ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[25 Sep 2006, 12:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد
المبعوث رحمة للعالمين
? سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ?
(البقرة:32)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإنه يسعدني أن أشارك في هذا الموضوع الهام، ذلك أنني لاحظت أن كثيرا من طلبة العلم عند قراءتهم في كتب التفسير يكون همهم الوحيد ألا وهو الوصول إلى المعنى الذي انتهى إليه المفسر، دون أن يلقوا بالا للطريقة التي تبلغ بها إلى هذا المعنى. ومن ثم فإنهم لا تكون لهم القدرة الكافية على فهم التفسير، وتكون بالتالي استنتاجهم مبتسرة وليدة لحظة عجلى، وقراءة انتقائية تزري بالمقروء ولا تبلغ القارئ المقصود. ومن ثم فإنني أحببت أن أعرض عليكم طريقة اتبعتها مع طلبتي بجامعة شعيب الدكالي ـ الجديدة ـ المغرب، حيث كنت أدرس لهم مادة التفسير، واخترنا تفسير سورة الفاتحة من خلال تفسيرين: ابن كثير و القرطبي، وقد كنا في الغالب الأعم لا نتجاوز تفسير ابن كثير، بل في بعض الأحيان لا نكمل تفسيره لسورة الفاتحة، وذلك لدقة الطريقة، و تركيزها على تجميع الجزئيات باعتبار القراءة بناء لا يمكن أن يستقيم ما لم تجمع كل المعطيات المتاحة والضرورية دون إصدار أحكام مسبقة بأهميتها أم لا.
إننا في قراءتنا للتفاسير يتعين أن يكون همنا هو إدراك الطريقة التي يتبعها المفسر للوصول إلى تحديد مراد الله تعالى من الخطاب القرآني الكريم، لا أن يكون هم طالب العلم الأوحد هو معرفة المراد الذي انتهى إليه المفسر، لأنه إن فعل فإنه لن يتمكن من معرفة الكيفية التي تتم بها عملية التفسير، وبالتالي يظل عالة على المراد الذي انتهى إليه المفسر، ولا تكون له القدرة على البرهنة عليه علميا، كما أنه لا يتمكن من اكتساب ملكة التفسير، والمتمثلة في القدرة على الفهم و التحليل والمقارنة والاستنباط.
إن الطريقة التي نتبعها في قراءة التفاسير تعتمد المستويات التالية:
1 - المستوى الوصفي.
2 - المستوى التحليلي.
3 - المستوى المقارن.
المستوى الأول: الدراسة الوصفية: هو المستوى الأول الذي يتعين على القارئ الباحث العناية به أيما عناية باعتباره المقدمة التي تبنى عليها المستويات الأخرى، فأي تقصير أو خطأ فإنه ينعكس بطريقة تلقائية على المستويات الأخرى.
الدراسة الوصفية دراسة موضوعية حيث يكون الباحث فيها محايدا لأنه يصف ما هو قائم، فلا يتدخل إلا في الاكتشاف والتنظيم والترتيب بما يعطي صورة حقيقية عن الخطاب التفسيري الموصوف.
ويبدأ هذا المستوى بالقراءات المتعددة للتفسير، والتعامل مع الخطاب التفسيري باعتباره كائنا حيا، فهو عصارة تجربة إنسان، وهو معاناة الإنسان، فالخطاب التفسيري وليد هذه التجربة والمعاناة، و من ثم ما لم نستحضر ذلك لا يمكننا سبر أغواره، لأنه بكل بساطة سيظل مغلقا في وجوهنا، ولن يرفع عنا حجبه، و يكشف أستاره، ويبوح بأسراره. ومن ثم يتعين عن طريق القراءات المتعددة والمتأنية والبصيرة حيث إن القارئ يكون حاضر البديهة، منتبه لكل صغيرة وكبيرة، حاملا لقلم الرصاص ويؤِشر على ما يراه مهما، مع تدوين ملاحظاته في بطاقات جانبية معدة لذلك.
بعد أن يحس القارئ بأن النص قد أصبح مفتوحا في وجهه، وأن علاقة حميمية أصبحت تربط بينهما، فإنه يجدر به ساعتها أن ينتقل إلى الخطوات التالية والمتمثلة في:
1 - اكتشاف مكونات الخطاب التفسيري، والتي يمكن إجمالها في مصادر التفسير: تفسير القرآن بالقرآن و تفسير القرآن بالسنة، و تفسير القرآن بأقوال الصحابة، وتفسير القرآن بأقوال التابعين، وتفسير القرآن بأقوال أتباع التابعين، تفسير القرآن بمطلق اللغة. مع رصد المصادر التي اعتمدها المفسر سواء تعلق الأمر بأقوال المفسرين أو كتب التفسير، والقراءات القرآنية، والحديث والسيرة والفقه وأصوله، وأصول الدين، وكل ما رجع إليه المفسر وبنى عليه تفسيره. والمصطلحات، والأعلام.مع الانتباه لضرورة تسجيل ملاحظات عن تدخل المفسر في كل جزئية تفسيرية: التعليقات، والملاحظات، والاستنتاجات، والتعقيبات، والانتقادات، والمواقف، والآراء.
ويتعين على الطالب أن يدرس كل مكون على حدة، وذلك عن طريق تخصيص جذاذات خاصة يدون فيه المعلومات الضرورية، وذلك يسهل عليه في مرحلة لاحقة توزيع المادة العلمية.
2 - ترتيب المكونات: أي رصد الطريقة التي رتب بها المفسر هذه المكونات، وهذا هو المدخل الأساس لمعرفة منهجه في التفسير، ذلك أننا نكون في هذ المرحلة بصدد اكتشاف الطريقة العامة في التفسير.
3 - العلاقات التي تقوم بين المكونات: إن الخطاب التفسير نظام ومن ثم فإن هذه المكونات ليست مبعثرة، كما أنه لا يمكن أن نتصورها كجزر لا تقوم بينها أية علاقة، بل هذه المكونات مرتبة ترتيبا خاصا اختارها المفسر، كما أنها تقوم بينها علاقات ووشائج، فالخطاب التفسيري منظومة متكاملة. وهذا هو المدخل لفهم التفسير المقروء.
المستوى الثاني: الدراسة التحليلية: وفي هذا المستوى من الدراسة يتطلب ـ عكس المرحلة الأولى ـ تدخل القارئ، بحيث يتفاعل مع الخطاب التفسيري و يعمل على مساءلته: لماذا؟ و كيف؟ و متى؟ وغيرها من الأسئلة المناسبة للموقف، والإجابة المحصل عليها مجموعها يكون الدراسة التحليلية.
المستوى الثالث: الدراسة المقارنة: وفيه يقوم القارئ بمقارنة التفسير الأول بتفاسير مناظرة بغية اكتشاف الإضافة العلمية، وعناصر التشابه و التميز.
بعد تجميع هذه المعطيات يشرع الطالب / الباحث في تحرير بحثه.
وهذا موضوع آخر آمل أن تتاح الفرصة لعرض تقنيات البحث، وكيفية إعداد الرسائل العلمية. في أقرب الآجال إن شاء الله تعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[26 Sep 2006, 10:24 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.
جزى الله المشايخ خير الجزاء على التنكيت والفائدة.
وليت الشيخ مساعد ينشط للكتابه في بيان المنهج؛ فيؤصّل ويأسس لهذا الكتاب المبارك.
ومن ألطف المختصرات لهذا الكتاب؛ ما أخرجه شيخنا المكثر العلامة الدكتور صلاح الخالدي حفظه الله؛ فقد اعتنى به أيَّما اعتناء، وكنت قد قرأته _ ولا زلت _ فراق لي نفس العالم بالتفسير المبدع فيه، العارف بأصول الاختصار وفنِّه.
وإني أنصح به.
وللتنويه: فقد خرَّج أحاديث المختصر الشيخ إبراهيم العلي رحمة الله عليه.
ودمتم على الخير أعوانا
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[19 Nov 2009, 12:52 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.
جزى الله المشايخ خير الجزاء على التنكيت والفائدة.
وليت الشيخ مساعد ينشط للكتابه في بيان المنهج؛ فيؤصّل ويأسس لهذا الكتاب المبارك.
ومن ألطف المختصرات لهذا الكتاب؛ ما أخرجه شيخنا المكثر العلامة الدكتور صلاح الخالدي حفظه الله؛ فقد اعتنى به أيَّما اعتناء، وكنت قد قرأته _ ولا زلت _ فراق لي نفس العالم بالتفسير المبدع فيه، العارف بأصول الاختصار وفنِّه.
وإني أنصح به.
وللتنويه: فقد خرَّج أحاديث المختصر الشيخ إبراهيم العلي رحمة الله عليه.
ودمتم على الخير أعوانا
الحقيقة أن كتاب الدكتور صلاح الخالدي لا يعد اختصاراً لتفسير ابن جرير، وإنما هو تهذيب لما في تفسير الطبري، واختيار للأقوال منه، صاغها المهذب بعبارته، وبينه وبين الأصل بون شاسع.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[19 Nov 2009, 01:36 ص]ـ
حديث رآاااااااااائع ماتع وإنه كما قيل يحدث في القلب الشجن
وليتنا نرى في هذا الملتقى نافذة صوتية لمدارسة هذا الكتاب مع الشيخ الدكتور مساعد الطيار -حفظه الله-
رحم الله الإمام الطبري، ورحم الله الأستاذ محمود شاكر، ورحم الله تلك الأعظم التي حملت العلم وبلغته بأمانة وصدق إلى الأمة، وجزاهم الله خيراً يجدونه عنده يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
ورحم الله كل من علمنا وأعاننا على العلم ومدارسته
ـ[هبة المنان]ــــــــ[03 Dec 2009, 10:35 م]ـ
"""وليتنا نرى في هذا الملتقى نافذة صوتية لمدارسة هذا الكتاب مع الشيخ الدكتور مساعد الطيار -حفظه الله- """
نسأل الله أن ييسره عاجلا غير آجل ....
ـ[أبو العالية]ــــــــ[09 Dec 2009, 09:15 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
قريباً بحول الله تعالى في بداية مطلع العام الجديد .....
فاللهم نسألك التوفيق
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[10 Dec 2009, 11:09 م]ـ
نتمنى من الدكتور مساعد وفقه الله مادام ملازماً للطبري خبيراً به أن يعقد له مشاركة دائمة في هذا الملتقى يضمنها خلاصة مايتذوقه من هذا الكتاب العظيم من فوائد وفرائد، وما يقف عليه من مشكلات ومسائل تحتاج إلى نقاش وتداول.
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[17 Dec 2009, 10:28 ص]ـ
ومن ألطف المختصرات لهذا الكتاب؛ ما أخرجه شيخنا المكثر العلامة الدكتور صلاح الخالدي حفظه الله
كنت قد استشرت الشيخ مساعد الطيار وفقه الله في أيِّ مختصَرَيْ بشار عواد والخالدي أفضل؟
فأشار علي باختصارِ الشيخ بشار ..
وفق الله الجميع لمرضاته ..
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[17 Dec 2009, 05:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
قال الطبري رحمه في مقدمة تفسيره:"ونحن -في شرح تأويله، وبيان ما فيه من معانيه- منشئون إن شاء الله ذلك، كتابًا مستوعِبًا لكل ما بالناس إليه الحاجة من علمه، جامعًا، ومن سائر الكتب غيره في ذلك كافيًا. ومخبرون في كل ذلك بما انتهى إلينا من اتفاق الحجة فيما اتفقت عليه منه، واختلافها فيما اختلفت فيه منهُ. ومُبيِّنو عِلَل كل مذهب من مذاهبهم، ومُوَضِّحو الصحيح لدينا من ذلك، بأوجز ما أمكن من الإيجاز في ذلك، وأخصر ما أمكن من الاختصار فيه"
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[19 Dec 2009, 10:55 م]ـ
الغريب أن ينسب تفسير ابن جرير الطبري الى التفسير بالمأثور فقط.مع أن ابن جرير رحمه الله تعالى اعتنى بالتفسير بطريقة جعلت أغلب المفسرين يرجعون له أكثر من غيره من التفاسير.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو يفسر القران بالقران وبالسنة ويستشهد بأقوال المفسرين من الصحابة والتابعين وتابعيهم ويذكر قول اهل العلم في الفقه ويعرج على القراءات ويذكر كلام العرب في التفسير.
واسلوبه في التفسير أن يعرض جميع ما دخل من خلاف في تفسير الاية ويذكر علة كل قول ويرجح بعد ذلك القول الذي يراه أصوب.
فمن تفسيره القران بالقران قوله:
تفسير قوله تعالى: "الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ" [البقرة/3] فعرض
"وَمَعْنَى الْإِيمَان عِنْد الْعَرَب: التَّصْدِيق , فَيَدَّعِي الْمُصَدِّق بِالشَّيْءِ قَوْلًا مُؤْمِنًا بِهِ , وَيَدَّعِي الْمُصَدِّق قَوْله بِفِعْلِهِ مُؤْمِنًا. وَمِنْ ذَلِكَ قَوْل اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ} 12 17 يَعْنِي: وَمَا أَنْتَ بِمُصَدِّقٍ لَنَا فِي قَوْلنَا. وَقَدْ تَدْخُل الْخَشْيَة لِلَّهِ فِي مَعْنَى الْإِيمَان الَّذِي هُوَ تَصْدِيق الْقَوْل بِالْعَمَلِ. وَالْإِيمَان كَلِمَة جَامِعَة لِلْإِقْرَارِ بِاَللَّهِ وَكُتُبه وَرُسُله , وَتَصْدِيق الْإِقْرَار بِالْفِعْلِ. وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ , فَاَلَّذِي هُوَ أَوْلَى بِتَأْوِيلِ الْآيَة وَأَشْبَهَ بِصِفَّةِ الْقَوْم: أَنْ يَكُونُوا مَوْصُوفِينَ بِالتَّصْدِيقِ بِالْغَيْبِ , قَوْلًا , وَاعْتِقَادًا , وَعَمَلًا , إذْ كَانَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَمْ يَحْصُرهُمْ مِنْ مَعْنَى الْإِيمَان عَلَى مَعْنًى دُون مَعْنًى , بَلْ أَجْمَلَ وَصْفَهُمْ بِهِ مِنْ غَيْر خُصُوص شَيْء مِنْ مَعَانِيه أَخَرَجَهُ مِنْ صِفَتهمْ بِخَبَرٍ وَلَا عَقْل."
وواضح في قوله تطرقه الى الإيمان أنه تصديق وقول وعمل.ويدخل ذلك في باب الايمان (الاعتقاد)
ومن كلامه عن القراءات قوله:
في تفسير "كَأَنَّهُ جِمَالَات صُفْر ":" وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ , أَنَّ لِقَارِئِ ذَلِكَ اِخْتِيَار أَيّ الْقِرَاءَتَيْنِ شَاءَ مِنْ كَسْر الْجِيم وَقِرَاءَتهَا بِالتَّاءِ وَكَسْر الْجِيم , وَقِرَاءَتهَا بِالْهَاءِ الَّتِي تَصِير فِي الْوَصْل تَاء لِأَنَّهُمَا الْقِرَاءَتَانِ الْمَعْرُوفَتَانِ فِي قُرَّاء الْأَمْصَار ; فَأَمَّا ضَمّ الْجِيم فَلَا أَسْتَجِيزه لِإِجْمَاعِ الْحُجَّة مِنْ الْقُرَّاء عَلَى خِلَافه."
ومن ترجيحه بالسنة:قوله في آية الوضوء:"فَإِنْ قَالَ قَائِل: وَمَا الدَّلِيل عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِالْمَسْحِ فِي الرِّجْلَيْنِ الْعُمُوم دُون أَنْ يَكُون خُصُوصًا نَظِير قَوْلك فِي الْمَسْح بِالرَّأْسِ؟ قِيلَ: الدَّلِيل عَلَى ذَلِكَ تَظَاهُر الْأَخْبَار عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " وَيْل لِلْأَعْقَابِ وَبُطُون الْأَقْدَام مِنْ النَّار " , وَلَوْ كَانَ مَسْح بَعْض الْقَدَم مُجْزِيًا عَنْ عُمُومهَا بِذَلِكَ لَمَا كَانَ لَهَا الْوَيْل بِتَرْكِ مَا تَرَكَ مَسْحه مِنْهَا بِالْمَاءِ بَعْد أَنْ يَمْسَح بَعْضهَا ; لِأَنَّ مَنْ أَدَّى فَرْض اللَّه عَلَيْهِ فِيمَا لَزِمَهُ غَسْله مِنْهَا لَمْ يَسْتَحِقّ الْوَيْل , بَلْ يَجِب أَنْ يَكُون لَهُ الثَّوَاب الْجَزِيل , فَوُجُوب الْوَيْل لِعَقِبِ تَارِك غَسْل عَقِبه فِي وُضُوئِهِ , أَوْضَح الدَّلِيل عَلَى وُجُوب فَرْض الْعُمُوم بِمَسْحِ جَمِيع الْقَدَم بِالْمَاءِ , وَصِحَّة مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ وَفَسَاد مَا خَالَفَهُ. ذِكْر بَعْض الْأَخْبَار الْمَرْوِيَّة عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا ذَكَرْنَا "ثم ذكر الاحاديث
ومن القول بلسان العرب وكلامهم:
والترجيح بين أهل اللغة قوله في تفسير (فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنهمْ الْعَدَاوَة وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْم الْقِيَامَة). "وَأَوْلَى التَّأْوِيلَيْنِ بِالْآيَةِ عِنْدِي مَا قَالَهُ الرَّبِيع بْن أَنَس , وَهُوَ أَنَّ الْمَعْنِيّ بِالْإِغْرَاءِ بَيْنهمْ: النَّصَارَى فِي هَذِهِ الْآيَة خَاصَّة , وَأَنَّ الْهَاء وَالْمِيم عَائِدَتَانِ عَلَى النَّصَارَى دُون الْيَهُود , لِأَنَّ ذِكْر الْإِغْرَاء فِي خَبَر اللَّه عَنْ النَّصَارَى بَعْد تَقَضِّي خَبَره عَنْ الْيَهُود , وَبَعْد اِبْتِدَائِهِ خَبَره عَنْ
(يُتْبَعُ)
(/)
النَّصَارَى , فَأَنْ لَا يَكُون ذَلِكَ مَعْنِيًّا بِهِ إِلَّا النَّصَارَى خَاصَّة أَوْلَى مِنْ أَنْ يَكُون مَعْنِيًّا بِهِ الْحِزْبَانِ جَمِيعًا لِمَا ذَكَرْنَا. فَإِنْ قَالَ قَائِل: وَمَا الْعَدَاوَة الَّتِي بَيْن النَّصَارَى , فَتَكُون مَخْصُوصَة بِمَعْنَى ذَلِكَ؟ قِيلَ: ذَلِكَ عَدَاوَة النَّسْطُورِيَّة وَالْيَعْقُوبِيَّة وَالْمَلَكِيَّة النَّسْطُورِيَّة وَالْيَعْقُوبِيَّة , وَلَيْسَ الَّذِي قَالَهُ مَنْ قَالَ مَعْنِيٌّ بِذَلِكَ: إِغْرَاء اللَّه بَيْن الْيَهُود وَالنَّصَارَى بِبَعِيدٍ , غَيْر أَنَّ هَذَا أَقْرَب عِنْدِي وَأَشْبَه بِتَأْوِيلِ الْآيَة لِمَا ذَكَرْنَا."
وقال في قوله تعالى:"كَأَنَّهُ جِمَالَات صُفْر ":
وَأَوْلَى الْأَقْوَال عِنْدِي بِالصَّوَابِ قَوْل مَنْ قَالَ: عُنِيَ بِالْجِمَالَاتِ الصُّفْر: الْإِبِل السُّود , لِأَنَّ ذَلِكَ هُوَ الْمَعْرُوف مِنْ كَلَام الْعَرَب , وَأَنَّ الْجِمَالَات جَمْع جِمَال , نَظِير رِجَال وَرِجَالَات , وَبُيُوت وَبُيُوتَات. وَقَدْ اِخْتَلَفَ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة ذَلِكَ , فَقَرَأَتْهُ عَامَّة قُرَّاء الْمَدِينَة وَالْبَصْرَة وَبَعْض الْكُوفِيِّينَ: " جِمَالَات " بِكَسْرِ الْجِيم وَالتَّاء عَلَى أَنَّهَا جَمْع جِمَال وَقَدْ يَجُوز أَنْ يَكُون أُرِيدَ بِهَا جَمْع جِمَالَة , وَالْجِمَالَة جَمْع جَمَل كَمَا الْحِجَارَة جَمْع حَجَر , وَالذِّكَارَة جَمْع ذَكَر.
وقد تطرق الى علل الحديث: ففي آية الوضوء قال:اعلاله حديثا بالشذوذ كما قال:
"وَأَمَّا حَدِيث حُذَيْفَة , فَإِنَّ الثِّقَات الْحُفَّاظ مِنْ أَصْحَاب الْأَعْمَش , حَدَّثُوا بِهِ عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ أَبِي وَائِل , عَنْ حُذَيْفَة , أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى سُبَاطَة قَوْم , فَبَالَ قَائِمًا , ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ. * - حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَحْمَد بْن عَبْدَة الضَّبِّيّ , قَالَ: ثنا أَبُو عَوَانَة , عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ أَبِي وَائِل , عَنْ حُذَيْفَة (ح) , وَحَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ: ثنا اِبْن أَبِي عَدِيّ , عَنْ شُعْبَة , عَنْ سُلَيْمَان , عَنْ أَبِي وَائِل , عَنْ حُذَيْفَة (ح) , وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب وَأَبُو السَّائِب , قَالَا: ثنا اِبْن إِدْرِيس , عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ أَبِي وَائِل , عَنْ حُذَيْفَة (ح) , وَحَدَّثَنِي أَبُو السَّائِب , قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَة , عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ شَقِيق , عَنْ حُذَيْفَة (ح) , وَحَدَّثَنِي عِيسَى بْن عُثْمَان بْن عِيسَى الرَّمْلِيّ , قَالَ: ثنا عَمْرو بْن يَحْيَى بْن سَعِيد , عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ شَقِيق , عَنْ حُذَيْفَة (ح) , وَحَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ: ثنا جَرِير , عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ أَبِي وَائِل , عَنْ حُذَيْفَة. وَكُلّ هَؤُلَاءِ يُحَدِّث ذَلِكَ عَنْ الْأَعْمَش , بِالْإِسْنَادِ الَّذِي ذَكَرْنَا عَنْ حُذَيْفَة أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ , وَهُمْ أَصْحَاب الْأَعْمَش. وَلَمْ يَنْقُل هَذَا الْحَدِيث عَنْ الْأَعْمَش , غَيْر جَرِير بْن حَازِم , وَلَوْ لَمْ يُخَالِفهُ فِي ذَلِكَ مُخَالِف لَوَجَبَ التَّثَبُّت فِيهِ لِشُذُوذِهِ , فَكَيْفَ وَالثِّقَات مِنْ أَصْحَاب الْأَعْمَش يُخَالِفُونَهُ فِي رِوَايَته مَا رَوَى مِنْ ذَلِكَ "
ومن كلامه في الفقه والترجيح:
فِي قَوْله تعالى (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتهنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا).قال: وَأَوْلَى الْأَقْوَال فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ: قَوْل مَنْ قَالَ: عُنِيَ بِذَلِكَ الْوَجْه وَالْكَفَّانِ , يَدْخُل فِي ذَلِكَ إِذَا كَانَ كَذَلِكَ الْكُحْل , وَالْخَاتَم , وَالسِّوَار , وَالْخِضَاب. وَإِنَّمَا قُلْنَا ذَلِكَ أَوْلَى الْأَقْوَال فِي ذَلِكَ بِالتَّأْوِيلِ ; لِإِجْمَاعِ الْجَمِيع عَلَى أَنَّ عَلَى كُلّ مُصَلٍّ أَنْ يَسْتُر عَوْرَته فِي صَلَاته , وَأَنَّ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَكْشِف وَجْههَا وَكَفَّيْهَا فِي صَلَاتهَا , وَأَنَّ عَلَيْهَا أَنْ تَسْتُر مَا عَدَا ذَلِكَ مِنْ بَدَنهَا إِلَّا مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيّ
(يُتْبَعُ)
(/)
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَبَاحَ لَهَا أَنْ تُبْدِيه مِنْ ذِرَاعهَا إِلَى قَدْر النِّصْف. فَإِذْ كَانَ ذَلِكَ مِنْ جَمِيعهمْ إِجْمَاعًا , كَانَ مَعْلُومًا بِذَلِكَ أَنَّ لَهَا أَنْ تُبْدِي مِنْ بَدَنهَا مَا لَمْ يَكُنْ عَوْرَة كَمَا ذَلِكَ لِلرِّجَالِ ; لِأَنَّ مَا لَمْ يَكُنْ عَوْرَة فَغَيْر حَرَام إِظْهَاره. وَإِذَا كَانَ لَهَا إِظْهَار ذَلِكَ , كَانَ مَعْلُومًا أَنَّهُ مِمَّا اسْتَثْنَاهُ اللَّه تَعَالَى ذِكْره بِقَوْلِهِ: {إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} لِأَنَّ كُلّ ذَلِكَ ظَاهِر مِنْهَا.
وهذه أمثلة ولا يخلوا تفسيره من أوله الى آخره من ذكر تلك الأوجه.فلا يمكن أن يوصف تفسير ابن جرير بانه تفسيرا بالمأثور كتفسير ابن ابي حاتم او الدر المنثور.
بل إن الممتبع لتفسير الطبري سيجد الآتي:
أنه يذكر الآية أو جزء منها ثم يذكر تفسيرها, إن كان لم يصله خلاف في ذلك , فإن كان عنده نقل عن الصحابة أاو التابعين فإنه يقول وبنحو ذلك قال أهل التأويل ويستدل بسنده إالى من وصله خبرهم في ذلك. أم إن كان خلافا قد وقع في بعض ما يتعلق بالتفسير فإنه يشير الى الخلاف. كالخلاف في المعنى اللغوي أو الاختلاف بكيفية ذلك الامر.
ومثال التفسير بما لا يستشهد عليه بقول:
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيهِمْ اللَّه مِنْ فَضْله} يَقُول تَعَالَى ذِكْره: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ} مَا يَنْكِحُونَ بِهِ النِّسَاء عَنْ إِتْيَان مَا حَرَّمَ اللَّه عَلَيْهِمْ مِنَ الْفَوَاحِش , {حَتَّى يُغْنِيهِمُ اللَّه مِنْ} سَعَة {فَضْله} وَيُوَسِّع عَلَيْهِمْ مِنْ رِزْقه.
وبما استشهد عليه بأقوال الصحابة أو التابعين ولم ينقل خلافا في التفسير:
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْث لَكُمْ} يَعْنِي تَعَالَى ذِكْره بِذَلِكَ: نِسَاؤُكُمْ مُزْدَرَع أَوْلَادكُمْ , فَأْتُوا مُزْدَرَعكُمْ كَيْفَ شِئْتُمْ , وَأَيْنَ شِئْتُمْ. وَإِنَّمَا عَنَى بِالْحَرْثِ الْمُزْدَرَع , وَالْحَرْث هُوَ الزَّرْع , وَلَكِنَّهُنَّ لَمَّا كُنَّ مِنْ أَسِبَاب الْحَرْث جُعِلْنَ حَرْثًا , إذْ كَانَ مَفْهُومًا مَعْنَى الْكَلَام. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 3446 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُبَيْد الْمُحَارِبِيَّ , قَالَ: ثنا ابْن الْمُبَارَك , عَنْ يُونُس , عَنْ عِكْرِمَة , عَنْ ابْن عَبَّاس: {فَأْتُوا حَرْثكُمْ} قَالَ: مَنْبَت الْوَلَد. 3447 - حَدَّثَنِي مُوسَى , قَالَ: ثنا عَمْرو , قَالَ: ثنا أَسْبَاط , عَنْ السُّدِّيّ: {نِسَاؤُكُمْ حَرْث لَكُمْ} أَمَّا الْحَرْث فَهِيَ مَزْرَعَة يَحْرُث فِيهَا.
وبما ذكر الاختلاف في التفسير:
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {وَالْمُطَلَّقَات يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَة قُرُوء} يَعْنِي تَعَالَى ذِكْره. وَالْمُطَلَّقَات اللَّوَاتِي طُلِّقْنَ بَعْد ابْتِنَاء أَزْوَاجهنَّ بِهِنَّ , وَإِفْضَائِهِمْ إلَيْهِنَّ إذَا كُنَّ ذَوَات حَيْض وَطُهْر , يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ عَنْ نِكَاح الْأَزْوَاج ثَلَاثَة قُرُوء. وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي تَأْوِيل الْقُرْء الَّذِي عَنَاهُ اللَّه بِقَوْلِهِ: {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَة قُرُوء} فَقَالَ بَعْضهمْ: هُوَ الْحَيْض. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 3699 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ: ثنا عِيسَى , عَنْ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد فِي قَوْل اللَّه: {وَالْمُطَلَّقَات يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَة قُرُوء} قَالَ: حِيَض. 3700 - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا إسْحَاق , قَالَ: ثنا ابْن أَبِي جَعْفَر , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ الرَّبِيع: {ثَلَاثَة قُرُوء} أَيْ ثَلَاث حِيَض. يَقُول: تَعْتَدّ ثَلَاث حِيَض
ثم انه أكثر من ذكر الأخبار عن الصحابة والتابعين وبعد ذلك عرض القول الثاني:
(يُتْبَعُ)
(/)
وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ الْقُرْء الَّذِي أَمَرَ اللَّه تَعَالَى ذِكْره الْمُطَلَّقَات أَنْ يَعْتَدِدْنَ بِهِ: الطُّهْر. ذَكَرَهُ مَنْ قَالَ ذَلِك: 3723 - حَدَّثَنَا عَبْد الْحَمِيد بْن بَيَان , قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَان , عَنْ الزُّهْرِيّ , عَنْ عَمْرَة , عَنْ عَائِشَة. قَالَتْ: الْأَقْرَاء: الْأَطْهَار. * - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ: أَخْبَرْنَا ابْن وَهْب , قَالَ: ثني عَبْد اللَّه بْن عُمَر , عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن الْقَاسِم , عَنْ أَبِيهِ. عَنْ عَائِشَة زَوْج النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا كَانَتْ تَقُول: الْأَقْرَاء: الْأَطْهَار.
وذكر ما وصله عن الصحابة والتابعين في ذلك.
وكعادته بعد ذكر الخلاف يرجح القول الذي يراه أصوب ذاكرا سبب عدم قوله بالقول المتروك عنده , والمتتبع لقول ابن جرير رحمه الله يرى أنه تكلم باللغة من كلام العرب واستدل بالحديث النبوي وذكر من الفقه ما يتعلق بالاية في موضوع آخر وهو عدم تطليق المرأة الا في طهر لم يجامعها فيه
قَالَ أَبُو جَعْفَر: وَالْقُرْء فِي كَلَام الْعَرَب: جَمْعه قُرُوء , وَقَدْ تَجْمَعهُ الْعَرَب أَقْرَاء , يُقَال فِي أَفْعَل مِنْهُ: أَقَرَأَتْ الْمَرْأَة: إذَا صَارَتْ ذَات حَيْض وَطُهْر , فَهِيَ تُقْرِئ إقْرَاء. وَأَصْل الْقُرْء فِي كَلَام الْعَرَب: الْوَقْت لِمَجِيءِ الشَّيْء الْمُعْتَاد مَجِيئُهُ لِوَقْتٍ مَعْلُوم , وَلِإِدْبَارِ الشَّيْء الْمُعْتَاد إدْبَاره لِوَقْتٍ مَعْلُوم , وَلِذَلِكَ قَالَتْ الْعَرَب: أَقَرَأَتْ حَاجَة فُلَان عِنْدِي , بِمَعْنَى دَنَا قَضَاؤُهَا , وَجَاءَ وَقْت قَضَائِهَا ; وَأَقْرَأَ النَّجْم: إذَا جَاءَ وَقْت أُفُوله , وَأَقْرَأَ: إذَا جَاءَ وَقْت طُلُوعه , كَمَا قَالَ الشَّاعِر: إذَا مَا الثُّرَيَّا وَقَدْ أَقَرَأَتْ أَحَسَّ السِّمَاكَانِ مِنْهَا أُفُولًا وَقِيلَ: أَقَرَأَتْ الرِّيح: إذَا هَبَّتْ لِوَقْتِهَا , كَمَا قَالَ الْهُذَلِيّ: شَنِئْت الْعَقْر عَقْر بَنِي شَلِيل إذَا هَبَّتْ لِقَارِئِهَا الرِّيَاح بِمَعْنَى هَبَّتْ لِوَقْتِهَا وَحِين هُبُوبهَا. وَلِذَلِكَ سَمَّى بَعْض الْعَرَب وَقْت مَجِيء الْحَيْض قُرْءًا , إذَا كَانَ دَمًا يُعْتَاد ظُهُوره مِنْ فَرْج الْمَرْأَة فِي وَقْت , وَكُمُونه فِي آخَر , فَسُمِّيَ وَقْت مَجِيئِهِ قُرْءًا , كَمَا سَعَى الَّذِينَ سَمَّوْا وَقْت مَجِيء الرِّيح لِوَقْتِهَا قُرْءًا , وَلِذَلِكَ قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِفَاطِمَة بِنْت أَبِي حُبَيْش: " دَعِي الصَّلَاة أَيَّام أَقْرَائِك " بِمَعْنَى: دَعِي الصَّلَاة أَيَّام إقْبَال حَيْضك. وَسَمَّى آخَرُونَ مِنْ الْعَرَب وَقْت مَجِيء الطُّهْر قُرْءًا , إذْ كَانَ وَقْت مَجِيئِهِ وَقْتًا لِإِدْبَارِ الدَّم دَم الْحَيْض , وَإِقْبَال الطُّهْر الْمُعْتَاد مَجِيئُهُ لِوَقْتٍ مَعْلُوم , فَقَالَ فِي ذَلِكَ الْأَعْشَى مَيْمُون بْن قَيْس: وَفِي كُلّ عَام أَنْت جَاشِم غَزْوَة تَشُدّ لِأَقْصَاهَا عَزِيم عَزَائِكَا مُورِثَة مَالًا وَفِي الذِّكْر رِفْعَة لِمَا ضَاعَ فِيهَا مِنْ قُرُوء نِسَائِكَا فَجَعَلَ الْقُرْء: وَقْت الطُّهْر. وَلِمَا وَصَفْنَا مِنْ مَعْنَى الْقُرْء أَشْكَلَ تَأْوِيل قَوْل اللَّه: {وَالْمُطَلَّقَات يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَة قُرُوء} عَلَى أَهْل التَّأْوِيل , فَرَأَى بَعْضهمْ أَنَّ الَّذِي أُمِرَتْ بِهِ الْمَرْأَة الْمُطَلَّقَة ذَات الْأَقْرَاء مِنْ الْأَقْرَاء أَقْرَاء الْحَيْض , وَذَلِكَ وَقْت مَجِيئِهِ لِعَادَتِهِ الَّتِي تَجِيء فِيهِ , فَأَوْجَبَ عَلَيْهَا تَرَبُّص ثَلَاث حِيَض بِنَفْسِهَا عَنْ خِطْبَة الْأَزْوَاج. وَرَأَى آخَرُونَ أَنَّ الَّذِي أُمِرَتْ بِهِ مِنْ ذَلِكَ إنَّمَا هُوَ أَقْرَاء الطُّهْر , وَذَلِكَ وَقْت مَجِيئِهِ لِعَادَتِهِ الَّتِي تَجِيء فِيهِ , فَأَوْجَبَ عَلَيْهَا تَرَبُّص ثَلَاث أَطْهَار. فَإِذْ كَانَ مَعْنَى الْقُرْء مَا وَصَفْنَا لِمَا بَيَّنَّا , وَكَانَ اللَّه تَعَالَى ذِكْره قَدْ أَمَرَ الْمُرِيد بِطَلَاقِ امْرَأَته أَنْ لَا يُطَلِّقهَا إلَّا طَاهِرًا غَيْر مُجَامَعَة ,
(يُتْبَعُ)
(/)
وَحَرَّمَ عَلَيْهِ طَلَاقهَا حَائِضًا , كَانَ اللَّازِم لِلْمُطَلَّقَةِ الْمَدْخُول بِهَا إذَا كَانَتْ ذَات أَقْرَاء تَرَبُّص أَوْقَات مَحْدُودَة الْمَبْلَغ بِنَفْسِهَا عَقِيب طَلَاق زَوْجهَا إيَّاهَا أَنْ تَنْظُر إلَى ثَلَاثَة قُرُوء بَيْن طُهْرَيْ كُلّ قُرْء مِنْهُنَّ قُرْء , هُوَ خِلَاف مَا احْتَسَبَتْهُ لِنَفْسِهَا مُرُوءًا تَتَرَبَّصهُنَّ. فَإِذَا انْقَضَيْنَ , فَقَدْ حَلَّتْ لِلْأَزْوَاجِ , وَانْقَضَتْ عِدَّتهَا ; وَذَلِكَ أَنَّهَا إذَا فَعَلَتْ ذَلِكَ , فَقَدْ دَخَلَتْ فِي عِدَاد مَنْ تَرَبَّصَ مِنْ الْمُطَلَّقَات بِنَفْسِهَا ثَلَاثَة قُرُوء بَيْن طُهْرَيْ كُلّ قُرْء مِنْهُنَّ قُرْء لَهُ مُخَالِف , وَإِذَا فَعَلَتْ ذَلِكَ كَانَتْ مُؤَدِّيَة مَا أَلْزَمَهَا رَبّهَا تَعَالَى ذِكْره بِظَاهِرِ تَنْزِيله. فَقَدْ تَبَيَّنَ إذًا إذْ كَانَ الْأَمْر عَلَى مَا وَصَفْنَا أَنَّ الْقُرْء الثَّالِث مِنْ أَقْرَائِهَا عَلَى مَا بَيَّنَّا الطُّهْر الثَّالِث , وَأَنَّ بِانْقِضَائِهِ وَمَجِيء قُرْء الْحَيْض الَّذِي يَتْلُوهُ انْقِضَاء عِدَّتهَا. فَإِنْ ظَنَّ ذُو غَبَاوَة إذْ كُنَّا قَدْ نُسَمِّي وَقْت مَجِيء الطُّهْر قُرْءًا , وَوَقْت مَجِيء الْحَيْض قُرْءًا أَنَّهُ يَلْزَمنَا أَنْ نَجْعَل عِدَّة الْمَرْأَة مُنْقَضِيَة بِانْقِضَاءِ الطُّهْر الثَّانِي , إذْ كَانَ الطُّهْر الَّذِي طَلَّقَهَا فِيهِ , وَالْحَيْضَة الَّتِي بَعْده , وَالطُّهْر الَّذِي يَتْلُوهَا أَقْرَاء كُلّهَا ; فَقَدْ ظَنَّ جَهْلًا , وَذَلِكَ أَنَّ الْحُكْم عِنْدنَا فِي كُلّ مَا أَنَزَلَهُ اللَّه فِي كِتَابه عَلَى مَا احْتَمَلَهُ ظَاهِر التَّنْزِيل مَا لَمْ يُبَيِّن اللَّه تَعَالَى ذِكْره لِعِبَادِهِ , أَنَّ مُرَاده مِنْهُ الْخُصُوص , إمَّا بِتَنْزِيلٍ فِي كِتَابه , أَوْ عَلَى لِسَان رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَإِذَا خَصَّ مِنْهُ الْبَعْض , كَانَ الَّذِي خَصَّ مِنْ ذَلِكَ غَيْر دَاخِل فِي الْجُمْلَة الَّتِي أَوْجَبَ الْحُكْم بِهَا , وَكَانَ سَائِرهَا عَلَى عُمُومهَا , كَمَا قَدْ بَيَّنَّا فِي كِتَابنَا: " كِتَاب لَطِيف الْقَوْل مِنْ الْبَيَان عَنْ أُصُول الْأَحْكَام " وَغَيْره مِنْ كُتُبنَا. فَالْأَقْرَاء الَّتِي هِيَ أَقْرَاء الْحَيْض بَيْن طُهْرَيْ أَقْرَاء الطُّهْر غَيْر مُحْتَسَبَة مِنْ أَقْرَاء الْمُتَرَبِّصَة بِنَفْسِهَا بَعْد الطَّلَاق لِإِجْمَاعِ الْجَمِيع مِنْ أَهْل الْإِسْلَام أَنَّ الْأَقْرَاء الَّتِي أَوْجَبَ اللَّه عَلَيْهَا تَرَبُّصهنَّ ثَلَاثَة قُرُوء , بَيْن كُلّ قُرْء مِنْهُنَّ أَوْقَات مُخَالِفَات الْمَعْنَى لِأَقْرَائِهَا الَّتِي تَرَبَّصَهُنَّ , وَإِذْ كُنَّ مُسْتَحَقَّات عِنْدنَا اسْم أَقْرَاء , فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ إجْمَاع الْجَمِيع لَمْ يَجُزْ لَهَا التَّرَبُّص إلَّا عَلَى مَا وَصَفْنَا قَبْل. وَفِي هَذِهِ الْآيَة دَلِيل وَاضِح عَلَى خَطَأ قَوْل مَنْ قَالَ: إنَّ امْرَأَة الْمُولِي الَّتِي آلَى مِنْهَا تَحِلّ لِلْأَزْوَاجِ بِانْقِضَاءِ الْأَشْهُر الْأَرْبَعَة إذَا كَانَتْ قَدْ حَاضَتْ ثَلَاث حِيَض فِي الْأَشْهُر الْأَرْبَعَة ; لِأَنَّ اللَّه تَعَالَى ذِكْره إنَّمَا أَوْجَبَ عَلَيْهَا الْعِدَّة بَعْد عَزْم الْمُولِي عَلَى طَلَاقهَا , وَإِيقَاع الطَّلَاق بِهَا بِقَوْلِهِ: {وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاق فَإِنَّ اللَّه سَمِيع عَلِيم وَالْمُطَلَّقَات يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَة قُرُوء} فَأَوْجَبَ تَعَالَى ذِكْره عَلَى الْمَرْأَة إذَا صَارَتْ مُطَلَّقَة تَرَبُّص ثَلَاثَة قُرُوء فَمَعْلُوم أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ مُطَلَّقَة يَوْم آلَى مِنْهَا زَوْجهَا لِإِجْمَاعِ الْجَمِيع عَلَى أَنَّ الْإِيلَاء لَيْسَ بِطَلَاقٍ مُوجِب عَلَى الْمَوْلَى مِنْهَا الْعِدَّة. وَإِذْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ , فَالْعِدَّة إنَّمَا تَلْزَمهَا بَعْد لِلطَّلَاقِ , وَالطَّلَاق إنَّمَا يَلْحَقهَا بِمَا قَدْ بَيَّنَّاهُ قَبْل. وَأَمَّا مَعْنَى قَوْله: {وَالْمُطَلَّقَات} فَإِنَّهُ: وَالْمُخْلَيَات السَّبِيل غَيْر مَمْنُوعَات بِأَزْوَاجٍ وَلَا مَخْطُوبَات ,
(يُتْبَعُ)
(/)
وَقَوْل الْقَائِل: فُلَانَة مُطَلَّقَة , إنَّمَا هُوَ مُفَعَّلَة مِنْ قَوْل الْقَائِل: طَلَّقَ الرَّجُل زَوْجَته فَهِيَ مُطَلَّقَة ; وَأَمَّا قَوْلهمْ: هِيَ طَالِق , فَمِنْ قَوْلهمْ: طَلَّقَهَا زَوْجهَا فَطَلُقَتْ هِيَ , وَهِيَ تَطْلِق طَلَاقًا , وَهِيَ طَالِق. وَقَدْ حُكِيَ عَنْ بَعْض أَحْيَاء الْعَرَب أَنَّهَا تَقُول: طَلُقَتْ الْمَرْأَة وَإِنَّمَا قِيلَ ذَلِكَ لَهَا إذَا خَلَاهَا زَوْجهَا , كَمَا يُقَال لِلنَّعْجَةِ الْمُهْمَلَة بِغَيْرِ رَاعٍ وَلَا كَالِئ إذَا خَرَجَتْ وَحْدهَا مِنْ أَهْلهَا لِلرَّعْيِ مِخْلَاة سَبِيلهَا. هِيَ طَالِق فَمَثُلَتْ الْمَرْأَة الْمِخْلَاة سَبِيلهَا بِهَا , وَسُمِّيَتْ بِمَا سُمِّيَتْ بِهِ النَّعْجَة الَّتِي وَصَفْنَا أَمْرهَا. وَأَمَّا قَوْلهمْ: طَلُقَتْ الْمَرْأَة , فَمَعْنَى غَيْر هَذَا إنَّمَا يُقَال فِي هَذَا إذَا نَفِسَتْ , هَذَا مِنْ الطَّلْق , وَالْأَوَّل مِنْ الطَّلَاق. وَقَدْ بَيَّنَّا أَنَّ التَّرَبُّص إنَّمَا هُوَ التَّوَقُّف عَنْ النِّكَاح , وَحَبْس النَّفْس عَنْهُ فِي غَيْر هَذَا الْمَوْضِع.
