ومنهم من ذهب إلى سوريا وهناك نشأت اللغة الآرامية ولهجاتها (السريانية - التدمرية - النبطية)، ومنهم من ذهب إلى فلسطين وهناك نشأت اللغة الكنعانية ولهجاتها (الفينيقة - العبرية- الأوجاريتية) ومنهم من ذهب إلى إفريقيا، وهناك نشأت اللغتان الهيروغليفية والحبشية، ومنهم من بقي ولم يرحل فأسس لغة سماها المستشرقون العربية الجنوبية، ونصطلح عليها نحن اليمنيين باليمنية القديمة، ومن لهجاتها الصفوية والثمودية واللحيانية. وأما العربية الشمالية (عربية الشعر الجاهلي والقرآن الكريم) فهي أحدث اللغات السامية نشأة، وظهورا
الآن .. ماذا يقصد بالغريب؟ أهو اللفظ غير العربي الشمالي؟ فإن اعتبرت لفظ (عامود) عربيا لأنه ورد في القرآن الكريم، وتناسيت وتغافلت وتجاهلت أنه آرامي، وأن وزن فاعول لاتعرفه العربية، فهذا اصطلاحك. أما من يعرف اللغات السامية، فيقطع أنه لفظ غير عربي، شأنه شأن (فتح) بمعنى (قضى - حكم) لايعرفه العرب إلا بعد وروده في القرآن. وإلا،
فلم قال أبوعمرو بن العلاء: "ما لسان حمير وأقاصي اليمن بلساننا، ولا عربيتهم بعربيتنا"؟ ولا أظن أحدا يدعي معرفة باللغة فوق أبي عمرو أحد القراء السبعة.
ولنفرض الآن أن القرآن نزل في هذه الأيام، فورد فيه (بنزين - فلاش- فيبرجلاس) ثم جاء اللغويون العرب
فأدخلوا هذه الكلمات في معاجمهم، ونشأ خلاف بعد قرون
هل يمنع هذا أنها ألفاظ أوربية دخلت في كلام العرب، فاستعملها القرآن؟ أفيجعلها هذا عربية؟
كذلك العرب لم يعرفوا الأرائك؛ لأنهم كانوا يفترشون الأرض في الخيام
ولم يعرفوا السندس ولا الإستبرق؛ لأنهم لايعرفون إلا الشعر والوبر، لكن عرفها مثلا الوليد بن المغيرة، الذي رآها في بلاد فارس، وفكر وقدر ثم نظر ثم عبس وبسر، بعد أن تساءل: كيف يعرف راعي غنم لم يخرج من مكة هذا؟
ولم يعرفوا الجوز ولا اللوز ولا الفستق ولا البندق، وإنما عرفوا الثوم والعدس والبصل
ولذلك لم يعرف أبوبكر أو عمر ما (الأب) على حين به سميت محافظة يمنية
مثال بسيط:
أذكر أني في بغداد كنت في محاضرة وكنا ندرس نقشا مسماريا، فورد فيه لفظ (كسيبو) وهو عملة عراقية قديمة
فقال الباحث المستشرق: ولم أستدل عليه من اللغة العربية. فخطر في ذهني فورا لفظ (كسف) وقد ورد خمس مرات في القرآن الكريم وحده هذا أحدها {فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مِّنَ السَّمَاءِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} الشعراء187
فذكرت ذلك للأستاذ فكتبه.
فهذا يعني أن لفظ كسف ليس عربيا، وهو مأخوذ من الأكدية مع الإبدال الصوتي بين الفاء والباء الثقيلة
ثم دخل كلام العرب - منذ زمن طويل، بمعنى القطع المتناثرة - فاستعمله القرآن الكريم
وصدق من قال: "من عرف حجة على من لم يعرف، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ"
والحمدلله
"
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[21 Jul 2010, 04:36 م]ـ
إضافة أخرى
ِسفر، التي وردت في القرآن بصيغة الجمع {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً} الجمعة5
ووصفا للملائكة {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ} عبس15
هذي الكلمة ومشتقاتها قطعا ليست عربية؛ وإنما هي آرامية (سيفِر) ومن الآرامية انتقلت إلى العبرية
وقد أشار المفسرون إلى شيء من ذلك
ومعروف أن العرب أميون لا يكتبون، ولما جاء الإسلام لم يكن يعرف الكتابة في قريش إلا نفر قليل
منهم كتبة الوحي، وآل أبي سفيان، وآل المغيرة .. هذا طبعا في عرب الشمال
أما عرب الجنوب (اليمن) فقد عرفوا الكتابة منذ ما قبل الميلاد بقرون
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[21 Jul 2010, 11:14 م]ـ
إضافات جميلة دكتور رصين، بارك الله فيك.
وأود أن أضيف نقطتين:
الأولى: أن الغريب لا يختص بالمعرب، فالمعرب يمكن أن يكون أحد أنواع الغريب في القرآن الكريم.
الثاني: حديثكم هنا تركز على ما يخص المعرب، وهو مبحث جليل مهم، وقد اتخذه كثير من المغرضين سببا لبث شبهاته، ونحن بحاجة لبعض مهمات علم اللغة المقارن كالتي تفضلتم بها، حتى نكون على بُصر ببعض ما يدور حوله النقاش من المباحث المتعلقة بالقرآن الكريم.
وقد اطلعت قريبا على كتاب عنوانه: (أبجدية القرآن من مملكة سبأ) لمؤلفه: محمد عقل، جاء في تعريف الدار الناشرة له مانصه:
" هو المحاولة العربية الأولى التي تثبت بالدليل العلمي أن الحرف العربي الشمالي (القرآني) يعود بأصوله إلى الخط المسندي -الحميري في جنوب اليمن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويكشف أن هذه الأبجدية الجنوبية اليمنية، العمودية الحروف (1200ق. م) تحولت إلى الأفقية عبر بناتها الشماليات: الثمودية واللحيانية والصفوية (800ق. م-100ق. م) فضلاً عن تضمنها حرف الضاد (ض) الذي تسمت العربية باسمه. وهو غير موجود في "الساميات" كلها!! وهذا ما يدحض مسلمات نظرية الأصل الفينيقي أو الآرامي للخط العربي، ويحقق البحث في النظام الأبجدي العربي وصوره ومعانيه، ويدقق في العلاقة الحركية بين الخط العربي واللغة العربية وجذورها الثلاثية اليمنية (1500 ق. م) ويؤكد بالأدلة والمقاربات أن أبجدية القرآن هي من مملكة سبأ. وأن عمر الحرف العربي يتعدى الـ4000 سنة. ويزين الباحث صفحات الكتاب بمئات المخططات والجداول والرموز ونماذج الخطوط الدالة والشروحات الوافية، والمصادر والمراجع والفهارس العلمية، ما يجعل الكتاب موسوعة صغيرة تحقق وتبحث وتجتهد بأشكال الكتابة الخطوطية العربية وتطورها عبر العصور" ا. هـ.
وقد قمت بمراسلة الدكتور غانم قدوري الحمد -مستشار الملتقى- طلبا لرأيه حول الكتاب، فأخبرني أنه لم يطلع عليه إلا أنه أخبرني بأن الكتاب يؤيد إحدى نظريات نشأة الخط العربي عند علماء العربية، فهم يقولون إن الخط العربي كان يسمى قديماً بالجزم، لأنه اقتطع من خط المسند، وهو خط أهل اليمن القديم، لكن جميع الدراسات الحديثة حول أصل الخط العربي تستبعد هذه النظرية، لعدم وجود ملامح تطور مباشرة للخط العربي من خط اليمن، أو من الخطوط المتفرعة عنه في شمالي الجزيرة العربية، وهي مجموعة الخطوط الثمودية واللحيانية والصفوية، وتربط الخط العربي الشمالي الذي كتب به القرآن الكريم بالخط الآرامي عن طريق الخط النبطي.
وأنا في الحقيقة لا أستوعب كثيرا مما يرد في هذه الدراسات مع تعلقها بالقرآن الكريم لضعف الخلفية العلمية حولها، وأعتقد أن هذا يشاركني فيه عدد من الزملاء، فلعلكم تسهمون بسد هذه الثغرة، وتخصيص موضوعات خاصة بها.
وأود الإشارة إلى بعض الموضوعات التي طرحت في الملتقى بخصوص موضوع المعرب، والتي كان للدكتور مساعد الطيار -مستشار الملتقى- كتبات ثرّة فيها، من هذه الموضوعات:
اللغة الأم لغة الاشتقاق ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=4044)
معرَّب القرآن عربي أصيل ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=99768)
فرضيّةُ (الشعوب الساميّة، واللغات الساميّة) فرضيّةٌ خرافيةٌ لا أصل لها ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=3736)
نعم .. مصطلح السامية فرضية خرافية ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=3741)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[22 Jul 2010, 04:06 م]ـ
السلام عليكم
د رصين
قلت: أظن أن من أنكر وجود الغريب أو الأعجمي أتي من قبل أن في القول به انتقاصا لكلام الله
وأقول ليس لهذا فقط
ولكن لأنه يخالف النص نفسه " بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ " الشعراء 195؛ "وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً لَّقَالُواْ لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ءَاعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ .... " فصلت 44
فالقرآن عربى
ليس أعجمى
وليس أعجمى وعربى
ولذلك ليس فى القرآن مفردة غير عربية
فمثلا ما ذكرت عن كلمة - سفر - وأنها الآرامية سيفر
أرى أن فيه اساءة للقرآن من وجهين
الأول أنه عجز عن الاتيان بمفردة عربية لها نفس المعنى
والثانى لتحريفه الكلمة الآرامية سيفر إلى سفر وجمعها ككلمة عربية
ولماذا تقطع بعدم عربيتها؟
أليس لها قياس عربى
سفر .. سفرة
مثل أكل ... أكلة
الفعل أكل وما يؤكل أكل
الفعل سفر " وَ?لصُّبْحِ إِذَآ أَسْفَرَ " المدثر 34؛وما يسفر به " سفر ... أسفار "
فيجب عدم الاكتفاء بالقول بآراميتها أو عبريتها!
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[23 Jul 2010, 10:15 ص]ـ
وفيك بارك الله أخي الكريم
وأود أن أضيف نقطتين:
الأولى: أن الغريب لا يختص بالمعرب، فالمعرب يمكن أن يكون أحد أنواع الغريب في القرآن الكريم.
هذا معروف طبعا، ومفهوم. لكن .. لعلي لم أمثل لها، وسيأتيك البيان إن شاء الله
وقد اطلعت قريبا على كتاب عنوانه: (أبجدية القرآن من مملكة سبأ) لمؤلفه: محمد عقل، جاء في تعريف الدار الناشرة له مانصه:
" هو المحاولة العربية الأولى التي تثبت بالدليل العلمي أن الحرف العربي الشمالي (القرآني) يعود بأصوله إلى الخط المسندي -الحميري في جنوب اليمن.
حبذا لو تمكنت من تصويره pdf حتى يستفيد منه الجميع
أما أنا، فلم أسمع به إلا منك، وإذا قرأته ناقشت ما فيه إن شاء الله
وقد قمت بمراسلة الدكتور غانم قدوري الحمد -مستشار الملتقى- طلبا لرأيه حول الكتاب، فأخبرني ..
جميع الدراسات الحديثة حول أصل الخط العربي تستبعد هذه النظرية، لعدم وجود ملامح تطور مباشرة للخط العربي من خط اليمن، أو من الخطوط المتفرعة عنه في شمالي الجزيرة العربية، وهي مجموعة الخطوط الثمودية واللحيانية والصفوية، وتربط الخط العربي الشمالي الذي كتب به القرآن الكريم بالخط الآرامي عن طريق الخط النبطي.
هو ما قاله شيخنا
غير أن المنهج العلمي لا يسمح بالحكم على نظريات الكتاب قبل الاطلاع عليه
ولا أنسى شكرك على الروابط التي أتحفتنا بها
وترقب موضوعا قريبا إن شاء الله
لعله اليوم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[23 Jul 2010, 10:44 ص]ـ
قلت: أظن أن من أنكر وجود الغريب أو الأعجمي أتي من قبل أن في القول به انتقاصا لكلام الله
وأقول ليس لهذا فقط
ولكن لأنه يخالف النص نفسه " بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ " الشعراء 195؛ "وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً لَّقَالُواْ لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ءَاعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ .... " فصلت 44
الجواب عن هذا سهل جدا أخي
فألفاظ القرآن عربية بنسبة كبيرة غالبة هبها 99% حتى، وهذا الكلام لا يتنافى مع عربية القرآن
ولذلك ليس فى القرآن مفردة غير عربية
هذا أساس مورد الخلاف؛ فهل فسر علماء اللغة - فضلا عمن دونهم - جميع ألفاظه وحددوا معناها تحديدا دقيقا؟
اللهم لا
فمثلا ما ذكرت عن كلمة - سفر - وأنها الآرامية سيفر
أرى أن فيه اساءة للقرآن من وجهين
اتق الله فمن فعل ذلك، كفر، وخرج من الملة
الأول أنه عجز عن الاتيان بمفردة عربية لها نفس المعنى
هذا فهمك أنت، وهو لا يلزم
وإذا لم يكن للمفردة العربية وجود، فكيف؟ وهل تظن أن في العربية تعبيرا عن كل شيء؟
والثانى لتحريفه الكلمة الآرامية سيفر إلى سفر وجمعها ككلمة عربية
لا فرق بين الفتحة والألف، والضمة والواو، والكسرة والياء
وهذا ألف باء علم الأصوات، قال ابن جني "اعلم: أن الحركات أبعاض حروف المد واللين"
ولماذا تقطع بعدم عربيتها؟
لأن اللغة العربية أحدث اللغات السامية ظهورا، وقبلها الآرامية بآلاف السنين
أما العبرية فقد أخذتها من الآرامية كما مر
أليس لها قياس عربى
سفر .. سفرة
مثل أكل ... أكلة
الفعل أكل وما يؤكل أكل
الفعل سفر " وَ?لصُّبْحِ إِذَآ أَسْفَرَ " المدثر 34؛وما يسفر به " سفر ... أسفار
القياس ليس دليلا على الأصل
ولم يقل أحد إن (درهم أو دينار) عربيتان؛ لمجرد أنهما على الأوزان العربية
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[23 Jul 2010, 07:02 م]ـ
السلام عليكم
فألفاظ القرآن عربية بنسبة كبيرة غالبة هبها 99% حتى، وهذا الكلام لا يتنافى مع عربية القرآن
القرآن كلام ربنا الموحى به إلى الرسول بلسان عربى مبين بنسبة 100 %؛ فهل يقبل أن تكون هذه حقيقة بنسبة 99%؟!
أعتقد أن الجواب لا
وعدم فهم العلماء لبعض الكلمات لقصور علمهم وليس لأنها أعجمية
ويكفينى أن تقول لى وتقنعنى
كيف أن أسفر .. وسفرة وأسفار ليسوا من جذر واحد لكى نستدل أن أسفر عربية وأسفار غير عربية؛
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[23 Jul 2010, 09:19 م]ـ
أرى الموضوع خرج عن صلبه وهو مناقشة استعمال لفظ (غريب) مضافا إلى القرآن إلى موضوع المعرب، وإن كان نقاش الغريب هنا هو الذي أدى إليه، ولكني أقترح على الفضلاء إثراء ما كتب في المعرب سابقا على الملتقى أو فتح موضوع جديد للنقاش حوله إن كان ذلك أجدى، وها هي بعض الموضوعات التي تناولت المعرب بالإضافة لما أشار إليه أخي محمد العبادي:
(نظرات في المعرب) موسى عليه السلام في مدين ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=1817&highlight=%C7%E1%E3%DA%D1%C8)
( نظرات في المُعرَّب) آدم في السماء. ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=1898&highlight=%C7%E1%E3%DA%D1%C8)
( نظرات في المعرب) العبرانيون وإبراهيم العبراني ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=2050&highlight=%C7%E1%E3%DA%D1%C8)
(6 نظرات في المعرب) اللغة الأم لغة الاشتقاق / مهداة لابن الشجري ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=4044&highlight=%C7%E1%E3%DA%D1%C8)
وقضية تحرير المصطلحات ومنها مصطلح الغريب من أهم القضايا لكن لا بد لطارق أبوابها من تتبع تاريخ اللفظة ونشأتها واستعمالاتها في كلام العلماء وبيان المعاني التي استخدموها فيها قبل التسور على هدم مصطلح قائم منذ قرون ولأئمة أكثر علما وغيرة على القرآن منا وعدم محاكمة المصطلح القديم للمصطلح المتأخر الخ مما يلزم دارس المصطلحات
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[23 Jul 2010, 11:10 م]ـ
السلام عليكم
وعليكم السلام
القرآن كلام ربنا الموحى به إلى الرسول بلسان عربى مبين بنسبة 100 %؛ فهل يقبل أن تكون هذه حقيقة بنسبة 99%؟!
أعتقد أن الجواب لا
لا أدري ما الإشكال عندك، وما هو المانع؟
وعدم فهم العلماء لبعض الكلمات لقصور علمهم وليس لأنها أعجمية
هذا غير مسلم، ولا زمه أن الله خاطب القوم بما لا يفهمون
وكذا هو مناقض لقوله تعالى {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} آل عمران7
فهذا نص صريح في أن كل ماجاء فيه مفهوم من بعض أهل العلم
ويكفينى أن تقول لى وتقنعنى
كيف أن أسفر .. وسفرة وأسفار ليسوا من جذر واحد لكى نستدل أن أسفر عربية وأسفار غير عربية
ركز معي حفظك الله
لدينا ثلاثة ألفاظ
1 - سفر: خروج من بلد إلى بلد .. واضح.
2 - إسفار: طلوع ضوء النهار، ومنه قوله تعالى {وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ} المدثر34 وقوله {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ} عبس38
3 - سِفر: كتاب، وهو قطعا لفظ غير عربي، وقد بينت لك السبب.
ثم لست أنا القائل بهذا فدونك كتب التفسير، فارجعها
فهذي ثلاثة ألفاظ لكل منها معنى مستقل مختلف
فلا تفترض الأصل الواحد، فليس يستقيم هنا ولا بالتكلف والتعسف
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[23 Jul 2010, 11:20 م]ـ
أرى الموضوع خرج عن صلبه وهو مناقشة استعمال لفظ (غريب) مضافا إلى القرآن إلى موضوع المعرب، وإن كان نقاش الغريب هنا هو الذي أدى إليه
الغريب يا شيخ - وأنت سيد العارفين - يشمل كل لفظ غير مفهوم المعنى، أو على الأقل غير محدد الدلالة
فيدخل فيه المعرب كذلك، والدخيل، والأعجمي
فكلمة دينار مثلا اسم آلة وزن مفعال
لكنها في الأصل كلمة غير عربية، فهي أعجمية أو دخيلة
تماما كدولار اليوم
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[24 Jul 2010, 09:00 ص]ـ
هذا واضح لي يا فضيلة الدكتور ولكن بما أن موضوع المعرب له استقلاليته وكتب فيه كتابات مستقلة أردت أن يتركز الكلام حوله فيما أثير من النقاش هنا، وقد قلت في مشاركتي
وإن كان نقاش الغريب هنا هو الذي أدى إليه،
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[25 Jul 2010, 05:15 ص]ـ
فلا تفترض الأصل الواحد، فليس يستقيم هنا ولا بالتكلف والتعسف
وقد يستقيم بلا تعسف
فوجوه مسفرة هى التى تخرج ما بالداخل إلى الخارج كما أن السفر خروج من مكان إلى مكان
كما أن كلمة أسفار وردت آيتين؛ ولايمكن أن نعتبرها فى كل مرة بمعنى
"فَقَالُواْ رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا .... "
" مَثَلُ ?لَّذِينَ حُمِّلُواْ ?لتَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ ?لْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً .... "
بل إن لها معنى واحد وهو ما يحمل فى السفر
فبغض النظر عمن قال - سيادتك أم كتب التفسير أم المعاجم - فإن فكرة وجود لفظ أعجمى فى القرآن ليس لها دليل
وإن قيل أن الغريب هو مفردة غير مفهومه أو لايعلم دلالتها العالم فهذا ليس دليلا على أنها أعجمية
لم يقل عمر أن الأب أعجمية
لقد قال: ما أدرى ما الأب
وعليه كل ماقيل عن أن فى القرآن كلمات أعجمية يجب مراجعته
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[25 Jul 2010, 04:40 م]ـ
هذا واضح لي يا فضيلة الدكتور ولكن بما أن موضوع المعرب له استقلاليته وكتب فيه كتابات مستقلة أردت أن يتركز الكلام حوله فيما أثير من النقاش هنا، وقد قلت في مشاركتي
بارك الله فيك
وقد أعجبني الشيخ عثمان الخميس، لما عرف المذيع به، فقال: الدكتور عثمان الخميس
فلما تكلم الشيخ قال: أولا أنا لست دكتورا
وأسوة بالشيخ، أقول: لما أناقش الدكتوراة، وإن كنت قد تجاوزت السنة الثانية، فأرجو أن يكون ذلك قريبا
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[25 Jul 2010, 08:09 م]ـ
اسمح لي أولا أن أشكر لطفك، ودماثة أخلاقك
وقد يستقيم بلا تعسف
فوجوه مسفرة هى التى تخرج ما بالداخل إلى الخارج كما أن السفر خروج من مكان إلى مكان
لا أدري لماذا تصر على الربط بين المعنيين، مع أن كلا منهما مستقل بذاته؟
التعسف الذي قصدته، هو: نظرية الخليل العبقرية، التي بنى عليها معجمه (العين) وكانت أساسا لفرع من الرياضيات، هو
(التباديل) ورددها ابن جني - كما تفعل أنت - فهو يربط بين (رجب - بجر - ربج - برج .. ) ثم يقول بشيء من التعسف
كما أن كلمة أسفار وردت آيتين؛ ولايمكن أن نعتبرها فى كل مرة بمعنى
"فَقَالُواْ رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا .... "
" مَثَلُ ?لَّذِينَ حُمِّلُواْ ?لتَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ ?لْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً .... "
بل إن لها معنى واحد وهو ما يحمل فى السفر
الأولى أسفار: جمع سفر (رحيل من مكان إلى مكان)
الثانية آرامية جمع كتاب، لم يكن العرب يعرفونها حتى استخدمها القرآن
فكرة وجود لفظ أعجمى فى القرآن ليس لها دليل
وإن قيل أن الغريب هو مفردة غير مفهومه أو لايعلم دلالتها العالم فهذا ليس دليلا على أنها أعجمية
لم يقل عمر أن الأب أعجمية
لقد قال: ما أدرى ما الأب
وعليه كل ماقيل عن أن فى القرآن كلمات أعجمية يجب مراجعته
هذي الكلمة بالذات لايعرفها عمر رض1لأنها كلمة يمنية بحتة، لا مضرية
وقد قال الإمام الشافعي رحمه الله: يعرفها أطفال اليمن
ونعم يجب مراجعته؛ ليعرف أصله، لا لنلوي عنقه بالقوة ليكون عربيا
ثم أنت أخي الكريم جئت إلى أمثلة يسيرة
فما قولك في:
فصرهن إليك، وهيت لك، سامدون، رئيا، زقوم
بين لي اشتقاقها في العربية
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[26 Jul 2010, 09:04 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك
أنا أسأل عن المعيار الذى على أساسه قلت أن المفردة " أسفار " هنا بمعنى وهناك بمعنى آخر؛
وما يمنعنى أن أقول العكس؟ أى أنها فى آية سبأ تعنى الكتب بمعنى أنهم لايريدون كتبا وتشريعات تحكم حركتهم وذلك من اعراضهم عن الشرع؛ وفى الأخرى المقصود بها السفر حيث هناك دابة وحمل وذلك لايكون إلا من أجل الانتقال والسفر
البحث فى أصلها مضرية أم آرامية .... حسمه القرآن
طالما أنها وردت فى القرآن فهى عربية
ربما يكون وزنها من الأوزان التى لاتستعمل كثيرا أو هجرها القوم فى مضر واستعملها اليمنيون
وهذا لاينفى أنها عربية
فالبحث فى هذا مطلوب ولكن فى اطار أنها عربية
ثم أنت أخي الكريم جئت إلى أمثلة يسيرة
فما قولك في:
فصرهن إليك، وهيت لك، سامدون، رئيا، زقوم
بين لي اشتقاقها في العربية لاأدعى العلم بهذا كله
وأتكلم فى أصل المسألة
وشواهد النفى أكثر من شواهد الاثبات وأقوى منها " بلسان عربي مبين "
نؤجل البحث فى المفردات التى وردت مرة واحدة
حيث أن ماورد أكثر من مرة أسهل أن ننفى عنه أنه أعجمى
وقد بدأت بكلمة -سفر - لأنك مثلت بها
وإليك مثل مما قيل أنه أعجمى
غساق " هَـ?ذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ "
وقيل: الغساق: المنتن بلغة الترك
رغم أن تصاريف الكلمة وردت فى القرآن ..... غسق "أَقِمِ ?لصَّلاَةَ لِدُلُوكِ ?لشَّمْسِ إِلَى? غَسَقِ ?لَّيلِ "؛ غاسق " وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ "
ألا يكفى هذا دليلا على نفى أعجميتها المزعومة؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[26 Jul 2010, 02:31 م]ـ
أخويَّ الحبيبان رصين ومصطفى
يبدو أن السجال هنا قد اتضح، وكل منكما أخذ طرفا من المسألة تكلم فيها من جهة معرفته، فالأخ مصطفى ينكر أن ينسب للقرآن ما هو غير عربي، والأخ رصين يثبت أن من ألفاظ القرآن ما هو غير عربي في الأصل.
والحقيقة -حفظكما الله- أن لا تناقض بينكما، بل قول كل منكما يكمل قول الآخر ويتممه.
فقد وضح العلامة الفراهي في مقدمة كتابه الفريد (مفردات القرآن) أن كون بعض ألفاظ القرآن الكريم من غير لغة قريش -إن صحت الرواية به- فإنما يحمل على بيان أصل الكلمة، فلا شك أن غير واحد من الألفاظ العربية مجلوبة من لسانٍ آخر، مثل (سجيل) و (قسطاس) و (قنطار) وهذا لا يجعل الكلمة غريبة ولا مجهولة، كما لا يخرج القرآن الكريم عن كونه عربيا مبينا.
فهو رح1 يذهب إلى أن هذه الألفاظ ليست من الغريب أصلا، فضلا عن أن تخلَّ بعربية القرآن وبيانه، ويثبت أن من ألفاظ القرآن ما هو في أصله غير عربي، إلا أنه دخل في الكلام العربي، وأصبح مما يعرفه العرب ولا يجهلونه، فلم يعُد بعد هذا أثر لأصله، فيبقى الكلام مع هذا الألفاظ عربيا مبينا لا غرابة فيه.
وكلامه في هذه المسألة عموما نفيس مختصر يرجع إليه في المقدمة الثالثة: (في كون القرآن خاليا من الغريب).
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[26 Jul 2010, 05:18 م]ـ
السلام عليكم بارك الله فيك
أنا أسأل عن المعيار الذى على أساسه قلت أن المفردة " أسفار " هنا بمعنى وهناك بمعنى آخر؛
وما يمنعنى أن أقول العكس؟
وعليكم السلام
وفيكم بارك الله
المعيار هو الواقع: لم يعرف العرب هذه الكلمة البتة، وإنما عرفوا (كتاب) والفرق بينهما: أن السفر لا بد أن يكون كبيرا وضخما؛
فكل سفر كتاب ولا عكس
أما مسفرة وسفَر، فقد بينت لك معانيها، وذكرت لك وهنا أعيد أن كلا منها مادة مستقلة، ولا علاقة اشتقاقية بينها
أى أنها فى آية سبأ تعنى الكتب بمعنى أنهم لايريدون كتبا وتشريعات تحكم حركتهم وذلك من اعراضهم عن الشرع
تفسير (أسفار) في سبأ بمعنى (كتب) لا وجه له في كلام العرب
ولا يستقيم البتة
البحث فى أصلها مضرية أم آرامية .... حسمه القرآن
طالما أنها وردت فى القرآن فهى عربية
هذا أساس الخلاف، إلا إذا اعتبرت الآرامية وغيرها من الساميات عربية
ربما يكون وزنها من الأوزان التى لاتستعمل كثيرا أو هجرها القوم فى مضر واستعملها اليمنيون
وهذا لاينفى أنها عربية
نحن نبحث الواقع، أما مثل هذا الافتراض فشبيه بمن قال
إنني وأنت وملكة بريطانيا إخوة لأن أبانا آدم، وأمنا حواء، فنحن أشقاء إذن
وقيل: الغساق: المنتن بلغة الترك
لست متخصصا في التركية، لكن أقول ما المانع كما إن إستبرق وسندس وأرائك فارسية قطعا
رغم أن تصاريف الكلمة وردت فى القرآن ..... غسق "أَقِمِ ?لصَّلاَةَ لِدُلُوكِ ?لشَّمْسِ إِلَى? غَسَقِ ?لَّيلِ "؛ غاسق " وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ .. ألا يكفى هذا دليلا على نفى أعجميتها المزعومة؟!! طبعا لا يكفي دليلا، بل لا يستحق النظر فيه، فليس كثرة ورود الكلمة دليلا على أصلها
أما الاشتقاق فوارد وحاصل، ونحن اليوم نقول التلفزة، والأنترة فهل التلفزيون أو إنترنت عربيتان؟
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[26 Jul 2010, 05:37 م]ـ
والحقيقة -حفظكما الله- أن لا تناقض بينكما، بل قول كل منكما يكمل قول الآخر ويتممه.
لا أخي الكريم، ليس الأمر كذلك؛ فأنا من القائلين بوجود ألفاظ غير عربية، لا تعرفها قريش، ولا تميم، ولا قيس، ولا تميم، ولا طيء،
وهذا لا يجعل الكلمة غريبة ولا مجهولة.
هذا غير مسلم؛ وقد ضربت لك مثلا ب (إنترنت) لو أن القرآن ينزل هذه الأيام، ووردت فيه هذه الكلمة
ثم دخلت العربية كما هو واقع، وجاء فراهي آخر بعد ألف سنة، فقال هذا الكلام، فهو غير مسلم، وغير صحيح
ومهما طال الزمن، فهذا لا يقطع اللفظ بأصله غير العربي، ولا يجعله عربيا البتة؛ حتى لو أخذ وزن وشكل الكلم العربي
كما لا يخرج القرآن الكريم عن كونه عربيا مبينا
هذا لا شك فيه، وهو صريح القرآن، لكن على الغالب الأعم وليس على الإجمال المطلق
إلا أنه دخل في الكلام العربي، وأصبح مما يعرفه العرب ولا يجهلونه، فلم يعُد بعد هذا أثر لأصله، فيبقى الكلام مع هذا الألفاظ عربيا مبينا لا غرابة فيه.
هذا غير مسلم وغير مقبول في علم اللغة، ولايقبل به لغوي
وبارك الله فيك على هذه الفائدة
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[27 Jul 2010, 07:01 ص]ـ
المعيار هو الواقع: لم يعرف العرب هذه الكلمة البتة، وإنما عرفوا (كتاب) والفرق بينهما: أن السفر لا بد أن يكون كبيرا وضخما؛
فكل سفر كتاب ولا عكس
ماقصدت أن أفرق بين سفر وكتاب
قصدت أن أقول لافرق بين أسفار سبأ وأسفار الجمعة
أقول قارئ يقرأ القرآن أول مرة
وجد كلمة أسفار فى آيتين بنفس المبنى
ماهو معياره ليقول هذه عربية وهذه أعجمية
الواقع ... أى واقع؟!
هل لدينا كتاب كتبه المعاصرون لنزول القرآن جمعوا فيه كلام العرب
أم هى آراء جمعها المفسرون من هنا وهناك ولم يجمعوا عليها
القرآن ذكر أن كتاب موسى كان عبارة عن ألواح وليس أسفار
فمن أقحم كلمة -سفر - فى لغتنا؟
طبعا لا يكفي دليلا، بل لا يستحق النظر فيه، فليس كثرة ورود الكلمة دليلا على أصلها
أما الاشتقاق فوارد وحاصل، ونحن اليوم نقول التلفزة، والأنترة فهل التلفزيون أو إنترنت عربيتان؟ لاأتكلم على كثرة الورود يا أخى
أتكلم عن أنها عربية تتبع قواعد الصرف العربى
لو أن القرآن ينزل اليوم مااستعمل أنترة وتلفزة لأنه لن يعجز أن يسميهما بأسماء عربية؛لأن العربية لا تعجز أن تأتى بمثل هذا الاسم ولكننا عجزنا لضعفنا
ولو كان لايستحق النظر فيه
فما هو معيار الحكم على الكلمة أنها عربية
ستقول قالها العرب؛
ما الدليل على أن العرب قالتها؟
هو الاستقراء
فأقول إن الاستقراء أدى إلى قواعد ومعايير يمكن بها معرفة كون الكلمة عربية أم لا
لكن أقول ما المانع كما إن إستبرق وسندس وأرائك فارسية قطعا
من ردك يبدو أنك متخصصا فى الفارسية إذن
فهل أرائك فى الفارسية حقا؟
وماهى؟
ومالفرق بينها وبين السرر والفرش؟ ولماذا عدل القرآن عن الكلمة العربية واختار الفارسية؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Jul 2010, 08:00 ص]ـ
المسألةُ علميَّةٌ تناولها العلماء في كتب اللغة وفقه اللغة وغريب القرآن والتفسير وغيرها بتفصيل مطوَّل، وقد أُفرِدَت لها مؤلفاتٌ خاصة، وأرى الحديث هنا ينحو نحو الأحاديث والافتراضات المرتَجلة، وهذا ليس ميدانها. فليقتصر على المفيد النافع المحقق من العلم حتى نستفيد ونخرج بثمرة علمية مفيدة في تعقيبات هذا البحث القيم لأخي الدكتور عبدالعزيز العمار وفقه الله.
ـ[محب البشير]ــــــــ[27 Jul 2010, 09:23 ص]ـ
أود أن أنبه هنا إلى نقطة مهمة
الإخوة مختلفون في وجود ألفاظ غريبة عن اللغة العربية، لا يعرفها العرب، و استعملها القرآن، و هذا عين ما ذكره الأخ رصين بقوله:
فأنا من القائلين بوجود ألفاظ غير عربية، لا تعرفها قريش، ولا تميم، ولا قيس، ولا تميم، ولا طيء،
و قد ضرب على ذلك مثالا بالسفر على أنه مأخوذ من اللغة الآرامية، و أن العرب لا يعرفون القراءة و الكتابة.
قبل أيام كنت أقرأ للأستاذ عبد الحق فاضل العراقي - رحمه الله -، وهو ممن رزق باعا في علم التأثيل، يقول ما معناه أنه كان يظن أن العربية أخذت كثيرا من الأفاظ من غيرها من اللغات، لكن بعد الرجوع إلى أصول الكلمات تبين أن أصلها اللغة العربية ثم تداولتها اللغات الأخرى بعدها.
و قد عدت لهذا العدد من المجلة في الموقع الرسمي فوجدت الرابط لا يعمل.
و أنقل لك كلام بعض الأساتذة المختصين في هذا المجال:
خذ مثلا الأستاذ الباحث عبد المنعم الغروري يقول في لقاء صحفي معه و قد سئل:
نفيت عن القرآن احتوائه ألفاظا أعجمية .. لم؟
فأجاب:
بعدما ثبت لي أن العربية أصل اللغات، أثار حفيظتي اتهام القرآن الكريم بأن به ألفاظا أعجمية وأن العربية افتقرت إلى غيرها من اللغات، وتساءلت هل عجزت لغة القرآن عن أن توفي أهلها وتسعفهم بما يحتاجون من تعبيرات وألفاظ تعبر عن أغراضهم؟ كيف والمنزل عليه القرآن هو رسول عربي، والمنزل إليهم القرآن هم أمة عربية؟!
إن قضية مدعي وقوع المُعَرَّب في القرآن الكريم تجلت في عصر الدولة العباسية انتقاما من سلوك الدولة الأموية التي فرقت بين المسلم العربي والمسلم الأعجمي، الأمر الذي من شأنه دفع كثير من جمهرة العلماء إلى معالجة هذه القضية بدون تقعيد علمي أو منهجي، تحببا لحكام الدولة العباسية.
إن كتاب الله حجة على جميع المعاجم، لأن الله تعالى قال في كتابه العزيز في سورة النحل الآية 103 "ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر، لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين".
الآلاف من خريجي الأزهر جميعا ينادون أن هناك 165 لفظا أعجميا في القرآن الكريم، وكثير من العلماء يقول بذلك لأنهم حين حاولوا اشتقاقها من العربية لم يستطيعوا فقالوا أصلها أعجمي وهو ما أنادي بضده، وقمت بوضع كتاب بعنوان "خلو القرآن الكريم من الألفاظ العجمية" أثبت من خلاله عربية 57 مفردة ويتناول الجزء الثاني من الكتاب باقي المفردات.
فمثلا لفظ "سندس" تعني ضرب من رقيق الديباج كما جاء في المعجم الوسيط، ولكن منهج التنسيل العربي أثبت أنه منحوت من الأصلين العربيين سند + سن، أما (السند) معناها ضرب من الثياب أو البرود اليمانية، ويصبح (السن) هو المصور مثل الحمأ المسنون أي الحمأ المصور ويصبح السند الخضر، كما جاء بكتاب الله عز وجل "من سندس خضر وإستبرق" وبعد دمج حرفي النون للاختصار يصبح اللفظ سندس عربيا أصيلا. ا.ه
و في بحث للأستاذ نائل عبد العزيز، وفيه جواب عن سؤالكم:
إلا إذا اعتبرت الآرامية وغيرها من الساميات عربية
قال:
فاللغة العربية هي الأم لجميع اللهجات الأخرى ميتة وحية كالأكدية والبابلية والآشورية والآرامية والفينيقية والنبطية وغيرها. ا. ه
وهذه نتيجة وصل عدد من الباحثين و منهم الدكتورة تحية عبد العزيز ولها مؤلف في هذا باللغة الإنجليزية، بل كل من درس علم التأثيل يجزم بهذا.
و على هذا يكون القول الصواب أنه لا يوجد في القرآن لفظ غريب لا تعرفه العرب، أخذته من غيرها من اللغات.
ملاحظة: لاأدري إن كان كتاب الأستاذ الغروري قد طبع و أنتظر رد الإخوة الفضلاء بهذا الشأن
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[27 Jul 2010, 11:12 ص]ـ
ماقصدت أن أفرق بين سفر وكتاب قصدت أن أقول لافرق بين أسفار سبأ وأسفار الجمعة
فكر رجاء، هل لو فسرتها بـ "ربنا باعد بين كتبنا" يستقيم المعنى؟
أقول قارئ يقرأ القرآن أول مرة
وجد كلمة أسفار فى آيتين بنفس المبنى ماهو معياره ليقول هذه عربية وهذه أعجمية
المعيار هو السياق وانظر كلمة (ضرب)
ضرب ابنه - ضرب في الأرض - ضرب مثلا .. اللفظ واحد، والمعاني متعددة فافهم بارك الله فيك
من ردك يبدو أنك متخصصا فى الفارسية إذن فهل أرائك فى الفارسية حقا؟
وماهى؟ ومالفرق بينها وبين السرر والفرش؟ ولماذا عدل القرآن عن الكلمة العربية واختار الفارسية؟
لا لست متخصصا في الفارسية
وجوابا عما سألت:
أريكة = كنبة، وهكذ يتضح الفرق فليست الكنبة سريرا، ولا فراشا
وقد وصف القرآن أهل الجنة بالاتكاء - وليس النوم - على الأرائك
وعدل عنها؛ لأن العرب لا يعرفونها ..
على أنك إن أردت أن تنام على الكنبة فلا مانع، لكن تفسير أريكة بسرير خطأ
......
وأستسمح الشيخ عبدالرحمن أن يتركني مع الأخ، فهو طويل النفس، لكنني أتعلم منه دماثة الخلق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[27 Jul 2010, 12:00 م]ـ
إضافة أخرى
ِسفر، التي وردت في القرآن بصيغة الجمع {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً} الجمعة5
ووصفا للملائكة {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ} عبس15
هذي الكلمة ومشتقاتها قطعا ليست عربية؛ وإنما هي آرامية (سيفِر) ومن الآرامية انتقلت إلى العبرية
وقد أشار المفسرون إلى شيء من ذلك
ومعروف أن العرب أميون لا يكتبون، ولما جاء الإسلام لم يكن يعرف الكتابة في قريش إلا نفر قليل
منهم كتبة الوحي، وآل أبي سفيان، وآل المغيرة .. هذا طبعا في عرب الشمال
أما عرب الجنوب (اليمن) فقد عرفوا الكتابة منذ ما قبل الميلاد بقرون
أستاذي الفاضل
هناك كلمات عديدة مشتركة بين عدد من اللغات
فلم لا تكن هذه الكلمات وأمثالها من الكلمات المشتركة بين العربية والآرامية
فيمتنع قولك أنها ليست عربية؟!
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[27 Jul 2010, 01:04 م]ـ
أخى الكريم
لم تقدم مبررا واحدا لجعل دلالة أسفر فى آية الجمعة غيرها فى آية سبأ غير أنه قيل ذلك بلا دليل
غير قولك
المعيار هو السياق وانظر كلمة (ضرب)
ضرب ابنه - ضرب في الأرض - ضرب مثلا .. اللفظ واحد، والمعاني متعددة فافهم بارك الله فيك
فى آية الجمعة هناك دابة وحمل ... فماذا تكون دلالة السياق غير الانتقال والسفر؟
والتوراة قد تسمى ألواحا أو صحفا أو كتبا ... أما سفرا فليس هناك دليل لذلك؛
وقيل فى المثل أن الحمار يحمل كتبا لا يقرأها ولايفهم مافيها
فهل الذين حُملوا التوراة لم يقرؤوها ولم يعرفوا مافيها
من الدقة ألا نقارن ضرب ابنه بضرب فى الأرض ... فى الأولى تعدى الفعل بنفسه وفى الثانية بحرف الجر
أما إذا قلت: ضرب ابنه وضرب الأرض ... فدلالة ضرب فيهما واحدة
لا لست متخصصا في الفارسية
وجوابا عما سألت:
أريكة = كنبة،
إذن نحتكم إلى الفارسية
إن كانت أريكة وجمعها أرائك فى الفارسية وليس منقولة إليها من العربية
فرأيك صحيح
وإن لم تكن
فعندئذ نستطيع القول أن ماقيل عن وجود كلمات أعجمية فى القرآن قول غير صحيح
فهل يفتينا أحد الأساتذة ممن لهم علم بالفارسية؟
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[27 Jul 2010, 01:04 م]ـ
أظن أن من أنكر وجود الغريب أو الأعجمي أتي من قبل أن في القول به انتقاصا لكلام الله
فأراد أن ينزهه حسب فهمه
"
الذي لاحظته هو أن منكر وجود الغريب فى القرءآن يحمل الغريب على أنه من ليس له أصل فى العربية
والذي يثبت وجود الغريب فى القرءآن يحمله على أنه له أصل في العربية لكن قل استعماله وندر بين العرب
فالغريب عنده أمر نسبي فتستعمل بعض الكلمات بكثرة في عصر ويقل استعمالها في عصر آخر.
أي أن الكلمات المعدودة غريبة في القرءآن كانت مستعملة بين العرب بكثرة وبسبب اختلاف العصور
وتأخر الزمان قل استعمالها.
وعليه فالقولان لا يصطدمان ببعضهما
والله أعلم.(/)
هل كان الزمخشري يعني بقوله هنا " مراعاة النظير "؟
ـ[ابن ماجد]ــــــــ[06 Nov 2006, 01:44 ص]ـ
(حم * والكتاب المبين * إنا جعلناه قرآنا عربيًا .... ) الزخرف
يقول الزمخشري في تفسيره الكشاف:
(أقسم بالكتاب المبين وهو القرآن وجعل قوله: (إنا جعلناه قرآنا عربيًا) جوابًا للقسم وهو من الأيمان الحسنة البديعة، لتناسب القسم والمقسم عليه، وكونهما من واد واحد. ونظيره قول أبي تمام: وثناياك إنها إغريض)
وكيف يكون ذلك؟
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[06 Nov 2006, 02:34 م]ـ
مراده: أن القرآن هنا مقسم به , ومقسم عليه.(/)
دعوة لحضور مناقشة رسالة دكتوراه للزميل عبدالله الميموني أحد أعضاء الملتقى
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Nov 2006, 09:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بمشيئة الله وتوفيقه سوف تناقش رسالة الدكتوراه للزميل عبدالله بن محمد الميموني المطيري بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى يوم السبت القادم 20/ 10 / 1427هـ. الموافق: 11/ 11/ 2006م.
وستكون المناقشة في قاعة حسن آل الشيخ بكلية الدعوة و أصول الدّين بجامعة أم القرى.
عنوان الرسالة
التيسير في التفسير (التفسير الكبير) لعبد الكريم بن هوازن القشيري (ت: 465هـ)
من أول الكتاب إلى نهاية سورة البقرة دراسة و تحقيقا.
لجنة المناقشة والحكم على الرسالة:
1 - د/ يحيى زمزمي مقرراً.
2 - د/ عبد الله بن الشيخ محمد الأمين مناقشاً خارجياً.
3 - و الدكتور: أمين باشا مناقشا داخليا.
أسأل لأبي محمد التوفيق والسداد وأن يجعل هذه الدرجة العلمية عوناً له على طاعة الله سبحانه وتعالى، ونشر علم كتاب الله.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[06 Nov 2006, 02:26 م]ـ
نسأل الله للدكتور عبدالله التوفيق والتسديد في حياته العلمية والعملية.
ـ[ناصر الصائغ]ــــــــ[06 Nov 2006, 10:54 م]ـ
اسأل الله للزميل الشيخ عبدالله التوفيق والسداد. وأسأل الله أن ينفع به وبعلمه.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[07 Nov 2006, 05:07 ص]ـ
وفقك الله أبا محمد, وجعل رسالتك خير معين لك على طاعته.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[07 Nov 2006, 06:46 ص]ـ
مبارك مقدماً ونسأل الله له التوفيق ...
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[07 Nov 2006, 03:00 م]ـ
مبارك ونسأل الله لكم العلم النافع والعمل الصالح.
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[07 Nov 2006, 05:13 م]ـ
مبارك مقدما، وجعلنا وإياك من خدمة كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
ـ[العنزي]ــــــــ[07 Nov 2006, 06:17 م]ـ
أسأل الله أن ييسر أمرك أبا محمد.
ـ[مرهف]ــــــــ[07 Nov 2006, 09:50 م]ـ
بالتوفيق إن شاء الله وجعل الله مناقشة رسالتك كعنوانها كلها تيسير ونفعك بها
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[07 Nov 2006, 10:39 م]ـ
أبارك مقدماً لأخي وزميلي الدكتور عبد الله، وأتمنى له المزيد من التوفيق في حياته العلمية
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[08 Nov 2006, 08:22 م]ـ
أسأل الله تعالى لك التيسير والتوفيق
كما أسأله لنا ولك الثبات على التحصيل والإفادة على الوجه الذي يرضيه عنا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Nov 2006, 01:35 م]ـ
بارك الله لأبي محمد ما حصله، فقد نوقشت الرسالة ولله الحمد صباح هذا اليوم السبت 20/ 10/1427هـ وحصل أبو محمد على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى.
أسأل الله أن يوفقه للعلم النافع، وأن يرزقنا جميعاً الإخلاص في القول والعمل.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[11 Nov 2006, 09:32 م]ـ
مبارك لأبي محمد ما أفاد واستفاد, وقد حضرت طرفاً من المناقشة تزودت منه أدباً وعلماً وانصرفت راشداً, وفقك الله أبا محمد ونفع بك.(/)
دعوة لحضور مناقشات رسالتين علميتين بقسم القرآن وعلومه
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Nov 2006, 09:31 ص]ـ
1 - دعوة لحضور مناقشة رسالة ماجستير 22/ 10/1427هـ. ( http://www.alquran.org.sa/news.php?id=34)
2- دعوة لحضور مناقشة رسالة ماجستير 1/ 11/1427هـ ( http://www.alquran.org.sa/news.php?id=35)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[06 Nov 2006, 02:23 م]ـ
نسأل الله لهما التوفيق والتسديد.
ـ[دمعة الأقصى]ــــــــ[11 Nov 2006, 02:11 ص]ـ
نسأل الله لهما التوفيق
وياليت ياشيخ تذكر عنوانهما
وجزاكم الله خيرا.(/)
سؤال عن التأمين في آخر سورة البقرة
ـ[ناصر الصائغ]ــــــــ[06 Nov 2006, 11:10 م]ـ
قال السيوطي رحمه الله: قد ورد في الحديث التأمين في آخر سورة البقرة كما هو مشروع في آخر الفاتحة "
آمل من المشايخ الفضلاء الذين مرت بهم مسألة التأمين في سورة البقرة إفادتنا عنها.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[08 Nov 2006, 01:22 ص]ـ
قال الإمام السيوطي في الدر المنثور:
أخرج عبد بن حميد عن عطاء قال: لما نزلت هذه الآيات {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} فكلما قالها جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم: آمين رب العالمين.
..
وأخرج أبو عبيد عن أبي ميسرة " إن جبريل لقن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند خاتمة البقرة: آمين ".
وأخرج أبو عبيد وابن أبي شيبة في المصنف وابن جرير وابن المنذر عن معاذ بن جبل. أنه كان إذا فرغ من قراءة هذه السورة {وانصرنا على القوم الكافرين} قال: آمين.
وأخرج أبو عبيد عن جبير بن نغير (بالغين المعجمة في بعض النسخ المطبوعة وهو خطأ وصوابه كما في نسخة التركي نفير بالفاء وهو من المخضرمين وأبوه صحابي اسمه نفير من مالك من عامر الحضرمي). أنه كان إذا قرأ خاتمة البقرة يقول: آمين، آمين.
اهـ
تجده في آخر تفسير سورة البقرة
ولم يزد محققوا نسخة التركي أن ذكروا أرقام صفحات التخريج ولم يحكموا على أي من الآثار السابقة.
أما محقق فضائل القرآن لأبي عبيد فقال عن أثر أبي ميسرة أنه مرسل أقول وفيه ابن لهيعة
وأثر معاذ لم يحكم عليه لكن نقل قول ابن عطية: هذا يظن به أنه رواه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإن كان ذلك فكمال. وإن كان بقياس على سورة الحمد من حيث هنالك دعاء وهنا دعاء فحسن.
أقول وفي إسناده رجل مبهم لم يسم
وأثر جبير مقطوع (أي من قول التابعي)
وأثر عطاء مرسل ولا يخفاكم مراسيل عطاء، لكنه يعضد مرسل أبي ميسرة.
ومجموع ما سبق يدل على أن للتأمين أصل عند السلف من صحابة أو تابعين.
ـ[البلاغية]ــــــــ[08 Nov 2006, 03:31 م]ـ
^
^
^
جزاك الله خيرا على التوضيح(/)
هل هناك كتاب طبع باسم تفسير مجاهد
ـ[أحمد الماليزي]ــــــــ[07 Nov 2006, 06:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أريد أن أسأل الأعضاء الكرام،
هل هناك كتاب طبع يحمل عنوان "تفسير مجاهد"، إن كان، هل هو لمجاهد التابعي؟ أم مجرد الجمع كما فعل الفيروزآبادي في تنوير المقباس في تفسير ابن عباس؟
نزجو الإفادة وجزاكم الله خيرًا
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[07 Nov 2006, 09:26 ص]ـ
نعم طبع الكتاب عدة طبعات منها طبعة على نفقة أمير قطر السابق بتحقيق عبد الرحمن الطاهر بن محمد السورتي عضو مجمع البحوث الاسلامية بباكستان والتفسير هو لمجاهد التابعي رضي الله عنه ويمكنكم الافادة التفصيلية حول الموضوع من رسالة الدكتوراة التي قدمها الدكتور احمد نوفل من الاردن بجامعة الازهر وعنوانها تفسير مجاهد وقد طبعت هذه الرسالة بدار الفرقان بالاردن
ـ[نعيمان]ــــــــ[31 Aug 2008, 10:05 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
عنوان رسالة الدكتوراه للدكتور أحمد نوفل - أستاذ التفسير بالجامعة الأردنيّة - حفظه الله تعالى ونفع به:] (مجاهد المفسّر والتفسير)
نال بها درجة الدكتوراه من كلية أصول الدين - جامعة الأزهر الشّريف
بإشراف فضيلة الأستاذ الدكتور موسى شاهين لاشين رحمه الله تعالى
وعدد صفحات الرسالة المطبوعة 707 من القطع المتوسط، ط1، دار الصفوة للطباعة والنشر، القاهرة، 1411هـ-1990م.
ولا أعلم إن كانت قد طبعتها دار الفرقان بالأردن أم لا، ولكن ما أعلمه أنها تبيعها.
وكون الدكتور جمال من الأردن فهو أعلم بها، والله تعالى أعلم.
وقد ذكر الدكتور نوفل في مقدمته ص11 بعض ما ذكره الدكتور جمال آنفاً،
قال - أي الدكتور نوفل -:
(وفي إبان العمل، أخرج أحد الباحثين الباكستانيّين هذه النسخة من تفسير مجاهد محققة على نهج قريب مما كنت انتويته، فلم أجد كبير فائدة في الاستمرار في عمل سيتكرر.
واكتشفت بالبحث والمقارنة أن هذه النسخة المخطوطة لا تعدو أن تكون قُلاً من كُثر من تفسير مجاهد، فاستعنت بالله في جمع الثروة التفسيريّة المجاهديّة المبثوثة في الكتب)
ص13 [/ color](/)
صدر حديثاً
ـ[الجكني]ــــــــ[07 Nov 2006, 02:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر حديثاً أربعة أعداد متتالية من "مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وهي (132و133و134و135) واستلمتها يوم أمس فقط (15/ 10/1427) وهذه "فهرت" الأعداد الأربعة:
أولاً: العدد: (132):
1 - خواتيم سورة البقرة:د/عماد زهير حافظ0
2 - رسالة في وقف حمزة وهشام على الهمز/أحمد عبد الله المقرئ
3 - الوسائل القولية المفضية إلى الشرك الأكبر/عواد عبدا لله المعتق
4 - الإجارة على الإجارة وتطبيقها المعاصر: د/عبد الله موسى العمّار
5 - عناية ابن هشام النحوي بتفسير القرآن الكريم وإعرابه وتوجيه قراءاته:
د/شايع عبده الأسمري
6 - حق الطفل المسلم العقدي على أبويه"دراسة ميدانية":د/طارق عبد الله حجار
7 - التعليم المتوسط التابع للجامعة الإسلامية خلال عشرين عاماً"دراسة تاريخية وصفية":
د/:عيد حجيِّج الجهني
ثانياً: العدد: (133):
1 - عناية الإسلام بالمرأة في ضوء الكتاب والسنة: د/ملفي ناعم الصاعدي
2 - حقيقة كلام رب العالمين بين علماء أصول الفقه وأصول الدين "دراسة عقدية أصولية مقارنة":د/عبد الرحمن عبد العزيز السديس
3 - القواعد الفقهية للشيخ السعدي "دراسة وتحقيق":د/سليمان عبد الله أبا الخيل
4 - دفع التعارض عن الأدلة الشرعية بالجمع: د/محمد المختار بن محمد الأمين
قلت: هو ابن "صاحب أضواء البيان" للمعلومية فقط 0
5 - منهج التربية التعلمية في ضوء الكتاب والسنة: د/أحمد عبد الفتاح الضليمي
ثالثاً: العدد (134):
1 - يتيمة الدرر في النزول وآيات السور؛لشمس الدين محمد بن أحمد الموصلي المعروف ب"شعلة" (ت656) "دراسة وتحقيق:د/ محمد صالح البراك
2 - الأحاديث الواردة فيمن انتسب إلى غير أبيه أو إلى غير قبيلته "جمعاً ودراسة":
د/عبد العزيز محمد الفريح
3 - الوسائل الفعلية المفضية إلى الشرك الأكبر: د/عواد عبد الله المعتق
4 - مسائل الإمام أحمد في الحج برواية أبي بكر المرّوذي: د/ عبد الرحمن علي الطريقي
5 - اختلاف الرواية في الشاهد النحوي الشعري "دراسة في المنهج":
د/موسى مصطفى العبيدان
6 - ألفاظ غير مشهورة دلت على عدد: د/سليمان سالم السحيمي
7 - منهج التربية الإسلامية في تربية النفس،مع دراسة أنموذجية من حياة الصحابة في تربية النفس: د/صالح إيشان عبد الرحيم
رابعاً: العدد (135)
1 - تأملات في قول الله تعالى "ثم أتموا الصيام إلى الليل:د/عبد العزيز صالح العبيد
2 - قرة العين في معنى قولهم:تسهيل الهمزة بين بين،لأبي زيد عبد الرحمن ابن القاضي الفاسي "دراسة وتحقيق":د/ أحمد عبد الله المقرئ
3 - الثقات الذين تعمدوا وقف المرفوع أو إرسال الموصول: د/علي عبد الله الصياح
4 - المراء في الدين:مفهومه وحكمه وأسبابه وآثاره وطرق الوقاية منه وعلاجه:
د/ محمد عبد العزيز العلي
5 - مسقطات القصاص عن النفس في الفقه الإسلامي:د/عبد العزيز عمر الخطيب
6 - العفو عند الخليفة أبي جعفر المنصور:أهدافه ومبرراته: د/طارق فتحي الدليحي
7 - واجبات معلم العلوم الكونية في ضوء منهج التربية الإسلامية: د/صالح إيشان عبد الرحيم
ـ[أبو حسن]ــــــــ[13 Nov 2006, 11:11 م]ـ
صدر حديثا
كتاب البرهان في علوم القرآن
تحقيق الدكتور زكي أبو سريع
عضو هيئة التدريس بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية
ط: دار الحضارة(/)
الفلسفة والفلاسفة 2/ 3
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[07 Nov 2006, 05:10 م]ـ
خامساً: نبذة عن افتراق الفلاسفة:
الفلسفة تقوم على الأوهام، والخيال، والظن؛ لأنها لا ترتكز على وحي معصوم، وإنما تقوم على نتاج العقولِ، والعقول مهما بلغت فلن تستقل بمعرفة الشرائع، وحقائق الكون، وصحة النظر بكل حال.
ولهذا فإن الاختلاف، والافتراق، والاضطراب دأب الفلاسفة.
ومن الأمور التي يتضح من خلالها افتراق الفلاسفة ما يلي:
1 - أن آراء الفلاسفة فردية ليس لها معيار ثابت: فهي تختلف باختلاف الفيلسوف، وبيئته، وثقافته، ورؤيته وزاوية بحثه؛ فالمادي يبحث في الحقيقة المادية، والفيلسوف الميتافيزيقي يبحث في الحقيقة الميتافيزيقية، وهكذا ...
2 - أن الحقيقة في أدوار الفلسفة غير ثابتة: فلكل فيلسوف وجهته، وكل فيلسوف يناقض غيره.
ثم إن ثقافة الفيلسوف، وبيئته، وأستاذه، وتيارات مجتمعه كل أولئك لهم تأثيرهم في رؤية الفيلسوف وصنع عقليته.
3 - كثرة اضطراب الفلاسفة وشكهم: قال شيخ الإسلام ابن تيمية
-رحمه الله- في معرض حديث له عن الفلاسفة والمتكلمين: (أنك تجدهم أعظم الناس شكاً واضطراباً، وأضعف الناس علماً وبياناً، وهذا أمر يجدونه في أنفسهم، ويشهده الناس منهم، وشواهد ذلك أعظم من أن نذكرها.
وإنما فضيلة أحدهم باقتداره على الاعتراض، والقدح، والجدل.
ومن المعلوم أن الاعتراض والقدح ليس بعلم و لا فيه منفعة.
وأحسن أحوال صاحبه أن يكون بمنزلة العامي، وإنما العلم في جواب السؤال، ولهذا تجد غالب حججهم تتكافأ؛ إذ كل منهم يقدح في أدلة الآخر) [1].
سادساً: مذهب متقدمي الفلاسفة في الإلهيات والشرائع:
الفلاسفة المتقدمين كأرسطو وغيره أجهل الناس في الشرائع والأمور الإلهية، وأكثرهم اضطراباً وتناقضاً، وأكثر كلامهم فيها خبط عشواء؛ لأنهم لم يستضيئوا بأنوار الرسالة، ولا كانت عندهم شريعة.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: (للمتفلسفة في الطبيعيات خوض وتفصيل تميزوا به بخلاف الإلهيات؛ فإنهم من أجهل الناس بها، وأبعدهم عن معرفة الحق فيها.
وكلام أرسطو معلمهم فيها قليل كثير الخطأ فهو لحم جمل غثٍّ على رأس جبل وعرٍ؛ لا سهل فيرتقى، ولا سمين فيقلى) [2].
وقال -رحمه الله- في معرض حديث له عن الفلاسفة وأهل الكلام: (لكن من المعلوم من حيث الجملة أن الفلاسفة والمتكلمين من أعظم بني آدم حشواً وقولاً للباطل، وتكذيباً للحق في مسائلهم ودلائلهم، لا يكاد - والله أعلم - تخلو لهم مسألة واحدة عن ذلك) [3].
وإليك فيما يلي نماذجَ من ضلالات الفلاسفة على سبيل الإجمال:
1 - يقولون بقدم العالم.
2 - يقولون: بأن الله يعلم الكليات دون الجزئيات.
3 - يقولون: بأن منزلة الفيلسوف كمنزلة النبي، وربما فضل بعضهم الفيلسوف على النبي.
4 - يقولون: بحشر الأرواح دون الأجساد.
5 - يقولون: بأن الجنة والنار أمثال مضروبة وخيالات؛ لتفهيم العوام، وضبطهم دون أن يكون لها حقيقة في الخارج.
6 - يرون: أن العقل مقدم على الوحي.
هذا وسيأتي مزيد بيان لهذا عند الحديث عن معتقد الفارابي وابن سينا.
سابعاً: معتقد الفارابي و ابن سينا:
1 - تعريف بالفارابي: هو أبو نصر محمد بن محمد بن أوزلغ بن طرخان ولد سنة 259ه- في فاراب وهي مدينة من بلاد الترك من أرض خراسان، وكان أبوه قائد جيش، وهو فارسي المنسب، وكان ببغداد مدة ثم انتقل إلى الشام، وأقام بها إلى حين وفاته.
كان متقناً للفلسفة، بارعاً في العلوم الرياضية، وكانت له قوة في صناعة الطب ولم يباشر أعمالها.
وكان قوي الذكاء، ذا زهد وبعد عن الدنيا.
ويذكر أنه كان في أول أمره قاضياً، فلما شعر بالمعارف نبذ ذلك، وأقبل بكليته على تعلمها.
ويذكر أنه صنع آلة غريبة يستمع منها ألحاناً يحرك بها الانفعالات.
ويذكر أن سبب قراءته للفلسفة أن رجلاً أودع عنده جملة من كتب أرسطو طاليس؛ فاتفق أن نظر فيها؛ فوافقت منه قبولاً، فتحرى قراءتها، ولم يزل حتى أتقن فهمها، وصار فيلسوفاً من كبار الفلاسفة.
وقال الفارابي عن نفسه: إنه تعلم الفلسفة من يوحنا بن جيلان إلى آخر كتاب البرهان.
وكان يحسن عدة لغات غير العربية: منها التركية، والفارسية، ويلم بالسريانية.
أما وفاته فكانت في رجب سنة 339ه- عند سيف الدولة علي بن حمدان في خلافة الراضي، وصلى عليه سيف الدولة في دمشق في خمسة عشر رجلاً من خاصته [4].
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - تعريف بابن سينا: هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن علي بن سينا الفيلسوف المشهور المعروف بابن سينا الملقب بالشيخ الرئيس.
يقول عن نفسه: إن أبي كان رجلاً من أهل بلخ، وانتقل منها إلى بخارى في أيام نوح بن منصور، واشتغل بالتصوف، وتولى العمل في أثناء أيامه بقرية يقال لها: خرميثن [5] من ضياع بخارى، وهي من أمهات القرى، وبقربها قرية يقال لها: أفشفة، وتزوج أبي منها بوالدتي، وقطن بها وسكن وَوُلِدْتُ بها، ثم وُلِدَ أخي، ثم انتقلنا إلى بخارى، وأحضرت معلم القرآن ومعلم الآداب، وأكملت العشر من العمر، وقد أتيت على القرآن، وعلى كثير من الآداب حتى كان يقضي مني العجب.
وكان أبي ممن أجاب داعي المصريين، ويعد من الإسماعيلية [6].
وتعد حياة ابن سينا حياةً غريبة صاخبة مليئة بالمتناقضات.
فقد كان مكباً على التحصيل والاطلاع، والتأليف والتصنيف.
وكان معايشاً للحياة السياسية في عصره، وكان من أكبر أطباء العصر والبلاط.
وعاش حياته الاجتماعية وما فيها من لهو، ولذات، وشرب خمر، وغناء، ونساء؛ فكان نهاره مع الأمير والسياسة، وليله مع التأليف، والتحصيل، والشرب، والغناء.
وكان إذا تحير في مسألة ابتهل إلى (مبدع الكل) كما يقول، وإذا غلبه النوم عدل إلى شرب قدح من الشراب.
وإليك بعض نصوص من سيرته الخاصة تصور لك الحياة المتناقضة والعجيبة، يقول ابن سينا حكاية عن حاله:
- وكلما كنت أتحير في مسألة، ولم أكن أظفر بالحد الأوسط في قياس ترددت إلى الجامع، وصليت، وابتهلت إلى مبدع الكل، حتى فتح لي المنغلق، وتيسر لي المنعسر.
- وكنت أرجع بالليل إلى داري، وأضع السراج بين يدي، وأشتغل بالقراءة والكتابة؛ فمهما غلبني النوم، أو شعرت بضعف عدلت إلى شرب قدح من الشراب ريثما تعود إلي قوتي، ثم أرجع إلى القراءة.
ومهما أخذني أدنى نومٍ أحلم بتلك المسائل بأعيانها، حتى إن كثيراً من المسائل اتضح لي وجوهُها في المنام.
- فإذا أفرغنا حضر المغنون على اختلاف طبقاتهم، وهُيِّئ مجلس الشراب بالآنية، وكنا نشتغل به.
- فاستقبلنا أصدقاء الشيخ، وندماء الأمير علاء الدولة وخواصه، وحمل إليه الثياب، والمراكب الخاصة، وأنزل في محله، وفيها الآلات، والفرش، وما يحتاج إليه.
- وصلينا العشاء، وقدم الشمع، وأمر بإحضار الشراب، وأجلسني وأخاه، وأمر بتناول الشراب [7].
فهذه نبذة من أقواله التي تبين بعض معالم شخصيته.
أما مؤلفاته فكثيرة تبلغ العشرات في شتى الفنون، ومنها:
1 - المجموع (مجلدة). 2 - الحاصل والمحصول (عشرون مجلدة).
3 - الإنسان (مجلدة). 4 - البر والإثم (مجلدتان).
5 - الشفاء (ثمان عشرة مجلدة). 6 - القانون (أربع عشرة مجلدة).
7 - الأدوية القلبية (مجلدة). 8 - بعض الحكمة المشرقية (مجلدة).
وخلاصة الحديث عن ابن سينا: أنه كان من الأذكياء، ووالده كان إسماعيلياً، وكان منهوماً بالقراءة والاطلاع، والتأليف، وكانت حياته غريبة صاخبة مليئة بالمتناقضات.
3 - معتقد الفارابي وابن سينا: معتقدهم هو معتقد الفلاسفة الأوائل؛ فهم يسلكون في تقرير العقيدة، وبحث الأمور الإلهية مسلك قدماء الفلاسفة؛ فالمنهج الذي يسيرون عليه في ذلك منهج عقلي لا يرجعون فيه إلى ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولا يعرفون من العلوم الكلية، ولا العلوم الإلهية إلا ما يعرفه الفلاسفة المتقدمون مع زيادات تلقوها عن بعض أهل الكلام، أو أهل الملة [8].
ويرى شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أن الفارابي، وابن سينا، وغيرهم من الفلاسفة المنتسبين إلى الإسلام - أنهم وإن كانوا قد توسعوا في مباحث الفلسفة، وتكلموا في الإلهيات والنبوات والمعاد بما لا يوجد عند الفلاسفة المتقدمين، وكان كلامهم أجود وأقرب إلى الحق من كلام سلفهم إلا أنهم مزجوا الحق الذي أخذوه من الدين بالباطل الذي بنوه على أصولهم الفلسفية الفاسدة، وحاولوا التوفيق بين الدين والفلسفة، ولكن على حساب الدين؛ فهم يعمدون إلى النصوص، فيؤولونها بتأويلات بعيدة ومتكلفة حتى تتلاءم مع قواعدهم الفلسفية.
فيقولون مثلاً: إن صفات الله التي جاء بها القرآن، ونطقت بها السنة ليست إلا تعبيرات عن ذات واحدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقولون: إن العرش هو الفلك التاسع، والكرسي هو الفلك الثامن، والملائكة هي النفوس والقوى التي في الأجسام، وما يحدث من العالم من خوارق العادات حتى معجزات الأنبياء إنما سببه عندهم قوة فلكية، أو طبيعية، أو نفسانية إلى غير ذلك من الأمور التي وجدوها في الفلسفة فتمحَّلوا لها نصوصاً من الدين [9].
ثامناً: بيانُ علماءِ الإسلامِ ضلالَ الفلاسفة، وانحرافهم عن سواء الصراط:
هذا وقد بين علماء الإسلام ضلال الفلاسفة، وانحرافهم عن سواء الصراط:
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: (حدثني ابن الشيخ الخضيري [10] عن والده الشيخ الخضيري شيخ الحنفية في زمنه - قال: كان فقهاء بخارى يقولون: إن ابن سينا كان كافراً ذكياً) [11].
وقال ابن القيم -رحمه الله-عن ابن سينا: (فالرجل معطل مشرك جاحد للنبوات والمعاد، ولا مبدأ عنده ولا معاد، ولا رسول ولا كتاب) [12].
وقال الذهبي -رحمه الله- عن ابن سينا: (وما أعلم روى شيئاً من العلم، ولو روى لما حلت الرواية عنه لأنه فلسفي النحلة ضال) [13].
وقال عنه ابن كثير -رحمه الله-: (وقد حصر الغزالي كلامه في (مقاصد الفلاسفة) ثم رد عليه في (تهافت الفلاسفة) في عشرين مجلساً، وكفره في ثلاث منها، وهي قوله بقدم العالم، وعدم المعاد الجثماني، وأن الله لا يعلم الجزئيات، وبدّعه في البواقي) [14].
هذا وسيأتي مزيد بيان عن ضلال الفلاسفة في الفقرة التالية - إن شاء الله -.
ــــــــــــــــــــــ
[1]- نقض المنطق لابن تيمية ص25.
[2]- مجموعة الرسائل الكبرى لابن تيمية 1/ 186.
[3]- نقض المنطق لابن تيمية ص24.
[4]- انظر المدرسة الفلسفية في الإسلام ص84 - 85.
[5]- انظر معجم البلدان لياقوت الحموي 3/ 227.
[6]- انظر المدرسة الفلسفية في الإسلام ص101 - 110.
[7]- انظر المرجع السابق.
[8]- انظر باعث النهضة الإسلامية - ابن تيمية السلفي - نقد لمسالك المتكلمين، والفلاسفة في الإلهيات للشيخ د. محمد خليل هراس ص 39 - 40.
[9]- انظر المرجع السابق، ومنهاج السنة لابن تيمية 1/ 96، وتفسير سورة الإخلاص لابن تيمية ص84.
[10]- قال الشيخ البحاثة سليمان الصنيع -رحمه الله- في حاشية كتاب نقض المنطق ص181: (الصواب الحصيري بالحاء والصاد نسبة إلى محلة يعمل فيها الحصير).
[11]- نقض المنطق ص181.
[12]- إغاثة اللهفان ص620.
[13]- ميزان الاعتدال 1/ 539.
[14]- البداية والنهاية 12/ 46
.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[08 Nov 2006, 07:11 م]ـ
بارك الله فيكم
وأريد رابط الموضوع الأول
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[09 Nov 2006, 01:48 م]ـ
أخي الكريم: هذا رابط ما طلبت:
الفلسفة والفلاسفة 1/ 3 ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6439)(/)
ماينبغي لصاحب القرآن أن يأخذ نفسه به.
ـ[العنزي]ــــــــ[07 Nov 2006, 06:56 م]ـ
هذه مقتطفات نفيسة من كلام القرطبي فيما ينبغي لحامل القرآن الإتصاف به, ذكرها في مقدمة تفسيره "الجامع لأحكام القرآن"
فقال رحمه الله: "فأول ذلك أن يخلص في طلبه لله جل وعلا, وأن يأخذ نفسه بقراءة القرآن في ليله ونهاره في الصلاة
أو في غير الصلاة روى مسلم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب
الإبل المعقَلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت وإذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره وإذا لم يقم به
نسيه" وينبغي أن يكون لله حامدا, ولنعمه شاكرا ,وله ذاكرا ,وعليه متوكلا ,وبه مستعينا, وإليه راغبا, وبه مستعينا, وبه
معتصما, وللموت ذاكرا ,وله مستعدا"
ثم قال" وينبغي له أن يتعلم أحكام القرآن فيفهم عن الله مراده وما فرض عليه
فينتفع بما يقرأويعمل بما يتلو, فما أقبح لحامل القرآن أن يتلو فرائضه وأحكامه عن ظهر قلب وهو لا يفهم ما
يتلو ,فكيف يعمل بما لا يفهم معناه؟ وما أقبح أن يسأل عن فقه مايتلوه ولا يدريه فما مثل من هذه حالته إلاَ كمثل
الحمار يحمل أسفارا "(/)
سؤال عن التفسير المنير
ـ[المنهوم]ــــــــ[08 Nov 2006, 10:34 م]ـ
اخواني اريد تحميل التفسير المنير من الانترنت اين اجده وقد بحثت عنه
اريد مساعدتكم وشكرا
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[09 Nov 2006, 09:19 ص]ـ
حياكم الله أخي الكريم ....
إن كنتَ تقصد " التفسير المنير " للدكتور / وهبة مصطفى الزحيلي .... فظني - والله أعلم - أنه غير موجود على الشبكة.
والكتاب يقع في 16 مجلدا.
ولعلي إن وجدتُ رابطا أضعه لكم .... وفقكم الله.
وشكرا،،،
ـ[المنهوم]ــــــــ[09 Nov 2006, 10:28 ص]ـ
نعم اقصد ذلك
واشكرك على ردك وأظنه 17 مجلد
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[09 Nov 2006, 11:20 ص]ـ
أخي الحبيب الفاضل
عليك بهذا الرابط:
التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (1 - 17):
http://www.fikr.net/cgi-bin/_showcard.cgi?id=170
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[09 Nov 2006, 02:19 م]ـ
وهذا الكتاب من أفضل التفاسير الحديثة، ويتميز بأمور منها:
الشمول، وحسن العرض والترتيب، وسهولة العبارة، و الترجيح في كثير من المسائل، والاعتناء بالأحكام الفقهية، وتقسيم السورةإلى مقاطع ووضع عناوين مناسبة لها، فهو يجمع بين التفسير التحليلي والموضوعي، وعليه مؤاخذات يسيرة لايخلو منها تفسير، ولولا غلاء ثمنه لكان هو الكتاب المناسب أن يكون مقررا عل طلاب الجامعة في رأيي، ويمكن أن نتجاوز هذه المشكلة بتصووير الجزء المقرر لمن لايستطيع اقتناءه من الطلاب، وآمل أن أعرف رأي إخوتي الأساتذة في هذا؛ لأن الأستاذ الجامعي يجد حيرة في اختيار التفسير المناسب للطلاب [/ COLOR][/SIZE][/FONT]]
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[09 Nov 2006, 03:01 م]ـ
ستقرا عن هذا التفسير ان شاء الله تعالى في كتاب شيخنا العلامة فضل عباس حول المفسرين ومناهجهم والذي سيصدر قريبا ان شاء الله تعالى
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[09 Nov 2006, 04:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا ....
يبدو لي أن عدد المجلدات يختلف بحسب تاريخ الطبعة، فالطبعة الأولى تقع في 16 مجلدا بناء على موقع فرات.
ولعل من يملك الطبعة الأولى: 1991م يتحقق من صحة ما ادّعينا.
والله أعلم.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[09 Nov 2006, 06:39 م]ـ
إلى الأستاذ عمار أقول: قولك عن عدد مجلدات التفسير المنير - الطبعة الأولى بدار الفكر - صِدْق وليس ادعاءً، فهذه الطبعة في 16 مجلد وتحوي 32 جزءا.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[09 Nov 2006, 09:04 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الأستاذ الكريم البحّاثة / منصور مهران .... ولا حرمنا الله فوائدكم.
وأحمد الله وأشكره على أن خصنا بنخبة من المشايخ الأفاضل يكرمون إخوانهم بفيوض الكرم، ويفتحون لهم خزائن العلوم والحكم.
ووالله إن المرء بإقامته في هذه الرياض العطرة ليستنشق عبير الأخوة الطاهرة، وأريج العلم والكرم فينسى قول المتنبي:
أما في هذه الدنيا كريم ** تزول به عن القلب الهمومُ(/)
طلب مساعدة عاجلة
ـ[البتول]ــــــــ[09 Nov 2006, 11:54 ص]ـ
السلام عليكم
إني بحاجة لمصحف إلكتورتي على صيغة الورد
بحث كثيرا في مواقع المحركات إلا اني لم اجد.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[09 Nov 2006, 12:48 م]ـ
توجد نسختان هنا في المكتبة
http://www.tafsir.org/tafsir/index.php?a=books&action=view&id=82
http://www.tafsir.org/tafsir/index.php?a=books&action=view&id=83
كما نوقشت هذه المشكلة هنا في الملتقى على الروابط التالية
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3544
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1112
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4159
ـ[البتول]ــــــــ[10 Nov 2006, 09:59 ص]ـ
جعله الله في ميزان حسناتك(/)
دروس في التفسير (صوتية) لفضيلة الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله
ـ[محب الوحي]ــــــــ[09 Nov 2006, 10:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجدت هذه المجموعة من دروس التفسير للعلامة الشنقيطي رحمه الله تعالى رحمة واسعة وهي كما ذكر ناشرها في الموقع الآتي من أنه http://www.islammessage.com/booksww/rm/index.php
جمع هذه المادة من عدة مصادر الدكتور خالد بن عثمان السبت، الأستاذ بكلية المعلمين بالدمام وهي لا توجد مجتمعة بهذه الكيفية لدى أي مصدر آخر
ورغم عدم وضوح الصوت في بعض الأشرطة التي تم تسجيل هذه المادة منها إلا أن ذلك لا يقلل من أهمية هذه الدروس التي تعتبر بحق تراث علمي ينبغي المحافظة عليه
ونوجه دعوة للعاملين في مجال الصوتيات وأصحاب التسجيلات الإسلامية للعمل على تصفية هذه الأشرطة وإخراجها بأحسن مما هي عليه الآن
ويمكن لمن يرغب في الحصول على أصل أشرطة الكاسيت لهذه المادة بغرض العمل على تصفيتها وإخراجها بحال أحسن مما هي عليه الآن الاتصال بنا ......
وأستسمح المشرف على وضع الرابط ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[10 Nov 2006, 03:00 ص]ـ
جزاك الله خيراً(/)
الفعل ائتيا
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[10 Nov 2006, 12:36 ص]ـ
قال تعالى: ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ
الفعل ائتيا أمر للتكوين والاتيان في قوله ائتيا أصله المجيء والاقبال ولما كان المعنى الحقيقي غير مراد لأن السماء والارض لايتصور منهما طواعية أوكراهية إذ ليستا من أهل العقول والادراكات ولايتصور أن الله يكرهما على ذلك لانه يقتضي خروجهما عن قدرته باديء ذي بدء تعين الصرف عن المعنى الحقيقي وذلك بأحد وجهين لهما من البلاغة المكانة العليا
الوجه الاول:أن يكون الإتيان مستعار لقبول التكوين كما استعير للعصيان الادبار في قوله تعالى ثم أدبريسعى وقول النبي لمسيلمة حين امتنع من الايمان والطاعة في وفد قومه بني حنيفة لئن أدبرت ليعقرنك الله وكما يستعار النفور والفرار للعصيان
فمعنى ائتيا امتثلا أمر التكوين. وهذا الامتثال مستعار للقبول وهو من بناء المجاز على المجاز وله مكانة في البلاغة والقول على هذا الوجه مستعار لتعلق القدرة بالمقدرة كما في قوله أن يقول له كن فيكون.
وقوله: طوعا أوكرها كناية عن عدم البد من قبول الامر وهو تمثيل لتمكن القدرة من ايجادهما على وفق ارادة الله تعالى فكلمة طوعا أوكرها جارية مجرى الامثال
والوجه الثاني:أن تكون جملة فقال لها وللارض ائتيا طوعا أوكرها مستعملة تمثيلا لهيئة تعلق قدرة الله تعالى لتكوين السماء والارض لعظمة خلقهما بهيئة صدور الامر من ا مر مطاع (امر بألف المد) للعبد المأذون بالحضور لعمل شاق أن يقول له: ائت لهذا العمل طوعا أو كرها لتوقع ابائه من الاقدام على ذلك العمل وهذا من دون مراعاة مشابهة أجزاء الهيئة المركبة المشبهة لاجزاء الهيئة المشبهة بها فلا قول ولامقول وانما هو تمثيل ويكون طوعا أو كرها على هذا من تمام الهيئة المشبه بها وليس له مقابل في الهيئة المشبهة.
والمقصود على كلا الاعتبارين تصوير عظمة القدرة الإلهية ونفوذها في المقدورات دقت أو جلت
نقلا عن التحرير والتنوير
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 Nov 2006, 04:56 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله بالناقل والمنقول منه(/)
أسماء أودية جهنم في القرآن الكريم. ((سؤال))
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[10 Nov 2006, 10:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل ((غياً)) و ((أثاما)) من أسماء أودية جهنم ام لا, وماهي كافة اسماء أودية جهنم التي تم ذكرها في القرآن الكريم, أو صحيح السنة؟؟
والسؤال بعبارة أخرى: أي هل يجب أن يعتقد الإنسان المتدبر أثناء قراءة الآية التي ورد فيها لفظ ((غياً)) - على سبيل المثال لا الحصر - أنها من اسماء أودية جهنم أم لا؟؟
وبعبارة ثالثة: هل ثبت هذا التفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم أم لا؟؟
ـ[وائل حجلاوي]ــــــــ[11 Nov 2006, 07:24 م]ـ
عند تفسير قول الله تعالى {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ}
[الحجر: 44]
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: تدرون كيف أبواب النار؟ هكذا –ووضع إحدى يديه على الأخرى- أي سبعة أبواب بعضها فوق بعض, وإن الله وضع الجنان على العرض, ووضع النيران بعضها فوق بعض.
و الجنَّة درجات والنَّار دركات وهي سبعة أطباق
وقال ابن جريج: النار سبع دركات, أولها جهنم, ثم لظى, ثم الحُطمة, ثم السَّعير, ثم سقر, ثم الجحيم, ثم الهاوية.
و روي عن ابن عباس هذه السبع طبقات ولكن بغير هذا الترتيب
قال الضحاك: في الدركة الأولى -وهي أعلاها وعليها ممرّ الخلق وهي جهنم- أهل التوحيد أصحاب الكبائر أدخلوا النار يعذبون بقدر ذنوبهم ثم يخرجون,
وفي الثانية: النصارى, وفي الثالثة: اليهود, وفي الرابعة: الصابؤون, وفي الخامسة: المجوس, وفي السادسة: أهل الشرك, وفي السابعة: المنافقون. فذلك قوله تعالى {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار}.
انظر الدر المنثور للسيوطي (طبعة التركي) (8/ 618)
تفسير البغوي معالم التنزيل (طبعة دار الفكر) (3/ 236)
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[11 Nov 2006, 08:38 م]ـ
جزيت أخيراً أخي الفاضل\ وائل حجلاوي, على ماتفضلت به, وسأقتبس من ردك مايخص النار, لعلاقتها بالموضوع وردي على أرقام 1) 2) 3) ..
1) ذكرت أخي وائل: قول الله تعالى {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ} [الحجر: 44]
نقول: آية قرآنية كريمة, ولذا نعتقد جازمين أن للنار سبعة أبواب.
2) ذكرت أخي وائل: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: تدرون كيف أبواب النار؟ هكذا –ووضع إحدى يديه على الأخرى- أي سبعة أبواب بعضها فوق بعض, وإن الله وضع الجنان على العرض, ووضع النيران بعضها فوق بعض. والجنَّة درجات والنَّار دركات وهي سبعة أطباق
نقول: هذا أثر ورد عن علي رضي الله عنه وأرضاه, ومثله موقوف ولكنه بحكم المرفوع, لأنه لامجال لرأي الصحابي أو اجتهاده فيه, فما مدى صحته وثبوته من عدمه, وفقاً لمعايير الأئمة الجهابذة النقاد. فمثل الدر المنثور للسيوطي وقبله بقرون تفسير البغوي, كتب نافعة ولكنها كتب نقل, غالباً دون تمييز الصحيح من غيره.
3) كتبت أخي وائل: وقال ابن جريج: النار سبع دركات, أولها جهنم, ثم لظى, ثم الحُطمة, ثم السَّعير, ثم سقر, ثم الجحيم, ثم الهاوية. و روي عن ابن عباس هذه السبع طبقات ولكن بغير هذا الترتيب. قال الضحاك: في الدركة الأولى -وهي أعلاها وعليها ممرّ الخلق وهي جهنم- أهل التوحيد أصحاب الكبائر أدخلوا النار يعذبون بقدر ذنوبهم ثم يخرجون, وفي الثانية: النصارى, وفي الثالثة: اليهود, وفي الرابعة: الصابؤون, وفي الخامسة: المجوس, وفي السادسة: أهل الشرك, وفي السابعة: المنافقون. فذلك قوله تعالى {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار}.
نكرر ماذكرناه سابقاً, في (2)
4) كان السؤال حول ((غيا)) من اية ((فسوف يلقون غياً)) وحول ((اثاما)) , وقد قرأت بعض الاثار حولها بعضها موقوف وبعضها مقطوع ((عن سعيد بن جبير وربما غيره)) من كتاب شيخ الإسلام الإمام المحدث الفقيه الجبل محمد بن نصر بن الحجاج المروزي 202 - 294 هـ, وهو كتاب ((تعظيم قدر الصلاة+الإيمان)) واحببت السؤال عن صحتها من عدمه ما أمكن البحث إلى ذلك سبيلاً, لعلمي أن هذا المنتدى مكانه المناسب وهو المنتدى الذي اعتقد انه يجمع بعض خيرة طلبة العلم في مجال التفسير لسببين: 1) تخصصهم 2) اهتمامهم بالبحث والتنقيب. بالنسبة لي كـ إنسان عادي جداً جداً, مايذكره مثل محمد بن نصر رحمه الله رحمة واسعة نقريباً اتعامل معه كـ ((مسلمة)) لما وقر في نفسي من أنه من اعلم الناس بالاختلاف بعد الصحابة إن لم يكن اعلمهم على الإطلاق, كما ذكر هذا حوله بعض ائمة العلم بعده, ولكن احببت طرحه هنا متسائلاً لكي لا اعتنق ما أراى صوابه دون حجة او بينة. وبناءً عليه نكرر السؤال في رأس الموضوع(/)
ممكن تدلوني على رابط يفتح لي قاعدة الرسائل الجامعية
ـ[دمعة الأقصى]ــــــــ[11 Nov 2006, 03:16 ص]ـ
ممكن تدلوني على رابط يفتح لي قاعدة الرسائل الجامعية
لأنه الرابط الموجود هنا ما يفتح معي
وجزاكم الله خيراً(/)
المفسرون مدارسهم ومناهجهم للدكتور فضل؟ سجل رأيك
ـ[أبو العالية]ــــــــ[11 Nov 2006, 11:17 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
اقتنيت الكتاب وقرأتُ ما يزيد على ثلثيه.
فاتمنى من الدكتور جمال ابتداءً أو من وقع الكتاب بين يديه أن يدلي بدلوه بشأن الكتاب وما فيه من ميزات مازته عن غيره، وكذا ما فيه من أمورٍ لا يوافق عليها، مدَّعمةً بالبرهان والمقارنه.
والله يرعاكم.
ودمتم على الخير أعواناً(/)
الفلسفة والفلاسفة 3/ 3
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[11 Nov 2006, 05:41 م]ـ
تاسعاً: الأدلة على الاستغناء بما جاءت به الرسل عن أفكار الفلاسفة
ما جاءت به الرسل الكرام - عليهم الصلاة والسلام - يغني عن أفكار الفلاسفة، والأدلة على ذلك كثيرة جدّّاً، وإليك طرفاً من ذلك على سبيل الإجمال:
1 - أن الرسل جاؤوا بالوحي المعصوم: الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
أما ما جاءت به الفلاسفة فخيالات وظنون، وهوس وضلال.
فمصدر ما جاءت به الرسل هو الوحي، ومصدر ما جاءت به الفلاسفة هو العقل.
2 - أن ما جاءت به الرسل من أصول الدين متفق مؤتلف: فهو مثانٍ متشابهٌ يصدِّق بعضه بعضاً، ويدل بعضه على بعض.
بخلاف ما جاءت به الفلاسفة فهو - في أغلبه - متناقض متهافت.
3 - أن ما جاءت به الرسل يتلاءم مع الفطرة، بخلاف كلام الفلسفة فهو يعمي الفطر، ويبلد الإحساس.
4 - أن ما جاءت به الرسل واضح جلي: يفهمه العالم والعامي، ويدركه العربي والعجمي، والصغير والكبير.
بخلاف كلام الفلاسفة؛ فهو أشبه ما يكون - في أغلبه - بالطلاسم، والرموز.
5 - أن ما جاءت به الرسل حق كله: بل لا سبيل إلى الحق إلا عن طريقهم بخلاف ما جاءت به الفلاسفة؛ فهو - في أغلبه - باطل، وما فيه من حق إنما هو ما أخذ من طريق الرسل أو أتباعهم.
6 - أن السعادة في الدنيا والآخرة إنما تكون باتباع ما جاءت به الرسل: وأن الشقاء في الدنيا والآخرة إنما يكون بالإعراض عما جاءوا به، ويوم القيامة لن يقال: (ماذا أجبتم الفلاسفة)، وإنما سيقال: [مَاذَا أَجَبْتُمْ الْمُرْسَلِينَ].
7 - أن اتِّباع الرسل خير وبركة واجتماع: وأما اتباع الفلاسفة فشكٌ، وحيرة، وعمى، واضطراب، وافتراق.
8 - أن أتْباع الرسل هم أسعد الناس، وأعلم الناس، وأزكى الناس، وأعلاهم رتبة في كل فضيلة: فهذه الأمور تعظم وتزداد بحسب الاتباع، وكل من اتبع الرسل فله نصيب من ذلك بحسبه.
بخلاف أتباع الفلاسفة فهم -وإن أوتوا عقولاً، وفهوماً- فإنهم يعيشون في قلق، وضيق، وضنك.
قال -تعالى-: [وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً ... ] (طه:124).
هذه بعض الأمور التي تؤيد ما ذكر سابقاً، والأدلة النقلية، والعقلية، والفطرية، والواقعية تدل على ذلك.
وسيأتي مزيد بيان لهذه الفقرة في الفقرة التالية.
عاشراً: من أقوال بعض العلماء في ذم الفلسفة، وتعظيم ما جاءت به الرسل
لقد تصدى علماء الإسلام -رحمهم الله- للفلسفة، وبينوا عوارها وزيفها، وبينوا في الوقت نفسه عظم ما جاءت به الرسل من الحق، والهدى، والسعادة.
ويأتي على رأس هؤلاء العلماء شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-.
فهو ممن خَبرَ الفلسفة، وسبر غورها، ورد على الفلاسفة، وبين بطلان ما هم عليه بالدليل النقلي والعقلي.
بل إنه -رحمه الله- استطاع أن يعكس الأمر على خصومه، ويشككهم في معقولاتهم، واستطاع أن يقوم بنفس الدور الذي قام به الفلاسفة حينما كانوا يجرُّون النصوص إلى الفلسفة، فأخذ هو يجرُّ العقل إلى خدمة النقل.
وفي سبيل ذلك اضطر إلى أن يهدم كثيراً من قضايا العقل التي يظنها الناس ضرورية، وأن يقيم مكانها أخرى تتلاءم مع نصوص الشرع الصريحة بحيث لا يُحتاج بإزاء هذه النصوص إلى إنكار أو تأويل.
وقد ألف كتباً في هذا السياق، ومنها: (نقض المنطق)، و (درء تعارض العقل والنقل)، وغيرها.
وقد استطاع أن يوفق بين العقل والنقل، وأن يزيل ما عساه يُتَوهم بينهما من تعارض، وأن يثبت أن المعقولات الصريحة لا تتنافى بأية حال مع المنقولات الصحيحة، وأن كل ما يُتحدث به عن اختلاف بينهما فسببه أحد أمرين:
إما اختلاط في العقل، وإما جهل بالنص [1].
فإليك بعض النقول من كلام ذلك الإمام، وبعد ذلك نَقْلٌ من كلام ابن القيم -رحمهما الله- ومن خلالها يستبين لنا أن ما جاءت به الرسل هو الحق الذي لا مرية فيه، وأن كلام الفلاسفة باطل من أساسه.
كما يتبين من خلال ذلك عظم رسالة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وبركتها، وبركة أتباعها.
فإلى تلك النُّقول.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:
1 - (فقد تبين أن أصل السعادة وأصل النجاة من العذاب هو توحيد الله وحده لا شريك له، والإيمان برسله واليوم الآخر، والعمل الصالح) [2].
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - وقال: (من المعلوم أن المعظمين للفلسفة والكلام المعتقدين لمضمونها هم أبعد الناس عن معرفة الحديث، وأبعد عن اتِّباعه من هؤلاء.
هذا أمرٌ محسوس، بل إذا كشفت أحوالهم وجدتهم من أجهل الناس بأقواله -صلى الله عليه وسلم- وأحواله، وبواطن أموره وظواهرها، حتى لتجد كثيراً من العامة أعلم بذلك منهم، ولتجدهم لا يميزون بين ما قاله الرسول وما لم يقله، بل قد لا يفرقون بين حديث متواتر عنه، وحديث مكذوب موضوع عليه، وإنما يعتمدون في موافقته على ما يوافق قولهم، سواء كان موضوعاً أو غير موضوع) [3].
3 - وقال: (وما يوجد من إقرار أئمة الكلام والفلسفة وشهادتهم على أنفسهم وعلى بني جنسهم بالضلال، ومن شهادة أئمة الكلام والفلسفة بعضهم على بعض كذلك - فأكثر من أن يحتمله هذا الموضع، وكذلك ما يوجد من رجوع أئمتهم إلى مذهب عموم أهل السنة وعجائزهم كثير، وأئمة السنة والحديث لا يرجع منهم أحد؛ لأن (الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب لا يسخطه أحد)، وكذلك ما يوجد من شهادتهم لأهل الحديث بالسلامة والخلاص من أنواع الضلال، وهم لا يشهدون لأهل البدع إلا بالضلال، وهذا باب واسع كما قدمناه) [4].
4 - وقال: (وإذا كانت سعادة الدنيا والآخرة هي باتِّباع المرسلين - فمن المعلوم أن أحق الناس بذلك: هم أعلمهم بآثار المرسلين وأتبعهم لذلك؛ فالعالمون بأقوالهم وأفعالهم المتبعون لها هم أهل السعادة في كل زمان ومكان، وهم الطائفة الناجية من أهل كل ملة، وهم أهل السنة والحديث من هذه الأمة؛ فإنهم يشاركون سائر الأمة فيما عندهم من أمور الرسالة، ويمتازون عنهم بما اختصوا به من العلم الموروث عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- مما يجهله غيرهم أو يكذب به) [5].
5 - وقال: (والمقصود: أن ما عند عوام المؤمنين وعلمائهم - أهل السنة والجماعة - من المعرفة والطمأنينة، والجزم الحق والقول الثابت، والقطع بما هم عليه، أمر لا ينازع فيه إلا من سلبه الله العقل والدين) [6].
6 - وقال: (وبالجملة؛ فالثبات والاستقرار في أهل الحديث والسنة أضعاف أضعاف أضعاف ما هو عند أهل الكلام والفلسفة؛ بل المتفلسف أعظم اضطراباً وحيرة في أمره من المتكلم؛ لأن عند المتكلم من الحق الذي تلقاه عن الأنبياء ما ليس عند المتفلسف، ولهذا تجد مثل أبي الحسين البصري وأمثاله أثبت من مثل ابن سينا وأمثاله.
وأيضاً تجد أهل الفلسفة والكلام أعظم الناس افتراقاً واختلافاً، مع دعوى كل منهم أن الذي يقوله حق مقطوع به قام عليه البرهان.
وأهل السنة والحديث أعظم الناس اتفاقاً وائتلافاً، وكل من كان من الطوائف إليهم أقرب كان إلى الاتفاق والائتلاف أقرب؛ فالمعتزلة أكثر اتفاقاً وائتلافاً من المتفلسفة؛ إذ للفلاسفة في الإلهيات والمعاد والنبوات، بل وفي الطبيعيات والرياضات، وصفات الأفلاك: من الأقوال - يعني المتفرقة - ما لا يحصيه إلا ذو الجلال) [7].
7 - وقال: (من المعلوم أن أهل الحديث يشاركون كل طائفة فيما يتحلون به من صفات الكمال، ويمتازون عنهم بما ليس عندهم؛ فإن المنازع لهم لابد أن يذكر فيما يخالفهم فيه طريقاً أخرى، مثل المعقول، والقياس، والرأي، والكلام، والنظر والاستدلال، والمحاجة، والمجادلة، والمكاشفة، والمخاطبة، والوجد والذوق، ونحو ذلك، وكل هذه الطرق لأهل الحديث صفوتُها وخلاصتها؛ فهم أكمل الناس عقلاً، وأعدلهم قياساً، وأصوبهم رأياً، وأسدُّهم كلاماً، وأصحهم نظراً، وأهداهم استدلالاً، وأقومهم جدلاً، وأتمهم فراسة, وأصدقهم إلهاماً، وأحدُّهم بصراً ومكاشفة، وأصوبهم سمعاً ومخاطبة، وأعظمهم وأحسنهم وجداً وذوقاً.
وهذا هو للمسلمين بالنسبة إلى سائر الأمم، ولأهل السنة والحديث بالنسبة إلى سائر الملل.
فكل من استقرأ أحوال العالم وجد المسلمين أحدُّ وأسد عقلاً، وأنهم ينالون في المدة اليسيرة من حقائق العلوم والأعمال أضعاف ما يناله غيرهم في قرون وأجيال، وكذلك أهل السنة والحديث تجدهم كذلك ممتعين؛ وذلك لأن اعتقاد الحق الثابت يقوي الإدراك ويصححه، قال -تعالى-: [وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى] (محمد:17)، وقال: [وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً (66) وَإِذاً لآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْراً عَظِيماً (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً (68)] (النساء) [8].
(يُتْبَعُ)
(/)
8 - وقال في اقتضاء الصراط المستقيم: (فهدى الله الناس ببركة نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم- وبما جاء به من البينات والهدى، هداية جلَّت عن وصف الواصفين، وفاقت معرفة العارفين، حتى حصل لأمته المؤمنين عموماً، ولأهل العلم منهم خصوصاً من العلم النافع، والعمل الصالح، والأخلاق العظيمة، والسنن المستقيمة ما لو جمعت حكمة سائر الأمم علماً وعملاً الخالصة من كل شوب إلى الحكمة التي بعث بها لتفاوتا تفاوتاً يمنع معرفة قدر النسبة بينهما، فلله الحمد كما يحب ربنا ويرضى، ودلائل هذا وشواهده ليس هذا موضعها) [9].
9 - وقال ابن القيم: (فلو قيس ما عند جميع الأمم من معرفة وعلم وبصيرة إلى ماعندهم لم يظهر له نسبة إليه بوجه ما، وإن كان غيرهم من الأمم أعلم بالحساب والهندسة، والكمَّ المتصل والكمَّ المنفصل، والنبض والقارورة، والبول والقسطة، ووزن آلاتها، ونقوش الحيطان، ووضع الآلات العجيبة، وصناعة الكيمياء، وعلم الفلاحة، وعلم الهيئة وتسيير الكواكب، وعلم الموسيقى والألحان، وغير ذلك من العلوم التي هي ما بين علم لا ينفع وبين ظنون كاذبة، وبين علم نَفْعُه في العاجلة، وليس من زاد المعاد) [10].
10 - وقال ابن القيم -رحمه الله-: (ولهذا رام فلاسفة الإسلام الجمع بين الشريعة والفلسفة كما فعل ابن سينا والفارابي وأضرابهما، وآل الأمر بهم إلى أن تكلموا في خوارق العادات والمعجزات على طريق الفلاسفة المشائين، وجعلوا لها أسباباً ثلاثة: أحدها: القوى الفلكية، والثاني: القوى النفسية، والثالث: القوى الطبيعية، وجعلوا جنس الخوارق جنساً واحداً، وأدخلوا ما للسحرة، وأرباب الرياضة والكهنة وغيرهم مع ما للأنبياء والرسل في ذلك، وجعلوا سبب ذلك كله واحداً، وإن اختلفت بالغايات، والنبي قصده الخير، والساحر قصده الشر!.
وهذا المذهب من أفسد مذاهب العالم، وأخبثها، وهو مبني على إنكار الفاعل المختار، وأنه -تعالى- لا يعلم الجزئيات، ولا يقدر على تغيير العالم، ولا يخلق شيئاً بمشيئته وقدرته، وعلى إنكار الجن، والملائكة، ومعاد الأجسام.
وبالجملة فهو مبني على الكفر بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر) [11].
[1] انظر إلى باعث النهضة الإسلامية - ابن تيمية السلفي ص52.
[2] نقض المنطق ص176.
[3] المصدر السابق ص81 - 82
[4] نقض المنطق ص21.
[5] نقض المنطق ص24.
[6] نقض المنطق ص43.
[7] نقض المنطق ص43.
[8] نقض المنطق ص 7،8.
[9] الاقتضاء 1/ 64.
[10] هداية الحيارى ص234، وانظر ما بعدها إلى ص249 ففيها كلام عظيم حول هذا المعنى.
[11] مفتاح دار السعادة ص119، وانظر ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان لابن الوزير.
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[14 Nov 2006, 06:07 م]ـ
الفلسفة والفلاسفة 1/ 3 ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6439)
الفلسفة والفلاسفة 2/ 3 ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6772)(/)
محمد بن جرير الطبري ((السني أم الرافضي: سؤال وشك))
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[11 Nov 2006, 08:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم,
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين
الأول: محمد بن جرير بن يزيد الطبري, من كتبه التفسير والتاريخ والاثار وكلها مطبوعة
الثاني: محمد بن جرير بن رستم الطبري, من كتبه التي قرأتها بنفسي وهي على أية حال متاحة على الانترنت, دلائل الامامة وغيرها, ولعل البعض يعود لقراءة ترجمته في لسان الميزان مثلاً
الاول: تفسيره وتاريخه عبارة عن مجمع كبير للاثار المسندة ويغلب عليها الضعف, وفيها بعض الصحيح, وطالما استشهد الرافضة وغيرهم من اهل البدع على السنة باثار من تفسير الطبري او تاريخه
الثاني: من قراءة عجلى لمصنفاته, فهي ايضاً اثار مسندة واغلبها عن جعفر الصادق عن ابائه ويغلب عليها الوضع وفيها قليل من الصحيح
ولكن يكاد الاول والثاني ان يتقاسما الفترة التي عاشا فيه.
والاول حصل حوله بعض اللغط ومنها انه قد تم اتهامه بالرفض من قبل مايسمي خصومه ((الحنابلة)) وانتصف له احد الائمة وتم تصوير الوضع وكأن الحنابلة همج رعاع عوام رغم ان واقعهم انذاك يكاد ان يصرخ انهم هم اهل العلم والمعرفة, ويشعر القارئ انه تم دمدمة القضية على هذه الصورة دون نقدها, وقد تم اتهامه من قبل ((السليماني)) احد علماء السلف والعقيدة النقية بعيد زمن الاول بقليل, وكأنه يتكلم حول الثاني, حتى اتى بعد قرون اربعة ابن حجر العسقلاني وقال ان السليماني ربما خلط الاول بالثاني ولم يطرح ابن حجر حجة داحضة لما قال, بل يشعر القارئ انها مجرد هواجس طرقته,
الثاني لايعرف حتى مصنفوا الكتب حول رجال الشيعة كالطوسي وابن النجار تاريخ وفاته ولكن من تتبع شيوخه ان لم يكن شخصية وهمية سيعلم انه معاصر نوعا ما للاول.
لو خطر للباحث الحقيقي الذي يقرأ هذا الموضوع أنني متشكك في كونهم شخصيتين مختلفتين, فقد عرف ما بداخلي, فقد كنت ارى انهم اثنان والان تساورني الشكوك في هذا, ولايعني هذا سوى انني لست متقينا من احد الاحتمالين, فربما الحق خلاف شكوك تسورتني وظلت تتراكم بدلا من ان تتبدد على اتساع القراءة والمطالعة
الموضوع للنقاش والبحث الجدي ونأمل أن يكون الجو هنا حُراً بما يكفي للبحث النزيه
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[11 Nov 2006, 09:30 م]ـ
إليك ياأخي هذا البحث القيم عن
شيخ المفسرين والمؤرخين:
من مصادر السيرة النبوية - كتب التاريخ العام
بقلم: هاني السباعي *
يتبادر إلى الذهن أننا نقصد كتاب تاريخ الطبري. نعم نقصده كمثال لكتب التاريخ العام ومن منطلق هذا الفهم نتناول هذا المصدر على النحو التالي:
أولاً: ماالمقصود بكتب التاريخ العام؟
ثانياً: ماحقيقة اتهام الحافظ السليماني لابن جرير الطبري بأنه كان يضع الحديث للروافض. فهل كان الطبري من علماء الشيعة الإمامية أم كان سنياً؟
ثالثاً: ماحقيقة اتهام الطبري أنه كان يروي عن بعض الرواة الضعفاء والمتهمين لدى علماء الجرح والتعديل كأبي مخنف ومحمد بن السائب الكلبي وابنه هشام وغيرهم؟
رابعاً: تاريخ خليفة ابن خياط ومنهجه في كتابة التاريخ.
خامساً: منهج ابن الأثير في كتابة التاريخ.
سادساً: قراءة سريعة في تاريخ الإسلام للذهبي.
سابعاً: صفوة القول
ونشرع بتوفيق الله للإجابة على هذه الإستفسارات:
أولاً: ماالمقصود بكتب التاريخ العام؟
كتب التاريخ العام هي هي مؤلفات تتناول تاريخ الأمم والدول والأفراد بشكل عام قبل الإسلام وبعده إلى زمن المؤلف. وهي تبدأ عادة ببدء الخلق مروراً بقصص الأنبياء والإرهاصات التي حدثت قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى وفاته ثم تتناول تاريخ خلفاء وملوك ومشاهير أهل الإسلام. وهذه الكتب تحوي بين دافتيها سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن ثم اعتمدها العلماء كمصدر من مصادر السيرة النبوية.
ثانياً: ماحقيقة اتهام الحافظ السليماني لابن جرير الطبري بأنه كان يضع الحديث للروافض. فهل كان الطبري من علماء الشيعة الإمامية أم كان سنياً؟
(يُتْبَعُ)
(/)
نود أن نثبت أن الذي أثار هذه التهمة قديماً هو الحافظ أحمد بن علي السليماني وهو الذي صرح أن الطبري يضع الحديث للروافض وإزاء تلكم المقولة قال الحافظ أبو حيان إن ابن جريرإمام من أئمة الشيعة الإمامية. ولما كنا بصدد البحث عن الحقيقة فإننا نترك علماء الجرح والتعديل يدلون بشهادتهم لتستبين حقيقة هذه التهمة:
قال الحافظ أبو الوفاء الحلبي الطرابلسي ت 841هـ:
"محمد بن جرير الطبري الإمام المفسر أبو جعفر شيخ الإسلام وصاحب التصانيف الباهرة توفي سنة عشر وثلاثمائة ثقة صادق فيه تشيع وموالاة لاتضرأقذع أحمد بن علي السليماني الحافظ فقال كان يضع للروافض" [1]
قال الحافظ المؤرخ شمس الدين الذهبي ت748هـ:
"محمد بن جرير بن يزيد الطبري الإمام الجليل المفسر أبو جعفر صاحب التصانيف الباهرة ثقة صادق فيه تشيع يسير وموالاة لاتضر. أقذع أحمد بن علي السليماني الحافظ فقال كان يضع للروافض كذا قال السليماني. وهذا رجم بالظن الكاذب بل إن ابن جرير من كبار أئمة الإسلام المعتمدين وما ندعي عصمته من الخطأ ولايحل لنا أن نؤذيه بالباطل والهوى، فإن كلام العلماء بعضهم في بعض ينبغي أن يتأنى فيه ولاسيما في مثل إمام كبير" [2]
لكن كيف يتهم إمام حافظ مثل السليماني على جلالة قدره لابن جرير الطبري؟! فما أدلته على هذه التهمة؟!
يجيب على هذه الشبهة أيضاً الحافظ شمس الدين الذهبي:
"فلعل السليماني أراد الآتي: محمد بن جرير بن رستم أبو جعفر الطبري رافضي له تواليف منها كتاب الرواة عن أهل البيت رماه بالرفض عبد العزيز الكتاني" [3]
أما الحافظ ابن حجر العسقلاني ت852هـ، فينبري مدافعاً عن الطبري قائلاً: "محمد بن جرير بن يزيد الطبري الإمام الجليل المفسر صاحب التصانيف الباهرة مات سنة عشر وثلاث مائة، ثقة صادق فيه تشيع يسير وموالاة لاتضر أقذع أحمد بن علي السليماني الحافظ فقال كان يضع للروافض كذا قال السليماني وهذا رجم بالظن الكاذب بل ابن جرير من كبار أئمة الإسلام المعتمدين وما ندعي عصمته من الخطأ ولا يحل لنا أن نؤذيه بالباطل والهوى فإن كلام العلماء بعضهم في بعض ينبغي أن يتأنى فيه ولاسيما في مثل إمام كبير مثل السليماني فلعل السليماني أراد (محمد بن جرير بن رستم أبو جعفر) ولو حلفت ان السليماني ما أراد إلا (محمد بن جرير بن رستم أبو جعفر) لبررت والسليماني حافظ متقن كان يدري ما يخرج من رأسه فلا اعتقد انه يطعن في مثل هذا الإمام بهذا الباطل والله أعلم ( .. ) وقد اغتر شيخ شيوخنا أبو حيان بكلام السليماني فقال في الكلام على الصراط في اوائل تفسيره وقال أبو جعفر الطبري وهو امام من أئمة الأمامية ( .. ) ونبهت عليه لئلا يغتر به فقد ترجمه أئمة النقل في آلاف [4] وبعده فلم يصفوه بذلك وانما ضره الاشتراك في اسمه واسم أبيه ونسبه وكنيته ومعاصرته وكثرة تصانيفه" [5]
وهذه شهادة الحافظ أحمد بن علي أبي بكر الخطيب البغدادي ت463هـ يترجم للطبري ترجمة مطولة في تاريخه نختار منها:
" قال الشيخ أبو بكر استوطن الطبري بغداد واقام بها الى حين وفاته وكان أحد أئمة العلماء يحكم بقوله ويرجع الى رأيه لمعرفته وفضله وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل الآلاف وكان حافظا لكتاب الله عارفا بالقراآت بصيراً بالمعاني فقيها في أحكام القرآن عالما بالسنن وطرقها صحيحها وسقيمها وناسخها ومنسوخها عارفا بأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الخالفين في الاحكام ومسائل الحلال والحرام عارفا بأيام الناس وأخبارهم وله الكتاب المشهور في تارخ الأمم والملوك وكتاب في التفسير لم يصنف أحد مثله وكتاب سماه تهذيب الآثار لم أر سواه في معناه الا انه لم يتمه وله في أصول الفقه وفروعه كتب كثيرة واختيار من أقاويل الفقهاء وتفرد بمسائل حفظت عنه وسمعت على بن عبيد الله بن عبد الغفار اللغوي المعروف بالسمسماني يحكى ان محمد بن جرير مكث أربعين سنة يكتب في كل يوم منها أربعين ورقة وبلغني عن أبي حامد احمد بن أبي طاهر الفقيه الإسفرائيني انه قال لو سافر رجل الى الصين حتى يحصل له كتاب تفسير محمد بن جرير لم يكن ذلك كثيرا أو كلاما هذا معناه أخبرنا القاضي أبو عبد الله محمد قال ثنا علي بن احمد بن الصناع عبيد الله بن احمد السمسار وأبي ان أبا جعفر الطبري قال لأصحابه اتنشطون لتفسير القرآن قالوا كم يكون قدره
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال ثلاثون ألف ورقة فقالوا هذا مما تفنى الأعمار قبل تمامه فاختصره في نحو ثلاثة آلاف ورقة ثم قال هل تنشطون لتاريخ العالم من آدم الى وقتنا هذا قالوا كم قدره فذكر نحواً مما ذكره في التفسير فأجابوه بمثل ذلك فقال إنا لله ماتت الهمم" [6]
على نور ماسبق نستطيع أن نخلص بالنتائج التالية:
(أ) براءة الحافظ العلامة ابن جرير الطبري مما هو منسوب إليه من تهمة الرفض والتشيع ووضع أحاديث لمصلحة أهل البيت.
(ب) أن الحافظ السليماني اختلط عليه الأمر حيث ظن أن الشيعي أباجعفر محمد بن جرير بن رستم هو نفسه أبو جعفر بن جرير الطبري صاحب التاريخ والتفسير.
(ج) أما الرجل الآخر الذي يتفق إسمه وكنيته ولقبه مع ابن جرير السني يقول عنه الحافظ ابن حجر: " محمد بن جرير بن رستم أبو جعفر الطبري رافضي له تواليف منها كتاب الرواة عن أهل البيت رماه بالرفض عبد العزيز الكتاني انتهى وقد ذكره أبو الحسن بن بابويه في تاريخ الري بعد ترجمة محمد بن جرير الإمام فقال هو الآملي قدم الري وكان من جلة المتكلمين على مذهب المعتزلة وله مصنفات روى عنه الشريف أبو محمد الحسن بن حمزة الرعيني وروى أيضا عن أبي عثمان المازني وجماعة وعنه أبو الفرج الأصبهاني في أول ترجمة ابن الأسود من كتابه وذكر شيخنا في الذيل بما تقدم أولا وكأنه سقط من نسخته أراد الآتي بعد لعل السليماني الى آخره وكأنه لم يعلم بان في الرافضة من شاركه في اسمه واسم أبيه ونسبه وإنما يفترقان في اسم الجد ولعل ما حكي عن محمد بن جرير الطبري من الاكتفاء في الوضوء بمسح الرجلين إنما هو هذا الرافضي فإنه مذهبهم" [7]
(د) الطبري من أئمة علماء أهل السنة بشهادة علماء الجرح والتعديل وصيارفة الإسلام في علم أحوال الرجال كالذهبي وابن حجر والبغدادي والطرابلسي وغيرهم.
(هـ) أما أنه كان فيه تشيع يسير وموالاة لأهل البيت لا تضر .. لايعني ذلك أن الرجل كان يميل إلى عقيدة الشيعة بالمعنى الإنحرافي؛ فالطبري شأنه شأن بعض العلماء الذين يوالون علياً رضي الله عنه في خلافه مع معاوية رضي الله عنه فقط. وهذه النعوت كان يستخدمها بعض علماء أهل السنة كابن قتيبة فكان يقول عن الرجل أو الراوي أنه شيعي بمجرد الموالاة لعلي بن أبي طالب وآل بيته دون الحط من منزلة الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ودون أن يستتبع ذلك غلو أو سب في عموم الصحابة فإذا تجاوز هذا الحد إلى درجة الغلو فهنا يتحول المصطلح من شيعي إلى رافضي وهم خارجون على منهج أهل السنة والجماعة. هذا هو المقصود من مصطلح شيعي قديماً أما بعد تطور هذا المصطلح عقب العصور المختلفة في تاريخ الإسلام فقد تغير مدلوله الآن وصارمصطلحاً يتناقض ومنهج أهل السنة ومن ثم فلا يتصور أن يستخدم هذا المصطلح في وقتنا الحاضر بغية نعت أحد علماء أهل السنة بحجة أنه يوالي علياً رضي الله عنه وآل البيت لأن كلمة شيعي الآن لها دلالة تختلف عن معناها الإصطلاحي قديماً.
ثالثاً: ماحقيقة اتهام الطبري أنه كان يروي عن بعض الرواة الضعفاء المتهمين لدى علماء الجرح والتعديل كأبي مخنف ومحمد بن السائب الكلبي وابنه هشام وغيرهم؟
مما لاشك فيه أن الطبري روى عن أبي مخنف وابن الكلبي؛ ولنا وقفة مع هؤلاء الإخباريين بعد أن نلقي الضوء على أهم المصادر التي استند عليها الطبري في تاريخه:
الأول: تاريخ الطبري يبدأ منذ بدء الخليقة حتى أحداث سنة 302هـ.
الثاني: مصادر الطبري في تاريخ الرسل والأنبياء ابن إسحاق وكتب وهب بن منبه.
الثالث: في تاريخ العرب قبل الإسلام على مرويات عبيد بن شرية ومحمد بن كعب القرظي وهشام الكلبي وابن إسحاق أيضاً.
الرابع: وفي السيرة النبوية استند إلى مرويات أبان بن عثمان وعروة بن الزبير وموسى بن عقبة وعاصم بن عمر والزهري وابن إسحاق وشرحبيل بن سعد.
الخامس: مصادره عن حروب الردة عن مرويات سيف بن عمر والمدائني.
السادس: أما مصادره في معركتي الجمل 36هـ، وصفين 37هـ فعلى مرويات أبي مخنف ومحمد بن السائب وابنه هشام الكلبي وسيف بن عمر.
السابع: ومصادره عن الدولة الأموية من مرويات عوانة بن الحكم وأبي مخنف والواقدي وابن الكلبي وعمر بن شبة.
الثامن: مصادره عن العصر العباسي على مرويان أحمد بن أبي خيثمة وابن ززهير والممدائني وعمر بن راشد والهيثم بن عدي والواقدي.
(يُتْبَعُ)
(/)
نلاحظ أنه لم يعتمد على مرويات أبي مخنف وابني الكلبي فقط بل إنه قد نوع مصادره كما هو واضح. لكن أخطر مصادره بحق هي مرويات أبي مخنف عن موقعتي الجمل وصفين لأن هناك تزويراً وتلفيقاً وسباً يخلص المرء بعد قراءته لهاتين الموقعتين أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا مجموعة من أصحاب الدنيا الذين يتقاتلون على ملك زائل يشتم بعضهم بعضاً ويسب بعضهم بعضاً وكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ حاشاه ذلك ـ قد فشل في تربيتهم وتأديبهم وصحابة رسول الله براء من هذه المرويات الكاذبة التي رواها أبو مخنف وابنا الكلبي، ومن ثم لزام علينا أن نلقي الضوء على هؤلاء الإخباريين:
أما أبو مخنف لوط بن يحيى ت157هـ:
يقول عنه ابن حجر العسقلاني: "إخباري تالف لايوثق به تركه أبو حاتم وغيره، وقال الدارقطني ضعيف. وقال يحيى بن معين ليس بثقة، وقال مرة ليس بشئ. وقال ابن عدي شيعي محترق. وقال أبو عبيد الآجري سألت أبا حاتم عنه فنض يده وقال: أحد يسأل عن هذا وذكره في الضعفاء" [8]
وقال فيه الحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي ت272هـ: "قرئ على العباس بن محمد الدوري قال سمعت يححيى بن معين يقول: أبومخنف ليس بثقة نا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول متروك" [9]
وقال الحافظ أبو أحممد عبد الله بن عدي ت265هـ: "معروف بكنيته واسمه حدث بأخبار من تقدم من السلف الصالحين ولايبعد منه أن يتناولهم وهو شيعي محترق صاحب أخبارهم" [10]
أما عن محمد بن السائب الكلبي ت146هـ:
يقول الذهبي: "العلامة الأخباري أبو النضر محمد بن السائب بن المفسر وكان أيضا رأسا في الأنساب إلا أنه شيعي متروك الحديث يروي عنه ولده هشام وطائفة" [11]
وقال الذهبي أيضاً في ميزان الإعتدال عن محمد بن السائب الكلبي:
" وقال يزيد بن زريع وكان سبئيا قال أبو معاوية قال الأعمش اتق هذه السبئية فإني أدركت الناس وإنما يسمونهم الكذابين. وقال ابن حبان (عن ابن الكلبي) سبئيا من أولئك الذين يقولون إن عليا لم يمت وإنه راجع إلى الدنيا ويملؤها عدلا كما ملئت جوراً وإن رأوا سحابة قالوا أمير المؤمنين فيها. وقال الجوزجاني وغيره كذاب وقال الدارقطني وجماعة متروك. وقال ابن حبان مذهبه في الدين ووضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه" [12]
وقال ابن حجر العسقلاني في تقريب التهذيب: " محمد بن السائب أبو النضر الكوفي النسابة المفسر متهم بالكذب ورمي بالرفض" [13]
أما هشام بن السائب الكلبي ت204هـ:
يقول عنه ابن حجر: "هشام بن محمد بن أبوالمنذر الأخباري النسابة العلامة روى عن أبيه أبي المفسر وعن مجالد وحدث عنه جماعة قال أحمد بن حنبل إنما كان صاحب سمر ونسب ما ظننت أن أحداً يحدث عنه وقال الدارقطني وغيره متروك وقال ابن عساكر رافضي ليس بثقة" [14]
وذكره الخطيب البغدادي بعد أن ساق بسنده قائلاً: " حدثنا عبد الله بن احمد قال سمعت أبى يقول هشام بن محمد بن من يحدث عنه إنما هو صاحب نسب وسمر وما ظننت أن أحداً يحدث عنه بلغني أن هشام مات في سنة أربع ومائتين وقيل سنة ست ومائتين" [15]
وقال ابن عدي في كتابه الكامل في ضعفاء الرجال: " هشام بن محمد بن السائب ومحمد بن السائب والده صاحب التفسير سمعت ا بن حماد يقول حدثني عبد الله سمعت أبى يقول هشام من يحدث عنه إنما هو صاحب سمر ونسبة وما ظننت ان أحدا يحدث عنه وهذا كما قال احمد هشام الغالب عليه الاخبار والاسمار والنسبة ولا اعرف له شيئا من المسند" [16]
صفوة القول
إن أبامخنف إخباري رافضي تالف متهم بالكذب، شيعي محترق. أما محمد بن السائب الكلبي وابنه هشام فهما إخباريان متهمان بالرفض والتشيع وتلفيق المرويات التاريخية.
لكن يبقى السؤال قائماً: لماذا روى الطبري عن هؤلاء الإخباريين رغم تجريح العلماء لهم؟
نجد الإجابة على هذا التساؤل في مقدمة تاريخ الطبري إذ يوضح لنا منهجه بكل صراحة:
"فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه أو يستشنعه سامعه من أجل أنه لم يعرف له وجهاً في الصحة ولا معنى في الحقيقة فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا وإنما أتى من قبل بعض ناقليه إلينا وإنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدى إلينا" [17]
(يُتْبَعُ)
(/)
هكذا يلقي الطبري تبعة الرواية على عهدة الراوي لأنه يعلم أنه بمجرد ذكراسم الراوي الذي أخذ عنه الخبر أو الحديث فإنه يكون قد أدى الأمانة لأصحابها لأن الناظر علمه بحال الراوي وخاصة في حالة الرواة المجروحين فإنه لن يقبل هذه الرواية الواهية أو المكذوبة. وهذه كانت طريقة كثير من علماء السلف قديما الذين لم يكونوا يشترطون على أنفسهم الصحة في كل المرويات التي يكتبونها. وكنا نود أن يعلق الطبري على الأخبار والخرافات والأساطير والأكاذيب التي قيلت في حق الصحابة رضوان الله عليهم وخاصة في موقعتي الجمل وصفين تلك المرويات التي اعتمد عليها كل من أراد النيل من تاريخ الصحابة الأخيار رضوان الله عليهم حتى صار الأمر ببعض البسطاء باعتقادهم أن ماشجر بين الصحابة مسلم به لأنه مروي عن ابن جرير لأنه المصدر الأساسي لكل هذه الكتب التي تناولت الحقبة التاريخية الأولى التي رواها الإخباري الخبيث أبو مخنف وابنا الكلبي. هكذا بعد هذا التطواف نستطيع أن نؤكد أن الطبري إمام حافظ ثقة براء مما هو منسوب إليه رحمه الله
* مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية بلندن
-------------------------------------------
الكشف الحثيث/أبوالفواء الحلبي الطرابلسي/مكتبة النهضة العربية/بيروت/ج1/ 221. [1]
ميزان الإعتدال/الذهبي/دار الكتب العلمية/بيروت/ج6/ص90. [2]
المرجع السابق/ج6/ 90. [3]
الألاف: بتشديد اللام الذين يؤلفون الكتب. [4]
لسان الميززان/ابن حجر العسقلاني/مؤسسة الأعلمي للمطبوعات/بيروت/ج5ص100. [5]
تاريخ بغداد/ الخطيب البغدادي/دار الكتب العلمية/بيروت/ج2/ص162 ومابعدها. [6]
لسان الميزان/ج5/ص103. [7]
لسان الميزان/ج4/ص493. [8]
الجرح والتعديل/ عبد الرحمن بن أبي حاتم/دار إحياء التراث/بيروت/ج7/ص182. [9]
الكامل في ضعفاء الرجال/ابن عدي/دار الفكر/بيروت/ج6/ص93. [10]
سير أعلام النبلاء/الذهبي/ج6/ص248) [11]
ميزان الإعتدال/ج6//ص161) [12]
تقريب التهذيب/ابن حجر العسقلاني/دار الرشيد/سوريا/ج1/ص479. [13]
لسان الميزان/ج6/ص196. [14]
تاريخ بغداد/ج14/ص45. [15]
الكامل في ضعفاء الرجال/ج7/ص110. [16]
تاريخ الطبري/ابن جرير/مؤسسة الأعلمي للمطبوعات/بيروت/ج1/ص5. [17]
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[11 Nov 2006, 09:45 م]ـ
الأستاذ الدكتور. مروان الجاسمي الظفيري
1)) بارك الله فيك في التنويه عن هذا ((البُحَيث)) الصغير, ولم يخطر ببالي قبل كتابة هذه الموضوع أن حوله درسات وبحوث معاصرة, فهل هناك بحوثاً أخرى؟
قرأت ردك على عجل ((طبيعة القراءة على الانترنت)) ويلزمني حفظه على الجهاز وقراءته على مكث, ولكن من هذه القراءة العجلى قفز الى الذهن بعض الأسئلة الدقيقة و الحساسة ((للأمانة)) ولكني سأتدبر طرحها من عدمه واحتاج بعض الوقت.
شكراً جزيلاً لكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Nov 2006, 07:34 ص]ـ
الأخ الفاضل محمد بن سفر وفقه الله
أنا أعتبر طرحك لهذا الموضوع من باب السؤال، وفتح باب النقاش. وإلا فطرحك له بهذه الصورة طرح مشوه، ولا سيما عند تعريفك بالإمام العلامة المفسر المؤرخ محمد بن جرير بن يزيد الطبري.
وقولك: (تفسيره وتاريخه عبارة عن مجمع كبير للاثار المسندة ويغلب عليها الضعف, وفيها بعض الصحيح) فيه ابتسار غير مقبولٍ من الناحية العلمية التي نحرص عليها في هذا الملتقى، وهو يدل على عدم الاطلاع على كتب هذا الإمام الكبير، ومعرفة قدرها.
وقد سبق الحديث عن الإمام محمد بن جرير الطبري رحمه الله في هذا الملتقى في موضوعات كثيرة تطرقت لكثير من جوانب سيرته وتفسيره، ومنها الحديث عن عقيدته، واتهامه بالتشيع.
- الإمام محمد بن جرير في ملتقى أهل التفسير ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1155)
- اتهام الطبري رحمه الله تعالى بالتشيع. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2156)
وأما محمد بن جرير بن رستم الطبري فهو شخص مختلفٌ تماماً عن ابن جرير إذا أطلق هذا الاسم، وليس له علم ولا شهرة ولا كتب الأول فلا فائدة من الحديث عنه في الملتقى، ولا أراه يختلط بصاحب التفسير إلا عند من قل اطلاعه على كتب ابن جرير صاحب جامع البيان في التفسير.
وفقكم الله لكل خير، وليتنا قبل أن نطرح موضوعاً في الملتقى نبحث أولاً: هل سبق طرحه أو السؤال عنه أم لا، حتى لا نكرر الكتابات دون فائدة علمية تضاف للموضوع.
وأما قولكم أخي العزيز: (الموضوع للنقاش والبحث الجدي ونأمل أن يكون الجو هنا حُراً بما يكفي للبحث النزيه)
فنحن نرحب بالنقاش العلمي الجاد المؤدب ونؤكد عليه دوماً في الملتقى، بل ولا نقبل غيره ابتداءً، غير أننا نؤكد على أَنَّه يُقبل ممن يملك أدوات البحث العلمي، ويُحسن خوض مضائقه، ولا سيما أن هذا الملتقى مستراد لطلبة العلم المتخصصين في مجمله وهم يعرفون الباحث الجاد من غيره من خلال طرحه العلمي وإن لم يعقبوا على كل ما يكتب، وأما إطلاق مثل هذه العبارات الرائقة دون امتلاك أدواتها، والتزام بآدابها فذلك لا يغني شيئاً أخي الحبيب، وما أسرع ما يظهر الخلل في مثل هذا الحوار.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[20 Nov 2006, 05:47 م]ـ
ذكر العلامة بكر أبوزيد - حفظه الله - في كتاب النظائر ص 96
الطبري أبو جعفر محمد بن جرير الطبري الحنفي ثم الشافعي المتوفى سنة 295 هـ " الشذرات 2/ 220 "
تنبيه: ليس هذا بشيخ المفسرين محمد بن جرير الطبري المؤرخ الإمام المتوفى سنة 310 هـ - رحمه الله تعالى -
والله أعلم(/)
أبحاث الملتقى القرآني (العسكرية في ضوء القرآن الكريم) 23/ 3 - 2/ 4 - 1428هـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Nov 2006, 11:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تنظم الشؤون الدينية بوزارة الدفاع والطيران الملتقى القرآني تحت عنوان:
العسكرية في القرآن الكريم
محاور الملتقى:
1. أثر القرآن الكريم في تحقيق الوسطية لدى شخصية الجندي المسلم.
2. المبادئ العسكرية في ضوء القرآن الكريم.
3. الإستراتيجية العسكرية في ضوء القرآن الكريم.
4. القيادة العسكرية في ضوء القرآن الكريم.
5. صفات الجندي في ضوء القرآن الكريم.
6. الحرب النفسية في ضوء القرآن الكريم.
7. عوامل النصر والهزيمة في ضوء القرآن الكريم.
8. أخلاق الحرب الإسلامية في ضوء القرآن الكريم.
9. حقيقة الانتصار في ضوء القرآن الكريم.
10. الرحمة والتسامح في ضوء القرآن الكريم.
ضوابط ومواصفات إعداد ورقة بحوث الملتقى القرآني:
1. الالتزام بقواعد البحث العلمي.
2. الالتزام بالكتابة بلغة عربية سليمة.
3. أن يتم طباعتها بصورة واضحة على أن يكون بنط العناوين الرئيسية (18) والفرعية (16) والمحتوى (14) والهوامش (12) مع استخدام خط ( Simplified Arabic ) وتكون المسافة بين الأسطر مفردة.
4. أن لا يتعدى عدد صفحات ورقة العمل (30) صفحة مقاس ( A4 ) .
5. أن يعد مقدم الورقة عرضاً للورقة لا يتجاوز (20 دقيقة) مع تحديد التقنيات المطلوبة لتنفيذ العرض.
6. الالتزام بالموعد النهائي لتسليم أوراق العمل (15 محرم 1428هـ).
7. إعداد ملخص لا يزيد عن صفحتين.
8. إرسال سيرة ذاتية للباحث.
9. ترسل (3) نسخ من ورقة العمل إضافة إلى قرص مرن يحوي ورقة العمل.
للتنسيق يرجى الاتصال على مسؤول الملتقى القرآني: يوسف الجاسر جوال (0505144074)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[13 Nov 2006, 02:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل: الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد فإني أشكركم على جهودكم المتواصلة لإخبار رواد الموقع بكل ما يتصل بتخصصه من ندوات و مؤتمرات. وإني ألاحظ في دعوتكم هذه غياب عنوان الجهة التي يمكن مراسلتها، بحيث لا يوجد إلا الهاتف. فحبذا لو تكرمتم ووضعتم عنوان البريد الإلكتروني، أو عنوان الموقع فهو أسهل في التواصل.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Nov 2006, 11:36 م]ـ
العنوان كاملاً للجهة المنظمة هو:
المملكة العربية السعودية
وزارة الدفاع والطيران والمفتشية العامة
إدارة الشؤون الدينية للقوات المسلحة
ص. ب.27028
الرياض 11417
هاتف: 0096614727555
موقع الجائزة على الانترنت:
http://www.p-sultan-p-q.org/
البريد الالكتروني:
info@p-sultan-p-q.org
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[15 Nov 2006, 12:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل: الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على اهتمامكم و تواصلكم الفعال. ولكن يؤسفني أن أخبركم أن العنوان الإلكتروني هو خاص بالجائزة، وليس بالمشاركة في الملتقى.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Feb 2007, 01:04 م]ـ
يرفع الموضوع للتذكير بمناسبة موعد تسليم البحوث.
السبت 15/ 1/1428هـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Feb 2007, 10:18 م]ـ
نظراً لكثرة طلبات الباحثين، وافقت اللجنة المنظمة للمؤتمر تمديد تاريخ استلام البحوث إلى:
30/ 1/1428هـ
بشرط أن يرسل الباحث البحث بالبريد الممتاز لضمان سرعة وصوله والله الموفق
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Apr 2007, 01:50 ص]ـ
بدأت أعمال الملتقى القرآني (العسكرية في القرآن الكريم) صباح الإثنين 28/ 3/1428هـ، بقاعة الفيصلية بالرياض. وسوف نوافيكم بإذن الله بجدول الملتقى وبحوثه غداً أو بعد غد.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[17 Apr 2007, 05:47 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل المفضال الدكتور عبد الرحمن
(يُتْبَعُ)
(/)
ونحن في انتظاركم
ـ[صالح صواب]ــــــــ[17 Apr 2007, 03:10 م]ـ
افتتح صباح يوم أمس الاثنين 28 ربيع الأول 1428هـ الموافق 16 أبريل 2007م (الملتقى القرآني الدولي) المصاحب لجائزة الأمير سلطان الدولية في حفظ القرآن للعسكريين
وفي الحفل الذي افتتح في الساعة العاشرة صباحا بآي من الذكر الحكيم
ألقى الشيخ عبدالله بن صالح بن عبدالحميد آل الشيخ، المدير العام لإدارة الشؤون الدينية للقوات المسلحة، والمشرف العام على الجائزة كلمة أوضح فيها فكرة الملتقى المصاحب للجائزة، والذي يأتي من اهتمام القائمين على الجائزة وعلى رأسهم سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، بتوسيع الأنشطة لكي تشمل عددا من الفعاليات، ومنها: الملتقى القرآني الدولي.
ثم ألقى العميد الركن/ محمد بن عبدالرحمن السعدان، رئيس اللجان المنظمة للجائزة كلمة أوضح فيها معالم الجائزة وضيوفها من داخل المملكة وخارجها ..
وفيما يلي بيان بالمحاور والباحثين، وموعد الجلسات:
الجلسة الأولى: (القيادة العسكرية في ضوء القرآن الكريم)، ويشارك فيها:
1 - الفريق متقاعد/ عبدالعزيز بن محمد الهنيدي.
2 - اللوءا الدكتور متقاعد/ فيصل بن جعفر بالي.
ويدير الجلسة: العقيد الركن/ صالح بن طالع العمري ..
وقد تمت الجلسة بعد جلسة الافتتاح .. وسأضيف تفاصيلها بإذن الله تعالى.
الجلسة الثانية: محور: (المبادئ العسكرية في ضوء القرآن الكريم)
وشارك فيها كل من:
أ. د. عبدالفتاح محمد خضر (تعذر حضوره، وألقى بحثه نيابة عنه: الشيخ يوسف الجاسر).
د. خالد بن إبراهيم الدبيان
وأدار الجلسة الدكتور/ فهد بن علي العندس.
وقد تمت الجلسة مساء الاثنين من الفترة 8.30 - 10 مساء ..
الجلسة الثالثة: محور: الاستراتيجية العسكرية في ضوء القرآن الكريم ..
الثلاثاء 29/ 3 الساعة 6.45 - 800 مساء ويشارك في هذا المحور:
1 - د. حامد بن محمد بن حامد عثمان.
2 - العقيد الركن/ محمد بن يحيى الجديعي.
ويدير الجلسة العقيد الركن/ محمد بن علي الشيباني.
الجلسة الرابعة: محور: أخلاق الحرب في ضوء القرآن الكريم ..
الثلاثاء 29/ 3 الساعة 8.30 - 10 مساء .. ويشارك فيه:
1 - الدكتور/ عبدالرحمن المدخلي.
2 - الرائد/ علي بن محمد الشهري
ويدير الجلسة: الرائد/ محمد بن بليهين القحطاني.
الجلسة الخامسة: صفات الجندي المسلم في ضوء القرآن الكريم ..
الأربعاء 1/ 4 الساعة 4.30 - 6.15 عصرا،، ويشارك في هذا المحور:
1 - أ. د. غانم بن قدوري الحمد (يلقيه نيابة عنه الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري).
2 - أ. د. علي بن فريد دحروج.
3 - د. صالح بن يحيى صواب.
4 - الشيخ/ أحمد بن فهد الخطاف.
ويدير الجلسة الشيخ/ يوسف بن جاسر الجاسر.
الجلسة السادسة: محور: الرحمة والتسامح في ضوء القرآن الكريم ..
الأربعاء 1/ 4 الساعة 6.45 - 8 مساء، ويشارك في هذا المحور:
1 - أ. د. محمد بن أحمد الصالح.
2 - أ. د. عبدالله بن فهد الشريف.
3 - الشيخ/ خلف بن علي العنزي.
ويدير الجلسة: الشيخ/ يوسف بن محمد الخثلان.
الجلسة السابعة: محور: عوامل النصر والهزيمة في ضوء القرآن الكريم ..
الأربعاء 1/ 4 الساعة 8.30 - 10 مساء، ويشارك في هذا المحور:
1 - د. مختار عبدالرحمن نصيره.
2 - د. أنور بن صالح أبو زيد.
3 - د. محمد بن عبدالله الربيعة.
ويدير الجلسة العميد الدكتور/ نادر بن حمد المزيني.
الجلسة الثامنة: محور: الحرب النفسية في ضوء القرآن الكريم ..
الخميس 2/ 4 الساعة 4.30 - 6.15 عصرا، ويشارك في هذا المحور:
1 - د. فهمي النجار.
2 - د. معن عبدالحق عارف.
3 - الرائد محمد بن عبيد العتيبي.
4 - النقيب فهد بن عايد العايد.
ويدير الجلسة الشيخ/ مسعود بن سعد الغامدي ..
الجلسة التاسعة: محور: حقيقة الانتصار في ضوء القرآن الكريم ..
الخميس 2/ 4 الساعة 6.45 - 8 مساء، ويشارك في هذا المحور:
1 - أ. د. زكريا بن عبدالرزاق المصري ..
2 - د. محمد بن مصطفى بكري السيد.
ويدير الجلسة الشيخ/ صلاح بن محمد الجهيمي ..
يعقد الملتقى القرآني بقاعة (أمسيات) بفندق الفيصلية ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Apr 2007, 12:40 ص]ـ
جزى الله أخي العزيز الدكتور صالح بن يحيى صواب خيراً على تكرمه بعرض محاور الملتقى القرآني الدولي هذا، وقد كان أفرد ذلك في مشاركة خاصة لفتاً لأنظار القراء الكرام حفظهم الله، إلا أنني اجتهدت - وقد أكون مخطئاً - فدمجت موضوعه بالموضوع الأصلي للملتقى القرآني هذا رغبة في توحيد الموضوع فأطلب المعذرة من أخي فضيلة الشيخ صالح حفظه الله.
وقد حضرت اليوم الأربعاء الندوات الثلاث التي أقيمت من بعد صلاة العصر، وافتتحت ببحث الدكتور غانم قدوري الحمد (دروس تربوية في الجندية في سورة الأنفال)، وقد ألقيته نيابة عن الدكتور غانم حفظه الله لتعذر وصوله للرياض، وكنت أتمنى أ، نحظى به بيننا في الرياض، لكن لعل في الأمر خيراً له إن شاء الله.
وهذه أبحاث المؤتمر كاملةً على صيغة PDF وزعت على الحضور على قرص ليزر، ومطبوعة في مجلد أنيق أيضاً فجزى الله الأخوة القائمين على هذا الملتقى خير الجزاء، وها هي بين أيديكم قبل نهاية الملتقى بيوم فكأنكم جميعاً قد حضرتم هذا الملتقى، وقرأتم أبحاثه قبل نهايته كما قرأها أو سمع ملخصاتها من شهد المؤتمر من قريب، ولله الفضل والمنة سبحانه وتعالى، لا قوة لنا إلا به.
أبحاث الملتقى القرآني الدولي
(العسكرية الإسلامية في ضوء القرآن لكريم) ( http://www.tafsir.org/tafsir/index.php?a=books&action=view&id=222)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Apr 2007, 01:05 م]ـ
الموقع الجديد
لجائزة الأمير سلطان الدولية للقرآن الكريم للعسكريين ( http://sipq.org/)(/)
صدور ترجمة لمعاني القرآن الكريم باللغة الدانماركية
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Nov 2006, 07:38 ص]ـ
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_246184556a543d6691.jpg
رحبت الجالية الإسلامية في الدانمارك على لسان "قاسم سعيد أحمد"، الناطق بلسان الوقف الاسكندنافي في العاصمة "كوبهاجن" بصدور ترجمة للقرآن الكريم، والتي أصدرتها دار نشر دانماركية، حيث تعد الأولى منذ عام 1967، مؤكدًا أن ترجمة القرآن الكريم سيساهم في رفع مستوى الحوار بين الأديان والحضارات.
وأضاف سعيد، طبقًا لما ذكره موقع "باب" الإلكتروني، أن ترجمة معاني آيات القران الكريم صدرت في لغة دانماركية بسيطة وسهلة تعمل على أن يتمكن طلاب المدارس وأفراد الجيل الثاني من المسلمين الذين لا يتقنون العربية من فهم تعاليم دينهم.
وأعرب عن تثمين الوقف الإسكندنافي البالغ للجهود الأكاديمية التي بذلت في إعداد ونشر هذه الترجمة، وأنه يتوقع أن يتم وضع تقييم جيد من الناحية الشرعية لها من قبل لجنة متخصصة باللغة والفقه الإسلامي بمساعدة من المراقبين في السعودية والأزهر.
جدير بالذكر، أن صدور هذه الترجمة يأتي في وقت تشهد فيه الدانمارك نقاشًا وحوارًا متزايدًا حول الإسلام والعلاقة مع العالم الإسلامي.
من جانبها، أوضحت "إيلين ولف"، المشرفة على الترجمة أن الهدف من ترجمة القرآن كان تعريف الدانماركيين بالإسلام، وذلك من أجل تخطي الإشاعات وإساءة الفهم والتزوير لمبادئه والاتهامات الموجهة له، كما يحدث في صفوف القوى اليمينية في الدانمارك، مشيرة إلى أنه لا يجب النظر إلى الترجمة وكأنها نص مقدس باللغة الدانماركية، بالنظر إلى القرآن باللغة العربية .. معتبرة أن الترجمة إنما هي لمعاني كلمات القرآن.
المصدر: مفكرة الإسلام ( http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=18847)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[16 Nov 2006, 11:54 ص]ـ
الحمد لله على إنجاز هذا العمل , فبمثل هذه الأعمال الإيجابية مع الوقت سيتمنوا ألف مرة أنهم لم يفتحوا هذه الجبهة عليهم , فالمسلمون ولله الحمد قادرون للدفاع عن دينهم ونبيهم , وعرض القرآن بين أمة تعاني من خواء روحي سيحدث أثراً ولا شك ولو بعد حين فالصبر الصبر أمة الإسلام.
ـ[الكشاف]ــــــــ[24 Oct 2007, 04:24 م]ـ
نظمت جامعة كوبنهاغن بالتعاون مع دار النشر فولايت فاند كوسنستن حفلة تدشين لترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الدانماركية والذي قامت به دانماركية غير مسلمة تحمل الدكتوراة في اللغة العربية وذلك بإحدى قاعات الجامعة.
وضم الحفل -الذي افتتح بتلاوة من القرآن الكريم تلاها رئيس المجلس الإسلامي الدانماركي- عددا من الشخصيات الإسلامية وممثلين عن المؤسسات الإسلامية إلى جانب العديد من الأكاديميين والمفكرين الدانماركيين المهتمين بالشؤون الإسلامية وعدد من المستشرقين.
وقامت بترجمة القرآن إلى اللغة الدانماركية التي جاءت بلغة أكاديمية عالية، الباحثة إلين وولف. وتقع الترجمة في 544 صفحة.
وبعكس ترجمات القرآن في بلدان أخرى، تقتصر الترجمة على اللغة الدانماركية دون جمعها بالنص العربي، وذلك إمعانا من المترجمة الدانماركية في أن الاقتصار على الدانماركية سيزيد القارئ تركيزا على المعنى، وحرصا منها على عدم إضاعة القارئ بين اللغتين ولو لم تكن إحداهما معروفة لديه.
ومن الملاحظ أن المترجمة رغم ميلها إلى استخدام لغة سهلة وبسيطة فإن لغة ترجمتها كانت قوية ومعبرة وذات مستوى أدبي عال، كما خلت الترجمة من أسباب النزول للآيات، وهو ما اعتبره البعض ضعفا كبيرا في الترجمة على اعتبار أن تفسير أسباب النزول ملازم لفهم معاني القرآن.
كما كان لافتا خلو ترجمة القرآن من كلمة ALLAH " الله" لتحل محلها كلمة " GUD" وهي بمعنى الإله، فيما ازدان غلاف الكتاب ببعض مقتطفات القرآن من مثل "قرآنا عربيا" و"أم الكتاب".
مهمة صعبة
ومن جانبها أوضحت المترجمة إلين وولف في اتصال مع الجزيرة نت أن عملها في ترجمة القرآن لم يكن سهلا، بل "صعبا وشاقا" واستغرق أكثر من ثلاث سنوات، وقالت إن الفكرة تبادرت بذهنها قبل 25 عاما عندما حفزها أحد أساتذتها بالجامعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأضافت وولف التي تحمل شهادة الدكتوراه في اللغة العربية، أنها لم تكن لتنتهي بتلك السرعة من ترجمة القرآن ما لم يتم دعمها ماليا في السنة الأخيرة من أحد رجال الأعمال الدانماركيين، وأنها حاولت أن تترجم المعاني بأفضل طريقة، مؤكدة أن الترجمة قد يجانبها الكمال، كما ترى أنه لا يضر ترجمة القرآن من شخص غير مسلم.
ورأت أن ترجمة القرآن فرصة مواتية للدانماركيين كي يتعرفوا على الدين الإسلامي بلغة سهلة وراقية، خاصة بعد الهوة الكبيرة التي أحدثها عرض الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
ملاحظات المسلمين
ورغم الارتياح الكبير الذي أبدته الجالية الإسلامية في الدانمارك إزاء الترجمة فإن ذلك لم يعفها من بعض الملاحظات. فقد أكد عبد الواحد بيدرسين أحد أئمة المسلمين -دانماركي الأصل- أن هذه الترجمة ستفتح الباب للدانماركيين لفهم القرآن الكريم، كما ستساهم بتشكيل فكرة عامة عن تعاليم الدين الإسلامي.
وأضاف في اتصال مع الجزيرة نت أنه رغم الفائدة الكبيرة التي ستتحقق للجيل الثاني من مسلمي الدانمارك الذين يواجهون صعوبات في قراءة وفهم القرآن باللغة العربية، فإن الترجمة ستقل من قيمتها كونها جاءت من غير مسلمة لفقدانها الناحية الدينية والروحية وعدم إلمامها بالسيرة النبوية والتفسير وهي أدوات مهمة لفهم معاني القرآن، وبالتالي فإنه يصعب إقرار تلك الترجمة كمرجع رسمي وشامل في الدانمارك دون تطويره.
وفي سياق متصل أيد رئيس المركز الإسلامي بالدانمارك الدكتور جهاد الفرا ما ذهب إليه بيدرسين، وأضاف للجزيرة نت أن عدم ترجمة القرآن من المسلمين الذين لا ينقصهم القدرة المالية أو التأهيل العلمي "تقصير يجب تداركه"، وأعرب عن أمله في أن تتوحد الجهود لتطوير مثل هذه الترجمات وإيصالها للكمال لكي تكون مرجعا معتمدا لدى الجالية المسلمة.
ويرى أن ترجمة معاني القرآن من باحثة دانماركية بأسلوب أكاديمي خال من التحيز سيكون أدعى لتقبله لدى عامة الدانماركيين، كونه جاء من أكاديمية غير مسلمة وبلغة سليمة وغير متحيزة، مؤكدا أن ترجمة معاني القرآن دون الدخول في تفسيره إضافة جيدة تحسب للمنصفين للدين الإسلامي داخل المجتمع الدانماركي.
يذكر أن أول ترجمة للقرآن في الدانمارك كانت قبل 40 سنة، قام بها المسلم من أصل دانماركي عبد الله مادسن صدرت عام 1967، لكن هذه الترجمة -رغم بيع أكثر من 10 آلاف نسخة منها- لم تتمتع باعتراف من مسلمي الدانمارك نظرا لانتماء المترجم للطائفة الأحمدية وتضمنها العديد من الأخطاء اللغوية والمصطلحات الصعبة التي تداركتها وولف في ترجمتها التي تعتبر الثانية من نوعها في الدانمارك.
المصدر: الجزيرة الإخبارية ( http://www.aljazeera.net/News/archive/archive?ArchiveId=368123) .
ـ[محمد كالو]ــــــــ[24 Oct 2007, 05:54 م]ـ
هذا التقرير فيه بيان واضح لتقصير المسلمين، حتى تنبري هذه المترجمة غير المسلمة فتقوم بهذا العمل
نسأل الله تعالى أن تكون هذه الترجمة خالية من الأخطاء
وإلا فهي ستشوه معاني القرآن الكريم أكثر من أن توضحه.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[25 Oct 2007, 07:43 م]ـ
كتبت تعليقا حول ترجمة البحوث والكتب التخصصية إلى اللغات الأخرى، قد يفيد الاطلاع عليه. وهو موجود على الرابط التالي:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=9858(/)
الأسانيد المعتمدة في تفسير ابن عباس
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[12 Nov 2006, 05:12 م]ـ
هل من بحث حول موضوع: الأسانيد المعتمدة في تفسير ابن عباس، و الأسانيد الضعيفة عنه؟
ـ[وائل حجلاوي]ــــــــ[13 Nov 2006, 12:22 م]ـ
مقدمة كتاب: التفسير الصحيح (موسوعة الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور)
لـ أ. د. حكمت بشير ياسين حفظه الله تعالى
ذكر المؤلف حفظه الله بعض الطرق التي تتكرر كثيراً في التفسير عن ابن عباس مع الحكم عليها ونقل كلام الأئمة عنها.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[25 Nov 2006, 01:18 ص]ـ
بارك الله فيكم(/)
هل توافقون على هذا الاستنباط.؟
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[12 Nov 2006, 06:42 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
قال تعالى: " وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى? كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ. "
يقول الإمام القرطبي في تفسيره بعدما تكلم على أحكام الغلول:
- العاشرة: ومن الغُلُول حبس الكُتُب عن أصحابها، ويدخل غيرها في معناها. قال الزُّهِريّ: إيّاك وغلولَ الكتب. فقيل له؛ وما غُلُول الكتب؟ قال؛ حبسها عن أصحابها. وقد قيل في تأويل قوله تعالى?: " وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ " أن يكتم شيئاً من الوَحْي رَغْبةً أو رَهْبةً أو مُداهنة. " (1)
أظن أن حبس الكتب عن مستحقيها، و عن الباحثين يدخل في الغلول أيضا.
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) تفسير القرطبي (2/ 247)، دار الفكر بيروت (1415هـ-1995م)
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[14 Nov 2006, 10:50 م]ـ
مرحباً أخي علال
سأفترض أن السؤال من شقين:
س1: هل توافقون على استنباط الإمام القرطبي؟؟
س2: هل توافقون على استنباطي؟؟
الآية تفهم أكمل ما يكون الفهم بعد محاولة استيعاب -- أو الإحاطة إن أمكن على عسر هذا - بالسياق التي نزلت فيه, كسبب نزولها, والآثار الواردة فيها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته عليهم رضوان الله. مع التحذير من القول في القرآن الكريم بالرأي, ربما لظروف نفسية معينة, كأن يمنع أحدهم كتبه عن آخر, فيتذكر الأخير قول أحد المفسرين المتأخرين الذي يستق مع تلك الظروف النفسية, فيربط هذا بهذا, ويحدث هنا الخطأ في التأويل مالم يكن المرجع الآثار الثابتة عن سلفنا الصالح في القرون الفضلى وليس القرون الوسطى التي عاش فيها الإمام القرطبي رحمه الله - القرن السابع-- وحقيقة قراءة كتاب ((التذكرة)) مثلاً للإمام ابن فرح القرطبي, لاتجعلك تثق بمستوى تمييزه ونباهته واختياراته كثيراً, بل فيها كثيراً مما لايمكن ان يقبله عقل, كبعض الخرافات. ويكاد أن يكون نصف هذا الكتاب الوعظي ((مضروباً))
وجوابي: ننظر في الاثار الواردة عن النبي وصحابته حول هذه الاية الكريمة, ثم نتثبت من صحتها ثم نقول بها إن صحت, ونكل علم مالا نعلم الى عالمه والى الله عز وجل ينتهي علم كل عليم, ففوق كل ذي علم عليم, وكان الله بكل شيء عليماً, وأمر هذه الآية يسير
وفقكم الله وسدد خطاكم لما فيه الخير
ـ[د. أنمار]ــــــــ[17 Nov 2006, 04:07 ص]ـ
وحقيقة قراءة كتاب ((التذكرة)) مثلاً للإمام ابن فرح القرطبي, لاتجعلك تثق بمستوى تمييزه ونباهته
!!!!!!!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Nov 2006, 08:07 ص]ـ
الغلول في هذه الآية هو أخذ شيء من المغنم خفية، وما ورد في سبب نزول هذه الآية مع تعدد الأقوال فيه يدل في غالبه على هذا المعنى. ولستُ أدري وجه دخول حبس الكتب في هذا المعنى كما ذهب إليه الإمام القرطبي رحمه الله، واستدلاله بقول الإمام الزهري في رأيي ليس في محله؛ حيث إن كلام الإمام الزهري هذا مقيد بغلول الكتب، ولا يعني أن الزهري يحمل هذه الآية على هذا المعنى.
ثم إن الغلول أخذٌ قبل القسمة، وحبس الكتب منعٌ. ثم إن حبس الكتب عن مستحقيها فيه تفصيلٌ:
فإن كان منعاً بغير حق، عن طالب حريص يحافظ على الكتاب ويعرف قيمته فهذا لا يجوز. وإن كان منعاً بحق لأي سبب صحيح فلا أرى به بأساً، واقرأ كلام العلماء في استعارة الكتب وآدابها تجد لهم تفصيلاً في ذلك، وقصصاً متفرقة.
وأما تعقيب الأخ محمد بن سفر وفقه الله فهو تعقيب ضعيف غير مقبول، فليته يتأمل جيداً في الموضوع قبل طرحه، ويحرص على تنقيح مشاركته جيداً من الناحية العلمية والإملائية، فهو لم ينصف الإمام القرطبي في كلامه، بل أساء إلى نفسه بكلامه الضعيف فيه، وأما القرطبي فهو القرطبي صاحب التفسير وحسبك به إماماً موفقاً في تفسيره وفي كتابه التذكرة، وما أورده فيه من الآثار لا يعني أنه يقول بها، وهذا موضوع ليس هذا محل بحثه. إلا أن التأدب مع هؤلاء الكبار لا يتهاون فيه، ورحم الله امرأ قال خيراً فغنم، أو سكت عن شر فسلم.
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[18 Nov 2006, 01:01 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فضيلة د. عبدالرحمن بن معاضة الشهري قولك: " ولستُ أدري وجه دخول حبس الكتب في هذا المعنى كما ذهب إليه الإمام القرطبي رحمه الله. "
مراد الإمام القرطبي: أن تستعير كتابا فلا ترده إلى صاحبه، فحبسه عنه من الغلول.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Nov 2006, 02:12 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي علال. لقد ذهب عن ذهني تماماً أن المقصود بقول الزهري أخذ الكتاب من مالكه ثم عدم رده إليه، وهذا الوجه ظاهر الدخول في المعنى وفقك الله. ولم أتنبه إلا لمنع الكتاب من الإعارة ابتداءً.
جزاك الله خيراً أخي الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[03 Dec 2006, 01:22 م]ـ
وفيك بارك الله فضيلة الشيخ عبد الرحمن الشهري
قالوا قديما:
وكل ما فهمه ذو الفهم **** ليس بنص لعروض الوهم(/)
عن لفظ الجاهلين
ـ[عائشة]ــــــــ[13 Nov 2006, 10:13 م]ـ
سم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى ((وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما))
حسب علمى ان كلمة الجاهلين لها تفسيرات كثيرة فقد تطلق على الطائشين السافهين وفسرت ايضا بالمستهزئين بالمؤمنين وقد يوحى هذا الاطلاق حسب ظنى لا علمى انه يقصد بها الكافرون.
وربمافسرت بتفسيرات اخرى
فهل يحق ان تطلق هذه الكلمة على المسلمين ايضا؟
ـ[منصور مهران]ــــــــ[14 Nov 2006, 08:17 ص]ـ
جاء في سؤال الأستاذة عائشة: (هل يحق أن تطلق هذه الكلمة على المسلمين؟) تعني بها كلمة (جاهلين).
الجواب: إن كان القصد منها أي شيء غير الجهل الذي هو نقيض العلم؛
فلا
لأن هذا الوصف كان يطلق - قبل البعثة - على أمة وثنية يجاورها أتباع ديانات محرفة.
وقد انتفى هذا الوصف عنها بدخول الناس في دين الله، وتطهير جزيرة العرب من دنس الشرك و غيره،
وأصبحت أمة المسلمين في مجموعها أمة التوحيد وصارت أبعد ما تكون عن الوصف بالجاهلية أو بالجاهلين،
ولم يرد في الشريعة وصفها بشيء من ذلك عندما ينحرف الناس في بعض الأزمان ويتبعون سَنَن مَن قبلهم:
حذو القذة بالقذة.
وقصارى ما يجوز من وصف جاهل أو جاهلية أن يُطلق على فرد أو أفراد وقع منهم شيء من فعل الجاهلية
غير شرك ولا تكذيب للنبوة؛ كالذي وقع من أبي ذر الغفاري يوم عيَّر رجلا بأمه،
فوصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه امرؤ فيه جاهلية.
روى ذلك البخاري وغيره.
ولذلك فشرط الوصف بالجهل والجاهلية أن لا يقع شِرك أو ما يوجب حدا أو قصاصا أو كبيرة فلكل فعل منها
وصف يخصه.
ولو جاز وصف الأمة بشيء من ذلك لأوهم أن الأمة بأسرها خرجت عن ملة الإسلام وعادت جاهلية.
بقيت مسألة الوصف بالجهل الذي هو بخلاف العلم فهذا جائز بلا شك لأنه لا يستعمل للطعن في دين الجماعة
بل هو وصف لفرد أو أفراد فيظل في دائرة الجائز حتى يقوم دليل يبطله.
ومن شاء مزيد قول فليرجع إلى معجم المناهي اللفظية، لبكر أبي زيد، ص 212 وما بعدها.
والله أعلم.
ـ[عائشة]ــــــــ[04 Dec 2006, 11:11 م]ـ
الجواب: إن كان القصد منها أي شيء غير الجهل الذي هو نقيض العلم؛
بل هو الجهل الذى هو نقيض العلم باعتبارهم يجهلون ما عليه المسلمون من خوف وخشية من الله تعالى فهم يمشون هذه المشية بتواضع وتادب لما عرفوامن امور قد يجهلها غيرهم
فهل يطلق هذا اللفظ على الجاهين المستهزئين الغير عارفين من المؤمنين
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 Dec 2006, 06:39 ص]ـ
السلام عليكم
لا مانع من حيث اللغة والشرع من إطلاق لفظة جاهل على مسلم إن جهل--
ومعنى الجهل لغة هو عكس العلم
جاء في اللسان (الجَهْل: نقيض العِلْم، وقد جَهِله فلان جَهْلاً وجَهَالة، وجهِلَ عليه. وتَجَاهل: أَظهر الجَهْل؛ عن سيبويه. الجوهري: تَجَاهَل أَرَى من نفسه الجَهْل وليس به، واسْتَجْهَله: عَدَّه جاهِلاً واسْتَخَفَّه أَيضاً.
والتجهيل: أَن تنسبه إِلى الجَهْل، وجَهِل فلان حَقَّ فلان وجَهِلَ فلان عَلَيَّ وجَهِل بهذا الأَمر. والجَهَالة: أَن تفعل فعلاً بغير العِلْم.)
وكذلك عدم التحكم بالنفس حال الغضب- وكأنّ الغاضب حينها لا يتحرك بعلم فصار جاهلا جهولا -- قال الشاعر
ألا لا يجهلنّ أحد علينا ---فنجهل فوق جهل الجاهلينا
جاء عند القزويني في الإيضاح
(وقوله وأعرض عن الجاهلين أمر بإصلاح قوة الغضب أي أعرض عن السفهاء واحلم عنهم ولا تكافئهم على أفعالهم)(/)
عن تقسيم سور القرآن
ـ[عائشة]ــــــــ[13 Nov 2006, 10:33 م]ـ
هل هذا التقسيم لسور القران صحيح
((السبع الطوال _المئون او المنون _ ................ والمفصل))
وان كان صحيحا فمن قسمه(/)
الجمعية العلمية للقرآن وعلومه تعقد لقائها الشهري الأول اليوم الثلاثاء 23/ 10/1427هـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Nov 2006, 11:10 ص]ـ
يسر الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه دعوة جميع أعضائها المقيمين بالرياض لحضور اللقاء الشهري الأول بعنوان:
الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم: أهدافها وجهودها
ضيف اللقاء
د. عبدالله بن علي بصفر
المكان: قاعة المقصورة للاحتفالات - طريق الملك عبدالله
اليوم / الثلاثاء
التاريخ / 23/ 10 / 1427 هـ
الزمان / بعد صلاة المغرب مباشرة
للاستفسار: 2582695 – 01 محمول 0555462381
المصدر ( http://www.alquran.org.sa/news.php?id=36)
ـ[نور القرآن]ــــــــ[19 Nov 2006, 02:26 ص]ـ
أستاذنا الكريم الدكتور عبد الرحمن الشهري: جزاكم الله خيرا على جهودكم العظيمة المبذولة في خدمة القرآن الكريم وعلومه
ولكن هل الحضور قاصر فقط على الأعضاء المقيمين بالرياض؟ إذا كان الأمر كذلك فقد ضعنا والحمد لله نحن المقيمين في المدن البعيدة عن العاصمة ................
إلا إذا تم عرض إطروحات اللقاء بعلامة مثل د/ عبد الله بصفر سواء عرضت نتائج اللقاء في المنتدى أو بأرسالها للأعضاء عن طريق البريد العادي أو الإلكتروني
ولازلنا ندين لسيادتكم بالجهود المبذولة في إثراء الجمعية وجدول أعمالها وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Nov 2006, 03:37 م]ـ
جزاك الله خيراً أختي الكريمة.
منذ تم اللقاء وأنا أرغب كتابة بعض ما دار فيه، غير أنني أردت أن أرفق مع المشاركة عرضاً الكترونياً عرضه الدكتور عبدالله بصفر وفقه الله عن جهود الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم، ولم أحصل عليه بعدُ، فلعل ذلك يكون في مشاركة قادمة.
وقد عقد اللقاء الأول لأعضاء الجمعية في الرياض كبداية للقاءات مماثلة لأعضاء الجمعية في المناطق المتقاربة التي يكون عدد الأعضاء فيها كثيراً كمكة والمدينة وأبها والشرقية، رغبة في توحيد الجهود، وتعارف الأعضاء، وتقوية الروابط الأخوية والعلمية بين المتخصصين أعضاء الجمعية.
وقد كان اللقاء الأول لقاء ناجحاً ولله الحمد، حضره حوالي ستون عضواً، وشاهد الحضور في بداية اللقاء فيلماً تعريفياً بالجمعية مدته 12 دقيقة، ثم قدم الدكتور عبدالله بصفر تعريفاً وافياً بالهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم وجهودها في مختلف أنحاء العالم في تحفيظ القرآن وتعليمه، وإنشاء مراكز علمية لذلك كله تخرج فيها الآف الطلاب والطالبات. وهي جهود تثلج الصدر، وتبشر بالخير الكثير.
ثم استمع الضيف إلى بعض التعقيبات والأسئلة والآراء، وختم اللقاء بكلمة لفضيلة رئيس مجلس إدارة الجمعية الأستاذ الدكتور زاهر الألمعي شكر فيها الضيف وجميع الأعضاء على حضورهم.
وقد كان اللقاء الأول مقتصراً على أعضاء الجمعية في الرياض من الرجال، ولعله يكون هناك تنسيق قادم بإذن الله لمشاركة الأخوات في اللقاء بطريقة مناسبة، أو أن يكون لهن لقاء خاص بهن إن شاء الله.
وأشكر الله سبحانه وتعالى الذي يسر هذا اللقاء، وأخص بالشكر الأخوين الكريمين الدكتور عادل الشدي نائب رئيس الجمعية، والدكتور العباس الحازمي أمين الجمعية اللذين كان لهما جهد مميز في إنجاح هذا اللقاء وحسن ترتيبه.(/)
هل عمدة الحفاظ للحلبي في الشبكة
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[14 Nov 2006, 01:35 م]ـ
وما رابطه وفقكم الله وما الكتب المؤلفه على غرار عمدة الحفاظ ومفردات الراغب
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Nov 2006, 09:36 م]ـ
لم يسبق لي أن رأيت هذا الكتاب على هيئة الكترونية، على الانترنت أو على برامج، ولكن يوجد كتاب مفردا ت القرآن للراغب الأصفهاني والفرق بينهما طفيف.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[18 Nov 2006, 03:03 م]ـ
خذ هذا الرابط فربما تجد بغيتك:
خزانة الكتب العربية ( http://islamport.com/index2.html)(/)
سؤال عن تفسير مقاتل المطبوع
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[14 Nov 2006, 01:38 م]ـ
هل تفسير مقاتل الكامل فيه إضافة علمية على التفاسير المتأخرة عنه
وهل معتقده فيه تأثير واضح في تفسيره؟
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[14 Nov 2006, 02:17 م]ـ
اظن اولا بعد التحقق من صحة نسبته الى مقاتل ان هذا الكتاب مفيد جدا في اعادة النظر فيما كتب عن تاريخ التفسير بخاصة لا سيما وانهم يقولون ان نضوج التفسير كان متاخرا عن هذا التاريخ ويلزم من هذا الكتاب ان الامر على غير ذلك ويظهر والله اعلم من خلال بعض القراءات في هذا الكتاب ان معتقد مقاتل كان له بعض التاثير فيما كتب لكن الامر يحتاج الى تتبع لم افعله انا الى الان
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Nov 2006, 08:44 ص]ـ
تفسير مقاتل المطبوع كتاب قيم جداً، لا يستغني عنه المتخصص في الدراسات القرآنية كما تفضل أخي الدكتور جمال أبو حسان، وأقوال مقاتل التي فيه هي أقواله التي ينقلها المفسرون بعده عنه، مما يؤكد صحة نسبته إليه، وهو يمثل حلقة مهمة متقدمة من حلقات التصنيف في تفسير القرآن الكريم، حيث توفي رحمه الله سنة 150هـ، وهو تاريخ متقدم على الكتب التي جاءت بعده كعبدالله ابن وهب المتوفى سنة 197هـ، ويحيى بن سلام المتوفى سنة 200هـ، والطبري المتوفى سنة 310هـ وغيرهم. وفيه فوائد كثيرة يضيق المجال عن سردها، وهي لا تخفى على طالب العلم المتخصص الذي اطلع على هذا السفر النفيس.
غير أنني أرى أن هذا التفسير قد ظلمَ بحبسه مدة طويلة عن طلبة العلم بعد تحقيق الدكتور عبدالله شحاته له قديماً، ثم لما خرج مؤخراً مطبوعاً في خمسة مجلدات عن دار إحياء التراث، خرج مشوهأً سيء الطباعة، فيه مبالغة في عدد الصفحات، مع ضعف التحقيق، وحذف المقدمة الدراسية، وسرد الآيات القرآنية قبل السورة مصورة بكاملها دون داعٍ لذلك. ثم صدرت له طبعة في ثلاثة مجلدات عن دار الكتب العلمية في بيروت. وقد سبق أن صدرت طبعة الكتاب في مجلدين صغيرين قديماً وهي أجود طبعاته من حيث الحرف دون خدمة الكتاب خدمة علمية تليق به وبمكانته في التفسير وتقدمه.
وإنني أرى جدارة هذا التفسير بإعادة التحقيق العلمي له، والتوثيق للأقوال التي أوردها، وموازنة ما فيه من أقوال بما ذهب إليه بعده المفسرون كالطبري وابن عطية، فقد خدمه الدكتور عبدالله شحاته قديماً قبل أن تنشر معظم كتب التفسير نشراً علمياً، وقبل أن تنهض الدراسات القرآنية وأدواتها هذه النهضة المباركة التي نشهدها اليوم.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[17 Nov 2006, 08:29 م]ـ
مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي الخراساني أبو الحسن البلخي
خلاصة قول الحافظ ابن حجر فيه:
" كذبوه وهجروه ورمى بالتجسيم "
بعض المقتطفات مما قيل فيه نقلا عن التهذيب:
بعض أقوال الأئمة الأربعة:
قال أبو حنيفة أتانا من المشرق رأيان خبيثان جهم معطل ومقاتل مشبه
عن أبي حنيفة أفرط جهم في النفي حتى قال أنه ليس بشيء وأفرط مقاتل في الاثبات حتى جعل الله بالى مثل خلقه
وعن مالك بن أنس أنه بلغه أن مقاتل بن سليمان جاءه إنسان فقال له أن إنسانا جاءني فسألني عن لون كلب أصحاب الكهف فلم أدر ما أقول له فقال له الا قلت ايقع فلو قلته لم تجد أحدا يرد عليك
قال نعيم بن حماد هذا أول ما ظهر لمقاتل من الكذب
وروي عن الشافعي من وجوه الناس عيال على مقاتل في التفسير
وقال الأثرم سمعت أبا عبد الله يسأل عنه فقال أرى أنه كان له علم بالقرآن
بعض ما قيل في تفسيره:
وقال الخليلي محله عند أهل التفسير محل كبير وهو واسع لكن الحفاظ ضعفوه في الرواية وهو قديم معمر وقد روى عنه الضعفاء مناكير والحمل فيها عليهم (ولعل هذا من باب تحسين الظن وغيره اتهمه نفسه كما سيأتي)
قال علي بن الحسين بن الواقد كنا في شك أن مقاتلا لقي الضحاك فإذا كان له من القدر ما يؤلف تفسير القرآن في عهد الضحاك فقد كان في زمانه رجلا جليلا
قيل لحماد بن أبي حنيفة أن مقاتلا أخذ التفسير عن الكلبي قال كيف يكون هذا وهو أعلم من الكلبي
قال سفيان بن عبد الملك عن بن المبارك إرم به وما أحسن تفسيره لو كان ثقة
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال بن حبان كان يأخذ عن اليهود والنصارى علم القرآن الذي يوافق كتبهم وكان مشبها يشبه الرب سبحانه وتعالى بالمخلوقين وكان يكذب مع ذلك في الحديث أصله من بلخ وانتقل إلى البصرة فمات بها
قال أحمد بن سيار المروزي كان من أهل بلخ تحول إلى مرو وخرج إلى العراق فمات بها وهو متهم متروك الحديث مهجور القول وكان يتكلم في الصفات بما لا يحل ذكره
وقال أبو اليمان قام مقاتل بن سليمان فقال سلوني عما دون العرش حتى أخبركم به فقال له يوسف السمتي من حلق رأس آدم أول ما حج قال لا أدري ورويت هذه الحكاية والتي بعدها عنه من وجوه
وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني كان كذابا جسورا سمعت أبا اليمان يقول قدم ها هنا فقال سلوني عما دون العرش قال وحدثت أنه قال مثلها بمكة فقال له رجل أخبرني عن النملة أين أمعاؤها فسكت
أقوال أخرى في الحط عليه:
قال إسحاق بن إبراهيم الحنظلي: أخرجت خراسان ثلاثة لم يكن لهم في الدنيا نظير يعني في البدعة والكذب جهم ومقاتل وعمر بن صبح
وقال خارجة بن صعب كان جهم ومقاتل عندنا فاسقين فاجرين قال خارجة لم استحل دم يهودي ولا ذمي ولو قدرت على مقاتل بن سليمان في موضع لا يرانا فيه أحد لقتلته
مر خارجة بمقاتل وهو يحدث الناس فقال حدثنا أبو النضر يعني الكلبي قال فمررت عليه مع الكلبي فقال الكلبي والله ما حدثته قط بهذا ثم دنا منه فقال يا أبا الحسن أنا أبو النضر وما حدثتك بهذا قط فقال أسكت يا أبا النضر قال تزيين الحديث لنا إنما هو بالرجال
وقال البخاري قال بن عيينة سمعت مقاتلا يقول ان لم يخرج الدجال الأكبر سنة خمسين ومائة فاعلموا إني كذاب
وقال أبو عبيد الله وزير المهدي قال لي المهدي الا ترى إلى ما يقول لي هذا يعني مقاتلا قال إن شئت وضعت لك أحاديث في العباس قلت لا حاجة لي فيها
وقال العباس بن الوليد بن مزيد عن أبيه سألت مقاتل بن سليمان عن أشياء فكان يحدثني بأحاديث كل واحد ينقص الآخر فقلت بأيها قال بأيها شئت
وقال النسائي كذاب وقال في موضع آخر الكذابون المعروفون بوضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة إبراهيم بن أبي يحيى بالمدينة ومقاتل بخراسان ومحمد بن سعيد المصلوب بالشام والواقدي ببغداد
وقال الدار قطني يكذب وعده في المتروكين
وقال العجلي متروك الحديث
وذكره يعقوب بن سفيان في باب من يرغب عن الرواية عنهم
وقال أبو أحمد الحاكم ليس بالقوي عندهم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Nov 2006, 09:06 م]ـ
أخي الدكتور أنمار وفقه الله: هل قرأت تفسير مقاتل؟
ـ[السائح]ــــــــ[17 Nov 2006, 11:32 م]ـ
وفقكم الله وبارك فيكم.
في رمي مقاتل بالتمثيل (والتشبيه!) نظر، ويحسن التأمل فيما ذكره الأخ الفاضل الباحث جابر بن إدريس في كتابه النفيس " مقالة التشبيه وموقف أهل السنة منها " 1/ 323 - 340.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[18 Nov 2006, 01:27 ص]ـ
أخي الدكتور أنمار وفقه الله: هل قرأت تفسير مقاتل؟
حضرة الدكتور عبد الرحمن حفظه المولى:
كنت أنوي قراءة المخطوطة من موقع الأزهر على الشبكة وتوجد في قسم التفسير تحت عنوان
تفسير مقاتل بن سليمان -برقم -341623
لكن -مما سبق- انقدح في ذهني قراءته بمنهجية تشمل:
الإفادة منه في باب التفسير بشكل عام شاملا ما يتعلق باللغة وعلوم القرآن.
تجنب الروايات المسندة.
تجنب آرائه في الصفات.
فإن كان ثمة إضافة أو نصح آخر فكلي آذان صاغية
وعلى حد ما أفدتم به، إن صعبت علي النسخة المخطوطة فيبدو أن نسخة الدكتور شحاته لا سبيل لها. وليس لنا إلا نسخة الكتب العلمية.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[20 Nov 2006, 04:48 م]ـ
هذه رؤوس أقلام كتبتها أثناء إعدادي لإلقاء دورة عن كتب التفسير عام (1422)، وقد تتبعت فيها المطبوع قرنًا بعد قرن، حتى نهاية القرن السادس، وكان منها هذا الكلام عن تفسير مقاتل، فأحببت المشاركة في هذا الموضوع لعل فيه نفعًا لمن يقرأه.
تفسير القرآن لمقاتل بن سليمان (150)
أولاً: ترجمة مقاتل:
مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي، الخرساني، أبو الحسن البلخي، المفسر.
روى عن: مجاهد (ت: 104)، والضحاك بن مزاحم (105)، وعطية العوفي (ت: 111)، وزيد بن أسلم (ت: 136)، وغيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى عنه: سفيان بن عيينة (ت: 197)، وعبد الصمد بن عبد الوارث، والهذيل بن حبيب، وغيرهم.
متهم بالكذب، والقول بالتشبيه، وهو مع هذا عالم واسع المعرفة.
