدون من القدر أما تكفيكم هذه الآية التى فى سورة النساء إن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله و إن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك أي من نفسك و الله ما وكلوا إلى القدر و قد أمروا به و إليه يصيرون وكذلك فى تفسير أبى صالح عن ابن عباس ان تصبهم حسنة الخصب والمطر وإن تصبهم سيئة الجدب والبلاء، وقال ابن قتيبة ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك قال الحسنة النعمة و السيئة البلية، وقد ذكر أبو الفرج فى قوله ما أصابك من حسنة ومن سيئة ثلاثة أقوال: أحدهما أن الحسنة ما فتح الله عليهم يوم بدر والسيئة ما أصابهم يوم أحد قال رواه بن أبى طلحة و هو الوالبى عن ابن عباس قال والثاني: الحسنة الطاعة والسيئة المعصية قاله أبو العالية، والثالث الحسنة النعمة والسيئة البلية قاله ابن منبه قال و عن أبى العالية نحوه و هو أصح، قلت هذا هو القول المعروف بالاسناد عن أبي العالية كما تقدم من تفسيره المعروف الذي يروى عنه هو وغيره ومن طريق أبى جعفر الداري عن الربيع بن أنس عنه و أمثاله، وأما الثاني فهو لم يذكر إسناده ولكن ينقل من كتب المفسرين الذين يذكرون أقوال السلف بلا إسناد وكثير منها ضعيف بل كذب لا يثبت عمن نقل عنه وعامة المفسرين المتأخرين أيضا يفسرونه على مثل أقوال السلف و طائفة منهم تحملها على الطاعة والمعصية، فأما الصنف الأول فهي تتناوله قطعاً كما يدل عليه لفظها وسياقها ومعناها وأقوال السلف، وأما المعنى الثاني فليس مراداً دون الأول قطعاً ولكن قد يقال إنه مراد مع الأول باعتبار أن ما يهديه الله إليه من الطاعة هو نعمة في حقه من الله أصابته وما يقع منه من المعصية هو سيئة أصابته ونفسه التى عملت السيئة وإذا كان الجزاء من نفسه فالعمل الذي أوجب الجزاء أولى أن يكون من نفسه فلا منافاة أن تكون سيئة العمل وسيئة الجزاء من نفسه مع أن الجميع مقدر كما تقدم وقد روى عن مجاهد عن ابن عباس أنه كان يقرأ فمن نفسك وأنا قدرتها عليك ".
مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 14/ 234 – 239.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الفخر الرازي عند قوله تعالى: " إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيّئَاتِ " يدل على أن الحسنة إنما كانت مذهبة للسيئة لكونها حسنة على ما ثبت في أصول الفقه فوجب بحكم هذا الإيماء أن تكون كل حسنة مذهبة لكل سيئة ترك العمل به في حق الحسنات الصادرة من الكفار فإنها لا تذهب سيئاتهم فيبقى معمولاً به في الباقي وثالثها قوله تعالى مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا. ثم إنه تعالى زاد على العشرة فقال كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلّ سُنبُلَةٍ مّاْئَةُ حَبَّةٍ ثم زاد عليه فقال وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء. وأما في جانب السيئة فقال وَمَن جَاء بِالسَّيّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وهذا في غاية الدلالة على أن جانب الحسنة راجع عند الله تعالى على جانب السيئة ورابعها أنه تعالى قال في آية الوعد في سورة النساء وَالَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَعْدَ اللَّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ فقوله وَعْدَ اللَّهِ حَقّا إنما ذكره للتأكيد ولم يقل في شيء من المواضع وعيد الله حقاً، أما قوله تعالى مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَىَّ الآية يتناول الوعد والوعيد و خامسها قوله تعالى وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَّحِيماً وَمَن يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً. والاستغفار طلب المغفرة وهو غير التوبة فصرح ههنا بأنه سواء تاب أو لم يتب فإذا استغفر غفر الله له ولم يقل ومن يكسب إثماً فإنه يجد الله معذباً معاقباً بل قال فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ فدل هذا على أن جانب الحسنة راجح ونظيره قوله تعالى إِنْ أَحْسَنتُمْ، أَحْسَنتُمْ لأنفسكم وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا. ولم يقل وإن أسأتم، أسأتم لها فكأنها تعالى أظهر إحسانه بأن أعاده مرتين وستر عليه إساءته بأن لم يذكرها إلا مرة واحدة وكل ذلك يدل على أن جانب الحسنة راجح و سادسها أنا قد دللنا على أن قوله تعالى وَيَغْفِرُ مَا دُونَ لِمَن يَشَاء. لا يتناول إلا العفو عن صاحب الكبيرة ثم إنه تعالى أعاد هذه الآية في السورة الواحدة مرتين والإعادة لا تحسن إلا للتأكيد ولم يذكر شيئاً من آيات الوعيد على وجه الإعادة بلفظ واحد لا في سورة واحدة ولا في سورتين فدل على أن عناية الله بجانب الوعد على الحسنات والعفو عن السيئات أتم وسابعها أن عمومات الوعد والوعيد لما تعارضت فلا بد من صرف التأويل إلى أحد الجانبين وصرف التأويل إلى الوعيد أحسن من صرفه إلى الوعد لأن العفو عن الوعيد مستحسن في العرف وإهمال الوعد مستقبح في العرف فكان صرف التأويل إلى الوعيد أولى من صرفه إلى الوعد و ثامنها أن القرآن مملوء من كونه تعالى غافراً غفوراً غفاراً وأن له الغفران والمغفرة وأنه تعالى رحيم كريم وأن له العفو والإحسان والفضل والإفضال والأخبار الدالة على هذه الأشياء قد بلغت مبلغ التواتر وكل ذلك مما يؤكد جانب الوعد وليس في القرآن ما يدل على أنه تعالى بعيد عن الرحمة والكرم والعفو وكل ذلك يوجب رجحان جانب الوعد على جانب الوعيد وتاسعها أن هذا الإنسان أتى بما هو أفضل الخيرات وهو الإيمان ولم يأت بما هو أقبح القبائح وهو الكفر بل أتى بالشر الذي هو في طبقة القبائح ليس في الغاية والسيد الذي له عبد ثم أتى عبده بأعظم الطاعات وأتى بمعصية متوسطة فلو رجع المولى تلك المعصية المتوسطة على الطاعة العظيمة لعد ذلك السيد لئيماً مؤذياً فكذا ههنا فلما لم يجز ذلك على الله ثبت أن الرجحان لجانب الوعد وعاشرها قال يحيى بن معاذ الرازي إلهي إذا كان توحيد ساعة يهدم كفر خمسين سنة فتوحيد خمسين سنة كيف لا يهدم معصية ساعة ا إلهي لما كان الكفر لا ينفع معه شيء من الطاعات كان مقتضى العدل أن الإيمان لا يضر معه شيء من المعاصي وإلا فالكفر أعظم من الإيمانا فإن يكن كذلك فلا أقل من رجاء العفو وهو كلام حسن الحادي عشر أنا قد بينا بالدليل أن قوله وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء لا يمكن حمله على
(يُتْبَعُ)
(/)
الصغيرة ولا على الكبيرة بعد التوبة فلو لم تحمله على الكبيرة قبل التوبة لزم تعطيل الآية أما لو خصصنا عمومات الوعيد بمن يستحلها لم يلزم منه إلا تخصيص العموم ومعلوم أن التخصيص أهون من التعطيل قالت المعتزلة ترجيح جانب الوعيد أولى من وجوه أولها هو أن الأمة اتفقت على أن الفاسق يلعن ويحد على سبيل التنكيل والعذاب وأنه أهل الخزي وذلك يدل على أنه مستحق للعقاب وإذا كان مستحقاً للعقاب استحال أن يبقى في تلك الحالة مستحقاً للثواب وإذا ثبت هذا كان جانب الوعيد راجحاً على جانب الوعد ".
التفسير الكبير للفخر الرازي 3/ 145.
قال الفخر الرازي: المسألة الأولى ذكروا في الحسنة والسيئة وجوهاً الأول قال المفسرون كانت المدينة مملوءة من النعم وقت مقدم الرسول صلى الله عليه وسلم فلما ظهر عناد اليهود ونفاق المنافقين أمسك الله عنهم بعض الإمساك كما جرت عادته في جميع الأمم قال تعالى وَمَا أَرْسَلْنَا فِى قَرْيَةٍ مّن نَّبِىٍّ إِلا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء فعند هذا قال اليهود والمنافقون ما رأينا أعظم شؤما من هذا الرجل نقصت ثمارنا وغلت أسعارنا منذ قدم فقوله تعالى وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يعني الخصب ورخص السعر وتتابع الأمطار قالوا هذا من عند الله وَإِن تُصِبْهُمْ سَيّئَةٌ جدب وغلاء سعر قالوا هذا من شؤم محمد وهذا كقوله تعالى فَإِذَا جَاءتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَاذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ " وعن قوم صالح " قَالُواْ اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ "
القول الثاني المراد من الحسنة النصر على الاعداء والغنيمة ومن السيئة القتل والهزيمة قال القاضي والقول الأول هو المعتبر لأن اضافة الخصب والغلاء إلى الله وكثرة النعم وقلتها إلى الله جائزة أما إضافة النصر والهزيمة إلى الله فغير جائزة لأن السيئة إذا كانت بمعنى الهزيمة والقتل لم يجز إضافتها إلى الله وأقول القول كما قال على مذهبه أما على مذهبنا فالكل داخل في قضاء الله وقدره.
المسألة الثانية: اعلم أن السيئة تقع على البلية والمعصية والحسنة على النعمة والطاعة قال تعالى وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ " وقال إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيّئَاتِ " إذا عرفت هذا فنقول قوله وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يفيد العموم في كل الحسنات وكذلك قوله وَإِن تُصِبْهُمْ سَيّئَةٌ يفيد العموم في كل السيئات ثم قال بعد ذلك قُلْ كُلٌّ مّنْ عِندِ اللَّهِ فهذا تصريح بأن جميع الحسنات والسيئات من الله ولما ثبت بما ذكرنا أن الطاعات والمعاصي داخلتان تحت اسم الحسنة والسيئة كانت الآية دالة على أن جميع الطاعات والمعاصي من الله وهو المطلوب، فان قيل المراد ههنا بالحسنة والسيئة ليس هو الطاعة والمعصية ويدل عليه وجوه الأول اتفاق الكل على أن هذه الآية نازلة في معنى الخصب والجدب فكانت مختصة بهما الثاني أن الحسنة التي يراد بها الخير والطاعة لا يقال فيها أصابتني إنما يقال أصبتها وليس في كلام العرب أصابت فلانا حسنة بمعنى عمل خيرا أو أصابته سيئة بمعنى عمل معصية فعلى هذا لو كان المراد ما ذكرتم لقال ان أصبتم حسنة الثالث لفظ الحسنة واقع بالاشتراك على الطاعة وعلى المنفعة وههنا أجمع المفسرون على أن المنفعة مرادة فيمتنع كون الطاعة مرادة ضرورة أنه لا يجوز استعمال اللفظ المشترك في مفهوميه معاً، فالجواب عن الأول أنكم تسلمون أن خصوص السبب لا يقدح في عموم اللفظ والجواب عن الثاني أنه يصح أن يقال أصابني توفيق من الله وعون من الله وأصابه خذلان من الله ويكون مراده من ذلك التوفيق والعون تلك الطاعة ومن الخذلان تلك المعصية، والجواب عن الثالث أن كل ما كان منتفعا به فهو حسنة فان كان منتفعا به في الآخرة فهو الطاعة وإن كان منتفعا به في الدنيا فهو السعادة الحاضرة فاسم الحسنة بالنسبة إلى هذين القسمين متواطئ الاشتراك فزال السؤال فثبت أن ظاهر الآية يدل على ما ذكرناه ومما يدل على أن المراد ليس إلا ذاك ما ثبت في بدائه العقول أن كل موجود فهو إما واجب لذاته وإما ممكن لذاته والواجب لذاته واحد وهو الله سبحانه وتعالى والممكن لذاته كل ما سواه فالممكن لذاته إن استغنى عن المؤثر فسد الاستدلال بجواز العالم وحدوثه على وجود الصانع وحينئذ يلزم نفي الصانع وإن كان الممكن لذاته محتاجا إلى المؤثر فإذا كان كل ما سوى الله ممكنا كان كل ما سوى الله مستنداً إلى الله وهذا الحكم لا يختلف بأن يكون ذلك الممكن ملكا أو جمادا أو فعلا للحيوان أو صفة للنبات فان الحكم لاستناد الممكن لذاته إلى الواجب لذاته لما بينا من كونه ممكنا كان الكل فيه على السوية وهذا برهان أوضح وأبين من قرص الشمس على أن الحق ما ذكره تعالى وهو قوله قُلْ كُلٌّ مّنْ عِندِ اللَّهِ.(/)
هل في القرآن كلمات (ألفاظ) أعجمية (فارسية)!!؟؟
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[15 Jan 2007, 11:39 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام
قال لي أحد الأصدقاء بأن القرآن الكريم يحتوي على كلمات أعجمية (أصلها فارسي)
كـ الفردوس و بستان و غيرها من كلمات
فهل هذا الكلام صحيح!!؟؟
يعني
هل فعلا يوجد في القرآن الكريم كلمات - ألفاظ ليست ذات أصل عربي!!!؟؟
و هل ظاهر هذا الكلام يعارض بعض الآيات القرآنية التي تثبت بأن القرآن كتاب عربي مبين!!؟؟
و أيضا
قال لي - بطريقة لمعرفة أصل الكلمة العربية أو الأعجمية
أن نرجع أصل الكلمة - لكي تصبح من ثلاث أحرف
فمثلا " إستغفر " إلي غفر و ...... الخ
فهل هذه الطريقة صحيحة!!؟؟
الرجاء التوضيح - بارك الله فيكم
/////////////////////////////////////////////////
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[15 Jan 2007, 07:20 م]ـ
أخي الكريم
عليك بهذا الرابط؛ ففيه بغيتك:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4832
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[15 Jan 2007, 07:52 م]ـ
وعليك بكتاب السيوطي:
المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب؛ لجلال الدين السيوطي:
وهذا رابطه في الشنكبوتية:
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=7&book=1114
وهذه نبذه عن هذا الكتاب:
كتاب يقدم خدمة كبيرة للمهتمين في الدراسات الاسلامية واللغوية ذلك انه يرصد الكلمات المعربة في القرآن الكريم وهي التي وقع فيها خلاف بين علمائنا القدامى اهي من العربية ام من الدخيل عليها؟ وتعد هذه الرسالة واحدة من رسالتين الفهما جلال الدين السيوطي المتوفى 911 هجرية وهما: المتوكلي فيما وافق من العربية اللغات الاعجمية، المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب.
يشير الامام السيوطي في المقدمة إلى اختلاف الأئمة في وقوع «الالفاظ» المعربة في القرآن فالأكثرون منهم «الإمام الشافعي» رضي الله عنه و «ابن جرير» و «أبو عبيدة» والقاضي «ابو بكر» و «ابن فارس» اتفقوا على عدم وقوعه فيه لقوله تعالى «قرآناً عربياً» وقوله تعالى «ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربيّ» ـ فصلت 41/ 44.
وقد شدد «الشافعي» النكير على القائل بذلك، وقال «ابو عبيدة»: انما انزل القرآن بلسان عربي مبين فمن زعم ان فيه غير العربية فقد اعظم القول ومن زعم «انه» كذا بالقبطية فقد اكبر القول وقال «ابن فارس» لو كان فيه من غير لغة العرب شيء لتوهم متوهم ان العرب انما عجزت عن الاتيان بمثله لأنه أتى بلغات لا يعرفونها «وفي ذلك ما فيه».
ونقل الثعلبي عن بعضهم قال: ليس لغة في الدنيا إلا وهي في القرآن. فهذه اشارة إلى حكمة وقوع هذه الألفاظ في القرآن انه حوى علوم الأولين والآخرين ونبأ كل شيء، فلابد ان تقع فيه الاشارة إلى نوع اللغات والألسن «به احاطت كل شيء» فاختير له من كل لغة اعذبها واقبلها واكثرها استعمالاً للعرب.
رتب الامام السيوطي الالفاظ المعربة الواردة في القرآن والتي بلغ عددها 129 لفظاً على حروف المعجم في كتابه.
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[16 Jan 2007, 10:13 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا يا أخي الكريم على هذه المداخلة
و سأطلع على الرابط و الكتاب بإذن الله تعالى
و ما زلت أتمنى إثراء الموضوع أكثر من قبل علمائنا - أطال الله في عمرهم
ثم هل صحيح قياس صديقي بحيث معرفة إذا ما كانت هذه الكلمة عربية أم لا!!؟؟
بإن ترجع إلي 3 أحرف - فإن كان لها معنى فهي عربية و إن كانت بلا معنى فهي أعجمية!!؟؟
ككلمتي (الفردوس - بساتين)!!؟؟
/////////////////////////////////////////////////(/)
ما الفرق بين تفسير المنار ومجلة المنار؟
ـ[أحمد الماليزي]ــــــــ[16 Jan 2007, 05:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إخواني أعضاء الملتقى،
ما الفرق بين تفسير المنار للشيخ سيد محمد رشيد رضا ومجلة المنار؟ هل تفسير المنار كتب في ثنايا مجلة المنار؟ أم طبع في المطبوعة المستقلة عن المجلة؟
أرجو الإفادة وجزاكم الله خيرًا
ـ[محب الطبري]ــــــــ[16 Jan 2007, 01:44 م]ـ
سؤال وجيه يا أبا يوسف
الفرق بينهما كالفرق بين كتاب القبس (شرح الموطأ) وجريدة القبس- مع الفارق في المضمون-
ثم إني لا أدري من أيت جئت ب (سيد) لعله اختلط عليك مع سيد قطب رحم الله الجميع.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Jan 2007, 10:51 ص]ـ
الأخ الكريم أحمد الماليزي رعاه الله
كان الشيخ محمد عبده يلقي درسه في التفسير، ويقوم تلميذه محمد رشيد رضا رحمه الله بتلخيص الدرس وعرضه على الشيخ ثم ينشره في مجلة المنار التي يرأس تحريرها، وبعد أن توفي الشيخ محمد عبده قام تلميذه بإكمال التفسير إلى نهاية سورة يوسف (1) فوافاه الأجل ولم يكمل التفسير.
فالمجلة هي السابقة واسمها مجلة المنار، وقد اشتهر التفسير بتفسير المنار لأنه نشر ابتداء على حلقات في هذه المجلة وإلا فاسمه الذي سماه به المؤلف (تفسير القرآن الحكيم).
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) المطبوع من التفسير في الهيئة المصرية للكتاب بلغ إلى تفسير الآية رقم 52 من سورة يوسف، ولكن بقية تفسيره لسورة يوسف طبع مستقلاً.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[22 Jan 2007, 01:42 م]ـ
الاخ العزيز المجلة اعيد تصويرها من سنوات في مصر لكن حزفوا التفسير وهي الان علي قرص الكتروني
ـ[الجعفري]ــــــــ[22 Jan 2007, 04:40 م]ـ
أشكر الشيخ الفاضل عبد الرحمن الشهري (شيخ شيخي) على إجابته الشافية كما أعتب على بعض الأخوة في ردهم وأرجو أن تكون الردود تتسم بالحكمة والجد.
ـ[أحمد الماليزي]ــــــــ[22 Jan 2007, 05:10 م]ـ
د. يسري،
كيف يمكن أن أحصل على القرص الإلكتروني الذي ذكرته؟ وبكم يباع؟
الاخ العزيز المجلة اعيد تصويرها من سنوات في مصر لكن حزفوا التفسير وهي الان علي قرص الكتروني
ـ[يسري خضر]ــــــــ[22 Jan 2007, 05:23 م]ـ
اخي العزيز هو الان في مكتبات الاسطونات المدمجة وثمنه مئة ريال سعودي
ـ[المؤمن]ــــــــ[24 Jan 2007, 09:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
تفسير المنار غير مجلة المنار وكلاهما لللإمام السيد رشيد رضا ـ رحمه الله ـ،أما التفسير فإنه تناول القرآن بالبيان والتأويل،وقد ضمّنه كثيرا مما تعلمه على يد شيخه محمد عبده ـ رحمه الله ـ وقضى الله ألا يَتم هذا التفسير العظيم، أما مجلة المنار فكانت اللسان الناطق باسم المدرسة الإصلاحية،تعالج قضايا الأمة، اجتهد القائم عليها رشيد رضا أن يساير أحوال الأمة ويعيش مع كل طاريء من طوارئها، ونحن جميعا نعلم ما كانت عليه الأمة انذاك من المد والجزر. وقد حوت المجلة على دراسات رصينة في مجالات شتى، وصدرت فيها فتاوى كثيرة لأعيان المسائل. وكان الناس يتشوفون إليها في شتى بقاع الأرض شرقا وغربا.
هذا باختصار شأن هذين الموروثين العظيمين.
وكانت أمنية ابن باديس وصنوه البشير الإبراهيمي تتميم تفسير المنار،ولكن عاجلتهما المنية دون تحقيق الأمنية، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
أخوكم محمد نذير الجزائري متحصل على ماجستير في الدراسات القرآنية
ـ[أحمد الماليزي]ــــــــ[25 Jan 2007, 10:51 ص]ـ
شكرًا أيها الإخوة، لقد أفدتموني بشيء يشفي غليلي.
فجزاكم الله خيرًا
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[25 Jan 2007, 11:49 ص]ـ
هو في التدمرية بـ 70 ريال، وقد نفذ، وستأتيهم مجموعةمن الأقراص بعد اسبوع.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[02 May 2007, 12:14 ص]ـ
الأخ الكريم الشيخ احمد حياك الله وبارك فيك
تجدر الإشارة إلي دراسة علمية محكمة بعنوان (مجلة المنار في جنو ب شرق آسيا) تواصل ثقافي وتأثير فكري
للدكتور احمد إبراهيم ابوشوك بالجامعة الإسلامية في ماليزيا
أبان فيها عن تأثير مجلة المنار الثقافي والفكري في جنوب شرق آسيا ومتابعتها لأحوال الاحتلال في تلك البلاد ورصدها لأخبار التنصير والفتاوى عن الأسئلة الواردة من هناك كما وضح أثرها في بزوغ فجرا لصحافة الإسلامية حيث صدر خمسون صحيفة وعشر مجلات إسلامية
وقد نشر البحث المذكور في مجلة التاريخ العربي العدد الثامن والثلاثين 1427 - 2006
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[03 May 2007, 12:13 م]ـ
من اراد ان يشتري تفسير المنار فليشتر النسخة التي طبعتها الهيئة العامة وبنهايتها فهرس رائع للموضوعات فانه يذلل التفسير غاية التذليل
ـ[محمد البخاري]ــــــــ[03 May 2007, 10:42 م]ـ
إلى الأخ أحمد الماليزي وجميع الإخوة الكرام ..
يمكنكم تحميل: تفسير القرآن الحكيم: الشهير بـ "تفسير المنار" - محمد رشيد رضا - طبعة نادرة - الطبعة الثانية - 1366 هـ - 1947 م - 12 جزء - الحجم الإجمالي: 126 ميجا - ومن المعلوم أن الشيخ قد توفي قبل إتمام التفسير
من موقع المكتبة الوقفية من هذا الرابط:
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=11&book=830
المكتبة الوقفية ( http://www.waqfeya.com/open.php?cat=11&book=830)
فائدة: إلى الأخ الذي تساءل عن لقب (السيد) في تسمية العلامة محمد رشيد رضا، أقول لك يا أخي: إن هذا اللقب يمنحه أهل الشام لمن عرف بالانتساب إلى أهل البيت، توقيرا لهم واحتراما، كما يلقبهم المغاربة ب (مولاي/سيدي/الشريف/المرابط) .. ولا يضرك، ولا ينقص من قدره، أن لا تلقبه بذلك ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد البخاري]ــــــــ[04 May 2007, 12:02 ص]ـ
استدراك: يمكنكم تحميل تفسير المنار من خلال هذه الروابط المباشرة:
http://www.archive.org/download/tfseer_manar/tmnar00.pdf
http://www.archive.org/download/tfseer_manar/tmnar01.pdf
http://www.archive.org/download/tfseer_manar/tmnar02.pdf
http://www.archive.org/download/tfseer_manar/tmnar03.pdf
http://www.archive.org/download/tfseer_manar/tmnar04.pdf
http://www.archive.org/download/tfseer_manar/tmnar05.pdf
http://www.archive.org/download/tfseer_manar/tmnar06.pdf
http://www.archive.org/download/tfseer_manar/tmnar07.pdf
http://www.archive.org/download/tfseer_manar/tmnar08.pdf
http://www.archive.org/download/tfseer_manar/tmnar09.pdf
http://www.archive.org/download/tfseer_manar/tmnar10.pdf
http://www.archive.org/download/tfseer_manar/tmnar11.pdf
http://www.archive.org/download/tfseer_manar/tmnar12.pdf
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[10 Aug 2010, 04:39 م]ـ
د. يسري،
كيف يمكن أن أحصل على القرص الإلكتروني الذي ذكرته؟ وبكم يباع؟
المجلة متوفرة على الإنترنت في صورة برنامج إلكتروني يتم تحميله وإنشاؤه وفيه فهرس وتقريبا فيها خاصية بحث
وهي عندي على الكمبيوتر ويمكن نسخها على قرص مدمج ومجانا
اخي العزيز هو الان في مكتبات الاسطونات المدمجة وثمنه مئة ريال سعودي
هذا سعر مبالغ فيه جدا جدا ولا داعي للشراء بهذا السعر
هو في التدمرية بـ 70 ريال، وقد نفذ، وستأتيهم مجموعةمن الأقراص بعد اسبوع.
هذا السعر أيضا مبالغ فيه جدا جدا
أقول هي ستكلفني ثمن القرص المدمج ولا يتخطى سعره عن خمسة جنيهات على أقصى تقدير وتوجد أقراص سعرها أقل من ذلك
الرابط: مجلة المنارالإلكترونية ( http://www.mlfat4arab.com/79we5bzjb0...ronic.rar.html)
ومن أرادها على قرص مدمج فأنا مستعد ولن تكلف سوى مصاريف الشحن
ـ[فهر راشد الأزهري]ــــــــ[13 Aug 2010, 10:54 م]ـ
الرابط: مجلة المنارالإلكترونية ( http://www.mlfat4arab.com/79we5bzjb0...ronic.rar.html)
الرابط لايعمل أخي فهل من مجدد؟!
معذرة
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[15 Aug 2010, 11:34 م]ـ
هذا رابط أخر
http://www.mlfat4arab.com/79we5bzjb0...ronic.rar.html
تمت تجربته وهو يعمل(/)
هل هذا العلم حقير الفائدة كما يقول الإمام الشوكاني رحمه الله .. ؟؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[18 Jan 2007, 10:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم أقول:
إن الناظرفي كتب التفسير وعلوم القرآن قد يلمح ببصره ألوانا من التكلفات, وأنماطاً خارجة عن دائرة التحقيق العلمي في موضوع تناسب الآيات والسور وربط بعضها ببعض, وقد وقفت على كلام للإمام الشوكاني رحة الله عليه وإن كان متَّسماً بالشدة والإنكار , إلا أني ظننتُ انه يحمل كثيراً من الحق في هذا الباب إن لم يكن كله حقا, وأردت من مشايخي وإخواني الكرام إفادتي بما أجهله مما سطره الوائل أو الأواخر حول دفاع المشتغلين بهذا العلم عن أنفسهم ومشايخهم رحمة الله على الجميع, لعلي وإياكم ان نقف على الحق عند أي من الفريقين, وربمايكون الداعي الأول لي في هذا السؤال, هو ما انتشر وذاع من صيغ الجزم والحصرالتي تأنفها الفطر السليمة ولا تألفها والتي أصبحت تصاغ بها مناسبات الآيات والسور, اليوم في كثير من المجتمعات العلمية ,كقولبعضهم إنما ذكر الله كذا بعد كذا في هذه الاية بسب ... الخ, وإليكم كلام الشوكاني رحمه الله, حيث يقول:
(اعلم أن كثيرا من المفسرين جاءوا بعلم متكلف وخاضوا في بحر لم يكلفوا سباحته واستغرقوا أوقاتهم في فن لا يعود عليهم بفائدة بل أوقعوا أنفسهم في التكلم بمحض الرأي المنهي عنه في الأمور المتعلقة بكتاب الله سبحانه وذلك أنهم أرادوا أن يذكروا المناسبة بين الآيات القرآنية المسرودة على هذا الترتيب الموجود في المصاحف فجاءوا بتكلفات وتعسفات يتبرأ منها الإنصاف ويتنزه عنها كلام البلغاء فضلا عن كلام الرب سبحانه حتى أفردوا ذلك بالتصنيف وجعلوه المقصد الأهم من التأليف كما فعله البقاعي في تفسيره ومن تقدمه حسبما ذكر في خطبته وإن هذا لمن أعجب ما يسمعه من يعرف أن هذا القرآن ما زال ينزل مفرقا على حسب الحوادث المقتضية لنزوله منذ نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن قبضه الله عز وجل إليه وكل عاقل فضلا عن عالم لا يشك أن هذه الحوادث المقتضية نزول القرآن متخالفة باعتبار نفسها بل قد تكون متناقضة كتحريم أمر كان حلالا وتحليل أمر كان حراما وإثبات أمر لشخص أو أشخاص يناقض ما كان قد ثبت لهم قبله وتارة يكون الكلام مع المسلمين وتارة مع الكافرين وتارة مع من مضى وتارة مع من حضر وحينا في عبادة وحينا في معاملة ووقتا في ترغيب ووقتا في ترهيب وآونة في بشارة وآونة في نذارة وطورا في أمر دنيا وطورا في أمر آخرة ومرة في تكاليف آتية ومرة في أقاصيص ماضية وإذا كانت أسباب النزول مختلفة هذا الإختلاف ومتباينة هذا التباين الذي لا يتيسر معه الائتلاف فالقرآن النازل فيها هو باعتباره نفسه مختلف كاختلافها فكيف يطلب العاقل المناسبة بين الضب والنون والماء والنار والملاح والحادي وهل هذا إلا من فتح أبواب الشك وتوسيع دائرة الريب على من في قلبه مرض أو كان مرضه مجرد الجهل والقصور فإنه إذا وجد أهل العلم يتكلمون في التناسب بين جميع آي القرآن ويفردون ذلك بالتصنيف تقرر عنده أن هذا أمر لا بد منه وأنه لا يكون القرآن بليغا معجزا إلا إذا ظهر الوجه المقتضي للمناسبة وتبين الأمر الموجب للارتباط فإن وجد الاختلاف بين الآيات فرجع إلى ما قاله المتكلمون في ذلك فوجده تكلفا محضا وتعسفا بينا انقدح في قلبه ما كان عنه في عافية وسلامة هذا على فرض أن نزول القرآن كان مترتبا على هذا الترتيب الكائن في المصحف فكيف وكل من له أدنى علم بالكتاب وأيسر حظ من معرفته يعلم علما يقينا أنه لم يكن كذلك ومن شك في هذا وإن لم يكن مما يشك فيه أهل العلم رجع إلى كلام أهل العلم العارفين بأسباب النزول المطلعين على حوادث النبوة فإنه ينثلج صدره ويزول عنه الريب بالنظر في سورة من السور المتوسطة فضلا عن المطولة لأنه لا محالة يجدها مشتملة على آيات نزلت في حوادث مختلفة وأوقات متباينة لا مطابقة بين أسبابها وما نزل فيها في الترتيب بل يكفي المقصر أن يعلم أن أول ما نزل {اقرأ باسم ربك الذي خلق} وبعده {يا أيها المدثر} {يا أيها المزمل} وينظر أين موضع هذه الآيات والسور في ترتيب المصحف؟ وإذا كان الأمر هكذا فأي معنى لطلب المناسبة بين آيات نعلم قطعا أنه قد تقدم في ترتيب المصحف ما أنزل الله متأخرا وتأخر ما أنزله الله متقدما فإن هذا عمل لا يرجع إلى ترتيب نزول االقرآن بل إلى ما وقع من الترتيب عند جمعه ممن تصدى لذلك من الصحابة وما أقل نفع مثل هذا وأنزر ثمرته وأحقر فائدته بل هو عند من يفهم ما يقول وما يقال له من تضييع الأوقات وإنفاق الساعات في أمر لا يعود بنفع على فاعله ولا على من يقف عليه من الناس وأنت تعلم أنه لو تصدى رجل من أهل العلم للمناسبة بين ما قاله رجل من البلغاء من خطبه ورسائله وإنشاءاته أو إلى ما قاله شاعر من الشعراء من القصائد التي تكون تارة مدحا وأخرى هجاءا وحينا نسيبا وحينا رثاء وغير ذلك من الأنواع المتخالفة فعمد هذا المتصدي إلى ذلك المجموع فناسب بين فقره ومقاطعه ثم تكلف تكلفا آخر فناسب بين الخطبة التي خطبها في الجهاد والخطبة التي في الحج والخطبة التي خطبها في النكاح ونحو ذلك وناسب بين الإنشاء الكائن في العزاء والإنشاء الكائن في الهناء وما يشابه ذلك لعد هذا المتصدي لمثل هذا مصابا في عقله متلاعبا بأوقاته عابثا بعمره الذي هو رأس ماله وإذا كان مثل هذا بهذه المنزلة وهو ركوب الأحموقة في كلام البشر فكيف تراه يكون في كلام الله سبحانه الذي أعجزت بلاغته بلغاء العرب وأبكمت فصاحته فصحاء عدنان وقحطان وقد علم كل مقصر وكامل أن الله سبحانه وصف هذا القرآن بأنه عربي وأنزله بلغة العرب وسلك فيه مسالكهم في الكلام وجرى به مجاريهم في الخطاب وقد علمنا أن خطيبهم كان يقوم المقام الواحد فيأتي بفنون متخالفة وطرائق متباينة فضلا عن المقامين فضلا عن المقامات فضلا عن جميع ما قاله ما دام حيا وكذلك شاعرهم ولنكتف بهذا التنبيه على هذه المفسدة التي تعثر في ساحاتها كثير من المحققين) انتهى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[18 Jan 2007, 02:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا شك أن مسألة ترتيب السور وتناسبها وربط الآيات بعضها ببعض مسألة مهمة جداً وفيها فوائد عظيمة ووصف ذلك بالعلم الحقير قليل الفائدة لا ينبغي وإن قاله الشوكاني أو غيره، وقد صنف في ذلك جمع من العلماء، منهم ابو جعفر بن الزبير شيخ ابي حيان في كتاب سماه البرهان في مناسبة ترتيب سور القرآن وصنف فيه ايضا الشيخ جلال الدين السيوطي كتابا سماه تناسق الدرر في تناسب السور وذكر مناسبات السور والايات وكتابه في اسرار التنزيل كافل بذلك جامع لمناسبات السور والايات مع ما تضمنه من بيان جميع وجوه الاعجاز واساليب البلاغة.
قال السيوطي رحمه الله: وقد أردت أن أفرد جزءا لطيفا في نوع خاص من هذه الانواع هو مناسبات ترتيب السور ليكون عجالة لمريده وبغية لمستفيده وأكثره من نتاج فكري وولاد نظري لقلة من تكلم في ذلك أو خاض في هذه المسالك وما كان فيه لغيري صرحت بعزوه اليه ولا أذكر منه الا ما استحسن ولا انتقاد عليه وقد كنت أولا سميته نتائج الفكر في تناسب السورلكونه من مستنتجات فكري كما أشرت اليه ثم عدلت وسميته تناسق الدرر في تناسب السور لانه أنسب بالمسمى وأزيد بالجناس و بالله تعالى التوفيق و إياه أسأل حلاوة التحقيق بمنه ويمنه
في ترتيب السور اختلف العلماء في ترتيب السور هل هو بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم أو باجتهاد من الصحابة بعد الاجماع على أن ترتيب الآيات توقيفي والقطع بذلك فذهب جماعة الى الثاني منهم مالك والقاضي أبوبكر في أحد قوليه وجزم به ابن فارس ومما استدل به لذلك اختلاف مصاحف السلف في ترتيب السور فمنهم من رتبها على النزول وهو مصحف علي كان أوله اقرأ ثم البواقي على ترتيب نزول المكي ثم المدني ثم كان أول مصحف ابن مسعود البقرة ثم النساء ثم آل عمران على اختلاف شديد وكذا مصحف أبي بن كعب وغيره على بينته في الإتقان وفي المصاحف لابن أشتة بسنده عن عثمان أنه أمرهم أن يتابعوا الطول وذهب جماعة الى الاول منهم القاضي أبو بكر في أحد قوليه وخلائق قال أبو بكر بن الأنباري أنزل الله القرآن كله الى سماء الدنيا ثم فرقه في بضع وعشرين سنة فكانت السورة تنزل لأمر ينزل والآية جوابا لمستخبر ويوقف جبريل النبي صلى الله عليه وسلم على موضع الآية والسورة فاتساق السور كاتساق الآيات والحروف كان عن النبي صلى الله عليه وسلم فمن قدم سورة أو أخرها فقد أفسد نظم القرآن وقال الكرماني في البرهان ترتيب السور هكذا هو عند الله تعالى في اللوح المحفوظ وهو على هذا الترتيب وكان يعرض النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل ما اجتمع لديه منه وعرضه صلى الله عليه وسلم في السنة التي توفي فيها مرتين وكذا قال الطيبي وقال ابن الحصار ترتيب السور و وضع الآيات موضعها انما كان بالوحي وقال البيهقي في المدخل كان القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مرتبا سوره وآياته على هذا الترتيبب إلا الأنفال وبراءة للحديث الآتي فيها ومال ابن عطية الى أن كثيرا من السور كان قد علم ترتيبها في حياته صلى الله عليه وسلم كالسبع الطوال والحواميم والمفصل وأن ما سوى ذلك يمكن أن يكون قد فوض الأمر فيه الى الأمة بعده وقال أبو جعفر بن الزبير الآثار تشهد بأكثر مما نص عليه ابن عطيه ويبقى منها القليل يمكن أن يجري فيه الخلاف لقوله صلى الله عليه وسلم اقرأوا
الزهراوين والبقرة وآل عمران رواه مسلم وكحديث سعيد بن خالد أنه صلى الله عليه وسلم صلى بالسبع الطوال في ركعة وأنه كان يجمع المفصل في ركعة أخرجه ابن أبي شيبة وأنه صلى الله عليه وسلم كان اذا أوى الى فراشه قرأ قل هو الله أحد والمعوذتين أخرجه البخاري وفيه عن ابن مسعود أنه قال في بني اسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء انهن من العتاق الأول وهن من تلادي
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أبو جعفر النحاس المختار أن تأليف السور على هذا الترتيب من رسول الله صلى الله عليه وسلم لحديث أعطيت مكان التوراة السبع الطوال وأعطيت مكان الانجيل المثاني وفضلت بالمفصل أخرجه أحمد وغيره قال فهذا الحديث يدل على أن تأليف القرآن مأخوذ عن النبي صلى الله عليه وسلم وأنه من هذا الوقت هكذا وقال الحافظ ابن حجر ترتيب معظم السور توقيفي لحديث أحمد وأبي داود عن أوس الثقفي قال كنت في وفد ثقيف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم طرأ علي حزبي من القرآن فأردت ألا أخرج حتى أقضيه قال أوس فسألنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا كيف تحزبون القرآن قالوا نحزبه ثلاث سور وخمس سور وسبع سور وتسع سور واحدى عشرة سورة وثلاث عشرة سورة وحزب المفصل من ق حتى نختم قال فهذا يدل على ان ترتيب السور على ما هو عليه في المصحف الآن كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم لترتيب وضع السور في المصحف أسباب تطلع على أنه توقيفي صادر من حكيم الأول يحسب الحروف كما في الحواميم وذوات الر الثاني لموافقة آخر السورة لأول ما بعدها كآخر الحمد في المعنى وأول البقرة الثالث الوزن في اللفظة كآخر تبت وأول الاخلاص الرابع لمشابهة جملة السورة لجملة الأخرى كالضحى وألم نشرح وقال بعضهم اذا اعتبرت افتتاح كل سورة وجدته في غاية المناسبة لما ختمت به السورة التي قبلها ثم يخفى تارة ويظهر أخرى وأخرج ابن أبي شيبة عن ربيعة أنه سئل لم قدمت البقرة وآل عمران وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة بمكه وانما نزلتا بالمدينة فقال قدمتا وألف القرآن على علم ممن ألفه وقد اجتمعوا على علمهم بذلك فهذا مما ينتهي اليه ولا يسأل عنه فإن قلت فما عندك في ذلك قلت الذي عندي أولا تحديد محل الخلاف وأنه خاص بترتيب سور.
أسرار ترتيب القرآن ص67 – 71
وقال في الإتقان في علوم القرآن:
النوع الثاني والستون في مناسبة الآيات والسور
5220 أفرده بالتأليف العلامة أبو جعفر بن الزبير شيخ أبي حيان في كتاب سماه البرهان في مناسبة ترتيب سور القرآن ومن أهل العصر الشيخ برهان الدين البقاعي في كتاب سماه نظم الدرر في تناسب الآي والسور وكتابي الذي صنعته في أسرار التنزيل كافل بذلك جامع لمناسبات السور والآيات مع ما تضمنه من بيان وجوه الإعجاز وأساليب البلاغة وقد لخصت منه مناسبات السور خاصة في جزء لطيف سميته تناسق الدرر في تناسب السور
5221 وعلم المناسبة علم شريف قل اعتناء المفسرين به لدقته
وممن أكثر فيه الإمام فخر الدين وقال في تفسيره
أكثر لطائف القرآن مودعة في الترتيبات والروابط
5222 وقال ابن العربي في سراج المريدين ارتباط آي القرآن بعضها ببعض حتى تكون كالكلمة الواحدة متسقة المعاني منتظمة المباني علم عظيم لم يتعرض له إلا عالم واحد عمل فيه سورة البقرة ثم فتح الله لنا فيه فلما لم نجد له حملة ورأينا الخلق بأوصاف البطلة ختمنا عليه وجعلناه بيننا وبين الله ورددناه إليه
5223 وقال غيره أول من أظهر علم المناسبة الشيخ أبو بكر النيسابوري وكان غزير العلم في الشريعة والأدب وكان يقول على الكرسي إذا قرئ عليه لم جعلت هذه الآية إلى جنب هذه وما الحكمة في جعل هذه السورة إلى جنب هذه السورة وكان يزري على علماء بغداد لعدم علمهم بالمناسبة
5224 وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام المناسبة علم حسن لكن يشترط في حسن ارتباط الكلام أن يقع في أمر متحد مرتبط أوله بآخره فإن وقع على أسباب مختلفة لم يقع فيه ارتباط ومن ربط ذلك فهو متكلف بما لا يقدر عليه إلا بربط ركيك يصان عن مثله حسن الحديث فضلا عن أحسنه فإن القرآن نزل في نيف وعشرين سنة في أحكام مختلفة شرعت لأسباب مختلفة وما كان كذلك لا يتأتى ربط بعضه ببعض
(يُتْبَعُ)
(/)
5225 وقال الشيخ ولي الدين الملوي قد وهم من قال لا يطلب للآي الكريمة مناسبة لأنها على حسب الوقائع المفرقة وفصل الخطاب أنها على حسب الوقائع تنزيلا وعلى حسب الحكمة ترتيبا وتأصيلا فالمصحف على وفق ما في اللوح المحفوظ مرتبة سوره كلها وآياته بالتوقيف كما أنزل جملة إلى بيت العزة ومن المعجز البين أسلوبه ونظمه الباهر والذي ينبغي في كل آية أن يبحث أول كل شيء عن كونها مكملة لما قبلها أو مستقلة ثم المستقلة ما وجه مناسبتها لما قبلها ففي ذلك علم جم وهكذا في السور يطلب وجه اتصالها بما قبلها وما سيقت له
5226 وقال الإمام الرازي في سورة البقرة ومن تأمل في لطائف نظم هذه السورة وفي بدائع ترتيبها علم أن القرآن كما أنه معجز بحسب فصاحة ألفاظه وشرف معانيه فهو أيضا بسبب ترتيبه ونظم آياته ولعل الذين قالوا إنه معجز بسبب أسلوبه أرادوا ذلك إلا أني رأيت جمهور المفسرين معرضين عن هذه اللطائف غير منتبهين لهذه الأسرار وليس الأمر في هذا الباب إلا كما قيل
والنجم تستصغر الأبصار صورته ** والذنب للطرف لا للنجم في الصغر
فصل
5227 المناسبة في اللغة المشاكلة والمقاربة ومرجعها في الآيات ونحوها إلى معنى رابط بينها عام أو خاص عقلي أو حسي أو خيالي أو غير ذلك من أنواع العلاقات أو التلازم الذهني كالسبب والمسبب والعلة والمعلول والنظيرين والضدين ونحوه وفائدته جعل أجزاء الكلام بعضها آخذا بأعناق بعض فيقوى بذلك الارتباط ويصير التأليف حاله حال البناء المحكم المتلائم الأجزاء فنقول ذكر الآية بعد الأخرى إما أن يكون ظاهر الارتباط لتعلق الكلم بعضه ببعض وعدم تمامه بالأولى فواضح وكذلك إذا كانت الثانية للأولى على وجه التأكيد أو التفسير أو الاعتراض أو البدل وهذا القسم لا كلام فيه وإما إلا يظهر الارتباط بل يظهر أن كل جملة مستقلة عن الأخرى وأنها خلاف النوع المبدوء به فإما أن تكون معطوفة على الأولى بحرف من حروف العطف المشتركة في الحكم أو لا فإن كانت معطوفة فلا بد أن يكون بينهما جهة جامعة على ما سبق تقسيمه كقوله تعالى يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وقوله والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون للتضاد بين القبض والبسط والولوج والخروج والنزول والعروج وشبه التضاد بين السماء والأرض
ومما الكلام فيه التضاد ذكر الرحمة بعد ذكر العذاب والرغبة بعد الرهبة وقد جرت عادة القرآن إذا ذكر أحكاما ذكر بعدها وعدا ووعيدا ليكون باعثا على العمل بما سبق ثم يذكر آيات توحيد وتنزيه ليعلم عظم الآمر والناهي وتأمل سورة البقرة والنساء والمائدة تجده كذلك وإن لم تكن معطوفة فلا بد من دعامة تؤذن باتصال الكلام وهي قرائن معنوية تؤذن بالربط
5228 وله أسباب أحدها التنظير فإن إلحاق النظير بالنظير من شأن العقلاء كقوله كما أخرجك ربك من بيتك بالحق عقب قوله أولئك هم المؤمنون حقا فإنه تعالى أمر رسوله أن يمضي لأمره في الغنائم على كره من أصحابه كما مضى لأمره في خروجه من بيته لطلب العير أو للقتال وهم له كارهون والقصد أن كراهتهم لما فعله من قسمة الغنائم ككراهتهم للخروج وقد تبين في الخروج الخير من الظفر والنصر والغنيمة وعز الإسلام فكذا يكون فيما فعله في القسمة فليطعيوا ما أمروا به ويتركوا هوى أنفسهم
5229 الثاني المضادة كقوله في سورة البقرة إن الذين كفروا سواء عليهم الآية فإن أول السورة كان حديثا عن القرآن وأن من شأنه الهداية للقوم الموصوفين بالإيمان فلما أكمل وصف المؤمنين عقب بحديث الكافرين فبينهما جامع وهمي بالتضاد من هذا الوجه وحكمته التشويق والثبوب على الأول كما قيل وبضدها تتبين الأشياء فإن قيل هذا جامع بعيد لأن كونه حديثا عن المؤمنين بالعرض لا بالذات والمقصود بالذات هو مساق الكلام إنما هو الحديث عن القرآن لأنه مفتتح القول قيل لا يشترط في الجامع ذلك بل يكفي التعلق على أي وجه كان ويكفي وجه الربط ما ذكرناه لأن القصد تأكيد أمر القرآن والعمل به والحث على الإيمان ولهذا لما فرغ من ذلك قال وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فرجع إلى الأول
(يُتْبَعُ)
(/)
5230 الثالث الاستطراد كقوله تعالى يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير قال الزمخشري هذه الآية واردة على سبيل الاستطراد عقب ذكر بدو السوءات وخصف الورق عليهما إظهارا للمنة فيما خلق من اللباس ولما في العري وكشف العورة من المهانة والفضيحة وإشعارا بأن الستر باب عظيم من أبواب التقوى وقد خرجت على الاستطراد قوله تعالى لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون فإن أول الكلام ذكر للرد على النصارى الزاعمين نبوة المسيح ثم استطرد للرد على العرب الزاعمين بنوة الملائكة ويقرب من الاستطراد حتى لا يكادان يفترقان حسن التخلص وهو أن ينتقل مما ابتدئ به الكلام إلى المقصود على وجه سهل يختلسه اختلاسا دقيق المعنى بحيث لا يشعر السامع بالانتقال من المعنى الأول إلا وقد وقع عليه الثاني لشدة الالتئام بينهما
5231 وقد غلط أبو العلاء محمد بن غانم في قوله لم يقع منه في القرآن شيء لما فيه من التكلف وقال إن القرآن إنما ورد على الاقتضاب الذي هو طريقة العرب من الانتقال إلى غير ملائم وليس كما قال ففيه من التخلصات العجيبة ما يحير العقول
5232 وانظر إلى سورة الأعراف كيف ذكر فيها الأنبياء والقرون الماضية والأمم السالفة ثم ذكر موسى إلى أن قص حكاية السبعين رجلا ودعائه لهم ولسائر أمته بقوله واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة وجوابه تعالى عنه ثم تخلص بمناقب سيد المرسلين بعد تخلصه لأمته بقوله قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين من صفاتهم كيت وكيت وهم الذين يتبعون الرسول النبي الأمي وأخذ في صفاته الكريمة وفضائله
5233 وفي سورة الشعراء حكى قول إبراهيم ولا تخزني يوم يبعثون فتخلص منه إلى وصف المعاد بقوله يوم لا ينفع مال ولا بنون الخ
5234 وفي سورة الكهف حكى قول ذي القرنين في السد بعد دكه الذي هو من أشراط الساعة ثم النفخ في الصور وذكر الحشر ووصف مآل الكفار والمؤمنين
5235 وقال بعضهم الفرق بين التخلص والاستطراد أنك في التخلص تركت ما كنت فيه بالكلية وأقبلت على ما تخلصت إليه وفي الاستطراد تمر بذكر الأمر الذي استطردت إليه مرورا كالبرق الخاطف ثم تتركه وتعود إلى ما كنت فيه كأنك لم تقصده وإنما عرض عروضا قيل وبهذا يظهر أن ما في سورتي الأعراف والشعراء من باب الاستطراد لا التخلص لعوده في الأعراف إلى قصة موسى بقوله: ومن قوم موسى أمة إلى آخره وفي الشعراء إلى ذكر الأنبياء والأمم
5236 ويقرب من حسن التخلص الانتقال من حديث إلى آخر تنشيطا للسامع مفصولا بهذا كقوله في سورة ص بعد ذكر الأنبياء هذا ذكر وإن للمتقين
لحسن مآب فإن هذا القرآن نوع من الذكر لما انتهى ذكر الأنبياء وهو نوع من التنزيل أراد أن يذكر نوعا آخر وهو ذكر الجنة وأهلها ثم لما فرغ قال هذا وإن للطاغين لشر مآب فذكر النار وأهلها
5237 قال ابن الأثير هذا في هذا المقام من الفصل الذي هو أحسن من الوصل وهي علاقة أكيدة بين الخروج من كلام إلى آخر ويقرب منه أيضا حسن المطلب قال الزنجاني والطيبي وهو أن يخرج إلى الغرض بعد تقدم الوسيلة كقوله إياك نعبد وإياك نستعين
5238 قال الطيبي ومما اجتمع فيه حسن التخلص والمطلب معا قوله تعالى حكاية عن إبراهيم فإنهم عدو لي إلا رب العالمين الذي خلقني فهو يهدين إلى قوله رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين
قاعدة
5239 قال بعض المتأخرين الأمر الكلي المفيد لعرفان مناسبات الآيات في جميع القرآن هو أنك تنظر إلى الغرض الذي سيقت له السورة وتنظر ما يحتاج إليه ذلك الغرض من المقدمات وتنظر إلى مراتب تلك المقدمات في القرب والبعد من المطلوب وتنظر عند انجرار الكلام في المقدمات إلى ما يستتبعه من استشراف نفس السامع إلى الأحكام أو اللوازم التابعة له التي تقتضي البلاغة شفاء الغليل بدفع عناء الاستشراف إلى الوقوف عليها فهذا هو الأمر الكلي المهيمن على حكم الربط بين جميع أجزاء القرآن فإذا فعلته تبين لك وجه النظم مفصلا بين كل آية وآية في كل سورة.
تنبيه
(يُتْبَعُ)
(/)
5240 من الآيات ما أشكلت مناسبتها لما قبلها من ذلك قوله تعالى في سورة القيامة لا تحرك به لسانك لتعجل به الآيات فإن وجه مناسبتها لأول السورة وآخرها عسر جدا فإن السورة كلها في أحوال القيامة حتى زعم بعض الرافضة أنه سقط من السورة شيء وحتى ذهب القفال فيما حكاه الفخر الرازي أنها نزلت في الإنسان المذكور قبل في قوله ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر قال يعرض عليه كتابه فإذا أخذ في القراءة تلجلج خوفا فأسرع في القراءة فيقال له لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا أن نجمع عملك وأن نقرأ عليك فإذا قرأناه عليك فاتبع قرآنه بالإقرار بأنك فعلت ثم إن علينا بيان أمر الإنسان وما يتعلق بعقوبته انتهى، وهذا يخالف ما ثبت في الصحيح أنها نزلت في تحريك النبي صلى الله عليه وسلم لسانه حالة نزول الوحي عليه.
5241 وقد ذكر الأئمة لها مناسبات
منها أنه تعالى لما ذكر القيامة وكان من شأن من يقصر عن العمل لها حب العاجلة وكان من أصل الدين أن المبادرة إلى أفعال الخير مطلوبة فنبه على أنه قد يعترض على هذا المطلوب ما هو أجل منه وهو الإصغاء إلى الوحي وتفهم ما يرد منه والتشاغل بالحفظ قد يصد عن ذلك فأمر بألا يبادر إلى التحفظ لأن تحفيظه مضمون على ربه وليصغ إلى ما يرد عليه إلى أن ينقضي فيتبع ما اشتمل عليه
ثم لما انقضت الجملة المعترضة رجع الكلام إلى ما يتعلق بالإنسان المبتدأ بذكره ومن هو من جنسه فقال كلا وهي كلمة ردع كأنه قال بل أنتم يا بني آدم لكونكم خلقتم من عجل تعجلون في كل شيء ومن ثم تحبون العاجلة
5242 ومنها أن عادة القرآن إذا ذكر الكتاب المشتمل على عمل العبد حيث يعرض يوم القيامة أردفه بذكر الكتاب المشتمل على الأحكام الدينية في الدنيا التي تنشأ عنها المحاسبة عملا وتركا كما قال في الكهف ووضع الكتاب فترى
المجرمين مشفقين مما فيه إلى أن قال ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل الآية وقال في سبحان فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرؤون كتابهم إلى أن قال ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن الآية وقال في طه يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا إلى أن قال فتعالى الله الملك الحق ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه
5243 ومنها أن أول السورة لما نزل إلى ولو ألقى معاذيره صادف أنه صلى الله عليه وسلم في تلك الحالة بادر إلى تحفظ الذي نزل وحرك به لسانه من عجلته خشية من تفلته فنزل لا تحرك به لسانك لتعجل به إلى قوله ثم إن علينا بيانه ثم عاد إلى الكلام إلى تكملة ما ابتدئ به
5244 قال الفخر الرازي ونحوه مالو ألقى المدرس على الطالب مثلا مسألة فتشاغل الطالب بشيء عرض له فقال له ألق إلي بالك وتفهم ما أقول ثم كمل المسألة فمن لا يعرف السبب يقول ليس هذا الكلام مناسبا للمسألة بخلاف من عرف ذلك
5245 ومنها أن النفس لما تقدم ذكرها في أول السورة عدل إلى ذكر نفس المصطفى كأنه قيل هذا شأن النفوس وأنت يا محمد نفسك أشرف النفوس فلتأخذ بأكمل الأحوال
5246 ومن ذلك قوله تعالى يسألونك عن الأهلة الآية فقد يقال أي رابط بين أحكام الأهلة وبين حكم إتيان البيوت
وأجيب بأنه من باب الاستطراد لما ذكر أنها مواقيت للحج وكان هذا من أفعالهم في الحج كما ثبت في سبب نزولها ذكر معه من باب الزيادة في الجواب على ما في السؤال كما سئل عن ماء البحر فقال هو الطهور ماؤه الحل ميتته
5247 ومن ذلك قوله تعالى ولله المشرق والمغرب الآية فقد يقال ما وجه اتصاله بما قبله وهو قوله ومن أظلم ممن منع مساجد الله الآية
5248 وقال الشيخ أبو محمد الجويني في تفسيره سمعت أبا الحسن الدهان بقول وجه اتصاله هو أن أن ذكر تخريب بيت المقدس قد سبق أي فلا يجرمنكم ذلك واستقبلوه فإن لله المشرق والمغرب
- فصل
5249 من هذا النوع مناسبة فواتح السور وخواتمها وقد أفردت فيه جزءا لطيفا سميته مراصد المطالع في تناسب المقاطع والمطالع وانظر إلى سورة القصص كيف بدئت بأمر موسى ونصرته وقوله فلن أكون ظهيرا للمجرمين وخروجه من وطنه وختمت بأمر النبي صلى الله عليه وسلم بألا يكون ظهيرا للكافرين وتسليته عن إخراجه من مكة ووعده بالعود إليها لقوله في أول السورة إنا رادوه
(يُتْبَعُ)
(/)
5250 قال الزمخشري وقد جعل الله فاتحة سورة قد أفلح المؤمنون وأورد في خاتمتها إنه لا يفلح الكافرون فشتان ما بين الفاتحة والخاتمة وذكر الكرماني في العجائب مثله
5251 وقال في سورة ص بدأها بالذكر وختمها به في قوله إن هو إلا ذكر للعالمين
5252 وفي سورة ن بدأها بقوله ما أنت بنعمة ربك بمجنون وختمها بقوله إنه لمجنون
5253 ومنه مناسبة فاتحة السورة لخاتمة ما قبلها حتى أن منها ما يظهر تعلقها به لفظا كما في فجعلهم كعصف مأكول لإيلاف قريش فقد قال الأخفش اتصالها بها من باب فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا
5254 وقال الكواشي في تفسير المائدة لما ختم سورة النساء أمرا بالتوحيد
والعدل بين العباد أكد ذلك بقوله يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود
5255 وقال غيره إذا اعتبرت افتتاح كل سورة وجدته في غاية المناسبة لما ختم به السورة قبلها ثم هو يخفي تارة ويظهر أخرى كافتتاح سورة الأنعام بالحمد فإنه مناسب لختام المائدة من فصل القضاء كما قال تعالى وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين وكافتتاح سورة فاطر بالحمد لله فإنه مناسب لختام ما قبلها من قوله وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل كما قال تعالى فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين وكافتتاح سورة الحديد بالتسبيح فإنه مناسب لختام سورة الواقعة بالأمر به وكافتتاح سورة البقرة بقوله الم ذلك الكتاب فإنه إشارة إلى الصراط في قوله اهدنا الصراط المستقيم كأنهم لما سألوا الهداية إلى الصراط قيل لهم ذلك الصراط الذي سألتم الهداية إليه هو الكتاب وهذا معنى حسن يظهر فيه ارتباط سورة البقرة بالفاتحة
5256 ومن لطائف سورة الكوثر أنها كالمقابلة للتي قبلها لأن السابقة وصف الله فيها المنافق بأربعة أمور البخل وترك الصلاة والرياء فيها ومنع الزكاة فذكر فيها في مقابلة البخل إنا أعطيناك الكوثر أي الخير الكثير وفي مقابلة ترك الصلاة فصل أي دم عليها وفي مقابلة الرياء لربك أي لرضاه لا للناس وفي مقابلة منع الماعون وانحر وأراد به التصدق بلحم الأضاحي
5257 وقال بعضهم لترتيب وضع السور في المصحف أسباب تطلع على أنه توقيفي صادر عن حكيم أحدها بحسب الحروف كما في الحواميم
الثاني لموافقة أول السورة لآخر ما قبلها كآخر الحمد في المعنى وأول البقرة
الثالث للتوازن في اللفظ كآخر تبت وأول الإخلاص الرابع لمشابهة جملة السورة لجملة الأخرى كالضحى وألم نشرح.
5258 قال بعض الأئمة وسورة الفاتحة تضمنت الإقرار بالربوبية والالتجاء إليه في دين الإسلام والصيانة عن دين اليهودية والنصرانية وسورة البقرة تضمنت قواعد الدين وآل عمران مكملة لمقصودها فالبقرة بمنزلة إقامة الدليل على الحكم وآل عمران بمنزلة الجواب عن شبهات الخصوم ولهذا ورد فيها ذكر المتشابه لما تمسك به النصارى وأوجب الحج في آل عمران وأما في البقرة فذكر أنه مشروع وأمر بإتمامه بعد الشروع فيه وكان خطاب النصارى في آل عمران أكثر كما أن خطاب اليهود في البقرة أكثر لأن التوراة أصل والإنجيل فرع لها والنبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة دعا اليهود وجاهدهم وكان جهاده للنصارى في آخر الأمر كما كان دعاؤه لأهل الشرك قبل أهل الكتاب ولهذا كانت السور المكية فيها الدين الذي اتفق عليه الأنبياء فخوطب به جميع الناس والسور المدنية فيها خطاب من أقر بالأنبياء من أهل الكتاب والمؤمنين فخوطبوا بيا أهل الكتاب يا بني إسرائيل يأيها الذين آمنوا وأما سورة النساء فتضمنت أحكام الأسباب التي بين الناس وهي نوعان مخلوقة لله ومقدورة لهم كالنسب والصهر ولهذا افتتحت بقوله اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها ثم قال واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام فانظر هذه المناسبة العجيبة في الافتتاح وبراعة الاستهلال حيث تضمنت الآية المفتتح بها ما أكثر السورة في أحكامه من نكاح النساء ومحرماته والمواريث المتعلقة بالأرحام وأن ابتداء هذا الأمر كان بخلق آدم ثم خلق زوجه منه ثم بث منهما رجالا ونساء في غاية الكثرة وأما المائدة فسورة العقود تضمنت بيان تمام الشرائع ومكملات الدين والوفاء بعهود الرسل وما أخذ على الأمة وبها تم الدين فهي سورة التكميل لأن فيها تحريم الصيد على المحرم الذي هو من تمام الإحرام وتحريم الخمر الذي هو من تمام
(يُتْبَعُ)
(/)
حفظ العقل والدين وعقوبة المعتدين من السراق والمحاربين الذي هو من تمام حفظ الدماء والأموال وإحلال الطيبات الذي هو من تمام عبادة الله تعالى ولهذا ذكر فيها ما يختص بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم كالوضوء والتيمم والحكم بالقرآن على كل دين ولهذا كثر فيها من لفظ الإكمال والإتمام وذكر فيها أن من ارتد عوض الله خير منه ولا يزال هذا الدين كاملا ولهذا ورد أنها آخر ما نزل لما فيها من إشارات الختم والتمام وهذا الترتيب بين هذه السور الأربع المدنيات من أحسن الترتيب
5259 وقال أبو جعفر بن الزبير حكى الخطابي أن الصحابة لما اجتمعوا على القرآن وضعوا سورة القدر عقب العلق استدلوا بذلك على أن المراد بهاء الكناية في قوله إنا أنزلناه في ليلة القدر الإشارة إلى قوله: اقرأ قال القاضي أبو بكر ابن العربي وهذا بديع جداً
فصل
5260 قال في البرهان ومن ذلك افتتاح السور بالحروف المقطعة واختصاص كل واحدة بما بدئت به حتى لم يكن لترد الم في موضع الر ولا حم في موضع طس قال وذلك أن كل سورة بدئت بحرف منها فإن أكثر كلماتها وحروفها مماثل له فحق لكل سورة منها ألا يناسبها غير الواردة فيها فلو وضع ق موضع ن لعدم التناسب الواجب مراعاته في كلام الله وسورة ق بدئت به لما تكرر فيها من الكلمات بلفظ القاف من ذكر القرآن والخلق وتكرير القول ومراجعته مرارا والقرب من ابن آدم وتلقي الملكين وقول العتيد والرقيب والسائق والإلقاء في جهنم والتقدم بالوعد وذكر المتقين والقلب والقرون والتنقيب في البلاد وتشقق الأرض وحقوق الوعيد وغير ذلك وقد تكرر في سورة يونس من الكلم الواقع فيها الراء مائتا كلمة أو أكثر فلهذا افتتحت ب الر واشتملت سورة ص على خصومات متعددة فأولها خصومة النبي صلى الله عليه وسلم مع الكفار وقولهم أجعل الآلهة إلها واحدا ثم اختصام الخصمين عند داود ثم تخاصم أهل النار ثم اختصام الملأ الأعلى ثم تخاصم إبليس في شأن آدم ثم في شأن بنيه وإغوائهم
و الم جمعت المخارج الثلاثة الحلق واللسان والشفتين على ترتيبها وذلك إشارة إلى البداية التي هي بدء الخلق والنهاية التي هي بدء الميعاد والوسط الذي هو المعاش من التشريع بالأوامر والنواهي وكل سورة افتتحت بها فهي مشتملة على الأمور الثلاثة وسورة الأعراف زيد فيها الصاد على الم لما فيها من شرح القصص قصة
آدم فمن بعده من الأنبياء ولما فيها من ذكر فلا يكن في صدرك حرج ولهذا قال بعضهم معنى المص ألم نشرح لك صدرك وزيد في الرعد راء لأجل قوله رفع السماوات ولأجل ذكر الرعد والبرق وغيرهما
5261 واعلم أن عادة القرآن العظيم في ذكر هذه الحروف أن يذكر بعدها ما يتعلق بالقرآن كقوله الم ذلك الكتاب الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق المص كتاب أنزل إليك الر تلك آيات الكتاب طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى طسم تلك آيات الكتاب يس والقرآن ص والقرآن حم تنزيل الكتاب ق والقرآن إلا ثلاثت سور العنكبوت والروم ون ليس فيها ما يتعلق به وقد ذكرت حكمة ذلك في أسرار التنزيل
5262 وقال الحزاني في معنى حديث أنزل القرآن على سبعة أحرف زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال اعلم أن القرآن منزل عند انتهاء الخلق وكمال كل الأمر بدأ فكان المتحلي به جامعا لانتهاء كل خلق وكمال كل أمر فلذلك هو صلى الله عليه وسلم قسيم الكون وهو الجامع الكامل ولذلك كان خاتما وكتابه كذلك وبدأ المعاد من حين ظهوره فاستوفى صلاح هذه الجوامع الثلاث التي قد خلت في الأولين بداياتها وتمت عنده غاياتها بعثت لأتمم مكارم الأخلاق وهي صلاح الدنيا والدين والمعاد التي جمعها قوله صلى الله عليه وسلم اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمرى وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي وفي كل صلاح إقدام وإحجام فتصير الثلاثة الجوامع ستة هي حروف القرآن الستة ثم وهب حرفا جامعا سابعا فردا لا زوج له فتمت سبعة فأدنى تلك الحروف هو حرفا صلاح الدنيا فلها حرفان حرف الحرام الذي لا تصلح النفس والبدن إلا بالتطهر منه لبعده عن تقويمها والثاني حرف الحلال الذي تصلح النفس والبدن عليه لموافقته تقويمها وأصل هذين الحرفين في التوراة وتمامهما في القرآن ويلي ذلك حرفا صلاح المعاد أحدهما حرف الزجر والنهى الذي لا تصلح الآخرة إلا بالتطهر منه لبعده عن
(يُتْبَعُ)
(/)
حسناتها والثاني حرف الأمر الذي تصلح الآخرة عليه لتقاضيه لحسناتها وأصل هذين الحرفين في الإنجيل وتمامهما في القرآن ويلي ذلك حرفا صلاح الدين أحدهما حرف المحكم الذي بان للعبد فيه خطاب ربه والثاني حرف المتشابه الذي لا يتبين للعبد فيه خطاب ربه من جهة قصور عقله عن إدراكه فالحروف الخمسة للاستعمال وهذا الحرف السادس للوقوف والاعتراف بالعجز وأصل هذين الحرفين في الكتب المتقدمة كلها وتمامهما في القرآن ويختص القرآن بالحرف السابع الجامع وهو حرف المثل المبين للمثل الأعلى ولما كان هذا الحرف هو الحمد افتتح الله به أم القرآن وجمع فيها جوامع الحروف السبعة التي بثها في القرآن فالأولى تشتمل على حرف الحمد السابع والثانية تشتمل على حرفي الحلال والحرام اللذين أقامت الرحمانية بهما الدنيا والرحيمية الآخرة والثالثة تشتمل على أمر الملك القيم على حرفي الأمر والنهي الذين يبدأ أمرهما في الدين والرابعة تشتمل على حرفي المحكم في قوله إياك نعبد والمتشابه في قوله وإياك نستعين ولما افتتح أم القرآن بالسابع الجامع الموهوب ابتدئت البقرة بالسادس المعجوز عنه وهو المتشابه انتهى كلام الحراني والمقصود منه هو الأخير وبقيته ينبو عنه السمع وينفر منه القلب ولا تميل إليه النفس وأنا أستغفر الله من حكايته على أني أقول في مناسبة ابتداء البقرة ب الم أحسن مما قال وهو أنه لما ابتدئت الفاتحة بالحرف المحكم الظاهر لكل أحد بحيث لا يعذر أحد في فهمه ابتدئت البقرة بمقابلة وهو الحرف المتشابه البعيد التأويل أو المستحيله
فصل
5263 ومن هذا النوع مناسبة أسماء السور لمقاصدها وقد تقدم في النوع السابع عشر الإشارة إلى ذلك وفي عجائب الكرماني إنما سميت السور السبع حم على الاشتراك في الاسم لما بينهن من التشاكل الذي اختصت به وهو أن كل واحدة منها استفتحت بالكتاب أو صفة الكتاب مع تقارب المقادير في الطول والقصر وتشاكل الكلام في النظام.
فوائد منثورة
5264 في المناسبات في تذكرة الشيخ تاج الدين السبكي ومن خطه نقلت سأل الأمام ما الحكمة في افتتاح سورة الإسراء بالتسبيح والكهف بالتحميد وأجاب بأن التسبيح حيث جاء مقدم على التحميد نحو فسبح بحمد ربك سبحان الله والحمد لله وأجاب ابن الزملكاني بأن سورة سبحان لما اشتملت على الإسراء الذي كذب المشركون به النبي صلى الله عليه وسلم وتكذيبه تكذيب لله سبحانه وتعالى أتى بسبحان لتنزيه الله تعالى عما نسب إلى نبيه من الكذب وسورة الكهف لما أنزلت بعد سؤال المشركين عن قصة أصحاب الكهف وتأخر الوحي نزلت مبينة أن الله لم يقطع نعمته عن نبيه ولا عن المؤمنين بل أتم عليهم النعمة بإنزال الكتاب فناسب افتتاحها بالحمد على هذه النعمة
5265 في تفسير الخويي ابتدئت الفاتحة بقوله الحمد لله رب العالمين فوصف بأنه مالك جميع المخلوقين وفي الأنعام والكهف وسبأ وفاطر لم يوصف بذلك بل بفرد من أفراد صفاته وهو خلق السموات والأرض والظلمات والنور في الأنعام وإنزال الكتاب في الكهف وملك ما في السموات وما في الأرض في سبأ وخلقهما في فاطر لأن الفاتحة أم القرآن ومطلعه فناسب الإتيان فيها بأبلغ الصفات وأعمها وأشملها
5266 في العجائب للكرماني إن قيل كيف جاء يسألونك أربع مرات بغير واو يسألونك عن الأهلة يسألونك ماذا ينفقون يسألونك عن الشهر الحرام يسألونك عن الخمر ثم جاء ثلاث مرات بالواو ويسألونك ماذا ينفقون ويسألونك عن اليتامى ويسألونك عن المحيض قلنا لأن سؤالهم عن الحوادث الأول وقع متفرقا وعن الحوادث الأخر وقع في وقت واحد فجئ بحرف الجمع دلالة على ذلك فإن قيل كيف جاء ويسألونك عن الجبال فقل وعادة القرآن مجئ قل في الجواب بلا فاء أجاب الكرماني بأن التقدير لو سئلت عنها فقل فإن قيل كيف جاء وإذا سألك عبادي عني فإني قريب وعادة السؤال يجئ جوابه في القرآن بقل قلنا حذفت للإشارة إلى أن العبد في حالة الدعاء في أشرف المقامات لا واسطة بينه وبين مولاه ورد في القرآن سورتان أولهما يا أيها الناس في كل نصف سورة فالتي في النصف الأول تشتمل على شرح المبدأ والتي في الثاني على شرح المعاد.
الإتقان في علوم القرآن للسيوطي ج2/ص288 - 303
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[20 Jan 2007, 06:21 م]ـ
قلتم حفظكم الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
ووصفه بالعلم الحقير, وهذا لم يقل به الشوكاني رحمه الله ولا الناقل عنه المستشكل لكلامه, فالإنصاف يفرض علينا أن نقرَّ بأن الشوكاني رحمه الله ذكر أن لهذا العلم فوائد ومنافع لكنها نزرة يسيرة قليلة لا ترقى لأن تكون علماً مستقلاً, ولا تخول لنا أن نسلم عقولنا لمن يحصر أسباب المناسبات ولطائفها فيما استنبطه هو , لتفنى فيه الأعمار, ويُتلقَّى ما كتبه فيه المشتغلون باجتهاداتهم الشخصية بالقبول التام,
وقول الإمام السيوطي رحمه الله فيه إشارة إلى أن هذا العلم ليس إلا من باب الإجتهاد:
: وقد أردت أن أفرد جزءا لطيفا في نوع خاص من هذه الانواع هو مناسبات ترتيب السور ليكون عجالة لمريده وبغية لمستفيده وأكثره من نتاج فكري وولاد نظري لقلة من تكلم في ذلك أو خاض في هذه المسالك وما كان فيه لغيري صرحت بعزوه اليه ولا أذكر منه الا ما استحسن ولا انتقاد عليه وقد كنت أولا سميته نتائج الفكر في تناسب السورلكونه من مستنتجات فكري كما أشرت اليه ثم عدلت وسميته تناسق الدرر في تناسب السور لانه أنسب بالمسمى وأزيد بالجناس و بالله تعالى التوفيق و إياه أسأل حلاوة التحقيق بمنه ويمنه)
فهاهو رحمه الله وغيره أيضا كابن العربي رحمه الله يعترفون بأن المناسبات ليست إلا اجتهادات منهم ,والجزم بهذه الاجتهادات على أنها هي مراد الله من كلامه ,وأنه إنما ختم هذه الآية بكذا ,وابتدأ ما بعدها بكذا لأجل كذا - كما نسمعه ونقرأه اليوم كثيراً ممن اشتغلوا بذلك -, فيه نوع من الجرأة على كلام الله وتحميله ما لم يتحمله, لا تخفى على أحد ..
وما نقلته جزاك الله خيرا من كتاب الإتقان لم يكن ما أريده ولا أسأل عنه, فلا حرمك الله الأجر, ولولا مخافة الوقيعة والتجريح لسميتُ بعض من أصبح يظنُّ به التفرد في فهم كلام الله, وما بضاعته إلا غرائب أقاويل العلماء رحمة الله عليهم في التناسب فيظن من لا يعلم ذلك أنه فتح اختص الله به هذا الكاتب أو المحاضر لم يسبقه إليه أحد, والخطير في المسألة هو أن يستقرَّ في أذهان العامة التسليم بتلك المناسبات تسليما لا يتطرق إليه الشك والاحتمال ... والله المستعان
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Jan 2007, 08:16 م]ـ
هذا بحث كتب حول الموضوع وأوفاه حقه، وقد سبق كتابة موضوعات في الملتقى حول الموضوع فلعلك تتكرم بالبحث عنها والنظر فيها أخي العزيز محمود بارك الله فيك.
موقف الإمام الشوكاني من المناسبات للدكتور أحمد الشرقاوي ( http://www.tafsir.org/tafsir/index.php?a=books&action=view&id=106)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[20 Jan 2007, 09:02 م]ـ
ألا لا حرمك الله الأجر مشرفنا الفاضل وبارك فيك وفي الدكتور / أحمدالشرقاوي ..
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[23 Jan 2007, 07:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ محمود الشنقيطي حفظك الله جزاك الله خيراً على هذا المجهود الطيب، وكنت أظن أن ما جمعه الحافظ السيوطي وغيره من العلماء يكفي في المسألة لأنه أكثر في النقول فيها عن العلماء فما هو المانع الشرعي من صحة وجود هذا العلم وهو علم تناسب السور وربط بعض الآيات بعضها ببعض كما هو الواقع وقد ذهب إليه جمع من العلماء وأفرده بالتأليف كما سبق وسيأتي إن شاء الله تعالى، لا شك أن الذي يتدبر القرآن الكريم يجده مرتبطاً ارتباطاً كاملاً بعضه يفسر بعضاً ولذلك قال بعض العلماء إن أفضل أنواع التفسير تفسير القرآن بالقرآن وهو الذي كان يعتمده السلف من الصحابة والتابعين والأئمة بعدهم، وعلم تناسب السور وربط بعض الآيات بعضها ببعض علم شريف ودقيق ومكتسب وقد يخفى على البعض لدقته، وقد أفرده بالتأليف كما سبق جمع من العلماء منهم أبو جعفر بن الزبير وابن العربي والبقاعي وأبو بكر النيسابوري والرازي والسيوطي وغيرهم، قال ابن العربي في سراج المريدين ارتباط آي القرآن بعضها ببعض حتى تكون كالكلمة الواحدة متسقة المعاني منتظمة المباني علم عظيم لم يتعرض له إلا عالم واحد عمل فيه سورة البقرة ثم فتح الله لنا فيه فلما لم نجد له حملة ورأينا الخلق بأوصاف البطلة ختمنا عليه وجعلناه بيننا وبين الله ورددناه إليه، قال الزركشي: من شواهد النظم قوله تعالى: واللائي لم يحضن فإنها منتظمة مع ما قبلها منقطعة عما بعدها وقد يظهر الارتباط وقد يشكل أمره فمن الظاهر قوله
(يُتْبَعُ)
(/)
تعالى هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده ووجه ظهورة انه لا يستقيم ان يكون السؤال والجواب من واحد فتعين أن يكون قوله قل الله جواب سؤال كأنهم لما سألوا سمعوا ما قبله من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من يبدأ الخلق ثم يعيده أجابهم بقوله قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فترك ذكر السؤال ونظيره قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي. البرهان في علوم القرآن للزركشي 2/ 176.
وكذلك السنة مرتبطة بالقرآن ومفصلة له، وتفسره وتبين مجمله وكما قيل: السنة نقطة من بحر من بحور القرآن الكريم، قال الشافعي:كل ما حكم به رسول الله فهو مما فهمه من القرآن قال الله تعالى إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيماً وقال تعالى وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون وقال تعالى وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ولهذا قال رسول الله الا إني أوتيت القرآن ومثله معه " يعنى السنة والسنة أيضا تنزل عليه بالوحي كما ينزل القرآن لا أنها لا تتلى كما يتلى، وتفسير القرآن يطلب منه لأنه مرتبط بعضه ببعض فان لم تجده فمن السنة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ حين بعثه الى اليمن بم تحكم قال بكتاب الله قال فان لم تجد قال بسنة رسول الله قال فان لم تجد قال أجتهد رأيي قال فضرب رسول الله فى صدره وقال الحمد لله الذي وفق رسول الله لما يرضى رسول الله، وإذا لم نجد التفسير فى القرآن ولا فى السنة رجعنا فى ذلك الى أقوال الصحابة فإنهم أدرى بذلك لما شاهدوه من القرآن والأحوال التى اختصوا بها ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح لا سيما علماؤهم وكبراؤهم كالأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين وغيرهم، وأما قولك: والخطير في المسألة هو أن يستقرَّ في أذهان العامة التسليم بتلك المناسبات تسليماً لا يتطرق إليه الشك والاحتمال) المسألة ليس فيها أي شيء يتطرق إليه الخطر لأنها لا يترتب عليها حكم شرعي ولا يوجد نص شرعي يمنع منها وغاية ما فيه أنها تشتمل على فوائد عظيمة تعين على فهم معاني كتاب الله وربط بعضه ببعض كما هو الحال في نصوص السنة النبوية ولعل ذلك واضح جلي لمن تدبره والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[24 Jan 2007, 10:15 ص]ـ
ومن أغرب ما صدر عن الشوكاني تشبيهه القرآن بمجموعه بكلام أحد الخطباء ثم يدعي أنه لا يعقل أن يقوم شخص بالنظر في مناسبات كلام الخطيب طيلة حياته فكيف ينظر في مناسبات كلام الله.
أقول هذا خطأ محض، ففضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على سائر خلقه، فنعم القرآن نزل منجما، لكنه نزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر كما هو مشتهر بين أهل التفسير.
ونقطة أخرى: فحتى من يقول أن في ترتيب بعض السور شيء من اجتهاد الصحابة -وهو ما لا ندين به- مقر بأن اجتهادهم كان بتوفيق قريب من التوقيف.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[24 Jan 2007, 10:20 ص]ـ
ثم رأيت بحث الدكتور الشرقاوي وقد غطى جميع استشكالات الشوكاني وزاد فوائد جمة، فجزاه الله خيرا.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[24 Jan 2007, 12:03 م]ـ
أبا عبد الله محمد مصطفى
ود/ أنمار
جزيتما خير الجزاء, وأنا أكرمني الله ببحث الدكتور الشرقاوي, ولما أكملهُ بعدُ, فجزاه الله وجزاما خيراً ..
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[24 Jan 2007, 12:03 م]ـ
أبا عبد الله محمد مصطفى
ود/ أنمار
جزيتما خير الجزاء, وأنا أكرمني الله ببحث الدكتور الشرقاوي, ولما أكملهُ بعدُ, فجزاه الله وجزاكما خيراً ..(/)
سؤال عن كتاب (تحقيق الخلاف في أصحاب الأعراف) للشيخ مرعي
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[18 Jan 2007, 08:13 م]ـ
هل أحد من الإخوة اطلع على الكتاب؟ وما حجمه؟ وهل حقق؟
وجزاكم الله خيرا ..
ـ[السائح]ــــــــ[18 Jan 2007, 08:41 م]ـ
هو جزء صغير اعتنى به الشيخ مشهور بن حسن قبل نحو عشرين سنة
نشره سنة 1408
وليس بين يديّ الآن
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[22 Jan 2007, 09:14 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي السائح
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[26 Jan 2007, 08:19 ص]ـ
وأضيف لما ذكره الأخ السائح: نشر دار الصحابة،بيروت، ويباع في دار طيبة.(/)
مواضع الاتفاق بين أتباع الرسل من معارضي الرسل
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[18 Jan 2007, 09:23 م]ـ
سبق أن طرحت موضوعاً ـ في هذا الملتقى المبارك ـ عنوانه:
مواضع الاتفاق بين الأنبياء في القرآن، وهو على هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=1172&highlight=%E3%E6%C7%D6%DA+%C7%E1%C7%CA%DD%C7%DE+%C 8%ED%E4
وقد أثرى الإخوة الكرام الموضوع بمشاركاتهم المفيدة.
ومن خلال التأمل فيما يمر بي أثناء قراءة القرآن،وجدت موضوعاً لا يقل فائدة عن هذا الموضوع،وهو
[مواضع الاتفاق بين أتباع الرسل من معارضي الرسل].
ومن جوانب أهمية هذا الموضوع:
1 ـ تتبع أوجه الاتفاق يكشف عن اتفاق طرق أهل الإيمان وإن اختلفت أزمانهم،وتباعدت أقطارهم.
2 ـ الاستفادة من هذه المواضع في الدعوة إلى الله؛ إذ هذه المواضع فيها اختلاف بسبب اختلاف المواقف،وتنوع الأجوبة والإيرادات من قبل أعداء الرسل.
إلى غير ذلك من الجوانب التي قد تظهر للمتأمل.
ولعلي أبدأ بهذا الموضع ـ راجياً ـ من الإخوة الكرام مراعاة تسلسل الموضع من حيث الترقيم؛ لنستفيد من هذا عند نهاية الموضوع:
الموضع الأول:
قوة هؤلاء في دينهم،وثباتهم عليه،وعدم اكتراثهم بما يقال لهم من الملأ من صد عن الحق،أو تثبيط عن الدعوة،والصبر على تبعات الرسالة،ومن أمثلة ذلك:
قول أتباع صالح عليهم الصلاة والسلام ـ لما قال لهم الملأ (أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ [الأعراف/75]) ـ فأجابوا: (قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ [الأعراف/75]).
ونظيره ما جاء في قصة طالوت ومن معه: (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) [البقرة/249]).
وأما ثبات السحرة الذين آمنوا بموسى عليه الصلاة والسلام،ووقوفهم في وجه التهديدات الفرعونية فأظهر من أن تسرد الآيات فيه.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Jan 2007, 11:41 م]ـ
جزاكم الله خيراً أبا عبدالله على ما تقدمونه لنا من موضوعات وأفكار قيمة نفع الله بها، وبارك لكم في علمكم وبصيرتكم.
هذا الموضوع قد طرقه أخونا الدكتور محمد بن عبدالعزيز المسند الأستاذ المساعد بكلية المعلمين بالرياض في رسالته للماجستير وهي بعنوان ..
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_1495945b12c54a28e5.jpg
وقد تعرض لأساليبهم في القرآن الكريم فوجدها تبلغ حوالي 190 أسلوباً منها الظاهر ومنها الخفي المستتر. ومنها المشترك بين أعداء المرسلين ومنها من اختص به قوم دون قوم.
وهذه الرسالة قد طبعت في مؤسسة الرسالة عام 1422هـ.
وقد ذكر من الأساليب المشتركة في كيد المرسلين:
أولاً: أساليب في الكيد والمكر.
- المغالطة ولبس الحق بالباطل.
- المجادلة بالباطل.
- الإلحاد في آيات الله.
- قطع ما أمر الله به أن يوصل.
- افتراء الكذب على الله.
- التلاعب بأحكام الله.
الإفساد في الأرض.
وذكر غيرها ..
ثانياً: أساليب في التولي والإعراض.
- التعامي والتصامام عن سماع الحق.
- ثني الصدور استخفاءً.
- ثني الأعطاف استكباراً.
- النكوص على الأعقاب.
-التولي على الأدبار.
- الانصراف.
- الفرار.
وغيرها.
ثالثاً: تبرير المواقف.
- الاحتجاج باتباع دين الآباء.
- الاحتجاج بالقرون الأولى.
- الاحتجاج بعدم الفهم.
وغيرها.
رابعاً: أساليب في التعنت والعناد.
- التعجيز وطلب المستحيل.
- إنكار البينات الواضحات.
- استعجال العذاب.
الأمر بطرد الضعفاء.
وغيرها.
خامساً: أساليب في إثارة الشكوك.
وذكر تحتها أساليب كثيرة.
والرسالة حافلة بالتفاصيل حول هذا الموضوع، وكل مبحث تحته الاستدلال بالآيات فيه وشرحها وبيانها.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[22 Jan 2007, 09:09 م]ـ
أشكر لكم أبا عبدالله هذه الإضافة القيمة،والتي لو لم يكن منها إلا الوقوف على هذه الرسالة التي لم أعلم بها إلا منكم،وما هي بأول بركاتكم.
لكن ألا ترى معي ـ أخي ـ أن موضوع الكتاب يختلف عن موضوعي الذي طرحته،ذلك أن بحث الدكتور محمد ـ بناءً على ما أوردتموه ـ يتعلق بأساليب المجرمين في التصدي لدعوة الرسل،وموضوعي يتعلق بطريقة أتباع الرسل في الرد على الملأ،فهو ـ في نظري ـ أقرب ما يكون إلى العكس.
باختصار: الموضوع الذي طرحتُه يدور في فلك المؤمنين،وبحث د. محمد يدور في فلك المجرمين.
بانتظار إطلالتكم المفيدة،وبقية الإخوة ليحكموا بيننا، وإلا فالموعد المحكمة (ابتسامة)!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Jan 2007, 01:06 ص]ـ
صدقت رعاك الله!
وقد قرأته وأنا مشغول الذهن وأنا أعمل في ترتيب مكتبتي، ففهمت من العنوان أنك تتحدث عن مواضع اتفاق معارضي الرسل، وتذكرتُ كتاب الأخ محمد المسند فتناولته وكتبتُ - على عجلٍ - ما كتبتُ، لكن لما تأملتُ كلامك الآن ظهر لي خطأ مداخلتي بنسبة 100% فمعذرة أخي العزيز، ومعذرة من الإخوة القراء. ولعلي أستبعدُ مشاركتي السابقة وما تبعها بعد أن تطلع على اعترافي بالخطأ وسوء الفهم! وجزاك الله خيراً.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[23 Jan 2007, 02:31 م]ـ
أشكرك ـ أخي الكريم ـ على هذه المداخلة المليئة بالأدب العلمي،والتواضع الجم ـ الذي هو ثمرة من ثمار العلم ـ ولا يستغرب على مثلك.
ولا أرى أن تحذفها، بل أبقها لتكون نبراساً ودرساً يستفيد منه الجميع في السنوات القامة؛ وليتعلم الجميع أنه لا أحد أكبر من أن يعتذر عن خطأه مهما عظمت مكانته العلمية،ولا أحد أصغر من أن يعتذر له مهما كان مستواه العلمي قليلاً.
ودعني أقول ـ أبا عبدالله ـ: إن من أعظم مزايا هذا المنتدى العلمي الشامخ هو تحلي أهله ـ في جملتهم ـ بأدب العلم،وهدوء العبارة،وهذا ما لم أجده في غير هذا المنتدى العلمي، فبارك الله فيه،وفي أهله والقائمين عليه.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[29 Jan 2007, 11:43 ص]ـ
نموذج من الادب العلمي الرفيع وقد نقلته في بحث لي عن ادب العلماء المعاصرين
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[29 Jan 2007, 07:16 م]ـ
الموضوع طريف جدًا، وإن كان لا يرقى ـ في نظركم ـ إلى أن يكون رسالة علمية، فلا أقل من أن يكون بحث ترقية، لذا اقترح أن يتبنى الموضوع في بحث علمي.
هذا، ولقد ذكَّرني استنباط هذا الموضوع بقول ابن مسعود رضي الله عنه: (من أراد العلم فليثور القرآن؛ فإن فيه علم الأولين والآخرين).
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[29 Jan 2007, 11:19 م]ـ
الموضع الثاني:
لعل من أهم الصفات المشتركة بين أتباع الرسل، هي حرصهم على الوقوف مع رسلهم،وتشجيعهم على القيام بمهامهم التي بعثوا لأجلها،ومن ذلك:
قول الرجلين من أتباع موسى عليه الصلاة والسلام: (قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (23) [المائدة/23]).
ومن ذلك ـ بل هو مثال بليغ في نظري ـ قوله تعالى في سورة آل عمران:
(وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148) [آل عمران/146 - 148]
وعلى الاحتمال يمكن أن يدخل قوله تعالى ـ في شأن أبتاع طالوت ـ: (قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) [البقرة/249، 250]).
يتبع ـ إن شاء الله ـ
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[01 Feb 2007, 11:58 ص]ـ
ومما يلتحق بالموضع الثاني:
قوله تعالى في شأن الحواريين ـ: (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) [آل عمران/52])
وأوضح منه ـ ما في سورة الصف ـ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14) [الصف/14]).(/)
علم السياق القرآني (مفهوم السياق عند العلماء)
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[18 Jan 2007, 11:41 م]ـ
علم السياق القرآني علم عظيم المنزلة رفيع القدر، وهو من أهم مايوصل للفهم الصحيح لكتاب الله تعالى؛ إذ هو الطريق الأسلم لجعل كلام الله متناسباً منتظماً، وهذا هو الأنسب لكتاب الله المعجز المحكم.
وإن من أعظم ما يبين منزلة هذا العلم أنه مرتبط حقيقة بالقرآن نفسه من حيث إنه تفسير للقرآن بالقرآن، ذلك أنه تفسير للآية بما تضمنه نصها، أو بما سبقها ولحقها من الآيات، وهذا من تفسير القرآن بالقرآن، بل هو أقوى مراتب هذا النوع، وذلك أن تفسير القرآن بالقرآن قد يكون في محل واحد وسورة واحدة، وقد يفترقان، وأقوى النوعين وأسلمهما ما كان في محل واحد وسورة واحدة، وهذا هو السياق؛ إذ أن السياق هو: (الغرض الذي ينتظم به جميع ما يرتبط بالنص من القرائن اللفظية والحالية).
ومن هنا فيمكن القول بأن السياق أصل من أصول التفسير التي يجب الاعتماد عليها في تفسير كتاب الله تعالى.
قال شيخ الإسلام: "ينظر في كل آية وحديث بخصوصه وسياقه، وما يبين معناه من القرائن والدلالات، فهذا أصل عظيم مهم نافع، في باب فهم الكتاب والسنة" (مجموع الفتاوى 6/ 18).
وإذا علم فضل هذا العلم ومنزلته في التفسير، فإنه من أعظم ما ينبغي على المهتمين بتفسير القرآن ملاحظته ومراعاته. وحيث قد هداني الله وساقني لدراسة هذا العلم وتطبيقه على أعظم سورتين في كتاب الله تعالى وهما سورتا الفاتحة والبقرة، فإنني سأعرض في هذا الملتقى المبارك لخلاصة ماجمعته وتوصلت إليه في الدراسة النظرية إحياءَ لهذا العلم وتعريفاَ به. وأول وقفة لي مع هذا العلم هي بعنوان:
(((مفهوم السياق عند العلماء والباحثين))).
بالنظر إلى أقوال العلماء في تحديد مفهوم السياق نجد أنهم متفاوتون في التعبير عنه، ولنا أن نستعرض شيئاً من أقوالهم في ذلك ليتبين المراد:
قال ابن دقيق العيد":أما السياق والقرائن، فإنها الدالة على مراد المتكلم من كلامه" ([1]).
وقال السرخسي ([2]) ":القرينة التي تقترن باللفظ من المتكلم، وتكون فرقاً فيما بين النص والظاهر هي السياق، بمعنى الغرض الذي سيق لأجله الكلام" ([3]).
وقال السلجماسي ([4]) في تعريف السياق بأنه":ربط القول بغرض مقصود على القصد الأول" ([5]).
وقال البناني ([6]) ":السياق هو ما يدل على خصوص المقصود من سابق الكلام المسوق لذلك أو لاحقه" ([7]).
بالنظر لمجموع ماذكر العلماء في تعريف السياق يمكن الخروج بنتيجة واضحة أن السياق مؤلف من عدة عناصر:
أولها: وهو محوره وقطب رحاه وعمدته: الغرض والمقصود ومراد المتكلم.
ثانيها: تآلف الكلام وتتابعه وجريانه على أسلوب واحد.
ثالثها: الظروف المحيطة بالنص، وأحوال المخاطبين فيه.
واستيعاب السياق لهذه العناصر واشتماله عليها هو الذي يوفق بين المعاني المختلفة ويحدد هذا المصطلح العام.
ويمكن أن نخلص إلى تحديد أدق للسياق بناءً على ذلك كله: بأن السياق هو الغرض الذي ينتظم به جميع مايرتبط بالنص من القرائن اللفظية والحالية.
وبهذا الحد يتوافق المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي، وبه يجتمع اختلاف العلماء والمفسرين في تعريف السياق؛ ولذا فإنه يمكن أن يطلق على عنصر من عناصر السياق بأنه السياق باعتبار أنه جزء منه، وعليه يحمل إطلاق بعض المفسرين للسياق، وغالب إطلاقهم للسياق مقصود به الغرض الذي ورد الكلام لأجله كما تبين من أقوالهم السابقة
وتأييداً لما خلصت إليه في تحديد السياق أذكر ماقرره بعض الدارسين لمفهوم السياق: قال صاحب كتاب دلالة السياق ":وهنا يمكن تلخيص القول في مفهوم السياق في التراث العربي في النقاط الثلاث التالية: الأولى: أن السياق هو الغرض، أي مقصود المتكلم في إيراد الكلام ... الثانية: أن السياق هو الظروف والمواقف والأحداث التي ورد فيها النص أو نزل أو قيل بشأنها، الثالثة: أن السياق هو ما يعرف الآن بالسياق اللغوي الذي يمثله الكلام في موضع النظر والتحليل، ويشمل ما يسبق أو يلحق به من كلام" ([8]).
وقال صاحب كتاب منهج الدرس الدلالي عند الشاطبي":ويمكن نعت بحث الشاطبي لمسألة السياق بأنه مستوعب لمقتضيات الخطاب التي تتطلب النظر في مجموع ما يرتبط به" ([9]).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال صاحب كتاب البحث اللساني":السياق يقتضي عناصر مختلفة، أولاً عنصر ذاتي وهو معتقدات المتكلم وأيضاً مقاصد المتكلم، ثم العنصر الثاني أسميه عنصراً موضوعياً وهو الوقائع الخارجية التي تم فيها القول يعني الظروف الزمانية والمكانية. ثم العنصر الذي أسميه العنصر الذواتي، وأقصد به المعرفة المشتركة بين المتخاطبين" ([10]).
وقال صاحب رسالة دلالة السياق وأثرها في توجيه المتشابه اللفظي":وبعد هذا البيان فإننا نخلص إلى تعريف للسياق، وهو أنه: الغرض الذي تتابع الكلام لأجله، مدلولاً عليه بلفظ المتكلم، أو حاله، أو أحوال الكلام، أو المتكلم نفسه، أو السامع" ([11]).
ويقول صاحب رسالة أثر السياق في النظام النحوي":وبعد هذا الكم من التعريفات يمكن أن نخلص إلى تعريف يختصرها بقولنا هو: (مجموعة القرائن اللفظية والحالية الدالة على قصد المتكلم من خلال تتابع الكلام وانتظام سابقه ولاحقه به" ([12]).
ويقول صاحب رسالة السياق القرآني وأثره في تفسير المدرسة العقلية":التعريف المختار للسياق القرآني، هو مايحيط بالنص من عوامل داخلية أو خارجية، لها أثر فير فهمه، من سابق أو لاحق به، أو حال من حال المخِاطِب، والمخاطَب، والغرض الذي سيق له، والجو الذي نزل فيه" ([13]).
----الحواشي -------------------------------
([1]) ((إحكام الأحكام)) (2/ 21).
([2]) محمد بن حمد بن سهل، قاض من كبار الأحناف، مجتهد، مات سنة 483هـ انظر: الأعلام 5/ 315
([3]) ((أصول السرخسي)) (1/ 164).
([4]) علي بن عبد الواحد بن محمد أبو الحسن الأنصاري، كان آية باهرة في جميع العلوم وجميع أحواله كلها مرضية مات سنة1057 هـ انظر: الموسوعة الميسرة 2/ 1626و معجم المؤلفين 2/ 471
([5]) ((المنزع البديع في تجنيس أساليب البديع)) (ص18).
([6]) عبد الرحمن بن جاد الله البناني المغربي فقيه أصولي نزيل مصر مات سنة 1198هـ ((معجم المؤلفين 2/ 86))
([7]) ((حاشية البناني على جمع الجوامع)) (1/ 20).
([8]) ((دلالة السياق لردة الله الطلحي)) (ص51).
([9]) ((منهج الدرس الدلالي عند الإمام الشاطبي)) (ص165).
([10]) ((البحث اللساني لطه عبد الرحمن)) منشورات كلية الآداب بالرباط، سلسلة ندوات ومناظرات رقم 6، ص301.
([11]) ((دلالة السياق وأثرها في توجيه المتشابه اللفظي في قصة موسى، للشيخ فهد الشتوي)) (27).
([12]) ((أثر السياق في النظام النحوي على كتاب (البيان في غريب إعراب القرآن لابن الأنباري) للدكتور نوح الشهري) (ص79).
([13]) ((السياق القرآني وأثره في تفسير المدرسة العقلية، للدكتور سعيد الشهراني)) (ص22).
ـ[نورة]ــــــــ[19 Jan 2007, 01:54 م]ـ
جزاكم الله خيراً
وفتح عليكم فتوح العارفين
ومعكم متابعون
ـ[أبو عدنان]ــــــــ[20 Jan 2007, 02:52 م]ـ
الموضوع هذا قدمت فيه أطاريح عديدة في جامعة مكناس بالمغرب ..
حبذا لمن اطلع على شيء من رسائلها التعريف بها.
ـ[القعقاع محمد]ــــــــ[21 Jan 2007, 10:31 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[21 Jan 2007, 02:10 م]ـ
كان لهذا المقال بعض الضوء على مفهوم السياق وكونه وحدة دلالية معتبرة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7198
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[21 Jan 2007, 02:58 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك يا أخي الحبيب على هذا الموضوع المهم
فللأسف
أرى كثيرا من بعض العلماء و غيرهم من العامة
يهملون السياق الرباني و يجتزئون جزء من آية ما - لإثبات صحة تأويلهم أو إثبات عقيدة ما!!!؟؟
/////////////////////////////////////////////////
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[21 Jan 2007, 10:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أرجوا إفادتي والأعضاء عن أفضل تفسير استخدم التفسير بدلالة السياق القرآني، الذي قدمتم هذه الدراسة الجميلة عنه؟
ثمّ ماإذا كان تفسير المجمع بالمدينة من هذا النوع؟ وجزاكم الله خيراً.
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[23 Jan 2007, 08:50 ص]ـ
الشيخ أمين الشنقيطي
(يُتْبَعُ)
(/)
من خلال تتبعي للتفاسير في الدراسة التطبيقية لسورة البقرة، تبين لي اعتماد كثير من المفسرين لهذا العلم على تفاوت بينهم في ذلك، ومن أبرزهم ابن جرير وابن عطية وأبو حيان وابن كثير، وابن عاشور. وسأبين في حلقات التعريف بهذا العلم مناهجهم في ذلك بإذن الله تعالى
ولكن لم أقف على تفسير معين اعتمد السياق في جميع تفسيره، وعنى به في جميع ترجيحه، وهذا الذي يؤكد ضرورة العناية بهذا العلم في التفسير.
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[23 Jan 2007, 10:48 ص]ـ
الدكتور عبدالرحمن وفقه الله
قرأت ماسطره قلمك عن النظرة الجديدة التي جاد بها فكرك ونظرك الثاقب، وقد أمعنت النظر فيه، وأظن أن ماتوصلت إليه من من تحديد الوحدات الخمس هو خلاصة جهد وممارسة، وقد لفت نظري بأنك جعلت السياق هو أهم وحدة جامعة، وهي في نظري نتيجة صحيحة، إذ إن السياق حقيقة جامع للوحدات التي تسبقه كلها فهو نظرية تشمل الكلمة وموقعها وسر تعبيرها، والحروف ومعانيها، والجمل وترابطها.
وأرجو أن تأذن لي بإعادة نشر الخلاصة مع اختصار وترتيب لها ليكون مؤكداَ وشاهداَ لأهمية علم السياق ودراسته:
(((الخلاصة في ضوء كون التفسير هو علم فهم معاني القرآن على مراد الله أو كما فهمه النبي وصحبه فهو بهذا المعنى (علم دلالة القرآن)، ولما كان السياق اللغوي هو وحدة دلالية عند جميع علماء اللسانيات المعاصرين كان علم السياق القرآني أهم وحدة (تفسيرية) إذ يمكن أن ننقل الترتيب التصاعدي للوحدات الدلالية (كلمة -عبارة-جملة-سياق) إلى علم التفسير فنقول:
1 - الوحدة التفسيرية الصغرى هي الكلمة القرآنية: ولضبط هذه الوحدة نحصر مراجعها في علم المعاجم ومعاني الكلمات ومفردات القرآن، وكتب التصريف والصرف لأنه علم الصيغ، وكتب علم معاني الأدوات فهو جزء من علم النحو.
2 - الوحدةالتفسيرية الثانية (العبارة أو شبه الجملة في القرآن) فكانت تدرس في كتب النحو، وفي حقل الإضافة أيضا من تلك الكتب.
3 - الوحدة التفسيرية الثالثة هي الجملة القرآنية، وهذه مراجع دراستها جميع كتب النحو والتفاسير خصوصا تلك التي تركز على النحو في منهجها.
4 - الوحدة التفسيرية الرابعة هي السياق، والمرجع في فهم السياق القرآني هو علم ترابط الجمل ومرجعه تفسير الزمخشري، وعلم النظم والبلاغة بكتبها المعروفة. وعلم السياق القرآني أهم وحدة (تفسيرية). وربط السياق اللغوي بواقعه التاريخي مهم، ويحوج المفسر لهذه الوحدة التفسيرية العودة إلى كتب التاريخ بمعناه العام بما فيها كتب الحديث والسير والمغازي، لكنه عند هذه المرحلة يكون قد دخل الوحدة التفسيرية الكبرى الخامسة وهي (السياق الحضاري -التاريخي-الاجتماعي) للنص القرآني، والمقارنة بين السياقين في خصوص النص القرآني هي نوع من العلم جميل وجديد ولذيذ.
وعلى ذلك يكون:
- العالم بمفردات القرآن والمعاجم: مرجعنا في فهم الوحدة التفسيرية الأولى يشاركه في ذلك العالم بوظائف الكلمات القواعدية ومعانيها، وتحولات صيغ الأفعال ومعاني الزيادات.
- ويكون العالم بالنحو المُغني لفهمه لكتب النحو في التراث بقراءات لسانية معاصرة مرجعنا في الوحدة التفسيرية الثانية والثالثة.
- ويكون عالم البلاغة وعِلم ترابط الجمل والمحيط بأسباب النزول الناقد لها في ضوء منهج المحدثين مرجعنا في الوحدة التفسيرية الرابعة.
- وأما المرجع للوحدة التفسيرية الخامسة فهو كل ما يكتب في الدفاع عن العقيدة الإسلامية. لأنها هي السياق الحضاري العام لورود القرآن. وأما الأساس الثاني فهو ضرورة اعتبار السيرة النبوية ...
هذه الضوابط ترتب المعاني والأفكار بحسب اقترابها من المعنى المتحصل من ربط القرآن بسيرة النبي وبما ثبت من طريقة فهم الصحابة له. وهيهات أن يحيط بالوحدات التفسيرية الخمس رجل واحد ولكن يمكن رسم المخطط العام للمقاربة العلمية في التفسير. والله من وراء القصد))) اهـ باختصار وترتيب.(/)
إشكال في كلام ابن عطية
ـ[روضة]ــــــــ[19 Jan 2007, 07:16 م]ـ
قال القاضي ابن عطية عند تفسيره قوله تعالى:
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر:67]
"وعلى كل وجه، فـ " اليمين " هنا و " القبضة " وكل ما ورد: عبارة عن القدرة والقوة، وما اختلج في الصدور من غير ذلك باطل، وما ذهب إليه القاضي من أنها صفات زائدة على صفات الذات قول ضعيف، وبحسب ما يختلج في النفوس التي لم يحضنها العلم".
من يقصد بالقاضي؟؟
وبارك الله فيكم
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[20 Jan 2007, 01:39 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
فالمراد بالقاضي هنا هو: ((القاضي الباقلاني أبو بكر محمد بن الطيب)) المتوفى سنة 403هـ.
وللتأكد من ذلك انظر "تفسير ابن عطية" عند قوله تعالى: (وقالت اليهود يد الله مغلولة غُلّت أيديهم ولعنوا بما قالوا ... ) الآية.
حيث قال: [وقال قوم من العلماء منهم القاضي ابن الطيب هذه كلها صفات زائدة على الذات ثابتة لله دون أن يكون في ذلك تشبيه ولا تحديد وذكر هذا الطبري وغيره].
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 Jan 2007, 08:18 ص]ـ
ولا شك أن كلام ابن عطية رحمه الله تأويل مخالف لمذهب أهل السنة والجماعة.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[20 Jan 2007, 01:32 م]ـ
مسألة صفات الباري تعالى من المتشابه الذي استأثر الله بعلمه، وقال فيه وفي مثله (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله)، وقد مزج أدعياء العلم بين المعنى اللغوي لـ (تأويله) في الآية، وبين المعنى الاصطلاحي عند المتكلمين من "أهل السنة" وغيرهم. والصوا ب أن المنهي عنه هو ما وقع فيه كثير من أهل السنة وغيرهم من الفضلاء فيقومون بتصنيف الناس بحسب اجتهادهم في تفسير المتشابه. فمن لم يوافق اختيارهم في القول بأن مذهب السلف هو إثبات الظاهر مع نفي المماثلة بدّعوه وزنوه بما قرب من أسلات ألسنتهم. وقد يمكن تصنيف أقوال العلماء في معرفة مذهب السلف في المتشابهات بما فيها الصفات:
1 - مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وعليه جماعة من فضلاء الحنابلة وأهل الحديث من قبلهم، وعند هؤلاء ومقلديهم من المتأخرين ممن يكثرون في هذا المنتدى المبارك أن مذهب السلف هو إثبات الظاهر مع نفي المماثلة.
2 - مذهب ابن الجوزي الحنبلي ومن وافقه من الفضلاء قديما وحديثا، وعندهم أن مذهب السلف هو التوقف الكامل في المتشابهات من غير تأويل لأن التأويل ظن، ومن غير إثبات لأن الإثبات تجسيم، قال ابن الجوزي (ومن أثبت فيسأل هل المراد من الإثبات حقيقة العضو أم لا، فإن قال نعم فهو تجسيم لأن الإشارة الحسية إليه جائزة، وإن قال لا ليس المراد حقيقة العضو فهو تأويل وإن زعم أنه لا يؤول"
3 - المذهب الثالث هو تأويل المتشابهات وصرفها عن ظاهرها، وهو مذهب جماعة من الفضلاء، حيث اجتهدوا في تفسير المتشابه وتنزيه الباري تعالى عن الجسمية، وقال بعضهم إن هذا هو مذهب السلف، فقال الغزالي غعلم أن مذهب السلف هو التأويل حيث كانوا يفهمون اللغة على السليقة فكانوا ينزهون الباري تعالى عن الجسمانية وإن لم ينقل عنهم صريح ذلك.
ويمكن أن نضيف هذا التعليق البسيط،
لقد أساء كثير من معاصري أهل السنة من المطاوعة فهم هذه المسألة وقام بعض الداترة المتشددين لما يعتقدون أنه الحق، إن لم يكن ابتغاء الفتنة كما قال تعالى، فقد أوقعوا كثيرين في الفتنة، وقام بعض الأغرار بإعادة تصنيف علماء الإسلام بناء على قصورهم هم في علم أصول الدين، وإدراك لمغزي المتكلمين ومقصدهم.
وأرى أن هذا الأمر يجب أن يوقف عند حده، وأنه قد أنى للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحقّ.
ويمكن القول إن مسألة القول الفصل في معنى آيات الصفات والمتشابه عموماً مسألة من اختصاص علم التفسير واللغة ويجب تحذير المبتئين من طلبة العلم من الخوض فيها، فقد مر بي من عمره عشرون سنة يسأل عن جهبذ من جهابذة علماء الإسلام (كيف عقيدته؟ (وعندما أتبين مقصده أراه يختزل العقيدة في موقف المسؤول عنه من هذه المسألة!
وأصدق إخوتي القول ما أظن الشيطان إلا قد وجد مرتعاً في الناس في هذه المسألة، وقد اشترك كثير من الدعاة، ويعود ذلك في نظري القاصر إلى سببين أحدهما قصور في فهم المسألة وعدم اطلاع على كتب المسألة في مظانها بل تعصب بعض الناس لمجرد ذكر السلف وهي كلمة عامة لا يمكن قصرها على وجهة نظر معينة، والمسألة الأخرى هي ما حذر منه سلف العلماء من حب الرياسة والتصدّر، أو كما قالوا (تزبب وهو حصرم).
وفقنا عز وجل لمراضيه وجعل مستقبل حالنا خيرا من ماضيه.
وللقراء من ذوي الميول لدراسة علم الكلام وأصول الدين في كليات الشريعة والفلسفة، ولا سيما إخواننا في المغرب العربي من طلبة الدكتوراه، حبذا التفكير في دراسة عن العلاقة بين نظرية المثل الإفلاطونية وبين مشكلة الصفات في علم الكلام في القرنين 2 - 3 للهجرة.
ومن وجد في نفسه الميل لذلك والرغبة في إلقاء الضوء فإني أعرض خدمته في المشاركة في التفكير في المسألة وما أستطيع إمداده به من مصادر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[روضة]ــــــــ[20 Jan 2007, 02:04 م]ـ
أثابكم الله جميعاً على التعاون، والمساعدة، وأخص بالذكر الأستاذ أحمد المصري على حل الإشكال.
بارك الله فيكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Jan 2007, 05:17 م]ـ
الأخ العزيز الدكتور عبدالرحمن الصالح رعاه الله، أسأل الله أن يوفقنا جميعاً للهداية للحق، وأن يجنبنا طريق الضلال.
الذي أعرفه أنك متخصص في اللغة العربية في جانب أدب بعض العصور، وأراك تتقحم في الكلام في مسائل العقائد المشكلة التي سوف لن تحسم على صفحات الملتقى، بعد أن امتلأت بها كتب العقائد. وليتك تدع الكلام فيها لأهلها المشتغلين بها، ولمواضعها المناسبة لها أيضاً. فإني أراك تبتسر الحديث وتوجزه في مقام لا يحتمله، وتذكر تقسيمات غير مُسلَّمة، وتقلل من شأن القائلين بالقول الأول -مع عدم التسليم بالتقسيم الذي ذكرته - وكأنهم مجرد شخصين هما ابن تيمية وتلميذه وبعض المعجبين وهذا فيه تبسيط شديد للمسألة ومخالف للحقيقة رعاك الله. ولو شئتُ أن أبسط الكلام في هذه المسألة لفعلتُ وما بي عجزٌ عن ذلك، غير أنني أحرص أشد الحرص وأدعو الجميع من الزملاء الفضلاء إلى البقاء في دائرة الدراسات القرآنية قدر المستطاع، حتى يبقى للموقع رونقه وبهاؤه.
وفقكم الله لكل خير.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[21 Jan 2007, 11:05 ص]ـ
معاذ الله أن أسيء إلى مسلم، أو أنتهك الأخلاق التي يجب صيانتها، ورحم الله امرءاً أهدى إلينا عيوبنا
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[21 Jan 2007, 09:05 م]ـ
تعليقاً على ما ذكره أخي الدكتور عبد الرحمن الصالح أقول:
دَرَجَ كثيرٌ مِمّن كتبَ في موضوع المحكم والمتشابه أنْ يجعلوا آياتِ الصفات مثالاً لتشابه القرآن بإطلاق، وعلى رأسهم الزركشيُّ، والسيوطيُّ، وتوسّعَ في تقرير ذلك الزرقانيُّ، وغيرهم، وكلُّ ذلك مبنيٌّ على مذهبِ أهل التأويلِ.
وقد تعقّبَ الشيخُ ابن عثيمين رحمه الله مَن أطلق َالتشابه على آياتِ الصفاتِ، وبيّنَ في غير ما موضعٍ مِن كتبه أنّ الواجبَ التفصيلَ فقال:" وبعض أهل العلم يظنّونَ أنّ في القرآنِ ما لا يُمكن الوصولُ إلى معناه فيكونُ مِن المتشابه المطلق ويحملونَ آياتِ الصفاتِ علىذلكَ، وهذا مِن الخطأِ العظيمِ، إذْ ليسَ مِن المعقولِ أنْ يقولَ تعالى {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِه} (صّ: من الآية29) ثم تُستثنى آياتُ الصفاتِ؛ وهي أعظمُ وأشرفُ وأكثرُ مِن آياتِ الأحكامِ، ولو قُلنَا بهذا القولِ لكانَ مُقتضاهُ أنّ أشرفَ ما في القرآنِ يكونُ خَفِيًّا، ويكونُ معنى قوله {لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِه} أيْ آياتِ الأحكامِ فقط، وهذا غير مَعقولٍ بل جميعُ القرآنِ يُفهم معناه؛ إذ لا يُمكن أنْ تكونَ الأمّةُ مِن رسولِ الله ? إلى آخرِهَا لا تَفهمُ معنى القرآنِ، وعلى رأيهم يكونُ الرسولُ ? وأبو بكرٍ وعمر وجميع الصحابةِ يقرأونَ آياتِ الصفاتِ، وهُم لا يفهمونَ معناها، بل هي عندهم بمنزلةِ الحروفِ الهجائيّة أ، ب، ت ... والصوابُ: أنّه ليسَ في القرآنِ شيءٌ مُتشابهٌ على جميع ِالناسِ مِن حيثُ المعنى، ولكن الخطأَ في الفهمِ، فقد يَقْصُرُ الفهمُ عن إدراكِ المعنى أو يَفهمهُ على معنى خطأ،وأمّا بالنسبةِ للحقائقِ فما أخبرَ الله به مِن أمر الغيبِ، فَمُتَشابهٌ على جميعِ الناسِ ".
وفي موضع آخر قال:"مَن زعمَ أنّ آياتِ الصفاتِ مِن المتشابه على سبيل الإطلاقِ فقد أخطأَ والواجبُ التفصيلُ، فنقول: إنْ أَرَدْتَ بكونها مِن المتشابهِ تشابهَ الحقيقةِ التي هي عليها فأنتَ مُصيبٌ، وإنْ أَرَدْتَ بالمتشابهِ تشابهَ المعنى، وأنّ معناها مجهولٌ لنا فأنتَ مُخطئٌ غايةَ الخطأَ ".
ولَخَّصَ الشيخُ رحمه الله رأيهُ عندما قالَ:" وأسماءُ الله وصفاته مِن المحكمِ في معناها؛ لأنّ معناها مَعلوم ٌ، ومِن المتشابهِ في حقيقتها لأنّ حقائقها لا يعلمها إلاّ الله ".
وتقريرُ الشيخِ رحمه الله مَبنيٌّ على مذهب أهل السنّةِ والجماعة وطريقة سلفِ الأمّةِ في صفاتِ الله تعالى، إذْ إنّ الواجب في الكلماتِ المحتملةِ أنْ يُستفسرَ عن المرادِ بها فإنْ أريدَ بها حقًّا قُبِلَ وإلاّ رُدَّ، كما قرّرهُ شيخُ الإسلام ابن تيمية في رسالته: التدمريّة.
قال ابنُ تيمية رحمه الله:" ما أعْلَمُ عن أحدٍ مِن سلفِ الأمّةِ ولا مِن الأئمّةِ لا أحمد بن حنبل ولا غيره أنّه جعلَ ذلكَ – أيْ أسماء الله وصفاته – مِن المتشابهِ الداخلِ في هذه الآيةِ ونفى أنْ يعلمَ أحدٌ معناه ".
وقال ابنُ القيّم رحمه الله:" وقد تنازعَ الناسُ في المحكمِ والمتشابهِ تنازعًا كثيرا، ولم يُعرف عن أحد مِن الصحابة قَطّ أنّ المتشابهاتِ آياتُ الصفات، بل المنقولُ عنهم يدلُّ على خلافِ ذلكَ فكيفَ تكونُ آياتُ الصفاتِ متشابهةً عندهم وهم لا يتنازعونَ في شيءٍ مِنها، وآياتُ الأحكامِ هي المُحْكَمَةُ، وقد وقع بينهم النزاعُ في بعضها. وإنّما هذا قول بعض المتأخرينَ ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المؤمن]ــــــــ[21 Jan 2007, 09:44 م]ـ
هو القاضي الباقلاني المالكي والله اعلم
ـ[روضة]ــــــــ[21 Jan 2007, 09:47 م]ـ
معاذ الله أن أسيء إلى مسلم، أو أنتهك الأخلاق التي يجب صيانتها، ورحم الله امرءاً أهدى إلينا عيوبنا
هذه هي أخلاق العلماء .. بارك الله في علمكم د. عبد الرحمن صالح
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[21 Jan 2007, 10:15 م]ـ
أثني على ما ذكرته الأخت روضة حفظها الله من هذا الخلق النبيل للدكتور الفاضل عبد الرحمن الصالح، وتلك سمة نجدها ـ ولله الحمد ـ في المشاركين لنا في هذا الملتقى، ولا غضاضة في أن يقع الاختلاف والرد والتصويب ما دام في حدود الأدب العلمي الذي هو ـ بحق ـ سمة ظاهرة في أعضاء هذا الملتقى، وكم نتمنى أن نبتعد عن الجدل الذي يفضي إلى ما لا نحبه جميعًا، وأدعو الله أن ينير لنا طريقنا، وأن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
كما أشكر مشرفنا العزيز أبا عبد الله على متابعاته وتنبيهاته، وحرصه على سلامة الملتقى من أن يقع فيه احتداد في الرأي، وانتصار لفلان أو علان، فالملتقى لأهل القرآن جعلنا الله جميعًا منهم.(/)
حول إسناد عطية العوفي عن ابن عباس في التفسير
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[19 Jan 2007, 08:37 م]ـ
قال الشيخ مساعد الطيار في موضوع في هذا الملتقى (ولعلَّ مما يبيح تساهل التعامل مع أسانيد المفسرين من جهة الإسناد أن كثيرًا من روايات التفسير روايات كتبٍ، وليست روايات تلقين وحفظٍ؛ لأنك لا تكاد تجد اختلافًا بين ما رواه نقلة هذه المرويات بهذه الأسانيد.
ولذا تجدهم ينسبون التفسير إلى من رواه مدوَّنًا كتفسير عطية العوفي (ت: 111) عن ابن عباس (ت: 68))
هل هناك من فصل القول وتكلم على أسانيد عطية العوفي في التفسير؟!
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[22 Jan 2007, 06:26 م]ـ
:: ?::
,,,(/)
مقتطفات من كتاب أيسر التفاسير ..
ـ[هلال بن بلال]ــــــــ[19 Jan 2007, 08:59 م]ـ
بسم الله والحمد لله
هذه مجموعة من الفوائد من كتاب (أيسر التفاسير) ـ للشيخ أبو بكر الجزائري حفظه الله ـ:
المجلد الأول:
1. من سنّة الله في أهل العناد والمكابرة حرمان الهداية. ص23، 249، 343.
2. من سنن الله أن السيئة تولّد السيئة. ص28.
3. الفرق بين التسبيح والتقديس. ص40.
4. ترك الجهاد إذا وجب يُسبب للأمة الذل والخُسران. ص60.
5. سوء عاقبة التبجح بالعلم وادعاء عدم الحاجة إلى المزيد منه. ص82.
6. في الظروف التي لا تكون مواتيةً للجهاد، على المسلمين أن يشتغلوا فيها بالإعداد للجهاد، وذلك بتهذيب الأخلاق والأرواح وتزكية النفوس، بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وفعل الخيرات، إبقاءً على طاقاتهم الروحية والبدنية إلى حين يؤذن لهم بالجهاد. ص99.
7. مسجد القبلتين اسمه قديماً مسجد بني سلمة. ص128.
8. يجوز لعن المجاهرين بالمعاصي كشُرّاب الخمر والمرابين، والمتشبهين من الرجال بالنساء ومن النساء بالرجال. ص139.
9. من علامات خذلان الأمة وتعرضها للخسار والدمار أن تختلف في كتابها ودينها فيحرفون كلام الله ويبدلون شرائعه طلباً للرئاسة وجرياً وراء الأهواء والعصبيات، وهذا الذي تعاني منه أمة الإسلام اليوم وقبل اليوم، وكان سبب دمار بني إسرائيل. ص193.
10. الحكمة في مشروعية الجهاد هي دفه أهل الكفر والظلم بأهل الإيمان والعدل، لتنتظم الحياة ويعمر الكون. ص240.
11. يجوز التصدق على الكافر المحتاج بصدقة التطوّع، لا الزكاة، فإنها حق المؤمنين. ص266.
12. السجود لغير الله كفر، لما ورد في سبب نزول هذه الآية [أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون] حيث أرادوا أن يسجدوا للنبي صلى الله عليه وسلم. ص338.
13. ليس من حق الحاكم أن يُجنّد المواطنين تجنيداً إجبارياً، وإنما عليه أن يحضهم على التجنيد ويرغبهم فيه بوسائل الترغيب. ص518.
14. الاجتماعات السرّية لا خير فيها إلا اجتماعاً كان لجمه صدقة، أو لأمر بالمعروف أو إصلاح بين متنازعين من المسلمين. ص541.
15. جاء الإسلام فحرّم الاستقسام بالأزلام وسنَّ الاستخارة. ص591.
من أسباب الانتصار في المعارك مباغتة العدو. ص616.
16. الأخبار الكاذبة المهوّلة للعدو تترك أثرها السيء، وقد استعملت ألمانيا النازية هذا الأسلوب ونجحت نجاحاً كبيراً حيث اجتاحت نصف أوروبا في مدة قصيرة جداً. ص617.
المجلد الثاني:
1. الاستهزاء بالرسل والدعاة سنّة بشرية لا تكاد تتخلف. ص40.
2. مشروعية قول [إن صلاتي ونُسكي ومحياي ومماتي لله ربِّ العالمين] في القيام إلى الصلاة. ص150.
3. من السنن البشرية: أن الظلمة والمتكبرين يجادلون بالباطل حتى إذا أعياهم الجدال وأُفْحِموا بالحجج ـ بدل أن يسلّموا بالحق ويعترفوا به ويقبلوه، فيستريحوا ويريحوا ـ يفزعون إلى القوة بطرد أهل الحق ونفيهم أو إكراههم على قبول الباطل بالعذاب والنكال. ص205. والمجلد الرابع/33.
4. من سنن الكون: أن المرء يتأثر بما يرى ويسمع، والرؤية أكثر تأثيراً في النفس من السماع. ص240
5. الفرق بين خلْف وخلَف. ص257.
6. مريض القلب يزداد مرضاً وصحيحه يزداد صحة سنة من سنن الله في العباد. ص442.
7. الشرك في التسمية شرك خفي معفوٌ عنه، وتركه أولى. ص274.
8. العُجب من العوائق الكبيرة عن النجاح. ص356.
9. تساوي فضل طلب العلم والجهاد على شرط النيّة الصالحة في الكل، وطالب العلم لا ينال الأجر إلا إذا كان يتعلّم ليعلم فيعمل فيعلّم مجاناً في سبيل الله، والمجاهد لا ينال هذا الأجر إلا إذا كان لإعلاء كلمة الله خاصة، وحاجة الأمة إلى الجهاد والمجاهدين كحاجتها إلى العلم والعلماء سواء بسواء. ص438.
10. يقال: انقضت الصلاة أو الدرس، ولا يُقال: انصرفنا من الصلاة أو الدرس. ص442.
11. من سنة الله في البشر أن التوغل في الشر والفساد والظلم يوجب ختم على القلوب فيحرم العبد الإيمان والهداية. ص496.
المجلد الثالث:
1. من سنن في خلقه أنه تعالى لا يزيل نعمة أنعم بها على قوم من عافية وأمن ورخاء بسبب إيمانهم وصالح أعمالهم حتى يُغيّروا ما بأنفسهم من طهارة وصفاء، بسبب ارتكابهم للذنوب وغشيانهم للمعاصي نتيجة الإعراض عن كتاب الله وإهمال شرعه وتعطيل حدوده والانغماس في الشهوات والضرب في سبيل الضلالات. ص14.
(يُتْبَعُ)
(/)
2. طبقات النار السبع هي: جهنّم ثم لظى ثم الحُطمة ثم السعير ثم سقر ثم الجحيم ثم الهاوية. ص81.
3. مشروعيّة صلاة الحاجة، فمن حزبه أمر أو ضاق به، فليصل صلاة يفرج الله تعالى بها ما به أو يقضي حاجته إن شاء وهو العليم الحكيم. ص97.
4. الآدميون أفضل من الجن وسائر الحيوانات، وخواصهم أفضل من الملائكة، وعامة الملائكة أفضل من عامة الآدميين، ومع هذا فإن الآدمي إذا كفر ربه وأشرك في عبادته غيره، وترك عبادته وتخلّى عن محبته ومراقبته أصبح شر الخليقة كلها. ص214.
5. هذه الآية [وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في المُلك ولم يكن له ولي من الذل] تُسمّى آية العز، هكذا سمّاها رسول الله صلى الله عليه وسلم. ص235.
6. من مكر الإنسان وخداعه أن يُحوّل القضيّة الدينية البحتة إلى سياسيةٍ خوفاً من التأثير على النفوس، فتؤمن وتهتدي إلى الحق. ص360.
7. يجوز الاستهزاء بالمشرك الظالم إذا حلَّ به العذاب تقريعاً له وتوبيخاً. ص400.
8. من سنن البشر أن دعوة الحق أوّل من يردها الكبراء وأهل الكفر. ص513.
9. اتخاذ قوانين وضعيّة للتحاكم إليها دون كتاب الله وسنة رسوله آية الكفر والنفاق. ص582.
10. وجوب الاستئذان من إمام المسلمين إذا كان الأمر جامعاً ـ كالحرب ـ، وللإمام أن يأذن لمن شاء ويترك من يشاء حسب المصلحة العامة. ص595.
11. من الجهاد جهاد الكفار والملاحدة بالحجج القرآنية والأيات التنزيلية. ص624.
12. لم يُبادر موسى عليه السلام بإلقاء عصاه، لأن المسألة مسألة علم لا مسألة جرب، ففي الحرب تنفع المُبادرة بافتكاك زمام المعركة، وأما في العلم فيحسُن تقديم الخصم، فإذا أظهر ما عنده بالحجج والبراهين، فأبطله وظهر الحق وانتصر على الباطل، هذا الأسلوب الذي اتبع موسى بإلهام من ربه تعالى. ص649.
13. [إذ قال لهم أخوهم لوط] هذه أخوّة الوطن لا غير لا أخوة نسب ولا دين. ص674.
المجلد الرابع:
1. تخرج الدابة في آخر الزمان من صدع من الصفا، وقد وُجد الصدع الآن فيما يبدو وهي الأنفاق التي فُتحت في جبل الصفا وأصبحت طرقاً عظيمة للحجاج. ص46.
2. أوّل من استخدم سياسة تحديد النسل هو فرعون. ص52.
3. ستر الوجه عن الأجانب سنة المؤمنات من عهد قديم وليس كما يقول المبطلون هو عادة جاهلية، فبنتا شعيب نشأتا في دار النبوة والطهر والعفاف وغطّت إحداهما وجهها عن موسى حياءً وتقوى. ص65.
4. ما اعتذر به المشركون عن قبول الإسلام بحجة تألب العرب عليهم وتعطيل تجارتهم، يعتذر به اليوم كثير من المسؤولين، فعطلوا الحدود وجاروا الغرب في فصل الدين عن الدولة، وأباحوا كبائر الإثم كالربا وشرب الخمور وترك الصلاة، حتى لا يُقال عنهم أنهم رجعيون متزمتون، فيمنعوهم المعونات ويُحاصرونهم اقتصادياً. ص87.
5. الطابور الخامس في الحروب هم أناس يذكرون في الخفاء عظمة العدو وقوّته يرهبون منه ويُخذلون عن قتاله. ص254.
6. بيان الحكمة في تزوّج النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من أربع نسوة.284.
7. النفخات أربع: نفخة الفناء ونفخة البعث ونفخة الفزع والصعق ونفخة القيام بين يدي رب العالمين. ص385.
8. كلمة الأحزاب مذمومة ومدلولها إذ لا تأتي الأحزاب بخير. ص438.
المجلد الخامس:
1. يوجد شجرة بأريحا من الغور لها ثمر كالتمر حلو عفيص، لنواه دهن عظيم المنافع عجيب الفعل في تحليل الرياح الباردة وأمراض البلغم وأوجاع المفاصل والنقرس وعرق النسا والريح اللاحجة في حق الورك، يُشرب منه زنة سبعة دراهم ثلاثة أيام، وربما أقام الزمنى والمقعدين. ذكر هذا صاحب حاشية الجمل على الجلالين عند تفسير هذه الآية. ولو أمكن أخذ هذا الثمر واستخراج زيته والتداوي به لكان خيراً. ص18.
2. مشروعيّة التسامح مع الكفار والتجاوز عن أذاهم في حال ضعف المسلمين. ص29.
3. الحقيقة بنت البحث. ص237.
4. الفرق بين المداهنة والمدارة. ص254.
5. من أسماء الاستمناء: العادة السرّية وجلد عميرة. ص434.
6. وقت مجيء الشيخ أبو بكر الجزائري إلى المدينة النبوية عام 1373هـ. ص534.
7. الإطعام من الجوع والتأمين من الخوف عليهما مدار كامل أجهزة الدولة بأرقى الدول اليوم وقبل اليوم، لم تستطع أن تحقق لشعوبها هاتين النعمتين نعمة العيش و الأمن التام. ص619.
8. يقول الشيخ أبو بكر: فقد قرأت وطالعت (المنار) أكثر من أربع مرات، وكنت إذا وصلت إلى موضع انتهاء ما كان الشيخ رشيد يتلقاه عن شيخه، ويقول: إلى هنا انتهى ما كنت أتلقاه من الشيخ، يغلبني البكاء، فأبكي وأرى أن رزيةً ما فوقها رزيّة في موت الشيخين قبل إتمام تفسيرهما. ص635.(/)
من أجمل التلاوات التي سمعتها في حياتي
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[19 Jan 2007, 11:29 م]ـ
أحبتي ..
أهدي لكم هذا الرابط لقراءة القارئ المغربي عمر القزابري لمقطع يمثل أكثر سورة الصافات:
http://ia331332.us.archive.org/3/items/kazabry_zaki/saffat2.mp3
http://ia331332.us.archive.org/3/items/kazabry_zaki/saffat2.mp3
والحق أن هذا الرجل حين تسمع منه القرآن تحس إحساسا حقيقيا أنك تسمع كتاب الله عز وجل لأول مرة؛ حيث جمال الصوت وخشوع القارئ والأناة في القراءة والوقف الحسن؛ وقل ما شئت أن تقول في حسن قراءة هذا الرجل.
عموماً ... أنا لم أضع هذا الرابط إلا بعد أن استمعت له قرابة مائة مرة، وهذا الرقم حقيقي وليس للمبالغة،لما وقع في نفسي من تأثر عميق بها،كما هو حال كل من أسمعتهم هذا المقطع ..
ختاماً ... أدع الحكم لكم، نفعنا الله وإياكم بكتابه العظيم.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[20 Jan 2007, 02:53 ص]ـ
صدقت سبحان الله، القران له طعم إذا سمعته ممن يتدبره ورزق صوتاً حسناً.
ـ[رضا التومي]ــــــــ[20 Jan 2007, 07:11 م]ـ
قبل أن استمع للقراءة في الرابط
جزاكم الله خيرًا يا شيخ عمر على نشر مثل هذه التلاوات المؤثرة.
و ليت من يملك خبرة أن يخفّض لنا حجمها .. لكي تحمّل في الجوالات أيضا.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[20 Jan 2007, 09:23 م]ـ
هي معي على الجوال،وتحميلها سهل،والطريقة كالآتي ـ وقد نجحت معي ـ:
1 ـ قبل أن تنقلها عن طريق البلوتوث حوّل ذاكرة الرسائل على الذاكرة الخارجية ـ التي يفترض أن تكون كبيرة ـ على الأقل تتسع لحجم المقطع (12 م. ب) تقريبا.
2 ـ قم بإرسال البلوتوث إلى جوالك من الحاسب.
3 ـ إذا قمت بحفظ المقطع يمكنك إعادة الرسائل إلى ذاكرة الهاتف.
وفقكم الله،ونفعنا وإياكم بالقرآن العظيم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Jan 2007, 09:40 م]ـ
أحسن الله إليكم أبا عبدالله على هذه الفوائد، تلاوة مؤثرة حقاً. وقد حفظتها على جهازي بارك الله فيكم.
ـ[نياف]ــــــــ[20 Jan 2007, 09:54 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[20 Jan 2007, 10:19 م]ـ
بارك الله فيك يا أبا عبد الله.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[21 Jan 2007, 10:54 ص]ـ
جزيت خيرا أخي الشيخ عمر
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[21 Jan 2007, 11:38 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[21 Jan 2007, 01:44 م]ـ
للإخوة الكرام:
هذه روابط بعض قراءات الشيخ عمر القرابزي
تنبيه: إذا لم تعثر على رابط التحميل في الصفحة ـ لأنها باللغة الإنجليزية ـ فاتبع الآتي:
1 ـ اضغط مفتاح ctrl[ كنترول] + حرف f ، فسيظهر لك مربع فيه مستطيل أبيض.
2 ـ أدخل هذه الجملة ( Download file ) في المربع الأبيض،وسيظهر لك مباشرة.
3 ـ قم بالضغط عليه،ثم سيبدأ بالتحميل مباشرة.
مقطع فيديو لأواخر آل عمران:
http://dl.filesend.net:8080/dl.php?7a90cb862edf1ad30a4c2de4d492adba
سورة الصافات:
الجزء الأول:
http://ia331332.us.archive.org/3/items/kazabry_zaki/saffat1.mp3
الجزء الثاني:
http://ia331332.us.archive.org/3/items/kazabry_zaki/saffat2.mp3
سورة الحاقة:
http://www.4shared.com/file/7272979/82e2a1d5/_-_.html?s=1
وهذا رابط لصفحة الشيخ فيها بعض التسجيلات،وهي متفاوتة في الجودة:
http://www.taranime.com/quran/omar_qazabri.htm
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[21 Jan 2007, 05:21 م]ـ
تنبيه:
الشيخ قفز آية (إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ [الصافات/132] من قصة (إلياس) عليه الصلاة والسلام.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[21 Jan 2007, 08:40 م]ـ
أحسن الله إليكم .. وصوت القارئ جميل جدًا
وقد قلت سابقًا:
صوت جميل وتلاوة مجودة
الفاتحة بصوت عمر القزابري
http://up.9q9q.net/up/index.php?f=aD8WywAb8
مع جمال الصوت لكنه كأنه يزيد في مد حروف المد مثل (المغضوب عليهم)
وفي هذا المقطع الذي وضعه الشيخ عمر كذلك أحيانًا يزيد في المد مثل (إني أرى في المنام) .. و (عباد الله)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[22 Jan 2007, 12:33 ص]ـ
أخي .. أبا إبراهيم .. مرحباً بك على مائدة القرآن ..
في تقديري أن قراءة التراويح لها شأنها .. وهذه المدود الزائدة بعض الشيء، تقع ـ لا أقول من بعض الشباب ـ بل من بعض القراء المتقنين،كقارئنا هذا الذي يحفظ القرآن بالقراءات العشر.
وسببها ـ كما لا يخفى ـ التفاعل مع الآيات،والذي يغيب معه صاحبه عن مراعاة الأحكام بدقة،من شدة التأثر،ومثل هذا تتسع له لغة العرب ..
وهذا مذهب بعض المعاصرين من المجودين الذين لهم إجازات في القراءات السبع،كما حدثني بذلك الشيخ د. عبدالعزيز الأحمد ـ القارئ المعروف ـ.
عموماً .. المسألة بحثت ـ فيما أذكر ـ على هذا الملتقى ..
وتتميماً للفائدة،فهذا رابط يجمع قراءة لسور: فاطر - يس - غافر.
http://www.mcoran.net/sowar.php?id=2
ولقد سمعت سورة غافر .. وهي بحق قراءاة مؤثرة،وقد بكى في أولها،وأبكى من خلفه .. فجزاه الله خيراً،وثبته.
الجدير بالذكر أن الشيخ عمر حالياً يصلي في مسجد الحسن الثاني في المغرب،والذي يتسع لقرابة (40000) أربعين ألف مصل، يكاد يمتلئ، كما يقول بعض المغاربة،والعهدة عليهم ..
وفي الملتقى من إخواننا المغاربة من يفيدنا حول هذا الموضوع.
وقد سبق له أن صلى في مسجد الشيخ ابن باز في مكة، لكن لا أدري أي سنة بالضبط.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[22 Jan 2007, 02:39 ص]ـ
قراءة سورة غافر في غاية الروعة، لكن فيه صوت شخص يتداخل معه خاصة عندما يتأثر الشيخ، لذلك لو كانت القراءة بدون صوت هذا الشخص كان أفضل ثم إني رأيت للشيخ قائمة في طريق الإسلام لكن كأنها تختلف عن هذه القراءات. أم لا؟
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[22 Jan 2007, 06:20 ص]ـ
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا
وجزى الله الجميع خيرا
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[22 Jan 2007, 09:49 ص]ـ
أحسن الله إليك يا شيخ عمر، وأنا أتفق معك وبحكم أني إمام فأحيانًا أجد نفسي أزيد في المد الطبيعي من غير شعور، وهذا خطأ مني لا أقرُّه.
وصوت القزابري صوت رائع جداً لا أبالغ إن قلتُ كما قلتَ أنت لم أسمع مثله في حياتي، سوى بعض مقاطع الحصري والمنشاوي وخليل شاهين ..
والرابط الذي وضعتُهُ من سورة الفاتحة أحسن ما سمعت من القزابري وكله حسن، ولكن العارف للتجويد تتحرك نفسه عندما يسمع القزابري في المقطع يمد واو (المغضوب عليهم)!
شكر الله لك
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[22 Jan 2007, 09:59 ص]ـ
تنبيه:
ذكرتَ حفظك الله أن مذهب بعض المعاصرين يجيز زيادة المد الطبيعي، وبحكم أني لأول مرة أسمع بهذا؛ فأقول الذي يجيزه علماء التجويد -فيما أعلم- من زيادة المد هو في مد (لا إله إلا الله) للتعظيم.
وقد تُقبل زيادة المد في المتصل والمنفصل واللازم عن المقدار الذي حدده علماء هذا الفن، ولكن زيادته في المد الطبيعي تخرجه عن تسميته بالطبيعي.
والله أعلم
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[22 Jan 2007, 12:07 م]ـ
أشكر لأخي أبي إبراهيم تفاعله المفيد.
الرابط الذي وضعتموه لسورة الفاتحة يفيد بأن الملف قد حذف، فهل من رابط آخر،ولكم من أخيكم الدعاء.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[22 Jan 2007, 01:17 م]ـ
الشيخ الكريم عمر المقبل .. ظننت أن المقطع يعمل ..
وإليك هو من جديد:
http://up.9q9q.net/up/index.php?f=UUSA31xts
وأعطني رأيك بارك الله فيك
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[22 Jan 2007, 04:45 م]ـ
شكر الله لكم أبا إبراهيم ..
استمعت له،وهو حسن وجيد،وأجود منه ـ عندي ـ قراءته للفاتحة عند الدقيقة الثامنة (تقريبا) من المقطع الذي يقرأ فيه سورة غافر، ولكل وجهة.
نفعنا الله وإياكم بكتابه العظيم.
ـ[الجعفري]ــــــــ[22 Jan 2007, 04:49 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[20 Feb 2007, 12:09 ص]ـ
وهذا مقطع لسورة المنافقون عام 1427هـ:
http://www.almorni.com/index.php?option=com_quran&task=istamii&id=860&Itemid=147
ـ[محب القراءات]ــــــــ[20 Feb 2007, 02:11 ص]ـ
أخي الفاضل الدكتور / عمر المقبل حفظه الله
جزاك الله خيرا على ما اتحفتنا به من هذه التلاوة الرائعة بهذا الصوت الحسن.
وقد استمعت لسورة المنافقون وهي برواية ورش عن نافع المدني من طريق الأزرق , وهي فعلا من أجمل التلاوات التي سمعتها.
إلا أن هناك ملاحظات بسيطة على هذه التلاوة الجميلة في بعض احكام التجويد.
منها ما ذكره الأخ أبو إبراهيم الحائلي من زيادة المد الطبيعي عن مقداره (حركتين). كما في (لا تلهكم أموالكم)
ومنها زيادة الغنة عن مقدارها في بعض المواضع كما قرأ (وانفقوا مما رزقناكم) وكما قرأ (فأصدق وأكن من الصالحين)
وهناك ملاحظات على الأداء كما في (لا تنفقوا)
والله أعلم
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[16 Apr 2007, 10:47 ص]ـ
وهذا رابط وضعه أحد الإخوة لبعض تلاوات الشيخ عمر القزابري ( http://www.mazameer.com/vb/showthread.php?t=10662) ـ وفقه الله ـ،وقد وصف نقاوتها بأنها عالية.
كما أن هذا رابط مفيد حيث جمع تلاوات لبعض قُرّاء بلاد المغرب ( http://www.mazameer.com/vb/forumdisplay.php?f=47).
أرجو أن تحقق المقصد منها، فإن سماع القرآن من الأصوات المؤثرة أحد الأسباب المؤثرة في التدبر والخشوع.
ـ[القندهاري]ــــــــ[17 Apr 2007, 02:36 م]ـ
الحمد لله.
جزاك المولى خيرا أخينا الحبيب عمر قد لا نختلف على قراءته الطيبة وتجويده
لكن سبحان من فرق بين الأذواق والأطباع وكما قيل لولا إختلاف الأذواق لبارت
السلع أنا عندي أن قراءته متوسطة وقد يعجبني قاريء بينما لا يعجب إخواني
ولذا سوف أذكر من باب المثال القاريء عبد الرشيد الصوفي وإن كان بعض
(يُتْبَعُ)
(/)
الإخوان لاتعجبه قراءته لإختلاف الذوق ليس إلا وع ذلك لم أسمع مثل قراءته في
حياتي.
وهذا موقع الشيخ عبد الؤشيد صوفي بعد إذن شيخنا عمر المقبل
http://www.mp3quran.net/soufi.html
ـ[القندهاري]ــــــــ[17 Apr 2007, 02:38 م]ـ
وهذه سيرة الشيخ لمن أراد أن يعرف.
الإسم: عبدالرشيد بن الشيخ على صوفي
ولد فى الصومال عام 1964م، والده العلامة الشيخ/ على بن عبدالرحمن صوفي (مفتى الصومال ومقرئها) أول من أدخل ونشر علم التجويد والقراءات فى تلك البلاد، تخرج على يدية الكثير من العلماء، وأنشأ المدارس والمراكز العديدة لتعلم القرآن وتعليمة، وأخرها مسجده المشهور فى مقديشو المسمي بمسجد الشيخ على صوفي - الذى تعلم فيه ودرس صاحب هذه السيرة، وقد تعلم القرآن والقراءات على يد والدة الشيخ وذلك من خلال الحلقات اليومية التى كانت تقام فى المسجد وأتم حفظ القرآن وهو فى العاشرة من عمرة. ثم أتقن علم التجويد بعلومة على يد والدة الشيخ برواية حفص عن عاصم، وبعد ذلك القرآت السبع عن طريق الشاطيبة واستمع لشرح الشاطبية من والدة أكثر من ثلاث مرات وحفظها، وهى عبارة عن قصيدة لامية فى القرآت السبع لناظمها الإمام ولى الله القاسم بن ميُره الشاطبي رحمة الله والمتوفي عام 599هـ، وهى 1173 بيتاً.
ودرس ما تيسر من علوم النحو والفقة الشافعي على يد الوالد الشيخ ثم رحل إلى مصر لاستكمال علم القراءات فى اكتوبر عام 1981م، وهناك انتظم فى معهد القراءات، ونال الشهادة العالية فى القراءات العشر من المعهد.
وبجانب دراسته النظامية فى المعهد. قرأ المقرئ الكبير الشيخ/ محمد بن اسماعيل الهمذاني - رحمة الله - فى صحن الجامع الأزهر حيث أجازه الشيخ الهمذاني إجازتين بسنده المتصل إلى حضرة النبى الكريم صلى الله عليه وسلم.
الأولى: فى القراءات العشر من طريق الشاطبية، والدرة.
والثانية: فى القراءات العشر من طريق الطيبة للإمام الجزري.
كما درس عليه شيئاً من علم رسم المصاحف. ثم رجع إلى الصومال بعد ذلك حيث باشر التدريس، والإمامة فى مسجد والدة بعد مرضه.
ثم تولى تدريس علوم القرآن الكريم فى كلية الدراسات الإسلامية - فرع الأزهر
وقد درس بفضل الله علم القراءات على يديه الكثير فى الصومال وفى قطر.
قدم إلى قطر فى عام 1991م حيث عمل منذ قدومه بوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - بوظيفة إمام وخطيب بجامع أنس بن مالك رضى الله عنه بمنطقة السوق المركزي بالدوحة.
له أنشطه دعوية متعددة فى قطر وخارجها مثل الدروس والمحاضرات وحضور الندوات واللإجتماعات الإسلامية خاصة فى أوروبا.
ونسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن نكون من العاملين بما علمنا هو ولى ذلك والقادر
ـ[نورة]ــــــــ[18 Apr 2007, 08:21 ص]ـ
شكر الله سعيكم
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[13 Dec 2007, 09:04 م]ـ
وهذا رابط لقراءة مؤثرة للثمن الأخير من سورة الزمر من رقاءات هذا العام 1428هجرية:
ونصيحتي لنفسي ولمن أراد أن يستمع القرآن استماع انتفاع أن يقبل على الاستماع وكأن الله يخاطبه به، لا أن يسمعه وهو منهمك في تقليب الصفحات أو القراءة في موضوعات أخر،أو منشغل بشيء آخر،فهيئة الاستماع التي تليق بالقرآن هي ـ بلا ريب ـ من تعظيم شعائر الله،ومن أعظم أسباب الانتفاع بالقرآن، قال تعالى: (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد).
http://www.4shared.com/file/25535394/b5bd70f7/9-10.html
ـ[طابة]ــــــــ[19 Dec 2007, 09:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا
جارى التحميل
ـ[سالم سرور عالي]ــــــــ[19 Dec 2007, 11:28 م]ـ
جزاكم خيرا.
ـ[جنتان]ــــــــ[20 Dec 2007, 01:52 ص]ـ
ماشاء الله بارك الله فيكم وشكر سعيكم .. لكني وددت سؤال اخوتنا ما اذاكان هناك مصحفا كاملا للشيخ القزابري .. او سبقت له التلاوة في مجمع المدينة المنورة, ... فقد سألتُ عن ذلك ولم اجد جوابا شافيا.
وجزاكم الله عني خيرا
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[25 Dec 2007, 04:30 م]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ عمر
تلاوة مؤثرة حقا.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[23 Jan 2008, 01:19 ص]ـ
هذا رابط فيه بعض تلاوات الشيخ عمر القزابري:
http://www.taranims.com/doross/categories.php?cat_id=75
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[23 Jan 2008, 07:27 ص]ـ
ماشاء الله، تلاوة رائعة ومؤثرة فعلا، وفقكم الله وبارك فيكم.
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[02 Feb 2008, 05:39 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله، تلاوة مؤثرة حقاً،
بارك الله فيكم يادكتور عمر
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[06 Feb 2008, 09:28 م]ـ
وهذا رابط لمقطع من سورة الفرقان لا يقل روعة عن سورة الصافات .. بل ربما كان مثله أو أجمل في بعض مقاطعه ..
فسبحان من وهبه هذا الصوت الجميل:
http://www.4shared.com/file/32373089/dfeea743/_______.html
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Feb 2008, 01:58 م]ـ
الشيخ عمر القزابري وفقه الله يصلي بالناس في جامع الحسن الثاني بالدار البيضاء بالمغرب، وقد صليت وراءه وهو مسجد كبير جداً، باذخ البناء على شاطئ المحيط الأطلسي، وفيه من الملاحق المساندة الشيء الكثير وأظنه أكبر مساجد المغرب، وقد حدثني أحد المصلين أنه يمتلئ في شهر رمضان بالمصلين، نسأل الله القبول.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسام خوجة]ــــــــ[16 Feb 2008, 12:50 ص]ـ
عمر القزابري
كانت مدينة جدة عام 1424هـ لا تفتأ أن تسمعه في رمضان إلى أن أصيب بما أصيب
ثم في العام التالي في ابن باز بمكة ..
وهو في طريقة اداءه مثل شيخه القارئ المقرئ الدكتور: عبد الرحيم النابلسي
إلا أن الشيخ عبد الرحيم أضبط لنفسه في (طربه)
اما الشيخ عمر فله جوّه الخاص جدا .. ولهذا هو يمد قليلا،، يزيد في الغنة ... الخ
لكنك في الآخر تشعر بعالم آخر ..
تشعر بلذة القرآن .. وبحق كأن أحدا من العلياء يتلو عليك ..
له ذكريات في سورة الحاقة هنا في جدة لا تنسى صراحة
وفق الله الجميع
ـ[النجدية]ــــــــ[21 Feb 2008, 08:55 ص]ـ
بسم الله ...
جزاكم الله خيرا على هذه القراءات الطيبة!
و لله الحمد فهناك كثير من المشايخ الذين أنعم الله عليهم بهذه الملكات؛ فتكون قراءتهم لها وقع عميق في النفس ...
أذكر منهم:
الشيخ مشاري بن راشد العفاسي
و الشيخ صلاح الهاشم
و الله الموفق ...
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[01 Jun 2008, 11:46 ص]ـ
وهذا رابط وقعت عليه قبل يومين لما تيسر من سورة يونس،وهي قراءة في صلاة الفجر ..
لقد سمعت قراءة هذه السورة من قرء كثيرين،فلم أسمع أروع ولا أوقع في نفسي من هذه التلاوة التي تحلق بك في عالم آخر ..
لقد ازداد يقيني أن التلاوة الحقة،من أعظم مفاتيح التدبر ..
طبق هذا على هذا المقطع الفريد:
http://www.4shared.com/file/32372154/ad8fa8e1/________.html
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[01 Jun 2008, 08:38 م]ـ
قراءة ممتازة لهذا الشيخ الحبيب، ونشكركم شيخنا عمر، وهنا سؤال وهو أين تسجلات الشيخ عمر قزابري حين كان في جدة وفي مسجد الشيخ ابن باز في مكة؟
لأنها مناسبة جداً خصوصاً لنا حيث إنه كان يقرأ بقرائتنا.
فياليت من عنده علم بتلك التسجيلات يدلنا عليها.
وقد يكون لدى مكتبة جامع الشيخ ابن باز في العزيزية في مكة شيئا من ذلك.
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[06 Jun 2008, 08:10 م]ـ
كنت سأضعها في صفحة مستقلة حتى يتصفحها أكبر عدد ممكن من الإخوة الأعضاء الذين عدت عليهم عواد الدهر فذهبت بأكثرهم ولست ألومهم، خاصة من هذه الفيروسات التي تصل جهازي بعد كل مرة أتصفح فيها هذاا لملتقى العزيز على قلبي والذي أنا مضطر لمداواته بعد هذا الدخول والمشاركه، فأين هم بياطرة هذ الملتقى أم اذكرهم بظلم ذوي القربى.
.
.
لقد خلق الله الكون في تناغم عجيب وعظمة تستجهر العقل وتأخذ باللب، وأوجد هذا المخلوق من بين سائر خلقه فجعل له سمعا وبصرا وفؤادا يدرك بها هذا الكون ويسبح بها خالقة وفاطره، وقدر هذا المخلوق الإنسان من أضرب شتى وأجناس وألوان وجعل بينهم تباين في الفكر والإدراك والحس، إلا أن هناك رابط خلقي بين سائر فئاته وأمزجته، فمهما تنوعت الرغبات وتعددت الأمزجة واختلفت الألوان، فإن هناك اعتراف واحد بوجود بعض المدركات التي يشترك الجميع في فهمها والإيمان بها والتي منها الجمال والحب والكره وأشباه ذلك.
فهناك دائما اعتراف واحد بالحب والكره والجمال ... على تفاوت في درجة هذا الاعتراف، فلم نسمع من أشاد بصوت الحمار أجلكم الله كما لم نسمع بمن أزرى بوجه القمر، فالناس بينهم اتفاق عجيب في هذا الباب وإن اختلفوا في مقياس هذا الحب أو الجمال حسب اختلاف مداركهم هم لاهو.
فعندما نرى بعض الناس يميل لقارئ معين ويشيد به أكثر من غيره، ويذكر بأنه وجد معه من الخشوع مالم يجده مع سواه فنحن نصدقه في قوله ولا نلومه أو نثرب عليه، ولا يلزم من ذلك أن يجد غيره من المستمعين معه مايجده هو، أعني أنه لايعني بالضرورة أن يتفق الجميع على استحسان صوت واحد أوصورة واحدة وإن لم يقف الجميع موقفا سلبيا من ذلك، بل ربما تجد أنك تتعجب أحيانا من بعض الاختيارات في هذا الباب، وظني أن السر يكمن في أن على القلوب أبواب مغلقة تختلف مفاتيحها من شخص إلى آخر، فمتى أتحدت المفاتيح اتفقت الآراء ومتى اختلفت حصل التباين، وهذا سر من عالم الروح الذي لايمكن التكهن به أو إدراكه على الوجه الصحيح، فلسنا نصل من علمنا مهما بلغنا إلى أكثر من عالم الجسد الذي يخفي وراءه مايحار له العقل ويشهد له الفؤاد بوحدانية الخالق سبحانه وعلمه الشامل لعالم الروح والجسد من هذا المخلوق الضعيف، فالقلوب كالبيت الذي يعجب
(يُتْبَعُ)
(/)
الناظرين إلا أن الجميع لايستهويه دخوله وإن ا ستهواه فقد لا يملك مفتاحا لدخوله والتمتع بمافيه من مقتنيات.
ولعلك ترى كيف أن لكل فئة من الناس ضربا من الزجل والحداء والغناء يستهويهم وتمجه أسماع غيرهم من الناس، ونحن لانضرب لكلام الله الأمثال نعوذ بالله من ذلك إلا أنا نحاول أن نقرب المعنى فهو مازال بعيدا عندي وإن كنت اشتغلت بتفهمه مدة، وسألت في كشف وجهه أجناس من البشر من شرق الأرض وغربها، كيف أن بعضهم يستهويهم جرس معين دون الآخر، ويطرب أسماعهم وقلوبهم نبرة واحدة قد يخالفهم فيها الكثير، وإن كان لصوت القارئ من التأثير مالا يكاد ينقاس لي في هذا الباب فأنا لم أحكمه بعد، ولأن كلام الله ليس ككلام المخلوقين تبارك الله رب العالمين، وأظن الإخوة الكرام قد ناقشوا هذه المسألة في نافذة أخرى ولابد.
استمعت للقارئ الشيخ عمر جزاء الله خيرا وصوته طيب إلا أني تعجبت من هذا التوافق في الاختيار مع أخي الشيخ عمر من قبل كثير من الإخوة ـ ولم أجد توافقا أصدق من توافق الشيخين في هذ الاسم العزيز على قلبي ـ، مع أني لم أجد من نفسي أي شئ مماذكره الإخوة الكرام ـ أعوذ بالله من قسوة القلب ـ وقمت بإسماعه بعض الفضلاء فتوافقنا في الأمزجة إلى حد ماء، وأن تلاوة الشيخ وإن كانت جيده وصوته طيب إلا أنها لم تحدث في القلب كل هذا الخشوع الموصوف، فصعب علي بعد أن رأيت معي من يوافقني أن أتهم نفسي، وعلمت أن للناس أمزجة ومفاتيح تختلف من شخص لآخر، وأنت متى عرفت مفتاح أي قلب استطعت أن تملكه ولابد فالقلب ملك الأعضاء وسلطانها، إلا أني أخشى أن مفتاح قلبي قد ارتوى من النيل وتترع من ترعاته، فأنا وإن لم أكن من مصر إلا أن هواي إلى مصر، فأنا لا أعدل بقرائها أو أعدل عنهم، ولا أدري متى سنستمع لمن ينسينا عبدالباسط أو المنشاوي أو محمد رفعت، وإن كان القارئ سعيد الغامدي يكاد يلامس أفق هؤلاء، فهؤلاء وأمثالهم متى ماسمعت لأحدهم وهو يتلو كتاب الله فأنت تستمع لقارئ ومفسر في آن واحد، يأخذ بلبك أحدهم فلا يدعه حتى يكاد أن يحلق به في الملكوت الأعلى، ولعلي وقعت فيما كنت أنبه عليه، لكن لابد أن يكون لكل امرئ اختياره.
فالمسألة لها تعلق بالانجذاب الروحي أصالة والجسد تبعا، وهذا سر لا يسهل كشفه أو التنبؤ به، ولولا احترامي لهذا المكان وتعظيمي لكلام الرحمن لبثثت أحرفا تتوارى واشتركت مع إخوتي في تفهم هذا الباب واستمليناه مرارا، ولن نعدم جميعا شامتا يجهر بالتقرئ، وينادى بأنا قد عهدناك شيخا يتقرى فمالنا نراك شابا يتفتى، فما كل الناس تحسن الحديث في أوجه الحياة وتناولها من خلال كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، ولايحسن بمن قد يحسنها أن يبثها إلا مع من يحسنها أو يحسن استماعها والسلام.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[13 Jun 2008, 10:28 ص]ـ
أخي العزيز ابن الشجري ..
أشكر لك مداخلتك الكريمة،والتي لو لم يكن منها إلا هذه القطعة الأدبية الجميلة ..
أخي ..
لا ريب فيما ذكرت من جهة تفاوت الأذواق،وهذا أمرٌ لا يختلف فيه اثنان،ولا تنتطح فيه عنزان ـ كما يقال ـ ولا يمكن لأحد أن يفرض رأيه على أحد،لكن أعتقد أن من حق الإنسان أن يعبر عن ذوقه وشعوره تجاه هذه القراءة أو القارئ ..