وبما نقل الاختلاف في التطبيق:
"فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا}. وَاخْتَلَفَ أَهْل الْعِلْم فِي وَجْه مُكَاتَبَة الرَّجُل عَبْده الَّذِي قَدْ عَلِمَ فِيهِ خَيْرًا , وَهَلْ قَوْله: {فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا} عَلَى وَجْه الْفَرْض أَمْ هُوَ عَلَى وَجْه النَّدْب؟ فَقَالَ بَعْضهمْ: فَرْض عَلَى الرَّجُل أَنْ يُكَاتِب عَبْده الَّذِي قَدْ عَلِمَ فِيهِ خَيْرًا إِذَا سَأَلَهُ الْعَبْد ذَلِكَ. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ"ثم ذكر الآثار عما ورده.ثم رجح كما هي طريقته:
". وَأَوْلَى هَذِهِ الْأَقْوَال فِي مَعْنَى ذَلِكَ عِنْدِي قَوْل مَنْ قَالَ: مَعْنَاهُ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ قُوَّة عَلَى الِاحْتِرَاف وَالِاكْتِسَاب وَوَفَاء بِمَا أَوْجَبَ عَلَى نَفْسه وَأَلْزَمَهَا وَصَدَقَ لَهْجَة. وَذَلِكَ أَنَّ هَذِهِ الْمَعَانِي هِيَ الْأَسْبَاب الَّتِي بِمَوْلَى الْعَبْد الْحَاجَة إِلَيْهَا إِذَا كَاتَبَ عَبْده مِمَّا يَكُون فِي الْعَبْد ; فَأَمَّا الْمَال وَإِنْ كَانَ مِنَ الْخَيْر , فَإِنَّهُ لَا يَكُون فِي الْعَبْد وَإِنَّمَا يَكُون عِنْده أَوْ لَهُ لَا فِيهِ , وَاللَّه إِنَّمَا أَوْجَبَ عَلَيْنَا مُكَاتَبَة الْعَبْد إِذَا عَلِمْنَا فِيهِ خَيْرًا لَا إِذَا عَلِمْنَا عِنْده أَوْ لَهُ , فَلِذَلِكَ لَمْ نَقُلْ: إِنَّ الْخَيْر فِي هَذَا الْمَوْضِع مَعْنِيّ بِهِ الْمَال."
وفي نفس الاية:
وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ
وَقَوْله: {وَآتُوهُمْ مِنْ مَال اللَّه الَّذِي آتَاكُمْ} يَقُول تَعَالَى ذِكْره: وَأَعْطُوهُمْ مِنْ مَال اللَّه الَّذِي أَعْطَاكُمْ. ثُمَّ اخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي الْمَأْمُور بِإِعْطَائِهِ مِنْ مَال اللَّه الَّذِي أَعْطَاهُ مَنْ هُوَ؟ وَفِي الْمَال أَيّ الْأَمْوَال هُوَ؟ فَقَالَ: بَعْضهمْ: الَّذِي أَمَرَ اللَّه بِإِعْطَاءِ الْمُكَاتَب مِنْ مَال اللَّه هُوَ مَوْلَى الْعَبْد الْمُكَاتَب , وَمَال اللَّه الَّذِي أَمَرَ بِإِعْطَائِهِ مِنْهُ هُوَ مَال الْكِتَابَة , وَالْقَدْر الَّذِي أَمَرَ أَنْ يُعْطِيه مِنْهُ الرُّبُع. وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَا شَاءَ مِنْ ذَلِكَ الْمَوْلَى. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ
ويذكر ابن جرير رحمه الله القراءات ورأي ابن جرير بالقراءات كالآتي:
يقبل القراءة التي تواتر وصحة القراءة بها. ويخير القاريء بقراءة اي وجه من وجوه القراءة الصحيحة , إلا أنه دائما يجعل القراءة التي لا يشكل على السامع فهمها أولى بالقراءة من غيرها. فهو لا يردها أصلا بل يرى أن أولى القراءات يقرأ بها هي التي لا يشكل فهمها. وكذلك ما وافق رسم المصحف وخطه.
فمثال ذلك:
ما أورده من القراءات التي يصح القراءة بها ثم جعل القراءة ببعضها أولى خوفا من لبس في ذهن السامع:
(يُتْبَعُ)
(/)
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ} اخْتَلَفَ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة ذَلِكَ , فَقَرَأَهُ بَعْضهمْ: {حَتَّى يَطْهُرْنَ} بِضَمِّ الْهَاء وَتَخْفِيفهَا , وَقَرَأَهُ آخَرُونَ بِتَشْدِيدِ الْهَاء وَفَتْحهَا. وَأَمَّا الَّذِينَ قَرَءُوهُ بِتَخْفِيفِ الْهَاء وَضَمّهَا فَإِنَّهُمْ وَجَّهُوا مَعْنَاهُ إلَى: وَلَا تَقْرَبُوا النِّسَاء فِي حَال حَيْضهنَّ حَتَّى يَنْقَطِع عَنْهُنَّ دَم الْحَيْض وَيَطْهُرْنَ. وَقَالَ بِهَذَا التَّأْوِيل جَمَاعَة مِنْ أَهْل التَّأْوِيل. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 3417 - حَدَّثَنَا ابْن بَشَّار , قَالَ: ثنا ابْن مَهْدِيّ وَمُؤَمِّل , قَالَا: ثنا سُفْيَان , عَنْ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد فِي قَوْله: {وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ} قَالَ: انْقِطَاع الدَّم. 3418 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِم , عَنْ سُفْيَان أَوْ عُثْمَان بْن الْأَسْوَد: {وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ} حَتَّى يَنْقَطِع الدَّم عَنْهُنَّ. 3419 - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ: ثنا يَحْيَى بْن وَاضِح , قَالَ: ثنا عُبَيْد اللَّه الْعَتَكِيّ , عَنْ عِكْرِمَة فِي قَوْله: {وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ} قَالَ: حَتَّى يَنْقَطِع الدَّم. وَأَمَّا الَّذِينَ قَرَءُوا ذَلِكَ بِتَشْدِيدِ الْهَاء وَفَتْحهَا , فَإِنَّهُمْ عَنَوْا بِهِ: حَتَّى يَغْتَسِلْنَ بِالْمَاءِ وَشَدَّدُوا الطَّاء لِأَنَّهُمْ قَالُوا: مَعْنَى الْكَلِمَة: حَتَّى يَتَطَهَّرْنَ أُدْغِمَتْ التَّاء فِي الطَّاء لِتَقَارُبِ مَخْرَجَيْهِمَا. وَأَوْلَى الْقِرَاءَتَيْنِ بِالصَّوَابِ فِي ذَلِكَ قِرَاءَة مَنْ قَرَأَ: " حَتَّى يَطَّهَّرْنَ " بِتَشْدِيدِهَا وَفَتْحهَا , بِمَعْنَى: حَتَّى يَغْتَسِلْنَ , لِإِجْمَاعِ الْجَمِيع عَلَى أَنَّ حَرَامًا عَلَى الرَّجُل أَنْ يَقْرَب امْرَأَته بَعْد انْقِطَاع دَم حَيْضهَا حَتَّى تَطْهُر. وَإِنَّمَا اُخْتُلِفَ فِي التَّطَهُّر الَّذِي عَنَاهُ اللَّه تَعَالَى ذِكْره , فَأَحَلَّ لَهُ جِمَاعهَا , فَقَالَ بَعْضهمْ: هُوَ الِاغْتِسَال بِالْمَاءِ , وَلَا يَحِلّ لِزَوْجِهَا أَنْ يَقْرَبهَا حَتَّى تَغْسِل جَمِيع بَدَنهَا. وَقَالَ بَعْضهمْ: هُوَ الْوُضُوء لِلصَّلَاةِ. وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ هُوَ غَسْل الْفَرْج , فَإِذَا غَسَلَتْ فَرْجهَا فَذَلِكَ تَطَهُّرهَا الَّذِي يَحِلّ بِهِ لِزَوْجِهَا غِشْيَانهَا. فَإِذَا كَانَ إجْمَاع مِنْ الْجَمِيع أَنَّهَا لَا تَحِلّ لِزَوْجِهَا بِانْقِطَاعِ الدَّم حَتَّى تَطْهُر , كَانَ بَيِّنًا أَنَّ أَوْلَى الْقِرَاءَتَيْنِ بِالصَّوَابِ أَنْفَاهُمَا لِلَّبْسِ عَنْ فَهْم سَامِعهَا , وَذَلِكَ هُوَ الَّذِي اخْتَرْنَا , إذْ كَانَ فِي قِرَاءَة قَارِئِهَا بِتَخْفِيفِ الْهَاء وَضَمّهَا مَا لَا يُؤْمَن مَعَهُ اللَّبْس عَلَى سَامِعهَا مِنْ الْخَطَأ فِي تَأْوِيلهَا , فَيَرَى أَنَّ لِلزَّوْجِ غِشْيَانهَا بَعْد انْقِطَاع دَم حَيْضهَا عَنْهَا وَقَبْل اغْتِسَالهَا وَتَطَهُّرهَا. فَتَأْوِيل الْآيَة إذًا: وَيَسْأَلُونَك عَنْ الْمَحِيض , قُلْ هُوَ أَذًى , فَاعْتَزِلُوا جِمَاع نِسَائِكُمْ فِي وَقْت حَيْضهنَّ , وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَغْتَسِلْنَ فَيَتَطَهَّرْنَ مِنْ حَيْضهنَّ بَعْد انْقِطَاعه.
وقال فيما وافق خط المصحف.
. وَالطَّيْر جَمْع طَائِر. وَاخْتَلَفَتْ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة ذَلِكَ , فَقَرَأَهُ بَعْض أَهْل الْحِجَاز: " كَهَيْئَةِ الطَّائِر فَأَنْفُخ فِيهِ فَيَكُون طَائِرًا " , عَلَى التَّوْحِيد. وَقَرَأَهُ آخَرُونَ: {كَهَيْئَةِ الطَّيْر فَأَنْفُخ فِيهِ فَيَكُون طَيْرًا} عَلَى الْجِمَاع كِلَيْهِمَا. وَأَعْجَب الْقِرَاءَات إِلَيَّ فِي ذَلِكَ قِرَاءَة مَنْ قَرَأَ: {كَهَيْئَةِ الطَّيْر فَأَنْفُخ فِيهِ فَيَكُون طَيْرًا} عَلَى الْجِمَاع فِيهِمَا جَمِيعًا , لِأَنَّ ذَلِكَ كَانَ مِنْ صِفَة عِيسَى أَنَّهُ يَفْعَل ذَلِكَ بِإِذْنِ اللَّه , وَأَنَّهُ مُوَفَّق لِخَطِّ الْمُصْحَف , وَاتِّبَاع خَطّ الْمُصْحَف مَعَ صِحَّة الْمَعْنَى , وَاسْتِفَاضَة الْقِرَاءَة بِهِ أَعْجَب إِلَيَّ مِنْ خِلَاف الْمُصْحَف.
وهنا تنبيه مهم وهو ان ابن جرير لم يصله تواتر بعض القراءات. فلا يعول على انكاره بعضها , لانه لم يصله تواترها. وهو يرد ما لم يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بها. وقد ذكر ذلك في تفسير قوله تعالى عن امرأة العزيز قولها:"هيت لك"
وكما أنه من المعلوم أن ابن جرير أورد الآثار دون التزام بصحة الأخبار المنقولة. فنجده ينقل العديد من الاحاديث الضعيفة كحديث الغرانيق وحديث طلاق زيد لزينب في رؤية النبي لها وقد نبه ابن كثير رحمه الله في تفسيره على بعض ذلك.وما انطبق على الحديث ينطبق على الآثار عن الصحابة والتابعين في السند.
وكذلك فان تفسيره رحمه الله لا يخلوا من الاسرائيليات فبعضها في التفسير كما في تفسيره لقوله تعالى "وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ"فقد ذكر بعض الاسرائيليات التي تذكر الحية. ولم يثبت في ذلك شيء في السنة. وانما هي من كتب أهل الكتاب.نقلها من كان على دينهم ثم أسلم أو من حدث عنهم. وإذا لم تخالف هذه الاسرائيليات كتاب ربنا عز وجل وسنة نبينا فإن العلم بها لا ضير فيه. كم صح عن النبي في قوله عن ذلك في الحديث المعروف.
هذا ما جمعته مما يحضرني في تفسير ابن جرير سائلا المولى عز وجل أن يتغمده برحمته ويجمعنا وإياه في جنات النعيم بفضله وكرمه مع نبينا عليه أفضل الصلاة والتسليم.(/)
خطاب العزة وخطاب الرحمة في آية الصوم (قراءة بيانية)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[20 Sep 2006, 11:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلىالله على نبيه الأمين،وعلى آله وصحبه أجمعين.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ ... ) (سورة البقرة: من الآية 184)
أسلوب الآية جاء لفا لخطابين:
1 - خطاب العزة ذي المقصدية التكليفية.
2 - خطاب الرحمة ذي المقصدية التخفيفية.
ومستهدف الخطاب الأول هو العقل لفهم التكليف.
ومستهدف الثاني الوجدان لإثارة الحس .. والخطابان ملفوفان بحيث تكون الكلمة الواحدة بوجهين: فبينا هي تؤسس التكليف إذ تلمس النفس بلطافة لتخفيف ما تؤسسه ..... والحصيلة أسلوب معجز كما عودنا القرآن.
ننبه أولا أننا لا نقصد بالتخفيف تخفيف الحكم والنزول من العزيمة إلى الرخصة فهذا كله لا يخرج عن الدائرة الفقهية العقلية ولكن نقصد بالتخفيف الظلال الدلالية للكلمة وللتعبير، وما تخلفه في النفس من إحساس بالعزاء والمواساة،وهذا من قبيل الدلالات الإيحائية النفسية المصاحبة لدلالاتها العقلية المعجمية ... وسنقتصر في هذه الخاطرة على توضيح هذه الإيحاءات ولمن أراد الدلالات الفقهية فعليه الرجوع إلى كتب أحكام القرآن ....
إن مقصدية التخفيف يمكن أن تتحقق بمسلكين مختلفين:
-مسلك تهوين المكلف به ...
-مسلك الرفع من همة المكلف ....
فلك أن تقول على الأول:هذه الصخرة خفيفة يمكنك حملها ..
أو أن تقول على الثاني: أنت قوي جدا فكيف تعجزك هذه الصخرة ...
والمسلكان معا متحققان في آية الصوم:
1 - يا أيها .....
اختار الله سبحانه الخطاب المباشر ليكلف عباده، ومن شأن هذه المباشرة الرفع من الهمة والتخفيف من مشقة التكليف ..... فكأن حلاوة الحظوة بالخطاب مما ينسي مرارة ما سيأتي من إلزام ...
والمخاطبة المباشرة كانت دائما من وجوه الإستئناس والرحمة ..... والالتفات في الخطاب أو الانقطاع عنه كانت دائما من وجوه التعنيف والعقاب الشديد:
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (سورة البقرة: 174)
(قَالَ اخْسَأُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ) (سورة المؤمنون: 108)
2 - ....... الذين آمنوا.
المسلك هنا من نوع رفع الهمة ليبدو التكليف إزاءه هينا لينا .... فالخطاب موجه للصفوة المؤمنة وليس للعموم ... والإنسان بحكم تركيبته الفطرية يحبذ أن يكون متميزا ومنتميا إلى دائرة الصفوة الضيقة ...... ولك أن تقدر تأثير المدرس على تلاميذه-ولله المثل الأعلى-عندما يقدم لهم تمرينا شاقا جدا قائلا: هذا التمرين فقط للنجباء منكم .... فتجد التلميذ يتحمل مشاق الواجب ويستصغره في سبيل أن يكون من زبدة النجباء.
3 - ..... كتب عليكم الصيام.
هذا التعبير معجز من جهة تحقيق مقصدية التخفيف ....... فهو يحققها من ثلاثة وجوه:
-من جهة اختيار مادة "كتب" وتفضيلها على مواد أخرى مثل "فرض" و "وجب" ...
-من جهة اختيار أسلوب الخبر بدل أسلوب الإنشاء.
-من جهة بناء الفعل لما لم يسم فاعله.
الكتابة فيها معنى القضاء والقدر ..... فكأن الآية أشربت الأمر الشرعي بمعنى الأمر التكويني ... وفيه إيحاء بالاعتذار والتودد .... فالأمر مكتوب قد فرغ منه منذ الأزل .....
وهذا المعنى لا يحققه "فرض"أو "وجب" ... لآن النفس قد تتطلع معها إلى رفع التكليف بخلاف "كتب" التي تفيد الانتهاء من المسألة ...
واختيار الخبر يلائم هذا المقصد النفسي .... فقد أجل إنشاء الحكم إلى ما بعد، قياما بحق المقصدية التخفيفية حيث أفسح المجال للتوطئة والتقديم وإيثار ذكرالخبر عن الحكم قبل إنشائه بقوله (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) (سورة البقرة: من الآية 185).
والبناء لما لم يسم فاعله فيه نكتتان:
-الأولى ما ذكره ابن حيان في البحر:
(يُتْبَعُ)
(/)
"وبناء {كُتب} للمفعول في هذه المكتوبات الثلاثة، وحذف الفاعل للعلم به، إذ هو: الله تعالى، لأنها مشاق صعبة على المكلف، فناسب أن لا تنسب إلى الله تعالى، وإن كان الله تعالى هو الذي كتبها، وحين يكون المكتوب للمكلف فيه راحة واستبشار يبني الفعل للفاعل، كما قال تعالى:
{كتب ربكم على نفسه الرحمة}
{كتب الله لأغلبن أنا ورسلي}
{أولئك كتب في قلوبهم الإيمان}
وهذا من لطيف علم البيان.
أما بناء الفعل للفاعل في قوله:
{وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس}
فناسب لاستعصاء اليهود وكثرة مخالفاتهم لأنبيائهم بخلاف هذه الأمة المحمدية، ففرق بين الخطابين لافتراق المخاطبين،"انتهى.
-أما النكتة الثانية فمدارها على مقصدية التخفيف أيضا لأن إظهار الفاعل يوحي بالقهر والسلطة والإلزام ..... وهذا لا يتناسب مع السياق العام: سياق الرحمة والمودة.
4 - كما كتب على الذين من قبلكم.
المواساة هنا تتحقق بالمساواة ... على القاعدة الشهيرة:"إذا عمت هانت".والإنسان بطبعه يستوحش ما لم يجرب من قبل ويستأنس بما درج الناس على فعله ...... فجاءت الآية لتقرر أن هذا التكليف قد وقع من قبل على آخرين ...... فليبس من اللائق بكم أن تتخلفوا عنهم وأنتم أفضل منهم.
.
5 - لعلكم تتقون.
حذف المفعول به هنا بليغ جدا ..... لأن النفس تذهب في التقدير مذهبين:
- تتقون الأكل والشرب والجماع في وقت وجوب الصوم، كما قال السدي.
- سبب فرضية الصوم هو رجاء حصول التقوى لكم، فتدخلون في زمرة المتقين، لأن الصوم شعارهم، أو تجعلون بينكم وبين النار وقاية بترك المعاصي.
الاحتمال الأول وارد على القراءة الفقهية التكليفية حيث يكون المعنى هو تحديد معنى الصوم الشرعي.
أما الاحتمال الثاني فينضم إلى كوكبة الايحاءات النفسية التخفيفية ...... لآن نصب الغاية ورفعها من شأنها التخفيف عن النفس والتهوين من مشقة الوسيلة ..... على مبدأ "ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل."
بهذا التشريف والحظوة والرفع من الروح المعنوية يتم المسلك الأول ويكون بعده الانتقال إلى المسلك الثاني (مسلك التهوين) لتتحقق مقصدية التخفيف بكل الأساليب.
6 - أيامامعدودات ..
النكرة للتحقير ....... ونحن نميل إلى القول بأن المقصود بالايام المعدودات هو شهر رمضان نفسه ... وهو قول ابن أبي ليلى وجمهور المفسرين، ووصفها بقوله: معدودات، تسهيلاً على المكلف بأن هذه الأيام يحصرها العد ليست بالكثيرة التي تفوّت العد، ولهذا وقع الاستعمال بالمعدود كناية على القلائل، كقوله:
{في أيام معدودات}
{لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة}
{وشروه بثمن بخس دراهم معدودة}
(انظر البحر المحيط)
وتحقير أياما بالتنكير صاحبها الوصف بالتقليل ..... على ما تقرر من أن الجمع يدل على القلة والإفراد يدل على الكثرة نسبيا ...... فيكون تعبير " أياما معدودات"أدل على القلة مما لوقيل" أياما معدودة" ....... فيكون التهوين كيفيا بالتنكير، وكميا بالجمع المؤنث ..... والله أعلم.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[28 Sep 2006, 01:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل: أبو عبد المعز ـ حفظه الله ـ
جزاكم الله خيرا،والواقع أننا في حاجة ملحة للعناية بالتفسير اللغوي، ولعلكم تلاحظون قلة البحوث و الدراسات في هذا المجال. مما يترك الأبواب مشرعة أمام المغرضين ليستثمروا مناهج تحليل الخطاب لخدمة مقاصدهم المشبوهة. وإني أرى مثل ما قمتم به فاتحة طريق، وبشرى خير، فمزيدا من العطاء.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.(/)
أفكار مع القرآن في شهر رمضان: ضع فكرتك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Sep 2006, 05:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اليوم الخميس 28/ 8/1427هـ، وقد طُلب من المسلمين تحري رؤية هلال شهر رمضان ليلة الجمعة 29/ 8/1427هـ، فمن المحتمل أن يدخل شهر رمضان هذه الليلة، وربما يكون الليلة التي تليها ليلة السبت، وأما ليلة الأحد فلا شك في كونها من ليالي رمضان إن شاء الله.
ومن فضل الله سبحانه وتعالى علينا وعلى المسلمين أن ضاعف الأجور في هذا الشهر المبارك، نسأل الله أن يبلغنا إياه جميعاً، وألا يحرمنا فيه الأجر والثواب. وقد بدا لي أن أضع بعض الأفكار التي كنت طبقت بعضها من قديم، وبعضها بدا لي أن أطبقه في هذا الشهر إن شاء الله، فأحببت مشاركتكم في هذا حتى تتسع دائرة الفائدة، وتجتمع عقولكم النيرة على ابتكار بعض الأفكار. فمن الأفكار التي لمست فائدتها:
1 - غريب القرآن في رمضان.
أقوم بشرح مفردة من مفردات غريب القرآن كل يوم، قبل إقامة صلاة العشاء بدقائق تصل في أطولها لعشر دقائق، وربما تقل عن ذلك. فلا ينقضي الشهر إلا وقد سمع الناس معاني ثلاثين مفردة من غريب القرآن بمشتقاتها، ومواردها في كتاب الله.
2 - مسابقة قرآنية.
ولها صور والتي أختارها استخراج سؤال مناسب من الجزء الموافق لليوم، فاليوم الأول يوضع سؤال جوابه من الجزء الأول من القرآن، واليوم الثاني من الجزء الثاني وهكذا. وهدفها ربط الناس بالقرآن طيلة رمضان بشكل مركز، فيرتبط اليوم في ذهنه بالجزء وبالسؤال الذي سيطرح عليه مساءً. ويكون لهذه المسابقة جوائز مناسبة تدفع للمشاركة على أن يطرح السؤال بعد المغرب، وتسلم الإجابة قبل صلاة العشاء، فينشغل المعنيون بالجواب بين المغرب والعشاء بكتاب الله وتفسيره، وفي ذلك فوائد لا تخفى علمية وغيرها.
3 - درس علمي عن (تدبر القرآن).
تكون مدته عشرون دقيقة بعد صلاة العصر، مرتان في الأسبوع، أي ثمانية دروس في الشهر، تكون عن قواعد تدبر القرآن وتطبيق عليها يناسب أفهام جمهور المستمعين، وفي هذا تثوير لعقول الناس للتدبر في شهر رمضان، ويوزع عليهم نموذج:
اكتب عشر فوائد من تدبرك للجزء ........ من القرآن الكريم، وكيف ظهرت لك الفائدة.
وتوضع في أماكنها المناسبة في المسجد ضمن لوحات (خذ نسختك) والقارئ يأخذها ويكتب الفوائد التي ظهرت له من تدبره، ويمكن النقاش حول هذه الفوائد مع إمام المسجد إن أشكل على القارئ شيء.
4 - إحياء فكرة (اقرأ التفسير بلغتك).
وهذه تكون للمسلمين الذين لا يحسنون العربية، فيحضر لهم الإمام معاني القرآن مترجمة بلغاتهم، ويحثهم على القراءة في رمضان، ويتابع معهم بطريقة مناسبة لحالهم. وقد قام الإخوة في مكاتب دعوة الجاليات بعمل صندوق به معاني القرآن بسبع لغات من اللغات الحية للجاليات المسلمة في السعودية، والفكرة يمكن تطبيقها بطريقة مناسبة في أي مكان يكون به كثافة لهؤلاء المسلمين.
نسأل الله أن ينفعنا بالعلم، ولا تنس أن تضيف فكرة ننتفع بها جميعاً.
الخميس 28/ 8/1427هـ
ـ[روضة]ــــــــ[21 Sep 2006, 07:32 م]ـ
بارك الله فيكم دكتورنا الفاضل،
أفكار جميلة جداً بالنسبة للمساجد، ولمَ لا نطبق ما يصلح أن يُطبق هنا في الملتقى، كتفسير غريب الألفاظ، فكل يوم يتم شرح لفظة غريبة، والمسابقة القرآنية (طبعاً بدون جوائز)، كما يمكن طرح سورة للتفكر في وحدتها الموضوعية، كل جزء تطرح منه سورة للنقاش.
فلا بد لهممنا أن تنهض بالملتقى في رمضان بشكل مميز عن بقية الأشهر، وأن يظهر أثر هذا الشهر الفضيل على صفحات الملتقى.
وبارك الله في جهودكم
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[21 Sep 2006, 08:25 م]ـ
من الملاحظ كثرة الكلمات والمحاضرات في هذا الشهر , , فلو صرفت أو أكثرها إلى مواضيع قرآنية , وربط الناس بالقرآن لكان أولى , وقد جربت هذا فقمت بتفسير سورة الكهف في صلاة القيام , فتفاعل الناس مع هذه الطريقة , وطلبوا استمرارها في سنوات مقبلة.
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[22 Sep 2006, 10:01 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
تجربتي المتواضعة هي:
(يُتْبَعُ)
(/)
تناول الجزء -الحزبين - الذي يتلى كل ليلة. بالحديث عن الموضوع الذي يتناوله مع التركيز على فكرة واحدة تُشد لها جميع الآيات. وهذه الطريقة جارية عندنا منذ سنوات، ومن فوائدها:
1 - حضور المصلين مع تلاوة الإمام.
2 - وقوفهم مع المعاني التي ذكرت. وانتظارها بشغف
والله يشهد كم كانت المعانات في السنوات الأولى، وكم كان يخونني الوقت في كثير من الأحيان؛ فإن من الصعب أن
تتكلم عن حزبين في عشرين دقيقة، ولكن مع مرور السنوات صار الأمر سهلا بفضل الله تعالى.
أرجو من أهل الملتقى الذين يتصدرون لتدريس الناس أن يجربوها،
فجرب ففي التجريب علم الحقائق.
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[23 Sep 2006, 06:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد
فنهنئ جميع المسلمين بلوغ هذا الشهر المبارك، نسأل الله أن يجعلنا جميعا ممن يصومونه ويقومونه إيمانا واحتسابا.
أيها الأحبة:
لاشك أن الجميع يعرف أن رمضان شهر القرآن (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) والأمة يجب أن تُذكر بذلك جيدا حتى ترجع إلى دستورها ومنبع عزها وقوتها وسعادتها، وكون الأمة ترجع إلى القرآن وتقرأه قراءة مجردة عن التفكر والتدبر فإن ذلك خير والعبد يؤجر على ذلك وأجر التفكر أجر زائد على أجر التلاوة بدليل (لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ... ) فإن حصلت القراءة فقط فخير وإن حصلت القراءة والتفكر فخير على خير، والمرء يرى كيف تتغير أخلاق الناس وتعاملهم في رمضان لما يعودوا إلى قرآنهم وكتاب ربهم فكيف لو تأملوا ما فيه من وعد ووعيد وأمر وزجر وعملوا بذلك فكيف سيكون حال الأمة؟
لقد رأيت أن موضوع وقفات مع تفسير القصص القرآني بعد صلاة التراويح مما له أثر على الناس وعلى انصاتهم واستماعهم بل وحتى في عدم خروجهم من المسجد لما للقصص من أثر في النفوس فحري أن يركز على ذلك.
ولاتنسوا أنفسكم رعاكم الله من القرآن يا أهل القرآن.
نسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته. آمين
ـ[لطيفة بنت محمد]ــــــــ[23 Sep 2006, 05:07 م]ـ
جزاكم الله خيرا,, ونفع بكم .. آمين
أفكار طيبة ..
ننفذ منها إن شاء الله ..
وهذه فكرة للأخوات الموظفات .. وخصوصا في المدارس.
وهي تخصيص وقت قبل الدوام وليكن نصف ساعة لمعارضة القرآن الكريم .. كما كان جبريل عليه السلام مع النبي صلى الله عليه وسلم ..
.. (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبلنا)
ـ[نور القرآن]ــــــــ[25 Sep 2006, 01:39 ص]ـ
أستاذنا الفاضل الدكتور عبد الرحمن جزاك الله خير على الأفكار الرائعة التي تربطنابكلام الله عز وجل في شهره المعظم وخاصة تناول {غريب القرآن} في رمضان.وكذلك المسابقة القرآنية.
إلا ان فضيلتكم ركزت على رواد المساجد من المصلين والمعتكفين وهم من الرجال فأين المرأة و الأم وخاصة العاملة فهل لي من اقتراحات للمرأة في عملها وبيتها
تستطيع المرأة مع تقدم تذكرةمن حين إلى أخر بين زميلات العمل أو فائدة لتلميذاتها في المحاضرة لتربي فيهن حب كتاب الله هذا غير المسابقة التي يمكن اقامتها في وقت الراحة في اليوم الدراسي
أم في المنزل فالمجال واسع
1/ يحرص جميع أفراد الأسرة على أداء صلاة التراويح في أحد المساجد والاستماع الى قراءة القرآن وتسأل الام أولادها عن الايات التي قرأت في الصلاةومن أي سورة وتشجع من يجيب من أبنائها
2/ تحرص الام علىترديد الايات القرآنيةفي اثناء تعاملها مع أولادها وربط المواقف الحياتية بما يناسبهامن القرآن ومثل ذلك
3/ يتسابق أفراد الأسرة لإعداد فائدة يومية يلقيها كل يوم أحد أشبال المنزل على بقية الأسرة بعد الإفطار ويكافأ صاحب الفائدة من اشبالنا
4/ أهم شئ أن يرى أبناؤنا موائد القرآن تمتد في البيوت كما تمتد موائد الطعام
وجزاكم الله خير على عرض هذه القضية بين أعضاء المنتدى ففيها إفادة
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[28 Sep 2006, 06:22 م]ـ
الاختلاف بلاء هذه الأمة
والأمة تتفق على القرآن لكن يختلفوا فيه
بالنسبة للأخوة الذي وهبهم الله العلم والغيرة عليه
ما رأيكم وأنتم تتلون الكتاب في هذا الشهر الكريم
بتحديد الآيات المختلف فيها
وهذا التحديد هو أول المرحلة
ثم الثانية تصنيف ذلك الاختلاف
الثالثة تقديم وتأخير على حسب أهمية المسائل
(يُتْبَعُ)
(/)
الرابعة محاولة الدراسة الفاصلة من جميع الجوانب وبعد دراستها من جميع ما تيسر من تفاسير موجودة وكتب أخرى، ثم الفصل مع الدليل.
ـ[ميادة بنت كامل الماضي]ــــــــ[28 Sep 2006, 08:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد ..
أبارك ابتداء للمشرفين على هذه الشبكة المباركة بحلول شهر رمضان أعاده الله عليهم وعلى الأمة الإسلامية بالنصر المؤزر وما ذلك على الله بعزيز .. كما أبارك لجميع المشاركين من أعضاء وزوار .. ولأمة الإسلام قاطبة .. سائلة المولى أن يعيد لها مجدها المفقود بعودتها لدينها والتمسك بشرع ربها وسنة نبيه صلوات ربي وسلامه عليه. وإن جاءت هذه التهنئة متأخرة قليلاً فعذرا فما كان ذلك إلا لانقطاعي عن الملتقى لظروف قاهرة ....
لي تجربة مماثلة لتجربة الأخ الفاضل علال بوربيق إذ قال: [تجربتي المتواضعة هي:
تناول الجزء -الحزبين - الذي يتلى كل ليلة. بالحديث عن الموضوع الذي يتناوله مع التركيز على فكرة واحدة تُشد لها جميع الآيات.] ا. هـ
فقد قمت ولسنوات عديدة بالتوقف مع الآيات التي سيتلوها الإمام في صلاة التهجد، وذلك قبل صلاة القيام بساعة تقريباً، أفسر فيها الآيات تفسيراً مختصراً، مع محاولة التركيز على إيقاظ القلوب من خلال معاني الآيات والفوائد والعبر التي تمر بنا من خلال الآيات. كان ذلك في مسجد الملك خالد في الرياض وكان عدد المصليات فيه كبير جداً، فكنت أرى مدى التأثر والخشوع عليهن، وكنَّ يأتينني بعد انتهاء الصلاة ليؤكدن لي أنهن لمسن الأثر العظيم لفهم الآيات والمواعظ والعبر فيها والتأثر بتلاوة الإمام أكثر مما كن يستمعن للإمام دون فهم وتدبر. حتى أنهن ألححن علي بفعل ذلك قبل صلاة التراويح كذلك.
إن دل هذا على شيء فإنما يدل على أهمية تدبر وفهم القرآن، لا هذَّه هذَّ الشعر، ونثره نثر الدقل. فيا ليت شعري متى يعود أهل القرآن لتدبره وفهمه والوقوف على عظاته وعِبَره.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[02 Oct 2006, 01:10 ص]ـ
من الأفكار:
تربية الصغار على تعلقهم بالقرآن،من خلال جلسة كل ثلاث ليالي،أو كل ليلتين،مع الأبناء،واختيار آيات تناسبهم ليربيهم أبوهم عليها ...
أما الحديث عن أثر هذا الأسلوب فهو بناء ومؤثر وقوي،وأنا أجزم أنه سيحقق طريقة السلف في بناء (الإيمان قبل القرآن)،وبالتالي يسهل على النشء تلقي الأوامر الشرعية عليهم.
نسأل الله لنا ولكم صلاح النية والذرية.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Aug 2007, 12:05 ص]ـ
بارك الله في جميع الفضلاء الذين أغنوا هذا الموضوع بأفكارهم واقتراحاتهم، وشكر الله لأخي محمد العبادي الذي دلنا على هذا الموضوع في وقته مرة أخرى، فاليوم 10/ 8/1428هـ، ونحن نستعدُّ لشهر رمضان، ولا سيما أئمة المساجد رغبة في تهيئة الأمور في وقت مبكر.
وأنا أرغب في طرح مسابقة علمية في رمضان حول القرآن تصلح يومياً، وكنت طرحت في رمضان المنصرم مسابقة كالتي ذكرتها في النقطة الثانية من المشاركة الأولى هنا.
فما هي الاقتراحات التي ترونها مناسبة لهذه المسابقة حفظكم الله وتكون مرتبطة بالقرآن الكريم؟
أرجو الدلالة على ما ينفعنا في هذا الموضوع غفر الله لكم جميعاً وبلغنا برحمته وفضله شهر رمضان، ووفقنا فيه للصيام والقيام على الوجه الذي يرضيه عنا، وسبحان الله ما أسرع تصرم الأيام والليالي.
في 10/ 8/1428هـ
ـ[أبو المهند]ــــــــ[25 Aug 2007, 01:26 م]ـ
أقترح بين ركعات التراويح قراءة لحديث من أحاديث رياض الصالحين تخص القرآن والعمل به، وقد سعدت بتطبيق ما اقترحه الأستاذ علال، وذلك منذ عشر سنوات في صنعاء اليمن من بيان مختصر للمتلو في أربع ركعات من خلال عشر دقائق وكانت تجربة مفيدة ورائدة في مساجد صنعاء.
أما عن مسابقة في رمضان فهذا شيء نافع جيد أقترح لها معلومات سهلة تغري بالمشاركة، فلست مع التعقيد أو التحدي في المسابقات لأن ذلك قد يؤدي إلى الصد والرد، وأمثل للمسابقة بالتالي:
سؤال في أسباب النزول
سؤال في أسماء السور
سؤال في غريب القرآن مع الاختيار للصواب من بين المطروح من المعاني
سؤال عن تفسير احتوى كذا وكذا وامتاز ب .... عن غيره فمن صاحبه.
سؤال عن أية اشتملت على أمرين ونهيين وبشارتين .....
سؤال عن سورة اشتملت على .... وعن ربع من أرباع القران حوى ... وعن حزب من الأحزاب احتوى ... وعن جزء من أجزاء القرآن فيه ....... وهلم جرا والله أسأل أن يبلغنا رمضان
ـ[محب القراءات]ــــــــ[20 Aug 2008, 02:09 ص]ـ
للرفع
بمناسبة قرب شهر رمضان 1429
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[20 Aug 2008, 04:19 ص]ـ
للرفع
بمناسبة قرب شهر رمضان 1429
أحسن الله إليك. وتذكيرك جاء في الوقت المناسب:)
ـ[عبدالعزيز رافع]ــــــــ[20 Aug 2008, 02:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي عبدالرحمن موضوعك والله شيق فأنا سوف أطبق فكره ألا وهي ..
حفظ سورة البقره بتفسيرها ...
الطريقة .. هي
أنا حددت لي تقريبا خمسة أشخاص بحيث أننا كل بعد يومين نتقابل في مكان ما ثم كل واحد يسمع المقدار المحدد بحيث أنه يأتي بهاذا المقدار وقد قرا عنه في التفسير وكل واحد يعطينا ما قرأه ثم في النهاية نطلع بخلاصة في نهاية الجلسة .. وهكذا المقطع إلي بعده شرط تسميع مقطع ماسبق ...
أرجوا إعطائي آرائكم واقتراحاتكم ..
تقبلوا تحيات أخوكم عبدالعزيز رافع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحي محمد]ــــــــ[20 Aug 2008, 07:53 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا د. عبد الرحمن الشهري
لدي استفسار:
أين يقع مسجدكم ــ حفظكم الله ــ.
وكذلك لو أفادنا د. محمد الخضيري عن مكان مسجده مشكوراً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Aug 2008, 10:50 م]ـ
الأفكار كثيرة ولله الحمد، والتطبيق يُظهر جدوى الفكرة. ولعلنا ننشط هذه الزاوية هذا العام بإذن الله بأفكار جديدة.
بارك الله فيك شيخنا د. عبد الرحمن الشهري
لدي استفسار: أين يقع مسجدكم ــ حفظكم الله ــ.
وكذلك لو أفادنا د. محمد الخضيري عن مكان مسجده مشكوراً.
وفيكم أخي العزيز.
أنا إمام مسجد الصحابة بحي الغدير بشمال الرياض.
والأخ محمد بن عبدالعزيز الخضيري إمام مسجد القرعاوي بحي الملك فهد.