قال علي بن الحسين بن واقد المروزي عن عبد المجيد من أهل مرو: (سألت مقاتل بن حيان، فقلت يا أبا بسطام: أنت أعلم أو مقاتل بن سليمان؟
قال: ما وجدت علم مقاتل في علم الناس إلا كالبحر الأخضر في سائر البحور) ينظر: تهذيب الكمال (28: 436).
وقال أبو الحارث الجوزجاني حكي لي عن الشافعي أنه قال: (الناس كلهم عيال على ثلاثة على مقاتل في التفسير، وعلى زهير بن أبي سلمى في الشعر، وعلى أبي حنيفة في الكلام) ينظر: تهذيب الكمال (28: 436).
وروي عن الربيع بن سليمان قال: (سمعت الشافعي يقول: من أراد التفسير، فعليه بمقاتل بن سليمان ... ).
وروي عن حرملة بن يحيى قال: (سمعت الشافعي يقول: من أحب الأثر الصحيح فعليه بمالك ومن أحب الجدل فعليه بأصحاب أبي حنيفة ومن أحب التفسير فعليه بمقاتل).
وفي رواية أخرى قال: (الناس عيال على هؤلاء الأربعة، فمن أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على محمد بن إسحاق ومن أراد أن يتبحر في الشعر فهو عيال على زهير بن أبي سلمى ومن أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي ومن أراد أن يتبحر في تفسير القرآن فهو عيال على مقاتل بن سليمان).
قال إبراهيم الحربي: (وإنما جمع مقاتل تفسير الناس وفسر عليه من غير سماع. ولو أن رجلا جمع تفسير معمر عن قتادة، وشيبان عن قتادة كان يحسن أن يفسر عليه.
قال إبراهيم: لم أدخل في تفسيري منه شيئا.
قال إبراهيم: تفسير الكلبي مثل تفسير مقاتل سواء).
وقال حامد بن يحيى البلخي: (عن سفيان بن عيينة: أول من جالست من الناس مقاتل بن سليمان وأبو بكر الهذلي وعمرو بن عبيد وإنسان يقال له صدقة الكوفي، فكانوا يجتمعون خلف المقام، فيتذاكرون القرآن بينهم، فيقول مقاتل بن سليمان: حدثنا الضحاك، ويقول الهذلي: حدثني الحسن، ويقول صدقة: حدثني السدي، ويقول عمرو بن عبيد: حدثني الحسن.
فقال لي مقاتل بن سليمان ـ وأردت أن أخرج إلى الكوفة ـ إن كنت تريد التفسير فسل عن الكلبي، قال: فقدمت الكوفة، فسألت عن الكلبي، فقلت إن بمكة رجلا يحسن الثناء عليك، قال: من هو؟ قلت: مقاتل بن سليمان، فلم يحمده) ينظر في هذه النقول: تهذيب الكمال (28: 442).
وصف الكتاب:
ألَّف مقاتل تفسيرًا للقرآن، وكان طريقته في التأليف أنه ذكر من سيروي عنهم التفسير، ثمَّ سرده بدون إسناد، ولا نسبة الأقوال إلى قائليها، وقد انتقد على طريقته هذه.
قال راوي تفسيره أبو صالح الزيداني: الهذيل بن حبيب: (عن مقاتل بن سليمان، عن ثلاثين رجلاً؛ منهم اثنتي عشر رجلاً من التابعين، منهم من زاد على صاحبه الحرف، ومنهم من وافق صاحبه في التفسير، فمن الاثني عشر: عطاء بن أبي رباح، والضحاك بن مزاحم، ونافع مولى ابن عمر، والزبير (كذا)، وابن شهاب الزهري، ومحمد بن سيرين، وابن أبي مليكة، وشهر بن حوشب، وعكرمة، وعطية الكوفي، وأبو إسحاق الشعبي (كذا)، ومحمد بن علي بن الحسين بن علي، ومن بعد هؤلاء قتادة ونظراؤه، حتَّى ألَّفت هذا الكتاب.
قال عبد الخالق بن الحسن (1): وجدت على ظهر كتاب عبيد الله بن ثابت، عن أبيه = تمام الثلاثين الذين روى عنهم مقاتل؛ قال: حدثنا الهذيل، قال: رجال مقاتل الذين أخذ عنهم ـ سوى من سمَّينا ـ: قتادة بن دعامة، وسليمان بن مهران الأعمش، وحماد بن أبي سليمان، وإسماعيل بن أبي خالد، وابن طاووس اليماني، وعبد الكريم وعبد القدوس صاحبي الحسن، وأبو روق، وابن أبي نجيح، وليث بن سُليم، وأيوب، وعمرو بن دينار، وداود بن أبي هند، والقاسم بن محمد، وعمرو بن شعيب، والحكم بن عتبة، وهشام بن حسان، وسفيان الثوري.
ثمَّ قال أبو محمد: قال أبي: فقلت لأبي صالح: لم كتب عن سفيان، وهو أكبر منه؟ فقال: لأنَّ مقاتل عُمِّرَ، فكتب عن الصغار والكبار.
قال أبو محمد: قال أبي: قال أبو صالح: بذلك أخبرني مقاتل) تفسير مقاتل بن سليمان، تحقيق: عبد الله شحاته (1: 25 ـ 26).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ ويظهر من هؤلاء الذين ذكر أسماءهم أنه نقل عن بعض المحدثين أحاديث من طرقهم تتعلق بالتفسير، كما نقل عمن عُرفَ بالتفسيرِ.
ـ كما يظهر من قراءة كتابه أنَّ له أراءه الخاصَّة التي بثَّها في هذه النقول التي ذكر رواتُه الذين رواها عنهم.
ـ وقد ذكر راوي التفسير الهذيل بن حبيب بعض الآثار المتعلقة بالقرآن وتفسيره من طريق مقاتل ومن طريق غيره.
ومن ذلك ما ورد في الإسناد الآتي: (حدثنا عبيد الله، قال: وحدثني أبي، عن الهذيل، عن صيفي بن سالم، عن عمرو بن عبيد، عن الحسن في قوله: ((أكاد أخفيها))، قال: أخفيها من نفسي.
قال هذيل: ولم أسمع مقاتلاً) تفسير مقاتل: (3: 23)
كما قد يذكرها من بعده ممن روى التفسير عن الهذيل، ومن ذلك: (قال أبو محمد: قال أبو العباس ثعلب: قال الفراء: ((وما جعلناهم جسدًا)) إلا ليأكلوا الطعام) تفسير مقاتل (3: 72).
ـ وقد يورد آثارًا خلال التفسير لكنها قليلة.
ـ وهذا التفسير كاملٌ، وقد ذكر تفسير القرآن آية آية
ـ فيه عناية بتفسير القرآن بالقرآن، وبذكر النظائر.
قال: (((وعمل صالحًا ثم اهتدى)) [طه: 82]؛ يعني: عرف أن لعمله ثوابًا يجازى به؛ كقوله تعالى: ((وبالنجم هم يهتدون)) [النحل: 16]؛ يعني: يعرفون الطريق) تفسير مقاتل: (3: 36).
وقال: (((يومئذ يتبعون الداعي)) [طه: 108] يعني صوت الملك، وهو قائم على صخرة بيت المقدس، وهو إسرافيل عليه السلام، حين ينفخ في الصور ـ يعني: في القرن ـ لا يزيغون ولا يروغون عن يمينًا ولا شمالاً ـ يعني: لا يميلون عنه ـ؛ كقوله سبحانه: ((تبغونها عوجًا)) [آل عمران: 99]؛ يعني: زيغًا، وهو الميل.
((لا عوج له))؛ يعني: عنه، يستقمون قِبَلَ الصوت. نظيرها: ((ولم يجعل له عوجًا)) [الكهف: 1] تفسير مقاتل: (3: 41)
ـ فيه عناية بذكر قصص الآي، ومنها أخبار بني إسرائيل.
ومن ذلك ما أورده في خبر عصا موسى عليه السلام، قال: (دفع جبريل عليه السلام العصا إلى موسى عليه السلام، وهو متوجه إلى مدين بالليل، واسم العصا نفعة) تفسير مقاتل: (3: 25).
ـ فيه عناية بمبهمات القرآن.
ومثاله ما ورد في تفسير قوله تعالى: (((إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى) [طه: 38]. قال: ((واسمها يوخاند)) تفسير مقاتل: (3: 27)
ـ عنايته بأسباب النُّزول، وبمن نزل فيه الخطاب، فيحمل بعض الآيات على أنها نزلت في فلان، أو قال فلان كذا فنزلت.
ومن ذلك ما ذكره في تفسير قوله تعالى: ((وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي)) [طه: 124] قال: (يعني: عن إيمان بالقرآن. نزلت في السود بن عبد الأسود المخزومي، قتله حمزة بن عبد المطلب يوم بدر على الحوض) تفسير مقاتل: (3: 44).
وفي قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ) [الحج: 3]، قال: (نزلت في النضر بن الحارث القرشي، وأمه اسمها صفية بنت الحارث بن عثمان بن عبد الدار بن قصي) تفسير مقاتل: 3: 115)
حال الاستفادة من التفسير:
1 ـ الكتاب نفيس جدًّا من جهة تفسير القرآن بالقرآن، وبحث هذا الموضوع من خلال الكتاب صالح، وفيه مادة علمية كثيرة.
2 ـ يمكن بحث ما قيل في معتقد مقاتل من تفسيره، ليظهر ما قيل فيه من الانحراف من عدمه.
فمثلاً تجد قوله في الاستواء، قال: (((الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)) [طه: 5] في القديم، قبل خلق السموات والأرض، يعني: استقر) تفسير مقاتل: (3: 20 ـ 21)
كما ستجد غيرها مما يمكن أن يكوِّن بحثًا في هذه القضية.
3 ـ الكتاب بحاجة إلى عناية، ودراسة متوازنة في تفسير مقاتل، ومنهجه في هذا التفسير
.................................................
(1) هذا أحد رواة تفسير مقاتل، وسند الرواية لهذا التفسير كما يأتي: (أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عقيل بن زيد الشهرزوري ?، قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله محمد بن علي بن زادلج، قال: حدثنا عبد الخالق بن الحسن، قال (كذا): عبيد الله بن ثابت بن يعقوب الثوري المقرئ، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الهذيل بن حبيب: أبو صالح الزيداني، عن مقاتل …). تفسير مقاتل بن سليمان، تحقيق: عبد الله شحاته (1: 25)، وقد ذكر البيهقي سنده إلى تفسير مقاتل، قال: (وأخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم أنبأ عبد الخالق بن الحسن ثنا عبيد الله بن ثابت عن أبيه عن الهذيل عن مقاتل بن سليمان قال ثم إنما قال الله عز وجل إلا ما قد سلف يعني في نساء الآباء لأن العرب كانوا ينكحون نساء الآباء ثم حرم النسب والصهر ولم يقبل إلا ما قد سلف لأن العرب كانت لا تنكح النسب والصهر وقال في الأختين إلا ما قد سلف لأنهم كانوا يجمعون بينهما فحرم جمعهما جميعا إلا ما قد سلف قبل التحريم إن الله كان غفورا رحيما لما كان من جماع الأختين قبل التحريم). السنن الكبرى (7: 163).(/)
جمع طائفة من أقوال المفسرين التي ذكروها عند تفسيرهم قول الله تعالى (فَاصْبِرْ عَلَى
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[14 Nov 2006, 04:59 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على خير خلقه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وبعد لقد جمعت طائفة من أقوال المفسرين التي ذكروها عند تفسيرهم قول الله تعالى (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى) (طه: 130) فأحببت أن أضعه هنا ليطلع عليه إخواني في هذا المنتدى والمشائخ الفضلاء ومن كان لديه إضافة أو تعليق أو توجيه فليتحفنا بما لديه مأجورا إن شاء الله.
قال ابن كثير رحمه الله
قال لنبيه مسلياً له: {فاصبر علىَ ما يقولون} أي من تكذيبهم لك {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس} يعني صلاة الفجر {وقبل غروبها} يعني صلاة العصر, كما جاء في الصحيحين عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر, فقال: «إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر, لا تضامون في رؤيته, فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا» ثم قرأ هذه الاَية.
وقوله: {ومن آناء الليل فسبح} أي من ساعاته فتهجد به, وحمله بعضهم على المغرب والعشاء,
{وأطراف النهار} في مقابلة آناء الليل {لعلك ترضى} كما قال تعالى: {ولسوف يعطيك ربك فترضى} وفي الصحيح «يقول الله تعالى ياأهل الجنة, فيقولون: لبيك ربنا وسعديك, فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: ربنا وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك, فيقول: إني أعطيكم أفضل من ذلك, فيقولون: وأي شىء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً»
وقال البغوي رحمه الله
فاصبر على ما يقولون "، نسختها آية القتال،"وسبح بحمد ربك "أي صلى الله عليه وسلم بأمر ربك. وقيل: صل لله بالحمد له والثناء عليه، " قبل طلوع الشمس "، يعني صلاة الصبح، " وقبل غروبها "، صلاة العصر،
" ومن آناء الليل "، ساعاتها واحدها إنى، " فسبح "، يعني صلاة المغرب والعشاء. قال ابن عباس: يريد أول الليل
" وأطراف النهار "، يعني صلاة الظهر، وسمى وقت الظهر أطراف النهار لأن وقته عند الزوال، وهو طرف النصف الأول انتهاء وطرف النصف الآخر ابتداء.
وقيل: المراد من آناء الليل صلاة العشاء، ومن أطراف النهار صلاة الظهر والمغرب، لأن الظهر في آخر الطرف الأول من النهار، وفي أول الطرف الآخر، فهو في طرفين منه والطرف الثالث غروب الشمس، وعند ذلك يصلى المغرب.
" لعلك ترضى "، أي ترضى ثوابه في المعاد، وقرأ الكسائي وأبو بكر عن عاصم ((ترضى)) بضم التاء أي تعطى ثوابه. وقيل: " ترضى " أي يرضاك الله تعالى، كما قال: " وكان عند ربه مرضياً " (مريم-55) وقيل: معنى الآية لعلك ترضى بالشفاعة، كما قال: " ولسوف يعطيك ربك فترضى " (الضحى-5). وذكر الحديث الذي ذكره ابن كثير فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا».
وقال ابن الجوزي رحمه الله في زاد المسير
قوله تعالى: {فَ?صْبِرْ عَلَى? مَا يَقُولُونَ} أمر الله تعالى نبيه بالصبر على ما يسمع من أذاهم إلى أن يحكم الله فيهم، ثم حكم فيهم بالقتل، ونسخ بآية السيف إطلاق الصبر.
قوله تعالى: {وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ} أي: صل له بالحمد له والثناء عليه {قَبْلَ طُلُوعِ ?لشَّمْسِ} يريد: الفجر {وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} يعني: العصر {وَمِنْ ءانَاء ?لَّيْلِ} الآناء: الساعات، قال: و «آناء الليل» ساعاته، وواحد الآناء: إنى. قال ابن فارس: يقال: مضى من الليل إني، وإنيان، والجمع: الآناء. واختلف المفسرون: هل هذه الآناء معينة من الليل أم لا؟ على قولين.
أحدهما: أنها معينة، ثم فيها ثلاثة أقوال.
أحدها: أنها صلاة العشاء، قاله ابن مسعود، و مجاهد.
والثاني: أنها ما بين المغرب والعشاء، رواه سفيان عن منصور.
والثالث: جوف الليل، قاله السدي.
والثاني: أنها ساعات الليل من غير تعيين، قاله قتادة في آخرين.
وفي المراد بهذه الصلاة أربعة أقوال.
أحدها: المغرب والعشاء، رواه أبو صالح عن ابن عباس، وبه قال قتادة.
والثاني: جوف الليل، رواه العوفي عن ابن عباس.
والثالث: العشاء، قاله مجاهد، وابن زيد.
والرابع: أول الليل وأوسطه وآخره، قاله الحسن.
قوله تعالى: {وَأَطْرَافَ ?لنَّهَارِ} المعنى: وسبح أطراف النهار. قال الفراء: إنما هم طرفان، فخرجا مخرج الجمع، كقوله تعالى: {إِن تَتُوبَا إِلَى ?للَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4]
وقال القرطبي رحمه الله
فاصبر على ما يقولون " أمره تعالى بالصبر على أقوالهم: إنه ساحر؛ إنه كاهن؛ إنه كذاب؛ إلى غير ذلك. والمعنى لا تحفل بهم؛ فان لعذابهم وقتا مضروبا لا يتقدم ولا يتأخر. ثم قيل: هذا منسوخ بآية القتال. وقيل: ليس منسوخا؛ إذ لم يستأصل الكفار بعد آية القتال بل بقي المعظم منهم.
"وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس " قال أكثر المتأولين: هذا إشارة إلى الصلوات الخمس "قبل طلوع الشمس " صلاة الصبح "وقبل غروبها " صلاة العصر "ومن آناء الليل فسبح " العتمة "وأطراف النهار " المغرب والظهر؛ لأن الظهر في آخر طرف النهار الأول، وأول طرف النهار الآخر؛ فهي في طرفين منه؛ والطرف الثالث غروب الشمس وهو وقت المغرب. وقيل: النهار ينقسم قسمين فصلهما الزوال، ولكل قسم طرفان؛ فعند الزوال طرفان؛ الآخر من القسم الأول والأول من القسم الآخر؛ فقال عن الطرفين أطرافا على نحو "فقد صغت قلوبكما " "التحريم: 4 " وأشار إلى هذا النظر ابن فورك في المشكل. وقيل: النهار للجنس فلكل يوم طرف، وهو إلى جمع لأنه يعود في كل نهار.
و [آناء الليل] ساعاته وواحد الآناء إني وإنى وأنى. وقالت فرقة: المراد بالآية صلاة التطوع؛ قاله الحسن. [لعلك ترضى] بفتح التاء؛ أي لعلك تثاب على هذه الأعمال بما ترضى به. وقرأ الكسائي وأبو بكر عن عاصم [تُرضى] بضم التاء؛ أي لعلك تعطى ما يرضيك.(/)
القواعد الأصولية اللغوية عند الإمام الشنقيطي
ـ[محمد البويسفي]ــــــــ[14 Nov 2006, 06:36 م]ـ
جرد القواعد الأصولية اللغوية عند الإمام الشنقيطي
من تفسير الفاتحة إلى الأنعام
1. قاعدة: المكي يبين المدني
2. قاعدة: الأخص يبين الأعم
3. قاعدة: البيان بما سنده دون سند المبين جائز
4. قاعدة: المشترك يحمل على معنييه.
5. قاعدة: الأمر بالشيء بعد تحريمه يدل على رجوعه إلى ما كان عليه قبل التحريم.
6. قاعدة: أمر النبي ,صلى الله عليه و سلم, أمر لأمته إلا بدليل
7. قاعدة: الأصل في النهي التحريم
8. قاعدة: النهي عن الشيء أمر بضده
9. قاعدة: النص الدال على النهي مقدم على النص الدال على الأمر
10. قاعدة: الخبر الدال على النهي مقدم على الخبر الدال على الإباحة
11. قاعدة: الموصولات من صيغ العموم
12. قاعدة: المفرد إذ أضيف إلى المعرفة كان من صيغ العموم
13. قاعدة: النكرة في سياق النفي تفيد العموم
14. قاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
15. قاعدة: صورة سبب النزول قطعية الدخول في النص العام و لا تخرج بمخصص
16. قاعدة: الخطاب الخاص بالنبي صلى الله عليه و سلم يعم حكمه جميع الأمة إلا بدليل على الخصوص.
17. قاعدة: العبيد داخلون في الخطاب العام
18. قاعدة:القياس يخصص النص العام
19. قاعدة: العرف المقارن للخطاب من مخصصات النص العام
20. قاعدة: الجموع الصحيحة المذكرة مما يختص بجماعة الذكور تدخل فيها الإناث
21. قاعدة: الجموع المنكرة لا عموم لها
22. قاعدة: الفعل المثبت لا يكون عاما في أقسامه
23. قاعدة: ذكر بعض أفراد العام لا يكون مخصصا له
24. قاعدة: العام إذا دخله التخصيص يبقى حجة فيما لم يخص
25. قاعدة: دلالة الاقتران لا توجب التسوية بين اللفظين
26. قاعدة: العام قطعي الشمول و التناول لجميع أفراده
27. قاعدة: اللفظ إذ دار بين الاستقلال والافتقار إلى تقدير محذوف، فالاستقلال مقدم.
28. قاعدة: يحمل المطلق على المطلق على المقيد إذ اتحد الحكم السبب
29. قاعدة: تقديم المعمول من صيغ الحصر تقديم
30. قاعدة: إذا كان المنطوق نازلا على حادثة أو سؤال لا يعتبر فيه مفهوم المخالفة.
31. قاعدة: ما خرج مخرج الغالب لا مفهوم مخالفة له
32. قاعدة: إذا كان مفهوم المخالفة محتملا لمعنى آخر غير مخالفته لحكم المنطوق يمنعه ذلك من الاعتبار.
33. قاعدة: المنطوق يقدم على المفهوم
34. قاعدة: إذا تعارضت المفاهيم قدم الأقوى منها
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[16 Dec 2006, 07:58 ص]ـ
أخي محمد أثابك الله وليتك وضعت بعد كل قاعدة موضع أومواضع ورودها
ـ[محمد البويسفي]ــــــــ[18 Dec 2006, 09:36 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
هذه القواعد تم جردها ثم دراستها على مستويات ثلاث:
- مجال و سياق إعمال القاعدة
- الصيغة التي أورد بها القاعدة
- ثم توظيفه لهذه القاعدة
و هكذا و بعد الجرد و الإحصاء، قمت بتعريف كل قاعدة على حدى، و قد التزمت أن آخذ هذه التعارف من المفسر نفسه، إما من خلال تفسيره أو من خلال كتبه الأصولية و أقصد مذكرة أصول الفقه، و نثر الورود على مراقي السعود. و كان الغرض من ذلك هو تحديد مفهوم القاعدة المدروسة عنده أولا ثم بعد ذلك مقارنتها بما قاله الأصوليون، و هذا غير مطرد، إذ غالبا ما تكون المقارنة عند مخالفته الأصوليين و تميزه برأي، و هو جد نادر
و ربما تأتي مناسبة لنشر هذا البحث. و الغرض من هذه المستويات هو الوقوف على كيفية إعمال القاعدة في التفسير
اقتصرت على جرد القواعد و نشرها هنا لتعميم الفائدة على الجميع المتخصص و غير المتخصص
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[27 Nov 2008, 08:46 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[27 Nov 2008, 10:24 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[جمال القرش]ــــــــ[27 Nov 2008, 10:56 ص]ـ
جزاك الله خير أخي الكريم / محمد، لو ضرب مثاال توضيحي لكل قاعدة للفائدة، نفع الله بكم وأجزل لكم المثوبة
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[28 Nov 2008, 05:06 ص]ـ
وللفائدة، أذكر هنا القواعد الأصولية اللغوية عند الشاطبي، كما وردت في كتاب (القواعد الأصولية عند الإمام الشاطبي من خلال كتابه الموافقات) للدكتور الجيلالي المريني:
أولا- قواعد أصولية لغوية في الأمر والنهي:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - الأمر بالمطلقات يستلزم قصد الشارع إلى إيقاعها. كما أن النهي يستلزم قصده لترك إيقاعها
2 - الأمر بالمطلق لا يستلزم الأمر بالمقيد
3 - الأمر المخيّر يستلزم قصد الشارع إلى أفراده المطلقة المخيّر فيها
4 - كل خصلة أُمِر بها أو نُهِي عنها مطلقًا من غير تحديد ولا تقدير فليس الأمر والنهي فيها على وزن واحد في كل فرد من أفرادها
5 - الأمر والنهي إذا تواردا على متلازمين، فكان أحدهما مأمورا به والآخر منهيا عنه عند فرض الانفراد، وكان أحدهما في حكم التبع للآخر وجودًا وعدمًا، فإن المعتبر من الاقتضائين ما انصرف إلى جهة المتبوع. وأما ما انصرف إلى جهة التابع فملغًى وساقطُ الاعتبار شرعًا
6 - الأمر والنهي إذا تواردا على شيء واحد، وأحدهما راجع إلى جهة الأصل، والآخر راجع إلى جهة التعاون: هل يُعتَبَر الأصل أم جهة التعاون؟
7 - الأمران يتواردان على الشيء الواحد باعتبارين، إذا كان أحدهما راجعًا إلى الجملة، والآخر راجعًا إلى بعض تفاصيلها، أو إلى بعض أوصافها، أو إلى بعض جزئياتها، فاجتماعهما جائز حسبما ثبت في الأصول
8 - المطلوبُ الفعلِ بالكلِّ هو المطلوبُ بالقصد الأول، وقد يصير مطلوبَ التَّركِ بالقصد الثاني. كما أن المطلوبَ التركِ بالكلِّ هو المطلوبُ بالقصد الأول، وقد يصير مطلوبَ الفعلِ بالقصد الثاني. وكل واحد منهما لا يخرج عن أصله من المقصد الأول
ثانيا- قواعد أصولية لغوية في العموم والخصوص:
9 - العمومات جارية على العموم الاستعمالي الشرعي
10 - العموم ثابت بالصيغ، والاستقراء
11 - العمومات إذا اتحد معناها، وانتشرت في أبواب الشريعة، أو تكررت في مواطن بحسب الحاجة من غير تخصيص، فهي مجراة على عمومها
12 - إذا ثبت قاعدة عامة أو مطلقة، فلا تؤثر فيها معارضة قضايا الأعيان، ولا حكايات الأحوال
ثالثا- قواعد أصولية لغوية مختلفة:
13 - كل ما كان من المعاني العربية التي لا ينبغي فهم القرآن إلا عليها فهو داخل تحت الظاهر
14 - الاعتراض على الظواهر غير مسموع
15 - الإجمال إما متعلق بما لا ينبغي عليه تكليف، وإما غير واقع في الشريعة
16 - التشابه لا يقع في القواعد الكلية، وإنما يقع في الفروع الجزئية
17 - التشابه واقع في الشرعيات، إلا أنه قليل(/)
آجال الأمم وأعمارها من خلال آيات القرآن الكريم
ـ[أمة الاسلام]ــــــــ[14 Nov 2006, 11:42 م]ـ
آجال الأمم وأعمارها من خلال آيات القرآن الكريم
هذا الموضوع الهام هو درس من دروس السنن الربانية التى سنها الله عز وجل وأخضع لها جميع خلقه على إختلاف درجاتهم وتباين أجناسهم
فقد شاءت سنة الله الكونية القدرية ان يكون لكل أمة أجل محدد
قال رشيد رضا فى المنار ما ملخصه
قوله تعالي (ولكل أمه أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) الأعراف"34" (وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم ما تسبق من أمة أجلها وما يستئخرون) الحجر (4 - 5)
قوله (لكل أمة أجل) أي أمد مضروب لحياتها مقدر فيما وضع الخالق سبحانه من السنن لوجودها وهو علي نوعين
1 - أجل من يبعث فيهم رسلا" لهدايتهم فيرودون دعوتهم كبرا" وعنادا" في الجحود ويقترحون عليهم الآيات فيعطونهم مع إنذارهم بالهلاك إذا لم يؤمنوا بها فيكذبون فيهلكون. وهذا النوع من الهلاك كان خاصا"بأقوام الرسل أولى الدعوة الخاصة لأقوامهم. وانتهى ذلك ببعثة النبى صلى الله عليه وسلم قال الله نعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)
2 - الثانى:-الأجل المقدر لحياة الأمم سعيدة عزيزة بالإستقلال التى تنتهى بالشقاء والمهانة أو الإستعباد والإستذلال إن لم تنته بالفناء والزوال وهذا النوع من الآجال منوط بسنن الله تعالى فى الإجتماع والعمران
وأسبابه
1 - الشرك
2 - الظلم
3 - الفساد الإجتماعى
فما من أمة من الأمم العزيزة السعيدة أرتكبت هذه الضلالات والمفاسد المبيدة إلا وسلبها الله سعادتها وعزها وسلط عليها من استذلها وسلب ملكها (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهى ظالمة إن أخذه أليم شديد)
وهذا النوع من آجال الأمم وإن عرفت أسبابه وسننه لا يمكن لأحد أن يحدده بالسنين والأيام وذلك على الرغم من أنه محدد فى علم الله تعالى ولذلك قال (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)
وهذا الحد هو ما يبلغ به ذنبها حده فى الإفساد وقد علمت أنه لا يقع عقاب إلا بذنب ولكن الأمم الجاهلة لاتعقل
والمثال الواضح على ذلك من الماضى هو سقوط فرعون وملأه وهو فى قمة كبرياءه وعناده
ومن التاريخ المعاصر ذلك السقوط المدوى للإتحاد السوفيتيى السابق وذلك على الرغم من أن عوامل إنهيار الإتحاد السوفيتيى كانت بادية للعيان فلم يكن لأحد أن يحدد بدقة تلك اللحظة التى سيسقط فيه هذا العملاق العسكرى
وللموضوع بقية إن شاء الله تعالى
www.al-ommah.com(/)
هل طبع تفسير الرماني؟
ـ[أحمد الماليزي]ــــــــ[15 Nov 2006, 07:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
هل طبع تفسير الرماني (أبي عيسى)
جزاكم الله خيرًا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Nov 2006, 09:30 م]ـ
الذي أعرفه أن تفسير الرماني لم يوجد إلا جزء منه، وهو جزء عم يتساءلون. ولم يطبع بعدُ.
ـ[أحمد الماليزي]ــــــــ[16 Nov 2006, 08:34 ص]ـ
جزاكم الله خيرا يا الدكتور عبدالرحمن الشهري
هل تفسير الرماني يحمل اسما معينًا، مثل جامع البيان لتفسير الطبري أو مفاتيح الغيب للرازي؟
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[16 Nov 2006, 10:38 ص]ـ
تفسير القرآن:
«تفسير علي بن عيسى النحوي المعروف بالرماني».
انظر: سعد السعود: 40 ـ 41 و 487 ـ 490، رقم 161 ـ 162.
وهو أبو الحسن علي بن عيسى بن علي النحوي الرماني الورّاق، المتوفى سنة 384هـ.
نقل عن هذا التفسير الشيخ الطوسي في التبيان.
واحتمل البعض اتحاد هذا التفسير مع كتاب النكت في
إعجاز القرآن؛للرماني، والظاهر تغايرهما.
راجع: الذريعة: 4/ 275 رقم 1272، إتان رقم: 566.
وللرماني كتاب:
النكت في إعجاز القرآن:
انظر: سعد السعود: 39 و 473 ـ 475، رقم 151 ـ 153.
ويعرف هذا الكتاب أيضاً باسم: إعجاز القرآن، وكان عند السيد
ابن طاووس منه ثلاث نسخ.
وطبع اولا في دهلي سنة 1934م.
وطبع أيضاً ضمن ثلاث رسائل في إعجاز القرآن، تحقيق محمد خلف الله
ومحمد زغلول، بدار المعارف ـ القاهرة، سنة 1387هـ.
راجع: الذريعة 24/ 307 رقم 1603، إتان رقم: 477، سزكين
: 8/ 112 ـ 114 و: 9/ 111 ـ 113.
ـ[النحوي الصغير]ــــــــ[17 Nov 2006, 02:09 م]ـ
بين يدي الجزء العاشر من تفسير الرماني، مخطوط كنت قد صورته من الشيخ د. مساعد الطيار، كتب على الصفحة الأولى: الجزء العاشر من كتاب الجامع لعلم القرآن تأليف أبي الحسن علي بن عيسى النحوي. [هو الرماني]
تبدأ من آخر الجزء الثالث: (القول في قوله تعالى: (إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم) .. [سورة آل عمران] وتنتهي بآخر السورة.
ـ[أحمد الماليزي]ــــــــ[17 Nov 2006, 05:55 م]ـ
إذا كانت سورة آل عمران يقع في الجزء العاشر، فيا ترى كم كان حجم الكتاب؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[17 Nov 2006, 06:00 م]ـ
ما ذكره أخي الكريم عبد الرحمن من وجود مخطوط (جزء عم) منسوبًا للرماني موجود عندي، وقد وازنته بالجزء الذي ذكره (النحوي الصغير)، ووجدت الفرق بينهما شاسعٌ، فتفسير الرماني تفسير مرتب، وهو على عقيدة المعتزلة، والمفسر في (جزء عم) يخالف المعتزلة، وليس فيه من طريقة الرماني ولا من ترتيبه أي شيء.
وقد اطلعت على اجزاء أخرى من تفسيره في مركز الملك فيصل في الرياض، وفيها ما في الجزء العاشر المذكور وزيادة، هذا ما أذكره، لكني بعيد العهد به.
ـ[أحمد الماليزي]ــــــــ[18 Nov 2006, 08:55 ص]ـ
الأخ مروان،
هل الطوسي الذي نقل عن الرماني في التبيان شيعي المذهب؟
تفسير القرآن:
«تفسير علي بن عيسى النحوي المعروف بالرماني».
انظر: سعد السعود: 40 ـ 41 و 487 ـ 490، رقم 161 ـ 162.
وهو أبو الحسن علي بن عيسى بن علي النحوي الرماني الورّاق، المتوفى سنة 384هـ.
نقل عن هذا التفسير الشيخ الطوسي في التبيان.
: 8/ 112 ـ 114 و: 9/ 111 ـ 113.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[18 Nov 2006, 09:28 ص]ـ
لا شك بذلك ياأخي الحبيب
وعليك بهذا الرابط في هذا المنتدى الحبيب؛
لتتبين ذلك:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?p=11707&mode=threaded
ولتعلم ياأخي الحبيب أنه ليس كل ماجاءنا عن الشيعة مرفوض
وخاصة عندما نبحث في فهارسهم عن كنوز التراث العربي
وفقك الله
ودمت من السالمين
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[19 Nov 2006, 10:31 ص]ـ
كتب الدكتور عبد العال سالم مكرم كتابا قديما نسيت اسمه الان يتهم فيه الزمخشري بالتهام تفسير الرماني استنادا الى ما قراه هو في المخطوط المنسوب للرماني وفيه تفسير جزء عم
فمن له بهذه المعلومه وهل شيخنا الطيار ينفي صحة نسبة الجزء المتعلق يتفسير جزء عم للرماني؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[20 Nov 2006, 04:02 م]ـ
أخي الحبيب أبا محمد
(يُتْبَعُ)
(/)
مخطوط جزء عمَّ في مكتبتي، ولا أدري عنه هل هو موجود أو معار، فقد فتشت عنه، ولم أجده، ومؤلف (جزء عم) يثبت الرؤية عند قوله تعالى (إلى ربها ناظرة)، وهذا يخالف معتقد المعتزلة الذي يدين به الرماني صراحةً.
ـ[أحمد الماليزي]ــــــــ[22 Nov 2006, 08:54 ص]ـ
هل يوجد مفسر أخر غير الطوسي في التبيان ممن أكثر في النقل عن الرماني؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[22 Nov 2006, 04:54 م]ـ
القطعة التي بين يدي من تفسير جزء عمَّ تبدأ بسورة الفاتحة، وهي منقولة برمتها من تفسير الزمخشري، ويليها عبارة: (سورة الدخان، وهي مكية).
لكن لا يوجد فيها تفسير سورة الدخان، بل يبدأ المخطوط بعدها بتفسير جزء عم، وليس هو من تفسير الزمخشري، ولا من تفسير الرماني.
أما الرماني، فكتابه منظم مرتب، ويأخذ بأسلوب السؤال والجواب، ويعتني بالفروق الفردية، ويذكر المناسبات بين الآيات، وينقل عن كبار المعتزلة، بالأخص أبو علي الجبائي وأبو القاسم عبد الله بن أحمد البلخي الكعبي.، ويختم كثيرًا من الآيات بما تتضمنه من حكم، أو آداب شرعية، أو فائدة عقدية على مذهب المعتزلة أو ردٍّ على المخالف لهم.
وهو ينص على مذهب المعتزلة صراحة بلا مورابة أو دسٍّ كما هو الحال عند الزمخشري.
أما مؤلف (تفسير جزء عم)، فتفسيره يخالف ترتيب تفسير الرماني، بل لقد ذكر عند قوله تعالى: (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجويون) قوله: ((قال الزجاج: وفي الآية دليل على أن المؤمنين يرون ربهم، وإلا لا يكون التخصيص مفيدًا. وقال الحسين بن الفضل: كما حجبهم في الدنيا عن التوحيد حجبهم في الآخرة عن رؤيته. وقال مالك بن أنس: لما حجب أعداءه فلم يروه، تجلى لأوليائه حتى رأوه.
وقيل: عن كرامة ربهم؛ لأنهم في الدنيا لم يشكروا نعمته، فيئسوا في الآخرة عن كرامته مجازاة.
والأول أصح؛ لأن الرؤية أقوى الكرامات، فالحجب عنها دليل الحجب عن غيرها)).
أما الناقلون عن الرماني ـ غير الطبرسي ـ فالماوردي، وإن لم ينسب إليه باسمه، وجُلُّ الفروق اللغوية التي يذكرها الماوردي منقولة من تفسير الرماني.
ـ[أحمد الماليزي]ــــــــ[22 Nov 2006, 10:06 م]ـ
جزاكم الله خيرًا للدكتور مساعد طيار على الرد السريع.
هل تقصد أبا الحسن الماوردي في النكت والعيون؟
أما الناقلون عن الرماني ـ غير الطبرسي ـ فالماوردي، وإن لم ينسب إليه باسمه، وجُلُّ الفروق اللغوية التي يذكرها الماوردي منقولة من تفسير الرماني.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[23 Nov 2006, 12:23 ص]ـ
نعم هو الماوردي في النكت والعيون
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[07 Dec 2006, 10:03 ص]ـ
لكن ما ذكره الدكتور عبد العال يبين بالنصوص اعتماد الزمخشري على ذلك الكتاب المنسوب للرماني ينظر هذا في كتاب القران الكريم واثره في الدراسات النحوية ص224 - 228 ولعلنا نجد عند اخينا ابي عبد الملك ما يشفي الصدور(/)
سؤال عن قاعدة الرسائل
ـ[دمعة الأقصى]ــــــــ[15 Nov 2006, 09:06 م]ـ
هل قاعدة الرسائل الموجودة في الملتقى تحوي الرسائل العلمية الجامعية، أم أنها بانتظار جمع الدكتور: عبدالله الجيوسي للرسائل العلمية في الدراسات القرآنية كما سمعت، لأني لم أعرف طريقة البحث في صفحة قاعدة الرسائل
أفيدوني جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Nov 2006, 09:26 م]ـ
نحن فعلاً لم ننه ربط قاعدة بيانات الدكتور عبدالله الجيوسي بالموقع إن شاء الله. ويمكن البحث في قاعدة الموقع حالياُ هنا
http://tafsir.net/rslj.php
ـ[دمعة الأقصى]ــــــــ[15 Nov 2006, 10:41 م]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك في جهودكم(/)
تفسير القرآن الكريم للشيخ بن باديس .. طبعة جزائرية جديدة
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[16 Nov 2006, 11:37 ص]ـ
يعتزم المجلس الإسلامي الأعلى في الجزائر إعادة الاعتبار لمؤسس النهضة بالجزائر، العلامة عبد الحميد بن باديس، عبر طبع كتابه الشهير تفسير القرآن الكريم، وذلك في مسعاه الرامي لإعادة إحياء التراث والتذكير بمناقب الأمة من الأعلام والشخصيات الهامة. وقال الشيخ بوعمران، رئيس المجلس، لدى كشفه النقاب عن منشورات الهيئة، إن الكتاب الذي سيقع في جزءين وتولى الشيخ محمد الصالح رمضان أحد تلامذة الشيخ إعداده، والذي يعيد الاعتبار لرائد الإصلاح بالجزائر، هو الأول من نوعه على مستوى الجزائر. مضيفا أن المؤلف سيرى النور في يونيه القادم على أقصى تقدير. ويشكل كتاب الشيخ بن باديس أحد أهم الكتب التي يستعد المجلس الإسلامي الأعلى لنشرها قريبا، ويوجد بينها، حسب رئيسه، متن بن عاشر ودراسة حول أسس النهضة عند بن باديس لصاحبها بن سمينة، ومدخل إلى معرفة الإسلامي الذي كان ألفه الشيخ بن حفاف في العام 1921 دفاعا عن الرسول صلى الله عليه وسلم وردا على دعاوى المسيحيين واليهود اعتمادا على كتب دينية وفكرية وكتاب التوراة حسب الدكتور بوعمران.
المصدر ( http://www.almokhtsar.com/html/news/1365/18/62987.php)
ـ[عبد العلي]ــــــــ[16 Nov 2006, 04:18 م]ـ
جزاك الله خيرا
وهل سيطبع تفسير الشيخ عبد الحميد كاملا.
لأنه يوجد تفسيره لبعض الآيات بتقديم تلميذه الشيخ بشير الابراهيمي
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[17 Nov 2006, 04:00 ص]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا الكريم، وحفظك، وأبعد عنك كل مكروه، وأبقاك ذخراً لدينك وأهلك.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[17 Nov 2006, 06:02 م]ـ
شكر الله لك أخي أحمد، لكن هل هذا الاسم كذا (ومدخل إلى معرفة الإسلامي)، أو لا؟
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[17 Nov 2006, 06:55 م]ـ
الأخ الفاضل عبد العلي: وهل سيطبع تفسير الشيخ عبد الحميد كاملا.
لعل أحد الأخوة يفيدنا بذلك ممن يملك المعلومة.
الأخ مساعد: هل هذا الاسم كذا (ومدخل إلى معرفة الإسلامي)، أو لا
هكذا هي في المصدر المنقول منه المختصر وربما يكون هناك تصحيف فمن يملك معلومة فليفدنا جزاه الله خيراً.
ـ[السائح]ــــــــ[18 Nov 2006, 12:17 ص]ـ
وهل سيطبع تفسير الشيخ عبد الحميد كاملا.
قد فسر الشيخ ابن باديس (رحمه الله) القرآن كاملا في دروسه، وقد تمّ له ذلك بتوفيق الله إياه في خمس وعشرين سنة، لكن لم يقدّر الله تعالى كتابة ذاك التفسير الجليل، لكن الله ألهم الشيخ؛ فكتب تفسيرا لبعض السور والآيات أثبته في افتتاحيات مجلته " الشهاب "، ثم تولى الشيخ صالح بن رمضان (حفظه الله) جمع ما في الشهاب وتوفر على نشره بمساعدة عبد الصبور شاهين سدده الله، وتم طبعه في مجلد بتقريظ صاحبه الأديب الأريب البشير الإبراهيمي رحمه الله.
هذا الواقع الذي ليس له من دافع.
وأحسن الله عزاءنا على ما ضاع من علوم ذاك المفسر الجهبذ.
أما كتاب ابن الحفاف، فالظاهر أنه مترجم بالمدخل إلى معرفة الإسلام.
والله أعلم.(/)
ملامح منهج الشيخ ابن عثيمين في استنباط فوائد الآيات
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[16 Nov 2006, 12:46 م]ـ
النَّاظِرُ في تفسير الشيخِ رحمه الله يَرَى أنّه ينقسمُ إلى قِسمين أساسيَّينِ:
القسم الأول: تفسير الآيةِ وبيان معناها وما يتعلّقُ بها.
القسم الثاني: الفوائدُ المستنبطةُ مِن الآيةِ، وهذه الفوائدُ مُتنوِّعةٌ، وهي المرادةُ بالاستنباطِ؛ ولذا نَجِدُ الشيخَ يُشِيرُ إلى هَذينِ القسمينِ بقولهِ:" الحديثُ عن هذه الآيةِ تفسيرًا واستنباطًا "، ويعني بالتفسيرِ القسمَ الأوّل، وبالاستنباطِ القسمَ الثاني.
وقد أَوْلاهَا عنايةً فائقةً؛ يدلُّ على ذلكَ قولهُ في مقدّمَةِ كتابه: أحكام من القرآن الكريم:" وأحكامُ القرآنِ العظيمِ هي ما تتضمّنهُ الآياتُ الكريمةُ مِن الفوائدِ الدينيةِ، والدنيويةِ، والفرديةِ، والاجتماعيةِ، ولا ريبَ أنّ كُلَّ آيةٍ في كتابِ الله تتضمّنُ فوائدَ عظيمةٍ يعرفها الإنسانُ بحسبِ علمه ِوفهمهِ، ولا ريبَ أنّ الإنسانَ يُؤتى العلمَ بحسبِ ما معهُ مِن الإيمانِ والهُدَى؛ كما قال تعالى: {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً} (مريم: من الآية76) " ... إلى أن قالَ:" وكُلَّمَا كانَ الإنسانُ أشَدَّ إقبالاً على القرآنِ الكريمِ، وإيمانًا بهِ وحُبًّا لهُ، وتدَبُّرًا لآياتهِ؛ كانَ بهِ أَفْهَمَ، وبما يدلُّ عليه مِن الفوائدِ العظيمةِ والأحكامِ أوسع؛ولذا فإنّي أَحُثُّ إخواني المسلمينَ على تَدَبُّرِ كتابِ الله ? وتفهُّمِ معانيه" ... إلى أنْ قالَ:" وكثيرٌ مِن الناسِ اليومَ لا يهتمُّ بهذا الجانبِ – أعني جانبَ المعنى وجانب التدبُّر وما تتضمنهُ الآياتُ مِن الفوائدِ والأحكامِ – ولا يعتنونَ بهِ، وهذا قُصُورٌ بل شَكٍّ مِن الإنسانِ وتقصيرٌ مِنه " ... إلى أنْ قالَ:" ولكن يُهمُّنِي أنْ أُبَيِّنَ الفوائدَ التي تُستنبط مِن هذه الآياتِ وأُبَيِّنَ وجهَ ذلكَ غالبًا فيما يحتاجُ إلى بيانٍ، وفيما خَفِيَتْ دلالتهُ؛ لأنّ الاستفادةَ مِن القرآنِ الكريمِ بهذه الطريقةِ يحصلُ بها علمٌ كثير ".
وذِكْرُ فوائدِ الآياتِ مَنهجٌ علميٌّ سَلَكَهُ أهل التحقيقِ مِن العلماءِ، ومِنهم على سبيلِ المثالِ لا الحصْرِ: شيخه الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله،فإنّ لهُ عنايةً بهذا الجانبِ
فمثلاً: استنبطَ رحمه الله مِن آيةِ التيمُّمِ في سورة المائدة إحدى وخمسونَ فائدة. ()
ولقد تأثَّرَ الشيخُ ابن عثيمين رحمه الله بشيخهِ – السعديّ – في هذه الطريقةِ، واستفادَ مِنه ()، إلاَّ أنّه تَمَيَّزَ عن شيخهِ بالتزامِ ذكرِ فوائدِ الآياتِ التي يُفسِّرُها () بِخِلاَفِ شيخهِ.
والقارئ لكتابي: جهود الشيخ ابن عثيمين في التفسير يتَبَيَّنَ له مِن خلالِ التمثيل لمواضيع الكتاب أنّ أغلبها مأْخُوذٌ مِن هذه الفوائدِ التي يذكرها الشيخُ رحمه الله أثناءَ تفسيرهِ لهذه الآيات، فتجدني أكْثَرْتُ مِن عبارة " عند تفسيره لهذه الآيةِ ذكرَ مِن فوائدها " إبرازًا مِنِّي لقيمةِ هذه الفوائدِ التي يذكرها الشيخُ رحمه الله؛ وعَلَيْهِ فلنْ أُطِيلَ بذكرِ الأمثلةِ على ذلكَ مُستغنيًا بما في الكتاب، وإنّما سأذكرُ بعض الملامحِ التي تُبيِّنُ مَنهجهُ في إيرادها:
1 – الالتزامُ بذلكَ في كُلِّ آيةٍ يقومُ بتفسيرها، عدا ما اسْتُثْنِيَ كما قدّمتُ.
2 – الفوائدُ ليسَ لها مَوضوعٌ مُعيّن، وإنّما هي شاملةٌ لكلِّ ما يُمكن أنْ يُستنبطَ مِن الآيةِ، فهي مَجالٌ رَحْبٌ لتقريرِ العقيدةِ السليمةِ، وتصحيحِ الأخطاءِ، والردِّ على المخالفينَ، أو لذكرِ الأحكامِ الفقهيّةِ المتعلّقةِ بالآيةِ وذكرِ أدلّتها والردِّ على بقيّةِ الأقوالِ، أو لبيانِ الأوجهِ البلاغيّةِ وأسرارِ التعبيرِ القرآنيِّ، أو لدلالاتِ الآيةِ التربويّةِ وما فيها مِن المواعظِ والآدابِ، أو غير ذلكَ مِمّا يُمكن أنْ يُؤخذَ مِن الآيةِ سواء كانَ بطريقةٍ مُباشرةٍ أو خفيّةٍ.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 – هذه الفوائدُ ليستْ ذاتَ نَمَطٍ واحدٍ مِن جهةِ الطُّولِ والقِصَرِ، فهناكَ فوائدُ طويلة يذكرها في صفحاتٍ، وهناكَ فوائدُ مُختصرة لا تتجاوزُ السَّطْرَ والسَّطْرَيْنِ، وذلكَ بحسبِ عدد الفوائدِ المستنبطةِ من كُلِّ آيةٍ، وما يفتحُ الله عليهِ حالَ تفسيرهِ للآيةِ، فهناكَ آياتٌ لا يتجاوزُ ما ذكرهُ مِن فوائدها أصابعَ اليدِ، وهناكَ آياتٌ ذكرَ فيها عشراتِ الفوائد. ()
4 – هذه الفوائدُ ليستْ مُقتصرةً على المعاني الدقيقةِ؛ بل يذكرُ الشيخُ رحمه الله كُلَّ ما يَحْضُرُهُ حالَ تفسيرِ الآيةِ مِن فوائدها ولو كانت ظاهرةً جِدًّا.
5 – رُبَّما يُرتِّبُ على الفائدةِ المستنبطةِ مِن الآيةِ فائدةً أخرى.
يُعبِّرُ عن ذلكَ غالبًا بقولهِ:"ويتفرَّعُ على هذه الفائدةِ ... " ورُبَّمَا ذكرَ أكثر مِن فَرْعٍ.
ومِن أمثلةِ ذلكَ:
عند تفسيره لقوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ? بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ} (البقرة:89 - 90)
ذكرَ مِن فوائدها:" أنّ هذا الفَضْلَ الذي أنزلهُ الله لا يجعلُ المفَضَّلَ بهِ رَبًّا يُعْبد؛ بلْ هو مِن العِبَاد. حتّى ولو تميَّز بالفضلِ؛ لقولهِ تعالى: {عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ}.
وهذهِ الفائدةُ لها فروعٌ نُوَضِّحُهَا، فنقولُ: إنّ مَن آتاهُ الله فَضْلاً مِن العلمِ والنبوةِ لم يَخْرُجُ بهِ عن أنْ يكونَ عَبْدًا؛ إذاً لا يَرْتَقِي إلى مَنْزلةِ الربوبيّةِ؛ فالرَّسُولُ ? عَبْدٌ مِن عبادِ الله؛ فلا نقولُ لمن نَزَلَ عليه الوَحْيُ: إنّه يَرتفعُ حتّى يكونَ رَبًّا يملكُ النفعَ، والضررَ، ويعلمُ الغيبَ.
ويَتفرَّعُ عنها أنّ مَن آتاهُ الله مِن فضلهِ مِن العلمِ، وغيرهِ يَنبغِي أنْ يكونَ أَعْبَدَ لله مِن غيرهِ؛ لأنّ الله تعالى أعطاهُ من فضلهِ؛ فكانَ حَقُّهُ عليهِ أعظمَ مِن حَقِّهِ على غيرهِ؛ فكُلَّمَا عَظُمَ الإحسانُ مِن الله ? استوجبَ الشُّكرَ أكثر؛ ولهذا كان النبيُّ ? يَقومُ في الليلِ حتّى تَتَوَرَّمَ قَدَمَاهُ؛ فَقِيلَ لهُ في ذلكَ؛ فقالَ: [أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورا] ().
ويَتفرَّعُ عنها فَرعٌ ثالث: أنّ بعضَ الناسِ اغْتَرَّ بما آتاهُ الله مِن العلمِ،فَيَتَعَالَى في نفسهِ ويتعاظمَ حتّى إنّه رُبَّمَا لا يقبلُ الحقَّ؛ فَحُرِمَ فضلَ العلمِ في الحقيقة ". ()
وعند تفسيره لقوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} (البقرة: من الآية164)
ذكرَ مِن فوائدها:" أنّ السموات مَخلوقةٌ؛فهي إذاً كانت مَعدومةً مِن قبل؛فليستْ أَزَلِيَّةً.
ويَتفرَّعُ على هذهِ الفائدةِ الرَّدُّ على الفلاسفةِ الذينَ يقولونَ بِقِدَمِ الأفلاكِ - يعنونَ أنّها غير مَخلوقةٍ، وأنّها أَزَلِيَّةٌ أبديةٌ - ولهذا أنكروا انشقاقَ القمرِ في عهدِ النبيِّ ? ()، وقالوا: إنّ الأفلاكَ العُلْوِيَّةَ لا تقبلُ التغييرَ، ولا العَدَمَ؛ وفَسَّرُوا قولهُ تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} (القمر:1) بأنّ المرادَ ظُهورُ العلمِ، والنُّورِ برسالةِ النبيِّ ?؛ ولا شكَّ أنّ هذا تحريفٌ باطلٌ مُخالِفٌ للأحاديثِ المتواترةِ الصحيحةِ في انشقاقِ القمرِ انشقاقًا حسيًا ". ()
6 – ومِن مَلامحِ مَنهجهِ في الاستنباط: أنْ يذكرَ الفائدةَ ثم يذكرُ ما قد يُشكِلُ عليها، ويجيبَ عنه.
عند تفسيره لآيةِ الدَّيْنِ في سورة البقرة؛ذكرَ مِن فوائدها:" أنّ المضَارَّةَ سواء وقعتْ مِن الكَاتِبِ، أو الشَّاهِدِ، أو عليهما، فُسُوقٌ؛ والفِسْقُ يترتبُ عليهِ زوالُ الولاياتِ العامّةِ والخاصّةِ إلا ما اسْتُثْنِيَ؛ والفاسقُ يُهجَر إمّا جَوَازًا؛أو استحبابًا، أو وُجُوبًا - على حسب الحال - إنْ كانَ في الهجْرِ إصلاحٌ لهُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإنْ قالَ قائلٌ: أفلا يُشْكِلُ هذا على القاعدةِ المعروفةِ أنّ الفِسْقَ لا يتصفُ بهِ الفاعلُ إلا إذا تَكرَّرَ منهُ، أو كانَ كبيرةً؟
فالجوابُ: أنّ الله ? حَكَمَ على المضَارَّةِ بأنّها فُسُوقٌ؛ والقرآنُ يَحكمُ،ولا يُحْكَمُ عليه ". ()
7 – ومِن مَلامحِ مَنهجهِ في الاستنباط: أنْ يبني الفائدةَ على أحدِ الأقوالِ التفسيريّةِ المرادةِ في الآيةِ، أو على أحدِ الاحتمالاتِ الواردةِ فيها.
ومِن أمثلتهِ:
عند تفسيره لقوله تعالى: {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} (البقرة: 80)
ذكرَ الخلافَ في {أَمْ} هل هي مُتَّصِلَةٌ أم مُنقطِعَةٌ، ثم ذكرَ في فوائدِ الآيةِ ():"
حُسْنُ مُجادلةِ القرآنِ؛ لأنّه حَصَرَ هذهِ الدَّعوَى في واحدٍ مِن أمرينِ، وكِلاهُمَا مُنْتَفٍ: {أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} وهذا على القولِ بأنّ {أَمْ} هُنَا مُتَّصِلَةٌ؛ أمّا على القولِ بأنّها مُنقطِعَةٌ فإنهُ ليسَ فيها إلاَّ إلزامٌ واحد ". ()
وعند تفسيره لقوله تعالى: {فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ} (البقرة: من الآية175)
ذكرَ خلافَ المفسِّرينَ فيها،وذكرَ أنّ مِنهم مَن يرى أنّه تَعَجُّبٌ مِن الله ?؛ ومِنهم مّن يرى أنّ المرادَ بالعجبِ التَّعْجِيبَ؛كأنّهُ قالَ: اعْجَبْ أيُّهَا المخاطبُ مِن صبرهمْ على النار ()، ثم ذكرَ مِن فوائدها:" إثباتُ العَجَبِ لله ? لقولهِ تعالى: {فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ} – على أحدِ الاحتمالينِ -، وهو مِن الصِّفاتِ الفعليّةِ ". ()
وعند تفسيره لقوله تعالى: {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ} (البقرة: من الآية188)
قالَ في تفسيرها:" {وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ} أيْ تَتَوَصَّلُوا بها إلى الحكَّامِ لتجعلوا الحكَّامَ وسيلةً لأكْلِهَا بأنْ تَجْحَدَ الحقَّ الذي عليكَ وليسَ بهِ بينةٌ؛ ثم تُخاصِمُهُ عندَ القاضي فيقولُ القاضِي للمُدَّعِي عليكَ: " هَاتِ بَيِّنَةً "؛ وإذا لم يكنْ للمُدَّعِي بينةٌ تَوجَّهت عليكَ اليمينُ؛ فإذا حلفتَ بَرِئْتَ؛ فهنا تَوصَّلتَ إلى جَحْدِ مَالِ غيركَ بالمحاكمةِ؛ هذا أحدُ القولينِ في الآيةِ؛ والقولُ الثاني: أنّ مَعنى: {تُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ} أي تُوصِلُوهَا إليهم بالرِّشْوَةِ ليَحْكُمُوا لكم؛ وكِلا القولينِ صحيحٌ ". ()
ثمّ ذكرَ مِن فوائدها:" تحريمُ الرِّشْوَةِ لقوله تعالى {وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ} على أحدِ التفسيرينِ كما سبقَ ". ()
قُلْتُ: وهذه الطريقةُ في الاستنباطِ تدلُّ على ما يلي:
الأول: أهمّيةِ معرفةِ تفسير الآيةِ قبلَ البدءِ باستنباطِ فوائدها.
الثاني: أهمّيةِ القاعدةِ التفسيريّةِ المشهورة وهي: وجوبُ حَمْلِ الآيةِ على كُلِّ المعاني التي تحتملها ما لم يَكُنْ بينها تَضَادٌّ. ()
الثالث: أنّ بعضَ الفوائدِ المستنبطةِ مِن الآياتِ لا تدلُّ عليه الآيةُ بإطلاق، وإنّما هو أحدُ الاحتمالاتِ الواردةِ في الآيةِ، ولذا فلا بُدَّ مِن النظرِ إلى صِحَّةِ هذا الاحتمالِ مِن عَدَمِه.
8 – ومِن مَلامحِ مَنهجهِ في الاستنباط: دِقَّةُ الاستنباطِ، والإشارةُ إلى معاني الآيةِ الخفيَّةِ.
عند تفسيره لقوله تعالى: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} (النساء: من الآية131)
ذكرَ مِن فوائدها:"
1 – عمومُ مُلْكِ الله لقولهِ: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ} لأنّ جميعَ الأسماءِ الموصولةِ تُفيد العمومَ.
2 – اختصاصُ مُلْكِ السمواتِ والأرضِ لله ?؛ لتقديمِ الخبرِ؛ لأنّ تقديمَ ما حَقُّهُ التأخيرُ يُفيد الحصْرَ ". ()
وعند تفسيره لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} (المائدة: من الآية6)
ذكرَ مِن فوائدها:"
(يُتْبَعُ)
(/)
- وجوبُ استيعابِ الرأسِ بالمسحِ؛ لأنّ الباءَ للاستيعابِ. ()
- وجوبُ الموالاةِ، وَجْهُهُ أنّ غسلَ هذه الأعضاء جاءَ مُرَتَّبًا على الشرطِ فلا بُدَّ أنْ يكونَ أجزاءُ هذا الفعلِ –المرَتَّبِ على الشرطِ– مُتواليةً؛ لأنّ الشَّرْطَ يَعُقُبُهُ المشْرُوطُ، هذا وجهُ الدلالةِ مِن الآيةِ ". ()
وعند تفسيره لقوله تعالى: {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} (سبأ: من الآية4)
ذكرَ مِن فوائدها:" أنّ أفعالَ الله ? مُعَلَّلةٌ، بمعنى أنّ لها عِلَّةً، يُؤخذ مِن (اللامِ) {لِيَجْزِيَ}؛ لأنّ (اللام) للتعليلِ ". ()
وعند تفسيره لقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ} (البقرة: من الآية54)
ذكرَ مِن فوائدها:" إثباتُ الأسبابِ، وتأثيرها في مُسبّباتها لقولهِ {بِاتِّخَاذِكُمُ} فإنّ (الباء) هُنَا للسَبَبِيَّةِ ". ()
فيلاحظُ أنّ الشيخَ رحمه الله نظرَ إلى معاني الحروفِ والأسماءِ فاستنبطَ مِنها فوائدَ مُرتبطة بالآيةِ، كما نظرَ إلى مَوقعِ الكلمةِ الإعرابيِّ ليستنبطَ مِنه فوائدَ تُؤخذ مِن الآيةِ.
9 – ومِن مَلامحِ مَنهجهِ في الاستنباط: ومِن طريقتهِ أيضًا أنْ يذكرَ ما يُستفاد مِن الآيةِ على وجهِ الاستقلالِ، فإنْ كانَ هُناكَ ما يُخَصِّصُهَا، أو يُقيِّدُهَا، أو ناسخٍ لها، أو يُوجد بينها وبينَ نَصٍّ آخرَ ما ظاهرهُ التعارضُ، سواء كانَ مِن آيةٍ أو من حديثٍ نبويٍّ؛ فإنّهُ يَذْكُرُهُ
ويبينُ وجهَ الجمعِ بينهما كما بيّنتُ هذا ومَثَّلْتُ له في مباحثَ سابقة. ()
10 – ومِن مَلامحِ مَنهجهِ في الاستنباط: الاستطرادُ بذكرِ ما يتعلّقُ بالفائدةِ مِن أحكام.
عند تفسيره لآيةِ الوضوءِ في سورة المائدة ذكرَ مِن فوائدها: أنّ الوضوءَ لا ينقضُ إلاّ بالغائطِ؛ سواءٌ ببولٍ أو بعذرةٍ؛ لقوله تعالى: {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ} (المائدة: من الآية6) ولَمْ يذكرْ سِوَى ذلكَ، وذكرَ إجماعَ أهلِ العلمِ على هذا الناقضِ، أمّا البقيةُ فوقعَ فيها الخلافُ، ثُمَّ عَدَّدَ بقيةَ النواقضِ، وذكرَ أدلّتها وناقشها وذكرَ الراجحَ مِنها. ()
هذه أهمُّ مَلامحِ مَنهجِ الشيخِ ابن عثيمين رحمه الله في استنباطِ فوائدِ الآيات.
ـ[المنهوم]ــــــــ[16 Nov 2006, 01:53 م]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ احمد
ـ[الطبيب]ــــــــ[18 Nov 2006, 12:12 م]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[19 Nov 2006, 09:07 م]ـ
الأخوان الفاضلان: المنهوم والطبيب , وأنتما جزاكما الله خيراً.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[23 Nov 2006, 08:23 ص]ـ
جزاك الله خيراً .. فضيلة الشيخ أحمد البريدي ..
ومن منهج الشيخ رحمه الله في الاستنباط أن يذكر وجه الاستنباط وهو دلالة الآية على المعنى المستنبط ويذكر أيضاً الطريق الأصولي الذي يوصل إلى المعنى وهو القاعدة الاستنباطية ومن أمثلة ذلك:
ما ذكره من استنباط وجود النار الآن من قوله تعالى: (فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين) [البقرة: 24].
قال في طريق الاستنباط: (ومعلوم أن الفعل هنا فعلٌ ماضٍ؛ والماضي يدل على وجود الشيء) [تفسير سورة البقرة: 1/ 85].
والأمثلة له كثيرة رحمه الله ..
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[01 Dec 2006, 11:54 م]ـ
جزاك الله خيراً .. فضيلة الشيخ فهد:
والأمر ما ذكرت وفقك الله , ومن أمثلته ما ذكرته في العنصر الثامن , ولعلك تتحفنا بالمزيد , فما ذكر لا يعدو ملامح لتقريب ذلك وليس حصراً.
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 Dec 2006, 06:27 ص]ـ
الشيخ الكريم الدكتور/ أحمد البريدي
جزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
وأسأله تعالى ن يبارك لكم في علمكم، وعملكم، وعمركم، وأهلكم، وذريتكم، ومالكم، وأن يرزقكم من خيري الدنيا، والآخرة من حيث لا تحتسبون.
شيخنا /
- هل تأذن بنقل الموضوع إلى منتديات أخرى؟.
حفظكم الله، وزادكم من فضله.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[02 Dec 2006, 11:56 ص]ـ
أخي المسيطير وفقه الله:
لك الحق بنقله ونقل غيره مما أكتبه , جعلني الله وأياك ممن يتعاون على البر والتقوى.
ـ[أبو عبدالوهاب]ــــــــ[05 Dec 2006, 10:02 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ أحمد وبارك في جهودك
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[21 Nov 2010, 07:07 م]ـ
سجلت رسالة ماجستير بعنوان: "الاستنباط عند الشيخ محمد بن صالح العثيمين في تفسيره من أوله إلى ما أقره الشيخ وهو إلى الآية 110 من سورة النساء دراسة نظرية تطبيقية" للباحث: صالح محمد سعيد القحطاني، بإشراف الدكتور: محب الدين واعظ.
فهل من خبر عنها؟(/)
من يقول أنا لها؟
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[16 Nov 2006, 02:40 م]ـ
الإخوة في الملتقى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل من الممكن أن نستفيد من بعض الإخوة المختصين في هذا الملتقى
بعقد دورات للمشرفين أو المعلمين في جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالجوف؟
علماً أن الجمعية تتكفل بالسكن والتذاكر ...
ـ[منصور مهران]ــــــــ[16 Nov 2006, 02:52 م]ـ
بل قل: (من يقولُ أنا لها؟)
لأنك وجهت سؤالا فلفظ (من) هنا للاستفهام، فلا يجزم، وأنت جئت بالفعل بعده مجزوما (يقل) والصواب: يقول
فلزمالتنبيه ولكم الشكر سلفا
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[16 Nov 2006, 06:10 م]ـ
متى؟ كم المدة؟ وما الموضوعات المطلوب طرحها؟
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[17 Nov 2006, 03:07 ص]ـ
أما عن الوقت والمدة فهذا يحدد مع من أراد المشاركة بحسب الوقت والمدة التي يرغبها،
وأما ما يخص الموضوعات المطلوب طرحها، فكل ما يهم الإشراف والمعلمين في جمعيات التحفيظ
(من أساليب الإشراف، وكيفية التعامل مع المعلمين، وكيفية تعامل المعلم مع طلاب الحلقات، وغير ذلك مما لا يخفى)
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[18 Nov 2006, 02:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أخي الكريم أحمد وضعتم مشروعا طيبا مباركا إن شاء الله، وأرجوا أن تحددوا له وقتا في الإجازة الصيفية، وأن تكون مدة الدورة أسبوعين،
مع إيجاد السكن والمكان المخصص، وتحت رعاية مسؤولة،
أرجوا أن أتمكن إن شاء الله أن أكون من بين المتعاونين معكم. وفقكم الله.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[18 Nov 2006, 02:49 م]ـ
الشيخ أحمد وفقه الله:
حبذا لو طرح كمشروع متكامل يتضمن المواد العلمية , والوقت , والمدة المقترحة , ومستوى المتلقين , ولا بأس من وضع خيارات متعددة , وأظنك لن تعدم إن شاء الله من يشارك في مشروعك , وبعد الطرح سأحاول المشاركة إن شاء الله.
ـ[أم معاذ]ــــــــ[18 Nov 2006, 06:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم:
هل هذا المشروع خاص بالرجال أم للنساء نصيب لأني كنت قد دُعيت في الصيف لإعداد دورة في الجوف لكني اعتذرت لهم لعدم مناسبة الوقت.
وفقكم الله.
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[19 Nov 2006, 12:53 ص]ـ
أخي الدكتور / أمين الشنقيطي، أشكر لك مرورك وحرصك،
أما عن الإجازة الصيفية فلا شك بأننا سنجعل لها مشروعاً آخر، ولكننا نطمع بأن نقيم دورة هذه الأيام، فالمنطقة بحاجة لدورات عديدة ....
أخي الدكتور / أحمد البريدي، أقدر تواصك وشعورك معنا، وبالنسبة لما يخص المواد العلمية، والمدة، والوقت، فأرى أن يكتب كل واحد من الإخوة
ما يستطيع أن يقدمه لنا، والوقت الذي يناسبه، ومن ثم يكون بيني وبينه تنسيق أكثر عبر الهاتف،،،
الأخت الفاضلة / أم معاذ، أسأل الله أن ينفع بك،
هذا المشروع ليس خاصاً بالرجال، بل إن الدور النسائية بحاجة أيضاً لكثير من الدورات،
وليس لي علم بالدعوة التي قدمت لكم من قبل، فالقسم أوكلت مهامه إلي قريباً ......
انتظر مشاركاتكم،،، وإن شئتم تركتم أرقام الهواتف على الخاص، أو البريد الإلكتروني، حتى نتمكن من التواصل معكم.
أكرر الشكر والتقدير للجميع،،،، وأطلب المزيد المزيد من التفاعل
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[19 Nov 2006, 10:21 ص]ـ
هل هذه الدعوة خاصة بمن يعيشون في السعودية؟
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[20 Nov 2006, 12:10 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
فضيلة الشيخ أحمد الفالح حفظه الله، تعلمون أنّ معلمي القرآن الكريم، يحتاجون إلى التزود من المادة العلمية، من طرق تدريس التجويد برواية، أو بروايتين، ودروس تفسير، ودروس تربوية، ودروس تثقيفية.
فدروس التجويد يمكن التعرف بها على طريقة القراءة برواية ثانية، غير المعروفة، ويمكن هنا إقرار إحدى المنظومات مع شرحها.
ودروس التفسير يمكن التزود بها من هدايات القرآن المكية والمدنية، أقصد هدايات علوم تفسير القرآن الكريم إلى خير الدنيا والآخرة، من خلال كتاب من كتب التفسير المعروفة.
ودروس التربية لصقل موهبة المعلمين والمشرفين بإضافة بعض العلوم التربوية كبعض طرق التدريس الحديثة، مع التدرب على ممارسة التدريس في الحقلين الحلقات وصالات التعليم، ويمكن إقرار كتاب يعالج مهارات التدريس في الحلقات ونحوها.
أخيراً هناك آداب وشذرات من تاريخ علماء الإسلام، تتحدث عن أولئك الأعلام،وتبرز إبداعاتهم في مجالات كثيرة، اشتملت عليها كتب القراء والمفسرين، ككتاب طبقات القراء لابن الجزري، وطبقات المفسرين للسيوطي.
هذه الدروس بعد جدولتها ووضعها في إطار مدرسي، يمكن أن تكون إن شاء الله دروسا ناجحة إن شاء الله.
تنبيه: أعلم فضيلتكم أنني لاأستطيع القيام بالعمل في هذه الأيام لظروف العمل، والامتحانات القريبة، لكن إن تيسر وقت في الإجازة الصيفية فلكم ذلك.والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[26 Nov 2006, 01:29 ص]ـ
بارك الله فيك ياشيخ أمين على هذه الإشراقات الجميلة.
أخي الدكتور / حسان، لعلنا في وقت من الأوقات نستطيع أن نجعلها عامة
بعدما نستنفذ قوى الإخوة بالداخل. أشكر لك حرصك وشعورك معنا ..
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[24 Feb 2007, 01:27 م]ـ
للرفع
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[24 Feb 2007, 02:41 م]ـ
عندي دورة تدريبية بعنوان (جمال القراء) قدمتها لبعض الجمعيات، وسأقدمها في هذا الفصل-إن شاء الله- لجمعيات أخرى، وقد طلبها مني مدير جمعيتكم الشيخ عبدالله الخالدي قبل رمضان فاعتذرت ووعدته بها بعد رمضان ولم يتصل بي بعد ذلك.
كما صصمت دورة تدريبة أخرى بعنوان (مهارات تعليم القرآن) بناءً على طلب الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه، وسيتم تقديمها لعدد من الجهات التعليمية بعد اعتمادها من مجلس إدارة الجمعية العلمية إن شاء الله.
وعلى كل حال جمعيات تحفيظ القرآن بحاجة ماسة إلى المتخصصين في القرآن وعلومه، فليت الطرفين يتعاونان في خدمة الكتاب العزيز الذي يشرف كل مسلم بالانتساب إليه.
وأشكر الشيخ أحمد الفالح على مبادرته في الاستفادة من الإخوة المتخصصين في هذا الملتقى وجلهم- ولله الحمد - أكفاء لتقديم دورات ومحاضرات وبرامج علمية للمهتمين بالقرآن وعلومه وفق رؤية واضحة وخطة مدروسة.
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[15 Mar 2007, 02:00 ص]ـ
للرفع وأتمنى مشاركة أوسع من الإخوة في الملتقى ...(/)
الشيخ الأمين الشنقيطي - رحمه الله - يقرر حكمة زيادة الرجل على المرأة في الميراث ..
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[16 Nov 2006, 06:44 م]ـ
قال الشيخ رحمه الله تعالى عند كلامه على هداية القرآن للتي هي أقوم وتناوله لتفضيل الذكر على الأنثى بفضل الخلقة والطبيعة:
فاعلم أنه لما كانت الحكمة البالغة تقتضي أن يكون الضعيف الناقص مقوماً عليه من قِبَل القوي الكامل اقتضى ذلك أن يكون الرجل ملزما بالإنفاق على نسائه والقيام بجميع لوازمهن في الحياة كما قال تعالى {وبما أنفقوا من أموالهم}.
ومال الميراث ما مسَحا في تحصيله عرقاً, ولا تسببا فيه البتة, وإنما هو تمليك من الله ملكهما إياه تمليكا جبرياً, فاقتضت حكمة الحكيم الخبير أن يؤثر الرجل على المرأة في الميراث وإن أدليا بسبب واحد؛ لأن الرجل مترقب للنقص دائمابالإنفاق على نسائه وبذل المهور لهنّ, والبذل في نوائب الدهر, وإنفاقه عليها وقيامه بشؤونها, والمرأة مترقبة للزيادة بدفع الرجل المهر لها, وإنفاقه عليها وقيامه بشؤونها ..
وإيثار مترقب النقص دائما على مترقب الزيادة دائما لجبر بعض نقصه المترَقَب حكمته ظاهرة واضحة لا ينكرها إلا من أعمى الله بصيرته بالكفر والمعاصي ..
ولذا قال الله تعالى {للذكر مثل حظ الأنثيين} ..
ـ[أبو المهند]ــــــــ[22 Nov 2006, 11:52 ص]ـ
وإضافة إلى ما ذكره فضيلة الشيخ أقول:
إن الشيخ آل محمود القطري له رسالة مهمة في حكمة تفضيل الرجال على النساء في الميراث، وهو بحث جيد يستحق القراءة والله الموفق.(/)
ما تقويمكم لمختصر تفسير البغوي للزيد
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[16 Nov 2006, 11:44 م]ـ
وذلك من ناحية جودة الاختصار والاحتفاظ على مادة الكتاب بقدر المستطاع
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[16 Dec 2006, 08:06 ص]ـ
لقد بيّن الدكتور عبدالله الزيد منهجه في هذا المختصر بقوله:
(وما عملته في الاختصار لا يخرج في الغالب عن أحد الأمور التالية:
1 - استبعاد ما لا ضرورة له في بيان معاني الآيات من الروايات والأسانيد المطولة والأحكام التي لا حاجة لها والاقتصار من سند الحديث عند ذكره على اسم الصحابي الذي روى الحديث عن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّمَ وتركت لمن أراد الاستزادة الرجوع إلى الأصل المختصر.
2 - إذا تعددت الأحاديث التي يوردها المؤلف على وفق معاني الآيات الكريمة اقتصرت على ذكر حديث واحد منها وقد أقتصر على موضع الشاهد من الحديث إذا كان يؤدي المعنى المقصود.
3 - جرى تخريج الأحاديث الشريفة التي وردت في المختصر.
4 - الإبقاء ما أمكن على الآيات التي استشهد بها المؤلف على طريقته في تفسير القرآن بالقرآن مع جعلها بين قوسين مختلفين عن أقواس الآيات المفسرة.
5 - تجريد المختصر من الإسرائيليات ما أمكن إلا ما روى منها عن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّمَ أو أقره.
6 - عند تعدد ذكر الآثار أكتفي منها بما يكشف معنى الآية.
7 - جرى حذف بعض القراءات وخاصة إذا لم يترتب على المحذوف منها تغير المعنى.).
أما من حيث الاحتفاظ بمادة الكتاب فقد نص المختصر على أنه اجتهد في ذلك، وأنه حرص على إبقاء كلام البغوي كما هو من غير تصرف. قال المختصر: (ما يجده القارئ في هذا المختصر هو كله من كلام البغوي فقد التزمت بنصه التزامًا تامًّا ولم أتصرف فيه بالزيادة إلا ما استدعى السياق إضافته لربط كلام البغوي بعضه ببعض كواو العطف ونحوها، ليبقى التفسير بأسلوبه السهل الميسر وجماله الناصع مع تمام الترابط والانسجام، وقد جعلت ما أضفته بين قوسين تمييرًا له عن كلام البغوي. . .
ومن هذا يعلم أن جميع ما في هذا المختصر هو من كلام البغوي، فإذا ورد فيه قوله: (قد روينا أو حدثنا) أو نحو ذلك فالقائل هو: البغوي، وقد حرصت على هذا المنهج لما لكلام الإمام البغوي - رحمه الله - من ميزة لدى العلماء تجعل الاطمئنان إليه أكثر والوثوق به أحرى.)
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[18 Dec 2006, 06:20 ص]ـ
بارك الله في علمك وجزاك خيرا(/)
سورة الجمعة
ـ[أبو علي]ــــــــ[17 Nov 2006, 09:05 ص]ـ
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أليم، تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) الآيتان 10 و 11 من سورة الصف.
الآيتان وما بعدهما إلى آخر سورة الصف عبارة عن هداية دلالة ترشد المؤمنين إلى شيء فيه خير لهم.
إذا أردنا أن نعرف ماذا سيأتي من كلام لله بعد سورة الصف فإن علينا نحسن التدبر في آيات سورة الصف.
الآية 10 و 11 تماثل النصيحة عند البشر، إذا نصحني إنسان فقال لي: يا فلان هل أدلك على تجارة تكسب منها الملايين؟ تضارب بأموالك في البورصة ذلك خير لك من وظيفتك.
فما هو التصرف الحكيم؟
التصرف الحكيم هو أنه لا بد من ضمانات تطمئن لها نفسي، وأهمها هي: نزاهة الناصح حيث يجب أن يكون ذا علم بهذه التجارة (والعالم بالتجارة هو الذي يحكم إن كانت رابحة أو خاسرة)، وأن يكون منزها عن أن تكون له مصلحة شخصية أو أن يغشني أو يريد لي الخسارة.
وكيف أعلم نزاهته إذا لم أكن قد تعاملت معه من قبل؟!
إذن فخير ما يثبت نزاهته هو أن يكون له فضل علي في تعاملي معه من قبل في قضايا مشابهة تبين لي من خلالها أنه رجل نزيه وحكيم (ذو علم في هذا المجال) وأنه (هو) الذي كان له الفضل في كذا وكذا ...
إذن ف (النزاهة) مبنية على ما سبق من (فضل) للناصح على المنصوح.
وهذا الناصح الذي يدلني على الخير إن كان يحبني وتهمه مصلحتي فإنه يؤكد لي أنه (منزه) عن أن يغشني و (منزه) عن أن تكون له مصلحة,,, ويذكرني بأنه (هو الذي) كان له (الفضل) علي في قضية مشابهة لهذه ...
إذن فالحكمة تقتضي أن تلي سورة الصف سورة تفتتح ب (التنزيه) والتذكير ب (الفضل).
لنرى الآن ما جاء في سورة الجمعة:
التنزيه: ((يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ)).
الفضل: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ • وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ •
هذا هو الفضل العظيم الجدير بالذكر لذلك أكد عليه بقوله: ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ).
وبما أن الخطاب (هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم) موجه إلى كل المؤمنين إلى أن تقوم الساعة، فإن من الحكمة ألا يقتصر التذكير بفضل الله على الأولين فقط وإنما يشمل التذكير كل من يعنيه الأمر إلى أن تقوم الساعة (الأولين والآخرين)، فقال تعالى: وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم)، وقد يكون نصيب الآخرين من فهم الكتاب والحكمة أكبر من نصيب الأولين لقرب اللفظ (فضل الله) كتابة من (آخرين منهم)، فقد جاء ذكر (فضل الله) مباشرة بعد (وآخرين منهم لما يلحقوا بهم ... ) بينما تفصله عن (الأولين = الأميين) آية تتكون من 8 كلمات.
عرفنا الحكمة من افتتاح سورة الجمعة بالتسبيح (التنزيه) والحكمة من ذكر (الفضل) في الآية 2 و 3، والتأكيد على ذكره في الآية 4.
ما الحكمة من ذكر اليهود بعد ذلك وأنهم كمثل الحمار يحمل أسفارا وأنهم يحبون الحياة ويفرون من الموت؟
الجواب: لأن من كانت هذه أوصافه فإنه بعيد كل البعد عن أن يمتثل لأمر الله في الآية 11 من سورة الصف (وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ).
والحكمة تقتضي التحذير من الخاسرين، مثلا:
إذا نصح الأب أبناءه ليسلكوا سبل النجاح وكان له ابن لم يسمع كلامه ولم يلتف إلى نصائح أبيه فإن الأب يحذر أبناءه الآخرين من الحدو حدوه لكي لا يرسبوا مثله في الامتحان، فلو كان هذا الابن صادقا في ادعاءه أنه لا يحتاج إلى مذاكرة دروسه لتمنى الامتحان اليوم قبل الغد، لكن الكسلاء لا يتمنون الامتحان لأنهم سيفشلون في اجتيازه، فكان من الحكمة أن يضرب الله المثل بعد ذلك باليهود: مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار ...
وبعد الانتهاء مما يتطلبه مقتضى الكلام من تطمين للمأمور وتذكيره بفضله وتحذيره من الاقتداء بأخيه الذي ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن العمل، بعد هذا كله يدخل في الموضوع ويبين للذين آمنواالوسيلة إلى تلك التجارة التي تنجيهم من عذاب أليم، فقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) ,
خطب الجمعة يتعلم منها المسلمون أمور دينهم تذكر الغافلين بقضايا الدين وواجباته فيخرج بانطباع إيماني عن علم بفضل الجهاد بالمال والنفس، وكذلك لأن الله لم يخاطب المؤمنين فرادى،فالجهاد في سبيل الله يفرض لزوم الجماعة، وصلاة الجمعة هي وسيلة الإعلام الأولى في الإسلام.(/)
ترجمة معاني القرآن الكريم بين الواقع والمأمول
ـ[وليد العمري]ــــــــ[17 Nov 2006, 09:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ترجمة معاني القرآن الكريم بين الواقع والمأمول
مقارنة كمية ونوعية بين ترجمات معاني القرآن الكريم وترجمات الإنجيل
[ line]
[ نشر هذا البحث ضمن أبحاث ندوة اللغات والترجمة: الواقع والمأمول المنعقدة بكلية اللغات والترجمة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وقد صدرت أبحاث الندوة عام 1426هـ، بعنوان: «الأبحاث المستكتبة والمحكمة لندوة اللغات والترجمة الواقع والمأمول»، وجاء هذا البحث في الصفحات من 333 - 392]
[ line]
1- تقديم
يهدف هذا البحث إلى إجراء مقارنة كمية ونوعية بين واقع ترجمة معاني القرآن الكريم وترجمة الإنجيل ( Bible)[1] بعهديه القديم والجديد، والغرض من هذه المقارنة هو معرفة الفرق بين ترجمة الكتابين من حيث التاريخ والآفاق المستقبلية، والعوامل اللغوية والاجتماعية المؤثرة في الترجمة، والممارسات المتبعة فيها، ومدى الاستفادة من نظريات اللغة والترجمة الحديثة، ومدى توافر مراكز الاستشارة والتدريب والإرشادات لمترجم كل من الكتابين. وأهمية هذا تكمن في أن الإنجيل - أو على الأقل أحد كتبه - تُرجم إلى 2009 لغة ولهجة يشكِّل من يتحدث بها على الأقل 97% من عدد سكان العالم [2]، والنتيجة التي أرغب في الخروج بها من خلال المقارنة هي تحسس وجوه الإفادة في ترجمة معاني القرآن الكريم من التاريخ المديد لترجمة الإنجيل، إضافة إلى التعرف على وجوه الاختلاف التي من شأنها أن تجعل من مدى طموحنا في الاستفادة من واقع ترجمة الإنجيل واقعياً. وسيناقش البحث المطالب التالية:
2 - تاريخ ترجمة كل من الكتابين:
2.1 - تاريخ ترجمة الإنجيل
يقسم يوجين نايدا [3] ( Eugene Nida) تاريخ ترجمة الإنجيل إلى ثلاث مراحل وهي: المرحلة الإغريقية اليونانية (بين عامي 200 قبل الميلاد إلى700 ميلادية)، ومرحلة الإصلاح ( Reformation) ( في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين)، والمرحلة الحديثة التي بدأت منذ القرن التاسع عشر الميلادي وامتدت إلى القرن العشرين، أو ما يعرف بالقرون التنصيرية.
2.1.1 - المرحلة الإغريقية اليونانية
كانت أولى الترجمات في هذه الفترة هي الترجمة السبعينية ( Septuagint) الإغريقية للعهد القديم [4] أُنجزت في أغلبها خلال القرن الثاني قبل الميلاد، وكان لهذه الترجمة تأثير كبير في قوانين الترجمة ومبادئها والألفاظ التي استخدمت في الكتابات النصرانية فيما بعد، وخلال هذه المرحلة الإغريقية اليونانية ظهرت الترجمة الأولى للعهد الجديد إلى اللاتينية، وتبعتها ترجمات للعهدين القديم والجديد إلى عدد من اللغات الشرق أوسطية منها السريانية والقبطية (بلهجتين مختلفتين) ومن ثم الأرمينية والجورجية والإثيوبية والعربية والفارسية وأخيراً الغوطية. ولم تكن الترجمات المبكرة للاتينية القديمة مرضية لذا قام بمراجعتها القديس جيروم ( St. Jerome) في أواخر القرن الرابع الميلادي في النسخة التي عرفت فيما بعد بالشعبية ( Vulgate)، وأكمل القديس جيروم ترجمة الإنجيل المكتوب بالعبرية وأهم الكتب غير المتفق عليها ( Apocrypha) إلى اللاتينية عام 406 ميلادية، وكان تأثيره على نظرية الترجمة كبيراً لأنه أكد أن المعنى أهم من المبنى في الترجمة.
2.1.2 - مرحلة الإصلاح أن
ويمكن تقسيم هذه المرحلة إلى طورين أساسين: شهد الطور الأول صدور عدد من المراجعات للترجمات القديمة إضافة إلى الترجمات الحديثة للّغات الأوروبية المهمة جاءت كردة فعل للاستكشافات والنظريات الحديثة في الآثار ودراسة مخطوطات الإنجيل، وخلال الطور الثاني قام التنصيريون بترجمات عدة إلى لغات العالم الثالث.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكانت أهم المساهمات خلال الطور الأول من فترة الإصلاح النسخة الإنجليزية المنقّحة ( English Revised Version) الصادرة عام 1885م، والنسخة الأمريكية القياسية ( American Standard Version) الصادرة عام 1901م، والإنجيل القياسي المنقّح ( Revised Standard Bible) الصادر عام 1952م، والإنجيل القياسي المنقح الجديد ( New Revised Standard Bible) الصادر عام 1989م. والمشروعان الأخيران الكبيران بالإنجليزية هما الإنجيل الأمريكي الجديد ( New American Bible) الصادر عام 1970م، الذي بُني على النصوص اليونانية والعبرية عوضاً من ترجمة جيروم، والإنجيل الإنجليزي الجديد ( New English Bible) الصادر عام 1970م أيضاً.
ويرى نايدا [5] أن التطور الأهم في تقاليد ترجمة الإنجيل كان مشاركة ج. ب. فيليبس ( J. B. Phillips) بكتابه المعنون Letters to Young Churches، أي "رسائل إلى الكنائس الفتية" الصادر في 1950م، الذي نتج عنه ترجمات مثل النسخة الإنجليزية الحديثة ( Today’s English Version) التي صدرت عامي 1966م و1976م، والإنجيل الحي ( The Living Bible) الصادر عام 1971م، والتي استُحسِن الأسلوب الذي كتبت به ولكن منهجها التفسيري واجه موجة من النقد.
2.1.3 - الترجمات التنصيرية
والترجمات التنصيرية يمكن تتبعها في طورين أيضاً: الطور الأول هو طور المترجمين التنصيريين الأوائل مثل أدونيرام جدسن ( Adoniram Judson) الذي ترجم الإنجيل إلى البورمية، وروبرت موريسون ( Robert Morrison) الذي ترجم الإنجيل إلى الصينية، ووليم كيري ( William Carey) وزملائه الذين ترجموا الإنجيل إلى عدد من اللغات في الهند، وهنري مارتن ( Henry Martyn) الذي ترجم الإنجيل إلى اللغات الأردية والفارسية والعربية، وشهد الطور الثاني من هذه الفترة مئات الترجمات إلى لغات أخرى قام بها تنصيريون بعثت بهم طوائف نصرانية مختلفة، ومن قِبل ما أُطلق عليها "بعثات الإيمان"، والجمعيات المتخصصة في إرسال تنصيريين بغرض ترجمة الإنجيل إلى جميع اللغات التي لا يتوافر بها. ومن أمثلة هذه الجمعيات مترجمو وايكلف للإنجيل ( Wycliffe Bible Translators)، ومترجمو لوثران للإنجيل ( Lutheran Bible Translators)، ومترجمو الإنجيل التبشيريون ( Evangel Bible Translators)، ومترجو الإنجيل الرواد ( Pioneer Bible Translators). وأكبر هذه الجهات على الإطلاق هم مترجمو وايكلف للإنجيل الذين يعرفون أيضاً بمعهد اللغويات الصيفي ( Summer Institute of Linguistics) إذ يبلغ عدد أعضائها أكثر من خمسة آلاف ترجموا العهد الجديد كاملاً إلى 347 لغة ويعملون على إخراج ترجمات جديدة إلى 800 لغة أخرى، وجمعيات الإنجيل المتحدة ( United Bible Societies)، التي هي عبارة عن جهد جماعي لأكثر من مئة جمعية إنجيل قومية، تعمل مباشرة مع الكنائس في أرجاء الأرض لإخراج مراجعات على ترجمات قديمة وترجمات جديدة إلى لغات رئيسة وفرعية يشكل عدد الناطقين بها 90% من سكان العالم، وتقوم جمعيات الإنجيل المتحدة حالياً بدعم وتمويل مترجمين إلى أكثر من 550 لغة.
2.2 - تاريخ ترجمة معاني القرآن الكريم [6]
لم يردنا شيء يشير إلى أن ترجمة معاني القرآن الكريم بدأت في زمن الرسول r، غير أن ابن سعد يذكر في "الطبقات الكبرى" [7] أن رُسُل رسول الله r وعوا لغات القوم الذين أرسلوا إليهم [8]، وبعض الرسائل التي بعثها رسول الله r احتوت آيات من القرآن الكريم وبخاصة تلك التي بعثت إلى أهل الكتاب مثل النجاشي ملك الحبشة التي ورد فيها الآيات التالية:} هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ {(الحشر:23)، و} يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابن مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ {(النساء:171) [9]، وورد أن عمر بن أمية t، وهو الرسول إلى النجاشي، قام بترجمة رسالة رسول الله r إلى اللغة التي يفهمها النجاشي، وفي رسالته r إلى المقوقس وردت الآية:} قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ {(آل عمران: 64).
وهذا يعد ضرباً من الترجمة إلا أنها ترجمة لبعض آيات القرآن الكريم تخدم الغرض الخطابي ولا تتعدى ذلك إلى ترجمة لسورة كاملة من سوره، ولكن السرخسي ذكر في كتابه الكبير في الفقه الحنفي الموسوم بـ "المبسوط"، في كتاب الصلاة (1/ 37)، أن الفرس كتبوا إلى سلمان الفارسي t أن يكتب لهم الفاتحة بالفارسية فكانوا يقرؤون ذلك في الصلاة حتى لانت ألسنتهم للعربية، وفي "النهاية حاشية الهداية" لتاج الشريعة (1/ 86، حاشية 1) تفاصيل أكثر حيث يذكر: "كتبوا إلى سلمان الفارسي t أن يكتب لهم الفاتحة بالفارسية فكتب: بسم الله الرحمن الرحيم/بنام يزدان بخشاونده .... وبعدما كتب عرضه على النبي r، ثم بعثه إليهم، ولم ينكر عليه النبي r، كأنهم طلبوا ترجمة سورة الفاتحة لقوله عليه السلام: "لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب" ".
ويذكر ألفونس منيانا ( Alphonse Mingana) في مقدمة كتابه "ترجمة سريانية قديمة للقرآن" [10] أن ديونيسيوس بارصليبي، المتوفى عام 1171م، يؤكد أنهم قاموا بترجمة القرآن إلى السريانية، إبان ولاية الحجاج بن يوسف الثقفي في خلافة عبد الملك بن مروان، وتوجد في مكتبة جون رايلاند بجامعة مانشستر بانجلترا مخطوطة سريانية نشرها الفونس منيانا في كتابه المذكور، وفيه ترجمات لمقتطفات من القرآن الكريم مثل سورة الفاتحة، وآيات أخرى، مكتوبة بنصها العربي ومترجمة إلى السريانية مع تعليقات وطعون نصرانية.
ويذكر الأستاذ مونتييه في كتابه L’Islam أي "الإسلام" أن الفيلسوف اليوناني نقيطاس، من القرن التاسع الميلادي الموافق للقرن الهجري الثالث، نقل القرآن إلى اليونانية فقسم منه ترجمة وقسم خلاصة، وزاد عليه ردوداً وطعوناً.
وذكر برزك بن شهريار في كتابه "عجائب الهند والصين" (ص 2 - 3) أنهم ترجموا القرآن في شمال الهند لصالح بعض الملوك المجاورين الذي كان قد اشتاق إلى الإسلام.
وفي القرن الرابع الهجري أمر الملك منصور بن نوح الساماني جماعة من كبار علماء تركستان عام 345هـ أن يترجموا جميع القرآن الكريم إلى الفارسية والتركية الشرقية والتركية الغربية، مع زيادة ترجمة خلاصة تفسير الطبري.
وذكر بروكلمان في كتابه "تاريخ الآداب العربية" (1/ 432) أن أبا علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي المعتزلي (المتوفى 303 هـ) ألّف تفسير القرآن بلغة خوزستان.
وظهرت أوائل ترجمات معاني القرآن الكريم إلى لغات الشعوب الإسلامية [11] عندما أحس كثير من الشعوب بعد دخول الإسلام بالحاجة إلى تعلم أصول الدين، لذا عمدوا إلى تفسير معاني القرآن الكريم إلى لغاتهم ليتفقهوا في الدين. والترجمات الأولى إلى لغات الشعوب الإسلامية هي:
الفارسية: أول ترجمة معروفة لدينا إلى لغات الشعوب الإسلامية هي الترجمة الفارسية التي تمت عام 345هـ في عهد الملك الساماني أبي صالح منصور بن نوح بن نصر مع ترجمة مختصرة لتفسير الطبري، وترجمة معاني القرآن الموجودة في تفسير الطبري ترجمة حرفية حيث كتبت الكلمات الفارسية تحت آيات المصحف دون مراعاة لترتيب الجملة الفارسية أو سياق التعبير بها.
وأول تفسير طبع باللغة الفارسية هو تفسير "المواهب العلية" المعروف بتفسير حسيني الذي نشر عام 1837م بكلكتا في الهند.
التركية: هناك رأيان حول تحديد أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم إلى التركية، الرأي الأول الذي قال به الأستاذ زكي وليد طوغان (ت 1970م) يرجح أن لجنة العلماء التي قامت بترجمة تفسير الطبري إلى الفارسية كانت تضم علماء أتراكاً قاموا بترجمته إلى التركية في الوقت نفسه، وأن هذه الترجمة هي ترجمة حرفية على نسق الترجمة الفارسية كتبت بين سطور المصحف.
ويذهب أصحاب الرأي الثاني إلى أن أول ترجمة تركية لمعاني القرآن الكريم ظهرت بعد الترجمة الفارسية بنحو قرن من الزمان أي في القرن الخامس الهجري.
ومن الملاحظ على أوائل الترجمات التركية أنه لم يراعَ فيها ترتيب الجملة التركية أو سياق التعبير فيها كما هو ملاحظ في الترجمة الفارسية.
(يُتْبَعُ)
(/)
الأردية: تعد ترجمة شاه رفيع الدين الدهلوي أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم إلى اللغة الأردية وهي حديثة نسبياً، حيث صدرت أول طبعاتها بكلكتا في الهند عام 1840م، إلا أن تاريخ ترجمة سور وآيات مختارة من القرآن الكريم أقدم من هذه الترجمة بكثير وحدثت في عصور مبكرة، إذ يذكر أحمد خان [12] أن ترجمة معاني القرآن الكريم إلى هذه اللغة قديمة قدم اللغة نفسها فقد ظهرت في القرن العاشر الهجري وأُلف بها عدد من الترجمات الجزئية، ويلاحظ أحمد خان على الترجمات الأردية المبكرة عموماً الحرفية، وعندما بدأ الناس في سلوك مسلك الترجمة التفسيرية خلطوا أهواءهم في الترجمة [13].
ولكن الأمر الأكثر إثارة للاهتمام في تاريخ ترجمة معاني القرآن الكريم ليس مدى تبكيرها أو تأخرها في الظهور ولكن الأغراض التي استخدمت الترجمة لخدمتها، وهناك محطات مؤثرة تجدر الإشارة إليها.
أهم هذه المحطات هي ترجمة دير كلوني إلى اللاتينية التي ظهرت في القرن السادس عشر الميلادي وتأثر بها كثيراً دي رير في ترجمته الفرنسية لمعاني القرآن الكريم ومن ثم أثرت ترجمته في ترجمات معاني القرآن الكريم الأولى إلى الإيطالية، والهولندية، والألمانية، والفرنسية، والروسية.
ثم ظهرت في القرن الثامن عشر الميلادي ترجمة لودوفيكو مراتشي التي تأثر بها كثيراً جورج سيل في ترجمته الإنجليزية لمعاني القرآن الكريم، وأثرت ترجمته في ترجمات معاني القرآن الكريم الأولى إلى عدد من اللغات وهي: الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والروسية، والهولندية، والإيطالية، والألبانية، والبلغارية، والمجرية، والتشيكية.
والملامح الأبرز لهذه الترجمات هي أنها ترجمات نقدية هجومية عنونت في أغلبها بـ "قرآن محمد"، وكان لها أثر كبير في تعميق الفكر العدائي في أوروبا ضد الإسلام مما أدى بشكل أو بآخر إلى حروب الفرنجة ضد بلاد المسلمين [14].
2.3 - ما نستنتجه من الاستعراض التاريخي لترجمات معاني القرآن الكريم والإنجيل:
1 - تاريخ ترجمة الإنجيل أطول بكثير من تاريخ ترجمة معاني القرآن الكريم حيث إن أول ترجمة هي الترجمة السبعينية ( Septuagint) الإغريقية للعهد القديم أنجزت في أغلبها خلال القرن الثاني قبل الميلاد، وأول ترجمة لأجزاء كبيرة من معاني القرآن الكريم كانت هي التي ذكر ديونيسيوس بارصليبي، المتوفى عام 1171م، أنهم قاموا بها إلى السريانية، إبان ولاية الحجاج بن يوسف الثقفي في خلافة عبد الملك بن مروان، غير أن الأولى أريد بها المحافظة على دين اليهود إذ اندثرت آنذاك اللغة العبرية، والثانية كانت ضمن تيار جدلي ( Polemic) قاده نصارى الشام الذين عاشوا بين ظهراني المسلمين، ومن أكبر مؤسسي هذا التيار هو يوحنا الدمشقي الذي ساهم كثيراً في صياغة النظرة الغربية للإسلام التي نتجت عنها حروب الفرنجة.
2 - ترجمات معاني القرآن الكريم من قبل المسلمين لغرض فهم الدين وتفهيمه لمن لا يعرفون العربية بدأت بالترجمة الفارسية التي تمت عام 345هـ، أي في منتصف القرن الرابع الهجري، في عهد الملك الساماني أبي صالح منصور بن نوح بن نصر وهي ترجمة مختصرة لتفسير الطبري، وهذا يدل على تحرج المسلمين من قبل من الإقدام على هذا العمل، ونعلم من خلال السياق التاريخي أن اللغة العربية كانت هي اللغة الرسمية للبلدان التي افتتحها المسلمون وكان يتعين على كل من أراد أن يتعلم أمور الدين وينخرط في جادة المجتمع أن يتعلم اللغة العربية، فكل المثقفين كانوا يتقنون اللغة العربية ولكن مع ضعف الخلافة انفردت كل دويلة إسلامية بذاتها ولم يعد للغة العربية مكانتها الأولى في الدول التي يتكون غالبية أهلها من غير العرب، لذا نجد أنهم اعتنوا بهذه الترجمة عناية كبيرة، وأحضر النص العربي لتفسير الطبري من بغداد الملك منصور بن نوح وهو في أربعين مجلداً، ولما وجدوا صعوبة في قراءته وفهمه رأى ترجمته إلى الفارسية، وجمع لذلك نفراً من علماء بلاد ما وراء النهر واستفتاهم في جواز ترجمته فأفتوه بجوازها ليستفيد منها الذين لا يعرفون العربية واعتمدوا في فتواهم على قوله تعالى) وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ((إبراهيم: 4)، ومع هذا فقد عقدت لجنة للقيام بهذه الترجمة، وجعلوا الأصل هو المهيمن عليها تماماً إذ كانت مغرقة في الحرفية
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم يترجم إلا ما يعادل عشر التفسير [15]، بل وحتى الترجمة التركية التي قيل إنها كانت مزامنة لهذه الترجمة حذت حذوها.
3 - ترجمات معاني القرآن الكريم لها تاريخ أكثر اضطراباً من تاريخ الإنجيل فقد استعملت تارة أداة للطعن في القرآن والإسلام وشخص محمد e، كما في الترجمات اللاتينية الأولى لمعاني القرآن الكريم، وتارة أداة ترويج لأفكار الفرق الضالة كما فعل القاديانيون، وأخرى لتعميم الأجندة السياسية كما كان في تركيا أتاتورك.
4 - لترجمة كلا الكتابين تاريخ طويل مر بمحطات تأثير كبيرة أثرت فيها النظرة الدينية لهذه الممارسة قبل أن يصل إلى الفهم الذي تعايشه ترجمة كلا الكتابين واقعاً اليوم.
3 - واقع ترجمة كل من الكتابين:
في هذا المبحث أقارن بين واقع ترجمة كل من القرآن الكريم والإنجيل اليوم، وأقسم هذه المقارنة تحت مواضيع أورد أولاً واقع ترجمة معاني القرآن الكريم وأتبعه بواقع ترجمة الإنجيل قبل الانتقال إلى الموضوع التالي؛ تسهيلاً للمقارنة والخروج بالنتائج.
3.1 - الموضوع الأول: عدد اللغات:
3.1.1 - عدد اللغات التي ترجمت إليها معاني القرآن الكريم
تذكر الببليوغرافيا العالمية لترجمات معاني القرآن الكريم التي رصدت جميع ترجمات معاني القرآن الكريم المطبوعة منذ عام 1515 - 1980م، أن عدد اللغات التي ترجمت إليها معاني القرآن الكريم هي 56 لغة، بلغ عدد الترجمات الكاملة الصادرة بهذه اللغات 557، وعدد الترجمات الجزئية 883.
إلا أن محمد شيخاني يذكر أنه تمت ترجمه معاني القرآن الكريم كاملاً إلى 79 لغة، وجزئياً إلى 49 لغة [16].
ويذكر الباحث الدكتور محمد حميد الله أنه جمع ترجمات معاني القرآن الكريم إلى كل اللغات ونشرها في كتابه "القرآن بكل لسان" عام 1364هـ وكان عددها في ذلك الوقت 23 لغة، وفي عام 1406هـ بلغ عدد اللغات 140 لغة أغلبها ترجمت إليها معاني القرآن الكريم ترجمة كاملة وبعضها ترجمة جزئية [17].
ولنا مع هذه الإحصاءات وقفات:
1 - أن اللغات التي ترجمت إليها معاني القرآن الكريم تشمل جميع اللغات العالمية الرئيسة تقريباً، وفي الدول التي يتحدث سكانها بأكثر من لغة فغالباً ما تتوافر ترجمة بإحدى هذه اللغات، ولم تُغفَل إلا اللغات المحلية التي لا يفهمها إلا عدد قليل جداً من الناس، واللهجات المتفرعة من اللغات الكبيرة.
2 - وجود أكثر من ترجمة واحدة باللغة الواحدة، وتذكر الببلوجرافيا العالمية لترجمات معاني القرآن الكريم أن هناك 300 ترجمة أردية كاملة و470 ترجمة جزئية، بينما صدرت بالإنجليزية 295 ترجمة كاملة و 131 ترجمة جزئية [18]، ووراء هذا التعدد عوامل عديدة منها: (أ) اتجاهات المترجم، فكما في التفاسير هناك ترجمات بعدد الفرق الإسلامية، بل زد على ذلك ترجمات المستشرقين وغيرهم، (ب) التزام الترجمة بالحرفية أو بنقل المعنى، فأي منها قد يكون هو السبب في إحساس المترجم بالحاجة لترجمة جديدة، (ت) الحقبة الزمنية التي ظهرت فيها الترجمة وما لهذه من تأثير على اللغة المستخدمة وطريقة التفسير، إذ يلاحظ كثرة ظهور الترجمات التي تُبرز الإعجاز العلمي في القرآن في الوقت الراهن، (ث) الغرض الذي تخدمه الترجمة فهناك ترجمات لأغراض معينة مثل ترجمة معاني القرآن للناشئة، أو للمسلمين دون غيرهم. وهذا التعدد والتنوع لا يوجد على المنوال نفسه في ترجمات الإنجيل (كما سنرى في 3.1.2).
3 - كان للخلاف والجدل الكبير الذي ثار حول مشروعية ترجمة معاني القرآن الكريم في الثلاثينيات من القرن العشرين عند محاولة إحلال الترجمة التركية محل القرآن الكريم حتى في الصلاة، أقول كان لهذا الخلاف أثر في تبطئة التفات الدول والهيئات والمؤسسات إلى ترجمة معاني القرآن الكريم والإقدام على هذا العمل دون تحرج [19].
3.1.2 - عدد اللغات التي ترجم إليها الإنجيل
(يُتْبَعُ)
(/)
ترجم الإنجيل أو على الأقل أحد كتبه [20] إلى 2009 لغة ولهجة يشكِّل من يتحدث بها على الأقل 97% من عدد سكان العالم [21]. ومن الملاحظ أن يوجين نايدا يذكر في كتابه المشترك مع تشارلز تيبر الذي نشرته دار بريل عام 1982م (ص 175) أن عدد اللغات التي تُرجم إليها الإنجيل هي 1500 لغة ويقدر أن المتحدثين بهذه اللغات مجتمعة يشكل حوالي 97% من سكان العالم [22]، إلا أن منسق الترجمة في إحدى أكبر الجهات المعنية بترجمة الإنجيل وهي منظمة الأناجيل المتحدة، د/ فل نوس ( Phil Noss)، يقول [23] إن العدد الحقيقي للغات التي تُرجم إليها الإنجيل كاملاً هو 400 لغة تقريباً.
ولنا مع هذه الإحصاءات وقفات:
1 - كثير من ترجمات الإنجيل تمت إلى لهجات أو لغات محصورة في عدد قليل جداً من الناس مثل لغات الهنود الحمر المختلفة أو لغات الشعوب البدائية التي تعيش في مجاهل إفريقيا وغابات جنوب شرق آسيا، وللنشاط التنصيري الكبير وروح الخلاص التي تدفعه أثر في انتشار ترجمة الإنجيل أو أجزاء مناسبة منه إلى هذا العدد من اللغات [24]، ففي النظر التنصيري لا توجد لغة أو لهجة لا تستحق أن يترجم إليها الإنجيل.
2 - لا يوجد ذلك التعدد الكبير لترجمات الإنجيل في اللغة الواحدة كما هو الحال بالنسبة إلى ترجمة معاني القرآن الكريم، فترجمة واحدة بأي لغة تكفي وأسباب التنوع تعتمد على إيضاح المعنى، فحتى اللغة الإنجليزية لا يوجد بها إلا عدد قليل نسبياً من الترجمات مقارنة بالترجمات المتوافرة لمعاني القرآن الكريم بهذه اللغة [25]، وهذا يرجع لسببين رئيسين: (أ) طريقة الترجمة، إما حرفية أو معنوية، و (ب) الطريقة التي تدار بها مشاريع الترجمة من قبل المؤسسات المعنية.
عندما يترجم الإنجيل إلى لغة ما فإن الترجمة بهذه اللغة تصبح الإنجيل وليست ترجمته، وهذا يعطي حرية كبيرة في التصرف واتخاذ القرار بالنسبة للترجمة، إذ ليس هنا جدل دائر بين علاقة الترجمة مع الأصل، وهل تغني الترجمة عن الأصل كما هو الحال بالنسبة للقرآن. وإن كان هناك جدل فهو فيما يخص طريقة الترجمة: هل تكون حرفية أو معنوية؟ [26]
[ line]
لقراءة البحث كاملاً على ملف وورد، عدد صفحاته 47 صفحة، يمكن تحميله من المرفقات بهذه المشاركة
[ line]
--- الحواشي -------
[1] أستخدم كلمة "إنجيل" تجاوزاً لأعني بها يسمى Bible بالإنجليزية، و "الكتاب المقدس" عند النصارى العرب؛ لسببين: أولاً، لأن كلمة "إنجيل" قابلة للاشتقاق، فمثلاً نقول: "لغة إنجيلية" و "جمعية إنجيلية"، وثانياً، تحرجاً من تسميته مقدساً. علماً بأن الإنجيل ( Gospel) جزء من العهد الجديد، وهو أحد عهدي ما يُعرف بـ Bible. وهناك من يرى أن نسميه "بيابيل" للسببين المذكورين.
[2] Nida, E. (2001) “Bible translation”. In M. Baker (ed.) Encyclopedia of Translation Studies. Routledge: London. Pp. 22-28.
[3] يوجين نايدا من أكثر الأسماء شهرة في مجال ترجمة الإنجيل، بل هناك من يعتبره مؤسس دراسات الترجمة الحديثة بكتابه Towards a Science of Translation، أي: "نحو علم للترجمة"، إذ شرع في التأسيس لهذا الحقل المعرفي منذ أربعينيات القرن المنصرم. وصدر مؤخراً كتاب يؤرخ حياة وأعمال يوجين نايدا، وهو:
Philip C. (2004) Let the Words be Written: The Lasting Influence of Eugene A. Nida. Society of Biblical Literature.
[4] ويسمي اليهود العهد القديم "التناخ".
[5] نايدا، " Bible Translation".
[6] أعتمد في هذا السرد التاريخي على المرجعين التاليين:
1 - مقدمة ترجمة الدكتور محمد حميد الله لمعاني القرآن الكريم إلى الفرنسية، والدكتور حميد الله يعتبر من أوثق المصادر في مجال ترجمات معاني القرآن الكريم، إذ عُرف ببحثه الطويل في هذا المجال، ونشر كتابه "القرآن بكل لسان" Translations of the Quran in Every Language، الذي صدرت منه الطبعة الأولى عام 1364هـ، والثانية عام 1365هـ، والثالثة عام 1366هـ، وأصدر ترجمته لمعاني القرآن الكريم إلى الفرنسية عام 1980م، وقدمها بمقدمة ضافية عن تاريخ ترجمة معاني القرآن الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - مقدمة الببلوجرافيا العالمية للترجمات المطبوعة لمعاني القرآن الكريم التي كتبها الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو، وتعتبر هذه الببليوجرافيا أكبر المصادر وأشملها للترجمات المطبوعة لمعاني القرآن الكريم إلى مختلف اللغات بين عامي 1515 و1980م، وهي جهد بحثي كبير قام به مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي.
[7] ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1/ 258.
[8] روى الإمام البخاري في صحيحه عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن زيد بن ثابت t أن النبي e أمره أن يتعلم كتاب (أي لغة) اليهود "حتى كتبتُ للنبي e كتبه، وأقرأتُه كتبهم إذا كتبوا إليه". فتح الباري 13/ 197 رقم (7195).
[9] محمد حميد الله، مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة، بيروت 1979، دار الإرشاد، ص 74 - 77.
[10] An Ancient Syriac Translation of the ?ur’?n Exhibiting New Verses and Variants.
[11] اعتمدت في المعلومات التي أوردها عن ترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغات الشعوب الإسلامية على ما جاء في الببليوجرافيا العالمية لترجمات معاني القرآن الكريم (المقدمة ص 18 - 20).
[12] د/ أحمد خان بن علي محمد، "تاريخ تطور ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الأردية: مع ببليوغرافية الترجمات الكاملة والمنشورة لمعاني القرآن الكريم"، بحث مقدم في ندوة ترجمة معاني القرآن الكريم: تقويم للماضي وتخطيط للمستقبل، المنعقدة في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف عام 1423هـ.
[13] المرجع السابق، ص 3.
[14] تحدث العديد من الباحثين عن الترجمات التنصيرية اللاتينية الأولى لمعاني القرآن الكريم ومدى تأثيرها فيما لحق بها من الترجمات إلى اللغات الأوروبية المختلفة، وأحد أهم هذه الكتابات وأعمقها طرحاً هو كتاب د/ حسن المعايرجي، الموسوم بـ "الهيئة العالمية للقرآن الكريم: ضرورة للدعوة والتبليغ"، ص28 - 68.
ومن المحطات المهمة أيضاً محاولة إحلال ترجمة معاني القرآن الكريم إلى التركية بدلاُ من القرآن في الصلاة، ونتج عن هذا جدل واسع حول مشروعية ترجمة معاني القرآن الكريم، والمحطة الأخرى هي الترجمة القاديانية لمحمد علي إلى الإنجليزية ومحاولة تمريرها بقوة في العالم العربي من قبل هذه الفرقة المارقة، واتخاذ البلاليين في أمريكا منها قرآنا بدلاً من القرآن العربي المبين.
[15] انظر:
1 - Arberry, A. J. (1958) Classical Persian Literature. London. Pp. 40-41.
[16] محمد شيخاني، "المستشرقون ودورهم في ترجمة القرآن الكريم"، بحث مقدم في الندوة العالمية حول ترجمة معاني القرآن الكريم، إصطنبول، 1986م، ص 137 - 148.
[17] محمد حميد الله، "فهم القرآن لمن لا ينطق بلغة الضاد"، بحث مقدم في الندوة العالمية حول ترجمة معاني القرآن الكريم، إصطنبول، 1986م، ص 49 - 70.
[18] وما تزال هذه الأرقام في ازدياد إذ يذكر د/ عبد الرحيم القدوائي (في ببليوجرافيا ترجمات معاني القرآن الكريم باللغة الإنجليزية، قيد النشر بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف) أن عدد طبعات ترجمات معاني القرآن الكريم الكلية والجزئية الصادرة باللغة الإنجليزية بلغ حتى عام 2001 ما يقارب 829 طبعة. ويذكر د. أ. نعمة الله عدداً من الأسباب التي أدت إلى هذا التعدد في بحث له منشور على الإنترنت بعنوان:
" Translating The Holy Qur’an: Is There an Ultimate Translation of the Holy Qur’an"، أي: "هل هنالك ترجمة تامة للقرآن الكريم".
[19] لمعرفة المزيد عن الخلاف حول مشروعية ترجمة معاني القرآن الكريم انظر: مبحث "ترجمة معاني القرآن الكريم" في كتاب مناهل العرفان للزرقاني، وفتوى الشيخ رشيد رضا في هذا الموضوع التي قام الأزهر بنشرها، والتقرير الذي تم إعداده بمركز الترجمات بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بعنوان: "جهود المملكة العربية السعودية في مجال ترجمة معاني القرآن الكريم من خلال مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة".
[20] ينقسم ما يعرف بالكتاب المقدس الذي نسميه هنا تجاوزاً الإنجيل إلى: العهد القديم وهو مجموع من 39 كتاباً، والعهد الجديد وهو مجموع من 27 كتاباً.
[21] Nida, E. (2001) “Bible translation”. In M. Baker (ed.) Encyclopedia of Translation Studies. Routledge: London. Pp. 22-28.
(يُتْبَعُ)
(/)
[22] Nida, E. & Taber, C. (1982) The Theory and Practice of Translation. Brill: Amsterdam.
[23] في اتصال شخصي مع فيل نوس سألته عن الإحصاءات المتداولة حول عدد اللغات التي ترجم إليها الإنجيل وكان في سؤالي شيء من التشكيك في هذه الإحصاءات، وأتت إجابته مفصلة كالتالي:
You are quite right to question the statistics. We are very clear that when we say nearly 2500 languages, we refer to some Scripture portion published in these languages. The entire Bible has only been translated into some over 400 different languages. Normally, the New Testament is translated first and is published before the Old Testament. Among the Old Testament books, the Psalms are often published very early, and also the book of Genesis that tells about the Creation and the first people like Adam and Eve and then Noah and Abraham, for example.
أي:
أنت محق في تساؤلك عن الإحصاءات، فنحن نعرف تماماً أننا عندما نقول قرابة 2500 فإننا نعني بذلك أن المترجَم قد يكون أجزاءً من الكتاب تم نشرها بهذه اللغات، والكتاب المقدس بأكمله تمت ترجمته إلى أكثر بقليل من 400 لغة مختلفة. وعادة يترجم العهد الجديد أولاً قبل العهد القديم، ومن كتب العهد القديم يتم نشر الزبور في مرحلة مبكرة جداً، وكذلك سفر التكوين الذي يتحدث عن الخلق وأوائل البشر مثل آدم وحواء ونوح وإبراهيم، مثلاً.
[24] سالت فل نوس عن استحباب ترجمة الإنجيل إلى اللهجات، وجاءتني إجابته التالية ونلاحظ فيه النظرة النسبية الغربية إلى الأمور:
Finally, you ask whether translating into local dialects is warranted. When the King James Version was translated into English, English was merely a local dialect. Between the King James Version and Shakespeare’s plays, the English language became one of the world’s great languages. Martin Luther's translation did the same for German, and Bishop Samuel Crowther’s translation did the same for Yoruba. But of course, the Bible is translated primarily for religious reasons, and on religious grounds no language is unworthy of having its own translation of Sacred Scripture. Again, on this question we could go much further. For example, what do you mean by "local dialects"?
أي:
وأخيراُ أنت تسال عن مشروعية الترجمة إلى اللهجات المحلية، عندما ترجمت نسخة الملك جيمس من الإنجيل إلى الإنجليزية لم تكن الإنجليزية في ذلك الوقت سوى لهجة محلية، وفي الفترة بين نسخة الملك جيمس ومسرحيات شكسبير أصبحت الإنجليزية واحدة من اللغات العالمية العظمى، وهكذا كان الأمر بالنسبة إلى ترجمة مارتن لوثر إلى الألمانية، وبالنسبة إلى ترجمة الأسقف صامويل كروثر إلى اليوربا، وعلى أي فالإنجيل في الأصل يترجم لأغراض دينية وبناء على هذه الأسس الدينية لا توجد لغة لا تستحق أن يترجم الكتاب المقدس إليها، ولو أردنا تتبع هذا السؤال لأطلنا، فمثلاً (كان من الممكن أن نسأل) ما الذي تعنيه باللهجات المحلية.
[25] هناك عدد لا بأس به من الأناجيل بالإنجليزية إذ يحتوي الموقع: http://www.bible-history، على 102 إنجيل ولكنها لا تقارن مع العدد المذكور لترجمات معاني القرآن الكريم لهذه اللغة وهو829 ترجمة خاصة وأن هذه اللغة هي لغة نصرانية رئيسة، وأن هذه الأناجيل إما أن تكون مأخوذة من بعضها بغرض التبسيط والتحديث، أو تهدف غرضاً محدداً جداً مثل إبراز ما جاء عن اليهود في الإنجيل، أو تكون ترجمة لكتاب معين من كتب الإنجيل، وإذا أردت الاستزادة عن ترجمة الإنجيل إلى هذه اللغة فعليك بالموقع التالي: http://www.geocities.com/bible_translations/english/htm
وذكر لي فل نوس أن أسباب تعدد نسخ الإنجيل في الإنجليزية هي:
Partly because there is a long history of translation in the English language, over 400 hundred years, partly because English is a major world language with a very active literary and publishing tradition, and partly because there are many Christian special interests in the Bible. Thus, church denominations and traditions like to have a version that they can especially identify with.
أي:
من هذه الأسباب: التاريخ الطويل لترجمة الإنجيل بهذه اللغة، فهو يزيد على 400 عام، ومنها أن الإنجليزية هي إحدى اللغات العالمية الكبرى وتوجد فيها ثقافة نشر وأدب نشطة جداً، ومنها أن هناك اهتمامات مسيحية خاصة متعددة في الإنجيل، وهي أن الفرق والطوائف المختلفة تحاول إيجاد نسخة من الإنجيل تتوافق معها وتعتمد عليها.
[26] لمترجم الإنجيل إلى الألمانية، مارتن لوثر، رسالة عنونها بـ "رسالة مفتوحة حول الترجمة" يحكي فيها معاناته مع رجال الدين الذين جابهوه بكل ما أوتوا من قوة وينعتهم فيها بأقبح النعوت لأنه ترجم بشيء من التصرف، وترجم هذه الرسالة إلى الإنجليزية د/ قاري مان ( Gary Mann)، وعنوانها بالإنجليزية هو: An Open Letter on Translating، وهي متوافرة على الإنترنت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Nov 2006, 11:35 ص]ـ
أرحب بأخي الكريم الدكتور وليد بن بليهش العمري في ملتقى أهل التفسير بين إخوانه.
وأخي الدكتور وليد العمري متخصص في موضوع الترجمة، ورسالته الدكتوراه في هذا التخصص، وهو يعمل حالياً في قسم الترجمات في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وجهده في هذا القسم مشكور، وهو يعمل كذلك مديراً لتحرير مجلة الدراسات القرآنية التي يصدرها المجمع، والتي صدر منها العدد الأول والثاني حتى الآن.
وللدكتور وليد العمري بحث مترجم منشور في العدد الأول من مجلة المجمع.
http://www.tafsir.net/images/majalahmoj.jpg
بعنوان (مقدمة في الاتجاهات المعاصرة في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنكليزية:للبروفسور:عبد الرحيم القدوائي، ترجمة:د/ وليد بليهش العمري) ليته يتكرم علينا بنشره في الملتقى مرة أخرى ليطلع عليه من لم يطلع على المجلة.
ـ[محب]ــــــــ[29 Nov 2006, 06:12 م]ـ
الحمد لله رب العالمين ..
جزى الله خيرًا الدكتور وليد العمرى على هذا البحث النافع، وجعله الله فى ميزان حسناته.
أذكر أمورًا لعلها تحظى من بعض أهل العلم هنا بالتعليق والإفادة.
أولاً:
تكررت فى البحث فقرات توهم بأن ترجمات البايبل لا تختلف فيما بينها من حيث تفسير النص الأصلى، وأن عقائد مترجمي البايبل لم تؤثر على ترجماتهم بالاختلاف والتضارب.
قال د/ العمرى: "وتعدد الترجمات في اللغة الواحدة لا ينتج عن الاختلاف في اتجاهات تفسير النص كما هو الحال في كثير من ترجمات معاني القرآن الكريم، بل ينتج عن المتغيرين التاليين: أولاً: نظرية الترجمة المتبعة في مشروع الترجمة، وثانياً: والغرض المقصود من هذه الترجمة ".
فالكلام يوهم أن ترجمات البايبل نجت مما شاب ترجمات معانى القرآن من التأثر بمذهب المترجم وعقيدته. والواقع خلاف ذلك، فما زالت الطوائف النصرانية تتنكر لكثير من ترجمات البايبل وتصرح بأن صاحبها تأثر فى الترجمة بمذهبه الفاسد، وهذا نجده ضد الأفراد المنتسبين إلى النصرانية وغير المنتسبين، كما نجده أيضًا ضد الفرق الصغيرة المنتسبة للنصرانية، وكذلك نجده ضد الفرق التى لها اشتهار وانتشار كفرقة (شهود يهوه)، ثم إننا نجد هذا التنكر بين الطوائف الثلاث الكبيرة.
ويطول إيراد شواهد الواقع الذى حكينا. ويكفى مثالاً على ذلك اتهامات الأرثوذكس المستمرة للبروتستانت "بالتحريف" فى ترجمات البايبل مصرحين بأنهم - البروتستانت - "يحرفون" فى الترجمات نصرة لمذهبهم الفاسد الذى سيحرمهم من دخول الملكوت.
و (لوثر) نفسه رأس البروتستانت قال: "إنه منذ ألف سنة لم يُنظف الكتاب أحسن تنظيف ولم يُفسر أحسن تفسير ولم يُدرك أحسن إدراك أكثر مما نظفته وفسرته وأدركته".
و (يوسف رياض) - من البروتستانت - فى كتابه (وحى الكتاب المقدس) يقرر تأثر ترجمات البايبل بتوجهات أصحابها، ومن ذلك نقده للترجمة الحديثة من اتحاد جمعيات الكتاب المقدس ببيروت، فيصفها بأنها "جاملت البشر على حساب الحق الإلهى"، ويضرب لذلك أمثلة وصف آخرها بقوله: "أما الطامة الكبرى في هذه الترجمة، فهي محاولتهم النيل من لاهوت المسيح ... "
والشواهد كثيرة كثيرة، تؤكد أن اختلاف ترجمات البايبل وتعددها ليس ناتجًا عن اختلاف الاجتهادات اللغوية حول الألفاظ الأصلية فقط، ولكنه ناتج أيضًا عن توجهات المترجمين المذهبية.
وقال د/ العمرى: "ترجمات معاني القرآن الكريم لها تاريخ أكثر اضطراباً من تاريخ الإنجيل، فقد استعملت تارة أداة للطعن في القرآن والإسلام وشخص محمد صلى الله عليه وسلم،كما في الترجمات اللاتينية الأولى لمعاني القرآن الكريم، وتارة أداة ترويج لأفكار الفرق الضالة كما فعل القاديانيون".
(يُتْبَعُ)
(/)
أما استعمال الترجمات أداة للطعن فى الدين من غير المنتسبين للإسلام، فنعم، ترجم النصارى كتابنا قديمًا، وحديثاً طلع علينا المستشرقون بسخافاتهم المضحكة التى أسموها ترجمات، على حين لم يقترف المسلمون مثل ذلك، فلم يُعرف لهم ترجمة للبايبل قديمًا ولا حديثًا والله أعلم. وكنت أرجو أن يجلى البحث هذه المسألة وأسبابها. ولكن يُقال: المسلمون لم يترجموا البايبل للطعن فى النصرانية، ولكن هل أحجم غير المسلمين عن استعمال ترجمات البايبل للطعن فى النصرانية؟
وأما استعمال الترجمات أداة ترويج لأفكار الفرق الضالة، فهذا حدث للقرآن العظيم والبايبل سواء بسواء.
ثانيًا:
أغفل البحث فارقًا مهمًا بين ترجمات البايبل وترجمات معانى القرآن، وهو ثبات النص القرآنى واضطراب نص البايبل، فإن النص العربى للقرآن العظيم ثابت بفضل الله تعالى، وأما نص البايبل فمضطرب عند أهله، لأنهم لا يملكون رواية شفوية واحدة لكتابهم أو بعضه تتصل إلى الكاتب الأصلى بسند صحيح ولا ضعيف، ولا يملكون إلا مخطوطات، فإذا أرادوا ترجمة البايبل من مخطوطاته - غير الأصلية - التى بأيديهم، رجعوا إلى تلك المخطوطات، فوجدوا فيها اضطرابًا فى ألفاظ العبارات، فيجتهدون مضطرين فى ترجيح ألفاظ بعض المخطوطات وإهمال غيرها. ثم يجدون فقرات كاملة مثبتة فى مخطوطات ومحذوفة من أخرى، فيجتهدون مضطرين فى تقرير إثباتها أو حذفها، وهكذا، إلى آخر مشاكل تحقيق النصوص المعروفة.
ثم يأتى آخرون وينظرون فى نفس المخطوطات فيرجحون ما أهمله الأولون، ويهملون ما رجحوه، ويثبتون ما حذفوه، ويحذفون ما أثبتوه، وهكذا، ثم يطلعون على الناس بـ "ترجمة" أخرى غير التى قبلها.
ثم تظهر مخطوطات أخرى، بعضها يتقدم فى الزمان على المخطوطات التى كانت من قبل، فيجتهد أناس فى النظر إلى الرصيد الحالى من المخطوطات، ويعيدون النظر - مضطرين - فى اختلافات المخطوطات، فيكتشفون أن العبارة الفلانية دخيلة لأنها - مثلاً - غير موجودة فى أقدم المخطوطات، ويعتذرون للسابقين الذين قبلوا العبارة بأنهم لم يكونوا يملكون المخطوطات التى ظهرت من بعدهم.
فالقوم دائبون فى اكتشاف الوحى الإلهى جيلاً بعد جيل، ففى جيل يكتشفون أن الرب أوحى بهذه الفقرة، وفى جيل آخر يكتشفون أن الرب ما أوحى بها. وهكذا دواليك.
والأمر يتعدى الألفاظ المفردة إلى العبارات الطويلة، ويتعدى العبارات الطويلة إلى الفقرات الكاملة، ثم يتعدى كل ذلك إلى "أسفار" بتمامها، طائفة تقرر أن الرب أوحى بها لهداية البشر، وأخرى تؤكد أن الرب لا يوحى بمثل هذه الخزعبلات.
وهذا الفارق له أثره فى ترجمات الكتابين، فإن النص "المتجدد" يحتاج إلى ترجمات، تكثر بحسب كثرة "تجدده"، وبحسب كثرة "المجتهدين" فى "تقرير" إلهاميته.
ثالثًا:
أُشكل عليّ التعبير النصراني "روح الخلاص" فى قول د/ العمرى: "وللنشاط التنصيري الكبير وروح الخلاص التي تدفعه أثر في انتشار ترجمة الإنجيل" لأنه ساقه كأنه من تقريره، ولا شك أنه "يحكى" فقط عن القوم. وفى البحث كثير من هذا.
فائدة:
قرر د/ العمرى أن حفظ اللغة العربية وموت لغات البايبل كان له أثره على ترجمات كلا الكتابين. وقد وجدت كلامًا لشيخ الإسلام يدعم هذا التقرير، فإن موت لغات البايبل كان سببًا فى إقبال أهله على ترجمته، وأما العربية فقد حفظها الله فانتشرت فى الأرض، فكان ذلك سببًا فى تقليل أهمية ترجمة معانى القرآن عند المسلمين القدامى. فلما طعن النصارى فى القرآن بأنه عربى فيصير للعرب فقط، كان من رد ابن تيمية رحمه الله فى (الجواب الصحيح) على هذا الطعن: أن العربية انتشرت أكثر من غيرها من الألسنة.
قال رحمه الله: "وقد كان العارفون باللغة العربية حين بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم إنما يوجدون فى جزيرة العرب وما والاها، كأرض الحجاز واليمن وبعض الشام والعراق، ثم انتشر فصار أكثر الساكنين فى وسط المعمورة يعرفون العربية، حتى اليهود والنصارى الموجودون فى وسط الأرض يتكلمون بالعربية، كما يتكلم بها أكثر المسلمين، بل كثير من اليهود والنصارى يتكلمون بالعربية أجود مما يتكلم بها كثير من المسلمين، وقد انتشرت هذه اللغة أكثر مما انتشرت سائر اللغات، حتى إن الكتب القديمة من كتب أهل الكتاب، ومن كتب الفرس والهند واليونان والقبط وغيرهم عربت بهذه اللغة، ومعرفة الكتب المصنفة بالعربية والكلام العربى أيسر على جمهور الناس من معرفة الكتب المصنفة بغير العربية، فإن اللسان العبرى والسريانى والرومى والقبطى وغيرها، وإن عرفه طائفة من الناس، فاللذين يعرفون اللسان العربى أكثر ممن يعرف لسانًا من هذه الألسنة".
ويمكن الإضافة بأن التيسير الذى كان للعربية كان للقرآن قبلها، فوُجد من الأعاجم من يحفظ القرآن وإن لم يتقن العربية. وليس للبايبل شىء من ذلك.
قال ابن تيمية: "وكثير من الفرس والروم والترك والهند والحبشة والبربر وغيرهم لا يعرفون أن يتكلموا بالعربية الكلام المعتاد، وقد أسلموا وصاروا من أولياء الله المتقين، ومنهم من يحفظ القرآن كله وإذا كلم الناس لا يستطيع أن يكلمهم إلا بلسانه لا بالعربية، وإذا خوطب بالعربية لم يفقه ما قيل له".
ولعل مما يؤكد أن انتشار اللغة يتناسب عكسيًا مع الإقبال على الترجمة، ما قرره البحث من القلة النسبية لترجمات البايبل فى الإنجليزية، فحصل بعض الاكتفاء النسبى بترجمات البايبل الإنجليزية التى شاعت بشيوع لغتها.
والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وليد العمري]ــــــــ[29 Nov 2006, 07:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر أخي "المحب" على هذه الملاحظات التي تنم عن قراءة متعمقة في البحث، وأؤكد أنني سآخذ بالمناسب من ملاحظاته إن قدر لأي إعادة نشر البحث، بعون الله.
ولكن لي القول الآتي:
ذكرت في ثنايا البحث أن الفاتيكان أصدر وثيقة تنظيمية لمن يعملون في مجال الترجمة تنص على توحيد الجهود، وهذه الوثيقة المعني بها في المقام الأول الجهات المتخصصة بترجمة البيابيل وقد ذكرت عدداً منها في البحث، وهذه هي الجهات الأهم والأكبر في مجال الترجمة هذه أما الفرق كشهود يهوة وغيرهم وإن كان لهم جهود في الترجمة فهي لا تعني شيئاً مقابل المشروعات الكبيرةة التي تديرها المؤسسات المتخصصة مثل جمعيات الإنجيل المتحدة.
وفيما يخص ترجمة معاني القرآن الكريم، فإن اتحاد الفرقاء ضرب من الخيال في رأيي لأن الاختلاف عقدي في أصله، وعلى هذا الأساس العقدي جاءت الرغبة في إصدار الترجمات، فكل يحاول أن يصدر للناس ما يقرأه في القرآن.
وعلى الرغم منه هذا فإني اقر أخي على أن ما جاء في البحث من إقرار لهذه الجزئية يحتاج إلى توضيح أكثر، فجزاه الله خيراً(/)
المؤتمر العالمي الثامن للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بالكويت
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[17 Nov 2006, 06:21 م]ـ
دعوة للمشاركة
في المؤتمر العالمي الثامن للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة برابطة العالم الإسلامي
والذي تستضيفه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت
في الفترة من: 4 إلى 7 ذي القعدة 1427هـ الموافق 25 إلى 28 نوفمبر 2006
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[17 Nov 2006, 06:30 م]ـ
د. مساعد جزاك الله خيراً على هذه الدعوة , لكن هل هناك إجراءات معينة للحضور.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[19 Nov 2006, 01:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
أما بعد، الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور مساعد الطيار ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد، لعلها دعوة لحضور أعمال المؤتمر، وليس المشاركة فيه، لأنني حسب ما وصلني من الإخوة المنظمين تم إعداد البرنامج بصفة نهائية.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[20 Nov 2006, 05:06 م]ـ
صدقت أخي، فأنا أردت التذكير؛ لقرب انعقاد المؤتمر فحسب، ولم انتبه لما نقلت هذه العبارة (المشاركة) من موقعهم، فجزاك الله خيرًا.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[21 Nov 2006, 09:54 ص]ـ
لعل الإخوة العلماء القائمين على الموقع يتفضلون بموافاتنا بما تم فيه كما تفضلوا في مؤتمر المدينة
ولكم تحياتى
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[22 Nov 2006, 09:14 م]ـ
د. مساعد جزاك الله خيرا
هل من إجراءات معينة للحضور؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[23 Nov 2006, 09:35 ص]ـ
أخي الكريم أحمد
لا أعرف عن تنظيم المؤتمر أي شيء، لكن العادة جرت بأن مثل هذه المؤتمرات مفتوحة للعامة، ويمكن حضورها، ولعل الله أن يوفق القائمين عليها إلى ما فيه الخير والصلاح.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[23 Nov 2006, 10:33 ص]ـ
ينظر في هذه الاجراءات المطلوبة في موقع الهيئة العالمية للاعجاز العلمي في الكتاب والسنة فهناك تفاصيل عن المؤتمر(/)
هل يثبت السعدي نسبة صفة الوجع لله عز و جل؟
ـ[الطبيب]ــــــــ[18 Nov 2006, 12:07 م]ـ
جاء في موقع المسلم ما يلي:
نسبة صفة الوجع لله عزوجل
أجاب عليه فضيلة الشيخ د. عبدالعزيز العبداللطيف
التصنيف الفهرسة/الركن العلمي/العقيدة/الإيمان بالله
التاريخ الاحد 21 / شوال / 1427 هـ
رقم السؤال 20023
السؤال
فضيلة الشيخ:
ورد في تفسير السعدي _رحمه الله_ في سورة يس عند الآية30 " ياحسرة على العباد" قال _رحمه الله_: {قال الله متوجعاً للعباد .. } هل يصح إطلاق التوجع على الله وهل هذا خطأ مطبعي أم له توجيه؟
بارك الله فيكم
الاجابة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
بعد مراجعة أكثر من طبعة لتفسير السعدي- رحمه الله- فقد وجدت المثبت هكذا:" قال الله مترحماً للعباد " كما جاء في طبعة المؤسسة السعيدية وكذا طبعة مركز ابن صالح، ولعل ما نقله السائل عن بعض الطبعات يعد خطأ مطبعيا فإن الوجع هو المرض، والله _عز وجل_ منزه عن ذلك وعن سائر صفات النقص و العيب قال _تعالى_: " ولله الأسماء الحسنى ... " وقال _سبحانه_: " وله المثل الأعلى".
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
......
انتهى من موقع المسلم
راجعت التفسير بتحقيق اللويحق فوجدتها (متوجعاً) .. ثم راجعت طبعة ابن الجوزي بتحقيق الصميل فوجدتها (متوجعاً) كذلك، مع أن تحقيق الصميل يعد آخر التحقيقات للكتاب ووقف تقريباً على جميع طبعات الكتاب السابقة كما بين في مقدمته حسب ما أذكر.
فهل (مترحماً) هي الثابتة عن الإمام السعدي رحمه الله أم (متوجعاً)، وإن كان كذلك فما توجيه ذلك، مأجورين.
ودمتم،،،
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[18 Nov 2006, 11:13 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=78580&highlight=%DE%C7%E1+%C7%E1%E1%E5+%E3%CA%E6%CC%DA%C 7%F0
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[19 Nov 2006, 12:23 ص]ـ
ألا يمكن أن تكون (قال الله متوجهاً للعباد)
ـ[الطبيب]ــــــــ[19 Nov 2006, 10:42 ص]ـ
الأخ الفاضل أحمد القصيّر ..
جزاك الله خيراً وزادك علماً وعملاً. فنقلك شاف كاف في المسألة ولله الحمد، وجزى الله الإخوة في ملتقى أهل الحديث خيراً.
أخي ابن الجزيرة ..
الإشكال زال كما ترى، فالوقوف على اللفظة الثابتة أولى، وهو أليق بالسياق وبطريقة الشيخ رحمه الله تعالى.
ودمتم،،،
ـ[همام بن همام]ــــــــ[20 Nov 2006, 03:32 ص]ـ
قول العلامة السعدي رحمه الله: "متوجعاً للعباد" موجودة في الطبعة الأخيرة وفي غيرها من الطبعات، كما أن في طبعات أخرى توجد "مترحماً للعباد".
فإن قلنا: إن الطبعات الوارد فيها لفظ التوجع هي الصحيحة فمعناها رحمته للعباد كما سيأتي، وإن قلنا: غير صحيحة رجعنا إلى الطبعات التي فيها "مترحماً للعباد" فمعناها أيضاً يدور حول الرحمة، فظهر أن هذا الموضع من كلام العلامة السعدي رحمه الله في كل النسخ يدور حول رحمته تعالى. هذا أولاً.
وثانياً: الأقرب للصواب في ظني - من حيث الطبعات لا باعتبار صحة إطلاق لفظة التوجع على الله تعالى - هي الطبعة التي فيها "متوجعاً للعباد"، وذلك لأمرين:
الأمر الأول: أنها هي المثبتة في طبعة الشيخ عبد الرحمن اللويحق حفظه الله، وقد كتب على الغلاف "محققة عن نسخ خطية مع زيادات تطبع لأول مرة"، فهي أفضل الطبعات فيما أعلم.
الأمر الثاني: أنني بحثت في عدة معاجم عن التركيب الذي جاء في الطبعات الأخرى: هل يصح في اللغة أن يتعدى الفعل ترحم باللام؟
فما وجدت أحداً ذكر أنها تتعدى باللام، فهذا يورث الشك في جواز تعدي هذا الفعل باللام.
ومما وقفت عليه من معاجم: تهذيب اللغة، والصحاح، ومختار الصحاح، والقاموس المحيط، وتاج العروس، ولسان العرب.
أما أن متوجعاً للعباد هي بمعنى الرحمة فبيان ذلك أن يقال:
إن معنى متوجعا للعباد، أي يتوجع لهم، وإذا رجعنا إلى معنى هذا التركيب في لسان العرب لابن منظور نجده يقول:"وتوجَّعَ له مما نزل به: رَثى له من مكروه نازل". وكذا في القاموس المحيط وغيره.
ثم إذا رجعنا إلى معنى تركيب " رثى له" نجد ابن منظور يقول:"ورَثَيْتُ له: رَحِمْتُهُ" وكذا في القاموس المحيط.
فانتظم أن معنى توجع له "رحمه".
إلا أن الإشكال لا يزال قائماً من حيث إن هذا المقام ليس مقام رحمة.
والله أعلم وأرحم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jan 2007, 12:43 ص]ـ
شكر الله لكم جميعاً هذه الفوائد. وأشكر أخي أحمد القصير، وليته نقل لنا الكلام ولم يضع رابطه الذي لم أجده، لتوقف الموقع الذي أحال عليه، وهذه مهمة مستقبلاً. وأطرح بين أيديكم رأيي في هذه المسألة للمدارسة والنقد.
1 - الشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله قد يقع في الخطأ وليس بمعصوم.
2 - إن صح تعبيره بعبارة (متوجعاً) في النسخ الخطية فتحمل على معناها الذي تفضل بنقله الأخ الكريم همام وفقه الله من المعاني التي تدل عليها العبارة من صفات الله الثابتة لله كالرحمة مثلاً ويوجه معناها هنا بما يتلائم مع سياق الآيات، فلا يقال إن المقام ليس مقام رحمة، وإنما يقال إن هذه الرحمة في هذا المقام من باب السخرية والاستهزاء بهم جزاء استهزائهم وسخريتم من الرسل. ويكون هذا كقول أبي الحسن التهامي:
إني لأرحمُ حاسديَّ لفرطِ ما *ضمَّت صدورُهم من الأوغارِ
فهي رحمة من باب السخرية بهم، والإزراء عليهم.
والذي جعلنا نحمل العبارة التي قالها الشيخ - إن صحت - على هذا المعنى أو غيره مما يقاربه هو معرفتنا بمنهج الشيخ في كتبه وفي موقفه من صفات الله سبحانه وتعالى، وهذا من حمل المتشابه على المحكم.
3 - إن صحت نسبة العبارة للشيخ رحمه الله فليس معنى ذلك أنه يصح لنا إثبات هذه الصفة لله سبحانه وتعالى لمجرد إطلاق الشيخ لها إن لم يرد بإثباتها نصوص من القرآن أو السنة، فليس كلامه - على محبتنا له وفضله في العلم - مصدراً نثبت بناء عليه الصفات لله سبحانه وتعالى إن لم ترد عن الله ورسوله، والسائل الذي سأل عن هذه العبارة المشكلة لثقته في الشيخ السعدي سأل هذا السؤال ليزداد طمأنينة ويعرف الحق في هذه المسألة والله الموفق. وإلا فما أهون أن يقال: أخطأ الشيخ السعدي في إطلاقه هذه العبارة الموهمة، والأولى استبعادها وتنتهي المشكلة عند هذا الحد، وأحسب أن الشيخ السعدي لو تأمل عبارته - إن كانت هكذا فعلاً - لغيرها بما يوضح المراد رحمه الله وغفر له.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[24 Jan 2007, 01:01 م]ـ
الاخوة الاعزاء بارك الله فيكم ما اجمل هذا الاعتذار عن الشيخ يرحمه الله وما اقوم هذا الفهم للعبارة انه نموذج يحتذى للتعامل مع العلماء الكبار
ـ[أبو المنذر]ــــــــ[26 Jan 2007, 04:17 م]ـ
الأخ همام ومن بعده الذي ايده ـ اقصد الشيخ عبدالرحمن ـ الا ترون أننا لو صححنا هذه اللفظه أعني "
متوجعا " وحملناها على ما قلتم من
مراد الشيخ انكم بذلك اثبتم الصفه ـ وان شئتم ـ اثبتم الفعل لله من حيث لا تشعرون , وإن قلتم كلا!
سبحان الله العظيم، فمن اثبت لله صفة الهروله ـ كيف اثبتها؟ أليس من حديث " .. اتيته هرولة " رغم ان القران والسنة لم
يردا بها صراحة ـ حسب علمي ـ الا بهذا الحديث فبمجرد اثبات اللفظ لله تثبت الصفة أو الفعل وليس كل فعل لله سبحانه
صفة له ـ كما تعلمون، ولكن حتى الفعل لابد له من الدليل اذا الأولى أن نقول أنها خطأ مطبعي أو كما تفضلتم " أخطأ
الشيخ "
" ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا، اللهم نعوذ بك أن نقف ما ليس لنا به علم ـ سبحانك ـ "
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[30 Jan 2007, 02:39 م]ـ
ينبغي لنا في هذه المسألة أن نرد المشكل إلى الواضح، ومنهج الشيخ في باب الصفات العليا معروف كما ذكر الدكتور عبد الرحمن، وأما هذه اللفظة فتحمل على أنها خطأ من الناسخ أو سبق قلم من الشيخ - رحمه الله- وجل من لايخطي.
وأنا أرجو من الإخوة الذين استشكلوا هذه اللفظة الرجو إلى تفسير تلميذ الشيخ الشيخ محمد العثيمين رحمه الله لسورة يس ص 106، فقد حرر هذه المسألة تحريراً بالغا، وكان مما قاله: وقيل إن التحسر من الله عز وجل لكن ليس معناه أنه يتصف به، بل المعنى أنه يبين حسرة العباد على أنفسهم، يقول: ياحسرة واقعة على العباد ......... فالكلام كلام الله عز وجل، لكن لما كان التحسر ندما وألما صار الله تعالى منزها عنه .... إلخ
ـ[ناصر الماجد]ــــــــ[01 Feb 2007, 11:08 م]ـ
بسم الله
أود الإشارة الى أن ما جاء في بعض طباعات تفسير العلامة السعدي ـ رحمه الله ـ مترحما للعباد، غير سليم لغة؛ لأن فعل الترحم لا يعدى بحرف اللام، وربما كان هذا التعديل من اجتهاد من اعتنى بطباعة الكتاب لما رأى العبارة موهمة، والله أعلم.(/)
ما هي الطبعات الجيدة لهذه الكتب؟
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[19 Nov 2006, 09:32 م]ـ
السلام عليكم
ما هي الطبعات الجيدة لهذه الكتب
إتحاف البرية
مختصر بلوغ الأمنية في شرح إتحاف البرية
الفتح الرحماني بشرح كنز المعاني
كتاب المبهج
وهل هناك كتاب اسمه
تأملات في التحريرات
مع ذكر دار النشر
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[20 Nov 2006, 07:29 م]ـ
نرجو المساعدة
ـ[أبو صالح التميمي]ــــــــ[20 Nov 2006, 09:20 م]ـ
المبهج لسبط الخياط أظنه سبق الكلام عليه في المنتدى.
الفتح الرحماني. ت|عبدالرازق موسى ط. بيت الحكمة.
ولعلك تقصد: تأملات حول تحريرات العلماء للقراءات المتواترة. لمحقق الكتاب السابق ط. مطابع الرشيدبالمدينة.
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[22 Nov 2006, 04:16 م]ـ
المبهج لسبط الخياط أظنه سبق الكلام عليه في المنتدى.
الفتح الرحماني. ت|عبدالرازق موسى ط. بيت الحكمة.
ولعلك تقصد: تأملات حول تحريرات العلماء للقراءات المتواترة. لمحقق الكتاب السابق ط. مطابع الرشيدبالمدينة.
بارك الله فيك
وننتظر بقية الكتب
ـ[نورة]ــــــــ[23 Nov 2006, 05:41 ص]ـ
إليك كتاب تأملات في تحريرات العلماء للقراءات المتواترة
نسخة إلكترونية على ملف وورد
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[23 Nov 2006, 11:37 م]ـ
إليك كتاب تأملات في تحريرات العلماء للقراءات المتواترة
نسخة إلكترونية على ملف وورد
جزاك الله خيرا(/)
دراسة ما ذهب إليه ابن القيم وابن كثير في معنى قول الله: (فتمنوا الموت إن كنتم صادقين)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 Nov 2006, 08:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اختار ابن القيم رحمه الله أن قوله تعالى: {فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ. وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} من جنس آية المباهلة، وأن معناها: ادعوا بالموت على أي الفريقين أكذب.
والقول الآخر في معنى الآية: إن كنتم صادقين في دعواكم فتمنوا الموت لأنفسكم.
قال ابن القيم رحمه الله: (قال الله تعالى: {فتمنوا الموت إن كنتم صادقين}:
قلت: هذه الآية فيها للناس كلام معروف.
قالوا: إنها معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم أعجز بها اليهود، ودعاهم إلى تمني الموت، وأخبر أنهم لا يتمنونه أبدا ً. وهذا علم من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم، إذ لا يمكن الاطلاع على بواطنهم إلا بأخبار الغيب. ولم ينطق الله ألسنتهم بتمنيه أبداً.
وقالت طائفة: لما ادعت اليهود أن لهم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس، وأنهم أبناؤه وأحباؤه وأهل كرامته؛ كذبهم الله في دعواهم وقال: إن كنتم صادقين فتمنوا الموت لتصلوا إلى الجنة دار النعيم؛ فإن الحبيب يتمنى لقاء حبيبه. ثم أخبر سبحانه أنهم لا يتمنونه أبداً بما قدمت أيديهم من الأوزار والذنوب الحائلة بينهم وبين ما قالوه، فقال) ولن يتمنوه أبداً بما قدمت أيديهم (.
وقالت طائفة -منهم محمد بن إسحاق وغيره- هذه من جنس آية المباهلة، وأنهم لما عاندوا، ودفعوا الهدى عياناً، وكتموا الحق دعاهم إلى أمر يحكم بينهم وبينه؛ وهو أن يدعوا بالموت على الكاذب المفتري - والتمني سؤال ودعاء - فتمنوا الموت، وادعوا به على المبطل الكاذب المفتري.
وعلى هذا فليس المراد: تمنوه لأنفسكم خاصة كما قاله أصحاب القولين الأولين؛ بل معناه: ادعوا بالموت وتمنوه للمبطل. وهذا أبلغ في إقامة الحجة وبرهان الصدق، وأسلم من أن يعارضوا رسول الله بقولهم: فتمنوه أنتم أيضاً إن كنتم محقين أنكم أهل الجنة لتقدموا على ثواب الله وكرامته. وكانوا أحرص شيء على معارضته، فلو فهموا منه ما ذكره أولئك لعارضوه بمثله.
وأيضاً فإنا نشاهد كثيراً منهم يتمنى الموت لضره وبلائه، وشدة حاله. ويدعو به. وهذا بخلاف تمنيه والدعاء به على الفرقة الكاذبة. فإن هذا لا يكون أبداً. ولا وقع من أحد منهم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ألبتة؛ وذلك لعلمهم بصحة نبوته وصدقه، وكفرهم به حسداً وبغياً؛ فلا يتمنوه أبداً لعلمهم أنهم هم الكاذبون.
وهذا القول: هو الذي نختاره. والله أعلم بما أراد من كتابه.) ([1])
الدراسة:
القول المشهور في معنى قول الله تعالى: {فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} هو قول الطائفة الثانية التي ذكرها ابن القيم في كلامه السابق، وهو: أنه لما ادعت اليهود أن لهم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس، وأنهم أبناؤه وأحباؤه وأهل كرامته؛ كذبهم الله في دعواهم وقال: إن كنتم صادقين فتمنوا الموت لتصلوا إلى الجنة دار النعيم؛ فإن الحبيب يتمنى لقاء حبيبه. ثم أخبر سبحانه أنهم لا يتمنونه أبداً بما قدمت أيديهم من الأوزار والذنوب الحائلة بينهم وبين ما قالوه، فقال: {ولن يتمنوه أبداً بما قدمت أيديهم}.
وهذا القول قاله قتادة ([2])، وأبو العالية ([3])، ومقاتل ([4])، وعليه أكثر المفسرين؛ وهذا بيان مسالكهم في ترجيحه:
من المفسرين من اقتصر عليه، ولم يذكر في معنى الآية غيره؛ ومن هؤلاء:الزجاج ([5]) والماوردي ([6])،والواحدي في الوجيز والوسيط ([7])،والسمعاني ([8])، والبيضاوي ([9])،والنسفي ([10]) وابن جزي ([11])، والشوكاني ([12])، والطاهر ابن عاشور ([13])، وغيرهم.
ومنهم من ذكر القولين، ودل كلامه على ميله للقول المشهور كابن جرير ([14]).
ومنهم من ذكرهما وقدم هذا القول وذكر القول الآخر بصيغة التمريض كالبغوي ([15]) والقرطبي ([16]).
ومن المفسرين من أشار إلى أن القول المشهور هو الأقرب إلى موافقة اللفظ كالقاسمي ([17]).
ومنهم من ذكر أن هذا القول هو ما يدل عليه ظاهر الآية، وأن القول الآخر مخالف لظاهر السياق فلا يعول عليه كابن عثيمين ([18]).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما القول الثاني؛ وهو أن المراد بقوله تعالى: {فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}: ادعوا بالموت على أي الفريقين أكذب؛ فروي من طريق سعيد بن جبير أوعكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما ([19])، وهو قول ابن اسحاق ([20])، ورجحه ابن كثير وانتصر له وذكر أنه هو المتعين في تفسير الآية ([21]).
وذكر أن سبب تعين هذا القول هو أن الحجة لا تظهر على اليهود على التأويل الأول؛ إذ يقال: إنه لا يلزم من كونهم يعتقدون أنهم صادقون في دعواهم أن يتمنوا الموت، فإنه لا ملازمة بين وجود الصلاح وتمني الموت، وكم من صالح لا يتمنى الموت.
ولهم مع ذلك أن يقولوا على هذا: فها أنتم تعتقدون أيها المسلمون أنكم أصحاب الجنة، وأنتم لا تتمنون الموت في حال الصحة، فكيف تلزموننا بما لا يلزمكم؟!. ([22])
ومن أسباب ترجيح هذا القول أيضاً: ما ذكره ابن القيم في آخر كلامه السابق من أن القول الأول مخالف للواقع المشاهد؛ حيث إن كثيراً من اليهود يتمنى الموت لفقره وبلائه، وشدة حاله.
النتيجة:
المعنى الظاهر لقوله تعالى: {فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} هو القول الأول المشهور في تفسيرها، وهو الذي يتبادر إلى الذهن لعدم حاجته إلى تقدير. فلفظ الآية يدل عليه، وسياقها يؤيده، وقول جمهور المفسرين يؤكده.
وقد تقرر عند المفسرين أن كل وجه من الوجوه السابقة – أعني: ظهور القول، وتبادره إلى الذهن، وموافقته لسياق الآية، وكونه قول جمهور المفسرين – يعتبر مرجحاً للمعنى الذي توفر فيه هذا الوجه؛ فكيف إذا اجتمعت هذا الوجوه!!.
وأما ما احتج به أصحاب القول الثاني من حجج لترجيح قولهم؛ فيمكن الجواب عنها بما يلي:
أولاً – قولكم: إن هذا القول هو قول ابن عباس رضي الله عنهما مردود من وجهين:
الوجه الأول: أن قول ابن عباس الصريح الذي يدل على قولكم إسناده ضعيف
كما سبق.
الوجه الثاني: أن الذي صح وثبت عن ابن عباس في تفسير الآية هو قوله: لو تمنى
اليهود الموت لماتوا ([23]). وهذا لا يدل على ما نسبتموه إليه صراحة؛ بل قوله هذا
محتمل، ودلالته على المعنى المشهور أقرب.
ثانياً – ما ذكرتموه من كون القول المشهور لا تقوم به الحجة على اليهود؛ إذ لا يلزم من كونهم يعتقدون أنهم صادقون في دعواهم أن يتمنوا الموت، فإنه لا ملازمة بين وجود الصلاح وتمني الموت، وكم من صالح لا يتمنى الموت، ولهم مع ذلك أن يقولوا على هذا: فها أنتم تعتقدون أيها المسلمون أنكم أصحاب الجنة، وأنتم لا تتمنون الموت في حال الصحة، فكيف تلزموننا بما لا يلزمكم؟! = يجاب عنه بأن المسلمين الذين هم على الحق لم يدّعوا أن الجنة خالصة لهم من دون الناس كما زعم اليهود؛ بل يؤمنون أن الجنة لكل من آمن وعمل صالحاً، سواء كان من هذه الأمة أم من غيرها. ([24])
ويقال كذلك بأن المعروف المنقول عن كثير من صالحي هذه الأمة أنهم يتمنون الموت، ويرجون لقاء الله، ويطلبون الموت مظانه. وقد نقل بعض المفسرين في ذلك آثاراً كثيرة عن سلف هذه الأمة تدل على طلبهم الموت، وتمنيهم له؛ لما يرجون من ثوابه وما أعد لهم من النعيم. ([25])
ثالثاً – وأما ما ذكره ابن القيم رحمه الله من أن القول الأول مخالف للواقع المشاهد؛ حيث إن كثيراً من اليهود يتمنى الموت لفقره وبلائه، وشدة حاله = فيمكن الجواب عنه من وجهين:
أحدهما: أن ما دلت عليه الآية من كون اليهود لن يتمنوا الموت أبداً خاص بمن تحقق فيهم الشرط المذكور في قوله: {قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ} (البقرة:94) فالآية خبر عمن تحقق فيهم هذا الشرط. وقد يوجد من اليهود من لا يدعي هذا الادعاء.فما دلت عليه الآية حكم أغلبي؛ فليس كل فرد من أفراد اليهود داخل فيه، كما أن من المسلمين من لايتمنى الموت.
(يُتْبَعُ)
(/)
والوجه الثاني: أن هناك من العلماء من ذكر ما يدل على خلاف ما ذكره ابن القيم؛ فقد قال القاضي عياض: (ومن الوجوه البينة في إعجاز القرآن آيٌ وردت بتعجيز قوم في قضايا، وإعلامهم أنهم لا يفعلونها، فما فعلوا ولا قدروا على? ذلك؛ كقوله تعالى لليهود:) قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة (قال أبو إسحاق الزجاج في هذه الآية: أعظم حجة، وأظهر دلالة على صحة الرسالة؛ لأنه قال لهم:) فتمنوا الموت (وأعلمهم أنهم لن يتمنوه أبدا، فلم يتمنه واحد منهم .... قال أبو محمد الأصيلي: من أعجب أمرهم؛ أنه لا توجد منهم جماعة ولا واحد من يوم أمر الله تعالى? بذلك نبيه يقدم عليه، ولا يجيب إليه، وهذا موجود مشاهد لمن أراد أن يمتحنه منهم.) ([26])
فإذا كان ابن القيم يرى أن الواقع المشاهد مخالف لما دلت عليه الآية إذا فسرت بالمعنى الظاهر؛ فإن أبا محمد الأصيلي يعكس الأمر ويذكر أن الموجود المشاهد هو عدم إقدام أحد من اليهود على تمني الموت. وليس قول أحدهما بأولى من قول الآخر؛ فيرد هذا الأمر إلى الدليل الصريح، لا إلى الواقع المشاهد المتنازع فيه.ولا شك أن الدليل مع من قال بأنهم لا يتمنون الموت أبداً بما قدمت أيديهم ([27]).
ومن المفسرين من قال: إن أبداً في قوله: {ولن يتمنوه أبداً} يراد به: ما يستقبل من زمان أعمار المخاطبين بالآية،والمعنى: لن يتمنوه في طول عمرهم إلى موتهم؛ فالتأبيد هنا ليس مطلقاً، فلا عبرة بما يقع ممن جاء بعدهم من اليهود. ([28])
فالصواب في معنى الآية هو قول الجمهور، وليس هناك موجب لحملها على المعنى الذي رجحه كلٌ من ابن القيم وابن كثير رحمهما الله.
وإذا تقرر هذا؛ فإن الجمع بين القولين يتأتى بجعل هذه الآية من جنس آية المباهلة، لا أن يكون معناها هو معنى آية المباهلة. وذلك أن هذه الآية،وآية المباهلة في سورة آل عمران يقصد منهما التحدي،وإقامة الحجة على المخالف،وبيان بطلان ما هو عليه.
فآية البقرة تتحدى اليهود - المدّعين أن الدار الآخرة خالصة لهم من دون الناس - بدعوتهم إلى تمني الموت إن كانوا صادقين، وآية آل عمران تتحدى النصارى – الذين يدّعون أن عقيدتهم في عيسى عليه السلام هي الحق – بدعوتهم إلى أن يبتهل الفريقان فيجعلا لعنة الله على الكاذب منهما. (فامتنعت اليهود من إجابة النبي r إلى ذلك لعلمها أنها إن تمنت الموت هلكت فذهبت دنياها وصارت إلى خزي الأبد في آخرتها. كما امتنع فريق النصارى الذين جادلوا النبي r في عيسى إذ دعوا إلى المباهلة من المباهلة). ([29])
وهذا ما قرره كل من ابن جرير وابن عطية رحمهما الله ([30])،ووافقهم السعدي رحمه الله ([31]). وهو الموافق لما ثبت في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لو أن اليهود تمنوا الموت لماتوا ولرأوا مقاعدهم من النار، ولو خرج الذين يباهلون رسول الله r لرجعوا لا يجدون أهلا ولا مالا) ([32]).
الحواشي السفلية والتعليقات: --------------------------------------------------------------------------------
([1]) مدارج السالكين لابن القيم 3/ 18 - 19.
([2]) أخرج قوله ابن جرير في تفسيره 2/ 364
([3]) أخرج قوله ابن جرير في تفسيره 2/ 365
([4]) تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 125
([5]) معاني القرآن واعرلبه للزجاج 1/ 176
([6]) النكت والعيون للماوردي 1/ 161
([7]) انظر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز 1/ 119، والوسيط في تفسير القرآن المجيد 1/ 176 كلاهما للواحدي.
([8]) تفسير القرآن لأبي المظفر السمعاني 1/ 110
([9]) أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي 1/ 95
([10]) مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي 1/ 110
([11]) التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي 1/ 95
([12]) فتح القدير للشوكاني 1/ 169
([13]) التحرير والتنوير لابن عاشور 1/ 615
([14]) جامع البيان لابن جرير 2/ 362
([15]) معالم التنزيل للبغوي 1/ 123
([16]) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 2/ 33
([17]) محاسن التأويل للقاسمي 2/ 195
([18]) تفسير القرآن الكريم لمحمد بن صالح العثيمين 1/ 308
(يُتْبَعُ)
(/)
([19]) أخرج رواية سعيد بن جبير وعكرمة عن ابن عباس بإسناد واحد ابن اسحاق قال: حدثني محمد بن أبي محمد، عن سعيد، أو عكرمة عن ابن عباس كما في سيرة ابن هشام 2/، ومن طريق ابن اسحاق أخرجه كل من ابن جرير 2/ 364، وابن أبي حاتم 1/ 284، وذكره ابن كثير في تفسيره 1/ 493، وإسناده ضعيف كما قال محققو تفسير ابن كثير [طبعة مكتبة أولاد الشيخ للثراث].
([20]) انظر السيرة لابن هشام 2/، وتفسير محمد بن اسحاق جمع محمد عبدالله أبو صعيليك ص 33.
([21]) انظر تفسير القرآن العظيم لابن كثير 1/ 493 - 494، وقد وقع ابن كثير رحمه الله – وهو يذكر حجج هذا القول - في عدد من الأوهام، منها: التصريح بنسبة هذا القول لابن عباس رضي الله عنهما، مع أن صريح قوله في ذلك ضعيف، وما صح عنه في معنى الآية غير صريح. ومن أوهامه في ذلك أيضاً: نسبته هذا القول لكل من قتادة وأبي العالية والربيع بن أنس، وذكر أن ابن جرير نقله عنهم،وليس الأمر كما قال؛ بل جعل ابن جرير قولهم قولاً آخر غير القول الذي رواه ابن اسحاق عن ابن عباس، والأمر واضح لمن تأمله، ولكن يبدو أن ابن كثير رحمه الله لم يتنبه لعبارة: وقال آخرون؛ التي ذكرها ابن جرير بعد القول الذي نسب لابن عباس.
([22]) انظر تفسير ابن كثير 1/ 496 - 497
([23]) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/ 73 بإسناد صحيح، وأخرجه ابن جرير عن ابن عباس موقوفاً ومرفوعاً من عدة طرق بألفاظ متقاربه في تفسيره 2/ 362 - 363، وصحح أحمد شاكر إسناد المرفوع، وبعض أسانيد الموقوف. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره 1/ 285. وانظر كتاب العجاب في بيان الأسباب لابن حجر العسقلاني 1/ 286 - 287.
([24]) انظر تفسير القرآن الكريم للشيخ محمد بن صالح العثيمين 1/ 308
([25]) انظر البحر المحيط لأبي حيان 1/ 498 - 499، والتحرير والتنوير لابن عاشور 1/ 615، وتهذيب التفسير وتجريد التأويل لعبد القادر شيبة الحمد 1/ 221
([26]) باختصار من الشفا للقاضي عياض ص382 - 383، ونقله عنه الثعالبي في تفسيره الجواهر الحسان 1/ 282 - 283
([27]) انظر التحرير والتنوير البن عاشور 1/ 616 فقد ذكر أن ظاهر الآية يدل أنها تشمل اليهود الذين يأتون بعد عصر النزول؛ إذ لا يعرف أن يهودياً تمنى الموت إلى اليوم.
([28]) انظر معاني القرآن وإعرابه للزجاج 1/ 177،و البحر المحيط لأبي حيان 1/ 499 - 500،والدر المصون للحلبي 2/ 9 وقد ذكر أن مجيء (أبداً) بعد (لن) يدل على أن نفيها لا يقتضي التأبيد.
([29]) ما بين المعكوفين من كلام ابن جرير في تفسيره جامع البيان 2/ 362.
([30]) انظر المرجع السابق 2/ 361 - 362، والمحرر الوجيز لابن عطية 1/ 296.
([31]) تيسير الكريم الرحمن للسعدي 1/ 72 - 73
([32]) أخرجه الطبري في تفسيره 2/ 362 وسنده صحيح كما قال الحافظ ابن حجر في العجاب في بيان الأسباب 1/ 287، ووافقه أحمد شاكر.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 Nov 2006, 05:29 م]ـ
وممن نص على ضعف القول الذي اختاره ابن القيم وابن كثير: الشنقيطي في أضواء البيان؛ فقد قال في سياق تفسيره لقول الله تعالى: ? قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضْعَفُ جُنْداً ? (مريم:75)
( ... وكذلك قوله تعالى في اليهود: {فَتَمَنَّوُاْ الموت إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 94] في «البقرة والجمعة» عند من يقول: إن المراد بالتمني الدعاء بالموت على الكاذبين من الطائفتين، وهو اختيار ابن كثير. وظاهر الآية لا يساعد عليه.)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Nov 2006, 06:15 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا مجاهد على هذا البيان والتفصيل فقد انتفعتُ به.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 Jan 2010, 11:25 ص]ـ
وقد فسّر ابن القيّم نفسه هذه الآية بما يوافق قول جمهور المفسرين، حيث قال في كتابه بدائع الفوائد 4/ 1569: (ومن ذلك قوله تعالى: {قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين} كانوا يقولون نحن أحباء الله ولنا الدار الآخرة خالصة من دون الناس وإنما يعذب منا من عبد العجل مدة ثم يخرج من النار وذلك مدة عبادتهم له، فأجابهم تبارك وتعالى عن قولهم إن النار لن تمسهم إلا أياما معدودة بالمطالبة، وتقسيم الأمر بين أن يكون لهم عند الله تعالى عهد عهده إليهم وبين أن يكونوا قد قالوه عليه بما لا يعلمون، ولا سبيل لهم إلى ادعاء العهد؛ فتعين الثاني وقد تقدم.
ثم إجابهم عن دعواهم خلوص الآخرة لهم بقوله: {فتمنوا الموت إن كنتم صادقين} لأن الحبيب لا يكره لقاء حبيبه، والابن لايكره لقاء أبيه، لا سيما إذا علم أن كرامته ومثوبته مختصة به، بل أحب شيء إليه لقاء حبيبه وأبيه؛ فحيث لم يحب ذلك ولم يتمنه فهو كاذب في قوله مبطل في دعواه.)
إلى أن قال: (فإن قيل: فهلا أظهروا التمني وإن كانوا كاذبين فقالوا فنحن نتمناه؟.
قيل: وهذا أيضا معجزة أخرى، وهي أن الله تعالى حبس عن تمنيه قلوبهم وألسنتهم فلم ترده قلوبهم ولم تنطق به ألسنتهم تصديقا لقوله: {ولن يتمنوه أبدا}.)
فكلامه هنا لا يتفق مع ما اختاره في كلامه السابق الذي تمت دراسته في هذا الموضوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[27 Jan 2010, 12:26 م]ـ
أحسنَ الله إليك أبا مُجاهدٍ , ولعلَّ مما يعينُ على ترجيحِ قول الجمهور هو أنَّ قواعدَ المفسرينَ تنصُّ على أنَّ الأصلَ في الكلامِ حملهُ على نصِّهِ القائمِ , دونَ حاجةَ لادِّعاءِ الحذفِ ما دامَ الكلامُ يصحُّ معناهُ مستغنياً عن التقدير , وتفسيرُ الآيةِ بالمباهلةِ لا يستغني عن التقدير والزيادةِ على نصِّ الآيةِ ليتسعَ المرادُ بها فيشمل المؤمنين , والله أعلمُ.(/)
مناهج المفسرين التي في غير مظنتها
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[20 Nov 2006, 11:27 م]ـ
لا يخفى على أهل هذا الملتقى المبارك أهمية البحث في مناهج المفسرين،وأجدها فرصة مناسبة لأهنئ نفسي وأهنيء أهل هذا الملتقى ببرنامج (أهل التفسير) الذي يطل فيه علينا أخونا الشيخ المفيد د. عبدالرحمن الشهري، فاللهم زده توفيقا وتسديداً.
والذي أريد التنبيه إليه في هذا الموضوع أن نجمع ما قيل عن مناهج المفسرين التي يتكلم بها العلماء والباحثون في غير موضعها المتوقع.
فمثلاً .. ليس غريباً أن يتحدث مفسر يعلق على الجلالين ـ مثلاً ـ عن منهج المؤلف في كتابه،ولكن الذي يحتاج إلى جمع وضم هو ما يذكره بعض العلماء في غير مظنته،كما نجده من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ عن مناهج بعض المفسرين استطراداً،وكذا ما يصنعه ـ على قلة ـ تلميذه ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ.
وكما نجده في كلام بعض المفسرين عن منهج مفسر قد سبقه.
فلو أن كل من وقف على شيء من ذلك أضافه إلى موضعه؛ لحصل من ذلك خير كثير،والله الموفق.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Nov 2006, 07:32 ص]ـ
شكر الله لكم يا أبا عبدالله هذه الفائدة، وأشكرك على تشجيعك لأخيك وأسأل الله لي ولك ولجميع إخواننا التوفيق والسداد وحسن القصد في القول والعمل. وما تفضلتم به من أهمية ما يشير إليه كثير من المؤلفين من الإشارة إلى بعض مناهج المفسرين في كتبهم عَرَضاً موضوع مهم، وأكثر ما تجده في كتب التراجم التي تترجم للمفسرين كمعجم الأدباء للحموي مثلاً، ففيه ذكر لمناهج عدد من المفسرين عند التعرض لتراجمهم كما في ترجمة ياقوت الحموي للعلامة المفسر محمد بن جرير الطبري، فقد أشار إلى جوانب من منهجه في تفسيره، ولعلي أذكر أمثلة لذلك في هذا الموضوع في مشاركة لاحقة بإذن الله.
وأما برنامج (أهل التفسير) فهو مشروع علمي قديم أرجو أن يكتب الله له النجاح والقبول والنفع مع اعترافي بقلة البضاعة، وسأقوم بالتعريف به والإشارة إلى المنهج الذي توخيته في إعداد هذا البرنامج الذي يبث على قناة المجد العلمية في مشاركة قادمة على صفحات هذا الملتقى طلباً للتقويم والتسديد من الإخوة الفضلاء في هذا الملتقى العلمي، وسيعاد البرنامج بإذن الله على قناة المجد العامة كما أخبرتُ بذلك من الأخ الكريم مدير القناة العلمية والله الموفق.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[24 Nov 2006, 06:06 م]ـ
بانتظار فوائدكم أبا عبدالله .. نفع الله بكم،وزادكم علماً وفهماً.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[04 Dec 2006, 10:34 م]ـ
سأذكر مثالاً .. ربما أنازع في انطباقه على شرط العنوان،ولكن عذري أن هذا الكلام لم ينشر بعد،وهو أن شيخنا العثيمين رحمه الله قال عن منهج صاحب الجلالين ـ في تفسيره لسورة يس ـ:
(إذا قال المؤلف عن قراءةٍ ما: وقيل،فهذا يعني أنها ليست بسبعية؛ لأن من عادته إذا كانت القراءة سبعية أوردها وضبطها) انتهى بمعناه.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[05 Dec 2006, 12:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإني أحمد الله إليكم أن وفقنا للاجتماع في هذا الموقع المتميز لنتدارس كتاب الله. أما بخصوص ما يرد في بعض الكتب من إشارات لمعالم مناهج المفسرين. فإنني أرى ـ والله أعلم ـ أننا بحاجة إلى تحديد المصطلحات، لنكون على بينة من أمرنا، وليكون حديثنا منضبطا بمقاييس العلم، خاصة و أن الموقع يرتاده المتخصصون وطلبة العلم. ومن ثم نتساءل عن المقصود بالمنهج و المناهج، و الاتجاه، و ما الفرق بينهما؟، فضلا عن أننا في حاجة ماسة إلى دراسة مصطلحات متداولة بدون تحديد دقيق، مما يجعل أعمالنا تمتاز بالتبسيط و السطحية، من ذلك مثلا مصطلحات:
1 - التفسير.
2 - التأويل.
3 - الفهم.
4 - الإدراك.
4 - الاستنباط.
4 - الشرح.
5 - التعليق.
6 - الإشارة.
7 - النقل." مصادر نقلية ".
8 - العقل " مصادر عقلية ".
10 - لي عنق النص " الإسقاط ".
11 - جعل القرآن أميرا يقتدى و يتبع على كل حا " الاستنباط ".
12 - الرواية و الدراية.
13 - ما الفرق بين أصول التفسير و قواعده.
(يُتْبَعُ)
(/)
وغيرها من الاصطلاحات المتداولة في حقل التفسير، و التي تحتاج منا إلى تدقيق، وعدم الاقتصار على ترديد ما قاله سلفنا دون تمحيص. مما جعل كثيرا من طلابنا يرددون كثيرا منها دون فهم و لا تمييز. وإني لآمل أن يكون هذا الموقع منارة لتداول مثل هذه القضايا العلمية بشكل علمي، وفي إطار علوم اللسان، باعتبار القرآن الكريم خطابا لغويا عربيا من حيث اللسان، عالميا من حيث الثقافة.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[18 Dec 2006, 02:51 م]ـ
ما زلنا ننتظر المبدع أبا عبدالله ...
وقد وقفت على كلام يصلح ـ على سبيل التجوز ـ أن يدخل في هذا الموضوع،وهو:
كلام المؤرخ الكبير ابن خلدون،حيث تعرض في مقدمة مقدمته إلى نقد طريقة بعض المفسرين الذين لا ينظرون في سياق الآية،ولا ما يتصل بالتاريخ المتعلق بها ... الخ كلامه الذي سأسوقه الآن؛ ليتضح مراده.
وهو ـ في الحقيقة ـ لم يخص المفسرين بذلك،بل كان يتحدث عن أهمية فن التاريخ،وأثره في نقد ما يقع من الأخبار والحكايات الواهية،والتي يتبين ـ عند إمرارها على محك النقد ـ أنها لا تثبت.