ومن المعلوم ـ أيضاً ـ لدى الجميع أن القارئ الواحد تكون له قراءات يحلق فيها في الملكوت الأعلى،وقراءات تتعجب كيف قرأها هذا القارئ من تواضعها!
أنا لا ألومك في حبك لقراء مصر الكبار الذين أشرت إليهم، فالإعجاب بقرائتهم ـ يغلب على ظني ـ أنه قدر مشترك بين أهل القرآن.
وقد كان شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ يحب أن يسمع قراءة عبدالباسط كثيراً،كما أن شيخنا الإمام ابن باز كان يحب أن يسمع للمنشاوي،ويقول: هذا القارئ لا يُملّ.
ولذا ـ يا محب ـ وبما أن اليوم جمعة، سأهديك هذا المقطع لعبدالباسط ـ رحمه الله ـ من سورة الكهف،أرجو أن لا تكون سمعته من قبل، وبانتظار ردك عليه:
http://www.4quran.com/index.php/4,1?act=cat,track&id=4,1
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[13 Jun 2008, 02:02 م]ـ
ماشاء الله، قراءة جميلة رائعة.
بارك الله فيكم.
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[13 Jun 2008, 02:07 م]ـ
.
(يُتْبَعُ)
(/)
شكر الله لكم فضيلة الدكتور تعقيبكم الرقيق الذي يكاد من رقته يسبي القلوب، وإن الأدب المنشود هو الذي مثل أدبكم فليس يدعو الأدب لأزيد من هذا.
الأمر لايعدو ماذكرت ـ رحمك الله ـ فقد اتفقنا، فالحمد لله الذي قاد أخي للحق بالحق وللحق انقيادا، فإن المرء يستخذي له حتى تظن أنه الحق، وإن الكبير يستعلي عليه فترى في وجهه الرق، ولست أبالي بخاطر أحد من بعدك، فإن فوهة المقال كانت نحوكم، وإن لم نستقصد تذخيرها وتصويبها نعوذ بالله، وإن كان الحق للحق أحب مني ومنك، إلا أننا نرى أنه ليس سمي أحد من الناس بعينه، وإنما هو سمي نفسه، فالحمد لله حمدا كرضاه عن نفسه.
وقد هرعت لفتح الرابط فور إشارتكم وامتثالا لنفسي ولكم في حب هذا الصوت الشجي، غير أني أعاني ومن مدة مع هذا الملتقى الميمون من مشكلة في كل صفحة أفتحها منه، من رسالة تأتي كريح عقيم على هذه النافذة على العالم بين يدي، فتعصف بها عصفا لو لم نتداركها برقية العقرب لهلكت، وقد شكوت هذه العلة لإخواني ولكن دون جدوى، وأنا أعتذر لهم فما أمر الخلي ولا الشجي بواحد، وأعتذر إليهم غير أني واجد.
ولعلها تحل هذه المشكلة من عقالها، وعقالها ليس بحوزتي بل هنا، إذ لا أراها تعترض طريقي بحسن أنيابها ومشادقها ـ قبحها الله ـ إلا في هذا الموقع، وأنا أضرب في طول الأرض وعرضها من هذا العالم المصغر فلا تجرؤ أن تسلبني بطرفها إلا من خلال هذه الأطلال، ولا تجتهد في أن تخلبني ببيانها الذي تستخرج به غضبي إلا أثناء هذه الخلال، وليتها تخرج محتشمة عفيفة، لكنها برزة قبيحة، وأنا والله عنها راغب، وليس لي في الأخذ بكراعها مغالب، فهل من شهم يداوي علتها، وعلينا مهرها وكسوتها.
بعدها أخي الكريم أبشر بما يسرك إن شاء الله، فلعل الله ييسر فأسرق من نفسي بنفسي، وأعود على ماكتبته وأمطه مطا، حتى نقيسه بمقياس الذراع لا النقد، ونعرض فيه لغالب القراء ومذاهب الناس وأبين قليلا مما نواريه.
الجمعة 8/ 6/1429
ـ[هاني العتيبي]ــــــــ[13 Jun 2008, 06:53 م]ـ
السلام عليكم
وهناك أيضاً مجلد فيه الكثير من تلاوات الأخ عمر القزابري وفقه الله
وهي لا تقل روعة عن ما أدرجتم ياشيخ عمر
تفضلوا من هنا >>
http://www.4shared.com/dir/1798718/7d44f4e7/Prayers.html
[ أوصيكم بسماع سورة يونس في هذا المجلد]
نفعنا الله وإياكم بهذه التلاوات
ـ[هاني العتيبي]ــــــــ[13 Jun 2008, 07:00 م]ـ
قبل أن استمع للقراءة في الرابط
جزاكم الله خيرًا يا شيخ عمر على نشر مثل هذه التلاوات المؤثرة.
و ليت من يملك خبرة أن يخفّض لنا حجمها .. لكي تحمّل في الجوالات أيضا.
تم تقليل حجمها مع محاولة المحافظة على جودتها كما هي لتعمل على الجوالات ..
فأصبح حجمها 1.78م بدلاً من 10.7م، سقط شيء كثير والحمد لله:)
http://www.archive.org/download/omaaar/saffat02.rm
لاتنسونا من دعائكم أحبتي
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[13 Jun 2008, 07:49 م]ـ
الأخ هاني .. سبق أن وضعتُ رابطاً لسورة يونس في الرد رقم 40.
وبالنسبة لتخفيض حجمها، فهناك برامج على النت تخدم هذا الطلب، لكني لا أحسنها، وقد رأيت منها برنامجا رائعا عند أحد إخوتي .. فلعلك تسأل من تعرفهم.
ـ[الورقة الخضراء]ــــــــ[16 Jun 2008, 10:23 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم حقا إنه لصوت جميل تذرف الدمع لسماع كلمات الله تعالى عبره. وهنا بودي ان اطلعكم على هذا الطفل يقرأ سورة من كتاب الله تعالى ... ما شاء الله ما ارق صوته نسأل الله تعالى ان يحفظه.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[19 Jun 2008, 01:00 ص]ـ
أثرت في هذه التلاوة الممتعة الرائقة فأحببت رفعها إليكم
ولكني لا أعرف اسم القارئ جزاه الله خيرا
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[19 Jun 2008, 03:42 ص]ـ
تصغيرها سهل جدًا، وإن أحببتم أن أفعل لكم ذلك؛ فهو شرفٌ لي.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[20 Jun 2008, 10:43 ص]ـ
وهذا رابط وقعت عليه قبل يومين لما تيسر من سورة يونس،وهي قراءة في صلاة الفجر ..
لقد سمعت قراءة هذه السورة من قرء كثيرين،فلم أسمع أروع ولا أوقع في نفسي من هذه التلاوة التي تحلق بك في عالم آخر ..
لقد ازداد يقيني أن التلاوة الحقة،من أعظم مفاتيح التدبر ..
طبق هذا على هذا المقطع الفريد:
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.4shared.com/file/32372154/ad8fa8e1/________.html
صدقت والله ياشيخ عمر
تلاوة رائعة جدا، وقد حلقت بي في عالم آخر
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[21 Jun 2008, 02:04 ص]ـ
.
سبحانك اللهم إن الحق أحب إلينا من أن نحيد عنه أو نصعر له خدا، فو الله ما قامت السماوات والأرض إلا به، وما انتصر منتصر إلا به، ولا كتب تاريخ الإسلام إلا به، فماهو المسلم بعد أن يحيد عنه، إلا واحد غير معدود من المتاع أو سقطه.
وما هي حيلتي لو كابرت واحتلت أوخاصمت ودافعت، كلا والله لا حيلة لي في أمر الله من صفار بيضه، ماهي حيلتي إن كان هذا القارئ بينه وبين الله خبيئة لا يعلمها إلا الله، أو أراد الله أن ينشر عبق خشوعه في العالمين، حتى جعلنا نختصم فيه وهو عنا من الغافلين، ما يدريني أن تكون له دمعة واحدة نشر الله عرفها الزكي، فنحن نذكي نارها ونستنشق ريحها الطيب الشجي، فتملأ منا القلوب وتسكن الأعضاء وتقودنا انقياد الولهان في يد آسره، لا يعلم خوافي الأمور وقوادمها ألا الله الذي يعلم الخبء في السماوات والأرض، فما خطت أناملنا سابقا هي التي ستخط ماستخطه لاحقا، والقلب هو القلب، والمستشار هو هو ...
إلا أني وجدت مع هذا الرابط الذي وضعه أخي عمر عمر الله قلبه بالإيمان لسورة يونس، وجدت مالم أسمعه في التلاوات السابقة، وجدت خشوعا يستفرغ القلب حتى يصمه ويعميه عن كل شئ ويفرغه مع كلام الله، وجدت شيئا كأني كنت فاقد له باحثا عنه، فو الله لكأني والد قد اشتد جزعه في طلب ابنه الذي تاه منه في زحمة الناس وقد بلغ معه السعي، فلما أن وقع بين يديه ذرف الدمع على مفرق رأسه وبين عينيه، وأخذ يشمه ويتنفس ريحه التي كادت تخطف قلبه وتذيب فؤاده، فهو يردد الطرف إلى السماء تمجيدا وتسبيحا وحمدا.
فإني وإن لم أكن وجدت النبرة فلقد وجدت العبرة، وماهي النبرة إن لم تطهرها العبرة، وتنفس لها وإن كانت تستدعي أختها، لقد وجدت خطاب القلب وقراءة الروح وبيان البيان.
واني والله كلما استمعت لهذه التلاوة أعدت الكره أكثر من مره، حتى شككت في أمري وقرأت مكتوبي السابق، فوجدت أني وإن لم ابعد النجعه، إلا أن لهذه التلاوة التي شرف هذا الرابط بحملها في قلبي ماليس لغيرها، لماذا وكيف لا أدري لا أدري!.
فلتعلم أيه الكريم أني لك من الداعين على أن أخذت بي إلى مثل هذه التلاوة، التي وإن لم تكن بمتميزة في جمال الصوت، إلا أن فيها سر روحي وسحر قلبي يكاد يأخذ بلبي لولا أن فيه ما فيه، ولا أكذبك أني أعدت سماعها في يومي هذا أكثر من خمس عشرة مرة إذ كنت حلس بيتي، فليت لي من الأيام كيومي هذا خشوعا، وليت لي من صلاة خلف هذا الشيخ المغربي ربوعا، فما عدنا نعهد في مساجدنا كهذا الخشوع خشوعا، ولا من صلاة نطمئن فيها سجودا و ركوعا.
وإن كان من كلمة أعجز عن خطها بيدي، فإني أجد معجزة أبلغ وأصدق منها في كلام الله (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا).
س
الجمعة 16/ 6/1429
ـ[مغرم عثمان]ــــــــ[22 Jun 2008, 12:56 ص]ـ
أحبتي ..
أهدي لكم هذا الرابط لقراءة القارئ المغربي عمر القزابري لمقطع يمثل أكثر سورة الصافات:
http://ia331332.us.archive.org/3/items/kazabry_zaki/saffat2.mp3
والحق أن هذا الرجل حين تسمع منه القرآن تحس إحساسا حقيقيا أنك تسمع كتاب الله عز وجل لأول مرة؛ حيث جمال الصوت وخشوع القارئ والأناة في القراءة والوقف الحسن؛ وقل ما شئت أن تقول في حسن قراءة هذا الرجل.
عموماً ... أنا لم أضع هذا الرابط إلا بعد أن استمعت له قرابة مائة مرة، وهذا الرقم حقيقي وليس للمبالغة،لما وقع في نفسي من تأثر عميق بها،كما هو حال كل من أسمعتهم هذا المقطع ..
ختاماً ... أدع الحكم لكم، نفعنا الله وإياكم بكتابه العظيم.
جزاك الله الجنة
جاري التحميل
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[29 Jan 2009, 06:55 م]ـ
وعوداً على النماذج المتألقة لهذا القارئ المبدع ـ من وجهة نظري ـ: فإنني أجدد التواصل مع إخوتي في هذا الملتقى المبارك بهذه القراءة لسورة الرحمن ..
وربي!! ما وضعتها إلا بعد أن لمستُ أثرها في نفسي، فرغبت في امتداد هذا الأثر لإخوتي، خصوصاً بعدما انتصف في السورة وبدأ يقرأ آيات الوعيد (مشهد أهل النار)، فجزاه الله خيراً!
حملها مشكوراً من هذا الرابط:
http://www.4shared.com/file/74661843/bda31ba1/__online.html
أشعر أنه حينما يقرأ بعض الآيات كأنما ينتزع قلبك معها!
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ..
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[29 Jan 2009, 08:09 م]ـ
جزاك الله خيرا يا د. عمر.
وأنت تفتح علينا باب (الأداء الموسيقي) و (المقامات الموسيقية) في التلاوات القرآنية.
وهو دليل خفي ليس فقط على (جواز الموسيقى) بل على أهميتها وضرورة الاهتمام بها:)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[29 Jan 2009, 09:41 م]ـ
وأنت تفتح علينا باب (الأداء الموسيقي) و (المقامات الموسيقية) في التلاوات القرآنية.
وهو دليل خفي ليس فقط على (جواز الموسيقى) بل على أهميتها وضرورة الاهتمام بها
جزاك الله خيرا اخي محمد جماعة وياليت مشاركتك اقتصرت على التلاوات وما يتعلق بالقرآن، وإن كنت ممن ابتلى بالموسيقى فنسأل الله لنا ولك العافية والمغفرة
أما هي فليست مما نحن فيه وأي أهمية لها او ضرورة لتعلمها وهل كل من اجاد القراءة تعلم الموسيقى؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[31 Mar 2009, 11:58 م]ـ
وهذا رابط وقفتُ ععليه حديثاً من قراءات هذا القارئ المبدع (من وجهة نظري) وهو مقطع من سورة الأنعام تلاه في صلاة العشاء ..
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=10276
نسأل الله تعالى أن يبارك لنا في القرآن العظيم .. وأنلا يحرمنا بركته ونفعه.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[01 Apr 2009, 06:24 ص]ـ
بارك الله فيكم، مع أني ألحظه مؤخرًا يقرأ بقراءة أخرى، ويظهر في قناة المجد للقرآن الكريم كثيرًا.
ـ[سؤال]ــــــــ[01 Apr 2009, 10:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا
تم الحفظ والاستماع حفظك الرحمن
وأعوذ بالله من الهوى والفسق ومعازف الشيطان
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[02 Apr 2009, 10:18 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه التلاوات الرائعة ..
وللراغبين في تلاوة الشيخ الدكتور عبدالله بصفر أضع بين يديكم هذا الرابط الذي يضم المصحف كاملا بصوته الشجي الندي حفظه الله:
http://www.mp3quran.net/bsfr.html
وهذا رابط آخر يضم عدة قراء:
http://www.mp3quran.net/
نفعنا الله بكتابه العظيم ..
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[04 Nov 2010, 11:03 م]ـ
وهذا مقطع مؤثر لما تيسر من سورة إبراهيم من صلاة الفجر ..
وأحياناً تكون هذه "الفجريات" بنفس وأداء غريب، يعرج بروحك إلى السماء، آمل أن تجدوا متعةً قلبية مع هذا المقطع الذي سجل من إحدى قراءات الشيخ عمر في هذا الشهر (ذي القعدة/1431هـ):
http://www.kazabri.com/kazabri/index.php?option=com_content&view=article&id=849:-1431-&catid=46:audio&Itemid=37
ـ[وميض الأمل]ــــــــ[07 Nov 2010, 05:05 م]ـ
أحبتي ..
أهدي لكم هذا الرابط لقراءة القارئ المغربي عمر القزابري لمقطع يمثل أكثر سورة الصافات:
http://ia331332.us.archive.org/3/items/kazabry_zaki/saffat2.mp3
http://ia331332.us.archive.org/3/items/kazabry_zaki/saffat2.mp3
والحق أن هذا الرجل حين تسمع منه القرآن تحس إحساسا حقيقيا أنك تسمع كتاب الله عز وجل لأول مرة؛ حيث جمال الصوت وخشوع القارئ والأناة في القراءة والوقف الحسن؛ وقل ما شئت أن تقول في حسن قراءة هذا الرجل.
عموماً ... أنا لم أضع هذا الرابط إلا بعد أن استمعت له قرابة مائة مرة، وهذا الرقم حقيقي وليس للمبالغة،لما وقع في نفسي من تأثر عميق بها،كما هو حال كل من أسمعتهم هذا المقطع ..
ختاماً ... أدع الحكم لكم، نفعنا الله وإياكم بكتابه العظيم.
جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.(/)
من إعجاز الحروف المقطعة لعبد الله عبد الرحمن حارث
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[20 Jan 2007, 12:28 م]ـ
من إعجاز الحروف المقطعة لعبد الله عبد الرحمن حارث
بعد الإطلاع على إحصائية عدد حروف القرآن على موقع القرآن الكريم تبين أن الحروف المقطعة في النماذج التالية الم - المص - الر - المر - كهيعص - طه - طسم - طس - يس - ص - حم - حم*عسق - ق - ن وهى 14 نموذج لم تترتب بها الحروف المقطعة بأي منها عشوائيا كيف هذا؟ إننا إذا قمنا بالتعويض عن كل حرف بمرات تكراره في القرآن الكريم لوجدنا أن هناك نماذج من السابقة تترتب الحروف فيها من الأكثر عددا إلى الأقل فالأقل وهى:
الم - المص - الر - المر - يس وهى التي تبدأ بحرفي العلة (أ) و (ي) أول الحروف وآخرها وهناك ما تترتب الحروف فيه تصاعدياً وهى النماذج طه - طسم - طس - حم وهناك ما يجتمع فيه الإثنين وهما كهيعص و حم*عسق فالنموذج الأول كهيعص يأخذ شكل التريب به شكل المنحنى المحدب والنموذج الثاني حم*عسق يأخذ الشكل التصاعدي من (ح) الى (م) لأن حروف (ح) أقل من حروف (م) في القرآن الكريم ثم بعد ذلك حروف (ع) أكثر من حروف (س) في العدد وحروف (س) أقل عددا من حروف (ق) أي تصاعدي من (ح) الى (م) ثم تنازلي من (م) الى (ع) وتنازلي من (ع) الى (س) ثم تصاعدي مرة أخرى من (س) الى (ق) ليتنوع شكل الجمع بين الترتيبين التصاعدي والتانزلي بين المنتظم في سورة مريم وغير النتظم في سورة الشورى مع ورود الحروف الخمس في آية واحدة بسورة مريم وفي آيتين إثنتين بسورة الشورى مع كثرة عدد آيات سورة مريم عن سورة الشورى مما يشعر بالأهمية تتبقى حروف مفردة لا تشترك مع حروف أخرى هى النماذج المفردة الثلاثة ((ص - ق - ن)) وهى على هذا الترتيب في المصحف وهو ترتيب تصاعدي وليس تنازلي لأن حروف ص في القرآن أقل عددا من حروف ((ق)) أقل عددا من حروف ((ن)) حتى في سورة ص عدد حروف ص هو 29 وفي سورة ق عدد حروف القاف 57 وفي سورة القلم عدد حروف النون هو 131 أي أن الترتيب أيضا تصاعديا للأعداد من 29 لى 57 الى 131 وبهذا الترتيب التصاعدي يكون الترتيب التنازلي في النماذج الخمس الم - المص - الر - المر - يس والترتيب التصاعدي في النماذج طه - طسم - طس - حم بجانب ((ص - ق - ن)) أي جاء ترتيب تصاعدي خمس مرات أيضا وسورتا مريم والشورى تبدأ بخمس حروف وهوأكبر قدر من الحروف المقطعة في أوائل تتلك السور العظيمة وكما أن الحروف عددها 14 جمعت في جملة ((نص حكيم قاطع له سر)) أو ((نص حكيم له سر قاطع)) وهى من 5 كلمات لم يتكرر فيها حرف مرتين وحروف اللغة 28 حرف لأن ((لا)) حرفين بدليل أننا عندما نهم بحذه بعد كتابته على الكمبيوتر تتم عملية الحذف على مرتين وليس على مررة واحدة كالحروف الأخرى وعليه فالعلاقة بين الحروف المقطعة والحروف الـ 28 علاقة 1: 2 وكذلك عندما جمعت عدد آيات السور الـ 29 المفتتحة بالحروف المقطعة وجدتها 3112 آية ونصف آيات القرآن 3118 آية أي بفارق قدره 6 آيات فقط أي أن السور أيضا نصف آيات المصحف تقريبا وتجمع الحروف المقطعة في نماذج من جنس الحروف المقطعة بالقرآن الكريم بدون تكرار في ((الر - كهيعص - طس - حم - ق -ن)) وهى 6 نماذج لحروف المقطعة لم أجد جمع لها في عدد أقل بشرط عدم تكرار أحدها غير ذلك والرقمان 5 المذكور في جملة نص حكيم قاطع له سر و 6 المذكور مجموعهما 11 وهو عدد النماذج بدون النماذج المفردة ((ص-ق-ن)) فهل يستطيع مخلوق أن يأتي بكلام يوافق القرآن في لغته وبلاغته وعظمة معانيه ويبدأ بعض فصوله بحروف تجمع في جملة ((نص حكيم قاطع له سر)) وبشرط أن يأتي بها بترتيب غير عشوائي وقد لوحظ أن حروف المقطع ((نص)) مرتبة تنازليا لأن حروف النونو أكثر من حروف الصاد في القرآن و حروف المقطع ((حكيم)) مرتبة تصاعديا لأن الحروف (ح) أقل من الحروف (ك) أقل من (ي) و (م) على التوالي. وبالمثل حروف ((قاطع)) تجمع بين الترتيب التصاعدي والتنازلي بشكل المنحنى غير المنتظم. وحروف ((له)) ذات تريب تنازلي من اللام الى الهاء وحروف ((سر)) ذات ترتيب تصاعدي ويغيب عنها الترتيب الذي يأخذ شكل المنحنى المنتظم وهو ما نجده في ((الر - كهيعص - طس - حم - ق - ن)) حيث يوجد في ((كهيعص)) والترتيب التنازلي في ((الر))
(يُتْبَعُ)
(/)
والتصاعدي في ((طس و حم)) وفي ((ق، ن)) معاً أي بحروف متفرقة مثل (ص- ق - ن) وهو ما كان يخلو بمقاطع جملة ((نص حكيم قاطع له سر)) كما أن سورتي مريم والشورى حيث الخمس حروف المقطعة كهيعص و حم*عسق نجد ان الأولى في آية واحدة والثانية في آيتين إثنتين وقد وجد أن طرح الفرق بين رقمي السورتين هو 42 - 19 = 23 وبين عدد آيات سورة مريم بعد الحروف المقطعة وعد آيات سورة الشورى بعد الحروف المقطعة هو 97 - 51 = 46 والأول وهو 23 يوافق مدة نزول القرآن الكريم في 23 عام والثاني وهو 46 يوافق أجزاء النبوة الـ 46 كما بالحديث الذي فيه الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة ونحن نعلم أن أول ما بدأ من الوحي هو الرؤيا الصالحة فما كان يرى رؤية إلا وقعت مثل فلق الصبح وقد إستمر ذلك 6 أشهر أي نصف عام أي بنسبة 0.5: 46 وهى ما تساوي 1: 23 مع العلم بأننا طرجنا رقم سورة الشورى أولاً وليس 19 لأنه الأكبر 42 ثم طرحنا العدد 98 عدد آيات سورة مريم أولا وليس 51 لأنه الأكبر وفي ذلك مقابلة تماثل مقابلة السورتين كما أن عدد آيات سورة مريم أكثر من سورة الشورى فيكون مجيء الحروف بها بآية واحدة مناسب فهذا إعجاز آخر حيث لم ترد الحروف المقطعة في آيتين الا في سورة الشورى وهناك سورتي الأعراف والرعد وهما من 4 حروف هى ((المص، المر)) ولم نجد تقابل من هذ النوع اليس بعد هذا يمكننا الجزم بأن الحروف المقطعة ليست عشوائية الترتيب بل والأكثر من هذا مما يستأنس به أن التعويض عن الحرف بمرات تكراره في السورة نفسها من السور الـ 29 ينتج منه نفس الأشكال للترتيب إلا في سورة السجدة لأن حروف الـ (م) اكثر عددا من حروف الـ (ل) بها بمقدار بسيط جدا ولو عوضنا عن الحروف في النماذج بمتوتسط عدد الحرف الواحد في السور التي يأتي بأولها كواحد من الحروف المقطعة مثل التعويض عن حرف الصاد بمتوسط الأعداد الثلاثة له في سور الأعراف ومريم و ((ص)) لوجدنا تكرار نفس الأشكال البيانية ونفس التترتيب التنازلي والتصاعدي إلا في سورة الشورىر لأن متوسط حروف السين سيكون أكثر من متوسط حروف القاف فيكون الترتيب من ع الى س الى ق تنازاليا ويكون الشكل العام للمنحنى المعبر عن (حم*عسق) شكل منحنى محدب مثل سورة مريم ولنتذكر المقابلة المشار إليها سابقاً بين سورتي مريم والشورى وقد وجد في تحليل ذلك أن الفارق بين سورة السجدة وسورة الشورى على مستوى السور كلها 114 سورة هو 10 سور من العلاقة 42 - 32=10 أرقام السور والفرق بينهما في السور الـ 29 فقط هو 5 من العلاقة 23 - 18 = 5 ترتيبهما في السور الـ 29 الأول لسورة الشورى والثاني لسورة السجدة وهناك علاقة بين العدد 10 والرقم 5 واضحة حيث أن العدد 29 وهو عدد السور المفتتحة بالحروف المقطعة هو العدد الأولي رقم 10 في الأعداد الأولية وهى 2 - 3 - 5 - 7 - 11 - 13 - 17 - 19 - 23 - 29 - 31 - 37 - الى آخره والرقم 5 يمثل أكبر قدر من الحروف المقطعة في القرآن الكريم بأول سورة من تلك السور وهناك تحليل آخر يستأنس به وهو أن العدد 10 هو العدد الزوجي رقم 5 وآخر وهو أن مجموع 10 و 5 هو 15 وهو عدد عقل الأصابع في الأصابع الخمس باليد الواحدة وحروف سورة مريم تأخذ شكل المنحنى المحدب المقارب لليد وحروفها 5 ومجموع الأرقام من 1 الى 5 = 15 وأخيرا للإشارة للتوحيد بسورة مريم وجد أن عدد حروف سورة الإخلاص =47 حرف وهو عدد أولي ترتيبه بالأعداد الأولية = 15 وعدد الكلمات بسورة الإخلاص = 15 مع وجود واو العطف مرتين التي يعتبرها الباحثين كلمة ويكون العدد معها 17 وهو عدد ركعات الفرائض الخمس وجاء قول الله عن السيدة مريم بالآية 43 من سورة آل عمران] يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) كما أن إصبع الإبهام ليس به 3 سلاميات بل 2 فقط ولذا فعدد السلاميات بالأصابع الخمس =14 وهو عدد الحروف المقطعة في القرآن وأكثر قدر منها في آية واحدة بسورة مريم في الآية رقم 1 بها ويعرف نبات زينة بإسم كف مريم لتكون ورقته المركبة في أغصانه من 5:7 وريقات وتشابهها مع راحة اليد واسمه العلمي: Scadophyllum pulcrum وهو ما يناسب تلك الجزئية خاصة أن كتب علم الزينة في كليتي كلية الزراعة جامعة القاهرة لم تذكر لماذا جاء الإسم مريم ولم يأتي إسم
(يُتْبَعُ)
(/)
آخر. وشكل الجبل أيضا يقارب شكل المنحنى وهو يناسب الآيات من 88 لى 95 بسورة مريم حيث جاء ذكر الجبال وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95) وبسورة الغاشية الآية 19 ووهو رقم سورة مريم قوله تعالى والى الجبال كيف خلقت (16) أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) وللعلم الأشياء الأربعة تتشابه في شكل المنحنى بها فالأرض تأخذ شكل المنحنى والجبال والسماء لأنها تحيط بالأرض وقد ذكر ذلك منسوبا لشيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال بأن قبة السماء كروية ولذلك فإن الأرض أيضا كروية لأنها تحيط بها وسننم الجمل في الإبل أيضاً به شكل المنحنى ونزلت سورة الكهف بعد سورة الغاشية وهى التي تسبق سورة مريم وبعد سورة مريم سورة (طه) وفيها ذكر موسى كليم الله عليهخ الصلاة والسلام وكان ذلك على جبل الطور ونحن نعلم قصة رفع الطور على بني إسرائيل كأنه ظلّة وللعلم نبات كف مريم نبات زينة يستغل في التظليل ونحن نعلم أن أول معجزات موسى هى العصا واليد وحروف سورة مريم تجمع في كلمة ((كعصيه)) وقد تلقفت عصاه عليه السلام عصيّ وحبال السحرة فصار بها عصي وحبال وحتى الفعل من عصا والمصدر عصى بالألف اللينة وتكتب يأءا فيناسب المقابلة بين الألف والياء وقد وجد أن هناك 9 آيات بها اسم مريم فقط ةلم يأتي بها ذكر المسيح عيسى ابن مريم بصيغ ((ابن مريم - عيسى ابن مريم - المسيح ابن مريم - عيسى - المسيح - المسيح عيسى ابن مريم)) وهى الصيغ التي ذكر بها في القرآن ومتوسط أرقام الآيات التسع في سورها هو 46 مقربا لأقرب عدد صحيح وهذا لا يناسب فقط أجزاء النبوة وأن نبينا جاء بعد المسيح على فترة إنقطاع من الرسل وأنهما ليس بينهما نبي عليهما الصلاة والسلام وحسب بل يناسب عدد الصبغيات في أنوية الخلايا البشرية وهو 46 كروموسوم ويؤكد هذا أن الآيتين 445 من سورة آل عمران و171 من سورة النساء بها اسم مريم مفردا ولكن قبله أوبعده هذه الصيغة ((المسيح ابن مريم)) ويؤكد ذلك إشارات لأعداد الصبغيات (الكروموسومات)) في القرآن منها أن كلمتي ابن مريم وردت بالقرآن 23 مرة وهو عدد الكروموسومات البشرية بالخلية التناسلية الذكرية والأنثوية وأن مجموع مدود كاف ها يا عين صاد هو 6+2+2+6+6=22 وهو عدد الكروموسومات الجسدية في الخلية التناسلية المسئولة ععن صفات غير صفات الجنس وأن الأسماء الأعلام في سورة مريم مع لفظ الجلالة واسم الرحمن واسم إسرائيل هو 22 ومادة رب في سورة مريم 22 والآيات التي بها كلمتي ابن مريم الـ 23 هو 22 أيضا لأنه تكرر في آية مرتين ابن مريم لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) سورة المائدة وفي سورتي الإنسان والتين عدد حروف الكلمات من أول السورة الى قوله تعالى إنا خلقنا في سورة الإنسان وقد خلقنا في سورة التين هو 46 حرف بالرسم العثماني وبالرسم الإملائي 47 في سورة الإنسان وبالفعل إكتشفت حالات شاذة بها 47 كروموسوم وقد أخبر النبي عن ظهور المسخ في آخر الزمان وهو مما يشبهه وأيضا سورتي مريم والشورى الفرق بينهما كما سبق به 23 و 46 وفارق عدد آياتهما مع الحروف المقطعة 45 وهو عدد الكروموسومات المشتركة بين الذكر والأنثى وهو الفارق بين العدد76 و 31 والأول رقم سورة الإنسان والثاني يعبر عن عدد آياتها وهذا بصورة عددية
(يُتْبَعُ)
(/)
بحتة وسورة النازعات الوحيدة من 46 آية واسم النازعات أي لملائكة تنزع الروح من الجسد ورقمها 79 وهو العدد الأولي رقم 22 في الأعداد الأولية وهو أي 79 صورة مرآوية للعدد 97 عدد آيات سورة مريم بعد الحروف المقطعة والعدد 22 ذكر آنفا عدد الكروموسومات الجسدية بالخلية التناسلية البشرية والعدد 97 كعدد أولي هو رقم 25 في الأعدادالأولية و25 مرات تكرار لفظ عيسى في القرآن لكريم وتساوي آدم أيضا وعدد الكروموسومات ليس فقط حقيقة علمية بل يمكن مشاهدته تحت الميكروسكوب من أي خلية بشرية وهو يختلف كقيمة عددية من كائن حي الى آخر. وقد إستطردت قليلا في الحديث عن سورة مريم وهذا لأن بها أكبر قدر من الحروف المقطعة وأما سورة الشورى فرقمها وهو 42 هو المذكور بحديث مسلم الذي فيه أنه بعد 42 ليلة أو يوم يرسل الله ملكا لكتابة الرزق وذكر أم أنثى والأجل وشقي أم سعيد ولا ينفخ الروح الى بعد 120 يوما كما بحديث البخاري وهذا مذكور بكتاب عقيدة للدكتور ياسر برهامي أظنه منة الرحمن أو الإيمان بالقضاء والقدر وأثره في سلوك الفرد حفظه الله. وهو من معجزات السنة العلمية حيث وجد أن بعد 42 يوم تفرز إزيمات أو مواد معينة لها القدرة على تغير الجنس من ذكر الى أنثى والعكس كما أن عدد الآيات التي بها الصيغ الست السابقة لذكر المسيح هو 33 آية مثل المشهور عن عمره عليه الصلاة والسلام مع الآيات التسع التي بها اسم مريم فقط غير مسبوق بلفظ ((ابن)) يكون المجموع 42 آية وأذكر أن معجزات موسى كانت 9 مثل عدد آيات القرآن التي بها اسم مريم فقط وأن المسيح لم يملك معجزة إماتة الحي وقد قال الله لقوم خرجوا من ديارهم وهم ألوف يحذرونالموت موتوا ثم أحياهم وهذا يدل على أن معجزات المسيح خلت من القدرة على الإماتة وهناك أدلة على الإنترنت مثل شبكة بلدي عن أن بالكتاب المقدس أنبياء لهم معجزات تشبه المسيح مثل إيليا وهو إيلياس واليشع وهو اليسع فمنهم من أحيا طفلا ومنهم من أحيا جيشا بل منهم من ليس له بداية حياة ولا نهاية حياة ولا أب ولا أم فلماذا لم يجعلوه إلهاً. هذا والله أعلى وأعلم أرجوا المراسلة على o_iui_1427@yahoo.com أو m_basheer@hotmail.co.uk "
المصدر http://www.quransite.com/modules.php?name=News&file=article&sid=662
ـ[القعقاع محمد]ــــــــ[21 Jan 2007, 10:32 ص]ـ
جزاك الله كل خير
ـ[الطبيب]ــــــــ[21 Jan 2007, 02:41 م]ـ
جزى الله كاتب الموضوع وناقله خيراً على حرصهم على نفع المسلمين و رفع قدر كتاب الله في قلوبهم. والموضوع المندرج تحته هذا المقال (الإعجاز العلمي) موضوع أُشبِع مناقشة في هذا الملتقى حسب ما أرى، وللشيخ مساعد الطيار مقال طويل في ذلك وقد طبع في الكتاب المجموع بعد ذلك. وفي هذا السياق، جائَتَنْ رسالة على البريد الالكتروني قبل أيام مفادها أنه تم اكتشاف (سرعة الضوء) من بعض آيات القرآن الكريم!! لن أكثر عليكم ولكن سأتناول مقتطفات من ذلك البريد: قال الكاتب: القران الكريم كتاب نزل من الله سبحانه وتعالى علي خاتم الانبياء محمد صلي الله عليه وسلم. و هو يحتوي على حقائق علمية كثيرة و منها: سرعة الضوء جرت أول المحاولات لتقدير سرعة الضوء بواسطة العالم اولاس رومر في عام 1767 وتوصل إلى أنها تساوي 299792كم/الثانية. وفي الموتمر الدولي للمعاير المنعقد في باريس عام1983 أعلن العلماء أن سرعة الضوء تساوي: 299792.458كم/الثانية وفي القران الكريم: في سورة السجدة الآية 5 يقول المولى سبحانه وتعالى: ? يُدَبّرُ الأمْرَ مِنَ السّمَآءِ إِلَى الأرْضِ ثُمّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مّمّا تَعُدّونَ ?. وبواسطة العالم الدكتور محمد دودح تم التوصل إلى سرعة الضوء في القران الكريم: توجد قاعدة عامة في الفيزياء تنص علي أن سرعة اي جسم = المسافة / الزمن. الزمن =زمن يوم أرضي= 86164.09966 ثانية المسافة = مقدار الف سنة من مسيرة القمر=12000 دورة قمرية وهي مسافة المجرة التي يقطعها القمر في مدار منعزل 12000 × متوسط السرعة المدارية للقمر × زمن الشهر القمري = 12000×368207×0. 89157×655. 7198395 وبذلك تكون المسافة=25.83134723 بليون كم و بتطبيق المعادلة: وذلك بقسمة رقم المسافة (25831347230 كم) على رقم الزمن (86164.09966 ثانية)
(يُتْبَعُ)
(/)
فتكون سرعة الضوء تساوي = 299792.458 كم/ثانية وهو نفس الرقم الذي توصل اليه العلماء واعلن عنه في الموتمر الدولي للمعايير المنعقد في باريس عام 1983 بعد اكثر من الف سنة فسبحان الخالق الذي انزل هذا الكتاب ... الخ والذي جعلني أورد هذا المقال هنا هو التناسب في بعض الأفكار وطرائق الاستنتاج بين الكاتبين فيما يظهر لي. فأبدأ بهذا المقال الذي أوردته أولاً ثم أعقب على المشاركة الأصلية، فأقول مستعيناً بالله: أولاً: الآية التي استنتجت منها سرعة الضوء هي قوله تعالى: ? يُدَبّرُ الأمْرَ مِنَ السّمَآءِ إِلَى الأرْضِ ثُمّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مّمّا تَعُدّونَ ?، وهي الآية الخامسة من سورة السجدة؛ ولنقرأ معاً ما جاء في تفسيرها: * قال الإمام ابن جرير الطبري في تفسير الآية: (الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: ? يُدَبِّر الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الْأَرْض ثُمَّ يَعْرُج إِلَيْهِ فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره أَلْفَ سَنَة مِمَّا تَعُدُّونَ ?: يَقُول تَعَالَى ذِكْره: اللَّه هُوَ الَّذِي يُدَبِّر الأَمْرَ مِنْ أَمْر خَلْقه مِنَ السَّمَاء إِلَى الأَرْض، ثُمَّ يَعْرُج إِلَيْهِ، وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي الْمَعْنِيّ بِقَوْلِهِ: ? ثُمَّ يَعْرُج إِلَيْهِ فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره أَلْفَ سَنَة مِمَّا تَعُدُّونَ ?، فَقَالَ بَعْضهمْ: مَعْنَاهُ: أَنَّ الأَمْرَ يَنْزِل مِنْ السَّمَاء إِلَى الأَرْض، وَيَصْعَد مِنْ الأَرْض إِلَى السَّمَاء فِي يَوْم وَاحِد، وَقَدْر ذَلِكَ أَلْف سَنَة مِمَّا تَعُدُّونَ مِنْ أَيَّام الدُّنْيَا، لأَنَّ مَا بَيْنَ الأَرْض إِلَى السَّمَاء خَمْسمِائَةِ عَامٍ , وَمَا بَيْنَ السَّمَاء إِلَى الأَرْض مِثْل ذَلِكَ , فَذَلِكَ أَلْف سَنَة. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ ... ) انتهى كلام الإمام الطبري رحمه الله تعالى. * وقال الحافظ ابن كثير: (وَقَوْله تَعَالَى: ? يُدَبِّر الْأَمْر مِنْ السَّمَاء إِلَى الْأَرْض ثُمَّ يَعْرُج إِلَيْهِ ? أَيْ يَتَنَزَّل أَمْره مِنْ أَعْلَى السَّمَاوَات إِلَى أَقْصَى تُخُوم الأَرْض السَّابِعَة كَمَا قَالَ تَعَالَى: ? اللَّه الَّذِي خَلَقَ سَبْع سَمَاوَات وَمِنْ الْأَرْض مِثْلهنَّ يَتَنَزَّل الْأَمْر بَيْنهنَّ ? الآيَة، وَتُرْفَع الأَعْمَال إِلَى دِيوَانهَا فَوْق سَمَاء الدُّنْيَا وَمَسَافَة مَا بَيْنهَا وَبَيْن الأَرْض مَسِيرَة خَمْسمِائَةِ سَنَة وَسُمْك السَّمَاء خَمْسمِائَةِ سَنَة، وَقَالَ مُجَاهِد وَقَتَادَة وَالضَّحَّاك النُّزُول مِنْ الْمَلَك فِي مَسِيرَة خَمْسمِائَةِ عَام وَصُعُوده فِي مَسِيرَة خَمْسمِائَةِ عَام وَلَكِنَّهُ يَقْطَعهَا فِي طَرْفَة عَيْن. وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: ? فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره أَلْف سَنَة مِمَّا تَعُدُّونَ ?.) انتهى كلام الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى. فالأمر كما ترى مختلف عما ذهب إليه الأخ الباحث جزاه الله خيراً، والقرآن يصدّق بعضه بعضاً. ثانياً: الحقيقة أن بضاعتي قليلة في علم الهيئة (الفلك) إلا شيئاً يسيراً درسته في الدراسة النظامية وفي الجامعة، فلا أستطيع مغالطة شيء مما ذكر -ولا يعني هذا أني افترض أن ثمة أخطاء علمية في الاستنتاج-، ولكن يتضح أن الباحث قفز قفزة مهمة أثناء استنتاجه ولم يعلل ذلك، وعليها بنى جميع ما تلاه من حسابات؛ ذلكم هو اتخاذه مسار القمر معياراً لقياس المسافة!! ولا يبدو لي في ذلك ارتباط واضح فالسرعة المراد حسابها هي سرعة الشمس وليست سرعة القمر؟! ثم إنه أضاف أمراً آخر، وهو أنه احتسب المسافة بضرب عدد الدورات القمرية في ألف سنة = 12000 × متوسط السرعة المدارية للقمر × زمن الشهر القمري ... ولماذا ضرب ذلك بالسرعة المدارية للقمر (أي سرعة دوران القمر حول نفسه)، فمن الممكن أن يقول باحث آخر: بل يكتفى بالسرعة الخطّية للقمر!! ولا شك أن هذا المعامل سيغير الحسابات جذرياً. على أية حال، نخرج من هذا كله إلى أمر وراء ذلك هو أهم وأوضح -وإن خالف فيه من لم يقتنع-، ألا وهو ما المقصود بتعداد المسافة بالأعوام في لسان الشرع؟ هذا أمر لا أخوض فيه لقلة البضاعة ولتشعبه في أكثر من ناحية؛ لكني لا أحسب أن القرآن نزل على الرسول صلى الله عليه وسلّم
(يُتْبَعُ)
(/)
وأصحابه إلا ليبيّن، لهم شيئاً يفهمونه بعقولهم، ويدركونه بعلومهم التي كانت عندهم ذلك الوقت. وقد كثر استخدام التعبير (مسيرة كذا وكذا عام) في السنّة ولم يفهم منه إلا المسيرة التي يعرفونها مما يقطعه أي الراكب أو الراكب المجدّ، بحسب السياق، وإن كان المقصود خلاف ذلك فإنه يبينه، والله أعلم. هذا وقد ذكر شراح الحديث في كتبهم ما المقصود بالمسافة المحددة بالأعوام، فعلى سبيل المثال: * قال الحافظ ابن حجر رحه الله في الفتح: (عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة ... ) الحديث. قوله: (يسير الراكب) أي أي راكب فرض , ومنهم من حمله على الوسط المعتدل) انتهى كلام الحافظ رحمه الله. * ذكر ابن القيّم رحمه الله في تعليقه على سنن أبي داود: (وَحَيْثُ قَدَّرَ بِالْخَمْسِمِائَةِ أَرَادَ بِهِ السَّيْر الَّذِي يَعْرِفُونَهُ سَيْر الإِبِل وَالرِّكَاب ... ) انتهى كلامه رحمه الله. فمن هذا يتبين ما المراد بالخمسمائة سنة أو الألف سنة أو أي عدد من الأعوام يرد مطلقاً، والله أعلم. ومعلوم أنه لم يكن في علمهم ذلك الوقت السرعة المدارية للقمر أو دورانه في مدار منعزل ... فوجب حمل المفهوم من الآية على ما كان يفهمه الرسول صلى الله عليه وسلّم وأصحابه منها؛ بل وإني أرى أن ذلك قد يجر إلى أمور أخطر مما ذكر بكثير: وهو أن بعض الأمور الغيبية ذكرت في الكتاب والسنّة مقدرة بنفس الطريقة فهل نجري عليها نفس العمليات الحسابية؟! فقد ورد أن بين مصراعي أبواب الجنة مسيرة أربعين عام، فهل تكون: 25.83134723 × 480/ 12000= 1.0332538892 بليون كم!! هل يجوز أن نقول هذا؟ لا يخلو هذا الذي ذكرته من تكلّف وإلزام أمرِ قد لايكون لازماً عند الباحث أو حتى في الأمر نفسه، ولكن من يدري، فسياق سير الأمور هذه الأيام لا يستبعد أن يطبّق هذا أحدٌ ما. أما بالنسبة للأخ كاتب المقال المنشور بالمشاركة الأصلية، فقد فاته أمور أحب أن أضيفها (كلها من بنات فكري!!) وهي: (لاحظ العلاقة بين اليوم والأسبوع والشهر والسنة) * عدد سور القرآن = 114 = وهو يساوي مربع العدد 12 وهو يساوي عدد أشهر السنة!! * عدد آيات سورة الفاتحة = 7 وهو نفس عدد أيام الأسبوع!! * سورة السجدة تقرأ كل (أسبوع) وعدد آياتها = 30 وهو نفس عدد أيام الشهر!!! هذه العلاقات احتاجت أقل من دقيقة من وقتي كي اكتشفها! فهل هذا هو التدبّر الذي أمر الله عز وجل به، أم هذا هو الفقه الذي دعا به النبي صلى الله عليه وسلّم لابن عبّاس؟! أيها الأحبة، هذا الكتاب أنزل لأمر وراء ذلك كله ? كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته ?، فهل تدبرنا آياته حق التدبّر، وهل عملنا بهذا الذي عرفنا بالتدبّر؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... ودمتم،،،(/)
مامعنى هذه الجملة:
ـ[المنصور]ــــــــ[20 Jan 2007, 01:27 م]ـ
الإخوة الفضلاء:
أحتاج من يشرح لي عبارة الماوردي التي ذكرها في مطلع تفسيره:
(الاسم: كلمة تدل على المسمى دلالة إشارةٍ، والصفة كلمة تدل على الموصُوف دلالة إفادة، فإن جعلت الصفة اسماً، دلَّت على الأمرين: على الإشارة والإفادة).
وآمل أن يكون الشرح بذكر المصدر لوأمكن ذلك,
شاكرا لكم سلفا.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[21 Jan 2007, 04:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ المنصور ـ حفظه الله ـ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإني رجعت إلى تفسير الماوردي فلم أجد النص الذي أشرتم إليه. طبعة " دار الكتب العلمية " بلبنان 1412 هـ / 1992 م.
أما بخصوص استفساركم فإن الاسم علامة دالة على معنى في ذاته، دون اقتران هذه الدلالة بزمن، مثل محمد، عائشة، كتاب، جمل، حجر، شجرة. ومن علاماته الجر و النداء، والإسناد إليه، والتنوين، وقبول (أل).
فالعلاقة بين الاسم والمسمى هي علاقة اعتباطية أي غير ضرورية، فليس في المسمى ما يوجب تسميته بالاسم المصطلح عليه من قبل مجموعة لغوية منسجمة.
أما الصفة فهي تدل على الموصوف دلالة إفادة، بمعنى أنها اسم دال على بعض أحوال الذات، وذلك نحو: طويل، وقصير، وعاقل، وقاعد ... فالعلاقة بين الصفة و الموصوف علاقة مباشرة، أي إن الموصوف يتضمن ما يوجب وصفه بتلكم الصفة على وجه الحقيقة أو المجاز، وهو يفيد معنى يمكننا من التمييز بين المشتركين في الاسم، ويقال إنها للتخصيص في النكرات، وللتوضيح في المعارف." شرح المفصل لابن يعيش ج 3، ص 46 ".
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[المنصور]ــــــــ[21 Jan 2007, 10:20 ص]ـ
أشكر لفضيلتكم التفاعل، وإفادتي بالمصدر المهم.
والكلام موجود عند كلام الماوردي على البسملة أثناء تفسيره لها بعد الاستعاذه في أول التفسير.
نرجع لمعني الجملة: هل إذا قلت: صالح: لرجل ما، فإن أردت الصفة فهي دلالة إفادة وإن أردت الاسم فهي دلالة إشارة، بمعني أنها كصفة فهي تفيد أن الرجل صالح فعلا، أما إذا كانت اسما فهي تشير إشارة فقط قد تصح وقد لاتصح دلالتها على صلاح الرجل.
هل هذا الفهم مني صحيح.
آمل إفادتي، وفقكم الله تعالى لكل خير، مكررا شكري لكم.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[21 Jan 2007, 02:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل المنصور ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
ما أشرتم إليه موجود فعلا في تفسير الماوردي، ج 1، ص 48. وقد أورد فيه تعريف الكوفيين والبصريين للاسم، مع الانتصار لاعتباطية علاقة الاسم بالمسمى، حيث يقول: " وزعم قوم أن الاسم ذات المسمى، و اللفظ هو التسمية دون الاسم، وهذا فاسد، لأنه لو كان أسماء الذوات هي الذوات، لكان أسماء الأفعال هي الأفعال، وهذا ممتنع في الأفعال فامتنع في الذوات ". (تفسير الماوردي ج 1، 48).
وما ذهبتم إليه من أن الصفة تدل على الموصوف دلالة إفادة، وإن أردت الاسم فإنه يدل دلالة إشارة، فإنه صحيح على العموم، مع التنبيه إلى أن الصفة تدل على الموصوف بحيث تميزه عما يناظره بسمات مميزة، وذلكم معنى الإفادة.
ولما كانت الصفة من باب الخبر، فإنها تحتمل الصدق و الكذب، فإذا وصفنا رجلا ب " صالح " فإن صفة الصلاح تفيد أن الرجل متصف بذلك على جهة الحقيقة، إذا كان متصفا بمواصفات الصلاح فعلا. فالاستعمال اللغوي مرتبط بالواقع الذي يحيل عليه، وطبيعة المتخاطبين، وواقعهم الثقافي، ومن ثم فصدق الصفة في الدلالة على الموصوف مرتبط بحقيقة الموصوف، ونسبية الأحكام.
وقد تخرج الصفة عن الاستعمال الحقيقي إلى الاستعمال المجازي فيقصد بها خلاف الواقع الذي تحيل عليه، وذلك لتحقيق أغراض تواصلية أو جمالية كالاستهزاء و السخرية و المدح، أو تحقيق الانسجام و الاتساق بين مكونات الخطاب اللغوي.
أما الاسم فإنه يحيل على المسمى، وهذا هو معنى الإشارة، أي إنه علامة لغوية تحيل على مدلول، فالعلاقة بين الدال و المدلول، الاسم و المسمى هي علاقة اعتباطية. فليس في المسمى ما يوجب تسميته بذلكم الاسم المتعارف عليه من قبل المجتمع اللغوي. ذلك أنه من الناحية النظرية كان بإمكان المجموعة اللغوية المنسجمة أن تصطلح على مسمى معين بأي اسم. يقول أبو حاتم الرازي (ت322هـ) في كتابه الشهير و المفيد " الزينة في الاصطلاحات الإسلامية ": " إن كل شيء يعرف باسمه، ويستدل عليه بصفته من شاهد يدرك أو غائب لا يدرك. وربما دُعِيَ الشيء باسم لا يعرف اشتقاقه من أي اسم هو، بل يكون مصطلحا عليه، وقد خفي على الناس ما أريد به، ولأي شيء سمي بذلك الاسم كقولك: الفرس و الحمار، والجمل و الحجر و أشباه ذلك " (الزينة 1/ 33).
ومن هنا استقر لدى اللغويين مفهوم اجتماعية الدلالة اللغوية وعرفيتها، أي اكتسابها حركتها وفاعليتها بفضل الاصطلاح بين أبناء المجتمع اللغوي. (علم الدلالة العربي، فايز الداية، ص 17).
هناك دراسة قيمة أعدها الأستاذ الدكتور المنصف عاشور بعنوان: ظاهرة الاسم في التفكير النحوي، منشورات كلية الآداب منوبة، تونس 2004 م.
والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المنصور]ــــــــ[22 Jan 2007, 12:53 م]ـ
شكر الله تعالى لك إفادتك الجميلة، ومتعك الله بقوتك، ووفقك لكل خير،،،(/)
اليوم دخل ملتقى أهل التفسير سنته الخامسة: وقفات محاسبة للنفس (أرجو مشاركة الجميع)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Jan 2007, 11:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على خاتم أنبيائه ورسله محمد بن عبدالله وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين أما بعدُ:
فهذا يوم السبت الأول من شهر الله المحرم من عام ثمانية وعشرين وأربعمائة وألف للهجرة النبوية (1/ 1/1428هـ)، وهو يوم يكمل فيه ملتقاكم (ملتقى أهل التفسير) عامه الرابع، ويستأنف عامه الخامس، ولا بد لنا في هذا اليوم من وقفات محاسبة وتقويم للعمل الجماعي في هذا الملتقى، فنحن جميعاً أسرة واحدة نتقاسم الإنجاز والتميز والفائدة العلمية وننتفع بها جميعاً كل بحسبه، كما نريد أن نتقاسم المسؤولية والهموم أيضاً، فكل واحد من أعضاء الملتقى له الحق في معرفة ما يدور في هذا الملتقى، وما يراد له في المستقبل من تطويرات، وما يحتاج إليه من جهد لكل يستمر في أداء رسالته العلمية التي أظن أننا جميعاً استفدنا منها.
وأريد أولاً أن أشكر الله سبحانه وتعالى الذي هيأ لنا هذا الملتقى العلمي، ثم أشكر جميع من تجشم الكتابة والجواب والمشاركة والسؤال في هذا الملتقى العلمي، فقد أشركنا معه في الفائدة العلمية، فكم من سؤال قد أجيب عنه، وكم من فائدة قد بذلت للجميع صفواً بلا منٍّ ولا كدر، والجزاء الأوفى بإذن الله عند الله سبحانه وتعالى، والله لا يضيع أجر المحسنين.
وأريد أن أكتب ما تم من إنجازات في الملتقى طيلة العام المنصرم حتى نبني عليها، ونشعر بأننا قد تقدمنا خطوات نحو الهدف، ثم أترك المجال لتعقيباتكم التي أريد منكم أن تعنوا بها، وتخلصوا النصيحة فيها حتى نقوم المسيرة تقويماً علمياً ينفع الموقع ويرتقي به.
أولاً: انضم إلى الملتقى أكثر من ألف عضو خلال عام فيهم كثير من أساتذة الدراسات القرآنية المتخصصين في جميع أنحاء العالم، وكتب فيه أكثر من ألف صفحة علمية كلها نقاشات وموضوعات وبحوث وأسئلة وأجوبة وأخبار ندوات ومؤتمرات ومحاضرات ودروس وكتب صدرت حول القرآن الكريم، شارك فيها المتخصصون في الدراسات القرآنية والمعنيون بعلومه جزاهم الله خيراً.
ثانياً: تم تطوير الموقع كاملاً في أكثر جوانبه، وأرجو أن يكون تطويراً للأفضل، وقد كان هذا التطوير والتحديث تحت نظركم وبمشورتكم واقتراحاتكم بارك الله فيكم.
ثالثاً: بدأنا في بناء الرابطة العلمية العالمية للمتخصصين في الدراسات القرآنية منذ أقل من شهر، وقد بلغ عدد الأعضاء المقبولين في الرابطة حتى الآن أكثر من مائة متخصص من أكثر من عشرين دولة، وما زلنا في البداية، وقد هاتفني عدد من القائمين على المؤسسات القرآنية في داخل المملكة وخارجها فرحين مستبشرين بهذه الرابطة، ومعجبين بفكرتها ونتيجتها، واستأذنوا في الاستفادة منها لمراسلة المتخصصين في تحكيم البحوث وغير ذلك.
رابعاً: بدأنا في العمل في مركز تفسير للدراسات القرآنية الذي كان هذا الملتقى أصله، حيث تطور العمل حتى رأى القائمون على الموقع ضرورة قيام مركز علمي لتنفيذ كثير من المشروعات العلمية، وليكون هذا الموقع واجهة علمية للمركز تخدم المتخصصين بشكل أكبر وأفضل ونسأل الله أن يكون هذا العام عاماً حافلاً بالإنجازات العلمية بقدر ما نتمكن منه في المركز والموقع، ومقر هذا المركز مدينة الرياض.
خامساً: زادت ثقة الباحثين بالموقع وقد لمست ذلك من خلال الرسائل التي ترد للموقع باستمرار، والاستشارات التي ترد للموقع كذلك في أمور علمية متخصصة، وبعد مشاركة كثير من أعضاء هذا الملتقى والمشرفين عليه في برامج إعلامية في الدراسات القرآنية باسم الموقع ولا سيما قناة المجد العامة والعلمية، وقد كنت أرغب في أن يكون برنامج أهل التفسير الذي يبث على القناة العلمية برعاية مركز تفسير للدراسات القرآنية ثم حالت دون ذلك حوائل فنية فتركته في هذه الدورة ولعل الله ييسر ذلك مستقبلاً، وكل هذا يصب في مصلحة الموقع وملتقى أهل التفسير حيث يزداد انتشاره ومعرفة الناس به، وهذا مهم لكي تصل الفائدة للجميع فلا بد من تعدد منافذ التعريف بالموقع كل بقدر طاقته، وهذه مسؤولية مشتركة بيننا جميعاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
سادساً: حافظ الملتقى على سمته العلمي المتزن ولله الحمد، فلم يخرج النقاش فيه عن حدود الأدب العلمي في الحوار، وكل أعضائه ومرتاديه من أهل العلم والأدب الراقي الذي طبع هذا الملتقى بطابع يسر الجميع، وأرجو أن نوفق للاستمرار والمحافظة على هذا الإنجاز الموفق.
سابعاً: تم افتتاح ملتقى الانتصار للقرآن الكريم، وقد حظي بإشراف موفق من الزميل الكريم الدكتور أحمد البريدي ولا يزال، وحظي بمشاركة عدد كبير من المتخصصين والمعنيين بالدفاع عن القرآن الكريم وبحوثه، وما زلنا ننتظر من هذا الركن في الملتقى الكثير وفقهم الله ونفع بهم.
ثامناً: حصل كثير من أعضاء هذا الملتقى العلمي على شهادات عالية في الدراسات القرآنية وغيرها، فبعضهم حصل على درجة الماجستير، وبعضهم حصل على درجة الدكتوراه، ونرجو منهم المزيد من العطاء العلمي بعد حصولهم على هذه الشهادات، وهذا ميدان من ميادين زكاة علمهم وبحثهم دون أن يرزأهم ذلك شيئاً، ويكون لهم ذخيرة عند الله سبحانه وتعالى.
هذه بعض الإنجازات التي تحققت بفضل الله وتوفيقه أولاً، ثم بجهودكم أيها الفضلاء وتواصلكم ومتابعتكم، وفي الختام فإنني أرغب من كل واحد منكم بعد قراءته لهذا الكلام، أن يتفضل بفتح ملف على ملف وورد في جهازه يسميه (هذا رأي في ملتقى أهل التفسير ومقترحاتي) ثم يدون ما استفاده شخصياً من الملتقى، وماذا يتمنى أن يرى في الملتقى، وما هي الجوانب التي يرى تميزها، والجوانب التي يرى الضعف فيها ظاهراً ويقترح علاجها ونحو ذلك مما ينفع الملتقى، وماذا يمكن أن يقدمه للملتقى للرقي به من وقته أو ماله فإن كثيراً من المشروعات يحول بيننا وبين تحقيقها قلة المال) ثم إذا نقح مقترحاته وهذبها فليطرحها في هذا الموضوع.
أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل أعمالنا جميعاً خالصة لوجهه الكريم، وأن يستعملنا في طاعته ورضاه، والله يوفقكم لكل خير، وأكرر شكري لكم جميعاً مشرفين ومشاركين رضي الله عنكم وأرضاكم، وأعتذر للجميع عن التقصير والزلل والخطأ والتجاوز في حق أي أخ أو أخت في هذا الملتقى.
الرياض في 1/ 1/1428هـ.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[20 Jan 2007, 11:31 م]ـ
أسأل الله أن يبارك لك في عمرك وعملك وزوجك وولدك، وأن لا يحرمنا جميعًا الأجر.
إن شهادة مثلي مجروحة، لكني أعبرعما وجدته من فوائد علمية، وصداقات أخوية مع أحبابنا أعضاء الملتقى، فالحمد لله على هذه النعم، وأسأل الله المزيد.
ـ[هلال بن بلال]ــــــــ[20 Jan 2007, 11:35 م]ـ
بسم الله والحمد لله
سادساً: حافظ الملتقى على سمته العلمي المتزن ولله الحمد، فلم يخرج النقاش فيه عن حدود الأدب العلمي في الحوار، وكل أعضائه ومرتاديه من أهل العلم والأدب الراقي الذي طبع هذا الملتقى بطابع يسر الجميع، وأرجو أن نوفق للاستمرار والمحافظة على هذا الإنجاز الموفق.
في رأيي القاصر أن هذه الميزة من أهم ما تميز به هذا الملتقى.
وهذا الملتقى من لبنات تجديد علم التفسير في العصر الحديث.
فاللهم اجز القائمين عليه خير الجزاء وأعظمه وأجزله .. آمين.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[21 Jan 2007, 07:04 ص]ـ
لا زلت أذكر بدايات هذا الملتقى الأولى وكثيراً من تفاصيلها, وقد فاجأني عدد السنين التي بلغها هذا الملتقى, والذي مازال أمامه الكثير من المشاريع العلمية المتقنة الناجحة بإذن الله.
ولعل أبرز ما يحسب لهذا الملتقى المبارك ما تركه من أثر في مجال الدراسات التفسيرية والقرآنية, حيث صار بأعضاءه المتميزين, وموضوعاته المحررة جزءاً من حديث الدراسات الأكاديمية, والمؤتمرات العلمية, وكل ذلك راجع في النهاية إلى جهد وتفاني وإخلاص أهله بارك الله في أعمارهم وأعمالهم.
وإني لمتفائل بمستقبل مشرق واعد لهذا الملتقى الذي يعشق التطوير مع التأصيل, والتجديد مع تثبيت البناء العتيد. وفق الله الجميع, وتقبل منهم, وأعانهم على كل خير.
أخوكم المحب/ أبو بيان.
2/ 1/1428هـ.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[21 Jan 2007, 08:34 ص]ـ
نحمد الله على توفيقه , والفضل بعد الله يعود إلى مؤسس هذا الصرح أخي الكريم الدكتور عبد الرحمن. وليعلم الأخوة الكرام أن الملتقى مجال رحب للإبداع والرقي ويحتاج للمزيد من التكاتف والتعاون وأكرر ما قاله أخي الدكتور عبد الرحمن بقوله: وفي الختام فإنني أرغب من كل واحد منكم بعد قراءته لهذا الكلام، أن يتفضل بفتح ملف على ملف وورد في جهازه يسميه (هذا رأي في ملتقى أهل التفسير ومقترحاتي) ثم يدون ما استفاده شخصياً من الملتقى، وماذا يتمنى أن يرى في الملتقى، وما هي الجوانب التي يرى تميزها، والجوانب التي يرى الضعف فيها ظاهراً ويقترح علاجها ونحو ذلك مما ينفع الملتقى، وماذا يمكن أن يقدمه للملتقى للرقي به.
فبجهودكم , واقتراحاتكم نصل إلى ما نريد , والعبرة بتمام النهايات لا بنقص البدايات , وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ناصر الماجد]ــــــــ[21 Jan 2007, 09:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر أخي د. عبد الرحمن على مقاله وفعلا أضم صوتي لصوته؛ دعوة لإخواننا أعضاء الملتقى وزواره لسعي فيما يرتقي بالملتقى ويسهم في تطويره، وتقديم الرأي والمعونة للمشرفين عليه، فإنما هم بكم
والله يرعاكم
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[21 Jan 2007, 10:33 م]ـ
(هذا رأي في ملتقى أهل التفسير ومقترحاتي)
الحمد لله الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، والصلاة على رسول الله وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان، وبعد:
إلى أصحاب الفضيلة مشرفي وأعضاء الملتقى، أحيكم بتحية الإسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
فهذا رأيي في مالذي استفدته من هذا الملتقى، فأقول: لقد استفدت كثيراً من مشاركات إخواني المتدخلّين الكثيرة والمتنوعة، ومن فهرس الكتب والمخطوطات، ولاأخفي الجميع أني استفدت كثيرا من المادة العلمية المقدمة في تخصص القراءات، في أحكامهاوالكتب المحققة فيها، والموضوعات المقترحة الجديدة فيها، وفي التعرف على جديد علم التفسير، والرسم، ومصادرهما، وعلى بعض الفوائد التقنية الحاسوبية.
أمّا ماذا أتمنى أن أرى في الملتقى؟
فأتمنى أن أرى في الملتقى كلّ ماهوجديد وفق قاعدة بيانات شاملة، ذات مرجعية معتمدة لدى الجهات العلمية، كعمادات البحث العلمي، والمراكز المتخصصة، وأن تحتوي علىشهادات علميةموثقةمن تلك الجهات العلمية، مثبتة في واجهة بارزة في قوائم الملتقى. كما أتمنى تسريع الاستفادة من وجود كبارالأعضاء المتخصصين غير المشاركين حاليا، من خلال مراسلين مؤهلين.
أمّا ما هي الجوانب التي أرى تميزهافيه؟
فأرىأنّ الملتقى: يمتاز بالجانب الحواري النقدي الإيجابي المختصر، وبجوانب تعارفية أخوية على مستوى العالم الإسلامي، وبوجاهة لدى عدد من الباحثين غير المسلمين في عدد من دول العالم، وكذلك بمتابعة ماحقق من المصادر الأمهات والملاحظات عليها، وحرية الدراسات الفردية التي يقدمها الأعضاء التي يعبرون فيها عن رؤيتهم الخاصة المبنية على أسس منهجية سليمة.
ماهي الجوانب التي أرى الضعف فيها ظاهراً؟ وماذا أقترح لعلاجها ونحو ذلك مما ينفع الملتقى؟
من جوانب الضعف الظاهر في نظري: صعوبة التشخيص عند متابعة المشاركات والمداخلات، بسبب تعددها وتنوعها، حين يجد المداخل نفسه يريد أن يحكم بسرعة على المعلومات التي استوعبها في وقتها، ثم لايساعده الوقت على ذلك، وهذا بالتالي يعجّله عن تصورها واستيعابها كاملة، وكحل لهذه الصعوبة، أرى تعديل كلمة (إضافة رد)،واستبدالها بكلمة (إضافة مداخلة بعد التأمل)،وفي حالة الاستعجال إضافة كلمة (مداخلة سريعة).
ومن الجوانب كذلك عدم إشعار الملتقى بالحاجة إلىاستكمال مشاركات سابقة، ولهذا فقد يتأخر بعض المداخلين لظنهم أن هناك مداخلة قريبة من بعض الأعضاء، فيتكل على قربها وسرعة إرسالها ثم لايحدث فتتوقف المداخلة، أو تنتهي بالابتعاد عن الأنظار في داخل صفحات الملتقى الكثيرة، ثمّ يحتاج بعدها إلى فراسة للبحث عنها، وقد لايذكرمكان فهرسها الذي وضعها فيه.
وكحلّ لهذه الصعوبة: أرجوا أن يختم المداخل كلامه، أو أن يتولى أحد مشرفي الملتقى محاورته داخل مشاركته لاستكمالهامعه، ويقوم بتسهيل مهمة إفادته عن فهرسها.
أمّا المقترحات التي أراها تنفع إخواني في الملتقى فهي:
- جبذا لو كانت هناك إشارة في المداخلة إلى التخصص الدقيق و البحث الذي قدمه المداخل أثناء مداخلته إن وجد.
-تكوين لجنة إشراف على الملتقى من الذين هم في تخصصات مختلفة، وأن تكون ردودهم معروضة على شخصيات معروفة لها خبرة وممارسة طويلة في الموضوع المراد الإجابة عنه.
-تقديم إحصائية شاملة (دائمة) للموضوعات الهامة المطروقة، وقائمة بالموضوعات التي يرى الأعضاء أنها لم تطرق، ونفس الشيء بالنسة للكتب القديمة.
- إيجاد حواربين المشرفين والمداخلين داخل كل مشاركة لتتضح الفكرة كاملة للجميع.
-تتبنى بعض الأعضاء لتقديم بحوث جاهزة أسبوعية، تحت عنوان موضوع الأسبوع، والإعلان المسبق عن عنوانه.
-تذكير الأعضاء بمالم يتم استيفاؤه من البحوث، وإرسال رسالة لمختص للإفادةإن كان الموضوع بتلك الأهمية.
-تحديد النقولات في المداخلة بالمصادر الهامة، وألّاتتعدى سطرا واحداً، وإحالة الباقي للمصدر إلا للضرورة القصوى، وأن يجتهد المداخل في تببين مراده بدقة.
-اعتبارالمداخلات التي ترد على شكل تحيات أومباركات، وعدد قراءات الموضوع،والمداخلات عليها، تقييما ضمنيا للموضوع تحسب للمداخل ومداخلته، وتستبدل أداة (التقييم بالنجوم) بماسبق.
-إيجاد كليشات أونماذج جاهزة، قبل المداخلة تتضمن أسئلة في الموضوع: ماذا كنت تعرف عنه؟ ماذا تريد أن تعرف؟ ماذا عرفت؟ أذكر مصادرك؟ اكتب خاتمة مختصرة، وفي حالة اختيار المخطوطات تكون الكليشة: كيف تعرفتم على المخطوط، مااسمه، واسم مؤلفه، عدد نسخه، المصادر التي ذكرته، هل تم نشره، هل حكّم أم لا؟ هل تود نشره؟ هل علمتم بنسخ أخرى له بعد نشره وتريدون إعادة طبعه؟
أمّا ماذا يمكن أن أقدمه للملتقى للرقي به من وقت أو مال؟
فأقدّم كأي باحث بجواره مكتبة (مكتبتي الخاصة) ومابها من كتب وفهارس، مع استعدادي لتقديم مايطلبه إخواني من معلومات فيها، ويكون ذلك من باب التبرع لوجه الله تعالى.
وأمّا المال فأقترح على مشرفي الملتقى فكرة تقديم خدمة لأصحاب دور النشر والمكتبات، تبدأ بتعريفهم بالباحثين وعناوينهم، لمراسلتهم لشراء ماجدّ لديهم، على أن تكون هذه الخدمة التي قدّمها الملتقى مقابل تخفيض للباحثين، ثمّ بالمقابل لهذه الخدمة الممتازة، يتعهد الأعضاء بتقديم تبرعات للملتقى في حساب مخصص لهذا الغرض. وفق الله الجميع في الدارين إنه سميع مجيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Jan 2007, 10:40 م]ـ
أشكر جميع المعقبين من الزملاء وأشكرهم وأرجو منهم أن يتفضلوا بكتابة ما لديهم حول الملتقى.
وأشكر أخي الدكتور أمين، جزاه الله خيراً على جديته المعهودة التي قابل بها رغبتنا في التعرف على رأيه وتوجيهاته، وقد قرأتها كاملة، وسأحفظها في ملف خاص بهذا الغرض بإذن الله حتى ترى التنفيذ بالطريقة المناسبة بقدر الطاقة إن شاء الله. جعل الله ذلك في موازين حسناتك أخي الكريم وبارك في علمك.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[21 Jan 2007, 11:33 م]ـ
أخي الدكتور/ عبد الرحمن الشهري، سلمك الله وجميع إخوانك في الملتقي، تقبلوا دعواتي الصادقة، واسمح لي أن ألقب شخصكم الكريم بخادم الدراسات القرآنية، وذلك لجهدكم الطيب المبارك الذي أسهم بتضافر جهود المخلصين معك، بعد الله عزوجل وتوفيقه على تخطي الصعاب والارتفاع بمستوى التعليم القرآني ودراسات وبحوثه إلى أعلى درجات الرقي في هذا البلد الطيب، والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه، وفي العالم أجمع. وفقكم الله وسدد خطاكم.
.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[23 Jan 2007, 09:50 م]ـ
أخي الشيخ الدكتور عبدالرحمن خادم القرآن وعلومه وصحبه الكرام
كم والله أقر عيوننا وأثلج صدورنا هذا العمل العظيم الذي هو بحق رفعة للقرآن وأهله وتميز وتفوق، وهذا أقل مايجب علينا بحق القرآن
وأن من أعظم ثمرات هذا العمل العظيم هذا الترابط والتآلف والاجتماع القرآني بين أهل القرآن من أقطار الدنيا جمعنا الله بهم في دار كرامته تحت مائدة القرآن. ولا أظن أن ملتقى علمياَ وصل إلى ماوصل إليه هذا المتلقى المبارك في هذه الميزة خاصة. فهو بحق صرح قرآني عظيم.
وإن من أعظم مايشدنا إلى هذه الشبكة الخيوط التي حبكها لنا مشرفنا الكريم من رحابة صدره، وسعة أفقه، وفاعليته، وخبراته الفنية والعلمية، وتجديده، وسرعة متابعته، وتواصله وتواضعه، فقد تعلم مهارة الصيد وصنع شبكة وصلت إلى أقصى الأرض فاصطادت حيتان القرآن وفرسانه فإلى الأمام أبا عبدالله وفقك الله وسددك ونفع بك ومن معك من أهل القرآن.
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[23 Jan 2007, 09:56 م]ـ
أقترح تثبيت هذا الموضوع أبا عبدالله لتعلقه بتطور الموقع وتطويره
ـ[أمةالله]ــــــــ[24 Jan 2007, 02:21 م]ـ
مبارك عليكم ملتقى أهل التفسير عامكم الخامس، نسأل الله تعالى أن يجعل الملتقى دائماً في زيادة، وأن يبعد عنه كل من قد يسيء إليه ... آمين
أرجو إدارة الملتقى أن تضع في اعتبارها مشروعاً لطلبة العلم المبتدئين، فمن المحزن أن تجد ملتقى به هذا الكم من المشايخ وأهل العلم المتخصصين، ولا تجد للمبتدئين فيه نصيب. لذا فأقترح أن تقام دورة علمية للمبتدئين، يتم فيها شرح كتاب تفسير معين، أو حتى يقرر فيها الشيخ جزءاً للقراءة ثم يضع أسئلة على هذا الجزء، ويستقبل أسئلة الطلاب عن الجزء المقروء.
أسأل الله تعالى أن يبارك في ملتقى أهل التفسير، وأن يحفظه من كل سوء، وأن يجعل ما فيه من خير في موازين حسنات القائمين عليه والمشاركين فيه.
جزاكم الله خير الجزاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Jan 2007, 09:04 ص]ـ
أشكر الأخوين الكريمين الدكتور أمين والدكتور محمد الربيعة على دعواتهم الصادقة للقائمين على الموقع والمشاركين فيه، وحسن ظنهم بأخيهم وأنا عند نفسي دون ذلك بكثير، والحمد لله أن استعملنا في خدمتكم في هذا الموقع، وأشكر أخي الدكتور أمين على هذا اللقب الذي شرفني به وليتني أستحقه.
أما ما تفضلت به الأخت الكريمة أمة الله من الحاجة إلى دروس للمبتدئين في التفسير وغيره فبإذن الله سوف يرتب لمثل هذه الدروس في الدراسات القرآنية بطريقة ينتفع بها المبتدئ وغيره إن شاء الله في هذا الملتقى، فنحن مقبلون على خير بإذن الله، وإفادة الراغبين في العلم جميعاً هدفٌ نسعى جميعاً لتحقيقه رغبة في الأجر، وحرصاًً على نشر العلم بكتاب الله، وكل الزملاء الفضلاء في هذا الملتقى ممن تأهلوا لذلك لن يتوانوا في البذل بإذن الله إذا لمسوا الرغبة الجادة في التحصيل والفائدة.
ما زلنا في انتظار بقية الآراء والمقترحات والأفكار وفقكم الله لكل خير.
ـ[أبو المنذر]ــــــــ[25 Jan 2007, 03:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المس من المشايخ الكرام الرغبة الشديدة في معرفة ما استفاده الأخوة من الملتقى واستفادتنا منه كثيرة والحمد لله
وقد يظن ظان ان ذلك رغبة منهم في إظهار فضلهم واشباعا لنشوة الإنتصار ـ ان صح التعبير ـ حاشاهم وكلا
والواقع أن المشائخ ـ جزاهم الله خيرا ـ
انما يريدون معرفة ما المستفاد كي ما يستزيدون من أمثاله اعني شدة إعتنائهم بهذا الجانب الذي استفاد منه الأخوه
ومما لا شك أن أكثر مرتادي الموقع من غير الأعضاء وهذا يتضح جليا في قائمة المتواجدين حاليا فلا يحزنكم قلة
الردود فالفائدة عظيمة ان شاء الله تعلى وحسبكم انكم بذلتم الوسع للنصح لكتاب الله ـ عزوجل ـ كما أمركم نبيكم صلى
الله عليه وسلم وفي ما أظن بأن كثير من هؤلاء ليسو من أهل التخصص! أي في التفسير فأرى
1 ـ الإستزادة من طرح مواضيع التفسير البلاغي اقصد الذي يعنى ـ بضم التحتانيه ـ بالفاظ القرآن تقديما وتأخيرا وحذفا
وإضافة كما هو معلوما لديكم
الموضوع يشد الكثير ومعلوماته سهله ويسهل حفظها وكذا تزيد من إيمان المسلم وتقربه من مولاه وهذ مقصدكم بارك
الله فيكم.
2 ـ عنونة المشاركة من الأخوه الكرام المشاركين بها أو من قبلكم كإدارة بعنوان يلفت الإنتباة فكم من مشاركات
نافعة فات نفعها علي الكثير بسبب العنوان ولا يخفى عليكم مثل هذا.
3 ـ وضع فهرسه جديدة على حسب السور ترتيبا توضع المشاركات المتعلقة بالآيات بسورة الفاتحه ثم المشاركات في
سوره البقرة وهكذا وقد تتبنونه في المستقبل بعد التنقيح والزياده يخرج في شكل اجزاء تفسيرية ويعم الله بنفعها
هذا ما حضرني فإن أصبت فمن الله والا فلتمسوا لنا حسن النية والله من وراء القصد وصلى الله على سيدنا محمد وآله وأصحابه وسلم تسليما.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[26 Jan 2007, 07:02 م]ـ
من رحمة الله بنا أن نجد مثل هذا الموقع من يدخله فهو لاريب خارج بفائدة
شكر الله لكل من له يد في نفع اخوانه
ـ[الجعفري]ــــــــ[27 Jan 2007, 02:29 م]ـ
الحمد لله أن وفق إخواني لبذل جهد مشكور في هذا المنتدى المبارك وأنا ممن استفدت مما يكتب فيه من معلوما ت وبحوث طيبة وأسأل الله أن يبارك في القائمين عليه وأن يكتب أجرهم وأن يحشرنا جميعاً في زمرة أهل القرآن.
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[27 Jan 2007, 09:36 م]ـ
مما نفتقده في تخصصنا العظيم القرآن وعلومه، أننا لانجد موقعاَ يطلعنا بالأخبار والمشاريع القرآنية الجديدة ومتابعتها والتعريف بها، من مواقع، ومؤتمرات، وندوات، ومراكز قرآنية ومشاريع ومجلات متخصصة، وغير ذلك، وإن كنا نجد ذلك متفرقاَ في هذا الموقع المبارك وغيره، إلا إنني أقترح
(((فتح قسم خاص بالأخبار والمشاريع القرآنية الجديدة)))
ونرجو أن يتحقق ذلك في التطوير الجديد. وأرجو من الأخوة الأعضاء إبداء رأيهم في ذلك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Jan 2007, 10:12 م]ـ
نحن عازمون بإذن الله قريباً على إنشاء قسم خاص بالمراكز والمؤسسات القرآنية حول العالم بإذن الله، على غرار (رابطة المتخصصين) يكون الهدف منه التعريف بهذه المراكز والمشروعات العلمية التي يعملون أو يعتزمون القيام بها، بحيث يكون هناك تواصل علمي بين هذه المراكز والهيئات بسهولة ويسر، وقد ناقش المشرفون هذه الفكرة في عدة اجتماعات، وعسى أن ترى النور قريباً بإذن الله، ولعل هذا يحقق جانباً من اقتراح الدكتور محمد الربيعة الذي تفضل به رعاه الله.
وأما الأخبار المتفرقة عن الندوات والمؤتمرات والإصدارات فكما تفضلتم نحن نتابع بطريقة شبه شخصية مثل هذه الأخبار ونوافي بها الزملاء عبر صفحات الملتقى، ولا يكاد يفوتنا ندوة أو مؤتمر متخصص ولله الحمد بفضل الله ثم بجهود الزملاء في هذا الملتقى، فهم يوافوننا بالجديد باستمرار، غير أنه لا توجد آلية تنظيمية لهذا الأمر، ونحن في مركز تفسير نسعى لإيجاد مثل هذه الآلية. غير أن الحاجة إلى تعاون الجميع في حواضر العلم والثقافة في العالم الإسلامي ماسة، لصعوبة معرفة الجديد من الأخبار بطريقة منتظمة، إلا إذا تكفل كل واحد من الزملاء في أنحاء العالم بموافاتنا بما لديهم من أخبار تتعلق بالدراسات القرآنية والبحث العلمي فيها، كل في قسمه العلمي، أو كليته أو جامعته، أو مركزه أو مجلته وهكذا، يحصل التواصل، وتتحقق الفائدة، دون تكلفة مادية باهضة يصعب الالتزام بها من قبلنا كأفراد مهما كان نشاط الفرد وهمته.
آمل أن نرى المزيد من الاقتراحات النافعة التي تعين الجميع على التواصل العلمي، من أمثال هذه المقترحات التي تدفع إلى بذل المزيد من الجهد والتنظيم والتطوير عسى أن نتقدم خطوات في طريق طويل، نسير فيه جميعاً معاً بصحبة كتاب الله وعلومه وطلابه، ينفع بعضنا بعضاً بما لديه، والله لا يضيع أجر المحسنين.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[29 Jan 2007, 11:39 ص]ـ
] أخي الحبيب المكرم الشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله
أحب أن أحيي ـ وبكل همة وحرارة ـ القائمين على هذا المنتدى القرآني الفريد وأقول:
إنني أفدت أولا بمعرفة إخوة فضلاء، كلهم ـ إن شاء الله ـ على خير، والأمة تعوِّل عليهم في حاضرها ومستقبلها وهم
ملح الدنيا وصلاحها، وهم أهل الله وخاصته.
ـ ولقد لمست مدى الجهد المبذول من فضيلة الدكتور عبد الرحمن الذي ما جعل شاردة ولا واردة للترغيب في الملتقي
والكتابة فيه إلا وانتزها، ومن ذلك رده على الرسائل الشخصية التي يوقعها بعبارته المتفرده [شارك معنا في الملتقى]
وهذا يحفز الهمم ويفتح أبوابا كان الكثير منا يجهلها ولكننا اقتحمناها تلبية للدعوة وحبا في صاحبها فكانت غاية
الفوائد والثمرات التي أرجو أن تكون في ميزان حسنات أخينا الفاضل والأحبة الذين معه.
ـ والذي أرجو استحداثه هو أن يكون في صدر الملتقى أيقونة تبين للمتصفحين كيف يسجلون في الملتقى، ثانياً كيف
يشارك العضو فيه، وذلك ببيان تسلسل الوصول إلى المشاركة وكيف توضع في موضعها الصحيح،؛ لأن كثيرا من
المشتغلين بالعلوم الدينية يتمنون المشاركة ولكن نظرا لعدم توفر المعلومات الازمة لديه للدخول يحجم الكثير عن ذلك،
والضعيف أمير الركب.
كما أحب أن أضيف أن الملتقى به من العلماء من لا نزكيهم على الله علما وأدبا ونبلا، ولكن كما يقولون: لكل جواد
كبوة ولكل صارم نبوة ولكل عالم هفوة، وعلى هذا فإني لاحظت تحقير بعض المشاركين لبعض الموضوعات وتناولها
بشيء من الاستخفاف دون تدخل سريع من الإدارة لستر عيبة البعض ـ وهم قليل وأؤكد ثانية أن هذا الصنف قليل ولكننا
لشدة الحرص منا جميعا على الملتقى أردت ذكر ذلك وفي الصراحة راحة، وخيركم من أهدى إلي عيوبي.
أخيرا نريد ان نلمس من خلال التواريخ ولو التقريبية الخطوات التي يتم فيها تنفيذ أي منجز، كطبع أسماء أعضاء
الجمعية العلمية للقرآن وعلومه، والأماكن التي حصلت على نسخة من هذه الأسماء، كذا رابطة المتخصصين عندما يتم
أمرها على خير.
في نهاية ما سطرت أحب أن أؤكد أنني أفدت من هذا الملتقى بكل أقسامه وللأمام دوما في صحيفة حسنات كل من
يرفع لله راية وللإسلام آية. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعبيدة]ــــــــ[30 Jan 2007, 12:46 م]ـ
هذا رأيي في ملتقى أهل التفسير ومقترحاتي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فضيلة الشيخ الدكتور/ عبد الرحمن الشهري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها)، وإن من نعم الله علينا التي لا تحصى أن يسر لنا هذا الملتقى المبارك، الذي ينهل بالعلم والعلماء، ومن نعمته سبحانه وتعالى كذلك أن يسر لهذا الملتقى من هم أهل له بحق، واستخدم في نشر دينه ـ وخاصة علم التفسير وعلوم القرآن ـ ثلة من خيرة أهل العلم من هذه الأمة، من مختلف التخصصات والشهادات العلمية، مع ما اتسموا به من سعة الصدر، والأدب الجمّ، والذوق الرفيع، الذي زرع في قلوبنا محبتهم مع أننا لا نراهم، وهذا توفيق من الله عزوجل لمن علم في قلوبهم الصدق ـ نحسبهم كذلك والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحداً ـ، ولقد ذرفت عيناي بالدمع فرحاً عندما قرأت ما لقبكم به فضيلة الدكتور/ أمين الشنقيطي؛ لأنكم بحق أهل لهذا اللقب ليس من الآن، بل من اللحظة الأولى التي أشرفتم فيها على هذا الملتقى.
* أما بالنسبة لا ستفادتي من هذا الملتقى:
ـ فهي كثيرة وكثيرة جداً، ويعجز اللسان عن وصفها، وأولها بالنسبة لي هي أنني أصبحت محباً لتفسير القرآن وعلومه بما لم أكن عليه من قبل، حيث كانت هذه المواد تمثل لي عائقاً في مرحلة البكالوريوس، أما الآن –والحمد لله- فهي من أنفس المواد لديّ، وقمت بالتسجيل فوراً في الدراسات العليا في قسم التفسير وعلوم القرآن، وكانت معرفتي بهذا الملتقى قبل سنتين تقريباً، ولو كنت اهتديت إليه قبل ذلك لكان الأمر أفضل بكثير مما هو عليه الآن، ولكن قدر الله وما شاء فعل.
ـ ومن استفادتي أني وجدته يفتح ذهن طالب العلم إلى كثير من المسائل، ويوسع الأفق، وجعلني أقرأ في كتب التفسير وعلوم القرآن بغير الطريقة التي أقرأ فيها أيّ كتاب آخر، فأصبحت أقرأ بتمعن، وأحاول الفهم، والنظر، وإعمال الفكر قدر استطاعتي، والحمد لله.
ـ ومن استفادتي تنوع المواضيع التي يتم تناولها بحثاً ودراسة، ومن ثَمّ كان لها عظيم الفائدة في عدم انحصار فائدتي في علم واحد من علوم القرآن، بل جعلتني أقطف من كل بستان زهرة، وبالتأكيد سيكون لكل واحد منا مجال يبدع فيه أكثر من غيره، لكن لا يعني ذلك عدم التطرق إلى غيره.
ـ ومن استفادتي ما يطرح من عناوين لرسائل علمية (ماجستير أو دكتوراة) إما طرحاً مباشراً أو استنباطها من خلال ما يطرح من مواضيع في الملتقى.
هذا بعض ما سطرته عن استفادتي من هذا الملتقى المبارك حسبما تيسر لي، وما يعجز عنه اللسان أكثر، إضافة إلى الاستفادة المعنوية فهي عظيمة ... !! أسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
* أما بالنسبة لما أتمنى أن أرى فيه ـ ولعله قد طرح بعضها فيما سبق ذكره من المشاركات فأحببت إعادتها للتأكيد على أهميتها ـ فهي عدة أمور:
ـ أن يتم توزيع موضوعات الملتقى العلمي حسب الموضوع الرئيس التابع له، فيوضع عنوان رئيس للقراءات مثلاً يوضع بداخله كل المشاركات التي تتعلق بالقراءات، وهكذا، حسب الطريقة المناسبة التي يرتأيها المشرفون؛ لأنها أسهل في جمع شتات موضوعات العلم الواحد، فهو على غرار ما كتبتموه في هذا الملتقى تحت عنوان: فهارس ملتقى أهل التفسير.
ـ أشارك الرأي وبشدة موضوع الدروس العلمية للمبتدئين وغيرهم في التفسير وعلوم القرآن، وأن تكون دروس تأصيلية لهذه العلوم بالدرجة الأولى حتى ينطلق طالب العلم من خلالها بعد ذلك، وفي نظري أن هذا الأمر من الأهمية بمكان، نظراً لأن من يكتب في هذا الملتقى هم من مختلف البلدان، وقد نجد في بلد أكثر من عالم متخصص في هذا العلوم، وقد نجد -للأسف- في بلدان أخرى الافتقار الشديد إلى أمثالهم، وإن وجد من يحمل الشهادة والتخصص، فقد لا نجد عنده التأصيل العلمي الصحيح، مع ملاحظة أن تكون طريقة الاستفادة منها متاحة للجميع لتعم الفائدة.
ـ أشارك الرأي أيضاً في أن يكون هناك عنوان معين يكتب فيه موضوع علمي تأصيلي متكامل لأحد المتخصصين سواءً كان أسبوعياً أو نصف شهري حسب نظرة المشرفين، ولكن مع التركيز على ألا يكون الموضوع محل خلاف كبير بين أهل العلم لتكون الفائدة أعم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ أتمنى أيضاً الإجابة قدر المستطاع على الأسئلة التي تطرح في الملتقى من بعض الإخوة الذين هم في أمسّ الحاجة إلى أجوبتها؛ لأنهم كما ذكرت قد يفتقرون لمن هو أهل للإجابة عليها، ممع حسن ظنهم بإخوانهم من أهل العلم في هذا الملتقى، وكنت أجد بعض الأسئلة التي تبقى مدة من الزمن ولا أحد يجيب، وقد يجاب عليها ولكن بعد فوات الحاجة إليها، حتى وإن كانت الأسئلة في نظر المتخصصين ليست مهمة، فقد تمثل لمن كتبها الشيء الكثير.
* أما الجوانب التي أرى تميزها:
ـ فهي حقيقة الحرص الشديد على أن يظهر هذا الملتقى بأفضل حُلَّة ظاهراً من حيث الشكل الخارجي الفني الإبداعي، وباطناً من حيث إنه يحرص كل الحرص على بث روح المحبة، والتعاون، والتآلف بين الإخوة المشاركين، وخاصة في معرض النقد، فهو يحرص على أن يكون نقداً بناءً خالياً من التجريح، هدفه الأول الوصول إلى الحق، مع الحرص على اتخاذ الإجراءات اللازمة مع من يخالف هذه الأخلاق، ويقوم بالتطاول أو الاستهزاء أو التقليل من شأن أهل العلم وحملته.
ـ أيضاً تميز هذا الملتقى باحتواء العديد من حملة الشهادات التخصصية العالية (الماجستير والدكتوراة)، بل زاد عدد حملة شهادات الدكتوراة بصورة ظاهرة، وهذا الأمر بدوره يمنح المشارك الأمان والاطمئنان لكل ما يكتب فيه، مع التنبيه على أن المرء لا يقاس علمه بالشهادات، وإنما يقاس برسوخه فيه.
ـ أيضاً لا تألون جهداً في مشاركة آراء كل من في الملتقى في كثير من الأمور التي تودون القيام بها فيه، بل حرصكم الشديد على ذلك؛ مما يدلل على أن كل مشارك هو عبارة عن لبنة في هذا الملتقى.
* أما الجوانب التي أرى فيها الضعف:
ـ وقد طرحت إحداها قبل ذلك وهي عدم الرد على كل الأسئلة التي ترد من الإخوة المشاركين، ويمكن أن يكون ذلك بأن أول ما تقومون به عند دخولكم إلى الملتقى هو تفقد المشاركات التي قام فيها أصحابها بطرح بعض الأسئلة، ومن ثَمّ الإجابة عليها.
ـ وأيضاً مما لاحظته هو المشاركات العديدة التي تحمل مواضيع ذات سلاسل أو حلقات أو جلسات ولا يتم إكمالها، ويمكن علاج ذلك بأن من أراد طرح مثل هذه الحلقات أن يقوم بتجهيزها مسبقاً، وتنزيلها حلقة حلقة حسب نظرته، أما أن يقوم بكتابة كل حلقة على حدة ثم تنزيلها، فقد تطرأ له بعض المشاغل والتي تحول دون إكمالها، مما يؤدي في النهاية إلى انقطاعها وانقطاع فائدتها.
ـ أتمنى محاولة الوصول إلى نتائج نهائية في المواضيع التي طرحت وكانت محل خلاف بين أهل العلم، وألا تبقى مفتوحة الإجابة بحيث لا يتوصل منها إلى معرفة القول الراجح، حتى وإن انتهت بعدة أقوال بحيث لا يمكن إنهاؤها بقول واحد فيتم توضيحها، ويكون ذلك بعرضها على المتخصصين في داخل الملتقى وخارجه، فهذا في اعتقادي أفضل من الإدلاء بالآراء -مع تقديرنا لها- دون حسم للمسائل.
* أما بالنسبة لما يمكن تقديمه لهذا الملتقى:
فأرجو منكم معذرتي في ذلك، فلا أملك إلا المساهمة المعنوية، نظراً للظروف الصعبة التي نمر بها، ومنها الحصار المفروض على قطاع غزة لما يقارب العام، أسأل الله أن يفك عنا حصارنا، وأن يعيننا على المساهمة في هذا الملتقى المبارك بالوقت والمال، والله المستعان.
وفي الختام:
جزى الله الشيخ الدكتور/ عبد الرحمن الشهري عنا خير الجزاء، وأسأله تعالى أن يجعل أعمالكم في ميزان حسناتكم، وأن يلهمكم الرشد والصواب لما فيه خدمة لهذا الملتقى، المبارك وما فيه مصلحة للإسلام والمسلمين، وأسأل الله تعالى لكم الثبات على الحق، وبارك الله فيكم.
والسلام عليكم ورحمة الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Jan 2007, 04:21 م]ـ
أخي العزيز الأستاذ الدكتور عبدالفتاح خضر وفقه الله: أشكرك على دعواتك وتشجيعك، وقد سجلتُ كل ملحوظاتك وسننفذ منها ما نستطيعه بإذن الله، لأنه قد يمنعنا من بعضها مانعٌ تقني فتدبر!
أخي الكريم أبا عبيدة وفقه الله: أشكرك على مشاعرك الأخوية الصادقة، وأسأل الله أن ينصركم على عدونا جميعاً، وأن يقر أعيننا بنصرة المؤمنين في بيت المقدس وغيرها من بلاد المسلمين، وما ذكرتموه يحفزنا للعمل بجد أكثر، وقد قيدت كل ملحوظاتك القيمة التي تدل على عقلك وبصيرك زادك الله توفيقاً، وسوف نعمل على تنفيذها بقدر ما نستطيع بإذن الله، ونسأل الله أن يستعملنا جميعاً فيما يرضيه عنا، وأشكرك على وقتك الذي تكرمت ببذله في تقييد وتحبير هذه الكلمات التي وقعت منا في شبكة التفسير أحسن موقع فبارك الله فيك، وأحسن إليك.
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[02 Feb 2007, 07:58 ص]ـ
اللهم اجعل لملتقى اهل التفسير ملتقى في جنة الفردوس مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. واجز اللهم القائمين عليه خير ما جازيت. فهم همهم الوحيد كتابك المجيد
واسعد الله ايامكم بالبر والتقوى
أخوكم
قصي علي الدليمي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الميموني]ــــــــ[02 Feb 2007, 02:40 م]ـ
الحمد للله مع عمر المنتدى القصير نسبيا فقد ثبتت بحمد الله مكانته بين المنتديات الشرعية العلمية الرصينة المتميزة و لا زلنا نلحظ تزايد فوائده
و نرى تزايد أعضاءه المتميزين أيضاً.
و من الاقتراحات التي ينظر فيها في المستقبل الآتي:
عند التعريف بالكتب المطبوعة حديثا أو المعاد طبعها إن تيسر الكتابة للمحقق نفسه برسالة إلكترونية إن كان الكتاب ذا قيمة علمية ليكتب تعريفا بنفسه. فهو أفضل و إن لم يتيسر فيزاد في تصوير ورقتين من مقدمة الكتاب يكون فيها تعريف أكثر , هذا إن لم يكن الكتاب معروفا مشهوراً
نسأل الله لكم مزيد التوفيق و السداد و أن يجعل فيما تكتبون و يكتب الإخوان البركة و حسن الثواب.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[02 Feb 2007, 08:13 م]ـ
بارك الله في جهود هذا الملتقى المتميّز بمشرفيه وأعضائه، وما دام هم التطوير هاجسًا لديهم فلن تخيب جهودهم، بإذن الله.
جزى الله فضيلة د. عبد الرحمن ومساعديه خيرًا، وأعانهم على كل خير، وسامحونا على التقصير.
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[04 Feb 2007, 07:05 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بكلمة موجزة
لإخلاص النية
حلة بركة الله تعالى على هذا المنتدى الفاضل بأهله
وأدعوا الله العلي العظيم أن يجعل هذه الأعمال في ميزان حسناتكم
و أن يزيد و يبارك مرات عديدة في مضاعفة الإنجازات - في كل عام جديد
/////////////////////////////////////////////////
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[06 Feb 2007, 12:22 م]ـ
أرى أهمية تخصيص صفحات أو زوايا للموضوعات المتسلسلة والتي تنشر على حلقات، بحيث يكون لها فهرس، أو يكون لها قسم خاص.
ـ[أبو ياسر]ــــــــ[07 Feb 2007, 09:45 ص]ـ
أشكر أخي الشيخ د. عبد الرحمن الشهري، على هذا الموضوع، وأسأل الله أن يرزق الجميع الإخلاص والثبات على الخير والنفع للإسلام والمسلمين.
ـ[سلسبيل]ــــــــ[09 Feb 2007, 03:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا وجعل ما تقدمون من خدمة لكتاب الله في ميزان حسناتكم
اقترح
ان يتم فتح قسم جديد يختص بالإعلان عن المناشط الدعويه واللقاءات العلميه المتعلقه بالدراسات القرآنيه وآخر الإصدارات المتعلقه بالكتب والبحوث حتى لا تختلط مع المواضيع العلميه بالمتلقى العلمي
أرى أهمية تخصيص صفحات أو زوايا للموضوعات المتسلسلة والتي تنشر على حلقات، بحيث يكون لها فهرس، أو يكون لها قسم خاص.
رأي سديد
وبارك الله بالجميع
ـ[عبدالعزيز اليحيى]ــــــــ[14 Feb 2007, 05:52 م]ـ
مميزات الموقع كثيرة متعددة ذكرها الأخوة في مشاركاتهم السابقة أسأل الله أن يوفق القائمين على الموقع لكل خير وأن يبارك لهم في أنفسهم وعلومهم وأهاليهم وأموالهم وسائر أمرهم.
وهذه بعض المقترحات والأفكار:
1 - تخصيص زاوية للإجابة عن الأسئلة والاستفسارات التي يتقدم بها غير المختصين. وهذا في تقديري أمر مهم لأنه يقدم المعلومة الموثقة للقارئ، ويزيد التفاعل بين القراء والملتقى، ويدفع المختصين للبحث المركز وإفادة المجتمع.
2 - تقديم خدمة رسائل الجوال للجمهور على غرار جوال الإسلام اليوم وجوال زاد التابع للشيخ المنجد وغيرهما بصورة مستقلة، أو بالتعاون مع آخرين بحيث يتولى الموقع إعداد المادة العلمية للرسائل بعض أيام الأسبوع مثلا. ويمكن تقديم الخدمة أيضا بشكل موسمي في رمضان.
وهذه الخدمة ستفيد الموقع ماديا وإعلاميا.
3 - تخصيص زاوية لمتابعة الكتب الجديدة مع التعريف بها إن أمكن، مع زاوية أخرى للتعريف بكتب التخصص. (المقصود زاوية تجمع شتات الموضوعات المتناثرة لتسهل المتابعة).
4 - تنظيم وتفعيل برنامج تقديم الاستشارات العلمية للباحثين في أي مكان، وهذا البرنامج نفعه عظيم فكم من باحث يحتاج لمن يعينه ويرشده ولا يجد ذلك فالكل مشغول عنه مع شدة حاجته، ولعله لايستطيع طلب المشورة من المشرف الأكاديمي على الرسالة لانشغاله أو لضعف المشرف علميا أو خوفا من عواقب الاستشارة بالإلزام ببحث ما ليس بلازم.
وفقكم الله وسدد خطاكم(/)
تفسير الثعلبي
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[21 Jan 2007, 01:00 ص]ـ
الحمدلله على نعمه المزيدة، حمدا يليق به تعالى
وأصلي وأسلم على سيدنا محمد وعلى صحبه الكرام
الإخوة الكرام أهل الملتقى الأفاضل
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: (فاما البغوي فإنه قال: فصلّ حمداً لله، وهو ينقل ما يذكره الثعلبي في تفسيره في مثل هذه المواضع، والثعلبي يذكر ماقاله غيره سواء قاله ذاكراً أو آثرا، مايكاد هو ينشئ من عنده عبارة) جامع المسائل3/ 291
فما رأيكم في كلامه رحمه الله تعالى؟ وهل يصدق ذلك على تفسير الثعلبي رحمه الله تعالى؟
ـ[محمد العواجي]ــــــــ[23 Jan 2007, 04:24 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
أخي الفاضل الشيخ عاصم
الموضوع يحتاج لتأمل وتدبر وكلام شيخ الإسلام يحتاج لنظرة متكاملة في الموضوع والسياق ولا يمكن الحكم من خلال فقرة مبتورة
والبغوي تلخيص من الثعلبي بلا شك ولا ريب
ولكنه تلخيص عالم مسند محرر
والثعلبي جامع لكتب ومرويات في التفسير وعلومه وخوادمه من عالم متقن مسند أراد الجمع والحفظ وأسند وعزا
فلا تبعة عليه في ذلك
والكلام عليهما وعلى كلام شيخ الإسلام فيهما يطول ولا أرى فيه تعارضا ولا تناقضا ولا انتقاصا لأي منهما
وهذا بعد طول مقارنة وتأمل وفحص أمضيت فيه أربع سنوات تقريبا
لا سيما في السور الثلاث الأولى (البقرة وآل عمران والنساء)
ولك مني أزجى التحايا(/)
نظرية جديدة في التفسير
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[21 Jan 2007, 01:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على أفضاله، والصلاة والسلام على سيدنا رسوله محمد وآله وبعد: يشرفني أن أُحَيّي الإخوة الأعضاء والمشاركين والزوار والمتصفحين لملتقى أهل التفسير والدراسات القرآنية بتحية الإسلام، وأن أضع بتواضع بين يديهم نظرية جديدة في التفسير خرجتُ بها من قراءات في علم الدلالة الحديث والقديم، وأن أطلب منهم باعتزاز نقدها نقدا عِلميا (يسمى النقد الذي يسعى الى الكشف عن المزايا والعيواب على السواء بالنقد الكانطي نسبة الى صاحب كتابي نقد العقل العملي ونقد العقل الخالص أو المحض- وهو النقد العلمي الموضوعي المحايد، أما النقد المُركز فقط على كشف العيوب فهو غير موضوعي وغير علمي أربأ بإخوتي وأحبائي عنه. إذ القصد هو الوصول إلى فهم أمثل وطريقة أقوم لدراسة علم التفسير والمساهمة في تطويره، بتوفيق الله تعالى).
وتصلح هذه النظرية من وجهة نظر كاتب هذه السطور أن تكون أساسًا لكلية للتفسير تقوم بتدريسه في خمس سنوات بعدد الوحدات التفسيرية التي تضعُها، على أن تؤسس قبل قبول الطلبة مركزا للمعلومات التفسيرية يقوم بجمع مصادر الوحدات التفسيرية وترتيبها زمانيّا لتكون مرجعا للطلبة،
كما يمكن لهذه النظرية أن تُفيد الطالب المتطلع الى تعلم علم التفسير والتعمق فيه.
وتصلح أن تكون أساسا لمركز دراسات يختص بالتفسير ويحاول (الترتيب الرقمي الإلكتروني) لكل وحدة تفسيرية * [سيأتي عما قليل توضيح لهذا المفهوم]، ويقوم بتصنيف وجمع جميع ما قيل في هذه الوحدات وترتيبها زمانياً في مكانها من عنوان الوحدة. وهي تقوم على تقسيم علم التفسير الى خمس وحدات تفسيرية، تقابل وحدات علم الدلالة العام إذ التفسير هو علم دلالة القرآن. فلما كانت الأصوات هي وحدات لغوية قبل دلالية لأنها بمفردها الصوتي قبل حملها للمعنى لا تعد وحدة دلالية بل وحدة لغوية فقط. وهكذا يكون علم التجويد هو (علم ما قبل التفسير) لأنه علم أداء الصوت القرآني.
والنظرية قد اكتملت بحمد الله لديَّ وسأعرضها هنا أمام إخوتي الباحثين والقرّاء، مع بقاء شيء واحد افتقرت اليه النظرية وهي وضع علم القراءات في مكانه الحق من علم الدلالة القرآني، وأعد أن أفكر في وضعه في مكانه المناسب منها. وأتشرف بكل من يساهم. أصغر وحدة دلالية هي الكلمة، لأنها أصغر وحدة لغوية تحمل معنى، أما الوحدات اللغوية غير الحاملة للمعنى كالأصوات المجردة فهي ليست وحدات دلالية. (ومن ثم ليست وحدة تفسيرية) وتتفاوت الوحدات الدلالية من حيث السعة والضيق، والصغر والكبر، والأهمية فأصغرها الكلمة وهذه تنقسم إلى قسمين رئيسيين (الكلمات القواعدية) وهي الكلمات التي تدل على معنى ولها وظيفة وعمل. والكلمات ذات المعنى وهي التي تدل على مسمياتها ولكنها لا تحمل وظيفة. ولكل من هذين الصنفين تقسيمات أخرى صغرى. فالكلمات القواعدية تشمل: كلمات معينة محصورة، لا تتجاوز الـ300 في أي لغة من لغات العالم، وهي في العربية بحدود 250. وأحسن من درسها في التراث العربي هو ابن هشام النحوي في كتابه (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب) وأسماها الأدوات، ولخصها عنه السيوطي في الإتقان في علوم القرآن، كما تشمل الكلمات القواعدية نوعا آخر عبارة عن صِيغ، وليس كلمات محصورة معدودة تدخل فيها صيغ الأفعال. وهذه الصيغ محصورة معدودة في كل لغات العالم أيضاً. ولولا ذلكم ما كانت اللغة نظاماً.
والوحدة الدلالية الثانية هي العبارة أو شبه الجملة، والثالثة هي الجملة: وكانت عند كثير من القدماء أكبر وحدة دلالية، وقد أدى ذلكم إلى كثير من الأخطاء في فهم المعنى. والوحدة الدلالية الرابعة هي السياق، وقد تسميه الكتابة بالفقرة، وإذا كان تحديد السياق صعباً ومختلفاً فيه فإن السياق في نص معين مكتوب محفوظ كالقرآن العظيم أقل صعوبة بحكم طبيعة تحديد النص. ولكن تحديده يحتاج قراءة كلية شمولية للنص القرآني في ضوء أسباب نزوله وتاريخ تدوينه، [من أحسن من ألقى الضوء على السياق القرآني كتاب صفوة التفاسير للصابوني] مع قاعدة ذهبية وهي أن ترابط أجزاء السياق فيما بينها أعني الكلمات والجمل وأشباه الجمل أولى وآكد في الأخذ بالاعتبار من النصوص المروية في ضوئه، فلا يجوز اقتطاع جملة
(يُتْبَعُ)
(/)
من سياقها وحرف معناها لتؤيد نصاً ثانويا مروي في ضوئها .. إلى معنى يناقض المعنى المستحصل من ترابط السياق أو حتى يخالفه. وهذه المعاني المخالفة للسياق لا يمكن حصرها من الناحية النظرية، لكن لما كان الماضي قد أنتج نصوصاً وانتهى زمن إنتاجها أمكن حصر نصوص الماضي على سعتها وامتدادها ومن ثم أمكن حصر المعاني المغايرة للسياق القرآني الأول [كان هذا الأمر غير ممكن قبل العصر الرقمي]. وهذا الحصر أوالجمع أحد أهم وظائف المفسر المعاصر إذا ما أراد أن يثبت لنفسه مكاناً في التفسير المعاصر المتميّز. وتترتب هذه المعاني من حيث الأهمية بحسب اقترابها من المعنى المتحصل من ترابط السياق، فمنها ما يمكن أن يَُّّعد معنى مقبولاً ومنها ما يعد محتملا بعيدا ومنها ما يجب حذفه ونبذه ورفضه. وقد لاحظتُ من خلال اطلاعي علىكتب التفسير ولا سيما مسائل الخلافات العقدية انتصار المفسر للمعنى المغاير للسياق أحياناً إذا كان هذا المعنى المذهوب إليه ينصر معتقده. وقد بالغ بعض الناس في اتهام بعض في هذا الباب كما فعل ابن المنير مع صاحب الكشاف. وهذا الذي نأخذه على بعض الناس ممن ينصرون أيديولوجياتهم وعقائدهم هو حالة فطرية في الإنسان، أشار إليهاأحدهم بقوله [والحكمة ضالة المؤمن]: (لقد اكتشفنا أن رغباتنا وأهواءنا تتقنع بقناع العقل، وتخدع فهومنا) ولما كان عقل أي إنسان لا يستغني عن المثال إذ المثال صورة محسوسة توضح أي شرح أو تنظير. ونكاد في كثير من أوقاتنا لا نفهم دون مثال ولا سيما في عالم مكتظ بالأحداث والأشياء ترهق أقوى الذاكرات- نورد هذا المثال، وسيتضح من المثال الذي أورده شيئان أحدهما أن السياق يختلف سعة وعمقا ولا يوجد نص بمفرده يشمل الدلالة، ولذلك سوف نحذِّر من أن نعد السياق أكبر وحدة دلالية، فهو أكبر وحدة داخل النص أما الواقع التاريخي الاجتماعي لعصر انبثاق النص فهو جزء لا يتجزء من الدلالة وقد يطلق عليه السياق التاريخي الاجتماعي تمييزا له عن السياق اللغوي. (وفي علم التفسير يكون إحاطة المفسر بالأحداث التاريخية والسيرة النبوية ضرورية عند الوصول إلى هذه الوحدة التفسيرية) والمقارنة بين السياقين في خصوص النص القرآني هي نوع من العلم جميل وجديد ولذيذ. والشيء الثاني الذي سيتضح من المثال الجائي عما قليل هو أن السياق أهم وحدة دلالية لغوية لا العكس. فخط الفهم في العقل البشري يسير من العموم نحو الخصوص وليس العكس. ولذلك تكون الوحدات الكبرى أهم من الوحدات الصغرى، وهذا قد أثبتته مدرسة الجشطالت تجريبيا على البنى الصغرى بقاعدتها (الكل يختلف عن مجموع أجزائه) ولكي لا يتشعب بنا الموضوع نحصر أنفسنا ضمن السياق القرآني ونورد مثالايوضح ما تقدم من كلام: فالله تعالى يخاطب نساء النبي بقوله (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) ولما كانت النظرية النحوية القديمة تجيز اعتبار الجملة أكبر وحدة دلالية فقد اقتطعت فرق هذه الآية من سياقها مع الجمل الأخرةى وقوانين الخطاب، وعدت هذه الآية دليلا على عصمة أناس خارج السياق ولا علاقة لهم به. وهذا ما أغضب أحد أساطين التفسير من تلاميذ ابن عباس (عكرمة) فجعله يقول: من شاء باهلته أنها لنساء النبي خاصة. وقد روى المحدثون ومنهم مسلم أن النبيّ صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية أمام علي وفاطمة وحسنا وحسينا، وهذا الحديث يعدّ في علم الدلالة نصًّا ثانويا مرويا في ضوء النص، فلا تقبل قوانين علم الدلالة اليوم بحال أن يخضع ترابط السياق لأي نص مروي في ضوئه، ولذلك يعد هذا المعنى الذي رواه المحدثون كمسلم موسِّعا للسياق ومضيفا معنى آخر. لا يرضاه عكرمة ولا الذين لديهم استقلال عن أيديولوجيا علماء الحديث في الثقة بمروياتهم. وهذه الثقة نفسها تشكل ثقافي لا يكتسب حجة بذاته، وهذا موضوع آخر [ليس القصد أنهم يردون الحديث بل أن يجعلونه أساس فهم الآية ويقدمونه على السياق اللغوي، فهذا غير ممكن إطلاقا من هذه الزاوية] لكن مفهوم السياق يمكن أن ينقذ الأمة من كثير من الأخطاء التي وقع فيها المؤلفون على التاريخ. فثقافة الأمة العالمة (مفسرو السلف والمعتزلة ومن تأثر بهم وأهل السنة والزيدية) كانوا أكثر احتراما للسياق ومن ثم أقرب الى قوانين علم الدلالة المعاصر من الفرق الأخرى. فقد قام مفسرون ينتسبون إلى
(يُتْبَعُ)
(/)
الإسلام باقتطاع جمل من سياقها وأحالوا القارئ الى نصوص ثانوية مروية في ضوئه. وأحيانا حولوا اسم علم معين وتجاهلوا السياق كلية. مثلما فعلوا مع اسم عمران. حيث افترضوا أن اسم أبي طالب عمران، خلافا للمشهور عند الأمة من كونه عبدمناف لتكون الآية إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين بأنها الأئمة من بني فاطمة-أبي طالب والقائل بهذا لا يهمه أن تكون الآية التي تليها إذ قالت امرأت عمران رب إني نذرت لك ما في بطني ... فهذا عمران آخر!!!! وإنه والحق يقال لما لم تستطع الثقافة المعارضة لثقافة الأمة أن تغير النص القرآني الذي حفظه الله رغم أنها حاولت وما تزال تحاول ذلك فقد اضطرت للتنفيس عن أيديولجياها الغول إلى (تحريف السياق). وقد أثبت علم الدلالة المعاصر أن تحريف السياق أكثر تغييرا للمعنى من تحريف النص نفسه. فالسياق وحدة دلالية ولا ريب. وهذا (التحريف) أمر كان سهلاًحين عدت الجملة أكبر وحدة دلالية، لكنه اليوم مستحيل مع القفزة التي وصلها علم الدلالة المعاصر. لكن مع ذلك فقد رفض العلماء الأجلاء تحريف السياق منذ القدم وصدرت عنهم لفتات رائعة هنا وهناك، وخير دليل على إدراكهم الضمني لمعنى السياق اقتراب ما أنتجوه من تفاسير من المعنى المتحصل من ترابط السياق الى اليوم. وقد كان لاختلاف مواقف العلماء من قبول الأخبار الثانوية أو من درجة قبولها فضل على الدراسات التفسيرية، فالزمخشري أتانا بعبقرية في التفسير وهو (علم ترابط الجمل) وهذا العلم هو أهم عمل وقعت عليه عيني في أهمية السياق. والخلاصة في ضوء كون التفسير هو علم فهم معاني القرآن على مراد الله أو كما فهمه النبي وصحبه فهو بهذا المعنى (علم دلالة القرآن)، ولما كان السياق اللغوي هو وحدة دلالية عند جميع علماء اللسانيات المعاصرين كان علم السياق القرآني أهم وحدة (تفسيرية) إذ يمكن أن ننقل الترتيب التصاعدي للوحدات الدلالية (كلمة -عبارة-جملة-سياق) إلى علم التفسير فنقول: الوحدة التفسيرية الصغرى هي الكلمة القرآنية: ولضبط هذه الوحدة نحصر مراجعها في علم المعاجم ومعاني الكلمات ومفردات القرآن، وكتب التصريف والصرف لأنه علم الصيغ، وكتب علم معاني الأدوات فهو جزء من علم النحو. والوحدةالتفسيرية الثانية (العبارة أو شبه الجم في القرآن) فكانت تدرس في كتب النحو وفي حقل الإضافة أيضا من تلك الكتب والوحدة التفسيرية الثالثة هي الجملة القرآنية، وهذه مراجع دراستها جميع كتب النحو والتفاسير خصوصا تلك التي تركز على النحو في منهجها. أما الوحدة التفسيرية الرابعة فهي السياق والمرجع في فهم السياق القرآني هو علم ترابط الجمل ومرجعه تفسير الزمخشري، وعلم النظم والبلاغة بكتبها المعروفة. ولا يضير السياق القرآني ما روي ووضع من نصوص سعت الى حرفه عن ترابطه وبذلك تحويل معناه عن ظاهره، ولكنها بحاجة اليوم إلى إعادة تقويمها على حسب اقترابها من المعنى المتحصل من ترابط الجمل داخل السياق وبعدها عنه. وربط السياق اللغوي بواقعه التاريخي يحوج المفسر لهذه الوحدة التفسيرية العودة إلى كتب التاريخ بمعناه العام بما فيها كتب الحديث والسير والمغازي، لكنه عند هذه المرحلة يكون قد دخل الوحدة التفسيرية الكبرى (الخامسة) وهي (السياق الحضاري -التاريخي-الاجتماعي) للنص القرآني، وهذه الوحدة مرجعها الدراسات الفكرية والفلسفية التي تتخذ النص القرآني مرجعا في تفسير الحضارة والتاريخ وتقوم بتوظيف قراءات ومصادر فهم الطبيعة والتاريخ وبيانات تستمدها من التجربة السيرية لصاحب الرسالة، وهي بهذا المفهوم جميع ما يكتبه المسلمون في الدفاع عن الإسلام. وبشأن تحديد مدى علمية هذه المراجع الأخيرة، على أي أساس؟ بالتأكيد على أساسين أولهما ترابط مقاصد الشريعة وقيم الإسلام في ضوء تصحيحه للمسيرة الدينية لأهل الكتاب، وفي ضوء بيان حقيقة التوحيد في كونه عقيدة شمولية تملأ فجوات فكر الإنسان وتحترم إنسانيته وتحققها بعبادته لله الواحد الأحد. وعلى ذلك يكون العالم بمفردات القرآن والمعاجم: مرجعنا في فهم الوحدة التفسيرية الأولى يششاركه في ذلك العالم بوظائف الكلمات القواعدية ومعانيها، وتحولات صيغ الأفعال ومعاني الزيادات. ويكون العالم بالنحو المُغني لفهمه لكتب النحو في التراث بقراءات لسانية معاصرة مرجعنا في الوحدة التفسيرية الثانية والثالثة ويكون عالم البلاغة وعِلم ترابط الجمل والمحيط بأسباب النزول الناقد لها في ضوء منهج المحدثين مرجعنا في الوحدة التفسيرية الرابعة. وفي أقصى حدودها يكون المؤرخ المختص بتاريخ جزيرة العرب في القرن السابع للميلاد، المركز على السيرة النبوية مرجعا ضروريا. وأما المرجع للوحدة التفسيرية الخامسة فهو كل ما يكتب في الدفاع عن العقيدة الإسلامية. لأنها هي السياق الحضاري العام لورود القرآن. وأما الأساس الثاني فهو ضرورة اعتبار السيرة النبوية بنية موحدة مع تجربة الخليفتين تقاس في ضوئها البنى التاريخية وتعد القيم السائدة في السيرة النبوية، والتجربة الإنسانية هي المهيمنة في الحكم على التاريخ ومسيرة الحضارت. هذه الضوابط لكي ترتب المعاني والأفكار بحسب اقترابها من المعنى المتحصل من ربط القرآن بسيرة النبي وبما ثبت من طريقة فهم الصحابة له. وهيهات أن يحيط بالوحدات التفسيرية الخمس رجل واحد ولكن يمكن رسم المخطط العام للمقاربة العلمية في التفسير والله من وراء القصد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[21 Jan 2007, 03:08 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا فض فوك يا أخي الحبيب على هذا المقال او البحث الرائع
/////////////////////////////////////////////////
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 Jan 2007, 03:59 م]ـ
السلام عليكم
الدكتور الفاضل عبد الرحمن الصالح--
أرجو من حضرتك تطبيق نظريتك على نموذج من القرآن---
ودمت لأخيك
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[26 Jan 2007, 10:43 م]ـ
الأخ (الإسلام ديني) ولا فض فوك وجزاك الله خيرا
الأخ جمال الشرباتي بكل سرور وعما قريب إن شاء الله تعالى(/)
قول أهل النفاق (أنؤمن كما آمن السفهاء) هل كان بلسان الحال أم بلسان المقال؟.
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 Jan 2007, 05:37 م]ـ
المشايخ الفضلاء /
في قول الله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ).
هل كان ذلك بلسان حالهم أم بلسان مقالهم؟.
قال هذا الإشكال الشيخ المبارك / صالح المغامسي وفقه الله ثم أعقبه بقول: وهذه الآية من أكثر الآيات في كتاب الله إشكالا - فيما يبدو -.
ثم أجاب عن الإشكال؟.
فقال (فيما معناه): إن ذلك القول كان بلسان الحال، وإلا لكان كفرهم كفرا صريحا ظاهرا، وكانوا في عداد الكفار الذين لا يَشتبه أمرهم على أحد من المسلمين.
ثم قال:
وهذا نظير قول الله تعالى: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا، إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا)، فإنهم لم يقولوا ذلك بلسان مقالهم بل بلسان حلهم.
ولقد بحثت بحثا سريعا عن من قال بقول الشيخ - وفقه الله - فلم يتيسر ليس الوقوف على أحد.
فهل أجد عند الفضلاء إفادة؟.
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[13 Sep 2008, 07:56 ص]ـ
قال العلامة الالوسى رحمه الله فى تفسيره روح المعانى
وقد استشكل هذه الآية كثير من العلماء بأنه اذا كان جواب المنافقين هكذا يلزم ان يكونوا مظهرين للكفر فاين النفاق؟
واجيب بان هذا الجواب كان فيما بينهم وحكاه الله تعالى عنهم ورده عليهم
وقيل (اذا) فى قوله تعالى (وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس) بمعنى لو وتقدير الآية ولو قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا 00 الآية
تحقيقا لابطانهم الكفر اى انهم على حال تقتضى انهم لو قيل لهم كذا قالوا كذا
كما يقال _ واذا لمته لمته وحدى _
وقيل كان قولهم بحضرة المسلمين ولكن مسارّة بينهم واظهره عالم السر والنجوى
وقيل كان قولهم عند من لم يفش سرهم من المسلمين لمصلحة بينهم او قرابة
وقال مفتى الديار الرومية
الحق الذى لامحيد عنه ان قولهم هذا وان صدر بمحضر من الناصحين لهم لايقتضى كونهم من المجاهرين بالكفر لان قولهم فن من فنون النفاق لان قولهم محتمل للشر كما سبق تفسيره وايضا يمكن حمله على الخير
فيحمل على ادعاء الايمان كإيمان الناس وانكار ما اتهموا به من النفاق على معنى
_ انؤمن كما آمن السفهاء والمجانين الذين لا اعتداد بايمانهم لو آمنوا ولانؤمن كايمان الناس _
وقد خاطبوا به الناصحين استهزاء بهم مرائين بهذا المعنى الثانى وهم معولون فى باطنهم على المعنى الاول
والشرع ينظر للظاهر وعند الله تعالى علم السرائر ولهذا سكت المؤمنون ورد الله تعالى عليهم ماكانوا يسرون 000 انتهى كلام الالوسى بتصرف بسيط
قال كاتبه الفقير ابو معاذ المصرى
الذى يقوى انه ليس بلسان الحال ان القرآن حين يحكى مافى الباطن يعلن ذلك من باب التحدى كقوله تعالى (ويقولون فى أنفسهم) وهنا نسب لهم القول ولو كان بلسان الحال لربما تبجحوا وقالوا ماقلنا
والله تعالى اعلم(/)
سمعتُ بمنهجٍ جديد لتفسير القرآن الكريم؟! فهل هذا صحيح!
ـ[رشا الزيد]ــــــــ[22 Jan 2007, 12:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى أرباب العقول , والمختصين في علم التفسير القرآني , والمتابعين لدور النشر , إليهم جميعاً ولغيرهم من محبي
العلم , أطرح ههنا تساؤلاً علي أحظى منه بالشافية , بل قبل ذلك علَّها تكون شافية أصلاً!
قالت لي إحدى الأخوات بأنها سمعت عن كتاب يقوم على منهج خاص في التفسير القرآني , هذا المنهج هو عبارة عن
تفسير الآيات بطريقة التفكير الحديث , والربط بالواقع الحديث , وبما أنني أجهل ذلك النوع الحديث , ولم أسمع به
سالفاً , أحببتُ أن أضع استفساري هنا , عند أهل هذا الملتقى المبارك؛ لأختصر طريق البحث , ولأعرف ماهية تناوله
وكيفيتها , وهل هو صالح للبحث البلاغي أم لا.
وقبل أن أنسى تذكرت بأن من أحد كتابه الأستاذ /عمرو خالد , ولعلي لا أكون مخطئة في اسمه.
بورك فيكم , وجزلى لمن يدلي بدلوه , لأنني أحرص على أن يكون بحثي شاملاً لمتناولات القديم والحديث بشرط أن
يكون الاختيار موفقاً صالحاً لخدمة كتاب الله تعالى , جامعاً لخير ما كُتب وأُلف , إنه على ذلك خير معين.
أختكم: يراع العربية ,,,
ـ[الكشاف]ــــــــ[22 Jan 2007, 06:52 ص]ـ
مع التحية لكاتبة الموضوع ما يزال هناك أسئلة غامضة لم تتضح بعدُ. ليتك تتحققين من عنوان الكتاب الذي تسألين عنه حتى نجيبك، فلم يتضح لي على الأقل المقصود، وما هو عنوان بحثك الذي تريدين أن يكون (شاملاً لمتناولات القديم والحديث بشرط أن يكون الاختيار موفقاً صالحاً لخدمة كتاب الله تعالى , جامعاً لخير ما كُتب وأُلف)؟ حتى نتمكن من المساعدة بارك الله فيك.
ـ[رشا الزيد]ــــــــ[23 Feb 2007, 04:29 ص]ـ
أعتذرُ عن التأخير أخي الكشاف - والاعتذار للجميع - فقد بحثتُ عن اسم الكتاب ووجدته بعنوان: (خواطر قرآنية)
ولا أعلم عن مضمونه شيئاً يذكر سوى أنّ منهجه في تحليلِ الآياتِ منهجٌ جديدٌ , فإنْ كان عليه ثمةَ ملاحظةٍ فلا تبخلوا بي عليها هنا , وإن كان في حوزتكم ما يفيد من أسماء كتب غير مشهورة تعنى بالتفسير أو الحديث عن فضائل السور , وأحكامها فخيرٌ على خيرٍ , ولكم وافر الشكر , وأجزل المثوبة.(/)
رأي لسيد قطب فيه جسارة حول هارون وموسى
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[22 Jan 2007, 06:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أيها الإخوة، أنا أنقل عمّن ينقل عن "في ظلال القرآن" لبعده عني الآن ..
وهو رأيٌ لسيد قطب في هارون بعد أن حرّق موسى عليه السلام عجل السامريّ، يقول سيد قطب رحمه الله تعالى:
وهكذا نجدُ هارونَ أهدأ أعصابًا وأملكَ لانفعالِهِ من مُوسَى، فهو يَلْمَسُ في مَشَاعِرِهِ نُقطةً حسَّاسَةً، ويجيء لهُ من ناحيةِ الرَّحْمَةِ وهي أشدُّ حساسيَّةً ويعرضُ له وجهةَ نظرهِ في صورةِ الطَّاعَةِ لا حسب تقديرهِ, وأنَّهُ خَشِيَ إِنْ هُوَ عالَجَ الأمورَ بالعنفِ أنْ يتفَرَّقَ بنوُ إسرائيل شِيعًا بعضُهَا معَ العِجْلِ وبعضُها مع نصيحةِ هارون, وقَدْ أمرَهُ بأنْ يُحافِظَ على بني إسرائيل ولا يُحْدِث فيهم أمْرًا.
إن صحّ هذا القول عن سيدقطب فلا غرو أن فيه جسارة.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[24 Jan 2007, 05:17 م]ـ
إن صحّ هذا القول عن سيدقطب فلا غرو أن فيه جسارة.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[24 Jan 2007, 06:48 م]ـ
سيد قطب رحمه الله لقي ربه وأفضى إلى ما قدم, ونحن لا زلنا في دائرة التكليف ولا يعلم بعضنا, بل كلنا هل سيموت على الإيمان أم يُسلَبُه قبل الموت - أجارنا الله وعافانا - .. !!
فرحم الله سيد قطب وعفا عنه هذه الزلة, وأنت يا أخي ما دمت أدركت أنها جسارة فادرأها حفظك الله وبين خطاها, لتبرا بذلك منك الذمة وتتحقق النصيحة, وكفى!!
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[24 Jan 2007, 07:53 م]ـ
أرجو من الأخوة الفضلاء توضيح الجسارة الموجودة في كلام سيد رحمه الله فقد غابت عني.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[24 Jan 2007, 11:43 م]ـ
الأخ الكريم الشيخ محمد الشنقيطي جزاك الله خيرا وحفظك ..
أخي الكريم أنا لم أضع هذه الملحوظة شماتةً أو بيانًا لخطأ وقعت عيني عليه، وإنما هذا الرأي ينقله بعض من له عناية بالعلم دون أن يُبيِّن ما وقع فيه سيد قطب رحمه الله.
وطرحي لهذا الموضوع إنما لأرى مدى موافقة المشايخ الكرام أهل التخصص لما قلتُهُ، وتراني _حفظك الله_ في داخل الموضوع قلتُ: إن صحّ هذا القول عن سيدقطب فلا غرو أن فيه جسارة.
وبيان هذا الرأي والموافقة عليه لا ينقص من قدر سيد قطب جعله الله في الفردوس الأعلى.
ولعل سؤال الأخ الكريم إسلام بن منصور يجعل أن ما قلتُهُ ليس متَّفقًا عليه.
ـ[حمدي باه]ــــــــ[25 Jan 2007, 01:57 ص]ـ
بارك الله بك , شكراً أخي الكريم
] [`~*O! ||! O*~`] [أخي أبو إبراهيم الحائلي أظن أن سؤال الأخ أبو منصور سؤال مهم يحتاج إلى جواب ليس أنه لايوافقك. إنني حقا لم أرى جسارة ونرجو منكم التوضيح. (كل إنسان يأخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر وأشار إمام دار الهجرة إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم).] [`~*O! ||! O*~`] [
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[25 Jan 2007, 11:44 ص]ـ
الأخ الكريم حمدي:
الجسارة هي في أن هارون أملك لأعصابه من موسى عليهما السلام وأضبط لانفعاله.
وللفائدة: بعض الأساتذة الدكاترة في علوم القرآن والتفسير يرى أن هذا الأسلوب لا يصلح مع الأنبياء وفيه تعدٍّ عليهم، والبعض يخالف. وبغض النظر عن الأسماء فأنا ذكرت الكلام هنا لمناقشة وجه الخطأ إن وُجِد.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[25 Jan 2007, 03:00 م]ـ
ما هذا يا إبراهيم, بارك الله فيك, اثبُت على قول:
أنت مرة تجزم وتؤكد أن في القول جسارة, فتقول: (إن صحّ هذا القول عن سيدقطب فلا غرو أن فيه جسارة)
وأخرى تتردد وتشترط في مناقشة الخطإ وجوده في كلام سيد قطب رحمه الله, فتقول: (فأنا ذكرت الكلام هنا لمناقشة وجه الخطأ إن وُجِد)
فبأي قوليك نأخذ قبل المناقشة .. ؟؟
وهل وصف موسى بالغضب خطيئة؟ أم الإشكال عندك في أفعل التفضيل في قول سيد رحمه الله (أملك لغضبه وأضبط لانفعاله) فلا يلزم من هذا أن يكون الكمال والفضل في ملك الأعصاب وضبط الإنفعال .. ؟؟
ـ[المؤمن]ــــــــ[25 Jan 2007, 03:44 م]ـ
السلام عليكم
ونحن إذ نعالج نصوص سيد قطب في تفسيره، لابد أن نراعي أولا تلك الظروف التي كتب فيها غالب تفسيره،وثانيا كونه كان أديبا بالدرجة الأولى؛وهذا الأمرقد أثر عليه كثيرا وهو يعبر عن معاني القرآن،والأديب ـ كما تعلمون ـ قد يطلق العنان لقلمه،وهو في ذلك كله يسبح في خيال لا حد له،مما يوقعه في بعض الأحيان في مجازفات خطيرة وهو لا يشعر، ونحن إذ نقرأ الظلال لا يسعنا إلا أن نستحضر ذينك العاملين في حياة سيد،فنحمل كلامه على أحسن المحامل، ونلتمس له الأعذار،وهل هو إلا بشر يصيب تارة ويخطئ أخرى.
أخوكم محمد نذير الجزائري
ـ[العنزي]ــــــــ[25 Jan 2007, 04:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
إن محل النزاع في هذا المقام ليس متعلقا بذات سيد قطب حتى نعذر له ونقول أنه أفضى إلى ما قدم, أو أنه مر في ظروف صعبة وأنه أديب فهذه أعذار أوهى من بيت العنكبوت
فعلى هذا نحن ملزومون على عدم ذكر أخطاء من سبق والرد عليها لإن كثيرا من العلماء قد مات وأفضى إلى ماقدم , وكل العلماء مروا بظروف هي أصعب مما كان عليه سيد قطب
وحتى لا أبتعد عن المراد فأقول:
- والجميع يعلم هذا- أن كتب سيد قطب مليئة بالجسارة على الأنبياء والصحابة,
ولكن لا أعلم لماذا يغيب التحقيق العلمي عند بعض المتخصصين إذا كانت المسألة متعلقة بأسماء مقدسة عندهم ,
وأخيرا أقول لأخي الحائلي إن الخطأ سيكون شنيعا لو أنك لم تذكر إسم المخطأ. والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[25 Jan 2007, 07:59 م]ـ
يا جماعة أنا مش عارف ما هذا التشتت الذي أنتم فيه!!!!
وكأن كل واحد عنده تعليق بيضعه بغض النظر عن الموضوع الذي وضعه فيه!!!!
ما لنا علاقة بسيد قطب ولا بغيره، نحن أمام عبارة فيها جسارة أو فيها ما فيها، فما الذي فيها؟
أما بالنسبة لتعدي سيد قطب على الصحابة والأنبياء فهو قول من لا يعلم عن سيد قطب إلا ما سمعة عن غيره!! فهو مقلد والمقلد لا يسعه إلا أن يردد ما سمعه بغض النظر عن مدى صحته أو ضعفه، لذلك فإني أتحدى من يزعم تعدي سيد قطب على الصحابة والأنبياء بنموذج واحد يثبت ذلك بشرط أن يكون هذا النموذج من كتيه التي كتبها بعد موت حسن البنا، ومن لا يعرف سبب ذلك فلا يفضح نفسه بالكلام، وبشرط آخر وهو ألا يكون في هذه المشاركة، ولتكن هذه المشاركة فيما وضعت له، وهو بيان موضع الجسارة في العبارة المنقولة عن سيد قطب بالدليل الشرعي الواضح، بغض النظر عن سيد قطب والظروف المزعومة التي كتب فيها معظم كتبه وهي حجة واهية، فالخطأ خطأ، وهب أنه كتب عبارات خاطئة في ظروف أفضل هل هذا يمنع من كونها خطأ؟!
أما العذر فإننا نلتمسه للجميع بغض النظر عن ظروفه.
ثم لماذا ننشغل بعين رجل مات وقضى إلى ربه في نفس الوقت الذي لا ننشغل بأعيان أشخاص أظهروا ما لا يختلف إنسان على حكمه بحجة عدم الحديث على الأعيان؟!
المهم يا جماعة أرجو أن نركز في الموضوع ...
ما هو الخطأ في العبارة المذكورة بالدليل الشرعي؟
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[25 Jan 2007, 08:49 م]ـ
ما هذا يا إبراهيم, بارك الله فيك, اثبُت على قول:
أنت مرة تجزم وتؤكد أن في القول جسارة, فتقول: (إن صحّ هذا القول عن سيدقطب فلا غرو أن فيه جسارة)
وأخرى تتردد وتشترط في مناقشة الخطإ وجوده في كلام سيد قطب رحمه الله, فتقول: (فأنا ذكرت الكلام هنا لمناقشة وجه الخطأ إن وُجِد)
فبأي قوليك نأخذ قبل المناقشة .. ؟؟
وهل وصف موسى بالغضب خطيئة؟ أم الإشكال عندك في أفعل التفضيل في قول سيد رحمه الله (أملك لغضبه وأضبط لانفعاله) فلا يلزم من هذا أن يكون الكمال والفضل في ملك الأعصاب وضبط الإنفعال .. ؟؟
الشيخ محمود الشنقيطي أودع الله قلبك برْد اليقين ..
لا زلتُ -رعاك الله- على قولٍ واحد وهو أنّ الكلام فيه جسارة بحق موسى عليه السلام، هذا أولاً ..
ثانيًا: كوني أعرضُ هذا الرأي أمامكم بطريقة الجزم بالعنوان؛ أو بقولي: (فأنا ذكرت الكلام هنا لمناقشة وجه الخطأ إن وُجِد) لأني على يقين بأنَّ فهمي لهذا الكلام لا يُقوِّمُهُ إلا أصحاب التخصص، وأحسبُ أنَّ أهل هذا المكان المبارك من أهل التخصص.
ثالثًا: قولك -أدام الله عليك نعمه-: (أم الإشكال عندك في أفعل التفضيل في قول سيد رحمه الله (أملك لغضبه وأضبط لانفعاله) فلا يلزم من هذا أن يكون الكمال والفضل في ملك الأعصاب وضبط الإنفعال .. ؟؟) ليتك أتيت به في أول تعقيب لك هنا، لأنه كلامٌ جيّد في الجواب عن معنى كلام سيِّد قطب رحمه الله هنا.
وأنا بانتظار وصالك في تفنيد كون تعبير سيد -رحمه الله- هنا غير ملائم.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[25 Jan 2007, 08:55 م]ـ
الأخ الكريم المؤمن -زادك الله إيمانًا-
كلامك في غاية الإتقان والحُسن ..
ولعله هو المعنى الذي أراده الشيخ محمود الشنقيطي في أول تعقيبٍ له ..
وأقول لك ولأخي الكريم العنزي: لكي يكتمل إحقاق الحق فإننا حينما نعالج نصوص سيّد قطب رحمه الله بما ذكرت فإنه ينبغي علينا بيان الحق وبيان ضده مع الاعتذار له ما دام العذر لا يخالف القواعد الشرعية في بيان الأحكام أو تفسير النصوص الشرعية.
شكر الله سعيكما.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[25 Jan 2007, 09:31 م]ـ
الأخ الكريم إسلام بن منصور
سأذكر لك أوجه من فَهِمَ أن سيِّد تجاسر في قصة موسى مع أخيه هارون:
الوجه الأول: أنّ موسى عليه السلام في قصته مع أخيه هارون والسامري هو في مقامٍ من مقامات النبوَّة، ولا يستقيم أن يُقال هذا الكلام -وهو أن هارون أملك لأعصابه من موسى- في هذا المقام.
الوجه الثاني: فحوى هذه المقارنة بين هارون وموسى يوغر الصدر على تصرف موسى عليه السلام في إحراقه للعجل ودعوته على السامري وإنكاره على ما أتى قومه من بعده، وأنّ تهدأةَ أخيه له كانت أحق من هذه التصرفات.
(يُتْبَعُ)
(/)
الوجه الثالث: أنّ التفرق حصل في قوم موسى، وهو ما ذكره سيد رحمه الله في الغاية من تصرف هارون عليه السلام، فلا مزيّة في التفضيل هنا إذًا.
ولعلّ المخالف يُبيّن مناقضة هذا الكلام أو الرد عليه.
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[25 Jan 2007, 10:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب أبا إبراهيم الحائلي، ولكن كما ذكرت في آخر مشاركتك ولعلّ المخالف يُبيّن مناقضة هذا الكلام أو الرد عليه.
والحقيقة أنه ليس مردود بمعنى أنه باطل، وليس مقبول بمعنى أنه حق، ولكن لا شك أن كل ما ذكرته لا يمثل جسارة على نبي الله موسى عليه السلام، لأن ما ذكرته هو مجرد مفهوم العبارة ولازمها، ولازم المذهب ليس بمذهب، وكذلك مفهوم الكلام ينبغي أن يرد على قائله فإن قبله وأقره فو هو، وإلا فلا.
وهذا ما ذكره فضيلة الشيخ ابن عثيمين في القواعد المثلى عند قاعدة المطابقة والتضمن واللزوم.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى:
أنَّ القول بأن هارون أملك لأعصابه من موسى في مقام النبوة غير لائق، مردود بعدة وجوه:
الأول: أن موسى نفسه أقر لهارون بالأفضلية في الفصاحة واللسان في مقام النبوة والبلاغ، كما في قوله تعالى (وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فارسله معي ردءا يصدقني).
الثاني: أن كون هارون أملك لأعصابه من موسى لا يعني التفضيل من كل الوجوه وأنه أفضل منه بإطلاق، كما في الأية السابقة، ولقد سمعت في أحد الأشرطة لفضيلة الشيخ ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين كلاما مؤداه: أن علي أفضل من أبي بكر من جهة أنه ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم- وزوج ابنته ووالد أحفادة، وهذا كله ليس لأبي بكر - رضي الله عنه- وهذا لا يعني أنه أفضل من أبي بكر بإطلاق، وهذا مثله مثل حديث [فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَزَادَنِي غَيْرُ عُتْبَةَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ قَالَ بَلْ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ]
قال ابن حجر:
عَلَى أَنَّ حَدِيث " لِلْعَامِلِ مِنْهُمْ أَجْر خَمْسِينَ مِنْكُمْ " لَا يَدُلّ عَلَى أَفْضَلِيَّة غَيْر الصَّحَابَة عَلَى الصَّحَابَة , لِأَنَّ مُجَرَّد زِيَادَة الْأَجْر لَا يَسْتَلْزِم ثُبُوت الْأَفْضَلِيَّة الْمُطْلَقَة , وَأَيْضًا فَالْأَجْر إِنَّمَا يَقَع تَفَاضُله بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا يُمَاثِلهُ فِي ذَلِكَ الْعَمَل فَأَمَّا مَا فَازَ بِهِ مَنْ شَاهَدَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ زِيَادَة فَضِيلَة الْمُشَاهَدَة فَلَا يَعْدِلهُ فِيهَا أَحَد.اهـ
ثالثا: أن هدوء أعصاب هارون نظرا لما يعلمه من قوم موسى إذا فعل ما فعل موسى بعد ذلك من تحريق العجل مما جعله يعلم أنهم سيفترقون بخلاف ما لو كان موسى موجود أصلا كما كان الحال، فشدة موسى كانت مناسبة في مكانها، وهدوء أعصاب هارون التي هي بدون شك يتفضل فيها عن موسى كانت في موقفها المناسب، من أجل هذا ذكر ابن كثير في تفسير هذه الأية في سورة الأعراف حديث [ليس الخبر كالمعاينة].
وكلام العلماء في تفسير الآية يؤيد ما ذكره سيد ولا يعارضة فقط أنصح بالرجوع إلى التفاسير كابن كثير على سبيل المثال، وستجدوا أن سيد مصيب جدا في عبارته، بل صاغ كلام المفسرين بأسلوبه الأدبي فاجاد العبارة.
وهذا ليس مهناه أنه مصيب في كل عباراته طبعا، ولكننا أمام عبارة معينة.
والله تعالى أعلم.
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[09 Feb 2007, 02:24 ص]ـ
هل أفهم بعدم الرد الموافقة؟
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[09 Feb 2007, 06:53 م]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم إسلام على إفادتك وفوائدك .. وأعتذر عن التأخر في الحوار معك ..
أنَّ القول بأن هارون أملك لأعصابه من موسى في مقام النبوة غير لائق، مردود بعدة وجوه:
الأول: أن موسى نفسه أقر لهارون بالأفضلية في الفصاحة واللسان في مقام النبوة والبلاغ، كما في قوله تعالى (وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فارسله معي ردءا يصدقني).
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: أن كون هارون أملك لأعصابه من موسى لا يعني التفضيل من كل الوجوه وأنه أفضل منه بإطلاق، كما في الأية السابقة، ولقد سمعت في أحد الأشرطة لفضيلة الشيخ ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين كلاما مؤداه: أن علي أفضل من أبي بكر من جهة أنه ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم- وزوج ابنته ووالد أحفادة، وهذا كله ليس لأبي بكر - رضي الله عنه- وهذا لا يعني أنه أفضل من أبي بكر بإطلاق، وهذا مثله مثل حديث [فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَزَادَنِي غَيْرُ عُتْبَةَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ قَالَ بَلْ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ]
قال ابن حجر:
عَلَى أَنَّ حَدِيث " لِلْعَامِلِ مِنْهُمْ أَجْر خَمْسِينَ مِنْكُمْ " لَا يَدُلّ عَلَى أَفْضَلِيَّة غَيْر الصَّحَابَة عَلَى الصَّحَابَة , لِأَنَّ مُجَرَّد زِيَادَة الْأَجْر لَا يَسْتَلْزِم ثُبُوت الْأَفْضَلِيَّة الْمُطْلَقَة , وَأَيْضًا فَالْأَجْر إِنَّمَا يَقَع تَفَاضُله بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا يُمَاثِلهُ فِي ذَلِكَ الْعَمَل فَأَمَّا مَا فَازَ بِهِ مَنْ شَاهَدَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ زِيَادَة فَضِيلَة الْمُشَاهَدَة فَلَا يَعْدِلهُ فِيهَا أَحَد.اهـ
مسألتنا ليست كما ذكرتَ في هاتين النقطتين، لأن التفضيل من أوجه دون أخرى ليس واردًا هنا، ولسنا في مقام الحكم المطلق أيضًا ..
نحن أمام موقف موسى عليه السلام وموقف هارون عليه السلام مقابل تصرف واحد من قوم موسى من بعده.
هارون لم يفعل ما فعله موسى، فسيد قطب رحمه الله فضَّل موقف هارون مقابل هذا التصرف على موقف موسى مقابل هذا التصرف أيضًا.
إذًا التفضيل هنا من قبل سيد قطب جاء على موقف واحد، وليس أن هارون كان أفصح من موسى أو أن موسى أفضل من جهة كذا وهارون أفضل من جهة كذا ..
ثالثا: أن هدوء أعصاب هارون نظرا لما يعلمه من قوم موسى إذا فعل ما فعل موسى بعد ذلك من تحريق العجل مما جعله يعلم أنهم سيفترقون بخلاف ما لو كان موسى موجود أصلا كما كان الحال، فشدة موسى كانت مناسبة في مكانها، وهدوء أعصاب هارون التي هي بدون شك يتفضل فيها عن موسى كانت في موقفها المناسب، من أجل هذا ذكر ابن كثير في تفسير هذه الأية في سورة الأعراف حديث [ليس الخبر كالمعاينة].
ما ذكرته هنا هو على العكس من كلام سيد قطب الذي امتدح فعل هارون، لأن المفسدة التي خشيها هارون حصل ما هو أكبر منها! وهي اتباع السامري واتخاذ العجل. فلا وجه لتفضيل هدوء أعصاب هارون على تصرف موسى مع وجود هذه النتيجة التي أغضبت موسى عليه السلام.
وكلام العلماء في تفسير الآية يؤيد ما ذكره سيد ولا يعارضة فقط أنصح بالرجوع إلى التفاسير كابن كثير على سبيل المثال، وستجدوا أن سيد مصيب جدا في عبارته، بل صاغ كلام المفسرين بأسلوبه الأدبي فاجاد العبارة.
وهذا ليس مهناه أنه مصيب في كل عباراته طبعا، ولكننا أمام عبارة معينة.
والله تعالى أعلم.
تكرمًا انقل لنا ما يؤيد سيد قطب من كلام المفسرين ..
وللحديث صلة معك أخي الحبيب ..(/)
الإمام صديق حسن خان القنوجي مفسراً ... وجهوده في علوم القرآن ..
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[23 Jan 2007, 12:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كلنا نعرف الإمام العلامة المحقق محيي السنة وقامع البدعة أبو الطيب محمد صديق بن حسن بن علي بن لطف الله القِنَّوجِي البخاري نزيل بهوبال ... لكن القليل من يعرف جهده في التفسير ..
كان " صديق حسن خان " آية من آيات الله في العلم والأخلاق الفاضلة والتمسك بالكتاب والسنة، وصرف مما آتاه الله من المال والجاه في خدمة الإسلام والدين وفي نشر علم الحديث والدعوة إلى العقيدة الصحيحة والعمل بالكتاب والسنة وإعانة العلماء والأدباء وجمع مكتبة مملوءة بالكتب القيمة، وطبع " فتح الباري "، و " تفسير ابن كثير "، و " نيل الأوطار " على نفقته في الهند ومصر وتركيا ووزعها مجانًا جزاه الله خيرًا ورتب إعانات مالية للعلماء ورغبهم في ترجمة كتب الحديث إلى اللغة السائدة في الهند وطبعت على نفقته.
وحسبك في الثناء عليه كتبه القيمة في فنون شتى وكفاك قول معاصره العلامة الشيخ حمد بن عتيق فيما كتبه إليه إنه أخ صادق ذو فهم راسخ وطريقة مستقيمة، وشهادته له بالتمكن من الآلات وسعة الاطلاع وغير ذلك من الثناء الجميل على هذا الإمام الجليل.
أما كتبه التي طبعت في التفسير فهي:
1 - فتح البيان في مقاصد القرآن: المطبعة الكبرى الأميرية بالقاهرة: 1300 - 1302 هـ (في عشرة أجزاء)، الطبعة الأولى ببهوبال.
2 - نيل المرام من تفسير آيات الأحكام: لكهنو 1392 هـ مطبعة المدني بمصر 1382 هـ / 1962 م.
3 - الدين الخالص (جمع فيه آيات التوحيد الواردة في القرآن، ولم يغادر آية منها إلا أتى عليها بالبيان الوافي): دهلي - مطبعة المدني بمصر - 1379 هـ / 1959 م.
وهومن أجلّ مؤلفاته بالعربية كتاب سماه (الدين الخالص)، وقد جعل المؤلف الكتاب قسمين: وعبر عنهما (بالنصيب الأول) و (النصيب الثاني)، وطبع بالقاهرة في أربعة أجزاء.
وخصص النصيب الأول بمباحث التوحيد، والنصيب الثاني بمباحث الاعتصام بالسنة والاجتناب عن البدع، وجاء الكتاب حافلا بمباحث التوحيد والسنة، وسماه المؤلف (الدين الخالص) مقتبسا اسمه من قوله سبحانه وتعالى: {أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِص}، ولم يدع المؤلف آية من آيات التوحيد الواردة في القرآن إلا أتى عليها بالبيان الوافي لإثبات التوحيد الخالص، ونفي الشرك بجميع أنواعه وأصنافه، وكان غاية في الترغيب في اتباع السنة ورد البدعة بأقسامها وأطرافها، مع الرد على تحريف الغلاة وتأويل الجاهلين وإفراط المعصبين وتفريط المبطلين، فيقول في مقدمة الكتاب: " .. هذا كتاب ناطق ببيان ما دلت عليه كلمة الإخلاص والتوحيد وأفهمته من رد أنواع الضلال من الشرك والبدعة والتقليد، وهي التي جعلها إبراهيم عليه السلام كلمة باقية في عقبه موصلة أصحابها إلى دار السلام، طالما كان يخطر لي بالبال أن أحرر في تلك الدلائل صحيفة كاملة وأحبر لهذه المسائل رقيمة حافلة، ولكن يعوقني الزمان الحاضر الحائز للفتن عن البلوغ إلى هذا المرام، ولا يساعدني في الدهر الماشي على خلاف المراد على سلوك هذه السبل، سبل السلام".
"وكنت دائما بالمرصاد لانتهاز الفرص تحصيلا لهذه البغية على ما يراد، إلى أن وجت - بحمد الله وحسن توفيقه - فرصة نزرة اختطفتها من أيدي آناء الليل وأطراف النهار، وزمانا يسيرا سرقته من حركات الفلك المحدد الدوار مع هجوم الأشغال وتشتت البال من كثرة الإسقام والاعتلال واختلاف الرجال، فجعلتها لزبر هذا المرقوم على سبيل الارتجال وجناح الاستعجال بالتفصيل والإجمال، فجمعت - حسبما تمكنت وقدر ما حصلت - آيات بينات وأحاديث شريفة وردت في إثبات التوحيد ونفي الإشراك، واتباع السنة ورد البدع، مع تفسيرها الذي حرره العلماء الفحول وشرحها الذي أذعن له السلف الصالح للأمة وأئمتها بالتلقي والقبول، ضاماً إليها من مقالات أهل العلم المتقدمين منهم والمتأخرين، ما وقفت عليها جامعا لأشتات هذه الأبواب المتفرقة في الدواوين المؤلفة إليها، فجاء بحمد الله أجمع ما يجمع في هذا العلم .. ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ويجد القارئ ما اشتمل عليه هذا الكتاب من المباحث الهامة من عناوين أبوابها العامة المقسمة إلى موضوعات يحتوي عليها كل باب، فدونك نماذج من ذلك:
1 - باب في الآيات القرآنية الدالة على توحيد الله تعالى:
أ - أعظم آية في القرآن وأفضلها حيث قال: عن أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله: "أي آية من كتاب الله أعظم"؟ قال: آية الكرسي، قال: "ليهنك العلم أبا المنذر". أخرجه أحمد ومسلم، وقد ورد في فضلها غير هذا، لاشتمالها على أصول التوحيد .. الخ.
ب - دليل وجود الصانع:
سئل بعض الأعراب: ما الدليل على وجود الصانع الواحد؟ قال: إن البعرة تدل على البعير، وآثار القدم تدل على المسير، فهيكل علوي بهذه اللطافة، ومركز سفلي بهذه الكثافة؛ أما يدلان على وجود الصانع الخبير؟
وفي القرآن من دلائل التوحيد كثير، وتكرير قوله تعالى: {لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} للتأكيد، وفائدة تكريرها الإعلام بأن هذه الكلمة أعظم الكلام وأشرفه، وفيه حث العباد على تكريرها والاشتغال بها، فإنه من اشتغل بها اشتغل بأفضل العبادات، وبالاشتغال بها ترسخ قدم التوحيد في قلوب العباد .. الخ.
ج- رد التثليث والتقليد:
وقال الله تعالى: {وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللَّهُ} فيه رد على من قال بالتثليث من النصارى، وقال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً}، وذلك أن النصارى عبدوا غير الله - هو المسيح - وأشركوا به، وهو قولهم: أب وابن وروح القدس؛ فجعلوا الواحد ثلاثة، {وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ} وتبكيت لمن اعتقد بربوبية المسيح وعزير، وإشارة إلى أن هؤلاء من جنس البشر وبعض منهم، وإزراء على من قلد الرجال في دين الله فحلل ما حللوه وحرم ما حرموه عليه، فإن من فعل ذلك فقد اتخذ من قلده ربا، ومنه: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ} .. الخ.
د- أرجى آية لأهل التوحيد:
وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}، وهي أرجى آية لأهل التوحيد، فإنه سبحانه لم يوئسهم عن المغفرة، عن علي قال: ما في القرآن أحب إلي من هذه الآية {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً}، وعن جابر قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما الموجبتان؟ قال: "من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار". أخرجه مسلم .. الخ.