ـ[تواااقة]ــــــــ[21 Aug 2008, 11:19 م]ـ
لقد جرت العادة بين أئمة المساجد- جزاهم الله خيراً- أن يملأوا برنامج المسجد الرمضاني بالأنشطة المنوعة من الدروس والمسابقات النافعة، وغالباَ ماتبدأ هذه الأنشطة مع بداية الشهر الكريم، وهذه عادة طيبة انتفع الناس بها زماناَ ولايزالون، إلا أن الوقت حان لربط الناس بكتاب الله -تلاوة وتدبراَ- فإن غالب أنشطة المساجد ينقصها هذا الجانب العظيم الذي فطن له السلف وغفلنا نحن عنه، فتجد أن برنامج أحدنا اليومي مزدحم بشتى الانشطة التي لوكانت في غير هذا الشهر لكانت حسنة، أما أن تزاحم كتاب الله في شهر القرآن فذلك مما لاينبغي!
لذا .. فمن المقترح أن يسير البرنامج الرمضاني - سواء كان نشاطاً فردياً أما مؤسسياَ - على النحو التالي:
* أن تبدأ الأنشطة قبل بداية شهر رمضان المبارك بما لايقل عن أسبوع، يخصص هذا الأسبوع للدروس التي يحتاجها الصائم ويتهيأ بها لهذا الشهرالكريم، فتكون هناك دروس في أحكام الصيام وآدابه ... كيف نتدبر كتاب الله ... كيف تضع لنفسك برنامجاً رمضانيا متميزاَ ... مواعظ ورقائق في إصلاح القلوب وتزكية النفوس ..... وهكذا
والفائدة من هذا أمران:
1 - أن تشغل هذه الفترة بالدروس التي لابد منها للصائم والتي يفضل ألا تزاحم أنشطة رمضان الخاصة.
2 - أن هذه الخطوة تسهم في لم شعث القلب والتهيؤ لهذا الشهر الكريم، وكثيراَ مايسول لنا الشيطان تأجيل هذه الخطوة حتى بداية الشهر، فإذا بالأيام تنصرم والليالي تنقضي وتفر من بين أيدينا ونحن في مكاننا لم نبرح!!
وهكذا هو القلب يحتاج إلى رياضة وتهيؤ قبل مواسم الخيرات حتى لايحرم بركتها.
أماعن البرنامج الرمضاني:
* فما أحسن أن تدور أنشطته كلها حول كتاب الله أو مايساعد على فهمه وتدبره، فتكون هناك -كما تفضل الإخوة والأخوات- وقفات يومية مع آيات كتاب الله تقتطع من الجزء الذي سوف يُقرأ في صلاة التراويح.
* هناك درجة أعلى نتمنى من الأئمة أن يوصلوا جماعة المسجد لها، فإن سماع تدبر الإمام ووقفاته وتأملاته لكتاب الله ناااافع ومؤثر إلا أن تدبر الشخص للأيات بنفسه انفع وأعظم أثراَ، فلو جعلت المسابقة الرمضانية لتحقيق هذا الهدف لكان لها بإذن الله أكبر الأثر، ويمكن الابتكار والتفكير في طرق طرح هذه المسابقة، وفي الذهن فكرة لهذه المسابقة وهي على النحو التالي:
أن يختار كل رجل -اوامرأة- من جماعة المسجد ممن يرغب في الالتحاق بهذا البرنامج أخاَ يتدارس معه جزءَ من كتاب الله يومياَ، فإن كانوا من الحفظة بدأوا جلستهم بالمراجعة يتناوبون الأرباع فيما بينهم -على طريقة أغلب الحفاظ- وإن لم يكونوا من الحفظة استعاضوا عن المراجعة بالتلاوة، ثم يتدارسون هذا الجزء فيتوقفون عند مايستشكل عليهم من المفردات والآيات ويراجعون تفسيرها، ولايكتفون بذلك بل يتأملون الآيات ويطرحون التساؤلات ويسجلون كل ذلك في دفتر عندهم، لتكون الجائزة بعدها لأفضل اثنين سارا على هذا البرنامج وسجلا فوائد وتأملات قيمة.
وكم هو جميل أن يكون هذا التكريم في اجتماع أهل الحي يوم العيد.
ولهذه الطريقة فوائد كثيرة يندر أن تجتمع في برنامج واحد:
1* ربط جماعة المسجد ببعض، فقد يكون هذا البرنامج فاتحة لعلاقة أخوية حميمة بين اثنين وقد يبقى تواصلهما مع المراجعة والمدارسة مستديماَ طوال العام.
2* رفع الهمم وبث روح المنافسة في الخيرات، فإن النفس تنشط في مثل هذه الأجواء
3* أنها بمثابة الدورة التدريبية على عبادة التدبرالتي اعتدنا أن نسمعها دون أن نطبقها.
هذه أفكارٌِ طموحة إلا أنها ممكنة متيسرة وهي - بلاشك- تحتاج إلى تطوير وتقويم، وآمل من الإخوة والأخوات طرح المزيد من الأفكار والتجارب النافعة حتى يعم نفعها- بإذن الله -
بلغنا الله وإياكم هذا الموسم المبارك، وجعلنا فيه من الفائزين الموفقين.
ـ[راني الثبيتي]ــــــــ[24 Aug 2008, 07:04 ص]ـ
جزاك الله خير ياأخت تواقة فقولك مليح جدا أما عن حديثك: (بأنه ينبغي أن يكون وقفات مع آيات من كتاب الله تقتطع من الجزء الذي يقرأ في التراويح) فهذا معمول به -ولله الحمد -عندنا في الطائف فبعض الجوامع يقوم إمامها بعد صلاة العشاء بالتحدث عن جزئه الذي سوف يقرؤه في التراويح فاستفاد المأمون بذلك فائدة عظيمة وأنا من ضمنهم.(/)
حمل كتاب [طريقة حفظ القرآن الكريم عند الشناقطة] لإبراهيم بن أب الحسني الشنقيطي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Sep 2006, 11:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اشتهر أهل شنقيط ولا سيما طلبة العلم بمحفوظاتهم الواسعة، وطريقتهم التي يسيرون عليها في حفظ العلم. وأشرف محفوظاتهم التي يعنون بها عناية فائقة حفظ كتاب الله الكريم. فلهم في حفظه طريقة جديرة بالدراسة والاتباع لما فيها من الدقة، والاحتياط. وقد صنف الأخ الكريم إبراهيم بن أب الحسني الشنقيطي وفقه الله كتاباً شرح فيه طريقة الشناقطة في حفظ القرآن الكريم. عنونه بعنوان هذه المشاركة، وقرظه عدد من علماء شنقيط حفظهم الله.
ويقع الكتاب في 136 صفحة من القطع العادي. وقد اشتمل الكتاب على المباحث الآتية:
المبحث الأول: تعريفات مهمة.
المبحث الثاني: الأدلة من الكتاب والسنة وعمل سلف الأمة على الترغيب في حفظ القرآن الكريم.
المبحث الثالث: من فوائد حفظ القرآن الكريم.
المبحث الرابع: أمور أساسية تعين على حفظ كتاب الله تعالى.
- الخطوات التي تعين على الحفظ.
- المطعومات التي تساعد على الحفظ.
- أمور تضف الذاكرة وتعيق عملية الحفظ.
المبحث الخامس: التعريف بالشناقطة.
- الصلاحيات الممنوحة لشيخ المحظرة.
- شروط العقاب.
- العقاب عند الشناقطة.
- سرد طريقة الشناقطة في حفظ القرآن العظيم.
- فوائد القراءة الجهرية.
- أهم القواعد المتبعة في المحضرة.
- أقرب الطرق التربوية إلى طريقة الشناقطة.
المبحث السادس: مشكلة النسيان وكيف عالجها الشناقطة.
- التغليظ في نسيان القرآن بعد حفظه.
المبحث السابع: بعض المآخذ على طريقة الشناقطة.
- القول في إجازة المرأة.
المبحث الثامن: بعض الأخطاء الشائعة في تلاوة القرآن العظيم.
المبحث التاسع: خطة الحفظ المتقن.
- نظام الوجبات المقترحة على طالب الحفظ.
- الخاتمة.
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_25344451dd94f3602e.jpg
آهٍ على عهد المحاضر والهوى = غضُّ الأزاهرِ، والزمانُ شبابُ
ولكل وادٍ ظله ومروجه = ولكل عطرٍ في نداه هبابُ
وتلاوة القرآن تصعد للسما= وجلالها بجمالها منسابُ
وكأنما الألواح ظمأى بالضحى = وكأنما أقلامها الأنخابُ
والأصبحيُّ مرابط ومبجلٌ = في هالةٍ يحلو بها الترحابُ
لا يرتجي نقداً ولا عوناً ولا = تنتابه الراحاتُ والأتعابُ
وتثارُ ألفُ قصيدةٍ وحكايةٍ = للأصمعي وما انتقى الأعرابُ
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[30 Sep 2006, 06:27 ص]ـ
جزاك الله خيراً
اسأل الله أن ينفع به ..
ـ[الغني بالله]ــــــــ[30 Sep 2006, 01:58 م]ـ
جزاك الله خيرا مشرفنا الفاضل.
ـ[معروفي]ــــــــ[24 Oct 2006, 06:55 ص]ـ
شيخنا الحبيب:
هل يمكن أن تذكر لنا الدار التي طبعت الكتاب و مكان الدار حتى يتسنى لنا الوصول إليه، و جزاكم الله خيراً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Oct 2006, 07:51 ص]ـ
ليس عليه معلومات أي ناشر، ويبدو أنه قد نشر بطريقة شخصية عن طريق المؤلف مباشرة، وليس هناك معلومات الموزع أيضاً، غير أنه يباع في المكتبات في الرياض كالرشد والعبيكان وغيرها، وعليه رقم هاتف جوال للتوزيع الخيري رقمه 0569703726 ورقم آخر 0507074313 يمكن الاستفادة منهما في الحصول على الكتاب إن شاء الله. والكتاب ممتع، وقد قرأته كاملاً قبل ليالٍ، ولا سيما في سرده لطريقة الشناقطة في حفظ القرآن من ص 84 حتى ص 98 فجزى الله مؤلفه خيرا.
ـ[معروفي]ــــــــ[24 Oct 2006, 09:04 ص]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل فأنا في دولة الإمارات العربية المتحدة، ولعل الله تعالى ييسر لي الحصول عليه.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[01 Nov 2006, 07:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جميل جداً من فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري، واعضاء الملتقى، أن يقرأوا في طريقة حفظ الشناقطة في أي بلد وفي الزمن السابق وحتى اليوم، والجميل أن يوصي بقراءة الكتاب المذكور أعلاه، وإن كنت لم أقرأه أنا أيضا.
وأحسب أن الذين حفظوا علم القرآن خاصة، كانت طريقتهم أكثر مرونة وسلاسة، من تلك التي تقوم على حفظ العلوم اللغوية خاصة فهؤلاء طريقتهم تمتاز بتعقيد أكثر، ,اثمّ إنّ الأعظم من هذين حفظ جميع علوم الشريعة في وقت العالم.
وبخصوص قضية الاستيعاب بعد الحفظ:
فإن الشرح وحفظ الشرح وطريقة استيعابه من الشيخ من أعظم المسائل في الحفظ،
وقد سمعت من الوالد حفظه الله أن من أكثر الأساليب المرغب فيها هي التكرار للمشروح بعد الدرس مباشرة، وملاصقة عالم متمكن من العلم المراد حفظه، ومؤاخاة طالب علم نجيب،
أخيراً أحسب بالإضافة لما سبق أن طريقة مراجعة هذه العلوم اصعب مما سبق فهل من مرجع يفيد منه الإخوة، كما أفادوا من طريقة الحفظ، وفقني الله وأعضاء الملتقى لحفظ كتابه وعدم نسيانه، وحفظ علوم الشريعة المباركة وفق فهم شرعي صحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[11 Apr 2009, 06:19 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[11 Apr 2009, 07:39 م]ـ
يذكَّر في هذا السياق بكتاب (حياة الكُتَّاب وأدبيات المحضرة) وهو من أوسع وأشمل ما كتب حول المحاضر أو الكتاتيب المغربية وطرقها.
وقد سبق التعريف بالكتاب هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=11255).
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[11 Apr 2009, 11:33 م]ـ
يومين إن شاء الله وأرفع كتاب: طريقة حفظ القرآن الكريم عند الشناقطة
هنا في هذه الصفحة
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[12 Apr 2009, 01:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حفظك الله أبا زارع وجعلك من زراع الخير والعلم عند المدنيين وغيرهم من المسلمين.
ونحن ننتظر الكتاب بكل شغف
ـ[هتاف الضمير]ــــــــ[13 Apr 2009, 12:35 ص]ـ
يومين إن شاء الله وأرفع كتاب: طريقة حفظ القرآن الكريم عند الشناقطة
هنا في هذه الصفحة
شكر الله لكم .. !
لكن .. أليس له حقوق نشر.؟
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[13 Apr 2009, 03:01 ص]ـ
شكر الله لكم .. !
لكن .. أليس له حقوق نشر.؟
اتصلت على الشيخ وأخذت الإذن منه فقبل جزاه الله خيرا
ولك أن تتأكد وتتصل عليه من خلال الأرقام التي وضعها الشيخ عبدالرحمن
بارك الله فيك
ـ[ضياء الرحمن بن صغير أحمد]ــــــــ[14 Apr 2009, 12:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ولا نستغني عن هذا الفضل الكريم
وأحتاج منه عدة نسخ لدينا في إدارة حلقات التميز بأبها عسير فهل من الممكن ذلك .. ؟
وأسأل الله أن ينفع بكل من ساهم وشارك في هذا العمل الطيب
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[16 Apr 2009, 09:43 ص]ـ
أولا أعتذر على التأخير الذي حصل مني وكم يخجلني هذا وذلك بسبب مركز التصوير أصلحهم الله
,, لذا أعتذر منكم جدًا ,,
والشكر موصول للأخ أبو يحيى الشامي فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله وهو الذي دلني على طريقة الرفع
ونرجو من الشيخ عبدالرحمن أن يغير عنوان الموضوع إن أمكن إلى:
حمل كتاب: [طريقة حفظ القرآن الكريم عند الشناقطة] لإبراهيم بن أب الحسني الشنقيطي
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[16 Apr 2009, 10:47 ص]ـ
:
:
:
حمل كتاب: [طريقة حفظ القرآن الكريم عند الشناقطة] لإبراهيم بن أب الحسني الشنقيطي ( http://www.mediafire.com/?sharekey=74c3277d5e6c64dcbda4076e811714c8e04e75f6 e8ebb871)
:
:
:
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Apr 2009, 01:26 م]ـ
جزاكم الله خيراً يا أبا زارع وبارك في جهودكم. وشكر الله للمؤلف إذنه بتصوير الكتاب للجميع والإفادة منه، فقد أصبح النشر الالكتروني أوسع انتشاراً من النشر الورقي بكثير.
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[17 Apr 2009, 01:23 ص]ـ
جعلنا الله وإياكم من أهل القرآن إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ـ[ام السبعه]ــــــــ[17 Apr 2009, 01:41 ص]ـ
أسأل الله العظيم ررب العرش العظيم أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه ويرزقكم الثبات على هذا الدرب وينفعكم به وينفع بكم
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[17 Apr 2009, 02:17 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
سعدت كثيرا لوجود الرابط ولكن آلمني عدم فتحه
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[17 Apr 2009, 02:44 ص]ـ
- إقتباس من أخي الحبيب المساهم من الألوكة -
بارك الله فيك يا أخي ونفع بما قدمت
ولكني هالني حجم الكتاب فخفضت حجمه إلى 3.5 MB ورفعته على archive
طريقة حفظ القرآن الكريم عند الشناقطة
http://www.archive.org/details/7FZ_SHNAKTH
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[17 Apr 2009, 02:49 ص]ـ
أحسن الله إليك ياشيخ عبدالرحمن على إستجابتك لنا
وهكذا هي أخلاق الكبار دائما ..
لا حرمكم الله الأجر والمثوبة نرجو من الله أن يصلح مآلكم ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Apr 2009, 01:23 م]ـ
جزى الله الأخ الكريم أبا زارع المدني والأخ المساهم خير الجزاء على هذه الجهود في خدمة العلم.
لفت نظري كبر حجم الملف كما تفضل الأخ المساهم فقد كان 53 ميجا، وكنت أرغب في رفعه على موقع الملتقى حتى لا يتم حذفه مستقبلاً من الموقع المجاني. فلما تفضل الأخ المساهم بتخفيض حجمه قمت برفعه على موقعنا على هذا الرابط.
ليت الزميل الحبيب المساهم يضع لنا شرحاً مبسطاً للمبتدئين من أمثالي في كيفية تقليل حجم ملفات PDF بهذه الطريقة حتى نفيد من ذلك مستقبلاً في مثل هذه المواقف.
حمل الملف الآن من هنا
طريقة حفظ القرآن الكريم عند الشناقطة ( http://tafsir.net/Bookstorge/quran_save.zip)
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[17 Apr 2009, 09:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك في جهودكم جاري التحميل
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[18 Apr 2009, 01:24 ص]ـ
جزاكم الله خيراً.
ـ[التواقة]ــــــــ[21 Apr 2009, 01:52 ص]ـ
شكر الله لكم جهودكم ..
يبدو الكتاب رائعاً .. يسر الله قراءته ..
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[21 Apr 2009, 09:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وشكراً لك يا ابا زارع
قام موقع صيد الفوائد برفع الكتاب في مكتبتهم العامرة وهو بسعة 25 ميجا
وهذا هو الرابط
http://saaid.net/book/open.php?cat=&book=5388
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هتاف الضمير]ــــــــ[21 Apr 2009, 04:12 م]ـ
اتصلت على الشيخ وأخذت الإذن منه فقبل جزاه الله خيرا
ولك أن تتأكد وتتصل عليه من خلال الأرقام التي وضعها الشيخ عبدالرحمن
بارك الله فيك
شكر الله له ولكم ..
لا داعي لما ذُكر .. فقولكم مقبول لدينا .. وحصل منا التصديق.!!
إنما قلت ذلك .. كاستفسار لا أكثر.!
..
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[22 Apr 2009, 09:24 ص]ـ
جزى الله الأخ الكريم أبا زارع المدني والأخ المساهم خير الجزاء على هذه الجهود في خدمة العلم.
لفت نظري كبر حجم الملف كما تفضل الأخ المساهم فقد كان 53 ميجا، وكنت أرغب في رفعه على موقع الملتقى حتى لا يتم حذفه مستقبلاً من الموقع المجاني. فلما تفضل الأخ المساهم بتخفيض حجمه قمت برفعه على موقعنا على هذا الرابط.
ليت الزميل الحبيب المساهم يضع لنا شرحاً مبسطاً للمبتدئين من أمثالي في كيفية تقليل حجم ملفات PDF بهذه الطريقة حتى نفيد من ذلك مستقبلاً في مثل هذه المواقف.
حمل الملف الآن من هنا
بارك الله فيك شيخنا الكريم وعذرا على التأخير
حادثت الأخ فرد علي بالتالي:
في البداية بارك الله فيك وفي الشيخ
أما عن كيفية ضغط الملف مع الاحتفاظ بجودته فيعتمد على الأدوبي الذي تستخدمه. فإذا كان النسخة الموجودة عندك هي نفسها التي عندي شرحت لك كيفية ذلك.
فالذي عندي هو Adobe Acrobat 7.0 Professional
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[22 Apr 2009, 09:25 ص]ـ
بارك الله في الإخوة وجزاهم خيرا
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[22 Apr 2009, 09:26 ص]ـ
شكر الله له ولكم ..
لا داعي لما ذُكر .. فقولكم مقبول لدينا .. وحصل منا التصديق.!!
إنما قلت ذلك .. كاستفسار لا أكثر.!
..
وأنا ذكرت ماذكرت للإيضاح ليس إلا - ابتسامة -
ـ[نبض العزة]ــــــــ[23 Apr 2009, 02:29 ص]ـ
تم التحميل بارك الله فيكم
لكن هناك عدد من الصفحات لم تتضح حروفها
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[27 Jun 2009, 01:18 ص]ـ
يرفع للنفع
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[27 Jun 2009, 01:39 ص]ـ
بارك اللهم لنا فيكم(/)
هل صيغة الاستعاذة هذه خاصة بالصلاة أم يمكن القول بمشروعيتها في القراءة خارج الصلاة؟؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[22 Sep 2006, 02:58 م]ـ
من المعلوم بداهة لدى أغلب رواد هذا الملتقى المبارك ان الصيغة المختارة للاستعاذة هي الواردةُ في سورة النحل ,وان الزيادة عليها بلفظ (السميع العليم) مشروعة من غير نكير في ذلك, كما قال الشاطبي رحمه الله:
على ما أتى في النحل يسراً, وإن تزد ... لرك تنزيها فلست مجهلا ..
ولكن جاء في سنن أبي داود والترمذي وابن ماجة وأحمد, وصححه الألباني رحم الله الجميع أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان يقول في الصلاة: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه, ثم يقرأ)
والسؤال:/
هل يمكن اختيار هذه الصيغة للقراءة خارج الصلاة أم المعروف والمعتمد هما الصيغتان اللتان اصطلح على القراءة بهما القراء؟؟
أرجو ممن يستطيع الإفادة بشيئ في تلك المسألة ألا يحرمنا من الفائدة ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ...
ـ[منصور مهران]ــــــــ[22 Sep 2006, 05:57 م]ـ
إجماع الأمة منعقد على وجوب الاستعاذة مطلقا:
1 - أخذا من قوله تعالى: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم)
2 - في الآية ورد الأمر (فاستعذ) وهو حكم جاء عقب الوصف الذي هو نزغ الشيطان؛ فدل على التعليل، والحكم يتكرر لأجل تكرر العلة.
3 - الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم شرعها ربنا عز وجل لدفع شر الشيطان ووساوسه؛ فدفع الشيطان واجب ووسيلة ذلك واجبة بوجوبه.
4 - من مواظبة الرسول صلى الله عليه وسلم على الاستعاذة.
5 - الاحتياط والتصون يوجب الاستعاذة في كل وقت وعند كل عمل.
وهنا نقول: إن كل صيغة وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن فهي الأولى بالاتباع سواء قالها في صلاة أو خارج الصلاة؛ لأن دفع الشيطان هو المقصود فتتساوى كل الصيغ النافعة للدفع.
وجاء في تفسير السمعاني: (وقد روينا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: أعوذ بالله من الشيطان من همزه ونفثه ونفخه) 5/ 53 هكذا فهمه السمعاني أنه مروي دون تحديد في صلاة أم في غيرها.
ومثله في الدر المنثور 6/ 714، وانظر فيه الأثر الذي أخرجه الطبري عن ابن زيد قال: لما نزلت: (خذ العفو .... الآية) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف بالغضب يارب؟. فنزل: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ).
هذا ما عن لي والله يهدي السبيل.
ـ[برعدي الحوات]ــــــــ[24 Sep 2006, 03:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، وبعد: فإن الشكر الجزيل للأخ الفاضل محمود الشنقيطي لطرحه قضية الاستعاذة للمناقشة، هل تكون في الصلاة خاصة، أم أنها مشروعة في القراءة خارج الصلاة؟؟
إن مسألة الاستعاذة في الصلاة من القضايا الخلافية بين الفقهاء، فمنهم من أجازها في الصلاة سواء كانت الصلاة جهرية أم سرية، والبعض منهم ذهب بإخفائها في الصلاة الجهرية والسرية منهم أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي المقرئ المفسر، والبعض الآخر منعها في الصلاة مطلقاً ..
والذي يظهر انطلاقاً من قوله تعالى: (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) أن الاستعاذة ترتبط بقراءة القرآن وجوداً وعدماً، يعني إذا ذكر القرآن ذكرت معه الاستعاذة، وإذا لم يذكر فلا تذكر معه الاستعاذة، لأن الباء للتعدية والإلصاق كما يقول علماء اللغة. لأن العائذ يلصق نفسه بالله، ويفي إليه ليحفظه من عدوه الذي بيده ناصيته.
والاستعاذة للقراءة من حيث مشروعيتها فإن العلماء أجمعوا على ذلك. (يعني أنها مشروعة).
وحكى المسيِّبي عن أصحابه من قراء أهل المدينة، أن عملهم على تركها.
أما حكم الاستعاذة فإن الجمهور ذهب إلى أنها مستحبة في القراءة بكل حال، في الصلاة وخارج الصلاة، وحملولا الأمر في ذلك على الندب.
وذهب عطاء بن أبي رباح وداود وأصحابه إلى وجوبها لكل قراءة، ولو في الصلاة، بناء على أن الأمر للوجوب حقيقة.
ولابن سيرين تجب القراءة مرة في العمر، بناءً على أن الأمر للوجوب مع المرة أو الماهية.
وبعضهم بوجوبها في حق المصطفى دون أمته، نظراً لظاهر الخطاب.
وهو قول واهٍ، لأن الأظهر أن الخطاب عام لكل قارئ لا لخصوص النبي صلى الله عليه وسلم.
والأمر عند مالك مقيد بغير صلاة الفرض، فيكره التعوذ فيها، ويجوز في النافلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى أشهب أحبية تركه في النفل أيضاً، وروى ابن حبيب يتعوذ في أولى النافلة فقط، واستحبه هو في كل ركعة منها.
وذهب الشافعي وأبو حنيفة ومحمد بن الحسن وأحمد بن حنبل إلى أن الاستعاذة للقراءة لا للصلاة. بينما أبو يوسف ذهب إلى أنها للصلاة.
وقال الإمام مالك: لا يستعاذ إلا في قيام رمضان فقط، وهو قول لا يعرف لمن قبله.
وإذا تعوذ في الصلاة، ففي جواز الجهر به وكراهته قولان روايتا ابن حبيب وأشهب عن مالك.
وللقراء في الجهر به مطلقاً مذهبان. اختيار الشاطبي الجهر في القراءة الجهرية فقط إظهاراً لشعيرة القراءة، كالجهر بالتلبية، وتكبير العيد إظهاراً لشعيرة النسكين، ولفظه:
إَذَا مَا أَرَدْتَ الدَّهْرَ تَقْرأُ فَاسْتَعِذْ **جِهَاراً مِنَ الشَّيْطَانِ بِاللَِّه مُسْجَلاَ
ومن ثم فإن لفظ الاستعاذة الوارد في سورة النحل يكون بالله، كما روي أن ابن مسعود رضي الله عنه قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أعوذ بالله السميع من الشيطان الرجيم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يابن أم عبد، قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)، وروى نافع عن جبير بن مطعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)
وهذان الحديثان ضعيفان. قال أبو شامة: وألأول لا أصل له في كتب الحديث، والثاني أخرجه أبو داود، ولكن بغير هذه العبارة.
وحيث إن الأمر كذلك فإن الزيادة لا مانع منها حسب ما ورد في النشر في القراءات العشر لابن الجزري رحمه الله، بناء على التفصيلات التالية:
1 - (أعوذ بالله السميع من الشيطان من الشيطان الرجيم) نص عليها الحافظ أبو عمرو الداني في جامعه، وقال: إن على استعماله عامة أهل الأداء من أهل الحرمين والعراقيين والشام، ورواه أبو علي الأهوازي أداء عن الأزرق بن الصباح، وعن الرافعي عن سليم، وكلاهما عن حمزة، ونصاً عن أبي حاتم السجستاني. ويؤيد هذا الحديث الذي أخرجه أصحاب السنن الأربعة وأحمد عن أبي سعيد بإسناد جيد.
2 - (أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم) ذكره الداني أيضاً في جامعه عن أهل مصر وسائر بلاد المغرب، وقال: إنه استعمله منهم أكثر أهل الأداء ........ وأضاف قائلا: وعلى ذلك وجدتُ أهل الشام في الاستعاذة إلا أني لم أقرأ بها عليهم من طريق الأداء.
3 - (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع البصير) رواه الأهوازي عن أبي عمرو، وذكره أبو معشر عن أهل مصر والمغرب.
4 - (أعوذ بالله العظيم السميع العليم من الشيطان الرجيم) رواه الخزاعي عن هبيرة، عن حفص، وقال: وكذا في حفظي عن ابن الشارب عن الزينبي عن قنبل، وذكره الهذلي عن ابي عدي عن ورش.
5 - (أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم) رواه الهذلي عن الزينبي، عن ابن كثير.
6 - (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم) ذكره الأهوازي عن جماعة.
7 - (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وأستفتح الله وهو خير الفاتحين) رواه الحسين الخبازي عن شيخه أبي بكر الخوارزمي، عن ابن مقسم، عن إدريس عن خلف عن حمزة.
8 - (أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم) رواه أبو داود في الدخول إلى المسجد عن عمرو بن العاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن لطائف الاستعاذة كما يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله: (أنها طهارة للفم مما كان يتعاطاه من اللغو والرفث، وتطييب له، وهو يتهيأ لتلاوة كلام الله، وهي استعانة بالله، واعتراف له بالقدرة، وللعبد بالضعف والعجز عن مقاومة هذا العدو المبين الباطني الذي لا يقدر على منعه ودفعه إلا الله الذي خلقه، ولا يقبل مصانعة، ولا يداري بالإحسان، بخلاف العدو من نوع الإنسان ........... وأضاف قائلا: ومن غلبه العدو الظاهري كان مأجوراً، ومن قهره العدو الباطني كان مفتوناً أو موزروراً ....... ).
والله أعلم، والسلام عليكم
*مصادر المداخلة:
1 - مقدمة تفسير ابن كثير
2 - النشر في القرءات العشر.
3 - رسالة في تفسير قوله تعالى: (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) للطبيب بن كيران الفاسي المغربي / الرسالة مخطوطة، وهي في المرحلة الأخيرة من التحقيق.
4 - الوافي في تفسير الشاطبية لفضيلة الشيخ عبد الفتاح القاضي.
* الدكتور الهاشمي برعدي الحوات.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[24 Sep 2006, 04:48 م]ـ
أحسن الله تعالى إليك يا شيخ برعدي
ولكن الإشكال عندي هو ورود تلك الصيغة في افتتاح الصلاة فقط, ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم استعاذته بها في غر الصلاة, أما الصيغ الثمان الواردة في النشر ففي كلها زيادةُ تنزيه لله تعالى, خلافا لتلك الصيغة.
وقد بلغني أن الشيخ الألباني رحمه الله كان يستعيذ بالصيغة المذكورة خارج الصلاة ولا أعلم صحة ثبوت ذلك ..(/)
الجانب السلوكي في تفسير الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[22 Sep 2006, 04:18 م]ـ
الاهتمامُ بإصلاحِ النفسِ وتهذيبها وتزكيتها مِن مَقاصدِ القرآنِ الكريمِ، ومِن سِيْمَا العلماءِ الربّانيّينَ؛ ولذا فقد نالَ هذا الجانبُ عنايةَ الشيخِ رحمه الله في تفسيره، وتجلَّى ذلكَ في أمرينِ:
الأمر الأول: الفوائد المسْلَكيَّةُ مِن الآياتِ
بَرَزَ هذا الجانبُ عند تفسيرهِ للآياتِ التي أوردها شيخُ الإسلامِ ابن تيميةَ رحمه الله في العقيدةِ الواسطيةِ، فبعدَ تفسيرها وبيانِ معناها يقول: الفوائدُ المسلكيةُ مِن الآيات.
ومِن أمثلةِ ذلكَ:
عند تفسيرهِ للآياتِ الواردةِ في إثباتِ صفةِ المحبّةِ قالَ:" وهُنَا سُؤالانِ:
الأول: بماذا يَنالُ الإنسانُ مَحبّةَ الله ?؟ " ثُمَّ ذكرَ جوابهُ.
" السؤالُ الثاني: ما هي الآثارُ المسلكيةُ التي يستلزمها ما ذُكِر؟
والجوابُ:
أولاً: قولهُ: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (البقرة: من الآية195): يقتضي أنْ نُحْسِنَ، وأنْ نحرصَ على الإحسانِ، لأنّ الله يُحِبُّه، وكُلُّ شيءٍ يُحِبُّه الله،فإنَّنا نحرصُ عليهِ.
ثانياً: قوله: {وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (الحجرات: من الآية9): يقتضي أنْ نعدلَ ونحرصَ على العدلِ.
ثالثاً: قوله: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} (التوبة: من الآية7): يقتضي أنْ نَتَّقِيَ الله ?، لا نَتَّقِي المخلوقينَ بحيث إذا كانَ عندنا مَن نستحي مِنه مِن الناسِ، تَرَكْنَا المعاصي، وإذا لم يكنْ، عَصَيْنَا، فالتقوى أنْ نَتَّقِيَ الله ?،ولا يُهمّك الناس. أصلحْ ما بينكَ وبينَ الله، يُصْلِحْ الله ما بينكَ وبينَ الناسِ. أنظر يا أخي إلى الشيءِ الذي بينكَ وبين الله، يُصْلِح الله ما بينكَ وبينَ الناسِ. أنظر يا أخي إلى الشيءِ الذي بينكَ وبينَ رَبِّكَ، ولا يُهمَّكَ غير ذلكَ، {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} (الحج: من الآية38). افعلْ ما يقتضيهِ الشرعُ، وستكونُ لكَ العاقبة.
رابعاً: يقولُ الله تعالى {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ} (البقرة: من الآية222)،وهذهِ تَستوجِبُ أنْ أُكْثِرَ التوبةَ إلى الله ?، أُكْثِرَ أنْ أرجعَ إلى الله بقلبي وقالبي، ومُجرَّدُ قَوْلِ الإنسان: أتوبُ إلى الله. هذا قد لا يَنفعُ، لكنْ تَستحْضِر وأنتَ تقولُ: أتوبُ إلى الله: أنّ بينَ يديكَ مَعاصِي، تَرجِعُ إلى الله مِنها وتَتُوب، حتّى تنالَ بذلكَ مَحبَّةَ الله.
{وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} (البقرة: من الآية222): إذا غسلتَ ثوبكَ مِن النجاسةِ، تُحِسُّ بأنّ الله أحبَّكَ؛ لأنّ الله يُحِبُّ المتطهرين. إذا توضَّأتَ، تُحِسُّ بأنّ الله أحبَّكَ؛ لأنكَ تَطهَّرْتَ. إذا اغتسلتَ، تُحِسُّ بأنّ الله أحبَّكَ، لأنّ الله يُحِبُّ المتطهرين.
ووالله، إنَّنَا لغافلونَ عن هذهِ المعاني، أكثرُ ما نستعملُ الطهارةَ مِن النجاسةِ أو مِن الأحداثِ، لأنّها شرطٌ لصحةِ الصلاةِ، خَوفًا مِن أنْ تَفسُدَ صَلاتُنا، لكنْ يغيبُ عَنَّا كثيراً أنْ نَشعُرَ بأنّ هذا قُرْبَةٌ وسببٌ لمحبةِ الله لنا، لو كُنَّا نستحضرُ عندما يغسلُ الإنسانُ نقطةَ بولٍ أصابتْ ثَوْبَهُ أنّ ذلكَ يجلبُ مَحَبَّةَ الله لهُ، لَحَصَّلْنَا خيراً كثيراً، لكنّنا في غفلةٍ.
خامساً: قوله: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} (آل عمران: من الآية31): هذا أيضاً يستوجبُ أنْ نحرصَ غايةَ الحرصِ على اتّباعِ النبي ?، بحيث نَتَرَسَّمُ طريقهُ، لا نخرج مِنه، أو نَقْصُر عنهُ، ولا نزيد، ولا ننقص.وشُعورنا هذا يَحمِينا مِن البدعِ، ويَحمِينا مِن التقصيرِ، ويَحمِينا مِن الزيادةِ والغُلُوِّ، ولو أنَّنَا نشعرُ بهذهِ الأمورِ؛ فانظر كيفَ يكونُ سُلوكُنَا وآدَابُنَا وأخْلاقُنَا وعِبادَاتُنَا.
(يُتْبَعُ)
(/)
سادساً: قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} (المائدة: من الآية54)، نُحَذَّرُ بهِ مِن الرِّدَّةِ عن الإسلامِ، التي مِنها تَرْكُ الصلاةِ مثلاً؛ فإذا عَلِمْنَا أنّ الله يُهدِّدُنَا بأنّنا إنْ ارْتَدَدْنَا عن دِيننَا،أهْلَكَنَا الله، وأَتَى بقومٍ يُحِبُّهُم ويُحِبُّونَه، ويقومونَ بواجبهم نحو رَبِّهِمْ، فإننا نُلازم طاعةَ الله والابتعادَ عن كُلِّ ما يُقَرِّبُ للرِّدَّةِ.
سابعاً: قوله {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} (الصف:4)
إذا آمَنَّا بهذهِ المحبَّةِ، فَعَلْنَا هذهِ الأسبابَ الخمسة التي تَستلزِمُهَا وتُوجِبُهَا: القتال، وعدمُ التوانِي، والإخلاصُ؛ بأنْ يكونَ في سبيلِ الله، أنْ يَشُدَّ بعضنا بعضاً كأنّنا بنيان، أنْ نُحكِمَ الرابطةَ بيننا إحكاماً قويًّا كالبنيانِ المرصوص، أنْ نَصُفَّ، وهذا يَقتضِي التساوي حِسًّا، حتّى لا تختلفَ القلوبُ، وهو مما يُؤكِّد الأُلْفَةَ، والإنسانُ إذا رَأَى واحدًا عن يمينهِ وواحدًا عن يسارهِ، يَقْوَى على الإقدامِ، لكنْ لو يُحيطونَ بهِ مِن جميعِ الجوانبِ، فَسَتَشْتَدُّ هِمَّتُه.
فصارَ في هذهِ الآياتِ ثلاثةُ مباحثَ:
1 - إثباتُ المحبةِ بالأدلّةِ السمعيّةِ.
2 - أسبابها.
3 - الآثارُ المسلكيةُ في الإيمانِ بها ". ()
وعند تفسيره لآياتِ الصِّفاتِ المنْفِيَّةِ في تَنزِيهِ الله ونَفْيِ المِثْلِ عنه؛ قال:" والذي نستفيدهُ مِن الناحيةِ المسلكيّةِ في هذه الآياتِ:
أولاً: في قوله: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالأِكْرَامِ} (الرحمن:78): إذا عَلِمْنَا أنّ الله تعالى مَوصُوفٌ بالجلالِ، فإنّ ذلكَ يَستوجِبُ أنْ نُعظِّمَهُ، وأنّ نُجِلَّهُ.
وإذا عَلِمْنَا أنّه مَوصُوفٌ بالإكرامِ فإنّ ذلكَ يَستوجِبُ أنْ نَرْجُوَ كَرَمَهُ وفَضْلَهُ.وبذلكَ نُعظِّمَهُ بما يستحقّه مِن التعظيمِ والتكريم.
ثانياً: قولهُ: {فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ} (مريم: من الآية65)، فالفوائدُ المسلكيةُ في ذلكَ هو أنْ يعبدَ العبدُ رَبَّهُ، ويَصطبِرَ للعبادةِ، لا يملُّ، ولا يتعبُ، ولا يضجرُ، بلْ يصبرُ عليها صَبْرَ القرينِ لقَرينهِ في المبارزةِ في الجهاد.
ثالثاً: قوله: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً} (مريم: من الآية65)، {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} (الاخلاص:4)، {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً} (البقرة: من الآية22)، ففيها تَنْزِيهُ لله ?، وأنّ الإنسانَ يشعرُ في قَلبهِ بأنّ الله تعالى مُنَزَّهٌ عن كُلِّ نَقْصٍ، وأنّه لا مَثِيلَ لهُ، ولا نِدَّ لَهُ، وبهذا يُعظِّمُهُ حَقَّ تَعظيمهِ بِقدْرِ استطاعتهِ.
رابعاً: قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً} (البقرة: من الآية165)، فَمِنْ فوائدها مِن الناحيةِ المسلكيّةِ: أنّه لا يجوزُ للإنسانِ أنْ يَتَّخِذَ أحدًا مِن الناسِ مَحْبُوبًا كَمَحَبَّةِ الله، وهذهِ تُسمَّي المحبَّة مَع الله ". ()
وعند تفسيره للآياتِ الدَّالَّةِ على نُزولِ القرآنِ قال:"
ما نستفيدهُ مِن الناحية المسلكيّةِ مِن هذه الآيات:
نستفيد أنّنا إذا عَلِمْنَا أنّ هذا القرآنَ تَكلَّم بهِ رَبُّ العالمينَ؛ أَوْجَبَ لنا ذلكَ تَعظِيمَ هذا القرآنِ، واحترامَهُ، وامتثالَ ما جاءَ فيهِ مِن الأوامرِ، وتركَ ما فيهِ مِن المنهياتِ والمحذوراتِ، وتصديقَ ما جاءَ فيهِ مِن الأخبارِ عن الله تعالى وعن مَخلوقاتِهِ السابقةِ واللاحقة ". ()
وكما بَرَزَ هذا الجانبُ في شرحهِ للآياتِ الواردةِ في العقيدة الواسطيّة؛ فقد تعرّضَ لهُ في تفسيرهِ، ومِن أمثلته:
عند تفسيره لقوله تعالى: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطاً} (النساء:126)
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكرَ مِن فوائدها:" إحاطةُ الله بكلِّ شيءٍ لقولهِ {وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطاً} ويترتّبُ على هذه الفائدةِ فائدةٌ مَسلكيّةٌ مُهِمّةٌ وهي: أنّكَ إذا عَلِمْتَ إحاطةَ الله بكلِّ شيءٍ خِفْتَ مِنه وخَشِيتَهُ وراقبتهُ؛ لأنّه مَهْمَا كُنتَ في أيِّ مكانٍ فإنّ الله مُحيطٌ بِكَ، فإذا آمنتَ بهذا خِفْتَ رَبَّ العالمين المحيط بكلِّ شيءٍ، وينبني على ذلكَ خَوْفُ الله بالقلبِ؛ لأنّ الله مُحيطٌ حتّى بقلبكَ.
يتبع إن شاء الله
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[22 Sep 2006, 04:23 م]ـ
الأمر الثاني: جانبُ الإرشاداتِ والتوجيهاتِ لطالبِ العلمِ
لقد كانَ الشيخُ رحمه الله يُلقِي تفسيرهُ على طُلاّبِهِ، فكانَ يستغلُّ ذلكَ بتذكيرهم بما تدلُّ عليه الآياتُ المفسَّرةُ، أو بما تُشِير إليه مِن الإرشاداتِ والتوجيهاتِ؛ رغبةً مِنه رحمه الله في تهذيبِ سُلوكِهم، وحثِّهم على العلمِ، والتخَلُّقِ بأخلاقهِ، ومِن الأمثلةِ على ذلكَ:
1 – توجيهاته بخصوصِ الفتوى والإفتاء أحكامًا وآدابًا.