قال رحمه الله في أول مقدمته (1/ 13) ط. الباز:
(فإن فن التاريخ من الفنون التي تتداوله الامم والاجيال وتشد إليه الركائب والرحال * وتسمو إلى معرفته السوقة والاغفال * وتتنافس فيه الملوك والاقيال * وتتساوى في فهمه العلماء والجهال * إذ هو ـ في ظاهره ـ لا يزيد على أخبار عن الايام والدول ... إلى أن قال:
فهو لذلك أصيل في الحكمة عريق * وجدير بأن يعد في علومها وخليق * وإن فحول المؤرخين في الاسلام قد استوعبوا أخبار الايام وجمعوها * وسطروها في صفحات الدفاتر وأودعوها * وخلطها المتطفلون بدسائس من الباطل وهموا فيها وابتدعوها * وزخارف من الروايات المضعفة لفقوها ووضعوها * واقتفى تلك الآثار الكثير ممن بعدهم واتبعوها * وأدوها إلينا كما سمعوها * ولم يلاحظوا أسباب الوقائع والاحوال ولم يراعوها * ولا رفضوا ترهات الاحاديث ولا دفعوها * فالتحقيق قليل * وطرف التنقيح في الغالب كليل * والغلط والوهم نسيب للاخبار وخليل * والتقليد عريق في الآدميين وسليل * والتطفل على الفنون عريض طويل * ومرعى الجهل بين الانام وخيم وبيل * ... إلى أن قال ـ 1/ 13 ـ:
لأن الاخبار إذا اعتمد فيها على مجرد النقل، ولم تحكم أصول العادة وقواعد السياسة وطبيعة العمران والاحوال في الاجتماع الانساني، ولا قيس الغائب منها بالشاهد والحاضر بالذاهب، فربما لم يؤمن فيها من العثور، ومزلة القدم والحيد عن جادة الصدق، وكثيرا ما وقع للمؤرخين والمفسرين وأيمة النقل من المغالط في الحكايات والوقائع لاعتمادهم فيها على مجرد النقل غثا أو سمينا ولم يعرضوها على أصولها ولا قاسوها بأشباهها ولا سبروها بمعيار الحكمة والوقوف على طبائع الكائنات وتحكيم النظر والبصيرة في الاخبار فضلوا عن الحق ... إلى أن قال ـ وهذا هو هو الشاهد ـ 1/ 17:
وأبعد من ذلك وأعرق في الوهم ما يتناقله المفسرون في تفسير سورة الفجر في قوله تعالى: (ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد) فيجعلون لفظة إرم اسما لمدينة وصفت بأنها ذات عماد أي أساطين وينقلون أنه كان لعاد بن عوص بن إرم ابنان هما شديد وشداد ملكا من بعده وهلك شديد فخلص الملك لشداد ودانت له ملوكهم وسمع وصف الجنة فقال لا بنين مثلها فبنى مدينة إرم في صحارى عدن في مدة ثلثمائة سنة وكان عمره تسعمائة سنة وأنها مدينة عظيمة قصورها من الذهب وأساطينها من الزبرجد والياقوت وفيها أصناف الشجر والانهار المطردة ولما تم بناؤها سار إليها بأهل مملكته حتى إذا كان منها على مسيرة يوم وليلة بعث الله عليهم صيحة من السماء فهلكوا كلهم ذكر ذلك الطبري والثعالبي والزمخشري وغيرهم من المفسرين وينقلون عن عبد الله بن قلابة من الصحابة أنه خرج في طلب إبل له فوقع عليها وحمل منها ما قدر عليه وبلغ خبره معاوية فأحضره وقص عليه فبحث عن كعب الاحبار وسأله عن ذلك فقال هي إرم ذات العماد وسيدخلها رجل من المسلمين أحمر أشقر قصير على حاجبه خال وعلى عنقه خال يخرج في طلب إبل له ثم التفت فأبصر ابن قلابة فقال هذا والله ذلك الرجل وهذه المدينة لم يسمع لها خبر من يومئذ في شئ من بقاع الارض وصحارى عدن التي زعموا أنها بنيت فيها هي في وسط اليمن ومازال عمرانه متعاقبا والادلاء تقص طرقه من كل وجه ولم ينقل عن هذه المدينة خبر ولاذكرها أحد من الاخباريين ولامن الامم ولو قالوا إنها درست فيما درس من الاثار لكان أشبه إلا ان ظاهر كلامهم أنها موجودة وبعضهم يقول إنها دمشق بناء على أن قوم عاد ملكوها.
وقد ينتهي الهذيان ببعضهم إلى أنها غائبة وإنما يعثر عليها أهل الرياضة والسحر مزاعم كلها أشبه بالخرافات والذي حمل المفسرين على ذلك ما اقتضته صناعة الاعراب في لفظة ذات العماد أنها صفة إرم وحملوا العماد على الاساطين فتعين أن يكون بناء ورشج لهم ذلك قراءة ابن الزبير عاد إرم على الاضافة من غير تنوين ثم وقفوا على تلك الحكايات التي هي أشبه بالاقاصيص الموضوعة التي هي أقرب إلى الكذب المنقولة في عداد المضحكات وإلا فالعماد هي عماد الاخبية بل الخيام وإن أريد بها الاساطين فلا بدع في وصفهم بأنهم أهل بناء وأساطين على العموم بما اشتهر من قوتهم لانه بناء خاص في مدينة معينة أو غيرها وإن اضيفت كما في قراءة ابن الزبير فعلى إضافة الفصيلة إلى القبيلة كما تقول قريش كنانة وإلياس مضر وربيعة نزار وأي ضرورة إلى هذا المحمل البعيد الذي تمحلت لتوجيهه لامثال هذه الحكايات الواهية التي ينزه كتاب الله عن مثلها لبعدها عن الصحة. انتهى كلامه رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[27 Jan 2007, 09:50 م]ـ
ألا من أمثلة يا أهل التخصص؟!(/)
النقاب في أربعين تفسيرًا للقرآن العظيم ـ أشرف عبد المقصود
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[22 Nov 2006, 01:26 ص]ـ
النقاب في أربعين تفسيرًا للقرآن العظيم ـ أشرف عبد المقصود
أشرف عبد المقصود: بتاريخ 19 - 11 - 2006
ذكرنا في الحلقة الأولى أقوال المذاهب الأربعة المتبوعة في شأن ستر الوجه والنقاب وبينا بما لا يدع مجال للشك أن الأمر يدور بين الاستحباب والوجوب ولم نر أحدا من أهل العلم قال بما يدعيه المجترؤن من أن النقاب بدعة أو محرم أو مكروه. واليوم نستعرض سويا أقوال المفسرين فنقول وبالله التوفيق ومنه نستمد العون:
ذهب الكثير من المفسرين إلى القول بوجوب ستر الوجه بينما ذهب البعض إلى القول باستحبابه، وقد رأيت أن أقوم بجمع أقوال المفسرين في هذا الباب، مع الإشارة إلى الجزء والصفحة للمواضع التي صرحوا فيها بذلك مع ذكر طبعة الكتاب، وقد ذكرت هنا أكثر من أربعين مفسرا ورتبتهم على الوفيات؛ لعل ذلك يكون أبلغ رد على هؤلاء الأدعياء الذين زعموا زورًا وبهتانا أن النقاب ينكره الأئمة الأربعة والمفسرون وأنه دخيل على المسلمين ولم يَقُل به أحد من أهل العلم. فمن هؤلاء المفسرين:
1 - المفسر الإمام حبر الأمة وترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنهما:
قال في قوله {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن}: ((أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة)) اهـ. الطبري (19/ 181) وسيأتي بعد قليل.
2ـ المفسر يحيى بن سلام التيمي البصري القيرواني رحمه الله ت 200هـ:
قال في تفسير قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً}. قال: ((والجلباب: الرداء تقنع به، وتغطي به شق وجهها الأيمن، تغطي عينها اليمنى وأنفها)) اهـ. (تفسير يحي بن سلام) (2/ 738) ط: دار الكتب العلمية 2004م.
3ـ إمام المفسرين الإمام أبو جعفر الطبري رحمه الله ت 310هـ:
قال عند تفسيره لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً}. قال: ((يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين} لا يتشبهن بالإماء في لباسهن إذا هن خرجن من بيوتهن لحاجتهن فكشفن شعورهن ووجوههن ولكن ليدنين عليهن من جلابيبهن لئلا يعرض لهن فاسق إذا علم أنهن حرائر بأذى من قول. ثم اختلف أهل التأويل في صفة الإدناء الذي أمرهن الله به فقال بعضهم هو أن يغطين وجوههن ورءوسهن فلا يبدين منهن إلا عينا واحدة. ذكر من قال ذلك: حدثني علي قال ثنا أبو صالح قال ثني معاوية عن علي عن ابن عباس قوله {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن} أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة. حدثني يعقوب قال ثنا بن علية عن ابن عون عن محمد عن عبيدة في قوله: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن فلبسها عندنا ابن عون. قال: ولبسها عندنا محمد. قال محمد: ولبسها عندي عبيدة. قال ابن عون بردائه فتقنع به فغطى أنفه وعينه اليسرى وأخرج عينه اليمنى وأدنى رداءه من فوق حتى جعله قريبا من حاجبه أو على الحاجب. حدثني يعقوب قال ثنا هشيم قال أخبرنا هشام عن ابن سيرين قال: سألت عبيدة عن قوله: {قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن} قال: فقال بثوبه فغطى رأسه ووجهه وأبرز ثوبه عن إحدى عينيه. وقال آخرون: بل أمرن أن يشددن جلابيبهن على جباههن)) اهـ ثم ذكر من قال ذلك. (جامع البيان في تفسير القرآن (19/ 180 ـ 182).
4ـ المفسر العلامة أبو بكر أحمد بن علي الرازي المشهور بالجصاص رحمه الله ت 370 هـ:
(يُتْبَعُ)
(/)
فعند تفسيره لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} أورد بعض الآثار المتقدمة عن ابن عباس وأم سلمة وعبيدة والحسن ثم قال: ((قال أبو بكر: في هذه الآية دلالة على أن المرأة الشابة مأمورة بستر وجهها عن الأجنبيين وإظهار الستر والعفاف عند الخروج لئلا يطمع أهل الريب فيهن وفيها دلالة على أن الأمة ليس عليها ستر وجهها وشعرها لأن قوله تعالى ونساء المؤمنين ظاهره أنه أراد الحرائر وكذا روي في التفسير لئلا يكن مثل الإماء اللاتي هن غير مأمورات بستر الرأس والوجه فجعل الستر فرقا يعرف به الحرائر من الإماء)) اهـ. (أحكام القرآن ـ 5/ 244 ـ 245).
5ـ المفسر الإمام أبو المظفر السمعاني رحمه الله ت 489هـ:
قال: ((وقوله تعالى: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} أي: يشتملن بالجلابيب، والجلباب هو الرداء، وهو الملاءة التي تشتمل بها المرأة فوق الدرع والخمار. قال عبيدة السلماني: تتغطى المرأة بجلبابها فتستر رأسها ووجهها وجميع بدنها إلا إحدى عينيها)) اهـ. (تفسير القرآن) (4/ 306، 307) ط: دار الوطن بالرياض 1997م.
6ـ المفسر الفقيه عماد الدين الطبري الشهير بإلكيا الهراس رحمه الله ت 504 هـ:
قال: (({يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} الجلباب: هو الرداء، فأمرهن بتغطية وجوههن ورءوسهن ولم يوجب على الإماء ذلك)) اهـ (أحكام القرآن) ط دار الكتب الحديثة (4/ 354)
7ـ المفسر الإمام البغوي رحمه الله ت 516هـ:
قال: (({يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} جمع الجلباب، وهو الملاءة التي تشتمل بها المرأة فوق الدرع والخمار، وقال ابن عباس وأبو عبيدة: أمر نساء المؤمنين أن يغطين رءوسهن ووجوهن بالجلابيب إلا عينا واحدة ليعلم انهن حرائر {ذلك أدنى أن يعرفن} أنهن حرائر {فلا يؤذين} فلا يتعرض لهن)) اهـ. (تفسير البغوي ج3/ص586) ط2: دار طيبة بالرياض 1423هـ.
8ـ المفسر الإمام الزمخشري رحمه الله ت 538هـ:
قال عند تفسير قول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ}: ((ومعنى {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ} يرخينها عليهنّ ويغطين بها وجوههنّ وأعطافهنّ، يقال: إذا زال الثوب عن وجه المرأة أدنى ثوبك على وجهك، وذلك أن النساء كنّ في أول الإسلام على هجيراهنّ في الجاهلية متبذلات تبرز المرأة في درع وخمار فصل بين الحرّة والأمة، وكان الفتيان وأهل الشطارة يتعرّضون إذا خرجن بالليل إلى مقاضي حوائجهنّ من النخيل والغيطان للإماء، وربما تعرّضوا للحرّة بعلة الأمة يقولون حسبناها أمة، فأمرن أن يخالفن بزيهنّ عن زي الأماء الأردية والملاحف وستر الرءوس والوجوه ليحتشمن ويُهَبن فلا يطمع فيهن طامع)) اهـ. (تفسير الكشاف ـ 3/ 246) ط دار المعرفة بيروت.
9ـ المفسر العلامة أبو بكر بن العربي المالكي رحمه الله ت 543هـ:
((اختلف الناس في الجلباب على ألفاظ متقاربة عمادها: أنه الثوب الذي يستر به البدن، لكنهم نوعوه هاهنا فقد قيل: إنه الرداء، وقيل: إنه القناع. قوله تعالى: {يدنين عليهن} قيل: معناه تغطي به رأسها فوق خمارها. وقيل: تغطي به وجهها حتى لا يظهر منها إلا عينها اليسرى. والذي أوقعهم في تنويعه أنهم رأوا الستر والحجاب مما تقدم بيانه واستقرت معرفته، وجاءت هذه الزيادة عليه واقترنت به القرينة التي بعده وهي مما تبينه وهو قوله تعالى: {ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} والظاهر: أن ذلك يسلب المعرفة عند كثرة الاستتار فدل على أنه أراد تمييزهن على الإماء اللاتي يمشين حاسرات أو بقناع مفرد يعترضهن الرجال فيتكشفن ويكلمنهن، فإذا تجلببت وتسترت كان ذلك حجاباً بينها وبين المتعرض بالكلام والاعتماد بالإذاية)) اهـ. (أحكام القرآن ـ 3/ 1586) ط دار الجيل بيروت بتحقيق علي محمد البجاوي ط 1988م.
(يُتْبَعُ)
(/)
10 - المفسر العلامة ابن عطية الأندلسي رحمه الله ت 546هـ:
قال عند تفسيره لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً}. قال: ((لما كانت عادة العربيات التبذل في معنى الحجبة، وكن يكشفن وجوههن كما يفعل الإماء، وكان ذلك داعية إلى نظر الرجال إليهن وتشعب الفكر فيهن أمر الله تعالى رسوله عليه السلام بأمرهن بإدناء الجلابيب ليقع سترهن ويبين الفرق بين الحرائر والإماء؛ فيعرف الحرائر بسترهن، فيكف عن معارضتهن من كان غزلا أو شابا وروي أنه كان في المدينة قوم يجلسون على الصعدات لرؤية النساء ومعارضتهن ومراودتهن فنزلت الآية بسبب ذلك، والجلباب: ثوب أكبر من الخمار، وروي عن ابن عباس وابن مسعود أنه الرداء واختلف الناس في صورة إدنائه فقال ابن عباس وعبيدة السلماني ذلك أن تلويه المرأة حتى لا يظهر منها إلا عين واحدة تبصر بها، وقال ابن عباس أيضا وقتادة وذلك أن تلويه فوق الجبين وتشده ثم تعطفه على الأنف وإن ظهرت عيناها لكنه يستر الصدر ومعظم الوجه وقوله تعالى: {ذلك أدنى أن يعرفن} أي على الجملة بالفرق حتى لا يختلطن بالإماء، فإذا عرفن لم يُقابلن بأذى من المعارضة مراقبة لرتبة الحرية، وليس المعنى أن تعرف المرأة حتى يعلم من هي، وكان عمر إذا رأى أمة قد تقنعت قنعها الدرة محافظة على زي الحرائر، وباقي الآية ترجية ولطف وحض على التوبة وتطميع في رحمة الله تعالى)) اهـ. (المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ـ ج13/ 99، 100).
11ـ المفسر الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي رحمه الله ت 597هـ:
قال عند تفسير قول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ}: سبب نزولها أن الفساق كانوا يؤذون النساء إذا خرجن بالليل، فإذا رأوا المرأة عليها قناع تركوها وقالوا هذه حرة، وإذا رأوها بغير قناع قالوا أمة فآذوها فنزلت هذه الآية، قاله السدي. وقوله تعالى: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} قال ابن قتيبة: يلبسن الأردية، وقال غيره: يغطين رءوسهن ووجوههن ليعلم أنهن حرائر. {ذَلِكَ أَدْنَى} أي أحرى وأقرب {أَنْ يُعْرَفْنَ} أنهن حرائر {فَلا يُؤْذَيْنَ})) اهـ
((زاد المسير) (6/ 422) ط 3 المكتب الإسلامي 1984م.
12ـ المفسر العلامة المفسر الفخر الرازي رحمه الله ت 606 هـ:
قال عند تفسير قول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} قال: ((كان في الجاهلية تخرج الحرة والأمة مكشوفات يتبعهن الزناة وتقع التهم فأمر الله الحرائر بالتجلبب وقوله {ذالِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ} قيل: يعرفن أنهن حرائر فلا يتبعن، ويمكن أن يقال: المراد: يعرفن أنهن لا يزنين؛ لأن من تستر وجهها مع أنه ليس بعورة لا يطمع فيها أنها تكشف عورتها فيعرفن أنهن مستورات)) اهـ. (التفسير الكبير) (25/ 230) ط: إحياء التراث العربي بيروت ط3.
13 - المفسر الإمام العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى ت 660هـ:
(({جلابيبهن} الجلباب: الرداء أو القناع أو كل ثوب تلبسه المرأة فوق ثيابها وإدناؤه أن تشد به رأسها وتلقيه فوق خمارها حتى لا ترى ثغرة نحرها أو تغطي به وجهها حتى لا تظهر إلا عينها اليسرى {يعرفن} من الإماء بالحرية أو من المتبرجات بالصيانة. قال قتادة: كانت الأمة إذا مرت تناولها المنافقون بالأذى فنهى الله - تعالى - الحرائر أن يتشبهن بهن)) اهـ. (تفسير العز بن عبد السلام ط1: دار ابن حزم - بيروت 1996م، تحقيق: الدكتور عبد الله بن إبراهيم الوهبي (ج2/ص590).
14ـ المفسر الكبير الإمام القرطبي رحمه الله ت 671هـ:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال عند تفسير قول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ}: قال: ((لما كانت عادة العربيات التبذل وكن يكشفن وجوههن كما يفعل الإماء وكان ذلك داعية إلى نظر الرجال إليهن وتشعب الفكرة فيهن أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يأمرهن بإرخاء الجلابيب عليهن إذا أردن الخروج إلى حوائجهن وكن يتبرزن في الصحراء قبل أن تتخذ الكنف فيقع الفرق بينهن وبين الإماء فتعرف الحرائر بسترهن فيكف عن معارضتهن من كان غزلا أو شابا وكانت المرأة من نساء المؤمنين قبل نزول هذه الآية تتبرز للحاجة فيتعرض لها بعض الفجار يظن أنها أمة فتصيح به فيذهب فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونزلت الآية بسبب ذلك قال معناه الحسن وغيره، الثالثة قوله تعالى {من جلابيبهن} الجلابيب جمع جلباب وهو ثوب أكبر من الخمار، وروي عن ابن عباس وابن مسعود أنه الرداء وقد قيل إنه القناع والصحيح أنه الثوب الذي يستر جميع البدن)) اهـ (تفسير القرطبي ـ 14/ 243).
15ـ المفسر العلامة البيضاوي رحمه الله ت 691هـ:
قال عند تفسير قول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} قال: ((يغطين وجوههن وابدانهن بملاحفهن إذا برزن لحاجة و {من} للتبعيض؛ فإن المرأة ترخي بعض جلبابها، وتتلفع ببعض، و {ذلك أدنى أن يعرفن} يميزن من الإماء والقينات {فلا يؤذين} فلا يؤذيهن أهل الريبة بالتعرض لهن)) اهـ. (تفسير البيضاوي) ص (563) ط: دار الجيل بيروت مصورة عن الطبعة العثمانية 1329هـ.
16ـ وعلق المفسر العلامة أحمد بن محمد شهاب الدين الخفاجي في حاشيته على تفسير البيضاوي المسماة: (عناية القاضي وكفاية الراضي) بقوله: ((قوله (من للتبعيض) إلخ ـ وقد قال في الكشاف إنه يحتمل وجهين: أن يتجلببن ببعض مالهن من الجلابيب فيكون البعض واحدا منها أو يكون المراد ببعض جزءًا منه بأن ترخي بعض الجلباب، وفضله على وجهها فتتقنع به، والتجلبب على الأول لبس الحجاب على البدن كله، وعلى هذا التقنع بستر الرأس والوجه، مع إرخاء الباقي على بقية البدن .. )) اهـ
17ـ المفسر العلامة أبو البركات النسفي رحمه الله ت 710هـ:
قال عند تفسير قول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ}: ((الجلباب ما يستر الكل، مثل الملحفة، عن المبرد، ومعنى {يدنين عليهن من جلابيبهن} يرخينها عليهن ويغطين بها وجوههن وأعطافهن، يقال: إذا زال الثوب عن وجه المرأة أدن ثوبك على وجهك، و {من} للتبعيض أى ترخى بعض جلبابها وفضله على وجهها، تتقنع حتى تتميز من الأمة، أو المراد أن يتجلببن ببعض ما لهن من الجلابيب وأن لا تكون المرأة متبذلة فى درع وخمار كالأمة ولها جلبابان فصاعدا فى بيتها، وذلك أن النساء فى أول الإسلام على هجيراهن فى الجاهلية متبذلات تبرز المرأة فى درع وخمار لا فضل بين الحرة والأمة، وكان الفتيان يتعرضون إذا خرجن بالليل لقضاء حوائجهن فى النخل والغيطان للإماء، وربما تعرضوا للحرة لحسبان الأمة فأمرن أن يخالفن بزيهن عن زى الإماء بلبس الملاحف وستر الرءوس والوجوه فلا يطمع فيهن طامع)) اهـ. (تفسير النسفي ـ 3/ 455). وهذا التفسير يدرس الآن بالمعاهد الأزهرية.
18ـ المفسر الإمام الخازن رحمه الله ت 741هـ:
قال: (({يأَيُّهَا النَّبِىُّ قُل لاِزْواجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ} أي يرخين ويغطين {عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ} جمع جلباب، وهو الملاءة التي تشتمل بها المرأة فوق الدرع والخمار، وقيل هو الملحفة وكل ما يستتر به من كساء وغيره. قال ابن عباس: أُمر نساء المؤمنين أن يغطين رءوسهن ووجههن بالجلالبيب إلا عينا واحدة ليعلم أنهن حرائر وهو قوله تعالى {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ} أي لا يتعرضن لهن)) اهـ. (تفسير الخازن) (3/ 478).
(يُتْبَعُ)
(/)
19ـالمفسر العلامة محمد بن أحمد بن محمد الغرناطي الكلبي المشهور بابن جزي رحمه الله ت 741هـ:
قال عند تفسيره لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} ((كان نساء العرب يكشفن وجوههن كما تفعل الإماء، وكان ذلك داعيا إلى نظر الرجال لهن فأمرهن الله بإدناء الجلابيب ليسترن بذلك وجوههن ويفهم الفرق بين الحرائر والإماء والجلابيب جمع جلباب، وهو ثوب أكبر من الخمار وقيل هو الرداء وصورة إدنائه عند ابن عباس: أن تلويه على وجهها حتى لا يظهر منها إلا عين واحدة تبصر بها. وقيل: أن تلويه حتى لا يظهر إلا عيناها. وقيل: أن تغطي نصف وجهها {ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} أي ذلك أقرب إلى أن يعرف الحرائر من الإماء، فإذا عرف أن المرأة حرة لم تعارض بما تعارض به الأمة، وليس المعنى أن تعرف المرأة حتى يعلم من هي إنما المراد أن يفرق بينها وبين الأمة لأنه كان بالمدينة إماء يعرفن بالسوء، وربما تعرض لهن السفهاء)) اهـ. (التسهيل لعلوم التنزيل ـ 3/ 144) ط4: دار الكتاب العربي - لبنان 1983م.
20ـ المفسر الإمام أبو حيان الأندلسي رحمه الله ت 745هـ:
قال في تفسيره لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً}. قال: ((كان دأب الجاهلية أن تخرج الحرة والأمة مكشوفتي الوجه في درع وخمار، وكان الزناة يتعرضون إذا خرجن بالليل لقضاء حوائجهن في النخيل والغيطان للإماء، وربما تعرضوا للحرة بعلة الأمة، يقولون حسبناها أمة، فأمرن أن يخالفن بزيهن عن زي الإماء، بلبس الأردية والملاحف، وستر الرءوس والوجوه، ليحتشمن ويُهبن، فلا يطمع فيهن)) اهـ. (البحر المحيط) (8/ 504) ط: دار الفكر 1992م
21ـ المفسر الحافظ عماد الدين بن كثير رحمه الله ت 774هـ:
قال في تفسيره لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً}. قال: ((يقول الله تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم تسليما: أن يأمر النساء المؤمنات المسلمات ـ خاصة أزواجه وبناته لشرفهن ـ بأن يدنين عليهن من جلابيبهن ليتميزن عن سمات نساء الجاهلية، وسمات الإماء، والجلباب هو الرداء فوق الخمار؛ قاله ابن مسعود وعبيدة وقتادة والحسن البصري وسعيد بن جبير وإبراهيم النخعي وعطاء الخراساني وغير واحد، وهو بمنزلة الإزار اليوم، قال الجوهري: الجلباب الملحفة. قالت امرأة من هذيل ترثي قتيلا لها: تمشي النسور إليه وهي لاهية * * * مشي العذارى عليهن الجلابيب. قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة. وقال محمد بن سيرين سألت عبيدة السلماني عن قول الله عز وجل {يدنين عليهن من جلابيبهن} فغطى وجهه ورأسه وأبرز عينه اليسرى وقال عكرمة تغطي ثغرة نحرها بجلبابها تدنيه عليها، وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو عبد الله الظهراني فيما كتب إلي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ابن خثيم عن صفية بنت شيبة عن أم سلمة قالت لما نزلت هذه الآية {يدنين عليهن من جلابيبهن} خرج نساء الأنصار كأن على رءوسهن الغربان من السكينة، وعليهن أكسية سود يلبسنها)) اهـ. (تفسير القرآن العظيم) (3/ 518) ط: دار الحديث بالقاهرة 1984م.
22ـ المفسر العلامة جلال المحلي رحمه الله ت 864 هـ:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال عند تفسير قول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ}: ((جمع جلباب، وهي الملاءة التي تشتمل بها المرأة، أي: يرخين بعضها على الوجوه إذا خرجن لحاجتهن إلا عينا واحدة)) اهـ. (تفسير الجلالين ـ 2/ 168) ط: دار المعارف بتحقيق الشيخ أحمد شاكر 1954م.
وتبعه أيضا ممن عملوا حواشي علي التفسير:
23 - العلامة الصاوي رحمه الله: (حاشية الصاوي على الجلالين (3/ 288).
14ـ العلامة الجمل رحمه الله: (الفتوحات الإلهية المشهورة بحاشية الجمل ـ 3/ 455).
25 - المفسر العلامة أبو زيد عبد الرحمن الثعالبي رحمه الله ت 876هـ:
عند تفسيره لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ} أي يرخين أرديتهن وملاحفهن فيتقنّعن بها ويغطّين وجوههن ورؤوسهن ليُعلم أنّهنّ حرائر فلا يُتعرّض لهنَّ ولا يؤذين. قوله {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً} لما سلف منهن من ترك السنن {رَحِيماً} بهنّ إذ سترهنّ وصانهنّ. قال ابن عبّاس وعبيدة: أمر الله النساء المؤمنات أنْ يغطّين رؤوسهنّ ووجوههنّ بالجلابيب ويبدين عيناً واحدة. قال أنس: مرّت جارية بعمر بن الخطّاب متقنّعة فعلاها بالدرّة وقال يا لكاع أتشبهين بالحرائر ألقي القناع)) اهـ. (تفسير الثعالبي: المسمى: الجواهر الحسان في تفسير القرآن ج8/ص64). ط: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات – بيروت.
26ـ المفسر العلامة برهان الدين البقاعي رحمه الله ت 885هـ
قال عند تفسيره لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ}: (({قل لأزواجك} بدأ بهن لما لهن به من الوصلة بالنكاح {وبناتك} ثنى بهن لما لهن من الوصلة ولهن في أنفسهن من الشرف، وأخرهن عن الأزواج لأن أزواجه يكفونه أمرهن {ونساء المؤمنين يدنين} أي يقربن {عليهن} أي على وجوههن وجميع أبدانهن، فلا يدعن شيئاً منها مكشوفاً {من جلابيبهن} ولا يتشبهن بالإماء في لباسهن إذا خرجن لحاجتهن بكشف الشعور ونحوها ظناً أن ذلك أخفى لهن وأستر، والجلباب القميص، وثوب واسع دون الملحفة تلبسه المرأة، والملحفة ما ستر اللباس، أو الخمار وهو كل ما غطى الرأس، وقال البغوي: الجلباب: الملاءة التي تشتمل بها المرأة فوق الدرع والخمار، وقال حمزة الكرماني: قال الخليل: كل ما تستتر به من دثار وشعار وكساء فهو جلباب، والكل يصح إرادته هنا، فإن كان المراد القميص فإدناؤه إسباغه حتى يغطي يديها ورجليها، وإن كان ما يغطي الرأس فإدناؤه ستر وجهها وعنقها، وإن كان المراد ما يغطي الثياب فإدناؤه تطويله وتوسيعه بحيث يستر جميع بدنها وثيابها، وإن كان المراد ما دون الملحفة فالمراد ستر الوجه واليدين.)) اهـ.
(نظم الدرر في تناسب الآيات والسور) (15/ 411 ـ 412).
27 - المفسر العلامة الحنفي أبو السعود رحمه الله ت 982هـ:
قال عند تفسيره لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ}: ((الجلباب: ثوب أوسع من الخمار ودون الرداء تلويه المراة على رأسها وتلقي منه ما أرسله على صدرها، وقيل: هي الملحفة وكل ما يتستر به أي يغطين بها وجوههن وأبدانهن اذا برزن لداعية من الدواعي ومن للتبغيض لما مر منأن المعهود التلفع ببعضها وإرخاء بعضها. وعن السدي: تغطى إحدى عينيها وجبهتها والشق الآخر إلا العين)) (تفسير أبي السعود المسمى: إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ط: دار إحياء التراث العربي - بيروت (ج7/ص115).
28ـ المفسر الشيخ إسماعيل حقي البرسوي رحمه الله ت 1137هـ:
قال ((والمعنى: يغطين بها وجوههن وأبدانهن وقت خروجهن من بيوتهن لحاجة، ولا يخرجن مكشوفات الوجوه والأبدان كالإماء حتى لا يتعرض لهن السفهاء ظنا بأنهن إماء)) اهـ (روح البيان) ط: دار سعادات مطبعة عثمانية 1330هـ (7/ 240).
(يُتْبَعُ)
(/)
29ـ الأمام المفسر الشوكاني رحمه الله تعالى ت 1250هـ:
قال عند تفسيره لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ}: (({من} للتبعيض والجلابيب جمع جلباب وهو ثوب أكبر من الخمار. قال الجوهرى: الجلباب الملحقة وقيل القناع. وقيل: هو ثوب يستر جميع بدن المرأة، كما ثبت فى الصحيح من حديث أم عطية أنها قالت يا رسول الله إحدانا لايكون لها جلباب فقال لتلبسها أختها من جلبابها قال الواحدى: قال المفسرون: يغطين وجوههن ورؤوسهن إلا عينا واحدة فيعلم أنهن حرائر فلا يعرض لهن بأذى. وقال الحسن: تغطى نصف وجهها وقال قتادة تلويه فوق الجبين وتشده ثم تعطفه على الأنف وإن ظهرت عيناها لكنه يستر الصدر ومعظم الوجه)) اهـ. (فتح القدير ج4/ص304) ط دار الفكر - بيروت.
30ـ المفسر الشيخ السيد محمد عثمان الميرغني المكي رحمه الله ت 1268هـ:
قال: (({يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} أي يرخين على وجوههن وسائر أجسادهن ما يسترهن من الملاءات والثوب الساتر)) اهـ (تفسير الميرغني) (2/ 93).
31ـ المفسر العلامة الآلوسي رحمه الله ت 1270هـ:
قال عند تفسير قول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ}: ((ونقل أبو حيان عن الكسائي أنه قال: أي يتقنعن بملاحفهن منضمة عليهن، ثم قال: أراد بالإنضمام معنى الأدناء، وفي الكشاف معنى {يدنين عليهن} يرخين عليهن، يقال: إذا زل الثوب عن وجه المرأة أدنى ثوبك على وجهك. وفسر ذلك سعيد بن جبير بيسدلن عليهن. وعندي: أن كل ذلك بيان لحاصل المعنى، والظاهر أن المراد بـ {عليهن} على جميع أجسادهن. وقيل: على رءوسهن أو على وجوههن؛ لأن الذي كان يبدو منهن في الجاهلية هو الوجه)) اهـ. (روح المعاني ـ 22/ 89).
32ـ المفسر العلامة الخطيب الشربيني رحمه الله:
فعند تفسيره لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} قال (({يدنين} يقربن {عليهن} أي على وجوههن وجميع أبدانهن، فلا يدعن شيئًا منها مكشوفًا)) اهـ. (السراج المنير) (3/ 271) ط المطبعة الخيرية.
33ـ المفسر العلامة جمال الدين القاسمي رحمه الله ت 1332هـ:
فعند تفسيره لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} نقل كلام الزمخشري المتقدم ثم قال: ((ومن الآثار في الآية ما رواه الطبري عن ابن عباس قال: أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة، أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب، ويبدين عينا واحدة، وأخرج ابن أبي حاتم عن أم سلمة قالت لما نزلت هذه الآية {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} خرج نساء الأنصار كأن على رءوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سود يلبسنها)) اهـ. (محاسن التأويل ـ 13/ 208، 309).
34ـ المفسر العلامة مفتي الديار المصرية السابق الشيخ حسنين محمد مخلوف رحمه الله ت 1355هـ:
قال عند تفسيره لقول الله تعالى: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ}: ((يسدلن الجلابيب عليهن حتى يسترن أجسامهن من رءوسهن إلى أقدامهن. والإدناء التقريب، ولتضمنه معنى السدل أو الإرخاء عُدِّي بعلى. والجلابيب جمع جلباب وهو ثوب يستر جميع البدن يعرف بالملاءة أو الملحفة)) اهـ (صفوة البيان لمعاني القرآن ص 537).
35ـ المفسر العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله ت 1376هـ:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال عند تفسيره لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً}: ((هذه الآية هي التي تسمى آية الحجاب، فأمر الله نبيه أن يأمر النساء عموما ويبدأ بزوجاته وبناته؛ لأنهن آكد من غيرهن، ولأن الآمر لغيره ينبغي أن يبدأ بأهله قبل غيرهم كما قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا} أن {يدنين عليهن من جلابيبهن} وهن اللاتي يكن فوق الثياب من ملحفة وخمار ورداء ونحوه، أي يغطين بها وجوههن وصدورهن، ثم ذكر حكمة ذلك فقال: {ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} دل على وجود أذية إن لم يحتجبن، وذلك لأنهن إذا لم يحتجبن ربما ظن أنهن غير عفيفات فيتعرض لهن مَنْ في قلبه مرض فيؤذيهن، وربما استهين بهن وظن أنهن إماء فتهاون بهن من يريد الشر، فالاحتجاب حاسم لمطامع الطامعين فيهن)) اهـ. (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ـ 6/ 247).
36ـ المفسر العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله ت 1393هـ:
قال: عند تفسيره لقوله تعالى {يأَيُّهَا النَّبِىُّ قُل لاِزْواجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ}: ((فقد قال غير واحد من أهل العلم: إن معنى {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ} أنهن يسترن بها جميع وجوههن، ولا يظهر منهن شىء إلا عين واحدة تبصر بها، وممن قال به: ابن مسعود وابن عباس وعبيدة السلماني وغيرهم. فإن قيل: لفظ الآية الكريمة وهو قوله تعالى {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ} لا يستلزم معناه ستر الوجه لغة، ولم يرد نص من كتاب ولا سنّة ولا إجماع على استلزامه ذلك، وقول بعض المفسّرين إنه يستلزمه معارض بقول بعضهم: إنه لا يستلزمه. وبهذا يسقط الاستدلال بالآية على وجوب ستر الوجه. فالجواب: أن في الآية الكريمة قرينة واضحة على أن قوله تعالى فيها {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ} يدخل في معناه ستر وجوههنّ بإدناء جلابيبهنّ عليها، والقرينة المذكورة هي قوله تعالى: {قُل لاْزْواجِكَ} ووجوب احتجاب أزواجه وسترهن وجوههن لا نزاع فيه بين المسلمين فَذِكْرُ الأزواج مع البنات ونساء المؤمنين يدلّ على وجوب ستر الوجوه بإدناء الجلابيب كما ترى)) اهـ. (أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ـ 6/ 645).
وقال أيضا: ((والعجب كل العجب ممن يدعي من المنتسبين للعلم أنه لم يرد في الكتاب ولا السنة ما يدل على ستر المرأة وجهها عن الأجانب مع أن الصحابيات فعلن ذلك ممتثلات أمر الله في كتابه إيمانا بتنزيله، ومعنى هذا ثابت في الصحيح كما تقدم عن البخاري)) اهـ.
37ـ المفسر العلامة الشيخ أبو الأعلى المودودي رحمه الله:
عند تفسيره لقول الله {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} قال: ((والجلباب في اللغة العربية: الملحفة والملاءة واللباس الواسع، والإدناء يعني التقريب واللف، فإن أضيف إليه حرف الجر {على} قُصد به الإرخاء والإسدال من فوق، وبعض المترجمين والمفسرين في هذه الأيام غلبهم الذوق الغربي، فترجموا هذا اللفظ بمعنى الالتفاف لكي يتلافوا حكم ستر الوجه، لكن الله لو أراد ما ذكره هؤلاء السادة لقال: (يدنين إليهن) فإن من يعرف اللغة العربية لا يمكن أن يسلم بأن {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ} تعني أن يتلففن أنفسهن فحسب، هذا بالإضافة إلى أن قوله {جلابيبهن} يحول أكثر وأكثردون استخراج المعنى. و {مِنْ} للتبعيض يعني جزءًا أو بعضا من جلابيبهن، ولو التفت المرأة بالجلباب لالتفت به كله طبعا لا ببعضه أو بطرف منه، ومن ثم تعني الآية صراحة أن يتغطى النساء تماما ويلففن أنفسهن بجلابيبهن ثم يسدلن عليهن من فوق بعضًا منها أو طرفها وهو ما يعرف عامة باسم النقاب؛ هذا ما قاله أكابر المفسرين في أقرب عهد بزمن الرسالة وصاحبها صلى الله عليه وسلم فقد روى ابن جرير وابن المنذر أن محمد بن سيرين رحمه الله سأل عبيدة السلماني عن معنى هذه الآيه ـ وكان عبيدة قد أسلم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يأت وجاء المدينة في عهد عمر رضي
(يُتْبَعُ)
(/)
الله عنه وعاش فيها، ويعتبر نظيرًا للقاضي شريح في القضاء والفقه ـ فكان جوابه أن أمسك بردائه وتغطى به حتى لم يظهر من رأسه ووجهه إلا عين واحدة وقد فسرها ابن عباس رضي الله عنهما أيضا بما يقارب هذا إلى حد كبير / وما نقله عنه ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه يقول فيه: " أمر الله نساء المومنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب ويبدين عينًا واحدة " وهذا ما قاله قتادة والسدي أيضا في تفسير هذه الآية ويتفق أكابر المفسرين الذين ظهروا في تاريخ الإسلام بعد عصر الصحابة والتابعين على تفسير الآية بهذا المعنى)) (تفسير سورة الأحزاب ـ ص 161 ـ 163). وراجع أيضا كتابه: (الحجاب ص302 ـ 303).
38ـ المفسر الدكتور محمد محمود حجازي:
قال عند تفسيره لقول الله تعالى: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ}: قال ((فيسترن أجسادهن كلها حتى وجوههن إلا ما به ترى الطريق)) اهـ (التفسير الواضح) (22/ 27).
39ـ المفسر الشيخ محمد علي الصابوني:
قال: ((أي يا أيها الرسول قل لزوجاتك الطاهرات وبناتك الفضليات، وسائر نساء المؤمنين الكريمات، قل لهن احتجبن، مُرْهُنَّ بالتستر والاحتشام، سترًا لهن وحفاظًا على كرامتهن، وقل لهن: إلبسن الجلباب الواسع الذي يستر محاسنهن وزينتهن، وذلك التستر أقرب أن يعرفن أنهن حرائر عفيفات، فلا يطمع فيهن أهل السوء والفجور!! والجلباب: هو الرداء الذي يستر جميع البدن والثوب السابغ الفضفاض، وهذه الآية ترد على السفهاء، الذين يزعمون أن الحجاب إنما فرض على نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة، حرمة لهن، ولا يقرءون هذه الآية العامة لجميع النساء {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ})) اهـ. (التفسير الواضح الميسر) ص (1059) طبعة وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بدبي. وراجع كلامه باستفاضةعن النقاب في كتابه (تفسير آيات الأحكام) (1/ 161 ـ 164، 2/ 350 ـ 362) ط: دار السلام بالقاهرة.
40ـ المفسر الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر محمد سيد طنطاوي:
قال في تفسيره لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً}: ((والجلابيب جمع جلباب، وهو ثوب يستر جميع البدن، تلبسه المرأة فوق ثيابها. والمعنى: يا أيها النبي قل لأزواجك اللائي في عصمتك، وقل لبناتك اللائي هن من نَسْلك، وقل لنساء المؤمنين كافة، قل لهن: إذا ما خرجن لقضاء حاجتهن، فعليهن أن يَسدلن الجلاليب عليهن، حتى يسترن أجسامهن سترًا تامًّا من رؤوسهن إلى أقدامهن؛ زيادة في التستر والاحتشام، وبعدًا عن مكان التهمة والريبة. قالت أم سلمة رضي الله عنها: لما نزلت هذه الآية خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سُود يلبسنها)) اهـ. (التفسير الوسيط) (11/ 245) طبعة دار المعارف1993م.
41 - المفسر الشيخ أبو بكر جابر الجزائري:
قال في تفسيره لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ}: ((والجلباب هو الملاءة أو العباءة تكون فوق الدرع السابغ الطويل، أي: مُرهن بأن يدنين من طرف الملاءة على الوجه حتى لا يبق إلا عين واحدة ترى بها الطريق، وبذلك يعرفن أنهن حرائر عفيفات فلا يؤذيهن بالتعرض لهن أولئك المنافقون السفهاء)) اهـ. (أيسر التفاسير 2/ 1225) ـ ط1 مكتبة العلوم والحكم 1424هـ
وبعد أن استعرضنا كلام أكثر من أربعين تفسير في ستر الوجه والنقاب نتساءل:
هل كل هؤلاء المفسرين يفترون على الله؟
هل رأيت واحدا منهم قال بما يقول به هؤلاء المجترءون على النقاب؟
ولانملك إلا أن نقول في زمن الغربة إلى الله المشتكى وهو المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل.
أشرف عبد المقصود
Bokhary63yahoo.com
نقلاعن جريدةالمصريون
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=26781&Page=7
ـ[قطرة ندى]ــــــــ[23 Apr 2010, 10:48 ص]ـ
لما رُفع الحرج عن القواعد من النساء في وضع الثياب وشرَطه بعدم التبرج بزينة وذكر أن استعفافهن مع حاجتهن لوضع الحجاب خير لهن .. دل ذلك أن غيرهن ممن لم يتصفن بصفة القواعد واجب عليهن عدم وضع الثياب وإلا لما كان رفعا للحرج الواقع من المشقة. ولما كان في ذكر حكمهن فائدة وهذا محال في كلام الله عز وجل وهو السميع العليم.والله أعلم
اجتهاد قابل للخطأ والصواب. وجزى الله خيرا من عقّب وزاد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[النجدية]ــــــــ[05 Nov 2010, 02:46 م]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
الإعجاز البياني في تحولات التركيب القرآني
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[22 Nov 2006, 01:45 م]ـ
الحمد لله أخيرا انتهيت من تأليف كتاب "الإعجاز البياني في تحولات التركيب القرآني"
وهو الموضوع الذي أخذ مني أعواما عديدة جمعا وبحثا وتحليل ودراسة
فقد كان شغلي الشاغل مستفيدا مما قيل قديما وحديثا بالاضافة الى البحوث والدراسات المعاصرة
من لغة وبلاغة وتفاسير ودراسات نفسية مشيرا الى وجوه القرآت القرآنية ايضا
والدراسات الصوتية والأسلوبية المعاصرة
والآن اتمنى ان أوفق الى دار نشر أمينة وجادة في إخراجه الإخراج الحسن
والله الموفق لما يحبه ويرضاه(/)
من هو مقاتل هذا؟؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[22 Nov 2006, 08:22 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على وليّنا وقدوتنا محمد وآله وصحبه أجمعين ..
مشايخي وإخوتي الأماجد/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإمام البغوي رحمنا الله وإياه نقل في تفسيره لقوله تعالى (ثمّ استوى على العرش)
قال رحمه الله:
{قال الكلبي ومقاتل: استقرّ} 1/ 235
والسؤال كالتالي:
أيّ المقاتلين يعني البغوي بنقولاته في التفسيرابن حيان الثقة أم البلخي الضعيف خصوصا وأن في عدة مواطن يقرن بينه وبين الكلبي فتارة يقول قال الكلبي ومقاتل وأخرى يقول قال مقاتل والكلبي؟؟
هل ثبت في كلام العرب تفسير الاستواء بالاستقرار, فهذا التفسير موجود عند البغوي عن مقاتل والكلبي, وقال به ابن تيمية وتلميذه ابن القيم, ونص عليه ابن عثيمين رحم الله الجميع, ولكن أسال: هل هو معروف في لسان العرب أم لا؟؟
وجزيتم أجمعين خيرَ الجزاء وأتمّه ..
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[23 Nov 2006, 12:25 ص]ـ
هو مقاتل بن سليمان، وانظر المشاركة رقم 8 في هذا الموضوع http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6822
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[23 Nov 2006, 06:36 ص]ـ
أحسن الله إليكم شيخنا الجليل ونفعنا بشريف علمكم ..
ولكن بقي شق السؤال الثاني وهو: تفسير الاستواء بالاستقرار , هل هو معروف عند العرب؟؟
علما أن أصحاب المعاجم - رحمهم الله - فيما أعلم يطوّعون تفسير الاستواء لما يعتقدونه .. ؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[23 Nov 2006, 09:45 ص]ـ
جاء في الصحاح في مادة (سوا): (واستوى على ظهر دابته، أي علا واستقر).
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[23 Nov 2006, 10:16 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
لقد وجدت ابن القيم رحمه الله ناقلاً عن ابن عباس رضي الله عنهما تفسير الاستواء بالاستقرار حيث قال ما نصه:
(قول أئمة التفسير:
قول إمامهم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ذكر البيهقي عنه في قوله {الرحمن على العرش استوى} استقرّ)
اجتماع الجيوش الإسلامية 1/ 157
والسؤال:
هل ورد هذا التفسير عن ابن عباس عند غير ابن القيم , من المفسرين؟؟
وهل يعني بنقل البيهقي له أنه في السنن أم ماذا؟؟
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[23 Nov 2006, 10:31 ص]ـ
لكن هذا المعنى لا يجوز اسناده الى الله تعالى ولو كان هو المراد فلم جاء التعبير باستوى دون استقر وهناك تسامح كبير في بعض ما يكتبه ابن القيم رحمه الله تعالى في خصوص القضايا اللغوية المتعلقة بالتفسير
واله الهادي
ـ[أبو العالية]ــــــــ[23 Nov 2006, 12:25 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
سبحان الله!
والله مما يُعاب على طالب العلم؛ أن يدخل في البحث والحوار والمناقشة، وعنده مقررات سابقه؛ فهذا لا يفلح إلا أن يشاء الله.
وهكذا أغلب أشاعرة اليوم إلا من رحم الله، وهم قليل، ولم ألق إلى اليوم أحداً خالف ما أقوله، وإنما استثنيت لعدم لقياي بهم ولا يمنع هذا عدم وجودهم.
ولكن لكثرة مخالطتي بهم أراهم من اجهل الناس_ والله _ بالحديث وبسنة الرسول الله صلى الله عليه وسلم،
ومن اخصِّهم الضال المضل (سعيد فودة) بل شقي باعتقاد وكذبه ووقاحة لسانه على أهل العلم.
وغفر لله لك يا دكتور جمال على تقديمك له في كتابه الآثم فهما في ...................... سواء.
غفر الله لك.
وشتَّان والله بين علماء الأشاعرة في السابق فعندهم العلم والخلق والفضل، وهكذا كل من دار في فلك الحديث والسنة فهو وإن خالف الحديث والسنة إلا انه تجده قريب بل ربما يصرح بالصواب ويعلنه، والعجب انه لا يوافقه! وما صنيع الإمام القرطبي رحمه الله وغفر له إلا من هذا القبيل.
حيث يقول: ((وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته قال مالك رحمه الله: الاستواء معلوم - يعني في اللغة - والكيف مجهول والسؤال عن هذا بدعة وكذا قالت أم سلمة رضي الله عنها وهذا القدر كاف ومن أراد زيادة عليه فليقف عليه في موضعه من كتب العلماء.
والاستواء في كلام العرب هو العلو و الاستقرار.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الجوهري: واستوى من اعوجاج واستوى على ظهر دابته أي استقر) تفسيره 7/ 220
وما قاله في شرحه للأسماء الحسنى حين ساق أربعة عشر قولاً في بيان ذلك وبين أن أولى الأقوال بالصواب قول السلف ثم عقبه بقول (وإن كنت لا أقول به!!!) فيا للعجب!
ويكفي في الرد على من نفى أن من معاني الاستواء الاستقرار نقل القرطبي غفر الله له وهو من علماء الأشاعرة الذين جانبوا الصواب _ غفر الله له _ على علم!
واظن أن اعتراف أشعريٌّ فَيْصلٌ في المسألة، بَلْه ما نطقت به كتب اللغة.
(ومنها: ما ذكره الشيخ الفاضل الدكتور مساعد آنفاً حفظه الله ونفع به)
وأعجب عدم رضاهم بالاستقرار ثم تخبطهم بقولهم بالاستيلاء واعتمادهم على بيت منسوب لرجل نصراني!!
سبحان الله يطالبون أهل الحديث بأنهم لا يقبلون بأخبار الآحاد ة لا تثبت بالعقائد،
ثم ويتخبطون بالاستشهاد لرجل نصراني!!
(وما هذه باولى تخبُّطاتهم، والتخطابيط كثيرة)
إي وربي إنه الهوى وقلة العلم وفشو الجهل وعدم المنهجية في البحث العلمي.
هذا ما رأيته وأدين الله به ن قرب! ومن علم حجة على من لم يعلم.
ثم إني أعلم أن هناك من ينكر بيت الأخطل، ولكن جلَّهم ومن المتقدمين يثبتونه.
نسأل الله السلامة والعافية.
ووالله لو حلفت أن أشاعرة اليوم لا يفقهون مذهبهم وأنهم على اضطراب كبير بينهم لما حنثت _ إن شاء الله _
فقاتل الله تقديم العقل لى النقل كم يفتك بالمسلمين ويضلهم عن سواء السبيل.
وإنني أدعو الله ان يتوب على أشاعرة اليوم ويهديهم سواء الصراط؛ فوالله إني أحب هدايتهم، كيف ومنهم بعض من استفدت منه بعض علم أو خلق أو أدب.
ومن حق التلمذة والله نصحهم ما حيينا والدعاء لهم بظهر الغيب وأن يكرمهم الله بالمعتقد الصالح.
واعجب تثربهم على شيخ الاسلام ابن القيم رحمهما الله وقدَّس روحهما وقد نقلا عمن سبقهم، فلِمَ التثريب على هؤلاء وسلامة السابقين.
الجواب فقط عند القارئ اللبيب.
وكتب داعياً بالهداية والتوبة لأحبابه الأشاعرة
أبو العالية
كان الله له
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[23 Nov 2006, 01:54 م]ـ
اخي الكريم
أصلحك الله فمع احترامي لغيرتك لم تفدنا في الموضوع شيئاً , وليس الغرض من البحث هو الإلقاء باللائمة وإيقاد فتيل الفتنة, وكان بالإمكان ان يفوتنا حكمك على أقوام كثر من المسلمين بقلة العلم والجهل وحكمك بالشقاء على سعيد فودة وحكمك على الدكتور جمال بالإثم وأن تراسله برسالة خاصة تعاتبه بينك وبينه لا على رؤوس الأشهاد ..
وغريب تناقضك حيث قلت إن علمائهم في السابق عندهم الخلق والفضل , وهذانفي منك عن اللاحقين بهم , ثم تعترف بأنك استفدت من بعضهم خلقا وأدباً ..
على كل حال نرجو أن تفيدنا مما أفاء به الله عليك في تخريج أثر البيهقي عن ابن عباس وتدعك من الاتهامات والخصومات , حتى لا نعدم الفائدة في موضوعنا ولك جزيل الشكر والامتنان ..
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[23 Nov 2006, 02:02 م]ـ
يا ابا العاليه صدق والله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يوم قال ما كان الرفق في شيء الا زانه وما نزع من شيء الا شانه
ـ[أبو العالية]ــــــــ[23 Nov 2006, 02:57 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
الأخ محمود الشنقيطي قلتَ:
(تفسير الاستواء بالاستقرار , هل هو معروف عند العرب)
فأجبناك.
وإن رمت الحق فيجب عليك الانقياد له لا التثريب بأمور اخرى.
وإن كان ثمة سؤال آخر، فيُسأل كما سبق منك عفا الله عنك.
ثم السؤال عن أثر ابن عباس أنا لم أره، ولعلك قد كتبته إبَّان كتابتي جوابي.
واما التناقض، فعلمي أن الشناقطة على مستوى عالٍ من الفهم! واخوك لم ينف الفائدة منهم ولكن قلت (بعض) وأظنك تعلم ما معنى بعض وما تفيد.
و جزاك الله خيراً
واما الدكتور جمال جمَّله الله بالمعتقد الصالح:
فمتى كان الإنكار على أهل الضلال شين؟
ثم أليس هذا الغمر الضال المضل فودة عامله الله بما يستحق.
من أكذب خلق الله على شيخ الإسلام سيما كتابه السيء (الكاشف) والذي أراك قد أقحمت نفسك فيما لا تعلمه وكان ما كان منك غفر الله لك.
وأنت القائل لي كثيراً (من أقحم نفسه في غير فنِّه أتى بالعجائب) فمتى كان فنّك أيها الشيخ علم الاعتقاد!!
لنتق الله في نفوسنا فإننا سنقف بين يدي الله _ ويداه حقيقتان تليق به سبحانه _ ويعلم ما تكنُّ به نفوسنا وصدورنا فهو خبير جل في علوه ونحن محاسبون على ذلك كله.
ينبغي علينا أن ننظر في ما كتبناه بجوارحنا من الهمز واللهمز بأهل العلم.
ومن الضروري جداً أن من يكتب شيئاً فهو يستعرض عقله، وليصبر على هذا الذي كتبه ونشره إن خيراً فخير وإن ........
وفهمك كاف أيها الشيخ الحبيب.
ولا تنس أن محبة الحق أحب إلينا من محبة الخلق.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[23 Nov 2006, 03:06 م]ـ
إلى أخي الكريم أبي العالية وفقه الله: إن الخلاف بين سلف الأمة وبين الأشاعرة في صفات الله معروفٌ قد سودت به الكتب , ولا شك أن الخير كل الخير في اتباع من سلف , وكان الأولى بك كما ذكر أخي الشيخ محمود مناقشة الدكتور الفاضل جمال فيما ذكره في هذه المسألة فقط خاصة ونحن نحسب ونظن أن الذي جعل الشيخ لايجيز إثبات هذا المعنى ودعاه إلى نفيه هو تنزيه الله تعالى , ومن كان هذا مراده فوالله ثم والله لو تبين له أن إثبات هذا المعنى لا ينافي تنزيه الله تعالى لأثبته لإنه باحث عن الحق فيما نحسب.
أخي الكريم: شكر الله لك غيرتك لكننا لا نرغب بجعل صفحات الملتقى مكاناً لإلقاء التهم , وإنما هي مكاناً للنقاش والحوار الهادف بغية الوصول إلى الحق , والله الهادي إلى سواء الصراط.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[23 Nov 2006, 03:11 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
جزاك الله خيراً ونفع بك.
اجدت وأفدت.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[23 Nov 2006, 04:28 م]ـ
هوّن عليك يا أبا العالية
فأظنك خلطت بيني وبين غيري في قولك (وأنت القائل لي كثيراً: من أقحم نفسه فيغير فنه أتىبالعجائب)
لأني لم أدخل معا نقاشا قط فيما أعلم ..
كوني أفهم أو لا أفهم كما تلوح به لا ينفي تناقضك فارجع إلى كلامك بروية لتعلم من الأحق منا بنفي الفهم عنه؟؟
جزاك الله خيرا على قولك أن الحق يجب الانقياد إليه ..
وأي همز ولمز لأهل العلم تعنيه؟؟
فانا لا أهمز المطربين والبغايا فضلا عن أن أهمز وألمز الأئمة والعلماء فبين لي ما رميتني به وسأكون لك شاكراً
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[25 Nov 2006, 01:41 ص]ـ
أخي محمود ذكر البيهقي هذا في كتابه (الأسماء والصفات)، وهذه الرواية عنده:
فأما ما أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن محبور الدهان، أنا الحسين بن محمد بن هارون، أنا أحمد بن محمد بن محمد بن نصر اللباد، ثنا يوسف بن بلال، عن محمد بن مروان عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، رضي الله عنهما في قوله: (ثم استوى على العرش) يقول: استقر على العرش، ويقال امتلأ به، ويقال: قائم على العرش، وهو السرير.
وبهذا الإسناد في موضع آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله (ثم استوى على العرش) يقول: استوى عنده الخلائق، القريب والبعيد، وصاروا عنده سواء «ويقال: استوى استقر على السرير. ويقال: امتلأ به. فهذه الرواية منكرة، وإنما أضاف في الموضع الثاني القول الأول إلى ابن عباس رضي الله عنهما دون ما بعده، وفيه أيضا ركاكة، ومثله لا يليق بقول ابن عباس رضي الله عنهما، إذا كان الاستواء بمعنى استواء الخلائق عنده، فإيش المعنى في قوله: (على العرش)؟ وكأنه مع سائر الأقاويل فيها من جهة من دونه، وقد قال في موضع آخر بهذا الإسناد استوى على العرش يقول: استقر أمره على السرير، ورد الاستقرار إلى الأمر، وأبو صالح هذا والكلبي ومحمد بن مروان كلهم متروك عند أهل العلم بالحديث، لا يحتجون بشيء من رواياتهم لكثرة المناكير فيها، وظهور الكذب منهم في رواياتهم. أ. ه كلام البيهقي.
،،،،،،،،،،،،،،،،
والذي يظهر ـ والله أعلم ـ: أن تفسير لفظ الاستواء بالاستقرار ـ من جهة اللغة ـ لا يعدو أمرين:
الأول: أن يكون تفسير لفظيًّا؛ أي: إن هذا معنى من معاني الاستواء عند العرب، وذلك ظاهر من النقل عن الجوهري، ومن المنقول عن مقاتل، وهو في طبقة اتباع التابعين، ولا يعدو أن يكون ناقلَ لغةٍ، فإن لم تقبله تفسيرًا للاستواء فلا يمنع أن تقبله لغة، ووتحمله عندك على قاعدة: ليس كل ما ثبت لغة صحَّ تفسيرًا.
الثاني: أن يكون الاستقرار من لوازم الاستواء اللفظية والعقلية، فإذا قيل: استوى على الدابة، لزم منه أن يكون مستقرًا عليها، ومن اطلع على تفسير السلف ظهر له أنهم يعمدون إلى هذا الأسلوب، وهو التفسير بلازم اللفظ والمعنى.
هذا من جانب البحث اللغوي البحت.
أما من جانب تفسير صفة الاستواء في حق الله تعالى، فلا يخفى على علمكم أن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، وأنه لا يجوز وصف الله بما لا يستحقه من المعاني، وقد تنازع الناس في معنى الاستواء تنازعًا معروفًا لكل من اطلع على كتب العقائد، ولا شكَّ أن اتباع المأثور عن السلف في مثل هذا أولى من الأخذ بقول المتأخرين عنهم، فهم أعلم بالله وبكتاب الله وبسنة رسول الله ممن جاء بعدهم، ولا نحتاج في مثل هذا الملتقى إلى أن نفتح مثل هذه الموضوعات التي قد تخرج بالملتقى إلى نزاعات كلامية لا تفيد الأعضاء، ومن أحب النظر في هذه الأمور فعليه بالرجوع إلى كتب العقائد المسندة عن السلف، ثم النظر في كتب المتأخرين، وأنصح في هذا المقام بأمرين:
الأول: أنه من المعلوم عند كل مسلم أن الأصل الذي نرجع إليه جميعًا هما الكتاب والسنة، وباعتمادهما يتبين القريب منهما من البعيد عنهما في الاستدلال؛ سواءٌ في ذلك العقائد والأحكام والسلوك.
الثاني: أنه لا يخالف مسلم أن الصحابة والتابعين قد فهموا هذين الأصلين فهمًا صحيحًا، ولا يكاد يشذ عنهم من معانيهما شيء، فهم نَقَلَةُ هذه الشريعة المباركة، فاعتماد ما جاء عنهم أولى من تركه والأخذ بغيره.
وكثيرٌ من تحريرات المتأخرين لا تخرج عن أن تكون راجعة إلى أقوال السلف، أو تكون استنباطات في العلم، وهي على قسمين:
استنباطات صحيحة؛ لأنها توافق الشريعة، أو لأنها لا تخالف الشريعة.
استنباطات فاسدة باطلة؛ لأنها في ذاتها باطلة فهي تخالف الشريعة ولا توافقها.
والأمر في هذا يطول، ولا أحب أن ندخل في نقاشات وجدليات، وعفى الله عما سلف مني ومن إخواني في هذه المشاركات وغيرها.
وأسأل الله لي ولإخواني أن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأدعوكم ونفسي أن نتجرد لطلب الحق، وأن لا تكون ردة فعلنا من تصرفات بعض الأشخاص في ما ضينا سببًا في عدم قبول قول عالم؛ لأنه قوله فحسب، فتلك بلية لا ينجي منها إلى العودة للإخلاص لله تعالى.
وأتمنى أن نعود لنقاش أصل المسألة، وترك مثل هذه الأمور، والله الموفق والهادي للصواب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[25 Nov 2006, 02:52 ص]ـ
عودًا على سؤال أخي محمود: (هل ثبت في كلام العرب تفسير الاستواء بالاستقرار)؟
قال أبو حيان في آية الاستواء من سورة الأعراف: (واستوى أيضاً يستعمل بمعنى استقرّ وبمعنى علا وبمعنى قصد وبمعنى ساوى وبمعنى تساوى وقيل بمعنى استولى وأنشدوا:
هما استويا بفضلهما جميعاً ... على عرش الملوك بغير زور
وقال ابن الأعرابي لا نعرف استوى بمعنى استولى).
وقال الطاهر بن عاشور في آية طه: (وجملة {على العرش استوى} حال من {الرحمن}. أو خبر ثان عن المبتدأ المحذوف.
والاستواء: الاستقرار، قال تعالى: {فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك} [المؤمنون: 28] الآية. وقال: {واستوت على الجوديّ} [هود: 44]).
وفي المصباح المنير في غريب الشرح الكبير: (وَاسْتَوَى عَلَى الْفَرَسِ اسْتَقَرَّ).
وفي لسان العرب وتاج العروس: (واستَوى على ظهر دابته أَي استَقَرَّ)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[25 Nov 2006, 07:42 ص]ـ
شيخنا المفضال:
أسأل الله ألا يحرمك الأجرَ على حسن بيانكم وتفصيلكم, وسمعاً وطاعةً لما وجهتم به ..
ولكن بقي عندي تساؤل حول أثر ابن عباس رضي الله عنهما عند البيهقي , هل يمكن القول بصحته أو ثبوته, أو هل تصح نسبته إليه وهو بهذا السند: محمد الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس؟؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[25 Nov 2006, 09:10 ص]ـ
أخي الكريم محمود
لقد نقلت لك قول البيهقي كاملاً، وفيه نقد الرواية المعروفة (الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس)، ومثل هذه الرواية معروفة عند العلماء يالضعف والنكارة.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[25 Nov 2006, 09:18 ص]ـ
أبا محمد
قولكم ـ حفظكم الله ـ: (وهناك تسامح كبير في بعض ما يكتبه ابن القيم رحمه الله تعالى في خصوص القضايا اللغوية المتعلقة بالتفسير) دعوى تحتاج إلى تمثيل، ومثل مقامكم العلمي يأبى مثل هذه الدعاوى دون تمثيل، فليتك ضربت مثالاً لذلك، وفي النقاش العلمي الجاد سعة وفسحة.
ولأخينا المفضال أبي مجاهد مناقشات ماتعة ـ في رسالة الدكتوراه ـ مع ابن القيم في التفسير، وهو يطرح منها شيئًا في هذا الملتقى.(/)
سؤال عن طبقات المفسرين لأحمد بن محمد الأدنه وي
ـ[أحمد الماليزي]ــــــــ[22 Nov 2006, 10:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
سادة العلماء والمفسرين وإخواني طلاب العلم،
هل يوجد كتاب مسمى طبقات المفسرين لأحمد بن محمد الأدنه وي؟ إذا كان، فمن هو "الأدنه وي"؟ لأنني بحثت عنه في فهارس الكتب والتراجم ولم أجده.
نرجو من سادة العلماء والمتخصصين في التفسير الإجابة،
وشكرًا
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[22 Nov 2006, 10:33 م]ـ
الكتاب مطبوع بتحقيق: سليمان بن صالح الخزي, والناشر: مكتبة العلوم والحكم بالمدينة النبوية.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[23 Nov 2006, 12:01 ص]ـ
طبقات المفسرين؛ لأحمد بن محمد الأدنه وي
الكتاب: طبقات المفسرين
المؤلف: أحمد بن محمد الأدنه وي
الناشر: مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة
الطبعة الأولى، 1997
تحقيق: سليمان بن صالح الخزي
عدد الأجزاء: 1
وعليك ياأخي بهذا الرابط؛ ففيه بغيتك:
http://www.islammessage.com/booksww/book_text.php?bkid=4200
ـ[أحمد الماليزي]ــــــــ[23 Nov 2006, 08:37 م]ـ
شكرًا على الرد،
ولكنني أتسائل، من هو المؤلف: الأدنروي أم الأدنه وي؟
ـ[السندبااد]ــــــــ[23 Oct 2008, 11:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من هو أحمد بن محمد الأدنروي؟ ومتى توفي؟
بحثت في النت وفي كتب التراجم فلم أجد له أثراً
؟!؟!؟!
ـ[أبو إياد]ــــــــ[24 Oct 2008, 12:15 ص]ـ
بين يديَّ الآن كتاب طبقات المفسرين للأدنه وي تحقيق د. سليمان بن صالح الخزي (وكيل الجامعة الإسلامية حاليا) وقد ذكر على غلاف الكتاب اسمه: أحمد بن محمد الأدنه وي، وأنه من عماء القرن الحادي عشر. ولكنه لم يذكر في الكتاب (في الطبعة التي نشرتها مكتبة العلوم والحكم) ترجمة لهذا المؤلف.
ـ[السندبااد]ــــــــ[24 Oct 2008, 12:40 ص]ـ
بين يديَّ الآن كتاب طبقات المفسرين للأدنه وي تحقيق د. سليمان بن صالح الخزي (وكيل الجامعة الإسلامية حاليا) وقد ذكر على غلاف الكتاب اسمه: أحمد بن محمد الأدنه وي، وأنه من عماء القرن الحادي عشر. ولكنه لم يذكر في الكتاب (في الطبعة التي نشرتها مكتبة العلوم والحكم) ترجمة لهذا المؤلف.
جزاك الله خيراً
كتاب محقق ولا يوجد ترجمة لمؤلفه؟!
ـ[النجدية]ــــــــ[24 Oct 2008, 09:24 ص]ـ
بسم الله ...
جزاكم الله خيرا يا أفاضل الملتقى، وجعلكم سباقين للخير دوما، لا يوما!
هذا هو السؤال نفسه الذي أثار فضولي منذ زمن؛ وثار الشوق إلى البحث فيه مساء أمس ...
إذ حضرت السنة الماضية مناقشة رسالة ماجستير؛ ذكر فيها الباحث أن اسم صاحب كتاب طبقات المفسرين: "الأدنوري، أحمد بن محمد. طبقات المفسرين، 1م، (تحقيق سليمان بن صالح الخزي)، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، 1997م".
ولم يعترض عليه المناقشون؛ فشككت بصواب ما تعلمت؛ من أن اسمه هو: الأدنه وي!
وبينما كنت أتصفح المكتبة الوقفية أمس؛ وجدت ما يلي:
عنوان الكتاب: طبقات المفسرين
المؤلف: الأدرنوي
المحقق: سليمان بن صالح الخزي
تاريخ الإضافة: 15/ 10 / 2008
شوهد: 2 مرة
التحميل المباشر: اضغط هنا. ( http://http://www.waqfeya.com/search.php)
وكذلك في منتديات الكتب المصورة ( http://pdfbooks.net/vb/showthread.php?t=10633&highlight=%D8%C8%DE%C7%CA+%C7%E1%E3%DD%D3%D1%ED%E4 ):
اسم الكتاب:: طبقات المفسرين
اسم المؤلف:: أحمد بن محمد الأدنروي
دار النشر:: مكتبة العلوم والحكم
مدينة النشر:: المدينة المنورة
سنة النشر:: 1997
رقم الطبعة:: الأولى
اسم المحقق:: سليمان بن صالح الخزي
فقررت اللجوء إلى ترجمة محقق الكتاب نفسه؛ فوجدت في (صفحة: 6/د) ما نصه:
*" (طبقات المفسرين) لأحمد بن محمد الأدنه وي (3)، وسيأتي الكلام عليه."
فنظرت في الحاشية قوله:
" لم أجد له ترجمة، وما زلت أبحث عنه، ولعلي أجدها؛ فأستدرك ذلك في الطبعة الثانية إن شاء الله."
فزادت حيرتي؛ فبادرت بسؤال أحد مشايخي - حفظه الله- فأكد لي بشدة بأن الصواب في هذا هو: (الأدنه وي) .. ولعل اللبس بدأ من الموسوعة الشاملة.
وهذا حق؛ إذ نظرت فيها، فكان: [طبقات المفسرين - أحمد بن محمد الأدنروي] ينظر هنا ( http://www.islamport.com/isp_eBooks/trj/)
وعلمت من مشاركات بعض الأساتذة في الملتقى أنه من أعيان القرن الحادي عشر ... فقررت البحث في كتب تراجم أعيان هذا القرن؛ وبِتُّ أنتظر الأسبوع القادم؛ لأزيل شكي ...
وسأعرض -إن شاء الله- جديد ما أجد!
والله الموفق والمستعان ...
!
ـ[النجدية]ــــــــ[15 Dec 2008, 09:52 ص]ـ
بسم الله ...
أود التذكير بهذا الموضوع؛ فقد بحثت طويلاً، ولم أجد بغيتي!
فهل من مرشد؟
والله المستعان
ـ[عذب الشجن]ــــــــ[15 Dec 2008, 10:04 م]ـ
أيها الأفاضل ............
مؤلف هذا الكتاب ليس من المشاهير، ولهذا وقع اللبس في اسمه،على ما ذكر ............ بل لم يجد له المحقق ترجمة.
ولعل الأقرب للصواب ما دونه المحقق وأنه (الأدنه وي)،لأن كلام المحقق أقرب من ما يذكره غيره، فنتمسك بهذا حتى يأتي من يثبت أنه (الأدنروي) ب يقين.
والملاحظ أن الخلاف في الحرف السادس فهو إما (راء أو هاء) على الخلاف، وكتابة هذين الحرفين بطريقة معينة يوقع في اللبس وخصوصا في المخطوطات.
والكتاب مهم في تراجم المفسرين، وإن كان هناك قصور واضح في خدمة المخطوط، فلم يخدمه المحقق كما ينبغي ................. وليس هذا مكان بسط الكلام حول هذا الكتاب المهم في بابه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[النجدية]ــــــــ[16 Dec 2008, 10:26 ص]ـ
بسم الله ...
جزاكم الله خيرا أخي!
والسؤال: إن كان الأدنه وي، فهل هذا يعني أنه يُنسب إلى (أدنه) البلدة التركية المعروفة؟؟
أم هو الأدرنوي، نسبة إلى (أدرنه) التركية؟؟
و المشكلة في أن البعض قد استند على هذا الكتاب القيم في بحثه، وهو بحاجة ماسة إلى نبذة قصيرة عن هذا العالم الجليل -رحمه الله-!
والله أعلم كيف السبيل إليه!!(/)
طباعة الإعجاز البياني في تحولات التركيب القرآني
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[23 Nov 2006, 10:11 ص]ـ
الإعجاز البياني في تحولات التركيب القرآني
--------------------------------------------------------------------------------
الحمد لله أخيرا انتهيت من تأليف كتاب "الإعجاز البياني في تحولات التركيب القرآني"
وهو الموضوع الذي أخذ مني أعواما عديدة جمعا وبحثا وتحليل ودراسة
فقد كان شغلي الشاغل مستفيدا مما قيل قديما وحديثا بالاضافة الى البحوث والدراسات المعاصرة
من لغة وبلاغة وتفاسير ودراسات نفسية مشيرا الى وجوه القرآت القرآنية ايضا
والدراسات الصوتية والأسلوبية المعاصرة
والآن اتمنى ان أوفق الى دار نشر أمينة وجادة في إخراجه الإخراج الحسن
فأرجو من الأخوة في الملتقى ممن لهم معرفة بدور نشر جيدة الإشارة علي بها
وأسأل الله عز وجل التوفيق والسداد(/)
ساعدونا في تحميل كتب الشيخ غانم قدوري من الإنترنت
ـ[معروفي]ــــــــ[24 Nov 2006, 07:57 ص]ـ
إخواني الكرام وفقهم الله تعالى:
أرجو إرشادي و إخواني القراء للوصول إلى كتب و تحقيقات الشيخ غانم قدوري حفظه الله تعالى، إن كانت موجودة
في موقع معين في شبكة الإنترنت، للاستفادة منها و تعميم النفع لإخواننا و أخواتنا في كل مكان، و جزاكم الله خيراً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Nov 2006, 08:05 ص]ـ
كتب الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد حفظه الله حسب علمي ليست متوافرة على الانترنت بحيث يمكن تنزيلها على جهازك والإفادة منها، وإنما يمكنك شراؤها عبر الانترنت من بعض المكتبات. وقد سبقت الإشارة إلى هذا في الملتقى فليتك تستعين بمحرك البحث في الملتقى للوصول إليه.
ـ[معروفي]ــــــــ[24 Nov 2006, 08:29 ص]ـ
أشكر الدكتور عبدالرحمن الشهري على إرشاده، و لعل مشاركاً آخر من الأخوة يزيدنا نفعاً حول هذا الموضوع،
و تعلمون أن الكثيرين من إخواننا ربما لا يقدرون على الشراء عبر الإنترنت لظروف ربما لا تكون مادية ... فبعض الدول
لا تتعامل ببطاقة الفيزا؛ فيتعسر على طالب العلم الوصول إلى مبتغاه من كتاب معين غير متوفر في مكتبات بلده.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا و إياكم مفاتيح لكل خير.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[24 Nov 2006, 07:39 م]ـ
للدكتور غانم حفظه الله مباحث موجودة هنا في الملتقى على شكل مواضيع مستقلة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3767
وهو من أمتع أبحاثه
وبإمكانك تحميل هذا اللقاء معه
http://www.tafsir.org/tafsir/index.php?a=books&action=view&id=188
وهذا البحث
http://www.tafsir.org/tafsir/index.php?a=books&action=view&id=200
ثم له مشاركات ضمن مناقشات للإخوة
http://www.tafsir.org/vb/search.php?searchid=250629
ـ[معروفي]ــــــــ[25 Nov 2006, 06:43 ص]ـ
جزاك الله خيراً د. أنمار على ما أشرت به من خير، و ننتظر المزيد من مشاركات الأخوة حول هذا الموضوع ...(/)
سؤال حول قوله تعالى (والمحصنات من النساء)
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[24 Nov 2006, 10:55 ص]ـ
هل المراة تعتبر محصنة بمجرد العقد ام انه لا بد من الدخول
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[24 Nov 2006, 12:56 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه واتبع هداه ..
وبعد/
لا بد في الإحصان من عدة شروط بسطها الفقهاء , رحمهم الله , وهاكَها بإجمال:
1 - العقل
2 - البلوغ
3 - الإسلام (على خلاف بين الفقهاء في اشتراطه وهو مروي عن أبي يوسف والشافعي واحمد - رحم الله الجميع- بدليل رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم لليهوديتين وأجاب من اشترطه وهم المالكية وأكثر الأحناف بأنه رجمه صلى الله عليه وسلم آنذاك كان بحكم التوراة قبل تقرير الحكم في الإسلام)
4 - الوطء في الفرج بعقد نكاح صحيح قال ابن المنذر: أجمعوا على أنه لا يكون الإحصان بالنكاح الفاسد ولا الشبهة ..
5 - الحرية
* قال ابن عبد البر رحمه الله (ولا خلاف بين العلماء أن عقد النكاح لا يثبت به إحصانٌ حتى يجامعهم الوطء الموجب للغسل والحد) 5/ 497
وقال المناوي في فيض القدير: (فإن إحصان النكاح هو الوطء في القبل في نكاح صحيح) 3/ 172
ـ[روضة]ــــــــ[26 Nov 2006, 12:55 ص]ـ
ورد الإحصان في القرآن الكريم على معانٍ أربعة: العفة، والحرية، والإسلام، والزواج، والمقصود بـ (المحصنات) في هذه الآية: ذوات الأزواج، والدليل على أن المراد ذلك أنه تعالى عطف المحصنات على المحرمات، فلا بدّ وأن يكون سبباً للحرمة، ومعلوم أن الحرية والعفاف والإسلام لا تأثير له في ذلك، فوجب أن يكون المراد منه المزوّجة، لأن كون المرأة ذات زوج له تأثير في كونها محرّمة على الغير (1).
و (ال) في (المحصنات) تفيد العموم، فتدخل النساء ذوات الأزواج جميعهن في التحريم، وأكّد هذا العموم بقوله: (من النساء)، "فإن لفظ (المحصنات) قد يُراد به العفيفات أو المسلمات، فلو لم يقل ههنا: (من النساء) لتوهم أن (المحصنات) إنما يحرُم نكاحهن إذا كنّ مسلمات، فأفاد هذا القيد العموم والإطلاق، أي أن عقد الزوجية محترم مطلقاً، لا فرق فيه بين المؤمنات والكافرات، والحرائر والمملوكات، فيحرم تزوّج أية امرأة في عصمة رجل وحِصْنِه" (2).
ثم استثنى من هذا العموم المحصنات اللواتي ملكوهن: (إلا ما ملكت أيمانكم)، وخصص جمهور الصحابة والأئمة الأربعة (المِلك) الوارد في الآية الكريمة بالسبي خاصة، وأنه هو المقتضي لفسخ النكاح، بناء على سبب نزول الآية، فعن أبي سعيد الخدري قال: "أصابوا سبايا يوم أوطاس لهن أزواج، فتخوفوا، فأنزلت هذه الآية: (والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم) ". وقال جماعة إن المراد بالمِلك مطلق مِلك اليمين.
[ line]
(1) ينظر: الرازي، (33:4).
(2) تفسير المنار، (4:5).
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[26 Nov 2006, 10:58 م]ـ
السؤال هنا هل إذا زنى العاقد غير الداخل على زوجته هل يعامل معاملة المتزوج المحصن او غير ذلك
هذا المقصود من كلامي هل العقد يكفي في الاحصان ام ان الدخول شرط لتحققه
ـ[روضة]ــــــــ[26 Nov 2006, 11:29 م]ـ
إذا كان هذا هو المقصود من سؤالك، فجوابه ما ذكره الأخ محمود، ولكن إيرادك الآية الكريمة يذهب بالذهن إلى غير مقصودك، ذلك أن قوله تعالى: (والمحصنات من النساء) جاء في سياق سرد المحرمات من النساء، فيفهم من سؤالك أن المرأة متى تعتبر محصنة حتى تكون من المحرمات؟(/)
هل يمكن لأعضاء الملتقى المشاركة في كتابة الكتب للشبكة
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[24 Nov 2006, 11:12 ص]ـ
إن مما يدعو إلى التأمل ما ذكره الأخ معروفي في مشاركته ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6865) من أن كثيرين لا تصلهم الكتب المطبوعة، فلو تيسرت على الأنتر نت لكان فيها نفع عظيم.
ولقد أشار عليَّ ـ قبل ذلك ـ الأخ محمد باموسى، وطرح هذا الاقتراح الذي فحواه: أن يتبنى أعضاء الملتقى كتابة الكتب العلمية، وإنزالها في مكتبة الشبكة، ويكون ذلك بالإعلان عن كتاب ما، ثم يسجل كل أخ القدر الذي يستطيع كتابته كتابة مضبوطة مراجعة محررة، ثم يُجمع ما كتبه الإخوة، ويوضع على هيئة كتاب إلكتروني، وكذا على صيغ أخرى إن أمكن.
ولعلنا نفكر معا في هذا الاقتراح.
ـ[محمد البويسفي]ــــــــ[24 Nov 2006, 02:14 م]ـ
السلام عليكم
فكرة رائعة, و حبدا لو تقترح قائمة للكتب ثم ترتب حسب الأولوية و حسب حاجة الطلاب ثم يتم تحديد كتاب أو كتب و يتطوع عدد من الإخوة المشاركين و الأعضاء بتحديد ما يستطيع كتابته. و أنا أول مرشح لهده المهمة النبيلة
و السلام
ـ[البتول]ــــــــ[24 Nov 2006, 06:25 م]ـ
تلك أمنية نتمنى حصولها، مثلا بعض كتب المشايخ من اهل الملتقى نسمع عنها ونرى أغلفتها إلكترونيا ولا تصل إلى مكتباتنا.
لو تحققت ربما سيكون لموقعنا سبق.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[26 Nov 2006, 05:09 م]ـ
أتمنى أن يفكر الإخوة أعضاء الملتقى بآلية لتنفيذ ذلك، ولا يخفى أن الأمرقد يحتاج إلى إذن من المؤلف أو من الناشر في بعض الكتب، كما أتمنى طرح الكتب التي يمكن كتابتها.
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[26 Nov 2006, 08:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتنا الكرام
السلام عليكم
وبعد
مكتب نور الإسلام يسعده أن يقوم بمشاركة خيرية وله أعمال بفضل الله منشورة في أهل الحديث منها الخيري ومنها التعاوني.
والحمد لله عندنا دراية جيدة
فليختر الشيخ مساعد الكتاب ويتصل بنا.
والسلام عليكم
ـ[أبو العالية]ــــــــ[29 Nov 2006, 12:54 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
هذه فكرة جميلة شيخنا الكريم.
ولكن لعل من باب الانفع أن نراسل المكتبة الوقفية بما نريد؛ فهي تصور الكتب المطلوبة والتي تتميز نوعاً ما
وهذا في ظني أدعى للسلامة، وكأنَّ المطالع قد اقتنى نسخة محققة ومذيلة بالحواشي.
ثم النُّسَّاخُ قد يتفاوتون في الضبط والتحقيق أو التحرير، وحينها اظن الأمر سيكون غير مقبول.
إضافة كم من الوقات ستبذل ولكن ربما فائدتها قليلة.
هذا ما لدي أيها الشيخ الحبيب.
ونظركم أوجه.
رابط المكتبة الوقفية:
تفضل بزيارتها ثم الدعاء لنا ( http://www.waqfeya.com/index.php)(/)
مالمراد بالعدل والإحسان في سورة النحل؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[ام جواد المغربي]ــــــــ[24 Nov 2006, 02:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى:: " إن الله يأمر بالعدل والإحسان .... " الآية. من سورة النحل
مالمراد من العدل والإحسان في هذه الآية الكريمة؟ وما هو القول الصحيح فيها؟ حيث وردت فيها عدة أقوال.
نرجو منكم التكرم بالرد
ولكم منا جزيل الشكر
وجزاكم الله خير
وأثابكم الجنة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Nov 2006, 06:41 ص]ـ
العدل الذي أمر الله به في هذه الآية هو الإنصاف والقسط بكل صوره في الأقوال والأفعال، وإعطاء الحقوق لأصحابها، والصواب حمله على العموم في هذه الآية، وقد جاء هذا الأمر في آيات أخرى في القرآن، مثل (وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى} [سورة الأنعام: 152]، وقال تعالى: {وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل} وغير هذه الآيات. وما ذكره المفسرون من أقوال هو داخل تحت المعنى العام للعدل. ومثله لفظ الإحسان فهو عام في كل صور الإحسان.
قال الإمام المفسر أبو جعفر محمد بن جرير الطبري رحمه الله في تفسير هذه الآية: يقول تعالى ذكره: إن الله يأمر في هذا الكتاب الذي أنزله إليك يا محمد بالعدل، وهو الإنصاف، ومن الإنصاف: الإقرار بمن أنعم علينا بنعمته، والشكر له على إفضاله، وتولي الحمد أهله. وإذا كان ذلك هو العدل، ولم يكن للأوثان والأصنام عندنا يد تستحقّ الحمد عليها، كان جهلا بنا حمدها وعبادتها، وهي لا تنعِم فتشكر، ولا تنفع فتعبد، فلزمنا أن نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولذلك قال من قال: العدل في هذا الموضع شهادة أن لا إله إلا الله ....
وقوله والإحسان، فإن الإحسان الذي أمر به تعالى ذكره مع العدل الذي وصفنا صفته: الصبر لله على طاعته فيما أمر ونهى، في الشدّة والرخاء، والمَكْرَه والمَنْشَط، وذلك هو أداء فرائضه).
وقال ابن عاشور في تعريفه للإحسان والمقصود به في الآية:
وأما الإحسان فهو معاملة بالحسنى ممن لا يلزمه إلى من هو أهلها. والحسَن: ما كان محبوباً عند المعامَل به ولم يكن لازماً لفاعله، وأعلاه ما كان في جانب الله تعالى مما فسّره النبي بقوله: الإحسان أن تعبد الله كأنّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. ودون ذلك التقرّب إلى الله بالنوافل. ثم الإحسان في المعاملة فيما زاد على العدل الواجب، وهو يدخل في جميع الأقوال والأفعال ومع سائر الأصناف إلا ما حُرم الإحسانَ بحكم الشرع.
ومن أدْنى مراتب الإحسان ما في حديث الموطأ: «أن امرأة بَغِيّا رأت كلباً يلهث من العطش يأكل الثّرى فنزعت خُفَّها وأدْلَتْه في بئر ونزعت فسقته فغفر الله لها».
وفي الحديث " إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِبْحة ". ومن الإحسان أن يجازي المحسَنُ إليه المحسِن على إحسانه إذ ليس الجزاء بواجب.
والله أعلم.(/)
الإكليل .. في استنباط التنزيل
ـ[يوسف السليم]ــــــــ[24 Nov 2006, 05:01 م]ـ
الحمد لله رب العالمين , اللهم إياك نعبد وإياك نستعين .. وبعد ..
فهذه كلمة مختصرة جداً , عن سفر من أسفار مكتبة التفسير , يقصد منها لفت عناية طلاب علم القرآن الكريم لهذا الكتاب البديع ..
يصنف الكتاب من المختصرات في التفسير , حيث أنه مجموع في 3 مجلدات متوسطة , وقد أخذت مقدمة الكتاب ومنهج دراسته وتحقيقه قريباً من نصف المجلد الأول , أضف إلى ذلك تحقيق الكتاب الذي قد يشغل أكثر الصفحة ..
معلومات عن الكتاب:
الإكليل
في استنباط التنزيل
---
للإمام جلال الدين السيوطي
(ت 911هـ)
--
دراسة وتحقيق
الدكتور عامر بن علي العرابي
(3 مجلدات) حجم متوسط
دار الأندلس الخضراء
للنشر والتوزيع
جدة
وذكر المحقق في منهج دراسته أسباب اختياره للكتاب:
1 - قلة كتب أحكام القرآن التي لا ترتبط بمذهب فقهي معيّن , فأردت أن أضيف للكتب المطبوعة هذا الكتاب مخدوماً محقّقاً , مخرج الأحاديث والآثار.
2 - صغر حجمه مع كثرة فوائده , وغزارة مادته وفرائده.
3 - اهتمامه بالمسائل الاعتقادية , والردود على الفرق المنحرفة.
4 - ذكر الاستنباطات الدقيقة بعبارة بليغة موجزة , كشأن الإمام السيوطي في كثير من مؤلفاته الجامعة.
5 - اهتمامه بالمأثور , إذ حوى ما يقرب من الألف والأربع مائة بين حديث وأثر.
6 - منهجه المتفرد في دراسته الآيات , فهو لا يقتصر على آيات الأحكام , بل يتتبع آيات القرآن في الأحكام وغيرها , ويتلمس ما يستنبط منها معتمداً على فهمه الخاص , أو ناقلاً لأقوال العلماء والمفسرين , فيقول- مثلاً-: " فيها كذا " أو " استدل بها على كذا " فكان بهذا مستدركاً لما تركه المفسرون , أو جامعاً لما تناثر في كتبهم.
7 - أخذ أئمة التفسير منه , مثل الأئمة: الألوسي , والقاسمي , والشنقيطي.
قال عنه الشيخ العلامة محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي:
"ومن أهم الكتب المختصة في آيات الأحكام كتاب السيوطي، الإكليل في استنباطات التنزيل، وهو كتاب صغير الحجم كثير العلم غزير الفائدة، أوراقه قليلة، حيث جمع فيه ما يستنبط من هذه الآيات ـ التي هي آيات الأحكام ـ خمسمائة آية أورد ما يستنبط منها دون أن يرجح في ذلك مذهبا من المذاهب بأسلوب مختصر دقيق، ٍولهذا فإن بعض أهل العلم يمتحنون طلابهم في الاستنباط من هذا الكتاب، عندما يذكر ـ مثلا ـ الكثير من المسائل المستنبطة من الآية الواحدة، ٍيقال بين وجه الاستنباط في هذه المسألة وهكذا على طريقة الامتحان."
وقال أيضاً: "ولهذا فإن السيوطي ـ رحمه الله ـ كان موفقا في كتابه الإكليل في استنباطات التنزيل حين لم ينسب مذهبا من المذاهب إلى القائل به، يأتي بالآية يقول قول الله كذا فيه كذا وفيه كذا وفيه كذا، أي أخذ منه كذا وكذا، سواء كان ذلك الأخذ صحيحا أو ضعيفا أنا لا يعنيني هذا، أنا أبين لك وجه الاستنباط كيف استنبط العلماء من هذه الآية وما استنبطوا منها، ولذلك بالإمكان أن أتكلم في نفس الآية في موضع استنبط منه العلماء حكما وفي الموضع الذي يليه استنبطوا حكما مخالفا للسابق .. " سلسلة العلوم الشرعية – للددو.
نموذج من الكتاب:
" قوله تعالى: (لتكونوا شهداء على الناس .. )
قيل: أي لتكونوا حجة فيما تشهدون به , كما أنه صلى الله عليه وسلم شهيد , بمعنى حجة , قيل: ففيه دلالة على حجية إجماع الأمة ..
قوله تعالى: (وما كان الله ليضيع إيمانكم .. )
أي صلاتكم إلى بيت المقدس , استدل به على أن الإيمان قول وعمل. " ج1 ص 324
هذا النموذج يمثل صفحة كاملة من متن الكتاب (المختصر) ..
في الختام:
- يبدو أن طبعات الكتاب قليلة ..
_ سألت عنه كثيراً من المكتبات فلم أجده, إلا مكتبة وجدت عندها نسخة وحيدة حظيت بها – بحمد الله - ..
والله أعلم ..
مقال سابق عن الكتاب
http://www.tafsir.org/vb/redirector.php?url=http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=822&highlight=%C7%E1%C5%DF%E1%ED%E1
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[24 Nov 2006, 06:18 م]ـ
أخي الكريم: يحبذ إضافة ما عندك تحت المشاركة الأصلية فهو أولى من التفريق , نفع الله بك.(/)
ما اسم الكتاب الذي قام فيه ابن الهائم بترتيب غريب القران للسجستاني على ترتيب السور؟
ـ[زيد العنزي]ــــــــ[24 Nov 2006, 11:09 م]ـ
ما اسم الكتاب الذي قام فيه ابن الهائم بترتيب غلايب القران للسجستاني على ترتيب السور؟
وجزاكم الله خيرا. . . .
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 Nov 2006, 11:55 م]ـ
التبيان في تفسير غريب القرآن
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[24 Nov 2006, 11:57 م]ـ
هو كتاب:
التبيان في تفسير غريب القرآن؛
لأحمد بن محمد الهائم الشافعيّ
والكتاب عبارة عن أستدارك على كتاب تفسير غريب القرآن للسجستانيّ
وقد قام بجمع ما تفرق من غريب كل سورة مع زيادة أشياء في بعض المواضع
على الأصل؛ لتسهل مطالعته، وتتم فائدته،
وقد توخى فيه التسهيل، وتحنب التطويل ..
ـ[زيد العنزي]ــــــــ[25 Nov 2006, 01:26 ص]ـ
جزاكما الله خيرا(/)
الجزء الذي به لا يكون الدين لله
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[26 Nov 2006, 10:16 ص]ـ
? وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ ? البقرة 193
? وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه ? الأنفال 39
أخوتي الكرام أهل التفسير:
سرحت وأنا انظر إلى الآيتين الكريمتين إلى مقتضى لفظ {كله}، وأن المتفكر في الآية الأولى بدون لفظ {كله} لا بد وأن يكون مقتضاها بالضبط نفس مقتضى المؤكدة بلفظ {كله}.
فقفز إلى الذهن سؤال وهو: ما هو المقدار الأدنى الذي لا يجعل الدين لله أو كله لله، ثم إن هذا المقدار إذا لم يكن لله وهو أغنى الشركاء عن الشرك. هل يوقع المرء القائم عليه بدون تأول في الشرك ولم أجب نفسي، فوجهت السؤال لكم.(/)
السفسطة والقرمطة
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[26 Nov 2006, 04:45 م]ـ
ترد هاتان اللفظتان في كتب العقائد، وقد أوردها شيخ الإسلام ابن تيمية في الرسالة التدمرية ص19 إذ يقول في معرض رده على المتكلمين:
(ولكنهم من أهل المجهولات المشبهة بالمعقولات يسفسطون في العقليات، ويقرمطون في السمعيات) ص19.
وهذه العبارة قد تشكل على بعض من يقرأ التدمرية، ويمكن فهمها من خلال تحليل عباراتها وشرحها.
أولاً: معنى قوله: (يسفسطون في العقليات):
قوله: (يسفسطون): من السفسطة: وهي لفظ معرب مركب في اليونانية من كلمتين: (سوفيا) وهي الحكمة، و (اسطس) وهو المموه؛ فمعنى السفسطة: حكمة مموهة، ويراد بالسفسطة: التمويه والخداع، والمغالطة في الكلام.
والغرض من ذلك: تغليط الخصم، وإسكاته.
والسوفسطائية طائفة من الفلاسفة تقوم على إنكار الحقائق، والقياسات الوهمية.
ومؤرخو الفلسفة اليونانية يكتبون عن السوفسطائيين، وهم أناس عرفوا بهذه المهنة التي ازدهرت في النصف الثاني من القرن الخامس قبل الميلاد [1].
ومقصود شيخ الإسلام بقوله: (يسفسطون في العقليات) أنه أراد أن يبين بطلان مقالة المتكلمين في تقريرهم أسماء الله وصفاته، وأنهم يموهون ويغالطون في الأمور العقلية الواضحة الثابتة؛ فكل من أنكر حقاً واضحاً، وموَّه فيه بالباطل فهو مسفسط.
ثانياً: قوله: (يقرمطون في السمعيات):
قوله: (يقرمطون): جاء في لسان العرب: (القرمطة في الخط دقة الكتابة، وتداني الحروف، وفي المشي مقاربة الخطو، وتداني المشي) [2].
هذا معناه في اللغة.
وأما في الاصطلاح: فهو نسبة إلى القرامطة الباطنية.
وسموا بذلك -كما يقول ابن الجوزي في تلبيس إبليس ص104 - لأحد سببين:
الأول: أن داعية لهم من ناحية خوزستان قَدِم سواد الكوفة، ونزل على رجل يقال له: كَرْمِيته، لُقِّبَ بهذا؛ لحمرة عينيه؛ فسمي الداعية باسم الذي كان نازلاً عليه، ثم خفف فقيل: قرمط.
الثاني: أنه نسبة إلى حمدان قرمط، الذي يقول عنه صاحب الفرق بين الفرق ص226: إنه لقب بذلك؛ لقرمطة في خطه، أو خطوه.
والقرامطة باطنية يدعون أن لنصوص الشرع باطناً يخالف ظاهرها، ثم يفسرونها بما لا يوافق شرعاً، ولا لغة، ولا عقلاً.
ومعنى قوله: (السمعيات): أي النقليات، وهي الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة.
ومراد شيخ الإسلام بقوله: (يقرمطون في السمعيات).
أي أنهم -أي أهل الكلام- يؤولون النصوص تأويلاً يخرجها عن معانيها الصحيحة المرادة؛ فمن تأولها على غير وجهها الصحيح ففيه شبه بالقرامطة من هذه الجهة.
[1] انظر التعريفات للجرجاني ص124، وإحصاء العلوم للفارابي ص81، وتاريخ الفلسفة ليوسف كرم ص45.
[2] لسان العرب 7/ 377.
ـ[الطبيب]ــــــــ[27 Nov 2006, 11:18 ص]ـ
أحسن الله إليك شيخنا الفاضل ..(/)
ومن عاد
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[27 Nov 2006, 08:51 ص]ـ
قال تعالى {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة (275)].
لفظ من عاد هل تعني في قوله أم عاد إلى الفعل
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[28 Nov 2006, 06:33 م]ـ
الأخ الحبيب الأديب اللبيب
الغالي مصطفى علي:
جاء في تفسير آية الربا في أواخر سورة البقرة فقد قال في الجزء الثالث
من تفسير المنار في الصفحتين 89، 99 ما نصه:
((أباح أكل ما سلف قبل التحريم، وأبهم جزاء أكله شيئاً بعد النهي فقال:
{ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}، أي ومن عاد إلى ما كان يأكل
من الربا المحرم بعد التحريم فأولئك البعداء من الاتعاظ بموعظة ربهم، الذي لا ينهاهم
إلا عما يضر بهم في أفرادهم أو جميعهم،
هم أهل النار الذين يلازمونها كما يلازم الصاحب صاحبه فيكونون خالدين فيها)). ثم قال بعد ذلك:
((وقد أول المفسرون الخلود لتتفق الآية مع المقرر في العقائد والفقه من كون المعاصي
لا توجب الخلود في النار، فقال أكثرهم:
إن المراد من عاد إلى أكل الربا واستباحته اعتقاداً،
ورده بعضهم بأن الكلام في أكل الربا، وما ذكر عنه من جعله كالبيع، هو بيان لرأيهم فيه
قبل التحريم فهو ليس بمعنى استباحة المحرم، فإذا كان الوعيد قاصراً على الاعتماد فحسب
فلا يكون هناك وعيد على أكل بالفعل)).
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 Nov 2006, 07:24 م]ـ
السلام عليكم
صاحب تفسير المنار مؤيد لما ذهبت إليه الأباضيّة من القول بتخليد صاحب الكبيرة في النّار--وواضح من قوله ميله إلى رأيهم --وقد استشهد مفتي الأباضية الخليلي في كتابه "الحق الدامغ" بقول صاحب المنار
وقد قال إبن عاشور فيها قولا متينا هو (وجُعل العائد خالداً في النار إما لأنّ المراد العود إلى قوله: {إنما البيع مثل الربا}، أي عاد إلى استحلال الربا وذلك نِفاق؛ فإنّ كثيراً منهم قد شقّ عليهم ترك التعامل بالربا، فعلم الله منهم ذلك وجعَل عدم إقلاعهم عنه أمارة على كذب إيمانهم، فالخلود على حقيقته. وإما لأنّ المراد العود إلى المعاملة بالربا، وهو الظاهر من مقابلته بقوله: {فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى} والخلود طول المكث كقول لبيد: فوقفْتُ أسألُها وكيفَ سؤالُنا صُمّاً خَوَالِدَ ما يَبِين كلامُها
ومنه: خلَّد الله مُلك فلان.
وتمسك بظاهر هاته الآية ونحوها الخوارج القائلون بتكفير مرتكب الكبيرة كما تمسكوا بنظائرها. وغفلوا عن تغليظ وعيد الله تعالى في وقت نزول القرآن؛ إذ الناس يومئذ قريبٌ عهدهم بكفر. ولا بد من الجمع بين أدلّة الكتاب والسنة.)
وقد ذكر ابن عاشور مراد العود إلى القول باستباحة الربا في قولهم "إنما البيع مثل الربا" كخيار أول في معنى الآية فيصير المعنى "من عاد إلى القول باستباحة الربا فمصيره الخلود في النّار"
ثم ذكر الخيار الثاني وهو العودة إلى العمل بالربا فمصير من عاد هو الخلود بمعنى طول المكث---ثم انتقد تمسّك الخوارج بظاهرها في تكفير مرتكب الكبيرة
والملفت للنظر عزوه جملة الآية (وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) إلى تغليظ في الوعيد في زمن كان النّاس فيه حديثي عهد بكفر منتقدا تغافل الخوارج عن هذا التعليل
"
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[29 Nov 2006, 12:23 ص]ـ
وعليكم السلام ياأخي الفاضل
جمال حسني الشرباتي
وأثابك الله خيرا على توضيحك، ومداخلتك هذه القيمة الرائعة
وتوضيحك لمسألة هامة في العقيدة الإسلامية، يغفل عنها الكثيرون ..
ولكن ياأخي الحبيب جمال
السيد محمد رشيد رضا قد سبقه الأستاذ الكبير العلامة الإمام محمد عبده إلى مثل هذا الرأي،
فلنسمع إلى ما يقوله في تفسير قوله تعالى: {فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}،
يقول:
((ومن المفسرين من ترك السيئة في الآية على إطلاقها، فلم يأولها بالشرك
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكنهم أولوا جزاءها فقالوا: إن المراد بالخلود طول مدة المكث، لأن المؤمن لا يخلد في النار،
وإن استغرقت المعاصي عمره، وأحاطت الخطايا بنفسه فانهمك فيها طول حياته،
فهم أولوا هذا التأويل هروباً من قول المعتزلة: إن أصحاب الكبائر يخلدون في النار
وتأييدا لمذهبهم أنفسهم المخالف للمعتزلة)).
فما قولك ياأخي الحبيب جمال!!!؟
وجزاك الله خيرا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 Nov 2006, 06:07 ص]ـ
وعليكم السلام يقول:
((ومن المفسرين من ترك السيئة في الآية على إطلاقها، فلم يأولها بالشرك
ولكنهم أولوا جزاءها فقالوا: إن المراد بالخلود طول مدة المكث، لأن المؤمن لا يخلد في النار،
وإن استغرقت المعاصي عمره، وأحاطت الخطايا بنفسه فانهمك فيها طول حياته،
فهم أولوا هذا التأويل هروباً من قول المعتزلة: إن أصحاب الكبائر يخلدون في النار
وتأييدا لمذهبهم أنفسهم المخالف للمعتزلة)).
السلام عليكم
الرأي الذي تراه في الأعلى هو سرد من محمد عبده رحمه الله ولكنك تشعر في سرده ميله إلى قول المعتزلة---ومحمد رشيد رضا تابع أمين له
والآية التي أشار إليها هي " {بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} البقرة81
وقد أشبعها المفسرون بحثا--رابطين تفسيرها بقوله تعالى " {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً} النساء48
والقرآن يفسّر بعضه بعضا---فإن كان عزّ وجل يغفر مادون الإشراك- وقد توعد المشركين بالخلود في النّار---والكبيرة دون الإشراك----فلا بد أن يكون جزاء اقترافها دون الخلود في النّار
وفي علم التفسير نلجأ أولا إلى تفسير القرآن بالقرآن ثمّ إلى تفسيره بالسّنة المطهرة ثمّ بماصح عن الصحابة--ثم بما صحّ عن التابعين----
وإن لم نجد نبحث في كتب من تبعهم بإحسان من أئمة المفسرين وخصوصا أصحاب البّاع في علوم اللغة---
وابن عطيّة من الذين يعتمد عليهم ويرجع إليهم في موضوع التفسير اعتمادا على اللغة ---فانظر ماذا قال
(والخطيئة الكفر، ولفظة الإحاطة تقوي هذا القول وهي مأخوذة من الحائط المحدق بالشيء، وقال الربيع بن خيثم والأعمش والسدي وغيرهم: معنى الآية مات بذنوب لم يتب منها، وقال الربيع أيضاً: المعنى مات على كفره، وقال الحسن بن أبي الحسن والسدي: المعنى كل ما توعد الله عليه بالنار فهي الخطيئة المحيطة، والخلود في هذه الآية على الإطلاق والتأبيد في المشركين، ومستعار بمعنى الطول والدوام في العصاة وإن علم انقطاعه، كما يقال ملك خالد ويدعى للملك بالخلد.
وقوله تعالى: {والذين آمنوا} الآية. يدل هذا التقسيم على أن قوله {من كسب سيئة} الآية في الكفار لا في العصاة، ويدل على ذلك أيضاً قوله: {أحاطت} لأن العاصي مؤمن فلم تحط به خطيئته، ويدل على ذلك أيضاً أن الرد كان على كفار ادعوا أن النار لا تمسهم إلا أياماً معدودة فهم المراد بالخلود، والله أعلم.)
فقد جزم بأنّ الخطيئة في قوله "وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ " هي الكفر---وأيّد قول السدّي في تفسير قوله تعالى (فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) في تقسيمه للخلود إلى قسمين--
دائم فيما يتعلق بالمشركين---ومستعار لمعنى طول المكث في العصاة من المسلمين--
وقد دعم قوله بالمؤيدات التالية وهي
# قوله بعد ها ({وَ?الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ?الصَّالِحَاتِ أُولَـ?ئِكَ أَصْحَابُ ?الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} دال على أنّ الآية "بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" في الكفّار إذ لو كانت في المؤمنين لما احتيج إلى أن يقال بعدها "والذين آمنوا--"
# وقوله " أحاطت " دال على أنّ الآية في المشركين لأن العاصي مؤمن لا تحيط به خطيئته
# ويدلّ على كون الآية في المشركين هو كونها جاءت جوابا على كفّار ادعوا أنّ النّار لن تمسّهم إلّا أيّاما معدودة في قوله تعالى قبلها مباشرة "* {وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ?لنَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ ?للَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ ?للَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى ?للَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[29 Nov 2006, 11:38 م]ـ
لا أسأل عن الجزاء وإنما على من يعود
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 Nov 2006, 06:48 م]ـ
السلام عليكم
(قال تعالى {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة (275)]
الأرجح أنّ المعنى هو من عاد إلى أكل الربا وإلى القول بأنّ البيع مثل الربا وبهذا الكلام قال الأئمة الأخيار--
قال الطبري (وَمَنْ عَادَ} يقول: ومن عاد لأكل الربا بعد التحريم، وقال ما كان يقوله قبل مجيء الموعظة من الله بالتحريم من قوله: {إِنَّمَا ?لْبَيْعُ مِثْلُ ?لرّبَو?اْ} {فَأُوْلَـ?ئِكَ أَصْحَـ?بُ ?لنَّارِ هُمْ فِيهَا خَـ?لِدُونَ} يعني ففاعلو ذلك وقائلوه هم أهل النار، يعني نار جهنم فيها خالدون.)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[30 Nov 2006, 08:00 م]ـ
يكون على حسب ما فهمت من كلام حضرتك أن الفاعل غير متوعد في هذه الآية الكريمة أليس كذلك (بصرف النظر عن معنى الجزاء)
أما ما نقلتم عن ابن عاشور
إما لأنّ المراد العود .... وإما لأنّ المراد العود إلى المعاملة بالربا
هنا يكمن سؤالي أن الموضوع تضطرب في الأراء فكنت أسأل أهل التفسير لعل من وقف على جازم بين القولين
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 Nov 2006, 08:09 م]ـ
السلام عليكم
أخي الفاضل مصطفى
لا يمكنك أن تفهم ما فهمت أخي--
فالوعيد يشمل النوعين على جهتين مختلفتين
# أولا -- العائد إلى اقتراف جريمة الربا فقط دون استحلال لها بقول
# ثانيا --العائد إلى اقتراف جريمة الربا مستحلا لها بقول
ففي إبهام "وَمَنْ عَادَ " قصد بلاغي ليشمل نوعي العودة---عودة إلى فعل الجريمة ---وعودة إلى استحلال الجريمة قولا(/)
سؤال عن كتاب المصاحف لابن أبي داود
ـ[ناصر الغامدي]ــــــــ[27 Nov 2006, 12:13 م]ـ
نريد نبذة مختصرة عن كتاب المصاحف لابن أبي داود
وهل هو مطبوع
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Nov 2006, 12:48 م]ـ
سبق السؤال عن هذا الكتاب، وهذا جوابه
السلام عليكم ورحمة الله ةبركاته، اما بعد:
فقد طُبِعَ الكتاب مؤخَّرًا عن أصل رسالة علمية في جامعة أم القرى، نال بها الباحث درجة الدكتوراه.
ومحقق الكتاب هو محب الدين عبد السبحان واعظ، وقد ذكر في الفصل الخامس من مقدمته (قيمة الكتاب العلمية).
وفي مقدمة المحقق مناقشة للمستشرق آثر جفري، وقد انتقده في عمله ومنهجه العلمي.
أما الكتاب، فهو كتاب آثارٍ فيما يتعلق بالمصاحف وما يتعلق بها من الرسم والقراءة وغيرها، وهو ثروة في هذا الموضوع، ومرجع مهمُّ، لكنه كغيره لا يخلو من آثارٍ فيها نظر، وقد تتبعها المحقق وبينها، فانظرها عنده مشكورًا.
والكتاب من مطبوعات دار البشائر الإسلامية.
ـ[ناصر الغامدي]ــــــــ[30 Nov 2006, 12:57 م]ـ
مشرفنا العزيز جزاك الله خيراً(/)
ما هو تقييمكم لتفسير شيخ الاسلام إشراف د. طب المعلم؟
ـ[أبو العالية]ــــــــ[27 Nov 2006, 02:39 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
طبع عن دار ابن الجوزي بالدمام
تفسير شيخ الإسلام ابن تيمية 1/ 7: مجموعة باحثين؛ بإشراف د. عثمان المعلم
هل من تقويم لهذا الكتاب؟ وهل ماز جمع التفسير الكبير (جمع عميرة)؟(/)
الطبري يشير إلى خلاف تفسيري يصلح أن يكون من وقف التعانق
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[28 Nov 2006, 01:21 م]ـ
قال الإمام الطبري رحمه الله تعالى:
وقوله: (فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) يقول: فإن الله هو وليه وناصره، وصالح المؤمنين، وخيار المؤمنين أيضًا مولاه وناصره.
وقيل: عني بصالح المؤمنين في هذا الموضع: أَبو بكر، وعمر رضي الله عنهما.
* ذكر من قال ذلك .. . (وذكر الرواية عن مجاهد، والضحاك، وفي عبارة عنه: خيار المؤمنين).
وقال آخرون: عُنِي بصالح المؤمنين: الأنبياء صلوات الله عليهم.
* ذكر من قال ذلك ... (وذكر الرواية عن قتادة وسفيان الثوري) ...
ثم قال:
وقوله: (وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ) يقول: والملائكة مع جبريل وصالح المؤمنين لرسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أعوان على من أذاه، وأراد مساءته. والظهير في هذا الموضع بلفظ واحد في معنى جمع. ولو أخرج بلفظ الجميع لقيل: والملائكة بعد ذلك ظهراء.
وكان ابن زيد يقول في ذلك ما حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: (وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) قال: وبدأ بصالح المؤمنين ها هنا قبل الملائكة، قال: (وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ) أ. هـ.
،،،،،،،،،،،،،،
فقوله ـ رحمه الله تعالى ـ: (وكان ابن زيد ... ) يدل على وجود خلاف في قوله: (وصالح المؤمنين) هل يدخلون في الولاية، فيكون قوله: (وصالح المؤمنين) معطوفًا على قوله تعالى: فإن الله هو مولاه جبريل)، وهذا هو القول الذي ارتضاه الطبري. أو هو مبتدأ كلام على الاستئناف، ويكون قوله: (والملائكة) معطوفًا على (صالح المؤمنين)، وعليه يكون المعنى: إن للرسول صلى الله عليه والسلام الولاية من الله ومن جبريل، وله الظهارة من صالح المؤمنين ومن الملائكة.
وعلى هذا الاختلاف تكون جملة التعانق (وصالح المؤمنين) فإن وقفت قبلها جعلتها مبتدأ وخبرها (ظهير).
وإن وقفت بعدها، جعلتها معطوفة على ما سبق، وجعلت الظهارة مختصة بالملائكة فقط.(/)
مدارسة علمية تتعلق بروايات الإسرائيليات في كتب التفسير
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[28 Nov 2006, 04:27 م]ـ
لقد ثبت ـ فيما رواه البخاري وغيره ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( ... وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)، فهو صلى الله عليه وسلم قد رفع الحرج عن أمته، وأجاز لها التحديث عن بني إسرائيل، ويشهد لهذا القرآن، فإن الله سبحانه حكى بعض مقولات الأمم السابقة، فردَّ باطلها، وصحح صحيحها أو أشار إليه، وأبهم في ما لا أثر له في العلم.
فقوله تعالى: {سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا} [الكهف: 22].
فقد حكى الله قول المختلفين، ولا شك أن شيئًا منه خطأ، وقد نبه على الخطأ بقوله: (قل ربي أعلم بعدتهم)، ونبه على الصواب بعدم الاستدراك عليه، وذلك جريًا على قاعدة ذكرها بعض العلماء، منهم الشاطبي في كتاب الموافقات، قال: ((كل حكاية وقعت في القرآن؛ فلا يخلو أن يقع قبلها أو بعدها ـ وهو الأكثر ـ ردٌّ لها أو لا.
فإن وقع ردٌّ، فلا إشكال في بطلان ذلك المحكي وكذبه، وإن لم يقع معها ردٌّ فذلك دليل صحة المحكي وصدقه
أما الأول، فظاهر، ولا يحتاج إلى برهان، ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: (إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء) فأعقب بقوله: (قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى) الآية. وقال: (وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا) الآية، فوقع التنكيت على افتراء ما زعموا بقوله: (بزعمهم)، وبقوله: (ساء ما يحكمون)، ثم قال: (وقالوا هذه أنعام وحرث حجر) إلى تمامه ورد بقوله: (سيجزيهم بما كانوا يفترون)، ثم قال: (وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة) الآية فنبه على فساده بقوله: (سيجزيهم وصفهم) زيادة على ذلك ... وأشباه ذلك، ومن قرأ القرآن وأحضره في ذهنه عرف هذا بيسر
وأما الثاني فظاهر أيضا ولكن الدليل على صحته من نفس الحكاية وإقرارها، فإن القرآن سُمي فرقانًا وهدىً وبرهانًا وبيانًا وتبيانًا لكل شيء، وهو حجة الله على الخلق على الجملة والتفصيل والإطلاق والعموم، وهذا المعنى يأبى أن يُحكى فيه ما ليس بحق، ثم لا يُنبه عليه.
وأيضا فإن جميع ما يُحكى فيه من شرائع الأولين وأحكامهم ولم ينبه على إفسادهم وافترائهم فيه فهو حق يجعل عمدة عند طائفة فى شريعتنا ويمنعه قوم لا من جهة قدح فيه ولكن من جهة أمر خارج عن ذلك فقد اتفقوا على أنه حق وصدق كشريعتنا ولا يفترق ما بينهما إلا بحكم النسخ فقط ... ومن أمثلة هذا القسم جميع ما حكي عن المتقدمين من الأمم السالفة مما كان حقا كحكايته عن الأنبياء والأولياء ومنه قصة ذي القرنين وقصة الخضر مع موسى عليه السلام وقصة أصحاب الكهف وأشباه ذلك)) أ. هـ كلام الشاطبي.
وإذا تأملت آية أصحاب الكهف السالفة؛ وجدت أنه تعالى أخبر عنهم بثلاثة أقوال، ضعف القولين الأولين وسكت عن الثالث، فدل على صحته إذ لو كان باطلا لرده كما ردهما، ثم أرشد على أن الاطلاع على عدتهم لا طائل تحته، فقال في مثل هذا: {قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ} فإنه ما يعلم بذلك إلا قليل من الناس، ممن أطلعه الله عليه؛ فلهذا قال: {فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلا مِرَاءً ظَاهِرًا} أي: لا تجهد نفسك فيما لا طائل تحته، ولا تسألهم عن ذلك فإنهم لا يعلمون من ذلك إلا رجم الغيب، وهذا يعني أن حكابة الخلاف عن السابقين منهج دلَّ عليه القرآن، وهو مصداق قوله صلى الله عليه وسلم: (وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج).
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن مع تجويزه صلى الله عليه وسلم لأمته أن تحدِّث عن بني إسرائيل، فإنه أرشدها إلى ضابط مهمٍّ في قبول هذه الأخبار من عدم قبولها، فقد روى الإمام أحمد بسنده، قال: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنِ ابْنِ أَبِي نَمْلَةَ أَنَّ أَبَا نَمْلَةَ الْأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ (بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ الْيَهُودِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، هَلْ تَتَكَلَّمُ هَذِهِ الْجَنَازَةُ؟
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُ أَعْلَمُ.
قَالَ الْيَهُودِيُّ: أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهَا تَتَكَلَّمُ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلا تُكَذِّبُوهُمْ، وَقُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ، فَإِنْ كَانَ حَقًّا لَمْ تُكَذِّبُوهُمْ، وَإِنْ كَانَ بَاطِلًا لَمْ تُصَدِّقُوهُمْ).
ومن هذا الأثر يظهر لك جليًا أننا لسنا ملزمين بتصديق بني إسرائيل ولا بتكذيبهم، إلا بحجة، وهي أن يتبين الصدق أو الكذب من كلامهم، وذلك مفهوم الخطاب من هذا الحديث.
لذا رتَّب بعض العلماء منقولات بني إسرائيل على ثلاث مراتب معروفة، وهي:
أحدها: ما علمنا صحتَه مما بأيدينا مما نشهدُ له بالصدق، فذاك صحيح.
والثاني: ما علمنا كذبَه بما عندنا مما يخالفه.
والثالث: ما هو مسكوت عنه، لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل، فلا نؤمِنُ به ولا نكذّبه، وتجوزُ حكايتُه لما تقدّم.
وإذا تأملت الكلام السابق، وصح عندك هذا التقرير، فيمكن طرح عدد من الأسئلة:
الأول: هل يلزم من ذِكِر المفسر لمرويات بني إسرائيل أن يكون قابلاً لها جملة وتفصيلا؟
الثاني: هل يُثرَّب على المفسر الذي يذكر هذه الإسرائيليات بعد تجويز النبي صلى الله عليه وسلم له التحديث بها.
الثالث: هل ورد في كلام النبي صلى الله عليه وسلم التفريق في جواز التحديث حتى يقال: لا يجوز ذكرها في كتب التفسير؟
الرابع: هل المنهج السليم هو الإعراض الكلي عن الإسرائيليات، والتخوف منها، والتحذير منها أشدَّ الحذر؟ أفما كان النبي صلى الله عليه وسلم أعلم بشرع ربه، وأرفق بأمته ممن يدعو بهذه الدعوة؟!.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[29 Nov 2006, 12:50 ص]ـ
إن أذن النبي صلى الله عليه وسلم بالتحديث عن بني إسرائيل لا يعني إذنه بقبول تلك الأحاديث، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما أشار إلى جانب الحق والصواب في تلك الروايات، حيث إنها تعد من الرواية عن كتبٍ فيها ما هو حق وما هو باطل، وردها مطلقاً يُعد رداً لبعض الحق، وقبولها مطلقاً يُعد قبولاً لبعض الباطل، ومن هنا وجب التوقف في قبولها وجاز التحديث في روايتها لما تحتمله من حق وباطل.
ولا بد من إعمال العقل في معالجة تلك النصوص عند فقد الثقة في نقلها، ولما كان غالب تلك الروايات يحمل في طياته الغث الذي يؤثر سلباً في مجال الاعتقاد والآداب وغيرها، والغالب في تلك الروايات أنها لا تفيد شيئاً في مجال المعرفة لعدم الثقة بها، فإن الاشتغال بها يعد من الفضول الذي إن لم يضر فلن ينفع.
وإذنه صلى الله عليه وسلم بالتحديث لا يعني بالضرورة أن ثمة فائدة من روايتها، ولعل ما أشرتُ إليه سابقاً هو العلة من أذنه صلى الله عليه وسلم.
بقي أن نشير أن تأصيل هذه المسألة محتاج لجمع نصوصٍ أُخر لها صلة بالموضوع، كنهيه صلى الله عليه وسلم عمرَ عن قراءة تلك الصحيفة التي رآها في يده من قصاصات كتب أهل الكتاب، وكنهي ابن عباس عن الرواية عن بني إسرائيل وغيرها، والمسألة أرى أنها لم تحرر على وجه يزيل الإشكال ويمنع اللبس الحاصل فيها، والله تعالى أعلم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Nov 2006, 08:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر أخي الكريم الدكتور مساعد على فتح الباب لمدارسة هذا الموضوع مرة أخرى، ولعل المزيد من المدارسة توصلنا إلى نتيجة نتفق عليها.
ولعل من المناسب في بداية المدارسة أن نجمع الأقوال التي ذكرها أئمتنا العلماء رحمهم الله في هذه المسألة ثم ننطلق من حيث انتهوا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد جمعت بعض النقول التي أرى من المناسب عرضها هنا.
فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 261) قَوْله: (وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيل وَلَا حَرَج)
أَيْ لَا ضِيق عَلَيْكُمْ فِي الْحَدِيث عَنْهُمْ لِأَنَّهُ كَانَ تَقَدَّمَ مِنْهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزَّجْر عَنْ الْأَخْذ عَنْهُمْ وَالنَّظَر فِي كُتُبهمْ ثُمَّ حَصَلَ التَّوَسُّع فِي ذَلِكَ، وَكَأَنَّ النَّهْي وَقَعَ قَبْل اِسْتِقْرَار الْأَحْكَام الْإِسْلَامِيَّة وَالْقَوَاعِد الدِّينِيَّة خَشْيَة الْفِتْنَة، ثُمَّ لَمَّا زَالَ الْمَحْذُور وَقَعَ الْإِذْن فِي ذَلِكَ لِمَا فِي سَمَاع الْأَخْبَار الَّتِي كَانَتْ فِي زَمَانهمْ مِنْ الِاعْتِبَار، وَقِيلَ: مَعْنَى قَوْله " لَا حَرَج ": لَا تَضِيق صُدُوركُمْ بِمَا تَسْمَعُونَهُ عَنْهُمْ مِنْ الْأَعَاجِيب فَإِنَّ ذَلِكَ وَقَعَ لَهُمْ كَثِيرًا، وَقِيلَ: لَا حَرَج فِي أَنَّ لَا تُحَدِّثُوا عَنْهُمْ لِأَنَّ قَوْله أَوَّلًا: " حَدِّثُوا " صِيغَة أَمْر تَقْتَضِي الْوُجُوب فَأَشَارَ إِلَى عَدَم الْوُجُوب وَأَنَّ الْأَمْر فِيهِ لِلْإِبَاحَةِ بِقَوْلِهِ: " وَلَا حَرَج " أَيْ فِي تَرْك التَّحْدِيث عَنْهُمْ. وَقِيلَ: الْمُرَاد رَفْع الْحَرَج عَنْ حَاكِي ذَلِكَ لِمَا فِي أَخْبَارهمْ مِنْ الْأَلْفَاظ الشَّنِيعَة نَحْو قَوْلهمْ (اِذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّك فَقَاتِلَا) وَقَوْلهمْ: (اِجْعَلْ لَنَا إِلَهًا) وَقِيلَ: الْمُرَاد بِبَنِي إِسْرَائِيل أَوْلَاد إِسْرَائِيل نَفْسه وَهُمْ أَوْلَاد يَعْقُوب، وَالْمُرَاد حَدِّثُوا عَنْهُمْ بِقِصَّتِهِمْ مَعَ أَخِيهِمْ يُوسُف، وَهَذَا أَبْعَد الْأَوْجُه. وَقَالَ مَالِك الْمُرَاد جَوَاز التَّحَدُّث عَنْهُمْ بِمَا كَانَ مِنْ أَمْر حَسَن، أَمَّا مَا عُلِمَ كَذِبه فَلَا. وَقِيلَ: الْمَعْنَى حَدِّثُوا عَنْهُمْ بِمِثْلِ مَا وَرَدَ فِي الْقُرْآن وَالْحَدِيث الصَّحِيح. وَقِيلَ: الْمُرَاد جَوَاز التَّحَدُّث عَنْهُمْ بِأَيِّ صُورَة وَقَعَتْ مِنْ اِنْقِطَاع أَوْ بَلَاغ لِتَعَذُّرِ الِاتِّصَال فِي التَّحَدُّث عَنْهُمْ، بِخِلَافِ الْأَحْكَام الْإِسْلَامِيَّة فَإِنَّ الْأَصْل فِي التَّحَدُّث بِهَا الِاتِّصَال، وَلَا يَتَعَذَّر ذَلِكَ لِقُرْبِ الْعَهْد. وَقَالَ الشَّافِعِيّ: مِنْ الْمَعْلُوم أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُجِيز التَّحَدُّث بِالْكَذِبِ، فَالْمَعْنَى حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيل بِمَا لَا تَعْلَمُونَ كَذِبه، وَأَمَّا مَا تُجَوِّزُونَهُ فَلَا حَرَج عَلَيْكُمْ فِي التَّحَدُّث بِهِ عَنْهُمْ وَهُوَ نَظِير قَوْله: " إِذَا حَدَّثَكُمْ أَهْل الْكِتَاب فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ " وَلَمْ يَرِدْ الْإِذْن وَلَا الْمَنْع مِنْ التَّحَدُّث بِمَا يُقْطَع بِصِدْقِهِ.)
مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 4 / ص 50)
(وَنَظِيرُ هَذَا قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: {بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ} مَعَ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: {إذَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ} فَإِنَّهُ رَخَّصَ فِي الْحَدِيثِ عَنْهُمْ وَمَعَ هَذَا نَهَى عَنْ تَصْدِيقِهِمْ وَتَكْذِيبِهِمْ فَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي التَّحْدِيثِ الْمُطْلَقِ عَنْهُمْ فَائِدَةٌ لِمَا رَخَّصَ فِيهِ وَأَمَرَ بِهِ وَلَوْ جَازَ تَصْدِيقُهُمْ بِمُجَرَّدِ الْإِخْبَارِ لَمَا نَهَى عَنْ تَصْدِيقِهِمْ.)
فتح القدير - (ج 5 / ص 355)
(يُتْبَعُ)
(/)
(فهذا العلم مأخوذ من أهل الكتاب، وقد أمرنا: «أن لا نصدّقهم، ولا نكذبهم»، فإن ترخص مترخص بالرواية عنهم لمثل ما روى: " حدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج " فليس ذلك فيما يتعلق بتفسير كتاب الله سبحانه بلا شك، بل فيما يذكر عنهم من القصص الواقعة لهم. وقد كرّرنا التنبيه على مثل هذا عند عروض ذكر التفاسير الغريبة.)
تفسير السعدي - (ج 1 / ص 55)
(واعلم أن كثيرا من المفسرين رحمهم الله، قد أكثروا في حشو تفاسيرهم من قصص بني إسرائيل، ونزلوا عليها الآيات القرآنية، وجعلوها تفسيرا لكتاب الله، محتجين بقوله صلى الله عليه وسلم: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج "
والذي أرى أنه وإن جاز نقل أحاديثهم على وجه تكون مفردة غير مقرونة، ولا منزلة على كتاب الله، فإنه لا يجوز جعلها تفسيرا لكتاب الله قطعا إذا لم تصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك أن مرتبتها كما قال صلى الله عليه وسلم: "لا تصدقوا أهل الكتاب [ص 56] ولا تكذبوهم "فإذا كانت مرتبتها أن تكون مشكوكا فيها، وكان من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام أن القرآن يجب الإيمان به والقطع بألفاظه ومعانيه، فلا يجوز أن تجعل تلك القصص المنقولة بالروايات المجهولة، التي يغلب على الظن كذبها أو كذب أكثرها، معاني لكتاب الله، مقطوعا بها ولا يستريب بهذا أحد، ولكن بسبب الغفلة عن هذا حصل ما حصل، والله الموفق.)
أحكام القرآن لابن العربي - (ج 1 / ص 40)
(فِي الْحَدِيثِ عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ: كَثُرَ اسْتِرْسَالُ الْعُلَمَاءِ فِي الْحَدِيثِ عَنْهُمْ فِي كُلِّ طَرِيقٍ، وَقَدْ ثَبَتَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ}.
وَمَعْنَى هَذَا [الْخَبَرِ] الْحَدِيثُ عَنْهُمْ بِمَا يُخْبِرُونَ [بِهِ] عَنْ أَنْفُسِهِمْ وَقِصَصِهِمْ لَا بِمَا يُخْبِرُونَ بِهِ عَنْ غَيْرِهِمْ؛ لِأَنَّ أَخْبَارَهُمْ عَنْ غَيْرِهِمْ مُفْتَقِرَةٌ إلَى الْعَدَالَةِ وَالثُّبُوتِ إلَى مُنْتَهَى الْخَبَرِ، وَمَا يُخْبِرُونَ بِهِ عَنْ أَنْفُسِهِمْ، فَيَكُونُ مِنْ بَابِ إقْرَارِ الْمَرْءِ عَلَى نَفْسِهِ أَوْ قَوْمِهِ؛ فَهُوَ أَعْلَمُ بِذَلِكَ.
وَإِذَا أَخْبَرُوا عَنْ شَرْعٍ لَمْ يَلْزَمْ قَوْلُهُ؛ فَفِي رِوَايَةِ مَالِكٍ، عَنْ {عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أُمْسِكُ مُصْحَفًا قَدْ تَشَرَّمَتْ حَوَاشِيهِ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قُلْت: جُزْءٌ مِنْ التَّوْرَاةِ؛ فَغَضِبَ وَقَالَ: وَاَللَّهِ لَوْ كَانَ مُوسَى حَيًّا مَا وَسِعَهُ إلَّا اتِّبَاعِي}.)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[30 Nov 2006, 11:54 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
جزاك الله خيراً أيها الشيخ الكريم فكم تتحفنا بالمفيد، وتقدح الذهن بالجديد.
غير أنَّ لي مداخلة؛ فأن كانت صواباً فالحمد لله على توفيقه، وإن كانت خطأ فحتماً سأنتفع منكم وبكم كثيراً كما تعودت من هذا الملتقى المبارك.
قلتَ _ رضي الله عنك _: (فإن الله سبحانه حكى بعض مقولات الأمم السابقة)
قال مقيده عفا الله عنه:
شاع عند كثير من المفسرين رحمهم الله تعالى أن يعبِّروا عمَّا قصَّهُ الله تعالى في كتابه عن قصص السابقين وأحوالهم بلفظ (حكى) وهذه المفردة لم ترد في كتاب الله تعالى، والذي يظهر والعلم عند الله أن استبدالها بمفردة (قَصَّ) أولى وأسلم؛ إذ نحن متعبِّدون بما جاء في كتاب ربنا، إذ يقول سبحانه:
_ {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ} آل عمران62
_ {وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} النساء164
_ {فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} الأعراف176
_ {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} يوسف3
_ {فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} القصص25
(يُتْبَعُ)
(/)
إلى آخر الآيات التي جاءت فيها هذه المفردة بأحوال الكلمة الثلاث؛ الماضي، والمضارع، والأمر.
ثم إن مفردة (حكى) من الحكاية أي: أتى بمثله وشابهه.
وعليه فإن قول القائل حكى الله قصة كذا، تفيد أنها مماثلة لما وقع من القصة ومشابهة لها، لا نقل عين ما وقع! والله جل في علاه قد قصَّ لنا ما قع حقيقة وكما وقع لا غير ألبتة، ولهذا قال سبحانه (بالحق) أي المطابق للواقع بعينه. .
ولذا يقول ابن كثير رحمه الله تعالى في قوله {بِالْحَقِّ}:
أي: على الجلية والأمر الذي لا لبس فيه ولا كذب، ولا وَهْم ولا تبديل، ولا زيادة ولا نقصان، كما قال تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقّ} [آل عمران:62] وقال تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ} [الكهف:13] (3/ 82 السلامة)
فإذا عُلِمَ هذا؛ فالصواب والله أعلم أن نتابع كلام ربنا سِيَّما فيما يخبر الله به عن نفسه.
فيقال: قصَّ الله لنا في كتابه عن سيرة نبيِّه موسى عليه السلام.
وقصَّ لنا عن أحوال بني إسرائيل. وهلمَّ جرَّا.
وقد بحثت في السنة (الكتب التسعة) فلم أظفر بهذه المفردة.و الله أعلم
هذه حلقة من حلقات (مصطلحات خاطئة في التفسير) هذه باكورتها
وستكون القادمة بحول الله قولهم: (القرآن صالح لكل زمان ومكان)
فأرجو من الشيخ العلامة الدكتور مساعد النظر فيما رُقِم وإفادتي بالصواب.
ونظركم اوجه رفع الله قدركم.
أما موضوع النقاش فلن آتي بجديد ومن خير ما قرأتُ ما سطَّره الشيخ الفاضل فهد الوهبي في موضوعه المتميز وبتنكيتٍ رائع بعنوان:
نظرات في موقف المعاصرين من الإسرائليات
فانظره هنا على حلقات:
1) الأولى ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=209)
2 ) الثانية ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=249)
3 ) الثالثة ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=343&highlight=)
وأمَّا الأسئلة التي ذكرتموها رفع الله قدركم؛ فلعلي أنشط بتسطير ما يكون فيه نفع إن شاء الله.
ودمتم على الخير أعواناً
والله أعلم.
ـ[خادم الكتاب والسنة]ــــــــ[30 Nov 2006, 01:56 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[30 Nov 2006, 02:35 م]ـ
أحسنت أبا العالية، وشكر الله لك هذا التنبيه المفيد، ولقد كنت قرأت في هذه العبارة نقدًا لبعض العلماء، ومنه ما هو مسطور في مقدمة تفسير ابن عطية في باب عقده بعنوان (في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى).
وهي عبارة قد شاعت بين المفسرين وغيرهم، ولاشكَّ أن التأدب في التعبير عن الله هو المقام الأمثل، وهو المطلب المرتجى، لكن قد يجيء الإخبار عنه بعبارات مثل هذه العبارة، وليس في ذهن القائل بها ذلك النقص المتوهم الذي أشرتم إليه، فيوخذ هذا من باب المسامحة في التعبير، والله أعلم.
ولعلي أتنبه لهذه اللفظة في ما يستجد، فأبدلها بما ذكرتم من عبارة القرآن ما دامت موفية بالمقصود، والله الموفق.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[30 Nov 2006, 02:58 م]ـ
أخي أبا مجاهد، أحسن الله إليك بهذه النقول النافعة، ولازال الموضوع يحتاج إلى بحث ومدارسة، ومن باب الفائدة أقول:
إن لبعض السلف مذهبًا، وهو التحرُّز من الرواية عن بني إسرائيل، ويشير إلى هذا ما رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى (5: 476)، قال: (قال: أخبرنا أبو بكر بن عياش قال: قلت للأعمش ما لهم يتقون تفسير مجاهد؟ قال: كانوا يرون أنه يسأل أهل الكتاب).
ولا يخفى ما سبق طرحه من قول ابن عباس فيما رواه البخاري بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم أحدث تقرؤونه محضا لم يشب وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا؟ ألا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم؟ لا والله ما رأينا منهم رجلا يسألكم عن الذي أنزل عليكم). (رقم الحديث:6929).
ومن النقول في اعتذار العلماء لمن يروي الإسرائيليات ماقال الذهبي ـ في ميزان الاعتدال في ترجمة محمد بن إسحاق ـ: (وقال ابن أبي فديك: رأيت ابن إسحاق يكتب عن رجل من أهل الكتاب.
قلت: ما المانع من رواية الاسرائيليات عن أهل الكتاب مع قوله صلى الله عليه وسلم: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج.
وقال إذا حدثكم أهل الكتاب فلا
تصدقوهم ولا تكذبوهم، فهذا إذن نبوى في جواز سماع ما يأثرونه في الجملة، كما سمع منهم ما ينقلونه من الطب، ولا حجة في شئ من ذلك، إنما الحجة في الكتاب والسنة.
ولعلنا نشترك في استخراج نصوص العلماء في هذا الموضوع، لتكون عونًا لمن أراد أن يحرر هذا الموضوع، ويخرج برأي معتدل صائب، بدلاً من النتائج المسيقة التي نراها في بعض الكتب التي كُتِبت عن الإسرائيليات، والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[30 Nov 2006, 03:03 م]ـ
مما يفيد في هذا كلام لابن عطية نفيس جدا في مواضع متفرقة، ومنه:
ما قاله بعد ذكره لبعض القصص في قتل داود جالوت
قال: " وقد أكثر الناس في قصص هذه الآية وذلك كله لين الأسانيد فلذلك انتقيت منه ما تنفك به الآية وتعلم به مناقل النازلة واختصرت سائر ذلك " المحرر الوجيز 1/ 337
فهذه الكلمات من هذا الإمام يستفاد منها ما يلي:
1.الاستفادة من الإسرائيليات في نطاق ما
2.أن النص الإسرائيلي ربما يحتاج إليه في تفسير الآية وبيانها
3. كلام ابن عطية هذا يمكن تقسيم المفسرين على ضوئه إلى قسمين
أحدهما: طائفة تذكر بعض الروايات الإسرائيلية وتنتقي منها ما لا نكارة فيه، مما يحتاج إليه في بيان الآية، أو مما يكون متمما للمعنى،كصنيع ابن عطية
ثانيهما: طائفة أخرى تذكر الرواية الإسرائيلية بكاملها، وما فيها من الغث والسمين، وغرضها الاستفادة من جزئية معينة من هذه الرواية، دون بقية الرواية، ولا يلزم من إقرارها لجزئية ما من الرواية،إقرارها لكل ما فيها
ولقد أكثر ابن عطية من ذكر هذا المعنى عند ذكر القصص، ولو كان عندي الآن سعة لسردتها، ولكنها ظاهرة لكل من طالع تفسيره
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[09 Dec 2006, 02:17 م]ـ
ومما يجدر الاهتمام به في هذا الموضوع
كيفية التفريق بين ما يكون له حكم الرفع، وما يكون من الإسرائيليات، وما هي الضوابط التي تضبط ذلك
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[10 Dec 2006, 10:27 م]ـ
من النصوص المهمة في مرويات بني إسرائيل ما جاء في كتاب الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع:
((كراهة رواية أحاديث بني إسرائيل المأثورة عن أهل الكتاب
- أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم القزويني، أنا علي بن إبراهيم بن سلمة القطان، نا أبو حاتم محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي نا آدم بن أبي إياس، نا ورقاء بن عمر، عن جابر الجعفي، عن عامر الشعبي، عن عبد الله بن ثابت، خادم النبي صلى الله عليه وسلم قال: «جاء عمر بصحيفة فقال: يا رسول الله بعث إلي بهذه الصحيفة رجل من بني قريظة فيها جوامع من التوراة أقرأها عليك فجعل عمر يقرأ وجعل وجه رسول الله يتغير فرمى عمر بالصحيفة بشماله وقال: رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا فما زال يقولها حتى أسفر وجه رسول الله ثم قال:» والذي نفسي بيده لو أصبح اليوم فيكم موسى ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم، أنتم حظي من الأمم وأنا حظكم من الأنبياء «
351 - أنا الحسن بن أبي بكر، أنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي، نا محمد بن أيوب البجلي بالري نا محمد بن كثير، أنا سفيان، عن جابر، عن الشعبي، عن عبد الله بن ثابت الأنصاري، قال: جاء عمر بن الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه جوامع من التوراة فقال مررت على أخ لي من قريظة فكتب لي جوامع من التوراة أفلا أعرضها عليك قال: فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أما ترى ما بوجه رسول الله؟ فقال عمر: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لو أن موسى أصبح فيكم ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم، أنتم حظي من الأمم وأنا حظكم من النبيين»
- أنا أبو علي الحسن بن شهاب العكبري، بها، نا عبيد الله بن محمد بن حمدان الفقيه، حدثني أبو بكر محمد بن أيوب البزاز قال: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي يقول: «دفعت إلى ابن بكار رقعة فيها: عن أبي معشر، عن محمد بن كعب، قصة لموسى فقال لي:» نحتاج الساعة إلى ما نحن فيه، موسى قد ذهب، هات ما نحن فيه الساعة مما جاء به نبينا صلى الله عليه وسلم «
- وأنا الحسن بن شهاب، نا عبيد الله بن محمد بن حمدان، قال: سمعت ابن أبي داود، يقول: سمعت الربيع بن سليمان، يقول: سمعت الشافعي وسأله رجل عن شيء، من أمر نوح فقال الشافعي: «ليت أنا نجد بيننا وبين نبينا صلى الله عليه وسلم شيئا يصح فكيف بيننا وبين نوح» وإنما كره العلماء رواية أحاديث الأنبياء وأقاصيص بني إسرائيل المأخوذة عن الصحف مثل ما رواه وهب بن منبه وكان يذكر أنه وجده في كتب المتقدمين وتلك الصحف لا يوثق بها ولا يعتمد عليها
(يُتْبَعُ)
(/)
- أنا علي بن الحسين، صاحب العباسي أنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، نا محمد بن إسماعيل الفارسي، نا بكر بن سهل، نا عبد الخالق بن منصور، قال: قال يحيى بن معين: «كان وهب بن منبه يرسل أخاه إلى الشام يشتري له الكتب ويجيء بها إليه فيفسرها بالعربية» وكذلك ما نقل عن أهل الكتاب أنفسهم دون أخذه من صحفهم فإن اطراحه واجب و الصدوف عنه لازم، وقد كان محمد بن إسحاق صاحب السيرة ضمن كتبه من ذلك أشياء كثيرة
- أنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، أنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، نا محمد بن عمرو العقيلي، نا الصائغ، عن الحزامي، عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، قال: «رأيت محمد بن إسحاق يكتب عن رجل، من أهل الكتاب»
1356 - وأنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان السواق نا عيسى بن حامد الرخجي، نا هيثم بن خلف الدوري، نا أحمد بن إبراهيم الدورقي، نا أبو داود، قال: حدثني رجل: «أملى على محمد بن إسحاق حديثا فأعجبني قال: فقلت: من حدثك؟ قال: فقال: مه (1) ثقة، حدثني إبراهيم اليهودي»
1357 - أنا الحسن بن أبي بكر، أنا محمد بن عبد الله بن محمد المزني، أنا علي بن محمد بن عيسى الجكاني، نا أبو اليمان، أخبرني شعيب، عن الزهري، أخبرني عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس قال: «يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء كتابكم الذي أنزل الله على رسوله أحدث الأخبار بالله تعرفونه محضا لم يشب، وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب قد بدلوا ما كتب الله وغيروا وكتبوا بأيديهم الكتب وقالوا هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم فلا والله ما رأينا رجلا منهم قط يسألكم عن الذي أنزل إليكم»
1358 - أنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الأصبهاني، بها، نا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عيسى بن مزيد الخشاب، نا أحمد بن مهدي بن رستم أبو جعفر، نا الحجاج بن أبي منيع، نا جدي، عن الزهري، قال: قال ابن أبي نخلة الأنصاري: إن أبا نملة الأنصاري أخبره أنه بينما هو جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه رجل من اليهود فقال: يا محمد هل تكلم هذه الجنازة قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله أعلم. قال اليهودي أنا أشهد أنها تكلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وكتبه ورسله فإن كان حقا لم تكذبوا وإن كان باطلا لم تصدقوا به» وأما ما حفظ من أخبار بني إسرائيل وغيرهم من المتقدمين عن رسول رب العالمين وعن صحابته الأخيار المنتخبين صلى الله عليه وعليهم أجمعين وعن العلماء من سلف المسلمين فإن روايته تجوز ونقله غير محظور
1359 - أخبرني الحسن بن علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر بن حمدان، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، نا بهز، نا أبو هلال، نا قتادة، عن أبي حسان، عن عمران بن حصين، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا عامة ليله عن بني إسرائيل لا يقوم إلا إلى عظم (1) صلاة» رواه هشام الدستوائي عن قتادة فجعل مكان عمران بن حصين عبد الله بن عمرو بن العاص
1360 - أناه القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي نا محمد بن أحمد اللؤلؤي، نا أبو داود، نا محمد بن المثنى، نا معاذ، حدثني أبي، عن قتادة، عن أبي حسان، عن عبد الله بن عمرو، قال: «كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا عن بني إسرائيل حتى يصبح ما يقوم إلا إلى عظم (1) صلاة» وهذا فيما قيل أصح من رواية أبي هلال والله أعلم
1361 - أنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، نا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، نا الحسين بن محمد بن أبي معشر، نا وكيع، عن الربيع بن سعد الجعفي، عن ابن سابط، عن جابر بن عبد الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حدثوا عن بني إسرائيل فإنه كان فيهم الأعاجيب وأنشأ يحدث قال: خرجت طائفة من بني إسرائيل حتى أتوا مقبرة من مقابرهم فقالوا: لو صلينا ودعونا الله تعالى يخرج لنا رجلا ممن مات نسائله عن الموت، ففعلوا، فبينا هم كذلك إذا اطلع رأسه من قبر من تلك المقابر خلاسي بين عينيه أثر السجود فقال: يا هؤلاء ما أردتم؟ إني قد مت منذ مائة عام وما سكنت عني حرارة الموت إلى الآن فادعوا الله أن يعيدني كما كنت»
1362 - أنا محمد بن الحسين بن محمد المتوثي، أنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب العبدي، قال: كتب إلي محمد بن إبراهيم الصوري قال: نا محمد بن يوسف الفريابي، نا ابن ثوبان، عن حسان بن عطية، عن أبي كبشة السلولي، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ (1) مقعده من النار»
1363 - أنا أحمد بن أبي جعفر، أنا علي بن عبد العزيز البرذعي، نا عبد الرحمن بن أبي حاتم، نا أبي، نا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: قال الشافعي: «معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم:» حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج «: أي لا بأس أن تحدثوا عنهم مما سمعتم وإن استحال أن يكون في هذه الأمة مثل ما روي أن ثيابهم تطول والنار التي تنزل من السماء فتأكل القربان ليس أن يحدث عنهم بالكذب»))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[النجدية]ــــــــ[07 Jul 2007, 02:07 م]ـ
لقد ثبت ـ فيما رواه البخاري وغيره ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( ... وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)، فهو صلى الله عليه وسلم قد رفع الحرج عن أمته، وأجاز لها التحديث عن بني إسرائيل، ويشهد لهذا القرآن، فإن الله سبحانه حكى بعض مقولات الأمم السابقة، فردَّ باطلها، وصحح صحيحها أو أشار إليه، وأبهم في ما لا أثر له في العلم.
فقوله تعالى: {سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا} [الكهف: 22].
فقد حكى الله قول المختلفين، ولا شك أن شيئًا منه خطأ، وقد نبه على الخطأ بقوله: (قل ربي أعلم بعدتهم)، ونبه على الصواب بعدم الاستدراك عليه، وذلك جريًا على قاعدة ذكرها بعض العلماء، منهم الشاطبي في كتاب الموافقات، قال: ((كل حكاية وقعت في القرآن؛ فلا يخلو أن يقع قبلها أو بعدها ـ وهو الأكثر ـ ردٌّ لها أو لا.
فإن وقع ردٌّ، فلا إشكال في بطلان ذلك المحكي وكذبه، وإن لم يقع معها ردٌّ فذلك دليل صحة المحكي وصدقه
أما الأول، فظاهر، ولا يحتاج إلى برهان، ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: (إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء) فأعقب بقوله: (قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى) الآية. وقال: (وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا) الآية، فوقع التنكيت على افتراء ما زعموا بقوله: (بزعمهم)، وبقوله: (ساء ما يحكمون)، ثم قال: (وقالوا هذه أنعام وحرث حجر) إلى تمامه ورد بقوله: (سيجزيهم بما كانوا يفترون)، ثم قال: (وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة) الآية فنبه على فساده بقوله: (سيجزيهم وصفهم) زيادة على ذلك ... وأشباه ذلك، ومن قرأ القرآن وأحضره في ذهنه عرف هذا بيسر
وأما الثاني فظاهر أيضا ولكن الدليل على صحته من نفس الحكاية وإقرارها، فإن القرآن سُمي فرقانًا وهدىً وبرهانًا وبيانًا وتبيانًا لكل شيء، وهو حجة الله على الخلق على الجملة والتفصيل والإطلاق والعموم، وهذا المعنى يأبى أن يُحكى فيه ما ليس بحق، ثم لا يُنبه عليه.
وأيضا فإن جميع ما يُحكى فيه من شرائع الأولين وأحكامهم ولم ينبه على إفسادهم وافترائهم فيه فهو حق يجعل عمدة عند طائفة فى شريعتنا ويمنعه قوم لا من جهة قدح فيه ولكن من جهة أمر خارج عن ذلك فقد اتفقوا على أنه حق وصدق كشريعتنا ولا يفترق ما بينهما إلا بحكم النسخ فقط ... ومن أمثلة هذا القسم جميع ما حكي عن المتقدمين من الأمم السالفة مما كان حقا كحكايته عن الأنبياء والأولياء ومنه قصة ذي القرنين وقصة الخضر مع موسى عليه السلام وقصة أصحاب الكهف وأشباه ذلك)) أ. هـ كلام الشاطبي.
وإذا تأملت آية أصحاب الكهف السالفة؛ وجدت أنه تعالى أخبر عنهم بثلاثة أقوال، ضعف القولين الأولين وسكت عن الثالث، فدل على صحته إذ لو كان باطلا لرده كما ردهما، ثم أرشد على أن الاطلاع على عدتهم لا طائل تحته، فقال في مثل هذا: {قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ} فإنه ما يعلم بذلك إلا قليل من الناس، ممن أطلعه الله عليه؛ فلهذا قال: {فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلا مِرَاءً ظَاهِرًا} أي: لا تجهد نفسك فيما لا طائل تحته، ولا تسألهم عن ذلك فإنهم لا يعلمون من ذلك إلا رجم الغيب، وهذا يعني أن حكابة الخلاف عن السابقين منهج دلَّ عليه القرآن، وهو مصداق قوله صلى الله عليه وسلم: (وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج).
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن مع تجويزه صلى الله عليه وسلم لأمته أن تحدِّث عن بني إسرائيل، فإنه أرشدها إلى ضابط مهمٍّ في قبول هذه الأخبار من عدم قبولها، فقد روى الإمام أحمد بسنده، قال: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنِ ابْنِ أَبِي نَمْلَةَ أَنَّ أَبَا نَمْلَةَ الْأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ (بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ الْيَهُودِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، هَلْ تَتَكَلَّمُ هَذِهِ الْجَنَازَةُ؟
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُ أَعْلَمُ.
قَالَ الْيَهُودِيُّ: أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهَا تَتَكَلَّمُ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلا تُكَذِّبُوهُمْ، وَقُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ، فَإِنْ كَانَ حَقًّا لَمْ تُكَذِّبُوهُمْ، وَإِنْ كَانَ بَاطِلًا لَمْ تُصَدِّقُوهُمْ).
ومن هذا الأثر يظهر لك جليًا أننا لسنا ملزمين بتصديق بني إسرائيل ولا بتكذيبهم، إلا بحجة، وهي أن يتبين الصدق أو الكذب من كلامهم، وذلك مفهوم الخطاب من هذا الحديث.
لذا رتَّب بعض العلماء منقولات بني إسرائيل على ثلاث مراتب معروفة، وهي:
أحدها: ما علمنا صحتَه مما بأيدينا مما نشهدُ له بالصدق، فذاك صحيح.
والثاني: ما علمنا كذبَه بما عندنا مما يخالفه.
والثالث: ما هو مسكوت عنه، لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل، فلا نؤمِنُ به ولا نكذّبه، وتجوزُ حكايتُه لما تقدّم.
وإذا تأملت الكلام السابق، وصح عندك هذا التقرير، فيمكن طرح عدد من الأسئلة:
الأول: هل يلزم من ذِكِر المفسر لمرويات بني إسرائيل أن يكون قابلاً لها جملة وتفصيلا؟
الثاني: هل يُثرَّب على المفسر الذي يذكر هذه الإسرائيليات بعد تجويز النبي صلى الله عليه وسلم له التحديث بها.
الثالث: هل ورد في كلام النبي صلى الله عليه وسلم التفريق في جواز التحديث حتى يقال: لا يجوز ذكرها في كتب التفسير؟
الرابع: هل المنهج السليم هو الإعراض الكلي عن الإسرائيليات، والتخوف منها، والتحذير منها أشدَّ الحذر؟ أفما كان النبي صلى الله عليه وسلم أعلم بشرع ربه، وأرفق بأمته ممن يدعو بهذه الدعوة؟!.
الحمد لله و بعد ...
أستاذي الفاضل مساعد الطيار ... حفظكم الرحمن تعالى!
في حديثكم عن الإسرائيليات هنا ختمتم حضرتكم بهذه الأسئلة، التي حاولت أن أجد حلولا لها!
فهلا تكرمتم ببيان الإجابة أو بإحالتي لكتب؛ ليتضح الأمر عندي و ينكشف؟
ثم هناك سؤال آخر -أكرمكم الله بكرمه - يدور في خلدي، حول المرتبة الثالثة من منقولات بني إسرائيل، و هي ما نتوقف به فلا نصدقه و لا نكذبه، سؤالي: كيف نجيز لأنفسنا رواية مثل هذه المرتبة؟ أليست روايتنا لها، من قبيل الرضى بها و القبول؟ و إن كانت روايتنا لها زيادة للفائدة، فأي فائدة يمكننا أن نجنيها من مثل تلك الروايات؟
و شكري الجزيل لكل من يرغب بالمساعدة!!!
و دمتم على رضى الرحمن أعوانا
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[12 Jul 2007, 05:37 م]ـ
لقد تكلمت عن بعضها في شرحي لمقدمة في أصول التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Feb 2009, 07:32 ص]ـ
يرفع للفائدة(/)
ترجيح الطبري أن الكرسي هو العلم ...
ـ[الميموني]ــــــــ[29 Nov 2006, 12:06 ص]ـ
ترجيحات الأئمة الكبار في التفسير ينبغي أنْ يتأمّلها من أراد التمكّن من التفسير وينظر إلى ما فيها من دقائق الترجيح و الاستدلال، و لنضرب مثلا لذلك فإمام المفسرين الطبري له ترجيحات غاية في الأهمية و النفاسة تدلّ عظيم منزلته من العلوم الشرعية و تبرهن على إمامته أيضاً في اللغة والنحو وتشير إلى عبقريته الفذّة و من ترجيحات الإمام الطبري ترجيحات قد يضعفها بعض العلماء و قد لا يفهما على وجهها من لم يمعن النظر فيها و يقلب الفكر في اختلاف المفسرين. والمهمّ هو تفهّم وجه استدلاله رحمه الله ووجه ترجيحه قبل التعجّل في الحكم ثمّ من المعلوم أنّ الإمام الطبري قد يرجّح القول ولا يلزم من ترجيحه له في موطن أن يرجحه في موطن آخر لاختلاف السياق فمثلا يرجّح في معنى قوله تعالى (وسع كرسيه السموات و الأرض) أن معنى كرسيّه هنا كرسيه عِلمُهُ و قال: إنه الذي يدلّ على صحته ظاهر القرآن و استدلّ بقوله تعالى بعده: (وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا): 4/ 540 لكن ليس معنى هذا أنّ الطبري لا يثبتُ الكرسيّ إذا ثبت عنده من طريق آخر؛ وإنّما رجّح رحمه الله ما يراه أصحّ هنا بحسب سياق الكلام و استدلّ على ذلك، و أمّا معنى الكرسي فقيل الكرسيُّ هو موضع القدمين أو هو العرش و هو وهو أصحّ عن ابن عباس رضي الله عنه قال: الكرسي موضع القدمين والعَرْش لا يقدِرُ قَدْرَهُ إلا الله. (السنة لعبد الله بن أحمد 2/ 454 وتفسير ابن أبي حاتم2/ 491 (2601) و الدارمي في الرد على بشر لمريسي: ص67 والإبانة لابن بطة: 3/ 339 و الصفات للدارقطني: صـ 30 والحاكم 2/ 282.
وممن قال إن المراد بالكرسيّ العرش الحسن البصري رواه عن الطبري: 4/ 539 من طريق جويبر وبه قال الضَّحاك و السدي وغيرهما.
و أمّا القول بأنّ المراد بالكرسي علمه تعالى فمروي عن ابن عباس في روايةٍ عنه: رواه الطبري:4/ 537 و ابن أبي حاتم2/ 490 (2599) و اللالكائي في اعتقاد أهل السنة: 3/ 405 والبيهقي في الأسماء والصفات: ص233 لكنّ في سند هذا القول ضعفا قال ابن منده: (وهذا حديث مشهور عن مطرِّف عن جعفر بن أبي المغيرة لم يتابعْ عليه) اهـ. وقال أيضا: (ورواه جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: الكرسيُّ علمه ولم يتابَع عليه جعفرٌ وليس هو بالقويّ في سعيد بن جُبير) اهـ. الردّ على الجهمية:1/ 21 وينظر: ميزان الاعتدال: 1/ 417 ترجمة جعفر بن أبي المغيرة. وينظر: السنة لعبد الله بن أحمد:2/ 500 و به قال مجاهد و سعيد بن جبير: وهو في تفسير ابن أبي حاتم2/ 490 عن سعيد بن جبير وتفسير الثعلبي: 2/ 232 عن ابن عباس و مجاهد و سعيد بن جبير (2599) وممن رجح أنّ المراد بالكرسي العرش الزجاج:1/ 288 و ابن الأنباري وقال: (الذي نذهب إليه ونختاره: القول الأول؛ لموافقته الآثار، ومذاهب العرب، والذي يحكى عن ابن عباس: أَنَّه عِلْمُه، إنما يروى بإسناد مطعون وقيل إن كرسيه قًدْرَتَهُ التي بها يُمسك السماوات والأرض, من قولهم: اِجْعَلْ لهذا الحائطِ كرسياً أي اِجعَلْ له ما يعمِدُه ليمسكه حكاه الزجاج و غيره. وينظر: تهذيب اللغة و لسان العرب: (كرس) و القرطبي:3/ 277 و مجموع الفتاوى: 6/ 584 والعلو للذهبي: ص117 و عمدة القاري:18/ 126.
فالمقصود أنّ ترجيح الإمام الطبري أنّ المقصود بالكرسي هنا العلم لا يفهم منه نفيه صحة ما ورد من الأخبار في الكرسي الذي هو من أعظم المخلوقات.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 Nov 2006, 06:31 ص]ـ
السلام عليكم
قولك أخي الكريم (ثمّ من المعلوم أنّ الإمام الطبري قد يرجّح القول ولا يلزم من ترجيحه له في موطن أن يرجحه في موطن آخر لاختلاف السياق فمثلا يرجّح في معنى قوله تعالى (وسع كرسيه السموات و الأرض) أن معنى كرسيّه هنا كرسيه عِلمُهُ و قال: إنه الذي يدلّ على صحته ظاهر القرآن و استدلّ بقوله تعالى بعده: (وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا): 4/ 540 لكن ليس معنى هذا أنّ الطبري لا يثبتُ الكرسيّ إذا ثبت عنده من طريق آخر؛ وإنّما رجّح رحمه الله ما يراه أصحّ هنا بحسب سياق الكلام و استدلّ على ذلك)
ليس معلوما لنا على الأقل---لم استسغ - مع الإحترام الشديد لك- أن تقول أنّ ما يرجّحه الإمام الطبري في موقع لا يرجّحه في موقع آخر---هذا الأمر لو حصل من واحد منّا لانتقده النّاس عليه أشنع انتقاد فكيف بالإمام الطبري--
ـ[الميموني]ــــــــ[29 Nov 2006, 07:18 ص]ـ
المقصود أنه لا يلزم من ترجيح الإمام الطبري هنا أنه ينكر وجود الكرسي الوارد في بعض الأخبار.
و أما اختلاف الترجيح إذا اختلف سياق الكلام فلا مانع منه. لأن المعنى قد يختلف - حفظك الله -.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 Nov 2006, 07:25 ص]ـ
السلام عليكم
نحن نتعامل مع كلام قاله الطبري---أنا متلهف لرؤية كلام له هو بالذات عن ترجيح في موطن خالفه في موطن آخر---أرجو أن تفيدنا اقتباسا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Nov 2006, 08:14 ص]ـ
ابن جرير رحمه الله نص بعد ذكره للأقوال الواردة في تفسير الكرسي على أن أولى الأقوال بتأويل الآية هو أن الكرسي: الكرسي الذي يقعد عليه الرب تبارك وتعالى / حيث قال رحمه الله:
(قال أبو جعفر: ولكل قول من هذه الأقوال وجه ومذهب، غير أن الذي هو أولى بتأويل الآية ما جاء به الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ما:-
حدثني به عبد الله بن أبي زياد القطواني، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبى إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، قال: أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة! فعظم الرب تعالى ذكره، ثم قال: إن كرسيه وسع السموات والأرض، وأنه ليقعد عليه فما يفضل منه مقدار أربع أصابع- ثم قال بأصابعه فجمعها - وإن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد، إذا ركب، من ثقله".)
ثم ذكر أن تفسير الكرسي بالعلم هو المناسب لسياق الآية.
وقد علّق الأستاذ محممود شاكر على ما ذكره ابن جرير بقوله:
(العجب لأبي جعفر، كيف تناقض قوله في هذا الموضع! فإنه بدأ فقال: إن الذي هو أولى بتأويل الآية ما جاء به الأثر عن رسول الله صلي الله عليه وسلم، من الحديث في صفة الكرسي، ثم عاد في هذا الموضع يقول: وأما الذي يدل على صحته ظاهر القرآن، فقول ابن عباس أنه علم الله سبحانه. فإما هذا وإما هذا، وغير ممكن أن يكون أولى التأويلات في معنى"الكرسي" هو الذي جاء في الحديث الأول، ويكون معناه أيضًا "العلم"، كما زعم أنه دل على صحته ظاهر القرآن. وكيف يجمع في تأويل واحد، معنيان مختلفان في الصفة والجوهر!! وإذا كان خبر جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، صحيح الإسناد، فإن الخبر الآخر الذي رواه مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، صحيح الإسناد علىشرط الشيخين، كما قال الحاكم، وكما في مجمع الزوائد 6: 323" رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح"، كما بينته في التعليق على الأثر: 5792. ومهما قيل فيها، فلن يكون أحدهما أرجح من الآخر إلا بمرجح يجب التسليم له.
وأما أبو منصور الأزهري فقد قال في ذكر الكرسي: "والصحيح عن ابن عباس ما رواه عمار الدهنى، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أنه قال: "الكرسي موضع القدمين، وأما العرش فإنه لا يقدر قدره. قال: وهذه رواية اتفق أهل العلم على صحتها. قال: ومن روى عنه في الكرسي أنه العلم، فقد أبطل"، وهذا هو قول أهل الحق إن شاء الله.
وقد أراد الطبري أن يستدل بعد بأن الكرسي هو"العلم"، بقوله تعالى: "ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما"، فلم لم يجعل"الكرسي" هو"الرحمة"، وهما في آية واحدة؟ ولم يجعلها كذلك لقوله تعالى في سورة الأعراف: 156: "قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء"؟ واستخراج معنى الكرسي من هذه الآية كما فعل الطبري، ضعيف جدا، يجل عنه من كان مثله حذرا ولطفا ودقة.
وأما ما ساقه بعد من الشواهد في معنى"الكرسي"، فإن أكثره لا يقوم على شيء، وبعضه منكر التأويل، كما سأبينه بعد إن شاء الله. وكان يحسبه شاهدا ودليلا أنه لم يأت في القرآن في غير هذا الموضع، بالمعنى الذي قالوه، وأنه جاء في الآية الأخرى بما ثبت في صحيح اللغة من معنى"الكرسي"، وذلك قوله تعالى في"سورة ص": "ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب". وكتبه محمود محمد شاكر.).
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[29 Nov 2006, 10:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي الكرام
ينفق على الصروح العلمية ما ينفق، وعلى بناء المساجد بل وتزخرف، وعلى ...
وإن الناظر إلى موضوع مثل هذا الموضوع
هو بين أن يكون:
1 - له أصالة في العالم. فيعرف من أين نتج هذا
2 - وبين باحث أو طالب علم وهو بين مصدق لهذا التأويل أو مكذب أو لا يستطيع الرد على إمام
3 - وبين مقلد يقول إمام قال.
ولكن تبقى بقية عند من لم يسوغ هذا التأويل ويسنكره بعلم. فيقول في نفسه لو أن هذه التفاسير تحقق لو أنه يجمع بينها بين يتبن ما يرجح وما يثبت وما يبطل، وإلى متى سيستمر بنا هذا المطلب وهل سيكون كذا هو مطلب أولادنا.
لذا كانت هناك مشاركة سابقة تقول
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5181&highlight=%CC%C7%E3%DA+%C7%E1%CA%DD%C7%D3%ED%D1
وهذا المنتدى به من الأفاضل الذين لو اجتمعوا بعد تمويل من جهات لخدمة العلم لوضعوا أيديهم في أيدي بعضهم ولأعدوا من هذا الصرح ما يسره الله لهم.
فلما لا ننادي بتجميع همتهم، وكذا وقوف مؤسسات قوية لتمويل هذا المشروع بحيث تشرفوا عليه بجامعتكم بالسعودية بين دكاترة وطلبة ماجستير وطلبة صغار في الأقسام كل على ثغرة بحيث يعلو هذا الصرح. وليش شرطًا أن يكون منذ بدايته في أعلى درجة، فبعد البناء ينمق ويزين.
ما رأي أهل التفسير
ألا ننادي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الحمادي]ــــــــ[29 Nov 2006, 12:51 م]ـ
ما المقصود بأن الكرسي موضع القدمين؟؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[29 Nov 2006, 01:52 م]ـ
أشكر الدكتور الميموني على طرحه لمثل هذا الإشكال الذي يحتاج إلى إلى نظر وإعمال ذهن، وفي رأيي أن الطبري لم يذهب في تفسيره إلى أن المراد بالكرسي في هذا الموضع العلم، وقد أوهمت عبارة الطبري على غيره من العلماء كابن عطية، وعنه نقل القرطبي، وعن القرطبي نقل الشوكاني، وإليك نص عبارة الطبري: (قال أبو جعفر: ولكل قول من هذه الأقوال وجه ومذهب، غير أن الذي هو أولى بتأويل الآية ما جاء به الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ما:-
حدثني به عبد الله بن أبي زياد القطواني، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبى إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، قال: أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة! فعظم الرب تعالى ذكره، ثم قال: إن كرسيه وسع السموات والأرض، وأنه ليقعد عليه فما يفضل منه مقدار أربع أصابع- ثم قال بأصابعه فجمعها - وإن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد، إذا ركب، من ثقله"
حدثني عبد الله بن أبى زياد، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكر، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بنحوه.
- حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، قال: جاءت امرأة، فذكر نحوه
وأما الذي يدل على صحته ظاهر القرآن فقول ابن عباس الذي رواه جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عنه أنه قال:"هو علمه". وذلك لدلالة قوله تعالى ذكره:"ولا يؤوده حفظهما" على أن ذلك كذلك، فأخبر أنه لا يؤوده حفظ ما علم، وأحاط به مما في السموات والأرض، وكما أخبر عن ملائكته أنهم قالوا في دعائهم رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا) [غافر: 7]، فأخبر تعالى ذكره أن علمه وسع كل شيء، فكذلك قوله:"وسع كرسيه السموات والأرض".)
فقوله ـ رحمه الله: (ولكل قول من هذه الأقوال وجه ومذهب، غير أن الذي هو أولى بتأويل الآية ما جاء به الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) قاطع بأنه يذهب إلى أن الكرسي مخلوق، وليس هو العلم، ثم عقب بقوله: (وأما الذي يدل على صحته ظاهر القرآن فقول ابن عباس الذي رواه جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عنه أنه قال:"هو علمه")، وهذا ليس تراجعًا منه عن ترجيحه، بل بيان لاحتمال قول ابن عباس فحسب، والطبري يعمل هذا في بعض المواطن التي يقع فيها تنازع في الترجيح، فيبن اختياره مع بيانه لاحتمال القول الآخر، ولولا إطالة المقام لسردت أمثلة لذلك، لكن اكتفي بإحالة القارئ إلى ترجيحه في قوله تعالى: (وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله) فقد بين أن السياق مع مسروق والشعبي من أن الشاهد موسى عليه السلام حيث قال: (والصواب من القول في ذلك عندنا: أن الذي قاله مسروق في تأويل ذلك أشبه بظاهر التنزيل) ثم قال: (غير أن الأخبار قد وردت عن جماعة من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بأن ذلك عنى به عبد الله بن سلام وعليه أكثر أهل التأويل، وهم كانوا أعلم بمعاني القرآن، والسبب الذي فيه نزل، وما أريد به.
فتأويل الكلام إذ كان ذلك كذلك، وشهد عبد الله بن سلام، وهو الشاهد من بني إسرائيل)، وظاهر من هذا أنه لولا قول هؤلاء العالمين لذهب إلى قول مسروق.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 Nov 2006, 06:10 ص]ـ
السلام عليكم
إسمحوا لي أيها الأكابر---فالطبري رحمه الله على عظمته لا يمكن أن يتهم بالتناقض ---فالقول الأول له (غير أن الذي هو أولى بتأويل الآية ما جاء به الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،) اكتفى بعده بذكر حديث الرسول عليه الصلاة والسلام
بينما القول الثاني له ((وأما الذي يدل على صحته ظاهر القرآن فقول ابن عباس الذي رواه جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عنه أنه قال:"هو علمه") فقد استرسل وأطنب وجاء بشواهد لغوية على صحته عنده وواضح أنّه داعم له بقوة
ونحن لا نبحث إلّا موقفه هو---ولا نتدخل فيه---وإنّي لأرى أنّه مع ذكره للحديث لم يعمل به ورجّح مرجحات القرآن عليه والتي وردت في نفس الآية--
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[30 Nov 2006, 12:02 م]ـ
الشيخ الكبير جمال حفظه الله
لم يتناقض الطبري رحمه الله، ومن مارس القراءة في تفسيره يظهر له أنه في بعض الترجيحات بين الأقوال يريد أن ينبه على وجاهة بعض الأقوال بطريقته المعروفة عنه، وأتمنى أن تتمعن في النظر في ترجيحه الثاني في قوله تعالى (وشهد شاهد من بني إسرائيل) لتنظر كيف ذكر الوجه المعتبر لقول مسروق، ثم تركه لأجل قول الجمهور من مفسري الصحابة والتابعين.
وللطبري رحمه الله تعالى منهج في التعامل مع الأقوال قلَّ أن تجده عند غيره، غير أن صعوبة عباراته في سبكها قد يجعل القارئ لا يفهم مراده من أول الأمر.
كما أن عنايته بسياق القرآن وظاهره لهما أثر بارز في تفسيره، فهو يستخدمهما لأمور:
الأول: بيان صحة قول على قول، فيقدم القول الصحيح على ضدِّه.
الثاني: بيان القول الأولى، مع أن غيره يكون له وجه صحيح.
الثالث: التنبيه على أن السياق مازال يتحدث عن قضية معينة لم ينتقل عنها بعد، وكثيرًا ما يستخدمها في القضايا ذات الموضوع الواحد ـكالقصص ـ لذا تراه أحينًا ينحو بعبارته في تفسير بعض العمومات إلى ما يظنه القارئ تخصيصًا، وهو لا يريد ذلك، يل يريد التنبيه على أن السياق مازال متصلاً في الحديث عن موضوع واحد.
وما ذُكر في هذا المثال يدخل في باب تنازع قواعد الترجيح للمثال الواحد، وهذا التنازع موجود في أمثلة تفسيرية كثيره، ومما يحسن التنبيه عليه أن الطبري رحمه الله تعالى لا يذكر الحديث النبوي، ثم يعرض عن دلالته إلا أن يكون الحديث عنده غير صحيح، وهذا ظاهر في تفسيره أيضًا، ولولا طول النقول لذكرت أمثلة لذلك، لكن يمكن الرجوع إلى عدم القول بالحديث لضعفه عنده تفسير قوله تعالى (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة)، ولعتماده الحدبث مع ورود الاختلاف في فهم الآية قوله تعالى (يوم نقول لجهنم هل امتلأت)، و لايُتصور في عالم مثل الطبري متبع للآثار يذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم ثم يعرض عنه.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 Nov 2006, 02:55 م]ـ
السلام عليكم
ممّا يشرّفني أن تخاطبني أيها الأستاذ الكبير مساعد الطيّار---وطلباتك أوامر--
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 Dec 2006, 06:07 ص]ـ
السلام عليكم
قال تعالى
({قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَكَفَرْتُم بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} الأحقاف10
قال فيها الطبري
(وقوله: {وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَني إسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ} اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقالبعضهم: معناه: وشهد شاهد من بني إسرائيل، وهو موسى بن عمران عليه السلام على مثله، يعني على مثل القرآن، قالوا: ومثل القرآن الذي شهد عليه موسى بالتصديق التوراة)
ثم أورد أقوال القائلين بذلك من مثل
(عن مسروق في هذه الآية: {وشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَني إسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ} فخاصم به الذين كفروا من أهل مكة، التوراة مثل القرآن، وموسى مثل محمد صلى الله عليه وسلم.)
ونقل أيضا (عن الشعبيّ، قال: إن ناساً يزعمون أن الشاهد على مثله: عبد الله بن سلام، وأنا أعلم بذلك، وإنما أسلم عبد الله بالمدينة، وقد أخبرني مسروق أن آل حم إنما نزلت بمكة، وإنما كانت محاجة رسول الله صلى الله عليه وسلم لقومه، فقال: {قُلْ أرأيْتُمْ إنْ كانَ مِنْ عنْدِ اللَّهِ} يعني الفرقان {وشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَني إسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ} فمثل التوراة الفرقان، التوراة شهد عليها موسى، ومحمد على الفرقان صلى الله عليهما وسلم.
ثم قال
(وقال آخرون: عنى بقوله: {وشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَني إسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ} عبد الله بن سلام، قالوا: ومعنى الكلام وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثل هذا القرآن بالتصديق. قالوا: ومثل القرآن التوراة.)
وذكر منهم
(حدثني يونس، قال: ثنا عبد الله بن يوسف التَّنِّيسي، قال: سمعت مالك بن أنس يحدّث عن أبي النضر، عن عامر بن سعد بن أبي وقَّاص، عن أبيه، قال: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام قال: وفيه نزلت {وشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَني إسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ}.
ثمّ خلص إلى النتيجة فقال
(والصواب من القول في ذلك عندنا أن الذي قاله مسروق في تأويل ذلك أشبه بظاهر التنزيل، لأن قوله: {قُلْ أرأيْتُمْ إنْ كانَ مِنْ عنْدِ اللَّهِ وكَفَرْتُمْ بِهِ وشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَني إسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ} في سياق توبيخ الله تعالى ذكره مشركي قريش، واحتجاجاً عليهم لنبيه صلى الله عليه وسلم، وهذه الآية نظيرة سائر الآيات قبلها، ولم يجر لأهل الكتاب ولا لليهود قبل ذلك ذكر، فتوجه هذه الآية إلى أنها فيهم نزلت، ولا دلّ على انصراف الكلام عن قصص الذين تقدّم الخبر عنهم معنى، غير أن الأخبار قد وردت عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن ذلك عنى به عبد الله بن سلام وعليه أكثر أهل التأويل، وهم كانوا أعلم بمعاني القرآن، والسبب الذي فيه نزل، وما أريد به، فتأويل الكلام إذ كان ذلك كذلك، وشهد عبد الله بن سلام، وهو الشاهد من بني إسرائيل على مثله، يعني على مثل القرآن، وهو التوراة، وذلك شهادته أن محمداً مكتوب في التوراة أنه نبيّ تجده اليهود مكتوباً عندهم في التوراة، كما هو مكتوب في القرآن أنه نبيّ.)
وتوجيه الكلام هو أنّ الطبري مقتنع بكلام مسروق حول الآية وإنّ الشاهد هو موسى- عليه السلام--ولكن الآثار عن الصحابة والتي فيها أنّ الشاهد هو عبد الله بن سلام جعلته يعدل عن اقتناعه---وتصرفه فيه دلالة على خطأ منهج النظر المستقل في كتاب الله بدون أيّ اعتبار لأقوال الصحابة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الميموني]ــــــــ[05 Dec 2006, 05:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
كنتُ مسافراً ولم أطلع على ما دار من حوار مفيد. وأشكر مداخلتكم الكريمة. و هذا جواب موجز كتبته اليوم.
و أقول مقصود كلامي واضح في قولي: (ترجيحات الأئمة الكبار في التفسير ينبغي أنْ يتأمّلها من أراد التمكّن من التفسير وينظر إلى ما فيها من دقائق الترجيح و الاستدلال، ولنضرب مثلاً .. و إمام المفسرين الطبري له ترجيحات غاية في الأهمية و النفاسة تدلّ عظيم منزلته من العلوم الشرعية و تبرهن على إمامته .. ) الخ.