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[23 Jan 2007, 12:57 ص]ـ
ترجمة الإمام / صديق حسن خان كما كتبها لنفسه في كتابه الماتع أبجد العلوم
قال:
العبد الفقير لما أنزل إليه من خير الباري: أبو الطيب صديق بن حسن بن علي الحسنين القنوجي البخاري
- كان الله له في الدنيا والآخرة وحباه فيهما بنعمه الذاخرة الوافرة الفاخرة -
تولد في سنة 1248، ثمان وأربعين ومائتين وألف القدسية على صاحبها الصلاة والتحية ونشأ بموطنه بلدة قنوج وما إليها من الأقطار الهندية فهو مولده ومسكنه ومرباه ومحتده وداره ومثواه
يرجع نسبه إلى حضرة سيد السادة وقدوة القادة: زين العابدين علي بن حسين السبط بن علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه -
تتلمذ العلوم الدرسية على الوجه المرسوم على شيوخ هذا العهد
منهم: الشيخ الفاضل المفتي: محمد صدر الدين خان الدهلوي من تلامذة (3/ 272) الشيخ: الكامل عبد العزيز وأخيه الشيخ العامل: رفيع الدين ابني الشيخ الأجل مسند الوقت: أحمد شاه ولي الله المحدث الدهلوي - رحمهم الله تعالى
واستفاد العلوم الملية من: التفاسير والأحاديث وما يليهما من مشيخة اليمن الميمون والهند
منهم: الشيخ القاضي: حسن بن محسن السبعي الأنصاري تلميذ الشيخ الماهر: محمد بن ناصر الحازمي تلميذ القاضي الإمام العلامة المجتهد المطلق الرباني: محمد بن علي بن محمد اليمني الشوكاني
والشيخ المعمر الصالح: عبد الحق بن فضل الله الهندي
والشيخ التقي: محمد يعقوب المهاجر إلى مكة المكرمة أخو الشيخ: محمد إسحاق حفيد الشيخ: عبد العزيز المحدث الدهلوي - رحمهم الله تعالى -
(يُتْبَعُ)
(/)
وكلهم أجازوا له مشافهة وكتابة إجازة مأثورة عامة تامة
وممن استجاز منه: العالم الكامل والمحدث الفاضل الشيخ: يحيى بن محمد بن أحمد بن حسن الحازمي - قاضي عدن حالا - أجاز له حسب اقتراحه في ذي الحجة سنة 1295 الهجرية والشيخ العلامة زينة أهل الاستقامة السيد: نعمان خير الدين ألوسي زاده - مفتي بغداد حالا - أجاز له في هذا العام الحاضر وهو سنة 1296 الهجرية
ثم طالع بفرط شوقه وصحيح ذوقه: كتبا كثيرة ودواوين شتى في العلوم المتعددة والفنون المتنوعة ومر عليها مرورا بالغا على اختلاف أنحائها وأتى عليها بصميم همته وعظيم نهمته بأكمل ما يكون حتى حصل منها على فوائد كثيرة وعوائد أثيرة أغنته عن الاستفادة عن أبناء الزمان وأقنعته عن مذاكرة فضلاء البلدان
وجمع - بعونه تعالى وحسن توفيقه ولطف تيسيره - من نفائس العلوم والكتب ومواد التفسير والحديث وأسبابها ما يعسر عده ويطول حده. (3/ 273)
وأوعى من ضروب الفضائل العلمية والتحقيقات النفسية ما قصرت عنه أيدي أبناء الزمان ويعجز دون بيانه ترجمان اليراع عن إبراز هذا الشأن - ولله الحمد على ما يكون وعلى ما كان -
ثم ألقى عصا التسيار والترحال بمحروسة بهوبال - من بلاد مالوة الدكن - فنزل بها نزول المطر على الدمن وأقام بها وتوطن وأخذ الدار والسكن
وتمول وتولد واستوزر وناب وألف وصنف وعاد إلى العمران من بعد خراب - وكان فضل الله عليه عظيما جزيلا -
والحمد لله الذي فضله على كثير ممن خلق تفضيلا
ثم اختص - بعونه تعالى وصونه - بتدوين علوم الكتاب العزيز وأحكام السنة المطهرة البيضاء وتلخيصها وتلخيص أحكامها من شوب الآراء ومفاسد الأهواء
وهذا - إن شاء الله تعالى - خاص به في هذا العهد الأخير - والله يختص برحمته من يشاء - كيف؟ وعلماء الأقطار الهندية وإن بالغ بعضهم في الإرشاد إلى اتباع السنة وقرره في مؤلفاته وحرره في مصنفاته على وجه ثبت به على رقاب أهل الحق والمنة وشمر بعضهم عن ساق الجد والاجتهاد في الدعوة إلى اعتقاد التوحيد ورد الشرك والتقليد باللسان والبيان بل بالسيف والسنان لكن لم يدون أحد منهم أحكام الكتاب العزيز وعلوم السنة المطهرة من العبادة والمعاملة وغيرها خالصة عن آراء الرجال نقية عن أقوال العلماء على هذه الحالة المشاهدة في كتبه المختصرة والمطولة:
(كالروضة الندية)
و (مسك الختام شرح بلوغ المرام)
و (عون الباري)
و (فتح البيان) و (رسالة القضاء والإفتاء والإمامة والغزو والفتن والنار). . . وغير (3/ 274) ذلك مما طبع واشتهر وشاع وسارت به الركبان إلى أقطار العالم من: العرب والعجم كالحجاز واليمن وما إليها ومصر والعراق والقدس وطرابلس وتونس والجزائر ومدن الهند والسند وبلغار ومليبار وبلاد الفرس
وهذا من فضل الله تعالى على عباده المؤمنين وكتب إليه علماء الآفاق ومحرروها ومحدثو الديار ومفسروها كتبا كثيرة أثنوا فيها على تلك التواليف ودعوا له بإخلاص الفؤاد لحسن الدنيا والأخرى - تقبل الله فيه هذه الدعوات وختم بالحسنى وأحسن إليه بتيسير المنجيات -
وهذه الخطوط والرقائم قد ألحقت في خواتيم مؤلفاته فانظر إليها في تضاعيف محرراته يتضح لك القول الحق والكلام الصدق - إن شاء الله تعالى -
ثم خوله - سبحانه - من المال الكثير والحكم الكبير والآل السعداء والأخلاف الصلحاء والنسب الحميد والحسب المزيد ما يقصر عن كشفه لسان اليراع ولو كشف عنه الغطاء ما ازداد الواقف عليه إلا يقينا وإن يأباه بعض الطباع
وهو الذي يقول لأخلافه مقتديا بأسلافه بفم الحال ولسان المقال:
: (اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور) و (إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار)
وهو قد طعن الآن في عشر الخمسين من العمر المستعار مع ما هو مبتلى به من: سياسة الرياسة وقلة الشغل بالعلم والدراسة وفقد الأحبة والأنصار وتسلط الأعداء الجاهلين بالقضايا والأقدار
والمرجو من حضرة رب العالمين أن يجعله ممن قال فيهم: (وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين). والحمد لله الذي جعله محسودا ولم يجعله حاسدا وخلقه صابرا شكورا ولم يخلقه فظا غليظ القلب عاندا:
لله در الحسد أعدله ... بدأ بصاحبه فقتله
وهذه أسماء كتبه المؤلفة
(يُتْبَعُ)
(/)
على ترتيب حروف المعجم المطبوعة في مطابع بهوبال (3/ 275) المحمية ومصر والقسطنطينية والشام وغيرها من البلاد العظام - (ويزيد الله في الخلق ما يشاء) وهو المتفضل ذو الإنعام
الألف
أبجد العلوم (ع) إتحاف النبلاء المتقين بإحياء مآثر الفقهاء المحدثين (ف) الاحتواء على مسألة الاستواء (ه) الإدراك لتخريج أحاديث رد الإشراك (ع) الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة (ع) أربعون حديثا في فضائل الحج والعمرة (ع) إفادة الشيوخ بمقدار الناسخ والمنسوخ (ف) الإكسير في أصول التفسير (ف) إكليل الكرامة في تبيان مقاصد الإمامة (ع) الانتقاد الرجيح في شرح الاعتقاد الصحيح (ع)
الباء الموحدة
بدور الأهلة من ربط المسائل بالأدلة (ف) بغية الرائد في شرح العقائد (ف) البلغة إلى أصول اللغة (ع) بلوغ السول من أقضية الرسول (ع)
التاء الفوقانية
(تميمة الصبي في ترجمة الأربعين من أحاديث النبي - صلى الله عليه و سلم - (ه)
الثاء المثلثة
ثمار التنكيت في شرح أبيات التثبيت (ف). (3/ 276)
الجيم
الجنة في الأسوة الحسنة بالسنة (ع)
الحاء المهملة
حجج الكرامة في آثار القيامة (ف) الحرز المكنون من لفظ المعصوم المأمون (ع) حصول المأمول من علم الأصول (ع) الحطة بذكر الصحاح الستة (ع) حل الأسئلة المشكلة (ف)
الخاء المعجمة
خبية الأكوان في افتراق الأمم على المذاهب والأديان (ع)
الدال المهملة
دليل الطالب إلى أرجح المطالب (ف)
الذال المعجمة
ذخر المحتي من آداب المفتي (ع)
الراء المهملة
رحلة الصديق إلى البيت العتيق (ع) الروضة الندية شرح الدرر البهية (3/ 277) (ع) رياض الجنة في تراجم أهل السنة (ع)
السين المهملة
السحاب المركوم الممطر بأنواع الفنون وأصناف العلوم (ع) وهو القسم الثاني من هذا الكتاب: (سلسلة العسجد في ذكر مشائخ السند) (ف)
الشين المعجمة
شمع انجمن در ذكر شعراء زمن (ف)
الصاد المهملة
الصافية في شرح الشافية (ف) في علم الصرف
الضاد المعجمة
ضالة الناشد الغريب من بشرى الكئيب في شرح المنظوم المسمى: (بتأنيس الغريب) (ف)
الظاء المعجمة
ظفر اللاضي بما يجب في القضاء على القاضي (ع)
العين المهملة
العبرة مما جاء في الغزو والشهادة والهجرة (ع) العلم الخفاق من علم الاشتقاق (ع) عون الباري بحل أدلة البخاري (ع) أربع مجلدات. . (3/ 278)
الغين المعجمة
غصن البان المورق بمحسنات البيان (ع) غنية القاري في ترجمة ثلاثيات البخاري (ه)
الفاء
فتح البيان في مقاصد القرآن (ع) أربع مجلدات فتح المغيث بفقه الحديث (ه) الفرع النامي من الأصل السامي (ف)
القاف
قصد السبيل إلى ذم الكلام والتأويل (ع) قضاء الأرب من مسألة النسب (ع) قطف الثمر من عقائد أهل الأثر (ع)
الكاف
كشف الالتباس عما وسوس به الخناس في رد الشيعة (بالهندية)
اللام
لف القماط على تصحيح بعض ما استعملته العامة من الأغلاط (ع) لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان (ع)
الميم
مثير ساكن الغرام إلى روضات دار السلام (ع) مراتع الغزلان من تذكار أدباء الزمان (ع) مسك الختام من شرح بلوغ المرام (ف) مجلدان ضخيمان منهج الوصول إلى اصطلاح أحاديث الرسول (ف) الموعظة الحسنة بما يخطب به في شهور السنة (ع). (3/ 279)
النون
نشوة السكران من صهباء تذكار الغزلان (ع) نيل المرام من تفسير آيات الحكام (ع)
الواو
الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم المنثور منها والمنظوم وهو القسم الأول من هذا الكتاب (ع)
الهاء
هداية السائل إلى أدلة المسائل (ف)
الياء
يقظة أولي الاعتبار مما ورد في ذكر النار وأصحاب النار (ع)
وهذا آخر ذكر الكتب المؤلفة إلى هذا التاريخ (
قال المحقق: ويرمز حرف (ع) إلى أن المؤلف هو باللغة العربية وحرف (ف) بالفارسية وحرف (ه) بالهندية)
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم اتفق أنه أتحف إلى حضرة السلطان المعظم: عبد الحميد خان - ملك الدولة العثمانية - تفسيره: (فتح البيان في مقاصد القرآن) وكتب إليه كتابا في ذلك فجاء إليه من بابه العالي المثال الغالي جوابا عليه مع نشان الدرجة الثانية المسمى (بمجيدية) ويقال له: (ارنجي) بالتركية
وورد مكتوب من السيد: خير الدين باشا الصدر الأعظم مع كتاب: (أقوم المسالك في أحوال الممالك) هدية منه إليه وهذه نسختهما: (3/ 280)
افتخار الأعالي والأعاظم مستجمع جميع المعالي والمفاخم صديق حسن خان - دام علوه - زوج سيدة المخدرات إكليلة المحصنات شاهجان بيكم - دامت عصمتها - التي هي من نوابة هند رئيسة خطة بهوبال اتصفت ذاته العالية الصفات بالأوصاف التي تمدح وتقبل لنا في حق كرامته اعتبار وتوجه سلطاني وقد سلمنا جنابه للدلالة على ذلك من جانبنا السني الجواب السلطاني قطعة نشان ذي الشان من الرتبة الثانية وأصدرنا إليه هذه البراءة العالية الشان حرر في اليوم العشرين من شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين ومائتين وألف. انتهى
وقد هناه على ذلك جمع جم من أهل العلم وأرخ له المؤرخون من شعراء الرياسة منها: قصيدة الشيخ الأديب والسفير اللبيب: محمد حسن بن محمد إسماعيل الدهلوي المتخلص: بالفقير أولها:
تجلى لنا نور الهنا ووفى البشر ... ومن زهر أفنان الورى عبق النشر
وعندل طير الأنس في روضة المنى ... على فنن الأفراح وانشرح الصدر
وهذه القصيدة بتمامها مع الكتابة التي كانت على اسم حضرة السلطان محررة في تاريخ بلدة بهوبال المحمية - صانها الله وإيانا عن كل رزية وبلية بجاه نبيه المصطفى خير البرية صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه كل بكرة وعشية.
وقول أيضاً في أبجد العلوم عن رؤيا مباركة رآها:
والعبد الضعيف أيضا رأى رسول الله - صلى الله عليه و سلم - في الرؤيا ببلدة قنوج رأيته جالسا على سرير تحته يجري الماء الصافي فسلمت عليه وجلست على طرف من السرير موضع الحاشية أدبا منه - صلى الله عليه و سلم - مقبلا إليه فقال قولا لم أفهمه حق الفهم لكن قلت في جوابه: أين أنا من هذه الرتبة؟
ورأيت أن وراء ظهره - صلى الله عليه و سلم - عمارة كالحمام وقلة من رمان فأخذ رمانين منها وجاء إلي وأعطانيهما بيده الشريفة فتناولتهما ووقع لي ذهول ما في أثناء هذا الحال ثم أفقت ورأيت عمارة المدينة المنورة كأنها عمران قديم وديار بالية وسكك خالية ثم تيقظت والعين تجري بدموع وفي القلب من الراحة والسكينة مالا يعلمه إلا الله ثم تأملت في التأويل فوجدت أن الرمانين عبارة عن: العمل بالكتاب والسنة أو السفر إلى الحرمين الشريفين وقد وقع ما أولت - ولله الحمد - ونظمت هذه الرؤيا في أبيات أولها:
رأيت رسول الله في النوم ليلة ... وقد كنت مشتاقا إليه متيما
إلى آخر الأبيات ....
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[23 Jan 2007, 12:59 ص]ـ
وهذا ملف به ترجمة كاملة للإمام وثبت بكتبه كتبه بنفسه في أبجد العلوم ... كذلك ترجمة ومؤلفات كل من أبيه وأخيه وولديه ... رحم الله الجميع
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[25 Jan 2007, 06:44 ص]ـ
حبذا لو أتحفنا أحد الأخوة بدراسة عن تفسير الشيخ صديق (فتح البيان) من حيث المنهج والطريقة والطبعات التي صدرت له ومنزلته بين كتب التفسير واهتمام العلماء به ............ ألخ.
وقد عرفت هذا التفسير من نقول عنه في تفسير الشيخ فيصل آل مبارك رحم الله الجميع (توفيق الرحمن في دروس القرآن) حيث نقل عنه غير مرة.
وفق الله الجميع.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[26 Jan 2007, 12:13 ص]ـ
حبذا لو أتحفنا أحد الأخوة بدراسة عن تفسير الشيخ صديق (فتح البيان) من حيث المنهج والطريقة والطبعات التي صدرت له ومنزلته بين كتب التفسير واهتمام العلماء به ............ ألخ.
.
بارك الله في الجميع
كنت قد اقتنيت كتابه قبل بضعة عشر سنة؛ إذ شدني ما كتب على طرته: أنه يغني عن جميع التفاسير ولا تغني جميعها عنه!
فلما قلبته؛ فإذا هو شبه نسخة مغيرة العنوان من تفسير الشوكاني فتح القدير! ومن قابل بينهما أدرك.
والله أعلم.(/)
إعراب القرآن الكريم للشيخ العثيمين رحمه الله
ـ[أبو العالية]ــــــــ[23 Jan 2007, 03:46 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
عشت مع تفسير شيخنا الرحل محمد العثيمين رحمه الله قرابة الشهرين.
فعملتُ فهرساً لفوائده؛ فضممت النظير إلى نظير. ورتبتها حسب الموضوعات.
ثم جمعتُ ما تفرق من إعرابه للآيات، سيَّما والشيخ رحمه الله من فحول اللغة اليوم.
ووالله كلما قرأتُ له في الإعراب، تذكرت الإمام الشافي رحمه الله، و حجيَّته في اللغة.
لذا؛ جمت إعرابه من تفسيره الذي خرج، والذي ضم الفاتحة، والبقرة، وآل عمران.
فرتبتها كالتالي:
الكلمة: إعرابها
وكان منهجي فيه:
أولاً: أن ألتزم عبارة الشيخ رحمه الله في الغالب، وحين التكرار للإعراب (في الفوائد مثلاً) أذكره مختصراً.
ثانياً: إن ذكر الشيخ رحمه الله في الآية عدة إعرابات، أثبتُ ترجيحه في المتن، وإن كان للترجيح توجيه ألحقته في الحاشية، وإن كان ثمة إعرابات الحقتها كذلك في الحاشية.
ثالثاً: استفدت من كتب الإعراب الاخرى في ذكر بعض الفوائد، وخاصة كتاب إعراب القران للنحاس و لدرويش رحمها الله تعالى.
رابعاً: أضفت بعض الفوائد البلاغية التي ذكرها الشيخ رحمه الله.
فأسأل الله العلي القدير أن ينفعني به كثيراً، وأن يغفر لشيخنا رحمه الله رحمة واسعة.
وسأنزل الإعراب هنا على حلقات. (والحلقة الأولى)
إعراب سورة الفاتحة.
أما الفوائد؛ فسأصفها على الوورد وانزلها للتحميل هنا
ودمتم على الخير أعواناً.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[24 Jan 2007, 05:11 م]ـ
جهد مبارك، جزاك الله خيراً، والحقيقة أن اختيارات الشيخ في النحو في تفسيره تحتاج لدراسة، وتتبع المنهج الذي يسير عليه في الاختيار، لكن لم تضع شيئاً في الرابط أخي الفاضل!!
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[24 Jan 2007, 08:44 م]ـ
شكر الله لك أخي الكريم وننتظر ما وعدت , وللعلم فتفسير الشيخ الذي خرج أكثر مما ذكرت , ومشاركة في موضوعك هذه أهم ملامح منهج الشيخ رحمه الله في الجانب الإعرابي:
أولاً: عنايتهُ بالإعرابِ
لقد صُنِّفَ في إعرابِ القرآنِ مُصنّفاتٌ مستقلّةٌ ()،وتعرّضَ له المفسِّرونَ في تفاسيرهم فَمِنْ مُقِلٍّ ومُكْثِر ()، ولقد سَلَكَ الشيخُ رحمه الله مَسلكًا وسطًا فيما أرى فلم يُكثر مِن ذكرِ الإعراباتِ والاحتمالات النحويةِ في الآيةِ، ولم يُهمل ذلكَ بالكلِّيةِ؛ بل بيّنَ ما يُحتاج إليه في فَهمِ الآيةِ في الأعمِّ الأغلبِ؛ وإنْ كان يخرجُ عن هذا الأصلِ أحيانًا يسيرةً، ويُمكن إجمالُ طريقتهِ في الإعراب بما يلي:
1 – الاهتمامُ بذكرِ القواعدِ الإعرابيةِ والترجيحِ بها
ومِن أمثلتهِ:
عند تفسيره لقوله تعالى: {ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً} (البقرة: من الآية260)
قال:" {سَعْياً} مَصدر؛ لكن هل هو مَصدرٌ عاملهُ مَحذوفٌ، والتقديرُ: يَسْعَيْنَ سَعْيًا؛ أو هو مَصدرٌ في مَوضعِ الحالِ، فيكونُ بمعنى: سَاعِيَاتٍ؟ يحتمل هذا، وهذا؛ والثاني أَوْلَى ()؛ لأنّه لا يحتاجُ إلى تقديرٍ؛ والقاعدةُ أنّه إذا دَارَ الأمرُ بين أنْ يكونَ الكلامُ مَحذوفًا مِنْهُ، أو غير مَحذوفٍ فهو غيرُ مَحذوفٍ مِنْهُ ". ()
وعند تفسيره لقوله تعالى: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} (النساء: من الآية46)
قال:" قوله تعالى: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ} هذه الجملةُ لا يصحُّ أنْ تكونَ مبتدأ؛ لأنّ الفعلَ لا يُبتدأُ به؛ وإذا لم يصحَّ أنْ تكونَ مبتدأ، فإعرابها: صفةٌ لموصوفٍ مَحذوفٍ هو المبتدأ، والتقديرُ:مِن الذينَ هادوا قَوْمٌ يُحرّفونَ الكَلِمَ عن مَواضعهِ، وقالَ بعضُ النحويّينَ: إنّ {مِنَ} التبعيضية اسمٌ فتعربُ على أنّها مبتدأ؛ لأنّ تقديرَ {مِنَ} التبعيضية بعض الذينَ هادوا يُحرّفونَ الكَلِمَ عن مَواضعهِ، وعلى هذا فيكون {مِنَ} في صورة الحرفِ، ولكنّها اسمٌ، وتكون هي المبتدأ، وجملةُ: يُحرّفونَ هي الخبرُ ولا حاجةَ إلى التقديرِ، ولها نظائرُ في القرآنِ، مثل قوله تعالى: {وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ} (التوبة: من الآية101) والتقديرُ: وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَوْمٌ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
كُلٌّ مِن الوجهينِ لهُ وَجْهٌ، أمّا الذينَ قالوا إنّ {مِنَ} التبعيضية اسمٌ يُرجِّحُ قولهم أنّا لا نحتاجُ إلى تقديرٍ في الآيةِ، وإذا دَارَ الكلامُ بينَ التقديرِ وعَدمِهِ فعدمُ التقديرِ أَوْلَى؛ لأنّ الأصلَ عدمُ الحذفِ، وأمّا الثاني فيقوّيهِ أنّ {مِنَ} التبعيضية حرفٌ، واستعمالها اسمًا إخراجٌ لها عن موضوعها الأصليِّ ". ()
وإضافةً لما سبقَ فلقد أكْثَرَ الشيخُ رحمه الله مِن ذِكْرِ القواعد الإعرابيّة في تفسيره، وهي على سبيل المثال:
– جوابُ الشرطِ يلي المشروطَ مباشرةً. ()
– الضميرُ يعودُ إلى اقربِ مَذكورٍ ما لم يمنع مِنه مانعٌ. ()
– ضميرُ الشأنِ يُقدَّرُ بما يقتضيه السياقُ. ()
– يجب أنْ تُؤخذ القواعد مِن القرآنِ لِيُحكمَ لها لا عليها. ()
– القرآنُ حاكمٌ وليسَ مَحكومًا عليهِ. ()
– ليسَ في القرآنِ ما هو شاذٌّ أبدًا. ()
– لا يُجمع بينَ المفسِّرِ والمفسَّرِ. ()
– إذا وُجِدَتْ كلمتانِ إحداهما مَعرفةٌ والأخرى نكرةٌ، وأمكنَ أنْ تكونَ المعرفةُ هي المبتدأَ فلتكُنْ هي المبتدأ. ()
– كلّما جاءت (مِن) بعد اسمِ الشرطِ أو الأسماءِ الموصولةِ فهي بيانيّةٌ. ()
– كُلُّ حرفِ جَرٍّ زائد فهو مِن أدواتِ التوكيدِ. ()
– إذا أمكنَ أنْ يعودَ اسم الإشارةِ أو الضمير إلى كُلِّ ما سبقَ فَمُعَوَّلٌ عليه. ()
– همزةُ الاستفهام إذا دخلتْ على ما يُفيد النَّفْيَ أفادتِ التقريرَ. ()
– (كذلكَ) تكونُ مفعولاً مُطلقًا للفعلِ الذي بعدها. ()
– إذا تعدّدت الشروطُ (إنْ) أو (إذا) أو ما اشبهها فإنّ الشرطَ التالي الأخير شرطٌ فيما قبلهُ. ()
– إذا جاءت (إلاّ) بعد (إنْ) فهي – أيْ (إن) – بمعنى (ما) أيْ نافية. ()
– متى اختلفَ علماءُ النحوِ في إعرابِ كلمةٍ أو جملةٍ فإنّنا نأخذُ بالأسهلِ ما دام المعنى يحتملهُ. ()
– لا يُحمل كلامُ الله ? على مُجرّدِ الاحتمالِ النحويِّ بل لا بُدَّ مِن تأمّلِ المعنى.
وهذه القاعدةُ مِن القواعد الإعرابيّةِ المهمّةِ، وسأتكلّمُ عنها لأهمّيتها، فعند تفسيره لقوله تعالى: {لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ} (يّس:6) قرَّرَ أنّ {مَا} نافيةٌ، ثمّ قالَ:" قال بعضُ المُعْرِبينَ الذينَ يجمعونَ الأقوالَ - صَحَّتْ أو لم تصحَّ أيْ أنّهم يقولوا أيَّ احتمالٍ – قالوا: ويجوز أنْ تكونَ {مَا} مَوصولةً، ويجعلون العائدَ مَحذوفًا تقديرهُ: الذي أُنذرَ آباؤهم: أيْ لِتُنذرهم الذي أنذره آباؤهم ()، ولكن هذا وإنْ كانَ مُحتملاً مِن قِبَلِ اللفظِ، لكن بعيد مِن جهةِ المعنى، لأنّ الآيات الكثيرة المتعدّدةِ تدلُّ على أنّ قريشًا الذي بُعثَ فيهم النبيُّ محمد ? لم يُنذر آباؤهم، ومِنه قوله تعالى في سورة الم السجدة: {لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ} (السجدة: من الآية3) وهذا صريحٌ في أنّ {مَا} هنا للنَّفْيِ لا غير ". ()
قُلْتُ: وهذه القاعدةُ مهمّةٌ للمفسِّرِ قرَّرها غيرُ واحدٍ مِن أهل العلمِ مِنهم شيخُ الإسلامِ ابن تيمية والزركشيُّ والسيوطيُّ ()، وقالَ ابنُ القيّمِ:" وينبغي أنْ يُتفطّنَ هَهُنَا لأمرٍ لا بُدَّ مِنه: وهو أنّه لا يجوزُ أنْ يُحملَ كلامُ الله ? ويُفسَّرَ بِمُجرّدِ الاحتمالِ النحويِّ الإعرابيِّ الذي يَحتملُهُ تركيبُ الكلامِ ويكونُ للكلامِ بهِ لَهُ مَعنًى مَا، فإنّ هذا مقامٌ غَلِطَ فيه أكثرُ المعْرِبينَ للقرآنِ، فإنّهم يُفسِّرُونَ الآيةَ ويُعرِبُونَها بما يحتملهُ تركيبُ تلكَ الجملةِ، ويُفهم مِن ذلكَ التركيب أيَّ معنًى اتّفقَ،وهذا غلطٌ عظيمٌ يقطعُ السامعُ بأنّ مُرادَ القرآنِ غيرهُ". ()
هذه أهم القواعد الإعرابية التي أشار إليها الشيخ في تفسيره،ومن ملامح منهجه أيضًا:
2 – بيانُ ما أشْكَلَ إعرابهُ مِن الآياتِ والجوابُ عنه
وقد تقدّم الحديثُ عن ذلكَ والتمثيلُ له في مبحث: مُشْكِلِ القرآنِ.
3 – رُبّمَا استنبطَ فائدةً علميّةً بناءً على مسألةٍ نحويّةٍ
مثال ذلكَ:
عند تفسيره لقوله تعالى: {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ} (البقرة: من الآية87)
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكر مِن فوائدها:" أنّ بني إسرائيلَ يُبادِرونَ بالاستكبارِ عند مَجيءِ الرُّسُلِ إليهم، ولا يَتَأَنَّوْنَ؛ لقوله تعالى {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ}،ثم قالَ تعالى {اسْتَكْبَرْتُمْ}؛لأنّ مُقتضَى تَرَتُّبِ الجزاءِ على الشرطِ أنْ يكونَ الجزاءُ عَقِيْبًا للشرطِ:كُلَّمَا وُجِدَ الشرطُ وُجِدَ الجزاءُ فورًا ". ()
4 – يُعرِبُ مِن الآيةِ ما يَحتاجُ إلى إعرابٍ في الأعمِّ الأغلبِ، ورُبّمَا أعربَ جميعَ الآيةِ وهو قليلٌ.
وهذا يتّضحُ للناظرِ في تفسيرهِ فلم يلتزمِ الشيخُ رحمه الله إعرابَ كُلِّ الكلماتِ الواردةِ في الآيةِ، وإنّمَا يُعرِبُ ما يحتاجُ ذلكَ ويتركُ بقيّتها إمّا لوضوحهِ أو لعدمِ الحاجةِ إلى إعرابهِ.
ومِن أمثلته:
عند تفسيره لقوله تعالى {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ} (البقرة: من الآية240)
قالَ:" قوله تعالى: {وَصِيَّة} فيها قراءتانِ: النَّصْبُ، والرَّفْعُ؛ وقوله تعالى: {الَّذِينَ} مُبتَدأ؛ و {وَصِيَّة} بالرفعِ مبتدأ خبرهُ مَحذوفٌ؛ والتقديرُ: عليهم وصيةٌ؛ والجملةُ: خبر {الَّذِينَ}؛ أمّا على قراءةِ النصبِ فإنّ خبرَ {الَّذِينَ} جملةٌ فعليةٌ مَحذوفةٌ؛ والتقديرُ: يُوصُونَ وصيةً؛ أو نُوصِيهم وصيةً - على خلافٍ في ذلكَ: هل هي وَصِيَّةٌ مِن الله؛ أو مِنهم؛فإنْ كانت مِن الله ? فالتقديرُ: نُوصِيهم وصيةً؛وإنْ كانت مِنهم فالتقديرُ: يُوصُونَ وصيةً - والجملةُ المحذوفةُ خبرُ {الَّذِينَ}؛ والرابطُ الضميرُ في الجملةِ المحذوفةِ سواءٌ قُلنا: " عليهم وَصِيَّةٌ "؛ أو قلنا: " نُوصِيهم وصيةً "، أو " يُوصُونَ وصيةً ".
قوله تعالى: {مَتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ}؛ {مَتَاعاً} مَصدرٌ لِفِعْلٍ مَحذوفٍ؛ والتقديرُ: يُمَتِّعُونَهُنَّ مَتاعاً إلى الحوْلِ؛ و: {غَيْرَ إِخْرَاجٍ} إمّا صفةٌ لمصدرٍ مَحذوفٍ؛ أيْ مَتاعاً غير إخراجٍ؛ أيْ مُتْعَةً غير مُخْرَجَاتٍ فيها؛ أو أنّها حَال مِن الفاعلِ في الفعلِ المحذوفِ.
قوله تعالى: {فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ}؛ هذهِ (لا) النافيةُ للجنسِ، واسمها، وخبرها؛ وقوله تعالى: {مِنْ مَعْرُوفٍ} مُتعلِّقٌ بـ {فَعَلْنَ}؛ وباقي الآيةِ إعرابها ظاهرٌ، وواضح". ()
ومِن أمثلةِ إعرابهِ للآيةِ كاملةً ما ذكره عند تفسيره لقوله تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} (البقرة:163)
حيثُ قال:" الخطابُ للبشرِكُلِّهِم؛ أيْ أيّها الناسُ مَعبودُكم الحقُّ الذي تكونُ عِبادَتُه حقًّا؛ و {إِلَهٌ} بمعنى مَأْلُوه؛ فهي بمعنى اسمِ المفعولِ؛ و" الْمَأْلُوه " معناهُ المعبودُ حُبًّا، وتَعظِيماً وهو إِلَهٌ واحدٌ؛و {إِلَهُكُمْ} مبتدأ؛و {إِلَهٌ} خبر؛و {وَاحِدٌ} صفة لـ {إِلَهٌ}؛ وجملةُ {إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} طرفها الأولُ معرفةٌ؛ والثاني نكرةٌ مَوصُوفةٌ، ومُؤَكَّدٌ بالوحدانيةِ يعني أنّ إِلَهَ الخلقِ إِلَهٌ وَاحدٌ؛ ووحدانيتهُ بالألوهيةِ مُتضمنةٌ لوحدانيتهِ بالربوبيةِ؛ إذْ لا يُعبدُ إلا مَن يُعلم أنّهُ رَبّ.
ثم أَكَّدَ هذهِ الجملةَ الاسميةَ بجملةٍ تُفيد الحصْرَ، فقالَ: {لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ}؛ وهذهِ الجملةُ تَوْكِيدٌ لما قبلها في المعنى؛ فإنّه لما أثبتَ أنّه إِلَهٌ وَاحدٌ نَفَى أنْ يكونَ مَعَهُ إِلَه.
وقوله تعالى: {لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} أيْ لا مَعْبُود حَقٌّ إلاَّ هُوَ؛ وعلى هذا تكونُ {لا} نافية للجنسِ؛ وخبرها مَحذوفٌ؛ والتقديرُ: لا إِلَهَ حَقٌّ إلاَّ هُوَ؛ وإنما قَدَّرْنَا " حَقّ "؛ لقولهِ تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} (الحج: من الآية62)؛ ولهذا قالَ الله تعالى عن هذهِ الآلهةِ: {إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ} (النجم: من الآية23)؛ وقد زَعَمَ بعضهم أنّ تقديرَ الخبرِ " موجود "؛ وهذا غَلَطٌ واضحٌ؛ لأنّه يختلُّ به المعنى اختلالاً كبيراً مِن وَجْهَيْنِ:
(يُتْبَعُ)
(/)
الوجه الأولُ: أنّ هناكَ آلهةً مَوجُودةً سِوَى الله؛ لكنَّها باطلةٌ، كما قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} (الحج: من الآية62)، وكما قالَ تعالى: {فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ} (هود: من الآية101)، وكما قال تعالى: {فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ} (الشعراء: من الآية213).
الوجه الثاني: أنّه يَقتضِي أنّ الآلهةَ المعبودةَ مِن دُوْنِ اللهِ هي اللهُ، ولا يَخْفَى فَسَادُ هذا؛ وعليهِ فَيَتَعَيَّنُ أنْ يكونَ التقديرُ: " لا إِلَهَ حَقٌّ "، كَمَا فَسَّرْنَاهُ.
قولهُ تعالى: {الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} خبرٌ ثالثٌ، ورابعٌ لقولهِ تعالى: {إِلَهُكُمْ}؛ ويجوزُ أنْ يَكُوْنَا خَبَرَيْنِ لمبتدأ مَحذوفٍ؛ والتقديرُ: هُوَ الرحمنُ الرحيمُ ". ()
5 – الاستدراكُ على بعضِ المُعْرِبِينَ ومُناقشتهم والردُّ عليهم
وهذا واضحٌ في تعليقه على تفسير الجلالين، وقد قدّمتُ أمثلةً لذلكَ في الباب الأول. ()
ومِن أمثلةِ ذلكَ في غير تعليقهِ على تفسير الجلالين:
عند تفسيره لقوله تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} (النساء من الآية 3) ذكرَ أنّ مُلْكَ اليمينِ تُوْطَأُ بالملْكِ لا بالنكاحِ لأنّه أقوى إذْ السيّدُ يملكُ الرقبةَ والمنفعةَ بخلافِ الزوجِ؛ فإنّه لا يملكُ إلاّ المنفعةَ، ثُمَّ قالَ بعد ذلكَ:" إذاً لا يصحُّ أنْ نقولَ إنّ قولهُ: {أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} مَعطوفٌ على قولهِ {فَوَاحِدَةً} لأنّه يختلُّ المعنى؛ لأنّ المعنى: فانكحوا واحدةً أو " استمتعوا بما ملكتْ أيمانكم " أو كلمةً نحوها. المهمُّ أنّها ليستْ مَعطوفةً على ما سبقَ إلاّ مِن بابِ عطفِ الجُمَلِ، فَيُقَدَّرُ فعلٌ مُناسب لقولهِ {أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} ". ()
والشيخُ بهذا التقريرِ يَرُدُّ على مَن قالَ بالعطفِ مِن المفسِّرينَ كالنحاسِّ ()، وأبي السعودِ ()، والشوكانيِّ ()؛ ولذا فَمَنْ قالَ بالعطفِ استدركَ على نَفْسِهِ للعلّةِ التي ذكرها الشيخُ، فأبو السعودِ قالَ:" وهو عطفٌ على "واحدة" على أنّ اللُّزُومَ والاختيارَ فيه بِطَرِيقِ التسرِّي لا بِطَرِيقِ النكاحِ " ()، وقال الشوكانيُّ:" والمرادُ نكاحهم بطريقِ الملْكِ لا بطريقِ النكاحِ ". ()
6 – رُبَّمَا استطردَ في قضايا نحويّةٍ لا تَعَلُّقِ لها بالآيةِ. ()
7 – إذا كانَ في الآيةِ أكثرُ مِن قراءةٍ أو للقرّاءِ في أدائها أكثرُ مِن وَجْهٍ فإنّه يُبيِّنُ ذلكَ ويُعرِبُهَا على كُلِّ الأحوالِ
وقد تقدّمَ بيانُ ذلكَ عند الحديثِ على مَنهجهِ في توجيه القراءات. ()
8 – اعتمدَ على آراءِ ابنِ مالكٍ في أَلْفِيَّتِهِ؛ فكثيرًا ما يستشهدُ بها ()، ورُبّمَا ذكرَ أقوالَ الكوفيّينَ والبصريّينَ. ()
9 – النَّظَرُ في كُتُبِ إعرابِ القرآنِ عند تفسير الآيةِ، والاستفادةُ مِنها. ()
10 – يذكرُ الشيخُ رحمه الله أحيانًا أَكْثَرَ مِن وَجْهٍ في إعرابِ الايةِ ثمّ يختارُ أحدها ()؛ أو يُشير إلى صِحَّةِ كلا الإعرابينِ. ()
11 – تكرار بعض المسائلِ النحويةِ في تفسيرهِ، وسببُ ذلكَ كما قَدّمْتُ مِرارًا أنّ التفسيرَ أملاهُ الشيخُ رحمه الله إملاءً في فتراتٍ زمنيةٍ متباعدةٍ؛ فيحتاجُ إلى الإعادة لعدم ترابطِ المعلوماتِ.
12 – إعرابهُ في تفسيرهِ شاملٌ لإعرابِ الجُمَلِ والمفردَاتِ.
هذه أهمُّ ملامحِ مَنهجهِ في إعرابِ القرآنِ. ()
ـ[أبو العالية]ــــــــ[25 Jan 2007, 10:37 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
الأخ الكريم ابن الجزيرة ما ذكرت كان تمهيداً للموضوع
والسبت بحول الله تعالى سينزل ما أعربه الشيخ رحمه الله من الفاتحة.
فضيلة الشيخ أحمد نفع الله به
أولاً: صحيح، ولا زالت كتب الشيخ رحمه الله تتوفر عندي تباعاً، ولكن أنا شرعت في البدايات، والبقية سأتابع عليها بنفس المنهج بحوله وقوته.
وثانياً: أشكر لكم هذه المداخلة، والتي حقيقة قد استفدت منها كثيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
واعتبرها مدخلاً مهمة للفهم؛ ذلك وإني أستأذنك في النقل منها مع العزو، فليتك تسمح لي بارك الله فيك.
ودمتم على الخير أعوانا، وأشكر مروركما الكريم.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[25 Jan 2007, 01:13 م]ـ
أخي الكريم أبو العالية: لك ما طلبت نفع الله بك.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[27 Jan 2007, 10:08 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
إعراب سورة الفاتحة
الكلمة: إعرابها
بسم الله: الجار والمجرور مُتعلِّقٌ بمحذوفٍ، وهذا المحذوف يُقدَّرُ فعلاً متأخراً مناسباً؛ فإذا قلتَ: ((بسم الله)) وأنتَ تريدُ أن تأكل، تُقدِّرُ الفعل ((بسم الله آكل)).
قلنا: إنه يجب أن يكون مُتعلقاً بمحذوف؛ لأن الجار والمجرور معمولان، ولا بُدَّ لكلِّ معمولٍ من عاملٍ.وقدَّرْناه مُتأخراً؛ لفائدتين:
الفائدة الأولى: التبرك بتقديم اسم الله عز وجل.
والفائدة الثانية: الحصر؛ لأن تأخير العامل يفيد الحصر؛ كأنَّك تقولُ: لا آكلُ باسم أحدٍ متبرِّكاً به، ومستعيناً به إلا باسم الله عزوجل.
وقدَّرْناه فعلاً؛ لأن الأصل في العمل الأفعال _ وهذه يعرفها أهل النحو _ ولهذا لا تعمل الأسماء، إلا بشروط.
وقدَّرْناه مناسباً؛ لأنه أدل على المقصود، ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ لَمْ يَذْبَحْ فَلْيَذْبَحْ بِاسْمِ اللَّهِ)) أو قال: ((عَلى اسْمِ اللهِ))؛ فخصَّ الفعل.
الحمد: ((أل)) للاستغراق، أي: استغراق جميع المحامد.
لله: اللام للاختصاص والاستحقاق.
الرحمن: صفة للفظ الجلالة.
الرحيم: صفة اخرى.
مالك يوم الدين: صفة لـ (الله).
إيَّاك نعبد: (إيَّاك) مفعول به مُقدَّم، وعامله (نعبد) وقُدِّم على عامله؛ لإفادة الحصر.فمعناه: لا نعبدُ إلا إيَّاك، وكان منفصلاً لتعذر الوصل حينئذٍ.
وإيَّاك نستعين: حيث قدَّم المفعول.
صراط الذين أنعمت عليهم: عطف بيان لقوله: ((الصراط المستقيم))
تم بحمد الله.
والتالي إعراب الجزء الأول من سوؤة البقرة بحوله تعالى.(/)
بنو اسرائيل وذكرهم في القرآن
ـ[بسملة]ــــــــ[23 Jan 2007, 08:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة أساتذتنا الافاضل، وجزاكم الله عنا كل خير
وسؤالي هنا هو عن بني اسرائيل:
1 - القرآن كثير ما تعرض لبني اسرائيل ونعرف أن بني اسرائيل قتلوا كثير من انبيائهم،
فما العلاقة بين قوم بني إسرائيل واليهود حاليا، هل هم امتداد لبني اسرائيل الأوائل؟
2 - بنو اسرائيل أكثر ذكر في القرآن هل ذلك لعتوهم وجحودهم وكفرهم بالانبياء
فهل ذكر القرآن أقوام آخرين غير بني اسرائيل؟
3 - وهل كل الانبياء أرسلوا لبني اسرائيل؟
وجزاكم الله عني خيرا
أختكم في الله
ـ[بسملة]ــــــــ[26 Jan 2007, 08:05 م]ـ
السلام عليكم
أود أن يجيبني أحد الاساتذة الافاضل على هذا السؤال؟
فهل ذلك ممكن؟
فنحن نسعى لطلب العلم ولا نجد غير هذا الملتقى المبارك الذي نجد فيه نخبة من الاساتذة الافاضل
ونعتذر إذا كانت مستوى أسئلتنا غير مناسب ولكن إن شاء الله نرتقي خطوة خطوة.
وجزاكم الله خيرا
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[26 Jan 2007, 09:50 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحباً بك أختي الكريمة, وأرجو أن تجدي في ثنايا هذا الملتقى فائدة تسعدين بها في الدنيا والآخرة. وليس عليك أن تعتذري عن مستوى الأسئلة ما دمت تريدين خيراً, ومادمت عازمة على الارتقاء في طلب العلم, زادك الله من فضله.
1 - يهود اليوم امتداد لبني إسرائيل الذين أخبر الله عنهم في كتابه, وهم اليوم خلف سيءٌ لسلفٍ أسوأ.
2 - ذكر القرآن أقواماً كثراً غير بني إسرائيل, أمَّا أسباب الاكثار من ذكر أخبارهم وأحوالهم فكثيره, منها: أنهم أقرب الأمم إلى هذه الأمة زماناً, وأيضاً رحمةً بهذه الأمة أن تتبع سبيلهم, ولمشابهة هذه الأمة لهم في اتباع سَنَنهم, وغير ذلك.
3 - لم يُرسَل كل الأنبياء إلى بني إسرائيل, قال تعالى {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}.
وفقك الله.
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[27 Jan 2007, 10:00 م]ـ
موضوع يستحق البحث والإهتمام، جزاكم الله خيراً.
ـ[بسملة]ــــــــ[30 Jan 2007, 06:20 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا استاذنا الفاضل
وقد قرأت بحثا يتكلم عن الفرق بين
بني اسرائيل واليهود والذين هادوا،للدكتور أحمد معاذ علوان حقي
ووجدت فيه إجابات عن بعض الاسئلة التي كانت تشغل ذهني.
على هذا الرابط
http://www.sharjah.ac.ae/news/journal/sciences_humanities/previous_issues/arabic/3/3_1/index.htm
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[12 Sep 2007, 02:27 م]ـ
ان الله سبحانه اصطفى آدم أبو البشر عليه السلام لحمل الدين ,وهو عليه السلام أورثه أبنائه حتى طال عليهم الأمد فأرسل الله نوحا حتى كان الطوفان الذى عم الأرض وبقى من حمل نوح فى الفلك حملوا رسالة الدين وجاءت بعدهم قرون أهلكهم الله بذنوبهم بسنة شرعية كالغرق-فرعون -والصيحة -ثمود- .... الخ.وشاءت ارادة الله أن يكون كتابا يجعله الله هدي لمن أورثهم الأرض بعد آخر القرون الهالكة وهو فرعون والذين ورثوا الأرض هم بنى اسراءيل ,واقرأ معى أوائل سورة بنى اسرائيل " ... وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبنى اسرائيل ألا تتخذوا من دونى وكيلا *ذرية من حملنا مع نوح ... "فما الرابط بين بنى اسرائيل ,ومن حملنا مع نوح. ان كلاهما ممن بقى بعد هلاك قرن من الظالمين الطغاة وكلاهما بدأ مرحلة الاستخلاف من أرضية الايمان " ... عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم فى الأرض فينظر كيف تعملون "والأول تعلموا مباشرة من الرسول وبنى اسرائيل تعلموا من الكتاب اقتداءا بالرسول
فبنو اسرائيل هم من استخلفهم الله فى الأرض من بعد اهلاك القرون الأولى وجعل فيهم النبوة والكتاب وكانت لهم تجربة تدريبية كما كانت لآدم فى الجنة حيث ضمنت لهم حاجاتهم الأساسية من مأكل ومشرب وملبس ومبيت ومروا فى تجربتهم بابتلاءات كثيرة حتى وصلوا الى التصفية النهائية.التى أقام الله بها الدين ودخلوا الأرض المقدسة مع موسى حاملين الدين الحق. أما الظالمين الذين بدلوا حرمها الله عليهم أربعين سنة.
ولذلك نلحظ مثلا أن رد فعل الكليم على قولهم " .. اجعل لنا إلها كما لهم آلهة .. "قد يكون من وجهة النظر السطحية غير متناسب مع عظم طلبهم.ولكن قوله" .. انكم قول تجهلون:لأن هذا هو الواقع وهو ما جاء الا ليخرجهم من جهلهم " ... أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله "
والقول بأنهم -الأسوأ- قول فيه تجاوز للحقيقة.فهم فى أشد الظروف كانوا ثلاثة فرق وذلك فى قصة أصحاب السبت فى سورة الأعراف.فرقة عصت وفرقة سكتت على معصية الأولى وفرقة وعظت ونهت عن السوء.فلا يمكن تعميم الحكم "منهم أمة قائمة .... "ربما مثل أمتنا كما جاء فى حديث الإفتراق فالأمة القائمة على الحق فيه واحدة من ثلاث وسبعون فرقة
وذكرهم فى القرآن لأنهم عولجوا من خلال نصوص كما هى عندنا.أما القرون الأولى فكان الإستئصال هو العلاج. وهكذا بين القرآن كيفية تعاملهم مع الكتاب ومدى ايمانهم به تنبيها لنا ألا نقع فيما وقعوا فيه من الخطأ والإقتداء بهم فيما يوافق شرعنا
وانظر لهم فى عهد داود وسليمان ثم انظر كيف ظل الدين الحق يحمله الصالحون منهم حتى أصبحوا قلة بل يقال أن زكريا عليه السلام لم يجد ممن حوله من يصلح لحمل الأمانة " .. وإنى خفت الموالى من ورائى .... "فكان أن وهب الله له يحيى ثم كان عيسى عليه السلام فكان النصاري امتداد الصالحين من بن اسرائيل.ثم طال عليهم الأمد -وهكذا كان بين كل مرحلة وأخرى -فبدلوا وغيروا وكان منهم ماكان
وعلة التفصيل فيهم هو ما جاء فى الحديث " لتتبعن سنن من كان قبلكم .. "
فالأمر وتفصيله ليس للذم ولا للمدح ولكن لكى نخرج من الغفلة ونعقل القصص ونتذكر
وخلاصة المداخلة أن دراستهم من خلال القرآن مع التجرد مما روى عداوةّ لهم قد يحقق فهما أعلى -لملذا إهتم القرآن بهم؟ هذا وما كان من توفيق فمن الله وما كان من خظأ أو نسيان أو ايجاز مخل -فمنى وأسأل الله أن يغفره لى وأن يهدينى الحق فيه برحمته وفضله.(/)
يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ - لماذا يأتين؟
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[24 Jan 2007, 02:27 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى:
{وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} الحج27
أساتذتي الأفاضل
بالأمس سألني أحد الإخوة
لماذا جاءت كلمة " يأتين " بدلا من كلمة " يأتوك " في الآية الكريمة!!!؟؟
و الذي قلته - هو ما سمعته منذ زمن طويل
أن ربط " يَأْتُوكَ " مع " رِجَالاً " لأن أكثرهم من الرجال
و ربط " وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ " مع " يَأْتِينَ " ذلك لأن معظم النساء ستكون في الهودج على ظهر البعير " ضامر "
أرجو الإفادة أو التصحيح إن كنت مخطئا - بارك الله فيكم
/////////////////////////////////////////////////
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[24 Jan 2007, 06:42 م]ـ
الرجال هنا مختلف في تفسيرهم, فقيل بما ذكرت أنهم جمع رجل ,وقيل أنهم جمع راجل وهو غيرُ الراكب, وأما إعادة الضمير بالجمع المؤنث فقال الطبري رحمه الله:
({يأتين من كل فج عميق} يقول: يأتين فجمع لأنه أريد بكل ضامر: النوق و معنى الكل: الجمع فلذلك قيل: يأتين)
9/ 134
وقال البغوي رحمه الله (وإنما جمع (يأتين) لمكان كل وإرادة النوق) 1/ 378
والله تعالى أعلم ..
ـ[المؤمن]ــــــــ[24 Jan 2007, 08:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لو تأملت الآية لوجدت أنها تخاطب صنفين من الحجاج،القريب الذي يمشي على رجليه، وآخر بعيد أتى من فج عميق يحتاج إلى الضامر؛ ولذلك لايمكن أن يتعلق فعل "يأتين" إلا بالضامر،وقد عبّر العلامة الطاهر ابن عاشور عن مثل هذا بقوله:"وإنما أسند الإتيان إلى الرواحل دون الناس فلم يقل:يأتون،لأن الرواحل هي سبب إتيان الناس من بعد لمن لا يستطيع السفر على رجليه "17/ 245
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[30 Jan 2007, 12:34 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكما الله خيرا شيخي الكريمين على مداخلتكما القيمة
الذي فهمته من كلامكا هو " و أرجو التصحيح لي إن أخطأت "
أن " يَأْتِينَ " جاءت بالجمع المؤنث لأنها تعود إلي " ضَامِرٍ "!؟
سؤال يا شيوخي الكرام
هل كلمة " ضَامِرٍ " جمع أم مفرد!!؟؟ و هل هي مؤنث أم مذكر!!؟؟
لأنها من أول و هلة تبدو لي
بأن كلمة " ضَامِرٍ " مذكر و ليست مؤنث و أنها مفرد و ليست جمع. و الله أعلم
فأرجو الإفادة - بارك الله فيكم
جزاكم الله خيرا كثيرا
/////////////////////////////////////////////////
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[30 Jan 2007, 02:17 م]ـ
السلام عليكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
سمعت من أحد أساتذتي في التفسير أن المراد والله أعلم هو: رجالا بمعنى ماشيين أي غير ركبان وعلى كل ضامر أي ركبانا. و (يأتوك) في الأولى للمذكر و (يأتين) للمؤنث. ومعلوم أن كل من الرجال والنساء قد يكونوا ركبانا أو غير ركبان فمعنى الآية يأتوك ويأتين رجالا وعلى كل ضامر يأتين ويأتوك. فجاءت الآية على أسلوب الاحتباك المعروف في العربية ذكر في الأول ما حذفه من الثاني وفي الثاني ما حذفه من الأول.
مثل قوله تعالى: (وهو الذي جعل الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا) أي الليل مظلما لتسكنوا فيه والنهار مبصرا لتتحركوا فيه. والاحتباك أسلوب ذكره العلماء ومثلوا له بأمثلة عديدة
والله أعلم
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[30 Jan 2007, 07:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الضامر اسم جمع، وهو بغير هاء للمذكر والمؤنث.
راجع: البرهان في علوم القرآن، للزركشي. التبيان في إعراب القرآن، للعكبري.
ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[30 Jan 2007, 09:21 م]ـ
قرأت شيئًا في هذا عند الألوسي، وهو الأصل أن يقال (وعلى كل ضامر يأتي) على أن (يأتي) صفة ضامر، لكن عبر بالجمع باعتبار المعنى.
وأُرى والله أعلم أن التعبير بالجمع حكمته الإشارة إلى الكثرة. وأمّا إعراب (يأتين) فاستئنافية والله أعلم لا صفة لضامر، ولو كانت (يأتي) لكانت صفتها.
ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[30 Jan 2007, 09:33 م]ـ
قرأت شيئًا في هذا عند الألوسي، وهو أن الأصل أن يقال (وعلى كل ضامر يأتي) على أن (يأتي) صفة ضامر، لكن عبر بالجمع باعتبار المعنى.
وأُرى والله أعلم أن التعبير بالجمع حكمته الإشارة إلى الكثرة. وأمّا إعراب (يأتين) فاستئنافية والله أعلم لا صفة لضامر، ولو كانت (يأتي) لكانت صفتها.
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[31 Jan 2007, 08:36 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا يا شيوخي الكرام على هذه المداخلات
و لكن
فعلا
أطمع بالمزيد:)
و عندي تسائل
هل يصح فهمي - الذي وضعته لكم في مداخلتي الأولى أم لا؟؟؟!!؟؟؟
/////////////////////////////////////////////////(/)
أبو سليمان الدمشقي
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[24 Jan 2007, 06:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
ينقل ابن الجوزي في زاد المسير كثيراً عن أبي سليمان الدمشقي،،
وقد بحثت عن اسمه ووجدت أكثر من رجل له هذه الكنية،، ولم أجد في تراجمهم ما يدل على أنه أحدهم،،
فمن يعرفه يفيدني مشكوراً مأجوراً بإذن الله تعالى،،
أخوكم،،
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[25 Jan 2007, 01:23 م]ـ
هو: محمد بن عبد الله بن سليمان السَّعدي, أبو سليمان الدمشقي الشافعي, مُفَسِّر, صنف مجتبى التفسير, والمهذب في التفسير, عاش في القرن الرابع. ينظر: تاريخ دمشق 53/ 349, وطبقات المفسرين, للسيوطي (ص:89).
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[26 Jan 2007, 02:08 م]ـ
وقد جُمعت أقواله في التفسير في رسالة ماجستير في جامعة الإمام، جمعها زميلنا الشيخ خالد المطرفي.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[26 Jan 2007, 02:45 م]ـ
بارك الله فيك د. إبراهيم, وما أجمل إطلالتك على الملتقى, وقد سمعت ورأيت شيئاً من تميز أبي سليمان الدمشقي رحمه الله في اختياراته, فهل بالإمكان الإشارة إليها, أو مراسلة المؤلف لإفادتنا بها.(/)
حرف في القرآن يعجز النحويين بإعرابه!!! ما تعليقكم؟
ـ[نصرمنصور]ــــــــ[25 Jan 2007, 09:04 ص]ـ
فاء التزيين:
قال تعالى: ((أ (فـ) لا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا))؟ من سورة النساء: 4 / الآية 82
قال تعالى: ((أ (فـ) حسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون))؟ من سورة المؤمنون:23 / الآية 115
قال تعالى: ((أ (فـ) لم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين)) من سورة المؤمنون: 23 / الآية 68
قال تعالى: ((ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أ (فـ) لا يشكرون))؟ من سورة ياسين: 36 / الآية 35
قال تعالى: ((ولهم فيها منافع ومشارب أ (فـ) لا يشكرون))؟ من سورة ياسين: 36 / الآية 73
قال تعالى: ((أ (فـ) لا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها))؟ من سورة محمد: 47 / الآية 82
فاء التزيين: حرف يؤتى به في مولضخ غير معينة لتزيين (تحميل الكلام)؛ ليكو هذا الحرف رابط بين الشدة وطلب أمر ما، وفي القرآن الكريم جاء مع أربعة أفعال؛ هي: (يشكرون)، و: (يتدبرون)، و: (يعقلون)، و: (حسبتم)، ولو لحظنا جيدا لوجدنا أن هذه الأفعال فيها دعوة حتمية من الله تعالى إلى مخلوقيه لالتزام جوانب الشكر والتدبر والتعقل والتحسب (وهي أمور منبتها العقل)، وقد اختلف النحويون في إعراب هذا الحرف، وهم في ذلك على ثلاثة آراء:
(1): منهم من أعربه حرف عطف.
(2): ومنهم من أعربه حرف استئناف.
(3): ومنهم من أعربه حرف زيادة بغير توكيد.
والصواب ـ والله أعلم ـ أنه حرف تزيين، وهذا الإعراب بلاغي وليس نحويا؛ لأن النحو ابن البلاغة، ولذلك يقال في البلاغة النحو العالي.
قد يتساءل القرأة الكرام لهذا الموضوع: لماذا؟
أجيب؛ لبطلان الإعرابات الثلاثة بالأدلة المبينة في أدناه:
(1): لا يكون حرف عطف؛ لأن العطف يقتضي أمور؛ هي:
أ / التشريك في الحكم الإعرابي.
ب / ووجود جملتين متكافئتين.
ج / وأن الله لم يرد منهم: (الشكر)، و: (التدبر)، و: (التعقل)، و: (التحسب) بعد ذكر النص، وإنما صيغة النصوص تشير إلى أنهم لم يشكرا، ولم يتدبروا، ولم يتعقلوا، ولم يتحسبوا في الماضي وإن كانت صيغة الأفعال مضارعة.
فأين هذا؟
(2): لا يكون حرف استئناف؛ لأن الاستئناف يقتضي انتهاء معنى الجملة الأولى تماما، ثم البدء بجملة جديدة، والجملة الأولى في النصوص الكريمة كلها لم ينته معناها.
(3): لا يكون حرفا زائدا؛ لأن النحويين اتفقوا على أنه لا يجوز أن تكون هناك زيادة في الكلام بلا أن يكون معها غرض التوكيد، والمواضع التي وردت في القرآن الكريم كانت الزيادة لإفادة التوكيد، وهنا لا موجب لعده حرفا زائدا لعدم حاجة الموضع إلى هذا، فليس في ما قيل أي احتمالية للشك ها هنا.
لذا فإن الفاء ها هنا حرف يفيد تزيين الكلام ـ والله أعلم ـ.
واو الثمانية:
قال تعالى: ((سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة (و) ثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا)) من سورة الكهف: 18 / الآية 22
وقع الخلاف بين النحويين في إعراب حرف الـ (واو) الواقع بين قوسين في النص الكريم ما بين أن يكون حرف عطف، أو استئناف.
ولما كان للعطف ضوابط، وللاستئناف قواعد، والوا هنا لا يدخل ضمن هذه الضوابط والقواعد صمت النحويون في وجه النص الكريم وسبحان الله.
وقد (تملص) النحويون من الاستشهاد بهذا النص الكريم في أي موضع من مواضع النحو العربي على إطلاقها، ولم يذكروها في مصنفاتهم، حتى جاء ابن هشام الأنصاري (761 هج) في كتابه: (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب) الذي سمى هذا الحرف في إعرابه (واو) الثمانية؟؟؟؟؟؟؟؟.
سبحان الله حرف يعجز فرقة كاملة من العلماء النحويين بمدارسهم الخمس؛ البصرية، والكوفية، والبغدادية، والمصرية، والأندلسية، وإذا كان حرف واحد أعجز فرقة علمية كاملة فكيف لا يعجز القرآن الكريم الأمم كلها بآية من آياته.
هذا الكلام السابق للدكتور حقي إسماعيل، نقلته من هنا:
http://www.aklaam.net/forum/showthread.php?t=1566
فهل كلامه صحيح؟
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[25 Jan 2007, 10:00 ص]ـ
هذا الكلام غير صحيح بهذه الصورة فالفاء ليست للتزيين وقد ذكرها ابو السعود في تفسيره عند هذه الايات وذكر ان ثمة محذوفا بين الهمزة وحرف العطف وقد طول ابن هشام في المغني الحديث عنها واشار الى المسالة اما في باب الاستفهام او في باب العطف على ما اتذكر الان
واما واو الثمانية فالكلام المذكور غير صحيح على الاطلاق وقد انكر ابن هشام في المغني هذه الواو وذكر ان القائلين بها هما ابو القاسم الحريري وابن الخشاب وهما من ضعفة النحاة كما قال في المغني
وهذه الواو هي واو الحال مثلها في الاية الواقعة في سورة الزمر عند الحديث عن سوق المؤمنين الى الجنة
هذا ما لزم بيانه الان والله اعلم(/)
من شوامخ المحققين ... شيخ النحويين واللغويين المعاصرين: العلامة الكبير قباوة
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[25 Jan 2007, 12:03 م]ـ
شيخ النحاة واللغويين والنحويين المعاصرين ...
شيخنا وأستاذنا العلامة الدكتور فخر الدين قباوة:
فخر الدين قباوة ولد عام 1933 في مدينة حلب من الجمهورية العربية السورية، و أبوه نجيب و جده عمر، كانا من عامة الناس، صاحبي مقهى شعبي في شارع السّيد من مدينة حلب، و ليس لهما صلة بالعلم، إلاّ بعض اطلاع الوالد على شيء من القراءة لكتب التفسير و الفقه و الأدب. و قد تلقى فخر الدين الدراسة الابتدائية في مدينة مولده، و العمل مع والده، ثم في المهن الحرة مع أخيه الكبير، بعد وفاة والوالد و الحاجة إلى مورد العيش. و بعد بضع سنوات عاد، يتابع الدراسة ليلاً مع مواصلة العمل نهاراً، حتى نال الشهادة المتوسطة. ثم دخل دار المعلمين، فنال أهلية التعليم الابتدائية، فالشهادة الثانوية.
و كان هذا مما يسر له التعليم في المدارس الابتدائية سنة 1945، ثم التحق بكلية الآداب من جامعة دمشق، على نفقة وزارة التربية لمدة خمس سنوات، نال فيها الإجازة في علوم اللغة العربية و آدابها سنة 1958، فأهلية التعليم الثانوي سنة 1959، أي دبلوم العامة في التربية و التعليم، و مارس التعليم في المدارس الثانوية.
و مع هذا فقد تابع الدراسات التربوية و الأدبية، فنال الدبلوم الخاصة في الإدارة و التفتيش التربوي من كلية التربية بجامعة دمشق، و شهادة المرحلة التمهيدية للدراسات العليا من كلية الآداب بجامعة القاهرة، معاً سنة 1960، و أعدّ لنيل درجة الماجستير بحث ((التفتيش التربوي في البلاد العربية حتى عام 1968)) بجامعة دمشق. و لكنه أُوفد على نفقة وزارة التربية السورية، إلى جامعة القاهرة لنيل درجة الدكتوراه، فالتحق بها و لم يتابع نيل الماجستير من دمشق، فحصل في الأدب القديم على درجة الماجستير سنة 1964، و الدكتوراه سنة 1966.
و عين مدرسا للأدب القديم في كلية الآداب بجامعة حلب سنة 1967، فدرّس الأدب القديم و النحو و الصرف، ثم أستاذاً مساعداً سنة 1972، ثم أستاذاً في النحو سنة 1977، و هو يتابع تدريسه الماضي ذكره في جامعتي حلب و تشرين. و أعيرت خدماته جامعة محمد بن عبد الله بمدينة فاس من المغرب، خلال عامي 1979 و 1983، ليدرس الأدب القديم و النحو و الصرف، ثم رجع إلى عمله في جامعة حلب. و قام بزيارة علمية بضعة أشهر لمعهد الدراسات الشرقية في بكين بالصين الشعبية، و بضعة أشهر أُخرى لجامعة العين في الإمارات العربية المتحدة. و في عام 1989 تعاقد و كلية العلوم العربية و الاجتماعية من جامعة الإمام محمد الإسلامية في القصيم من السعودية، ليدرس الأدب القديم و النحو و الصرف. و عاد سنة 1992 إلى جامعة حلب، ليتابع فيها عمله حتى الآن.
و خلال ذلك كله، كانت تعترضه عقبات جمة، من ضلال القوانين غير الإسلامية، و مزاحمات الزملاء و الأقران، بما يظنونه ترفعاً أو منافسة ًفي العمل و الإنتاج، و مشكلات الواقع الاستعماري المرير، بما فيه من غزو فكري و روحي و علمي، و تهديد للدين و اللغة و الشخصية الإسلامية. و قد حاضر أيضاً في طلاب الدراسات العليا، في علمي الإعراب و الصرف و منهج البحث و التحقيق،
و أشرف على رسائل لنيل درجتي الماجستير و الدكتوراه، في الأدب القديم و الإعراب و الصرف، و شارك في لجان التحكيم لمنح تينك الدرجتين و لجنة التحكيم في جائزة السلطان بن عويس، و في عديد من الندوات و المؤتمرات الأدبية و النحوية في البلاد العربية، و في تقويم إنتاج زملاء للرقي إلى مراتب الأستاذية و غيرها، و تقويم بحوث علمية للمجلات المحكمة، و إعداد مواد للموسوعات العلمية في الأردن و تركية، و دورات لتدريس غير العرب اللغة العربية، و لجان علمية و ثقافية مختلفة.
و انتخب عضواً في بعض المجامع العلمية في البلاد العربية، و أصدر في مجال البحث العلمي عشرات.
(يُتْبَعُ)
(/)
من الكتب و المقالات دراسة و تحقيقاً. و قد صار أكثر ذلك من مصادر البحث و الدرس، في الجامعات العربية و الأجنبية، ذات الاهتمام باللغة و النحو و الأدب من حياة العرب، و ترجم منه إلى اللغة الإنكليزية ((كتاب الجمل في النحو)) للخليل بن أحمد الفراهيدي.
و قد أعد تحقيقا علمياً لـ ((تفسير الجلالين)) باعتماد النسخ الخطية و المصادر الأصلية لذلك الكتاب،
وبعد عشر سنوات من العمل الحثيث، ليكون في مستويين:
أحدهما ميسر لعامة القراء، يقتصر على التحقيق و إلحاق الشرح و أسباب النزول، و توثيق الأخبار و تقويم الإسرائيليات.
و الآخر للباحثين و الدارسين و المحققين، مفصل يتتبع القراءات و المسائل اللغوية و النحوية و الصرفية و التاريخية و البلاغية، و يتعقب ما ند عن الجلالين من سهو، في النقل و التلفيق بين الأقوال و الاختيار لما هو ضعيف.
ومن ثمة يفصل إعراب الكثير من مفردات الآيات و الجمل و أشباه الجمل، مع تحليل صرفي للمفردات و بيان لمعاني الأدوات. و هذان الكتابان هما أنفس ما أنتج في حياته العلمية، و يأمل أن يكون فيهما خدمة لكتاب الله الكريم، و حظوة تيسر له الرحمة و الرضا من الله عز و جل، و قد صدرا و الحمد لله.
أما تلاميذه فكثيرون جدا تتوزعهم البلاد العربية.
و أما شيوخه الكرام فكان منهم الأساتذة:
عبد الوهاب ألتونجي، و سعيد الأفغاني و عبد الرحمن الباشا و عبد الرحمن عطبة و شكري فيصل و محمد مبارك و صبحي الصالح و عمر فروخ و شوقي ضيف و يوسف خليف و حسين النصار، فحببوا إليه علوم القرآن و العربية، و شجعوه على متابعة البحث و التحصيل، فكان إنتاجه في تلك الميادين. و من ثَم اجتمع ذلك كله، في خدمة ((تفسير الجلالين)) و توظيف الحديث النبوي في الدراسات النحوية.
و كان بدأ هذا التوظيف عام 1985، بمقال عنوانه ((افتحوا الأبواب لأفصح من نطق بالضاد)). و أتبع ذلك باعتماد أحاديث كثيرة أبحاثه، مع توجيه الطلاب إلى موضوعات نحوية مادتها النصوص النبوية الشريفة. ثم قدم توصية إلى إحدى الجامعات الإسلامية، بتشكيل لجنة من علماء الحديث و علماء النحو، لإصدار كتاب يجمع من الأحاديث ما يصح الاستشهاد به في الدراسات النحوية. و ذلك باختيار الأحاديث التي رويت باللفظ، أو كان رواتها عرباً أو متقنين للعربية، بغية تيسير السبيل لمن أراد نصوصاً نبوية، يعتمدها في أبحاثه النحوية، من ميادين الصرف و الإعراب و الأدوات.
و قد تزوج مرتين فكان له بضعة أولاد من الذكور و الإناث، ليس فيهم من له اهتمام ظاهر بالعلم. و هو يحسن اللغة الإنكليزية و قد حج مرتين، و اعتمر مراراً، و حفظ من القرآن الشيء الكثير، و كان له شعر وافر مدون، ضاعت آثاره مع الأيام، و لم يبق منها إلا شذرات يسيرة. و من ذلك قصيدة خاطب بها عام 1956 الفلسطينية المفجوعة باليتم و الترمل و الثكل و التشرد، و منها:
هذا السـ?ـلاحُ، فعانِقِيـ =ــهِ، يَرُد تَسكابَ الدُّرَرْ
و تَنَظّرِي، لِلثّأرِ، يَو =ماً، لَيسَ يُخلِفُهُ القَدَرْ
يَوماً، نَرُدُّ الكََيدَ فِيـ = ـــهِ، عَلَى شَياطِينِ البشَرْ
بِِدِمائِنا، لا بالدُّمُو= ع ِو بالدِّما نَيلُ الوَطَرْ
و قد زار مصر و الأردن و لبنان و العراق و المغرب و بعض البلاد الخليجية و فرنسة و إسبانية و اليونان و بلغارية و باكستان و الصين الشعبية، فاستفاد من ذلك اطلاعا على أوضاع الأمم، و على أوضاع اللغة العربية و المسلمين بخاصة، و الحاجة الملحة إلى الإسلام القويم، و إصلاح ألسنة الناس و أقلامهم و الأفهام.
أما إنتاجه العلمي فمنه ما هو تأليف، نحو:
ابن عصفور و التصريف، الأخطل الكبير، و إعراب الجمل و أشباه الجمل، و تحليل النص النحوي – منهج و نموذج -، و التحليل النحوي – أصوله و أدلته -، و تصريف الأسماء و الأفعال، و تطور مشكلة الفصاحة و التحليل البلاغي و موسيقى الشعر، و سلامة بن جندل الشاعر الفارس، و العامل النحوي – مشكلة و نظريات للحل -، و قراءة موجهة في مكتبة علوم العربية، و مع المهارات اللغوية – واقعها و عوامل النهوض بها -، و منهج التبريزي في شروحه و القيمة التاريخية للمفضليات، و المورد النحوي، و المورد النحوي الكبير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم المقالات العلمية في الأدب و اللغة و النحو: التي نشرت في المجلات التالية: مجمع اللغة العربية بدمشق، و العربية، و العربي، و المعلم العربي، و الخفجي، و بحوث جامعة حلب، و الفكر العربي، و المنتدى، و الجامعة الإسلامية، و كلية الدراسات الإسلامية و العربية، و الآداب بقسنطينة، و الثقافة الإسلامية، و صحيفة البيان، و صحيفة المدينة.
و منه ما هو تحقيق للمصادر التراثية، نحو:
الاختيارين للمفضل و الأصمعي صنعة الأخفش الصغر، و الألفاظ لابن السكيت، و الإيضاح في شرح سقط الزند للخطيب التبريزي، و أبواب و مسائل من كتابي الخصائص و الأنصاف، و تهذيب إصلاح المنطق للخطيب التبريزي، و الجمل في النحو للخليل بن أحمد الفراهيدي، و الجنى الداني في حروف المعاني لابن أم قاسم المرادي، و ديوان سلامة بن جندل لأبي العباس الأحول، و شرح الألفية للمرادي، و شرح اختيارات المفضل للخطيب التبريزي، و شرح شعر زهير لأبي العباس ثعلب، و شرح قواعد الإعراب لمحيي الدين الكافيجي، و شرح المعلقات العشر للخطيب التبريزي، و شرح مقصورة ابن دريد للخطيب التبريزي، و شرح الملوكي في التصريف لابن يعيش، و شعر الأخطل لأبي سعيد السكري، و شعر زهير بن أبي سلمى للأعلم الشنتمري، و القسطاس في علم العروض للزمخشري، و مبرز القواعد الإعرابية للرسموكي، و الممتع الكبير لابن عصفور، و نصوص نحوية فيها: مقدمة خلف و مختارات من كتاب سيبويه و التصريف و المقتضب و مجالس ثعلب و مجالس العلماء و الإيضاح و إعاراب ثلاثين سورة و رسالة الملائكة و لمع الأدلة و أمالي السهيلي و الرد على النحاة، و الوافي في علمي العروض و القوافي للخطيب التبريزي.
و أما شعاره الدائم فهو الجهاد و الصبر و الإنتاج و الإخلاص، مع حمد الله – عز و جل – على دوام الإيمان و الصحة و العمل، و وصيته للزملاء و الطلاب و المسلمين جميعاً هي قول النبي صلى الله عليه و سلم: ((إن قامَتِ السّاعةُ و بِيَدِ أحَدِكُم فَسِيلةٌ، فإنِ استَطاعَ ألاّ يَقُومَ حَتّى يَغرِسَها فلْيَفعَل))، و قوله أيضاً: ((إنّ اللهَ – تَعالَى – يُحِبُ، إذا عَمِلَ أحَدُكُم عَمَلاً، أن يُتْقِنَهُ)).
الانتاج العلمي للأستاذ الدكتور فخر الدين قباوة:
و لا يزالون يقاتلونكم في ميادين التعليم و الحث العلمي و عروبة اللسان فخر الدين قباوة ط2 حلب 1424
شرح اختيارات المفضل الخطيب التبريزي 4م ط2 دمشق 1423
منهج التبريزي في شروحه فخر الدين قباوة ط2 دمشق 1997
الجنى الدائم المرادي ط3 بيروت1992
شرح الأخطل السكري ط3دمشق 1996
شرح الملوكي في التصريف ابن يعيش ط2 بيروت 1988
كتاب الألفاظ ابن السكيت بيروت 1988
كتاب الجمل في النحو الخليل ط5 دمشق 1995
أبواب و مسائل فخر الدين قباوة ط2 دمشق 2001
تحليل النص النحوي فخر الدين قباوة دمشق 1997
إعراب الجمل و أشباه الجمل فخر الدين قباوة ط10 حلب 1989
المهارات اللغوية و عروبة اللسان فخر الدين قباوة دمشق 1999
الوافي في الروض و القوافي الخطيب التبريزي ط11 دمشق 1970
القسطاس في علم العروض الزمخشري ط2 بيروت 1989
تطور مشكلة الفصاحة و التحليل البلاغي و موسيقى الشعر فخر الدين قباوة دمشق 1999
تهذيب إصلاح المنطق الخطيب التبريزي ط2 بيروت 1999
تصريف الأسماء و الأفعال فخر الدين قباوة ط3 بيروت 1998
المورد النحوي الكبير فخر الدين قباوة ط7 دمشق 1998
الممتع الكبير في التصريف ابن عصفور ط6 بيروت 1996
المورد النحوي فخر الدين قباوة 10 دمشق 1994
سلامة بن جندل الشاعر الفارس فخر الدين قباوة ط2 دمشق 1994
ديوان سلامة بن جندل الأصمعي و الشيباني ط2 بيروت 1992
شرح مقصورة ابن دريد الخطيب التبريزي ط2 بيروت 1994
نصوص نحوية فخر الدين قباوة ط2 دمشق 1999
كتاب الاختيارين الأخفش الأصغر ط3 دمشق 1999
شرح شعر زهير بن أبي سلمى ثعلب ط2 دمشق 1996
ابن عصفور و التصريف فخر الدين قباوة ط2 دمشق 2000
شرح المعلقات العشر الخطيب التبريزي ط10 دمشق 1997
شرح الأفية المرادي بيروت 2005
شرح بانت سعاد التبريزي حلب 2005
وظيفة المصدر في الإشتقاق و الإعراب
التحليل النحوي – أصوله و أدلته -.
الإفتصاد اللغوي في صياغة المفرد.
تهذيب الألفاظ؛ للتبريزي.
إصلاح المنطق؛ لابن السكيت.
(يُتْبَعُ)
(/)
قراءة موجهة للنصوص التراثية ..
تاريخ استشهاد النحاة بالحديث الشريف.
تاريخ الاحتجاج النحوي بالحديث الشريف فخر الدين قباوة حلب 1424
إشكاليات في البحث و النقد النحويّين فخر الدين قباوة حلب 1424
تهذيب الألفاظ الخطيب التبريزي بيروت 1424
شعر زهير بن أبي سلمى الأعلم الشنتميري ط3 بيروت 1992
الأخطل الكبير فخر الدين قباوة بيروت 1975
الإيضاح في شرح سقط الزند و ضوئه الخطيب التبريزي 2م حلب 2000
الإقتصاد اللغوي في صياغة المفرد فخر الدين قباوة القاهرة 2001
شرح قواعد الإعراب محيي الدين الكافيجي ط 4 دمشق 1996
مبرز القزاعد الإعرابية الرسموكي بيروت 1987
نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز (مراجعة للتحقيق) فخر الدين الرازي ج بيروت 1985
ديوان طرفة بن العبد (مراجعة للتحقيق) الأعلم الشنتمري دمشق 1395
ديوان علقمة الفحل (مراجعة التحقيق) الأعلم النتمري حلب 1389
دليل كتابة البحوث العلمية (مراجعة للبحث و الكتابة) وليد سراج حلب 1989
بوادر شرح الشعر فخر الدين قباوة دمشق 1395
المورد الكبير فخر الدين قباوة أدب الحوزة 1398
كتاب الجمل في النحو الخليل بن أحمد تهران 1410
تفسير الجلالين الميسر الجلالان بيروت 1423
المفصل في تفسير القرآن العظيم الجلالان بيروت 1423
التحليل النحوي – أصوله و أدلته -. فخر الدين قباوة القاهرة 1422
وظيفة المصدر في الاشتقاق و الإعراب فخر الدين قباوة حلب 1424
إشكاليات البحث و النقد النحوييّن فخر الدين قباوة دمشق 1424
قراءة تراثية موجهة في المكتبة العربية فخر الدين قباوة دمشق 1424
في موكب النور (إشراف و مراجعة) فاطمة محمد شنون 5م دمشق 1318–142
رسائل و مشروعات (إشراف علمي) لطلاب الدراسة العليا سورية و المغرب و القصيم
موضوعات في الأدب و اللغة و النحو (تقويم مع التقارير) لزملاء من الجامعات البلاد العربية
مشكلة العامل النحوي و نظريةُ الاقتضاء فخر الدين قباوة دمشق 1423
شرح الألفية المرادي 2م بيروت 1424
-----------------------------
مقالات في الأدب و اللغة و النحو، نشرت في المجلات التالية: مجمع اللغة العربية بدمشق، و العربية، و العربي، و المعلم العربي، و الخفجي، و بحوث جامعة حلب، و الفكر العربي، و المنتدى، و الجامعة الإسلامية، و كلية الدراسات الإسلامية و العربية، و الآداب بقسنطينة، و الثقافة الإسلامية، و عالم الكتب، و الأحمدية، و في صحيفة البيان، و صحيفة المستقلة، و صحيفة المدينة، و مع بحوث علمية في الأدب و اللغة و النحو، شاركت في مؤتمرات و ندوات بالشرق و الغرب. [/ color]
ـ[منصور مهران]ــــــــ[25 Jan 2007, 01:26 م]ـ
أستاذنا الجليل الدكتور مروان الظفيري، بعد التحية،
فهذه الترجمة مكرمة وفاء تقدمها للقراء تعريفا بالشيخ الجليل الدكتور فخر الدين قباوة _ أمتع الله به _
وليس ذلك غريبا أن تكون أنت كاتبه وقد عرفناك وفيًّا صدوقا، فهذا عنوان الوفاء إلى مشايخنا ومعلمينا،
نبثه عبر هذه الشبكة المباركة ولعلها أوسع انتشارا من كتابٍ، فينظر فيها القراء فيفيدون علما وعرفانا.
وللحق أقول إنني أتتبع أعمال أستاذنا الدكتور فخر الدين بشغف بالغ،
وقد قرأتها جميها بحمد الله وتوفيقه، وتزين مكتبتي مجتمعة في مكانه على قدر مكانته،
غير أني لم أقتنِ كتاب تحقيقه لشرح المرادي على الألفية،
وكنت أودُّ لو أشرتم إلى دار الإصدار، ولكنكم اكتفيتم باسم المدينة والتاريخ: بيروت / 2005 م
وآمل منك ياأخي الكريم أن تذكروا اسم دار النشر،
وأيضا بيانات تفسير الجلالين - الطبعة الموسعة التعليقات.
وشكرًا.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[26 Jan 2007, 08:49 ص]ـ
موقع بعناوين بعض الكتب التي ألَّفها أو حَققَها أستاذنا وشيخنا الدكتور فخر الدّين قباوة:
(لم يتقبل الموقع هنا إدخال الروابط، فمعذرة)
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[26 Jan 2007, 09:53 ص]ـ
تكرم عيونك ياأخي الغالي الكريم الباحث المدقق أبا البركات منصور
وكتب شيخي ستأتيك هدية مني؛ أو منه
وقد أعلمني شيخي الفاضل الأستاذ الدكتور
فخر الدين قباوة ـ مدّ الله في عمره ـ
في الصيف الماضي أن جميع كتبه الآن ـ تطبع الآن ـ
في دار الملتقى بحلب الشهباء
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[26 Jan 2007, 02:42 م]ـ
أخي د. مروان شكر الله لك هذا العرض عن هذا المحقق الفاضل, وبإمكانك نسخ عنوان الموقع في ملف مفكرة أو وورد, وتحميله في مرفقات الموضوع مؤقتاً, حتى تكتمل إجراءات ترقية الموقع إلى نسخة أعلى. وفقك الله.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[26 Jan 2007, 06:32 م]ـ
شكرا لأخي الفاضل المفضال أبي بيان على هذا التوضيح
وأثابه الله خيرا
موقع بعناوين بعض الكتب التي ألَّفها أو حَققَها أستاذنا وشيخنا الدكتور فخر الدّين قباوة:
ثم اضغط على الصفحات التالية؛ لاستعراض بقية الكتب:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[26 Jan 2007, 10:02 م]ـ
هذا هو الرابط بحمد الله:
http://www.adabwafan.com/browse/entity.asp?id=4609&rel=0&pg=1&sz=10&sk=date&sa=desc(/)
علم السياق القرآني [2] (مفهوم السياق القرآني ومكوناته):
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[25 Jan 2007, 04:45 م]ـ
علم السياق القرآني [2] (مفهوم السياق القرآني ومكوناته):
السياق القرآني هو جزء من السياق بعمومه في معناه العام، إلا أن له مكونات خاصة يتميز بها، لابد من اعتبارها فيه، وهي:
أولاً: ما بنيت عليه الآية من الأغراض.
من أعظم ما تميز به القرآن تضمنه لأغراض متعددة في الآية الواحدة، ولا شك أن هذا من كمال القرآن، فإنه محتمل للوجوه بحسب اختلاف الأغراض التي تضمنتها الآية، وهذا سر تعدد المعاني في الآية واختلافها، ولهذا فلابد من اعتبار هذه الخاصية في السياق القرآني. والأغراض التي تتضمنها الآية هي:
1 - أغراض القرآن ومقاصده العظمى.
2 - غرض السورة.
3 - غرض المقطع أو القصة الواردة في موضوع واحد.
4 - غرض الآية.
فكل هذه الأغراض لابد من اعتبارها في تفسير الآية، ولا يظهر كمال معنى الآية إلا بها، وهي متآلفة متكاملة مبنية على بناء واحد.
قال ابن القيم في بيان قيمة معرفة الغرض ومراد المتكلم: "والفقه أخص من الفهم، وهو فهم مراد المتكلم، وهذا قدر زائد على مجرد وضع اللفظ في اللغة، وبحسب تفاوت مراتب الناس في هذا، تتفاوت مراتبهم في الفقه والعلم" ([1]).
ثانياً: النظم القرآني، والأسلوب البياني المعجز.
لاشك أن النظم القرآني، والأسلوب البياني الذي ائتلف منه القرآن يمثل البناء المحكم المتسق الذي تميز به القرآن عن سائر الكلام، وهو خاصية مهمة في السياق القرآني بل هو ركن فيه؛ إذ لا يمكن تفسير القرآن إلا باعتباره.
قال شيخ الإسلام":أكثر المحققين من علماء العربية والبيان يثبتون المناسبة بين الألفاظ والمعاني" ([2]).
قال الزركشي ":وهذا العلم أعظم أركان المفسر فإنه لابد من مراعاة مايقتضيه الإعجاز من الحقيقة والمجاز وتأليف النظم، وأن يواخى بين الموارد، ويعتمد ماسيق له الكلام حتى لا يتنافر وغير ذلك ... ـ إلى أن يقول ـ واعلم أن هذه الصناعة بأوضاعها هي عمدة التفسير، المطلع على عجائب كلام الله، وهي قاعدة الفصاحة وواسطة عقد البلاغة" ([3]).
وقال السيوطي في الإتقان":على المفسر مراعاة التأليف والغرض الذي سيق له" ([4]).
وقال الخطابي ":وأما رسوم النظم فالحاجة إلى الثقافة والحذق فيها أكثر لأنها لحام الألفاظ، وزمام المعاني، وبه تنتظم أجزاء الكلام، ويلتئم بعضه ببعض" ([6]).
ثالثاً: أسباب النزول والأحوال التي نزلت فيها الآية وأحوال المخاطبين بها.
أسباب النزول والأحوال التي نزلت فيها الآية من أعظم ما يدل على تحديد الغرض والمعنى المقصود في الآية، وعليه فلابد من اعتبار هذه الخاصية في السياق القرآني.
قال الشاطبي في الضابط المعول عليه في الفهم":إن المساقات تختلف باختلاف الأحوال، والأوقات والنوازل، وهذا معلوم في علم المعاني والبيان" ([7]).
وقال السيوطي في الإتقان":قال الواحدي: لا يمكن تفسير الآية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها" ([8]).
وقال السعدي":النظر لسياق الآيات، مع العلم بأحوال الرسول × وسيرته مع أصحابه وأعدائه وقت نزوله من أعظم ما يعين على معرفته وفهم المراد منه" ([9]).
وعلى هذا فيكون السياق القرآني مؤتلفاً من ثلاثة عناصر أساسية:
أولاً: الأغراض والمقاصد التي بني عليها النص.
ثانياً: النظم والأسلوب القرآني المؤتلف من مجموع الكلام والتعبير فيه.
ثالثاً: الأسباب والأحوال التي نزلت فيها الآية، والمخاطبون بها فيها.
وقد جمع شيخ الإسلام هذه العناصر جميعاً فقال":وتختلف دلالة الكلام تارة بحسب اللفظ المفرد، وتارة بحسب التأليف، وكثير من وجوه اختلافه قد لا يبين بنفس اللفظ بل يرجع فيه إلى قصد المتكلم، وقد يظهر قصده بدلالة الحال" ([10]).
وقال صاحب دلالة السياق منهج مأمون لتفسير القرآن الكريم":أما السياق القرآني، فإننا نقصد به الأغراض والمقاصد الأساسية التي تدور عليها جميع معاني القرآن إلى جانب النظم الإعجازي والأسلوب البياني الذي يشيع في جميع تعبيراته" ([11]).
ونخلص من هذا كله إلى أن السياق القرآني هو ((الأغراض التي بنيت عليها الآية، وما انتظم بها من القرائن اللفظية والحالية وأحوال المخاطبين بها)).
والمقصود بالقرائن اللفظية: القرائن النصية وهي ما احتواه النص من التعبير والتركيب والارتباط بين الآيات ونحوها.
والمقصود بالقرائن الحالية: الأسباب والأحوال التي نزلت الآية فيها.
وهذا المعنى الذي تحدد به السياق القرآني، والعناصر التي ائتلف منها، راجعة إلى عموم معنى السياق وعناصره الأساسية كما تبين.
وهنا مسألة مهمة متعلقة بمصطلح السياق وإطلاق المفسرين له، وهو أن بعض المفسرين كثيراً ما يستعمل السياق بعبارات مرادفة يطلقونها في معنى السياق، ومنها: نظم الآية، نسق الآية، روح الآية، ظاهر الآية، ملاءمة الكلام، مقتضى الكلام، فحوى الكلام، الإطار العام، الجو العام، المعنى العام، القرينة، المقام، ونحوها، وهذه المصطلحات كلها معتمدة على النص الذي هو مناط السياق ([12]).
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) ((أعلام الموقعين)) (1/ 281).
([2]) ((مجموع الفتاوى)) (20/ 418).
([3]) ((البرهان في علوم القرآن)) (1/ 311).
([4]) ((الإتقان في علوم القرآن)) (1/ 185).
([6]) ((إعجاز القرآن للخطابي)) (ص36).
([7]) ((الموافقات)) (4/ 266).
([8]) ((الإتقان)) (1/ 93).
([9]) ((تيسير الكريم الرحمن)) (1/ 4).
([10]) ((الفتاوى الكبرى)) (3/ 208).
([11]) ((دلالة السياق منهج مأمون لتفسير القرآن)) (ص88).
([12]) انظر: ((التناسب البياني)) (ص182) ((السياق القرآني وأثره في تفسير المدرسة العقلية)) (ص87).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العنزي]ــــــــ[29 Jan 2007, 01:09 ص]ـ
جزاك الله خيرا دكتور محمد الربيعة على هذا البحث المهم.
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[30 Jan 2007, 11:03 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا يا شيخي الكريم على هذا البحث الرائع المفيد
/////////////////////////////////////////////////
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[02 Feb 2007, 08:00 ص]ـ
بوركت
ـ[زينب بيغريسن]ــــــــ[28 Mar 2009, 12:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا دكتور
ـ[نور الدرب]ــــــــ[28 Mar 2009, 12:20 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
عبد الهادي بوطالب مفسرا
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[26 Jan 2007, 04:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
(قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (البقرة:32)
ترجمة الأستاذ الدكتور عبد الهادي بوطالب نقلا عن موقعه:
http://www.abdelhadiboutaleb.com/biographie_ar.asp
البروفسور عبد الهادي بوطالب
- كاتب ومفكر مغربي معروف في العالم العربي والإسلامي ببحوثه العلمية وتحليلاته السياسية.
- ازداد بمدينة فاس - المغرب في نهاية سنة 1923 (23 دجنبر).
- خريج جامعة القرويين الإجازة والدكتوراه في الشريعة وأصول الفقه.
- ودكتوراه في الحقوق (تخصص القانون الدستوري).
- اللقب العلمي: الأستاذ الدكتور " Professeur" .
- أستاذ كرسي محاضر في مادتي القانون الدستوري، والنظم السياسية في العالم الثالث، بكليتي الحقوق والعلوم الاقتصادية بالدار البيضاء (جامعة الحسن الثاني) والرباط (جامعة محمد الخامس).
- كان أستاذا للملك الراحل الحسن الثاني وللملك محمد السادس بالمعهد الملكي بالرباط.
- تقلب طيلة الستينات والسبعينات في عدة وزارات منها: وزير الإعلام والشباب والرياضة، الوزير المكلف بالبرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، وزير العدل، وزير التربية الوطنية، وزير الدولة، وزير الخارجية.
- رئيس مجلس النواب (1970 - 1971).
- سفير المغرب بالولايات المتحدة وبالمكسيك (1974 - 1976).
- مستشار الملك الحسن الثاني (1976 - 1978).
- المدير العام الأول للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) (1982 - 1992).
- عضو الأكاديمية الملكية بالمغرب (1982).
- عضو المجمع الملكي لبحوث الحضارة (آل البيت) بعمان الأردن (1982).
- حائز على جائزة المغرب الكبرى للثقافة 1994.
حاصل على وسام الاستحقاق الفكري من المملكة الأردنية الهاشمية.
- حاصل على وسام الاستحقاق من منظمة الإيسيسكو.
- مستشار الملك الحسن الثاني (1992 - 1996).
وللأستاذ الدكتور مؤلفات في السياسة والقانون والأدب باللغتين العربية والفرنسية تبلغ 58 كتابا من بينها:
• * في الرواية التاريخية
- وزير غرناطة لسان الدين بن الخطيب.
• * المرأة
- حقوق الأسرة وتحرير المرأة (مارس 2005)
• * في السياسة والقانون
- بين القومية العربية والتضامن الإسلامي.
- المرجع في القانون الدستوري والمؤسسات السياسية (جزآن).
- نظرات في القضية العربية (باللغتين العربية والفرنسية).
- بين القومية العربية والجامعة الإسلامية.
- النظم السياسية المعاصرة (باللغتين العربية والفرنسية).
- النظم السياسية في العالم الثالث.
- ملامح الدبلوماسية العالمية في القرن الواحد والعشرين (باللغتين العربية والفرنسية).
- الحكم والسلطة والدولة في الإسلام (باللغتين العربية والفرنسية).
- مسار الدبلوماسية العالمية ودبلوماسية القرن الواحد والعشرين (فبراير 2004)
• * في اللغة
- معجم تصحيح لغة الإعلام العربي (مايو 2002).
- الحقوق اللغوية - حق اللغة في الوجود والبقاء، والتطور والنماء، والوحدة (شتنبر 2003)
• * مذكرات
- ذكريات وشهادات ووجوه (حلقات من مذكراته).
- نصف قرن في السياسة (أكتوبر 2001).
• * إسلاميات
- الصحوة الإسلامية.
- العالم الإسلامي والنظام العالمي الجديد (باللغتين العربية والفرنسية).
- بين الشريعة والفقه والقانون.
- بين الشورى والديمقراطية.
- حقيقة الإسلام (مايو 1998).
- لكي نفهم الإسلام أحسن.
- " Pour mieux comprendre l'Islam" ( باللغة الفرنسية 2001).
- من قضايا الإسلام المعاصر- الكتاب الأول (دجنبر 2003)
- من قضايا الإسلام المعاصر - الكتاب الثاني (ماي 2004)
• * في العولمة
- في نقد العولمة: العالم ليس سلعة (2001).
- نحو عولمة أخرى أكثر عدلا وإنسانية (أبريل 2004)
- لا لأمركة العالم (فبراير 2005)
- وكتب أخرى وبحوث متفرقة.
صدر للأستاذ الدكتور عبد الهادي بوطالب الجزء الأول من مشروعه التفسيري، عنونه ب " قبسات من نور الذكر الحكيم "، و فسر فيه سورتي الفاتحة و البقرة، وهو تفسير مختصر للقرآن الكريم.
يقول الأستاذ الدكتور عبد الهادي بوطالب في مقدمة تفسيره: " ليس هذا الكتاب تفسيرا ينضاف إلى العشرات من كتب التفسير التي تغنى بها المكتبات في العالم، وإنما هو مجموعة خواطر عنت لي بإلهام من الله سبحانه وتعالى من خلال قراءاتي المتوالية طيلة سنوات للقرآن الكريم بقلب مؤمن، وفكر منفتح على فهم جديد لبعض آياته. والآيات التي شرحتها وعلقت عليها في هذا الكتاب هي التي استوقفتني عندها لاستخلاص ما عنَّ لي بشأنها من خواطر. أما ما لم أتوقف عنده من الآيات فهو ما لا يوجد لي عنه إضافات " ص 3.
وسنعمل مستقبلا على نشر دراسة عنه إن شاء الله تعالى.(/)
قائمة مهمة بوفيات المفسرين
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[26 Jan 2007, 05:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لاشك أن من أكثر الأمور التي تعين الباحث والمتخصص في أي علم من العلوم معرفة المتقدم والمتأخر من أهل الفن الذي يبحث فيه، لذا أحببت أن أشارك في الملتقى بورقة هي الأولى والعمدة في مكتبتي الخاصة، لعل الله أن ينفع بها، وييسر على من اقتناها الرجوع إليها.
المؤلف الوفاة المؤلف الوفاة المؤلف الوفاة
الفراء 207هـ ابن العربي 543هـ المهايمي 835هـ
عبدالرزاق 211هـ العز 578هـ المحلي 864هـ
الأخفش 215هـ ابن الجوزي 597هـ الثعالبي 875هـ
الطبري 310هـ الرازي 604هـ ابن عادل 880هـ
الزجاج 311هـ الهمذاني 643هـ البقاعي 885هـ
ابن المنذر 318هـ القرطبي 671هـ السيوطي 911هـ
ابن أبي حاتم 327هـ النسفي 701هـ أبو السعود 951هـ
النحاس 338هـ القمي 728هـ البروسوي 1137هـ
الجصاص 370هـ ابن تيمية 728هـ الشوكاني 1250هـ
السمرقندي 375هـ النيسابوري 728هـ الآلوسي 1270هـ
الثعلبي 427هـ الخازن 741هـ القنوجي 1307هـ
الماوردي 450هـ ابن جزي 741هـ القاسمي 1322هـ
الواحدي 468هـ أبوحيان 745هـ رضا 1353هـ
السمعاني 489هـ ابن القيم 751هـ المراغي 1371هـ
الهراسي 504هـ السمين 756هـ السعدي 1376هـ
البغوي 510هـ ابن كثير 774هـ سيد قطب 1387هـ
الزمخشري 538هـ البيضاوي 791هـ ابن عاشور 1393هـ
العكبري 538هـ الفيروزآبادي 817هت الشنقيطي 1393هـ
ابن عطية 541هـ الفقيه يوسف 832هـ ابن عثيمين 1421هـ
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[26 Jan 2007, 05:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المعذرة المعلومات كانت في جدول!! لاأدري لماذا أصبح بهذه الطريقة؟؟
هل يمكن تعديله مرة أخرى على شكل جدول؟؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Jan 2007, 06:06 م]ـ
شكر الله لكم أختي الكريمة هذه القائمة المهمة للباحث، وللأسف أن الجداول غير متاحة في برامج المنتديات هذه، إلا على هيئة صورة مرفقة. ولذلك فالحل في إرفاق القائمة كملف مرفق على برنامج وورد مثلاً.
وليتكك تتكرمين علينا بالنظر في القائمة التي سبق طرحها في الموقع في المكتبة باسم (قائمة بوفيات المفسرين) ففيها عدد من المفسرين مع ذكر تاريخ الميلاد والوفاة. وقد استدركت الأخت الكريمة روضة عبدالكريم عدداً من الأسماء وبعثت بها إليَّ إلا أنه لم يسنح الوقت لتحديثها، فلو فعلتِ ذلك لأحسنتِ إلينا وفقك الله.
http://www.tafsir.org/tafsir/index.php?a=books&action=view&id=181
ـ[أبو العالية]ــــــــ[27 Jan 2007, 10:14 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
بالإمكان النظر في كتاب تراجم المفسرين الذي أصدرته مجلة الحكمة في ثلاث مجلدات ويلخص منها.
ففيه فائدة كبيرة.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[27 Jan 2007, 11:03 ص]ـ
لعلّ من أفضل كتب تراجم المفسرين قاطبة؛ إن لم يكن من أجودها شمولا كتاب:
(معجم المفسرين)؛ للأستاذ الباحث عادل نويهض،
وفيه فهرس كامل بوفيات المفسرين، القدامى والمعاصرين
وليت الأخت أضواء البيان تعود إلى هذا الكتاب الموسوعي الشامل
وتعيد ـ مشكورة ـ ترتيب الوفيات ألفبتثائيا؛ أو حسب وفياتهم
على السنين ...
وجزاها الله خيرا
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[27 Jan 2007, 06:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حاولت البحث عن موضوع الأخت روضة، فلم أجده!!
والتواريخ المذكورة مرتبة حسب الأقدم، لو اعتبرتها ثلاثة أعمدة، عموما أشكر للجميع مرورهم على الموضوع، والورقة كما أشرت سابقا أنه عمدة في مكتبتي الصغيرة.
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[27 Jan 2007, 06:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المعذرة وجدت الرابط في رد د. عبدالرحمن الشهري.
وهدف وريقتي تسهيل مهمة توثيق المعلومة من الكتب المؤلفة في تفسير القرآن ومعانيه، ومعرفة القائل والناقل، فبينها وبين قائمة المفسرين عموم وخصوص.
و جزاكم الله خيرا
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[28 Jan 2007, 07:21 م]ـ
لللأسف كتاب الأستاذ عادل نويهض قد نفد من الأسواق عندنا منذ فترة طويلة، وهو كتاب قيم في بابه كما ذكر الدكتور مروان، وأرجو ممن يحصل على نسخة جديدة أو مستعملة منه أن يراسلني في ذلك وله جزيل الشكر.
وياليت الإخوة في هذا الملتقى يذكرون الكتب القيمة في التخصص التي أصبحت نادرة الوجود في هذا الزمن حتى نسعى إلى إعادة طباعتها، لا سيما وأن المطابع تقذف في كل يوم بأعداد هائلة من المطبوعات لا تكاد تجد فيها ما يروي الغليل.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[28 Jan 2007, 07:38 م]ـ
أخي الحبيب الفاضل د. إبراهيم بن صالح الحميضي
(معجم المفسرين)؛ للأستاذ الباحث عادل نويهض
يمكن الحصول على نسخة مصورة منه عن طريق
دار عبادة، بدمشق
وصاحبها رجل فاضل متساهل قنوع ـ يخاف الله في أعماله ـ
وكما قلت سابقا:
لم يبق هناك كتاب نادر أو مفقود
لأن هذا الرجل يؤمن لمن يريد، أي كتاب مفقود
ويصوره بشكل أحسن من أصله
وجزاك الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[29 Jan 2007, 07:26 م]ـ
جزاك الله خيرا يا دكتور مروان وليتك تكتب لنا عنوان صاحب الدار ورقم هاتفه لنتمكن من الاتصال به.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[30 Jan 2007, 12:41 م]ـ
أهلا وسهلا بالحبيب الغالي د. إبراهيم بن صالح الحميضي
عنوانه:
مكتبة دار عبادة
الشيخ الفاضل أبو عبادة
محمد زكي رمضان يوسف
دمشق ـ ساحة الحجاز
هاتف (رقم المكتبة):
00963112216981
ناسوخ:
00963112246994(/)
آيات الوصية في سورة البقرة،
ـ[محب الطبري]ــــــــ[26 Jan 2007, 09:24 م]ـ
هل بحثت آيات الوصية في سورة البقرة، أرجو من الإخوة الدلالة على أفضل من تكلم عنها.(/)
استفسارعن عاقبة قوم ابراهيم عليه السلام
ـ[يسري خضر]ــــــــ[27 Jan 2007, 12:43 م]ـ
هل اشار القران الكريم او السنة النبوية الي عاقبة قوم ابراهيم عليه السلامبمثل ما اشار الي عاقبة قوم نوح وهود وصالح عليهم السلام افيدوني بارك الله فيكم
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[27 Jan 2007, 01:48 م]ـ
يمكنك مطالعة كتاب النظم الفني في قصة ابراهيم عليه السلام للشحات ابي ستيت فلعلك تجد فيه غناءا
ـ[يسري خضر]ــــــــ[20 Feb 2007, 09:26 ص]ـ
حياكم الله
ارجو ان تتكرم ببيان دار النشر وجزاك الله خيرا(/)
لوازم الدرس القرآني
ـ[محمد البويسفي]ــــــــ[28 Jan 2007, 08:57 م]ـ
لوازم الدرس القرآني
للدكتور الشاهد البوشيخي
هذه محاضرة للشيخ الشاهد البوشيخي القيت في كلية الاداب مكناس قمت بتفريغها و اقتطفت هذا الجزء منها و الباقي سينشر ان شاء الله لاحقا
فالشباب الباحث تلزمه أمور، يمكن أن نعتبرها لوازم الدرس القرآني لبناء العمران البشري ماذا يلزمه لفهم القرآن والعمل به؟ يلزمه:
-أولا: اللسان العربي «إنا أنزلناه بلسان عربي مبين» إذ لم يحكم هذا اللسان، فليحكم ما شاء من الألسنة ليكون نابغة في اللغة بالفرنسية أو الإنجليزية أو الصينية… لا يغني عنه ذلك شيء، وسيضل عالة على غيره ممن يحكم اللسان العربي، ونرى الآن مسلمين بمئات الملايين لا يعرفون اللسان العربي إنهم مسلمون بالواسطة –أي يفهمون الإسلام –نقل لكم من يعرف الإسلام بالعربية القرآن من بابه الواسع؟ كيف كانوا سيكونون إذا كانوا مسلمين حقا؟
فهذا اللسان شرط في الدخول إلى القرآن لا بد أن يحكم أمره من جهتين:
*جهة التبين وجهة البيان. أي أن يكون الشخص قادرا على تبيين المراد من الكلام العربي، لأن هذا القرآن قد درس –بضم الدال- دراسات: إذ قد اهتم به الفقهاء والمحدثون واللغويون… إذا لم تكن قادرا على يبين المراد من الكلام أولئك القوم، أو استخراجه عن مراده فسوف تبني على شيء خلاف ما ذهب إليه صاحبه.
لا بد أن تكون قادرا على تبين المراد من الكلام العربي، ويدخل في ذلك تبين المراد من هذا الكتاب. القرآن أنزل بلسان عربي، وما يحيط به مما يعينك على فهمه أيضا سواء من السنة التي هي البيان الأول بيان بالقول والفعل والتقرير، كل ذلك بيان المراد من هذا القرآن، ثم بعد ذلك نظرا لوجود علاقة بين القرآن والزما، لأن بتغير الأزمنة والأمكنة وأحوال الإنسان، فيحتاج إلى تنزيل جديد للنص، لا من حيث هو نص، لكن كيف يطبق في الواقع الجديد، فما جد في هذا الواقع يحتاج إلى تجديد النظر في التنزيل، لذلك فالله يدخر لكل يجل ما يدخر، دائما يوجد هذا التفاعل. مثال ذلك قوله تعالى «وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب» تعليق «ضع الله الذي أتقن كل شيء» هذه الآية كانت توجه باضطراد إلى الآخرة، ترى كيف يفهم هذا التعليق إذا كانت موجهة إلى الآخرة؟ أي صنع هذا نراه إذ ذلك، حين تنقلب الموازين، في تلك اللحظة، في لحظة التدمير، بل هي أمر آخر «القرعة ما القارعة وما أدراك ما القارعة يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش» الجبال تصبح كالعهن المنفوش، «ويسألونك عن الجبال فيقل ينسفها ربي نسفا» هذا الوضع ليس هو محل للصنع الآن.
القرآن لا يتحدث عن مسائل العلوم، ولكن بالنسبة للتعبير القرآني مدرجة مدمجة يتحدث حديث الذي يرى، الذي خلق «ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير» الذي يعلم السر وأخفي» فالأمر عادي فلذلك.
القدرة على التبين إذن ضرورية لتحصيل الاستيعاب وفهم القرآن، ومثل ذلك القدرة على البيان لتحصيل التواصل والإفادة. أنت الذي فهمت شيء ينبغي أن تفهمه لنا. أقول هذا الآن التفريط الآن شديد في هذه الأداة، وهو تفريط خطير، له أضرار كبيرة جدا على الفرد وعلى الأمة، ولا بد من بذل الجهد لا استدراك ما فات.
-ثانيا: الأداة العملية ونقصد بها أن هذا القرآن له مقال وحين تنزله في اللحظة الأولى كان له مقام، وهو سياق تاريخي، اجتماعي، كان له مقام باصطلاح علماء البلاغة، عندنا المقال هو القرآن، وهذا المقال له مقام وهو يتنزل وله تأثر، لابد لدارس القرآن الكريم أن يبذل جهدا في تعلم ما يلزم لتحليل المقال علوم الآلة، والعلوم الضرورية لفهم هذا المقال، كل ذلك ضروري تحصيله للدخول في القرآن، فإذن ما يسمى بعلوم القرآن وغيرها مما يحيط بذلك الظرف كأمر السيرة وأمر التاريخ، وأمر الإجتماع، كل ذلك يحتاج إليه الدارس للقرآن ليسهل، عليه فهم القرآن، لأنه يقلق بيئة التنزل، بظرف الخطاب، بمقام الخطاب، فهذا ضروري.
-ثالثا: الأداة المنهجية، إذا أحكمنا أمر اللسان وأمر المعلومات، هل يكفي ذلك؟ لا يكفي، لا بد ن نحكم أمر المنهج، وهو منهجان:
-المنهج النظري هو عبارة عن مبادئ عامة ينبغي أن نقرأها ونفهمها وندخلها في الحساب، مبادئ تساعدنا على كيفية البحث في القرآن الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
-المنهج العملي: هو عبارة عن ممارسة لتلك المبادئ النظرية ميدانيا أنك تدرس لفظا قرآنيا، مفهوما من المفاهيم أو قضية من القضايا، موضوعا من المواضيع أو فضة شيئا ما في القرآن الكريم، تدرس عملية، وتتدرب على تطبيق تلك الأمور النظرية تتدرب عليها شيئا فشيئا، وعادة ما يكون ذلك تحت إشراف، الأبوة والأمومة الموجودة في الأمور الطبيعية العادية، كذلك هي موجودة في مجال العلم، جيل يعطي لجيل، النابت الجديد يأخذ عن الذي بدأ يختفي يأخذ عنه التجربة ثم يواصل السير في تفاعل مع الواقع، فهذا يقتضي الإشراف إذا يقع فيه التدرب التدريجي على الرشد المنهجي حيث يصبح الباحث راشدا منهجيا.
لا يكفي الجانب النظري بل لا بد من الجانب العلمي، ولو افترضنا وحذفنا واحدا منهما لقلنا بحذف النظري.
والذي يحدث للأسف هو الاهتمام بالجانب النظري والتقصير في الجانب العملي مع أن الذي نحتاج إليه هو الجانب العملي، غير أنه لا بد من أمرين لأنه لا عمل بدون علم، لا بد أن يكون هناك أساس نظري ثم يتحول ويصدر عنه الجانب العملي، بحسب الهدف من الدرس القرآني يكون المنهج. ليس كل ما يحتاج إليه منهج واحد. لكل حادث حديث نحتاج إلى الهدى باستمرار، لو كانا واقفين لا تجنا فبحسب الهدف يكون المنهج، إذا كنت تريد السيطرة على مفهوم بعينه فهناك منهج الدراسة المصطلحية، إذا كنت تريد الدراسة على موضوع وليس على مفهوم، والفرق بين الموضوع والمفهوم: أن المفهوم يتكون عادة من لفظ، فلا مفهوم إلا بمصطلح، ولا مصطلح إلا لمفهوم. أما الموضوع فقد يتكون من مجموعة مصطلحات من نسق من المفاهيم، من مجموعة من المفاهيم ترتبط ببعضها بنوع من الارتباط. وأحيانا يتساوى المفهوم مع الموضوع حين تأتي، حين يكون المفهوم للفظ المركزي اللفظ الأب أو الأم، الذي هو الرأس، فكل ما سواه فروع له، تأتي تحته ألفاظ صغيرة، مصطلحات أخرى صغيرة تدخل ضمن نسقه العام، فإذا ذلك سواه الموضوع المفهوم بالنسبة إلى ذلك المصطلح في بعض الأحيان، إذا درست جزئية وأنت ترد أمرا كليا فتحتاج إلى دراسة عدة مفاهيم للسيطرة على الموضع، فهاهنا فضية أخرى، ويكون هذا البحث المفهومي أو المصطلحي أيضا الوسيلة، لكن لا بد من تجميع بتلك المفاهيم الصغير ونسقها في موضوع كبير لذلك ترون في بعض البحوث تسمى دراسة مصطلحية وتفسير موضوعي بناء على ذلك أحيانا.
لذلك أقول حسب الهدف لأن القرآن يدرس لأغراض شتى، لكن من المداخل الكبرى له في زماننا هذا الذي طغى علينا فيه عدنا نفكر إلا داخل ذلك الطوفان بمعنى علينا مفاهيم الغرب هجوما أغرقنا فما عدنا نفكر إلا داخل ذلك الطوفان بمعنى انصبغنا شئنا أم أبينا غلا من رحم الله فلكي يتحرر الشخص ويحرر الآخرين لا بد أن يمر من هذا الدرس المفهومي للقرآن الكريم لنخرج من عالم غير القرآن.
-رابعا: هو الأداة الخلقية ويمكن أن نسميها أداة التقوى لكي تستطيع أن تفهم المراد من القرآن وتندفع اتجاه العمل بالقرآن لابد أن تروض نفسك وفي الجهاد. أما الطاعة فلكي تفهم القرآن، لأنه لا يفضي بسره إلا للأنقياء «يا أيها الذين آمنوا إن إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا» يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتيكم كفلين من رحمته، ويجعل لكم نورا تقشون به «قل هو للذين آمنوا هدى ورحمة وشفاء» «والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى» فالذي ليس بينه وبين رب القرآن اتصال. لا يمكن أن يصله نور، ولذلك فلا بد من هذا الاتصال، ويتم عن طريق التقوى «إنما يتقبل الله من المتقين».
الأمر الثاني وهو داخل في هذا وهو أمر المجاهدة، فلا بد أن نستقيم على خلق القرآن ومن كان عكس ذلك فتشره بالخسران المبين. يقول تعالى والذين جاهدوا فين لنهد ينهم سبله وإن الله لمع المحسنين» فإذا أحسنوا في هذا الأمور الأربعة إن استجمعها الباحث في القرآن فإنها تفضي به بإذن الله تعالى إلى فهم القرآن، وستفتح له عوالم القرآن، وسيئا خذ منها بإذن الله ما شاء. [/ size](/)
موطن مشكل في ترجيح أبي حيان في قوله: (فزع عن قلوبهم)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[28 Jan 2007, 10:18 م]ـ
ترجيح أبي حيان في عود الضمير في قوله تعالى (فزع عن قلوبهم) من سياق قوله تعالى: (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآَخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21) قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (22) وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (23) سبأ
قال أبو حيان: (والظاهر أن الضمير في قوله: {قلوبهم} (آية: 23) عائد على ما عادت عليه الضمائر التي للغيبة في قوله: {لا يملكون} (آية:22)، وفي {ما لهم} (آية:22)، و {ما لهم منهم} (آية:22)، وهم الملائكة الذين دعوهم آلهة وشفعاء، ويكون التقدير: إلا لمن أذن له منهم).
ثم نقل نقولاً عن بعض المفسرين، ثم قال:
(وهذه الأقوال والتي قبلها لا تكاد تلائم ألفاظ القرآن، فالله أسأل أن يرزقنا فهم كتابه، وأقر بها عندي أن يكون الضمير في {قلوبهم} (آية:23) عائداً على من عاد عليه {اتبعوه} (آية:20) و {عليهم} (آية:21)، و {ممن هو منها في شك} (آية:21)، وتكون الجملة بعد ذلك اعتراضاً. وقوله: {قالوا}، أي الملائكة، لأولئك المتبعين الشاكين يسألونهم سؤال توبيخ: {ماذا قال ربكم}، على لسان من بعث إليكم بعد أن كشف الغطاء عن قلوبهم، فيقرون إذ ذاك أن الذي قاله، وجاءت به أنبياؤه، وهو الحق، لا الباطل الذي كنا فيه من اتباع إبليس. وشكنا في البعث ... )
وهذه الضمائر تعود إلى الكفار كما هو ظاهر، ويكون الضمير في (حتى إذا فزع عن قلوبهم) أي: عن قلوب الكفار، قالت الملائكة لهم: ماذا قال ربكم؟ ...
أما على ترجيحه الاول الذي بدأه بقوله: (والظاهر ... ) فإن الذين فزع عن قلوبهم هم الملائكة لا الكفار.
وعلى هذا يكون أبو حيان ـ رحمه الله ـ قد رجَّح في أول كلامه ما ردَّه في آخر كلامه، فهل هذا هو الواقع، أم ماذا؟
أرجو من الإخوة مدارسة هذا الموضع عند أبي حيان، وينظرون هل ما فهمته من كلامه ـ رحمه الله ـ صواب أو هو خطأ، ولكم من الله الجزاء الأوفى؟
تنبيه: ذكر أبو حيان في النهر الماد من البحر قول ابن عطية الأندلسي أن الضمير يعود إلى الملائكة، ولم يزد على ذلك، واقتصاره على هذا القول ـ في هذا المختصر ـ دون غيره نوع من الاختيار.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 Jan 2007, 11:39 م]ـ
استحسن السمين الحلبي ما اختاره شيخه في البحر، فقال في الدر المصون: (قوله: "حتى إذا" هذه غايةٌ لا بُدَّ لَها مِنْ مُغَيَّا. وفيه أوجهٌ، أحدُها: أنه قولُه: {فَ?تَّبَعُوهُ} [سبأ: 20] على أَنْ يكونَ الضميرُ في عليهم من قولِه: {صَدَّقَ عَلَيْهِمْ} [سبأ: 20] وفي "قلوبِهم" عائداً على جميع الكفار، ويكون التفزيعُ حالةَ مفارقةِ الحياةِ، أو يُجْعَلُ اتِّباعُهم إياه مُسْتصحِباً لهم إلى يوم القيامة مجازاً. والجملةُ مِنْ قوله: "قل ادْعُوا" إلى آخرها معترضةٌ بين الغايةِ والمُغَيَّا. ذكره الشيخ. وهو حسنٌ.)
وأما الألوسي فقد علق على اختيار أبي حيان بقوله: (ولا يخفى بعده، والوجه عندى ما ذكر أولاً.)
ولا يخفى أن ختيار أبي حيان الأخير لا يتفق ما ما ذكره في أول كلامه.
وقد يقال بأن ما ذكره أولاً هو الظاهر المتبادر إلى الذهن، وهذا الظاهر لم يرتضه أبو حيان؛ فاختار ما قرره في آخر كلامه.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[12 Sep 2007, 03:23 م]ـ
ويكون الضمير في (حتى إذا فزع عن قلوبهم) أي: عن قلوب الكفار، قالت الملائكة لهم: ماذا قال ربكم؟ ...
أما على ترجيحه الاول الذي بدأه بقوله: (والظاهر ... ) فإن الذين فزع عن قلوبهم هم الملائكة لا الكفار.
أليس معنى أو دلالة الأول أن الكفار قد كلمهم الله وسألتهم الملائكة عما قال لهم الله وهو ماينافى صريح القرآن" لايكلمهم الله .. "
اذا كان الثانى فمعناه أن الملائكة ذهبت تشفع وسبب الرد لهم فزع الى حين ,وهو أيضا ضعيف أيشفعون للكفار!
.وأمر آخر هل للملائكة قلوب؟
وربما كان الأصح أنه لا ذكر للملائكة فى الآيات ,بل " الذين زعمتم "كل المزعومين آلهة
والشفاعة فى الآية للشافع أم للمشفوع فيه.!! فلا آلهتهم المزعومة ممن أذن له أن يشفع ولاهم ممن أذن أن يشفع لهم ,فمن سأل؟ المشفوع لهم سألوا من ظنوهم شافعين فأجابوهم أن ما قال الله هو الحق وهو أنه لن يؤذن لنا وهو ما أبلغتم به فى الدنيا."وهو العلى الكبير "هو أعلى وأكبر من أن يكلمه أمثالنا وعليه فأيقنوا أن لاشفاعة لنا ولا لكم هذا اذا كانت الشفاعة فى الآخرة.
وقد تكون هذه الشفاعة فى الدنبا فى الرزق والملك والمظاهرة. و ربما كان السياق انها الأولى.فاذا شفع أحدهم إلهه المزعوم فى رزق ولم تنفع شفاعته فعندما ييقن بذلك يسأل نفسه أومن حوله "ماذا قال ربكم " ويعود الى الحق ولو مؤقتا مثل " واذا مسكم الضر فى البحر ضل من تدعون الا إياه "والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Oct 2007, 10:45 م]ـ
ترددُ أبي حيان في الاختيار في مرجع الضمير في قوله: (فُزِّعَ عن قلوبهم) ظاهرٌ كما تفضلتم، ولا غرابة أن يقع الترددُ من المفسِّرِ في مسألةٍ من المسائل، وهذه مسألةٌ جديرة بالبحث وهي (تردد المفسرين في الترجيح وأسبابه). وقد مرَّ بي كثير من المواضع التي يُصرِّحُ المفسرُ فيها بالتردد والمواضع التي يظهر فيها تردده وإن لم يصرح كما هنا، وأسباب التردد كثيرة، وبحثه في أسباب اختلاف المفسرين وكتبه، ولا أذكر أنه مر بي بحث مفصل لمواضع هذا التردد عند أهل التفسير.
وأما مرجع الضمير في قوله: (فُزِّعَ عن قلوبهم) فالذي يبدو – والله أعلم – أنه يعود على الشافعين والمشفوع لهم جميعاً، حيث إنه مفهوم الكلام، وسياق الآية يدل عليه ولا يرده، وفيه جمعٌ بين القولين التي قال بها المفسرون.
ولذلك قال الزمخشري: (فإن قلت: بما اتصل قوله: {حتى إِذَا فُزّعَ عَن قُلُوبِهِمْ} ولأي شيء وقعت حتى غاية؟
قلت: بما فُهم من هذا الكلام من أنّ ثم انتظاراً للإذن وتوقعاً وتمهلاً وفزعاً من الراجين للشفاعة والشفعاء، هل يؤذن لهم أو لا يؤذن؟ وأنه لا يطلق الإذن إلاّ بعد مليِّ من الزمان، وطول من التربص، ومثل هذه الحال دلّ عليه قوله عزّ وجلّ {رَبّ السموات والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا الرحمن لاَ يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً يَوْمَ يَقُومُ الروح والملائكة صَفّاً لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحمن وَقَالَ صَوَاباً} [النبأ: 37 - 38] كأنه قيل: يتربصون ويتوقفون كلياً فزعين وهلين، حتى إذا فزع عن قلوبهم، أي: كشف الفزع عن قلوب الشافعين والمشفوع لهم بكلمة يتكلم بها رب العزّة في إطلاق الإذن: تباشروا بذلك وسأل بعضهم بعضاً {مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُواْ} قال {الحق} أي القول الحق، وهو الإذن بالشفاعة لمن ارتضى).
وأما الإمام الطبري رحمه الله فقد رجح أن الضمير يعود على الملائكة لورود الخبر بذلك عن عدد من السلف، مع أنه نقل القول: إنهم المشركون وهم المشفوع لهم، عن عدد من المفسرين. غير أنه ختم الأقوال بقوله:
(وأولى الأقوال في ذلك بالصواب القول الذي ذكره الشعبي عن ابن مسعود – أي أنهم الملائكة- لصحة الخبر الذي ذكرناه عن ابن عباس عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بتأييده. وإذ كان ذلك كذلك، فمعنى الكلام: لا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له أن يشفع عنده، فإذا أذن الله لمن أذن له أن يشفع فزع لسماعه إذنه، حتى إذا فزِّع عن قلوبهم فجلِّيَ عنها، وكشف الفزع عنهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالت الملائكة: الحق، (وَهُوَ الْعَلِيُّ) على كل شيء (الْكَبِيرُ) الذي لا شيء دونه.
والعرب تستعمل "فزِّع" في معنيين فتقول للشجاع الذي به تنزل الأمور التي يفزع منها: هو مفزَّع، وتقول للجبان الذي يفزَع من كل شيء: إنه لمفزَّع، وكذلك تقول للرجل الذي يقضي له الناس في الأمور بالغلبة على من نازله فيها: هو مغلِّب، وإذا أريد به هذا المعنى كان غالبًا، وتقول للرجل أيضًا الذي هو مغلوب أبدًا: مغلَّب).
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[04 Oct 2007, 05:55 ص]ـ
للطاهر ابن عاشور في تفسيره (التحرير والتنوير) حديث طويل عن هذا المقطع من الآية، أنقله هنا كاملا:
" ....
وقوله: {حتى إذا فزع عن قلوبهم} {حتى} ابتدائية وهي تفيد ارتباط ما بعدها بما قبلها لا محالة فالضمائر التي في الجملة الواقعة بعد {حتى} عائدة على ما يصلح لها في الجُمل التي قبلها. وقد أفادت {حتى} الغاية بأصل وضعها وهي هنا غاية لما أفهمه قوله: {إلا لمن أذن له} من أن هنالك إذناً يصدر من جانب القدس يأذن الله به ناساً من الأخيار بأن يشفعوا كما جاء تفصيل بعض هذه الشفاعة في الأحاديث الصحيحة وأن الذين يرجون أن يشفع فيهم ينتظرون ممن هو أهل لأن يشفع وهم في فزع من الإِشفاق أن لا يؤذن بالشفاعة فيهم، فإذا أذن الله لمن شاء أن يشفع زال الفزع عن قلوبهم واستبشروا إذ أنه فزع عن قلوب الذين قبلت الشفاعة فيهم، أي وأيس المحرومون من قبول الشفاعة فيهم. وهذا من الحذف المسمى بالاكتفاء اكتفاء بذكر الشيء عن ذكر نظيره أو ضده، وحسنه هنا أنه اقتصار على ما يسرّ المؤمنين الذين لم يتخذوا من دون الله أولياء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد طويت جمل مِن وراء {حتى}، والتقدير: إلا لمن أذن له ويومئذٍ يبقى الناس مرتقبين الإِذن لمن يشفع، فَزعين من أن لا يؤذن لأحد زمناً ينتهي بوقت زوال الفزع عن قلوبهم حينَ يؤذن للشافعين بأن يشفعوا، وهو إيجاز حذف.
{قُلِ ?دْعُواْ ?لَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِّن دُونِ ?للَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي ?لسَّمَ?وَ?تِ وَلاَ فِي ?لأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِّن ظَهِيرٍ} * {وَلاَ تَنفَعُ ?لشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى? إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُواْ ?لْحَقَّ وَهُوَ ?لْعَلِيُّ ?لْكَبِيرُ}
و {إذا} ظرف للمستقبل وهو مضاف إلى جملة {فزع عن قلوبهم} ومتعلق بـ {قالوا}.
و {فزع} قرأه الجمهور بضم الفاء وكسر الزاي مشددة، وهو مضاعف فزع. والتضعيف فيه للإِزالة مثل: قشّر العود، ومَرَّض المريض إذا باشر علاجَه، وبُني للمجهول لتعظيم ذلك التفزيع بأنه صادر من جانب عظيم، ففيه جانب الآذن فيه، وجانب المبلغ له وهو الملك.
والتفزيع يحصل لهم بانكشاف إجمالي يلهمونه فيعلمون بأن الله أذن بالشفاعة ثم يتطلبون التفصيل بقولهم: {ماذا قال ربكم} ليعلموا من أُذِن له ممن لم يؤذن له، وهذا كما يكَرِّر النظَرَ ويُعَاوِد المطالعَةَ مَن ينتظر القبول، أو هم يتساءلون عن ذلك من شدة الخَشية فإنهم إذا فُزِّع عن قلوبهم تساءلوا لمزيد التحقق بما استبشروا به فيجابون أنه قال الحق.
فضمير {قالوا ماذا قال ربكم} عائد على بعض مدلول قوله: {لمن أذن له}. وهم الذين أذن للشفعاء بقبول شفاعتهم منهم وهم يوجهون هذا الاستفهام إلى الملائكة الحافّين، وضمير {قالوا الحق} عائد إلى المسؤولين وهم الملائكة.
ويظهر أن كلمة {الحق} وقعت حكاية لمقول الله بوصف يجمع متنوع أقوال الله تعالى حينئذٍ من قبول شفاعة في بعض المشفوع فيهم ومن حرمان لغيرهم كما يقال: ماذا قال القاضي للخصم؟ فيقال: قال الفصلَ. فهذا حكاية لمقول الله بالمعنى.
وانتصاب {الحق} على أنه مفعول {قالوا} يتضمن معنى الكلام، أي قال الكلام الحق، كقوله:
وقصيدةٍ تأتي الملوك غريبة قد قلتُها ليقال من ذا قالها
هذا هو المعنى الذي يقتضيه نظم الآية ويلتئم مع معانيها. وقد ذهبت في تفسيرها أقوال كثير من المفسرين طرائق قدداً، وتفرقوا بَدَداً بَدَداً.
و (ذا) من قوله: {ماذا} إشارة عوملت معاملة الموصول لأن أصل: {ماذا قال}: ما هذا الذي قال، فلما كثر استعمالها بدون ذِكر اسم الموصول قِيل إن (ذا) بعد الاستفهام تصير اسم موصول، وقد يذكر الموصول بعدها كقوله تعالى:
{من ذا الذي يشفع عنده}
[البقرة: 255].
وقرأ ابن عامر ويعقوب {فزع} بفتح الفاء وفتح الزاي مشددة بصيغة البناء للفاعل، أي فَزّع الله عن قلوبهم.
وقد ورد في أحاديث الشفاعة عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري " أن الله يقول لآدم: «أخرج بعث النار من ذريتك» "، وفي حديث أنس في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل المحشر كلهم " ليدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار " وفيه أن الأنبياء أبوا أن يشفعوا وأن أهل المحشر أتوا محمداً صلى الله عليه وسلم وأنه استأذن ربه في ذلك فقال له: «سل تُعْطَ واشفع تُشَفّع»، وفي حديث أبي سعيد «أن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع لعمه أبي طالب فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه تغلي منه أم دماغه».
وجملة {وهو العلي الكبير} تتمة جواب المجيبين، عطفوا تعظيم الله بذكر صفتين من صفات جلاله، وهما صفة {العلي} وصفة {الكبير}.
{قُلِ ?دْعُواْ ?لَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِّن دُونِ ?للَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي ?لسَّمَ?وَ?تِ وَلاَ فِي ?لأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِّن ظَهِيرٍ} * {وَلاَ تَنفَعُ ?لشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى? إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُواْ ?لْحَقَّ وَهُوَ ?لْعَلِيُّ ?لْكَبِيرُ}
والعلو: علوّ الشأن الشامل لمنتهى الكمال في العلم.
والكبر: العظمة المعنوية، وهي منتهى القدرة والعدل والحكمة، وتخصيص هاتين الصفتين لمناسبة مقام الجواب، أي قد قضى بالحق لكل أحد بما يستحقه فإنه لا يخفى عليه حال أحد ولا يعوقه عن إيصاله إلى حقه عائق ولا يجوز دونه حائل. وتقدم ذكر هاتين الصفتين في قوله: {وأن الله هو العلي الكبير} في سورة الحج (62).
واعلم أنه قد ورد في صفة تلقّي الملائكة الوحي أن من يتلقى من الملائكة الوحي يسأل الذي يبلغه إليه بمثل هذا الكلام كما في حديث أبي هريرة في صحيح البخاري وغيره: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خُضْعَاناً لقوله كأنه سلسلة على صفوان فإذا فُزّع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا للذي قال الحقّ وهو العلي الكبير " ا هـ. فمعنى قوله في الحديث: قضَى صدَر منه أمر التكوين الذي تتولى الملائكة تنفيذه، وقوله في الحديث: " في السماء " يتعلق بـ «قضى» بمعنى أوصل قضاءه إلى السماء حيث مقرّ الملائكة، وقوله: «خُضْعَاناً لقوله» أي خوفاً وخشية، وقوله: {فزع عن قلوبهم} أي أزيل الخوف عن نفوسهم.
وفي حديث ابن عباس عند الترمذي " «إذا قضى ربنا أمراً سبح له حملة العرش، ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» قال: «ثم أهل كل سماء» " الحديث. وذلك لا يقتضي أنه المراد في آية سورة سبأ وإنما هذه صفة تلقي الملائكة أمر الله في الدنيا والآخرة فكانت أقوالهم على سنة واحدة.
وليس تخريج البخاري والترمذي هذا الحديث في الكلام على تفسير سورة سبأ مراداً به أنه وارد في ذلك، وإنما يريد أن من صور معناه ما ذكر في سورة سبأ.
وهذا يغنيك عن الالتجاء إلى تكلفات تعسّفوها في تفسير هذه الآية وتعَلّقها بما قبلها.
... "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[04 Oct 2007, 01:04 م]ـ
ويكون الضمير في (حتى إذا فزع عن قلوبهم) أي: عن قلوب الكفار، قالت الملائكة لهم: ماذا قال ربكم؟ ...
أما على ترجيحه الاول الذي بدأه بقوله: (والظاهر ... ) فإن الذين فزع عن قلوبهم هم الملائكة لا الكفار.
أليس معنى أو دلالة الأول أن الكفار قد كلمهم الله وسألتهم الملائكة عما قال لهم الله وهو ماينافى صريح القرآن" لايكلمهم الله .. "
ا
فائدة:
قال الشيخ الشنقيطي رحمة الله عليه في إجابته على هذا الإشكال: وهو توهم تعارض (ولا يكلمهم الله) مع صريح القرآن الوارد بكلام الله إياهم مثل (قال رب ارجعون ومثل (ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون * قال اخسئوا فيها ولا تكلمون) وغير هذه الآيات .. :
)
والحق أن الكلام الذي نفى الله أن يكلمهم به هو الكلام الذي فيه خير وأما التوبيخ والتقريع والإهانة فكلام الله لهم به من جنس عذابه لهم, ولم يُقصَد بالنفي في قوله (ولا يكلمهم) انتهى
دفع إيهام الاضطراب
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[04 Oct 2007, 11:32 م]ـ
بارك الله فيك ورحم الله الشيخ رحمة واسعة.
ويبقي سؤلا مطروحا للجميع: لما لايكون الكلام في الدنيا وليس في الآخرة؟ والسياق في الرزق وملك ذرات السموات والأرض ومظاهرة علي أسباب الدنيا.(/)
أين الفكر؟
ـ[الحضار]ــــــــ[29 Jan 2007, 01:28 ص]ـ
عند قراءة القرآن تجد أنه يذكر التعقل والعقل في القلب، بينا أن المتبادر لنا أن التعقل يكون بالرأس (أو الدماغ)
والسؤال إذا لم يكن التعقل محله الرأس بل القلب، فأين محل الفكر؟ وهل الفكر هو العقل أم لا؟
ما الفرق بينهما؟
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[01 Feb 2007, 12:00 ص]ـ
أخي الكريم السلام عليكم
بالنسبة لسؤالك لماذا ينسب القرآن التعقل للقلب ولا ينسبه للعقل مثلاً أو للدماغ ... هو سؤال مهم وجوابه كما يبدو لي ما يلي والله أعلم:
لأن المراد من الفكر في الإسلام ليس هو القناعة العقلية المجردة وإنما التفاعل شعورياً وقلبياً مع هذه القناعة، حتى لا تبقى مجرد تصور عقلي ليس له صلة بالإرادة ..
إن الإسلام يريد لأفراده أن تكون قناعتاتهم العقلية متحولة إلى انفعالات قلبية لأن هذا هو الطريق الوحيد لترجمتها بعد ذلك سلوكياً وعملياً ولذلك فالإسلام لا يعد العقل عقلاً إلا إذا انتقل إلى مستوى التطبيق العملي .. أو الانفعالي
ولذلك انظر: من رأى منكم منكراً فليغيره بيدة فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ...
ولذلك تجد القرآن الكريم يشفع أدلته العقلية دائماً بترغيب أو ترهيب لأن هذا هو الكفيل بتحويل القناعة التصورية المجردة إلى انفعال ومن ثم سلوك ... هناك كثير من الفلاسفة يؤمنون بالله عز وجل نظرياً ولديهم الأدلة العقلية الكثيرة على وجوده مثلاً ولكن لم ينتقلوا بهذه القناعة العقلية إلى قلوبهم لتتحول إلى معتقد وإيمان لأن الإيمان محله القلب وليس العقل لأنه انفعال وليس فكرة مجردة ...
ولذلك قال تعالى:
// أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها // 46 الحج د
إن عقلانية القلب هي الكمال الذي يتوخاه دين الله عز وجل في العباد ويريد أن يسمو بهم إليها ... والله أعلم
ـ[الحضار]ــــــــ[03 Feb 2007, 02:26 ص]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتاوي (9/ 286):
"والمقصود ها أن اسم العقل عند المسلمين وجمهور العقلاء إنما هو صفة وهو الذي يسمى عرضا قائما بالعاقل وعلى هذا دل القرآن في قوله تعالى: {لعلكم تعقلون} ... "
وقال أيضا (9/ 271):
"العقل في كتاب الله وسنة رسوله وكلام الصحابة والتابعين وسائر أئمة المسلمين هو أمر يقوم بالعاقل سواءً سمي عرضا أو صفة، ليس هو عينا قائمة بنفسها ... "
وقال أيضا في (9/ 303):
"وأما قوله أين مسكن العقل فيه؟
فالعقل قائم بنفس الإنسان التي تعقل، وأما من البدن فهو متعلق بقلبه ... . "
ثم قال: " لكن لفظ القلب:
1 - قد يراد به المضغة الصنوبرية الشكل التي في الجانب الأيسر من البدن التي جوفها علقة سوداء كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد).
2 - وقد يراد بالقلب باطن الأنسان مطلقا ... وعلى هذا فإذا أريد بالقلب هذا فالعقل متعلق بدماغه أيضا، ولهذا قيل إن العقل في الدماغ.
كما يقوله كثير من الأطباء ونقل ذلك عن الأمام أحمد، ويقول طائفة من أصحابه: أن أصل العقل في القلب، فإذا كمل انتهى إلى الدماغ ".
أما الأخ أحمد الطعان فأشكرك على ما تفضلت به، ولكن أخي لم تجبني عن صميم السؤال:
أين محل الفكر؟
هل الفكر هو العقل أم لا؟
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[03 Feb 2007, 07:54 م]ـ
كما يبدو لي والله أعلم: أن الفكر هو العقل والعقل هو الفكر، هما مسميان لمَلَكةٍ واحدة.
ـ[الحضار]ــــــــ[04 Feb 2007, 05:26 ص]ـ
حتى لو افترضنا أنهما مسميان لملكة واحدة
لابد بينهما افتراق،إلا إذا كنت ترى أن العقل هو الفكر من كل وجه، وإذا جاز هذا في اللغة فإنه غير جائز بالقرآن
لذا لابد من وجود فرق بيّن.
هذا الفرق هو ما سألت عنه، وبعبارة أخرى ما حد العقل والفكر؟
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[04 Feb 2007, 07:33 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يوجد عندي علم حول هذه المسألة
و لكن عندي مداخلة
المجنون - له عقل و له فكر خاص به
فهو يفكر و يعقل الأمور بصورة مغايرة عن الأشخاص الطبيعيين
و في بعض الأحيان يكون تفكيره صحيح - أي يوافق الأشخاص الطبيعيين
موضوع شيق - بارك الله فيك
/////////////////////////////////////////////////
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[04 Feb 2007, 11:07 م]ـ
العقل هو الملكة والفكر هو تجلياتها ... أو لعلهما وجهان لملكة واحدة ... والله أعلم.
ـ[الحضار]ــــــــ[12 Feb 2007, 08:11 ص]ـ
أخي الطعان العقل صفة تقوم بالنفس ليس هو ملكة كملكة الالبصر وغيرها
بمعنى أنه شيء معنوي وليس حسي.
ولعله يكون فعل القلب.
ولكن الفكر أو التفكر في ظني أنه عمل الدماغ.
بمعنى أن
العقل هو فعل القلب (الفؤاد) وهو صفة تقوم بالنفس.
الفكر هو فعل الدماغ (الذهن) وهو صفة تقوم بالرأس.
هذا الكلام من بنيات أفكاري واجتهادي.
فما هو رأي الأخوة الكرام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[17 Feb 2007, 12:33 م]ـ
لتوضيح المسألة بشكل يزيل التشتيت في الموضوع اضرب لك مثال:
قيل لشخصين بعد اجتيازهما امتحان خاص بالقدرة العقلية والبدنية لعمل ما ولهما رغبة في ذلك العمل: ان شرط قبولكما للعمل ان تلبسا بهيئة معينة واخبر كليهما بتلك الهيئة. واعطيا ثيابا خاصة بالعمل.ولم يكن بالثياب او الهيئة اعتراضا عند احدهم لاي سبب. وعند قدومهما الى العمل كانا كالاتي:
اما الاول فانه لبس الثياب وجاء بتلك الهيئة.
واما الاخر فانه لم يلبس الثياب ولم يأتي بتلك الهيئة.
هنا الاثنين قد اجتازا فحصا يبين قدرته العقلية وكليهما يرغب بالعمل اما الاول فهو عاقل. واما الاخر فليس كذلك.
لان الدماغ هو للفهم اما التصرف فان الانسان يختار ما يشاء. فاذا فسد عمل الدماغ فسد فسد الاختيار لفساد الاول الذي هو مناط التفكير.
قال تعالى:
"وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ" [الأحقاف/26] ,"وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ" [النمل/14] "فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ" [الأنبياء/64 - 67] " أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ " [البقرة/44]
وكذا كل ايات القران تبين ان سبب عدم العقل هو مخالفة المفهوم الذي عرفوا انه حق بجوارحهم من سمع وبصر وأفئدة ثم خالفوها بأهوائهم. فكانت افعالهم مخالفة لما توجب عليهم اتباعه.
لذلك:كان اختيار الانسان بعد الفهم هو ما يحاسب عليه.
ومثل ذلك قوله تعالى:"وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ" [الأعراف/179]
ـ[الحضار]ــــــــ[18 Feb 2007, 02:39 م]ـ
الأخ مجدي أبو عيشة
قلت: " فاذا فسد عمل الدماغ فسد الاختيار لفساد الاول الذي هو مناط التفكير ".
هذا يعني أن التفكير متعلق بالدماغ أو الذهن وهو موافق لما ذكرت
أحسنت في لفتتك عند قولك: " لذلك:كان اختيار الانسان بعد الفهم هو ما يحاسب عليه ".
وهذا الاختيار متعلق بالقلب وليس الدماغ أو الذهن، وهذا كلام نفيس من الأخ مجدي فقد كتبته في أسطر وهو اختصره بشكل جميل جدا.
وفقك الله أخي(/)
سؤال عن اصحاب الكهف
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[29 Jan 2007, 05:12 م]ـ
سمعت من الشيخ أبي إسحاق الحويني حديثا أو قولا غريبا على لم اسمعه من أحد ولم اقراءه في كتاب يقول الشيخ فيه أن أصحاب الكهف والرقيم هم الثلاثة الذين أواهم المبيت إلى مغارة وقد راجعت تفسير العلامة ابن كثير وأنا أعلم أنه في تفسيره قد جمع بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي بالإضافة إلى انه كان عليه رحمة الله في الحديث عالما شهد له الجميع بذلك فمن أين أتى أبو إسحاق بهذا الرأي أرجو المساعدة
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[29 Jan 2007, 06:18 م]ـ
أخي الكريم أبوأحمدعبدالمقصود
قال الشيخ الشنقيطي في تفسير قول الله تعالى:
(أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) الكهف/9:
والظاهر أن أصحاب الكهف والرقيم: طائفة واحدة أضيفت إلى شيئين أحدهما معطوف على الآخر
خلافا لمن قال: إن أصحاب الكهف طائفة وأصحاب الرقيم طائفة أخرى،
وأن الله قص على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم هذه السورة الكريمة
" قصة أصحاب الكهف " ولم يذكر له شيئا عن أصحاب الرقيم وخلافا لمن زعم
أن أصحاب الكهف هم الثلاثة الذين سقطت عنهم صخرة فسدت عليهم باب الكهف
الذي هم فيه فدعوا الله بأعمالهم الصالحة وهم:
البار بوالديه والعفيف والمستأجر، وقصتهم مشهورة ثابتة في الصحيح إلا أن تفسير الآية
بأنهم هم المراد بعيد كما ترى، واعلم أن قصة أصحاب الكهف وأسماءهم وفي أي محل
من الأرض كانوا كل ذلك لم يثبت فيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم شئ زائد على ما
في القرآن وللمفسرين في ذلك أخبار كثير إسرائيلية أعرضنا عن ذكرها لعدم الثقة بها.
" أضواء البيان " (4/ 22)(/)
دعوة للمشاركة في إدخال ومراجعة كتب الدراسات القرآنية في برنامج المكتبة الشاملة
ـ[اسم المستخدم]ــــــــ[29 Jan 2007, 06:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أظن كثيرا منكم اطلع على برنامج الموسوعة الشاملة، والذي قام به بعض الإخوة لنا ...
والذ يتميز كما تعلمون بكونه يسمح بإضافة الكتب ...
وحيث إنه عمل خيري مجاني ..
يقوم على جهود المحتسبين ..
وقد بذل إخواننا في ملتقى أهل الحديث الكثير ..
رغم قلة عدد العاملين، وانشغالهم ..
خطرت في بالي خاطرة ..
لكي نشارك في الأجر ..
ونساعد في تطوير العمل ..
ويبقى هذا الجهد صدقة جارية لمن شارك فيه ..
لم لا يتكفل أعضاء ملتقى أهل التفسير بالاهتمام بالكتب التفسيرية وكتب علوم القرآن، وذلك على عدة محاور ..
(بعد الاطلاع على ما أنجزه الإخوة هناك يخبرون بأن كتب التفسير سيشارك فيها أعضاء الملتقى)
1 - فما كان من الكتب غير موافق للمطبوع، فإنه يدقق نصيا ويوافق للمطبوع ..
2 - ويتعاون الإخوة في كتابة ما ليس مكتوبا من الكتب المهمة في التفسير أو علوم القرآن، مع موافقته للمطبوع ..
ويكون ذلك بصيغة الكتب الالكترونية المعتمدة في الشاملة ..
وإن رغبتم في التشكيل فلا بد ويمكن استخدام البرامج الموجوده لديهم هناك كالأخ الألفي أو الطيماوي ...
هذه هي الفكرة ...
والرأي لكم.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[29 Jan 2007, 09:53 م]ـ
اقتراح رائع وفقك الله , ولعل الأخوة بدون استعدادهم لهذا العمل المثمر فيقدموا خدمة رائعة لأهل التفسير , وسأقوم بتثبيت الموضوع , ولعلك تتابع الفكرة حتى تتبلور وتوضع الخطة اللازم للبدء الجاد , وفقك الباري.
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[30 Jan 2007, 05:38 م]ـ
اقتراح رائع وأعتقد أن هذه الفكرة تراود الكثيرين
من طلاب الدراسات العليا، وكان بعض الإخوة قد اقترح
على أساتذة الدراسات العليا أن يكلف الطلاب ببعض هذه
الكتب من حيث المراجعة والتدقيق، بدل من أن تهدر الجهود
في بحوث في الغالب أن يكون نفعها قاصر على هذا الطالب
ومن ثم ترمى ولا يدرى عنها، لكن يبدو أن الأمر لم يكن مستساغا
عند البعض، ولعله يرى النور من خلال هذا الملتقى المبارك،
وأنا على أتم الاستعداد لمثل هذه المشاريع،
أسأل الله أن يكتب لك الأجر أخي اسم المستخدم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Jan 2007, 06:59 م]ـ
كنت ناقشت في هذا الموضوع المبرمج الأخ حسام، لكن لم أجد صدى لهذا حينها، ولعل في دعوة أخي الكريم ما يبعثها مرة أخرى، وهو جهد عظيم انتفعنا به كثيراً جزى الله من شارك فيه خير الجزاء.
ـ[اسم المستخدم]ــــــــ[31 Jan 2007, 12:54 م]ـ
أهلا بكم إخوتي جميعا ...
أشكر لكم تجاوبكم .. وتكرمكم بالرد ....
أخي د. أحمد البريدي ..
جزيت خيرا على تثبيتك للموضوع ..
ونحن ننتظر بقية الإخوة ..
أخي أحمد الفالح ..
وإياك أخي الغالي ..
وكلامك صحيح، ونشكو كثيرا من التعلق بالقديم دون تمييز ..
أشكر لك سرعة تجاوبك ...
أخي د. عبد الرحمن الشهري ..
بارك الله فيكم ..
ونفع بكم وبما تبذلون من جهود ....
ولا نزال ننتظر آراء بقية الإخوة ..
وإن أردتم المشاركة ..
فكل بما يستطيع، من كتابة، أو تصحيح ومراجعة، أو مطابقة للمكتوب بالمطبوع، أو توجيه وإرشاد، أو إدارة الإخوة والتنسيق بينهم ..
نسأل الله أن يبارك فيكم وفي علمكم وعملكم ..
ـ[أبو المنذر]ــــــــ[01 Feb 2007, 07:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا ـ وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم
[فما كان من الكتب غير موافق للمطبوع، فإنه يدقق نصيا ويوافق للمطبوع .. فهل المطلوب تنزيل الكتب الموجوده في
الشاملة ومقارنتها بالمطبوع ثم نقوم بتصحيح الأخطاء!
2 - ويتعاون الإخوة في كتابة ما ليس مكتوبا من الكتب المهمة في التفسير أو علوم القرآن، مع موافقته للمطبوع .. " كيف يتسنى لنا التعاون على عمل واحد فلابد من منسق لهذا التعاون الا اذا كان المقصود بالتعاون أن كل شخص يقوم بتنزيل
كتاب ما من الكتب المطلوبة.
ارجوا المعذرة هذا ما فهمته
وبارك الله فيكم ,
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[02 Feb 2007, 07:49 ص]ـ
نعم الرأي. حيث ان منفعته عظيمة. وهذا العمل - والله اعلم - هو الصدقة الجارية. وخيرها جارٍ الى يوم القيامة(/)
أسباب المغفرة في كتاب الله الكريم
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[29 Jan 2007, 09:01 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد عبد الله ومجتباه وعلى آله وصحابته ومن استن بسنته وهداه
وبعد:
فقد استوقفتني أثناء تجوالي بين أفياء هذا الملتقى الزاهر العاطر, عبارة نقلها شيخنا الماجد /مساعد الطيار عن ابن مسعود رضي الله عنه وهي: (من اراد العلم فليثور القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين) ..
وخطر ببالي موضوع كم تمنيت أن أجد سبيلاً للتبع مظانه في كتاب الله وجمعها وترتيبها, وهو موضوع أسباب المغفرة في القرآن, سواءاً ما كان منها صريحاً كقول الله تعالى (يأيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم) ومثل هذا كثير.
أو ما كان من تلك الأسباب غير ظاهر كظهور الأول ومنه قول الله تعالى (فإن فاؤوا فإن الله غفور رحيم) وقوله تعالى (فإن انتهو فإن الله غفور رحيم).
وكلا النوعين كثير جدا في القرآن وحبذا لو أرشد المشايخ الفضلاءإلى قيمة مثل هذاالجمع وجدواه, وما خفي علي أيضا من مواضعه وأنواعه ,وأجزم أنه كثير جداً, والله ولي المؤمنين, جعلنا الله منهم ..
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[29 Jan 2007, 10:04 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
لعل قول الله تعالى " ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم " فيه أن الصبر أو حسن الأدب من أسباب المغفرة ..
والله أعلم
ـ[أحمد الطريقي]ــــــــ[07 Apr 2007, 05:11 م]ـ
يظهر ان الموضوع من السعه ان يحاط به وان تم لملمة بعض جوانبه لان حديث القران عن المغفرة واسبابها منتشر عام فيه اذ ترك النهي سبب وفعل الطلب سبب وتصديق الخبر سبب بل وتدبر اولئك سبب وهو كتاب لا ينتهي منه العجب(/)
شبهات القرآنيين و الرد عليها - للشيوخ المهتمين
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[30 Jan 2007, 12:53 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يخفيكم يا شيوخي الكرام بطائفة تصول و تجول هذه الايام في المنتديات الإسلامية
للقضاء على السنة النبوية
فهؤلاء يطلق عليهم القرآنيين
و يزعمون بأن كل شيء غير القرآن الكريم يعتبر من الشيطان " و العياذ بالله "
تحاورت مع العديد منهم و لاحظت بأن هناك فروقات بينهم
فمنهم من يأخذ ببعض السنة النبوية - حسب مزاجه!!!؟؟
و منهم من يأخذ بما يوافق القرآن الكريم - حسب فهمه
و منهم من يرد السنة النبوية إذا عارضت عقله أو فهمه
و منهم من يرد السنة النبوية إن لم يكن لها ذكرا في القرآن الكريم
كـ السواك - إطلاق اللحى - النوافل - ...... الخ من أفعال أو أقوال أو إقرارات النبي عليه الصلاة و السلام
التي لم يذكرها القرآن الكريم
و منهم من يرد كل السنة بحجة أنها من الشيطان - و العياذ بالله
الشاهد
أن لهؤلاء
شبهات كثيرة
رددنا على بعضها و البعض الآخر يحتاج إلي مشايخ
كمشايخنا المتواجدين في هذا المنتدى - أطال الله في أعمارهم و جزاهم عنا خير الجزاء
فقبل أن أنقل هذه الشبهات لهذا المنتدى
أريد أن آخذ رأيكم و رأي المشرفين و موافقتكم و موافقة المشرفين على هذا العمل
بإنتظار الرد منكم
/////////////////////////////////////////////////
ـ[الجندى]ــــــــ[30 Jan 2007, 01:29 م]ـ
قد خصص اخواننا فى منتدى التوحيد قسم لمناقشة هذه الفئة، بعد ان لوحظ محاولة انتشارهم وترويجهم لما يعتقدون وعدم وجود منتديات تهتم بالرد عليهم، وبفضل الله استطاع الاخوة جمع ما يكفى المسلم للرد على شبهات هذه الفئة من مختلف المواقع ومن مساهمات طلاب العلم، وتجد فى القسم كتب ومقالات ومناظرات مع منكرى السنة بمختلف درجاتهم
رابط القسم
http://www.eltwhed.com/vb/forumdisplay.php?f=30
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[31 Jan 2007, 08:43 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بالأخ الحبيب " الجندي "
كيف الحال
معاك أخوك " الهاوي "
أنا يا أخي في موضوعي هذا أتكلم عن موقع " اهل القرآن " الذي يديره أحمد صبحي منصور
جزاك الله خيرا على هذا الرابط
و إن شاء الله سأطلع على ما فيه
و لقد سجلت في منتداكم الرائع " التوحيد "
بس أحتاج لمساعدتك لتفعيل إشتراكي بسرعة:)
لقد سجلت بهذا الإسم " الإسلام ديني "
/////////////////////////////////////////////////
ـ[الجندى]ــــــــ[31 Jan 2007, 04:26 م]ـ
حياك الله أخى الهاوى
أنا يا أخي في موضوعي هذا أتكلم عن موقع " اهل القرآن " الذي يديره أحمد صبحي منصور
هناك ردود عدة على صبحى منصور وصاحبه محمد شحرور وقد سبق دعوة الأول للحوار واعتذر للانشغال، ومن امثلة المواضيع التى ترد عليه:
- أحمد صبحي منصور يسب النبي صلى الله عليه و سلم من أجل الكلاب ( http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3722)
- نقض أصول منكرى السنة ... (رد كذب وتدليس وجهل أحمد صبحى منصور) ( http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4090)
- هكذا صنع اليهود أحمد صبحي منصور!! ( http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3729)
- صبحي منصور و نظرية المؤامرة ( http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3804)
- لِكُلّ مُسَيْلِمَةٍ سَجَاحٌ: كلمة عن أحمد صبحي منصور ( http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4164)
- قاصمة الظهر وواصمة الدهر! (مع كتاب "القرآن وكفى" لأحمد صبحى منصور) ( http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3631)
- صبحي منصور ينكر السنة القولية و الفعلية ( http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3746)
- أحمد صبحي منصور ( http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3681)
ويمكنك الرجوع للقسم للاطلاع على المزيد من المقالات حوله.
اما بخصوص موقعه أو منتداه لا أدرى ايهما هو، فيمكنك وضع روابط ردودنا عليهم بدلا من مناقشتهم.
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[01 Feb 2007, 11:02 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا يا أخي الحبيب على هذه الروابط و التي سأستفيد منها بإذن الله تعالى
لقد إطلعت عليها سريعا و بعجالة
للأسف ليس فيها ردود على كل الشبهات
أخي الكريم
سأضع لهم هذه الروابط - إن تمكنت - بإذن الله تعالى
المشكلة يا أخي الحبيب
أن هناك كتاب كثر غيره يكتبون شبهاتهم " شبهات جديدة "
/////////////////////////////////////////////////
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[06 Feb 2007, 08:22 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم " الجندي "
إلي الآن لم يفعل معرفي لمنتدى التوحيد!!؟؟
/////////////////////////////////////////////////
ـ[الجندى]ــــــــ[06 Feb 2007, 02:04 م]ـ
بل تم تفعيل اسمك يا أخى جرب المشاركة الآن(/)
التحذير من كتاب الهداية والعرفان في تفسير القرآن بالقرآن
ـ[يسري خضر]ــــــــ[30 Jan 2007, 01:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت حوارا ممتعا ومفيدا في مجلة الإسلام اليوم --- العدد --- 27 مع الأستاذ الدكتور: فهد الرومي حفظه الله وبارك فيه - ---- أشار فيه إلي الكتب ذات القيمة العلمية التي في مكتبته وذكر منها تفسير الطبري ---- الطبعة الأولي
ثم ذكر كتاب الهداية والعرفان في تفسير القرآن بالقر آن 0وبين انه لا يوجد منه إلا نسخة أونسختان في دار الكتب 0 وقد صور غلاف الكتاب علي صفحة من صفحات الحوار
وتجدر الإشارة إلي أن كتاب الهداية والعرفان واحد من الكتب التي أحدثت ضجة كبري في المحيط العلمي 0وقد ثار عليه علماء الأزهر وغيرهم في حينه 0 وصودر الكتاب وحكم علي صاحبه بالضلال 0
ومما جاء في الكتاب هجوم صاحبه علي السنة النبوية 0وتمنيه إحراقها وإعدامها بداية من صحيح البخاري ومسلم
لذا وجب التحذير من هذا الكتاب وإدراجه ضمن الكتب التي حذر منها العلماء0وأري أن هذا الكتاب وأمثاله مما لايجوز ذكره إلا مع بيان ضلال صاحبه 0شأنه في ذلك شأن الأحاديث الموضوعة التي لايجوز ذكرها إلا مع الحكم عليها 0
وقد أفدت هذا البيان من الا تجاهات المنحرفة في تفسير القرآن الكريم للدكتور الذهبي ص 94 و من المدرسة العقلية الحديثة في التفسير للدكتور فهد الرومي 0
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[31 Jan 2007, 10:57 ص]ـ
شكر الله لأخي الدكتور يسري تنبيهه الكريم. وأود أن أنبه إلى أمور منها:
1_ أن المقابلة مع أنها مسجلة لم تنشر بنصها وإنما باختصار وتصرف، وهناك عبارات وإن كانت صحيحة إلا أني لم أقلها عن نفسي.
2_ كان السؤال عن نوادر الكتب فذكرت له بعضها ومنها المسمى بالهداية والعرفان، وهو من أندرها لا من أنفسها
وليس له قيمة علمية وقد تحدثت عن هذا الكتاب كما أشار الدكتور يسري في كتابي اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر وتحدث عنه قبلي الدكتور محمد حسين الذهبي رحمه الله تعالى وغيره. ولا أعرف له نسخة أخرى إلا نسخة دار الكتب المصرية وقد يوجد غيرهما.
3_ ذكرت كتبا أخرى ومخطوطات ومنها مخطوطة القاموس المحيط التي ظهرت صورتها، ويظهر أن لضيق الصفحات أثرا في الاختصار وذكر ما لا أريد ذكره، ووالدي - حفظه الله- أهدى إليَّ الكتب وأنا في الثانية عشرة وليس السادسة. والصواب (محمد كمال) وليس (محمد جمال)، وهو صاحب مكتبة المعارف بالطائف رحمه الله تعالى.
4_كنت أود أن لا يذكر اسم هذا الكتاب في الملتقى أوغيره حتى لا يكون له دعاية أو يغتر به أحد، وحتى الان لم أقرأ المقابلة إلا تصفحاً فقد أستعيرت نسختي.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Feb 2007, 11:45 م]ـ
اطلعتُ على المقابلة وفقكم الله يا أبا خالد، وقد استفدت منها، وقد رجعتُ بعدها لما كتبتموه وفقكم الله حول كتاب (الهداية والعرفان) في كتابكم القيم (اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر) وقرأته واستفدت منه.
http://www.tafsir.net/images/hedayah.jpg
ـ[د على رمضان]ــــــــ[18 Sep 2010, 03:17 م]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه التنبيهات القيمة وخاصة على تلك الكتب التى تبنى أصحابها اتجاهات منحرفة فى التفسير حتى لا يغتر بها أحد فيحمل ألفاظ القرآن عليها 0
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[18 Sep 2010, 03:29 م]ـ
جزاكم الله خيرا واسمح لي أخي أن أضيف رابط موضوعك الى موضوعي القرآنيون ومنكري السنة
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21949(/)
هدية للباحثين
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[30 Jan 2007, 04:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في موضوع سابق أشرت إلى ضرورة معرفة المتقدم والمتأخر من أهل الفن، وصلة لماسبق أهدي إخوتي وأخواتي من المشتغلين بالتفسير هذه المعلومات:، والتي تهتم بمن نقل عن من:
1/ فما ذكره الثعلبي في الكشف والبيان، نقله البغوي في معالم التنزيل، وعنه الخازن في لباب التأويل، وابن عادل في اللباب.
2/ وما ذكره الزمخشري في الكشاف، نقله عنه النسفي في مدارك التنزيل، والبيضاوي في أنوار التنزيل (مع تركهما لما فيه من الإعتزاليات)
3/ وماذكره البيضاوي في أنوار التنزيل، شرحه أبو السعود في إرشاد العقل السليم، وبسطه الآلوسي في روح المعاني.
4/ ماذكره أبوحيان في البحر المحيط، نقله السمين الحلبي في الدر المصون، وابن عادل في اللباب.
ولاشك في أن ماذكرته لا ينفي دور الناقل اختصارا، أو تعقبا، أو شرحا، أو استدراكا ... إلخ من الأمور التي لاتخفى على النظر في الكتب المذكورة.
انتظر المزيد من الإخوة والأخوات(/)
الوقف والابتداء وأهميته في المعنى
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[30 Jan 2007, 06:15 م]ـ
سمعت أحد المشايخ يجيز هذه القراءة ويشجع عليها يقول أنا أحب القراءة التفسيرية مثل قول الله: وما أدرك ماهى؟ هى نار حامية لاحظ أن الشيخ أعاد لفظة هى مرة أخرى ومثله قوله تعالى: وما أدراك ماالحطمة؟ الحطمة نار الله الموقدة بإعادة لفظة الحطمة
وجهة نظري
أن هذه القراءة تخالف لغة العرب لأن العربي يحب الإيجاز (والايجاز لغة كتاب الله (فإذا قلت من بالباب؟ قال المسئول: (محمد (ولم يقل أنا محمد بالباب فيكون قاريء الآية بالقراءة السابقة قد أضاف للقران ما ليس فيه حتى وان كان مقدرا فعلى سبيل المثال إعراب كلمة نار خبر لمبتدأ محذوف وفي هذه القراءة جاء بالمبتدأ المحذوف فجعله معلوما وهذا أيضا مخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم لأن من سنته الوقوف على رؤوس الآيات وعلى هذا الشكل سار مجموعة من القراء فلقد سمعت أحدهم يقراء قوله تعالى (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء (بهذه الطريقة (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء (يقف) ثم يكمل (على استحياء قالت) فالحياء صفة للمشية وهي صفة عظيمة لنساء ذلك العصر وليست صفة لكلام المرآة وبين المعنيين بون شاسع والله تعالى اعلم0000000أرجو التعليق
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[14 Feb 2007, 01:17 ص]ـ
أرجو منكم التعليق على ماسبق من باب النصيحة لكتاب الله
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[31 Jan 2009, 01:51 م]ـ
إنَّما يُجتَهَدُ في الوقف لإبراز المعاني واللطائف , ومثل هذه الوقوف الشاذة ما ذا تضيفُ للقرآن.؟
سألني أحد الإخوة البارحةَ أيضاً عن قارئٍ يقرأ ويقول:
(أَمْ لَهُمْ آَلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا) ثم يقف , ويستأنفُ قائلاً (لَا) ثم يقف ويستأنف قائلاً (لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ)(/)
جميعا منه
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[30 Jan 2007, 11:10 م]ـ
كان لهارون الرشيد غلام نصراني جامع لخصال الأدب وحاول الرشيد معه ليسلم فأبى وألح عليه يوما فقال الغلام: إن في كتابكم حجة لما انتحله قوله تعالى: (وكلمته ألقاها الى مريم وروح منه) النساء:171
فدعا الرشيد العلماء يسألهم عن جوابها فلم يجد فيهم من يزيل هذه الشبهة فقيل له: قدم حجاج خراسان وفيهم علي بن الحسين بن واقد امام في علم القران فدعاه الرشيد وسأله، فاستعجم عليه الجواب وقال يا أمير المؤمنين، قد سبق في علم الله أن هذا الخبيث يسألني عن هذا، ولم يخل الله كتابه عن جوابه ولم يحضرني الآن، ولله علي أن لا أطعم حتى آتي بجوابها واندفع يقرأ القرآن في بيت مظلم أغلق عليه حتى وصل إلى قوله تعالى:" وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه " الجاثية: 13، ونادى افتحوا الباب وقرأ الآية على الغلام أمام الرشيد، وقال إن كان قوله: " وروح منه " يوجب كون عيسى بعضا منه فيجب أن يكون ما في السموات والأرض بعضا منه فانقطع النصراني وأسلم وفرح الرشيد وأعطى الواقدي جائزة عظيمة.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[31 Jan 2007, 11:31 ص]ـ
أحسن الله تعالى إليك جزاء هذه الفائدة الماتعة القيمة ..(/)
موقف القرآن من العبث البشري بالبيئة
ـ[محمد كالو]ــــــــ[31 Jan 2007, 07:23 ص]ـ
حرص الإسلام على حماية العناصر الأساسية في البيئة: الأرض والماء والهواء، وذلك لخير الإنسان وحماية نفسه وتأمين ضروراته وحاجاته، لأنه محور البيئة ولب قضاياها، وللمحافظة على جمال هذه الطبيعة، التي جعلها الله تعالى آية يستدل بها على وجود الله تبارك وتعالى وقدرته وتدبيره وبيان نعمته.