كثيرًا ما تعرّضَ الشيخُ رحمه الله لهذا الأمرِ نظرًا لأهمّيتهِ؛ إذْ هو يعلمُ أنّ مَن أمَامَهُ سيكونُ مِن أهلِ الفتوى يومًا ما، إنْ استمرّ في الطلبِ ولم ينقطع.
فمثلاً عند تفسيره لقوله تعالى: {وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (البقرة:42)
ذكرَ مِن فوائدها:" تحريمُ كِتمان الحقِّ؛ لقوله تعالى: {وَتَكْتُمُوا}؛ ولكن هلْ يُقال: إنّ الكِتمَانَ لا يكونُ إلا بعدَ طَلَبٍ؟
الجواب: نعم، لكن الطلبَ نَوعانِ: طلبٌ بلسانِ المقالِ؛ وطلبٌ بلسانِ الحالِ؛ فإذا جاءكَ شخصٌ يقولُ: ما تقولُ في كذا، وكذا: فهذا طلبٌ بلسانِ المقالِ؛ وإذا رأيتَ الناسَ قد انْغَمَسُوا في مُحَرَّمٍ: فبيانهُ مطلوبٌ بلسانِ الحالِ؛ وعلى هذا فيجبُ على الإنسانِ أنْ يُبَيِّنَ المنكرَ، ولا ينتظرَ حتَّى يُسألَ؛ وإذا سُئِلَ ولم يُجبْ لكونهِ لا يَعلم فلا إثم عليهِ؛ بلْ هذا هو الواجبُ؛ لقولهِ تعالى: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} (الاسراء: من الآية36). هذه واحدة.
ثانياً: إذا رَأَى مِن المصلحةِ ألا يُبَيِّنَ فلا بأسَ أنْ يَكْتُمَ كما جاءَ في حديثِ عليِّ بن أبي طالب ?:" حَدِّثُوا الناسَ بما يَعرفُون؛ أَتُحِبُّونَ أنْ يُكذَّبَ الله ورسوله " ()؛ وقالَ ابنُ مَسعودٍ ?: "إنّك لنْ تُحدِّثَ قَومًا حَديثًا لا تَبلُغُهُ عُقولهم إلا كانَ لبعضهم فتنةً " ()؛ فإذا رأيتَ مِن المصلحةِ ألاَّ تُبَيِّنَ فلا تُبَيِّنْ ولا لَوْمَ عليكَ.
ثالثاً: إذا كانَ قَصْدُ السائلِ الامتحانَ، أو قَصْدُهُ تَتَبُّعَ الرُّخَصِ، أو ضربُ أقوالِ العلماءِ بعضها ببعضٍ. وأنتَ تَعلمُ هذا، فَلَكَ أنْ تَمْتَنِعَ؛ الامتحانُ أنْ يَأْتِيَ إليكَ، وتعرفُ أنّ الرجلَ يَعرفُ المسألةَ، لكنْ سَأَلَكَ لأجلِ أنْ يَمْتَحِنَكَ: هلْ أنتَ تَعرِفُهَا، أو لا؛ أو يُرِيدُ أنْ يَأخُذ مِنكَ كَلامًا لِيَشِيَ بهِ إلى أحدٍ، ويَنقلهُ إلى أحدٍ: فَلَكَ أنْ تَمْتَنِعَ؛ كذلكَ إذا عَلِمْتَ أنّ الرجل يَتَتَبَّعُ الرُّخَصَ، فيأتي يَسألُكَ يقول: سألتُ فُلاناً، وقالَ: هذا حَرَامٌ. وأنتَ تَعرفُ أنّ المسؤولَ رجلٌ عالِمٌ ليسَ جَاهِلاً: فَحينئذٍ لكَ أنْ تَمْتَنِعَ عن إِفْتَائِهِ؛ أمّا إذا كانَ المسؤولُ رَجُلاً تَعرفُ أنّه ليسَ عندهُ عِلْمٌ. إمّا مِن عامّةِ الناسِ، أو مِن طلبةِ العلمِ الذين لم يبلغوا أنْ يكونوا مِن أهلِ الفتوى: فَحينئذٍ يَجِبُ عليكَ أنْ تُفْتِيَهُ؛ لأنّه لا حُرْمَةَ لفتوى مَن أَفْتَاهُ؛ أمّا لو قالَ لكَ: أنا سَألتُ فُلاناً، ولَكِنِّي كُنت أطلبكَ، ولم أَجِدْكَ، وللضرورةِ سألتُ فُلاناً؛ لكن لما جاءَ الله بكَ الآنَ أَفْتِنِي: فَحينئذٍ يَجِبُ عليكَ أنْ تُفْتِيَهُ؛ لأنّ حالَ هذا الرجلِ كأنّه يقولُ: أنا لا أطمئنُ إلا لِفَتْوَاكَ؛ وخلاصةُ القولِ أنّه لا يَجِبُ عليكَ الإفتاءُ إلاَّ إذا كانَ المسْتَفْتِي مُسْتَرْشِدًا؛ لأنّ كِتمانَ الحقِّ لا يَتَحقَّقُ إلاَّ بعدَ الطلبِ بلسانِ الحالِ، أو بلسانِ المقالِ ". ()
(يُتْبَعُ)
(/)
وعند تفسيره لقوله تعالى: {وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} (البقرة: من الآية208)
ذكرَ مِن فوائدها:" قَرْنُ الحُكْمِ بِعِلَّتِهِ؛ لقولهِ تعالى: {وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} ثم عَلَّلَ: {إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}.
ويَتفرّعُ على هذهِ الفائدةِ: أنّه ينبغي لِمَنْ أَتَى بالأحكامِ أنْ يَقْرِنَهَا بالعِلَلِ التي تَطمَئِنُّ إليها النفسُ؛ فإنْ كانت ذاتَ دليلٍ مِن الشَّرْعِ قَرَنَهَا بدليلٍ مِن الشَّرْعِ؛وإنْ كانت ذاتَ دليلٍ مِن العَقْلِ، والقياسِ، قَرَنَهَا بدليلٍ مِن العَقْلِ، والقياسِ؛ وفائدةُ ذِكْرِ العِلَّةِ أنّه يُبَيِّنُ سُمُوَّ الشريعةِ وكَمَالَهَا؛ وأنّه تَزِيدُ بهِ الطُّمَأنِينةُ إلى الحُكْمِ؛وأنّه يُمْكِنُ إلحاقُ مَا وافقَ الحُكْمَ في تِلكَ العِلَّةِ ". ()
وعند تفسيره لآياتِ الفرائضِ ذكرَ مِن فوائدها:" أنّ أمرَ الفرائضِ إلى الله؛ لقولهِ: {فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ} (النساء: من الآية11) وأقولُ ذلكَ وإنْ كانَ أمرًا مَعلومًا لكن مِن أجلِ الأدبِ في الفُتْيَا. كانَ الإمامُ أحمد رحمه الله - مع علمهِ الغزير - لا يُطلِقُ على الشيءِ أنّه فريضةٌ أو أنّه حَرامٌ إلاّ إذا وَرَدَ به النَّصُّ () ". ()
2 – الحثُّ على العَمَلِ بالعِلْمِ.
عند تفسيره لقوله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ} (البقرة: من الآية44)
ذكرَ مِن فوائدها:" تَوبيخُ العالِمِ المخالفِ لما يَأمُرُ بهِ، أو لما يَنْهَى عنهُ؛ وأنّ العالِمَ
إذا خالفَ فَهُوَ أسوأُ حالاً مِن الجاهلِ؛ لقوله تعالى: {وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ}؛ وهذا أَمْرٌ فُطِرَ الناسُ عليهِ. أنّ العالِمَ إذا خالفَ صَارَ أشَدَّ لَوْمًا مِن الجاهلِ؛ حتّى العامّةُ تَجِدُهُمْ إذا فعلَ العالِمُ مُنكًرًا قالوا: كيفَ تفعلُ هذا وأنتَ رجلٌ عالِمْ؟! أو إذا تَرَكَ واجبًا قالوا: كيفَ تتركُ هذا وأنتَ عَالِم؟ ". ()
3 – مَعرفةُ الحقِّ بالحقِّ لا بالرِّجَالِ.
عند تفسيره لقوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ} (البقرة: من الآية101)
ذكرَ مِن فوائدها:" أنّه يَجِبُ على الإنسانِ أنْ يَعرِفَ الحقَّ بالحقِّ لا بالرجالِ؛ فما دَامَ أنّ هذا الذي قِيلَ حَقٌّ فَاتْبَعْهُ مِن أيٍّ كانَ مَصْدَرُه؛ فَاقْبَلِ الحقَّ للحقِّ؛ لا لأنّه جاءَ بهِ فُلانٌ، وفُلان ". ()
4 – الحثُّ على نَشْرِ العلمِ، والدعوةِ إليه.
عند تفسيره لقوله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ} (البقرة:152)
ذكرَ مِن فوائدها:" تحريم كُفْرِ النعمةِ؛ لقوله تعالى: {وَلا تَكْفُرُونِ} ولهذا إذا أَنْعَمَ الله على عَبدِهِ نعمةً فإنّه يُحِبُّ أنْ يُرَى أثرُ نِعمَتِهِ عليه؛فإذا أَنْعَمَ الله عليهِ بِعِلْمٍ فإنّ الله يُحِبُّ مِن هذا العَالِمِ أنْ يَظْهَرَ أثرُ هذهِ النعمةِ عليه:
أولاً: على سُلوكِهِ هو بنفسهِ بحيثُ يكونُ مَعرُوفًا بعلمهِ، وعَمَلِهِ به.
ثانياً: بِنَشْرِ عِلْمِهِ ما استطاعَ،سواء كانَ ذلكَ على وجهِ العمومِ، أو الخصوصِ.
ثالثاً: أنْ يَدْعُوَ إلى الله على بصيرةٍ بحيثُ إنّه في كُلِّ مجالٍ يمكنهُ أنْ يَتَكَلَّمَ في الدعوةِ إلى الله بقدرِ ما يستطيع حتّى في المجالسِ الخاصّةِ فيما إذا دُعِيَ إلى وَليمةٍ مثلاً، ورأى مِن المصلحةِ أنْ يتكلَّم فليتكلَّم؛ وبعضُ أهلِ العلمِ يكونُ معهُ كتابٌ، فيقرأُ الكتابَ على الحاضرين، فيستفيد، ويُفِيد؛ وهذا طَيِّبٌ إذا عَلِمَ مِن الناسِ قَبول هذا الشيءِ بأنْ يكونَ قد عَوَّدَهُم على هذا، فصاروا يَرقُبونه مِنه؛ أمّا إذا لم يُعوِّدْهُم فإنّه قد يُثقل عليهم بهذا، ولكنْ مِن الممكنِ أنْ يفتحَ المجالَ بإيرادٍ يُورِدُهُ -سؤالاً مثلاً - حتّى ينفتحَ المجالُ للناسِ، ويسألونَ، وينتفعونَ؛ لأنّ بعضَ طلبةِ العلمِ تذهبُ مجالسهمْ كمجالسِ العامّةِ لا ينتفعُ الناسُ بها؛ وهذا لا شكَّ أنّه حِرمَان - وإن كانوا لا يأثمونَ إذا لم يأتوا بما يُوجب الإثمَ -؛ فالذي ينبغي لطالبِ العلمِ - حتّى وإنْ لم يُسأل - أنْ يُورِدَ هو سؤالاً لأجلِ أنْ يفتحَ البابَ للحاضرين، فيَسْأَلُوا؛ وقد جاءَ جبريلُ إلى النبي ? يَسألُه عن الإسلامِ، والإيمانِ،والإحسانِ،والساعةِ، وأمَارَاتِهَا؛ وقالَ النبي ?: [هَذا جبريلُ أتَاكُم يُعلِّمكُم دِينَكُم] ()؛ مع أنّ الذي يُجيب الرسولُ ?؛ ولكن جَعَلَهُ مُعلِّمًا وهو يَسْأَلْ؛ لأنّه هو السببُ في هذا التعليم ". ()
وعند تفسيره لقوله تعالى: {قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (سبأ:47)
قالَ:" أدعو نفسي وإيّاكُم إلى أنْ يكونَ عِلْمُنَا مُنْسَابًا إلى غَيرِنَا، بمعنى أنْ نَنْشُرَ العلمَ وأنْ ندعوا الناسَ إليه، صحيحٌ أنّ حضورنا إلى هذا المجلسِ وتعلُّمَنا، لا شكَّ أنّه فائدةٌ عظيمةٌ، وأنّه مجلسٌ مِن مجالسِ الذِّكْرِ، لكن ينبغي أنْ نَنْشُرَ هذا العلم وندعوا الناسَ بالمستطاعِ، وأمّا أنْ نبقى كَنُسَخٍ مِن كُتُبٍ؛ الفائدةُ لا تَعدُو صُدُورَنَا، فهذا لا شكَّ أنّه ضعيفٌ، ولا يَلِيقُ بطالبِ العلمِ " ... إلى أنْ قال:" أنا أُريد مِنكم أن تكونوا عُلماءَ ربَّانيِّينَ دُعاةً إلى الخيرِ مهما استطعتم، ويكون أجركم على الله ?؛ لأنّ الإنسانَ مَسؤولٌ عن عِلْمِهِ، فإنّ الله تعالى ما أعطاكَ العلمَ إلاّ بِميثَاقٍ: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ} (آل عمران: من الآية187)
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[22 Sep 2006, 04:26 م]ـ
5 – استحضارُ نِيَّةِ القيامِ بِفَرْضِ الكفايةِ.
عند تفسيره لقوله تعالى: {لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ} (يّس:6)
ذكرَ مِن فوائدها:" سَبُّ هؤلاءِ الذينَ غَفَلُوا عن الرسالاتِ لقوله: {فَهُمْ غَافِلُونَ} وأنّ الغفلةَ عن البحثِ عن الرسالةِ يُعتبر ذَمًّا، وكذلكَ نقولُ فيمن غفلَ عن البحث في جزئيّاتِ الشريعةِ، فمثلاً مَن غفلَ عن البحثِ في أحكامِ الصلاةِ فإنّه يُذَمُّ، ولهذا نقولُ: إنّ تَعلُّمَ العلمِ الشرعيِّ فرضُ كِفَايَةٍ،ومَن أرادَ أنْ يقومَ بعبادةٍ مِن العباداتِ كان تَعلُّمُ أحكامها فرضَ عَيْنٍ، وبناءً على هذا نقولُ: كُلُّ طلبةِ العلمِ في كلِّ مكانٍ قائمونَ بفرضِ كِفَايَةٍ، ولهذا يَحسُنُ بهم أنْ يستحضروا هذا الأمرَ، وأنّنا في مَجالسنا هذه نقومُ بفرضِ كِفَايَةٍ نُثَابُ عليه ثوابَ الفرضِ، وقد قال الله تعالى: [ما تقرَّبَ إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مِمَّا افترضتهُ عليه] ()، وهذه مسألةٌ يَغفلُ عنها كثيرٌ مِن الطلبةِ، لا في مجالسِ () الذِّكْرِ والعلمِ، ولا في المجالسِ الأخرى مجالسِ المراجعةِ، تجدُ الإنسانَ يُراجع الكتابَ لكنّهُ لا يستحضرُ أنّه الآنَ قائمٌ بفرضِ كِفَايَةٍ، وهذا يُفَوِّتُ خيرًا كثيرًا، لهذا نسألُ الله أنْ يُعيننا على تَذكُّرِ هذا المعنى حتّى نَكْسَبَ خيرًا بما نقرأهُ أو نُراجعهُ ". ()
6 – التأكيدُ على مُواصَلةِ الطَّلَبِ.
عند تفسيره لقوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ} (النساء: من الآية26)
قالَ:" ليسَ في الشَّرْعِ شيءٌ مَجهولٌ لِكُلِّ أحدٍ، لقوله: {لِيُبَيِّنَ لَكُمْ} فالشَّرْعُ لا يُمكن أنْ يكونَ خَفِيًّا على كُلِّ أحدٍ،لكنّهُ يخفى على الإنسانِ لأسبابٍ: إمّا قِلَّةُ العلمِ، وإمّا قُصُورُ الفهمِ، وإمّا التقصيرُ في الطَّلَبِ، وإمّا سُوء القَصْدِ، أربعةُ أسبابٍ لِخَفاء الحكم ِالشَّرْعيِّ على الإنسانِ.
الأوّلُ: قلّةُ العلمِ: كأنْ يكونَ الإنسانُ لم يُطالع ولم يُراجع،ولم يستوعب كتب العلماءِ، وهذا تخفى عليه الأحكامُ الشرعيّةُ لقلّةِ علمهِ.
الثاني: أو قصورُ فهمهِ: يكونُ عندهُ علمٌ واسعٌ لكنّه لا يفهم، هذا أيضًا يفوتهُ خيرٌ كثير مِن الأحكامِ الشرعيّةِ.
الثالث: أو لتقصيرهِ في الطلبِ: إنسانٌ مُقصِّر، عنده علمٌ، عنده فهمٌ، لكن ما يحرص على أنْ يُحقِّقَ المسائلَ ويُنقِّحَها ويُحرِّرَها، فيفوتهُ شيءٌ كثير.
الرابع: أو سوءُ القصْد، حيثُ يكونُ لا يُريد إلاّ نَصْرَ رَأْيِهِ فقط، فهذا – والعياذ بالله – يُحرم الخير ويُحرم الصواب.
ما دواءُ هذه العللِ والآفاتِ؟
الجواب:
الأول: قلّةُ العلمِ: دواءهُ كثرةُ العلمِ، أنْ يُراجعَ المسألةَ، يُطالع كتبَ العلماءِ – كتب الحديث، كتب التفسير -.
الثاني: قُصور الفهمِ: هذا مُشْكِل؛ لأنّهُ غَرِيزِيٌّ، لكن ثِقُوا بأنّه مع التمرُّنِ يَحصلُ على قوّةِ الفهمِ، وأضربُ لكم مثلاً: لو أنّ إنسانًا راجعَ كتبَ شيخِ الإسلام ابن تيميةَ؛ أوّلَ ما يُراجِعْ لَقَالَ: هذا ما يُمكن نفهمها، لكن مع التمرُّنْ عليها يفهمها وتكونَ عنده كالفاتحةِ، إذًا الفهمُ يحتاجُ إلى تمرينٍ، ومِن تمارينِ الفهمِ: المناقشةُ مع الناسِ؛ لأنّه كثيرًا ما يغيبُ عنكَ شيءٌ مِن العلمِ وبالمناقشةِ يتبينُ لكَ شيءٌ كثير.
الثالث: التقصيرُ في الطَّلَبِ: دواءهُ الجدُّ والاجتهادُ، اجتهدْ ولا تتوانَى، ثمّ التقصيرُ في الطَّلَبِ ليسَ معناهُ قِلَّةُ الطَّلَبِ، حتّى الترتيبُ في الطَّلَبِ هذا ايضًا يُضِرُّ بالإنسانِ ويُنقِصُ عِلْمَهُ،بعضُ الناسِ مثلاً إذا أرادَ أنْ يُراجِعَ مَسألةً في الكتبِ الكبيرةِ صارَ يستعرضُ الفِهْرِسَ؛ يَجِدُ بَحْثًا ثُمَّ يذهبُ يبحثُ فيه وينسى الأوّل، وهذا الذي يُقَطِّعُ عليه الأوقاتَ تقطيعًا، ما دُمْتَ تُريد تحقيقَ مسألةٍ فَأَغْمِضْ عينيكَ عَمّا سِوَاهَا، وإلاّ ستكونُ، كالذي يلقطُ الجرادَ في أرضٍ جَرْدَاء، ما تُحَصِّلُ شيئًا، هذا تقصيرٌ في الطَّلَبِ؛ ما هو تقصيرٌ كَمِّيٌّ، ولكن تقصيرٌ كَيْفِيٌّ.
(يُتْبَعُ)
(/)
الرابع: سوءُ القصْدِ: هذا هو العلّةُ، سوءُ القصْدِ يحتاجُ إلى إخلاصٍ ونُصحٍ لله ?، فإذا قصدَ الإنسانُ حفظَ الشريعةِ وأنْ يَرِثَ الأنبياءَ سَهُلَ عليه حُسْنُ القصْدِ؛ لأنّهُ إذا عَلِمَ أنّ الإنسانَ إذا طلبَ العلمَ لغيرِ الله فإنّهُ يُحرم الخير، وعن الوعيد، وأنّ الله يَنْزِعُ بركةَ العلمِ مِنه حَرِصَ على أنْ يكونَ قصْدُهُ حسنًا.
فهذه أمورٌ أربعةٌ هي التي يُحرم الإنسانُ إيَّاها في عدم تَبَيُّنِ الأحكامِ الشرعيّةِ، وإلاّ فالله ? تَكَفَّلَ {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ} ". ()
7 – الحثُّ على الرسوخِ في العلمِ.
عند تفسيره لقوله تعالى: {لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} (النساء: من الآية162)
ذكرَ مِن فوائدها:" فضيلةُ الرسوخِ في العلمِ،وانتبهوا لكلمةِ " الرسوخ "،فمعناها الثبوتُ والاستقرار ()،وذلكَ لأنّ العلمَ عِلْمَانِ:عِلْمٌ طَافٍ،بمعنى أنّه على السَّطْحِ؛ أيُّ ريحٍ تُزحزحه، وهذا ما يكونُ عند كثيرٍ مِن الطلبةِ، تجدْ كثيرًا مِن الطلبةِ يُجَمِّعُ العلومَ دفعةً واحدةً فيكون كالطبيبِ العامّ ليسَ له اختصاصٌ في شيءٍ، وبعضُ الطلبةِ يُركِّزُ ويحرصُ، فهذا الذي يُدرِكُ العلمَ، ويكون عنده قُدرَةٌ ومَلَكَةٌ " ... إلى أنْ قالَ:"ومِن ثَمَّ كُنت أقولُ دائمًا لطلابِ العلمِ: احرصوا على القواعدِ – قواعد العلم – وضوابطِ العلمِ، وذلكَ لأنّ الجزئيّاتِ لا حَصْرَ لها، كُلُّ يومٍ يخرجُ للناسِ مُعاملةٌ جديدةٌ أو حَدَثٌ جديد في العباداتِ لا يُمكن للإنسانِ أنْ يَحكُمَ عليها حُكمًا صريحًا إلاّ إذا كانَ عندهُ قواعدُ وأصولٌ يُلحِق هذه الجزئيّاتِ بأُصُولِهَا وقواعدها، أمّا مَن يأخذُ العلمَ مَسألةً مَسألة فهو كالذي يلقطُ الجرادَ مِن الصحراءِ، يتعبُ ولم يملأ الكيسَ،لكن الإنسانُ الذي يحرصُ على القواعدِ هذا هو الذي بإذن الله يُدرِكُ العلمَ ". ()
8– تَلَطُّفُ الطالبِ معَ الشيخِ.
عند تفسيره لقوله تعالى: {قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ} (الكهف: من الآية66)
قالَ:" أيْ قالَ مُوسَى للخَضِرِ: هل أتّبِعُكَ،وهذا عَرْضٌ لطيفٌ، وتواضع،وتَأَمَّلْ هذا الأدبَ مِن مُوسَى ? مع أنّ مُوسَى أفضل مِنه، وكانَ عند الله وجيها، ومع ذلكَ يَتلطَّفُ معه لأنّه سوفَ يأخذُ مِنه عِلْمًا لا يَعْلَمُهُ مُوسَى، وفي هذا دليلٌ أنّ على طالبِ العلمِ أنْ يتلطَّفَ مع شيخهِ ومع أستاذهِ وأنْ يُعامله بالإكرامِ ". ()
وما تقدّمَ نماذجُ مِن إرشاداتهِ وتوجيهاتهِ التي كانَ يُلقِيهَا على طُلاّبِهِ أثناءَ إملائهِ لتفسيره تُبَيِّنُ حرصَ الشيخِ على هذا الجانبِ، واهتمامه بهِ.
اسأل الله أن ينفعنا بالقرآن.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[21 Nov 2010, 06:51 م]ـ
أحسنت أبا خالد - نفع الله بك كما نفع بشيخنا الإمام الزاهد المربي ابن عثيمين -.
ومن أهم ما يميّز العلماء الربانيين أنهم يجمعون بين الأدب والعلم، وبين التعليم والتربية، وبين البيان والحرص على توجيه الطلاب وعموم الناس.
قال الشيخ رحمه الله في آخر تفسيره لسورة النازعات: (ولهذا نقول أنت لا تسأل متى تموت ولا أين تموت لأن هذا أمر لا يحتاج إلى سؤال أمر مفروغ منه ولابد أن يكون ومهما طالت بك الدنيا فكأنما بقيت يوماً واحداً بل كما قال تعالى هنا: {كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها} ولكن السؤال الذي يجب أن يرد على النفس ويجب أن يكون لديك جواب عليه هو على أي حال تموت؟! ولست أريد على أي حال تموت هل أنت غني أو فقير، أو قوي أو ضعيف، أو ذو عيال أو عقيم، بل على أي حال تموت في العمل، فإذا كنت تساءل نفسك هذا السؤال فلابد أن تستعد؛ لأنك لا تدري متى يفجَؤُك الموت، كم من إنسان خرج يقود سيارته ورجع به محمولاً على الأكتاف، وكم من إنسان خرج من أهله يقول هيئوا لي طعام الغداء أو العشاء ولكن لم يأكله، وكم من إنسان لبس قيمصه وزر أزرته ولم يفكها إلا الغاسل يغسله، هذا أمر مشاهد بحوادث بغتة. فانظر الان وفكر على أي حال تموت، ولهذا ينبغي لك أن تكثر من الاستغفار ما استطعت، فإن الاستغفار فيه من كل هم فرج، ومن كل ضيق مخرج، حتى إن بعض العلماء يقول إذا استفتاك شخص فاستغفر الله قبل أن تفتيه، لأن الذنوب تحول بين الإنسان وبين الهدى واستنبط ذلك من قول الله تبارك وتعالى: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيماً. واستغفر الله إن الله كان غفوراً رحيماً} [النساء: 105، 106]. وهذا استنباط جيد، ويمكن أيضاً أن يستنبط من قوله تعالى: {والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم} [محمد: 17]. والاستغفار هو الهدى، لذلك أوصيكم بالمراقبة، وكثرة الاستغفار، ومحاسبة النفس حتى نكون على أهبة الاستعداد خشية أن يفجؤُنا الموت ـ نسأل الله أن يحسن لنا الخاتمة ـ.)(/)
ملتقى أهل التفسير يبارك لرواده دخول الشهر الكريم
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[22 Sep 2006, 09:05 م]ـ
مجلس القضاء الاعلى يثبت دخول شهر رمضان المبارك , ويكون السبت اول ايام شهر رمضان المبارك ,
نسأل الله أن يوفقنا لصيامه وقيامه.
وهذه نصيحة للشيخ ابن باز رحمه الله بهذه المناسبة:
السؤال: سماحة الشيخ ما نصيحتكم للمسلمين ونحن نستقبل هذا الشهر الفضيل؟
الجواب: نصيحتي للمسلمين جميعاً أن يتقوا الله جل وعلا، وأن يستقبلوا شهرهم العظيم بتوبة صادقة من جميع الذنوب، وان يتفقهوا في دينهم وأن يتعلموا أحكام صومهم وأحكام قيامهم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين))، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وسلسلت الشياطين)) ولقوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وصفدت الشياطين وينادى منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة)).
وكان يقول صلى الله عليه وسلم للصحابة: ((أتاكم شهر رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء فأروا الله من أنفسكم خيراً فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله)). ومعنى: ((أروا الله من أنفسكم خيراً)): يعني سارعوا إلى الخيرات وبادروا إلى الطاعات وابتعدوا عن السيئات. ويقول صلى الله عليه وسلم: ((من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)). ويقول صلى الله عليه وسلم: يقول الله جل وعلا: ((كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من اجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك))، ويقول صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم))، ويقول صلى الله عليه وسلم: ((من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)) رواه البخاري في الصحيح. فالوصية لجميع المسلمين أن يتقوا الله وان يحفظوا صومهم وأن يصونوه من جميع المعاصي، ويشرع لهم الاجتهاد في الخيرات والمسابقة إلى الطاعات من الصدقات والإكثار من قراءة القرآن والتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والاستغفار؛ لأن هذا شهر القرآن: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}، فيشرع للمؤمنين الاجتهاد في قراءة القرآن، فيستحب للرجال والنساء الإكثار من قراءة القرآن ليلاً ونهاراً، وكل حرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها كما جاء ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، مع الحذر من جميع السيئات والمعاصي، مع التواصي بالحق والتناصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فهو شهر عظيم تضاعف فيه الأعمال، وتعظم فيه السيئات، فالواجب على المؤمن أن يجتهد في أداء ما فرض الله عليه وأن يحذر ما حرم الله عليه، وأن تكون عنايته في رمضان أكثر وأعظم، كما يشرع له الاجتهاد في أعمال الخير من الصدقات وعيادة المريض واتباع الجنائز وصلة الرحم، وكثرة القراءة وكثرة الذكر والتسبيح والتهليل والاستغفار والدعاء، إلى غير هذا من وجوه الخير، يرجو ثواب الله ويخشى عقابه، نسأل الله أن يوفق المسلمين لما يرضيه، ونسأل الله أن يبلغنا وجميع المسلمين صيامه وقيامه إيماناً واحتساباً، نسأل الله أن يمنحنا وجميع المسلمين في كل مكان الفقه في الدين والاستقامة عليه، والسلامة من أسباب غضب الله وعقابه، كما أسأله سبحانه أن يوفق جميع ولاة أمر المسلمين وجميع أمراء المسلمين، وأن يهديهم وأن يصلح أحوالهم، وأن يوفقهم لتحكيم شريعة الله في جميع أمورهم، في عبادتهم وأعمالهم وجميع شئونهم، نسأل الله أن يوفقهم لذلك، عملاً بقوله جل وعلا: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ}، وعملاً بقوله جل وعلا: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}، وعملاً بقوله سبحانه: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، وعملاً بقوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}، وعملاً بقول الله سبحانه: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}، وقوله سبحانه: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}.
هذا هو الواجب على جميع المسلمين وعلى أمرائهم، يجب على أمراء المسلمين وعلى علمائهم وعلى عامتهم أن يتقوا الله وأن ينقادوا لشرع الله، وأن يحكموا شرع الله فيما بينهم؛ لأنه الشرع الذي به الصلاح والهداية والعاقبة الحميدة و به رضا الله و به الوصول إلى الحق الذي شرعه الله وبه الحذر من الظلم. نسأل الله للجميع التوفيق والهداية وصلاح النية والعمل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[22 Sep 2006, 10:30 م]ـ
جزاكم الله خيراً .. ونسأل الله تعالى أن يوفقنا لصيام رمضان وقيامه إيماناً واحتساباً
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Sep 2006, 12:45 ص]ـ
نسأل الله أن يبارك لنا في هذا الشهر، وأن يعيننا فيه على الصيام والقيام على الوجه الذي يرضيه.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[23 Sep 2006, 04:23 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإنه يسعدني أن أبارك لكم هذا الشهر الكريم، وأسأل الله تعالى أن يجعلنا من عتقاء هذا الشهر الكريم، و يدخلنا جنته برحمته، و يجمعنا في روضاتها بمنه و كرمه.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.(/)
بشرى: تمَّ تحقيق كتاب البلقيني (مواقع العلوم في مواقع النجوم)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[23 Sep 2006, 01:47 م]ـ
قام الباحث / السعيد فؤاد عبد ربه إبراهيم المدرس المساعد بقسم التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين بطنطا التابع لجامعة الأزهر الشريف؛ قام بتحقيق كتاب (مواقع العلوم في مواقع النجوم) لجلال الدين عبد الرحمن البلقيني (ت: 824) رحمه الله تعالى، وقد نال به درجة الدكتوراه عام 1426/ 2005م.
وقد اعتمد الباحث فيث تسميته لهذا الكتاب على ما جاء في صفحة العنوان للمخطوطة، وكذا في تسمية المؤلف لكتابه هذا، واستدرك على السيوطي رحمه الله تعالى في تسميته لهذا الكتاب بـ (مواقع العلوم من مواقع النجوم).
وقد أفاد بأن الكتاب إنما عُرِف من جهة السيوطي رحمه الله تعالى.
وقد وجد نسخة فريدة لهذا الكتاب في الخزانة الزكية (نسبة للعلامة أحمد زكي باشا رحمه الله تعالى).
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[23 Sep 2006, 02:15 م]ـ
هل طُبِع؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[23 Sep 2006, 02:19 م]ـ
لما يُطبع.
وقد يتبنى مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الشاطبي طباعة هذا السِّفر النفيس.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Sep 2006, 02:38 م]ـ
بشرك الله بالخير يا أبا عبدالملك، ونرجو أن نراه مطبوعاً قريباً.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[23 Sep 2006, 10:04 م]ـ
بشرى طيبة , والعبرة بطباعته , فكم هي الرسائل القيمة حبيسة الأدراج.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[24 Sep 2006, 10:28 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
جزاك الله خيراً يا شيخ مساعد على زفِّ البشارات المفرحات لكل مؤمن.
ولكن إن لم يطبع (وسيأخذ وقتاً) فلا أقل من تحميله على الملتقى المبارك.
ودمتم على الخير أعواناً
محبكم في الله
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[20 Apr 2009, 09:13 م]ـ
صدر حديثا: (مواقع العلوم في مواقع النجوم) للبلقيني ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=77415#post77415)(/)
رجاء (ضع تعريفًا بكتب التفسير المختصرة التي تعرفها)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[23 Sep 2006, 02:01 م]ـ
بمناسبة شهر القرآن شهر رمضان المبارك؛ أقدم لكم التبريكات بهذا الشهر العظيم، وأسأل الله أن لا يحرمني وإياكم في هذا الشهر الكريم.
إخواني الكرام:
كم أتمنى لو وضع الواحد منا ما يعرف من الكتب المختصرة في التفسير، التي قصد مؤلفوها أن تكون على سبيل الإيجاز؛ كتفسير (الوجيز) للواحدي (ت: 468) رحمه الله تعالى، فأقطارنا العربية والإسلامية لا تخلو من هذه المختصرات، فحبذا لو تَمَّ التعريف بها تعريفًا موجزًا يبين عن منهجها.
ولست أريد الكتب التي اختصرت تفسيرًا سابقًا؛ كالمختصرات التي عُمِلت على تفسير ابن كثير الدمشقي (ت: 774) رحمه الله تعالى.
وتظهر فائدة هذه التفاسير المختصرة السهلة في تعريف الدارسين وطلاب العلم المبتدئين بهذه الكتب التي يكثر السؤال عنها في حال بداية طلب علم التفسير.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[24 Sep 2006, 12:48 ص]ـ
تلبية لهذه الدعوة الكريمة، أستفتح المشاركات ببيانٍ عن تفسير موجز سماه مؤلفاه: (الكافي في تفسير الآيات وإيضاح القراءات) والمؤلفان هما: عبد العزيز رباح، و بشير جويجاني. وقدم لعملهما الشيخ الراحل عبد القادر الأرناؤوط، و الشيخ محمد كريِّم راجح - والتفسير صادر عن دار المأمون للتراث - بدمشق - الطبعة الأولى 1426 هج = 2005 م - ويقع في 688 صفحة.
والمصحف مطبوع في إطار خاص داخل إطار التفسير، وإطار المصحف يبدأ بآية وينتهي بآية - كالذي نعهده في مصحف مجمع الملك فهد - وتميز لفظ الجلالة وكذلك لفظ رب بلون الحمرة، والتفسير يحيط بإطار المصحف من جهتين، والجهتان الأخريان جعلتا حدا للصفحة من أعلى وعلى اليسار في الصفحة اليمنى، ومن أعلى وعلى اليمين في الصفحة اليسرى، وإذا كان التفسير يحتاج إلى أكثر من صفحة جُعل إطار المصحف خاليا حتى يستوفي الرجلان القول والبيان. ومع عناية المفسرَيْنِ بالعبارة السهلة القريبة التناول، اتخذا من أسباب النزول وسيلة لإيضاح المعاني كما خصصا أسفل الصفحات لبيان القراءات المشهورة. ولو كنت قرأت الكتاب كاملا لأمكن الإشارة إلى مواضع الملاحظات إن وجدت، أمَا وقد قرأت مقدار جزئين ولم ألحظ شيئا مما يؤخذ على التفسير أو المعتقد، فهو في الجملة جيد ومفيد.
ـ[روضة]ــــــــ[26 Sep 2006, 10:05 م]ـ
كتب الأستاذ محمد فريد وجدي تفسيرين للقرآن الكريم، الأول: (صفوة العرفان في تفسير القرآن)، 1321 هـ، وبعد عامين أتبعه بتفسير آخر سماه: (المصحف المفسر)، وبينهما تشابه كبير، وكلاهما موجز، ووضع لكل تفسير مقدمة، كانت موجزة في (المصحف المفسر)، أما (صفوة العرفان في تفسير القرآن)، فجعل له مقدمة فلسفية كبيرة، امتازت بقوة التعبير ومتانته، وحسن السَّبْك والصياغة، وقد تضمّنت فوائد عظيمة، ومعاني عميقة.
برز اهتمامه باللغة في التفسير بشكل واضح، وكان يشرح اللفظ حيث صادفه، ولا يحيل، يقسم تفسير الآيات قسمين، تفسير الألفاظ، وتفسير المعاني، يبين فيه المعنى الإجمالي للآية، وأفرد قسماً ثالثاً في (صفوة العرفان) لبيان القراءات، ويبدأ مباشرة ببيان معنى السورة دون أن يقدم للسورة بمقدمة، ولا يعطي فكرة عن مكيتها ومدنيتها، أو موضوعها.
يمتاز أسلوبه بالسهولة واليسر، عباراته واضحة، يفسر الآية حسب ما يبدو ظاهراً منها، ولا يحاول الغوص وراء الألفاظ، واستخراج ما ترشد إليه.
والغرض من وضعه هذا التفسير تقريب معاني القرآن الكريم للناس وخاصة الذين لا يملكون الوقت الكافي للقراءة في التفاسير المطولة، كما قال في المقدمة.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[28 Sep 2006, 02:46 م]ـ
- مختصر جزء (عَمَّ) من (جامع البيان عن تأويل آي القرآن)؛
لابن جرير الطبري، رحمه الله
(اختصار عبد الرحمن كيلاني)
عليك بهذا الرابط:
http://www.fustat.com
وهذا الرابط:
http://www.fustat.com/sub/quran.shtml
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[28 Sep 2006, 03:13 م]ـ
من المختصرات الرائعة التي ترافقني في حلي وترحالي
المصحف الميسر
للشيخ عبد الجليل عيسى / شيخ كليتي أصول الدين واللغة العربية، بالأزهر الشريف
الناشر: دار الشروق / القاهرة ـ بيروت = الطبعة الرابعة 1969 م
وهو ميسر في قراءته، ميسر في فهمه، يشرح اللفظ الغريب، ويوضح المجمل.
كما أنه بعيد عن الخلافات المذهبية، والخرافات الإسرائيلية؛ التي شوهت جمال
كثير من التفاسير ..
ثم هو بعد كل ذلك خفيف حمله، جزيل معناه،
فأضحى جديراأن يقال عنه:
(زاد المسافر، وأنيس المقيم، من كتاب الله الكريم)
ثم هو تلافى مشكلة الأملاء، التي تختلف باختلاف أقطار المسلمين، وانظره يقول في المقدمة:
(رأينا أن نجمع بين الأمرين:
التسهيل على القارئ، والمحافظة على أصل رسم المصحف الإمام؛ فوضعنا على كل كلمة تخالف الرسم المعتاد رقماً،
ووضعنا أمام هذا الرقم، في هامش الصفحة، الكلمة بالرسم المعتاد).
ووضح له مقدمة هامة، تبين منهجه، وطريقة العمل، في هذا التفسير الميسر
ثم وضع فهرساً لبعض المبادئ المهمة، التي تعرض لها القرآن
وهي هامة ومفيدة؛ لأنه لم ينوع القرآن الأدلة، على وجوه مختلفة، مثل ما نوع في أدلة الأصول الثلاثة:
أ- وجود الله، ووحدانيته.
ب- بعث الخلائق يوم القيامة، للحساب والجزاء.
ج- صدق الرسول، حتى إنه لا تكاد تخلو منها سورة من السور المكية
التي نزلت في غضون ثلاث عشرة سنة، من سنوات الرسالة المحمدية
البالغ عددها ثلاثا وعشرين سنة .....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[منصور مهران]ــــــــ[28 Sep 2006, 03:48 م]ـ
وقرأت تفسيرا آخر أعده الأستاذ الدكتور حكمت بن بشير بن ياسين، وأصدرته دار المآثر للنشر والتوزيع، المدينة المنورة، 1425 هج. وعنوانه: (التفسير المختصر الواضح) من موسوعة الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور، ومن العنوان يتبين لنا أن صاحب المختصر صرف جهده إلى اختصار الموسوعة التي وردت في تتمة العنوان وكذلك في المقدمة دون أدنى إشارة إلى بيانات الموسوعة من جهة المؤلف أو المؤلفين، ومن جهة الناشر ومكان النشر وسنة الإصدار.
جاء هذا المختصر في 640 صفحة
اتخذ صاحب المختصر طريقة الموسوعة في التفسير بالبدء بتفسير القرآن بالقرآن، ثم ما صح من تفسير النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ما كان مأثورا عن الصحابة، ثم التابعين، ثم بعض أقوال أئمة التفسير. كل ذلك بعبارات أصحاب الأقوال أحيانا وبأسلوبه أحيانا مسندا كل قول إلى قائله وإلى مصدره، وغالبا فإنه ينقل ما قاله علماء الحديث الأثبات في درجة الرواية من حيث الصحة، وعلى سبيل الاختصار فقد اتخذ رموزا دالة على المصادر وعلى درجة المرويات، مثل: (حا) رمزا يغني عن عبارة (أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره).
ومثل: (عط) رمزا يغني عن عبارة (قال الشيخ عطية سالم - رحمه الله تعالى - في إكماله لأضواء البيان.
ولاحظت أن صاحب الاختصار لم يتعرض لبيان معنى (استوى على العرش) في الآية 54 من سورة الأعراف، ولا في الآية 3 من سورة يونس، وغيرها. كما لاحظت ذلك عند تفسير (ولتصنع على عيني) فقد اكتفى ببيان الاصطناع فنقل قول قتادة: بأنه هو غذاؤه، ولتغذى على عيني.