و ما ذكرته هو مجرد مثال على قضية خاصة من قضايا أهم و أشمل تدخل تحت عبارتي و القضية الخاصة هي ما قد يقع من التعجل في الحكم على كلام الإمام الطبري و لم أقصد إلى التمثيل بما يتعلق بدقائق و نفائس ترجيحاته و تدليلاته و هو المقصود من كلامي.
و بخصوص كلام الشيخ محمود شاكر – رحمه الله - الذي تكرم بنقله أخي الكريم الشيخ أبي مجاهد العبيدي – حفظه الله – فقد كنت اطلعت قبل أن أضع المشاركة على كلام الشيخ محمود شاكر و لم ترق لي بعض عباراته هنا ..
وعندي أن في بعض كلام الشيخ محمود الشاكر ما لا يلزم الطبري و فيه نوع تحامل على إمام المفسرين فهو لم يأت ببدع من القول فقد سبق إلى هذا القول.
و أمّا ترجيح الطبري هنا لمعنى الكرسي أنه العلم فلا تناقض فيه فقد بين أنّ الأولى الأخذ بما دلّ عليه الحديث ثم بين أن السياق القرآني عنده دلّ على ترجيح القول الآخر، والترجيح بالسياق لا يتعارض مع الترجيح بالحديث هنا إذ ليس في صحيح الحديث هنا أنّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فسّر المراد بالكرسي في الآية فالمقصود أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لم يثبت عنه أنه فسر الكرسي في الآية لا بعلم الله ولا بالكرسي أو العرش
ثمّ لا شك أنّ في تفسير الكرسي بالعلم خروجاً عن الظاهر لكنه خروج باجتهادٍ صحيح و إن كان في نظري اجتهادا مرجوحاً. و خبر عبد الله بن خليفة الذي رواه عنه السبيعي بين ابن كثير علته. وموضوع الترجيح بين الأقوال هنا لم يكن هو المقصود من كلامي أصالة.
ـ[الميموني]ــــــــ[05 Dec 2006, 05:20 م]ـ
و أما سؤال د/ جمال جزاه الله خيراً فأقول نعم يوجد في كلام الطبري و غيره أيضا اختلاف الترجيح في الكلمة باختلاف سياقها و هو كثير و مما يحضرني الآن:
اختلاف ترجيحه لمعنى ظن فردّ على من جعلها بمعنى أيقن في قوله تعالى: (إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ) في سورة البقرة هذا مع كونه يثبت مجييء ظن بمعنى اليقين و يقول بأن معنى (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) أنه اليقين و يقول في معنى قوله: (إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ) إنه بمعنى علمتُ و كمثل ترجيحه لمعنى الظلم بحسب السياق و ولمعنى الفرقان بحسب السياق و لمعنى القنوت بحسب السياق.
و الكلام هنا في هذه المشاركات بنبغي في نظري أن يبنى على الإيجاز لأن القص و اللزق مما يسهل اليوم فلهذا آثرت الإيجاز ههنا
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[11 Dec 2006, 10:56 ص]ـ
ماذكره الدكتور مساعد حفظه الله هو ماقال به الاستاذ طه محد نجار رمضان في كتابه أصول الدين عند الإمام الطبري من ان الأمر يرجع إلى تنازع القواعد عند الطبري إلا أنه نبه إلى أمرين أن الطبري يثبت الكرسي على ماجاء به الأثر بغض النظر عما إذا كان هو المراد بهذه الاية والثاني أن ماروي عن ابن عباس رضي الله عنهما هو مع ضعفه مخالف لما صح عنه ثم ذكر الرواية الصحيحة عن ابن عباس وقول ابي منصور الأزهري وهذه رواية اتفق أهل العلم على صحتها ومن روى عنه في الكرسي أنه العلم فقد أبطل)
ص 287 أصول الدين عند الطبري وهو رسالة ماجستير مقدمة إلى قسم الفلسفة الإلسلامية في كلية دار العلوم جامعة القاهرة بإشراف ا. د مصطفى محمد حلمي
ـ[الميموني]ــــــــ[22 Dec 2006, 10:14 م]ـ
القول بأن المراد بالكرسي العرش أرجح من غيره لأن إطلاق الكرسي بمعنى العلم لغة إما لغة قليلة أو شاذة و حمل ألفاظ الكتاب على المتبادر من معانيها لغة ما لم يدل الدليل على صرفه عن ظاهره أقوى. ...
و ما تفضل بذكره د/ مساعد حفظه الله و د / فهد الرومي مفيد. و أمّا كلام الأزهري (ت: 370هـ) فقد أحلت عليه وكلام الإمام ابن الأنباري: (ت: 328هـ) أحسن منه مع أن ابن الأنباري أجل و أقدم و أعلم بالحديث و بعلوم القرآن من الأزهري رحمهما الله.
و المقصود أن الطبري لم ينكر ورود الكرسي بمعنى العرش كما هو بين من كلامه و لكن التطرق بمثل هذا الترجيح للقدح في الأئمة الكبار كالطبري أو لمزهم مما يحذر منه و يخشى على أصحابه.(/)
منْ منَ التابعين لم تحمع أقواله في التفسير بعدُ؟؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[29 Nov 2006, 06:09 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام علىرسول الله وآله وصحبه ومن والاه ..
وبعد/
فالسؤال السابق طرحه عليّ أحد الزملاء وأحلته على الملتقى لجلهلي بجوابه فلم يكن لديه معرف يدخل به وها أنا أطرحه على من يعلم من مشايخنا ليفيدنا بأسماء من لم تتمّ بعدُ دراسة وجمع أقوالهم من التابعين أو تابعي التابعين رحم الله الجميع ...
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[30 Nov 2006, 04:13 م]ـ
يا شيخ محمود: أخشى أن لا تجد جواباً فلو كان الطلب: حصر ما تم بحثه فربما كل صاحب معلومة يدلي بدلوه , وفقك الباري.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[30 Nov 2006, 06:03 م]ـ
كلام الدكتور البريدي وجيه، فممكن أن يقال أويس القرني لم تجمع أقواله في التفسير، أو حفصة بنت سيرين، أو ...
فلابد أنه يقصد مجموعة معينة من المشهورين بالتفسير كمجاهد وعكرمة وطاووس وأبي العالية و ...
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[30 Nov 2006, 06:29 م]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا المبارك/أحمد على تنبيهك ولكني سرت على ما يتبادر إلى الذهن غالبا وهم المكثرون ,فالأمر كما ذكر الدكتور / انمار حفظه الله
لأن المقلين في التفسير كاكثرالتابعين يصعب حصر رواياتهم وجمعها - فيما أحسِب - خلافا لمن كثر كلامهم في تفسير القرآن, وإيضاحا للمراد فالمقصود/
منْ منَ التابعين المكثرين من الكلام في التفسيرلم تجمع رواياته وتحصرفي رسالة علمية؟؟
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[03 Dec 2006, 01:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل: محمود الشنقيطي ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قمت مع طلبتي ـ منذ سنوات خلت ـ بجمع مرويات السلف في التفسير، وفهرستها، مما مكننا من معرفة ما فسره كل واحد من الصحابة و التابعين وأتباع التابعين على وجه الدقة. وقد مكننا ذلك من إعداد " موسوعة مرويات السلف في التفسير " لا زلنا ننقحها ونحسنها إلى أن ييسر الله تعالى نشرها، لتعم الفائدة.
وسنعمل ـ إن شاء الله تعالى ـ على التعريف بهذا العمل العلمي، ونشر بعضه، خاصة ما يتعلق بالفهرسة، و الإحصاء.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(/)
مناقشة رسالة ماجستير لأحد أعضاء الملتقى بجامعة الأزهر
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[29 Nov 2006, 12:31 م]ـ
بمشيئة الله وتوفيقه سوف تناقش رسالة الماجستير للزميل أبو زياد محمد عطاالله العزب. بكلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر - فرع الزقازيق يوم الاثنين الموافق 14/ 11/1427هـ، 4/ 12/2006
عنوان الرسالة:
الكشف والبيان عن تفسير القرآن للإمام الثعلبي من أول سورة المنافقون إلى سورة الناس تحقيقا ودراسة
وتتكون لجنة المناقشة من:
الأستاذ الدكتور / إبراهيم موسى عبد الله. مشرفا
الأستاذ الدكتور / علي محمد الشريف. مشرفا
الأستاذ الدكتور / الحسيني عمر. مناقشا خارجيا
الأستاذ الدكتور / محمد متولي إدريس. مناقشا داخليا
نسأل الله التوفيق لأبي زياد وأن تكون هذه الدرجة دافعا له للاجتهاد في خدمة كتاب الله.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[29 Nov 2006, 03:53 م]ـ
نسأل الله التوفيق لأخينا أبي زياد محمد عطاالله العزب , وهذا الجزء الذي حققه في رسالته الماجستير , سبق وأن حقق في ثلاث رسائل علمية في جامعة أم القرى كلها نوقشت قبل عام 1420أي قبل سبع سنوات من الآن, وكنت أحدهم , فهل الباحث عثر على نسخة غير النسخ التي تم التحقيق عليها فهل هناك إضافة جديدة من الباحث ننتظر الجواب.
ـ[أبو زياد محمد]ــــــــ[15 Jan 2007, 12:31 م]ـ
الإخوة الأفاضل من القائمين على هذا الملتقى المبارك ومن الزائرين له أحييكم جميعاً بتحية الإسلام. وأتقدم بخالص شكري وتقديري إلى فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد البريدي – حفظه الله – لما له من الفضل علي في مساعدتي في رسالة الماجستير والتي هي بعنوان تفسير الكشف والبيان للإمام الثعلبي كما أني أرسلت إلى الدكتور البريدي رسالة خاصة ذكرت له فيها بعض النتائج التي توصلت إليها في الرسالة وهي من أول تفسير سورة المنافقون إلى آخر تفسير سورة الناس وأشار علي بأن أضع هذه النتائج على الملتقى , فجزاه الله عني خيراً على ما أسدى إلي من معروف. أما عن الرسالة فهي من أول تفسير سورة المنافقون إلى آخر سورة الناس. وقد اعتمدت على نسختين: نسخة مصورة من دار الكتب المصرية والأخرى من مركز الملك فيصل أرشدني إليها فضيلة الدكتور أحمد البريدي. ولعل أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال البحث على قدر معرفتي المتواضعة: 1 - تبين لي أن سورة المزمل كلها مكية بما فيها الآية الناسخة لفرضية قيام الليل خلافا لما يذكره كثير من المفسرين من أن الآية الناسخة مدنية. وذلك بوقوفي على الأسانيد والحكم عليها وبما ورد في حديث عائشة في صحيح مسلم. 2 - تبين لي أن القول المنسوب إلى مجاهد في نفيه لرؤية المؤمنين ربهم في الجنة عند تفسير قوله إلى ربها ناظرة لا تصح نسبة القول إلى مجاهد. حيث حكمت على الأسانيد الواردة عن مجاهد والتي قال فيها لا يراه أحد من خلقه فوجدتها ضعيفة. والذي ثبت عن مجاهد في هذه الآية أنه قال: تنتظر الثواب من ربها. وهذا لا يعني أنه ينكر رؤية رب العالمين في الجنة. وليس في كلامه الذي ثبت بسند صحيح تصريح بذلك، وتضعيف السند أولى من أن ينسب إلى إمام كمجاهد قول كهذا. ولقد ورد عن مجاهد أيضاً بسند صحيح التصريح بأن المؤمنين يرون ربهم في الجنة، فلقد أخرج الإمام اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1/ 291 - 293) بسنده عن مجاهد أنه قال في قوله تعالى:"للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " [سورة يونس آية 26] قال: الحسنى: الجنة، والزيادة: النظر إلى الرب. وأخرج بإسنادين مختلفين عن مجاهد في قوله:"إلى ربها ناظرة" قال: تنظر إلى ربها. فبذلك ثبت أن مجاهد لا ينفي الرؤية بل يثبت رؤية الله، أما ما ثبت عنه من أنه قال: تنتظر ثواب ربها , فيحمل هذا على أن الثواب هو رؤية الله مادام هو يثبت الرؤية. ثم وجدت بعد ذلك كلاما للإمام الدارمي في رده على المريسي قريبا من هذا. قال الإمام الدارمي رداً على من تمسك بأثر مجاهد: " قلنا نعم تنتظر ثواب ربها، ولا ثواب أعظم من النظر إلى وجهه ". وهذا خلافا لمن خطَّأ مجاهد في هذا القول. 3 - تبين لي أن سورة الأعلى مكية كلها خلافا لمن زعم أنها مدنية لذكر زكاة الفطر فيها. واستدللت على ذلك بما رواه البخاري عن البراء بن عازب قال: " أول من قدم علينا من أصحاب النبي e مصعب بن عمير وابن أم
(يُتْبَعُ)
(/)
مكتوم , فجعلا يقرئاننا القرآن , ثم جاء عمار وبلال وسعد , ثم جاء عمر بن الخطاب في عشرين , ثم جاء النبي e فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم به, حتى رأيت الولائد والصبيان يقولون: هذا رسول الله e قد جاء , فما جاء حتى قرأت " سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى" في سور مثلها. 4 - سورة البينة مدنية خلافا لمن قال إنها مكية. واستدللت بالحديث الذي رواه أحمد عن أبي حبة البدري قال: لما نزلت: " لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب " إلى آخرها قال جبريل عليه السلام: يا رسول الله إن ربك يأمرك أن تقرئها أبياً فقال النَّبِي صلى الله عليه وسلم لأبي: إن جبريل أمرني أن أقرئك هذه السورة ". 5 - سورة التكاثر مدنية خلافا لمن ذهب أنها مكية. واستندت إلى ما أخرجه البخاري عن أبي بن كعب قال: كنا نرى هذا من القرآن - لو أن لابن آدم واديا من ذهب أحب أن يكون له واديان ولن يملأ فاه إلا التراب ويتوب الله على من تاب - حتى نزلت ألهاكم التكاثر. 6 - سورة الكوثر مدنية خلافا لمن ذهب إلى أنها مكية. واستندت إلى الحديث الذي رواه مسلم عن أنس بن مالك قال: " بينا رسول الله ? معنا إذ أغفى إغفاءة أو أغمي عليه، فرفع رأسه متبسماً فقال: هل تدرون مم ضحكت؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال أنزلت علي سورة فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم ? إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ? ثم قرأ حتى ختم السورة". كما قمت بالترجيح بين الروايات الواردة في قوله يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك من خلال كلام العلماء بأن الذي يخلص إليه من هذه الروايات أن الآية فيها ثلاثة أسباب للنزول: الأول: أنه في الواهبة نفسها للنبي وهذا ضعيف كما تم بيانه. الثاني: أنه في شرب العسل. الثالث: أنه في تحريم النبي ? مارية على نفسه. والسببان الأخيران صحيحان، لكن هناك اختلاف في المرأة التي شرب النبي ? عندها العسل، فورد أنها حفصة وزينب بنت جحش وهذا في الصحيحين، وورد أنها سودة عند ابن مردويه , ولكن رجَّح الحافظ ابن حجر طريق الصحيحين عن طريق ابن مردويه , وورد أن شرب العسل كان عند أم سلمة، وضعفه الحافظ ابن حجر بالإرسال والشذوذ.قلت: وذكره ابن سعد في الطبقات الكبرى (8/ 171) وفيه: الواقدي وهو متروك الحديث كما في ميزان الاعتدال (6/ 273)، وداود بن الحصين وهو متروك أيضاً كما في ميزان الاعتدال (3/ 7) فتبقى مسألة شرب العسل منحصرة في حفصة وزينب بنت جحش، وقد بين الحافظ ابن حجر أنه من الممكن الجمع بينهما فقال في فتح الباري (9/ 289): " ….، وطريق الجمع بين هذا الاختلاف: الحمل على التعدد، فلا يمتنع تعدد السبب للأمر الواحد، ويمكن أن تكون القصة التي وقع فيها شرب العسل عند حفصة سابقة، ويكون تحريم العسل واختصاص نزول الآية بالقصة التي فيها أن عائشة وحفصة هما المتظاهرتان ". والسبب الثالث: وهو تحريم النبي مارية على نفسه صحيح أيضاً كما ذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره (8/ 158، 159) وقال:" أخرجه النسائي بسند صحيح، والضياء المقدسي بسند صحيح ".وهذا خلاف من ضعفه من العلماء. فيبقى أن الآية نزلت في هذين السببين في تحريم العسل وتحريم مارية، وقد ذهب العلماء إلى الجمع بينهما، فقال الإمام الشوكاني في فتح القدير (5/ 335) " ... ، فهذا سببان صحيحان لنزول الآية، والجمع ممكن بوقوع القصتين: قصة العسل، وقصة مارية، وأن القرآن نزل فيها جميعاً. وفي كل واحد منهما أنه أسر الحديث إلى بعض أزواجه ". قلت: وهذا ما يسميه العلماء بتعدد الأسباب والنازل واحد. إلى غير ذلك مما ورد في البحث المتواضع. وذكرت هذه كأمثلة. والله أسأل أن يجعل ذلك في ميزاني وأن يغفر لي سيئاتي. إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ـ[المؤمن]ــــــــ[24 Jan 2007, 09:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في علمك،ووفقك الله في مسيرتك العلمية؛وأسأل الله لك أن يوفقك إلى إنجاز رسالة في الدكتورة تكشف الحجاب عن كتاب آخر من تراثنا الممتد عبر القرون. أخوك محمد نذير الجزائري
ـ[أبو زياد محمد]ــــــــ[24 Jan 2007, 10:43 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي محمد. وبارك فيكم. ونفع بكم(/)
كتابان في علوم القرآن؛ فهل رأيتهما؟
ـ[أبو العالية]ــــــــ[29 Nov 2006, 12:42 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
صدر قبل سنة تقريباً عن دار المعرفة (بيروت) كتاب (البدائع في علوم القرآن)
في مجلدٍ، جمعه يسري السيد محمد من كافة تآليف ابن قيم الجوزية رحمه الله
سيَّما وقد اعتمد الجامع على بعض الطبعات الردئية وغير المحققة من كتب الإمام أعلى الله درجته؟
والكتاب الآخر طبع عن دار البشير والرسالة (الأردن) بعنوان:علوم القرآن عند ابن حزم في غلافٍ متوسط الحجم.
جمعه وأعدَّه محمد أبو صعيليك.
فهل اطلع عليهما أحد المشايخ الفضلاء؛ فيتحفنا بقيمتهما.
ودمتم على الخير أعواناً.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[05 Dec 2006, 03:59 م]ـ
اطلعت على كتاب البدائع وجامعه هو نفسه جامع كتاب بدائع التفسير لابن القيم، والمنهج والمصادر في الكتابين متفقين ... وهو جيد في الجملة ... ويكفي أنه الدراسة الوحيدة في بابها إلى الآن ...
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[05 Dec 2006, 11:57 م]ـ
علوم القرآن عند ابن حزم يوجد ظمن كتاب بعنوان ابن حزم وآراؤه في التفسير وعلوم القرآن، وهو عندي مصور عن أصل الكتاب قبل طباعته حصلت عليه من دار البشير عبر المراسلة قبل ثمان سنوات تقريبا، ولست أدري هل نشر بعد أم لا.
والكتاب في الجملة عمل فيه المؤلف على جمع النصوص وحسب وهو لم يستوعب إلا القليل من المسائل التي تناولها ابن حزم.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[06 Dec 2006, 11:11 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
الاخوان الفاضلان جزاكما الله خيراً.
ثم نعم، الكتاب طبع في غلاف كما أشرت (ابن حزم وآراؤه في التفسير وعلوم القرآن)
والمنهج الذي سلكه المؤلف جزاه الله خيراً غير كافٍ، والاستدراكات عليه كثيرة، قد تخرج في مجلد إن لم تتجاوز لو ضمت معه.
ولكن لتكن هذه محاولة أولى، ولعل هناك من ينشط لجمع تراث ابن حزم باستقصاء شامل في جميع كتبه في التفسير وعلوم القرآن.
والله أعلم.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[06 Dec 2006, 01:54 م]ـ
تفسير ابن حزم جمع ودرس في رسائل علمية في جامعة أم القرى وجامعة الإمام، وأما علوم القرآن فلا أدري هل جمع في رسالة علمية أم لا
ـ[ناصر الدوسري]ــــــــ[07 Dec 2006, 01:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
فبالنسبة لأقوال ابن حزم في التفسير فكما ذكر أنه قد جمعت، وممن جمعها الأخ الدكتور / أحمد عقيل بجامعة الملك سعود، حيث جمع أقوال ابن حزم من أول القرآن إلى سورة البقرة وقد نوقشت الرسالة بجامعة الإمام.
وأما بالنسبة لعلوم القرآن عند ابن حزم فقد جمعتها ودرستها في رسالتي للماجستير وقد نوقشت في عام 1421هـ، وكانت بإشراف من الدكتور / سعيد الفلاح - حفظه الله -
وقد اشتملت الرسالة على تسعة فصول: الأول: تواتر القرآن، الثاني: أحكام تتعلق بتلاوة اقرآن، الثالث: الأحرف السبعة والقراءات، الرابع: إعجاز القرآن، الخامس: المحكم والمتشابه، السادس: المشكل وموهم التعارض، السابع: الناسخ والمنسوخ، الثامن: العام والخاص، التاسع: الحقيقة والمجاز. وقد بلغ مجموع المسائل المبحوثة ثلاثاً وثمانين مسألة
ـ[أبو العالية]ــــــــ[07 Dec 2006, 01:20 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
هل اطلعتم على جهده بارك الله فيكم
وما حال الرسالة؟
أتمنى أن لا تكون حبيسة الأدراج!
جزاكم الله خيراً(/)
تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ
ـ[أبو علي]ــــــــ[30 Nov 2006, 07:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ.
هذه الآية هي عنوان رسالة الإسلام، ومعجزة الإسلام هي نفسها عنوان رسالته، فإبراهيم دعا الله ومعه ابنه اسماعيل عليهما السلام باسمه العزيز الحكيم أن يبعث في ذرية إسماعيل رسولا منهم، وفي سورة الجمعة إذ يمتن الله بفضله على الأميين وآخرين منهم لما يلحقوا بهم جاء بالإسم الذي يتعلق به الفضل فقال (وهو العزيز الحكيم).
ما علاقة اسم الله (العزيز) باسمه (الحكيم)؟
العزيز هو الغالب الذي لا يقهر، ولا يكون غالبا إلا إذا كان حكيما، فالغلبة والنصر لمن يتحكم في أسباب وحيثيات النصر سواء كان بقوة الحجة أو بقوة القهر، إذن فالعزة مبنية على الحكمة.
والحكمة هي وضع الشيء في موضعه الذي أن ينبغي يكون فيه، فذلك هو الحق، فإن لم يوضع الشيء في موضعه فتلك ليست بحكمة وما ذلك بحق.
إذن فالحق نتاج الحكمة، فإذا قال الله (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) فلا بد أن يأتي بعدها قوله تعالى (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ).
وإذا كانت الغاية من آيات الرسالات هي أن يراها المرسل إليهم فيعرفونها ويعلمون أن نبيهم حقا رسول الله كذلك فإننا سنرى آيات رسالة الإسلام التي هي (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) وسنرى كيفية (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ)، هذا ما اهتدينا إليه بالحكمه، ووجدنا تصديقا له في الكتاب إذ أن (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) جاءت بعد قوله تعالى (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ).
عرفنا في مواضيع سابقة كيف جاءت رسالة الإسلام بالحق، أما اليوم فسندرس الأسباب العقائدية التي تطلبت أن يبعث الله برسالة عنوانها (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ).
ما الذي حصل للملة التي جاءت قبل الإسلام فحق أن ينبه الله البشر على أن الله عزيز حكيم؟
لا بد أن عقيدة النصارى نفت أن يكون الله عزيزا حكيما وأثبتت له عكس العزة وعكس الحكمة.
لنرى ما هي عقيدة النصارى.
عقيدة النصارى تتلخص كما يلي:
==================================
أغوى الشيطان آدم وحواء فأكلا من الشجرة فطردهما الله من الجنةإلى الأرض وكذلك إبليس. وبعد قرون عديدة أراد الله أن يخلص آدم والبشرية من الخطيئة التي أوقعهم فيها إبليس فقرر أن يتجسد في إنسان ليصلب ويتألم ويموت على الصليب ليكفر عن خطيئة البشر.
==============================
حسب معتقدهم هذا فإن إبليس هو (العزيز) الذي غلب الإله إذ أنه هو المتسبب في هذه المحنة التي حلت بالإله فجعلته يتجسد في إنسان يقاسي كما يقاسي الإنسان في حياته وبعد ذلك يصلب ويتألم ويذوق الموت.
فالإله حسب اعتقادهم ليس بحكيم، لو كان حكيما لتوقع ما سيحصل من إبليس إذ من المفروض أن يعلم الإله الغيب.
إذن فإبليس عندهم هو (العزيز) والإله هو (الذليل). والإله ليس حكيما.
سبحان الله وتعالى عما يصفون، لذلك حق أن ينبه الله في رسالته التي جاءت من بعد عيسى عليه السلام على أن الكتاب تنزيل من الله العزيز الحكيم وحق أن يبرهن على ذلك بجعل معجزة الإسلام هي الحكمة.(/)
هل من مفيد عن هذه الرسالة القيمة؟
ـ[أبو العالية]ــــــــ[30 Nov 2006, 12:47 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
كتب الدكتور المتفنن مصطفى كامل حفظه الله ونفع به رسالته الدكتوراه
" الاختلاف المذهبي وأثره في التفسير "
وقد حدثنا عنها إبَّان زيارتي له في بيته في الرياض قبل عدة سنوات.
ما حالها هل طبعها الشيخ؟
ـ[الكشاف]ــــــــ[02 Dec 2006, 01:56 م]ـ
اطلعتُ على الرسالة، ولم أجد فيها العمق العلمي الذي كنت أتوقعه لما أعرفه عن كاتبها من جودة الكتابة في مجلة البيان، فلعله قد شغل بقضايا الفكر والسياسة عن تخصصه في التفسير فلم يعطها ما تستحقه من البحث والتفرغ، وأراك يا أبا العالية قد حكمت عليها بأنها قيمة وأنت لم تطلع عليها بعدُ، فلعله من حسن ظنك بكاتبها الكريم وهو رجل نحبه ويستحق كل تقدير ودعاء بالخير.(/)
المحكم والمتشابه؟ هل أفردهما باحث؟ للأهمية
ـ[أبو العالية]ــــــــ[30 Nov 2006, 01:44 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
هل أفرد باحث المحكم والمتشابه بدراسة مفصلة شاملة.
ودمتم على الخير أعوانا.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[30 Nov 2006, 11:30 م]ـ
لقد تكلمت عن هذا في كتابي جهود الشيخ ابن عثيمين في موضعين:
الأول في مبحث تفسير القرآن بالقرآن.
والثاني: في مبحث مستقل بعنوان:المحكم والمتشابه ضمن باب علوم القرآن
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[01 Dec 2006, 06:58 ص]ـ
المحكم والمتشابه في القرآن للأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن إبراهيم عبد الرحمن المطرودي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Dec 2006, 08:10 ص]ـ
هناك بحثان قيمان في الموضوع:
1 - المحكم والمتشابه للأستاذ الدكتور إبراهيم الخولي.
2 - متشابه القرآن للأستاذ الدكتور عدنان زرزور.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[02 Dec 2006, 11:08 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
أصحاب الفضيلة ..
جزاكم الله خيراً ونفع بكم واحسن الله إليكم.
وهل وُقِف على رسالة للشيخ حامد العلي بهذا العنوان.
ودمتم على الخير أعواناً.
محبكم
ـ[يسري خضر]ــــــــ[19 Dec 2006, 05:53 م]ـ
لعل من اهم الدراسات لهذا الموضوع ماجاء في كتاب الاستاذ الدكتور جودةالمهدى ثمار الجنان في افنان من علوم القران وهو مطبوع بالقاهرة
ـ[روضة]ــــــــ[19 Dec 2006, 07:51 م]ـ
* هناك رسالة نوقشت في عام 2002 في جامعة آل البيت، بعنوان
المحكم والمتشابه في القرآن الكريم وأثرهما في الإختلاف العقدي: دراسة مقارنة.
تأليف: شريف الخطيب
إشراف: قحطان عبد الرحمن الدوري، أحمد بن سعيد بن خليفة البوسعيدي.
* كتاب المحكم والمتشابه في القرآن الكريم: دراسات لغوية.
تأليف: ابراهيم مصطفى نمارنة
سنة النشر: 2003
* كتاب المحكم والمتشابه في القرآن.
حسيب عبدالحليم شعيب
سنة النشر: 2003
* كتاب معاني المحكم والمتشابه في القرآن الكريم.
احمد حسن فرحات
سنة النشر: 1998
ـ[أبو العالية]ــــــــ[20 Dec 2006, 10:50 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
جزاكم الله خيراً
استفدت كثيراً رفع الله قدركم
ودمتم على الخير أعواناً
ـ[روضة]ــــــــ[20 Dec 2006, 03:52 م]ـ
وجزاك الخير، هذه الكتب كلها موجودة في مكتبة الجامعة الأردينة، إن رغبت في الإفادة منها.(/)
أريد تفسيراً من تفاسير الإباضية؟
ـ[القحطاني]ــــــــ[01 Dec 2006, 05:09 م]ـ
الإخوة والمشايخ الفضلاء
بحثت عن تفاسير الإباضية كثيراً على الشبكة فلم أحصل على شيء منها
فهل من دليل إلى أحدها
خصوصاً كتب ابن طفيش
ومن يدلني على تفسير (هيمان الزاد) ليوسف بن طفيش الإباضي مطبوعاً
وبالله التوفيق
ـ[روضة]ــــــــ[01 Dec 2006, 08:02 م]ـ
http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=6&tTafsirNo=49&tSoraNo=1&tAyahNo=1&tDisplay=yes&UserProfile=0
هذا الموقع فيه عدة كتب للإباضية، ولكنها غير قابلة للتحميل، ولكن ينظر في كل آية على حدة.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Dec 2006, 09:26 م]ـ
أخي القحطاني
إذا كانت عندك المكتبة الشاملة، فهو موجود فيها.
ـ[موراني]ــــــــ[02 Dec 2006, 06:39 م]ـ
القحطاني المحترم
أنظر:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3343&highlight=%E5%E6%CF+%C7%E1%E3%CD%DF%E3
أما التفسير لهود بن المحكم الاباضي في طبعته المشهورة بتحقيق بالحاج بن سعيد شريفي
دار الغرب الاسلامي 1990
ـ[القحطاني]ــــــــ[02 Dec 2006, 06:50 م]ـ
جزاك الله خيراً ياروضة
وجزى الله الشيخ مساعداً
عندي الشاملة الأولى ولعلي أنزل الثانية بإذن الله
ولكني أريد تفاسير الإباضية مطبوعة
وأظن الحصول عليها سهل في عُمان أو الجزائر أما في المملكة فلم أجد شيئاً في المكتبات
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[05 Dec 2006, 12:15 ص]ـ
ان كنت تريد استعارة فتفسيره هميان الزاد في 15 مجلد وكذا تفسيره تيسير التفسير ايضا 15 مجلد يمكنك استعارتهما وانتظر اتصالك ان شئت اما تفسير هود فهو تلخيص لتفسير ابن سلام ولااظن ان فيه رائحة الاباضية وان كان هود اباضيا وهو في 4 مجلدات مطبوع ومنتشر
ـ[موراني]ــــــــ[05 Dec 2006, 01:02 ص]ـ
فهد الرومي المحترم
نعم , كما ذكرت ذلك في الرابط المشار اليه أدناه في هذا الملتقى
أما قولكم في أن تفسير هود هو تلخيص لتفسير يحيى بن سلام فانه يحتاج الى بحث أكثر
فلا يجوز أن يقال انه تلخيص فحسب .... بهذه البساطة
ودمت بخير وعافية
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[05 Dec 2006, 09:35 ص]ـ
د موراني بارك الله فيك ووفقك إلى كل خير
ماقلته عن تفسير هود هو مافهمته وعاينته من عبارة الاستاذ بلحاج بن سعيد شريفي محقق الكتاب حيث قال ص 24 ج1 مانصه ((واليوم وبعدأكثر من عشر سنوات من التحقيق والمقارنة والاستقراء أستطيع أن أقول بلا تردد إن الشيخ هودا الهواري اعتمد اعتمادا كثيرا إن لم أقل اعتمادا كليا على تفسير ابن سلام البصري ولو جاز لي أن أضع للكتاب عنوانا غيرالذي وجدته في المخطوطات لكان العنوان هكذا: تفسير الشيخ هود الهواري (مختصرتفسير ابن سلام البصري) لأن تفسير ابن سلام أصل لتفسير الشيخ هود الهواري مافي ذلك شك وهذ هو عين الحقيقة والصواب ا)) نتهى كلامه وأضاف ص25 أنه يميل إلى أن الهواري قد يكون أشار إلى أنه اعتمد تفسير ابن سلام واختصره وأن الورقات الأولى قد ضاعت وقد بين المحقق ذلك وفصله ولعل فيما نقلت مايكفي واستغرب أن يخفى مثل هذا عليك وأنت الخبير بالقيروان وتاريخها الماضي والحاضر عندما التقينا في بعض الندوات التي نظمها مركز الدراسات الاسلامية في القيروان
ـ[موراني]ــــــــ[05 Dec 2006, 11:32 ص]ـ
فهد الرومي المحترم
اليك أيضا بهذا الرابط:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1924
لقد سبق لي أن قمت بمقارنة عدد لا يحصى من الأوراق المتفرقة الكثيرة من التفسير ليحيى بن سلام بالقيروان بالنص لدى هود بن المحكم واعيا بما قاله الشيخ بالحاج .....
لا شك في أن لهود اضافات على نص يحيى بن سلام لا بد من متابعتها فقرة فقرة قبل حكمنا على الكتاب أنه مجرد تلخيص لتفسير ابن سلام.
وإن كنا التقينا بالقيروان فلا تكتم عليّ اسمك الحقيقي
بتحياتي
موراني
(عفوا وجدت الآن الاسم في التوقيع أعلاه)
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[05 Dec 2006, 01:36 م]ـ
افادني أخي الدكتور مساعد الطيار جزاه الله خيرا بأن المحقق أشار إلى بعض المواضع التي تظهر عقيدة الهواري وأباضيته ولعلها المواضع التي أشار إليها د موراني إلا أن عقيدته تلك تبدو بحذف مايخالف مذهبه أو تغيير العبارة بلفظ موافق لها ولم يتسن لي الرجوع لذلك الان لاستعدادي للسفر لزيارة معرض الكتاب بالشارقة وهو افضل معارض الكتب في العالم العربي كما أراه وإن كان معرض القاهرة أكبر منه حجما وعذرا لهذا لخروج عن النص
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[05 Dec 2006, 03:08 م]ـ
شكر الله مسعاكم أستاذنا الفاضل الدكتور فهد الرومي، ولقد راجعت المشاركات السابقة المتعلقة بتفسير يحيى بن سلام، وفيها ما ذكرت لكم من عقيدة هود الإباضية، وهو على هذا الرابط
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3358&highlight=%E5%E6%CF+%E3%CD%DF%E3
ونشكرك على الخروج على النص، فهو مفيد، ولعلنا نثبت التذكير بمعرض الشارقة، وكم أتمنى من مثلكم ان يبن عن الفرق بين المعارض لما لكم من الخبرة والبصر وكثرة الزيارة لهذه المعارض، أسأل الله لي ولكم التوفيق.(/)
سؤال للمدارسة: هل يوجد قراءة تفسيرية؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Dec 2006, 06:06 م]ـ
سؤال للمدارسة: هل يوجد قراءة تفسيرية؟
لا يختلف اثنان في وجود قراءات شاذة كثيرة، والذي يعنيني في هذا المقام ما نُسِب إلى بعض قَرَأَةِ الصحابة أو التابعين؛ كأُبَيِّ بن كعب وابن مسعود والحسن والأعمش وغيرهم.
والملاحظ أن بعض العلماء ذهب إلى تخريج بعض ما ورد عنهم من هذه القراءات المخالفة لما أجمع عليه الصحابة ومن بعدهم؛ ذهب إلى أنها من باب التفسير، وأطلق عليها مصطلح (قراءةً تفسيرية) أو (قراءةً على التفسير) أو (قراءةَ تفسير) أو ما شابه هذه المصطلحات؟
وإليك بعض القراءات التي حُكِم عليها بأنها قراءة تفسيرية:
1 ـ في قوله تعالى: (قال له صاحبه وهو يحاوره).
قال أبو حيان: _ (({وهو يحاوره} حال من الفاعل وهو صاحبه المؤمن. وقرأ أُبيّ وهو يخاصمه وهي قراءة تفسير لا قراءة رواية لمخالفته سواد المصحف، ولأن الذي روي بالتواتر {هو يحاوره} لا يخاصمه)).
2 ـ في قوله تعالى: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) (الحجر: 21)
قال أبو حيان: ((وقرأ الأعمش: وما نرسله مكان وما ننزله، والإرسال أعم، وهي قراءة تفسير معنى لا أنها لفظ قرآن، لمخالفتها سواد المصحف)).
3 ـ في قوله تعالى: (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب) (البينة: 1).
قال ابن العربي: ((الْآيَةُ فِيهَا أَرْبَعُ مَسَائِلَ: الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى فِي قِرَاءَتِهَا: قَرَأَهَا أُبَيٌّ: {لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ}؛ وَفِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ: لَمْ يَكُنِ الْمُشْرِكُونَ وَأَهْلُ الْكِتَابِ مُنْفَكِّينَ
وَهَذِهِ قِرَاءَةٌ عَلَى التَّفْسِيرِ؛ وَهِيَ جَائِزَةٌ فِي مَعْرِضِ الْبَيَانِ، لَا فِي مَعْرِضِ التِّلَاوَةِ؛ فَقَدْ قَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رِوَايَةِ الصَّحِيحِ: {فَطَلِّقُوهُنَّ لِقُبُلِ عِدَّتِهِنَّ}، وَهُوَ تَفْسِيرٌ؛ فَإِنَّ التِّلَاوَةَ مَا كَانَ فِي خَطِّ الْمُصْحَفِ.)).
هذه بعض الأمثلة التي ذكر فيها العلماء قراءة بعض الصحابة والتابعين على أنها قراءة تفسيرية، والأمثلة كثيرة، وليس الغرض ههنا سوى التمثيل.
وأقول: هل يصح هذا الإطلاق على هذه القراءات؟
أي: هل هي قراءات شاذة أو هي تفسيرات لهؤلاء القراء من الصحابة والتابعين؟
إن الحكم عليها بأنها (قراءات تفسيرية) فيه نظرٌ؛ لأمور:
الأول: أن الذين أسندوا إليهم هذه القراءة لم يقولوا: (فسَّر فلان)، وإنما يقولون: (قرأ فلان) أو يقولون: (في قراءة فلان)، والحكم بكونها قراءة مطابقة لمنصوص الأثر، والذي رواه أعلم به من غيره.
الثاني: أن بعض هؤلاء الذين نُسِبت إليهم القراءة التفسيرية قد نُقِل عنهم التفسير، كما نقلت عنهم القراءة، وكما لا يصح فيما نُقل عنهم من باب التفسير أن يسمى قراءة، فكذا الحال لا يصحُّ أن ينسب إليهم التفسير فيما حُكِي عنهم أنه قراءة.
الثالث: أن مساعدة هذه القراءات الشاذة في فهم بعض معاني القراءات المجمع عليها لا يعني أنها قراءة من باب التفسير، بل هي قراءة مستقلة، وهذا إمام التابعين في التفسير مجاهد بن جبر يقول: (لَوْ كُنْت قَرَأْت قِرَاءَةَ ابْنِ مَسْعُودٍ لَمْ أَحْتَجْ أَنْ أَسْأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ كَثِيرٍ مِنْ الْقُرْآنِ مِمَّا سَأَلْت).
ومن الأمثلة التي تصدق قول مجاهد هذا:
1 ـ روى الطبري بسنده عن مجاهد قال: (كنا لا ندري ما الزخرف حتى رأيناه في قراءة ابن مسعود: "أوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ ذَهَبٍ").
2 ـ وروى الطبري بسنده عن مجاهد، قال: ((كنا نرى أن قوله: (فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا) شيء هين، حتى سمعت قراءة ابن مسعود (إن تَتُوبَا إِلى اللهِ فَقَدْ زَاغَتْ قُلُوبُكُمُا).
ولم يرد عن مجاهد ولا غيره ممن هو في طبقته ـ فيما أعلم ـ أنهم حكموا على قراءة ابن مسعود أو غيره بأنها قراءة على التفسير أو قراءة تفسيرية، بل نصوصهم واضحة على أنها قراءة مستقلة، ومن أمثلة ذلك:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 ـ قال الطبري: (وقوله: {وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ}: قال قتادة: يقولون: آلهتنا خير منه. وقال قتادة: قرأ ابن مسعود: "وقالوا أآلهتنا خير أم هذا"، يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم).
2 ـ وفي قوله تعالى: (فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (213)
روى الطبري بسنده عن السدي، قال: (هي في قراءة ابن مسعود:"اختلفوا عنه" عن الإسلام).
3 ـ وفي قوله تعالى (فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب) روى الطبري بسنده عن عبد الرحمن بن أبي حماد، أنّ قراءة ابن مسعود: (فَنَادَاهُ جِبْرِيلُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ).
4 ـ وفي قوله تعالى: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ) (النساء: 34) روى الطبري بسنده عن طلحة بن مصرف قال: في قراءة عبد الله: (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله فأصلحوا إليهن واللاتي تخافون نشوزهن).
وهذه النصوص وغيرها إنما تنسب إليهم قراءةً لا تفسيرًا، وهم أدرى بما ينسبونه إليهم، وعندهم من الوضوح في الفرق بين التفسير والقراءة ما لا يخفى على مطلع على آثارهم، ولم أجد وقوع الشك في كون ما يروى عنهم هل هو من قبيل التفسير أو من قبيل القراءة سوى أثر رواه سعيد بن منصور بسنده عن عمرو بن دينار: (أنه سمع ابن الزبير يقول: ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر (1) «ويستعينون بالله على ما أصابهم»، فلا أدري أكانت قراءته أو فسر؟).
وهذا الشك منه رحمه الله تعالى يقطعه ما رواه الطبري بسنده عن أبي عون الثقفي: أنه سمع صُبيحًا قال: سمعت عثمان يقرأ: (" وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أمَّةٌ يَدْعُونَ إلَى الخَيْرِ وَيَأمُرُونَ بالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَيَسْتَعِينُونَ اللهَ عَلَى مَا أَصَابَهُم ").، ثم أسند الرواية إلى عمر بن دينار عفي قراءة ابن الزبير، ولم يذكر الأثر بتمامه، لذا لم يذكر شك عمرو، ولعل هذا يشير إلى أن الطبري يقطع بكونها قراءة لا تفسيرًا، والله أعلم.
ولا يختلف اثنان في الاستفادة من مثل هذه القراءات في بيان المعاني والتفسير وتأييد الاستنباطات من القراءات الثابتات، ومن ذلك ما ذكر ابن عطية تعليقًا على هذه الآية، واستفادةً من هذه القراءة، قال: (قال القاضي: والناس في تغيير المنكر والأمر بالمعروف على مراتب، ففرض العلماء فيه تنبيه الحكام والولاة، وحملهم على جادة العلم، وفرض الولاة تغييره بقوتهم وسلطانهم، ولهم هي اليد، وفرض سائر الناس رفعه إلى الحكام والولاة بعد النهي عنه قولاً، وهذا في المنكر الذي له دوام، وأما إن رأى أحد نازلة بديهة من المنكر، كالسلب والزنى ونحوه، فيغيرها بنفسه بحسب الحال والقدرة، ويحسن لكل مؤمن أن يحتمل في تغيير المنكر، وإن ناله بعض الأذى، ويؤيد هذا المنزع أن في قراءة عثمان بن عفان وابن مسعود وابن الزبير «يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويستعينون بالله على ما أصابهم»، فهذا وإن كان لم يثبت في المصحف، ففيه إشارة إلى التعرض لما يصيب عقب الأمر والنهي، كما هي في قوله تعالى:
{وأمر بالمعروف وانه عن المنكر، واصبر على ما أصابك} [لقمان: 17] وقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم، لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} [المائدة: 105] معناه إذا لم يقبل منكم ولم تقدروا على تغيير منكره). ا. هـ كلام القاضي ابن عطية رحمه الله تعالى.
وبعد، فالمقصود إعادة النظر في هذا المصطلح، وبيان كيفية إفادة هذه القراءات في بيان المعاني والتفسير، وفي الفوائد والمستنبطات من الآيات، وغير ذلك من المعلومات التي تفيد فيها هذه القراءات الشاذات، والله الموفق والهادي إلى الصواب.
ـ[ناصر الدوسري]ــــــــ[02 Dec 2006, 07:42 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك الله فيك دكتور مساعد على هذه الإفادة، وهذه العبارة يستخدمها أيضاً القرطبي في تفسيره، ولكن ألا يمكن أن يقال في هذه المقولة أنها من باب الحكم على القراءة، كما يقال: قراءة صحيحة، وشاذة، مع أن الناقل لهذه القراءات عن الصحابة لم يقل هذا الحكم.
فإن قيل: لماذا لاتسمى قراءة شاذة بدلاً من قراءة تفسيرية؟ قلت: لعل القائل يقصد ما ثبت سنده وخالف الرسم، دون ما لم يصح سنده.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Dec 2006, 08:05 ص]ـ
انظر هنا موضوعاً ذا صلة ...
القراءات التفسيرية ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=12326)
ـ[د. أنمار]ــــــــ[02 Dec 2006, 03:51 م]ـ
وهذه النصوص وغيرها إنما تنسب إليهم قراءةً لا تفسيرًا، وهم أدرى بما ينسبونه إليهم، وعندهم من الوضوح في الفرق بين التفسير والقراءة ما لا يخفى على مطلع على آثارهم، ولم أجد وقوع الشك في كون ما يروى عنهم هل هو من قبيل التفسير أو من قبيل القراءة سوى أثر رواه سعيد بن منصور بسنده عن عمرو بن دينار: (أنه سمع ابن الزبير يقول: ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر (1) «ويستعينون بالله على ما أصابهم»، فلا أدري أكانت قراءته أو فسر؟).
وهذا الشك منه رحمه الله تعالى يقطعه ما رواه الطبري بسنده عن أبي عون الثقفي: أنه سمع صُبيحًا قال: سمعت عثمان يقرأ: (" وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أمَّةٌ يَدْعُونَ إلَى الخَيْرِ وَيَأمُرُونَ بالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَيَسْتَعِينُونَ اللهَ عَلَى مَا أَصَابَهُم ").، ثم أسند الرواية إلى عمر بن دينار عفي (؟؟؟) قراءة ابن الزبير، ولم يذكر الأثر بتمامه، لذا لم يذكر شك عمرو، ولعل هذا يشير إلى أن الطبري يقطع بكونها قراءة لا تفسيرًا، والله أعلم.
هذا لو نسب لغير عثمان لهان الخطب، لكن كيف تنسب له وهو من جمع القرآن ومنع القراءة بما خالف ما كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمر بحرقه. فأراه يقوي أمرين:
1 - كونها تفسيرية، 2 - رأي القائلين برد هذه الآثار المخالفة لشذوذها في متنها
ثم فليزد السؤال قسما ثالثا محتملا
فيصير هل هي قراءة تفسيرية أو شاذة أو منسوخة من الحروف السابقة للعرضة الأخيرة (ولعلها تدخل في الشاذ حكما)؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[02 Dec 2006, 06:47 م]ـ
أحسنت أخي الكريم الدكتور انمار، وبارك فيك على هذه المداخلة العلمية.
أخي الكريم:
ألا ترى أن كل ما نُسخ، فهو قراءة شاذة، حتى لو صحَّ سندها، كقراءة ابن مسعود وأبي الدرداء: (والذكر والأنثى).
أرى أن تكثير المصطلحات في القراءات لا داعي له، فالقراءات لا تخرج عن قسمين: المتواترة والشاذة.
ثم الشاذة منها ما صح به السند كالقراءة السايقة، ومنها ما لا نجزم بصحة سنده، كبعض القراءات التي نجد نسبتها، ولا نعرف لها سندًا، ومنها ما ثبت كذبه، كالقراءة المنسوبة لأبي حنيفة.
وكونه يرد عن عثمان رضي الله عنه ليس بمستغرب على علم مثلكم ـ حفظكم الله ـ فهذا أثر من الآثار، وتتم معالجته بالتحقيق في سنده، فإذا ثبت ورود قراءات لعثمان مخالفة لمصحف السواد الأعظم، فهذا يعني أنه مما كان أخذه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكنه مما تُرِك في العرضة الأخيرة فلم يُقرأ به.
ولا يخفى عليكم أخي الكريم أن الإلزام بالقراءة على ما في المصاحف العثمانية لم يقع إلا في السنة الخامسة والعشرين لما أتمَّت اللجنة كتابة هذه المصاحف، وأرسلها عثمان إلى الأمصار، وقبل ذلك كان الصحابة يُقرئون بما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم، ولعل ما بقي من تلك القراءات المنسوبة إلى عثمان من هذا الصنف، فرويت بطرق آحادية، ولا تكاد تتجاوز العدد اليسير.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[02 Dec 2006, 07:43 م]ـ
هل كل ما ينسبه التابعي للصحابي من قراءة يُعد قراءة حقيقة؟
في نظري أن هذه النسبة هي اجتهادية بالنسبة للتابعي فهو حينما يسمع الصحابي يقرأ الآية على نحو مخالف للمصحف يظنها قراءة، وقد تكون تفسيرا من الصحابي وليست بقراءة.
وكما نعلم فإن في الحديث النبوي نوع يُقال له المدرج وهو شبيه بالقراءات التفسيرية حيث يدرج الصحابي كلاما له في الحديث يقصد به الإيضاح فيظن الراوي أنه من أصل الحديث.
وفي باب القراءات التفسيرية فإن المتأخرين يطلقون عليها قراءة تفسيرية تشبيها لها بالمدرج في الحديث.
ويبقى أصل المسألة أنه ليس كل ما ينسبه التابعي للصحابي من قراءة يعد قراءة، لأن تسميته لها قراءة إنما هو باجتهاد منه، ويبقى الاحتمال قائما بين أن تكون قراءة أو تفسيراً.
نعم لو نص الصحابي على أنها قراءة فهنا يحكم لها بالقراءة ولا يصح بحال أن يقال إنها تفسيرية
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[02 Dec 2006, 10:51 م]ـ
شكر الله لك تعليقك اخي أحمد، وكأني بحكمك هذا يشير إلى استقرائك للمواضع التي نسب فيها التابعون القراءة للصحابة، وإني أرى أن بحث هذا الموضوع يحتاج إلى الأمور الآتية:
1 ـ جمع النصوص.
2 ـ تحقيق النصوص إسناديًا.
3 ـ تحرير عبارة التابعين في نسب القراءة.
مع أني خلال بحثي ظهر لي أن التابعي لم يخطئ لما نسب القراءة للصحابي، ولم يكن اجتهادًا منه، وهو يدرك الفرق بين الأمرين.
ومن ثمَّ فلو أن أحد طلاب الماجستير درس هذه القراءات التي يُطلق عليها قراءة تفسيرة، لكان حسنًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[02 Dec 2006, 11:05 م]ـ
تصحيح ما استدركه الدكتور أنمارفي العبارة الآتية: (ثم أسند الرواية إلى عمر بن دينار عفي قراءة ابن الزبير)، والصحيح: (ثم أسند الرواية إلى عمرو بن دينار في قراءة ابن الزبير).
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[02 Dec 2006, 11:39 م]ـ
لقد كان ملحظ الدكتور أنمار في القراءات المنسوبة إلى عثمان، وهي مخالفة للمصحف الذي جمعه ملحظًا دقيقًا رائعًا، ولقد رأيت أن أجمع بعض ما نُسِب إليه من خلال (المكتبة الشاملة)، وقد ظهر لي الآتي:
1 ـ قال الثعلبي: (قوله {وَإنّي خِفْتُ المَواِلىَ مِن وَرائي} قرأ عثمان ويحيى بن يعمر،
(خفت) بفتح الخاء والفاء وكسر التاء مشدّدا الموالي بسكون الياء بمعنى ذهب الموالي وقلّت،
الباقون: (خفت) بكسر الخاء وضم التاء من الخوف) وكذا نقلها ابن عطية والقرطبي والشوكاني.
2 ـ قال ابن جزي: (فطلقوهن لعدتهن تقديره طلقوهن مستقبلات لعدتهن ولذلك قرأ عثمان وابن عباس وأبي بن كعب فطلقوهن في قبل عدتهن وقرأ ابن عمر لقبل)
3 ـ قال ابن عطية: (وقرأ زهير الفرقبي: «رفارفَ» بالجمع وترك الصرف. وقرأ أبو طمعة المدني: وعاصم في بعض ما روي عنه «رفارفٍ» بالصرف، وكذلك قرأ عثمان بن عفان: «رفارفٍ وعباقرٍ» بالجمع والصرف، ورويت عن النبي صلى الله عليه وسلم وغلط الزجاج والرماني هذه القراءة. وقرأ أيضاً عثمان في بعض ما روي عنه: «عبَاقَر»: بفتح القاف والباء، وهذا على أن اسم الموضع «عبَاقَر» بفتح القاف، والصحيح في اسم الموضع: «عبقر»).
4 ـ قال ابن عطية: (وقرأ الزهري وابن هرمز ويعقوب وابن أبي إسحاق «السَّجن» بفتح السين وهي قراءة عثمان رضي الله عنه وطارق مولاه، وهو المصدر، وهو كقولك: الجزع والجزع).
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[03 Dec 2006, 02:08 م]ـ
أخي الكريم الدكتور مساعد
ليس في كلامي السابق ما يدل على أن الرأي الذي ذهبت إليه هو عن استقراء، ولا أظن أن مثل هذه الموضوعات يحتاج إلى استقراء، وغاية ما ذهبت إليه هو اجتهاد في توجيه الاختلاف في المسألة، وهو توجيه لا أظنه يحتاج إلى استقراء.
وأراكم حينما حكم على تلك القراءات أئمة من المفسرين المتأخرين بأنها قراءة على التفسير قلتم إن حكمهم هذا فيه نظر، وأما التابعي فقلت: إن التابعي لم يخطئ لما نسب القراءة للصحابي، ولم يكن اجتهادًا منه، وهو يدرك الفرق بين الأمرين.
فهل يعني هذا أن السلف لا يخطئون ولا يجوز نسبة الخطأ إليهم وأما المتأخرين فهم يخطئون ولا مانع من تخطئتهم؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[04 Dec 2006, 07:00 ص]ـ
أخي الكريم أحمد
أعتذر عن الخطأ في توجيه كلامك.
أما وقوع الخطأ من الفرد فنعم، ولا شكَّ في ذلك، لكن أن تتوارد كلمة مجموعة منهم على عبارات (قرأ فلان) (في قراءة فلان) وأمثالها، فذلك يُبعدُ وقوع الخطأ بلا ريب، وإلا كان كل ما نُقِل على هذا السبيل مما ليس في العشرة جاز فيه هذا التوجيه.
وإنما قلت إن التابعي لم يخطئ؛ لأنه لم ينفرد بهذه الطريقة في النسبة، ولأنه أعلم بحال شيخة، وهو يفرق بين تفسيره وقراءته كما هو الحال فيما نسبه بعض تلاميذ ابن مسعود له من القراءات المخالفة للقراءات المتفق عليها.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[04 Dec 2006, 07:37 م]ـ
وكونه يرد عن عثمان رضي الله عنه ليس بمستغرب على علم مثلكم ـ حفظكم الله ـ فهذا أثر من الآثار، وتتم معالجته بالتحقيق في سنده
.
أحسنت بارك الله فيك، والأثر وجدته في المصاحف كما هو عند الطبري كلاهما من طريق صبيح
ففي جَامِع الْبَيَانِ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ لِلطَّبَرِيِّ >> سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ مَدَنِيَّةٌ >> الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى >>
قال 6916 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى بْنُ عُمَرَ الْقَارِئُ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ الثَّقَفِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ صُبَيْحًا، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ، يَقْرَأُ: " وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيَسْتَعِينُونَ اللَّهَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ "
وفي الْمَصَاحِف لِابْنِ أَبِي دَاوُدَ باب الْإِمَامُ الَّذِي كَتَبَ مِنْهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْمَصَاحِفَ وَهُوَ مُصْحَفُهُ
106 حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ حَفْصٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَّادٌ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عُمَرَ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ صُبَيْحٍ، عَنْ عُثْمَانَ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقْرَأُ: " وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيَسْتَعِينُونَ اللَّهَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا خَلَّادٌ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَسْأَلُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ
وصبيح هو ابن سعيد ترجمه في لسان الميزان ج 3 ص 181
قال عنه أبو خيثمة ويحيى بن معين: كذاب خبيث
وقال أبو داود: ليس بشيء
وقال ابن حبان: يروي عن الصحابة ما ليس من حديثهم.
فبهذا لا يثبت الأثر عن عثمان رضي الله عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب القراءات]ــــــــ[08 Jan 2010, 09:08 م]ـ
ومن ثمَّ فلو أن أحد طلاب الماجستير درس هذه القراءات التي يُطلق عليها قراءة تفسيرة، لكان حسنًا.
ذكر الدكتور أحمد بزوي الضاوي أن أحد الباحثين في المغرب قام بإعداد رسالة دكتوراه عن موضوع القراءات المفسرة , وقد نوقشت في عام 2002م وآمل أن يتيسر لنا الاطلاع عليها.
انظر هذا الرابط:
القراءات المفسرة: الأستاذ الدكتور عبد الهادي دحاني ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7398)(/)
مالفرق بين لام السببية ولام الصيرورة؟
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[03 Dec 2006, 10:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
مالفرق بين لام السببية ولام الصيرورة- والتي تسمى بلام العاقبة أو المآل؟ كما في قوله تعالى في سورة الكهف: (ثم بعثناهم ليتسألوا)، قال ابن عطية هي لام الصيرورة، ورجح السمين الحلبي كونها لام السببية، فما الفرق؟
ـ[منصور مهران]ــــــــ[04 Dec 2006, 09:09 ص]ـ
أما (لام السببية) وهي أيضاً لام التعليل، فيكون ما قبلها علة وسببا فيما بعدها بإرادة وقصد سواء كانت الإرادة من فعل الفاعل أو بالقوة التي خلقها الله في الأشياء؛
كما في قوله تعالى: (وجعلوا لله أنداداً ليُضلوا عن سبيله) ففعلهم هذا قصدوا من ورائه سوءا، فرتبوا هذا على ذاك.
وأما (لام الصيرورة) - وهذه تسمية الكوفيين، والبصريون يسمونها: لام العاقبة، وبعض النحاة يطلق عليها: لام المآل - فهي الدالة على أن ما بعدها جاء على غير قصد الفاعل من الفعل الذي قبلها؛
كما في قوله تعالى: (فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوّاً وحَزَنا) فهم لم يلتقطوه لذلك بل قال قائلهم عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا، ولكن الطفل كانت له النبوة وقدر الله أن يكون هلاك فرعون على يد هذا النبي فكان لهم عدوا لكفلاهم وعنادهم وحزنا لما صاروا إليه؛ أي: كان شأن الطفل على غير مُناهم منه.
والله أعلم.
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[04 Dec 2006, 09:38 ص]ـ
بارك الله فيك. أين أجد مثل هذا التفريق؟
ـ[منصور مهران]ــــــــ[04 Dec 2006, 02:49 م]ـ
تجد مثل هذه الفروق في كتب النحو المتخصصة في معاني الحروف مثل:
1 - مغني اللبيب لابن هشام
2 - الجنى الداني للمرادي
3 - اللامات للزجاجي
4 - اللامات للهروي
وفي مراجع التحقيق تجد مراجع أخرى،
وبالله التوفيق.
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[04 Dec 2006, 08:19 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 Dec 2006, 07:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
مالفرق بين لام السببية ولام الصيرورة- والتي تسمى بلام العاقبة أو المآل؟ كما في قوله تعالى في سورة الكهف: (ثم بعثناهم ليتسألوا)، قال ابن عطية هي لام الصيرورة، ورجح السمين الحلبي كونها لام السببية، فما الفرق؟
هي لام الصيرورة أو العاقبة---لأن الله بعثهم من مرقدهم لا لسبب التساؤل---
قال تعالى (وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ) 19 الكهف
قال السمين الحلبي في الدّر المصون (قوله: "ليتساءَلُوا" اللامُ متعلقةٌ بالبعث، فقيل: هي للصَّيْرورة، لأنَّ البَعْثَ لم يكنْ للتساؤلِ. قاله ابنُ عطيةَ. والصحيحُ أنَّها على بابِها مِن السببية.)
ولا أدري على جلال قدره لم جعلها سببيّة مع أنّها لام عاقبة واضحة من حيث كونهم بعثوا لا لسبب التساؤل
ـ[منصور مهران]ــــــــ[07 Dec 2006, 08:58 ص]ـ
لو تأملنا قوله سبحانه: (وكذلك بعثناهم) في الآية التاسعة عشرة من سورة الكهف بعد قوله عزّ وجلّ: (فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا) الآية الحادية عشرة لوجدنا:
1 - أن شأن الله في هؤلاء الفتية يتجلى في إظهار آية النوم الطويل ثم اليقظة منه، وهذا يختلف عن حال الموت الذي تبلى به الأجساد في الدنيا.
2 - أن قدرة الله على إيقاظهم كقدرته على إنامتهم، فالكاف في قوله (كذلك) هي كاف التشبيه؛ أي: مثلما جعلنا إنامتهم هذه المدة الطويلة آية جعلنا بعثهم آية كذلك.
وهذا تذكيرٌ بقدرته - سبحانه - على الإماتة في الدنيا والبعث في الآخرة.
3 - فالتساؤل بين الفتية دار حول النوم الطويل: كم مدته؟
وحيث إن هذا التساؤل لا يمكن أن يكون حال النوم - بل حال اليقظة - بعثهم الله ليتساءلوا بينهم وظنوا أن نومهم كان يوما أو بعض يوم؛ لذلك لم يتبينوا آية الله من نومهم ثم بعثهم، إنما هي آية للمكذبين بالبعث من قومهم أما الفتية فقد آمنوا بربهم من قبل الفرار إلى الكهف و النوم فيه، فبعثهم سبب لتساؤلهم عن مدة النوم بقول بعضهم: (كم لبثتم) وليس عن كيفية البعث كما حدث من نبي الله إبراهيم. وعندما تبين الناس هذه المعجزة التي ظهرت بعد دخولهم في دين الله كان منهم ما كان من الرغبة في إقامة البنيان أو اتخاذ مسجد.
4 - وهنا نتبين أن بعث الفتية ترتب علي أمران:
أمر يتعلق بالفتية أنفسهم وهو التساؤل عن مدة نومهم: فاللام للسببية
وأمر يتعلق بقومهم وهو زيادة اليقين بالبعث الأخروي وأن وعد الله حق: (وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق) واللام هنا للتعليل.
وعلى ذلك فأرى أن الحق مع السمين الحلبي - إن شاء الله - لأن ما كان من شأن الفتية وما ترتب على ذلك جاء على مُراد الله بأفعاله: (بعثناهم - أعثرنا عليهم) فكان فعلهم (يتساءلوا - يعلموا) استجابة لحكمة الله.
أما لام الصيرورة فالفعل الذي بعدها غير مراد لفاعل الفعل الذي قبلها، وهذا غير وارد في هذا المقام لأن الله أراد فعل التساؤل من الفتية كما أراد بعثهم.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[11 Dec 2006, 09:20 م]ـ
ذكر ابن عادل الحنبلي - رحمه الله تعالى - أن الصحيح اعتبارها سببية، قال: ولا يبعد ذلك، لأنهم إذا تسألوا انكشف لهم من قدرة الله أمور عجيبة، وذلك أمر مطلوب.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[12 Dec 2006, 11:36 ص]ـ
ابن عادل يكثر من النقل عن السمبن الحلبي؛ فلعله رجح ذلك منه. وهناك من قال بذلك غير السمين الحلبي، فالقول متداول.
وبالله التوفيق
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[12 Dec 2006, 01:59 م]ـ
تحية إعجاب بعلمكم
فما شاء الله يا أستاذنا الكبير منصور مهران وزادكم الله فقهًا وعلمًا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Jan 2007, 08:16 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعاً، وأشكر الأستاذ الجليل منصور مهران وفقه الله على حسن بيانه وجوابه، وقد انتفعتُ به.
وللفائدة للأخت السائلة فقد تكلم عن هذه المسألة الأستاذ الدكتور عبدالله بن حمد الخثران في كتابه (مصطلحات النحو الكوفي) صفحة 128 - 131
ـ[حمد]ــــــــ[20 Apr 2009, 06:15 ص]ـ
أنكر البصريون لام العاقبة. -انظر مغني اللبيب-
وفي الحقيقة أميل إلى هذا الرأي، وأنّ ما يسمى (لام العاقبة) هي في حقيقتها لام التعليل لمعنى يستفاد من الجملة.
مثلاً: في قوله تعالى: ((فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوّاً وحزناً)).
يمكن تفسير اللام بأنها تعليل لحصول هذا الالتقاط، لا لمقصود آل فرعون.
أي: أنّ الله قدّر حصول هذا الالتقاط ليكون لهم عدوّاً وحزناً.
ـ[هتاف الضمير]ــــــــ[20 Apr 2009, 10:42 م]ـ
ماشاء الله ..
استفدت كثيراً هنا .. واستمتعت بقراءة شرح الشيخ: منصور .. بارك الله في علمكم ..
ونفع بكم عباده .. وزادكم من فضله ..(/)
نظرات في كتاب (النبوة والأنبياء للصابوني) من يهديني إياه هنا للضرورة
ـ[أبو العالية]ــــــــ[04 Dec 2006, 01:59 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
أحبتي الفضلاء من يدلني على هذه الرسالة اللطيفة.
نظرات في كتاب (النبوة والأنبياء للصابوني) لشيخنا الدكتور محمد أبو رحيِّم حفظه الله (صاحب كتاب: حقيقة الخلاف بين السلفية الشرعية وأدعيائها)
والكتيِّب كتبه إبَّان وجوده في مكة في مرحلة الدكتوراة في جامعة أم القرى والعهد به قديم جداً
وله قصة شهيرة في وقته.
لعل أحد الفضلاء يملك نسخة أو يعرف موقعاً تم تنزيل الكتيب به.
فليته يتكرم برفعه لنا هنا.
هذا، وقد استشهد بها الشيخ العلامة الدكتور بكر أبو زيد حفظه الله وعافاه في كتابه الردود ونقل منه في معرض الرَّادِّين على الصابوني بعض أخطائه.
فمن يساعدني للحصول عليها للضرورة
ودمتم على الخير اعواناً.
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[05 Dec 2006, 12:01 ص]ـ
اخي لعلك ترسل عنوانك برسالة خاصة لي لارسل لك صورة للكتاب(/)
تحولات حروف المعاني في القرآن الكريم وأثرها البلاغي
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[04 Dec 2006, 04:50 م]ـ
تحولات حروف المعاني في القرآن الكريم وأثرها البلاغي
بسم الله
سوف أعرض بمشيئة الله عز وجل لتحولات حروف المعاني في النظم القرآني وأبعادها البلاغية
وذلك عبر حلقات في هذ الموقع
فالتحول في حروف المعاني في السياق القرآني ظاهرة بارزة إذ نجد النظم القرآني يستعمل حرفا من حروف المعاني في السياق ثم يتحول عنه في السياق نفسه إلى حرف آخر وذلك لدلالة مقصودة تكشف عن وجه من وجوه الإعجاز البياني في نظم القرآن(/)
إجماعات في التفسير ينقلها غير المفسرين في كتبهم
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[04 Dec 2006, 10:29 م]ـ
كنت أقلب في موسوعة شروح الموطأ ـ بغرض مراجعة مسألة علمية ـ فوقفت على كلمة لابن عبدالبر ـ رحمه الله ـ حركت عندي التنبيه على ما يدل عليه عنوان هذا الموضوع: وهو ما يحكيه بعض العلماء من إجماعات،أو اتفاقات في التفسير،إذ هي في غير مظنتها ـ كما هو ظاهر ـ.
ولعلي أفتتح هذا الموضوع بهذا المثال الذي كان سبباً في كتابته:
قال ابن عبدالبر في التمهيد ـ كما في الموسوعة 4/ 372 ـ معلقاً على قول الله تعالى: (قد أجيبت دعوتمكا فاستقيما ولا تتبعآن سبيل الذين لا يعلمون):
(ولا يختلف المفسرون أن موسى كان يدعو،وهارون يؤمن).
تنبيه: هذا الأثر الذي حكى ابن عبدالبر الاتفاق عليه لا يثبت من حيث الصناعة الحديثية،كما أفاده الحافظ ابن حجر.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[05 Dec 2006, 01:51 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
جميل ما طرحت يا شيخ عمر، ولكن قد يكون فيها تكرار لما هو مدونٌ في كتب التفسير؛ فيقال هنا:
أولاً: ألا يمكن أن يكون هذا القول _ الإجماع _ قد حكاه أو نقله المؤلف عن أحد علماء التفسير؟
وإذا كان؛ أفليس الأولى ذكر صاحب الاختصاص؟ هذه واحدة.
والثانية؛ لا ينبغي الاقتصار على كل قول مطلقاً؛ بل لا بد من مدارسته؛ فإن صحَّ الإجماع فالحمد لله وإلا فلا.
وثانياً: إذا لم يوجد في كتب التفاسير قول حكى الإجماع، وجاء قول معتبر من غير مظان كتب التفسير؛ فما شروط قبوله؟ أهي نفس شروط المفسر حين يحكي الإجماع أم لا، سيَّما ممن ليس من صنعته التفسير و لم يكتب فيه ولا في علومه. فكيف يكون بارك الله فيكم.
ودمتم على الخير أعواناً
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[07 Dec 2006, 02:41 م]ـ
أخي ابو العالية بارك الله فيك
إن احتمال نقل العالم الغير مشتغل بالتفسير لإجماعات المفسرين مع عدم التصريح بالنقل يحتمل كونه نقلا عن أحدهم أو استقراءا منه لأقوالهم, وفي كلا الحالين لن تنعدم الفائدة من جمع تلكالنقولات خصوصا وهي ترد في غير مظانها, فجزى الله طارح الموضوع على فكرته القيمة ..
ولا يخفى على شريف علمكم أن سلفنا الصالح رحمهم الله لم يبتلوا بداء التخصص الذي سرى في الناس اليوم, كل من اطلع على كتبهم يلحظ ذلك جليا بارزاً ..
خصوصا كتب الفقهالتي تبهر الناظر حين كلام مؤلفيها على أنواع الطيب في محظورات الإحرام وسردهم لما هو طيب الرائحة من الأشجار وغيرها حتى تجزم أنه لم يشتغل طيلة حياته إلا بالعطارة ..
ثم تنبهر من معرفته بالحبوب والثمار, والمطالع والأهلة, والبهائم, والصيد وأدواته, وإلى غير ذلك مما لا يمكن حصره من مواطن تجلي موسوعية اولئك العلام, وإن كان طغى على بعضهم التأليف في فن واحد أو اثنين, أو لم يصلنا كل ما كتبوه, فرحمهم الله رحمة واسعة, وألحقنا بهم ونظمنا في سلك العلماء العاملين ... آمين
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[07 Dec 2006, 02:46 م]ـ
قال ابن الحافظ ابن حجر -رحمه الله - في فتح الباري (وسميت الساعة آزفة لقربها أو لضيق وقتها, واتفق المفسرون على أن معنى أزفت اقتربت أو دنت) 11/ 389
ويقول رحمه الله تعالى عند باب (ولا يحسبنّ الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله .. ) الآية
(قال الواحدي: أجمع المفسرون على أنها نزلت في مانعي الزكاة, وفي صحة هذا النقل نظر, فقد قيل: إنها نزلت في اليهود الذين كتموا صفة محمد {صلى الله عليه وسلم} قاله ابن جريج واختاره الزجاج, وقيل فيمن يبخل بالنفقة في الجهاد وقيل على العيال وذي الرحم المحتاج.
نعم, الأول هو الراجح وإليه أشار البخاري) 8/ 230
ويقول الإمام العيني - رحمه الله - في عمدة القاري عند باب (قول الله تعالى {وَصَلَّ عَلَيْهِمْ}): (واتفق المفسرون على أن المراد بالصلاة هنا الدعاء, ومعناه: ادع لهم واستغفر) 22/ 295
ويقول ابن عبد البر رحمه الله في التمهيد: (ومن الدلائل على أن الإيمان قول وعمل كما قالت الجماعة والجمهور قول الله عز وجل {وما كان الله ليضيع إيمانكم} ولم يختلف المفسرون أنه أراد صلاتكم إلى بيت المقدس) 9/ 245
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[09 Dec 2006, 08:46 م]ـ
للفائدة
رسالة الإجماع في التفسير للدكتور محمد بن عبدالعزيز الخضيري
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[09 Dec 2006, 08:57 م]ـ
الأخ عبد الله العلي
هل رسالة الدكتور الخضيري في إجماعات المفسرين من خلال كتبهم؟؟
أم هي من خلال كتب غيرهم من شراح كتب السنة ومصنفات الفقهاء؟؟
أم من الجميع؟؟
ـ[أبو العالية]ــــــــ[10 Dec 2006, 11:10 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
جزاك الله خيراً أخي الكريم محمود وفتح الله عليك
أنتظر جواب أخي الكريم الشيخ عمر وفقه الله.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[10 Dec 2006, 02:03 م]ـ
بل اختار ستة من كتب التفسير واقتصر عليها.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[07 Mar 2007, 12:16 ص]ـ
من الإجماعات التي وقفت عليها في هذا الباب، قول العز بن عبدالسلام ـ رحمه الله ـ في كتابه القيم (القواعد الكبرى) 2/ 382:
(وأجمع المفسرون على أن المراد بالبالغة الحلقوم ـ التي ترجع إلى الجسد ـ: روح الإنسان) انتهى.
تنبيه:
هذا الكلام ساقط من بعض الطبعات للكتاب،وهو مستدرك في الطبعة التي حقهها: د. نزيه حماد،ود. عثمان جمعة ضميرية ـ جزاهما الله خيراً ـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[07 Mar 2007, 05:48 م]ـ
شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 97)
وَأَمَّا قَوْله عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّك لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْت وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاء وَهُوَ أَعْلَم بِالْمُهْتَدِينَ}
. فَقَدْ أَجْمَعَ الْمُفَسِّرُونَ عَلَى أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي أَبِي طَالِب. وَكَذَا نَقَلَ إِجْمَاعهمْ عَلَى هَذَا الزَّجَّاج وَغَيْره. وَهِيَ عَامَّة فَإِنَّهُ لَا يَهْدِي وَلَا يُضِلّ إِلَّا اللَّه تَعَالَى.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[07 Mar 2007, 05:49 م]ـ
عون المعبود - (ج 9 / ص 483)
وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي كِتَاب غَرِيب الْحَدِيث فِي قَوْله تَعَالَى {وَاَللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَة مِنْ نِسَائِكُمْ}: أَجْمَعَ الْمُفَسِّرُونَ أَنَّهُ الزِّنَا اِنْتَهَى.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[07 Mar 2007, 05:50 م]ـ
تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 81)
وَقَالَ الْقَارِي: أَجْمَعَ الْمُفَسِّرُونَ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِصَاحِبِهِ فِي الْآيَةِ يَعْنِي قَوْلَهُ تَعَالَى {ثَانِيَ اِثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} هُوَ أَبُو بَكْرٍ، وَقَدْ قَالُوا مَنْ أَنْكَرَ صُحْبَةَ أَبِي بَكْرٍ كَفَرَ لِأَنَّهُ أَنْكَرَ النَّصَّ الْجَلِيَّ بِخِلَافِ صُحْبَةِ غَيْرِهِ مِنْ عُمَرَ أَوْ عُثْمَانَ أَوْ عَلِيٍّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[07 Mar 2007, 05:52 م]ـ
شرح ابن بطال - (ج 13 / ص 383)
.... ولو كان من السنة طلاق الثلاث فى كلمة كما قال الشافعى لبطلت فائدة قوله تعالى: {لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا} [الطلاق: 1]، أجمع أهل التفسير أنه يعنى به الرجعة فى العدة، قالوا: وأى أمر يحدث بعد الثلاث، فدل أن الارتجاع لا يسوغ إلا فى المطلقة بدون الثلاث.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[07 Mar 2007, 05:58 م]ـ
فتح الباري لابن حجر - (ج 12 / ص 372)
بَاب: {وَإِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ}
قَوْلُهُ: (بَاب وَإِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ)
اِتَّفَقَ أَهْل التَّفْسِير عَلَى أَنَّ الْمُخَاطَب بِذَلِكَ الْأَوْلِيَاء، ذَكَرَهُ اِبْن جَرِير وَغَيْره.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 Mar 2007, 12:28 م]ـ
المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده - (ج 2 / ص 64)
(وقوله تعالى: (الحامِدونَ السائحونَ) قال الزجاج: السائحونَ في قول أهل التفسير واللغة جميعا، الصائمون، قال: ومذهب الحسن أنهم الذين يصومون الفرض، وقيل: أنهم الذين يديمون الصيام، وهو مما في الكتب الأول، وقيل إنما قيل للصائم سائح لأن الذي يسيح متعبدا، يسيح ولا زاد معه، إنما يطعم إذا وجد الزاد.)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[09 Mar 2007, 10:08 م]ـ
في الزواجر عن اقتراف الكبائر 2/ 53:
وقَوْله تَعَالَى: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ} إلَخْ إذْ الْمُنَاظَرَةُ إنَّمَا كَانَتْ فِي الْمَيْتَةِ بِإِجْمَاعِ الْمُفَسِّرِينَ لَا فِي ذَبِيحَةِ تَارِكِ التَّسْمِيَةِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ.(/)
مواعظ المفسرين (6 - 15/ 15) [بقية الحلقات]
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[05 Dec 2006, 02:58 م]ـ
الحلقة السادسة
قال العلامة السعدي في تعليقه على الآيات التي ذكرت فيها صفات عباد الرحمن في آخر سورة الفرقان:
(وإذا استقرأنا حالهم وصفاتهم عرفنا من هممهم وعلو مرتبتهم أنهم لا تقر أعينهم حتى يروهم مطيعين لربهم، عالمين عاملين، وهذا كما أنه دعاء لأزواجهم وذرياتهم في صلاحهم، فإنه دعاء لأنفسهم؛ لأن نفعه يعود عليهم؛ ولهذا جعلوا ذلك هبة لهم فقالوا: "هَبْ لَنَا" بل دعاؤهم يعود إلى نفع عموم المسلمين؛ لأن صلاح من ذكر يكون سببا لصلاح كثير ممن يتعلق بهم وينتفع بهم ...
ولهذا، لما كانت هممهم ومطالبهم عالية كان الجزاء من جنس العمل فجازاهم بالمنازل العاليات فقال: "أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا" أي: المنازل الرفيعة والمساكن الأنيقة الجامعة لكل ما يشتهى وتلذه الأعين، وذلك بسبب صبرهم نالوا ما نالوا، كما قال تعالى: "وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ" ولهذا قال هنا "وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا" من ربهم ومن ملائكته الكرام ومن بعضهم على بعض ويسلمون من جميع المنغصات والمكدرات.
والحاصل: أن الله وصفهم بالوقار والسكينة والتواضع له ولعباده وحسن الأدب والحلم وسعة الخلق والعفو عن الجاهلين والإعراض عنهم ومقابلة إساءتهم بالإحسان وقيام الليل والإخلاص فيه، والخوف من النار والتضرع لربهم أن ينجيهم منها وإخراج الواجب والمستحب من النفقات والاقتصاد في ذلك - وإذا كانوا مقتصدين في الإنفاق الذي جرت العادة بالتفريط فيه أو الإفراط، فاقتصادهم وتوسطهم في غيره من باب أولى- والسلامة من كبائر الذنوب والاتصاف بالإخلاص لله في عبادته والعفة عن الدماء والأعراض والتوبة عند صدور شيء من ذلك، وأنهم لا يحضرون مجالس المنكر والفسوق القولية والفعلية ولا يفعلونها بأنفسهم وأنهم يتنزهون من اللغو والأفعال الردية التي لا خير فيها، وذلك يستلزم مروأتهم وإنسانيتهم وكمالهم ورفعة أنفسهم عن كل خسيس قولي وفعلي، وأنهم يقابلون آيات الله بالقبول لها والتفهم لمعانيها والعمل بها، والاجتهاد في تنفيذ أحكامها، وأنهم يدعون الله تعالى بأكمل الدعاء، في الدعاء الذي ينتفعون به، وينتفع به من يتعلق بهم، وينتفع به المسلمون من صلاح أزواجهم وذريتهم، ومن لوازم ذلك سعيهم في تعليمهم ووعظهم ونصحهم لأن من حرص على شيء ودعا الله فيه لا بد أن يكون متسببا فيه، وأنهم دعوا الله ببلوغ أعلى الدرجات الممكنة لهم وهي درجة الإمامة والصديقية.
فلله ما أعلى هذه الصفات وأرفع هذه الهمم وأجل هذه المطالب، وأزكى تلك النفوس، وأطهر تلك القلوب، وأصفى هؤلاء الصفوة، وأتقى هؤلاء السادة"
ولله، فضل الله عليهم ونعمته ورحمته التي جللتهم، ولطفه الذي أوصلهم إلى هذه المنازل.
ولله، منة الله على عباده أن بين لهم أوصافهم، ونعت لهم هيئاتهم وبين لهم هممهم، وأوضح لهم أجورهم، ليشتاقوا إلى الاتصاف بأوصافهم، ويبذلوا جهدهم في ذلك، ويسألوا الذي من عليهم وأكرمهم الذي فضله في كل زمان ومكان، وفي كل وقت وأوان، أن يهديهم كما هداهم ويتولاهم بتربيته الخاصة كما تولاهم.
فاللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث، ولا حول ولا قوة إلا بك، لا نملك لأنفسنا نفعا ولا ضرا ولا نقدر على مثقال ذرة من الخير إن لم تيسر ذلك لنا، فإنا ضعفاء عاجزون من كل وجه.
نشهد أنك إن وكلتنا إلى أنفسنا طرفة عين وكلتنا إلى ضعف وعجز وخطيئة، فلا نثق يا ربنا إلا برحمتك التي بها خلقتنا ورزقتنا وأنعمت علينا بما أنعمت من النعم الظاهرة والباطنة وصرفت عنا من النقم، فارحمنا رحمة تغنينا بها عن رحمة من سواك فلا خاب من سألك ورجاك) انتهى.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[05 Dec 2006, 03:03 م]ـ
الحلقة السابعة
قال العلامة الطاهر ابن عاشور: في تفسيره لقول الله تعالى: "فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ" [عبس: 33 - 37].
(يُتْبَعُ)
(/)
(وكون أقرب الناس للإِنسان يفرّ منهم يقتضي هولَ ذلك اليوم بحيث إذا رأى ما يحل من العذاب بأقرب الناس إليه توهم أن الفرار منه يُنْجِيه من الوقوع في مثله، إذ قد علم أنه كان مماثلاً لهم فيما ارتكبوه من الأعمال، فذكرت هنا أصنافٌ من القرابة، فإن القرابة آصرة تكون لها في النفس معزة وحرص على سلامة صاحبها وكرامته. والألف يحدث في النفس حرصاً على الملازمة والمقارنة. وكلا هذين الوجدانين يصد صاحبه عن المفارقة فما ظنك بهول يغْشَى على هذين الوجدانين فلا يَترك لهما مجالاً في النفس.
ورتبت أصناف القرابة في الآية حسب الصعود من الصنف إلى من هو أقوى منه تدرجاً في تهويل ذلك اليوم.
فابتدئ بالأخ لشدة اتصاله بأخيه من زمن الصبا فينشأ بذلك إلف بينهما يستمر طول الحياة، ثم ارتُقي من الأخ إلى الأبوين وهما أشد قرباً لابْنيهما، وقدمت الأم في الذكر لأن إلْفَ ابنها بها أقوى منه بأبيه وللرعي على الفاصلة، وانتقل إلى الزوجة والبنين وهما مُجتمع عائلة الإِنسان وأشد الناس قرباً به وملازمة.
وأطنب بتعداد هؤلاء الأقرباء دون أن يقال: يوم يفر المرء من أقرب قرابته مثلاً لإحضار صورة الهول في نفس السامع.
وكل من هؤلاء القرابة إذا قدرتَه هو الفارّ كان مَن ذُكر معه مفروراً منه، إلا قولَه: (وصاحبته) لظهور أن معناه: والمرأةِ من صاحبها، ففيه اكتفاء، وإنما ذُكرتْ بوصف الصاحبة الدال على القرب والملازمة دون وصف الزوج لأن المرأة قد تكون غير حسنة العشرة لزوجها فلا يكون فراره منها كناية عن شدة الهول فذكر بوصف الصاحبة.
والأقرب أن هذا فرار المؤمن من قرابته المشركين خشية أن يؤاخذ بتبعتهم إذ بَقوا على الكفر.
وتعليق جار الأقرباء بفعل: (يفر المرء) يقتضي أنهم قد وقعوا في عذاب يخشون تعديه إلى من يتصل بهم.
وقد اجتمع في قوله: (يوم يفر المرء من أخيه) إلى آخره أبلغ ما يفيد هول ذلك اليوم بحيث لا يترك هوله للمرء بقية من رشده فإن نفس الفرار للخائف مسبة فيما تعارفوه لدلالته على جبن صاحبه وهم يتعيرون بالجبن وكونَه يترك أعز الأعزة عليه مسبة عظمى) (1) انتهى.
________________________________
(1) "التحرير والتنوير" (30/ 119).
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[05 Dec 2006, 03:05 م]ـ
الحلقة الثامنة
قال الزمخشري ـ رحمه الله ـ في تفسيره لقول الله تعالى: (وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ).
القطران: هو ما يتحلب من شجر يسمى الأبهل فيطبخ، فتهنأ به الإبل الجربى:
فيحرق الجرب بحرّه وحدّته، والجلد، وقد تبلغ حرارته الجوف.
ومن شأنه أن يسرع في اشتعال النار، وقد يستسرج به.
وهو أسود اللون.
منتن الريح.
فتطلى به جلود أهل النار، حتى يعود طلاؤه لهم كالسرابيل، وهي القمص؛ لتجتمع عليهم الأربع:
لذع القطران،
وحرقته،
وإسراع النار في جلودهم،
واللون الوحش،
ونتن الريح،
على أن التفاوت بين القطرانين، كالتفاوت بين النارين.
وكل ما وعده الله أو وعد به في الآخرة، فبينه وبين ما نشاهد من جنسه ما لا يقادر قدره، وكأن ما عندنا منه إلا الأسامي والمسميات، فبكرمه الواسع نعوذ من سخطه، ونسأله التوفيق فيما ينجينا من عذابه).
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[05 Dec 2006, 03:45 م]ـ
الحلقة التاسعة
قال العلامة الطاهر ابن عاشور: في تفسيره (3/ 218) لقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [سورة آل عمران: 130].
(وحكمة تحريم الرّبا هي قصد الشَّريعة حملَ الأمَّة على مواساة غنيِّها محتاجَها احْتياجاً عارضاً موقّتاً بالقرض، فهو مرتبة دون الصدقة، وهو ضرب من المواساة إلا أن المواساة منها فرض كالزكاة، ومنها ندب كالصّدقة والسلفِ، فإن انتدب لها المكلّف حرّم عليه طلب عوض عنها، وكذلك المعروف كُلّه، وذلك أن العادة الماضية في الأمم، وخاصّة العرب، أنّ المرء لا يتداين إلاّ لضرورة حياته، فلذلك كان حقّ الأمَّة مواساته. والمواساة يظهر أنَّها فرض كفاية على القادرين عليها، فهو غير الَّذي جاء يريد المعاملة للربح كالمتبايعيْن
(يُتْبَعُ)
(/)
والمتقارضين: للفرق الواضح في العرف بين التعامل وبين التداين، إلاّ أن الشرع ميّز هاته الواهي بعضها عن بعض بحقائقها الذاتية، لا باختلاف أحوال المتعاقدين، فلذلك لم يسمح لصاحب المال في استثماره بطريقة الرّبا في السلف، ولو كان المستسلف غير محتاج، بل كان طالبَ سعة وإثراءٍ بتحريك المال الَّذي يتسلّفه في وجوه الربح والتجارة ونحو ذلك، وسمَح لصاحب المال في استثماره بطريقة الشركة والتِّجارة ودين السَّلَم، ولو كان الرّبح في ذلك أكثر من مقدار الرّبا تفرقة بين المناهي الشرعية.
ويمكن أن يكون مقصد الشريعة من تحريم الرّبا البعد بالمسلمين عن الكسل في استثمار المال، وإلجاؤهم إلى التشارك والتعاون في شؤون الدنيا، فيكون تحريم الرّبا، ولو كان قليلاً، مع تجويز الربح من التِّجارة والشركات، ولو كان كثيراً تحقيقاً لهذا المقصد.
ولقد قضى المسلمون قروناً طويلة لم يروا أنفسهم فيها محتاجين إلى التعامل بالرّبا، ولم تكن ثروتهم أيّامئذ قاصرة عن ثروة بقية الأمم في العالم، أزمان كانت سيادة العالم بيدهم، أو أزمان كانوا مستقلّين بإدارة شؤونهم، فلمَّا صارت سيادة العالم بيد أمم غير إسلامية، وارتبط المسلمون بغيرهم في التِّجارة والمعاملة، وانتظمت سوق الثَّروة العالمية على قواعد القوانين الَّتي لا تتحاشى المراباة في المعاملات، ولا تعْرف أساليب مواساة المسلمين، دهش المسلمون، وهم اليوم يتساءلون، وتحريم الربا في الآية صريح، وليس لما حرّمه الله مبيح. ولا مخلص من هذا المضيق إلا أن تجعل الدول الإسلامية قوانين مالية تُبنى على أصول الشريعة في المصارف، والبيوع، وعقود المعاملات المركبة من رؤوس الأموال وعمل العمّال. وحوالات الديون ومقاصّتها وبيعها. وهذا يقضي بإعمال أنظار علماء الشريعة والتدارس بينهم في مجمع يحوي طائفة من كلّ فرقة كما أمر الله تعالى).
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[05 Dec 2006, 03:46 م]ـ
الحلقة العاشرة
قال العلامة الشنقيطي: في تفسيره (3/ 412) لقوله تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) [الإسراء:9].
(ومن هدي القرآن للتي هي أقوم - هديه إلى حل المشاكل العالمية بأقوم الطرق وأعدلها. ونحن دائماً في المناسبات نبين هدي القرآن العظيم إلى حل ثلاث مشكلات، هي من أعظم ما يعانيه العالم في جميع المعمورة ممن ينتمي إلى الإسلام، - تنبيهاً بها على غيرها:
المشكلة الأولى: هي ضعف المسلمين في أقطار الدنيا في العدد والعدة عن مقاومة الكفار.
وقد هدى القرآن العظيم إلى حل هذه المشكلة بأقوم الطرق وأعدلها. فبين أن علاج الضعف عن مقاومة الكفار إنما هو بصدق التوجه إلى الله تعالى، وقوة الإيمان به والتوكل عليه. لأن الله قوي عزيز، قاهر لكل شيء. فمن كان من حزبه على الحقيقة لا يمكن أن يغلبه الكفار ولو بلغوا من القوة ما بلغوا.
فمن الأدلة المبينة لذلك: أن الكفار لما ضربوا على المسلمين ذلك الحصار العسكري العظيم في غزوة الأحزاب المذكور في قوله تعالى "إِذْ جَآءُوكُمْ مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأبصار وَبَلَغَتِ القلوب الحناجر وَتَظُنُّونَ بالله الظنونا هُنَالِكَ ابتلي المؤمنون وَزُلْزِلُواْ زِلْزَالاً شَدِيداً" [الأحزاب:10 - 11] كان علاج ذلك هو ما ذكرنا. فانظر شدة هذا الحصار العسكري وقوة أثره في المسلمين، مع أن جميع أهل الأرض في ذلك الوقت قاطعوهم سياسة واقتصاداً. فإذا عرفت ذلك فاعلم أن العلاج الذي قابلوا به هذا الأمر العظيم، وحلوا به هذه المشكلة العظمى، وهو ما بينه جلَّ وعلا (في سورة الأحزاب) بقوله: "وَلَمَّا رَأَى المؤمنون الأحزاب قَالُواْ هذا مَا وَعَدَنَا الله وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ الله وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً" [الأحزاب:22].
فهذا الإيمان الكامل، وهذا التسليم العظيم لله جلَّ وعلا، ثقةً به، وتوكلاً عليه، هو سبب حل هذه المشكلة العظمَى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد صرح الله تعالى بنتيجة هذا العلاج بقوله تعالى: {وَرَدَّ الله الذين كَفَرُواْ بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُواْ خَيْراً وَكَفَى الله المؤمنين القتال وَكَانَ الله قَوِيّاً عَزِيزاً وَأَنزَلَ الذين ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الكتاب مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرعب فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ الله على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً" [الأحزاب:25 - 27].
وهذا الذي نصرهم الله به على عدوهم ما كانوا يظنونه، ولا يحسبون أنهم ينصرون به وهو الملائكة والريح. قال تعالى: "ياأيها الذين آمَنُواْ اذكروا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ إِذْ جَآءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا" [الأحزاب:9].
ولما علم جلَّ وعلا من أهل بيعة الرضوان الإخلاص الكامل، ونوه عن إخلاصهم بالاسم المبهم الذي هو الموصول في قوله: "لَّقَدْ رَضِيَ الله عَنِ المؤمنين إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشجرة فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ" [الفتح:18]: أي من الإيمان والإخلاص - كان من نتائج ذلك ما ذكره الله جلَّ وعلا في قوله "وأخرى لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ الله بِهَا وَكَانَ الله على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً" [الفتح:21] فصرح جلَّ وعلا في هذه الآية بأنهم لم يقدروا عليهان وأن الله جلَّ وعلا أحاط بها فأقدرهم عليها، وذلك من نتائج قوة إيمانهم وشدة إخلاصهم.
فدلت الآية على أن الإخلاص لله وقوة الأيمان به، هو السبب لقدرة الضعيف على القوي وغلبته له "كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةٍ كَثِيرَةً بِإِذْنِ الله والله مَعَ الصابرين" [البقرة:249]، وقوله تعالى في هذه الآية: "لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا" فعل في سياق النفي، والفعل في سياق النفي من صيغ العموم على التحقيق، كما تقرر في الأصول ...
فقوله: "لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا" في معنى لا قدرة لكم عليها، وهذا يعم سلب جميع أنواع القدرة؛ لأن النكرة في سياق النفي تدل على عموم السلب وشموله لجميع الأفراد الداخلة تحت العنوان. كما هو معروف في محله.
وبهذا تعلم أن جميع أنواع القدرة عليها مسلوب عنهم، ولكن الله جلَّ وعلا أحاط بها فأقدرهم عليها. لما علم من الإيمان والإخلاص في قلوبهم "وإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الغالبون" [الصافات:173].
المشكلة الثانية: هي تسليط الكفار على المؤمنين بالقتل والجراح وأنواع الإيذاء - مع أن المسلمين على الحق. والكفار على الباطل.
وهذه المشكلة استشكلها أصحاب النَّبي –صلى الله عليه وسلم-، فأفتى الله جل وعلا فيها، وبين السبب في ذلك بفتوى سماوية تتلى في كتابه جلَّ وعلا.
وذلك أنه لما وقع ما وقع بالمسلمين يوم أحد: فقتل عم رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وابن عمته، ومثل بهما، وقتل غيرهما من المهاجرين، وقتل سبعون رجلاً من الأنصار، وجرح –صلى الله عليه وسلم-، وشُقَّت شفته، وكسرت رباعيته، وشج –صلى الله عليه وسلم-.
استشكل المسلمون ذلك وقالوا: كيف يدال منا المشركون؟ ونحن على الحق وهم على الباطل؟! فأنزل الله قوله تعالى: "أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أنى هذا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ" [آل عمران:165].
وقوله تعالى: (قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ) فيه إجمال بينه تعالى بقوله: "وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ الله وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حتى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأمر وَعَصَيْتُمْ مِّن بَعْدِ مَآ أَرَاكُمْ مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخرة ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ" [آل عمران:152].
ففي هذه الفتوى السماوية بيان واضح. لأن سبب تسليط الكفار على المسلمين هو فشل المسلمين، وتنازعهم في الأمر، وعصيانهم أمره صلى الله عليه وسلم، وإرادة بعضهم الدنيا مقدماً لها على أمر الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد أوضحنا هذا في سورة «آل عمران» ومن عرف أصل الداء. عرف الدواء. كما لا يخفى) انتهى،وللحديث بقية.
(يُتْبَعُ)
(/)
المشكلة الثالثة: هي اختلاف القلوب الذي هو أعظم الأسباب في القضاء على كيان الأمة الإسلامية. لاستلزامه الفشل، وذهاب القوة والدوله. كما قال تعالى: "وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ" [الأنفال:46]، وقد أوضحنا معنى هذه الآية في سورة «الأنفال».
فترى المجتمع الإسلامي اليوم في أقطار الدنيا يضمر بعضهم لبعض العداوة والبغضاء، وإن جامل بعضهم بعضاً فإنه لا يخفى على أحد أنها مجاملة، وأن ما تنطوي عليه الضمائر مخالف لذلك.
وقد بين تعالى في سورة «الحشر» أن سبب هذا الداء الذي عَمت به البلوى إنما هو ضعف العقل. قال تعالى "تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شتى" [الحشر:14] ثم ذكر العلة لكون قلوبهم شتى بقوله: "ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ" [الحشر:14]. ولا شك أن داء ضعف العقل الذي يصيبه فيضعفه عن إدارك الحقائق، وتمييز الحق من الباطل، والنافع من الضار، والحسن من القبيح، لا دواء له إلا إنارته بنور الوحي. لأن نور الوحي يحيا به من كان ميتاً ويضيء الطريق للمتمسِّك به. فيريه الحق حقاً والباطل باطلاً، والنافع نافعاً، والضار ضاراً. قال تعالى: "أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي الناس كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظلمات لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا" [الأنعام:122]، وقال تعالى: "الله وَلِيُّ الذين آمَنُواْ يُخْرِجُهُمْ مِّنَ الظلمات إِلَى النور" [البقرة:257] ومن أخرج من الظلمات إلى النور أبصر الحق، لأن ذلك النور يكشف له عن الحقائق فيريه الحق حقاً، والباطل باطلاً، وقال تعالى: "أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً على وَجْهِهِ أهدى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ" [الملك:22]، وقال تعالى: "وَمَا يَسْتَوِي الأعمى والبصير وَلاَ الظلمات وَلاَ النور وَلاَ الظل وَلاَ الحرور وَمَا يَسْتَوِي الأحيآء وَلاَ الأموات" [فاطر:19 - 22]، وقال تعالى: "مَثَلُ الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً" [هود:24] الآية، إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن الإيمان يكسب الإنسان حياة بدلاً من الموت الذي كان فيه، ونوراً بدلاً من الظلمات التي كان فيها.
وهذا النور عظيم يكشف الحقائق كشفاً عظيماً. كما قال تعالى: "مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ المصباح فِي زُجَاجَةٍ الزجاجة كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يضياء وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ على نُورٍ يَهْدِي الله لِنُورِهِ مَن يَشَآءُ وَيَضْرِبُ الله الأمثال لِلنَّاسِ والله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلَيِمٌ" [النور:35]- ولما كان تتبع جميع ما تدل عليه هذه الآية الكريمة من هدي القرآن للتي هي اقوم - يقتضي تتبع جميع القرآن وجميع السنة لأن العمل بالسنة من هدي القرآن للتي هي أقوم. لقوله تعالى: "وَمَآ آتَاكُمُ الرسول فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فانتهوا" [الحشر:7] وكان تتبع جميع ذلك غير ممكن في هذا الكتاب المبارك، اقتصرنا على هذه الجمل التي ذكرنا من هدي القرآن للتي هي اقولم تنبيهاً بها على غيرها والعلم عند الله تعالى) انتهى كلامه.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[05 Dec 2006, 03:48 م]ـ
الحلقة الحادية عشرة
قال الشوكاني ـ رحمه الله ـ في تفسيره ـ "فتح القدير" (1/ 154) ـ لقوله تعالى: "وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ" (145):
وقوله: "وَلَئِنِ اتبعت أَهْوَاءهُم" إلى آخر الآية، فيه من التهديد العظيم، والزجر البليغ ما تقشعرّ له الجلود، وترجف منه الأفئدة!
وإذا كان الميل إلى أهوية المخالفين لهذه الشريعة الغراء، والملة الشريفة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي هو سيد ولد آدم - يوجب عليه أن يكون - وحاشاه - من الظالمين، فما ظنك بغيره من أمته، وقد صان الله هذه الفرقة الإسلامية بعد ثبوت قدم الإسلام، وارتفاع مناره عن أن يميلوا إلى شيء من هوى أهل الكتاب، ولم تبق إلا دسيسة شيطانية، ووسيلة طاغوتية، وهي ميل بعض من تحمل حجج الله إلى هوى بعض طوائف المبتدعة، لما يرجوه من الحطام العاجل من أيديهم، أو الجاه لديهم إن كان لهم في الناس دولة، أو كانوا من ذوي الصولة، وهذا الميل ليس بدون ذلك الميل، بل اتباع أهوية المبتدعة يشبه اتباع أهوية أهل الكتاب، كما يشبه الماءُ الماء، والبيضة البيضة، والتمرة التمرة؛ وقد تكون مفسدة اتباع أهوية المبتدعة أشدّ على هذه الملة من مفسدة اتباع أهوية أهل الملل، فإن المبتدعة ينتمون إلى الإسلام، ويظهرون للناس أنهم ينصرون الدين، ويتبعون أحسنه، وهم على العكس من ذلك، والضدّ لما هنالك، فلا يزالون ينقلون من يميل إلى أهويتهم من بدعة إلى بدعة، ويدفعونه من شنعة إلى شنعة، حتى يسلخوه من الدين، ويخرجوه منه، وهو يظنّ أنه منه في الصميم، وأن الصراط الذي هو عليه هو الصراط المستقيم، هذا إن كان في عداد المقصرين، ومن جملة الجاهلين، وإن كان من أهل العلم والفهم المميزين بين الحق، والباطل كان في اتباعه لأهويتهم ممن أضله الله على علم، وختم على قلبه، وصار نقمة على عباد الله، ومصيبة صبها الله على المقصرين؛ لأنهم يعتقدون أنه في علمه وفهمه لا يميل إلا إلى حق، ولا يتبع إلا الصواب، فيضلون بضلاله، فيكون عليه إثمه، وإثم من اقتدى به إلى يوم القيامة، نسأل الله اللطف، والسلامة، والهداية) انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[05 Dec 2006, 03:49 م]ـ
الحلقة الثانية عشرة
قال سيد قطب ـرحمه الله ـ في ظلال القرآن (2/ 683) في تعليقه على قوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا" [النساء:56 - 57].
(كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب) إنه مشهد لا يكاد ينتهي، مشهد شاخص متكرر، يشخص له الخيال، ولا ينصرف عنه! إنه الهول، وللهول جاذبية آسرة قاهرة!
والسياق يرسم ذلك المشهد ويكرره بلفظ واحد .. «كلما» .. ويرسمه كذلك عنيفاً مفزعاً بشطر جملة (كلما نضجت جلودهم)، ويرسمه عجيباً خارقاً للمألوف بتكملة الجملة (بدلناهم جلوداً غيرها) ..
ويجمل الهول الرهيب المفزع العنيف كله في جملة شرطية واحدة لا تزيد!
ذلك جزاء الكفر - وقد تهيأت أسباب الإيمان -وهو مقصود،وهو جزاء وفاق: (ليذوقوا العذاب) .. ذلك، أن الله قادر على الجزاء. حكيم في توقيعه: (إن الله كان عزيزاً حكيماً).
وفي مقابل هذا السعير المتأجج، وفي مقابل الجلود الناضجة المشوية المعذبة .. كلما نضجت بدلت؛ ليعود الاحتراق من جديد، ويعود الألم من جديد، في مقابل هذا المشهد المكروب الملهوف، نجد (الذين آمنوا وعملوا الصالحات) في جنات ندية: (تجري من تحتها الأنهار).
ونجد في المشهد ثباتاً وخلوداً مطمئناً أكيداً: (خالدين فيها أبداً) ونجد في الجنات والخلد الدائم أزواجاً مطهرة: (لهم فيها أزواج مطهرة) .. ونجد روح الظلال الندية؛ يرف على مشهد النعيم: (وندخلهم ظلاً ظليلاً).
تقابل كامل في الجزاء، وفي المشاهد، وفي الصور، وفي الإيقاع .. على طريقة القرآن في «مشاهد القيامة» ذات الإيحاء القوي النافذ العميق. انتهى.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[05 Dec 2006, 03:51 م]ـ
الحلقة الثالثة عشرة
قال سيد قطب -رحمه الله- في ظلال القرآن (1/ 172) في تعليقه على قوله تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" [البقرة:186].
(وقبل أن يمضي السياق في بيان أحكام تفصيلية عن مواعيد الصيام، وحدود المتاع فيه وحدود الإمساك. . نجد لفتة عجيبة إلى أعماق النفس وخفايا السريرة، نجد العوض الكامل، الحبيب، المرغوب عن مشقة الصوم، والجزاء المعجل على الاستجابة لله .. نجد ذلك العوض، وهذا الجزاء في القرب من الله، وفي استجابته للدعاء .. تصوره ألفاظ رفافة شفافة تكاد تنير: (وإذا سألك عبادي عني، فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان. فليستجيبوا لي، وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) ..
(فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) أية رقة؟ وأي انعطاف؟ وأية شفافية؟ وأي إيناس؟ وأين تقع مشقة الصوم ومشقة أي تكليف في ظل هذا الود؟ وظل هذا القرب؟ وظل هذا الإيناس؟ وفي كل لفظ في التعبير في الآية كلها تلك النداوة الحبيبة:
(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب، أجيب دعوة الداع إذا دعان) إضافة العباد إليه، والرد المباشر عليهم منه .. لم يقل: فقل لهم: إني قريب .. إنما تولى بذاته العلية الجواب على عباده بمجرد السؤال .. قريب .. ولم يقل أسمع الدعاء .. إنما عجل بإجابة الدعاء: "أجيب دعوة الداع إذا دعان .. ".
إنها آية عجيبة .. آية تسكب في قلب المؤمن النداوة الحلوة، والود المؤنس، والرضى المطمئن، والثقة واليقين .. ويعيش منها المؤمن في جناب رضيّ، وقربى ندية، وملاذ أمين وقرار مكين.
وفي ظل هذا الأنس الحبيب، وهذا القرب الودود، وهذه الاستجابة الوحية .. يوجه الله عباده إلى الاستجابة له، والإيمان به، لعل هذا أن يقودهم إلى الرشد والهداية والصلاح (فليستجيبوا لي، وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) فالثمرة الأخيرة من الاستجابة والإيمان هي لهم كذلك، وهي الرشد والهدى والصلاح، فالله غني عن العالمين) انتهى كلامه رحمه الله.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[05 Dec 2006, 03:52 م]ـ
الحلقة الرابعة عشرة
(يُتْبَعُ)
(/)
قال سيد قطب: في- (في ظلال القرآن - (1/ 523) -معلقاً على قول الله تعالى: "وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" [آل عمران:176 - 177].
[ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئاً يريد الله ألا يجعل لهم حظاً في الآخرة ولهم عذاب عظيم].
إنه يواسي النبي -صلى الله عليه وسلم- ويدفع عنه الحزن الذي يساور خاطره; وهو يرى المغالين في الكفر يسارعون فيه ويمضون بعنف واندفاع وسرعة كأنما هنالك هدف منصوب لهم يسارعون إلى بلوغه!
وهو تعبير مصور لحالة نفسية واقعية. فبعض الناس يرى مشتداً في طريق الكفر والباطل والشر والمعصية; كأنه يجهد لنيل السبق فيه! فهو يمضي في عنف واندفاع وحماسة كأن هناك من يطارده من الخلف أو من يهتف له من الإمام إلى جائزة تُنال!
وكان الحزن يساور قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حسرة على هؤلاء العباد; الذين يراهم مشمرين ساعين إلى النار وهو لا يملك لهم رداً وهم لا يسمعون له نذارة! وكان الحزن يساور قلبه كذلك لما يثيره هؤلاء المشمرون إلى النار المسارعون في الكفر من الشر والأذى يصيب المسلمين ويصيب دعوة الله وسيرها بين الجماهير التي كانت تنتظر نتائج المعركة مع قريش لتختار الصف الذي تنحاز إليه في النهاية .. فلما أسلمت قريش واستسلمت دخل الناس في دين الله أفواجا .. ومما لا شك فيه أنه كان لهذه الاعتبارات وقعها في قلب الرسول الكريم. فيطمئن الله رسوله -صلى الله عليه وسلم- ويواسي قلبه ويمسح عنه الحزن الذي يساوره.
وهؤلاء العباد المهازيل لا يبلغون أن يضروا الله شيئاً، والأمر في هذا لا يحتاج إلى بيان، إنما يريد الله سبحانه أن يجعل قضية العقيدة قضيته هو; وأن يجعل المعركة مع المشركين معركته هو،ويريد أن يرفع عبء هذه العقيدة وعبء هذه المعركة عن عاتق الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعاتق المسلمين جملة.
فالذين يسارعون في الكفر يحاربون الله وهم أضعف من أن يضروا الله شيئاً، وهم إذن لن يضروا دعوته، ولن يضروا حملة هذه الدعوة، مهما سارعوا في الكفر ومهما أصابوا أولياء الله بالأذى.
إذن لماذا يتركهم الله يذهبون ناجين وينتفشون غالبين وهم أعداؤه المباشرون؟
لأنه يدبر لهم ما هو أنكى وأخزى! (يريد الله ألا يجعل لهم حظاً في الآخرة).
يريد لهم أن يستنفدوا رصيدهم كله; وأن يحملوا وزرهم كله، وأن يستحقوا عذابهم كله، وأن يمضوا مسارعين في الكفر إلى نهاية الطريق!
(ولهم عذاب عظيم) ولماذا يريد الله بهم هذه النهاية الفظيعة؟ لأنهم استحقوها بشرائهم الكفر بالإيمان.
(إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئاً ولهم عذاب أليم) ولقد كان الإيمان في متناول أيديهم، دلائله مبثوثة في صفحات الكون وفي أعماق الفطرة، وأماراته قائمة في «تصميم» هذا الوجود العجيب وفي تناسقه وتكامله الغريب، وقائمة كذلك في «تصميم» الفطرة المباشرة، وتجاوبها مع هذا الوجود، وشعورها باليد الصانعة، وبطابع الصنعة البارعة ..
ثم إن الدعوة إلى الإيمان -بعد هذا كله- قائمة على لسان الرسل، وقائمة في طبيعة الدعوة وما فيها من تلبية الفطرة ومن جمال التناسق ومن صلاحية للحياة والناس ..
أجل كان الإيمان مبذولاً لهم فباعوه واشتروا به الكفر على علم وعن بينة، ومن هنا استحقوا أن يتركهم الله يسارعون في الكفر؛ ليستنفدوا رصيدهم كله ولا يستبقوا لهم حظاً من ثواب الآخرة.
ومن هنا كذلك كانوا أضعف من أن يضروا الله شيئاً، فهم في ضلالة كاملة ليس معهم من الحق شيء، ولم ينزل الله بالضلالة سلطاناً; ولم يجعل في الباطل قوة، فهم أضعف من أن يضروا أولياء الله ودعوته بهذه القوة الضئيلة الهزيلة مهما انتفشت ومهما أوقعت بالمؤمنين من أذى وقتي إلى حين!
(ولهم عذاب أليم) أشد إيلاماً -بما لا يقاس- مما يملكون إيقاعه بالمؤمنين من آلام!
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[05 Dec 2006, 03:54 م]ـ
الحلقة الخامسة عشرة
(يُتْبَعُ)
(/)
قال سيد قطب في ظلال القرآن معلقاً على قوله تعالى: (الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ [العنكبوت:1 - 3].
(إن الإيمان ليس كلمة تقال إنما هو حقيقة ذات تكاليف؛ وأمانة ذات أعباء؛ وجهاد يحتاج إلى صبر، وجهد يحتاج إلى احتمال. فلا يكفي أن يقول الناس: آمنا، وهم لا يتركون لهذه الدعوى، حتى يتعرضوا للفتنة فيثبتوا عليها ويخرجوا منها صافية عناصرهم خالصة قلوبهم، كما تفتن النار الذهب لتفصل بينه وبين العناصر الرخيصة العالقة به وهذا هو أصل الكلمة اللغوي، وله دلالته وظله وإيحاؤه، وكذلك تصنع الفتنة بالقلوب.
هذه الفتنة على الإيمان أصل ثابت، وسنة جارية، في ميزان الله سبحانه: (ولقد فتنا الذين من قبلهم، فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين).
والله يعلم حقيقة القلوب قبل الابتلاء؛ ولكن الابتلاء يكشف في عالم الواقع ما هو مكشوف لعلم الله، مغيب عن علم البشر؛ فيحاسب الناس –إذن- على ما يقع من عملهم لا على مجرد ما يعلمه سبحانه من أمرهم، وهو فضل من الله من جانب، وعدل من جانب، وتربية للناس من جانب، فلا يأخذوا أحداً إلا بما استعلن من أمره، وبما حققه فعله. فليسوا بأعلم من الله بحقيقة قلبه!
ونعود إلى سنة الله في ابتلاء الذين يؤمنون وتعريضهم للفتنة، حتى يعلم الذين صدقوا منهم، ويعلم الكاذبين.
إن الإيمان أمانة الله في الأرض، لا يحملها إلا من هم لها أهل وفيهم على حملها قدرة، وفي قلوبهم تجرد لها وإخلاص، وإلا الذين يؤثرونها على الراحة والدعة، وعلى الأمن والسلامة، وعلى المتاع والإغراء.
وإنها لأمانة الخلافة في الأرض، وقيادة الناس إلى طريق الله، وتحقيق كلمته في عالم الحياة، فهي أمانة كريمة؛ وهي أمانة ثقيلة؛ وهي من أمر الله يضطلع بها الناس؛ ومن ثم تحتاج إلى طراز خاص يصبر على الابتلاء.
ومن الفتنة أن يتعرض المؤمن للأذى من الباطل وأهله؛ ثم لا يجد النصير الذي يسانده ويدفع عنه، ولا يملك النصرة لنفسه ولا المنعة؛ ولا يجد القوة التي يواجه بها الطغيان. وهذه هي الصورة البارزة للفتنة، المعهودة في الذهن حين تذكر الفتنة. ولكنها ليست أعنف صور الفتنة، فهناك فتن كثيرة في صور شتى، ربما كانت أمر وأدهى:
هناك فتنة الأهل والأحباء الذين يخشى عليهم أن يصيبهم الأذى بسببه، وهو لا يملك عنهم دفعاً، وقد يهتفون به ليسالم أو ليستسلم؛ وينادونه باسم الحب والقرابة، واتقاء الله في الرحم التي يعرضها للأذى أو الهلاك، وقد أشير في هذه السورة إلى لون من هذه الفتنة مع الوالدين وهو شاق عسير.
وهناك فتنة إقبال الدنيا على المبطلين، ورؤية الناس لهم ناجحين مرموقين، تهتف لهم الدنيا، وتصفق لهم الجماهير، وتتحطم في طريقهم العوائق، وتصاغ لهم الأمجاد، وتصفو لهم الحياة، وهو مهمل منكر لا يحس به أحد، ولا يحامي عنه أحد، ولا يشعر بقيمة الحق الذي معه إلا القليلون من أمثاله الذين لا يملكون من أمر الحياة شيئاً.
وهنالك فتنة الغربة في البيئة والاستيحاش بالعقيدة، حين ينظر المؤمن فيرى كل ما حوله وكل من حوله غارقاً في تيار الضلالة؛ وهو وحده موحش غريب طريد.
وهناك فتنة من نوع آخر قد نراها بارزة في هذه الأيام، فتنة أن يجد المؤمن أمماً ودولاً غارقة في الرذيلة، وهي مع ذلك راقية في مجتمعها، متحضرة في حياتها، يجد الفرد فيها من الرعاية والحماية ما يناسب قيمة الإنسان. ويجدها غنية قوية، وهي مشاقة لله!
وهنالك الفتنة الكبرى، أكبر من هذا كله وأعنف، فتنة النفس والشهوة، وجاذبية الأرض، وثقلة اللحم والدم، والرغبة في المتاع والسلطان، أو في الدعة والاطمئنان، وصعوبة الاستقامة على صراط الإيمان والاستواء على مرتقاه، مع المعوقات والمثبطات في أعماق النفس، وفي ملابسات الحياة، وفي منطق البيئة، وفي تصورات أهل الزمان!
فإذا طال الأمد، وأبطأ نصر الله، كانت الفتنة أشد وأقسى، وكان الابتلاء أشد وأعنف، ولم يثبت إلا من عصم الله، وهؤلاء هم الذين يحققون في أنفسهم حقيقة الإيمان، ويؤتمنون على تلك الأمانة الكبرى، أمانة السماء في الأرض، وأمانة الله في ضمير الإنسان.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما بالله -حاشا لله- أن يعذب المؤمنين بالابتلاء، وأن يؤذيهم بالفتنة، ولكنه الإعداد الحقيقي لتحمل الأمانة، فهي في حاجة إلى إعداد خاص لا يتم إلا بالمعاناة العملية للمشاق؛ وإلا بالاستعلاء الحقيقي على الشهوات، وإلا بالصبر الحقيقي على الآلام، وإلا بالثقة الحقيقية في نصر الله أو في ثوابه، على الرغم من طول الفتنة وشدة الابتلاء.
والنفس تصهرها الشدائد فتنفي عنها الخبث، وتستجيش كامن قواها المذخورة فتستيقظ وتتجمع، وتطرقها بعنف وشدة فيشتد عودها ويصلب ويصقل، وكذلك تفعل الشدائد بالجماعات، فلا يبقى صامداً إلا أصلبها عوداً؛ وأقواها طبيعة، وأشدها اتصالاً بالله، وثقة فيما عنده من الحسنيين: النصر أو الأجر، وهؤلاء هم الذين يسلَّمون الراية في النهاية، مؤتمنين عليها بعد الاستعداد والاختبار.
وإنهم ليتسلمون الأمانة وهي عزيزة على نفوسهم بما أدوا لها من غالي الثمن؛ وبما بذلوا لها من الصبر على المحن؛ وبما ذاقوا في سبيلها من الآلام والتضحيات، والذي يبذل من دمه وأعصابه، ومن راحته واطمئنانه، ومن رغائبه ولذاته، ثم يصبر على الأذى والحرمان؛ يشعر ولا شك بقيمة الأمانة التي بذل فيها ما بذل؛ فلا يسلمها رخيصة بعد كل هذه التضحيات والآلام، فأما انتصار الإيمان والحق في النهاية فأمر تكفل به وعد الله.
وما يشك مؤمن في وعد الله، فإن أبطأ فلحكمة مقدرة، فيها الخير للإيمان وأهله، وليس أحد بأغير على الحق وأهله من الله!
وحسب المؤمنين -الذين تصيبهم الفتنة، ويقع عليهم البلاء- أن يكونوا هم المختارين من الله، ليكونوا أمناء على حق الله، وأن يشهد الله لهم بأن في دينهم صلابة فهو يختارهم للابتلاء ...
وأما الذين يفتنون المؤمنين، ويعملون السيئات، فما هم بمفلتين من عذاب الله ولا ناجين، مهما انتفخ باطلهم وانتفش، وبدا عليه الانتصار والفلاح، وعد الله كذلك وسنته في نهاية المطاف.
(أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا؟ ساء ما يحكمون!) فلا يحسبن مفسد أنه مفلت،ولا سابق، ومن يحسب هذا فقد ساء حكمه، وفسد تقديره، واختل تصوره، فإن الله الذي جعل الابتلاء سنة؛ ليمتحن إيمان المؤمن ويميز بين الصادقين والكاذبين؛ هو الذي جعل أخذ المسيئين سنة لا تتبدل ولا تتخلف ولا تحيد) انتهى.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[05 Dec 2006, 03:56 م]ـ
نرجو الله تعالى أن ينفعنا بالقرآن العظيم ..
وأن نكون أول المتعظين به،وأن لا يجعل حظنا منه الحفظ الحرفي فقط!!
ـ[نياف]ــــــــ[06 Dec 2006, 08:50 م]ـ
اللهم آمين
وبارك الله فيك وجزاك الله خيرا(/)
عهد وميثاق إياك نعبد
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[05 Dec 2006, 03:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأفاضل وصلني هذا البحث عبر البريد الإلكتروني ورأيت أن أضعه بين أيديكم لتقييمه فأنتم أهل الإختصاص وأنا أقدر رأيكم بارك الله فيكم وزادكم من فضله:
هذا هو نص البحث:
عهد و ميثاق إياك نعبد
بسم اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ.
أعظم سورة
• عن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال كنت أصلي فدعاني النبي صلى الله عليه و سلم فلم أجبه حتى صليت ثم أتيت فقال ما منعك أن تأتيني فقلت كنت أصلي فقال ألم يقل الله استجيبوا لله و للرسول إذا دعاكم ثم قال لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد فأخذ بيدي فلما أردنا أن نخرج قلت يا رسول الله إنك قلت لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قال الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني و القرآن العظيم الذي أوتيته.
• عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينما رسول صلى الله عليه و سلم جالس و عنده جبريل عليه السلام إذ سمع نقيضا من فوقه فرفع جبريل بصره إلى السماء فقال هذا باب فتح من السماء اليوم و لم يفتح قط إلا اليوم فنزل منه ملك فقال: هذا ملك نزل إلى الارض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم و قال: أبشر بنورين قد أوتيتهما و لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب و خواتيم البقرة لن تقرأ بحرف منها الا أعطيته.
• قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أربع أنزلت من كنز تحت العرش لم ينزل منه غيرهن أم الكتاب وآية الكرسي و خواتيم البقرة و الكوثر.
عظمة الفاتحة
لا صلاة بدون الفاتحة
- هي الكافية
- هي السبع المثاني
-هي أم الكتاب
- هي الشافية
- هي سورة الحمد
- هي سورة الرقية
– من كنز تحت العرش
- هي الصلاة بين العبد وربه
- فيها دعوة كل الانبياء و المرسلين (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)
- عدد قرائها يزداد و لا ينقص إلى ما شاء الله
- هى أكثر السور تلاوة بالليل و النهار إلى ما شاء الله
- نملأ مشارق الأرض ومغاربها في جميع الأوقات
- منذ أن نزلت و هى تقرأ على مدار اليوم وفي كل مكان إلى ما شاء الله
- ظاهرة ومهيمنة تفرض نفسها كحجة بما حوت من ميثاق عبودية (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) أخذه الله على العباد
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي و نصفها لعبدي و لعبدي ما سأل فإذا قال العبد الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ فيقول الله حمدني عبدي يقول العبد الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فيقول الله أثنى علي عبدي يقول العبد مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ فيقول الله مجدني عبدي يقول العبد إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ فيقول الله هذا بيني و بين عبدي ولعبدي ما سأل يقول العبد اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ فيقول الله هؤلاء لعبدي و لعبدي ما سأل.
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ عهد و ميثاق عبودية لله وحده
- هذا بيني و بين عبدي ولعبدي ما سأل – عهد و ميثاق عبودية لله وحده
- عقدعمل (شروط وحقوق وواجبات)
- عهد و ميثاق عبودية الطرف الاول هو الله و الطرف الثاني عبده المسلم وهوعهد و ميثاق عبودية لله بينك وبين الله وحده يذكرك به الله وتجدده و توقعه في صلواتك و يأخذه عليك ويحاسبك عليه وهذا العهد بالتوحيد و العبودية هو الأساس وهو دعوة كل الأنبياء و المرسلين
- وهذا العهد (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) أمانة " يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله و الرسول و تخونوا أماناتكم" و خيانة هذا العهد في ما نهى الله و رسوله عنه
- وعليك بالصدق مع عهد (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) فالصدق مع العهد يحفظه و يصونه و الصدق مع هذا العهد في ما أمر الله و رسوله به.
(يُتْبَعُ)
(/)
- فإن قلت (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) فكن رجلا و أصدُق فيها {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} (23) الأحزاب عاهدوا الله على (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) وصدقوا معه على هذا العهد. نَفَذوا عقد العمل حتى رضي الله عنهم في إياك نعبد و رضوا عنه على عون إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).
- " و الذين آمنوا أشد حبا لله" و من أحب الله حافظ و صان وصدق و أوفي بعهده {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (10) الفتح يعاهد الله على (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) ويوفى بهذا العهد - (هذا بيني و بين عبدي ولعبدي ما سأل) - أوفى بشروط عقد العمل و الجزاء أَجْرًا عَظِيمًا (على قدر ما تنفذ من عقد العمل سيكون الجزاء)
- {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (111) التوبة
- {الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ} (20) الرعد
- ولا عبودية بدون عبادة و لا عبادة بدون صلاة وأول صلاة هى صلاة الصبح
- فإن قرأت الفاتحة في صلاتك و قلت (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) فأنت تخاطب الله و هو السميع البصير بأنك تعاهده على توحيده و عبادته وهو على ما تقول شهيد ورقيب وكفيل. فكل إهمال و تكاسل عن بقية الصلوات خرق لعهد (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) الذي تقوله فهل عندما تقوله في صلاتك تكذب على الله و هو الشهيد و الرقيب و الكفيل عليك
- وهل يستقيم أن تقرأ الفاتحة في أي مناسبة (زواج أو جنازة أو ... ) وفيها عهد (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) ثم تنصرف بعدها لا تؤدي صلاة و لا تراعي حلالا أو حراما فهل عندما قرأتها كنت تكذب على الله و تخون عهده و هو الشهيد و الرقيب عليك ....... ، .. فاعمل على قدر استطاعتك أن تحافظ وتصون و تَصدُق و توفي بعهد إِيَّاكَ نَعْبُدُ في ما أمر الله به ونهى عنه، و أحرص كل ليلة على خواتيم البقرة ودعاء سيد لاستغفار "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما أستطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" ..... ، فالعبادة حقه الذي أوجبه عليك و الاستعانه طلب العون على العبادة وإذا التزمت العبودية أعانك عليها وكلما كان العبد أتم عبودة لله كانت الإعانة من الله له أعظم و كان فضل الله عليه أعظم بقدر عبوديته وطاعنه له ومن يحسن العبودية لله يحسن الله العطاء إليه {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} (36) الزمر وأكمل عبد عبودية لله هو محمد صلى الله عليه وسلم " و كان فضل الله عليك عظيما" و أنفع الدعاء هو سؤال العون على عبادته و طاعته و الصدق معه في (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)
- و أحرص على أن تدعو بعد كل صلاة دعاء معاذ بن جبل الذي أكرمه به رسول الله لحبه له ? اللهم أعني على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك?
- وإذا التزمت (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) فأحذر الصفات المناقضة للعبودية لله: الكبر و العجب و الرياء و السمعة و الحسد و الحقد و حب الجاه و المال العداوة و البغضاء و التذلل للأغنياء و إحتقار الفقراء و ترك الثقة بمجئ الرزق و خوف سقوط المنزلة من قلوب الخلق و الشح و البخل و طول الأمل و البطر و الغل و الغش و المباهاة و التصنع و المداهنة و القسوة و الفظاظة و الغلظة و الغفلة و الجفاء و الطيش و العجلة و الحدة و الحمية و ضيق الصدر وقلة الرحمة وقلة الحياء و ترك القناعة و حب الرياسة و طلب العلو و الانتصار للنفس إذا نالها
(يُتْبَعُ)
(/)
ذل وذهاب مَلك النفس إذا رُد عليه القول.
- أما إذا قرأت (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) في الصلاة أو في أي مناسبة ثم لم تحافظ وتوفي بعهده و لم تراعي الصفات المناقضة للعبودية أو تعمدت الوقوع فيها ولم تجد ثمرة لعبادتك و طاعتك و دعائك حلاوة و أمنا و سكينة و إجابة فراجع نفسك وانظر في أي مقام أنت من مقامات (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) و الله طيب لا يقبل الا الطيب من القول و الفعل والله غفور رحيم {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} (91) النحل
- {الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} (27) البقرة
- {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ} (83) البقرة
- {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} (40) البقرة
- {بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} (76) آل عمران
- {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (77) آل عمران
- {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (152) الأنعام
- {وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ} (102) الأعراف
- {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (111) التوبة {الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ} (20) الرعد
- {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} (91) النحل {وَلاَ تَشْتَرُواْ بِعَهْدِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً إِنَّمَا عِندَ اللّهِ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} (95) النحل
- {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً} (34) الإسراء
- {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} (8) المؤمنون
- {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} (60) يس
- {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} (23) الأحزاب
- {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (10) الفتح
- {وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (8) الحديد
- سر القرآن في الفاتحة و سر الفاتحة في (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) و سر (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) في الالتزام والاخلاص و الصدق في العبودية
- (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) كن يقظا و اتلوها حق تلاوتها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Dec 2006, 03:45 م]ـ
جزاك الله خيراً.
هذا الكلام الذي وصلكم بالبريد كلام صحيح، وفيه إظهار لمكانة إخلاص العبودية لله سبحانه وتعالى استنباطاً وانطلاقاً من هذه الآية العظيمة في سورة الفاتحة. والرسالة قيمة على ما فيها من أخطاء لغوية وإملائية هنا وهناك، فجزى الله كاتبها خيراً.
وقد توسع ابن القيم رحمه الله في كتابه (مدارج السالكين) في شرح منازل إياك نعبدوإياك نستعين، وفصل فيها تفصيلاً بديعاً، ورأيت تهذيباً جيداً في مجلد للأستاذ صالح الشامي لهذا الكتاب الذي طبع في ثلاثة مجلدات وهو تهذيب مركز موفق ينتفع به القارئ كثيراً.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Dec 2006, 10:15 م]ـ
جزاك الله تعالى خيراً أخي الفاضل وأستاذي الدكتور عبد الرحمن على ردك الكريم وبارك الله لك في علمك زادك علماً وفهماً بكتابه العزيز ونفع بك الإسلام والمسلمين، اللهم آمين.(/)
دعوة لحضور مناقشة رسالة ماجستير لعضو الملتقى الأخ الفاضل (أبو بيان) وفقه الله وبارك له
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Dec 2006, 08:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بعون الله وتوفيقه تقرر أن يكون يوم الأربعاء 22/ 11/1427هـ موعداً لمناقشة رسالة الماجستير التي تقدم بها الزميل الكريم نايف بن سعيد الزهراني (أبو بيان) بعنوان:
استدراكات السلف في التفسير في القرون الثلاثة الأولى - دراسة نقدية مقارنة
وستكون المناقشة في قاعة المناقشات بمبنى كلية الدعوة وأصول الدين, الساعة التاسعة صباحاً.
نسأل الله للشيخ نايف الزهراني التوفيق والسداد، وأن يجعل هذه الدرجة عوناً له على طاعة الله، والجد في طريق طلب هذا العلم الشريف.
ونحن نبارك في ملتقى أهل التفسير لأبي بيان هذه الدرجة مقدماً، ونبارك لأنفسنا في هذا الملتقى العلمي الذي يسعد كل يوم بحصول أحد منسوبيه على تقدير علمي يحسب لنا جميعاً فاللهم لك الحمد على فضلك وإحسانك، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً للإخلاص والبذل في سبيل نشر علم كتاب الله على الوجه اللائق به.
ـ[نياف]ــــــــ[06 Dec 2006, 08:51 م]ـ
نسأل الله للشيخ نايف الزهراني التوفيق والسداد، وأن يجعل هذه الدرجة عوناً له على طاعة الله، والجد في طريق طلب هذا العلم الشريف
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[07 Dec 2006, 12:05 ص]ـ
نسأل الله للشيخ الكريم نايف الزهراني التوفيق والسداد , ونبارك له مقدماً.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[07 Dec 2006, 06:07 ص]ـ
بارك الله لكَ وفيكَ أبا بيان وشرح صدرك وسدد مقالك وأثبت بالحق حجتك ... آآمييين
ـ[أبو العالية]ــــــــ[07 Dec 2006, 10:43 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
فتح الله عليه، ووفقه لكل خير، وجعل ذلك في ميزان حسناته.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[08 Dec 2006, 08:12 ص]ـ
مبارك للشيخ نايف الزهراني، ونسأل الله له التوفيق، والسداد، وأن يرزقه العلم النافع، والعمل الصالح.
ـ[نورة]ــــــــ[08 Dec 2006, 01:07 م]ـ
نسأل الله له من فيض فضله وإحسانه لطفا وعناية وتيسيرا
ومبارك له مقدما
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[08 Dec 2006, 01:15 م]ـ
أسأل الله لك التسديد والتوفيق أبا بيان، ولا تنسى الملتقى ـ بعد انتهائك بإذن الله ـ من طرح بعض أفكار الرسالة، وما قمت به من دراسة قيمة فيها.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[08 Dec 2006, 11:29 م]ـ
نسأل الله التوفيق والسداد للأخ الفاضل أبي بيان، وأن يتقبل منه عمله، ويجعله نافعا لنا وللمسلمين وأن يجعله عملا مباركا
ـ[طويلب]ــــــــ[12 Dec 2006, 06:00 م]ـ
نبارك للأخ الكريم نايف الزهراني ونسأل الله لنا وله العلم النافع والعمل الصالح
ـ[الراية]ــــــــ[12 Dec 2006, 08:17 م]ـ
مبارك للشيخ نايف الزهراني، ونسأل الله له التوفيق، والسداد، وأن يرزقه العلم النافع، والعمل الصالح.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Dec 2006, 03:44 م]ـ
بفضل الله وتوفيقه نوقشت الرسالة صباح هذا اليوم الأربعاء 22/ 11/1427هـ، وقد أوصت اللجنة بمنح الباحث درجة الماجستير بامتياز، ولله الحمد.
أسأل الله أن يبارك لأخي أبي بيان في العلم، وأن يجعلها عوناً له على طاعة الله.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[13 Dec 2006, 03:53 م]ـ
اسال الله تعالى ان يبارك له فيما اعطاه وان ينفعه ويرفعه وينفع به
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[13 Dec 2006, 05:09 م]ـ
مبارك للأخ نايف، فقد اجتاز برتبة امتياز، جعلها الله عونًا على طاعته.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[13 Dec 2006, 07:07 م]ـ
الحمد لله الذي وفق أخانا الحبيب نايف، ونسأله تعالى أن ينال ما فوق الامتياز في الآخرة يوم يلقى الله، وأن ينفع به وبعمله، وإلى الأمام دائما نحو تقدم علمي مزهر
ـ[نورة]ــــــــ[13 Dec 2006, 08:46 م]ـ
أَسْعَدَنَا نَبَأُ الْمَوْهِبَةِ الْمُتَجَدِّدَةِ لَدَيْكُمْ، وَالنِّعْمَةِ الُْمُسْبَغَةِ عَلَيْكُمْ
فَهَنِيئَاً لَكُمْ هَذِهِ الْمَنْزِلَةِ الْمَنِيفَةِ، وَالرُّتْبَةِ الشَّرِيفَةِ
وَلْتَكُنْ مَدْرَجَةً تَرْتَقِي مِنْهَا إِلَى مَدَارِجَ، وَمَعْرَجَةً تَرْتَفِعُ فِيهَا إِلَى مَعَارِجَ
وَاللهُ تَعَالَى يَزِيدُكُمْ عُلُوَّاً، وَيُضَاعِفُ مَحَلَّكُمْ سُمُوَّاً، ويَنْفَعُ بِكُمْ الإِسْلامَ وَالْمُسْلِمِينَ.
إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[13 Dec 2006, 09:17 م]ـ
مبارك يا أبا بيان، ونسأل الله تعالى أن يجعل هذه الدرجة العلمية عونا لكم على
طاعة الله .... كما نسأله - سبحانه وتعالى - أن ينفع بكم وبعلمكم .... اللهم آمين.
ـ[أبو الجود]ــــــــ[13 Dec 2006, 09:27 م]ـ
نسأل الله لأخينا التوفيق والخير والرشاد وأن يجعل رسالته في ميزان الحسنات والله يوفقه ويرعاه
ـ[محمد بن زايد المطيري]ــــــــ[14 Dec 2006, 07:37 ص]ـ
أخي أبو بيان مبارك هذا النجاح الباهر , أسأل الله الكريم بفضله أن يسبغ عليك نعمه , وأن يديم عليك فضله , وأن يكتب للبحث والباحث النفع في الدنيا والأخرى.
أخوك: العتيق
يوم الخميس 23/ 11/1427هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[غانم الغانم]ــــــــ[14 Dec 2006, 07:49 ص]ـ
مبارك يا أبا بيان، وأسأل الله تعالى أن ينفع بكم.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[14 Dec 2006, 02:12 م]ـ
الحمد لله على فضله وتيسيره, وأشكر من أعماق قلبي جميع إخوتي وأحبتي في هذا الملتقى المبارك, وأخص منهم من أسعدني بحضوره للمناقشة, وكلَّ من شرفني بدعوة وتهنئة في هذا الموضوع, ووالله لفرحتي بدعواتكم ومشاعركم لتعدل عندي أسعد اللحظات, وأنا أبارك لنفسي ما نلته من فضائلكم وفوائدكم بارك الله فيكم.
وأسأل الله تعالى أن يسعدنا بالقبول, وامتثالاً لطلب أخينا وحبيبنا الشيخ مساعد الطيار, سأعرض لبعض المباحث والفوائد من الرسالة, ولكن بطريقة مبتكرة يستمتع بها ويستفيد منها الجميع, وفي موضوع مستقل بإذن الله تعالى.
ـ[محمد الحوري]ــــــــ[14 Dec 2006, 03:43 م]ـ
نسأل الله أن يعينكم، ويلهمكم الثبات والسداد، وأن ينفع بكم وبعلمكم، ونبارك لكم مقدما
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Dec 2006, 04:55 م]ـ
أبارك لأخي الحبيب أبي بيان الزهراني، وأسأل الله لي وله التوفيق، كما أسأله أن يجعل ما حصل عليه عونا له على طاعة الله تعالى.
ـ[عيسى الدريبي]ــــــــ[15 Dec 2006, 01:57 م]ـ
مبارك لاخينا ابي بيان حصوله على الدرجة، نفع الله به،وقد اطلعت على بعض مباحث الرسالة ولذا اتمنى من الشيخ نايف المسارعة في نشرها في اقرب وقت،لانه إذا بعد الوقت_كما جربنا_ سينشغل بغيرها.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[15 Dec 2006, 02:23 م]ـ
أبارك لأخي وزميلي الأستاذ نايف بن سعيد الزهراني حصوله على درجة الماجستير، وعقبال الدكتوراه، ومزيدا من التوفيق في حياته العلمية.
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[19 Dec 2006, 02:27 م]ـ
أبارك للأخ الفاضل أبي بيان، الذي عرفناه بحسن فوائده ولطيف أدبه ولما نره، ولعل ذلك يكون قريبا.
وأسأل الله للجميع التوفيق والمزيد من الفتح في فهم كتابه والفقه في تأويله.
وأعتذر عن التأخر، والسلام عليكم
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[21 Dec 2006, 02:27 ص]ـ
ألف مبروك ونسأل الله أن ينفع برسالته الإسلام والمسلمين
ـ[خالد بن سليمان العويشق]ــــــــ[23 Dec 2006, 09:43 م]ـ
ألف مبروك، والعقبى للدكتوراه.
واكرر دعوة شيخنا د. مساعد الطيّار بطرح بعض الأفكار والفوائد التي توصلتم إليها في هذا الملتقى المبارك.(/)
قال المفسرون ...
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[07 Dec 2006, 03:44 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه واتبع هداه إلى يوم الدين ..
وبعد/
فهذا تساؤل ورد على ذهني بعد مطالعتي لموضوع فضيلة الدكتور/ عمر المقبل حول إجماعات المفسرين التي ينقلها غيرهم ..
والسؤال:
هل ما يقوله بعض المحققين من شراح السنة ومصنفي كتب الفقه وغيرهم بعبارات مثل: (قاله المفسرون - قال المفسرون كذا - فسره المفسرون بكذا -وذهب المفسرون إلى كذا)
تعتبر نقلاً للإجماع من المفسرين على هذا القول أم لا؟؟(/)
دعوة لحضور اللقاء العلمي بعنوان (التقنية في خدمة الدراسات القرآنية - 1)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[09 Dec 2006, 11:53 ص]ـ
دعوة لحضور اللقاء العلمي بعنوان (التقنية في خدمة الدراسات القرآنية - 1)
يسر الجمعية العلمية دعوتكم لحضور اللقاء العلمي الثاني، الذي تنظمه الجمعية في مدينة الرياض تحت عنوان: التقنية في خدمة الدراسات القرآنية 1
الموعد: مساء يوم الخميس 23/ 11/1427هـ الموافق 14/ 12/2006م.
الوقت: بعد صلاة المغرب مباشرة.
المكان: بقاعة عبدالله النعيم بمركز الأمير سلمان الاجتماعي على طريق الملك عبدالله بالرياض.
وسيشارك في هذا اللقاء:
1 - د. عبدالرحمن بن معاضة الشهري (عضو مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم، والأستاذ المساعد بكلية التربية بجامعة الملك سعود) بموضوع (مواقع الدراسات القرآنية على الانترنت) وذلك بعد صلاة المغرب مباشرة.
2 - د. سعود العقيل (رئيس قسم أصول الدين بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالأحساء) بموضوع (برمَجيات تُهِمُّ الباحثين في كتابة البحوث) وذلك بعد صلاة العشاء مباشرة.
ثم يتناول الجميع طعام العشاء.
*ملحوظة: احضر جهازك المحمول،أو هاردسك خارجي لتحميل بعض البرامج التي تنفعك في البحث العلمي.
للاستفسار
ج / 0555462381
ت / 2582695 01
رابط الجمعية: http://www.alquran.org.sa/news.php?id=37
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[09 Dec 2006, 02:15 م]ـ
أحسن الله إليكم أبا عبد الملك ونفع بدعوتكم ...
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[09 Dec 2006, 03:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل ـ حفظكم الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، نرجو من الإخوة الأفاضل تمكين رواد الموقع من الاطلاع على عروض هذه التظاهرة العلمية، مع تنزيل البرامج التي تهم الباحثين.
جزاكم الله خيرا.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[09 Dec 2006, 11:27 م]ـ
هل الدعوة عامة؟ أم خاصة لأصحاب (د) وماإليها؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[10 Dec 2006, 12:21 ص]ـ
الدعوة عامة عامة يا صاحبي الفاضل.
ـ[العيدان]ــــــــ[10 Dec 2006, 07:25 ص]ـ
بارك الله في جهودكم ..
و هل الدعوة عامة للرجال و للنساء أو للرجال خاصة؟ ...
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[10 Dec 2006, 02:05 م]ـ
أولاً: كان هناك صعوبة في تحضير مكان النساء، فلم نتمكن من ذلك مع المركز المستضيف، لذا لا يمكن حضورهن.
ثانيًا: ستقوم الجمعية بتصوير هذه اللقاءات وتنزيلها على أقراص مدمجة لتتم الاستفادة منها على نطاق واسع، ولعنا نتمكن من إنزالها أيضًا على موقعنا هذا، إن شاء الله.
ولا يفوتني في هذا المقام شكر القائمين على مركز الأمير سلمان لاستضافتهم لهذه المحاضرات، واستعدادهم لها بما يلزمها، والله الموفق.
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[11 Dec 2006, 01:37 ص]ـ
خبر جميل
كم مدة هذا الملتقى؟؟؟
هل هو ليوم واحد فقط؟؟؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[11 Dec 2006, 02:51 ص]ـ
الدكتور يحيى حفظك الله
البرنامج يبدأ من مغرب يوم الخميس، وينتهي بانتهاء تناول طعام العشاء من الليلة نفسها، وهذا مقصود، لكي لا يثقل على الذين سيحضرون من خارج مدينة الرياض، وأسأل الله أن ييسر أمر هذه اللقاءات.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[11 Dec 2006, 06:38 ص]ـ
د. مساعد هل سيصور في الفديو لمن لا يستطيع الحضور نرجو ذلك
فالأكثر ليسوا في الرياض
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[11 Dec 2006, 04:54 م]ـ
أرجو ذلك، فهناك جهة ستتولى تسجيل بالفيديو، ثم تحويله إلى أقراص مدمجة إن شاء الله تعالى.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[11 Dec 2006, 06:34 م]ـ
الدكتور مساعد بارك الله فيك
هل يمكن معرفة البرامج التي يسمح للحضور بتحميلها
حى إذا كانت في الأصل موجوة عند البعض فليس هناك حاجة في إحضارهم للمحمول
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Dec 2006, 08:27 م]ـ
وفقكم الله جميعاً لكل خير.
أنوي أن أتحدث في هذا اللقاء عن الجانب العلمي الشرعي على الانترنت بصفة عامة وأخص الدراسات القرآنية بالحديث فأتعرض لبعض المواقع التي ظهر لي تميزها في جوانب معينة، ثم أتوسع في تجربة شبكة التفسير والدراسات القرآنية والطموحات المستقبلية للمشروع إن شاء الله.
فهل لديكم أيها الفضلاء ما ترون الحاجة إلى عرضه في مثل هذا اللقاء من المواقع المتميزة التي ربما تفوتني لقلة الاطلاع والمتابعة؟
وهل ترون الحاجة ماسة للحديث عن نقطة معينة في هذا الجانب حتى آخذها بالحسبان قبل المحاضرة؟
وفقكم الله جميعاً لكل خير، ونفعنا جميعاً بالعلم، ورزقنا الإخلاص وحسن القصد والعمل.
ـ[روضة]ــــــــ[13 Dec 2006, 09:02 م]ـ
شكر الله جهودكم وبارك في علمكم ..
هذه بعض المواقع المختصة بالدراسات القرآنية، كلٌّ منها يتميز في جانب، وبعضها يكمل بعض:
أكاديمية حفاظ الوحيين ( http://www.alwhyyn.net/)
موقع رائع لتحفيظ القرآن الكريم ( http://quran.muslim-web.com/)
مؤسسة آل البيت ( http://www.altafsir.com/)
عالم القرآن الكريم ( http://www.hqw7.com/)
لمسات بيانية في القرآن الكريم ( http://www.islamiyyat.com/lamsat.htm)
منتدى البحوث والدراسات االقرأنية ( http://www.yah27.com/vb/showthread.php?t=8847)
المصحف الجامع ( http://quran.elshabab.com/web/index.html)
المكتبة الصوتية للقرآن الكريم ( http://www.mp3quran.net/)
تعليم تجويد القرآن الكريم ( http://www.learnquran.mohdy.com/)
أرجو أن تتمكنوا من إنزال هذا اللقاء على الملتقى، لتتم الفائدة، ونسأل الله لكم التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Dec 2006, 10:53 م]ـ
جزاك الله خيراً أختي الكريمة على هذه المواقع، وقد فاتني بعضها مع أهميته فعلاً فجزيت خيراً.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[13 Dec 2006, 11:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخوان الفاضلان: مساعد الطيار، و عبد الرحمن الشهري ـ حفظهما الله ـ
أما بعد، فإني أشكر لكما الهم الذي تحملانه للنهوض بالدراسات القرآنية خاصة، و الشرعية عامة، وإني إذ أكبر فيكما هذه الغيرة، أسأل الله تعالى أن يوفقكما لما يحبه ويرضاه، وأن يجزيكما أحسن الجزاء.
أما ما طرحته أخي الفاضل عبد الرحمن الشهري فإنه سبق لشعبة الدراسات الإسلامية بالرباط أن نظمت أسبوعا دراسيا احتفاء بالسنة الفضية لتأسيس شعب الدراسات الإسلامية، وكان من ضمن المحاور الهامة في هذا الملتقى محور العلوم الشرعية و الإعلاميات، وقد كان لي شرف المشاركة بعرض عن البرامج المعلوماتية ذات الصلة بالعلوم الشرعية عامة والدراسات القرآنية خاصة، وقد ركزت في ذلك على المواصفات التقنية و العلمية التي من شأنها أن تجعل من برنامج معلومياتي مرجعا علميا يمكن اعتماده في البحث العمي في مجال الدراسات الشرعية. وحبذا أخي الفاضل لو عالجتم هذ المسألة بالنسبة للمواقع الخاصة بالدراسات القرآنية، وذلك حتى يتمكن الباحثون وطلبة العلم من معرفة المواقع التي يمكن اعتمادها علميا.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير. مع متمنياتي بنجاح ملتقاكم.
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Dec 2006, 12:31 ص]ـ
شكر الله لكم يا دكتور أحمد حسن ظنكم بأخيكم، وأعدكم بأخذ ما تفضلتم به بعين الاعتبار إن شاء الله في أثناء طرح الموضوع. وجزاكم الله خيراً على جهودكم العلمية الموفقة.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[14 Dec 2006, 01:03 ص]ـ
أخي عبد الله لا نحب أن نثقل عليك، فإن كان عندك الهاردسك الخارجي، فإنه يكفي، ثم إننا نريد ضرب عصافير بحجر، إذ قد يكون عندك من البرامج ما ليس عندنا، فنستفيده منك، وهذا من أهداف مثل هذه اللقاءات التي تنوي الجمعية عقدها مرة بعد مرة، والله الموفق.
ـ[غانم الغانم]ــــــــ[14 Dec 2006, 07:58 ص]ـ
جزاكم الله يا شيخنا د/ مساعد الطيار ,وكذا شيخنا د/ عبدالرحمن
*إن كان بالإمكان نقله على الهواء ولو كان بالصوت
*كذلك لو وضع ملخص للقاءات ريثما تنزل كاملة حتى يستفيد منها من لم يستطع الحضور
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[14 Dec 2006, 10:47 ص]ـ
شكر الله لك ياشيخ مساعد وبارك فيك
وحبذا لو نسقتم مع موقع البث الإسلامي لنقل القاء
وإذا أردتم جواله فأشعرني برسالة على الخاص لأعطيك إياه
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[14 Dec 2006, 02:23 م]ـ
المشكلة يا أخي الحبيب أن اللقاءات تعتمد على العرض، وأخشى أن لا يفي الصوت بها، وهناك تنسيق مع مركز إعلامي لتصوير اللقاءات كما أخبرتك، ولعلها تفي بالغرض إن شاء الله.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[14 Dec 2006, 09:41 م]ـ
شكر الله لكم ياشيخ مساعد فقبل قليل خرجت من اللقاء
والذي كان لقاءا ماتعا مفيدا
استفدنا فيه من الضيفين الكريمين الدكتور عبدالرحمن الشهري ـ والدكتور سعود العقيل
ننتظرمنكم إعطاء القراء تقريرا عن هذا اللقاء المبارك
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[15 Dec 2006, 01:26 ص]ـ
أشكر أخي عبد الله على متابعته هذه، وكم تمنيت لو عرفني بنفسه لما صار قريبًا مني، وأشكره ثانيًا على حضوره لهذا اللقاء العلمي الماتع، ولله الحمد.
ولقد طرح أخي الدكتور عبد الرحمن الشهري موضوعه عن المواقع القرآنية على شبكة الأنتر نت، وضرب مثالاً بثلاثة منها، ثم انتقل إلى تجربته في ملتقى أهل التفسير، فأفاد وأجاد.
ثم تلاه بعد صلاة العشاء الدكتور سعود العقيل، فتحدث عن برنامجه المهم للباحثين، وهو يتعلق بكتابة البحوث العلمية، فأجاد وأفاد، وكانت هناك مشاركات مفيدة من الحضور.
واللقاء ـ بحمد الله ـ كان جيدًا، ويشجع على المسير في مثل هذه اللقاءات العلمية المرتبطة بالجوانب العملية والتطبيقية، وهناك بعض الموضوعات التي سنطرحها في الجمعية السعودية للقرآن وعلومه في مثل هذه اللقاءات؛ كالبرامج العلمية وكيفية استفادة الباحث منها، والتعليم عن بعد ومدى إفادة عضو هيئة التدريس وفاعليته فيه، وغرف البالتوك وكيفية استثمارها في مجال التخصص، وغير ذلك من الموضوعات.
أسأل الله أن يوفق لذلك، ولا يفوتني في هذا المقام أن أشكر القائمين على مركز الأمير سلمان الاجتماعي لاستضافتهم لهذا اللقاء، كما أشكر الأخوين الدكتور عبدالرحمن الشهري، والدكتور سعود العقيل على تقديمهما لمحاضرتيهما، وأشكر الدكتور العباس الحازمي أمين الجمعية على متابعته وقيامه على هذا اللقاء، وكذا الدكتور عادل الشدي نائب رئيس الجمعية الذين كان حريصًا في متابعته لهذا اللقاء، وله ـ حفظه الله ـ بصماته الواضحة في الحرص على رُقِي الجمعية.
وأختم بالشكر للحاضرين الذين أسعدونا بحضورهم بدءًا برئيس الجمعية الأستاذ الدكتور زاهر بن عواض الألمعي ـ حفظه الله ورعاه ـ وأعضاء مجلس الإدارة، وختامًا بالأخوة الحضور.
كما أشكر كل من تفاعل مع تحميل البرامج العلمية النافعة،والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[20 Dec 2006, 10:46 ص]ـ
د. مساعد نأمل وضع الوريقات السبع عن كتابة البحث العلمي التي أعدها د. سعود في ملف وورد في ملتقى التفسير ليستفيد منها طلبة العلم ولتنشر في الإنترنت
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Dec 2006, 01:14 م]ـ
قمنا يوم اللقاء بنسخ البرمجيات التي قدمها الزميل العزيز الدكتور سعود العقيل، وتوزيعها على الحضور. وقد استأذنت الدكتور سعود العقيل في وضعها على موقعنا، والمتابعة معه بشأن التحديثات، فوافق مشكوراً وسعد بها، وعندما أردت وضعها على الموقع فإذا بحجمها كبير، لكن سأتدبر الأمر وأرفعها للجميع قريباً إن شاء الله.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[06 Jan 2007, 08:52 ص]ـ
بارك الله فيك أخي عبد الرحمن
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[08 Jan 2007, 12:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإني أشكرلكم حرصكم على خدمة رواد الموقع، جزاكم الله خيرا. أما بالنسبة لتحميل الملفات الكبيرة فيمكنكم الاستعانة بهذا البرنامج، فهو يفي بالمقصود ـ إن شاء الله ـ: http://www13.rapidupload.com
وتجدون رفقته صورة توضيحية مع المرفقات.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Jan 2007, 01:12 م]ـ
جزاك الله خيراً يا دكتور أحمد على دلالتي على هذا الموقع، فقد قمت برفع الملف عليه وهذا رابطه واسم الملف
word2003.zip (http://www13.rapidupload.com/d.php?file=dl&filepath=11431)
وحجمه 64.90 ميجا(/)
تفسير يعقوب بن سفيان
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[10 Dec 2006, 04:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأفاضل فِي ملتقى أَهْلِ التفسير حفظهم الله تعالى
كتبت مسوَّدة لموضوع حول إحدى الرِّوايات التي يتشبث بِهَا الروافض فِي إثبات قصة تصدُّق على بْن أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْهُ بخاتمه وَهُوَ راكع فِي صلاته، وَقَدْ بينت بطلان هَذِهِ الرِّوَايةِ وَبَعْض حماقات الروافض وجهلهم بعلم الْحَدِيثِ.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=68746&highlight=%D1%C7%DF%DA%E6%E4
مَا أثار استغرابي أن هَذِهِ الرِّوَاية منسوبة لتفسير (يَعْقُوب بْن سفيان الفسوي) صاحب المعرفة والتاريخ وَغَيْرِهَما
وَقَدْ سألت كَثِيْرَاً من المشايخ عَنْ هَذَا التفسير فلم أظفر بشيء يفيد عَنْهُ، وسألت المستشرق موراني فَقَالَ إِنَّهُ لَمْ يسمع بِهِ أيضا
وَقَدْ جمعت الروايات المنسوبة إلى هَذَا التفسير وبدأت فِي تخريجها ومقارنتها بِبَقِيَّة الروايات فِي كَتَبِ أَهْلِ السنة وَمَا وقفت عَلَيْهِ من كَتَبِ الرَّوافض لأنظر فِي حَال هَذِهِ الرِّوايات، وسأنشر البحث حَالَ انتهائي مِنْهُ إن شاء الله لينظر فِيهِ المشايخ
وَقَدْ وقفت على ذكرٍ لهذا التفسير فِي كتاب الأنساب للسمعاني، وَذَكَرَ أن عَبْد الْعَزِيزِ النَّخشبي سمع قطعة مِنْهُ
قَالَ السمعاني رحمه الله:
الطرواخي: بضم الطاء المهملة، وقيل: بفتحها وسكون الراء، والواو، وَفِي آخرها الخاء المنقوطة.
هَذِهِ النسبة إلى " طرواخي " وَهِيَ من قرى بخارى، على أربع فراسخ منها، وأهل بخارى العوام منهم يقولون لها: طراخي.
والمشهور منها: الفقيه أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أحيد بْن سَعِيدٍ الطرواخي، أَحَدَ الفقهاء، حدث عَنْ الفقيه سَعِيد بْن مُوسَى الكعبي الخوارزمي، وأبي بَكْرٍ القاسمي صاحب يَعْقُوب بْن سفيان، وَهُوَ صاحب يَعْقُوب بْن سفيان بْن جوان الكبير صاحب التصانيف، روى عنه أبو كامل البصيري، ذكره أَبُو مُحَمَّد عَبْد الْعَزِيزِ بْن مُحَمَّد النخشبي الْحَافِظُ فِي " معجم شيوخه " قَالَ: أَبُو الفضل الطرواخي، شَيْخٌ فقيه على مذهب الشافعي، ثقة فِي الرِّوَايةِ، لَهُ أصول صحاح، وسماعات فِي كَتَبِ النَّاس، سمع أَبَا الْحُسَيْنِ مُحَمَّد بْن عمران بْن مُوسَى الجرجاني، وأبا أَحْمَد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَنِ الحاكم المحتسب، وأبا بَكْرٍ مُحَمَّد بْن القاسم، وأبا سَعِيدٍ بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الوهاب الرازي وجماعة.
سمعنا مِنْهُ قطعةً صالحةً من " تفسير " يَعْقُوبَ بْن سُفْيَان، وغيره.
فهل أجد عندكم مَا يفيد حول هَذَا التفسير
أخوكم
خَالِدُ بْنُ عُمَرَ الفَقِيْهُ الغَامِدِيُّ
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[10 Dec 2006, 05:13 م]ـ
مَا أثار استغرابي أن هَذِهِ الرِّوَاية منسوبة لتفسير (يَعْقُوب بْن سفيان الفسوي) صاحب المعرفة والتاريخ وَغَيْرِهَما
معذرة الصواب (وغيره) لأن الاسم لكتاب واحد
وليت المشايخ يفيدون بما عندهم
ـ[الجنوبي]ــــــــ[21 Nov 2010, 12:48 م]ـ
يرفع لمزيد بحث
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Nov 2010, 03:53 م]ـ
حياكم الله أخي العزيز.
هذا التفسير لم أجد له ذكراً إلا في كتب التراجم ونسبة بعض الروايات إليه، والذي يظهر أنه لم يشر أحد من الباحثين في كتب الدراسات القرآنية إلى وجود هذا التفسير أو أي أثر له في المخطوطات المفهرسة حتى الآن، ولعله مما فقد من كتب التراث الإسلامي، ويغلب على ظني أنه مثل التفاسير المسندة كتفسير ابن أبي حاتم وغيره من التفاسير المقتصرة على إيراد الروايات والاثار. وغالب - إن لم يكن كل - هذه الكتب لم يشترط أصحابها الصحة في كل ما يوردونه على غرار بعض كتب الحديث، ولعلنا ننتظر ما يسفر عنه بحثك وفقك الله ونفع بك.(/)
سؤال عاجل: هل الكفر الأصغر هو الشرك الأصغر؟
ـ[الحضار]ــــــــ[10 Dec 2006, 05:07 ص]ـ
هل الكفر الأصغر هو الشرك الأصغر؟
ومن قال به إن كان الجواب بنعم؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[10 Dec 2006, 06:17 ص]ـ
الكفر الأصغر هو ما استوجب فاعله الوعيد مع عدم الخلود في جهنّم - باعد الله بيننا وبينها - كقول الله تعالى {ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون} (بشرط عدم جحوده لحكم الله واعتقاده أن غيره أصلح منه وأعدل) وكقول رسول الله صلى الله عليه وسلم {سباب المسلم فسوق وقتاله كفر} وقوله {من اتى امراة في دبرها فقد كفر بما أنزل على محمد} ..
بل جعل بعض العلماء كلّ المعاصي من جنس الكفر الصغر لأنها تنافي الشكر الذي هو الطاعة ..
أما الشرك الأصغرفهو المنافي للكمال الواجب في التوحيد, عرّفه النبي صلى الله عليه وسلم حين سُئل عنه بالرّياء, كما يضاف إليه قول القائل (ماشاءالله وشئت) حيث استنكرها النبي صلى الله عليه وسلم على قائلهاوقال له {أجعلتني لله نداً} فالند هنا لا يراد به المعبود مع الله, بل هي إشارة إلى الشرك الأصغر في هذا اللفظ , ومنه الحلف بغير الله تعالى لقوله صلى الله عليه وسلم {من حلف بغير الله فقد كفرأوأشرك} فالمراد بالكفر الأصغر وبالشرك كذلك الأصغر ..
فمن خلص قلبه من الشرك الأكبر والأصغر وجبت له الجنة وحرم عليه دخول النار, ومن خلص قلبه من الأكبر دون الأصغر حرم عليه الخلود في النار ...
والله تعالى أعلم
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[10 Dec 2006, 06:34 ص]ـ
الكفر الأصغر هو ما استوجب فاعله الوعيد مع عدم الخلود في جهنّم - باعد الله بيننا وبينها - كقول الله تعالى {ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون} (بشرط عدم جحوده لحكم الله واعتقاده أن غيره أصلح منه وأعدل)
جعل قول الله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} من الكفر الأصغر يُشكل عليه أن الله تعالى قال: ? فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ? فحكم الله بالكفر المطلق على من لم يحكم بما أنزل الله، والكفر المطلق لا يكون إلا في الكفر الأكبر. ويدل على ذلك أن الله تعالى أكد هذا الحكم بعدة مؤكدات:
أحدها: إتيانه بلفظ الاسم الدال على ثبوت الكفر.
الثاني: تصدير الاسم بالألف واللام المؤدية لحصول كمال المسمى لهم، فإنك إذا قلت: زيد العالم الصالح، أفاد ذلك إثبات كمال ذلك له، بخلاف قولك: عالم صالح.
الثالث: إتيانه سبحانه بالمبتدأ والخبر معرفتين، وذلك من علامات انحصار الخبر في المبتدأ كما في قوله تعالى: ? وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ? (البقرة: من الآية5)، وقوله تعالى: ? وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ? (البقرة: من الآية254)، وقوله: ? أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً ? (الأنفال: من الآية4)، ونظائره.
الرابع: إدخال ضمير الفصل بين المبتدأ والخبر، وهو يفيد مع الفصل فائدتين أخريين: قوة الإسناد، واختصاص المسند إليه بالمسند كقوله: ? وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ? (الحج: من الآية64)، وقوله: ? وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ? (المائدة: من الآية76)، وقوله: ? إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ? (الشورى: من الآية5)، ونظائر ذلك. [ذكر هذه المؤكدات ابن القيم عند تعليقه على قول الله تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ? (المنافقون:9) وأنها تدل على كفر تارك الصلاة لأن الخسران المطلق لا يكون إلا للكفار. انظر كتاب الصلاة له ص42 - 43. مع التنبيه أن كلامه هنا جاء تعليقاً على آية خوطب بها المؤمنون؛ فكيف بآية المائدة التي نزلت في اليهود؟!.]
والحاصل أن الكفر إذا أطلق، وعرف باللام فهو الكفر الأكبر المخرج من الملة، إلا إذا قيِّد، أو جاءت قرينة تصرفه عن ذلك.
ويضاف إلى ذلك أن لفظ "الكافرون" جاء بصيغة اسم الفاعل، وقد ذكر بعض أهل العلم أنه إذا أطلق لفظ "الكفر" جاز دخول جميع أنواع الكفر فيه، وإذا أطلق اسم الفاعل "الكافر" لم يكن إلا للكفر الناقل عن الملة؛ لأن اسم الفاعل لا يشتق إلا من الفعل الكامل.
وتفصيل ذلك هنا: تفسير قول الله تعالى: {وَمَن لَم يَحكم بِما أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِك هُمُ الكافرون}
( http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=13377&postcount=1)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 Dec 2006, 07:08 ص]ـ
السلام عليكم
وسؤالي هو
هل قسّم أحد من سلفنا الأعلام الكفر إلى أصغر وأكبر؟؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[10 Dec 2006, 11:31 ص]ـ
أحسن الله إليكم أبا مجاهد ..
فقد أفدتم بهذا التعقيب والتقعيد الطيب, ولكنّ المشكلَ عندي هو ورود ذلك التفسير عن ثلّة من مفسري السلف والخلف - رحمهم الله -مع عدم التطرق لهذه النواحي في الحصر مع أهميتها كقول ابن عباس " ليس بالكفر الذي تذهبون إليه" وقول طاوس " ليس بكفر ينقل عن الملّة " وقول عطاء في الآيات الثلاث " كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق",وغير ذلك مما تناقلته كتب التفسير عن جمع من السلف!!
كما أن تعلّق آية {فاولئك هم الكافرون} بالمسلمين ظاهرٌ ونصّ عليه بعض أهل العلم, ولو كان سبب نزولها اليهود, ألا ترى يا شيخ بارك الله فيك أن الحكم بالكفر على من حكم بغير ماأنزل الله, دون تمييز بين المستحل لذلك الجاحد بالحق المعتقد أن حكمه أكثر عدالة وسداداً من حكم الله, وبين من حكم بغير ماأنزل الله مع يقينه أنه مرتكب لكبيرة من الكبائر وأن شريعة الله أحق وأصدق مما حكم به هواهُ, أمرٌ فيه نظر, لأن الأوّل مستحلٌّ لخطيئته كافرٌ بغيرها, والثاني مقرٌّ بذنبه موقنٌ بكمال شريعة الله ووجوب تطبيقها ولكن غلبته شهوته وهواه, وعلى هذا مذهب أهل السنة في التفريق بين المذنب المستحل الذنبَ ومرتكبه الغير مستحل ..
والله تعالى أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[10 Dec 2006, 01:25 م]ـ
هناك مسألةٌ أخرى طرأت عليّ وهيأداة الشرط (مَنْ) فإنّ ورودها لا يلزم منه استغراق وصف الكفر لجميع الموصوفين بعدم الحكم بغير ما أنزل الله, لأنّ الجزمَ بذلك يلزم منه تحقق مضاعفة الأجر والأمنِ يوم القيامة لكل من جاء بلا إله إلا الله, لقوله تعالى {من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون} ,وهذا يتنافى مع نصوص الوحيين المتظافرة على تعذيب المسلم الموحد بقدر ما عصى الله ثم يكون مآله للجنة عقب تطهيره ..
وإلى مثل ذلك أشار الباقلاني رحمه الله في (التمهيد) ..
ـ[الحضار]ــــــــ[11 Dec 2006, 02:23 ص]ـ
أشكر للإخوة مرورهم على الموضوع
وللأسف لم أجد جوابا إلى الآن
وسؤال الأخ جمال حسني الشرباتي: " هل قسّم أحد من سلفنا الأعلام الكفر إلى أصغر وأكبر؟ "
نعم، ومن أولهم فيما أعلم محمد بن نصر المروزي في كتابه تعظيم قدر الصلاة وكذلك الإمام ابن القيم في بدائع الفوائد وغيرهم كثير.
ولكن سؤالي لم يجب عليه بارك الله في علمكم وأعيده مرة أخرى
هل الكفر الأصغر هو الشرك الأصغر، ومن قال به؟
انتظركم
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[11 Dec 2006, 07:58 ص]ـ
يمكن القول في التفريق بين الشرك والكفر عموماً: إن أفرد ذكر أحدهما وأطلق في نص فإنه يُراد به الكفر والشرك وإن قرنا في نص واحد، كأن يُقال: كفر وشرك أو كافر ومشرك .. فإنهما في هذه الحالة يتفقان من حيث الدلالات الشرعية وما يترتب عليهما من تبعات، ويتغايران من حيث المعنى اللغوي، فيكون المراد: كافر من جهة الجحود والنكران .. وتغطية وستر ما يجب إظهاره .. ويكون مشرك: من جهة وقوعه في الشرك من جهة الإقرار بتعدد الآلهة .. وصرف العبادة لها.
الشرك الأصغر: هو الشرك الخفي، وهو دون الشرك الأكبر، وهو رديف الكفر الأصغر؛ من حيث أنه لا يخرج صاحبه من الملة، ولا ينفي عنه الإيمان مطلقاً، وفي الآخرة يترك لمشيئة الله -عز وجل- إن شاء عذبه وحاسبه وإن شاء عفا عنه، ولو عذب فهو ممن تنالهم شفاعة الشافعين، بإذن الله تعالى.
انظر هنا: قواعد في التكفير ( http://www.altartosi.com/book/book20/sec06.html)
ـ[الحضار]ــــــــ[11 Dec 2006, 06:23 م]ـ
يا أبا مجاهد بارك الله في علمك
الشرك الأصغر والكفر الأصغر مترادفان من حيث أنهما لا يخرجان من الملة
يعني (الكفر الأصغر ليس هو الشرك الأصغر) بالعموم لأنهما مترادفان فقط في كونهما لا يخرجان من الملة
هل هذا الاستنتاج صحيح؟ ومن قال به من العلماء بارك الله فيك
أخوك
ـ[الحضار]ــــــــ[13 Dec 2006, 02:44 م]ـ
أخي أبو مجاهد
أين ذهبت ألا تريد أن تفيد أخوك
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[13 Dec 2006, 02:54 م]ـ
أخي أبو مجاهد
أين ذهبت ألا تريد أن تفيد أخوك
لعلك أخي تطرح هذا السؤال على إخوة متخصصين في العقيدة هنا:
الملتقى العلمي للعقيدة والمذاهب المعاصرة ( http://www.alagidah.com/vb/index.php)
ـ[الحضار]ــــــــ[19 Dec 2006, 11:26 م]ـ
للرفع
الحضار
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[21 Dec 2006, 07:59 ص]ـ
انظر هنا وفقك الله ( http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=353)
ـ[الحضار]ــــــــ[24 Dec 2006, 03:06 ص]ـ
أخي أبو مجاهد
لقد أحلتني على غير مليء
فيومهم شهر، وشهرهم سنة
ـ[الأثري]ــــــــ[23 Aug 2008, 03:51 ص]ـ
أخي أبو مجاهد
لقد أحلتني على غير مليء
فيومهم شهر، وشهرهم سنة
لقد جاءك الجواب في الملتقى العلمي للعقيدة على هذا الرابط
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=353
فلم الحيدة؟!(/)
إشكال في تفسير ابن كثير!!! فمن يفيدني بحله؟؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[10 Dec 2006, 12:29 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد/
فقد كنا في درس تفسيرٍ, ولفت الشيخ المدرس انتباهنا إلى مسألة في تفسير ابن كثير وهي أنه إذا أورد إسناد ابن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد ابن جبير عن ابن عباس, وهي:
1 - لا يذكر الإسناد مختصراً بل يذكره بتمامه ولو كان في آية واحدة مرتين.
2 - لا يذكره بجزم من ابن أبي محمد بالرواية عن سعيد أو عكرمة, بل بالشك دائما فيمن جاءت عنه الرواية منهما.
3 - لا يورد حكما على السند مع تضارب أقوال العلماء واختلافهم فيه ..
فحبذا لو نبهنا بعض المشايخ إلى أجوبة لهذه التساؤلات, أو نفي لاطِّراد ذلك في التفسير كله, لأن شيخنا لم يجزم به بل قال في الأغلب ..(/)
الاستفادة من قراءة ابن مسعودلقول مجاهد: لَوْ كُنْت قَرَأْت قِرَاءَةَ ابْنِ مَسْعود
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[11 Dec 2006, 02:58 م]ـ
قَالَ الترمذي: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عيينة عَنْ الْأَعْمَشِ قَالَ: قَالَ مُجَاهِدٌ: ((لَوْ كُنْت قَرَأْت قِرَاءَةَ ابْنِ مَسْعُودٍ لَمْ أَحْتَجْ أَنْ أَسْأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ كَثِيرٍ مِنْ الْقُرْآنِ مِمَّا سَأَلْت)).
إن في هذا الأثر العزيز الوارد عن مجاهد مسائل علمية تحتاج إلى تفكيك:
الأولى: أنَّ قراءة ابن مسعود بقي شيء منها مرويًا بعد اتفاق الصحابة على ما في مصحف عثمان رضي الله عن الجميع.
الثانية: أن مجاهدًا يرى أن ما نُسِب إلى ابن مسعود قراءة، وليس تفسيرًا؛ لذا قال: ( ... قرأت قراءة ابن مسعود).
الثالثة: أن قراءة ابن مسعود وما في حكمها يستفاد منها في بيان معاني القراءات المعتبرة المتفق عليها، وهكذا فعل إمام التابعين كما سيأتي في الأمثلة عنه.
، ولما كنت قد وقفت على هذ النص عن مجاهد؛ اجتهدت في تتبع تفسير مجاهد لعلي أظفر بمصداق قوله هذا، فوقفت على بعض أمثلة تدل استفادته في تفسيره للقرآن من قراءة ابن مسعود، وإليك هذه الأمثلة:
المثال الأول: قال الطبري: حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوريّ، عن رجل، عن الحكم قال: قال مجاهد: كنا لا ندري ما الزخرف حتى رأيناه في قراءة ابن مسعود: "أوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ ذَهَبٍ".
المثال الثاني: قال الطبري: حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال، أخبرني عبد الله بن كثير، أنه سمع مجاهدًا يقول: في قراءة ابن مسعود: (لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إلَى الهُدَى بَيِّنًا)، قال:"الهدى" الطريق، أنه بين.
المثال الثالث: قال الطبري: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا محمد بن طلحة، عن زبيد، عن مجاهد، قال: كنا نرى أن قوله: (فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا) شيء هين، حتى سمعت قراءة ابن مسعود (إن تَتُوبَا إِلى اللهِ فَقَدْ زَاغَتْ قُلُوبُكُمُا).
تذييل رقم (1)
لقد استفاد قتادة من قراءة ابن مسعود أيضًا، وهو من المكثرين في نقل قراءته، ومن أمثلة استفاداته:
1 ـ قال عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى: (ولبثوا في كهفهم) قال: ((في حرف ابن مسعود وقالوا ولبثوا يعني أنه قاله الناس ثلاث مائة سنة وازداوا تسعا ألا ترى أنه يقول: (قل الله أعلم بما لبثوا))).
2 ـ قال عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى: (ونرثه ما يقول) قال: ما عنده، وهو قوله: (لأوتين مالا وولدا) وفي حرف ابن مسعود: (ونرثه ما عنده))).
3 ـ قال عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى: (بحور عين) قال: بيض عين، وفي حرف ابن مسعود: (بعيس عين))).
تذييل رقم (2):
ومن تتبع وجوه الاستفادة من قراءة ابن مسعود، وجد أمثلة في ذلك: من ترجيح قراءة، أو توجيهها، أو توجيه معنى تفسيري، أو ترجيحه أو غير ذلك من وجوه الاستفادات، ومن أمثلة ذلك من خلال تفسير الطبري:
1 ـ قال الطبري: حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال، أخبرني عبد الله بن كثير، أنه سمع مجاهدًا يقول: ((في قراءة ابن مسعود: (لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إلَى الهُدَى بَيِّنًا)، قال:"الهدى" الطريق، أنه بين.
وإذا قرئ ذلك كذلك، كان"البين" من صفة"الهدى"، ويكون نصب"البين" على القطع من"الهدى"، كأنه قيل: يدعونه إلى الهدى البين، ثم نصب"البين" لما حذفت"الألف واللام"، وصار نكرة من صفة المعرفة.
وهذه القراءة التي ذكرناها عن ابن مسعود تؤيد قول من قال:"الهدى" في هذا الموضع، هو الهدى على الحقيقة)).
2 ـ قال الطبري: ((واختلفت القراء في قراءة ذلك.
فقرأته عامة قراء الحجاز والعراق (مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ) على وجه الخبر من موسى عن الذي جاءت به سحرة فرعون، أنه سحرٌ. كأن معنى الكلام على تأويلهم: قال موسى: الذي جئتم به أيّها السحرة، هو السحر.
وقرأ ذلك مجاهد وبعض المدنيين البصريين: (مَا جِئْتُمْ بِهِ آلسِّحْرُ) على وجه الاستفهام من موسى إلى السحرة عما جاؤوا به، أسحر هو أم غيره؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو جعفر: وأولى القراءتين في ذلك عندي بالصواب، قراءة من قرأه على وجه الخبر لا على الاستفهام، لأن موسى صلوات الله وسلامه عليه، لم يكن شاكا فيما جاءت به السحرة أنه سحر لا حقيقة له، فيحتاج إلى استخبار السحرة عنه، أي شيء هو؟
وأخرى أنه صلوات الله عليه قد كان على علم من السحرة، إنما جاء بهم فرعون ليغالبوه على ما كان جاءهم به من الحق الذي كان الله آتاه، فلم يكن يذهب عليه أنهم لم يكونوا يصدِّقونه في الخبر عمّا جاءوه به من الباطل، فيستخبرهم أو يستجيز استخبارهم عنه، ولكنه صلوات الله عليه أعلمهم أنه عالم ببطول ما جاؤوا به من ذلك بالحق الذي أتاه، ومبطلٌ كيدهم بحَدِّه. وهذه أولى بصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأخرى ...