بدأ الإنسان حياته على الأرض يحمي نفسه من عوامل الطبيعة، وانتهى به الأمر بأن يحمي الطبيعة من نفسه، والإنسان هو الذي دفع أثمن ما لديه ضريبة للتقدم الصناعي، فاعتلت صحته وعانى من أمراض عديدة بسبب تلوث الماء الذي يشربه، والغذاء الذي يقتات به، والهواء الذي يتنشقه.
ففي كل يوم تلقي آلاف المداخن والمصانع ومحطات توليد الطاقة الكهربائية بآلاف الأطنان من الغازات والغبار والمخلفات والنفايات، والتي تلوث الماء والهواء والغذاء والتربة عن طريق إفسادها للخواص الطبيعية والكيميائية لعناصر البيئة، وقد تزايد الاهتمام الدولي بالقضايا البيئية، خصوصاً بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية أن 90% من الأمراض الخبيثة ترجع إلى عوامل بيئية نتيجة لنشاطات الإنسان.
كيف ينظر الإسلام إلى البيئة:
تقوم نظرة الإسلام للبيئة على الحماية ومنع الإفساد بغية المحافظة على الموارد الطبيعية وتعميرها، ويتجلى في فكرة إحياء الموات وعمارة الأرض بالزراعة والغرس والبناء، قال الله تعالى: ? هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها ? ().
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله ?: ((ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة)) ().
ولعل أروع تشبيه لرسول الله ? لحماية البيئة من العبث والإفساد، ما رواه البخاري عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي ? قال: ((مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً)) ().
وأدل آية في القرآن الكريم على تلوث البيئة وأسبابها ونتائجها، هي قول الله تبارك وتعالى: ? ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ? ()
عبارة (ظهر الفساد) تتضمن كل المعاني المادية والمعنوية التي تنتج عن سلوك الإنسان التخريبي في الطبيعة والمجتمع، والتلوث بمعناه الواسع أقرب إلى مفهوم الفساد، وقد تقدم لفظ البر على البحر تأكيداً لحقيقة موضوعية وهي: أن نشاط الإنسان بدأ في البر أولاً ثم امتدَّ إلى البحر.
(بما كسبت أيدي الناس) أي بالذي جمعته أيدي الناس وعملته نتيجة سعيها للكسب الجشع، فالمصانع والمعامل ومحطات الطاقة الذرية ووسائط النقل الجوية والبرية والبحرية، وطرائق استثمار الخيرات في البر والبحر كالزراعة والصيد والتعدين والإنشاء والتعمير كلها وسائل وسبل للكسب، وهذه السبل أصبحت مصدراً لتلوث البيئة من الماء والهواء والتراب.
(ليذيقهم بعض الذي عملوا) أفضل كلمة تعبر عن هذه المعاني المختلفة هي " ليذيقهم " عمل الإنسان الأسمدة والمبيدات الكيميائية وذاق التسمم من بعضها، وعمل الأشعة ليستخدمها لصالحه فدفع ثمن ذلك جزءاً من صحته، وعمل وسائط النقل لتريحه في الانتقال، ولكن تشهد الطرقات مئات الكوارث والمجازر من حوادث السير، ولولا هذا الذي يذوقه الإنسان من بعض ما عملته يداه، لما تنبه إلى خطورة ما يقدم عليه من تخريب للأنظمة البيئية، فبدأ يدق ناقوس الخطر لحماية البيئة ().
ومن الآيات التي تنوه إلى تلوث البيئة قول الله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
? وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِين ? ()، والفساد في الأرض: هو أن نجعل عقولنا هي الحاكمة، فلا نتأمل في ميزان الكون الذي خلقه الله تعالى وأبدعه وأحسن به إلى البشر، نمضي بعقولنا القاصرة نخطط، ونقطع الأشجار ونرمي مخلفات المصانع في الأنهار فتفسدها، وتصبح الحياة سلسلة لا تنتهي من الشقاء.
وكذلك قول الله تعالى:
? وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَاد ? () وهكذا نرى أن الله تعالى يعبر عن تلوث البيئة بالفساد، وهي كلمة عامة وشاملة.
و أيضاً قول الله تعالى:
? يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون ? ()، نرش الأرض بالمواد الكيماوية السامة، فيذهب صفو الماء ويصبح كدراً، وضاراً وملوثاً ومسموماً،ثم نأكله فتظهر فينا الأمراض المستعصية، هذا البغي والطمع ليزداد المحصول الزراعي، إنما هو على أنفسنا نحن.
أما تلوث الماء فالماء شريان الحياة، أمر الرسول ? بالمحافظة على هذا العنصر الفعال، الذي هو أهون موجود وأعز مفقود، عن أبي هريرة ? أن رسول الله ? قال:
((لا يبولنَّ أحدكم في الماء الراكد ثم يغتسل منه)) ().
أما تلوث الهواء، فلقد جاءت الشريعة الإسلامية تحث على نظافة البيئة بشكل عام، والهواء بشكل خاص، لأن فساد الهواء وحصول الخلل في مكوناته ضرر ينال الكائنات كلها، والإسلام ينهى عن كل ما يسيء لنقاء الهواء ولو كان مباحاً، ونهى النبي ? عن أكل الثوم والبصل عند دخول المسجد للعبادة، حرصاً على نقاء الهواء الذي يستنشقه المصلون.
عن جابر بن عبد الله ? قال قال النبي ?: ((من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزلنا أو ليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته)) ().
أما التربة فعن حذيفة ? قال قال رسول الله ?: ((فُضِّلْنا على الناس بثلاث: جُعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت لنا الأرض كلها مسجداً، وجعلت تربتها لنا طهوراً إذا لم نجد الماء)) () ومن ثمَّ ينبغي علينا أن نعاملها بالاحترام الذي تستحقه المساجد، وأن نحافظ على نقائها وبقائها طاهرة مقدسة.
ولقد وقفت كثيراً عند قوله تعالى: ? وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون? () والسرابيل: هي الثياب، وكنت أتساءل عن السر في إشارة الله تعالى إلى أنه رزقنا ثياباً تقي من الحر مع أن البرد أولى بالاتقاء، وكنت أدرك أن وراء كلمات علام الغيوب أسراراً بالغة الأهمية.
فلما قرأتُ تقارير الأبحاث الطبية: أن التعرض لحرارة الشمس يسبب الإصابة بالسرطان، والذي يؤدي إلى الموت، أدركتُ السر الرباني في تخصيص تفضله علينا بالثياب وقاية من الحر، مع أن الناس ينزعون إلى التجرد من الثياب في الحر ().
مناخ الخوف والخطر:
وتوجه علماء البيئة إلى البشرية بالتحذير التالي: نحن الموقعين أدناه كبار أعضاء المجتمع العلمي نحذر البشرية جمعاء مما يرتقبنا في المستقبل من أخطار.
وأعربت رئيسة وزراء النروج عن قلقها فقالت: إن تغير المناخ يمثل الخطر الثاني على البشرية بعد الحروب النووية، ويطلق البعض عليه مناخ الخوف.
وكارثة خليج (ميناماتا) في اليابان حيث لقي أكثر من / 000,100 / مائة ألف شخص حتفهم، إضافة إلى نصف مليون من الأسماك، ومئات الألوف من الطيور والحيوانات الداجنة، السبب في ذلك يعود إلى التلوث الزئبقي.
في الماضي كانت الطبيعة وحدها تلوث البيئة، واليوم معظم مشاكل البيئة من عدوان الإنسان على أنظمة الحياة.
والإنسان يعيش ضمن أنظمة رئيسة ثلاثة:
1 ـ النظام البيولوجي: وهو المحيط الحيوي من الهواء والماء والأرض.
2 ـ النظام التقني: وهو النظام المصنوع لتحقيق الرفاهية والترف.
3 ـ النظام الاجتماعي: ويديرها الإنسان لتدبير شؤونه الداخلية والخارجية.
(يُتْبَعُ)
(/)
والتفاعل بين هذه المنظومات الثلاث، هو الذي يضخ الدماء في شرايين المجتمع المنظم، ويجب أن لا يطغى نظام على آخر وبذلك يتحقق التوازن الدقيق، أما مشكلات البيئة فتنجم عن فشل هذا التفاعل بين عناصر هذه الأنظمة الثلاث أو تعارضها، والسبب هو الإنسان وقيامه بالعدوان عليها ().
الصحارى تزحف، والأراضي الزراعية الخصبة تتراجع، والهواء والماء يزدادان تلوثاً، والانفجار السكاني وشيك الوقوع، ما لم تغير البشرية من أسلوبها ونمط حياتها، وكثير من الأنواع الحيوانية والنباتية تنقرض وتزول، والموارد المعدنية ومصادر الطاقة تستنزف، والمناخ يشهد تحولاً نحو السخونة، وطبقة الأوزون آخذة بالنضوب والتلف.
كل هذه المشاكل نجمت عن إخلال الإنسان المعاصر بالتوازن البيئي من خلال سعيه لتحقيق أعلى مستوى من التقدم والرفاهية اعتماداً على العقل البشري القاصر، مستبعداً العاطفة نحو الطبيعة.
لقد تعددت كوارث البيئة الناتجة عن قصر نظر البشر وتشبثهم بالربح العاجل على حساب الخسارة من مدخرات المستقبل.
إن عملية تأمين سلامة الكوكب الأزرق الحي تحتاج إلى مؤازرة قادة الصناعة والأعمال، وعون القادة المدنيين وكافة الاختصاصيين في علوم الطبيعة والمجتمع والاقتصاد والسياسة للقيام بهذه المهمة الصعبة.
وقد أثار البروفسور " فرانسوا رامادا " من جامعة باريس في قمة الأرض تساؤلاً مهماً حين قال: بأي حق منح الجنس البشري نفسه السلطة في أن يمارس خلال نصف القرن المقبل عملية إبادة جماعية غير مسبوقة في التاريخ سوف تؤدي إلى انقراض عدة ملايين من الأنواع الحية؟ ().
من أعطاهم الحق في تهديد وجود ملايين الكائنات الحية التي تشاركنا الحياة على الأرض؟
ألا يعلمون أن التكالب على الموارد الطبيعية الحية يهدد ـ ضمن ما يهدد ـ مصالحهم هم أنفسهم، وإذا نفد ما يتكالبون عليه ونضب كيف تسير أعمالهم؟
وماذا يتركون لأبنائهم و أحفادهم؟
إن استمرار وجودنا نحن البشر في الحياة رهن بوجود التنوع الأحيائي صحيحاً معافى.
وقد قال أحد دعاة صون التنوع الأحيائي: ثمة احتمال لأن يكون علاج مرض (الإيدز) موجوداً في أحد نباتات الغابة الاستوائية المطيرة التي لا نعرفها، فهل نستمر في الأنشطة المدمرة لهذا الموئل الغني، لينقرض ذلك النبات المنقذ، قبل أن نضع أيدينا عليه؟؟!
دور الأحزمة الخضراء في تنقية البيئة:
تطلق النباتات وخاصة الأشجار إلى الجو الأوكسجين وغاز ثاني أوكسيد الكربون، وفي مناطق الغابات والأحزمة الخضراء وجد أنه لتكوين متر واحد من المادة الخشبية الجافة تستهلك الأشجار 83,1 طن من غاز ثاني أوكسيد الكربون وتطلق 23, 1 طن من الأوكسجين، وبذلك يخفف إنتاج متر واحد مكعب من المادة الخشبية من وجود غاز CO2 من الجو، كما يضيف إلى الغلاف الغازي كمية من الأوكسجين التي تسهم في تنقية الهواء.
أما الكيلو متر المربع الواحد المزروع بنبات الحور ذي الأوراق المسطحة الملساء والقامة الباسقة، فيعطي خلال فصل النمو الواحد نحو 1200 طن من الأوكسجين، وفي نفس الوقت يقوم بامتصاص 1640 طناً من ثاني أوكسيد الكربون.
إضافة لذلك تلعب الأشجار والمسطحات النباتية والأحزمة الخضراء دوراً مهماً في عملية تأين الهواء حيث تزيد نسبة الأيونات السالبة في الهواء، وتنعكس إيجاباً على نشاط الإنسان والحيوان وعلى مقاومة الإنسان للأمراض.
وكذلك إفراز مواد مختلفة ذات تأثير مثبط أو قاتل للبكتريا ()، فالمواد الطيارة التي تفرزها أشجار الصنوبر تثبط وتميت أحياناً عصيات السل والدفتيريا، كما أن إفرازات الآس والكينا والعرعر والزيزفون والحور لها تأثير على البكتيريا والفيروسات.
كما أن فائدة دخان نبات الرمث في الشفاء من الزكام معروفة، وليس ذلك بجديد بل أَنشد أَبو حنيفة:
إِذا يقولون: ما أَشْفَى؟ أَقُولُ لَهُمْ: دُخَانُ رِمْثٍ من التَّسْرِيرِ يَشْفِينِي
مما يَضُمُّ إِلى عُمْرانَ حاطِبُهُ من الجُنَيْبَةِ، جَزْلاً غَيْرَ مَوْزُون ()
كما أن المواد الطيارة التي تفرزها أشجار الخروع تعد مادة تنفر منها حشرات البعوض ().
مشكلة الأوزون:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأوزون: غاز أزرق باهت غير ثابت ذو رائحة واخزة، متفجر، سام بالنسبة للإنسان حتى في تركيزاته الضعيفة، يستخدم لتنقية الهواء وتعقيم الماء، ورمزه الكيماوي ( O3 ) أي: الجزيئة الواحدة تحتوي ثلاث ذرات، وهو مركب مؤكسد جداً، سرعان ما يتحد مع الغازات الأخرى ويتحول إلى مركبات ثابتة، ويتشكل الأوزون في الهواء تحت تأثير الأشعة الشمسية والبرق.
تم اكتشاف الأوزون عام / 1840 /، والفضل في اكتشافه يعود إلى العالم الكيميائي الألماني " شونباين " ثم جاء الكيميائي الإيرلندي " توماس آندروز " وأثبت أنه شكل من أشكال الأوكسجين، اشتقاقاً من الكلمة الإغريقية (أوزية) أي: ذو رائحة.
ظل الأوزون عبر التاريخ البشري متوازناً في تناقصه وتلفه، إلى أن جاء إنسان القرن العشرين فأربك هذه الطبيعة وساهم في تدميرها وأخلَّ بتوازنها.
أهمية طبقة الأوزون:
تأتي أهمية طبقة الأوزون في أنها درع واق يحمي الكرة الأرضية من وصول الأشعة فوق
البنفسجية والأشعة تحت الحمراء ().
ونحن البشر أكثر تضرراً من بين الكائنات الحية بهذا النوع من الخطر من الأشعة، حيث لا يغطي جلدنا حراشف أو صوف أو وبر أو ريش، وتؤدي هذه الأشعة إلى تخريب الجزيئات الأساسية للحياة، وخاصة جزيئات الحمض النووي () الريبي المنقوص الأوكسجين / D.N.A / الموجود في كل خلية ().
والسبب في حدوث ثقب الأوزون، تلك الملوثات البيئية والفعاليات البشرية والتكنولوجية بما تطلقه من مواد مدمرة لطبقة الأوزون.
يشترك عدد كبير من المواد في الهجوم على الأوزون وتدميره، ومن أشهر هذه المواد الفريونات، مواد كلور، فلور، كربون ( F.CI.C )( ) وهي موجودة في خدمة أهداف التنمية.
هذه المواد تستخدم في الرذاذات والثلاجات وأجهزة التبريد والتكييف، أو كوسيط لإنتاج الرغوة، أو كمنظفات للقطع الإلكترونية، أو الأبخرة المضغوطة في قارورات العطر، ففي الدنمرك يعاني 2% من السكان مرض (الإكزيما) () بسبب هذه العطور.
ممنوع دخول المتعطرين:
وفي مقاطعة (مارين) بولاية كاليفورنيا الأمريكية، يحرص الأزواج على مراجعة زوجاتهم وتحذيرهن عند دعوتهن لتناول العشاء في أحد مطاعم المقاطعة، ألاّ يستخدمن العطور، لأن المطعم واحد من المحلات العامة التي تحظر دخول المتعطرين إليها، ولأن إحصائيات رسمية تقول: بأن ثلث سكان الولايات المتحدة الأمريكية يعانون من بعض المشاكل الصحية مثل الصداع وحساسية الجلد، كنتيجة مباشرة لاستخدام العطور.
وفي مدينة (هاليفاكس) () يرفض معظم وحدات الدواوين العامة التعامل مع ذوي العطور الفوّاحة، ويحظر على الموظفين التعطر قبل الخروج إلى العمل !
كما يحرص بعض أصحاب الأعمال الخاصة على تعليق لافتات تعلن أن مكاتبهم خالية من العطور !
كل هذه التحذيرات من العطور لأن صناعتها تعتمد على أكثر من خمسة آلاف مركب كيميائي، منها 95 % مشتقات بترولية، وتشتمل على مركبات مسرطنة، وأخرى مثبطة للجهاز العصبي المركزي، ومؤثرة على الجهاز التنفسي، ومسببة لأنواع من تفاعلات الحساسية ().
بالإضافة إلى الفريونات هناك أكثر من ثلاثين مادة تساهم في الاعتداء على طبقة الأوزون مثل: كبريت الهيدروجين الناتج عن المحروقات النفطية وأوكسيد البتريك، وكذلك العوامل الطبيعية لها دور كبير وإسهام في النشاط البركاني وحرائق الغابات والغازات الناتجة عنها،حيث يحرم الأرض من الأشجار التي هي عامل هام في تخليص المناخ الأرضي من غاز ثاني أوكسيد الكربون إذ يقوم بتحويله إلى أوكسجين، وترفع نسبة الرطوبة وتلطف الجو.
يضاف إلى ذلك الصواريخ والطائرات الأسرع من الصوت، التي يخترق طبقة
? الستراتوسفير ? () والتفجيرات النووية فوق سطح الأرض.
كل ذلك يؤدي إلى ثقوب في طبقة الأوزون وعدم التئامها، حيث إن الصاروخ الواحد يحطم / 30 / طن من غاز الأوزون، ومكوك الفضاء عند الإطلاق ينتج / 178 / طن من الكلور، تصعد ذرات الكلور الحرة إلى أعلى الغلاف وتبدأ عملها المخرب ().
غاز الأوزون نعمة ونقمة:
(يُتْبَعُ)
(/)
تواجد الأوزون نعمة كبيرة في طبقة ? الستراتوسفير ? حيث يحمينا من الأشعة القاتلة، وهي الأشعة فوق البنفسجية، وقد غفل كثير من الناس عن وجوده أيضاً في الهواء الذي نستنشقه على سطح الأرض على ارتفاع لا يتجاوز أمتاراً منها فهو من هذا المنطلق يعد أحد ملوثات البيئة.
وتركيز الأوزون في الهواء بدأ في المدن الصناعية والبلاد المزدحمة بالسيارات التي تنتج غاز ثاني أوكسيد النتروجين من عوادمها ().
وفي عام 1992 م قام عدد من كبار البيئيين بعرض خرائط على الرئيس (بوش) توضح ثقب أوزون فوق ولاية (مين) حيث كان، بعدها قال بوش: بعد أن رأيت هذه الخرائط فإنني أعجب أنني لا أزال حياً!
وما موجات الحر التي ألهبت الكويت صيف عام 1993 م والتي بلغت (55) درجة مئوية، وجعلت الخروج من البيوت محفوفاً بالخطر، إلا نقص الأوزون في الغلاف الجوي والناتجة عن استخدام مواد كلور فلور كربون في أجهزة التكييف، والتي يستعملها الكويتيون كثيراً في منازلهم وسياراتهم.
وثقب الأوزون يفتح سنوياً منذ أواخر السبعينات فوق القطب الجنوبي، ويغلق سنوياً خلال الصيف الجنوبي، فأنت تقرأ في جرائد شهر أكتوبر (لقد فتح ثقب الأوزون!) ولكنك لا تقرأ أبداً في جرائد شهر يناير (لقد أغلق ثقب الأوزون!)
حادثة تشرنوبل النووية:
كان السادس والعشرون من نيسان عام 1986 م يوماً مشؤوماً في حياة الاتحاد السوفييتي / سابقاً / عندما وقعت حادثة انفجار مفاعل تشرنوبل في أوكرانيا وكان الأخطر في تاريخ العالم المعاصر.
لقد انصهر قلب المفاعل نتيجة أخطاء في التصميم وعدم توفر ضوابط الأمان، فخرجت سحابة هائلة من الغاز والغبار المشع غطت سماء المنطقة، فقتل على الفور / 32 / شخصاً وتمَّ ترحيل / 100 / ألف شخص، وأعلنت منطقة محظورة مساحتها / 3000 / كم2
جاء في تقرير لإحدى منظمات الأمم المتحدة، أن آثار الإشعاع الناتج عن هذا الانفجار قد وصل إلى أجواء فنلندة والسويد ثم أجواء ألمانيا وفرنسا والنرويج وشمال إيطاليا وتركيا، وتساقط الغبار الذري على نوع من الأشينات، ولم تتأثر هذه الأشينات بهذا الغبار الذري، ولكن قطعان الرنة () تغذت على هذه الأشينات التي تجذبها بألوانها البرتقالية والصفراء وأدى ذلك إلى موت أكثر من / 70 / ألف حيوان.
إلا أن انفجار تشرنوبل لم يكن الأولى من نوعها ولا الأخيرة، فقد حصل انفجار في مفاعل " ويندسكيل " في بريطانيا 1957 م.
وحادث مماثل لمفاعل " ثري مايل أيلند " في الولايات المتحدة عام 1992 م، ولكن حادثة تشرنوبل كانت أخطرها على الإطلاق، ورغم انقضاء سنوات عديدة منذ وقوعها فما زالت آثارها المدمرة مستمرة.
وتعاني روسيا البيضاء من معظم المشاكل، إذ يقدر المختصون أن 70% من الإشعاع المتسرب قد أصابها وحدها، وأن 40% من مساحة تربتها أصبحت ملوثة بالإشعاع، وبذلك فحوالي مليونين ونصف مليون من البشر ـ وهم سكانها ـ يعيشون تحت أخطر الظروف البيئية دون أن يشعروا بذلك، ولعل أفدح الأخطاء التي قارفتها الحكومة ـ التي كانت جديدة أثناء الكارثة ـ هو صمتها المطبق في البداية، وتعتيمها الإعلامي، مما ترك المواطنين عرضة للإشعاع المباشر.
وقد وصفت الصحف الحادثة قائلة: إن الإشعاع النووي ظل يتسرب من المفاعل المعطوب على مدى سبعة أشهر كاملة كما يتسرب دخان الغول من فوهة القارورة.
وما زالت التربة الملوثة تزرع إلى اليوم، ومن ثم فالقمح والخضروات واللحوم والألبان أصبحت هي الأخرى مشعة.
ومن الخطأ الظن أن أخطار تشرنوبل مقتصرة على روسيا البيضاء أو الاتحاد السوفييتي! فالواقع أن هذه الحادثة أصبحت بالفعل كارثة عالمية، فالإشعاع ينتقل مع الرياح وترسبه الأمطار.
حادثة بوبال الكيميائي:
حادث بوبال هز ضمير العالم، وبوبال عاصمة ولاية هندية، يوجد فيها مصنع تابع لشركة " كاربايد " الأمريكية، تقوم بإنتاج مبيد حشري يدعى "كاربايد" ويدخل في تصنيع هذا المبيد مادة سامة جداً.
وقعت الكارثة واندفع غاز سام إلى الهواء، وغطى مساحة كبيرة من الأرض بلغت
/ 40 / كم2، وعلى الفور توفي / 2000 / من الأشخاص وأصيب / 000,100 / بالتهابات شديدة بالعين والحنجرة، ونفقت المواشي، وولدت النساء أطفالاً موتى ().
استخدام المبيدات في الزراعة:
(يُتْبَعُ)
(/)
المبيدات: هي مجموعة من العوامل والأدوات الكيماوية منها والفيزيائية والبيولوجية التي تستعمل في عمليات القتل الجماعي لنوع معين أو أكثر من الكائنات الحية، ويطلق على
المبيدات بالفرنسية (بيست) ومعناها: المادة المضادة للطفيليات.
والتلوث بالمبيدات الحشرية ظاهرة حديثة لم يعرفها الإنسان إلا في النصف الثاني من القرن العشرين، ويؤدي الإسراف في استخدامها، إلى تلوث التربة الزراعية.
لقد تعرضت المحاصيل الزراعية لخسائر فادحة أثرت سلبياً على اقتصاد الدول ونموها، كاجتياح الجراد للمناطق الزراعية أو إصابة المحاصيل مثل دودة القطن، وعفنة البطاطس الذي حدث في إيرلندة عام 1840م، وأدى إلى وفاة مليون شخص بسبب المجاعة، وهجرة مليون آخر إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
ومرض البيوض الذي يصيب النخيل المثمر، حيث أتلف خلال قرن واحد 80% من حقول النخيل المغربية.
ومرض (الفيلوكسرا) الذي أصاب الكروم في فرنسا عام 1865م وأدى إلى خسائر فادحة قدرت بعشر مليارات من الفرنكات ().
ولكثرة هذه الآفات استعمل الإنسان المبيدات والمضادات للأعشاب والحشرات، ومن أجل جشعه الزائد استعمل مخصبات وأسمدة لزيادة الإنتاج والمحصول، ونتيجة للاستعمال المفرط والخاطئ لهذه الأسمدة والمبيدات، فإن كمية كبيرة من هذه السموم تبقى في التربة دون انحلال زمناً طويلاً،فمنها ما يمتصها النبات، ومنها مع هطول الأمطار أو الري تتسرب إلى طبقات الأرض مسببة تلوثاً للمياه الجوفية والسطحية، أو تبخر بفعل حرارة الشمس مسببة تلوث الهواء المحيط.
فالثورة الخضراء التي أحدثتها التكنولوجيا في الزراعة خلال فترة الستينات والسبعينات من القرن العشرين، بدأت تواجه خطر الثورة المضادة بدعوة جديدة للعودة إلى الطبيعة، وإقامة أنظمة زراعية بيئية تحاكي الطبيعة.
فالباحثة الهندية (فانداناشيفا) تعتبر " الثورة الخضراء " تخبطاً علمياً أوقع أضراراً فادحة اقتصادية وبيئية وحتى ثقافية، وتصبح الثورة على الثورة الخضراء قفزة نحو المستقبل في نظر العالم الإيطالي (ميغويل التييري) حيث يعلن أن التنمية البيئية المستديمة غير ممكنة التحقق من دون تغيير الأحكام الأساسية التي تحدد ما ينتج وكيف ينتج ولمن ينتج.
والذين يتعاملون مع المبيدات مباشرة دون اتخاذ الإجراءات الواقية تؤثر على صحتهم، مسببة حدوث إصابات سرطانية، كما يمكن أن تنشأ طفرات جينية ينتج عنها تشوهات في الأجيال القادمة مثل: التشقق في سقف الحلق والشفاه والولادة المنغولية وعدم وجود أطراف أو تشوه في تكوينها.
الخلل في توازن السلسلة الغذائية:
إن الإفراط في استعمال المبيدات والسموم،يحدث خللاً في توازن السلسلة الغذائية، فالنمس يقتات بالحيوانات الصغيرة والطيور والزواحف كما ينقضُّ على الأفاعي السامة ويفتك بها، والقيوط: يقتات بالقوارض فهو من الحيوانات المفيدة، ويقتات العنكبوت بالحشرات، والخلد: يقتات بالديدان، والراقون: حيوان يقتات أيضاً بالحشرات ومن غريب عاداته أنه يغمس طعامه في الماء وكأنه يغسله قبل أكله،
والذباب: يقتات بالقاذورات وله بعض المنافع فهو يختار من بين الحشرات الضارة فيهلكها، وينقي الهواء بالتهامه المواد العضوية الفاسدة، وهو مصدر هام لغذاء الأسماك، وله أثر محمود في عملية تأبير النبات وتلقيحه.
والنمل يقتات بالحشرات التي تقتات على النباتات، كالبق مثلاً فإنها تنتج مفرزات سكرية تجذب النمل، وبعض البق النباتي يحافظ عليها من قبل النمل بنفس القدر الذي يعتني به الناس بالأبقار من أجل ألبانها ولحمها ().
وكذلك الذئب يقتات على الثعلب، والثعلب يأكل القنفذ، والقنفذ يصيد الأفعى، والأفعى تأكل العصفور، والعصفور يتغذى على الجراد، والجراد يلتهم الزنبور، والزنبور يقتل النحلة، والنحلة تبلع الذبابة، والذبابة تقضي على البعوضة ()، وهكذا خلق الله تعالى الحياة، بهذه السلسلة الغذائية، فسبحان مقسم الأرزاق، قال الشاعر:
لكل شيء آفة من جنسه حتى الحديد سطا عليه المبردُ
ولقد ظهر كتاب اسمه " الربيع الهادئ " مؤلفه (راشل كارسون) الذي اعتبره بعضهم مرافعة قاسية ضد المبيدات.
وحسب رأي المؤلف فإن الحيوانات والنباتات قد تكبدت خسائر لا تعوض بفعل المبيدات.
(يُتْبَعُ)
(/)
لأنها تقتل الأعداد الطبيعية للحشرات وبذلك يفقد الإنسان سلاحاً بيولوجياً هاماً ليس له تأثير سلبي على البيئة.
وختم كتابه بالتساؤل: عما إذا كان الإنسان قد قرر العيش وسط صحراء هادئة عقيمة؟
الأمطار الحمضية:
وفي حمى صعود التصنيع، راحت آلات المصانع النهمة ومحركات السيارات وغيرها تحرق مزيداً من الوقود، وتطلق أكاسيد الكبريت والنيتروجين السامة في الهواء، واتحدت هذه الأكاسيد مع بخار الماء ليهطل على الأرض مطراً حامضياً، مما جعل غابات ألمانيا المسماة بالسوداء ـ لفرط كثافة خضرتها ـ تموت متفحمة، وبدأ علماء الألمان في البحث عن أسباب موت الغابة، وألقوا باللوم على فرنسا على أساس أن السبب في ذلك هو حرق فحم محطات توليد الطاقة، الذي أدى إلى تلوث الهواء فوق الغابة السوداء بأكسيد الكبريت، ولكن بعد فترة بدأ الألمان في البحث مرة أخرى فاكتشفوا أن في هواء الغابة السوداء نسبة كبيرة من أكسيد النترات المتصاعدة من مصانع صناعة السيارات الشهيرة في ألمانيا.
كما تسبب الضبخان (ضباب + دخان) المتكون بالطريقة ذاتها من قتل ثلاثة آلاف إنسان في لندن وحدها عام 1951م.
أما الأمطار الحمضية فإنها تؤدي إلى موت الأسماك، ولذلك أصدرت الحكومة الكندية عام 1979م تقريراً يبين أن / 5000 / من بحيراتها معرضة لفناء أسماكها خلال عشرين عاماً.
من فضائح صفقات النفايات الصناعية:
تنتهز بعض شركات غربية فقر بعض الدول في العالم الثالث، فتعقد معها صفقات مشبوهة، تستقبل الدول الفقيرة بمقتضاها النفايات مقابل ترضية مادية متواضعة، ولن تقتصر المخاطر الناجمة عن هذه الساسة الرعناء على الدول الفقيرة فقط، بل سوف يهدد كوكب الأرض برمته.
وقد تواترت الأنباء عن فضائح تتعلق بتخزين النفايات في بعض الدول العالم الثالث، تحدثت الصحف الغربية في منتصف السبعينات عن الرئيس المصري آنذاك أنه أبدى استعداده لتخزين نفايات الغرب المشعة في الصحارى المصرية وذلك لكسب تعاطف العالم الغربي.
لقد أصبح حجم النفايات في الدول الصناعية الغنية يؤرق الحكام والمحكومين على حد سواء،ويتردد السؤال التالي: إلى أين بكل هذا الكم الهائل من النفايات؟
وهناك اتفاق مبرم بين حكومة ألمانيا الغربية والحكومة الفرنسية، يقضي بأن تجمع الدولتان نفايتهما المشعة معاً لخزنهما في احدى الدولتين فترة زمنية، ثم تنقل النفايات بعدها إلى الدولة أخرى، وقد ظلت النفايات المشعة حتى اليوم مخزونة في الأراضي الفرنسية وكلما حان موعد نقلها للأراضي الألمانية نشطت سوق المساومة بينهما، وفي كل مرة ترضى ألمانيا بدفع ترضية مالية أكبر من سابقتها مقابل أن تبقى النفايات في الأراضي الفرنسية ().
ومعظم النفايات الخاصة غير مشعة، والقليل منها يصدر إشعاعاً، وتحتوي الكرة الأرضية بطبيعتها على قدر من العناصر المشعة، وكان العالم الفرنسي (بيكاريل) أول من اكتشف ظاهرة الإشعاع في خام يحتوي على الراديوم عام 1896م، والإشعاع صورة من صور الطاقة، لذلك بمجرد الإعلان عن هذا الكشف الجديد وجه العلماء جهودهم لدراسة أسلوب لاستثمار هذه الطاقة.
واستطاع العلماء أن يجعلوا من العناصر غير المشعة على الأرض إلى عناصر مشعة، وقد كانت العالمة الفرنسية (كوري) التي ماتت بسبب تعرضها أثناء بحوثها للإشعاع، هي أول من نجح في إنتاج عنصر مشع من آخر غير مشع وذلك عام 1934م.
ومنذ ذلك الحين وكميات المواد المشعة في ازدياد مستمر، ومخاطر الإشعاع على الإنسان كثيرة منها، أنه يدمر الكريات البيضاء، ويدمر الطحال والعقد اللمفاوية، ويتسبب في سرطان الرئة، وسرطان الجلد، ويؤدي إلى العقم، ويشوه الأجنة، ويحور العوامل الوراثية، وغالباً ما يفضي إلى الموت.
لذا ينبغي معالجة هذه النفايات بأساليب تجنبنا شرورها، والطريقة المتبعة بصورة مشروعة تتلخص في تحويل هذه النفايات إلى صور صلبة ثم حقنها في جوف الأرض في طبقة جيولوجية معروفة بجفافها وثباتها، ويا حبذا لو كانت غنية بملح الطعام لضمان الجفاف عبر عشرات الألوف من السنين.
ولزيادة الأمان تلجأ بعض المؤسسات إلى عزل هذه النفايات المركزة بصب غلاف من الإسمنت أو غيره من المواد حولها بإحكام، وذلك قبل حقنها في جوف الأرض.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثل هذه التقنية مكلفة للغاية، لذلك تعمد دول الغرب الصناعي إلى استثمار الدول الفقيرة كأفريقيا لتجعلها سلة قمامة لنفاياتها.
ويشاع أن فيروس (الإيدز) قد استنبط باستعمال الهندسة الوراثية في مختبرات وزارة الدفاع الأمريكية، كأحد أساليب الحرب البيولوجية، فلما أرادوا تجربته على الإنسان الأفريقي فقدوا السيطرة عليه تماماً، ولا يتوافر الدليل على صدق هذه الادعاءات، وربما تكون مختلقة من أساسها.
وقد نشرت صحيفة (وست أمريكا) أن دولاً مثل الكونغو وغينيا بيساو وغينيا الاستوائية وبنين قد تعهدت فيما بينها على استقبال حوالي عشرة ملايين طن من النفايات الخاصة سنوياً.
وهناك من الدول الفقيرة من ترضى بثمن بخس فشركة (سيسكو) ومقرها في جبل طارق، لا تدفع لحكومة بنين إلا دولارين ونصف الدولار للطن الواحد، إضافة إلى نصف دولار " بقشيشاً " بنص العقد، ولقد كافأت الحكومة الفرنسية بنبن على هذه الصفقة بأن ضمنت لها معونات اقتصادية على مدى ثلاثين عاماً مقبلاً.
إن كانت الشركات الغربية التي تعاقدت مع الدول الفقيرة الأفريقية قد أضفت على أعمالها قدراً من الشرعية الزائفة، وذلك بعقود مشبوهة، فكثيراً ما تلجأ شركات أخرى إلى أساليب غير شرعية ().
الفساد في البحر:
لما أفرط الجشعون في اصطياد ثعالب البحر من مياه كاليفورنيا طمعاً في فرائها، وراحت جثث ثعالب البحر المسلوخة تغطي رمال الشاطئ على امتداد أميال عديدة، ولأن ثعالب البحر كانت تتغذى على القنافذ البحرية فإن الأخيرة تزايدت أعدادها باطراد، ولكونها تتغذى على نوع من الأعشاب البحرية العملاقة التي تشكل غابات كثيفة تحت الماء، فقد اختفت هذه الغابات في بطون القنافذ، وبغياب القنافذ فقدت الأسماك غذاءها العشبي والملاذات التي كانت تضع فيها بيضها.
وهكذا عمَّ البؤس والكآبة شواطئ كاليفورنيا كلها، بسبب العبث بعنصر واحد من عناصر البيئة البحرية الطبيعية.
استعمال البحر سلة للنفايات:
وتعمد كثير من الدول المتقدمة إلى استخدام البحر مقلباً لنفايات الصرف الصحي، مستفيدة من آلية عمل البحر بتياراته ورياحه وأمواجه.
أما النفايات الأخرى غير القابلة للهضم (كالنفايات الصناعية) فإن جميع هذه الدول متفقة على منع استخدام الوسط البحري مقلباً لها، لتسببها في القضاء على الحياة البحرية.
ولكن تسريب النفط إلى البحار، فإن أسوأ حوادث تسرب للنفط في البحار قد وقعت في الخليج وعلى يد العراقيين، وذلك عندما هاجمت طائراتهم بعض آبار البترول البحرية الإيرانية في عام 1983 م خلال حربهم ضدَّ إيران.
وأحرق العراقيون أكثر من /500 / بئر بترولي من أفضل النفط في العالم، في حرب الخليج الثانية، بالإضافة إلى تسريبهم لكميات ضخمة من النفط الخام إلى مياه الخليج، تراوحت من 4 إلى 65 مليون طن من زيت البترول، وحرق 67 مليون طن زيت خام أثناء إشعال آبار البترول والتي استمرت / 250 / يوماً تقريباً، هذه النيران التي ارتفعت ألسنتها في صحراء الكويت، أضافت إلى الغلاف الجوي للأرض كميات هائلة
من الغازات السامة والسناج، ومن الصعب تقدير النتائج لهذا الفعل الإجرامي قبل مرور سنوات طويلة.
وربما مرض النهر أو مات:
وكما مات البحر الميت فإن هناك أنهاراً تموت، والموت هنا هو موت الكائنات الحية التي تعيش في الأنهار، بفعل المواد السامة التي تلقى فيها.
حتى أصبح علماء البيئة يتحدثون عن أنهار ميتة وأنهار ماتت ثم بعثت مرة أخرى، كنهر
(التايمز) البريطانية، ونهر (الراين) في غرب القارة الأوربية.
والبيئة النهرية من الناحية (البيولوجية) لا تختلف عن بيئة اليابسة إلا في نوعية الأحياء، وتعيش في الأنهار كما تعيش على اليابسة، مجموعة من النباتات والحيوانات والميكروبات التي يعتمد بعضها على بعض، ومن ثم فهناك قدر من التوازن بين أعدادها، وتقوم الطحالب في الأنهار مقام النباتات على اليابسة، فهذه الأحياء الخضراء هي التي توفر المادة العضوية الأولية غذاء للأحياء الأخرى في البيئتيْن.
(يُتْبَعُ)
(/)
والأسمدة التي ترش في الحقول تذوب في الماء، فتغسلها الأمطار في مياه النهر عند المناطق الزراعية الملاصقة للشاطئ، مما ينجم عنه نمو الطحالب بغزارة فيه، لذلك ينبغي أن يلزم المزارعون بعدم رش الأسمدة في المناطق المتاخمة للشاطئ بعمق خمسة أمتار على الأقل.
ويموت النهر إذا ألقينا فيه مباشرة مواد سامة، فهي تقتل الأسماك على الفور، وهنا يقال: إن النهر قد مات، أما إذا ألقينا كميات كبيرة على غير العادة من مواد عضوية غير سامة في النهر، فسوف تتغذى البكتيريا على هذه المواد وتتضاعف أعدادها بصورة مذهلة، فيختل الميزان السائد بين أعداد الأحياء في النهر، وهنا يقال: إن النهر مريض، وكذلك الأمر لو ألقينا بأطنان من السكر مثلاً ـ وهو مادة غذائية مثالية ـ فنحن في الواقع نسمم النهر أيضاً بما قد يفضي إلى موته.
وهذه مشكلة ساخنة في هذه الأيام، لأن محاصيلنا الزراعية تروى بمياه الأنهار، ونحن نأكل هذه المحاصيل في النهاية، ونقدم منها علفاً لماشيتنا، والمياه الملوثة تنتج محاصيل زراعية ملوثة، أضف إلى ذلك أن الأنهار هي إحدى أهم مصادر الأسماك التي أصبحت تمثل جانباً مهماً من غذاء الإنسان.
فما الذي يدفع بكثيرين من إخواننا في الإنسانية إلى الاستغلال الجائر للأنظمة البيئية بشراهة؟
هل لأن البشر لا يقنعون بما لديهم، كما قال أرسطوطاليس: إن جشع الإنسان لا يرتوي؟!
أم أن السبب في ذلك هو أن الأحفاد أغنى من الأجداد؟
إن من حقنا أن نحصل على احتياجاتنا، ولكن ليس على حساب مستقبل أبنائنا وأحفادنا!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش والمراجع:
ـ هود: 61.
ـ رواه البخاري في كتاب المزارعة باب فضل الزرع والغرس إذا أكل منه برقم: / 2152 / ومسلم في كتاب المساقاة باب فضل الغرس والزرع برقم: / 2901 / والترمذي في كتاب الأحكام عن رسول الله باب ما جاء في فضل الغرس برقم: / 1303 / وأحمد في مسند أنس بن مالك برقم: / 12038 / والدارمي في كتاب البيوع باب في فضل الغرس برقم: / 2496 /.
ـ رواه البخاري في كتاب الشركة باب هل يقرع في القسمة والاستهام فيه برقم: / 2313 / والترمذي في كتاب الفتن عن رسول الله برقم: / 2099 / وأحمد في مسند النعمان بن بشير برقم: / 17647 /.
ـ الروم: 41.
ـ مجلة نهج الإسلام، العدد 63 رمضان 1416 هـ 1996 م، تلوث البيئة فساد في البر والبحر، محمد
فيض الله الحامدي: 160.
ـ القصص: 77.
ـ البقرة: 205.
ـ يونس: 23.
ـ رواه البخاري في كتاب الوضوء باب البول في الماء الدائم برقم: / 232 / ومسلم في كتاب الطهارة باب النهي عن البول في الماء الراكد برقم: / 424 / وأبو داود في كتاب الطهارة باب البول في الماء الراكد برقم: / 63 / والنسائي في كتاب الطهارة باب التهي عن البول في الماء الراكد برقم: / 221 / وابن ماجه في كتاب الطهارة وسننها باب النهي عن البول في الماء الراكد برقم:/ 338 / وأحمد في مسند أبي هريرة برقم: / 7213 / والدارمي في كتاب الطهارة باب الوضوء من الماء الراكد برقم: / 724 /.
ـ رواه البخاري في كتاب الأذان باب ما جاء في الثوم الني والبصل والكراث برقم: / 808 / ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب نهي من أكل ثوماً أو بصلاً أو كراثاً برقم: / 875 / وأبو داود في كتاب الأطعمة باب في أكل الثوم برقم: / 3326 / وأحمد في مسند جابر بن عبد الله ? برقم: / 14760 /.
ـ رواه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة برقم: / 811، وأحمد في مسند حذيفة بن اليمان ? برقم: / 22167 /.
ـ النحل: 81.
ـ مجلة الدعوة الأسبوعية العدد: 1515، 9 جمادى الآخرة 1416 هـ قراءة في كتاب? الموضة في التصور الإسلامي ? المؤلفة: الزهراء فاطمة بنت عبد الله، إعداد وعرض: عائشة الودعاني: 35.
ـ انظر: قضايا البيئة المعاصرة، نصر حسن حيدر، الطبعة الأولى 1418هـ 1998م: 4.
ـ مجلة العربي، العدد 445 ديسمبر 1995م، الأشينات .. لغز الإنذار المبكر لتلوث الهواء، محسن حافظ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ البكتيريا: طفيليات مسببة للأمراض في عالمي النبات والحيوان جميعاً، ولكنها قد تكون عظيمة النفع, بل ضرورية, من نواح أخرى، فهي تساعد على صنع الزبدة والجبن والخل, وعلى إنتاج بعض الفيتامينات, وتستخدم في صنع الأسيتون, وكلها منافع ذات شأن, ولكنها تبدو تافهة إذا قيست بنشاطات البكتيريا الموجودة في التربة والهواء والماء، ذلك أن البكتيريا, بوصفها من عوامل الفساد, تكفل هي وبعض الفطريات الأخرى استمرار الدورات العضوية التي بواسطتها يتوفر الكربون والنيتروجين والأملاح المعدنية للأجيال الجديدة من الكائنات الحية، ولولا نشاط البكتيريا لتعذر على النباتات الخضراء نفسها أن تتكاثر وتتجدد بسبب من افتقارها إلى الكربون.
ـ التَّسْرِيرُ: موضع في بلاد غاضرة، والجنيبة: ثِنْيٌ من التسرير
ـ انظر مجلة العربي، العدد 426، مايو 1994 م، درع حيوي ضد التلوث، د. عواد الجدي.
ـ انظر: قضايا البيئة المعاصرة، نصر حسن حيدر، الطبعة الأولى 1418هـ 1998م: 25، والأشعة فوق البنفسجية: هي موجات إشعاع واقعة وراء الطرف البنفسجي من الطيف المنظور، أطوالها أقصر من أطوال الضوء المرئي وأطول من أطوال أشعة أكس، وإنما ينطلق الإشعاع فوق البنفسجي من الشمس بيد أن الغلاف الجوي يمتص جانباً كبيراً منه; وما يصل الأرض من هذا الإشعاع غير مؤذ نسبياً، ومهما يكن من أمر فإن في الإمكان إحداث الإشعاع فوق البنفسجي صنعياً، والواقع أن فرط التعرض له كثيراً ما ينزل بالكائنات الحية أذى كبيراً, ومن هنا كان استخدامه في إبادة الجراثيم.
والأشعة تحت الحمراء: هي موجات إشعاع واقعة تحت الطرف الأحمر من الطيف المنظور، أطوالها أكبر من أطوال الضوء المرئي ولكنها أقصر من أطوال الموجات اللاسلكية، والإشعاع تحت الأحمر يستخدم في التصوير الفوتوغرافي لأنه يمكننا من تصوير الأشياء التي لا ترى بالعين المجردة، وهو يستخدم أيضاً في عمليات التسخين والتجفيف, وفي صناعة الورق بغية إزالة الرطوبة منه، وتتميز الأشعة تحت الحمراء, إلى ذلك, بقدرتها على اختراق الضباب.
ـ الحمض النووي: مركب كيميائي معقد موجود في جميع الخلايا الحية، والأحماض النووية تتألف من الحمض الفوسفوري, وبعض المواد السكرية والقواعد العضوية، وهي تتحكم في الوراثة تحكماً كبيراً.
ـ انظر: قضايا البيئة المعاصرة، نصر حسن حيدر، الطبعة الأولى 1418هـ 1998م: 27.
ـ الكلور: عنصر غازي أصفرمخضر شديد السمية. رمزه ? Cl ?. رقمه الذري 17. وزنه الذري 35,4، نقطة انصهاره 103 مئوية تحت الصفر، نقطة غليانه 34 مئوية تحت الصفر، ثقله النوعي 1,56، والكلور عظيم النشاط كيميائياً, ومن أجل ذلك فإنه لا يوجد في الطبيعة حراً، وهو يتحد مع الفلزات واللافلزات، وهو يستخدم اليوم في صنع العقاقير الطبية, وتكرير السكر, وتنقية الماء, وفي صنع مسحوق التبييض, واللدائن, ومبيدات الحشرات ومطفئات الحريق، حضره الكيميائي السويدي كارل ولهم شايلي
(عام 1774) من حمض الهيدروكلوريك وثاني أكسيد المنغنيز وظل يعتبر مركباً إلى أن أقام السير همفري دايفي الدليل على استحالة حله (عام 1810).
والفلور: عنصر لافلزي هو عبارة عن غاز شديد السمية, أصفر شاحب, نفاذ الرائحة, مهرئ, سريع الالتهاب إلى حد بعيد، يتحول بالتبريد إلى سائل أصفر، لا يوجد حراً في الطبيعة, ولكن متحداً بالفلوريت, الذي يعتبر مصدره الأساسي, وبماء البحر والعظام والأسنان - ولو بمقادير قليلة – أيضاً، والفلور أشد العناصر تفاعلاً، وهو يتحد مع جميع العناصر باستثناء الهليوم والنيون والأرجون، عزله عام 1886 الكيميائي الفرنسي هنري مواسان، رمزه ? ? F رقمه الذري 9، وزنه الذري 18,99، نقطة انصهاره 2196 مئوية تحت الصفر، نقطة غليانه 188 مئوية تحت الصفر، ثقله النوعي 1,7، له استخدامات كثيرة في الكيمياء العضوية، ويستعان به اليوم للوقاية من نخر الأسنان عند الأطفال، وقد يضاف إلى مياه الشرب بغية مكافحة هذا البلاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
والكربون: عنصر لا فلزي متوافر في الطبيعة حراً ومركباً، موجود في جميع الكائنات الحية، وهو أساسي للحياة، والحيوانات إنما تستمد الطاقة من طريق أكسدة المركبات الكربونية التي يشتمل عليها غذاؤها، رمزه ? ? C، رقمه الذري 6، وزنه الذري 12,01، نقطة انصهاره 3550 مئوية، نقطة غليانه 4827 مئوية، وللكربون أشكال تآصلية ثلاثة, هي الماس, والغرافيت, والكربون الأسود، وهناك أكثر من نصف مليون مركب كيميائي تشتمل على الكربون, ومن أجل ذلك نشأ فرع خاص من علم الكيمياء يعنى بدراسة المركبات الكربونية ويعرف ب- ? الكيمياء العضوية ?، وفي عام 1961 اختير نظير الكربون 12 Carbon-21 معياراً تقاس على أساسه الأوزان الذرية لجميع العناصر الأخرى, وبذلك حل محل الأكسجين في هذا المجال.
ـ الأكزيما ويقال لها النملة: التهاب جلدي بعضه حاد وبعضه مزمن يصيب الوجه واليدين بخاصة، يتميز بالحكة واحمرار الجلد وظهور بثور لا تلبث أن تكسوها قشور وحراشف، والنملة لا تعدي, ولا يعرف سببها على وجه الضبط. ويذهب بعض العلماء إلى أنها استهدافية المنشأ، ومن أنواعها ما ينشأ عن احتكاك اليدين بالمواد الكيميائية، وهي تعالج, كما تعالج ضروب الاستهداف كلها, بالبحث عن السبب ثم اجتنابه، وأيا ما كان, ففي الإمكان التخفيف من وطأة النملة أو الأكزما باللجوء إلى بعض المسكنات، وقد لجئ في السنوات الأخيرة إلى الاستعانة على الأكزما ببعض المستحضرات الإستيرويدية Steroid Preparations فأثبتت فائدتها إلى حد كبير.
ـ هاليفاكس: مدينة في الجزء الشمالي من إنكلترا، تقع على مبعدة 32 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من مدينة مانتشستر، أسست في عهد السكسون. سكانها 115,000ن.
وهاليفاكس: عاصمة مقاطعة نوفا سكوتيا في كندا وكبرى مدنها أيضاً، أسسها البريطانيون, عام 1749. سكانها 175,000ن.
ـ مجلة العربي، العدد 511 يونيو 2001م، ممنوع دخول المتعطرين!!، رجب سعد السيد.
ـ يتكون الغلاف الجوي الغازي الذي يحيط بالكرة الأرضية من عدة أغلفة وهي: 1 ـ طبقة التروبوسفير
2 ـ الستراتوسفير 3 ـ الميروسفير 4 ـ الإينوسفير 5 ـ الإيكزوسفير أي الطبقة الخارجية.
ـ انظر: قضايا البيئة المعاصرة، نصر حسن حيدر، الطبعة الأولى 1418هـ 1998م: 30 بتصرف.
ـ انظر: قضايا البيئة المعاصرة، نصر حسن حيدر، الطبعة الأولى 1418هـ 1998م: 32 بتصرف.
ـ الرنة: أيل من جنس "رنجيفر" Rangifer ورتبة مزدوجات الأصابع، موطنه الأصقاع الشمالية من أوروبا وآسيا وأميركا، وقد دجن في أوروبا منذ قرون عديدة، يبلغ ارتفاعه حتى الكتفين متراً واحداً, ويبلغ وزنه نحواً من تسعين كيلو غراماً، ويتميز من سائر الأيائل بأن لذكوره وإناثه قروناً; بيد أن قرون ذكوره أضخم من قرون إناثه، وهو يحيا جماعات جماعات, ويقتات بالأعشاب في المقام الأول.
ـ انظر: قضايا البيئة المعاصرة، نصر حسن حيدر: 69.
ـ انظر: المصدر السابق: 126.
ـ انظر: ما هو علم البيئة، د. ف. أوين، ترجمة: باسل الطباع، منشورات وزارة الثقافة بدمشق، 1975م: 148.
ـ انظر حياة الحيوان الكبرى، كمال الدين الدميري، دار الكتب العلمية، بيروت: 1/ 222.
ـ انظر مجلة العربي، العدد 362 يناير 1989 م، النفايات السامة والصفقات المشبوهة، د. سمير رضوان.
ـ انظر مجلة العربي، العدد 362 يناير 1989م، النفايات السامة والصفقات المشبوهة، د. سمير رضوان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
زوروا موقعنا على الشبكة:
muhhmdkalo.jeeran.com/images/
?
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[31 Jan 2007, 07:25 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم
وأقترح لك تفسيرين مختصرين موثوقين معاصِرَين, تنقل منهما معاني الآيات التي تريد الاستشهاد بها على عناصر بحثك؛ فإن صحة المعنى شرط لصحة الاستنباط منه والبناء عليه, وهذان التفسيران هما:
التفسير الميسر:
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=1241
والمنتخب من تفسير القرآن:
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=2344
وفقك الله ونفع بك.(/)
هل في تفسير ابن عطية اعتزاليات؟
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[31 Jan 2007, 10:24 م]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وصحبه والتابعين.
وبعد،
جاء في الفتاوي الحديثية لابن حجر الهيتمي (صـ 242)
وسئل نفع الله به: هل في تفسير ابن عطية اعتزال؟
فأجاب بقوله: نعم فيه شيء كثير حتى قال الإمام المحقق ابن عرفة المالكي: يخشى على المبتديء منه أكثر ما يخاف عليه من كشاف الزمخشري لأن الزمخشري لما علمت الناس منه أنه مبتدع تخوفوا منه واشتهر أمره بين الناس مما فيه من الاعتزال ومخالفة الصواب وأكثروا من تبديعه وتضليله وتقبيحه وتجهيله، وابن عطية سني لكن لا يزال يدخل من كلام بعض المعتزلة ما هو من اعتزاله في التفسير ثم يقره ولا ينبه عليه ويعتقد أنه من أهل السنة وأن ما ذكره من مذهبهم الجاري على أصولهم. وليس الأمر كذلك فكان ضرر تفسير ابن عطية أشد وأعظم على الناس من ضرر الكشاف. أهـ
وقد قرر نحو ذلك ابن تيمية رحمه الله فقال: (361/ 13)
وتفسير ابن عطية وأمثاله أتبع للسنة والجماعة وأسلم من البدعة من تفسير الزمخشري ولو ذكر كلام السلف الموجود في التفاسير المأثورة عنهم على وجهه لكان أحسن وأجمل فإنه كثيرا ما ينقل من تفسير محمد بن جرير الطبري ـ وهو من أجل التفاسير وأعظمها قدرا ـ ثم إنه يدع ما نقله ابن جرير عن السلف لا يحكيه بحال ويذكر ما يزعم أنه قول المحققين وإنما يعني بهم طائفة من أهل الكلام الذين قرروا أصولهم بطرق من جنس ما قررت المعتزلة به أصولهم وإن كانوا أقرب إلى السنة من المعتزلة لكن ينبغي أن يعطى كل ذي حق حقه ويعرف أن هذا من جملة التفسير على المذهب ........ أهـ
وقال في موضع آخر: (388/ 13)
وتفسير ابن عطية خير من تفسير الزمخشري وأصح نقلا وبحثا وأبعد عن البدع وإن اشتمل على بعضها بل هو خير منه بكثير بل لعله أرجح هذه التفاسير لكن تفسير ابن جرير أصح من هذه كلها ....... أهـ
ــــــــــــ
سؤال للسادة الأعضاء:
هل تناول هذه المسألة أحد من الباحثين بتفصيل؟ ـ إثباتاً أو نفياً ـ.
برجاء التفصيل.
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[08 Feb 2007, 08:17 ص]ـ
لعل أحداً من الأعضاء يدلنا على دراسات حديثة عن ابن عطية وتفسيره تكون متوفرة على الشبكة، وجزاكم الله خيراً
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[09 Feb 2007, 11:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أشار الدكتور / الذهبي - رحمه الله تعالى - في كتابه " التفسير والمفسرون " إشارة سريعة إلى هذه المسألة ... فليراجع
كلامه.
ولعلكم تجدون بغيتكم في كتاب الدكتور / عبد الوهاب فايد
والمسمّى بـ " منهج ابن عطية في التفسير ".
وفقكم الله،،،
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 Feb 2007, 07:27 ص]ـ
السلام عليكم
لا نوافق على ذلك---ومن قرر عليه أن يأتينا بالدليل من تفسيره----
والآية المفصليّة عندهم هي " بلى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [البقرة: 81]
قال فيها إبن عطيّة
"وقالت طائفة: السيئة الشرك كقوله تعالى
{ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار}
[النمل: 90]، والخطيئات كبائر الذنوب، وقال قوم: " خطيئته " بالإفراد، وقال قوم: السيئةُ هنا الكبائر، وأفردها وهي بمعنى الجمع لما كانت تدل على الجنس، كقوله تعالى
{وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}
[إبراهيم: 34]، والخطيئة الكفر، ولفظة الإحاطة تقوي هذا القول وهي مأخوذة من الحائط المحدق بالشيء، وقال الربيع بن خيثم والأعمش والسدي وغيرهم: معنى الآية مات بذنوب لم يتب منها، وقال الربيع أيضاً: المعنى مات على كفره، وقال الحسن بن أبي الحسن والسدي: المعنى كل ما توعد الله عليه بالنار فهي الخطيئة المحيطة، والخلود في هذه الآية على الإطلاق والتأبيد في المشركين، ومستعار بمعنى الطول والدوام في العصاة وإن علم انقطاعه، كما يقال ملك خالد ويدعى للملك بالخلد.
وقوله تعالى: {والذين آمنوا} الآية. يدل هذا التقسيم على أن قوله {من كسب سيئة} الآية في الكفار لا في العصاة، ويدل على ذلك أيضاً قوله: {أحاطت} لأن العاصي مؤمن فلم تحط به خطيئته، ويدل على ذلك أيضاً أن الرد كان على كفار ادعوا أن النار لا تمسهم إلا أياماً معدودة فهم المراد بالخلود، والله أعلم.)
وهو كلام دال على موقفه السنّي--وإن حصل توافق بين علم من أهل السنّة وعلم من المعتزلة في قضيّة فرعية فهذا مما يسمح به المذهب كقضيّة السحر التي أنكر فيها بعض أهل السنّة أن يكون له حقيقة---
ومع ذلك فإبن عطيّة أقرّ بحقيقة السحر إذ قال في تفسير الفلق
(و {النفاثات في العقد} السواحر، ويقال إن الإشارة أولاً إلى بنات لبيد بن الأعصم اليهودي كن ساحرات وهن اللواتي سحرن مع أبيهم النبي صلى الله عليه وسلم وعقدن له إحدى عشرة عقدة، فأنزل الله تعالى إحدى عشرة آية بعد العقد، هي المعوذتان، فشفى الله النبي صلى الله عليه وسلم، والنفث شبه النفخ دون تفل ريق، وهذا النفث هو على عقد تعقد في خيوط ونحوها على اسم المسحور فيؤذى بذلك، وهذا الشأن في زمننا موجود شائع في صحراء المغرب، وحدثني ثقة أنه رأى عند بعضهم خيطاً أحمر قد عقد فيه عقد على فصلان فمنعت بذلك رضاع أمهاتها،)
وإن توفر وقت قد نتتبع باقي الآيات التي يحتج بها المعتزلة على مذهبهم مثبتين تباين موقفه عن موقفهم--
ودمتم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[روضة]ــــــــ[10 Feb 2007, 04:32 م]ـ
للأستاذ الدكتور مصطفى المشني كتاب بعنوان: (مدرسة التفسير في الأندلس)، تحدث فيه عن المفسرين الأندلسيين، واتجاهاتهم، واعتقاداتهم، ... إلخ.
وأفرد فصلاً للحديث عن الاتجاه الاعتزالي، افتتحه ببيان أصول المعتزلة الخمسة، وشرحها، ثم عرض من أقوال المفسرين ما يتعلق بهذه الأصول، كلّ على حدة، وعلى رأسهم القاضي ابن عطية. [وهذه المشاركة تلخيص لأهم ما ورد في كتاب الدكتور مما يتعلق بالقاضي ابن عطية].
فيما يتعلق بالأصل الأول من أصول المعتزلة، وهو التوحيد، والذي ينكرون في ضوئه أزليّة صفات الله تعالى، لما يلزم منها ـ حسب قولهم ـ المشابهة للحوداث، فقد أثبت ابن عطية أزلية الصفات خلافاً للمعتزلة الذين نفوا القدم عنها بموجب الأصل الأول عندهم، وهو التوحيد.
يقول ابن عطية في تفسيره لقوله تعالى: {وَلَوْ يَرَى ?لَّذِينَ ظَلَمُو?اْ إِذْ يَرَوْنَ ?لْعَذَابَ أَنَّ ?لْقُوَّةَ للَّهِ جَمِيعاً}: "وثبتت بنص هذه الآية القوة لله بخلاف المعتزلة في نفيهم معاني الصفات القديمة".
وقد ذهبت المعتزلة إلى استحالة رؤية الله في الدنيا والآخرة، وأما أهل السنة فيقولون بالمنع في الدنيا، والجواز في الآخرة، ونرى ابن عطية يقول عند تفسيره لقوله تعالى: {لاَّ تُدْرِكُهُ ?لأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ ?لأَبْصَارَ وَهُوَ ?للَّطِيفُ ?لْخَبِيرُ} [الأنعام: 103]: "أجمع أهل السنة على أن الله تعالى يرى يوم القيامة، يراه المؤمنون وقاله ابن وهب عن مالك بن أنس، والوجه أن يبين جواز ذلك عقلاً ثم يستند إلى ورود السمع بوقوع ذلك الجائز، واختصار تبيين ذلك يعتبر بعلمنا بالله عز وجل، فمن حيث جاز أن نعلمه لا في مكان ولا متحيز ولا مقابل ولم يتعلق علمنا بأكثر من الوجود، جاز أن نراه غير مقابل ولا محاذى ولا مكيفاً ولا محدوداً، وكان الإمام أبو عبد الله النحوي يقول: مسألة العلم حلقت لحى المعتزلة ثم ورد الشرع بذلك وهو قوله عز وجل:
{وجوه يؤمئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} [القيامة:22] وتعدية النظر يأتي إنما هو في كلام العرب لمعنى الرؤية لا لمعنى الانتظار على ما ذهبت إليه المعتزلة، وذكر هذا المذهب لمالك فقال: فأين هم عن قوله تعالى: {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون} [المطفّفين:15].
قال القاضي أبو محمد: فقال بدليل الخطاب ذكره النقاش، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم، فيما صح عنه وتواتر وكثر نقله: إنكم ترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر ونحوه من الأحاديث على اختلاف ترتيب ألفاظها، وذهبت المعتزلة إلى المنع من جواز رؤية الله تعالى يوم القيامة، واستحال ذلك بآراء مجردة، وتمسكوا بقوله تعالى: {لا تدركه الأبصار}، وانفصل أهل السنة عن تمسكهم بأن الآية مخصوصة في الدنيا، ورؤية الآخرة ثابتة بأخبارها، وانفصال آخر، وهو أن يفرق بين معنى الإدراك ومعنى الرؤية، ونقول إنه عز وجل تراه الأبصار ولا تدركه، وذلك الإدراك يتضمن الإحاطة بالشيء والوصول إلى أعماقه وحوزه من جميع جهاته، وذلك كله محال في أوصاف الله عز وجل، والرؤية لا تفتقر إلى أن يحيط الرائي بالمرئي ويبلغ غايته، وعلى هذا التأويل يترتب العكس في قوله {وهو يدرك الأبصار} ويحسن معناه، ونحو هذا روي عن ابن عباس وقتادة وعطية العوفي، فرقوا بين الرؤية والإدراك، وأما الطبري رحمه الله ففرق بين الرؤية والإدراك واحتج بقول بني إسرائيل إنَّا لمدركون فقال إنهم رأوهم ولم يدركوهم.
قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه: وهذا كله خطأ؛ لأن هذا الإدراك ليس بإدراك البصر، بل هو مستعار منه أو باشتراك، وقال بعضهم إن المؤمنين يرون الله تعالى بحاسة سادسة تخلق يوم القيامة، وتبقى هذه الآية في منع الإدراك بالأبصار عامة سليمة، قال: وقال بعضهم: إن هذه الآية مخصوصة في الكافرين، أي إنه لا تدركه أبصارهم لأنهم محجوبون عنه".
******************************
أما فيما يتعلق بالأصل الثاني، وهو العدل، الذي يعني عند المعتزلة أن أفعال الله كلها حسنة، وأنه لا يفعل القبيح، ولا يخلّ بما هو واجب، يلزم من هذا أن الله لا يرزق الحرام، بل الحلال فقط، ولا تتعلق إرادته بالقبيح والشر، كما أنه لا يخلق أفعال العباد، بل هم يخلقون أفعالهم بقدرة أودعها فيهم.
ردّ الإمام ابن عطية هذا الأصل، حيث قال عند قوله تعالى: {?لَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِ?لْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ ?لصَّلاةَ وَممَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [البقرة:3]: "والرزق عند أهل السنة. ما صح الانتفاع به حلالاً كان أو حراماً، بخلاف قول المعتزلة إن الحرام ليس برزق".
وقال حين فسر قوله تعالى: {وَأَنزَلَ مِنَ ?لسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ ?لثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 22]: "وانطلق اسم الرزق على ما يخرج من الثمرات قبل التملك، أي هي معدة أن يصح الانتفاع بها فهي رزق، ورد بهذه الآية بعض الناس قول المعتزلة إن الرزق ما يصح تملكه، وليس الحرام برزق".
وردّ في قضية خلق الأفعال، وقرّر عقيدة أهل السنة، وهي أن الله تعالى خالق أفعال العباد، وليس للعباد إلا الكسب، وبه يكون التكليف، وعليه يكون الثواب والعقاب.
عند قوله تعالى: {قُلْنَا ?هْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة:]، قال: "وفي قوله تعالى: {مني} إشارة إلى أن أفعال العباد خلق لله تعالى".
وقال: "وفي قوله تعالى: {والله يهدي من يشاء} [البقرة: 213] رد على المعتزلة في قولهم إن العبد يستبد بهداية نفسه".
أما قول المعتزلة إن الحسن ما حسّنه العقل، والقبيح ما قبّحه العقل، فقد ردّه ابن عطية بشكل صريح في تفسيره لقوله تعالى: {إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِ?لسُّو?ءِ وَ?لْفَحْشَآءِ وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ?للَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 169]، قال: "ثم استعملت اللفظة فيما يستقبح من المعاني، والشرع هو الذي يحسن ويقبح، فكل ما نهت عنه الشريعة فهو من الفحشاء".
يتبع ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[روضة]ــــــــ[10 Feb 2007, 04:34 م]ـ
الأصل الثالث: الوعد والوعيد، الذي يقتضي وجوب الثواب والعقاب على الله تعالى، وإلا لزم الخُلف في وعده ووعيده، فمرتكب الكبيرة إذا مات ولم يتب، فهو مخلّد في النار، لأن وعد الله له كذلك، ويترتب على هذا ـ عندهم ـ نفي الخروج من النار بالشفاعة، ولا بغيرها.
قال الدكتور مصطفى المشني: وفي هذا يتجلى اتجاه المفسرين الأندلسيين، وفي مقدمتهم ابن عطية، في الرد على المرجئة والمعتزلة والخوارج، وذلك بذكر أقوالهم في مرتكب الكبيرة، ثم ذكر عقيدة أهل السنة والانتصار لها، على أنها عقيدة أهل الحق والصواب.
يقول ابن عطية عند تفسيره لقوله تعالى: {إِنَّ ?للَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ وَمَن يُشْرِكْ بِ?للَّهِ فَقَدِ ?فْتَرَى? إِثْماً عَظِيماً} [النساء: 48]: "هذه مسألة الوعد والوعيد، وتلخيص الكلام فيها أن يقال: الناس أربعة أصناف، كافر مات على كفره، فهذا مخلد في النار بإجماع، ومؤمن محسن لم يذنب قطّ ومات على ذلك، فهذا في الجنة محتوم عليه حسب الخبر من الله تعالى بإجماع، وتائب مات على توبته فهو عند أهل السنة وجمهور فقهاء الأمة لاحق بالمؤمن المحسن إلا أن قانون المتكلمين أنه في المشيئة، ومذنب مات قبل توبته، فهذا موضع الخلاف.
فقالت المرجئة: هو في الجنة بإيمانه ولا تضره سيئاته، وبنوا هذه المقالة على أن جعلوا آيات الوعيد كلها مخصصة في الكفار، وآيات الوعد عامة في المؤمنين، تقيّهم وعاصيهم.
وقالت المعتزلة: إذا كان صاحب كبيرة فهو في النار ولا بد.
وقالت الخوارج: إذا كان صاحب كبيرة أو صغيرة فهو في النار مخلد ولا إيمان له، لأنهم يرون كل الذنوب كبائر، وبنوا هذه المقالة على أن جعلوا آيات الوعد كلها مخصصة في المؤمن المحسن الذي لم يعص قط، والمؤمن التائب، وجعلوا آيات الوعيد عامة في العصاة كفاراً أو مؤمنين.
وقال أهل السنة والحق: آيات الوعد ظاهرة العموم، وآيات الوعيد ظاهرة العموم، ولا يصح نفوذ كلها لوجهه بسبب تعارضها، كقوله تعالى: {لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى} [الليل 15 - 16] وهذه الآية هي الحاكمة ببيان ما تعارض من آيات الوعد والوعيد وقوله: {ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم} [الجن:23].
فلا بد أن نقول: إن آيات الوعد لفظها لفظ عموم، والمراد بها الخصوص في المؤمن المحسن، وفي التائب، وفيمن سبق في علمه تعالى العفو عنه دون تعذيب من العصاة، وأن آيات الوعيد لفظها عموم، والمراد بها الخصوص في الكفرة وفيمن سبق في علمه تعالى أنه يعذبه من العصاة، وتحكم بقولنا: هذه الآية النص في موضع النزاع، وهي قوله تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} فإنها جلت الشك وردت على الطائفتين، المرجئة والمعتزلة، وذلك أن قوله تعالى {إن الله لا يغفر أن يشرك به} فصل مجمع عليه، وقوله: {ويغفر ما دون ذلك} فصل قاطع بالمعتزلة راد على قولهم رداً لا محيد عنه، ولو وقفنا في هذا الموضع من الكلام لصح قول المرجئة، فجاء قوله {لمن يشاء} راداً عليهم، موجباً أن غفران ما دون الشرك إنما هو لقوم دون قوم، بخلاف ما زعموه من أنه مغفور لكل مؤمن.
قال القاضي ابو محمد: ورامت المعتزلة أن ترد هذه الآية إلى قولها، بأن قالوا: " من يشاء " هو التائب، وما أرادوه فاسد، لأن فائدة التقسيم في الآية كانت تبطل، إذ التائب من الشرك يغفر له.
قال القاضي أبو محمد: ورامت المرجئة أن ترد الآية إلى قولها، بأن قالوا: {لمن يشاء} معناه: يشاء أن يؤمن، لا يشاء أن يغفر له، فالمشيئة معلقة بالإيمان ممن يؤمن، لا بغفران الله لمن يغفر له، ويرد ذلك بأن الآية تقتضي على هذا التأويل أن قوله: {ويغفر ما دون ذلك} عام في كافر ومؤمن، فإذا خصص المؤمنون بقوله {لمن يشاء} وجب أن الكافرين لا يغفر لهم ما دون ذلك، ويجازون به.
قال القاضي أبو محمد: وذلك وإن كان مما قد قيل - فهو مما لم يقصد بالآية على تأويل أحد من العلماء، ويرد على هذا المنزع بطول التقسيم، لأن الشرك مغفور أيضاً لمن شاء الله أن يؤمن".
والحديث عن الأصل الثالث، تضمن بيان رأيه في الأصل الرابع عند المعتزلة، وهو أن مرتكب الكبيرة في منزلة بين المنزلتين.
أما الأصل الخامس للمعتزلة، وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلم تثر حوله خلافات مذهبية بين أهل السنة والمعتزلة، فهما متفقان عليه من حيث المعنى والحكم الذي هو الوجوب.
ثم ختم الدكتور مصطفى هذا المبحث، بقوله:
اتضح من خلال البحث أن المفسرين الأندلسيين كانوا على النقيض من تلك الأصول، كما أثبتوا من خلال عرضِهم لها، ومناقشتِهم وردِّهم اتجاهَهم السليمَ البعيدَ عن البدع والضلالات، المتمثل في عقيدة أهل السنة، وهي عقيدة الحق والصواب. أ. هـ.
**********************************
وهذه النصوص المنقولة من تفسير (المحرر الوجيز) للإمام ابن عطية، لا تترك مجالاً للشك، في أنه لا يعتقد عقيدة المعتزلة، ولا يدين بها، فبغير الاعتقاد بهذه الأصول الخمسة لا يكون الإنسان معتزلياً، وهو قد ردَّها جميعها، فكيف يقال: إن في تفسيره اعتزاليات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[10 Feb 2007, 04:55 م]ـ
الأخ الفاضل أبا فاطمة
لقد أثرت سؤالاً مشكلاً بلا ريب، والأمر يحتاج إلى نظر علمي بلا عاطفة أو تحيُّز مذهبي، وأحب أن أذكر الموضوع في نقاط:
أولاً: إن ابن عرفة الورغمي الماكي وابن حجر الهيتمي أشعريان، وقد اشتد نكيرهما على ابن عطية، وهو أشعري كذلك ـ رحم الله الجميع ـ فصار الكلام منصبَّا في هذه المدرسة، وكلامهما ـ كما تراه ـ عنيف وقوي على مفسر هذا التفسير، فهما يتهمانه صراحة بالاعتزال، ويحذران منه أشد من تحذيرهما من كشاف الزمخشري.
ثانيًا: إن كلام ابن تيمية، وهو من رفع لواء الانتصار لمذهب السلف ـ أدق من كلام ابن عرفة وابن حجر؛ لأنه يصفه بأنه اتبع من قرر أصوله من جنس ما قررت المعتزلة به أصولهم، والذي ظهر لي من خلال قراءة هذا التفسير أن مراد ابن تيمية مسألة تقديم العقل على النقل، وتفصيل هذا الموضوع ليس هذا محله، ومن أراد الاستزادة في هذا فلا مانع أ، يراسلني على الخاص لأوقفه على شيء من هذه المسائل؛ لكيلا يخرج النقاش عما طرحه الأخ الفاضل أبو فاطمة.
ثالثًا: إن ابن عطية لم يكن معتزليًا البتة، بل هو يقرر المعتقد على مذهب الأشاعرة، وقد تأصل بكتب أبي المعالي الجويني، وأبي الطيب الباقلاني، وغيرهما من متكلمي الأشاعرة، كما ذكر ذلك في كتابه المعنون بـ (فهرست ابن عطية).
والدليل على ذلك أني وقفت على اكثر من أربعين موطنًا يرد فيها على المعتزلة صراحة، وكان رده عليهم متنوعًا في مجموعة من عقائدهم، ومن أمثلة ردِّه ما يأتي:
1 ـ في وقوله تعالى: {ومما رزقناهم ينفقون} قال: (والرزق عند أهل السنة. ما صح الانتفاع به حلالاً كان أو حراماً، بخلاف قول المعتزلة إن الحرام ليس برزق).
2 ـ قال واختلف المتأولون في قوله تعالى: {يضل به كثير ويهدي به كثيراً} فقيل هو من قول الكافرين، أي ما مراد الله بهذا المثل الذي يفرق به الناس إلى ضلالة وإلى هدى؟ وقيل بل هو خبر من الله تعالى أنه يضل بالمثل الكفار الذين يعمون به، ويهدي به المؤمنين الذين يعلمون أنه الحق. وفي هذا رد على المعتزلة في قولهم: «إن الله لا يخلق الضلال» ولا خلاف أن قوله تعالى: {وما يضل به إلا الفاسقين} من قوله الله تعالى.
3 ـ قال في قوله تعالى: (ما ننسخ من آية أو ننسها): والمنسوخ عند أئمتنا: الحكم الثابت نفسه: لا ما ذهبت إليه المعتزلة، من أنه مثل الحكم الثابت فيما يستقبل، والذي قادهم إلى ذلك مذهبهم في أن الأوامر مرادة، وأن الحسن صفة نفسية للحسن، ومراد الله تعالى حسن، وقد قامت الأدلة على أن الأوامر لا ترتبط بالإرادة، وعلى أن الحسن القبح في الأحكام إنما هو من جهة الشرع لا بصفة نفسية.
4 ـ قال في قوله تعالى: وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165): (وثبتت بنص هذه الآية القوة لله بخلاف المعتزلة في نفيهم معاني الصفات القديمة).
5 ـ في تفسير قوله تعالى: (الحي القيوم)، قال: (و {الحي} صفة من صفات الله تعالى ذاتية، وذكر الطبري، عن قوم أنهم قالوا: الله تعالى حي لا بحياة. وهذا قول المعتزلة وهو قول مرغوب عنه، وحكي عن قوم أنه حي بحياة هي صفة له، وحكي عن قوم أنه يقال حي كما وصف نفسه، ويسلم ذلك دون أن ينظر فيه، و {القيوم} فيعول من القيام أصله قيووم اجتمعت الياء والواو وسبقت إحداهما بالسكون فأدغمت الأولى في الثانية بعد قلب الواو ياء، وقيوم بناء مبالغة أي: هو القائم على كل أمر بما يجب له، وبهذا المعنى فسره مجاهد والربيع والضحاك).
وهناك غير هذه الأمثلة في الرد الصريح،، لذا لا زلت أستغرب كلام هذين العالمين ـ ابن عرفة وابن حجر الهيتمي ـ لأنهما لا يمكن أن يصدرا مثل هذا القول عن جهل وعدم تحقيق، خصوصًا إذاعلمت أن ابن عرفة المالكي قد اعتمد كتاب ابن عطية مصدرًا من مصادره في مجالس التفسير التي كان يعقدها، وقد قرأه ـ فيما يظهرـ قراءة فاحصة، ولم أقف ـ فيما طُبع من تفسير ابن عرفة ـ على انتقاده لابن عطية من هذا الجانب.
ومن الأمور المهمة لمن أراد أن يتصدى لبيان ما وقع فيه ابن عطية من موافقة للمعتزلة ـ إن كان وقع ـ أن يكون عارفًا بدقائق المذهب الاعتزالي؛ ليظهر له بالموازنة موافقات ابن عطية لهم.
رابعًا: هناك فائدة زائدة على السؤال، وهي أن تفسير ابن عطية على اسمه (تفسير محرر)، وهو من أصول كتب التفسير المهمة التي يحسن بطالب العلم اقتناؤها والاستفادة منها، وأن لا يدعوه ما يُحكى من مثل هذا الكلام عن ابن عطية أن لا يستفيد منه، بل إن فيه من حسن التعليق على كلام السلف، وتوجيه أقوالهم ما لا تجده في غيره، ولقد ظهر لي أن هذه السمة من السمات البازوة في تفسير ابن عطية رحمه الله.
تنبه: أرجو أن لا يخرج الموضوع عن حد السؤال، والله الموفق للصواب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[10 Feb 2007, 05:08 م]ـ
كنت اول ما وقفت على نسب ابن عطية للمعتزلة في شرحين:
الأول: تحفة الأحوذي، وقد جاء فيه:
(قَوْلُهُ: (مَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ)
أَيْ بِغَيْرِ دَلِيلٍ يَقِينِيٍّ أَوْ ظَنِّيٍّ نَقْلِيٍّ أَوْ عَقْلِيٍّ مُطَابِقٍ لِلشَّرْعِيِّ، قَالَهُ الْقَارِي. وَقَالَ الْمُنَاوِيُّ أَيْ قَوْلًا يَعْلَمُ أَنَّ الْحَقَّ غَيْرُهُ وَقَالَ فِي مُشْكِلِهِ بِمَا لَا يَعْرِفُ
(فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ)
أَيْ لِيُهَيِّئْ مَكَانَهُ مِنْ النَّارِ قِيلَ الْأَمْرُ لِلتَّهْدِيدِ وَالْوَعِيدِ، وَقِيلَ الْأَمْرُ بِمَعْنَى الْخَبَرِ. قَالَ اِبْنُ حَجَرٍ: وَأَحَقُّ النَّاسِ بِمَا فِيهِ مِنْ الْوَعِيدِ، قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ سَلَبُوا لَفْظَ الْقُرْآنِ مَا دَلَّ عَلَيْهِ وَأُرِيدَ بِهِ أَوْ حَمَلُوهُ عَلَى مَا لَمْ يَدُلَّ عَلَيْهِ وَلَمْ يَرِدْ بِهِ فِي كِلَا الْأَمْرَيْنِ مِمَّا قَصَدُوا نَفْيَهُ أَوْ إِثْبَاتَهُ مِنْ الْمَعْنَى فَهُمْ مُخْطِئُونَ فِي الدَّلِيلِ وَالْمَدْلُولِ مِثْلُ تَفْسِيرِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَيْسَانَ الْأَصَمِّ وَالْجُبَّائِيِّ وَعَبْدِ الْجَبَّارِ وَالْهَانِيِّ وَالزَّمَخْشَرِيِّ وَأَمْثَالِهِمْ. وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يَدُسُّ الْبِدَعَ وَالتَّفَاسِيرَ الْبَاطِلَةَ فِي كَلَامِهِمْ الْجَذِلِ فَيَرُوجُ عَلَى أَكْثَرِ أَهْلِ السُّنَّةِ كَصَاحِبِ الْكَشَّافِ، وَيَقْرُبُ مِنْ هَؤُلَاءِ تَفْسِيرُ اِبْنِ عَطِيَّةَ، بَلْ كَانَ الْإِمَامُ اِبْنُ عَرَفَةَ الْمَالِكِيُّ يُبَالِغُ فِي الْحَطِّ عَلَيْهِ وَيَقُولُ إِنَّهُ أَقْبَحُ مِنْ صَاحِبِ الْكَشَّافِ لِأَنَّ كُلَّ أَحَدٍ يَعْلَمُ اِعْتِزَالَ ذَلِكَ فَيَجْتَنِبُهُ، بِخِلَافِ هَذَا فَإِنَّهُ يُوهِمُ النَّاسَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ).
الثاني مرقاة المفاتيح لملا علي قاري، قال:
(قال ابن حجر وأحق الناس بما فيه من الوعيد قوم من أهل البدع سلبوا لفظ القرآن ما دل عليه وأريد به أو حملوه على ما لم يدل عليه ولم يرد به في كلا الأمرين مما قصدوا نفيه أو إثباته من المعنى فهم مخطئون في الدليل والمدلول مثل تفسير عبد الرحمن بن كيسان الأصم والجبائي وعبد الجبار والرماني والزمخشري وأمثالهم ومن هؤلاء من يدس البدع والتفاسير الباطلة في كلامهم الجزل فيروج على أكثر أهل السنة كصاحب الكشاف ويقرب من هؤلاء تفسير ابن عطية بل كان الإمام ابن عرفة المالكي يبالغ في
الحط عليه ويقول إنه أقبح من صاحب الكشاف لأن كل أحد يعلم اعتزال ذلك فيجتنبه بخلاف هذا فإنه يوهم الناس أنه من أهل السنة)، ولم أجد هذا الكلام عند ابن حجر ـ إن كان الهيتمي ـ إلا ما كان في الفتاوى الحديثية، لكن لا يوجد في الفتواى كل هذه التفاصيل، فلعلها من كتاب آخر، والله أعلم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 Feb 2007, 05:11 م]ـ
السلام عليكم
وليس لنا بعد كلام الدكتور الطيّار كلام------
ـ[روضة]ــــــــ[10 Feb 2007, 05:17 م]ـ
السلام عليكم
وليس لنا بعد كلام الدكتور الطيّار كلام------
فعلاً فقد أنصفت يا د. مساعد، بارك الله فيك ..
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[10 Feb 2007, 05:27 م]ـ
أشكر الأخ الفاضل جمال والأخت الفاضلة روضة، ولم أطلع على تعليقك، إلا بعد تسجيلي تعليقاتي، فيبدو أنك كتبتيها وأنا أعدُّ التعليق، ولقد ظهر ـ والحمد لله ـ الاتفاق على نفي الاعتزال عن ابن عطية، ولله الحمد.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[10 Feb 2007, 06:10 م]ـ
الشيخ الفاضل / د. مساعد الطيّار – حفظه الله تعالى-:
قلتم: " ... والدليل على ذلك أني وقفت على اكثر من أربعين موطنًا يرد فيها على المعتزلة صراحة، وكان رده عليهم متنوعًا في مجموعة من عقائدهم "
شيخنا الفاضل ... هل وقفتم على كلام ابن عطية – رحمه الله – عند تفسير قوله تعالى:
" للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " يونس:26
فكما لا يخفى عليكم يا شيخنا الكريم أنّ من عقائد المعتزلة – وإن كان ليس من أصولهم – نفي رؤية الله سبحانه وتعالى سواء في الدنيا أم في الآخرة.
وهذا نص كلام المصنف – رحمه الله تعالى – في تفسير الآية الكريمة:
" وقوله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} الآية، قالت فرقة وهي الجمهور: {الحسنى} الجنة و " الزيادة " النظر إلى وجه الله عز وجل، وروي في نحو ذلك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه صهيب، وروي هذا القول عن أبي بكر الصديق وحذيفة وأبي موسى الأشعري وعامر بن سعد وعبد الرحمن ابن أبي ليلى، وروي عن علي بن أبي طالب أنه قال: " الزيادة " غرفة من لؤلؤة واحدة، وقالت فرقة {الحسنى} هي الحسنة، و " الزيادة " هي تضعيف الحسنات إلى سبعمائة فدونها حسبما روي في نص الحديث، وتفسير قوله تعالى:
{والله يضاعف لمن يشاء}
[البقرة: 261]، وهذا قول يعضده النظر ولولا عظم القائلين بالقول الأول لترجح هذا القول " اهـ
ولعلكم يا شيخنا الكريم تتبعون كلام ابن عطية – رحمه الله – في تفسيره لمعنى الاستواء ... فالذي يظهر أنه ليس أشعريا جلدا!
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[11 Feb 2007, 06:21 ص]ـ
رجعتُ إلى كتاب " المفسّرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات " للشيخ المغرواي .. فوجدته يصرح بقوله "
أما أبو محمد بن عطية فيمزج بين الأشعرية والاعتزال، ويميل أحيانا إلى الاعتزال ... " اهـ
فما رأي الشيخ الطيار – حفظه الله تعالى -؟
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[11 Feb 2007, 10:55 ص]ـ
اما المغراوي فلا يصلح كلامه للنظر بسبب تعصبه ودخوله في كتابه بوجهة نظر مسبقة طغت على الكتاب مما تعد احكامه في كثير من جوانبها في غاية العنف
ماما شيخنا الطيار فقد طار بالبحث كل مطار وحلق غاية التحليق فاجاد وافاد وابلغ واوجز جزاه الله خيرا
اما تفسير من لم يفسر الزيادة بالنظر الى وجه الله الكريم فليست مخرجة اياه عن المعتقد الصحيح وانما الاية تحتمل هذا وغيرة والعبرة بالنصوص القاطعة لا فيما يحتمله التاويل والله اعلم
ـ[روضة]ــــــــ[11 Feb 2007, 01:06 م]ـ
قول الإمام ابن عطية: " وقوله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} الآية، قالت فرقة وهي الجمهور: {الحسنى} الجنة و " الزيادة " النظر إلى وجه الله عز وجل، وروي في نحو ذلك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه صهيب، وروي هذا القول عن أبي بكر الصديق وحذيفة وأبي موسى الأشعري وعامر بن سعد وعبد الرحمن ابن أبي ليلى، وروي عن علي بن أبي طالب أنه قال: " الزيادة " غرفة من لؤلؤة واحدة، وقالت فرقة {الحسنى} هي الحسنة، و " الزيادة " هي تضعيف الحسنات إلى سبعمائة فدونها حسبما روي في نص الحديث، وتفسير قوله تعالى: {والله يضاعف لمن يشاء} [البقرة: 261]، وهذا قول يعضده النظر ولولا عظم القائلين بالقول الأول لترجح هذا القول " اهـ.
لا يخفى على المنصف أن هذا النص ليس فيه نفي رؤية الله تبارك وتعالى، فأقصى ما في الأمر أنه أورد الاختلاف في معنى الزيادة، ثم رجّح أن الزيادة هي الرؤية، حيث قال بعد أن ذكر رأي فرقة بأن الزيادة هي تضعيف الحسنات: (( .... وهذا قول يعضده النظر ولولا عظم القائلين بالقول الأول لترجح هذا القول))، و (لولا) كما هو معروف أداة امتناع لوجود، فوجود قول عن عظماء بأن الزيادة هي الرؤية، منعه من ترجيح القول بأن الزيادة هي تضعيف الحسنات.
ومن أراد معرفة مذهب أحد المفسرين في مسألة الرؤية من الطبيعي أن يرى ما قاله في تفسير قوله تعالى: {وجوه يؤمئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} [القيامة:22]، أو قوله تعالى: {لاَّ تُدْرِكُهُ ?لأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ ?لأَبْصَارَ وَهُوَ ?للَّطِيفُ ?لْخَبِيرُ} [الأنعام: 103].
وقد نقلتُ ما قاله في هاتين الآيتين، واتضح بما لا مجال فيه للشك بأنه يثبت الرؤية على ما هو مذهب أهل السنة والجماعة.
فلينظر القارئ في نصوص العلماء بعين المنصِف، فلا يقوّلهم حسب أهوائه، ولا يتهمهم بما لم يرد عنهم بسبب سوء فهمه لنصوصهم، أو بسبب اصطحابه حكماً مسبقاً.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[11 Feb 2007, 02:09 م]ـ
اخي الكريم عمار الحديث فيما أورد فيه أمور:
الأول: أن تفسير ابن عطية للزيادة لا غبار عليه البتة، بل هو متبع لقول السلف لم يحد عنهم، وإنما زادك فائدة في طريقة الترجيح عند تعارضها، وتلك فائدة ثمينة جدًا.
الثاني: أنه لا يؤخذ من هذا النص الواحد رأيه في الرؤية، وله في إثبات الرؤية نصوص متعددة، وهي مجموعة عندي كلها، ومنها:
1 ـ عند قوله تعالى: (لن تراني) قال: (ورؤية الله عز وجل عند الأشعرية وأهل السنة جائزة عقلاً، لأنه من حيث هو موجود تصح رؤيته، قالوا لأن الرؤية للشيء لا تتعلق بصفة من صفاته أكثر من الوجود، إلا أن الشريعة قررت رؤية الله تعالى في الآخرة نصاً ومنعت من ذلك في الدنيا بظواهر من الشرع).
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ عند قوله تعالى: (لا تدركه الأبصار) قال: (أجمع أهل السنة على أن الله تعالى يرى يوم القيامة، يراه المؤمنون وقاله ابن وهب عن مالك بن أنس، والوجه أن يبين جواز ذلك عقلاً ثم يستند إلى ورود السمع بوقوع ذلك الجائز، واختصار تبيين ذلك يعتبر بعلمنا بالله عز وجل، فمن حيث جاز أن نعلمه لا في مكان ولا متحيز ولا مقابل ولم يتعلق علمنا بأكثر من الوجود، جاز أن نراه غير مقابل ولا محاذى ولا مكيفاً ولا محدوداً، وكان الإمام أبو عبد الله النحوي يقول: مسألة العلم حلقت لحى المعتزلة ثم ورد الشرع بذلك وهو قوله عز وجل: {وجوه يؤمئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} [القيامة: 22] وتعدية النظر يأتي إنما هو في كلام العرب لمعنى الرؤية لا لمعنى الانتظار على ما ذهبت إليه المعتزلة، وذكر هذا المذهب لمالك فقال: فأين هم عن قوله تعالى: {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون} [المطفّفين: 15].
قال القاضي أبو محمد: فقال بدليل الخطاب ذكره النقاش ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم، فيما صح عنه وتواتر وكثر نقله: إنكم ترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر ونحوه من الأحاديث على اختلاف ترتيب ألفاظها، وذهبت المعتزلة إلى المنع من جواز رؤية الله تعالى يوم القيامة واستحال ذلك بآراء مجردة، وتمسكوا بقوله تعالى: {لا تدركه الأبصار} وانفصل أهل السنة عن تمسكهم بأن الآية مخصوصة في الدنيا، ورؤية الآخرة ثابتة بأخبارها، وانفصال آخر، وهو أن يفرق بين معنى الإدراك ومعنى الرؤية، ونقول إنه عز وجل تراه الأبصار ولا تدركه، وذلك الإدراك يتضمن الإحاطة بالشيء والوصول إلى أعماقه وحوزه من جميع جهاته، وذلك كله محال في أوصاف الله عز وجل، والرؤية لا تفتقر إلى أن يحيط الرائي بالمرئي ويبلغ غايته، وعلى هذا التأويل يترتب العكس في قوله {وهو يدرك الأبصار} ويحسن معناه، ونحو هذا روي عن ابن عباس وقتادة وعطية العوفي، فرقوا بين الرؤية والإدراك، وأما الطبري رحمه الله ففرق بين الرؤية والإدراك واحتج بقول بني إسرائيل إنَّا لمدركون فقال إنهم رأوهم ولم يدركوهم.
قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه: وهذا كله خطأ لأن هذا الإدراك ليس بإدراك البصر بل هو مستعار منه أو بإشتراك، وقال بعضهم إن المؤمنين يرون الله تعالى بحاسة سادسة تخلق يوم القيامة، وتبقى هذه الآية في منع الإدراك بالأبصار عامة سليمة، قال: وقال بعضهم: إن هذه الآية مخصوصة في الكافرين، أي إنه لا تدركه أبصارهم لأنهم محجوبون عنه.
قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه: وهذه الأقوال كلها ضعيفة ودعاو لا تستند إلى قرآن ولا حديث).
الثالث: يترتب من هذا قضية مهمة، وهي أنه إذا وُجِد لمسألة ما أكثر من دليل، وتوقف عالم من العلماء في صحة أحد هذه الادلة؛ إما من جهة الثبوت ـ إن كان في الاخبار ـ في الإسناد، وإما من جهة الدلالة، فإن هذا لا يعني أنه ينكر المسألة في أصلها، وإنما هو لا يرى دلالة هذا الدليل على هذه المسألة، وهذه قضية مهمة ودقيقة قد يغفل عنها بعض القراء، فيحسن جمع موارد كلام العالم في المسألة ليتبن مراده الذي يذهب إليه.
والحال هنا أن أبن عطية لو ذهب إلى عدم دلالة آية (وزيادة) على الرؤية لأحد العوارض التي تعرض له ولغيره من العلماء، فإنه لا يُعدُّ منكرًا للرؤية، وإنما هو يعترض على دلالة هذه الآية عليها لسبب عنده.
هذا، مع أن ابن عطية يذهب بالآية إلى تفسيرها بالرؤية، وإنما حكيت لك الامر افتراضًا لتتبين المسألة، وفي ذلك أمثلة غير هذا في تطبيقات العلماء العلمية.
الرابع: أن الأمر في هذه المسألة يتعلق بنسبة عالم إلى معتقد لا يظهر أنه يعتقده، فمن قال بأنه معتزلي أو يميل إلى الاعتزال، فعليه الدليل، وذلك أصل علمي لا يحيد عنه أحد، وإلا فالدعاوى قد تظهر على كثير من العلماء، وعند التحقيق لا ترى منها ما يثبت.
الخامس: كلامنا ـ نحن البشر ـ يُحتجُّ له ولا يُحتجُّ به، وما ذكرته عن الشيخ المغراوي حفظه الله من قوله: (أما أبو محمد بن عطية فيمزج بين الأشعرية والاعتزال، ويميل أحيانا إلى الاعتزال ... ) يندرج تحت الفقرة الرابعة التي أوردتها لك، فهل ذكر المغراوي مثالاً على ميله للاعتزال؟!
السادس: فائدة زائدة:
أحب ان تعلم أن إتيان بعض المسائل العقدية في كتب التفسير من زاوية واحدة، أو من خلال فهم لجزء من عقيدة المؤلف أو كذا عقيدة الباحث = يورث القصور في الحصول على النتائج، والعدل أن يكون مقام النقد مبينًا عما للمفسر وما عليه، حتى لو كنت تخالفه في المعتقد؛ لأن إظهار جانب معين والتركيز عليه سيورث زُهد طلاب العلم بذلك المفسر وكتابه.
وانظر ما يحصل لك لو أردت أن تقرأ الكشاف، مع أنه من أكثر كتب التفسير نقدًا، فقل عالم إلا انتقده، وكره ما فيه من اعتزاليات، لكن لم يمنعهم هذا من الاستفادة من الجوانب الاخرى التي تميز بها، بل كان سببًا في بروز بحوث كثيرة للعلماء في مجال بلاغة القرآن الكريم، ولا يتغافل عن هذا إلا من لا يحب الإنصاف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[11 Feb 2007, 08:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيخ وبارك الله فيكم. أحب أن أوضح بعض النقاط لكم وللقراء:
أولا: استشهادي بكلام الشيخ المغرواي – حفظه الله – لا يعني أنني أوردته كدليل يجب التسليم له! بل كان غرضي هو مناقشة الشيخ والتدقيق في كلامه لنرى ما إذا كان كلامه يستند إلى أدلة علمية تعضد رأيه أم لا.
ثانيا: أستغفر الله مما قلتُ في تعقيبي الأول ... ولقد خطر لي قبل قراءة تعليق الشيخ مساعد – حفظه الله – أن أتتبّع كلام الإمام ابن عطية – رحمه الله – في مواطن أخرى متعلقة بمسألة الرؤية ... وكانتْ المفاجأة أن تبيّن لذهني الضعيف ما ذكره الشيخ مساعد - حفظه الله – في تعقيبه السابق.
ثالثا: نظرتُ في بعض كتب التراجم كطبقات المفسرين للسيوطي وتاريخ الإسلام للذهبي وغيرها .. فلم أجد عند من ترجم لهذا الإمام إلا خيرا، لكن لا يزال الأمر مشكلا ونحن نقف أمام نصين من عالمَيْنِ محققين .. وكما قال الشيخ مساعد: " لأنهما لا يمكن أن يصدرا مثل هذا القول عن جهل وعدم تحقيق " اهـ
فكيف يمكن توجيه حكمهما؟! رحم الله الجميع وغفر لنا ولهم.
رابعا: جزاكم الله خيرا يا شيخ مساعد على فوائدكم وجعل ذلك في ميزان حسناتكم.
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[12 Feb 2007, 10:32 م]ـ
جزاكم الله جميعاً خيراً كثيرا ً، فلقد استفدت من مشاركاتكم خاصة ما تفضل به الدكتور مساعد وفقه الله للخير.
ولكني أريد أن أنبه إلى أمر وهو أن سؤالي لا يعني أن ابن عطية يميل إلى المعتزلة أو يقول بكل أقوالهم أو بكل أصولهم، حتى يقال: إن رده لأصولهم دليل على أنه ليس في كتابه شيء من أقوالهم؛ إذ حكاية أقوالهم وتقريرها ـ بدون معرفة كما يفهم من كلام ابن تيمية ـ لا ينفي أن فيه اعتزاليات. ولعل الفرق واضح بين قولنا: في كلامه اعتزاليات. وبين قولنا: هو يميل إلى المعتزلة.
وأستطيع أن أقيد ما استفدته من هذه المشاركات الطيبة في عدة نقاط:
ـــ أن ابن عطية قد رد على المعتزلة في مواضع عدة من تفسيره.
ـــ أنه قد اتفق معهم في أصل عام وهو تقديم العقل على النص.
ــ أن كلام ابن حجر وابن عرفة يظهر فيه المبالغة وأن كلام ابن تيمية كان أدق.
ـــ أن هناك من الباحثين المعاصرين من وافق ابن حجر وابن عرفة في قولهما.
ــ أن هذه المسألة ما زالت بحاجة إلى بحث، وخاصة من أهل الاختصاص ـ دارسي العقيدة ـ وذلك لمعرفة ابن عرفة بهذا الكتاب ودرايته بما فيه، وأيضاً لتتبع أقوال ابن عطية هل فيها ما يوافق أقوالهم بالفعل أم لا؟
ولا يزال الكلام في هذه المسألة غير قاطع. فلعل الله ييسر.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[27 Feb 2007, 02:01 م]ـ
الذي ندين الله عليه أن ابن عطية ليس من المعتزلة، وشيخ الاعتزال من المفسرين الزمخشري فيما دون هذه النقطه له
فضل على المفسرين جميعاً والله ذو فضل على العالمين.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[03 Mar 2007, 02:04 م]ـ
لمزيد بيان ينظر إلى:
عقيدة ابن عطية من خلال تفسيره المحرر الوجيز ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5871)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 Mar 2007, 05:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ذكرتم - نفع الله بكم -
(ولم أجد هذا الكلام عند ابن حجر ـ إن كان الهيتمي ـ إلا ما كان في الفتاوى الحديثية، لكن لا يوجد في الفتواى كل هذه التفاصيل، فلعلها من كتاب آخر، والله أعلم.)
انتهى
فائدة
أولا:
مصدر المباركفوري صاحب التحفة = شرح المشكاة لملا علي القاري
والنص في شرحه كما في نقلكم - حفظكم الله ونفع بكم -
ثانيا:
] [®] [^] [®] [مصدر ملا علي القاري = كتاب شرح المشكاة لابن حجر المكي] [®] [^] [®] [
وكتاب شرح المشكاة لابن حجر المكي مفقود - والله أعلم -
وهو من أهم مصادر ملا علي القاري في شرحه على المشكاة
بل إنك لو وجدت ذكر ابن حجر في شرح المشكاة لملا علي القاري فالمقصود به ابن حجر المكي
هذا هو الأصل
إلا إذا جاء مقيدا بمثل ابن حجر العسقلاني
أو ابن حجر في شرح البخاري
أو ابن حجر مع قرينة أخرى
والقرائن مثل أن يكون شرح لحديث في البخاري أو تعقب على النووي وغير ذلك مما يعرف منه أسلوب ابن حجر العسقلاني
وإلا فالأصل كما وضحت
والله أعلم بالصواب
فائدة:
وبهذا التوضيح يتضح الإشكال الذي يقع أحيانا في تحديد ابن حجر -حين النقل من الكتب المتأخرة-
وكمثال
في تحفة الأحوذي
(قوله: (إذا دخل الخلاء) أي أراد دخوله قوله: (نزع) أي أخرج من أصبعه (خاتمه) قال القاري في المرقاة لأن نقشه محمد رسول الله، وفيه دليل على تنحية المستنجي اسم الله واسم رسوله والقرآن، كذا قاله الطيبي قال الأبهري: ويعم الرسل. وقال ابن حجر: استفيد منه أنه يندب لمريد التبرز أن ينحي كل ما عليه معظم من اسم الله تعالى أو نبي أو مالك، فإن خالف كره انتهى. وهذا هو الموافق لمذهبنا انتهى كلام القاري.)
انتهى من شرح الترمذي للمباركفوري
فابن حجر هنا هو ابن حجر المكي لا العسقلاني
وهكذا
والله أعلم بالصواب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[06 Mar 2007, 08:30 ص]ـ
الذي ندين الله عليه أن ابن عطية ليس من المعتزلة، وشيخ الاعتزال من المفسرين الزمخشري فيما دون هذه النقطه له
فضل على المفسرين جميعاً والله ذو فضل على العالمين.
أولاً: ما قال أحد من المشاركين إن ابن عطية من المعتزلة فلا أرى وجهاً لنفي كونه من المعتزلة هنا، فبرجاء مراجعة المشاركات.
ثانياً: الزمخشري في تفسيره لم تكن مخالفته في التحريف ـ أو ما يسمى تأويلاً ـ فقط وإنما له غير ذلك مما بينه العلماء وأنكروه عليه فينبغي مراجعة ذلك. وإن كان تفسيره لا يخلو من فائدة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 Mar 2007, 03:07 م]ـ
ولعل من المناسب الرجوع إلى نص كلام ابن عرفة
وذلك بالرجوع إلى تفسيره
وفي الأعلام
(. البسيلي (000 - 830 ه = 000 - 1427 م) أحمد بن محمد بن أحمد البسيلي:
مفسر من أهل تونس. كان من تلاميذ ابن عرفة. حضر دروسه وجمع كتابا مما كان يمليه في (التفسير - خ) النصف الثاني منه، في خزانة تمكروت بسوس (المغرب) الرقم 2862 وأضاف إليه زيادات
)
ولعلنا لو وقفنا على نص عبارة ابن عرفة نعرف سبب هذه العبارة
ولعل كلامه في الجزء المفقود
والله أعلم بالصواب وصلى على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وسلم
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[07 Mar 2007, 03:17 م]ـ
أحسنت يا ابن وهب على هذا الملحظ، وهناك رواية أخرى أجود من رواية البسيلي، وهي رواية تلميذه الأبي، وقد طُبع منها جزء صغير، ومحققه الدكتور حسن المناعي يدرس الآن في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود، ولعلي أتواصل معه من أجل هذا الموضوع، وأفيدكم بما لديه إن كان قد اطلع على هذه العبارة.
ـ[الباجي]ــــــــ[08 Mar 2007, 03:59 م]ـ
يخشى على المبتديء منه أكثر ما يخاف عليه من كشاف الزمخشري لأن الزمخشري لما علمت الناس منه أنه مبتدع تخوفوا منه واشتهر أمره بين الناس مما فيه من الاعتزال ومخالفة الصواب وأكثروا من تبديعه وتضليله وتقبيحه وتجهيله، وابن عطية سني لكن لا يزال يدخل من كلام بعض المعتزلة ما هو من اعتزاله في التفسير ثم يقره ولا ينبه عليه ويعتقد أنه من أهل السنة وأن ما ذكره من مذهبهم الجاري على أصولهم. وليس الأمر كذلك فكان ضرر تفسير ابن عطية أشد وأعظم على الناس من ضرر الكشاف. أهـ
.
الحمد لله.
وفق الله المشايخ الكرام لكل خير.
في فتاوى البرزلي - وهو من أجل تلاميذ ابن عرفة رحمهما الله - جـ6/ 418: (وسمعت شيخنا الإمام - رحمه الله - يقول في تفسير ابن عطية وا في تفسير ابن عطية والزمخشري قال: نخاف على المبتدئ من تفسير ابن عطية أشد من الزمخشري، لأن الزمخشري لما عُلم أنه مبتدع تحرز منه الناس، وذكروا ما خالف فيه واشتهر، وابن عطية سني لا يزال يُدخل من كلام الرماني ما هو من مذهبه من الاعتزال في التفسير، ولا ينبه عليه فتعتقد أنه من أهل السنة، وأن الكلام جار على أصولهم وليس الأمر كذلك).(/)
قول الإمام ابن باز رحمه الله في حكم وضع المصحف في الجيب الجانبي السفلي.
ـ[المسيطير]ــــــــ[31 Jan 2007, 11:17 م]ـ
سؤال وجه لسماحة الشيخ / عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى:
السؤال /
سائل يسأل عن حكم وضع المصحف في الجيب الجانبي السفلي؛ علماً بأن هناك من يقول بأنه لا يجوز ذلك .. ؟.
الجواب /
لا ينبغي وضعه في الركبة، يوضع في الصدر، أما في الركبة فيه إهانة له لأنه عند المقعدة، وإذا جلس صار في الأرض، فلا ينبغي وضعه في الركبة، ولذلك يوضع في الجيب الذي في الصدر أو يحمله بيده، أما جعله في الركبة التي عند مقعدته، وإذا جلس صار على الأرض فلا ينبغي هذا ولا يليق.
ــــــــــ
شريط: سلسلة توجيهات ونصائح الإمام الفقيد ابن باز رحمه الله
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[01 Feb 2007, 10:43 ص]ـ
رحم الله الشيخ
فعلى هذا من باب أولى أنه لا ينبغي وضع المصحف على الأرض أو بين رجلي المصلي وهو يصلي التراويح كما راينا بعضهم يفعله
وقد كنت ألاحظ أثناء إشرافي على الحلقات القرآنية التي أزورها تساهلا في هذا كبيراً فكنت أوصي بوضع طاولات صغيرة أمام الطالب وهذه لها عدة فوائد:
1 ـ منها المحافظة على مكانة المصحف وتعظيمه في نفس الطفل
2 ـ المحافظة على ورق المصحف وجلده إذ بوضعه على الكرسي لا يضطر الطالب للعب به
3 ـ للطاولة فائدة هامة جدا بخصوص زاوية النظر والدماغ وطريقة الحفظ فبهذا الشكل يسهل على الطالب الحفظ
5 ـ استقامة الظهر وعدم التشوهات في فقرات الظهر فيما لو استمر الطالب حانيا ظهره مدة طويلة
وشكرا لطرح هذه الفتوى
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[01 Feb 2007, 12:07 م]ـ
ذكرني كلام د. يحيى بأهمية طرح مادة،أو سلسلة مواضيع يلزم بها مدرسو الحلقات بين الفينة والأخرى،وهو الحديث عن أدب طالب القرآن في أمور كثيرة،مثل:
1 ـ أدبه مع الله.
2 ـ أدبه من الرسول صلى الله عليه وسلم.
3 ـ أدبه مع القرآن.
4 ـ أدبه مع والديه.
5 ـ أدبه مع أقاربه.
6 ـ أدبه مع جيرانه.
7 ـ أدبه مع شيوخه.
8 ـ أدبه مع أقرانه.
9 ـ أدبه مع جوارحه (العين، اللسان، ... الخ)
10 ـ أدبه من ... الخ تلك الموضوعات المهمة.
لأنني أرى في الواقع نشازاً،ونوعاً من الفصام النكد بين القرآن وبين أخلاق طلبته من طلاب الحلق،والله المستعان.(/)
أحتاج إلى مجلة الشريعة واللغة العربية التابعة لجامعة أم القرى ((العدد 32))
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[01 Feb 2007, 12:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحتاج إلى مجلة الشريعة واللغة العربية التابعة لجامعة أم القرى ((العدد 32)) في موضوع ((التقسيم بأما في القرآن الكريم)).
هذا الموضوع السابق حاولت الحصول عليه من موقع المجلة في الإنترنت لكن للأسف الرابط متعطل، ولذلك أرجو ممن لديه هذا العدد من المجلة الذي يوجد فيه هذا الموضوع أن يحمله لي على الموقع لأطلع عليه.
بارك الله فيكم
أخوكم: أبو طلال العنزي
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[01 Feb 2007, 01:15 م]ـ
السلام عليكم
يا أهل المنتدى، أرجو منكم المساعدة فقد بحثت عنهذا العدد في مكتبة الملك فهد الوطنية فلم أجده، وفي مركز الملك فيصل فلم أجده، وفي مكتبة جامعة الإمام فلم أجده، وفي مكتبة الملك عبدالعزيز فلم أجده.
إن موضوع التقسيم بأما في القرآن الكريم يهمني كثيرا في مسيرتي نحو الماجستير، فرجاء لمن يحتفظ بنسخة من العدد، أو هو موجود في مكة المكرمة أن يوافيني بهذا العدد عن طريق البريد السريع، أو موقع أهل التفسير بحيث ينسخ موضوع التقسيم بأما في القرآن الكريم على الموقع.
أخوكم: أبو طلال العنزي
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Feb 2007, 02:18 م]ـ
أخي الكريم
هذا عنوان المجلة، وإذا أمكن غير ذلك زودتك به إن شاء الله
ـ عنوان المجلة على الإنترنت: www.uqu.edu.sa
ـ مراسلة البريد الالكتروني للمجلة: sajournal@uqu.edu.sa
وراجع رابط هذا العدد هنا:
http://www.uqu.edu.sa/level.php?m_id=11622&articl_id=10
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Feb 2007, 02:57 م]ـ
أظن الأخ الكريم أبا طلال العنزي حاول أن يقوم بتحميل البحث عن طريق موقع المجلة لكنه لم يتمكن. وقد حاولت أيضاً ولكن لم أنجح لأن الملف غير موجود بشكل صحيح على الموقع:
http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag31/ar/altaqseem.pdf
لأن بعض البحوث في نفس العدد تنزل بشكل طبيعي.
لكن لعل الأخ الكريم طلال يراسل القائمين على موقع الجامعة أو القائمين على مجلة الجامعة عبر البريد الالكتروني للموقع.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[01 Feb 2007, 05:25 م]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخنا الفاضل الدكتور عبد الرحمن
والغريب أنه كما تفضلتم، عندما تطلب البحث في المجلة:
(2 - التقسيم ب {أما} في القرآن الكريم دراسة بلاغية
د. فائزة بنت سالم صالح أحمد)
يأتيك هذا الردّ:
لا يمكن العثور على الصفحة!!!!
وهو البحث الوحيد الذي لايتفعّل
ليت المجلة تحلّ هذا الإشكال
وتريّح البال ...
وشكرا
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[01 Feb 2007, 06:44 م]ـ
للأسف حتى طريقة الاتصال عبر البريد الالكتروني بالمختصين بالمجلة غير موجودة
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[03 Feb 2007, 11:42 م]ـ
يا أهل مكة(/)
قراءة في مقدمة تفسير المنار (1)
ـ[أبو جواد]ــــــــ[01 Feb 2007, 07:36 م]ـ
قراءة في مقدمة تفسير المنار
رحلة رشيد رضا إلى حكيمي الشرق
مصطفى محمد الحسن / صحيفة عكاظ ـ الخميس 29/ 12 / 1427هـ
تجيء هذه المقالة بعد مرور مئة عام وأكثر قليلا على وفاة الإمام محمد عبده، حيث كان رحمه الله ركناً رئيساً في إدارة الصراع الفكري في فترة النصف الثاني من القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، حين بدأ الانهيار يظهر في الدولة العثمانية، وقامت على إثره الدول الأوروبية باقتسام تركة الرجل المريض، وتوافق ذلك مع غزو فكري بدخول نابليون إلى مصر، كل ذلك مهّد إلى ظهور عمل فكري إصلاحي يقوم على رجلين حكيمين جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، ومن بعدهما أستاذ التفسير محمد رشيد رضا، والحديث عن هذا الاتجاه أو هذه المدرسة لا تكفيه مقالة أو اثنتان، لذلك سأحصر كلامي في قراءة فكرية لمقدمة (تفسير القرآن الحكيم) والمشهور بتفسير المنار، هذا التفسير الذي حمل في طيّاته منهجاً جديداً في التعامل مع القرآن الكريم أثار جدلاً واسعاً لم يهدأ حتى اليوم، ويمكنك القول إن تفسير المنار هو المعبّر الحقيقي عن النظرة الشرعية لاتجاه الإمام محمد عبده، فحديثنا إذن حول مرتكز فكره ومحور عقليته وأساس تجديده، مقدمة المنار تحتاج إلى رعاية وعناية ونظرة فاحصة، وكنت وددت في أول مرّة قرأت فيها المقدمة أن لو انبرى لها أريب لبيب فقلب أفكارها وأدار رحاها وحرّك سواكنها، فإن ذلك لن يخرج منه بأقل من مجلد ضخم، وهي تستحق ذلك، وأنا هنا أحاول أن أقرأ بعض أفكارها قراءة عجلى تناسب المقام.
أنقل بداية قصة الإمام مع تلميذه محمد رشيد رضا، ففيها معانٍ جليلة ضمَّنها المقدمة، كان رشيد رضا يعيش في موطنه لبنان، يحترق ألماً لما أصاب العالم الإسلامي من وهن، يبحث عن الداء فيتيه عقله بين تزمتِ وجهلِ فارتاحت نفسه إلى شيء من هذا وذاك، وكان ينظر إلى القرآن باعتباره سبيل الخلاص إلا أنّ المعاني كانت تتراءى له مثل الخيال لا يكاد يتبين منها شيء، عثرت يداه صدفة على أوراق من مجلة (العروة الوثقى) التي كان يصدرها جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده من المنفى، فكأنه وجد ضالته المفقودة، قرأ شيئاً لم يكن يعهده فيما يقرأ، من ذلك سنن الله تعالى في الخلق ونظام الاجتماع البشري وأسباب قيام الحضارات وسقوطها، وغير ذلك، يقول «تلك المقالات التي حبّبت إليّ حكيميّ الشرق، السيد جمال الدين الحسيني الأفغاني والشيخ محمد عبده المصري، وهما اللذان عملا على انشاء جريدة العروة الوثقى في باريس سنة 1301هـ عقب احتلال الإنكليز لمصر في أواخر سنة 1299هـ، وكان الكاتب لتلك المقالات العالية فيها هو الثاني ولكن بإرشاد الأول وإدارته وسياسته، وهو أستاذه في هذا المنهج ومربيه عليه).
توفي الأفغاني قبل أن يلتقي برشيد رضا، فارتحل الشيخ رشيد إلى القاهرة لملازمة الإمام محمد عبده، وتمّ له ذلك، قال له رشيد رضا ذات يوم: لو كتبت تفسيراً تقتصر فيه على حاجة العصر وتترك ما يصدّ عن ذلك مما هو موجود في كثير من كتب التفسير، فأجابه الإمام بأمرين اثنين:
الأول: إذا كان التفسير كتاباً، فما أكثر الكتب في المكتبات والمساجد والبيوت، فأين الناس عنها؟ أين من يدخل المكتبة ليبحث عن كتاب يقرأ فيه؟ وإذا وُجد القارئون فإنهم يطلبون ما يوافق هواهم، وإذا وقعت أيديهم على ما يخالف رأيهم تأولوه لصالحهم، أو أعرضوا عنه.
الثاني: إذا كان التفسير درساً يُلقى ويستمعه الحاضرون، فذلك أكثر تأثيراً في النفس والعقل، ولكنّ الإمام خاض تجربة اعتبرها فاشلة حين عقد درساً حضره بعض طلبة العلم، فوجد من بلادتهم وقلة فهمهم ما زهّده في الاستمرار!! كان الإمام في حالة إحباط شديدة، كان يسبح في أفق واسع من الفكر والمعرفة، والناس حوله في نوم عميق، وهذا أشدّ ما يكون على النفوس الحرّة، يقول “فإنني ربما أتصور أن أكتب بموضوع وعندما أوجه قواي لجمع ما يحسن كتابته تتوارد على فكري معانٍ كثيرة ووجوه للكلام جمّة، ثم يأتيني خاطر: لمن ألقي هذا الكلام؟ ومن ينتفع به؟ فأتوقف عن الكتابة، وأرى تلك المعاني التي اجتمعت عندي قد امتصّ بعضها بعضاً حتى تلاشت، ولا أكتب شيئاً” ()، أرأيت الإحباط كيف يصنع بأرباب المعرفة؟ إنه كفيل بأن يميت عالِماً وعالَماً من حرائر الفكر، كان بإمكانها أن تحيي أمة هامدة، وإذا هيّأ الله تعالى من يملأ هذه النفوس حيوية وتفاؤلاً فإنها تحدث من الحِراك والوعي ما لم يكن بالحسبان.
كان الشيخ رشيد على مستوى عالٍ من النباهة فأجابه بأمرين:
الأول: أن الدنيا لا تخلو من أذكياء، والأفكار الجديدة لا تصلح بطبيعتها لكل الناس، وإنما هي بحاجة إلى عقول متنورة ونفوس حرّة، ذلك أن تبعات الخروج عن المألوف كبيرة، فلا قيمة لها بدون تضحيات، ومثل هذه الأفكار يكفيها في أوّل حياتها الواحد والاثنان، ثم يتزايد الناس عليها. الثاني: ان التعامل مع وسائل الإعلام الملائمة للعصر له أثر في نشر الفكرة، فأوراق (العروة الوثقى) البالية، هيجت نفس رشيد رضا ليترك أهله ووطنه ويضع نفسه بين يدي رجل لا يملك من الدنيا سوى أفكار تقبع في رأسه، يقول رشيد رضا “ولم أزل به حتى أقنعته بقراءة التفسير في الأزهر فاقتنع وبدأ الدرس بعد ثلاثة أشهر ونصف، أي في غرّة المحرم سنة 1317هـ، وانتهى منه في منتصف المحرم سنة 1323هـ عند تفسير قوله تعالى {وكان الله بكل شيء محيطا} من الآية 125 من سورة النساء، فقرأ زهاء خمسة أجزاء في ست سنين” (). وهذا ما جعل رشيد رضا يفكّر بطريقة إبداعية تجعل من تفسير الإمام فكراً عالمياً، خصوصاً أنه منبع فكره ومحور أفكاره، فأنشأ مجلة المنار وكان يحضر درس الإمام ثم يكتبه بأسلوبه ثم يعرضه عليه ثم ينشره في المجلة، فطار التفسير في الآفاق بشكل يفوق التصور وصار حديث الركبان(/)
قراءة في مقدمة تفسير المنار (2)
ـ[أبو جواد]ــــــــ[01 Feb 2007, 07:38 م]ـ
منطلقات التجديد في تفسير الإمام محمد عبده
مصطفى محمد الحسن / صحيفة عكاظ ـ الخميس ـ 13/ 1 / 1428هـ
تحدثت في مقالة سابقة عن رحلة الشيخ رشيد رضا إلى حكيمي الشرق جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، وما زلت أحاول تقليب أفكار مقدمة تفسير المنار الذي طارت شهرته في الآفاق وما زال الناس يحاكمون أفكاره بعد وفاة صاحبه بأكثر من مئة عام ..
يعنيني في هذه المقالة أن أوضح النظرة المتميزة والفكرة الجديدة التي جعلت تفسير المنار يتبوأ هذه المكانة العالية حيث صار قبلة الناقدين لفترة سالفة، ومايزال الطامحون للتجديد يتوقون لبداية استئنافية يرتقون بها عودة إلى الوراء مئة عام بعد النكسة العقلية أواسط القرن العشرين.
كان الإمام ينظر إلى القرآن الكريم بوصفه كتاب هداية، فالمقصود الأسمى من تلاوته وحفظه وتدبره وتفسيره هو الوصول إلى هدايته، وطالما أن القرآن قد تكفل بإصلاح حال العرب الأوائل فلسنا بالطبع أسوأ حالاً منهم، فلابد إذن أن نجد الحلّ لأمتنا وواقعنا من خلال فهم القرآن، ومعنى الهداية: الطريق الموصل إلى الهدف، فلابد أن تستدل بالقرآن على طريق الخلاص، ثم نظر الإمام إلى المكتبة التفسيرية، فإذا أكثرها تعالج التفسير من وجهة علمية محددة، فبعضها نحوية وبعضها بيانية وأخرى عقدية وفقهية وأثرية وهكذا، لذلك قرّر ابتداءً أن هذه التفاسير خرجت عن مقصودها أي (الهداية القرآنية)، يقول «وقد عرفتَ أن الإكثار في مقصد خاص من هذه المقاصد يخرج بالكثيرين عن المقصود من الكتاب الإلهي ويذهب بهم في مذاهب تنسيهم معناه الحقيقي» (1)، ولم يكتف الإمام بعمومية قولنا (الهداية القرآنية)، فهذا المصطلح إن لم تتضح صورته في ذهن المفسّر صار أشبه بالشعارات المرفوعة، لذلك أوضح مراده منها، فعامة الناس يصلون إلى هذه الهداية من خلال بيان إجمالي يتشرب فيه القلب عظمة الله وتنزيهه، وتنصرف به النفس عن الشرّ وتنجذب إلى الخير، وهذه متيسرة لكل فرد من المسلمين.
أما المرتبة العليا والتي يطمح إليها المتدبر لآي القرآن، فلا تتم إلا بأمور رأسها فهم حقائق الألفاظ المجردة، ومعرفة الأساليب القرآنية أي علمي المعاني والبيان، ومراده من هذا أن القرآن الكريم لا يمكن أن تثار معانيه وتقلب أفكاره إلا بإتقان القالب الذي نزل فيه وهو اللغة العربية، ثم بعد ذلك لا بد من العلم بأحوال البشر، أي العلوم الإنسانية كعلم الاجتماع والتاريخ والسياسة والحضارة، يقول الإمام «أنا لا أعقل كيف يمكن لأحد أن يفسّر قوله تعالى {كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين} وهو لا يعرف أحوال البشر، وكيف اتحدوا، وكيف تفرّقوا؟ وما معنى تلك الوحدة التي كانوا عليها؟ وهل كانت نافعة أم ضارة؟ وماذا كان من آثار بعثة النبيين فيهم» (2)، ثم العلم بوجه هداية البشر بمعنى أن العرب كانوا في مستوى معيّن من السلبية والإيجابية فلا بد على المفسِّر أن يحدد هذا المستوى ثم ينظر كيف عالج القرآن هذه الحالة، وكيف تعامل معها، وما الذي قدّمه على غيره، وما الذي تركه لشؤون الناس، ولا يكفي أن نعمّم فنقول: كان الناس على باطل فجاء القرآن فنقلهم من الظلمات إلى النور، وينبني عليه العلم بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم.
بعد هذا التفصيل في نظرة الإمام التفسيرية بقي أن يبيّن لنا رأيه في بعض القضايا المهمة، أولها التفسير بالمأثور، إننا نعلم أن أعلى مراتب التفسير تفسير القرآن بالقرآن ثم تفسير القرآن بالسنة .. هكذا نصّ العلماء، وهذه إشكالية تتكرر، ذلك أن تنظير بعض القضايا لا يمكن لأحد أن يعترض عليه، لكنها لا تصمد في الميدان العملي، من ذلك هذه المقولة، لم يحدثنا الإمام عن تفسير القرآن بالقرآن، ولكنه أبدى رأيه في الروايات المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين، فالرواية الصحيحة المرفوعة لا يقدم عليها شيء، ولكن الصحيح من الروايات المأثورة قليل جدا، وأكثره قد سرى إلى الرواة من زنادقة اليهود والفرس ومسلمة أهل الكتاب، وليس هذا ادعاء من الإمام فانظر إلى الروايات التفسيرية المرفوعة الصحيحة تجدها قلة قليلة، بينما لا تكاد تجد آية في كتب التفسير المأثور إلا وتحتها جمع من الروايات، يقول الإمام «وغرضنا من
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا كله أن أكثر ما روي في التفسير المأثور حجاب على القرآن وشاغل لتاليه عن مقاصده العالية المزكية للأنفس المنورة للعقول، فالمفضلون للتفسير المأثور لهم شغل عن مقاصد القرآن بكثرة الروايات التي لا قيمة لها سنداً ولا موضوعاً» (3).
بقيت قضية أخرى هي الآراء التفسيرية، فما هو الموقف منها؟ يجمل الإمام رأيه في مسألة مهمة ولكن بوضوح شديد حول النص وفهمه، فهو يعتقد بكل وضوح بخلود النص وتاريخية الفهم، فالقرآن الكريم خاطب الله به من كان في زمن التنزيل لا لخصوصية في أشخاصهم، بل لأنهم من أفراد النوع الإنساني، فالنص القرآني مستعلٍ على كل زمان ومكان، أما أفهام الناس للمراد من آياته فليس فيها حجة على أحد، بل التكليف الواقع على كل مسلم عالماً كان أو جاهلاً أن يتوجه إلى القرآن بعقله وقلبه متأملاً متدبراً كلٌ بحسب طاقته، وللإمام رأي فريد في حكم التقليد مبثوث في ثنايا تفسيره (4)، وينبني على ذلك أن يَعبُر المفسر أربعة عشر قرناً من التراث التفسيري مستفيداً منه غير متقيد ولا متأثر، ليصل إلى النص القرآني مباشرة فيتعامل معه تعامل المجتهد، وليس هذا بالأمر السهل، وقد كان الإمام مستشعراً هذا، يقول «التكلم في تفسير القرآن ليس بالأمر السهل، وربما كان من أصعب الأمور وأهمها، وما كل صعب يترك، ولذلك لا ينبغي أن يمتنع الناس عن طلبه» (5)، وكأني بالإمام بين خيارين اثنين:
الأول: أن يتعامل مع آراء المفسرين لأنهم أقرب إلى عصر التنزيل، وأعلم باللغة وأساليبها، ولكنهم أبناء عصرهم، فصلة أقوالهم بعصرنا معدومة.
الثاني: أن يتعامل مع النص مباشرة، وهو أقل من سلفه علماً، ولكنه أعلم بظروف عصره وحاجات وقته.
إن الخطأ الناتج ممن جمع بين العلم النظري والواقعي وإن قل حظه في الأول أهون من الخطأ الناتج من عالم نحرير أفتى لزمانه فاستدعيناه لعصرنا، فلا بد إذن من العمل بنظرية (العبور إلى النص)، ولعلّ هذا هو السبب الرئيس في كثير مما يؤخذ على الإمام من خطأ وزلل، وإني لا أتجاهل أخطاءه ولا أبالغ في الاعتذار له، ولكنه يمثل الخطوة الأولى لهذه المنهجية في عصرنا الحاضر، لذلك رأينا في منهجية تلميذه رشيد رضا تغييرا كثيراً للمنهج، ولو أن الأمر استمر في تفاعله الزمني وتدافعه الفكري لاستوى الأمر على سوقه وآتى أكله، فممّا يميز مدرسة المنار التفسيرية سعة الأفق والقدرة على البحث الحر وتبني أيّ من الآراء بغض النظر عن مصدرها التاريخي، لذلك شهدنا التغير في الرؤية والفتوى والممارسة من جمال الدين الأفغاني إلى محمد عبده إلى رشيد رضا إلى بقية رجالات المنار أمثال المراغي الكبير والمراغي الصغير ومحمود شلتوت، رحمهم الله جميعاً.(/)
لماذا خُصّت الرقبة في العتق دون غيرها من الأعضاء؟.
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 Feb 2007, 04:51 م]ـ
كنت أتأمل في قوله تعالى: (فَكُّ رَقَبَةٍ).
فتأملت في سبب تخصيص (الرقبة) عند إرادة العتق .... فيقال: عتق رقبة.
أو بمعنى آخر:
لماذا خُصّت الرقبة في العتق دون غيرها من الاعضاء؟.
أي لماذا لم يُقل عتق الوجه، عتق الجسد، عتق الرأس .... الخ؟.
فوجدت أن الراغب الأصفهاني قد أشار إلى ذلك بقوله:
الرقبة: اسم للعضو المعروف ثم يعبر بها عن الجملة وجعل في التعارف اسما للمماليك كما عبر بالرأس وبالظهر عن المركوب (قال ابن منظور: والظهر: الركاب التي تحمل الأثقال في السفر لحملها إياها على ظهورها. انظر: اللسان (ظهر)) فقيل: فلان يربط كذا رأسا وكذا ظهرا قال تعالى: {ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة} [النساء / 92] وقال: {وفي الرقاب} [البقرة / 177] أي: المكاتبين منهم فهم الذين تصرف إليهم الزكاة.
وقال ابن عادل في تفسير اللباب:
والرقاب: جمع «رقبة»، وهي من مؤخر أصل العنق، واشتقاقها من «المراقبة»؛ وذلك أن مكانها من البدن مكان الرقيب المشرف على القوم؛ وبهذا المعنى: يقال: «أعتق الله رقبته»، ولا يقال: «أعتق الله عنقه»؛ لأنها لما سميت رقبة؛ كأنها تراقب العذاب، ومن هذا يقال للتي لا يعيش ولدها «رقوب»؛ لأجل مراقبة موت ولدها.
وقال الإمام ابن الأثير رحمه الله تعالى في النهاية:
فقد تكررت الأحاديث التي فيها ذكر الرقبة وعتقها وتحريرها وفكها، وهي في الأصل: العنق، فجعلت كناية عن جميع ذات الإنسان، تسمية للشئ ببعضه، فإذا قال: أعِتق رقبة، فكأنه قال أعِتق عبدا أو أمة .. أ. هـ
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 Feb 2007, 08:38 م]ـ
قال الإمام الرازي رحمه الله تعالى في تفسيره:
{الرقاب} جمع الرقبة وهي مؤخر أصل العنق، واشتقاقها من المراقبة، وذلك أن مكانها من البدن مكان الرقيب المشرف على القوم، ولهذا المعنى يقال: أعتق الله رقبته ولا يقال أعتق الله عنقه، لأنه لما سميت رقبة كأنها تراقب العذاب، ومن هذا يقال للتي لا يعيش ولدها: رقوب، لأجل مراعاتها موت ولدها.
ـ[القحطاني]ــــــــ[02 Feb 2007, 09:20 م]ـ
بارك الله فيكم
هذا الأسلوب يسمى في علم البلاغة مجازاً مرسلاً والعلاقة هنا الجزئية فيطلق الجزء ويراد الكل وعبر هنا بالرقبة وأراد بها جملة العبد لأن الرقبة لما كانت موضع الاستذلال وحولها توضع الأغلال عبر بها عن العبد , ولذلك لا يصح أن يوضع مكانها (تحرير رأس) لأن التعبير بالرأس رمز للسيادة والشرف.
أفاده أستاذنا د. دخيل الله الصحفي في أحد دروس البلاغة.
.والله أعلم.
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[03 Feb 2007, 02:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال القرطبي - رحمه الله: خص الرقبة من الإنسان إذ هو العضو الذي يكون فيه الغل والتوثق غالبا من الحيوان فهو موضع الملك فأضيف التحرير إليها.
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[04 Feb 2007, 07:56 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأغلال إذا وضعت حول الرقبة - فإنها تكون للقيادة الإجبارية
فالإنسان لا يستطيع أن يقاوم من يسحبه و يجره من رقبته
لأنه إن فعل - فإنها قد تؤدي إلي كسر الرقبة و الهلاك
أما الطريقة الجديدة لوضع الأغلال - و التي تكون موصولة بين الأيد و الأرجل
فهي فقط لمنع الهرب و تحجيم قدرة الحركة للسجين
جزاكم الله خيرا على هذه المعلومات القيمة الرائعة البلاغية
/////////////////////////////////////////////////(/)
الدكتور الجكني أين أنتم
ـ[أبو الجود]ــــــــ[02 Feb 2007, 07:21 م]ـ
الدكتور الجكني الشنقيطي صاحب مقالات متميزة وردود رزينه ولكنه غاب عنا من مدة أسأل الله أن يكون بأحسن حال
حال وأن ييسر الله له كل خير
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[02 Feb 2007, 10:01 م]ـ
أبشركم شيخنا حفظه الله بخير وعافية لكن ربما لم يجد في الأيام الماضية فرصة للإتحاف بجديده المفيد ..(/)
خط مصحف قطر في مسابقة دولية
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[03 Feb 2007, 06:10 ص]ـ
خط مصحف قطر في مسابقة دولية
http://www.yah27.com/vb/showthread.php?p=63236#post63236
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Feb 2007, 07:19 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على إطلاعنا على هذا الموضوع.(/)
علم السياق القرآني (3) (أهمية السياق القرآني ومنزلته في التفسير.)
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[03 Feb 2007, 09:23 ص]ـ
السياق القرآني أصل من أصول علم التفسير، لا غنى للمفسر عنه، لما له من أثر ظاهر في فهم كلام الله تعالى، وبيان المعنى الصحيح في الآية.
وتظهر أهمية السياق في أمور:
أولاً: أن السياق من تفسير القرآن بالقرآن.
السياق مرتبط حقيقة بالقرآن نفسه من حيث إنه تفسير للقرآن بالقرآن بل هو أعلى درجات تفسير القرآن بالقرآن إذا كان صريحاً؛ لأنه تفسير الآية بما تضمنته من الدلائل والقرائن وبحسب مناسبتها لما قبلها وبعدها هو السياق، وذلك يؤكد أهميته، واعتباره أصلاً في التفسير.
قال صاحب قواعد الترجيح عند المفسرين في تحريره لمفهوم مصطلح القرآن بالقرآن": وبعد طول تأمل في هذا المصطلح ظهر لي - والله أعلم - أنه ينقسم إلى قسمين؛ أحدهما توقيفي: وهو أن يكون في الكلام لبس وخفاء فيأتي بما يزيله ويفسره، إما بعده مباشرة أو في موضع آخر وارد مورد البيان له، ومن أمثلته تفسير الهلوع في قوله تعالى: +إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً" بقوله بعده +إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً* وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً" [المعارج 19 - 21] .... فهذا القسم ولا شك أنه أبلغ أنواع التفسير، ولا قول لأحد معه، ومثله لا يتخلف فيه، وهو الذي يصنّف من التفسير بالمأثور" ([1]).
ثانياً: أنه أصل معتبر ظاهر في تفسير النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح.
من أعظم ما يدل على أهميته أنه وارد في تفسير النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح من بعده. بل قد تجلى ذلك في إنكارهم على من فهم الآية على غير السياق والغرض الذي وردت لأجله.
فمن أمثلة اعتباره في تفسير النبي صلى الله عليه وسلم: ما رواه الترمذي وصححه عن عائشة رضي الله عنها أنها سألت النبي × عن قوله تعالى: +وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ" [المؤمنون 60]، فقالت: هم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: ((لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون، ويصلون، ويتصدقون، وهم يخافون ألا يقبل منهم، أؤلئك الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون)) ([2]).
فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم معنى الآية بسياقها وذلك لاستدلاله بآخر الآية بقوله: +أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ" [المؤمنون 61] وهو موافق لآخر الآية بزيادة كلمة (الذين).
ومن أمثلة اعتبار السياق في تفاسير السلف: ما أخرجه ابن جرير عن سعيد ابن جبير في قوله تعالى: +فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي" [مريم 24] قال: عيسى، أما تسمع الله يقول +فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ" [مريم 29]، وهذا ما رجحه ابن جرير رحمه الله مراعاة للسياق أيضاً ([3]).
وقد أورد ابن القيم في حديثه عن فهم دلالات الألفاظ أمثلة مما فهمه بعض الصحابة من الآيات في غير ما دل عليه لفظ الآية وسياقها، وهو تقرير مهم في هذا الباب أنصح بمطالعته ([4]).
ثالثاً: أن السياق أصل معتبر في التفسير عند العلماء.
يعتبر السياق عند العلماء والمفسرين أساساً في فهم الكلام، وأصلاً يحتكم إليه، وبخاصة في كلام الله تعالى الذي بني على أغراض معتبرة، ونظم متحد، وقد تظافرت وتواترت أقوال العلماء في تأكيد ذلك وتقريره.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه":إن هذا القرآن كلام الله عز وجل، فضعوه على مواضعه، ولا تتبعوا فيه أهواءكم" ([5]).
قال مسلم بن يسار":إذا حدّثت عن الله حديثاً فقف! حتى تنظر ما قبله وما بعده" ([6]).
وقال عز الدين بن عبد السلام في كلام طويل يدل على أن السياق أصل معتبر عند العلماء":السياق مرشد إلى تبيين المجملات، وترجيح المحتملات، وتقرير الواضحات، وكل ذلك بعرف الاستعمال، فكل صفة وقعت في سياق المدح كانت مدحاً، وكل صفة وقعت في سياق الذم كانت ذماً .. " ([7]).واستطرد في ذكر الأمثلة على ذلك.
وقال الشاطبي مبيناً كون السياق عمدة في فهم كلام الله تعالى":فلا محيص للمتفهم عن رد آخر الكلام على أوله، وأوله على آخره، وإذ ذاك يحصل مقصود الشارع في فهم المكلف، فإن فرق النظر في أجزائه فلا يتوصل به إلى مراده، ولا يصح الاقتصار في النظر على بعض أجزاء الكلام دون بعض" ([8]).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال شيخ الإسلام":ينظر في كل آية وحديث بخصوصه وسياقه، وما يبين معناه من القرائن والدلالات، فهذا أصل عظيم مهم نافع، في باب فهم الكتاب والسنة، والاستدلال بهما مطلقاً، ونافع في معرفة الاستدلال والاعتراض والجواب، وطرد الدليل ونقضه .. وفي سائر أدلة الخلق" ([9]).
فانظر كيف كان السياق عند ابن تيمية هو الأصل العظيم في فهم الكتاب والسنة، وفي كل العلوم أيّاً كانت، بل وفي جميع حجج الخلق واستدلالاتهم.
وقال أيضاً":فمن تدبر القرآن، وتدبر ماقبل الآية وما بعدها، وعرف مقصود القرآن، تبيّن له المراد، وعرف الهدى والرسالة، وعرف السداد من الانحراف والاعوجاج، وأما تفسيره بمجرد ما يحتمله اللفظ المجرد عن سائر ما يبين معناه، فهذا منشأ الغلط من الغالطين" ([10]).
وقال ابن القيم":فائدة: إرشادات السياق: السياق يرشد إلى تبيين المجمل، والقطع بعدم احتمال غير المراد، وتخصيص العام، وتقييد المطلق، وتنوع الدلالة، وهو من أعظم القرائن الدالة على مراد المتكلم، فمن أهمله غلط في نظره، وغلط في مناظرته" ([11]).
وقال الزركشي: "دلالة السياق أنكرها بعضهم، ومن جهل شيئاً أنكره، وقال بعضهم: إنها متفق عليها في مجاري كلام الله تعالى" ([12]).
ويقول محمد رشيد رضا نقلاً عن شيخه محمد عبده":وإن أفضل قرينة تقوم على حقيقة معنى اللفظ: موافقته لما سبق له من القول، واتفاقه مع جملة المعنى" ([13]).
وتقول بنت الشاطئ":إن ضوابط منهجنا الالتزام بصريح النص وحكم السياق، والالتزام بدلالات الألفاظ كما يعطيها الاستقراء الكامل لكل مواضع ورود اللفظ في المصحف والاحتكام إلى توجيه صريح السياق" ([14]).
رابعاً: أن السياق القرآني هو المعتبر في حل الخلاف والإشكال والتشابه اللفظي في الآيات، وهو الدال على المناسبات وأسرار التعبير في الآية.
يعتبر السياق من أعظم القرائن في الترجيح، وحل المشكلات والمتشابه من الآيات هو السياق.
قال الزركشي":وما يعين على معرفة المعنى عند الإشكال .. دلالة السياق: فإنها ترشد إلى تبيين المجمل، والقطع بعدم احتمال غير المراد ... " ([15]).
وقال ابن جزي الكلبي":من أوجه الترجيح: أن يشهد بصحة القول سياق الكلام، ويدل عليه ما قبله وما بعده" ([16]).
وهو أيضاً الدال على المناسبات، والكاشف لأسرار التعبير في الآيات إذ أن التعبير في الآية وارد على حسب السياق والغر ض فيها.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) ((قواعد الترجيح عند المفسرين)) (1/ 320).
([2]) أخرجه الترمذي (5/ 236) رقم (3175) وصححه الألباني في صحيح الترمذي رقم 2537
([3]) انظر: ((جامع البيان)) (8/ 327).
([4]) ((أعلام الموقعين)) (1/ 351 - 354).
([5]) أخرجه الإمام أحمد في ((الزهد)) (ص46)، وذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (7/ 330).
([6]) ((تفسير القرآن العظيم لابن كثير)) (1/ 6).
([7]) ((الإمام في بيان أدلة الأحكام)) (ص159).
([8]) ((الموافقات)) (3/ 855).
([9]) ((مجموع الفتاوى)) (6/ 18).
([10]) ((مجموع الفتاوى)) (15/ 94).
([11]) ((بدائع الفوائد)) (4/ 9)، ((البرهان في علوم القرآن)) (2/ 335).
([12]) ((البحر المحيط في أصول الفقه)) (6/ 52).ط وزارة الشؤون الإسلامية بالكويت، تحرير د. عبدالستار أبو غدة
([13]) ((تفسير المنار)) (1/ 22).
([14]) ((القرآن والتفسير العصري لبنت الشاطئ)) (ص30).
([15]) ((البرهان في علوم القرآن)) (2/ 335)، وهو نص كلام ابن القيم السابق، ولعله نقله منه.
([16]) ((التسهيل لعلوم التنزيل)) (1/ 9).(/)
استمع للشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله: نماذج من مقاصد السور: المائدة والصافات و ..
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2007, 12:13 م]ـ
الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وآله
نماذج من مقاصد السور: المائدة والصافات والأحزاب
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=17612(/)
دروس التفسيروالطرح المتواضع! أين الخلل؟ (1)
ـ[أبو معاذ الشمراني]ــــــــ[03 Feb 2007, 11:01 م]ـ
دروس التفسير والطرح المتواضع! أين الخلل؟ (1)
لا أتذكر أنه مرَ عليَ في حياتي الجامعية بمراحلها الثلاث أستاذ أثَر أسلوبه وعرضه للتفسير في تكويني العلمي؛ بل كان الضعف أو قل إن شئت التكرار- في الغالب- سمة تلك الدروس! -عدا أحدهم- مع الدعاء لكل أساتذتي.
فالمحاضر يجد في العبارات العامة، والألفاظ المترادفة غنية ...
وآمل ألا تكون الدروس التي تقام في بعض المساجد - مع قلتها – كذلك.
وهذا الطرح المتواضع أضعف دروس التفسير، وفي إعراض البعض عنها.
فأين الخلل؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Feb 2007, 12:11 ص]ـ
انظر هنا مشكوراً حتى يستصحب ما هنالك أثناء نقاش الموضوع مرة أخرى وفقكم الله.
دروس التفسير في عصرنا الحاضر ما مقومات نجاحها شارك مأجورا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=548)
والحديث عن هذا الموضوع ذو شجون، وعلم التفسير علم واسعٌ يحتاج التميز فيه إلى إجادة علوم كثيرة حتى سُمي: (أبو العلوم) لتشعبه، غير أنه يحتاج النهوض بطريقة تدريسه في شتى دور العلم ومعاهده بمختلف درجاتها، وفي وسائل الإعلام التي تعنى به إلى مدارسة ومطارحة من أهل الشأن للخروج به من حالته النمطية التي لا تترك في نفوس المستهدفين أثراً يذكر كما ذكر أخي أبو معاذ الشمراني مشكوراً.
ولا سيما أننا في زمان تنوعت فيه طرق التدريس وتطورت فيه العوامل المساعدة للمعلم لإيصال فكرته للآخرين بأيسر سبيل، ولو فتشنا بصدق لوجدنا وسائل متعددة لتعليم التفسير غير الإلقاء المجرد الذي لا ينبض بالحياة، الخالي إلا من شرح بعض العبارات بما يقاربها من حيث المعنى وينتهي الأمر، أو إلى الإحالة على قراءة كتاب من كتب التفسير دون شرحه بطريقة تنير للطالب طريق فهمه للكتاب وما فيه من العلم ونفائسه، وتبين له منهج مؤلفه فيه.
وأسلوب الإلقاء لا بد منه في التفسير وفي غيره، ولكن ليتنا نتدرب على الإلقاء المؤثر ونستفيد من المؤلفات والخبرات العملية فيه حتى يكون تدريسنا للتفسير مؤثراً كما ينبغي لتصل الفكرة والمعنى للمستمع على أكمل وجه.
ـ[أبو معاذ الشمراني]ــــــــ[04 Feb 2007, 12:19 م]ـ
أستاذي المبارك .. . بارك الله فيك ونفع بك ..
وأحسنت في الطرح والإحالة ... فمحبكم حديث عهد بالملتقى، وقد اطلعت على ما كتبه الأفاضل ... وللموضوع بقية -إن شاء الله-.(/)
مناقشة رسالة دكتوراه بعنوان (أثر الدلالات اللغوية في التفسيرعند الطاهر ابن عاشور
ـ[أبو معاذ الشمراني]ــــــــ[03 Feb 2007, 11:01 م]ـ
تم مناقشة رسالة دكتوراه بعنوان "أثر الدلالات اللغوية في التفسيرعند الطاهر ابن عاشور في كتابه-التحرير والتنوير-"
للباحث مشرف الزهراني، في جامعة أم القرى.
ولعلها أن تطبع قريبا_بإذن الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Feb 2007, 12:44 ص]ـ
جزاك الله خيراً أبا معاذ على هذا الخبر، ونبارك للأخ الدكتور مشرف الزهراني ونسأل الله أن يجعل هذه الدرجة عوناً له على طاعة الله سبحانه وتعالى. وليتك تتكرم بدعوته للمشاركة معنا في الملتقى وعرض موضوع بحثه وفقكم الله وبارك فيكم.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[06 Feb 2007, 09:12 ص]ـ
موضوع الرسالة دقيق مفيد, نرجو أن نراها مطبوعة قريباً, ومبارك للدكتور مشرف, ونرحب بانضمامه معنا, حياه الله.
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[06 Feb 2007, 12:12 م]ـ
نبارك لأخينا الدكتور مشرف حصوله على الدكتوراه، ونهنئه بهذا الموضوع المهم، ونرجو أن يشاركنا في هذا الملتقى المبارك، ببعض الملح والفوائد التي جناها في رسالته.
ـ[أبو معاذ الشمراني]ــــــــ[07 Feb 2007, 02:10 م]ـ
وبورك فيكم ... وسأتصل بأخينا وأبلغه دعوتكم -إن شاء الله - لكن بشرط! ...
ـ[أم حمد]ــــــــ[08 Feb 2007, 04:01 ص]ـ
وفق الله الجميع, الدراسة في اللغة؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Feb 2007, 11:24 ص]ـ
وسأتصل بأخينا وأبلغه دعوتكم -إن شاء الله - لكن بشرط! ...
ما هو يا أبا معاذ هذا الشرط؟
ـ[المؤمن]ــــــــ[14 Feb 2007, 02:07 ص]ـ
السلام عليكم
هنيئا لأخينا على نيله درجة الدكتوراه، ولا تدري كم تغمرني الفرحة حين أجد من يشاركني في البحث عن خصائص التفسير عند ابن عاشور، وهو ـ لا شك ـ جدير باهتمام الباحثين، فهو بحق يمثل باكورة هذا العصر في مجال التفسير يذكرنا في موسوعيته ومناقشاته للمسائل العلمية ورصانتها بعلمائنا الأقدمين،وكأنه حظ هذا الزمان من ذاك الزمان.
وأتمنى أن يتوج بحثك بالنجاح والنفع، كما أتمنى أيضا للبحث الذي أنجزتُه حول منهج ابن عاشور في التفسير ـ الذي نلتُ به درجة الماجستير ـ أن يطبع إلى جانب ما طبع حول ابن عاشور من أبحاث وكتب، لتكون ضمن سلسلة الأبحاث الأكاديمية التي يرجى نفعها لدى كل من يروم التعرف على ابن عاشور وتراثه العلمي والأدبي،إذ ما أكثر نفعها.
أخوكم محمد نذير الجزائري(/)
بيتان كان يذكرهما العلامة ابن عثيمين رحمه الله كثيرا
ـ[محب القراءات]ــــــــ[04 Feb 2007, 10:01 ص]ـ
محامل ما عشر إذا رمت عدها ............................ فحافظ على بيت سليم من الشعر
ستفهم شرط الوصل فاعجب لنكرها .................... بكف ونفي زيد تعظيم مصدر
كان الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله يذكر هذين البيتين كثيرا عند شرحه ل (ما) في دروسه في التفسير وغيرها , فمن قائل هذين البيتين هل هو الشيخ ابن عثيمين نفسه؟ أم هي لغيره؟
آمل الإفادة وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Feb 2007, 11:52 م]ـ
الأخ الكريم هذان البيتان ليسا للشيخ محمد رحمه الله، وإنما لغيره، وأذكر أنني قرأتهما في إحدى حواشي شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك قديماً ولعلي آتيك بخبرهما بإذن الله، وهما من جملة أبيات الضوابط العلمية في النحو وغيرها وهي مفيدة للطالب كثيراً، وقد قيدت منها الكثير في كراسة خاصة، ورأيت فيها مصنفات مؤخراً تجمعها، ورأيت مصنفاً قديماً عني بها طبعته مكتبة العبيكان.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[28 Feb 2007, 12:47 ص]ـ
شيخنا الفاضل / الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله وبارك فيه وفي علمه
جزاك الله خيرا على هذه المعلومة المفيدة , ولعلك تفيدنا بقائل البيتين قريبا
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[16 Sep 2007, 04:33 م]ـ
قد ورد في بيان أوجه (ما) قول سليمان بن موسى بن بهرام تقي الدين بن الهمام السمهودي الشافعي:
لما في كلام العرب تسعة أوجه = = = تعجب وصف منكوره وانف واشرط
وصلها وزد واستعملت مصدرية = = = وجاءت للاستفهام والكف فاضبط
[بغية الوعاة للسيوطي (ج 1 / صـ 603)]
ـ[البسام]ــــــــ[16 Sep 2007, 04:53 م]ـ
من رام نظما مستغرقا لأحوال (ما) فليعد إلى نظم عبد الباسط الإتيوبي لمغني اللبيب
ـ[البسام]ــــــــ[17 Sep 2007, 12:48 ص]ـ
أورد الخضري في حاشيته على شرح ابن عقيل أبيات نظيرة في (ما) و (من)، وهي:
مَحَاملُ مَنْ خَمْسٌ فَشَرْطٌ تَفْهَمِ وَمَوْصُولَةُ تَنْكِيرِ نَقْص وَتَمَّمَا
وَهذِي لِمَا مَعَ نفي كف تعجب تُغَيّرُ معنى مع تهيؤ اعلمَا
وزائدةً تَأْتِي كَذَا مَصْدَرِيةً مَعَ الظَّرْفِ أَوْ لا فَافْهَمنّ لِتَغنَما
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 Sep 2007, 07:15 م]ـ
ممن عني بالأبيات الحاصرة سواء للضوابط العلمية أو غيرها =الشيخ عبد السلام البرجس -رحمه الله- في كتاب له نشرته دار الصميعي قديماً
ـ[أحمد النبوي]ــــــــ[21 Apr 2010, 08:21 ص]ـ
ممن عني بالأبيات الحاصرة سواء للضوابط العلمية أو غيرها =الشيخ عبد السلام البرجس -رحمه الله- في كتاب له نشرته دار الصميعي قديماً
السلام عليك أبا فهر ورحمة الله
أرجو منكم من غير تكليف أن تذكر عنوان الكتاب وبياناته إن أمكن، وجزيت الخير على كل حال.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 Apr 2010, 09:44 ص]ـ
البيتان للمهلبي في كتابه الرائع (نظم الفرائد) الذي حققه الدكتور عبد الرحمن العثيمين.
وموضوع الكتاب كله في الضوابط العلمية النحوية ولكنها كلها من نظم المؤلف.
ولابن مالك كتاب أيضا في الضوابط العلمية اللغوية اسمه (نظم الفوائد) بالواو، والسابق بالراء.
وكتاب ابن مالك حققه د. سليمان العايد في مجلة جامعة أم القرى.
وفي الباب كتب أخرى ذكرت ما أعلمه منها هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=984915&postcount=15
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 Apr 2010, 09:52 ص]ـ
من رام نظما مستغرقا لأحوال (ما) فليعد إلى نظم عبد الباسط الإتيوبي لمغني اللبيب
لعل نظم شعبان الآثاري أوسع منه استغراقا في ألفيته كفاية الغلام؛ إذ أوصل أوجه (ما) إلى خمسة وعشرين وجها؛ قال:
ما اسمٌ للاستفهام إن جُر انحذف ......... ألفُه وتلزم الها من وقف
معرفة ناقصة أو تمت ......... في حالتين خصصت أو عمت
شرطية بزمن أو جردت ......... نكر بنقص صفةٌ أو وُصفت
وتم في تعجب والمدح أو ......... ذم وإكثار وبالحرف نفوا
ومصدرٌ ظرف وغير ظرف ......... وفي الحجاز أو تميم تنفي
وزائدٌ ومنه وصل يعتبر ......... وكف عن رفع وعن نصب وجر
سلّط وعوض ثم للتغيير ......... وجاء للتعظيم والتحقير
ـ[محب القراءات]ــــــــ[21 Apr 2010, 10:08 ص]ـ
البيتان للمهلبي في كتابه الرائع (نظم الفرائد) الذي حققه الدكتور عبد الرحمن العثيمين.
وموضوع الكتاب كله في الضوابط العلمية النحوية ولكنها كلها من نظم المؤلف.
أحسنت يا أبامالك, وجزاك الله خيرا
أخيرا عرفتنا بصاحب البيتين, بعد سنين من طرح السؤال؟!!
فأسأل الله أن ينفع بك وأن يجعلك مباركا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 Apr 2010, 08:07 م]ـ
أحسن الله إليك يا شيخنا الفاضل
وأخشى أن أصيبك بالإحباط، فقد أخطأت في العزو، فالبيتان ليسا للمهلبي، وإنما كنت علقتهما على حاشية الكتاب، وكتبت المشاركة السابقة من الذاكرة، فحصل هذا الخطأ.
فعذرا، وأستغفر الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز اليحيى]ــــــــ[22 Apr 2010, 02:49 م]ـ
أرجو منكم من غير تكليف أن تذكر عنوان الكتاب وبياناته إن أمكن، وجزيت الخير على كل حال.
الكتاب هو: الصفحات الناضرة في الأبيات الحاصرة للشيخ عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم نشر دار الصميعي بالرياض، ويقع في 320 صفحة، مرتب على القافية.
ولم أجد فيه هذين البيتين(/)
أسئلة متفرقة في فهم بعض الآيات؟
ـ[محمد المطيري]ــــــــ[04 Feb 2007, 02:06 م]ـ
هذه مجموعة من الأسئلة والإشكالات التي امتلأت بها صفحات نفسي واحببت ان اعرضها على اخوتي لعلي اجد لها جوابا
1) ماذا يسمى ما نسخ من القرآن كقوله تعالى (والشيخ والشيخة اذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم) ,وهل فيه إعجاز؟
2
) قال الله عزوجل بعد ان ذكر إهلاك قوم لوط في سورة العنكبوت {وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} العنكبوت35
فهل يلزم من هذا ان تكون تلك الآية محسوسة وموجودة في عصرنا؟ وهل يصح ان يستدل بها على ان ديار قوم لوط هي مكان البحر الميت كما هو مشهور؟
3) قال تعالى {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} البقرة257 ما النور والظلمات للمؤمنين وما النور والظلمات للكفار؟
4) دعا زكريا ربه مرارا وتكرارا وحين استجاب الله دعائه {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً} مريم8 فما هذا من زكريا؟ ولم طلب ان يجعل الله له آية بعد هذا؟
5) حين تولى يوسف عليه السلام وزارة المال وصار عزيزا لماذا لم يأمر صبيانه بأن يحضروا اباه بدل ان يأخذ اخيه فبفعله هذا زاد هم ابيه حتى ابيضت عيناه وحزن وتألم؟
ارجو ان يحاول الجميع التماس المعاني والله الموفق والهادي
و للحديث بقية ...