ولعل صاحب المختصر أراد أن يبين التوقف فيما لا دليل على المراد منه، أو لعل الأصل لم يرد فيه شيء من معاني الأسماء والصفات، وهذه محمدة ولكنها تحمد أكثر إذا جاءت مقرونة بالقول الصريح أن هذه مسألة عقدية تضاربت فيها أقوال المفسرين، وأن جيل القرن الأول وتابعيهم يرون الإيمان بأسماء الله وصفاته من غير تأويل ولا تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل.
وفي الجملة فإن هذا المختصر مفيد للناشئة وغير المتخصصين لسلاسة أسلوبه ودقة عبارته وصحة معانيه، وبالله التوفيق.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[28 Sep 2006, 05:03 م]ـ
من الكتب النافعة: كتاب التفسير الميسر , وقد أعده نخبة من العلماء صادر عن مجمع الملك فهد , وهو سهل العبارة , لكنه للأسف نفد من الأسواق , ولم يعد طبعه فيما أعلم.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[29 Sep 2006, 02:37 م]ـ
الأخ مروان بارك الله فيك
المختصرات من التفاسير ليست من شرط هذه المشاركة.
أخي أحمد
كنت سأكت نبذة عن التفسير الميسر، لكن لم استطع لضيق الوقت، فإن تكرمت ببيان ما ذكرهالمشرف على التفسير الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، فذكر منهج الكتاب مهم جدًا.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[29 Sep 2006, 05:42 م]ـ
تفسير (أبدع البيان لجميع آي القرآن) لأبي البركات الأستاذ المحقق الشيخ محمد بدر الدين ابن الملا درويش التلّوي - دار النيل - 1413 هج = 1992 م - إزمير - تركيا. هكذا جاءت بياناته على غلافه
هذا التفسير جمع بين علم كثير وتحقيقات دقيقة ثم الإيجاز الوافي المحمود؛ بحيث يرغب فيه القارئ ويتشوق إلى السباحة في معانيه، بدأه المؤلف بمقدمة أبان فيها أنه لم يكن بمعزل عن تراث الأمة في التفسير: فقد نظر فيها وأعمل فكره حتى خرج بقول سهل يدرك به القارئ معاني القرآن الكريم بغير عناء، وبعد المقدمة أتى بتنبيهات تتعلق بمنهجه إذ إنه كتب التفسير بعبارة مختصرة وجعل فيه شيئا من الإعراب التوضيحي ويذكر كثيرا سبب النزول والمناسبة بين الآيات، ويضم إل أحكام القرآن ما يكون معها من أحكام جاءت بها السنة الصحيحة، مع عناية بمسائل بلاغية دقيقة.
ومن الإيجاز الذي التزمه المؤلف أنه لا يكثر من القول إذا اقتضاه تكرار المعاني بل يحيل إلى ما قاله أول مرة، ويدع القارئ يلتمس الموضع السابق ليتدبر الموضع اللاحق.
ثم أتى المؤلف ببعض الآداب التي تتعلق بقارئ القرآن.
فإذا شرع في التفسير فإنه يمزج التفسير بسياق الآية أو بعض الآية جاعلا ألفاظ القرآن بين قوسَي الحلية لتمييزها عن كلامه، ويجعل تعليقاته التي سماها: (عقود الجمان) في الحاشية السفلى للصفحات، وفيها طرائف جليلة.
والمؤلف مستقيم المعتقد ورائع التعبير فيه. وبالله التوفيق.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[29 Sep 2006, 09:12 م]ـ
أخي الدكتور مساعد بناءً على طلبك هذه مقدمة الدكتور عبد الله التركي , وهي لا تعفيك عما عزمت عليه من الكتابة حول هذا التفسير لأهميته , ولقيمة كتابتك وفقك الله , والمقدمة طويلة المهم منها الضوابط التي ساروا عليها وهي:
1 - تقديم ما صح من التفسير بالمأثور على غيره.
2 - الاقتصار في النقل على القول الصحيح أو الأرجح.
3 - إبراز الهداية القرآنية ومقاصد الشريعة الإسلامية من خلال التفسير.
4 - كون العبارة مختصرة سهلة , مع بيان الألفاظ الغريبة أثناء التفسير.
5 - كون التفسير بالقدر الذي تتسع له حاشية مصحف المدينة
6 - وقوف المفسر على المعنى المساوي , وتجنب الزيادة الواردة في آيات أخرى حتى تفسر في موضعها.
7 - إيراد معنى الآية مباشرة دون حاجة إلى الأخبار , إلا ما دعت إليه الضرورة.
8 - كون التفسير وفق رواية حفص عن عاصم.
9 - تجنب ذكر القراءات ومسائل النحو والإعراب.
10 - مراعاة المفسر أن هذا التفسير سيترجم إلى لغات مختلفة.
11 - تجنب ذكر المصطلحات التي تتعذر ترجمتها.
12 - تفسير كل آية على حدة , ولا تعاد ألفاظ النص القرآني في التفسير إلا لضرورة , ويذكر في بداية تفسير كل آية رقمها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[11 Feb 2009, 11:49 ص]ـ
موضوع مهم وجدير بالعناية
والتفسير الذي أريد أن أعرف به هنا هو: "التفسير الواضح الميسر" للشيخ محمد بن علي الصابوني، وهو من أحسن التفاسير المختصرة التي استمتعت بالقراءة فيها، وانتفعت بما فيه من جميل العبارات، ونفائس الاستنباطات.
ومن أحسن ما أعجبني فيه: ربطه للآيات بالواقع، وشدته على أهل الباطل من اليهود والنصارى وأعوانهم وأذنابهم.
وقد قام مركز جمعة الماجد في الإمارات بطباعة هذا الكتاب
http://www10.0zz0.com/2009/02/11/11/353803646.png (http://www.0zz0.com)
وجاء في تعريفهم به:
(إن المسلمين اليوم في أمَسّ الحاجة، إلى فهم كتاب الله العظيم والتمسك به، في عصر طغت فيه المادة، وتاهت فيه البشرية في خضم المادية، فانحرفت عن هداية الله، مع أن بين أيديهم، هذا النور الإلهي الوضاء، المنقذ لهم من الشقاء، لذا كان لزاماً على العلماء أن يعيدوا الأمة الإسلامية، إلى مركز عزها وسيادتها، وذلك بالارتباط بكتاب ربها، الذي فيه السعادة والنجاح والفلاح.
وقد وضع المؤلف، هذا التفسير الواضح الميسر بين يدي المسلمين عسى أن ينفع الله به من يريد له الخير، وهو تفسير يجمع بين المأثور والمعقول، بأسلوب سهل ميسر، يفهمه العامة والخاصة.
والمؤلف ذو تجارب سابقة، وخبرة ودربه، مع كتاب الله مكنته من تقديم تفسيره بهذا الشكل الميسر، فبعد أن قدم مختصر تفسير ابن كثير، وصفوة التفاسير وغيرها من الأعمال، خدمة لكتاب الله، يقدم هذا التفسير الميسر، فكأنه بهذا يعرض لنا هنا زبدة الصفوة بأسلوب سهل ميسر شيق، وكم في هذه الخطوة من خدمة لكتاب الله؛ لأن كثير من المسلمين اليوم تكوينهم الثقافي قاصر عن فهم التفاسير المطولة والغوص في دقائقها، فكأنه قد قام بهذا الفهم عنهم، وقدم لهم المادة مهضومة مفهومة، وإشارته إلى المصادر تظهر بين الحين والآخر، وإن كان، نظراً لمنهج الكتاب القائم على الاختصار والتيسير لا يذكر مصادره تخفيفاً، بل تراه أحياناً يجمع بين مصادره فيقول: قال المفسرون.
والمركز اليوم يسعد بتقديم هذا العمل خدمة للإسلام وتيسيراً على أهله.)
وللكتاب طبعة أخرى ملونة في مجلد كبير، وهي طبعة المكتبة العصرية، وهي طبعة لا بأس بها.
http://www10.0zz0.com/2009/02/11/11/128019647.jpg (http://www.0zz0.com)
وعلى الكتاب بعض الملحوظات والتنبيهات التي قيدتها عند قراءته، ولعلي أذكر بعضها في مشاركات أخرى.
ـ[عبدالله العمري]ــــــــ[13 Feb 2009, 06:09 م]ـ
من التفاسير الجيدة، تفسير " المُعين على تدبر الكتاب المبين " بقلم / مجد بن أحمد مكّي.
ويتميز هذا التفسير بما يلي:
01 الحجم، فهو في مجلد واحد.
02 جمال الطباعة، وحُسن الورق.
03 اعتماد مصحف المجمع.
04 رجوع المؤلف إلى عيون التفاسير كـ / التسهيل لابن جزيّ، والتفسير النسفي، والجواهر الحِسان لللثعالبي، وتفسير الجلالين، والسراج المنير للشربيني، وصفوة البيان لمخلوف، والمنتخب الذي أصدره المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر، والتفسير الميسر الذي أصدره المجمع بالمدينة، وزهرة التفاسير لأبي زهرة.
05 تأثره التأثر الكبير، وكذلك الاستفادة من تفسير العلّأمة الميداني " معارج التفكر ".
06 اهتمامه بالأمور الإيمانية والتربوية.
وغير ذلك .. وقد ذكر وفقه الله أبع عشرة قاعدة سار عليها في تفسيره.
ولعل الإخوة المشرفين يدلون بتعليقهم حول هذا التفسير، وبالأخص الدكتور / عبد الرحمن معاضة الشهري.
ولكم التحية ز
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Feb 2009, 11:34 م]ـ
رابط ذو صلة بهذا الموضوع
ماهو أفضل مختصر لتفسيرالقرآن بمجلد واحد ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=44647#post44647)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[06 Dec 2009, 11:52 م]ـ
جامع البيان في تفسير القرآن للحسيني الأيجي الشافعي (832 - 894هـ) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=92096#post92096)(/)
تصحيح خطأ في برنامج النور للنشر المكتبي
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[25 Sep 2006, 12:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد
المبعوث رحمة للعالمين
(سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
(البقرة:32)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإنني أنبه على خطأ في الإحالة على آية قرآنية كريمة واردة في برنامج مصحف النور للنشر المكتبي، وذلك حتى يعمل أصحاب البرنامج على مراجعته وتصحيح هذا الخطأ، علما أنني استعمله كثيرا و هي المرة الوحيدة التي وجدت فيها هذا الخطأ، مما يبين أن البرنامج دقيق في الإحالة على القرآن الكريم بدرجة كبيرة. و الكمال لله تعالى.
الآية الكريمة: (وقيل من راق) البرنامج يحيلك على المدثر، الآية 27.و الصحيح سورةالقيامة، الآية 27.
مع رجاء للإخوة الباحثين إذا وجدوا مثل هذه الأخطاء التنبيه إليها. كما أنني بصدد تسجيل بعض الملاحظات التي من شأنها تطوير البرنامج وجعله أكثر نجاعة و مصداقية في البحث عن آي الذكر الحكيم.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[07 Oct 2006, 12:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
(سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
(البقرة:32)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
هذا خطأ آخر حيث تمت الإحالة في قوله تعالى: (واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون) على سورة الزمر، الآية 13. و الصواب سورة يس، الآية 13.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.(/)
الآيات المفاتيح للتأصيل لمفهوم التسامح في الإسلام.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[25 Sep 2006, 02:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد
المبعوث رحمة للعالمين
(سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (البقرة:32)
الآيات المفاتيح للتأصيل لمفهوم التسامح في الإسلام.
(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (النحل:125)
(ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ) (المؤمنون:96)
(وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (فصلت:34)
(وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً) (الاسراء:53)
(فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ) (الغاشية:21) (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ) (الغاشية:22)
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (النحل:90)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات:13)
(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ) (هود:118)
(لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:256)
(لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة:8)
(وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:108)
(لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:256)
(وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:108)
(وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:111)
(أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ) (الانبياء:24)
(أَمَّنْ يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (النمل:64)
(وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كَانُوا يَفْتَرُونَ) (القصص:75)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً) (النساء:94)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً) (النساء:94)
(وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْأِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ) (الحجرات:7) (فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (الحجرات:8)
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الانبياء:107)
الرجاء من الإخوة الأفاضل إغناء هذه الورقة بإضافاتهم و اقتراحاتهم و ملاحظاتهم.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[28 Sep 2006, 12:04 م]ـ
أخي الكريم: بعض هذه الآيات ظاهر الاستدلال على الموضوع , وبعضها يحتاج إلى ذلك , فلو تكرمت بذلك.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[28 Sep 2006, 10:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل: أحمد بن محمد البريدي ـ حفظه الله ـ
أما بعد، فإني أشكر لفضيلتكم تواصلكم. أما بالنسبة لموضوع المشاركة فالهدف منه وضع معجم قرآني لآيات التسامح، يساهم في تكوينه كل الإخوة المهتمين. وكما لا يخفى على فضيلتكم دلالات القرآن الكريم مفتوحة أمام من آتاه الله فهما وفقها، ونحن نطمع في الاستفادة من هذه الفتوحات الربانية. مع الحرص على الشروع بعد ذلك في تفسيرها تفسيرا موضوعيا. والله المستعان. وجزاكم الله خيرا.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[20 May 2008, 10:57 م]ـ
جزي الله خيرا استاذنا الكريم احمد الضاوي علي تلك الفكرة المباركة جمع (الآيات المفاتيح للتأصيل لمفهوم التسامح في الإسلام) وقد وقفت علي مقال في هذا السياق للشيخ الدكتور يوسف القرضاوي يقول فيه:
من أشد الأمور خطرا، والتي تهدد المجتمعات بالتمزق والتعادي، بل قد تفضي إلى إشتعال الحروب بين المجتمعات بعضها وبعض، بل بين أبناء المجتمع الواحد، والوطن الواحد: التعصب.
وليس المراد بالتعصب: اعتزاز الإنسان بعقديته أو بأفكاره التي اقتنع بها بمحض اختياره، فهذا لا يمكن أن يعاب. إنما المراد بالتعصب: انغلاق المرء على عقيدته أو فكره، واعتبار الآخرين جميعاً خصومه وأعداءه، وتوجس الشر منهم، وإضمار السوء لهم، وإشاعة جو من العنف والكراهية لهم، مما يفقد الناس العيش في في أمان واطمئنان. والأمن نعمة من أعظم نعم الله على الإنسان، لهذا امتن الله على قريش فقال: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} (قريش:4،3). واعتبر القرآن الجنة دار أمن كامل: {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آَمِنِينَ} (الحجر:46).واعتبر شر ما تصاب به المجتمعات: الجوع والخوف، فقال تعالى: {فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} (النحل:112).
ومن الناس من يتصور أن الإيمان الديني ملازم للتعصب لا يفارقه لا محالة. لأن المؤمن بدينة يعتقد أنه على الحق، وما عداه على الباطل، وأن إيمانه هو سبيل النجاة، ومن لم يتمسك بعروته الوثقى: لم يهتد إلى طريق الخلاص، وأن من لم يؤمن بكتابه المنزل، وبنبيه المرسل، فهو ذاهب إلى الجحيم، ولا تنفعه أعمال الخير التي قدمها، لأنها لم تبن على الإيمان، فلا قيمة لها عند الله. كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا} (النور:39)، وكقوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ} (إبراهيم:18).
وهذه التصورات للآخرين: تنشئ العداوة والبغضاء بين الناس بعضهم وبعض، وكثيراً ما تؤدي إلى حروب دموية بين الطوائف والشعوب المختلفة دينياً.
كما سجل ذلك التاريخ في عصوره المختلفة: بين الأديان بعضها وبعض؛ كما بين المسلمين والنصارى، وبين الطوائف والمذاهب الدينية داخل الدين الواحد، كما بين الكاثوليك والبرتستانت، وكذلك السنة والشيعة.
فما الحل أمام هذه المشكلات الفكرية والعملية التي تتجسد في الواقع، وتمثل تحديات تحتاج إلى مواجهة، وتساؤلات تفتقر إلى أجوبة؟
وأود أن أبادر هنا فأقول: إن الإسلام قد عالج هذه التصورات النظرية، والمشكلات العملية، من خلال ثقافة أصلية واضحة أسسها وأرساها، وعلمها لأبنائه، وهي ثقافة تؤسس: التسامح لا التعصب، والتعارف لا التناكر، والحب لا الكراهية، والحوار لا الصدام، والرفق لا العنف، والرحمة لا القسوة، والسلام لا الحرب.
مصادر ثقافة التسامح لدى المسلم:
(يُتْبَعُ)
(/)
ومصادر ثقافة التسامح لدي المسلم كثيرة وأصيلة. وأعظمها بلا ريب هو: القرآن الكريم؛ الذي أسس أصول التسامح، ورسخها في سوره المكية والمدنية، بأساليبه البيانية المعجزة، التي تخاطب الكيان الإنساني كله، فتقنع العقل، وتمتع العاطفة، وتحرك الإرادة. وسيرى القارئ الكريم أن الدعائم الشرعية والمنطقية التي سنعتمد عليها في الدعوة إلى التسامح وإشاعته وتثبيته: مستمدة من القرآن أساساً.
وبعد ذلك تأتي السيرة والسنة النبوية شارحة موضحة ومفصلة، فالسنة هي البيان النظري، والتطبيق العملي للقرآن، كما قال تعالى: {بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (النحل:44).
ويأتي بعد ذلك عمل الصحابة رضي الله عنهم، خصوصاً الخلفاء الراشدين، وسنتهم امتداد لسنة النبي r، وهم تلاميذ مدرسة النبوة، بها اقتدوا فاهتدوا، وعلى ضوئها اقتبسوا تشريعاتهم وتوجيهاتهم، فهدوا إلى سراط مستقيم.
كما نستأنس أيضاً بأقوال أئمة الأمة وفقهائها وعلمائها الراسخين، الذين هم ورثة النبوة، وحملة علمها، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.
ومن مصادر ثقافة التسامح لدى المسلم: الواقع التاريخي لأن الإسلام، بهذا التاريخ قام على التسامح مع المخالفين، لم يخالف في ذلك خليفة أو سلطان، أو قائد، أو وزير في المشرق والمغرب، في خلافة بني أمية، أو بني، أو بني العباس، أو بني عثمان. ولقد شهد بذلك مؤرخون منصفون من الغربيين وغيرهم، ونقلنا ذلك عنهم في أكثر من كتاب لنا، منهم تومس أرنولد، وغستاف لوبون، وغيرهما.
خصائص ثقافة التسامح الإسلامي:
ولثقافة التسامح الإسلامي خصائص متعددة، بيد أن هناك خصيصة مهمة، وهي: أن صبغتها الدينية، ومصدرها الرباني، وانبثاقها أصلا من الأوامر الإلهية، والتوجهات النبوية: تجعل لها سلطة على المسلمين، نابعة من قلوبهم وضمائرهم، يذعنون لها، ويحرصون على تنفيذ أحكامها، بدافع من إيمانهم، وخشية لربهم.
وفرق بين سلطة القوانين الوضعية التي يحاول كثير من الأفراد التحلل منها، والتحايل على أحكامها، وبين الأحكام الإلهية، التي بشر المؤمنون بها: أنهم باحترامها وإتباعها، يكسبون رضوان الله تعالى، ومثوبته في الآخرة، وسكينة النفس، وراحة الضمير في الدنيا، كما قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (النحل:97).
الركائز العقدية والفكرية للتسامح الإسلامي
تقوم تقوم ثقافة التسامح عند المسلمين على جملة من الزكائز العقدية والفكرية، بيانها فيما يلي:
إقرار التعددية
الركيزة الأولى وهى: اقرار ظاهرة التعددية، أو التنوع، وأنها ظاهرة طبيعية، وسنة كونية، كما يؤمن المسلم بوحدانية الخالق، يؤمن بتعددية الخلق في مجالات شتى.
فهناك التعددية العرقية: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} (الحجرات:13).وهناك التعددية اللغوية: {وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ} (الروم:22). وهناك التعددية الدينية: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} (هود:118،117) قال المفسرون: وللاختلاف خلقهم [1]، لأنه لما أعطى كلا منهم العقل والإرادة، تنوعت مواقفهم ودياناتهم. وهناك التعددية المذهبية والفكرية، داخل الدين الواحد، لأن الله أنزل الدين نصوصاً قابلة لتعدد الرؤى والاجتهادات، ولو شاء أن يجمع الناس على رأي واحد، وعلى مذهب واحد، لجعل الدين كله قائم على نصوص قطعية الثبوت، قطعية الدلالة، فلا مجال فيها لاختلاف.
وهناك التعددية السياسية والحزبية، وما دمنا قد أجزنا تعدد المذاهب في الفقه، يلزمنا أن نجيز تعدد الأحزاب في السياسة، فما الأحزاب إلا مذاهب في السياسة، وما المذاهب إلا أحزاب في الفقه [2].
الاختلاف واقع بمشيئة الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
والركيزة الثانية: أن اختلاف الدين واقع بمشيئة الله تعالى، المرتبطة بحكمته سبحانه، فلا يشاء إلا ما كان فيه حكمة، لأن من أسمائه (الحكيم) فهو لا يخلق شيئاَ باطلا، ولا يشرع شيئاً عبثاً.
وقد أعلن القرآن أن هذا الختلاف الديني واقع بمشيئة الله عز وجل كما قال: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} (يونس:99) وقال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ} (الأنعام:35). ولو شاء ربنا أن يجعل كل الناس مؤمنين مهديين مطيعين له، لجعلهم على صورة أخرى، كما خلق الملائكة مفطوريين على طاعته وعبادته {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ} (الأنبياء:20)، {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (التحريم:6).وما دام هذا الاختلاف الدييني واقعا بمشيئة الله سبحانه، فمن ذا الذي يقف ضد مشيئة الله؟ ومن الذي يفكر في محو الأديان كلها إلا دينه؟ إنه لو فعل هذا لم يكن مصيره إلا الخيبة والإخفاق، وانتصار مشيئة الله الواحد القهار.
حساب المختلفين إلى يوم القيامة
والركيزة الثالثة: أن حساب المختلفين في دياناتهم ومذاهبهم واتجاهاتهم الدينية والأخلاقية التي نشأوا عليها، ليس إلينا، ولكن إلى خالق الجميع، إلى الله وحده وليس في هذه الدنيا، ولكن في الدار الآخرة، يوم القيامة. وهذا ما قرره القرآن في مواضع شتى. يقول تعالى مخاطبا رسوله: {وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ * اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (الحج:68،69). وفي سياق آخر يقول له في شأن أهل الكتاب: {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} (الشورى:15). ويعدد أصحاب الديانات المختلفة من كتابيين ووثنيين، ليبين لنا أن الله هو الذي يفصل بينهم يوم القيامة: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (الحج:17).
وهذه الفكرة أو العقيدة، من شأنها أن تخفف من النظرة السوداوية للآخرين، مهما يكن اعتقاد المتديّن، ونظرته إلى نفسه، ونظرته إلى غيره، فكل متدين يؤمن أنه هو المهتدي، وغيره هو الضال، وهو المبصر، وغيره هو الأعمى، ولكن حساب ذلك إلى الله، يوم تبلى السرائر، وتنكشف الحقائق: {يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ} (النور:25).
اعتبار البشرية كلها أسرة واحدة
والركيزة الرابعة: أن الإسلام ينظر إلى البشرية كلها – أيا كانت أجناسها وألوانها ولغاتها وأقاليمها وطبقاتها- بوصفها أسرة واحدة، تنتمي من جهة الخلق إلى رب واحد، ومن جهة النسب إلى أب واحد، وهذا ما نادى به القرآن الناس؛ كل الناس، فقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} (النساء:1)، وما أجدر كلمة {الأرحام} في هذا السياق أن تفسر بما يشمل الأرحام الإنسانية كلها. كما قال الشاعر المسلم:
إذا كان أصلي من تراب فكلها ... بلادي وكل العالمين أقاربي!
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أعلن رسول الإسلام هذه الحقيقة - وحدة الأسرة البشرية- أمام الجموع الحاشدة في حجة الوداع، قائلا: "يا أيها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم، وآدم من تراب، لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي إلا بالتقوى إن أكرمكم عند الله أتقاكم" [3]. وهو تقرير وتأكيد لما جاء في الآية الكريمة من سورة الحجرات {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (الحجرات:13). فالمراد بالذكر والأنثى في الآية: آدم وحواء، وهما أبوا البشر. ويستأنس لهذا بما جاء في الحديث الذي رواه أحمد وأبو داود عن زيد بن أرقم وإن كان في إسناده ضعف: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول دبر كل صلاة: "اللهم ربنا ورب كل شيء ومليكه؛ أنا شهيد أنك وحدك لا شريك لك، اللهم ربنا ورب كل شيء ومليكه؛ أنا شهيد أن محمدا عبدك ورسولك، اللهم ربنا ورب كل شيء ومليكه؛ أنا شهيد أن العباد كلهم إخوة" [4].
وقد أثبت القرآن أن هناك أخوة دينية بين أهل الإيمان أو أهل الدين الواحد، كما قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (الحجرات: من الآية10)، {فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً} (آل عمران: من الآية103). كما أثبت أن هناك أخوة قومية ووطنية، كالتي أثبتها بين الرسل وأقوامهم المكذبين لهم {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً} (لأعراف: من الآية65)، {إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً} (النمل: من الآية45). والأخوة هنا قطعا ليست دينية، وإنما هي أخوة قومية، ولهذا كان يبدأ كل رسول من هؤلاء نداءه بقوله: {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} (لأعراف: من الآية59). فلا غرو أن يكون هناك أخوة إنسانية آدمية بحكم الانتساب إلى آدم أبي البشر، ومن هنا نودوا جميعا بقوله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ َ} في القرآن خمس مرات.
تكريم الإنسان لإنسانيته وحدها
والركيزة الخامسة للتسامح في الإسلام: هي تكريم الإنسان من حيث هو إنسان، بغض النظر عن لون بشرته أو لون عينيه، أو صبغة شعره، أو شكل أنفه أو وجهه، أو بالنظر إلى لغته أو إقليمه الذي يعيش فيه، أو عرقه الذي ينتمي إليه، أو طبقته الاجتماعية التي ينتسب – أو ينسبه الناس- إليها، أو حتى دينه الذي يعتنقه ويؤمن به.
وذلك أن أساس التكريم في نظر القرآن هو: الآدمية ذاتها، كما قال تعالى {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} (الإسراء:70). وقال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} (التين:4).وقال سبحانه: {الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الإنسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} (الرحمن:1 - 4). وقال في أول ما نزل من القرآن: {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} (العلق: 3 - 5). وقال عز وجل {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (البقرة:30). نعم عقد مسابقة بين آدم والملائكة، ظهر فيها فضل آدم أبي البشر على الملائكة الكرام. ومن ثم أمر الإسلام باحترام الإنسان، فلا يجوز أن يؤذى في حضرته، أو يهان في غيبته، حتى بكلمة يكرهها لو سمعها، ولو كانت حقيقة في نفسها، ولكنها تؤذيه، وحتى بعد موته لا يذكر إلا بخير، ولا يجوز أن تمتهن حرمة جسده حيا أو ميتا، حتى جاء في الحديث: "كسر عظم الميت ككسر عظم الحي" [5].
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الأحاديث الصحيحة التي لها دلالة: ما رواه الشيخان أن النبي صلى الله عليه وسلم مروا عليه بجنازة، فقام لها واقفا، إكراما للميت، فقال له الصحابة: يا رسول الله؛ إنها جنازة يهودي! (يريدون أنها ليهودي أي أنها ليست جنازة مسلم) فقال عليه صلى الله عليه وسلم- وما أروع ما قال-: "أليست نفسا؟! [6] ". فما أروع الموقف المحمدي، وما أروع التفسير والتعليل؛ "أليست نفسا؟! " بلى إنها نفس إنسانية، ولكل نفس في الإسلام حرمة ومكانة. وهذا على الرغم مما وقع من اليهود من الإساءات الكثيرة للرسول ولأصحابه.
البر والقسط للمسالمين من غير المسلمين
والركيزة السادسة: إقرار التعامل بالبر والقسط مع المسالمين من غير المسلمين، وهو ما سجلتُه في أول كتاب لي دخلت به ميدان التأليف العلمي، وهو كتاب (الحلال والحرام في الإسلام) منذ ما يقرب من نصف قرن من الزمان. فقد ذكرت في فصل (علاقة المسلم بغير المسلم) ما يلي: إذا أردنا أن نجمل تعليمات الإسلام في معاملة المخالفين له - في ضوء ما يحل وما يحرم- فحسبنا آيتان من كتاب الله، جديرتان أن تكونا دستورا جامعا في هذا الشأن. وهما قوله تعالى: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ* إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} سورة الممتحنة:8،9.
فالآية الأولى لم ترغب في العدل والإقساط فحسب إلى غير المسلمين الذين لم يقاتلوا المسلمين في الدين، ولم يخرجوهم من ديارهم - أي أولئك الذين لا حرب ولا عداوة بينهم وبين المسلمين- بل رغبت الآية في برهم والإقساط إليهم. والبر كلمة جامعة لمعاني الخير والتوسع فيه، فهو أمر فوق العدل. وهي الكلمة التي يعبر بها المسلمون عن أوجب الحقوق البشرية عليهم، وذلك هو (برُّ) الوالدين. وإنما قلنا: إن الآية رغبت في ذلك لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} والمؤمن يسعى دائما إلى تحقيق ما يحبه الله. ولا ينفي معنى الترغيب والطلب في الآية: أنها جاءت بلفظ {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ} فهذا التعبير قصد به نفي ما كان عالقا بالأذهان - وما يزال- أن المخالف في الدين لا يستحق برا ولا قسطا، ولا مودة ولا حسن عشرة. فبيّن الله تعالى أنه لا ينهى المؤمنين عن ذلك مع كل المخالفين لهم، بل مع المحاربين لهم، العادين عليهم.
العداوات بين الناس ليست أمرا دائما
والركيزة السابعة، التي قررها الإسلام، وعلّمها للمسلمين، وغرسها في عقولهم وضمائرهم: أن الناس قد يعادي بعضهم بعضا، لأسباب مختلفة، دينية أو دنيوية، ولكن هذه العداوات – على حق كان أو على باطل- لا تدوم أبد الدهر، فالقلوب تتغير، والأحوال تتبدل، وعدو الأمس قد يصبح صديق اليوم، وبعيد اليوم قد يصبح قريب الغد، وهذه قاعدة مهمة في علاقات الناس بعضهم ببعض، فلا ينبغي أن يسرفوا في العداوة، حتى لا يبقوا للصلح موضعا، وهذا ما نبه إليه القرآن بوضوح بعد نهيه عن موالاة أعداء الله وأعداء المسلمين في أول سورة الممتحنة، وضرب مثلا بصلابة إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم: {إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} (الممتحنة:4). بعد هذا قال تعالى: {عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (الممتحنة:7).
فهذا الرجاء من الله سبحانه الذي ذكره بكلمة (عسى) يملأ القلوب أملا بتغيير القلوب من العداوة والبغضاء إلى المودة والمحبة، والله قدير على تغيير القلوب، فهو الذي يقلبها كيف يشاء، والله غفور لما مضى من الأحقاد والضغائن، رحيم بعباده الذين تصفو قلوبهم، ولا عجب أن اشتهر بين المسلمين قولهم: وابغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما [7].
الدعوة إلى الحوار بالتي هي أحسن:
(يُتْبَعُ)
(/)
والركيزة الثامنة للتسامح الإسلامي هي: الدعوة إلى حوار المخالفين بالحسنى، وذلك في قوله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (النحل:125)، فالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة – غالبا- مع الموافقين، والجدال بالتي هي أحسن – غالبا - مع المخالفين. فالمسلمون مأمورون من ربهم أن يجادلوا مخالفهم، بالطريقة التي هي أحسن الطرق، أمثلها وأقرب إلى القبول من المخالف.
والجدال بالتي هي أحسن، هو: الحوار الذي ندعو إليه مع المخالفين لنا، وهو الذي لا يسعى إلى إيغار الصدور، أو المباعدة بين القلوب، وإثارة ما يشعل الفتنة، أو يورث الضغينة، بل يعمل على تقريب القلوب بعضها من بعض، كما قال تعالى في مجادلة أهل الكتاب: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (العنكبوت:46). فالآية تركز على الجوامع المشتركة التي يؤمن بها الفريقان، لا على نقاط التمايز والاختلاف، وهذا من أصول الحوار بالحسنى. وبهذا يرى الإسلام ضرورة الحوار بين المتخالفين، ولا يرى حتمية الصراع بينهم، كما ادعى الكاتب الاستراتيجي الأمريكي (صمويل هانتجتون).
وقد بدأ الحوار الإسلامي المسيحي منذ حوالي أربعين سنة، ولم يزل مستمرا إلى عهد قريب، وقد شاركت في أكثر من مؤتمر لهذا الحوار، منها: مؤتمر القمة الإسلامية المسيحية في روما (أكتوبر2001) التي دعت إليها جمعية (سانت جديو) وقد شار فيه كبار الكرادلة، وكبار علماء المسلمين. والقمة الإسلامية المسيحية في برشلونة (2003م) ومؤتمر الحوار الإسلامي المسيحي مع الكنائس الشرقية خاصة في القاهرة. ولكن بعد كلمات بابا الفاتيكان (بندكت السادس عشر) في محاضرته بألمانيا (12سبتمبر 2006) التي أساء إلى الإسلام ونبيه وعقيدته وشريعته وحضارته: توقف الحوار بيننا وبين القوم؛ حتى يظهر موقف آخر يمحو الأذى السابق.
أعلى درجات التسامح عند المسلمين وحدهم
والركيزة التاسعة: أن المسلمين وحدهم هم الذين لهم أعلى درجات التسامح الديني. ذلك أن التسامح الديني والفكري له درجات ومراتب:
فالدرجة الدنيا من التسامح أن تدع لمخالفك حرية دينه وعقيدته، ولا تجبره بالقوة على اعتناق دينك أو مذهبك، بحيث إذا أبى حكمت عليه بالموت أو العذاب أو المصادرة أو النفي أو غير ذلك من ألوان العقوبات والاضطهادات التي يقوم بها المتعصبون ضد مخالفيهم في عقائدهم .. فتدع له حرية الاعتقاد، ولكن لا تمكنه من ممارسة واجباته الدينية التي تفرضها عليه عقيدته، والامتناع مما يعتقد تحريمه عليه.
والدرجة الوسطى من التسامح: أن تدع له حق الاعتقاد بما يراه من ديانة ومذهب ثم لا تضيق عليه بترك أمر يعتقد وجوبه أو فعل أمر يعتقد حرمته. فإذا كان اليهودي يعتقد حرمة العمل يوم السبت فلا يجوز أن يكلف بعمل في هذا اليوم. لأنه لا يفعله إلا وهو يشعر بمخالفة دينه [8]. وإذا كان النصراني يعتقد بوجوب الذهاب إلى الكنيسة يوم الأحد فلا يجوز أن يمنع من ذلك في هذا اليوم.
والدرجة التي تعلو هذه في التسامح: ألا نضيق على المخالفين فيما يعتقدون حله في دينهم أو مذهبهم. وإن كنت تعتقد أنه حرام في دينك أو مذهبك. وهذا ما كان عليه المسلمون مع المخالفين من أهل الذمة. إذ ارتفعوا إلى الدرجة العليا من التسامح. فقد التزموا كل ما يعتقده غير المسلم أنه حلال في دينه، ووسعوا له في ذلك، ولم يضيقوا عليه بالمنع والتحريم. وكان يمكنهم أن يحرموا ذلك مراعاة لشريعة الدولة ودينها ولا يتهموا بكثير من التعصب أو قليل، ذلك لأن الشيء الذي يحله دين من الأديان ليس فرضًا على أتباعه أن يفعلوه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا كان دين المجوسي يبيح له الزواج من أمه أو أخته فيمكنه أن يتزوج من غيرهما ولا حرج. وإذا كان دين النصراني يحل له أكل الخنزير، فإنه يستطيع أن يعيش عمره دون أن يأكل الخنزير، وفي لحوم البقر والغنم والطير متسع له. ومثل ذلك الخمر، فإذا كانت بعض الكتب المسيحية قد جاءت بإباحتها أو إباحة القليل منها لإصلاح المعدة، فليس من فرائض المسيحية أن يشرب المسيحي الخمر.
فلو أن الإسلام قال للذميين: دعوا زواج المحارم، وشرب الخمر، وأكل الخنازير، مراعاة لشعور إخوانكم المسلمين، لم يكن عليهم في ذلك أيُّ حرج ديني، لأنهم إذا تركوا هذه الأشياء لم يرتكبوا في دينهم منكرًا، ولا أخلوا بواجب مقدس. ومع هذا لم يقل الإسلام ذلك، ولم يشأ أن يضيق على غير المسلمين في أمر يعتقدون حله، وقال للمسلمين: اتركوهم وما يدينون.
روح التسامح عند المسلمين:
الركيزة العاشرة للتسامح الإسلامي تتجلى فيما نسميه (روح التسامح الديني) عند المسلمين، ذلك أن هناك شيئًا لا يدخل في نطاق الحقوق التي تنظمها القوانين، ويلزم بها القضاء، وتشرف على تنفيذها الحكومات. ذلك هو (روح السماحة) التي تبدو في حُسن المعاشرة، ولطف المعاملة، ورعاية الجوار، وسعة المشاعر الإنسانية من البر والرحمة والإحسان. وهي الأمور التي تحتاج إليها الحياة اليومية، ولا يغني فيها قانون ولا قضاء. وهذه الروح لا تكاد توجد في غير المجتمع الإسلامي. تتجلى هذه السماحة في مثل قول القرآن في شأن الوالدين المشركين اللذين يحاولان إخراج ابنهما من التوحيد إلى الشرك: {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً} (لقمان: 15).
وفي قول القرآن يصف الأبرار من عباد الله: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً} (الإنسان:8.ولم يكن الأسير ين نزلت الآية إلا من المشركين. وفي قول القرآن يجيب عن شبهة بعض المسلمين في مشروعية الإنفاق على ذويهم وجيرانهم من المشركين المُصِرِّين: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ} (البقرة:272).
وقد روى محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة ومدوِّن مذهبه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى أهل مكة مالاً لما قحطوا ليوزع على فقرائهم [9]. هذا على الرغم مما قاساه من أهل مكة من العنت والأذى هو وأصحابه. وروى أحمد والشيخان عن أسماء بنت أبى بكر قالت: قدمت أمي وهي مشركة، في عهد قريش إذ عاهدوا، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله، إن أمي قدمت وهي راغبة، أفأصِلها؟ قال: "نعم، صِلي أمك" [10].
وفي قول القرآن يبين أدب المجادلة مع المخالفين: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} (العنكبوت:46). وتتجلى هذه السماحة كذلك في معاملة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأهل الكتاب يهودًا كانوا أو نصارى، فقد كان يزورهم ويكرمهم، ويحسن إليهم، ويعود مرضاهم، ويأخذ منهم ويعطيهم. ذكر ابن إسحق في السيرة: أن وفد نجران ـ وهم من النصارى ـ لما قدموا على الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة، دخلوا عليه مسجده بعد العصر، فكانت صلاتهم، فقاموا يصلون في مسجده، فأراد الناس منعهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دعوهم" فاستقبلوا المشرق فصلوا صلاتهم [11]. وعقب المجتهد ابن القيم على هذه القصة في (الهدي النبوي) فذكر مما فيها من الفقه: (جواز دخول أهل الكتاب مساجد المسلمين، وتمكين أهل الكتاب من صلاتهم بحضرة المسلمين، وفي مساجدهم أيضًا، إذا كان ذلك عارضًا، ولا يمكنون من اعتياد ذلك) [12].
وروى أبو عبيد في (الأموال) عن سعيد بن المسيب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تصدق بصدقة على أهل بيت من اليهود، فهي تُجْرَى عليهم [13].
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى البخاري عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد يهوديًا، وعرض عليه الإسلام فأسلم، فخرج وهو يقول: "الحمد لله الذي أنقذه بي من النار" [14]. وروى البخاري أيضًا: "أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي ودرعه مرهونة عند يهودي في نفقة عياله [15] "، وقد كان في وسعه صلى الله عليه وسلم أن يستقرض من أصحابه، وما كانوا لِيَضِنُّوا عليه بشيء ولكنه أراد أن يُعَلِّم أمته. وقبل النبي صلى الله عليه وسلم الهدايا من غير المسلمين [16]، واستعان في سلمه وحربه بغير المسلمين، حيث ضمن ولاءهم له، ولم يخش منهم شرًا ولا كيدًا.
وتتجلى هذه السماحة كذلك في معاملة الصحابة والتابعين لغير المسلمين. فعمر يأمر بصرف معاش دائم ليهودي وعياله من بيت مال المسلمين، ثم يقول: قال الله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} (سورة التوبة: 60) وهذا من مساكين أهل الكتاب [17].
ويمر في رحلته إلى الشام بقوم مجذومين من النصارى فيأمر بمساعدة اجتماعية لهم من بيت مال المسلمين. وأصيب عمر بضربة رجل من أهل الذمة ـ أبي لؤلؤة المجوسي ـ فلم يمنعه ذلك أن يوصى الخليفة من بعده وهو على فراش الموت فيقول: (وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم أن يوفي لهم بعهدهم وأن يقاتل من وراءهم وأن لا يكلفوا فوق طاقتهم) [18].
وعبد الله بن عمرو يوصي غلامه أن يعطي جاره اليهودي من الأضحية، ويكرر الوصية مرة بعد مرة، حتى دهش الغلام، وسأله عن سر هذه العناية بجار يهودي؟ قال ابن عمرو: إن النبي صلي الله عليه وسلم قال:" ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه" [19]. وماتت أم الحارث بن أبي ربيعه وهي نصرانية، فشيعها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم [20]. وكان بعض أجلاء التابعين يعطون نصيبًا من صدقة الفطر لرهبان النصارى ولا يرون في ذلك حرجًا. بل ذهب بعضهم ـ كعكرمة وابن سيرين والزهري ـ إلى جواز إعطائهم من الزكاة نفسها. وروى ابن أبي شيبة عم جابر بن زيد: أنه سُئل عن الصدقة فيمن توضع؟ فقال: في أهل ملتكم من المسلمين، وأهل ذمتهم ... ) [21].
وذكر القاضي عياض في (ترتيب المدارك) قال: حدث الدارقطني أن القاضي إسماعيل بن إسحاق [22]: دخل عليه الوزير عبدون بن صاعد النصراني وزير الخليفة المعتضد بالله العباسي، فقام له القاضي ورحب به. فرأى إنكار الشهود لذلك، فلما خرج الوزير قال القاضي إسماعيل: قد علمت إنكاركم، وقد قال الله تعالى: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين} سورة الممتحنة:8. وهذا الرجل يقضي حوائج المسلمين وهو سفير بيننا وبين المعتضد .... وهذا من البر [23].