وقد ذكر أن ذلك في قراءة أبي بن كعب: (مَا أَتَيْتُمْ بِهِ سِحْرٌ).
وفي قراءة ابن مسعود: (مَا جِئْتُمْ بِهِ سِحْرٌ)، وذلك مما يؤيد قراءة من قرأ بنحو الذي اخترنا من القراءة فيه)).
3 ـ قال الطبري: ((وعني بقوله: (أعصر خمرًا)، أي: إني أرى في نومي أني أعصر عنبًا. وكذلك ذلك في قراءة ابن مسعود فيما ذكر عنه.
حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا أبي، عن أبي سلمة الصائغ، عن
إبراهيم بن بشير الأنصاري، عن محمد بن الحنفية قال في قراءة ابن مسعود:"إنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ عِنَبًا.
وذكر أن ذلك من لغة أهل عمان، وأنهم يسمون العنب خمرًا. ذكر من قال ذلك:
حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ، يقول: حدثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (إني أراني أعصر خمرًا)، يقول: أعصر عنبًا، وهو بلغة أهل عمان، يسمون العنب خمرًا.
حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع ; وثنا ابن وكيع، قال: حدثنا أبي = عن سلمة بن نبيط، عن الضحاك: (إني أراني أعصر خمرًا)، قال: عنبًا، أرضُ كذا وكذا يدعُون العنب"خمرًا".
حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: (إني أراني أعصر خمرًا)، قال: عنبًا.
حدثت عن المسيب بن شريك، عن أبي حمزة، عن عكرمة، قال: أتاه فقال: رأيت فيما يرى النائم أني غرست حَبَلة من عنب، (2) فنبتت، فخرج فيه عناقيد فعصرتهنّ، ثم سقيتهن الملك، فقال: تمكث في السجن ثلاثة أيام، ثم تخرج فتسقيه خمرًا)).
ـ[موراني]ــــــــ[11 Dec 2006, 11:43 م]ـ
الدكتور الفاضل مساعد الطيار
لقد ذكرتم ما يلي:
الثانية: أن مجاهدًا يرى أن ما نُسِب إلى ابن مسعود قراءة، وليس تفسيرًا؛ لذا قال: ( ... قرأت قراءة ابن مسعود).
فيما يتعلق بالآية: إنّ الدين عند الله الحنيفية , كما جاء في مصحف ابن مسعود كما يقال
فانه ليس قراءة بل هو تفسير منه في النص.
هكذا سمعته من بعض الزملاء العرب.
وهنا و بعد قراءة مشاركتكم أتساءل: هل هذه الآية المشار اليها قراءة لابن مسعود أم تفسير له؟ هل يجوز أن يكون له تفسير في النص بتبديل العبارات أم له قراءة أخرى أصلا مخالفا لما جاء في النص المسمى المصحف العثماني؟
ولكم الخير والعافية
موراني
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[12 Dec 2006, 07:53 ص]ـ
الدكتور موراني وفقه الله
تكرمًا راجع هذه الروابط ذات الصلة بالموضوع:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6912
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6919
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3296(/)
دراسات تحليلة لشهادات معاصري الوحي ...
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[11 Dec 2006, 07:24 م]ـ
هل يوجد من قام بدراسة تحليلة لشهادة معاصري الوحي فيما يخص القرآن الكريم، كشهادة الوليد بن المغيرة وغيره؟؟؟
الرجاء وضع الرابط .........(/)
إلى كل أعضاء المنتدى بدون استثناء .......
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[11 Dec 2006, 08:32 م]ـ
أرجو بيان السر في كتابة تاء الاسم مفتوحةً في بعض المواطن في رسم القرآن الكريم، كقوله تعالى: " إن رحمت الله قريب من المحسنين " .........
وهل القول بأنها كتبت في هذا الموضع هكذا للدلالة على اتساع رحمة الله، قول وجيه؟؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[12 Dec 2006, 08:01 ص]ـ
قد سبق الحديث عن هذا، ولعلك تنظر هذا الرابط، لعل فيه ما يفيد
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6387&highlight=%C7%E1%CA%C7%C1+%C7%E1%E3%DD%CA%E6%CD%C9
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[12 Dec 2006, 10:29 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.(/)
إلماحات في الاتجاه الرافضي المعاصر في التفسير
ـ[عمر الدهيشي]ــــــــ[12 Dec 2006, 01:45 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، وإمام الموحدين، وقدوة الناس أجمعين، محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد:
فإن من نعمة الله على العبد أن يوفقه لطلب العلم الشرعي، والسعي لتحصيله، وعلى رأس ذلك كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم -. ولقد أمرنا الله – عز وجل - بالتدبر والتأمل في كتابه الكريم حيث قال - عز من قائل - " كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب " (ص:22) ولا يحصل التدبر والتأمل إلا بالنظر والتفكر؛ ولا يحصل التفكر غالباً إلا بقراءة ما كتبه الأئمة السابقون، والمفسرون المتقدمون – رحمهم الله –. إلا إنه قد خرجت كتابات وكتب، سطرها علماء الرافضة قديماً وحديثاً في تفسير كتاب الله، وكانت لهم أصول تخصهم، وعقائد ينفردون بها عن أهل السنة والجماعة، مما يجعل الدراسة لها، والنظرة التقويمية عليها , من الأمور المهمة، بل والضرورية. وفي الأسطر القادمة دراسة مختصرة لأصولهم في التفسير، ثم أردفتها بذكر بعض كتبهم المتقدمة في التفسير، وبعض كتبهم المعاصرة، مع دراسة مستفيضة لكتابين منها. وعند النقل من كتبهم وكتاباتهم فإني أميزها بقوسين كبيرين (()) حتى لا يختلط كلام غيرهم بكلامهم. وقد جاءت خطة البحث على النحو التالي:
• المقدمة.
• تمهيد: وفيه التعريف بمصطلح (الرافضة).
• المبحث الأول: أصول الرافضة في التفسير.
• المبحث الثاني: كتب الرافضة المتقدمة في التفسير.
• المبحث الثالث: كتب الرافضة المعاصرة في التفسير.
• المبحث الرابع: دراسة لكتابين معاصرين.
• الخاتمة.
وإن الرجوع إلى كتبهم، والنقل منها، من الصعوبة بمكان، وذلك لعدم توفرها في المكتبات العامة أو التجارية، وقلة وجودها عند المختصين، إلا أني حصلت على نسخة حاسوبية من أحد طلبة العلم، تضم أغلب كتبهم وكتاباتهم، ومن بينها كتب التفسير، وذكروا في هوية البرنامج أنه ((الإصدار الثالث 1421هـ، وهذه النسخة هو الإصدار الثالث المحسن لبرنامج (مركز المعجم الفقهي) في الحوزة العلمية، بِقُمْ المشرفة، وتشتمل على أكثر من ثلاثة آلاف مجلد وجزء، وهي أهم المصادر الثقافية الإسلامية الإثني عشر علماً أساسياً)) واحتوى القرص الحاسوبي على أهم كتب التفسير عندهم، وهي على النحو التالي:
1 - تفسير أبي حمزة الثمالي (1).
2 - تفسير الإمام العسكري (1).
3 - تفسير العياشي (2).
4 - تفسير القمي (2).
5 - تفسير فرات الكوفي (1).
6 - حقائق التأويل، للشريف الرضي (1).
7 - التبيان، للطوسي (10).
8 - مجمع البيان، للطبرسي (10).
9 - تفسير جوامع الجامع، للطبرسي (2).
10 - فقه القرآن، للقطب الراوندي (2).
11 - خصائص الوحي، لابن بطريق (1).
12 - تفسير غريب القرآن، لفخرالدين الطريجي (1).
13 - تفسير الصافي، للفيض الكاشاني (5).
14 - تفسير الأصفى، للفيض الكاشاني (2).
15 - نور الثقلين، للحويزي (5).
16 - تفسير كنز الدقائق، محمد المشهدي
(2). ((الكتب المعاصرة))
17 - تفسير القرآن الكريم، مصطفى الخميني (5).
18 - البيان في تفسير القرآن، للخوئي (1).
19 - الميزان، للطباطبائي (20).
20 - معجم آيات القرآن، حسين نصار (1).
21 - تفسير بحار الأنوار، كاظم المراد خاني (2).
22 - كشاف الفهارس، محمد باقر حجتي (1).
23 - علوم القرآن، محمد باقر الحكيم (1).
24 - تفسير سورة الحمد، محمد باقر الحكيم (1).
25 - تدوين القرآن، على الكوراني (1).
26 - بحوث في تأريخ القرآن، مير محمد (1).
وإذا أحلتُ في ثنايا البحث على أحد هذه المراجع، فإن مرجعي في ذلك النسخة الحاسوبية، إلا في بعضها وأشير إلى المرجع في الحاشية. وأخيراً .. هذا جهد مقل، وبضاعة مزجاة، أعرضها بين يدي القارئ الكريم للنفع والفائدة، ولعلِّي أظفر بمزيد فائدة، أو استدراك وتعقيب .. أو دعوة صالحة من أخٍ محب، وصديق مشفق ..
قبل البداية ...
(يُتْبَعُ)
(/)
قبل أن أدلف إلى صلب الموضوع، يحسن بي، أن أبين بكلامٍ موجزٍ عن الوصف بـ (الرافضة) المذكور في العنوان، وحقيقته وأصله، وموقف الشيعة منه. إن التسمية بـ (الرافضة) قد أطلقه جماعة من العلماء على الطائفة الشيعية الإثنى عشرية، وممن أطلق عليهم تلك التسمية ابن حزم (الفصل في الملل والأهواء 4/ 157)، والأشعري (مقالات الإسلاميين1/ 88)، وغيرهما. ولما كان إطلاق تلك التسمية كان على سبيل الذم، بدأت الرافضة في اختلاق أحاديث - وهو عندهم أمر مستساغ وطبعي - في مدح هذا الاسم، تطييباً لنفوس أتباعهم، ومن ذلك ما أورده شيخهم المجالسي في كتابه (بحار الأنوار) حيث روى في حديث طويل (( .. ولقد حدثني الصادق عليه السلام أن أول من سمي الرافضة السحرة الذين لما شاهدوا آية موسى في عصاه آمنوا به واتبعوه، ورفضوا أمر فرعون، واستسلموا لكل ما نزل بهم، فسماهم فرعون الرافضة لما رفضوا دينه، فالرافضي كل من رفض جميع ما كره الله، وفعل كل ما أمره الله، فأين في هذا الزمان مثل هذا؟ ... )) (65/ 157) وذكر أحاديث كثيرة في ذلك .. ولكن الرافضة لا تجيب عن سبب تسمية ذلك على سبيل الذم والسب لهم؟؟ وقد ذكرت المصادر الأخرى سبباً يتعلق بموقفهم من خلافة الشيخين يقول أبو الحسن الأشعري " وإنما سموا رافضة لرفضهم إمامة أبي بكر وعمر " (1/ 88)، ونقل شيخ الإسلام ابن تيمية قول الأشعري وعقب عليه بقوله " قلت: الصحيح أنهم سموا رافضة لما رفضوا زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب لما خرج بالكوفة أيام هشام بن عبدالملك " (2/ 130). وقد ذكر القفاري الجمع بين ذلك فقال " وهذا الرأي لابن تيمية يعود لرأي الأشعري لأنهم ما رفضوا زيداً إلا لما أظهر مقالته في الشيخين ومذهبه في خلافتهما .. (1/ 105) فمن هنا يتبين أن إطلاق اسم (الرافضة) على الشيعة، لا تحبه الشيعة ولا ترضاه، بل وتنفر منه، مع ما ورد عندهم من أحاديث تثني على تلك التسمية - كما سبق -، فمن الأفضل أن لا يطلق عليهم ولا يسمون إلا بما يكرهون، للدلالة على خبثهم، وأصلهم الذي بنوا عليه مذهبهم وهو سب الصحابيين الجليلين أبي بكر وعمر - رضي الله تعالى عنهما -. ولهذه الطائفة أصول في التفسير بنوا عليها تفاسيرهم الكثيرة، والطويلة، وسأبين في المباحث القادمة أصولهم مع ذكر الأمثلة عليها من كتبهم، والتعريج على كتبهم القديمة، والحديثة. المبحث الأول: أصول التفسير عند الرافضة. طرقهم في التفسير تتفق مع بعض طرق أهل السنة والجماعة، وذلك في تفسيرهم القرآن بالقرآن، ثم بأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم .. ومن الأمثلة على تفسيرهم القرآن بالقرآن ما ورد في تفسير أبي حمزة الثمالي-وهو أحد التفاسير المعتمدة عندهم- عند قوله تعالى: (وأما القسطون فكانوا لجهنم حطباً ولو استقموا على الطريقة لأستقينهم ماءً غدقاً لنفتنهم فيه) الآية. قال (((لنفتنهم فيه) أي لنختبرهم بذلك، ودليله (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبوب كل شئ حتى إذا فرحوا بمآ أوتوا أخذنهم بغتة))) (62) وكذلك ما أورده الطباطبائي في (الميزان) في بيان منهجه في التفسير ((وثانيهما: أن نفسر القرآن بالقرآن ونستوضح معنى الآية من نظيرتها بالتدبر المندوب إليه في نفس القرآن، ونشخص المصاديق ونتعرفها بالخواص التي تعطيها الآيات، كما قال تعالى: (و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ) الآية، وحاشا أن يكون القرآن تبيانا لكل شئ ولا يكون تبيانا لنفسه .. )) (1/ 11). أما تفسيرهم بأقوال النبي صلى الله عليه وسلم ما أورده الثمالي عند قوله تعالى (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا) قال ((الأسير المرأة، ودليل هذا التأويل: قول النبي صلى الله عليه وآله " استوصوا بالنساء خيرا فهن عوان عندكم " أي أسيرات)) (63). ولكنهم يرفضون ما رواه الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويردون رواياتهم كلها إلا ما صح من طرق أهل البيت حيث يقول محمد الحسين آل كاشف الغطاء عن فرقته الإمامية ومذهبهم في قبول الروايات ((إنهم لا يقبلون من السنة إلا ما صح لهم من طرق أهل البيت)) (أصل الشيعةوأصولها79) أما الإجماع فليس حجة بنفسه إلا إذ كان الإمام المعصوم من المجمعين، يقول محمد باقر الحكيم في حديثه عن البسملة في تفسير سورة الحمد (140) ((
(يُتْبَعُ)
(/)
الإجماع: ونقصد به إجماع علماء الإمامية على أن (البسملة) جزء من الفاتحة ومن كل سورة عدا (براءة). وهذا (الإجماع) من الناحية النظرية يمكن أن يكون دليلا وحجة في الوسط الشيعي الإمامي، باعتباره يولد اليقين عندهم بصحة مضمونه عندما يكون كاشفا عن رأي المعصوم، وكل أداة إثبات تكشف عن رأي المعصوم (عليه السلام) تكون دليلا لأتباع هذا المذهب. ولكن بالإمكان أن نجعل هذا الدليل حجة على أتباع المذاهب الأخرى ... )). وإن من نظر في تفاسيرهم، وطالع فيها، ليلحظ أنها ترتكز على أصولٍ سبعة (انظر هذه الأصول التفسير و المفسرون (2/ 19 - 30) واتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر (1/ 192 - 201) وبين الشيعة و السنة دراسة مقارنة في التفسير وأصوله (2/ 95 - 180))، وهي على النحو التالي:- الأصل الأول: إسقاط أقوال الصحابة – رضي الله عنهم – والتابعين. وهذا الأصل منبثق عن اعتقادهم الفاسد في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهم يجرحون معظمهم، بل ويكفرونهم لمبايعتهم أبا بكر أولاً ثم عمر .. وقد مر معنا في طرق التفسير عندهم أنهم يردون أقوال الصحابة، و رواية الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا طائفة منهم، أو يؤولونها، وإن ذكروا أقوالهم فهم يرونها كأقوال عامة الناس لا مزية لها، يقول الطباطبائي (( ... وإنما نعني بذلك: الروايات الموصولة إلى مصادر العصمة، كالنبى صلى الله عليه وآله وسلم والطاهرين من أهل بيته، وأما غيرهم من مفسري الصحابة، والتابعين، فحالهم حال غيرهم من الناس وحال ما ورد من كلامهم الخالي عن التناقض، حال كلامهم المشتمل على التناقض وبالجملة لا موجب لطرح رواية، أو روايات، إلا إذا خالفت الكتاب أو السنة القطعية، أو لاحت منها لوائح الكذب والجعل، كما لا حجية إلا للكتاب والسنة القطعية، في أصول المعارف الدينية الإلهية)) (تفسير الميزان1/ 293). وقد ذكر في مقدمة تفسيره سبب ردهم لأقوال الصحابة – رضوان الله عليهم – فقال فيما يزعم ((وأما الروايات الواردة عن مفسري الصحابة والتابعين. فإنها على ما فيها من الخلط والتناقض لا حجة فيها على مسلم)). (1/ 13)، ويردون خاصة أقوال من اتهموهم بتحريف القرآن، وعلى رأسهم خليفتا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبعضهم (وهو الاستاذ: محمد هادي معرفة، في كتابه التفسير والمفسرون (1/ 301)) جعل لقبول أقوال الصحابة شرطين، وهما: 1 - صحة الإسناد إليهم. 2 - كونهم من الطراز الأعلى. ويقصدون بهم أهل البيت. ثم نقل المؤلف كلاماً لطباطبائي يؤيد ما ذكر. ثم قال بعد ذلك ((ومن ثم فإن الذي يصدر من أئمتنا المعصومين عليهم السلام نسنده إليهم، وإن كنا على علم ويقين أنه تعلم من ذي علم عليم، ذلك أنه حجة لدينا؛ لأنه صادر من منبع معصوم)) وإذا نظرنا في تفاسير الرافضة عامة نجد أنهم ربما ذكروا أقوال الصحابة والتابعين، مع أنهم لا يرون فيها حجية على ما قدمنا .. وذلك راجع إلى عدة أسباب منها (ذكرها د/زيد عمر في كتابه منهج القمي في تفسيره): 1 - إذا كان القول المنسوب إليهم يخدم قضية متنازعاً عليها بين أهل السنة والشيعة، وهذه الأقوال تؤيد قول الشيعة، أو قضية متفقاً عليها – على قلتها – مثل فضل علي رأيتهم يذكرون هذه الأقوال من باب " من فمك أدينك "، وقد فعل هذا غير واحد منهم الطباطبائي عندما ساق في تفسيره أقوال بعض الصحابة والتابعين في إباحة نكاح المتعة وذلك عند قوله تعالى (فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة .. ) الآية، قال ((المتعين أن يحمل الاستمتاع المذكور في الآية على نكاح المتعة لدورانه بهذا الاسم عندهم يوم نزول الآية، سواء قلنا بنسخ نكاح المتعة بعد ذلك بكتاب أو سنة أو لم نقل فإنما هو أمر آخر. وجملة الأمر أن المفهوم من الآية حكم نكاح المتعة وهو المنقول عن القدماء من مفسري الصحابة والتابعين كابن عباس وابن مسعود وأبي بن كعب وقتادة ومجاهد والسدي وابن جبير والحسن وغيرهم وهو مذهب أئمة أهل البيت عليهم السلام)) (تفسير الميزان 2/ 297) وهو الذي ذكر آنفاً أن ليس في أقوالهم حجة على أحد، وكذلك في أحاديث المسح على الخفين، حيث قبلوا حديث المغيرة بن شعبة في المسح على الخفين، والأمثلة كثيرة جداً .. 2 - وقد يكون من باب المداراة والتقية، بخاصة إذا كان صاحب
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا التفسير على صلة ببعض أعيان أهل السنة، كما هو الحال مع أبي جعفر الطوسي، وكذلك عند محمد الباقر الحكيم في كتابه "علوم القرآن" فائدة: (وإذا نظرت في الكتاب يطول عجبك من التقية والمدارة فيه، حتى إنك إذا قرأت فيه كأنك تقرأ كتاباً من كتب أهل السنة تماماً، وقد حرصت على أن أجد تفريقاً بين ما كُتب على سبيل التقية، أو الحقيقة، فلم أخلص إلى كلامٍ شافٍ .. والذي أظنه أن الرافضة أنفسهم لا يستطيعون التفريق بينهما؟؟!!). الأصل الثاني: حجية أقوال الأئمة عندهم. وهذا مبني على اعتقادهم في أئمتهم، وهو أنهم معصومون لا يجوز عليهم الخطأ، ولا يمكن أن يتجاوز تفسيرهم إلى تفسير غيرهم، يقول الخميني في تفسيره (( .. ثم إن جماعة اختلفوا في فضل " الحمد لله " و " لا إله إلا الله ": فقالت طائفة: قوله: (الحمد لله رب العالمين) أفضل، لأن في ضمنه التوحيد الذي هو " لا إله إلا الله ". وقالت طائفة أخرى: " لا إله إلا الله " أفضل لأنها تدفع الكفر والإشراك، ولأنها الأبرأ والأبعد من الرياء، ولما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " أمرت أن اقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله "، وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): " أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له " والذي هو المرجع في هذه المسألة ما ورد عن الأئمة المعصومين (عليهم السلام)، والظاهر أنها تدل على أفضلية كلمة التوحيد)) (1/ 317). ويجعلون الإمام هو القرآن الناطق، والقرآن هو القرآن الصامت، ويجعلون دور الإمام بالنسبة للقرآن الصامت كدور النبي صلى الله عليه وسلم سواء بسواء. (انظر مع الشيعة الاثني عشرية في الأصول والفروع (2/ 110)) ويعتقدون كذلك أن كامل التنزيل محصور فيهم، والقرآن نزل في بيتهم، وأهل البيت أدرى بما فيه، يقول الكاشاني في تفسيره ((ومن عسى يبلغ علمه بمعالم التنزيل والتأويل، وفي بيوتهم كان ينزل جبرائيل، وهي البيوت التي أذن الله أن ترفع، فعنهم يؤخذ ومنهم يسمع، إذ أهل البيت بما في البيت أدرى والمخاطبون لما خوطبوا به أوعى، فأين نذهب عن بابهم، وإلى من نصير لا والله ولا ينبئك مثل خبير، سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير، اللهم فكما هديتنا للتمسك بحبل الثقلين وجعلت لنا المودة في القربى قرة عين، فاشرح صدورنا .. )) (1/ 78). ولهم أقوال في الأئمة الإثنى عشر، تنبئك عن اعتقادهم فيهم، ونظرتهم إليهم، حتى جعلوا عالم الملكوت مكشوفاً لهم؟؟!!، وغير ذلك مما هو مختص بالله تعالى، ولا عجب فهذا هو مصير الغلو، وتلك نهاية من ضل عن الصراط المستقيم ... فتبين مما سبق أثر اعتقادهم في الأئمة بالتفسير، حتى جعلوا ذلك أصلاً من أصولهم في التفسير، ولا تجد أحداً منهم سواء من المتقدمين أو المتأخرين خرج عن أقوالهم، أو جعلها مرجوحة، مع أن غالب أقوالهم مختلقة مكذوبة عليهم، وما أجمل ما ذكره أبو المظفر الإسفراييني عن الرافضة يقول (أن الروافض لما رأوا الجاحظ يتوسع في التصانيف، ويصنف لكل فريق، قالت له الروافض: صنف لنا كتاباً، فقال لهم: لست أدري لكم شبهة حتى أرتبها وأتصرف فيها، فقالوا له: إذن دلنا على شئ نتمسك به، فقال: لا أرى لكم وجها إلا أنكم إذا أردتم أن تقولوا شيئا تزعمونه تقولون: إنه قول جعفر بن محمد الصادق لا أعرف لكم سبباً تستندون إليه غير هذا الكلام .. فتمسكوا بحمقهم وغباوتهم بهذه السوءة التي دلهم عليها .. ) (التبصير في الدين29). الأصل الثالث: القول بأن للقرآن ظهراً وبطناً. وهذا الأصل مبني على الأصلين السابقين، وذلك ليحملوا رواياتهم وأخبارهم عن أئمتهم التي فيها ليٌّ للنصوص، وتحريف للكلم عن مواضعه؛ بأنه تفسير بالباطن، لا يمكن لأحدٍ رده أو الاعتراض عليه، لأن فاقد الشيء لا يعطيه .. وقد تضافرت أقوال مفسريهم في ذلك، ومنها على سبيل المثال من المتقدمين، قول فرات بن إبراهيم الكوفي (( .. فعلينا دائما وأبدا أن نتمسك بالثقلين وعرض ما هو غامض على القرآن ومراجعة أولي الفقه والبصيرة الذين يمثلون تلك الخطوط وأن لا نتسرع في الحكم على الأحاديث بمجرد عدم فهمنا لها فللقرآن ظهر وبطن ولبطنه بطن إلى سبعين بطن فربما نرى رواية تتعارض بالنظر البدوي لظاهر القرآن إلا أننا لو
(يُتْبَعُ)
(/)
تأملنا وتريثنا لعرفنا أنه ليس فقط لا يتعارض بل يؤيده كل التأييد لكن لا يلقاها إلا الذين صبروا ولا يلقاها إلا ذو حظ عظيم)) (17)، فترى أنهم لا يثبتون أن للقرآن بطناً فحسب، لأن هذا يوافقهم فيه غيرهم، بل تجاوزوا ذلك إلى أن للقرآن سبعة وسبعين بطناً. ومن المتأخرين قول الطباطبائي في تفسيره، مستدلاً على ذلك بما ورد في ((تفسير العياشي عن جابر قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن شئ من تفسير القرآن - فأجابني ثم سألته ثانية فأجابني بجواب آخر فقلت: - جعلت فداك - كنت أجبت في المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم فقال يا جابر إن للقرآن بطنا وللبطن بطن، وظهرا وللظهر ظهر، يا جابر وليس شئ أبعد من عقول الرجال من تفسير القران - إن الآية تكون أولها في شئ، وأوسطها في شئ وآخرها في شئ - وهو كلام متصل ينصرف على وجوه)) (3/ 73). وقال ((وقد روي عن علي عليه السلام: أن القرآن حمال ذو وجوه الحديث)). (3/ 67) الأصل الرابع: أسلوب الجري عندهم. وهذا الأسلوب يعد من ابتكارات الرافضة، حيث لم يسبقوا إليه، وحقيقته أن كل آيات المدح والثناء وردت في القرآن هي للأئمة ومن والاهم، وكل آيات الذم والعذاب في من خالفهم وعاداهم، أو هو تطبيق الآيات القرآنية على أئمتهم، أو على أعدائهم، يقول الطباطبائي ((واعلم أن الجري و (كثيرا ما نستعمله في هذا الكتاب) اصطلاح مأخوذ من قول أئمة أهل البيت عليه السلام)) (1/ 41). ثم يقول بعد ذلك ((والروايات في تطبيق الآيات القرآنية عليهم، عليهم السلام أو على أعدائهم اعني: روايات الجري، كثيرة في الأبواب المختلفة، وربما تبلغ المئين .. )) (1/ 43) والأمثلة على ذلك كثيرة منها قول الطباطبائي (( .. وفي تفسير العياشي عن الصادق عليه السلام: إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدي، في علي. أقول: وهو من قبيل الجري والانطباق)). (1/ 392) وقوله ((وفي الكافي عن الصادق عليه السلام: قال: النور آل محمد و الظلمات أعدائهم. أقول: وهو من قبيل الجري أو من باب الباطن أو التأويل)) (2/ 347) وروى العياشي ((عن محمد بن مسلم قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يا محمد إذا سمعت الله ذكر أحدا من هذه الأمة بخير فنحن هم. وإذا سمعت الله ذكر قوما بسوء ممن مضى فهم عدونا)). (تفسير العياشي1/ 13) وهذا غيض من فيض، ولعل ما ذكر عن حقيقته، والأمثلة عليه يجلي هذا الأصل ويوضحه .. الأصل الخامس: تحريف القرآن. لا تكاد تُذكر الرافضة إلا ويذكر معهم القول بتحريف القرآن، ولا تكاد تقلب كتاباً كتب عن الرافضة إلا وقد أفرد له باباً مستقلاً، وبئس الاعتقاد، وبئست الطريقة، ممن يزعم أنه مسلم، ويعتقد هذا الاعتقاد في الكتاب المقدم والمعظم عند المسلمين، الذين لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، ولكن .. الله المستعان. يقول محمد حسين الذهبي كلاماً رائعاً في ذلك " وكأني بهم وقد تساءلوا فيما بينهم فقالوا: إذا كان القرآن جلّه وارداً في شأن الأئمة وشيعتهم وفي شأن أعدائهم ومخالفيهم، فلم لم يأت القرآن، بذلك صريحاً مع أنه المقصود أولاً وبالذات؟ ولم اكتفى بالإشارة الباطنة فقط؟ .. كأني بهم بعد هذا التساؤل، وبعد هذا الاعتراض الذي أخذ بخناقهم، وراحوا يتلمسون للتخلص منه كل سبيل، فلم يجدوا أسهل من القول بتحريف القرآن وتبديله فقالوا: إن القرآن الذي جمعة عليٌّ عليه السلام وتوارثه الأئمة من بعده هو القرآن الصحيح الذي لم يتطرق إليه تحريف ولا تبديل، أما ما عداه فمحرف ومبدل، حذف منه كل ما ورد صريحًا في فضائل آل البيت وكل ما ورد صريحاً في مثالب أعدائهم ومخالفيهم وأخبار التحريف متواترة عند الشيعة، ولهم في ذلك روايات كثيرة يروونها عن آل البيت وهم منها براء " (التفسير والمفسرون2/ 27) ومن الأمثلة على ذلك من كتبهم وكتاباتهم ما ذكره مقدِّم كتاب تفسير القمي وهو الموسوي الجزائري –معاصر- حيث ذكر كلاماً طويلاً، وفيه مغالطات كثيرة، وينبأ عن فهمٍ سقيم لأقوال المفسرين، يقول ((وبقي شئ يهمنا ذكره، وهو أن هذا التفسير كغيره من التفاسير القديمة يشتمل على روايات مفادها أن المصحف الذي بين أيدينا لم يسلم من التحريف والتغيير وجوابه انه لم ينفرد المصنف (رح) بذكرها بل وافقه فيه غيره من المحدثين
(يُتْبَعُ)
(/)
المتقدمين، والمتأخرين عامة وخاصة، أما العامة فقد صنفوا فيه كتباً كالسجستاني حيث صنف " كتاب المصاحف " والشعراني حيث قال: ولولا ما يسبق للقلوب الضعيفة ووضع الحكمة في غير أهلها لبينت جميع ما سقط من مصحف عثمان، والألوسي حيث اعترف بعد سرد الأخبار التي تدل على التحريف قائلا: والروايات في هذا الباب أكثر من أن تحصى. وقال فخر الدين الرازي في تفسيره: نقل في الكتب القديمة أن ابن مسعود كان ينكر كون سورة الفاتحة من القرآن وكان ينكر كون المعوذتين من القرآن. ونقل السيوطي عن ابن عباس وابن مسعود انه كان يحك المعوذتين من المصحف ويقول لا تخلطوا القرآن بما ليس منه، إنهما ليستا من كتاب الله، إنما أمر النبي صلى الله عليه وآله أن يتعوذ بهما، وكان ابن مسعود لا يقرأ بهما، وقال الصبحي الصالحي: " أما القراءات المختلفة المشهورة بزيادة لا يحتملها الرسم ونحوها نحو أوصى ووصى، وتجري تحتها ومن تحتها، وسيقولون الله ولله، وما عملت أيديهم وما عملته فكتابته على نحو قراءته وكل ذلك وجد في مصحف الإمام " وهذا اعتراف منه بان مصحف الإمام مشتمل على زيادة لوضوح إن هذه القراءات كلها لم تنزل من الله تعالى لأن الأفصح والأبلغ في المقام واحدة منها، وكلام الخالق لا يكون إلا بالأفصح والأبلغ، فإذا وجد كل ذلك في مصحف الإمام فيحصل لنا العلم ولو إجمالا بزيادة ما ليس من الله في القرآن)) (مقدمة تفسير القمي1/ 22) وفي الكلام مغالطات وتخليط بين ما ورد في قراءة أخرى، أو في قراءة تفسيرية، وكذب على ابن مسعود رضي الله عنه، وسذاجة واضحة في نقله أقوال المفسرين وأرائهم، وعزوه لبعض كتب علوم القرآن، ما يغني عن الرد عليه، وتبيينه. وقد ورد في كتابات بعض المعاصرين _ من الرافضة _ ردُّ ذلك جملةً وتفصيلاً، ومنهم علي الكوراني العاملي في كتابه " تدوين القرآن " (43 - 53) واستشهد على ذلك بأقوال متقدميهم، ومتأخريهم، ورد أيضاً على من قال أنهم يقولون ذلك تقية ... والكلام عن هذه المسألة يطول، والأقوال فيه كثيرة، ولكن كما قال الدكتور فهد الرومي ( .. وإن القارئ لتصيبه الحيرة مما تقول هذه الطائفة منهم، وإذا ما علم أن من عقائدهم التقية،لم يجد بداً من حمل إنكارهم هذا على تلك العقيدة، ذلك أن تواتر الروايات عندهم في تحريف القرآن مما لا يمكن إنكاره ... قال شيخهم نعمة الله الجزائري ((إن القول بصيانة القرآن وحفظه يفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن .. مع أن أصحابنا – رضوان الله عليهم – قد أطبقوا على صحتها والتصديق بها)) (اتجاهات التفسير1/ 200). الأصل السابع: تقديم العقل على النقل. حيث جعلوه أصلاً من أصولهم في التفسير، وذلك راجع إلى أن عدداً كبيراً من سلف الشيعة تتلمذ على بعض مشايخ المعتزلة، وهذا واضح بين في تفسير الحسن العسكري، والطبرسي، وكذلك في المعاصرين (التفسير والمفسرون2/ 25)، ومن الأمثلة على ذلك قول محمد جواد مغنية في تفسيره قول الله تعالى {ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلاً} يقول ((ليس المراد بمن أضل الله ويضلل الله خلق الإضلال فيهم كلا، وإنما المراد أن من حاد عن طريق الحق والهداية بإرادته، وسلك طريق الباطل والضلال باختياره فإن الله يعرض عنه ويدعه وشأنه!!)) (الكاشف2/ 400) ومن المسائل التي تابعوا فيها المعتزلة إنكارهم لرؤية الله عزوجل، حيث يقول الطباطبائي عند قول الله تعالى (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) ((وقوله: " إلى ربها ناظرة " خبر بعد خبر لوجوه، و " إلى ربها " متعلق بناظرة قدم عليها لإفادة الحصر أو الأهمية. والمراد بالنظر إليه تعالى ليس هو النظر الحسي المتعلق بالعين الجسمانية المادية التي قامت البراهين القاطعة على استحالته في حقه تعالى بل المراد النظر القلبي ورؤية القلب بحقيقة الإيمان على ما يسوق إليه البرهان ويدل عليه الأخبار المأثورة عن أهل العصمة عليهم السلام)) (الميزان20/ 112). المبحث الثاني: أهم كتب التفسير (المتقدمة) عند الشيعة الإمامية الإثنى عشرية للإمامية الإثنى عشرية ثروة كبيرة من كتب التفسير، منها ما هو تام، ومنها ما لم يتم، ومنها ما بقي، ومنها ما اندثر، وكلها تدور حول عقيدتهم، مع اختلاف في الغلو والاعتدال،
(يُتْبَعُ)
(/)
واختلاف في المنهج الذي سلكه كل مؤلف .. وسأذكر في هذا المبحث أهم كتبهم المتقدمة، مع تعريف مختصر للمؤلف، ونبذة يسيرة عن كتابه، ثم أنقل منه تفسير قوله تعالى (وأوحي إليَّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ) الآية، ما المراد بمن بلغ هنا؟، لكي نقف على الفروقات بين كتاباتهم ونقولاتهم، وبين غلوهم واعتدالهم، وسأنقل كلامهم بنصه، أما إذا كان الكتاب لم يصل إلى هذه الآية فسأتخير من التفسير ما تيسر .. 1 - تفسير الحسن العسكري، المتوفى سنة 245هـ، وهو مطبوع في مجلد واحد (600) صفحة، وهو غير تام حيث إنه لم يفسر إلا سورة الفاتحة، وأجزاء من سورة البقرة، والكتاب برعاية: محمد باقر المرتضى، والكتاب فيه غلو واضح، وتجاوزات كبيرة، ولعل بالمثال يتضح المقال. المثال: عند تفسيره قول الله تعالى (وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس .. ) ((قوله عزوجل: " وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا انهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون " قال [الإمام] عليه السلام: قال الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام: وإذا قيل لهؤلاء الناكثين للبيعة - قال لهم خيار المؤمنين كسلمان والمقداد وأبي ذر وعمار: - آمنوا برسول الله وبعلي الذي أوقفه موقفه، وأقامه مقامه، وأناط مصالح الدين والدنيا كلها به. فآمنوا بهذا النبي، وسلموا لهذا الإمام في ظاهر الأمر وباطنه كما آمن الناس المؤمنون كسلمان والمقداد وأبي ذر وعمار. قالوا: في الجواب لمن يقصون إليه، لا لهؤلاء المؤمنين فانهم لا يجترؤون على مكاشفتهم بهذا الجواب، ولكنهم يذكرون لمن يقصون إليهم من أهليهم الذين يثقون بهم من المنافقين، ومن المستضعفين ومن المؤمنين الذين هم بالستر عليهم واثقون فيقولون لهم: (أنؤمن كما آمن السفهاء) يعنون سلمان وأصحابه لما أعطوا عليا خالص ودهم، ومحض طاعتهم، وكشفوا رؤوسهم بموالاة أوليائه، ومعاداة أعدائه حتى إذا اضمحل أمر محمد صلى الله عليه وآله طحطحهم أعداؤه، وأهلكهم سائر الملوك والمخالفين لمحمد صلى الله عليه وآله أي فهم بهذا التعرض لأعداء محمد جاهلون سفهاء، قال الله عزوجل: (ألا إنهم هم السفهاء) الإخفاء العقول والآراء ... )) (119). وهذا غيض من فيض، وإلا فالكتاب فيه روايات مكذوبة في فضل أهل البيت، وإثبات التقية، والتأثر الواضح بمذهب المعتزلة .. ، وزعموا أن الحسن أملاه على أبي يعقوب بن زياد وأبو الحسن بن سيار وقد كذبا، يقول الذهبي (وإذا كان ما يذكره صاحب أعيان الشيعة من علمه وصلاحه أمراً حقيقياً فالظن بهذا الكتاب أن يكون منسوباً إلى هذا الإمام زوراً وبهتانا، وهذا ما أرجحه وأختاره، لأني لم أعثر على نقل صحيح يدل غلو الرجل وتطرفه في التشيع كما فعل غيره) (التفسير والمفسرون2/ 73). 2 - تفسير محمد بن مسعود بن محمد بن عياش السلمي الكوفي، وقد عاش في أواخر القرن الثالث، وهو يعتني بالتفسير المأثور، وهو في مجلدين، تصحيح وتعليق:هاشم الرسولي المحلاتي، وانتهى إلى نهاية سورة الكهف، ولكنه لم يفسر جميع الأيات، بل يقتصر على بعضها، وذلك بذكر الآثار والأحاديث الواردة فيها. ابتدأ تفسيره بمقدمات منها ((علم الأئمة بالتأويل _ ثم ساق أحاديث في ذلك _ و تفسير الناسخ والمنسوخ والظاهر والباطن والمحكم والمتشابه، وفيمن فسر القرآن برأيه .. الخ)) () المثال: ((عن زرارة وحمران عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام في قوله " وأوحى إلى هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ " يعنى الأئمة من بعده، وهم ينذرون به الناس.13 - عن أبى خالد الكابلي قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: " وأوحى إلى هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ " حقيقة أي شئ عنى بقوله " ومن بلغ "؟ قال: فقال من بلغ أن يكون إماما من ذرية الأوصياء فهو ينذر بالقرآن كما انذر به رسول الله صلى الله عليه واله. 14 - عن عبد الله بن بكير عن محمد عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله " لأنذركم " وفى نسخة البرهان " أقول شئ ". وفى رواية الصدوق هكذا " أقول انه شئ لا كالأشياء " به ومن بلغ " قال: على عليه السلام ممن بلغ.)) (1/ 23) 3 - تفسير علي بن إبراهيم القمي، في أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع، وقد طبع عدة طبعات آخرها سنة 1404هـ، بتصحيح: السيد الطيب الجزائري
(يُتْبَعُ)
(/)
، وهو في مجلدين كبيرين، وهو لم يفسر القرآن كله، فهو وإن لم يترك سورة دون التعرض لها، إلا أنه كان يتجاوز كثيراً من الآيات ولا يعرض لها، فجاء تفسيره مختصرا. (تفسير القمي دراسة وتقويم33) المثال: ((وقال علي بن إبراهيم ثم قال قل لهم يا محمد " أي شئ اكبر شهادة " يعني أي شئ أصدق قولا ثم قال " قل الله شهيد بيني وبينكم وأوحى إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ " قال من بلغ هو الإمام قال محمد ينذر وانا نقول كما انذر به النبي صلى الله عليه وآله)) (1/ 195). 4 - التبيان: لأبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي، المتوفى سنة 460هـ، وهو يقع في عشرة أجزاء، وقد فسر القرآن كاملاً، وقد ذكر المؤلف سبب تأليفه فقال ((أن من شرع في تفسير القرآن من علماء الأمة، بين مطيل في جميع معانيه، واستيعاب ما قيل فيه من فنونه - كالطبري وغيره - وبين مقصر اقتصر على ذكر غريبه، ومعاني ألفاظه. وسلك الباقون المتوسطون في ذلك مسلك ما قويت فيه منتهم، وتركوا مالا معرفة لهم به فان الزجاج والفراء ومن أشبههما من النحويين، أفرغوا وسعهم فيما يتعلق بالإعراب والتصريف. ومفضل بن سلمة وغيره - استكثروا من علم اللغة، واشتقاق الألفاظ. والمتكلمين - كأبي علي الجبائي وغيره - صرفوا همتهم إلى ما يتعلق بالمعاني الكلامية. ومنهم من أضاف إلى ذلك، الكلام في فنون علمه، فادخل فيه ما لا يليق به، من بسط فروع الفقه ... الخ)) (1/ 1)، ثم بعد ذلك وصف كتابه بقوله ((ثم إن جماعة من أصحابنا قديما وحديثا، يرغبون في كتاب مقتصد يجتمع على جميع فنون علم القرآن، من القراءة، والمعاني والإعراب، والكلام على المتشابه، والجواب عن مطاعن الملحدين فيه، وأنواع المبطلين، كالمجبرة، والمشبههة والمجسمة وغيرهم، وذكر ما يختص أصحابنا به من الاستدلال بمواضع كثيرة منه على صحة مذاهبهم في أصول الديانات وفروعها وأنا إن شاء الله تعالى، أشرع في ذلك على وجه الإيجاز والاختصار لكل فن من فنونه، ولا أطيل فيمله الناظر فيه، ولا اختصر اختصارا يقصر فهمه عن معانيه وأقدم أمام ذلك، فصلا يشتمل على ذكر جمل لابد من معرفتها دون استيفائها، فان لاستيفاء الكلام فيها مواضع هي أليق به ومن الله استمد المعونة .. )) (1/ 2). المثال: ((وقوله: " لإ نذركم به ومن بلغ " وقف تام. أي من بلغه القرآن الذي أنذرتكم به، فقد أنذرته كما أنذرتكم، وهو قول الحسن رواه عن النبي صلى الله عليه وآله: انه قال: (من بلغه أني أدعو إلى لا إله إلا الله، فقد بلغه). يعني بلغته الحجة، وقامت عليه. وقال مجاهد: لأنذركم به " يعني أهل مكة. " ومن بلغ " من أسلم من العجم وغيرهم)). (4/ 94) 5 - مجمع البيان، لأبي علي الفضل بن الحسين الطبرسي، المتوفى سنة 538هـ، وهو مطبوع في عشرة أجزاء، وآخر ما طبع سنة1414هـ في مؤسسة الأعلمي، ولقد ذكر في مقدمة كتابه مقدمات تتعلق ببعض علوم القرآن .. ثم بين منهجه بقوله ((وقدمت في مطلع كل سورة ذكر مكيها ومدنيها، ثم ذكر الاختلاف في عدد آياتها، ثم ذكر فضل تلاوتها، ثم أقدم في كل آية الاختلاف في القراءات، ثم ذكر العلل والاحتجاجات، ثم ذكر العربية واللغات، ثم ذكر الإعراب والمشكلات، ثم ذكر الأسباب والنزولات، ثم ذكر المعاني والأحكام والتأويلات، والقصص والجهات، ثم ذكر انتظام الآيات. على أني قد جمعت في عربيته كل غرة لائحة، وفي إعرابه كل حجة واضحة، وفي معانيه كل قول متين، وفي مشكلاته كل برهان مبين، وهو بحمد الله للأديب عمدة، وللنحوي عدة، وللمقرئ بصيرة، وللناسك ذخيرة، وللمتكلم حجة، وللمحدث محجة، وللفقيه دلالة، وللواعظ آلة. وسميته كتاب (مجمع البيان لعلوم القرآن) وأرجو إن شاء الله تعالى أن يكون كتابا كثير الدرر، غزير الغرر، متواصف السمات، متناصف الصفات، سيارا في الإبحار والأغوار، طيارا في الآفاق والأقطار، مهذب الترتيب، مذهب التهذيب، أحكام الشريعة بمعانيه منوطة، وأعلام الحقيقة بمبانيه مربوطة، وبحول الله أعتصم، وبقوته وعونه أفتتح وأختتم، وإياه أسأل الهداية التي هي أقوم، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب)). (1/ 35) المثال: ((قوله (لأنذركم به) أي: لأخوفكم به من عذاب الله تعالى (ومن بلغ) أي: ولأخوف به من
(يُتْبَعُ)
(/)
بلغه القرآن إلى يوم القيامة. وروى الحسن في تفسيره عن النبي صلى الله عليه واله وسلم أنه قال: (من بلغه أني أدعو إلى أن لا إله إلا الله، فقد بلغه). يعني بلغته الحجة، وقامت عليه، وقال محمد بن كعب: (من بلغه القرآن، فكأنما رأى محمدا وسمع منه). وقال مجاهد: حيث ما يأتي القرآن، فهو داع ونذير، وقرأ هذه الآية. وفي تفسير العياشي: قال أبو جعفر، وأبو عبد الله عليه السلام " من بلغ، معناه من بلغ أن يكون إماما من آل محمد، فهو ينذر بالقرآن كما أنذر به رسول الله صلى الله عليه واله وسلم)) (4/ 22) 6 - الصافي: لمحمد بن مرتضى، الشهير بملا محسن الكاشي، من علماء الحادي عشر الهجري، المتوفى سنة 1091هـ،وهو تفسير كامل للقرآن، مطبوع في خمس مجلدات، بتصحيح وتعليق: حسين الأعلمي، وقد بين سبب تأليفه، وبعض معالم منهجه في مقدمته، فقال ((هذا يا إخواني ما سألتموني من تفسير القرآن بما وصل إلينا من أئمتنا المعصومين من البيان، أتيتكم به مع قلة البضاعة، وقصور يدي عن هذه الصناعة، على قدر مقدور فإن المأمور معذور، والميسور لا يترك بالمعسور، ولا سيما كنت أراه أمراً مهما، وبدونه أرى الخطب مدلهما، فان المفسرين وان أكثروا القول في معاني القرآن، إلا أنه لم يأت أحد منهم فيه بسلطان وذلك لأن في القرآن ناسخا ومنسوخا ومحكما ومتشابها وخاصا وعاما ومبينا ومبهما ومقطوعا وموصولا وفرائض وأحكاما وسننا وآدابا وحلالا وحراما وعزيمة ورخصة وظاهرا وباطنا وحدا ومطلعا، ولا يعلم تمييز ذلك كله إلا من نزل في بيته، وذلك هو النبي وأهل بيته، فكل ما لا يخرج من بيتهم فلا تعويل عليه)). (1/ 8) ثم بين سبب تسميته بـ (الصافي) فقال ((لصفائه عن كدورات آراء العامة والممل والمحير والمتنافي.)) (1/ 13). ثم ختم مقدمته بعشر مقدمات، ومنها ((الثانية: في نُبَذ مما جاء في أن علم القرآن كله إنما هو من عند أهل البيت (عليهم السلام.) والثالثة: في نُبَذ مما جاء في أن جل القرآن إنما ورد فيهم وفي أوليائهم وفي أعدائهم، وبيان سر، والرابعة: في نبذ مما جاء في معاني وجوه الآيات من التفسير والتأويل والظهر والبطن والحد والمطلع والمحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ وغير ذلك، وتحقيق القول في معنى المتشابه وتأويله. والمقدمة الخامسة: في نبذ مما جاء في المنع من تفسير القرآن بالرأي والسر فيه. والمقدمة السادسة: في نبذ مما جاء في جمع القرآن وتحريفه وزيادته ونقصه وتأويل ذلك)) (1/ 13). المثال: ((وأوحى إلى هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ: قيل: يعني أنذركم، وأنذر سائر من بلغه إلى يوم القيامة. وفي المجمع، والكافي، والعياشي: عن الصادق عليه السلام في هذه الآية ومن بلغ أن يكون إماما من آل محمد (صلوات الله عليهم): فهو ينذر بالقرآن كما أنذر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.)) (2/ 122). 7 - نور الثقلين، لعبد علي بن جمعة العروسي الحويزي، وهو ممن عاش أواخر القرن الحادي عشر، بتصحيح وتعليق: هاشم الرسولي المحلاتي، وهو يهتم بالمأثور، وطريقته تقرب من طريقة العياشي – كما مر معنا -، وابتدأ تفسيره من الفاتحة إلى سورة الناس، ولكنه لا يفسر كل آية، بل يقتصر على بعض الآيات، وذلك بذكر الآثار والأحاديث فيها، ولقد بين سبب تأليفه بقوله ((أنى لما رأيت خدمة كتاب الله والمقتبسين من أنوار وحى الله، سلكوا مسالك مختلفة، فمنهم من اقتصر على ذكر عربيته ومعانى ألفاظه، ومنهم من اقتصر على بيان التراكيب النحوية، ومنهم من اقتصر على استخراج المسائل الصرفية، ومنهم من استفرغ وسعه فيما يتعلق بالإعراب والتصريف، ومنهم من استكثر من علم اللغة واشتقاق الألفاظ ومنهم من صرف همته إلى ما يتعلق بالمعاني الكلامية، ومنهم من قرن بين فنون عديدة أحببت أن أضيف إلى بعض آيات الكتاب المبين شيئا من آثار أهل الذكر المنتجبين ما يكون مبديا بشموس بعض التنزيل، وكاشفا عن أسرار بعض التأويل)) (1/ 4). المثال: ((31 في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن احمد بن عائذ عن ابن اذينة عن مالك الجهنى قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام قوله عزوجل (وأوحى إلى هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ) قال من بلغ أن يكون إماما من آل محمد فهو ينذر
(يُتْبَعُ)
(/)
بالقرآن كما انذر به رسول الله صلى الله عليه وآله. 32 - في مجمع البيان وفى تفسير العياشي قال أبو جعفر وأبو عبد الله عليهما السلام: (ومن بلغ) معناه من بلغ أن يكون إماما من آل محمد فهو ينذر بالقرآن كما انذر به رسول الله صلى الله عليه وآله. 33 - في كتاب علل الشرايع حدثنى أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا عبد الله بن عامر عن عبد الرحمن بن أبى نجران عن يحيى بن عمران الحلبي عن أبيه عن أبى عبد الله عليه السلام قال سئل عن قول الله عزوجل: (وأوحى إلى هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ) قال لكل إنسان)) (1/ 707). المبحث الثالث: أهم كتب التفسير المعاصرة عند الشيعة الإثني عشرية. للإمامية الإثني عشرية عدد كبير من المؤلفات في التفسير في العصر الحديث، منها ما كان شاملاً للقرآن الكريم كله، ومنها ما اقتصر على تفسير سورة واحدة، أو سور محدودة ... وسأذكر في هذا المبحث أهم كتبهم المعاصرة، مع تعريف مختصر للمؤلف، ونبذة يسيرة عن كتابه، ثم أردت أن تكون الأمثلة من كل تفسير هو قول الله تعالى (ومن بلغ)، لكي نقف على الفروقات بين كتاباتهم ونقولاتهم، وبين غلوهم واعتدالهم، وملاحظة أن المتأخرين حذوا حذوا المتقدمين منهم، ولكن لم يتسنى لي ذلك، لأن المثال في أغلب كتبهم المعاصرة لم يصلوا إليه، أولم يفسروا الآية نفسها؛ لأنهم يتركون بعض الآيات دون تفسير، وسأذكر مثالاً واحداً لكل كتاب. 1 - الميزان في تفسير القرآن، لعلامتهم: السيد محمد حسين الطباطبائي، في عشرين مجلداً، المتوفى 1402هـ، والكتاب يعد من أكبر التفاسير عندهم في العصر الحديث، وهو العمدة، لمكانة مؤلفه، وقيمة الكتاب .. والكتاب سأتكلم عنه بتوسع في المبحث القادم – إن شاء الله -. 2 - تفسير القرآن الكريم مفتاح أحسن الخزائن الإلهية، المؤلف: السيد مصطفى الخميني، المتوفى 1398هـ، وهو مطبوع في خمس مجلدات، ولم يفسر إلا سورة الفاتحة , وأول سورة البقرة إلى آية (46)، وسأفرد الحديث عنه في المبحث القادم - إن شاء الله -. 3 - بيان السعادة في مقامات العبادة، تأليف: سلطان محمد بن حيدر الجنابذي الخرساني، في مجلدين كبيرين، وهذا التفسير يتميز عن غيره بأنه لا يتقيد بالمنهج القائم على تقديم الروايات المأثور تفسيرها عن الأئمة الذين لهم وحدهم حق التفسير، ويزيد على ذلك أنه يمزج بين التفسير الشيعي والتفسير الإشاري الذي يعرف به مفسروا الصوفية .. وكذلك لا يعتقد بتحريف القرآن وأنه محفوظ بحفظ الله ومنقول إلينا بالتواتر (انظر معجم تفاسير القرآن244). المثال: عند قول الله تعالى (ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون .. ) الآية يقول ((وهذه الآية تدل على جواز الرجعة كما ورد الإخبار عنها وصارت كالضروري في هذه الأمة، وقد احتج أمير المؤمنين عليه السلام بها على ابن الكواء في إنكاره الرجعة)) (1/ 54) 4 - الكاشف، تأليف: محمد جواد مغنية، المتوفى 1400هـ، أما عن سبب تأليفه: عندما لاحظ انصراف أجيال المسلمين الحاضرة عن دينهم، وعن مثلهم العليا، نظراً لما نشأوا عليه من تعليم عصري علماني، ولا علاج لذلك إلا بنشر الثقافة الإسلامية .. وكذلك أن أهم ما يجب أن يتوافر في تفسير القرآن هو توضيح أسراره، التي لا توصل إليها معرفة فقهية أو كلامية أو لغوية، وإنما توقفنا عليها ألبابنا ومداركنا، في حالة التفتح الوجداني على كلام الله، وهذا سر ما يوجد في كثير من التفاسير من التكرار، لأن معظم الذين فسروا القرآن نظروا فيه بعقولهم القارئة، وأخضعوا تفسيرهم لعمل الذاكرة والنقل!!!! .. الخ (معجم تفاسير القرآن643). المثال: تفسير قول الله تعالى (حتى نرى الله جهرة) قال (( .. تشير إلى النزاع القائم بين أهل المذاهب الإسلامية وفرقها من أن العقل: هل يجيز رؤية الله بالبصر أو يمنعها؟ قال الأشاعرة – أهل السنة – إن رؤية الله بالبصر جائزة عقلاً، لأنه موجود، وكل موجود يمكن رؤيته وقال الإمامية والمعتزلة: لا تجوز الرؤية البصرية على الله بحال، لا دنيا ولا آخرة، لأنه ليس بجسم ولا حالاً في جسم، ولا في جهة .. وبعد أن منعوا الرؤية عقلا، وحملوا الآيات الدالة بظاهرها على جواز الرؤية، حملوها على الرؤية بالعقل والبصيرة، لا بالعين والبصر،
(يُتْبَعُ)
(/)
وبحقائق الإيمان، لا بجوارح الأبدان)) (من معجم تفاسير القرآن645) 5 - البيان في تفسير القرآن، لإمامهم الأكبر: السيد أبو القاسم الخوئي، المتوفى 1413هـ، وهو في مجلد واحد، ويحتوي على مدخل للتفسير وأطال فيه، وتفسير سورة الفاتحة فقط، أما عن سبب تأليفه فهو أن المفسرين (( ... يقتصروا على بعض النواحي الممكنة، ويتركوا نواحي عظمة القرآن الأخرى، فيفسره بعضهم من ناحية الأدب أو الإعراب، ويفسره الآخر من ناحية الفلسفة، وثالث من ناحية العلوم الحديثة أو نحو ذلك، كأن القرآن لم ينزل إلا لهذه الناحية التي يختارها ذلك المفسر، وتلك الوجهة التي يتوجه إليها. وهناك قوم كتبوا في التفسير غير أنه لا يوجد في كتبهم من التفسير إلا الشئ اليسير، وقوم آخرون فسروه بآرائهم، أو اتبعوا فيه قول من لم يجعله الله حجة بينه وبين عباده. على المفسر: أن يجري مع الآية حيث تجري، ويكشف معناها حيث تشير، ويوضح دلالتها حيث تدل. عليه أن يكون حكيما حين تشتمل الآية على الحكمة، وخلقيا حين ترشد الآية إلى الأخلاق، وفقيها حين تتعرض للفقه، واجتماعيا حين تبحث في الاجتماع، وشيئا آخر حين تنظر في أشياء أخر. على المفسر: أن يوضح الفن الذي يظهر في الآية، والأدب الذي يتجلى بلفظها، عليه أن يحرر دائرة لمعارف القرآن إذا أراد أن يكون مفسرا. والحق أني لم أجد من تكفل بجميع ذلك من المفسرين. من أجل ذلك صمت على وضع هذا الكتاب في التفسير، آملا من الحق تعالى أن يسعفني بما أملت، ويعفو عني فيما قصرت)) (تفسير البيان12). أما عن طريقته في كتابه فيقول (( .. وسيجد القارئ أني لا أحيد في تفسيري هذا عن ظواهر الكتاب ومحكماته وما ثبت بالتواتر أو بالطرق الصحيحة من الآثار الواردة عن أهل بيت العصمة، من ذرية الرسول - صلى الله عليه واله وسلم – وما استقل به العقل الفطري الصحيح الذي جعله الله حجة باطنة كما جعل نبيه - صلى الله عليه واله وسلم - وأهل بيته المعصومين عليهم السلام حجة ظاهرة. وسيجد القارئ أيضا أني كثيرا ما أستعين بالآية على فهم أختها، واسترشد القرآن إلى إدراك معاني القرآن، ثم أجعل الأثر المروي مرشدا إلى هذه الاستفادة. .. ) (المرجع نفسه). المثال: عند قوله تعالى (بسم الله الرحمن الرحيم) يقول عند (الرحيم) ((الرحيم: صفة مشبهة، أو صيغة مبالغة. ومن خصائص هذه الصيغة أنها تستعمل غالبا في الغرائز واللوازم غير المنفكة عن الذات: كالعليم والقدير والشريف، والوضيع والسخي والبخيل والعلي والدني. فالفارق بين الصفتين: أن الرحيم يدل على لزوم الرحمة للذات وعدم انفكاكها عنها، والرحمن يدل على ثبوت الرحمة فقط. ومما يدل على أن الرحمة في كلمة " رحيم " غريزة وسجية: أن هذه الكلمة لم ترد في القرآن عند ذكر متعلقها إلا متعدية بالباء، فقد قال تعالى: " إن الله بالناس لرؤف رحيم". "وكان بالمؤمنين رحيما". فكأنها عند ذكر متعلقها انسلخت عن التعدية إلى اللزوم. وذهب الآلوسي إلى أن الكلمتين ليستا من الصفات المشبهة، بقرينة إضافتهما إلى المفعول في جملة: " رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ". والصفة المشبهة لا بد من أن تؤخذ من اللازم. وهذا الاستدلال غريب، لان الإضافة في الجملة المذكورة ليست من الإضافة إلى المفعول بل هي من الإضافة إلى المكان أو الزمان. ولا يفرق فيها بين اللازم والمتعدي. ثم إنه قد ورد في بعض الروايات: أن " الرحمن " اسم خاص ومعناه عام وأما لفظ " الرحيم " فهو اسم عام، ومعناه خاص ومختص بالآخرة أو بالمؤمنين إلا أنه لا مناص من تأويل هذه الروايات أو طرحها، لمخالفتها الكتاب العزيز، فانه قد استعمل فيه لفظ " الرحيم من غير اختصاص بالمؤمنين أو بالآخرة ففي الكتاب العزيز " فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم." نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم " "إن الله بالناس لرؤف رحيم". ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله إنه كان بكم رحيما. ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما ". إلى غير ذلك من الآيات الكريمة، وفي بعض الأدعية والروايات: رحمن الدنيا الآخرة ورحيمهما. ويمكن أن يوجه هذا الاختصاص بأن الرحمة الإلهية إذا لم تنته إلى الرحمة في الآخرة، فكأنها لم تكن رحمة. وما
(يُتْبَعُ)
(/)
جدوى رحمة تكون عاقبتها العذاب والخسران؟ فإن الرحمة الزائلة تندك أمام العذاب الدائم لا محالة، ولذلك صح أن يقال: الرحمة مختصة بالمؤمنين أو بالآخرة)) (129). 6 - آلاء الرحمن في تفسير القرآن، تأليف: محمد جواد بن حسن النجفي، المتوفى 1352هـ، هو غير تام وموجود منه الجزء الأول، وهو كل ما كتبه المؤلف، ثم عاجلته المنية قبل إتمامه، وهو يبدأ بسورة الفاتحة، وينتهي عند قوله تعالى من سورة النساء (إن الذين كفروا بأياتنا سوف نصليهم نارا) الآية!! .. 7 - بحار الأنوار في تفسير المأثور للقرآن، تأليف: كاظم المراد خاني، المتوفى سنة 1364هـ، وطبع تفسيره عام 1411هـ، في مجلدين، وهو عبارة عن فهرست للآثار الواردة في كتاب بحار الأنوار، المتعلقة بتفسير الآيات في القرآن كله. المبحث الرابع: دراسة لتفسيرين معاصرين. ((الميزان في تفسير القرآن)) • التعريف بالمؤلِف والمؤلَف: المؤلف هو محمد بن حسين الطباطبائي، وقد وصف بالعلامة والسيد – عندهم –، ولد سنة 1321هـ في تبريز، وبها أكمل تعليمه الابتدائي ثم انتقل إلى النجف في العراق حيث واصل دراسته وغادرها بعد أن نال درجة الاجتهاد إلى إيران وتصدر للتدريس في مدينة " قم " ()، وتوفي سنة 1402هـ. وقد خلف ثروة من الكتاب، ومن أهمها الكتاب الذي نحن بصدده، المسمى بـ ((الميزان في تفسير القرآن))، وهو يقع في عشرين مجلداً، وقد طبع الكتاب عدة طبعات، ومنها الطبعة التي طالعت فيها، وهي من منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم. وقد فرغ المؤلف من تأليفه كما يقول ((في ليلة القدر المباركة الثالثة والعشرين من ليالي شهر رمضان من شهور سنة 1392هـ)) (ا20/ 298). • مقدمة الكتاب: قدم لكتابه بمقدمة طويلة تقع في عشر صفحات، وذكر في أول مقدمته التفسير عند الصحابة والتابعين - باستثناء على رضي الله عنه والأئمة من بعده -، وقيمة هذا التفسير، وطبيعته، يقول (( .. وقد كانت الطبقة الأولى من مفسري المسلمين جماعة من الصحابة (والمراد بهم غير علي عليه السلام، فان له وللائمة من ولده نبأ آخر سنتعرض له) كابن عباس وعبد الله بن عمر وأبي وغيرهم اعتنوا بهذا الشأن، وكان البحث يومئذ لا يتجاوز عن بيان ما يرتبط، من الآيات بجهاتها الأدبية وشأن النزول وقليل من الاستدلال بآية على آية وكذلك قليل من التفسير بالروايات المأثورة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في القصص ومعارف المبدأ والمعاد وغيرها، وعلى هذا الوصف جرى الحال بين المفسرين من التابعين كمجاهد وقتادة وابن أبي ليلى والشعبي والسدي وغيرهم في القرنين الأولين من الهجرة، فإنهم لم يزيدوا على طريقة سلفهم من مفسري الصحابة شيئا غير أنهم زادوا من التفسير بالروايات، (وبينها روايات دسها اليهود أو غيرهم)، فأوردوها في القصص والمعارف الراجعة إلى الخلقة كابتداء السماوات وتكوين الأرض والبحار وإرم شداد وعثرات الأنبياء تحريف الكتاب وأشياء أخر من هذا النوع، وقد كان يوجد بعض ذلك في المأثور عن الصحابة من التفسير والبحث .. )) (1/ 4). وذكر في موضع آخر في المقدمة رأيه في هذا التفسير بقوله (( .. الروايات الواردة عن مفسري الصحابة والتابعين. فإنها على ما فيها من الخلط والتناقض لا حجة فيها على مسلم))!!! (1/ 13). ثم بين اختلاف الناس بعد ذلك، فدخلت المباحث الكلامية، ومن بعدها المباحث الفلسفية، وذلك بعد ما ترجمت الكتب اليونانية إلى العربية، ثم بين أن المحدثين اقتصروا بالرواية عن الصحابة والتابعين، والمتكلمون اجترؤوا على التفسير بما يؤيد آراءهم، والمتصوفة نسوا التنزيل، واغرقوا في التأويل بحسب أذواقهم ومواجيدهم ... ثم قال ((وأنت بالتأمل في جميع هذه المسالك المنقولة في التفسير تجد: أن الجميع مشتركة في نقص وبئس النقص، وهو تحميل ما انتجه الأبحاث العلمية أو الفلسفية من خارج على مداليل الآيات، فتبدل به التفسير تطبيقا وسمي به التطبيق تفسيرا، وصارت بذلك حقائق من القرآن مجازات، وتنزيل عدة من الآيات تأويلات)) (1/ 8). ثم بين أن من فسر القرآن هو بين اتجاهين، وهما: ((احدها: أن نبحث بحثا علميا أو فلسفيا أو غير ذلك عن مسألة من المسائل التي تتعرض له الآية حتى نقف على الحق في المسألة، ثم نأتي بالآية ونحملها عليه،
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه طريقة يرتضيها البحث النظري، غير أن القرآن لا يرتضيها كما عرفت، وثانيهما: أن نفسر القرآن بالقرآن ونستوضح معنى الآية من نظيرتها بالتدبر المندوب إليه في نفس القرآن، ونشخص المصاديق ونتعرفها بالخواص التي تعطيها الآيات، كما قال تعالى: (و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ) الآية. وحاشا أن يكون القرآن تبيانا لكل شئ ولا يكون تبيانا لنفسه، وقال تعالى: (هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) الآية. وقال تعالى: (وأنزلنا إليكم نورا مبينا) الآية. وكيف يكون القرآن هدى وبينة وفرقانا ونورا مبينا للناس في جميع ما يحتاجون ولا يكفيهم في احتياجهم إليه وهو اشد الاحتياج! وقال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) الآية. وأي جهاد أعظم من بذل الجهد في فهم كتابه! وأي سبيل أهدى إليه من القرآن!)) (1/ 11)، فالمؤلف سيعتمد على تفسير القرآن بالقرآن من ناحية، وعلى تشخيص مقاصد القرآن العالية من ناحية أخرى، وبين أن ذلك هي طريقة النبي صلى الله عليه وسلم، وأهل البيت، حيث يقول ((ثم إن النبي صلى الله عليه واله وسلم الذي علمه القرآن وجعله معلما لكتابه كما يقول تعالى: (نزل به الروح الأمين على قلبك) الاية ويقول: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) الآية. ويقول: (يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة) الآية. وعترته وأهل بيته الذين اقامهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا المقام في الحديث المتفق عليه بين الفريقين (إنى تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض). وصدقه الله تعالى في علمهم بالقرآن، حيث قال عز من قائل: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وقال: (إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه الا إلمطهرون) الاية وقد كانت طريقتهم في التعليم والتفسير هذه الطريقة بعينها على ما وصل الينا من أخبارهم في التفسير. وسنورد ما تيسر لنا مما نقل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وائمه أهل بيته في ضمن أبحاث روائية في هذا الكتاب .. )) (1/ 11) .. • منهجه: اعتمد المؤلف في كتابه على طريقة سار عليها في جل الآيات، وهو تقديمه الآيات ببيان عام عن معناها ومضمونها والمقاصد العليا منها، ثم يأتي ببحث روائي عن أئمة الشيعة وأقوالهم في الآية، ثم بعد ذلك ببحث فلسفي يذكر فيه الجانب المستفاد من الآيات، ثم يعقد مباحث أخرى تتعلق بكل آية بما يناسبها، كالمبحث الأخلاقي، أو العلمي، أو الاجتماعي ... وهذا كله بيَّنه في أول كل جزء من كتابه بقوله ((كتاب علمي فني، فلسفي، أدبي تاريخي، روائي، اجتماعي، حديث يفسر القرآن بالقرآن)). • نماذج من تفسيره: وستكون الأمثلة بناء على أصولهم في التفسير .. 1 - أقوال الصحابة: قد مر سابقاً نقولات كثيرة تبين رأيه في هذا الأصل ومنها، وأما ((الروايات الواردة عن مفسري الصحابة والتابعين. فإنها على ما فيها من الخلط والتناقض لا حجة فيها على مسلم)) (1/ 13). وقوله ((وأما غيرهم من مفسري الصحابة، والتابعين، فحالهم حال غيرهم من الناس وحال ما ورد من كلامهم الخالي عن التناقض، حال كلامهم المشتمل على التناقض وبالجملة لا موجب لطرح رواية، أو روايات، إلا إذا خالفت الكتاب أو السنة القطعية، أو لاحت منها لوائح الكذب والجعل، كما لا حجية إلا للكتاب والسنة القطعية، في أصول المعارف الدينية الإلهية)) (1/ 293). 2 - التفسير الباطني: عند قول الله تعالى " ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله " يقول (( .. وفى البصائر عن أبى حمزة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: " ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين" قال: تفسيرها في بطن القرآن: ومن يكفر بولاية على. وعلي هو الإيمان. أقول: هو من البطن المقابل للظهر بالمعنى الذي بيناه في الكلام على المحكم والمتشابه في الجزء الثالث)) (5/ 218)، وهذا صريح وواضح، وهذا هو نتيجة الغلو في الأشخاص. وعند تفسيره قول الله تعالى (والنجم إذا هوى) قال ((وفي تفسير القمي في قوله تعالى: " والنجم إذا هوى " قال: النجم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إذا هوى " لما أسري به إلى
(يُتْبَعُ)
(/)
السماء وهو في لهوي، أقول: وروى تسميته صلى الله عليه وآله وسلم بالنجم بإسناده عن أبيه عن الحسين بن خالد عن الرضا عليه السلام، وهو من البطن)) (15/ 51). والأمثلة كثيرة جداً .. ولعل ما ذكر فيه التدليل على اعتقاد المؤلف بهذا الأصل بل ووجوبه في تفسير القرآن. 3 - أسلوب الجري: وقد مر سابقاً التعريف بهذا الأسلوب عند الرافضة، وهو من اختلاقهم، حيث لم يسبقوا إليه .. ومن الأمثلة، قوله في المبحث الروائي عند قول الله تعالى " إن الدين عند الله الإسلام " ((وعن ابن شهر آشوب عن الباقر عله السلام: في قوله تعالى "إن الدين عند الله الإسلام" الآية قال التسليم لعلي بن أبي طالب بالولاية. أقول وهو من الجري ولعل ذلك هو المراد أيضا من الرواية السابقة.)) (3/ 129). وكذلك عند قوله تعالى " إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى .. ) الآية قال ((وفي تفسير العياشي عن الصادق عليه السلام: إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدي، في علي. أقول: وهو من قبيل الجري والانطباق)) (1/ 392) والأمثلة كثيرة جداً .. وأغلب ما يذكر ذلك في مبحث الروائي، عند كل آية .. 4 - تحريف القرآن: لم أجد في كتابه ما يدل على أنه محرف، بزيادة أو نقص، بل وجدت كلاماً ينفيه و ذلك عند تفسيره لقول الله تعالى " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "حيث يقول ((صدر الآية مسوق سوق الحصر وظاهر السياق أن الحصر ناظر إلى ما ذكر من ردهم القرآن بأنه من اهذار الجنون وانه صلى الله عليه وآله وسلم مجنون لا عبرة بما صنع ولا حجر ومن اقتراحهم أن يأتيهم بالملائكة ليصدقوه في دعوته وأن القرآن كتاب سماوي حق. والمعنى على هذا والله اعلم أن هذا الذكر لم تأت به أنت من عندك حتى يعجزوك ويبطلوه بعنادهم وشدة بطشهم وتتكلف لحفظه ثم لا تقدر وليس نازلا من عند الملائكة حتى يفتقر إلى نزولهم وتصديقهم إياه بل نحن أنزلنا هذا الذكر إنزالا تدريجيا وإنا له لحافظون بما له من صفة الذكر بما لنا من العناية الكاملة به. فهو ذكر حى خالد مصون من أن يموت وينسى من أصله مصون من الزيادة عليه بما يبطل به كونه ذكرا مصون من النقص كذلك مصون من التغيير في صورته وسياقه بحيث يتغير به صفة كونه ذكرا لله مبينا لحقائق معارفه. فالآية تدل على كون كتاب الله محفوظا من التحريف بجميع أقسامه من جهة كونه ذكرا لله سبحانه فهو ذكر حى خالد. ونظير الآية في الدلالة على كون الكتاب العزيز محفوظا بحفظ الله مصونا من التحريف والتصرف بأى وجه كان من جهة كونه ذكرا له سبحانه قوله تعالى: " إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وانه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد " وقد ظهر بما تقدم أن اللام في الذكر للعهد الذكرى وان المراد بالوصف لحافظون هو الاستقبال كما هو الظاهر من اسم الفاعل فيندفع به ما ربما يورد على الآية أنها لو دلت على نفى التحريف من القرآن لأنه ذكر لدلت على نفيه من التوراة والانجيل أيضا لان كلا منهما ذكر مع أن كلامه تعالى صريح في وقوع التحريف فيهما. وذلك أن الآية بقرينة السياق إنما تدل على حفظ الذكر الذي هو القرآن بعد إنزاله إلى الأبد)). (21/ 101.) 5 - التفسير العقلي: ومن الأمثلة على ذلك عند قول الله تعالى " وجوه يومئذ ناضرة على ربها ناظرة "أنكر الرؤية، مستدلاً بالعقل في ذلك نابذاً كلام الله وراءه ظهرياً، حيث يقول ((وقوله: " إلى ربها ناظرة " خبر بعد خبر لوجوه، و " إلى ربها " متعلق بناظرة قدم عليها لإفادة الحصر أو الأهمية. والمراد بالنظر إليه تعالى ليس هو النظر الحسي المتعلق بالعين الجسمانية المادية التي قامت البراهين القاطعة على استحالته في حقه تعالى بل المراد النظر القلبي ورؤية القلب بحقيقة الإيمان على ما يسوق إليه البرهان ويدل عليه الأخبار المأثورة عن أهل العصمة عليهم السلام)) (20/ 112). •الحكم العام على الكتاب: الكتاب يعد موسوعة علمية في تفسير كتاب الله تعالى، وذلك لشموليته، واستطراده في ذكر المباحث والمسائل المتعلقة بالآية، ولتفسيره كتاب الله كاملاً آية آية .. ويمكن أن يقال فيه ما قيل في تفسير الكشاف، أنه من أحسن التفاسير لولا ما فيه من الاعتزال، أما هذا التفسير فهو من أحسن التفاسير في العصر الحديث لولا ما فيه من
(يُتْبَعُ)
(/)
التشيع المتطرف. (انظر اتجاهات التفسير1/ 249) والكتاب كما سبق، كتبه مؤلفه على الأصول التي يعتقدها هو، على المذهب الرافضي الإثنى عشر، وقد طبق أصولهم في التفسير كلها، إلا القول والاعتقاد بتحريف القرآن، ولكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه، هل صنع ذلك تقيَّة، أو له تخريجات أخرى؟؟، وإن كان في الحقيقة أن مجرد اعتقاد أن للآية ظهراً وبطنا على قولهم السابق، هو بحد ذاته تحريف للكلم عن مواضعه، وتبديل للمعاني المرادة من الآية. ولا يمنع – مما سبق – أن يستفيد طلبة العلم منه، ويرجعوا إليه خاصة من المتخصصين، مع الانتباه والحذر من المزالق التي وقع فيها، وإن كان في الكتب الأخرى غنية عنه .. ((تفسير القرآن الكريم مفتاح أحسن الخزائن الإلهية)) •التعريف بالمؤلِف والمؤلَف: هو السيد مصطفى الخميني، ووصف بأنه العلامة المحقق آية الله المجاهد الشهيد، المتوفى سنة 1398هـ، وقد كتب تفسيره في النجف بالعراق، حين أقصي من وطنه مع والده الخميني، وقد ألف تفسيره أثناء تدريسه لتفسير القرآن الكريم بالعراق (1/ 1). والكتاب يقع في خمس مجلدات كبار، كل مجلد قرابة 400صفحة، مع التحقيق والدراسة، وقد طبع الكتاب الطبعة الأولى سنة 1418هـ، في مؤسسة العروج، بتحقيق ونشر مؤسسة تنظيم ونشر آثار الخميني. ولم يفسر إلا سورة الفاتحة وستاً وأربعين آية من سورة البقرة فقط. (1/ 3) •مقدمة الكتاب: ذكر المؤلف لكتابه مقدمة مختصرة تقع في ست صفحات فقط، وتكلم عن مقدمتين، وهما: الأولى: حقيقة التفسير، وذكر فيها تعريف التفسير لغة وهو الكشف والإبانة، والتعريف الاصطلاحي حيث نقل تعريف أبي حيان .. ثم قال (( .. وأما تعريفه: فهو العلم بالمرادات والمقاصد الكامنة فيه بالإحاطة بها بقدر الطاقة البشرية، والإحاطة المطلقة غير ممكنة حتى لمن نزل عليه (صلى الله عليه وآله وسلم))) (1/ 4). ثم ذكر موضوعه وهو القرآن الكريم، ثم بين غايته فقال: ((وأما غايته: فهو الوصول إلى درجة العقول في النيل بالأصول النازلة على الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).)) (1/ 5)، ثم بين شرفه وأنه يشرف بشرافة موضوعه.ثم بدأ يصف علم التفسير، بقوله ((إن علم التفسير علم طويل سلمه، سميكة أفلاكه وأنجمه، بعيد الغور، غريب الطور، ذو سبل فجاج، متفنن الطرق في الاستقامة والاعوجاج، قلما اهتدى إلى أغواره إلا واحد بعد واحد، لأن كلام الكبرياء أجل من أن يكون شريعة لكل وارد، وقليل من الناس وصلوا إلى أسراره وهم مع ذلك ينادون من مكان بعيد، إذ موضوع هذا العلم - وهو القرآن - ليس له حد يقف إليه الأفهام، وليس كغيره من كلام الأنام، وإنما هو مقال الملك العلام ذو عبارات للعلماء وإشارات وحقائق للأولياء ولطائف للأنبياء، بل هو بحر لجي في قعره درر، وفي ظاهره خبر، والناس في التقاط درره والوصول إلى خبره على مراتب متفاوتة)) (1/ 5) فهو يقصر كلام الله تعالى بأنه عبارات للعلماء وإشارات للأولياء .. وهذا بناء على اعتقاد الرافضة في عصمة الأئمة، وإشارة إلى معرفتهم بباطن الآيات دون غيرهم!! ثم يقول بعد ذلك ((ومن أجل ذلك جاءت التفاسير مختلفة حسب اختلاف أهلها: فمنها ما يغلب عليه العربية والعلوم الأدبية من الإعراب والبيان، ومنها ما يغلب عليه المجادلات الكلامية مما ظنوها من الحكمة والبرهان، ومنها ما يغلب عليه القصص والسير، ومنها ما يغلب عليه نقل الأحاديث والخبر، ومنها ما يغلب عليه التأويلات البعيدة وبيانات غريبة عجيبة، لأنهم لم يأخذوا التفاسير من مشكاة النبوة والولاية)). المسألة الثانية: عن سبب تسمية القرآن بهذا الاسم .. وذكر أن للقرآن أربعة أسماء وهي القرآن والذكر والفرقان والكتاب، وأنه موصوف بأوصاف شتى، ثم بين أن الخلط بين ما هو في حكم العلم وغيره غير جائز. ثم ابتدأ في تفسير سورة الفاتحة. •منهجه: لم يذكر في المقدمة الطريقة التي سيسير عليها في التفسير، ولكن بالنظر في الكتاب تتبين معالم طريقته، وهي أنه يذكر الآيات الثلاث أو الخمس مرتبة ثم يبتدئ في تفسيرها على ضوء النقاط التالية، أولاً: بمسائل اللغة والصرف .. ، ثم الإعراب وذكر القراءات .. ثم تاريخ وسبب النزول .. ثم وجوه البلاغة والفصاحة .. ثم نكت ولطائف إفرادية ... ثم البحوث الفقهية .. ثم بعض
(يُتْبَعُ)
(/)
المباحث الأصولية .. ثم المباحث الكلامية .. ثم بحوث فلسفية ومسائل حكمية .. ثم بحث اجتماعي .. ثم التفسير والتأويل .. ويلتزم غالباً بهذا، وربما زاد أو أنقص، وذلك على حسب الآيات وما يتعلق بها. فالتفسير موسوعي وضخم، فقد فسر الآيات الثلاث من قوله تعالى (وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري .. ) إلى قوله (أولئك هم الخاسرون) في 124صفحة .. • نماذج من تفسيره: 1 - أقوال الصحابة: يكفي في ذلك ويغني، اعتقاده الضال في الصحابة، كمن سبقه، فهو يرى كفرهم – والعياذ بالله – فيقول عند تفسير قول الله تعالى (ومن الناس من يقول أمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين) وذلك في فقه الأية ((الفقه وبعض مسائله اعلم: أن من المسائل المحررة في الفقه وتكون مورد الخلاف: هو أن الإسلام الذي به حقنت الدماء، وعليه جرت المواريث، وجاز النكاح، وحل أكل الذبيحة والتجهيز، هل هو مجرد الإسلام الصوري وإظهار الشهادتين الذي هو حال المنافقين، أم لابد من المطابقة مع الاعتقاد، بعقد القلب على مضمون الشهادتين، أم يشترط اليقين بمفهومهما؟ وجوه بل أقوال .... (ثم قال): وبالجملة: تكون المسألة خلافية. وقال العلامة في " التذكرة ": إن ابن إدريس قال بنجاسة كل من لم يعتقد الحق إلا المستضعف، لقوله تعالى: (كذلك يجعل الله الرجس) والأقرب طهارة غير الناصب، لأن عليا (عليه السلام) لم يجتنب سؤر من يأتيه من الصحابة. انتهى.)) (3/ 267). وهذا الاعتقاد الفاسد يترتب عليه تكذيب الصحابة –رضوان الله عليهم-، حيث وصف أبا هريرة رضي الله عنه راوية الإسلام بالكذب والعياذ بالله، حيث يقول ((. وأما الرواية الأولى فهي هكذا: قال أبو هريرة: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " إن سورة من كتاب الله ما هي إلا ثلاثون آية، شفعت لرجل حتى أخرجته من النار يوم القيامة، وأدخلته الجنة، وهي سورة تبارك ". أخرجها الترمذي، وقال: " هو حديث حسن ". انتهى. ويكفي في كذبه - كما هو دأبه - أن سورة الفجر وسورة السجدة - أيضا - ثلاثون آية، فراجع)) (1/ 53). نسأل الله العافية والسلامة من ذلك .. 2 - أقوال الأئمة عندهم: وهي أكثر من أن تحصى، وأوضح من أن تذكر، ويكفي في ذلك اعتقادهم بعصمتهم، ولا تجدهم يذكرون الأئمة إلا ويردفونها بالمعصومين، وأذكر مثالاً واحداً على ذلك – تحقيقاً للشرط- وذلك عندما ذكر أقوالاً كثيرة في المسألة قال ((والذي هو المرجع في هذه المسألة ما ورد عن الأئمة المعصومين (عليهم السلام))) (1/ 317) 3 - التفسير الباطني: ذكر عند تفسير قول الله تعالى (ألم ذلك الكتاب .. ) ((ولما افتتح سبحانه الفاتحة بالأمر الظاهر، وكان وراء كل ظاهر باطن، افتتح هذه السورة بما بطن سره وخفي إلا على ما شاء تعالى أمره)) (2/ 258)، ثم بدأ يذكر التفاسير الباطنة لتلك الحروف المقطعة. 4 - أسلوب الجري: لم أجد له مثالاً، وذلك راجع لقلة الآيات التي فسرها، ولا يمكن أن نقول أنه لا يرى ذلك أو لا يعتقده، لأن مظان ذلك لم يأت عليه. 5 - تحريف القرآن: يقال فيه ما قيل في الكتاب الذي قبله. فالمؤلف يرى أن القرآن كامل ومحفوظ، ولا يمكن أن يحرف أو يزاد فيه، واستدل بأدلة منها، قوله (( .. وإذا وجدنا أن المولى أمير المؤمنين - عليه أفضل صلاة المصلين - مع نهاية الدقة ينظر إلى القرآن ويحافظ عليه من الحدثان، وكان هذا القرآن قبل الأمير (عليه السلام) مدونا، ولم يرمز إلى ما فيه من الغلط في الضبط بشئ، فهو يشهد على أن هذا الكتاب بعينه من غير تفاوت هو النازل، ومجرد الاحتمالات الأخرى لا يضر بما هو مورد النظر، وهو حصول الوثوق والاطمئنان والعلم النظامي العادي بذلك، وإذا انضم إلى ذلك شدة اهتمام المسلمين بحفظ الكتاب الإلهي عن الاشتباه والاختلاف، يحصل من وراء هذه الأمور شئ آخر يسمى بالقطع واليقين بعدم التحريف. ولكنه عندي غير تام، لأن انسداد باب الاحتمالات غير ممكنة، إلا أن الاطمئنان والوثوق القوي حاصل بذلك جدا، فما هو بين أيدينا من الأول إلى الآخر - حسب هذا السبر والتقسيم - هو المنزل على النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) من غير نقص ولا زيادة)) (1/ 429). قلت: وقوله ((ولكنه عندي غير تام .. )) كلام موهم، وقد ذكر أن المسألة
(يُتْبَعُ)
(/)
سيجليها في مدخل الكتاب، وهذا المدخل غير موجود؟؟!! فربما أنه مات قبل كتابته، أو أنهم أسقطوه عمداً؟؟) لكنه عدَّ القراءات القرآنية الأخرى، والتجويد، من التحريف وأنه على التخرص والكذب لأسباب المعيشة والتقرب إلى السلاطين، يقول (( .. فبالجملة: كان التجويد واختلاف القراءات حسب التخريص، من أسباب المعيشة ومن موجبات التقرب إلى السلاطين والتدخل في البلاط. ومما يؤيد ذلك جدا: أن مذهب الشيعة ليس متدخلا في هذه الأمور، وليس من القراء من يعد منا أهل البيت، لما أن الشيعة كانوا يعتقدون بأن القرآن واحد ومن الواحد إلى الواحد للتوحيد.)). 6 - التفسير العقلي: لم أجد مثالاً واضحاً على التفسير العقلي، وإن كان بعض كلامه يحتمل، ولكن الجزم بشيء غير واضح تماماً من الصعوبة بمكان. ويمكن أن يستدل على احتكامه إلى العقل بأمثلة، وهو – كما سبق – يخصص مبحثاً خاصا ً لعلم الكلام والفلسفة .. والرافضة يوافقون المعتزلة في كثير من أرائهم الاعتزالية، كنفي الرؤية .. وغيرها. ذكر المؤلف عند قول الله تعالى " صراط الذين أنعمت عليهم "، في مبحث الفلسفة ((أقول: ربما يستشعر من قوله تعالى: (قل كل من عند الله فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا) أن الحسنات مستندة بالذات والسيئات بالعرض، لأنها أعدام، ولا شبهة في أنها ليست أعداما مطلقة، بل هي الأعدام المرسومة من لواحق الوجودات. وبعبارة أخرى: لا يعتبر النقص إلا عند الكمال، فإذا لم يكن كمال في العالم، فلا معنى لأن يحمل على شئ عنوان الناقص ولو كان حملا بالعرض، فإذا كان الكمال مستندا إليه تعالى، فلابد أن تحصل هذه النسبة العرضية القهرية العقلية أو الوهمية. ولذلك ترى في الكتاب الإلهي من نسبة الإضلال إليه تعالى، وهكذا سائر الأوصاف الناقصة كالإذلال ونحوه، مع أنه تعالى منزه عن ذلك، كما أن النواقص لا تقبل الجعل، لأنها من العدميات اللاحقة قهرا بالوجود النازل في مراتبه. والله الهادي إلى دار الصواب .. )) (2/ 210) • الحكم العام على الكتاب: الكتاب يعد موسوعة تفسيرية، قد جمع مؤلفه مباحث كثيرة في الآية الواحدة، فهو حقيقة قد جمع واستقصى، فإذا أردت إعراباً أو مسألة من مسائل اللغة أو بلاغة الآية تجده قد ذكرها، وأشار إليها، أو ما يتعلق بمسائل فقهية – وإن كان يمر عليها مروراً – ولكنه يشير إليها ويذكرها .. وغير ذلك مما يتعلق بالآية الكريمة. والكتاب مع أنه يحوي كل هذا، ولكن يكدر صفوه، ويلطخه، تلك الأقوال الكفرية في الصحابة رضي الله عنهم – والعياذ بالله –، والغلو المتطرف في أئمتهم، حتى أوصلهم إلى درجة العصمة .. والكتاب لم يكمله مؤلفه، بل فسر الفاتحة وستاً وأربعين آية من سورة البقرة، ومع ذلك يقع في خمس مجلدات!!. الخاتمة وبعد هذه الإطلالة المختصرة على أصول التفسير، وبعض كتب التفسير المتقدمة، والمعاصرة للرافضة، تبين للباحث من خلال الأمثلة والمطالعة في كتبهم، أن المتأخرين من الرافضة ساروا على نفس الطريق الذي سلكه المتقدمون منهم، في الأصول والفروع، وطبقوا الأصول كلها في كتبهم وكتاباتهم، ولم يخرجوا عنها، بل ساروا على منوالها. ويطول عجب المرء من التراث الكبير الذي خلفوه، ومن ضخامة الكتب التي سطروها، ومع ذلك لم يكتب الله لها القبول والتداول بين الناس، بيد أن بعض كتب المبتدعة بقيت وتداول في الأوساط العلمية، مع ما فيها من تخليط وبدعة، كتفسير الكشاف مثلاً .. وغيره، ولعل ذلك راجع إلى عدة أسباب: منها الفرية العظيمة وهي الاعتقاد بأن القرآن محرف وناقص، مما يجعل المسلم العاقل السوي ينفر من ذلك، وهو يرى الآيات الواضحات، والأحاديث البينات في ما لا يجعل لأحد شبهة في كماله وحفظه. وكذلك التطاول البغيض، والكلام المؤلم للقلوب، في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتقادهم الفاسد فيهم، مما يبغض الكاتب والكتاب ويزهده في أعين الناس .. وثالثة الأثافي اعتقادهم وإيمانهم بالتقية وأنها من أصولهم المذهبية، مما يجعل القارئ والناظر في دوامة لا نهاية لها، ويتساءل هل هذا الكلام حقيقة؟ أم هو تقية؟؟ وما هو الحد الفاصل أو الضابط في ذلك؟؟ لا إجابة، حتى إن أتباعهم وتلاميذهم لا يفرقون بين ما قيل تقية، أو حقيقة!! وأكبر شاهد على ذلك مسألة تحريف القرآن - السابقة -. وقد حصر د/ الرومي مصدر انحرافهم عن الجادة، وسبب سقوطهم، هو في عدم اعتبارهم لما رواه الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم لجأوا إلى أمور عدة يسدون بها ما انثلم، ومنها القول بعصمة أئمتهم، والقول بتحريف القرآن، وكذلك التقية .. () وصدق الله تعالى حين قال " وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون " () وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. [/ SIZE][/SIZE](/)
رسالة دكتوراة في أسباب النزول
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[13 Dec 2006, 10:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وقفت على رسالة دكتوراة مطبوعة في أسباب نزول القرآن بعنوان"المحرر في أسباب نزول القرآن من خلال الكتب التسعة" دراسة الاسباب رواية ودراية
تأليف الدكتور خالد بن سليمان المزيني
تقع في مجلدين
وهي دراسة قوية في موضوعها أفاد فيها الباحث من كل ماكتب قبله في أسباب النزول ثم ناقش الروايات مناقشة علمية وخرج الى الترجيح في كل ذلك
فهو نفيس في موضوعه
طبعته دار بن الجوزي 1427
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Dec 2006, 12:13 م]ـ
جزاك الله خيراً يا دكتور.
- دعوة لحضور مناقشة رسالة دكتوراه بعنوان: (أسباب النزول من خلال الكتب التسعة) ... ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1255)
- صدر حديثا (المحرر في أسباب نزول القرآن من خلال الكتب التسعة) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4896).
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[13 Dec 2006, 03:07 م]ـ
ولكنني كنت آمل ان اجد غير الذي وجدت مع وجاهة ما وجدت جزى الله مؤلفها خيرا فقد انار الطريق لمن ياتي بعده فهل من متابع
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[13 Dec 2006, 04:35 م]ـ
هل من المكن أن تشرح لنا يا شيخنا ما كنت تؤمل لعلنا نستفيد
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[18 Dec 2006, 12:01 م]ـ
الذي املته ساذكره قريبا في بحث بعنوان دراسة نقدية في بعض اسباب النزول وساعرج فيه على ما ذكر الفاضل في رسالته القيمة ان شاء الله(/)
هل من أحد ينقل لي من صحيفة علي بن أبي طلحة ما روي عن ابن عباس في تفسير الرعد؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[13 Dec 2006, 12:23 م]ـ
أحتاج إلى نقل ما رواه علي بن أبي طلحة في صحيفته عن ابن عباس في تفسير الرعد فهل من مساعد؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Dec 2006, 06:33 م]ـ
لم أجد في صحيفة علي بن أبي طلحة التي جمعها راشد عبدالمنعم الرجال كلاماً لابن عباس في تفسير الرعد. وإنما تفسير لبعض الآيات من سورة الرعد ليس منها الكلام عن الرعد.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[13 Dec 2006, 07:02 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا المفضال
لكن هل راجعت قوله تعالى " أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق "
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Dec 2006, 08:21 م]ـ
نعم راجعت تفسيره لهذه الآية أيضاً ولم أجد له كلاماً في الرعد.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[13 Dec 2006, 09:54 م]ـ
بورك في عمرك يا ابن الكرام(/)
إذا كانت الآية تحمل معنيين لكل منهما دليله من القرآن فكيف يتم الترجيح بينهما؟
ـ[أبو أنس الغامدي]ــــــــ[13 Dec 2006, 10:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
إذا ورد في تفسير آية ما معنيان لكل منهما شاهد من القرآن فكيف يتم الترجح؟ وعلى أي قاعدة؟
فمثلا قوله تعالى: (كما بدأكم تعودون) الأعراف 29.
اختلف المفسرون فيها فمنهم من قال تعودون مؤمنين وكافرين وذهب إلى ذلك مجاهد ومقاتل والسمعاني
واستُدل لهذا القول بالسياق بقوله تعالى: (فريقًا هدى وفريقًا حق عليهم الضلالة)
ومن الآيات الدالة عليه أيضاً قوله تعالى) هُوَ الَّذِى خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُمْ مُّؤْمِنٌ)
وذهب أكثر المفسرين منهم ابن جرير وابن زمنين والسمرقندي إلى أن المعنى كما خلقكم أولاً ولم تكونوا شيئاً فإنه يعيدكم مرة أخرى ويبعثكم من قبوركم أحياء بعد أن متم وصرتم عظاماً رميماً
واستُدل لهذا القول بقوله تعالى ((فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون)
وقوله تعالى ((كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَآ))
إلى غير ذلك من الآيات ....
فهل هناك قرائن للترجيح في مثل هذه المسألة.
وفقكم الله
ـ[روضة]ــــــــ[14 Dec 2006, 12:51 ص]ـ
هذا الاختلاف الحاصل في تفسير الآية ناتج عن اختلاف التابعين، كما ظهر لي بعد الرجوع إلى التفاسير، والأصلُ في حال اختلاف التابعين الجمعُ بين الأقوال، فهو أولى، فبعض الاختلافات تكون من باب التنوع لا التضاد، أما إن تعذر الجمع، فيتم الترجيح، فيُنظر في أصح الروايات، ويُقدم الصحيح، وإن استوت في الصحة ـ كما يقول الدكتور الذهبي ـ رددنا الأمر إلى ما ثبت فيه السمع، فإن لم نجد سمعاً وكان للاستدلال طريق إلى تقوية أحدهما رجّحنا ما قواه الاستدلال وتركنا ما عداه، وإن تعارضت الأدلة فعلينا أن نؤمن بمراد الله تعالى ...
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Dec 2006, 11:00 ص]ـ
قول الله تعالى: ? كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ? (لأعراف: من الآية29) يحتمل المعنيين المذكورين، وكل معنى منهما حقّ، وتفسير الآية بهما هو الأولى. وليس مع من قصر معنى الآية على أحد هذين القولين حجة قاطعة.
وقد تقرر في أصول التفسير أن الآية إذا احتملت وجوهاً من التفسير فلا يصرف المعنى إلى بعض هذه الوجوه دون بعض إلا بحجة.
وتجد في الملف المرفق دراسة مفصلة لهذه المسألة
ـ[أبو أنس الغامدي]ــــــــ[14 Dec 2006, 02:35 م]ـ
رُفع الإشكال
أسأل الله أن يبارك في علمكم
ونحن لكم من الشاكرين،،،(/)
تدريس رسم المصحف بتوسع لطلبة الدراسات العليا وتدريبهم على قراءة مخطوطات المصاحف
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Dec 2006, 12:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا أتذكر أنني خلال مراحل الدراسة النظامية التي مررت بها درستُ في قاعة الدرس مخطوطة واحدة لمصحف من المصاحف القديمة العثمانية أو غيرها. فلم يكن هناك مادة تعنى بهذا على وجه التفصيل في المقررات الدراسية المتخصصة. وفي سنة من السنوات أسند إلي تدريس مادة علوم القرآن لقسم أصول الدين، وكان المقرر هو التعريف بالرسم العثماني وخصائصه وبعض سماته المشهورة، دون الخوض في التفاصيل.
إلا أنني توسعت في الموضوع حينها مع الطلاب للإفادة دون أن أطالبهم في الاختبار إلا بالمقرر في كتاب الشيخ مناع القطان رحمه الله. فأحضرت معي صوراً لمخطوطات المصاحف، وعرضتها للطلاب مع بعض المصاحف المكتوبة بروايات أخرى غير رواية حفص عن عاصم. وقد لمست تفاعلاً من الطلاب أثناء قراءة المخطوطات تلك، وبعض الملحوظات على هذه الخطوط التي كتب بها المصحف، وغير ذلك من الفوائد التي عرضت حينها، وقد رسخت تلك المعلومات في ذهني قبل أذهان الطلاب حتى اليوم.
ومنذ ذلك الوقت وأنا أزور في نفسي طرح موضوع مفصل عن هذا الموضوع في الملتقى، حتى نتدارسه بيننا، وما هي الطريقة المثلى لتطبيقه بشكل يتيح للجميع الفائدة والنفع. وقد عجبتُ وأنا أقرأ في ترجمة أحد المستشرقين الخبراء بقراءة خطوط المصاحف القديمة، والمشقة التي لقيها في أثناء تعلمه هذه الخطوط، وقد قضى في ذلك زهرة عمره، وهو الآن فوق الثمانين فيما يظهر، وكيف كان يمكث في فك الحرف الواحد وقتاً طويلاً ربما يزيد على الأسبوع.
فقلتُ في نفسي: رجل أجنبي على هذا الكتاب وهذه اللغة، وينفق هذا العمر والجهد الكبير في تعلم هذا الرسم والخطوط، ونغفل نحن عنه ونحن أولى الناس بتعلمه وتعليمه والتدرب عليه لا يوجد فينا من يقوم بهذا الفن ويحرص عليه وعلى نشره وتعليمه!
وقد عملتُ على بناء مقرر دراسي مركز لتدريس مادة الرسم العثماني، والتدرب على قراءة مخطوطات المصاحف القديمة بحيث يطرح لطلاب الدراسات العليا في القرآن وعلومه سواء الماجستير أو الدكتوراه. بحيث يكون لمدة ثلاث ساعات في الأسبوع مثلاً، ويتخرج الطالب بعد فصل دراسي وقد أجاد قراءة مخطوطات المصاحف وفهم أسرارها وخصائصها فهماً عملياً نافعاً، وإنك لتهتز طرباً وأنت تتأمل في خطوط بعض المصاحف وروعتها، وتصاب بالدهشة لذلك الإتقان والإبداع في الكتابة والتفنن في الخط العربي البديع.
وأذكر قبل تسع سنوات أنني استعرت مصحفاً مخطوطاً من أحد الأصدقاء كتب في القرن السادس الهجري بخط بديع لم أر أجمل منه، وكنت من قبل أظن أن كتابة المصاحف وتجليدها قد بلغت في زماننا القمة، فإذا بذلك المصحف الذي كتب في القرن السادس يفوق من حيث الخط والتجليد والفخامة مصحف المجمع الحالي.
ولو وقفتم على بعض المصاحف المخطوطة لذهلتم لروعتها وجمالها ومدى العناية بها من جميع الجوانب الفنية، مما يدل على عناية المسلمين بهذا القرآن وحرصهم عليه، بل إن الخطاطين المبدعين كانوا يتسابقون في كتابة المصاحف والتفنن فيها، بل كان من وسائل إتقان الخط كتابة المصاحف المتميزة، ولذلك فإنه لا يصلح لتدريس هذه المادة إلا من أوتي حظاً من البصر بالخط العربي وجمالياته حتى يؤتي تدريس هذه المادة ثماره.
من فوائد تدريس مقرر رسم المصحف:
1 - ربط طالب الدراسات القرآنية بتاريخه الإسلامي العلمي في جانبه المتعلق بالخط العربي.
2 - معرفة تاريخ الخط العربي وكيف تطور رسمه الإملائي وعلاقته بالرسم العثماني [وللدكتور غانم الحمد بحث قيم في هذا الباب نشر في مجلة المورد].
3 - معرفة الرسم العثماني بشكل عملي دقيق ملموس، يراه في النماذج الرائعة التي تعرض عليه من بين الآف المصاحف المخطوطة، وكيف طبقه الخطاطون للمصاحف.
4 - معرفة عناية المسلمين بالمصحف من حيث الكتابة والتذهيب والتجليد وغير ذلك.
5 - تنمية روح النقد الفني، والتأمل في أسرار الخط المصحفي لدى الطالب في هذا الجانب العلمي المتعلق بالقرآن الكريم، وهذا الجانب يمكن الاستفادة فيه من أساتذة فن الخط العربي.
وأختم ببعض الصور لبعض المصاحف المخطوطة، وأنتظر تعقيباتكم أيها الفضلاء فلعل الله ييسر طرح مثل هذا المقرر ويقوم أحدكم بتدريسه ونحظى بشرف الحضور والاستفادة، ولعل أستاذنا العزيز الدكتور غانم قدوري الحمد يتفضل بالتعقيب على هذا الموضوع، فلأبي عبدالله قدم السبق والإجادة في الكتابة في رسم المصحف، وله أبحاث رائعة استفدت منها في الرسم العثماني نفع الله به، والمتصدي بعده للحديث في هذا الميدان، ولو أوتي بلاغة سحبان، لا يسري إلا على ضوء ناره، ولا يتعلق إلا بآثار غباره.
الرياض في 22/ 11/1427هـ
[ line]
http://www.tafsir.net/images/221.jpg
http://www.tafsir.net/images/229.jpg
http://www.tafsir.net/images/230.jpg
http://www.tafsir.net/images/232.jpg
http://www.tafsir.net/images/235.jpg
http://www.tafsir.net/images/236.jpg
http://www.tafsir.net/images/237.jpg
وهذه مخطوطة للمصحف بخط ابن البواب الخطاط. وتجد خبرها مفصلاً هنا ( http://www.ziedan.com/index_o.asp) مخطوطات نادرة > مصاحف شريفة.
http://www.tafsir.net/images/238.jpg
المزيد من صور المصاحف المخطوطة:
- موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف ( http://www.qurancomplex.org/OldQuranImages/Default.asp?l=arb&CatLang=0&Page=1&TabID=6&SubItemID=2) .
- موقع عالم القرآن الكريم - متحف صور المصحف ( http://www.hqw7.com/q4-p1-a2.htm) .
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[14 Dec 2006, 01:55 م]ـ
شكر الله لك أبا عبد الله على طرح هذا الموضوع , ولقد كنت في زيارة لدياركم النماص , وكان من ضمن البرنامج زيارة للقرية الأثرية , فرأيت كماً هائلاً من مخطوطات المصحف جمعها أحد الأخوة الفضلاء من بني شهر لا أتذكر اسمه الآن , فليتك تنشط أبا عبد الله للحديث عنها في إحدى زيارتك القادمة , فإني أظن أن بها نوادر في هذا الباب.
ـ[د. إلياس أنور]ــــــــ[15 Dec 2006, 11:02 م]ـ
شكر الله لكم على طرح مثل هذا الموضوع. وكم أتمنى من المتخصصين في علم القراءات العناية بمثل هذه العلوم (الرسم، الضبط، الفواصل، التوجيه) وأما تدريس مادة الرسم في الجامعات أعتقد بأن طلاب التخصص يدرسون هذه العلوم إلا أنها بحاجة إلى إعادة النظر من حيث صياغتها بأسلوب معاصر (وأما دراسة مخطوطات المصاحف فأعتقد بأن هذا يتعلق بعلم دراسة المخطوطات؛ وأما من أراد معرفة رسم المصحف فعليه بكتب التخصص، مثل كتاب المقنع في مرسوم مصاحف الأمصار للداني وهو كتاب جيد في بابه وهناك عدة رسائل محققة في الرسم لاسيما شرح عقيلة أتراب القصائد منها: الوسيلة إلى شكف العقيلة للسخاوي تلميذ الشاطبي تحقيق د / محمد الطاهر الإدريسي جامعة الطائف (مطبوع) شرح العقيلة لملا علي القاري تحقيق د / عبدالرحمن السديس جامعة أم القرى، جميلة أرباب المراصد في شرح عقيلة أتراب القصائدللجعبري تحقيق د/ محمد إلياس محمدأنور (جامعة الملك خالد) وأرى عدم الاقتصار على الرسم بل جميع العلوم المتعلقة بعلم القراءات.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[16 Dec 2006, 12:43 ص]ـ
وشرح تلخيص الفوائد وتقريب المتباعد لابن القاصح
والطراز في شرح ضبط الخراز للتنسي بتحقيق د. أحمد شرشال
ومختصر التبيين لهجاء التنزيل للإمام أبي داود سليمان بن نجاح تحقيق شرشال أيضا
وسمير الطالبين للإمام الضباع
ولا غنى عن المحكم في نقط المصاحف وأظنه أهم من المقنع وكلاهما لأبي عمرو الداني
وبالمحكم يمكن معرفة بلد المصحف فضبط كل ناحية مختلف عن غيرها وانظر باب ذكر البيان عن إعجام الحروف ونقطها بالسواد وما يليها من الأبواب لتدرك ما أصبو إليه.
ـ[نورة]ــــــــ[16 Dec 2006, 02:23 ص]ـ
شكر الله سعيكم
وبالفعل نحن في تخصص القراءات ندرس مثل هذه العلوم، وكما أشار الدكتور إلياس -أكرمه الله - أن مثل هذه العلوم بحاجة إلى إعادة النظر فيها من حيث صياغتها بأسلوب معاصر، وبذلك تكون أنفع وأمتع وأثبت في تدريسها كأي مادة أخرى ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Dec 2006, 06:43 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على تعقيباتكم وإضافاتكم.
أخي د. أحمد البريدي: صاحب هذه القرية التراثية اسمه محمد الشهري واسم قريته التراثية تلك (قرية المَقِر) نسبة إلى اسم عائلته الأخص. وقد سمعتُ ولم أرَ عن حرصه مؤخراً على جمع بعض المخطوطات، وحدثني الأستاذ الدكتور فهد الرومي عن توفيره بعض المخطوطات لهذه القرية بطلب من صاحبها، ولعله يتذكر هذه المخطوطات فيذكرها لنا. وأنا أعرف صاحب القرية جيداً، وهو عميد متقاعد من الجيش تفرغ بعد تقاعده فأنشأ هذه القرية، إلا أنني لم أزرها زيارة مفصلة منذ نشأتها إلا مرة واحدة مررت بها وهي في طور الإنشاء قبل سنوات، ولعل الله ييسر لي أو لأحد الإخوان من النماص فينقل لنا خبر هذه المصاحف، أو يصور لنا بعض صفحاتها بكاميرا رقمية.
أما ما تفضل به الإخوة الفضلاء الدكتور إلياس والدكتور أنمار وكذلك الزميلة الفاضلة الأستاذة فشكر الله لهم، وأنا لا أنكر أن هذه المعلومات تدرس للطلاب المتخصصين في القراءات وغيرهم، لكنها لا تدرس تدريساً تطبيقياً كما تستحقه، ولا تأخذ من المنهج ولا من الوقت ما تستحقه حتى ترسخ في أذهان الطلاب. ثم إنها لا تدرس دراسة تطبيقية واسعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما التدرب على قراءة مخطوطات المصاحف القديمة فهذه لا توجد بحسب علمي، وإن وجدت فعلى عجل شديدٍ، ولذلك لا يوجد عندنا متمرسون بقراءة المصاحف القديمة والخطوط القديمة في أقسام القرآن وعلومه. وأما قيام أقسام المخطوطات بذلك، وتدريبها عليه فلا أعرف تفاصيل مشجعة في هذا السبيل، وعناية خاصة بخطوط المصاحف. نعم قد ترى مخطوطة لصفحة من أحد المصاحف عند مدخل دور المخطوطات، لكن هذا آخر ما تراه من العناية بهذا، أما أن تجد قاعة أو أكثر للتدرب على قراءة خطوط المصاحف، وعدد كافٍ من النسخ المصورة بعناية للتدريب، ووسائل معينة على ذلك فهذا ما لم أرهُ بعدُ، وهو الذي أعنيه بالتدريس المعمق للمادة والتدرب عليها ومنحها مساحة أوسع من العناية والتأمل.
وأما الكتب التي صنفت في رسم المصحف وتوابعه فهذه معروفة، واستقصاؤها من مصادرها سهل، وهي موضوع فرعي غير الذي أعنيه من طرح الموضوع حفظكم الله ونفع بكم.
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[19 Dec 2006, 04:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن من حسنات هذا الملتقى ما يفتح الله به على أخينا الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري – حفظه الله – من موضوعات رائدة، ومنها مقترحه تدريس رسم المصحف في الدراسات العليا، فعلى الرغم من أن موضوع رسم المصحف وكتبه في متناول يد المتخصصين بالدراسات القرآنية، إلا أن دراسة الموضوع دراسة تطبيقية تعنى بالمصاحف القديمة والتدريب على قراءة خطوطها وتحليل ظواهرها الكتابية والفنية يعد أمراً جديداً بقدر ما أعرف.
إنني إذ أشارك بهذه العجالة استجابة لرغبة أخي الفاضل الدكتور عبد الرحمن فإنني أقتفي أثره وأتكأ على ما كتبه، وقد لا آتي بجديد لكني أردت أن أعرب عن سروري بما عرضه، وتأييدي لما ورد في مقترحه، وإن قصرت عبارتي عن اللحاق بجمال عبارته ونصاعة أفكاره، فلست بالمكانة التي وضعني فيها، جزاه الله تعالى خيراً، فلم يكن ما كتبته في رسم المصحف إلا محاولة لم تسعفني الظروف الخاصة والعامة من تطويرها والبناء عليها.
إن دراسة رسم المصحف لا تهم المتخصصين بالدراسات القرآنية وحدهم، بل تفيد دارس اللغة العربية، وأهل التاريخ والآثار، والمهتم بالخط العربي وتجويده، ولعلي لا أجاوز الحقيقة إن قلت إن دراسة الموضوع سوف تكون نتائجها مفيدة وممتعة للذين يحملون في قلوبهم حب القرآن ويحرصون على تلاوته وتفهم معانيه،لأن نتائج هذه الدراسة سوف تكشف لهم عن التواصل بينهم وبين أصول هذا الكتاب الكريم، فالمصاحف المخطوطة تشكل سلسلة متصلة الحلقات بدايتها المصاحف العثمانية، و نمسك اليوم بطرفها الممتد عبر السنين من خلال هذه المصاحف، المعززة بالرواية الشفهية للقراءة القرآنية.
ولعل بعض الإخوة الذين نظروا في المقترح لم يدركوا جميع أبعاده أو يتصوروا كل أهدافه وفوائده، وقد يكون من المفيد أن أذكر بإيجاز تجربتي المتواضعة في دراسة رسم المصحف في رسالتي للماجستير، التي كشفت لي عن أهمية دراسة المصاحف المخطوطة والعناية بها، فقد بدأت أعمل في البحث من غير أساس علمي سابق أستند إليه، ولم أجد ما يمهد لي الطريق، وقد مَنَّ الله عليَّ بإنجاز البحث بعد القراءة في عدد محدود من المصاحف، ومن دراسة كتب رسم المصحف والدراسات التاريخية الحديثة عن الخط العربي، ولمست حينذاك الحاجة إلى دراسات تعنى بالمصاحف القديمة، وإلى مراكز علمية تسهل على الباحثين الاطلاع عليها وتيسير دراستها.
وآمل أن يجد هذا المقترح طريقه إلى التطبيق، وأن يحظى قسم من الأقسام العلمية المتخصصة بالدراسات القرآنية بشرف الريادة في هذا المشروع العلمي وتوفير مستلزماته، وفي مقدمتها مكتبة متخصصة تضم ثلاثة أنواع من المصادر:
(1) المصاحف القديمة، أصلية أومصورة، من مختلف العصور، مع ما يلزم من وسائل القراءة فيها ودراستها.
(2) كتب رسم المصحف.
(3) الدراسات الحديثة المتعلقة بالخط العربي وتاريخ الكتابة العربية.
وليس من الصعب بعد ذلك وضع الإطار التنفيذي للمقترح، وتحديد مفردات الدراسة، والوقت الذي تستغرقه، ومن يتولى التدريس والتدريب فيه، مع تحياتي للدكتور عبد الرحمن ورواد الملتقى، والله ولي التوفيق.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Dec 2006, 02:30 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
شكر الله لأستاذنا الكريم الدكتور غانم الحمد هذا التعقيب المسدد، والرأي الموفق، وقد أَبنتَ عما في نفسي أحسنَ البيان جزاك الله خيراً، فإن العناية بدراسة رسم المصحف متعددة الجوانب، ومع كثرة البحوث النظرية والتاريخية واللغوية التي كُتبت فيه ولله الحمد، ومنها كتابكم القيم (رسم المصحف: دراسة لغوية تاريخية)، إلا أنها لم تأخذ طريقها إلى قاعات الدرس لتدرس دراسةً تطبيقيةً يُمسكُ الطالب بيده المصاحفَ القديمةَ، أو صورها الملونة الدقيقة إن تعذر الأصلُ، ويقرأُها في رسمها الأول، ويتتبعها حتى العصر الحديث، وكيف تطورت هذه الصناعة وهي صناعة كتابة المصاحف ورسمه عبر التاريخ، وما تعلق بكتابة المصاحف من فنون عبر التاريخ، وفوائد تنفيذ هذه الفكرة للمتخصص في الدراسات القرآنية كثيرة، منها ما قد يظهر قبل البدء، ومنها ما لا يظهر إلا بعد الشروع فيه.
وإنني لآمل أن يوفق الله سبحانه وتعالى لإنشاء معملٍ خاص لهذا الغرض بإذن الله، تُهيءُ له أدواته المناسبة كما تفضل الدكتور غانم، ويكون بدايةً لمثل هذا الغرض النبيل،ويصمم له منهج علمي مركز، فنحن في زمان كثرت فيه العناية بالدورات العلمية المتخصصة في المساجد، وفي مراكز التدريب التي عُقدتْ الدوراتُ فيها لأشياء كثيرة من جليل أمور العلم ودقيقه بل ورُبَّما عديم الجدوى من جوانبه.
وحقٌّ على المنتسبين للقرآن وعلومه أن يبادروا للتجديد في عرض ما معهم من العلم لتقريبه للمسلمين، وتحبيبهم فيه، فالناس في لهف لفهم القرآن وتعلم علومه، فإنَّ أهلَ كلِّ تخصصٍ من العلم قد يكونون سبباً في نَهضته وحياته إن قاموا به ورفعوا رايته، وتتبعوا طرق نشرهِ كالتاجر الحريص على نشر بضاعته وترويجها. وقد يكونون سبباً في خُمودهِ وضعفه وضياعه إن ركنوا إلى الدعة، وتركوا الأمر على عواهنه، ورضوا بما وصل إليهم منه، دون أن يضيفوا من روح عصرهم لهذا العلم ما يكون كفيلاً بنشره وجعله ثقافة عامة للمسلمين.
وهذا الموضوع متداخلٌ بين عدد من التخصصات العلمية المعاصرة كما تفضل الدكتور غانم بقوله: (إن دراسة رسم المصحف لا تهم المتخصصين بالدراسات القرآنية وحدهم، بل تفيد دارس اللغة العربية، وأهل التاريخ والآثار، والمهتم بالخط العربي وتجويده):
1 - فمنه جانب يعنى به أهل الدراسات القرآنية كظواهر الرسم العثماني، وكيفية رسم الكلمات، وكيفية نطقها وغير ذلك، وقد صنفت في ذلك مصنفات كثيرة نثراً وشعراً ولله الحمد.
2 - وجانب يعنى به أهل صناعة الخط مثل أنواع خطوط المصحف وكيفية كتابتها وإجادتها، وكيفية كتابة المصحف في الصحف، ومراعاة خواتم الصفحات وبداياتها، والأحبار والأقلام التي تستخدم في كتابة المصحف وغير ذلك من التفاصيل التي تبهج القلبَ وتسره، وتزيده يقيناً بحفظ كتاب الله. وقد حفظت لنا كتب التاريخ أسماء كثير من المتخصصين في كتابة المصاحف، وممن تفرغ لهذا الشأن حياته، وقد برز منهم خلال التاريخ الإسلامي العديد ممن أجادوا خطوط المصاحف كخالد بن الهياج، ومالك بن دينار، والضحاك بن عجلان، والرشيد البصري، ومهد الكومي، وأبو حدى الكوفي، وابن مقلة، وابن البواب، وشمس الدين محمد بن أبي رقية، وياقوت المستعصمي، وشهاب الدين غازي، وشمس الدين محمد الوسيمي، وابن العفيف، وابن الصائغ الذي يعتبر عميد الخطاطين العرب في مصر المملوكية في القرن التاسع الهجري. وكثير من أسماء هؤلاء الخطاطين تجدها في أوائل أو أواخر مصاحفهم التي كتبوها. والمتتبع لهذا الجانب من جوانب العناية بالقرآن وكتابته وخطه، وتاريخ خطاطيه يستخفه الطرب والسعادة من هذا التاريخ العريق لهذه الصناعة الشريفة، وهو جانب من جوانب حفظ الله لكتابه، ومن معاني قوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). وهذا الجانب مغفولٌ عنه تَماماً في الدراسات القرآنية، وكتب علوم القرآن، مع تعلقه بالقرآن الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - وجانب يعنى به أهل الفنون كتذهيب المصحف وزخرفته، والعناية بأثاث المصحف عبر التاريخ كخزائنه التي يحفظ بها، وتجليده وأنواعه وكيفيته، والتذهيب قد شاع استخدامه في المصاحف في رسم فواصل السور، وفواصل الآيات، وفي رسم بعض الزخارف في هوامش بعض صفحات المصحف، ولكن براعة المذهبين تظهر بصورة جلية في زخرفة الصفحتين الأولى والثانية من المصحف، والتي يكتب فيها عادة سورة الفاتحة، والآيات الخمس الأولى من سورة البقرة، ويسميها أهل التذهيب (السرلوح)، ويتنافسون في إجادتها تنافساً شديداً. وقد حفظ لنا التاريخ أسماء مشهوري المذهبين للمصاحف مثل اليقطيني، وإبراهيم الصغير، وأبي موسى بن عثمان، وابن السقطي، ومحمد وابنه، وأبي عبدالله الخزيمي وابنه، وقد عاش الأخيران في القرن الثاني عشر الهجري، وغيرهم كثيرون، وقد ظهر أهل التذهيب بعد ظهور الخطاطين، وكان أهل التذهيب في المرتبة التي تلي مرتبة الخطاطين من حيث الأهمية.
وقل مثل ذلك في زخرفة المصاحف التي بدأت في عهد العباسيين، وقد عورضت الزخارف في المصاحف معارضة شديدة أولاً، ثم استقرت بعد ذلك على أن تكون بزخارف هندسية ونباتية، ولا يكون فيها أي صور لكائنات حية، واقرأ حول ذلك بتفاصيله - إن شئت - في كتاب (الفنون الزخرفية الإسلامية في مصر قبل الفاطميين) لمحمد عبدالعزيز مرزوق ص133 وما بعدها، ومثله كتاب (فن التذهيب العثماني في المصاحف الأثرية) للدكتورة شادية الدسوقي عبدالعزيز، الأستاذة بكلية الآثار بجامعة القاهرة).
- وقل مثل ذلك في تخصص الآثار ودراسة التاريخ. ويدخل فيه العناية بأثات المصحف كتجليده وتقطيع ورقه زأنواع الورق، فقد تقدمت صناعة التجليد على يد المسلمين بفضل الحرص على صيانة المصحف الشريف، فالتجليد أحد العناصر الأساسية لصناعة الكتاب، وهي متممة لفن الخط والتذهيب والزخرفة.
ومثله ما يتعلق بحفظ المصحف وحَمله، مثل كراسي المصاحف، ودكة المصحف والقارئ، والكرسي المسدس المنشوري الشكل، وصناديق المصاحف والربعات، والحوافظ والأكياس الحريرية، والخزانات الثابتة، والمتنقلة وغيرها. وإن شئت التوسع في هذا الجانب فاقرأ كتاب (أثاث المصحف في مصر في عصر المماليك للدكتورة فايزة محمود عبدالخالق الوكيل، المتخصصة في الآثار والفنون الإسلامية بكلية الآثار بجامعة القاهرة).
وقد تطورت هذه الصناعات المتعلقة بالمصحف مع الزمن، حتى بلغت أوجها في العصر المملوكي.
والمقصود أن يكون هذا البَرنامج لتدريس رسم المصحف برنامجاً متكاملاً، يقدم للمتخصص في الدراسات القرآنية هذه المادة، تقديماً جامعاً لكل هذه الفنون والعلوم في مادة واحدةٍ مركزةٍ، تُعنى بكل جوانبه، ويتخرج الطالبُ بعدها وقد تعلَّم الرسم العثماني وظواهره وتطوره وكيفية قراءة المصاحف القديمة، وما نشأ حول هذا المصحف من صناعات وفنون عبر التاريخ تعليماً دقيقاً ومُمتعاً معاً، يجمع المعلومة الدقيقة المركزة، مع الطريقة العملية الممتعة ولا سيما مع تنوع أساليب العرض في زماننا ولله الحمد، وقد جمعتُ في هذا الموضوع مادةً لا بأس بها، وقطعتُ شوطاً في تصميم هذا المشروع، وأنا أتعاهده كلما وجدتُ معلومةً تنفع في جانب من جوانبه، وعسى أن أطرحه قريباً على أمثالكم من أهل العناية بهذا العلم الشريف، ولن أستغني عن توجيهاتكم يا أهل العناية، ولا سيما الأستاذ القدير الدكتور غانم قدوري الحمد بارك الله فيه، ولنسم هذه المادة (تاريخ المصحف) حتى تكون أدل على المقصود والله الموفق سبحانه، لا حول لنا ولا قوة إلا به.
الجمعة 2/ 12/1427هـ
ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[25 Dec 2006, 05:41 ص]ـ
شكر الله لك أبا عبد الله على طرح هذا الموضوع ..
ـ[د. إلياس أنور]ــــــــ[25 Dec 2006, 11:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
مشاركة مني في خدمة كتاب الله عزَّ وجل ومساهمة في بيان رسم المصحف سأقدم من خلال هذا الملتقى العلمي المبارك حلقات علمية لرسم المصحف وذلك من خلال شرح جميلة أرباب المراصد في شرح عقيلة أتراب القصائد للعلامة الجعبري _ قريباً إن شاء الله _
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Dec 2006, 03:40 م]ـ
جزاك الله خيراً يا دكتور إلياس على هذه المبادرة وإننا لمنتظرون ومتابعون وفقك الله.
ـ[نورة]ــــــــ[25 Dec 2006, 03:56 م]ـ
يسر الله أمرك يا دكتور إلياس, ونحن في الانتظار
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[25 Dec 2006, 04:17 م]ـ
الشيخ المفيد أبا عبد الله
زادك الله خيرًا وإنعامًا، فذلك الموضوع الذي طرحته من نفائسك التي عوَّدتنا ـ أعضاء هذا الملتقى المبارك ـ عليها.
ولقد صدقت فيما طرحت، فقد جربت بعض ما ذكرته مع طلاب (دبلوم القراءات) في كلية المعلمين بالرياض من خلال ما طرحه الدكتور الفاضل غانم قدوري الحمد في بحثه الممتع (موازنة بين رسم المصحف والنقوش العربية القديمة) وكذا ما طرحه الباحث بشير بن حسن الحميري في بحثه الذي قدمه لنيل إجازة في دراسة الخطوط القرآنية القديمة، وقد عنونه بـ (إثبات حفظ الله للقرآن الكريم من خلال: دراسة لوحة مخطوطة للقرآن الكريم في القرن الأول الهجري).
وقد طبقنا ما يتعلق باختلاف الرسم والضبط من خلال المصحف المكتوب على رواة حفص، ورواية ورش، ورواية الدوري، وقد كان في هذه الطريقة نفع عظيم، وتركيز للمعلومات النظرية التي يتلقاها الدارس في هذين العلمين، وإني لأشد على عضدك في هذا، فبارك الله فيك أينما كنت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[27 Dec 2006, 09:12 م]ـ
يقول مشرفنا الشيخ عبدالرحمن: "وقد جمعتُ في هذا الموضوع مادةً لا بأس بها، وقطعتُ شوطاً في تصميم هذا المشروع، وأنا أتعاهده كلما وجدتُ معلومةً تنفع في جانب من جوانبه "
وأقول: نضر الله وجهك ويسر أمرك وسدد على درب الخير خطاك، وهذه مكرمة لك يحق لي أن أتمثل فيها بقول الأول:
هذي المكارم لا قعبان من لبن ... شيبت بماء فعادت بعد أبوالا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Jan 2007, 08:58 ص]ـ
الأخوين الفاضلين الدكتور مساعد والدكتور خالد. شكر الله لكما تعقيبكما، وتشجيعكما لأخيكما، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً للعلم النافع.
وأنا أعلم جهدكم يا أبا عبدالملك في تدريس هذا الموضوع وغيره زادك الله توفيقاً، ولن أقطع أمراً في هذا المشروع حتى تشهدون.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Feb 2007, 11:50 م]ـ
مشاركة مني في خدمة كتاب الله عزَّ وجل ومساهمة في بيان رسم المصحف سأقدم من خلال هذا الملتقى العلمي المبارك حلقات علمية لرسم المصحف وذلك من خلال شرح جميلة أرباب المراصد في شرح عقيلة أتراب القصائد للعلامة الجعبري _ قريباً إن شاء الله _
متى نرى أولى حلقاتكم يا دكتور إلياس رعاكم الله؟
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[27 Feb 2007, 01:31 ص]ـ
السلام عليكم إخواني الكرام:
أشكر لمولانا الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله تعالى إثارة هذا الموضوع الغني ومداخلات أهل المعارف والتخصص من أمثال فضيلة الدكتور غانم قدوري الحمد وفضيلة الدكتور مساعد والأستاذ خالد ومداخلة الدكتور إلياس حفظهم الله جميعا.
وعند اقتراح وهو التحضير لهذه الدروس على أن تبدء في موضوع مستقل يا حبذا لو وضع قسم خاص له من أقسام المنتدى وأنا على استعداد لوضع برنامجا يقوم بمساعدة فضيلة الدكتور المحاضر بالرسم من خلاله في المنتدى بالرسم الإمامي حيث أوشكت على الانتهاء من مصحف ويب ويمكني تطوير أدوات لرسم الكلمات بالرسم الإمامي خالي النقط والشكل ليكون بمثابة وسائل إيضاح يستعان بها والله المستعان.
ومن الممكن أن يدفع إلى فضيلة الدكتور إلياس الكلمات بالرسم الإملائي وأقوم بدفعه إليه بشكل صور على إيميله الخاص لتقريب ثمرات هذه الحلقات النافعة
والله من وراء القصد.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[27 Feb 2007, 02:28 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأخ الفاضل: الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد كان لإثارة هذا الموضوع من قبل فضيلتكم وقع كبير على اللجنة المكلفة بإعادة صياغة البرنامج الدراسي لمسلك الدراسات الإسلامية بكلية الآداب، بالجديدة، حيث اقترحت على الإخوة أعضاء اللجنة إضافة مجزوءة رسم المصحف ضمن وحدة القرآن الكريم، و تلقى الإخوة الأفاضل الاقتراح بالترحيب.، معتمدينها في سلك الإجازة، على أمل تطويرها عند إعداد مسلك الماجستير.
وقد أخبرت الإخوة بأن الفضل في اقتراحي يرجع إلى تنبيه فضيلتكم إلى ضرورة تدريس هذه المادة.
وتفضلوا أخي الكريم فائق الاحترام و التقدير.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أبو معاذ الشمراني]ــــــــ[01 Mar 2007, 09:58 م]ـ
ولكن ... مع تقديري لأساتذتي الكرام .. فهذا من مٌلح العلم، ولعل غيره أولى منه .. والعمر قصير. وفقكم الله ونفع بكم.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[02 Mar 2007, 08:20 ص]ـ
السلام عليكم
عذر يا أبا معاذ بل هو من الأمور التي يجب الحرص على تعلمها ألا ترى أن الحافظ السخاوي استدرك في شرح العقيلة على شيخه وعلى الإمام الداني فيما خص مصحف أهل الشام وما ذاك إلا لانقطاع العناية ومطالعت المصاحف العتاق هل طالعت تحريرات الدكتور أحمد بن أحمد بن معمر شرشال في دراسته وتحقيقه لمختصر التبيين حيث رجح كتابة بعض الأسماء الأعجمية في مصحف نافع بحذف الألف بغير عمل المغاربة.
هل دار بخلدك هذا السؤال:
لما كان أصل كتابة الكتبة الأولى خالي من النقط والشكل الحرف ثم أحدث هذا الأمر واستقر العمل به وتابع الرسم بزيادة رسم الأحرف الزائد كما في (أفإين مت) برسمها بالزائد في الرسم السؤال:
ألا يجب إهمال هذه الأحرف الزائدة من النقط مع وضع علامة الحرف الزائد فهو أولى بأمر الضبط .. فالنقط تمهيد ورصف الزائد لا حاجة به فهو ثابت في الرسم لكنه مهمل فلماذا ينقط.
هذا السؤال رفعته للجنة مراجعة المصاحف بمجمع طباعة المصحف بالمملكة.
ربما أثمر هذا العلم الجليل عن تحريرات وأنا عليكم من العيال.
وتفضل بقبول وافر الاحترام والتقدير
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[02 Mar 2007, 11:01 ص]ـ
فضيلة الدكتور عبدالرحمن والمعقبين الفضلاء جميعا
السلام عليكم ورحمة الله
للأسف فلم أطلع على هذاالموضوع إلا اليوم، وسعدت كثيرا بقراءته، وأنا أظن أن البحث في الرسم وتاريخه وتطوره والمذاهب فيه - واؤكد على هذه الأخيرة - من أهم المهمات للمتخصصين في هذا العلم المبارك، ولذلك أقول للأخ أبي معاذ الشمراني: إن هذه المادة من دقائق العلم وجزئياته فلا تعرض على العامة ولا على غير المتخصصين في الدراسات القرآنية ولا على غير الراغبين في هذا العلم أيضا.
وإني بحمد الله تعالى درست مادة الرسم في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ودرّستها بعد ذلك في الجامعة الإردنية وكنت أرى من طلبتي الشغف الكبير لسماع هذه المعلومات الدقيقة في هذا العلم المتواري في بلادنا وقد سمعت أن إخوة لنا في بلاد غرب افريقيا يتعلمون الرسم ومسائله منذ الصغر فهنيئا لهم كما شعرت بالحاجة الماسة لهذا العلم حين كنت عضوا في لجنة مراجعة المصحف وتدقيقه وقدمت كما قدم بعض الإخوة الأفاضل مقترحات عديدة لإعادة النظر في المذهب المعمول به حاليا في رسم بعض الكلمات تسهيلا على العامة فيما فيه أكثر من مذهب في الرسم، وإن الاطلاع على المخطوطات القديمة للمصاحف يثري الأمر ويؤكد على أهمية طرحه.
وها هو الاقتراح يثمر ويزهر وها هو الأخ الفاضل الدكتور أحمد الضاوي يحوله من الورق إلى الواقع، وسيبقى لتبادل الآراء في هذه المسائل فوائد كبيرة، وشكر الله لكم جميعا وبارك فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[05 Mar 2007, 09:23 ص]ـ
السلام عليكم اسمحوا لي
ما ذكره فضيلة الدكتور أحمد شكري حفظه الله مهم جدا وعندي اقتراح بوضع قسم في المنتدى خاص بعلم الرسم ودراسة المصاحف المخطوطة وتحريرات الرسم ولا يتاح مشاهدته والكتابة فيه إلا عبر تسجيل خاص بالإدارة.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[05 Mar 2007, 05:39 م]ـ
اقتراح تخصيص قسم جديد في المنتدى لرسم المصحف ودراسة المخطوطات فكرة جيدة، وإن كنت لا أرى ضرورة لتقييد التسجيل فيه، فما بالك بمشاهدته .. فهذا من أبواب العلم المفيدة، ولا شك أن هناك من أهل الاختصاص من قد يفكرون في المساهمة فيه عندما يكتشفون محتويات هذا القسم من خلال البحث على شبكة الإنترنت. وعدم إتاحة القسم للمشاهدة يجعل محركات البحث تتجاهل البحوث المنشورة في هذا القسم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jul 2007, 04:55 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً، ونفع بعلمكم.
وأشكر أخي الكريم أبا معاذ الشمراني على تعقيبه اللطيف، وهي وجهة نظر مشكورة قد يوافقه عليها بعضنا، ويختلف معه آخرون ولا ضير في ذلك والحمد لله.
وأشكر كل من تفاعل مع فكرة الموضوع وأخص الدكتور أحمد شكري حفظه الله، فموافقة أمثالكم على رأي ما يكسبه تميزاً، والتفرد موحش.
وقد قطعنا في هذا المشروع شوطاً طيباً في جوانب متفرقة منه، أو لها علاقة به، بل تفرع عنه مشروعات جديرة بكل عناية فالحمد لله رب العالمين، فله الفضل وحده لا إله إلا هو.
في 10/ 7/1428هـ
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[25 Jul 2007, 04:11 ص]ـ
جعل الله لكم القبول بمنته حيثما حللت وجعلكم من آل الفضل
من ثمرات موضوعكم المبارك:
افتتاح منتدى خاص باسم:
ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه
ومن موضوعاته المبنية على موضوعكم الطيب
مشروع تصميم الخط الكوفي القديم للمصحف العثماني بإشراف أ. د. غانم قدوري الحمد ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8463)
وما تم فيه من تغطية وانبثاق ورقة العمل المعنونة بـ:
نحو ورقة عمل لدراسة مخطوطات المصاحف القديمة ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=9083)
كذا المداخلة القيمة التي ذكرها الدكتور أحمد بزوي حفظه الله من اعتماد ذلك الأمر في الجامعة في البلاد المغربية وهي مذكورة في إحدى الروابط لا يحضرني اسم الموضوع ..
تقبل اللهم منا ومنكم وبارك لنا في منتدنا الحبيب
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[25 Jul 2007, 02:02 م]ـ
جزا الله الدكتور عبد الرحمن خيرا على اقتراحه بتدريس رسم المصحف لطلبة الدراسات العليا وتدريبهم على قراءة مخطوطات المصاحف؛ فهذا العلم كان لنا معه وقفة سريعة مع شيخنا الدكتور أحمد شكري عندما درسنا مادة (دراسات في علوم القرآن) في الماجستير، ومع شيخنا الدكتور فضل حسن عباس عندما درسنا مادة (دراسات متقدمة في علوم القرآن) في الدكتوراه. وكنا نشعر وقتها أننا بحاجة إلى مادة مستقلة لهذا العلم حتى نتمكن من دراسته دراسة تطبيقية. ولعل افتتاح منتدى خاص باسم: (ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه) يحقق بعض ما نصبو إليه؛ فكل الشكر للقائمين على هذا الملتقى(/)
اليوم محاضرة بعنوان (تفسير آيات الحج) للشيخ ...
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[14 Dec 2006, 05:21 ص]ـ
....................................... تفسير آيات الحج .......................................
محاضرة يلقيها فضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله.
اليوم: الخميس 23/ 11/1427 هـ الموافق 14 - 12 - 2006 م
الوقت: المغرب.
المكان: جامع الأميرة نورة بنت عبدالله بحي النخيل (شمال غرب مستشفى دلة) والذي يؤمه د. عبدالمحسن العسكر وفقه الله.
ستنقل المحاضرة باذن الله تعالى في موقع البث الاسلامي: www.liveislam.net
وفي غرفة رياض المسك الرئيسية في البالتوك.
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[14 Dec 2006, 03:59 م]ـ
كروكي جامع نورة بنت عبدالله بالنخيل:
http://www.heartsactions.com/kroki/na.gif(/)
نقل مهم, وتوثيق عزيز/قول ابن دقيق: وبيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني الكتاب
ـ[محمد بن زايد المطيري]ــــــــ[14 Dec 2006, 07:46 ص]ـ
هذا النقل من النقول المهمة في علمٍ من أهم علوم الكتاب , ألا وهو علم أسباب النزول , ويتحدث ذلك النقل عن أهمية معرفة أسباب النزول. عزاه الزركشي في البرهان , والسيوطي في الإتقان , لابن دقيق العيد. وتوثيقُ هذا النقل , أحسبُ أنه عزيز , فدونك أخي الكريم هذه الفائدة , ولا تنسانا من دعائك.
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من حلف على يمينِ صبرٍ؛ يقتطع بها مال امرئٍ مسلمٍ , هو فيها فاجرٌ , لقي الله وهو عليه غضبان , ونزلت (إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً).
قال ابن دقيق العيد ـ في شرحه لهذا الحديث ـ: " ... وهذا الحديث يقتضي تفسير هذه الآية بهذا المعنى. وفي ذلك اختلاف بين المفسرين , ويترجح قول من ذهب إلى هذا المعنى بهذا الحديث. وبيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني الكتاب العزيز , وهو أمر يحصل للصحابة بقرائن تحف بالقضايا " (4/ 400)
العدة حاشية الأمير الصنعاني على إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام للعلامة ابن دقيق العيد , حققه وعلقه عليه علي بن محمد الهندي , نشر المكتبة السلفية , ط 2/ 1409 هـ
المحبُ لأهل الفضل والعلم:
العتيق
ليلة الخميس: 23/ 11/1427هـ
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[14 Dec 2006, 02:29 م]ـ
أحسنت، إنه نقل عزيز بالفعل، فشكر الله لك هذا التنقيب المفيد عن هذه المعلومة.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[15 Dec 2006, 01:13 م]ـ
أخي العتيق
لا زلت فرحًا بهذه المعلومة اللطيفة التي اصطدتها في معرفة مرجع تلك الفائدة النفيسة من فوائد ابن دقيق العيد، وكنت أتذكر قولاً لأبي عبيد القاسم بن سلام في باب الفرح بالمعلومة، فرأيت أن أذكره هنا.
قال: أبو عبيد ((مكثت في تصنيف هذا الكتاب أربعين سنة وربما كنت أستفيد الفائدة من أفواه الرجال فأضعها في موضعها من هذا الكتاب فأبيت ساهرا فرحا مني بتلك الفائدة وأحدكم يجيئني فيقيم عندي أربعة أشهر وخمسة أشهر فيقول قد أقمت الكثير)).
ونحن اليوم صارت كثير من المعلومات تأتينا بلا عنا يُذكر، فبضغطة زر على الحاسوب يبحث المرء عن الفائدة في مئات الكتب، وتلك نعمة من الله علينا، أسأل الله أن يعيننا على شكرها.
إن الفرح بالمعلومة والتلذذ بها أمر لا يُدرك بالوصف، فمن ذا الذي يستطيع أن يعبر عن اللذة التي تجيش في النفس عند الحصول على معلومة عزيزة كهذه؟!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Dec 2006, 02:27 م]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك أخي العزيز، فهو توثيق مهم فعلاً. وكما تفضل أبو عبدالملك فقصص فرح العلماء بنفائس العلم كثيرة، و قول الشاعر (وتمايلي طرباً لحل عويصة ... ) مشهور.
وقد كنت أُعِدُّ لحلقة عن عبدالحق بن غالب بن عبدالرحمن بن عطية رحمه الله في برنامج (أهل التفسير)، وكنت أبحث عن أي خبرٍ يوضح لي متى بدأت فكرة تصنيف التفسير تجول في خاطر ابن عطية، فعثرت في ترجمة والده في كتاب (بغية الملتمس في تأريخ رجال الأندلس) لأحمد بن يحيى بن عميرة الضبي على عبارة جميلة وهي، أن الضبي ذكر أن أبا بكر غالب بن عبدالرحمن بن عطية والد عبدالحق صاحب التفسير كان ربما أيقظ ابنه في الليلة مرتين، يقول له: قم يا بني اكتب كذا وكذا في موضع كذا من تفسيرك (بغية الملتمس ص 427).
وغالب بن عبدالرحمن بن عطية قد توفي سنة 518هـ وعمر ولده عبدالحق صاحب التفسير حينها 36 سنة تقريباً، وقد عاش بعدها 24 سنة، يواصل تصنيف كتابه في التفسير وينقحه ويقرؤه عليه الطلاب.
فسعدتُ بهذا النقل الذي بين لي أن لوالد ابن عطية أقوال واستنباطات مودعة في تفسير ولده، بعضها يعزوه ابن عطية لوالده وهي قليلة، ولعل أكثرها مختلط بكلام ولده رحمهما الله تعالى، وهي تدل على حرص غالب بن عطية وابنه على نفائس العلم، وحرصهم على تقييد شوارده كما في كلام ابن دقيق العيد المنقول آنفاً.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[15 Dec 2006, 03:20 م]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك أخي العزيز العتيق، فهو توثيق مهم فعلاً؛
وأحسنت ياأخي الفاضل المفضال الدكتور مساعد الطيار
ولمتابعة الأخ الفاضل الشيخ الدكتور عبدالرحمن الشهري
وما تفضل به مشكورا
أقول:
نحن ـ معاشر المحققين ـ نطرب لحلّ كلّ عويصة
ولو زرتني ـ ونتشرّف بكم ـ في مكتبتي في دير الزور
لوجدت هذه الأبيات في صدر المكتبة
وهي للعلامة الزمخشريّ، وهي عندي في ديوانه المخطوط
وقد نسبت خطأ للإمام الشافعيّ!!!
سَهَري لِتَنقيحِ العُلومِ أَلَذُّ لي=مِن وَصلِ غانِيَةٍ وَطيبِ عِناقِ
وَصَريرُ أَقلامي عَلى صَفَحاتِها=أَحلى مِنَ الدَوكاءِ وَالعُشّاقِ
وَأَلَذُّ مِن نَقرِ الفَتاةِ لِدَفِّها=نَقري لِأُلقي الرَملَ عَن أَوراقي
وَتَمايُلي طَرَباً لِحَلِّ عَويصَةٍ=في الدَرسِ أَشهى مِن مُدامَةِ ساقِ
أأَبيتُ سَهرانَ الدُجى وَتَبِيتُهُ=نَوماً وَتَبغي بَعدَ ذاكَ لِحاقي(/)
تفسير سورة العلق للشيخ عطية محمد سالم يرحمه الله
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[14 Dec 2006, 10:20 ص]ـ
تفسير سورة العلق للشيخ عطية محمد سالم يرحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الاٌّ كْرَمُ الَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى أَن رَّءَاهُ اسْتَغْنَى إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى أَرَأَيْتَ الَّذِى يَنْهَى عَبْداً إِذَا صَلَّى أَرَءَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَى أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى أَرَءَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ كَلاَّ لاَ تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب. اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الاٌّ كْرَمُ الَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ في هذه الآيات الخمس تسع مسائل مرتبط بعضها ببعض ارتباط السبب بالمسبب والعام بالخاص والدليل بالمدلول عليه وكلها من منهج هذا الكتاب المبارك وفي الواقع أنها كلها مسائل أساسية بالغة الأهمية عظيمة الدلالة وقد قال عنها شيخ الإسلام ابن تيمية إنها وأمثالها من السور التي فيها العجائب وذلك لما جاء فيها من التأسيس لافتتاحية تلك الرسالة العظيمة ولا تستطيع إيفاءها حقها عجزاً وقصوراً وقد كتب فيها شيخ الإسلام ابن تيمية بأسلوبه مائتين وعشرين صفحة متتالية وفصلاً آخر في مباحث تتصل بها ولو أوردنا كل ما يسعنا مما تحتمله لكان خروجاً عن موضوع الكتاب ولذا فإنا نقصر القول على ما يتصل بموضوعه إلا ما جرى القلم به مما لا يمكن تركه وباللَّه تعالى التوفيق أما المسائل التسع التي ذكرت هنا فإنا نوردها لنتقيد بها وهي أولاً الأمر بالقراءة يوجه لنبي أمي والثانية كون القراءة هذه باسم الرب سبحانه مضافًا للمخاطب صلى الله عليه وسلم باسم ربك الثالثة وصف للرب الذي خلق بدلاً من اسم اللَّه واسم الذي يحيي ويميت أو غير ذلك الرابعة خلق الإنسان بخصوصه بعد عموم خلق وإطلاقه الخامسة خلق الإنسان من علق ولم يذكر ما قبل العلقة من نطفة أو خلق آدم من تراب السادسة إعادة الأمر بالقراءة مع وربك الأكرم بدلاً من أي صفة أخرى وبدلاً من الذي خلق المتقدم ذكره الثامنة التعليم بالقلم التاسعة تعليم الإنسان ما لم يعلم لما كانت هذه السورة هي أول سورة نزلت من القرآن وكانت تلك الآيات الخمس أول ما نزل منها على الصحيح فهي بحق افتتاحية الوحي فكانت موضع عناية المفسرين وغيرهم والكلام على ذلك مستفيض في كتب التفسير والحديث والسيرة فلا موجب لإيراده هنا ولكن نورد الكلام على ما ذكرنا من موضوع الكتاب إن شاء اللَّه أما المسألة الأولى قوله تعالى اقْرَأْ فالقراءة لغة الإظهار والإبراز كما قيل في وصف الناقة لم تقرأ جنيناً أي لم تنتج وتقدم للشيخ بيان هذا المعنى لغة وتوجيه الأمر بالقراءة إلى نبي أمي لا تعارض فيه لأن القراءة تكون من مكتوب وتكون من متلو وهنا من متلو يتلوه عليه جبريل عليه السلام وهذا إبراز للمعجزة أكثر لأن الأمي بالأمس صار معلماً اليوم وقد أشار السياق إلى نوعي القراءة هذين حيث جمع القراءة مع التعليم بالقلم وفي قوله تعالى اقْرَأْ بدء للنبوة وإشعار بالرسالة لأنه يقرأ كلام غيره وقوله تعالى بِاسْمِ رَبِّكَ تؤكد لهذا الإشعار أي ليس من عندك ولا من عند جبريل الذي يقرئك وقد قدمنا الرد على كونه صلى الله عليه وسلم لم يكتب ولا يقرأ مكتوباً من أنه صيانة للرسالة كما أنه لم يكن يقول الشعر وما ينبغي له إذاً لارتاب المبطلون كما قال تعالى وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ وذلك عند قوله تعالى هُوَ الَّذِى بَعَثَ فِى الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ ءَايَاتِهِ وهنا لم يبين ما يقرؤه ولكن مجيء سورة القدر بعدها بمثابة البيان لما يقرؤه وهي إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ وجاء بيان ما أنزل في سورة الدخان حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ
(يُتْبَعُ)
(/)
إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ وللشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بيان لذلك عند قوله تعالى وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ فكأنه في قوة اقرأ ما يوحي إليك من ربك والمراد به هو القرآن بالإجماع المسألة الثانية قوله بِاسْمِ رَبِّكَ أي اقرأ باسم ربك منشئاً ومبتدئاً القراءة باسم ربك وقد تكلم المفسرون على الباء أهي صلة ويكون اقرأ اسم ربك أي قل باسم اللَّه كما في أوائل السور وقيل الباء بمعنى على أي على اسم ربك وعليه فالمقروء محذوف والذي يظهر واللَّه تعالى أعلم أن قوله بِاسْمِ رَبِّكَ أي أن ما تقرؤه هو من ربك وتبلغه للناس باسم ربك وأنت مبلغ عن ربك على حد قوله وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْىٌ يُوحَى وقوله مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلَاغُ أي عن الله تعالى وكقوله وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ونظير هذا في الأعراف الحاضرة خطاب الحكم أو ما يسمى خطاب العرش حينما يقول ملقيه باسم الملك أو باسم الأمة أو باسم الشعب على حسب نظام الدولة أي باسم السلطة التي منها مصدر التشريع والتوجيه السياسي وهنا باسم اللَّه باسم ربك وصفة ربك هنا لها مدلول الربوبية الذي ينبه العبد إلى ما أولاه الله إياه من التربية والرعاية والعناية إذ الرب يفعل لعبده ما يصلحه ومن كمال إصلاحه أن يرسل إليه من يقرأ عليه وحيه بخبري الدنيا والآخرة وفي إضافته إلى المخاطب إيناس له المسألة الثالثة وصف الرب بالذي خلق مع إطلاق الوصف وذلك لأن صفة الخلق هي أقرب الصفات إلى معنى الربوبية ولأنها أجمع الصفات للتعريف باللَّه تعالى لخلقه وهي الصفة التي يسلمون بها " وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ " وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ " ولأن كل مخلوق لا بد له من خالق أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَىْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ وقد أطلق صفة الخلق عن ذكر مخلوق ليعم ويشمل الوجود كله خالق كل شيء في قوله ذالِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَىْءٍ، اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَىْءٍ وَهُوَ عَلَى كُل شَىْءٍ وَكِيلٌ، هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِىءُ الْمُصَوِّرُ " وتلك المسائل الثلاث هي الأصول في الرسالة وما بعدها دلالة عليها فالأمر بالقراءة تكليف لتحمل الوحي وباسم ربك بيان لجهة التكليف والذي خلق تدليل لتلك الجهة أي الرسالة والرسول والمرسل مع الدليل المجمل ولا شك أن المرسل إليهم لم يؤمنوا ولا بواحدة منها فكان لا بد من إقامة الأدلة على ثبوتها بالتفصيل ولما كانت جهة المرسل هي الأساس وهي المصدر كان التدليل عليها أولاً فجاء التفصيل في شأنها بما يسلمون به ويسلمونه في أنفسهم وهي المسألة الرابعة والخامسة خلق الإنسان من علق وهذا تفصيل بعد إجمال ببيان للبعض من الكل فالإنسان بعض مما خلق وذكره من ذكر العام بعد الخاص أولاً ومن إلزامهم بما يسلمون به ثم لانتقالهم مما يعلمون ويقرون به إلى مالا يعلمون وينكرون وفي ذكر الإنسان بعد عموم الخلق تكريم له كذكر الروح بعد عموم الملائكة تنزل الملائكة والروح فيها ونحوه والإنسان هنا الجنس بدليل الجمع في علق جمع علقة ولأنه أوضح دلالة عنده ليستدل بنفسه من نفسه كما سيأتي وقوله مِنْ عَلَقٍ وهو جمع علقة وهي القطعة من الدم كالعرق أو الخيط بيان على قدرته تعالى وذلك لأنهم يشاهدون ذلك أحياناً فيما تلقى به الرحم ويعلمون أنه مبدأ خلقة الإنسان فالقادر على إيجاد إنسان في أحسن تقويم من هذه العلقة قادر على جعلك قارئاً وإن لم تكن تعلم القراءة من قبل كما أوجد الإنسان من تلك العلقة ولم يكن موجوداً من قبل ولأن الذي يتعهد تلك العلقة حتى تكتمل إنساناً يتعهدها بالرسالة وقد يكون في اختيار الإنسان بالذات وبخصوصه لتفصيل مرحلة وجوده أن غيره من المخلوقات لم تعلم مبادىء خلقتها كعلمهم بالإنسان ولأن الإنسان قد مر ذكره في السورة قبلها لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ فبين أنه من هذه العلقة كان في أحسن تقويم ومن حسن تقويم إنزال الكتاب القيم وقال شيخ الإسلام ابن تيمية إن المقام هنا مقام دلالة على وجود اللَّه فبدأ بما يعرفونه ويسلمون به
(يُتْبَعُ)
(/)
للَّه ولم يبدأ من النطفة أو التراب لأن خلق آدم من تراب لم يشاهدوه ولأن النطفة ليست بلازم لها خلق الإنسان فقد تقذف في غير رحم كالمحتلم وقد تكون فيه ولا تكون مخلقة. وهذا في ذاته وجيه ولكن لا يبعد أن يقال إن السورة في مستهل الوحي وبدايته فهي كالذي يقول إذا كنت بدأت بالوحي إليه ولم يكن من قبل ولم يوجد منه شيء بالنسبة إليك فليس هو بأكثر من إيجاد الإنسان من علقة بعد أن لم يكن شيئاً وعليه يقال لقد تركت مرحلة النطفة مقابل مرحلة من الوحي قد تركت أيضاً وهي فترة الرؤيا الصالحة كما في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم كان أول ما بدىء به الوحي الرؤيا الصالحة يراها فتأتي كفلق الصبح فكان ذلك إرهاصاً للنبوة وتمهيداً لها لمدة ستة أشهر ولذا قال صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له جزء من ست وأربعين جزءاً من النبوة وهي نسبة نصف السنة من ثلاث وعشرين مدة الوحي ولكن الرؤيا الصالحة قد يراها الرجل الصالح ومثل ذلك تماماً فترة النطفة فقد تكون النطفة ولا يكون الإنسان كما تكون الرؤيا ولا تكون النبوة أما العلقة فلا تكون إلا في رحم وقرار مكين ومن ثم يأتي الإنسان مخلقاً كاملاً أو غير مخلق على ما يقدر له فلما كانت فترة النطفة ليست بلازمة لخلق الإنسان وكان مثلها فترة الرؤية ليست لازمة للنبوة ترك كل منها مقابل الآخر ويبدأ الدليل بما هو الواقع المسلم على أن الله تعالى هو الخالق والخالق للإنسان من علقة فكان فيه إقامة الدليل من ذاتية المستدل فالدليل هو خلق الإنسان والمستدل به هو الإنسان نفسه كما في قوله تعالى وَفِى أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ فيستدل لنفسه من نفسه على قدرة خالقه سبحانه وإذا تم بهذا الاستدلال على قدرة الرب الخالق كان بعده إقامة الدليل على صحة النبوة ورسالة الرسول صلى الله عليه وسلم فجاءت المسألة السادسة وهي إعادة القراءة في قوله اقْرَأْ وَرَبُّكَ الاٌّكْرَمُ إذ أقام الدليل على أنك مرسل من الله تبلّغ عنه وتقرأ باسمه فاعلم أن تلك القراءة وهذا الوحي من ربك الأكرم والأكرم قالوا هو الذي يعطي بدون مقابل ولا انتظار مقابل والواقع أن مجيء الوصف هنا بالأكرم بدلاً من أي صفة أخرى لما في هذه الصفة من تلاؤم للسياق ما لا يناسب مكانها غيرها لعظم العطاء وجزيل المنة فأولاً رحمة الخليقة بهذه القراءة التي ربطت العباد بربهم وكفى وثانياً نعمة الخلق والإيجاد فهما نعمتان متكاملتان الإيجاد من العدم بالخلق والإيجاد الثاني من الجهل إلى العلم ولا يكون هذا كله إلاَّ من الرب الأكرم سبحانه ثم تأتي المسألة الثامنة وهي من الدلالة على النبوة والرسالة وربك الأكرم الذي علم بالقلم سواء كان الوقف على اقرأ وابتداء الكلام وربك الأكرم الذي علم بالقلم أو الوقف على الأكرم وابتداء الكلام الذي علم بالقلم لأن من يعلم الجاهل بالقلم يعلّم غيره بدون القلم بجامع التعليم بعد الجهل فالقادر على هذا قادر على ذلك، والتاسعة بيان لهذا الإجمال حيث لم يبين ما الذي علمه بالقلم فقال عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ وهذا مشاهد ملموس في أشخاصهم، وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا " فاللَّه الذي علم الإنسان ما لم يعلم وكل ما تعلمه الإنسان فهو من الله تعلمونهن مما علمكم اللَّه وهل الرسالة والنبوة إلا تعليم الرسول ما لم يكن يعلم وبهذا تم إقامة الدليل على صحة النبوة أي الرسالة والرسول والمرسل وهي أسس الدعوة والبعثة الجديدة وقد اشتهر عند الناس أنه نبىء باقرأ وأرسل بالمدثر ولكن في نفس هذه السورة معنى الرسالة لما قدمنا من أن القراءة باسم ربك إشعار بأنه مرسل من ربه إلى من يقرأ عليهم ففيها إثبات الرسالة من أول بدء الوحي تنبيه في قوله تعالى الَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ مبحث التعليم ومورد سؤال وهو إذا كان تعالى تمدح بأنه علّم بالقلم وأنه علّم الإنسان ما لم يعلم فكان فيه الإشادة بشأن القلم حيث إن الله تعالى قد علم به وهذا أعلى مراتب الشرف مع أنه سبحانه قادر على التعليم بدون القلم ثم أورده في معرض التكريم في قوله ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ مَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وعظم المقسم عليه وهو نعمة الله على رسوله صلى الله عليه وسلم بالوحي يدل على
(يُتْبَعُ)
(/)
عظم المقسم به وهو القلم وما يسطرون به من كتابة الوحي وغيره وقد ذكر القلم في السنة أنواعاً متفاوتة وكلها بالغة الأهمية منها أولها وأعلاها القلم الذي كتب ما كان وما سيكون إلى يوم القيامة والوارد في الحديث أول ما خلق الله القلم قال له اكتب الحديث فعلى رواية الرفع يكون هو أول المخلوقات ثم جرى بالقدر كله وبما قدر وجوده كله ثانيها القلم الذي يكتب مقادير العام في ليلة القدر من كل سنة المشار إليه بقوله فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ثالثها القلم الذي يكتب به الملك في الرحم ما يخص العبد من رزق وعمل، ثالثها القلم الذي بأيدي الكرام الكاتبين المنوه عنه بقوله تعالى مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ أي بالكتابة كما في قوله كِرَاماً كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ إذا قلنا إن الكتابة في ذلك تستلزم قلماً كما هو الظاهر رابعاً القلم الذي بأيدي الناس يكتبون به ما يعلمهم اللَّه ومن أهمها أقلام كتاب الوحي الذين كانوا يكتبون الوحي بين يدي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وكتابة سليمان لبلقيس وقوله تعالى الَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ شامل لهذا كله إذا كان هذا كله شأن القلم وعظم أمره وعظيم المنة به على الأمة بلى وعلى الخليقة كلها وقد افتتحت الرسالة بالقراءة والكتابة فلماذا لم يكن النَّبي صلى الله عليه وسلم الذي أعلن عن هذا الفضل كله للقلم لم يكن هو كاتباً به ولا من أهله بل هو أمي لا يقرأ ولا يكتب كما في قوله هُوَ الَّذِى بَعَثَ فِى الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ والجواب أنا أشرنا أولاً إلى ناحية منه وهي أنه أكمل للمعجزة حيث أصبح النَّبي الأمي معلماً كما قال تعالى يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءَايَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وثانياً لم يكن هذا النَّبي الأمي مُغْفِلاً شأن القلم بل عنى به كل العناية وأولها وأعظهما أنه اتخذ كتّاباً للوحي يكتبون ما يوحى إليه بين يديه مع أنه يحفظه ويضبطه وتعهد الله له بحفظه وبضبطه في قوله تعالى: " سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى إِلاَّ مَا شَآءَ اللَّهُ حتى الذي ينساه يعوضه الله بخير منه أو مثله كما في قوله تعالى مَا نَنسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ووعد الله تعالى بحفظه في قوله إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " ومع ذلك فقد كان يأمر بكتابة هذا المحفوظ وكان له عدة كتاب وهذا غاية في العناية بالقلم وذكر ابن القيم من الكتاب الخلفاء الأربعة ومعهم تتمة سبعة عشر شخصاً ثم لم يقتصر صلى الله عليه وسلم في عنايته بالقلم والتعليم به عند كتابة الوحي بل جعل التعليم به أعم كما جاء خبر عبد الله بن سعيد بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يعلِّم الناس الكتابة بالمدينة وكان كاتباً محسناً ذكره صاحب الترتيبات الإدارية عن ابن عبد البر في الاستيعاب وفي سنن أبي داود عن عبادة بن الصامت قال علّمت ناساً من أهل الصفة الكتابة والقرآن وقد كانت دعوته صلى الله عليه وسلم الملوك إلى الإسلام بالكتابة كما هو معلوم وأبعد من ذلك ما جاء في قصة أسارى بدر حيث كان يفادي بالمال من يقدر على الفداء ومن لم يقدر وكان يعرف الكتابة كانت مفاداته أن يعلِّم عشرة من الغلمان الكتابة فكثرت الكتابة في المدينة بعد ذلك وكان ممن تعلم زيد بن ثابت وغيره فإذا كان المسلمون وهم في بادىء أمرهم وأحوج ما يكون إلى المال والسلاح بل واسترقاق الأسارى فيقدمون تعليم الغلمان الكتابة على ذلك كله ليدل على أمرين أولهما شدة وزيادة العناية بالتعليم وثانيهما جواز تعليم الكافر للمسلم ما لا تعلق له بالدين كما يوجد الآن من الأمور الصناعية في الهندسة والطب والزراعة والقتال ونحو ذلك وقد كثر المتعلمون بسبب ذلك حتى كان عدد كتاب الوحي اثنين وأربعين رجلاً ثم كان انتشار الكتابة مع الإسلام وجاء النص على الكتابة في توثيق الدين في قوله تعالى ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وهي أطول آية في كتاب الله تعالى رسمت فيها كتابة العدل الحديثة كلها وإذا كان هذا شأن القلم وتعلمه فقد وقع الكلام في تعليمه للنساء على أنهن شقائق الرجال
(يُتْبَعُ)
(/)
في التكليف والعلم فهل كن كذلك في تعلم الكتابة أم لا مبحث تعليم النساء الكتابة وقع الخلاف بسبب نصين في المسألة الأول حديث الشفاء بنت عبد اللَّه قالت دخل عليَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة فقال لي ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة رواه المجد في المنتقى عن أحمد وأبي داود وقال بعده وهو دليل على جواز تعلم النساء الكتابة والثاني حديث عائشة رواه الحاكم وصححه البيهقي مرفوعاً لا تنزلوهن الغرف ولا تعلموهن الكتابة يعني النساء وعلموهن الغزل وسورة النور قال الشوكاني في نيل الأوطار على حديث المنتقى وحديث عائشة إن حديث الشفاء دليل على جواز تعليمهن وحديث النهي محمول على من يخشى من تعليمها الفساد أعني تعليم الكتابة والقراءة أما تعليم العلم فليس محل خلاف والواقع أن هذه المسألة واضحة المعالم إذا نظرت كالآتي أولاً لا شك أن العلم من حيث هو خير من الجهل والعلم قسمان علم سماع وتلقي وهذه سيرة زوجات رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وعائشة كانت القدوة الحسنة في ذلك في فقه الكتاب والسنة وكم استدركت على الصحابة رضوان الله تعالى عليهم وهذا مشهور ومعلوم والثاني علم تحصيل بالقراءة والكتابة وهذا يدور مع تحقق المصلحة من عدمها فمن رأى أن تعليمهن مفسدة منعه كما روي عن علي رضي الله عنه أنه مرَّ على رجل يعلم امرأة الكتابة فقال لا تزد الشر شراً وروي عن بعض الحكماء أنه رأى امرأة تتعلم الكتابة فقال أفعى تسقى سماً وأنشدوا الآتي وروي عن بعض الحكماء أنه رأى امرأة تتعلم الكتابة فقال: أفعى تسقى سماً، وأنشدوا الآتي:
ما للنساء وللكتا ** بة والعمالة والخطابة
هذا لنا ولهن منا ... أن يبتن على جنابه
ومثله ما قاله المنفلوطي: يا قوم لم تخلق بنات الورى للدرس والطرس، وقال وقيل: لنا علوم ولها غيرها ... فعلّموها كيف نشر الغسيل
والثوب والإبرة في كفها ... طرس عليه كل خط جميل
وهذا نظر إلى تعليمهن وموقفهن من زاوية واحدة كما قال الشاعر الآخر وهذا نظر إلى تعليمهن وموقفهن من زاوية واحدة كما قال الشاعر الآخر:
كتب القتل والقتال علينا ... وعلى الغانيات جر الذيول
مع أننا وجدنا في تاريخ المرأة نسوة شاركن في القتال حتى عائشة رضي الله عنها كانت تسقي الماء وأم سلمة تداوي الجرحى إذ لا يؤخذ قول كل منهما على عمومه.قال صاحب التراتيب الإدارية أورد القلنشدي أن جماعة من النساء كن يكتبن ولم ير أن أحداً من السلف أنكر عليهن.ومن المعلوم رواية كريمة لصحيح البخاري وهي من الرواية المعتبرة عن المحدثين فقد رأيت بنفسي وأنا مدرس بالأحساء نسخة لسنن أبي داود عند آل المبارك وعليها تعليق لأخت صلاح الدين الأيوبي وذكر صاحب التراتيب الإدارية قوله وقد ثبت عن كثير من نساء أهل الصحراء الافريقية خصوصاً شنقيط وهي المعروفة الآن بموريتانيا وتيتبكتو وقبيلة كنت العجب حتى جاء أن الشيخ المختار الكنتي الشهير ختم مختصر خليل للرجال وختمته زوجته في جهة أخرى للنساء. ومما يؤيد ما ذكره أننا ونحن في بعثة الجامعة الإسلامية لإفريقيا سمعنا ونحن في مدينة أطار وهي على مقربة من مدينة شنقيط المذكورة سمعنا من كبار أهلها أنه كان يوجد بها سابقاً مائتا فتاة يحفظن المدونة كاملة وقد سمعت في الآونة الأخيرة أنه كانت توجد امرأة تدرس في المسجد النبوي الحديث والسيرة واللغة العربية وهي شنقيطية ويجب أن تكون النظرة لهذه المسألة على ضوء واقع الحياة اليوم وفي كل يوم وقد أصبح تعليم المرأة من متطلبات الحياة ولكن المشكلة تكمن في منهج تعليمها وكيفية تلقيها العلم فكان من اللازم أن يكون منهج تعليمها قاصراً على النواحي التي يحسن أن تعمل فيها كالتعليم والطب وكفى أما كيفية تعليمها فإن مشكلتها إنما جاءت من الاختلاط في مدرجات الجامعات وفصول الدراسة في الثانويات في فترة المراهقة وقلة المراقبة وفي هذا يكمن الخطر منها وعليها في آن واحد فإذا كان لا بد من تعليمها فلا بد أيضاً من المنهج الذي يحقق الغاية منه ويضمن السلامة فيه والتوفيق من الله سبحانه أما ما يخشى عليها من الاتصال عن طريق الكتابة فقد وجد ما هو أقرب وأسرع منها لمن شاءت وهو الهاتف في البيوت فإنه في متناول المتعلمة والجاهلة والمدار في ذلك كله على الحصانة التربوية والمتانة الدينية والقوة
(يُتْبَعُ)
(/)
الأخلاقية وقد أوردت هذا المبحث استطراداً لبيان وجهة النظر في هذه المسألة اقتباساً من قوله تعالى الَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ وباللَّه التوفيق مسألة بيان أولية الكتابة عامة والعربية خاصة وأول من خط بالقلم على الأرض جاء في المطالع النصرية للمطابع المصرية في الأصول الخطية المطبوع ما نصه وإنما أصول الكتابة اثني عشر على ما قاله ابن خلكان وتبعه كثير من المؤلفين كالدميري في حياة الحيوان والحلبي في السيرة وغيرهما قال إن جميع كتابات الأمم من سكان المشرق والمغرب اثنتي عشرة كتابة خمس منها ذهب من يعرفها وبطل استعمالها وهي الحميرية والقبطية والبربرية والأندلسية واليونانية وثلاث منها فقد من يعرفها في بلاد الإسلام ومستعملة في بلادها وهي السريانية والفارسية والعبرانية والعربية انتهى كلامه باختصار وفيه ما فيه قال والحميرية هي خط أهل اليمن قوم هود وهم عاد الأولى وهي عاد إرم وكانت كتابتهم تسمى المسند الحميري وكانت حروفها كلها منفصلة وكانوا يمنعون العامة من تعلمها فلا يتعاطاها أحد إلا بإذنهم حتى جاءت دولة الإسلام وليس بجميع اليمن من يكتب ويقرأ وقال المقريزي في الخطط القلم المسند هو القلم الأول من أقلام حمير وملوك عاد والمعروف الآن أن الحروف المستعملة في الكتابة في العالم كله بصرف النظر عن اللغات المنطوق بها هي ثلاثة فقط الخط العربي بحروف ألف باء وبها لغات الشرق والحروف اللاتينية وبها لغات أوروبا والحروف الصينية أما اللغات وهي فوق ألفي لغة والأمهرية بحرف قريب من اللاتيني أما أولية الكتابة العربية فقال صاحب المطالع النصرية فقد اختلفت الروايات فيها كما قاله الحافظ السيوطي في الأوائل وكذا في المزهر في النوع الثاني والأربعين قال إنه يرى أن آدم عليه السلام أول من كتب بالقلم وأن الكتابات كلها من وضعه كان قد كتبها في طين وطبخه يعني أحرقه ودفنه قبل موته بثلاثمائة سنة وبعد الطوفان وجد كل قوم كتاباً فتعلموه وكانت اثنى عشر كتاباً فتعلموه بإلهام إلهي وقيل إن أول من خط بالعربي إسماعيل عليه السلام وقد أطال السيوطي في المزهر الكلام في هذه المسألة نقلاً عن ابن فارس الشدياقي وعن العسكري عن الأوائل في ذلك أقوال فقيل إسماعيل وقيل مرار بن مرة وهما من أهل الأنبار وفي ذلك يقول الشاعر وعن العسكري عن الأوائل في ذلك أقوال فقيل إسماعيل وقيل مرار بن مرة وهما من أهل الأنبار وفي ذلك يقول الشاعر كتبت أبا جاد وخطى مرامر وسورت سربالي ولست بِكاتب وقيل أول من وضعه أبجد وهوز وحطي وكلمن وصعفص وقرشت وكانوا ملوكاً فسمي الهجاء بأسمائهم وذكر عن الحافظ أبي طاهر السلفي بسنده عن الشعبي قال أول من كتب بالعربية حرب بن أمية بن عبد شمس تعلّم من أهل الحيرة وتعلم أهل الحيرة من أهل الأنبار وقال أبو بكر بن أبي داود في كتاب المصاحف حدثنا عبد اللَّه بن محمد الزهري حدثنا سفيان عن مجالد عن الشعبي قال سألنا المهاجرين من أين تعلمتم الكتابة قالوا تعلمنا من أهل الحيرة وسألنا أجل الحيرة من أين تعلمتم الكتابة قالوا من أهل الأنبار ثم قال ابن فارس والذي نقوله إن الخط توقيفي وذلك لظاهر قوله تعالى الَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ " وقوله: " ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ " وإذا كان هذا فليس ببعيد أن يوقف الله آدم أو غيره من الأنبياء عليهم السلام على الكتابة فأما أن يكون شيئًا مخترعًا اخترعه من تلقاء نفسه فهذا شيء لا نعلم صحته إلاَّ من خبر صحيح قال السيوطي قلت يؤيد ما قاله من التوقيف ما أخرجه ابن شقة من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال أول كتاب أنزله الله من السماء أبا جاد. وأخرج الإمام أحمد في مسنده عن أبي ذر أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال أول من خط بالقلم إدريس عليه السلام. وقد أطال النقول في ذلك مما يرجع إلى الأول وليس فيه نقل صحيح يقطع به وقد أوردنا هذه النبذة بخصوص كلام ابن فارس من أن تعليم الكتابة أمر توقيفي وما استدل به السيوطي من أول كتاب أنزله الله من السماء فإن في القرآن ما يشهد لإمكان ذلك وهو أن الله تعالى أنزل الصحف لموسى مكتوبة وفي الحديث إن الله كتب الألواح لموسى بيده وغرس جنة عدن بيده وإذا كان موسى تلقى ألواحاً مكتوبة فلا بد أن تكون الكتابة معلومة له قبل إنزالها
(يُتْبَعُ)
(/)
وإلاَّ لما عرفها أما المشهور في الأحرف التي نكتب بها الآن فكما قال السيوطي في المزهر ونقله عنه صاحب المطالع المصرية ما نصه المشهور عند أهل العلم ما رواه ابن الكلبي عن عوانة قال أول من كتب بخطنا هذا وهو الجزم مرامر بن مرة وأسلم بن سدرة وعامر بن حدرة كما في القاموس وهم من عرب طيء تعلموه من كتاب الوحي لسيدنا هود عليه السلام ثم علّموه أهل الأنبار ومنهم انتشرت الكتابة في العراق والحيرة وغيرها فتعلمها بشر بن عبد الملك أخو أكيدر بن عبد الملك صاحب دومة الجندل وكانت له صحبة بحرب بن أمية فتعلم حرب منه ثم سافر معه بشر إلى مكة فتزوج الصهباء بنت حرب أخت أبي سفيان فتعلم منه جماعة من أهل مكة فبهذا كثر من يكتب بمكة من قريش قبيل الإسلام ولذا قال رجل كندي من أهل دومة الجندل يمن على قريش بذلك ولذا قال رجل كندي من أهل دومة الجندل يمن على قريش بذلك:
لا تجحدوا نعماء بشر عليكم ** فقد كان مَيمون النقيبة أزهرا
أتاكم بخط الجزم حتى حفظتموا ** من المال ما قد كان شتى مبعثرا
وأتقنتموا ما كان بالمال مهملا ** وطأمنتموا ما كان منه مبقرا
فأجريتم الأقلام عوداً وبدأة ** وضاهيتم كتاب كسرى وقيصرا
وأغنيتم عن مسند إلى حميرا ** وما زبرت في الصحف أقلام حميرا
قال وكذلك ذكر النووي في شرح مسلم نقل عن الفراء أنه قال إنما كتبوا الربا في المصحف بالواو لأن أهل الحجاز تعلموا الخط من أهل الحيرة ولغتهم الربوا فعلموهم صورة الخط على لغتهم. تنبيه آخر" الَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ " لا يمنع تعليمه تعالى بغير القلم كما في قصة الخضر مع موسى عليه السلام في قوله تعالى فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَآ ءَاتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا " وكما في حديث نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها الحديث وكما في حديث الرقية بالفاتحة لمن لدغته العقرب في قصة السرية المعروفة فلما سأله صلى الله عليه وسلم وما يدريك أنها رقية قال شيء نفث في روعي وحديث علي لما سئل هل خصكم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعلم قال لا إلا فهماً يؤتيه الله من شاء في كتابه وما في هذه الصحيفة وقوله واتقوا الله ويعلمكم اللَّه نسأل الله علم ما لم نعلم والعلم بما نعلم وباللَّه التوفيق كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى أَن رَّءَاهُ اسْتَغْنَى ظاهر هذه الآية أن الاستغناء موجب للطغيان عند الإنسان ولفظ الإنسان هنا عام ولكن وجدنا بعض الإنسان يستغني ولا يطغى فيكون هذا من العام المخصوص ومخصصه إما من نفس الآية أو من خارج عنها ففي نفس الآية ما يفيده قوله تعالى أَن رَّءَاهُ أي إن رأي الإنسان نفسه وقد يكون رأياً واهماً ويكون الحقيقة خلاف ذلك ومع ذلك يطغى فلا يكون الاستغناء هو سبب الطغيان ولذا جاء في السنة ذم العائل المتكبر لأنه مع فقره يرى نفسه استغنى فهو معنى في نفسه لا بسبب غناه أما من خارج الآية فقد دل على هذا المعنى قوله تعالى فَأَمَّا مَن طَغَى وَءاثَرَ الْحَيَواةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِىَ الْمَأْوَى فإيثار الحياة الدنيا هو موجب الطغيان وكما في قوله الَّذِى جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ كَلاَّ ومفهومه أن من لم يؤثر الحياة الدنيا ولم يحسب أن ماله أخلده لن يطغيه ماله ولا غناه كما جاء في قصة النفر الثلاثة الأعمى والأبرص والأقرع من بني إسرائيل وقد نص القرآن على أوسع غنى في الدنيا في نبي الله سليمان آتاه الله ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده ومع هذا قال: " إِنِّى أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِى حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ رُدُّوهَا عَلَىَّ " وقصة الصحابي الموجودة في الموطأ لما شغل ببستانه في الصلاة حين رأى الطائر لا يجد فرجة من الأغصان ينفذ منه فجاء إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم وقال يارسول اللَّه إني فتنت ببستاني في صلاتي فهو في سبيل اللَّه فعرفنا أن الغنى وحده ليس موجباً للطغيان ولكن إذا صحبه إيثار الحياة الدنيا على الآخرة وقد يكون طغيان النفس من لوازمها لو لم يكن غنى إن النفس لأمارة بالسوء وأنه لا يقي منه إلا التهذيب بالدين كما قال تعالى:" وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْاْ فِى الاٌّ رْضِ وَلَاكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا
(يُتْبَعُ)
(/)
يَشَآءُ " وقد ذكر عن فرعون تحقيق ذلك حين قال أَلَيْسَ لِى مُلْكُ مِصْرَ وَهَاذِهِ الاٌّ نْهَارُ تَجْرِى مِن تَحْتِى أَفَلاَ تُبْصِرُونَ وكذلك قال قارون إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِى وقال ثالث الثلاثة من بني إسرائيل إنما ورثته كابراً عن كابر بخلاف المسلم إلى آخره فلا يزيده غناه إلا تواضعاً وشكراً للنعمة كما قال نبي الله سليمان قَالَ هَاذَا مِن فَضْلِ رَبِّى لِيَبْلُوَنِى أَءَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّى غَنِىٌّ كَرِيمٌ وقد نص في نفس السورة أنه شكر الله فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِى أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِى أَنْعَمْتَ عَلَىَّ وَعَلَى وَالِدَىَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِى بِرَحْمَتِكَ فِى عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وفي العموم قوله " حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِى أَنْ أَشكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِى أَنْعَمْتَ عَلَىَّ وَعَلَى وَالِدَىَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِى فِى ذُرِّيَّتِى إِنَّى تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّى مِنَ الْمُسْلِمِينَ " وقد كان في أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من أصحاب المال الوفير فلم يزدهم إلا قرباً للَّه كعثمان بن عفان رضي الله عنه وعبد الرحمان بن عوف وأمثالهم وفي الآية ربط لطيف بأول السورة إذا كان خلق الإنسان من علق وهي أحوج ما يكون إلى لطف الله وعنايته ورحمته في رحم أمه فإذا بها مضغة ثم عظام ثم تكسى لحماً ثم تنشأ خلقاً آخر ثم يأتي إلى الدنيا طفلاً رضيعاً لا يملك إلا البكاء فيجري الله له نهرين من لبن أمه ثم ينبت له الأسنان ويفتق له الأمعاء ثم يشب ويصير غلاماً يافعاً فإذا ما ابتلاه ربه بشيء من المال أو العافية فإذا هو ينسى كل ما تقدم وينسى حتى ربه ويطغى ويتجاوز جده حتى مع الله خالقه ورازقه كما رد عليه تعالى بقوله أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مٌّ بِينٌ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِىَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحىِ الْعِظَامَ وَهِىَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِى أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٍ ومما في الآية من لطف التعبير قوله تعالى أَن رَّءَاهُ اسْتَغْنَى أي أن الطغيان الذي وقع فيه عن وهم تراءى له أنه استغنى سواء بماله أو بقوته لأن حقيقة المال ولو كان جبالاً ليس له منه إلاَّ ما أكل ولبس وأنفق وهل يستطيع أن يأكل لقمة واحدة إلا بنعمة العافية فإذا مرض فماذا ينفعه ماله وإذا أكلها وهل يستفيد منها إلا بنعمة من الله عليه ومن هذه الآية أخذ بعض الناس أن الغني الشاكر أعظم من الفقير الصابر لأن الغنى موجب للطغيان وقد قال بعض الناس الصبر على العافية أشد من الصبر على الحاجة لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ قال الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في دفع إيهام الاضطراب أسند الكذب إلى الناصية وفي مواضع أخرى أسنده إلى غير الناصية كقوله إِنَّمَا يَفْتَرِى الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُوْلائِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ وذكر الجواب بأنه أطلق الناصية وأراد صاحبها على أسلوب لإطلاق البعض وإيراد الكل وذكر الشواهد عليه القرآن كقوله تعالى تَبَّتْ يَدَآ أَبِى لَهَبٍ وَتَبَّ والذي ينبغي التنبيه عليه من جهة البلاغة أن البعض الذي يطلق ويراد به الكل لا بد في هذا البعض من مزيد مزية للمعنى المساق فيه الكلام فمثلاً هنا ذم الكذب وأخذ الكاذب بكذبه فجاء ذكر الناصية وهي مقدم شعر الرأس لأنها أشد نكارة على صاحبها ونكالاً به إذ الصدق يرفع الرأس والكذب ينكسه ذلة وخزياً فكانت هي هنا أنسب من اليد أو غيرها بينما في أبي لهب تطاول بماله والغرض مذمة ماله وكسبه الذي تطاول به واليد هي جارحة الكسب وآلة التصرف في المال فكانت اليد أولى فيه من الناصية وهكذا كما يقولون بث الأمير عيونه يريدون جواسيس له لأن العين من الإنسان أهم ما فيه لمهمته تلك ولم يقولوا بث أرجله ولا رؤوساً ولا أيد لأنها كلها ليست كالعين في ذلك ومن هذا القبيل قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ ياأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ لأن القلب هو مصدر الخوف والنفس هي محط الطمأنينة على أن النفس جزء من الإنسان وهكذا ومنه الآتي وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب أطلق السجود وأراد الصلاة لأن السجود أخص صفاتها وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب ربط بين السجود والاقتراب من الله كما قال وَمِنَ الَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً وقوله في وصف أصحابه رضي الله عنهم تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً فقوله يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً في معنى يتقربون إليه يبين قوله وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب وهذا مما يدل لأول وهلة أن الصلاة أعظم قربة إلى اللَّه حيث وجه إليها الرسول صلى الله عليه وسلم من أول الأمر كما بين تعالى في قوله وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلَواةِ وقال صلى الله عليه وسلم أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد.