ـ[محمد المطيري]ــــــــ[07 Feb 2007, 03:31 م]ـ
حين كتبت هذا فانه قد قرأ الاسئلة 53 قارئ ولم يضع واحد منهم اي اجابة والله المستعان!!
ـ[محمد المطيري]ــــــــ[08 Feb 2007, 03:30 م]ـ
وما زلت انتظر محاولاتكم فلا تبخلوا
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[08 Feb 2007, 06:14 م]ـ
أخي الحبيب محمد ..
لا أظن أن إحجام الإخوة صادر عن بخل أو تهاون ..
إنما هم بين اثنين:
* جاهل بما يجيبك به
* أو معتقد أن بإمكانك أن تجد الإجابة بنفسك لو بحثت
وأظن الثاني هو الأكثر
فما أحسن أن يبحث الإنسان عن المسألة بنفسه، وينقب عنها، حتى إذا وجدها جمع بين الفرحة أولاً بما ظفر به، ثم بتثبيتها في نفسه، فكم من المسائل التي يسأل عنها الشخص ثم ينسى إجابتها، أما ما وصل إليه بنفسه فقلّما يُنسى!
وكتب علوم القرآن والتفسير زاخرة بما سألت عنه وغيره، والتمثيل عليها لا يسعه المقام.
وفقك الله لكل خير، وجمعنا بك على الخير دائما
ـ[سلسبيل]ــــــــ[09 Feb 2007, 03:41 م]ـ
1) ماذا يسمى ما نسخ من القرآن كقوله تعالى (والشيخ والشيخة اذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم) ,وهل فيه إعجاز؟ 2
هذا نسخ التلاوه مع بقاء الحكم
انظر الرابط التالي:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=25&highlight=%C7%E1%E3%CC%E1%D3+%C7%E1%CE%C7%E3%D3
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Feb 2007, 09:01 م]ـ
الأخ الكريم محمد المطيري وفقه الله
قد طبعت أسئلتك منذ قرأتها أول مرة، وكتبت أجوبة عن بعضها بخط يدي في أوراق على مكتبي، على أمل أن أحررها ثم أضعها بين يديك، لكن كثرة الصوارف أخرتني قليلاً فلعلك تقرأ ما أعتبره مدارسة لا أجوبة حول هذه الخواطر التي طرحتموها بارك الله فيكم. فاصبر رعاك الله ونفعنا جميعاً بالعلم، وما أحسبك إلا طالبَ علمٍ نابهاً حريصاً متدبراً لكلام الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Feb 2007, 10:05 ص]ـ
1 - ماذا يسمى ما نسخ من القرآن كقوله تعالى (والشيخ والشيخة اذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم) , وهل فيه إعجاز؟
يسمى هذا النوع: نسخ التلاوة مع بقاء الحكم.
فحكم رجم الزاني المحصن باقٍ، وليس مقيداً بوصف الشيخوخة وإنما يرجم الزاني المحصن سواء كان شيخاً أو شاباً، وإنما ذكر وصف الشيخوخة لاستبشاعه منه، وقلة الداعي إليه.
وأما سؤالك عن: هل في هذا النوع من القرآن الكريم إعجاز فالجواب: نعم؛ لأنه كسائر القرآن الكريم من حيث اللفظ، إلا أن معرفة وتتبع وجه الإعجاز في نظمه لم تستوقف العلماء - فيما أعلم - لأسباب:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - أن العبرة في هذا النوع بمعناه الباقي، لا بلفظه المنسوخ.
2 - أن أمثلته قليلة لم تزد على الآية الواحدة كهذه الآية، وأعني أنه لم يحفظ نسخ تلاوة عدد من الآيات المتتالية مع بقاء حكمها. مما يدفع الباحثين إلى البحث في وجه الإعجاز في نظمها لأن التحدي وقع بسورة من القرآن، وأقل آيات أقصر السور هو ثلاث آيات. والله أعلم.
قال الله عزوجل بعد ان ذكر إهلاك قوم لوط في سورة العنكبوت {وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} العنكبوت35 فهل يلزم من هذا ان تكون تلك الآية محسوسة وموجودة في عصرنا؟ وهل يصح ان يستدل بها على ان ديار قوم لوط هي مكان البحر الميت كما هو مشهور؟
بعض المفسرين يذهب إلى أن هذه الآية البينة التي تركها الله هي (عُفُوُّ آثارهم، ودروس معالمهم) كما ذهب إلى ذلك الطبري، فيكون إهلاكهم وتدميرهم وذهاب أي أثر لهم هو تلك الآية التي عناها الله في الآية.
في حين ذهب بعض المفسرين إلى أن هذه الآية البينة التي تركها الله علامة على إهلاك قوم لوط هي بقايا الحجارة التي أهلكهم الله بها، ولهذا قال: {وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً} أي: واضحة. ومما يدل على بقاء وظهور هذه الآية أن الناس يرونها كلما مروا عليها كَمَا قَالَ تعالى {وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ} [الصافات: 137، 138].
ويشير إلى هذا ابن عاشور بقوله: (ويجوز أن تكون (من) للابتداء، أي تركنا آية صادرة من آثارها ومعرفة خبرها، وهي آية واضحة دائمة على طول الزمان إلى الآن ولذلك وصفت ب {بينة}، ولم توصف آية السفينة ب {بينة} في قوله {وجعلناها ءاية للعالمين} [العنكبوت: 15]، لأن السفينة قد بليت ألواحها وحديدها أو بقي منها ما لا يظهر إلا بعد تفتيش إن كان.
ويجوز جعل (من) اسماً بمعنى بعض على رأي من رأى ذلك من المحققين، فتكون (من) مفعولاً مضافاً إلى ضمير (قرية). .. والمعنى: ولقد تركنا من القرية آثاراً دالة لقوم يستعملون عقولهم في الاستدلال بالآثار على أحوال أهلها، وهذه العلامة هي بقايا قريتهم مغمورة بماء بحيرة لوط تلوح من تحت المياه شواهد القرية، وبقايا لون الكبريت والمعادن التي رجمت بها قريتهم وفي ذلك عدة أدلة باختلاف مدارك المستدلين)
وأما الاستدلال بالآية على أن ديار قوم لوط هي مكان البحر الميت فهذه الآية وغيرها من الآيات الواردة في القرآن عن قوم لوط عليه السلام لا تدل على مكان قوم لوط، ولم يذكر الله مكانهم في أي موضع من القرآن، وإنما يأتي تحديد مواطنهم في بعض الروايات التاريخية وبعض الإسرائيليات، ولذلك فلا يمكن الاستدلال بالآية على تحديد موطنهم.
قال تعالى {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} البقرة257 ما النور والظلمات للمؤمنين وما النور والظلمات للكفار؟
معنى هذه الآية الكريمة أن الله متولى شؤون المؤمنين وناصرهم، يخرجهم من ظلمات الشكِّ والحيرة إلى نور الحق والاطمئنان، والكافرون بالله تستولى عليهم الشياطين ودعاة الشر والضلال، فهم يخرجونهم من نور الإيمان الذى فطروا عليه والذى وضح بالأدلة والآيات إلى ظلمات الكفر والفساد.
دعا زكريا ربه مرارا وتكرارا وحين استجاب الله دعائه {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً} مريم8 فما هذا من زكريا؟ ولم طلب ان يجعل الله له آية بعد هذا؟
الذي يبدو لي من سؤال زكريا أنه سؤال تعجب ممزوج بالفرح والسرور باستجابة الله سبحانه وتعالى لدعائه، وهي حالة بشرية تتملك الإنسان إذا رأى أمنيته تتحقق أمام عينيه، وليس هذا السؤال من زكريا عليه الصلاة والسلام من باب الإنكار، وهو الموقن باستجابة دعائه. ألم تسمع قوله: (ولم أكن بدعائك رب شقيا). أي أنك يا رب عودتني منك على الرحمة واستجابة الدعاء فاستجب دعائي هذا. وقصته معروفة وتفاصيلها في سورة آل عمران وسورة مريم لا تخفى عليكم وفقكم الله.
وأما طلبه الآية فهي من باب قوله تعالى: (ولكن ليطمئن قلبي) كما حدث مع إبراهيم عليه الصلاة والسلام، والمقصود بالآية هنا العلامة بين زكريا وبين ربه، يعرف بها زكريا عليه السلام بدء حمل زوجته، وعلوق الجنين في رحمها، لأن ظهور علامات الحمل على ظاهرها تتأخر عن ذلك، وقد جعل الله له علامة في قوله (ألا تكلم الناس ثلاث ليالٍ سويا) أي: علامة بدء حمل زوجتك بيحيى هي أنك لا تقدر على الكلام ثلاثة أيام متتالية دون أن يكون ذلك لمرض أو عاهة تصيبك، وإنما علامة من الله لك.
حين تولى يوسف عليه السلام وزارة المال وصار عزيزا لماذا لم يأمر صبيانه بأن يحضروا أباه بدل أن يأخذ أخاه فبفعله هذا زاد هم أبيه حتى ابيضت عيناه وحزن وتألم؟
هذه خاطرة تتبادر إلى أذهان كثيرين، وقد سئلتُ عنها مراراً، ووقعت في نفسي من قبلُ مراراً، لكنني لم أجد جواباً، فالله أعلم بسبب فعل يوسف عليه السلام هذا، هل كان هو أفضل الحيل للوصول إلى أبيه بعد ذلك، أم أن في القصة تفاصيل لم تذكر يكون فيها الجواب عن هذا التساؤل، ولعل في تأملات الإخوة ما يدل على الجواب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المطيري]ــــــــ[11 Feb 2007, 12:10 م]ـ
اخي العبادي الحبيب
اشكرك على حرصك ونصحك لكن لا يخفى على مثلكم حفظكم الله انه ليس كل من سأل سؤالا فانه يجهل جوابه او (لم يبحث له عن إجابة) خصوصا ان اكثر اسئلتي الخمس الماضية واللاحقة باذن الله انما هي التماسات وخواطر قل ما يجدها باحث وقد تقول لي عن سؤال القرآن المنسوخ فاجيبك قبل ان تسأل باني في هذا السؤال بالذات قد خانني تعبيري وسأعيد صياغته واطرحه في وقت لاحق باذن الله
شيخي عبدالرحمن
بارك الله فيك ونفع الله بعلمك واعدك في المرات القادمة باذن الله اني سأهتم بتعميق السؤال اكثر ليناسب ان تجاوب عليه وبالتأكيد اني لن انسى صياغته بلغة افضل وافصح واصح والله المعين
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[11 Feb 2007, 12:56 م]ـ
فيما يتعلق بالنسخ المسمى نسخ التلاوة لعل احسن من كتب فيه فيما اعلم اثنان الاول مصطفى زيد في كتابه النسخ في القران والثاني علي حسن العريض في كتابه فتح المنان في نسخ القران وانا لا ارى ان هذا من القران المنسوخ وليس فيه اي شيء من الاعجاز وذلك بعد ان يسمح لنا شيخنا الكبير الشيخ عبد الرحمن الشهري بمخالفته والا فلا
واما البحر الميت فليس هو مكان قوم لوط ويحسن ان يراجع كتاب اطلس القران فان فيه فوائد كثيرة تخص هذا الموضع وغيره
واما قصة يوسف فالذي يبدو لي ان هذا الترتيب انما هو من وحي الله تعالى والا فهل تليق الغفلة عن الوالد كل هذه السنين حتى يذهب بصره لولا ان في الامر شيئا خفيا اراده الله ولم يطلعنا عليه
هذا ما خطر بالبال ولعل الايام تسمح بالمزيد
واقبلوا تحياتي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Feb 2007, 11:57 م]ـ
وذلك بعد ان يسمح لنا الشيخ عبد الرحمن الشهري بمخالفته والا فلا
حياكم الله يا أبا محمد وحيا الله تعقيباتكم العلمية النافعة، وما لي لا آذن وأنا أول المستفيدين وفقكم الله؟ سأنتظر بشوق ما تكتبونه حول هذا الموضوع فما نحن إلا طلاب علم.
وأما أخي الكريم محمد المطيري فما لمستُ من أسئلتكم إلا الأدب والبحث عن الحق والعلم، وإنما اعتذرنا بكثرة الصوارف لا بعدم مناسبة الأسئلة بارك الله فيكم.(/)
الترجمة العربية لكتاب (تأريخ القرآن) للمستشرق الألماني ثيودور نولدكه للتحميل
ـ[موراني]ــــــــ[05 Feb 2007, 12:17 م]ـ
يمكنكم تحميل الكتاب التالي:
تأريخ القرآن لنولدكه بترجمته الى اللغة العربية
http://tafsir.net/mlffat/images/extensions/pdf.png (http://tafsir.net/mlffat/index.php?action=viewfile&id=57)
بتحياتي
ـ[أبو العالية]ــــــــ[05 Feb 2007, 01:26 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
أحسنتم ونفع الله بكم
ودمتم على الخير أعواناً
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Feb 2007, 05:49 م]ـ
شكراً للدكتور موراني هذه الفائدة، والكتاب يصعب الحصول عليه لكل أحد ولا سيما ترجمته العربية.
ـ[موراني]ــــــــ[05 Feb 2007, 07:10 م]ـ
عبد الرحمن الشهري المحترم
ومن يريد الكتاب الكامل في ثلاثة مجلدات باللغة الألمانية للتحميل أيضا
فليخبرني بذلك هنا
ولك شكري الجزيل على تعديلاتك الأخيرة
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[05 Feb 2007, 07:39 م]ـ
شكراً على إفادتك دكتور موراني, وللتيسير على الجميع:
هل من الممكن أن تنسخ رابط تحميل الكتاب كاملاً, ومجزءاً في هذا الموضوع.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[11 Feb 2007, 09:37 م]ـ
السلام عليكم: رجاء من المكرم موراني، تسهيل طريقة تحميل الكتاب فلازالت هناك صعوبة في تحميله.
ـ[موراني]ــــــــ[11 Feb 2007, 10:50 م]ـ
عفوا ....
انني لا أرى صعوبة في التحميل
انتبه:
Due to the size of the file, it is recommended to download the PDF before opening. Click with the right mouse button and select "Save as...".
حمل الأجزاء المستقلة بعضها بعد البعض حسب هذه المعلومات أعلاه
ـ[هاني القزاز]ــــــــ[12 Feb 2007, 04:09 ص]ـ
إخواني الأفاضل
السلام عليكم و رحمة الله
تقبلوا مني هذه المشاركة و إن كانت متواضعة، لكني مع ذلك طامع في دعائكم
لا حظت أن الكتاب المعروض هنا حجمه كبير، وتصويره ليس جيداً، فهو في صفحتين متقابلتين، و قد وفقني الله لإنزال الكتاب أمس الأول من الموقع التركي (الأكاديمية) وحجمه 14 ميجا تقريباً و تصويره جيد جدا
وهذا رابط مباشر للكتاب
http://www.lisaanularab.com/garip/Akademi/Theodor.Noldeke_tarikh.alquran.rar
وهذا رابط آخر للموقع التركي http://akademya.kayyo.com/viewtopic.php?t=534
اعذروني إن حدث أي خطأ فهذه أول مشاركة لي في رفع الكتب
و السلام عليكم ورحمة الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Feb 2007, 08:24 ص]ـ
الأخ هاني القزاز: جزاك الله خيراً على هذه الفائدة، ما تفضلت به صحيح، وقد قمت بتنزيل الكتاب من الرابط الذي تفضلتم بوضعه، فوجدته واضحاً كاملاً سهل القراءة والتصفح فبارك الله فيك ونفع بك.
والشكر للدكتور موراني الذي بدأ بدلالتنا على الكتاب، ولا زلنا نتوقع صدور ترجمة أخرى للكتاب غير ترجمة تامر سبق أن ذكرها الأخ الكريم الباجي في مشاركة أخرى في الملتقى منذ مدة طويلة.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[12 Feb 2007, 09:34 ص]ـ
جزاك الله خيرا، ياأخ هاني، فقد أمكنني تحميل الكتب من الرابط الذي وضعته،
وتشكرات متواصلة للدكتور موراني على لفت النظر بوجود الكتاب، ومشاركاته القيمة.
ـ[الباجي]ــــــــ[13 Feb 2007, 01:23 ص]ـ
... ولا زلنا نتوقع صدور ترجمة أخرى للكتاب غير ترجمة تامر سبق أن ذكرها الأخ الكريم الباجي في مشاركة أخرى في الملتقى منذ مدة طويلة.
وفقك الله وأحسن إليك أخي الحبيب الدكتور عبد الرحمن ... نعم لازلت أتتبع خطوات الكتاب ... وكنت توقعت إخراجه بمناسبة معرض القاهرة الأخير ... ولكن أخبروني أن ما حدث ببيروت في المدة الفارطة من دمار أخر أمر الطباعة ... فلعله يصدر قريبا إن شاء الله ... وأنجز ما وعدتك بإذن الله.
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[16 Jul 2007, 04:57 ص]ـ
رابط جديد للكتاب:
ftp://ia341214.us.archive.org/2/items/books_328/noldeke_tareekh_quran.pdf
ـ[النجدية]ــــــــ[10 Oct 2010, 09:33 م]ـ
وفقكم الله وأحسن إليكم
ـ[عمر عودة القلقيلي]ــــــــ[01 Nov 2010, 09:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على النبي الامين ...
أخواني الاحبة سلام عليكم من الرحمن الرحيم وبارك فيكم رب العالمين
الاخ الكريم موراني شكر الله لك حرصك على العلم
ولكني لا استطيع تنزيل الكتاب من الروابط الموجودة في المشاركة فهل لك بالمساعدة بارك الله فيك
ـ[موراني]ــــــــ[02 Nov 2010, 12:00 ص]ـ
السيد المحترم عمر عودة وفقك الله
لقد جرى الحوار حول إمكانيات التحميل لهذا الكتاب بترجمته إلى اللغة العربية في هذا الملتقى كما أذكره
واليك بهذا الرابط في آخره
4. External links السطر الثالث
http://wapedia.mobi/en/Georges_Tamer
أنا أيضا نزلت الرابط الآن وهو الكتاب الكامل كما يبدو لي على صيغة PDF إلا أنني لم أهتم به كثيرا لوجوده عندي في الأصل
ولك الخير والعافية بالشكر على اهتمامك
موراني
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشتوي]ــــــــ[02 Nov 2010, 02:56 ص]ـ
تم رفع الكتاب على مركز تفسير، وإدراج الرابط في المشاركة الأولى .. وهنا أيضاً:
http://tafsir.net/mlffat/images/extensions/pdf.png (http://tafsir.net/mlffat/index.php?action=viewfile&id=57)(/)
مقررات الدراسات العليا
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[05 Feb 2007, 02:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاشك أن الدراسة المنهجية في مرحلة الدراسات العليا أمر جيد ومفيد للدارس، وإيمانا بأهميتها وفائدتها، أجد أنه من الضروري إعادة النظر في المقررات - أو حتى بعض المفردات - التي تدرس فيها، والتي لاتخرج في الغالب عما تمت دراسته في مرحلة البكالوريوس، بينما الحاجة ملحة لدراسة بعض العلوم التي لاغنى للمتخصص في القرآن وعلومه عنها
خاصة لخريجي الأقسام العامة، مثل: الدراسات الإسلامية في كلية التربية - أصول الدين في جامعة الإمام.
وأظن أن من أهم هذه العلوم:
1/علم أصول القراءات، مع ضرورة تخصيص جزء من المقرر للتطبيق العملي، فكثيرا ما تمر قراءة من القراءات في درس التفسير، ويفترض في مدرس المادة عزوها وتطبيقها وبيان الفرق بين طريقة قراءتها وقراءة حفص لها، وتوجيهها وبيان اختلاف المعنى باختلاف القراءة، الأمر الذي يدعو كثيرا من الأساتذة والأستاذات - إلا من رحم ربي - إلى المرور على القراءات الواردة في الآية مرور الكرام أو حذفها بالكلية، إغفالا أو تغافلا لأهميتها!!
2/علم البلاغة القرآنية، وهو علم مهم لابد للمشتغل بهذا الفن من دراسته ومعرفة المصطلحات الخاصة بهذا الفن، وكيفية استخراج واستشعار النكتة البلاغية في اللفظة القرآنية.
3/ التفسير المقارن، وأذكر أننا في المرحلة المنهجية في الدكتوراه شممنا نفحات من عبير هذا العلم في ثنايا مقرر التفسير التحليلي بين: ابن جرير، والرازي، وابن عاشور، والشنقيطي.
عموما الأمر يحتاج فعلا إلى إعادة نظر مع فائق احترامي وتقديري وعرفاني بالفضل والجميل لمشائخي الأفاضل القائمين على لجان اختيار المقررات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Feb 2007, 05:46 م]ـ
بارك الله فيك أختي الكريمة على هذه اللفتة، وقد طرح موضوع فيه بعض الأفكار والمقترحات بخصوص المقررات وطرق التدريس في الدراسات العليا في موضوع ..
رؤى وأفكار حول الدراسات العليا والبحث العلمي في تخصص الدراسات القرآنية ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=349)(/)
المياه في القرآن الكريم
ـ[محمد كالو]ــــــــ[05 Feb 2007, 04:17 م]ـ
دراسات قرآنية
محمد محمود كالو
الماء أصل الحياة ()، ومادة كل خلق، وهو أول المخلوقات بدليل قوله تعالى: ? وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين ? ().
قال الإمام القرطبي في تفسيره: ? وكان عرشه على الماء ? (): بين أن خلق العرش والماء قبل خلق الأرض والسماء.
فلا عجب إذن، أن يضع الله تعالى في هذا المخلوق المبارك أسراراً تميزه عن باقي المخلوقات، فقد جعله الله تعالى أساس تكوين الخلية، وقد أثبت علم الكيمياء الحيوية أن الماء لازم لحدوث جميع التفاعلات و التحولات التي تتم داخل أجسام الكائنات الحية وبضمنها الإنسان، فإن أكثر من 70 % من وزنه ماء، وقد يوجد بين الأحياء كائنات تحيا دون هواء، ولكن ليس بين الكائنات الحية (حيوانية ونباتية، وأحياء مجهرية دقيقة) كائن واحد يستطيع العيش دون ماء، والماء ضروري لقيام كل عضو من الأعضاء بوظائفه التي بدونها لا تتوفر له مظاهر الحياة ومقوماتها، قال الله تعالى: ? والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير ? ().
والماء أصل الإنسان ومنه خلق، قال الله تعالى: ? فلينظر الإنسان مم خلق، خلق من ماء دافق، يخرج من بين الصلب والترائب ? ().
والماء أصل النبات أيضاً، قال الله تعالى: ? هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ. يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون ? ().
والماء هو المادة الرئيسة في أصل كل شيء، وفي صنع كل شيء، قال الله تعالى:
? وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون ? ().
ومن خواص الماء:
1 ـ يوجد الماء في الحالات الثلاث: الصلبة والسائلة والغازية.
2 ـ تقل كثافته عند تجمده، وهو بهذه الصفة يشذ عن جميع مواد الأرض، لذلك يبقى طافياً على سطح الماء السائل، وفي هذه الخاصية رحمة عظيمة لمخلوقات الأرض كلها، فلو كان الجليد أكثر كثافة من الماء السائل لغطست كتل الجليد إلى أعماق البحار والبحيرات ولتجمدت كل الأجسام المائية في المناطق الباردة ولانعدمت الحياة في هذه البحار، ولكن الجليد الطافي يحمي الماء تحته من التجمد.
3 ـ إن للماء القابلية على إذابة العناصر والمعادن، وأكبر دليل على قابليته هذه، هو أن نصف المعادن المعروفة موجودة بشكل ذائب في ماء البحر، وبدون خاصية الإذابة هذه فإن تغذية جميع الكائنات سوف تتوقف.
4 ـ المط السطحي (أو الشد السطحي): جزيئة الماء آصرة الهيدروجين تعطي تماسكاً لجزيئات الماء، والتي تعطي الماء خصائص هامة منها ظاهرة الشد السطحي، فبهذه الخاصية تصعد الرطوبة في التربة من أعماق الأرض، وكذلك بهذه الخاصية يصعد الماء إلى ارتفاعات خيالية في الأشجار ().
ويمكن فهم هذا المط السطحي (أو الشد السطحي) بمثال بسيط، وهو أنك لو ملأت كوباً بالماء فإنه لن يفيض إلا إذا ارتفع عن سطح الكوب قدراً معيناً، والسبب في ذلك أن جزيئات السوائل عندما لا تجد شيئاً تتصل به فوق سطح الكوب تتحول إلى ما هو تحتها، وعندئذ توجد ? غشاوة مرنة ? على سطح الماء، وهذه الغشاوة هي التي تمنع الماء من الخروج عن الكوب لمسافة معينة، وهي غشاوة قوية لدرجة أنك لو وضعت عليها إبرة من حديد، فإنها لن تغوص!! وهذه الظاهرة هي ما تسمى بالمط السطحي، الذي يحول دون اختلاط الماء بالزيت والذي يفصل بين الماء العذب والمَلِح ().
5 ـ أظهرت الفيزياء النووية، مزايا إضافية خارقة للماء تفسر سلوكية الماء الغريبة، أول هذه المزايا هي الطاقة الهائلة التي يحتاجها فصل ذرات جزيئة الماء، وينطلق نفس المقدار من الطاقة عند اتحاد هذه الذرات ().
النظام المائي للكرة الأرضية:
يقول الله تعالى: ? وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون ? ().
(يُتْبَعُ)
(/)
ففي قوله تعالى (بِقَدَر) إشارة لطيفة، ودقيقة علمية، وهي أن الماء ينزل من السماء بقدر ثابت، وأن هناك توازناً بين طرفي المعادلة، أي بين ما يسقط من السماء من مطر وثلج وبرد، وما يصعد إليها من أبخرة، وذلك لتتم الميزانية المائية على الكرة الأرضية، التي لو حصل فيها أي خلل،لأدت إلى وقوع كارثة محتومة، إما إلى جفاف يأكل بعضه بعضاً، وإما إلى طوفان يغرق بعضه بعضاً، فهو نازل بنظام تام، وبقدر ما تقتضيه المصلحة وتستدعي الحكمة، فلا أكثر فيغرق، ولا أقل فيكون الجدب.
العلاقة بين الجبال والأنهار:
النهر وليد الجبل، قال الله تعالى: ? وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم ? ().
وقال تعالى: ? وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهاراً ? ().
وقال أيضاً: ? وجعلنا فيها رواسي شامخات وأسقيناكم ماء فراتاً ? ().
في هذه الآيات مشاهد تشد الأذهان إلى التأمل والتفكر في مخلوقات الله تعالى، فمنذ أن خلق الله تعالى الأرض، جعل الجبال والأنهار في فلك واحد، وهذا الترابط قائم إلى أن يرث الله الأرض، فالجبال خزانات عظيمة للمياه التي تتجمع من الأمطار، ثم تخرج ينابيع وعيوناً تجري أنهاراً.
ونلاحظ في الآية الثالثة، التي تذكر إسقاء الماء الفرات، قد وصف الله تعالى فيها الرواسي بصفة جديدة، هي قوله (شامخات)، أما الآيات الأخرى فلم توصف الجبال الرواسي بشيء، وفي ذلك سر دفين، فلقد قرر علماء المناخ: أن أغزر الأمطار تنزل على أكثر الجبال شموخاً، وكلما انخفض الجبل كلما قلت أمطاره ().
الخزن وراء السدود:
السد: حاجز يبنى عبر جدول أو نهر فيحجز سيل الماء ()، ويكوّن بحيرة صناعية أمام السد، يمكن استخدامه لتخزين ماء الشرب، أو نقل مياهه عبر قنوات إلى المزارع المجاورة، وكما يستخدم لتوليد الطاقة الكهربائية، وفي أو قات الفيضانات يمكن أن يقي السد المدن والتجمعات السكنية من النكبات والكوارث.
وفكرة بناء السدود اقتبسها المهندسون من بعض مخلوقات الله تعالى، ألا وهي القنادس ()، وهي بطبيعة الحال أول بناة للسدود بالفطرة، وهي التي أوحت للإنسان ببعض أمجاده الهندسية الرائعة، ولاحظ الإنسان أن القنادس أحياناً تحطم سدودها بمحض إرادتها بغية إغراق عدوّها.
قال الله تعالى: ? وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين ? ().
ذهب بعض المفسرين في تفسير هذه الآية ? وأرسلنا الرياح لواقح ? إلى أن الرياح تحمل اللقاح من شجرة إلى أخرى، إلا أن سياق الآية لا يشير إلى ذلك، ولا يذكر الإنبات أبداً، بل المراد هنا تلقيح السحاب وإلى ذلك ذهب الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود ? حينما قال: ? يرسل الله الرياح لتلقيح السحاب فتحمل الماء فتمجه في السحاب، ثم تمر به فتدر كما تدر الملقحة ? ().
قوله تعالى ? فأسقيناكموه ? تميزت هذه الكلمة عن سائر كلمات القرآن الكريم، بأنها أطول كلمة في القرآن، فهي تتكون من أحد عشر حرفاً من حروف الهجاء، منها عشرة حروف غير مكررة من مجموع حروف اللغة العربية التي هي ثمانية وعشرون حرفاً، وكما أنها تتكون من تسعة حروف من الحروف المقطعة الواردة في فواتح السور، ومنها ثمانية حروف غير مكررة من مجموع الحروف المقطعة التي هي ? أربعة عشر حرفاً ?.
ولفظ (فأسقيناكموه) لا يقصد به شرب الماء وحده، بل كل حاجات الناس للماء من ري المزروعات وسقي الأنعام والدواب، والاستخدامات اليومية الضرورية للإنسان في منزله أو مصنعه أو غير ذلك.
واختلف المفسرون في شرح قوله تعالى: ? وما أنتم له بخازنين ?،قال القرطبي في تفسيره: أي ليست خزائنه عندكم؛ أي نحن الخازنون لهذا الماء، ننزله إذا شئنا، ونمسكه إذا شئنا.
وقال ابن كثير في تفسيره: يحتمل أن المراد: وما أنتم له بحافظين، بل نحن ننزله ونحفظه عليكم، ونجعله معيناً وينابيع في الأرض، ولو شاء تعالى لأغاره وذهب به، ولكن من رحمته أنزله، وجعله عذباً، وحفظه في العيون والآبار والأنهار، ليبقى لهم في طول السنة، يشربون ويسقون أنعامهم وزروعهم وثمارهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعل ما قاله القرطبي وابن كثير في التفسيريْن أقرب المراد من الآية الكريمة والله تعالى أعلم، وليس في سياق الآية ما يعطي معنى التحدي، بل يظهر نعم الله تعالى على الإنسان، ولكن هذا الكلام كله يتعلق بالخزن تحت سطح الأرض، أو بحفظه في خزائن الله سبحانه وتعالى، فما القول في الخزن وراء السدود فوق الأرض؟؟
إن إحصائية عام 1990 م تقول بأن في العالم / 38000 / سد من السدود الكبيرة، ولكن المياه المستخدمة بالفعل لا تزيد عن 15% فقط.
وتقول مديرة مشروع السياسات المائية العالمي ? ساندرا بوستل ? في لقاء أجرته معها إذاعة لندن في تقرير مفصل حول المياه:
(في واقع الأمر أننا نستفاد من 30% فقط من كل المياه التي تتدفق من اليابسة إلى البحر كل عام، أي تلك التي تتدفق من الأنهار والمجاري والطبقات الصخرية المائية، والطريقة التي نحصل بها على هذا الماء هي:
1 ـ إما أن نحفر بئراً لاستخراج المياه الجوفية.
2 ـ أو نبني سداً لنتحكم في ماء النهر.
ومن نسبة 30% المتاحة أمامنا نجد أننا نستخدم بالفعل أكثر من نصف هذه النسبة (أي 15% فقط)، ومن ثَمَّ فإن ما يتبقى لنا من موارد مائية محدودة للغاية).
ثم قالت: (ومن دواعي الأسف أن الإكثار من تحويل مجرى الأنهار يمكن أن يسبب مشاكل غير متوقعة، ومن الصعب عادة إدراك مثل هذه المشاكل إلا بعد أن تحدث).
واستشهدت بما حدث في الاتحاد السوفييتي السابق في الخمسينات، حينما حول المخططون السوفييت مجرى نهرَيْن كبيرين يغذيان (بحر أورال) من أجل زراعة القطن في بعض الدول الواقعة في آسيا الوسطى، ونتيجة ذلك لم تعد البحيرة ـ التي كانت رابع أكبر بحيرة في العالم ـ تمتلئ ثانية بالماء وبدأت تنكمش، ففقدت البحيرة نصف مساحتها وثلاثة أرباع حجمها، ومن النتائج السيئة التي حلت بتلك البحيرة، اختفاء عشرين فصيلة من فصائل الأسماك الأربعة والعشرين التي كانت موجودة، وأدى ذلك إلى اختفاء صناعة الأسماك التي كان يعيش عليها نحو 60 ألف شخص، ونقصت الأراضي الخصبة في الدلتا () بنسبة 85% مما يعني أيضاً اختفاء الطيور والحياة البرية، إضافة إلى ذلك فإن عدم تدفق الماء جعل مياه البحيرة أكثر ملوحة، كما أن الملوثات التي تحملها الأسمدة أصبحت مركزة إلى حد السمومية، ويسبب ذلك كله مشكل صحية شديدة وخطيرة.
ومن أكبر وأهم مشاكل السدود، مشكلة رواسب الطين المجتمعة خلف السدود، فهذه الخزانات الفسيحة ستمتلئ يوماً من الأيام بالطين والرسوبيات، وما بحيرة (ميد) الذي يقع أمام سد (هوفر) إلا مثال واقعي على تجمع الوحل والرسوبيات، وتأتي هذه الرواسب بفعل جرف المياه لحبيبات التربة من قاع وضفاف النهر.
وهناك مشكلات أخرى تتعرض لها السدود، فلربما تنهار في بعض الأحيان وتؤدي إلى كوارث، كما حدث لسد (فيجاري تيرا) في عام 1959م والمقام على نهر (تيرا) الإسباني، وما كارثة سد ? زيزون ? في سوريا عنا ببعيد، ففي يوم الثلاثاء 4 حزيران 2002م، تصدع سد زيزون وانهار، وأدى إلى خسائر جسيمة.
كما يمكن أن ينهار سد بشكل لا يمكن أن يتنبأ به المهندس، وذلك بتعرضه إلى زلزال أرضي، مع أن بناة السدود يتحرون الابتعاد عن خطوط الزلازل، كما حدث لسد
(هبجين) على نهر ? ماديسون ? في مونتانا عام 1959م.
وفي عام 1959م أيضاً انهار سد ? ملباسيت ? على نهر (ريوان) واقتحم السيل مدينة ? فريجوس ? وقضى على / 421 / شخصاً ().
ومن مشكلات السدود الحروب والمعارك، ففي الحرب العالمية الثانية، نسف سلاح الطيران البريطاني ثلاثة سدود ألمانية، محدثاً نكبة رهيبة، ودمرت جزءاً كبيراً من المنطقة الصناعية في حوض ? الروهر ?، وكذلك حطم سلاح الطيران الأمريكي سداً في إيطاليا سنة 1944م، فغمر الجيوش الألمانية بالماء، وعمد الروس إلى نسف سد
? دنيبر ستروي ? () الروسي سنة 1941م حتى لا يسقط في أيدي الجيوش النازية.
البرزخ والحاجز والحجر المحجور:
قال الله تعالى: ? وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخاً وحجراً محجوراً ? ().
ويقول أيضاً: ? مرج البحرين يلتقيان. بينهما برزخ لا يبغيان. فبأي آلاء ربكما تكذبان. يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ? ().
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول جل جلاله: ? أَمَّن جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ ? ().
هذه الآيات تتحدث عن حقائق علمية في عالم البحار، اكتشفت باستخدام تقنيات هذا العصر من أجهزة متطورة وجهود متضافرة لعلماء ومتخصصين وتوجت باستخدام الأقمار الصناعية مما زاد الصورة وضوحاً.
نلاحظ من خلال الآيات السابقة، أنها جميعاً تناولت ظاهرة البرزخ الناشئ بين المائَيْن، فالآية الأولى تشرح البرزخ الناشئ بين ماء النهر العذب وماء البحر المالح، ووصف الله تعالى البرزخ بينهما بأنه حجر محجور، ثم جاءت الآيات من سورة الرحمن، توضح البرزخ الناشئ بين البحرين المالحين، لأن المرجان لا يكون إلا في البحار المالحة،
أما الشاهد الثالث من سورة النحل، فإن الآية لم تحدد نوعية البحرين، بل جاءت بوصف عام، ولم تحدد نوعية الحاجز أيضاً، ولا بد من شرح لغوي لهذه الأوصاف
(البرزخ والحاجز والحجر المحجور) قبل الحديث عنها.
البرزخ: الذي بين شيئين اثنين،قال في لسان العرب: البَرْزَخُ: ما بين كل شيئين، وفي الصحاح: الحاجز بين الشيئين.
والحاجز: المانع، قال في لسان العرب: الحَجْز: الفصل بين الشيئين، حَجَز بينهما يَحْجُِزُ حَجْزاً وحِجازَةً فاحْتَجَز؛ واسم ما فصل بينهما: الحاجِزُ. الأَزهري: الحَجْز أَن يَحْجِز بين مقاتلين، والحِجَاز الاسم، وكذلك الحاجِزُ. قال الله تعالى: وجَعَل بين البحرين حاجِزاً؛ أَي حِجازاً بين ماءٍ مِلْح وماءٍ عَذْبٍ لا يختلطان، وذلك الحجاز قدرة الله. وحَجَزَه يَحْجُِزُه حَجْزاً: منعه.
والحجر المحجور: هو المكان الممنوع، قال الأصفهاني في مفرداته لألفاظ القرآن: والحجر: الممنوع منه بتحريمه، قال تعالى:?وقالوا: هذه أنعام وحرث حجر? ()، ?ويقولون حجراً محجوراً? ()،كان الرجل إذا لقي من يخاف يقول ذلك ..... ، قال تعالى: ? وجعل بينهما برزخاً وحجراً محجوراً ? ()، أي: منعاً لا سبيل إلى رفعه ودفعه، وفلان في حجر فلان، أي: في منع منه عن التصرف في ماله وكثير من أحواله، وجمعه: حجور.
قال القرطبي في تفسيره: (وحجراً محجوراً): أي ستراً مستوراً يمنع أحدهما من الاختلاط بالآخر. فالبرزخ الحاجز، والحجر المانع.
الحاجز بين النهر العذب والبحر المالح:
قال الله تعالى: ? وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخاً وحجراً محجوراً ? ().
فالعذب الفرات: هو ماء النهر، ووصفه بذلك أي أنه سائغ شرابه.
والملح الأجاج: هو ماء البحر، ووصفه بأنه أجاج أي شديد الملوحة لا يستساغ شرابه.
والبرزخ: هو الحاجز المائي الفاصل بين العذب الفرات والملح الأجاج، وهو عبارة عن منطقة انتقالية فيها خليط من المائيْن العذب والمالح، فهو أقل كثافة من ماء البحر وأكثر كثافة من ماء النهر، وهذا ما يجعله يستقر بين البحرين العذب والمالح، فهو حاجز يمنع طغيان بحر على آخر ويمنع الخصائص والميزات الموجودة في بحر بأن تطغى على البحر الآخر.
والحجر المحجور: هو المكان الممنوع، يمنع الكائنات الحية التي تعيش ضمن هذا الشريط الضيق من الخروج منه، وبنفس الوقت فإن هذا الشريط المائي ممنوع على معظم الأحياء الأخرى من أن تدخل إليه، فهي منطقة ممنوع الدخول إليها أو الخروج منها فهي حجر محجور.
أما الحاجز بين البحرين المالحين:
قال الله تعالى: ? مرج البحرين يلتقيان. بينهما برزخ لا يبغيان. فبأي آلاء ربكما تكذبان. يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ? ().
المقصود هنا بالبحرين بحران مالحان، بدليل قوله تعالى: ? يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ?
فالمرجان () لا يوجد إلا في البحار المالحة، فالآية تتحدث عن بحرين مالحين غير أنهما متباينين في درجة تركيز ملوحتهما وخواصهما الأخرى، والآية لم تتحدث عن الحجر المحجور، فالبحران مالحان وقد يكون الفرق في درجة ملوحتهما قليلاً، لذلك ربما لا تشكل منطقة البرزخ حجراً على الكائنات الحية من دخوله واختراقها والانتقال بينهما دون أي عائق أو عرقلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكلمة (مرج) تعطينا معنى القلق والاضطراب، وكأن هذه الكلمة تشير إلى ظاهرَتَيْ المد والجزر () اللتين تحدثان في كل يوم وليلة، فينتج عنهما أيضاً دفع الحاجز بينهما إلى الأمام أو الخلف، ويتحقق معنى القلق والاضطراب في معنى ? مرج ?.
الأرض الهامدة والأرض الخاشعة:
?ـ قال الله تبارك وتعالى: ? يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيج ? ().
?ـ وقال سبحانه وتعالى: ? وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ? ().
الأرض الهامدة:
في الآية الأولى يخاطب الله تبارك وتعالى الناس جميعاً، إن كانوا في شك من البعث بعد الموت، فهاهو الدليل الذي لا مراء فيه، فإن الله تعالى خلق الإنسان من تراب، ثم من نطفة ماء، ثم من علقة وهي قطرة الدم، ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة، ثم تحولت الآية لتصور مشهداً آخر عن مقدرة الله تبارك وتعالى، فهذه الأرض الهامدة:
قال في لسان العرب: الهامِدةُ: الأَرضُ المُسْتَنّة، وهُمُودُها: أَن لا يكون فيها حياةٌ ولا نَبْت ولا عُود ولم يصبها مطر.
فالأرض الهامدة التي لا حياة فيها، يابسة مجدبة قاحلة، وقد أخذ الشح منها كل مأخذ، فبدت صفراء شاحبة، فتدركها رحمة الله تبارك وتعالى لتعيد رسم الصورة من جديد بألوان زاهية، تعطي للحياة روحها، وللأشكال ألوانها: ? فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيج ?، حقاً إنها عظمة الخالق سبحانه وتعالى ليس بعدها عظمة.
قارن الله تعالى بين خلق الإنسان وخلق النبات، لأنهما يشتركان في أمرين اثنين:
1 ـ خلق الإنسان من تراب، قال الله تبارك وتعالى: ? فإنَّا خلقناكم من تراب ?، وكذلك خلق النبات من تراب، فقال تبارك وتعالى: ? وَتَرَى الأرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ ?، فالإنسان والنبات من أصل واحد وهو التراب.
وفي القرآن آيات تذكر بأن الإنسان خلق من طين فقال تبارك وتعالى: ? وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِن طِينٍ ? ()، فهذه الآية أعطت تصنيف التربة التي خلق منها الإنسان وهي مادة الطين، ونستنتج من خلال الترابط والمقارنة بين بدء خلق الإنسان وبدء خلق النبات، أن الأرض المقصودة في الآية الكريمة والتي أنزل الله تعالى عليها الماء فاهتزَّت وربت وأنبتت، إنما هي أرض طينية كالتي خلق منها الإنسان.
2 ـ حياة الإنسان بدأت بوجود الماء فقال تعال: ? ثم من نطفة ?، وكذلك حياة النبات بدأت بوجود الماء فقال تعالى: ? فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزَّت وربت وأنبتت ?.
وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ?: ((ما بين النفختين أربعون. قال أربعون يوماً؟ قال (أي أبو هريرة): أبيتُ، قال أربعون شهراً؟ قال: أبيتُ، قال أربعون سنة؟ قال: أبيتُ (أي أبى أبو هريرة أن يحدد الأربعين أهي يوماً أو شهراً أو سنة)، قال (أي النبي?): ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل، ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظماً واحداً وهو عجبُ الذنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة)) ().
ما أشبه خلق الإنسان بالنبات، عجب الذنب مثل حبة خردل منه ينشأ الإنسان تماماً كالنبات، فسبحان الله!!
الأرض الخاشعة:
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال سبحانه وتعالى: ? وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ? ().
الأرض الخاشعة: هي الأرض الذليلة، قال في لسان العرب: والخاشِعُ من الأَرض: الذي تُثِيره الرّياح لسُهولته فتمحو آثارَه. وقال الزجاج: وقوله تعالى: ومن آياته أَنك ترى الأَرض خاشعة، قال: الخاشِعة المتَغَبّرة المُتَهَشِّمة، وأَراد المُتهشِّمةَ النبات.
فالأرض الخاشعة هي الأرض التي فيها حياة ونبات ولكنها تلفظ أنفاسها الأخيرة، تترنح على شفا جرف هار، تستغيث بخشوع وتذلل وانكسار وذبول لما أصابها من جفاف وقلة ماء، ومن مظاهر الأرض الخاشعة أنك ترى الأرض مليئة بالنباتات المختلفة في أنواعها وأشكالها،ولكنها جميعاً مشتركة في صفة واحدة، أنها جميعاً متهدلة الأغصان، مصفرة الأوراق أو تكاد، فأكدت الآية أن هذه الأرض الخاشعة بأمسِّ الحاجة إلى قطرات الماء لتستأنف نشاطها الحيوي الذي توقف أو كاد ().
وأثبت العلم الحديث في علم النبات: أن النبات يمر بمرحلتَيْ ذبول:
1ـ مرحلة الذبول المؤقت.
2 ـ مرحلة الذبول الدائمي.
وبين هاتين المرحلتين يكون النبات على قيد الحياة المهددة بالموت، ففي حالة الذبول المؤقت تكون الأرض خاشعة، فإذا زوِّد بالماء استأنف حياته الطبيعية، أما إذا تجاوز مرحلة الذبول الدائمي، فإنه لا رجعة له بعد ذلك إلى الحياة، ويكون قد مات.
ولو أمعنا النظر في نص الآية، لوجدناها تضع الهالات حول موضوع النشأة وإعادة الخلق، فما هذه الأرض الخاشعة إلا ساحة نشرت فيها القبور (قبور النباتات وهي كقبور بني آدم) إن الذي أحياها لمحي الموتى، وهذا شأن الباري جل جلاله يحيي ويميت، وهو حي لا يموت.
وقوله تبارك وتعالى: ? اهتزت وربت ? يشير الله تبارك وتعالى بهذين اللفظين إلى عملية انتفاخ التربة ()، حيث تملأ الفراغات الموجودة بين حبيبات التربة، (اهتزت) أي تحركت حبيبة التربة بشكل منفرد وبمعزل عن بقية الحبيبات المجاورة لها، حركة خطية باتجاه واحد، وتمثل هذه الكلمة (اهتَزَّتْ) الهزات الأرضية الناتجة عن انتفاخ التربة،
أما إذا تحركت الحبيبات بصورة مجتمعة، فسوف تتحرك التربة وتنتفخ بجميع الاتجاهات، وهذه العملية تعطي معنى كلمة (ورَبَتْ) أي نمت وزادت.
وظاهرة انتفاخ التربة تعد من أعقد المشاكل أمام المهندس المدني، لما لها من أضرار تؤثر على المنشآت المشيدة وعلى نطاق عالمي، حيث تشير الإحصائيات إلى أن الأضرار الناتجة عن مشكلة الانتفاخ تساوي ضعف الأضرار الناتجة عن تأثيرات الهزات الأرضية والأعاصير والفيضانات تقريباً.
وحرف العطف (و) يفيد الجمع أي أن العمليتين تحدثان في وقت واحد، حيث إن عملية (اهتَزَّتْ) تعدُّ جزءاً من عملية (رَبَتْ)، فهناك تداخل وتلاحم بين الحركتين، ولا يمكن حدوث إحداهما دون الأخرى.
ونلاحظ أيضاً أن الآية من سورة الحج ذكرت كلمة (وأنبتت) إشارة إلى أن الأرض قاحلة جرداء لا نبات فيها، وبعد نزول الماء أنبتت من كل زوج بهيج، بينما في سورة فصلت لم تذكر كلمة (أنبتت) إشارة إلى أن النبات موجود، ولكنه بحاجة إلى الماء ليستأنف النشاط الحيوي من جديد ().
وهكذا نجد أن إرادة الله تبارك وتعالى شاءت أن تجعل من هذه الآيات القرآنية، آيات كونية يتطرق إليها العلماء والباحثون، كل حسب تخصصه في وقت معين وحتى قيام الساعة، ليكون الجميع على يقين لا تشوبه شائبة، أن هذا الكتاب هو كتاب
خالق الكون ومدبره، والعالم بأسراره ونواميسه، ينثر مفردات قليلة، فتأتي بأمره متناسقة في ترتيب معجز، إنه كتاب الله رب العالمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش والمراجع:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ الماء: سائل عديم الرائحة والمذاق واللون, إلا إذا كان الجسم المائي كبيراً أو عميقاً فعندئذ يبدو أزرق، يتركب جزيؤه من ذرتي هيدروجين وذرة أكسجين واحدة، ويزن السنتيمتر المكعب الواحد من الماء, حين تكون درجة حرارته 4 مئوية, غراماً واحداً. وثقل الماء النوعي هذا يتخذ مقياساً لتحديد الأوزان النوعية لجميع السوائل والجوامد; ومن أجل ذلك نقول إنه (أي ثقل الماء النوعي) يساوي 1، يتمدد الماء إذا ما رفعت حرارته إلى ما فوق 4 مئوية أو خفضت إلى ما تحتها، وحرارة الماء النوعية هي 1 أيضاً، وهذا يعني أننا نحتاج إلى سعرة واحدة من الحرارة لرفع حرارة غرام واحد من الماء درجة مئوية واحدة، وإنما يتحول الماء إلى بخار إذا رفعت حرارته إلى درجة مائة مئوية (أو إلى درجة 212 فارنهايتية) , ويتحول إلى جليد إذا خفضت حرارته إلى درجة صفر مئوية (أو إلى درجة 32 فارنهايتية)، وبخار الماء أخف من الهواء, ومن هنا كان الهواء الرطب أقل كثافة من الهواء الجاف عند تساوي الحرارة، والماء موصل للكهرباء, وإن لم يكن موصلاً جيداً، وهو أكثر المذيبات شيوعاً وأعظمها شأناً, باعتباره قادراً - إلى حد ما - على إذابة جميع المواد المعروفة تقريباً، والماء هو أكثر المركبات الكيميائية وفرة وأعظمها أهمية أيضاً، فالجسم البشري يتألف ثلثاه, أو أكثر من ثلثيه, من الماء; وأكثر من ثلثي سطح الأرض مغمور بالماء، والماء ضروري لجميع الكائنات الحية. وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الواقعة فقال تعالى في الآية الثلاثين من سورة الأنبياء:
? وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون ?، وهو إلى ذلك أساسي في عملية التخليق الضوئي.
ـ هود: 7.
ـ ولقد ذهب كثير من المفسرين الذين فاتتهم الفكرة القرآنية، إلى تفسير الاسم المعين (الماء) بمعنى الاسم غير المعين (ماء) الذي يساوي ? سائل منوي ?.
ـ النور: 45.
ـ الطارق: 5 ـ 6.
ـ النحل: 10 ـ 11.
ـ الأنبياء: 30.
ـ علم تكنولوجيا البيئة: د. طارق أحمد محمود.
ـ الإسلام يتحدى، وحيد الدين خان: 125.
ـ انظر ? علم تكنولوجيا البيئة ?: د. طارق أحمد محمود، و ? المياه في القرآن، منهاج لتفسير الإشارات العلمية في الآيات القرآنية ?، المهندس أحمد عامر الدليمي: 18.
ـ المؤمنون: 18.
ـ النحل: 15.
ـ الرعد: 3.
ـ المرسلات: 28.
ـ انظر الإسلام والحقائق العلمية، محمود القاسم: 39.
ـ السد: حاجز يقام في مجرى مياه لخزنها أو توليد الكهرباء بواسطتها. يبنى من التراب ومن ركام الصخر, وكثيراً ما يبنى من خرسانة مسلحة أيضاً. وإنما تقام السدود لغرضين اثنين:
الأول: خزن المياه ثم جرها في أنابيب إلى المدن والقرى النائية.
والغرض الثاني: احتجاز المياه على مستوى عال بحيث يستخدم الضغط الهائل الذي تحدثه, عند انحدارها إلى مستوى أدنى, في توليد الطاقة الكهربائية. من أعظم سدود العالم السد العالي على نهر النيل في مصر، وسد هوفر على نهر ? كولورادو ? بالولايات المتحدة الأميركية.
ـ القندس أو السمور: حيوان نصف مائي من رتبة القوارض أو القواضم، ذو ذيل عريض مسطح عديم الشعر, وقائمتين خلفيتين كفيتين (كأقدام الإوز) وأذنين صغيرتين مدورتين, وفرو ناعم ثمين، والقندس في سبيله إلى الانقراض، وهو يحيا في مستعمرات صغيرة يقيمها في الغدران حيث ينشئ سدوداً من القضبان والصخور والطين، ويقتات بلحاء الشجر في المقام الأول.
ـ الحجر: 22.
ـ انظر تفسير الخازن: 3/ 93.
ـ الدلتا: سهل عند مصب نهر تترسب فيه مقادير كبيرة من الطمي، والدلتات لا تتشكل إلا عندما تكون المياه الساحلية التي يصب فيها النهر غير منخفضة انخفاضاً حاداً عن مستوى ماء النهر, وإلا عندما تعجز تيارات المد عن اجتراف الطمي المترسب, وهي تعتبر من أخصب الأراضي في العالم، ومن أشهر الدلتات في العالم دلتا النيل, ودلتا الميسيسيبي, ودلتا الدانوب, ودلتا الفولغا, ودلتا الراين, ودلتا النهر الأصفر.
ـ انظر السدود والأنهار، آلان كالين، تعريب: عبد المعطي علي باشا، 1965م، مكتبة مصر.
ـ نهر دنيبر: نهر في الاتحاد السوفيتي، يعتبر أطول أنهار أوروبا بعد نهر الفولغا ونهر الدانوب، يصب في البحر الأسود، طوله 2,255 كيلومتراً.
ـ الفرقان: 53.
ـ الرحمن: 19 ـ 20 ـ 21 ـ 22.
ـ النمل: 61.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ الأنعام: 138.
ـ الفرقان:22.
ـ الفرقان: 53.
ـ الفرقان: 53.
ـ الرحمن: 19 ـ 20 ـ 21 ـ 22.
ـ اللؤلؤ: أجسام كروية أو إجاصية الشكل, ملساء, لامعة, تتكون في أصداف بعض القشريات،وتعتبر جواهر نفيسة، تتكون اللؤلؤة عندما يدخل جسم غريب, هو عادة حبة رمل أو دودة صغيرة, صدفة الحيوان القشري فيعمد هذا الحيوان إلى إفراز مادة قوامها كربونات الكلسيوم تتراكم على الجسم الغريب حتى يتحول ذلك الجسم إلى كرة صغيرة بيضاء كريمية أو رمادية, أو زرقاء, أو وردية, أو خضراء, أو سوداء, أو غير ذلك، وإنما يكثر اللؤلؤ في مياه الخليج العربي, وبخاصة في البحرين, وفي سواحل أستراليا والهند والصين وولاية كاليفورنيا الأميركية, حيث يقوم الغواصون بصيده، ومن اللؤلؤ نوع صنعي زائف يعد بطلي الخرز الزجاجي بمادة مصنوعة من حراشف السمك، والمرجان: صغار اللؤلؤ.
ـ المد والجزر: تعاقب ارتفاع مياه البحار والمحيطات (وهذا هو المد) وانخفاضها وهو رد فعل طبيعي لحركة المد فارتفاع مستوى الماء في بعض جهات الأرض يتبعه بالضرورة انحسارها عن مناطق أخرى (وهذا هو الجزر). وإنما تحدث هذه الظاهرة مرتين في اليوم، بسبب من جاذبية القمر والشمس التي تجعل المياه ترتفع حين يكون الجذب على أشده لتعود فتنحسر نتيجة لدوران الأرض حول محورها، ولما كان القمر أقرب إلى الأرض من الشمس، فإن أثر جذب القمر لمياه البحار والمحيطات يبلغ ضعفي أثر جذب الشمس لها أو أكثر قليلاً، وحين يجذب القمر والشمس المياه من جهة واحدة أو من جهتين متقابلتين (أي حين يقع القمر والشمس على خط مستقيم وهو ما يحدث حين يكون القمر هلالاً وحين يكون بدراً) فإن الجذب الإضافي الذي تحدثه الشمس يجعل المد أعلى من المعتاد والجزر أدنى من المعتاد، وحين يكون جذب الشمس على زاوية قائمة بالنسبة إلى جذب القمر، فعندئذ تكون فاعلية الجذب أقل ويكون المد محدوداً, وكذلك الجزر.
ـ الحج: 5.
ـ فصلت: 39.
ـ السجدة: 7.
ـ رواه البخاري في كتاب الإيمان باب تفاضل أهل الإيمان في الأعمال برقم: / 21 / ومسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة باب ما بين النفختين برقم: / 5253 / والنسائي في كتاب الجنائز باب أرواح المؤمنين برقم: / 2050 / وأبو داود في كتاب السنة باب في ذكر البعث والصور برقم: / 4118 / وابن ماجه في كتاب الزهد باب ذكر القبر والبلى برقم: / 4256 / وأحمد في مسند باقي المكثرين برقم: / 7833 / ومالك في كتاب الجنائز برقم: / 503 /.
ـ فصلت: 39.
ـ انظر ? المياه في القرآن، منهاج لتفسير الإشارات العلمية في الآيات القرآنية ?، المهندس أحمد عامر الدليمي، دار النفائس، بيروت الطبعة الأولى عام 1423 هـ 2002 م: 147.
ـ التربة: ذلك الجزء من سطح الأرض الذي تنمو فيه النباتات، يتفاوت عمق التربة فلا يعدو بضعة سنتيمترات في بعض المواطن, ويصل إلى ثلاثة أمتار في بعض المواطن, ويتفاوت خصبها تبعا لتركيبها الكيميائي، ويتفاوت لونها فتكون سوداء, وتكون حمراء, وتكون غير ذلك، وتتفاوت طبيعتها فتكون حمضية أو تكون قاعدية (أو قلوية) وتكون متعادلة، وتتحكم في تكوين التربة عوامل كثيرة منها المناخ, والمواد العضوية المتحللة, والزمان, والطبيعة الجيولوجية للصخور، وإنما تتألف التربة, في المقام الأول, من رمل وطفل وفلذ صخرية، وهي تشتمل على جمهرة من الفلزات, كالألومنيوم والحديد والكلسيوم والمغنسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والفوسفور والكبريت والزنك والكوبلت والنحاس, وعلى مواد عضوية من مثل الكربون والهيدروجين والأكسجين.
ـ انظر ? دراسة بعض الخصائص الانتفاخية لتربة مدينة الموصل ? رسالة ماجستير، عثمان عبد الكريم ناصر، كلية الهندسة، جامعة الموصل عام 1997 م(/)
ما هي جميع مؤلفات الشيخ الدكتور مساعد الطيار؟
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[05 Feb 2007, 06:34 م]ـ
السلام عليكم
كيف حالكم يا أعضاء ملتقى أهل التفسير
عندي سؤال
ما هي جميع مؤلفات الشيخ الدكتور مساعد الطيار
وحبذا لو ذكرتم اسم دار النشر
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[05 Feb 2007, 06:47 م]ـ
أخي الكريم أبا يعقوب، أشكرك على حرصك وسؤالك ـ وإليك بيانها:
صدر عن دار ابن الجوزي بالدمام الكتب الآتية:
1 ـ فصول في أصول التفسير.
2 ـ تفسير جزء عم.
3 ـ مفهوم التفسير والتاويل والتدبر والاستنباط والمفسر.
4 ـ أنواع التصنيف المتعلقة بتفسير القرآن الكريم.
5 ـ التفسيراللغوي للقرآن الكريم.
6 ـ شرح مقدمة في أصول التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية.
7 ـ المحرر في علوم القرآن.
وصدر عن دار المحدِّث بالرياض الكتابين الآتيين:
1 ـ متن تفسير جزء عم.
2 ـ مقالات في علوم القرآن وأصول التفسير.
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[05 Feb 2007, 06:59 م]ـ
ماشاء الله تبارك الرحمن
الحمدلله أنك أول من رد علي
أشكرك على هذا التعريف
ولي سؤال
ما الفرق بين
-تفسير جزء عم
-ومتن تفسير جزء عم
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[05 Feb 2007, 07:19 م]ـ
المتن الذي كان في تفسير جز عم، فرِّغ في متن جزء عم، مع تصحيح بعض العبارات، لكنه يتميز بكونه حاشية على المصحف من القطع الكبير.
ـ[خالد البكري]ــــــــ[05 Feb 2007, 09:06 م]ـ
بارك الله فيك أبا عبدالملك ونفع الله بعلمك وللمسلمين
ـ[محب الطبري]ــــــــ[05 Feb 2007, 10:44 م]ـ
نفع الله بعلمكم وياليتكم رفعتم الكتابين الأخيرين.
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[06 Feb 2007, 02:57 م]ـ
المتن الذي كان في تفسير جز عم، فرِّغ في متن جزء عم، مع تصحيح بعض العبارات، لكنه يتميز بكونه حاشية على المصحف من القطع الكبير.
جزاك الله خيرا
وأسأل الله الكريم أن ينفع بما كتبت وبما ستكتب ..
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[06 Feb 2007, 05:06 م]ـ
كتابكم متن تفسير جزء عم مهم وخاصة للطلاب، لكن عدم توفره في غالب المكتبات مشكلة نأمل منكم المبادرة في حلها، فهو مناسب لإقامة مسابقات في التفسير لطلاب الحلقات وغيرهم.
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[08 Feb 2007, 08:20 ص]ـ
اتمنى من الشيخ حفظه الله ان يواصل تفسير أجزاء القرآن قدر المستطاع على منوال تفسير جزء عم فقد استفدت منه كثيرا وهو مميز كونه جمع لي بين فهم المعنى من الآية إجمالا ومعرفة مفرداتها والاطلاع على بعض الأقوال والاجابة عن بعض اللطائف ...
اتمنى أن تواصل ...
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[08 Feb 2007, 11:14 ص]ـ
هل يوجد شيء من كتب الشيخ مساعد الطيار في الإنترنت على صيغة pdf أو غيرها
ـ[محمد البويسفي]ــــــــ[08 Feb 2007, 03:34 م]ـ
السلام عليكم
الشيخ الفاضل مساعد الطيار كم وددت الحصول على على كتبكلكني لم أجدهاهنا - المغرب- باستثناء كتاب: مفهومالتفسير و التأويل و الاستنباط
أسأل كيف يمكن الحصول على هذه الكتب؟ و هل موجودة على الشبكة العنكبوتية؟
و جزاكم الله خيرا
ـ[نياف]ــــــــ[08 Feb 2007, 04:39 م]ـ
بحوث في التفسير
http://saaid.net/book/open.php?cat=2&book=627
مفهوم التفسير والتأويل والاستنباط والتدبر والمفسر
http://saaid.net/book/open.php?cat=2&book=272
تفسير جزء عم
http://saaid.net/book/open.php?cat=2&book=271
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[06 Oct 2008, 02:55 م]ـ
أشارك أخي أبا عاتكة في أمنيته للشيخ مساعد الطيار:أن يتم تفسير القرآن الكريم على منوال جزء عم،وأن يسير على الطريقة نفسها في المتن والحاشية.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[مالك حسين]ــــــــ[06 Oct 2008, 07:39 م]ـ
فضيلة الشيخ الدكتور مساعد الطيار حفظه الله
نحن ممن اقتنى جميع كتبكم، ويعلم الله كم استفدنا منها.
وندعو لكم بظهر الغيب.
وأحاول جمع أشرطتكم، وعندي منها الكثير، ولكني أود
معرفتها جميعها حتى أكمل الناقص عندي.
وجزاكم الله خيراً.(/)
التصوير الفني في القرآن
ـ[محمد المطيري]ــــــــ[06 Feb 2007, 01:43 م]ـ
هل من ملحظوات على (التصوير الفني في القرآن) ينتبه لها القارئ قبل البدء بقراءته أفيدوني وفقكم الله
وكذا (مشاهد يوم القيامة في القرآن) لسيد قطب؟
ـ[ابن العربي]ــــــــ[06 Feb 2007, 04:43 م]ـ
السلام عليكم
انصحك يا أخي بعدم قراءة كتب سيد قطب عموما وخصوصا ما ذكرت ففيها من التحريف لصفات الله .. وسب الأنبياء .. والصحابة الكرام .. وتكفير المجتمعات .. إلى غير ذلك
واحيلك على كتاب المورد الزلال في التنبيه على أخطاء الظلال للشيخ عبد الله الدويش
وإليك هذا الرابط ففيه بيان لبعض ما يقال في هذا المقام نشر في جريدة الجزيرة السعودية
http://www.al-jazirah.com/497055/rv5d.htm
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Feb 2007, 06:26 م]ـ
الأخ الكريم محمد المطيري وفقه الله: لستُ أدري عن مستواك العلمي حتى أجيبك جواباً شافياًُ، فإن الجواب يختلف باختلاف أحوال السائلين حفظك الله ووفقك.
وأما كتاب سيد قطب رحمه الله هذا وبقية كتبه فهي من الكتب النفيسة لمن يعرف قيمتها العلمية، ولا يتوقف عند بعض العبارات الموهمة التي قد يكون أخطأ فيها في التعبير أو نحو ذلك، لكن فكرة الكتاب قيمة جداً وقد استفاد منها أناس كثيرون من الباحثين وكتبوا على ضوئها كتباً ودراسات ولم يشيروا إلى سيد قطب ولا إلى كتبه.
وأنا أعتب على الأخت الكريمة التي تفضلت بالمشاركة قبلي والتي تكتب باسم ابن العربي فما أنصفت هي ولا من أحالت على كلامه سيد قطب ولا كتبه، وسيد قطب رحمه الله قد وقع فيه أناس كثيرون، إن حسابهم إلا على الله.
فعلى طالب العلم الصادق الحريص أن ينظر إلى الأشخاص والكتب بعين الإنصاف والحق والعلم، ويدع الوقوع في أعراض العلماء فهو مزلق خطير هلك بسببه فئام من الناس والله المستعان.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[06 Feb 2007, 10:44 م]ـ
لا فُضّ فوك يا أخي الدكتور عبد الرحمن الشهري
لقد نصحتَ فأحسنت النصح
بارك الله فيك وفي علمك وفضلك
ولا بورك في أرض خلت من أهل المكارم والحِجى(/)
مكتبة المهتدي (موقع راائع) لتحميل الكتب
ـ[أبو العالية]ــــــــ[06 Feb 2007, 05:40 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
مكتبة أكثر من رائعة تفضل بالزيارة، ولا تنس أخيك من الدعاء
المكتبة ( http://kotob.no-ip.org/)
ـ[منصور مهران]ــــــــ[06 Feb 2007, 06:13 م]ـ
ولا تنسَ أخاك من الدعاء
ـ[نورة]ــــــــ[06 Feb 2007, 06:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا أستاذنا أبا العالية
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[07 Feb 2007, 10:52 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله
موقع جميل جدا و كتب رائعة للرد على الدين المسيحي و رد شبهاتهم
أما عن إنتماء الشيخ أحمد ديدات - رحمه الله
فهو من أهل السنة - يعني سني المذهب
قد تخصص الشيخ رحمه الله في دراسة الإنجيل و مناقشة علمائهم
لقد حضرت له محاضرة في الكويت - و كانت في غاية الروعة
فلقد كانت للمسلمين
وجه فيها عتب كبير على المسلمين العرب و خصص العتب على الخليجين " أبناء الخليج "
بتقصيرهم الكبير في الدعوة إلي الله - الإسلام و ...... الخ
/////////////////////////////////////////////////
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 Feb 2007, 02:13 م]ـ
أخي الكريم
يحتاج الحديث عن أحمد ديدات إلى أكثر من حضورك محاضرة---
ـ[معروفي]ــــــــ[07 Feb 2007, 04:56 م]ـ
جزاكم الله خيراً.(/)
إشكال
ـ[أبو معاذ الشمراني]ــــــــ[07 Feb 2007, 01:54 م]ـ
إشكال
أساتذتي الكرام ... يقول تعالى:" .... وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وماتدري نفس بأي أرض تموت ... "
أشكل عليَ أن الإنسان يعلم أنه سيذهب غدا لعمله أو لزيارة قريب .... وأن المريض شديد المريض قد يموت غالبا في أرضه التي هو بها.
وقد حاولت رفع هذا التساؤل فلم أجد جوابا يشفي عليلا، ولايروي غليلا؛ ولذا عرضته عليكم فمن وجد جوابا فليوف لنا الكيل وليتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين. محبكم،،،
ـ[محمد المطيري]ــــــــ[07 Feb 2007, 03:22 م]ـ
(((# {وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ} من النُّفوسِ {مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً} من خيرٍ أو شرَ وربما تعزمُ على شيءٍ منهما فتفعلُ خلافَه
وهذا ظاهر ومشاهد ومتكرر فقد تكون على موعد مع احدهم ثم يأتيك عارض يلغي موعدك هذا ولو كنت امام بابك مضيفك والواقع يشهد
#رُوي: «أنَّ ملكَ الموتِ مرَّ على سُليمانَ عليه السَّلامُ فجعلَ ينظرُ إلى رجلٍ من جلسائِه. يُديمُ النَّظرَ إليهِ فقال الرَّجُل مَن هذا قالَ مَلَكُ الموتِ فقال كأنه يُريدني فمرِ الرَّيحَ أن تحملَني وتلقيني ببلادِ الهندِ ففعلَ ثم قال المَلَكُ لسليمانَ عليهما السَّلامُ كان دوامُ نظري إليه تعجُّباً منه حيثُ كنت أُمرتُ بأنْ أقبضَ روحَهُ بالهندِ وهو عندَك».
#في أي أرض يكون موته ودفنه وهو أظهر. وقد روى أبو مليح عن أبي عزة الهذلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى قَبْضَ رُوحٍ عَبْدٍ بَأَرْضٍ جَعَلَ إِلَيْهَا حَاجَةً فَلَمْ يَنْتهِ حَتَّى يُقَدِمَهَا» ثم قرأ صلى الله عليه وسلم {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} إلى قوله: {بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ}.)))
هذه نقول من بعض التفاسير بتصرف يسير لعلها تساهم في جلاء الاشكال واما عن رأيي فاقول:
1) في قوله تعالى (تكسب) دلالةعلى انه لا تدري اي نفس, ماذا ستكسب وتحصل لا ماذا تعمل وتفعل فالذهاب للوظيفة مثلا او زيارة قريب ليس فيها كسب مادي محسوس وان كان كسب قلوب وشعور واجر ونحوذلك
2) ان النفس اصلا وان كانت عزمت على زيارة اوعمل غدا فانها لا تدري يقينا هل سيتم اولا لأنك ان علمت يقينا انك ستذهب لزيارة قريب مثلا غدا فانه قد يعرض ما يمنع فعلك هذا كموت قريب المزار والله اعلم!
3) انك لن تدري بهذا الذي ستفعله غدا الا اذا جاء الغد واذا دريت به فانه اصبح ماضيا عشته فلا مانع ان تكون قد علمته
4) ام عن الموت فما تقدم من النقولات جوابا
5) واضيف انه لا يوجد ما يدل على ان الارض المقصودة في الآية معناها: البلد اي ان المرء لو كان في الهند مثلا وبه مرض سيميته لا محالة وايضا مرضه هذا اقعده وقد منعه الطب ان يركب الطائرة والسيارة ,,وحتى الحركة في حقه ممنوعة وافرض انه محجور حجرا صحيا حتى الموت فالآيةتنبطق في حق هذا ايضا فسيقول قائل: هذا مستحيل فانه سيموت على سريره قطعا ,,فقد يبتليه الله بنوبة من جراءه يخرج من غرفته ليوت خارجها تحقيقا لقول الله ولو فرضنا انه مات على السرير وفي نفس المكان الذي فرضه القائل فليس في هذا ما يناقض الآية فانه لم يكن يعلم بذلك علما اكيدا محتم الوقوع والله العالم بالصواب وحده
وارجو من اخي الشمراني المشاركة في الاجابة على موضوعي الذي عنونته ب (اسئلة)
وفقنا الله واياك للخير ...(/)
من هو الإمام البقاعي؟؟
ـ[محمد المطيري]ــــــــ[07 Feb 2007, 03:29 م]ـ
من هو الإمام البقاعي صاحب التفسير وهل هو نفسه تلميذ ابن حجر؟
ـ[موراني]ــــــــ[07 Feb 2007, 10:41 م]ـ
ربما المقصود:
محمد بن الحسن بن يوسف في القرن الثامن
أو
برهان الدين ابراهيم بن عمر الشافعي المتوفى 885
فأنظر تأريخ الأدب العربي لبروكلمان (الفهارس)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Feb 2007, 01:28 ص]ـ
البقاعي صاحب التفسير هو أبو الحسن برهان الدين إبراهيم بن عمر بن حسن الرُّبَاط - بضم الراء وتخفيف الباء - بن علي بن أبي بكر البقاعي، المولد سنة 809 من الهجرة في سهل البقاع في لبنان اليوم، وكانت البقاع من سورية يوم ولد بها رحمه الله. وقد سكن دمشق، ورحل إلى بيت المقدس والقاهرة، ثم عاد إلى دمشق وتوفي بها عام 885 هـ.
وهو مفسر مؤرخ أديب، له مصنفات كثيرة متعددة منها:
له كتاب (نظم الدرر في تناسب الآيات والسور) طبع في سبعة مجلدات تقريباً أو أكثر، يعرف بمناسبات البقاعي أو تفسير البقاعي.
وله كتاب (مصاعد النظر للاشراف على مقاصد السور) طبع في ثلاثة مجلدات.
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_780145adaf9677876.gif
وله غيرها من المؤلفات الثمينة، وقد تتبع مصنفاته أخونا العزيز الدكتور محمد أجمل أيوب الإصلاحي في تحقيقه لكتاب (مصنفات البقاعي) الذي حققه عن نسخة منقولة من خط البقاعي نفسه، ونشرته مكتبة الملك فهد الوطنية العام المنصرم.
انظر:
- من يتحفنا بكتاب البقاعي مصاعد النظر؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5035)
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[08 Feb 2007, 01:50 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
لقد سبقني بالإجابة شيخنا الكريم عبد الرحمن الشهري .. ومن سبق لبق! وأنّى لي أن أعقب بعده ... لكني أحببتُ أن أهدي
أهدبكم بحثا بعنوان:
برهان الدين البقاعي ومنهجه في تفسيره دلالة البرهان القويم على تناسب آي القرآن العظيم
للباحث / عبد الله عبد الرحمن الخطيب
وقد تضمّن البحث ترجمة مطولة عن الإمام البقاعي - رحمه الله تعالى-.
تجدون الملف في المرفقات،،
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Feb 2007, 11:25 ص]ـ
حياكم الله أخي عمار الخطيب، وقد افتقدناك وأرجو أن تكون بخير. وجوابك أوفى من جوابي بارك الله فيك.
ـ[محمد المطيري]ــــــــ[08 Feb 2007, 03:22 م]ـ
سلمك الله يا شيخنا عبدالرحمن وكفيت ووفيت
اخوي عمار: ما اجمل جوابك ومشاركتك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Feb 2007, 08:30 ص]ـ
بارك الله فيكما.
من الكتب القيمة لمعرفة مصنفات البقاعي هذا الكتاب
http://www.tafsir.net/images/begai.jpg
فهرست مصنفات البقاعي
بتحقيق وتدقيق وتتميم الدكتور محمد أجمل أيوب الإصلاحي، وهو من منشورات مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض عام 1426هـ.
وقد تحدث عن كتاب (دلالة البرهان القويم على تناسب آي القرآن العظيم) وهو مختصر من كتابه الكبير (نظم الدرر في تناسب الآي والسور) وصل فيه إلى سورة المائدة، تحدث عنه في صفحة 177
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[14 Feb 2007, 01:35 م]ـ
حبذا لو أفادنا أحد الإخوة عن أفضل طبعات نظم الدرر للبقاعي
وعن حالة الكتاب في إيراد التناسب فقد سمعت أنه في بعض الأحيان يتكلف المناسبة حتى يوردها وإن لم يكن ظاهر النظم يحتملها.
وفق الله الجميع.(/)
سؤال عن (تفسير كعب الأحبار: جمعاً ودراسة) هل سبق بحثه؟
ـ[أبو عبد الله القلموني]ــــــــ[07 Feb 2007, 05:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قمت بتسجيل أطروحة دكتوراه تحت عنوان: "تفسير كعب الأحبار: جمعاً ودراسة". وهي تهدف إلى استقصاء جميع ما روي عن كعب الأحبار، ثم عرض أسانيده على قواعد المحدثين، ومحاكمة متنه على مقررات الحقائق الإسلامية واللغوية والتاريخية، ثم بيان أثر هذه الأقوال في المفسرين من بعده.
والمساعدة التي أرجوها ممن يملك الجواب هي:
1 - هل هناك من قام قبلي بتسجيل رسالة علمية تحت هذا الموضوع، حتى لا تضيع الجهود سدىً.
2 - إرشادي إلى دراسات علمية لها صلة بهذا الموضوع للإفادة منها.
ولكم مني جزيل الشكر سلفاً، وأنا سأكون سعيداً وشاكراً لكل ما تقدمونه من مساعدة واقتراحات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[07 Feb 2007, 05:49 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الأخ الكريم أبو عبد الله أذكر قبل مدة قال لنا أحد أساتذة جامعة أم القرى: أنه أشرف على طالب قام بدراسة مرويات كعب الأحبار، لكن هل هو بحث فصلي أم رسالة علمية، لعلي أتأكد وأخبرك قريباً بإذن الله.
ـ[أبو عبد الله القلموني]ــــــــ[07 Feb 2007, 06:48 م]ـ
بارك الله فيك أخي ابن الجزيرة، وأسأل الله أن يجزيك عني خير الجزاء، وأرجو منك أخي أن تسرع قدر المستطاع في التحقق مما ذكرتَه، وأنا أنتظرك على أحر من الجمر.(/)
طلب مستعجل حول كتاب لأبي الحسن شريح بن محمد بن شريح
ـ[أحمد نجيب]ــــــــ[08 Feb 2007, 02:47 ص]ـ
السلام عليكم
بينما كنت أفهرس ما لدي من مخطوطات أصلية استعصى علي الحصول على اسم كتاب هذا مطلعه:
قال أبو الحسن شريح بن الأستاذ أبي عبدالله محمد بن شريح رضي الله عنه:
الحمد لله الذي خلق فأحسن و صور فأتقن ....
اعلم لقنك الله أني ذاكر في هذا الكتاب الخلف بين أبي بكر عاصم بن أبي النجود في رواية أبي عمرو حفص بن سليمان البزارو في رواية أبي بكر شعبة بن عياش عنه و بين أبي الحسن نافع بن عبد الرحمن في رواية خالوف من طريق؟ عنه بلفظ عاصم .....
قال أحمد نجيب: أرجو إعلامي عن اسم هذا الكتاب على وجه السرعة
و السلام عليكم
ـ[د. أنمار]ــــــــ[09 Feb 2007, 08:38 م]ـ
قائمة مؤلفاته التي ذكرها الأستاذ غانم قدوري الحمد ص 15 من مقدمة الجمع والتوجيه هي:
1 - الاختلاف بين يعقوب الحضرمي ونافع المدني
2 - الانتصاف من الحافظ أبي عمرو الداني المقرئ في رده ترقيق راء مريم وقرية
3 - الجمع والتوجيه
4 - حصر جميع الآي المختلف في عدها بين أهل الأمصار
5 - ديوان خطبه
6 - قراءة حمزة ..
7 - مسائل في الوقف على الهمزة
8 - مسائل في الراء المشددة
9 - مسألة لم لم يسكن حمزة همزة السيء إلا كما سكن همزة السيء ولا
10 - المفردات
11 - نهاية الإتقان في تجويد القرآن.
==================
فلو أكملت بقية المقدمة فلعلها تكون المفردات.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[11 Feb 2007, 03:52 م]ـ
* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلاشك أن هذا الكتاب ليس هو ((الاختلاف بين يعقوب الحضرمي في رواية رويس وروح عنه، وبين نافع في رواية ورش عنه المسمى اختصارا بمفردة يعقوب))، وللفائدة فكتاب الاختلاف هذا، والمسمى (مفردة يعقوب) يقوم بتحقيقه الباحث مهدي دهيم، الطالب بقسم القراءات بالجامعة الإسلامية وقد قدمه في العام المنصرم 1427هـ، وهو في سبيله لتقديمه للمناقشة، ميزة الكتاب باختصار أن صاحبه من المتقدمين، فهو في 476هـ، ومن أوائل ما ألف في مفردة يعقوب، ومؤلفه من كبار مسندي القراءات، وممن أسند لهم ابن الجزري في النشر.
ـ[أحمد نجيب]ــــــــ[16 Feb 2007, 05:26 م]ـ
قال أحمد نجيب: أرجو إعلامي عن اسم هذا الكتاب على وجه السرعة
و السلام عليكم
ـ[الكشاف]ــــــــ[17 Feb 2007, 05:26 م]ـ
ليتك تنقل المزيد من المقدمة يا دكتور أحمد فهذه الكلمات المقتضبة التي ذكرتها لا تكفي للقطع بعنوان الكتاب.(/)
هل نص أحد من المفسرين على هذا الرأي؟
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[08 Feb 2007, 10:53 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
في قصة موسى عليه السلام مع الخضر وعند دخولهما القرية التي أبى أهلها أن يُضيفوهما ..
هل نصّ أحدٌ من المفسرين على أنهما كانا جائعين؟ لذا طلبا الضيافة من أهلها.
وآخر:
ذكر بعض المفسرين كالطبري أن القرية هذه التي أبى أهلها أن يضيفوهما هي الأيلة البلدة اليهودية التي حرّم الله فيها على اليهود صيد السمك. فهل هي إيلات الموجودة على رأس البحر الأحمر (بحر القلزم)؟.
ـ[محمد المطيري]ــــــــ[08 Feb 2007, 03:29 م]ـ
اخويي الحائلي
لا ادري لكن هل كونهما جائعين او لا اضافة معنى او فائدة مرجوة؟
ومسألة ابوا ان يضيفوهما فرأيي والله اعلم بالصواب ان الضيافة ليست محصورة بالاكل بل ان الاكل قد يحصل عليه المرء من طرق عدة اما البشاشة والسكن والمأوى فهذه في نظري اصعب بكثير من مجرد الأكل
والله اعلم بالصواب
اما س} الك الثاني فلا مجال للمحاولة فيه
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[08 Feb 2007, 05:03 م]ـ
اخويي الحائلي
لا ادري لكن هل كونهما جائعين او لا اضافة معنى او فائدة مرجوة؟
ومسألة ابوا ان يضيفوهما فرأيي والله اعلم بالصواب ان الضيافة ليست محصورة بالاكل بل ان الاكل قد يحصل عليه المرء من طرق عدة اما البشاشة والسكن والمأوى فهذه في نظري اصعب بكثير من مجرد الأكل
والله اعلم بالصواب
اما س} الك الثاني فلا مجال للمحاولة فيه
الأخ الكريم محمد المطيري _ حفظه الله_
أنت أجبت بنفسك، حيث إن هذا التفسير وهو (كونهما كانا جائعين) إن ثبت فهو سبب لطلب الضيافة، وإن لم يثبت فما وجه طلبهما الاستطعام؟ ..
على أن حاجتي إلى مَن نصَّ على أنهما كانا جائعين من أجل عزو هذا الرأي لأحد المعاصرين إلى أحد كتب التفسير.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[22 Aug 2007, 04:26 م]ـ
هل يجب اسناد القول لأحد المفسرين؟ ان أقوى اسناد هو القرآن نفسه , والمفسر يجتهد ويفسر القرآن بالقرآن وبمدلول اللسان العربى المبين الذى أنزله الله كذلك لعلنا نعقله:!!
وطالما أن "استطعما "تعنى طلب الطعام من مثل العبد الصالح وموسى الذين لايطلبان الا صادقين ,اذن كان جائعين فاستطعما.
ـ[عبد الله اليوسف]ــــــــ[23 Aug 2007, 12:54 ص]ـ
أخي أبا إبراهيم
إن مدينة أيلة المذكورة في كتب التفاسير هي البلدة المعروفة باسم "العقبة" في الأردن، وقد غلب عليها اسم العقبة وهي ا و ووه وهي في اللغة المرقى الصعب بين الجبال بسبب عقبة معروفة قريبة منها كانت تعرف بعقبة أيلة فغلبت شهرتها على اسم اسم اسم أيلة. أما "إيلات" فمدينة حديثة أقامها اليهودفي الموضع الذي يسمى "أم رشراش" وسموها من عندهم "إيلات" وهو و أيأ
أي أيلة بالعربية.(/)
فيما يعود الضمير في قوله تعالى: " إنما يبلوكم الله به؟؟
ـ[ام جواد المغربي]ــــــــ[08 Feb 2007, 07:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: " إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون ": (النحل:92)
يعود الضمير في " به " إما على الوفاء الذي أمر الله به، وإما أن يعود على الرباء، أي أن الله تعالى ابتلى عباده بالتحاسد وطلب بعضهم الظهور على بعض، واختبرهم بذلك ليرى من يجاهد نفسه فيخالفها ممن يتبعها ويعمل بمقتضى هواها، - ثم قال – وهو معنى قوله تعالى: " إنما معنى قوله: " إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون " (تفسير القرطبي)
فما هو القول الفصل في عود الضمير " إنما يبلوكم الله به "؟؟
أرجو منكم إفادتي
وجزاكم الله خيراً
وأثابكم الجنان
وأسقاكم من حوض نببيه محمد صلى الله عليه وسلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 Feb 2007, 12:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى
(وَلاَ تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)
الدرّ المصون أفضل كتاب يعالج الشؤون الإعرابية والنحويّة ----لذلك تجدين فيه جوابا على مثل هذه الأمور--
قال
(قوله: "به" يجوز أن يعودَ الضميرُ على المصدر المنسبك مِنْ {أَن تَكُونَ} تقديره: إنما يَبْلُوكم الله بكونِ أُمَّة، أي: يختبركم بذلك. وقيل: يعودُ على "الربا" المدلولِ عليه بقولِه {هِيَ أَرْبَى} وقيل: على الكثرة، لأنها في معنى الكثير. قال ابن الأنباري: "لَمَّا كان تأنيثُها غيرَ حقيقي حُمِلَتْ على معنى التذكير، كما حُمِلت الصيحةُ على الصِّياح" ولم يتقدمْ للكثرةِ لفظٌ، وإنما هي مدلولٌ عليها بالمعنى مِنْ قوله {هِيَ أَرْبَى}.
فعودة الضمير على المصدر المنسبك من " أن تكون" قول له وجاهته فيؤول المعنى إلى التقدير التالي " إنّما يختبركم بكون أمّة أربى من أمّة بالفضل والنعم" على هذا يكون التبيين يوم القيامة في قوله تعالى (وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)
متناسبا مع الإختلاف الحاصل بين الأمم في الدنيا من حيث الرباء
ـ[روضة]ــــــــ[09 Feb 2007, 01:12 م]ـ
قال تعالى قبل هذه الآية:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل:90].
فالضمير في (به) يعود على ما يأمركم وينهاكم، وهذا ما قاله الإمام الرازي.
ويمكن أن يعود الضمير على الوفاء بالأيمان المذكور بقوله تعالى: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} النحل91
والمعنى على هذا كما قال البقاعي: "أي يعاملكم معاملة المختبر بالأيمان والزيادة ليظهر للناس تمسككم بالوفاء أو انخلاعكم منه اعتماداً على كثرة أنصاركم وقلة أنصار من نقضتم عهده من المؤمنين".
والله أعلم
ـ[سلسبيل]ــــــــ[09 Feb 2007, 03:19 م]ـ
أقوال العلماء وتفسيراتهم فيما يعود به الضمير أراها من خلاف التنوع ومن المتواطئ حيث الآيه تحتملها جميعا مثل قوله تعالى (ياايها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه) فمرجع الضمير في قوله تعالى فملاقيه قيل يعود على ربك وقيل كدحك وكلاهما صحيح وهو من باب المتواطئ
وجزى الله شيخنا د. مساعد الطيار كل خير على دروسه
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 Feb 2007, 03:34 م]ـ
السلام عليكم
أحب أن تقوم الأخت سلسبيل بتطبيق كلامها على الآية---أعني ماذا يصبح معنى الآية بعد أن ترجع الضمير على كل ما رأت إرجاعه إليه!
بانتظارك
ـ[سلسبيل]ــــــــ[09 Feb 2007, 04:01 م]ـ
وعليكم السلام
قال تعالى
(وَلاَ تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)
في تفسير ابن كثير وكما نقلت الأخت أم جواد
(يعود الضمير في " به " إما على الوفاء الذي أمر الله به، وإما أن يعود على الرباء)
وفي الدر المصون:
قوله: "به" يجوز أن يعودَ الضميرُ على المصدر المنسبك مِنْ {أَن تَكُونَ} تقديره: إنما يَبْلُوكم الله بكونِ أُمَّة، أي: يختبركم بذلك. وقيل: يعودُ على "الربا" المدلولِ عليه بقولِه {هِيَ أَرْبَى} وقيل: على الكثرة،
اي من خلال الأقوال السابقه
مرجع الضمير (به) في قوله تعالى (إنما يبلوكم الله به)
يجوز ويصح ان يعود على الوفاء بالدين والمدلول عليه قوله تعالى (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون ايمانكم دخلا بينكم)
ويجوز أن يعود على الرباء والمدول عليه كما في الدر المصون قوله تعالى (أن تكون أمة هي أربى من أمه))
ويجوز أن يعود على أصل الإختبار نفسه كما في الدر المصون .. (يجوز أن يعودَ الضميرُ على المصدر المنسبك مِنْ {أَن تَكُونَ} تقديره: إنما يَبْلُوكم الله بكونِ أُمَّة، أي: يختبركم بذلك)
ودام ان هذه المعاني صحيحه بذاتها والسياق يحتملها جميعها فهي من باب المتواطئ وتدل على اعجاز القرآن الكريم وبلاغته حيث انه إذا ورد خلاف في مفسر الضمير ووصف يحتمل أكثر من موصوف فهو من قبيل المتواطئ هذا مما فهمته من شرح شيخنا د. مساعد الطيار حفظه الله للمتواطئ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 Feb 2007, 04:15 م]ـ
الأخت الكريمة
ما طلبته هو أن تعيدي الضمير إلى كلّ هذه المعاني بعبارة تفسيرية---أي أن تقولي لي ----بما أنّ جميع المعاني محتملة فيصير معنى الآية هو كذا وكذا---
نحن أردنا من مداخلتنا أن نقول لك أنّ هذه الآية لا يمكن أن تكون من الباب الذي قصدته ---
ـ[سلسبيل]ــــــــ[10 Feb 2007, 11:50 ص]ـ
التفسير الذي ذكرته الأخت أم جواد من تفسير القرطبي وليس من تفسير ابن كثير كما كتبتُ ذلك في مداخلتي السابقه
الأخ الكريم جمال حسني الشرباتي \
عندما نقول ان الضمير في به يعود على الوفاء فنقول مثلا:
لا تكونوا كالتي نقضت غزلها، فلا تنقضوا ايمانكم واوفوا بها ولا تجعلوا وتتخذوا ايمانكم بينكم سبيل للخديعه والمكر إن كانوا أكثر منكم والله بأمره إليكم بالوفاء بالعهد إنما يبلوكم بذلك ويختبركم
وعند قول ان الضمير يعود على الكثره فنقول:
ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها، فلا تنقضوا ايمانكم وأفوا بها ولا تجعلوا ايمانكم بينكم سبيل للخديعه والمكر إن كانوا أكثر منكم والله قد ابتلاكم بأن جعل بعض الأمم أكثر من بعض
وبقيه الآيه تقول
(وليبينن لكم يوم القيامه ما كنتم فيه تختلفون) يرجح معنى الوفاء بالعهود ولا يخالف الثاني لأنه عند انكار العهود ينشأ الخلاف
وايضا قوله تعالى في الآيه التي تليها
(ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسألن عما كنتم تعملون)
يرجح أن يكون مرجع الضمير للكثره وأن الإختبار حاصل به
اما ما ذكر في تفسير القرطبي من الرباء
وإما أن يعود على الرباء، أي أن الله تعالى ابتلى عباده بالتحاسد وطلب بعضهم الظهور على بعض، واختبرهم بذلك ليرى من يجاهد نفسه فيخالفها ممن يتبعها ويعمل بمقتضى هواها،
فالرباء والتحاسد وظهور بعضهم على بعض لازم من لوازم الكثره والتباين بين الأمم غالبا فلا لاتعارض بين جميع هذه الأقوال والله أعلم(/)
لطيفة: قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: (وأيا ما كان فعليه لعنة الله).
ـ[المسيطير]ــــــــ[08 Feb 2007, 08:44 م]ـ
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله عند قول الله تعالى:
(وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ).
" وفرعون علم على كل من ملك مصر كافرا من العماليق وغيرهم
كما أن قيصر علم على كل من ملك الروم مع الشام كافرا
وكسرى لمن ملك الفرس
وتبع لمن ملك اليمن كافرا
والنجاشي لمن ملك الحبشة
وبطليموس لمن ملك الهند.
ويقال:
كان اسم فرعون الذي كان في زمن موسى عليه السلام الوليد بن مصعب بن الريان
وقيل:
مصعب بن الريان فكان من سلالة عمليق بن الأود بن إرم بن سام بن نوح
وكنيته: أبو مرة
وأصله: فارسي من اصطخر
وأيا ما كان فعليه لعنة الله) أ. هـ.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[09 Feb 2007, 07:00 م]ـ
ما أكثر لطائفك وأحسنها
فجزاك الله خيرا
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[10 Feb 2007, 11:53 م]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيكم
ـ[المسيطير]ــــــــ[12 Feb 2007, 06:41 م]ـ
الشيخ الكريم / أباإبراهيم الحائلي
الشيخ الفاضل / فهد الوهبي
جزاكما الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
وأسأل الله تعالى أن يبارك لكما فيما تحبون.
ـ[أبو حازم الكناني]ــــــــ[14 Feb 2007, 06:49 م]ـ
الإخوة الكرام: اسمحوا لي بإضافة المعلومة التالية: وهي أن العرب كانوا يطلقون على
الِكبْر والتجبر: الفرعنة
قال ابن منظور:
"الفَرْعَنَةُ الكِبْرُ والتَّجَبُّر وفِرْعَوْنُ كل نَبِيٍّ مَلِكُ دَهْره قال القَطامِي وشُقَّ البَحْرُ عن أَصحابِ مُوسَى
وغُرِّقَتِ الفَراعِنَةُ الكِفارُ الكِفارُ جمع كافر كصاحب وصحاب وفرعون الذي ذكره الله تعالى في كتابه
من هذا وإِنما ترك صرفه في قول بعضهم لأَنه لا سَمِيَّ له كإِبليس فيمن أَخذه من أَبْلَسَ قال ابن سيده:
وعندي أَن فرعون هذا العَلَم أَعجميٌّ ولذلك لم يصرف الجوهري فرعون لقب الوليد بن مُصْعَبٍ مَلِكِ مصر
وكلُّ عاتٍ فِرْعَوْنٌ والعُتاةُ الفراعنة وقد تَفَرْعَنَ وهو ذو فَرْعَنَة أَي دَهاءٍ وتَكَبُّر وفي الحديث أَخَذَنا
فِرْعَوْنُ هذه الأُمة الأَزهري من الدُّرُوع الفِرْعَوْنِيَّةُ قال شمر هي منسوبة إِلى فِرْعَوْنِ موسى.
وقيل الفِرْعَوْنُ بلغة القِبْط التّمسَاح. قال ابن بري حكى ابن خالويه عن الفراء فُرْعُون بضم الفاء
لغة نادرة".
المصدر: لسان العرب 13/ 323. محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري/ طبعة دار صادر- بيروت/ الطبعة الأولى/ بدون تاريخ الطبعة.
بارك الله فيكم جميعاً(/)
موضوع الكليات في القرآن المكي والمدني
ـ[ريحانة]ــــــــ[08 Feb 2007, 11:27 م]ـ
[بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه, أما بعد.
السلام عليكم، أود أن أسأل عن الدراسات المعاصرة التي تطرقت إلى مسألة التفريق بين الكليات المكية والمدنية، فقد تحدث السابقون عن القرآن المكي وكذا المدني, وعن خصائص كل منهما، وتميز الإمام الشاطبي في طرحه لها في كتابه الموافقات، فهل تحدث عنها غيره بمثل طرحه؟، علما أن إدراك مميزات كل من الكليتين السابقتين ثمار مهمة لها آثار قيمة فيما يسمى "كلية مقام الخطاب"]
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[09 Feb 2007, 06:16 م]ـ
ممن تطرق لهذا الموضوع: الشيخ بريك القرني في رسالته: (كليات الألفاظ في التفسير)
حيث قسم الكليات إلى أربعة أقسام:
1 - كليات الألفاظ.
2 - كليات الأساليب.
3 - كليات اللغة.
4 - كليات علوم القرآن
وذكر أن كليات علوم القرآن أهمُها ما كان في نوع المكي والمدني، والنسخ، وغيرهما، وهي أنواع قد عرفت كلياتُها في أثناء التآليف في تلك الأنواع وتحريرها، وضمتها مصنفاتٌ ورسائل لا مزيد عليها.
فالرسالة وإن اختصت بكليات الألفاظ إلا أنك قد تجدين فيها مفاتيح لما رُمتيه، وذلك في القسم الأول من الرسالة (قسم الدراسة).
ـ[ريحانة]ــــــــ[17 Feb 2007, 11:05 م]ـ
السلام عليكم.
شكرا جزيلا يا سيد العبادي، فقد أفادتني معلوماتكم غير أنني مهتمة بتلك الدراسات التي تحدثت عن الكليات المكية كمرتكزات لتلكم التشريعات المدنية التي قامت فيما بعد الهجرة، إذ هي بمثابة الأرضية التي ضربت أسسها في نفوس المكلفين وهيأتهم لتلق التشريع تلقي الموقن بقيامه على الصلاح في الدارين، بعبارة أوضح دراسات أصولية للكليات المكية والمدنية إن أمكن ذلك.(/)
فهرس مخطوطات قسم القرآن بمكتبة مكة المكرمة
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[09 Feb 2007, 09:09 م]ـ
هذا فهرس لمخطوطات قسم القرآن بمكتبة مكة المكرمة
إعداد د. محمد الحبيب الهيلة
وهذا رابط تحميله هنا ( http://www.lisaanularab.com/washnan/books/monawa3/manu-libr-makka-qoraan.rar)
منقول من الطيب والأشنان بملتقى أهل الحديث
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[09 Feb 2007, 09:13 م]ـ
لقد رفعت الملف ولم يظهر! ولا أدري ما السبب؟
عموماً هذا رابط الموضوع المنقول منه ويمكن التحميل منه مباشرة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=91126
ـ[باحثة علم]ــــــــ[14 Sep 2010, 06:06 م]ـ
بارك الله فيك(/)
علم السياق القرآني [4] (منزلة السياق من قرائن الترجيح)
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[10 Feb 2007, 11:49 ص]ـ
منزلة السياق من قرائن الترجيح.
السياق ثابت في كل آية من كتاب الله تعالى، وهو أصلٌ في بيان معناها؛ لأنه لا يتعارض مع أي قرينة من القرائن، ولا يجوز الخروج بالآية عما دل عليه لفظها وسياقها.
ويقرر ذلك صاحب قواعد الترجيح في قاعدة مهمة فيقول":كل تفسير ليس مأخوذاً من دلالة ألفاظ الآية وسياقها فهو رد على قائله" ([1]).
وعليه فيكون السياق أصلاً مطرداً متفقاً مع جميع القرائن والأدلة في الآية، وقد تقرر هذا لدي واطرد في جميع تفسير سورة البقرة من خلال السياق وكفا بها شاهداً، ولم يمر عليّ مثال واحد في ترجيح معنى مخالف للسياق، وإنما يكون السياق مطردا مع القرائن الأخرى.
ويتقرر من هذا بأن السياق يأتي في المرتبة الأولى من حيث الاعتبار في معنى الآية، ويكون القول الذي يتوافق مع سياق الآية هو القول الصحيح المعتمد.
وقد قرر ذلك الزركشي بقوله: " ليكن محط نظر المفسر مراعاة نظم الكلام الذي سيق له، وإن خالف أصل الوضع اللغوي لثبوت التجوز" ([2]).
ويقرر ذلك صاحب قواعد الترجيح فيقول: "القول الذي تؤيده قرائن السياق مرجح على ما خالفه" ([3]).
ولكن هنا مسألة مهمة يجب اعتبارها وهي أن معرفة السياق مبنية على الاجتهاد وغلبة الظن، وعليه فيكون تحديد السياق أمراً ظنياً لا قطعياً، ولهذا تجد الاختلاف في تحديد السياق في الآية الواحدة ([4]).
مسألة مهمة: تنازع دلالة السياق مع غيرها في معنى الآية.
قد يرد ما يدل ظاهراَ على تعارض بعض الأدلة مع السياق، لكن التأمل الدقيق في التوفيق بينهما يؤدي إلى تبين الرابط أو المناسبة.
ومن ذلك:
أولاً: تعارض دلالة السياق مع الحديث أو مع تفاسير جمهور السلف.
ومثل لذلك قوله تعالى: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ} [الأحقاف 10]، فقد ذكر ابن جرير الخلاف في الآية، وأن فيها قولين:
القول الأول: أنه موسى بن عمران عليه السلام، على مثله، يعني على مثل القرآن، قالوا: ومثل القرآن الذي شهد عليه موسى بالتصديق التوراة.
القول الثاني: أنه عنى به عبد الله بن سلام، قالوا: ومعنى الكلام وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثل هذا القرآن بالتصديق. قالوا: ومثل القرآن التوراة، وهو الوارد عن جمهور السلف.
وقد رجح الطبري القول الأول لدلالة السياق ثم رجع إلى القول الثاني لكونه قول أكثر أهل التأويل من السلف. فقال":والصواب من القول في ذلك عندنا أن الذي قاله مسروق في تأويل ذلك أشبه بظاهر التنزيل؛ لأن الآية في سياق توبيخ الله تعالى ذكره مشركي قريش، واحتجاجاً عليهم لنبيه صلى الله عليه وسلم غير أن الأخبار قد وردت عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن ذلك عني به عبد الله بن سلام، وعليه أكثر أهل التأويل، وهم كانوا أعلم بمعاني القرآن، والسبب الذي فيه نزل" ([5]).
وبالتأمل نرى أنه لا تعارض بين القولين؛ لأن القول الثاني داخل في القول الأول؛ إذ هو استشهاد بالآية عليه، ولكن القول الأول هو الأصل في الآية ولا يمكن إغفاله لوجوه:
أولاً: أنه سياق السورة كلها والآية في خطاب المشركين، كما ذكر ابن جرير.
قال ابن جرير في تأويل الآية السابقة لهذه الآية: "الخطاب من مبتدأ هذه السورة إلى هذه الآية، والخبر خرج من الله عزّ وجلّ خطاباً للمشركين وخبرا عنهم، وتوبيخا لهم، واحتجاجا من الله تعالى ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم عليهم" ([6]). فإذا كانت السورة كلها في المشركين، فما الذي يجعلنا نخص هذه الآية ونخرجها عن سياقها.
ثانياً: أن الآية نازلة في مكة، وعبد الله بن سلام لم يسلم إلا بعد الهجرة، فيكون تضمن الآية له على وجه العموم. ويؤكد ذلك ما أخرجه ابن جرير عن مسروق قال: (والله ما نزلت في عبد الله بن سلام، ما أنزلت إلا بمكة، وما أسلم عبد الله إلا بالمدينة، ولكنها خصومة خاصم محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بها قومه) ([7]).
وعلى هذا فلا يكون تفسير السلف مخالفاً للسياق، ولعل ما ورد عن السلف في تفسير الآية من باب دخوله في جنس الشاهد أو أن النبي صلى الله عليه وسلم استشهد بالآية عليه، وذكرها فيه، وهذا كثير في تفاسير السلف.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام":وقوله تعالى: {وَشَهِدَ شَاهِد} ليس المقصود شاهداً واحداً معيناً، وقول من قال: إنه عبد الله بن سلام ليس بشيء، فإن هذه نزلت بمكة قبل أن يعرف ابن سلام، ولكن المقصود جنس الشاهد" ([8]).
قال ابن كثير":وهذا الشاهد اسم جنس يعم عبد الله بن سلام وغيره فإن هذه الآية مكية نزلت قبل إسلام عبد الله بن سلام" ([9]).
ثانياً: تنازع دلالة السياق مع العموم.
كثيراَ ما يظهر تعارض القول بالعموم مع السياق الخاص في الآية عند الترجيح، وبالنظر والتأمل يتبين أن القول بما يوافق السياق هو الأصل، ولا يعارض ذلك القول بالعموم فيما هو في حكمه، وبذلك يتفق العموم مع السياق الخاص، لأن القاعدة الأصولية المعتبرة أن (العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب).
وما ذهب إليه صاحب قواعد الترجيح من قوله ":وقواعد العموم مقدمة على قواعد السياق وغيرها، فقواعد العموم أقوى من قواعد السياق" ([10]).
وهذه القاعدة محل نظر، لأنه لا تعارض بين قواعد العموم والسياق، إذ السياق دال على حكم خاص يؤخذ منه العموم، فكيف يقدم القول بالعموم.
ولذا نجده – وفقه الله - مع تقريره لهذه القاعدة إلا أنه قد بيّن تخصيص السياق للعموم في قاعدة أخرى فقال: قاعدة (يجب حمل نصوص الوحي على العموم ما لم يرد نص بالتخصيص)، ثم يبين المخصص بأنه السياق أو الدليل بقوله: (إلا أن يكون السياق يقتضي تخصيصها حتماً، أو يقوم الدليل على ذلك) ([11]).
ولا يجوز بحال إخراج الآية عن سياقها إلى عموم غير مناسب للسياق لأن ذلك يخرج الآية عن مقصودها وغرضها وسياقها، ومن هنا قلنا بلزوم الانطلاق من السياق في القول بالعموم، ولهذا نستطيع القول بأن السياق هو المحدد للعموم والموجه له.
قال صاحب رسالة أسباب النزول وأثرها في بيان النصوص: "هل يعد السياق عند العلماء مخصصاً للعام أم لا"؟.
قلما تعرض العلماء لهذه المسألة، ولكن ورد عن الشافعي في الرسالة ما يقتضي التخصيص بالسياق، فإنه بوب على ذلك فقال: (باب الذي يبين سياقه معناه) وأورد فيه قوله تعالى: {وأَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ} فإن السياق أرشد إلى أن المراد أهلها، وهو قوله تعالى: +إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ" [الأعراف 163]) وما ذهب إليه قوي؛ لأن السياق نوع من القرائن، ولا ريب في أن الناس في مخاطباتهم يتركون العام لأجل القرينة الدالة على إرادة الخصوص، والشرع يخاطب الناس بحسب تعارفهم ([12]).
--الحواشي -----------------------------------------------
([1]) ((قواعد التفسير عند المفسرين)) (2/ 349).
([2]) ((البرهان في علوم القرآن)) (1/ 317).
([3]) ((قواعد الترجيح عند المفسرين)) (2/ 299).
([4]) انظر: ((أثر السياق في النظام النحوي)) (ص93).
([5]) ((جامع البيان)) ((11/ 281)).
([6]) ((جامع البيان)) ((11/ 277)).
([7]) انظر: ((جامع البيان)) (11/ 278).
([8]) ((النبوات)) (1/ 177).
([9]) ((تفسير القرآن العظيم)) (7/ 278).
([10]) ((قواعد الترجيح عند المفسرين)) (1/ 66).
([11]) ((قواعد الترجيح عند المفسرين)) (2/ 528).
([12]) ((أسباب النزول وأثرها في بيان النصوص)) (ص418).
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[23 Feb 2007, 06:26 ص]ـ
بارك الله فيكم.
فوائد مهمة في فهم القرآن جزيت خيراً
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[24 Feb 2007, 03:36 م]ـ
بوركتم أبا عبدالله على هذه الفوائد ..(/)
((البرهان في بيان القرآن) لابن قدامة هل حقق؟
ـ[أبو العالية]ــــــــ[10 Feb 2007, 12:52 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
هل حقق هذا الكتاب؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Feb 2007, 03:20 م]ـ
نعم.
حققه الدكتور سعود الفنيسان وفقه الله
ـ[أبو العالية]ــــــــ[11 Feb 2007, 10:54 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
جزاك الله خيراً شيخ عبد الرحمن
نعم علمت هذا
ولكن هل حققه غيره؟
فالدكتور اعتمد على نسخة فريدة!
وتحصل لدي نفس النسخة وقريباً أحصل على نسخة ثانية.
فهل هناك من قام على ذلك؟
ودمتم على الخير أعواناً
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Feb 2007, 01:50 م]ـ
فهلا قلت: هل حقق هذا الكتابَ أحدٌ غير الدكتور سعود الفنيسان؟
ـ[أبو العالية]ــــــــ[11 Feb 2007, 05:49 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
هل حقق هذا الكتابَ أحدٌ غير الدكتور سعود الفنيسان؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[04 May 2007, 04:47 ص]ـ
سمعت ان احد طلبة العلم حققه على ثلاث نسخ خطية وسينشره ضمن مجموع لابن قدامة هذا الصيف .........
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[04 May 2007, 06:55 ص]ـ
وحققه أيضاً د. يوسف السعيد-فيما أذكر-ولعلي أتأكد.(/)
رسائل ماجستير ودكتوراه في كلية القرآن بطنطا
ـ[محب القراءات]ــــــــ[11 Feb 2007, 09:33 ص]ـ
الأخوة الفضلاء في هذا الملتقى المبارك: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
هذه قائمة بأسماء الأبحاث المسجلة في الماجستير والدكتوراة بكلية القرآن الكريم بطنطا في جمهورية مصر العربية , كنت قد طلبتها من أحد الأخوة فوافاني بها فأحببت أن تعم الفائدة للجميع:
رسائل الماجستير:
1 - تلخيص النشر الكبير للإمام محمد بن أحمد العوفي (تحقيق ودراسة مقارنة).
2 - النصوص الظاهرة بشرح الفوائد المحررة للعلامة المحقق الشيخ محمد محمد هلالي الابياري (دراسة وتحقيق).
3 - وصف الاهتداء في الوقف والابتداء للإمام برهان الدين أبي اسحق بن ابراهيم بن عمر بن ابراهيم بن خليل الجعبري المتوفى سنة 732هـ (تحقيق ودراسة مقارنة).
4 - كتاب شرح الشاطبية للإمام الحافظ جلال الدين السيوطي.
5 - قراء اليمن منذ فجر الاسلام حتى نهاية القرن الرابع هجري.
6 - التسهيل وشفاء العليل في القراءات العشر للإمام محمد بن احمد العوفي (دراسة وتحقيق).
7 - كتاب الكامل في القراءات للإمام أبي القاسم يوسف بن علي بن جباره الهذلي ت465 هـ دراسة وتحقيق (القران كامل).
8 - كتاب الاشارة بلطيف العبارة في القراءات المأثوره بالروايات المشهورة.
9 - القراءات بين التواتر وصحة الإسناد دراسة تحليلية.
10 - كتاب بدائع البرهان مع عمدة العرفان للشيخ مصطفى بن عبد الرحمن الازميري (القران كامل).
11 - الروض النضير للشيخ محمد المتولي (دراسة وتحقيق) -القران كامل.
12 - أوجه الخلاف والإتفاق بين كتابي المستنير في القراءات العشر تأليف بن سوار الحنفي متوفى سنة 496 وكتاب المصباح الزاهر في القراءات العشر البواهر تأليف بن فتحان الشهرزوري. أبواب الاصول. دراسة ومقارنة.
13 - كتاب المصباح الزاهر في القراءات العشر البواهر للإمام ابو الكرم بن فتحان الشهرزوري. (جميع القران). دراسة وتحقيق.
14 - تحرير الطرق والروايات من طريق طيبة النشر في القراءات العشر للعلامه علي بن سليمان المنصوري المتوفى 1134هـ 1722م (دراسة وتحقيق).
15 - توثيق أسانيد القراء من عصر بن مجاهد الى عصر النبوة دراسة وتوثيق.
16 - اعتراضات أبي جعفر النحاس على القراءات في كتابه إعراب القران مناقشة وردود.
17 - المفيد في القراءات الثمان للامام محمد بن ابراهيم الحضرمي (دراسة وتحقيق).
-------------------------------------------------------------
رسائل الدكتوراه:
1 - النشر في القراءات العشر (تحقيق ودراسه).
2 - إختلاف وجوه طرق النشر (تحليل ودراسه).
3 - كتاب الكامل في القراءات للامام أبي القاسم بن يوسف بن علي بن جبارة الهذلي ت 465 (تحقيق ودراسه).الى اخر الادغام
4 - أسس الاختيار في القراءات حتى عصر بن مجاهد
ـ[نورة]ــــــــ[11 Feb 2007, 11:13 ص]ـ
أكرمكم الله
ـ[نورة]ــــــــ[06 Jul 2007, 01:38 م]ـ
هل هذه الرسائل موجودة في السعودية؟
وكيف السبيل إليها؟؟
وشكرا
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[06 Jul 2007, 05:05 م]ـ
إن شاء الله قريبا يكون لقاء للأعضاء مع فضيلة أ د سامي عبد الفتاح عميد الكلية ويوافاني بإجابة وافية للأعضاء الكرام وكيفية تفعيل التعاون والاستفادة المشتركة بين الأعضاء والمهتمين بالقراءات.
ـ[الجكني]ــــــــ[06 Jul 2007, 06:06 م]ـ
عجيب أمر هذه الكلية المباركة؟؟
كيف توافق على إعادة " تحقيق ودراسة" بعض الكتب المحققة رسائل علمية ومنتهىً منها؟؟؟ خاصة وأن الأمر لم يعد كما كان سابقاً من حيث صعوبة معرفة ما سجل من رسائل.
وإني أكاد أجزم بأن القائمين على كلية طنطا على علم أكيد بتحقيق كل من ":
1 - المصباح
2 - النشر
هذا كلام تحته شيء يعرفه من له علاقة بي و ببعض المسؤلين في الكلية المذكورة، وتحتم الأمانة العلمية على كتابه وتسجيله للتاريخ.
ملاحظة:
كتاب:
"- أوجه الخلاف والإتفاق بين كتابي المستنير في القراءات العشر تأليف بن سوار الحنفي متوفى سنة 496 وكتاب المصباح الزاهر في القراءات العشر البواهر تأليف بن فتحان الشهرزوري. أبواب الاصول. دراسة ومقارنة."
من مؤلفه؟؟
.(/)
مدارسة كتاب (المقدمات الأساسية في علوم القرآن) للجديع
ـ[أبو العالية]ــــــــ[12 Feb 2007, 01:48 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
فقد كنتُ وعدتُ بوقفاتٍ للمدارسةِ مع كتابِ: ((المقدمات الأساسية في علوم القرآن)) للشيخِ عبد الله بن يوسف الجُدَيع وفَّقه الله لكل خير وعافية.
وكنتُ قد سجَّلتُ بعض هذه الأسئلة والمُدارسات على نسختي بعد صدور الكتاب بسنة تقريباً.
وحال بيني وبين تقييدها مبكراً _ هنا _ كما وعدتُ من قبل؛ انشغالي ببعض الأعمال العلمية من جهة، ومن جهة اخرى أهم منها؛ بُعْد الكتاب عني؛ حتى طلبته من مكتبتي وأنا على بُعدٍ منها؛ فلما جاء؛ فما من بُدٍّ إلا بتسطير بعض ما سنح لي أثناء القراءة.
فأسأل المولى العلي القديم أن يفتح علينا وعليكم، وأن يمنَّ على الجميع بوافر عِلْمه، ومَزِيد فضله، إنَّه سبحانه خير مسؤول.
غير أنَّ هذه المُدَارسة لا تُنْقِص من قيمة الكتاب ألبتة، وحسبها أنها هي مدارسةٌ نُسجِّل ما امتاز به ونثني عليه، وبعضها مما كان هو بحاجة لمزيد نظر؛ لوجود المُشْكِل، والبعض لطلب الاستفهام، وهلمَّ جرَّاً جرَّا.
وأتمنى من الإخوة الفضلاء رُوَّاد هذا الملتقى المبارك المشاركة في إثراء الموضوع، والفتح علينا بما فتح الله به عليهم؛ فنستفيد ونفيد بحوله تعالى.
ومن كان له سبيل إلى المؤلف؛ فندعوه للمشاركة في هذه المدارسة؛ فهو الأحق الأول في الجواب عن ذلك.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تنبيه:
جرى المؤلف وفقه الله لكل خير وعافية، إلى تقييد ما ترجَّح عنده في علوم القرآن وقد جمع كل ذلك بأسلوب لغوي متين جميل، وسهل ودقيق في فصول الكتاب _ ولو أنه في بعض المواطن كان الاختصار فيه غير كافٍ _ وكأنَّه متن في علوم القرآن.
بَيْد أنه لم يَعْزُ في بعض الفصول في مادته العلمية المبثوثة في كتابه إلى المصنفات والمراجع في مظانِّها، ولعل ذلك يعود إلى منهجه في التحرير باختيار الصواب عنده _ وربما بدون تشتيت ذهن القارئ! _ ولكن الصواب في ذلك الإشارة إلى أصحابها _ وإن كان قد أشار في مواطن وترك مواطن _
وانظر على سبيل المثال (فصل إعجاز القرآن؛ فلم يشر إلا لمرجع واحد!)
ومما امتاز به كتابه:
1) ضبط النص بالشكل. (وليته ضبط الآيات بالرسم العثماني)
2) أنه استوعب التخريج للأحاديث والآثار بنَفَس حديثي محرر رائع جزاه الله خيراً.
3) أنه حين يقرر مسألة أو حكماً يسوقه بدليله؛ وهذه ميزة نفيسة ليت كل من يصنف أن يرتكز عليها سيما في أمور الشريعة وأحكامها.
4) أنه صان كتاب جزاه الله خيراً من مجانبة الصواب في مسائل الاعتقاد، وضبطها وقرَّرها، وأبان عن ذلك فيمن وقع في الخطل وغير الحق.
وغيرها مما سيجده القارئ الكريم.
لكن فقد أبى الله العصمة إلا لكتابه، ومن باب المدارسة، فلعلي أقف مع بعض المواطن للمدارسة وبيان الصواب، والله المعين وحده. وهو خير مسؤول.
_ أولاً: قال المؤلِّف غفر الله صـ (7):
حين تكلم عن مباحث تتصل بإبراز إعجاز القرآن قال:
" وهذا ليس علماً تطبيقياً من علوم القرآن، وقدمت بالتنبيه على أهمِّه، والمقصود الاعتناء بالعلوم التأصيلية العامة التي سميتها بـ (المقدِّمات) لتكون قاعدة لغيرها، لا بالإنشاءات الأدبيَّة " أهـ
قال مُقَيِّدُه عفا الله عنه:
كيف يكون علم إعجاز القرآن ليس علماً تطبيقياً؟!
وكيف لا يدخل في العلوم التأصيليَّة؟! سبحان الله!
كيف هذا وقد قال بعض العلماء بوجوب تعلُّم علم الإعجاز والنظر فيه.
فيقول الإمامُ الباقلاني رحمه الله: " و قد كان يجوز ممن عمل الكتب النافعة في معاني القرآن، وتكلم في فوائده من أهل صنعة العربية وغيرهم من أهل صناعة الكلام أن يبسطوا القول في الإبانة عن وجه معجزته والدلالة على مكانه، فهو أحق بكثير مما صنفوا فيه: من القول في الجزء، ودقيق الكلام في الأغراض، وكثير من بديع الإعراب، وغامض النحو، فالحاجة إلى هذا أمس والاشتغال به أوجب ". إعجاز القرآن للباقلاني (22)
وقال السيد محمد رشيد رضا في تقديمه لكتاب (إعجاز القرآن) للرافعي رحمهما الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
"فالكلام في وجوه إعجاز القرآن واجب شرعاً، وهو من فروض الكفاية، وقد تكلَّم فيه المفسرون، وبُلغاء الأدباء والمتأنِّقُون" إعجاز القرآن للرافعي (20)
ثم إن كان ليس علماً تطبيقياً؛ فمن أي العلوم هو؟
وما علاقة الإنشاءات الأدبية بعلم الإعجاز؟
لا شك عند راقم هذه الأحرف ان هذا القول فيه مجانبة لصواب وفيه نظر، عفا الله عن المؤلف.
_ ثانياً: القصة والمثل قال في صـ (7) أيضاً:
" فالقصة القرآنية والمثل في القرآن مثلاً مما يعرف من تفاصيل ذلك الفن، ولا ينبغي إدراجه تحت المقدمات في علوم القرآن " أهـ.
قال مُقَيِّدُه عفا الله عنه:
فمما هو معلوم أن مواضيع علوم القرآن عبارة عن مسائل كلية تتصل بكتاب الله تعالى، والواجب أن كل ما يتصل اتصالاً وثيقاً بكتاب الله تعالى يجب اعتباره عِلْماً قائماً بذاته ضمن علوم القرآن.
وقد قال بعض أهل العلم من ذوي الاختصاص في تعريف علوم القرآن أنه:
" علم يضم أبحاثاً كلية تتصل بالقرآن العظيم من نواحي شتى , يمكن اعتبار كل منها علماً متميزاً "
وعليه؛ فالقصة مثلاً من أبرز هذه المواضيع، والقصص في القرآن بلغ مكانة كبيرة قارب الربع تقريباً
؛ فكيف لا يكون من أصيل العلوم؟ ويقال علم القصة القرآنية غدا من تفاصيله!
_ ثالثاً: في أسماء القرآن صـ (12):
ذكر خمسة أسماء وهي؛ الكتاب، وكلام الله، والفرقان، والذِّكر، والمصحف.
وذكر من نعوته الكثير؛ مثل: هدى، وشفاء، ورحمة، وموعظة، وأحسن الحديث، .. إلخ.
قال مُقَيِّدُه عفا الله عنه:
فما الضابط بين هذه الأسماء والنعوت، وما وجه الدِّلالة في التفريق بينها؟
سيَّما في تقديم اسم المصحف على غيره، وتقديم غيره مما جاء به النص أولى وأقرب
ثم ما الذي ماز الذكر عن أحسن الحديث _ مثلاً _ في قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} الحجر9
وبين قوله: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً .. } الزمر23
أكتفي بهذا القدر الان، والبقية تاتي بحوله وقوته في موضوع (تعريف السورة والآية)
وكتب
أبو العالية
غفر الله له
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[13 Feb 2007, 11:01 م]ـ
الأخ الكريم أبو العالية:
طريقة جيدة للتعريف بالكتب المتخصصة وتقويمها , ننتظر بقية المدارسة وفقك الله.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[15 Feb 2007, 11:59 ص]ـ
الأخ الكريم أبا العالية ..
لا شك أن المدارسة من طرق تثبيت العلم، وهي تقتضي مشاركة الإخوة في القضية محل النقاش، ولي بورك فيكم ملحوظات آمل النظر فيها:
الأولى: قمتم مشكورين بمناقشة رأي المؤلف في قوله عن إعجاز القرآن: (وهذا ليس علماً تطبيقياً من علوم القرآن) وخلصتم إلى كونه منها، ولكن ليتكم ذكرتم ما المقصود بقوله (علماً تطبيقياً)، كما أنكم وفقكم الله لم تذكروا الحجج على ما وصلتم إليه سوى أن بعض العلماء أوجب تعلمه، وهل كل فن يجب تعلمه يكون من علوم القرآن.
الثانية: يحسن عدم مقابلة الرأي بالسؤال والاستنكار الدال على بعد هذا القول، فالمسائل المطروحة ليست من الاعتقاد وإنما هي مجال اجتهاد في علوم القرآن فلا يقال مثلاً: (وكيف لا يدخل في العلوم التأصيليَّة؟! سبحان الله!). فالمسألة لا تقتضي في نظري كل هذا التعظيم.
الثالثة: مدار النقاش بينكم وبين المؤلف هو تحرير معنى (علوم القرآن) فلو تكرمتم ببيانه كما ترون ومن ثمَّ بيان ما يدخل فيه، فهذا هو أصل الحديث، وقد ترون دخول فن بناء على نظرتكم لمعنى (علوم القرآن) ويرى المؤلف عدم دخوله لنظرته المختلفة لمعنى هذا المصطلح.
وختاماً اسأل الله لكم التوفيق والسداد ..
ـ[أبو العالية]ــــــــ[18 Feb 2007, 11:36 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
أشكر الشيخين الفاضلين على مرورهما الكريم، وسعدت بمناقشة الأخ الكريم الشيخ فهد وفقه الله، وكم يسعدني هذا وربي؛ فإن هذه الاستشكالات مما تزيد في البحث والتنقيب مما يدفع نحو الصواب إن شاء الله.
بيد أني أقول أيها الشيخ الكريم، قد أشرتُ في المشاركة الأولى، أن هذه المدارسة بعضها بحاجة لنظر، ويكفي ذكر نص في المسألة يُشكل على ما ذهب إليه المؤلف وفقه الله _ وقد يكون مشكل لقولي _ وأحياناً استفهم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وتارة أرد بالبرهان والدليل؟ وحسب هذهالمدارسات أنها أجود ما عندنا؛ فإن جاءنا اجود منها قلنا به حمدنا الله على صوابه والحمد لله.
ومن أجل هذا دعيت الأفاضل من أمثالكم _ ومن له سبيل إلى المؤلف وفقه الله _ ليشاركنا في الجواب عما استشكلنا عليه وأقمنا الاستفهام لأجله؛ فيزيد بالجواب وضوحاً، إذ لا يغني توضيح موضِّحٍ غير المؤلف مهما علت منزلته وهو باقٍ فوق هذه المعمورة؛ خشية أن يحمَّل قوله ما لايحتمل، أو أن نقوِّله ما لم يقل؛ لذا كان ما ذكرت.
ولا مانع ألبتة من ان يدلي أهل الفضل برأيهم، ولكن الفيصل في المدارسة للمؤلِّف وفقه الله، ولنا الاستفادة من بعضنا االبعض.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، ودمتم على الخير أعواناً
(وننتظر جواب المؤلف لحين) او أجبنا بما يفتح الله به علينا، وهو خير الفاتحين.
====== متابعة المدارسة:
_ رابعاً: قال المؤلِّف غفر الله له صـ (13):
" السورة؛ قيل في معناها أقوال أعدلها ما يأتي:
الأول: يقال (سورة) للمنزلة من البناء؛ فسميت (السورة) من القرآن بذلك؛ لأنها منزلة بعد منزلة، مقطوعة عن الأخرى ... " أهـ.
قال مقيِّدُه _ عفا الله عنه _:
ما ذكره المؤلف وفقه الله من الأقوال، وإن كانت قيلت؛ ولكن قوله الآنف الذكر (أعدلها) يُشعر بأنه مايز بينها، ونظر فيها؛ فهُدِي إلى الأعدل وِفْق تحريره المشار إليه في طليعة كتابه وفي تقدمته إذ قال هناك وفقه الله: (تحرير مقدمات .. ولكن بمنهج محرر .. إذ لو كنا مجرد نَقَلة لكان الإبقاء على مؤلفات الأقدمين أولى من تكلّف التصنيف) إلخ ما قاله وفقه الله
فأمَّا القول في أن السورة بمنزلة البناء فهذا قاله أبو عبيدة ولكن ردَّه بعض أهل اللغة، ولم يرتضيه؛ منهم العلامة الأزهري رحمه الله إذ يقول في تهذيبه مادة (سور):
" " وأما السُّوْرة من القرآن؛ فإن أبا عبيدة زعم أنه من سورة البناء. "
ثم قال:
وأخبرني المنذري عن أبي الهيثم (1): أنه ردّ على أبي عبيدة قوله وقال: إنما تُجمع فُعْلة على فعْل _ بسكون العين _ إذا سبق الجمع الواحد، مثل صُوفة وصُوف.
وسورة البناء وسورٌ، فالسُّور جمع سبق وُحدانه في هذا الموضع جمعُهُ، قال الله تعالى: (فضُرِبَ بينهم بسور له باب باطنه فيه الرَّحمة)
فأما سورة القرآن؛ فإن الله جل وعز جمعها سُوَراً؛ مثل غُرفة وغرف، ورتبة ورُتب، وزُلفة وزُلف، فدلَّ على أنه لم يجعلها من سُور البناء؛ لأنها لو كانت من سور البناء لقال: فاتو بعشر سُوْرٍ، ولم يقل " بعَشْرِ سُوَر " والقُرَّاء مجمعون على سُور، وكذلك اجتمعوا على قراءة سُورٍ في قولهم: (فضُرِبَ بينهم بسُوْر ٍ) ولم يقرأ بسوَرٍ فدلَّ ذلك على تميُّز سورة من سور القرآن عن سورة من سور البناء.
وكأنَّ أبا عبيدة أراد أن يؤيِّد قوله في الصُّور أنه جمع صورة؛ فأخطأ في الصُّور والسُّورِ، وحَرَّف كلام العرب عن صيغته، وأدخل فيه ما ليس منه."
فإذا عُلِم هذا؛ فما الصواب في تعريف السورة:
" قال أبو الهيثم: والسُّورة من سور القرآن عندنا: قِطعة من القرآن سبق وُحدانها جمعها كما أن الغُرفة سابق للغُرف.
وأنزل الله جل وعز القرآن على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم شيئاً بعد شيء، وجعله مفصَّلا، وبيَّن كلَّ سُورة منها بخاتمتها وبادئتها، وميّزها من التي تليها. (2)
قلتُ (الأزهري): وكأنَّ أبا الهيثم جعل السُّورة من سور القرآن من أسأَرْتُ سُؤْراً: أي أفصلتُ فضلا؛ إلا أنها لما كثُرت في الكلام وفي كتاب الله تُرك فيها الهمز كما تُرك في الملك وأصله مَلأَك، وفي النبيّ وأصله الهمز.
وكان أبو الهيثم طوّل الكلام فيهما ردّاً على أبي عبيدة؛ فاختصرت منه مجامع مقاصده، وربما غيّرت بعض ألفاظه والمعنى معناه "
ثم شرع الأزهري في بيان بعض معاني السورة.فانظرها هناك.
أهـ بتصرف يسير.
==================
(1) أبو الهيثم هو الرازي كما ترجم له الأزهري في مقدمته (1/ 26) وقال كل ما نقلته عن أبي الهيثم فهو مما أفادنيه أبو الفضل المنذري.
(2) فالراجح _ عند الراقم والعلم عند الله _ في معنى السورة في مادة (سور): الجمع والإحاطة.
والله أعلم
وإلى مدارسة قادمة بحوله تعالى.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[22 Feb 2007, 11:32 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الحمد لله، وبعد ..
_ خامساً: قال المؤلِّف وفقه الله صـ (18):
في فصل الإعجاز.
فقد ذكر أربعة من أنواع الإعجاز، فعدَّ؛ اللُّغوي، والإخباري، والتشريعي، والعلمي، وقد قال في طليعة الفصل وفقه الله: " يعسُر أن تُحدَّ وجوه الإعجاز في القرآن الكريم؛ فكل شيء منه لا نظير له؛ فهو باهر في ألفاظه وأسلوبه ... إلخ "أهـ.
قال مُقَيِّدُه عفا الله عنه:
أولاً لا بُدَّ من تعريف المعجزة؛ فنقول:
المعجزة: هي أمرٌ خارقٌ للعادةِ، مقرونٌ بالتحدِّي، سالمٌ من المعارضة، يُظهره الله على يد رسله (1)
وجلُّ من تكلم في مبحث الإعجاز كان يغفل في تعداد أنواع الإعجاز عن هذا التعريف.
ولو دقِّق في التعريف ومحترزاته؛ لكان الأجدر أن ينحصر في وجه واحدٍ لا غير، ذلكم هو الأعجاز البياني، وأن تكون باقي الأنواع الأخرى من باب الدلائل المبرهنة على أنه من عند الله تعالى.
وغير أن بعض العلماء المتأخرين ذهب إلى أنه لا يُشترط في تعريف المعجزة (قيد التحدِّي) (2)
وللجواب عن هذا الذين ذهبوا إليه ليس هذا محله.
وأما راجح المسألة عند الراقم فيما يظهر والعلم عند الله؛ فهو الإعجاز البياني.
" فلقد اختلفت أقوال العلماء في أوجه الإعجاز القرآني، وتعددت آراؤهم، فمنهم من يذكر وجهاً واحداً ويقصر إعجاز القرآن عليه، ومنهم من يعدد عدة أوجه، وكل ذلك كما ذكرنا آنفاً يعود لكل عالم وكيف يُوظِّف ما فتح الله عليه في خدمة كتاب ربه، حتى أوصلها بعضهم –كما ذكر السيوطي في مُعْتَركِهِ - إلى ثمانين وجهاً.
والصواب من القول، أنَّ هذا ليس حصراً لوجوه الإعجاز، ولكن هو غاية ما هُدِِيَ إليه العلماءُ من القول، ومما أفاء الله عليهم من العلم، ومصداق ذلك قوله تعالى: {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ} [الحج: 24]
فإذا عُلِمَ ذلك، فالذي يتوجَّهُ الآن أنْ يقال، أنَّ وجه الإعجاز؛ إنما هو " الإعجاز البياني " وحَسْبُ هذا الوجه أنَّ كافة العلماء قد اتفقوا عليه، ولا يُعلم له معارضٌ أو من نَفَى إعجازه، بخلاف باقي الأوجه؛ فقد تناولتها الأراء بالنَّقدِ والاعتراض.
وهذا ابن الجزري رحمه الله يقول في إثبات هذا الوجه الإعجازي: " أنه مع ما اشتمل عليه من البلاغة والفصاحة والذوق والملاحة إلى غير ذلك، أن كل حرف من حروفه، وكل كلمة من كلماته لا يصلح أن يكون في مكانها وموضعها الذي وقعت فيه غيرها، وهذا شيء لا يدركه إلا من وهبه الله ذهناً ثاقباً، وقدماً في الإدراك راسخاً، وممارسة لعلوم البلاغة، وتحقيقاً لأسرار كلام العرب، وتدقيقاً من ضروب فنون الأدب، ولا يوصل إلى ذلك إلا بإنعام النظر في المعاني والبيان، ولا يقف على كُنْهِهِ من تطبع القول بالتفنن فإنه عصا العميان، وهذا مما أهمله أهل التفسير، لأن الوقوف على غايته عسير ". (3)
وقال حازم القرطاجي رحمه الله في مناهج البلغاء: " وجه الإعجاز في القرآن، من حيث استمرت الفصاحة والبلاغة في جميع أنحائها، في جميعه استمراراً لا يوجد له فَترة،ولا يقدرُ عليه أحدق من البشر. وكلام العرب ومن تكلم بلغتهم لا تستمر الفصاحة والبلاغة في جميع إنحائها في العالي منه إلا الشيء اليسير المعدود، ثم تعترض الفترات الإنسانية؛ فينقطع طيب الكلام ورونقه؛ فلا تستمر لذلك الفصاحة في جميعه، بل توجد في تفاريق وأجزاء منه " (4)
وقال القاضي عِياض رحمه الله قولة فائقة الحُسْن والبيان، في كلام ربِّنا المنَّان، إذ يقول: "فلم يزل r يقرعهم أشد التَّقريع، ويوبِّخهم غاية التوبيخ، ويسفِّه أحلامهم، ويحطَّ أعلامهم، ويشتِّت نظامهم، ويذم آلهتهم وإياهم، ويستبيح أرضَهم وديارَهم وأموالهم، وهم في كل هذا ناكصون عن معارضته، مُحْجِمون عن مماثلته، يخادعون أنفسهم بالتَّشغِيب بالتكذيب، والإغراء بالافتراء، وقولهم: إنْ هذا إلا سِحْرٌ يُؤثر، وسِحْرٌ مُستمر، وإفْكٌ افتراه، وأساطير الأولين، والمباهتة والرضى بالدَّنِيئة كقولهم: قلوبنا غُلْف، وفي أكنّّةٍ مما تدعونا إليه، وفي آذاننا وقر، ومن بيننا وبينك حجاب، ولا تسمعوا لهذا القرآن والْغَوا فيه لعلكم تغلبون، والادعاء مع العجز بقولهم: لو نشاء لقلنا مثل هذا، وقد قال لهم الله "ولن تفعلوا"
(يُتْبَعُ)
(/)
فما فعلوا ولا قدروا، ومن تعاطى ذلك من سخفائهم كمسيلمة كُشف عُوارُه لجميعهم، وسلبهم الله ما ألفوه من فصيح كلامهم، وإلا فَلَمْ يَخفَ على أهل الميْزِ منهم أنه ليس من نمط فصاحتهم، ولا جنس بلاغتهم، بل ولّوا عنه مدبرين، وأتوا مذعنين من بين مهتد وبين مفتون، ولهذا لما سمع الوليد بن المغيرة من النبي صلى الله عليه وسلم {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ} [النحل: 90]
قال: والله إن له لحلاوة، وإنَّ عليه لطَلاوة، وإنَّ أسفله لمغدق، وإنَّ أعلاه لمثمر، ما يقول هذا بشر.
وذكر أبو عبيد أنَّ أعرابياً سمع رجلا يقرأ: {فاصْدَعْ بِمَا تًؤْمَرْ} [الحجر:94] فسجد وقال: سجدتُ لفصاحته.
وسمع رجلاً آخر يقرأ: {فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيّاً} [يوسف: 80]
فقال: أشهد أنَّ مخلوقاً لا يَقْدِر على مثل هذا الكلام" أهـ (5).
وذا الإمام الخطَّابي رحمه الله؛ فبعد أن ذكر الأوجه وأجاب عنها قال: " اعلم أن القرآن إنما صار معجزاً؛ لأنه جاء بأفصح الألفاظ في أحسن نظوم التأليف مضمناً أصح المعاني" (6).
وقال ابن عطية رحمه الله بعد أن ذكر هذا الوجه: "والذي عليه الجمهور والحذَّاق وهو الصحيح في نفسه أنَّ التحدي إنما وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالى فصاحة ألفاظه.} فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله {فوجه إعجازه أن الله أحاط بالكلام كله عِلْما، فأي لفظة تصلح أن تَلِي الأولى، وتُبَيِّن المعنى بعد المعنى كانت كما وردت في القرآن الكريم.
فلو نُزِعتْ منه لفظة، ثم أُدِير لسان العرب في أن يوجد أحسنَ منها لم يوجد، ونحن تَبَيَّنَ لنا البراعةُ في أكثره، ويخفى علينا وجهُها في مواضع لقصورنا عن مرتبة العرب يومئذ في سلامة الذوق وجودة القريحة وميز الكلام " (7)
غير أن من أهم ما يجب أن يعتني به دارس الإعجاز ويقف عنده طويلاً ذاك الفصل الذي سطَّرته يَراعُ أبي فهر رحمه الله في تقدمته لكتاب العالم الكبير مالك بن نبي رحمه الله في كتابه الفائق
(الظاهرة القرآنية) إذ يقول رحمه الله:
" ولا مناص لمتكلم في إعجاز القرآن من أن يتبين حقيقتين عظيمتين، وأن يفصل بينهما فصلاً ظاهراً لا يلتبس، وأن يُميِّز أوضح التمييز بين الوجوه المشتركة التي تكون بينهما.
أولاهما: أنَّ إعجاز القرآن كما يدل عليه لفظه وتاريخه، إنما هو تحدٍّ بلفظ القرآن ونظمه وبيانه لا بشيء خارج عن ذلك؛ فما هو بتحدٍّ بالإخبار بالغيب المكنون، ولا بالغيب الذي يأتي تصديقه بعد دهر من تنزيله، ولا بعلم ما لا يدركه علم المخاطبين به من العرب، ولا بشيء من المعاني مما لا يتصل بالنظم والبيان.
ثانيهما: أنّ إثبات دليل النبوة، وتصديق دليل الوحي، وأن القرآن من عند الله، لا يكون شيء منها يدل على أن القرآن معجز، ولا أظن أن قائلاً يستطيع أن يقول إن التوراة والإنجيل والزبور كتب معجزة، بالمعنى المعروف في شأن إعجاز القرآن، من أجل أنها كتب منزلة من عند الله، ومن البيّن أن العرب قد طُولبوا بأن يعرفوا دليل نبوة رسول الله e، ودليل صدق الوحي الذي يأتيه، بمجرد سماع القرآن نفسه، لا بما يجادلهم به؛ فالقرآن المعجز هو البرهان القاطع على صحة النبوة، أما صحة النبوة فليست برهاناً على إعجاز القرآن ".
ثم قال رحمه الله: "والخلْطُ بين هاتين الحقيقتين، وإهمالُ الفَصْل بينهما في التطبيق والنظر وفي دراسة إعجاز القرآن؛ قد أفضى إلى تخليطٍ شديدٍ في الدراسة قديماً وحديثاً " (8).
وقال رحمه الله أيضاً: " إن الإعجاز كائن في رصف القرآن وبيانه ونظمه، وأن ما في القرآن من مكنون الغيب، ومن دقائق التشريع ومن عجائب آيات الله في خلقه، كل ذلك بمعزل عن هذا التحدي المفضي إلى الإعجاز، وإن كان فيه من ذلك كله يعد دليلاً على أنه من عند الله تعالى " (9)
وانظر بتوسُّعٍ كبير، ما كتبه شيخنا العلامة الدكتور صلاح الخالدي جزاه الله في كتابه: " إعجاز القرآن البياني ودلائل مصدره الرَّباني " ففيه كبير فائدة.
فإنَّ القرآن في جملته معجزة على وجه الحقيقة، ولا يمكن لأحدٍ مهما أُتِيَ من عِلْمٍ أن يذكر السبب الذي أعجز أفذاذ العرب عن أنْ يأتوا بمثله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولله درُّ الخطَّابي رحمه الله يوم قال: " قد أكثر الناس الكلام في هذا الباب قديماً وحديثاً، وذهبوا فيه كل مذاهب من القول، وما وجدناهم بَعْدُ صدرُوا عن رِيِّ؛ وذلك لتعذر معرفة وجه الإعجاز في القرآن ومعرفة الأمر في الوقوف على كيفيته؛ فأما أن يكون قد بقيت في النفوس بقية بكونه معجزا للخلق ممتنعا عليهم الإتيان بمثله على حال فلا موضع لها." (10)
وإذا كانت المعجزة خَرْقٌ للعادة، فلَمْ يخرق القرآنُ عادةً عربية غير نظمِهِ وبيانِهِ. كما يقول الإمام السيوطي رحمه الله، فكذلك أيضاً إذا كانت المعجزة مقرونة بالتحدي؛ فلم يتحدَّ الله الخلق إلا بالإتيان بمثله في الألفاظ والمعاني. " (11)
*********
سادساً: قال المؤلف وفقه الله (28)
تحت النوع الثالث من أنواع الإعجاز ((التشريعي) قال: " ويكمن فيما اودعه الله في كتابه من القوانين التي تشهد في استقامتها وعدلها وصلاحها لكل زمان أنها من عند الله " أهـ.
قال مُقَيِّدُه عفا الله عنه:
يكثر كثيرٌ من الكتَّاب عبارة (القرآن صالح لكل زمان ومكان) وقد أشرت في مشاركة سابقة، إلى أن هذا العبارة من العبارات الخاطئة في كتاب ربنا تعالى _ (وسأفرد مشاركة مستقلة بعنوان: (مصطلحات خاطئة في التفسير)
فإن كلمة (صالح) فعلها (صَلَحَ)، وهذا ما لا ينبغي ان يطلق على كتاب الله تعالى.
بينما الصواب في القول أن يقال (مُصْلِحٌ) وفعلها (أَصْلَحَ) حتى تعطي إضافة جديدة وزيادة في المعنى، كما كانت الزيادة في المبنى.
إضافة إلى أن الكلمة الأولى (صالح) فإنها تفيد أن القرآن الكريم قد أُخضِعَ لقوانين الزمان فكان صالحاً ومتمشِّياً معها فكان صلاحه أنه متساير معها.
وما لهذا نزل الكتاب؛ بل إن الله أنزله ليخرج الناس من الظلمات إلى النور وليكون هو المصلح لكافة شؤونهم وحياتهم ومعاشهم ومهيمناً على كل شيء من امور العباد. وقد قال عز من قائل: {الَر * كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [إبراهيم: 1] (12)
وإلى مدارسة قادمة في باب كيفية إنزال القرآن الكريم.
والله أعلم وأحكم
_____________
(1) انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (1/ 69)، والإتقان للسيوطي (2/ 1001) ومباحث في إعجاز القرآن للدكتور مصطفى مسلم (18) وعلوم القرآن من خلال مقدمات التفاسير للدكتور محمد صفاء الشيخ (2/ 377) والواضح في علوم القرآن للدكتور مصطفى البُغا (151) وعلوم القرآن وإعجازه لللدكتور عدنان زرزور (475) وقطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر للقنوجي رحمه الله (103) ومذكرة التوحيد للعلامة الراحل عبد الرزاق عفيفي رحمه الله (60) وانظر في بيان التعريف النبوات لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (1/ 170) فإنه مهم.
(2) انظر: مناهل العرفان للزرقاني (1/ 66) إعجاز القرآن البياني ودلائل مصدره الرباني لشيخنا الدكتور صلاح الخالدي (18) وقريباً منه إعجاز القرآن الكريم للدكتور فضل عباس (20).
(3) كفاية الألمعي (220)
(4) معترك الأٌقران (1/ 28)
(5) الشفا (1/ 261)
(6) بيان إعجاز القرآن (23)
(7) المحرر الوجيز لابن عطية (1/ 59)
(8) من مقدمة محمود شاكر رحمه الله لكتاب الظاهرة القرآنية.لمالك بن نبي رحمه الله. فصل في إعجاز القرآن (17) بتصرف
(9) المرجع السابق (24)
(10) بيان إعجاز القرآن (21)
(11) (الإكليل في بيان إعجاز التنزيل) (22) لراقمه (مخطوط) بإشراف أستاذنا الدكتور مسموع احمد أبو طالب الشربيني حفظه الله
(12) من فوائد أستاذنا الدكتور المفضال مسموع أحمد الشربيني حفظه الله في الدراسات العليا في كلية الدعوة وأصول الدين.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[18 Mar 2009, 02:18 ص]ـ
ها هو الكتاب:
http://www.archive.org/download/mkttf/maoq.pdf
و الكتاب مفيد جدا ..
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[05 Feb 2010, 05:10 م]ـ
هلا أكملت أبا العالية!
الكتاب من الكتب المهمة، وهذه التعليقات تفيد الدارسين، وتسد بعض النقص الذي لا يخلو منه كتاب بشر.
ـ[نعيمان]ــــــــ[05 Feb 2010, 07:11 م]ـ
ننتظر بقيّة المدراسة.
وفقكم الله فضيلة الشّيخ أبا العالية.(/)
ما الذي جعل بعض المفسرين يتجهون هذا الاتجاه (الإعجاز أو التفسير العلمي)؟
ـ[أمين]ــــــــ[12 Feb 2007, 05:13 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مشايخنا الكرام
لا شك أن بعض المشتغلين بعلم التفسير من المعاصرين أتجهوا في تفسيرهم للقرآن اتجاها يسمونه علميا حيث يعمد أحدهم إلى بعض الاكتشافات و يبحث لها عن لفظ في القرآن قد يشبهه فيزعم أن هذا الاكتشاف قد سبق إليه القرآن.
و هذا الاتجاه لا شك أن له أسبابًا سأذكر ما تبين لي منها و الله أعلم:
1 ـ ورود بعض الآثارفهم منها أن القرآن يحتوي على كل العلوم مثلا
ما يذكره بعضهم أن ابن أبي الفضل المرسي ذكر أن أصول الصنائع مذكورة في القرآن كالخياطة: " وطفقا يخصفان " (الأعراف/22)، والحدادة (آتوني زبرالحديد) (الكهف/96)، والبناء (وإذ يرفع إبراهيم القواعد) (البقرة/127)، والنجارة: (واصنع الفلك بأعيننا) (هود/37)، والغزل والملاحة والفخارة، وهكذا.
2 ـ تأثر كثير من الباحثين بالتقدم الغربي
3 ـ لما اتهم الاسلام بأنه سبب تأخر المسلمين أراد بعض المشتغلين بالعلم دفع هذه التهم بنسبة الاكتشافات إلى القرآن
4 ـ ظهور بعض المدارس التي تشجع مثل هذا الاتجاه
هذا ما ظهر لي ابتداءا فسؤالي للمشايخ كالشيخ مساعد جزاه الله خيراهل ترون ما ذكرته من الدوافع صحيحا و هل هناك دوافع أخرى؟
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو العالية]ــــــــ[12 Feb 2007, 05:48 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
أولاً: معذرة، فما كان لنا التقدم بين يدي الشيخ الدكتور المفضال مساعد نفع الله به.
من باب المشاركة في الأجر، واطلاع الشيخ رفع الله قدره على ما عند أخيه، فنلتمس التصحيح والتصويب؛ فهو الكنز جزاه الله خيراً، وأين نجد الوقت لعرض ما عندنا أما المشايخ إلا في مثل هذه المناسبات.
ثم أخي الكريم وفقك الله
ما ذكرته عن أبي الفضل المرسي رحمه الله.
قد ذكره السيوطي رحمه الله وعدَّه من وجوه الإعجاز في القرآن الكريم، وذلك اشتماله على كافة العلوم والمعارف المستنبطة منه
وقد أفاض وأفاد في ذكر ذلك وتتبع بعض قالات السلف رحمهم الله من الصحابة والتابعين في الدلالة على ذلك.
فانظرها في معترك القرآن في الوجه الثالث أو الرابع، وكذا في الاتقان في فصل الإعجاز
وبالنسبة للتفسير العلمي في القرآن؛ فلا شك أن له ضوابطاً تضبطه، وذلك بأن لا يتعارض مع نص شرعي من الوحي، وأن لا تخضع الأيات والنصوص الشرعية لاكتشافات علمية لم تثبت حقيقتها أو قطعيتها، سداً لذريعة الطعن في مصداقية النص.
والله اعلم
ـ[أمين]ــــــــ[12 Feb 2007, 07:07 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله خيرا أخي أبا العالية
لا يخفى عليكم أن الأمر فيه إفراط و تفريط و اعتدال و الذي ذكرته وهو التفسير القائم على ضوابط و الذي لا يرجع على تفاسير السلف بلإبطال كما يذكر علماؤنا عليهم سحائب الرحمة هذا هو مذهب الاعتدال جعلني الله و إياكم منهم.
أما الموضوع المطروح فهوعمن وقع في إفراط جزاكم الله خيرا
ـ[أمين]ــــــــ[13 Feb 2007, 09:35 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أخي أبا العالية هل كتاب معترك القرآن له وجود في الشبكة؟
أحسن الله إليكم
ـ[أمين]ــــــــ[16 Feb 2007, 09:13 ص]ـ
تذكير
ـ[أمين]ــــــــ[17 Feb 2007, 12:08 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزى الله القائمين على هذا الملتقى خير الجزاء.
لما طرحت الموضوع في أول مشاركة كان الكلام فيه نوع إجمال و شيئا من
الحدة في الأسلوب فأحببت أن أضع ملخصا أستدرك فيه شيئا مما فاتني و الله الموفق.
فأقول:
لا يشك مسلم أن قواعد التفسير من أعظم العلوم التي ينبغي الاعتناء بها بحثا و تدارسا لأن بهذا العلم يعرف التفسير لكتاب الله هل هو صحيح أم لا ولا يخفى عليك أخي القارئ أهمية هذا الأمر
و من ثم كان لزاما على طالب العلم أن يعرض ما يحمل في صدره من بضاعة على من يثق بهم من أهل العلم عساه أن يلقى أذانا صاغية فيعلم صواب ما يحمله من خطئه و أعظم بها من نعمة
و ها هو الموضوع السابق ملخصا في نقاط لمن أراد المشاركة
1 ـ يوجد منهج للتفسير يسمى بالتفسير العلمي أو الإعجاز كما أفادته الزيادة التي بين قوسين في العنوان و أظنها من وضع المشرفين جزاهم الله خيرا.
2ـ هذا المنهج إذا كان قائما على ضوابط صحيحة فهو محمود لا شك في ذلك و ليس بدعا من القول بل كان موجودا عند السلف و هذا استفدته من مشاركة الأخ أبي العالية جزاه الله خيرا.
3 ـ الأمر الثالث و هو سؤال: هل وجد من لم يسلك الجادة في هذا المنهج؟.
4 ـ فإن وجد فما هي الدوافع التي دفعت بهؤلاء؟.
أنا ذكرت بعض الأسباب أعرضها على أهل العلم ليحكموا عليها صحة و ضعفا ثم يضيفوا أسباب أخرى إن وجدت.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[17 Feb 2007, 09:19 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
لا أظن وجوده على الشبكة؛ فالكتاب أصلاً وجوده مطبوعاً نادراً.(/)
حول أسانيد الطبري المرفوعة
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[12 Feb 2007, 08:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
يذكر ابن جرير الطبري في تفسيره العظيم أسانيد مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ليست في غيره من الكتب، فهل اعتنى أحدٌ بجمع هذه الأسانيد المرفوعة في مصنف، وتكلم عليها، أوخرجها أحدٌ ممن حقق تفسيره؟.(/)
استئناف درس تفسير الطبري والإتقان للسيوطي؛ للدكتور مساعد الطيار في مقره الجديد (صورة)
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[12 Feb 2007, 09:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
يبدأ في يوم السبت الموافق 6/ 2/ 1428 هـ الدرس الأسبوعي للدكتور مساعد الطيار بعنوان التعليق على كتابي:
1/ تفسير الطبري
2/ الإتقان في علوم القران
في جامع الراجحي بحي الجزيرة بعد صلاة العشاء
وقد بادرت بتصميم إعلان للإخوة للتذكير ونشره في المنتديات - علما أنه ليس الإعلان الرسمي للجامع - لكنه اجتهاد محب
http://www.up07.com/upload-38/wh_47895102.jpg
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Feb 2007, 09:54 م]ـ
أحسنت وفقك الله أخي الكريم بهذا التنويه بارك الله فيك. وأرجو لأخي العزيز أبي عبدالملك التوفيق والسداد في هذه الدروس العلمية التي أرجو أن تكون مسجلة ولعلنا نحرص على نقلها بالبث عبر الموقع بإذن الله لينتفع بها الإخوة في الملتقى، ولعل الدكتور مساعد ينسق مع القائمين على الدروس في جامع الراجحي للتعاون في هذا الجانب نفع الله بجهود المخلصين في خدمة كتابه العزيز.
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[15 Feb 2007, 12:45 ص]ـ
أسأل الله الكريم أن ينفع بهذه الدروس
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[15 Feb 2007, 12:11 م]ـ
نفع الله بشيخنا أبي عبد الملك وليت اقتراح فضيلة المشرف العام يأخذ حيزا من اهتمام القائمين على مثل هذه الدروس ليستفيد منها من يتعذر عليه الحضور لها من طلاب الفائدة وجامعيها.
ـ[نياف]ــــــــ[16 Feb 2007, 02:15 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك االله خيرا
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[17 Feb 2007, 09:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
طبعا درس الشيخ هذا يسجل منذ بدأ، لكن أطالب وبقوة بعض طلاب الشيخ للسعي لنقل الدرس عبر البث المباشر بعد أن نقل لجامع الراجحي فإنا بشوق إلى دروس الشيخ مساعد حيث فقدناها؟
ـ[الراية]ــــــــ[19 Feb 2007, 06:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا موقع جامع الراجحي
http://www.grajhi.com/
وفيه بث الدروس المقامة في الجامع مع حفظها في الموقع
والله أعلم
ـ[الجعفري]ــــــــ[19 Feb 2007, 07:37 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[04 Mar 2007, 07:32 م]ـ
تشرفت يوم أمس بحضور درس الشيخ مساعد وقد تمنيت أني مقيم في الرياض لحضور مثل هذه الدروس التي يهتم ملقوها بمن يحضر ويظهر هذا جلياً في درس الشيخ ـ حفظه الله ـ وكم تمنيت أن يستخدم الشيخ التقنيات المناسبة لمثل هذا الدرس لزيادة التشويق وللتسهيل على الشيخ كعرض البرجكتر أو غيره حيث تظهر مثلاً الآيات المطلوبة مع المراد منها ومكان الاستشهاد، وغيره، خاصة أن الشيخ له قدرة ومعرفة بمثل هذه الأجهزة، وبرأيي أنه لابد من استخدام التشويق في دروسنا العلمية خاصة المعروضة أمام الجمهور.(/)
سرقة علمية محزنة: (مشرف رسالة: أسماء سور القرآن وفضائلها؛ لمنيرة الدوسري) يسرقها!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Feb 2007, 01:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لستُ أدري كيف أبدأ الحديث عن هذه السرقة العلمية، لشعوري الشديد بالحزن والأسى لحال ذلك الأستاذ الجامعي الذي انتحل رسالة علمية لإحدى الباحثات اللاتي أشرف عليهن وزاد فيها ونقص من باب التعفية على السرقة العلمية ونشر الكتاب باسمه، دون خوف من انكشاف أمره للباحثين إن لم يكن ثمة خوف من الحساب في الآخرة نسأل الله أن يسترنا في الدنيا والآخرة، وقد سبق الحديث في مشاركات سابقة في هذا الملتقى عن سرقات علمية مماثلة (1)، مع تحفظي الشخصي الشديد عن الخوض في مثل هذه القضايا على صفحات الموقع، لكنني رأيت الحق في التنبيه على مثل هذه التجاوزات التي إن لم تحارب وتكشف للباحثين فإن هذا مفسد لحياتنا العلمية ولا بد، ولا بد من الاحتساب في تتبع مثل هذه الأفعال المشينة لصفاء البحث العلمي وجلالته، حتى يرتدع من يتجرأ على انتحال أعمال الآخرين والتشبع بها أمام الناس، والمتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور، ونسأل الله العفو والعافية.
ما هي القصة؟
أولاً: كتبت الباحثة الفاضلة منيرة بنت محمد بن ناصر الدوسري رسالتها للماجستير بعنوان (أسماء سور القرآن وفضائلها) وتقدمت بها إلى كلية الآداب للبنات بالدمام شرق السعودية، وأشرف عليها أحد أساتذة الدراسات القرآنية بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر عندما كان معاراً للعمل في تلك الكلية في صدر التسعينات كما يقول في التعريف بنفسه.
ثانياً: نوقشت هذه الرسالة في شهر شوال عام 1418هـ وشارك في مناقشتها الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالرحمن الرومي وفقه الله، والدكتور محمد محمد القاسم.
ثالثاً: طبعت هذه الرسالة عام 1426هـ في دار ابن الجوزي في الدمام، وسبقت الإشارة إليها في الملتقى تحت عنوان صدر كتاب (أسماء سور القرآن وفضائلها) للدكتورة منيرة الدوسري ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=21276) وقد بذلت الباحثة في رسالتها تلك جهداً مشكوراً، وقدمت دراسة قيمة في بابها مع الصعوبات التي تعترض الباحثات بوجه خاص، وصعوبة الوصول لبعض المصادر، وبالرغم من ذلك فقد تميزت رسالتها بالرجوع لعدد كبير من المصاحف المخطوطة التي أغنت البحث في باب تسمية السور بشكل ظاهر تشكر عليه الباحثة وفقها الله.
رابعاً: قام المشرف على الرسالة بطباعتها باسمه عام 1424هـ مع تغيير العنوان إلى:
معالم سور القرآن الكريم وإتحافات درره -نظرة جديدة في التفسير الموضوعي
وقد أخذ رسالة الباحثة برمتها وهوامشها مع بعض التعديلات والزيادات الطفيفة. ويمكن إجمال التعديلات التي أحدثها على الكتاب فيما يلي:
1 - تغيير صيغة العنوان من (أسماء سور القرآن وفضائلها) إلى (معالم سور القرآن الكريم وإتحافات درره
- نظرة جديدة في التفسير الموضوعي).
2 - استبعاد مقدمة الباحثة وخاتمتها وفهارس الرسالة، وكتابة مقدمة وخاتمة إنشائية من عنده لا روح فيها.
3 - قدم للكتاب عميد كلية أصول الدين الأستاذ الدكتور منيع عبدالحليم محمود وفقه الله بمقدمة أثنى فيها على الكتاب وأسلوبه الأدبي البديع! ولا ألومه فهو لم يعلم بحقيقة الأمر. كما قدم للكتاب أيضاً الأستاذ الدكتور محمد سالم أبو عاصي الأستاذ بالكلية وحاله كحال العميد لم يعلم بالأمر فيما أظن.
4 - قام الدكتور بالترجمة لبعض الأعلام الذين أغفلتهم الباحثة - قصداً - لشهرتهم، فقد شرطت الترجمة للأعلام غير المشهورين، فأغفلت الترجمة لأبي بكر الصديق والشافعي، فقام بالترجمة لهم.