___________________
[1] قال بذلك الحسن ومقاتل وعطاء. انظر: القرطبي (9/ 99) وابن كثير (2/ 610).
[2] انظر: كتابنا (من فقه الدولة في الإسلام) فصل (تعدد الأحزاب في ظل الدولة الإسلامية) /ص147 - 161 / طبعة دار الشروق. القاهرة.
[3] رواه أحمد في المسند (23489)، وقال مخرّجوه: إسناده صحيح، عن من سمع النبي، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (3/ 586).
[4] رواه أحمد في المسند (19293)، وقال محققوه: إسناده ضعيف، وأبو داود في الصلاة (1508)، والبيهقي في الشعب (1/ 433)، عن زيد بن أرقم.
[5] رواه أحمد في المسند (24686) عن عائشة، وقال مخرّجوه: رجاله ثقات رجال الشيخين محمد بن عبد الرحمن الأنصاري هو ابن سعد بن زرارة، وأبو داود في (3207) ورواه ابن ماجه (1616) وابن حبان (3167) كلهم في الجنائز.
[6] متفق عليه: رواه البخاري في الجنائز (1312)، ومسلم في الجنائز (961)، وأحمد في المسند (23842)، والنسائي في الجنائز (1921)، عن قيس بن سعد وسهل بن حنيف.
(يُتْبَعُ)
(/)
[7] رواه الترمذي في البر والصلة (1997) عن أبي هريرة، وقال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه بهذا الإسناد إلا من هذا الوجه، وقد روي هذا الحديث عن أيوب بإسناد غير هذا ورواه الحسن بن أبي جعفر، وهو حديث ضعيف أيضا بإسناده له عن النبي صلى الله عليه وسلم، والصحيح عن علي موقوف، ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (37026) وقال محققه (محمد عوامة): والواقع أن إسناد المرفوع رجاله ثقات من رجال مسلم، كما في (تخريج الإحياء (2/ 185)، لكن أعله النقاد وصححوا وقفه، ورواه البخاري في الأدب المفرد عن علي مرفوعا (1321)، والبيهقي في الشعب (6593). وذكره الألباني في صحيح الأدب المفرد (992) وفي صحيح الترمذي (1625).
[8] في غاية المنتهى وشرحه، من كتب الحنابلة: "ويحرم إحضار يهودي في سبته، وتحريمه باق بالنسبة إليه، فيستثنى شرعًا من عمل في إجازة، لحديث النسائي والترمذي وصححه: "وأنتم يهود عليكم خاصة ألا تعدوا في السبت" ا. هـ (جـ2ص604).
[9] شرح السير الكبير جـ 1 ص 144.
[10] متفق عليه: رواه البخاري في الهبة وفضلها والتحريض عليها (2620)، ومسلم في الزكاة (1003)، وأحمد في المسند (26913)، وأبو داود في الزكاة (1668).
[11] سيرة ابن هشام (1/ 573).
[12] زاد المعاد ج 3ط. مطبعة السنة المحمدية.
[13] الأموال لأبي عبيد ص613.
[14] رواه البخاري في الجنائز (1356) وأبو داود في الجنائز (1290) وأحمد في المسند (12792) وابن حبان في الجنائز (2960).
[15] رواه البخاري في الجهاد والسير (2916) عن عائشة،والنسائي في البيوع (4651) وابن ماجه في الرهون (2438) وأحمد (25998) وابن حبان في الرهن (59369).
[16] كما في قبوله الهدية من المقوقس عظيم مصر. (البداية والنهاية (5/ 340).
[17] الخراج لأبى يوسف ص 26، وانظر: كتابنا "فقه الزكاة" (ج 2 ص705 - 706).
[18] رواه البخاري في الجنائز (1392) عن عمرو بن ميمون.
[19] القصة رواها أبو داود في الأدب (5152) والترمذي في البر والصلة (1942)، أما الحديث المرفوع فهو متفق عليه. رواه البخاري في الأدب (6015) عن ابن عمر، ومسلم في الأدب (2624) ورواه ابن ماجه عن عائشة في الأدب (3673).
[20] القصة رواها عبد الرزاق في مصنفه (6/ 36).
[21] ذكر ذلك ابن حزم في المحلى (5/ 117).
[22] من أعلام المالكية، وقاضى بغداد توفى سنة 282هـ ـ انظر ترجمته في "ترتيب المدارك" (3/ 166 ـ 181) ط. دار الحياة ببيروت ـ تحقيق الدكتور أحمد بكير محمود.
[23] المرجع السابق ص174.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[25 May 2008, 04:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل: الأستاذ الدكتور ـ يسري خضر ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أخي الكريم لا يسعني إلا أن أقول لكم جزاكم الله خيرا على إضافتكم القيمة.
شاكرا لفضيلتكم تواصلكم و اهتمامكم و تقديركم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.(/)
دروس في اصول التفسير
ـ[ماجد الخير]ــــــــ[25 Sep 2006, 03:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمنه الله وبكاته أمابعد:
أخواني نبارك لكم بالشهر الفضيل ونسأل الله لنا ولكم القبول فهذه دروس في أصول التفسير حيث سأقوم بانزال درس في كل يوم وإليكم الموضوع الأول:
الدرس الأول
تعريف أصول التفسير
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء
والمرسلين، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه والتابعين، أما بعد:
سنأخذ شرحاً لمقدمة شيخ الإسلام ابن تيمية المعنونة بمقدمة في أصول التفسير.
ولكن قبل هذه المقدمة سنأخذ موضوعات تتعلق بأصول التفسير وتشمل هذه الموضوعات أو
المقدمة التعريفية، التعريف بالمراد بأصول التفسير، وموضوعات هذا العلم، وأهمية هذا
العلم وثمرته، وكذلك المؤلفات فيه، وسنتحدث -إن شاء الله- في المؤلفات عن هذا
المؤلف الذي سيكون -إن شاء الله- الشرح عليه.
هذه المقدمة التعريفية قد تستغرق عندنا -إن شاء الله- لقاءين بإذن الله، نأخذ فيها
مجمل المعلومات المرتبطة بهذه القضايا الأربعة.
أولاً: نبتدئ بتعريف الأصول: عادة إذا كان المصطلح الذي يكون مركباً ويفككونه إلى
مفردات، ثم يرتبونها بعد ذلك؛ فيبينون معنى أصول، ثم يبينون معنى التفسير ثم يبينون
بعد ذلك معنى أصول التفسير.
فنبتدئ أولاً بتعريف الأصول: وكما هو معلوم أن الأصول جمع أصل، فلو رجعنا إلى كتب
اللغة لتعريف الأصل سنجد أن عبارات اللغويين تدور على معنى أسفل الشيء أو أساس
الشيء، يعني الأصل: هو أسفل الشيء أو أساس الشيء. وقد ورد في القرآن الكريم آيات
ذكر فيها مدلول هذه اللفظة، التي هي الأصل، فما أدري إذا أحد من الإخوة ممكن يعطينا
بعض الآيات في ذلك. نعم يا أخي الكريم.
? أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ? [إبراهيم: 24].
نعم قوله -سبحانه وتعالى-: ? أَصْلُهَا ? لو بدأنا الآية ...
?ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ
وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ?.
نعم ? كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ ? أي: في الأرض، ? وَفَرْعُهَا فِي
السَّمَاءِ ? ففارق بين الأصل والفرع.
كذلك عندنا آية أخرى؟
? أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا ? [الحشر: 5].
أي هذا في النخل، لما أحرق الرسول -صلى الله عليه وسلم- نخل يهود بني النضير، فكذلك
أيضاً هذه النخل كذلك قائمة على أصولها، أي أن ما زالت أصولها قائمة ولكنهم قطعوا
أعلى الشجرة أو أعلى النخلة.
عندنا في أيضاً في ما يتعلق بتعريف الأصول من جهة اللغة: عندنا أيضاً كلمتان
مقاربتان لمعنى الأصل وهما: كلمة "الأساس" وكلمة "القاعدة".
اللفظ الأول: "الأساس" وقد قال عنه "ابن فارس" في كتابه "مقاييس اللغة": الهمزة
والسين أي "أس" يدل على الأصل والشيء الوطيد الثابت.
كذلك أيضاً ورد عندنا في القرآن في مادة "الأس" آية، من يذكر لنا في مادة "الأس"؟
نعم.
? أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ ? [التوبة: 109].
نعم، هذا يرجع إلى مادة "الأس".
وأيضاً منه قول الشاعر:
وأس ماجد ثابت وطيد ... مال السماء فرعه المديد
فإذاً المقصد من ذلك أننا لو نظرنا إلى معنى الأصل ومعنى الأس سنجد بينهما تقارب.
اللفظة الثالثة عندنا: "القاعدة". وهذه المادة أيضاً إذا رجعنا إلى مثل كتاب "ابن
فارس" سنجد أنها تدل على ثبوت الشيء على الشيء. ومنه قواعد البيت، وهي أُسسه التي
يُبنى عليها، يعني يرفع البناء على القواعد.
أيضاً ورد عندنا في القرآن في هذه المادة التي هي من مادة القواعد آيات بهذا
المعنى، الذي هو أسس يرفع عليها البناء، فإذا فيه أحد من الإخوة. نعم.
? وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ ?
[البقرة: 127].
نعم، معروف طبعاً قصة إبراز هذه القواعد لإبراهيم -عليه السلام- وأنها كانت ثابتة
في الأرض ورفع عليها بناء الكعبة.
هذه المادة أيضاً مادة "القاعدة" لو تأملنا أيضاً كتب اللغة سنجد أن مادة "قعد"
أغلبها جاء في ما يقابل القيام، نقول: "قام وقعد"، ولو تأملنا أيضاً إذا قلنا: "قعد
الرجل" فهي مشتقة من الأصل الأول المذكور، وقد ورد في القرآن من هذا المعنى آيات
(يُتْبَعُ)
(/)
كثيرة جداً جداً، فلو أخذنا أمثلة من ذلك -يعني من الآيات التي تدل على ما يقابل
القيام-.
قوله تعالى: ? فَاذْكُرُوا اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا ? [النساء: 103].
أي نعم، فقوله: ? قِيَامًا ? مقابل لقوله: ? وَقُعُودًا ?.
وأيضاً من هذه المادة ... هل أحد يذكر شيء من هذا؟ الآيات كثيرة جداً في هذه
المادة ...
قوله تعالى: ? وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ ? [النور: 60].
نعم، سمين "قواعد" لأنهن صرن قعيدات البيوت، بسبب كِبَر السن.
فإذن لو تأملنا أيضاً هذه المادة سنجد أنها مقاربة لمعنى الأصل، ويمكن أن نقول: لو
سميت هذه المادة العلمية أصول التفسير أو أسس التفسير أو قواعد التفسير فهي مصطلحات
متقاربة، تدل على هذا العلم.
هذا ما يتعلق بمادة الأصل من جهة اللغة.
*نأتي الآن إلى مادة التفسير في اللغة: لو قلنا ما هو أصل مادة التفسير؟ يعني الأصل
المادة الأولي: الثلاثي أو الثنائي؟
مادة "فسر".
مأخوذ من مادة "فسر"، يعني التفسير تفعيل من "الفسر" يعني أصل مادته ثلاثي، مادة
"فسر"، هذه المادة "فسر" إذا تأملنا أيضاً استخدامات واستعمالات العرب لهذه المادة،
سنجد أنها تدور على معنى الكشف والإيضاح والبيان، فمثلاً تقول: "فسر الرجل عن
ذراعه" إذا أبانها فظهرت.
إذن هذه المادة بجميع تصرفاتها واشتقاقاتها نعلم أنها تدل على هذا المعنى، فأنت إذا
وجدتها في بيت شعر أو في آية من الآيات، أو في كلام رجل من العرب تعرف أنها تدل على
هذا المعنى الكلي، الذي هو معنى الكشف أو الإيضاح أو البيان.
أيضاً عندنا مادة لها علاقة بالتفسير من جهة اللغة، وكذلك من جهة الاصطلاح، فنأخذها
الآن من جهة اللغة، وهي مادة أخرى لمادة التأويل، وهذه غالباً ما يناقش من يُبين
مصطلح التفسير، غالباً ما يأتي بذكر مصطلح التأويل ليميز بينه وبين التأويل، طبعاً
لن ندخل في التفريقات الكثيرة، لكن الذي يعيني الآن أن نأخذ ما في مادة التأويل مما
يوافق التفسير وما يفارقه، يعني متى توافق مادة التأويل مادة التفسير إذا كان مراد
بها بيان معاني الكلام، فإذن مثلاً قرأنا في كتاب "تفسير الطبري" القول في تأويل
قوله تعالى مراده، يعني القول في تفسير قوله تعالى، إذن عبارة الطبري -رحمه الله
تعالى- في جميع كتابه وهو كتاب يسمى كتابه "تأويل جامع البيان عن تأويل آي القرآن"
أي عن تفسيره، هذا هو الاستخدام الذي يقارب معنى التفسير، وإذا جئنا نعرف أو نعبر
عن التأويل نقول: التأويل له معنيان:
المعنى الأول: التفسير. التأويل ومنه كذا وكذا.
المعنى الثاني: ما تؤول إليه حقائق الأشياء، يعني ما تصير إليه المآلات.
الآن قد يكون عندنا خبر، أو يكون عندنا نهي، أو يكون عندنا خبر أو أمر أو نهي، الذي
هو الأمر الذي هو الفعل، إذا قيل لك افعل كذا، ما هو تأويله؟ قيامك بالفعل، إذا قيل
لك: اترك كذا، ما هو تأويله؟ تركك له، فإذن تأويل الأمر فعله، وتأويل النهي تركه.
يبقى عندنا تأويل الخبر ما هو؟ وقوعه. يعني أن يوجد في الواقع، مثل تأويل الرؤى،
إذا عَبَّرَ المؤول رؤيا من الرؤى ثم وقعت في الحقيقة فنقول: هذا هو تأويل الرؤيا،
يعني ما صارت إليه، ما آلت إليه، مثل ما قال يوسف -عليه السلام- قال: ? هَذَا
تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ? [يوسف: 100].
على سبيل المثال مثلاً جماعة ناموا مثلاً متأخرون ثم قاموا لا يعلمون عن الوقت، ليس
معهم ما يدل على الوقت وهم في غرفة أو كذا، يقولون لفلان: اذهب وانظر لنا هل خرجت
الشمس، فإذا جاء وقال: خرجت الشمس، هذا إذن تأويل، يعني وقوع هذا الأمر بخروج الشمس
هو تأويل لهذا.
إذن المقصد من ذلك: أي خبر إذا وقع فنقول هذا تأويل الخبر، ومن أشهر ما ورد في قضية
التأويل الرؤى، حتى صار تأويل الرؤى كما أشبه بالمصطلح المتعلق بالرؤى.
إذن هذه مادة التأويل وعلاقتها بالتفسير.
طبعاً قد يسأل سائل ويقول: إن العلماء -رحمهم الله- قد ذكروا في الفرق بين التأويل
والتفسير فروقاً كثيرة، فنقول: إن الوقت لا يسمح لشرحها، لكن الملاحظ في هذا الشرح
أمران:
إما أن يكون تخصيصاً لمعنى يدخل في أحد هذه الفروق المذكورة.
وإما أن يكون قولاً لا دليل عليه لا من اللغة ولا من غيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكما قلت لكم المقام لا يسمح، لكن من باب التنبيه إليه، أي قول ورد في التفريق بين
التفسير والتأويل أنه لا يخرج من أحد هذين الأمرين:
إما أن يداخل في أحد هذه الفروق جزء مما قيل.
وإما أن يكون قولاً لا دليل عليه، لا من لغة ولا من شرع ولا من غيره، فيكون قول لا
شك أنه غير معتبر؛ لأنه لابد من أن يكون القول إما أن يدل عليه الشرع، وإما أن تدل
عليه اللغة في مثل هذه الأمور. أما إذا كان مجرد مصطلح خاص فلا يجوز تحكيمه على
الشرع.
يعني نحن نصطلح على سبيل المثال: أن نقول ترى التأويل -فيما بيننا نحن- هو معنى كذا
وكذا، هذا صار اصطلاح خاص، لا علاقة له لا باللغة ولا بالشرع، لكن هذه المصطلحات
الخاصة لا يجوز تحكيمها على الشرع، يعني ما نأتي لمصطلحاتنا هذه وإذا جاءنا شيء في
الشرع نقول: إن التأويل الذي ورد في سورة يوسف هو التأويل الذي اصطلحنا عليه، لا شك
أنه يقع خلل في فهم معاني كلام الله، وهذا الإشكال الذي وقع في مدلول التأويل عند
بعض المتأخرين.
نأتي الآن إلى التفسير اصطلاحاً:
ما هو التفسير اصطلاحاً؟ نحن الآن أخذنا في المعنى اللغوي أن التفسير ما هو؟ كشف و
إيضاح وبيان، المفسر هنا ما هو؟ القرآن، طيب بما أن المفسر القرآن فماذا نريد إذا
قلنا تفسير القرآن؟
المقصود به: بيان معاني القرآن.
نعم، هذا هو التعريف المختصر لمصطلح التفسير، وإلا لو رجعنا إلى تعريفات العلماء قد
نجد ما هو أطول من هذا، لكن هذا هو التعريف الذي يمكن أن يصدق عليه هذا المصطلح،
لماذا؟ لأننا سنأتي بعد قليل حينما نأخذ معلومات كتب التفسير سيتبين لنا صحة هذا
التعريف؛ لأنه ما المراد من المفسر من حيث هو مفسر لا من حيث هو مستنبط ومبين لجمل
ما في القرآن من علوم؟ نريد مفسر يبين لنا المعنى، فأنا حينما أسأل عن قوله -سبحانه
وتعالى-: ? أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ ? ما معنى هذا
الكلام؟ إذا قال معناه كذا، كذا، كذا تبين التفسير وانتهى. لكن إذا قال: ? هَارٍ ?
فيها قراءتان إذا وقفت يكون فيها إمالة، وكذا هذا دخلت فيه علم القراءات، وعلم
القراءات موجود في كتب التفسير، فهل نعد هذا من تفسير أو لا؟ سيأتي بعد قليل إيضاح
هذا.
لكن المقصد من ذلك أننا الآن نحدد مصطلحات، فما هو المصطلح الذي يصدق على تفسير
القرآن؟ هو أنه بيان معاني القرآن، أو الكشف عن معاني القرآن، أو إيضاح معاني
القرآن، لكن لو تأملت في استخدامات العلماء، ما تجد أن أحداً منهم -يقل جدا-ً يقول
شرح القرآن، لكنه لما يأتي إلى السنة النبوية ماذا نقول نحن؟
شرح.
أي نعم، شروح الحديث، كتب شروح الحديث، إذن كأنه صار أشبه بماذا؟ بالمصطلحات التي
تخصص، وإلا نحن في الحقيقة نشرح، هو شرح هنا وهنا، لكن كثر إطلاق مادة التفسير على
القرآن، وإطلاق الشرح على ماذا؟ على السنة النبوية وكذلك على شروح الأشعار أيضاً،
فصارت هناك مصطلح الشرح، لذلك تجد من يستخدم كلمة التفسير في شروح الأشعار أيضاً،
فإذا تأملنا سنجد أن لفظ التفسير كأنها صارت أشبه بالعلم الأغلب على تفسير القرآن.
نأتي الآن إلى التفسير، الآن نريد أن ندخل في هذا الموضوع الذي هو موضوع التفسير
لنبينه لأن عندنا الآن أصول التفسير فنحتاج أن نستطرد في المراد بالتفسير وما في
كتب التفسير لكي نصحح ما ذكرناه قبل قليل من أن التفسير هو بيان المعاني، وكذلك
لننبه على أننا حينما نناقش أصول التفسير فإن الأصل أن نناقش ما يتعلق ببيان
المعاني، كأننا نقول: أصول بيان معاني القرآن، التي هي أصول التفسير، يبقى أصول
بيان معاني القرآن.
أما ما يخرج عن هذا فإنه سيكون من علوم أخرى كما سيتضح بعد قليل.
يرد عندنا الآن سؤال: هل كل المعلومات الواردة في كتب التفسير تعد من صلب التفسير
ومن التفسير؟ هذا سؤال. إذا نظرنا الآن إلى كتب التفسير نجد مثلاً كتاب فيه عشرين
مجلد، وكتاب في مجلد واحد، وهذا فسر جميع القرآن، وهذا فسر جميع القرآن. فهل اختلفت
المادة التفسيرية عند صاحب المجلد عنها عند صاحب العشرين مجلد؟ ماذا دخل من العلوم
عند صاحب العشرين مجلد؟ ولا نجدها عند صاحب المجلد؟ لأننا نقول مثلاً تفسير مثلاً
"تفسير الجلالين"، نعده تفسيراً، "الوجيز" للواحدي في مجلد ونعده تفسيراً، ثم نأتي
(يُتْبَعُ)
(/)
"اللباب" لابن عادل في عشرين جزء، في عشرين مجلد، أو "التحرير والتنوير" .. ابن
عاشور، أو "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي، ومجلدات كل هذه كتبت في مجلدات، ومع ذلك
نقول هذا تفسير، وهذا تفسير.
فإذن نحن نحتاج لنتأمل في هذه المعلومات الواردة في كتب التفسير هل كلها تدخل في
كتب التفسير أو لا؟
لو تأملنا يمكن أن نقسم المعلومات إلى تقسيمات متعددة، وأحب أن أنبه هنا إلى أن هذه
التقسيمات تقسيمات ماذا؟ فنية، بمعنى أن ما أقسمه أنا لكم الآن قد يأتي آخر ويقسمه
تقسيماً آخر، القضية فيها ماذا؟ فيها سعة في الاختلاف، ويدخل باب اختلاف التنوع،
وإن اتفقنا على الأصل وهو أنه يوجد في كتب التفسير ما ليس من التفسير، قضية كيف
نصنف هذه المعلومات الموجودة، هذه قضية فيها سعة، فيمكن أن تصنف أنت تصنيفاً وأصنف
أنا تصنيفاً، ويصنف آخر تصنيفاً آخر، هذا الأمر فيه سعة في هذا.
عندي أن التصنيف يمكن أن نصنف كتب أو معلومات كتب التفسير إلى ثلاثة أقسام:
صلب التفسير، وعلوم القرآن، علوم أخرى.
طبعاً الآن لما نأتي إلى نقول: صلب التفسير، علوم القرآن، علوم أخرى، قد يسأل سائل
ويقول: هل علم التفسير من علوم القرآن أو ليس من علوم القرآن؟
علم التفسير أليس من علوم القرآن؟ طيب فلماذا أفردناه ثم قلنا: صلب التفسير، ثم
قلنا علوم القرآن؟ لأننا الآن نريد أن ننبه أن هذه الكتب، كتب التفسير تحتوي على
هذه المواد، فتحتوي على المادة الأهم التي هي صلب التفسير، لو رجعنا إلى الكلام
السابق قبل قليل، قلنا أن عندنا أحد العلماء كتب تفسير القرآن كاملاً في مجلد،
وبعضهم كتب عشرين مجلد مثلاً، بل بعضهم قد يكون أكثر، فالذي اتفقوا عليه ما هو؟
الذي اتفق فيه جميع هؤلاء ما هو؟ الذي هو صلب التفسير، اتفقوا في ماذا؟ في صلب
التفسير، الذي سيقع الاختلاف بينهم فيه ما هو؟
علوم القرآن والعلوم الأخرى.
إذن الإضافات التي جاءت في المجلدات المتعددة سيدخل كثير منها إما في علوم القرآن
وإما في العلوم الأخرى.
لو أردنا أيضاً أن ننظر ما الذي يدخل في صلب التفسير؟ يعني نذكر بعض الموضوعات التي
تدخل في صلب التفسير من المعلومات؟ هل بيان المفردة من صلب التفسير أو لا؟
نعم.
نقول: نعم؛ لأنه يقوم عليها ماذا؟ الفهم، لأنه لو جهلنا معنى مفردة، ما فهمنا
المعنى العام للآية.
سبب النزول، هل سبب النزول يدخل في صلب التفسير أو ما يدخل؟ أيضاً يدخل، لماذا؟ لأن
أسباب النزول الأصل فيها أنها تعين على فهم المعنى؛ لأنها أشبه بالسياقات الحالية
للكلام، فإذا فهمنا الملابسات هذه، فإننا نفهم المعنى.
وسنلاحظ -إن شاء الله- لاحقاً حينما نأتي في شرح مقدمة الشيخ -رحمه الله- سنلاحظ أن
أسباب النزول تحدد لنا المدلول المراد، إذا احتمل النص غيره، بمعنى أنه لو جئنا
بالنص مجرداً، هذا يحتمل أكثر من معنى من جهة اللغة، لكن يأتي سبب النزول، ويحدد أن
المعنى هو هذا، وليس المعنى الآخر، وهذا -إن شاء الله- سيأتي لاحقاً، لكن أقصد من
ذلك أننا أدخلناه في صلب التفسير؛ لأنه يؤثر في فهم المعنى، ونحن قلنا بيان معاني
القرآن.
كذلك لما نأتي إلى الناسخ والمنسوخ، الناسخ والمنسوخ بمصطلح السلف، سواء كان نسخ
للأحكام الشرعية، أو كان تقييد مطلق، أو كان تخصيص عام، أو كان بيان مجمل، أو كان
استثناء سنلاحظ أيضاً هذه كلها تدخل في ماذا؟ في صلب التفسير؛ لأنه ينبني عليها فهم
معنى.
كذلك أيضاً عندنا الحكم المنصوص عليه في الآية، المنصوص عليه وليس المستنبط الذي
بعد النص، لأن ما هو منصوص عليه أيضاً سيدخل في بيان المعنى، لأنه حينما نبين
المعنى الشرعي المنصوص عليه فإنه لا شك أنه من علم ماذا؟ التفسير.
أما علوم القرآن فيمكن نقسمها إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: علوم السورة.
القسم الثاني: علوم الآية.
القسم الثالث: الاستنباطات.
علوم السورة ما هي؟ هي التي يقدم المفسرون بها تعريفاً عن السورة، اسم السورة، فضل
السورة، مكان نزول السورة، عدد آيات السورة، كل ما يتعلق بعلوم السورة، وموضوعات
السورة، مقصد السورة إلى آخره، كل هذا نعتبره من ماذا؟ من علوم السورة، طبعاً علوم
السورة هي جزء من علوم القرآن، لكن هنا ملحوظة من باب الفائدة، أن علوم السورة
الأصل فيها أنه لا أثر لها في صلب التفسير، علوم السورة لا أثر لها في صلب التفسير،
(يُتْبَعُ)
(/)
بمعنى أنني إذا علمت أن من قرأ "قل هو الله أحد" ثلاث مرات إنها تعدل إيش؟ ثلث
القرآن، يعني من قرأ "قل هو الله أحد" تعدل ثلث القرآن، هل هذا يؤثر فهمي لمعنى
الآيات؟ ما يؤثر.
أو إذا علمت أن اسم هذه السورة "الإخلاص" أو أن اسمها "الصمد" أيضاً لا يؤثر على
فهم المعنى.
وإنما يتبين المعنى، ولو لم أعرف هذه المعلومات، أقصد بذلك أن ننتبه؛ لأن علوم
السورة الأصل فيها عدم دخولها في صلب التفسير.
نأتي الآن إلى علوم الآية، علوم الآية المرتبطة بعلوم القرآن، أيضاً نفس القضية، قد
بعض الآيات يكون لها اسم، بدل ما أطول آية في القرآن؟ لاحظ سميناها آية "الدين" صار
لها اسم، ما هي أفضل آية في القرآن؟ آية "الكرسي" إذن فيه أسماء لبعض الآيات، فإذن
اسم الآية من علوم الآية، قد يكون أحياناً للآية سبب نزول معين، أو لها علاقة بشخص
معين أو إلى آخر معلومات مرتبطة بهذه الآية من العلوم التي ترتبط بماذا؟ بعلوم
القرآن، مثل علم المبهمات، يعني علم المبهمات.
ومنهم من يقول: قد يأتيكم مثل أحد يقول: القائل المقصود به فلان، هذا يكون تحديد
مبهم، وهو من علوم القرآن، لكنه مرتبط بماذا؟ بالآية، فإذن علوم الآية التي لها
ارتباط بعلوم القرآن هي المقصود في هذا، وهي أيضاً متعددة يمكن طبعاً نقسمها إلى
أقسام كثيرة، مثل ما قسمنا في السورة.
الاستنباط أيضاً من علوم القرآن، وإن كان يمكن أيضاً أن نفرده ونخرجه، لكن علم
الاستنباط هو من علوم القرآن، ولو تأملنا سنجد أن الاستنباطات من القرآن لابد لها
من ماذا؟ من مقدمات، ما هي هذه المقدمات، يعني نعلم علوما التي تسمى علوم إيش؟
الآلة بالذات فعلوم الآلة مساعدة على ماذا؟ على الاستنباط، عندنا من علوم الآلة وهي
العلوم الأخرى، سندخل في العلوم الأخرى، والعلوم الأخرى ممكن نقسمها إلى علوم
إسلامية، وعلوم عامة، من علوم الإسلامية مثلاً النحو، اللغة، البلاغة، أصول الفقه،
وكذلك الفقه، هذه العلوم إذا علمها المفسر استطاع أن يكون استنباطه حسناً، وعلى قدر
ربطه لهذه العلوم يستطيع أن يستنبط، لو لاحظنا بعض المفسرين على سبيل المثال من
القريبين من الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله تعالى- أو الشيخ السعدي أو كذلك الشيخ
الشنقيطي -رحم الله الجميع- سنجد أن عندهم استنباطات، لما ننظر في هذه العلوم، التي
هي العلوم الإسلامية التي علوم الآلة هذه هل هي متكاملة عندهم أو لا؟ سنجد أنها
متكاملة عندهم، ولذلك كان عندهم دقائق في الاستنباط وحسن في الاستنباط، وقس على ذلك
غيرهم من المفسرين، بمعنى أنه كل ما كان عند المفسر هذه العلوم التي هي علوم الآلة
كان استنباطه أكثر، وكان حسناً.
عندنا أيضاً العلوم الأخرى والعلوم العامة، قد تكون علوم كونية، قد تكون علوم
تاريخية، قد تكون مرتبطة بأنساب، بل قد أحياناً تكون مرتبطة بعلوم غير إسلامية، مثل
علم الفلسفة أو علم المنطق، أو غيره، معلومات كثيرة جداً جداً، قد نجدها في بعض
التفاسير ليس في كل التفاسير.
هذه تقريباً مجمل العلوم التي نجدها في كتب التفسير، فنرجع بعد ذلك هل كل هذه
المعلومات الواردة في كتب التفسير تعد من التفسير؟ ننظر الآن إلى اعتراضات العلماء
على بعض المفسرين لتدلنا على أنه بالفعل علماء التفسير ومفهوم التفسير كان عندهم
تنبه إلى أنه قد دخل في كتب التفسير ما ليس من علم التفسير، ولعل المقولة المشهورة
عن كتاب الرازي أنه يقال فيه كل شيء إلا التفسير، تدلنا على ما ذكرت لكم، أنه لا
يلزم أن كل ما في هذه كتب من التفسير.
لعل الأخ الكريم يقرأ علينا نص ابن عطية.
قال ابن عطية الأندلسي -رحمه الله تعالى- في تفسير قوله تعالى: ? يَا أَيُّهَا
النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ ? [الطلاق: 1]،
"وطلاق النساء حل عصمتهن، وصور ذلك وتنويعه مما لا يختص بالتفسير".
نعم، ماذا نلاحظ الآن على هذا النص؟ أولاً عبارة ابن عطية الأولى، قال: "وطلاق
النساء حل عصمتهن"، هذا تفسير أو ليس بتفسير؟
تفسير.
هذا لا شك أنه تفسير؛ لأنه بيان المعنى، لكن لو أخذنا صور الطلاق، وأنواع الطلاق في
هذه الآية هل صور الطلاق وأنواع الطلاق والمسائل المتعلقة به تختص بعلم التفسير؟
مسائل فقهية.
تختص بعلم الفقه، إذن هناك مغايرة بين معلومات علم الفقه، ومعلومات علم التفسير.
أيضاً عندنا نص آخر لو نقرأه.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو حيان الأندلسي في تفسير قوله تعالى: ? فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ
? [البقرة: 23] "وقد تعرض الزمخشري هنا بذكر
فائدة تفصيل القرآن وتقطيعه سوراً وليس ذلك من علم التفسير وإنما هو من فوائد
التفصيل والتسوير".
أيضاً نلاحظ الآن أن أبا حيان الأندلسي استدرك على الزمخشري في كتابه؛ لأن الزمخشري
كتب كتابه في التفسير فاستدرك عليه أبو حيان هذه المعلومات ذكرها أنها ليست من صلب
التفسير، وإنما قال هي من فوائد التفصيل والتسوير، لو أردنا نضع هذه المعلومات التي
هي فوائد التفصيل والتسوير، يعني ماذا جعل القرآن آية آية، لماذا جعل سورة سورة،
بهذا التفصيل، وذكر هذه الفوائد، نضعها في آي علم؟
نعم يا أخي الكريم.
في علوم القرآن.
نضعها في علوم القرآن؛ لأن هذه معلومة مرتبطة بعلوم القرآن.
أيضاً عندنا نص آخر.
قال الشوكاني -رحمه الله تعالى- في أول سورة الإسراء: "واعلم
أنه قد أطال كثير من المفسرين كابن كثير والسيوطي وغيرهما في هذه الموضع بذكر
الأحاديث الواردة في الإسراء على اختلاف ألفاظها، وليس في ذلك كثير فائدة، فهي
معروفة في موضعها من كتب الحديث، وهكذا أطالوا بذكر فضائل المسجد الحرام، والمسجد
الأقصى، وهو مبحث آخر، والمقصود في كتب التفسير ما يتعلق بتفسير ألفاظ الكتاب
العزيز، وذكر أسباب النزول، وبيان ما يؤخذ من المسائل الشرعية، وما عدا ذلك فهو
فضلة لا تدعو إليه حاجة".
نعم. أيضاً نلاحظ الآن أن الشوكاني استدرك على ابن كثير والسيوطي وغيرهما، ممن أطال
في ذكر الآي، طبعاً في بداية سورة "الإسراء" أطال في ذكر الأحاديث المتعلقة بسورة
"الإسراء"، لو رجعنا إلى ابن كثير سنجد صفحات في ذكر الأحاديث -كل تقريباً كثير من
الروايات- التي وردت في الإسراء والمعراج، أوردها في تفسير هذه الآية.
الآن هو يقول: ليس لها علاقة بعلم التفسير.
كذلك فضائل المسجد الحرام أو المسجد الأقصى الذي ذكره بعض العلماء في هذه الآية،
قوله سبحانه: ? الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ ? [الإسراء: 1] هل هذه الفضائل لها
علاقة بالتفسير أيضاً؟ أيضاً ليس لها علاقة بالتفسير.
نلاحظ أن الشوكاني حدد لنا مهمة المفسر، أو ما الذي يقصد في كتب التفسير، قال:
"والمقصود في كتب التفسير ما يتعلق بتفسير ألفاظ الكتاب العزيز، وذكر أسباب النزول،
وبيان ما يؤخذ منه من المسائل الشرعية، وما عدى ذلك فهو فضلة لا تدعو الحاجة إليه".
طبعاً هذا كلام فيه إجمال، لكن يبين لنا بالفعل أن بعض العلماء -رحمهم الله- يكتبون
كتبهم في التفسير، عندهم تصور عن ماذا يكتبون، وأن علم التفسير له حدود معينة يقف
عندها.
فإذن من خلال كلام الشوكاني، تفسير الألفاظ، الذي هو بيان الألفاظ، ذكر بيان
النزول، المسائل الشرعية المنصوص عليها، هذا كلها تدخل في علم التفسير.
نأخذ على ذلك مثال: قال ابن كثير في قوله تعالى: ? وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ
لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ?4?? [الزخرف: 4]، بين شرفه في الملأ الأعلى ليشرفه
ويعظمه ويطيعه أهل الأرض، وقال تعالى: ? وَإِنَّهُ ? أي: القرآن، ? فِي أُمِّ
الْكِتَابِ ? أي: اللوح المحفوظ، قاله ابن عباس ومجاهد، إلى أن قال: وهذا كله تنبيه
على شرفه وفضله كما قال: ? إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ?77? فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ
?78? لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ ?79? تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ
الْعَالَمِينَ ?80?? [الواقعة: 77: 80]، وقال: ? كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ ?11?
فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ ?12? فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ ?13? مَرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ
?14? بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ?15? كِرَامٍ بَرَرَةٍ ?16?? [عبس: 11: 16]؛ ولهذا استنبط
العلماء -رحمهم الله- من هاتين الآيتين، أن المحدث لا يمس المصحف كما ورد به الحديث
إن صح؛ لأن الملائكة يعظمون المصاحف المشتملة على القرآن في الملأ الأعلى، فأهل
الأرض بذلك أولى وأحرى؛ لأنه نزل عليهم وخطابه متوجه إليهم فهم أحق أن يقابلوه
بالإكرام والتعظيم والانقياد له بالقبول والتسليم، لقوله: ? وَإِنَّهُ فِي أُمِّ
الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ?4?? [الزخرف: 4].
هذا النص الآن نحتاجه في هذا الموطن، لنتبين الآن لو سألتكم ما هي المسائل من هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
النص الذي يمكن دخولها في التفسير؟ هو الآن يفسر ? وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ
لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ?4?? ما هي المسائل التي تدخل في التفسير من هذا النص؟
وما هي المسائل التي هي تعتبر من باب الاستطراد؟
مما يدخل في علم التفسير: ? وَإِنَّهُ ? عودة الضمير إلى القرآن ? أُمِّ
الْكِتَابِ ? توضيح معنى "اللوح المحفوظ".
نعم المراد به "أم الكتاب".
ومما يخرج منه قضية المسألة الفقهية أن المحدث يمس المصحف أو لا يمسه.
جميل، يعني إذن الآن لو إحنا قلنا الآن ما هو التفسير من هذا النص؟ سنجد بالفعل
التفسير إنما هو الذي بين الضمير في ? وَإِنَّهُ ? أنه عائد إلى القرآن، وبين لنا
المراد ب? أُمِّ الْكِتَابِ ? فيكون المراد إن القرآن في اللوح المحفوظ وكذلك أنه
عند الله -سبحانه وتعالى-، قال: ? لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ?.
فإذن المقصد من ذلك أن لاحظ في مثل هذه النصوص التي يذكرها العلماء، أنه قد يستطرد
المفسر إلى ذكر مسائل أخرى لكن لا تكون من صلب التفسير.
نرجع الآن إلى نظر آخر من خلال هذه النصوص، ما هي الفوائد التي نستفيدها من هذه
النصوص وأمثالها، التي ذكرناها الآن من كلام العلماء؟ الآن ذكرنا أن العلماء بعضهم
استدرك على بعض في قضية إدخال بعض المعلومات التي ليست من صلب التفسير.
نحن الآن عقدنا سؤالاً وهو: هل كل المعلومات الواردة في كتب التفسير تعد من
التفسير؟
فإذن الفائدة الأولى: أنه لا يلزم أن تكون كل المعلومات التي في كتب التفسير من
التفسير.
إذن ظهرت لنا النتيجة من خلال استعراض بعض هذه النقول.
أيضاً نستفيد من هذه النصوص بأنه يحسن بنا تحديد المصطلحات لمعرفة الفرق بين هذه
المعلومات، وكذلك نسبة هذه المعلومات إلى فنونها وهي أصولها الفنية، هل هي من علم
البلاغة، هل هي من علم الفقه، هل هي من علم أصول الفقه إلى آخره.
كذلك أنه يمكن الانطلاق منها إلى تحديد ضابط المعلومات التي تدخل في التفسير، يعني
ما هي المعلومات التي تدخل في صلب التفسير؟ نحتاج إلى ضابط يضبط لنا هذه القضية،
فإذا رجعنا إلى تنبيه بعض العلماء الذي سبق قبل قليل على عدم دخول بعض المعلومات في
علم التفسير، وذكرنا ثلاثة منهم، كذلك إذا نظرنا إلى عموم تفسير السلف، ووزناه
بالزيادات التي زادها المتأخرون، وقبل قليل أيضاً نبهتكم على أن بعض العلماء كتب
تفسيراً في مجلد. ونقول: هذا كتاب تفسير، وبعضهم كتب أكثر من مجلد ونقول هذا تفسير،
فالنظر إلى هذه الزيادات أيضاً يفيدنا أو يدلنا على ماذا؟ على الضابط وأهم هذا هو
النظر إلى المعنى اللغوي والاصطلاحي، بمعنى أن ما ذكره العلماء من تنبيهات وما نجده
من كتب التفسير التي تكون فيها تمايز في الكمية يجعلها الناس ما دام هذا تفسير،
وهذا تفسير ما هو الضابط الذي يجعلنا ندخل بعض المعلومات في التفسير ونخرج غيرها من
التفسير؟ فما هو هذا الضابط إذا كان يمكن استنباطه من خلال ما مضى. نعم.
التفسير هو شرح وبيان لمعاني القرآن، ويكون التفسير هو الصلب، أما ما عداه، فهو
ينتسب إلى العلوم التي اتضحت بما سبق.
قصدك أنه إذا كان فيه بيان لمعاني القرآن، فلا تكون من صلب التفسير، وإذا كانت
المعلومة ليس فيها بيان لمعنى من معاني القرآن فهي ليست من صلب التفسير.
نعيد مرة أخرى كي لا يفهم الكلام خطأً، أننا نقصد الآن تحديد مصطلح ولسنا نتكلم عن
مهمة المفسر؛ لأن بعض الناس لما يسمع هذا الكلام قد يقول: إذن ما هي فائدة المفسر؟
نقول: نحن لا نتكلم الآن عن ماذا نريد من المفسر حينما يفسر كلام الله -سبحانه
وتعالى- للناس؟ وإنما نحدد مصطلح، فبالفعل لما نرجع إلى هذا سنجد أن أي معلومة لها
أثر في بيان المعاني ستكون من صلب التفسير، وأي معلومة ليس لها أثر في بيان المعاني
ليست من صلب التفسير، ما أدري لو يعني أحد الإخوة إذا كان يمكن يعطينا مثال لمعلومة
ليس لها أثر في صلب التفسير بمعنى أننا لو فقدناها ما يتأثر فهمنا للمعنى.