تتمة أضواء البيان لعطية محمد سالم رحمه الله 9/ 12 - 29(/)
إشكال في توجيه السؤال للموؤدة لا إلى الوائد.
ـ[المسيطير]ــــــــ[14 Dec 2006, 07:51 م]ـ
قال الشيخ المبارك / صالح بن عواد المغامسي
وفقه الله تعالى في محاضرة له بعنوان: (ختامه مسك):
مع قول الرب تبارك وتعالى: (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ)
ووجه الإشكال في الآية:
أن السؤال - قد يظن العبد - أنه من المفترض أن يوجه إلى من وأد لا إلى من وئدت؟.
لكن قال أهل العلم في الجواب عن هذا:
أن المقصود أن من كان يئد البنات .. أي يُميتهن وهن أحياء، أو يدفنهن وهن أحياء، لا يقيم الله جل وعلا له يوم القيامة وزنا.
ولذلك من ليس له كرامة عند الله لا يسأل مباشرة، وإنما يوجه السؤال لغيره حتى يُعرف مقامة عند الله، وأنه لا مقام له عند ربه، قال الله عنه وعن أمثاله: (فلا نقيم لهم يوم القيامةِ وزنا).
فتُسأل الموؤدة: بأي ذنب قُتِلت؟.
وقد قال الله في النحل: (وإذا بُشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون).
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[15 Dec 2006, 06:34 ص]ـ
حفظ الله شيخنا ابا هاشم وزاده من فضله, وهذه بعض توجيهات المفسرين رحمهم الله في هذه الآية ..
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: (تسأل الموءودة على أي ذنب قتلت ليكون ذلك تهديدا لقاتلها فإنه إذا سئل المظلوم فما ظن الظالم إذا؟) 4/ 611
وقال القرطبي رحمه الله: (وقوله تعالى: (سئلت) سؤال الموءودة سؤال توبيخ لقاتلها كما يقال للطفل إذا ضرب: لم ضربت؟ وما ذنبك؟ قال الحسن: أراد الله أن يوبخ قاتلها لأنها قتلت بغير ذنب وقال ابن اسلم: بأي ذنب ضربت وكانوا يضربونها وذكر بعض أهل العلم في قوله (سئلت) قال: طلبت كأنه يريد كما يطلب بدم القتيل قال: وهو كقوله: {وكان عهد الله مسؤولا} [الأحزاب: 15] أي مطلوبا فكأنها طلبت منهم فقيل أين أولادكم؟! وقرأ الضحاك و أبو الضحا عن جابر بن زيد و أبي صالح (وإذا الموءودة سألت) فتتعلق الجارية بأبيها فتقول: بأي ذنب قتلتني؟! فلا يكون له عذر قاله ابن عباس وكان يقرأ (وإذا الموءودة سألت) وكذلك هو في مصحف أبي وروى عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(إن المرأة التي تقتل ولدها تأتي يوم القيامة متعلقا ولدها بثدييها ملطخا بدمائه فيقول يارب هذه أمي وهذه قتلتني) والقول الأول عليه الجمهور وهو مثل قوله تعالى لعيسى: {أأنت قلت للناس} [المائدة: 116] على جهة التوبيخ والتبكيت لهم فكذلك سؤال الموءودة توبيخ لوائدها وهو أبلغ من سؤالها عن قتلها لأن هذا مما لا يصح إلا بذنب فبأي ذنب كان ذلك فإذا ظهر أنه لا ذنب لها كان أعظم في البلية وظهور الحجة على قاتلها والله أعلم .. ) 19/ 202
ـ[منصور مهران]ــــــــ[15 Dec 2006, 02:15 م]ـ
نقل أخونا الكريم الأستاذ محمود الشنقيطي - سلمه الله - قراءة أُبَيّ: (وإذا الموؤودة سَأَلَتْ بأي ذنب قُتِلْتُ)، وهذه القراءة رويت في كتاب (معاني القرآن) للفراء ج 3 ص 240 (قُتِلَتْ) بسكون التاء، وهذا ضبط غير صحيح، وصواب القراءة والضبط أن تكون التاء للمتكلم فهي بالضم، وذلك حكاية لكلامها في ذلك الموقف.
وقراءة الجمهور: (سُئلتْ) ... (قُتِلَتْ) بالتاء الساكنة، وجاز كسر التاء (قُتِلْتِ) حكاية لما تُخاطَبُ به، وقد قرئ بها فانظرها في حاشية الشهاب 8/ 327، ومعاني القرآن 3/ 241.
هذا وبالله التوفيق
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[15 Dec 2006, 10:20 م]ـ
نعم، هذا أسلوب قرآني له نظائره. والنظائر تختلف غايتها ولكني أذكر اثنين:
النظير الذي غايته التقريع والتبكيت: ومنه أن إبراهيم أمر قومه أن يسألوا الأصنام (فأسألوهم إن كانوا ينطقون) وهي غير عاقلة، فسؤال العاقل (المؤودة) من طريق أولى.
النظير الذي غايته الإشهاد وإقامة الحجة: ومنه أن الله يأمر أعضاء الكفار بالشهادة على أصحابها بما كانوا يعملون (يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون) وشهادة العاقل (المؤودة) على من وأَدَها بطريق الأولى. فسؤالها لكي تشهد على مرتكب الجريمة في حقها و هي بريئة.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[16 Dec 2006, 12:03 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
نقل أخونا الكريم الأستاذ محمود الشنقيطي - سلمه الله - قراءة أُبَيّ: (وإذا الموؤودة سَأَلَتْ بأي ذنب قُتِلْتُ)، وهذه القراءة رويت في كتاب (معاني القرآن) للفراء ج 3 ص 240 (قُتِلَتْ) بسكون التاء، وهذا ضبط غير صحيح، وصواب القراءة والضبط أن تكون التاء للمتكلم فهي بالضم، وذلك حكاية لكلامها في ذلك الموقف.
الأخ منصور وفقه الله لي وقفات على التعليق أعلاه.
الأولى: لم أر في نقل الأخ الشنقيطي ضبط لـ قتلت لا على المجهول ولا على غيره.
الثانية: ليست قراءة أبي المروية في معاني القرآن 3/ 240 بل ما هناك مروي عن ابن عباس بإسنادين
وللفائدة فهما إسنادان لا يفرح بهما فأحدهما مسلسل بالكذبة والآخر فيه مدلس عنعنه أقصد علي بن غراب عن ابن مجاهد عن أبيه وابنا مجاهد اثنان أحدهما متروك وهو عبد الوهاب والثاني ثقة واسمه صباح فهذا إسناد يتوقف فيه للإبهام وعنعنة المدلس
الثالثة: قولك هذا ضبط غير صحيح، ليس في محله لاحتمال وجود قراءة ثالثة وهي سألت بأي ذنب قتلت (مبني للمجهول) وهاك قول الطبري في تفسيره:
وَلَوْ قَرَأَ قَارِئ مِمَّنْ قَرَأَ " سَأَلَتْ بِأَيِّ ذَنْب قُتِلَتْ " كَانَ لَهُ وَجْه , وَكَانَ يَكُون مَعْنَى ذَلِكَ مَعْنَى مَنْ قَرَأَ {بِأَيِّ ذَنْب قُتِلَتْ} غَيْر أَنَّهُ إِذَا كَانَ حِكَايَة جَازَ فِيهِ الْوَجْهَانِ , كَمَا يُقَال: قَالَ عَبْد اللَّه بِأَيِّ ذَنْب ضُرِبَ ; كَمَا قَالَ عَنْتَرَة:
الشَّاتِمَيْ عِرْضِي وَلَمْ أَشْتُمهُمَا ... وَالنَّاذِرَيْنِ إِذَا لَقِيتهمَا دَمِي
وَذَلِكَ أَنَّهُمَا كَانَا يَقُولَانِ: إِذَا لَقِينَا عَنْتَرَة لَنَقْتُلَنَّهُ. فَحَكَى عَنْتَرَة قَوْلهمَا فِي شِعْره ;
وَكَذَلِكَ قَوْل الْآخَر:
رَجُلَانِ مِنْ ضَبَّة أَخْبَرَانَا ... إِنَّا رَأَيْنَا رَجُلًا عُرْيَانَا
بِمَعْنَى: أَخْبَرَانَا أَنَّهُمَا , وَلَكِنَّهُ جَرَى الْكَلَام عَلَى مَذْهَب الْحِكَايَة.
اهـ من جامع البيان
وهو هو كلام الفراء في معاني القرآن 3/ 240 فكأن الطبري نقله دون نسبة لأنه من الذاكرة أو أنهما نقلا من مصدر واحد لكن الفراء أسبق بمائة عام فوفاته سنة 207 هـ وقد أملى المعاني من صدره إملاء وفيه من الإبداع غير المسبوق كما يشهد له من تأمل كلامه. فالله أعلم
================================
وتتميما للفائدة فقراءة:
وإذا الموؤدة سَأَلَتْ بأي ذنب قٌتِلْتُ
هي قراءة تنسب إلى
أبي وعلي وابن عباس وعكرمة وزيد بن علي وابن مسعود والربيع بن خيثم وابن يعمر وجابر بن زيد وأبي صالح والضحاك وأبي عبدالرحمن السلمي وهارون عن أبي عمرو وأبي الضحى مسلم بن صبيح وابن أبي عبلة ومجاهد وأبي عمارة عن حفص
وآخر ثلاثة أسندها لهم الهذلي في كامله ورقة 248 وقراءة أبي الضحى أسندها الطبري في جامع البيان عند تفسير الآية
وأول خمسة عند الكرماني في شواذ القراءات ص 505 بدون سند ومر سندها الضعيف عن ابن عباس عند الفراء
وكذا نسبها للصحابة ابن خالويه في القراءات الشاذة وزاد "عن عشرة من الصحابة " بدون تحديد ص 169 وجميع ذلك بدون إسناد
وبقيتهم تجدهم بمراجعهم في معجم القراءات للخطيب ص 323 - 325 ج 10 ومكرم ص 322 - 323 ج 5
ومعظم ذلك منقول من كتب التفسير غير المسندة
وهذه القراءة ليست في المتواتر
ثم على فرض صحة نسبتها إليهم في بعض الكتب القديمة وانقطاع السند فيما بعد فقد ثبت عن كثير منهم قراءة أخرى هي المتواترة
أقصد
سئلت بأي ذنب قتلت
فلا إشكال فقد اكتفى تلاميذهم أصحاب الأسانيد المتواترة بنقل إحدى القراءتين لموافقتها المصحف المجمع عليه.
وشذوذها اليوم لمخالفتها للمصحف و كون أسانيدها آحاد منقطعة، ولا تضر نسبتها لمن سبق لأن كثيرا من القراء ثبت عنهم أكثر من قراءة في المتواتر دون أن تضعف إحداهما الأخرى، وهنا من باب أولى بل لو قيل بالعكس لم يبعد لأن المتواتر الموافق للرسم أقوى بمراحل وهو علة للأخرى لا العكس.
وقولي مخالف للرسم، لأن قراءة سألت [بهمزة مفتوحة بعد مفتوح] على رسم سئلت بعيد ومخالف للقواعد ولا أعلم له شاهدا في القرآن في غير هذا الموضع.
والله أعلم
ـ[منصور مهران]ــــــــ[18 Dec 2006, 06:30 ص]ـ
مع التحية للدكتور أنمار، فلم أخطئ أخي الفاضل محمود الشنقيطي لأني قلت: (وهذا ضبط غير صحيح) تعقيبا على ما وجدته في مطبوعة (معاني القرآن) فالخطأ من المحقق لهذا الجزء أو المصحح أو هو خطأ مطبعي.
ولو أعدت نظرا - سلمك الله - لِما قلته في تعليقي لتبين لك ذلك جليا.
تلك واحدة،
والثانية أني أوردت القول لبيان ما في (معاني القرآن) من خطأ الطباعة - كما هو واضح في كلامي - وليس للتخريج ولا الترجيح ولا الإسناد فهذا علم يبدي فيه القول كل خبير به وما وجودي في هذا الملتقى إلا لأفيد من كلام أهل العلم، وأبدي ملاحظاتي في حدود تخصصي ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه.
والثالثة أن قولي: (هذا الضبط غير صحيح) إنما سقته لخطإ محقق في موضع بعينه من مطبوعة كتاب (معاني القرآن) ومن يتأمل موضعه فسيدرك ذلك بلا جدال، وليس لاحتمال يراه غيري في كتاب آخر.
لذلك أردت التنويه وليس للجدال، وشكر الله لكل من وجد خللا فأصلحه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[18 Dec 2006, 12:48 م]ـ
ورد مثل ذلك في القران:قوله عز جل:
يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ [المائدة/109](/)
سؤال عن تفسير القرطبي مهم .. وضمنه لوم وعتاب!!
ـ[المتدبر]ــــــــ[14 Dec 2006, 09:38 م]ـ
ياأهل الإختصاص والمعرفة .. هل من سبيل إلى طبعة محققة ومدققة يطمئن إليها القلب لتفسير القرطبي (الجامع
لأحكام القرآن)؟؟
فلقد (دوختني) الطبعات الموجودة في السوق .. فالفزعة يارجال أرشدوا أخاكم!!
ثانيا: حسبي الله على من ليس كفأ للتحقيق والتدقيق! كيف يحشر نفسه في مضايق المخطوطات والأسفار التي يحجم
عن خوض غمارها الفحول من أهل العلم!!
ثالثا: إني اعتب وبحرارة على من خصهم الله بالعلم والتحقيق كيف لا يخوضوا غمار هذا الفن ويخرجوا لنا كتب التراث
على الوجه الصحيح والأسلم ولا يدعوا المجال لأدعياء التحقيق الذين يقتاتون بأقلامهم على حساب دين الأمة!!
أرجو أن تتحملوني فو الله ماقلت هذا الكلام إلا من غيرتي على هذا العلم الشريف ...
وتحياتي للمشرف على هذا الموقع والأخوة الأعضاء ....
ولاتنسوا سؤالى والله يحفظكم ويرعاكم ....
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[15 Dec 2006, 01:11 ص]ـ
أخي الكريم
راجع هذا الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6418&highlight=%CA%DD%D3%ED%D1+%C7%E1%DE%D1%D8%C8%ED
ـ[المتدبر]ــــــــ[15 Dec 2006, 09:20 م]ـ
بارك الله فيك يادكتور مساعد الطيار ... ساعدك الله في الدنيا والاخرة آمين؛
والدال على الخير كفاعله ....
ـ[حازم حيدر]ــــــــ[15 Dec 2006, 10:51 م]ـ
الأخ مزيد العتيبي وفقه الله
بالنسبة إلى سؤالك عن طبعة جيدة من تفسير " القرطبي " رحمه الله، أقول إن أفضل طبعاته المتوافرة طبعتان:
1 - طبعة دار الكتب المصرية، ومصوراتها.
2 - طبعة مؤسسة الرسالة بتحقيق الدكتور التركي، ومشاركة أ. محمد نعيم عرقسوسي وزملائه.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Dec 2006, 11:01 م]ـ
الأمر كما تفضل المشايخ الفضلاء في الجواب قبلي وفقهم الله.
وأخص الأخ العزيز والشيخ الفاضل الدكتور حازم حيدر بالترحيب والشكر على مشاركته لإخوانه في ملتقى أهل التفسير الذي يسعد به وبأمثاله من الباحثين الجادين كثيراً. فمرحباً بكم يا دكتور حازم وأهلاً وسهلاً، وننتظر التكرم علينا بطرح أبحاثكم وتحقيقاتكم في الملتقى فنحن بحاجة إليها. وليتك تتكرم علينا بطرح بحثك عن مقدمة الدر المنثور الذي نشرتموه في العدد الأول من مجلة المجمع فهو نافع ومفيد، والذين اطلعوا على العدد الأول من المجلة ليسوا كثيراً، وقراء الملتقى من كل مكان وفقك الله ورعاك.
ـ[المتدبر]ــــــــ[15 Dec 2006, 11:12 م]ـ
شكرا يامشايخنا الفضلاء .... وحقا وحقيقة إن للمنتدى رجالا (قد المسؤولية) ...
نحسبهم كذلك والله حسيبنا وإياهم ولا نزكي على الله احدا ...(/)
سؤال عن منهجية كتابة بحث (استدراكات مفسرٍ ما على من سبقه من المفسرين؟
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[15 Dec 2006, 11:22 ص]ـ
عند عمل بحث معين حول مفسر من المفسرين ...... في استدراكاته على غيره ............... جمع ودراسة
ما هي الخطوات المنتهجة في هذه الدراسة؟؟ أو: ما هي الخطوات المتعبة في الدراسة؟؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[15 Dec 2006, 01:04 م]ـ
أخي الكريم زكريا
لعلي أبحث لك عن خطة بحث في استدراكات مفسر لتستفيد منها.
وإذا كان عند أحد الإخوة خطة بحث على هذا المنهج، فلعله أن يفيد بها أيضًا.
ـ[روضة]ــــــــ[15 Dec 2006, 01:46 م]ـ
ليس عندي خطة بحث، ولكن خطوات أرجو أن تكون فيها فائدة:
أرى أنه لا بد أولاً من إعطاء فكرة عامة عن كلا المفسرَين ـ المستدرِك والمستدرَك عليه ـ، وبيان منهجيهما بشكل موجز، والاتجاه البارز في تفسيريهما.
ثم جمع المسائل المتشابهة التي تم استدراكها وتصنيفها في مجموعات، مثلاً: استدراكات عقدية، لغوية، ...
وعرض رأي كلا المفسرين في المسألة، ومناقشة الرأيين، مع الاستشهاد والاستعانة بآراء المفسرين الآخرين.
ويمكن ختم البحث ببيان أسباب الاستدراك والاختلاف كما يراها الباحث، هل هو اختلاف في المنهج والأسلوب، أم اختلاف ثقافة وفكر، أم اختلاف عقدي، أم فقهي. . . إلخ.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[15 Dec 2006, 05:14 م]ـ
جزاكما الله خيرا ........
بالنسبة لجواب الأخت روضة، فإني أريد أن أحدد السؤال أكثر: و هو استدراكات مفسر معين على من قبله، وليس واحدا بعينه، بل هم كثير فما المنهجية المتبعة .....
والبحث الذي أقصده: استدراكات الثعالبي على المفسرين - جمع ودراسة، فهل هذا الموضوع طُرق من قبل؟؟
والشكر موصول للأستاذ الدكتور مساعد الطيار على اهتمامه ......
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[16 Dec 2006, 11:14 ص]ـ
للرفع
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Dec 2006, 01:08 م]ـ
هاتان خطتان لموضوعين في استدراكات مفسرٍ على مفسرٍ سابق:
كتب الباحث الفاضل الأستاذ الدكتور شايع بن عبده الأسمري، الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة الملك خالد رسالته للدكتوراه بعنوان: استدراكات ابن عطية في كتاب المحرر الوجيز على الطبري في تفسيره. وقد نوقشت هذه الرسالة عام 1417هـ بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. وهذه خطة بحثه.
قسم الباحث رسالته إلى مقدمة، وقسمين، وخاتمة.
القسم الأوّل: تكلم فيه عن الإمامين الطبري وابن عطية وكتابيهما في التفسير، وفيه ثلاثة فصول:
- ترجمة موجزة للإمام الطبري.
- ترجمة موجزة للقاضي ابن عطية.
-عقد مقارنة بين جامع البيان والمحرر الوجيز.
القسم الثاني: خصصه لاستدراكات ابن عطية، عرضها مرتبة على نسق ترتيب السور والآيات في المصحف.
ثم ختم الباحث رسالته بذكر أهم النتائج الَّتي توصل إليها، ملخصها:
أن عدد استدراكات ابن عطية على الطبري بلغت (208) استدراكاً أكثرها وارد على الإمام الطبري، ويترجح فيه قول ابن عطية، وغالبها في مسائل خلافية بين العلماء، وقد جاءت متنوعة في التفسير واللغة والفقه والعقيدة والحديث وتوجيه القراءات، وأوردها ابن عطية بأدب وابتعد عن عبارات التجريح غالباً، وشارك ابن عطية في طائفة من استدراكاته غيره من العلماء.
[ line]
وكتب الباحث الغاني أحمد عمر عبدالله رسالته للدكتوراه بعنوان: استدراكات ابن كثير على ابن جرير في تفسيره، ونوقشت هذه الرسالة في نفس الجامعة عام 1405هـ. وهذه خطة البحث:
قسم الباحث رسالته إلى مقدمة، وثلاثة أبواب، وخاتمة.
الباب الأوّل: ترجمة ابن جرير الطبري –رحمه الله، تفسير ابن جريرومنهجه فيه.
الباب الثاني: ترجمة ابن كثير –رحمه الله-، تفسير ابن كثير ومنهجه فيه، المقارنة بين التفسيرن.
الباب الثالث: عرض استدراكات ابن كثير على ابن جرير مرتبة على نسق ترتيب السور والآيات في المصحف ومناقشتها مع ذكر الأدلة والترجيح.
وفي الخاتمة ذكر الباحث ملخصاً لرسالته، وبين أن استدراكات ابن كثير على ابن جرير تنقسم قسمين:
القسم الأوّل: استدراكات على متن الأحاديث والآثار وأسانيدها.
القسم الثاني: استدراكات تتعلق بمعاني الايات وتفسيرها.
ولاحظ أن ابن كثير اعتمد كثيراً على ابن جرير، وأثنى عليه واستشهد باختياراته وأقواله في التفسير، وذلك ثقة منه بعلمه وأمامته.
[ line]
وأما الثعالبي فلستُ أدري عن حجم استدراكاته على من سبقه من المفسرين، فتفسيره ليس من عمد كتب التفسير، ونظري في هذا الكتاب ليس كثيراً يؤهلني للقطع بالحكم عليه الآن، إلا إنه قد كتب في دراسة منهجه في التفسير ولا أظن الباحث الذي درسه من قبل أو الباحثين يغفلون مثل هذه الاستدراكات فلا يدرسونها، فلعلك تتأكد من المادة العلمية لديه أولاً، ثم من عدم طرقها وبحثها ثانياً حتى لا يذهب عليكم الجهد وفقك الله ونفع بكم.
ولأحد الزملاء في قسم العقيدة بحث عن الجانب العقدي في تفسير الثعالبي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[16 Dec 2006, 02:09 م]ـ
جزاكم الله خيرا فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري، بقي عندي أسئلة:
1 - الذي نقلتموه هو استدراك مفسر على مفسر، فإذا أراد الباحث عن يبحث عن استدراكات مفسر على عدة مفسرين، فهل يسلك نفس الطريق، بحيث إنه يجمع هؤلاء المستدرَك عليهم ويبين مناهجهم جميعا؟ أو هناك طريقة أخرى؟
2 - تفسير الثعالبي مختصر، وأغلبه ينقله من تفسير ابن عطية كما نص عليه، وإذا قال (ت) فيعني: قلت، و هو غالبا ما إذا قال (ت) فهي استدراكات، ولما بدأت في قراءته ظهرت لي استدراكات كثيرة منه على من قبله سواء كان ابن عطية أو غيره .....
فما رأيكم في عمل هذا البحث؟؟
3 - بينتم حفظكم الله المنهجية العامة للبحث ككل، وانا أريد أن أتعرف عن طريقة الدراسة بخصوصها، بحيث أن الطالب إذا جمع هذه الاستدراكات، ثم كيف يدرس كل استدراك؟؟
ومعذرة على عدم التوضيح في السؤال الأصلي ...
ملاحظة: يوجد من بين منهج الثعالبي في التفسير في رسالة ماجيستير أو دكتوراة باليمن لكن لا أدري هل جمع الاستدراكات ودرسها أولا.
ثم هل يوجد من تقترحون جمع استدراكاته ودراستها، فإن هذه الفكرة أخذتها من أحد أعضاء الملتقى، حيث طرح موضوع (استدراكات الطاهر بن عاشور على المفسرين) .....
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Dec 2006, 02:39 م]ـ
وفقك الله وأحيل سؤالكم هذا لأخي الكريم نايف الزهراني فليتفضل مشكوراً بالجواب بارك الله فيه فهو حديث عهد بدراسة استدراكات السلف في التفسير.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[16 Dec 2006, 10:07 م]ـ
أخي زكريا وفقك الله
حدد أولا مرادك بالاستدراك, ثم احصر استدراكات الثعالبي بناء على تعريفك, فإذا وجدت مادة جديرة بالبحث وذات قيمة علمية فَصَّلنا سويَّاً خطة بحث تستفيد منها إن شاء الله تعالى.
ولعلك تسمو بطرفك إلى ما فوق تفسير الثعالبي ممن تقدمه من أئمة التفسير؛ فهناك تجد مبتغاك بلا عناء, فانظر مثلاً: تفسير الثعلبي والسمعاني وأبي حيان ونحوهم من المتقدمين.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[17 Dec 2006, 10:27 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ولعلكم تراجعون الخاص
ـ[مسعد الشايب]ــــــــ[11 Dec 2009, 01:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله بك , شكراً أخي الكريم(/)
إنها مقالة رائعة وكفى ....
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 Dec 2006, 02:57 م]ـ
هذه درة مضية وشذرة ذهبية انتزعتها من مقدمة الشيخ العلامة محمد محمد أبي موسى لكتابه الجديد: ((مراجعات في أصول الدرس البلاغي)).
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_1630845abec1cd0c3c.jpg
والحق أنها مقالة ضافية، تحفة تستحق الإشادة والإعجاب،فلم أجد والحال هذه أعز علي من إخواني في شبكة التفسير لأتحفهم بها راجيا انتفاعهم بها.
يقول حفظه الله ورعاه في كلام شريف يستحق أن تنتبه لألفاظه وتستيقظ لمعانيه:
((إنه من أهم ما يجب أن يكون هو أن نبذل فى دراسة علومنا القدر الذى بذله كل جيل من أجيال علمائنا الذين سبقونا بإحسان مع زيادة فى المجهود، وزيادة فى التحرير والتدقيق وزيادة فى إتقان الوسائل وتجويد العمل تتعادل هذه الزيادة مع التقدم السريع الذى تحققه الأجيال فى سباقها المحموم نحو التقدم والسبق والغلبة.
وكانت أجيالنا من العلماء الذين سبقونا يبذلون كل وقتهم وكدهم وجهدهم فى تقريب علم الأمة الى أجيالها وخلق السبل الميسرة للتواصل بين أهل الزمان الذى يعيش فيه العالم وبين العلم الذى شغل به، إيماناً منهم بضرورة أن تقارب هذه العلوم عقول الأجيال وأن تساكن نفوسهم وهم يمارسون ما يمارسون من بناء وتقدم، لأن روح الأمة وماهيتها وما تمتاز به بين الناس من خصوصية إنما هو فى هذه العلوم، وما تتضمن من قيم وأفكار ومعان ومبادئ وليس تقريب العلم من روح العصر بالأمر الهين و لا هو بتغيير فى أسلوب العلم ولغته وإنما تقريب العلم من روح العصر وأهل الزمن عمل أبعد من ذلك، ولا يقف أبداً عند اللغة لأنه إعمال العقل فى جوهر المعرفة، وتحوير فى هذا الجوهر وتعديل فى البناء الفكري حتى يتلاءم جوهر العلم مع الزمن الجديد وهذا جهاد آخر لا يقل عن جهاد الذين أسسوا، واستنبطوا، ثم هو نفسه تطوير للفكر وتجديد له وتحديث له، لأن إعمال العقل لا يكون أمر معتداً به ما لم ينفذ هذا العقل الى حقائق العلم وينفث فيها من روحه، فيستحسن ما يستحسن من أفكار، ويطيل الكلام فيه ويكشف وجها من وجوه حسنه كان مغشى فى كلام من سبق، ويستهين بفكره، ويغمض الكلام فيها وكانت بارزة فى كلام من سبق، وبذلك وغيره كثير يصير هذا العلم مصبوغاً بعقل هذا الباحث الذى درسه وقربه وأحضره لعصره ولهذا نري كل كتاب فى العلم الواحد والذى له ثوابت واحدة يتميز بتميز مصنفه، ويحمل روح كاتبه هذه الروح التى تصر على أن تظهر من وراء الثوابت الكثيرة والضوابط المطردة.
ولا يكون تقديم العلم الى الزمن الذى نحن فيه تغييراً فى الأسلوب فحسب إلا عند الملخصين للمعرفة والذين يأخذون ظواهرها ولا تتولج قلوبهم وعقولهم فى حقائقها وجوهرها. وقد قالوا إن كتاب سيبويه مع جودته وأنه لم يشذ عنه شئ فى بابه حتى إن أبا الطيب اللغوي كان يسميه قرآن النحو، أقول هو مع هذا قالوا فيه إنه كتب على شريطة زمانه قال بن كيسان: (نظرنا فى كتاب سيبويه فوجدناه فى الموضع الذى يستحقه، ووجدنا ألفاظه تحتاج الى عبارة وإيضاح لأنه كتاب ألف فى زمان كان أهله يألفون مثل هذه الألفاظ فاختصر على مذهبهم) انتهى كلام ابن كيسان. وقوله وجدنا ألفاظه تحتاج الى عبارة وإيضاح لا أفهم منها غرابة الألفاظ لأن كتاب سيبويه ليس فيه ألفاظ غريبة وإنما الألفاظ هنا المراد بها صياغة الأفكار وتركيب الأفكار وأن الإيضاح المقصود هو إعادة تركيب الأفكار على الوجه الذى يفهمه أهل الزمان وإن سر وروده فى كتاب سيبويه هو أن أهل زمانه كانوا يؤلفون هذه الأبنية أعنى أبنية الأفكار ولذلك نجد أن الغموض الذى ذكره العلماء فى كتاب سيبويه وسأل فيه الأكابر الأكابرَ لم يكن راجعاً الى لفظ غريب وإنما كان راجعاً الى بيان مراد سيبويه من عبارته وراجع شروحه سيبويه فى الأزمنة المتتابعة تجد كل شرح كأنه صناعة جديدة لعلم سيبويه أعني وعياً جديداً للمادة النحوية وبناء جديداً لها وهذا هو الذى يفسر لنا ولع أهل العلم بقراءة الكتاب حتى إن أحد نحاة الأندلس وهو عبد الله بن محمد بن عيسي كان يختم كتاب سيبويه فى كل خمسة عشر يوماً وهذا قاطع فى أن المراد ليس هو تحصيل المادة العلمية كما هى فى الكتاب وإنما المراد التدسس فى أعطاف هذه المادة لإستخراج ما خفى من علم الرجل
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان أبو جعفر النحاس يقول: (إن سيبويه جعل من كتابه شروحاً وجعل فيه مشتبهاً ليكون من استنبط ونظر فضل وعلى هذا خاطبهم الله عز وجل بالقرآن).
الذى أريده هو أن اللاحقين من علمائنا بذلوا من الجهد فى مزاولة وتحرير وتدقيق علم من سبقوهم الشئ الكثير حتى أنك لو قلت أنهم أكثر كدا وكدحاً ومزاولة وصبراً لم تتجاوز وإن كانوا دائماً يعترفون بالتقصير وتقديم من سبق لأن هذا من خلق وطبع أهل العلم.
لا شك فى أن من شراح سيبويه وممن قرؤوا كتابه وعقبوا عليه من لا يقل فضلاً وعلماً عن سيبويه، ولا أتردد فى أن أبا سعيد السيرافي كان من طبقة سبويه فى عمله، وذكاءه ووعيه باللسان وربما كان أوسع ميداناً من سيبويه لأنه كان مفسراً وفقيهاً ومفتياً وقد وصفه أبو حيان بقوله كان أبو سعيد أجمع لشمل العلم وأنظم لمذاهب العرب وأدخل فى كل باب وأخرج من كل طريق وألزم للجادة الوسطي فى الدين والخلق وأقضى فى الأحكام وأفقه فى الفتوي.
أردت أن أؤكد أن الذين عالجوا نقل المعرفة من جيل الى جيل على الوجه الأفضل والأشمل والأمكن هم الذين طوروها من خلال هذه المعالجة وقد بذلوا فى ذلك جهوداً لا تقل عن جهود الذين استنبطوا واستخرجوا وأنهم كانوا يعانون التغلغل فى أعطاف المعرفة وفى جوهر المعرفة تغلغلاً يكشف لهم خبايها وسرها وفقهها وأن زماننا حرم من هذا الصبر والانقطاع وطول الملازمة وكل ذلك وما هو أكثر منه واجب فى تقريب العلوم واستمرار تيارها وتفاعلها وفعلها فى أجيال العامة والخاصة ومن الخطر أن يتوقف هذا التيار وخصوصاً بعد هجمات التغريب التى دخلت العلوم العربية والاسلامية وهى فى أحضان المخلصين لها.
الأصل أن يجتهد المشتغلون بعلم البلاغة فى زماننا اجتهاد عبد القاهر والزمخشري والرازي وأبو يعقوب وابن الأثير وابن أبى الأصبع وغيرهم وأن يجتهد النحاة اجتهاد الخليل وسيبويه وينس والأخفش والصرفي وأبى على وأبى الفتح وأن يجتهد الفتح اجتهاد مالك والشافعي وأحمد ومن فى طبقتهم ولا يكون ذلك إلا بالإنقطاع والصبر وطول الملابسة والصدق والإخلاص وهذا هو الطريق الذى لا طريق للناس سواه فى تطوير المعرفة ونموها وإزدهارها وليس باللغو الكاذب الذى تراه من حولك وتسمعه.
وهذا الاجتهاد وهذا الصبر وهذا الإخلاص وهذا الصدق هو الذى تتخلق فى محيطه النقي الصادق عبقريات لا غنى لحياة الناس عنها وأن يكون ذلك فى كل ميادين المعرفة وإن لمن الشئ الذى يجب أن نتوقف عنده بحذر وخوف هو أن تنقطع سلسلة النجوم فى أى فرع من فروع المعرفة حتى لا نري نابها مع كل عقد من الزمن فى كل باب من أبواب العلم.
إنه لمن المخيف بل والمرعب أن تنسي حياتنا ظهور النوابغ وأن تغفل عن صناعتهم وأن تكون جامعتنا كالأرض الخراب ليس فيها إلا أصداء أصوات الآخرين فى كل فروع المعرفة وليس لهذا كله على إلا علة واحدة هى أننا نسينا مذاهب العلماء فى الانقطاع لطلب العلم والصبر على ملازمة الدرس والمراجعة والصدق النقي فى طلب وجه الصواب وتخليص النفس من كل شئ إلا لهذا ولم تضع يد لبنة فى بناء المعرفة فى أي باب إلا بالصبر وطول المراجعة وطول الانقطاع والصدق وهؤلاء فى تاريخنا هم الشراه الذي اشترى الله منهم أنفسهم.
وهذا الانقطاع الواجب الذى لا بد أن يكون فى جمهرة الدارسين فى كل فرع من فروع المعرفة ليس من الترف وإنما هو من الواجب الذى لا سبيل إلى التخلي عنه وذلك لأن طبيعة المعرفة لا تكشف لنا عن جوهرها المكنون إلا بهذا الصبر وهذا الانقطاع وأن عبد الله بن محمد بن عيسي الأندلسي الذى كان يختم كتاب سيبويه كل خمسة عشر يوماً لم يكن عابثاً ولم يقتل فراغه بذلك وطول المراجعة لكتب العلماء تكشف جوانب لأن مدد العلم لا ينقطع وشريعته دائماً زرقاء كما يقول عبد القاهر يعني فيها الجديد لكل من طلب العلم على وجهه ووجهه هو الانقطاع والصدق والصبر
ومعنى قولهم أن العلم لا يؤتيك بعضه إلا إذا أتيته كلك أن العلم إذا أعطيته بعض لا يعطيك شيئاً وما طالت مراجعاتي لباب إلا تكشفت به وجوه من المعاني لم تكن قبل طول المراجعة وتحصيل العلم وحده هو الخطوة الأولى والدرجة الأولي التى يجب أن يقف عليها عامة الناس وخاصتهم ثم تأتي المراقى بعد ذلك مرقاه فوق مرقاه وتمتد بامتداد الحياة وامتداد المراجعة والانقطاع والصبر والصدق.
هذا هو العاصم الذى يعصم عقل الأمة من الإنزلاق فى مستنقع التبعية الفكرية التى تري كثيراً منا غارقاً فيها وهو مغتبط بتبعيته وعبوديته لعدوه الألد.
ولله فى خلقه شئون)).
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Dec 2006, 03:27 م]ـ
أحسنت غاية الإحسان، أحسن الله إليك بنقل هذه المقدمة النفيسة.
ومقدمات الدكتور محمد أبو موسى حفظه الله لكتبه - كهذه المقدمة - مليئة بمثل هذه الغيرة الصادقة على تراث الإسلام، وتعظيم لقدر العلماء الكبار من السلف، وحض شديد للنابهين من الطلاب على الاحتذاء والاقتداء، مع إطالة ظاهرة للحرص على تأكيد هذه المعاني في نفوس القراء بكل سبيل.
فبارك الله فيك وفيه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 Dec 2006, 03:46 م]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا الحبيب ...
ولو كان الأمر بيدي لجعلت مقدماته بين دفتي كتاب يُلزم كل طالب علم بقراءته ...
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[15 Dec 2006, 07:54 م]ـ
بارك الله في الدكتور محمد أبو موسى
ولقد سمعت منه أن أحد طلابه عرض عليه جمع مقدماته وطباعتها في كتاب وقد أذن له، وهذا قبل ثلاث سنوات ...
وجزاك الله خير أبا فهر
ـ[نورة]ــــــــ[15 Dec 2006, 08:39 م]ـ
جزاك الله خيرا على ماأضفيته لنا
من درة مضية وشذرة ذهبية
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 Dec 2006, 11:39 م]ـ
جزاكم الله جميعاً خير الجزاء وجزى الشيخ محمد عنا خير الجزاء وأوفاه .....
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[16 Dec 2006, 10:18 م]ـ
نعم والله إنها رائعة
وأنت ايضا رائع أبافهر
نحن بحاجة إلى المزيد من هذه الروائع
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[18 Dec 2006, 10:24 ص]ـ
مقدمات الاستاذ البلاغي ابي موسى لا يقل عنها قوة وفضلا مقدمات الطناحي ومحمود شاكر وحبذا الاعتناء بها في هذا الملتقى الرائع بمعونة السادة الاكارم المشرفين
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 Dec 2006, 03:08 م]ـ
الفاضل الكريم (أبو مالك العوضي) سألت -لازلت موصولاً بتوفيق الله- عن الأسد الهصور،خاتمة عقد حراس العربية وشيوخها؛ شيخنا العلامة محمد محمد أبي موسى ...
ولا أدري حقيقة كيف التأتي إلى الكشف عن حقيقة هذا البناء الضخم المتطاول وافر العلم كبير القدر عظيم الأثر ...
شيخنا هو أحد المتخرجين من كلية اللغة العربية بالأزهر الشريف ...
وشيخنا هو أحد المتخرجين من مدرسة القراءة الواعية المعظمة لتراث هذه الأمة وعلومها ...
وشيخنا هو أحد المتخرجين من جامعة أبي فهر محمود محمد شاكر للعلوم العربية والإسلامية وتحديداً من قسم حراسة التراث ومشيخة العربية .....
ومن تلكم الجامعات الثلاثة استمد شيخنا روافده الثلاثة التي شكلت معالم حياته وأركان جهاده اطويل ...
تخصصه هو البلاغة والنقد ... وقد بلغ فيهما شأواً أضحى يشار له بالبنان كواحد من سادة المتمكنين من هذا العلم الشريف ...
بلاغة التذوق ... والتحليل ... والتصوير .... أتعرفها يا أبا مالك ...
طبق نظريته التذوقية على مباحث علم البيان في كتابه: التصوير البياني ...
وطبقها على مباحث علم المعاني في كتابيه: خصائص التراكيب، ودلالات التراكيب ..
طبقها على الأدب القديم في كتابه: قراءة في الأدب القديم ....
بقر بطون علوم عبد القاهر في كتابه: مدخل إلى كتابي عبد القاهر ...
وعلى الرغم من مخالفتي لشيخنا في أحد أهم أركان نظريته التذوقية إلا أني لا أملك نفسي أن تعجب بهذا العلم الجليل ...
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[14 Mar 2008, 01:13 ص]ـ
الحمد لله
جزاك الله خيرا على هذا الكلام المفيد
ـ[يسري خضر]ــــــــ[14 Mar 2008, 01:30 ص]ـ
أحسنت غاية الإحسان، أحسن الله إليك بنقل هذه المقدمة النفيسة.(/)
لفتة من ابن الأثير حول تدبر معاني الآيات وفائدة ذلك في الصنعة الأدبية
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[15 Dec 2006, 04:52 م]ـ
قال رحمه الله في المثل السائر (ج1/ 127): " واعلم أن المتصدي لحل معاني القرآن يحتاج إلى كثرة الدرس، فإنه كلما ديم على درسه ظهر من معانيه ما لم يظهر من قبل، وهذا شيء جربته وخبرته، فإني كنت آخذ سورة من السور وأتلوها، وكلما مر بي معنى أثبته في ورقة مفردة، حتى انتهي إلى آخرها، ثم آخذ في حل تلك المعاني التي أثبتها واحداً بعد واحد، ولا أقنع بذلك حتى أعاود تلاوة تلك السورة، وأفعل ما فعلته أولاً، وكلما صقلتها التلاوة مرة بعد مرة ظهر في كل مرة من المعاني ما لم يظهر لي في المرة التي قبلها. وسأورد في هذا الموضع سورة من السور، ثم أردفها بآيات أخرى من سور متفرقة، حتى يتبين لك أيها المتعلم ما فعلته فتحذو حذوه، وقد بدأت بالسورة أولاً، وهي سورة يوسف عليه السلام لأنها قصة مفردة برأسها، وفيها معان كثيرة.
الأول: ما ذكرته في دعاء كتاب من الكتب، وهو: وصل كتاب الحضرة السامية أحسن الله أثرها، وأعلى خطرها، وقضى من العلياء وطرها، وأظهر على يدها آيات المكارم وسورها، وأسجد لها كواكب السيادة وشمسها وقمرها. وهذا أول معنى في السورة، وقد نقلته عن قصة المنام إلى الدعاء.
ثم أبرزت هذا المعنى في صورة أخرى، وهو: أكرم النعم ما كان فيها ذكرى للعابدين، وتقدمه" إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين" فهذه النعمة هي التي تأتي بتيسير العسير، وتجلو ظلمة الخطب بالصباح المنير، فانظر إلى أثر رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها، إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير. ثم تصرفت في هذا المعنى فأخرجته في معرض آخر، وهو فصل من جملة تقليد يكتب من ديوان الخلافة لبعض الوزراء، فقلت:
وقد علمه أمير المؤمنين فأدنى مجلسه من سمائه، وآنسه على وحدة الانفراد بحفل نعمائه، وذلك مقام لا تستطيع الجدود أن ترقى إلى رتبته، ولا الآمال تطوف حول كعبته، ولا الشفاه أن تتشرف بتقبيل تربته، فليزد إعجاباً بما نالته مواطئ أقدامه، ولينظر إلى سجود الكواكب له في يقظته لا في منامه. ومن ذلك ما ذكرته في ذم بخيل، وهو:
لم أر كمواهب فلان ملأت أملي بطمع وعودها، وفرغت يدي من نيل وجودها فلم أحظ إلا بلامع سرابها، وكانت كدم القميص في كذابها. ومن ذلك ما ذكرته في تزكية إنسان مما رمي به، وهو: لم ترم بذنب إلا نابت البراءة له مناب الشهود، وجيء من أهلها بشهادة القميص المقدود ... " أ. هـ.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Dec 2006, 08:04 م]ـ
بارك الله فيك يا أخي الكريم على هذا الاختيار من كلام ابن الأثير.
وابن الأثير الجزري صاحب (المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر) من الكتاب المتميزين، وفي قراءة كتابه هذا والنسج على منواله نفع عظيم للكاتب وطالب العلم، فقد استطاع بتخلصه من قيود الصنعة المعيقة، وتوظيفه لحفظه القرآن الكريم - كما هنا- ومعرفته بكثير من الأحاديث النبوية وحفظه لدواوين الشعراء الثلاثة: أبي تمام، والبحتري، والمتنبي أن يبلغ مبلغاً كبيراً في تاريخ النثر الأدبي العربي، وما هذا المقطع الذي نقلته لنا هنا إلا مثالاً لحسن استفادته من القرآن الكريم في الرقي بالكتابة الأدبية.
وأذكر أول مرة طرق سمعي اسم هذا الكتاب عام 1411هـ وأنا في سيارتي متجهاً من أبها إلى النماص، فسمعت في برنامج إذاعي من إذاعة الرياض بصوت المذيع القدير الأديب عدنان الدبسي رعاه الله كلاماً رائقاً مختاراً من هذا الكتاب، وحديثاً عنه، فلم أملك نفسي أن انعطفت بسيارتي بعد أن قطعت أكثر من ثلاثين كيلاً شمال أبها، لأعود إلى مكتبة الجنوب في أبها وأشتري نسخة من المثل السائر بتحقيق محمد محي الدين عبدالحميد (1) وعدت قافلاً إلى النماص، وبقيت أيام الأربعاء والخميس والجمعة عاكفاً على قراءة هذا الكتاب حتى أتممته، وسعدت بها أيما سعادة، ولا يزال هذا الكتاب من الكتب الأثيرة لدي فرحم الله مؤلفه رحمة واسعة.
ولابن الأثير طريقة بديعة في حل المنظوم من الكلام نثراً بطريقة فصلها في كتابه (حل المنظوم) جديرة بالعناية، وله كتاب بديع آخر يجدر بالمتأدبين من طلبة العلم والكتاب أن ينظروا فيه نظر الدارس المستفيد، وهو كتاب (الجامع الكبير)، وقد طبع في العراق قديماً، ويقوم الأخ الكريم الدكتور هشام الشرقاوي بتحقيقه على نسخ خطية.
ــــــــــــــــــــ
(1) طبعة عبدالحميد في مجلدين، وتعليقاته في غاية الفائدة والاختصار، وقد اشتريت بعدها طبعة الحوفي وزميله، ولكن طبعة عبدالحميد عندي أحب من هذه الطبعة وإن كانت الطبعة الثانية مذيلة بكتاب ابن أبي الحديد (الفلك الدائر). وقد دارت حول كتاب (المثل السائر) معركة أدبية نافعة، نتج عنها كتاب ابن أبي الحديد هذا، وكتاب الصفدي (نصرة الثائر).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[04 Jan 2007, 06:11 م]ـ
بارك الله فيك وجعلني و إياك من المنتفعين النافعين. وانعطافك لأبها لا خسارة فيه!(/)
آيات الحج .. تفسير وبيان
ـ[روضة]ــــــــ[16 Dec 2006, 12:10 ص]ـ
بمناسبة أجواء الحج التي نعيشها هذه الأيام أحببت أن أضع بين أيديكم تفسيراً لآيات الحج التي وردت في سورة البقرة، اقتبستها من رسالتي الماجستير، واقتصرت على بيان معناها هنا دون الحديث عن جمال نظمها؛ اختصاراً ... أرجو أن تنال إعجابكم ...
~*O ôôO*~*OôôO*~****~*OôôO*~*OôôO*~
? وَأتِمُّوا الحَجَّ وَالعُمْرَةَ للهِ فَإنْ أحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الهَدْىُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيْضاً أو بِهِ أذىً مِنْ رَأسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أو صَدَقَةٍ أو نُسُكٍ فَإذَا أمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالعُمْرَةِ إلىَ الحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أيَّامٍ في الحَجِّ وَسَبْعَةٍ إذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أهْلُهُ حَاضِرِي المَسْجِدِ الحَرَامِ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوْا أنَّ اللهَ شَدِيْدُ العِقَابِ (196) الحَجُّ أشْهُرٍ مَعْلُومَاتٍ فَمَنْ فَرَضَ فِيْهِنَّ الحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوْقَ وَلا جِدَالَ في الحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوْا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُوْنِ يَا أولى الألبَابِ (197) لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أنْ تَبْتَغُوْا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإذَا أفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ المشْعَرِ الحَرَامِ وَاذْكُرُوْهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّيْنَ (198) ثُمَّ أفِيْضُوا مِنْ حَيْثُ أفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إنَّ اللهَ غَفُوْرٌ رَحِيْمٌ (199) فَإذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوْا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أو أشَدَّ ذِكْرَاً فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُوْلُ رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا وَمَا لَهُ في الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ (200) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أوْلَئِكَ لَهُمْ نَصِيْبٌ مِمَّا كَسَبُوْا وَاللهُ سَرِيْعُ الحِسَابِ (202) وَاذْكُرُوا اللهَ في أيَّامٍ مِعْدُوْدَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ في يَومَيْنِ فَلا إثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَىَ وَاتَّقُوْا اللهَ وَاعْلَمُوْا أنَّكُمْ إليْهِ تُحْشَرُوْنَ (203) ? [البقرة]
??? وأتِمُّوا الحَجَّ وَالعُمْرَةَ للهِ فَإنْ أحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُؤُوْسَكُمْ حَتَّىَ يَبْلُغَ الهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيْضَاً أو بِهِ أذَىً مِنْ رَأسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أو صَدَقَةٍ أو نُسُكٍ فَإذَا أمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالعُمْرَةِ إلىَ الحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أيَّامٍ في الحَجِّ وَسَبْعَةٍ إذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أهْلُهُ حَاضِرِي المَسْجِدِ الحَرَامِ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوْا أنَّ اللهَ شَدِيْدُ العِقَابِ ?
مناسبة الآية لما قبلها
جاءت هذه الآية ـ وما بعدها ـ ضمن سياق ملتئم، لتأخذ موقعاً فيه، فتتصل بما قبلها اتصالاً وثيقاً ظاهراً، فقد بينت الآيات السابقة أحكام الصيام، ثم ذكرت سؤال المسلمين عن حكمة اختلاف الأهلة، وأجابت عليه بأن الأهلة مواقيت يُعرف بها وقت الحجّ، ثم ورد الحديث عن القتال؛ لِما انتاب المسلمين من خوف مقاتلة المشركين في الأشهر الحرم؛ ذلك أنهم أرادوا العمرة وصدّهم المشركون، ثم صالحوهم على أن يرجعوا من عامهم ذلك ثم يأتوا القابل، فخاف المسلمون من غدر المشركين وأن يُضطروا لقتالهم في الأشهر الحرم، فبيّن الله تعالى لهم أحكام القتال إنْ تحققت مخاوفهم، وتلا ذلك حديث عن الحج وأحكامه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى هذا يمكن ربط آيات الحج بالسياق من أوجه عدّة: فذكر الحج وأحكامه بعد أحكام الصيام؛ لأن شهور الحج بعد شهر الصيام، كما أن في السياق حديثاً عن الأهلة والمواقيت، والحج لا يؤدّى إلا بوقت معين يُعرف من خلال حركة الهلال، وجاء في الآيات بيان حكم القتال في الشهر الحرام وعند المسجد الحرام، وإنما يؤدى الحج في تلك الأشهر، وتُقام مناسكه في ذلك المسجد، وفي هذا إشارة إلى المسلمين بأن دفاعهم عن المسجد الحرام أمرٌ لا بدّ منه؛ ليتسنى لهم القيام بمناسكهم على أتم وجه، ودون أن يمنعهم أحد من إقامة شعائرهم، حتى لو اضطرهم هذا لقتال الكافرين في الشهر الحرام، أو عند المسجد الحرام، ويؤيد هذا ما جاء لاحقاً في السياق من حديث عن القتال وبخاصة في الشهر الحرام (1)، فآيات الحج محاطة بذكر القتال؛ بياناً لأهميته في تمكين المسلمين من إتمام عبادتهم.
مفردات الآية
وأتموا: "التاء والميم أصل واحد، وهو دليل الكمال، يقال: تمّ الشيء، إذا كمُل" (2)، "والتمام ضد النقصان، وهو عبارة عن انتهاء الشيء إلى حدٍّ لا يحتاج إلى شيء خارج عنه" (3).
الحجّ: ذكر الفراهيدي في العين أن"الحجُّ: كثرة القصد إلى من يُعَظَّم" (4)، وقال المُناوي: "الحجّ ترداد القصد إلى ما يُراد خيره وبِرّه" (5)، ثم اختُص بهذا الاسم قصد بيت الله تعالى بصفة مخصوصة، في وقت مخصوص، بشرائط مخصوصة (6)، وذكر السجستاني أن الحَجّ مصدر، والحِجّ اسم (7).
تضمّن كلام الفراهيدي والمناوي ملحظين، أولهما أن الحج هو القصد، وثانيهما أنه متكرر، وكأنهما التفتا إلى هذا التكرير في صوت الجيم، فجمعا بين الدلالة اللغوية: (القصد)، والدلالة الصوتية: (التكرير).
العمرة: تطلق العُمْرَة في عُرف الشرع على زيارة الكعبة في غير أشهر الحج، وأصلها اللغوي قد يكون من "العَوْمَرة، وهي الصياح والجلبة، يقال: اعْتَمَرَ الرجلُ، إذا أهلّ بِعُمْرَتِه، وذلك رفعه صوتَه بالتلبية للعمرة" (8)، وقد يكون من "التَّعْمِير، وهو شغل المكان، ضد الإخلاء" (9)، وكلا الأصلين محتمل.
أُحصرتم: الحَصْرُ: الجمعُ والحبس والمنع (10)، "يقال: أُحْصِرَ فلان، إذا منعه أمر من خوف أو مرض أو عجز، قال الله تعالى:??الذِينَ أُحْصِرُوا في سَبِيْلِ اللهِ? [البقرة: 273]، وحُصِر: إذا حبسه عدوّ عن المضي، أو سُجن ... وهما بمعنى المنع في كل شيء، مثل: صدّه وأصدّه" (11).
استيسر: "الاستيسار: صيرورة الشيء يسيراً غيرَ عسير، كأنه يجلب اليُسْر لنفسه" (12)، "واليْسْرُ
ضد العسر، وتَيَسَّرَ كذا واسْتَيْسَرَ، أي: تَسَهَّل وتهيّأ" (13).
الهدي: "الهاء والدال والحرف المعتل، أصلان: أحدهما التقدم والإرشاد، والآخر: بَعْثَةُ لَطَفٍ (14)، فالأول قولهم: هديته الطريق هداية، أي تقدمته لأرشده، وكل متقدم لذلك هادٍ. . . والأصل الآخر: الهَدِيَّة: ما أهديتَ من لَطَفٍ إلى ذي مودة، والهَدْيُ والهِدِيُّ: ما أُهديَ من النَّعَم إلى الحرم قربة إلى الله تعالى" (15).
مَحِلَّه: مَحِلُّ الهَدْيِ: الموضع الذي يحلّ فيه نحره (16)، أما المَحَلُّ: فهو نقيض المُرْتَحل، وهو مصدر كالحلول (17).
أذى: "الأذى: كل ما تأذيت به، ورجل أذيٌّ: أي شديد التأذي" (18).
فدية: "افْتَدَى به، وافتدى منه بكذا: استنقذه بماله، وافتدى: بذل المال في فداء نفسه، واسم المال: الفدية" (19). وفي عرف الشرع: "ما يفتدي الإنسان به نفسَه من مال يبذله في عبادة يقصّر فيها، وهي الكفارة بعينها" (20).
نُسُك: قال في الصحاح: "نسكتُ الشيء: غَسَلْتُه بالماء وطهّرتُه، فهو مَنْسُوك" (21)، ونَسَكَ لله ينسِك: ذبح لوجهه نُسُكاً ومَنْسَكاً، والنَّسيكة: الذبيحة، ثم تطورت دلالة الكلمة لتدل على العبادة (22)، فالذبيحة التي يُتقرب بها إلى الله تُسمّى نسيكة، " قال ابن الأعرابي: النسيكة في الأصل سبيكة الفضة، تسمى العبادة بها؛ لأن العبادة مُشبِهة سبيكة الفضة في صفائها وخلوصها من الآثام، وكذلك سمّي العابد ناسكاً، وقيل للذبيحة: نسيكة؛ لذلك" (23).
تمتع: " المُتُوع: الامتداد والارتفاع، والمتاع: انتفاعٌ ممتد الوقت" (24)، "ومعنى التَّمَتُع: التلذذ، يقال: تَمَتَّعَ بالشيء، أي: تَلَذَّذَ به، والمتاع: كل شيء يُتمتع به، وأصله من قولهم: حبلٌ ماتع، أي:
(يُتْبَعُ)
(/)
طويل. وكل من طالت صحبته بالشيء، فهو متمتع به" (25)، ومُتعة الحج: ضمّ العمرة إليه.
يجد: "من الوُجد، وهو الطَّول والقدرة" (26).
واتقوا: "الوقاية: حفظ الشيء مما يؤذيه ويضرّه، والتقوى: جعل النفس في وقاية مما يُخاف، هذا تحقيقه، ثم يسمى الخوف تارة تقوى، وصارت التقوى في تعارف الشرع: حفظ النفس عما يؤثم، وذلك بترك المحظور" (27).
التفسير والبيان
?وأتموا الحج والعمرة لله ?: أمر من الله تعالى للمؤمنين بأن يُتِمُّوا الحج والعمرة، واختلف المفسرون في معنى الإتمام على أقوال (28)، أهمها قولان:
1. أن الآية ليست بياناً لوجوب أصل الحجّ والعمرة، وإنما هي أمر بالإتمام على مَن شرع فيهما، وهذا ما عليه جمهور المفسرين (29).
2. أن الآية بيان لوجوب أصل الحجّ والعمرة، فهي أمر بالوجوب ابتداءً على نعت الكمال والتمام، أي أن يأتوا بهما تامّين كاملين بمناسكهما وشرائطهما، وقد قال بهذا القول الإمام الرازي (30).
ويبدو لي أن الراجح ما عليه الجمهور؛ لأن الظروف التي أحاطت بنزول الآية تؤيد أن المقصودَ الإتمامُ بعد الشروع في العمل، فقد جاءت الآية لترشدهم إلى كيفية الخروج من الوضع الذي قد تلبسوا فيه، وهو الإحرام؛ وذلك لأن المسلمين صُدُّوا عن البيت بعد أن أحرموا، والإحرام شروع في أعمال الحج والعمرة، فتضمنت الآية أمراً عاماً بوجوب إتمام الحج والعمرة على من شرع فيهما، ثم بينت المخرج لمن طرأ له مانع يمنعه من الإتمام، قال أبو السعود: "?وأتموا الحج والعمرة لله?: بيان لوجوب إتمام أفعالهما عند التصدي لأدائهما، وإرشاد الناس إلى تدارك ما عسى يعتريهم من العوارض المُخِلَّة بذلك من الإحصار ونحوه، من غير تعرّضٍ لحالهما أنفسهما من الوجوب وعدمه، كما في قوله تعالى:? ثم أتموا الصيام إلى الليل? [البقرة:187]، فإنه بيان لوجوب مدّ الصيام إلى الليل من غير تعرّضٍ لوجوب أصله، وإنما هو بقوله تعالى:? كتب عليكم الصيام? [البقرة:183]، كما أن وجوب الحج بقوله تعالى:? ولله على الناس حج البيت? [آل عمران:97]، فإن الأمر بإتمام فعل من الأفعال ليس أمراً بأصله ولا مستلزماً له أصلاً، فليس فيه دليل على وجوب العمرة قطعاً (1)، … فالمعنى: أكملوا أركانهما وشرائطهما وسائر أفعالهما المعروفة شرعاً لوجه الله تعالى من غير إخلال منكم بشيء منها .. " (31).
ثم ذكر تعالى أنه مَن أُحصِر، أي مُنع من عدو أو مرض أو نحوه (32) عن إتمام الحج أو العمرة، فعليه أن ينحر ما تيسر له من الهدي ويحلّ من إحرامه في موضعه الذي بلغه: ?فإنْ أُحصرتم فما استيسر من الهدي?، وقد روى الإمام البخاري في صحيحه أن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ كان يقول: أليس حسبكم سنة رسول الله ?؟ إنْ حُبس أحدكم عن الحج، طاف بالبيت وبالصفا وبالمروة، ثم حلّ من كل شيء، حتى يحج عاماً قابلاً، فيهدي، أو يصوم إنْ لم يجد هدياً (33)، "والمقصود من هذا الذبح تحصيل بعض مصالح الحج بقدر الإمكان، فإذا فاتت المناسك لا يفوت ما ينفع فقراء مكة ومن حولها" (34).
ثم نهى ـ تعالى ـ عن حلق الرأس حتى يبلغ الهدي محله:? ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله?، والمعروف أن محله هو الحرم؛ لقوله تعالى:? ثم محلها إلى البيت العتيق ? [الحج:33]، ?هدياً بالغ الكعبة? [المائدة:95].
واختلف المفسرون في الجملة التي عُطف عليها قوله:? ولا تحلقوا?، فذهب جمهورهم إلى أنه
عطف على ?فإنْ أحصرتم?، فهو خطاب للمحصرين، قال شيخ المفسرين: "فإنْ أُحصرتم فأردتم الإحلال من إحرامكم، فعليكم ما استيسر من الهدي، ولا تحلوا من إحرامكم إذا أُحصرتم حتى يبلغ الهدي ـ الذي أوجبته عليكم لإحلالكم من إحرامكم الذي أُحصرتم فيه قبل تمامه وانقضاء مشاعره ومناسكه ـ محلّه؛ وذلك أن حلق الرأس إحلال من الإحرام الذي كان المحرم قد أوجبه على نفسه، فنهاه الله عن الإحلال من إحرامه بحلاقة حتى يبلغ الهدي ـ الذي أباح الله له الإحلال جلّ ثناؤه بإهدائه ـ محله" (35).
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلّل الألوسي هذا الوجه قائلاً: "المقامُ مقامُ بيان طريق خروج المحصر عن الإحرام، لا مقام كل ما يجب عليه، ولم يُعلم من الآية حكم غير المحصر عبارةً، كما عُلم حكم المحصَر من عدم جواز الحلّ له قبل بلوغ الهدي، ويُستفاد ذلك بدلالة النصّ، وجَعْلُ الخطاب عاماً للمحصَر وغيره بناءً على عطف ?ولا تحلقوا? على قوله سبحانه:? وأتموا?، لا على ?فما استيسر? يقتضي بتر النظم؛ لأن ?فإذا أمنتم? عطف على ?فإنْ أُحصرتم? كما لا يخفى" (36).
وخالف الإمام ابن كثير هذا الرأي، وجعل قوله تعالى: ?ولا تحلقوا رؤوسكم? عطفاً على قوله: ?وأتموا الحج والعمرة لله?، لا على:? فإنْ أُحصرتم?، واحتج بأن النبي? وأصحابه ـ عام الحديبية ـ لما حصرهم كفار قريش عن الدخول إلى الحرم حلقوا وذبحوا هديهم خارج الحرم، فأما في حال الأمن والوصول إلى الحرم فلا يجوز الحلق? حتى يبلغ الهدي محله? ويفرغ الناسك من أفعال الحج والعمرة (37)، وتبعه في هذا الأستاذ سيد قطب حيث يرى أن الأمر بعدم الحلق عام، وليس مقتصراً على وجود الإحصار (38).
وتُردّ حجة الإمام ابن كثير بما ذكره الإمام الزمخشري: "فإنْ قلتَ: إن النبي ? نحر هديه حيث أُحصر، قلتُ: كان محصَرُه طرفَ الحديبية الذي إلى أسفل مكة، وهو من الحرم" (39)، فإذا عُلِم أن الحديبية التي أُحصر فيها النبي وأصحابه من الحرم فلا يبقى هناك مانع من عطف قوله تعالى: ?ولا تحلقوا? على قوله: ?فإنْ أُحصرتم?.
ولما غيّا الحلق ببلوغ الهدي محله، وكان قد يعرض للإنسان ما يقتضي حلق رأسه لمرض أو أذى
برأسه، رخّص الله له الحلق، وأوجب عليه فدية من صيام أو صدقة أو نسك:? فمن كان منكم مريضاً أو به أذىً من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك?، والأذى: كناية عن الوسخ الشديد والقمل، لكراهية التصريح بالقمل.
وبيّن رسول الله ? ما انبهم من الإطلاق في قوله تعالى:? ففدية من صيام أو صدقة أو نسك?، حيث روى الإمام البخاري عن كعب بن عجرة (40) أنه قال: وقف عَلَيَّ رسول الله ? بالحديبية ورأسي يتهافت قملاً، فقال: " أيؤذيك هوامُّك؟ "، قلت: نعم، قال: "فاحلق رأسك"، أو قال: "فاحلق"، قال: فيَّ نزلت هذه الآية: ?فمن كان منكم مريضاً أو به أذىً من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك ? [البقرة:196]، إلى آخرها، فقال النبي ?: "صم ثلاثة أيام، أو تصدّق بِفَرَقٍ (41) بين ستة، أو انسُك بما تيسر" (42).
?فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة?: روى الإمام البخاري عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال: " أليس حسبكم سنة رسول الله?؟ إنْ حُبِس أحدكم عن الحجّ، طاف بالبيت وبالصفا والمروة، ثم حلّ من كل شيء، حتى يحج عاماً قابلاً، فيهدي، أو يصوم إنْ لم يجد هدياً" (43).
أي فإذا تمكنتم من أداء المناسك فمَن كان منكم متمتعاً بالعمرة إلى الحج ـ وهو يشمل من أحرم بهما، أو أحرم بالعمرة أولاً، فلما فرغ منها أحرم بالحج ـ، فليذبح ما قدر عليه من الهدي، وإنْ تعذر عليه ذبح الهدي لفقدانه أو لتعذر ثمنه، يلزمه صيام ثلاثة أيام في الحج، أي في زمن وقوع الحج، وسبعةٍ إذا رجع إلى أهله ووطنه، وصيام هذه الأيام العشرة يعادل في الثواب ذبح الهدي لمن لم يتيسر له الذبح.
" وفُسِّر التمتع هنا بإسقاط أحد السفرين؛ لأن حق العمرة أن تُفرد بسفرٍ غير سفر الحجّ، وقيل: لتمتعه ـ بكل ما لا يجوز فعله ـ من وقت حلّه من العمرة إلى وقت إنشاء الحج" (44).
?ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام?: ?ذلك?: إشارة إلى أقرب مذكور، وهو لزوم الهدي أو بدله على المتمتع، هذا عند الشافعي ?، فالهدي يلزم المتمتع إذا كان آفاقياً؛ لأن الواجب أن يحرم عن الحج من الميقات، فلما أحرم من الميقات عن العمرة، ثم أحرم عن الحج لا من الميقات، فقد حصل هناك الخلل، فجُعلَ مجبوراً بالدم، والمكي لا يجب إحرامه من الميقات، فإقدامه على التمتع لا يوجب خللاً في حجّه، فلا يجب عليه الهدي ولا بدله" (45)، واحتج أصحاب هذا الرأي بأن اسم الإشارة ?ذلك? يعود إلى أقرب مذكور في السياق (46).
(يُتْبَعُ)
(/)
ويرى أبو حنيفة ? أن قوله: ?ذلك? إشارة إلى الأبعد، وهو ذكر التمتع؛ إذ لا متعة ولا قِران لحاضري المسجد؛ لأن شرعهما للترفه بإسقاط إحدى السفرتين، وهذا في حق الآفاقي، لا في حق أهل مكة ومَن في حكمهم (47).
وحجّة أصحاب هذا الرأي أن (اللام) في قوله تعالى:? لمن لم يكن? تجيء مع الرخص، فتقول: لك أن تفعل كذا، وأما مع الواجبات، فتقول: عليك، وردّوا القول الأول بأن الإشارة لو كانت للهدي أو بدله لأتى بـ (على) دون (اللام) في قوله: ?لمن لم يكن?؛ لأن الهدي وبدله واجب على المتمتع، وجعلُ (اللام) بمعنى (على) خلاف الظاهر (48).
والذي يظهر أن اسم الإشارة ?ذلك? يعود إلى لزوم الهدي أو بدله؛ لأنه الأقرب في السياق ـ كما تقدم ـ، ولا يلزم من هذا خروج (اللام) عن ظاهرها، فهي هنا على بابها للتخصيص، والمعنى: هذا الحكم مختص بمن كان أهله حاضري المسجد الحرام.
وحاضرو المسجد الحرام هم أهل بلدة مكة وما جاورها، واختُلف في تحديد ما جاورها (49).
?واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب?: خُتمت الآية بالوصاية بتقوى الله:? واتقوا الله? بطاعته فيما ألزمكم من فرائضه وحدوده، واحذروا أن تعتدوا في ذلك وتتجاوزوا فيما يبين لكم من مناسككم، فتستحلوا ما حرّم فيها عليكم، ?واعلموا?: تيقنوا أنه تعالى شديد العقاب لمن انتهك محارمه، والأمر بالتقوى عام في كل عمل، والحج أجدر أفراد العموم؛ لأن الكلام فيه.
[ line]
(1) الآيات (216 - 218) من سورة البقرة.
(2) ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، مادة (تمّ).
(3) الراغب الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، مادة (تمّ)، وينظر: السمين الحلبي، عمدة الحفاظ، مادة (تمم)، والفيروزآبادي، بصائر ذوي التمييز، (72:2)، وأحمد رضا، معجم متن اللغة، مادة (تمّ).
(4) الفراهيدي، العين، مادة (حجّ)، وينظر: الزبيدي، تاج العروس، مادة (حجج).
(5) المناوي، التوقيف على مهمات التعاريف، ص (268).
(6) ينظر: الهروي، الغريبين، مادة (حجج)، والشريف الجرجاني، التعريفات، ص (72).
(7) ينظر: السجستاني، غريب القرآن، ص (185).
(8) ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، مادة (عَمَرَ).
(9) ابن عاشور، التحرير والتنوير، (219:2).
(10) ينظر: ابن فارس، معجم المقاييس، مادة (حَصَرَ)، وينظر: الهروي، الغريبين، مادة (حصر).
(11) الزمخشري، الكشاف، (237:1).
(12) الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، (76:2).
(13) الراغب الأصفهاني، المفردات، مادة (يسر).
(14) الَّلّطف (بالتحريك): التحفة والهدية، وكلمة (بَعْثَة) مهملة النقط في الأصل، وهي المرة من البعث. (من تحقيق عبد السلام هارون على معجم مقاييس اللغة، ابن فارس، مادة (هدي).
(15) ابن فارس، معجم المقاييس، مادة (هدي)، وينظر: الهروي، الغريبين، مادة (هدى).
(16) ينظر: ابن أبي بكر الرازي، مختار الصحاح، مادة (حلل).
(17) ينظر: الفراهيدي، العين، مادة (حلّ).
(18) المرجع السابق، مادة (أذي)، وابن سيدة، المحكم والمحيط الأعظم، مادة (ذأى) مقلوبه (أذى)، (121:10).
(19) أحمد رضا، معجم متن اللغة، مادة (فدي).
(20) السمين الحلبي، عمدة الحفاظ، مادة (فدي).
(21) الجوهري، الصحاح، مادة (نسك).
(22) ينظر: الزمخشري، أساس البلاغة، مادة (نَسَكَ).
(23) السمين الحلبي، الدر المصون، (487:1).
(24) الراغب الأصفهاني، المفردات، مادة (متع).
(25) ابن عادل الحنبلي، اللباب في علوم الكتاب، (377:3).
(26) البقاعي، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، (371:1).
(27) الراغب الأصفهاني، المفردات، مادة (وقى)، وينظر: الفيروزآبادي، بصائر ذوي التمييز، (299:2).
(28) من هذه الأقوال: التمام ظاهراً بأداء المناسك على وجهها، وباطناً بالإخلاص لله تعالى وحده، أو التمام أن تفردوا لكلٍ من الحجّ والعمرة سفراً، أو أن تخلصوهما للعبادة لا تشوبوهما بشيء من الأغراض الدنيوية، أو أن تجعلوا نفقتهما حلالاً ... للتوسع، ينظر: الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، (248:2،252)، وابن العربي، أحكام القرآن، (165:1)، والقرطبي، الجامع لأحكام القرآن، (343:2) وابن كثير، تفسير القرآن العظيم، (237:1).
(29) ينظر ـ مثلاً ـ: الطبري، جامع البيان، (252:2)، والألوسي، روح المعاني، (475:1)، وسيد قطب، في ظلال القرآن، (279:1)، وابن عاشور، التحرير والتنوير، (217:2).
(يُتْبَعُ)
(/)
(29) الرازي، التفسير الكبير، (296:2).
(30) في وجوب العمرة خلاف فقهي، للتوسع ينظر: القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، (368:2).
(31) تفسير أبي السعود، (206:1).
(32) فرّق الفرّاء بين الحصر والإحصار، فجعل الإحصار للمنع الذي يكون من الخوف أو المرض، والحصر فيما يكون من جهة العدو. ينظر: الفراء، معاني القرآن، (117:1)، وتبعه في هذا كلٍّ من: الزجاج، معاني القرآن وإعرابه، (267:1)، والشهاب الخفاجي، عناية القاضي وكفاية الراضي، (485:2)، بينما يرى الزمخشري أن الإحصار منعٌ في كل شيء، ولا يختصّ بالخوف والمرض، وكذلك الحصر. ينظر: الكشاف، (237:1)، وسوّى أبو حيان بينهما كذلك، وحمل الآية على المنع في كل شيء، وأن حادثة منع المشركين للمسلمين في الحديبية وردت على أحد مطلقات الإحصار. ينظر: البحر المحيط، (256:2)، ورجح الرازي أنه إحصار العدو فقط، ولا يقاس عليه منع المرض، وذكر لهذا أدلة. ينظر: التفسير الكبير، (302:2 - 303).
وللترجيح بين هذه الآراء، أقول: إن الحصر والإحصار سواء ـ كما يرى الكثير من العلماء ـ، وتكون صيغة الإفعال في (إحصار) لإفادة الصيرورة أو الوجدان، أي: صاروا محصورين، أو وجدوا محصورين.
(33) صحيح البخاري، كتاب المحصَر، باب الإحصار في الحجّ، رقم الحديث: (1810)، ص (291).
(34) ابن عاشور، التحرير والتنوير، (224:2).
(35) الطبري، جامع البيان، (264:2)، ووافقه على هذا معظم المفسرين، منهم: الزمخشري، الكشاف، (238:1)، والآلوسي، روح المعاني، (477:1).
(36) الألوسي، روح المعاني، (478:1).
(37) ينظر: ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، (239:1).
(38) ينظر: سيد قطب، في ظلال القرآن، (280:1).
(39) الزمخشري، الكشاف، (238:1).
(40) هو كعب بن عجرة الأنصاري السالمي المدني، من أهل بيعة الرضوان، له عدة أحاديث، مات سنة (52) هـ. الذهبي، سير أعلام النبلاء، (239:4).
(41) الفَرَق أو الفَرْق: فُسّر في رواية أخرى بثلاثة آصع، والصاع: مكيال لأهل المدينة.
(42) صحيح البخاري، كتاب المحصَر، باب قول الله تعالى: ?أو صدقة?، رقم الحديث: (1815)، ص (292)، وينظر: الواحدي، أسباب النزول، ص (60).
(43) سبق تخريجه، ص (84) من الرسالة.
(44) أبو حيان، البحر المحيط، (263:2).
(45) ينظر: الكيا الهراسي، أحكام القرآن، (100:1).
(46) ينظر: الرازي، التفسير الكبير، (312:2)، وابن عاشور، التحرير والتنوير، (229:2).
(47) ينظر: الجصاص، أحكام القرآن، (358:1).
(48) ينظر: ابن عطية، المحرر الوجيز، (118:2)، وأبو حيان، البحر المحيط، (270:2)، والألوسي، روح المعاني، (480:1).
(49) للتوسع ينظر: ابن العربي، أحكام القرآن، (178:1).
ـ[روضة]ــــــــ[16 Dec 2006, 01:46 م]ـ
(الحَجُّ أشْهُرٍ مَعْلُومَاتٍ فَمَنْ فَرَضَ فِيْهِنَّ الحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوْقَ وَلا جِدَالَ في الحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوْا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُوْنِ يَا أولى الألبَابِ)
مناسبة الآية لما قبلها
استئناف ابتدائي للتفصيل في أحكام الحجّ، فلما أمر الله تعالى بإتمام الحج والعمرة، مضى في الحديث عن الحجّ خاصة، فبيّن وقته وآدابه، ثم انتهى إلى التقوى كما انتهى إليها في الآية السابقة، ويجوز أن يكون الاستئناف بيانياً، على تقدير سؤال قد يرد على الذهن بعد سماع الآية الأولى، وهو: هذا أمر بإتمام الحجّ والعمرة، وبيان بعض الأحكام المتعلقة بهما، فمتى تُفعل هذه المناسك؟ فقال تعالى: ?الحج أشهر معلومات?.
مفردات الآية
فَرَضَ: الفَرْضُ هو التأثير في شيء من حزٍّ أو غيره، فالفَرْضُ: الحزُّ في الشيء (1)، "والتأثير فيه كضرب الحديد" (2)، "ومنه فرض الصلاة وغيرها؛ لأنها لازمة للعبد كلزوم الحزّ للشيء" (3)، وقال ابن فارس: "ومن الباب اشتقاق الفَرْضِ الذي أوجبه الله تعالى، وسمّي بذلك لأن له معالم وحدوداً" (4).
رَفَثَ: الرَّفَثُ كل كلام يستحيا من إظهاره، وأصله الرَّفَثُ وهو النكاح، والرَّفَث: الفحش في الكلام (5).
فُسُوقَ: فَسَقَ فِسْقاً وفُسوقاً، والفِسْقُ هو الخروج، "فَسَقَ فلانٌ: خَرَجَ عن حِجْر الشرع، وذلك من قولهم: فَسَقَ الرُّطب، إذا خَرَجَ عن قشره" (6).
(يُتْبَعُ)
(/)
جِدَالَ: أصل الباب استحكام الشيء في استرسال يكون فيه، وامتداد الخصومة ومراجعة الكلام (7)، وقال ابن منظور: "الجَدْل: شدة الفتل، والجَدَل: اللدد في الخصومة والقدرة عليها" (8)، وشدة الفتل واللدد في الخصومة يعودان إلى باب استحكام الشيء، ومنه الجِدال؛ فكأن المتجادلين يفتل كل واحد الآخر عن رأيه، وقيل: أصله من القوة، فكأن كلاً من المتجادلين يقوّي قوله ويُضَعِّفُ قولَ صاحبه (9)، وقيل: مشتق من الجَدَالَة، وهي الأرض، كأن كل واحد من الخصمين يقاوم صاحبه، حتى يغلبه ويسقطه على الجَدَالَة وهي الأرض الصُّلبة (10).
والفتل، والقوة، والأرض الصُّلبة، كلها تعود إلى أصل الباب وهو الاستحكام.
تَزَوَّدُوا: الزيادة أن ينضم إلى ما عليه الشيء في نفسه شيء آخر، والزَّادُ: المدّخر الزائد على ما يُحتاج إليه من القوت (11)، والتَّزَوّد: إعدادُ الزَّادِ، وهو تَفَعُّلٌ مشتق من اسم جامد، وهو الزاد، كما يقال: تعمّم وتقمّص، أي: جعل ذلك معه (12).
الألباب: "اللُّبّ (بالضم): السَّم أوالسُّم، وفي لسان العرب عن أبي الحسن: وربما سمي سم الحية لُبّاً، واللُّبّ: خَالِصُ كلِّ شيءٍ، كاللُّباب (بالضم أيضاً)، و (من النخل): جوفُه، وقد غلب على ما يؤكل داخله، ويرمى خارجه من الثمر، ومن المجاز: لُبُّ الرجل: وهو ما جُعِل في قلبه من العقل؛ سمّي به لأنه خلاصة الإنسان، أو أنه لا يُسمّى ذلك إلا إذا خَلَص من الهوى وشوائب الأوهام، فعلى هذا هو أخص من العقل " (13)، "فكل لبٍّ عقلٌ، وليس كلُّ عقلٍ لبّاً؛ ولهذا علق الله تعالى الأحكام التي لا يدركها إلا العقول الزكية بأولي الألباب" (14)، وفي معجم مقاييس اللغة دلالة أخرى للّبّ بالإضافة إلى الخلوص والجودة، وهي اللزوم والثبات (15).
التفسير والبيان
بينت هذه الآية أن للحج وقتاً معلوماً عند الناس، وأن وقته أشهر معلومات، وهذه الأشهر هي: شوال، وذو القعدة، وعشر من ذي الحجة، فقررت الآية ما كان معروفاً عند العرب.
ثم أخبر تعالى أن مَن ألزم نفسه بالحج فيهن ـ أي في هذه الأشهر ـ بالتلبية أو بتقليد الهدي وسوقه، عند الإمام أبي حنيفة، وبالنية ـ أي الإحرام ـ عند الإمام الشافعي (16)، فلا يرفث ولا يفسق ولا يجادل، "فنهاه عن مفسِد الحج مما كان جائزاً قبله، وما كان غير جائز مطلقاً ليسوي بين التحريمين، وإن كان أحدهما مؤقتاً، والآخر ليس بمؤقت" (17).
واختلفوا في معنى (الرفث)، فقال قوم هو الجماع، كقول الله تعالى:? أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ? [البقرة:187]، وقال آخرون: هو ذكر الجماع إما إطلاقاً وإما في حضرة النساء. وجمع قوم بين القولين، فقالوا: ?فلا رفث?: الجماع وما دونه من التعريض به (18).
والظاهر أن المراد هنا الرفث على عموم معانيه؛ لعدم ورود الخبر بتخصيص معنى فيه، وهذا ما قاله الطبري شيخ المفسرين؛ إذ لا يجوز نقل حكم ظاهر آية إلى تأويل باطن، إلا بحجة ثابتة (19).
والنهي عن الرفث مع جوازه في غير أشهر الحجّ؛ لما يكون عليه الحاج من حال العبادة والخشوع والترفع عن الملذات، وهذه الحال تتنافى مع إتيان الشهوات، فالنهي عنه وعما ذكر بعده من الفسوق والجدال" ينتهي إلى ترك كل ما ينافي حالة التحرج، والتجرد لله في هذه الفترة، والارتفاع على دواعي الأرض، والرياضة الروحية على التعلق بالله دون سواه، والتأدب الواجب في بيته الحرام لمن قصد إليه متجرداً حتى من مخيط الثياب" (20).
أما (الفسوق) ففيه أقوال كذلك:
القول الأول: يتضمن تفسيرات لـ (الفسوق) تجتمع في أنها تحمله على جزئية معينة، فقيل: هو السباب؛ لقول الرسول ?: "سباب المؤمن فسوق، وقتاله كفر" (21)، وقيل: المراد منه: التنابز بالألقاب؛ احتجاجاً بقوله تعالى: ?ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ? [الحجرات: 11]، وقيل: هو الإيذاء؛ لقول الله تعالى: ?ولا يُضار كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم? [البقرة:282].
القول الثاني: تخصيص (الفسوق) بارتكاب ما نُهي الحاج عنه في الإحرام من قتل الصيد، وحلق الشعر، وقلم الأظفار، ونحو ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد انفرد الإمام ابن جرير بهذا القول ـ على ما أعلم ـ؛ محتجاً بأن (الرفث) حرام في الإحرام، حلالٌ قبله، قال رحمه الله: "?ولا فسوق?، أي: لا يفعل ما نهاه الله عن فعله في حال إحرامه، ولا يخرج عن طاعة الله في إحرامه، وقد علمنا أن الله جل ثناؤه قد حرم معاصيه على كل أحد، مُحرِماً كان أو غير مُحرِم، وكذلك حرّم التنابز بالألقاب في حال الإحرام وغيرها، بقوله:? ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب? [الحجرات:11]، وحرم على المسلم سباب أخيه في كل حال، فَرَض الحج أو لم يفرضه.
فإذ كان ذلك كذلك، فلا شك أن الذي نهى الله عنه العبدَ من الفسوق في حال إحرامه وفرضه الحجّ، هو ما لم يكن فسوقاً في حال إحلاله وقبل إحرامه بحجّه، كما أن الرفث الذي نهاه عنه في حال فرضه الحجّ، هو الذي كان له مطلقاً قبل إحرامه؛ لأنه لا معنى لأن يُقال فيما قد حرم الله على خلقه في كل الأحوال: "لا يفعلن أحدكم في حال الإحرام ما هو حرام عليه فعله في كل حال"؛ لأن خصوص حال الإحرام به لا وجه له، وقد عُمّ به جميع الأحوال من الإحلال والإحرام.
فإذ كان ذلك كذلك، فمعلوم أن الذي نُهِيَ عنه المحرم من (الفسوق) فخُصّ به حال إحرامه، وقيل: "إذا فرضت الحجّ، فلا تفعله"، هو الذي كان له مطلقاً قبل حال فرضه الحجّ، وذلك هو ما وصفنا وذكرنا، أن الله جلّ ثناؤه خص بالنهي عنه المحرم في حال إحرامه مما نهاه عنه: من الطيب واللباس، والحلق، وقصّ الأظفار، وقتل الصيد، وسائر ما خص الله بالنهي عنه المحرِم في حال إحرامه" (22).
القول الثالث يحمل (الفسوق) على المعاصي بأشكالها، قال الإمام الرازي: "فاعلم أن الفِسْقَ والفُسُوقَ واحد، وهما مصدران لـ (فَسَقَ) (يَفْسُقُ)، والفسوق هو الخروج عن الطاعة" (23)، فالفسوق "يتناول المعاصي كلها، وحمل اللفظ على بعض أنواع الفسق تحكم من غير دليل" (24).
وهذا هو القول الراجح لديّ؛ لأنه ليس هناك ما يخصص المقصود من (الفسوق)، وما قاله الإمام الطبري من أن المقصود محلِّلات الإحرام، فتدخل دخولاً أولياً في عموم المعاصي، وأما النهي عن الفسوق ـ الذي هو المعاصي بعمومها ـ في الحجّ على الرغم من حرمته قبل الحجّ؛ فلأن النهي عنه في هذا الظرف آكد؛ لما يكون عليه الحاج من حالة إيمانية تفسدها هذه المعاصي، ويقال هذا في النهي عن الجدال.
?ولا جدال في الحج?: نهي عن المجادلة والمخاصمة والمراء، وقيل: هو خبر عن انتفاء الجدال في موضع الحجّ، أو وقته، فقد رفع الله الجدال في الوجهين بين الخلق وأبطله إلى يوم القيامة، وهذا تعريض بالحُمْس (25) الذين خالفوا بقية الناس في بعض المناسك، والتقدير: ولا جدال في موضع الحجّ، أو: ولا جدال في وقت الحجّ (26).
ومن قال بالقول الأول جعل الجار? في الحجّ? متعلق بخبر محذوف يعود على المنهيات الثلاثة، ومن قال بالثاني جعله متعلقاً بالنهي عن الجدال فحسب.
والراجح هو القول الأول؛ لانسجام النهي عن الجدال مع باقي المنهيات المتقدمة، ولأن المحذوف وهو الخبر مفهوم من السياق، بخلاف القول الثاني، فإن المحذوف لا يفهم إلا من الروايات التي تذكر وجود خلاف في موضع الحج بين الحمس وغيرهم. ومن قال بالثاني كان غرضه الخروجَ من قضية أن الجدال منهيّ عنه قبل الإحرام، فلا وجه لتخصيصه في الحجّ، فقالوا بأن المقصود: نفي الجدال في موضع الحج ووقته.
وإذ قد تبيّن أن التزام هذه الآداب آكد في الحجّ، فقد صحّ حمل (لا) على النهي دون النفي. ويخرج من دائرة النهي عن الجدال الجدالُ بالحقّ، بل الواجب على المحرم الجدال فيما يراه باطلاً.
ثم لما نهى تعالى عن القبيح قولاً وفعلاً، حثّهم على فعل الخير على عمومه، ليستبدلوا القبيح بالحسن، "أو جعل فعل الخير عبارة عن ضبط أنفسهم، حتى لا يوجد منهم ما نُهوا عنه، وينصره قوله تعالى: ?وتزودوا فإن خير الزاد التقوى? " (27).
ثم أمرهم بالتزوّد لعاجل سفرهم ولآجله، وأخبر تعالى ـ مرشداً ومؤكداً ـ أن خير الزاد اتقاء عذابه بالابتعاد عن القبائح وفعل الحسنات، " ثم نادى ذوي العقول، الذين هم أهل الخطاب، وأمرهم باتقاء عقابه؛ لأنه قد تقدم ذكر المناهي، فناسب أن ينتهوا إلى اتقاء عذاب الله بالمخالفة فيما نهى عنه" (28).
(يُتْبَعُ)
(/)
" والظاهر من اللبّ أنه لبّ مناط التكليف، فيكون عاماً، لا اللبّ الذي هو مكتسب بالتجارب فيكون خاصاً؛ لأن المأمور باتقاء الله هم جميع المكلفين" (29).
[ line]
(1) ينظر: ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، مادة (فرض).
(2) الراغب الأصفهاني، المفردات، مادة (فرض).
(3) الرازي عن ابن الأعرابي، التفسير الكبير، (315:2).
(4) ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، مادة (فرض).
(5) ينظر: المرجع السابق، مادة (رفث)، وينظر: والهروي، الغريبين، مادة (رفث)، الزبيدي، تاج العروس، مادة (رفث).
(6) الراغب الأصفهاني، المفردات، مادة (فسق).
(7) ينظر: ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، مادة (جدل).
(8) ابن منظور، لسان العرب، مادة (جدل).
(9) ينظر: السمين الحلبي، عمدة الحفاظ، مادة (جدل).
(10) ينظر: الراغب الأصفهاني، المفردات، مادة (جدل).
(11) ينظر: المرجع السابق، مادة (زاد).
(12) ينظر: ابن عاشور، التحرير والتنوير، (235:2).
(13) الزبيدي، تاج العروس، مادة (لبب).
(14) الراغب الأصفهاني، المفردات، مادة (لبّ).
(15) ينظر: ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، مادة (لبّ).
(16) ينظر: الرازي، التفسير الكبير، (316:2).
(17) أبو حيان، البحر المحيط، (314:2).
(18) ينظر هذان الوجهان: ابن الجوزي، زاد المسير، (211:1).
(19) ينظر: الطبري، جامع البيان، (322:2).
(20) سيد قطب، في ظلال القرآن، (282:1).
(21) صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب خوف المؤمن من أن يَحبطَ عمله وهو لا يشعر، رقم الحديث: (48)، ص (11).
(22) الطبري، جامع البيان، (327:2).
(23) الرازي، التفسير الكبير، (317:2).
(24) حاشية شيخ زادة، (485:2).
(25) الحُمْس هم قريش ومن دان دينها، وسموا بـ (الحُمُس)؛ لأنهم تحمسوا في دينهم، أي تشددوا. ينظر: شرح النووي على صحيح مسلم، كتاب الحجّ، باب حجّة النبي ?أفيضوا من حيث أفاض الناس?، رقم الحديث: (1219)، ج3، ص (351).
(26) ينظر: الطبري، جامع البيان، (332:2)، وابن العربي، أحكام القرآن، (182:1).
(27) الزمخشري، الكشاف، (241:1).
(28) أبو حيان، البحر المحيط، (314:2).
(29) المرجع السابق، (292:2).
ـ[روضة]ــــــــ[17 Dec 2006, 05:08 م]ـ
(لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أنْ تَبْتَغُوْا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإذَا أفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ المشْعَرِ الحَرَامِ وَاذْكُرُوْهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّيْنَ)
مناسبة الآية لما قبلها
لما ذكر تعالى في الآية السابقة أموراً تنافي المقصودَ من الحجّ، وحثّهم على فعل الخير، سارع إلى بيان حكم التجارة؛ لأنهم كانوا يتحرجون منها في أيام الحجّ، فنفى أن يكون عليهم حرج إن تاجروا في تلك الأيام الشريفة، قال المراغي في بيان المناسبة: "جاء هذا كالاستدراك والاحتراس مما عساه يسبق إلى الفهم من منع التجارة في الحجّ؛ ذاك أن الآيات السابقة أرشدت إلى حرمة الرفث والفسوق والجدال في الحجّ، والتجارةُ تفضي إلى الجدال والنزاع في قيم السلع قلةً وكثرة، فعقّب ذلك ببيان حكمها، وأبان أن الكسب في أيام الحج مع ملاحظة أنه فضل من الله غيرُ محظور؛ لأنه لا ينافي الإخلاصَ في هذه العبادة، وإنما الذي ينافيها أن يكون القصدُ التجارةَ فحسب، بحيث لو لم يرجُ الكسبَ لم يسافر للحجّ" (1).
مفردات الآية
جناح: أصل الكلمة يدل على الميل والعدوان (2)، "جَنَحَ الطائر جُنُوحَاً، أي: كسر من جناحيه، ثم أقبل كالواقع اللاجئ إلى موضع" (3)، والجُنَاح: الميل إلى الإثم، وقيل: هو الإثم عامة، سُمي بذلك لميله عن الحق (4).
أفضتم: فاضَ الماءُ يفيض: سَالَ في كثرة وانصباب، وأفاضَ الماءَ على نفسِه: أَفْرَغَهُ (5)، "والإفاضةُ: الانخراطُ والاندفاعُ والخروجُ من المكان بكثرة، شُبّه بفيض الماء والدمع، فأفاضَ من (فيض) لا من (فوض)، وهو اختلاط الناس بلا سايسٍ يسوسُهم" (6).
عرفات: "موقف الحاج في تاسع ذي الحجة ببطن نَعمان. . . ويوم عرفة يوم الوقوف، وهو اسم في لفظ الجمع فلا يُجمع، وهي معرفة وإن كانت جمعاً؛ لأن الأماكن لا تزول، فصارت كالشيء الواحد" (7).
(يُتْبَعُ)
(/)
المشعر: أصل (شَعَرَ) يدل على عِلْم وعَلَم، ومنه الشعار، وهو ما يتنادى به القوم في الحرب ليعرف بعضهم بعضاً، والأصل قولهم: شَعَرْتُ بالشيء إذا علمتُه وفطنتُ له، وليت شعري، أي: ليتني علمتُ، ومشاعر الحجّ: مواضع المناسك، سُمّيت بذلك؛ لأنها معالم الحجّ، وسمّى الله ذلك الموضع بالمشعر الحرام؛ لأنه معلمٌ من معالم الحجّ (8).
الضالين: الضلال: العدول عن الطريق المستقيم، ويضاده: الهداية، ويقال الضلال لكل عدول عن المنهج عمداً كان أو سهواً، يسيراً كان أو كثيراً (9).
التفسير والبيان
رفعت الآية الكريمة الحرج عمن ابتغى فضلاً بتجارة، أو عمل بكسب أثناء وقت الحجّ؛ وذلك أنهم كانوا يتحرجون من هذا؛ لظنهم أن الحاج عليه أن يشغل وقته كلَّه بالعبادة، روى الإمام البخاري عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: " كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقاً في الجاهلية، فتأثموا أن يتّجروا في المواسم، فنزلت: ? ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم? في مواسم الحج" (10)، أي: لستم تأثمون في أن تطلبوا فضلاً من ربكم، "أي عطاء منه وتفضلاً، وهو النفع والربح بالتجارة" (11)، وقيّد العلماء رفع الإثم بمن لم يشتغل بالتجارة عن العبادة الواجبة.
" ثم أمرهم تعالى بذكره عند المشعر الحرام إذا أفاضوا من عرفات، ليَرجعهم بذكره إلى الاشتغال بأفعال الحجّ، لئلا يستغرقهم التعلقُّ بالتجارات والمكاسب" (12).
ويمكن فهم قوله تعالى:? فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام? في ضوء ما ورد من فعل النبي ?، فقد جاء في حديث جابر بن عبد الله ـ في صحيح مسلم ـ أن الرسول? وقف بعرفة، "فلم يزل واقفاً ـ يعني بعرفة ـ حتى غربت الشمس، وذهبت الصفرة قليلاً، حتى غاب القرص، وأردف أسامةَ خلفه، ودَفَع رسول الله ? وقد شنق للقصواء الزمام، حتى إن رأسها ليصيب مورك رَحْلِه، ويقول بيده اليمنى: "يا أيها الناس .. السكينةَ السكينةَ"، كلما أتى حبلاً من الحبال (13) أرخى لها قليلاً حتى تصعد، حتى أتى المزدلفة، فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين، ولم يُسَبِّح بينهما شيئاً، ثم اضطجع رسول الله ? حتى طَلَع الفجر حتى تبين له الصبحُ بأذان وإقامة، ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام، فاستقبل القبلة، فدعا الله وكبّره وهلّله ووحّده، فلم يزل واقفاً حتى أسفر جداً، فدَفَعَ قبل أن تطلع الشمس" (14).
و?أفضتم?: دفعتم بكثرة، وأصله: أفضتم أنفسكم، فحذف المفعول، وخروجهم من عرفة يحدث في وقت واحد، وهم كثير، فيدفع بعضهم بعضاً بشدة، ويظهر هذا في الحديث السابق، حتى إن رسول الله ? دعاهم للسكينة.
والمفسرون في تعيين ?المشعر الحرام? على قولين، الأول: أن المشعر الحرام هو (المزدلفة)، ويقال لها أيضاً (جَمْع) (15)، والثاني وهو رأي صاحب الكشاف أنه جبل يقف عليه الإمام، ويسمى (قُزَح) (16)، واستدل بما ورد في حديث جابر أنه ? لما صلّى الفجر بالمزدلفة ركب ناقته حتى أتى المشعر الحرام، وهذا يدل على التغاير بين المزدلفة والمشعر الحرام.
وفي الحقيقة لا تعارض بين القولين؛ ذلك أن جبل (قُزَح) في المزدلفة، وإطلاق (المشعر الحرام) عليه في الحديث على تقدير مضاف، أي: جبل المشعر الحرام، أو بتسمية الجزء باسم الكلّ (17)، فالمزدلفة كلها مشعر، ولو كان المشعر الحرام هو ذلك الجبل لكان في هذا صعوبة بالغة على الناس، لعدم تمكُّنهم جميعاً من الوصول إليه.
و?عند المشعر الحرام?: ما يليه ويقرب منه، وسمي بالحرام لحرمته. والذكر المأمور به عند المشعر الحرام هو ذكر الله بالتسبيح والتحميد والتهليل، وقيل: الصلاة به دون فعلها بالطريق (18)، والصلاة والتسبيح مما يحتمله النظم الكريم وفعل النبي ?.
ثم أمرهم الله عزّ وجلّ بذكره كما علمهم، فقال: ?واذكروه كما هداكم?، أي على النحو الذي بيّنه لكم دون العدول عنه، أو هو أمر بالذكر شكراً له تعالى على نعمة الهداية إلى الإيمان بعد الضلال، أو هو أمر بالذكر الحسن كما هداهم هداية حسنة، وقال ابن الحاجب في الأمالي النحوية: إن الكاف نعت لمصدر محذوف، أي: واذكروه ذكراً مثل ما هداكم (19).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أبو حيان: "?واذكروه كما هداكم?: هذا الأمر الثاني هو الأول، وكُرّر على سبيل التوكيد والمبالغة في الأمر بالذكر؛ لأن الذكر من أفضل العبادات، أو غير الأول، فيراد به تعلقه بتوحيد الله، أي: واذكروه بتوحيده كما هداكم بهدايته، أو اتصال الذكر، لمعنى: اذكروه ذكراً بعد ذكر" (20).
والضمير في ?قبله? يعود إلى (الهدى) المأخوذ من? ما? المصدرية والفعل، والمراد بالضلال هنا إما عدم المعرفة بمناسك الحجّ وشعائره إن كان المرادُ بالهدى تعليمَ المناسك، أو عبادة الأصنام إن كان المراد بالهدى نعمة الإيمان، وكلاهما فيه عدول عن المنهج.
(ثُمَّ أفِيْضُوا مِنْ حَيْثُ أفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إنَّ اللهَ غَفُوْرٌ رَحِيْمٌ)
مناسبة الآية لما قبلها
لما أمرهم الله عزّ وجلّ بالذكر عند الإفاضة من عرفات، أمرهم بأن يفيضوا من المكان الذي جرت عادة الناس أن يفيضوا منه، وهو عرفات، فالإفاضة المذكورة في الآية السابقة يجب أن تكون من عرفات لا من مكان آخر، ورَبَطَ بين الآيتين بحرف (ثم) الذي يفيد هنا الترتيب في الذكر لا في الزمان.
التفسير والبيان
ورد في صحيح البخاري حديث موقوف على السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ، فسّرت فيه هذه الآية، قالت: كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة، وكانوا يُسمّون (الحُمْس)، وكان سائر العرب يقفون بعرفات، فلما جاء الإسلام، أمر الله نبيه? أن يأتي عرفات، ثم يقفَ بها، ثم يفيض منها، فذلك قوله تعالى: ?ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس (21).
فهذا أمر لجميع المسلمين بالإفاضة من عرفات لا من المزدلفة، والحُمْس يدخلون في هذا الخطاب دخولاً أولياً لِما كانوا عليه من الترفع والتعالي اللذين يتنافيان مع المساواة التي أرادها الإسلام من فريضة الحجّ.
والمراد بـ?الناس?: "الجنس كما هو ظاهر، أي من حيث أفاض الناس كلهم قديماً وحديثاً" (22)، و?ثم? تخرج عن أصل موضوعها العربي من أنها تقتضي التراخي في زمان الفعل السابق، فقد قال: ?فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم. . . ثم أفيضوا? الإفاضة قد تقدمت، وأُمروا بالذكر إذا أفاضوا، فكيف يؤمر بها بعد ذلك بـ?ثم? التي تقتضي التراخي في الزمان؟
وتوضيح هذا من وجوه:
أحدها: أن ذلك من الترتيب الذي في الذكر، لا من الترتيب في الزمان الواقع فيه الأفعال، وحسّن هذا أن الإفاضة السابقة لم يكن مأموراً بها، إنما كان المأمور به ذكر الله إذا فُعلت، والأمر بالذكر عند فعلها لا يدلّ على الأمر بها، فكأنه قيل: ثم لتكن تلك الإفاضة من عرفات لا من المزدلفة كما تفعله الحُمْس، وزعم بعضهم أن? ثم? هنا بمعنى الواو، فهي لعطف كلام على كلام مقتطع من الأول، وقد جوّز بعض النحويين أن (ثم) تأتي بمعنى الواو، فلا ترتيب.
وقد حمل بعض الناس ?ثم? هنا على أصلها من الترتيب بأن جعل في الكلام تقديماً وتأخيراً، فجعل ?ثم أفيضوا? معطوفاً على قوله: ?واتقون يا أولي الألباب?، كأنه قيل: ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم، ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم فإذا أفضتم من عرفات، وعلى هذا تكون هذه الإفاضة المشروط بها تلك الإفاضة المأمور بها. لكن التقديم والتأخير هو مما يختص بالضرورة، وننزه القرآن عن حمله عليه، وقد أمكن ذلك بجعل ?ثم? للترتيب في الذكر لا في الفعل الواقع بالنسبة للزمان (23).
ثم حثّهم تعالى على استغفاره، والاستغفار هو طلب المغفرة التي هي تغطية الذنوب وسترها، إن الله سبحانه وتعالى غفور رحيم: يغفر ذنوب المستغفرين، ويسبغ عليهم رحمته.
[ line]
(1) تفسير المراغي، (272:1).
(2) ينظر: ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، مادة (جنح).
(3) الفراهيدي، العين، مادة (جنح).
(4) ينظر: ابن سيدة، المحكم والمحيط الأعظم، (86:3)، مادة (ح ج ن) مقلوبه (ج ن ح)، وابن منظور، لسان العرب، مادة (جنح).
(5) الفيروز آبادي، بصائر ذوي التمييز، (222:4).
(6) أبو حيان، البحر المحيط، (274:2).
(7) الفيروز آبادي، بصائر ذوي التمييز، (57:4).
(8) ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، مادة (شعر).
(9) ينظر: الراغب الأصفهاني، المفردات، مادة (ضلّ).
(10) صحيح البخاري، كتاب التفسير، باب ?ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم?، رقم الحديث (4519)، ص (786).
(11) الزمخشري، الكشاف، (242:1).
(12) أبو حيان، البحر المحيط، (314:2).
(13) الحبال هنا بالحاء المهملة المكسورة، جمع (حبل)، وهو التلّ اللطيف من الرمل الضخم. شرح النووي على صحيح مسلم، كتاب الحجّ، باب حجة النبي حتى أتى المزدلفة صلى بها المغرب والعشاء، رقم الحديث (1218)، ج (3)، ص (342).
(14) صحيح مسلم، كتاب الحجّ، باب حجة النبي حتى أتى المزدلفة صلى بها المغرب والعشاء، رقم الحديث (1218)، ج (3)، ص (342).
(15) ممن قال بهذا الزجاج في (معاني القرآن)، (273:1)، وابن كثير، تفسير القرآن العظيم، (249:1)، وسيد قطب، في ظلال القرآن، (286:1)، وابن عاشور، التحرير والتنوير، (240:2).
(16) الزمخشري، الكشاف، (243:1)، وقال البيضاوي بهذا القول أيضاً، ينظر: أنوار التنزيل، (131:1).
(17) ينظر: القاسمي عن السيلكوتي، محاسن التأويل، (505:1).
(18) ينظر: ابن العربي، أحكام القرآن، (186:1)، والرازي، التفسير الكبير، (329:2).
(19) ينظر: ابن الحاجب، الأمالي النحوية، (211:1).
(20) أبو حيان، البحر المحيط، (298:2).
(21) صحيح البخاري، كتاب التفسير، باب? ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس?، رقم الحديث: (4520)، ص (768).
(22) الألوسي، روح المعاني، (485:1).
(23) ينظر: أبو حيان، البحرالمحيط، (301:2).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[روضة]ــــــــ[18 Dec 2006, 03:12 م]ـ
فَإذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوْا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أو أشَدَّ ذِكْرَاً فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُوْلُ رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا وَمَا لَهُ في الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ (200) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أوْلَئِكَ لَهُمْ نَصِيْبٌ مِمَّا كَسَبُوْا وَاللهُ سَرِيْعُ الحِسَابِ (202)
مناسبة الآيات لما قبلها
في مناسبة هذه الآيات قال البقاعي: "ولما أمرهم بالذكر في المناسك، وكان الإنسان فيها بصدد الذكر أمرهم بالذكر بعد قضائها؛ لأن من فرغ من العبادة كان بصدد أن يستريح فيفتر عن الذكر إلى غيره، وكانت عادتهم أن يذكروا بعد فراغهم مفاخر آبائهم، فقال: ?فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشدّ ذكراً فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق? (1).
هذا قسم من الناس يريد الدنيا فحسب، وهناك قسم آخر يجمع بين طلب الدنيا والآخرة، وبيّن تعالى أن لكل قسم نصيباً من جنس ما كسب.
مفردات الآيات
قضيتم: القضاءُ إحكامُ أمر وإتقانه وإنفاذه لجهته (2)، "واعلم أن القضاء إذا عُلّق بفعل النفس، فالمراد به الإتمام والفراغ، وإذا عُلّق على فعل الغير، فالمراد به الإلزام، نظير الأول قوله تعالى:? فقضاهن سبع سموات في يومين? [فصلت:12]، ونظير الثاني قوله تعالى: ?وقضى ربك? [الإسراء:23]، وإذا استعمل في الإعلام، فالمراد أيضاً ذلك، كقوله: ?وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب? [الإسراء:4]، يعني:
أعلمناهم" (3).
مناسككم: تقدم بيان أصل معنى (نَسَك) في مفردات الآية الأولى، و"المناسك جمع (منسَك) الذي هو المصدر بمنزلة النسك، أي إذا قضيتم عباداتكم التي أمرتم بها في الحجّ. وإن جعلناها جمع (منسك) الذي هو موضع العبادة، كان التقدير: فإذا قضيتم أعمال مناسككم، فيكون من باب حذف المضاف" (4).
خلاق: للكلمة أصلان، أحدهما: تقديرُ الشيء، والآخر: النصيب، وقد قُدّر لكل أحد نصيبه (5)، وقال ابن عاشور: "الخلاق: هو الحظّ من الخير والنفيس، مشتق من الخلاقة وهي الجدارة، يقال: خلُق بالشيء ـ بضم اللام ـ إذا كان جديراً به" (6)، ولهذا قالوا: الخلاق هو النصيب من الخير على وجه الاستحقاق (7).
نصيب: أصل الكلمة يدلّ على إقامة شيء وإهداف في استواء، والنصيب: الحظّ من الشيء، وهو من هذا كأنه الشيء الذي رُفع لك وأهدف (8).
التفسير والبيان
?فإذا قضيتم مناسككم?: فإذا فرغتم من عباداتكم المتعلقة بالحجّ، فأكثروا من ذكر الله، وليكن ذكركم له تعالى أشد من ذكركم مآثر آبائكم ومفاخرهم، "ولما كان الإنسان كثيراً ما يذكر أباه ويثني عليه بما أسلفه من كريم المآثر، وكان ذلك عندهم الغاية في الذكر، مثّل ذكر الله بذلك الذكر، ثم أكّد مطلوبية المبالغة في الذكر بقوله: ?أو أشدّ?؛ ليُفهم أن ما مثّل به أولاً ليس إلا على طريق ضرب المثل لهم؛ والمقصود أن لا يغفلوا عن ذكر الله تعالى طرفة عين" (9)، وفي هذا توجيه لهم نحو الأجدر والأولى.
ثم قسّم الناس من حيث الذكر والدعاء قسمين: قسم ينصرف همّه إلى الدنيا فلا يسأل إلا في أمر دنياه، ويغفل أمر الآخرة، فلا يدعو الله أن يؤتيه الخير فيها، على الرغم من وجوده في أعظم المواقف، فقوله: ? وما له في الآخرة من خلاق? بيان لحاله في الدنيا، وتأكيد لقصر دعائه على المطالب الدنيوية، أي: وما له في الآخرة من طلب خلاق، ويجوز أن يكون بيان لحاله في الآخرة، أي: والحال أنه ليس له حظّ في الآخرة لاقتصار همه على الدنيا (10)، وكلاهما يحتمله النظم الكريم.
وقسم يطلب في دعائه خير الدارين، وأن يقيه عذاب النار، فيقول:? ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار?.
ولم يخصص الله تعالى من معاني الحسنة شيئاً، فقد تجمع الرزق الواسع والعافية في الجسد والعلم النافع ... ، ولا نصّب على خصوصه دلالةً دالّة على أن المراد بـ (الحسنة) بعض دون بعض، فلا يجوز التخصيص، بل يُحكم بالعموم على ما عمّه الله، أما في الآخرة فلا شكّ أن الحسنة فيها هي الجنّة؛ لأن من لم ينلها يومئذٍ فقد حُرِم جميع الحسنات وفارق جميع معاني العافية (11).
(يُتْبَعُ)
(/)
وتتضمّن الآية الأولى تنفيراً من أن ينتظم المسلم في سلك من لا يطلب إلا الدنيا ويغفل الآخرة، وتتضمن الآية الثانية ترغيباً وحثّاً على الانتظام في سلك الفريق الثاني، وهاتان الآيتان تُذكِّران بقوله تعالى: ?مَن كان يريد العاجلة عجّلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموماً مدحوراً ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً كلاً نمدّ هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظوراً? [الإسراء:18 - 20]، وقوله تعالى: ?من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب? [الشورى:20].
ثم قال: ?أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب?: " ?أولئك? الداعون بالحسنتين ?لهم نصيب مما كسبوا? أي نصيب من جنس ما كسبوا من الأعمال الحسنة، وهو الثواب الذي هو المنافع الحسنة، أو من أجل ما كسبوا، كقوله:? مما خطيئاتهم أغرقوا? [نوح:25]. . . ويجوز أن يكون? أولئك? للفريقين جميعاً، وأن لكل فريق نصيباً مما كسبوا.
?والله سريع الحساب? يوشك أن يقيم القيامة ويحاسب العباد، فبادروا إلى إكثار الذكر وطلب الآخرة، أو وصف نفسه بسرعة حساب الخلائق على كثرة عددهم وكثرة أعمالهم؛ ليدل على كمال قدرته، ووجوب الحذر منه" (12).
[ line]
(1) البقاعي، نظم الدرر، (379:1).
(2) ينظر: ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، مادة (قضي).
(3) ينظر: الرازي، التفسير الكبير، (333:2).
(4) المرجع السابق، (333:2).
(5) ينظر: ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، مادى (خلق).
(6) ابن عاشور، التحرير والتنوير، (247:2).
(7) ينظر: الفيروز آبادي، القاموس المحيط، مادة (خلق).
(8) ينظر: ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، مادة (نصب).
(9) أبو حيان، البحر المحيط، (314:2).
(10) ينظر: أبو السعود، إرشاد العقل السليم، (209:1).
(11) ينظر: الطبري، جامع البيان، (363:2).
(12) باختصار: الزمخسري، الكشاف، (246:1).
ـ[روضة]ــــــــ[19 Dec 2006, 03:34 م]ـ
وَاذْكُرُوا اللهَ في أيَّامٍ مِعْدُوْدَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ في يَومَيْنِ فَلا إثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَىَ وَاتَّقُوْا اللهَ وَاعْلَمُوْا أنَّكُمْ إليْهِ تُحْشَرُوْنَ (203)
مناسبة الآية لما قبلها
لا زال الحديث في الحجّ وفي أعمال الحجّ، ومجيء الأمر بالذكر هنا ظاهر، فالناس ـ بعد يوم العيد ـ يخلعون ملابس الإحرام ويُشغَلون بالأحاديث العادية والأمور العامة، ظنّاً منهم أن الأمر قد انتهى، والحقيقة أن أيام منى من أيام الحج فيجب أن يبقى ذكر الله فيها متواصلاً، ولا يُشغل عنه بتلك الأمور.
مفردات الآية
معدودات: العَدّ: الإحصاء (1)، "يقال: شيء معدود ومحصور للقليل، مقابلة لما لا يُحصى كثرة" (2).
تعجّل: العَجَلَة تدلّ على الإسراع (3)، "العَجَلَةُ: طلبُ الشيء وتحرّيه قبل أوانه" (4).
إثم: الإثمُ البطءُ والتأخر، والإثم مشتق من ذلك؛ لأن ذا الإثم بطيء عن الخير، متأخر عنه (5).
تحشرون: الحشرُ السَّوقُ والبعث والانبعاث، وأهل اللغة يقولون: الحشرُ: الجمعُ مع سَوق، وكل جمع حشر (6).
التفسير والبيان
أمر الله عزّ وجلّ بذكره مرة أخرى، وهذه المرة الرابعة التي يأمر الله بذكره في هذه المجموعة من الآيات.
والأيام المعدودات هي أيام منى الثلاثة بعد يوم النحر (7)، واختُلف في جعل يوم النحر من الأيام المعدودات (8)، والمعنى: أمرهم الله تعالى بذكره في أيام إقامتهم بمنى، وهي أيام رمي الجمرات، وهو أن يذكروا الله بالتكبير عند الرمي، وحين ينحرون الهدايا، وغير ذلك من أوقات الحجّ.
ثم نفى الإثم عمّن استعجل وطلب الخروج من منى فاكتفى برمي الجمار في يومين، وعمّن تأخر عن الخروج حتى رمى في اليوم الثالث إن اتقى الله في حجّه، قال الإمام الطبري: "?فمن تعجل في يومين? من أيام منى الثلاثة فنفر في اليوم الثاني ?فلا إثم عليه? لحطّ الله ذنوبه إنْ كان قد اتقى الله في حجّه، فاجتنب فيه ما أمره الله باجتنابه، وفعل فيه ما أمره الله بفعله، وأطاعه بأدائه على ما كلفه من حدود، ومن تأخر إلى اليوم الثالث منهن، فلم ينفر إلى النفر الثاني حتى نفر من غد النفر الأول? فلا إثم عليه? لتكفير الله له ما سلف من آثامه وأجرامه، إنْ كان اتقى الله في حجّه بأدائه حدوده" (9).
وبعد هذه التوجيهات المشتملة على الأوامر والنواهي والتفصيلات المتعلقة بأعمال الحجّ ذكّرهم مجدداً بوجوب اتقائه، والحذر من التهاون في شيء من الأحكام، وأكّد لهم رجوعهم إليه وحشرهم يوم القيامة للحساب، فقال: ?واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون?.
[ line]
(1) ينظر: ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، مادة (عدّ).
(2) الراغب الأصفهاني، المفردات، مادة (عدّ).
(3) ينظر: ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، مادة (عجل).
(4) الراغب الأصفهاني، المفردات، مادة (عجل).
(5) ينظر: ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، مادة (إثم).
(6) ينظر: المرجع السابق، مادة (حشر).
(7) ينظر: الطبري، جامع البيان، (365:2).
(8) ينظر الخلاف في تفسير ابن كثير، (252:1).
(9) الطبري، جامع البيان، (373:2).
(انتهى)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Dec 2006, 02:19 م]ـ
جزاكم الله خيراً ونفع بكم، جهد علمي موفق.
ـ[روضة]ــــــــ[21 Dec 2006, 02:48 م]ـ
أثابكم الله على المرور والتعليق. وسدد على الخير خطاكم.
ـ[أبو المنذر]ــــــــ[23 Dec 2006, 05:45 م]ـ
[
زادك الله علما وفهما ونفع بك الإسلام
تقبلوا خالص تحياتي
أخوكم
ـ[أبوبشرى الحسني]ــــــــ[24 Dec 2006, 06:26 م]ـ
السلام عيكم الإخوة الأجلاء العلماء مشكورون بجهدكم الجبار لخدمة كتاب الله العزيز
أرجو منكم الإفادة والإجابة عن سؤال استشكلته كثيرأ
وهي لو قرأنا قصة ولادة موسى، نرى في القرآن توجيه الخطاب إلى أم موسى.
إذاً هل كان موسى يتيما توفي أبوه قبل الولادة؟ أم هناك مناسبة أخرى لتوجيه الخطاب لأم موسى؟
وشكراً
ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[25 Dec 2006, 05:28 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ونفع بكم، جهد علمي موفق.
ـ[روضة]ــــــــ[25 Dec 2006, 08:31 م]ـ
أكرمكم الله. . ووفقكم إلى كل خير(/)
أبحاث المؤتمر العالمي الثامن للإعجاز العلمي في القرآن والسنة الذي أقيم في الكويت
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Dec 2006, 12:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_297444583192558255.jpg
هذه الأبحاث التي قدمت في المؤتمر العالمي الثامن للإعجاز العلمي في القرآن والسنة الذي أقيم في الكويت في شهر ذي القعدة من عام 1427هـ. وهي كلها بصيغة PDF . فيلزمك لقراءتها برنامج Acrobat Reader (http://www.absba.com/modules.php?name=Downloads&d_op=viewdownloaddetails&lid=4187&ttitle=Acrobat_Reader_5.0_ME)
[line]
أولاً: ملخصات الأبحاث. .
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_17134458314f14d9d7.jpg
لتنزيل ملخصات الأبحاث اضغط هنا ( http://www.islam.gov.kw/books/eajaz/Researches_Summarize.pdf)
[line]
ثانياً: أبحاث العلوم الطبية - الجزء الأول. وفيها:
- أثر بحوث الإعجاز العلمي في بعض القضايا الفقهية، للدكتور عبدالله المصلح والدكتور عبدالجواد الصاوي.
- إشكالية النوم الحالم بمنظور الإعجاز العلمي القرآني، لحسن مظفر الرزو - العراق.
- الإعجاز العلمي في الإهلاك بالصيحة، للدكتور محمود محمد الشورى (مكة المكرمة).
- وجه الإعجاز العلمي في الحديث النبوي الشريف عليكم بقيام الليل، للدكتور عطية فتحي البقري.
- الإعجاز العلمي لسنة النبي صلى الله عليه وسلم في الماء الراكد والماء الدائم، للدكتور مجدي إبراهيم السيد.
- الإعجاز العلمي للسنة النبوية في أسرار مسواك عود الأراك وتأثيره على صحة الفم ومناعة الخلايا البشرية، للدكتور مشاري بن فرج العتيبي.
- إعجاز القرآن الكريم في مدة الرضاعة ونوعيتها، للدكتور فهمي مصطفى محمود، الأردن.
- التغيرات الحيوية والفسيولوجية خلال الصيام في شهر رمضان، إعداد معز الإسلام عزت فارس (الأردن).
- صور من الإعجاز العلمي لاستخدام المسك كمضاد حيوي، إعداد آمنة علي ناصر صديق (جدة).
- العلاج النبوي لالتهابات الجيوب الأنفية، للدكتور هشام المشد.
- الفرق بين الرجل والمرأة، إعداد نورهانا إبراهيم عبدالله.
- الإعجاز العلمي في قوله تعالى: (فكسونا العظام لحما) للدكتور محمد الديب، والدكتور وائل الشيمي.
- لمحة من الإعجاز العلمي في الحديث النبوي والاستشفاء بالخل، للدكتور عبدالله نصرت.
- المسؤلية المشتركة للرجل والمرأة في تحديد نوع الجنين، للدكتور جمال حامد السيد حسانين.
- المساواة بين الرجل والمرأة أكذوبة بيولوجية، للدكتورة عنايات عزت عثمان.
- دراسة البيولوجيا الجزيئية للحجامة في مرضى الالتهاب الكبدي الفيروسي المزمن (سي)، للدكتور سعد بن عبدالله الصاعدي.
- سرابيل تقيكم الحر، للدكتورة سميحة بنت علي مراد.
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_1746645831559935f5.jpg
لتنزيل أبحاث العلوم الطبية - الجزء الأول اضغط هنا ( http://www.islam.gov.kw/books/eajaz/Book_1a.pdf)
[line]
ثالثاً: أبحاث العلوم الطبية - الجزء الثاني. وفيها:
- الإعجاز العلمي لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسألة طهارة بول الطفل الرضيع الذكر، للدكتور صلاح الدين جمال الدين بدر.
- تركيب الجلد بينة علمية، للدكتور محمد دودح.
- نسبة التواجد البكتيري في بول الغلام والجارية الرضع، للباحثين: أصيل محمد علي زكر، وأحمد محمد صالح.
- (وجعلنا من الماء كل شيء حي) الماء القلوي، للدكتورة هند أحمدوه.
- الإعجاز العلمي في أسرار الخلية وتطورات نشأة الأجنة، للدكتور حسين رضوان اللبيدي.
- إشارات التباين البشري في القرآن الكريم، للدكتور مبارك محمد علي المجذوب.
- مضاد حيوي ببتيدي فريد يكشف النقاب عن سر التداوي بأبوال الإبل، للدكتور محمد محمود شهيب، والدكتورة إيمان محمد حلواني.
- آية الحدائق وعلاج الاكتئاب، للدكتور زهير رابح القرامي.
- إعجاز الشفاء في الريق والتراب، للدكتورة أروى عبدالرحمن أحمد.
- مختلف ألوانه، للدكتور السيد عبدالستار المليجي.
- والحب ذو العصف معجزة قرآنية، للدكتور محمود يوسف عبده.
- وفي العكبر أسرار وإعجاز، للدكتور حسان شمسي باشا.
(يُتْبَعُ)
(/)
- الخلق والتصوير حديث القرآن عن الحامض النووي، للدكتور محمود عبدالله إبراهيم أبو النجا.
- دقائق مبهرة في قصة الخلق، للدكتور مصطفى عبدالمنعم.
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_183314583165278db5.jpg
لتنزيل أبحاث العلوم الطبية - الجزء الثاني اضغط هنا ( http://www.islam.gov.kw/books/eajaz/Book_1b.pdf)
[line]
رابعاً: أبحاث حكم تشريعية وبشارات. وفيها:
- الإعجاز التاريخي والأدبي والتربوي في سورة يوسف، للدكتور عبدالحليم عويس.
- الإعجاز التشريعي في قوله تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها ... )، للدكتور محمد نبيل غنايم.
- الإعجاز التشريعي في الزكاة (أوجهه ومعاييره ودلالاته الاجتماعية)، للدكتور رفعت السيد العوضي.
- الإعجاز التشريعي لنظام الميراث في القرآن الكريم وأثره الاقتصادي والاجتماعي، للدكتور أحمد يوسف سليمان.
- الإعجاز السنني في القرآن الكريم، للدكتور محمد أمحزون.
- الإعجاز التشريعي من فريضة الزكاة وشروط أصناف أموالها ومقاديرها وأنصبتها، للدكتور نجيب بوحنيك، وسلاف القيقط.
- القيم الأخلاقية في السياسة المالية الإسلامية، للدكتور السيد عطية عبدالواحد.
- الهداية إلى الصراط المستقيم، للدكتور بركات عبدالفتاح دويدار.
- إعجاز تشريع الزكاة في قواعد قياس الطاقة المالية وفي النصاب النقدي، للدكتورة كوثر الأبجي.
- الإعجاز العلمي في قول الله تعالى: (وعلم آدم الأسماء كلها)، للأستاذ الدكتور ظافر بن علي القرني.
- البشارة بالقرآن الكريم وهيمنته على كتب السابقين، لهشام محمد طلبة.
- الإعجاز القرآني في القانون الدولي الإنساني، للدكتور عبدالرحمن جميل قصاص.
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_18980458316879ad7b.jpg
لتنزيل أبحاث حكم تشريعية وبشارات اضغط هنا ( http://www.islam.gov.kw/books/eajaz/Book_2.pdf)
[line]
خامساً: أبحاث علوم الأرض والبحار. وفيها:
- أسرار حركة الجبال بين إخبار الوحي وكشوفات العلم الحديث، لعبدالإله محمد مصباح.
- إنزال الماء، ليسري أحمد الدقشي.
- تقطيع الأرض ووصف الجبال وظواهر الأرض في القرآن وعلم الجيولوجيا، للدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامة.
- جوانب من الإعجاز العلمي للقرآن الكريم في مجالي التطهير والتعدين، لعبدالهادي محمد الشيخ.
- سيلان المياه وتكون المعادن في القشرة الخارجية للأرض انطلاقاً من قوله تعالى: (وأ/ا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)، للدكتور مصطفى موكينا.
- فسالت أودية بقدرها، للدكتور المهندس أحمد عامر الدليمي.
- مروج وأنهار أرض العرب في الماضي والمستقبل، للدكتور علي صادق.
- الكائنات البحرية العجيبة ودور البكتريا في التمثيل الكيميائي، للدكتور أمين مصطفى غيث وزميله.
- الخشوع والتصدع في الجبال معاني علمية وإيحائات قرآنية، لخلاف الغالبي.
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_231244583175e13c0e.jpg
لتنزيل أبحاث علوم الأرض والبحار اضغط هنا ( http://www.islam.gov.kw/books/eajaz/Book_3.pdf)
[line]
سادساً: أبحاث علوم الحياة. وفيها:
- الإعجاز العلمي في تميز الإبل في خلقها عن باقي الحيوانات، للدكتور حامد عطية محمد.
- أولم يرو إلى الطير فوقهم صافات، للدكتور منير مصطفى خلوف البشعان.
- الخطر في تغيير الفطر ... بين جنون البقر وجنون البشر، للدكتور حنفي محمود مدبولي.
- الداء والدواء في جناحي الذبابة، للدكتور مصطفى إبراهيم حسن.
- فذروه في سنبله، الأستاذ الدكتور عبدالمجيد بلعابد.
- الإعجاز العلمي في قوله تعالى: (والذي خبث لا يخرج إلا نكدا)، للدكتور أحمد عبدالعزيز مليجي.
- الحبة السوداء، للدكتور عبدالله عمر باموسى.
- الحطام والهشيم إعجاز علمي في عالم النبات، للدكتور محمد طاهر موسى.
- الإعجاز العلمي في قوله تعالى: (وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم) للدكتورة منال جلال محمد عبدالوهاب.
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_229504583170991d41.jpg
لتنزيل أبحاث علوم الحياة اضغط هنا ( http://www.islam.gov.kw/books/eajaz/Book_4.pdf)
[line]
سابعاً: أبحاث علوم الفلك والفيزياء والأرصاد. وفيها:
- إعجاز القرآن الكريم في وصف حركة الظلال (الظل الساكن) دكتور مهندس يحيى وزيري (مصر).
- قوله تعالى (ظهر الفساد في البر والبحر) للدكتور زكريا طاحون.
- دلالة الإعجاز العلمي في إثبات حقيقة تنفس الصبح والتغيرات المناخية المصاحبة، للدكتورة هدى عبدالله عيسى العباد (كلية الآداب بالرياض).
- النسيج الكوني رؤية علمية قرآنية، للمهندس عبدالدائم الكحيل.
- من الإعجاز العلمي في القرآن الكريم (الزمكانات) للدكتور سامي بن محمد صالح الدلال (الكويت).
- معجزة إنزال الحديد وبأسه الشديد في القرآن الكريم والفيزياء الفلكية والنووية، للدكتور عبدالله محمد البلتاجي.
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_28098458317ffb2899.jpg
لتنزيل أبحاث علوم الفلك والفيزياء والأرصاد اضغط هنا ( http://www.islam.gov.kw/books/eajaz/Book_5.pdf)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[16 Dec 2006, 10:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد أخي الفاضل فإني أحمد الله إليكم أن سخركم لخدمة كتابه، و النهوض بالبحث العلمي في مجال الدراسات القرآنية. ومن باب من لم يشكر الناس لم يشكر الله، فإني أقول لكم جزاكم الله خيرا.
وتفضلوا بقبول خالص مودتي وتقديري.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Dec 2006, 12:37 م]ـ
بارك الله فيكم يا دكتور أحمد، ونسأل الله أن يعيننا جميعاً لأداء جزء من الواجب علينا تجاه هذا العلم الشريف الذي نتطفل على موائده، وشكر الله لكم دعائكم وتشجيعكم الصادق.
ـ[معروفي]ــــــــ[17 Dec 2006, 06:17 ص]ـ
جزاكم الله خيراً.
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[17 Dec 2006, 08:25 ص]ـ
جزاك الله كل خير
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[24 Jul 2007, 12:33 م]ـ
جزاك الله كل خير
ـ[جنى]ــــــــ[24 Jul 2007, 01:22 م]ـ
كل الشكر والتقدير للدكتور: عبد الرحمن على نشر المفيد الذي يخدم كتاب الله تعالى.
وآخر عنوان للبحث كتبتم (معجزة إنزال الحديث وبأسه الشديد في القرآن الكريم، والفيزياء الفلكية والنووية) لعله (معجزة إنزال الحديد) بدل الحيث.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jul 2007, 05:20 م]ـ
وآخر عنوان للبحث كتبتم (معجزة إنزال الحديث وبأسه الشديد في القرآن الكريم، والفيزياء الفلكية والنووية) لعله (معجزة إنزال الحديد) بدل الحديث.
نعم صدقتِ، تصويبك في محله، وقد أخطأتُ في كتابة (الحديث) بدل (الحديد) بسبب الغفلة، فمعذرة، وقد أصلحتها جزاكم الله خيراً.
ـ[جنتان]ــــــــ[29 Jul 2007, 02:17 ص]ـ
شكر الله لك د. عبد الرحمن جهدك ونفع بعلمك ,ورفعك به الدرجات العلى من الجنة ..
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[02 Aug 2007, 03:00 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رائع رائع
جزاك الله خيرا كثيرا
و إن شاء الله - سننزل هذا الملف الذي يحتوى على هذه الأبحاث الرائعة
/////////////////////////////////////////////////(/)
إشكال في مسألة جمع القرآن .. !!!
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[16 Dec 2006, 11:43 ص]ـ
من المعلوم المتفق على صحته كما عند البخاري وغيره أن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: نسخت الصحف في المصاحف ففقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها فلم أجدها إلا مع خزيمة ابن ثابت الأنصاري الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين وهو قوله {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} ... روايةُ البخاري
وفي مسلم: عن أنس: أن حذيفة قدم على عثمان بن عفان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق فرأى حذيفة اختلافهم في القرآن فقال لعثمان بن عفان يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب كما اختلفت اليهود والنصارى فأرسل إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت حفصة إلى عثمان بالصحف فأرسل عثمان إلى زيد بن ثابت و سعيد بن العاصي و عبد الرحمن بن الحارث بن هشام و عبد الله بن الزبير أن انسخوا الصحف في المصاحف وقال للرهط القرشيين الثلاثة: ما اختلفتم أنتم و زيد بن ثابت فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم حتى نسخوا الصحف في المصاحف بعث عثمان إلى كل أفق بمصحف من تلك المصاحف التي نسخوا
قال الزهري: وحدثني خارجة بن زيد بن ثابت أن زيد بن ثابت قال: فقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه} فالتمستها فوجدتها مع خزيمة بن ثابت أو أبي خزيمة فألحقتها في سورتها ...
الإشكال:
لو كان الحديث في الجمع الأول للقرآن لكان الأمرُ عادياً, أما وقد جمع القرآن في عهد الصديق رضي الله عنه وتم تداول نسخته حتى وصلت لأمنا حفصة رضي الله عنها, ثمّ بعد كل ذلك يقول زيد رضي الله عنه: {نسخت الصحف في المصاحف ففقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها فلم أجدها إلا مع خزيمة ابن ثابت الأنصاري الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين وهو قوله {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}
فهل معنى ذلك أن الصحف التي جمعت في عهد الصديق كانت خاليةً من هذه الآية .. ؟؟
أم كان يشترط في نسخ الصحف في عهد عثمان اجتماع النقل من الصحف والحفاظ .. ؟؟
أم أن هذا الحديث كان المراد به الجمع الأول وحصل خلطٌ من الراوي فذكره في جمع عثمان .. ؟؟
أم ماذا .. ؟؟
أرجو من المشايخ توضيح الإشكال - إن كان موجوداً - والتنبيهَ بالشرح إلى عدم وجوده حال كونه كذلك ..
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[16 Dec 2006, 02:46 م]ـ
مما يكثر الخلط فيه في جمع القران هو عدم التفريق بين جمع القران وترتيبه في العرضة الاخيرة وبين جمعه في المصحف زمن ابو بكر رضي الله عنه ونسخ المجموع زمن ابي بكر بعدة نسخ زمن عثمان.
فقد كان الجمع للقران بمعنى حفظه كاملا موجودا زمن النبي صلى الله عليه وسلم وكان من غيره صلى الله عليه وسلم من ذكرهم انس رضي الله عنه:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةٌ كُلُّهُمْ مِنْ الْأَنْصَارِ أُبَيٌّ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأَبُو زَيْدٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ قُلْتُ لِأَنَسٍ مَنْ أَبُو زَيْدٍ قَالَ أَحَدُ عُمُومَتِي.
قال الحافظ ابن حجر: قَوْله: (جَمَعَ الْقُرْآن) أَيْ اِسْتَظْهَرَهُ حِفْظًا.فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 122)
وهذا الحديث متفق عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن ذالك المعنى ما اخبر به الني صلى الله عليه وسلم بقوله:مَنْ يَدْعُو بِهِ رَجُلٌ جَمَعَ الْقُرْآنَ وَرَجُلٌ يَقْتَتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَرَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْقَارِئِ أَلَمْ أُعَلِّمْكَ مَا أَنْزَلْتُ عَلَى رَسُولِي قَالَ بَلَى يَا رَبِّ قَالَ فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عُلِّمْتَ قَالَ كُنْتُ أَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ إِنَّ فُلَانًا قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ" سنن الترمذي - (ج 8 / ص 390) وهو عند الحاكم وصححه الالباني رحمهم الله جميعا.
اما جمع القران فله معنى آخر الا وهو ما فعله ابو بكر رضي الله عنه:
حدثنا عفان قال حدثنا وهيب قال حدثنا داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الاسود عن أبيه قال: جمع أبو موسى القراء فقال: لا يدخلن عليكم إلا من جمع القرآن، قال: فدخلنا زهاء ثلاثمائة رجل فوعظنا وقال: أنتم قراء هذا البلد وأنتم، فلا يطولن عليكم الامد فتقسوا قلوبكم كما قست قلوب أهل الكتاب. مصنف ابن أبي شيبة - (ج 8 / ص 204)
قال ابن ابي شيبة:أول من جمع القرآن حدثنا وكيع عن سفيان عن السدي عن عبد خير قال: قال علي: يرحم الله أبا بكر هو أول من جمع بين اللوحين. مصنف ابن أبي شيبة - (ج 7 / ص 196).
حدثنا قبيصة عن ابن عيينة عن مجالد عن الشعبي عن صعصعة قال: أول من جمع القرآن وورث الكلالة أبو بكر.:مصنف ابن أبي شيبة - (ج 8 / ص 340)
قال الحافظ ابن حجر في باب جمع القران:
قَوْله: (بَاب جَمْع الْقُرْآن)
الْمُرَاد بِالْجَمْعِ هُنَا جَمْع مَخْصُوص، وَهُوَ جَمْع مُتَفَرِّقه فِي صُحُف، ثُمَّ جَمْع تِلْكَ الصُّحُف فِي مُصْحَف وَاحِد مُرَتَّب السُّوَر. وَسَيَأْتِي بَعْد ثَلَاثَة أَبْوَاب " بَاب تَأْلِيف الْقُرْآن " وَالْمُرَاد بِهِ هُنَاكَ تَأْلِيف الْآيَات فِي السُّورَة الْوَاحِدَة أَوْ تَرْتِيب السُّوَر فِي الْمُصْحَف. فتح الباري لابن حجر - (ج 14 / ص 192).
الذي بقي الامر الاخر وهو النسخ الذي قام به عثمان رضي الله عنه.
بالنسبة للاستشكال اخي فهو ناتج عن دمج الزهري رحمه الله لاكثر من قصة في الرواية الواحدة:
والرواية كاملة هي كما يلي:
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عِنْدَهُ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقَالَ إِنَّ الْقَتْلَ قَدْ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِقُرَّاءِ الْقُرْآنِ وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ بِالْمَوَاطِنِ فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنْ الْقُرْآنِ وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَأْمُرَ بِجَمْعِ الْقُرْآنِ قُلْتُ لِعُمَرَ كَيْفَ تَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عُمَرُ هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِذَلِكَ وَرَأَيْتُ فِي ذَلِكَ الَّذِي رَأَى عُمَرُ قَالَ زَيْدٌ قَالَ أَبُو بَكْرٍ إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ لَا نَتَّهِمُكَ وَقَدْ كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَتَبَّعْ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ فَوَاللَّهِ لَوْ كَلَّفُونِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنْ الْجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِهِ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ قُلْتُ كَيْفَ تَفْعَلُونَ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ فَلَمْ يَزَلْ أَبُو بَكْرٍ يُرَاجِعُنِي حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ لَهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنْ الْعُسُبِ وَاللِّخَافِ وَصُدُورِ الرِّجَالِ حَتَّى وَجَدْتُ آخِرَ سُورَةِ التَّوْبَةِ مَعَ أَبِي خُزَيْمَةَ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْأَنْصَارِيِّ لَمْ أَجِدْهَا مَعَ أَحَدٍ غَيْرِهِ
{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ}
حَتَّى خَاتِمَةِ بَرَاءَةَ فَكَانَتْ الصُّحُفُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَيَاتَهُ ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قال الحافظ رحمه الله تعالى:
وْله: (عَنْ زَيْد بْن ثَابِت)
هَذَا هُوَ الصَّحِيح عَنْ الزُّهْرِيِّ أَنَّ قِصَّة زَيْد بْن ثَابِت مَعَ أَبِي بَكْر وَعُمَر عَنْ عُبَيْد بْنِ السَّبَّاق عَنْ زَيْد بْن ثَابِت، وَقِصَّة حُذَيْفَة مَعَ عُثْمَان عَنْ أَنَس بْن مَالِك، وَقِصَّة فَقْد زَيْد بْن ثَابِت الْآيَة مِنْ سُورَة الْأَحْزَاب فِي رِوَايَة عُبَيْد بْن السَّبَّاق عَنْ خَارِجَة بْن زَيْد بْن ثَابِت عَنْ أَبِيهِ، وَقَدْ رَوَاهُ إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن مَجْمَع عَنْ الزُّهْرِيِّ فَأَدْرَجَ قِصَّة آيَة سُورَة الْأَحْزَاب فِي رِوَايَة عُبَيْد بْن السَّبَّاق، وَأَغْرَبَ عُمَارَة بْن غَزِيَّة فَرَوَاهُ عَنْ الزُّهْرِيِّ فَقَالَ " عَنْ خَارِجَة بْن زَيْد بْن ثَابِت عَنْ أَبِيهِ " وَسَاقَ الْقِصَص الثَّلَاث بِطُولِهَا: قِصَّة زَيْد مَعَ أَبِي بَكْر وَعُمَر؛ ثُمَّ قِصَّة حُذَيْفَة مَعَ عُثْمَان أَيْضًا، ثُمَّ قِصَّة فَقْد زَيْد بْن ثَابِت الْآيَة مِنْ سُورَة الْأَحْزَاب أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ، وَبَيَّنَ الْخَطِيب فِي " الْمُدْرَج " أَنَّ ذَلِكَ وَهْم مِنْهُ وَأَنَّهُ أَدْرَجَ بَعْض الْأَسَانِيد عَلَى بَعْض.فتح الباري لابن حجر - (ج 14 / ص 193).
قال الدارقطني رحمه الله:
وسئل عن حديث زيد بن ثابت عن أبي بكر الصديق في جمع القرآن فقال هو حديث في جمع القرآن ورواه الزهري عن عبيد بن السباق عن زيد بن ثابت حدث به الزهري كذلك جماعة منهم إبراهيم بن سعد ويونس بن يزيد وشعيب بم أبي حمزة وعبيد الله بن أبي زياد
الرصافي وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع وسفيان بن عيينة وهو غريب عن بن عيينة اتفقوا على قول واحد ورواه عمارة بن غزية عن الزهري فجعل مكان بن السباق خارجة بن زيد بن ثابت وجعل الحديث كله عنه وإنما روى الزهري عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه من هذا الحديث
ألفاظا يسيرة وهي قوله فقدت من سورة الاحزاب آية قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها فوجدتها مع خزيمة بن ثابت ضبطه عن الزهري كذلك إبراهيم بن سعد وشعيب بن أبي حمزة وعبيد الله بن أبي زياد وذكر إبراهيم بن سعد من بينهم عن الزهري فيه أسانيد منها عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن مسعود. علل الدارقطني - (ج 1 / ص 186, 187).
تجد في كتب المستشرقين عدم التفريق بين هذه الامور حتى قال احد المستشرقين عن قول عبد الملك بن مروان "اخاف ان اموت في رمضان، ففيه وُلدتُ، وفيه فُطمتُ، وفيه جَمعتُ القرآن، وفيه اُنتخبتُ خليفةً للمسلمين" يظن انه جمع القران كما فعل ابو بكر رضي الله عنه وتبعه بذلك احد الخبثاء النصارى. والغريب ان ذلك الخبيث يقول:" أُبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وابو زيد، وابو الدرداء، وتميم الداري، وسعد بن عبيد، وعُبادة بن الصامت، وابو ايوب وعثمان بن عفان. على ان نفس الكاتب يخبرنا في صفحة 113 من طبقاته ان الذي جمع القرآن هو عثمان بن عفان في خلافة عمر، وليس في حياة الرسول كما ذكر اولا. وفي حديث آخر يقول ابن سعد ان عمر بن الخطاب جمع القرآن في صحف."
وهذا ناتج عن عدم معلرفتهم ان الجمع زمن النبي صلى الله عليه وسلم هو جمع القرلان في الصدور وهذا الذيقصده عبد الملك بقوله وفيه جمعت القران ان صح القول عنه
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[16 Dec 2006, 06:44 م]ـ
أحسن الله تعالى إليك أخي المبارك:
هل أفهم مما سبق أن الرواية المتفق عليها بين أيدينا في الصحيحين برواية الزهري رحمه الله أَنَّ ذَلِكَ وَهْم مِنْهُ وَأَنَّهُ أَدْرَجَ بَعْض الْأَسَانِيد عَلَى بَعْض .. ؟؟
وأن هذه القصة لا تصح حكايتها على أنها وقعت في جمع عثمان رضي الله عنه- ولو كانت في الصحيحين - للوهم السابق من الزهري رحمة الله عليه .. ؟؟
ـ[د. أنمار]ــــــــ[16 Dec 2006, 07:36 م]ـ
لا يبدو من كلام الدارقطني أن الزهري هو الذي خلط القصص، بل الخلط جاء ممن دونه، وليس في النقول إلا أنها 3 قصص رواها الزهري بأسانيد مختلفة فمدارها عليه ثم جاء من بعده فلم يفرق.
ولمعرفة الصواف لابد من تتبع الطرق الأخرى للروايات لمعرفة المرجح منها
ثم هل يمكن أن تكون الصحف التي جمعت في عهد الصديق قد فقدت منها صفحة آية الأحزاب مع مرور 25 سنة تقريبا؟ فيه نظر.
وما استشكله الأخ محمود استشكلته من سنين، لكن لم أزل أردد: قوله تعالى:"إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"
فأيا كان الأمر فقد وفق الله تعالى زيدا بما قام به على أتم وجه وأوثق منهاج
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[17 Dec 2006, 11:42 ص]ـ
الاخوة الكرام بداية وضعت الكلام بالنسبة لجمع القران زمن النبي في الصدور حسب العرضة الأخيرة في الصدور في بداية الكلام كي لا يتوهم احد ان الحفظ يقصد به التدوين , بل ان التدوين اداة مساعدة لحفظ الناس.
اذ ان الله عز وجل كفل بحفظ القران وكان فعل الصحابة بتوفيق الله تعالى طريق صحيح في ذلك. فما فعله الصحابة هو التدوين الكتابي. اما الحفظ في الصدور فهو موجود ابتداء.
اساس الاشكال هنا كون زيد بن ثابت هو من كان يجمع القرآن زمن ابو بكر. وكان اعتماد الجمع على المكتوب لا على الحفظ كما هو واضح من الرواية:
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ السَّبَّاقِ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
وَكَانَ مِمَّنْ يَكْتُبُ الْوَحْيَ قَالَ أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ وَعِنْدَهُ عُمَرُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقَالَ إِنَّ الْقَتْلَ قَدْ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِالنَّاسِ وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ فِي الْمَوَاطِنِ فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنْ الْقُرْآنِ إِلَّا أَنْ تَجْمَعُوهُ وَإِنِّي لَأَرَى أَنْ تَجْمَعَ الْقُرْآنَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ قُلْتُ لِعُمَرَ كَيْفَ أَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عُمَرُ هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي فِيهِ حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ لِذَلِكَ صَدْرِي وَرَأَيْتُ الَّذِي رَأَى عُمَرُ قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَعُمَرُ عِنْدَهُ جَالِسٌ لَا يَتَكَلَّمُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ وَلَا نَتَّهِمُكَ كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَتَبَّعْ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ فَوَاللَّهِ لَوْ كَلَّفَنِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنْ الْجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِهِ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ قُلْتُ كَيْفَ تَفْعَلَانِ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ فَلَمْ أَزَلْ أُرَاجِعُهُ حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ اللَّهُ لَهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقُمْتُ فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنْ الرِّقَاعِ وَالْأَكْتَافِ وَالْعُسُبِ وَصُدُورِ الرِّجَالِ حَتَّى وَجَدْتُ مِنْ سُورَةِ التَّوْبَةِ آيَتَيْنِ مَعَ خُزَيْمَةَ الْأَنْصَارِيِّ لَمْ أَجِدْهُمَا مَعَ أَحَدٍ غَيْرِهِ {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ}
إِلَى آخِرِهِمَا وَكَانَتْ الصُّحُفُ الَّتِي جُمِعَ فِيهَا الْقُرْآنُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ.صحيح البخاري - (ج 14 / ص 252)
اذا فالرواية واضحة ان ما كان مع خزيمة كان في زمن ابوا بكر لا بزمن عثمان. وان الذي كان يجمع المدون زمن النبي لا المحفوظ في الصدور لان زيد بن ثابت كان من حفاظ الوحي وكان ممن جمع القران في زمن النبي.
وهذا هو الشق الثاني الذي ذكره الزهري باسناد منفصل عن السابق.
اي ان الزهري حدث الروايتين في وقت واحد فذكر قصة نسخ القران قبل الكلام عن جمع القران في المصحف زمن ابو بكر رضي الله عنه.
وقد ذكر البخاري ومسلم قصة الجمع منفصلة عن قصة النسخ.
فقد روى البخاري فقال:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَنَّ عُثْمَانَ دَعَا زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فَنَسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ وَقَالَ عُثْمَانُ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلَاثَةِ إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنْ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا ذَلِكَ صحيح البخاري - (ج 11 / ص 326)
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ وَأَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ
فَأَمَرَ عُثْمَانُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ أَنْ يَنْسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ وَقَالَ لَهُمْ إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي عَرَبِيَّةٍ مِنْ عَرَبِيَّةِ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهَا بِلِسَانِ قُرَيْشٍ فَإِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ بِلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا. صحيح البخاري - (ج 15 / ص 382)
اما الرواية التي احدثت اللبس في ذلك هي:
حَدَّثَنَا مُوسَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُ أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ قَدِمَ عَلَى عُثْمَانَ وَكَانَ يُغَازِي أَهْلَ الشَّأْمِ فِي فَتْحِ إِرْمِينِيَةَ وَأَذْرَبِيجَانَ مَعَ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَأَفْزَعَ حُذَيْفَةَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْقِرَاءَةِ فَقَالَ حُذَيْفَةُ لِعُثْمَانَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَدْرِكْ هَذِهِ الْأُمَّةَ قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِفُوا فِي الْكِتَابِ اخْتِلَافَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى حَفْصَةَ أَنْ أَرْسِلِي إِلَيْنَا بِالصُّحُفِ نَنْسَخُهَا فِي الْمَصَاحِفِ ثُمَّ نَرُدُّهَا إِلَيْكِ فَأَرْسَلَتْ بِهَا حَفْصَةُ إِلَى عُثْمَانَ فَأَمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فَنَسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ وَقَالَ عُثْمَانُ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلَاثَةِ إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنْ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا حَتَّى إِذَا نَسَخُوا الصُّحُفَ فِي الْمَصَاحِفِ رَدَّ عُثْمَانُ الصُّحُفَ إِلَى حَفْصَةَ وَأَرْسَلَ إِلَى كُلِّ أُفُقٍ بِمُصْحَفٍ مِمَّا نَسَخُوا وَأَمَرَ بِمَا سِوَاهُ مِنْ الْقُرْآنِ فِي كُلِّ صَحِيفَةٍ أَوْ مُصْحَفٍ أَنْ يُحْرَقَ
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَأَخْبَرَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ
فَقَدْتُ آيَةً مِنْ الْأَحْزَابِ حِينَ نَسَخْنَا الْمُصْحَفَ قَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ بِهَا فَالْتَمَسْنَاهَا فَوَجَدْنَاهَا مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ
{مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}
فَأَلْحَقْنَاهَا فِي سُورَتِهَا فِي الْمُصْحَفِ صحيح البخاري - (ج 15 / ص 386)
لاحظ ان ابن شهاب لم يدرج النصين وانما فصل السندين ولكنه حدث بهما في نفس المجلس.فمن روى عن ابن شهاب في ذلك المجلس. اما من سمع منه الرواية التي تتعلق بالجمع منفردة فقد روى نص الجمع مع خبر ابن خزيمة او ابو خزيمة.
والان لنركز في الجزء الثاني من الرواية:
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَأَخْبَرَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ
فَقَدْتُ آيَةً مِنْ الْأَحْزَابِ حِينَ نَسَخْنَا الْمُصْحَفَ قَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ بِهَا فَالْتَمَسْنَاهَا فَوَجَدْنَاهَا مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ
{مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}
فَأَلْحَقْنَاهَا فِي سُورَتِهَا فِي الْمُصْحَفِ صحيح البخاري - (ج 15 / ص 386)
لاحظ ا ان قوله نسخنا المصحف تحتمل الفهمين انه نسخ المصحف في المصاحف وهو معنى محتمل غير مراد ومعنى انه يتكلم عندما نسخ المصحف من الرقاع والعسف والعظم ..
فانه في اخر الحديث قال فالحقناها في سورتها في المصحف.
****
بعد ذلك اوضح امرا مهم. لو ضاع شيء من المصحف الذي عند حفصة فلا يعني ان حفظ القران قد شابه شيء. لان المصحف اداة للمساعدة على الحفظ وان زيدا من حفظة القران ..
اي ان اساس الحفظ الصدور وانما يثبت العلم بالتدوين.وهذا على فرض ما توهمه بعض الاخوة.
اذا فلم يشب حفظ القران شبهة ... والله اعلم(/)
(اذكرني عند ربك .. )
ـ[يوسف السليم]ــــــــ[16 Dec 2006, 01:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ..
س / هل من مأخذ على قول الكريم للذي ظن أنه ناج من السجينين (اذكرني عند ربك .. )؟
س / هل تعقيب الآية بقوله تعالى: (فلبث في السجن بضع سنين) كان على وجه الجزاء؟
للمدارسة العلمية ..
رفع الله أقداركم
ـ[روضة]ــــــــ[16 Dec 2006, 09:00 م]ـ
هل من مأخذ على قول الكريم للذي ظن أنه ناج من السجينين (اذكرني عند ربك .. )؟
جمهور المفسرين جعل هذا القول من سيدنا يوسف عليه السلام سبباً في استحقاق العتاب بل العقاب بتطويل مدة الحبس، وكان قوله تعالى: (فأنساه الشيطان ذكر ربه) سبباً في قوله: (اذكرني عند ربك)، والنتيجة: (فلبث في السجن بضع سنين).
«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®» ***** «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»
{وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} يوسف42
طلب سيدنا يوسف عليه السلام من الساقي ـ الذي علم أنه سيعود إلى سيده ـ أن يذكر له حاله، وأنه مظلوم في القضية التي من أجلها حُبس، أو أن يذكره بعلمه ومكانته، أو بما رأى منه من معالي الأخلاق والشيم الدالة على بعده عما اتُّهم به، أو أن يذكره بكل ما ذكر.
والمقصود بـ (ربك): سيدك.
قال أبو حيان: " وهذا من يوسف على سبيل الاستعانة والتعاون في تفريج كربه، وجعله بإذن الله وتقديره سبباً للخلاص كما جاء عن عيسى عليه السلام: {من أنصاري إلى الله}، وكما كان الرسول يطلب من يحرسه. والذي أختاره أن يوسف إنما قال لساقي الملك: اذكرني عند ربك ليتوصل إلى هدايته وإيمانه بالله، كما توصل إلى إيضاح الحق للساقي ورفيقه".
ثم قال تعالى: {فَأَنْسَاهُ ?لشَّيْطَـ?نُ ذِكْرَ رَبّهِ} وفيه قولان: القول الأول: أنه راجع إلى يوسف، والمعنى أن الشيطان أنسى يوسف أن يذكر ربه ويلجأ إليه، وجنح إلى الاعتصام بمخلوق، وعلى هذا القول يكون تمسكه بغير الله مستدركاً عليه، حيث إنه عرض حاجته على سوى الله، {فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} أي يوسف عليه الصلاة والسلام عقوبة على هذا النسيان، كما قال بعض المفسرين، "واعلم أن الاستعانة بالناس في دفع الظلم جائزة في الشريعة، إلا أن حسنات الأبرار سيئات المقربين، فهذا وإن كان جائزاً لعامة الخلق، إلا أن الأولى بالصديقين أن يقطعوا نظرهم عن الأسباب بالكلية وأن لا يشتغلوا إلا بمسبب الأسباب". [تفسير الرازي]
يقول صاحب الظلال: " وقد شاء ربه أن يعلمه كيف يقطع الأسباب كلها ويستمسك بسببه وحده، فلم يجعل قضاء حاجته على يد عبد ولا سبب يرتبط بعبد. وكان هذا من اصطفائه وإكرامه.
إن عباد الله المخلصين ينبغي أن يخلصوا له سبحانه، وأن يدعوا له وحده قيادهم، ويدعوا له سبحانه تنقيل خطاهم. وحين يعجزون بضعفهم البشري في أول الأمر عن اختيار هذا السلوك، يتفضل الله سبحانه فيقهرهم عليه حتى يعرفوه ويتذوقوه ويلتزموه بعد ذلك طاعة ورضى وحباً وشوقاً .. فيتم عليهم فضله بهذا كله .. ".
القول الثاني: قوله: {فَأَنْسَاهُ ?لشَّيْطَـ?نُ ذِكْرَ رَبّهِ} راجع إلى الساقي، والمعنى: فأنسى الشيطان الساقي ذكر يوسف لربه، أي للملك، حتى طال الأمر {فَلَبِثَ فِى ?لسّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} بهذا السبب، وإنساء الشيطان له بما يوسوس إليه من اشتغاله حتى يذهل عما قال له يوسف، لما أراد الله بيوسف من إجزال أجره بطول مقامه في السجن.
و (ربه) على هذا القول بمعنى الملك والسيد.
والقول الثاني هو ما ارتضاه أبو حيان، وذكر القول الأول بصيغة التمريض، وعقب عليه بقوله: "ورتبوا على ذلك أخباراً لا تليق نسبتها إلى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام".(/)
بمناسبة موسم الحج، هذه مقاصد سورة الحج
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[16 Dec 2006, 10:23 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى 15/ 266:
فيها مكي ومدني،
وليلي ونهاري،
وسفري وحضري،
وشتائي وصيفي،
وتضمنت:
1 ـ منازل المسير إلى الله، بحيث لا يكون منزلة ولا قاطع يقطع عنها.
2 ـ ويوجد فيها ذكر القلوب الأربعة: الأعمى، والمريض، والقاسى، والمخبت الحى ـ المطمئن إلى الله ـ.
3 ـ وفيها من التوحيد والحكم والمواعظ ـ على إختصارها ـ ما هو بين لمن تدبره.
4 ـ وفيها ذكر الواجبات والمستحبات كلها: توحيدا، وصلاة، وزكاة، وحجا، وصياما، قد تضمن ذلك كله قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اركعوا وإسجدوا وإعبدوا ربكم وإفعلوا الخير لعلكم تفلحون).
فيدخل فى قوله: (وافعلوا الخير) كل واجب ومستحب، فخصص فى هذه الآية وعمم.
ثم قال: (وجاهدوا فى الله حق جهاده)، فهذه الآية وما بعدها لم تترك خيراً إلا جمعته ولا شراً إلا نفته.
انتهى كلامه رحمه الله وجزاه الله عنا وعن الإسلام خير الجزاء(/)
من يعرف كتاب: الفارق بين المخلوق والخالق في الرد على النصارى
ـ[يسري خضر]ــــــــ[17 Dec 2006, 08:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا: يسرني الانضمام إلى الإخوة المتخصصين في هذا الملتقى العلمي.
ثانياً: أرجو إفادتي عن الكتاب المذكور ومؤلفه الشيخ: عبدالرحمن الباجه جي زادة.
وأشكركم على تعاونكم مقدماً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Feb 2007, 06:45 م]ـ
هذا هو الكتاب يا أبا محمد على صيغة PDF منقول من مكتبة المهتدي التي دلنا عليها الأخ أبو العالية وفقه الله ورعاه.
الفارق بين المخلوق والخالق
لعبدالرحمن الباجه جي زاده
تصحيح و مراجعة عبد المنعم درويش
http://www.al-maktabeh.com/a/images/A163.jpg (http://www.al-maktabeh.com/a/books/A163.zip)(/)
متى يُقدم حمل نصوص الوحي على العموم على السياق القرآني؟
ـ[أبو أنس الغامدي]ــــــــ[17 Dec 2006, 08:19 ص]ـ
السلام عليكم.
وفقكم الله وسددكم على طريق الخير آمين.
إذا اختلف المفسرون في معنى آية فمنهم من حملها على السياق القرآني ومنهم من حملها على العموم فمتى يقدم العموم على السياق؟
مثلا: قوله تعالى ((ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون))
فسر بعض المفسرين قوله تعالى ((أولي بأس شديد)) بأنهم بنو حنيفة بناء على سياق الآية ((تقاتلونهم أو يسلمون))
وفسرها ابن جرير رحمه الله بقوله: ((وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال إن الله تعالى ذكره أخبر عن هؤلاء المخلفين من الأعراب أنهم سيدعون إلى قوم أولي بأس شديد في القتال، ونجده في الحروب ولم يوضع لنا دليل من خبر ولا عقل على أن المعنى بذلك هوازن، ولا بنو حنيفة، ولا فارس، ولا الروم، وأعيان بأعيانهم، وجائز أن يكون عني بذلك بعض الأجناس، وجائز أن يكون عني بهم غيرهم، ولا قول فيه أصح من أن يقال كما قال الله جل ثناؤه إنهم سيدعون إلى قوم أولي بأس شديد)) تفسير الطبري 26/ 83
فأي المعنيين يكون مقدم، مع العلم _فيما أعلم _ أنه ليس هناك دليل على تخصيص المعنى بقوم معينين.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[17 Dec 2006, 11:12 ص]ـ
الحمد لله، وبعد
مثل هذه المسائل كثيرة في كتب التفسير، سِيَّما ليس هناك نصٌّ يُبيِّن أولى الأقوال بالصواب.
وإذا كان ذلك كذلك؛ فيظهر لي والعلم عند الله أن على طالب العلم أن يجمع المسألة بأطرافها ويُعمل قواعد الترجيح المتكاثرة في المسألة ويناقشها.
فحتماً ولا بد أن يظهر له مرجح، ويرجِّح لحيثيات قواعد الترجيح المعتبرة التي استند إليها.
وعليك بكتاب قواعد الترجيح عند المفسرين للحربي فهو نفيس.
والله أعلم.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[17 Dec 2006, 07:31 م]ـ
الأخ الكريم:
الحمل على العموم لا ينافي الحمل على المعنى الذي اقتضاه السياق، إذ المعنى الذي اقتضاه السياق داخل في العموم، والترجيح بينهما ليس من باب رد قول منهما، بل من باب بيان الأولى والأرجح
وقول بعض المفسرين إن المراد بالآية بنو حنيفة هو من قبيل التفسير بالمثال، والقائل بهذا لا ينفي دخول غيرهم ممن شابههم في معنى الآية، ولا تنافي بين المثال والعموم
فالترجيح بين الأقوال على ضربين:
1. ترجيح يراد به قبول قول، ورد ما عداه
.2. ترجيح يراد به بيان المعنى الأولى، مع قبول بقية الأقوال واعتبارها
هذه إشارة موجزة، والله الموفق(/)
اقترح خطة منهجية لهذا البحث .............
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[17 Dec 2006, 06:54 م]ـ
الرجاء من الإخوة أن يقترحوا خطة منهجية لهذا الموضوع:
أثر المعتقد الفكري في بلورة مصطلح الإعجاز
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[17 Dec 2006, 09:04 م]ـ
بين مرادك من هذا العنوان، وأي أنواع الإعجاز تريد، وحبذا لو استبدلت كلمة (بلورة) فهي محدثة، وفقك الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Dec 2006, 09:26 م]ـ
أنا لا أرى طرح الموضوع بهذه الصورة أخي الكريم زكرياء، وذلك لأن موضوع خطط البحوث الأكاديمية له ضوابط معروفة، ويجب عليك أنت أولاً أن تضع المخطط الأولي بحسب مقدرتك العلمية، ثم تستشير فيه بطريقة خاصة عن طريق المراسلات الخاصة وليس بهذه الصورة المشوهة. تطرح العنوان غفلاً من أي تفاصيل، ثم نسألك عن مقصودك، ثم تجيب. وهذا خلل منهجي تربوي أرجو أن تتداركه بارك الله فيك.
قم أنت بوضع الخطوط الأولى، وتحقق من أهمية الموضوع بطريقتك، وهل سق بحثه أم لا؟ ثم على ضوء ذلك تبدأ في وضع المخطط، وليس بمجرد أن تخطر ببالك فكرة، تطلب من الآخرين أن يضعوا لك مخططاً، ثم تنظر فيه بعد ذلك وتنقح فيه، فانعكست الآية.
وأخيراً فهناك أحد الباحثين في جامعة الملك سعود يقوم الآن ببحث أثر الاعتقاد في كتب إعجاز القرآن.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 Dec 2006, 12:05 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، وليتكم تراجعون الخاص .............(/)
الجمع بين قوله تعالى: (في يوم كان مقداره ألف سنة) و (في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة)
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 Dec 2006, 07:49 م]ـ
المشايخ الفضلاء /
أشكل عليّ الجمع بين قوله تعالى: " فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره أَلْفَ سَنَة " في سورة السجدة , وقوله تعالى: " فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره خَمْسِينَ أَلْف سَنَة " في سورة المعارج.
فوجدت أن الإمام الطبري رحمه الله تعالى أشار إلى الإشكال، ثم جلاّه لي و لأمثالي، فأردت نقل ماخطته يداه - رحمه الله - مما نقله عن العلماء، حيث قال عند تفسيره لسورة المعارج:
(وقوله: {تَعْرُج الْمَلَائِكَة وَالرُّوح إِلَيْهِ فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره خَمْسِينَ أَلْف سَنَة} يقول تعالى ذكره: تصعد الملائكة والروح , وهو جبريل عليه السلام إليه , يعني إلى الله جل وعز ; والهاء في قوله: {إليه} عائدة على اسم الله.
{فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره خَمْسِينَ أَلْف سَنَة} يقول: كان مقدار صعودهم ذلك في يوم لغيرهم من الخلق خمسين ألف سنة , وذلك أنها تصعد من منتهى أمره من أسفل الأرض السابعة إلى منتهى أمره من فوق السموات السبع. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك: 27027 - حدثنا ابن حميد , قال: ثنا حكام بن سلم , عن عمرو بن معروف , عن ليث , عن مجاهد {فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره خَمْسِينَ أَلْف سَنَة} قال: منتهى أمره من أسفل الأرضين إلى منتهى أمره من فوق السموات مقدار خمسين ألف سنة ; ويوم كان مقداره ألف سنة , يعني بذلك نزل الأمر من السماء إلى الأرض , ومن الأرض إلى السماء في يوم واحد , فذلك مقداره ألف سنة ; لأن ما بين السماء إلى الأرض , مسيرة خمسمائة عام.
وقال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى في تفسير آية المعارج، والجمع بينها وبين آية السجدة:
(قال وهب والكلبي ومحمد بن إسحاق: أي عروج الملائكة إلى المكان الذي هو محلهم في وقت كان مقداره على غيرهم لو صعد خمسين ألف سنة.
وقال وهب أيضا: ما بين أسفل الأرض إلى العرش مسيرة خمسين ألف سنة. وهو قول مجاهد.
وجمع بين هذه الآية وبين قوله: " في يوم كان مقداره ألف سنة " في سورة السجدة , فقال: " في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة " من منتهى أمره من أسفل الأرضين إلى منتهى أمره من فوق السموات خمسون ألف سنة.
وقوله تعالى في (الم تنزيل): " في يوم كان مقداره ألف سنة " [السجدة: 5] يعني بذلك نزول الأمر من سماء الدنيا إلى الأرض , ومن الأرض إلى السماء في يوم واحد فذلك مقدار ألف سنة لأن ما بين السماء إلى الأرض مسيرة خمسمائة عام) أ. هـ.
ثم قال رحمه الله:
(وعن ابن عباس أيضا أنه سئل عن هذه الآية وعن قوله تعالى: " في يوم كان مقداره ألف سنة " [السجدة: 5] فقال: أيام سماها الله عز وجل هو أعلم بها كيف تكون , وأكره أن أقول فيها ما لا أعلم).
-
ـ[منصور مهران]ــــــــ[18 Dec 2006, 06:06 ص]ـ
سمعت الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي - رحمه الله - يقول: أيام الله لا يعلم مقاديرها إلا مُقَدّرها فإذا أخبر عن يوم بأنه كألف ثم أخبر عن يوم بأنه خمسون ألفا فهذا لأنه سبحانه لا يخبرنا عن يوم بعينه؛ فنجد في الإخبارين إشكالا، ولكنه يخبر عن شيئين فلكل شيء خبره الذي يخصه، وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول عن ذلك: تلك أيام سماها الله عز وجل فهو أعلم بها وليس لنا إزاءها إلا التسليم.
(منقول من تسجيل لمحاضرة ألقاها الشيخ الشعراوي في إحدى المناسبات الدينية، فمن أرادها فليطلبها من باعة الأشرطة تحت اسم: ذاك يوم ولدت فيه)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[18 Dec 2006, 04:23 م]ـ
بارك الله فيكم
تكلم عن هذا الإشكال العلامة ابن القيم في النونية عند كلامه على أدلة علو الرب تعالى على خلقه ص106:
هَذَا وَرَابِعُهَا عرُوجُ الرُّوحِ وَال = أملاَكِ صَاعِدَةً إِلَى الرَّحمَنِ
وَلَقَد أتَى فِي سُورَتَينِ لِكِلاَهُمَا اش = تَمَلاَ عَلَى التَّقدِيرِ بالأزمَانِ
فِي سُورَة فِيهِ المَعارِجُ قُدِّرَت = خَمسِينَ ألفاً كَامِلَ الحُسبَانِ
وَبِسَجدَة التَّنزِيل ألفاً قُدِّرَت = فَلأجلِ ذَا قَالُوا هُمَا يَومَانِ
يَومُ المَعَادِ بِذِي المَعَارِجِ ذِكرُهُ = وَاليَومُ فِي تَنزِيل فِي ذَا الآنِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَكِلاَهُمَا عِندِي فَيَومٌ وَاحِدٌ = وَعُرُوجُهُم فِيهِ إِلَى الدَّيَّانِ
فَالألفُ فِيهِ مَسَافَةٌ لِنُزُولِهِم = وَصُعُودِهِم نَحوَ الرَّفِيعِ الدَّانِي
هَذِي السَّمِاء فَإنَّهَا قَد قُدِّرَت = خَمسِينَ فِي عَشر وَذَا ضِعفَانِ
لَكِنمَا الخَمسُون ألفَ مَسَافَةُ السَّ = بعِ الطِّبَاقِ وَبَعدُ ذِي الأكوَانِ
مِن عَرشِ رَبِّ العَالَمِينَ إِلَى الثَّرَى = عِندَ الحَضِيضِ الأسفَل التَّحتَحانِي
وَاختَارَ هَذَا القَولَ فِي تَفسِيرِهِ ال = بَغَوِي ذَاكَ العَالِمُ الرَّبَّانِي
وَمُجَاهِدٌ قَد قَالَ هَذَا القَولَ لَ = كِنَّ ابنَ إسحَاقَ الجَلِيلَ الشَّانِ
قَالَ المَسَافَة بَينَنَا وَالعَرشِ ذَا ال = مِقدَارُ فِي سَيرٍ مِنَ الإِنسَانِ
وَالقَولُ الأوَّلُ قَول عِكرِمَةٍ وَقَو = لُ قَتَادَةٍ وَهُمَا لَنَا عَلَمَانِ
وَاختَارَه الحَسَنُ الرَّضِى وَرَوَاهُ عَن = بَحرِ العُلُومِ مُفَسِّرِ القُرآنِ
وَيُرَجِّحُ القَولَ الذِي قَد قَالَهُ = سَادَاتُنَا فِي فَرقِهِم أمرَانِ
إحدَاهُمَا مَا فِي الصَّحِيحُ لِمَانِعٍ = لِزَكَاتِهِ مِن هَذِه الأعيَانِ
يُكوَى بِهَا يَومَ القِيَامَةِ ظَهرُهُ = وَجَبِينهُ وَكذَلِكَ الجَنبَانِ
خَمسُونَ ألفاً قَدرُ ذَاكَ اليَومِ فِي = هَذَا الحَدِيثُ وَذَاكَ تِبيَانِ
فَالظَّاهِرُ اليَومَانِ فِي الوَجهَينِ يَو = مٌ وَاحِدٌ مَا إن هُمَا يَومَانِ
قَالُوا وَإيرَادُ السِّيَاقِ يُبَيِّن ال = مَضمُونَ مِنهُ بِأوضَحِ التِّبيَانِ
فَانظُر إِلَى الإِضمارِ ضِمن يَرَونَهُ = ونَرَاهُ مَا تَفسِيرُهُ بِبَيَانِ
فَاليَومُ بِالتَّفسِيرِ أولَى مِن عَذَا = بٍ وَاقِعٍ لِلقُربِ وَالجِيرَانِ
وَيَكُونُ ذِكرُ عُرُوجِهِم فِي هَذِهِ الدُّ = نيَا وَيَومَ قِيَامَةِ الأبدَانِ
فَنُزُولهُم أيضاً هُنَالِكَ ثَابِتٌ = كَنُزُولِهِم أيضاً هُنَا لِلشَّانِ
وَعُرُوجُهُم بَعدَ القَضَا كَعُرُوجِهِم = أيضاً هُنَا فَلَهُم إذاً شَأنَانِ
وَيُزُولُ هَذَا السَّقفُ يَومَ مَعَادِنَا = فَعُرُوجُهُم لِلعَرشِ وَالرَّحمَنِ
هَذَا وَمَا نَضِجَت لَدي وَعِلمُهَا ال = مَوكُولُ بَعد لِمُنزِلِ القُرآنِ
وَأعُوذُُ بِالرَّحمَنِ مِن جَزمٍ بِلاَ = عِلمٍ وَهَذَا غَايَةُ الإمكَانِ
وَاللهُ أعلَمُ بِالمُرَادِ بِقَولِهِ = وَرَسُولُهُ المَبعُوثُ بِالفُرقَانِ
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[18 Dec 2006, 10:33 م]ـ
أثابكم الله ...