5 - ذكر مسيرته العلمية فذكر أنه قد عمل في المدينة المنورة عام 1402هـ، وأن فكرة الكتاب قد بدأت معه منذ ذلك الحين، ثم ما زالت الفكرة معه في رحلته للعمل مرة أخرى في كلية الآداب للبنات في الدمام، فقال: (وقد أفدت من فكرته - أي الكتاب - بعضاً ممن أشرفت عليهن بكلية الآداب سالفة الذكر حيث حصلت إحدى الباحثات على رسالة لها بمرتبة الشرف الأولى استمدت فكرتها وموضوعها مما كنت أعددته لبناء هذا الكتاب في بعض جوانبه فلما انتهت إعارتي تلك وعدت إلى كلية أصول الدين جامعة الأزهر حيث علمي بها كان كل شيء بتوفيق الله عز وجل يقوم على خدمة هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
الكتاب قد اكتمل، وبدأت أكتب كتابي الماثل بين يدي القارئ، وكنت أتمهل وأتروى في إعداده حتى يخرج إلى النور وقد مسته ركيزة التروي والأناة) 1/ 3 وأنا أعجب من هذا الزمن الطويل الذي بقيت فيه هذه الفكرة في ذهن المؤلف حتى إذا ناقشت الباحثة الرسالة، وجد المادة العلمية قد اكتملت بين يديه فتطابقت تماماً مع بحث الطالبة.
والغريب أنه حين سرد الرسائل التي أشرف عليها في التعريف بنفسه لم يشر إلى هذه الرسالة التي أعدتها الطالبة منيرة الدوسري تحت إشرافه.
6 - أضاف إلى كتاب الباحثة أيضاً ذكر مكان نزول السورة، وعدد آياتها، وحروفها، وترتيبها على وجه الاختصار في أول كل سورة، وحاول تغيير بعض العبارات فلم يوفق لتعفية الآثار.
7 - نقل الدكتور حواشي الباحثة برمتها، ومنها الحواشي التي تذكر فيها الباحثة اطلاعها على مصاحف مخطوطة في الرياض بجامعة الملك سعود وجامعة الإمام، وفي بيت القرآن بالبحرين. ولا أدري كيف اطلع الدكتور عليها في تلك الأماكن مع إنه لم يشر إلى زيارته لتلك المناطق في سيرته، وكونه لا يستطيع الاطلاع على تلك المصاحف بنفسه لكونه بصيراً منذ كان في السادسة من عمره كما ذكر.
صورة غلاف كتاب الباحثة.
http://www.tafsir.net/images/soaaaar.JPG
صورة لكتاب الدكتور المشرف!
http://www.tafsir.net/images/jumaaaah.jpg
وقد وازنت بين الكتابين فوجدت التطابق التام بين الكتابين إلا فيما ذكرت أنه أضافه على الكتاب رغبة في التغيير، وربما أساء التصرف والتعديل فأخل بسياق الكلام، وغير في العناوين في بعض المواضع فلم تتناسب مع المحتوى. وهذا نموذج واحد من الكتابين، ولم أرد تصوير صفحات أكثر من ذلك لكثرة التطابق، فهذا النموذج يحكي بقية الكتاب والله المستعان على هذه المصيبة، وقد ترددت في ذكر اسم الدكتور مراراً ولم أفعل في الكتابة، ولكنني بعد استشارة بعض المشايخ الذين أثق برأيهم آثرت وضع صورة غلاف الكتاب دون تصرف وأستغفر الله.
هذه صفحة من كتاب الباحثة.
http://www.tafsir.net/images/soaaaar1.jpg
وهذه نفس الصفحة من كتاب الدكتور المشرف وهي لم تظهر كاملة ولعلي أحاول مرة أخرى رفعها كاملة.
http://www.tafsir.net/images/jumaaaaha.jpg
وأدعو الباحثة الدكتورة منيرة الدوسري لمخاطبة كلية اصول الدين بجامعة الأزهر للتنبيه على هذه المسألة، كما أدعوها للتعليق على هذا الموضوع، وأعوذ بالله أن أكون قد ظلمتُ الدكتور بمقالي هذا، لكنني - عَلِمَ اللهُ - لم أكتب هذا المقال إلا بعد تأمل دقيق وموازنة بين الكتابين كذلك، وعدم العثور على أي عذر للدكتور في صنيعه هذا.
في 24/ 1/1428هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر:
- داء السرقات العلمية متى ينتهي؟ تنبيه لبحث مسروق عن التفسير العلمي ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5561).
- سرقة علمية من العيار الثقيل!! ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3926)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[13 Feb 2007, 06:56 ص]ـ
أحسنت أخي اباعبدالله
وأمر محزن جدا
وأؤيد أن تقوم الباحثة بمخاطبة كلية أصول الدين بالأزهر
ـ[منصور مهران]ــــــــ[13 Feb 2007, 08:40 ص]ـ
قلت:
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
إذا كان محل القدوة مشغولا بسارق
فأنّى لنا بالثقة في معاملاتنا وفي ثقافتنا؟
إنها والله وصمة يندى لها جبين الحُرّ
كنت منذ عامين اقترحت أن نؤلف جمعية لحماية العلم من الغش والسرقة
على غرار: جمعيات حماية المستهلكين
وما القارئ إلا مستهلك وله مثل هذه الحقوق سواء بسواء
أو على غرار: حق الأداء العلني
لأن قوانين (حق المؤلف) لا تتضمن شيئا من ذلك
والآن حصحص الحق ووجب الحزم في مواجهة العبث
فماذا تظنون أن يكون الحل الأمثل؟
شاركونا في تدبر الأمر - جزاكم الله خيرا
ولا تأخذكم في الحق لومة لائم
ولا يجرمنكم شيء من العلائق أن لا تعدلوا
اعدلوا هو أقرب للتقوى.
ـ[أبو ياسر]ــــــــ[13 Feb 2007, 09:14 ص]ـ
جزاك الله أخي على هذا الموضوع،، ولو لم يكن إلا أن يعرَّف باسمه لكفاه نسأل الله العافية.
عندي سؤال؟
وجوابه: أبشروا بخير!
الأول: من الذي يكتب التوفيق والقبول للكتب والمؤلفات؟
الثاني: من الذي يكتب القبول للمؤلفين والمؤلفات؟
الثالث: هل الساعي مثل الراكب؟
هذه الأسئلة وجوابها أراه بين أيديكم.
وأدعو الباحثة - كما قال أبا عبد الله - لمخاطبة كلية اصول الدين بجامعة الأزهر للتنبيه على هذه المسألة. ولا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[13 Feb 2007, 10:56 م]ـ
الله المستعان , هذه ليست بأخلاق أهل العلم , والذي أراه هو مخاطبة المسئولين كما ذكر الأخوة وزيادة على ذلك الاتصال بالسارق وتخويفه بالله ومناصحته لمن يستطيع الوصول إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ياسر]ــــــــ[14 Feb 2007, 10:08 ص]ـ
عفا الله عني وعنه
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[14 Feb 2007, 12:05 م]ـ
انا لا اميل الى مخاطبة الازهر ولا غيره لان هذه المخاطبات غير مجدية ولي تجارب مع مثلها ارهقتني دون ان اصل الى بغيتي والراي عندي ان تختار الباحثة الكريمة محاميا يقوم برفع دعوى قضائية على هذا اللص
وقد ثبت عندي ان هؤلاء لا يخافون الا بمثل هذه الطريقة
والله المستعان
ـ[أبو حازم الكناني]ــــــــ[14 Feb 2007, 06:00 م]ـ
أرى التشهير به وبامثاله في موقع لصوص الكلمة على الرابط:
http://bader59.com/main.htm
أو إنشاء صفحة مخصصة في هذا الملتقى المبارك مع التنسيق مع صاحب الموقع المذكور
لوضع (بنر دعائي) يوصل لهذه الصفحة مباشرة.
ومن باب العدل: اتاحة الفرصة للمتهم لتقديم دفوعاته ونشرها إن اراد.
وأقول كما قال الأخ الكريم أبو ياسر: عفا الله عنا وعنه، وأزيد: اللهم استرنا عيوبنا في الدنيا والاخرة
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[15 Feb 2007, 01:41 م]ـ
أعوذ بالله، لا بد من تظافر الجهود لردع اللصوص، وكشفهم إمام الناس، فهم وصمة عار في جبين العلم والعلماء.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[15 Feb 2007, 02:29 م]ـ
أذكِّر أختي الباحثة الكريمة بأن هذا نوع من الابتلاء, لا يزداد به المؤمن إلا خيراً.
وبخصوص هذه الظاهرة المشينة فأعتقد أن من أعظم الحلول المؤثرة في كبحها وتعرية أهلها:
إثبات القضية بعد قراءة وتمحيص ومقارنة, وتوضيحها بصور من كلا الكتابين, ثم عرضها في الملتقيات العلمية المتخصصة والعامة.
فقد لمست أثراً محموداً جداً لهذه الطريقة في الموضوعات السابقة التي أشار إليها المشرف الكريم أبو عبد الله, فإن الطائفة العريضة من مرتادي هذه المواقع والناهلين منها هم أهل العلم وطلبته, وعلى أيديهم يفضح هؤلاء, ويرتدع غيرهم, ويظهر الحق, ويخنس الباطل.
فأوصي إخواني بإشهار هذه المعلومات وإظهارها في عامة المواقع العلمية, بمثل ما فعل أخي عبد الرحمن وفقه الله.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 Feb 2007, 09:22 م]ـ
السلام عليكم
عندي سؤال موجه إلى الدكتور الشهري حفظه الله
هل يوجد قانون ما فيما يتعلق بالرسائل الجامعيّة يجعل الرسالة وكأنها مجهود مشترك للمشرف والطالب؟؟
ـ[د. أنمار]ــــــــ[16 Feb 2007, 02:32 ص]ـ
يا جماعة الخير، لإكمال الحكم، لابد من النظر في كلام الطرف الآخر.
وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب.
==============
فلعله فعلا كان هو صاحب الفكرة والمراجع والهوامش، وتكرم بها على الطالبة وأرشدها لجمع البقية الباقية من موضوعها.
ولا تنسوا أنه في المقابل هناك من يقوم بكتابة البحوث للطلبة الخائبين من الجلدة للجلدة إما بمقابل مادي أو أن يكون اشتراط بنشر الكتاب لطرف ما أو بيع حقوقه ... إلخ
=============
ما سبق مجرد افتراض، ولا أعلم الرجل الدكتور ولم أسمع به ولا بالطالبة الدكتورة من قبل، فالعفو منكم
والله أعلم
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[16 Feb 2007, 07:15 ص]ـ
د. أنمار، جزاك الله خيراً على حرصك وتتبعك للحق لكن المعروف عن الدكتور عبد الرحمن الشهري هو التثبت في الأمور السهلة فكيف بمثل هذا الموضوع، فالشيخ لم يكتب هذا إلا بعد أن ثبت لديه وقوع السرقة، والله المستعان.
ـ[الجكني]ــــــــ[16 Feb 2007, 07:53 ص]ـ
أخي ابن الجزيرة:
كلام د/ أنمار واضح وفي محله،مع كل ما أكنه "شخصياً" لأستاذنا د/ عبد الرحمن من الحب والتقدير، يبقى الكلام من طرف واحد حتي يقوم الطرف الثاني ببيان حجته،وثقة د/الشهري وعدم تسرعه شيء معروف لا غبار عليه،لكن إثبات "السرقة" أمر "حساس " لا بد من معرفة "خفايا "موضوعها 0حتى إذا ما ثبتت عليه لايجد محيصاً ولا مهرباً0
ولك أخي ابن الجزيرة كامل التحية والتقدير0
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Feb 2007, 04:26 م]ـ
أشكر جميع الإخوة الذين عقبوا على هذا الموضوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويعلم الله أنني قد ترددت كثيراً في طرح الموضوع ابتداءً، ثم في إظهار غلاف الكتاب الثاني وعليه اسم الدكتور دون طمسه كما جرت عادتي في هذا الموقع، غير أنني لاعتبارات واستشارات أقدمتُ على إظهاره وإن كنت إلى الآن متأسفاً أنني أظهرت الاسم. لكن على كل حال أرجو ألا أكون قد وقعت في الإثم بهذا إن شاء الله، وأستغفر الله من كل ذنب، وأنا على أتم الاستعداد لتحمل نتيجة خطئي - إن كنت مخطئاً - مهما كانت التبعات، والذي دفعني للنشر أسباب منها:
1 - أن مرتاديه من أمثالكم من طلبة العلم المتخصصين في الدراسات القرآنية والمهتمين بها من أهل العلوم الإسلامية المختلفة، الذين يهمهم أمر الكشف عن حقيقة الأمر للإحاطة فحسب، مع البعد عن التجريح والإساءة، والخروج عن الموضوع بالإساءة إلى الدكتور المقصود أكثر مما يحتمله التنبيه، فإنني - رغم اعتراضي على تصرفه هذا - أظن أنه ليس الأصل - إن شاء الله - في سائر مؤلفاته وجهوده العلمية، علماً أن هذا الكتاب هو السابع عشر في عدد مؤلفاته.
وإنما هدفنا الاحتساب لحفظ حق العلم وأهله، وكما تفضل الأستاذ الخبير منصور مهران والدكتور جمال أبو حسان، ما المانع من تكاتف الجهود وسن القوانين للحد من هذه الحوادث الفردية حتى لا تتفشى في حقل العلم، ولا سيما علوم الشرع، علماً أننا لم نشر في الملتقى إلا لما يتعلق بالدراسات القرآنية فحسب.
2 - أنه ليس لدي وسيلة خاصة مناسبة أظهر بها للقراء الذين يملكون الكتابين أو أحدهما حقيقة الأمر إلا هذا الملتقى على قلة انتشاره.
3 - أنني قد تثبتُّ من الأمر من عدة جهات، ولكن للإنصاف ليس منها الدكتور المشرف المقصود لعدم معرفتي به، وإن كان الأولى بي أن أفعل ذلك، وأتفق مع أخي الدكتور أنمار والدكتور السالم في أن هذا حق مشروع للدكتور المشرف أن يبين وجهة نظره في الأمر وهذا ما نتمناه لو حدث، وليت الزملاء القريبين منه يدعونه لهذا؛ لأن غايتنا معرفة الحقيقة حفظاً للعلم وجنابه أولاً، ولحقوق الباحثين ثانياً، وأكرر استعدادي لتحمل أي تبعات في هذا مهما كانت، وأشكر أخي الكريم ابن الجزيرة على حسن ظنه بأخيه، وأرجو أن أكون دائماً عند حسن ظنه، وأشكر الإخوة الذين هاتفوني وكاتبوني حول هذا الموضوع لحرصهم على الموقع والقائمين عليه، وعلى مصداقيته.
وأدعو الأخت الكريمة الدكتورة منيرة بنت محمد الدوسري لإبداء رأيها من جانبه العلمي، مع تقديري أنها ربما تتحرج من الحديث بسوء حول أستاذها والمشرف على بحثها، إلا أنني أؤكد أنه يجب عليها بيان الحقيقة للقراء دون إساءة لأحد إن شاء الله.
أما سؤال الأستاذ جمال الشرباتي: هل يوجد قانون ما فيما يتعلق بالرسائل الجامعيّة يجعل الرسالة وكأنها مجهود مشترك للمشرف والطالب؟
فلا أعرف قانوناً كهذا، وإن وجد فلن يكون معناه جواز انتحال أحدهما للبحث دون الإشارة للآخر كشريك في البحث.
وأما قول أخي الدكتور أنمار: فلعله فعلاً كان هو صاحب الفكرة والمراجع والهوامش، وتكرم بها على الطالبة وأرشدها لجمع البقية الباقية من موضوعها.
فأقول: هذا احتمال واردٌ، لكن هذه مصيبة لو تحققت فهذا يعني أنه ليس جهد الطالبة، وأنها لا تستحق تلك الدرجة التي حصلت عليها بهذا البحث؛ لأن كتابها كله مضمن في كتاب الدكتور. لكن هذا عندي احتمال بعيدٌ لأنه - في ظني - ما كانت الطالبة لتقدم على نشر رسالتها لو كان الأمر تم بهذه الصورة، وإنما ستكتفي بالحصول على الدرجة، ثم تسعى بعد ذلك لسحب هذه الرسالة من أرفف مكتبة الكلية حتى لا يكشف أمرها ولو بعد حين، فضلاً عن أن تقوم بنشر بحثها بكل ثقة، فالذين يسطون على أعمال الغير يحرصون في العادة على التخفي كما هو شأن اللص الحاذق، على حد قول البردوني: واللص يخشى سطوع الكوكب الساري.
وأما قول الدكتور أنمار ولا تنسوا أنه في المقابل هناك من يقوم بكتابة البحوث للطلبة الخائبين من الجلدة للجلدة إما بمقابل مادي أو أن يكون اشتراط بنشر الكتاب لطرف ما أو بيع حقوقه ... إلخ
فهذه مصيبة كبيرة، سمعت عن بعضها ولم أتحقق منها بنفسي، وهي خيانة للعلم وأمانته، وجناية على الحقيقة، إن ترتب عليها شهادة علمية فهي شهادة زور، ولا يرضى بها إلا من قلَّ حظه من الدين والورع والعقل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[17 Feb 2007, 03:41 ص]ـ
كلام الدكتور أنمار صحيح وفي محله؛ حيث قال: لإكمال الحكم لا بد من النظر في كلام الطرف الآخر. وكلام الطرف الآخر موجود فيما نقله الدكتور عبد الرحمن من مقدمة الدكتور المشرف: (حيث حصلت إحدى الباحثات على رسالة لها بمرتبة الشرف الأولى استمدت فكرتها وموضوعها مما كنت أعددته لبناء هذا الكتاب في بعض جوانبه) فالدكتور يقرر في كلامه هذا حقيقتين:
الأولى: أن الطالبة استمدت فكرة الرسالة وموضوعها منه, وهذا وارد جداً, وتأكيده يكون من الطالبة.
الثانية: أن رسالة الطالبة تمثل بعض جوانب كتاب الدكتور, وهذا باطل من خلال ما ذكره الدكتور عبد الرحمن من تتبع مباحث الكتابين بقوله: (وقد وازنت بين الكتابين فوجدت التطابق التام بين الكتابين إلا فيما ذكرت أنه أضافه على الكتاب رغبة في التغيير، وربما أساء التصرف والتعديل فأخل بسياق الكلام، وغير في العناوين في بعض المواضع فلم تتناسب مع المحتوى).
ولو قلنا بقول أخي الدكتور أنمار: (فلعله فعلا كان هو صاحب الفكرة والمراجع والهوامش، وتكرم بها على الطالبة وأرشدها لجمع البقية الباقية من موضوعها) لم يتغير شيء في أصل القضية؛ فكونه صاحب الفكرة لا يعني أنه صاحب الكتاب, ثم تكرمه بالفكرة والموضوع على الطالبة - لو افترضناه - لا يبيح له أن يعود في هبته ويطبعه باسمه, ثم ما دمنا قد وصفنا الكتاب بأنه موضوع الباحثة فلا حظ للمشرف فيه.
والخلاصة أن كتاباً واحداً يُطبَع باسمين مختلفين لمؤلِّفَين مختلفين لا يخلو من أحد ثلاثة أحوال:
1 - أن يكون الكتاب للطالبة, وهذا هو الأصل الذي أقره المشرف, ولا يصار لغيره إلا بدليل.
2 - أو يكون الكتاب للمشرف, وكل القرائن تدل على بعده.
3 - أو يكونا اشتركا في تأليفه, وهذا ما لم يكن, ولم يقله أحدهما.
والقرائن التي ذكرها أخي الكتور عبد الرحمن جميعها متظافرة على أن هذا الفعل سرقة صريحة لا مجرد توارد أفكار, أو تعاون باحثين, وإحسان الظن مطلب عند انعدام الدلائل والقرائن, فكيف وقد تظافرت؟! والله المستعان.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[17 Feb 2007, 01:54 م]ـ
حين قرأت هذا الموضوع نزل بي من الحزن والضيق ما الله به عليم، فقد ذكرني بكُثرٍ، لكن العجب أن يفعلها الكبار من المنسوبين إلى القران الكريم.
وقد حدث مثلها حيث سرق أستاذ جامعي في الفقه 600 فقرة من رسالة الدكتور حسن أبو غدة، وموضوعها فقه المعتقلات والسجون وقد أقام الدكتور أبوغدة دعوي قضائية في الرياض وحكمت له المحكمة، ومن أراد معرفة التفاصيل ففي كتاب أبوغدة طبعة الرشد.
ولاعليك شيخنا عبد الرحمن
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[17 Feb 2007, 02:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حزَّ في نفسي أن يبدي الدكتور عبدالرحمن أسفه لإظهار اسم المشرف، مع أن التطابق التام بين الكتابين يوجب إظهار اسميهما وكتابيهما وإعلان ذلك حتى يتبين الأصل منهما، ومع أن رد الدكتور عبدالرحمن كان متأنياً متحفظاً متأدباً واستند فيما كتب إلى الحجج والبراهين الواضحة، ومع ذلك صاغ أسلوبه وعبارته بلطف وأناة يغبط عليهما وترك الحكم بعد وضوح الأدلة للقراء.
وباعتبار أني أحد أعضاء لجنة المناقشة كما ذكر الدكتورعبدالرحمن و اطلعت على الكتابين وقد طلبت مني دار ابن الجوزي كتابة مقدمة للكتاب قبل نشره، فإن لي رأياً قد أبديه بعد أن يرد المؤلفان أو أحدهما.
وأؤكد على ضرورة أن يحافظ الملتقى العلمي المبارك هذا على سياستة العلمية في تأكيد وجوب المحافظة على الأمانة العلمية وكشف الحقائق ولا مجال للمجاملات العلمية في مثل هذا. والأدب الذي يجب أن نلتزمه في الميدان العلمي هو التزام الحقيقة بكل تجرد وإعانة المظلوم ونصرة الحق أيا كان صاحبه وفق الله الجميع وسدد الخطى.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 Feb 2007, 03:11 م]ـ
ولربما أضاع الورع الزائد حقوقاً لا سبيل لردها إلا بالمصارحة والمكاشفة ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله ...
ـ[الكشاف]ــــــــ[17 Feb 2007, 05:44 م]ـ
سرقة محزنة حقاً والله المستعان.
في بعض الدول التي تحترم العلم وحقوقه تعاقب على مثل هذا بطي قيد من يثبت عليه هذا من الجامعة، وتحاكمه وتشهر به، وأذكر أحد الزملاء في دولة عربية من دول الشام ذكر لي أن أحدهم عثر على بحث قديم في مجلة قديمة صدرت قبل ستين عاماً تقريباً
فزينت له نفسه انتحال هذا البحث وتقديمه للترقية في إحدى الجامعات، فلما وقع في يد أحد المحكمين للبحث تذكر أن هذا الكلام سبق له أن مر عليه، فتتبع الأمر حتى عثر على البحث الأصلي، ثم بعث بالبحثين لعمادة البحث العلمي في الجامعة فرفعته لمدير الجامعة.
استدعى مدير الجامعة الباحث المزور، وناوله ورقة بيضاء لكتابة استقالته
فاندهش الدكتور: لماذا؟
فأراه البحثين! وقال: إما تقديم الاستقالة والستر عليك، وإلا فالفضيحة على الأشهاد!
فسلم صاحبنا للحقيقة وقدم استقالته.
وهذا موقف حازم من مدير الجامعة يردع المستهترين الذين لا يخافون الله.
لكن ليت شعري: هل سيصنع بهذا الدكتور الذي ذكره الدكتور عبدالرحمن مثل هذا؟ ليته يحدث هذا حتى يعتبر به الآخرون، وأتفق تماماً مع ما تفضل به أستاذنا الدكتور فهد الرومي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[17 Feb 2007, 10:11 م]ـ
شيء مؤسف ومحزن ليته لم يفعل إنه يسيء إلى الباحثين المسلمين ويعطي صورة مزرية لحال البحث العلمي في بلادنا الإسلامية ...
ولا بد من ملاحقته بكافة الوسائل القانونية والتشهيرية حتى يعترف بخطئه ويعلن أسفه ويبادر إلى إعادة الحق لأهله ...
ونرجو من الإخوة الذين لهم صلة به إطلاعه على ما هو مكتوب هنا في الملتقى عنته لعله يرتدع ...
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[17 Feb 2007, 11:52 م]ـ
لا تتأسفوا كثيراً فولله ما هذا إلا غيض من فيض وإني لأعرف أشخاصاً ليس لهم من عمل إلا كتابة الرسائل العلمية لطلبة جهال كسالى مقابل مبلغ مادي متفق عليه، وكم من أصحاب تلك الدال المشؤومة قد كُتبت له أبحاثه ورسائله وهو غارق في الجهل، والعكس موجود أيضاً بكثرة، فكم من أسماء كبيرة ليس لها من نتاجها إلا حسن انتقاء السرقات ومعرفة طريقة القص واللصق التي شاعت في هذه الأيام، فلله الأمر من قبل ومن بعد، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[منيرة الدوسري]ــــــــ[18 Feb 2007, 06:49 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ...
بداية أشكر الدكتور الفاضل عبدالرحمن الشهري جزيل الشكر على حرصه على إظهار الحق، وإثباته لأصحابه، وجهوده في التصدي للبحوث المسروقة، وإن رأيت منه ترددا .. إلا أني لا ألومه في ذلك بسبب أبطائي عن الرد ..
فاعتذر منه ومن القراء الكرام على تأخري في الرد وذلك بسبب سفري وانشغالي في فترة الإجازة ..
وقد آلمني كثيرا خبر سرقة رسالتي العلمية (الماجستير) والتي طبعت ونشرت في دار ابن الجوزي، وخاصة أنها لم تأت من شخص بعيد إنما كانت من مشرفي عليها.
ومن المصادفة .. أني في خلال عملي في عمادة الدراسات العليا بكليات البنات، تردنا بعض الاتصالات تشتكي من خلالها الطالبة من سرقة المشرفة لرسالتها العلمية بعد وعدها إياها أن تطبعها وتنشرها لها، فتفاجأ الطالبة بأن الرسالة قد طبعت باسم مشرفتها، وتتساءل الطالبة عن كيفية أخذ حقوقها، وكنت أتألم لهذا الوضع وأحدث نفسي كيف نحمي حقوقنا من السرقة؟
وإذا أنا الآن أقف في نفس موقف تلك الطالبة، لكن الفرق بيننا أن المشرفة قد وعدتها بطباعة البحث لها واستلمت مقابل ذلك مبلغا من المال، ثم ظهر في الأسواق باسم المشرفة وعلى حساب الطالبة!!! فإنا لله وإنا له راجعون.
أما أنا فلم يكن لي أي اتصال مع المشرف بعد مناقشتي مطلقا، ولم يكن لي علم بطباعة كتابه الذي غير فيه فقط عنوان رسالتي.
والذي أريد أن أوضحه أن هذه الرسالة على ما فيها من قصور هي من جهدي المقل .. ولم يكن للدكتور المشرف إلا اقتراح الموضوع حاله كحال المشرفين على رسائل الماجستير، فهل اقتراح الموضوع من قبل المشرف يجيز له أن ينتحل رسالة علمية سجلت باسمي وعملت بها ثلاثة أعوام؟ (فكونه صاحب الفكرة لا يعني أنه صاحب الكتاب) كما قال أبو بيان.
و الحقيقة أننا كطالبات في كليات البنات كنا نقرأ الرسالة على المشرف إذا كان كفيفا، وهذا كان حالي مع مشرفي اقرأ عليه بالساعات ولا اسمع ردا أو ملاحظة أو تعليقا، فلم يكن إشرافه دقيقا، وكنت مقدرة له ذلك بحكم أنه كفيف فلم أرد أن أثقل عليه.
فواصلت مسيرتي العلمية في البحث والسؤال واستشارة أهل التخصص و اضطررت فيها إلى البحث عن أسماء السور في المصاحف القديمة في جامعات المملكة وفي بيت القرآن بالبحرين، فهل ما قمت به من سفر وبحث قام به مشرفي بنفس الوقت؟ وهل كل كلمة كتبتها في بحثي سواء أطلع عليه أو لم يطلع عليها له حق بنشرها باسمه؟!! حسبنا الله ونعم الوكيل ..
إضافة إلى ذلك .... أن ما يحز في القلب أن المشرف لو كان له بصمات أو توجيهات واضحة في الرسالة لهانت، إنما يُرسل له قرابة ثلاثمائة صفحة للإطلاع عليها ـ بعد انتهاء إعارته وذهابه لمصرـ فترجع لي كما هي، إلا تصحيح خطأ ورد في اسمه!!!! ولم يكن هذا حالي إنما كان كثير من زميلاتي ممن يعانين مثلي، فكنا نسجل رسائلنا معهم لأنه لا يوجد في القسم غيرهم، ثم نبحث في جامعتنا من نستشيره في بحوثنا!!
فكان أول مبحث كتبته في الرسالة وهو بعنوان (تعدد أسماء السور وسبب اختصاص السور بأسماء معينة) أرسلته للأستاذ الدكتور محمد الشايع حفظه الله، فوجهني بتوجيهات كانت هي الانطلاقة التي بدأت بها في بحثي ..
لهذا أقول يا دكتور أنمار .. ليس لمشرفي إلا الفكرة ... فلم يكن صاحب هوامش ولا مراجع .. فضلا عن أن أكون أنا ممن وصفتهم في كلامك!!
ولذا يا أستاذنا عبدالرحمن .. لا أجد أن التشهير كثيرٌ على مثل هؤلاء لكشفهم أمام الناس .. فمن الإنصاف بيان الحقيقة للقراء.
فنحن كما قال الاستاذ منصور مهران بحاجة إلى جمعية لحماية حقوق المؤلفين ...
وأتمنى أن أرى دفاع الدكتور عن نفسه، وأشك في ذلك؛ لأنه ليس له أي مبررات.
وأخيرا أشكر كل من ساهم وشارك في إظهار الحقيقة .. وأتمنى ألا يقع أحد منكم في مثل ما وقعت فيه ... وعزائي ما قال أبو بيان حفظه الله (بأن هذا نوع من البلاء، لا يزداد به المؤمن إلا خيرا)
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[18 Feb 2007, 12:02 م]ـ
أحي أهل الملتقى الكريم وأقول:
إنني مع الرأي القائل إنه لابد من أن يخرج واحد من الاثنين عن الصمت بالتحدث عن نفسه أصالة وإبداء الرأي لأن
قضية تثار بالنيابة عن صاحب الحق الأصيل وهو على قيد الحياة أمر يحتاج إلى التروي والإحجام، والكتاب المحتمل
سرقته موجود في المكتبات هنا، والكتاب الآخر مطبوع متداول هنا بالسعودية، والأخت صاحبة الرسالة أظن أنها
ليست بعيدة عن الاستفهام منها وإبداء الرأي في القضية بنفسها، وفضيلة الدكتور المتهم له من القنوات والطرق
والهواتف الموجودة لدينا ما به يهاتف ويسمع له، وهو للعلم من كبار العلماء في الأزهر ولا أتخيل أنه يعلم ما أثير على
موقعنا هذا المبارك لأنه ـ على حد علمي ـ لا اطلاع له على النت، لاعتبارات متعددة منها عمله العلمي الذي يبتلع وقته
بالكلية، وكونه يحتاج إلى متصفح لأنه بصير، ...... وعلى هذا فالقضية تساوي صفر إذا لم يرد واحد من الطرفين،
وتكون في مكان ومقام الفضح لا أكثر لكلا الطرفين، بالسكوت من المسروق منه، والقبول من السارق، لأنها لاتخرج
عن هذا الإطار، علما بأنني التقيت الدكتور صاحب الكتاب مرة واحدة في حياتي، وهي المرة التي تحدثت معه عن هذا
الكتاب، وأخيرا أقول: الحق أحق أن يتبع ولو على أنفسنا أو الوالدين والأقربين.
ولست أبداً مع الجزم المسبق الذي تم تصدير الموضوع به " {مشرف رسالة:أسماء سور القرآن وفضائلها؛ لمنيرة
الدوسري يسرقها}
وأشكر لأخي العزيز الموفق الدكتور عبد الرحمن أدبه الجم، وخلقه الكريم وتصديه الشجاع لتحمل تبعات ما طرح.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 Feb 2007, 09:48 م]ـ
الحمد لله ذي الكمال، أما بعد:
فإن ما ذكره أخي الدكتور عبد الرحمن من وجود سرقة علمية مشين جدًا، لا ريب في ذلك.
ومهما اختُلف معه في طريقة طرحه للموضوع، فإن المحصلة التي لابد منها أن يقع من الدكتور الفاضل ـ مشرف الرسالة ـ ردٌّ وتعقيب، وكأني فهمت من مشاركة الأستاذ الدكتور عبدالفتاح خضر أن له صلة بالمشرف، أو أنه يستطيع إيصال هذه المعلومة له، ولعله يقوم بذلك لنتبين الأمر.
ولعل الأستاذ الدكتور عبد الفتاح خضر لم ينتبه للمشاركة التي قبله، فهي من المؤلفة؛ لأنه قال: (والأخت صاحبة الرسالة أظن أنها ليست بعيدة عن الاستفهام منها وإبداء الرأي في القضية بنفسها)، فالمؤلفة أبدت وجهة نظرها، وأرجو أن يراجع مشاركتها.
ولكي لا تطول القضية، وهي محصورة، ونحن متفقون في أن السرقة أمر شين في حق الشخص، بله المتخصص في علوم أشرف كلام، فما بقي إلا أن يُتصل بالمشرف لعله يدرأ عن نفسه، فلعل له عذرًا في ذلك.
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[19 Feb 2007, 12:01 ص]ـ
ومن النزاهة ماقتل!
لا أدري لم هذا التردد والتحرج من القول بما هو ظاهر واضح! لنفرض جدلاً أن المشرف هو كاتب الرسالة من الغلاف إلى الغلاف فماذا يعني حضوره المناقشة ومباركته للطالبة وتوقيعاته المتعددة الرسمية على إنجاز الباحثة للرسالة وموافقته على مناقشتها وتشكيل اللجنة واعتماد المحاضر؟
هل عرف مافي الرسالة وسكت وهذه مشكلة!!
أم أشرف على الرسالة وهو لا يعرف مافيها ولايدري عن موضوعها شيئا!!! وهذه مصيبة أعظم.
هو نفسه كما ذكر الدكتور عبدالرحمن صرح بأنه أشرف على رسالة عن أسماء السور في كلية الدمام وها هي الرسالة التي أشرف عليها مطبوعة بين أيدينا وخصها بالذكر هناك دون بقية الرسائل.
كل هذا وغيره يؤكد أن الأحقية في الرسالة للباحثة.
هذا على التسليم الجدلي بأن المشرف قد كتب الرسالة إلا أن مقابلة الكتاب بالرسالة تظهر قطعا أن الرسالة هي الأصل مع وضوح التغيير والتبديل في مواضع وتظل آثار التصرف ظاهرة من اختلاف العنوان عن مضمونة في مواضع من الكتاب نتيجة التصرف غير المتقن ولعل فيما ذكره الدكتور عبد الرحمن مايكفي لظهور الحقيقة.
وأختلف مع أخي الدكتور مساعد في نقده لطريقة الطرح، فليس بعد لطف الدكتور عبد الرحمن مجال إلا إن كان المراد أن لايعرض الملتقى لسرقة مهما كان وضوحها.
يبقى احتمال لعله مخرج للدكتور المشرف وهو أن أحد الناشرين أخذ الرسالة منه وطبعها بدون علم الشيخ أو إذنه ووضع اسم الشيخ عليها، إلا أن ما ذكره الدكتور خضر أنه تكلم مع المشرف عن الكتاب يعني علمه بذلك وصمته.
ولعل من أبدى تحرجه كان الدافع له أمران:
الأول: أنه لم يطلع على الكتاب.
الثاني: التحرج من القول بغير علم "
إلا إني أر ى أن هذا التحرج غير محمود، إذ الدفاع أيضاً بلا علم ظلم للآخر ينبغي التحرج منه فمن النزاهة أيضا ما قتل.
أقول ماقلت بعد أن اطلعت على الكتاب، وقرأت الرسالة مرتين رسالة علمية مرة، وكتاباً مطبوعا أخرى.
وما دفعني لهذ الا الغيرة على العلم وأمانته فهي أمانة حملنا إياها جميعاً، وليس لنا خيار في التخلي عنها، فلنتحملها كلنا وليس الدكتور عبدالرحمن وحده.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Feb 2007, 02:06 م]ـ
أشكر أستاذنا الكبير أبا خالد الأستاذ الدكتور فهد الرومي، وأرجو أن لا أكون خالفته، لما قال: (وأختلف مع أخي الدكتور مساعد في نقده لطريقة الطرح)، فأنا شكلت الكلمة قصدًا (اخْتُلف) بضم التاء، من باب حكاية ما وقع من بعض الأعضاء، وإلا فأنا لا أرى فيما طرحه أخي عبد الرحمن أي بأس.
والمخرج الذي ذكرتموه (أن أحد الناشرين أخذ الرسالة منه وطبعها بدون علم الشيخ أو إذنه ووضع اسم الشيخ عليها ـ) هو ما كنت أزوره في نفسي لما قلت: (فلعل له عذرًا في ذلك).
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[20 Feb 2007, 07:09 ص]ـ
شكر الله لك يا أبا عبدالملك حسن بيانك وأدبك وتواضعك وهذا ماعهدته منك من قبل ومن بعد.
وما ذكرته (بضم التاء) من احتمال قيام الناشر بطبع الكتاب دون علم المشرف يضعفه ما ذكره فضيلة الاستاذ الدكتورعبدالفتاح من علمه بطبع كتابه وعدم تبرئه من ذلك، وهذا مما يحز في النفس ولايرضى أحد أن يقوم به أحد من طلبة العلم فضلا عن أن يكون أحد كبار علماء الأزهر - كما قال الدكتور خضر - وصدورنا دون صدورهم فهم من علماء الأمة وأساتذتنا ومشايخنا ولانرضى أن ينسب إلى أحدهم مثل هذا العمل في وقت يتربص بهم بعض أصحاب الأهواء والعلمانيون.
وماذكرته الدكتورة منيرة عن قيام مشرفة أخرى بأخذ مبلغ من صاحبة الرسالة لغرض طبع رسالتها وقيامها بسرقة الرسالة بوضع اسمها عليها دون اسم الطالبة يثير الرعب من استشراء هذا الفعل ويدعو للجد في معالجة الأمر والحزم فيه من قبل المختصين والمسؤلين لسد الأبواب على ضعاف النفوس كيف وقد تيسرت الأمور لذلك، ووسائل المحاربة وكشف
السرقات ضعيفة.
وقيام المشرف أيا كان بطبع الرسالة التي أشرف عليها باسمه بعد المناقشة لا يخلو من أمرين:
الأول _ أنه كتبها قبل الرسالة، ومع هذا وافق على نسبتها لغيره وأيد ذلك وباركه فهو ---------
الثاني _ أنه كتبها بعد الرسالة وجاءت مطابقة كل المطابقة لرسالة تلميذه فهو -------
وهما أمران يجب علينا جميعا التصدي لهما والتحذير منهما وعدم السكوت عليهما، فالساكت عن الحق شيطان أخرس نسأل الله السلامة للجميع واستغفر الله من الزلل في القول والعمل.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[20 Feb 2007, 09:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[دمعة الأقصى]ــــــــ[20 Feb 2007, 10:51 م]ـ
لقد كواني هذا الموضوع حرقة وألما، أناس لا تنام أعينهم بحثا وتدقيقا وقراءة وسفرا لعدة سنوات، ثم يأتي من يسرق كل هذا في لحظة يسيرة، دون مراقبة لله، وفعلاً كما قال الدكتور الرومي ومن النزاهة ما قتل.
وأقول للذين يعتذرون للمشرف بأن دار الطبع قد تكون طبعت الكتاب من غير إذنه وغيرها من الأعذار؟
ما تقولون في:
1. تغييره لاسم الكتاب؟!
2. عدم ذكر اسم الطالبة وبحثها من ضمن البحوث التي أشرف عليها؟!
3. قوله: ما زالت فكرة الكتاب معي منذ رحلتي العملية؟!
وأقول للطلاب الكسالى الذين تُعمل لهم البحوث مقابل الأموال [وأنا على يقين أن الدكتورة منيرة ليست منهم] وللذين يعملون لهم هذه البحوث لا وفقكم الله ولا كتب لما زعمتم قبولا، فإن كنتم تسعون للوظيفة والمركز فلا بارك الله لكم فيها، وإن كنتم تسعون للدعوة والعلم فما هذا حال المخلصين.
وأنا أشد على يد الدكتورة منيرة ألا تسكت على الأمر حتى لا يتمادى هؤلاء المجرمون.
ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[20 Feb 2007, 11:06 م]ـ
أعوذ بالله، لا بد من تظافر الجهود لردع اللصوص، وكشفهم إمام الناس، فهم وصمة عار في جبين العلم والعلماء.
الله المستعان ..
ـ[أبو العالية]ــــــــ[21 Feb 2007, 01:09 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
سُرَّاق الكتب كثيرون.
والأدهى سُرَّاق الأبحاث العلمية الأكاديمية للترقية؛ فحدِّث ولا حرج.
وقد حصل هذا معي مع بعض الدكاترة؛ فتعجبتُ والله من ذلك، والحمد لله أني وفِّقتُ _ وكانت صعبة _ لمواجهته والإنكار عليه.
نسأل الله العافية والسلامة
ولكن السؤال المطروح؟ ما حكم شراء وقراءة كتابٍ تبين للقارئ سرقته؟
الجواب عند كل قارئ.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[21 Feb 2007, 06:13 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فنزولا على رغبة مولانا الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله تعالى دبرت موعدا للقاء فضيلة الدكتور جمعة علي عبد القادر وصورت له كافة الأوراق التي تناولت الموضوع في المنتدى وكان لقاءًا طيبا حيث كان فضيلة الدكتور دامس الخلق هادئ الطبع مضياف يتريس ويدقق في السمع وتناول الأمر ثم انبرى سيادته في الرد على فضيلة الدكتورة منيرة الدوسري فستمليت ما قاله فضيلة الدكتور وعرضت ما كتبت عليه بحضور ابنه البار اسلام وتسجيل اللقاء صوتيا
وسأقوم بارفاق بمرفقات التي ذكرها فضيلة الدكتور جمعة في الرد الآتي:
رد فضيلة الدكتور الأستاذ جمعة علي عبد القادر على فضيلة الدكتورة منيرة الدوسري
بعد الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
في البداية أحي الأستاذ أيمن حيث أنه يبحث عن الحق في مثل هذا الأمر وأقول:
بقدر سعادتي به بقدر حزني وألمي على ما وجهته اليَّ الباحثة منيرة الدوسري وأقول:
في كلية آداب الدمام كان سفري اليها سنة 92 وكانت الباحثة طالبة بالكلية ودرست لها سنوات سواء في الكلية أم في الدراسات العليا
ولَمَّا انعقدت رغبتها على تسجيل موضوع الرسالة تقدمت بموضوع هو معي الآن من يُمن الطالع كان يدور حول قصة يوسف عليه السلام وكان بعنوان: الابتلاء في ضوء سورة يوسف بتاريخ 1415/ 1/20 هـ ولمَّا لم يجد قبولاً واحتارت الباحثة في موضوع معين اقترحت عليها هذا الموضوع لأنه يمثل جزءًا من كتابي الذي بعنوان (معالم سور القرءان الكريم واتحافات درره) وكنت قد بدءت اعداد هذا الكتاب وأنا في المدينة المنورة سنة 82 (ومَن قرأ عنوان فكرة اعداد هذا الكتاب والباعث على تصنيفه يجد المراحل التي مر بها اعداد هذا الكتاب وقد أشرتُ في سنايا هذا العنوان الى أن طالبةً من كلية آداب الدمام اعطيتها عنوانا رسالتها مؤخوذ من نسيج هذا الكتاب) هذا أولاً
ثانيا: تقول في كلامها أن ليس لي ملحوظات كنت أبديها طوال اشرافي عليها والحق يُكذب ما قالت فعمي مآخذ وملحوظات دونتها على الرسالة بلغت مائة وثالثة عشر مآخذًا، اعطيت صورة منها للأستاذ أيمن شعبان
ثالثًا: ما قالته من الطعن في كوني بصيرًا، لست على المستوى العلمي فمعي شهادة تقدير من كلية آداب الدمام بتقدير ممتاز، وقد اعطيت أستاذ أيمن صورة من هذه الشهادة أيضاً وذاك التقدير
رابعا: باب العلم مفتوح للجميع ليس قاصرًا على أحد، ولو أن المسألة بالعكس وهي التي أخذت يعد ذالك سرقة، أما كوني مشرفًا على الرسالة عشت مع الباحثة جُلَّ مدتها في الدمام ولمّا انتهت اعارتي سنة 97 انقعدت رغبة وكيلة الكلية وقتئذٍ وهي أستاذة في الجغرافيا أو في التاريخ اظن اسمها أميرة وكان مشرفها أيضًا أستاذا بصيرا بكلية اللغة العربية كما أخبرتني هي أقول بذلت وكيلة الكلية وقتئذ في بقائي مشرفًا على هذه الباحثة بعد سفري الى مصر وبدأت المرسلات بيني وبينها أقرأ ما تكتب وأرسل اليها وهنا استفهام هل ما قالته منيرة الدوسري عليَّ كمشرف أيقال على مشرف وكيلة الكلية وقتئذٍ من أنه بصيرًا وليس أهل للاشراف كما زعمت تلك
وفي النهاية عندما سفرتُ لمناقشاتها أخذت ابني على حسابي الخاص لتتناسب درجته في الطائرة مع درجتي وأخذت الباحثة ممتاز وكان أحد أعضاء المناقشة الدكتور فهد الرومي، وبالكلية الشريط المدون عليه المناقشة وفيه ردودي الحية على المناقشينِ مما يدل على أن المشرف المتهم بالسرقة العلمية كما زعمت هذا المشرف لم يكن قاصرا ولا ضعيفا في علمه وفي الختام ما وقع من هذه الباحثة لي جزاء سنمار
وأضيف الكتاب عندكم والرسالة عندكم ابحثوا في كل سورة من سور القرآن الكريم هل مقصود كل سورة وهو عنوان بارز في كتاب المعالم أهو في رسالتها، هل المناسبة بين كل سورة وأختها أهو موجود في رسالتها، قضايا كثيرة في الكتاب من نحو ما قلت ليست في رسالتها، فمن أراد الانصاف فليدقق ويعطي أهل العلم مكانتهم، والله أسأل أن يثيبني ويكافئني على اجتهادي وقبل الختام أنوه بأن لي خمسةً وعشرين مؤلفًا موجود في السوق وأخرها كتاب معالم السور في طبعته الثانية
وأشرفت وناقشت العديد من الرسائل العلمية الجامعية وقد نصصت عليها في آخر عناوين الكتاب وأنا الآن عضوٌ في اللجنة العلمية الدائمة لترقية الأساتذة وقد حصلت على الأستاذية سنة 89 وأنا الآن رئيس لقسم التفسير أفلا يشهد هذا المنهج العلمي لي بأني كفؤٌ فيما رمتني به هذه الباحثة، استغفر الله من كل ذنب وأتب اليه
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
التاريخ الأربعاء 2007/ 2/21
وكتبه مستلميه أيمن صالح شعبان من فيه فضيلة الدكتور جمعة علي عبد القادر بمنزله بعد صلاة الظهر بحضور ابنه البار اسلام وتسجيل اللقاء صوتيا فيما دار بيننا من نقاش
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين [/ size][/size]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[21 Feb 2007, 06:34 م]ـ
المرفقات:
صور لمرفقات دفعها فضيلة الدكتور جمعة علي عبد القادر للرد
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[21 Feb 2007, 06:38 م]ـ
مآخذ الدكتور جمعة على رسالة الماجستير
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[21 Feb 2007, 06:48 م]ـ
تكملة
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[21 Feb 2007, 06:58 م]ـ
المآخذ
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[21 Feb 2007, 07:05 م]ـ
المآخذ
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[21 Feb 2007, 07:09 م]ـ
وهذا أخر ما حملت من أمانة للرد وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[22 Feb 2007, 12:04 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
في رأيي أنه قد صار لزاما على المشرف الفاضل المقارنة الدقيقة والكاملة بين محتويات الكتابين إحقاقاً للحق، وتبرئة للمظلوم، وأسأل الله أن يعينه على هذا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Feb 2007, 06:06 ص]ـ
أشكر أخي الأستاذ أيمن صالح شعبان على استطلاعه لرأي الأستاذ الدكتور جمعة علي عبدالقادر حول هذا الموضوع، وإبلاغه بما تم الحديث عنه في هذا الموضوع، وتفضله بتوثيق هذا اللقاء.
وقد تعرف القراء على رأي الجميع حول هذا الموضوع، ولعله يتيسر ما تفضل به أخي الكريم أبو صفوت بإذن الله.
نسأل الله السداد والتوفيق،،
في 4/ 2/1428هـ
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[22 Feb 2007, 06:45 ص]ـ
لم يبين الدكتور جمعة تاريخ أول طبعة للكتاب، فإن كان سابقاَ لبحث الدكتورة منيرة فهو حجة، وإن كان بعدها فالأمر فيه نظر.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[22 Feb 2007, 09:17 ص]ـ
يا ليت السيد ايمن كتب ما كتب بلغة عربية فصيحة
ـ[أبو العالية]ــــــــ[22 Feb 2007, 09:42 ص]ـ
الحمد لله، وبعد.
أرى الموضوع أخذ حيزاً أكبر من حجمه!
وسواء هذا او ذاك؛ فإن الله يأخذ للمظلوم حقه ويبارك في كتابه ويضع له القبول والانتشار ويرفع ذكره، ويضع كتاب الظالم ويرفضه ولو خرج بأبهى حلة قشيبة، وأبلغ بيان ويسفل شأنه.
وهذه سنة علمية معروفة في خلق الله تعالى.
وما كان لله فسيبقى، وما كان لغيره فسيضمحل!
ثم رقم الطبعة ليس فيصلاً في المسألة؛ فقد يكون من سرق هو من سارع للطبع؛ ليطير بشهرةِ زورٍ فاضحة!
وبالتالي لا حاجة للنظر أو غيره؛فإن للأفكار سُرَّاق!
وأيضاً: أفيصعب على من سلب كتاباً أن يغير رقم الطبعة؟!!
فلقد غدا لصوص اليوم يتقنون الاحتراف في القص واللصق والتسويق! والله حسيبهم!
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[22 Feb 2007, 11:36 ص]ـ
جميل ما دار في هذا الموضوع من تثبت وإنصاف, أسأل الله أن يثيب كل من شارك فيه.
وقد لاحظت في رد الدكتور جمعة وفقه الله مسائل تخصه مع الطالبة كنت أتمنى عدم عرضها؛ إذ لا علاقة لها بأصل الموضوع, ولا حاجة إليها.
والفقرة التي تتعلق بموضوعنا من كلام الدكتور هي قوله:
(وأضيف: الكتاب عندكم والرسالة عندكم ابحثوا في كل سورة من سور القرآن الكريم:
هل مقصود كل سورة وهو عنوان بارز في كتاب المعالم أهو في رسالتها؟
هل المناسبة بين كل سورة وأختها أهو موجود في رسالتها؟
قضايا كثيرة في الكتاب من نحو ما قلت ليست في رسالتها، فمن أراد الانصاف فليدقق ويعطي أهل العلم مكانتهم، والله أسأل أن يثيبني ويكافئني على اجتهادي).
وفي رأيي أن عدم وجود مقاصد السور أو منسباتها أو نحوها من القضايا لا يغير شيئاً في أصل الموضوع؛ فإن الزيادة على كتاب مأخوذ أو تشذيب بعض جوانبه أو تحوير عناوينه وفصوله أمرٌ ممكن جداً في أي كتاب مستلب.
والسؤال الذي كنت أتمنى طرحه على الدكتور, أو ليته أجاب عنه, وهو صلب موضوعنا وخلاصته:
ما تفسير الدكتور لهذا التشابه المطبق بين الكتابين؟
وهذا ما أشرت إليه في تعليق سابق برقم (16) , وأتمنى ألاَّ نتجاوز ذلك حتى نحافظ على رُقِيّ الموضوع وفائدته.(/)
الاتصال غير اللفظي في القرآن الكريم .. كتاب جديد
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[13 Feb 2007, 01:30 م]ـ
مفكرة الإسلام: صدر في الشارقة بدولة الإمارات العربية عن دائرة الثقافة والإعلام كتاب بعنوان الاتصال غير اللفظي في القرآن الكريم للدكتور محمد الأمين موسي أحمد .. وهو عبارة عن رسالة دكتوراه أشرف عليها البروفيسورعلي شمو .. الإعلامي السوداني والوزير السابق.
خصص الباحث المبحث الأول للتعريف بالاتصال غير اللفظي كما خصص الفصل الأول لمناقشة الاتصال بالعين في القرآن الكريم .. ويذكر أن لفظة عين وردت في القرآن الكريم في 63 آية وبمعان مختلفة! .. ويلخص المبحث الأول- في الفصل الأول- باستخلاص عن مهام ومدلولات لفظة عين تصل إلي 13 مدلولاً. المبحث الثاني يبدأ باستخدام اللفظ البصير ويأتي بنماذج لما ورد في القرآن. المبحث الثالث يتحدث عن علم الغيب وهو ما لا يمكن إدراكه بالحواس المعروفة. المبحث الرابع يتحدث عن الشهادة ويأتي بنماذج الشهادة والشهود وشهادة الجوارح.
أما الفصل الثاني يتحدث فيه المؤلف عن تعبيرات الوجه .. بادئاً بوصف الوجه وملامحه والآيات المعبرة عنه، مروراً بملامح الوجه. وتعبيرات الوجه ومنها التعبير عن العواطف. الفصل الثالث يتحدث عن الإيماء. ويبدأ بالبعد التواصلي لليد .. ويأتي بنماذج حول حركة اليد وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء (المائدة). أو أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً.المبحث الثاني يتحدث عن الإيماءات ومنها الإيماءات المكيفة للذات وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم (نوح). وينتقل الباحث إلي الإيماءات المكيفة للطفل. والذات عموماً وللآخرين. وكذلك الإيماءات المكيفة للأشياء، وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم. ثم الإيماءات الرامزة قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزاً واذكر ربك كثيراً وسبح بالعشي والإبكار.ومن الإيماءات التسبيح- التحية.الفصل الرابع يتحدث عن هيئة وأوضاع الجسم في الاتصال غير اللفظي، ومنه القيام الوقوف الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقو خصص م الذي يتخبطه الشيطان من المس، ثم الجلوس ثم استوي إلي سماء فسواهن سبع سماوات و وسع كرسيه السماوات والأرض. والمبحث الثالث في الفصل يتحدث عن الاستلقاء والنوم ثم المشي قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين. و الجري. و الصلاة و الهبوط والصعود و البعث والحشر وعموم الوضع والحركة والهيئة.الفصل الخامس يتحدث عن الاتصال عبر حاسة اللمس وتعتبر حاسة اللمس من أهم حواس اتصال الإنسان، ويحتاجها المرء مباشرة بعد الولادة للتواصل مع أمه. ويتطرق المؤلف إلي أن الدراسة الحديثة، توصلت إلي أن الملامسة قد تكون من أبرز وسائل التعبير عن المودة والألفة، بل تكون أبرز وسيلة للتعبير عن العداء في حال التخاصم والعراك. ومن شواهد اللمس في القرآن الكريم: في كتاب مكنون، لا يمسه إلا المطهرون. وكذلك يوم يُسحبون في النار علي وجوههم ذوقوا مس سقر. ومن حالات الرحمة والتواد بين الزوجين الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.والمبحث الثالث في هذا الفصل يتطرق إلي الألم عبر اللمس. ومنه شواهد عذاب يوم القيامة للكاذبين ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نصليه ناراً وكان ذلك علي الله يسيراً، ثم الحرق، والتعذيب بالنار كلا إنها لظي، نزاعة للشوي ومنه العذاب الأليم. وأخيراً الجلد وهو من وسائل التعذيب المتعلقة باللمس فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة.
الفصل السادس من الكتاب يتحدث عن الشم والذوق والشم مكمل لحاسة التذوق، فالطعم محدد ب الحلو، المر، المالح، الحمضي فقط، أما مئات وصفات الأكلات وطعومها المختلفة تتولي توصيلها لنا حاسة الشم المسئولة عن 90% من حاسة التذوق. ويأتي الباحث بنماذج من القرآن الكريم تتناول موضوع الشم والذوق. في الفصل السابع يتناول المؤلف المسافة والاتجاهات ذلك أن مسافة والاتجاهات دوراً فاعلاً في قضية التواصل غير اللفظي. والمباحث في هذا الفصل هي، دلالة المسافة مثل: فكان قاب قوسين أو أدني و ثم دنا فتدلي، و عند سدرة المنتهي، سيروا فيها ليالي وأياماً. ثم دلالة القرب والبعد مثل: ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين، و تلك حدود الله فلا تقربوها، وكذلك القربى و المقربون و القريب و الأقرب و الأدنى و القربان و القرين و الجيرة و ما يفيد القرب، و البعد و الاعتزال والهجر و النبذ و ما يفيد البعد. كما يتناول الفصل الإقليمية مثل وما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله. و سبحان الذي أسري بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصى الذي باركنا حوله.في الفصل الثامن يتحدث الباحث عن المظهر: ومن مباحث الكتاب الشكل و اللباس و الألوان و الأنواع وفي هذا المبحث يتحدث عن الإنسان، الملائكة، الشيطان، الدواب، الجن، الأنعام، الطيور، والحشرات، الوحوش. المبحث السادس يتحدث عن الجنس الذكورة والأنوثة. و مراحل العمر والمظهر و الإظهار والخفاء، و زينة الحياة.
المصدر ( http://www.almokhtsar.com/html/news/1454/18/67422.php)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[13 Feb 2007, 02:23 م]ـ
لو اختصره مؤلفه الى النصف تقريبا لكان نفيسا في مادته وحجمه ففي الكتاب إطناب وجزى الله أخي الدكتور أحمد
خيرا على عرضه الموجز الوافي لهذا الكتاب
ـ[أبو حازم الكناني]ــــــــ[14 Feb 2007, 06:09 م]ـ
مفكرة الإسلام: صدر في الشارقة بدولة الإمارات العربية عن دائرة الثقافة والإعلام كتاب بعنوان الاتصال غير اللفظي في القرآن الكريم للدكتور محمد الأمين موسي أحمد .. وهو عبارة عن رسالة دكتوراه أشرف عليها البروفيسورعلي شمو .. الإعلامي السوداني والوزير السابق.
المصدر ( http://www.almokhtsar.com/html/news/1454/18/67422.php)
الدكتور علي محمد شمو: وزير سابق للثقافة والإعلام في عهد الرئيس السوداني جعفر النميري
الذي حكم السودان في الفترة (1969 - 1985).
وحسب علمي فإن تناول الباحث لهذا الموضوع يأتي من باب (المدلول الإعلامي) وفنون الاتصال
بكافة مستوياتها (الفردي/ الجماهيري). وأدوات هذا الاتصال (لفظي/ إشاري).(/)
الدورة العلمية في (تدبر القران الكريم) (صورة)
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[13 Feb 2007, 10:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
يسر إخوانكم بجامع الراجحي بحي الجزيرة
دعوتكم لحضور الدورة العلمية في
(((تدبر القرآم الكريم)))
ابتداء من 6/ 2/1428هـ
حتى 9/ 2/1428هـ
بعد صلاة العشاء مباشرة
يلقيها فضيلة الشيخ د
عويض بن حمود العطوي حفظه الله
وستبث بإذن الله عز وجل على
موقع الجامع
http://www.grajhi.com/
وموقع البث الإسلامي
http://www.liveislam.net/
للاستفسار 0096612444447
100 تحويلة
http://www.up07.com/upload-40/wh_72763641.JPG
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[13 Feb 2007, 10:51 م]ـ
جزاك الله خيراً , وما أحوجنا إلى مثل هذه الدورات.
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[15 Feb 2007, 12:40 ص]ـ
نفع الله بهذه الدورة(/)
سأكتب رسالة الماجستير فبماذا ينصحنا أهل التفسير؟
ـ[أحمد الحمادي]ــــــــ[14 Feb 2007, 05:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قال تعالى {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}
سادتي العلماء إخوتي طلاب العلم:
تخصصي هو التفسير وعلوم القرآن وقد قطعت الساعات المقررة وبقي عليّ ساعات الرسالة فبأي موضوع ترشدوني أن تكون هذه الرسالة؟ علما بأن البكالوريوس كان في تخصص القراءات القرآنية.
وعندي رغبة ومحبة في أن تكون رسالتي في مسألة (القراءات التفسيرية) وما يتعلق بها من مسألة قراءة القرآن بالمعنى وغيرها ...
فهل تنصحوني بهذا الموضوع؟
وهل يصلح أن يكون رسالة ماجستير؟
إن كان الجواب (لا) فبأي المواضيع أكتب؟
لا تبخلوا علينا مما أعطاكم الله.
ودمتم أهلا للخير
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[14 Feb 2007, 09:07 م]ـ
أخي الكريم:
بإمكانك زيارة الرابط التالي:
مواضيع مقترحة للرسائل العلمية ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=155)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[15 Feb 2007, 10:14 ص]ـ
أخي الكريم
أنصحك بالموضوع، وأنت الذي تحدد صلاحيته للرسالة من عدم ذلك بعد جمع المادة العلمية، فإذا كانت كافية فتوكل على بركة الله، واستفد من (المكتبة الشاملة) في جمع موراد المصطلح الذي ستناقشة (القراءة التفسيرية) (قراءة تفسير، (تفسير لا قراءة) (قراءة بالمعنى) ... إلخ من العبارات التي يمكن أن تكون مظنة جمع المادة العلمية.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[15 Feb 2007, 12:08 م]ـ
أخي الكريم
الملتقى مليئ بأعضاء وزائرين من طلاب الدراسات العليا الباحثين عن مواضيع مقترحة ,ومن باب الاحتياط فإني أنصحك أن تستشير من تثق فيهم عبر البريد الخاص لئلا تفاجأ بتسجيل موضوعك من قِبَل أحد المتصفحين واللهَ أسأل أن يسلك بي وبك مسالك العلماء العاملين ..
ـ[أحمد الحمادي]ــــــــ[15 Feb 2007, 05:08 م]ـ
إخوتي الكرام:
أحمد البريدي , مساعد طيار , محمود الشنقيطي
بارك الله فيكم لتفضلكم بقراءة الموضوع والتعقيبات القيمة عليه ونسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعني بكم جميعا.
وأما عن الرسائل الجامعية المكتوبة والمقترحة فقط اطلعت عليها جيدا ,, وحصلت الفائدة بحمد الله
وسأبدأ بجمع المادة العلمية للموضوع بناء على توجيهات أخينا مساعد طيار
أما عن الاستشارات القادمة والتي ستكون في صلب الموضوع فستكون بحول الله تعالى عبر الرسائل الخاصة حتى استطيع ان أحافظ على سرية البحث كما تفضل أخي محمود الشنقيطي ..
ودمتم أحبتي بكل خير وعافية
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[15 Feb 2007, 07:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل: نشر الخزامى ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإني أحمد الله إليكم أن وفقكم لمتابعة دراساتكم العليا في الدراسات القرآنية. أما عن الموضوع الذي اقترحتموه فإنه سبق أن أعدت فيه أطروحة دكتوراه دولة، أعدها الأستاذ الدكتور عبد الهادي دحاني، و نوقشت منذ سنتين أو أكثر، برحاب كلية الآداب و العلوم الإنسانية بالجديدة - المغرب.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[16 Feb 2007, 12:44 ص]ـ
أخي نشر الخزامي بما أنه لديك بكالريوس في القراءات،
فأرى أنه بإمكانك أن تطوف في كتب التفسير لجمع معجم للقراءات المخالفة للمصحف، مقارنة بمصادر القراءات،
والدكتور مساعد وفقه الله أشار لك بطرف،وعلى العموم فإذا ما استعذبت الفكرة، وحصلت على المشرف وحصل التوافق فأنت وما يظهر لك، وأعلمك بأن الأمر جديد وكثير من كتب التفسير لم تلق القراءات فيها بأنواعها الجمع الكافي مع الدراسة، هذا مايظهر لي والله أعلم وتحياتي لك وللدكتور أحمد الضاوي وبقية الإخوة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[16 Feb 2007, 07:48 ص]ـ
الأخ الكريم أحمد بزوي ليتك تفيدنا بعنوان الرسالة التي ذكرتموها.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[16 Feb 2007, 11:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور مساعد الطيار ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، وبعد نزولا عند طلبكم فإنني أوافيكم يتقرير مفصل عن أطروحة الدولة المعنونة ب " القراءات المفسرة " للأستاذ الدكتور عبد الهادي دحاني أستاذ القراءات و علوم القرآن و التواصل بشعبة الدراسات الإسلامية، كلية الآداب، جامعة شعيب الدكالي، الجديدة، المغرب. و قد أشرف على الرسالة الأستاذ الدكتور محمد ديباجي العميد الأسبق، و ترأس لجنة المناقشة الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي، و قد أجيزت الأطروحة بميزة حسن جدا، و ذلك برسم السنة الجامعية 2002 م.
وتجدون رفقته تقريرا مفصلا عن الأطروحة.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[17 Feb 2007, 01:14 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الأطروحة التي ذكرها صديقنا العزيز الدكتور الضاوي حفظه الله جميلة وشكر الله سعيه، ولفت نظري فيها قول مؤلفها
((وقد تبين من خلال هذا الاختلاف منزلة القراءات في التفسير، وأنه لا مناص للمفسر من الاعتماد عليها. وتبين كذلك بأن القراءات المفسرة ليست هي القراءات الشاذة أو القراءات المدرجة لهذا الغرض، بل إن التفسير القرائي يوظف جميع أنواع القراءات من متواتر وشاذ وغيره كالمدرج، لغاية الكشف عن وجوه المعاني، واستغلال تعدد القراءات على اختلاف أنواعها لخدمة التفسير. ولهذا الغرض تتبعت القضايا اللغوية والبلاغية في القرآن، فوجدت نموذجا غنيا بوجوه التفسير، وذلك في اختلاف القراءات في المواطن التالية .... ))
هذا الكلام علمي دقيق للمتأمل، ولكن ماأشكل علينا نحن القراء هل هذه القراءات مدرجة أو زيادة أو تفسير للقراءة وليست قراءة بمفهوم القراءة المعروف؟
وفق الله الجميع.(/)
سؤال في تفسير آية من سورة المزمل
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[15 Feb 2007, 12:30 ص]ـ
حياكم الله،
عنّ لي سؤال وأنا أتلو أواخر سورة المزمل:
? إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى? مِن ثُلُثَيِ ?لْلَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَآئِفَةٌ مِّنَ ?لَّذِينَ مَعَكَ وَ?للَّهُ يُقَدِّرُ ?لْلَّيْلَ وَ?لنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَ?قْرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ?لْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُمْ مَّرْضَى? وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي ?لأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ ?للَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ ?للَّهِ فَ?قْرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُواْ ?لصَّلاَةَ وَآتُواْ ?لزَّكَاةَ وَأَقْرِضُواُ ?للَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ ?للَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَ?سْتَغْفِرُواْ ?للَّهَ إِنَّ ?للَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ? (المزمل: الآية 20).
والعبارة مدار التساؤل هي التالية (وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ ?للَّهِ).
فمن المعلوم أن سورة المزمل من السور المكية، بل تعتبر من أوائل ما نزل من القرآن، كما ورد في كتاب (تنزيل القرآن) لابن شهاب الزهري.
وسؤالي: هل السورة بكاملها مكية؟ أو بعبارة أخرى: هل هذه الآية مكية؟
فإن كان كذلك، فما محل الحديث عن القتال في سبيل الله في أول البعثة؟ أهو تحديث بالغيب عما سيقع للمسلمين في مراحل الدعوة، وأنها ستنتقل إلى مرحلة المواجهة مع المشركين؟ أم أن لها معنى آخر؟
لقد بحثت في بعض كتب التفسير ولم أجد شيئا يذكر في هذا الموضوع (الطبري، الرازي، الزمخشري، سيد قطب) ..
فهل يوجد من تكلم في تفسير هذه العبارة؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[15 Feb 2007, 12:20 م]ـ
ذكر بعض أهل العلم أن هذه الآية من سورة المزمل آية مدنية وعليه فلا إشكال والله أعلم
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[15 Feb 2007, 06:22 م]ـ
هل تذكر أين اطلعت على ذلك؟ أهو في كتب أسباب النزول؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[15 Feb 2007, 08:51 م]ـ
ذكر ذلك القرطبي رحمه الله في تفسير سورة المزمل ونقله عن الثعلبي رحمة الله على الجميع, وقال السيوطي في الدر المنثور: وأخرج النحاس عن ابن عباس قال: نزلت سورة المزمل بمكة إلا آيتين إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى ..
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[16 Feb 2007, 05:59 م]ـ
جزاك الله خيرا(/)
سؤال عن الملتقيات العلمية الجامعية ....
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[15 Feb 2007, 07:11 م]ـ
أرجو من الأساتذة الكرام ....... أن يدلوني على مواعيد الملتقيات العلمية الجامعية في تخصص الدراسات القرآنية، والمواقع التي من خلالها يُتصل بلجنة الملتقى لإرسال المشروع العلمي ................
يحتاج إليها أحد الأساتذة ..........
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[20 Feb 2007, 09:52 ص]ـ
للرفع
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[20 Feb 2007, 02:30 م]ـ
لم أفهم مرادك فليتك تفصح أكثر.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[20 Feb 2007, 07:09 م]ـ
الملتقيات العلمية التي تنشطها الجامعات الإسلامية ............ أليس يتقدم الدكاترة المتخصصين في موضوع الملتقى بمشاريع علمية ليشاركوا فيه؟
فأحد الدكاترة عندنا في جامعة الجزائر، يرغب في المشاركة في ملتقى متعلق بـ التفسير وعلوم القرآن، لكن لما كان لا يحسن التعامل مع هذه الأجهزة الحديثة كلف بعض الطلبة ليبحثوا له عن مواعيد الملتقيات العلمية، وكيفية الاتصال بلجنة الإشراف عن هذا الملتقى ليبعث لهم بمشروعه الذي سيتكلم حوله في الملتقى .........
وهو دكتور يدرس مادة: علوم القرآن، والرسم القرآني، وتوجيه القراءات ..... وربما يوجد غيرها.
وعفوا على التطويل والتكرار
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[21 Feb 2007, 11:24 ص]ـ
لعل الأخ زكريا يقصد المؤتمرات والندوات العلمية المتعلقة بالدراسات القرانية وهذه يمكن معرفتها بالدخول إلى مواقع
الجامعات والمراكز العلمية ولعلي أجدها مناسبة لأقترح وضع قسم أو موضوع خاص بأخبار المؤتمرات والندوات العلمية
ومواعيدها ومحاورها وبحوثها والمشاركين فيها وروابطها وغير ذلك مما لاتخفى فائدته ويمكن توسعة الموضوع
ليشمل المؤتمرات والندوات التي تشتمل على محور للدراسات القرانية من محاورها
وأعرف الان ثلاثة مؤتمرات
الأول: مؤتمر الحوا رفي الفكر الإسلامي تنظمه جامعة الشارقة في 28/ 3 /1428 الموافق16/ 4 /2007م
الثاني مؤتمر في المنيا بمصر في 4/ 3 /2007
الثالث: مؤتمر في الفيوم بمصر في 11/ 4/ 2007
وليست الأوراق معي الان فالمواعيد تقريبية
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[21 Feb 2007, 07:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا فضيلة الدكتور فهد الرومي، وما ذكرتَه هو ما أقصده فجزاكم الله خيرا ..........
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[21 Feb 2007, 09:57 م]ـ
أخي الكريم:
انظر هذا الرابط: ندوة عن (القراءات الجديدة للقرآن الكريم) دعوة للمشاركة ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7102)
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[23 Feb 2007, 10:09 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
ـ[النحوي الصغير]ــــــــ[23 Feb 2007, 03:20 م]ـ
هناك ندوة دولية في فاس في المغرب بعنوان: القرآن الكريم ومناهج دراسته. وهاكم الرابط" http://www.voiceofarabic.com/showpost.php?postid=471
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[23 Feb 2007, 10:36 م]ـ
موقع مفيد جزاك الله خيرا وحبذا لو فعل الأخوة مثل هذه الجهود بالمشاركة فيها فجامعاتنا والحمدلله تدعم مثل هذه
المشاركات وينبغي التواصل بين أهل العلم وتوثيق أواصر الاتصال
ـ[د. دخيل العوّاد]ــــــــ[26 Feb 2007, 07:31 ص]ـ
وأنا أؤيد مثل هذا القسم أو على الأقل تثبيت موضوع حول هذه المؤتمرات والندوات لأهميتها والدكتور فهد هو خير من سيثري هذا الموضوع لسعة اطلاعه عليها ...
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[27 Feb 2007, 10:56 ص]ـ
اقتراح وجيه من الدكتور فهد وفقه الله، وهو من الخبراء في الميدان، وله مشاركات فعّاله، فأعط القوس باريها يافضيلة المشرف العام بتحقيق طلب الدكتور فهد، وسلمه الراية، فنحن دائماَ في تساؤل عن هذه المؤتمرات ومواعيدها، وكم يفوتنا منها مانحن في أعظم الحاجة إليه. بارك الله في الجهود وحقق الآمال
ـ[أبو المهند]ــــــــ[27 Feb 2007, 01:34 م]ـ
بل أزيد على ما قدمه الأفاضل فأقول ليضم المقترح الجديد كل ما يتعلق بالبحوث العلمية العامة التي يطلب المشاركة
فيها على غرار موضوع العسكرية الإسلامية السابق الذي نوه عنه هذا الملتقى الكريم، و مظاهر الرحمة بالبشر في
شخصية الرسول الكريم المسابقة العالمية لرابطة العالم الإسلامي، والذي لم ينوه عنه الملتقى ووصلنا في جامعة الملك
خالد قبل موعد نهاية قبوله بحوالي شهر أو يزيد قليلا مما حرم البعض من المشاركة أو حرم من أعده من المراجعة
لضيق الوقت فليتأمل.(/)
من روائع الشيخ عبدالرحمن الدوسري رحمه الله: (أهم شروط المفسّر)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[16 Feb 2007, 11:49 ص]ـ
سئل الشيخ عبدالرحمن الدوسري ـ رحمه الله ـ عن أهم شروط المفسّر؟!
فأجاب ـ على البديهة ـ: (أن تملأ قلبه الفرحة بالقرآن)!!
فلله دره،م أحسنه من جواب!
وهذا الجواب من الشيخ ـ بلا شك ـ لا يريد به إهمال بقية الشروط،لكنه أراد أن ينبه على أمرٍ معنوي، له أثره الواضح على من يتصدى لتفسير القرآن الكريم!
وإلا فما قيمة علم الشخص باللغة،والنحو،وأصول الفقه،ثم إذا جاء إلى تفسير القرآن، فسّره تفسيراً بارداً،وكأنه يشرح متناً لواحد من البشر؟!
وقد عبّر عن هذا الشرط الإمام القرطبي في مقدمة تفسيره، لكن بأسلوب آخر،فقال ـ مبيناً أول طريق يفتح باب الانتفاع بالقرآن ـ[1/ 9 ط. التركي]:
(فأول ذلك أن يستشعر المؤمن من فضل القرآن: أنه كلام رب العالمين، غير مخلوق، كلام من ليس كمثله شيء، وصفة من ليس له شبيه ولا ند، فهو من نور ذاته جل وعز، ... ـ إلى أن قال: ـ
ولولا أنه - سبحانه - جعل في قلوب عباده من القوة على حمله ما جعله؛ليتدبروه وليعتبروا به، وليتذكروا ما فيه من طاعته وعبادته، وأداء حقوقه وفرائضه،لضعفت واندكت بثقله،أو لتضعضعت له، وأنى تطيقه؟! وهو يقول - تعالى جده،وقوله الحق ـ: " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله".
فأين قوة القلوب من قوة الجبال؟!
ولكن الله تعالى رزق عباده من القوة على حمله ما شاء أن يرزقهم، فضلا منه ورحمة) انتهى كلامه رحمه الله.
اللهم لا تحرمنا بركة كتابك بسبب ذنوبنا.
ـ[نياف]ــــــــ[16 Feb 2007, 02:13 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك االله خيرا
ورحم الله الشيخ عبدالرحمن الدوسري
ونسأل الله من فضله
ـ[رحمة]ــــــــ[19 Feb 2007, 01:44 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء
نسأل الله العلي القدير الثبات
ورحم الله الشيخ عبد الرحمن الدوسري على قوله السديد فهو أهم شرط للمتصدي للتفسير وإلا كيف يكون مفسراً؟
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[25 Sep 2008, 06:53 ص]ـ
رحمه الله تعالى.
ـ[عبد الرحمن الظاهري]ــــــــ[25 Sep 2008, 09:17 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل .. وفعلا كلمة الشيخ رحمه الله عظيمة ... وأرى أن من امتلأ قلبه فرحا بالقرآن فسيندفع لتعلم علومه التي ستزيده فرحا ....
شكرا على الدرر ...
ـ[أفانين القرآن]ــــــــ[27 Sep 2008, 01:08 م]ـ
أحسن الله إليك ..
ورحم الله الشيخ عبدالرحمن الدوسري وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة ..(/)
هذه الألفية في غريب القرآن, هل تم العمل على تحقيقها أو شرع في ذلك أحد .. ؟؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[16 Feb 2007, 09:48 م]ـ
العنوان: ألفية غريب القرآن للشيخ زين الدين العراقي ..
ابتدأها رحمة الله تعالى عليه بقوله:
الحمد لله أتمَّ الحمدِ ... على أيادٍ عظمت عن عدِّ
وبعد فالعبدُ نوى أن ينظما ... غريب الفاظ القران عظُما
جمع أبي حيان وهْو رتبهْ ... ترتيب أحرف الهجا وهذَّبهْ
وهذه الألفية كما يقول الناظم نظمها في طريقه إلى مكة المكرمة حرسها الله, وقد كان الإمام الثعالبي رحمه الله ينقل عنها في تفسيره ومن ذلك مثلاً: قوله في تفسير (يأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا) إذ يقول: قال الشيخ زين الدين العراقي في اختصاره لغريب القرآن لأبي حيان معنى رابطوا دوموا واثبتوا ومتى ذكرت العراقي فمرادى هذا الشيخ ..
وفي تتفسير سكرة الموت يقول الثعالبي رحمه الله
قال شيخنا زين الدين العراقي في ارجوزته ... وسكرة الموت اختلاط العقل ...
البيت
والسؤال للمشايخ الفضلاء في الملتقى:
هل تمَّ تحقيقها تحقيقا علميا أم لا , وهل في القيام بذلك فائدة عظيمة ... ؟؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Feb 2007, 10:51 م]ـ
هذه الألفية طبعت قديماً على حاشية تفسير الجلالين في مطبعة البابي الحلبي. ولم أرها مطبوعة مفردة، وهي جديرة بالطباعة المفردة والتحقيق والضبط الصحيح، فبعض القراء يحب المنظوم، ويسهل عليه حفظه فينفعه هذا المتن، ونظم العراقي - رحمه الله - سهل للحفظ. ولا أعلم لها تحقيقاً ولم تطبع مفردة بحسب علمي. وقد رأيتها مطبوعة في ملتقى أهل الحديث على ملف وورد.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[17 Feb 2007, 01:58 ص]ـ
أسأل الله أن يوفقكم لتحقيقها و طباعتها و لكم على أن أسجلها إن شاء الله (ابتسامة) .....
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[17 Feb 2007, 05:55 ص]ـ
فضيلة المشرف سددكم الله:
هل تذكرون على أي طبعة من طبعات الجلالين كانت هذه الألفية؟؟
ـــــــــ
ذلك ما كنا نبغ يا شيخ طه (ابتسامة)
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[18 Feb 2007, 12:09 ص]ـ
بحثت في ذلك قديماً بنية تحقيقها فقيل لي إنها حققت كرسالة دكتوراه في جامعة أم درمان في السودان بالإضافة إلى طبعتها القديمة التي ذكرها شيخنا الشهري، وقد رأيت لها نسخة مخطوطة في دار الكتب المصرية والذي أذكره أنها كانت نسخة خزائنية بخط رائع مع تعليقات كثيرة، وقد وضع الإخوة في ملتقى أهل الحديث أكثر من نسخة مخطوطة لها، والله أعلم.
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[18 Feb 2007, 12:38 ص]ـ
وهذه معلومات عنها وروابط تحميلها من الملتقى بالإضافة إلى بعض الفوائد:
هذا رابطها في الملتقى:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35075&highlight=%DB%D1%ED%C8+%C7%E1%DE%D1%C2%E4
وهذا رابط آخر:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35068&highlight=%DB%D1%ED%C8+%C7%E1%DE%D1%C2%E4
وهذا ثالث:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=31417&highlight=%DB%D1%ED%C8+%C7%E1%DE%D1%C2%E4
وهذا رابط مهم فيه بدأ أحد الإخوة بتحقيقها على شكل مشاركات، وفيه معلومات مفيدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3080&highlight=%C3%E1%DD%ED%C9+%DB%D1%ED%C8+%C7%E1%DE%D 1%C2%E4
والله أعلم.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[18 Feb 2007, 02:35 م]ـ
أحسن الله إليكم اجمعين ,وحبذا لو وافانا أهل أرض الكنانة الأماجد برقم حفظ نسخة هذه الألفية في الأزهرية
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[19 Feb 2007, 12:23 م]ـ
إخواني الكرام:
بلغني عن طريق بعض الفضلاء أن هذه الألفية توجد محفوظة بنسخ أصلية في مخطوطات: برلين 700، و القاهرة أول 1/ 127، و ثان 1/ 33، 1/ 57/1
فهل من متحقق من صدق ذلك .. ؟؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Feb 2007, 11:52 م]ـ
طبعت هذه الألفية على حاشية تفسير الجلالين في طبعته الثالثة التي طبعتها مكتبة البابي الحلبي عام 1374هـ وتبدأ الألفية من حاشية ص 153
(يُتْبَعُ)
(/)
وتمتاز هذه الطبعة من ألفية العراقي في نظم غريب القرآن بأنها قوبلت على نسخة مخطوطة بخزانة الأزهر (رقمها الخاص 163 علوم القرآن، والعام 4479) وهي في ست وعشرين ورقة من القطع الصغير، مكتوبة بخط نسخي واضح، وتحتوي كل صفحة على واحد وعشرين سطراً، كتبت فيها الألفاظ القرآنية بالمداد الأحمر، وكتب الشرح بالمداد الأسود.
وقد أودع فيها العلامة عبدالرحيم بن الحسين العراقي الألفاظ القرآنية التي جمعها وشرحها أثير الدين محمد بن يوسف الغرناطي في كتابه (إتحاف الأريب بما في القرآن من الغريب)، وقد اشار العراقي إلى ذلك في بيته الثاني والثالث من الألفية.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[26 Apr 2008, 01:18 م]ـ
هذه هى من ملتقى أهل الحديث كاملة و لكنها غير مضبوطة من مشاركة الاخ \ ابومنار ضياء
ألفية غريب القرآن نظم نثر أبي حيان
للعلامة زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر العراقي الأصل الكردي ثم المصري نزيل القاهرة المولود 725 المتوفي سنة 806
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحَمْدُ لِلِهِ أَتَمَّ الحَمْدِ ... على أيَادٍ عَظُمَتْ عَنْ عَدِّ
وَ بَعْدُ فالعبدُ نَوَى أنْ يَنْظِمَا ... غَرِيبَ ألفاظِ القُرآنِ عَظِّمَا
جمع أبي حيان وهو رتبه ... ترتيب أحرف الهجا وهذبه
لَكِنَّهُ ما اعْتَبَرَ الثَّوَانِيَا ... و مَا أَتَى مِنَ الحُرُوفِ تَاليِا
أختيارات المصنف في طريقة نظمة
فاخترتُ تَرْتِيبًا على الحروفِ ... الثاني و الثالثِ في التأليفِ
و رُبَّمَا زِدْتُ لِحَاجَةٍ دَعَتْ ... مُمَيِّزًا بِقُلْتُ غَالِبًا أَتَتْ
و َأذكُرُ الحرفَ بِنَصِ المُنْزَلِ ... و رُبَّمَا أَشَرْتُ إن لَم يَسْهُلِ
و ربما أذكرُ مِنْهُ كِلْمَه ... عندَ أُصُولِهَا لِذَاكَ التَزِمَه
توراةَ التراثَ قَرْنَ و اتَّسَقْ ... متكًأ لا شيةَ الستَ اتَّفَقْ
وُقُوعُهَا في الواوِ قولُهُم هَلُمْ ... في اللامِ لاتِّبَاعِهِمْ أَصْلُ الكَلِمْ " 10 "
و أَرْتَجِي النفعَ بِهِ في عاجلِ ... و آجلٍ و الله ذخرَ الآملِ
حرف الهمزة
أَبَّاً هُوَ المَرْعَى للأنعَامِ في ... فَردِ أَبَابِيلَ خِلافٌ اقتفي
إِبَّوْلٌ أو إِبِّيلٌ أو إِبَّالَةْ ... تِلكَ جَمَاعَاتٌ لها تَفْرِقَةْ
ءَاتُوا أي أَعْطُوا و أَثَاثاً أُوِلاَ ... مَتَاعًا ءَاثَرَ بِمَعْنَى فَضَّلاَ
أَثَارَةٌ بَقِيَّةٌ عَمَّنْ سَلَفْ ... تُؤَثِّلُ أَثْلٌ هُوَ كالطَّرْفَا أَشَفْ
تَأْثِيمٌ الإثْمُ أُجَاجٌ اشْتَدًّا ... مُلُوحَةً مُرُ المَذَاقِ جِدًا
تَأْجُرَنِي تَكُونَ لِي أَجِيرَا ... أَجَّلْتَ أَخَّرْتَ لنا تَأْخِيرَا
هَمْزُ هو الله أحدٌ قد أُبْدِلاَ ... من لفظِ وَحَدَ كَمَا قد نُقِلاَ
لا مَثلَ ما جاءَ أحَدٌ فالأصلُ ... الهمزُ و اخصُصْ من لَدَيهِ عَقْلُ
إِدًّا عَظِيمًا فَأذَنُوا أي فَاعْلَمُوا ... تَأَذَّنَ أي أَعْلَمَ و هو أَعْلَمُ
إَلاَ أَذَىً و هو الذي يُغْتَمُ ... بِهِ و ما يُكْرَهُ إذ يَلُمُ
الإربةُ الحَاجَةُ و الأرَائِك ْ ... واحدُهَا أَرِيكَةٌ و ذَلكْ
أَسِرَّةٌ تَحْتَ الحِجَالِ و إِرَمْ ... هو ابنُ سَامٍ و أبو عَادٍ الأممْ
أو بَلدةٌ آزَرَهُ أعَانَا ... و مِنْهُ أَزْرِي و تَؤُزُهُم عَنَى
تَدْفَعُهُم و ما دَنَا قد أَزِفَا ... و أَسْرَهُم أي خَلْقَهُم يا أَسَفَا
يا حُزْنَا و أَسَفُونَا أَحْزَنُوا ... قلتُ و أَغْضَبُوا هنا اخْتَرْ أحسَنُ
و إنْ تَغَيَّرَ اتِّصَافًا ماءُ ... فآسِنٌ أُسْوَةٌ اقتِدَاءُ
آسَى أي أَحْزَن و إصْرُ العَهْدُ ... فالثِّقْلُ و الآصالُ ما يُمْتَدُ
م العصرِ لِليلِ و أفٍ لَكُمَا ... أي قَذَرٌ و هُوَ اسمُ فِعْلٍ عُلِمَا
فيها لغاتٌ و إِفْكٌ أَسْوَأُ الكذِبْ ... أُفِكَ صُرِفَ عَنْهُ و قُلِبْ
مؤتفكاتٌ مدنُ قومِ لوطْ ... أفَلَ أي غَابَ إلى السُّقُوطْ
و ما ألتْنَاهُمْ نَقَصْنَا و نُقِلْ ... لاَتَ يَلِيتُ و أَلاَتَهُ انتقل
أَلِيمٌ أي مُؤْلِمٌ أَوْ ذُو أَلَمٌ ... كمثلِ شِعْرٍ شَاعِرٌ ذو حِكَمٌ
إلاً هو اللهُ أو القَرَابةُ ... أو عَهدٌ أو حِلفٌ خِلافٌ ثابتُ
آلاءٌ أي نِعمةٌ و الواحد ... أُلْيٌ إِلىً أَلىً خِلافٌ وارد
و بارتفاعٍ و انخفاضٍ فَسَّرُوا ... أَمْتًا و إِمْرًا عجبًا و أتَمِرُوا
(يُتْبَعُ)
(/)
يَأْتَمِرُونَ كُلُهُ مِن أَمَرَا ... و في أَمَرنَا مُتْرَفِيهَا كَثَّرَا
كَذَاكَ أَمَّرْنَا و رَجِّح أُمِرُوا ... بِطَاعَةٍ فَفَسَقُوا فَدُمِّرُوا
الأُمَّةُ المِلَةُ و الجماعةُ ... و الحينُ أتباعُ النبي القامةُ
و الجامعُ الخيرِ و من قد انفَرَدْ ... بالدينِ لا يُشْرِكُهُ فيهِ أحَدْ
آَمِّينَ قَاصِدِينَ و الِميمَ اشْدُدِ ... لبإِمَامٍ أيْ طريقٍ قَيِّدِ
مَعْنَى إِمَامًا تَبَعٌ بإِمَامِهم ... قيلَ كِتَابُهم و قِيلَ دِينُهم
آمَنَ أي صَدَّقَ مَا قد ذُكِرَا ... أَمَنَةٌ أَمْنٌ و آنَسَ أَبصَرَ
آنَسْتُم عَلِمتُم أنَاسِي ... الواحدُ الإنسِيُ كالكراسِي
جَمْعٌ لِكُرسِي و هذا واحد ... الإنسُ لا الإنسانُ هذا الواحد
من الأناسين و لكن قُلِبَا ... النونُ ياءً و لهذا ذَهَبَا
آنِفًا الساعةُ للأَنَامْ ... للخَلقِ و إِنَاهُ أي طَعَامْ
بَلَغَ نُضْجَهُ و عَينٌ آنِيَةْ ... أي حرُها انتَهَى و صَارَت حَامِيةْ
آنَاءُ أي سَاعَاتُه و الوَاحِدُ ... إِنىً إِنْيٌ أَنىً خِلافٌ وارِدُ
و أَوِبِي بِسَبِّحِي مُؤَوَّلُ ... أَوَّابٌ أَي رَجَّاعٌ يَؤُوْدُ يَثْقُلُ.
أَوَّاهُ للدُّعَا فادعُوا و اضَّرَعُوا ... و حُكِيَ التَّأَوُّهُ التَّوَجُعُ
و آلُ فَرْعَونَ فقومُهُ الألفْ ... من واوٍ أو هاءٍ كذا فيهَ اخْتُلِفْ
و الأولُ القولُ الأصحُ دَلَّ ... تصغيرُهُ بقَولِهِم أُوَيْلاَ
آوىَ أَوَينَا اقْصُرْهُمَا انْضَمَمْنَا ... بالمَدِ آوَينَاهُمَا ضَمَمْنَا
أَيْدٍ هو القوةُ أيَّدْنَاهُ ... أَيَّدَهُ المرادُ قَوَّينَاهُ
الأيكَةُ الغَيضَةُ تَجمَعُ الشَّجَرْ ... لَفْظُ الأَيَامَى جَمْعُ أَيَّمٍ ذَكَرْ
كانَ أو أُنْثَى و هو من لا زَوَجَ لَهُ ... و آيَةٌ مِنَ القرآنِ مُنَزَّلَهْ
و هي كلامٌ متصلٌ للآخِرِ ... و آيةٌ جماعةٌ فاستَبصِرِ
باب حرف الباء
بالشدةِ البأسَاءَ و بأسَ فسَّرُوا ... من لا لَهُ من عَقِبٍ فالأبْتَرُ
تَبَتَّلْ انقَطَعْ إلَيهِ البَثُّ ... هو أشَدُّ الحزنِ إذ يُبَثُّ
انبَجَسَتْ انْفَجَرَتْ بَحِيرَةْ ... أي ناقةٌ قد نَتِجَتْ لخمسةْ
أبطنٍ إن خامِسُها أُنثَى بُحِرْ ... أُذُنَهَا شُقَّتْ و حَلَتْ لِلذكرْ
لا للنساءِ لبنًا و لحمَا ... فإن تَمُتْ حَلَتْ لَهُنَّ جَزْمَا
و حيث كان ذكرًا يَحِلُ ... لَهُنَّ و للرجالِ منه الأكلُ
البَخْسُ نَقْصٌ بَاخِعٌ أي قَاتلُ ... و بَادِئَ الرَّأيِ بِهَمْزَةٍ أَوَّلُ
و إِنْ يَكُن بَادِيَ باليا وَضَعَهْ ... فظاهرٌ بِدَارًا أي مُسَارَعَةْ
و بِدْعًا أي مُبدِعًا بَدِيعٌ مُخْتَرَعْ ... و البُدَنُ لِلنَذْرِ و لِلأضْحَى وَضَعْ
لكلِ مَنحُورٍ جَزُورٍ بَدَنَهْ ... واحدُها و من يكونُ مَسْكَنَهْ
باديةٌ فالبَادِ لا تُبَذِّرِ ... تَبْذِيرًا أي لا تسرفَنْ فَتَفْقَرْ
بَارِئِكُمْ خَالِقِكُمْ مِنْ بَرَأَ ... بَرِيئَةٌ خَلْقٌ و مَنْ قَدْ قَرَأَ
بِتَرْكِ هَمْزٍ فالبَري التُّرَابُ أَوْ ... خَفَفَ هَمْزَهً احْتِمَالَينِ حَكَوُا
براءةٌ من شيءٍ الخروجُ ... و بالحصونِ فُسِّرَتْ بروجُ
ذاتِ البروجِ أي منازلُ القمرْ ... و الشمسُ أي كواكبُ اثنا عشرْ
و لا تبرجن بإبراز الحُلْيَ ... لن أبرحَ الأرض أَزُوْلُ أُوِّلا
قلت و لا أبرحُ لا أزال **** بردا هو النومُ هنا يُقال
" منع برد برد ذا " وَالبرُّ ... الدِّينُ والبرزخ فهو القبرُ
و برزوا أي ظهروا وَبرِقا ... شق، شخوص من بريق بَرَقا
تبارك الذي من اسم البركة ... إذا نما و زاد فهو بركة
و أبرموا بأحكموا قد فَسَّره ... و بازغا أي طالعا و باسره
من التَكره و بُسَّت فُتَّت ... وبَسْطةً بسعةٍ قد فُسْرت
وأُبْسلوا أي أُسْلِموا للهلكه ... تبسم أي لا صوت يبدي ضِحكه
بشرى هي التي تسر من خبرْ ... فبصُرت به رأته بالنظرْ
بصائر الحجج على بصيرة ... يقين في بضع من الثلاثة
لتسعةِ والبطش مثل البطْشَةِ ... كلاهما أَخْذٌ بوصفِ شدةِ
ثم بعثناهم أي أحيا بُعثرت ... انتُشرت و استُخرجت كبُحثِرت
و بَعِدت بالكسر بُعدا هلكتْ ... و بعُدت بالضم ضد قربتْ
بعْلاً أراد صَنماً بُعُولةُ ... أزواجُهن بَغْتةً أي فَجْأةُ
تَبهتُهم تفْجَؤُهم على البِغا ... أي الزنا وبِتَرَفُّعٍ بَغي
بَغِيّاً أي فاجرة و بكَّةُ ... باطنُ مكةٍ و قيل الكعبةُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ومُبلِسُون يَيَئَسون والبلا ... مشتركٌ بين اختبارِ الابتلا
و نعمةٍ و ما كُرِه بنَانَهْ ... أصابعٌ واحدها بَنَانَهْ
بَُهِت بالضم وفتح انقطعْ ... بَهِيج الحَسَن جلَّ من صَنعْ
بالالتعان و الدعا نبتهلْ ... معنى البَهِيمَةُ التي لا تعقلْ
من حيوان ثم باؤا انصرفوا ... وباءَ في الشرِّ فَحسْبٌ يعرفُ
بَوأكم أنزلكم و بورا ... هلْكى بوارِ أي هلاك يُدرى
بُؤْسٌ هو الفقرُ و سوء الحالِ ... بَيَّتَ أي قدَّر في الليالي
وَبِيَعٌ لِبِيْعةِ النصارى ... جمعٌ بكسر الباء لا يمارى
و بَيْنَكم أي وصلكم للصادي ... و هو الفِراق اعدد من الأضداد
حرف التاء
تَبَّت تَبابا خسرت خسارا ... و بالهلاك فسروا تبارا
يُتَبِّرُوا يخرجوا تَبَّرْنا ... تَتْبِيْرَا التخسير في ذا المعنى
وتُبَّعُ اسمٌ وتَبِيْعاً تابع ... تَبَعاً الواحد منه التابع
تَخِذْتَ معناه اتخذت متربه ... فقرٌ وأترَاباً هي المُقْتربه
وُلِدنَ سناً واحداً وأُتْرِفُوا ... أي نُعِّمُوا تعسا عِثاراً يَتْلَفُوا
تَفَثَهم تنظيفهم من الدرن ... وَتَلَّهُ حَركه وما وهن
يَتْلُوْنه يَتبعونه على ... قول و قيل يقرؤن من تلا
مَتابَ التُّوبة فارجع و اندم ... معنى يتيهون يحارون اعلم
حرف الثاء
ليُثْبِتُوك يحبسوك اثبتَهُ ... حبَسَهُ و من نَفَي حركتَهُ
مرضَه فَمُثبت ثُبُورًا ... أي الهلاك مُهلك مَثبُورا
ثبَطهم حبسهم ثبات ... جَمَاعة لكن بتفرقات
و الواحد الثُبه ثَجَّاجاً فَلَهْ ... تَدَفُقٌ أثخَنْتُمُوهم أوِّلهْ
أكثرتم القتل بهم ويُثْخِنَا ... في الأرض أي يغلبهم تمكُّنا
على كَثيرها و أن يبالغا ... في قتلِهِ عِدَاهُ قَتْلاً بَالِغا
يثرب أرض ثمَّ في ناحية ... منها مدينة نبي الرحمة
تَثْرِيْبَ تَعْيِير بذاك فُسرا ... وَبالنّدى من تراب الثَرى
ثُعبان الحية فيها عِظَمُ ... ثاقبٌ المُضيَّ ثَقفتموهمُ
ظَفِرْتمُ اثاقلتم أخلدتموا ... كذا تثاقلتم وثُلة هموا
جماعةٌ ثمودُ القَبيْلةُ ... من ثَمَد الماء وفيه قِلَّةُ
وثُمُر بضمتين المالُ ... و فتحتين اسم لجمع قالوا
واحدةٌ من ذا الأخيرِ ثَمَرَة ... مثنى أي اثنين و ذي مكررة
ثاني عطفه المُراد عادلُ ... جانِبَهُ عن الصواب مَائِلُ
مثوبةٌ أي الثوابُ ثُوِّبَ ... جُوْزُوا أثاروا الارض أي أن تُقَلَّبَ
زراعةً أثرن أي تستخرجُ ... ثَاوياً المقيم لا يُعرِّجُ
حرف الجيم
وَتجأَرُوْن رفع صوت بالدعا ... الجُبِّ أي ركية ما صنعا
بالطيِّ إن تُطوى فبئرٌ تُعْهدُ ... الجِبْت من دون الإله يُعبدُ
و قيل ذاك السحر معنى جبَّار ... بقاف أي مُسَلَّط وقهار
جِبْلاٍّ هو الخلق و تُجْبَى تجمع ... وَكالجَوَاب أي حِيَاض تُصنع
اجتثت استؤصِلت اضمم ثانية ... وَجاثمين و جثيا جاثية
أي باركونَ للركب إذ بُعثوا ... واحد الأجداث ـ القبور جَدَثُ
جُدَدٌ الخُطوط و الطرائقُ ... الواحد الجُدَّةُ فيما حققوا
عظمةٌ تأويلُ جدَّ رَبِّنا ... جدارٌ الحائط حائط البنا
جُذاذاً الفُتات لا واحد له ... جمع جذيذ إن كسرت أوله
وجَذْوةٍ أي قطعة من الحطب ... غليظة و النار ما فيها لهب
جَرَحْتُم كسبتم الجوارحُ ... هي الكواسب الصوائل تجرحُ
و الجُرُز الارض التي لا تنبتُ ... غليظة وهي بها يبوسةُ
جُرفٍ الذي إذا السيل حطم ... يُجْرَفُ من أودية و لا جَرَم
فقيل لا رد و باقيها كسب ... و قيل معنى كلها حقا وجب
و المُجرِمُ المذنب يَجْرِمنَّكم ... أي يكسبنكم و يحملنكم
و جمع في الجارية الجواري ... أي سفن تجري على البحار
الجزيةُ الخرج على الذمي اجعل ... تجزي بتقصي و بتغني أول
تجسسوا أي تبحثوا الجفاء ... أي زبد تراه يعلو الماء
ثم الجلابيب الملاحف الستر ... أجلب أي أجمع و تجلى أي ظهر
و لا يجليها بإن لا يظهرا ... و يجمحون يسرعون زمرا
الفرس الجموح لا يرده ** شيء و جما أي كثيرا وعده
عن جنب بعد و جار جنب ... هو القريب جنبا أي أجنبوا
ممن الجنابة جناح إثم ... و جنحوا مالوا كذاك الحكم
في جنفا أي ميلا التجانف ... فاعله المائل فهو يجنف
أجنة جمع جنين جنه ... بالضم ترس و بكسر جنه
الجن و بالجنون أما الجنة ... بالفتح فالبستان جان أنه
مشدد جنس من الحيات ... و واحد للجن أيضا ياتي
جنى مضافا فعل مثل قبض ... ما تجتنى أما جنيا فالغض
و جهدهم وسعهم و الطاقة ... و الجهد بالفتح هم المشقة
(يُتْبَعُ)
(/)
و جهرة عنوا به علانية ... جهازهم ما يصلح الحال هية
جابوا قطعوا الجودي جبل ... جاسوا و هو العيث كذا جاس قتل
أجاءها أي جابها و الهمزة ... كالباء في جابها تعدية
و قيل بل ألجأوا و استبعد ... و جيدها أي عنقها في مسد
حرف الحاء
و يحبرون أي يسرون بما ... أوتو حبورا أي سرورا غنما
و حبطت أي بطلت ذات الحبك ** طرائق لدى السماء تجنبك
من أثر الغيوم ثم الواحدة ... حبيكة حباك أيضا واردة
بحبل العهد و حج قصدا ... حجج السنين حجرا وردا
للعقل و الحرام مع ديار ... ثمود المخزيين بالبوار
و حدب أي نشز مرتفع ... معنى أحاديث عنى ما يستمع
من سالف الأخبار أي في النشر ... واحدها أحدوثة لا الخير
و حاد أي حارب عاد شردا ... تلك حدود الله أي ما حددا
أول حدائق بالبساتين التي ... لها حوئط بها قد حفت
محراب و هو الأشرف المقدم ... من مجلس حرث أي إصلاحهم
الأرض البذر بها و حرد ... تأويله بغضب و حقد
و قيل فالمنع و قيل القصد ... تحرير اعتناق يصير العبد
محررا عتيقا الحرور ... ريح بها حرارة تثور
ليلا و قد تأتي نهارا حرضا ... أذابه حزن و عشق حرضا
معناه حث و يحرفونا ... أي يقلبون و يغيرونا
الكلم الحريق نار تلتهب ... يحرقنه بنار و ذهب
من فتح النون و ضم الراء مع ... خف لبرد بالمبارد قطع
حرم حرام حرم مضموم ... معناه محرومون و المحروم
هو المحارف و محرومونا ... أي هم من الأرزاق ممنوعونا
حزب هي الفرقة معنى حسبان ... حساب أو جمع كنحو الذرعان
حسيبا أي كافي أو المقدر ... أو عالم أو المحاسب ذكروا
ذاك خلاف حسبنا كافينا ... يستحسرون أو لن يعيونا
و حسرة ندامة محسورا ... قطع عن نفقة تعسيرا
منه الحسير للبعير حسرة ... سفرة أو هي القوى أو غيره
حسير الكليل من كلال ... أول تحسون بالاستئصال
قتلا أحسوا وجدوا و علموا ... حسيسها أي صوتها المهينم
حسوما المعنى تباعا من حسم ... الدم بالكي تباعا فانحسم
ليحصل البرء و صار مثلا ... و قيل معناه نحوس أولا
و معنى حشرنا أي جمعنا و حصب ** جهنم الملقى بها أو الحطب
بلغة الحبش و من قد قرأ ... حضب ما هيجت به النار رأى
و حاصبا عاصف ريح ساري ... يرمي بحصباء حصي صغار
أحصرتم منعتم حصورا ... فقيل لا يأتي النسا نفورا
أو ليس بولد له قلت الأصح ** ترك مع القدرة حصحص وضح
و محصنون تحرزون أحصن ... قيل تزوجن و قيل أسلمن
و المحصنات فذوات عصمة ... بزواج أو حرية أو عفة
مصدر حط حطة حطاما ... فتات الحطمة النار لما
تحطم محظورا و هو الممنوع عيب ... محتظر حظيرة حظ نصيب
حفدة خدم أو أختان ... أو فهم أنصار أو أعوان
أو نافع الرجل من بنيه أو ... أبنائها من زوج أول حكوا
قلت و قيل بلا هموا أولاد ... أولاده فهم له أحفاد
و فسر المردود في الحافرة ** بالرد للحياة بعد الميتة
معنى حففنا أي أطفنا حقبا ... لدهر و الأحقاب فاجعل حقبا
و احدها و هو ثمانون سنة ** و واحد الأحقاف حقف أمكنة
لقوم عاد وهو رمل مشرف ... فيه استدارة وميل أحنف
حق وحب والحاقة القيامة ... والحكم فهو حكمة والحكمة
العقل والحلائل الزوجات ... حمئة قيل المراد ذات
حمأة أى من حمأ أى طين ... أسود ذى تغير مسنون
حمولة أى أبل أو خيل ... وجاء فى الحمير أيضا قول
حميم القريب أو خاص يشد ... أو عرق وسخن ماءها برد
والفحل حيث ابن بنه ركب حام ... وقيل من عشرة أبطن تمام
تنج منه فحمى ظهرا فلا ... يركب ولا يمنع من رعى الكلا
حامية بغير همز حارة ... واحدة الحناجر الحنجرة
حنجورة وتلك رأس الغلصمة ... تراه من خارج حلق النسمة
حنيذ المشوى معنى حُنفا ... من دين ابراهيم دان واقتفى
يسمى به من اختتن وحجا ... فى جاهلية ومسلم جا
وأصله الميل اذا احتنكن ... استأصلن قلت وافتادن
حنانا الرحمة حوبا اثم ... حاجة أى فقر فلا تهتموا
استحوذا ستولى عليهم وغلب ... يحور اى يرجع حورا ما يجب
من اشتداد فى سواد الاعين ... مع النقاء بياضها السنى
حوراء مفرد حواريونا ... صفوة الانبياء ناصرونا
نحاور المعنى يخاطب يحول ... يملك قلبه عليه ويعول
وحولا تحول حوايا ... مباعر واحدة الحوايا
حوية وحاوياء حاوية ... أو فبنات اللبن المواتيه
أو ما من البطن تحوى واستدار ... محيصا المعدل عن دار البوار
معنى المحيض الحيض لايحيق ... أى لايحيط فهو المحوق
الحيوان فالحياة ولكل ... ذى روح الواو من الياء بدل
(يُتْبَعُ)
(/)
فى قوله سيبويه قال غيره ... الواو أصل ثم ذا جوهره
مركب من حاويا وواو ... لذا الحيوان كتبت بالواو
حرف الخاء المعجمة
الخبء أول فى السموات المطر ... والارض فالنبات فهو ما استتر
وأخبتوا تواضعوا وخشعوا ... خبالا الفساد بئس المنزع
خبت بمعنى سكنت والختار ... ذو الغدر خاتم الاخير الاعصار
ختامه اخر طعمه ختم ... طبع والاخدود شق قد صلم
فى الارض تأويل يخادعون ... أى غير مافى النفس يظهرون
اخوان أصدقاء خرجا أجر ... والخرج والخراج أيضا فادروا
كلاهما الغلة خر أي سقط ... يخرص فلن كذب حزر فرط
تأويل خراصون كذابونا ... وخرصوا اختلقوه مينا
وخرقوا مشددا يأتونا ... الكذب الخلق يكررونا
الخزي أول هلكا أي هوانا ... اخسأ أي أبعد يخسروا الميزانا
أى ينقصوا وخسف المعنى ذهب ... وخاشعين خاضعون المرهب
خصاصة حاج وفقر أملقا ... ويخصفان يلصقان الورقا
بعضا علي بعض ومخضود بلا ... شوك له خطأ أي إثما أولا
ما خطبكن أمركن خطبه ... تزوج خطف أخذ سرعة
خطوات أثار ولا تخافت ... لا تخفها والمصدر التخافت
ومنه لفظ يتخافتون ... بينهم أى يتساورون
اكاد أخفيها عنى أسترها ... وهى من الاضداد أى أظهرها
أخلد أى سكن واطمانا ... مخلدون دائما ولدانا
وقيل فى الاذان خلد أى حلى ... وخلصوا تفردوا هم نجى
الخلطاء الشركاء خلفه ... يخلف ذا هذا فنعم الخلفة
الخالفين المتخلفونا ... مع الخوالف النساء هنا
خلاف قد فسر بالمخالفة ... قلت خلائف ذالذاك خلفه
خلاق النصيب والمخلقة ... مخلوقة تامة خلق خلقه
وغير ما خلق فالسقط سقط ... وخلق الأولين الاختلاق قط
أول خليلا الصديق وخلال ... مع الديار وسطها وفى اتصال
ضمير بالخلال منه أمطرت ... قطرا خلوا انفردوا تخلت
من خلوة وخامدون ميتون ... خمرهن أى مقانع تصون
مخمصة مجاعة خمط شجر ... ذو شوك أو أراك الاكل الثمر
وما لمجراها تؤؤب مرهقة ... الخنس المخنوقة المخنقة
خوار اى صوت البقر تخوف ... تنقص خول اى ملك في
تأويل يختانون أى تخونون ... خاوية خالية يؤولون
خيرة اختيار اول مختال ... بذى تكبر ويابئس الحال
حرف الدال المهملة
كدأب آل أى كعادة لهم ... دأبا عنى تتابعوا فى ذرعهم
دبر جاء اخرا وأدبرا ... ولى ودابر أولنه آخر
يدبروا اى ينظروا فى العاقبة ... كذا تدبر الكلام قلبه
لينظراختلاف ما تدبرا ... وجعلوا التميز التدبرا
قيل له يا أيها المدثر ... ادغم اذ مصدره التدثر
دحورا ابعادا كذا المفعول له ... مدحور فى داحضة قل باطله
المدحضين قيل مغلوبونا ... معنى دحا بسط داخرونا
أى صاغرون دخلا خيانة ... وفى دخان اذ أتى كناية
عن جدب ارضهم ووقع الشر ... والكوكب السائر فهو الدرى
بالكسر والهمز فأما بالضم ... وترك همز فالمضى فاعلم
يدرأ أى يدفع فادارأتم ... أى اختلفتم وتدافعتم
هم درجات اى منازل لهم ... تفاضل قلت سنستدرجهم
أخذ على الغرة حتى يهلكوا ... ودرسوا اى قرؤا والدرك
اى طبقات سيرها للاسفل ... واداركوا اجتمعوا فى المنزل
ودركا لحاق ايضا ودسر ... هى المسامير وواحد الدسر
دسار والدسار ايضا ما نشد به ... السفينة ودساها ورد
مبدل سين الفا فالاصل ... دسسها اخملها ان تعلوا
يدع يدفع عانفا دفء فما ... يدفىء من اكسية وماحما
دكا هو استواء الارض حتى ... لايجد السائر فيها أمتا
دلوك ميل الشمس معنى دلى ... ألقاهما لاسفل من أعلى
تأويل أدلى دلوه ارسلها ... ولفظ دلاها لاخراج لها
قلت وتدلوا ترسلوا فدمدما ... أرجف أو حرك أو أطبق ما
شاء من العذاب معنى يدمغ ... يكسر من ضرب الدماغ الدامغ
دهاقا اى مترعة مدهامتان ... من خضرة شديدة سوداوان
دهان جمع الدهن يدهنونا ... ينافقونا منه مدهنونا
خلاف ما يبدون يظهرون ... أو كافرون او مكذبون
ديارا اول احد واستعملا ... فى نهى انفى فقط واولا
صروفا الدوائر ودوله ... ما يتناول فأما دولة
بالفتح فهى الفعل والدين فما ... دين به ان كافرا او مسلما
او الحساب وبمعنى الطاعة ... ذاك او السلطان او فالعادة
او الجزاء غير اى مدينين ... من ذاك مجزيين او مملوكين
حرف الذال المعجمة
مذأوما المذموم ذما بالغا ... ذبح اى المذبوح وزنا سائغا
كالطحن والرعى وذبح مصدر ... قلت مذبذبين اى تحيروا
تردد يذرأكم اى يخلق ... ذرأ و تذر واذروا اى تفرق
ومذعنين الانقياد للاذقان ... واحدها الذقن حيث اللحيان
ذكيتم قطعتموا لا وداجا ... ذللا اى سهلة اعتلاجا
(يُتْبَعُ)
(/)
ذلولا الواحد معنى ذمة ... عهد ذنوبا اى نصيبا ثمة
تذهل اى تسلو وتنسى فاحتدوا ... معنى تذودان تكفان وذو
اى صاحب والخلف فى الاضافة ... لمصدر ذات الصدور حاجة
وقيل مادة ذى كما حكوا مركب من ذو اذاعوا افشوا
حرف الراء
رأفة الرحمة رئيا مايرى ... من شارة وهيئة بلا مرا
مالك السيد زوج رب ... كل ورباني من يرب
العلم قائم به الربائب ... هنا بنات الزوجه الاجانب
تربصوا انتظروا ومعنى رابطوا ... دوموا اسبتوا من ذا ربطنا يربط
وربوة أي ما من الارض ارتفع ... منه ربت اربى أي ازيد فدع
يربوا عني يزيد نرتع ننعم ... رتقا هما مصمتتان فاعلموا
رتل عني بين تراه يفصل ... بين الحروف منه ثغر رتل
وهو المفلج فليس يركب ... البعض فوق البعض بل يصطحب
ترجي ارجئه مرجؤنا ... فذان آخره مؤخرونا
الارض رجت زلزلت واضطربت ... رجز عذاب وكذا رجس أتت
بذلك المعنى ومعنى اخر ... اول ذاك النتن اى والقدر
لطخ العدو وذاك رجز الشيطان ... والرجز فاهجر قيل ذاك الاوثان
الرجفة الزلزلة الراجفة ... النفخة الاولى رجالا اثبتوا
جمعا لراجل اما رجلكا ... فانما المراد رجالتكا
ارجائها هى النواحى الواحد ... رجا يثنى رجوان الوارد
ورحبت اتسعت رحيق ... اى خالص الشراب طاب الذوق
مرحمة رحمة الارحام ... هى القرابات وما يرام
قضاء شهوة رخاء لينة ... ردأ من أردأ عنى معينة
ارتد اى رجع معنى ردفه ... تبعه ومنه قيل الرادفة
اى النفخة النشر تردى يهلك ... أردى اى اهلك ومالا تدرك
ذكاتها اذ سقطت فماتت ... ترد ياقرينة النطيحة
الارذلون و اراذل من وسم ... بنقص قدر ارذل العمر الهرم
الرس معدن كذا الركية ... لم تطو فهى رس ايضا تنعت
رواسى اى ثوابت والمرسى ... هو القرار رصدا اى حرسا
مرصادا اى ما قد أعد للرصد ... ارصادا أى ترقب وقد ورد
فى الشر قيل وكذا فى الخير ... وان فيهما رصدت يجرى
اما لبالمرصاد فالطريق ... ترتصدون فيه لن تعوقوا
مرصوص الملصوق بعضه ببعض ... الرعد صوت للسحاب ينقض
وراعنا احفظنا اتى للنهى ... نرتع والرعاء ذا من رعى
رغدا الكثير ذا مراغما ... مهاجرا يعنى رفاثا كل ما
- كان فتاتا هو أو تناثرا ... رفث النكاح أو ماذكرا
منه مع الافصاح رفد العطا ... رفرف اول فرشا او بسطا
او المجالس او رياض الجنة ... مرتفقا متكأ للراحة
الاصل مرفق رقيبا حافظ ... ارتقبوا انتظروا ولاحظوا
رقيم اى لوح لباب الكهف ... يوصفهم وقيل وادهم فى
كهف به كذا الكتاب لقبا ... معناه مرقوم كشىء كتبا
رقيك الصعود أما من راق ... فقيل من ذا أو فرقية الراق
رواكد نوابت وركزا ... هو الى الصوت الخفى يعزى
أركسهم نكسهم يرتكسون ... اركض اى اضرب يركضون
ركاما البعض على البعض كذا ... يركمه معناه من ذا أخذا
لا تركنوا لاتطمئنوا رمزا ... اشارة اللافظ حيث هزا
بالشفتين اللفظ لايبين ... صوت وقد ترمز ذاك العين
رميم بال رهبا خوفا ولا ... رهقا الغشبان هذا أولا
ومنه ترهقنى ورهوا ساكنا ... وقيل بل منفرجا ووهنا
روح حياة الله والروح الملك ... جبريل أو سواه جل من ملك
فرح الطيب من نسيم ... ريحان الرزق على العموم
- والعين واو قبلها ياء خلت ... والاصل ريوحان لكن حذفت
كذا تريحون من الرواح ... اى ردها العشى للمراح
الروع اول فزعا وراغ مال ... خفيا وريا من روى فيما
لاريب لاشك به ريب المنون ... حوادث الدهر وريع ما يكون
مرتفع الارض وجمعه اكتتب ... ريعه ارياع وران أى غلب
حرف الزاى
زبورا الكتاب والجمع زبر ... وفى الحديد قطع منه زبر
زبينة واحدة الزبانية ... تزبنة تدفعه فى الهاوية
زجرة الصيحة بانتهار ... وازدجر افتعل من الانتهار
يزجى سحابا أى يسوقه لمن ... شاء ومزجاة قليلة الثمن
- أى من تزجى العيش صبرا يقطعه ... بما كفى وقيل لايستوسعه
زحزح أى نحى زحفا أقترب ... القوم للقوم وزخر فاذهب
وباطل مزين وزينة ... فرد زرابى هى الزريبة
البسط والطنافس المجملة ... وتزدرى تعيب بئس الخصلة
زعيم الضمين قلت والصبير ... زفير أول بالشهيق للحمير
أول يزفون بيسرعونا ... ويبصرون اذ يأتونا
الى الزفيف مع ضم من أزف ... والهمز للصيرورة الشيخ وصف
زكاة أى طهارة وزلفا ... الوقت بعد الوقت منه أزلفا
قرب كالزلفى ليزلقونكا ... قيل يزلونك يعيا نونكا
خلف والاستئصال ان فتحتا ... زلقا القدم به لن يثبتا
أزله استزله وزلزلوا ... اى حركوا وخوفوا واولوا
لفظة الازلام القداح جعلوا ... زلما المفرد والمزمل
(يُتْبَعُ)
(/)
من فى الثياب التف عن زنيم ... ملصق او بزنمة مرسوم
زهرة زينة ومعنى زهقا ... هلك زوجنا قرنا حققا
تزور اى تميل زاغت مالت ... زيل أو فرق يوم الزينة
عيد لهم وقيل يوم السوق ... وقيل عاشوراء عن فريق
حرف السين
سؤلك مسؤلك اى امنيتك ... لايسأمون اى لايميلون النسك
لسباء اسم رجل ويشحب ... ابوه واسم جده فيعزب
هو ابن قحطان وقيل أرض ... وسببا ما كان فيه فرض
توصيل شيء شيئا الاسبابا ... الى السموات اى الابوابا
سباتا الراحة يسبتونا ... لعمل فى السبت يتركونا
سبحان تنزيه وفى اسرائيل ... اسباطه الشعوب فى اسماعيل
اسبغ اى اتم لفظ نستبق ... من السباق سبل هى الطرق
وسجرت اى ملئت سجين ... سجيل الاحجار أماطين
صلب أو الصلب الحجار والضرب ... وقيل الاجر السجل ماكتب
فيه أو الكتاب عن نبينا ... سجى استوى ظلامه وسكنا
السحت رشوة وكسب مالا ... يحل يسحت يهلك استئصالا
مسحرين اى معللونا ... بالطعم والشراب تسحرونا
اى تخدعون وسحيق اى بعيد ... وسحقا اى بعد الافاك عند
يستسخرون وكذا سخريا ... اى يهزؤون هزؤا سخريا
بالضم من سخرة ان يضهدا ... وليس معطى أجرة تعمدا
سدا هو المسدود قيل السد ... بالضم ماخلف كذا والسد
- ماعمل الناس وثن السدا ... اى جبلان وسديدا قصدا
سارب الظاهر او من سلكا ... فى سربه وسربا اى مسلكا
بقمص اول سرابيلهم ... وتسرحون هو ارسالهم
الرعى غدوة النهار المرعى ... فى السرد نسيج حلق للدرع
والخرز والاشفى فذاك المسرد ... كذلك المسراد والفعل سرد
السر ضد الجهر والعلانية ... اما أسروا بعدها فى الآية
ذكر الندامة فقيل اظهروا ... وكتموا السرا اى السرور 389
سرا نكاحا ههنا اسرافنا ... كأسرفوا لاتسرفوا افراطنا
سرادق اى حجرة تكون ... من حول فسطاط له تصون
سريا النهر وقيل السيد ... من سروا سرى سار سيرا يحمد
وسطحت اى بسطت أساطير ... الاولين اى أباطيل الزور
واحدها اسطارة واسطورة ... وقيل ما من كتب قد سطره
الاولون يسطرون يكتبون ... مسيطر مسلط مسيطرون
- فسر بالارباب هم يسطونا ... اى هم بكره يتناولون
وسعر جمع سعير أسندا ... لمعمر او فضلال أكدا
وسعرت أوقدت سعوا بادروا ... مسغبة مجاعة فأتجروا
مسفوحا اى مصبوبا المسافحات ... هن الزوانى فارجوه كالحات
سفرة جمع لمسافروهم ... سفار بين الانبياء وربهم
اسفارا اى كتبا ووحد سفرا ... مسفرة مضيئة من أسفرا
ويسفك الدماء اى يهرقها ... سفرا اى هلكها او بقها
وقيل بل سفه او بحذف فى ... ونصب النفس لنزع الحرف
او نقل الفعل الى الضمير ... فى من ونصب النفس بالتفسير
سقط اى ندم والسقاية ... بشرب فيها وبها الكيالة
تسقى فاسقيناكموة اى جعل ... شربا له وزرعه أو قد حصل
عرض ليشرب بفيه مطلقا ... وما من اليد الى الفم سقا
وقيل بل هما بمعنى مسكوب ... وسكرت ذاك بمعنى مصبوب
وذا فسدت من سكرات ... النهرا او من سكر الشراب سكرا
طعم وقيل الخمر وقت الحل ... وسكرة الموت اختلاف العقل
سكينة وقار اى تأويلا ... نسلخ اى يخرج سلسيبلا
تأويله سلسلة لينة ... سلطان القدرة والمملكة
وحجة واسلفت اى قدمت ... وسلقوا عيبا ولؤما اولت
يسلكه ندخله سلالة ... آدم او نسله والسلالة
ماسل من شئ قليل سلا ... من طين او من كل تربة لا
يخص طينا يتسللونا ... من الجماعة فيخرجونا
اى واحدا فواحدا والسلما ... اول بالاستسلام منه أسلما
ومن صفات ربنا السلام ... والسلم فهو الصلج والاسلام
مستسلمون اى هم معطونا ... أيديهم فى السلم منقادونا
دار السلام قيل ذى السلامة ... أو فهو التسليم فى المقامة
اسلمت سلمت ضميرى سلما ... اى مصعدا وطائر السلوى فما
من واحد له وسامدونا ... لاهون هائمون ساكتونا
او المغنون او الخشع او ... هم الحزينون خلافا قد حكوا
فى سم ثقب الابرة السموم ... ريح نهارا حرها يقوم
وربما ليلا سميا قيل فيه ... نظيرا او مساميا يساميه
من سندس هو الرقيق التسنيم ... اعلى شراب فى الجنان ذى النعيم
اول بالمصبوب لفظ مسنون ... ويتسنه يتغير فالنون
قد حذفت واصله تسنن ... نحو تظنى اصله تنظن
والهاء للوقف واماكونها ... اصيلة فأصله تسنها
سنا هو الضوء وبالسنين ... الجدب منه اللام يحذفونا
اما بواو اصله سنوة ... او فبهاء اصله سنهة
وقيل فى تصغيره سنيه ... وبعضهم يقول سنيهة
ساهرة المراد وجه الارض ... سهرهم بها ونوم الغمض
ساهم اى قارع سوأى النار ... ساحتهم رحبة تدار
(يُتْبَعُ)
(/)
من حولها اخبية والالف ... عن واو اذ جمع لسوح يعرف
سيدها اى زوجها والسيد ... مالك او رئيس او من يحمد
بأنه فاق يخير يفعل ... قوما له تسوروا اى نزلوا
من علو المراد بالتسور ... من فوق لا سوى بعشر سور
اى جمع سورة وتلك منزلة ... لمثلها ترفع تلك المنزلة
سواعا اسم صنم وسائغا ... سهلا يسيغ اى يجيز مانعا
بالسوق وهو جمع ساق الرجل ... سول اى زين سوء الفعل
فيه تسيمون عنى ترعونا ... معنى مسومين معلمونا
اول بيؤلون يسومونكم ... سوى مكانا وسطا بينكم
سائبة هو البعير سيبا ... عن نذر شخص ان سلم من الوبا
وغيره لاحبس عما يشرب ... له وعن رعى وليس يركب
قيل المسيح اشتق من يسيح ... ساح فمفعول له فسيحوا
فى الارض اى سيروا سائحات ... فى هذه الامة صائمات
قوله سبحانه اسلنا ... تأويله عندهم أذبنا
حرف الشين المعجمة
ومتشابها يريد تشبه ... البعض منه البعض لايشتبه
اشتاتا اى فرقا أجعل شتى واحدها وان تؤنث شتى
ما قام عن ساق فذاك الشجر ... شجر اختلط منه اشتجروا
اشحة جمع شحيح اى بخيل ... مشحون المملوء فلكا او زييل
شاخصة أبصارهم أى رفع ... أشده منه الشباب جمع
شد وشد شدة وقيلا ... مفرد لاجمع له منقولا
شرب نصيب الماء معنى شرد ... عند قريش سمع اخترد طرد
شرذمة طائغة قليلة ... اشراطها أعلامها المهولة
شرعا اى ظاهرة شريعة ... شرعة السنة والطريقة
ومشرقين اى شروق الشمس ... وأشرقت ضاءت بغير لبس
وشطأه فراخه من اشطا ... أفرخ شاطىء بريد الشط
اى جانب له وشطر المسجد ... اى قصده شططا الجور اعدد
تشطط تجر تبعد شعو باشعب ... واحدها الاعظم منها الشعب
قبيلة عمارة يطن فخذ ... فصيلة عشيرة سبع فخذ
اعلام طاعة هى الشعائر ... يشعركم يدريكم والمشعر
معلم الشعرى فنجم وصفة ... والمشعر الحرام فالمزدلفة
ويشعرونا يفطنون شغفا ... صاب شغاف قلبها الغلافا
والشفع الاثنان او الصلاة او ... الخلق او حواء او الاضحى حكوا
بالشفق الحمرة بعد تغرب ... ومشفقون خائفون رهبوا
على شفا اى طرف وحافة ... شق مشقة واما شقه
فالسفر البعيد والشقاق ... مشاقة يحاربون اشرح شاقوا
شكور المثيب لو ثنى بحق ... ومتشاكسون ضيقوا الخلق
من شكله اى مثل شاكلته ... على طريقه على ناحيته
مشكاة الكوة اى مانفذت ... تشمت تسروا شمأزت نفرت
وشنأن البغض والبغيض فى ... مذهب بصر مصدر للكوفى
شهاب الكوب او شعلة نار ... شهيق اخر النهيق للحمار
لشوبا الخلط وشورى فعلى ... من التشاور ونعمت فعلا
شواظ اى نار بلا دخان ... الشوكة الحد السلاح اثنان
وللشوى جمع شواة الرأس ... شيبا فجمع اشيب فى رأس
مشيد مطول كذا مشيد ... اى فبجص او بلاط الشيد
بنى او زين خلف شيعا ... اى فرقا من شيعة وانتزعا
من الشياع الحطب الصغار ... يشعل موقد بها فى النار
حرف الصاد المهملة
الصابئ الخارج من دين لدين ... مصباح السراج فيه يستبين
واصبر اى احبس صبغ اى ما يصطبغ ... به وأصب اى امل ولم يزغ
يصحب اى يجار ثم الصاخة ... من صخ صم وهى القيامة
اصل تصدى اى يصدد اعلموا ... تعرض الصديد قيح ودم
بصد أى يضج فاصدع فافرق ... يصدف اى يحيد عنها فشقى
والصدفين الجانبان للجبل ... صديقا الكثير صدق ما نقل
وصدقاتهن جمع صدقه ... مهورهن ضما اخاثقه
تصدية تصفيق قيل أصلها ... تصدده فياؤها يدل ها
صرحا هو القصر وكل مشرف ... فلا صريخ لامغيث يسعف
ومنه يستصرخ صرصرصر ... باردة برد كذا أصروا
اصر أى أقام فى المعصية ... فى صرة اى صوتها بشدة
صراطا الطريق صرفا حيلة ... اوفعن العذاب خلفا اثبتوا
مصرفا المعدل كالصريم ... كالليل او كالصبح صبح اليوم
وقوله صعيدا اول وجه الارض ... وصعدا ماشق من أمر ومض
اذ تصعدون تبدءون فى السفر ... ولا تصاعر ميل عنقك الصعر
صعق مات وصغار ذل ... فقد صغت تصغى المراد الميل
صفحا اى اعراضا فى الاصفاد الصفد ... واحدها وتلك الاغلال تعد
صفراء سوداء وقيل الصفرة ... صفصفا اى مستويا لاينبت
صافات شد الباسطات الاجنحة ... صواف صفت القوائم مسلحه
الصافنات الخيل اى حين تقف ... على ثلاث مع شيلها طرف
حافرها الرابع تثنية الصفا ... جبل مسعى صفوان عرفا
بحجر صكت بمعنى ضربت ... بالاملس اليابس صلدا اولت
صلصال طين يابس ماطبخا اذا نقرته يطن صارخا
وفى ضللنا قرئت صللنا ... بالصاد ماتوا ترت انتنا
وصلوات اى كنايس اليهود ... نصليهم نشوى فتنضج الجلود
وتصطلون تسخنون أصلوها ... ذوقوا حرروا انتم أهلوها
(يُتْبَعُ)
(/)
الصمد الذى اليه يفزع ... منازل الرهبان فالصوامع
صنعا صنيع عمل مصانعا ... ابنية وبتربى تصنعا
اصناما الصور اما حجر ... او صفرا ونحوهما تصور
صنوان نخلتان او فأكثر ... فى اصل اول بيذاب يصهر
صهرا قرابة النكاح صيب ... اى مطر مصيبة كرد ابى
يحل بالانسان صور جمع ... لصورة وضح فيه الرفع
بأن قرن النفخ ذا فتبعين ... صرهن ضمهن او امسكهن
وصوما امساكا عن الكلام ... كذاك الامساك عن الطعام
الصيد فهو الحيوان الممتنع ... يوكل لم يملك صياصيهم تقع
على الحصون وقرون البقر وشوكنى ديك فثن واذكر
حرف الضاد المعجمة
تضحى عن تبرز للشمس بدت ... معنى ضربنا اى انمنا ضربت
عليهم الذلة ألزموها ... ضربتم فى الارض سرتم فيها
الضر ضد النفع وأولى الضرر ... زمانة ومرضى عمى البصر
اضطر الجئ والاصل اضترا ... ضريح يبس شبرق لايمر
ضعف الحياة اى عذاب العاجلة ... ضعف الممات اى عذاب الاجلة
ضغثا فملء الكف من عيدان ... اضغاث احلام ترى العينان
اضغانهم احقادهم ضللنا ... فى الارض اى فى تربها بطلنا
واضمم اى اجمع بضنين ببخيل ... وضنكا اى ضيقا له ضيزى فقيل
ناقصة وقيل ضيزى جائزة ... ضاز نقص وجار فيما جاروه
يضيفوهما ينزلوهما ... منزلة الاضياف يقرونهما
فى ضيق المصدر او تخفيف ... لضيق وذا هو المعروف
حرف الطا
طبع ختم طبقا عن طبق ... يريد حال بعد حال سابق
طغوى هى الطيغان فى طغيانهم ... فى غيهم لاهين فى خذلانهم
طغا ترفع وعلا الطاغوت من ... انس واصنام شياطين وجن
وهو مقلوب فالاصل طغووت ... كملكوت قلبوه طوغوت
فألفا صارت لفتح الطاء ... وهو لواحد وجمع جائى
مطففين غير وافى الكيل ... طفق للشروع معنى الجعل
طلح هو الموز كذا شجر ... عظام طل هو اضعف المطر
وذلك الطش ولم يطمثهن ... انس ولا أراد لم يمسسهن
والطمث فالنكاح بالتدمية ... ومنه للحائض طامث أتى
معنى طمسنا اى محونا طمست ... اذهب ضوؤها وعين خلقت
بغير شق بين جفنيها اجعل ... صاحبها المطموس طامة أول
يوم القيامة وقيل الداهية ... معنى اطمأنوا سكنوا بالفانية
طهورا الما النظيف يطهرن ... هو انقطاع دم يتطهرن
بالماء يغتسلن كالطود الجبل ... كذلك الطور هو اسم لجبل
اطوار الضروب والاحوال ... والطور مرة وطور الحال
فطوعت اى سولت وزينت ... طوعا بالانقياد لاكراها اتت
مطوعين متطوعين ذا ... طوفان اى سيل عظيم أخذا
طائف اسم فاعل من طافا ... وطيف اللمم سل تعافا
ذى الطول يعنى سعة وفضلا ... طوبى من الطيب بوزن فعلى
وقيل بل شجرة فى الجنة ... او فهى الجنة بالهندية
طائره عمله خيرا وشر ... او حظه من ذين فى حكم القدر
حرف الظا
ظلال الواحد منها ظلة ... نحو القلال الفرد منها قلة
ظلالهم جمع لظل والظلل ... اغطية وتحت فوق من نزل
ظلت اذا اقمت اى نهارا ... وظل مسودا بمعنى صارا
الظلم وضع الشئ غير موضعه ... فى ظلمات اى ثلاث خذوعه
مشيمة والبطن ايضا والرحم ... وقوله فى الجنة لم تظلم
معناه لم تنقص ولا تظمأ لا ... تعطش يظنون فى الاولى اولا
بيوقنون وظن متهم ... وتظهرون وقت ظهر يقتحم
يظهرون يجعلون الزوجات ... بالقول حرما كظهور الامهات
تظاهرون اى تعاونونا ... ظهيرا اى عونا له معينا
يظاهر والمعنى يعينوا يظهروه ... يقلوه منه ظاهرين وذووه
حرف العين
يعبأ أى يبالى عابدون ... موحدون أو اذلا خاضعون
عبدت اى تخذتم عبس اى كلح مستحيدا
قلت وعبقرى الديباج او ... تنافس ثخان او ارض حكوا
يستعتبوا اى يطلبوا اعتباهم ... عتيد اى حاضر اذ يلقاهم
عتل الغليظ والشديد ... من كل شئ فاعتلوه قودوا
ذاك بعنف وعتت تكبرت ... عتيا اى يبس ولكن قلبت
الواو ياء كل ذى تمادى ... مبالغ فى كفر او فساد
فقد عتا اعثرنا اى طلعنا ... لا تعثوا العيث الفسادا حفظنا
بمعجزين فايتون وعجاف ... هى الهزال فى نهاية اتصاف
الاعجمين فى اللممان لكنه ... عادين حساب وفيه شدة
فعدلك قوم منك خلقك ... وعدلك لما يشاء صرفك
- او عدل مثل عدلا الفداء ... عدن اقامة والاعتداء
منه اعندى عدوا او يعدون وعاد ... عدوان العدوة شاطى الواد
وعربا جمع عروب التى ... تحببت للزوج او عاشقة
او فهى الحسنا معنى تعرج** تصعد معنى ذى المعارج درج
عرجون اى عود من الكناسة** معرة اوله بالجناية
قلت الذى تعرضا يعتر** من غير ماسؤال المعتر
عروشها سقوفها ويعرشون** يبنون معروشات يزيد يجعلون
من تحتها قسعا او سواه** عرش سرير الملك جل الله
(يُتْبَعُ)
(/)
- وعرض الدنيا فذاك الطمع** وعرضها منعتها فسارعوا
عرضتم او مأتم عرضنا** جهنم المعنى به أظهرنا
وعارضا هو السحاب عرضه **نصب او العدوة فهى العرضة
بالعرف بالمعروف واحد العرم** عرمة سكر لارض قد وسم
تلك بالارتفاع او فاسم الجرذ** اى الذى قد نقب السكر وشذ
او فالمسناه خلاف بالعرا** فضاء لن يستر فيه ما يرى
او وجه الارض واعترى عرض لك** يعزب اى يبعد خاب من هلك
عزرتموهم اولن عظمتم** او فنصرتم قيل او اعنتم
وعزنى اى غلبنى عززنا** بالشد والتخفيف اى قوينا
فى معزل اى جانب عن دين** ابيه او فى جانب السفين
عزما هو الرأى اذا عزمتا** امضاء امر ماترى صححتا
عزين اى جماعة فى تفرقة** عسعس قل ادبرا عنى غسقه
معنى العشار اى حوامل الابل** وتلك جمع العشراء من دخل
عشرة أشهر من الحمل لها** بذا لوضعها وبعد سمها
عشير الخليط معشار عشر** عاشروا اى صاحبوا يعش البصر
يظلم من عشى ويعش من عشى** فهو أعشى لايرى جنح العشى
يوم عصيب اى شديد عصبة** من عشرة لاربعين العدة
أعصر أستخرج يعصرون** والعصر الدهن له يستخرجون
والمعصرات قلت فالسحائب** حان بأن تمطر اذ تقارب
اعصار اى ريح يكون عاصفا** ذو العصف اى ورق زرع عصفا
بعصم الكفار جمع عصمة** عضدا أعوان على الحقيقة
لا تعضلوا لاتمنعوا عضينا** اى فرقا بالوحى يهزءونا
وعطلت اى تركت معطلة** متروكة بحالها ومهملة
عفريت الفائق والمبالغ **معنى عفونا اى محونا فابتغوا
العفو يعنى السهل قوله عفوا** اى كثروا كذا مغاو قد حكوا
درس ضدا فى عفا يعقب** يرجع وقيل يلتفت معقب
لاحكم بعد حكمه معقبات** جمع لجمع ملك اى حافظات
يعقب البعض لبعض عقبى** عاقبة محمودة فى العقبى
وبالعقود بالعهود عقدة** رتة عاقر عقيم عده
امرأة ورجلا لا يلد** ولا له مدى الزمان يولد
ويعقلون حبسهم نفوسا** عن الهوى الريح العقيم بوسا
لها فلا يكون فيها خير** معكوفا المحبوس لا يسير
العالمين هم جميع الخلق او** الانس والجن بآية تلوا
حرف لعل عل للتوقيع ** اى بمخوف ورجاء مطمع
قلت ويعمهون الاسم العمة** تحير تردد يشتبه
اعنتكم اهلككم وقيل بل** كلفكم مشقة لا تحتمل
العنت الهلاك فالمشقة** اصل له أنفسكم لاتعنتوا
فمن عز يرى من عنيد بالخلاف** عارض عاند عنود لايخاف
اعناقهم قيل جماعاتهم** او رؤساهم وكبراؤهم
قل عنت اى خضعت عهدنا** اوله اوحينا واول عهنا
مصبوغ صوف عوجا معوجا** دينا وفتح العين فى الارحام جا
معنى معاذ مرجع وعوذة** معنى معاذ الله الاستجارة
اعوذ اى الجأ نعم العدة** بيوتنا عورة اى معورة
اعورت البيوت اى قد ذهبا** منها فأمكنت عدوا نهبا
معنى تعولوا اى تجور واثم من** فسره بكثرة العيال لن
يعرف لكن جاء فيما رويا **ان الكسالى وعليا حكيا
ان من العرب من يقول **عال لكثرة لها من يعول
معنى عوان نصف بين الصغر** وبين ما قد بلغت سن الكبر
ما تحمل الميرة اى من ابل** العير عيلة بفقر اول
عين عنى اعينها واسعة ... واحدها عيناء نعم الزوجة
حرف الغين المعجمة
الغابرين من مضى ومن بقى ... مشترك غثاء اى ما يرتقى
من زبد السيل واما فوله ... غثاء احوى فهو ماتحمله
من يبس النبت مياه الاودية ... غثاء اى هلكى لعاد الخالية
ومعنى احوى فى غثاء أحوى** أخضر أو سود كل يروى
فجعل المرعى غثاء بعدما** قد كان احوى أخضر يحكى النما
أخضر أو أسود كل يروى ... أو شبه الغثاء فى سواده
غدقا الكثير فادعوا تدركو** يغادر المراد منه يترك
معنى الغرابيب الشديدة السواد** وغرفة ملء يد بلا ازدياد
قلت وغرقا قيل نزع البرره** اغراق نزع القوس روح الكفره
غراما الهلاك او فالملجأ **او فعذاب لازم لايهدأ
ومنه مغرم بالنساء حبا** لازما لهن أيضا قربا
من ذلك الغريم يطلقونا** لمغرمون اى معذبونا
ومغرما غرم اذ المرء التزم ... والزم الغير بما لايلتزم
تأويل أغرينا بهم هيجنا** وقيل بل تأويله الصقنا
واحد غزا غاز اما الغسق** فانه الظلمة قيل الغاسق
الليل أو فهو كما قيل القمر** قلت رواه الترمذى فى الخبر
غساقا السائل من صديد **جهنم أو هو فى التبريد
يحرق كالنار وغسلين هوا** غسالة الاجواف ممن قد هوى
فى النار والخارج مما يغسل** من دبر أو جرح أيضا مغسل
غسول الماء الذى يغتسل** به كذا المكان فالمغتسل
غشاوة غطاء اغشيناهم **أول غشاوة جعلناكهم
أغطش أظلم غلبا أى غليظة** أعناقها أغلب فرد غلظة
(يُتْبَعُ)
(/)
أى شدة غلف فجمع أغلفا** له غلاف غل خان ما وفى
غلا عداوة ولا تغلوا غلا** معناه زاد غمرات أولا
شديدا أن تغمضوا تسامحوا** وغمة أى ظلمة أويشرح
غما غمام أى سحاب يغنوا** عنى يقيموا الغار نقب ورأوا
تأويل غورا غايرا مغارات** فيها يغيبون كذا مغارات
الغائط الارض التى تحط الخارجا** بها وغول هو اذهاب الحجا
والحلم بالخمر وبئس السلب** من قولهم غول النفوس الحرب
غيابة الجب فما قدغيبا** شيئا وغيض غاض اما راكبا
لذاك أو هذا فنقص يثبت** تغيظا صوت له همهمة
حرف الفاء
من فئة جماعة تفتأ لا** تزال من يستفتحون أولا
يستنصرون افتح اى احكم بيننا** والحاكم الفتاح جل ربنا
فترة السكون أول فتقا** فى ففتقنا اى ازلنا الرتقا
قلت وقيل فتق الارض بالنبات **والفتق بالمطر فى السموات
فتيلا القشرة فى بطن النواه **وتفتنون تؤثمون فى الله
من فتياتكم فملك الايمان **وفتيان اى هما مملوكان
وذاك عند اهله يائى **ولا يدل انه واوى
وروده على فتو يروى** فاستفتهم سلهم ببذل الفتوى
فج فجاجا مسلك وهى الطرق** وفاجرا اى مائلا عن الحق
قلت ليفجر امامه يكثر** ذنوبه وتوبه يؤخر
او يتمنى الذنب او يسوف** بتوبة منه خلاف يعرف
فى فجوة متسع وقيلا ** مالا تصيب الشمس بل ظليلا
وسم بالفحشاء ما يقبح ** من قول او فعل فكل يقبح
كل اناء قد شوته النار** وكان من طين هو الفخار
فراتا العذب مع التمكين** فرث فما فى الكرش من سرجين
فروج الفتوق والشقوق** لا تفرح اى تأشر ولا يليق
جمع فرادى الفرد منه فرد** وفرد كذا فريد بعد
فردوس فالبستان بالرومية** قلت لذى دخيلة فى اللغة
فراشا المهاد اى ذللها** وكالفراش بالبعوض شبها
معنى فرضناها هى المنزلة** فرائضا لافارض مسنة
وفرط اى سرف أفرغ عنى** أصبب فريق طائفة فرقنا
عنى شققنا فرهين أشرون ... كذاك فارهين أو فحاذقون
فى هذه فقط فريا العجب ... أو العظيم وافترى المعنى كذب
واستفزز استخف فزع خُلِّى ... أو فزع القلوب هذا الفعل
تفسحوا توسعوا وفسقا ... خرج اى من الطاعة فما اتقى
فشلتم جبنتمو فصيلته ... فسر بالادنين من عشيرته
فصل الخطاب قيل اما بعد ... او فعلى من كان منه الجحد
بينة ومن يكون طالبا ... بينة عليه حقا واجبا
فصاله قد اول الفطاما ... اول بلا انقطاع لا انفصاما
تفرقوا انفضو أو للكسر عزى ... افضى انتهى له بغير حاجز
فطرة أول خلقه وانفطرت ... منفطر منا يريد انشقت
فطور الصدوع والفاقرة ... تأويلها عنده الداهية
وفاقع اى ناصع ان يفقهوه ... كيفقهون يفهمون يفهموه
وفك اى اعتق منفكينا ... اى زايلون عنه فاكهونا
اى عندهم فاكهة كثيرة ... اما اذا الفه محذوفة
فذاك من تفكه بالفاكهة ... او الطعام أو فذاك من جهة
تفكهة بالعرض ذات الهالك ... وفكه طيب نفس ضاحك
وقيل بل تأويل فاكهينا ... وفكهين الكل معجبونا
افلح أُوِّل بالبقاء والظفر ... ثم جرى لكل من فيه ظهر
عقل وحزم وتكاملت له ... فيه خلال الخير نِعَم الخُلّه
فالق فاعل لشق والفلق ... الصبح او واد بنار يَحْرق
فى الفلك اى سفينة والفلك ... قطب به نجومه تحتبك
معنى تفندون اى تجهلون ... وقيل بل فى الراى كى تُعجّزون
افنان الاغصان فردها فنن ... فوج جماعة وفار أولن
ذاك بهاج وعلا من فورهم ... من وجههم وقيل من غضبهم
فائر لافار اذا يغضب فواق ... بالفتح راحة وبالضم فواق
مقدار بين الحبلتين او هما ... كل بمعنى واحد خلف نما
وفومها قمح و خبز او فثوم ... أو الحبوب كله خلف يقوم
تفئ ترجع كذا تفيؤ** من جانب لاخر التفيؤ
افضتم دفعتم بكثرة **تغيض اى تسيل منها العبرة
حرف القاف
تأويل مقبوحين اى مشوهون ... أقبره جعل له قبرا يصون
بقبس اى شعلة من النار ... ويقبضون يمسكون الاقتار
قبيلا الضمين او ما قاتلا ... قبيلة وقبلة وقبلا
اى جيله ووجة جمع قبيل ... قبل انصاف قتورا اى بخيل
قترة وقتر اى الغبار ... والمقتر المقل خوف الافتقار
مقتحم اى داخل بشدة ... محاول لما اقتحم بالشدة
وقوله جل طرايق قددا ... اختلفت اهواؤها تعددا
بلن نضيق أولن نقدر ... نقدس القدوس اى نطهر
منه ادخلوا الارض المقدسة عوه ... قدم صدق صالحا قد قدموه
معنى قدمنا من تقدمنا انتزع ... ومقتدون المقتدى من اتبع
قرآن آى جمع فيه السورا ... بضمها وقد يكون مصدرا
قروء الواحد قرء مشترك ... للحيض والطهر وبعضهم سلك
بأنه الوقت وما قد قربه ... تقربا قربان معنى مقربة
(يُتْبَعُ)
(/)
قرب وقرح ضم وافتح جرح ... وقيل بالضم الالم لاالجراح
قرة عين اشتقاق وارد ... من القرور وهو ماء بارد
وبارد دمع السرور لاحار ... وقرن بالفتح اتى من القرار
وحذفت راء كظلت مست ... من قولهم ظللت مع مسست
تقرضهم تتركهم وتعدل ... قرطاس اى صحيفة تؤول
قارعة داهية يقترفون ... يكتسبون ذا وقيل يدعون
والقربة الهمة مقرنينا ... عنوا مطيقين له مقرنينا
اثنين واثنين همامن قرن ... ناس جماعة وقريتين
مكة والطائف من قسورة ... أسدا ورماة أو فعولة
وهى من القسر وقسيسينا ... هم رؤساء للنصارى دينا
واحدة القسيس من قسست ... بالسين او بالصاد من قصصت
القاسطون الجائرون المقسطين ... العادون وأتى فى العادلين
قسط ايضا فهو فى ذا الفعل ... مشترك من ذين جور عدل
قسطاس فالميزان فى المعربات ... قلت الملائك هى المقسمات
تستقسموا اى من قسمت أمرى ... مقتسمين حالفون فادري
قاسم اى حلف قست اى صلبت ... وتقشعر تنقبض قد أولت
واقصد أى اعدل قاصدا أى غير شاق ... وقاصرات أى قصرن الاماق
الاعلى الازواج بل مقصورات ... ضمن المقاصير الحجل مخدرات
تأويل قصية اتبعى أثره ... وقاصفا يقصفه يكسره
ريح شديدة فتقصف الشجر ... اول بأهلكنا قصمنا أى كسر
فالقصم كسر وقصيا أى بعيد ... قصوى هى البعدى كذاالاقصى البيعد
وقضبا أى قش ومعنى ينقض ... سقط وانهدم بناؤه وانقض
ينقاض الانشقاق والتقطع ... قاضية الموت إذا ما يضجع
وقوله فاقض كذاك فاقضوا ... ما كان فى انفسكم فأمضوا
اقطار اى جوانب والقطر ... والقتر فردها النحاس قطر
من قطران أي طلا الأيل ... وقطنا كتب الجوائز اول
وقطعه قد جمعت على قطع ... قطاع جمع قطع اى ما يقتطع
تقطعوا اختلفوا قطوفها ... ثمارها الواحد منها قطفها
تفسير قطمير لفافة النواه ... يقطين اى ماعلى ساق تراه
كالقرع والبطيخ والقواعد ... عجائز فردتهن قاعد
قعدن عن زوج وحيض للاياس ... وكبر قواعد البيت الاساس
لاتقف لاتتبع وفى قفينا ... تعدية بالحرف اى اتبعنا
قلب كفيه يقلب صفقا ... واحدة باحتها نحرقا
وبيصرفه يقلبه عنى ... وتقلبون ترجعون اى لنا
معنى مقاليد مفاتيح اختلف ... فى واحد منها كلام من سلف
مقليد او مقلاد او فجمع ... ليس له من واحد فى الوضع
معنى اقلت حملت اقلامهم ... هى التى تجال فى استقسامهم
من القداح حين يعزمونا ... فى شئ القالين مبغضونا
ومقمحون رافعى رؤسهم ... مع غض الابصار وقيل فيه هم
من هو مجذوب الذقن لصدره ... فرافع الرأس لفوق فادرة
وقطمير كقماطر ولا ... ذابا لشديد معنى القملا
قيل الدبا أو فكبار القردان ... او دون قمل قانتون من كان
مطيع ربه وللقنوت ... وجوه اخرى صنعت فى بيوت
القانطون اليئسون القنطار ... فرد القناطير اختلف فى المقدار
له فقيل ملء مسك ثور ... ذهبا او فضة او كقدر
لالف مثقال وبعض فسره ... بغير ذا وقوله مقنطره
مكملة وقيل بل مضعفة ... كوصفك الالوف بالمؤلفة
القانع السائل فعله قنع ... قنوعا اما مقنعى فمن رفع
قنوان اول بعذوق النخل ... اقنى اى اعطى قنية فى قول
وقيل ارضى قاب قدر فسر ... اقوات ارزاق مقيتا مقتدر
تأويل قيم مستقيم قائم ... اما اسمه القيوم فهو الدائم
ولا يزال اصله قيووم ... زنة فيعول كما قيصوم
اجتمعت ياء وواو سبقت ... احداهما ساكنة فقلبت
الواو ياء ثم فيها ادغمت ... فقيل قيوم كما قد تلبت
معنى أقاموا بعدها ذكر الصلاة ... أتوا بها فى وقتها بلا أناة
قيام اجمع قائم ومصدر ... وما به يقوم أمر يذكر
نحو القوام منه فى المحجورين ... لكم قياما قوله للمقومين
يعنى السافرين من قد نزلا ... ارض القوا الفقر أو الذين لا
زاد ولامال لهم والمقوى ... كثير مال فهو ضد مروى
تأويل قيضنا عنى سببنا ... منه نقيض قيعة قاعاعنا
بذاك مستوى من ارض قائلون ... تأويله نصف النهار نائمون
حرف الكاف
وكبتوا غيظوا فأخزوا أوهم ... قد صرعوا للوجه خلف يعلم
فى كبد فى شدة وكبره ... اى عظمه وأولن كبره
معظمة اكبرنه اعظمنه ... كبارا اى كبيرا اولنه
والكبرياء العظمه أكابر ... أى عظماء كبر أى تكبر
فكبكبوا على الرؤس ألقوا ... كتب أى فرض وهو الحق
كوثر بوزن فوعل من كثرة ... والكوثر اسم نهر فى الجنة
وكادح اى عامد وانكدرت ... تأويله انصبت كذاك انتثرت
معنى وأكدى اى قطع عطيته ... يئس من خير له املته
كرها اى اكراه ومعنى كسفا ... اى قطع وكسفا اما عرفا
بمفرد او فبجمع كسفه ... كسدر استعمل جمع سدره
(يُتْبَعُ)
(/)
وكشطت اى نزعت وطويت ... بالحابسين الكاظمين أولت
كواعب قد كعبت نهودها ... صارت ككعب كاعب مفردها
وكفؤا مثل كفاتا أوعية ... واحدها كفت وقيل بل هية
مضم اى تضمهم حياتهم ... فى ظهرها وبطنها مماتهم
كفران يعنى الجحد والانكارا ... زراعا اول أعجب الكفارا
وكافة اى عامة وفيها ... شدهما تأويل اكفلنيها
كافلها اجعلنى ويكفلونه ... اليهم المكفول يضممونه
يكلؤهم يحفظكم مكلبين ... اصحاب أكلب لها معلمين
كلالة الميت حيث لاولد ... له ولا والده على الاسد
او مصدر لقولهم تكلله ... نسب اى به احاط نقله
بعضهم تأويل كل ... ثقل وواحد الاكمام كل
ماكان قبل ان تفطر الثمار ... اوعية لها بها عنى استتار
الاكمه المولود اعمى لكنود ... اى لكفور يكنزون المقصود
اى لايؤدون الزكاة الكنس ... اى انجم بالاستتار تكنس
أكنانا اى جمع لكن ماستر ... صاحبه وقاه من بردوحر
مكنون المستور كهف غار ... بجبل لاهله أخبار
أكواب الواحد كوب عريت ... من العرى ومن خراطيم بدت
وهى الاباريق ومعنى كورت ... أذهب ضوءها وقيل لففت
ومنه تكوير عمامة الرجل ... كأسا اناء وبه الشراب حل
معنى استكانوا خضعو اوزان ... استفعلوا قيل بل استكانوا
من السكون افتعلوا للاشباع ... ألفه كما أتى من ينباع
كيدون اى تحيلوا فى امرى ... كيل بعير جملة فى الظهر
حرف اللام
تأويل الالباب العقول لبدا ... كثير اى ذا فوق ذا تليدا
ولبدا جماعة والواحد ... لبدة اما لبد فلا بد
لبوس الدروع والدرع معا ... يجئ واحدا ويأتى جمعا
معنى لبسنا اى خلطنا ملجأ ... اى مفزع يقصده من يلجأ
وقوله جل بحر لجى ... لمعظم البحر انسبته اللج
ويلحدون يعدلون ميلا ... عن الهوى ملتحدا مميلا
الحافا الحاحا ولحن فحوى ... الد أى خصم شديد يروى
ولذة لذيذة ولا زب ... التصق ملتزج التلازب
معنى تلظى اى تلهب لظى ... اسم جهنم شقت تغيظا
اللعنة الطرد لغوب اعيا ... والغوا من اللغو بئس سعيا
باللغو مالم يعتقد يمينا ... تلفتنا تصرفنا يعنونا
الفافا اى ملتفة واحدها ... لف لفيف اى جميعا وفدها
والتفت التقت والفوا وجدوا ... لواقح اى تلقح نخلا تجد
كذا سحابا قيل بل حوامل ... جمع للاقح تقل تحمل
سحابا ان تصرفه فالتقطه ... اخذه من غير قصد لقطه
معنى تلقف تبتلع وتلقا ... تجاه او من عندها تلقى
ادم اى أخذها وقيلا ... بذا تلقونه ايضا اولا
لمزة عياب أو غماز ... فى الوجه بالنطق الخفى مازوا
يلمز اى يعيب بئس الاختراع ... لمستم كناية عن الجماع
اللمم الصغار قيل من ألم ... ولم يعد لما شديدا من لم
هلم اقبل وكذا احضر ... يلهث عنى يخرج لسانا من حر
او عطش للادمى استعملوا ... وطائر لهو الحديث الباطل
اللات كان صنما من حجر ... فى كعبة لواحة للبشر
لواحة الشئ اذا يغيره ... لواذا اى بعض لبعض يستره
لوامة التى لها تلوم ... فى فعلها وتركها مليم
قيل اتى بما يلام الخلص ... من العباد فيه نعم المخلص
يلوون يقبلون لايلتكم ... ينقصكم وقد مضى يألتكم
من لينة اى نخلة واللين ... جمع لها وهى التى تكون
ألوان نخل ليس منها العجوة ... كلا ولا البرنى نعم التمرة
حرف الميم
متكأ قد شذ فيه متكأ ... وذلك ألا ترج فيما يحكى
معنى المتين فالشديد المثلاث ... مثله واحدها العقوبات
معنى اسمه المجيد فالشريف ... يريد فوق كل من شريف
يمحص المعنى يخلص يمحق ... يذهب والمحال ما يتفق
من العقوبات وقيل المكر ... يسعى به لمن اليه الامر
مواخر المفرد منه ماخره ... للماء بالصدر تشق سائره
أجائها المخاض أى تمخض ... الحمل فى البطن لوضع يعرض
معنى يمدونهم يزينون ... لهم ومدين اسم أرض موزون
بفعيل وان يكن من دانا ... فالوزن مفعل ولكن كانا
قياسه مدان والتصحيح ... لبابه عندهم مرجوح
ومرج البحرين يعنى خلا ... بينهما كذا مرجت الفحلا
خليته يرعى مريج مختلط ... ومردوا عتوا ومارد سخط
عليه هكذا مريد من ذا ... ممرد مملس قد اخذا
من ذاك الامرد كذاك المردا ... شجرة ايضا تكون جردا
857 - ومستمر اى شديد مرة ... فوة المروة طود مكة
للسعى فى مرية أى شك فلا ... تمار فيهم لاتجادل أولا
859 - كذا تمارون ومعنى تمترون ... غضبه تستخرجون تجحدون
والمزن فالسحاب والمسيح ... اى يمسح المريض فهو الروح
والخلف فى اشتقاقه قد ذكره ... ستة أقوال مسخنا صيره
خنزيرا او قردا وتفسير مسد ... سلسلة أوليف مقل المسد
ولامساس اى هو المماسة ... ان يتماسا شدة كناية
(يُتْبَعُ)
(/)
عن الجماع ومن أمشاج هيا ... اخلاط الواحد مشج حكيا
مشج مشيج مضغة اى لحمة ... بقدر مايمضغ اى صغيرة
امطر فى العذاب اما الرحمة ... مطر معنى يتمطى مشيه
تبختر تسمى المطيطاء روى ... ملقيا اليدين مع تكفؤ
868 - وأصل ماضى فعله تمططا ... أو من يمد الظهر والظهر المطا
معين اى جار وظاهر معا ... ماعون مايعطى وما قد نفعا
فى جاهلية وفى ذى الملة ... فسر بالزكاة او بالطاعة
ومقتا اى بغض ومعنى المكر ... خديعة مكين اى فى القدر
872 - حضيض اى منزلة مكنا ... له ومكناهم ثبتنا
مكانة مكان المكا الصفير ... الملا الاشراف مملق فقير
أملاق المصدر ملة فدين ... نملى وأملى لهم من الحين
من الملاوة يريد حينا ... أطيل فى مددهم والمنا
شئ له حلاوة على الشجر ... ينزل من السماء فى وقت السحر
وقيل ذاك اسم الترنجبين ... مقطوع التأويل للممنون
مناة اى صنم من الحجارة ... كان مكانه بجوف الكعبة
معنى امانى هو التلاوة ... أو الاكاذيب أو الامنية
ما يتمنى المرء معنى تمنون ... من المنى فى النساء تنزلون
يمنى يخلق كذا يقدر ... مهاد الفراش فأووا واشكروا
ويمهدون اى يوطئونا ... كالمهل دردى الزيت اذ يسقونا
الموج اى مضطرب تمور ... مورا بما هو بها تدور
تميد اى نحركا تميل ... وقوله امتازوا بمعنى اعتزلوا
تميز المعنى به تشقق ... يميز اى يخلص ويفرق
حرف النون
معنى التناؤش بهمز فسرا ... تناولا بالواو يأتى آخرا
نأى بعد ينأون يبعدونا ... معنى نبذناهم به رمينا
فانتبذت فاعتزلت فى ناحية ... تنابزوا أى لاتداعوا ناهية
عن نبز يستنبطونه عنى ... يستخرجونه بحسن الاعتنا
ينبوعا اى من نبع الماء ظهر ... والوزن يفعول وجمعه انكسر
وهو ينابيع وفى نتقنا ... خلف رفعنا او هو افتعلنا
ونجس اى قذروا الانجيل ... هو من البخل او الاصل وقيل
من نجل استخرج والنجم كما ... قيل القران انزلن منجما
والنجم أيضا مامن الارض نجم ... طلع كالعشب ونحوه ولم
يكن على ساق واذهم نجوى ... اى يتناجون سرارا نجوى
ننجيك اى نقليك فوق نجوة ... ونحبه اى نذره للقربة
وانحر اى اذبح او ارفع يدكا ... للنحر بالتكبير فى صلاتكا
نحاس الدخان معنى نحسات ... هى على أصحابها مشئومات
ونحلة اى هبة ناخرة ... بالية وقيل بل فارغة
بصبر فيها من هبوب الريح ... مثل تخير الغائط القزيح
اندادا الواحد قد نظرا ... ناديكم نديا ايضا فسرا
بمجلس نادية من يحضر ... مجلسه نذير اى محذر
انذرتهم أعملتهم وانما ... تكون مع حذر كما قد علما
ينزع اى يفسد ينزغنكا ... اى يستخف او يحركنكا
وينزفون يذهب العقول ... ومنزف نزيف اى تقول
ذاك لسكران وانزف الرجل ... شرابه فرغ تفسير نزل
اى ما يقام لقدوم العسكر ... والضيف ننسأها تؤخر فسر
منساته عصاته النسئ مما ... يفعله الناسئ مما حرما
يؤخر التحريم للمحرم ... لصفر استباحة المحرم
ننسخ بنقل الشئ من موضعه ... لغيره وقيل ذا بفعله
من صحف وقلب من يحفظه ... وقيل بل ابطال حكم لفظه
قد صار مترو كا ونستنسخ ما ... نشبه بالحافظين الكرما
لننسفنه نطير نه ... فى اليم فى البحر نذرينه
ينسفها من ذاك او يقلعها ... ونسك ذبائح واحدها
نسيكه واولو مناسكا ... بمتعبد وعيد منسكا
وينسلون يسرعون مع قرب ... الخطو فى المشى كمشية الذئب
ونسيا الحقير اما لقيا ... لم يلتفت له وتركا نسيا
وأنشأ ابتدأ فالنشأة ... البعث والساعات فالناشئة
النشر فالحياة والنشور ... حياة بعد الموت اذ يثور
ينشركم اول يفرق انشزوا ... ارتفعوا وأصل ذاك النشز
ننشزها نرفعها نشوزا ... البغض للزوج فكن عزيزا
ناصبة تعبة والنصب ... صنم او حجر أيضا ينصب
لذبحهم عليه قلت الانصاب ... جمعه اما بنصب وعذاب
نتعب او ضر انصب اتعب ... اى فى الدعاء أو بنقل القرب
نصب علم من ذاك أنصاب الحرم ... نصوحا أى بالغة ممن عزم
تأويل انصارى عنى اعوانية ... مقدم الرأس عنى بالناصية
نضاختان اى هما فوارتان ... ناضرة نضر فيها لغتان
خف وشد والمراد حسنا ... قلت وبالنضرة بهجة عنا
وأولوا النطيحة المنطوحة ... ينعق أى يصيح فيما فيه صحه
انعام جمع لابفرد فسرا ... ذا ابلا وغنما وبقرا
ويغضون اى يحركونا ... رؤسهم اليك هازئينا
سواحرا أرادبا بالنفاثات ... ينفثن يتفلن به العقدات
ونفحة اى دفعة من شئ ... من دون معظم لذاك الشئ
مانفدت اى فنيت قلت انفدوا ... اى اخرجوا فعجزوا ان ينفذوا
نفيرا اى نفر كذا النفير ... مجتمع القوم لكى يسيروا
(يُتْبَعُ)
(/)
الى عداهم فيحاربوهم ... كذلك النفر جمع عدهم
ثلاثة عشرة وفسرا ... اذا تنفس بمعنى انتشرا
وضوءه تتابع ايضا نفشت ... رعت بليل سرحت وهملت
لذا النهار وكذا سربت ... ونفقا اى سربا واشتقت منه
منه المنافقون معنى ينفقون ... اى يتصدقون مع يزكون
واحدا الانفال الغنائم ونفل ... نقيبا اى ضمينا العريف قل
فنقبوا اى بحثوا تعرفا ... انقذ خلص نقيرا عرفا
بنقرة ظهر النواة الناقور ... ينفخ فيه ملك وهو الصور
انقض اى اثقل حتى سمعا ... نقيضه اى صوته ونقعا
يعنى غبارا نقموا اى انكروا ... وبجوانب مناكب فسروا
انكاثا الواحد نكث ينكث ... للعزل والنقض فمعنى نكثوا
أنكر اى أقبح نكرا منكرا ... نكيرا نكارى نكرا وأنكرا
ونكسوا اى الرؤس استلفت ... وارتفعت أرجلهم أى وعلت
ونكس المريض أى من المرض ... خرج ثم عاد أى الى المرض
ينكس اى يرجع لن يستنكفا ... تأويله أى عندهم لن يأنفا
نكالا أى عقوبة أنكالا ... فسره قيودا أو أغلالا
نمارق الواحد منها نمرق ... وسائد منهاجا المستطرق
وهو طريق واضح معنى النهى ... أى العقول نهية فردتها
تنوء تنهض أناب تابا ... انابة رجوع من قد آبا
معنى التناوش هو التأخر ... نون بحوت او دواة فسروا
حرف الهاء
هبأ الداخل كالغبار ... من كوة البيت لدى النهار
اذ طلعت عليه شمس لاترى ... ظلا ولامس له اذا يرى
هباء منبثا هو المنتشر ... ماثار من سنابك تعبر
من أثر الخيل وذاك اشتقا ... من هبوة وهو الغبار حقا
معنى اهبطوا هو انحدار من علو ... للسفل أما مع مصر فانزلوا
معنى تهجد بالقرآن اسهر به ... هجد نام ليس بالمشتبه
وتهجرون قيل ذا من هجر ... الهذيان أو فترك هجر
كهاجروا أى تركوا بلادهم ... ويهجعون النوم ذاك عندهم
هدّا سقوطا ماهدى اى مارشد ... والهدى ما اهداه للبيت أحد
واحدها هدية أو هدية ... ويهرعون أوقعت ذى البنية
بهم وتلك لهم كأولعا ... به وفى معناه خلف وقعا
فقيل الاستحثاث أو فالاسراع ... أو مع ذعرا وبرعدة يزاع
هزوا السخرى فى يستهزئ ... بهم يقابل جزاما استهزؤا
الهزل معناه اللعب معنى أهش ... اضرب بها الاغصان والمصدر هش
يسقط الورق مرعى للغنم ... هشما اى يابس نبت انهشم
وهضما اى نقص ومهطعينا ... تأويله للداع مسرعونا
هلوعا أى ضجورا الهلاع ... أى أسوأ الجزع وارتفاع
الصوت أصل قولهم أهل به ... ذكر غير الله ذبح لببه
وواحد الاهلة الهلال ... الى ثلاث ذاله يقال
وقمر فى الشهر بعد ينعت ... هامدة ميتة يابسة
منهمر سريع الانصباب ... مع كثرة همزة عياب
وفى القفا همسا بمعنى الاصوات ... وهمزات نخسات نزغات
مهيمنا شاهدا أو مؤتمنا ... أو فر قيبا والمهيمن عنى
اى قائما وهودا أى يهودا ... هدنا يتبنا حدفوا مازيدأ
وهار الساقط الاصل هائر ... أسقطت اليا وأتت فى الاخر
وهونا أى رويدا الهون الهوان ... أهون هين ليس للتفضيل كان
مابين الارض والسماء الهواء ... أما وأفئدتهم هواء
فقيل جوف عدمت عقولا ... وقيل منحرفة ذهولا
ليست تعى استهوئه أى هوت به ... تهوى أى تقصدهم من حيه
مهيلا السائل شرب اليهم أى ... أصابها الهيام لايحصل رى
مع شربها أى ابل يهيمون ... تأويله لغير قصد يذهبون
هيهات يكنون به عن بعد ... وهو اسم فعل حصرت بالعد
حرف الواو
يوبق عنى يهلك وبال أمرهم ... عاقبة الوبال أجل كفرهم
وبيلا اى ذى وخم شديد ... يتركم ينقص بل يزيد
والوتر فالفرد الوتين أى نياط ... القلب ميثاقا هو العهد يحاط
أو ثانا الوثن ماهو معد ... من غير صورة له ان يعبد
ووجنت اى سقط من وجدكم ... بضم واوه عنى من وسعكم
أوجس اضمرا احس شرا ... أو جفتم اسرعتم أى سيرا
ووجلت خانت ووجه أوله ... بقبلة وجه النهار أوله
أوحيت القيت كذا أوحى لها ... كذا الى النحل عنى ألهمها
ود تمنى وأحب والودود ... أى المحب ودا أى ذا المعدود
- فى خمسة أصنامهم منها سواع ودع ... أى ترك من ذاك الوداع
997 - الودق فالمطر تراث ميراث ... التاء من واو وأصله وراث
واردهم من قد والاستسقا ... وردة أى كلون ورد أشرقا
- وردا اعطاش ورقكم فضتكم ... تورون أى تستخرجوا بقد حكم
من زند التوراة فالضياء ... والنور عند بصرة والتاء
- من واوا بدلت ووزرا أثما ... وأصله الحمل الثقيل اما
أوزارها فهى السلاح لاوزر ... لاملجأ أوزعنى الهمنى فبر
ويوزعون يحسبون كفا ... موزون أى قدر وزنا عرفا
وسطا المعنى خيارا عدلا ... ووسعها طاقتها أى حملا
(يُتْبَعُ)
(/)
وسق أى جمع وقيل بل علا ... واتسق المراد تم كملا
وامتلا الليل به أو استوى ... وسيلة أى قربة لذى القوى
للمتوسمين من تفرسا ... ألقى له سرا عنى يوسوسا
تأويل لاشية فيها انها ... لالون فيها غير أصل لونها
- واصب الدائم بالوصيد أى فناء ... كهفهم لدى الباب أخى
مؤصدة مطبقة عليهم ... معنى وصيلة كما قد زعموا
شاة لسبعة بطون ولدت ... فان يك السابع انثى تركت
أو ذكر اذبح ثم أكلت ... منه النساء والرجال أو أتت
بذا وذى معافتلك وصلت ... ذاك فلم تذبح كما قد نزلت
وحرموا الانثى على النساء ... ومن يمت حل لكل جائى
تأويل وصلنا لهم أتبعنا ... البعض بعضا ليعوه عنا
لاوضعوا الاسرعوا موضونه ... بعض على بعض لهم منسوجة
وطأ هو المصدر منه الوطأ ... وطاء أى موافقة والحاجة
أول بها وطرا الموعظة ... تخوبف ماتأتى به العاقبة
تعيها تحفظها مايوعون ... فى الصدرمن تكذيبهم هم يجمعون
وفدا هم الركبان فوق الابل ... والواحد الوافد ثم أول
فيسرعون يوفضون واقصد ... بيوفاكم توفى العدد
اجمع واستيفاؤه معنى وقب ... دخل موقوتا موقت الطلب
ميقات وقتت من الوقت هما ... قرن من الوقار وقارصمما
وقوله الواقعة القيامة ... متكئا قيل هو النمرقة
أو مجلس أو الطعام خلف ... وكزه ضربه والكف
بجمعها اصابه فى صدرة ... وكيلا الكفيل فى أموره
وليجة مافى سواه تدخل ... وليس منه منه تولج ندخل
ولدان الغلمان من قد قرأ ... اذ تلقونه من الولق رأى
وذلك استمراره بالكذب ... ولاية امارة فاجتنب
ولاية نصرة مولانا الولى ... ومعتق أو صهر المولى أخى
أولى لهم تهدد وعيد ... لاتنيا لاتفتر ايريد
وهاجا الوقاد وهنا ضعف ... واهية انخراقها والضعف
ويل لهم هلكة أو وادى ... فى النار أو قبح خلاف بادى
حرف الياء
لاتيأسوا لاتنقطوا وأفلم ... ييأس فمعناه لديهم يعلم
ويتبين لغة للنخع ... ويبسا أى يابسا فاستمع
يسير السهل اليسير فالقليل ... والميسر القمار ائمة ثقيل
اليم فالبحر تيمموا اقصدوا ... وباليمين قيل فيه المقصد
بأنه القوة والقدرة أو ... تفسيره تصرفا خلفا حكوا
وينعه مدركه كتجر ... وتاجر يانع الفردادر
يقال فى فاكهة قد أقبلت ... ينعت وأينعت اذا ما أدركت
نظمتها فى سفرى لمكة ... بدأو عودا مع شغل الفكرة
وكملت عند السويس عائدا ... من سفرى لفضل ربى حامدا
مصليا على نبى الرحمة ... فهو شفيعى وهو لى وسيلتى
والحمد لله وحده وحسبنا الله ونعم الوكيل والله أعلم
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=86307
ـ[محمد براء]ــــــــ[26 Apr 2008, 03:29 م]ـ
ربما كان حفظ كتاب أبي حيان أحسن من حفظ هذه الألفية ..