من المثال السابق فضيلة الشيخ.
من الأمثلة إذا كان الأمثلة السابقة الموجودة. نعم.
ما ذكره ابن كثير في المسألة الفقهية في مس المحدث للمصحف، هذا ليس داخل في صلب
التفسير، بل في العلوم الأخرى التي ذكرناها.
أي نعم، ابن كثير استطرد هو أصلاً، كان يتكلم عن قوله ? وَإِنَّهُ فِي أُمِّ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْكِتَابِ ? ثم استطرد لما ذكر أنه القرآن وأنه في اللوح المحفوظ استطرد بعد ذلك
إلى ماذا؟ إلى قضية مس هذا الكتاب ثم بعد ذلك استطرد إلى قضية مس المصحف، فإذن هذه
الاستطرادات التي ذكرها ابن كثير -رحمه الله تعالى- وإن كانت مفيدة، وإن كنا أيضاً
لما يأتي مفسر نقول: يحسن ذكرها للناس ليستفيدوا، لكن مقصد أن نقول الآن هنا أنها
ليست من ماذا؟ ليست من صلب التفسير.
إذن الضابط عندنا الآن هو قضية البيان، وخذها قاعدة، أنه أي معلومة إذا أنت فقدتها
لا تؤثر على فهم المعنى فليست من صلب التفسير، ولكن إذا فقدتها تأثر فهم المعنى
عندك، فإنها تعتبر من صلب التفسير.
لو بدأت مثلاً في سورة الأنفال ? يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأنْفَالِ ? [الأنفال: 1]،
الآن عندنا في قوله: ? يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأنْفَالِ ? أمران، المعنى اللغوي،
والمراد السياقي، ما هو المعنى اللغوي للأنفال؟ لو أنت فقدت هذه المعلومة ما هو
النفل في اللغة؟ النفل الزيادة، فإذن لا شك أنه يتأثر عندك الفهم، إذا فهمت أن
الزيادة قد نقول نحن أردنا أن نفسر تفسيراً لفظياً قلنا يسألونك عن الزيادة، ما
اتضح المعنى إلى الآن، نحن نحتاج -ما زلنا إلى ماذا؟ - إلى معناً آخر الذي هو المعنى
السياقي، لما رجعنا إلى المعنى السياقي، سنجد أن العلماء اختلفوا في تحديد المعنى
السياقي للأنفال هنا، ما هو؟ على أقوال: بغض النظر عن هذا الاختلاف الذي كان على
أقوال، إذا نظرنا إلى جميع أقوالهم، هل هي فيها بيان أو لا؟ بدل من قال الأنفال
الغنائم، يعني جعل جميع الغنائم هي المسئولة عنها، ماذا يكون المعنى؟ يسألونك عن
الغنائم، تبين المعنى ولا ما تبين؟
تبين.
تبين، إذن الآن من قال بأنه الغنائم نقول تبين.
بعض العلماء قال: الأنفال هي الزيادة التي يزيدها الإمام بعد تقسيم الغنيمة، إذن ما
جعل الأنفال هي نفس الغنيمة، إنما هي ما يكون بعد تقسيم الغنيمة، فإذن من قال بهذا
القول يكون بيَّن المعنى ولا ما بين؟ أيضاً بين، الذي نريد أن نصل إليه أن اختلاف
المفسرين في أوجه التفسير يدخل في صلب التفسير؛ لأن كل واحد منهم بين المعنى،
اختلافهم لا يؤثر على أن هذه المعلومات تدخل في صلب التفسير.
طيب، فإذن المقصد من ذلك أن ننتبه إلى أن أي معلومة لها أثر في الفهم فتدخل في
الصلب، وأي معلومة إذا أنا فقدتها لا تؤثر على فقد المعنى، هنا لا تدخل في صلب
التفسير.
على سبيل المثال نأخذ مثال لما لو فقدناه في قول مثلاً ? إِنَّمَا النَّسِيءُ
زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ ? [التوبة: 37]، أيضاً لو أردنا أن نفسر تفسيراً لفظيا
قلنا: ? إِنَّمَا النَّسِيءُ ? ما معنى "النسيء" في اللغة؟ التأخير، إنما التأخير
زيادة في الكفر، ما المراد أي تأخير؟ تأخير ماذا؟ الأشهر الحرم، فإذا الآن عرفنا ما
المراد بالتأخير في هذه الآية أن المراد أن تأخير الأشهر الحرم زيادة في الكفر
فكانوا يعني ينسئون شهر محرم أنه بعد ذي الحجة ويجعلون شهر سفر بدلاً عنه.
طيب، لو لم نعلم من هو أول رجل فعل هذا الفعل من العرب؟ ما عرفنا من هو، هل يؤثر
على فهم المعنى؟ طيب إذا عرفنا من هو هل يزيدنا في فهم المعنى؟ أيضاً لا يزيدنا.
فإذن المقصد من ذلك أنه عندنا بعض المعلومات تذكر في كتب التفسير لا تؤثر على فهم
المعنى الذي هو صلب التفسير.
هذا باختصار ما يتعلق بقضية الفوائد التي نستفيدها من ما يتعلق بقضية صلب التفسير.
نأتي الآن إلى مثال آخر قرأناه، وهو مثال ابن كثير -رحمه الله تعالى- الذي قرأه
الأخ الكريم كان فيه كما لاحظنا الذي هو تفسير لقوله: ? وَإِنَّهُ فِي أُمِّ
الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ?4?? لو تكرمت يا أخي الكريم تقرأ المثال
الثاني مرتبط به.
نعم، وقال في تفسير قوله تعالى: ? لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ ?79??
وقال آخرون: ? لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ ?79?? أي: من الجنابة والحدث،
قالوا: ولفظ الآية خبر، ومعناها الطلب، قالوا: والمراد بالقرآن ها هنا المصحف.
طبعاً هذا القول الآخر، القول الأول هو الذي ذكره في تفسير الآية الأولى، ولما جاء
عند القول الثاني ذكر القولين، القول الأول المراد بهم: الملائكة، والقول الثاني
المراد بهم البشر.
الذي نريد على أن نصل إليه لما نقول: ? لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ ?79??
(يُتْبَعُ)
(/)
الملائكة، ? لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ ?79?? البشر، هذا الآن تفسير أو
ليس بتفسير؟ هذا تفسير، طبعاً كما قلنا اختلاف أوجه، لكن ماذا سيبنى على اختلاف
الأوجه هذه؟ الآن هو قال: ? لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ ?79?? أي من
الجنابة والحدث، هذا الآن قوله: "من الجنابة" والحدث يدخل في التفسير ولا ما يدخل؟
يدخل؛ لأن معنى التطهير ما هو؟ ما المراد بالمطهرون هنا؟ ولذلك قال: لفظ الآية خبر
ومعناه الطلب، قال: والمراد بالقرآن هاهنا: المصحف، إذن كل هذا الكلام في الحقيقة
تفسير.
لكن لو رجعنا إلى المثال الأول الذي ذكره سنلاحظ أنه فسر المطهرون بمن؟ بالملائكة،
ثم بنى على تفسيره بالملائكة عبارة قال: ولهذا استنبط العلماء -رحمهم الله- ثم ذكر
ما استنبطوه أن المحدث لا يمس المصحف. الآن لما نأتي إلى التفسير من جعل المطهرون
البشر، قال: لا المحدث لا يمس المصحف، نعتبر كلامه الآن تفسير ولا استنباط؟ تفسير،
إذن يكون من صلب التفسير. من قال: أن المراد بالمطهرون الملائكة، ثم قال: يؤخذ من
هذه الآية أن المحدث لا يمس المصحف، هذا استنباط، إذن خرج عن التفسير على هذا
الوجه، فإذن تمايزت المعلومات بسبب اختلاف الوجه التفسيري.
أيضاً عندنا نص آخر لو نقرأه لننظر.
يقول: وقوله تعالى: ? كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ
?15?? [المطففين: 15] أي: لهم يوم القيامة منزل ونزل سجين ثم هم يوم القيامة مع ذلك
محجوبون عن رؤية ربهم، وخالقهم.
قال الإمام أبو عبد الله الشافعي في هذه الآية دليل على أن المؤمنين يرونه -عز وجل-
يومئذ، وهذا الذي قاله الإمام الشافعي -رحمه الله- في غاية الحسن، وهو استدلال
بمفهوم هذه الآية كما دل عليه منطوق قوله: ? وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ?22?
إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ?23?? [القيامة: 22، 23].
نعم، هذا المثال الآن الكلام الأول إلى قوله: "وخالقهم" لأنه قال: "لهم يوم القيامة
منزل ونزل الذي هو سجين، ثم قال: الحديث مهم يوم القيامة مع ذلك محجوبون عن رؤية
ربهم وخالقهم، هذا الآن تفسير؟ أو خارج عن حد التفسير؟ هذا تفسير.
طيب لو نأتي الآن إلى قول الإمام أبي عبد الله الشافعي -رحمه الله تعالى- طبعاً هو
جاءه كما يقال جاءه رسالة من الصعيد عن هذه الآية، فقال: لما حجب قوما في حال السخط
دل على أن قوماً يرونه في حال الرضا، هذا كلام الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى-،
كلامه الآن هل تعده من التفسير أو من الاستنباط؟ تعده من الاستنباط، لاحظ الآن أنا
جئت بهذا المثال قصداً لأنه قد يقول قائل: المفهوم من الآية يدخل في ماذا؟ في
التفسير، ما دام المفهوم لا يخالف هذا المنطوق أو النص، التنازع الذي قد يقع مثلاً
بيني وبينك في هذا المثال، هل يؤثر على أصل القضية عندي وعندك في أن ما كان من
المعلومات فيه بيان فهو من التفسير؟ نقول لا يؤثر، إذا اتفقنا على الأصل، فقد نختلف
في ماذا؟ في الأمثلة، قد تقول أنت هذا المثال أنا عندي أنه يدخل، لأن الآية دلت
عليه دلالة واضحة جداً جداً، وهذا قال به الشافعي ونسب أيضاً إلى مالك، وقال به
غيرهم من السلف، بل لم يخالف الشافعي أحد في هذا الذي ذكره من أهل السنة، فنقول: قد
نتنازع نحن في هذا المثال، لكن لا يؤثر على الأصل، فإذا اتفقت معي على الأصل الذي
ذكرته لك قبل قليل، وهو أن ما كان بياناً للمعاني فهو التفسير، وما خرج عن حد
البيان فهو ليس من التفسير فلا يؤثر الاختلاف في مثال من الأمثلة، ولهذا الأول نحن
استعرضنا أمثلة كثيرة قد نختلف في بعض الأمثلة ولابد لأن وجهات النظر تختلف، لكننا
نكون متفقين على ماذا؟ على الأصل السابق الذي ذكرناه.
نأتي الآن إلى الموضوع الأخير فيما يتعلق بهذه القضية التي ذكرناها إلى أنه قسمنا
صلب التفسير وعلوم القرآن وعلوم أخرى، والعلوم الأخرى قلنا إنها علوم إسلامية وعلوم
عامة.
قد يقول قائل: ما الفائدة من تقسيم معلومات كتب التفسير؟ ماذا نستفيد؟ بعد ذلك الآن
ذكرت لنا أن هناك صلب تفسير، وذكرت أنا هناك علوم القرآن في كتب التفسير، وذكرت أن
فيه علوم أخرى، سواء كانت علوم إسلامية أو غير إسلامية يعني علوم متنوعة، أياً كانت
فما الفائدة من هذا؟ نعم.
معرفة ما هو من صلب التفسير من غيره من الروايات التي يمكن أن نستغني عنها.
(يُتْبَعُ)
(/)
جميل هذه أهم معلومة الحقيقة، أنه نعرف صلب التفسير من غيره من المعلومات، طب لماذا
نعرف صلب التفسير؟ لأنه أول ما يطلب من طالب العلم الذي يريد أن يدخل في علم
التفسير أول ما نطلب منه أن يعلم صلب التفسير، فما هو التفسير؟ فإذن إذا قرأ في
الكتب، فإنه يعتني بماذا؟ بصلب التفسير أول ما يعتني به؛ لأنه ملاحظ الآن أن كثيراً
ممن يدخل في علم التفسير، ويحب أن يقرأ في كتب التفسير، قد يغفل عن إدراك هذا
الموضوع المهم، وهو معرفة ماذا أراد الله -سبحانه وتعالى- بهذا الخطاب، ما معناه،
ويذهب يبحث عن دقائق في الآيات، ومشكلات ومسائل علمية واستنباطات دقيقة ويحرص عليها
أكثر مما يحرص على صلب التفسير، وهذا يخالف التدرج في ماذا؟ في طلب العلم، أنه
يخالف التدرج في طلب العلم، وإنما الصواب الذي يحسن بطالب العلم أن ينتبه إلى
الأصل، وأن يعمد إلى معرفة صلب التفسير، وهذا لا شك أنه حظ عظيم، في أن تعلم معاني
ما تكلم الله -سبحانه وتعالى- به، ثم ما بعد ذلك من المعلومات لاشك أنها ستكون
لاحقةً لموضوع صلب التفسير.
كنا تطرقنا فضيلة الشيخ قبل الفاصل إلى علوم إسلامية ثم انتقلنا إلى العلوم الأخرى
في مبحث هذه الحلقة، المجال لديكم فضيلة الشيخ، وإن كنت أود أن نعود أخيراً إلى
العلوم الإسلامية وزيادة في تفصيل هذه العلوم.
لا بأس، نرجع الآن -إن شاء الله- نفصل في ما يتعلق بالعلوم الإسلامية وعلاقتها بعلم
التفسير، قبل قليل فقط نعيد الفوائد التي أخذناها قبل قليل في قضية فائدة النظر في
معلومات كتب التفسير.
عندنا كان الفائدة الأولى كما قلنا معرفة صلب التفسير، الذي هو أهم أو من أول ما
يعتني به طالب علم التفسير.
أيضاً من فوائد معرفة ما تتضمنه كتب التفسير من معلومات على مدى التقسيم أو غيره،
لترتيب المعلومات حال إلقاء الدرس، حيث تعرف ماذا تقدم، وماذا تؤخر، فلاشك أن
المقدمة الأصل فيه أن يكون الذي هو صلب التفسير، فيقدم ثم بعد ذلك يرتب على ذلك
المسائل الأخرى المرتبطة بالآية.
كذلك معرفة أثر هذه المعلومات على مناهج المفسرين، التي قلنا قبل قليل أن بعض الكتب
تكون في مجلد وبعض الكتب تكون في أكثر من مجلد فهذه العلوم التي دخلت مع التفسير
أثرت في الاتجاهات العلمية للمفسر، فصار أغلب المادة العلمية عنده، أو برز عنده
جانب من جوانب هذه الاتجاهات.
على سبيل المثال لما نرجع مثلاً أو نذكر مثلاً كتاب "البحر المحيط" وتفسير أبي
حيان، ما الذي يتبادر إلى الذهن في المعلومات التي أكثر من ذكرها أبو حيان؟ أبو
حيان كان بارزاً في أي علم؟ في علم النحو، فإذن لاشك أننا إذا رجعنا إلى البحر
المحيط سنجد كثرة وغزارة فيما يتعلق بهذه المادة النحوية، كذلك القرطبي لما نرجع
إلى كتابة "الجامع لأحكام القرآن" وقد أبان عن منهجه من عنوانه، أنه أراد أن يجمع
ما يتعلق بأحكام القرآن، قطعاً سيكون إذن الجانب الفقهي أو الاتجاه الفقهي أثر على
تأثيره.
كذلك الزمخشري لما ننظر إلى تفسيره سنجد أنه قصد في كتابه أمرين: جانب عقدي، وجانب
علمي.
- الجانب الأول: فهو الجانب العقدي فهو مشهور بالاعتزال، فهو أراد أن يبين -كما
يقول في مقدمة كتابه- عن استدلالات المعتزلة بالآيات، يعني ما هي الآيات التي تدل
على مذهب المعتزلة.
- الجانب الثاني: الذي هو الجانب العلمي الذي هو الاتجاه البلاغي؛ لأنه هو كان
أيضاً متفنناً في هذا فنجد أننا يمكن أن نصنف كتابه على هذا، وقس على ذلك غيره من
كتب التفسير.
إذن تقسيم هذه المعلومات ومعرفة هذه الأقسام يفيدنا في ما يتعلق بجانب معرفة توجهات
المفسرين.
نعود إلى ما طلب الأخ الكريم في قضية العلوم الإسلامية وعلاقتها بعلوم القرآن، ثم
علاقتها بالتفسير، لو لاحظنا نحن ذكرنا بعض العلوم مثلاً علم النحو وعلم اللغة،
وعلم البلاغة، وعلم الفقه وعلم أصول الفقه، قبل قليل ذكرت لكم أن هذه العلوم
نحتاجها في حال الاستنباط، وأيضاً ذكرت لكم أن الاستنباط شيء والتفسير شيء آخر، وقد
يقول قائل: إنا نجد أن بعض العلماء -رحمهم الله- جعلوا من العلوم التي يحتاجها
المفسر خمسة عشر علماً، وذكروا فيها هذه العلوم، وأنت الآن أخرجتها من صلب التفسير،
فهل هذا العمل صحيح؟
نريد أن نبين المعنى، لا يحتاجه من يريد أن يبين المعنى، ولنأخذ على ذلك مثالاً،
(يُتْبَعُ)
(/)
علم البلاغة مثلاً، هل نحتاج علم البلاغة من حيث هو علم؟ الآن نتكلم بجملته، هل
نحتاج إلى علم البلاغة في بيان معاني القرآن؟
لا.
الأصل لا .. ، متى نحتاج علم البلاغة؟
يعني ما هو العلم الذي هو ألصق بعلم البلاغة من علوم القرآن؟ نحن نتكلم الآن عن
علاقتها بعلوم القرآن.
علم اللغة.
لا .. ، يوجد علم عندنا مسمى معنون الذي هو ما يسمى بعلم إعجاز القرآن، بمعنى أنه إذا
كان أحد طلبة العلم يريد أن يتخصص في إعجاز القرآن، هل يستطيع أن يتخصص في إعجاز
القرآن دون أن يعرف علم البلاغة؟ لا يمكن، لماذا؟ لأن علم البلاغة لو رجعنا إلى
تاريخه نجد أنه انبثق من البحث في إعجاز القرآن أصلاً، فإذن لا يحتاج المفسر إلى
علم البلاغة بتفاصيله مثل ما يحتاجه من يريد أن يبين عن إعجاز القرآن؛ لأن المفسر
يبين المعاني، ومن يبحث في إعجاز القرآن يبين ما بعد هذه المعاني، المعاني
الثانوية، يعني ما بعد هذه المعاني، لكن لا يعني هذا أن كل تفاصيل علم البلاغة لا
نحتاجها في التفسير، لا ... ؛ لأن بعض المسائل أو بعض القضايا التي من صلب التفسير
مرتبطة بعلم البلاغة ارتباطاً وثيقاً، يجب أن يفهم هذا.
إذن نعيد مرة أخرى نقول: لو قلنا: لا نحتاج علم البلاغة بتفاصيله، وإن كنا نحتاج
بعض القضايا في علم البلاغة في بعض الآيات لبيان المعنى، أما بيان الإعجاز، فهذا
لاشك أنه يعتبر من الأصل، يعني أصل في بيان إعجاز القرآن.
علم النحو كذلك، وإن كان أبو حيان -رحمه الله تعالى- يعني أبان في مقدمة تفسيره أنه
العلم الذي إذا عرفه المفسر استطاع أن يفسر القرآن، فنقول: نعم إنه يعين لا شك على
فهم القرآن، الذي هو علم النحو، لكن هل كل مفسر يحتاج إلى تفاصيل علم النحو جميعاً؟
نقول أيضاً لا ... ، لا يحتاج، وإن كان يحتاج إلى أصول علم النحو؛ لأنه لا يمكن أن
يأتي مفسر لا يعرف الفاعل من المفعول، أو لا يعرف متى يرفع الاسم إلى غيره، لا يوجد
مفسر بهذه المثابة، لأن الأصل المفسر أن يكون عالماً بهذه الأصول النحوية العامة،
أما الاختلافات النحوية وما يتعلق أو ما يدخل في علم الصرف من دقائق، فهذا الأصل أن
المفسر لا يحتاجه، أن الأصل في المفسر أنه لا يحتاج، وأن هذا علم قائم بذاته، لكن
لو كنا نأتي إلى إعراب القرآن، من علوم القرآن إعراب القرآن، نقول: من أراد أن يبين
أو يدرس إعراب القرآن لا يحتاج علم النحو، هذا صحيح؟ نقول: لا ... ، لأنه أصلاً إعراب
القرآن هو النحو نفسه، فإذن المقصد من ذلك أننا نبين العلاقات بين هذه العلوم التي
قال بعض العلماء إنها من الأصول التي يحتاجها المفسر.
كذلك علم أصول الفقه، هل المفسر يحتاج إلى أصول الفقه؟
نعم.
بقدر ما يبين المعنى، إذن ليس تواصيه علم أصول الفقه، ولهذا لو تلاحظ هل يمكن أن
تقول لي: ما هو التفسير الذي يمثل اتجاه أصول الفقه في كتب المفسرين؟ واضح جداً أو
بارز أن هذا كتاب قد أراد أن يبين ما يتعلق بأصول الفقه من خلال التفسير؟
القرطبي.
القرطبي فقه؛ لأنه بين الأحكام الشرعية، غير القرطبي؟ فيه عندنا من المعاصرين
القريبين جداً الذي هو "أضواء البيان" صاحب "أضواء البيان" الشيخ الشنقيطي -رحمه
الله تعالى- قصد إلى بيان مسائل أصول الفقه في كتابه، لكن لما ننظر إلى هذه المسائل
التي ذكرها في كثير من الأحيان مرتبطة بالحكم الشرعي، والمستنبطات من القرآن، وليس
بصلب المعنى، لكن أيضاً نفس القضية نقول: أنه لا شك أننا قد نحتاج قضايا في أصول
الفقه لبيان المعنى، فإذن كل هذه المذكورات، وكذلك مع الفقه أننا نأخذ منها ما
نحتاجه في بيان المعنى، لكن لا يلزم أن يكون المفسر متقناً لجميع هذه العلوم، لكن
لو أتقن جميع هذه العلوم التي يذكرها من يذكر ما يحتاجه المفسر، لصار مجتهداً
مطلقاً، يعني العلوم المذكورة لو تأملناها، هي ليس في الحقيقة شروط للمفسر، أو
العلوم التي يحتاجها المفسر، إنما هي العلوم التي يحتاجها من؟ المجتهد؛ ولهذا ذكروا
خمسة عشر علماً، منها العلوم التي ذكرها الآن العلوم الخمسة، وذكروا علم السير،
وعلم السنة وعلم التاريخ، وعلم أيضاً ...
العروض.
لا ... العروض ما أذكرهم ذكروه، لكن مجموعة علوم ذكروها، كلها لو تأملناها هي في
الحقيقة هي للمجتهد المطلق، وليست لمن؟ للمفسر، ولذلك كنا قلنا نفسر أن المبين عن
(يُتْبَعُ)
(/)
كلام الله في العلوم التي ستحتاجها لاشك أنها أقل من العلوم التي يحتاجها من أراد
أن يستنبط، من أراد أن يفسر العلوم عنده ستكون أقل من العلوم التي يحتاجها من أراد
أن يستنبط، فالاستنباط له جانب آخر.
والسيوطي -رحمه الله تعالى- في مقدمة كتابه "الإكليل" بيًّن الفرق بين علم التفسير
وعلم الاستنباط، مما يدل على الفرق بين حاجة المفسر لعلوم وحاجة المستنبط لعلوم غير
علوم المفسر.
هذه إشارة سريعة لما يتعلق بهذه العلوم الإسلامية، وكما قلت يحسن أن ينتبه السامع
إلى أنه لا يقال إن المفسر لا يحتاجها بالكلية، لكن نقول: يحتاج منها بقدر ما يبين
فيه المعاني.
عندنا بعد ذلك نأتي إلى موضوعات على العلم، ما هي موضوعات أصول التفسير؟
أيضاً لو رجعنا إلى ما كُتب من كتب في أصول التفسير سنجد أن من كتب من العلماء
المتقدمين وكذلك من كتب من المعاصرين لا شك أنه وقع فيه تباين في موضوعات كتبهم في
المادة العلمية، مثل ما ذكرنا في كتب التفسير، فأيضا هل كل ما كتب باسم أصول
التفسير هو من أصول التفسير أو لا؟
نحن إذا نظرنا الآن إلى أصول التفسير سنجد أنها مرتبطة بموضوعات هذا العلم، سنجد
أنها مرتبطة بماذا؟ بتعريف أصول التفسير، ويبدو أننا نسينا قضية التعريف أصول
التفسير، فنرجع إليه الآن لا بأس، إذن نرجع الآن إلى تعريف أصول التفسير، لما عرفنا
الآن الأصل وعرفنا التفسير، نأتي الآن إلى تعريف الأصول التي هي أصول التفسير. فما
هي أصول التفسير؟
لو قال قائل: هي أصول فهم المعنى، إذا أردنا أن نختصر اختصاراً شديداً نقول: صحيح،
أصول فهم المعنى، لكن هذا لا يكفي في التعريف، لا يبين لنا ما المراد بأصول التفسير
لكن لو قلنا هي الأسس العلمية التي يرجع إليها المفسر حال الاختلاف في التفسير وحال
بيانه للمعاني.
لماذا قلنا: الأسس العلمية حال الاختلاف في التفسير وحال بيان المعاني؟ لأن الآن
يكون عندنا جانبان:
الجانب الأول: أن نعرف هذا الاختلاف الوارد في التفسير ما هو الصحيح منه، فإن احتاج
إلى أسس نرجع لها ونحتكم إليها لنعرف ما هو الصحيح؟
ثم إذا أردت أن أفسر ما هي الأصول التي أعتمد عليها لأبين أفسر، فإذن لا شك أنه
سيكون عندنا أصول معتبرة، وأصول غير معتبرة، على سبيل المثال لما نأتي إلى قضية
الأصول غير المعتبرة مثلاً، التفسير الباطني، هل هو من الأصول المعتبرة في التفسير؟
هل يلزم أن يكون لكل آية باطن، وأن هذا الباطن لا يعلمه إلا القلة من الناس؟
لا يلزم
من اختصم، لا يلزم، مع أن هذا من أصول تفسير الباطنية لو رجعنا إلى التفاسير نجد أن
أصول تفاسير الباطنية أن هذا من أصول التفسير عندهم، أن هناك باطن، وهذا الباطن لا
يعلمه إلى بعض الناس، وطبعاً يختلفون بعد ذلك في من هم هذا البعض فمثلاً إذا كانوا
من الصوفية فينسبونه مثلاً إلى مثل علي -رضي الله عنه- وإلى بعض أئمتهم المتصوفة
إذا كانوا من غلاة الصوفية، وإذا كانوا من غلاة الباطنية فينسبونه أيضاً إلى علي بن
أبي طالب وإلى بعض من زعموا أنه هو الذي آمن بعلي بن أبي طالب، وقس على ذلك ما يقع
عندهم من مثل هذه التهويات المبنية على هذا الأصل.
المقصد من ذلك أنه نقول أن الأسس العلمية التي نرجع إليها حال الاختلاف في التفسير
لماذا؟ لكي نعرف المعنى الصحيح مما وقع فيه الاختلاف، وكذلك حتى تفسير القرآن لكي
نفسر القرآن على صواب، ما يقع عندنا خلل، لأن أي مفسر يأتي ويفسر القرآن، وليس عنده
أصول يمشي عليها، فلا شك أنه سيقع عنده ماذا؟ خلل، على سبيل المثال، وسيأتينا -إن
شاء الله- لاحقاً، إذا ورد تفسير عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كأصل، هل يجوز
القول بخلافه؟ نقول: لا يجوز، هذه قاعدة، فأنت الآن إذا جئت تفسر، وجاءك تفسير عن
النبي -صلى الله عليه وسلم- ماذا تفعل؟ تقف عنده، تذكر هذا التفسير وتقف عنده؛ لأنه
عندك الآن أصل، لكن لو لم يكن هذا الأصل عندك، يعني هذا الأصل منتقض عندك، وترى أنه
يجوز مخالفة الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقع خلل ولا ما يقع خلل؟ لا شك أنه يقع
خلل عندما نخالف الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
فإذن المقصد من ذلك أنه قد تكون هناك بعض الأصول التي يقع فيها خلل، لكن نريد الآن
الأسس العلمية الصحيحة التي نتعامل بها حال اختلاف التفسير أو حال بيان كلام الله
-سبحانه وتعالى-.
(يُتْبَعُ)
(/)
نأتي الآن نبني على ذلك ما هي الموضوعات التي سنناقشها في أصول التفسير بناءً على
هذا التعريف، يعني أسس علمية وعندنا اختلاف، وعندنا تفسير.
فضيلة الشيخ عفواً يبدو أن الوقت نحن في الدقائق الأخيرة من هذا البرنامج،
والموضوعات قطعاً تستغرق وقت طويل في ذلك.
صحيح.
إذا رأيت فضيلة الشيخ نؤجل هذا إلى الحلقة القادمة -إن شاء الله تعالى- ونأخذ إذا
كان عند الإخوة الطلاب بعض الأسئلة، أو توجه لهم فضيلة الشيخ بعض الأسئلة.
طيب تفضل، كما ترى يا شيخ.
طيب، سأقرأ لكم نصاً نرجع إلى قضية هذا النص نريد أن نأخذ منه بعض الفوائد المتعلق
بأصل التفسير أيضاً والمسائل المرتبطة بهذا الجانب، في كتاب "نواسخ القرآن" لابن
الجوزي قال: "باب ذكر من ادعي عليه النسخ في سورة "حم عسق" ثم ذكر قوله -سبحانه
وتعالى-: ? وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الأَرْضِ ? [الشورى: 5]، يقول: زعم قوم
منهم وهب ابن منبه والسدي ومقاتل بن سليمان أنه منسوخة بقوله: ? وَيَسْتَغْفِرُونَ
لِلَّذِينَ آمَنُوا ? [غافر: 7]، قالوا: هذا قبيح؛ لأن الآيتين خبر، والخبر لا
يُنسخ"، ثم ذكر بقية كلامه ..
نريد فقط الآن أن نأخذ هذا المقطع، الآن هؤلاء قالوا: إن قوله -سبحانه وتعالى- ?
لِمَنْ فِي الأَرْضِ ? منسوخ بقوله ماذا؟ ? وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ?
نريد أن نناقش هذا، هل الآن قولهم -بغض النظر عن كلام ابن الجوزي الذي بعد قليل-
لكن هل هذا من باب التفسير أو ليس من باب التفسير؟
من باب التفسير.
لا شك من باب التفسير؛ لأنه بين لنا أن المراد بالعموم الذي ? لِمَنْ فِي الأَرْضِ
? لم قيد أن المراد به الذين آمنوا الذي ذكر في الآية الأخرى؟
لو قال قائل: لا .. ، الآية هذه تدل على أن الملائكة يستغفرون للمؤمنين وهذه الآية
تدل على الملائكة يستغفرون لمن في الأرض، فهم يستغفرون للعموم، هذا وهذا، هذا بيان
ولا ما هو بيان أيضاً؟
بيان.
لا شك أنه أيضاً يدخل في ماذا؟ في البيان، إذا الخلاف هذا بينهم ليس فيه إشكال من
جهة البيان.
لكن ندخل إلى فائدة مرتبطة بأصول التفسير ولعلها تأتينا لاحقاً -إن شاء الله-
والإشكالية التي ذكرها ابن الجوزي -رحمه الله تعالى- لما قال: «لأن الآيتين خبر،
والخبر لا يُنسخ»، هل مراد ابن منبه والسدي ومقاتل النسخ الذي يريده ابن الجوزي؟
لا.
أي نعم، إذن هذه فائدة مهمة جداً، وهي ترجع إلى معرفة عبارات السلف في ماذا؟ في
التفسير، وأن النسخ الذي ذكره هؤلاء ليس المراد به النسخ الاصطلاحي الذي يقع في
الأحكام، وإنما مرادهم النسخ الجزئي الذي يقع في الأحكام وفي غير الأحكام من تقييد
المطلق، وتخصيص العام وغيره، فإذن المقصد من ذلك أن ننتبه إلى مثل هذا في لأنه
سيأتينا -إن شاء الله- خلال الدروس القادمة مما يحسن بطالب العلم أن يعرف عبارات
السلف، وأن يعرف مصطلحات السلف.
علما بأن هذه الدروس منقوله من موقع ملتقى العلم والعلماء.
ـ[طالبة المعالي]ــــــــ[13 Sep 2008, 03:14 م]ـ
جزاكم الله خيرا هذا ماكنت أبحث عنه،،ولكن أليس هناك تكملة للشرح أثابكم الله؟
ـ[طالبة القرآن وعلومه]ــــــــ[13 Sep 2008, 05:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا هذا ماكنت أبحث عنه،،ولكن أليس هناك تكملة للشرح أثابكم الله؟
بقية الشرح (وهو شرح الشيخ/ مساعد بن سليمان الطيار_حفظه الله_ لمقدمة في أصول التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية_رحمه الله_):
الشرح الصوتي:
http://www.islamacademy.net/Index.aspx?function=Item&id=53&lang=Ar
التفريغ الكتابي:
http://www.islamacademy.net/Index.aspx?function=Category&id=445&lang=Ar
المتن المشروح (مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية رحمه الله):
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/moton/OsoolAltafseer.exe
أو
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/tafseer.zip
ـ[طالبة المعالي]ــــــــ[14 Sep 2008, 02:04 م]ـ
أختي الكريمة طالبة القرآن وعلومه جزاك الله خيراوبارك فيكِ وشكر لك ورزقك ماتؤملين من خيري الدنيا والآخرة00آمين،
ـ[عبد اللطيف الحسني]ــــــــ[13 Feb 2009, 08:18 م]ـ
مقتبس من رسالة دكتوراه: للطالب عدي الحجار
كتاب في أصول التفسير أغفله العلماء والباحثون!!!!
النكات القرآنية.
(يُتْبَعُ)
(/)
المؤلف: أبو القاسم الحسين بن محمد بن المفضل المعروف بالراغب الأصفهاني (ت502هـ).
توصيف الكتاب: أصل الكتاب فصول في أصول التفسير وضعها المؤلف كمقدمة لكتابه "جامع التفاسير", وتوجد نسخة مخطوطة منها في المكتبة المركزية الجامعة لمحمد بن سعود الإسلامية بالرياض, تحت عنوان "النكات القرآنية", بحسب ما أشار محقق هذا الكتاب, والذي أسماه "مقدمة جامع التفاسير", منضماً إلى تفسير سورة الفاتحة ومطالع سورة البقرة (1) , وقد أشار الراغب الأصفهاني في مقدمة هذا الكتاب إلى قصده من تأليفه قائلاً: (القصد في هذا الإملاء -إن نَفَّسَ اللهُ في العمر, ووقانا نُوَبَ الدهر, وهو مرجو أن يسعفنا بالأمرين- أن نبين من تفسير القرآن وتأويله نكتاً بارعة, تنطوي على تفصيل ما أشار إليه أعيان الصحابة والتابعين, ومن دونهم من السلف المتقدمين -رحمهم الله- إشارة مجملة, ونبين من ذلك ما ينكشف عنه السر, ويثلج به الصدر) (2).
فكانت غايته بيان جملة من مهمات أصول التفسير وأسسه التي تقوم عليها العملية التفسيرية, وبالرغم من أنها كانت المحاولة التدوينية الأولى بحسب ما وصل من مؤلفات القدماء في هذا الشأن إلا أنها اضطمت مهمات من أسس تفسير النص القرآني, والتي اقتصها من جاء بعده كابن تيمية ومن اقتفى أثره, كما يظهر للمتأمل عند ملاحظة مقدمة ابن تيمية ومقارنتها مع ما ذكر الراغب في نكاته.
وابتدأ كتابه باستهلال مقتضب أشار فيه إلى الداعي في تأليفه, ثم جاء بعدها على عدة مباحث في فصول, منها:
فصل في بيان ما وقع فيه الاشتباه من الكلام المفرد والمركب.
فصل في أوصاف اللفظ المشترك.
فصل في الآفات المانعة من فهم المخاطَب مراد المخاطِب.
فصل في عامة ما يوقع الاختلاف ويكثر الشبه.
فصل في أقسام ما ينطوي عليه القرآن من أنواع الكلام.
فصل في كيفية بيان القرآن.
فصل في الفرق بين التفسير والتأويل.
فصل في الوجوه التي بها يعبر عن المعنى و بها يبين.
فصل في الحقيقة والمجاز.
فصل في العموم والخصوص من جهة المعنى.
فصل في بيان الألفاظ التي تجيء متنافية في الظاهر.
فصل فيما يحتاج إليه في التفسير من الفرق بين النسخ والتخصيص.
فصل في بيان الآلات التي يحتاج إليها المفسر.
ولعل هذه العنوانات تغني عن الإطراء بهذا المؤلف النفيس الذي أغمط حقه.
فلعل الراغب ممن أضاعته الموضوعية التي اتبعها في كتابه التفسيري هذا, ومبانيه العقائدية التي انتقاها, فهو ممن لم يجزم بكونه من علماء الجمهور أو الإمامية أو المعتزلة أو الأشعرية, أو غيرهم, فصارت من أسباب استبعاد الإشارة إليه بأنه الأول في تدوين الأسس المنهجية لتفسير النص القرآني. قال محقق كتابه "مقدمة جامع التفاسير": (وقد جرى في تفسيره على نفس الأصول التي قررها في المقدمة, وهو يحاول دائماً تصحيح كل قول باعتبارٍ يُشهد له إن أمكن, ولا يرده إلا إذا كان ظاهر الفساد, واضح البطلان. وقد وفق الراغب في هذا النهج الذي سلكه توفيقاً كبيراً نتيجة لقدرته الفائقة على السبر والتقسيم, وإدراك الدقائق والفروق, وردّ الجزئيات إلى كلياتها, وعدم تعصبه لمذهب معين, مما جعله صاحب شخصية مستقلة في الفهم, يصعب إدراجه ضمن مذهب محدد ... ) (3)
فيعد هذا الكتاب من حيث باكورة أصول التفسير, لانتظامه للهام منها, إلا أنه يبقى غيرَ واف بالحاجة واتساعها وافتقارها إلى ما يواكب الحركة التفسيرية المعاصرة وأسلوبها التعبيري الذي يختلف عما كانت عليه الأساليب القديمة نظراً لضرورة الانفتاح العلمي والمعرفي والثقافي.
طبعات الكتاب:
طبع الكتاب من دون تحقيق بمطبعة الجمالية- 1329 - مصر.
طبع بتحقيق أحمد حسن فرحات- دار الدعوة- الكويت.
ـ[عبير ال جعال]ــــــــ[24 May 2010, 10:25 م]ـ
بقية الشرح (وهو شرح الشيخ/ مساعد بن سليمان الطيار_حفظه الله_ لمقدمة في أصول التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية_رحمه الله_):
الشرح الصوتي:
http://www.islamacademy.net/Index.aspx?function=Item&id=53&lang=Ar
التفريغ الكتابي:
http://www.islamacademy.net/Index.aspx?function=Category&id=445&lang=Ar
المتن المشروح (مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية رحمه الله):
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/moton/OsoolAltafseer.exe
أو
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/tafseer.zip
أختي الفاضلة بارك الله فيك لم أستطيع من خلال الروابط فتح الشروح لا أعلم لماذا؟ أرجو التأكد إفادة فأنا بحاجة الى الشرح
ـ[طالبة القرآن وعلومه]ــــــــ[04 Jun 2010, 10:26 م]ـ
أختي الفاضلة بارك الله فيك لم أستطيع من خلال الروابط فتح الشروح لا أعلم لماذا؟ أرجو التأكد إفادة فأنا بحاجة الى الشرح
وفيكِ بارك الله أختي , والروابط تعمل ولله الحمد
وهذا رابط آخر لنفس الدروس:
http://www.way2allah.com/modules.php?name=Khotab&op=Series&id=909
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبير ال جعال]ــــــــ[05 Jun 2010, 01:56 ص]ـ
شكر الله لك أختي الفاضله وكثر الله من أمثالك(/)
أيهما أفضل ختم القرآن تدبرا مرة واحدة أم قراءة القرآن مرات عديدة دون تدبر؟.
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 Sep 2006, 01:17 ص]ـ
قال الشيخ عبدالكريم الخضير وفقه الله تعالى في درس له بعنوان:" من مسائل القيام والتراويح والإعتكاف ":
ذُكر عن ابن القيم رحمه الله تعالى أنه سُئل:
أيهما أفضل ختم القرآن تدبرا مرة واحدة أم قراءة القرآن مرات عديدة لكن دون تدبر؟
فأجاب رحمه الله تعالى بمثال يغني عن الإجابة حيث قال:
أيهما أفضل: درة أو جوهرة ثمينة تساوي ألآف أو مئات الدنانير أم عشر درر أو عشر جواهر تقل عنها في القيمة؟.
فكان هذا السؤال موضحا لإجابة السؤال.
وهذا نص ما قاله الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
والصواب في المسألة أن يقال:
إن ثواب قراءة الترتيل والتدبر أجل وأرفع قدرا
وثواب كثرة القراءة أكثر عددا.
فالأول: كمن تصدق بجوهرة عظيمة أو أعتق عبدا قيمته نفيسة جدا.
والثاني: كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم أو أعتق عددا من العبيد قيمتهم رخيصة.
وفي صحيح البخاري عن قتادة قال: سألت أنسا عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " كان يمد مدا ".
وقال شعبة: حدثنا أبو جمرة قال: قلت لابن عباس: إني رجل سريع القراءة وربما قرأت القرآن في ليلة مرة أو مرتين فقال ابن عباس: لأن أقرأ سورة واحدة أعجب إلي من أن أفعل ذلك الذي تفعل فإن كنت فاعلا ولا بد فاقرأ قراءة تسمع أذنيك ويعيها قلبك.
وقال إبراهيم: قرأ علقمة على ابن مسعود وكان حسن الصوت فقال: " رتل فداك أبي وأمي فإنه زين القرآن ".
1 - 323 زاد المعاد
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[26 Sep 2006, 11:56 ص]ـ
الظاهر من أحوال أئمة الصحابة كابن مسعود،وابن عباس ـ رضي الله عنهم ـ تفضيل القراءة بالتدبر ـ ولو قلّت ـ على القراءة الكثيرة من غير تدبر،وهذا مذهب مجاهد رحمه الله.