لكن المشكل في اختيار ابن القيم ـ والذي سبقه إليه أئمة ـ أن مثل هذه المسافات التي بين قلب الأرض وبين أعلى موضع في السماء ـ أو كما يقول ابن كثير: هذا ارتفاع العرش عن المركز الذي في وسط الأرض السابعة. ـ تحتاج إلى نقلٍ معصوم لإثباتها، فمثلها في هذا المقام والتوجيه لا يحتمل ـ والله أعلم ـ هذا الجزم.
والظاهر أن أقرب الأقوال،وأسلمها من الإشكال هو القول الذي يقول: إن المراد بالخمسين ألفاً هو يوم القيامة ـ كما صح بذلك السند عن ابن عباس،وأن الألف ـ التي في سورة السجدة ـ هي مسافة بين العروج والنزول للملائكة الكرام الذين يدبرون من أمر الكون ما أذن الله لهم فيه.
وتأمل سياق الآيات في سورة السجدة مع آيات سورة المعارج يرشح هذا القول،والله أعلم بمراده.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[19 Dec 2006, 12:32 ص]ـ
والظاهر أن أقرب الأقوال،وأسلمها من الإشكال هو القول الذي يقول: إن المراد بالخمسين ألفاً هو يوم القيامة ـ كما صح بذلك السند عن ابن عباس،وأن الألف ـ التي في سورة السجدة ـ هي مسافة بين العروج والنزول للملائكة الكرام الذين يدبرون من أمر الكون ما أذن الله لهم فيه.
وتأمل سياق الآيات في سورة السجدة مع آيات سورة المعارج يرشح هذا القول،والله أعلم بمراده.
يؤيد هذا كلام ابن جماعة في كتابه (كشف المعاني في المتشابه المثاني).
قال رحمه الله في آية السجدة ((جوابه أن االمراد هنا ما ينزل به الملك من السماء ثم يصعد إليها ... )).
وقال عن آية المعارج ((والمراد بآية (سأل سائل) يوم القيامة لما فيه من الأهوال والشدائد وقوله تعالى (في يوم) راجع إلى قوله تعالى (بعذاب واقع) أي واقع ليس له دافع ... في يوم كان مقداره) الآية.)) أ. هـ.
ـ[روضة]ــــــــ[20 Dec 2006, 07:52 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الإمام الخطيب الإسكافي في درة التنزيل وغرة التأويل، ص259:
قال تعالى: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} السجدة 5، وقال في سورة سأل سائل: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} المعارج 4.
للسائل أن يسأل، فيقول: هذا اليوم جعل مقداره في السورة الأولى ألف سنة، وجعله في السورة الثانية خمسين ألف سنة، وقد قدّره بألف سنة في موضع آخر من سورة الحج، فقال: {وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} الحج 47، فكيف يجمع بين هذه الأخبار!
الجواب عن ذلك من وجوه:
أحدها: أن يكون المعنى: أن الله يدبر أمر أهل الأرض في السماء من دعائهم إلى الطاعات، وتكليفهم أنواع العبادات، فينزل به من يأمره من ملائكته ليبعث بذلك رسله، ويضم إليه آياته وكتبه، ثم يصعد الملك الذي جاء به إلى المكان الذي نزل منه في يوم من أيام الدنيا، وهذه المسافة التي قطعها الملك في النزول والصعود مقدارها مسيرة ألف سنة من غيره، لأن ما بين السماء إلى الأرض مسيرة خمسمائة عام، فيقع النزول والصعود في يوم تستغرق أوقاته سير ألف سنة من السنين التي يعدها أهل الأرض في الدنيا، وهذا التدبير الذي يدبر في السماء لأهل الأرض هو ما يكلفون من العبادات، وما يقدر من مدد أعمارهم، وما يحدث في اللوح المحفوظ مما يدل الملائكة على أنهم مأمورون بأن ينزلوا به إلى المصطفين من عباده بالرسالة، ثم يعودون إلى أماكنهم في يوم بقدر ألف سنة من أيام الدنيا.
وأما قوله في سورة الحج: {وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} الحج 47، أي: يقع في يوم تنعيم المطيعين وتعذيب العاصين قدر ما يناله المنعم في ألف سنة من أيام الدنيا، ويعذب العصاة في يوم مقدار ما يعذب به الإنسان ألف سنة لو بقي فيها، فعذابه في يوم واحد عذاب ألف سنة، وذلك لما يتضاعف عليهما من الآلام والملاذّ، ويصل إليهما من الغموم والسرور، والدليل على أن المراد في هذه الآية ذلك قوله قبله: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} الحج 47، فجهلهم باستعجالهم العذاب الذي هذا وصفه.
وأما قوله في سورة سأل سائل: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} المعارج 4، أي: تصعد الملائكة وجبريل ـ عليهم السلام ـ إلى حيث يعطي الله فيه الثواب أهل طاعته، ويحل فيه العقاب بأهل معصيته، وإن ذلك في يوم هو يوم القيامة، ويفعل الله تعالى فيه من محاسبة عباده، وتبيلغ كل منهم حقه ما لا يكون مثله في الدنيا إلا في خمسين ألف سنة.
وجواب ثانٍ: وهو أنه يجوز أن يكون يوم القيامة يوماً بلا آخر، وفيه أوقات مختلفة طولاً وقصراً، كما كان في أيام الدنيا، كان الوقت بين صلاة الفجر وصلاة الظهر أطول مما بين الظهر وبين العصر، وكما كان ذلك بين صلاة العشاء الأولى وعشاء الآخرة، فبعضها ألف سنة، وبعضها خمسون ألف سنة.
وجواب ثالث: وهو أن يكون اليوم الذي أخبر الله تعالى عنه في السجدة والذي في الحج هما من الأيام التي عند الله، وهي التي خلق فيها السموات والأرض، وكل يوم منها ألف سنة من سني الدنيا.
وأما في سورة سأل سائل فإن المراد به أن لثقله على الكافرين، واستطالتهم له وصعوبته، وهوله عليهم يصير بخمسين ألف سنة، وفي كل واحد من الأجوبة التي ذكرنا ما يكفي في جواب السائل.(/)
موقف القرطبي المفسر من نبوة السيدة مريم؟؟
ـ[أبو جواد]ــــــــ[18 Dec 2006, 09:36 ص]ـ
اللهم صل وسلم على سيدنا أبي القاسم محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أساتذتي الأكارم وقفت في تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن) على رأيين متخالفين له ـ رحمه الله تعالى ـ في نبوة السيدة مريم، فقد اختارها في سورة آل عمران واستظهرها في سورة مريم، بينما فسر آية سورة يوسف على خلاف ذلك، والغريب أنه أحال على آل عمران والرأي هناك مختلف!! أما موضع سورة النحل فمنحاه آخر ..
فهل هو تناقض وقع فيه ـ رحمه الله تعالى ـ مع أني لا أرجحه، أم وهم منه ـ وهو ما أختاره ـ أم سبق قلم، أم تصحيف من المخطوط، أم خلل في الطباعة؟
أرجو طرح آراءكم أو معلوماتكم، وجزاكم الله خيرا
الآيات: من آل عمران قوله تعالى: {وإذ قالت الملائكة يامريم إن الله اصطفاك ... } 42
من يوسف قوله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم ... } 109
من النحل قوله تعالى: {وما أ {سلنا من قلك إلا رجالا نوحي إليهم ... } 43
من مريم قوله تعالى: {قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا.} 19
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[18 Dec 2006, 05:50 م]ـ
إيضاحا لمواضع الإشكالات سأسردها وأترك التوفيق بينها أو ترجيح بعضها بقرينة لمشايخنا الكرام .. !
1 - موضع آل عمران:
{قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء غير مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام] قال علماؤنا رحمة الله عليهم: الكمال هو التناهي والتمام ح ويقال في ماضيه كمل بفتح الميم وضمها ويكمل في مضارعه بالضم ن وكمال كل شيء بحسبه والكمال المطلق إنما هو لله تعالى خاصة ولا شك أن أكمل نوع الإنسان الأنبياء ثم يليهم الأولياء من الصديقين والشهداء والصالحين وإذا تقرر هذا فقد قيل: إن الكمال المذكور في الحديث يعني به النبوة فيلزم عليه أن تكون مريم عليها السلام وآسية نبيتين وقد قيل بذلك والصحيح أن مريم نبية لأن الله تعالى أوحى إليها بواسطة الملك كما أوحى إلى سائر النبيين حسب ما تقدم ويأتي بيانه أيضا في مريم وأما آسية فلم يرد ما يدل على نبوتها دلالة واضحة بل على صديقتها وفضلها ن على ما يأتي بيانه في التحريم}
ثم قال بُعيد ذلك: {فظاهر القرآن والأحاديث يقتضي أن مريم أفضل من جميع نساء العالم من حواء إلى آخر امرأة تقوم عليها الساعة فإن الملائكة قد بلغتها الوحي عن الله عز وجل بالتكليف والإخبار والبشارة كما بلغت سائر الأنبياء فهي إذا نبية والنبي أفضل من الولي فهي أفضل من كل النساء: الأولين والآخرين مطلقا}
إلى أن قال رحمه الله: {وكذلك شأن مريم لم تنل شهادة الله في التنزيل بالصديقية والتصديق بالكلمات إلا بالمرتبة قريبة دانية ومن قال لم تكن نبية قال: إن رؤيتها للملك كما رؤي جبريل عليه السلام في صفة دحية الكلبي حين سؤاله عن الإسلام والإيمان ولم تكن الصحابة بذلك أنبياء والأول أظهر وعليه الأكثر والله أعلم}
2 - موضع المائدة:
{وقد استدل من قال: إن مريم عليها السلام لم تكن نبية بقوله تعالى: {وأمه صديقة}
قلت: وفيه نظر فإنه يجوز أن تكون صديقة مع كونها نبية كإدريس عليه السلام وقد مضى في آل عمران ما يدل على هذا والله أعلم وإنما قيل لها صديقة لكثرة تصديقها بآيات ربها وتصديقها ولدها فيما أخبرها به عن الحسن وغيره الله أعلم}
3 - موضع مريم:
{واختلف الناس في نبوة مريم فقيل كانت نبية بهذا الإرسال والمحاورة للملك وقيل: لم تكن نبية وإنما كلمها مثال بشر ورؤيتها للملك ما رؤي جبريل في صفة دحية حين سؤاله عن الإيمان والإسلام والأول أظهر وقد مضى الكلام في هذا المعنى مستوفى في (آل عمران) والحمد لله}
هذه المواضع الثلاث أثبت لها فيها النبوة, وفي موضع آية (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون}
قال: أي أرسلنا رجالا ليس فيهم امرأة ولا جني ولا ملك وهذا يرد ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [إن في النساء أربع نبيات حواء وآسية وأم موسى ومريم] وقد تقدم في (آل عمران) شيء من هذا ..
وعند آية {وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا}
استشهد بقول الحسن ولم ينكره أو يرد عليه كما فعل سابقاً, إذ يقول في هذه الآية:
وكان صلى الله عليه وسلم مبعوثا الى الإنس والجن قال الحسن: بعث ا لله محمدا صلى الله عليه وسلم الى الإنس والجن ولم يبعث قط رسولا من الجن ولا من أهل البادية ولا من النساء وذلك قوله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى} [يوسف: 109] وقد تقدم هذا المعنى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو جواد]ــــــــ[23 Dec 2006, 11:08 ص]ـ
ولا تعليق يا أهل التفسير؟ ولا حتى مرور غير إيضاح الأخ الفاضل الشنقيطي بارك الله فيه؟؟ 1 عجيب والله ..
ـ[محمدغراب]ــــــــ[23 Dec 2006, 11:37 م]ـ
ارى والله اعلم انه اما رجع عن قوله الاول اى انها نبيه وهذا ما ارجحه واما انه اكتفى بذكر قول من لايقول بنبوتها واكتفى على اعتبار انه سبق ان ابدى رأيه بانها نبيه فلم ير داع لذكره بعد سبق بيانه والاحاله عليه والله تعالى اعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 Dec 2006, 11:29 ص]ـ
السلام عليكم
القرطبي من أكابر مفسّري هذه الأمّة---ومن المعروف أنّ كتب الأئمة يقرأها عليهم تلاميذهم ويتدارسونها قراءة شيخا بعد شيخ ---ولو وجد أيّ تناقض أو وهم لتنبه إليه التلاميذ في أحد الأجيال
وبعد الإطلاع على المواضع المذكورة والتي نقلها إلينا الأستاذ الشنقيطي مشكورا لم أجد أيّ تخالف أو تعارض فيما بينها من حيث موضوع نبوة السيّدة مريم
قال في موضع آل عمران (والصحيح أن مريم نبية لأن الله تعالى أوحى إليها بواسطة الملك) ---
إذن فما ورد في تفسيره لآل عمران هو المحكم الذي لا لبس فيه--
أمّا ما ورد في موضع المائدة (وقد استدل من قال: إن مريم عليها السلام لم تكن نبية بقوله تعالى: {وأمه صديقة}
قلت: وفيه نظر فإنه يجوز أن تكون صديقة مع كونها نبية كإدريس عليه السلام وقد مضى في آل عمران ما يدل على هذا) ففي هذا الموضع ينقد الرأيّ القائل بكون مريم صدّيقة لا نبيّة لأنه كما أوضح لا مانع عنده من أن تكون صدّيقة ونبيّة في آن واحد--وإحالته القرّاء على تفسيره للموضوع في آل عمران يؤكد لنا بأن لا تعارض هنا وهناك
أمّا ما ورد في مريم فلا إشكال فيه أيضا ({واختلف الناس في نبوة مريم فقيل كانت نبية بهذا الإرسال والمحاورة للملك وقيل: لم تكن نبية وإنما كلمها مثال بشر ورؤيتها للملك ما رؤي جبريل في صفة دحية حين سؤاله عن الإيمان والإسلام والأول أظهر وقد مضى الكلام في هذا المعنى مستوفى في (آل عمران) والحمد لله} وواضح فيه موقفه إذ يعتبر مريم نبيّة
والإشكال هو في تفسيره لقول الله تعالى في سورة يوسف إذ قال (أي أرسلنا رجالاً ليس فيهم ?مرأة ولا جِنِّيٌّ ولا مَلَك؛ وهذا يردّ ما يُروى عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن في النِّساء أربع نبيَّات حَوّاء وآسية وأمّ موسى ومريم ". وقد تقدّم في «آل عمران» شيء من هذا.)
والإشكال ناجم من قوله "وهذا يردّ ما يُروى عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن في النِّساء أربع نبيَّات حَوّاء وآسية وأمّ موسى ومريم " ---ومنبع الإشكال أنه لم يدفع هذا الرد--واكتفى بالإحالة على كلامه في آل عمران---وإحالته القاريء على آل عمران يعني الثبات على رأيه بكون مريم نبيّة----وقوله عن آية " {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا " بأنّها ردّ على ما روي عن الرسول عليه الصلاة والسلام قول صحيح وصائب --ففي الآية رد---ويدفع هذا الرد بوسائل أخرى محلّها الخصوص والعموم مثلا--
وعدم قيام المفسر بحل التعارض لا يعني أنّه تناقض أو تخلّى عن رأيه السابق--بل يعني فقط أنّه أشار إلى التعارض ولم يحلّه---
وقد يحلّ التعارض بالتفريق بين مفهوم الرسول ومفهوم النبي---إلّا أنّ موضوعنا هو الكلام عن الوهم أو التناقض في كلام إمامنا القرطبي ----
ولا وهم ولا تعارض كما تبيّن لكم من كلامه--
ـ[أبو جواد]ــــــــ[24 Dec 2006, 03:16 م]ـ
أشكرك جزيل الشكر أخي الشرباتي، ولكن يبدو لي أن الإشكال باق في تفسيره رحمه الله تعالى للآية بقوله: " أي أرسلنا رجالا ليس فيهم امرأة ولا جني ولا ملك "
ولا يقال هنا أنه فسرها بالتفريق بين النبوة والرسالة لأن إيراده للحديث بعده يبين أن خلاف ذلك، حيث ليس فيه إلا لفظ النبوة، والله تعالى أعلم
أكرر شكري لمداخلتك التي وضحت بعض المعاني .. بارك الله فيك
ـ[الميموني]ــــــــ[03 Jan 2007, 06:36 م]ـ
الكتب الكبيرة مثل تفسير القرطبي قد يكتبها العالم أو يمليها في سنوات عديدة و تفسير الطبري أملاه في قرابة ثمان سنوات.
فلا غرابة أن يختلف ترجيح العالم كما يختلف اجتهاده من حين إلى آخر و لهذا تختلف الروايات عن الأئمة كالشافعي في جديده وقديمه و أحمد فيما سئل عنه من المسائل التي احتلف قوله فيها. لكن الموضع الذي ينص فيه العالم على ترجيح قول معين و يدعمه بالبرهان و التعليل هو المعتمد فيما ينسب إليه من مذهب و غيره.(/)
إشكالية: ترجيح الطبري لقوله: (أحصنت فر جها): جيب درعها
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 Dec 2006, 01:29 م]ـ
ذكر الإمام الطبري رحمه الله تعالى معنى قوله تعالى (أحصنت فرجها) في ثلاثة مواطن، وقد اختار في موطنين أن الفرج هو الفرج المعروف، ثم اختار في الأخير أنه جيب الدرع، فهل هناك من انتبه لاختلاف ترجيح الطبري من المفسرين رحم الله الجميع.
الموطن الأول: قوله تعالى: (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ (24)
قال أبو جعفر: فأما"المحصنات"، فإنَّهن جمع"مُحْصَنة"، وهي التي قد مُنع فرجها بزوج. يقال منه:"أحْصَن الرجلُ امرأته فهو يُحْصنها إحصانًا"،"وحَصُنت هي فهي تَحْصُن حَصَانة"، إذا عفَّت ="وهي حاصِنٌ من النساء"، عفيفة، كما قال العجاج:
وَحَاصِنٍ مِنْ حَاصِنَاتٍ مُلْسٍ ... عَنِ الأذَى وَعَنْ قِرَافِ الْوَقْسِ
ويقال أيضًا، إذا هي عَفَّت وحفِظت فرجها من الفجور:"قد أحصَنَتْ فرجها فهي مُحْصِنة"، كما قال جل ثناؤه: (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا) [سورة التحريم: 12]، بمعنى: حفظته من الريبة، ومنعته من الفجور.
الموطن الثاني: وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ (91)
: ((يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: واذكر التي أحصنت فرجها، يعني مريم بنت عمران.
ويعني بقوله (أَحْصَنَتْ): حفظت فرجها ومنعت فرجها مما حرم الله عليها إباحته فيه.
واختلف في الفرج الذي عنى الله جلّ ثناؤه أنها أحصنته، فقال بعضهم: عنى بذلك فرج نفسها أنها حفظته من الفاحشة.
وقال آخرون: عنى بذلك جيب درعها أنها منعت جبرائيل منه قبل أن تعلم أنه رسول ربها، وقبل أن تثبته معرفة، قالوا: والذي يدلّ على ذلك قوله (فَنَفَخْنَا فِيهَا) ويعقب ذلك قوله (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا) قالوا: وكان معلوما بذلك أن معنى الكلام: والتي أحصنت جيبها (فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا).
قال أبو جعفر: والذي هو أولى القولين عندنا بتأويل ذلك قول من قال: أحصنت فرجها من الفاحشة، لأن ذلك هو الأغلب من معنييه عليه، والأظهر في ظاهر الكلام، (فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا) يقول: فنفخنا في جيب درعها من روحنا، وقد ذكرنا اختلاف المختلفين في معنى قوله (فَنَفَخْنَا فِيهَا) في غير هذا الموضع، والأولى بالصواب من القول في ذلك فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع)).
الموطن الثالث: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12)}
(((وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا) يقول: التي منعت جيب درعها جبريل عليه السلام، وكلّ ما كان في الدرع من خرق أو فتق، فإنه يسمى فَرْجًا، وكذلك كلّ صدع وشقّ في حائط، أو فرج سقف فهو فرج.
وقوله: (فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا) يقول: فنفخنا فيه في جيب درعها، وذلك فرجها، من روحنا من جبرئيل، وهو الروح.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل)).
هذه المواضع الثلاث، ولعلي أحظى منكم بتعليق يفيد في هذا الموطن.
ـ[الراية]ــــــــ[18 Dec 2006, 08:54 م]ـ
شيخنا الكريم
ربما يفيد في حل هذا الاشكال الدراسات حول تفسير الطبري
والله اعلم
ـ[الميموني]ــــــــ[19 Dec 2006, 07:35 ص]ـ
فضيلة الدكتور: مساعد الطيار السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
. أمّا الموضع الأول فلا يصلح - في نظري - الاعتماد عليه لأن الطبري رحمه الله إنما ذكره
عرضاً حين استشهاده على معنى أحصن لغة و ليس فيه تفصيل و قد يقع الاستشهاد بأحد الوجوه المحتملة ...
أمّا الموضعان اللذان فيهما التصريح بقوله (أحصنت فرجها) فنعم و عندي أن اختلاف ترجيح الطبري سببه اختلاف يسير في السياق ففي سورة التحريم صار الضمير (فيه) ((فَنَفَخْنَا فِيهَ)) و في الأنبياء الضمير (فيها) (فَنَفَخْنَا فِيهَا)
و قد يكون لقول قتادة الذي ذكره في سورة التحريم من أن جبريل نفخ في جيب درعها أثر في ترجيحه لأنه لم يذكر غيره عن السلف. و الروايات عن السلف فيها أن جبريل نفخ في جيب درعها و ليس فيها أنه نفخ في فرجها.
على أن المعتمد في مثل هذا هو النظر في الموضع الذي بسط فيه المصنف الخلاف و اعتماد ترجيحه فيه فالطبري إنما رجح عند ذكر الاختلاف القول بأن المقصود الفرج الجارحة ...
و العجب ليس من الطبري و لكن العجب من الإمام ابن عطية فإنه في المحرر الوجيز نسب أولا في سورة الأنبياء القول بأن المراد الفرج الجارحة إلى الجمهور و لم يكتف بذلك بل ضعف القول الآخر ثمّ عاد في سورة التحريم فعكس النسبة و الترجيح. و سبب ذلك اتباعه للطبري فيما يظهر لكن الطبري لم يشر للاختلاف في سورة التحريم.
و أرجح الأقوال القول بأن المراد الفرج الجارحة لأنه ظاهر اللغة و يليه في القوة التفريق بين الموضعين لاختلاف الضمير كما هو صنيع الطبري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[19 Dec 2006, 07:06 م]ـ
الراجح - واللَّه تعالى أعلم - القول بأن النفخ إنما كان في فرجها المعروف، وليس في فرج ثوبها؛ لأن هذا هو ظاهر القرآن، ومقتضى قول السلف، ومن قال من السلف: إنه نفخ في جيب درعها فمراده أنه نفخ في جيب درعها فبلغت فرجها، كما في أثر عن بعضهم. ولعل الطبري نحا نحوهم.
قال شيخ الإسلام: " إن من نقل أن جبريل نفخ في جيب الدرع فمراده أنه ? ... نفخ في جيب الدرع فوصلت النفخة إلى فرجها ... ".
وقال الشنقيطي: " وقول من قال: إن فرجها الذي نفخ فيه الملك هو جيب درعها ظاهر السقوط؛ بل النفخ الواقع في جيب الدرع وصل إلى الفرج المعروف فوقع الحمل ".
هذا ومن المفسرين من عبَّر عن ذلك بألفاظ مجملة لا يمكن إدراجها تحت أحد القولين.
وهناك من أنكر النفخ وأوله بإحياء عيسى عليه السلام في بطن أمه. والله أعلم.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[20 Dec 2006, 11:16 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
أما الطريقان الأولان، ففيما يظهر لي لا اشكال إن شاء الله.
وقد يقال في الطريق الثالث أن توجيهه أن هذا من باب الثناء بأنها حفظت جيب درعها أبلغ في الثناء عليها.
سيما أن سياق الآيات من قبل حديث عن خيانة (وهي خيانة الدين) زوجات الأنبياء عليهم السلام.
ثم قصة زوجة فرعون وإيمانها والموضوع ثناء.
فلما جاء أمر مريم رضي الله عنها الصديقة أثنى الله عليها بأبلغ الثناء، فناسب أن يكون هنا حصن فرجها أي جيب درعها وعفافها
وإذا كان قد أحصنت جيب درعها فهي من باب أولى إحصان لفرجها وقد سبق بيان ذلك، وما ذاك إلا لتفيد إفادة جديدة لمريم رضي الله عنها.
ولذا قال الفراء رحمه الله: (ذكر المفسرون أن الفرج جيب درعها وهو محتمل لأن الفرج معناه في اللغة كل فرجة بين الشيئين، وموضع جيب درع المرأة مشقوق فهو فرج، وهذا أبلغ في الثناء عليها لأنها إذا منعت جيب درعها فهي للنفس أمنع) الألوسي (21/ 114)
والآية تحتمل هذا وذاك.
هذا ما ظهر والله أعلم
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[28 Dec 2006, 08:28 م]ـ
أشكر الإخوة الكرام على تفاعلهم مع الموضوع، ولازال شيء من سؤالي قائمًا ـ مع ما قدمتم من فوائد في الموضوع ـ: هل تنبَّه لهذا الاختلاف في ترجيح الطبري مفسر سابق؟
ـ[محب الطبري]ــــــــ[31 Dec 2006, 11:08 ص]ـ
السلام عليكم
اختلاف الترجيح عند المفسرين وغيرهم معروف، فكم من مصنف يرجح في موضع ما ضعفه في موضع آخر، وهذا يعود إلى أسباب متعددة منها، تغير اجتهاده، ومنها خطأ النساخ وسبق القلم ...
لكن المشكل عندي هنا كلمة (إشكالية) هل هي اسم أم مصدر صناعي أم ماذا؟ فقد كثر استعمالها بهذا اللفظ في هذا الزمن. أفيدونا تقبل الله حجكم وطاعتكم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 Jan 2007, 08:29 ص]ـ
السلام عليكم
أخونا الدكتور مساعد يناقش أمرآ دقيقا وهو
(فهل هناك من انتبه لاختلاف ترجيح الطبري من المفسرين رحم الله الجميع.)
والجواب عندي أنّ المفسرين ممن جاءوا بعده تنبهوا فلم يجدوا ما وجدت أخي الدكتور الفاضل---
وتفصيل ذلك أنّه ليست من ثمة اختلاف في ترجيحه في الموضعين--
ففي الموضع الأسبق وهو موضع سورة الأنبياء
(في قوله تعالى ({وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ} الأنبياء91
قال الطبري رحمه الله
(قال أبو جعفر: والذي هو أولى القولين عندنا بتأويل ذلك قول من قال: أحصنت فرجها من الفاحشة لأن ذلك هو الأغلب من معنييه عليه والأظهر في ظاهر الكلام. {فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا} يقول: فنفخنا في جيب درعها من روحنا.)
ففيه فصل بين معنيين---معنى إحصان الفرج الذي هو عضو التناسل وهو موضع مدح قيل لنفي تهمة الفاحشة عنها وخصوصا أنّها ستأتيهم بولد بعد حين
ومعنى النفخ في جيب الدرع والذي نصّه " {فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا " وهو تابع بدلالة الإشارة لمعنى إحصان الفرج الذي هو عضو التناسل---فلأنّه محصن لا ينفخ فيه أيضا----ومن نافلة القول أن نقول بأنّه لا ضرورة ليحصل نفخ في عضو التناسل ليحصل حمل فقدرة الله عز وجل لا تحتاج إلى كيفيّة محددة ---
إذن النفخ عنده في هذا الموضع نفخ في جيب الدرع
وفي الموضع اللاحق وهو موضع سورة التحريم
وقال تعالى
({وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} التحريم12
قال فيها الطبري
(يقول تعالى ذكره: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا مَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ الَّتِي أحْصَنَتْ فَرْجَها} يقول: التي منعت جيب درعها جبريل عليه السلام، وكلّ ما كان في الدرع من خرق أو فتق، فإنه يسمى فَرْجاً، وكذلك كلّ صدع وشقّ في حائط، أو فرج سقف فهو فرج.
وقوله: {فَنَفَخْنا فِيهِ منْ رُوحِنا} يقول: فنفخنا فيه في جيب درعها، وذلك فرجها، من روحنا من جبرئيل، وهو الروح.))
والموضع ليس فيه كلام عن الفرج الذي هو عضو التناسل ---فقد لاحظنا في قوله عزّ وجل "الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا " ---أنّ " فيه " تعود على الفرج المنفوخ فيه---وعنده في الموضع السابق أنّ الفرج المنفوخ فيه هو جيب الدرع فناسب أن يقول هنا أيضا عنه بأنّه جيب الدرع---فلا تعارض في الموضعين(/)
ندوة تقنية المعلومات والعلوم الشرعية والعربية بجامعة الامام
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[19 Dec 2006, 08:51 م]ـ
دعوة للمشاركة
تنظم كلية علوم الحاسب والمعلومات
بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بالرياض
ندوة بعنوان
تقنية المعلومات والعلوم الشرعية والعربية
في يومي16 - 17 /صفر/1428هـ الموافق6 - 7/مار/2007م
المحاور الرئيسة
المحور الاول: الأحكام والضوابط الشرعية المتعلقة بالحاسب
المحور الثاني: تطبيقات الحاسب في العلوم الشرعية وتعليمها
المحور الثالث: تطبيقات اللغة العربية وتعليمها
(تفصيل اوسع على موقع الندوة
http://www.imamu.edu.sa/ccsi/arabic/a-home.htm
سيصاحب الندوة
معرض لأحدث منتجات التقنية التي تخدم العلوم الشرعية والعربية
دورات تدريبية للتدريب على التطبيقات المهمة للباحثين والمستفيدين
أوراق عمل (((مهم))) تقدم الاوراق العلمية وفق نموذج التقديم الموجود على الموقع (10محرم/1428آخر موعد لقبول الاوراق
معلومات أوسع عن الندوة قريبا
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[19 Dec 2006, 09:09 م]ـ
البريد الالكتروني للندوة
itras@ccsi.imamu.edu.sa
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[20 Dec 2006, 02:50 م]ـ
تطبيقات الحاسب في العلوم الشرعية وتعليمها
1 - القرآن الكريم عرض القرآن الكريم, تعليم وتجويد وتحفيظ القرآن, علوم القرآن
2 - الحديث: التخريج والحكم, التحرير, شرح مصطلح الحديث, الموسوعات
3 - فقه: فرائض, الزكاة, الوقف, الحج, الصلاة
4 - الأديان والمذاهب المعاصرة: الموسوعات, تعليم العقيدة
5 - البرامج الخدمية: الأذان, الصلاة, الأذكار, التاريخ والمواعيد الشرعية
6 - توظيف التقنية في خدمة الدعوة: المواقع الإسلامية "عرض وتقديم",الدعوة عبر الانترنت, البرامج الدعوية
ـ[أحمد الماليزي]ــــــــ[21 Dec 2006, 05:39 م]ـ
يا حبذا لو تبث الندوة بثًا مباشرًا، حتى أستطيع أنا ومن بخارج السعودية مشاهدتها والمشاركة فيها!!!
لو يعرف أحد الإخوة بهذا فليتكرم بإخبارنا فورًا.
وجزاكم الله خيرًا
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[22 Dec 2006, 10:56 م]ـ
اقتراح جميل
سننقله للجنة المنظمة
وهذا من (خدمات التقنية)
ـ[محب احمد بن حنبل]ــــــــ[23 Dec 2006, 12:51 ص]ـ
شيخنا الفاضل يوسف الحوشان
هل للجوال أو الكمبيوتر الكفي نصيب من هذه الندوة؟
وجزاكم الله خيراً.
ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[25 Dec 2006, 05:31 ص]ـ
جزاك الله خير ياشيخ يوسف على هذا النقل
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[20 Jan 2007, 11:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور يوسف الحوشان ـ حفظه الله ـ
أما بعد فإني أحمد الله إليكم أن وفق جامعتكم لعقد هذه الندوة المباركة لتدارس هذا الموضوع الهام.
قمت بزيارة موقع الندوة الرسمي فلم أجد نموذج المشاركة، الرجاء وضعه ـ إن أمكن في هذا الموقع ـ حتى يتمكن الراغبون في المشاركة من تعبئته.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم ورحمة اللهخ و بركاته.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Mar 2007, 07:17 م]ـ
بدأت الندوة اليوم صباحاً، وقد تمكنت من حضور بعض جلساتها.
د. السالم يفتتح ندوة "تقنية المعلومات والعلوم الشرعية والعربية" في الجامعة صباح اليوم الثلاثاء 16/ 2/1428هـ ( http://www.imamu.edu.sa/news/news%20tecneat%20haseb-a.htm)
وهذه بحوث الندوة كاملة نقلتها لكم من القرص الموزع على الحضور، وأرجو ألا أكون بهذا قد وقعت في خطأ بالنسبة للمنظمين للندوة وفقهم الله ورعاهم فقد أجادوا تنظيم هذه الندوة التي تختتم أعمالها غداً الأربعاء 17/ 2/1428هـ.
بحوث ندوة "تقنية المعلومات والعلوم الشرعية والعربية" ( http://www.tafsir.net/Bookstorge/798.zip)
ـ[أحمد الماليزي]ــــــــ[07 Mar 2007, 04:37 م]ـ
فضيلة الدكتور عبد الرحمن،
شكرًا على المعلومات والملفات.(/)
فضل إعراب القرآن الكريم في السنة النبوية للأستاذ الدكتور أحمد الباتلي وفقه الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Dec 2006, 12:45 ص]ـ
هذا بحث أهداه للملتقى الشيخ الفاضل النبيل فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور أحمد بن عبدالله الباتلي أستاذ السنة النبوية بكلية أصول الدين بالرياض حفظه الله ورعاه، وها هي مقدمة البحث، والبحث كاملاً تجدونه في مكتبة شبكة التفسير. فجزى الله أبا أسامة خير الجزاء على هذا البحث العلمي الثمين.
[ line]
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وآله وصحبة أجمعين .. وبعد:
فلقد أنزل الله تعالى كتابه الكريم باللغة العربية، فهي أشرف اللغات وأعلاها، وأكملها وأبقاها؛ لأنها لغة القرآن الكريم، ولسان سيد المرسلين.
قال تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ، عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ، بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء: 193–195].
قال الإمام الطوفي ([1]): "المراد باللسان هنا: اللغة".
وقال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف/ 2].
قال الإمام ابن كثير في تفسيره لهذه الآية ([2]): " وذلك لأن العربية أفصح اللغات، وأبينها، وأوسعها، وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس، فلهذا أنزل أشرف الكتب بأشرف اللغات على أشرف الرسل، بسفارة أشرف الملائكة، وكان ذلك في أشرف بقاع الأرض، وابتدئ إنزاله في أشرف شهور السنة، وهو رمضان، فكَمُلَ من كل الوجوه ".
فالعناية بها عناية بكتاب الله تعالى، ودراستها تعين – بتوفيق الله – على فهم كتابه الكريم، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ([3]): " اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب: فإن فهم الكتاب والسنة فرضٌ. ولا يفهمان إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ".
وقال الإمام الشاطبي رحمه الله ([4]): " إن هذه الشريعة المباركة عربية، فمن أراد تَفَهُمَها فمن جهة لسان العرب يُفهَم، ولا سبيل إلى تطلب فهمها من غير هذه الجهة ".
وقال الإمام المبارك مجد الدين ابن الأثير ([5]): " معرفة اللغة والإعراب هما أصل لمعرفة الحديث وغيره، لورود الشريعة المطهرة بلسان العرب ".
أهمية إعراب القرآن الكريم:
لا يخفى على كل طالب علم ما لإعراب القرآن الكريم من فوائد تتجلى في ضبط الكلمات وفي معرفة معاني الآيات, لأن الإعراب يُميز المعاني ([6]) , قال الإمام مكي بن أبي طالب (ت437) ([7]) "أَعظمُ ما يجب على الطالب لعلوم القرآن, الراغب في تجويد ألفاظه, وفهم معانيه, ومعرفة قراءاته ولُغاته, وأفضل ما القارئ إليه مُحتاج: معرفة إعرابه, والوقوف على تصرف حركاته, وسواكنه؛ ليكون بذلك سالماً من اللحن فيه, مستعيناً على أحكام اللفظ به, مُطلعاً على المعاني التي قد تختلف باختلاف الحركات, متفهماً لما أراد الله به من عباده, إذ بمعرفة حقائق الإعراب تعرف أكثر المعاني, وينجلي الإشكال, فتظهر الفوائد ويُفهم الخطاب, وتصح معرفة حقيقة المراد. ا هـ".
وقال الإمام أبو بكر الأنباري ([8]) (ت328هـ) وجاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه وتابعيهم من تفضيل إعراب القرآن والحض على تعليمه, وذم اللحن, وكراهيته, ما وجب به على قُراء القرآن أن يأخذوا أنفسهم بالاجتهاد في تعلمه" ا هـ. قلت: فلأهمية هذا الموضوع, ولوقوفي على أحاديث وآثار في الأمر بإعراب القرآن الكريم. رغبت في جمعها، وتخريجها، ودراسة أسانيدها، والحكم عليها في بحث عنوانه: (فضل إعراب القرآن الكريم في السنة النبوية, دراسة موضوعية).
أسباب اختيار الموضوع:
1 – الإسهام في خدمة لغة القرآن الكريم في جانب من جوانبها المتعلقة بالسنة النبوية, وهذا ما يؤكد تكامل العلوم الشرعية.
2– حاجة الباحثين – لا سيما في التفسير وعلومه – لتخريج الأحاديث والآثار الواردة في فضل إعراب القرآن، وبيان درجاتها؛ لقصور كتب علوم القرآن في الوفاء بتخريج الأحاديث بتوسع، والحكم عليها وفق منهج المحدثين.
3 – إبراز جهود المحدثين في بيان عناية السنة النبوية بإعراب القرآن الكريم.
4 – التحذير من الأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة في إعراب القرآن الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
الدراسات السابقة:
لم أقف – حسب علمي واطلاعي – على دراسة متخصصة في تخريج الأحاديث والآثار الواردة في إعراب القرآن الكريم، وإنما خصه بعض العلماء بأبواب في مؤلفاتهم ذكروا فيها بعض الأحاديث والآثار, دون توسع في تخريجها، ودراستها, والحكم عليها. ومن هؤلاء:
1 – الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي (ت 224هـ) في كتابه: "فضائل القرآن" عقد باباً عنوانه "إعراب القرآن" (رقم:53) (ص: 200–204).
2 – الإمام أبو بكر ابن أبي شيبة (ت235هـ) في " المصنف " كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في إعراب القرآن (10/ 456).
3 – الإمام أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري (ت 328هـ) في كتابه " إيضاح الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل"، ويعد من أكثر المؤلفات جمعاً للأحاديث والآثار في هذا الموضوع.
واستهله برواية أحاديث وآثار كثيرة في فضل إعراب القرآن، وذم اللحن (ج1 / ص: 14– 61).
4 – الإمام أبو جعفر النحاس (ت338هـ) في كتابه (إعراب القرآن) ذكر عدداً من الأحاديث والآثار (1/ 115 و116).
5– الإمام أبو سليمان حَمْد بن محمد الخطابي (ت388هـ) في مقدمة كتابه " غريب الحديث " عقد فصلاً ترجم له بقوله:
" ذكر مادرج عليه الصدر الأول من لزوم الإعراب، وما أنكروه من اللحن، وعابوه من أهله " (1/ 60–63).
6– الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458هـ) في كتابه " شُعب الإيمان " في الشعبة التاسعة عشرة: في تعظيم القرآن، عقد باباً في قراءة القرآن بالتفخيم والإعراب (2/ 426 - 430).
7– الإمام الخطيب البغدادي (ت463هـ) في كتابه " الجامع لأخلاق الراوي، وآداب السامع " عقد فصلاً ترجم له بقوله: " القول في رد الحديث إلى الصواب إذا كان راويه قد خالف موجب الإعراب " (2/ 21–23).
8– الإمام أبو عمر يوسف ابن عبدالبر القُرطبي (463) في كتابه: " بهجة المجالس، وأنس المُجالس " عقد باباً في حمد اللسان، وفضل البيان (1/ 54–59)، وباباً في اجتناب اللحن، وتعلم الإعراب (1/ 64–71)، وفي كتابه " جامع بيان العلم وفضله" عقد باباً في الأمر بإصلاح اللحن والخطأ ... " (1/ 339 - 353).
9– الإمام القاضي عياض بن موسى اليحُصبي (ت544هـ) في كتابه: " الإلماع إلى معرفة أصول الرواية، وتقييد السماع "، عقد باباً في إصلاح الخطأ، وتقويم اللحن. (1/ 183–188).
10– الإمام أبو بكر محمد بن عبدالملك الشنتريني (ت549هـ) في كتابه: " تنبيه الألباب على فضائل الإعراب "، ذكر أحاديثاً وآثاراً كثيرة في فضل إعراب القرآن (ص74 - 81).
11– الإمام المُفسر محمد بن أحمد القرطبي (671هـ) في تفسيره: " الجامع لأحكام القرآن " جعل له مقدمة تشتمل على أبواب منها: باب ما جاء في إعراب القرآن وتعليمه والحث عليه، وثواب من قرأ القرآن مُعرباً (1/ 19–21).
12– الإمام أبو الربيع نجم الدين سليمان بن عبدالقوي الطوفي (ت716هـ) خصص كتابه: " الصعقَة الغضبية في الرد على منكري العربية " للدلالة على فضل علم العربية من الكتاب، والسنة، والآثار، وصريح العقل، وذكر فيه عدداً من الأحاديث والآثار في إعراب القرآن (ص235 - 260).
13– الإمام ابن قيم الجوزية في كتابه " زاد المعاد " تكلم عنه. (1/ 482).
14– الإمام جلال الدين السيوطي (ت911هـ) في كتابه " الإتقان في علوم القرآن " عقد باباً في معرفة إعراب القرآن, ذكر فيه بعض الآثار (1/ 179).
15 - الإمام علاء الدين المتقي الهندي (ت975هـ) في كتابه (كنز العمال) ذكر أحاديث وآثاراً كثيرة في إعراب القرآن (1/ 533, 607).
خطة البحث:
يتألف البحث من مقدمة, وتمهيد, وبابين, وخاتمة, وفهارس.
أما المقدمة: فذكرت فيها أهمية الموضوع عموماً, وأهمية إعراب القرآن خصوصاً, وأقوال الأئمة الدالة على فضله.
ثم ذكرت أسباب اختيار الموضوع.
ثم الدراسات السابقة فيه.
ثم خطة البحث, والمنهج المتبع فيه.
أما التمهيد فخصصته لتعريف إعراب القرآن لغةً, واصطلاحاً, وثمرته, وأشهر المؤلفات المطبوعة فيه قديماً وحديثاً.
ثم شرعتُ في: -
الباب الأول: في فضل إعراب القرآن, وفيه فصلان:-
الفصل الأول:- أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعراب القرآن الكريم.
الفصل الثاني:- حث الصحابة على إعراب القرآن الكريم.
الباب الثاني: فيما يُعين على إعراب القرآن, وفيه ثلاثة فصول:
(يُتْبَعُ)
(/)
الفصل الأول: - تعلم العربية يعين على إعراب القرآن.
الفصل الثاني:- ذم اللحن في القرآن.
الفصل الثالث: - حث النبي صلى الله عليه وسلم على الإعراب, والبيان.
- الخاتمة, وذكرت فيها أهم النتائج.
- التوصيات, ثم فهرس المراجع , ثم فهرس الموضوعات.
المنهج المتبع في البحث:
جمع الاحاديث والآثار من كتب السنة وعلومها. وعلوم القرآن , وفضائله, وإعرابه.
ترتيبها حسب خطة البحث.
ترقيم الأحاديث ترقيماً تسلسلياً.
تخريج الأحاديث والآثار في ضوء الجوانب الآتية: -
أ – إذا كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما فاقتصر في تخريجه عليهما؛ لتلقي الأمة لهما بالقبول، وعزوه لهما يغني عن ذكر درجته.
ب – إذا كان الحديث أو الأثر في غير الصحيحين، فأقوم بتخريجه بتوسع من المصادر الحديثية وغيرها مما وقفت عليه.
5 – أدرس الأسانيد حسب المنهج الآتي:
أ – من كان من الرواة متفقاً على توثيقه، أو تضعيفه، اكتفيت بدراسته بإيجاز مع العزو للمؤلفات التي ذكرت توثيقه أو ضعفه.
ب– من كان مختلفاً فيه أدرسُه بتوسع، ثم أُرجح حالة، مع الالتزام بقواعد الجرح والتعديل عند المحدثين.
6 – الحكم على الأحاديث والأثار بعد دراسة أسانيدها، وذكر ما وقفتُ عليه من كلام المحدثين عليها، وذكر ما أوردوه من شواهد وتخريجها، والحكم عليها.
7 – تفسير الكلمات الغريبة من كتب غريب الحديث، ومعاجم اللغة وغيرها.
8 – التعليق على الأحاديث التي تتطلب ذلك، والاستنباط منها، مع الاستفادة من كتب الشروح الحديثية وعنونت لها بفقه الحديث.
تنبيه مهم:
لا يخفى على شريف علم القارئ أن أكثر الأحاديث الواردة في "إعراب القرآن" ضعيفة, بل وموضوعه, وقد يتساءل عن وجه إيرداها في هذا البحث؟
فأقول: إنما ذكرتها لتجلية أمرها, ومعرفة صحيحها من سقيمها, ولا يتبين ذلك إلا بالبحث والتخريج ودراسة الأسانيد, فما كان ضعيفاً, أو موضوعاً فيتنبه القارئ لدرجته, ويحذر من الاحتجاج به. فإن المحدثين كانوا يكتبون الأحاديث الضعيفة والموضوعة للتحذير منها ومن رواتها. قال الخطيب البغدادي ([9]) " ... فإن الحفاظ ما زالوا يكتبون الروايات الضعيفة, والأحاديث المقلوبة, والأسانيد المركبة؛ لينفروا عن واضعيها, ويبينوا حال من أخطأ فيها".
ويرد إشكال آخر في وجه استنباط بعض الأحكام والآداب منها وهي ضعيفة؟!!
فالجواب: أن العلماء كانوا يتساهلون في الاستدلال, والعمل بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال, قال الإمام النووي ([10]): قال العلماء من المحدثين والفقهاء: يجوز ويستحب العمل في الفضائل والترغيب والترهيب بالحديث الضعيف ما لم يكن موضوعاً". وقال ابن رجب ([11]): "قد رخص كثير من الأئمة في روايته الأحاديث في الرقاق, ونحوها عن الضعفاء, منهم ابن مهدي, وأحمد بن حنبل".
أسأل الله التوفيق لخدمة كتابه الكريم, وسنة سيد المرسلين, إنه سميع مجيب.
كتبه
د / أحمد بن عبد الله الباتلي
25/ 12/1425هـ
الرياض
-- الحواشي -----
([1]) الصعقة الغضبية في الرد على منكري العربية (ص235).
([2]) تفسير القرآن العظيم 2/ 1438.
[3]) اقتضاء الصراط المستقيم 1/ 470.
([4]) الموافقات 2/ 64.
([5]) جامع الأصول 1/ 37.
([6]) للاستزادة يراجع: "الإتقان في علوم القرآن" للسيوطي, النوع الحادي والأربعين في معرفة إعرابه, (1/ 179).
([7]) مشكل إعراب القرآن 1/ 63.
([8]) إيضاح الوقف والابتداء 1/ 14 ونقله عن القرطبي في مقدمة تفسيره: "الجامع لأحكام القرآن" باب ما جاء في إعراب القرآن وتعليمه, والحث عليه, وثواب من قرأ القرآن معرباً", (1/ 19).
([9]) تاريخ بغداد 1/ 43.
([10]) الأذكار ص27.
([11]) شرح علل الترمذي 1/ 101.
لقراءة البحث كاملاً من هنا ( http://www.tafsir.org/tafsir/index.php?a=books&action=view&id=218)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[21 Dec 2006, 10:31 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
ومزيداً من الدرر والنفائس رفع الله قدركم(/)
نزول الكتب السماوية في دلالة (أنزل) و (نزَّل)؟
ـ[أبو العالية]ــــــــ[21 Dec 2006, 01:07 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
أجد في كثير ٍمن كُتب التفسير وعُلوم القرآنِ حين يتناولون هاتين المفردتين (أنزل) بالتخفيف و (نزَّل) بالتشديد.
يكاد يكون هذا محل اتفاق على أن الإنزال بالتخفيف؛ هو ما كان قد نزل جملة واحدة كاملاً.
بينا المفردة الآخرى (نزَّل) يَعْنون بها ما نزل بالتَّدُّرج!
وودلالة ذلك عندهم في أية واحد (والآيات المستشهد بها كثيرة) ولكن أدلّ آية على التفريق وقد جاءت المفردتان فيها، قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً} النساء136
ومثلها: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ} آل عمران3
وبناءً على ذلك قالوا الذي قالوه!
ولكن الذي ظهر لي والعلم عند الله أنَّ في هذا بعداً عن الصواب؛ ذلك أنَّ هذه القاعدة ليست مطَّردةً في كتاب الله تعالى.
والحُكمُ في الكُلِّياتِ للمُطَّردِ لا على الأغلب ..
لذا يُشكل على هذه القاعدة قوله تعالى في معنى (نزَّل) بالتشديد على معنى التدرج أن ذكر الله سبحانه وتعالى ممتنَّا على نبيِّه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بأفضل نعمة عليه بأن قال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا} الكهف1
بل أدق في البيان والإشكال قوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً} الفرقان32
فلو كان كذلك، لِمَ جاءت (جملة واحدة)! وأي إضافة فيها؟!
ويشكل على (أنزل) بالتخفيف ما كان جملة واحدة.
قوله تعالى: (كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} آل عمران93
ثم القول بأن الكتب السابقة نزلت جملة واحدة مفتقر إلى نصٍّ يدل على ذلك، وإذ فُقِد هذا وعُلِم؛ فإن القولَ قولُ من قال؛ بأنَّ أيَّ كتاب أنزله الله على رسولٍ من رسله عليهم السلام يكون بالتدرج لا دفعة واحدة، سيَّما وينصُر هذا القول وجود النسخ في الشرائع السابقة.
إذ النسخ ليس مقصوراً على نسخ شريعة لاحقة لشريعة سابقة، بل أيضاً نسخ في الشريعة الواحدة.
ولله درُّ الطاهر ابن عاشور رحمه الله حين ساق رد أبي حيان رحمه الله على الزمخشري في هذه المسألة، ثم قال: (وأزيدُ، أنّ التوراة والإنجيل نزلا مفرّقَين كشأن كلّ ما ينزل على الرسل في مدة الرسالة، وهو الحق: إذ لا يعرف أنّ كتاباً نزل على رسول دفعة واحدة) 3/ 25
وعليه فالذي يظهر والعلم عند الله أن أعدل الأقوال في ذلك:
أن متى جاءت مفردة (أنزل) بالتخفيف فالمراد ما تم إنزاله كاملاً.
ومتى جاءت (نزَّل) بالتشديد فهي لما لم يكمل إنزال ولا زال مستمراً في التنزيل.
هذا ما سنح بالخاطر، وأنتظر تعليق أهل العلم والنظر الفضلاء.
ودمتم على الخير أعواناً))
وكتب
أبو العالية
غفر الله له
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[21 Dec 2006, 01:54 م]ـ
ومتى جاءت (نزَّل) بالتشديد فهي لما لم يكمل إنزال ولا زال مستمراً في التنزيل [/ COLOR].
بارك الله فيكم ونفع بكم
تفنيدكم بأن نزّل لا يأتي على التدريج متوجّه، لكن ما توجيهكم واستدلالكم لماذكرت هنا؟!(/)
تعريف بكتاب (الإمام حسن البنا ومنهجه في تفسير القرآن)
ـ[يسري خضر]ــــــــ[21 Dec 2006, 05:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر عن دار التوزيع والنشر الإسلامية بالقاهرة عام 1425هـ الموافق 2004م كتاب بعنوان:
الإمام الشهيد حسن البنا ومنهجه في تفسير القرآن الكريم
تأليف د / عماد عبد الكريم مدرس التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر الشريف ويقع في 255صفحة وقد قسمه إلي مقدمة
وثلاثة عشر فصلاً ثم فهارس المراجع والموضوعات وهي علي النحو التالي:
1 - المقدمة:أورد فيها دوافع الكتابة عن هذا الموضوع وتعريف موجز بالإمام البنا
2 - الفصل الأول: (الإمام البنا وشروط المفسر وآدابه) تحدث فيه - (بعد تمهيد عن أهمية هذه الشروط والآداب وأنها المقياس الباقي للحكم علي من يتصدي للتفسير) عن استيفاء الإمام البنا لشروط المفسر وآدابه مستشهدا بسيرته وشهادات المعاصرين من المخالفين والموافقين وذكر المؤلف أن له هدفين من وراء هذا الفصل التطبيقي:
الأول: يظهر لذوي الثقافة القاصرة والنيات المغشوشة من العلمانيين والمستشرقين أن النص القرآني قمة باسقة لا ترتقي إليها هاماتهم.
الثاني: يرجو أن ينتفع القارىء منه فيزداد دأبه في طلب العلم ونشره والحرص علي معالي الأمور ومكارم الأخلاق
ويشتمل هذا الفصل علي العناوين التالية:
1 - الصلة الوثيقة بالقرآن.
2 - علم الحديث رواية ودراية.
3 - علوم اللغة العربية.
4 - الفقه وأصوله.
4 - علم العقائد.
5 - علوم القرآن.
6 - الثقافة المعاصرة.
7 - حسن الإعداد وطريقة الأداء.
8 - فصاحة التعبير ودقته.
9 - علم التاريخ وأحوال البشر.
10 - الإخلاص.
11 - العمل وحسن الخلق.
الفصل الثاني: مسيرة الإمام البنا مع التفسير
تحدث فيه الباحث عن التراث التفسيري للإمام البناومراحله والمجلات والدوريات التي نشر فيها ومن أهمها مجلة المنار والتي أعاد الإمام البنا إصدارها بعد وفاة صاحبها الإمام رشيد رضا وبدأبإكمال تفسير المنار فكتب مقدمة في المنهج وبدأبتفسير سورة الرعد ووصل إلي قوله تعالي (ولكل قوم هاد) ثم توقفت المجلة وعندما أصدر مجلة الشهاب كتب مقدمة في المنهج وبدأبالتفسير من أوله وأعلن إن تم هذا الجهد سيسميه مقاصد القرآن ولكن المجلة توقفت بعد أن فسر فواتيح سورة البقرة وذكر الباحث أنه كان هناك كتابات للبنا في التفسير كتبها في دوريات أخري مثل مجلة وجريدة الإخوان المسلمين ومجلة النذير والنضال وكتاب حديث الثلاثاء.
ثم وقف الباحث بعد الاستقراء وقفة تحليلة ذكر فيها المراحل التي كتب فيها البنا تفسيره
الفصل الثالث:مدرسة التفسير الحركي أو السلوك القرآني.
ذكر في هذا الفصل مقدمة عن التفسير الحركي وتحدث عن أبرز الرواد فيه وذكر منهم الأئمة ابن باديس والنورسي والمودودي وسيد قطب وذكر نماذج من تفاسيرهم ثم تحدث عن حسن البنا المفسر الحركي.
الفصل الخامس: اتجاهه الأثري في التفسير.
الفصل السادس: اتجاهه العقدي في التفسير.
الفصل السابع: اتجاهه الفقهي في التفسير.
الفصل الثامن: موقفه من مسألة العلم الظاهر والعلم الباطن.
الفصل التاسع: اتجاهه العلمي في التفسير.
الفصل العاشر: اتجاهه الموضوعي في التفسير.
الفصل الحادي: عشر: من أدوات التفسير الهدائي عند الإمام البنا في الأسلوب والمضمون
الفصل الثاني: عشر: نماذج من دفاع الإمام البنا عن القرآن الكريم
الفصل الثالث: عشر: من مقاصد التفسير وغاياته عند الإمام البنا
وبعد فلعل هذه الإضاءة عن هذا الكتاب تدعو إلي قراءته والانتفاع به خصوصا وأن الباحث قد عالج فصوله ومباحثه من شتي الصحف والمجلات التي كتب فيها الإمام البنا تفسيره قبل أن تجمع مؤخرا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Dec 2006, 05:50 م]ـ
أحسن الله إليكم يا دكتور يسري، ونفع بكم، وقد سعدتُ بمشاركاتكم ونشاطكم معنا في الملتقى مؤخراً رعاكم الله وسدد خطاكم وأراءكم، وعهدي بكم أهل اطلاع واسعٍ على الكتب، واختيار موفق، جزاك الله خيراً، ونفع بكم.
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[21 Dec 2006, 08:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله في المشايخ: يسري خضر، وعماد عبد الكريم، وعبد الرحمن الشهري.
تراث الإمام البنا رحمه الله في مجال التفسير وعلومه مما ينبغي أن يذاع ويشاع لهذه الأجيال، وكم كان نيتي ورغبتي أن يُكتب عن هذا الإمام في هذا الملتقى خصوصا رسالته الصغيرة الشهيرة الفاذة " مقاصد القرآن "؛ فهي تحمل البساطة مع الدقة البعيدة عن التكلف، ورحم الله سيد قطب وهو يتحدث عن شيخه البنا فيقول: " من العجيب أن يكون هذا هو اسمه؛ إنه حسن البنا، بل حُسنُ البناء، بل عبقرية البناء، إنه بناء الرجال ... في كلام طويل.
قال صادق الرافعي: " ألا ليت المنابر الإسلامية لا يخطب عليها إلا من يحملون قوة المدافع، لا من يحملون ألواحا من خشب."
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو جواد]ــــــــ[23 Dec 2006, 11:21 ص]ـ
وكذلك " في ظلال القرآن " لسيد قطب فيه من المعاني القرآنية واللفتات الأدبية ما تسر بع عين الناظر، وتجيش له نفس المؤمن .. رحمهم الله جميعا
ـ[يسري خضر]ــــــــ[23 Dec 2006, 07:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز / علال حفظك الله
لقد صدر عن دار الوثيقة بالكويت مجموعة مقالات الإمام الشهيد حسن البنا التي فسر فيها بعض آيات القرآن الكريم، تحت عنوان: مقاصد القرآن الكريم، وقد جمعها وحققها نجله الأستاذ أحمد سيف الإسلام حسن البنا، والكتاب يقع في 466 صفحة من القطع المتوسط، وقد صدرت بمقدمة تتضمن أسماء الصحف والمجلات التي كتبت فيها المقالات، ثم إشارة إلي بيان الإمام حسن البنا عن أفضل التفاسير وأقرب طرائق الفهم وأرى أن هذه المقالات تحتاج إلى قلم الدكتور / عبد الرحمن معاضة حفظه الله ورعاه ليغوص في معانيها ويجلي أسرارها كما عهدناه عن الإصدارات الجديدة التي تتعلق بالقرآن الكريم وعلومه.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[24 Dec 2006, 09:53 ص]ـ
كتب الاستاذ الدكتور فضل حسن عباس فصلا ماتعا عن الشهيد حسن البنا وتفسيره في كتابه القيم التفسير اتجاهاته ومناهجه ولعل الاخوة يطلعون عليه ففيه خير كثير
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[24 Dec 2006, 12:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ في الله الدكتور يسري خضر: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بارك الله فيك على هذه المعلومات القيمة، وليت الشيخ الفاضل عبد الرحمن يسطر ما التمسناه منه، ونسأل الله له التوفيق والسداد.دمتم في رعاية الله وحفظه
قال صادق الرافعي: " ألا ليت المنابر الإسلامية لا يخطب عليها إلا من يحمل قوة المدافع، لا من يحمل ألواحا من خشب."(/)
منهجية الإمام الهبطي
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[21 Dec 2006, 08:48 م]ـ
أهل التفسير:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
لازالت الدراسات القرآنية تعاني في بلاد الجزائر من جفاف في الأقلام، وقلما تظهر دراسة محكمة تعالج موضوعا من موضوعات القرآن الكريم، لا يرجع هذا قطعا إلى مسألة النبوغ، فالنبوغ المغربي مشهود له، ولا إلى قلة الأفكار التي تخطر بالبال، ولكنه في رأي تقاعس عن حمل القلم، والكتابة به فقد عَلَّمتْ المدرسة الجزائرية لتلميذها أن القلم الذي يكتب به دروسها يسمى: " قلم جاف "، وعلى الرغم من محاولة رجال الاصلاح تغيير هذا الاسم واستبداله بـ" السيالة "، والاسم كما تعلمون له تأثير على المسمى وقد قيل قديما:
وقلما أبصرت عيناك ذا لقب ... إلا ومعناه إن فكرت في لقبه
ولكن تأثيرات المدرسة كانت هي القوى ...
وعلى الرغم من هذا كله لا زالت بعض الأقلام تكتب، ولازالت قريحتها تنتج
والشيخ: ابن حنيفية زين العابدين واحد من الذين لهم اهتمام كبير بالدراسات القرآنية؛ فقد أصدرت له هذه الأيام دار الإمام مالك مؤلفا بعنوان: " منهجية ابن أبي جمعة الهبطي في أوقاف القرآن الكريم." تناول هذا الكتاب مسألة الوقف الهبطي، والتي توليها بلدان المغرب العربي عناية كبيرة لدرجة أن بعض حفظت القرآن الكريم بهذه البلاد إذا لم تلتزم أمامه بهذه الأوقاف فلست في عداد الحفاظ للقرآن الكريم.
الكتاب مليء بالفوائد العلمية في باب الوقف لكنه كُتِبَ على الطريقة القديمة؛ فالكتاب لا يحمل طابع البحوث الأكاديمية
المعاصرة.
فهرس الكتاب
- مقدمة.
- الفصل الأول:
الوقف – تعريفه – أقسامه – حكمه.
- الفصل الثاني:
تجزئة القرآن - ومراعاة السياق
- الفصل الثالث:
ابن أبي جمعةالهبطي، ومنهجيته في أوقافه.
- الفصل الرابع:
دراسة نماذج من أوقاف الهبطي.
تنبيه: حاولت تحميل الصورة عدة مرات فلم أفلح
قال صادق الرافعي: " ألا ليت المنابر الإسلامية لا يخطب عليها إلا من يحملون قوة المدافع، لا من يحملون ألواحا من خشب."
ـ[د. أنمار]ــــــــ[22 Dec 2006, 12:48 ص]ـ
وانظر غير مأمور ما سبقت الإشارة إليه
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6155(/)
قوله تعالى (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك)
ـ[سلسبيل]ــــــــ[22 Dec 2006, 01:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هذا الإستدلال على عصمة الرسول عليه الصلاة والسلام سليم؟
قال تعالى (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)
الآيه فيها اثبات العصمه من وجهين
وهي أن الله تعالى يقول يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغته رسالته
وقد شهد الله تعالى لرسوله بأنه بلغ الرساله وأدى الأمانه قال تعالى (اليوم أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دينا)
هذا يثبت أن الرسول أدى الأمانه كامله والرساله كما أمره الله بتبليغها في قوله (وإن لم تفعل فما بلغت رسالته
وفي الآيه شاهد آخر على عصمة الرسول عليه الصلاة والسلام وهي قوله تعالى (والله يعصمك من الناس) فما دام أن الله تعالى تكفل بعصمة نبيه عليه الصلاة والسلام من الخطر الخارجي ليأمن له تبليغ الرساله فكذلك عصمه داخليا من الخطأ والنسيان والسهو فيما يبلغ عن ربه وهو الأولى
هل الإستدلال بهذه الآيه على هذا الوجه سليم؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Dec 2006, 08:24 ص]ـ
نعم وفقك الله، استدلالك سليم على هذا الوجه، وهو يدل على معرفتك بكيفية الاستدلال والربط بين الأدلة والحمد لله.(/)
النظم القرآني , وفائدته للمفسرين والبلاغيين.
ـ[رشا الزيد]ــــــــ[22 Dec 2006, 07:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على أهل هذا الملتقى المبارك , ورحمته وبركاته , وبعد:
منذ أن قدر الله تعالى نزول القرآن الكريم , ليكون مصدر تشريع المسلمين , في زمن اشتهر بالبلاغة والفصاحة , فأصبح معجزة لهم , وسبباً لهدايتهم , منذ ذلك الحين , وأفهام أبناء العربية وغيرهم تتناقل الحديث عن فضلة , وقوة تأثيره في النفس , ولهذا السبب بدأت العقول تبحث عن سر إعجازه للعرب قاطبة , حتى ظهرت لنا اجتهادات في بعضها قبول , وفي جلّها رد؛ فمنهم من رد إعجاز القرآن لبلاغته , ومنهم من رده لإخباره بالأمور المستقبلة , ومنهم من رده للصرفة - وهذا بعيد أشد البعد - إذ يقال بأن القرآن معجز بالصرفة , وأن الله تعالى صرف أذهان العباد عن الإتيان بمثله , ولولا الصرفة لاستطاع أبناء الفصاحة أن يماثلوه!
ولقد استمرت الأذهان في هذا التخبط إلى أن وصلت إلينا اجتهادات الإمام عبد القاهر الجرجاني في كتابه (دلائل الإعجاز) , والتي من شأنها أن أنشأت البوابة الأولى للإعجاز القرآني , وقد بحث في كتابه بحثاً عميقاً وجديراً بالاهتمام , اعتنى فيه بالرد على المعتزلة , ومن وجهوا في إعجاز القرآن وِجهة بعيدة , ناهيك عن اكتشافه لنظرية (النظم) التي أتى من خلالها هذا الإعجاز المبهر.
و النظم في اللغة: " التأليف , نظمه , ينظمه , نظماً ونظاماً ونظمه فانتظم وتنظم " " ونظمت اللؤلؤ , أي جمعته في السلك , والتنظيم مثله , وفيه نظمت الشعر وتنظمته " " وكل شئ قرنته بآخر أو ضممت بعضه إلى بعض فقد نظمته "
كما ورد: " من معاني نظم: نظم الأشياء ألفها وضم بعضها إلى بعض " , " وانتظم الشئ تألق واتسق " (1)
ونرى بأن عبدالقاهر يحاول بشتى الطرق أن يبرز ويوضح موقفه وقصده بالنظم , وقد وفق في ذلك أشد التوفيق , وقد أخذت هذه القضية الشهرة بكتابه (الدلائل) وتناقلها الشراح بتوضيح مرامه في كتابه , فاقتبس المتأخرون منه في مصنافاتهم قواعد خصصت بعلم المعاني فيما بعد , لأن قضية النظم عند عبد القاهر عرفت فيما بعد بعلم المعاني على غرار السائرين على مدرسة السكاكي.
ومن إشاراته لتوضيح معنى النظم عامة , وفي القرآن الكريم خاصة , بأنه ينفي كون النظم راجع للألفاظ نفسها , بدليل هو أقرب إلى الفلسفة العقلية , فهو يرى بأن الأمر لو كان كذلك -أي لو كان القصد بالنظم إلى اللفظ نفسه - لما اختلف حال اثنين في العلم بحسن النظم أو غير الحسن فيه لأنهما يحسان بتوالي الألفاظ في النطق إحساساً واحداً , ولا يعرف أحدهما في ذلك شيئاً يجهله الآخر (2)
فكون السياق يأتي بلفظ دون الآخر, وكون اللفظة تأتي مفردة دون جمع أو مذكرة دون تعريف , أو ماضية دون الحاضر .... الخ , كل هذه الأشياء لابد أن تحدث في الإنسان نوعاً من التأني والتصوب الفكري وإعمال العقل شيئاً فشيئاً , ولا يكون ذلك للجاهل بل للعالم بأصول العربية وضوابطها , ولصاحب الذكاء والفطنة , والعالم بمعاني الألفاظ وأسرارها.
ومفردات القرآن تجري كما تجري أي مفردات على الألسن , لكن القرآن يأتي بتلك المفردات بشكل معجز, بينما لو أخذت تلك المفردة ووضعت في غير نظم القرآن لها لما أتت بلاغتها وإعجازها كما هي في القرآن. (3)
وقد مثل عبدالقاهر لناظم الكلام مثل من يأخذ قطعاً من الذهب والفضة فيذيبهما في بعض حتى يصيران قطعة واحدة , ومثال ذلك قول أحدهم: " ضرب زيد عمرا يوم الجمعة ضرباً شديداً تأديباً له " فينتج لك من مجموع هذه الكلمات معنى واحد لا عدة معاني كما يتوهمه الناس , وذلك لأنه لم يأت بهذه الكلم لتفيده أنفس معانيها , وإنما جاء بها لتفيده وجوه التعلق التي بين الفعل الذي هو (ضرب) , وبين ما عمل فيه , والأحكام التي هي محصول التعلق. (4)
والبحث في منهج عبد القاهر يحتاج لوقت وجهد كبيرين , ولكن حسبي ههنا الإشارة إلى مفهوم النظم القرآني , وكيفية التعامل معه , لإخراج نكت القرآن الكريم , سواء بالنسبة للمفسرين عامة , أو البلاغيين منهم بخاصة.
أسأل الله تعالى أن ينفع بما قلت , وأن يسخرنا لخدمة كتابه العزيز الذي لاتنقضي عجائبة - كما ثبت في الأثر - إنه خير معين ,,
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,,
(يُتْبَعُ)
(/)
أختكم / يراع العربية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
المصادر , والمراجع:
(1) انظر (لسان العرب) , لابن منظور , المجلد 12 ,ص578 , 579 , و (المعجم الوسيط) ج2 , 941.
(2) (دلائل الإعجاز) 51.
(3) (النظم القرآني في آيات الجهاد) د/ ناصر الخنين , ط الأولى , مكتبة التوبة ,الرياض 1416هـ , 9.
(4) (دلائل الإعجاز) 413.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Dec 2006, 08:18 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الله أختي الكريمة يراع العربية ونسأل الله لك التوفيق والسداد فيما تكتبين.
وفي الحق إن الكتابة في موضوعات بلاغة القرآن تحتاج إلى نظر دقيق، وتأمل عميق من الكاتب أولاً ثم من القارئ ثانياً، ونرجو أن نرى بعد هذه التقدمة حلقات تطبيقية متسلسلة على استخراج بلاغة النظم ودقائقه في آيات القرآن الكريم وسوره، ابتداء من السور القصار. فإنه يكاد يكتفي الباحثون بما ذكره المتقدمون كعبدالقاهر وأمثاله في بعض آيات القرآن، دون إضافة حقيقة تدل على تدبر عميق لمعاني القرآن، ومعرفة متمكنة بأسرار النظم تضع يد القارئ على مواطن الجمال والإعجاز في كلام الله سبحانه وتعالى.
ولذلك فإنني أدعو الأخت الكريمة يراع العربية وإخالها متخصصة في بلاغة الكلام، وغيرها من الزملاء المتخصصين في دراسة البلاغة إلى المشاركة في إضاءة هذا الجانب العلمي على صفحات هذا الملتقى بمشروعات علمية ينتفعون بها أولاً، وننتفع بها ثانياً في جوانب بلاغة القرآن، وإتاحة دقائق هذا العلم الشريف لقراء الملتقى وهم من الصفوة إن شاء الله، والله لا يضيع أجر المحسنين.
تعليق: على قول الأستاذة الكريمة إذ يقال بأن القرآن معجز بالصرفة , وأن الله تعالى صرف أذهان العباد عن الإتيان بمثله , ولولا الصرفة لاستطاع أبناء الفصاحة أن يماثلوه!
قد سبق لي أن درستُ نظرية الصرفة في بحثٍ، وتبين لي أن القائلين بهذا القول لا يقصدون به معنى واحداً مذموماً وهو ما تفضلتِِ به أعلاه، وإنما لهم مذاهب في هذا القول الذي اشتهر أحد معانيه، وغابت بقية المعاني، مما جعل الباحثين الذين تناولوا هذه النظرية لا يذكرونها إلا على سبيل الذم والرد، ويجعلون القائلين بها فريقاً واحداً، ويردون عليهم رداً واحداً، والأمر في حقيقته ليس كذلك، وبيان هذا له موضع آخر غير هذا إن شاء الله.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[22 Dec 2006, 11:15 ص]ـ
فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري، هل بحثكم حول الصرفة موجود على النت؟؟ الرجاء ذكر الرابط ....
ـ[رشا الزيد]ــــــــ[24 Dec 2006, 02:14 ص]ـ
بورك في تعليقكم الثمين , وأسال الله تعالى أن ينفع به كل مستنفع , وأن يهدي به من ضل طريق الحق , إنه على
ذلك قدير.
ونرجو أن نرى بعد هذه التقدمة حلقات تطبيقية متسلسلة على استخراج بلاغة النظم ودقائقه في آيات القرآن الكريم وسوره، ابتداء من السور القصار. فإنه يكاد يكتفي الباحثون بما ذكره المتقدمون كعبدالقاهر وأمثاله في بعض آيات القرآن، دون إضافة حقيقة تدل على تدبر عميق لمعاني القرآن، ومعرفة متمكنة بأسرار النظم تضع يد القارئ على مواطن الجمال والإعجاز في كلام الله سبحانه وتعالى.
هذا صحيح , وخاصة حينما غاب المنهج التكاملي الذي يدرس نظم الآيات مجتمعة , وكيف أثر ذلك في معنى الآية
ومقصود السورة , وليس الاقتصار على استخراج الألوان البلاغية في الآيات دون التركيز على مهمتها في أداء المعاني
المقصودة كما وجدناه - وللأسف - في كثير من الدراسات البلاغية الحديثة.
ولذلك فإنني أدعو الأخت الكريمة يراع العربية وإخالها متخصصة في بلاغة الكلام، وغيرها من الزملاء المتخصصين في دراسة البلاغة إلى المشاركة في إضاءة هذا الجانب العلمي على صفحات هذا الملتقى بمشروعات علمية ينتفعون بها أولاً، وننتفع بها ثانياً في جوانب بلاغة القرآن، وإتاحة دقائق هذا العلم الشريف لقراء الملتقى وهم من الصفوة إن شاء الله، والله لا يضيع أجر المحسنين.
سيكون في القادم خير , بإذن الله تعالى , وسأحاول في ذلك اقتباس بعض الجهود المعاصرة التي أبلت في ذلك بلاء
حسناً لتكون انموذجاً واضحاً للدارسين في البلاغة , وثماراً ناضجة للراغبين في استنارة أذهانهم , وأرجو أن يكون
قريباً.
بورك فيكم , وزادكم الله ديناً وعلماً.
وفقكم الله ,,,(/)
استفسار:هل بحثت آيات الزينة في القرآن أو في سورة النور؟
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[22 Dec 2006, 06:48 م]ـ
السلام عليكم
هل بحث موضوع الزينة في القرآن؟
وأخص آية الزينة في النور ......
ولكم جزيل الشكر ....
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 Dec 2006, 10:54 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
للباحث محمد سلمان جنيد بحث بعنوان: الزينة في القرآن الكريم –دراسة وتحليل- = جامعة صدام للعلوم الاسلامية. ولا أعلم شيئا عن هذا البحث.
وللدكتور لطف الله خوجه بحث بعنوان: الدلالة المحكمة لآية الزينة على وجوب تغطية الوجه.
تجده على هذا الرابط ( http://saaid.net/Doat/khojah/28.htm).
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 Dec 2006, 11:09 م]ـ
وهذا بحث آخر:
الزينة في ضوء القرآن الكريم: دراسة موضوعية ( http://tafsir.org/books/open.php?cat=88&book=958)
ـ[محمد العواجي]ــــــــ[23 Dec 2006, 07:46 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم
تفسير آيات الزينة في سورة النساء
لم تحدد مطلوبك منه
وهو بحث موضوعي شبه جاهز عندي
ولك خالص الشكر والتقدير
ـ[يسري خضر]ــــــــ[23 Dec 2006, 09:29 ص]ـ
اخي العزيز كتب الاستاذ احمد عبد الحليم ابو شقة موسوعة بعنوان تحرير المراة في عصر الرسالة ------طبعة دار القلم افرد جزء لهذا الموضوع وقد قدم لها الامامان الغزالي والقرضاوي
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[23 Dec 2006, 01:56 م]ـ
أشكر الجميع على مشاركتهم
أخي الدكتور محمد العواجي، المطلوب هو تفسير آية الزينة في سورة النور
أو تفسير الزينة في القرآن بشكل عام،،،
وإن كان بالإمكان أن ترسل لي نسخة من بحثك الذي ذكرت حتى نستفيد منه
ولكم جزيل الشكر
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[23 Dec 2006, 02:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ محمد العواجي لو نزلتم البحث في هذا الموقع المبارك ليستفيد الجميع والله يحفظكم ويرعاكم.
ـ[محمد العواجي]ــــــــ[23 Dec 2006, 04:22 م]ـ
أخي الكريم أحمد الفالح
شيخنا الغالي محمد مصطفى
تلبية لرغبتكما لعلي قريبا أرفق البحث للجميع
لعل فيه شيئا مما يفيد
ولكم جزيل الشكر والعرفان
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[23 Dec 2006, 10:48 م]ـ
من يفيدنا عن بحث الأخ / محمد سلمان جنيد بعنوان الزينة في القرآن الكريم
ولكم جزيل الشكر
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[24 Dec 2006, 09:49 ص]ـ
هناك رسالة دكتوراة للدكتور عبد العزيز عمرو حول الزينة في القران والسنة والاحكام الفقهية وهي رسالة مطبوعة قبل اكثر من عشرين سنة واصلها مقدم لجامعة الازهر في اوائل السبعينيات من القرن الماضي
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[25 Dec 2006, 05:22 ص]ـ
رسالة علمية من جامعة الإمام محمد بن سعود للباحثة عبير المديفر بعنوان (أحكام الزينة) وهي مطبوعة في جزءين من مطبوعات الجامعة.(/)
الانتصار للشيخ عبد الباسط هاشم
ـ[الجكني]ــــــــ[22 Dec 2006, 10:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين،الحكم العدل،والصلاة والسلام على النبي الكريم المرسول بالدين الحق والعدل:
أما بعد:
فيقول العبد الضعيف:وقعت بين يدي رسالة صغيرة الحجم معنونة ب "تحذير الشيوخ من إسناد شمروخ: بحث مهم في بعض أسانيد القراءات " ألفها من لقب نفسه أولقبه غيره:خادم القرآن الكريم "وأكرم به من لقب،اسم هذا المؤلف:حمد الله حافظ الصفتي 0
وقد أخذت الرسالة وتصفحتها لشغفي بالقراءات وأسانيدها،وقلت في نفسي لعلي أستفيد منها،فقرأتها وتمعنت فيها فإذا هي "مبنية " على شيئين:
ا- الإساءة "تصريحاُ " و "تلميحاً "لشيخ من شيوخ القراءات واتهامه ب"الكذب" 0
2 - الاعتماد على الإنكار بدون ذكر أي دليل علمي يمكن أن يعتمد عليه لإبطال المسألة التي من أجلها ألفت الرسالة 0
فأحببت التقرب إلى الله تعالى ب"الدفاع " عن هذا الشيخ الذي ينتسب إلى كتاب الله تعالى وذلك ب "مناقشة" كل ما ذكر صاحب الرسالة أنه دليل يمكن به أن يبطل ما جاء به الشيخ وقد سميت هذا الرد:
"انتصار خادم الشيوخ للشيخ عبد الباسط من بحث تحذير الشيوخ"
وإني أقول هنا: والله العلي العظيم إني لا أعرف الشيخ عبد الباسط ولا الشيخ حمد الله،وإنما همي هو بيان أن ما كتبه المؤلف لا يعتبر دليلاً علمياً تنتقض به أقوال شيوخ الإقراء 0
وأيضاً:ما أكتبه لا يعتبر نفياً ولا تأكيداً لشمروخ بقدر ما هو دراسة نقدية لأدلة حمد الله 0
وهذا أوان الشروع بعد طلب التوفيق من الله تعالى:
-ص2س5:قال:"فارتكبوا من الأخطاء ما يحاسبهم عليه التاريخ 0000مما يجعل عملهم وصمة في جبينهم حيث رضوا بالتهاون ولم يتبعوا سلفهم الصالح في تمحيصهم واحتياطهم 0"انتهى
أقول: ليس التسامح والتساهل في القراءة على غير المشهور يعتبر خطأ أو وصمة في الجبين،ولم يشترط العلماء في الإسناد أن يكون مقتصراً على المشهور من المشايخ 0
والعجب كل العجب هو استعمال هذه الكلمة؛أعنى كلمة (السلف) لكل من أراد أن يصبغ قوله ورأيه بشئ من القدسية والقبول،وكأن مخالف ذلك لا يعتبر من السلف،مع طلبنا دائماً وتكراراً إلى صون هذه الكلمة وعدم ابتزازها وإدخالها في كل خلاف حتى ولو كان الخلاف في أقل المسائل أهمية،وكأن أيضاً الخلاف في كل المسائل إنما هو بين السلف وغيرهم،وكأن السلف لم يختلفوا فيما بينهم؟؟
وأقول أيضاً: ما ذا يقول صاحب هذه الرسالة إذا عرف أن كثيراً من العلماء وأخص منهم هنا أهل القراءات قد رووا عن أناس "مجهولين " وغير معروفين كما سيأتي،وتكفينا نظرة عابرة في كتاب "غاية النهاية " لمعرفة هذا الكم الهائل، وإذا لم يقتنع أحد بهذا فأرشده إلى مطالعة "معرفة القراء الكبار "للذهبي في ترجمة الأهوازي فقد صرح أن الأهوازي جاء بشيوخ قال عنهم الذهبي " وفيهم أناس لا يعرفون إلا من جهته،واتهم لذلك "وأيضا" فإن أكثر شيوخ الإمام الهذلي "مجهولين " لا يعرفون ولم يقل أحد منهم ولم يصور أن ذلك فيه"عدم اتباع السلف"و"أن التاريخ سيحاسبهم عليه"،ما هكذا تصور المسائل يا أخي0
2 - ذكر الشيخ في ص11و12:"التعريف بشمروخ المزعوم على لسان الشيخ عبد الباسط هاشم "ثم ختم ذلك بكلام تشمئز منه النفوس حيث قال:"إن كلام هذا الرجل – الشيخ عبد الباسط – يجعلني أجزم أن حكاية شمروخ هذه من نوع الإنس الخيالي؟؟ فإن أمر شمروخ هذا متناقض يرد بعضه بعضاً وذلك دليل على بعده عن الحقيقة وقربه من الخيال "0
مع تحفظي على كلمتي "هذا الرجل " ويقصد به الشيخ عبد الباسط،وكلمة"الإنس الخيالي " فإني سأسير معه لأرى أدلته التي سيبطل بها هذه الدعوى،وهو ما ذكره في الصفحة التالية 0
3 - قال في ص 13:"أول ما يؤخذ على شمروخ أنه رجل مجهول العين والحال لا يعرفه أحد من أهل العلم المعتبرين فضلاً عن أهل الاختصاص في القراءات ولم يذكره الإمام الضباع في تلاميذ المتولي عندما ترجم له "0
أقول: أولاً وقبل كل شيء نسأل هذا السؤال المهم جداً في الموضوع وهو:
ماهو حكم كاتب هذه الرسالة الشيخ:حمد الله حافظ في الشيخ عبد الباسط هاشم؟ بل ما هي مكانة الشيخ عبد الباسط عند علماء القراءات في مصر؟ هل هو:
1 - حقيقة أم خيال؟
2 - هل هو رجل صدوق أم عكس ذلك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - هل هو رجل متهم في علمه في القراءات وفي أسانيده الأخرى إن كانت له؟
قد يقول قائل:ما فائدة هذه الأسئلة؟
فأقول: الفائدة جد مهمة وضرورية،لأننا قبل إثبات وجود شمروخ من عدمه يجب علينا أولا ً معرفة "حال " من انفرد بذكره،فإن كان ممن يشهد له بالورع والصدق قبلنا مناقشة ما جاء به وإن كانت الأخرى أرحنا أنفسنا من عناء كل ذلك 0
وكاتب هذه السطور:يقسم بالله تعالى أنه لا يعرف الشيخ عبد الباسط ولا الشيخ حمد الله،ولكن سنتناقش على البراءة الأصلية لكل منهما وهو "اعتبار صدقهما وعدم تدليسهما "0
عود إلى المناقشة:
أقول للشيخ حمد الله: مسألة "مجهول العين والحال " أزيلت بذكر الشيخ عبد الباسط له خاصة أنه "صرح " بالقراءة عليه كما نقلت عنه0
وعند جل العلماء أن:إخبار الثقة بسماع نفسه كاف"وأيضا:الثقة إذا قال:قرأت أو سمعت فهو مصدق،ثم إن "مجهول العين " ليس على مرتبة واحدة بل فيها تفصيل مذكور في مظانه 0 والمسألة بتوسع مذكورة في مصطلح الحديث 0
وأما عدم معرفة أهل العلم المعتبرين أو عدم ذكر الضباع له أو عدم معرفة المشايخ المذكورين له وعدم سماعهم به:كل ذلك لا يعتبر دليلاً على عدم وجوده،مع ملاحظة أنهم لم يقولوا إن القول بوجوده:"قريب من الإنس الخيالي " 0
وأيضاً:مع ملاحظة أن سؤال الشيخ حمد الله للشيخ الزيات رحمه الله كان قل وفاة الزيات بشهر؟؟ فما هو الظن برجل تجاوز التسعين بعدة سنوات إذا سئل عن شخص قديم نسبياً وغير مشهور أصلاً أن يقول؟؟؟
3 - وأما لم لم يقرأ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد على شمروخ:فليس دليلاً على عدم وجود شمروخ لكثرة الاحتمالات في الاجابة على هذا السؤال 0
4 - ذكر ص3قوله:" فكل تلاميذ المتولي مشهورون تقريباً 00فأي ثلاثة يعنيهم؟؟ "
أقول: قولك "تقريباً " يدل على أنه ليس "كل " تلاميذه مشهورين، ولو قلت "أغلب " بدل " كل " لصح لك دليلك 0
ثم: إن الذين ذكرتهم من تلاميذ المتولي المشهورين إنما شهروا – والله أعلم – بسبب أنهم ألفوا الكتب،فمؤلفاتهم هي السبب في شهرتهم لا لكونهم فقط قرؤوا على المتولي،وإلا لكان كل من قرأ على المتولي أو أي شيخ آخر يكون مشهوراً،فالقراءة على الشيوخ ليست هي السبب الوحيد في بقاء الشهرة 0
5 - وصف عبارات الشيخ عبد الباسط ب"المتساقطة" لا يليق بمثله،ونحن مطالبون بتحسين العبارة والأدب مع الشيوخ خاصة أهل القرآن،لكن من وصف الشيخ ب "الكذب" كما سيأتي ليس قليلاً منه أن يقول ما هو أقبح من ذلك 0
6 - ثم ضربت مثلا" لشيخ آخر من تلاميذ المتولي "غير مشتهر ولا معروف لكن قامت البينة على وجوده وتلمذته 0"
أقول:سبب ذلك هو تأليفه لا لكونه قرأ على المتولي،فلو لم تصلنا مؤلفاته لما تأكدنا من قراءته بل من وجوده 0
7 - ثم قال في ص4:" كيف يكون من المشتغلين بالقراءات منذ صغره وأخذها عن علماء بلده ولا يسمع بالمتولي إلا بعد أن جاوز الخمسين؟
أقول: وهل هذا مستحيل وقوعه؟ أليس الآن يوجد علماء طبقت شهرتهم الآفاق ووجود بعض أهل القراءات لم يسمع بهم؟ ألا يتصور في العقل أن هناك شيوخ إقراء بل ويحملون الشهادات العليا في القراءات ويفوتهم معرفة شخص من كبار العلماء؟ هل هذه "مستحيلة" و"صعبة"؟؟
8 - ثم نأتي إلى العبارة قاصمة الظهر،وهي عبارة لا شك عندي أن "قلم " الشيخ حمد الله "شطح " فيها إلى أبعد حد عندما قال:"وهكذا يأخذ الكذب بعضه بعضاً " ثم حاول تلطيف الجو –كما يقال – واستدرك بقوله:"وإن شئت قل (الوهم) لا (الكذب) إحساناً بالظن بالشيخ عبد الباسط 0
أقول: أي إحسان بالظن يا شيخ؟ وأي ضحك على الذقون يا شيخ؟ وما هذا الأدب والتواضع الكذاب؟ وما ينفعك هذا الاستدراك؟ لو كنت صادقاً –وقد تكون بينك وبين الله صادقاً لكن نتعامل مع النص الموجود لا على ما في القلوب- لما ذكرت هذه العبارة ولمسحتها ولم تطبعها؟؟
ثم علقت يقولك:"ما الذي يدعو شمروخ" المزعوم للأخذ عن المتولي طالما أنه أدرك شيوخاً أكبر منه 00الخ
جوابه سهل يا أخي: قد يكون أخذ عنه "للتبرك " لا غير،خاصة وأن الشيخ المتولي رحمه الله ممن شهد له بالصلاح 0هل هذه صعبة؟؟
9 - أما ما ذكرته ص22:"وأخبرني د/جمال الدقاق أن قرية (السمطا) لايوجد بها علماء ولا قراء من زمن أبعد من زمن شمروخ هذا"
(يُتْبَعُ)
(/)
عدم وجود العلماء ليس دليلاً على عدم وجود العالم والعالمين،ولا يتصور في العقل أن قرية في "مصر" وهي بلد القراء والقراءات يخلو منها قرية من وجود ولو قارئ واحد؟؟ أقول هذا لأن كل كلام الشيخ حمد الله إنما هو في "الاحتمالات " العقلية " وليس في الأدلة العلمية 0
10 - ثم ما ذكرته في نفس الصفحة فقرة (2):"فيبدو أن واضع قصة شمروخ قد قاسها على مواصلات زماننا وهكذا تحمل القصة المزعومة دلائل وضعها جلية في طياتها " 0
أقول:مع الغمز واللمز الخفي تحت عبارة "واضع قصة شمروخ " أقول:ألا يوجد ممن بلغ الخمسين أن يكون على سفر دائم من أجل القرآن؟ ألا يمكن أن يكون هذا الرجل ممن يدعو الله تعالى في سفره بأن "يطوِعنه بعده"،ويهوّنه عليه كما صح في أحاديث السفر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،ويستجيب الله تعالى له؟ أم أن هذه صعبة؟ أو أن هذا التخريج لا يصح؟
11 - أما سؤالك:"أين ما كتبه شمروخ "؟ فلا يستحق المداد الذي يجاب به عنه 0
12 - ثم جئت بما سميته أنت "الطامة الكبرى " فقلت:
"ثم الطامة الكبرى: وهي تفرد الشيخ عبد الباسط هاشم بالرواية عن شمروخ المزعوم دون مشاركة،إذ كيف يعقل تصدر شمروخ المزعوم للإقراء ولا يقرأ عليه إلا رجل واحد؟ فيكون شمروخ قرأ على المتولي في غفلة من الزمن،وقرأ الشيخ عبد الباسط على شمروخ في غفلة مثلها دون أن يدري أحد من شيوخ الشأن "0
أقول: لو رجعت إلى غاية النهاية لوجدت كثيراً من الشيوخ لا يعرف لهم إلا تلميذ واحد:
1 - الأصبغ بن عبد العزيز:معدود في شيوخ نافع لا أعرف على من قرأ،ذكر ذلك سبط الخياط 0 (غاية النهاية:1/ 171)
2 - أبو بكر البزار مجهول لا يعرف إلا من جهة الرهاوي0 (1/ 26)
3 - إبراهيم بن عمر:قرأ عليه عبد الباقي بن فارس ولا أعلم أحداً أسند عنه سواه 0 (1/ 22)
إلى غير ذلك مما هو كثير في كتب تراجم القراء ولم يذكر أحد أن ذلك من "الإنس الخيالي " وانه "كذب يكذب بعضه بعضاً " لأن أقل ما يقال في هؤلاء المجهولين أنهم أهل "قرآن " ولا يتوقف على معرفتهم خلل في القراءة ولا في قبول القراءة 0
13 - ثم عاود "الشطح " قلم الشيخ حمد الله عندما قال:" أما ذكر الشيخ عبد الباسط لأسماء مجهولين مدعياً أنهم تلاميذ شمروخ فلا يزيد الأمر إلا قبحاً،فمن هو الشيخ محمد البطيخي؟ ومن يكون قمر الدولة؟ إلا إذا كان يعني بقمر الدولة:بطل رواية توفيق الحكيم "يوميات نائب في الأرياف" 0
ما هذا السخف والاستهزاء والتنكيت بأهل القرآن الذي لا نعرفه إلا ممن طمس الله بصيرته وقلبه عن محبة أهل القرآن والعياذ بالله؟ فما أقول إلا أنك جاوزت الحد في الاستهزاء،وكيف تسمح لنفسك بذكر أمور اللهو والهزل في كتاب تزعم أنه "تحذير للشيوخ " إذن نفهم منك أنك تحذرهم من "شمروخ " وتدعوهم لروايات "توفيق الحكيم " أم ماذا؟ وأما رأيت ممن يحمل لقب "قمر الدولة" إلا ماهو في الرواية؟؟ ما هذا يا شيخ؟؟؟ يا من لقبت ب"خادم القرآن الكريم "؟؟
أما بخصوص ذكر الشيخ عبد الباسط لأسماء مجهولين فهذا أجبت عنه قبل قليل وأنه كان معهوداً ومعروفاُ من القديم 0
14 - ثم تمادى بك الشطح إلى أن "تشكك" في إجازة الشيخ عبد الباسط؟ وهذا من حقك،لكن إذا كنت تعتبر الشيخ صادقاً فصدقه فيما يقول وإلا فما علقت به لا يصح أن يكون دفعاً لقول الشيخ:إذ ما المانع من ضياعها واحتراقها؟ ومن منا لم تضع له أوراق أكثر أهمية بكثير من " الإجازة " 0
15 - ثم نقلت عن ابن جماعة قوله:" ليس كل ما يجوزه العقل يستلزم الوقوع " 0ص 25
أقول: هذا عليك وليس لك لأنك بنيت الرسالة على عدم إمكانية "وقوع" ذلك " فهل هذا تناقض أم ماذا؟؟
16 - أما قولك:"أخبرني أحد الثقات أنه سمع أحد تلاميذ الشيخ عبد الباسط ينقل عنه أنه قال:" شمروخ من أهل الجن " 0
أقول: من هو هذا الثقة " وما حاله؟ ومن هو هذا أحد تلاميذ الشيخ وما حاله؟ أليسا مجهولي " عين وحال " عندنا فيجب عليك التعريف بهما لنحكم على كلامهما 0
وأخيراً:
أعتذر للشيخ حمد الله إن كان بدر مني مالا يليق بحقه ومكانته –مع أني والله لا أعرفه ولا يعرفني – ولكن توسمت فيه "الغيرة" على كتاب الله تعالى،فاجتهد وكتب ما كتب،وليس يشترط في طالب العلم الصواب في كل ما يكتب المهم أن تكون النية خالصة لله تعالى لا لغرض دنيوي أو المساس بالأشخاص خاصة إن كانوا ممن لهم خدمة في تعليم كلام الله تعالى هذا ما أردت تسطيره دفاعا" عن الشيخ عبد الباسط هاشم –مع أني والله لا أعرفه ولا يعرفني –وإنما قرأت هذا البحث الطاعن في "سنده"والمسيئ إلى شخصه، ولم أر أن كاتبه أقام "الأدلة العلمية" على إبطال هذا السند فكل ما جاء به يمكن "نقضه" و"رده" حتى إذا جاءنا بما يصح أن يكون دفعاً وإبطالاً سلمنا له ما ادعاه 0
كلمة أخيرة:
ذكرت في المقدمة أني لم أكتب هذا الرد والانتصار بغية تأكيد أو نفي وجود "شمروخ" فهذا لا أعرف عنه شيئاً ليس عندي ما ينفيه أو يؤكده تأكيدا تاماً لو استثنينا "سند " الشيخ عبد الباسط،وإنما كتبت هذا لأبين أن "الرسالة" لا ترقى بأدلتها المذكورة إلى النفي 0
فبحثي هو لبيان "ضعف" الأدلة التي جاء بها الشيخ حمد الله 0
والله من وراء القصد 0
كتبه:العبد الضعيف:د/السالم محمد محمود الجكني الشنقيطي المدني 0
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[24 Dec 2006, 09:43 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84673
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80515&highlight=%D4%E3%D1%E6%CE
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6595&highlight=%D4%E3%D1%E6%CE
ـ[الجكني]ــــــــ[18 Feb 2007, 12:03 ص]ـ
قرأت في "منتدى البحوث والدراسات الإسلامية " ما كتبه الشيخ "الصفتي" رداً على ما كتبته هنا وهناك،وكنت أظن أنه سيأتي بأدلة علمية ينقض بها ما كتبت،لكنه اكتفي بذكر أشياء خارجة عن الموضوع،وكتبت ردي عليه هناك، وأضيف هنا هذه المعلومة التي قد تفيد في أن "وجود " شمروخ ليس بالأمر المستحيل أو المستبعد،وهو ما بني عليه الصفتي كلامه 0
وقبل أن أذكر هذه الفائدة:أكرر أني لا أدافع عن "وجود " شمروخ أو عدم وجوده،بل غرضي هو بيان أن ما ذكره الشيخ عبد الباسط لا يستحق أن يوصف من طرف "الأولاد " بأنه "كذب " و"خرف " 0
قرأت في كتاب "الطيوريات "وهو كتاب انتخب الإمام أبو طاهر السلفي فيه من أصول كتب الشيخ أبي الحسين المبارك الطي وري رحمه الله "0
جاء في الكتاب المذكور:ج3 ص959:سمعت أبا علي الحسن بن علي بن المذهب التميمي يقول: سمعت أبا حفص عمر بن أحمد بن شاهين المروزي يقول: سمعت عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي يقول:"وقد استملى أبو عبد الله بن مهران المستملي فقال له: أرجو أن أستملي عليك سنة عشرين وثلاثمائة،وكان هذا القول في قرب موته،فقال له: ضيقت علي عمري،أنا رأيت رجلاً في الحرم له (مائة وست وثلاثون سنة) –انظر (136) يقول: رأيت الحسن وابن سيرين،أو كما قال "0انتهى
قال محققا الكتاب:
هنا في هامش الخطية (بلغ وصح) رجاله ثقات،ذكره الذهبي في السير (14/ 454) مختصراً من طريق ابن الطيوري قال:سمعت ابن المذهب به، وقال:كان يسر البغوي أن لو قال له مستمليه:أرجو أن أستملي عليك سنة خمسين وثلا ثمائة 0
والله أعلم(/)
استفسار ومشورة
ـ[منصور مهران]ــــــــ[23 Dec 2006, 11:45 ص]ـ
تلقيت اليوم كتاب (المبهج في القراءات السبع المتممة بابن محيصن والأعمش ويعقوب وخلف) تأليف سبط الخياط البغدادي، وهو عبد الله بن علي بن أحمد بن عبد الله، المتوفى سنة 541 هج.
وهذا الكتاب في ثلاثة أجزاء، وعليه عبارة (تحقيق) سيد كسروي حسن؟ من إصدارات دار الكتب العلمية ببيروت سنة 1427 هج = 2006 م.
وظننت أن هذا الكتاب لقي عناية من بعض طلاب الدراسات العليا، في مرحلة الماجستير أو مرحلة الدكتورية، وكأني سمعت بهذا منذ أمد بعيد، ورغبت أن أتحقق من ظني ومدى صحته:
فهل لديكم يا إخواني معرفة بالكتاب وبمن حققوه غير هذا؟
ـ[نورة]ــــــــ[23 Dec 2006, 01:39 م]ـ
الشيخ الفاضل
نفع الله بك
قد تُحدث عن الكتاب هنا في الملتقى
وتجده على هذا الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6188&highlight=%C7%E1%E3%C8%E5%CC
ـ[منصور مهران]ــــــــ[23 Dec 2006, 11:48 م]ـ
(ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)
فإن عبادك يؤاخذون(/)
أيهما أكثر تحريراً
ـ[خالد بن سليمان العويشق]ــــــــ[23 Dec 2006, 09:28 م]ـ
مشايخنا الكرام:
آمل عقد مقارنة بين كتاب قواعد الترجيح لحسين الحربي، وبين كتاب قواعد التفسير لخالد السبت. وأيهما أكثر تحريراً، والأولى بالقراءة
وبارك الله فيكم.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[24 Dec 2006, 12:21 ص]ـ
أخي الكريم خالد
هناك اتفاق بين مادة الكتابين من جهة واختلاف من جهة أخرى، فكتاب الدكتور حسين الحربي مختص بالقواعد الترجيحية على التفصيل، أما كتاب الدكتور خالد السبت فقد احتوى على كثير من قواعد الترجيح، وأضاف كذلك القواعد التفسيرية العامة.
وأنصحك بقراءة الكتابين معًا:
ــ فما لا تجده في كتاب الدكتور حسين الحربي من القواعد العامة، فإنك ستجده في كتاب الدكتور خالد السبت.
ــ وما ستجده من اتفاق بين الكتابين في القواعد الترجيحية فتلك مواطأة حسنة.
ــ وما ينفرد به أحدهما من هذه القواعد الترجيحية، فإنه سيفيدك إن شاء الله.
ـ[خالد بن سليمان العويشق]ــــــــ[25 Dec 2006, 06:59 ص]ـ
أحسنت شيخنا الفاضل، وأسأل الله أن يرفع قدرك.(/)
ما رأيكم في هذه الطريقة في دراسة التفسير؟
ـ[زيد العنزي]ــــــــ[24 Dec 2006, 01:12 ص]ـ
الطريقة هي
بعد دراسة أصول التفسير وضبطها
يقرأ تفسير الآية من كتاب يذكر أقوال السلف مثل تفسير الطبري ويقوم القارئ بالترجيح بين الأقوال ثم يصوغ تفسير الآية بما يره راجحا وبعد ذلك يراجع تفسير الآية في التفسير الميسر ويراجع ترجيح ابن جرير وابن كثير والسعدي وبن عثيمين رحمهم الله لينظر مدى صحة ترجيحة.(/)
سؤال لأهل التحقيق عن (قاعدة في فضائل القرآن لشيخ الإسلام ابن تيمية.بتحقيق القرعاوي)
ـ[عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[24 Dec 2006, 01:17 ص]ـ
أحبتي الكرام في هذا الملتقى المبارك ,السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فقد وقفت منذ زمن على كتاب مطبوع بعنوان:قاعدة في فضائل القرآن لشيخ الإسلام ابن تيمية.بتحقيق: د. سليمان القرعاوي.
وقد قرأت الكتاب فلم أجد فيه نَفَس شيخ الإسلام, وأسانيد المؤلف تشكك في نسبة الكتاب إليه. ولكن المحقق_ سلمه الله_ لم يقف عند هذا الأمر.
وسؤالي: هل نسبة الكتاب إلى شيخ الإسلام صحيحة؟
وهل نقد هذه الطبعة أحد من أهل العلم؟
أرجو الإفادة لحاجتي لهذا الأمر. ولكم شكري وتقديري.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Dec 2006, 06:48 م]ـ
الأخ الكريم الدكتور عبدالعزيز الجهني وفقه الله
أشاركك الشك في نسبة هذه الرسالة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_155394593e4bae4945.jpg
وإن كان المحقق وفقه الله حاول أن يوثق هذه الرسالة لابن تيمية من خلال ما كتبه الناسخ في أولها وآخرها من نسبتها لابن تيمية، إلا أنه لم يتوقف عند أسلوبها، وعنوانها الذي ربطه هو بما ذكره ابن القيم في ترجمته واستنتج أن المقصود به هو هذه الرسالة لاشتمالها على الحديث عن فضائل القرآن، ومر مروراً سريعاً على ما يرويه المؤلف بإسناده عن شيخيه بالإجازة وهما الشيخ أبو زكريا محي الدين يحيى بن يوسف بن يعقوب الرحبي، والحاج محمد بن إبراهيم بن عمر المعروف بالدبس كلاهما عن شيخ الإسلام ابن تيمية، ولم يزد على أن قال: إن هذا إسناد راوي النسخة وليس إسناد المؤلف.
ولم تطبع هذه الرسالة ضمن رسائل ابن تيمية التي عني بها مؤخراً وجمعت وحققت، والأمر في حاجة إلى تتبع ترجمة الشيخين اللذين ذكرهما المؤلف في الكتاب، والبحث عن تلاميذهما ومعرفة مؤلفات تلاميذهما فربما نجد ما يدل على المؤلف الحقيقي للرسالة سواء كان ابن تيمية أو غيره.(/)
الإعجاز العلميّ في قول الله تعالى: (وعلّم آدم الأسماء كلَّها) لـ أ. د.ظافر القرني
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Dec 2006, 08:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإعجاز العلميّ في قول الله تعالى: وعلّم آدم الأسماء كلَّها (*)
أ. د. ظافر بن علي القرني
أستاذ علوم هندسة المساحة
جامعة الملك سعود – كليّة الهندسة –القسم المدني
الرّياض
www.dr-algarni.net
algarni2003@yahoo.com
المقدمة
العقل البشري مهيأ للعلم من خالقه عزّ وجلّ؛ لذا فتعلّم العلم هو من أيسر الأمور على الإنسان؛ ولمَّا وهمنا أن غيرنا أجدر به منَّا، تصورناه أمرًا صعبًا، فحاولنا ابتكار تعاريف تليق بهذه الصعوبة المتوهمة. وكانت أسهل طريقة لجلب هذه التَّعاريف أن تؤخذ ممَّن بُهرنا بثقافتها من الأمم المتقدِّمة تقنيًّا، فقادتنا تلك التّعاريف إلى تقسيمات عشوائية أكثرها غير رشيد؛ حتّى بلغ بنا الأمر أن قسّمنا العلم، في مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا، إلى علم وأدب ( Science and Art)، أو علم وغير علم (1)؛ ولأنَّ هذا لا يتّسق مع واقع العلم، ولا مع ثقافة أمتنا، لما بين يديها من علوم ومعارف لا تخضع لهذا التقسيم الفاسد، لم يقم لها قائمة منذ أمدٍ بعيد.
وقد يحجر المرء العلم على ما يعرفه منه، وينفي صفته عن علوم أخرى لجهله بها. وهذا أمر أفدح من سابقه؛ لأنَّ العلم لا يحيط به أحد، ليبعد عنه ما شاء، ويدني منه ما شاء؛ وإن كان علمٌ دون علمٍ في الأهمّية؛ فمن العلم ما لا يسع المرء جهله، أو ما هو فرض عين على النَّاس. ولو حكمنا معارفنا بما دلّ عليه كلام الرّسول الكريم في العلم، لكفانا مؤونة التقسيم التي لا تنتهي متاهتها؛ ألم يقل صلى الله عليه وسلّم في دعائه: "اللّهم إنّي أعوذ بك ... من علمٍ لا ينفع" (2، سنن التّرمذي، حـ 3404). إذن العلم إمَّا أن يكون نافعًا أو ضارًا. وهذا هو ما نراه في واقع الحياة. ونحن لا نعجب ممّن لم يعرف عن الوحي شيئًا إذا أخطأ في فهم كنه العلوم وتصنيفها؛ ولكن العجب يتملّكنا ممّن وفقه الله لمعرفة كتابه، ثمَّ يسلك في تعريف العلم ما سلكه غيره، دون معرفةٍ حقّة به. ولنكتف بدليل واحد من القرآن الكريم لنرى السّياق الذي جاءت فيه كلمة علماء في قول الله جلَّ في علاه:) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءٌ) (3، فاطر، 27 - 28). فالآية تخبرنا عن أنواع من العلوم لها اليوم تخصصاتها التي تُعرف بها، فإذا ما اتَّقى أصحابها الله في علمهم، وكان خالصًا لوجهه، كانوا من العلماء الّذين ذكرتهم الآية. فأيّما معرفة تقود إلى عبادة الخالق عزَّ في علاه، على ما شرعه، فهي علم وأهلها علماء بها، وقد لا يتجاوزنها لغيرها.
ورغم ما يشوب كثيرًا من علوم اليوم من خلل في الفهم والتَّصنيف، فقد بلغت مبلغًا عظيمًا يعكسه لنا التّطور التَّقني المشهود في كلّ بقاع الأرض. وإذا ما نظر المرء إلى المعطيات أو المعلومات التي تقوم عليها هذه العلوم والتّقنيات المتنوِّعة، وجدها تنقسم إلى نوعين مهمّين هما: المعلومات الكمّيّة ( Quantitative)، والمعلومات النّوعيّة ( Qualitative). والكمّيّة منها تقوم على العدد، والنّوعيّة تقوم على الحرف (الكلمة). وجلّ العلوم والتقنيات المسيطرة اليوم، تتّّخذ من الأعداد المعالجة بالحاسوب، وسيلة للوصول إلى نتائج علميّة قد يكون غيرها أصح منها؛ ولكنَّها هي أفضل ما يمكن الوصول إليه، بحسب النَّماذج الرّياضية المبتدعة فيها. ورغم الأهميّة البالغة للإعداد، فإنَّها لا تأتينا بكلِّ المعلومات، ولا تفي بالغرض الذي نريده، ولا تمكّنّا من جعل الآلة تتعرّف على كلا النّوعين من المعلومات المتعلّقة بالشيء المعالج بذاتها. ولذا أصبح من الضروري النّظر فيما يعوز هذه التقنيات من مكونات كي تفي بما يراد منها، بحسب المجالات المختلفة. وبما أنّ البحث قد بلغ مبالغ عظيمة في الصنف الكمّي، وقصر في الصّنف النّوعي من المعلومات؛ فلا بدّ للمرء من البحث في كلا الصّنفين بطرق علميّة،
(يُتْبَعُ)
(/)
ليرى مكمن العجز، فيحدّده ويبيّنه، كي تصبح معالجته ممكنة ميسّرة.
سيبدأ البحث بمناقشة علوم وتقنيات حديثة مختارة، تشمل تقنيّة التّصوير المتري: المساحة التَّصويريّة، والاستشعار عن بعد ( Photogrammetry & Remote Sensing)، ونظم المعلومات الجغرافيّة ( Geographic Information System, GIS)، وتقنية النّانو ( Nanotechnology)، والإنترنت ( Internet)؛ ليبرهن أنّ العقبة الكؤود في سبيل هذه العلوم والتّقنيات، وما ماثلها، تكمن في المعلومات النّوعيّة، وتتمحور في اسم الشيء المعالج أو المراد معرفته. فيركّز البحث، بعد ذلك، على الاسم، ليُرى ما جاء فيه، وليرصد أهم التّحولات الحادثة عليه عبر عصور تأريخيّة محدّدة، هي: العصر الجاهلي، والعصر النّبوي، والعصر الأموي، والعصر العبّاسي. ولا يغيب عن القارئ الفطن أن الأرض بأممها كانت هامدة قبل بعثة الرَّسول، وكانت في ظلام دامس، وفقر مدقع في العلم والمعرفة؛ فلاختيار هذه العصور ما يبرره بشهادة أمم الأرض عامة، كونها تمثَّل الحضارة الإنسانيّة على الأرض آنذاك. ولا ريب أنَّ لها تأثيرها البيّن فيما بعدها من عصور إلى يومنا هذا. وستقود هذه الدّراسة، بطبيعة الحال، إلى أمر الإعجاز العلمي في القرآن، والسّنة النّبويّة ليتوّج به البحث، وليجيب على مقالة من قال إنّ القرآن جاء به محمد صلّى الله عليه وسلّم من عنده، أو إنَّه من عند غير الله تعالى؛ فكيف لهذا النّبي الأمّي، في هذه الأمّة الأمّيّة أن يعلم أهمّيّة الأسماء وأنّ معضلة العلم والتّطوّر العلمي ستكون فيها لينصّ عليها بعينها في القرآن الكريم في آية (وعلّم آدم الأسماء كلّها) (3، البقرة، 31). وكيف علم هذا النّبيّ الكريم أنّ معضلة ما سيُسمّى "العلوم البحتة"، في آخر الزّمان، ستكون في "جوامع الكلم" ليخبرنا أنَّها معجزته الباقية أبد الدّهر؟. تجدر الإشارة هنا إلى أنّ كثيرًا من معلومات هذا البحث، مستقاة من كتاب أسماء الأشياء والعلم والتّقنية: الإعجاز العلمي العظيم" (4)، الّذي وفّق الله الباحث، بفضله وكرمه، إلى إنجازه.
للاطلاع على البحث كاملاً، يمكن تنزيله بجداوله من المرفقات
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) ألقي هذا البحث في المؤتمر الثامن للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بالكويت، ونشر ضمن أعمال المؤتمر.
ـ[هاني درغام]ــــــــ[24 Jun 2010, 11:42 م]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا(/)
آية مشكلة!!
ـ[أبو جواد]ــــــــ[24 Dec 2006, 03:21 م]ـ
اللهم صل وسلم على سيدنا أبي القاسم محمد وعلى آله وصحابته .. آمينمن مواضع الإشكال عند المفسرين قول الله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته ... } الآية
فهلا أكرمتمونا سادتي بما عندكم فيها.؟
وفق الله الجميع
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[24 Dec 2006, 11:41 م]ـ
الشيطان يوحى إلى محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ
أ. د محمود حمدي زقزوق
الرد على الشبهة:
الظالمون لمحمد صلى الله عليه وسلم يستندون في هذه المقولة إلى أكذوبة كانت قد تناقلتها بعض كتب التفسير من أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الصلاة بالناس سورة "النجم", فلما وصل صلى الله عليه وسلم إلى قوله تعالى: (أفرأيتم اللات والعزى* ومناة الثالثة الأخرى) (1)؛ تقول الأكذوبة:
إنه صلى الله عليه وسلم قال: ـ حسب زعمهم ـ تلك الغرانيق (2) العلى وإن شفاعتهن لترتجى.
ثم استمر صلى الله عليه وسلم في القراءة ثم سجد وسجد كل من كانوا خلفه من المسلمين, وأضافت الروايات أنه سجد معهم من كان وراءهم من المشركين!!
وذاعت الأكذوبة التي عرفت بقصة "الغرانيق" وقال - من تكون إذاعتها في صالحهم-: إن محمداً أثنى على آلهتنا وتراجع عما كان يوجهه إليها من السباب. وإن مشركي مكة سيصالحونه وسيدفعون عن المؤمنين به ما كانوا يوقعونه بهم من العذاب.
وانتشرت هذه المقولة حتى ذكرها عدد من المفسرين؛ حيث ذكروا أن المشركين سجدوا كما سجد محمد صلى الله عليه وسلم, وقالوا له: ما ذكرت آلهتنا بخير قبل اليوم. ولكن هذا الكلام باطل لا أصل له.
وننقل هنا عن الإمام ابن كثير في تفسيره الآيات التي اعتبرها المرتكز الذي استند إليه الظالمون للإسلام ورسوله وهي في سورة الحج حيث تقول: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم) (3) , وبعد ذكره للآيتين السابقتين يقول: "ذكر كثير من المفسرين هنا قصة الغرانيق وما كان من رجوع كثير ممن هاجروا إلى الحبشة, ظنًّا منهم أن مشركي مكة قد أسلموا".
ثم أضاف ابن كثير يقول: "ولكنها - أي قصة "الغرانيق" - من طرق كثيرة مرسلة ولم أرها مسندة من وجه صحيح، ثم قال ابن كثير (4): عن ابن أبى حاتم بسنده إلى سعيد بن جبير قال: "قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة "سورة النجم", فلما بلغ هذا الموضع: (أفرأيتم اللات والعزّى * ومناة الثالثة الأخرى). قال ابن جبير: فألقى الشيطان على لسانه: تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهن لترتجى. فقال المشركون: ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم .. فأنزل الله هذه الآية: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عزيز حكيم) ليقرر العصمة والصون لكلامه سبحانه من وسوسة الشيطان".
وربما قيل هنا:
إذا كان الله تعالى ينسخ ما يلقي الشيطان ويحكم آياته فلماذا لم يمنع الشيطان أصلاً من إلقاء ما يلقيه من الوساوس في أمنيات الأنبياء؟! والجواب عنه قد جاء في الآيتين اللتين بعد هذه الآية مباشرة:
أولاً: ليجعل ما يلقيه الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض من المنافقين والقاسية قلوبهم من الكفار, وهو ما جاء في الآية الأولى منهما: (ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض) (5).
ثانياً: ليميز المؤمنين من الكفار والمنافقين, فيزداد المؤمنون إيمانًا على إيمانهم؛ وهو ما جاء في الآية الثانية: (وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهادي الذين آمنوا إلى صراط مستقيم) (6).
هذا: وقد أبطل العلماء قديمًا وحديثًا قصة الغرانيق. ومن القدماء الإمام الفخر الرازي الذي قال ما ملخصه (7): "قصة الغرانيق باطلة عند أهل التحقيق, وقد استدلوا على بطلانها بالقرآن والسنة والمعقول؛ أما القرآن فمن وجوه: منها قوله تعالى: (ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين) (8) , وقوله سبحانه: (وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحى يوحى) (9) , وقوله سبحانه حكاية عن رسوله صلى الله عليه وسلم: (قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إليّ) (10).
وأما بطلانها بالسنة فيقول الإمام البيهقى: روى الإمام البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ سورة "النجم" فسجد وسجد فيها المسلمون والمشركون والإنس والجن وليس فيها حديث "الغرانيق", وقد روى هذا الحديث من طرق كثيرة ليس فيها البتة حديث الغرانيق.
فأما بطلان قصة "الغرانيق" بالمعقول فمن وجوه منها:
أ ـ أن من جوّز تعظيم الرسول للأصنام فقد كفر؛ لأن من المعلوم بالضرورة أن أعظم سعيه صلى الله عليه وسلم كان لنفي الأصنام وتحريم عبادتها؛ فكيف يجوز عقلاً أن يثني عليها؟!
ب ـ ومنها: أننا لو جوّزنا ذلك لارتفع الأمان عن شرعه صلى الله عليه وسلم؛ فإنه لا فرق - في منطق العقل - بين النقصان في نقل وحى الله وبين الزيادة فيه.
==================================================
(1) النجم: 19 - 20.
(2) المراد بالغرانيق: الأصنام؛ وكان المشركون يسمونها بذلك تشبيهًا لها بالطيور البيض التي ترتفع في السماء.
(3) الحج: 52.
(4) عن: التفسير الوسيط للقرآن لشيخ الأزهر د. طنطاوى ج9 ص 325 وما بعدها.
(5) الحج: 53.
(6) الحج: 54.
(7) التفسير السابق: ص 321.
(8) الحاقة: 44 ـ 47.
(9) النجم: 3 - 4.
(10) يونس: 15.
(عن موقع: رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[25 Dec 2006, 01:02 م]ـ
http://www.tafsir.org/tafsir/index.php?a=books&action=view&id=162
ـ[أبو جواد]ــــــــ[25 Dec 2006, 04:30 م]ـ
أشكر الأخوين الأستاذ أحمد والأستاذ مروان على هذا التجاوب والتفاعل المثمر مع الموضوع، وأريد أن أطرح سؤالا: ألا ترون ـ سادتي ـ أن بعض المهتمين بالتفسير يعيبون على الإسرائيليات والموضوعات، ويدافعون عن آيات الكتاب العزيز من أن تتناولها القصص المختلقة، في حين أنهم يجعلونها منطلقا في تفسير الآيات المناقضة لها؟؟ وكان الأولى بهم ـ في ظني القاصر ـ أن لا يعيروها اهتماما، وأن يسيروا بعيدا عنها في تفسير الآيات، وأن لا يكون ورود تلك الإسرائيليات مشوشا ـ ولو بدرجة ما ـ على تناول المفسر لمعنى الآيات ..
وعليه؛ فإذا ضربنا صفحا عن المختلقات في تفسير هذه الآية، فكيف يكون تفسيرها؟
ـ[محمدغراب]ــــــــ[26 Dec 2006, 09:33 م]ـ
ومن اراد زيادة الانتفاع بأدلة بطلان القصه فعليه بكتاب العلامه الالبانى
نصب المجانيق فى نسف قصة الغرانيق
وفقنا الله تعالى لما يحب ويرضى
ـ[روضة]ــــــــ[27 Dec 2006, 02:25 م]ـ
كتب الدكتور أحمد نوفل بحثاً ـ من سلسلة (مشكلات تفسيرية) ـ حول قوله تعالى: { ... إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ} الحج 52، وفي نهاية البحث لخص نتائج البحث بما يلي:
1. المعنى اللغوي ـ كما تورده المعاجم والقواميس ـ هو المدخل لتفسير آيات كتاب الله، ومعنى كلمات القرآن ومفردات تركيبه، ولكن المشكل في المعنى اللغوي أن كل ما صح لغة ليس يصح بالضرورة في تفسير الكلمة أو المفردة أو التركيب في السياق القرآني، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن المعاجم عكست اتجاه السير أحياناً، فأخذت من التفاسير وضمّنت المعاني في المعاجم حتى ليظن الظانّ أن المعنى هو هكذا بأصل الوضع اللغوي، وربما لا يكون كذلك، وهي مسألة تحتاج إلى جهد كبير، ولكنا نكتفي بالإشارة إلى المشكل وطرحه على بساط البحث، ونقول تفريعاً: إن (تمنى) تجلٍّ كامل لهذا المشكل، فإننا في شكّ كبير من أن من معاني (تمنى) لغة (تلا)، وإنما التمني هو المعروف. . .
2. ليس لقوله تعالى: {إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} سبب نزول، حتى نضطر إلى ربط الآية بسبب نزول حسب من توسعوا في البحث عن أسباب النزول، كما توسعوا في الناسخ والمنسوخ، ذلك أن الآية تبين سنة عامة وناموساً جرى على كل الرسل ليس يرتبط بسبب نزول، ثم إن الذي ذكروه سبب نزول ترتب على نزول الآية ولم تترتب الآية عليه، والأصل أن سبب النزول هو الذي يترتب على وروده أو وجوده وحدوثه نزول آيات، لا الذي يترتب هو على نزول الآيات، فسجود المشركين حدث ترتب على آيات النجم ـ إن سلم سنداً ومتناً ـ والإلقاء المزعوم من الشيطان في الآيات ليس يتصور سبب نزول.
3. الربط بين آيات النجم وآية الحج ليس عليه دليل ولا ثمة إشارة إلى تزامن السورتين سوى هذه الرواية المتهافتة سنداً ومتناً، وكما قال بعض سادتنا، فإن أعداء الله لم يكتفوا بالإساءة إلى سورة النجم، فتعدوه بالإساءة إلى أختها سورة الحج، وحاشا لسور كتاب الله، وحاشا لأنوار كتاب الله أن تطفئها أفواه الكفرة: {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ} التوبة 32.
4. جاء على الأمة وقت لعبت فيه الرواية والإسناد والتفسير بالمأثور دوراً رئيساً في حياة التفسير وسائر العلوم، واستغل أعداء الله هذه المسألة فركّبوا الأسانيد لروايات موضوعة، وركبوا السهل والوعر والذلول والصعب، حتى الذين نقدوا روايات الغرانيق، أقصى ما وصلوا إليه أنها روايات مرسلة، واختلفوا بعد ذلك بين معتمد للمرسل، ومضعّف له، مع أنها مسالة أصل الأصول، وكلية كبرى من الكليات كان ينبغي أن ينصبّ النقد على رفض مثل هذه الترهات؛ لأنها تمسّ أصل الوحي وتمسّ بالتالي مجمل العقيدة ... لا التركيز على علة الإرسال، وهو عند قوم يحظى بالقبول، وعند قوم لا يلقى الإقبال.
5. القرآن علمنا قاعدة ذهبية، وسلّمنا مفتاحاً مهماً من مفاتح فهم آياته، ذلكم هو ردّ المتشابه إلى المحكم، وإنّا إن طبقنا هذه القاعدة على الآية المشكلة التي معنا استبان لنا أن معنى الآية لن يكون على ما قالت معظم التفاسير، وإنما سيستبين لنا في ضوء ذلك المحكم أن كتاب الله لا تتسلط عليه الشياطين، ولا تتنزل على القلب الطهور الأطهر، ولا تقترب من الحمى الأقدس، وإنما أوقعنا في هذه الغثاثات والأضغاث من الفهم عدم ردّ المتشابه إلى المحكم.
6. على ضوء سياق سورة الحج واستقراء اللفظة في القرآن والتفاسير الأصولية الأصلية المعتمِدة صحيح النقل وصريح العقل، نجد أن التمني لا يخرج عن معناه المشهور المتبادر، في اللسان وفي السياق سيان، وهو ترجّي إسلام القوم وهدايتهم، ولكن الشيطان الذي نذر نفسه وجندها لحرب كلمة الله ودعوة الله قعد للمدعوين بالمرصاد يثير في عقولهم الشبهات، وفي نفوسهم الشهوات؛ ليصدهم عن سبيل الله ودعوة الله وأنبياء الله، لكن الله الذي كتب لرسله الغلبة، ولكلماته التمام والفلج، وللحق الظهور والبقاء في الأرض، أزهق وساوس الشياطين وإلقاءاتها، وأظهر دعوة رسله وخاتمهم، وذهب الزبد جفاءً، وانتشرت شمس الحق وظهرت، واندحرت جيوش الظلام، ثم داول الله الأيام، ولكن تمام الكلام، وسير الأمور قدماً إلى الأمام، كل ذلك من سنن الله؛ لنرى كيف يظهر دين الحق على الدين كله، ويذهب الزبد جفاء من جديد، ويقذف الله الحق على الباطل فيدمغه ويزهقه، وتتم كلمة الله صدقاً وعدلاً ... أما أن يتمكن الشيطان من الوحي ومن رسول الله، فهذا وهم المبطلين وصدّقهم مغفلة المؤمنين ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو جواد]ــــــــ[27 Dec 2006, 03:30 م]ـ
أشكر الأخت الفاضلة روضة جزيل الشكر على هذه المداخلة الرائعة والتي حققت بها ـ بفضل الله عز وجل ـ هدفي من طرح مثل هذا الموضوع في هذا المنتدى المبارك ..
بالفعل فإن من يطالع أقوال سادتنا العلماء رحمهم الله تعالى ممن تناولوا كتاب الله عز وجل بالتفسير يقف في بعض المواضع حائرا من عدم إشباع المعنى القرآني حقه رغم الإطالة في تناول الآيات وألفاظها كما هو معنا في هذه الآية .. هذا من جانب، ولقد عزمت على أن أستعرض مواضع من أقوال بعض كبار المفسرين كالطبري والرازي والقرطبي وابن كثير وغيرهم في هذه الآية كدليل على الوقوف حيرة من عدم إشباع المعنى القرآني أو الاضطراب الذي قد يصيب ذهن القارئ أثناء مطالعة كلامهم رحمهم الله تعالى؛ ولكن مداخلة الأخت الكريمة روضة جعلتني أستبق المراحل التي كنت أنوي اتباعها لأصل إلى المرحلة الأخيرة ..
ومن جانب آخر: عدم الاستفادة من بعض الأقوال المأثورة والتي ينقلها مثل الطبري والتي تكون أوجه في بيان المعنى القرآني، وأقرب لطبيعة اللغة من الأقوال التي اعتمدها أو على الأقل دار حولها جل المفسرين تباعا، وتتضح هذه النقطة من النقل الذي سأنقله تاليا إن شاء الله تعالى ..
والجانب الأخير: وينبغي ـ في ظني ـ أن يكون محور اهتمام المفسرين أو المهتمين بالتفسير في هذا العصر، وهو الاهتمام الكلي بتفسير القرآن بالقرآن، وهو الذي أجمع العلماء والمفسرون على أنه أولى وأعلى مراتب التفسير، لست أعني به النهج المتبع في مثل تأليف الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى في (أضواء البيان) أو نهج ابن كثير في تفسيره لبعض الآيات، لست أعني هذا النهج فقط، فهو وإن كان نهجا مفيدا ومهما في التفسير إلا أنه ليس الوحيد، وما أعنيه هو الاهتمام بترابط الآيات في الموضع الواحد من السورة، وعدم اجتزاء الآية وتفسيرها على أنها وحدة مستقلة مجتزأة من سياقها الذي قد لا يكون هو بالضرورة الآيتين أو الثلاث قبلها أو بعدها، وإنما هو سياق عام قد يطول ليشمل السورة كلها في وحدة موضوعية، لها أهميتها البالغة في توجيه معنى الجزء من الآية أوترجيح معنى على معنى آخر، وقد يقصر ليشمل الآيتين قبلها أوبعدها، وطبعا أعني الارتباط الوثيق بالمعنى القرآني وليس مجرد الاشتراك في نفس القصة أو سبب النزول، وإنما هو ارتباط قد يكون من باب القصة والدروس المستفادة منها مثلا، أو الأحكام المترتبة عليها ونحو ذلك مما له تأثير في المراد من سياق الآيات على حسب الطاقة البشرية .. ولعل هذا الكلام النظري كله يتضح مما سأنقله الآن من كلام سيد قطب في تفسيره الرائع الماتع (في ظلال القرآن)، وهو أول من رأيته يتبع هذا النهج القرآني البديع في التفسير، ولعل ذلك كونه من المعاصرين، واستفاد من رواد التجديد الذين لم أطلع على تفاسيرهم ـ للأسف ـ أو نظراتهم في بعض الآيات بقدر ما اطلعت على تفسير الظلال، من أمثال طنطاوي جوهري، ومحمد عبده، ومحمد رشيد رضا في (المنار)، ولعل كونهم من الرواد وكون سيد متأخرا عنهم مما ساعده على تلافي ما وقعوا فيه وشُنّع عليهم به، فرحمهم الله تعالى جميعا وأثابهم على ما قدموا لكتاب الله عز وجل .. ثم سمعت فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله يختار هذا الرأي في تفسير هذه الآية بالذات على ما سأنقله بإذن الله تعالى .. وعذرا على الإطالة
ـ[أبو جواد]ــــــــ[27 Dec 2006, 05:41 م]ـ
أود أن أضيف قبل أن أبدأ في النقل عن سيد قطب رحمه الله؛ أن الأكثرين على أن معنى (تمنى) في قوله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم. ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم ... } تتابع الأكثرون على أن معناها: (قرأ وتلا)، وفسروا الآية بناءا على ذلك، ولاحظ هنا أنهم جعلوا قصة الغرانيق التي طعنوا فيها وأنكروا سندها تكئة ومنطلقا لهذا المعنى الذي اختاروه.!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ـ ومروياته هي أصح الروايات عن ابن عباس كما هو معلوم ـ أن معنى (تمنى): حدث نفسه، قال النحاس اللغوي الشهير: وهذا من أحسن ما قيل في الآية وأعلاه وأجلّه. قال القرطبي: وكذلك حكى الكسائي والفراء جميعا (تمنى) إذا حدث نفسه، وهذا هو المعروف في اللغة.اهـ
ورغم أن هذا المعنى ينحو بالآية منحى بعيدا عن قصة الغرانيق إلا ان الأكثرين ذهبوا مع المعنى الأول، بل إن القرطبي رحمه الله تعالى رد الثاني بقوله: قوله تعالى: {ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة} الآية. يرد حديث النفس، وقد قال ابن عطية: لا خلاف إن إلقاء الشيطان إنما هو لألفاظ مسموعة بها وقعت الفتنة، فالله أعلم. أهـ!!!
مع ان مفسرا قديرا متقدما علما وزمنا كابن جرير رحمه الله تعالى تنبه إلى ذلك فقال عن تفسير (تمنى) بمعنى (تلا): هذا القول أشبه بتأويل الكلام! واختار رحمه الله المعنى الثاني إلا أن معنى الآية لم يتضح تمام الإيضاح عند كل من قال بهذا المعنى الثاني ..
والعجب من ابن العربي رحمه الله تعالى في معرض تشنيعه ونفيه لما ورد في قصة الغرانيق من أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ وحاشاه ـ تكلم بما ينافي الحق ويرضي الخلق، قال بعد ذلك: وما هُدي لهذا (أي نفي النسبة إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونسبة الكلام إلى الشيطان) إلا الطبري لجلالة قدره وصفاء فكره وسعة باعه في العلم وشدة ساعده في النظر. اهـ يقول رحمه الله هذا وهو يذهب إلى المعنى الأول في (تمنى) المتكئ على قصة الغرانيق!!!
وللإمام الرازي في تفسيره الكبير (مفاتيح الغيب) منهج دقيق منظم ـ على عادته ـ رحمه الله تعالى في تحليل الآية، يفيد الرجوع إليه جدا ..
وها قد وصلت ـ بعد إطالة أعتذر عليها ـ إلى نقل أجزاء من كلام سيد قطب رحمه الله (أُعدم في 1966 م) في ظلال القرآن عند قوله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ... } (ج 4 ص 2433): " هناك من النص ذاته ما يستبعد معه أن يكون نزول الآية شيئا كهذا (قصة الغرانيق بتفاصيلها المختلفة)، وأن يكون مدلوله حادثا مفردا وقع للرسول صلى الله عليه وسلم، فالنص يقرر أن هذه القاعدة عامة في الرسالات كلها مع الرسل كلهم {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ... } .. فلا بد أن يكون المقصود أمرا عاما يستند إلى صفة في الفطرة مشتركة بين الرسل جميعا، بوصفهم من البشر، مما لا يخالف العصمة المقررة للرسل .. وهذا ما نحاول بيانه بعون الله، والله أعلم بمراده، وإنما نفسر كلامه بقدر إدراكنا البشري .. إن الرسل عندما يُكلّفون حمل الرسالة إلى الناس يكون أحب شيء إلى نفوسهم أن يجتمع الناس على الدعوة، وأن يدركوا الخير الذي جاؤوهم به من عند الله فيتبعوه .. ولكن العقبات في طريق الدعوات كثيرة، والرسل بشر محدودو الأجل، وهم يحسون هذا ويعلمونه، فيتمنون لو يجذبون الناس إلى دعوتهم بأسرع طريق ( ... ) على حين يريد الله أن تمضي الدعوة على أصولها الكاملة، وفق موازينها الدقيقة، ثم من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، فالكسب الحقيقي للدعوة في التقدير الإلهي غير المشوب بضعف البشر وتقديرهم: هو أن تمضي على تلك الأصول وفق الموازين، ولو خسرت الأشخاص في أول الطريق ( ... ) ويجد الشيطان في مثل تلك الرغبات البشرية، وفي بعض ما يترجم عنها من تصرفات أوكلمات، فرصة للكيد للدعوة، وتحويلها عن قواعدها، وإلقاء الشبهات حولها في النفوس. ولكن الله يحول دون كيد الشيطان، وبين الحكم الفاصل فيما وقع من تصرفات أو كلمات، ويكلف الرسل أن يكشفوا للناس عن الحكم الفاصل، وعما يكون قد وقع منهم من خطأ في اجتهادهم للدعوة، كما حدث في بعض تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم وفي بعض اتجاهاته، مما يبين الله فيه بيانا في القرآن .. بذلك يبطل الله كيد الشيطان ويحكم الله آياته، فلا تبقى هنالك شبهة في الوجه الصواب، والله عليم حكيم .. فأما الذين في قلوبهم مرض من نفاق او انحراف، والقاسية قلوبهم من الكفار المعاندين، فيجدون في مثل هذه الأحوال مادة للجدل واللجاج والشقاق: وإن الظالمين لفي شقاق بعيد .. وأما الذين أوتوا العلم والمعرفة فتطمئن قلوبهم إلى بيان الله وحكمه الفاصل: وإن الله لهادي الذين آمنوا إلى صراط مستقيم .. وفي حياة النبي صلى الله عليه وسلم وفي تاريخ الدعوة الإسلامية نجد أمثلة من هذا، تغنينا عن تأويل الكلام، الذي أشار له الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله.
نجد من ذلك مثالا في قصة ابن أم مكتوم رضي الله عنه الأعمى الفقير ( ... ) كذلك وقع ما رواه مسلم في صحيحه ( ... ) عن سعد ابن أبي وقاص قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ستة نفر، فقال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم: اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا ( ... ) فوقع في نفس رسول الله ما شاء الله أن يقع، فحدث نفسه، فأنزل الله عز وجل: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه} .. وهكذا رد الله لدعوة قيمها المجردة وموازينها الدقيقة، ورد كيد الشيطان فيما أراد أن يدخل من تلك الثغرة ( ... ) ولعله مما يلحق بالمثلين المتقدمين ما حدث في أمر زينب بنت جحش ( ... ) أخبر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أنه سيزوجه من زينب بعد أن يطلقها زيد، لتكون هذه السنة مبطلة لتلك العادة (كراهة أن يتزوج المتبني مطلقة متبناه) ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أخفى في نفسه ما أخبره به الله ( ... ) وظل يخفي ما قدر الله إظهاره حتى طلقها زيد، فأنزل الله في هذا قرآنا ( ... ) يقرر القواعد القواعد التي أراد الله أن يقوم تشريعه في هذه المسألة عليها ( ... ) هذا هو ما نطمئن إليه في تفسير تلك الآيات، والله الهادي إلى الصواب " اهـ
ما أحوجنا إلى مثل هذا النهج في التفسير، يراعي المرويات كما يراعي قبلها السياق القرآني للآيات، ويستفيد مما صح عن الصحابة وأيده المعروف من اللغة في توجيه المعنى بما يغني القارئ، فرحم الله سيد قطب .. آمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[13 Aug 2007, 06:44 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا
يمكن تلخيص القول فى النقاط الآتية:
*ليس من معانى "أمنيته " تلاوته"
قصة الغرانيق باطلة
شغلناعن الدلالة الحقيقية للآية بقصة الغرانيق.فمن الأفضل ألا نذكرها ونتركها ليطويها النسيان
وبعد ذلك تثار أسئله:
*ماهو تفسيرالآية فى اطار السياق والجو العام للسورة, وهل ما نقله الأخ عن سيد قطب هو أفضل ماقيل فيها
هل الآية فيها دليل على أن النسخ يعنى الازالة. وان كان ما ألقى الشيطان قد أزيل فكيف جاء فى الآية بعدها "ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة" "
هل يصح المعنى التالى"فينسخ الله ما يلقى الشيطان"ليحاسبه عليه هو وجنوده أجمعين الذين يتبعونه ويروجون لما ألقاه؟ ,تفسيرا لها بقوله سبحانه "انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون " وهذا الخطاب يعم جميع المكلفين من انس وجن
مسأله ارسال النبى ومسألة الفرق بين النبى والرسول أيضا من مباحث الآية
****ان الآية فيها من العلم ومواضيع البحث الكثير صرفنا عن مواضيعها رابط مفترى مغلوط بقصة ملفقة.نسال الله أن تمحى هذه القصة من الوجود.
ـ[إستبرق]ــــــــ[18 Aug 2007, 03:54 ص]ـ
بارك الله في الجميع من الجميل جداً الوقوف على مثل هذه الآيات المشكلات
لدي مداخلة خارج الموضوع لكنها حول عبارة الأخ أبو جواد
[من رواد التجديد الذين لم أطلع على تفاسيرهم ـ للأسف ـ أو نظراتهم في بعض الآيات بقدر ما اطلعت على تفسير الظلال، من أمثال طنطاوي جوهري، ومحمد عبده، ومحمد رشيد رضا في (المنار)]
من الأفضل أن لا يُقرن تفسير محمد عبده ومحمد رشيد رضا بتفسير طنطاوي جوهري حتى لا يُظن أنها على نهج واحد.
فمحمد عبده ومحمد رشيد رضا منهجهما في التفسير لايخرج عن التفسير بالمأثور و الرأي المحمود وإن كان لهما أسلوب وترتيب ونفس وذوق يميزهما عن غيرهما وتعد تفاسيرهما من أفضل التفاسير المعاصرة.
بينما طنطاوي جوهري يعتبر من الذين سلكوا منهجاً جديداً في التفسير وإن كان من الأفضل تسمية هذا المنهج الإعجاز العلمي أو التجريبي.
وإليكم مختصراً من كلام الشيخ مناع القطان في كتابه مباحث في علوم القرآن حول تفسير طنطاوي جوهري "الجواهر في تفسير القرآن"
[كان الشيخ طنطاوي جوهري مغرماً بالعجائب الكونية وكان مدرساً بمدرسة دار العلوم في مصر يفسر بعض آيات القرآن على طلباتها ... ثم خرج بمؤلفه "الجواهر في تفسير القرآن" وقد عني في هذا التفسير عناية فائقة بالعلوم الكونية وعجائب الخلق ... والمؤلف يخلط قي كتابه خلطاً فيضع في تفسيره صور النبات والحيوانات ومناظر الطبيعة وتجارب العلوم كأنه كتاب مدرسي في العلوم ... ويستخدم الرياضيات ويفسر الآيات تفسيراً يقوم على نظريات علمية حديثة ... ولم يجد تفسيره قبولاً لدى كثير من المثقفين ولذا وصف هذا التفسير بما وصف به تفسير الفخر الرازي فقيل عنه "فيه كل شيء إلا التفسير"]
ـ[محمد كالو]ــــــــ[18 Aug 2007, 05:07 ص]ـ
بارك الله في الجميع من الجميل جداً الوقوف على مثل هذه الآيات المشكلات
فمحمد عبده ومحمد رشيد رضا منهجهما في التفسير لايخرج عن التفسير بالمأثور و الرأي المحمود وإن كان لهما أسلوب وترتيب ونفس وذوق يميزهما عن غيرهما وتعد تفاسيرهما من أفضل التفاسير المعاصرة.
"]
عجبت من هذا الكلام كثيراً، كيف يعتبر تفسير محمد عبده من التفسير بالرأي المحمود؟!!
وهو الذي أوًَّل حقائق العقائد الإسلامية بما يتمشى مع الأحكام العقلية ومكتشفات الغرب ونظرياتهم، فأول بعض المعجزات وأنكر بعضها، كما أنكر كثيراً من الأحاديث الصحيحة التي تخالف عقله، وهو بهذا يحاول أن يقرب بين المسلمين والكافرين، ويبرر الأخذ بحضارة الغرب.
فيقول في تفسيره لسورة الفيل مثلاً:
وفي اليوم الثاني فشا في جند الحبشة داء الجدري والحصبة .... ثم ذكر رواية عكرمة: أن أول ما رؤيت الحصبة والجدري ببلاد العرب في ذلك العام.
ثم عقب على ذلك بقوله:
هذا ما اتفقت عليه الروايات ويصح الاعتقاد به ... إلى أن قال:
فيجوز لك أن تعتقد أن هذا الطير من جنس البعوض أو الذباب الذي يحمل جراثيم بعض الأمراض .... الخ.
وكلنا يعلم أن مرض الجدري والحصبة قبل عام الفيل منذ خلق الله العالم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله: اتفقت عليه الروايات، عجيب في باب التفسير، لأن الروايات لم تتفق على هذا، ففي روايات أنها أشبه بالوطاويط، أو أشبه باليعاسيب وهي ذكور النحل أو أشبه بالخطاف ...
وقوله يجوز لك أن تعتقد أن هذا الطير من جنس البعوض ... الخ، تحميل للآيات فوق طاقة أساليب اللغة العربية.
وفقنا الله تعالى لما يحب ويرضى ... آمين
ـ[سيف الدين]ــــــــ[19 Aug 2007, 12:21 ص]ـ
من أجمل ما سمعت في تفسير هذه الايات: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (52) {لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} (53) سورة الحج
"كان صلى الله عليه وسلم يتمنى لأهل الارض كافة ولكل واحد منهم أن يؤمنوا اذ جاءهم الهدى .... والشيطان كان يلقي في هذه الامنية بغروره وحيله ما يشوهها في نظر من كان كأبي لهب وأبي جهل ممن استحوذ عليهم بفتنته فصدهم عما تمناه الرسول لهم من خير الدنيا والاخرة حتى أغراهم بقتاله واستئصاله.
"وهذا ما أقض مضجع رسول الله صلى الله عليه وسلم اشفاقا على الناس من هذا الوسواس الخناس, فكان صلى الله عليه وسلم بسبب ذلك مستوجبا للتعزية من الله عز وجل فعزّاه وخفض عليه بهذه الاية {وما أرسلنا من رسول ولا نبي الا اذا تمنى} مثل ما تمنيت من الخير خاصا وعاما {ألقى الشيطان في أمنيته} ما ألقاه في أمنيتك من التشويه بالتمويه على كثير من الناس فصدهم عنها بغروره وفتنته فان الرسل والانبياء كانوا بأجمعهم يتمنون لأهل الارض عامة ان يكونوا على هدى من ربهم وكانت قصارى أمانيهم أن تتفق أممهم على هديهم, لكن الشيطان كان يلقي في هذه الاماني االشريفة من وسوسته ما يخدعهم عنها فلم تتحقق أمانيهم الا قليلا حتى افترقت أمة موسى احدى وسبعين فرقة, وافترقت أمة عيسى اثنين وسبعين فرقة, وهكذا امم الانبياء كافة لم تتحقق فيهم أماني رسلهم بسبب ما يلقيه الشيطان فيها من التشويه بالتمويه, فلا يكبرن عليك يا محمد ما منيت به في أمانيك المقدسة حيث لم تتحقق في كثير من الاوقات بسبب ما يلقيه الشيطان فيها من التشويه الموجب لصرف كثير من الناس عنها ولك أسوة حسنة في هذا بجميع من قبلك من الرسل والانبياء فانك واياهم في هذا الامر شرع سواء.
"وحيث كان صلى الله عليه وسلم مشفقا من أباطيل الشيطان ان تظهر على الحق أمنه عز وجل من هذه الناحية اذ قال: {فينسخ الله} اي فيزيل الله {ما يلقي الشيطان} في أمانيك وأماني الرسل والانبياء من تشويهها بتمويهه, ثم بشره بظهور الحق الذي جاء به عن ربه, وجاءت به الرسل والانبياء من قبله وبقائه محكما فقال {ثم يحكم الله آياته} اي يتقنها كما قال في مقام آخر {ويحق الحق بكلماته ولو كره المجرمون}.
"وأولو الالباب يعلمون ان ليس المراد من النسخ والاحكام هنا معناهما المصطلح عليه في عرف المفسرين, وانما المراد في هذه الاية معناها اللغوي, فالنسخ بمعنى الازالة والاحكام بمعنى الاتقان. وهذه الاية في نسخها واحكامها ليست الا كقوله تعالى: {فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض كذلك يضرب الله الامثال}.
" .... وقد شاءت حكمته تعالى ان يميز الخبيث من الطيب من عباده فابتلاهم بالغرور الرجيم يلقي التشويه في أماني الرسل والانبياء {ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة} أي اختبار وتمحيصا {للذين في قلوبهم مرضْ من النفاق {والقاسية قلوبهم} لا تلين لذكر الله وما نزل من الحق اذ ران عليها ما وسل الشيطان لهم من الكفر فحجبها عن نور الايمان والهدى {وان الظالمين} من المنافقين والكفار {لفي شقاق بعيد} اي في عداوة لله ولرسوله ....
(يُتْبَعُ)
(/)
" .... ولنرجع الى اصل الاية: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته, فانه لا يراد بها ان الشيطان يلقي في نفس الرسول او النبي شيئا (والعياذ بالله} ليشكل الامر فنحتاج الى تخريج الاية على خلاف ظاهرها وانما المراد ما نصت الاية عليه من ان الشيطان يلقي في الامنية نفسها اي يلقي فيما يتمناه الرسول او النبي من الخير والسعادة شيئا من التشويه في نظر رعاع الشيطان والناعقين معه ليصدهم بسبب ذلك عما تمناه الرسول لهم ويحول بين الامنية وتحققها في الخارج فتكون الاية الحكيمة على حد قول القائل: ما كل ما يتمنى المرء يدركه." انتهى
منقول
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[25 Aug 2007, 01:18 ص]ـ
أخى سيف الدين , قد يفهم كلامك على أن الآية تقرر أن التمنى حدث من الرسول فعلا وهو ليس بدعا من الرسل فى هذا وهذا يناقض الجو العام أنه تنبيه له صلى الله عليه وسلم ألا يحدث هذا منه كما حدث من بعض الرسل. والآية لم تقرر صراحة أن هذا حدث منهم كلهم وتبين أنه الاستثناء بمعنى أنه قد يحدث مرة فينبه لذلك كى لا يعود اليه ثانية. وتنبيه الرسول ألا يفعل فعلا قد أخذ على نبى قبله قد ورد فى قول الله " ولا تكن كصاحب الحوت .. "
وقولك
فلا يكبرن عليك يا محمد ما منيت به في أمانيك المقدسة حيث لم تتحقق في كثير من الاوقات بسبب ما يلقيه الشيطان فيها من التشويه الموجب لصرف كثير من الناس عنها ولك أسوة حسنة في هذا بجميع من قبلك من الرسل والانبياء فانك واياهم في هذا الامر شرع سواء.
هل تمنى صلى الله عليه وسلم وظاهر النص أنه ينبه ألا يتمنى؟
والسؤال بماذا منى الرسول وما هى تلك الأمانى المقدسة وكيف شوهها الشيطان وهل هذا نصر للأخير؟
ان الناس لم يصرفوا عنه بل دخلوا فى دين الله أفواجا واستجابوا لربهم.
ان كثير مما قيل فى تفسير الآية لا يثبت للنقد وذلك فى رأيى بسبب تأويل أمنيته = تلاوته وثانيا تأويل ينسخ = يزيل ويمحو ولا دليل على كليهما بل فى الآية بعدها دليل على أن ما يلقى الشيطان باق لم يزال "ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة .. " اذن هو موجود لم يمحى ليفتتن به الذين فى قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم واذا ما فتنوا كانوا فى الظالمين الذين هم فى شقاق بعيد.
ـ[سيف الدين]ــــــــ[02 Sep 2007, 08:07 م]ـ
السلام عليكم
ـ[سيف الدين]ــــــــ[02 Sep 2007, 08:08 م]ـ
الاخ الكريم مصطفى سعيد
1 - لا يوجد في النص القرآني اعلاه ما يشير الى نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن التمني, بل ان التمني كان واقعا من الرسول كما وقع من الرسل من قبله وهو الرغبة في اخراج الناس من النار الى الجنة.
2 - القول بأن الناس لم يصرفوا عنه بل دخلوا في دين الله افواجا قول مردود بحروب الردة وعدم انتفاء وجود المنافقين.
ـ[وائل حجلاوي]ــــــــ[06 Sep 2007, 03:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ورد في صحيح البخاري (4862) عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: ((سجد النبي صلى الله عليه وسلم بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس)).
واختلف المفسرون في ثبوت قصة الغرانيق فمنهم من أبطلها, ومنهم من علم أنها ثابتة.
وقد تلكم الشيخ الشنقيطي رحمه الله عنها بتوسع في رحلة الحج (120 - 132) , وفي أضواء البيان (5/ 793 - 800) ضمن مجموع آثار الشيخ دار عالم الفوائد, ورجح بطلانها واستحالتها شرعاً.
** وممن أبطل قصة الغرانيق وحكم بعدم ثبوتها:
القاضي ابن العربي في أحكام القرآن, والقاضي عياض في الشفا, والشوكاني في تفسيره, والألباني في كتابه نصب المجانيق. وغيرهم.
قال ابن كثير في تفسيره (3/ 305 - 307): "قد ذكر كثير من المفسرين ههنا قصة الغرانيق ... ولكنها من طرق كلها مرسلة ولم أَرَها مسندة من وجه صحيح والله أعلم" وقال: "وقد ذكرها محمد بن إسحاق في السيرة بنحو مِن هذا وكلها مرسلات ومنقطعات والله أعلم".
وقالوا: إنَّ هذه القصة تتنافى مع عصمة الله تعالى لنبيه الثابتة بظاهر الكتاب والسنة.
... وقد انتصر لثبوت هذه القصة الحافظ ابن حجر.
وذلك لأنَّ الروايات المرسلة فيها تعتضد بكثرة المتابعات ويقوي بعضها بعضاً, ولأن طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس صحيح. "تخريج أحاديث الكشاف للحافظ ابن حجر" الكشاف (4/ 205) طبعة العبيكان
وأما المتن فيُجاب عنه بأنَّ القائل: "تلك الغرانيق العلى .. " هو الشيطان في بعض سكتات النبي صلى الله عليه وسلم, فظنَّ المشركون أنَّ ذلك من تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم.
****وأما شيخ الإسلام ابن تيمية فقد قرَّرَ أنَّ ثبوت هذه القصة من دلائل النبوة, ولا ينافي آيات العصمة للرسول صلى الله عليه وسلم الواردة في القرآن بل يوافقها. انظر مجموع الفتاوى (10/ 291 - 292). ولولا الإطالة لنقلت كلام شيخ الإسلام بتمامه لنفاسته وبهجته.
وأكثر المفسرين على أنَّ (تمنى) بمعنى: قرأ وتلا. أخرج الطبري بسنده الحسن عن ابن عباس, قوله ژإِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِژ يقول: إذا حَدَّثَ ألقى الشيطان في حديثه. أي: يسمع الكفارُ ما ألقى الشيطان ولا يسمعه المؤمنون؛ لأنه ليس للشيطان على المؤمنين من سلطان. انظر التفسير الصحيح للشيخ حكمت بشير (3/ 421). وتفسير ابن جرير (16/ 609) طبعة التركي. [/ size][/B]
وأرجوا من الإخوة الكرام تقبل مشاركتي بسعة صدر والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[06 Sep 2007, 01:32 م]ـ
الأخ وائل ,لعلك قرأت المشاركات السابقة وفيها رد على الشيهة وأدعوك أن تدعو الله معى أن تمحى قصة الغرانيق المزعومة من ذاكرتنا. وقلت أن الأكثرين على أن تمنى =تلا.نعلم أنهم قالوا ذلك ولكن قالوه بدون دليل من اللسان العربى ولا من آى القرآن.وربما التبس عليهم الأمر من هذه القصة المزعومة غفر الله لنا ولهم
الأخ سيف الدين لم ترد على باقى الأسئلة ,
هل التنبيه على فعل فيه خطأ أتاه من أتاه ممن قبله لا يحمل معنى ألا يفعله صلى الله عليه وسلم ,
ووجود المنافقين والمرتدين لا يقدح فى كون الناس دخلوا فى دين الله أفواجا ورآهم الرسول كنص الآية ولا يمنع هذا أن أفواجا لم تدخل وأخري فى طريقها للدخول
ـ[أخوكم]ــــــــ[20 Sep 2007, 02:35 م]ـ
.... قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (49) فَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (50) وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آَيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (51) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (54) وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (55) ......(/)
استفسار حول الفاصلة القرآنية ...
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[25 Dec 2006, 07:19 م]ـ
- أرجو من الإخوة أن ينقلوا تعريف الفاصلة القرآنية عند الرماني مع الإحالة على رقم الصفحة، وإذا وجدت تعريفات للمعاصرين فحبذا أن يدرجوها أيضا ...
- ما الفرق بين الفاصلة والسجع؟
- هل يوجد سجع في القرآن؟
ـ[روضة]ــــــــ[26 Dec 2006, 05:15 م]ـ
يمكنك مراجعة كتاب الدكتورة عائشة عبد الرحمن الإعجاز البياني للقرآن، ص253، ورسالة الرماني، ص97، ضمن الرسائل الثلاث، وقد سبق الحديث عن الفاصلة في هذا الموقع:
الفاصلة القرآنية ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2371&highlight=%C7%E1%DD%C7%D5%E1%C9)
الأسباب الدلالية لاختيار المفردة القرآنية ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2351&highlight=%C7%E1%DD%C7%D5%E1%C9)
الأسباب الصوتية لاختيار المفردة القرآنية ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2361&highlight=%C7%E1%DD%C7%D5%E1%C9)
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[03 Oct 2008, 10:44 م]ـ
هناك فارق كبير بين السجع في الشعر أو النثر أو كلام الكهان وبين الفواصل القرآنية، وقد فصلت هذا الفرق في أربعة أوجه، أعدك أن أوافيك بها إن شاء الله بعد أن أقوم بتسجيل الدكتوراه في القريب العاجل بإذن العلي القدير.
نسألكم الدعاء لي بالتوفيق ولأبي بالرحمة ولأمي بالشفاء!
رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ووفهما نصيبهما غير منقوص في صالح أعمالنا!
آمين
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
ـ[السامي]ــــــــ[06 Oct 2008, 01:40 م]ـ
الأخ زكرياء:
هل تسمى الفاصلة سجعاً؟
إشارة مختصرة للمسألة/
اختلف العلماء في ذلك: فمنع جماعة من العلماء وجود السجع في القرآن منهم ابو الحسن الأشعري، والرماني، والباقلاني ورد على من أثبت السجع في القرآن، ونسبه السيوطي للجمهور.
وذهب جماعة من العلماء إلى إطلاق السجع على الفواصل كالجاحظ، وأبي هلال العسكري، وابن سنان الخفاجي، وابن الأثير، وابن النفيس، وابن القيم وغيرهم.
والحاصل أن سبب الخلاف هو عدم اتفاقهم على معنى السجع، فكل نظر إلى جانب منه فحكم ودافع بناء على ما ظهر له ...
ولذلك فبعد البحث يتبين أن التفصيل هو الأصح والأمر واسع في التسمية إذا كان السجع من غير المتكلف ما دام الإعجاز في الأسلوب القرآني باق في الحالين، لكن الذين نفوا اسم السجع كانوا أكثر توفيقا في تنزيه كلام الله عن الوصف المستعمل في غيره من أساليب البشر المحتملة للمدح والذم، والقول بالفاصلة أبعد عن الخلاف، كما أنه أعم وأدق، فتسمية أواخر الآيات بها أجمل وأسلم، والله تعالى أعلم وأحكم.(/)
قال الشيخ صالح المغامسي: (وهذه والله من فرائد العلم تكتب بماء العينين لا بماء الحبر)
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 Dec 2006, 12:04 ص]ـ
قال الشيخ المبارك / صالح بن عواد المغامسي
وفقه الله تعالى في محاضرة له بعنوان:
(ختامه مسك):
(جمع الله في كتابه، وعلى لسان رسوله بين الإيمان والعمل الصالح، فالأعمال الصالحة ينجم عنها أثر في القلب، وزيادة في الإيمان.
قال صلى الله عليه وسلم: (من أصبح اليوم منكم صائما؟ ... قال أبو بكرٍ: أنا ... قال: من أطعم اليوم منكم مسكينا؟ .. قال أبو بكرٍ: انا ... قال: من عاد منكم اليوم مريضا؟ .... قال أبو بكرٍ: أنا ... قال من تبع اليوم منكم جنازة؟ ... قال أبو بكرٍ: انا .... قال: ما اجتمعنّ في إمرءٍ إلا دخل الجنة).
فهذه تقوي الإيمان في القلب، لكن كما قلت؛ يوجد تلازم عظيم مابين الإيمان ومابين العمل الصالح ... لإن الإنسان إذا زاد الإيمان في قلبه انعكس ذلك على جوارحه، فسعى في فعل الخيرات من إقامة الصلوات، وإيتاء الزكوات، وغير ذلك من الأعمال كلها.
لكن الناس من مشكلاتهم المعاصرة .. أنهم يُعنون بأمور ويتركون أموراً أخر .. ولايوجد واعظ من المرء على نفسه؛ يتكل الإنسان على منصبه الديني، أو على نظرة الناس إليه، أو على زهده.
فأما الإتكال على المنصب الديني؛ يقول: أنا ولله الحمد إمام مسجد أو محاضر أو رجل علم فيتكلّ على هذه الأمور دون أن يعظ نفسه ويكون رقيبا عليها، أو أنه عياذاً بالله يقول أنا لست مصنفاً أصلاً في سياق أهل الإلتزام وليس مطلوبا مني أن يكون لدي عمل صالح، ولا ينظر الناس إليّ على أني قدوه، وهذا كله لا يعفيك؛ لإن المسؤليه يوم القيامة مسؤليه فرديه، قال الله جل وعلا: (وكلهم آتيه يوم القيامة فردا).
لكنني أقول دائماً هذا ماقاله الله في كلامه:
أن كل معصية، وكل قسوة، وكل ضعف في الإيمان ناجم عن ضعف العلم بالرب تبارك وتعالى.
وهذه والله من فرائد العلم تُكتب بماء العينين لا بماء الحبر
الله جل وعلا قال في الحديد: (وأنزلنا الحديد فيه بأسٌ شديد) فالله الذي خلق الحديد قال: أن فيه بأس شديد، وقال عن الحديد الذي قال عنه: (فيه بأس شديد) ... قال عن داوود عليه السلام: (وألنا له الحديد).
وذكر الله الحجارة وقسوتها ..... لكنه لم يذكر جل وعلا أنه ألان الحجارة لإحد، - إلى الآن هذا علم نظري - لكنه أخبر أن هناك قلوبا أقسى من الحجارة، هذه القلوب التي هي أقسى من الحجارة هي القلوب التي لاتعرف الله فمن كان لايعرف الله كان قلبه - عياذاً بالله - أقسى من الحجارة ولهذا فإن كل من عرف الله حق المعرفه لان قلبه، وخشعت جوارحه، واستكان لإمر ربه تبارك وتعالى ... رزقني الله وأياكم هذه المنزلة) أ. هـ
ـ[الجكني]ــــــــ[26 Dec 2006, 04:31 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي المسيطير،لكن لو تكرمت وبعد إذن القائمين على الملتقى إعادو النظر في عبارة:"لكنني أقول دائماً هذا ماقاله الله في كلامه:
أن كل معصية، وكل قسوة، وكل ضعف في الإيمان ناجم عن ضعف العلم بالرب تبارك وتعالى."
فالعبارة بهذا الشكل كأنها من قول الله تعالى،خاصة عند من لا يحفظ القرآن الكريم 0
والله من وراء القصد0
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[26 Dec 2006, 11:03 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
كلمات الشيخ صالح- وفقه الله - تخرج من القلب، ويشعر السامع له بأثر بالغ وهذا الذي نقله الاخ الفاضل المسيطير من تلك الكلمات المؤثرة، ولم أر ما قاله الاخ الجكيني وتغيير اللون في الكتابة لا يخلط المعنى ابدا، بل كلامه مرتبط ببعضه والله أعلم
ـ[الجكني]ــــــــ[26 Dec 2006, 11:13 م]ـ
شكراً أخي د/فاضل،لكن إيتني بقول الله تعالى:أن كل معصية وكل قسوة 000الخ
أعرف أنك تتفق معي أن هذا ليس قول الله تعالى،لكن الاشكال هو وجود "النقطتين:" وهذا متعارف عليه أن ما بعدها قول القول 0وكونها تخرج من القلب أو غيره لا يعطي السماح بكتابتها بهذا الأسلوب الذي قلت عنه أنه قد يلبس على غير الحافظ لكتاب الله تعالى،والمداخلة أصلاً ليست لتقييم عبارة الشيخ حفظه الله حتى يقال:إن كلامه يخرج من القلب ا ويشعر السامع،00الخ ثم إن كاتب الحروف هو "الجكني " وليس "الجكيني "0
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 Jan 2007, 10:08 م]ـ
الشيخ الكريم الدكتور / السالم محمد محمود أحمد الشنقيطي الجكني
جزاكم الله خير الجزاء.
تنبيه مهم ..... لا حرمكم الله الأجر.
ـ[الجكني]ــــــــ[07 Jan 2007, 09:22 م]ـ
وجزاك الله كل خير أخي المسيطير ورزقني وإياك القبول 0
ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[08 Jan 2007, 12:39 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي المسيطير،لكن لو تكرمت وبعد إذن القائمين على الملتقى إعادو النظر في عبارة:"لكنني أقول دائماً هذا ماقاله الله في كلامه:
أن كل معصية، وكل قسوة، وكل ضعف في الإيمان ناجم عن ضعف العلم بالرب تبارك وتعالى."
فالعبارة بهذا الشكل كأنها من قول الله تعالى،خاصة عند من لا يحفظ القرآن الكريم 0
والله من وراء القصد0
فعلاً ينبغي التنبيه لهذا ولو تم تحرير العبارة مرة أخرى لكان أحسن ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[08 Jan 2007, 10:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الجكني جزاك الله خيرا على كلامك كله، أما ماذكرت من ملحوظات على ردي المختصر فأقول: هل الشيخ المغامسي هو الذي وضع النقطتين أم غيره؟ وتزكيتي للشيخ لا تعارض ما قلته أنت إذ اعتراضك على شكل الكتابة، ولكني أعترض على قولك:فالعبارة بهذا الشكل كأنها من قول الله تعالى، خاصة عند من لا يحفظ القرآن الكريم.
أما ما حصل من تصحيف في الجكني فقد يدخل في مسألتنا كالنقطتين، وهب أني زدتك حرفا هل هذا يغير من الواقع، مع أن هذه الزيادة زيادة في حبك وتقديرك. زادك الله علما وفضلا
ـ[الجكني]ــــــــ[08 Jan 2007, 08:37 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي فاضل
وجزاك الله خيراً على لطفك وأريحيتك وهذا ليس بغريب منكم ولا عليكم آل الشهري،حفظكم الله وأدام عزكم 0
وللمعلومية: الشيخ صالح حفظه الله حبيبي وصديقي وزميلي،وما كتبت لا يمس شخصه الكريم بحال من الأحوال،بل هو انتقاد على "الطابع" ليس إلا0(/)
كيف يمكن الجمع بين القسم بالليالي العشر، والإخبار بأفضلية العمل بأيام عشر ذي الحجة
ـ[الياسمين]ــــــــ[26 Dec 2006, 02:52 م]ـ
لما أقسم الله بالليالي (وليال عشر) وفضيلة العمل وردت بالنهار
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[26 Dec 2006, 05:00 م]ـ
حكي في تفسير (وليال عشر) أقوال:
الأول: عشر ذي الحجة، وعليه جمهور المفسرين.
الثاني: العشر الأول من رمضان، وهو مروي عن ابن عباس، كما حكاه ابن كثير، وحكاه الثعلبي عن الضحاك.
الثالث: العشر الأولى من المحرم حكاه ابن جرير، ولم يعزه إلى أحد، وهو قول يمان بن رباب، وقد حكاه عنه الثعلبي في تفسيره، وعنه البغوي والقرطبي.
الرابع: العشر الآخرة من رمضان، وقد حكاه القرطبي عن ابن عباس والضحاك.
والإشكال يقع على قول الجمهور، في أن الليالي ليالي عشر من ذي الحجة، والذي يظهر لي أنه لا تعارض بين الحديث في تفضيل الأيام، والآية في القسم باليالي، إذ الليلة جزء من اليوم، فيكون القسم بجزء من الأيام الفاضلة، وهي لياليها، والله أعلم.
ثم إن القسم بالليالي لا يلزم منه التفضيل المطلق، حتى يقال: هل ليال عشر ذي الحجة أفضل، أو ليالي العشر الأخيرة من رمضان؟
وإنما يقع الشؤال عن تخصيص هذه الليالي بالقسم في هذا السياق، وهو أمر يحتاج إلى نظر وتدبر.
ويلاحظ أن الفضل الوارد في العشر من ذي الحجة ورد بصيغة (ما من أيام)، واليوم يشمل النهار والليل، ولم يرد تخصيص في حديث من الأحاديث على أن المراد أن العمل بالنهار أفضل من الليل.
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[29 Dec 2006, 07:58 ص]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا ما كانت تستوقفني هذه الآية عند ذكر فضائل عشر ذي الحجة أو عند مسألة التفضيل بينها وبين العشر الأواخر من رمضان(/)
ألفاظ القرآن ومعانيه , ليست غريبة عن العرب؟!
ـ[رشا الزيد]ــــــــ[26 Dec 2006, 10:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله أهل هذا الملتقى المبارك الذي أسأل الله تعالى أن يكون من دروب العلم الخالدة , نتقاطف منها ثماره
الناضجة , فنفيد ونستفيد , إنه خير معين لنا. ثم أما بعد:
ففي أثناء قراءتي لكتاب الدلائل لعبد القاهر الجرجاني , وجدت حديثاً قيماً تحدث فيه عن قضية اللفظ والمعنى , وهي
قضية عملاقة تختص بفن الكلام عامة , ولكني صدفتُ عن ذلك كله هنا , لأسجل ما يختص بالإعجاز القرآني في ملتقى
التفسير القرآني.
فقارئ القرآن , حين يبحر مع ألفاظه ومعانية مقتطفة على حدة , سيجدها مما نتناقلها وليست غريبة علينا , ثم تراه
يتعجب من ورودها في المصحف بليغة معجزة فيزداد إعجاباً به , وليس ذلك غريباً على معجزة نزلت من لدن حكيم خبير.
وقضية اللفظ والمعنى , قضية شغلت الدارسين منذ القدم ,واختلفت وجهات نظرهم فيها , فمنهم من يرى للفظ مزية ,
ومنهم من يرى ذلك للمعنى , ومنهم من يجمع بينهما في المزية , ولكنا هنا سنقتصر على موقف عبدالقاهر منها ,
وكلامه عنها , لأن المتكلمين عنها كثر , وقد أجاد عبد القاهر الجرجاني الحديث عنها , خاصة فيما يخص بالإعجاز
القرآني.
يوضح عبدالقاهر في (الدلائل) نظرية ساقها على رأي المعتزلة يوضح فيها فساد رأيهم في قضية اللفظ , وتمجيدهم
له , وجعله العامل المهم من عوامل البلاغة المطلوبة , والإعجاز المؤثر, فانظر له حين يقول: " ومن المعلوم أن لا معنى
لهذه العبارات وسائر ما يجري مجراها , مما يفرد فيه اللفظ بالنعت والصفة , وينسب فيه الفضل والمزية إليه دون
المعنى " ?1?
ثم يردف حديثه بتعليلٍ نابع من عقل واعٍ بالفكرة , فيبرر لنا سبب عدم مثالية اللفظ لوحده في أداء الإعجاز المطلوب
بقوله: " وهل تجد أحداً يقول: (هذه اللفظة فصيحة) إلا وهو يعتبر مكانها من النظم وحسن ملائمة معناها لمعاني
جاراتها , وفضل مؤانستها لأخواتها؟ , وهل قالوا: (لفظة متمكنة ومقبولة) وفي خلافه: (قلقة ونابية ومستكرهة) إلا
وغرضهم أن يعبروا بالتمكن عن حسن الاتفاق بين هذه وتلك من جهة معناهما , وأن السابقة لم تصلح أن تكون لفقا ً
للتالية في مؤداها " ?2?
وقد وضح عبدالقاهر مقولته السابقة بتحليل قوله تعالى: ((وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء
وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين)) ?3?
فالكلمات الواقعة في هذه الآية لو أخرجت من هذا السياق ووضعت في سياق آخر, لا يمكن أن تاتي بمثل ما أتت به
في الآية من البلاغة ومن ثم الإعجاز, فكل هذه الكلمات قد استعملتها العرب وليس منها ما يعجب منه العقل العربي , غير
أن السياق الذي سبكت فيه جاء معجزاً باهراً, انظر في قوله عن ذلك:
" فتجلى لك منها الإعجاز, وبهرك الذي ترى وتسمع , أنك لم تجد ما وجدت من المزية الظاهرة , والفضيلة القاهرة ,
إلا لأمر يرجع إلى ارتباط هذه الكلم بعضها ببعض , وأن لم يعرض لها الحسن والشرف إلا من حيث لاقت الأولى بالثانية ,
والثالثة بالرابعة , وهكذا إلى أن تستقريها إلى آخرها , وأن الفضل ناتج بينها , وحصل من مجموعها " ?4?
وخلاصة قول عبدالقاهر في اللفظ والمعنى مقولة جامعة مانعة لرأيه في اللفظ والمعنى حين يقول: " فقد اتضح إذن
اتضاحاً لا يدع للشك مجالاً , أن الألفاظ لا تتفاضل من حيث هي ألفاظ مجردة , ولا من حيث هي كلم مفردة , وأن
الفضيلة وخلافها , في ملائمة معنى اللفظة لمعنى التي تليها , وما أشبه ذلك مما لا تعلق له بصريح اللفظ "?5?
ثم يجمع عبدالقاهر كلاماً جميلاً عن وجوب تمازج اللفظ والمعنى في الاستخدام فيقول: " لو عمد عامد إلى ألفاظ
فجمعها من غير أن يراعي فيها معنى , ويؤلف منها كلاماً , لم تر عاقلاً يعتد السهولة فيها فضيلة؛ لأن الألفاظ لا تراد
لأنفسها , وإنما تراد لتجعل أدلة على المعاني , فإذا عدمت الذي له تراد , أو اختل أمرها فيه , لم يُعتد بالأوصاف التي
تكون في أنفسها عليها , وكانت السهولة وغير السهولة فيها واحداً " ?6?
وهذه القضية شبية بقضية النظم , ورجوع الميزة له , إلا أنها أوسع تناولاً , وأدق تعبيراً , لأنها تفسر خروج اللفظ
لوحده , وكذلك المعنى , بمعنى معروف متداول بين العرب , ثم تلجأ لبيان السبب , وهو وقوعها في نظم بديع معجز.
وثمة كلام كبير عن هذه القضية نجدها في صفحات بعض النقاد المحدثين الذين تباينت آراؤهم , واختلفت وجهاتهم حياز
هذه القضية , فمن مؤيد لعبد القاهر , ومن معارض له بدليل أو بغير دليل , والمقام يضيق لبسطه هنا , وثمة كتاب قيم
جمع ذلك في رسالة دكتوراه , من جامعة الأزهر, وهي بعنوان (قضية اللفظ والمعنى , وأثرها في تدوين البلاغة
العربية) للدكتور / علي محمد العماري.
أرجو من الله تعالى أن ينفع بما قلت , وأن يبلغني رتباً عالية في العلم الشرعي , أو مامن شانه أن يخدم القرآن
الكريم , إنه على ذلك قدير , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العلمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
(1) دلائل الإعجاز , 43
(2) المصدر نفسه , 44 , 45
(3) سورة هود , 44
(4) دلائل الإعجاز , 45
(5) المصدر نفسه , 457
(6) المصدر نفسه , 522
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[26 Dec 2006, 11:24 م]ـ
فتح الله علي وعليك أخي يراع العربية،وحقق لنا ولك الآمال 0
ـ[رشا الزيد]ــــــــ[28 Dec 2006, 10:34 ص]ـ
فتح الله علي وعليك أخي يراع العربية،وحقق لنا ولك الآمال 0
آمين , ما أجمله من دعاء , وهل بعد فتح الدين والعلم فتح؟!
شاكرة مروركم البهي , وأرجو الله أن يقبل دعوتكم الصالحة.
ـ[الجكني]ــــــــ[28 Dec 2006, 03:11 م]ـ
أكرر شكري،واعتذر عن "أخي" إلى يا "أختي"0
ـ[رشا الزيد]ــــــــ[29 Dec 2006, 01:09 ص]ـ
أكرر شكري،واعتذر عن "أخي" إلى يا "أختي"0
مرحباً بكم مرة أخرى , ولا تثريب عليكم , فكلنا أخوة الدين والعلم.
نفع الله بعلمكم ,,(/)
هذه الآية تشكل على ما ذكره ابن كثير من تعليل أن (الله) هو الاسم الأعظم .. !!!
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[28 Dec 2006, 04:28 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد:
فقد أشكل علي ما قاله الحافظ الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير البسملة, وحبذا لو أعانني المشايخ الأماجد على صحة هذا الاستدراك أو التنبيه على قصور فهمِ مراده لدي, حيث يقول:
(الله علم على الرب تبارك وتعالى يقال إنه الإسم الأعظم لأنه يوصف بجميع الصفات كما قال تعالى هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم فأجرى الأسماء الباقية كلها صفات له كما قال تعالى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وقال تعالى قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى)
ولكنه جاء صفة لغيره من أسماء الله تعالى وتقدس, وذلك في قول الله في سورة إبراهيم:
{آلر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميدِ اللهِ الذي له ما في السموات وما في الأرض وويل للكافرين من عذاب شديد}
والله تعالى أعلم ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Dec 2006, 05:53 م]ـ
لفظ الجلالة (الله) في آية سورة إبراهيم جاء بدلاً من (العزيز الحميد) على قول كثير من المعربين، وجاء عطف بيان على قول الزمخشري ومن وافقه، وبعض المعربين يقولون: العزيز الحميد صفة متقدمة للفظ الجلالة المتأخر بعدها. وعلى كل الأقوال فكلام ابن كثير متجه وهو أن لفظ الجلالة (الله) هو الاسم الذي توصف به كل الصفات والله أعلم. وإن شت التفصيل فراجع كلام السمين الحلبي عند هذه الآية أو أبي حيان الغرناطي في البحر المحيط.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[28 Dec 2006, 07:54 م]ـ
الذي يظهر أن في هذه المسألة نظران:
الأول: أن المراد بوصف الله تعالى أعم من (الصفة) في علم النحو، وعلى هذا فإنك قد تسأل فتقول: من القدوس، فيكون الجواب: الله، وقلَّ أن يرد الجواب باسم من أسماء الله في مثل هذا المقام، ولعل هذا مراد ابن كثير في هذا.