ما رأيكم؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[26 Apr 2008, 04:41 م]ـ
ربما كان حفظ كتاب أبي حيان أحسن من حفظ هذه الألفية ..
ما رأيكم؟
كلاَّ وربِّك فالنظم تقييد للمنثور وجمع لشتاته , ولو كان الأمر كما تفضلت لما احتيج في العلم لنظم منثور البتة , ولكن قدرات الناس وميولهم قد تختلف , فتجد أقواما يحفظون آلاف الأبيات من المنظومات ويعجز عن حفظ صفحة منثورة والعكس كذلك.
ولكنَّ النظم يبقى الأسهل والأفضل دائماً
ـ[عيسى الدريبي]ــــــــ[26 Apr 2008, 05:19 م]ـ
صدقت اخي محمود فللنظم اثره في ضبط المسائل أنا ارشحك لتحقيقها [فتوكل على الله
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[26 Apr 2008, 07:17 م]ـ
ننتظرها محققة من الشيخ محمود قريبا إن شاء الله ..
ـ[محمد براء]ــــــــ[28 Apr 2008, 07:31 ص]ـ
كتاب أبي حيان ليس صعبا لأنه يأتيك بالكلمة ومعناها بلفظ أو ألفاظ قليلة، فهو ليس كالمنثورات المعقدة التي يذلل النظم ممتطاها لذلك أرى أن حفظ أفضل من حفظ هذا النظم.(/)
القراءات المفسرة: الأستاذ الدكتور عبد الهادي دحاني
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[17 Feb 2007, 11:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
أما بعد فهذا تقرير عن أطروحة دكتوراه دولة أعدها الأستاذ الدكتور عبد الهادي دحاني، تحت إشراف الأستاذ الدكتور محد ديباجي العميد الأسبق، وترأس لجنة المناقشة الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي، و قد أجيزت الأطروحة بميزة حسن جدا سنة 2002 م. وذلك برحاب كلية الأداب، جامعة شعيب الدكالي، الجديدة المغرب.
وتجدون رفقته تقريرا مفصلا عن الأطروحة أعده الأستاذ الدكتور عبد الهادي دحاني، أستاذ القراءات و علوم القرآن و التواصل بشعبة الدراسات الإسلامية.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
ـ[أحمد الحمادي]ــــــــ[17 Feb 2007, 03:42 م]ـ
استاذنا احمد الصاوي -حفظه الله-
هل رسالة الدكتور عبد الهادي دحاني منشورة؟
وكيف يمكننا الحصول على نسخة منها؟
ـ[د. أنمار]ــــــــ[17 Feb 2007, 11:35 م]ـ
قرأت المقال الملحق ولا بأس به، لكن عجبت جدا من خطأ الدكتور في قوله:
ولهذا رأينا أبا بكر بن مجاهد يهتم كثيرا ببيان أثر القراءات في التفسير، وهو الذي ورد عنه قوله: "عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات، أقفه عند كل آية، أسأله فيم نزلت وكيف كانت". وقال:" لو كنت قرأت قراءة ابن مسعود لم أحتج أن أسأل ابن عباس عن كثير مما سألت".
اهـ
لا أدري كيف وهم مثله في هذا؟
فأين ابن مجاهد من ابن عباس. بينهما 200 سنة على الأقل.
إنما هو أبو الحجاج مجاهد بن جبر المخزومي مولاهم المكي التابعي الثقة الإمام في التفسير، وفاته سنة 101 وله 83 سنة.
أما أبو بكر بن مجاهد فهو أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي البغدادي مسبع السبعة ولادته 245 ووفاته 324.
والأثر رواه الطبري في تفسيره بسنده عن مجاهد قال: ((عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته أوقفه عند كل آية منه وأسأله عنها)).
(ط: الحلبي ج 1 ص 65 و ج2 ص 404)
وابن أبي شيبة برقم 30287 - حدثنا الفضل بن دكين عن شبل عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال عرضت القرآن على بن عباس من فاتحته إلى خاتمته ثلاث عرضات أفقه عند كل آية
المصنف (6/ 154)
والدارمي قال أنا الحكم بن المبارك أخبرنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحق عن أبان بن صالح عن مجاهد قال لقد عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات أقف عند كل آية أسأله فيم أنزلت وفيم كانت فقلت يا ابن عباس أرأيت قول الله تعالى فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله قال من حيث أمركم أن تعتزلوهن
برقم 1120
ج1/ 273
قال الذهبي في تذكرة الحفاظ:هذا حديث حسن الإسناد 2/ 705
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[17 Feb 2007, 11:55 م]ـ
حبذا أستاذنا الكريم أن تدلنا على طريقة لتحصيل نسخة من هذه الرسالة فهي من الأهمية بمكان، وجزاك الله خيراً
ـ[د. أنمار]ــــــــ[18 Feb 2007, 12:13 ص]ـ
فائدة:
الأثر الثاني عزاه المؤلف للحلية ووجدته كذلك مسندا عند ابن عساكر في تاريخ دمشق (57/ 27) قال أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله الكروخي أنا محمود بن القاسم بن محمد وابو نصر عبد العزيز بن محمد وابو بكر أحمد بن عبد الصمد قالوا أنا عبد الجبار بن محمد الجراحي أنا محمد بن أحمد بن محبوب أنا محمد بن عيسى الترمذي نا ابن أبي عمر نا سفيان بن عيينة عن الأعمش قال قال مجاهد لو كنت قرأت قراءة ابن مسعود لم أحتج أن أسأل ابن عباس عن كثير من القرآن مما سألت
وذكره معلقا الذهبي في سير الأعلام وابن حجر في التهذيب وغيرهم
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[18 Feb 2007, 03:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخوان الفاضلان: نشر الخزامي و محمد سعيد الأبرش ـ حفظهما الله ـ
السلام عليكما و رحمة الله و بركاته.
أما بعد فإني أشكر لكما تواصلكما و تقديركما، مع الإشارة إلى أن الرسالة للأسف الشديد لم تنشر، و توجد مرقونة بكلية الآداب و العلوم الإنسانية، بالجديدة، المغرب.
أما بالنسبة للأخ أنمار ـ حفظه الله ـ أحب أن أبين أن أستاذا للقراءات و معدا لأطروحة دولة نالت أعلى الدرجات لا يمكن أن يقع في ماذهب إليه من خطأ، تلاميذنا لا يقعون فيه، و إنما هو من باب السهو، والعجلة في إعداد التقرير، حيث استعجلت الأستاذ الكريم نزولا عند رغبة بعض الإخوة الأفاضل رواض هذا الموقع ..
و من باب اللياقة لا يجوز لنا إصدار أحكام القيمة من قبيل: لا بأس به. فالرجل أستاذ مشهود بكفاءته العلمية. وأنا نقلت التقرير دون أن أقرأه على خلاف عادتي، ثقة مني في كفاءته العلمية. كما أن لجنة يرأسها شيخ القراءات بالمغرب الأستاذ الدكتور التهامي الراجي قيمت الرسالة بأعلى ميزة: جيد جدا، فكيف نسمح لأنفسنا بإصدار حكم قيمة عار من كل ما يبرره، خاصة و نحن نتعامل مع من يفترض فيهم أنهم يرعون للعلماء حرمتهم. و للزمالة مكانتها، و أن يكونوا إيجابيين لا من يرون من الكأس إلا الجزء الفارغ. فضلا على أن ما يقال في هذه المنتديات العامة غير ما يفصح عنه الأقران في منتدياتهم الخاصة. لذا فإنني آمل أن نرفع من مستويات النقاش، مع احترام أدبياته.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أنمار]ــــــــ[18 Feb 2007, 04:49 م]ـ
سعادة الدكتور الضاوي حفظه الله من كل مكروه.
لا شك أن صدور مثل هذا الوهم لا يكون إلى على سبيل السهو غير المقصود نظرا لتردد اسم ابن مجاهد بين القراء بكثرة، ولست متهما أحدا بالتقصير لا أنتم ولا من ناقش الرسالة. لكني نقلت تعجبي واستدراكي لئلا ينقل بعض الطلبة هذه المقولة أو غيرها دون تحقق أو رجوع للأصول. وهي إن دلت فإنما تدل على عظمة الخالق وكماله، وأن الطبيعة البشرية قد تغلب في بعض الحالات عند الخاصة كما هي عند العامة.
وتأمل هذه القصة: روى في المنتظم في التاريخ في أحداث سنة تسع وثمانين ومائة
قال أخبرنا القزاز أخبرنا أحمد بن علي أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الأصفهاني حدثنا جعفر الخالدي حدَّثنا ابن مسروق حدَّثنا سلمة بن عاصم قال: قال الكسائي: صليت بهارون الرشيد فاعجبتني قراءتي فغلطت في آية ما غلط فيها صبي قط أردت أن أقول: لعلهم يرجعون فقلت: لعلهم يرجعين فواللّه ما اجترأ هارون أن يقول لي أخطأت ولكنه لما سلمت قال لي: يا كسائي أي لغة هذه قلت: يا أمير المؤمنين قد يعثر الجواد.
فقال: أما هذا فنعم
===========
ولا أدري إن كانت (لا بأس) لديكم في المغرب العربي تعني شيئا آخر.
وهي عند علماء الأصول من ألفاظ التعديل لا الجرح. وانظر مقدمة التقريب، وتدريب الراوي وغيرهما.
ثم ماذا صار في الكون إن لم تبهرني المقالة أمام من ذكرت أسماءهم، علما بأن الحكم إنما كان على 12 صفحة أما الحكم على الرسالة فمتعذر لعدم اطلاعنا إلا على ما يشبه العناوين منها.
والله أعلم.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[08 Jan 2010, 02:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
أما بعد فهذا تقرير عن أطروحة دكتوراه دولة أعدها الأستاذ الدكتور عبد الهادي دحاني، تحت إشراف الأستاذ الدكتور محد ديباجي العميد الأسبق، وترأس لجنة المناقشة الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي، و قد أجيزت الأطروحة بميزة حسن جدا سنة 2002 م. وذلك برحاب كلية الأداب، جامعة شعيب الدكالي، الجديدة المغرب.
وتجدون رفقته تقريرا مفصلا عن الأطروحة أعده الأستاذ الدكتور عبد الهادي دحاني، أستاذ القراءات و علوم القرآن و التواصل بشعبة الدراسات الإسلامية.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
اطلعت على التقرير واستفدت منه , فشكر الله لكم فضيلة الأستاذ الدكتور / أحمد بزوي الضاوي , على جهودكم , وجعل ذلك في ميزان حسناتكم.
وآمل أن تسعوا لنشر هذه الرسالة حتى يستفاد منها , وأظن من السهل أن تنشروا نسخة الكترونية بصيغة pdf إن أذن الباحث بذلك , ولعله يكون من العلم النافع الذي ينتفع به صاحبه بعد موته , فطرق النشر في هذا الزمن متاحة ومتعددة.
أسأل الله أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[08 Jan 2010, 04:16 م]ـ
.
بارك الله فيكم يا سعادة الدكتور أحمد بزوي وجزاكم الله عن العلم وأهله خير الجزاء
مع تحياتي.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[09 Jan 2010, 06:18 م]ـ
أشكركم سعادة الدكتور أحمد بزوي الضاوي على التنويه بهذه الأطروحة القيمة، وأثني على ما ذكر الإخوة من أهمية تداولها ونشرها.
كما أود أن أشير إلى أن الباحث قصد بالقراءات المفسرة: كل قراءة كان لها دور في توضيح معنى قراءة أخرى سواء كانت متواترة أو شاذة.
وهذا بخلاف ما هو متعارف عليه -كما أشار في بداية التقرير- من أن إطلاق القراءة المفسرة أو التفسيرية إنما يقع على ما يوضح المعنى من القراءات الشاذة دون المتواترة.
وحول هذا المتعارف عليه يدور كلام الباحثين عند التطرق لهذا الموضوع، وينظر على سبيل المثال هذا الرابط هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6912) .
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Apr 2010, 12:00 م]ـ
بارك الله فيكم على هذه المعلومات القيمة، وأطيب تحياتي للدكتور أحمد الضاوي وصديقه الدكتور عبدالهادي دحاني.(/)
::: دلائل الآيات:::
ـ[سلسبيل]ــــــــ[17 Feb 2007, 01:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يقوم ديننا على الكتاب والسنه فلا بد لكل قول أو عمل أو اعتقاد من دليل من أحد هاذين الأصلين حيث مصادر الدين إنما توقف عليهما
لذا سأضع بإذن الله تعالى الحكم أو الإعتقاد أو القول (في جميع الأبواب) سواء العقديه أو الفقهيه أو غيرها
ثم أذكر أدلته من كتاب الله عز وجل أو الآيات التي يمكن الإستشهاد بها في هذا المقام من غير تفصيل
::::::::::::::::::::::::
الإيمان يزيد وينقص
الآدله من القرآن الكريم:
- (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) الكهف
- (وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا) المدثر
- (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم تجري من تحتهم الانهار في جنات النعيم دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين). يونس
- (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) البقرة/260.
- (وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ) التوبة
يتبع بإذن الله تعالى::::::::::
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Feb 2007, 11:46 م]ـ
موضوع قيم، وأرجو الاستمرار فيه مع ترتيبه بطريقة منهجية على أبواب كتب الاعتقاد مثلاً، أو أبواب كتب الفقه.بارك الله فيكم ونفع بكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Feb 2007, 11:47 م]ـ
موضوع قيم، وأرجو الاستمرار فيه مع ترتيبه بطريقة منهجية على أبواب كتب الاعتقاد مثلاً، أو أبواب كتب الفقه، وإتماماً للفائدة يذكر بعد إيراد الدليل (وجه الاستدلال) فقد يكون الوجه غير ظاهر في بعض الأدلة.
بارك الله فيكم ونفع بكم.(/)
هل القرطبى المفسر هو صاحب الاعلام بما فى دين اليهود والنصارى من الفساد والاوهام
ـ[يسري خضر]ــــــــ[17 Feb 2007, 05:00 م]ـ
لقد جاء فى تحقيق الدكتور عبدالله التركى حفظه الله اثناء ترجمة الامام القرطبى صاحب الجامع لاحكام القران انه هو صاحب كتاب الاعلام بما فى دين اليهود والنصارى من الفساد والاوهام وتلك مسالة قد حققها كثير من الباحثين وبينوا ان القول بذلك عار عن الصحة واوردوا دلائل كثيرة على ان القرطبى المفسر ليس هو صاحب الاعلام بما فى دين اليهود والنصارى من الفساد والاوهام ومن هذه الدراسات ما جاء فى موقع الاسلام اليوم للدكتور محمد ابراهيم ابا الخيل حيث يقول ((هل القرطبي المفسر هو مؤلف كتاب الإعلام بما في دين النصارى من الأوهام?
د. محمد بن إبراهيم أباالخيل أستاذ مساعد في كلية العلوم العربية والاجتماعية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم 10/ 11/1423
24/ 01/2002
منذ القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي صَعَّدَ نصارى الأندلس – بدعم من إخوانهم الأوربيين – حروبهم ضد مسلمي الأندلس، فاشتبكوا معهم في وقائع عسكرية شرسة، واجتاحت جيوشهم أراضي إسلامية واسعة، ولم يكتفوا بذلك، بل عززوا حربهم العسكرية تلك بحرب أخرى اتخذت من الكلمة والفكرة سلاحاً لها، يصح لنا تسميتها بالحرب الفكرية،ذاك أن مفكريهم من رجال الدين وغيرهم أخذوا – مشافهة وكتابة – يهاجمون عقيدة الإسلام وأحكامه وآدابه، ويشككون بالقرآن الكريم، وينالون من الرسول صلى الله عليه وسلم،ويقللون من شأن لغة الدين – اللغة العربية – ومن أمثلة هؤلاء كاتب نصراني (1) صنف في أول القرن السابع الهجري كتابا ًسماه " تثليث الوحدانية في معرفة الله " وبعثه من طليطلة عاصمة مملكة قشتالة النصرانية إلى أهل قرطبة " معترضاً فيه لدين المسلمين نائلاً فيه من عصابة الحق الموحدين" (2) وقد سعى إلى تسويق كتابه هذا بين المسلمين ليستنزل به الأغنياء الأغمار " (3). ثم إنه تطاول أكثر على الدين الإسلامي، وأخذ يكثر من الاعتراض عليه، ويتبجح عند قومه النصارى أن علماء الأندلس ليس في مكنتهم مجاراته في أقواله،ولا الرد على شبهاته. (4) ولهذا قام أحد العلماء القرطبيين بالتصدي لهذا الكاتب النصراني. فاقتفى أقواله قولاً بعد قول، وناقشه مناقشة علمية جلى فيها فساد كلامه وتناقضه، وذلك في كتاب وسم بـ" الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام وإظهار محاسن الإسلام وإثبات نبوة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام " (5) وقد نسب هذا الكتاب إلى القرطبي المفسر المشهور، نزيل مصر: محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجى (6) المتوفى سنة 671هـ/1273م.
ولكن هل كتاب " الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام ... " من تواليف القرطبي المفسر المشهور هذا؟
فيما يلي من كلام سنناقش المسألة من أطرافها لعلنا نجيب عن الاستفهام، ونصل إلى المؤلف الحقيقي للكتاب.
فأولاً: لا جدال أن المؤلف قرطبي، يوحي بذلك ما جاء في مقدمة كتاب الإعلام بأنه بادر بالنظر في كتاب " تثليث الوحدانية " الوارد إلى قرطبة بصفته أحد علمائها (7)، علاوة عن أن مخطوط الإعلام قد كتب تحت عنوان أنه " للقرطبي رحمه الله " (8).
ثانياً: من الواضح أن الكتاب تم تأليفه قبل سقوط قرطبة بأيدي النصارى عام 633هـ/1236م (9)، فالمؤلف يقول عن كتاب النصراني إنه " بعث به من طليطلة أعادها الله إلى مدينة قرطبة حرسها الله (10) " فعبارة " حرسها الله " تدل على أن قرطبة ما زالت في حوزة المسلمين بعكس قوله عن طليطلة " أعادها الله " التي تعنى أنها قد خرجت من سلطان المسلمين.
ثالثاً: بل يبدو لنا أن الكتاب قد ألف قبل سقوط قرطبة بمدة ليست بالقصيرة، فالمؤلف حين تحدث عن الإسلام وظهوره على الدين كله قال: " وهذا دين الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم له ست مائة سنة ونيف من الأعوام، وهو باق إلى آخر الأيام ... " (11) وفي موضع آخر قال "وهذا دين محمد رسولنا صلى الله عليه وسلم قائم منذ ست مائة سنة ونيف" (12). فهذا يثبت أن الكاتب صنف كتابه بعد عام ست مائة هجرية بسنوات معدودات. فنيف تفيد الزيادة القليلة على العدد، حتى أن بعض أهل اللغة يراها بين الواحدة إلى الثلاث (13).
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعاً: ثم إن المتأمل في مقدمة الإعلام يحس بأن الكاتب كان من أعلام علماء قرطبة، وليس من غمار طلبة العلم العاديين، فهو يرى أن جواب النصراني قد تعيَّنَ عليه (14)، بل يحكي أن جماعة من إخوانه رغبوا إليه أن يرد على ذلك النصراني (15)، مما يفيد أنه كان على قدر من العلم كبير.
خامساً: وإذا قلبنا صفحات الكتاب انكشف لنا أن صاحبه رجل غزير العلم، واسع الثقافة، كثير الاطلاع، فهو عالم بأصول الدين ودقائق العقيدة، ذو معرفة باللغة والحديث والتفسير والسيرة ولديه حظ وافر من الشعر والحكم والأمثال.
سادساً: ثم إننا إذا كررنا النظر في الكتاب استبان لنا أننا أمام كاتب عارف بطرق المجادلة، متمرس على فنون المحاججة، قد اطلع على كثير من أسفار النصارى وكتاباتهم (16)، وتتبع بعض ما كتبه العلماء المسلمون من ردود عليهم (17) بل إنه وعد بإفراد كتاب للرد على أحد مشاهير علماء النصارى السابقين عندما تعرض لبعض أقواله (18). وهذه الأشياء كلها تنبئ إن مؤلف الإعلام شخص متخصص في الدراسات المتصلة بالنصرانية قد صرف وقتاً من عمره للإحاطة بها.
وبناء على هذه المعطيات التي تجمعت لنا حول كتاب الإعلام ننظر الآن إلى أي حد تتوافق وأحوال القرطبي المفسر محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الذي ينسب إليه الكتاب. فنقول كان القرطبي المفسر حتى سنة 628هـ/1231 م لا يزال يقرأ العلم على مشايخ قرطبة (19)، بل إنه في السنة التي سبقتها قد تردد في مسألة علمية بين ثلاثة من علماء قرطبة ليستفتيهم في شأنها (20) الأمر الذي يفيد أن القرطبي المفسر حتى ذلك الحين لا يعدو أن يكون طالب علم في قرطبة لا يتميز عن غيره من الطلاب. وإذا تذكرنا أن كتاب الإعلام قد ثبت تأليفه قبل عام 633هـ 1236م وربما قبل ذلك بسنوات ليست قليلة – كما رجحناه- وأن مؤلفه – حسبما استنتجنا – كان من علماء قرطبة البارزين، وأنه متخصص في الدراسات المتعلقة بالنصرانية – إذا تذكرنا هذه الأشياء جميعها وقارناها بوضع القرطبي المفسر في المدة الزمنية عينها ألفيناها بعيدة الاتفاق، وأنه من غير المعقول أن يكون القرطبي هذا هو مؤلف الإعلام، فهو لم يكن حينذاك من علماء قرطبة المعدودين،ولم يبدُ عليه أي اهتمام بالدراسات النصرانية وما يرتبط بها، وإذا ملنا إلى تأليف كتاب الإعلام في أوائل القرن السابع الهجري كان القرطبي المفسر – فيما يبدو – صبياً وقتها ليس في مقدوره تصنيف الكتاب ناهيك عن تصنيف كتاب مثل كتاب الإعلام.
وأمر آخر يضعف أن يكون كتاب الإعلام للقرطبي المفسر، وهو أن نسبة هذا الكتاب إليه تبناها بعض المهتمين بكتب التراث من المتأخرين (21) فما تحت أيدينا من مصادر قديمة سواء كانت مغربية أو مشرقية ترجمت للقرطبي المفسر لا تذكر كتاب الإعلام في عداد مؤلفاته، مع أنه من المفترض – لو كان قد ألفه – أن يأتي ذكره في رأس قائمة المصنفات التي كتبها بصفته أحد مؤلفاته الأولي؛ وبخاصة عند المغاربة والأندلسيين،إذ يلزم أن يكون القرطبي قد كتب كتاب الإعلام قبل مغادرته الأندلس،ولو كان ذلك كذلك لما فات على هؤلاء المؤرخين المغاربة والأندلسيين معرفتهم بتأليفه له– وهم الذين حرصوا على تتبع أخباره لما استوطن مصر بعد تركه الأندلس (22).
ومما يضعف نسبة الإعلام إلى القرطبي المفسر – أيضاً – أن الذين كتبوا عنه من المعاصرين، وعنوا بحصر مؤلفاته، وتعقبوا أماكن وجودها، لم يعثروا على إشارة لهذا الكتاب في تضاعيف مؤلفاته المعروفة رغم أن كتبه ترددت أسماء بعضها في بعض، لأن منهجه في التأليف الابتعاد عن تكرار المعلومات أكثر من مرة (23)، فكثيراً ما يكتفي – إذا عرضت له مسألة من المسائل – بالإحالة من كتاب إلى آخر من كتبه، فيذكر هذا الكتاب أو ذاك بعنوانه المعروف (24). ولا شك أن كثيراً من المسائل المتصلة بالنصارى وعقائدهم قد تطرق إليها، وبخاصة في كتابه التفسير، فلو كان الإعلام من مؤلفاته ليس هذا فحسب، بل ومن أوائلها لأحال إليه وردد اسمه سواء في التفسير أو غيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
وخلاصة ما نخرج منه بعد هذا النقاش أن القرطبي المفسر محمد بن احمد بن أبي بكر بن فَرْح الأنصاري المتوفى سنة 671هـ/1273م يبعد أن يكون هو مؤلف كتاب "الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام " والأقرب أن يكون مصنفه أحد علماء قرطبة الآخرين، وربما كان من شيوخ القرطبي المفسر.
ولقد عثرنا على إحالات لأبي العباس أحمد بن عمر القرطبي (25) (ت656 هـ/1258م وهو شيخ القرطبي المفسر (26). في شرحه لصحيح مسلم (27) يشير فيها إلى كتاب اسمه "الإعلام "، وذلك في عدة مواضع، الأول: حينما عرض لبركة النبي صلى الله عليه وسلم قال: وذكرنا من ذلك جملة صالحة في كتاب (الإعلام بمعجزات النبي عليه الصلاة والسلام) (28) " الثاني: لما أشار إلى أن نبينا صلى الله عليه وسلم قد أعطي من كل نوع من أنواع معجزات الأنبياء عليهم السلام قبله عقب على ذلك بقوله" كما أوضحناه في كتابنا المسمى بـ (الإعلام بصحة نبوة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام) " (29) الثالث: عندما تطرق لصفة الرسول صلى الله عليه وسلم في الكتب القديمة قال" وقد ذكرنا منه مواضع كثيرة جاءت في كتب أنبياء بني إسرائيل في كتاب (الإعلام) " (30). الرابع: حين رد على القائلين بأن الحواريين كانوا أنبياء أُرسلوا إلى أناس بعد عيسى عليه الصلاة والسلام قال" وهو قول أكثر النصارى كما ذكرناه في كتاب (الإعلام) " (31) الخامس: لما تعرض لتأويل النصارى للختان قال: وليس هذا بأول جهالاتهم، فكم لهم منها وكم؟ ويكفيك من ذلك أنهم زادوا على أنبيائهم في الفهم، وغلطوهم فيما عملوا عليه، وقضوا به من الحكم " ثم قال " وقد أسبغنا القول في هذا في كتاب (الإعلام) " (32).
وإذا أرجعنا البصر في هذه الإحالات الخمس نلحظ ما يلي:
1 - في الأولى جاء الكتاب باسم " الإعلام بمعجزات النبي عليه الصلاة والسلام "، وفي الثانية باسم "الإعلام بصحة نبوة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام " وفي الثلاث الباقية اكتفى فقط بالكلمة الأولى من العنوان وهي "الإعلام".
2 - موضوعات الإحالات الثلاث الأولى تتسق وموضوع كتاب الإعلام هذا الذي يشير إليه أبو العباس القرطبي بصفته أحد مؤلفاته، فهي تمس – كما هو واضح – معجزات النبي صلى الله عليه وسلم وإثبات صحة نبوته بالمعجزات أو بأوصافه في التوراة والإنجيل، بينما الإحالتان الرابعة والخامسة يبعدان في موضوعيهما عن موضوعات الإحالات الثلاث الأولى، فهما يختصان بالرد على النصارى، وتبدوا الخامسة أكثر تعلقاً بموضوع الرد على النصارى. فهو – كما سبق- لما ذكر تأويلات النصارى المضلة، وافتراءاتهم على أنبيائهم عقب بقوله " وقد أسبغنا القول في هذا في كتاب (الإعلام) ". وبناء على هذا الاستنباط فيفترض أن يكون كتاب الإعلام هذا أكثر من واحد، وبخاصة أن المؤلف ذكر اسمه بثلاث صيغ، فيكون – مثلاً – واحد منها يختص بإثبات نبوته صلى الله عليه وسلم،والثاني يعنى بالرد على النصارى. وإما أن يكون الكتاب واحداً، ولكن مؤلفه لم يلتزم بالعنوان.
3 - إذا عدنا إلى الكتاب المنسوب إلى القرطبي المفسر وهو "الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام وإظهار محاسن دين الإسلام وإثبات نبوة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام " ألفيناه يتضمن موضوعات كل الإحالات الخمس التي سردناها قبل قليل، ففيه أمثلة عن بركة الرسول صلىالله عليه وسلم (33)،وفيه التأكيد على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أعطي من كل نوع من أنواع معجزات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قبله (34)، وفيه أمثلة كثيرة من أوصاف الرسول صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل (35)، وفيه رد على القائلين بإرسال الحواريين إلى الناس بعد عيسى بصفتهم أنبياء (36)، وفيه نقد لكثير من جهالات النصارى و ضلالاتهم (37). فهل يعني، الكتاب الذي يعزو إليه القرطبي أبو العباس ويسميه " الإعلام " هو كتاب " الإعلام " الذي نروم معرفة مؤلفه، وبخاصة أن الكلمة الأولى من العنوان في الكتابين واحدة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إننا لا نستطيع البت في الإجابة على هذا السؤال، لأن كتاب " الإعلام " لأبي العباس القرطبي في حكم المفقود، فهو غير موجود بين أيدينا،ولا نملك نصوصاً منه ـ ولو محدودةـ لنجري مقارنة بينه وبين ما جاء في كتاب " الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام .. " فلنتدبر إذن في أحوال أبي العباس القرطبي هذا، ونقارنها بما كنا قد استخلصناه من صفات توفرت في مؤلف ذلك الكتاب لعلنا نصل إلى شيء فيما نحن بصدد التثبيت منه.
لقد ضنت المصادر علينا بأخبار عن حياة أبي العباس القرطبي في الأندلس، فكل ما نعرفه أنه ولد في سنة 578هـ /1182م في قرطبة، وسمع فيها الكثير (38). على أن ثمة خبراً ذكره أبو العباس عن نفسه يلقي ضوءاً على أحد الجوانب التي تهمنا معرفتها من حياته، وفيما يلي سوف نسوق بعض هذا الخبر بالنص وبعضه الآخر بالمعنى. قال أبو العباس (39) " أني لما وصلت إلى تونس قاصداً الحج سمعت أخباراً سيئة عن البلاد المصرية من جهة العدو الذي غلب على دمياط، فعزمت على المقام بتونس إلى أن ينجلي أمر العدو: ثم ذكر أنه رأى في المنام وكأنه في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه يسلم عليه، وعندئذ زال عنه الخوف وتجدد عزمه على قصد الحجاز، ثم قال: " وسافرت إلى أن وصلت الإسكندرية عن مدة مقدارها ثلاثون يوماً .. فوجدتها والديار المصرية على أشد خوف، وأعظم كرب، والعدو قد استفحل أمره، وعظمت شوكته،فلم أُكمل في الإسكندرية عشرة أيام حتى كسر الله العدو ... " (40)، ثم ختم كلامه بقوله " ثم إن الله تعالى كمل علي إحسانه وإنعامه وأوصلني بعد حج بيته إلى قبر نبيه (41) ومسجده، فرأيته و الله في اليقظة على النحو الذي رأيته في المنام من غير زياد ولا نقصان " (42).
يفهم من خاتمة كلام أبي العباس القرطبي أنه لم يسبق له القدوم إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل هذه المرة، وبالتالي أنه لم يسبق له حج بيت الله الحرام قبلها أيضاً، وإذا كان قد نص على أن وصوله إلى تونس كان بقصد الحج، فإن هذا يُلهم أنه قدم من بلده الأندلس سواء كان مباشرة أو بعد مرور بالمدن المغربية الواقعة إلى الغرب من تونس، فكان خروجه هذا من الأندلس لأول مرة. فالأندلسيون و المغاربة كان أول شيء يحرصون على المبادرة فيه إذا خرجوا إلى المشرق هو التوجه إلى أرض الحجاز لأداء فريضة الحج وزيارة المسجد النبوي (43). وإذا علمنا كذلك أن حادثة دخول العدو النصراني (الصليبيين) دمياط التي أشار إليها أبو العباس قد وقعت في سنة 647 هـ /1249م (44). وأن كسر المسلمين له حدث في محرم سنة 648هـ / 1250م (45) فمعنى ذلك أن خروج أبي العباس القرطبي من الأندلس لأول مرة ووصوله إلى تونس كان في سنة 647هـ 1249م أي بعد أزيد من عشر سنوات على سقوط قرطبة الحادث في سنة 633هـ / 1236م (46).
أما الآن وبعد أن تجمعت لدينا هذه المعلومات الآنفة الذكر الخاصة بأبي العباس القرطبي وما خالطها أيضاً من استنتاجات فلنطبقها على ما عندنا من معطيات كنا قد استخلصناها من قبل عن مؤلف كتاب " الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام ... " فأبو العباس من أهل قرطبة فهو قرطبي إذن، وترجح لدينا أنه لم يخرج إلى المشرق إلا بعد سنوات من سقوط قرطبة عام 633هـ /1236م، وليس هناك شيء يمنعنا من الجزم بأنه وقت تأليف كتاب "الإعلام" بما في دين النصارى من الفساد والأوهام ... " كان أحد علماء قرطبة، فمولده قد ثبت في عام 578هـ/،1182م وقد عُدَّ من مشايخ القرطبي المفسر. ولا يخامرنا شك في اهتمامه بالرد على النصارى بعد الذي نقلناه على لسانه من أقوال تنص على ذلك.
وبناء على هذا التطابق، أو التطابق في بعض الوجوه وعدم التعارض في بعضها بين أحوال أبي العباس القرطبي وبين ما عليه مؤلف كتاب " الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام .. " فالاحتمال كبير أن يكون هذا الكتاب هو الذي عزا إليه أبو العباس عند شرحه لصحيح مسلم، يرجح هذا الاحتمال ما وقفنا عليه من تصريح لأبي العباس برده على النصارى في كتابه " الإعلام "، ثم إنه لم يثبت ـ أعني أبا العباس القرطبي ـ على اسم لكتابه ـ كما رأينا، فتراه سماه " الإعلام بمعجزات التي عليه الصلاة والسلام " وكرة أطلق عليه " الإعلام بصحة نبوة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام "
(يُتْبَعُ)
(/)
ومرات سماه " الإعلام " فقط. ثم إننا من ناحية أخرى إذا رجعنا ـ أيضاً ـ إلى كتاب " الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام ... "لا نجد في المقدمة نصاً على تسميته بهذا العنوان، كما هي عادة معظم المصنفين، فهل يا ترى اجتهد بعض التلاميذ أو النساخ في تسمية هذا الكتاب بهذا الاسم ليتطابق محتواه مع عنوانه؟
--------------------------------------------------------------------------------
((1). بعد أن نقل القرافي السؤال الحادي عشر للنصارى الذي ادعوا فيه جواز الاتحاد بين الله وغيره تعالى الله عما يقولن علواً كبيراً، واستشهدوا على ذلك بتكليم الله لموسى عليه السلام وأشار إلى أن هذا السؤال اعتمد عليه أغشتين زعيم قسيسي طليلطلة في كتابه " مصحف العالم (الأجوبة الفاخرة، ص: 267 - 268) قال: " ثم جاء ابن الفخار اليهودي، تنصر ورأس عند ملوك الإفرنج بالوزارة وغيرها ... وكتب بهذا السؤال إلى علماء قرطبة ... " (المصدر السابق، ص 268) وإذا رجعنا إلى نصوص " تثليث الوحدانية " وجدنا فيها فحوى هذا الادعاء (القرطبي " الإعلام، جـ 1، ص 105 –106) وحين رد عليه ذلك العالم القرطبي بين أن الكاتب قد استعان في صياغة ادعائه على ما كتبه أغشتين في " مصحف العالم " (المصدر السابق، جـ، ص 126،143 –147) فوجود فحوى ذلك الادعاء في كتاب " تثليث الوحدانية " وتأكيد القرافي أن ابن الفخار قد كتب مثل هذا الادعاء إلى علماء قرطبة يدفعنا إلى أننا نتساءل لماذا لا يكون ابن الفخار هو محرر "تثليث الوحدانية"؟ لا سيما وأن ابن الفخار الذي اسمه إبراهيم كان سفيراً لملك قشتالة إلى حكام الموحدين، وذُكر منهم المستنصر الموحدي (610هـ 1211م-620هـ 1224م) (المقري: نفح الطيب، جـ 3، ص 528) والزمن الذي عاش فيه ابن الفخار هذا هو الزمن عينه الذي ألف فيه كتاب الإعلام. كما أن أحوال ابن الفخار كمعايشته للمسلمين ومعرفته باللغة العربية والمنطق (ابن سعيد: المغرب، جـ 2، ص 23؛ المقري: نفح الطيب، ج3، ص 527) هذه الأحوال تتوافق مع أحوال كاتب "تثليث الوحدانية " حسبما تظهر واضحة لمن يقرأ مناقشة القرطبي له في كتابة الإعلام.
(2) القرطبي: الإعلام، جـ1، ص 43.
(3) المصدر السابق، ص 43، 44.
(4) المصدر السابق، ص 45.
(5) لم يأت ذكر لهذا العنوان على لسان المؤلف لا في مقدمة الكتاب ولا في غيرها.
(6) أبو عبدالله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي القرطبي. نشأ في قرطبة، ثم هاجر إلى المشرق، واستوطن مصر، كان محدثاً فقيهاً مفسراً، متبحراً في كثير من العلوم، عَمَرَ أوقاته بين العبادة والتصنيف، وتوفي في منية ابن الخصيب في صعيد مصر في شوال سنة 671هـ/1273م. وقد خلف عدة مؤلفات طبع أكثرها، ومن أشهر تلك المؤلفات كتابه في التفسير: الجامع لأحكام القرآن (ابن عبدالملك المراكشي: الذيل والتكملة، س5، ق2، ص585، ابن فرحون: الديباج، ج 2، ص308 – 309، المقري: نفح الطيب، ج2، ص 210 – 212، انظر تفاصيل واسعة عن حياته وآثاره في: (القصبي محمود زلط: القرطبي ومنهجه في التفسير، ص6 – 50، يوسف عبدالرحمن الفرت: القرطبي المفسر، ص33 - 99، مشهور حسن سلمان: الإمام القرطبي، ص 11 – 155).
(7) القرطبي: الإعلام، جـ1، ص 43.
(8) انظر صورة الصفحة الأولى من المخطوط: القرطبي: الإعلام، ج 1، ص 39.
استفاد منه بعض علماء الإسلام، واكفوا باسم "القرطبي " دون إشارة على كنية أو اسم (ابن تيمية: مجموعة الرسائل والمسائل م 2، ص 156 رحمة الله الهندي: إظهار الحق ج 2 ص 395.
(9) ابن الأبار: التكملة، ج1، ص 120، 323، ابن عذارى: البيان، ق. الموحدين، ص 331.
(10) القرطبي: الإعلام، جـ1، ص 43.
(11) المصدر السابق، ج 2، ص 277.
(12) المصدر السابق، ج 2، ص 219.
(13) الزبيدي: تاج العروس، ج 12، ص 516.
(14) القرطبي: الإعلام،ج 1، ص 45.
(15) المصدر السابق، الصفحة نفسها.
(16) المصدر السابق، ص 79.
(17) المصدر السابق، ج 2 ص 228.
(18) المصدر السابق، ج 1 ص 84، 157.
(19) القرطبي: الجامع لأحكام القرآن، ج 3، ص 237.
(20) المصدر السابق، ج 4، ص 272.
(يُتْبَعُ)
(/)
(21) البغدادي: هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين، ج 2، ص 129.
(22) ابن عبدالملك المراكشي: الذيل والتكملة، س 5، ق 2، ص 585.
(23) مشهور حسن سلمان: الإمام القرطبي، ص 97.
(24) المرجع السابق، ص 98، 128 – 129، 135 ـ 138، 139، 146، 148، 149، 152، الفرت: القرطبي المفسر، ص 84، 85، 90، 92، 93، القصبي زلط: القرطبي، ص 49، 50.
(25) أبو العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم بن عمر الأنصاري، يعرف بابن المزين، ولد بقرطبة، وسمع فيها الكثير، وانتقل إلى المشرق، واستقر بمصر، فاشتهر أمره،وطار صيته. كان بارعاً في الفقه والعربية، عارفاً بالحديث،له عدة مؤلفات من أبرزها: المفهم في شرح ما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، كشف القناع عن حكم مسائل الوجد والسماع. توفي في الإسكندرية في ذي القعدة سنة 656هـ/1258 م (ابن عبد الملك المراكشي:الذيل والتكملة، س 1، ق 1، ص 348؛ الصفدي: الوافي بالوفيات، ج 7، ص 264 - 265؛ ابن فرحون: الديباج المذهب، جـ 1، ص 240 –242؛ المقري: نفح الطيب، ج2 ص 615).
(26) صرح بذلك القرطبي المفسر في عدد من كتبه. انظر مثلاً: الجامع لأحكام القرآن، ج 3، ص 95، ج 4، ص 13، ج 5، ص، 44، ج6،ص 295، ج14،ص 229،التذكرة، ص 120، 191، 236، 377، 421، 644 ....
(27) المفهم، ج 4، ص 570، ج 6، ص 50، 148، 176، 183.
(28) القرطبي: المفهم، ج 4، ص 570.
(29) المصدر السابق، ج 6، ص 50.
(30) المصدر السابق، ج 6، ص 148.
(31) المصدر السابق، ج 6، ص 176.
(32) المصدر السابق، ج 6، ص 183.
(33) القرطبي: الإعلام، ج 3، ص 281 – 288، 370 – 373.
(34) المصدر السابق، ج 2، ص 240، ج3، ص 348 – 366.
(35) المصدر السابق، ج 3، ص 263 – 280.
(36) المصدر السابق، ج 2، ص 204، ج 3، ص 381.
(37) انظر مثلاً: المصدر السابق، ج 2، ص 188 – 213، ج 4، ص 393 – 437.
(38) الصفدي: الوافي بالوفيات، ج 7، ص 265، المقري: نفح الطيب، ج 2، ص 615.
(39) المفهم، ج 6 ص 24.
(40) القرطبي: المفهم، ج 6، ص 24 – 25.
(41) هكذا وردت، حيث قدم قصد قبر النبي على مسجده!!.
(42) القرطبي: المفهم، ج 6، ص 25.
(43) حسين مؤنس: تاريخ الجغرافية والجغرافيين، ص 432.
(44) الذهبي: العبر، ج 3، ص 256.
(45) المصدر السابق، ص 258 – 259.
(46) ذكر ابن فرحون عن بعضهم أن أبا العباس القرطبي " رحل مع أبيه من الأندلس في سن الصغر " (الديباج المذهب، ج 1، ص 241) وقد أخذ بهذه الرواية بعض الذين ترجموا له من المتأخرين (القرطبي: المفهم، ج 1، ص 31 في مقدمة المحققين؛ الفرت:القرطبي المفسر، ص 53؛ مشهور سلمان: الإمام القرطبي، ص 72) وهؤلاء قد خلطوا بين أبي العباس أحمد بن عمر القرطبي مؤلف المفهم نزيل الإسكندرية، وبين سميه أبي العباس أحمد بن محمد بن عمر القرطبي ساكن قنا (ت 672هـ/ 1273م) فالذي رحل مع أبيه من الأندلس في سن الصغر هو هذا الأخير وليس صاحب المفهم (ابن عبد الملك المراكشي:الذيل والتكملة، س 1، ق2،ص 475؛ الصفدي: الوافي بالوفيات، ج7، ص 339 –340) ثم أن ما حكاه صاحب المفهم عن نفسه –كما في المتن – يقطع كل التباس.))
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Feb 2007, 12:01 ص]ـ
جزاكم الله خيراً يا أبا محمد على هذه الفائدة، وحقاً فإن هذا الوهم يقع كثيراً لدى بعض الباحثين فبارك الله فيكم على تنبيهكم اللطيف، ونقلكم النافع.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[27 Feb 2007, 01:24 م]ـ
فائدة تستحق الشكر وجزاكم الله خيرا ولمثل هذا فليعمل العاملون.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[27 Feb 2007, 03:37 م]ـ
انا اعتقد ان هذا الكلام يفتح الباب ولا يغلقه
فقد ظهر من قراءات متعددة في تفسير القرطبي ان له كتابا بعنوان الاعلام في معرفة مولد المصطفى عليه السلام وقد ذكره في موضعين على الاقل هما 15/ 113و15/ 217 بحسب ترقيم الموسوعة الشاملة واحد الموضعين يتحدث عن مسالة الذبيح التي اغرب فيها القرطبي
وهذا العنوان قريب مما نسب اعلاه لشيخ القرطبي في الكتاب المتعلق بمعجزاته عليه السلام فهل هذا مجرد تشابه ام ان المسالة لا تزال بحاجة الى البحث
ـ[منصور مهران]ــــــــ[27 Feb 2007, 04:47 م]ـ
منذ تفضل الدكتور يسري بهذا البحث الشائق وأنا في تتبع للمسألة ووجدت لكلا القولين وجوها مقبولة،
فلم أشأ أن أقطع بمجموع الظنون، ولذلك أقول كما قال الدكتور جمال أبو حسان:
إن المسألة تحتاج إلى مزيد رويّة وعُمق في البحث.
وبالطبع لا أبخس الباحثين حقوقهم من الشكر الواجب علينا في كل حال،
ولكني أرجأت القطع حتى يتبين لنا الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الحقيقة عند انبلاج الفجر الصادق.
ـ[السائح]ــــــــ[28 Feb 2007, 12:09 ص]ـ
وفقكم الله وبارك فيكم
القرائن الدالة على أن كتاب الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام من تأليف أبي العباس القرطبي قوية متظافرة.
أما كتاب الإعلام بمولد المصطفى عليه الصلاة والسلام لأبي عبد الله القرطبي؛ فمن أبعد ما يكون عن موضوع كتاب الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام؛ إذ هو مصنّف من جملة التصانيف المجموعة في مولد نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، وشرّف وكرّم، وقد ذكر بعض الباحثين أن من كتاب الإعلام بمولد المصطفى عليه الصلاة والسلام نسخة خطية بخزانة (طوب قاي)، وليُراجَع الجزء الرابع من المجلد الرابع من مجلة المورد العراقية [ص278].
وقد اعتنى الأستاذ الباحث بلعيد المغربي بكتاب الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام، ونشر جزءا من الكتاب، تولّت طباعته دار الكتب البيضونية ببيروت، وقد ساق في مقدمة دراسته الكتابَ جملةً من الدلائل على أن الكتاب لأبي العباس القرطبي، وليس لتلميذه أبي عبد الله.
وممن ذهب مذهبه واعتنى بالكتاب: الأستاذ فايز السعيد، وقد تقدم به إلى كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى سنة 1405 لنيل درجة العالمية العالية.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[28 Feb 2007, 11:02 ص]ـ
قد قال الدكتور القصبي محمود زلط في رسالته المقدمة للازهر بعنوان القرطبي ومنهجه في التفسير بالجزم دون تردد ان كتاب الاعلام هو من تاليف القرطبي المفسر
والمسالة لا تزال بحاجة الى بحث(/)
غايات أفعال الله عز وجل في القرآن الكريم (1/ 4)
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[17 Feb 2007, 05:45 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... أما بعد:
فإن مسألة غايات أفعال الله عز وجل من المسائل المهمة النافعة, ومعرفة العبد لها من العلوم الجامعة يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (مسألة غايات أفعال الله ونهاية حكمته مسألة عظيمة لعلها أجل المسائل الإلهية) [منهاج السنة النبوية 3/ 39]
فحين يكون العبد على علم بهذه الغايات تنكشف للعبد أسرار الربوبية ومعانيها، فلا يحب إلا الله ولا يرجو سواه ولا يخاف إلا منه, ولا يتوكل إلا عليه, ولا يوقن إلا بوعده، ولا يدعو إلا إياه, ولا يراقب سواه, وهذا هو التأله الحق والتعبد لله سبحانه وتعالى, فيجب أن يكون المكلف على علم بها إذ هي من أسنى المقاصد و هي قطب رحى التوحيد ونظامه ومبدأ الدين المبين وختامه [من كلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (1/ 89) , وابن القيم في شفاء العليل (1/ 2)].
لأجل هذا حاولت أن أتلمس وأقتطف بعض هذه الغايات التي وردت في كتاب الله.
والغاية في اللغة: ما لأجله وجود الشيء [التعريفات 1/ 51].
وقبل الحديث حول هذه الغايات أنبه لأمرين:
1. أن مثل هذا الموضوع ليس فيه نص محكم بل هو تلمس واجتهاد واستنباط من آيات كتاب الله.
2. لا يلزم أن تكون الغاية التي أذكرها من الفعل هي الغاية الوحيدة, ولكني أحسب أن تكون هي الغاية العظمى من كل فعل حسب نظري, وأسأل الله أن يجنبني الخطأ والزلل.
وحتى لا يطول الموضوع رأيت من المستحسن تقسيمه إلى أربع حلقات ... فمع الحلقة الأولى:
غايات أفعال الله عز وجل في القرآن الكريم
1. غاية الله من خلق الخلق ... عبادته وحده لا شريك له.
والدليل على ذلك قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذريات:56] ومن ذلك قول الله عز وجل: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [سورة الروم-30] فهي الشريعة التي وضع الله تعالى في قلوب الخلق الميل إليها والتوجه لإقامتها وهذه هي الفطرة [تيسير الكريم الرحمن. ص: 590].
ويقول تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [سورة المؤمنون-115] أي: مخلوقون عبثا بلا قصد ولا إرادة منكم ولا حكمة لنا وإنما خلقناكم للعبادة وإقامة أوامر الله عز وجل. [تفسير ابن كثير (3/ 346).]
ويقول الترمذي الحكيم أبو عبد الله محمد بن علي: (إن الله تعالى خلق الخلق عبيدا ليعبدوه فيثيبهم على العبادة ويعاقبهم على تركها فإن عبدوه فهم اليوم له عبيد أحرار كرام من رق الدنيا ملوك في دار الإسلام وإن رفضوا العبودية فهم اليوم عبيد أباق سقاط لئام وغدا أعداء في السجون بين أطباق النيران). [الجامع لأحكام القرآن (12/ 140).]
ويقول تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) [الأعراف:172 , 173].
ويقول الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله في معارج القبول:
أخرج فيما قد مضى من ظهر #####آدم ذريته كالذر
وأخذ العهد عليهم أنه ######لارب معبود بحق غيره
أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا من عباده المتقين وصلى الله وسلم على نبينا محمد
ـ[أبو لبابة]ــــــــ[19 Feb 2007, 04:01 م]ـ
تقول أخي الكريم: بأن غاية الله من خلق الخلق هو عبادته وحده لا شريك له.
والدليل على ذلك قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}
وكأنك تجعل اللام في قوله تعالى (إلا ليعبدون) هي موضع الدليل في الآية على الغاية من الخلق.
فكيف يستقيم المعنى أخي الكريم في قوله تعالى عن آل فرعون في سورة القصص: (فالتقطه ءال فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين)
هل يعقل أن تكون غاية آل فرعون من الالتقاط هي أن يكون لهم عدوا وحزنا؟!
هذا فضلا عن أن القول بأن أفعال الله سبحانه وتعالى كانت لغاية أو لغرض من أجلها فعلها الله سبحانه مخالف لما ذهب إليه جمهور أهل السنة من تنزيه أفعال الله سبحانه عن الغاية والغرض.
وأكرر سؤالي هل في القرآن الكريم مايدل على أن لأفعال الله سبحانه غاية أو غرضا؟
ـ[أبو العالية]ــــــــ[19 Feb 2007, 04:51 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
قولك غفر الله لنا ولك: (هذا فضلا عن أن القول بأن أفعال الله سبحانه وتعالى كانت لغاية أو لغرض من أجلها فعلها الله سبحانه مخالف لما ذهب إليه جمهور أهل السنة من تنزيه أفعال الله سبحانه عن الغاية والغرض)
من أين هذا؟ هات برهان قولك عليه؟
وأنا اطالبك أولاً: بالنظر في التفاسير كابن جرير، وابن كثير والقرطبي وبن عاشور.
وسؤالك الثاني أجبنا عليه هناك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[19 Feb 2007, 07:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أخي أبو لبابة: بالنسبة لمسألة (الغاية) فإن المقصود من ذكرها في هذا الموضوع هو ما عبر عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من أنها: (نهاية حكمة الله) والله جلا وعلا متصف بالحكمة وله الحكمة البالغة جل وعلا.
وأنت تعلم حفظك الله أن مسألة الصفات المجملة, إذا ذكرت يُستَفصَل عنها فإن كان المقصود بها معنى صحيحا أقر المعنى الصحيح, وإن أُريد بها معنى باطلا رد هذا المعنى الباطل.
ولقد عبر العلماء في القديم والحديث بلفظ (الغاية) في كلامهم, ولا أعلم من انتقدهم أو ردّ عليهم في إطلاق هذا اللفظ.
ومن هؤلاء ابن تيمية وابن القيم, والشيخ عبد الرحمن السعدي _ رحمهم الله-
يقول ابن القيم رحمه الله:
((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون فالعبادة هي الغاية التي خلق لها الجن والإنس والخلائق كلها قال الله تعالى {أيحسب الإنسان أن يترك سدى} أي مهملا)) مدارج السالكين [جزء 1 - صفحة 98]
ويقول رحمه الله:
((وقال وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون فأخبر سبحانه أن الغاية المطلوبة من خلقه هي عبادته)) طريق الهجرتين [جزء 1 - صفحة 364]
ويقول ابن تيمية رحمه الله:
وذلك أن العبادة لله هي الغاية المحبوبة لله والمرضية له التي خلق الخلق لها كما قال تعالى [56 الذاريات]: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} وبها أرسل جميع الرسل كما قال نوح لقومه [59 الأعراف]: {اعبدوا الله ما لكم من إله غيره}))) العبودية [جزء 1 - صفحة 3]
ويقول الشيخ السعدي رحمه الله:
((هذه الغاية التي خلق الله الجن والإنس لها وبعث جميع الرسل يدعون إليها وهي عبادته المتضمنة لمعرفته ومحبته والإنابة إليه والإقبال عليه والإعراض عمن سواه وذلك يتضمن معرفته تعالى، فإن تمام العبادة متوقف على المعرفة بالله كلما ازداد العبد معرفة لربه كانت عبادته أكمل فهذا الذي خلق الله المكلفين لأجلهفما خلقهم لحاجة منه إليهم)) [تيسير الكريم الرحمن ص 813].
أما قولك: وكأنك تجعل اللام في قوله تعالى (إلا ليعبدون) هي موضع الدليل في الآية على الغاية من الخلق)
فالدليل على ذلك هذه الآية وغيرها مما ذكرته من الآيات, وما نقلته من كلام العلماء أعلاه في الاستدلال بالآيات على هذه الغاية, وقد أسهب الشنقيطي رحمه الله في الأضواء في ذكر الآيات التي تدل على أن الغاية من الخلق هي العبودية عند آية الذاريات.
و بالنسبة لـ (اللام) في (ليعبدون) فأحيلك إلى كلام الشيخ الشنقيطي في أضواء البيان في كلامه على هذه الآية كذلك , والطاهر ابن عاشور في تفسيره عند هذه الآية أيضا.
أسأل الله تعالى أن يبصرنا ويحفظنا ويرزقنا العلم النافع والعمل الصالح.
كما أشكر لأخي أبي العالية مداخلته
ـ[محب القراءات]ــــــــ[20 Feb 2007, 01:20 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبو بكر ونفع الله بعلمك(/)
ما سر هذا الاسم من أسماء الله تعالى, وتعلق الأنبياء به في القرآن .. ؟؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[17 Feb 2007, 07:35 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه إلى يوم الدين , وبعد:
فإن المتتبع لدعوات الأنبياء عليهم وعلى إمامنا وإمامهم أزكى صلوات الله وأتم تسليماته يجد اتفاق ألفاظها في كثير من المواضع على نداء الله باسم (الرب) وأريد أن أسأل المشايخ الفضلاء عن هذا الاسم من أسماء الله تعالى هل قال أحد من أهل العلم أنه هو الاسم الأعظم لله, وإلا فما سر إطباق الأنبياء وإجماعهم على دعاء الله به , سيَّما وأن كثيراً من تلك الدعوات أُتبع بالفاء الدالة على التعقيب بالإجابة, كقول الله عن آدم عليه السلام حين دعاه هو وحواء بقولهما {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} فقال الله {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم} وقوله عن داود {وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب * فغفرنا له} وقوله عن أيوب {وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين*فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين} وقول الله عن زكريا {هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء * فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين} وقوله عنه في موضع آخر: {وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين * فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين} وقول الله عن إبراهيم {فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير *فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين} وقول الله عن لوط {رب نجني وأهلي مما يعملون * فنجيناه وأهله أجمعين} وقول الله عن يوسف {قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين *فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم} وغير ذلك من المواطن في كتاب الله فما سر ذلك أيها الفضلاء .. ؟؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 Feb 2007, 08:21 ص]ـ
أحسنت أخي محمود على هذه اللفتة الجميلة في دعاء الأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام، والذي يظهر ـ والله أعلم ـ أن الدعاء باسم الرب هو المناسب لمعنى التربية والإصلاح، وما في دعواتهم من هذا المعنى، ولابن القيم إشارات فيما سألت، منها قوله في بدائع الفوائد: (وتأمل كيف صدر الدعاء المتضمن للثناء والطلب بلفظة اللهم كما في سيد الإستغفار اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك // رواه البخاري // والترمذي والنسائي الحديث وجاء الدعاء المجرد مصدرا بلفظ الرب نحو قول المؤمنين ربنا اغفر لنا ذنوبنا آل عمران 147 وقول آدم ربنا ظلمنا أنفسنا الأعراف 23 وقول موسى رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي وقول نوح رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم هود 47 وكان النبي يقول بين السجدتين رب اغفر لي رب اغفر لي // صحيح //
وسر ذلك أن الله تعالى يسئل بربوبيته المتضمنة قدرته وإحسانه وتربيته عبده وإصلاح أمره ويثنى عليه بإلاهيته المتضمنة إثبات ما يجب له من الصفات العلى والأسماء الحسنى وتدبر طريقة القرآن تجدها كما ذكرت لك
فأما الدعاء فقد ذكرنا منه أمثلة وهو في القرآن حيث وقع لا يكاد يجيء إلا مصدرا باسم الرب).
ولعلي أقف على غيره عنده أو عند غيره فأوافيك به.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[18 Feb 2007, 11:52 ص]ـ
بحمد الله وتوفيقه أضاء الأخ الكريم الشيخ محمود الشنقيطي للبصائر طريقا للبحث والدرس النافع، بحول الله،
فتأملت هذه الإضاءة مَلِيّا وبحثت أقوال المفسرين فلم أجد بياناً شافياً تطمئن له الخواطر،
وبتتبع جملة الأدعية ا لواردة في القرآن الكريم وجدت كثيرا منها يتصدره لفظ (رب)
بعد حذف ياء المتكلم وبقاء كسرة دالة على المحذوف مثل: (رَبِّ هَبْ لي مِن الصالحين) فلم يرد مع الياء في الدعاء.
وما جاء منه موصولا بياء المتكلم فلغير الدعاء بل للإخبار مطلقا.
وإذا اتصل بضمير المتكلمين امتنع أن يُحْذفْ منه الضمير مثل:
(ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين).
ووجدت منها ما يرد مسبوقا بلفظ (اللهم)،
ومنها ما يرد مسبوقا بلفظين هما: (اللهم ربنا) في موضع واحد
والغالب على الدعاء المسبوق بلفظ (رب) أن تأتي بعده استجابة محققة بفاء التعقيب
- كما أفادناه شيخنا محمود الشنقيطي -
وهنا ملحظ لطيف إذ إن لفظ (رب) دال على مجموع شيئين:
الإيمان بالله الخالق
الإقرار له سبحانه بالربوبية
وفي هذا الوصف في الدعاء تتحقق ذروة الخضوع والانقياد لمشيئة الله
وأن الداعي بهذا ليس له ملجأ ولا ملاذ إلا الله وحده
فأخلق به أن يتلقى من ربه استجابة عاجلة
ومعلوم أن الدعاء في مواطن الخضوع حيث يكون القرب من الله حقيقة أو أقرب للنوال
كما في الحديث: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ... )
لذلك يؤمل العبادُ من ربهم استجابةً وعطاءً في حال المسكنة،
وكم تحنف بها الشعراء في لحظات التوبة والندم وإبداء الانكسار طمعا في المغفرة والسَّكينة
من ذلك قول أبي نواس في زهديته المشهورة:
إن كان لا يرجوك إلا محسن
فبمن يلوذ ويستجير المجرمُ
هذا، والأنبياء لهم من الله مغفرة مسبقة فلا غروَ أن تأتيهم استجابة ربهم إذا دَعَوْا محققة وعاجلة.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[18 Feb 2007, 01:22 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
ومِمَّا يقال إضافة إلى ما ذكره الشيخ الدكتور مساعد نفع الله به من معنى التربية والإصلاح؛ فإنه يقال أيضاً أن مفردة (رب) تفيد صاحب النعمة الذي يقوم بإغداقها وإصلاحها للمنعم عليه، ويشهد له حديث: " هل لك من نعمة تربُّها عليه " مسلم.
وعليه فمن أعظم النعم على الأنبياء عليهم السلام؛ نعمة الإصطفاء للنبوة والرسالة؛ فالأنبياء يدعون الله من باب الثناء على الله جل وعلا بالنعمة عليهم وذكر اسمه سبحانه بين يدي طلبهم؛ فدل ذلك أن اسخدام مفردة (الرب) بين يدي الدعاء من باب الثناء على المنعم بكل ما أنعم وتفضل على العبد واعترافه بها.
ولذا يقول السَّكَّاكي رحمه الله في مفتاح العلوم (245) في سياق له:
"وما اختيار لفظ الرب على الله؛ فلأنه صريح في معنى النعمة "
وإذا تأملت قوله تعالى: (أدعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين) تبيَّن لك أن الذي يُدعى هو صاحب النعمة، وهل يسأل الناس ربهم إلا نعمة يرجونها أو دفع مضرة يخشونها.
بالإضافة على ذلك، أن هناك أدعية بلفظ (رب) لم يعقبها الجواب بالفاء، وعليه؛ فالمسألة ليس على إطلاقها، ولكن هي في الغالب. (وهي لفتة جميلة بحاجة لتتبع)
غير أن هنا لفتة مهمة في الباب؛ ذلكم أن هذا لا يعني كون مجرد الدعاء بنفس دعاء الأنبياء شرط في إجابة الدعاء؛
فلا بد من توفر الدواعي والشروط وانتفاء الموانع، ولذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في المجموع:
" وكذلك دعاء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، واستغفارهم وشفاعتهم، هو سبب ينفع إذا جعل الله تعالى المحلَّ قابلاً له " أهـ
ولذا فمن رام الدعاء بدعاء الأنبياء؛ فعليه أن لا يغفل هذا الجانب؛ أعني جانب السبب والشرط.
ولذا يقول تلميذه ابن قيم الجوزية رحمه الله في نكتة دقيقة نفيسه في باب الدعاء:
((وكثيراً ما نجدُ أدعيةً دعا بها قومٌ فاستُجيب لهم، ويكون قد اقترن بالدعاء ضرورةُ صاحبه وإقبالُه على الله، أو حسنةٌ تقدَّمت منه جعل الله سبحانه إجابةَ دعوته شكراً لحسنته، أو صادفت وقتَ إجابة، ونحو ذلك فأُجِيبت دعوته، فيظنُّ الظانُّ أنَّ السرَّ في لفظ ذلك الدعاء؛ فيأخذُه مجرّداً عن تلك الأمور التي قارنته من ذلك الداعي. وهذا كما إذا استعمل رجلٌ دواءً نافعاً في الوقت الذي ينبغي على الوجه الذي ينبغي؛ فانتفع به؛ فظن غيرُه أنَّ استعمال هذا الدواء بمجرَّدِهِ كافٍ في حصول المطلوب؛ فإنَّه يكون بذلك غالطاً، وهذا موضعٌ يغلط فيه كثير من الناس)) الداء والدواء (21).
أما مسألة الله الأعظم؛ فانظر مزيداً في ذلك، وتبيان اسم الله الأعظم في أمتع كتاب مفيد، (النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى) للشيخ محمد الحمود النجدي في المجلد الأول
فهو نافع ومفيد.
نفعك الله به.
وفي بحثي وقفت على فوائد نفيسة جزاك الله كل خير.
والله أعلم
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[15 Jan 2010, 03:43 ص]ـ
للرفع و الفائدة.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[24 Jan 2010, 01:32 م]ـ
نقَلَ بعض أهلِ العلمِ كالْعُتْبِيُّ وغيرهِ عن الإمامِ مالكٍ كراهةَ الدعاءِ للهِ بغير هذا الاسمِ (رَبَّنَا) وعلل رحمه الله ذلك بأنَّ أكثر دعاءِ الأنبياءِ إنَّما كان بهِ , وفصَّلَ شيخُ الإسلامِ في ذلك بوجهٍ حسنٍ خلاصتُهُ أنَّ من سبَقَ في قلبهِ قصدُ الطلبِ والسؤالِ نَاسبَ أَنْ يَسألَهُ بِاسْمه الرَّب , أَمَّا إذَا سبَق إلَى قَلبِه قَصد الْعِبَادة فَاسمُ (اللَّهِ) أَوْلَى بالمسألةِ , قال رحمه الله:
(وَلِهَذَا قَالَ يُونُسُ: {لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ سُبْحَانَك إنِّي كُنْت مِنْ الظَّالِمِينَ} وَقَالَ آدَم: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ} فَإِنَّ يُونُسَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ذَهَبَ مُغَاضِبًا، وَقَالَ تَعَالَى: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّك وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ} قَالَ تَعَالَى: {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ} فَفَعَلَ مَا يُلَامُ عَلَيْهِ) فَكَانَ الْمُنَاسِبُ لِحَالِهِ أَنْ يَبْدَأَ بِالثَّنَاءِ عَلَى رَبِّهِ، وَالِاعْتِرَافِ بِأَنَّهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ فَهُوَ الَّذِي
(يُتْبَعُ)
(/)
يَسْتَحِقُّ أَنْ يُعْبَدَ دُونَ غَيْرِهِ فَلَا يُطَاعُ الْهَوَى، فَإِنَّ اتِّبَاعَ الْهَوَى يُضْعِفُ عِبَادَةَ اللَّهِ وَحْدَهُ، وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ يُونُسَ عَلَيْهِ السَّلَامُ نَدِمَ عَلَى ارْتِفَاعِ الْعَذَابِ عَنْ قَوْمِهِ بَعْدَ أَنْ أَظَلَّهُمْ وَخَافَ أَنْ يَنْسُبُوهُ إلَى الْكَذِبِ فَغَاضَبَ وَفَعَلَ مَا اقْتَضَى الْكَلَامَ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَأَنْ يُقَالَ: {لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ} وَهَذَا الْكَلَامُ يَتَضَمَّنُ بَرَاءَةَ مَا سِوَى اللَّهِ مِنْ الْإِلَهِيَّةِ، سَوَاءٌ صَدَرَ ذَلِكَ عَنْ هَوَى النَّفْسِ أَوْ طَاعَةِ الْخَلْقِ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ. وَلِهَذَا قَالَ: {سُبْحَانَك إنِّي كُنْت مِنْ الظَّالِمِينَ}. وَالْعَبْدُ يَقُولُ مِثْلَ هَذَا الْكَلَامِ فِيمَا يَظُنُّهُ وَهُوَ غَيْرُ مُطَابِقٍ، وَفِيمَا يُرِيدُهُ وَهُوَ غَيْرُ حَسَنٍ.
وَأَمَّا آدَم عَلَيْهِ السَّلَامُ فَإِنَّهُ اعْتَرَفَ أَوَّلًا بِذَنْبِهِ فَقَالَ: {ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا} وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَ آدَمَ مَنْ يُنَازِعُهُ الْإِرَادَةَ لِمَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ، مِمَّا يُزَاحِمُ الْإِلَهِيَّةَ بَلْ ظَنَّ صِدْقَ الشَّيْطَانِ الَّذِي {وَقَاسَمَهُمَا إنِّي لَكُمَا لَمِنْ النَّاصِحِينَ، فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ} فَالشَّيْطَانُ غَرَّهُمَا وَأَظْهَرَ نُصْحَهُمَا فَكَانَا فِي قَبُولِ غُرُورِهِ وَمَا أَظْهَرَ مِنْ نُصْحِهِ حَالُهُمَا مُنَاسِبًا لِقَوْلِهِمَا: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا} لِمَا حَصَلَ مِنْ التَّفْرِيطِ، لَا لِأَجْلِ هَوًى وَحَظٍّ يُزَاحِمُ الْإِلَهِيَّةَ وَكَانَا مُحْتَاجَيْنِ إلَى أَنْ يَرُبَّهُمَا رُبُوبِيَّةً تُكْمِلُ عِلْمَهُمَا وَقَصْدَهُمَا حَتَّى لَا يَغْتَرَّا بِمِثْلِ ذَلِكَ، فَهُمَا يَشْهَدَانِ حَاجَتَهُمَا إلَى اللَّهِ رَبِّهِمَا الَّذِي لَا يَقْضِي حَاجَتَهُمَا غَيْرُهُ.
وَذُو النُّونِ شَهِدَ مَا حَصَلَ مِنْ التَّقْصِيرِ فِي حَقِّ الْإِلَهِيَّةِ بِمَا حَصَلَ مِنْ الْمُغَاضَبَةِ وَكَرَاهَةِ إنْجَاءِ أُولَئِكَ، فَفِي ذَلِكَ مِنْ الْمُعَارَضَةِ فِي الْفِعْلِ لِحُبِّ شَيْءٍ آخَرَ مَا يُوجِبُ تَجْرِيدَ مَحَبَّتِهِ لِلَّهِ وَتَأَلُّهِهِ لَهُ وَأَنْ يَقُولَ: {لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ} فَإِنَّ قَوْلَ الْعَبْدِ: لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ، يَمْحُو أَنْ يَتَّخِذَ إلَهَهُ هَوَاهُ.
وَقَدْ رُوِيَ {مَا تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ إلَهٌ يُعْبَدُ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ هَوَى مُتَّبِعٍ} فَكَمَّلَ يُونُسُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ تَحْقِيقَ إلَهِيَّتِهِ لِلَّهِ، وَمَحْوَ الْهَوَى الَّذِي يُتَّخَذُ إلَهًا مِنْ دُونِهِ فَلَمْ يَبْقَ لَهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَامُهُ عِنْدَ تَحْقِيقِ قَوْلِهِ لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ إرَادَةُ تَزَاحُمِ إلَهِيَّةَ الْحَقِّ، بَلْ كَانَ مُخْلِصًا لِلَّهِ الدِّينَ إذْ كَانَ مِنْ أَفْضَلِ عِبَادِ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ) انتهى.
ومن الفوائد المتعلقة بهذا الاسمِ ما أشارَ إليهُِ الشيخُ عبدُ الله بنُ عبد العزيز الحكمة حفظهُ الله تعالى من أنَّ الكفرةَ والجبابرةَ على العُمومِ لا يمسُّهم من العقوبةِ أدناها وأقلها إلا خاروا واعترفوا واستحالت جبروتهم وكبرياءهم ضعفاً وذلةً ومسكنةً وندماً , ودليلهُ على ذلك أنَّ الله تعالى حين تحدَّثَ عن الكفرةِ المكذبين بالله ورُسله وصفهم بقوله (وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ) فتأمَّل أنَّهُ عبَّرَ بإنْ وهي تحتملُ الوقوعَ وعدمَهُ , ثمَّ أتبعها بلفظِ المسيسِ وهو أدنى ما تحصلُ به الملاقاةُ , ثمَّ جاءَ بكلمةِ النفحةِ وهي تعبيرٌ عن الشيء اليسير القليل , وأردف ذلك بمن التبعيضيَّةِ , ثُمَّ أضافَ العذابَ إلى اسمِ الرَّبِّ المشعرِ بالرحمة واللطفِ ثم أتبع ذلك كلهُ بقوله (لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ) وأكَّدَ هذه النتيجةَ باللامِ والنونِ الثقيلةِ وإنَّ , فكيف لو خلا التعبيرُ من المسيسِ والنفحةِ ومن التبعيضيةِ والإضافةِ إلى اسمِ الربِّ؟
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[24 Jan 2010, 11:22 م]ـ
ذكر الشاطبي رحمه الله في "الموافقات" جواباً عن هذا السؤال، فقال ـ كما في ط. مشهور حسن (4/ 203) ـ في كلامه على الأنواع المضافة إلى القرآن،وأنها تنقسم إلى أقسام:
(ومنها: كثرة مجيء النداء باسم الرب المقتضي للقيام بأمور العباد وإصلاحها؛ فكأن العبد متعلق بمن شأنه التربية والرفق والإحسان، قائلًا: يا من هو المصلح لشئوننا على الإطلاق أتم لنا ذلك بكذا، وهو مقتضى ما يدعو به، وإنما أتى "اللهم" في مواضع قليلة، ولمعانٍ اقتضتها الأحوال) انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سفر برجس الصعكي]ــــــــ[08 Jul 2010, 02:57 م]ـ
ما رأي المشايخ الفضلاء أن السر هو الجمع بين توحيد الربوبية (ربنا) وتوحيد الألوهية (الدعاء بعده) وهذا حقيقة دعوة الأنبياء وما يدعون إليه.
ـ[سفر برجس الصعكي]ــــــــ[08 Jul 2010, 03:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لتكون نقطة البحث أدق، وزيادة على ما ذكره الأخ محمود الشنقيطي في سر دعاء الأنبياء عليهم السلام في القرآن ب (ربنا) أستعين بالله ثم أقول:
الأصل في الدعاء المعهود في القرآن بهذا اللفظ (ربنا) لا تتقدمه (يا) وتأمل دعاء الأنبياء تجده كذلك فما السر في ذلك؟
اترك لكم الإجابة
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Jul 2010, 03:58 م]ـ
فهي دلالة على قرب المدعو وتذلل الداعي
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Jul 2010, 04:09 م]ـ
جاء لفظ "رب" مسبوق بياء النداء فموضعين فقط:
(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا) الفرقان (30)
(وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ) الزخرف (88)
والمنادي في الموضعين هو الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم
وكلا الموضعين تشير إلى حال من الشدة والضيق الحاصل من حال المدعوين فجاءت ياء الاستغاثة تعبيرا عن ذلك
وفي الآيات بعده دليل على ذلك ففي الفرقان قال تعالى بعدها:
(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا) (31)
وفي الزخرف قال:
(فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) (89)
والله أعلى وأعلم
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[08 Jul 2010, 05:31 م]ـ
التوجه بالدعاء بلفظ الربوبية (ربنا) لأن الأنبياء وهم خير عباد الله تعالى يلجأون إلى ربهم ومربيهم وسيدهم والقائم على أمورهم وهم في نفس الوقت موقنون بأنه سيجيب دعاءهم لأنه الإله القادر على ذلك، ففي دعاء كل الأنبياء ودعاء الخلق من بعدهم إقرار ضمني بتوحيد الربوبية والألوهية معاً. ولو كان الدعاء فقط بلفظ الألوهية لما تحقق معنى الربوبية والله أعلم.
ـ[محب البشير]ــــــــ[08 Jul 2010, 06:16 م]ـ
سبحان الله أخي الفاضل محمود الشنقيطي نفس الإشكال راودني و قد سألت عنه في ملتقانا المبارك و نَقَلَ لي الإخوة الفضلاء كلام شيخ الإسلام في قصة يونس.
أتأسف لآن الرابط غير موجود فقد حذف و إلا فلعله لمسألة إيضاحا
دمتم موفقين
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Jul 2010, 06:46 م]ـ
الربوبية أجمع وصف وصف الله به نفسه
فكل معاني أسمائه وصفاته مندرجة تحت هذا الوصف
ولهذا لما عرفنا تبارك وتعالى بنفسه باسمه العلم " الله" أتبعه بأشمل أوصافه تبارك وتعالى فهذا الوصف يظهر جميع آثار أسمائه وصفاته، فقال تبارك وتعالى:
"الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "
فناسب أن يكون الدعاء بهذا اللفظ "رب"
والله أعلى وأعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
ـ[المفاز]ــــــــ[08 Jul 2010, 08:39 م]ـ
سؤال مبارك ... قال شيخنا السعدي-رحمه الله-في تفسير سورة الفاتحة عند قوله تعالى: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} الرب: هو المربي جميع العالمين -وهم من سوى الله- بخلقه إياهم، وإعداده لهم الآلات، وإنعامه عليهم بالنعم العظيمة، التي لو فقدوها، لم يمكن لهم البقاء. فما بهم من نعمة، فمنه تعالى.
وتربيته تعالى لخلقه نوعان: عامة وخاصة.
فالعامة: هي خلقه للمخلوقين، ورزقهم، وهدايتهم لما فيه مصالحهم، التي فيها بقاؤهم في الدنيا.
والخاصة: تربيته لأوليائه، فيربيهم بالإيمان، ويوفقهم له، ويكمله لهم، ويدفع عنهم الصوارف، والعوائق الحائلة بينهم وبينه، وحقيقتها: تربية التوفيق لكل خير، والعصمة عن كل شر. ولعل هذا المعنى هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب. فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة. اهـ
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 Jul 2010, 04:20 ص]ـ
الربوبية أجمع وصف وصف الله به نفسه
فكل معاني أسمائه وصفاته مندرجة تحت هذا الوصف
ولهذا لما عرفنا تبارك وتعالى بنفسه باسمه العلم " الله" أتبعه بأشمل أوصافه تبارك وتعالى فهذا الوصف يظهر جميع آثار أسمائه وصفاته، فقال تبارك وتعالى:
"الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "
فناسب أن يكون الدعاء بهذا اللفظ "رب"
(يُتْبَعُ)
(/)
والله أعلى وأعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
وأجمع تعريف للرب تبارك وتعالى في أوجز عبارة
قوله تعالى
"الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى"
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[09 Jul 2010, 10:35 ص]ـ
قال ابن جرير رحمه الله:
"وَأَمَّا تَأْوِيل قَوْله " رَبّ " , فَإِنَّ الرَّبّ فِي كَلَام الْعَرَب مُتَصَرِّف عَلَى مَعَانٍ:
فَالسَّيِّد الْمُطَاع فِيهَا يُدْعَى رَبًّا , وَمِنْ ذَلِكَ قَوْل لَبِيد بْن رَبِيعَة: وَأَهْلَكْنَ يَوْمًا رَبَّ كِنْدَة وَابْنَهُ وَرَبَّ مَعَدٍّ بَيْنَ خَبْتٍ وَعَرْعَر يَعْنِي بِرَبِّ كِنْدَة: سَيِّد كِنْدَة. وَمِنْهُ قَوْل نَابِغَة بَنِي ذُبْيَان: تَخُبُّ إِلَى النُّعْمَانِ حَتَّى تَنَالَهُ فِدًى لَك مِنْ رَبٍّ طَرِيفِي وَتَالِدِي
وَالرَّجُل الْمُصْلِح لِلشَّيْءِ يُدْعَى رَبًّا. وَمِنْهُ قَوْل الْفَرَزْدَق بْن غَالِب: كَانُوا كَسَالِئَةٍ حَمْقَاءَ إِذْ حَقَنَتْ سِلَاءَهَا فِي أَدِيمٍ غَيْرِ مَرْبُوبِ يَعْنِي بِذَلِكَ فِي أَدِيم غَيْر مُصْلَح. وَمِنْ ذَلِكَ قِيلُ: إِنَّ فُلَانًا يَرُبُّ صَنِيعَتَهُ عِنْد فُلَان , إِذَا كَانَ يُحَاوِل إِصْلَاحهَا وَإِدَامَتهَا. وَمِنْ ذَلِكَ قَوْل عَلْقَمَة بْن عَبْدَة: فَكُنْت اِمْرَأً أَفْضَتْ إِلَيْك رَبَابَتِي وَقَبْلَك رَبَّتْنِي فَضِعْت رُبُوبُ يَعْنِي بِقَوْلِهِ أَفْضَتْ إِلَيْك: أَيْ أَوْصَلْت إِلَيْك رَبَابَتِي , فَصِرْت أَنْتَ الَّذِي تَرُبُّ أَمْرِي فَتُصْلِحهُ لَمَّا خَرَجْت مِنْ رَبَابَة غَيْرك مِنْ الْمُلُوك الَّذِينَ كَانُوا قَبْلك عَلَيَّ , فَضَيَّعُوا أَمْرِي وَتَرَكُوا تَفَقُّده. وَهُمْ الرُّبُوب وَأَحَدهمْ رَبّ ;
وَالْمَالِك لِلشَّيْءِ يُدْعَى رَبّه.
وَقَدْ يَتَصَرَّف أَيْضًا مَعْنَى الرَّبّ فِي وُجُوه غَيْر ذَلِكَ , غَيْر أَنَّهَا تَعُود إِلَى بَعْض هَذِهِ الْوُجُوه الثَّلَاثَة. فَرَبّنَا جَلَّ ثَنَاؤُهُ
, السَّيِّد الَّذِي لَا شَبَه لَهُ , وَلَا مِثْل فِي سُؤْدُده , وَالْمُصْلِح أَمْر خَلْقه بِمَا أَسْبَغَ عَلَيْهِمْ مِنْ نِعَمه , وَالْمَالِك الَّذِي لَهُ الْخَلْق وَالْأَمْر. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي تَأْوِيل قَوْله جَلَّ ثَنَاؤُهُ {رَبّ الْعَالَمِينَ} جَاءَتْ الرِّوَايَة عَنْ اِبْن عَبَّاس 130 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن سَعِيد , قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْر ابْن سَارَة , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَوْق عَنْ الضَّحَّاك , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ: قَالَ جِبْرِيل لِمُحَمَّدٍ: " يَا مُحَمَّد قُلْ الْحَمْد لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ ". قَالَ اِبْن عَبَّاس: يَقُول قُلْ الْحَمْد لِلَّهِ الَّذِي لَهُ الْخَلْق كُلّه , السَّمَوَات كُلّهنَّ وَمَنْ فِيهِنَّ , وَالْأَرْضُونَ كُلّهنَّ وَمَنْ فِيهِنَّ وَمَا بَيْنهنَّ , مِمَّا يَعْلَم وَمِمَّا لَا يَعْلَم. يَقُول: اِعْلَمْ يَا مُحَمَّد أَنَّ رَبّك هَذَا لَا يُشْبِههُ شَيْء."
وقال ابن كثير:
"وَالرَّبّ هُوَ الْمَالِك الْمُتَصَرِّف وَيُطْلَق فِي اللُّغَة عَلَى السَّيِّد وَعَلَى الْمُتَصَرِّف لِلْإِصْلَاحِ وَكُلّ ذَلِكَ صَحِيح فِي حَقّ اللَّه تَعَالَى وَلَا يُسْتَعْمَل الرَّبّ لِغَيْرِ اللَّه بَلْ بِالْإِضَافَةِ تَقُول رَبّ الدَّار كَذَا وَأَمَّا الرَّبّ فَلَا يُقَال إِلَّا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَقَدْ قِيلَ إِنَّهُ الِاسْم الْأَعْظَم. "
وورد الدعاء بغير ذكر" ربنا" في مواضع "
"قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " [آل عمران/26]
" قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ " [الزمر/46]
ـ[سفر برجس الصعكي]ــــــــ[09 Jul 2010, 02:49 م]ـ
حفظك الله أنا أتكلم عن عدم تقدم يا في باب الدعاء أما ذكرت هو جار مجرى الإخبار من النبيصل1 عن قومه
والعلة كما ذكره الشاطبي في الموافقات (2/ 202) لأمرين:
(يُتْبَعُ)
(/)
1_ ملاحظة تقديس اسم الله بحيث لا يتقدمه شيء.
2_ أداة النداء (يا) موضوعه لنداء البعيد، والله سبحانه قريب ممن دعاه.
وسمعتها من الشيخ صالح العصيمي في تعليقاته على شرح دعاء القنوت للعلامة محمد بن عثيمينرح1.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 Jul 2010, 03:33 م]ـ
حفظك الله أنا أتكلم عن عدم تقدم يا في باب الدعاء أما ذكرت هو جار مجرى الإخبار من النبيصل1 عن قومه
والعلة كما ذكره الشاطبي في الموافقات (2/ 202) لأمرين:
1_ ملاحظة تقديس اسم الله بحيث لا يتقدمه شيء.
2_ أداة النداء (يا) موضوعه لنداء البعيد، والله سبحانه قريب ممن دعاه.
وسمعتها من الشيخ صالح العصيمي في تعليقاته على شرح دعاء القنوت للعلامة محمد بن عثيمينرح1.
أخي الكريم الموضعين من باب الدعاء والاستنصار بالله
وليس من باب الإخبار كما ذكرت بل هو دعاء من الرسول صلى الله عليه وسلم يشكو حال قومه
قال الرازي رحمه الله في تفسيره:
" اعلم أن الكفار لما أكثروا من الاعتراضات الفاسدة ووجوه التعنت ضاق صدر الرسول صلى الله عليه وسلم وشكاهم إلى الله تعالى وقال: {الرسول يارب إِنَّ قَوْمِى اتخذوا} وفيه مسائل:
المسألة الأولى: أكثر المفسرين أنه قول واقع من الرسول صلى الله عليه وسلم وقال أبو مسلم بل المراد أن الرسول عليه السلام يقوله في الآخرة وهو كقوله: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ على هَؤُلاء شَهِيداً} [النساء: 41] والأول أولى لأنه موافق للفظ ولأن ما ذكره الله تعالى من قوله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلّ نَبِىّ عَدُوّاً مّنَ المجرمين} [الفرقان: 31] تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم ولا يليق إلا إذا كان وقع ذلك القول منه."
وقال السعدي رحمه الله تعالى:
" {وَقَالَ الرَّسُولُ} مناديا لربه وشاكيا له إعراض قومه عما جاء به، ومتأسفا على ذلك منهم: {يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي} الذي أرسلتني لهدايتهم وتبليغهم، {اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} أي: قد أعرضوا عنه وهجروه وتركوه مع أن الواجب عليهم الانقياد لحكمه والإقبال على أحكامه، والمشي خلفه، قال الله مسليا لرسوله ومخبرا أن هؤلاء الخلق لهم سلف صنعوا كصنيعهم فقال: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ} أي: من الذين لا يصلحون للخير ولا يزكون عليه يعارضونهم ويردون عليهم ويجادلونهم بالباطل."
وقال الشنقيطي رحمه الله:
"معنى هذه الآية الكريمة ظاهر، وهو أن نبينا صلى الله عليه وسلم شكا إلى ربه هجر قومه، وهم كفار قريش لهذا القرآن العظيم أي تركهم لتصديقه، والعمل به وهذه شكوى عظيمة، وفيها أعظم تخويف لمن هجر هذا القرآن العظيم، فلم يعمل بما فيه من الحلال والحرام والآداب والمكارم، ولم يعتقد ما فيه من العقائد، ويعتبر بما فيه من الزواجر والقصص والأمثال."
وقال بن عاشور رحمه الله:
"والمقصود من حكاية قول الرسول إنذار قريش بأن الرسول توجه إلى ربّه في هذا الشأن فهو يستنصر به ويوشك أن ينصره، وتأكيده ب {إنّ} للاهتمام به ليكون التشكّي أقوى. والتعبير عن قريش ب {قومي} لزيادة التذمر من فعلهم معه لأن شأن قوم الرجل أن يوافقوه."
وعل أي حال قول:
"رب" و"يا رب" كلاهما نداء ودعاء
فلماذا جاءت في هذاين الموضعين مسبوقة بالياء وفي الباقي بدونها؟
وأعتقد أن الجواب ما ذكرته لك سابقا.
أما قول الشاطبي رحمه الله تعالى:
فالأمر الأول منقوض بالموضعين التي سبق فيهما حرف النداء.
وأما الثاني فصحيح وقد ذكرته في جوابي حين قلت:
"فيه دلالة على قرب المدعو وتذلل الداعي"(/)
هل تؤيدون تقسيم الملتقى العلمي حسب الموضوعات: سجل رأيك مشكوراً
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Feb 2007, 08:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أكثرنا عليكم أيها الإخوة الفضلاء لأننا نشعر بحقكم في المشاركة في كل قرار يتخذ بشأن هذا الملتقى فهو لنا جميعاً، وقد سبق أن اقترح عدد من الفضلاء تقسيم الملتقى العلمي إلى أقسام بحسب الموضوعات: (التفسير - علوم القرآن - القراءات - التجويد - صدر حديثا في الدراسات القرآنية) ونحوها. غير أننا في إدارة الموقع لم نشأ أن نصنع هذا لأننا نشعر أن في ذلك تشتيتاً للمتابع للموقع، فالغالب أن المتصفح يدخل قسماً واحداً بكثرة، ويقل تردده على بقية الأقسام فيفوته ما فيها من العلم.
غير أنني فكرت في هذا الآن فرأيتُ أننا قد نظرنا للأمر بعين المشرفين وأغفلنا عين القارئ المستفيد، فربما يكون الأفضل والأسهل للمتابع أن يذهب للقسم الذي يروق له، ويهمه أمر متابعته دون بقية التخصصات الأخرى في الدراسات القرآنية، ويمكن للمتابع اليومي للملتقى أن يذهب لأيقونة (مشاركات جديدة ( http://www.tafsir.org/vb/search.php?do=getnew)) فيقرأ المشاركات الجديدة في كل الأقسام. وقد تفضل أخي العزيز المشرف الدكتور مساعد الطيار وفقه الله بطرح فكرة جميلة لو تمكنا من تطبيقها تقنياً تجدها هنا كيف نستطيع تصنيف موضوعات الملتقى في عدة ملتقيات مع الحفاظ عليه كما هو؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7061) غير أنه لم يأتنا من يخبرنا بإمكانية ذلك تقنياً، ولو تيسرت لعدلنا عن فكرة التقسيم، وهي لو تحققت ذهبنا إليها في وقت.
فالآن أشيروا علينا بما ترونه في هذا:
- إن رأيتم تقسيم الملتقى إلى أقسام بحسب الموضوعات فعلنا، وجربنا مدى فائدة هذا للمتصفح ورصدنا الأراء خلال مدة التجربة. فإن كانت أفضل وأنفع أبقيناها، وإلا عدنا للطريقة الحالية، فأمر تقسيم الملتقى وإعادته أمر سهل من حيث التقنية ولله الحمد.
- وإن رأيتم إبقائه على حاله الآن فيكون هذا بعد الاطمئنان لرأيكم في الأمر.
وفقكم الله جميعاً لما فيه الخير.
الرياض في 29/ 1/1428هـ
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[17 Feb 2007, 08:43 م]ـ
أخي الكريم خادم الدراسات القرآنية الدكتور: عبد الرحمن الشهري حفظك الله،
ليس من الأولويات هذا التقسيم لاسيما وأن الصفحة الأولى مشتركة بين كل الرواد والزائرين،
وهي بمثابة الفهرس،
لكن لوأمكن تمييز كل تخصص في الصفحة الأولى للملتقى بلون أو علامة بارزة،
بعد ذلك ماعلى الراغب في تخصص ما، إلا أن يطلب ما يريده،
وأرى من الآن القيام بفهرسة شاملة وفق التخصصات القرآنية، وإرسال مطالبات لمن له مشاركة لم ينهها بإنهائها،
أوبإدارة حوار معه، وهذا دوركم كمشرفين أجزل الله لكم الثواب. والله الموفق.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[17 Feb 2007, 09:22 م]ـ
أقترح إبقاء الملتقى على ما هو عليه من التنوع,؛ لأن في التقسيم تشتيت مرهق بتتبع الأقسام ومواصلة موضوعاتها, وعلى الأخص الموضوعات الحوارية المشتركة, وسيضعف التفاعل مع الموضوعات التي تًطرَح للمناقشة والحوار العام لتواريها في هذه الأقسام.
ولإفادة القارئ المستفيد أقترح بدلاً من التقسيم على الموضوعات: إصدار فهارس موضوعية دورية - كل أربعة أشهر مثلاً - تُثَبَّت في ركن خاص على الصفحة الأولى, يجد فيها الزائر رغبته في التخصص الذي يريد النظر فيه.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[17 Feb 2007, 09:46 م]ـ
التقسيم غير جديد فهو يشتت، ومعدل المشاركات اليومية في الموقع قليل على هذه الصفحة، فإذا قسم صار أقل بكثير فربما يمضي اليوم والأيام ولم يضف شيئا في بعض الأقسام المستحدثة، وهذا يسقط قيمة الموقع، فالزائر إذا لم يجد جديدا اليوم ولا غدا و ... غادر بلا رجعة!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 Feb 2007, 10:19 م]ـ
التقسيم غير جديد فهو يشتت، ومعدل المشاركات اليومية في الموقع قليل على هذه الصفحة، فإذا قسم صار أقل بكثير فربما يمضي اليوم والأيام ولم يضف شيئا في بعض الأقسام المستحدثة، وهذا يسقط قيمة الموقع، فالزائر إذا لم يجد جديدا اليوم ولا غدا و ... غادر بلا رجعة!
وبمثل قول أستاذي عبد الرحمن أقول ....
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[17 Feb 2007, 11:35 م]ـ
التقسيم جيد لو كان ثمة مشاركات كثيرة أما والحال أن المشاركات قليلة فلا أرى التقسيم فربما كما أسلف الأخوة يكون سببا في هجر الملتقى
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[18 Feb 2007, 04:46 ص]ـ
أقول كما يقول الشيخ أحمد القصير، فالمشاركات ليست بالكثرة بحيث نحتاج معها للتقسيم، وكم حصلنا على فائدة بسبب هذا التنوع، ما كان لنا أن نحصل عليها مع التقسيم، والأمر إليكم.
ـ[نياف]ــــــــ[18 Feb 2007, 06:38 ص]ـ
التقسيم غير جيد للأسباب التي ذكرها الاخوان
ولكن إن فتح باب التسجيل في المنتدى مع الأشتراط أن تكون المشاركات في علوم التفسير والدراسات القرانية فقط فسوف يكون التقسيم جيد ومفيد
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[18 Feb 2007, 08:55 ص]ـ
كما قال الأخوة جميعاَ التقسيم يشتت الملتقى، والجمع بركة وتنوع
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[18 Feb 2007, 11:49 ص]ـ
أرى أن يقسم الملتقى العلمي إلى قسمين أساسيين فقط ولا يزاد على ذلك فيكون عندنا الملتقى العلمي بمسماه الحالي وتفرد القراءات بملتقى خاص تحت اسم: ملتقى القراءات القرآنية ,أما بقية التقسيمات فهو مشتت للذهن كما ذكر الأخوة.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[18 Feb 2007, 12:20 م]ـ
أرى ان يظل الأمر على ما هو عليه، فلو كانت المشاركات قلية الآن مع لفت النظر لكل الموضوعات، فستنعدم عند
التقسيم في بعض الأقسام فليتدبر وإلى الأمام دوما.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[18 Feb 2007, 12:24 م]ـ
وبمثل قول أستاذي عبد الرحمن أقول ....
وبمثل قول شيخي أبي فهر أقول
ـ[أبو عدنان]ــــــــ[18 Feb 2007, 12:38 م]ـ
مبادرة طيبة للتطوير .. جزاكم الله خيراً
لكن الموقع في هيئة المكتنزة (الحالية) جيدٌ .. !
فلا أرى داعياً لتقسيمه و تشتيته، وهو الآن بأحسن حال.
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[18 Feb 2007, 12:57 م]ـ
ارى انه يمكن التقسيم إلى قسمين اثنين كما ذكر أخي د. البريدي لكن مع اختلاف في التطبيق
قسم يعنى بالمشاركات والجديد والمتابعة وقسم يعنى بالفرز الموضوعي التلقائي، ولعلنا نجد طريقة للجمع بين الامرين دون الحاجة إلى اعادة الترتيب من جديد
حيث إنه من وجهة نظري القاصرة من الصعب على المتصفح الجديد متعرفة الموضوعات التي تم تناولها
ـ[أحمد محمد نجيب]ــــــــ[18 Feb 2007, 06:10 م]ـ
أرى أن يقسم الملتقى إلى ثلاثة أقسام،فيكون عندنا الملتقى العلمي بمسماه الحالي وتفرد القراءات بملتقى خاص , وكذلك يفرد قسم للمشاركات الجديدة، حتى يسهل الاطلاع على آخر ها.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[18 Feb 2007, 06:19 م]ـ
أرى أن الأولى بقاء ما كان على ما كان عليه ... (ابتسامة)
ـ[محب القراءات]ــــــــ[19 Feb 2007, 01:00 ص]ـ
ولإفادة القارئ المستفيد أقترح بدلاً من التقسيم على الموضوعات: إصدار فهارس موضوعية دورية - كل أربعة أشهر مثلاً - تُثَبَّت في ركن خاص على الصفحة الأولى, يجد فيها الزائر رغبته في التخصص الذي يريد النظر فيه
أتفق مع الأخ أبو بيان في هذا الرأي
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[19 Feb 2007, 01:52 ص]ـ
رأيي أن كثرة التقاسيم تشتت المتصفح، ولكن إن لزم الأمر أرى أن يكون التقسيم ثنائياً بحيث يكون التفسير وعلوم القرآن في قسم، والقراءات والتجويد في قسم آخر ..
بارك الله في جهودكم ...
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[19 Feb 2007, 05:05 م]ـ
أوافق الشيخ فهد على رأيه ..
ـ[أبو العالية]ــــــــ[19 Feb 2007, 05:08 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
أفضِّل بقاءه كما هو الان.
ودمتم على الخير أعواناً.
ـ[أبو معاذ الشمراني]ــــــــ[19 Feb 2007, 09:10 م]ـ
.... ولماذا لانجرَب؟ .... وفقكم االله ,,,
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[20 Feb 2007, 10:26 ص]ـ
مع الرأي الذي يقول بعدم التقسيم نظرا للأسباب التي ذكرها الإخوة الكرام.
وفق الله الجميع،،،
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[20 Feb 2007, 03:46 م]ـ
الملتقى بحمد الله يضم عدداً طيباً من المتخصصين بالقراءات رواية ودراية , والمشتغلون بهذا الفن بالعالم الاسلامي بحمد الله كثير , فإفراد ما يختص بالقراءات ويدخل معه التجويد تبعاً سيكون له ألاثر الطيب على شريحة كبيرة لا تعنيهم بقية مسائل الملتقى الدقيقة , ويمكن حال إفراده وضع جملة من الأفكار لتفعيله بحيث يكون له خصوصية خاصة يستفيد منه طلبة العلم المهتمون بهذا الجانب والمشتغلون بتحفيظ القرآن من المعلمين والمتعلمين , ولعل الأخو لا يكتفون ب نعم أو لا بل يشاركون بإطروحات جديدة واقتراحات مناسبة لتفعيل دور الملتقى وخدمة مرتاديه.
ـ[دمعة الأقصى]ــــــــ[20 Feb 2007, 10:59 م]ـ
لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا لالالالالا للتقسيم.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[21 Feb 2007, 07:24 ص]ـ
أشكر لفضيلة المشرف على الموقع حرصه على معرفة آراء المتعاملين والمتابعين لهذاالموقع المتميز
وأنا أرى أن التقسيم الحالي للموقع جيد وفيه فوائد عديدة يطلع القارئ من خلالها على موضوعات لم يكن يقصدها وهذه فائدة كبيرة
وأوافق الإخوة الذين اقترحوا الفهرسة الدورية للموضوعات فلعها تغني عن إعادة نثر الموقع وإن كان التجديد أمرا حسنا تحبه النفوس وترغب فيه
وبارك الله فيكم على الجهود الطيبة
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[21 Feb 2007, 12:59 م]ـ
ربما تحتاج المسألة إلى قضية فرز الموضوعات
فمثلا نجد في الموقع جهد كبير في التعريف بالكتب الصادرة حديثا (بارك الله في الاخ المشرف) هذه مثلا لو عمل لها ارشفة بحيث تكون كلها في مكان واحد.
وهكذا لكثير من الجوانب التي يهتم بها الموقع
بحيث يسهل على متصفح الموقع الوصول إلى ما يبحث عنه في الموقع، وهذا لا ينقص من قيمة الومقع الذي نفخر به ونعتز بما وصل إليه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نورة]ــــــــ[21 Feb 2007, 01:11 م]ـ
أرى أن يقسم الملتقى العلمي إلى قسمين أساسيين فقط ولا يزاد على ذلك فيكون عندنا الملتقى العلمي بمسماه الحالي وتفرد القراءات بملتقى خاص تحت اسم: ملتقى القراءات القرآنية ,أما بقية التقسيمات فهو مشتت للذهن كما ذكر الأخوة.
أتفق مع رأي الشيخ أحمد البريدي ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Feb 2007, 07:31 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً، وقد سعدتُ برأي من تفضل بإبداء رأيه منكم.
وقد نفذت فكرة فهرسة الموضوعات بحيث نجمع بين الفكرتين دون التقسيم وبدأت بفهرسة موضوعات (صدر حديثاً) على هذا الرابط:
فهرس متجدد لموضوعات (صدر حديثا في الدراسات القرآنية) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7447)
وهي بداية لمعرفة رأيكم في طريقة الفهرسة وهل هي مناسبة أم لا بهذه الطريقة حتى نستمر فيها فاكتبوا رأيكم هنا أو هناك، ثم نقوم بإذن الله بفهرسة بقية الموضوعات ونقتسمها فيما بيننا، حتى لا ينتهي شهر صفر هذا إلا وقد انتهينا من الفهرسة بإذن الله.
وفقكم الله جميعاً وسدد خطاكم وآراءكم.
الرياض في 3/ 2/1428هـ.
ـ[محمد الحوري]ــــــــ[10 Apr 2007, 02:18 م]ـ
أرى تقسيم الملتقى حسب الموضوعات ليكون أسهل في الوصول إلى المراد
ـ[أم قتادة]ــــــــ[10 Apr 2007, 04:14 م]ـ
نعم، إذا أمكن إفراد قسم للقراءات القرآنية ........... فهذا مما يساعد على حفظ وقت الأعضاء .......... وجزاكم الله خيرا
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[10 Apr 2007, 06:27 م]ـ
من خلال اطلاعي على مواقع أخرى مماثلة ظهر لي أن التقسيم أجود من عدمه وأن التغيير إلى الأحسن أحسن، وأن البحث على الباحث حال تقسيمه أيسر ولذا فأنا من دعاة التقسيم وأستشهد بما هو موجود في المكتبات من تقسيم يعين الباحث على الوصول إلى بغيته بسهولة، مع وجود مجال أو باب يجمع المشاركات الجديدة من جميع الأقسام، وكما قال فضيلة الدكتور الشهري: يمكن أن نجرب فإن لم تجده حسنا عدنا، وإن وجدناه حسنا عدنا للبحث إلى الأحسن.
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[11 Apr 2007, 12:11 م]ـ
وفقك الله أبا عبدالله والذي أراه أن ينقسم الملتقي إلى قسمين قسم يخص الموضوعات التي لا تخص القرآن وعلومه
وهي المواضيع العامة والقسم الآخر هو الذي يبحث في ما وضع له الملتقى ويدخل في ذلك التفسير وعلوم القرآن
والقراءآت وفق الله الجميع لكل خير
ـ[عيسى الدريبي]ــــــــ[12 Apr 2007, 01:01 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبعد
تحية عاطرة لجميع الفضلاء المشاركين في مناقشة هذا الرأي والقارئين له
أيها الاخوة:سبق أن طرحت هذا الرأي وهورأي التقسيم للملتقى في مشاركة سابقة، لما له من أثر متميز في جمع شتات الابحاث والاطروحات والمناقشات والكتب،وأنا على يقين أن في ذلك خدمة للباحثين والمتخصصين تجعل للملتقى قيمة عالية،وتجعله مقصدا للباحثين،ييممون (ماوساتهم) شطرهذا الملتقى حينما يريدون موردا يأرزون إليه لتتبع موضوع أومالجديد في تخصص ما من تخصصات هذا العلم المبارك
وانني أشكرالدكتور عبد الرحمن الشهري لطرحه هذا الموضوع لطلب رأي الاخوة والاخوات فيه، الاأنني أطالبه بالتزامه بأثر هذه المشورة وإكمال هذه الر وح الديمقراطية في الاستجابة للمطالبين بالتقسيم،والاحتكام لصناديق الاقتراع في التصويت، وإلافانني أحذره انقلابا يطيح بكرسيه،مع انني أعلم سلفا أثر هذه الخطوة لكثرة أتباعه ومحبيه؟؟؟
(عذرا هل هذه المداعبة)
تحياتي لك أخي عبدالرحمن،ولجميع الاخوة والاخوات
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Apr 2007, 05:59 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً على هذه الآراء النيرة، والمشاركة الفاعلة في بناء هذا الموقع واستمراره وتميزه.
وقد رأت إدارة الموقع بعد جمع آرائكم وتقليبها، النزول عند رغبة الكثير بإفراد قسم جديد باسم: ملتقى القراءات والتجويد، وسد الثغرات في التخصصات الفرعية في الدراسات القرآنية الأخرى بصنع فهارس دقيقة لكل قسم.
بناء على رغبتكم: افتتاح قسم جديد في الملتقى (ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7923)
وإنني أشكر الدكتور عبد الرحمن الشهري لطرحه هذا الموضوع لطلب رأي الاخوة والاخوات فيه، الاأنني أطالبه بالتزامه بأثر هذه المشورة وإكمال هذه الر وح الديمقراطية في الاستجابة للمطالبين بالتقسيم، والاحتكام لصناديق الاقتراع في التصويت، وإلافانني أحذره انقلاباً يطيح بكرسيه، مع انني أعلم سلفا أثر هذه الخطوة لكثرة أتباعه ومحبيه؟؟؟
حياك الله أخي الحبيب أبا عبدالمحسن، وأنا رهن إشارتكم إلا أن للموقع مجلساً لا نستبد بالرأي دونه، وإني شخصياً أرى عدم التقسيم، لكن رغبتكم ورغبة الفضلاء مقدمة عندي، وأنا أسعد بتقديم رأيكم على رأيي لأن الموقع لنا جميعاً، ولعلنا نلبي هذه الرغبات شيئاً فشيئاً حتى يتكامل الموقع، وتفعل بعض الخدمات والجوانب فيه لتكون أقرب وأسهل للجميع.
جزاكم الله خيراً ونفع بعلمكم ورأيكم السديد، والموقع لا يقوم إلا بأمثالكم من الفضلاء الحريصين على الارتقاء بهذا العلم بكل تخصصاته وفروعه، ونسأل الله التوفيق والسداد،،،
الجمعة الموافق 25/ 3/1428هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[13 Apr 2007, 10:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: أخي خادم الدراسات القرآنية، الدكتور عبد الرحمن الشهري، حفظه الله، رأيتم بارك الله فيكم أنتم وإخوانكم مشرفوا الملتقى تقسيمه إلى عدة فنون علمية تتعلق بالقرآن الكريم، كان آخرها ملتقى القراءات والتجويد، وهذاشيء طيب، على أن تقوموا بتقييمه بعد فترة من الزمن من تجربته، فلعله يمكن أن تكون هناك مقترحات أخرى، فتميزون علماً آخر بملتقى خاص به على غراره، كالإعجاز العلمي، والبحث العلمي ودروسه النظرية والتطبيقية في تخصص التفسير وتدريسه، وكذلك ابتكار ملتقى الملتقيات الذي يمكن أن تضعوا فيه روابط ملتقيات أخرى في التخصص يمكن استعراضها من خلال ملتقاكم بالاتفاق مع أصحابها، وغير ذلك من الأفكار المفيدة.
أخيراً بهذه المناسبة أحسب أننا نحن المداومون على الملتقى العلمي غير المتخصصين في التفسير، قدلانتقابل في محاورة علمية هادئة لفترة طويلة، وذلك بعد أن اجتمعنا فترة دام خمس سنوات، فإليكم تحياتي وتقديري أهل التفسير في ملتقاكم (الملتقى العلمي: للتفسير) بعد التقسيم. هذه كلمات أحببت أن أهمس بها لك أخي الكريم، وإلى لقاء في ملتقيات أخرى مباركة على مائدة القرآن الكريم وعلومه ودراساته. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Apr 2007, 11:06 م]ـ
جزاكم الله خيراً يا دكتور أمين على هذه الكلمات الطيبة الصادقة، وأعدك أن ترى بإذن الله ما يسرك من المشروعات العلمية عبر هذه الشبكة العلمية قريباً، وأن نكون دوماً عند حسن الظن إن شاء الله.(/)
سؤالات متنوعة: في التفسير ورجاله والعزو والإسناد.
ـ[محمد بن زايد المطيري]ــــــــ[18 Feb 2007, 12:41 ص]ـ
سؤالات متنوعة: في التفسير ورجاله والعزو والإسناد.
1 ـ نقل الواحدي في تفسير قوله تعالى: (والحب ذو العصف) قول ابن كيسان: " يبدو أولاً ورقاً وهو العصف , ثم يبدو له ساق , ثم يُحدث الله فيه أكماماً , ثم يُحدث الله في الأكمام حباً ". تفسير الوسيط في تفسير القرآن (4/ 218)
وسؤالي أيها الأخوة الكرام: من المراد بابن كيسان هنا؟ فقد أشكل علي تعيين المقصود به.
هل المراد به أبو بكرٍ الأصم عبد الرحمن بن كيسان (ت: 225) وله كتاب في تفسير القرآن , استفاد منه الثعلبي في التفسير؟
أو المقصود به: أبو الحسن بن كيسان النحوي (ت: 299) وله كتاب في معاني القرآن؟
أو عالمٌ آخر؟ آمل من الأخوة الكرام إفادتي , ولكم مني جزيل الشكر , والله يحفظكم ويرعاكم
2 ـ إذا أردت أن أعزو أثراً إلى التفسير المطبوع لمجاهد بن جبر , ما هي الصيغة المُثلى في العزو إلى هذا الكتاب (خصوصاً مع القول بأن المطبوع إنما هو تفسير آدم بن أبي إياس)؟
3 ـ في تفسير مجاهد المطبوع يدور هذا الإسناد: (انا عبد الرحمن قال نا إبراهيم قال نا آدم)
وعبد الرحمن هو أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن عبيد الهمداني , وقد أُنكر عليه دعوى السماع من إبراهيم بن الحسين بن علي الهمذاني (ابن ديزيل). فكيف يُتعامل مع تلك الأثار التي تَرِد بهذا الإسناد؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 Feb 2007, 08:03 ص]ـ
1 ـ المشهور بكنية ابن كيسان هو اللغوي صاحب كتاب معاني القرآن، وقد نقل عنه أبو جعفر النحاس أيضًا.
أما أبو بكر الأصم فلم يشتهر بابن كيسان، بل اشتهر بهذه الكنية.
2 ـ العزو إلى تفسير مجاهد يكون كما هو معروف الآن: (تفسير مجاهد)، وإن كنت مقتنعًا بأنه تفسير آدم، فتقول: تفسير آدم بن أبي إياس المطبوع باسم تفسير مجاهد.
3 ـ الذي يظهر من الإسناد أنه رواية كتاب، ومخارجها معروفة في غيره، وليس هو العمدة الوحيدة في نقل ما ورد من التفسير في هذا الكتاب، لذا لا يشكل هذا إلا في حال الانفراد في الرواية، والله أعلم.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[18 Feb 2007, 09:16 م]ـ
وفي حال التخريج من هذا التفسير لك أن تقول: أخرجه آدم ابن أبي إياس, كما في تفسير مجاهد الجزء/الصفحة.
ـ[محمد بن زايد المطيري]ــــــــ[20 Feb 2007, 07:52 م]ـ
الشيخ المبارك الدكتور مساعد الطيار , والأخ الفاضل أبو بيان حفظكما الله , وبارك فيكما , وجزاكما عني كل خيرٍ.
وقد بقي في نفسي شيءٌ أحب أن أعرضه (فقد قصرتُ في عرضه وإيضاحه) وهو أن الذي جعلني أسأل عن ترجمة ابن كيسان. هي أني عندما أردت أن أترجم لابن كيسان في هذا الموضع عند تفسير آية سورة الرحمن كما ذكر الواحدي. أَخَّرْت الترجمة (ولم أكن أفكر إلا أن المقصود به هو صاحب المعاني , لأن التفسير لغوي) بيد أني مع الاستمرار في البحث مَرَّت بي مواضع في تفسير الثعلبي يذكر فيها أقوال ابن كيسان. فلما رجعت لمقدمة تفسيره لم أجده ذكر في مصادره سوى كتاب المفسر أبي بكرٍ الأصم وسماه بتفسير ابن كيسان ـ (ورجوعي إلى تفسير الثعلبي المطبوع في دار إحياء التراث العربي) ـ ومن هنا دخل علي اللبس و التردد فقلت: الواحدي تلميذ الثعلبي فهل اعتمد مصادره؟ أو أن الثعلبي هو أيضاً نقل عن ابن كيسان صاحب المعاني؟ ثم إن مما زادني حيرةً وجعلني أتوقف في الترجمة , أني قد أجريت مقارنة سريعة بين ما يذكره ابن الجوزي من أقوال لابن كيسان فوجدتها كلها أو غالبها موجودة في تفسير الثعلبي؟ فهل هذا يجعلنا نقول: إن المراد بابن كيسان الذي يكثر دورانه في كتب التفسير هو المفسر أبو بكر الأصم؟ أتمنى أن يكون فيما ذكرت ما يبين سبب اللبس والتوقف. متمنياً أن أحظ بردكم الكريم ومشاركة جميع الأخوة , رعاكم الله وسدد خطاكم.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[20 Feb 2007, 09:08 م]ـ
] أخي الكريم العتيق
ليتك تربط السابق باللاحق حيثما ورد ابن كيسان
ولعل المؤلف من خلال البحث والربط يقصد
هذا مرة في موضع، وذاك في موضع آخر
ولا تحل ترجمة المترجم له، إذا أشكل ذلك على المحقق
إلا بمعرفة الشيوخ والتلاميذ
والسابق واللاحق
والمتبادر هنا أن المقصود بابن كيسان
هو المشهور بكنية ابن كيسان هو اللغوي صاحب كتاب معاني القرآن
ولكنك لا تستطيع الجزم بذلك، إلا إذا بحثت عن شيوخه وتلاميذه
وذلك في جميع الكتاب الذي تعمل به
أو من خلال كتب الواحدي المطبوعة(/)
علم السياق القرآني [5] (أنواع السياق القرآني)
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[18 Feb 2007, 08:50 ص]ـ
السياق القرآني يختلف عن أي سياق آخر، وذلك أنه مكون من أربعة دوائر من السياق بعضها داخل في بعض ومبني عليه. وهذا من أعظم ما يتميز به القرآن العظيم، بل هو من مظاهر إعجازه وبلاغته. وذلك أنه ينقسم إلى أربعة أنواع:
النوع الأول: سياق القرآن.
النوع الثاني: سياق السورة.
النوع الثالث: سياق النص أو المقطع أو الآيات.
النوع الرابع: سياق الآية.
وهذه الأنواع الأربعة مؤتلفة ائتلافاً عجيباً فلا تجد بينها تعارضاً، بل إنها متكاملة تكاملاً، ينتج عنه معاني متعددة وأغراض متنوعة، وهذا والله أعلم سر كون القرآن محتملا للوجوه الكثيرة والمعاني المتعددة، كما قال أبو الدرداء رضي الله عنه: (إنك لن تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوهاً كثيرة) ([1]).
وقد حقق هذا التنوع في سياق القرآن صاحب كتاب (دلالة السياق منهج مأمون لتفسير القرآن الكريم) فقال":السياق قد يضاف إلى مجموعة من الآيات التي تدور حول غرض أساسي واحد، كما أنه قد يقتصر على آية واحدة، ويضاف إليها، وقد يكون له امتداد في السورة كلها، بعد أن يمتد إلى ما يسبقه ويلحقه، وقد يطلق على القرآن بأجمعه، ويضاف إليه، بمعنى أن هناك: سياق آية، وسياق النص، وسياق السورة، والسياق القرآني، فهذه دوائر متداخلة متكافلة حول إيضاح المعنى" ([2]).
وسنقف مع كل نوع لتحرير المراد منه بإجمال:
أولاَ: سياق القرآن
المراد بهذا النوع من السياق القرآني، مقاصد القرآن الأساسية، والمعاني الكلية التي تسمى بالكليات في القرآن، والأساليب المطردة في القرآن التي تسمى بعادة القرآن. وعلى هذا فيمكن تقسيم هذا النوع إلى وجوه:
الوجه الأول: مقاصد القرآن العظمى.
القرآن مبني على أغراض ومقاصد أساسية، وهذه الأغراض والمقاصد معتبرة في تفسير كلام الله تعالى كله، بل يجب الاعتماد عليها في كل سورة وآية منه حسب ما يقتضي المقام فيها.
ومقاصد القرآن ظاهرة فيه، وقد أجمل ابن عاشور مقاصد القرآن كلها في ثمانية مقاصد: الأول: إصلاح الاعتقاد، الثاني: تهذيب الأخلاق، الثالث: بيان التشريع، الرابع: سياسة الأمة وصلاحها وحفظ نظامها، الخامس: القصص وأخبار الأمم السالفة للتأسي بصالح أحوالهم، السادس: التعليم بما يناسب حاله عصر المخاطبين، وما يؤهلهم إلى تلقي الشريعة ونشرها، السابع: المواعظ والإنذار والتحذير والتبشير، الثامن: الإعجاز بالقرآن ليكون آية دالة على صدق الرسول ([3]).
ودليل اعتبار مقاصد القرآن كله ما جاء في السنة من اعتبار سورة الفاتحة أعظم سورة في كتاب الله، واعتبار سورة البقرة سنام القرآن، وسورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن، وهذا إنما يكون بالنظر لمعاني هذه السور بالنسبة لمعاني القرآن كله.
الوجه الثاني: المعاني الكلية.
والمقصود بالمعاني الكلية هو ما يرد في القرآن من الألفاظ التي يطرد أو يغلب معناها في جميع القرآن، فيستعملها القرآن بمعنى واحد غالباً، وهذا ما يسمى بكليات القرآن.
قال شيخ الإسلام: "إذا كان في وجوب شيء نزاع بين العلماء، ولفظ الشارع قد اطرد في معنى، لم يجز أن ينقض الأصل المعروف من كلام الله تعالى ورسوله بقول فيه نزاع" ([4]).
ومن أمثلة ذلك ماذكره الشنقيطي في معنى الغلبة قال: "والغالب في القرآن هو استعمال الغلبة بالسيف والسنان" ([5]).
الوجه الثالث: الأساليب المطردة:
والمقصود بالأساليب المطرده هو مايستعمله القرآن من الأساليب، ويطرد في القرآن كله، وهذا مايسمى بعادة القرآن.
ومن أمثلة ذلك: ماذكره الشنقيطي قال: "كل الأسئلة المتعلقة بتوحيد الربوبية استفهامات تقرير، يراد منها أنهم إذا أقروا رتب لهم التوبيخ والإنكار على ذلك الإقرار؛ لأن المقر بالربوبية يلزمه الإقرار بالألوهية ضرورة، نحو قوله تعالى: +أفي اللهِ شكٌ" [إبراهيم 10]، وقوله تعالى: +قُل أَغيِرِ اللهَ أبغي رَباً" [الأنعام 164] " ([6]).
ثانياَ: سياق السورة:
من أعظم دلائل الإعجاز في هذا القرآن العظيم، أنه بني على سور متفرقة لكنها منتظمة في بناء واحد محكم، وكل سورة منها وحدة متكاملة متناسقة، يجمعها غرض واحد يسمى بوحدة السورة أو سياقها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ووحدة السورة أو سياقها العام هو الذي يطلع القارئ على مضمون السورة كلها، ولو تدبر القارئ وتفحص وتبصر في سورة واحدة لرأى قرآنا عجباً ذلك بما سيتجلى له من ترابط السورة وقوة بنائها وانتظامها في خيط واحد، وكيف لايكون ذلك وهو كلام رب العالمين الذي أتقن كل شيء.
قال البقاعي: "إن معرفة مناسبات الآيات في جميع القرآن، مترتبة على معرفة الغرض أو الأغراض التي سيقت لها السورة" ([7]).
وحين نرى العناية بهذا العلم العظيم نرى أن كثيراً من المفسرين أغفلوه ولم يلقوا له بالاً مع أنه من أعظم مايعين على فهم كتاب الله تعالى.
وممن عَنى بهذا المجال شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم اللذان أبدعا في تفسير كتاب الله تعالى واستخراج دقائقه.
فنرى مثلاً شيخ الإسلام يبرز وحدة سورة البقرة ويحدد سياقها وغرضها العام فيقول: "وقد ذكرت في مواضع ما اشتملت عليه سورة البقرة من تقرير أصول العلم و قواعد الدين" ([8]).
ويبين سياق سورة الأحزاب وغرضها العام، فيرى أنها تتحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم في نصرة الله له وهزيمة الأحزاب الذين تحزبوا عليه، وذكر خصائصه وحقوقه؛ ولهذا افتتحت بندائه بقوله تعالى: {ياأيها النبي} ([9]).
ونرى أيضاً ابن القيم الذي كان بارعاً في استخراج دقائق القرآن وأسراره، يبين سياق سورة التحريم وأنها في بيان مقام النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه وتحذيرهن من التظاهر عليه ولهذا افتتحت بندائها بقوله تعالى: +يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ"، قال: "في هذه الأمثال من الأسرار البديعة ما يناسب سياق السورة، فإنها سيقت في ذكر أزواج النبي × والتحذير من تظاهرهن عليه، وأنهن إن لم يطعن الله ورسوله ويردن الدار الآخرة لم ينفعهن اتصالهن برسول الله × كما لم ينفع امرأة نوح ولوط اتصالها بهما" ([10]).
ومن أشهر من تناول هذا العلم من السياق وبرع فيه محمد دراز صاحب كتاب (النبأ العظيم)، وصاحب الظلال سيد قطب، فهما ممن حملا رايته، وأبدعا فيه.
أما محمد دراز فقد أبدع في دراسته لسورة البقرة واستكشف غرضها. ويقول في مقدمته: "إنك لتقرأ السورة الطويلة المنجمة يحسبها الجاهل أضغاثاً من المعاني حُشيت حشواً، وأوزاعاً من المباني جمعت عفواً، فإذا هي لو تدبرت بنية متماسكة قد بنيت من المقاصد الكلية على أسس وأصول، وأقيم على كل أصل منها شعب وفصول، وامتد من كل شعبة منها فروع تقصر أو تطول، فلا تزال تنتقل بين أجزائها كما تنتقل بين حجرات وأفنية في بناء واحد قد وضع رسمه مرة واحدة .. ولماذا نقول إن هذه المعاني تتسق في السورة كما تنتسق الحجرات في البنيان؟ لا بل إنها لتلتحم فيها كما تلتحم الأعضاء في جسم الإنسان .. ومن وراء ذلك كله يسري في جملة السورة اتجاه معين، وتؤدي بمجموعها غرضاً خاصاً، كما يأخذ الجسم قواماً واحداً، ويتعاون بجملته على أداء غرض واحد، مع اختلاف وظائفه العضوية" ([11]).
أما سيد قطب فقد سلك هذا المسلك في تفسيره الظلال، وجعل من منهجه أن يقدم بين يدي كل سورة بوحدتها الموضوعية وسياقها العام. ولعلنا نعرض لمثال واحد من ذلك، يقول في أول كلامه عن سورة البقرة: "يلحظ من يعيش في ظلال القرآن أن لكل سورة من سوره شخصية متميزة، شخصية لها روح يعيش معها القلب كما لو كان يعيش مع روح حي مميز الملامح والسمات والأنفاس، ولها موضوع رئيسي أو عدة موضوعات رئيسية مشدودة إلى محور خاص .. وهذا طابع عام في سور القرآن جميعاً، ولا يشذ عن هذه القاعدة طوال السور كهذه السورة" ([12]).
ويدخل في سياق السورة الاستدلال بما غلب وروده في السورة كلها. ومن أمثلة ذلك:
ماذكره ابن جرير في ترجيح ماورد من القراءات في قوله تعالى: +سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ" [الصافات 130]، ووردت قراءة بلفظ +آل ياسين" ([13]) فرجح الأولى بدلالة سياق السورة فقال: "والصواب من القراءة في ذلك عندنا: قراءة من قرأ +سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ" بكسر ألفها، على مثال إدراسين؛ لأن الله تعالى ذكره إنما أخبر عند كل موضع ذكر فيه نبياً من أنبيائه - صلوات الله عليهم - في هذه السورة بأن عليه سلاماً لا على آله، فكذلك السلام في هذا الموضع، ينبغي أن يكون على إلياس، كسلامه على غيره من أنبيائه، لا على آله" ([14]).
ثالثاَ: سياق النص أو القصة
(يُتْبَعُ)
(/)
سياق النص يأتي كجزء ووحدة من جملة السورة، يكون موضوعه واحداً وغرضه واحداً لكنه يتناسق ويتناسب مع وحدة السورة العام. ويظهر النص غالباً في سياق القصص، وبعض التشريعات، والموضوعات. كقصة آدم، وآيات بني إسرائيل، وآيات القبلة، وآيات الحج في سورة البقرة.
ولو تدبرت كل سورة لوجدتها تتجزأ إلى عدة مقاطع كل مقطع يتضمن غرضاً مستقلاً. وقد تجلى ذلك في دراستي لسورة البقرة.
فمن أمثلة ذلك آيات النفقة والربا والمداينات في سورة البقرة كل موضوع جاء لغرض، وقد اجتمعت كلها في غرض واحد وسياق واحد هو حفظ الأموال وبناء النظام الاقتصادي للأمة.
قال ابن عاشور: "نظم القرآن أهم أصول حفظ مال الأمة في سلك هاته الآيات، فابتدأ بأعظم تلك الأصول، وهو تأسيس مال للأمة به قوام أمرها .. " ([15]).
وقال صاحب الظلال: "منذ الآن إلى قرب نهاية السورة يتعرض السياق لإقامة قواعد النظام الاقتصادي الاجتماعي الذي يريد أن يقوم عليها المجتمع المسلم، وأن تنظم بها حياة الجماعة المسلمة" ([16]).
رابعاَ: سياق الآية.
كل آية في كتاب الله تعالى تحمل غرضاً مستقلاً، وإلا فما سر هذه الفواصل بين الآيات، وقد تجلى ذلك في دراستي لسورة البقرة، فرأيت أن كل آية لها غرض قد تشترك فيه مع سابقتها أو لا حقتها لكنها تختص بجانب منه.
وقد تناول المفسرون هذا النوع كثيراً في بيانهم لتفسير كلام الله والترجيح بين المعاني فيه، ومن على الأمثلة في ذلك:
ماذكره بعض المفسرين في المراد بالإحصان في قوله تعالى: +فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ" [النساء 25].
فقد رجح ابن كثير والشنقيطي أن المراد بالإحصان في الآية التزويج لدلالة السياق.
قال ابن كثير: "والأظهر - والله أعلم - أن المراد بالإحصان ها هنا التزوج؛ لأن سياق الآية يدل عليه، حيث يقول الله تعالى +وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ" [النساء25] والآية الكريمة سياقها في الفتيات المؤمنات، فتعين أن المراد بقوله تعالى: +فَإِذَا أُحْصِنَّ" أي تزوجن كما فسره ابن عباس ومن تبعه" ([17]).
وقال الشنقيطي: "قوله تعالى: +فَإِذَا أُحْصِنَّ" أي: فإذا تزوجن، وقول من قال من العلماء: إن المراد بالإحصان في قوله تعالى: +فَإِذَا أُحْصِنَّ" الإسلام خلاف الظاهر من سياق الآية؛ لأن سياق الآية في الفتيات المؤمنات حيث قال +وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً" الآية" ([18]).
ومن الأمثلة في تعيين غرض الآية:
1 - قوله تعالى: +مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" [البقرة 261]
غرض هذه الآية هو بيان شرف النفقة ومضاعفة أجرها، تحريضاً على الإنفاق في سبيل الله تعالى.
قال ابن عطية: "هذه الآية لفظها بيان مثل بشرف النفقة في سبيل الله وبحسنها، وضمنها التحريض على ذلك" ([19]).
هذه هي أنواع السياق القرآني، وهي بمجموعها تنبئك عن عظمة القرآن في ترابطه وبنائه وإحكامه، وتطلعك على منهج عظيم لدراسة القرآن العظيم وتفسيره، وقد سلكت هذا المنهج- بحمد الله وتوفيقه - في دراستي لسورة البقرة كلها. فلله الحمد أولاً و آخراً.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (11/ 255) رقم (20473)، وانظر: ((البرهان في علوم القرآن)) (1/ 193).
([2]) ((دلالة السياق منهج مأمول لتفسير القرآن الكريم)) (ص88).
([3]) انظر: ((التحرير والتنوير)) (1/ 8).
([4]) ((مجموع الفتاوى)) (7/ 35).
([5]) ((أضواء البيان)) (3/ 376).
([6]) ((أضواء البيان)) (3/ 376).
([7]) ((نظم الدرر)) (1/ 17).
([8]) ((مجموع الفتاوى)) (14/ 41).
([9]) ((مجموع الفتاوى)) (28/ 433).
([10]) ((الأمثال في القرآن)) (ص57).
([11]) ((النبأ العظيم)) (ص154 - 155).
([12]) ((في ظلال القرآن)) (1/ 27).
([13]) انظر: ((التيسير)) (ص187)، ((السبعة)) (594).
([14]) ((جامع البيان)) (10/ 523).
([15]) ((التحرير والتنوير)) (3/ 78) باختصار.
([16]) ((في ظلال القرآن)) (1/ 304).
([17]) ((تفسير ابن كثير)) (1/ 631).
([18]) ((أضواء البيان)) (1/ 280).
([19]) ((المحرر الوجيز)) (1/ 355).
ـ[النجدية]ــــــــ[21 Sep 2008, 04:19 م]ـ
بسم الله ...
أيجوز لنا اعتبار النوع الثالث: (سياق القصة) مستقلا عن سياق المقطع؟
فلكل قصة سياق؛ فمثلا: سياق قصة سيدنا آدم عليه السلام، معروضة في عدة سور كريمة، وكل لقطة من القصة عرضت في سياقها الأخص الأليق بها من السورة ... وهكذا.
بينما سياق المقطع مختلف عن هذا!
فسؤالي:
هل يجوز جعل هذه الأنواع خمسة؟
أم ليس لنا ذلك؛ خوفا من تكثير عدد أنواع السياق؟؟؟؟
والله الموفق ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[23 Sep 2008, 01:13 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بك.
هذه بعض مراجع البحث الذي تفضل به أخونا محمد الربيعة:-
تفسير التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=636
المحرر الوجيز لابن عطية
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=1514
أضواء البيان للشنقيطي
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=467
جامع البيان للطبري
http://www.4shared.com/file/41115413/353e453b/___________.html?s=1
إن شاء الله تعالي نواصل إيراد المراجع للتحميل ولتعم الفائدة
لاتنسونا من صالح دعائكم بظهر الغيب لي ولوالدي رحمه الله رحمة واسعة لا تغادر ذنبا! آمين
والله الهادي إلى سبيل الرشاد.
ـ[النجدية]ــــــــ[07 Feb 2009, 10:48 ص]ـ
بسم الله ...
أيجوز لنا اعتبار النوع الثالث: (سياق القصة) مستقلا عن سياق المقطع؟
فلكل قصة سياق؛ فمثلا: سياق قصة سيدنا آدم عليه السلام، معروضة في عدة سور كريمة، وكل لقطة من القصة عرضت في سياقها الأخص الأليق بها من السورة ... وهكذا.
بينما سياق المقطع مختلف عن هذا!
فسؤالي:
هل يجوز جعل هذه الأنواع خمسة؟
أم ليس لنا ذلك؛ خوفا من تكثير عدد أنواع السياق؟؟؟؟
والله الموفق ...
بسم الله ...
هذا السؤال للرفع
وسؤال آخر -يا رعاكم المولى-
هل هذا البحث الذي قام به الدكتور (محمد الربيعة) مطبوع أو منشور؟
فهو قيم جدا!!
أرجو الإفادة؛ فالحاجة ملحة.
الله المستعان
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[07 Feb 2009, 05:35 م]ـ
الأخت النجدية والأخ وليد شحاته شكر الله لكما حرصكما ومشاركتكما.
وبالنسبة لسياق المقطع والموضوع والقصة لافرق بينهما في التقسيم.
وبالنسبة للبحث فسيخرج بإذن الله تعالى قريباً، وقد انتهيت من مراجعته قبل أيام وأسأل الله أن ييسره وينفع به.
ـ[النجدية]ــــــــ[10 Feb 2009, 10:16 ص]ـ
بسم الله ...
جزاكم الرحمن صالحة!
ويسر الله أموركم، ونفع بعلمكم!
شيخنا الفاضل
أرجو من حضرتكم التكرم علينا برفع الكتاب على صفحات ملتقانا؛ لأهميته، ولنفيد منه في أغراض البحث والتوثيق.
والله من وراء القصد
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[11 Feb 2009, 01:39 ص]ـ
أسأل الله أن يشكر للشيخ محمد الربيعة هذاالبحث المبارك وأن يجزيه أفضل الجزاء وأن ينفع به إنه جواد كريم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان.(/)
المجمل والمفسر في القرآن الكريم لابن الجوزي
ـ[أبو المهند]ــــــــ[18 Feb 2007, 12:09 م]ـ
أخواني أهل التفسير حفظكم الله.
هل من الأحبة العلماء من يعرف كتاب " المجمل والمفسر في القرآن الكريم لابن الجوزي؟
علما بأن الحافظ السيوطي سماه و استشهد منه في نوع المجمل والمبين في القرآن الكريم، ولم أجده مخطوطاً ولا
مطبوعاً وفقني الله وإياكم لطاعته.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[24 Jan 2009, 02:11 ص]ـ
للرفع والاستبيان(/)
غايات أفعال الله عز وجل في القرآن الكريم (2/ 4)
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[18 Feb 2007, 07:38 م]ـ
غايات أفعال الله عز وجل في القرآن الكريم (2/ 4)
الغاية الثانية
2. غاية الله من الامتنان على عباده بالنعم .... الشكر
فإن الله سبحانه وتعالى امتن الله على عباده بكثير من آلائه ونعمه, حتى يشكروه ويذكروا نعمته, والآيات في ذلك كثيرة, ومنها:
قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ
فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الأعراف:189]
ويقول تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ} [النحل:72]
ويقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة:172]
فلما أمر الله عباده بالأكل مما أباحه لهم وطيّبه من الرزق, أمرهم بالشكر على هذه النعمة, وعلى تلك الكرامة التي
أكرم الله بها عباده, فعن قتادة رحمه الله قال: (كَرَامَةٌ أَكْرَمَكُمُ اللَّهُ بِهَا فَاشْكُرُوا لِلَّهِ نِعْمَتَهُ) [أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير].
وقال تعالى {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ} (يّس: 71 - 73)
وقد امتن الله على بني إسرائيل بالعفو عنهم بعد اتخاذهم العجل وأمرهم بالشكر فقال: {ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:52] , ثم أخذتهم الصاعقة وأحياهم الله لعلهم يشكرون فقال: {ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:56]
وامتن الله على عباده المؤمنين بنصره وتمكينه لعلهم يشكرون فقال: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [آل عمران:123].
وقال: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الأنفال:26]
وامتن على عباده المؤمنين بشرعه القويم ودينه العظيم فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة:6]
وقال: {لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة:89]
وقال: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الحج:36]
وامتن عليهم بنعمة الخلق وكماله فقال: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل:78]
يقول ابن القيم رحمه الله عن الشكر: (وهو غاية الرب من عبده وأهله هم القليل من عباده) [مدراج السالكين 2/ 242].
أسأل الله تعالى أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[19 Feb 2007, 11:12 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
جزاك الله خيراً، يا أبا بكر ووفقك الله لكل خير
محبكم في الله
ـ[أبو لبابة]ــــــــ[19 Feb 2007, 01:54 م]ـ
يحوك في نفسي شئ من أن ننسب الغاية أو الغرض لأفعاله سبحانه وتعالى
الذي أعلمه أن الله سبحانه منزه في أفعاله عن الغاية أو الغرض
عنوان مقالك أخي الكريم:
2. غاية الله من الامتنان على عباده بالنعم .... الشكر
لكن ماذا لو لم يشكر الناس؟
فهل نقول إن الله سبحانه لم تتحقق غايته أو غرضه من الامتنان؟
سبحانه وتعالى علوا كبيرا.
سؤالي هل ورد في القرآن الكريم ما يدل على أن لله غاية أو غرضا من أفعاله سبحانه وتعالى؟
ـ[أبو العالية]ــــــــ[19 Feb 2007, 02:37 م]ـ
الحمد لله، وبعد ...
تأمل في الحلقة الأولى؛ تتضح الأمور اكثر
تفضل:
الحلقة الأولى ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7405)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[19 Feb 2007, 03:28 م]ـ
الحلقة الاولى المشار اليها ليس فيها جواب على سؤال السائل بل كلام عام غير ممنهج
والاصل بيان المعنى المراد واختلاف العلماء في بيانه بذكر ادلة كل قوم ثم الموازنة بينها
اما ان يساق الامر على انه من المسلمات فلا اظن انه نافع
على انني لم ابد رايي في هذه المسالة ولم اذكر ما يشير اليه
ـ[أبو العالية]ــــــــ[19 Feb 2007, 04:20 م]ـ
الحمد لله، وبعد.
بالنسبة للسؤال الأول: فيقال:
أولاً: الأصل في الخلق أن الله لم يخلق عباده عبثاً، وإذا علم هذا؛ فإنما يدل على أن هناك غايات لله تعالى في أفعاله. ودليل ذلك: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} المؤمنون115 فالله منزَّه عن العبث في الخلق والتكليف، وعُلم هذا ضرورة من استقراء الآيات في كتاب الله تعالى.
وقد قال الألوسي رحمه الله (3/ 143):
" أفعال الله تعالى وأحكامه لا بدّ فيها من حكمة ومصلحة وهو مسلم لكن لا نسلم أنه لا بدّ أن تظهر هذه المصلحة لنا إذ الحكيم لا يلزمه اطلاع من دونه على وجه الحقيقة كما قاله القفال في «محاسن الشريعة» وحينئذٍ فما المانع من أن يقال هناك مصلحة لم نطلع عليها، ويجاب بأنا لم ندع سوى أن الله تعالى قد راعى الحكمة فيما أمر وخلق تفضلاً ورحمة لا وجوباً وهذا ثابت بقوله تعالى: {صُنْعَ الله الذى أَتْقَنَ كُلَّ شَىْء} [النمل: 88] وقوله سبحانه: {أَحْسَنَ كُلَّ شَىْء خَلَقَهُ} [السجدة: 7] "
ثم الله جل في علاه غنيٌ عن خلقه، والشكر لا ينقطع ألبتة من الأرض إلا في آخر الزمان وقت قيام الساعة.
ولكن العبد في كافة أوامر الشرع والتكليف _ وهو محل ابتلاء _ حاله على ضربين:
فإما أن يشكر، وشكره لنفسه، والله غني عنه.
والثاني أن يكفر، والعياذ بالله.
تصديق ذلك في أوضح دليل قوله تعالى: {قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} النمل40
وقال: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} لقمان12 وهذا كمثال ليس إلا.
وأظن الأمر ظاهر جلي.
واما سؤاله الثاني: فيقال:
فقد عُلِمَ ذلك من استقراء آيات الله تعالى في كتابه، ومن الإرتكاز على عموم الأدلة وبيانها.
وهذا ظاهر جلي جداً، ولذا ذكره العلماء، في ثنايا كتبهم، وكان منها ما دلل عليه الأخ الحبيب (المدني) في مشاركته
ولو سرنا على منوال هذا السؤال في كثير من المسائل، لانتفى ولعُطِّل دور العقل _ المحدود بحدود الشرع _ من النظر والتأمل في كتابه جل وعلا.
وتأمل هذا كافٍ في بيان المقصود، فضلاً عن الدراسة من الناحية اللغوية والبيانية (لحرف اللام) وإفادته في كتاب الله تعالى.
هذا على عجل، وقد تكون لنا عودة، والله أعلم
ـ[أبو العالية]ــــــــ[19 Feb 2007, 04:39 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
واما ما أشرتم له أيها الأستاذ الفاضل؛ فليس هنا موضعه.
وحسبها أنها في المطولات هناك.
وليتك تعرض لها بشيءِ من التحرير، فنستفيد وتفيد.
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[19 Feb 2007, 07:23 م]ـ
أشكر للجميع مداخلتهم ...
أما بالنسبة لما ذكره الأخ/ أبو لبابة فقد بينت ذلك في الرد على سؤالك في الموضوع الأولورابطه:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7405
أما ما يتعلق بالشكر فقد كفاني أبو العالية المؤونة ... وقد أزيد فأقول: يمكنك في ذلك الرجوع إلى مسألة الإرادة القدرية والإرادة الشرعية
ولعلي أذكر لاحقا الجزاء والوعيد المترتب لمن لم يقم بهذه الغايات
والله ولي التوفيق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو لبابة]ــــــــ[20 Feb 2007, 01:33 م]ـ
أشكرك يا أستاذ أبو عبد الرحمن وأشكر تلطفك وأسأل الله أن ينفع بك وبأمثالك
واما لمن أجاب أو هكذا يسوق الأمر وكأنه يجيب فلم نحصل على إجابة لأي من السؤالين.
ليس سؤالي عن حاجة الله سبحانه إلى شكر عباده
ولم يجب إطلاقا عن السؤال الثاني وهو موضع الدلالة في الآية
وتطرق إلى الاستدلال بالاستقراء، من أجرى الاستقراء وكيف لا أحد يدري فقط هكذا تقرير بدون دليل، ولو قبلنا الأمور هكذا في كل مسألة لعطلنا الشرع والعقل معا وليس العقل فقط.
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[20 Feb 2007, 10:05 م]ـ
نقلت هنا كلاما في معنى هذه اللام في قوله: (إلا ليعبدون) يزيل اللبس بإذن الله ويفيد في الجواب على الإشكال الذي عبر عنه الأخ/ أبو لبابة بقوله:
لكن ماذا لو لم يشكر الناس؟
فهل نقول إن الله سبحانه لم تتحقق غايته أو غرضه من الامتنان؟
فأقول:
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: واللام في قوله: {إلا ليعبدون} للتعليل، وهذا التعليل لبيان الحكمة من الخلق، وليس التعليل الملازم للمعلول؛
إذ لو كان كذلك للزم أن يكون الخلق كلهم عباداً يتعبدون له، وليس الأمر كذلك، فهذه العلة غائية، وليست موجبة.
فالعلة الغائية لبيان الغاية والمقصود من هذا الفعل، لكنها قد تقع، وقد لا تقع، مثل: بريت القلم لأكتب به؛ فقد تكتب، وقد لا تكتب.
والعلة الموجبة معناها: أن المعلول مبني عليها؛ فلابد أن تقع، وتكون سابقة للمعلول، ولازمة له، مثل: انكسر الزجاج لشدة الحرة.
(القول المفيد على كتاب التوحيد 1/ 25)
وقال رحمه الله: في تفسير سورة الذاريات:واللام في قوله {ليعبدون} للتعليل، لكن هذا التعليل تعليل شرعي، أي لأجل أن يعبدون، حيث آمرهم فيمتثلوا أمري، وليست اللام هنا تعليلاً قدرياً، لأنه لو كان تعليلاً قدرياً للزم أن يعبده جميع الجن والإنس.
وقال الشيخ سليمان بن عبد الوهاب: (وعبادته هي طاعته بفعل المأمور وترك المحظور وذلك هو حقيقة دين الإسلام لأن معنى الاسلام هو الاستسلام لله المتضمن غاية الانقياد في غاية الذل والخضوع.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الاية: إلا لآمرهم أن يعبدوني وأدعوهم الى عبادتي.
وقال مجاهد إلا لآمرهم وأنهاهم واختاره الزجاج وشيخ الاسلام قال-أي شيخ الإسلام- ويدل على هذا قوله أيحسب الانسان أن يترك سدى قال الشافعي لا يؤمر ولا ينهى.
وقوله قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم أي لولا عبادتكم اياه وقد قال في القرآن في غير موضع اعبدوا ربكم اتقوا ربكم.
فقد أمرهم بما خلقوا له وأرسل الرسل الى الجن والانس بذلك وهذا المعنى هو الذي قصد بالآية قطعا وهو الذي يفهمه جماهير المسلمين ويحتجون بالآية عليه
ويقرون أن الله إنما خلقهم ليعبدوه العبادة الشرعية وهي طاعته وطاعة رسله لا ليضيعوا حقه الذي خلقهم له.
قال وهذه الآية تشبه قوله تعالى (ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم) وقوله (وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع باذن الله) ثم قد يطاع وقد يعصى.
وكذلك ماخلقهم إلا للعبادة ثم قد يعبدون وقد لا يعبدون وهو سبحانه لم يقل إنه فعل الأول وهو خلقهم ليفعل بهم كلهم الثاني وهو عبادته
ولكن ذكر الأول ليفعلوا هم الثاني فيكونوا هم الفاعلين له فيحصل لهم بفعله سعادتهم ويحصل ما يحبه ويرضاه منهم ولهم. انتهى [تيسير العزيز الحميد 48]
والله تعالى أعلم
ـ[أبو لبابة]ــــــــ[21 Feb 2007, 09:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا عبد الرحمن
هكذا هكذا وإلا فلا لا ----------------- ليس كل الرجال تدعى رجالا
لقد أجبتني عن عين ما كنت أستشكله من خلال نقلك الكريم عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى، ولقد انطوى كلام الشيخ على إشارات دقيقة رضي الله عنه تحل الإشكال، وكأنه رضي الله عنه يشير - وأرجو أن تشاركني فيما أفهمه - إلى أن الغاية ليست متعلقة بمن صدر عنه فعل الخلق وهو الله سبحانه وإنما متعلقة بمن وقع عليه الفعل وهو المخلوق بعد خلقه، بدليل قول الشيخ رحمه الله:
(واللام في قوله {ليعبدون} للتعليل، لكن هذا التعليل تعليل شرعي، أي لأجل أن يعبدون، حيث آمرهم فيمتثلوا أمري، وليست اللام هنا تعليلاً قدرياً، لأنه لو كان تعليلاً قدرياً للزم أن يعبده جميع الجن والإنس.)
وبناء على ذلك فكل الغايات التي توردها جزاك الله خيرا هي غايات بحق من تعلقت بهم أفعال الله تعالى مثل الخلق والامتنان إلخ .. وليست غايات لله تعالى وبواعث له سبحانه على أفعاله والله أعلم
ومن هذا الباب يفضل كثير من أهل السنة أن نطلق على هذه الغايات (حكم) فحكمة الله من امتنانه علينا أن نشكره وهذه الحكمة وغيرها هي غاية ما يمكن أن نفهمه من أفعاله سبحانه(/)
مفهوم الاستخلاف ودوره في فكر ابن خلدون التربوي والتعليمي
ـ[د. الجيلاني بن التوهامي]ــــــــ[19 Feb 2007, 03:32 ص]ـ
إلى الإخوة الكرام في هذا الملتقى العلمي المبارك
يسعدني أن أكون معكم في هذا الصرح مفيدا ومستفيدا
واسأل الله أن ينفعنا ويبارك لنا في علومنا
وجزاكم الله عنا كل خير
وابدأ معكم مشاركتي الاولى منتظرا تعقيباتكم وتعليقاتكم
خلاصة بحث الدكتوراه في التربية
مفهوم الاستخلاف ودوره في فكر ابن خلدون التربوي والتعليمي
إعداد: الجيلاني بن التوهامي مفتاح
الجامعة الإسلامية العالمية – ماليزيا
لا مناص في نهاية هذا البحث من الالتفات إلى الوراء ومدّ الخيط طوليا للإمساك برؤوس مسائل البحث الأساسية والنظر إليها في الختام وهي متجاورة ومتقاربة في إطار كلي مصغر إذ إنّ ذلك من شأنه أن يساعد في استجماع الفكر وتركيزه وتوجيهه إلى ما يعتقد أنّه منافذ وآفاق مستقبلية.