الثاني: إذا كان المراد الصفة (في علم النحو) فلا يختلف الأمر في كونه بدلاً، أو عطف بيان، فالإشكال قائم من حيث جاء اسم الله في محل (التوابع) كما هو الحال في آية سورة إبراهيم.
وإذا كان ذلك كذلك، فيمكن أن يقال: إن ورود الانفراد في مثل هذا لا ينفي الأصل؛ لأننا لم نجد أمثلة متعددة تخالف هذا الأصل، فيبقى أن القاعدة التي ذكرها ابن كثير صحيحة؛ إذ لا أثر لوقوع مثل هذا المثال الذي يخرم القاعدة أن تكون كلية لا أغلبية، والله أعلم.
ومن باب الفائدة فإن التقعيد إذا انطبق كليًا، فذلك حسن، وإذا انطبق أغلبيًا، وهو كثير فذلك أمر لا يُعاب على التقعيدات، والله أعلم، لذا قالوا: لكل قاعدة شواذ، وبسبب هذا قد يذكرون القاعدة، وينبهون على الاستثناء بقولهم: (إلا إذا دلَّ الدليل على عدم إرادة ذلك) أو ما شابهها من العبارات.(/)
ملاحظة في تفسير (وكهلاً) في تفسيرين مختصرين معاصرين
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[28 Dec 2006, 09:44 م]ـ
كنت، ولا زلت أنظر في تفسيرات القرآن المختصرة، وأسبر غورها، وأستفيد من مناهجها، ومن طريقة سبك العبارة فيها، ولقد رأيت أن من الصعوبات التي تواجه المختصِر الذي يريد تقريب المعنى للقارئ بعبارة (سهلة موجزة) = سبك التفسير بعبارة واضحة سهلة موجزة، لا يحتاج القارئ بعد قراءتها إلى سؤال عن المعنى.
وقد يحسب بعض طلبة العلم أن سبك التفسير بأسلوب مختصر أمرًا سهلاً، وليس هو كذلك، وإن كان في بعض المواطن ممكنًا بلا عُسرٍ.
وإن من أكبر ما يواجه من يكتب التفسير على وجه الاختصار، مبتعدًا عن ذكر الأقوال، حريصًا على الجمع بينها ما أمكن؛ إن من أكبر ما يواجهه هو سبك هذه الأقاويل بعبارة تدل على هذه الأقوايل، وتُلِمُّ بمعنى الآية إلمامًا واضحًا مفهومًا.
وهناك أمر آخر يرتبط بتفسير المفردة القرآنية، ومنها: أن يكون المراد منها التفسير السياقي لا اللغوي، فيترك المفسِّرُ المعنى اللغوي الذي قد يكون القارئ بحاجة إليه؛ ليعرف وجه القول في التفسير السياقي، أو يكون معنى اللفظ مرتبطًا بعدد يحسن ذكره، كقوله تعالى: (والقمر إذا اتسق) أي إذا كان في ليلة (الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر)، وهو ما عبَّر عنه بعضهم: إذا اكتمل، أو إذا صار بدرًا.
والمقصود أننا بحاجة إلى تقعيد أصول للاختصار السهل الذي لا يُخلُّ بالمعنى، ولا يزيد في ألفاظ التفسير عبارات لا داعي لها كبعض العبارات الإنشائية التي يمكن أن يستغني عنها التفسير.
وهذا الموضوع طويل، وهو يحتاج إلى بسط أكثر، وإنما دعاني إليه مثال راجعته في تفسيرين مختصرين متميزين معاصرين:
التفسير الأول: (المنتخب في تفسير القرآن الكريم) وهو من تأليف لجنة من علماء الأزهر، وقد طبعه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر.
والتفسير الثاني: (التفسير الميسر)، وهو من تأليف نخبة من العلماء بإشراف معالي الدكتور عبد الله التركي، وقد طبعته وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف في المملكة العربية السعودية.
وهذا المثال هو تفسيرهم للفظ (وكهلاً) الوارد وصفًا لعيسى ـ عليه السلام ـ في موطنين، وقد ورد عنهم الآتي:
الموطن الأول: قوله تعالى: (وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ) (آل عمران: 46).
المنتخب: وميَّزه الله بخصائص، فكان يكلم الناس وهو طفل فى مهده كلاماً مفهوماً حكيماً، كما يكلمهم وهو رجل سوى، من غير تفاوت بين حالتى الطفولة والكهولة. وكان ممن منحهم الله الصلاح.
التفسير الميسر: ويكلم الناس في المهد بعد ولادته, وكذلك يكلمهم في حال كهولته بما أوحاه الله إليه. وهذا تكليم النبوَّة والدعوة والإرشاد, وهو معدود من أهل الصلاح والفضل في قوله وعمله.
الموطن الثاني: قوله تعالى: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً) (المائدة: 110).
المنتخب: وفى ذلك الوقت ينادى الله عيسى ابن مريم من بين الرسل فيقول له: اذكر ما أنعمت به عليك وعلى أمك فى الدنيا، حينما ثَبَّتُك بالوحى وأنطقتك وأنت رضيع بما يُبَرِّئُ أمك مما اتُّهمت به، كما أنطقتك وأنت كبير بما قد أوحيت إليك
التفسير الميسر: إذ قال الله يوم القيامة: يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك إذ خلقتك من غير أب, وعلى والدتك حيث اصطفيتها على نساء العالمين, وبرأتها مما نُسِب إليها, ومن هذه النعم على عيسى أنه قوَّاه وأعانه بجبريل عليه السلام, يكلم الناس وهو رضيع, ويدعوهم إلى الله وهو كبير بما أوحاه الله إليه من التوحيد.
وإذا تأملت تفسير (كهلاً) وجدت أن أصحاب التفسير الميسر في الموطن الأول لم يفسروه، بل أعادوا اللفظ القرآني كما هو، والمراد منه غير متبيِّن، وأما في الموطن الثاني فقد اتفقوا مع (أصحاب المنتخب في تفسير القرآن) في كونه يكلم الناس كبيرًا ـ وكذا قال أصحاب المنتخب في الموطن الأول ـ غير أن الوصف بكونه كبيرًا لا يحدد بالدقة وقت الكهولة، فمرحلة المهد معروفة بينة، لكن متى هي مرحلة الكهولة؟
لو سألت بعض طلبة العلم اليوم عنها لقال لك: أي شيخًا كبيرًا، لما جرت عادة الناس من وصف الشيخوخة بالكهولة، والغالب في وصف مرحلة الكهولة دون ذلك السِّن؛ فقيل: ثلاثين سنة، وقيل ثلاث وثلاثين سنة، قال الأزهري: (قيل له حينئذ: كهل؛ لانتهاء شبابه، وكمال قوَّته).
وهذه المرحلة هي ابتداء الكهولة، وإن كان قد يطلق على من فوق هذه إلى الخمسين كهلاً؛ كما ذكر الأزهري قول الشاعر:
هل كهل خمسين إن شاقته منْزلة ... مُسَفَّهٌ رأيهُ فيها ومسبوبُ
قال: فجعله كهلاً، وقد بلغ الخمسين.
، وقال الليث: الكهل الذي وخطه الشيب.
حكى ذلك كله الأزهري في مادة (كهل).
وإذا كان عيسى قد رُفِع ـ كما حُكي ـ وهو في سن الثلاثين أو فويقها ـ فإن الكهولة التي كان يكلم الناس فيها، وهم مشاهدون لها قبل رفعه إنما هي في هذا السنِّ، فلو أضيف إلى قولهم (كبيرًا) عبارة (في السن الثلاثين وفويقها) لكان أوضح لمعنى (وكهلاً)، والله الموفق.
ولعل الله ييسر عودة إلى بعض مشكلات التفاسير المختصرة إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[29 Dec 2006, 10:46 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
ماشاء الله لا قوة إلا بالله.
نعم هكذا عوَّدتمونا أيها الشيخ المفضال درراً وجواهر غالية، تدل على نظر ثاقب، وفكر متنورٍ.
فتح الله عليكم، وزادكم بسطة في العلم.
وإلى مزيد من الفتح والفوائد والتمحيص.
محبكم
ـ[الجكني]ــــــــ[29 Dec 2006, 11:30 م]ـ
شكراً دكتور مساعد على هذا الطرح،واسمح لي بهذه المداخلة:
أولاً:
لو أخذنا التفسيرين كليهما في الآيتين لوجدنا الآتي:
تذكير سيدتنا مريم بأن الله تعالى يبشرها بعيسى عليه السلام وأنه "يكلم الناس في المهد وفي حالة الكهولة"،هذا في آية سورة "آل عمران"
أما في آية سورة "المائدة":فالخطاب موجّه إلى سيدنا عيسى عليه السلام يذكّره بهذه النعم من الله عليه،وهنا نلاحظ شيئين رئيسين وهما:
1 - السياق في الموضع الأول سياق في المستقبل؛هكذا:
"يبشرك " و"يكلم " و"يعلمه "،أما في الموضع الثاني فالسياق "ماضي":اذكر إذ "أيدتك" و"إذ علمتك "000
وهذا نفهم منه أن كلام يوسف عليه السلام قد "حدث" بغض النظر عن المعنى اللغوي للكهولة 0
2 - أن آية "آل عمران " الحديث فيها "موجّه " لمريم عليها السلام،وهذا واضح لا إشكال فيه 0
أما آية "المائدة" فالحديث "موجّه " لسيدنا عيسى عليه السلام،وهذا أيضاً واضح،لكن فيه استفسار عندي وهو: أن كل النعم المذكورة في الآية والآيات بعدها إنما هي نعم لسيدنا عيسى عليه السلام لا تشاركه فيها مريم عليها السلام والاستفسار عندي هو:"ما هو وجه ذكر قوله تعالى "وعلى والدتك " مع أنه ليس هنا –حسب ما يظهر لي –شيء مما هو لها 0
ثانياً:
بالنسبة – مع تحفظي على هذا اللفظ لغوياً- لكلمة "كهلاً " في سورة "آل عمران" ما مدى قوة قول الفراء والأخفش رحمهما الله تعالى عندما قالا إن "كهلاً " عطف على "وجيهاً "،فهو يظهر أنه قول له أهمية،لكن لم أستطع توضيح ذلك الآن بعبارة علمية 0
ثالثاً:
هل اختلاف السياق في الآيتين له مراعاة في التفاسير المختصرة التي اطلعتم عليها أم لا؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[02 Jan 2007, 05:03 م]ـ
الشيخ السالم وفقك الله
أشكر لك مداخلتك العلمية، لكن هل هناك اعتراض على ما ذكرته من تفسير الكهل من جهة اللغة، وكذا هل هناك اعتراض على الملحوظة التي ذكرتها على منهج الاختصار في التفسير، أو أن مداخلتك في موضوع يتعلق بسياق الآيتين؟
ـ[الجكني]ــــــــ[03 Jan 2007, 04:05 ص]ـ
عفواً د/مساعد حفظك الله:
المداخلة متعلقة ب "سياق الآيتين " + طلب رأيكم الكريم في إعراب "وكهلاً" على أنها "عطف على "وجيهاً " حسب رأي الفراء،والمطلوب الرأي "التفسيري " وليس "النحوي" 0
هذا؛وقد طرأ لي هذا القول الآن وأنا أحرر هذا الكلام وهو:
ألا يمكننا القول بأن "وكهلاً" يراد بها وقت آخر وهو الوقت الذي يهبط فيه عيسى عليه السلام آخر الزمان،إذ ليس في الآية ما يدل على أن المراد هو كلامه لأهل عصره،بل كلمة "الناس " عامة فلا تخصص إلا بدليل 0
أقول هذا وأستغفر الله إذا كان غير صحيح لأني لم أبحث بعد في كتب التفسير هل قال به أحد أم لا 0
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 Jan 2007, 04:58 ص]ـ
السلام عليكم
ملاحظة أخي الكتور مساعد قيّمة جدا---
وملاحظة أخي الأستاذ الجكني أثمنها كثيرا من حيث قوله (أقول هذا وأستغفر الله إذا كان غير صحيح لأني لم أبحث بعد في كتب التفسير هل قال به أحد أم لا)
فالمنهج الأصوب هو في ثنايا عبارته والتي تعني عدم تجرؤه على قول قول دون أن يكون لقوله سند من كلام أئمة سابقين
وعندنا في القدس الشريف شخص يدّعي أنّ كلامه أمتن من كلام إبن عبّاس ولا يأخذ بأي كلام لمفسّر فيأتينا بالعجب العجاب
وقد تكلّم الرازي بما تفضل بع الأستاذ الجكني إذ نقل قولا فيه نفس ما أراد
قال
(والجواب: من وجهين الأول: بينا أن الكهل في أصل اللغة عبارة عن الكامل التام، وأكمل أحوال الإنسان إذا كان بين الثلاثين والأربعين، فصح وصفه بكونه كهلاً في هذا الوقت والثاني: هو قول الحسين بن الفضل البجلي: أن المراد بقوله {وَكَهْلاً} أن يكون كهلاً بعد أن ينزل من السماء في آخر الزمان، ويكلم الناس، ويقتل الدجال، قال الحسين بن الفضل: وفي هذه الآية نص في أنه عليه الصلاة والسلام سينزل إلى الأرض.)
وسوف أنقل هذا الرابط كله إلى موقع تفسير أشرف عليه تقديرا منّي لمداخلات الأعضاء فيه
ـ[الجكني]ــــــــ[03 Jan 2007, 05:14 ص]ـ
فتح الله عليك أخي جمال،فوالله فرحي بما نقلته من تفسير الإمام الرازي لا يوصف،لأني كتت ما كتبت وقلت إذا رجعت بعد الصلاة إن شاء الله سأبحث المسالة وأعطيت لنفسي (4) أيام وإلا سأطلب من الإخوة حذف المشاركة،فالحمد لله،ثم شكراً لك فقد أسديت إلي جميلاً أقله "وفّرت " علي جهد هذه الأيام في هذه المسألة 0
تمنياتي لك بالتوفيق والسداد،وفتح عليك ويسر لك أمرك وحقق لك مبتغاك ورجاك 0
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[03 Jan 2007, 10:34 ص]ـ
لما جررتنا إلى اقتناص الفوائد في هذا الموضوع أيها الشيخ الجكني الفاضل، فلا بأس بإيراد بعض اللطائف من تفاسير الأئمة، ومنها ما قاله الطبري في سبب ورود كلامه في حال الكهولة، مع أن الأصل كلامه في ذلك الوقت كغيره من الناس، قال:
(وأما قوله:"وكهلا"، فإنه: وُمحتَنِكًا فوق الغُلومة، ودُون الشيخوخة، يقال منه:"رجل كهل = وامرأة كهلة"، كما قال الراجز:
وَلا أَعُودُ بَعْدَهَا كَرِيَّا ... أُمَارِسُ الكَهْلَةَ وَالصَّبِيَّا
وإنما عنى جل ثناؤه بقوله:"ويكلم الناسَ في المهد وكهلا"، ويكلم الناس طفلا في المهد = دلالةً على براءَة أمه مما قَرَفها به المفترون عليها، وحجة له على نبوّته = وبالغًا كبيرًا بعد احتناكه، بوحي الله الذي يوحيه إليه، وأمره ونهيه، وما ينزل عليه من كتابه.
وإنما أخبر الله عز وجل عبادَه بذلك من أمر المسيح، وأنه كذلك كان، وإن كان الغالب من أمر الناس أنهم يتكلمون كهولا وشيوخًا = احتجاجًا به على القائلين فيه من أهل الكفر بالله من النصارى الباطلَ، وأنه كان = [منذ أنشأه] مولودًا طفلا ثم كهلا = يتقلب في الأحداث، ويتغير بمرُور الأزمنة عليه والأيام، من صِغر إلى كبر، ومن حال إلى حال = وأنه لو كان، كما قال الملحدون فيه، كان ذلك غيرَ جائز عليه. فكذّب بذلك ما قاله الوفدُ من أهل نجران الذين حاجُّوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، واحتج به عليهم لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأعلمهم أنه كان كسائر بني آدم، إلا ما خصه الله به من الكرامة التي أبانه بها منهم، كما:-
حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير:"ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين": يخبرهم بحالاته التي يتقلب بها في عمره، كتقلب بني آدم في أعمارهم صغارًا وكبارًا، إلا أن الله خَصّه بالكلام في مهده آيةً لنبوته، وتعريفًا للعباد مواقع قدرته.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[03 Jan 2007, 10:37 ص]ـ
ما ذكر الشيخ جمال الشرباتي نقلاً عن الإمام الرازي (رحمه الله تعالى) قد قال به من أعلام مفسري أتباع التابعين عبد الرحمن بن زيد بن أسلم (رحمهم الله تعالى)، وقد نقل ذلك عنه الطبري، فقال:
(وقال آخرون: معنى قوله:"وكهلا"، أنه سيكلمهم إذا ظهر.
ذكر من قال ذلك:
حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، سمعته - يعني ابن زيد - يقول في قوله:"ويكلم الناس في المهد وكهلا"، قال: قد كلمهم عيسى في المهد، وسيكلمهم إذا قتل الدجال، وهو يومئذ كهلٌ).
ـ[الجكني]ــــــــ[04 Jan 2007, 01:28 ص]ـ
جزيت خيراً و (0000راً) أستاذنا الفاضل، وما أنا لكم إلا كمن يجلب التمر لأهل هجر، على حد قولهم 0
ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[08 Jan 2007, 12:11 ص]ـ
ماشاء الله لا قوة إلا بالله.
نعم هكذا عوَّدتمونا أيها المشايخ الفضلاء ..
فأساله تعالى أن يفتح علينا وعليكم، ويزيدنا واياكم بسطة في العلم.
وإلى مزيد من الفتح والفوائد والتمحيص ..(/)
مسألة في الفاصلة ... أرجو المساعدة
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[31 Dec 2006, 11:19 م]ـ
من ينقل لنا كلام ابن القيم في الكلام عن الفاصلة الطويلة والفاصلة القصيرة من كتابه (الفوائد المشوق إلى علوم القرآن وعلم البيان) أو الذي يُقال عنه إنه (مقدمة تفسير ابن النقيب)؟؟
عاجل ....... مع توثيق النص برقم الصفحة وذكر الطبعة ..
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[01 Jan 2007, 11:30 م]ـ
بقي لي هذا المبحث، وكتاب ابن القيم (أو مقدمة تفسير ابن النقيب) ليست عندي، فأرجو نقل كلامه في المسألة بارك الله فيكم .......
ـ[الجكني]ــــــــ[04 Jan 2007, 01:59 ص]ـ
الأخ زكرياء حفظه الله:رجعت إلى الكتاب المذكور ولم أهتد إلى الموضع المعيّن،آمل التوضيح اكثر لو تكرمتم 0
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[04 Jan 2007, 02:52 م]ـ
جزاكم الله خيرا، أنا قمت ببحث صغير جدا حول الفاصلة القرآنية ... وذكرت تقسيمات الفاصلة، وذكر لي أحد الإخوة الدارسين في مجال الدراسات القرآنية أن ابن القيم ذكر تقسيما آخر للفاصلة من حيث طولها وقصرها في كتابه (الفوائد المشوق إلى علوم القرآن وعلم البيان) والكتاب ليس عندي ....... فلذلك لا أستطيع تحديد الموضع ...
إذا وُجد في الكتاب مبحث للفاصلة، ربما يكون قد تعرض لتقسيمات الفاصلة بمختلف الاعتبارات ....... فثم يوجد ...
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[05 Jan 2007, 12:51 م]ـ
الرجاء نقل تقسيم أهل العلم للفاصلة باعتبار الطول والقصر ............ من أي كتاب مع التوثيق ............ عاجل جدا ...
ـ[روضة]ــــــــ[05 Jan 2007, 02:34 م]ـ
فيما يلي فصل من كتاب (الإتقان) في فواصل الآي، أرجو أن تجد فيه مرادك:
النوع التاسع والخمسون في فواصل الآي ( http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=156&CID=23)
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[06 Jan 2007, 10:29 ص]ـ
بحثت في الإتقان وفي البرهان ولم أجد هذا التقسيم، نعم وجدت تقسيمات أخرى للفاصلة .......... لكن هذا التقسيم لم أجده أي: باعتبار الطول ولاقصر ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Jan 2007, 06:56 ص]ـ
التقسيم المطلوب ذكره ابن النقيب (1) في صفحة 471 من مقدمته لتفسيره الكبير، تحت عنوان (القسم الحادي عشر: التسجيع).
وقد ذكر تقسيمات العلماء للتسجيع فقال:
(قد اختلفت عبارات أرباب هذه الصناعة في التسجيع فقال قومٌ: هو على ثلاثة أقسام: المتوازي والمتطرف والمتوازن.
أما المتوازي فهو رعاية الكلمتين الأخيرتين في الوزن والروي. وذكر الروي في النثر توسعة في الكلام وإلا فالروي مخصوص بالشعر، مثاله من كتاب الله تعالى قوله عز وجل: (فيها سرر مرفوعة * وأكواب موضوعة) ...
وأما المتطرف فهو أن تتفق الكلمتان الأخيرتان في الحرف الأخير من الوزن. مثاله في الكتاب العزيز قوله تعالى: (ما لكم لا ترجون لله وقاراً وقد خلقكم أطوارا) ...
وأما المتوازن فمثاله من الكتاب العزيز قوله تعالى: (وآتيناهما الكتاب المستبين وهديناهما الصراط المستقيم).
وقال قومٌ: هو على ثلاثة أقسام: قصير موجز، ومتوسط معجز، وطويل مفصح مبين للمعنى مبرز) [471 - 472 من مقدمة تفسير ابن النقيب بتحقيق د. زكريا سعيد علي، ط. دار الخانجي بالقاهرة عام 1415هـ].
وقد شرح معنى كل قسم منها ومثل له، وهذا التقسيم الأخير الذي ذكره ابن النقيب هو تقسيم ابن الأثير الجزري في المثل السائر فراجعه فيه 1/ 255 - 258
ــــــــــــــــــــــ
(1) هذا الكتاب طبع خطأ باسم الفوائد المشوق إلى علوم القرآن وعلم البيان ونسب للإمام ابن القيم وليس له. وقد سبق الحديث عن هذا في مشاركة سابقة في الملتقى هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=816) .(/)
(ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى) هل يدل على أفضلية التأخر لليوم الثالث عشر؟.
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 Jan 2007, 01:54 م]ـ
المشايخ الفضلاء /
في قوله تعالى: " فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى ".
أشكل عليّ قوله تعالى: (لمن اتقى).
هل القيد للأخير؟.
فيكون المتأخر اتقى لله من المتعجل؟.
أم أن الحاج متى اتقى الله تعالى في حجه فلم يرفث ولم يفسق فقد حاز على الأجر الذي وُعد به؟.
بداية أنقل لكم - مشايخي الأفاضل - ما ذكره الإمام الطبري في تفسير قوله تعالى: (لمن اتقى) ثم أنقل ما تيسر مما خطته أيدي العلماء في تفسيرها، منتظرا توجيهاتكم وإضافاتكم.
قال الإمام الطبري رحمه الله تعالى بعد ذكره لجملة من الأقوال في الآية:
(وأولى هذه الأقوال بالصحة قول من قال:
تأويل ذلك: فمن تعجل في يومين من أيام منى الثلاثة فنفر في اليوم الثاني فلا إثم عليه , لحط الله ذنوبه , إن كان قد اتقى الله في حجه فاجتنب فيه ما أمره الله باجتنابه، وفعل فيه ما أمره الله بفعله وأطاعه بأدائه على ما كلفه من حدوده.
ومن تأخر إلى اليوم الثالث منهن فلم ينفر إلى النفر الثاني حتى نفر من غد النفر الأول , فلا إثم عليه لتكفير الله له ما سلف من آثامه وأجرامه , وإن كان اتقى الله في حجه بأدائه بحدوده.
وإنما قلنا أن ذلك أولى تأويلاته لتظاهر الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ومن حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق , خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ".
وأنه قال صلى الله عليه وسلم: " تابعوا بين الحج والعمرة , فإنهما ينفيان الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة "
3136 - حدثني عبد الله بن سعيد الكندي , قال: ثنا أبو خالد الأحمر , قال: ثنا عمرو بن قيس , عن عاصم , عن شقيق , عن عبد الله , قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة , وليس للحجة المبرورة ثواب دون الجنة ".
* حدثنا ابن حميد , قال: ثنا الحكم بن بشير , عن عمرو بن قيس , عن عاصم , عن زر , عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه.
3137 - حدثنا الفضل بن الصباح , قال:. ثنا ابن عيينة , عن عاصم بن عبيد الله , عن عبد الله بن عامر بن ربيعة , عن أبيه , عن عمر يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تابعوا بين الحج والعمرة , فإن متابعة ما بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير الخبث , أو خبث الحديد ".
3138 - حدثنا إبراهيم بن سعد , قال: ثنا سعيد بن عبد الحميد , قال: ثنا ابن أبي الزناد , عن موسى بن عقبة , عن صالح مولى التوأمة , عن ابن عباس , قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا قضيت حجك فأنت مثل ما ولدتك أمك ".
وما أشبه ذلك من الأخبار التي يطول بذكر جميعها الكتاب , مما ينبئ عنه أن من حج فقضاه بحدوده على ما أمره الله , فهو خارج من ذنوبه , كما قال جل ثناؤه: {فلا إثم عليه لمن اتقى} الله في حجه.
فكان في ذلك من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يوضع عن أن معنى قوله جل وعز: {فلا إثم عليه} أنه خارج من ذنوبه , محطوطة عنه آثامه , مغفورة له أجرامه.
وأنه لا معنى لقول من تأول قوله: {فلا إثم عليه} فلا حرج عليه في نفره في اليوم الثاني , ولا حرج عليه في مقامه إلى اليوم الثالث ; لأن الحرج إنما يوضع عن العامل فيما كان عليه ترك عمله فيرخص له في عمله بوضع الحرج عنه في عمله , أو فيما كان عليه عمله , فيرخص له في تركه بوضع الحرج عنه في تركه.
فأما ما على العامل عمله فلا وجه لوضع الحرج عنه فيه إن هو عمله , وفرضه عمله , لأنه محال أن يكون المؤدي فرضا عليه حرجا بأدائه , فيجوز أن يقال: قد وضعنا عنك فيه الحرج.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذ كان ذلك كذلك , وكان الحاج لا يخلو عند من تأول قوله: {فلا إثم عليه} فلا حرج عليه , أو فلا جناح عليه من أن يكون فرضه النفر في اليوم الثاني من أيام التشريق , فوضع عنه الحرج في المقام , أو أن يكون فرضه المقام إلى اليوم الثالث , فوضع عنه الحرج في النفر في اليوم الثاني , فإن يكن فرضه في اليوم الثاني من أيام التشريق المقام إلى اليوم الثالث منها , فوضع عنه الحرج في نفره في اليوم الثاني منها , وذلك هو التعجيل الذي قيل: {فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه} فلا معنى لقوله على تأويل من تأول ذلك: {فلا إثم عليه} فلا جناح عليه , {ومن تأخر فلا إثم عليه} لأن المتأخر إلى اليوم الثالث إنما هو متأخر عن أداء فرض عليه تارك قبول رخصة النفر , فلا وجه لأن يقال: لا حرج عليك في مقامك على أداء الواجب عليك , لما وصفنا قبل , أو يكون فرضه في اليوم الثاني النفر , فرخص له في المقام إلى اليوم الثالث ; فلا معنى أن يقال: لا حرج عليك في تعجلك النفر الذي هو فرضك وعليك فعله للذي قدمنا من العلة.
وكذلك لا معنى لقول من قال: معناه: {فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه} ولا حرج عليه في نفره ذلك , إن اتقى قتل الصيد إلى انقضاء اليوم الثالث ; لأن ذلك لو كان تأويلا مسلما لقائله لكان في قوله: {ومن تأخر فلا إثم عليه} ما يبطل دعواه , لأنه لا خلاف بين الأمة في أن الصيد للحاج بعد نفره من منى في اليوم الثالث حلال , فما الذي من أجله وضع عنه الحرج في قوله: {ومن تأخر فلا إثم عليه} إذا هو تأخر إلى اليوم الثالث ثم نفر؟ هذا مع إجماع الحجة على أن المحرم إذا رمى وذبح وحلق وطاف بالبيت فقد حل له كل شيء , وتصريح الرواية المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو ذلك , التي: 3139 - حدثنا بها هناد بن السري الحنظلي , قال: ثنا عبد الرحيم بن سليمان , عن حجاج , عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم , عن عمرة قالت: سألت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها متى يحل المحرم؟ فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا رميتم وذبحتم وحلقتم حل لكم كل شيء إلا النساء ". قال: وذكر الزهري عن عمرة , عن عائشة , عن النبي صلى الله عليه وسلم , مثله.
وأما الذي تأول ذلك أنه بمعنى: لا إثم عليه إلى عام قابل فلا وجه لتحديد ذلك بوقت , وإسقاطه الإثم عن الحاج سنة مستقبلة , دون آثامه السالفة , لأن الله جل ثناؤه لم يحصر ذلك على نفي إثم وقت مستقبل بظاهر التنزيل , ولا على لسان الرسول عليه الصلاة والسلام , بل دلالة ظاهر التنزيل تبين عن أن المتعجل في اليومين والمتأخر لا إثم على كل واحد منهما في حاله التي هو بها دون غيرها من الأحوال , والخبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم يصرح بأنه بانقضاء حجه على ما أمر به خارج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.
ففي ذلك من دلالة ظاهر التنزيل , وصريح قول الرسول صلى الله عليه وسلم دلالة واضحة على فساد قول من قال: معنى قوله: {فلا إثم عليه} فلا إثم عليه من وقت انقضاء حجه إلى عام قابل.
فإن قال لنا قائل: ما الجالب اللام في قوله: {لمن اتقى} وما معناها؟ قيل: الجالب لها معنى قوله. {فلا إثم عليه} لأن في قوله: {فلا إثم عليه} معنى حططنا ذنوبه وكفرنا آثامه , فكان في ذلك معنى: جعلنا تكفير الذنوب لمن اتقى الله في حجه , فترك ذكر جعلنا تكفير الذنوب اكتفاء بدلالة قوله: {فلا إثم عليه}.
وقد زعم بعض نحويي البصرة أنه كأنه إذا ذكر هذه الرخصة فقد أخبر عن أمر , فقال: {لمن اتقى} أي هذا لمن اتقى.
وأنكر بعضهم ذلك من قوله , وزعم أن الصفة لا بد لها من شيء تتعلق به , لأنها لا تقوم بنفسها , ولكنها فيما زعم من صلة " قول " متروك , فكان معنى الكلام عنده " قلنا ": ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى , وقام قوله: {ومن تأخر فلا إثم عليه} مقام القول.
وزعم بعض أهل العربية أن موضع طرح الإثم في المتعجل , فجعل في المتأخر , وهو الذي أدى ولم يقصر , مثل ما جعل على المقصر , كما يقال في الكلام: إن تصدقت سرا فحسن , وإن أظهرت فحسن. وهما مختلفان , لأن المتصدق علانية إذا لم يقصد الرياء فحسن , وإن كان الإسرار أحسن وليس في وصف حالتي المتصدقين بالحسن وصف إحداهما بالإثم ; وقد أخبر الله عز وجل عن النافرين بنفي الإثم عنهما , ومحال أن ينفي عنهما إلا ما كان في تركه الإثم على ما تأوله قائلو هذه المقالة.
وفي إجماع الجميع على أنهما جميعا لو تركا النفر وأقاما بمنى لم يكونا آثمين ما يدل على فساد التأويل الذي تأوله من حكينا عنه هذا القول.
وقال أيضا: فيه وجه آخر , وهو معنى نهي الفريقين عن أن يؤثم أحد الفريقين الآخر , كأنه أراد بقوله: {فلا إثم عليه} لا يقل المتعجل للمتأخر: أنت آثم , ولا المتأخر للمتعجل أنت آثم بمعنى: فلا يؤثمن أحدهما الآخر.
وهذا أيضا تأويل لقول جميع أهل التأويل مخالف , وكفى بذلك شاهدا على خطئه.
) أ. هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[روضة]ــــــــ[01 Jan 2007, 07:00 م]ـ
جاء في البحر المحيط والدر المصون: بين الجملتين مقابلة لفظية (مشاكلة)؛ إذ المتأخر أتى بزيادة في العبادة، فله زيادة في الأجر، ورفع الإثم إنما يقال في حقّ المقصر ولا يقال في حقّ من أتى بتمام العمل، فجاء هنا للموافقة اللفظية، فهي في مقابل قوله: (فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه) (1). وقال في الكشاف: " فإنْ قلتَ: كيف قال: (فلا إثم عليه) عند التعجّل والتأخر جميعاً؟ قلتُ: دلالة على أن التعجّل والتأخر مخيّر فيهما، كأنه قيل: فتعجلوا أو تأخروا، فإنْ قلتَ: أليس التأخر بأفضل؟ قلتُ: بلى، ويجوز أن يقع التخيير بين الفاضل والأفضل، كما خيّر المسافر بين الصوم والإفطار، وإن كان الصوم أفضل" (2).
وتخصيص (التقوى) بالذكر؛ "لأن مدار الأعمال البدنيات على النيات، أي أن نفي الإثم لمن أدار أفعاله على ما يرضي الله" (3)، ولئلا يتخالج في قلب الحاج المتقي شيء من التعجل أو التأخر، فيحسب أن أحدهما يرهق صاحبه آثام في الإقدام عليه؛ لأن ذا التقوى حذر متحرز من كل ما يريبه، ولأنه هو الحاج على الحقيقة عند الله (4).
[ line]
(1) ينظر: أبو حيان، البحر المحيط، (323:2)، والسمين الحلبي، الدر المصون، (502:1).
(2) الزمخشري، الكشاف، (247:1)، وهذا ما ذهب إليه أيو السعود، إرشاد العقل السليم، (210:1)، والشهاب، عناية القاضي وكفاية الراضي، (500:2)، والألوسي، روح المعاني، (489:1).
(3) باختصار: البقاعي، نظم الدرر، (383:1).
(4) ينظر: الزمخشري، الكشاف، (247:1).
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 Jan 2007, 06:28 م]ـ
سُئل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى:
عن قوله تعالى: (فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى [البقرة:203] ما معنى: (لمن اتقى)؟.
الجواب:
أي أن هذا الحكم إنما هو لمن اتقى الله عز وجل، بحيث أتى بالحج كاملاً قبل التعجل، أوتأخر للتقرب إلى الله عز وجل، لا لغرض دنيوي، أو حيلة، أو ما أشبه ذلك، فيكون هذا القيد راجعاً لمسألتين:
- للتعجل.
- والتأخر.
وقيل: إن القيد للأخير فقط: (وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى) [البقرة:203] يعني: أن التأخر أَتْقَى لله عز وجل؛ لأنه خير من التعجل؛ حيث إن الرسول عليه الصلاة والسلام تأخر، وحيث إن المتأخر يحصل له عبادتان: الرمي والمبيت.
لكن الأظهر والله أعلم أن هذا القيد للتعجل والتأخر بحيث يحمل الإنسان تقوى الله عز وجل على التعجل أو التأخر.
ـ[أبو المنذر]ــــــــ[04 Jan 2007, 02:40 م]ـ
جزاك الله خيرا
وسمعت لخطيب المسجدـ (مسجد الكويتات) كما فهمت من بعض المرشدين ـ في منى تفسيرا يقول فيه:
لمن اتقى ترجع للمتعجل اذ يجب عليه ان يكون تعجله من أجل مصلحة دينية أودنيويه وليس مجرد الرغبة في العودة أو
الشعور بالملل وليعلم أنها رخصة أي التعجل والمولى سبحانه مطلع على السرائرفليتقي الله في تعجله
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[04 Jan 2007, 02:54 م]ـ
تعرض الإمام الشاطبي رحمنا الله وإياه في الموافقات إلى ماجاء من أدلة الشرع برفع الجناح أو الإثم عن فاعل الشيئ, وقرر أنه لا يلزم من تلك التعابير برفع الإثم والجناح الإباحةُ فحسب , بل قد يتعداها لازمُ التعبير بهما إلى الندب أو الوجوب, ومثل للندب بآيتنا هذه وذكر أن التأخر مطلوبٌ طلب ندب وأنه أفضل من التعجل لاستمرار المتأخر في عبادة فرغ منها المتعجل, ومثل أيضا لانصراف رفع الحرج من الإباحة للوجوب بآية لصفا والمروة ..
ويقول الإمام الكاساني عليه رحمةالله في بدائع الصنائع:
و في ظاهر هذه الآية الشريفة إشكال من وجهين:
أحدهما: أنه ذكر قوله تعالى: {لا إثم عليه} في المتعجل و المتأخر جميعا و هذا إن كان يستقيم في حق المتعجل لأنه يترخص لا يستقيم في حق المتاخر لأنه أخذ بالعزيمة و الأفضل .. !!
و الثاني: أنه قال تعالى في المتأخر: {فلا إثم عليه لمن اتقى} قيده بالتقوى و هذا التقييد بالمتعجل أليق لأنه أخذ بالرخصة و لم يذكر فيه هذا التقييد .. !!
و الجواب عن الإشكال الأول: ما روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال في هذه الآية فمن تعجل في يومين غفر له و من تأخر غفر له و كذا روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال في قوله تعالى {فلا إثم عليه}: رجع مغفورا له و
أما قوله تعالى: {لمن اتقى} فهو بيان أن ما سبق من وعد المغفرة للمعتجل و المتأخر بشرط التقوى.
ثم من أهل التأويل من صرف التقوى إلى الاتقاء عن قتل الصيد في الإحرام أي لمن اتقى قتل الصيد في حال الإحرام و صرف أيضا قوله تعالى: {و اتقوا الله} أي فاتقوا الله و لا تستحلوا قتل الصيد في الحرام و منهم من صرف التقوى إلى الاتقاء عن المعاضي كلها في الحج و فيما بقي من عمره و يحتمل أن يكون المراد منه التقوى عما حظر عليه الإحرام من الرفث و الفسوق و الجدال و غيرها الله تعالى أعلم
لطيفة في الوقف:
وأذكر أن فضيلة شيخ قراء المسجد النبوي الشيخ: إبراهيم الأخضر يختار الوقف على قوله تعالى (فلا إثم عليه) , ثمَّ يستأنف بقول الله (لمن اتقى) وهذه إشارة إلى عود المعنى على المتعجل والمتأخر ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[08 Jan 2007, 12:18 ص]ـ
شكر الله لك اخي الفاضل المسيطير ..
ووالله إن كنت في حج هذا العام أتامل في هذه الآية وكنت عازماً على البحث فيها حين العودة فشكر الله لك وللإخوة الفضلاء ..
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Nov 2009, 07:48 ص]ـ
جاء في محاسن التأويل للقاسمي: (وقوله تعالى: {لمن اتقى} خبر لمبتدأ محذوف، أي: الذي ذكر - من التخيير ونفي الإثم عن المتعجل والمتأخر، أو من الأحكام - لمن اتقى، لأنه الحاج على الحقيقة والمنتفع به، على حد: {ذلك خير للذين يريدون وجه الله} [الروم: 38]، وقوله: {هدى للمتقين} [البقرة: 2]).
وقد نقل الشنقيطي رحمه الله خلاصة ما أورده الطبري في تفسير الآية، ثم علق عليه بقوله: (وَالْحَاصِلُ: أَنَّهُ - أَعْنِي الطَّبَرِيَّ - بَيَّنَ كَثِيرًا مِنَ الْأَدِلَّةِ عَلَى أَنَّ مَعْنَى الْآيَةِ: هُوَ مَا ذَكَرَ مِنْ أَنَّ الْحَاجَّ يَخْرُجُ مَغْفُورًا لَهُ، كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، لَا إِثْمَ عَلَيْهِ، سَوَاءٌ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ، أَوْ تَأَخَّرَ، وَقَدْ يَظْهَرُ لِلنَّاظِرِ أَنَّ رَبْطَ نَفْيِ الْإِثْمِ فِي قَوْلِهِ: فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ بِالتَّعَجُّلِ وَالتَّأَخُّرِ فِي الْآيَةِ، رَبْطَ الْجَزَاءِ بِشَرْطِهِ يَتَبَادَرُ مِنْهُ أَنَّ نَفْيَ الْإِثْمِ إِنَّمَا هُوَ فِي التَّعَجُّلِ وَالتَّأَخُّرِ، وَلَكِنَّ الْأَدِلَّةَ الَّتِي أَقَامَهَا أَبُو جَعْفَرٍ الطَّبَرِيُّ، عَلَى الْمَعْنَى الَّذِي اخْتَارَ فِيهَا فِيهِ مَقْنَعٌ، وَتَشْهَدُ لَهَا أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ، وَخَيْرُ مَا يُفَسَّرُ بِهِ الْقُرْآنُ بَعْدَ الْقُرْآنِ سُنَّةُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
فَقَوْلُهُ فِي آيَةِ الْبَقَرَةِ هَذِهِ: فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ، هُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «رَجَعَ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ»، وَقَوْلُهُ: لِمَنِ اتَّقَى، هُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ» ; لِأَنَّ مَنْ لَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ، هُوَ الَّذِي اتَّقَى.).(/)
كيف نستطيع تصنيف موضوعات الملتقى في عدة ملتقيات مع الحفاظ عليه كما هو؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[02 Jan 2007, 03:08 م]ـ
(للأهمية): منقول من ملتقى الاقتراحات والملاحظات
أشكر الإخوة الفضلاء على هذه الاقتراحات المتميزة ـ ولله الحمد ـ في أغلبها، وأحب أن أنوه بأن تكثير النوافذ سيشتت المستفيدين من الملتقى، ولعلكم تلاحظون أن بعض المنتديات العلمية التي تكثر فيها الصفحات تقل فيها الفائدة في المنتدى الأصل، أو في المنتديات الفرعية بحيث تثبت المشاركات أكثر من أسبوع لا تكاد تتجدد.
ولقد كنا ـ نحن المشرفين ـ نعالج هذا الموضوع لإرساله لبعض المبرمجين لعله يسعفنا فيه بحيث يكون الملتقى العلمي أصلا كما هو في وضعه السابق، ثم يكون أمام كل موضوع خانة بعد خانة (قراءة) يقوم المشرفون بتصنيف كل مشاركة حسب الموضوع العلمي لها: (تفسير، تفسير موضوعي، مناهج مفسرين، وقراءات، تجويد .... الخ)، فإذا ضغط المستفيد على هذه الخانة مرتين تنسدل له المشاركات التي في التصنيف المذكور، وتكون في صفحة كصفحة الملتقى العلمي، وإذا أراد العودة إلى الملتقى العلمي مرة أخرى يكون هناك رابطًا لعودته إليه، وبهذا نتجنب التشتيت وتكثير الصفحات.
ولعل الفكرة وضحت، ويا حبذا لو ساعدنا الإخوة بعرض ذلك على المبرمجين المحترفين، فإن هذا سيكون نافعًا لكل المنتديات العلمية بإذن الله.(/)
التبصرة لإبن الجوزي / من قصة سيدنا نوح عليه السلام
ـ[أبو المنذر]ــــــــ[03 Jan 2007, 02:29 م]ـ
الحمد لله الذي تسبحه البحار الطوافح، والسحب السوافح، والأبصار اللوامح، والأفكار والقرائح، العزيزفي سلطانه،
الكريم في امتنانه، سابر المذنب في عصيانه، رازق الصالح والطالح، تقدس عن مثل وشبيه، وتنزه عن نقص يعتريه،
يعلم خافية الصدر وما فيه من سر أضمرته الجوانح، لا يشغله شاغل ولا يبرمه سائل ولا ينقصه نائل، تعالى عن الند
المماثل والضد المكادح، يسمع تغريد الورقاء على الغصن، وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، يتكلم فكلامه مكتوب
في اللوح مسموع بالأذن، أنزل القطر بقدرته وصبغ لون النبات بحكمته، وخالف بين الطعوم بمشئته، وأرسل الرياح
لواقح، موصوف بالسمع والبصر، يرى في الجنة كما يرى القمر، من شبهه أو كيفه فقد كفر، هذا مذهب أهل السنة
والأثر ودليلهم جلي واضح، ينجي من شاء كما شاء ويهلك، فهوالمسلم والمسلم للمهالك، لم ينتفع كنعان بالنسب يوم
الغرق لأنه مشرك " قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح "
قال الله تعالى " وقال اركبوا فيها " قال ابن عباس (كان طولها ستمائة ذراع وعرضها ثلاثمائة وثلاثين ذراعا)
وقيل له إذا فار التنور فاركب وفي المراد بالتنور أربعة أقوال
الأول: اسم لوجه الأرض
الثاني: تنور الصبح
الثالث: طلوع الشمس
الرابع: تنور أهله انبجس منه الماء
وفي المكان الذي فار منه التنور ثلاثة أقوال: مسجد بالكوفة ـ بالهند ـ بالشام
وفي الذين حملهم في السفينة ثمانية أقوال ويكفينا منها " وما آمن معه إلا قليل "
" بسم الله مجراها ومرساها " قال الزجاج: أمرهم أن يسموا في وقت جريها ووقت استقرارها
" في موج كالجبال " قيل إن الماء ارتفع على أطول جبل في الأرض أربعين ذراعا
"ونادى نوح ابنه " واسمه كنعان ويقال يام
"وكان في معزل " أي في مكان منقطع، وقيل في معزل من دين أبيه وكان ينافقه بإظهار الإيمان، فدعاه إلى
الركوب ظنا أنه مؤمن فقال " سآوي إلي جبل يعصمني " أي يمنعني من الماء " قال لا عاصم " أي لا معصوم كقوله "
" من ماء دافق " أي مدفوق " إلامن رحم " أي الله فإنه معصوم
" وحال بينهم الموج" فيه قولان: بين كنعان والجبل الذي زعم أنه يعصمه أوبين نوح وابنه
" وقيل ياأرض ابلعي ماءك " ابتلعت ما ظهر منها وبقى ماء السماء بحارا وأنهارا
ويا سماء أقلعي " أي أمسكي عن إنزال الماء " وغيض الماء " نقص " وقضي الأمر " بغرق القوم " واستوت" أي السفينة
على الجودي" وهو جبل بالموصل
وإنما قال نوح " رب إن ابني من أهلي " لان الله وعده نجاة أهله، فقيل له: " إنه ليس من أهلك " أي من أهل دينك
وإنما قال تعالى في وعده " وأهلك إلإ من سبق عليه القول "
قوله تعالى " إنه عمل غير صالح " يعني السؤال فيه وقرأ الكسائي بكسر الميم، يشير إلى أنه مشرك
قال عبد الرزاق، حدثنا وهيت بن الورد، فال: لما عاتب الله تعالى نوحا في ابنه وأنزل عليه " إني أعظك أن تكون من
الجاهلين " بكى ثمانمائة عام حتى صار تحت عينيه مثل الجدول من البكاء
ولما قصت قصة نوح على نبينا عليه الصلاة والسلام قيل له: " فاصبر إن العاقبة للمتقين " والمعنى اصبر كما صبر نوح ‘
فإن الظفر والتمكين لمن اتقى والمراد ليحصل لك كما حصل لنوح عليه السلام والمؤمنين(/)
فائدة من كتاب
ـ[الجكني]ــــــــ[04 Jan 2007, 02:22 ص]ـ
روي أن يهودياً تكلم في مجلس المتوكل فأحسن الكلام وناظر فعلم أنه من جملة الأعلام،وناضل فتحققوا أنه مسدد السهام، فدعاه المتوكل إلى الإسلام،فأبى وأقام لفرط الإباء على مذهب الآباء بعد أن بذل له المتوكل ضروباً من الإنعام، وصنوفاً من الرفعة والإكرام وراجعه في ذلك مرة بعد أخرى فلم يزده ذلك إلا طغياناً وكفراً، فغاب عنه مدة ثم دخل إلى مجلسه وهو يعلن الإسلام ويدين بدينه 0
فقال له المتوكل: أسلمت؟
قال: نعم 0
قال: ما سبب إسلامك؟
فقال: لما قطعت من عنقي قلادة التقليد،وصرت من رتبة الاجتهاد إلى مرتقى ما عليه مزيد نظرت في الأديان وطلبت الحق حيث كان فأخذت التوراة فنظرت فيها، وتدبرت معانيها وكتبتها بخطي وزدت فيها ونقصت ودخلت بها السوق وبعتها ولم ينكر أحد من اليهود منها شيئاً،وأخذت الإنجيل وزدت فيه ونقصت ودخلت به السوق وبعته،فلم ينكر أحد من النصارى منه شيئاً،وأخذت القرآن وقرأته وتأملته فإذا "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " فكتبت وزدت فيه ونقصت ودخلت به السوق وبعته فنظر فيه المسلمون فعرفوا المواضع التي زدت فيها ونقصت،وردوا كل كلمة إلى موضعها،وكل حرف إلى مكانه،فعلمت أنه الحق لتحقيق وصفه بأنه كلام الله الذي "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد "،فآمنت به وصدقت ما جاء به 0انتهى
من كتاب: مقدمة تفسير ابن النقيب:ص:517 - 518
تحقيق د/ زكريا سعيد علي
ـ[يسري خضر]ــــــــ[20 Jun 2009, 02:21 ص]ـ
د. جاري ميلر
هذا أكبر داعية للنصرانية يعلن إسلامه ويتحول إلى أكبر داعية للإسلام فى كندا، كان من المبشرين الناشطين جدا في الدعوة إلى النصرانية. وهو أيضا من الذين لديهم علم غزير بالكتاب المقدس Bible .
وعاش يحب الرياضيات بشكل كبير , ومن ثم يحب المنطق , أو التسلسل المنطقي للأمور.
**********
وفي أحد الأيام أراد أن يقرأ القرآن بقصد أن يجد فيه بعض الأخطاء التي تعزز موقفه عند دعوته المسلمين لاعتناق الدين النصراني , وكان يتوقع أن يجد القرآن ـ وهو الكتاب القديم المكتوب منذ 14 قرنا ـ يتكلم عن الصحراء وما إلى ذلك , لكنه ذهل مما وجده فيه , فقد اكتشف أن هذا الكتاب يضم بين دفتيه أشياء لا توجد في أي كتاب آخر في هذا العالم.
وكان يتوقع أن يجد بعض الأحداث العصيبة التي مرت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم , مثل وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها أو وفاة بناته وأولاده. لكنه لم يجد شيئا من ذلك , والذي جعله في حيرة من أمره انه وجد أن هناك سورة كاملة في القرآن تسمى سورة مريم ,وفيها تشريف لمريم عليها السلام ,لا يوجد مثيل له في كتب النصارى ولا في أناجيلهم!!
ولم يجد سورة باسم عائشة أو فاطمة رضي الله عنهما.
وكذلك وجد أن عيسى عليه السلام ذكر بالاسم 25 مرة في القرآن , في حين أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يذكر إلا 4 مرات فقط. فزادت حيرة الرجل.
وأخذ يقرأ القرآن بتمعن أكثر لعله يجد مأخذا عليه ... ولكنه صعق بآية عظيمة وعجيبة ألا وهي الآية رقم 82 في سورة النساء:
" أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ".
يقول الدكتور ميلر عن هذه الآية: " من المبادئ العلمية المعروفة في الوقت الحاضر مبدأ إيجاد الأخطاء أو تقصي الأخطاء في النظريات إلى أن تثبت صحتها Falsification test...
والعجيب أن القرآن الكريم يدعو المسلمين وغير المسلمين إلى إيجاد الأخطاء فيه ولن يجدوا."
ويقول أيضا عن هذه الآية: لا يوجد مؤلف في العالم يمتلك الجرأة ويؤلف كتابا , ثم يقول هذا الكتاب خال من الأخطاء , ولكن القرآن على العكس تماما يقول لك لا يوجد أخطاء , بل ويعرض عليك أن تجد فيه أخطاء ولن تجد.
**********
ومن الآيات التي وقف الدكتور ميلر عندها طويلا الآية رقم 30 من سورة الأنبياء:
" أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شي حي أفلا يؤمنون "
يقول: "إن هذه الآية هي بالضبط موضوع البحث العلمي الذي به حصل على جائزة نوبل في عام 1973 وكان عن نظرية الانفجار الكبير, وهي تنص على أن الكون الموجود هو نتيجة انفجار ضخم حدث منه الكون بما فيه من سماوات وكواكب. فالرتق هو الشيء المتماسك , في حين أن الفتق هو الشيء المتفكك فسبحان الله."
**********
يقول الدكتور ميلر: " الآن نأتي إلى الشيء المذهل في أمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم والادعاء بأن الشياطين هي التي تعينه والله تعالى يقول:
" وما تنزلت به الشياطين، وما ينبغي لهم وما يستطيعون، إنهم عن السمع لمعزولون " (الشعراء: الآية 210 - 212 (
" فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم " (النحل: 98 (
أرأيتم؟؟ هل هذه طريقة الشيطان في كتابة أي كتاب؟؟
يؤلف كتاب ثم يقول قبل أن تقرأ هذا الكتاب يجب عليك أن تتعوذ مني؟؟
إن هذه الآيات من الأمور الإعجازية في هذا الكتاب المعجز! وفيها رد منطقي لكل من قال بهذه الشبهة.
**********
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[20 Jun 2009, 02:54 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا دكتور السالم على هذه الفائدة، والحق أن حفظ الله تعالى لهذا الكتاب الكريم على مر العصور شهادة إلهية على صدق النبوة والرسالة، نسأل الله أن يرزقنا الانتفاع بهذا القرآن إنه جواد كريم ..(/)
هل من معلومات حول مخطوطة كتاب الأقوال القويمة في حكم النقل من الكتب القديمة للبقاعي
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[04 Jan 2007, 02:44 ص]ـ
هل من معلومات حول مخطوطة كتاب الأقوال القويمة في حكم النقل من الكتب القديمة للبقاعي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Jan 2007, 01:37 م]ـ
هذا الكتاب أخي الكريم للإمام البقاعي صاحب تفسير (نظم الدرر)، وله عدد من النسخ المخطوطة منها نسخة في دار الكتب المصرية برقم 49 تفسير، تقع في 57 ورقة، كتبت بتاريخ 873 هـ في حياة المؤلف، وله نسخ أخرى حديثة.
وقد طبع مؤخراً (فهرست مصنفات البقاعي) منقولاً عن نسخة بخط البقاعي رحمه الله بتحقيق وتعليق وإضافة أخينا الدكتور المحقق محمد أجمل أيوب الإصلاحي رعاه الله.
http://www.tafsir.net/images/begai.jpg
وقد صدر عن مكتبة الملك فهد الوطنية عام 1426هـ، وقد ذكر في صفحة 135 من الكتاب أن الدكتور محمد مرسي الخولي قد نشر جزءاً كبيراً منه في مجلة معهد المخطوطات التي تصدر في القاهرة، وقد نشر منه الفصل الثاني إلى السادس ولم ينشر المقدمة. وتجده في المجلد 26 الجزء الثاني
محرم 1401هـ - 1980م من صفحة 37 - 96 ولم يشر إلى النسخة التي اعتمد عليها في النشر.
كما ذكر أن هناك طالباً في جامعة أم القرى سجله رسالة علمية لنيل درجة الماجستير اسمه سامي علي القليطي العمري، وذلك عام 1417هـ، ولا يدرى هل انتهى الطالب من تحقيقه أم لا، ولكنه لم ينشر بعدُ. والله أعلم.
ـ[البتول]ــــــــ[05 Jan 2007, 12:33 م]ـ
ذكر محقق فهرست مصنفات البقاعي في ملاحق تحقيقه الكتب التي لم تحقق للبقاعي وعلى رأسها هذا الكتاب.والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Feb 2007, 08:44 ص]ـ
هذا تتميم للفائدة:
كنت ذكرت ما ذكرت أولاً بناء على مهاتفة بيني وبين المحقق للكتاب الدكتور محمد أجمل الإصلاحي وفقه الله، حيث لم يكن الكتاب بين يدي، والآن تناولت الكتاب من مكتبتي ونظرت فيه، فأردت تتميم الفائدة بذكر سبب تصنيف كتاب الأقوال القويمة في حكم النقل من الكتب القديمة للقراء الكرام.
ألف البقاعي كتابه هذا في الرد على من شنع عليه بالنقل في كتابه (نظم الدرر) من كتب اليهود والنصارى. وقد رتبه على مقدمة وثمانية فصول وخاتمة وقال:
(كنت أولاً كتبته على وجه دون هذا، فكتب عليه صاحبي العلامة نور الدين علي بن محمد المحلي الشافعي حواشي نافعة مهمة، فأحببت أن أذكرها في هذا التصنيف معزوة إليه فتراها في موضاعها إن شاء الله)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Feb 2007, 09:22 ص]ـ
ذكر محقق فهرست مصنفات البقاعي في ملاحق تحقيقه الكتب التي لم تحقق للبقاعي وعلى رأسها هذا الكتاب.والله أعلم.
الأخت الكريمة البتول: هل تقصدين تحقيق الدكتور محمد أجمل الإصلاحي؟ أم أن للكتاب تحقيقاً آخر؟
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[16 May 2007, 02:09 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، هذه معلومات حول مخطوطة كتاب:
الأقوال القويمة، في حكم النقل من الكتب القويمة
لأبي الحسن إبراهيم بن عمر بن حسن البقاعي الشافعي (ت 885 هـ) رحمه الله
قال تعالى:" كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِّبَنِي? إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى? نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَا تْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ."الآية:93 من سورة آل عمران
ألَّف الإمام البقاعي (ت 885 هـ) كتابه المشهور "نظم الدرر، في تناسب الآيات والسور"، وقد استأنس فيه ببعض ما جاء في التوراة والإنجيل؛ لتأييد دين الإسلام، والردِّ على الخصوم، فعارضه على فعله هذا بعضُ خصومه، واتهموه أنه يريد إظهار التوراة والإنجيل على القرآن، وأن فعله هذا محرم .. !!
فألَّف كتابه هذا: "الأقوال القويمة، في حكم النقل من الكتب القديمة" للرد عليهم، وقد جعله في مقدمة وثمانية فصول وخاتمة, وقد قام الأخ الفاضل: سامي بن علي بن محمد القليطي العمري. بدراسة هذه المخطوطة ودراستها بجامعة أم القرى، عام (1419هـ) لينال بها شهادة ماجستير، فذكر أن الكتاب يحوي: مقدمة وثمانية فصول وخاتمة
المقدمة: وفيها بيان غرض من شنَّع عليه، وكلام علماء عصره بشأن كتابه "نظم الدرر"
الفصل الأول: مسألة الكتاب.
الفصل الثاني: حُكم النقل من الكتب السابقة لتأييد دين الإسلام.
الفصل الثالث: أدلة ذلك الحكم.
الفصل الرابع: الشواهد المؤيِّدات الدالة على ذلك.
الفصل الخامس: بيان كلام العلماء على الأدلة وعلى ما يتراءى أنه يخالفها.
الفصل السادس: ذكرَ بعضَ من نقل عن تلك الكتب من أعيان الأمة.
الفصل السابع:نماذج لما نقلوه.
الفصل السابع: الكلام على الكتب السماوية السابقة؛ هل هي مبدَّلة؟ وما المبدَّل منها؛ هل هو جميعها أم بعضها؟
والفصل الثامن: في بيان جواز النقل عن بني إسرائيل.
وضمَّن الخاتمةَ فوائد عدة في مختلف العلوم والفنون.
وذكر المحقق في الخاتمة أن النظرَ في كتب أهل الملل والنحل والمخالفين، للرد عليهم من قِبَل أهل الفن والاختصاص من أهل العلم دل عليه الكتاب والسُّنة، وأقوال سلف الأمة وأعمالهم، وأن هذا العمل يُعدُّ من أهم طرق الدعوة إلى الدين والعقيدة، وأنه لا يجوز لمن لم ترسخ قدمه في العلم أن يطَّلع على كتب المخالِفين المشحونة بالضلالات والشبهات، وأن الرد على الخصم من كتابه وبما يعتقد، يُعدُّ من أقوى الأدلة والبراهين في الرد عليه ودحض شبهته.
وأخيراً: ذكر أن هذا الكتاب يُعدُّ من أوائل الكتب التي تناولت حكم النقل من الكتب القديمة في مؤلَّف مستقل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[16 May 2007, 09:54 م]ـ
بارك الله فيكم أخي الرافعي وأخي الشهري على كل الفوائد التي أتحفتمانا بها
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[17 May 2007, 03:08 ص]ـ
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله
وفيك بارك الله الأخ: سمير قدوري، ما نقوم به الواجب، ومن أراد لعلمه أن يزداد فليكثر من نشره فقد قال أبو إسحاق الإلبيري في منظومته الشهيرة:
يزيد بكثرة الانفاق منه **** وينقص إن به كفا شددت
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[18 May 2007, 09:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صدقت أخي الرافعي ما نقص علم بنشره وإنما بكتمانه
ومشكلتنا اليوم أن ما ينشر في بعض الدول العربية لايصل إلى بعضها الآخر وكتاب البقاعي نفيس ونحتاجه في شعبة تاريخ الأديان عندنا ولا نجده.(/)
علوم القرآن عند الشاطبي من خلال كتابه الموافقات
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Jan 2007, 11:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حفل كتاب (الموافقات في أصول الشريعة) للعلامة إبراهيم بن موسى اللخمي الشاطبي المتوفى سنة 790هـ رحمه الله بكثير من المباحث المتعلقة بعلوم القرآن الكريم، والجديرة بعناية الباحث الجاد في هذا العلم الشريف، وقد تتبع هذه المسائل الدكتور محمد سالم أبو عاصي في كتاب سماه:
علوم القرآن عندالشاطبي من خلال كتابه الموافقات
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_22078459cb599ebe02.jpg
وقد صدرت الطبعة الأولى لهذا الكتاب عام 1426هـ، عن دار البصائر بالقاهرة، ويقع في 174 صفحة من القطع العادي. وقد فسم الكتاب إلى قسمين:
الأول: ما يعول عليه من اللغة في علوم القرآن.
الثاني: ما يعول عليه من الشرع في علوم القرآن.
وقد أشار إلى منهجه في جمع المسائل والتعليق عليها فقال: (ونهجي في هذا الكتاب أن أبدأ بذكر ما قاله الشاطبي، ثم أوضحه إن احتاج الأمر إلى توضيح، وأعقب عليه إن اقتضى الأمر تعقيباً، ثم أقارن أحياناً بين ما يقوله رحمه الله وبين ما يقوله غيره من علماء القرآن والأصول، فيظهر في نهاية المطاف قيمة ما يقوله الإمام الشاطبي عن القرآن وعلومه في كتابه الموافقات).
ـ[يسري خضر]ــــــــ[10 Apr 2007, 11:57 م]ـ
وقد سبق الأستاذ الدكتور شايع الأسمري إلي كتابة بحث عن الشاطبي بعنوان (مع الإمام الشاطبي في مباحث من علوم القرآن الكريم وتفسيره) يقع 134صفحة نشره في مجلة الجامعة الإسلامية العدد 115سنة 1422فجزاه الله خير الجزاء
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Apr 2007, 12:01 ص]ـ
جزاكم الله خيراً يا دكتور يسري على هذا الخبر، وليتك تبلغ سلامي للدكتور شايع حفظه الله، وتطلب منه نسخة الكترونية من البحث لوضعها في الملتقى هنا فقد وعدني بذلك قديماً.
ـ[أحمد الأشتر]ــــــــ[11 Apr 2007, 12:28 ص]ـ
هناك أيضا بحث باللغة الإنكليزية كنبه الدكنور وائل حلاق عنوانه "الدور الرئيسي للقرآن في النظرية الفقهية عند الشاطبي"
“ The Primacy of the Qur'an in Shatibi's Legal Theory,” in Wael B. Hallaq and D. Little,
eds., Islamic Studies Presented to Charles J. Adams (Leiden: E.J. Brill, 1991), pp. 65-86
ـ[العيدان]ــــــــ[11 Apr 2007, 08:11 ص]ـ
أظن أن هناك رسالة علمية في جدة أو مكة عن علوم القرآن عند الشاطبي
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[11 Apr 2007, 11:55 ص]ـ
كما توجد رسالة ماجستير تحت هذا العنوان، ولعلها من أقدم المذكور، كانت عنوانا لرسالة الماجستير للدكتور عايش لبابنه، - جامعة اليرموك، وتفصيلاتها كالتالي:
قضايا علوم القرآن والتفسير عند الامام الشاطبي في كتاب الموافقات القرآن - علوم القرآن لبابنة، عايش علي محمد ماجستير فضل حسن عباس الأردن الجامعة الأردنية 1996 222ورقة
ـ[محمد الشايع]ــــــــ[12 Apr 2007, 01:30 م]ـ
علوم القرآن عند ابي إسحاق الشاطبي _ جمع ودراسة _ هي رسالة الباحث: عبد الله بن محمد الرفاعي مقدمة لقسم
القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض عام 1421هـ
ـ[الراية]ــــــــ[20 Aug 2007, 11:28 م]ـ
وقد سبق الأستاذ الدكتور شايع الأسمري إلي كتابة بحث عن الشاطبي بعنوان (مع الإمام الشاطبي في مباحث من علوم القرآن الكريم وتفسيره) يقع 134صفحة نشره في مجلة الجامعة الإسلامية العدد 115سنة 1422فجزاه الله خير الجزاء
البحث
هنا
http://www.iu.edu.sa/Magazine/115/1.htm
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[21 Aug 2007, 10:02 م]ـ
وهناك أيضاً رسالة دكتوراه بعنوان "أقوال أبي إسحاق الشاطبي في التفسير: جمعا و دراسة" إعداد: محمد بن عبدالله بن صالح الضالع؛ إشراف د. سليمان بن إبراهيم اللاحم بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1427هـ.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[21 Aug 2007, 10:35 م]ـ
البحث هنا
http://www.iu.edu.sa/Magazine/115/1.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
أنقل هنا كلام الباحث حول تقسيم الشاطبي لعلوم القرآن. ولو أمكن لبعض الإخوة أن يبسطه (بالعودة إلى كتاب الموافقات)، فسوف أضيفه (بإذن الله) في ملف الباوربوينت الذي جمع مختلف تصنيفات العلوم المتعلقة القرآن، والموضوع في مرفقات هذا الرابط ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=242) .
=====
المبحث الرابع: مع الإمام أبي إسحاق الشاطبي في أقسام العلوم المضافة إلى القرآن الكريم [68]
قسم أبو إسحاق العلوم المضافة إلى القرآن إلى أربعة أقسام، فقال:
"قسم: هو كالأداة لفهمه واستخراج ما فيه من الفوائد، والمعين على معرفة مراد الله تعالى منه، كعلوم اللغة العربية - التي لا بد منها - وعلم القراءات، والناسخ والمنسوخ، وقواعد أصول الفقه، وما أشبه ذلك" [69].
ثم ذكر أبو إسحاق أن هذا الجانب قد يُدخل فيه ما ليس منه، كقول من قال: إن علم الهيئة وسيلة إلى فهم قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ} [70]، وقول من قال: إن علوم الفلسفة مطلوبة إذ لا يُفهم المقصود من الشريعة إلا بها [71].
ثم رد أبو إسحاق على قائل ذلك بقوله: "ولو قال قائل إن الأمر بالضد مما قال لما بَعُد في المعارضة. وشاهد ما بين الخصمين شأن السلف الصالح في تلك العلوم، هل كانوا آخذين فيها، أم كانوا تاركين لها، أو غافلين عنها؟ مع القطع بتحققهم بفهم القرآن، يشهد لهم بذلك النبي صلى الله عليه وسلم والجم الغفير، فلينظر امرؤ أين يضع قدمه" [72].
ثم ذكر أبو إسحاق القسم الثاني بقوله: "وقسم هو مأخوذٌ من جملته من حيث هو كلام لا من حيث هو خطاب بأمر أو نهي أو غيرهما، بل من جهة ما هو هو، وذلك ما فيه من دلالة النبوة، وهو كونه معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإن هذا المعنى ليس مأخوذًا من تفاصيل القرآن كما تؤخذ منه الأحكام الشرعية، إذ لم تنص آياته وسوره على ذلك مثل نصها على الأحكام بالأمر والنهي وغيرهما، وإنما فيه التنبيه على التعجيز أن يأتوا بسورة مثله، وذلك لا يختص به شيء من القرآن دون شيء، ولا سورة دون سورة، ولا نمط منه دون آخر ... " [73].
ثم ذكر القسم الثالث بقوله: "وقسم هو مأخوذ من عادة الله تعالى في إنزاله، وخطاب الخلق به ... ويشتمل على أنواع من القواعد الأصلية والفوائد الفرعية، والمحاسن الأدبية" [74].
ثم ذكر على هذا القسم تسعة أمثلة [75]، جدير بأهل القرآن أن يراجعوها ففيها من الفوائد الشيء الكثير.
ثم ذكر القسم الرابع بقوله: "وقسم هو المقصود الأول ... وذلك أنه محتوٍ من العلوم على ثلاثة أجناس ... أحدها: معرفة المتوجَّه إليه، وهو الله المعبود سبحانه. والثاني: معرفة كيفية التوجه إليه. والثالث: معرفة مآل العبد ليخاف الله به ويرجوه" [76].
ثم شرح هذه الأجناس الثلاثة بكلام نفيس، نحيل القارئ على مراجعته [77].
...
[68] نقل هذا المبحث القاسمي في مقدمة تفسيره. انظر منه (1/ 88) وما بعدها.
[69] الموافقات (4/ 198).
[70] سورة ق، الآية: 6.
[71] انظر الموافقات (4/ 198). وقد ذكر أن القول الأول صدر عن الرازي، والثاني عن ابن رشد.
[72] المصدر نفسه (4/ 198).
[73] انظر المصدر نفسه (4/ 199).
[74] انظر المصدر نفسه (4/ 200).
[75] انظر المصدر نفسه (4/ 200 - 203).
[76] انظر المصدر نفسه (4/ 204).
[77] انظر المصدر نفسه (4/ 204 - 207).(/)
كيف الجمعُ بين قول ابن كثير- رحمه الله - هذا, وبين حديث حذيفة رضي الله عنه.؟؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[04 Jan 2007, 07:56 م]ـ
ذكر الإمام المفسر ابن كثير عليه رحمة الله ومغفرته في بداية سورة البقرة في حديثه عن المنافقين ما نصه:
تنبيه (قول من قال كان عليه الصلاة والسلام يعلم أعيان بعض المنافقين إنما مستنده حديث حذيفة بن اليمان في تسمية أولئك الأربعة عشر منافقا في غزوة تبوك الذين هموا أن يفتكوا برسول الله صلى الله عليه وسلم في ظلماء الليل عند عقبة هناك عزموا على أن ينفروا به الناقة ليسقط عنها فأوحى الله إليه أمرهم فأطلع على ذلك حذيفة ولعل الكف عن قتلهم كان لمدرك من هذه المدارك أو لغيرها والله أعلم
فأما غير هؤلاء فقد قال الله تعالى: {وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم} الاية وقال تعالى: {لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا * ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا} ففيها دليل على أنه لم يغر بهم ولم يدرك على أعيانهم وإنما كان تذكر له صفاتهم فيتوسمها في بعضهم كما قال تعالى {ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول})
وليس الإشكال عندي في هذا التقرير منه رحمه الله, لوضوحه ووضوح أدلته عليه, لكن الإشكال عندي هو ما جاء عنده رحمه الله في تفسيره لقول الله {سنعذبهم مرتين} حيث يقول (وذكر لنا أن عمر قال لحذيفة أنشدك الله أمنهم أنا؟ قال لا ولا أومن منها أحدا بعدك)
فما دام حذيفة رضي الله عنه لا يعلم سوى أسماءأولئك الأربعة عشر الذين تآمروا على قتل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم, فلمَ سأل عمرُ رضي الله عنه حذيفةَ وهو لم يكن معهم وحاشاه, ولمَ لمء يبيِّنْ له حذيفة أن علمه بالمنافقين مقتصرٌ على أولئك فقط .. ؟؟
فقول حذيفة رضي الله عنه: (لا ولا أومن منها أحدا بعدك) يظهر لي أنه يشمل الأربعة عشر وغيرهم .. فما مدى صحة ذلك؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 Jan 2007, 08:15 ص]ـ
السلام عليكم
أصل الكلام في كتاب الطبري رحمه الله (وذكر لنا أن عمر رضي الله عنه قال لحذيفة أنشدك بالله أمنهم أنا؟ قال لا والله ولا أؤمن منها أحداً بعدك؟)
وطريقة بناء الكلام للمجهول فيها دلالة على عدم ثقة الطبري رحمه الله في سنده---فإن كان الأمر كذلك---لا حاجة بنا للتفقه في هذا الكلام أو البحث عن تأويلات له---
وقد لاحظت أنّ ابن عاشور قد أعرض عنه ولم يذكره
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[05 Jan 2007, 09:13 ص]ـ
السلام عليكم
وطريقة بناء الكلام للمجهول فيها دلالة على عدم ثقة الطبري رحمه الله في سنده---فإن كان الأمر كذلك---لا حاجة بنا للتفقه في هذا الكلام أو البحث عن تأويلات له---
الشيخ جمال: بورك فيك
ليس إيراد الطبري للأثر بصيغة المجهول كافياً لتقرير عدم الحاجة للتفقه في هذا الكلام والبحث عن تأويلاته ,فقد روى الأثر الهيثمي في مجمع الزوائد فقال:
وعن حذيفة قال: دعي عمر لجنازة فخرج فيها أو يريدها فتعلقت به فقلت: اجلس يا أمير المؤمنين فإنه من أولئك فقال: نشدتك بالله أنا منهم؟ قال: لا ولا أبرئ أحدا بعدك) رواه البزار ورجاله ثقات ..
ج2, ص:42 في باب النهي عن الصلاة على المنافقين
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 Jan 2007, 03:10 م]ـ
الشيخ جمال: بورك فيك
ليس إيراد الطبري للأثر بصيغة المجهول كافياً لتقرير عدم الحاجة للتفقه في هذا الكلام والبحث عن تأويلاته ,فقد روى الأثر الهيثمي في مجمع الزوائد فقال:
وعن حذيفة قال: دعي عمر لجنازة فخرج فيها أو يريدها فتعلقت به فقلت: اجلس يا أمير المؤمنين فإنه من أولئك فقال: نشدتك بالله أنا منهم؟ قال: لا ولا أبرئ أحدا بعدك) رواه البزار ورجاله ثقات ..
ج2, ص:42 في باب النهي عن الصلاة على المنافقين
السلام عليكم
أخي الشيخ الشنقيطي
بارك الله بك ----بكلامك يتغيّر الكلام----(/)
مشكلة كيفية التعامل مع الأقوال التفسيرية المختلفة في التفاسير المختصرة
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[05 Jan 2007, 08:20 م]ـ
ذكرت في مشاركة سابقة أمرًا يتعلق بتفسير المفردة القرآنية في كتب التفاسير المختصرة، واليوم أذكر أمرًا آخر يتعلق بكيفية التعامل مع الاختلاف في التفسير في سبك العبارة الدالة على الاختلاف في كتب التفسير المختصِرة ـ فأقول:
إن من أصعب ما يواجه من يكتب مختصرًا في التفسير = كيفية التعامل مع الأقوال التفسيرية المختلفة، وهذه الصعوبة قد تخلص منها ـ في بعض الأاحيان ـ من اعتمد ذكر أكثر من قول من أقوال المفسرين؛ كتفسير (جامع البيان في تفسير القرآن) لمحمد بن عبد الرحمن الأيجي (ت: 894)، وهو من التفاسير المختصرة النفيسة التي تعمد إلى ذكر الأقوال والأعاريب وبعض النكات واللطائف، وقد استفاد كثيرًا من تفسيرات الصحابة والتابعين وأتباعهم ومن تفسير البغوي، والتفسير الوسيط للواحدي، وتفسير ابن كثير، وتفسير النسفي، والكشاف للزمخشري مع بعض شروحه، وتفسير البيضاوي، وقد وصف كتابه فقال: (فللمبتدي حظ كثير من هذا التفسير، وللعالم حظوظ).
ومن أمثلة سرده للأقوال باختصار تفسيره لقوله تعالى (إذا الشمس كورت. وإذا النجوم انكدرت، قال: ((إذا الشمس كورت: جُمع بعضها إلى بعض فَتُلَفُّ، أو أظلمت، أو أُذهِبَت ومُحِيت أو أُلقِيت في جهنم. والأَولى أن يكون رافع الشمس فعلاً مضمرًا يفسره ما بعده لأن (إذا) طالب للفعل.
(وإذا النجوم انكدرت): تناثرت وتساقطت من السماء إلى الأرض، أو تغيرت فلم يبق لها ضوء).
ولا شك أن الاختصار لا يحتمل أكثر من هذا، كبيان أصحاب القول، وعلل أقوالهم، والترجيح بينها مع بيان علة الترجيح، فذلك في مطولات التفسير لا في مختصراته.
ومثل هذا الكتاب فرصة للأستاذ في إيفاء الشرح والتفصيل، والتعليل للأقاويل، والتنبيه على الراجح منها من غيره، وبيان الأعاريب والنكات واللطائف والاستنباطات والفوائد العامة، إذ الاختصار مظنةٌ لزيادة العالم لطلابه أثناء الدرس؛ لذا حرص العلماء على تفسير البيضاوي والجلالين لما فيهما من متانة العبارة واختصارها، ولحاجتهما للشرح والبيان والتفصيل.
أعود فأقول: إذا كانت بعض المختصرات التي اعتمدت ذكر الاختلافات على سبيل الاختصار أيضًا قد تخرج من هذه المشكلة؛ فإن مختصرات أخرى لابدَّ أن تسلك منهجًا واضحًا في الاختيار في هذا المختصر، وإلا وقع المختصِر في مشكلة المواءمة بين الأقوال المختلفة، فالواحدي (ت: 468) في كتابه (الوجيز في تفسير الكتاب العزيز) قد اعتمد الاختصار جدًّا، حتى يكاد أن يكون مخلاًّ في بعض المواطن، وقد اعتمد القول الواحد في أغلب هذا المختصر النافع، فقال: ( ... وتاركٌ ما سوى قولٍ واحدٍ لابن عباس ـ رحمه الله ـ أو من هو في مثل درجته)، وقد قال في تفسير الآيتين السابقتين: ({إذا الشمس كورت} ذهب ضوؤها. {وإذا النجوم انكدرت} تساقطت وتناثرت).
وفي هذا التفسير اختيار لأحد الأقوال ـ كما ترى ـ دون تعليل للاختيار، ولا تنبيه على وجود اقوال أخرى في معنى الآيتين.
وإذا نظرت في تفسيرين مختصرين معاصرين (المنتخب في تفسير القرآن، والتفسير الميسر) فإنك ستجد تفسير هاتين الآيتين كالآتي:
قال أصحاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم (إذا الشمس لُفَّتْ ومُحِىَ ضوؤها. وإذا النجوم انطمس نورها).
وقال أصحاب التفسير الميسر: (إذا الشمس لُفَّت وذهب ضَوْءُها، وإذا النجوم تناثرت، فذهب نورها).
فاتفق التفسيران في تفسير الآية الأولى، وأشارا إلى معنيين من المعاني الواردة في تفسير لفظ (التكوير) وتركا المعنى الثالث، وهو (الإلقاء أو الرمي).
واقتصر أصحاب المنتخب في الآية الثانية على أحد المعنيين للآية، وزاد أصحاب التفسير الميسر المعنى الثاني.
والمقصود أن من ينحو إلى كتابة تفسير مختصر، فإنه يحتاج إلى معالجة أسلوب الكتابة في حال وجود الاختلاف، ويمكن أن يقال:
1 ـ إن كان الاختلاف من قبيل اختلاف التضاد، فالأمر واضح، إذ المفسر سيختار القول الصحيح دون القول الخطأ أو الضعيف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن ذلك تفسير قوله تعالى: (وفديناه بذبح عظيم)، قال أصحاب المنتخب: (وَوُلِدَ إسماعيل وشَبّ، فلما بلغ معه مبلغ السعى فى مطالب الحياة اختُبر إبراهيم فيه برؤية رآها. قال إبراهيم: يا بنى إنى أرى فى المنام وحياً من الله يطلب منى ذبحك، فانظر ماذا ترى ... وفديناه بمذبوح عظيم القدر لكونه بأمر الله تعالى).
وقال أصحاب التفسير الميسر: (واستنقذنا إسماعيل، فجعلنا بديلا عنه كبشًا عظيمًا).
وهذا التفسير من هؤلاء العلماء اختيار؛ أن في الآية قول آخر، وهو أن المفدَّى إسحاق، والصحيح أنه إسماعيل كما هو اختيار التفسيرين.
2 ـ وإن كان اختلاف تنوع، فيمكن القول بإن اختلاف التنوع لا يخرج عن حالتين:
الحالة الأولى: أن يعود الخلاف إلى معنى واحد.
وأسلوب التفسير في مثل هذا الحال سهل؛ إذ المفسر يبين المعنى الكلي الذي تعود إليه الأقوال، ويمكن أن يتبعها بما يحتاج من عبارات المفسرين إن احتاج إلى ذلك، وغالبًا ما يكون ذلك فيما إذا كان للمعنى المفسر أنواعًا أو أمثلة.
والذي يعود إلى معنى واحدٍ أقسام:
القسم الأول: أن يكون تفسير المعنى بألفاظ متقاربة؛ كتفسير قوله تعالى: (فقد صغت قلوبكما) بأنها: زاغت، أو مالت، وهذان اللفظان قريبان في المعنى، والجامع بين هذه الألفاظ الثلاثة (صغت، زاغت، مالت) هو وجود المَيلِ.
القسم الثاني: أن يكون اللفظ عامًا، وتندرج تحته أمثلة أو أنواع، ففي هذه الحالة يذكر المفسر المعنى العامَّ، ثم يتبعه ببعض الأمثلة أو الأنواع، ومثال ذلك:
1 ـ النعمة في قوله تعالى: (وأما بنعمة ربك فحدث) لفظ عام يشمل جميع نعم الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فيقال: ومهما يكن من شيء، فتحدَّث ـ من باب شكر الله ـ بجميع ما أنعم الله عليك؛ كنعمة النبوة ونعمة الوحي، ونعمة الإيواء، ونعمة الإغناء.
2 ـ النازعة في قوله تعالى (والنازعات غرقًا) لفظ يشتمل على أنواع من النازعات؛ كالملائكة النازعة للأرواح، والنجوم النازعة من أفق إلى أفق، وقيل غير ذلك، فإذا سبكت عبارة التفسير فيمكن أن تقول: يقسم ربنا بكل نازعة مغرقة في النْزع؛ كملائكة العذاب إذا نزعت روح الكافر، وكالنجوم التي تنْزع من أفق إلى أفق.
ويلاحظ أن من يكتب التفسير مختصِرًا؛ أن ما يتعلق بالأنواع قد يصعب حصره أو الإشارة إليه إذا كانت الأقوال فيه كثيرة؛ كالأقوال الواردة في النازعات التي ذكر فيها ابن الجوزي سبعة أقوال، إذ شأن استيعاب الأقوال في المتوسطات او المطولات من كتب التفسير.
الحالة الثانية: أن يعود الخلاف إلى أكثر من معنى، وقد تتعدد فتصل إلى ما فوق الخمسة.
وهذه الحالة هي أصعب حالات السبك التفسيري عند المفسر المختصِر؛ لأنه إذا كان يريد أن يعمد إلى الترجيح والاختيار من بين الأقوال، فيلزمه سلوك جادة واحدة في ذلك، وتلك حالة صعبت في الأسلوب التفسيري، وقل ان تسلم له الجادة في كل المواطن، إذ قد يذكر أكثر من قول في بعض المواطن دون بعض.
وإن كان يريد أن يذكر كل المحتملات الصحيحة، فإنه سيخرج في بعض المواطن عن منهج الاختصار الذي رسمه لنفسه، وسيكون مختصرًا لمطول فقط.
ومعالجة هذه الحالة ـ عند المفسِّر المختصِر ـ في غاية الصعوبة، إذ لابدَّ من ترك بعض الأقوال، وعدم ذكرها.
ومما يلاحظ أنَّ (أصحاب التفسير الميسر) ممن ينتهج الحرص على ذكر الأقوال أو الإشارة إليها بإشارة جامعة تدل عليها، ون ذلك تفسيرهم لقوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ)
قالوا: (أولم يعلم هؤلاء الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا ملتصقتين لا فاصل بينهما، فلا مطر من السماء ولا نبات من الأرض، ففصلناهما بقدرتنا، وأنزلنا المطر من السماء، وأخرجنا النبات من الأرض) فجمعوا في هذه العبارة بين قولين من أقوال المفسرين:
الأول: كنتا ملتصقتين ففتق (فصل) هذه عن هذه.
الثاني: أن السماء كانت رتقًا لا تمطر، ففتقها بالمطر، وأن الأرض كانت رتقًا لا تُنبت، ففتقها بالنبات.
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن قد يقع الخلل من جهة الجمع بين قولين لا يمكن الجمع بينهما في ذلك المقام، وهو اختلاف التضاد الذي سبق ذكره، ومن ذلك تفسيرهم لقوله تعالى: (فارتقب يوم تاتي السماءبدخان مبين. يغشى الناس هذا عذاب أليم)، قالوا: (فانتظر -أيها الرسول- بهؤلاء المشركين يوم تأتي السماء بدخان مبين واضح يعمُّ الناس، ويقال لهم: هذا عذاب مؤلم موجع، ثم يقولون سائلين رفعه وكشفه عنهم: ربنا اكشف عنا العذاب، فإن كشفته عنا فإنا مؤمنون بك).
وفي عبارتهم هذه إشارة إلى قولين لا يمكن الجمع بينهما في هذا السياق:
الأول: أن الدخان قد وقع، وأصاب المشركين من أهل مكة فقط، وهذا قول ابن مسعود رضي الله عنه.
الثاني: أن الدخان من آيات آخر الزمان، وذلك إذا وقع عمَّ الناس كلهم.
فقولهم: (بهؤلاء المشركين)، ثم قولهم (ثم يقولون سائلين ... ) يدلُّ على أن الدخان قد وقع في عهدهم، وهذا قول ابن مسعود.
وقولهم: (يعمُّ الناس) إشارة إلى الدخان الذي يقع آخر الزمان، فهو الذي يعمُّ الناس كلهم.
فإن قلت: لِمَ لا يكون العموم في الناس من العموم المخصوص، قتُحمل عبارتهم على أن الناس أهلُ مكةَ؟
فالجواب: إن المفسر في مثل هذا المقام في حالة تفصيل وتوضيح، وإن كان هذا مرادهم ففيه إبهامٌ وإجمالٌ، فلو فصَّلوا لكان أولى خصوصًا أنهم ذكروا المشركين قبل هذه العبارة، ولول كانوا قالوا: (فانتظر -أيها الرسول- بهؤلاء المشركين يوم تأتي السماء بدخان مبين واضح يعمُّهم) لكان دالاًّ بلا نزاع على أنه الدخان الذي ذهب إليه ابن مسعود.
ولا ريب أن الجمع بين هذين التفسير على هذا الأسلوب غير دقيق، ولقد كان أصحاب المنتخب في التفسير أوضح تفسيرًا، وأصرح عبارة، فقالوا: (10 ـ فانتظر - أيها الرسول - حينما ينْزل بهم القحط، فيصابون بالهزال وضعف البصر، فيرى الرجل بين السماء والأرض دخاناً واضحاً!.
11 ـ يحيط هذا الدخان بالمكذبين الذين أصابهم الجدب، فيقولون لشدة الهول: هذا عذاب شديد الإيلام.
12ـ كما يقولون استغاثة بالله: إننا سنؤمن بعد أن تكشف عنا عذاب الجوع والحرمان.
13 ـ كيف يتعظ هؤلاء، ويوفون بما وعدوا من الإيمان عند كشف العذاب، وقد جاءهم رسول واضح الرسالة بالمعجزات الدالة على صدقه، وذلك أعظم موجبات الاتعاظ؟).
وهذه المشكلة لا يمكن التخلص منها إلا بالآتي:
1 ـ النصُّ على الانتخاب من الأقوال، ولو كانت كلها صحيحة تحتملها الآية.
2 ـ استخدام الحاشية للتنبيه على الأقوال الأخرى، ويمكن أن يضاف فيها أيضًا الاحتجاج للأقوال.
3 ـ توسيع التفسير، للتنبيه على هذه الأقوال، لكن هذا سيخرج بالتفسير عن غرضه الأصيل، وهو الاختصار، وعدم اللبس على المبتدئين والعامة، الذين لا يصلح في حالهم حكاية الأقوال.
ومما يحسن لمن أراد اللاختصار مع ذكر الأقوال أن يجعل له منهجًا في ذكر الاختلاف، ومما رأيته مناسبًا في مثل هذا المقام ما يأتي:
أولاً: إذا كان الاختلاف يعود إلى معنى واحد، والتعبير عن تفسير المعنى بألفاظ متقاربة، فإنه يختار أقربها وأوفاها بالمقصود.
وإذا كان المفسرون قد ذكروا لازمًا لهذا اللفظ في ذلك السياق فيمكن أن يشير إليه ـ بعد ذكر معنى اللفظ ـ بعبارة تدلُّ على كونه ليس هو المعنى المطابق؛ كعبارة (ومن لازمه) أو (وينتج عن ذلك)، وأمثالها من العبارات.
ثانيًا: إذا كان الاختلاف يعود إلى معنى واحد، واللفظ يشتمل على أنواع أو أمثلة، فإنه يُذكر المعنى الجامع، ثم يُذكر بعض التفسيرات التي هي على سبيل التمثيل أو التنويع.
ثالثًا: إذا كان الاختلاف يعود إلى أكثر من معنى، وأراد المختصر ان يذكرها، فإنه يستعمل حرف العطف الدال على التنويع (أو)، وباستعماله هذا يشير إلى تعدد التفسيرات.
ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[08 Jan 2007, 12:34 ص]ـ
شكر الله لك ياشيخ مساعد هذا الطرح التأصيلي الجيّد والمهم رزادك علماً وعملاً ..(/)
ما هو الفرق بين الطريقة والمنهج في التفسير الموضوعي؟
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[06 Jan 2007, 10:33 ص]ـ
أرجو بيان الفرق بين الطريقة والمنهج في التفسير الموضوعي .................. عاجل جدا جدا جدا .........
ـ[محمد العواجي]ــــــــ[23 Jan 2007, 04:41 م]ـ
أخي الكريم وفقك ربي للخير وأعانك
لا فرق بينهما من حيث الدلالة اللغوية
ومن حيث الإصطلاح فأجتهد لك في التفريق بينهما من حيث الاستعمال، لأنني للأسف لم أجد جوابا لذلك ولكنني رأيت نفسي مضطرا لاستعماله عند تدريسي للمقرر مثلاً ليفهم الطالب التنويع
فالطريقة هي نوع التفسير الموضوعي الذي تسلكه في بحثك أنت ... وباختصار هل هو حسب الكلمة ... أو المعنى (الموضوع) ... أو السورة كوحدة موضوعية .. أو غيرها .. وما ذكرته لك هو الأشهر من الأنواع أو الطرق المسلوكة.
أما المنهج فهو كمصطلح واضح وهي الطريقة المسلوكة في الكتابة أو (الخطوات العملية والتنفيذية للتخطيط والجمع والتحرير)
آمل أن تكون الصورة اتضحت
وعليك بمراجعة كتب التفسير الموضوعي لزاهر الألمعي، أو مصطفى مسلم، أو غيرها .. وهي متقاربة
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[24 Jan 2007, 10:43 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
هل هناك كتاب تعقب الأخطاء التي وقع فيها سيد قطب رحمه الله في كتابه الظلال.
ـ[أبو أنس الغامدي]ــــــــ[06 Jan 2007, 05:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هل هناك كتاب تعقب الأخطاء التي وقع فيها سيد قطب في كتابه الظلال؟ وهل إذا وجد هذا الكتاب فهل هو منشور أم لا؟
سلمكم الله
ـ[القندهاري]ــــــــ[06 Jan 2007, 07:30 م]ـ
أخي أبو أنس الغامدي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم هناك بعض الكتب التي تعقبت أخطاء سيد قطيب عفى الله عنه مثل العلامة المحدث الدويش في كتابه المورد العذب الزلال في أخطاء الظلال أو قريبا من هذا العنوان لكنه ذكرها بشكل مختصر بارك الله فيك
ـ[عادل الكلباني]ــــــــ[06 Jan 2007, 09:10 م]ـ
الحمد لله وبعد،،،
فقد يسر الله لي وقمت بتعقب أخطاء سيد رحمه الله، في مقالات متتابعة في الساحة الإسلامية، منذ أكثر من ثلاث أو أربع سنوات لا أذكر الآن، وأسميتها {بسط المقال في تعقب أخطاء صاحب الظلال}، لكني لم أكمل إلا المجلد الأول لعاصفة من الاعتراضات من أتباعه، ولهذا فإني قد عزمت على أن تكون في كتاب، يصدر قريبا إن شاء الله تعالى.
مع ملاحظة أني تقريبا لم أذكر ما ذكره الشيخ الدويش في كتابه، وما حملني على ذلك إلا أن الكتاب، أعني الظلال، فيه فوائد جمة، وكلمات تسطر بماء الذهب، وفيه شعور ومشاعر إيمانية عظيمة، ولا يسلم أحد من النقد.
ثم إني بعدقراءة كتاب الشيخ الدويش رحمه الله لحظت أنه كان يحاكم سيدا رحمه الله إلى ما ذكره ابن كثير في تفسيره، ولا شك أن مجرد قول ابن كثير ليس دليلا، كما أن نسبة القول إلى السلف عموما ليس دليلا، والدليل هو الكتاب والسنة، ولا ينبغي الاعتراض على أحد لمجرد عدم الموافقة على رأيه، وهذا رأي لي في الردود التي امتلأت بها المكتبات، فهي في معظمها ردود فقهية كل قول له أنصاره ومن قال به من السلف والخلف، فتكرار الرود فيها تكرار للخلاف ليس أكثر، والله أعلم.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[06 Jan 2007, 10:37 م]ـ
أفضل من كتب في هذا الموضوع - حسب علمي- الدكتور صلاح الخالدي في كتابه (في ظلال القرآن في الميزان) وهو مطبوع في 424 ص وعليه ملحوظات يسيرة، وله كتاب آخر بعنوان: (سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد) فيه إضافات جديدة ومفيدة، والدكتور صلاح من أعلم الناس بتفسير الظلال فقد كانت رسالتاه في الماجستير والدكتوراه حوله.
ـ[أبو جواد]ــــــــ[07 Jan 2007, 10:19 ص]ـ
إخواني! لو أنصفتم؛ فإن الظلال لا يقوم مقامه كتاب .. ولا تعني مخالفة بعضنا لبعض آراء سيد رحمه الله تعالى أن نبحث عن تأليف انفرد بذكر (أخطائه!) أي فائدة في هذا، بل أي عقل وراءه؟!
وفق الله الجميع
ـ[أبو أنس الغامدي]ــــــــ[07 Jan 2007, 03:23 م]ـ
أشكر مشايخنا الفضلاء على إجابتهم
كما أود أن أشير إلى أن كتاب سيد قطب كتاب يندر مثله في هذا الوقت وطلبي هذا هو عون لنا على قراءة هذا الكتاب مع تجنب الأخطاء، وكل كتاب به نقص عدا كتاب الله جل وعلا
فليس كل من يقرأ كتاب الظلال على علم كبير، بل كنت أود أن أشاهد كتاب سيد قطب محققًا تحقيقًا علميا يبرز إيجابياته وسلبياته بإنصاف .....
وفقكم الله لكل خير
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[07 Jan 2007, 11:32 م]ـ
سم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل أبو أنس الغامدي ـ حفظه الله ـ
أما بعد، فإني أشكر لكم تقديركم للعلماء العاملين، والحرص على الإفادة من علمهم، وتجاوز ما يمكن اعتبارها عثرات لا يسلم منها إلا من عصم الله، وليظل باب البحث مفتوحا، وتظل الألسنة تلهج بأن الكمال لله تعالى.
أما عن تفسير الظلال فإني أعددت دراسة مستفيضة عنه عنونتها بسيد قطب ومنهجه في التفسير، نشرت بعض مباحثه على صفحات هذا الموقع، وهي جزء من دراسة علمية قدمتها لنيل الماجستير بكلية دار العلوم بالقاهرة سنة1407 هـ / 1997م، بعنوان: أثر الواقع الثقافي في أهم التفاسير الحديثة، بينت فيها تأثر سيد قطب ـ رحمه الله ـ في تفسيره بالواقع المعيش، وأن ذلك الواقع خلف آثارا إيجابية، وأخرى سلبية. وقد انتهت الدراسة إلى أن تفسير الظلال تفسير في غاية الأهمية، ولا يمكن لطلبة العلم الاستغناء عنه، خاصة ما يتعلق بربط التفسير بالواقع المعيش.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو أنس الغامدي]ــــــــ[08 Jan 2007, 07:46 ص]ـ
بارك الله فيكم
هل من الممكن وضع روابط تحيلنا إلى أماكن هذه الكتب والمقالات حتى يعم النفع بها
سلمكم الله وجزاكم خير الجزاء
ـ[محمد الزغول]ــــــــ[08 Jan 2007, 02:11 م]ـ
يا أخي الحبييب من تتبع عورة امرىء تتبع الله عورته ونصيحتي بتغيير السؤال إلى البحث عن إيجابيات سيد قطب وأمثاله الذين قدموا أموالهم وأرواحهم رخيصة في سبيل الله ..... النظر إلى الأمام أفضل من النظر إلى الوراء والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[09 Jan 2007, 01:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
روابط عن سيد قطب ومنهجه في التفسير
منهج سيد قطب في التفسير: الدراسة التفصيلية للسورة، و التفسير الموضوعي.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6398
منهج سيد قطب في التفسير: الدراسة الإجمالية للسورة.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6397
الأسس المنهجية لتفسير " في ظلال القرآن" لسيد قطب.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6233
الأسس الفكرية لتفسير "في ظلال القرآن" لسيد قطب.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6232
شبهات حول تفسير "في ظلال القرآن" لسيد قطب.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6231
التراث التفسيري لسيد قطب.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6230
تعريف بسيد قطب وآثاره العلمية:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6229
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابن أحمد]ــــــــ[30 Jan 2007, 10:43 م]ـ
الشيخ الفاضل أحمد الضاوي
هل رسالتكم هذه مطبوعة و أين؟
و إذا لم تكن مطبوعة فهل سترى النور و متى؟
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[31 Jan 2007, 03:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد فإني أشكر لكم تواصلكم واهتمامكم. آملا أن نعمل جميعا على الحرص على المعرفة و العلم، واحترام العماء، وتقدير جهودهم. علما أن الكمال لله تعالى.
بخصوص رسالتي فهي بعنوان: أثر الواقع الثقافي في أهم التفاسير الحديثة، حاولت من خلالها أن أبين الأثر الإيجابي و السلبي لهذا الواقع في أهم التفاسير الحديثة:
1 - تفسير المنار لمحمد رشيد رضا.
2 - التفسير الحديث لمحمد عزت دروزة.
3 في ظلال القرآن لسيد قطب.
وقد تبين لي من خلال هذه الدراسة أنها جميعا نتيجة تفاعلها مع واقعها بها آثار سلبية قليلة، لكنها لا تبخسها قيمتها العلمية والدعوية. كما أنها عبارة عن مشاريع حضارية اجتهدت في تنزيل النص القرآني على الواقع بغية تعبيد الحياة كل الحياة لله رب العالمين.
نوقشت هذه الرسالة بكلية دار العلوم، جامعة القاهرة 1407 هـ / 1987 م، تقدير ممتاز " ماجستير علوم شرعية تخصص تفسير ".
نسأل الله التوفيق و الرشد و الرشاد، وأن يلهمنا الصواب، و يجعل أعمالنتا خالصة لوجهه الكريم.
وتفضلوا أيها الإخوة الأعزاء خالص تحياتي و تقديري و مودتي.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[31 Jan 2007, 06:18 م]ـ
أما عن تفسير الظلال فإني أعددت دراسة مستفيضة عنه عنونتها بسيد قطب ومنهجه في التفسير، نشرت بعض مباحثه على صفحات هذا الموقع، وهي جزء من دراسة علمية قدمتها لنيل الماجستير بكلية دار العلوم بالقاهرة سنة1407 هـ / 1997م، بعنوان: أثر الواقع الثقافي في أهم التفاسير الحديثة، بينت فيها تأثر سيد قطب ـ رحمه الله ـ في تفسيره بالواقع المعيش، وأن ذلك الواقع خلف آثارا إيجابية، وأخرى سلبية. .
الدكتور أحمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
هل لكم بارك الله فيكم أن تذكروا هنا بعض هذه الآثار السلبية التي عرضتموها في بحثكم ولو بالإشارة للإفادة ولمناسبة سؤال الأخ؟
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[31 Jan 2007, 06:30 م]ـ
يا أخي الحبييب من تتبع عورة امرىء تتبع الله عورته ونصيحتي بتغيير السؤال إلى البحث عن إيجابيات سيد قطب وأمثاله الذين قدموا أموالهم وأرواحهم رخيصة في سبيل الله ..... النظر إلى الأمام أفضل من النظر إلى الوراء والله أعلم.
بارك الله فيك أخي الكريم
كل كتاب لبني الإنسان لا يخلو من تقصير، وعليه فإذا كان ثم كتاب مشهور متداول ظهرت عليه مؤاخذات فتوضيحها للقراء ـ مع الاعتراف بفضل الكاتب وجهده ـ ليس من باب تتبع العورات ولا من النظر للوراء وإنما هو من باب النصيحة للإسلام والمسلمين وحتى يتجنبها القراء فيما بعد فلا يقعوا في أمثالها وما زال العلماء قديماً وحديثاً يتتبع بعضهم بعضاً ويبين بعضهم ما خالف فيه غيرهم الصواب.
وفقنا الله جميعاً لما فيه صلاحنا.
ـ[ابواحمد]ــــــــ[01 Feb 2007, 12:02 ص]ـ
وهذا كتاب من أفضل ما قرأت في هذا الباب بتقديم الامام الالباني رحمه الله:
بعنوان:
((العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم.))
للإستاذ الدكتور:
ربيع بن هادي المدخلي.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Feb 2007, 03:11 م]ـ
الأخ الكريم أبا أحمد أشكرك، وأعتذر لاستبعاد ما كتبه الشيخ ربيع المدخلي، لعدم موضوعيته في رأيي على الأقل. وسيخرج الموضوع من سياقه العلمي إلى سياق آخر لا نرتضيه بارك الله فيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[01 Feb 2007, 03:14 م]ـ
أخي أبا أحمد سلام الله عليك ورحمته وبركاته وبعد ,أسأل الله أن يريني وإياك وجميع المسلمين الحق حقا وأن يرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه. وعليك بالجادة وإياك وبنيات الطريق. واللبيب بالإشارة يفهم. ولك مني الدعاء بالتوفيق والسداد والعلم النافع والعمل الصالح.
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[04 Feb 2007, 08:54 ص]ـ
حبذا النقد المنصف والنظر المعتدل الذي يبين ما للكتاب من قيمة ولا يغفل الحديث عن أوجه القصور والضعف، وسبحان الله فهذا عزيز ـ بالنسبة لهذا الكتاب خصوصاً إن لم يكن عموماً ـ ففي الوقت الذي نرى فيه كتابات لا ترى للظلال أي قيمة نرى بعض الباحثين لا يعرج على بيان شيء مما فيه من أوجه النقد بل حتى لا يرضى بذكرها.
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[08 Feb 2007, 08:10 ص]ـ
يرفع للتذكير (خاصة الدكتور أحمد وفقه الله للخير)
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[14 Feb 2007, 11:02 م]ـ
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=50371&perpage=15&highlight= قطب& pagenumber=1
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[22 Feb 2007, 10:47 ص]ـ
من الرابط المذكور سابقاً:
دحض - شبهات حول "في ظلال القرآن" لسيد قطب.
اقتباس:
--------------------------------------------------------------------------------
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أحمد بزوي الضاوي
أ- الشبهة الأولى:
إن الشبهة الأولى لا تقوم على أي أساس علمي، بل هي فرية يطلقها أعداء الشهيد سيد قطب رحمه الله، ومناهضة فكره الإسلامي الحركي، وهي فضلا عن ذلك دعاية مغرضة ضد تفسيره "في ظلال القرآن" الذي يعتبر بحق أهم تراثه الفكري، والذي لا زالت الأجيال تربى على موائده، ولا زالت له قيمته العلمية والأدبية.
ولعلنا إذا رجعنا إلى ترجمة سيد قطب، سنجد أنه حفظ القرآن ولم يبلغ العاشرة من عمره، كما أن أخواله كانوا على نصيب غير يسير من العلم، وفضلا عن ذلك فسيد من خريجي كليه دار العلوم، وهي معقل لعلوم اللغة العربية، والدراسات الإسلامية فكيف يقال عنه إنه لا تتوفر فيه شروط المفسر؟.
ثم إذا دققنا النظر في شخصية سيد قطب العلمية، وجدناه متوفرا على أهم الشروط العلمية والأدبية والأخلاقية، التي تؤهله لأن يكون مفسرا للقرآن الكريم. ويمكننا أن نحددها في النقط التالية:
1. كان سيد قطب رحمه الله على معرفة تكاد تكون تامة باللغة العربية كما أنه خبر الأساليب العربية، واطلع على خفاياها البلاغية، ويتضح لنا ذلك من خلال كتاباته الأدبية والنقدية.
2. يملك سيد قطب رحمه الله موهبة أدبية، وطاقة فكرية، مكنته من أن يبدع في مختلف الأجناس الأدبية، كالقصة، والشعر، والنقد، كما صنف كتابات فكرية نالت إعجاب كل متتبعي الحركة الفكرية الإسلامية المعاصرة، بل هناك من الباحثين من يعد سيد قطب رائد الحركة والنهضة الفركية الإسلامية المعاصرة.
3. كان سيد قطب على اطلاع واسع على الفكر الغربي، ووعي شامل بمشكلات العصر وأزماته، مما جعله يضع يده على مكمن الداء في الأمة الإسلامية، ويعالج قضاياها ومشكلاتها من وجهة نظر إسلامية خالصة، فكما قدم لها فكرا إسلاميا نابعا من الكتاب والسنة، يشكل في جملته مناعة وحصانة ضد أي غزو ثقافي يستهدق عقيدتها وكيانها.
4. ومن أهم آداب المفسر التي كان يتمتع بها سيد قطب رحمه الله الإخلاص وصدق التوجه إلى الله تعالى، وقد زادت الابتلاءات المتوالية عليه تأكيد إخلاصه، وسعيه إلى مرضاة الله، وزهده في الدنيا وإصراره على قول كلمة الحق، ولو كان ذلك يساوي حبل المشنقة، وقد حصل! ..
--------------------------------------------------------------------------------
قلت: (أبا فاطمة)
ألا تلاحظ أنك لم تذكر ـ ما هو من أهم خصائص المفسر ـ معرفة العلوم الشرعية معرفة جيدة والتي لا غنى للمفسر عنها بل من فقدها فلا ينبغي عداده من المفسرين.
إذ كيف تفسر الآيات بما تشتمل عليه من أحكام وأسباب نزول ونسخ وتقييد لمطلق وتخصيص لعام في آيات أخر ونسخ آيات أخرى ... إلخ بدون معرفة لهذه العلوم.
ثم أين المعرفة بالتوحيد و السنة والأصول والفقه وأصول التفسير وقواعد
الترجيح ... إلخ
ألا يشترط الإلمام بذلك في المفسر؟؟؟
لا أزعم أنه كان عرياً من ذلك تماماً ومع ذلك لا أظن أن أحداً يجرؤ على ادعاء أنه كان على معرفة بهذه العلوم معرفة تؤهله لأن تضعه في مصاف المفسرين المجيدين.
ثم ما الداعي لذكر العلوم الغربية وحال هؤلاء القوم؟؟؟؟ من حق غيرك أن يقول إن ذلك من المثالب وليس من المناقب وإلا فرجل عاش كثيراً على هذه الثقافة وتربى عليها كيف نأمن من ثأثره بها في كتاباته عن الإسلام؟؟؟
..............
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[07 Jun 2009, 09:05 م]ـ
بارك الله فيك أستاذي .... وكلامك عن الأستاذ سيد قطب من أفضل الكلام الذي رأيته بعد كلام الدكتور صلاح الخالدي عنه، أتمنى أن أرى دراستك تلك ورسالتك عن الرجلين المحبوبين لدي: السيد محمد رشيد رضا، والأستاذ سيد قطب بن حسين الشاربي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[07 Jun 2009, 11:40 م]ـ
أخي العزيز: رأيت الأستاذ سيد قطب ـ عليه الرحمة ـ في المنام وكان وضيء الوجه:
وَوَجهٌ وَضيءٌ شَفَّ عَنهُ لِثامَهُ *-*-*-*-* كَما شَفَّ رَقراقُ الغَمامِ عَنِ البَدرِ
وأراني الظلال ثم أمسك به وجعل يتصفحه ويريني الأخطاء وأشهد الله أنه برئ منها وكان يضحك وقال لي عبارة لا أذكرها عن القادحين فيه وأذكر أنه قالها وضحك ...
رحمه الله
ـ[احب الصالحين]ــــــــ[09 Jun 2009, 06:41 م]ـ
فضيلة الأخ الشيخ / ربيع بن هادي المدخلي .. الموقر
السلام عيكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
فأشير إلى رغبتكم قراءة الكتاب المرفق "أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره" .. هل من ملاحظات عليه ثم هذه الملاحظات هل تقضي على هذا المشروع فيطوى ولا يروى، أم هي مما يمكن تعديلها فيترشح الكتاب بعد الطبع والنشر ويكون ذخيرة لكم في الأخرى، بصيرة لمن شاء الله من عباده في الدنيا، لهذا أبدي ما يلي ..
1 - نظرت في أول صفحة من فهرس الموضوعات فوجدتها عناوين قد جمعت في سيد قطب رحمه الله، أصول الكفر والإلحاد والزندقة، القول بوحدة الوجود، القول بخلق القرآن، يجوز لغير الله أن يشرع، غلوه في تعظيم صفات الله تعالى، لا يقبل الأحاديث المتواترة، يشكك في أمور العقيدة التي يجب الجزم بها، يكفر المجتمعات .. إلى أخر تلك العناوين التي تقشعر منها جلود المؤمنين .. وأسفت على أحوال علماء المسلمين في الأقطار الذين لم ينبهوا على هذه الموبقات .. وكيف الجمع بين هذا وبين انتشار كتبه في الآفاق انتشار الشمس، وعامتهم يستفيدون منها، حتى أنت في بعض ما كتبت، عند هذا أخذت بالمطابقة بين العنوان والموضوع، فوجدت الخبر يكذبه الخبر، ونهايتها بالجملة عناوين استفزازية تجذب القارئ العادي، إلى الوقيعة في سيد رحمه الله، وإني أكره لي ولكم ولكل مسلم مواطن الإثم والجناح، وإن من الغبن الفاحش إهداء الإنسان حسناته إلى من يعتقد بغضه وعداوته.
2 - نظرت فوجدت هذا الكتاب يفتقد:
أصول البحث العلمي، الحيدة العلمية، منهج النقد، أمانة النقل والعلم، عدم هضم الحق.
أما أدب الحوار وسمو الأسلوب ورصانة العرض فلا تمت إلى الكتاب بهاجس .. وإليك الدليل…
أولاً: رأيت الاعتماد في النقل من كتب سيد رحمه الله تعالى من طبعات سابقة مثل الظلال والعدالة الاجتماعية مع علمكم كما في حاشية ص 29 وغيرها، أن لها طبعات معدلة لاحقة، والواجب حسب أصول النقد والأمانة العلمية، تسليط النقد إن كان على النص من الطبعة الأخيرة لكل كتاب، لأن ما فيها من تعديل ينسخ ما في سابقتها وهذا غير خاف إن شاء الله تعالى على معلوماتكم الأولية، لكن لعلها غلطة طالب حضر لكم المعلومات ولما يعرف هذا؟؟، وغير خاف لما لهذا من نظائر لدى أهل اعلم، فمثلاً كتاب الروح لابن القيم لما رأى بعضهم فيما رأى قال: لعله في أول حياته وهكذا في مواطن لغيره، وكتاب العدالة الاجتماعية هو أول ما ألفه في الإسلاميات والله المستعان.
ثانيًا: لقد اقشعر جلدي حينما قرأت في فهرس هذا الكتاب قولكم (سيد قطب يجوز لغير الله أن يشرع)، فهرعت إليها قبل كل شيء فرأيت الكلام بمجموعه نقلاً واحدًا لسطور عديدة من كتابه العدالة الاجتماعية) وكلامه لا يفيد هذا العنوان الاستفزازي، ولنفرض أن فيه عبارة موهمة أو مطلقة، فكيف نحولها إلى مؤاخذة مكفرة، تنسف ما بنى عليه سيد رحمه الله حياته ووظف له قلمه من الدعوة إلى توحيد الله تعالى (في الحكم والتشريع) ورفض سن القوانين الوضعية والوقوف في وجوه الفعلة لذلك، إن الله يحب العدل والإنصاف في كل شيء ولا أراك إن شاء الله تعالى إلا في أوبة إلى العدل والإنصاف.
ثالثًا: ومن العناوين الاستفزازية قولكم (قول سيد قطب بوحدة الوجود).
(يُتْبَعُ)
(/)
إن سيدًا رحمه الله قال كلامًا متشابهًا حلق فيه بالأسلوب في تفسير سورتي الحديد والإخلاص وقد اعتمد عليه بنسبة القول بوحدة الوجود إليه، وأحسنتم حينما نقلتم قوله في تفسير سورة البقرة من رده الواضح الصريح لفكرة وحدة الوجود، ومنه قوله: ((ومن هنا تنتفي من التفكير الإسلامي الصحيح فكرة وحدة الوجود)) وأزيدكم أن في كتابه (مقومات التصور الإسلامي) ردًا شافيًا على القائلين بوحدة الوجود، لهذا فنحن نقول غفر الله لسيد كلامه المتشابه الذي جنح فيه بأسلوب وسع فيه العبارة .. والمتشابه لا يقاوم النص الصريح القاطع من كلامه، لهذا أرجو المبادرة إلى شطب هذا التكفير الضمني لسيد رحمه الله تعالى وإني مشفق عليكم.
رابعًا: وهنا أقول لجنابكم الكريم بكل وضوح إنك تحت هذه العناوين (مخالفته في تفسير لا إله إلا الله للعلماء وأهل اللغة وعدم وضوح الربوبية والألوهية عند سيد).
أقول أيها المحب الحبيب، لقد نسفت بلا تثبت جميع ما قرره سيد رحمه الله تعالى من معالم التوحيد ومقتضياته، ولوازمه التي تحتل السمة البارزة في حياته الطويلة فجميع ما ذكرته يلغيه كلمة واحدة، وهي أن توحيد الله في الحكم والتشريع من مقتضيات كلمة التوحيد، وسيد رحمه الله تعالى ركز على هذا كثيرًا لما رأى من هذه الجرأة الفاجرة على إلغاء تحكيم شرع الله من القضاء وغيره وحلال القوانين الوضعية بدلاً عنها ولا شك أن هذه جرأة عظيمة ما عاهدتها الأمة الإسلامية في مشوارها الطويل قبل عام (1342هـ).
خامسًا: ومن عناوين الفهرس (قول سيد بخلق القرآن وأن كلام الله عبارة عن الإرادة) .. لما رجعت إلى الصفحات المذكورة لم أجد حرفًا واحدًا يصرح فيه سيد رحمه الله تعالى بهذا اللفظ (القرآن مخلوق) كيف يكون هذا الاستسهال للرمي بهذه المكفرات، إن نهاية ما رأيت له تمدد في الأسلوب كقوله (ولكنهم لا يملكون أن يؤلفوا منها ـ أي الحروف المقطعة ـ مثل هذا الكتاب لأنه من صنع الله لا من صنع الناس) .. وهي عبارة لا شك في خطأها ولكن هل نحكم من خلالها أن سيدًا يقول بهذه المقولة الكفرية (خلق القرآن) اللهم إني لا أستطيع تحمل عهدة ذلك .. لقد ذكرني هذا بقول نحوه للشيخ محمد عبد الخالق عظيمة رحمه الله في مقدمة كتابه دراسات في أسلوب القرآن الكريم والذي طبعته مشكورة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فهل نرمي الجميع بالقول بخلق القرآن اللهم لا، واكتفي بهذا من الناحية الموضوعية وهي المهمة.
ومن جهات أخرى أبدي ما يلي:
1 - مسودة هذا الكتاب تقع في 161 صفحة بقلم اليد، وهي خطوط مختلفة، ولا أعرف منه صفحة واحدة بقلمكم حسب المعتاد، إلا أن يكون اختلف خطكم، أو اختلط علي، أم أنه عُهد بكتب سيد قطب رحمه الله لعدد من الطلاب فاستخرج كل طالب ما بدا له تحت إشرافكم، أو بإملائكم. لهذا فلا أتحقق من نسبته إليكم إلا ما كتبته على طرته أنه من تأليفكم، وهذا عندي كاف في التوثيق بالنسبة لشخصكم الكريم.
2 - مع اختلاف الخطوط إلا أن الكتاب من أوله إلى أخره يجري على وتيرة واحدة وهي: أنه بنفس متوترة وتهيج مستمر، ووثبة تضغط على النص حتى يتولد منه الأخطاء الكبار، وتجعل محل الاحتمال ومشتبه الكلام محل قطع لا يقبل الجدال…وهذا نكث لمنهج النقد: الحيدة العلمية.
3 - من حيث الصيغة إذا كان قارنًا بينه وبين أسلوب سيد رحمه الله، فهو في نزول، سيد قد سَمَا، وإن اعتبرناه من جانبكم الكريم فهو أسلوب "إعدادي" لا يناسب إبرازه من طالب علم حاز على العالمية العالية، لا بد من تكافؤ القدرات في الذوق الأدبي، والقدرة على البلاغة والبيان، وحسن العرض، وإلا فليكسر القلم.
4 - لقد طغى أسلوب التهيج والفزع على المنهج العلمي النقدي…. ولهذا افتقد الرد أدب الحوار.
5 - في الكتاب من أوله إلى آخره تهجم وضيق عطن وتشنج في العبارات فلماذا هذا…؟
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - هذا الكتاب ينشط الحزبية الجديدة التي أنشئت في نفوس الشبيبة جنوح الفكر بالتحريم تارة، والنقض تارة وأن هذا بدعة وذاك مبتدع، وهذا ضلال وذاك ضال .. ولا بينة كافية للإثبات، وولدت غرور التدين والاستعلاء حتى كأنما الواحد عند فعلته هذه يلقي حملاً عن ظهره قد استراح من عناء حمله، وأنه يأخذ بحجز الأمة عن الهاوية، وأنه في اعتبار الآخرين قد حلق في الورع والغيرة على حرمات الشرع المطهر، وهذا من غير تحقيق هو في الحقيقة هدم، وإن اعتبر بناء عالي الشرفات، فهو إلى التساقط، ثم التبرد في أدراج الرياح العاتية.
هذه سمات ست تمتع بها هذا الكتاب فآل غير ممتع، هذا ما بدا إلي حسب رغبتكم، وأعتذر عن تأخر الجواب، لأنني من قبل ليس لي عناية بقراءة كتب هذا الرجل وإن تداولها الناس، لكن هول ما ذكرتم دفعني إلى قراءات متعددة في عامة كتبه، فوجدت في كتبه خيرًا كثيرًا وإيمانًا مشرفًا وحقًا أبلج، وتشريحًا فاضحًا لمخططات العداء للإسلام، على عثرات في سياقاته واسترسال بعبرات ليته لم يفه بها، وكثير منها ينقضها قوله الحق في مكان أخر والكمال عزيز، والرجل كان أديبًا نقادة، ثم اتجه إلى خدمة الإسلام من خلال القرآن العظيم والسنة المشرفة، والسيرة النبوية العطرة، فكان ما كان من مواقف في قضايا عصره، وأصر على موقفه في سبيل الله تعالى، وكشف عن سالفته، وطلب منه أن يسطر بقلمه كلمات اعتذار وقال كلمته الإيمانية المشهورة، إن أصبعًا أرفعه للشهادة لن أكتب به كلمة تضارها ... أو كلمة نحو ذلك، فالواجب على الجميع … الدعاء له بالمغفرة … والاستفادة من علمه، وبيان ما تحققنا خطأه فيه، وأن خطأه لا يوجب حرماننا من علمه ولا هجر كتبه .. اعتبر رعاك الله حاله بحال أسلاف مضوا أمثال أبي إسماعيل الهروي والجيلاني كيف دافع عنهما شيخ الإسلام ابن تيمية مع ما لديهما من الطوا م لأن الأصل في مسلكهما نصرة الإسلام والسنة، وانظر منازل السائرين للهروي رحمه الله تعالى، ترى عجائب لا يمكن قبولها ومع ذلك فابن القيم رحمه الله يعتذر عنه أشد الاعتذار ولا يجرمه فيها، وذلك في شرحه مدارج السالكين، وقد بسطت في كتاب "تصنيف الناس بين الظن واليقين" ما تيسر لي من قواعد ضابطة في ذلك.
وفي الختام فأني أنصح فضيلة الأخ في الله بالعدول عن طبع هذا الكتاب "أضواء إسلامية" وأنه لا يجوز نشره ولا طبعه لما فيه من التحامل الشديد والتدريب القوي لشباب الأمة على الوقيعة في العلماء، وتشذيبهم، والحط من أقدارهم والانصراف عن فضائلهم ..
واسمح لي بارك الله فيك إن كنت قسوت في العبارة، فإنه بسبب ما رأيته من تحاملكم الشديد وشفقتي عليكم ورغبتكم الملحة بمعرفة ما لدي نحوه… جرى القلم بما تقدم سدد الله خطى الجميع ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم بكر عبدالله أبوزيد
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[09 Jun 2009, 07:37 م]ـ
رحم الله الشيخ بكر أبو زيد فقد غاب في وقت أحوج ماكانت الامة محتاجة له، رجل منصف في وقت عز فيه الانصاف والمنصفون
جمعنا الله به وبسيد قطب وبعلمائنا مع محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jul 2009, 09:14 م]ـ
تأثرت كثيرا بسماع هذه المادة التي سبق لي أن سمعتها قبل أكثر من 26 سنة، فأحببت إشراككم في سماعها.(/)
أبحاث في الجملة القرآنية من حيث المبنى (5)
ـ[د. أبو عائشة]ــــــــ[07 Jan 2007, 03:03 ص]ـ
4 - أسلوب المدح والذم:
قد يستخدم التعبير أنواعاً من التحويلات ولا سيما الاختيارية منها بحيث تصبح هذه التحويلات مميزاً أسلوبياً؛ لأن هذا الاختيار دون غيره إنما هو في الأصل استغلالٌ لطاقات اللغة الكامنة في النظام اللغوي بتحويلات معينة (1)
فالعلاقة بين البنية السطحية والبنية العميقة فيما يتصل بالتراكيب يمكن استغلالها أسلوبياً، وذلك في التراكيب المحوّلة عن بنية عميقة واحدة، حيث نجد أن هذه التراكيب المحولة تظل تحتفظ بعلاقتها بالتراكيب العميقة ومن ثم نستطيع أن نفسر كيف تتحول عدة تراكيب سطحية إلى بدائل أسلوبية (2).
يقول محمد رشيد رضا:وههنا قاعدة عامة قائمة في البلاغة … وهي أن ما يراد تنبيه السمع أو اللحظ إليه من المفردات أو الجمل يميز على غيره إما بتغير نسق الإعراب في مثل الكلام العربي مطلقا ً ..... (3).
وكأن هذا الكلام حديث عن مثل قوله تعالى: ( ... وامرأته حمالة الحطب) (اللهب: 4) فـ (نصب (حمالة) على الشتم والذم أي: أذم حمالةَ الحطب …) (4)، (وحمالة في قراءة الجمهور خبر مبتدأ محذوف أو صفة …. وفي قراءة النصب انتصب على الذم …) (5) وهذه هي قراءة المصحف وقد خالفت قراءة الجمهور في الإعراب تبعاً لتغير أسلوبها من الخبر المحض إلى الذم وأما قراءة الجمهور فقد جاءت للإخبار عنها، وقد ذكر مكي بن أبي طالب أن هذه المرأة كانت قد اشتهرت بالنميمة فجرت صفتها على الذم لها لا للتخصيص، وفي الرفع ذمٌ ولكنه في النصب أبين، لأنك إذا نصبت لم تقصد إلى أن تزيدها تعريفاً وتبيناً، إذ لم تجرِ الإعراب على مثل إعرابها، وإنما قصدت إلى ذمها لا لتخصيصها عن غيرها بهذه الصفة التي اختصتها بها وعلى هذا المعنى يقع النصب في غير هذا على المدح (6)، ومن هذا قوله تعالى:] والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين بالبأساء [(البقرة: 177) فـ (الصابرين) كان حقها الرفع عطفاً على الموفون ولكن التحويل هنا ولدّ بديلاً أسلوبياً كان العامل في تحويل الأسلوب من الإخبار إلى المدح وفي هذه المغايرة التي يشي أسلوبها بتباينٍ ما بين المتعاطفين (والموفون والصابرين) ملحظ أدبي رائع، وهو أن الذي يعاهد ويوفي لا فضيلة له لأنه إنما فعل واجباً عليه غير أن الصبر على البأساء موجب مدح لأنه صبر على ما لا يد له فيه فالمغايرة الأسلوبية هنا أدت إلى تغير الأسلوب وبما يتلائم مع الموقف المتحدث عنه.
5 - العدول في الإجابة أو السؤال:
قد يؤتى أحياناً بما هو خلاف المقتضى لغاية بلاغية ولملحظ فني ما كان ليتحقق لو لم يستخدم هذا الأسلوب كما في قوله تعالى: (كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشيةً أو ضحاها) (النازعات: 46) فالآية جواب عما تضمنه قوله تعالى:] يسألونك عن الساعة أيان مرساها [(النازعات: 42) باعتبار ظاهر حال السؤال من طلب المعرفة بوقت حلول الساعة واستبطاء وقوعها الذي يرمون به إلى التكذيب بوقوعها فأجيبوا على طريقة ما سمّاه البلاغيون (الأسلوب الحكيم) وهو: (تلقي المخاطب بغير ما يترقب بحمل كلامه على خلاف مراده تنبيهاً على أنه الأولى بالقصد، أو السائل بغير ما يتطلب بتنزيل سؤاله منزلة غيره تنبيهاً على أنه الأولى بحاله أو المهم له) (7) أي إن طال تأخر حصولها فإنها واقعة وإنهم يوم وقوعها كأنهم ما لبثوا في انتظارٍ إلا بعض يومٍ (8) فهذا عدول عن جواب لآخر أثبت ما سئل عنه من خلال تصوير حالة السائل بعد الوقوع، فالجواب متضمن معنى السؤال وزيادة، وقد يكون العدول في السؤال كما في قوله تعالى:] وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنبٍ قتلت [(التكوير: 9) فالموؤدة تسأل ويقال لها ماذا عملت لدرجة أن أباكِ وأدكِ؟ ليكون هذا السؤال تقريعاً للأب بأنه لا يصح أن يعتدي عليها أبداً إلا إذا ارتكبت ذنباً، ففي تقريرها بالذنب الذي لم تعمله هي - وحيث لا ذنب - فسيكون المعنى أنه يقول له: إنك اجترأت عليها بدون ذنب تستحقه فيكون في هذا تقريع على اعنف صورة من صور المحاسبة أو استحضار الصورة المؤلمة للرجل الذي وأد ابنته وهي أمامه، وبعد ذلك سألها الله وهو واقف فيعيد عليه الصورة ويعيد عليه المنظر (9) (وإنما سألت عن تعيين الذنب الموجب قتلها
(يُتْبَعُ)
(/)
دون أن تسأل عن قاتلها لزيادة التهديد لأن السؤال عن تعيين الذنب مع تحقق الوائد - الذي يسمع ذلك السؤال - أن لا ذنب لها إشعارٌ للوائد بأنه غير معذور فيما يصنع بها) (10)، ومثل هذا قوله تعالى: (وإذ قال الله ياعيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله) (المائدة: 116) ورأى بعض المفسرين في هذا الأسلوب استدراج عن طريق التعريض فـ (المجني عليه إذا سأل بمحضر الجاني ونسبت إليه الجناية دون الجاني، بعث ذلك الجاني على التفكر في حاله وحال المجني عليه فيرى براءة ساحته وأنه هو المستحق للعقاب والعذاب وهذا استدراج عن طريق التعريض وهو أبلغ من التصريح والمراد بالاستدراج سلوك طريق توصل إلى المطلوب بسؤال غير المذنب ونسبة الذنب له حتى يبين من صدر عنه ذلك .... وهو فن من البديع بديع) (11).
6 - أسلوب القلب:
قال تعالى: (ونيسرك لليسرى) (الأعلى: 8) فقد ذهب أغلب المفسرين على حمل الآية على ظاهر النظم، فالتيسير مقصود به التهيئة وتمكينه صلى الله عليه وسلم من اليسرى واللام للتعليل أي لأجل اليسرى أي لقبولها فالآية عندهم على شاكلة قوله تعالى: (فسنيسره لليسرى) (12) (الليل:7) غير أن الطاهر بن عاشور أجاز أن يجعل الكلام جارياً على خلاف مقتضى الظاهر بسلوك أسلوب القلب فيكون المعنى: ونيسر لك اليسرى أي نجعلها سهلة لك فلا تشقّ عليك فيبقى فعل (نيسرك) على حقيقته وإنما خولف عمله في مفعوله والمجرور المتعلق به على عكس الشائع في مفعوله والمجرور المتعلق به وقال: (ويوجه العدول عن مقتضى ظاهر النظم إلى ما جاء النظم عليه بأن فيه تنزيل الشيء الميسر منزلة الشيء الميسر له والعكس للمبالغة في ثبوت الفعل للمفعول على طريقة القلب المقبول، كقول العرب: (عرضت الناقة على الحوض) (13) وليس من مانع من بناء التركيب بهذه الكيفية لإرادة المعنيين خاصة وإن المقصود تصوير تيسير الله تعالى وهذا أبلغ في ملائمة التيسير ولا سيما وأن سيبويه جعل أسلوب القلب من أساليب (الإتساع في الكلام) مثل قولهم: أدخلت في رأسي القلنسوة (14).
7 - تأكيد الشيء بما يشبه ضده:
قال تعالى: (فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذاباً) (النبأ: 30) فيجوز أن تكون الزيادة المنفية في الآية زيادة نوع أخر من العذاب يكون حاصلاً لهم كما في قوله تعالى:] زدناهم عذاباً فوق العذاب [(النحل: 88) ويجوز أن تكون زيادة من نوع ما هم فيه من العذاب بتكريره في المستقبل، والمعنى: فسنزيدكم عذاباً زيادةً مستمرة في أزمنة المستقبل، فصيغ التعبير عن هذا المعنى بهذا التركيب الدقيق، إذ ابتدأ بنفي الزيادة بحرف تأبيد النفي وأردف بالاستثناء المقتضي ثبوت نقيض حكم المستثنى منه للمستثنى فصارت دلالة الاستثناء على معنى سنزيدكم عذاباً مؤبداً وهذا من تأكيد الشيء بما يشبه ضده، وهو أسلوب طريف من التأكيد (15) فترك الزيادة كالمحال الذي لا يدخل تحت الصحة بدلالة النفي بلن كما يقول الزمخشري وبمجيئها على طريقة الالتفات شاهد على أن الغضب قد تبالغ (16) وفي هذا الأسلوب ابتداءٌ مطمع بانتهاء مؤيس وذلك أشد حزناً وغماً بما يوهمه أن ما ألقوا فيه هو منتهى التعذيب حتى إذا ولج ذلك أسماعهم فحزنوا له اتبع بأنهم ينتظرهم عذاب أخر أشد فكان ذلك حزناً فوق حزنهم فهذا منوال وهو مؤذن بشدة الغضب كما يقول ابن عاشور (17) فهذا الخطاب لقطع طمعهم وأملهم في الانفراج والنجاة من هذا العذاب فأن في الأمل نوع راحةٍ وفرحٍ
فحرموا من هذا النعيم النفسي كحرمانهم من النعيم الجسمي ... (18). وبهذا نفهم قول ابن عمر: (لم ينزل على أهل النار آية أشد من هذه الآية) (19) فعظمة هذا الأسلوب إنه يصدر بالتصدير المطمع ثم ينتهي بالتيئيس المفجع وهذا النقل عملية نفسية مرادة للحق سبحانه (20).
ومن هذا الأسلوب ما جاء في قوله تعالى: ( .... والله أعلم بما يوعون فبشرهم بعذاب أليم) (الانشقاق: 24) (ويا لها من بشرى لا تسر ولا يودها متطلع إلى بشرى من بشير) (21)، فالبشارة لا تكون إلا في الخير فتستشرف نفوسهم حين تسمع (فبشرهم) على أن هناك منقذاً وأن هناك مغيثاً وأن هناك منجياً، فإذا استشرفت النفس إلى ذلك جاء الجواب مئيساً مفجعاً (22)، ومن ذلك قوله تعالى: (وإن يستغيثوا يغاثوا بماءٍ كالمهل يشوي الوجوه .... [(الكهف: 29) وفي كل هذا نوع من المفارقة نجدها أيضاً في قوله تعالى: (فأمه هاوية) (القارعة: 9).
[ line]
(1) ينظر: نظرية تشومسكي اللغوية 33.
(2) ينظر: نظرية تشومسكي اللغوية 33 - 34.
(3) ينظر:تفسير المنار 6/ 478.
(4) تنوير الأذهان 4/ 610.
(5) البحر المحيط 8/ 529.
(6) ينظر: الكشف 2/ 390.
(7) الإيضاح 75، وينظر: شروح التلخيص 1/ 479، ومعجم المصطلحات 1/ 201.
(8) ينظر: التحرير والتنوير 30/ 98.
(9) ينظر: المختار 1/ 139.
(10) التحرير والتنوير 30/ 146، وينظر: تفسير القرطبي 20/ 234، والكشاف 4/ 222، وتفسير القاسمي 17/ 66.
(11) تفسير القاسمي 17/ 67.
(12) ينظر: التحرير والتنوير 30/ 282، وتفسير القرطبي 20/ 19، والكشاف 4/ 243، وتفسير القاسمي 17/ 129 - 130.
(13) التحرير والتنوير 30/ 282 - 283.
(14) الكتاب 1/ 92.
(15) ينظر: التحرير والتنوير 30/ 42.
(16) ينظر: الكشاف 4/ 210.
(17) ينظر: التحرير والتنوير 30/ 42 - 43.
(18) تفهيم الأمة 35.
(19) تفسير ابن كثير 4/ 464.
(20) ينظر: المختار 1/ 181.
(21) في ظلال القرآن 8/ 523.
(22) ينظر: المختار 1/ 181.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم حمد]ــــــــ[07 Jan 2007, 05:19 ص]ـ
مشكور يادكتور
ولكن بودي أن اسأل
هل وصلك على بريدك
أو بريدك الخاص في هذا الموقع
رسالة طلب مني ----- بشأن الرسالتين العراقيتين في موضوع التقديم والتأخير
فضلا انتظر الرد
بريدي: mhsk1426@hotmail.com
وارسل بريدك لو تكرمت(/)
معنى العلة (لكي لا نظلم مفسرينا رحمهم الله)
ـ[د. أبو عائشة]ــــــــ[07 Jan 2007, 05:49 ص]ـ
كثيراً ما توافق القارئ في كتب التفسير وإعجازه وفي كتابات البلاغيين عبارة: (العلة) بمعنى السبب الباعث على اختيار لفظة ما دون أختها ومرادفتها أو الموجب لاختيار تعبير دون آخر، بل شاع اسلوب التعليل في كتبهم حتى لا يكاد تفسير أو كتاب في علوم القرآن أو إعجازه يخلو من مثل هذا التعبير أو مشابهٍ له له نفس دلالته.ففي تفسير الطبري نجده يقول:
فإن قال: وما العلة التي أوجبت عليها الثباتَ على حرف واحد دون سائر الأحرف الستة الباقية؟
و: وأما وَجْهُ دخول الألف واللام في"السُّفهاء"، فشبيه بوجه دخولهما في"الناس" في قوله: (وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس)، وقد بيَّنا العلة في دخولهما هنالك، والعلةُ في دخولهما في"السفهاء" نظيرتها في دخولهما في"الناس" هنالك، سواء.
وفي تفسير القرطبي ((1)):
ولا يجوز عند الحذاق من النحويين أن يكتب " يرجو " إلا بغير ألف إذا كان لواحد، لان العلة التي في الجمع ليست في الواحد. و ((2)): كرهوا ضم الضاد في ضيزى، وخافوا انقلاب الياء واوا وهي من بنات الواو، فكسروا الضاد لهذه العلة
و ((3)): قال الفراء: العلة الجالبة لهذه الواو أن الله تعالى أخبرهم أن آل فرعون كانوا يعذبونهم بأنواع من العذاب غير التذبيح
وفي تفسير البحر المحيط ((4)): ولا أدري ما العلة في العدول عن جعل أنتم المبتدأ، وهؤلاء الخبر، إلى عكس هذا
و ((5)): العلة في تحريم الاستقسام بالأزلام كونها يؤكل بها المال بالباطل، وفي معالم التنزيل ((6)): واختلفوا في العلة الجالبة للام في قوله: (لإيلاف)
وغير هذا كثير.
ولقد تختلف أقوالهم في تعليل التعبير الواحد بعلل شتى، ولما كان تعليل كلام الله القرآن بهذه العلة أو تلك حكمٌ على أن مراد الباري عز وجلَّ ما يقوله المفسر نصاً، وهذا أمرٌ يحتاج للتوقيف للقول به؛ لذلك يستغْرِب بعض من لم يفهم عبارات الأوائل ومقاصدهم من مفسرينا رحمهم الله التساهل في إطلاق مثل هذه العبارات في طيات تفاسيرهم.
الأمر الذي دعاني، في عجالة أرجو أن أعود لإتمامها قريباً، للبحث في معنى العلة عموماً ومن ثم التطرق لمعناها عند أهل كل فنٍ وعلم، مما يدفع هذه الشبهة عن مفسرينا رحمهم الله.
فـ (العِلَّة) لغةً بالكسر: المرض، (عُلَّ الإنسانُ) بالبناء للمفعول: مَرِضَ، (يُعَلّ واعْتلَّ)، ومنهم من يبنيه للفاعل من باب (ضرب)، فيكون المتعدي من باب (قتل) (أعلَّه الله ُتعالى) فهو مُعَلٌّ وعَلِيْلٌ، و (اعْتَلَّ): إذا مرِض، و (رجلٌ عليلٌ): ذو علَّةٍ، و (أعلَّه): جعله ذا عِلَّة، ومنه (إعلالات الفقهاء)، و (اعتلالاتهم)،
و (عللته عللا) من باب (طلب): سقيته السقية الثانية، و (عل هو، يعل) من باب
(ضرب): إذا شرب، و (اعتلَّ): إذا تمسَّك بحجةٍ. ((7)).
وجاء في القاموس المحيط: ((ولا تقل: (معلول)، والمتكلِّمون يقولونها، ولستُ منه على ثَلَجٍ)) ((8)) وجعله النووي لحناً، وأيده السيوطي ((9))، بيد أنَّ صاحب
(المغرب) ينقلها عن شيخه أبي علي ((10))، وفي المصباح: (((أعلَّه الله) فهو:
(معلولٌ)، قيل: من النوادر التي جاءت على غير قياس. وليس كذلك، فإنَّه من تداخل اللغتين، والأصل (أعلَّه الله)، فهو (معل)، أو من (عَلَّه)، فيكون على القياس. وجاء (مُعَلٌّ) على القياس، لكنَّه قليل الاستعمال)) ((11))، وبهذا التقليل يندفع تجويد الحافظ العراقي والسيوطي لـ (معلّ) ((12)).
كما تأتي أيضاً بمعنى (السبب) جاء في لسان العرب: (((هذا علَّة لهذا)، أي: سَبَب ٌ، وفي حديث عائشة: ((فكان عبدُ الرحمن يضرب بِعلَّة الراحلة، أي: بسببها، يُظْهِرُ أنَّه يَضْرِب جَنْبَ البعير برجله وإنَّما يضْربُ رجلي ... ا. هـ ((13)))) ((14))، وقيل: وهذا المعنى هو المناسب للمعنى الاصطلاحي؛ لأنَّ العلة سَبَبٌ في ثبوت الحكم في الفرع المطلوبِ إثباتُ الحكمِ له ((15)).
(يُتْبَعُ)
(/)
و (العِلَّة) لغةً في كتب (الاصطلاحات): معنى يحلُّ بالمحلِّ فيتغيَّر به حال المحلِّ، ومنه سمِّيَ المرضُ عِلَّةً؛ لأنَّه بحلوله يتغيَّر الحال من القوَّة إلى الضعف ((16)) وزاد صاحب التعريفات: بلا اختيار ((17))، وذكر قولا آخر يعرِّفها بأنَّها: ما يتوقف عليه وجود الشيء ويكون خارجا مؤثرا فيه ((18)).
و (العِلَّة) في الشريعة: عبارة عمَّا يجب الحكم به معه ((19)).
وعند الأصوليين: المعرِّف للحكم. وقيل المؤثِّر بذاته بإذن الله. وقيل الباعث عليه و (العلة القاصرة) عندهم: هي التي لا تتعدَّى محلَّ النصِّ ((20))
وهي عند المتكلمين وأصحاب الميزان: ما يتوقف عليه ذلك الشيء. وهي قسمان: (عِلَّة الماهيَّة) و (علَّة الوجوب)، وفيها تقسيمات متشعبة ((21)).
وعند الصوفيين: تنبيه الحقِّ لعبده بسببٍ وبغير سببٍ ((22)).
و (العِلَّة) في (علم العروض): التغيير في الأجزاء الثمانية سواءٌ أكان في العروض أم الضرب ((23)).
وعند المُحَدِثِين ((سببٌ غامِضٌ قادِحٌ مع أنَّ الظاهِر السَّلامة منه)) ((24)). و (عِلل المتكلمين) التي شَبَّه ابنُ جنيٍّ عللَ النحاةِ بها، وصفَها هو نفسُه بأنَّها: إحالاتٌ على الحسِّ، يحتجُّون فيها بِثِقلِ الحال أو خفَّتها على النَّفس، على العكس من عِلَل الفقهاء، برأيه؛ لأنَّها إنَّما هي أعلامٌ وأماراتٌ لوقوع الأحكام، ووجوهُ الحكمة فيها خفيَّة عنَّا، غيرُ بادية الصفحة لنا ((25)).
وقول ابن جني المذكور آنفاً (إنَّ عِلل النحاة أقربُ إلى عِلل المتكلمين منها إلى علل الفقهاء) صحيحٌ عند من قال: إنَّ العلَّة هي المعرِّف للحكم، أي: عَلمٌ عليه، أو: أمارةٌ وعلامةٌ؛ لذلك قالوا: متى ما وجد المعنى المُعلَّلُ به عُرِفَ الحكمُ، إشارةً إلى أنَّ العلَّة غير مؤثرة حقيقةً، وليست موجبةً للأحكام، وهو اختيار البيضاوي وكثيرٍ من الأحنافِ وبعضِ الحنابلة ((26)).
لكنَّ من الفقهاء والأصوليين من قال بأنَّها الوصف المؤثِّر في الأحكام، وعبارة الغزالي واضحةٌ في المعنى: ((و (العِلَّة) في الأصل: عبارة عمَّا يتأثَّر المحل ُّبوجوده؛ ولذلك سُمِّيَ (المرضُ) علَّةً، وهي في اصطلاح الفقهاء على هذا المذاق)) ((27)).
ويبدو أنَّ ابن جني، رحمه الله تعالى، اعتمد في حكمه السابق على الحدِّ الأوَّل، وإلا فإنَّ الغزاليَّ نفسه قال عن علل الفقهاء: ((وهي كالعلل العقلية في الإيجاب، إلا أنَّ إيجابها بجعل الشارع إياها موجِبة لا بنفسها)) ((28))، وقد يُعْتَذَرُ لكلام ابن جني هنا بأنَّ مقصد الغزالي أنَّ وجود العلة يستلزِم وجود المعلول عندها لا بها، أي: إنَّ الإيجاب غير الوجوب، ولكن لا يستقيم هذا الاعتذار مع تعريف المعتزلة للعلة (وابن جني معتزلي) فقد قالوا: ((العِلَّة: هي الوصف المؤثِّر بذاته في الحكم)) ((29))، فالعِلَّة عند فقهاء المعتزلة موجِبةٌ للحكم؛ لذلك قال الشيخ جلال الدين الدواني، ناقلاً عن المعتزلة:
((قالوا: للفِعْلِ في نفسه، مع قطعِ النظرِ عن الشرعِ، جِهَةُ حُسْنٍ أو قُبْحٍ ... )) ((30))، وبهذا يترجَّح أنَّ ابن جني تحدَّث عن تعليلات الأحناف، بدليل عبارتِه: (إنَّما هي أعلامٌ وأمارات لوقوعِ الأحكام).
وممَّا جعلني أستفيض في طرح هذا المشكل، ما قد يُسْتَشْعَر من القول بأنَّ عِلَّة التعبير التي تشيع في كلام المفسرين، قد لا تكون هي المقصودة في التعبير، أو هي تقوُّلٌ على الله عزَّ وجلَّ وحاكمة ٌعلى المقصد، ولا دليل غير الحسِّ على أنَّ المراد من التعبير هذا الاختيار أو ذاك، وهذا صحيح ٌ لو اعتُقِد عند القول بالعلَّة أنَّها الموجِبة للتعبير، ولكنَّ ظاهر عبارات المفسرين على معنى العلَّة عند البيضاوي وغالبية الأحناف وبعض الحنابلة، من أنَّ القول بالعلَّة هو علامةٌ أو أمارةٌ على الحكم لا موجِبٌ له.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومعنى (الخفاء) يكاد يقترن بدلالة لفظة (العلة) كما أشار ابن جني وهو يُشبه مصطلح (الغموض) الوارد في حدِّ المحدِّثين للعلَّة. بل قيل فيه: (وكلُّ من جاء بعد ابن الصلاح وعرَّف المُعلَّ اشترط فيه خفاء العلة .... ) ((31))، الأمر الذي يمكِّنني من القول: إنَّ لفظ (العلل) الذي يكثر ذكره في مباحث المفسرين والبلاغيين، مزيداً على (التعبير القرآني)، ليس مصطلحاً يحمِل في مفهومه ما حملته هذه المصطلحات، بل هو باقٍ على دلالته اللغوية، استُعمِل كثيراً في كتب القدماء، تارةً باسم (العلَّة) ((32))، وأخرى بالفعل (علَّلَ) ((33))، وثالثة بتسمية (النكته) ((34))، ولكن بقي يتعلق كما تعلق غالب هذه المصطلحات بالمعنى الغامض، وما يُبحث عنه ليكون سبباً في هذا التعبير أو ذاك، ولمَّا كان المفسِّر باحثاً عن إعجاز القرآن، مفتِّشاً عنه، كان ديدنه الغوص إلى غوامض التعابير، ومخفيِّ المعاني؛ ليقول به سبباً وعلَّةً لاختيار هذه اللفظة أو تلك، ومجيء التركيب على هذا النحو أو ذاك، ومقصد بحثه ليس الحكم بنصِّيَّة العلَّة في التعبير، بل قد لا يُعْنى بعلَّة النَّصِّ على جهة الإثبات، بقدر اهتمامه بالعلَّة التي يقولها المفسِّر وبحثِهِ فيها؛ لأنَّها شكَّلت نشاطاً لغويا وأدبياً يمكن أن يفيد منه الدرسُ اللغوي.
[ line]
(( 1)) ينظر: تفسير القرطبي 14/ 15.
((2)) ينظر: تفسير القرطبي 17/ 103.
((3)) ينظر: تفسير البغوي 4/ 336.
((4)) ينظر: تفسير البحر المحيط 1/ 377.
((5)) ينظر: تفسير البحر المحيط 4/ 356.
((6)) ينظر: معالم التنزيل 8/ 191.
((7)) ينظر: القاموس المحيط (علل).
((8)) القاموس المحيط (علل).
((9)) ينظر:التقريب مع التدريب (1/ 251)، وتدريب الراوي (1/ 251).
((10)) ينظر: المغرب (علل).
((11)) المصباح المنير (علل).
((12)) ينظر: شرح التبصرة (1/ 225).
((13)) ينظر: صحيح مسلم (2/ 880).
((14)) اللسان (علل)، وينظر: الصحاح (علل).
((15)) ينظر: مباحث العلة في القياس عند الأصوليين (69).
((16)) ينظر: التعاريف (1/ 522 - 523)، و التعريفات (1/ 201)، والتوقيف على مهمات التعاريف 1/ 523).
((17)) ينظر: التعريفات (1/ 201).
((18)) ينظر: المصدر نفسه، المكان نفسه.
((19)) ينظر: المصدر نفسه، المكان نفسه.
((20)) ينظر: منهاج الوصول (3/ 37)، ونشر البنود (2/ 129)، وشرح الكوكب المنير (48)، وشفاء الغليل (2 - 21)، ونهاية السول (3/ 39)، والتعاريف (1/ 523)، والتوقيف على مهمات التعاريف (1/ 523).
((21)) ينظر: التعاريف (1/ 523)، والتعريفات (1/ 202)، التوقيف على مهمات التعاريف (1/ 523).
((22)) ينظر: التعاريف (1/ 523)، والتوقيف على مهمات التعاريف (1/ 523).
((23)) ينظر: الوافي في علم العروض والقوافي (132)، والتعريفات (1/ 201).
((24)) التقريب مع التدريب (1/ 252).
((25)) ينظر: الخصائص (1/ 48)، وعلل الإعراب والحركات الإعرابية (57).
((26)) ينظر: إرشاد الفحول (207) وحاشية الإزميري (2/ 298 - 299).
((27)) شفاء الغليل (20 - 21)، وينظر: المستصفى (1/ 59 - 60).
((28)) شفاء الغليل (569).
((29)) ينظر: البحر المحيط في أصول الفقه (3/ 165)، ونهاية السول (3/ 39).
((30)) حاشية الكلنبوي (2/ 213 - 214).
((31)) أثر علل الحديث في اختلاف الفقهاء (13).
((32)) ينظر: تفسير البيضاوي (2/ 152)، والقرطبي (4/ 271)، والطبري (4/ 148) والثعالبي (4/ 212)،و فتح القدير (2/ 288).
((33)) ينظر: تفسير فتح القدير (5/ 468)، وزاد المسير (1/ 89)، وتفسير أبي السعود (7/ 141).]
((34)) ينظر: تفسير البيضاوي (2/ 95)، وتفسير أبي السعود (2/ 161)، وفتح القدير (1/ 137).
ـ[حنان]ــــــــ[04 Feb 2007, 03:47 م]ـ
مواصلون معك دكتور ابو عائشة وباهتمام شديد
وفقكم الله
ـ[الحياة عقيدة]ــــــــ[27 Nov 2010, 10:48 م]ـ
تخطئة: علّل والتعليل
محمد خليل الزَّرُّوق
تقديم:
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا اللفظ المخطَّأ هو: علّلَه تعليلاً، على معنى: نَظَر في علّته، أو ذكر علته، والعلة بمعنى السبب. وهومستعمل من قديم في العلوم، كالعربية والكلام والفلسفة، ومن استعماله في الشعر قول ابن سناء الملك:
ورب مليحٍ لا يُحَبّ، وضدُّه يُقَبَّلُ منه العينُ والخدّ والفمُ
هوالْجَدّ خذْهُ إن أردت مسلّمًا ولا تطلب التعليل؛ فالأمر مبهَمُ
(الْجَدّ: الحظّ).
ولم أر من تكلم عليه إلا الشيخ الأستاذ محمد علي النجار في كتابه الموسوم بـ " لغويات "، وهو كتاب جمع فيه بعض ما كان ينشره في مجلة الأزهر بهذا العنوان، وقال في مبحث هذا اللفظ: " وقد تحدث بعض المعنيين بالعربية في عربية هذا الأسلوب "، وقال: " ومن ثَمّ أنكر بعض الباحثين هذا الاستعمال " (ص141و142). وهذا يفيد أن له سابقًا في الكلام عليه، ولا أدري: أسَبْقُه شفويّ أم كتابيّ؟
ونقل كلام الشيخ بألفاظه واقتباسه وشواهده: محمد العدناني، في كتاب: معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة (ص461) ولم ينسبه إليه.
* * *
الأصل:
وأصل هذه المادة: علّ يعِلّ ويعُلّ، من بابي ضرب ونصر؛ أي شَرِبَ شُرْبًا ثانيًا، والمصدر: العَلّ والعَلَل، والشرب الأول النَّهَل. وذلك أصل واحد، لا ثلاثة أصول كما ذهب ابن فارس في معجم المقاييس، فجعل الأصل الأول: تكرارًا، والثاني: عائقًا، والثالث: ضعفًا (4/ 12) - لأن العلة بمعنى الحدث الذي يشغل، وبمعنى المرض، ترجع إلى أصل التكرار، وما أحسن ما فسّر به الشيخ النجار! ولم أجده في المعجمات؛ إذ ردّ العلة بمعنى المرض إلى الحمّى تعتادالإنسان بعَرَقها، ثم أُطلق على كل مرض، والعلة بمعنى الشاغل من تشبيه الشاغل بالمرض الذي يحجِز عن العمل، والعلة بمعنى العذر من تشبيه العذر بالمرض؛ لأن المريض يسقط عنه اللوم والمعتبة، ولما كان العذر سببًا يتمسّك به المعتذر أطلقت العلة على السبب. وأظن أن منه: لعلّ، وهي حرف رجاء لما يُستقبل وإشفاق، ومايُستقبَل تالٍ للحاضر.
وجاءت العلة بمعنى العذر أو السبب في حديث عائشة - رضي الله عنها - في صحيح مسلم (حديث 1211)، وذلك قولها تعني أخاها عبد الرحمن - رضي الله عنه -: " فيضرب رجلي بعلة الراحلة "؛ أي: يُظهر أنه يضرب البعير، وإنما يضرب رجلها ".
وجاءت بهذا المعنى في قول البخاري في عنوان باب: لاصدقة إلا عن ظهر غنًى: " .. فليس له أن يضيِّع أموال الناس بعلة الصدقة ".
وفي المثل: " لا تَعْدَمُ الخرقاء علة ".
وفي المادة من الأفعال: علّ،وأعَلّ، وعلّل، وتعلّل، واعتلّ، وعالَل، وتعالَل.
والمقصود في هذه الكلمة من هذه الأفعال: علّل، على وِزان: فعّل، وهو الْمُخَطّأ بالمعنى المذكور، ومصدره: التعليل. واعتلّ، على وِزان: افتعل؛ لما سأبينه، إن شاء الله، ومصدره: الاعتلال.
* * *
معنى علَّل:
وما جاء من معنى علّل في المعجمات:
1 - علّله: سقاه مرة بعد مرة. ومن ذلك قول رجل من كِنْدة يذكر أخْذ امرئ القيس بثأره:
وأقام يُسقَى الخمرَ في عرَصاتهم ملكٌ يُعَلّ شرابَه تعليلا
(شرح القصائد السبع ص12). والشاهد في قوله: " تعليلا "، وهو مصدر خالف بينه وبينفعله، كما قال الله تعالى:) وتبتّل إليه تبتيلا).
2 - والتعليل: جنْيُ الثمرة مرة بعد أخرى. ذكره صاحب الصحاح. وجاني الثمرة هكذا يقال له: الْمُعَلِّل، كما في التاج.
3 - والمعلِّل: الْمُعين بالبِرّ بعد البِرّ، عن ابن الأعرابي.
4 - وعلّله: طيّبه مرة بعد أخري، وعليه قول امرئ القيس في القصيدة المعروفة:
فقلت لها: سِيري وأرخي زمامه ولا تُبعديني من جناك المعلَّل
إذارُوي على اسم المفعول.
5 - وعلّله: شغله وألهاه. وفُسّر به قول امرئ القيس إذا روي على اسم الفاعل، أي: المعلِّل. ومنه يقال: علّلتِ المرأةُ صبيَّها بشيء من المرَق والخبز؛ ليَجْزَأ به عن اللبن. وقال جرير:
تُعَلِّل - وهي ساغبة - بنيها بأنفاسٍ من الشَّبِم القَراحِ
(يُتْبَعُ)
(/)
(السغَب: الجوع، والقَراح: العَذْب، والشبِم: البارد، والنفَس من الماء: الذي يروي ويكفي. يذكر امرأته،ويسْتَنْزل عطاء عبد الملك بن مروان). ويقال: فلان يعلّل نفسه بتَعِلّة. وعلّله بحديث أو طعام. والمعلِّل: يوم في آخر الشتاء يعلّل الناس بشيء من تخفيف البرد.
* * *
شواهد من الشعر:
وأكثر ما جاء علّل والتعليل في الشعر على هذا المعنى الأخير، معنى الإلهاء والشَّغْل والصَّرْف والتسلية عن الشيء.
• قال عبدة بن الطبيب:
ثم اصْطَبَحْتُ كُمَيْتًا قَرْقَفًا أُنُفًا من طيّب الرّاح، واللّذاتُ تعليلُ
(كُميت: بين الأسود والأحمر، وقَرْقَف: يُرْعِد شاربَه، وأُنُف: لم يُشرَب، واصطبح: شرب صباحًا).
• وقال عَدِيّ بن الرِّقاع:
تصطادُ بهجتُها الْمُعَلَّلَ بالصِّبا عَرَضًا، فتُقْصِدُه، ولن يصطادَها
(البهجة: الحسن، وتُقصده: تقتله مكانَه) ..
• وقال جرير:
كم قد قطعن إليك من مُتَماحِلٍ جدْبِ الْمُعَرَّج، ما به تعليلُ
(متماحل: بعيد الأطراف، والمعرّج: الْمُناخ؛ أي للإبل، ما به تعليل: ما به مرعًى تُعلَّل به الإبل).
• وقال جرير أيضًا:
أجِدَّكَ لا يصحو الفؤاد الْمُعَلَّلُ وقد لاح من شيبٍ عِذارٌ ومِسْحَلُ
(أجِدَّك: أحقًّا، والعِذار: شعر جانب الوجه،والمِسْحل: ما تحت الذَّقَن)
• وقال الأحوص:
أزعمتِ أن صبابتي أكذوبة يومًا، وأن زيارتي تعليلُ
• وقال ابن الرومي:
فهلاّ بذلتِ الوعد ثم مطلتِه فعلّلْتِ تعليلَ المجامل ذي الْمَطْلِ
* * *
حجج التصحيح:
فهذا هو معنى هذا اللفظ واستعماله، ولم يجئ بمعنى ذكر العلة أو السبب، فيما أعلم. إلا في ما لا يُحتَجُّ به أو فيه شبهة سنكشفها، إن شاء الله.
1 - فمن ذلك ما صحّح به الشيخ محمد علي النجار هذا الاستعمال، وهو أنهم قالوا: الْمُعَلِّل، لدافع جابي الخراج بالعِلل، قال: " فعلى ذلك يُقال: علّل؛ أي: ذكر العلة أو العِلل " (ص142). والصواب أنه إنما سُمّي بذلك لأنه يدفع الجابي؛أي يصرفه ويشغله عن المال، لا لأنه يذكر العِلل؛ أي الأعذار، ولو كان المراد ذلك لسمَّوْا كل ذاكر للعِلل مُعَلِّلاً، ولم نعلمهم فعلوا ذلك.
2 - ومن ذلك ما جاء في كتاب الإيضاح في علل النحو للزَّجَّاجيّ (توفي سنة 337) عن الخليل بن أحمد، قال: " وذكر بعض شيوخنا أن الخليل بن أحمد - رحمه الله - سئل عن العلل التي يَعتلّ بها في النحو، فقيل له: عن العرب أخذتها أم اخترعتها من نفسك؟
فقال: إن العرب نطقت على سجيتها وطباعها،وعرفت مواقع كلامها، وقام في عقولها عِللُه، وإن لم يُنقَل ذلك عنها، واعتللْت أنا بما عندي أنه علة لما علّلتُه منه ... فإن سنح لغيري علة لما علّلتُه من النحوهو أليق مما ذكرته بالمعلول فليأت بها " (ص65 - 66).
فترى أن فيه الاستعمال الذي أخطّئه. ولكن لا ثقة لنا بأن هذه ألفاظ الخليل، فالخبر غير مسنَد، وذكره مَنْ بينه وبين الخليل نحو مائتي سنة، وفيه لفظ مشهور التخطئة عند العلماء وهو: المعلول، فإن صحت نسبة هذا المعنى إلى الخليل فلن تصح نسبة هذه الألفاظ إليه.
3 - ومن ذلك قول العباس بن الأحنف:
خذوا ليَ منها جُرْعةً في زجاجةٍ ألا إنها - لو تعلمون - طبيبي
فإن قال أهلي: ما الذي جئتمُ به؟ وقد يُحسِنُ التعلي لَكلّ أريب
فقولوا لهم: جئناه من ماءزمزمٍ لنشفيَه من دائه بذَنوب
(الذنوب: الدلو) فعلى أنه لا يُحتجّ به؛ لأنه مُحدَث، هو ظاهر الاستقامة على الاستعمال القديم، ويدلّك على ذلك أن السؤال في قوله: ما الذي جئتمُ به؟ عن الماهية لا عن العلة، فيكون المعنى: تستطيعون صرفهم عن الإلحاح في البحث بأن تعلّلوهم بهذا القول، وهو أن هذا من ماء زمزم جئناه به ليستشفي به، وأنتم قد كنتم في الحجاز، فما أسهل هذا القول عليكم! وما أسهل أن يصدّقوه ويلهُوا به!
* * *
البديل الصحيح:
والصواب أن يقال إذا أُريدَ: ذَكَرَ العلة: اعتلّ،وفي المعجمات: اعتلّ عليه بعلة: اعتاقه عن أمر، والمعنى: ذكر له علة عاقه بهاعما يريد. وفيها: اعتلّ: تمسّك بحجة. ومن شواهد ذلك:
1 - المثل: يعتلّ بالإعسار وكان في اليَسَار مانعًا.
2 - وما أنشده أبو زيد في نوادره (ص 248):
إن تبخلي - ياجُمْلُ - أو تَعْتَلِّي
(يُتْبَعُ)
(/)
أو تصبحي في الظاعن الموَلِّي
نُسَلِّ وجد الهائم الْمُغْتَلِّ
ببازل وَجْناء أو عَيْهَلِّ
(الْمُغْتَلّ: الذي اغتلّ جوفُه من الشوق والحب والحزن كغُلّة العطش، والبازل: الداخل في السنة التاسعة من الإبل ذكرًا كان أو أنثى،والوجناء: الممتلئة باللحم أو الشديدة، والعيهلُ: الطويلة أو السريعة، وتشديداللام ضرورة).
3 - وحديث أبي سعيدالخدري - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرجل: ما حبسك عن الصلاة؟ فذكر شيئًا اعتلّ به " (مسند الإمام أحمد 3/ 85).
4 - وحديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -قال للرجل الذي اشتدّ على جابر في تقاضي دينه: " أيْسِرْ جابرَ بن عبد الله (أي: أَنْظِرْه إلى ميسرة)، فقال: ما أنا بفاعل،واعتلّ، وقال: إنما هو مال يتامى " (مسند الإمام أحمد 3/ 398، وسنن الدارمي،حديث 45)
5 - وحديث النعمان بن مُقَرِّن - رضي الله عنه - قال: " قدم رجال من مُزَيْنة، فاعتلّوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهم لا أموال لهم يتصدقون منها " (الإصابة 6/ 449، وقال: أخرجه ابن شاهين).
6 - وقال الفرزدق:
له راحةٌ بيضاءُ يَنْدَى بَنانُها قليلٌ إذا اعتلّ البخيلُ اعتلالُها
نسب الاعتلال إلى اليد، والمراد صاحبها، وهو الممدوح.
7 - وقال كُثَيِّر:
إذا ذرفتْ عيناي أعتلّ بالقذى وعزّةُ - لو يدري الطبيب - قذاهما
وأنتِ التي حبّبْتِ شَغْبًا إلى بَدَا إليّ، وأوطاني بلادٌ سواهما
حلَلْتِ بهذا حَلّةً، ثم حَلّةً بهذا، فطاب الواديان كلاهما
(شَغْب وبَدَا: موضعان).
8 - وقال أبو قيس بن الأسْلَت:
وتُكرِمُها جاراتها فيزرْنَها وتعتلّ عن إتيانهن فتُعْذَرُ
والله أعلم
نشر في: مجلة الثقافة العربية - بنغازي9/ 2003
مجلة جذورجدة - 3/ 2004
وفي النهاية في غريب الحديث والأثر
مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد (ابن الأثير)
الجزء الثالث:
[ص: 291] (عَلَلَ) (هـ) فِيهِ أُتِيَ بِعُلَالَةِ الشَّاةِ فَأَكَلَ مِنْهَا أَيْ بَقِيَّةِ لَحْمِهَا، يُقَالُ لِبَقِيَّةِ اللَّبَنِ فِي الضَّرْعِ، وَبَقِيَّةِ قُوَّةِ الشَّيْخِ، وَبَقِيَّةِ جَرْيِ الْفَرَسِ: عُلَالَةٌ، وَقِيلَ: عُلَالَةُ الشَّاةِ: مَا يُتَعَلَّلُ بِهِ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ، مِنَ الْعَلَلِ: الشُّرْبِ بَعْدَ الشُّرْبِ.
* وَمِنْهُ حَدِيثُ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ " قَالُوا فِيهِ بَقِيَّةٌ مِنْ عُلَالَةٍ " أَيْ بَقِيَّةٌ مِنْ قُوَّةِ الشَّيْخِ.
* وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي حَثْمَةَ يَصِفُ التَّمْرَ " تَعِلُةُ الصَّبِيِّ وَقِرَى الضَّيْفِ " أَيْ مَا يُعَلَّلُ بِهِ الصَّبِيُّ لِيَسْكُتَ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ " مِنْ جَزِيلِ عَطَائِكَ الْمَعْلُولِ " يُرِيدُ أَنَّ عَطَاءَ اللَّهِ مُضَاعَفٌ، يَعُلُّ بِهِ عِبَادَهُ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى.
* وَمِنْهُ قَصِيدُ كَعْبٍ:
كَأَنَّهُ مُنْهَلٌ بِالرَّاحِ مَعْلُولُ
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَطَاءٍ أَوِ النَّخَعِيِّ فِي رَجُلٍ ضَرَبَ بِالْعَصَا رَجُلًا فَقَتَلَهُ قَالَ: " إِذَا عَلَّهُ ضَرْبًا فَفِيهِ الْقَوَدُ " أَيْ إِذَا تَابَعَ عَلَيْهِ الضَّرْبَ، مِنْ عَلَلِ الشُّرْبِ.
(هـ) وَفِيهِ الْأَنْبِيَاءُ أَوْلَادُ عَلَّاتٍ أَوْلَادُ الْعَلَّاتِ: الَّذِينَ أُمَّهَاتُهُمْ مُخْتَلِفَةٌ وَأَبُوهُمْ وَاحِدٌ. أَرَادَ أَنَّ إِيمَانَهُمْ وَاحِدٌ وَشَرَائِعَهُمْ مُخْتَلِفَةٌ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ " يَتَوَارَثُ بَنُو الْأَعْيَانِ مِنَ الْإِخْوَةِ دُونَ بَنِي الْعَلَّاتِ " أَيْ يَتَوَارَثُ الْإِخْوَةُ لِلْأَبِ وَالْأُمُّ، وَهُمُ الْأَعْيَانُ، دُونَ الْإِخْوَةِ لِلْأَبِ إِذَا اجْتَمَعُوا مَعَهُمْ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ.
مَا عِلَّتِي وَأَنَا جَلْدٌ نَابِلٌ
أَيْ مَا عُذْرِي فِي تَرْكِ الْجِهَادِ وَمَعِي أُهْبَةُ الْقِتَالِ؟ فَوَضَعَ الْعِلَّةَ مَوْضِعَ الْعُذْرِ.
* وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ " فَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَضْرِبُ رِجْلِي بِعِلَّةِ الرَّاحِلَةِ أَيْ بِسَبَبِهَا، يُظْهِرُ أَنَّهُ يَضْرِبُ جَنْبَ الْبَعِيرِ بِرِجْلِهِ، وَإِنَّمَا يَضْرِبُ رِجْلِي.
وقد علق د. وميض بن رمزي العمري في كتابه – تمكين الباحث من الحكم بالنص بالحوادث ص 29 - 31 - بعدما ساق حديث عائشة السابق قائلا:
"فالعلة هنا – في حديث عائشة- ليست هي الحكمة ولا الباعث على الحكم ولا العلامة عليه أو الوصف المعروف له، لو كان الأمر كذلك لقالت عائشة – رضي الله عنها – فيضرب رجلي بعلة رفع الخمار أو بعلة ظنه وجود أجانب أو نحو ذلك مما يتضمن المعنى الذي يقتضي الحكم الفقهي ... ثم قال:"هذا هو معنى العلة في اللغة وأراه بعيدا من جهة اللغة عن المعاني التي تثبت بها الأحكام".أ. هـ(/)
تعريف بكتاب منهج الفرقان في علوم القرآن تأليف الشيخ محمد علي سلامة
ـ[يسري خضر]ــــــــ[08 Jan 2007, 12:28 ص]ـ
من المؤلفات التي لم تأخذ حظها من الذيوع والدراسة والتحقيق كتاب الشيخ محمد علي سلامة الموسوم ب (منهج الفرقان في علوم القرآن) مع أنه متقدم علي كتاب مناهل العرفان من حيث تاريخ التأليف والنشر فقد صدر الجزء الأول منه سنة 1357 وصدر الثاني قبل الأول بعامين حيث كان مؤلفه يدرس لطلاب كلية أصول الدين قسم إجازة الدعوة والإرشاد وقد رجع في إعداده إلي مصادر شتي في مقدمتها البرهان والإتقان ومقدمات التفاسير وبعض كتب أصول الفقه وعلم الكلام وقد صدرت الطبعة الثانية بعد الأولي بخمسين عاما عن دار نهضة مصر في جزئين الأول يقع في 187 صفحة والثاني في 171 وقد تضمن بجزئيه خمسة عشر مبحثا من أهم مباحث علوم القرآن وقد سعي في نشره الدكتور محمد سيد أحمد المسير حيث كتب تعريفا موجزا ً بالمؤلف فجزاه الله خيراً
هذا ومؤلف الكتاب مصري ولدفي قرية زرقان مركز تلا بمحافظة المنوفية عام 1307هجرية 1890ميلادية تخرج في الأزهر الشريف وعمل بالمحاكم الشرعية ثم درس في الجامع الأزهر ثم في كلية أصول الدين منذ إنشائها حتي وفاته سنة 1361 الموافق 1942
والمنهج العام للكتاب يتميز بالوضوح مع دقة التعبير والإيجاز غير المخل وللمؤلف فيه ترجيحات بين الآراء مع حسن العرض وعزو الأقوال لمصادرها والكتاب بحاجة إلي تحقيق علمي ودراسة فاحصة لمنهج مؤلفه وترجيحاته
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[08 Jan 2007, 03:14 م]ـ
هذا كتاب من الكتب الحسنة وليتك تتكرم علينا ببيان مكان الطبعة الجديدة وأين يتوفر في الاسواق لتسدي الينا معروفا
ـ[يسري خضر]ــــــــ[09 Jan 2007, 09:34 ص]ـ
أخي العزيز / الدكتور جمال أبو حسان حياكم الله
لقد صدرت الطبعة الثانية عن دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع بالقاهرة وهو موجود في مكتبة العبيكان.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[09 Jan 2007, 09:40 ص]ـ
للأسف ليس عندنا فرع لمكتبة العبيكان في الاردن وساسال عنه مع بعض الاخوة الذاهبين الى معرض القاهرة الدولي القادم لعل الله تعالى ييسر شراءه فادع لنا(/)
ما الحكمة في قول أخو يوسف عليه السلام لإخوته (إرجعوا إلى أبيكم)؟
ـ[أبو أنس الغامدي]ــــــــ[08 Jan 2007, 07:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
ورد في قصة يوسف عليه السلام أن قيل روبيل (أخو يوسف عليه السلام) قال لإخوته، حين أخذ يوسف أخاه بالصواع الذي استخرج من وعائه: ارجعوا، إخوتي، إلى أبيكم يعقوب فقولوا له يا أبانا إن ابنك بنيامين سرق)
فما الحكمة في قوله (ارجعوا إلى أبيكم) ولم يقل أبي؟
وفقكم الله
ـ[أبو العالية]ــــــــ[08 Jan 2007, 10:22 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
الأمر ظاهر فتح الله عليك.
فقد كان هذا الكبير هو القائل على الصحيح لا يوسف عليه السلام.
وهو لن يرجع لأبيه يعقوب عليه السلام؛ فأراد أن يقول لأخوته إنكم إن رجعتم إلى أبيكم؛ وذلك لأنكم ستذهبون له بدوني؛ لأنه قال من قبل: (لن أبرح حتى يأذن لي أبي)
فيظهر لي أنه حين ذكر أباه لنفسه أغناه عن ذكره مع أخوته.
غير أني لم أجد أحداً من المفسرين بيَّن سبب القول لما سألتم؟
ولعل أخاً باحثاً ينفعنا بعلمه؛ فيزيد جواباً أعدل وأقوم من جوابي القاصر، ومما لم أقف عليه.
والله أعلم
ـ[روضة]ــــــــ[08 Jan 2007, 12:05 م]ـ
الأخ أبو العالية، فتح الله عليك ..
كلامك محتمل، ولكن كان بإمكانه القول: ارجعوا إلى أبي فقولوا ... ، او: ارجعوا إلى أبينا ...
وهناك سؤال آخر: لماذا قال: فقولوا .... إن ابنك سرق، ولم يقل: فقولوا له إن أخانا سرق؟
هل لأنه أخوهم من أبيهم، ويريدون أن ينزهوا أنفسهم عن هذه الجريمة، فهم لا يحملون نفس أخلاقه، لأنه ليس أخاهم الشقيق؟
ـ[أبو العالية]ــــــــ[08 Jan 2007, 12:40 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
الجواب يقال:
موقفهم من أخيهم يوسف وبنيامين ظاهر.
والحسد لم يبق لهم شيئاً، وقد يقال هذا أو ذلك، وقد يكون قولهم من باب التعريض.
والأمر لا يظهر لي فيه كبير فائدة.
والله أعلم
ـ[أبو المهند]ــــــــ[09 Jan 2007, 02:59 ص]ـ
قال تعالى: {قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقاً مِّنَ اللّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ {80} ارْجِعُواْ إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُواْ يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ {81} وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيْرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ {82} قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ {83}
أحيي أهل التفسير وملتقاهم المبارك وأحب أن أسهم بهذه المداخلة، وهي من باب تدارس العلم فأقول:
عندما ننعم النظر في الآيات الكريمة السابقة نجد أنه بشيء من التدبر نستطيع أن نجيب على السؤال المطروح على قدر الطاقة البشرية وهو: لماذا قال كبير إخوة يوسف ـ عليه السلام ـ:" ارجعوا إلى أبيكم " ولم يقل: إلى "أبي"؟ ولماذا آثر الإخوة قول" ابنك" ولم يقولوا: إن "أخانا" سرق؟
أقول وبالله التوفيق:
أولا: عندما قال الأخ الأكبر: لإخوته " أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ .. " الآية، علينا أن نتحقق من أن هذا الأخ وهو يخاطب إخوته إنما يخاطبهم من حيثية موقعه منهم كأخ أكبر يتكلم في غياب الأب بمنطق الأب ذاته أمراً ونهياً، بل لنا أن نتخيل أنه هو الأب في غياب أبيهم، فكان خطابه لهم مواجهة: {أباكم .. ما فرطتم .. ارجعوا .. فقولوا .. } وهذا لا يعني أنه بمعزل عن المسؤولية، ولكنه يستشعر معهم المسؤولية بدليل قوله" فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ".ولكن في كل حال لابد للقوم من كبير، خاصة في الملمات، ومن هنا كان منطقياً صدور هذا الخطاب عنه كما جاء.
ثانياً: قول كبيرهم لإخوته: ارْجِعُواْ "إِلَى أَبِيكُمْ " ولم يقل: ارجعوا إلى أبينا أو إلى أبي، مع أن الأب يجب أن ينسب إليه الجميع؟
قلت: مع مراعاة السبب الأول فإن الكل نسب إلى يعقوب ـ عليه السلام ـ، على سبيل الإفراد حيث إن كبيرهم أكد على أبوة يعقوب ـ عليه السلام ـ له من خلال قوله في الآية السابقة:" حتى يَأْذَنَ لِي أَبِي" ولنركز على ياء النسب في "أبي"، أما في مقام تلقين إخوته حجتهم قال لهم: ارْجِعُواْ إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُواْ يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سرق ... " وهو مقال ينسجم تماما مع مقام التلقين المنسبك مع المواجهة والخطاب بالكاف، لذا اختلف الأمر وتم المراد الذي أفرد مرة " أبي" وخوطبوا به أخرى" " أبيكم " ليكون في الختام " فَقُولُواْ يَا أَبَانَا" ومن هنا تنوعت الصيغ بتقسيمها على كل مقام مقالى، وانتهت إلى ما جمع كل ذلك في الأخير وهو أنه أب للجميع " فقولوا يا أبانا " أي: جميعا "إِنَّ ابْنَكَ .. " كان منه كيت وكيت ..
ثالثاً: قال:" إن ابنك سرق" ولم يقولوا:" إن أخانا" لبيان كمال بنوته لأبيه، كونه شقيق يوسف وهم ليسوا كذلك، فكأنهم يقولون لأبيهم: نحن نعلم مكانته عندك بالتمام والتي قد تفوق مقام أخوتنا له، ومن هنا نخاطبك بخطاب يفيد ذلك، وهو خطاب يحمل ما يحمل من صيغ المحافظة على ما أراده الأب منهم تجاه أخيهم، مؤذن بالتبري من أي تقصير منهم تجاه بنيامين، والله أعلم بأسرار كتابه.
(يُتْبَعُ)
(/)