إنّ أولى هذه المسائل ونواة البحث الأساسية -التي استُغرِقَ في بلورتها الفصل الأول من البحث هي إرجاع ابن خلدون علّة التخلف إلى فساد معاني الإنسانية، وقوله بتوقف معالجة هذا التخلّف على تحقيق معاني الاستخلاف من خلال منهج تربوي متكامل، مما يدفع إلى التساؤل عن مدى نجاحه في صياغة منهج تربوي ضمن إطار مفهوم الاستخلاف عنده. وقد احتيج للإجابة عن هذا التساؤل إلى الفصول الخمسة اللاحقة.
تناول الفصل الثاني في القسم الأوّل منه التعريف بابن خلدون من حيث نسبه وشيوخه ومراحل حياته وملامح شخصيتّه التي اتسمت بالجرأة على الأحداث وحبّ المغامرات وعلوّ الهمّة وسعة العلم والحنك في السياسة وقوّة الإرادة والصبر على الشدائد. أمّا القسم الثاني من هذا الفصل فقد خصّص لمناقشة مفهوم التربية والتعليم والتأديب عند ابن خلدون، وقد تبيّن أنّ التربية عند ابن خلدون هي مفهوم شامل يتناول الإنسان في كلّ أبعاده الماديّة والعقليّة والروحيّة منذ ولادته إلى آخر لحظة من حياته وهي إطار المجتمع وأداته التي من خلالها يحدّد نوعية الإنسان المراد إنتاجه. كما تبيّن أنّ التعليم جزء من التربية مختصّ بتعليم الصنائع ونقل الخبرات ويتأثّر قوةّ وضعفا بنوعية العمران والحضارة اللذين ظهر فيهما. أمّا التأديب فهو نوع من التعليم مختص بنقل الآداب الحسنة.
وقد تناول الفصل الثالث تقييم المناخ التربوي السائد في عصر ابن خلدون ثمّ أعقبه بتقييم آخر لمناهج التعليم. فأمّا الأوّل فقد بيّن فيه ما ساد من فساد سياسي وأخلاقي وإداري وشيوع الفوضى وانعدام الأمن والاستقرار وما تركه من آثار تربوية سيّئة على الفرد والمجتمع آنذاك، حيث فَقَدَ الإنسان في ظلّ هذا المناخ التربوي الموبوء كلّ مقوّمات الإنسانيّة وأصبح مسلوب الإرادة وأداة طيّعة بيد الساسة الفاسدين لإشباع حاجاتهم الغريزيّة ومآربهم الشخصيّة بعيدا عن أي ضابط أخلاقي أو قانوني. وأمّا الثاني فقد بيّن فيه ما أدّى إليه هذا الظلم من مسخ للفرد وتعطيل لطاقاته وما نتج عنه من خراب للعمران وأفول الحضارة وفساد التعليم وانقطاع سنده واندثار الصناعات إلاّ بقايا لها في مصر لما اتسمت به من استقرار سياسي واحترام نسبي لإنسانية الإنسان. ثم تعرّض بعدها لنقد ما ساد في عصره من مناهج للتعليم حيث ركّز فيها على ثلاث نواح مهمّة: أوّلا، هيكلة المناهج من حيث ترتيب موادّها، وقد انتهى به القول إلى ضعفها وعجزها عن تلبية حاجات المتعلّم. ثانيا، صياغة المواد المدرَّسة نفسها، وقد أظهر جمودها وعدم علميّتها من ثلاثة وجوه: الاهتمام الزائد بالعلوم الوسائل على حساب العلوم المقاصد، وكثرة الاختصارات التي صعّبت العلم وحالت دون اكتساب ملكته، وكثرة التأليف التي شتّتت ذهن الطالب وصدّته عن بلوغ مبتغاه. ثالثا، طرق التدريس ومدى مراعاتها للأسس النفسية والتربويّة، وقد بين قصورها من أربعة أوجه: أولا، عدم مراعاة التدرج في التعليم وإلقاء الغايات منذ البدايات مما يؤدّي إلى استصعاب المتعلّم العلم وهجره. ثانيا، عدم الالتزام بالمقرّرات الدراسية، وخلط المسائل بعضها ببعض ممّا يؤدّي إلى انطماس فكر المتعلّم ويأسه من التحصيل. ثالثا، الاعتماد على الحفظ كأساس للتعلّم، وإهمال بقية الوسائل مما يورّث الطالب قصورا في ملكته العلميّة. رابعا، استعمال الشدّة مع المتعلّم وقهره مما أدّى إلى فساد
(يُتْبَعُ)
(/)
معاني الإنسانيّة لديه وارتكاسه إلى أسفل سافلين. هذا هو الإطار التربوي في عصر ابن خلدون وما أدّت إليه مؤسساته السياسيّة والتعليميّة من تخريب لإنسانية الإنسان وتعطيل قدراته وطاقاته.
أما مفهوم الاستخلاف عند ابن خلدون الذي يمثل فلسفته التربوية أي رؤيته لنوعية الإنسان المراد إنتاجه، فقد تناوله الفصل الرابع في نقاط ثلاث:
أولا: ما هية الإنسان الخليفة، وقد بيّن أنّ الإنسان هو جزء من الطبيعة منها نشأ وإليها يعود، وأنّه في حقيقته حيوان من جملة الحيوانات ونوع من أنواعها، يشاركها في الحس والحركة والحاجة إلى الغذاء والكنّ والجنس والراحة وغيرها من شروط البقاء. ومع أنّه من أقلّها قدرة على تلبية حاجاته منفردا فإنّ الله قد استخلفه عليها وميّزه عنها بخصائص. وهذه الخصائص نوعان:
أحدهما ما يتعلّق بالنفس البشريّة، ومن أهمّها خاصيّة الضعف والتي تعدّ دافع الإنسان للتعاون وطلب الكمال. وخاصيّة الفطرة أي حيادتها واستعدادها للتشكل حسب ما يرد عليها من الواردات مما يفتح باب التربية على مصراعيه. وخاصيّة التفكير وهي القدرة على إدراك الكليّات وهي مجرّدة من المحسوسات وإيقاع أفعاله وفق نظام الأسباب والمسبّبات، وعلى قدر تربيتها وإخراجها من القوّة إلى الفعل يكون تحقّق إنسانيّة الإنسان. وخاصيّة القياس والمحاكاة وهي القدرة على تصنيف الحوادث والتنبؤ بمآلاتها ونقل تجاربها. وخاصيّة المرونة وهي قابلية النفس البشريّة للتربية والتعوّد والانتقال من حال إلى آخر وفق مبدأي المسؤوليّة والاختيار.
ثانيهما ما يتعلّق بالنفس الإنسانيّة، وهي خاصيّة الملك التي تمثّل أعلى مراتب الإنسانيّة فهي الحافظة على الإنسان اجتماعه الذي به حفظ حياته وتحقيق حاجاته والشعور بأمانه وإشباع لقيمتي النظام والعدل اللتين بهما كماله، وخاصيّة السيادة الشخصيّة التي تعبّر عن حريّة الإرادة والاختيار في الفعل والمسؤوليّة عنه بما يؤكّد حقّا أنّه خليفة الله في أرضه، وخاصيّة الرمز وهي القدرة على تحويل أفكاره وأحاسيسه وتجاربه ومشاهداته إلى لغة يمكن تبادلها ونقلها وتعليمها للآخرين.
ثانيا: علاقة الإنسان الخليفة بالطبيعة، وتناول فيه علاقة التأثّر والتأثير بين الطبيعة والإنسان. فأمّا علاقة تأثّر الإنسان بالطبيعة فهي نوعان: ما لا يمكن للإنسان تغييره غير أنّه لا يؤثّر في مهمّته الاستخلافيّة كلون بشرته. وما يؤثّر في مهمّة الإنسان الاستخلافيّة مثل أثر المناخ والأغذية في أخلاق النّاس وطبائعهم وأبدانهم وأفكارهم غير أنّ هذا ممّا يمكن للإنسان تعديله والتحكّم في نتائجه. وأمّا علاقة تأثير الإنسان في الطبيعة فتقوم على ثلاث ركائز وهي: الأمانة وتعني استئمان الإنسان على هذه الطبيعة والحفاظ عليها وعدم التفريط فيها، والتسخير ويعني حق الإنسان في الاستفادة من هذه الطبيعة واستخدامها في أداء مهمّته وفق مبدأي الرفق والارتفاق، والإعمار ويعني وجوب تطوير وتنمية موارد هذه الطبيعة.
ثالثا: الإنسان الخليفة والمجتمع، تسعى التربية من منظور استخلافي إلى إنتاج إنسان يتمتّع على المستوى الشخصي ببعدين اثنين، البعد المعاشي، والبعد الأخلاقي. أمّا على المستوى الجماعي فإنّه لكي تتم له المعاونة مع الآخرين، لا بدّ له من التحلّي كذلك ببعدين آخرين وهما المفاوضة ثم المشاركة، فهذا هو الإنسان الخليفة النموذج الذي بشّر به ابن خلدون وهو الفرد الصالح في أخلاقه ومعاشه علما وعملا.
أما أثر مفهوم الاستخلاف في نظرية المعرفة عند ابن خلدون، فقد تناوله الفصل الخامس، وقد تبيّن -تماشيا مع نظرته الاستخلافية- قوله بإمكانية معرفة حقيقيّة عن عوالم حقيقية خارج أذهاننا، عالم الحسّ وعالم النفس وعالم الأرواح وهولم يجعل حدّا لما يمكن للإنسان الخليفة معرفته بل الوجود كلّه شاهده وغيبيّه ممكن معرفته والتعامل معه إذ إنّ حصول النفس على كمالها مرهون عنده بحصول هذه المعرفة لأنّها هي التي تقوده لمعرفة صفات موجده وآثاره فيها. وتنقسم المعارف من وجهة نظره الاستخلافية إلى معرفة حسّيّة ومعرفة غيبيّة. فأمّا المعرفة الحسيّة عنده فهي معرفة أساسيّة وضروريّة لا يتمّ وجود الإنسان الخليفة إلاّ بها. أما حصولها فيكون عبر آليات منها: الحسّ الظاهر، ويعني به الحواس الخمس، والحسّ المشترك، وهو قوّة تدرك المحسوسات
(يُتْبَعُ)
(/)
مُبصَرَة ومسموعة وملموسة وغيرها في حالة واحدة. والخيال، وهو قوّة تمثّل الشيء المحسوس في النفس كما هو مجرّد عن الموادّ الخارجة فقط، والواهمة، وهي قوّة لإدراك المعاني الجزئيّة، والحافظة، وهي قوّة مهمّتها حفظ المدركات. والفكر، وهو القوة التي تقع بها حركة الرؤية والتوجه نحو التعقّل نتيجة لوجدان حركة للنفس في البطن الأوسط من الدّماغ وهو ثلاث درجات: العقل التمييزي والعقل التجريبي والعقل النظري.
أمّا الإنتاج للمعرفة فيكون من الاستقراء أولا، ثمّ التركيب ثانيا ثمّ الاستناط والتعميم والتنبؤ آخرا. وأمّا المعرفة الغيبيّة فهي لا تكون إلاّ بالغيبة عن الحس وهي ثلاثة أقسام: أولا، ما يحصل بالفطرة وهي إما يكون الانسلاخ فيها كاملا من غير اكتساب ولا استعانة ولا تكون إلاّ للنبيّ. وإمّا أن يكون الانسلاخ فيها ناقصا وهذا يحصل للكهّان ومن على شاكلتهم. وثانيا، ما يحصل بالنوم، وهو إمّا أن يكون في أول النوم عند مفارقة اليقظة، وهو خاصّ ببعض الناس ولا يقع لهم إلاّ في مبادىء النوم عند مفارقة اليقظة وذهاب الاختيار في الكلام؛ فيتكلّم الواحد منهم وكأنّه مجبور على النطق؛ وغايته أن يسمعه ويفهمه. وإما يكون بالرؤيا عند النوم، حيث تطالع النفس الناطقة في ذاتها الروحانيّة لمحة من صور الواقعات. وثالثا، الموت وهو أحد الطرق المؤديّة إلى المعارف الغيبيّة، وهو إمّا أن يكون حقيقيّا كموتى الحوادث والإعدامات فإذا اتفق وسئلوا بعد موتهم مباشرة عن بعض الأمور الغيبيّة أو المستقبليّة فإنّهم يجيبون أحيانا عن بعض ذلك. وإمّا أن يكون موتا صناعيا، وهو نوع من تعطيل القوى الحسيّة وإخمادها ببعض الطرق كالجعل، والرياضة السحرية، والرياضة الصوفيّة. غير أنّه على الرغم من اعترافه نظريا بوجود كلّ هذه المعارف فإنّه لا يعتدّ منها عمليّا وفق نظرته الاستخلافيّة إلاّ بما يعين الإنسان في دينه ودنياه، فالمعارف كلّها غيبيّها وحسّيّها خاضعة لهذه القاعدة "لأن الأفعال إنما أباح لنا الشارع منها ما يهمنا في ديننا الذي فيه صلاح آخرتنا، أو في معاشنا الذي فيه صلاح دنيانا." بهذا التصوّر لما يهمّ المستخلف من المعارف نصل إلى الفصل الذي يبيّن رأيه في المنهجيّة التي يمكن اعتمادها في تعلّم هذه المعارف.
أما الفصل السادس فقد تناول مفهوم الاستخلاف وأثره في مناهج التعليم عند ابن خلدون، وقد تبيّن أنّ الأهداف التربويّة لمنهاج التعليم عنده هي أهداف تتناول الإنسان بأبعاده الثلاثة وهي الأبعاد الروحية وتتضمّن الإيمان بالله سبحانه وتعالى، والإيمان بالنبيّ محمّد صلى الله عليه وسلّم الذي يعدّ طريقنا الوحيد لما يريده منّا مُستَخلِفنا (الله سبحانه) من التعاليم والضوابط الوضعيّة التي فيها سعادتنا، والإيمان بأنّ وجودنا في هذه الدّنيا هو وجود عبوري زائل إلى وجود حقيقي دائم، فعلينا أن نتزوّد من عاجلنا لآجلنا. والأبعاد الخلقيّة وتشمل غرس المسؤوليّة الأخلاقيّة في المتعلّم وجعلها جزءا من مكوّناته الشخصيّة، بحيث يشعر لكونه خليفة الله في أرضه، أنّه مسؤول خلقيا مسؤولية مباشرة أمام مستَخلِفِه (الله سبحانه). وغرس مفهوم الأمانة الشمولي في المتعلّم، بحيث يعي بأنّه –أخلاقيا- مستأمن على ما استخلف عليه بالرعاية والحفظ والإعمار والتنمية وفقا لتعاليم وضوابط الاستخلاف، وغرس مفهوم العدل في المتعلّم، بحيث يعي كمستخلَف أنّ العدل هو أساس الفضائل وينبوعها الذي بدونه يختلّ الوجود ويخرب العمران. والأبعاد المعاشيّة وتشتمل على ترسيخ مبدأ التعاون لدى المتعلّم على أساس أنّه شرط لا يمكن للفرد العيش بدونه، وهو الطريق الوحيد لإشباع حاجاته وحفظ حياته وتحقيق إنسانيته وبلوغ كماله. وترسيخ مبدأ النظام بمفهومه الشمولي، بحيث يصبح مفهوم النظام جزءا من شخصية المتعلّم وركنا أساسا في تركيبته النفسيّة والفكريّة والعمليّة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أمّا العلوم التي ينبغي أن تحتويها مناهج التعليم فقد صنّفها إلى تقسيمين؛ عموديٍّ وأفقيٍّ. فأمّا في التقسيم الأوّل فقد نظر إليها من حيث مصدرها وهي عقليّة مصدرها العقل في تفاعله مع الواقع، ووضعيّة مصدرها النقل عن الواضع الشرعيّ ولا مجال فيها للعقل إلا في إلحاق الفروع من مسائلها بالأصول. وقد بيّن أنّ تقديمه العقليّ على النقلي له دلالاته التي منها أنّ في تقديم العقلي على النقليّ إشارة إلى تقدّمه زمانيّا إذ إنّ تعلّم الإنسان طرائق العيش والتعامل مع محيطه سابق في الزمان على تعلّمه الشرائع والقوانين. وأن في تقديم العقلي على النقلي إشارة إلى ضرورة الأول دون الثاني للوجود الإنساني، لأنّه لا يمكن تصوّر وجود مجتمع إنساني بدون وجود الأوّل ولكن يمكن تصوّره بدون الثاني. وأمّا في التقسيم الثاني؛ فقد نظر إليها من حيث وظيفتها وهي علوم مقصودة بالذات، كالتفسير والحديث والفقه من الشّرعيات، وكالطبيعيّات والإلهيات من الفلسفة. وعلوم آلة وهي وسيلة لغيرها، كالعربيّة والحساب والمنطق.
ثمّ تطرّقنا بعد ذلك إلى الطرق التي يمكن اتباعها في صياغة المناهج التعليميّة وما تحتويه من مواد يُراعَى فيها سنّ المتعلّمين وقدراتهم واستعداداتهم النفسيّة والعقليّة وذلك بالاعتماد على مبدأي التدرّج والتطوّر الهرمي. ثمّ تطرّقنا بعدها إلى شروطه في التعليم وإفادته وهي متنوّعة فمنها ما يتعلّق بالمتعلّم وهي ثلاثة: الإرادة والرحلة ولزوم المعلّم، ومنها ما يرجع إلى المعلّم، وهي القدوة الحسنة والحذق في العلم. ومنها ما يتعلّق بطرق التدريس وتشمل طرقا عقليّة، وهي تلك الوسائل والأساليب التعليميّة التي تراعي في إيصال المعلومات وتبليغها مبادىء العقل ومراحل تطوّره، وطرقا نفسيّة، وهي تلك الوسائل والأساليب التعليميّة التي تراعي في إيصال المعلومات وتبليغها مبادىء النفس ومراحل تطوّرها ومن أهمّها القياس والمحاكاة والتكرار وحمل المتعلّمين وتحفيزهم على طلب العلم قدر الاستطاعة.
نتائج البحث:
لقد استطاع الباحث في هذه الدراسة أن يصل إلى النتائج الآتية:
1 - إنّ هناك تشابها كبيرا يصل إلى حدّ التطابق بين أعراض أزمة المسلمين في عصر ابن خلدون وبين أعراض أزمتنا الراهنة. فالأزمتان تشتركان في مرض واحد وهو فساد إنسانية الإنسان وضياع قيمته بما ناله من أذى الحبس والقتل والتشريد والعسف والقهر والإذلال. فهذا المناخ التربوي الموبوء قد أدّى في كلتا الحالين إلى سلسلة من النتائج المترتّب بعضها على بعض؛ ففساد إنسانيّة الإنسان أدّى إلى انتشار العجز والكسل والبطالة والتواكل والغش والكذب والنفاق الاجتماعي، وقد أدّت هذه الأعراض إلى تفكّك المجتمع واختلال العمران وانتشار الفقر والبطالة والصراعات الداخليّة، وقد أدّى هذا بدوره إلى فتح الباب على مصراعيه للقوى الخارجيّة للاستهتار بنا قديما وحديثا والتدخّل في شؤوننا واستغلالنا وإذلالنا فالأندلس مثال للماضي، وفلسطين والعراق وأفغانستان أمثلة للحاضر. فطبيعة الأزمة تتلخّص في سوء التربية، وجذورها تعود إلى فساد المؤسسة السياسيّة.
2 - بما أنّ الأزمة في عمقها هي أزمة تربية فإنّ حلّها يتوقف أوّلا وقبل كلّ شيء على صلاحية وشموليّة التصوّر التربوي لنوعية الإنسان المراد إنتاجه، وإنّ أنسب التصوّرات وأفضلها وأشملها لأبعاد الإنسان الماديّة والرّوحية والخلقيّة هو مفهوم الاستخلاف الإسلامي.
3 - إنّ الفهم الاستخلافي لطبيعة المعرفة ومصادرها وأنواعها وتحديد ما يهمّ المستخلَف منها، وما ترتّب عنه من تصنيفٍ للعلوم وتحديدٍ للعلاقة بينها قد حلّ لنا إشكالية من أعوص الإشكاليات التي شغلت المسلمين قديما وحديثا وهي مسألة علاقة الشرعي الوضعي بالطبيعي العقلي حيث بيّن أنّ لكلّ واحد منهما مصدره الخاص به ومجاله الذي لا يتعدّاه وأنهما متكاملان في الوظيفة لا متعارضان.
4 - إنّ الفهم الاستخلافي لطبيعة التعليم ووظيفته وأهدافه التربويّة وطرق بناء مناهجه وطرق توصيلها وتقييمها وغيرها من المسائل التي وردت في ثنايا البحث تعدّ -معظمها إن لم نقل كلّها- أمورا رائدة في مجالها وسابقة لزمانها ودالّة على عبقريّة صاحبها.
توصيات البحث:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - مواصلة البحث في فكر ابن خلدون التربوي وتعميقه -وهذا أمر لا شك في أنّه يحتاج إلى جهود متضافرة، وموجَّهة، وتسلّح فكري، ومادي ومعنوي واطلاع وإلمام عميق بالتراث التربوي الإسلامي عموما، والخلدوني خصوصا- من أجل إعادة صياغته صياغة جديدة تتناسب مع لغة التربية المعاصرة وذلك من خلال مقارنة ما يتوصّل إليه من نتائج بالنتائج التي توصّل إليها البحث التربوي المعاصر في الموضوعات المختلفة.
2 - إنّ أهمّ ما يمكن أن يستفاد من جهود المفكرين الغربيّين هي قدرتهم على توليد الأفكار وتعميقها وتفعيلها. لهذا فإنّ الباحث يدعو المهتمين بالتراث الإسلامي عموما والخلدوني خصوصا إلى تركيز أبحاثهم وتوجيهها إلى بعض القضايا المحدّدة ومحاولة تطويرها وتفعيلها في فهم ومواجهة قضايانا التربوية والمعرفيّة والنفسيّة والتعليميّة كمسألة مفهوم التربية والتعليم وعلاقتهما بالسلطة والحضارة والعمران، ومفهوم الاستخلاف وقضايا المعرفة وتقسيم العلوم وعلاقة بعضها ببعض والعادة والملكة وأقسام الفكر والتدرّج وغيرها من المسائل الكثيرة التي مرّ ذكرها في ثنايا البحث.
3 - دعوة أصحاب القرار من الساسة والتربويين في عالمنا الإسلامي إلى العناية بالتراث التربوي الإسلامي عموما والخلدوني خصوصا وذلك من خلال إقامة مؤتمرات ومراكز بحوث متخصّصة تعنى بدراسة تراثه دراسة واعية وهادفة، وجعله المصدر الأساس في بناء مناهجنا التربويّة والتعليميّة باعتباره الأنسب لمكوّناتنا الثقافيّة والحضاريّة والدينيّة بدل الاعتماد على المناهج المستوردة التي لا تزيدنا إلاّ انبتاتا عن فكرنا وحضارتنا وتبعيّة في أخلاقنا وسلوكنا.
هذه هي النتائج والوصايا التي أردت إثباتها في نهاية هذا البحث، علّها تكون معالم وإشارات ولبنات صالحة تفيد المهتمين بفكر وآراء هذا العالم العبقري الجليل (ابن خلدون) التي ما زالت تحتاج إلى جهود جبارة ومخلصة سلاحها العلم ورايتها الحق وغايتها خدمة الأمة والبشرية جمعاء. وأخيرا هذا هو جهد المقلّ وأحمد الله على ما وفَّقَ وأسأله المغفرة فيما قصّرتُ فيه وأسأله العون والتوفيق فيما يأتي إنّه نعم المولى ونعم النصير.
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[14 Aug 2007, 06:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ونفع بكم وبابحاثكم(/)
الفهم الحداثي للنص القراني
ـ[د. الجيلاني بن التوهامي]ــــــــ[19 Feb 2007, 04:25 ص]ـ
أقدم لكم بحث الفهم الحداثي لنص القران الكريم
كلملف مرفق pdf
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[14 Aug 2007, 07:27 م]ـ
.................................................. ...........
ـ[النجدية]ــــــــ[16 Aug 2007, 08:53 ص]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا ... و جعلها في ميزان حسناتكم!!
أستاذنا يراودني سؤال:ما هي العلوم السيميائية؟
و دمتم في حفظ الله ...
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[16 Aug 2007, 09:16 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، ونشكر لكم اهتمامكم بهذه القضايا المعاصرة التي أراها من أولى الأولويات؛ فهذا الكم الكبير من الكتابات الحداثية يحتاج إلى توحيد جهود أهل القرآن للدفاع عنه، ولعل هذا المنبر المبارك (ملتقانا) يكون نبراساً ينير للباحثين طريقهم حتى يكونوا أهلا للرد على الحداثيين.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[16 Aug 2007, 11:29 ص]ـ
العلوم السيميائية: علم الرموز والدلالات الإشارية كما تفهم من خلال سياقاتها التي تستخدم فيها ...
ولكن الخطاب العلماني يستخدم المصطلحات الأجنبية كلون من الإغراب والاستعراض
أيديولوجية - سيميولوجيا - أنطولوجيا -بيداغوجيا - أركيويولوجيا- أبستمولوجيا - ثيولوجيا ... والقائمة طويلة جداً ..
وأصبحنا في كتاباتنا مضطرين لاستخدامها لشيوعها وتحميلها مضامين إضافية لا تكفي الترجمة في التعبير عنها.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Aug 2007, 02:41 م]ـ
شكر الله للدكتور الجيلاني هذا البحث وبارك في علمه.(/)
مصحف إفريقيا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Feb 2007, 01:58 م]ـ
زرت الأستاذ الدكتور زيد عمر عبدالله العيص حفظه الله في مكتبه في قسم الثقافة الإسلامية بكلية التربية بجامعة الملك سعود وهو القسم الذي أعمل فيه حالياً، فلمحتُ على طرف مكتبه طبعة جديدة للمصحف الشريف لم أرها من قبلُ، فاستأذنته في الاطلاع عليها، ووجدت على غلاف المصحف عبارة (مصحف إفريقيا)، وإذا به في لون وحجم مصحف المدينة النبوية. فاستغرب الدكتور زيد عمر من عدم معرفتي بهذا المصحف وقصته!
ثم رواها لي فقال: تواترت قصص كثيرة عن بعض مسلمي إفريقيا وقراها وقبائلها النائية أنهم لا يكادون يجدون مصحفاً يقرؤن فيه، وبلغ الحال ببعضهم أن قاموا باقتسام صفحات المصحف الواحد للقراءة فيه لندرة المصاحف، فتداعى بعض أهل الخير والغيرة على القرآن من أهل السودان لعملٍ ييسر لهؤلاء المسلمين الحصول على نسخٍ كافيةٍ من المصاحف يقرؤون فيها، فاستقر رأيهم على إنشاء مطبعة لطباعة المصحف في السودان لتسعى لتوفير المصاحف للمسلمين في إفريقيا خاصة، ومن هنا جاءت تسمية المصحف بـ (مصحف إفريقيا).
وقد اقترح بعضهم البحث في إمكانية شراء بعض الآت الطباعة المستخدمة في بعض الدول الأوربية كألمانيا وإيطاليا حتى تكون قيمتها أقل، ويتمكن هؤلاء من الحصول عليها، إلا أن بعضهم أبى أن يطبع المصحف إلا بأحدث الآلات مهما غلا الثمن! فقالوا: ليتنا نستطيع الحصول عليها، لكن من أين يمكننا توفير هذه المبالغ الكبيرة لشراء هذه الآلات، والإمكانيات المادية محدودة؟
وبعد مشاورة بين هؤلاء الفضلاء استقر الرأي على أن يقصدوا بعض الموسرين وأصحاب القرار في العالم الإسلامي لمساعدتهم في تنفيذ هذه الفكرة، فقصدوا رئيساً لإحدى دول الخليج فأعطاهم مقدماً مليوني دولار للبدء في العمل، وأقرضهم مثلها، وذهبوا للرئيس السوداني فمنحهم عدداً من الأراضي في أماكن غالية في السودان لتكون وقفاً على هذا المشروع الطموح.
وقد وقع اختيارهم على (مصحف الدار الشامية) الذي كتبه الخطاط السوري المبدع عثمان طه وفقه الله، حيث استأذنوا مالك حقوق هذه الطبعة فأذن لهم وسأنقل لكم ما كتبوه في تعريفهم بالمصحف.
قالوا:
هذا المصحف الشريف
الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً، وتبارك الذي يسره للمدكرين تيسيراً، وتعالى الذي تكفل بحفظه للعالمين هادياً وبشيراً، والصلاة والسلام على من نزل عليه القرآن تنزيلاً.
أما بعدُ فإنه ليشرف دار مصحف إفريقيا أن تخرج لجمهور المسلمين هذه الطبعة من القرآن الكريم وفق رواية حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي الكوفي لقراءة عاصم بن أبي النجود الكوفي عن أبي عبدالرحمن بن حبيب السلمي عن عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت وأبي بن كعب رضي الله عنهم أجمعين عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد اعتمدت هذه الطبعة على مصحف الدار الشامية بخط الخطاط عثمان طه، إذ تكرم المهندس مصطفى صبري البيلاني – صاحب الدار الشامية للمعارف مالكة حقوق طبعه وامتيازاته – بالإذن لدار مصحف إفريقيا بطباعته ونشره، جزاهم الله خيراً على ذلك وجعله صدقة جارية في موازين حسناتهم إلى يوم يلقونه إنه سميع مجيب.
وحيث إن طريقة الضبط المتبعة في مصحف الدار الشامية هي طريقة الخليل بن أحمد وأتباعه من المشارقة فقد سارت دار مصحف إفريقيا على طريقهم ولم تغير من علامات الضبط شيئاً إلا ما كان من تغييرها لعلامة الإشمام والإمالة لتكون أقرب إلى المعمول به عند نقّاط المصاحف قديماً. وعلى الجملة فإن عمدة هذه الطبعة من المصحف الشريف هو ما رواه الشيخان أبو عمرو الداني وأبو سليمان بن نجاح في الرسم وعلى ما حققه الشيخ محمد بن محمد الأموي الشريشي المشهور بالخراز في منظومته (مورد الظمآن)، مع مراعاة قراءة عاصم برواية حفص في المواضع التي تختلف فيها مصاحف الأمصار.
واعتمدت في الضبط على ما ورد في كتاب (الطراز على ضبط الخراز) للإمام التنسي وغيره من كتب الضبط، مستهدية مع ذلك بما استحدثه العلماء من مصطلحات جديدة عند بداية ظهور المصاحف المطبوعة ألجأهم إليها ضرورات فنية في ذلك الزمان.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخذت بيان أوائل أجزائه وأحزابه على اختلاف في بعضها من كتاب (غيث النفع) للسفاقسي و (ناظمة الزهر) وغيرهما. وأخذت أسباع القرآن مما يروى عن السلف من تسبيع القرآن بالسور حيث يحزبونه ثلاثاً وخمساً وسبعاً وتسعاً وإحدى عشرة وثلاث عشرة والمفصل، أما أثمان الأحزاب فقد أخذت من المصاحف السودانية المخطوطة.
وهناك ثلاثة مواضع يقع ثمن الحزب فيها في وسط الآية: وهي (من صيام أو صدقة أو نسك) في البقرة، و (وما يعلم تأويله إلا الله) في آل عمران، و (ما يعلمهم إلا قليل) في الكهف. والموضعان الأولان ليسا رأس آيةٍ عند الجميع، أما موضع الكهف فهو معدود رأس آية في العدد المدني الأخير، وقد تابعنا فيها المعمول به في المصاحف السودانية ولكن الأفضل إكمال الآيات الثلاث والوقف عند آخرها.
واتبعت في عد آيه العدد الكوفي الذي يرويه أهل الكوفة عن أبي عبدالرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو عندهم 6236 آية، وأخذت مواضع السجدات من كتب الفقه وجملتها خمس عشرة سجدة مختلف في خمس منها هي سجدة الحج الثانية وص والنجم والانشقاق والعلق) أ. هـ.
وقد تشرفت بطباعته دار مصحف إفريقيا بالخرطوم بجمهورية السودان وراجعته اللجنة العلمية بدار مصحف إفريقيا وأذنت بطباعته ونشره اللجنة العليا لطباعة ومراقبة المصحف الشريف، والنسخة التي رأيتها برواية حفص عن عاصم، وقيل لي إنههم قد طبعوه برواية قالون عن نافع، وبرواية الدوري عن أبي عمرو البصري أيضاً.
وصف المصحف:
النسخة التي اطلعتُ عليها من الحجم العادي، وغلافها أخضر كغلاف مصحف المدينة النبوية، وهذه صورته
http://www.tafsir.net/images/3001.jpg
وورقه أصفر خفيف الوزن، وقد تعاقدت الدار مع مصنع ورق أندونيسي لتزويدهم بالورق على أن يكون ورقاً فاخراً خفيفاً لا يدخل في تصنيعه أي مادة محرمة، وفي الحق إنه ورق جميلٌ تظهر الكتابة عليها واضحة مريحةً للنظر ولون هذا الورق سكري جميل جداً. وهذه نماذج من هذا المصحف.
الصفحة الأولى للمصحف.
http://www.tafsir.net/images/3002.jpg
توزيع هذا المصحف:
تباع النسخة من هذا المصحف بعشرة ريالات سعودية شاملة أجور الشحن والبريد، وقد تكفلت الندوة العالمية للشباب الإسلامي بطباعة مليون نسخة وتوزيعها على المسلمين في إفريقيا، ويمكن لمن شاء أن يساهم في توزيع هذا المصحف أن يتصل بالندوة العالمية للشباب الإسلامي فلديهم مشروع خاص باسم مصحف إفريقيا كما أخبرني بذلك الدكتور زيد عمر وفقه الله.
هذا ما أردت بيانه بشأن هذا المصحف الذي رأيته على طاولة الدكتور زيد عمر عبدالله فجزاه الله خيراً، وجزى الله الساعين المخلصين في نشر كتاب الله وتوزيعه خير الجزاء.
الرياض في 1/ 2/1428هـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Feb 2007, 02:09 م]ـ
ويمكن الاطلاع هنا على تفاصيل مشروع وقف مليون مصحف لإفريقيا الذي تقوم به الندوة العالمية للشباب الإسلامي.
http://www.wamy.org/images/africa.gif (http://www.wamy.org/sahim/mushfafrica/index.asp)
للمساهمة في مشروع (وقف مليون مصحف لإفريقيا)، يمكنك ...
1 - إيداع قيمة المبلغ في حساب الندوة العالمية للشباب الإسلامي
لدى شركة الراجحي المصرفية للاستثمار (279608010099988) لصالح مشروع وقف مليون مصحف لإفريقيا.
2 - إيداع قيمة المبلغ في حساب دار مصحف إفريقيا لدى بنك النيلين، فرع أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة - رقم الحساب (12533).
3 - الاتصال على الهاتف المجاني (4400 - 124 - 800) أو (2299 - 124 - 800).
4 - كتابة شيك لصالح المشروع و إرساله على العنوان، المملكة العربية السعودية، الندوة العالمية للشباب الإسلامي، صندوق بريد 10845 الرياض 11443
5 - مراسلتهم عبر فاكس رقم (2050011 9661+)
6 - زيارة أحد المعارض الدائمة للندوة.
7 - مراسلتهم عبر البريد الإلكتروني hqafrica@wamy.org
8- يمكنك المساهمة في نشر بنر هذا الموضوع.
(وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجرا)
ـ[مها]ــــــــ[23 Jun 2008, 11:17 م]ـ
للتذكير. فلازال المشروع مستمرا، وقد تم طباعة وتوزيع 600.000 مصحف وزعت على دول أفريقيا، علما بأن تكلفة المصحف 15 ريالا شاملة أجور الشحن والبريد.
(قال المصطفى عليه الصلاة والسلام: (إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته: علما نشره، وولدا صالحا تركه، ومصحفا ورثه ... الحديث) رواه ابن ماجه.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[24 Jun 2008, 12:40 ص]ـ
قصة تزيد المسلم أملا في أن الله متم دينه ولو كره الكافرون، وتكذب ادعاء البابا السابق بأن تنصير أفريقية بكليتها سيكون سنة 2000 م، شكر الله لأبي عبد الله الدال على الخير
ولكن لماذا لم تظهر الأغلفة ورأينا مكانها ×؟
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[25 Jun 2008, 07:44 ص]ـ
لا تظهر الصور عندي فهل الخلل عندي فقط.(/)
غايات أفعال الله عز وجل في القرآن الكريم (3/ 4)
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[19 Feb 2007, 07:40 م]ـ
غايات أفعال الله عز وجل في القرآن الكريم (3/ 4)
الغاية الثالثة:
غاية الله من إنزال الكتب ... الهداية.
وردت الآيات في كتاب الله متكاثرة متضافرة تبين أن الغاية من إنزال الكتب هو هداية الخلق, وقد وردت الآيات بوصفه هدى, وأن أهل القرآن هم المهتدون.
كما جاءت آيات تبين أن القرآن إنما نزل للتدبر والتفكر وهذه وسائل توصل العبد إلى الهداية .. ومن هذه الآيات:
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً} (النساء:174 - 175)
وقال: {وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَؤُلاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل:89]
وقال في وصف القرآن: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة:2]
وقال عن أهله المتمسكين به: {أُولَئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [البقرة:5]
وقال عز وجل: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:185]
وقال تعالى: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} [آل عمران:3 - 4]
وقال: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف:52]
وقال تعالى عن التوراة: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة:44]
وقال عن الإنجيل: {وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْأِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} [المائدة:46]
وقال: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً} [الإسراء:9]
وقال: {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ} [النمل:92]
وقال: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [القصص:85]
وقال تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الزمر:23]
وقال: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمىً أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} [فصلت:44]
أسأل الله تعالى أن يجعلنا القرآن ربيع قلوبنا, وهادينا وقائدنا إلى جنات النعيم(/)
سارع قبل نفاد الكمية! موضوعات جديدة لرسائل الماجستير والدكتوراة والترقية ...
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[19 Feb 2007, 09:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد
الإخوة الأعزاء بملتقى التفسير: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لكل خير.
نظرا لبحث بعض الإخوة عن موضوعات لبحثها في رسائل الماجستير أو الدكتوراه أو غيرها ومن باب المشاركة ومحبة الخير للآخرين فهذه موضوعات كتبها فضيلة شيخنا وزميلنا الدكتور مساعد الطيار في كتابه القيم (المحرر في علوم القرآن) ولم يضن بها؛ لأن من صفات نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم (وما هو على الغيب بضنين).
وقد استشرت فضيلة الشيخ مساعد بأن أنزلها على الموقع فما تردد في الترحيب بهذه الفكرة وهو كما عهدته من المحبين للعلم وأهله وفقه الله وسدده.
الموضوعات:
1 - انخلاع الرسول صلى الله عليه وسلم من صورته البشرية إلى صورته الملكية (من أول من قال بها - من تابعه عليه ... )
2 - الأوصاف التي عبر بها الصحابة عن حال الرسول وقت مجيء الوحي (الغطيط- الإغماء-تفصد العرق .. ).
3 - نزول جبريل بالقرآن على صورته البشرية؟ هل وقع؟ هل هناك ما يمنع ....
4 - دراسة اثر ابن عباس رضي الله عنهما في النزول الجملي (دراسة سنده-متنه- فوائده .. ).
5 - دراسة الأوليات والآخريات النسبية (أول ما نزل وآخر ما نزل).
6 - الاعتناء بالأحاديث الواردة في الأحرف السبعة، واستنباط الفوائد منها.
7 - تطبيق أوجه الاختلاف بين القراء في سورة من السور للخلوص إلى عدد الأوجه القرائية المختلف فيها في السور، وتصنيف هذه الأوجه.
8 - العلاقة بين اللهجات العربية والأحرف السبعة.
9 - تتبع الآيات المستثنيات ودراستها دراسة تفسيرية (أثرها الآيات في السياق والمعنى).
10 - الآيات المنسوخة التي لها تعلق بموضوع المكي والمدني.
11 - استقراء الآيات التي وقع فيها ترجيح بمعرفة المكي والمدني.
12 - استنباط المكي والمدني من خلال أسباب النزول الصريحة.
13 - الأسباب المتعلقة بالعادات (عادات من نزل فيه الخطاب القرآني).
14 - دراسة الآيات التي لها سبب نزول مع الآيات السابقة لها في النظم القرآني.
15 - استقراء صيغ النزول في كتب الحديث كتابا كتاباً.
16 - دراسة صيغة النزول الواردة على أسلوب (نزلت في كذا) من جهة نزولها في شخص ....
17 - دراسة الآثار الصريحة في السببية.
18 - دراسة أسباب النزول من خلال كتب مصطلح الحديث وشروحها.
19 - دراسة النزول دراسة تطبيقية على تفسير من التفاسير.
20 - جمع قواعد أسباب النزول رواية ودراية ودراستها دراسة تحليلية.
21 - جمع الآيات المتعلقة بحفظه، ودراستها دراسة تحليلية.
22 - دراسة قراء الصحابة (معرفة سيرهم المتعلقة بقراءة القرآن وحفظه).
23 - جمع الآيات المتعلقة بقراءة القرآن وحفظه، ودراستها دراسة تحليلية، واستنباط ما فيها من الفوائد.
24 - تحرير التسميات.
25 - مناسبة التسميات مع موضوع السورة.
26 - علاقة الفاصلة برأس الآية وأثر ذلك في البلاغة القرآنية وإعجاز نظمه.
27 - جمع ودراسة رؤوس الآيات التي تتعلق بما بعدها من خلال الاتفاق والاختلاف في عد الآي، وأثره على الوقف والابتداء.
28 - موضوعات السور ومقاصدها.
29 - دراسة أسماء السور التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
30 - بحث ودراسة ما خالفت القراءات فيه الرسم.
31 - موازنة رسم المصحف بالخطوط القديمة المقاربة له في الزمن؛ لمعرفة المتغيرات التي حدثت للرسم.
32 - دراسة رسم مصحف من المصاحف القديمة لمعرفة مطابقتها للرسم العثماني.
33 - دراسة علامات الضبط بين النحويين وعلماء ضبط المصاحف.
34 - دراسة موازنة بين علامات الضبط بين المصاحف التي كُتبت على قراءات متعددة (مثل موازنة مصحف حفص بصحف ورش).
35 - دراسة علل الضبط (مثل: سبب اختيار الصفر الصغير إشارة للسكون).
36 - أثر علماء المغرب العربي بعلم الضبط.
37 - قواعد في الوقف والابتداء.
38 - جمع مصطلحات علماء الوقف والابتداء والموازنة بينها.
39 - إجراء تطبيقات عملية على أنواع الوقف والابتداء على سور من القرآن، أو على مواضع منه
40 - دراسة علل وقوف المصاحف المعاصرة.
41 - دراسة رؤوس الآيات التي لها تعلق ما بعدها بها من جهة اللفظ.
42 - دراسة منهج كتاب من كتب الوقف والابتداء.
43 - عناية العلماء بقضايا الرسم.
هذه الموضوعات ذكرها الشيخ مساعد الطيار في كتابه السابق الذكر، ودوري هو إخراجها للقارئ الكريم، وما عليك أخي الحبيب إلا النظر وإعمال العقل وتوسعة آفاق البحث الذي تختاره. نسأل الله أن يكتب للجميع الأجر والثواب.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[19 Feb 2007, 10:06 م]ـ
جزاك الله خيراُ أخي الشيخ نواف وبارك فيك ..
وفي الشيخ الفاضل الدكتور مساعد الطيار ...
ولا أخفي تهنئتك بهذا العنوان الإعلامي الجميل لهذا الموضوع، فهو عنوان طريف لموضوع مهم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Feb 2007, 10:18 م]ـ
جزاك الله خيراً على تتبعك وإظهارك لهذه الفوائد والموضوعات التي نثرها الدكتور مساعد الطيار في كتابه القيم (المحرر في علوم القرآن)، وبعض هذه الموضوعات كتب فيه، وبعضها لم يكتب فيه بتوسع وعمق بعدُ، فعسى أن يتصدى لها الباحثون، فتسد ثغرات علمية في بناء الدراسات القرآنية جديرة بالبحث والدراسة.
وفقكم الله لكل خير، ونفع بكم.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Feb 2007, 10:28 م]ـ
أشكر أخي الفاضل نواف الحارثي الذي أبرز هذه المسائل البحثية، وأسأل الله أن لا يحرمني وإياه الأجر، وكما قال أخي عبد الرحمن، فإن بعضها قد كُتِب فيه، لكن لا يمنع من إعادة النظرفيه في بحوث الترقية لتكميل مالم يُكمَّل في هذه البحوث، وهذا منوط بالباحث الذي يريد بحث موضوع قد سبق طرحه.
وإنني أدعو الإخوة الفضلاء الذين منَّ الله عليهم بالتأليف أن لا يخلو بحوثهم من مقترحات بحثية يستفيد منها طلاب العلم الذين يقرؤون كتبهم، فكم من إثارة لسؤال فتحت بابًا من العلم لدى بعض الناس، وإني لأسأل الله أن يجعل ما نقدمه خالصًا لوجهه الكريم.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[20 Feb 2007, 01:31 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وبارك في جهود الجميع
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[04 Sep 2010, 02:42 م]ـ
هذه الفكرة ممتازة، جزاكم الله خيرا عليها جميعا.
ليت كل باحث أو مؤلف في فن يلتزم بذكر ما رآه في حاجة إلى البحث أثناء دراسته، من باب التعاون على البر والتقوى، هذا يؤدي إلى القضاء على المشكلة الكبرى التي يعاني منها كل باحث مبتدئ اليوم، وهي مشكلة اختيار الموضوع المناسب لبحثه، فهي أم مشكلات البحث العلمي اليوم في جميع الجامعات العربية في جميع التخصصات. والله المستعان.(/)
"لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا " لماذا يطلق على الشخص المبهم اسم (فلان)؟.
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 Feb 2007, 10:28 م]ـ
المشايخ الفضلاء /
اسم (فلان) نطلقه - غالبا - على الشخص المبهم، فإذا لم ُيرد المتكلم بيان الاسم الحقيقي قال: (فلان).
وقد بحثتُ عن أصل الكلمة فوجدتها وردت في سورة الفرقان في قوله تعالى:
" يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا ".
قال الشوكاني رحمه الله تعالى في فتح القدير:
("وفلان " كناية عن الأعلام، قال النيسابوري: زعم بعض أئمة اللغة أنه لم يثبت استعمال (فلان) في الفصيح إلا حكاية، لا يقال جاءني " فلان "، ولكن يقال: قال زيد جاءني فلان، لأنه اسم اللفظ الذي هو علم الاسم، وكذلك جاء في كلام الله.
وقيل " فلان " كناية عن علم ذكور من يعقل، و" فلانة " عن علم إناثهم.
وقيل كناية عن نكرة من يعقل من الذكور، وفلانة عمن يعقل من الإناث، وأما الفلان والفلانة فكناية عن غير العقلاء.
و (فل) يختص بالنداء إلا في الضرورة كقول الشاعر:
في لُجّةٍ أمسَكَ فُلانا عن فُلِّ
وقوله:
حدّثاني عن فُلان وفُلّ
وليس (فل) مرخما من فلان خلافا للفراء.
وزعم أبو حيان أن أن ابن عصفور وابن مالك وهما في جعل (فلان) كناية علم من يعقل).أ. هـ
وقال الراغب الأصفهاني رحمه الله في (مفردات ألفاظ القرآن):
(فلن:
فلان وفلانة: كنايتان عن الإنسان، والفلان والفلانة: كنايتان عن الحيوانات، قال تعالى: " ليتني لم أتخذ فلانا خليلا ") أ. هـ.
وفي المعجم الوسيط:
(" فلان ": كناية عن العلم المذكر العاقل، مؤنثه فلانة ممنوعا من الصرف.
وقد يقال للمذكر: "فُلُ"، وللمؤنث: "فلاة"و"فُلَة"، ويكثر ذلك عند النداء.
وقد تزاد "أل" في أوله فيكنى بالفلان والفلانة من غير الآدميين، تقول العرب: ركبت الفلان، وحلبت الفلانة: كناية عن الفرس والناقة ونحوهما) أ. هـ
ـ[المسيطير]ــــــــ[22 Feb 2007, 06:52 ص]ـ
وقد ورد لفظ (فلان) في عدة أحاديث، منها ماورد في البخاري: (إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة، فيقال: هذه غدرة فلان بن فلان)، وحديث أبي هريرة رضي الله عنه: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فسمعه جار له فقال: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان، فعملت مثل ما يعمل، ورجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحق، فقال رجل: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان، فعملت مثل ما يعمل).
وحديث حديث أبي هريرة رضي الله عنه:" إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إن الله يحب فلانا فأحبه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في أهل الأرض " ..... وغيرها.
قال ابن الأثير في النهاية:
" وفلان وفلانة: كناية عن الذكر والأنثى من الناس، فإن كنيت بهما عن غير الناس قلت: الفلان والفلانة " أ. هـ(/)
"لعل" الواقعة في القرآن ....... استفسار.
ـ[طارق الفريدي]ــــــــ[20 Feb 2007, 12:37 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ......
مشرفي و أعضاء هذه الدوحة المباركة أعرض عيلكم نصاً مقتطعاً من المخطوط الذي اقوم بتحقيقه وهو كتاب نحوي، و لدي بعض الأسئلة حوله لعلاقته بتفسير كتاب الله:
قال المصنف رحمه الله:
• [[فإن قيل: فإذا فُسِّر "لعل" بالترجي، و فُسِّر الترجي بارتقاب شيء لا وثوق بحصوله فكيف يصح وقوع "لعل" في كلام الله عز و علا فإنَّ هذا المعنى مستحيل عليه تقدس و تعالى؟
قلنا: قد اضطرب كلامهم ههنا إلى أقوال:
الأول: أن الواقع في كلامه ـ تعالى ـ معناه التعليل فمعنى {افعلوا الخير لعلكم تفلحون} () افعلوا لتفلحوا، و عليه الشيخ أبو علي الفارسي () و قطرب () و من تبعهما ().
الثاني: أن "لعل" ههنا للتحقيق أي: لتحقيق مضمون الجملة بعدها. ()
الثالث: أن "لعل" للاستفهام فمعنى " لعل زيداً قائم ": هل هو كذلك؟ هذه أجوبتهم والكل ليس بشيء.
أما الأول فمنقوض بقوله تعالى {و ما يدريك لعل الساعة قريب} ()؛ إذ لا معنى للتعليل ههنا.
و أما الثاني: فلأنه منقوض بقوله جل مكان طوله {لعله يتذكر أو يخشى}.
و أما الثالث: فلا معنى له أصلاً. ()
فالحق ههنا ما ذهب إليه سيبويه () وهو أن الرجاء أو الإشفاق يعتبر في جانب المخاطبين، فـ"لعل" منه تعالى تنبيه على أنهم يجب أن يتصفوا بالطمع والإشفاق كـ"أو" فإنه للشك و في كلامه تعالى للإبهام و التشكيك، و إلى هذا أشار جار الله حيث قال () ((و قوله عزوجل {لعل الساعة} () {ولعلكم تفلحون} () ترج ٍ للعباد و كذلك قوله {لعله يتذكر أو يخشى} () أي: اذهبا أنتما على رجائكما ذلك من فرعون))]]. انتهى.
و أسئلتي:
1 ـ أي الأقوال أرجح؟
2 ـ هل القول الذي رجحه المصنف وهو رأي سيبويه فيه تأويل للصفات على غير المراد بها؟ و هل تشبيه"لعل" هنا بـ"أو" في محله؟
3 ـ ما معنى قولهم " لعل من الله واجبة "، و هل يتفق هذا مع القول الذي رجحه المصنف؟
4 ـ رد المصنف القول الثالث وهو مجيئها بمعنى الاستفهام بأنه لا معنى له أصلاً، ما مدى صحة هذه القول، وهل وردت "لعل" في القرآن بمعنى الاستفهام؟
أرجو منكم أن تكون إجاباتكم شافية مع الإحالة إلى المصادر ...
دمتم سالمين بحفظ الله و رعايته ....
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[20 Feb 2007, 02:51 م]ـ
قال شيخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:" وأمّا السؤال عن " تعليل أفعال الله " فالذي عليه جمهور المسلمين – مِن السَلَفِ والخَلَفْ – أنّ الله تعالى يَخْلُق لِحكْمَة، ويأمر لِحكْمَة، وهذا مذهبُ أئمة الفقه والعلم، ووافقهم على ذلك أكثر أهلِ الكلام من المعتزلة والكرّامية () وغيرهم.
وذهبَ طائفة مِن أهل الكلام، ونُفَاة القياس، إلى نَفْي التعليل في خلْقه وأمْره وهو قول الأشعريّ ()، ومَنْ وافقه،وقالوا: ليسَ في القرآنِ لامُ تَعليل في فعل الله وأمره،ولا يَأمُر الله بشيءٍ لحصول مصلحة، ولا دفع مفسدة،بلْ ما يحصل مِنْ مصالحِ العبادِ ومفاسدهم بسببٍ من الأسباب، فإنّما خَلق ذلك عندها، لا أنّه هذا لهذا، ولا هذا لهذا، واعتقَدوا أنّ التعليل يستلزم الحاجة والاستكمال بالغير،وأنّه يُفْضي إلى التسلسل. والمعتزلة: أثْبتت التعليل، لكن على أصولهم الفاسدة في التعليلِ والتجويز، وأمّا أهل الفقه والعلم، وجمهور المسلمين الذين يُثْبتون التعليل فلا يُثْبتونه على قاعدة القدرية ()، ولا ينفونه نَفْيَ الجهمية ()، وقد بسطتُ الكلامَ على هذه المسألة في مَواضِع ()، لكن قولُ الجمهورِ: هو الذي يدلُّ عليه الكتاب والسنّة، والمعقول الصريح، وبه يثبت أنّ الله حكيمٌ، فإنّه مَنْ لَمْ يفعل شيئًا
لحكمة لَمْ يكن حَكِيمًا ".
وقال الشيخ ابن عثيمين:
كلَّ ما رأيت التعليل في كتاب الله ?؛ فَهُوَ مُثْبتٌ للحكمةِ في أفعالِه تعالى ومشروعاتِه "
ومعنى واجبة: أي واقعة حتماً.والسبب في قولنا واقعة:لأن الرجاء في حقِّ الله تعالى غير وارد؛ إذْ إنّه المتصرّف المدبّر، والرجاء إنّما يكون ممّن لا يملك الشيء فيرجوه مِنْ غيره
قال الزركشيُّ:"والعرب قد تُخْرج الكلام المتيقّن في صورة المشكوك؛لأغراض
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 Feb 2007, 10:26 م]ـ
جاء في بحثي للدكتوراه كلام حول معنى لعل في كلام الله تعليقاً على كلام لابن القيم في معناها في قول الله تعالى:) لعلكم تتقون (في سورة البقرة، وهذا نص النتيجة التي توصلت إليها:
(تفصيل الكلام في لعل ومعانيها يطول ([1])، ويهمنا هنا ذكر أشهر أقوال أهل العلم في معنى لعل في كلام الله، مع بيان معناها في هذا الموضع في آية البقرة.
والذي توصلت إليه بعد طول بحث في هذه المسألة يمكن تلخيصه في النقاط التالية:
· جمهور أئمة اللغة على أن لعل للترجي والإشفاق، وأنها لا تصلح للتعليل. ([2])
· حملُ "لعل" في القرآن على معنى واحد لا يستقيم؛ بل إن معناها يختلف من موضع إلى آخر حسب سياقها وموضعها. فهي في ابتداء الكلام تفيد معنى غير المعنى الذي تفيده إذا جاءت بعد طلب، ومعناها في كلام الله U ليس كمعناها في كلام غيره. ([3])
· الجزم بالقول الراجح في هذه المسألة مما أشكل عليّ، والذي ظهر لي أن إبقاء لعل على أصلها في الترجي والإطماع أولى الأقوال بالصواب للأسباب التالية:
1. أنه قول المحققين الحذاق من أئمة اللغة، كما أنه قول جمهورهم؛ وهذا من وجوه الترجيح.
2. أن الأصل في حروف المعاني حملها على المعنى الأصلي المشهور، ولا يحسن حملها على غيره من المعاني إلا بقرينة واضحة تمنع من حملها على المعنى الأصلي؛ ولا قرينة مقبولة هنا كما سيأتي إيضاحه في السبب التالي.
3. أن القرينة التي صرفوا لأجلها لعل عن معناها الأصلي، وهي أن الترجي يستلزم الجهل بالعاقبة - وهذا لا يليق بالله U - قرينة ضعيفة بل مردودة؛ لأنها مبنية على مساواة ما يوصف به الله U ، وما يضاف إليه بما يوصف به المخلوق، وما يضاف إليه؛ وهذا مما قرر أهل السنة بطلانه، وأن القاعدة في مثل هذا أنه) لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ((الشورى: من الآية11).
وقد وقفت على تفسير محرر ل" لعل " قاله أحد المتأخرين راعى فيه هذا الجانب،فقال مفسراً لها: (ترجية من الله واقعة لكماله،والترجية من غيره متوقعة لعجزه.) ([4]) وهذا هو معنى قول من قال: لعل من الله واجب.)
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) انظر تفصيل ذلك في رصف المباني في شرح حروف المعاني للمالقي ص434 - 436، والجنى الداني في حروف المعاني للمرادي ص579 - 582، ومغني اللبيب لابن هشام 1/ 317، والبرهان في علوم القرآن للزركشي 4/ 336 - 339، والإتقان في علوم القرآن للسيوطي 1/ 549، ودراسات لأسلوب القرآن الكريم لمحمد عبد الخالق عضيمة القسم الأول 2/ 596 - 601، والأدوات النحوية في كتب التفسير للدكتور محمود الصغير ص499 - 500، 681 - 683، ورسالة: لعل وتوسعات العرب في ستعمالاتها للدكتورة فاطمة عبدالرحمن [من مطبوعات معهد البحوث العلمية بجامعة أم القرى 1419]، وكتاب: لعل في القرآن الكريم للدكتور زين كامل الخويسكي [دار المعرفة الجامعية – الإسكندرية – الأولى 1989]
([2]) انظر الكليات للكفوي ص 794، وممن صرح بأنها ليست للتعليل أبو حيان في البحر المحيط 1/ 155،و الصفاقسي في كتاب المجيد في إعراب القرآن المجيد ص149،و المرادي في توضيح المقاصد والمسالك في شرح ألفية ابن مالك 1/ 523
([3]) انظر التحرير والتنوير لابن عاشور 1/ 330، ومعجم حروف المعاني في القرآن الكريم لمحمد حسن الشريف 2/ 928.
([4]) تفسير سورة الرعد للدكتور محمد مصطفى على مصطفى ص 51.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[21 Feb 2007, 10:08 ص]ـ
أحيل السائلين الى راي اظن ان فيه نفعا كبيرا ذكره الشيخ محمد رشيد رضا في تفسير المنار عند آية سورة البقرة (لعلكم تتقون)
ـ[الكشاف]ــــــــ[23 Feb 2007, 06:17 ص]ـ
اسمحوا لي بهذه المداخلة. ولعلي أرتبها على ترتيب أخي السائل.
1 - أي الأقوال أرجح؟
- الخلاف في دلالة (لعل) قديم بين النحويين، ولكلٍ رأيه واختياره، وليس لواحد منهم دليل قاطع يوجب المصير إلى قوله فحجج النحو هي اختيارات عقلية، واستنباطات من سياق النصوص، ولذلك فحجج النحو تتهم بالضعف والفتور كما قال ابن فارس الرازي:
ترنو بطرف فاتن فاتر = كأنه حجة نحوي
أي في ضعفه، ولذلك فلك أن تختار ما تراه مناسباً من هذه الأقوال، وفي ظني أن قول سيبويه رحمه الله له وجاهته.
2 - هل القول الذي رجحه المصنف وهو رأي سيبويه فيه تأويل للصفات على غير المراد بها؟ و هل تشبيه"لعل" هنا بـ"أو" في محله؟
ليس فيما اختاره المصنف تأويل للصفات، وما ذكره الدكتور أبو مجاهد العبيدي كلام وجيه، فمعناها في حقه تعالى غير معناها في حق المخلوق، والأصل قوله (ليس كمثله شيء ... الآية)
وتشبيهه للعل بأو في جانب أنها تكون في حق الله سبحانه وتعالى لمعنى وفي حق البشر لمعنى آخر لا في أصل دلالتهما.
4 - رد المصنف القول الثالث وهو مجيئها بمعنى الاستفهام بأنه لا معنى له أصلاً، ما مدى صحة هذه القول، وهل وردت "لعل" في القرآن بمعنى الاستفهام؟
نسب الهروي في كتابه الأزهية هذا المعنى للكوفيين وارتضاه هو وشاهده قوله (قولك للرجل: لعلك تشتمني؟
تريد: هل تشتمني فيقول: لا أو نعم) [الأزهية 227]
وأورد ابن هشام شاهداً للاستفهام وهو قوله تعالى: (لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا) المغني 1/ 288
وفي الحق إن السياق هو الذي يحدد المعنى الدقيق للحرف والله أعلم. وأنصح بالعودة لكتاب:
الحروف العاملة في القرآن الكريم بين النحويين والبلاغيين لهادجي عطية الهلالي ص 168(/)
غايات أفعال الله عز وجل في القرآن الكريم (4/ 4)
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[20 Feb 2007, 10:20 م]ـ
غايات أفعال الله عز وجل في القرآن الكريم (4/ 4)
الغاية الرابعة
4.غاية الله من ابتلاء عباده بالبأساء والضراء ... التضرع.
إن من سنن الله تعالى في الكون أن يبتلي الله عباده بعقوبات دنيوية يسلطها الله على عباده كالقحط والجفاف والفقر والمرض,
أو يسلط بعض الناس على بعض فيحصل من ذلك القتل والخراب والدمار في الأنفس والديار إنذارا لهم لعلهم يرجعون إليه ويتوبون ويتذكرون ويتضرعون قبل أن يطمس على قلوبهم فيأخذهم وهم لا يشعرون
قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ} [الأنعام:42]
وقال تعالى: {فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (الأنعام:43)
يقول الشيخ سفر الحوالي –متعه الله بالصحة-: (إن الله تبارك وتعالى جعل التضرع غاية كما في قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ} [الأعراف:94]
وفي الآية الأخرى {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ} [الأنعام:42].
إذاً: فالأخذ بالبأساء وهي: الحروب والضراء، وهي تعم الفتن والجدب والقحط وكل ما من شأنه أن يضار الناس، الغاية منها لعلهم يضرعون -أي: كي يضرعوا إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-[شريط التضرع إلى الله للشيخ سفر الحوالي]
ويقول تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} [المؤمنون:76]
هذا ما حاولت جمعه وبثه في هذه الحلقات أسأل الله أن يوفقنا ويعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[21 Feb 2007, 01:27 ص]ـ
جزاكم الله خيراً .. والموضوع مبتكر، وليتكم قمتم ببيان طرق معرفة تلك الغايات والعلل، فعلل الله تعالى في أقواله ـ أوامره ونواهيه ـ وأفعاله جل وعلا من أعظم ما يمكن التأمل فيه والاستنباط منه، وقد بين الأصوليون طرق معرفة العلل وهو مما يمكن الاستفادة منه وغيره في بيان تلك الغايات ...
والله يوفقكم لكل خير ..
ـ[محب القراءات]ــــــــ[21 Feb 2007, 08:24 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أبو بكر ونفع بما كتبت , وننتظر منك المزيد
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[21 Feb 2007, 03:12 م]ـ
أشكر مرور وتعليق أخي وشيخي الشيخ فهد
وبالنسبة لما تفضلتم به من لبيان معرفة طرق هذه الغايات .... فبالنسبة لي إنما هي النظر في الآيات مع تنوعها تجدها تشير إلى غاية متكررة في مواضع شتى.
فلفتت نظري’ إضافة إلى ما وجدته من نقولات تعضد ما ذهبت إليه.
لكن أظن أن معرفة هذه الطرق تحتاج إلى دراسة, ونظر في أمثال هذه الآيات, ولعل طرح مثل هذا الموضوع يفيد في هذا الباب ..
وأحب أن أنبه لأمر .. ألا وهو: أنه لا يلزم من ذكر الغاية أو الحكمة عدم وجود حِكَم أخرى وإنما ذكري لها من باب أنها الغاية العظمى في وجهة نظري.
وأستشهد في ذلك بما قال الطاهر بن عاشور رحمه الله: (لأن حِكَم الله تعالى من أفعاله كثيرة لا نُحيط بها، وذكر بعضها لا يقتضي عدم وجود حكمة أخرى).
أسأل الله أن يوفقنا لتدبر كتابه ..
وأشكر لأخي محب القراءات مروره(/)
الشيخ القرضاوى في رحاب القران الكريم
ـ[يسري خضر]ــــــــ[20 Feb 2007, 11:11 م]ـ
الشيخ القرضاوى في رحاب القران الكريم
صدر عن دار السلام بالقاهرة مجلدان بعنوان (الشيخ يوسف القرضاوى كلمات في تكريمه وبحوث في فكره وفقهه) مهداة إليه بمناسبة بلوغه السبعين
وقد اشرف على هذا العمل كبار العلماء وفى مقدمتهم الاستاذ الدكتور عبد العظيم الديب والاستاذ الدكتور جمال الدين عطية والاستاذ الدكتور عدنان زرزور حفظهم الله
وقد تعددت المقالات والبحوث من مشارق الأرض ومغاربها
وكتب الدكتور حسن عيسى عبد الظاهر بحثاً عن الشيخ القرضاوى حفظه الله في رحاب القران الكريم
ويتلخص بحثه في الوقفات الآتية:
1 - مرحلة التلقي والحفظ وعنها يقول الشيخ القرضاوى أنا ابن القران الكريم وربيبه منذ أتممت حفظه وتجويده وأنا دون العاشرة (تفسير سورة الرعد للقرضاوى ص 12).
2 - مرحلة التعلم والتدبر وقد بدأت في معاهد الأزهر الشريف وشعب الإخوان المسلمين وفيها زاد ارتباطه بالقران الكريم وعن تلك المرحلة
يقول (ولم أزل ولله الحمد والمنة منذ فجر شبابي منذ هيأ الله سبحانه لي أن ارتقى المنبر لأخطب أو امسك بالقلم لأكتب اعتبر القران الكريم مصدري الأول ومعتمدي الأساس استمد منه الهداية
والتسديد في كل محاضراتي وخطبي وعامة
مؤلفاتي وكتبي ساعدني على ذلك حفظي المبكر للقران وانأ دون العاشرة واستحضاري لآياته بيسر كلما احتجت إلى الاستشهاد بها في مختلف المعاني وشتى الموضوعات).
3 - مرحلة العطاء الزخار
وقد تعددت مجالات العطاء القرانى من الشيخ القرضاوى زمانا ومكانا فمن حيث الزمان تكاد تستنفد القراءة والكتابة والخطابة كل أوقاته ومن حيث المكان يكاد يستوعب العالم الاسلامى من أقصاه إلى أقصاه
أ) ففي مجال الدعوة مثلا كتب في الخمسينيات رسالة بعنوان قطوف دانية من الكتاب والسنة
وظل يؤم المسلمين في قطر فوق ثلاثين سنة ويتلو في كل ليلة جزءا ويلقى درسا بعد الأربع ركعات الأولى عن بعض أسرار الكتاب العزيز.
ب) وفى مجال الفقه والإفتاء دونك كتبه وفتاواه واعتماده فيها على القران الكريم ظاهر جلي.
ت) وفى مجال التفسير كان الفائز الأول على زملائه في مسابقات الكلية عن الجزء الخامس والثامن من تفسير المنار للشيخ رشيد رضا
كما اقترح عليه الشيخ عبد الله بن زيد المحمود وكذا مفتى عمان أن يتم تفسير المنار لكن الشيخ القرضاوى تهيب من هذا المقام
وقد فسر الشيخ القرضاوى سورة الرعد مستفيدا من علوم السلف ومعارف الخلف وثقافة العصر
كما قدم في تلفاز قطر برنامج في رحاب القران.
وللشيخ تفسير تحليلي لسورة يوسف ألقاه في أقدم جوامع العاصمة الجزائرية في سنة 1990/ 1991 وهى مسجلة بالصوت والصورة
وله في التفسير الموضوعي الصبر في القران
والعقل والعلم في القران الكريم
نسال الله تبارك, وتعالى أن يمد في عمره وان ينفع به البلاد والعباد آمين(/)
تعقيب علي ما نسب الي الامام العز بن عبد السلام
ـ[يسري خضر]ــــــــ[21 Feb 2007, 02:44 ص]ـ
لم يجد الداعون الي كتابة المصحف بالاملاء الحديث سندا يعتمدون عليه لتثبيت رأيهم إلا ما أورده الزركشي في البرهان ونسبه إلي العز بن عبد السلام حيث يقول (وقال الإمام أحمد –رحمه الله – تحرم مخالفة خط مصحف عثمان في ياء أو واو أو ألف أو غير ذلك قلت "وكان هذا في الصدر الأول والعلم حي غض وأما الآن فقد يخشي الإلباس ولهذا قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام لا تجوز كتابة المصحف الآن (كذا) علي الرسوم الأولي باصطلاح الأئمة لئلا يقع في تغيير من الجهال
ولكن لا ينبغي إجراء هذا علي إطلاقه لئلا يؤدي إلي دروس العلم وشيء أحكمته القدماء لا يترك مراعاته لجهل الجاهلين)
وقد كان للدكتور الشيخ أيمن رشدي سويد - حفظه الله- وقفات ثمان مع ما نسب إلي العز بن عبد السلام حيث يقول:
1 - أيعقل أن يخرق سلطان العلماء العز بن عبد السلام مااجمع عليه خلال سبعة قرون من وجو ب إتباع رسم المصحف الإمام وهو العالم المتبحر الورع.
2 - ثم هل هذه العبارة (السابقة) صياغة عالم فقيه؟!
3 - ثم ما المقصود ب (الآن) حتى يبني عليها حكم عدم الجواز
4 - وهل كان إتباع رسم المصحف واجبا عند علماء الأمة ثم صار (الآن) لا يجوز.
5 - هل تصل جرأة كاتب هذا النص إلي التصريح بأن ما يدعو إليه مخالف لاصطلاح الأئمة؟!
6 - ثم ما هذا التعليل لعدم جواز كتابة المصحف الآن علي الرسوم الأولي باصطلاح الأئمة؟!
وهل مراعاة حال الجهال تكون بتغيير كتابة المصحف الشريف الذي أجمعت عليه الأمة سبعة قرون إلي زمان العز أم تكون بتعليمهم؟
7 - وهل ظهر الجهال فجأة في المائة السابعة أم إنهم موجودون علي مر الدهور وكر العصور
8 - ثم افرض أن العز أراد أن يراعي حال الجهال فهل يكون هذا بأن يفتي ب (لاتجوز كتابة المصحف الآن علي الرسوم الأولي باصطلاح الأئمة) أم بأن يقول مثلا تجوز كتابة المصحف علي ما أحدثه الناس من الهجاء مراعاة لحال الجهال
9 - ثم عقب الدكتور أيمن سويد قائلا
والذي ظهر لي وأكاد أجزم به أن هذه الفتوى قد صحفت عن قصد أو غير قصد علي العز بن عبد السلام وأن كلمة (الآن) تحريف لكلمة (إلا) أقحمت عليها نون فقلبت معناهاراسا
علي عقب ولو أعدنا نص الفتوى علي هذا التقرير لصارت (لاتجوز كتابة المصحف إلا علي الرسوم الأولي باصطلاح الأئمة لئلا يوقع في تغيير من الجهال)
ثم قال (والظاهر والله أعلم أن نص هذه الفتوى قد وقع للزركشي محرفا ولم ينتبه إلي ذلك وهو مع هذا قد استشكله مما جعله مضطرا للتعليق عليه) بما سبق ذكره
وانتهي الدكتور أيمن سويد من تعليقه علي فتوى الإمام العز قائلا (وقد بحثت عن فتوى العز هذه في فتاويه فلم أجدها وبحث عنها قبلي الدكتور غانم قدوري الحمد فلم يجدها)
انتهي من تقديم الدكتور أيمن سويد لكتاب رسم المصحف ونقده للدكتور عبد الحي الفرماوي ط دار نور المكتبات بجده 1425
مجلة البحوث والدراسات القرآنية العدد الثاني1427بحث مزايا الرسم العثماني وفوائده للدكتور طه عابدين طه
ويتجلي مما سبق فوائد منها
1 - حسن الفهم لأقوال أهل العلم
2 - الأدب في الاستدراك علي العلماء
3 - الأمانة العلمية وبيان من سبق (فقد بحث عنها قبلي الدكتور غانم قدوري الحمد فلم يجدها)
ـ[د. أنمار]ــــــــ[21 Feb 2007, 09:49 ص]ـ
بارك الله فيك
وهناك ما يؤيد هذا الاستظهار من كلام ابن الجزري سأسوقه قريبا.(/)
سؤال عن تفسير الإمام المفسر فخر الدين ابن تيمية
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[21 Feb 2007, 07:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه رسالة وردتني من أحد الإخوة طلب مني نشرها هنا.
عندي سؤال اود ان اضعه للمشايخ في منتدى اهل التفسير الا ان التسجيل عندهم مغلق فهل تستطيع وضع سؤالي عندهم - بارك الله فيكم -؟
و هذا هو سؤالي:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مشايخنا و طلبة العلم الكرام
تفسير الإمام المفسر فخر الدين أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن تيميه - نقل منه شيخ الإسلام في فتاويه غير مرة - هل له وجود ام انه في حكم المفقود؟؟
ـ[أبو عبدالله الشافعي]ــــــــ[08 Nov 2008, 03:12 ص]ـ
للرفع يا رفعاء(/)
مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية، ت: د /عدنان زرزور أين أجدها في المكتبات
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[22 Feb 2007, 07:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية، ت: د /عدنان زرزور أين أجدها في المكتبات؟
ـ[أبو حسن]ــــــــ[22 Feb 2007, 05:50 م]ـ
الكتاب موجود بإذن الله في مكتبة الكوثر بالرياض
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[24 Feb 2007, 10:09 م]ـ
ما هو عنوان مكتبة الكوثر بالضبط
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[25 Feb 2007, 08:27 ص]ـ
أفضل طبعات هذه المقدمة التي حققها الدكتور عدنان زرزور طبعة دار القرآن الكريم، فهل هي الموجودة في مكتبة الكوثر، أو هي من النسخ المأخوذة عنها بعد تغيير صفها؟
ـ[أبو حسن]ــــــــ[01 Mar 2007, 01:24 م]ـ
عنوان المكتبة أمام بوابة ثلاثة جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية الرياض
ط: دار الرسالة
ـ[أبو حسن]ــــــــ[04 Mar 2007, 10:53 م]ـ
وأبشركم نزل شرح المقدمة في طبعته الثانية لصاحب الفضيلة الشيخ مساعد الطيار
وأتمنى من شيخنا الكريم تهذيب هذا الشرح كي يستفيد منه طالب العلم المبتدىء لأهمية هذه المقدمة النفيسة
وأعتماد تدريسها في كثير من الدورات(/)
موضوع يصلح بحثاً نبه عليه الشاطبي
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[22 Feb 2007, 11:28 ص]ـ
لا يخفى على الإخوة ما لكتابي الشاطبي الاعتصام والموافقات من منزلة عند أهل العلم.
وقد ضمّن الإمام رحمه الله كتابيه بحوثاً علمية رصينة،يدركها كلُّ من طالع الكتابين بله من قرأهما.
ولما فرغت من "الاعتصام"،وجدت الشاطبي قد أثار في الباب التاسع موضوعاً طريفاً،وهو يتحدث عن المسألة الثامنة موضوع صفات وعلامات أهل البدع،فها أنا أطرحه، لعل أحداً من يبحث في موضوع يلصح بحث ترقية أن يشد من أزره ليقوم به،حيث قال رحمه الله 2/ 732 ط. الهلالي:
(المسألة الثامنة: أنه لما تبين أنهم لا يتعينون، فلهم خواص وعلامات يعرفون بها،وهي على قسمين: علامات إجمالية،وعلامات تفصيلية.
فأما الإجمالية،فثلاث:
إحداها: ... ثم سردها، ثم قال:
وأما العلامة التفصيلية في كل فرقة:
فقد نبه عليها، وأشير إلى جملة منها في الكتاب والسنة.
وفي ظني أن من تأملها في كتاب الله وجدها منبها عليها ومشارا إليها،ولولا أنا فهمنا من الشرع الستر عليها لكان في الكلام في تعيينها مجال متسع مدلول عليه بالدليل الشرعي وقد كنا هممنا بذلك في ماضي الزمان فغلبنا عليه ما دلنا على أن الأولى خلاف ذلك) انتهى كلامه رحمه الله.
والذي يهمنا هو: البحث عن علامات أها البدع من خلال تأمل الآيات القرآنية من غير تنصيص على أسمائها؛ لأن هذا فائدة أقل ـ وهو سبب إعراض الشاطبي عنه كما أفهم ـ ..
ولعلي أفتح الباب بهذه الصفة اللازمة لكل مبتدع، لا يمكنه الانفكاك عنها،وهي: اتباع الهوى؛ولذا سمى السلف أهل البدع أهل الأهواء.
ودليل هذه العلامة قوله تعالى: (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ [القصص/50]) فلم يجعل القرآن إلا ثمة أمرين: الدليل أو الهوى.
وبالمناسبة،هذه الآية ليست خاصة بأهل البدع،بل هي عامة في كل مجادل من المصرين على معاصيهم،فإن بعضهم يتمحك،ويتلوى عند نصحه بأنه ليس قصده اتباع هواه،بل شيء من غلبة النفس ... الخ،وهي ـ بكل حال ـ لا تخرج عن اتباع الهوى، إذ لم يجعل القرآن إلا هذه القسمة الثنائية: إما الاستجابة للشرع،أو اتباع الهوى،بأي اسم تسمى.
والله الموفق.(/)
سؤال في سورة الفاتحة
ـ[ماجد الخير]ــــــــ[22 Feb 2007, 01:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمته الله وبركاته
سؤالي في سورة الفاتحة:
س / ماذا تفيد الباء في قوله ((بسم الله))؟
أرجو الأجابة وشكرا .......................
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[22 Feb 2007, 05:40 م]ـ
جاء في الدر المصون؛ لابن السمين الحلبيّ، في إعراب آيات سورة (الفاتحة):
وبِسْم: جارٌّ ومجرور، والباء هنا للاستعانة كعَمِلت وبالقَدُوم، لأنَّ المعنى: أقرأ مستعيناً بالله، ولها معانٍ أُخَرُ تقدَّم الوعدُ بذكرها، وهي: الإِلصاقُ حقيقةً أو مجازاً، نحو: مَسَحْتُ برأسي، مررْتُ بزيدٍ، والسببية: [نحو] {فَبِظُلْمٍ مِّنَ ?لَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ} [النساء: 160]، أي بسببِ ظلمهم، والمصاحبة نحو: خرج زيدٌ بثيابه، أي مصاحباً لها، والبدلُ كقوله عليه السلام: "ما يَسُرُّنِي بها حُمْرُ النَّعَم" أي بدلها، وكقول الآخر:
8ـ فليتَ لي بِهِمُ قوماً إذا ركبوا * شَنُّوا الإِغارةَ فرساناً ورُكْبانا
أي: بَدَلَهم، والقسم: أحلفُ باللهِ لأفعلنَّ، والظرفية نحو: زيد بمكة أي فيها، والتعدية نحو: {ذَهَبَ ?للَّهُ بِنُورِهِمْ} [البقرة: 17]، والتبعيض كقول الشاعر:
9ـ شَرِبْنَ بماءِ البحر ثم ترفَّعَتْ * متى لُجَجٍ خُضْرٍ لهنَّ نَئيجُ
أي من مائه، والمقابلة: "اشتريتهُ بألف" أي: قابلتُه بهذا الثمنِ، والمجاوزة مثلُ قولِه تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ ?لسَّمَآءُ بِ?لْغَمَامِ} [الفرقان: 25] أي عن الغمام، ومنهم مَنْ قال: لا تكون كذلك إلا مع السؤال خاصة نحو: {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً} [الفرقان: 59] أي عنه، وقول علقمة:
10ـ فإنْ تَسْأَلوني بالنساءِ فإنني * خبيرٌ بأَدْواءِ النساء طبيبُ
إذا شابَ رأسُ المرءِ أو قلَّ مالُه * فليس له في وُدِّهِنَّ نَصيبُ
والاستعلاء كقوله تعالى: {مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ} [آل عمران: 75]. والجمهورُ يأبَوْن جَعْلها إلا للإِلصاق أو التعديةِ، ويَرُدُّون جميعَ المواضعِ المذكورةِ إليهما، وليس هذا موضعَ استدلال وانفصال.
وقد تُزاد مطَّردةً وغيرَ مطَّردة، فالمطَّردةُ في فاعل "كفى" نحو: {وَكَفَى? بِ?للَّهِ} [النساء: 6] / أي: كفى اللهُ، بدليل سقوطِها في قول الشاعر:
11ـ ................................ * كفى الشيبُ والإِسلامُ للمرءِ ناهياً
وفي خبرِ ليس و "ما" أختِها غيرَ موجَبٍ بـ إلاَّ، كقوله تعالى: {أَلَيْسَ ?للَّهُ بِكَافٍ [عَبْدَهُ]} [الزمر: 36]، {وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ} [الأنعام: 132] وفي: بحَسْبكِ زيدٌ. وغيرَ مطَّردةٍ في مفعولِ "كفَى"، كقوله:
12ـ فكفى بنا فَضْلاً على مَنْ غيرُنا * حُبُّ النبيِّ محمدٍ إيانا
أي: كَفانا، وفي البيت كلامٌ آخرُ، وفي المبتدأ غيرَ "حَسْب" ومنه في أحدِ القولين: {بِأَييِّكُمُ ?لْمَفْتُونُ} [القلم: 6] وقيل: المفتون مصدر كالمَعْقول والمَيْسور، فعلى هذا ليست زائدةً، وفي خبر "لا" أختِ ليس، كقوله:
13ـ فكُنْ لي شفيعاً يومَ لا ذو شفاعةٍ * بمُغْنٍ فتيلاً عن سَوادِ بنِ قاربِ
أي: مُغْنياً، وفى خبرِ كان مَنْفِيَّةً نحو:
14ـ وإنْ مُدَّتِ الأيدي إلى الزادِ لم أكنْ * بِأعجلِهم، إذْ أَجْشَعُ القومِ أَعْجَلُ
أي: لم أكنْ أعجلَهم، وفي الحال وثاني مفعولَيْ ظنَّ منفيَّيْنِ أيضاً كقوله:
15ـ فما رَجَعَتْ بخَائِبَةٍ رِكابٌ * حكيمُ بنُ المُسَيَّب مُنْتَهاها
وقولِ الآخر:
16ـ دعاني أخي والخيلُ بيني وبينه * فلمَّا دعاني لم يَجِدْني بقُعْدَدِ
أي: ما رَجَعَت رِكابُ خائبةً، ولم يَجِدْني قُعْدَداً، وفي خبر "إنَّ" كقول امرئ القيس:
17ـ فإنْ تَنْأَ عنها حِقْبَةً لا تُلاقِها * فإنك ممَّا أَحْدَثَتْ بالمُجَرِّبِ
أي: فإنك المجرِّب، وفي: {أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ?للَّهَ} [الأحقاف: 33] وشبهه.
ـ[ماجد الخير]ــــــــ[23 Feb 2007, 02:21 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[23 Feb 2007, 04:02 ص]ـ
المعنى كما ذكر الأخ مروان وفقه الله وهو:
الاستعانة. أي باسم الله أقرأ مستعيناً به ومتيمناً ومتبركاً. [البحر المحيط: 1/ 29، اللباب: 88].
ومعنى قولك (باسم الله): ابتدأ بتسمية الله وذكره قبل كل شيء، أو اقرأ بتسميتي الله، لا أن المعنى (أقوم بالله) أو (اقرأ بالله)، فالمعنى: اقرأ مبتدئاً بتسمية الله، فجعل الاسم مكان التسمية كما جعل الكلام مكان التكليم والعطاء مكان الإعطاء. [تفسير ابن جرير: 1/ 117].(/)
ما معنى هذه الآية {رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ}؟
ـ[سامي العتيبي]ــــــــ[22 Feb 2007, 02:42 م]ـ
السلام عليكم
قال تعالى {رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ} ص33
قرأت ببعض الكتب أن معناها أن سليمان عليه السلام قام بقتل الخيل فهل هذا التفسير صواب فإن كان كذلك فهل يعقل أن نبي الله يقوم بتدمير أهم وسيلة للجهاد أم أن المعنى أنه أخذ يمسح بيده عليها معجبا ً بها.فما هو القول الصواب بهذه المسألة.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[22 Feb 2007, 03:21 م]ـ
هذا التفسير الذي قراته اخي الكريم من ابطل الباطل وقد عرض لهذا غير واحد من المفسرين منهم الامام الرازي في تفسيره وبين ما فيه بيانا حسنا وقد عرض لها مولانا الاستاذ الدكتور فضل عباس في كتابه القيم قصص القران صدق حدث وسمو هدف
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Feb 2007, 11:36 م]ـ
[هذا بحث مبعثر حول هذه المسألة كنت كتبت رؤوس مسائله منذ سنوات، ولم أفرغ لإكماله بعدُ ولعلي أعود إليه يوماً بالتنقيح والتحرير]
يذهب أكثر المفسرين إلى أن الضمير في قوله تعالى:?حتى توارت بالحجاب? يعود على الشمس مع أنها لم يسبق لها ذكر. ولكنه أضمرها وإن لم يجر لها ذكر، كما أضمر في قوله تعالى:?إنا أنزلناه في ليلة القدر? القرآن مع أنه لم يجر له ذكر قبلُ. ومثل عود الضمير في قوله:?ما ترك على ظهرها من دابة? [فاطر:45] على الأرض مع عدم تقدم ذكر لها، ومثل عود الضمير في قوله:?فلولا إذا بلغت الحلقوم? [الواقعة:83] على الروح أو النفس مع عدم تقدم ذكر لها، ومثل عود الضمير في قوله:?إنها ترمي بشرر كالقصر? [المرسلات:32] على النار مع عدم تقدم ذكر لها.
وخالفهم آخرون فذهبوا إلى أن الضمير يعود على الخيل لا على الشمس. لأنها هي التي سبق لها الذكر، والحديث يدور حولها.
وقد نصر هذا الرأي ابن حزم وفخر الدين الرازي ومحي الدين بن عربي في كتابه الفتوحات المكية.
وقد رفض هذا التفسير الشيخان فخر الدين الرازي في تفسيره، ومحي الدين بن عربي في الفتوحات المكية، وقالا: إنه منافٍ لمقام الأنبياء، وإن المراد بقوله:?إني أحببت حب الخير? أي الخيل، وهذا الحب ناشيء عن حب الله وذكره، لا عن الغفلة عنه، لأنه أحبها للجهاد والغزو عليها تقوية للدين. ثم إنه أمر الرائضين بإعدائها وتسييرها، ليتعرف ركضها، ففعلوا، حتى توارات (أي الخيل) لا (الشمس) عن بصره، أمر بردها إليه. فلما عادت، جعل يمسح سوقها وأعناقها بيده، فرحاً وإعجاباً بخير ربه، لا فرحاً بالدنيا، وليتعرف هل فيها خلل أو عيب. وليس للمفسرين الذين جعلوا التواري للشمس دليل، فإن الشمس ليس لها ذكر، ولا الصلاة التي يزعمون، ويلزم منه تفكيك الضمائر من غير موجب.
وسبق ابن حزم الشيخين إلى هذا التأويل السليم، إذ قال: (تأويل الآية على أنه قتل الخيل، إذ اشتغل بها عن الصلاة، خرافة موضوعة مكذوبة سخيفة باردة). وجرى في تفسير الآية مع ظاهرها، ثم قال: (هذا هو ظاهر الآية الذي لا يحتمل غيره، وليس فيها إشارة أصلاً إلى ما ذكروه من قتل الخيل وتعطيل الصلاة. وكل هذا قد قاله ثقات المسلمين، فكيف ولا حجة في قول أحد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والخلاف في الآية في مسألتين:
الأول: الضمير في قوله:?توارت? علام يعود؟
الثانية: معنى قوله:?فطفق مسحاً بالسوق والأعناق? ما معناه؟
فالتفسير على أن الضمير يعود على الشمس قول أغلب المفسرين، فهو قول ابن مسعود، وقول قتادة حيث قال: (حتى دلكت براح) وبراح هي الشمس، وهو قول السدي، حيث قال: غابت. دون أن يذكر المقصود هل هي الشمس أم الخيل، غير أن الطبري نقله في سياق تأييده للقول بأنها الشمس، وهو قول كعب الأحبار، ولم يذكر الطبري غير هذا التفسير مما يعني إقراره له ([1]). وهو قول الفراء في معانيه، وقول أبي عبيدة في مجازه 2/ 182 قال: (المعنى للشمس وهي مضمرة). وهو قول ابن عطية 14/ 31
وخالف في ذلك الرازي وابن عربي وابن حزم كما تقدم ويحتاج إلى توثيق كلامهما بنصه إن شاء الله، كما يبحث عن كلام ابن حزم في أي مصدر قال ذلك.
وأما المسألة الثانية: فللمفسرين في معنى المسح في الآية قولان منقولان:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: أنه القتل، من قولهم مسح علاوته إذا ضرب عنقه. وهو قول قتادة، والحسن البصري، والسدي. وأبي عبيدة 2/ 183قال: (مجازها يمسح مسحاً والمعنى يضرب، يقال مسح علاوته أي ضربها).
والثاني: أنه المسح بيده على أعراف الخيل وعراقيبها حباً لها، وإعجاباً بها. وهذا القول قول ابن عباس والزهري ([2])، واختاره الطبري فقال: (وهذا القول الذي ذكرناه عن ابن عباس أشبه بتأويل الآية؛ لأن نبي الله لم يكن إن شاء الله ليعذب حيواناً بالعرقبة، ويهلك مالاً من ماله بغير سبب، سوى أنه اشتغل به عن صلاته بالنظر إليها، ولا ذنب لها في اشتغاله بالنظر إليها. ([3])
ويراجع تفسير الرازي رحمه الله في تفسيره 26/ 203 - 206 فقد فصل القول فيها.
ويراجع تفسير القرطبي 15/ 126 - 129
وفيه قوله: الأكثر في التفسير أن التي تورات بالحجاب هي الشمس، وأنه تركها لدلالة السامع عليها بما ذكر مما يرتبط بها ويتعلق بذكرها. ص 15/ 128
وفي تفسير مقاتل 3/ 644 بتحقيق عبدالله شحاتة قال: (حتى توارت بالحجاب) والحجاب جبل دون ق بمسيرة سنة تغرب الشمس من ورائه، ثم قال: (ردوها عليَّ) يعني كروها عليَّ (فطفق مسحاً بالسوق والأعناق) يقول فجعل يمسح بالسيف سوقها وأعناقها فقطعها، وبقي منها مائة فرس فما كان في أيدي الناس اليوم فهي من نسل تلك المائة).
وانظر تحقيق فريد لتفسير مقاتل في 3/ 118 وهو مليئ بالتصحيفات والأخطاء الطباعية.
وانظر تفسير الدر المصون للحلبي 9/ 376 في على ماذا يعود الضمير في قوله: (توارت) فقد ذكر الأقوال.
وانظر كلام الفراء على الآيات في معاني القرآن 2/ 404 - 405
وانظر كلام القاسمي على الآية في تفسيره 6/ 97 - 98 حيث ذكر أن الضمير في تورات يعود على الشمس.
ومعنى المسح القطع بالسيف. ثم أرود تنبيها على ما ذكره ابن كثير من الخلاف في الآية، ورد ابن كثير لترجيح ابن جرير، ثم أورد كلاماً للقاشاني الصوفي فيه تفسير إشاري للآيات، ثم اورد كلام الرازي السابق، ثم أورد كلام ابن حزم الذي سبق كذلك، ثم ذيل بكلام جيد فقال:
وأقول: الذي يتجه أن هذه القصة أشير بها إلى نبأ لديهم، لأن التنزيل الكريم مصدق الذي بين يديه، إلا أن له الهيمنة عليه. فما وقف فيه على حد من أنباء ما بين يديه، يوقف عنده ولا يتجاوز. وحينذٍ فالقصة المعروفة عندهم هي التي أشير إليها. لكن مع الهيمنة عليها إذ لا تقبل على علاتها.
وينظر في تفسير ابن عطية 14/ 30 - 32 وقد رجح أن التي غابت هي الشمس، وأن المسح مختلف فيه بين أن يكون المسح باليد وبين أن يكون الغسل بالماء. وقال إن هذين التفسيرين إنما يكونان على وجه من التفسير فيحقق معنى كلامه هذا، ثم ذكر أن المسح قد يكون القتل في آخر كلامه فكأنه لم يرجحه.
--------------------------------------------------------------
([1]) تفسير الطبري بتحقيق التركي 20/ 85
([2]) المحرر الوجيز 14/ 31
([3]) تفسير الطبري 20/ 87
وانظر مشاركة سبق الحديث فيها عن الآية هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=501) .(/)
التثبت في تفسير القرآن و ترك الجزم بأنه لم يسبق إلى هذا الاستنباط.
ـ[الميموني]ــــــــ[22 Feb 2007, 05:33 م]ـ
التثبت في تفسير القرآن و ترك الجزم بأنه لم يسبق إلى هذا الاستنباط.
تفسير القرآن منه ما يتعلَّق بالرّواية عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم و عن الصحابة والتابعين وبيان اللغة و أسباب النّزول و أسماء من نزل فيهم القرآن، و في أيِّ وقتٍ فهذا النوع لا يجوز القول فيه باتفاقٍ إلا أخذا عن نقل صحيح و إسناد متصل إذ ليس للرأي والنظر مدخل فيه فبناؤه على الإتّباع و التّقليدُ و إنما يكون للنظر فيه مدخل فيما يتعلّق بالترجيح بين الروايات بتقديم أصحها أو تعليل بعضها أو في الاجتهاد في الجمع بين ما يشكِلُ منها و نحو ذلك.
و أمّا ما يتعلّق بالمعاني و دلالاتِ الألفاظ فيمكن انتزاعُ ذلك بإعمالِ الفكرِ فيها وبالاستنباطِ منها، وكلُّ من له قدرةٌ صحيحة على النظر و رُزِق فهما، وكان من العارفين بأصولِ الدِّين، وبمجاري خطابِ العرب فله استنباط معانيه و تفسيره على مقتضى لغة العرب التي بها نزل القرآن، فإنْ سُبِقَ إلى ذلك كان تأييداً له، و إنْ وقع له شيء لم يظهر أنه ُسبِقْ إليه كان ابتداءَ فضلٍ من الله سبحانه معه، و لكن بشرط أن لا يخالف إجماعاً و لا نصّا صحيحا صريحاً. و لا ينبغي القطع بأنه لم يسبق إلى هذا الاستنباط أو أن المفسر الفلاني لم يسبق إليه فهذا الجزم خطأ بلا شك لأن احتمال أن يكون قد سبق إليه احتمال قويّ و الاستقراء التامّ لكل كتب التفسير غير ممكن إطلاقاً لأنه فقد منها شيء كثير و الذي وجد منها مطبوعاً و مخطوطاً يعسر جدّا الجزم باستقرائه لكثرته و قد كان بعض الأئمة الكبار العارفين بالتفسير ممن عاش في القرن الرابع الهجري يقول إنه نظر في مئة تفسير حين صنف كتابه فما بالكم بما بعده. قال الإمام أبو القاسم القشيري: (إنّ أحداً من الأمّة لم يحظُر على غيره أنْ يكون القولُ في الآية قولُهُ فقط بل كلُّهم و صفوا القرآن بأنّه العجيب الذي لا تنقضي عجائبه، و المفيد الذي لا تنقطع فوائدُهُ و هذا قول أمير المؤمنين علي رضي الله عنه لما سُئل هل خصّكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء فقال: (لا إلا من أُوتي فهماً في كتاب الله عزّ وجل) اهـ. من تفسيره الكبير.
قال الإمام الطبري: (ما كان مِن تأويل آيِ القرآن الذي لا يُدرَك علمه إلا بنَصِّ بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو بنَصْبه الدلالة عليه - فغير جائز لأحد القِيلُ فيه برأيه. بل القائلُ في ذلك برأيه - وإن أصاب الحق فيه - فمخطئ فيما كانَ من فِعله، بقيله فيه برأيه، لأن إصابته ليستْ إصابة مُوقن أنه محقٌّ، وإنما هو إصابة خارصٍ وظانً. والقائل في دين الله بالظنّ، قائلٌ على الله ما لم يعلم. وقد حرَّم الله جلّ ثناؤه ذلك في كتابه على عباده، فقال: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنزلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [سورة الأعراف: 33]. فالقائل في تأويل كتاب الله، الذي لا يدرك علمه إلا ببيان رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي جعل الله إليه بيانه -قائلٌ بما لا يعلمُ وإن وافق قيله ذلك في تأويله، ما أراد الله به من معناه. لأن القائل فيه بغير علم، قائلٌ على الله ما لا علم له به) اهـ.
و عن عبيد الله بن عمر أنه قال: (لقد أدركت فقهاء المدينة وإنهم ليعظِّمون الأمر في التفسير منهم سالم و القاسم بن محمد وسعيد بن المسيَّب ونافع). (الطبري: 1/ 79 وذكره ابن كثير في تفسيره عنه:1/ 17)
فهذا يدلّ على أنّ السلف كانوا يعظِّمون التفسير و يتهيبون القول فيه بغير علمٍ و بناءً على الظنّ و التخرص لكن ليس معنى ذلك أنه لا يجوز تفسيره.
وعن ابن سيرين أنه قال: سألت عَبِيدة السَّلماني عن آية فقال: (عليك بالسَّداد فقد ذهب الذين علموا فيما أُنزل القرآن). ((أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ص 228 وسعيد بن منصور في سننه (44 - تفسير) وابن أبي شيبة 10/ 511، و الطبري: 1/ 80 وسنده صحيح كما قال الحافظ ابن حجر: العجاب: ص55)) و عَبيدة من كبار علماء التابعين وكذلك ابن سيرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
و الأخبار عن السلف كثيرة في هذا و المكثرون من القول في التفسير منهم كثير.
ـ[الميموني]ــــــــ[25 Feb 2007, 02:39 ص]ـ
قال السيوطي: (لْيتثبّت كل التثبت في تفسير غريب وقع في القرآن أو في الحديث ثم ذكر قول المبرّد في الكامل:
كان الأصمعي لا يفسر شعراً يوافق تفسيرهُ شيئاً من القرآن وسئل عن قول الشَّمَاخ: [- من الطويل -]
(طَوَى ظمأها في بَيْضَة القيظ بعد ما ... جرى في عنان الشّعْرَييْن الأَمَاعز ... )
فأبى أن يفسر في عنان الشّعْرَيَيْن
و قول ابن دريد في الجمهرة: قال أبو حاتم: سألت الأصمعي عن الصَّرْف والعَدْل فلم يتكلم فيه
قال ابن دريد: سألت عنه عبد الرحمن فقال الصّرف: الاحتيال والتكلف والعَدْل: الفدى والمثْل
وقد أحسن الشيخ العلامة الطاهر بن عاشور حين قال: (وقد ميزت ما يفتح الله لي من فهم في معاني كتابه وما أجلبه من المسائل العلمية مما لا يذكره المفسرون وإنما حسبي في ذلك عدم عثوري علبه فيما بين يدي من التفاسير في تلك الآية خاصة ولست أدعي انفرادي به في نفس الأمر فكم من كلام تنشئه تجدك قد سبقك إليه متكلم وكم من فهم تستظهره وقد تقدمك إليه متفهم وقديما قيل:
هل غادر الشعراء من متردَّم) اهـ. التحرير و التنوير: 1/ 2
و كما يقول العلماء قد يقع الحافر على الحافر و يوافق المتأخر المتقدّم، و مع هذا ففهم العلوم منح إلهية و المنح الربانية لا يجوز قصرها على زمان فقد يعطي الله المتأخر ما خفي بعضه على كثير ممن تقدّم لكن المتأخرين عالة على المتقدمين و متى كانت مصادر المفسر أقدم و عن من هم أجل و أعلم من السلف ثمّ من تلاهم و بخاصة ممن جمع بين كثير من العلوم الشرعية و اللغوية و برّز في الحديث و العربية كالطبري ....
فالتثبت في كلّ علم و طلب التحقيق فيه غاية نبيلة فكيف بكلام رب العالمين.
و من كلام الحكماء المتقدمين: أصل العقل التثبت و ثمرته السلامة
فالتأني و التثبت في الأمور كلها سبيل النجاة و هو من علامات سلامة الرأي و قوة العقل و حسن الفهم، فكيف به في كلام العليم الخبير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Apr 2010, 11:02 ص]ـ
أحسنت يا أبا محمد وفقك الله وجزاك خيراً، فالتثبت في الأمور كلها مأمور به، فكيف به في التفسير.
ـ[المنصور]ــــــــ[02 Apr 2010, 06:16 م]ـ
أحسنت
وفقك الله(/)
أثر عن ابن عباس استشكله ابن كثير
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[22 Feb 2007, 11:10 م]ـ
في تفسير سورة الجن،قال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسير قوله تعالى: (وأنه تعالى جدُّ ربنا):
فأما ما رواه ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ،حدثنا سفيان، عن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس قال: الجد: أب. ولو علمت الجن أن في الإنس جدا ما قالوا: تعالى جَدّ ربنا.
فهذا إسناد جيد، ولكن لست أفهم ما معنى هذا الكلام؛ ولعله قد سقط شيء، والله أعلم.
ففي كلام ابن كثير هذا فوائد،منها:
1 ـ الورع ولزوم الجادة في الإمساك عما لا يعلمه الإنسان،مهما اتسع حفظه وعلمه واطلاعه،فما أحرانا معشر الطلبة أن يكون هذا شعاراً ودثاراً لنا في بحثنا ومدارستنا.
2 ـ الإسناد جيد ـ كما يقول ابن كثير،وهو عند عبدالرزاق صحيح خرج مثله الشيخان ـ لكن المتن فيه غرابة،والسبب في استغرابه ـ كما يظهر لي ـ: كيف قال ابن عباس: إن معنى الجد: الأب،والمعروف أن معنى الجد ـ هنا ـ: الشأن،والعظمة،ونحو ذلك من معاني الإجلال لرب العزة والجلال.
3 ـ بالنظر في كلام أبي عبيد ـ في الغريب ـ وسياق عبدالرزاق،والبيهقي للأثر ـ كما سيأتي ـ يبعد ـ والله أعلم ـ احتمال السقط الذي ذكره ابن كثير.
ولم أجد الأثر في تفسير ابن أبي حاتم المطبوع، لكنني وجدته في مصنف عبدالرزاق 10/ 264،، وفي سنن البيهقي 6/ 246 بلفظ مقارب، حيث رواه من طريق عطاء،عن ابن عباس: الجد أب، وقال: لو علمت الجن ان في الناس جدودا ما قالوا: تعالى جد ربنا،وسنده عند عبدالرزاق صحيح،وهذا اللفظ الذي ذكرته هو لفظ البيهقي،ولفظ عبدالرزاق هو لفظ ابن أبي حاتم.
وقال أبو عبيد في غريب الحديث 1/ 258 ـ بعد أن ساق ذات الأثر ـ:
(يذهب ابن عباس إلى أن الجد إنما هو الغنى، ولم يكن يرى أن أبا الأب جد،إنما هو عنده أب، ويقال منه للرجل ـ إذا كان له جد في الشيء ـ: رجل مجدود،ورجل محظوظ - من الحظ - قالهما أبو عمرو.
و قد زعم ـ بعض الناس ـ أنه إنما هو: ولا ينفع ذا الجد منك الجد - بكسر الجيم!!
والجد إنما هو الاجتهاد بالعمل!
وهذا التأويل خلاف ما دعا الله عز وجل - إليه المؤمنين ووصفهم به؛ لأنه قال الله في كتابه: (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا) فقد أمرهم بالجد والعمل الصالح، وقال: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا)، وقال: (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ... إلى آخر الآيات)،وقال: (جزاء بما كانوا يعملون) في آيات كثيرة، فكيف يحثهم على العمل وينعتهم به ويحمدهم عليه ثم يقول إنه لا ينفعهم؟!.
ولعل كلام ابن منظور هو أكثر من فسّر هذا الأثر ـ فيما وقفت عليه ـ حيث قال في لسان العرب 3/ 108:
قال ابن عباس: لو علمت الجن أن في الإنس جدا ما قالت تعالى جد ربنا، معناه أن الجن لو علمت أن أبا الأب في الإنس يدعى جدا ما قالت الذي أخبر الله عنه في هذه السورة عنها.
بانتظار ما يضيفه الإخوة،مما لعله يزيل الإشكال،والله الموفق.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[23 Feb 2007, 09:02 ص]ـ
ليس غريبا أن يقع غموض ما فينبهم الكلام على القارئ، مهما بلغ من العلم، وهذه سنة الله في خلقه،
ولكن الغريب حقا أن ما أورده ابن منظور المتوفى سنة 711 هج،
هو نقل عن كتاب: (تهذيب اللغة) لأبي منصور الأزهري المتوفى سنة 370 هج،
وكتابه هذا أحد أصول (لسان العرب).
وابن كثير متوفى سنة 774 هج أي: بعد الأزهري بقرون وبعد ابن منظور بنحو 63 سنة.
وكلا الكتابين كان معروفا و متداولا بين العلماء،
ولا يُستبعد أن يكون لدى ابن كثير أحدهما أو كلاهما: فكيف لم يراجع القول في أي الكتابين؟
سبحان ربنا،
كانوا يقولون: ما ترك الأول للآخر شيئا
ثم قالوا: كم ترك الأول للآخر
وفي ملاحظة الأخ الأستاذ عمر لفتة كريمة يُشكَرُ عليها
وبالله التوفيق.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[23 Feb 2007, 03:30 م]ـ
لعله قد سقط من تفسير ابن أبي حاتم لفظ " أبو "، وبقي لفظ الأب وحده فوقع الإشكال، والصواب: أبو الأب
ويكون المراد أن الجن لما قالوا " وأنه تعالى جد ربنا " ما كانوا يعلمون أن لفظ " الجد " مستعمل عند الإنس بمعنى آخر، غير ما قصدوه من العظمة أو الغنى، فكأنهم ما كانوا يعلمون أن هذا اللفظ مشترك لفظي يحتمل أكثر من معنى، فلو كانوا يعلمون لأخبروا عن غنى الله وعظمته بلفظ غير لفظ الجد دفعا لمعنى الجد الذي يطلق عند الإنس على أبي الأب
ويرشح هذا أن قولهم هذا كان في معرض تنزيه الله عن الصاحبة والولد
هذا ما بدا لي، ولست أجزم به، لكني أراه قريبا
والله أعلم
ـ[الغني بالله]ــــــــ[24 Feb 2007, 11:55 ص]ـ
وأنا أميل إلى ماذكره الأخ الفاضل أبوصفوت ولا يستغرب أن يفوت ابن كثير مثل ذلك.(/)
معرض الرياضِ الدولي للكتاب ومواعيد الزيارة والفعاليات المصاحبة
ـ[رشا الزيد]ــــــــ[23 Feb 2007, 04:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى إخوتي أهل التفسير , بل إلى من أحب العلم والقراءة الفريدة , معرض الرياض الدولي للكتاب سيبدأ
انطلاقته - بإذن الله تعالى - في التاسع من شهر صفر 1428هـ ,والمعرض يشهد إقبالاً كبيراً من دور نشر عربية
وأجنبية!
أحببتُ أن أزفَّ الخبر لمن جهلهُ , و أذكرَ به من نساه , بتوفيق الباري لكم جميعاً , وفي الرابط -أدناه - المصدر
والتفاصيل
http://www.riyadhbookfair.org/
ـ[نورة]ــــــــ[23 Feb 2007, 05:01 ص]ـ
بوركت أخية
ـ[رشا الزيد]ــــــــ[23 Feb 2007, 10:41 م]ـ
بوركت أخية
وبورك فيكِ أيضاً , شكر الله لكِ.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Feb 2007, 11:20 ص]ـ
اليوم الثلاثاء 9/ 2/1428هـ افتتاح المعرض.
مواعيد زيارة المعرض:
الفترة الصباحية: من 9:00 صباحا إلى الساعة 12:00 ظهرا
الفترة المسائية: من 4:00 عصرا إلى الساعة 10:00 مساء
م اليوم التاريخ الفترة الصباحية الفترة المسائية
1 الثلاثاء 9/ 2/1428ه الموافق 27/ 2/2007 م الافتتاح
1 الاربعاء 10/ 2/1428ه الموافق 28/ 2/2007م (الفترة الصباحية) للجميع الفترة المسائية للرجال
2 الخميس 11/ 2/1428ه الموافق 1/ 3/2007 م للجميع للرجال
3 الجمعة 12/ 2/1428ه الموافق 2/ 3/2007 م للجميع
4 السبت 13/ 2/1428ه الموافق 3/ 3/2007 م للجميع
5 الاحد 14/ 2/1428ه الموافق 4/ 3/2007 م للجميع للرجال
6 الاثنين 15/ 2/1428 ه الموافق 5/ 3/2007 م للجميع للرجال
7 الثلاثاء 16/ 2/1428ه الموافق 6/ 3/2007 م للجميع
8 الاربعاء 17/ 2/1428ه الموافق 7/ 3/2007 م للجميع
9 الخميس 18/ 2/1428ه الموافق 8/ 3/2007 م للجميع
10 الجمعة 19/ 2/1428ه الموافق 9/ 3/2007 م للرجال
الندوات والمحاضرات المصاحبة في ملف مرفق.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[27 Feb 2007, 07:43 م]ـ
أين سيقام المعرض؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Feb 2007, 08:28 م]ـ
في مركز المعارض بشمال الرياض، مقابل حي المروج بالرياض.
ـ[أم حمد]ــــــــ[27 Feb 2007, 11:38 م]ـ
((للجميع للرجال))
هل تقصد بعبارتك هذه الرجال فقط؟
شكرا لك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Feb 2007, 11:44 م]ـ
معذرة فقد اختلطت خانات الجدول بعد وضعها في المنتدى، لكن في الملف المرفق تظهر بوضوح.
للجميع في الفترة الصباحية
للرجال في الفترة المسائية
وهكذا.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[28 Feb 2007, 12:55 ص]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا.
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[28 Feb 2007, 01:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فشكر الله للجميع على هذا الحرص والاهتمام، كما أود ممن سيذهب إلى المعرض أن يتحفنا ببعض ما في المعرض من مميزات وهل يختلف عن سابقه، وكيف الاسعار؟ وهل يستحق زيارة لمن هم خارج الريااااااض!
غفر الله لكم.
ـ[طارق الفريدي]ــــــــ[28 Feb 2007, 01:16 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ........
جزاكم الله خيراً على هذا الاهتمام.
للبحث عن كتاب معين في المعرض اضغط هنا:
http://www.riyadhbookfair.org/search/db_paging3.asp?keyword0=%E1%D3%C7%E4+%C7%E1%DA%D1% C8&keyword1=&keyword2=&keyword3=&keyword4=&D1=&b1=%C7%C8%CD%CB
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[28 Feb 2007, 01:21 ص]ـ
السلام عليكم:
أخي طارق لاأملك إلا أن أقول لك: غفر الله لك وللأهل الملتقى على هذا الرابط.(/)
اللقاء العلمي بالشيخ مساعد الطيار في المدينة (ح/1)
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[23 Feb 2007, 09:21 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فقد يسر الله لنا في المدينة النبوية بقيام الشيخ الدكتور مساعد الطيار حفظه الله بزيارة علمية (يومي الأربعاء والخميس) الموافق 3 - 4/ 2/1428هـ بدء فيها بشرح (قسم الكتاب) من كتاب الموافقات للشاطبي.
وقد صاحب الدورة جلستان علميتان مع فضيلته ومجموعة من المشايخ وطلبة العلم, وقد حصل فيها نقاش علمي وطرحت مسائل مفيدة تتعلق بالقرآن والتفسير وعلومهما, أحببت إثباتها هنا للفائدة.
اللقاء الأول: صباح الأربعاء الموافق3/ 2/1428هـ في ضيافة شيخنا د/ محمد العواجي سلمه الله
وسوف أذكر الفوائد العلمية على شكل نقاط ,, وأسأل الله السداد في نقل هذه الفوائد.
* تكلم الشيخ د. مساعد حفظه الله عن أهمية العناية بالقرآن وعلومه, والتفسير وخصوصا من المتخصصين في هذا المجال, وذلك لما يلاحظ في هذا الوقت من إقبال كثير من الناس ولله الحمد على كتاب الله والرجوع إليه, وكثرة الأسئلة حول التفسير وعلوم القرآن, والقراءات وهذه ظاهرة إيجابية تحتاج من أهل التخصص بذل مزيد من الجهد في خدمة هذا العلم العظيم.
* جرى حوار في هذا المجلس حول التفسير الموضوعي بين النظرية والتطبيق وأهمية دراسته دراسة تأصيلية وضوابط الكتابة فيه وخصوصا فيما يتعلق بالتعامل مع السنة.
فإن بعض المواضيع التي تُبحث في التفسير الموضوعي, تجد أن بيانه في السنة وتفصيله أكثر بكثير مما ورد في القرآن, فإن اقتصرنا على القرآن في التفسير الموضوعي فإن الموضوع بذلك لن يكون شموليا وبالتالي لن يعطي نظرة شمولية, وقد نبه إلى هذه المسألة الشيخ مساعد مشيرا إلى أنه إذا كان الأمر كذلك فإن هناك بعض المواضيع لا يصلح طرحها والكتابة فيها بطريقة التفسير الموضوعي.
و قد أشار الشيخ د. محمد العواجي حفظه الله إلى أن الكتابة في التفسير الموضوعي تسبقها مراحل مهمة ومنها: القراءة في التفسير التحليلي, ثم مرحلة القراءة في التفسير المقارن وجمع الأقوال المتوافقة والمتقاربة بعضها إلى بعض وكيفية التعامل مع اختلاف المفسرين والاستفادة منها في التفسير الموضوعي. بحيث لا يغفل الباحث الأوجه التفسيرية
كما أشار الشيخ محمد أيضا إلى أن كتاب: (تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن) للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله, يعتبر تفسيرا موضوعيا حيث قام بجمع الآيات في كل موضوع وفسرها تفسيرا موضوعيا, ونبه إلى أهمية دراسة منهج الشيخ ابن سعدي في التفسير الموضوعي من خلال هذا الكتاب, وكيفية استنباطه للأحكام والفوائد من الآيات.
* كما حصلت إشارة في المجلس عن استنباطات الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله من القرآن, وحصل تساؤل عن أقواله وتعليقاته في التفسير من خلال دروسه وفتاواه وتراثه العلمي ومدى إمكانية جمعها والاستفادة منها.
* ومن الفوائد العلمية كذلك: ماجرى من حوار حول الإعجاز العلمي, وأهمية النظر فيما يكتب وينشر حوله, نظرة علمية متخصصة من أهل التخصص في التفسير وعلوم القرآن
أسأل الله أن يبارك لنا في مشايخنا وعلمائنا وأن ينفعنا بعلمهم
وأساله تعالى أن ييسر بكتابة الحلقة الثانية
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[23 Feb 2007, 11:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
الا آذنتمونا يا أهل المدينة لعل المرء يرتب للمجيء للمدينة؛ عفا الله عنكم.
آمل أن يبين لنا هل هذه الدروس مستمرة؟
ومتى موعدها؟
وهل تنقل مباشرة عبر الانترنت؟ وعلى أي موقع؟
شكر الله لكم.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[23 Feb 2007, 11:48 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا
وجزى الشيخ الدكتور مساعد خير الجزاء على ما أتحفنا به من فوائد قيمة في المدينة
ونحن في انتظار الحلقة الثانية.
ـ[محمد العواجي]ــــــــ[24 Feb 2007, 08:35 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالك أخي عن نقل دروس الشيخ الفاضل د. مساعد الطيار حفظه الله
ففي دورات المدينة - مسجد البلوي فهي تنقل عبر موقع البث الإسلامي منذ عام 1425هـ وكلها محفوظة في الأرشيف
وتجدها مسجلة في تسجيلات خالد الإسلامية بالمدينة
ولك خالص الشكر والتقدير
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[24 Feb 2007, 08:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فشكر الله لكم دكتور محمد على بيانكم، طلبي الآخر هو:
متى موعد دروس الشيخ مساعد في المدينة حتى نستمع لها على الموقع مباشرة، أو نرتب للمجيء للمدينة؛ لأني قريب منكم بـ (مكة). وجزاكم الله خيرا.
ـ[محمد العواجي]ــــــــ[05 Mar 2007, 12:38 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شيخنا الشيخ د. مساعد سيكون بالمدينة بإذن الله تعالى الأربعاء والخميس أول شهر ربيع الأول
وأتمنى التنسيق لتكون جلسة متخصصة مع الدورة لأهل التخصص
لاسيما مع توفر مجموعة من طلاب دراسات عليا حضروا اللقاء السابق
ولكم جزيل الشكر والعرفان(/)
حالات الضعف البشري التي اعترت الأنبياء ـ المذكورة في القرآن ـ وحاجة الدعاة لتأملها
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[24 Feb 2007, 02:30 م]ـ
فلا شك أن الأنبياء بشر من البشر، ونصوص الكتاب في هذا أشهر من أن تذكر أو تسرد،ولكنني أذكر بآية واحدة فقط،وهي قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ ... الآية [الفرقان/20]).
إذا تقرر هذا،فإن القرآن حافل بذكر جملةٍ من الأحوال التي تعتري ما يعتري البشر من جراء التغيرات والأحداث التي تقع لهم في دعوتهم لأقوامهم، كالحزن،وشدة الهم،وبعض حالات اليأس، ... الخ.
وإن الانطلاق من القرآن الكريم في دراسة هذه الأحوال،وتأمل أسبابها،وكيف عالجها القرآن = لمن أعظم ما يعين الدعاة إلى الله في طريق دعوتهم المليء بالمشاق والمصاعب.
وقد كنت جمعت عدداً لا بأس به من هذه الأحوال، سأذكرها تباعاً، فاتحاً باب الاستفادة من تأملات إخواني في هذا الملتقى المبارك، على غرار ما سبق في موضوع: مواضع الاتفاق بين الأنبياء في القرآن ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=1172).
وليعلم أن المراد تسطيره هنا هو أي حالة تعتري نبياً من الأنبياء،ولا يلزم الاتفاق فيها،بل إن حصل اتفاق، فتذكر هنا،ويمكن أن تنقل هناك إلى الموضوع المنوه عنه ـ إن لم تذكر ـ.
وباسم الله نبدأ:
1 ـ حالة الهمّ،وضيق الصدر (الخوف) من عدم الاستجابة:
قال تعالى لنبينا صلى الله عليه وسلم: (فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ [هود/12]).
وقال سبحانه: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ [الحجر/97]).
وقال جل جلاله عن نبيه وكليمه موسى: (قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ [الشعراء/12، 13]).
أما كيف عالج القرآن هذه الحالة،فبأمرين ـ فيما ظهر لي ـ:
1 ـ التأكيد على أن مسألة الهداية أمرٌ رباني، ليس لأحد مدخل فيها.
قال تعالى: (وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35) [الأنعام/35]).
2 ـ معالجة ذلك بكثرة الذكر والتشبيح،والاستمرار في العبادة: قال سبحانه: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)).
وقد جاء الإلماح إلى هذا المعنى في كلام موسى عليه الصلاة والسلام ـ في معرض سؤاله ربه أن يجعل له وزيراً من أهله ـ: (كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35) [طه/33 - 35]).
فجعل من مبررات استوزار هارون: الإعانة على الذكر الذي هو من أهم أسباب زوال ضيق الصدر والهم.
يتبع ـ إن شاء الله ـ منتظراً فوائد الإخوة أثابهم الله.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[02 Mar 2007, 10:14 م]ـ
أود أن أنبه إخواني الأفاضل إلى أنني لا أتقصد استيعاب الآيات في علاج الحالة الواحدة،بل أذكر ما يشير،ومن شاء أن يضيف فسأكون شاكراً.
الحال الثانية:
الخوف من تكذيب الناس أو الشخص الذين أرسل إليهم ذلك النبي،ومن ذلك ما ذكره الله تعالى عن نبيه موسى عليه الصلاة والسلام: (قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14) [الشعراء/12 - 15]).
وقال سبحانه: (قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (33) وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ [القصص/33، 34]).
ومن طرق علاج هذا الخوف:
1 ـ التطمين الإلهي بالمعية الخاصة،التي تنفي كل خوف،وتزيل كل قلق، قال سبحانه: (قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآَيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15) [الشعراء/15]).
2 ـ المعين من البشر.
3 ـ قوة الحجة،والقدرة على دحض الشبه التي قد يوردها الخصم،ودليل هاتين النقطتين:
(قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ، وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا، فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآَيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ [القصص/35])
قال القرطبي ـ رحمه الله ـ في تفسير هذه الآية:
(إنى أخاف أن يكذبون) إذا لم يكن لي وزير ولا معين، لانهم لا يكادون يفقهون عني، ف (قال) الله عزوجل له (سنشد عضدك بأخيك) أي نقويك به، وهذا تمثيل، لان قوة اليد بالعضد، ... ويقال في دعاء الخير: شد الله عضدك،وفي ضده: فت الله في عضدك.
(ونجعل لكما سلطانا) أي حجه وبرهانا) انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[03 Mar 2007, 05:43 ص]ـ
موضوع رائع ... جزاك الله خيرا
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[09 Mar 2007, 11:21 م]ـ
أشكر لكم د. عبدالرحمن الصالح هذا التشجيع، فقد بدا لي ـ مع مرور الأيام وقلة المتصفحين لهذا الموضوع ـ أنني أخطأت الطريق،أو لم يكن الاختيار موفقاً.
ومن حالات الضعف البشري التي اعترت الأنبياء:
ما وقع لنبي الله يوسف من محاولة الإيقاع به في شباك فتنة النساء،وأيّاً ما كان الكلام في تفسير العلماء للهمّ،فإن الكيد حاصل،والرغبة من قبل امرأة العزيز موجود بالنص (ولقد همّت به)،ولقوله في الآية الأخرى: (فصرف عنه كيدهن).
أما كيف عولج هذا من قبل هذا النبي الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم؟
فهو في:] قوله سبحانه: (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) [يوسف/33، 34])
ويبدو من هذا النص القرآني علاجان:
1 ـ اختيار العقوبة الدنوية ـ وإن كانت صعبة ـ على الوقوع في المعصية.
2 ـ اللجأ،بل الفزع والفرار إلى الله تعالى ـ ونعم المولى ربنا ونعم النصير ـ.
قال العلامة السعدي ـ رحمه الله ـ في معرض حديثه عن فوائد قصة يوسف:
ومنها: أن يوسف عليه السلام اختار السجن على المعصية، فهكذا ينبغي للعبد إذا ابتلي بين أمرين - إما فعل معصية، وإما عقوبة دنيوية - أن يختار العقوبة الدنيوية على مواقعة الذنب الموجب للعقوبة الشديدة في الدنيا والآخرة، ولهذا من علامات الإيمان، أن يكره العبد أن يعود في الكفر، بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يلقى في النار.
ومنها: أنه ينبغي للعبد أن يلتجئ إلى الله، ويحتمي بحماه عند وجود أسباب المعصية، ويتبرأ من حوله وقوته، لقول يوسف عليه السلام: {وَإِلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ}.
ومنها: أن العلم والعقل يدعوان صاحبهما إلى الخير، وينهيانه عن الشر، وأن الجهل يدعو صاحبه إلى موافقة هوى النفس، وإن كان معصية ضارا لصاحبه).
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[09 Mar 2007, 11:39 م]ـ
وتعقيباً على الحالة الأخيرة التي ابتلي بها يوسف عليه الصلاة والسلام،أذكر نفسي وإخوتي،فأقول:
قد لا يبتلى أحدنا بالصورة التي ابتلي بها يوسف، لكنه قد يبتلى بصور أخرى من صور الفتنة،خصوصاً في هذا العصر الذي كثرت فيه الفتن،وتنوعت أسبابها،وازداد دعاة الرذيلة،وكثرت القنوات التي تروج لفتنة النساء،وأما شبكة الإنترنت فأمرها أشهر من أن يذكر ـ نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن ـ.
وههنا يحتاج العبد إلى أمرين:
1 ـ أن يربي نفسه،ويجاهدها على عبادة المراقبة،وأن يتذكر أن مرارة المجاهدة ستضمحل في حلاوة لذة الانتصار على النفس،وحلاوة الإيمان التي يقذفها الله في قلب العبد بسبب صبره على المعصية في موطن لا يراه فيه إلا الله،مع قدرته،وتمكنه من تلك المعصية.
ويعجبني هنا كلام قرأته لابن الجوزي في "صيده" الثمين،حيث يقول:
(إن للخلوة تأثيرات تبين في الجلوة، كم من مؤمن بالله عز وجل يحترمه عند الخلوات فيترك ما يشتهي حذراً من عقابه، أو رجاء لثوابه، أو إجلالاً له، فيكون بذلك الفعل كأنه طرح عوداً هندياً على مجمر فيفوح طيبه فيستنشقه الخلائق ولا يدرون أين هو.
وعلى قدر المجاهدة في ترك ما يهوى تقوى محبته، أو على مقدار زيادة دفع ذلك المحبوب المتروك يزيد الطيب، ويتفاوت تفاوت العود،فترى عيون الخلق تعظم هذا الشخص وألسنتهم تمدحه ولا يعرفون لم.
ولا يقدرون على وصفه لبعدهم عن حقيقة معرفته.
وقد تمتد هذه الأراييح ـ جمع رائحة ـ بعد الموت على قدرها، فمنهم من يذكر بالخير مدة مديدة ثم ينسى.
ومنهم من يذكر مائة سنة ثم يخفي ذكره وقبره.
ومنهم أعلام يبقى ذكرهم أبداً.
وعلى عكس هذا من هاب الخلق، ولم يحترم خلوته بالحق.
فإنه على قدر مبارزته بالذنوب وعلى مقادير تلك الذنوب، يفوح منه ريح الكراهة فتمقته القلوب.
فإن قل مقدار ما جنى قل ذكر الألسن له بالخير، وبقي مجرد تعظيمه.
وإن كثر كان قصارى الأمر سكوت الناس عنه لا يمدحونه ولا يذمونه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ورب خال بذنب كان سبب وقوعه في هوة شقوة في عيش الدنيا والآخرة وكأنه قيل له: إبق بما آثرت فيبقى أبداً في التخبيط، فانظروا إخواني إلى المعاصي أثرت وعثرت ..
قال أبو الدرداء رضي الله عنه: إن العبد ليخلو بمعصية الله تعالى فيلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر.
فتلمحوا ما سطوته، واعرفوا ما ذكرته. ولا تهملوا خلواتكم ولا سرائركم، فإن الأعمال بالنية، والجزاء على مقدار الإخلاص.
ويقول ـ أيضاً ـ رحمه الله:
(والله لقد رأيت من يكثر الصلاة والصوم والصمت، ويتخشع في نفسه ولباسه، والقلوب تنبو عنه، وقدره في النفوس ليس بذاك.
ورأيت من يلبس فاخر الثياب وليس له كبير نفل ولا تخشع، والقلوب تتهافت على محبته.
فتدبرت السبب فوجدته السرير، كما روي عن أنس بن مالك أنه لم يكن له كبير عمل من صلاة وصوم، وإنما كانت له سريرة.
فمن أصلح سريرته فاح عبير فضله، وعبقت القلوب بنشر طيبه.
فالله الله في السرائر، فإنه ما ينفع مع فسادها صلاح ظاهر).
2 ـ كثرة اللجأ إلى الله،وشدة الفزع، خاصة عند اقتراب أسباب الوقوع في فتنة النظر،أو ما فوقها.
ولا أتألى على ربي،ولكن من باب إحسان الظن به سبحانه،والله ما سأله أحدٌ صادقاً،ولا فزع إليه أحد متذلالاً إلا أجابه!
أي ضرورة أعظم من ضرورة العبد لحفظ دينه،والقيام بعبوديته حال السر؟!
لئن كان المشركون يجابون حينما يدعون مضطرون من أجل سلامة أبدانهم، أفتظن أن الله يخيب عبداً دعاه لسلامة دينه وعرضه؟! اللهم لا!!
أقول هذا وأنا ـ والله ـ من المخلطين،ولكن ليس من شرط الواعظ أن يكون قائماً بكل ما يقول،ولا سالماً من أي معصية:
ولو لم يقم في الناس من هو مذنب ... فمن يعظ العاصين بعد محمدِ؟
والله سبحانه المسؤول أن يشملنا بعفوه العظيم،وستره الجميل،وأن يرزقا خشيته في الغيب والشهادة،وأستغفر الله من الجرأة مع التقصير.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Mar 2007, 01:26 ص]ـ
جزاك الله خيراً على هذا الموضوع البديع، وقولكم: (فقد بدا لي ـ مع مرور الأيام وقلة المتصفحين لهذا الموضوع ـ أنني أخطأت الطريق،أو لم يكن الاختيار موفقاً) ليس صحيحاً، بل هو اختيار موفق جداً.
إلا أن هذا الموضوع من الموضوعات الدقيقة التي تحتاج إلى تأمل، وجمع للآيات حتى لا يقع المشارك في الوهم والخطأ.
وقد ظهر لي بادي الرأي من الحالات التي يمكن إدراجها تحت هذا الوصف:
الحالة الثالثة:
حالة الشفقة والرحمة في غير موضعها، مما يدل على الجانب البشري في الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأنه قد يغلب في بعض الأحيان والمواقف.
وذلك كحال الرسول صلى الله عليه وسلم عندما استبقى أسرى بدر شفقة عليهم، وأخذاً بجانب الرحمة.
فعاتبه الله بقوله: (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآَخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68)).
ويدخل تحت هذا صنيع نوح عليه الصلاة والسلام في سؤاله نجاة ابنه المخالف له في الدين، في قوله:وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ {45} قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ {46} قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ {47
فهذا جانب الأبوة والبشرية غلب عليه عليه الصلاة والسلام.
الحالة الرابعة:
الغضب الذي يعتري بعض الأنبياء.
كما في قوله تعالى عن موسى عليه الصلاة والسلام: (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي
مِن بَعْدِيَ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الألْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
وقوله: (وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ)
والموضوع من أطرف الموضوعات، والتأمل فيه باب من تدبر القرآن العظيم أجزل الله لك الثواب يا أبا عبدالله.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[22 Mar 2007, 03:13 م]ـ
بوركت أبا عبدالله ..
ومما يدخل تحت عارض الغضب، قصة يونس عليه الصلاة والسلام.
ولي عودة ـ إن شاء الله ـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[22 Mar 2007, 04:10 م]ـ
الشيخ الفاضل عمر المقبل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه أول مرة يقع فيها بصري على هذا الموضوع، فأردت أن أسجل وجهة نظري فيه من باب أن المسلم مرآة أخيه، ومن باب التناصح والنقاش العلمي.
أود بداية التنبيه إلى خطورة تجميع هذا الموضوع، وأن الهدف المنشود من وراء ذلك قد يستغنى عنه بغيره.
وأخوف ما أخاف أن يتوسع في الأمر فيجتمع عندنا ما قد يظن به أنه من زلات الأنبياء.
وثانيا: موضوع عصمة الأنبياء أرى أنه كان من المناسب مناقشته في بداية طرح هذا الموضوع كتوطئة له، وعلى القول بوقوع الخطأ من الأنبياء فهم لهم خاصية لا يشاركهم فيها أحد من البشر، وهي أنهم لا يقرون على باطل، بل يلهمون التوبة، ويعودون بعد التوبة لمنزلة أعلى مما كانوا عليه قبل التوبة.
والسؤال الذي يطرح نفسه إن كان هذا حالهم، وهو التوبة، فما حكم ذكر المعاصي التي تابوا منها؟ حتى وإن كان على سبيل العظة والتذكير.
وأخير ا: شيخنا الفاضل أرى من باب التذكير أن أذكركم بأنه لا يستلزم من ذكر المعصية للنبي أن يكون قد فعلها، والمثال على ذلك قوله تعالى: (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) فهذا لا يستلزم أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد فعل ذلك بل هو من المحال لأن أحد والديه أو كلاهما لم يبلغ عنده الكبر كما هو معلوم، وإنما الغرض هنا خطاب الأمة في شخص النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا الجواب عندي من ناحية الإجمال دون الدخول في تفاصيل الأمثلة المذكورة، وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم وفي علمكم.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[23 Mar 2007, 03:09 م]ـ
أخي أبا المنذر حياك الله ..
أولاً:
أما موضوع العصمة،فقد تحدث عنه بعض الأعضاء في هذا الموقع في عدة موضوعات، منها هذا الرابطان:
الرابط الأول. ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=5441&highlight=%DA%D5%E3%C9+%C7%E1%C3%E4%C8%ED%C7%C1)
الرابط الثاني. ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=4498&highlight=%DA%D5%E3%C9+%C7%E1%C3%E4%C8%ED%C7%C1)
ثانياً:
مع شكري لغيرتك، لكنني أرى أن تخوفك في غير محله،فإننا ـ وفقك الله ـ لم نجمع هذه المواقف (التي سميتها أنت زلات) من التوراة أو الإنجيل، أو من أخبار بني إسرائيل، بل من القرآن الكريم، الذي أنزله الحكيم الحميد،الذي يغار على رسله وأنبيائه أكثر مما نغار نحن.
ثالثاً:
هذا ملتقى علمي،ولا يدخله العامة الذين قد يخشى عليهم ما تتوقعه،فما افترضته غير وارد.
ولو فرضنا أننا لم نعرضه، فماذا نصنع بأسئلة الناس حينما تمر بهم تلك الأحوال التي سجلها القرآن؟! وقد يبحث الواحد فلا يجد في كلام المفسرين ما يشفي الغليل؟!
أليس من الأجدى والأولى أن تطرح في مثل هذا الملتقى لنتناقش فيها ونتدارس على طريقة أهل العلم؟!
رابعاً:
أما الاستدلال بآية الإسراء، فلا يستقيم ـ وإن قال به بعض المفسرين ـ لأن الخطاب هنا لعموم الناس،وليس للنبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن أبويه قد ماتا قبل أن يميز ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ.
خامساً:
أنت ترى أن هذه المواقف تذكر،ويذكر معها علاج القرآن لها، فلم تذكر هكذا غُفْلاً من التعليق، بل مع البيان والإيضاح ـ قدر الطاقة ـ لتتم الفائدة.
والله الموفق والهادي لا إله إلا هو سبحانه وبحمده.
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[23 Mar 2007, 08:05 م]ـ
الشيخ الفاضل عمر المقبل:
جزاكم الله خيرا على سعة صدرك 0.
وفقنا الله وإياكم لما فيه صلاح أمر الأولى والآخرة.
ـ[دار التوحيد]ــــــــ[21 Jul 2010, 02:02 م]ـ
جزاك الله شيخنا عمر المقبل خير الجزاء على طرح هذا الموضوع القيم والنافع، ونتمنى ان يستمر هذا الطرح المتميز في هذا الموضوع، فللّه عز وجل حكمة بالغة أن جعل الأنبياء من بني البشر يعتريهم مايعتري غيرهم من ألوان الضعف والمرض والضيق ليكون فيهم الأسوة الحسنة في الصبر، والتجلد والثبات والتعزي بما أصابهم وسلوك مسلكهم في الإهتداء بكلام الله في معالجة الضعف، وحتى لا يغلو فيهم غال بظنه أنهم يملكون نفعا أو ضرا لأحد،فهم لم يملكوا دفع الضر عن أنفسهم إلا أن يدفعه الله.
فأكمل شيخنا مابدأت من إتحافنا بلُقط العلم التي نثرت في هذا الموضوع .. جزاك الله عنا خيرا.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 Jul 2010, 02:17 م]ـ
فما حكم ذكر المعاصي التي تابوا منها؟ حتى وإن كان على سبيل العظة والتذكير.
من تأمل سياق قصة آدم عليه السلام في سورة طه وكيف قال الله سبحانه: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا}
ثم قال سبحانه بعد نهاية القصة: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى}
من تأمل هذا السياق= ظهر له جلياً أن ذنوب الأنبياء يسوقها الله سبحانه تذكيراً وموعظة وأن هذا باب حسن إن أتاه الواعظ من وجهه كما فعل الشيخ عمر هنا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[21 Jul 2010, 06:18 م]ـ
أخي عمر، بارك الله فيك
موضوعك ممتاز
وأما قلة التصفح، فاعذر إخوانك فأكثرهم مشغول
وربما لا يجد ساعة في النت، فإذا وجدها تكالبت عليه القضايا
والموضوع فعلا كما قال الشيخ يحتاج إلى تأمل
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[21 Jul 2010, 06:32 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل د. عمر على هذا الموضوع وعذراً لأنها المرة الأولى التي أقرأه وأشكر الإخوة الذين أعادوه إلى طاولة الحوار.
أرى والله أعلم أن ما ورد بخصوص مواقف الأنبياء التي أشرتم إليها ما هي إلا إثبات لبشريتهم فهم قبل أن يكونوا أنبياء هم بشر مثلنا والله تعالى يثبت لأقوامهم أن أنبياءه بشر قد يحصل منهم ما يحصل للبشر ليس انتقاصاً منهم ولا تعرضاً لعصمتهم ولكن من باب التوجيه والقدوة فهم من جنسنا ولا حجة لنا أن لا نقتدي بهم فهم إن حصل منهم شيء سرعان ما يلجأون إلى الله تعالى بالتوبة والإنابة والاستغفار فنتعلم منهم سرعة العودة عن ذنوبنا ولولا أن آدم عليه السلام أكل من الشجرة وتاب لما شرعت لنا التوبة والله أعلم. والله تعالى يقول في كتابه العزيز (قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا رَّسُولاً (95) الإسراء)
أرجو أن تواصلوا الكلام في هذا الموضوع ونحن متابعون إن شاء الله.
ـ[مها]ــــــــ[23 Jul 2010, 05:42 م]ـ
ومن المواضع التي تندرج تحت هذا الموضوع جملة:
{قول إبراهيم عليه السلام للملائكة حين أتوا: (((قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها)))
سبحان الله! إبراهيم نبي يعلم أن هؤلاء رسل الله وربهم الذي أرسلهم هو أعلم بالديرة والناس الذين هم فيها، ومع ذلك غلبته الطبيعة البشرية فقال: (إن فيها لوطا)، ولذلك جاء جواب الملائكة لطيفا، (نحن أعلم بمن فيها) الذي أرسلنا هو ربنا. هو أعلم منا ومنك بمن فيها.
كم نحن بحاجة إلى تفهم الطبيعة البشرية! إن الله عذر إبراهيم وعذرته الملائكة بدون لوم وبدون توبيخ}.
د. عبدالعزيز بن محمد الماجد رح1(/)
رد الدكتور جمعة علي عبد القادر على الباحثة منيرة الدوسري ومن معها
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[24 Feb 2007, 02:33 م]ـ
السلام عليكم إخواني الكرام هذا العنوان من وضع فضيلة الدكتور جمعة علي عبد القادر دفعه إلي بالأمس بعد صلاة العصر وطلب ضرورة نشره في موضوع مستقل ولتبليغ الأمانة وضعتها وألتمس العذر من فضيلة الدكتور أحمد البريدي على ما تفضل بالإشارة إليه سابقا من ضرورة إلحاق المناقشات والردود في موضوعها:
____________________________
هذا الرد على موضوع:
سرقة علمية محزنة: (مشرف رسالة: أسماء سور القرآن وفضائلها؛ لمنيرة الدوسري) يسرقها!
الموجود في الرابط: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7373
___________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمت الله وبركاته
القاهرة في يوم الجمعة 5/ 2/1428 هـ الموافق 22/ 2/2007 م
دفع إلى فضيلة الدكتور جمعة على عبد القادر رده على فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري بعد قراءته لكافة الأوراق التي صورتها للموضوع الذي نحن بصدده، واستلمت من فضيلته الرد معدًا في أوراق تفضل مشكورا بصفها بواسطة الحاسب وطلب مني قراءتها على فضيلته وإعادة صفها كما هي ودفعها للنشر داخل المنتدى، وتم اللقاء وعرضت الأوراق قراءة وهو يسمع بحضور ابنه البار أنس، وإلى أخواني الكرام رد فضيلته بتمامه:
رد الأستاذ الدكتور جمعة علي عبد القادر
المشرف على رسالة الباحثة منيرة الدوسري بخصوص من تحمس لموضوعها وحكموا على الأستاذ المشرف هذه الأحكام التي جاءت في ثنايا كلامهم.
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه أما بعد:
فأبدأ حديثي حول ما قاله الشيخ عبد الرحمن الشهري لأنه قطب الرحى في هذا الأمر وعماده حيث جاءت أحكام الآخرين أثابهم الله وغفر لي ولهم موافقة لما ذهب إليه الشيخ، فقد حكم الشيخ المذكور بسرقة المشرف لرسالة الباحثة ولست أدري المفترض أن يأخذ التلميذ من الأستاذ أم أن يأخذ الأستاذ من التلميذ فإذا كان التلميذ على سعة أكثر من العلم فلا داعي لقطع الفيافي والقفار لتعلم التلميذ على يدي أستاذه، وكون ما حدث يعد فسادًا وإفسادًا كما ذكر الشيخ يكون ذلك لو سلمنا بوقوعه فعلاً. كيف يليق بك يا شيخ عبدالرحمن أن تصف الباحثة بأنها صاحبة الفضيلة ولم تشرمن قريب أو بعيد إلى مثل ذلك في الذي حكمت عليه بالسرقة دون سماعك لرأيه، ما ذكرته يا شيخ عبد الرحمن من هذه النقاط السبع التي استدللت بها على وقوع السرقة وكان من بينها تَغْيِر العنوان وكان آخرها أن زيارة المشرف على الرسالة إلى هذه الأماكن أمر عسير. وأقول لك لو أن المسألة كما افترضت من أنه ليس للمشرف عمل في كتابه إلا تَغْيِر العنوان فأرجو أن تسمع مني إلى ما أقوله مستحضرًا عظمة الله بيني وبينك فقد أسأتَ إليَّ وأساء الكثيرون لإساءتكَ:
وأقول إذا كان ما قلته صوابًا فأرجو أن تستخرج لي هذه القضايا التي تضمنها كتابي معالم السور، أقول أرجو أن تستخرج هذه القضايا من رسالة الباحثة وبالطبع فهي تحت يديك.
أولا: على امتداد سور القرآن الكريم سورة سورة لم يُعْنَى الكتاب وفقط بذكر مكية السور ومدنيتها وترتيبها ومناسبة كل سوة من سابقتها ومضمون كل سورة ومقصودها في كل سور القرآن الكريم حيث المئة والأربع عشرة سوة إنما جدت قضايا اقتضاها موضوع الكتاب وإليك بيانها وللقارئ العزيز أيضا. وليست موجودة في رسالة الباحثة من قريب أو من بعيد وها هي القضايا على النحو التالي:
1 - سورة البقرة والأحرف المقطعة في فواتح السور من صـ 139 إلى 145.
2 - سورة البقرة والقواعد والأصول الشرعية المستنبطة من سورة البقرة من صـ 150 - 165.
3 - سورة آل عمران وقصة التسمية صـ 185 - 187.
4 - سورة الأنفال والقواعد الحربية المستنبطة من صـ238 إلى صـ 246.
5 - سورة التوبة وحكمة عدم كتابة البسملة صـ 249 إلى صـ 250 وشواهد اقتران اسمه صلى الله عليه وسلم بربه من صـ 253 إلى صـ 258 وأيضا واجبات الأمة نحو نبيها من صـ 258 إلى صـ 259.
6 - سورة هود والأخلاق والفضائل المستنبطة منها من صفحة 287 إلى صـ294.
7 - سورة يوسف وسبب نزول السورة صـ298.
8 - سورة الحجر وسبب تسميتها بهذا الاسم صـ 318 إلى صـ 319.
(يُتْبَعُ)
(/)
9 - اسم سورة النحل وسبب التسمية صـ328 إلى صـ329.
10 - سورة طه ومعنى طه صـ 372.
11 - نظم سورة الأنبياء صـ 380 إلى صـ 381.
12 - حكمة التسمية لسورة الحج صـ390 إلى صـ 391.
13 - سورة النور وأثر السورة في حفظ المجتمع صـ403 إلى صـ404.
14 - سورة الصافات ووصف الملائكة ومشاهد الآخرة صـ 485 وقصص الأنبياء صـ 485 وأيضا أسطورة تعقبها الحقيقة صـ 484.
15 - السبب العام لنزول سورة الحجرات صـ 563 والأسباب الخاصة لنزول آياتها نفس الصفحة.
16 - ظاهرة التكرار في سورة الرحمن صـ 595.
17 - سبب نزول سورة المجادلة صـ 611 إلى صـ 612.
18 - سبب نزول سورة الحشر صـ 617 إلى صـ 619.
19 - سبب نزول سورة الممتحنة صـ 626 إلى صـ 628.
20 - سورة المنافقون تعريف النفاق صـ 644 إلى صـ 645 النفاق في المدينة صـ 645 إلى صـ 646، قصة نزول السورة صـ 646 إلى صـ 649.
21 - مع سورة الطلاق وأحكامها صـ 660 إلى صـ 664.
22 - كيف كان عتاب الله لنبيه في سورة التحريم صـ 668 إلى صـ 670 وقصة التحريم من صـ 670 إلى صـ 672.
23 - سورة الجن التعريف بالملائكة والجن صـ 710 إلى صـ 712 أوهام عن الجن صـ 712 الجن في القرآن صـ713 إلى صـ714.
24 - سبب نزول سورة المطففين صـ 767.
25 - سبب نزول سورة الليل صـ808.
26 - سبب نزول سورة التكاثر صـ 852.
27 - سبب نزول سورة الهمزة صـ 860.
28 - قصة أصحاب الفيل صـ865 إلى صـ868.
29 - أسباب نزول سورة الكافرون صـ892 وفكرة السورة صـ893.
30 - أسباب نزول سورة المسد صـ905.
31 - سبب نزول سورة الإخلاص صـ911.
32 - ما يتصل بمضمون كل سورة ومقصودها من سور القرآن الكريم وكذا المناسبات ونحو ذلك من أول القرآن الكريم إلى آخره سورةً سورة ولن اكتب رقم الصفحة فشرح ذلك يطول، أقول أين هذا كله من رسالة الباحثة؟.
33 - عناية المسلمين بالقرآن واشتغالهم بالعلوم المختلفة من صـ7 إلى صـ9 وغير ذلك من قضايا ذات صلة بمقدمة الكتاب التي حكمت عليها بأنه لا روح فيها.
34 - إذا ما انتقلنا إلى الكتاب الذي زعمتم أنه منقول من الرسالة أقول يوجد في الكتاب طبعته الثانية (تمهيد ومدخل إلى التفسير الموضوعي) وذلك صـ 19 إلى صـ 50 أفي هذا الذي ذكرتُه يا شيخ عبد الرحمن ما هو موجود في رسالة الباحثة حيث قلتَ إنَّ الكتابَ منقولٌ برمته من هذه الرسالة.
35 - ما زعمته من أن المشرف على الرسالة أسقط عنوان الرسالة في آخر الكتاب ضمن الرسائل الجامعية فكل ابن آدم خطاء يطرء عليه النسيان فإذا ما نظرتَ إلى الكتاب في طبعته الثانية لوجدت عنوان رسالة الباحثة مدون ضمن عنوان رسائل الماجستير رقم 13 صـ 447 علما بأن طبعة الكتاب الثانية مؤرخة قبل أن يعلمني الأستاذ أيمن شعبان حيث كان ذلك الطبع للكتاب 12 ذو حجة 1427 هـ الموافق 2 يناير 2007 م وما أخبرني به الأستاذ أيمن صالح شعبان حيث كان ردي الموجز على الباحثة صاحبة الرسالة الأربعاء 21 فبراير 2007 م 3 صفر 1428 هـ وإنما كان ردي موجزًا كما وصفت حيث هالْتني المفاجأة وقد أرسلت ضمن ردي مآخذي على رسالة الباحثة المئة والثلاثة عشر مآخذا وهي مآخذ عامة وعندي مآخذ خاصة، كانت تقوم الباحثة بتصحيحها أثناء قرأتها عليَّ ساعة كنت في كلية الآداب بالدمام. وعندي من التقارير ما يدل على ذلك.
36 - أقول للسادة الذين خاضوا ووصفوا أهل العلم باللصوصية ونحو ذلك لا أطيل معهم في الرد فليس بيني وبينهم مجال علمي يتحدثون فيه بناء على ما قراءوه ودونوه.
وفي الختام:
أفيد بأن ضمن قائمة رسائل الدكتوراه في كتابي معالم السورفي طبعته الثانية 1427 هـ 2007 م رسالة بعنوان إسماعيل وإسحاق في القرآن الكريم والعهد القديم رقم 17 في صـ 446 الجزء الثاني وكان الأولى أن تدون ضمن رسائل الدكتوراه للكتاب في طبعته الأولى لكنها سقطت سهوًا أقول هذه الرسالة لصاحبتها الدكتورة أمل العرفج ناقشتها وقت أن كنت بكلية آداب الدمام وكان معي مناقشانِ الدكتور عبد الرحمن المطرودي والمشرف على الرسالة المرحوم الدكتور محمود شعلان وعندكم الشريط المسجل عليه هذه المناقشة أقول استمعوا إلى مناقشتي لهذه الرسالة لتحكموا على من سلبتموه حق التأليف وحق العلم وحق المساعدة لطالباته لتروا ما امتازتْ به هذه المناقشة لاسيما وقد حضر مناقشتها الفاضل الشيخ عبد الله الباعود وقتئذ، وحكم عليَّ
(يُتْبَعُ)
(/)
بالتشدد في المناقشة فأخبرته وقتئذ نريد أن نُخَرّج كوادر تصلح للمجمتع، وأرد على من تشدق فجعل للجانب المادّي بريق قد يميل إليه بعض الفضلاء في مقابل أن يساعدوا طلاب العلم في زعمهم.
أقول: وقت إعارتي لكلية آداب الدمام قدمت استقالاتي أكثر من مرة وكانت ترفض نظر لحاجة القسم إلى أمثالي وكانت رئيسة القسم وقتها هي الأستاذة / سميرة حسن، وكانت عميدة الكلية د فوزية المزروعي، ولما تكرر مني تقديم الاستقالة طلب مني المفضال الشيخ عبد الله الباعود أن ألقاه، ولقيته وسألني عن سبب استقالتي المتكررة ورغِبْتُ تحقيق بعض مطالبي شريطة أن أبقى في الكلية من بينها أن أجلس في غرفة وحدي صيانة لعزتي وكرامتي وقال وقتها الشيخ عبد الله الباعود لو استمعنا لكل ما يقال ما قُضِيتْ لأحد حاجة فقد قالوا عنك إنك ترى بعينيك وكان ذهابي إلى الشيخ عبد الله يشبه توقيع الكشف عليّ وبقيت.
وكانت الباحثة التي اتهمتني بما اتهمتني به واحدة من اللائي رغبن في بقائي وكرهن قبول استقالتي وأقول أيضا لو كان حال البصير يُعدَّ ذلك مغمز في علمه وقدراته فكم أشرف المرحوم الأستاذ رفقي زاهر على كثيرات من بنات قسمه وتخصصه الدقيق، وما عُدَّ ذلك مغمز فيه وهو بصير أيضا هذا وقد مارست التدريس في كلية آداب الدمام سنوات في الداخل وسنوات في الخارج عن طريق الشبكة التليفزيونية، وكم أتعبتني هذه الباحثة في قرأتها عليَّ سواء في الكلية أم عن طريق الاتصال الهاتفي بالمنزل، وأقسم بالله غير حانث في يميني في اليوم الذي ناقشتْ فيه هذه الباحثة رسالتها وقد حصلت على مرتبة ممتاز ما سمعت منها كلمة شكرًا ومن المعلوم أنه من لم يكن شاكرا للناس لم يكن شاكرا لله، حسبنا الله ونعم الوكيل استغفر الله لمن أساء إلي وأرجو منه تعالى أن يصفح عن ذنوبي
أ. د جمعة على عبد القادر
رئيس قسم التفسير وعلوم القرآن
كلية أصول الدين - القاهرة
عضو اللجنة العلمية الدائمة لترقية الأساتذة
الخميس 22/ 2 / 2007 م
4/ 2 / 1428 هـ
ـ[محب الطبري]ــــــــ[24 Feb 2007, 07:07 م]ـ
أشكر الأخ أيمن على عرض الموضوع على الأستاذ الدكتور جمعه
وأشكر الأستاذ الدكتور جمعه على رده وسؤاله المغفرة للجميع
ثم أقول: الذي يتبين لي من هذا الرد- بغض النظر عن الأخطاء اللغوية فيه- أن كتاب الأستاذ الدكتور جمعه ليس نسخة طبق الأصل من رسالة الباحثة منيرة الدوسري؛ بل فيه إضافات متعددة، وعلى هذا تكون السرقة من العيار الخفيف وليست كما عهدنا في سرقات سابقة من العيار الثقيل.
وبعد فأرجو من الدكتور جمعه أن يعفو عن الإخوة الذين خاضوا في هذا الموضوع إن كانوا أخطأوا في حقة فما حملهم على ذلك إلى الغيرة على العلم.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[24 Feb 2007, 08:49 م]ـ
لقد قرأت ما دار من نقاش حول الموضوع ورغبة في معرفة الحقيقة دون الميل لكفة أحد أحب أن أسأل سؤالاً واحدا فقط أتمنى من الأستاذ أيمن شعبان أن يوصله للدكتور جمعه وهو أني رأيت الدكتور عبد الرحمن الشهري عقد مقارنة بين الكتابين ورأيت صورة لصفحة واحدة هي بعينها موجودة في كلا الكتابين فما رأي الدكتور جمعة بهذا التطابق.
الدكتورة منيرة الدوسري تدعي أنه سرقها وقد أدلت ببينتها، وأما الدكتور جمعة فلم يدفع هذه الدعوى ولم يأت ببينة لدفع هذه الدعوى فأتمنى لنعرف الحقيقة فقط أن نقرأ رأي الدكتور جمعة لنعرف موقفه من هذا التطابق.
ـ[طويلب]ــــــــ[25 Feb 2007, 01:35 ص]ـ
لقد كنت من المتابعين لهذا الموضوع منذ طرحة
ولقد كان الشيخ جمعة في كلا رديه على الموضوع يسعى الى اثبات علميتة واحقيته في التأليف والجميع يعلم ان هذا ليس محل الخلاف ولا موطن النقاش، والذي يجدر به كباحث ومتخصص في العلوم الشريعية ان يعيه.
احصيت جميع صفحات المواضيع التي ذكرها الشيخ في رده السابق ـ والتي ذكر ان الرسالة لم تتضمن شيئا منها ـ فوجدتها (140 صفحة) تنقص أو تزيد قليلا، اي بما لاتزيد نسبته في جميع الاحوال عن 16 % من حجم الكتاب (لاني لست اعلم عدد صفحات الكتاب لكنه بلا شك يزيد عن 911 صفحة).
(يُتْبَعُ)
(/)
الا ان الشيخ عمم على القارئ معرفة القدر التام لهذه المواضيع المضافة فقال ما نصه: " ما يتصل بمضمون كل سورة ومقصودها من سور القرآن الكريم وكذا المناسبات ونحو ذلك من أول القرآن الكريم إلى آخره سورةً سورة ولن اكتب رقم الصفحة فشرح ذلك يطول، أقول أين هذا كله من رسالة الباحثة؟ أ. هـ "
ولست ادري ما مقدار هذه الزيادة ايضا؟؟ وما القدر الذي ستساهم به في رفع نسبة الاضافة اعلاه؟؟؟؟
ولكن دعونا من هذا وذاك وسأعيد السؤال المطروح ـ فهل سيجيب عليه الدكتور ـ فأقول:
هل كتابك هذا يتضمن رسالة الطالبة برمتها؟
واذا لم كان الجواب بـ: لا
فما القدر الذي يتضمنه منها؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Feb 2007, 02:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً: أشكر أخي الكريم الأستاذ أيمن شعبان على تفضله وعنائه في المراسلة بيننا وبين فضيلة الأستاذ الدكتور جمعة علي عبدالقادر، وأعتذر فيما سببته له من تعب وحرج بهذا فجزاه الله خيراً، وما دامت رغبة الأستاذ الدكتور جمعة أن يفرد رده وبيانه بموضوع مستقل عن الموضوع الأصلي فله ما يريد، ولعله يقرأ هذا ويتفضل بإيضاح ما أشكل علينا مشكوراً.
ما كنتُ أحبُّ أن أشغل نفسي والآخرين من أمثالكم من الفضلاء بهذا الحديث من قبلُ، ولم أشأ أن تكون معرفتي بفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور جمعة علي عبدالقادر ومعرفته بي من خلال هذا الحديث، ولكن هذا تقدير الله سبحانه فالحمد لله رب العالمين في كل حال.
أنا لا أعرف صاحبَي الفضيلة مؤلفي الكتابين من قبلُ، إلا من خلال الاطلاع على الكتابين، وقد وقع في يدي كتاب الدكتورة منيرة قبل كتاب الأستاذ الدكتور جمعة بمدة، وعندما رأيتُ هذا التشابه توقفتُ عند الأمر، وبعد موازنة بين الكتابين كتبتُ ما كتبتُ رغبة في معرفة الحقيقة على وجهها، لا رغبةً في تجريح الدكتور جُمعة وفقه الله ولا تقليلاً من قدره وعلمه، ولا رغبةً في الانتصار لشخص الدكتورة منيرة أيضاً.
وأعتذر لفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور جمعة علي عبدالقادر إن كنت ظلمته، أو تجاوزتُ حدود اللباقة في عرض الموضوع، فما كان هذا مقصدي، ولكنَّ للقلم جِماحٌ أعوذ بالله منه، وللنفس سَورةٌ ربما عجز أحدنا عن كبحها، وأستغفر الله من الزلل والخطل.
فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور جمعة علي عبدالقادر وفقه الله: أشكرك على تفضلك بالجواب الموجز والمفصل على ما أثير في الملتقى، وأشكرك لأدبك في الحديث معي وأنا من طبقة تلاميذك أو دون ذلك، ولا غرابة في هذا فهذا خلق أمثالكم من أهل العلم والشيئ من معدنه لا يستغرب والحمد لله.
ولم يكن أصل الموضوع إنكاراً لأهلية فضيلتكم العلمية، ولا لمكانتكم الوظيفية في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، ولا في الكليات الأخرى التي عملتم بها، ولا إنكاراً للتفاصيل الإضافية التي تفضلتم بإيرادها في كتابكم، فهذا كله أوافقكم عليه تماماً، وقد ذكرته في أصل الموضوع، ولا في الإضافات التي أضفتموها في الطبعة الثانية للكتاب أيضاً فما زال المؤلفون للكتب يزيدون في طبعات كتبهم وينقحون.
وفي العادة أنه لا يستوقفني التشابه في العناوين فكم من كتاب في المكتبة الإسلامية متطابق العنوان، غير أن المضمون ليس كذلك، ولكن الذي استوقفني هو التشابه الشديد بين الكتابين، لدرجة أنني لم أجد مندوحة من التعبير بما كتبته أولاً، ولم أورد إلا مثالاً لصفحة واحدة في الموضوع، غير أنني الآن أنقل لفضيلتكم – حفظكم الله – ولبقية الزملاء سورة يس كاملة من كتابكم ومن كتاب الدكتورة منيرة، وقد اخترت هذه السورة لمجرد أنها أول الجزء الثاني من كتابكم وأمكنني بسهولة تصويرها بالماسح الضوئي وغيرها من السور مثلها أو أشد تطابقاً، وذلك ليطلع الإخوة القراء على هذا التشابه الذي ربما أكون مخطئاً في تقديره، ورأي الجماعة خير من رأي الواحد.
والسؤال هو: ما تفسير فضيلتكم لهذا التطابق حفظكم الله؟
بدأ فضيلة الأستاذ الدكتور جمعة علي عبدالقادر الجزء الثاني من الطبعة الأولى من كتابه بالحديث عن سورة يس، واستغرق الحديث عنها من ص475 حتى ص 482
http://www.tafsir.net/images/yaseenjumah1.jpg
http://www.tafsir.net/images/yaseenjumah2.jpg
http://www.tafsir.net/images/yaseenjumah3.jpg
(يُتْبَعُ)
(/)