والملاحظ أن كثرة القراءة إنما بدأت تظهر بشكل واضح وظاهر بعد قرن الصحابة رضي الله عنهم.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[26 Sep 2006, 05:25 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن الجواب السابق -في نظري- لمن كان يحسن تدبر القرآن والتأثر به على مراد الله منه, بحيث تزداد عظمة الله في قلبه ويزداد طمعه في رحمته وخوفه من عذابه و ينفعه الوعد والترغيب, فيجتهد في العمل والتقرب للمولى سبحانه, ويردعه الوعيد والترهيب فيتجافى عن الوقيعة في ما يسخط الله ويغضبه, ويظل هذا الشعور المتولد من تدبره لكلام الله وقراءته ملازماً له كلما مرَّ بما يحمل الوعد والوعيد والتعظيم والتقديس لله من آيات القرآن ..
أما من كان لا يحسن ذلك التدبر المثمر فالظاهر -في نظري القاصر-أن الأكمل له أن يكرر ختم القرآن بمجرد القراءة كعوام المسلمين ومن لا يفهم اللغة العربية, لأن الثمرة المرجوة هي الأجر وتكثير الحسنات, ولو كان أجر الأول الذي هو المتدبر سيكون أعظم لما يعقبه من أعمال عظيمة والله تعالى أعلم ..
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[26 Sep 2006, 05:38 م]ـ
ألا يمكن الجمع بينهما , فيقرأ متدبراً أحياناً خاصة في أوقات خلو البال من المشاغل , ويكثر من القراءة إذا لم ينشط للتدبر.
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 Sep 2006, 11:32 ص]ـ
المشايخ الفضلاء /
جزاكم الله خير الجزاء.
وبخصوص الجمع بين القراءة بالتدبر والقراءة بدونه:
ذُكر لي عن إمرأة - تعيش بيننا - كانت لها قراءتان:
- قراءة السرد أو الحدر: وتختم القرآن في كل شهر مرة أو مرتين.
- قراءة التدبر: وقد استغرقت فيها ما يقارب الـ (16) سنة.
--
ـ[د. أنمار]ــــــــ[29 Sep 2006, 02:20 ص]ـ
والملاحظ أن كثرة القراءة إنما بدأت تظهر بشكل واضح وظاهر بعد قرن الصحابة رضي الله عنهم.
مع التأكيد بأنه كان من الصحابة من يختم في كل ليلة كعبد الله بن عمرو ومراجعته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى صار يختم كل ثلاث ليال
وعثمان رضي الله عنه ختم في ركعة
وغيرهم كثير كما تجده مسطرا في كتاب الأذكار وسنن الترمذي
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[29 Sep 2006, 01:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد ذكر النووي كلاما عن أحوال السلف الصالح في تلاوتهم للقرآن الكريم، وتطرق للمسألة السابقة، وهذا نص كلامه وإن كان فيه شيء من الطول لكن من أجل الفائدة:
((ينبغي أن يحافظ على تلاوته ويكثر منها، وكان السلف رضي الله عنهم لهم عادات مختلفة في قدر ما يختمون فيه فروى ابن أبي داود عن بعض السلف رضي الله عنهم أنهم كانوا يختمون في كل شهرين ختمة واحدة وعن بعضهم في كل شهر ختمة وعن بعضهم في كل عشر ليال ختمة وعن بعضهم في كل ثمان ليال وعن الأكثرين في كل سبع ليال وعن بعضهم في كل ست وعن بعضهم في كل خمس وعن بعضهم في كل أربع وعن كثيرين في كل ثلاث وعن بعضهم في كل ليلتين وختم بعضهم في كل يوم وليلة ختمة ومنهم من كان يختم في كل يوم وليلة ختمتين ومنهم من كان يختم ثلاثا وختم بعضهم ثمان ختمات أربعا بالليل وأربعا بالنهار! فمن الذين كانوا يختمون ختمة في اليوم والليلة: عثمان بن عفان رضي الله عنه وتميم الداري وسعيد بن جبير ومجاهد والشافعي وآخرون ومن الذين كانوا يختمون ثلاث ختمات: سُليم بن عتر رضي الله عنه -قاضي مصر في خلافة معاوية رضي الله عنه -فروى أبو بكر بن أبي داود أنه كان يختم في كل ليلة ثلاث ختمات. وروى أبو عمر الكندي في كتابه في "قضاة مصر" أنه كان يختم في الليلة أربع ختمات.
وقال الشيخ الصالح أبو عبدالرحمن السلمي رضي الله عنه سمعت الشيخ أبا عثمان المغربي يقول كان ابن الكاتب رضي الله عنه يختم بالنهار أربع ختمات وبالليل أربع ختمات وهذا أكثر ما بلغنا من اليوم والليلة.
وروى السيد الجليل أحمد الدورقي بإسناده عن منصور بن زادان -من عباد التابعين رضي الله عنه -أنه كان يختم القرآن فيما بين الظهر والعصر ويختمه أيضا فيما بين المغرب والعشاء في رمضان ختمتين وشيئاً! وكانوا يؤخرون العشاء في رمضان إلى أن يمضي ربع الليل.
وروى ابن أبي داود بإسناده الصحيح أن مجاهدا كان يختم القرآن في رمضان فيما بين المغرب والعشاء في كل ليلة من رمضان.
وعن منصور قال: كان علي الأزدي يختم فيما بين المغرب والعشاء كل ليلة من رمضان.وعن إبراهيم بن سعد قال كان أبي يحتبي فما يحل حبوته حتى يختم القرآن.
وأما الذين ختموا القرآن في ركعة فلا يحصون لكثرتهم، فمن المتقدمين: عثمان بن عفان وتميم الداري وسعيد بن جبير رضي الله عنهم ختمة في كل ركعة في الكعبة.
وأما الذين ختموا في الأسبوع مرة فكثيرون نقل عن عثمان بن عفان رضي الله عنه وعبدالله بن مسعود وزيد بن ثابت وأبي بن كعب رضي الله عنهم وعن جماعة من التابعين كعبدالرحمن بن يزيد وعلقمة وإبراهيم رحمهم الله.
والاختيارأن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص فمن كان يظهر له بدقيق الفكر لطائف ومعارف فليقتصر على قدر يحصل له به كمال فهم ما يقرؤه وكذا من كان مشغولا بنشر العلم أو غيره من مهمات الدين ومصالح المسلمين العامة فليقتصر على قدر لا يحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له، وإن لم يكن من هؤلاء المذكورين فليستكثر ما أمكنه من غير خروج إلى حد الملل والهذرمة)) أ. هـ التبيان في آداب حامل القرآن.
والذي يظهر من هذا أن السلف كانوا يستغلون الأوقات الفاضلة كرمضان وعشر ذي الحجة في القراءة لتحصيل الأجر المترتب على القراءة فقط (من قرأ حرفا من كتاب الله تعالى فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) ولم يذكر في الحديث أن الأجر مترتب على التفكر وإنما هو على القراءة.
وقد ذكر الشيخ عبد الكريم الخضير في محاضرة له بأنه يعرف من يصلي الفجر ثم يتكئ على سارية المسجد فما يؤذن المؤذن للظهر إلا وقد ختم القرآن!
نسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته. آمين(/)
مواعظ المفسرين (2/ 12)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[26 Sep 2006, 01:29 ص]ـ
الموعظة الثانية
قال العلامة الشنقيطي: في تفسيره (3/ 9) لقوله تعالى: "وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ" [هود:6 - 8].
(اعلم أن الله تبارك وتعالى ما أنزل من السماء إلى الأرض واعظاً أكبر، ولا زاجراً أعظم مما تضمنته هذه الآيات الكريمة وأمثالها في القرآن، من أنه تعالى عالم بكل ما يعمله خلقه، رقيب عليهم، ليس بغائب عما يفعلون.
وضرب العلماء لهذا الواعظ الأكبر، والزاجر الأعظم مثلاً؛ ليصير به كالمحسوس، فقالوا: لو فرضنا أن ملكاً قتّالا للرجال، سفّاكاَ للدماء شديد البطش والنكال على من انتهك حرمته ظلماً، وسيافه قائم على رأسه، والنطع مبسوط للقتل، والسيف يقطر دماً، وحول هذا الملك الذي هذه صفته جواريه وأزواجه وبناته، فهل ترى أن أحداً من الحاضرين يهتم بريبة أو بحرام يناله من بنات ذلك الملك وأزواجه، وهو ينظر إليه، عالم بأنه مطلع عليه؟! لا، وكلا! بل جميع الحاضرين يكونون خائفين، وجلة قلوبهم، خاشعة عيونهم، ساكنة جوارحهم خوفاً من بطش ذلك الملك.
ولا شك -ولله المثل الأعلى- أن رب السموات والأرض جل وعلا أشد علماً، وأعظم مراقبة، وأشد بطشاً، وأعظم نكالا وعقوبة من ذلك الملك، وحماه في أرضه محارمه. فإذا لاحظ الإنسان الضعيف أن ربه جل وعلا ليس بغائب عنه، وأنه مطلع على كل ما يقول وما يفعل وما ينوي لان قلبه، خشي الله تعالى، وأحسن عمله لله جل وعلا.
ومن أسرار هذه الموعظة الكبرى، أن الله تبارك وتعالى صرح بأن الحكمة التي خلق الخلق من أجلها، هي: أن يبتليهم أيهم أحسن عملاً، ولم يقل: أيهم أكثر عملاً، فالابتلاء في إحسان العلم، كما قال تعالى في هذه السورة الكريمة: "وَهُوَ الذي خَلَق السماوات والأرض فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المآء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً" [هود:7] الآية.
وقال في الملك: "الذي خَلَقَ الموت والحياة لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ العزيز الغفور" [الملك:2].
ولا شك أن العاقل إذا علم أن الحكمة التي خلق من أجلها هي أن يبتلي، أي: يختبر: بإحسان العمل فإنه يهتم كل الاهتمام بالطريق الموصلة لنجاحه في هذا الاختبار، ولهذه الحكمة الكبرى سأل جبريل النَّبي صلى الله عليه وسلم عن هذا، ليعلمه لأصحاب النَّبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "أخبرني عن الإحسان"، أي وهو الذي خلق لأجل الاختبار فيه، فبين النَّبي صلى الله عليه وسلم أن الطريق إلى ذلك هي هذا الواعظ، والزاجر الأكبر الذي هو مراقبة الله تعالى، والعلم بأنه لا يخفى عليه شيء مما يفعل خلقه، فقال له: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" انتهى كلامه.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Apr 2010, 11:12 ص]ـ
نسأل الله أن يوفقنا لمراقبته في السر والعلانية.
فكرة جمع مواعظ المفسرين فكرة إبداعية من إبداعاتك يا أبا عبدالله، ونحن نعود إليها بين الحين والآخر للتأمل والاتعاظ جزاك الله خيراً. وأظن أنه يمكن تتبع مواعظ بقية العلماء بطريقة ينتفع بها القارئ الذي لا يرتاد كتب الوعظ إلا نادراً بحجة أنها ليست كتب علم، وإنما كتب وعظ. في حين أن الاشتغال بالعلم دون تدبر وتفكر قد يورث القسوة والله المستعان.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[02 Apr 2010, 01:28 م]ـ
وأظن أنه يمكن تتبع مواعظ بقية العلماء بطريقة ينتفع بها القارئ الذي لا يرتاد كتب الوعظ إلا نادراً بحجة أنها ليست كتب علم، وإنما كتب وعظ. في حين أن الاشتغال بالعلم دون تدبر وتفكر قد يورث القسوة والله المستعان.
جزاك الله خيراً، وما دوري إلا الجمع والترتيب فحسب.
وتتبع بقية المواضع في البال، وأرجو أن أتمكن من ذلك قريباً.
وما اشرت إليه من التقسيم المقيت بين العلم والوعظ يأباه تسمية القرآن بأنه موعظة وذكرى ..
ومن تتبع أحوال السلف الصالح أدرك أن من أسباب تميزهم جمعهم بين العلم والعمل، ولذا لما بدأ هذا الفصام النكد بين العلم والعمل ظهرت آثاره السيئة في الأمة ..
وواهمٌ ومخطئ من يفصل بينهما، وهل يراد من العلم إلا التعبد لله على بصيرة، ونفع الخلق؟ وأنّى لشخص أن يذوق لذة التعبد وقلبه قاسٍ؟
تأمل في كثرة نعي الله على بني إسرائيل قسوة قلوبهم التي حملتهم على التحريف والكتمان والكذب؟!
وكلمات ابن الجوزي في "صيد الخاطر" أشهر من أن تذكر ههنا .. والله المستعان.
نعوذ بالله من قسوة القلوب، ونسأل الله تعالى أن يعفو عن تقصيرنا وتفريطنا في شأن قلوبنا.(/)
شاركوا لو تكرمتم
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[26 Sep 2006, 01:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الفضلاء: إن معرفة قواعد التفسير أمر بالغ الأهمية، وكثيرا ما سئلت عن مصنف في قواعد التفسير، فأتحير في الإجابة لعلمي أن ما صنف في ذلك قليل ومع قلته ليس كل ما فيه قواعد، ومن هنا اقترح على المشائخ الفضلاء أن يشاركوا في بيان الضوابط التي تحكم القاعدة، وأن يذكروا ما لديهم من قواعد.لعلنا نصل إلى المطلوب. أسأل الله لي ولكم التوفيق
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[26 Sep 2006, 03:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا معك أخي الكريم الدكتور أبا حذيفة ..
واقترح أن يبتدأ بذكر حد قواعد التفسير لكي يعرف ما يدخل تحتها وما يخرج منها، لأن كثيراً ممن كتب في قواعد التفسير جمع كل ما قيل فيه قاعدة بلا تمحيص، كما أن نسبة القواعد إلى التفسير ينبغي أن تكون نسبة مؤثرة كما كانت نسبة القواعد إلى الفقه أو الأصول أو الاعتقاد نسبة مؤثرة ..
فلا يصح أن نقول أن هذه قاعدة تفسيرية إلا إذا كانت ذات علاقة صحيحة بالتفسير ومؤثرة في تفسير القرآن الكريم.
وبهذا يحترز عن القواعد التي لها علاقة بالقرآن ولكن ليس علاقة بالتفسير كقواعد أصول الفقه التي يستفيد منها الأصولي والفقيه في استخراج الأحكام من القرآن وكقواعد الاستنباط الكثيرة التي تخرج خفايا الأحكام والمعاني من كتاب الله وليس لها علاقة بالتفسير ..
آمل أن يحدد المعنى بداية ومن ثم ينطلق في المشروع وهو مشروع رائد وليته يبتدأ بعد ذلك بتقويم ما كتب في هذ المجال بحيث يتم عرض الكتب ويتم مناقشتها ومن ثم تستخلص القواعد المؤثرة ..
والله أعلم ..
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[26 Sep 2006, 03:53 ص]ـ
شكر الله لك يا أخ فهد
ـ[أبو العالية]ــــــــ[26 Sep 2006, 09:58 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
لا شك أن القواعد والضوابط لها من الأهمية بمكان، سيما وهي مبثوثة في كتب المفسرين تأصيلاً وتمثيلاً؛ فالبحث عنها ومحاولة التتبع من جديد عنها فيه نوع مشقة؛ إذ كفانا بعض علمائنا ذلك؛ فمن أجود الكتب فيها:
قواعد التفسير لشيخنا الدكتور خالد بن عثمان السبت حفظه الله
و قواعد الترجيح في التفسير للشيخ حسين الحربي حفظه الله
وهناك بعض الرسائل العلمية في ذلك أيضاً لبعض المصنفات والتفاسير خاصة.
على كلٍّ لتكون ثمرة هذا الموضوع قريبة التناول سريعة الفائدة، تلخص مثل هذه الكتب بالقاعدة ومثال عليها، وهلمَّ جرا ..
ودمتم على الخير أعوانا
والله أعلم
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[29 Sep 2006, 01:40 ص]ـ
أخي الفاضل (أبو العالية)
أعرف جيدا ما في الكتب التي ذكرتها أثاب الله مؤلفيها، وقد ذكر فيها كثيرا مما لا يدخل تحت القواعد، والذي أرغب فيه كما ذكرت القواعد التفسيرية والله يحفظك.
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[03 Oct 2006, 04:28 ص]ـ
أرجو المشاركة
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[03 Oct 2006, 07:36 ص]ـ
أبدأ بأول القواعد؛ وهو التفسير بالرأي:
وهو من باب فتح الموضوع من أجل رفع الحوار، والمشاركة فيه ..
ولأنه عندما يطلق العلماء التفسير بالرأي، فإنما يقصدون بالرأي: الاجتهاد!!!
ومن الأمور التي يجب استناد الرأي إليها في التفسير، فهي التي نقلها العلامة السيوطي
في كتابه الإتقان، نقلاعن الإمام الزركشي، حيث قال:
للناظر في القرآن لطلب التفسير مآخذ كثيرة أمهاتها أربعة:
الأول: النقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع التحرز عن الضعيف والموضوع.
الثاني: الأخذ بقول الصحابي، فقد قيل: إنه في حكم المرفوع مطلقاً، وخصه بعضهم بأسباب النزول ونحوها، مما لا مجال للرأي فيه.
الثالث: الأخذ بمطلق اللغة مع الاحتراز عن صرف الآيات إلى مالا يدل عليه الكثير من كلام العرب.
الرابع: الأخذ بما يقتضيه الكلام، ويدل عليه قانون الشرع، وهذا النوع الرابع هو الذي دعا به النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس في قوله: "اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل" رواه البخاري ومسلم.
فمن فسر القرآن برأيه أي: باجتهاده ملتزماً الوقوف عند هذه المآخذ معتمداً عليها فيما يرى من معاني كتاب الله، كان تفسيره سائغاً جائزاً خليقاً بأن يسمى تفسيراً، ويكون تفسيراً جائزاً ومحموداً، ومن حاد عن هذه الأصول وفسر القرآن غير معتمد عليها كان تفسيره ساقطاً مرذولاً خليقاً بأن يسمى التفسير غير الجائز، أو التفسير المذموم، وكما يقول صاحب مناهل العرفان: فالتفسير بالرأي الجائز يجب أن يلاحظ فيه الاعتماد على ما نقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه مما ينير السبيل للمفسر برأيه، وأن يكون صاحبه عارفاً بقوانين اللغة، خبيراً بأساليبها، وأن يكون بصيراً بقانون الشريعة، حتى ينزل كلام الله على المعروف من تشريعه.
أما الأمور التي يجب البعد عنها في التفسير بالرأي فمن أهمها:
التهجم على تبيين مراد الله من كلامه على جهالة بقوانين اللغة أو الشريعة.
ومنها: حمل كلام الله على المذاهب الفاسدة.
ومنها: الخوض فيما استأثر الله بعلمه.
ومنها: القطع بأن مراد الله كذا من غير دليل.
ومنها: السير مع الهوى والاستحسان.
ويمكن تلخيص هذه الأمور الخمسة في كلمتين هما: الجهالة والضلالة.
انظر: البرهان للزركشي (2/ 156)،
والإتقان للسيوطي (2/ 1204)؛
(مع بعض التصرف والتغيير اليسير)،
ومناهل العرفان في علوم القرآن للشيخ الزرقاني (2/ 42) ...(/)
مواضيع مقترحة
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[26 Sep 2006, 01:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض الموضوعات المناسبة للبحث فيها وتسجيلها لبحوث الترقية أو الدراسات العليا.
1 - الفتح والاغلاق في القرآن الكريم.
2 - الأم في القرآن الكريم
3 - الرياح والسحاب كما ذكرها القرآن.
4 - جوالب الرزق في القرآن الكريم
5 - آثار الذنوب كما عرضها القرآن.
هذا الجزء الأول من الموضوعات والأجزاء الأخرى سأذكرها قريباً بحول الله.
لتسجيلها
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[26 Sep 2006, 05:45 م]ـ
شكر الله للشيخ الفاضل أبي حذيفة , ولعله من المناسب أن تضاف هذه الموضوعات في القسم المخصص وهو: موضوعات مقترحة للرسائل العلمية.
ـ[سالم خميس اليعقوبي]ــــــــ[04 Oct 2006, 06:13 م]ـ
جزاك الله خيراً أستاذنا الفاضل على هذه الموضوعات المقترحة
ولعلنا في أمس الحاجة وخاصة في هذه الفترة للموضوعات القرآنية لإختيار الأنسب منها
بارك الله فيكم وجعل ما تقدمه في ميزان حسناتك
ـ[العنزي]ــــــــ[05 Oct 2006, 01:30 م]ـ
بارك الله فيك ياشيخ أبو حذيفة على هذه الموضوعات
وجعل ذلك في ميزان حسناتك وننتظر منك المزيد(/)
من بدائع الفوائد لابن القيم
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[26 Sep 2006, 05:07 م]ـ
قال ابن القيم رحمه الله في تفسير قوله تعالى: " وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين " آل عمران (42 - 43)
" قوله اركعي مع الراكعين ولم يقل اسجدي مع الساجدين فإنما عبر بالسجود عن الصلاة وأراد صلاتها في بيتها لأن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها مع قومها ثم قال لها اركعي مع الراكعين أي صلي مع المصلين في بيت المقدس ولم يرد أيضا الركوع وحده دون أجزاء الصلاة ولكنه عبر بالركوع عن الصلاة كما تقول ركعت ركعتين وأربع ركعات يريد الصلاة لا الركوع بمجرده فصارت الآية متضمنة لصلاتين صلاتها وحدها عبر عنها بالسجود لأن السجود أفضل حالات العبد وكذلك صلاة المرأة في بيتها أفضل لها من صلاتها في المسجد عبر عنها بالركوع لأنه في الفضل دون السجود وكذلك صلاتها مع المصلين دون صلاتها وحدها في بيتها ومحرابها وهذا نظم بديع وفقه دقيق وهذه نبذ تسير بك إلى ما وراءها ترشدك وأنت صحيح "
بدائع الفوائد (2/ 63)
.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[19 Nov 2009, 12:42 ص]ـ
أرجو أخي الحبيب أن تدقق النظر فيما تكتب!
الكلام الذي نقلته عن ابن القيم؛ هل هو له؟
تأكد بارك الله فيك، وأعد قراءة ما نقلته عنه لتكتشف الخلل.
ـ[مها]ــــــــ[19 Nov 2009, 02:21 ص]ـ
كنت قد قيدت هذا النقل أثناء قراءتي للكتاب، ثم تبين أنه من كلام السهيلي في النتائج حين وجدت بعده بصفحات تعقبا للإمام ابن القيم، فقد قال:
((وأما قوله تعالى: (يامريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين) فقد أبعد النجعة فيما تعسفه من فائدة التقديم، وأتى بما ينبو اللفظ عنه.
وقال غيره: السجود كان في دينهم قبل الركوع وهذا قائل ما لا علم له به!
والذي يظهر في الآية -والله أعلم بمراده من كلامه-: أنها اشتملت على مطلق العبادة وتفصيلها، فذكر الأعم، ثم ما هو أخص منه، ثم ما هو أخص من الأخص، فذكر القنوت أولا، وهو الطاعة الدائمة، فيدخل فيه القيام والذكر والدعاء وأنواع الطاعة، ثم ذكر ما هو أخص منه، وهو السجود الذي يشرع وحده، كسجود الشكر والتلاوة، ويشرع في الصلاة، فهو أخص من مطلق القنوت، ثم ذكر الركوع الذي لا يشرع إلا في الصلاة، فلا يسن الإتيان به منفردا، فهو أخص مما قبله.
ففائدة الترتيب: النزول من الأعم، إلى الأخص، إلى أخص منه، وهما طريقتان معروفتان في الكلام: النزول من الأعم إلى الأخص، وعكسها وهو الترقي من الأخص، إلى ما هو أعم منه، إلى ما هو أعم.
ونظيرها قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير) فذكر أربعة أشياء، أخصها الركوع، ثم السجود أعم منه، ثم العبادة أعم من السجود، ثم فعل الخير العام المتضمن لذلك كله ... إلخ)). (بدائع الفوائد 1/ 140 - 142).
ـ[محمد كالو]ــــــــ[19 Nov 2009, 05:36 ص]ـ
يقول السهيلي في (نتائج الفكر) 272:
" إن قيل: فالركوع قبل السجود بالزمان وبالطبع والعادة لأنه انتقال من علو إلى انخفاض، والعلو بالطبع قبل الانخفاض، فهلاَّ قدَّم في الذكر على السجود لهاتين العلتين؟!
فالجواب أن يقال لهذا السائل: انتبه لمعنى هذه الآية من قوله (اركعي مع الراكعين)، ولم يقل: (اسجدي مع الساجدين)؛ فإنما عبَّر بالسجود عن الصلاة كلها، وأراد صلاتها في بيتها، لأن صلاة المرأة في بيتها أفضل لها من صلاتها مع قومها.
ثم قال لها: (اركعي مع الراكعين) أي: صلِّي مع المصلين في (بيت المقدس)، ولم يرد أيضاً الركوع وحده دون سائر أجزاء الصلاة، ولكنه عبَّر بالركوع عن الصلاة كلها كما تقول: (ركعت ركعتين) و (ركعت أربع ركعات) إنما تريد الصلاة لا الركوع بمجرده؛ فصارت الآية متضمنة لصلاتين؛ صلاتها وحدها، عبَّر عنها بالسجود، لأن السجود أفضل حالات العبد، وكذلك صلاة المرأة في بيتها أفضل لها، ثم صلاتها في المسجد عبَّر عنها بالركوع، لأنه في الفضل دون السجود، وكذلك صلاتها مع المصلين دون صلاتها في بيتها ومحرابها، وهذا نظم بديع، وفقه دقيق" اهـ.(/)
هل جربت المخمخة؟.
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 Sep 2006, 07:49 م]ـ
المشايخ الأكارم /
الإخوة الأفاضل /
أعتذر مقدما، لكن:
هي دعوة للتدبر.
دعوة لقراءة كتاب الله كما أراد الله تعالى:
(كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ)
دعوة لعدم الإستعجال في قراءة كتاب الله.
دعوة لئلا يكون همنا آخر السورة.
دعوة للوقوف مع آيات الله تعالى، والغوص في معانيها، واستخراج ما فيها من الفوائد والأحكام.
دعوة لقراءة تفسير ما قد يشكل من الآيات ........ أثناء القراءة ... أي مباشرة ........ لتثبيت المعنى وربط الآيات بعضها مع بعض.
دعوة - وبلهجتنا العامية - إلى:
المخمخة
أثناء قراءة كلام الله تعالى
والمخمخة هي:
تركيز المخ فيما يراد القراءة فيه، أو البحث عنه، فلا يلتفت عنه إلى ماسواه.
قف مع الآية
رددها
اربطها مع ما بعدها
كرر الآيات
أعد قراءتها بعدما يفتح الله عليك من معرفة معانيها
جرب تحريك يديك مع معاني الآيات .... ستجد أنك تعيش في جوٍ إيماني آخر. (تحريك يسير).
فلا يخفى أنه كلما اشترك في القراءة أكثر من حاسة ...... كان التركيز:
أقوى، وأكثر، وأكبر، وأثبت.
احرص على عدم الإلتفات
أعد قراءة الآية المعينة بترتيل
احرص على المصحف الذي يكون معه التفسير في الحاشية
أعد قراءة الوجه مرة، ثانية، وثالثة.
وإن كنت ممن يلبس الشماغ ........ فجرب إنزاله مع الطرفين لتنعزل عن من حولك.
خاطرة:
جرب أن تبكي مع كلام الله ........ نعم ... جرب
اعتصر دمعة حرى لا يراك فيها أحد
اجعل كلام الله تعالى يحرك ما في تلك المضغة الصغيرة ........ القلب فتحيا بالإيمان
اجعله ينفض غبار المعاصي، وغشاوات الران.
اجعله يغسل تلك النُكت التي رانت على قلوبنا، فغطت عليها، فلم نسعد في عمل الطاعات، ولم نأنس في فعل الصالحات.
أخيرا /
مخمخ أثناء قراءة كتاب الله .......... وستجد أنك حصلت من الخير الكثير، والكثير ...... مع لذة قلبية لا يعرف قدرها إلا من جربها.
والكل مقصر، ونسأل الله أن يلطف بنا، ويستر علينا، ويرحمنا، وينجاوز عن تقصيرنا، وقصورنا في حق كتابه.
مشايخي الأفاضل /
كتبتُ ما كتبتُ لحث نفسي وحث إخواني على التدبر، وقد يكون في الإسلوب بساطة تخلو من الإسلوب العلمي ....... لكن المقصد لا يخفاكم.
فأرجو قبول عذري.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[26 Sep 2006, 09:08 م]ـ
الفكرة وصلت , زدنا زادك الله علماً وتقوى.
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[27 Sep 2006, 01:57 ص]ـ
موضوعك مخمخنا وجزاكم الله خيرًا
ـ[المسيطير]ــــــــ[27 Sep 2006, 11:35 م]ـ
الشيخ الكريم / أحمد البريدي
جزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
تشرفت بتفضلكم بقراءة ما كتبه أخوكم الصغير مستشرفا لتوجيهاتكم، ومرئياتكم.
الأخ الكريم / مصطفى علي
جزاك الله خير الجزاء.
شرفتنا بمداخلتك، وآنستنا بتعليقك.
ـ[المسيطير]ــــــــ[13 Oct 2006, 01:38 م]ـ
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في النونية:
فصل
في التفريق بين الخلق والامر
وانظر إلى نظم السياق تجد به ***** سرا عجيبا واضح البرهان
ذكر الخصوص وبعده متقدما ***** والوصف والتعميم في ذا الثاني
فأتى بنوعي خلقه وبأمره ***** فعلا ووصفا موجزا ببيان
فتدبر القرآن إن رمت الهدى ***** فالعلم تحت تدبر القرآن
-
ـ[المسيطير]ــــــــ[13 Oct 2006, 01:42 م]ـ
قال شيخنا / المقرئ وفقه الله تعالى تعليقا على الموضوع .... في ملتقى أهل الحديث
(وأحسب أن مادة (المخمخة) والتي هي مأخوذة من المخ وهو رمز التفكير واتقاد الذهن
وتكريره بهذا الوزن يدل على التكثير والمتابعة كما يقال (كبكب) و (صرصر) و (ومضمض)
ومادة (مخمخ) أو (مخخ) قال عنها في مختار الصحاح:
م خ خ المخ الذي في العظم و المخة أخص منه وربما سموا الدماغ مخا وخالص كل شيء مخه و امتخخت العظم و تمخخته أخرجت مخه)
وفي كتاب الأفعال:
(و تمخمخت ما في العظم بالخاء وتمخخته استخرجته)
فيكون المراد عند قراءة القرآن عليك أن تجمع نفسك وعقلك ومخك لستخرج معانيه ولتتأمل في آيات الله ويلين قلبك وتخشع لله وتنيب فأولئك هم المؤمنون حقا
المقرئ
ـ[د. أنمار]ــــــــ[13 Oct 2006, 01:57 م]ـ
عدة مرات خطرت لي المخمخمة أثناء قراءتي في التراويح.
حاولت بعض النصائح، وما استطعت البعض الآخر كتحريك اليد أثناء الصلاة.
عموما موضوعك ترك أثره في أمخاخنا.
جزاك الله خيرا
ـ[منصور مهران]ــــــــ[13 Oct 2006, 02:57 م]ـ
المخ - لغةً -: خالص كل شيء، وفي الحديث: (الدعاء مخ العبادة)، والمعنى: الدعاء لبُّ العبادة وخالصها؛ فلما كان مخ العظام قوة لها، كذلك الدعاء تتقوى به العبادة؛ فإنه على ذلك روح العبادة.
وأحيانا يرد وصف المخ بالرِّير أو الرَّار: وهو المخ الذائب في العظم كأنه ماء؛ كناية عن فساد الرأي وذهاب الحيلة.
وبالله التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[13 Oct 2006, 10:20 م]ـ
حديث (الدعاء مخ العبادة) ضعف إسناده الألباني كما في ضعيف سنن الترمذي (3611)، وبالله التوفيق.
ـ[المسيطير]ــــــــ[13 Oct 2006, 10:43 م]ـ
حديث (الدعاء مخ العبادة) ضعف إسناده الألباني كما في ضعيف سنن الترمذي (3611)، وبالله التوفيق.
جزاك الله خيرا.
وللفائدة فقد سُئل الشيخ سليمان العلوان حفظه الله عن: صحة حديث (الدعاء مخ العبادة)؟.
فأجاب وفقه الله:
هذا الحديث رواه أبو عيسى الترمذي من طريق الوليد بن مسلم عن عبد الله بن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر عن أبان بن صالح عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الدعاء مخ العبادة.
قال الترمذي. هذا حديث غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة.
وابن لهيعة ضعيف الحديث مطلقاً قاله البخاري ويحى بن معين وأبو حاتم وغيرهم وهذا المشهور عن أئمة السلف وأكابر المحدثين فلا يفرقون بين رواية العبادلةعن ابن لهيعة وبين رواية غيرهم وإن كانت رواية العبادلة عنه أعدل وأقوى من غيرها غير أن هذا لا يعني تصحيح مروياتهم فابن لهيعة سيء الحفظ في رواية العبادلة عنه وفي رواية غيرهم والكل ضعيف وأقوى هذا الضعيف ما رواه القدامى عنه والله أعلم.
وقال الترمذي رحمه الله في أوائل جامعه في الحديث عن استقبال القبلة بغائط وبول. وابن لهيعة ضعيف عند أهل الحديث ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره.
وقد صح الخبر بلفظ. الدعاء هو العبادة رواه أحمد في مسنده و أبو داود والترمذي وابن ماجه كلهم من طريق ذرّ عن يُسيع الكندي عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى {وقال ربكم ادعوني استجب لكم} قال (الدعاء هو العبادة) وقرأ {وقال ربكم ادعوني استجب لكم} إلى قوله {داخرين}.
قال ابو عيسى الترمذي هذا حديث حسن صحيح.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[13 Oct 2006, 11:07 م]ـ
أقول والحديث أخرجه الطبراني في الاوسط حرف الباء
3196 حدثنا بكر قال: حدثنا عبد الله بن يوسف قال: حدثنا بن لهيعة
فهي متابعة للوليد وليس عبد الله بن يوسف أحد العبادلة المشهورين، فهم ابناء المبارك ووهب ويزيد ومسلمة، لكن يضاف إلى ذلك أن الوليد بن مسلم سمع منه قبل احتراق كتبه. لكن يمتاز العبادلة بأنهم كانوا يتتبعون أصوله فيكتبون منها.
أما حديث الدعاء هو العبادة. فقد قال في كشف الخفاء:
رواه مسلم والطبراني عن ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري في الأدب المفرد وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم عن النعمان بن بشير بلفظ الدعاء هو العبادة، وقال الترمذي حسن صحيح
اهـ
ولم أجده في مسلم
ـ[د. أنمار]ــــــــ[14 Oct 2006, 04:10 ص]ـ
وهنا فوائد أخرى وهي ألفاظ أخرى لحديث أنس من غير طريق ابن لهيعة
قال ابن المقرئ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ، ثنا أَبُو يَعْلَى، ثنا عَوْنُ بْنُ الْحَكَمِ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ "
مُعْجَمُ ابْنِ الْمُقْرِئِ >> مَنِ اسْمُهُ عَلِيُّ >> رقم 1177
وقال أبو بكر الشافعي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمَّازٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَنْوَاعَ الْبِرِّ نِصْفُ الْعِبَادَةِ، وَالنِّصْفُ الْآخَرُ الدُّعَاءُ "
الْفَوَائِدِ الشَّهِيرُ بِالْغَيْلَانِيَّاتِ رقم 804
وقال الطبري حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: ثنا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: ثنا عُمَارَةُ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: قَلتُ لِأَنَسٍ: يَا أَبَا حَمْزَةَ أَبَلَغَكَ أَنَّ الدُّعَاءَ نِصْفُ الْعِبَادَةِ؟ قَالَ: " لَا بَلْ هُوَ الْعِبَادَةُ كُلُّهَا "
جامِعُ الْبَيَانِ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ لِلطَّبَرِيِّ >> سُورَةُ غَافِرٍ >> الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ >> وَقَوْلُهُ: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ >> تحت رقم 27994
وقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْهَمْدَانِيُّ، ثنا بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَمَلُ الْبِرِّ كُلُّهُ نِصْفُ الْعِبَادَةِ، وَالدُّعَاءُ نِصْفٌ، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا انْتَحَى قَلْبَهُ لِلدُّعَاءِ "
الْمَطَالِبُ الْعَالِيَةُ لِلْحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ الْعَسْقَلَانِيِّ >> كِتَابُ الْأَذْكَارِ وَالدَّعَوَاتِ >> بَابُ فَضْلِ الدُّعَاءِ >> رقم 3413
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 Oct 2006, 10:48 م]ـ
المشايخ الفضلاء /
جزاكم الله خيرا.
أذكر موقفا رأيته بنفسي في الحرم المكي قبل سُنيّات قريبة:
فقد هطلت أمطار غزيرة أثناء صلاة العصر في رمضان ..... مما جعل أكثر الإخوة الذين في السطح ينزلون إلى الدور الثاني.
الشاهد:
أن الدور الثاني أصبح مزدحما ازدحاما شديدا لا يوصف ........ وقد منّ الله علينا بمكان بين الصفوف.
فلفت انتباهي شاب في العشرين من عمره، قد رمى غترته، وبإحدى يديه المصحف يقرأ فيه، وبالأخرى تفسير فتح القدير .......... ولم يلتفت إلى تزاحم الناس، ولغطهم، وصياحهم، ومناوشاتهم حول الأمكنة!!.
حتى أنه مع انسجاااااامه مع كتاب الله تعالى ....... قد تغيرت جلسته فأصبح بشكل مائل، قد أعطى جنبه للجالس، ووجهه على امتداد الصف!!.
يقرأ في المصحف، ثم يقرأ في التفسير، يقرأ في المصحف، ثم يرجع إلى التفسير .......... وكأنه ... وبدون مبالغة .... كأنه جالس لوحده!!، فلم يعبأ بأحد.
أعجبني موقفه، وأعجبني حرصه، وأعجبني تدبره، وأعجبتني وبشدة .... مخمخمته.
أسأل الله أن يوفقه لكل خير.
ومن قال: آآآآآآمين.
ـ[المسيطير]ــــــــ[27 Sep 2007, 11:41 م]ـ
قال سماحة الشيخ / عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى:
(فعليك بتدبر القرآن حتى تعرف هذا المعنى، تدبر القرآن من أوله إلى آخره؛ من الفاتحة - وهي أعظم سورة في القرآن، وأفضل سورة فيه - إلى آخر ما في المصحف: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، والمعوذتين.
تدبر القرآن، واقرأه بتدبر وتعقل، ورغبة في العمل والفائدة، لا تقرأه بقلب غافل، اقرأه بقلب حاضر بتفهم وبتعقل، واسأل عما أشكل عليك؛ اسأل أهل العلم عما أشكل عليك، مع أن أكثره – بحمد الله – واضح للعامة والخاصة ممن يعرف اللغة العربية.
مثل قوله - جل وعلا -: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [57]، وقوله - تعالى -: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [58]، وقوله - سبحانه -: {من يطع الرسول فقد أطاع الله} [59]، وقوله - عز وجل -: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [60]، وقوله - تعالى -: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} [61]، وقوله - سبحانه -: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} [62]، وقوله - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [63]، وقوله - عز وجل -: {وأحل الله البيع وحرم الربا} [64].
فكله آيات واضحات، بيّن الله سبحانه وتعالى فيها ما حرم على عباده وما أحل لهم، وما أمرهم به وما نهاهم عنه) أ. هـ.
http://www.ibnbaz.org.sa/index.php?p...article&id=364
__________________(/)
القراءة العلمية للتفاسير
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[26 Sep 2006, 08:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد
المبعوث رحمة للعالمين
? سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ?
(البقرة:32)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإنه يسعدني أن أشارك في هذا الموضوع الهام، ذلك أنني لاحظت أن كثيرا من طلبة العلم عند قراءتهم في كتب التفسير يكون همهم الوحيد ألا وهو الوصول إلى المعنى الذي انتهى إليه المفسر، دون أن يلقوا بالا للطريقة التي تبلغ بها إلى هذا المعنى. ومن ثم فإنهم لا تكون لهم القدرة الكافية على فهم التفسير، وتكون بالتالي استنتاجهم مبتسرة وليدة لحظة عجلى، وقراءة انتقائية تزري بالمقروء ولا تبلغ القارئ المقصود. ومن ثم فإنني أحببت أن أعرض عليكم طريقة اتبعتها مع طلبتي بجامعة شعيب الدكالي ـ الجديدة ـ المغرب، حيث كنت أدرس لهم مادة التفسير، واخترنا تفسير سورة الفاتحة من خلال تفسيرين: ابن كثير و القرطبي، وقد كنا في الغالب الأعم لا نتجاوز تفسير ابن كثير، بل في بعض الأحيان لا نكمل تفسيره لسورة الفاتحة، وذلك لدقة الطريقة، و تركيزها على تجميع الجزئيات باعتبار القراءة بناء لا يمكن أن يستقيم ما لم تجمع كل المعطيات المتاحة والضرورية دون إصدار أحكام مسبقة بأهميتها أم لا.
إننا في قراءتنا للتفاسير يتعين أن يكون همنا هو إدراك الطريقة التي يتبعها المفسر للوصول إلى تحديد مراد الله تعالى من الخطاب القرآني الكريم، لا أن يكون هم طالب العلم الأوحد هو معرفة المراد الذي انتهى إليه المفسر، لأنه إن فعل فإنه لن يتمكن من معرفة الكيفية التي تتم بها عملية التفسير، وبالتالي يظل عالة على المراد الذي انتهى إليه المفسر، ولا تكون له القدرة على البرهنة عليه علميا، كما أنه لا يتمكن من اكتساب ملكة التفسير، والمتمثلة في القدرة على الفهم و التحليل والمقارنة والاستنباط.
إن الطريقة التي نتبعها في قراءة التفاسير تعتمد المستويات التالية:
1 - المستوى الوصفي.
2 - المستوى التحليلي.
3 - المستوى المقارن.
المستوى الأول: الدراسة الوصفية: هو المستوى الأول الذي يتعين على القارئ الباحث العناية به أيما عناية باعتباره المقدمة التي تبنى عليها المستويات الأخرى، فأي تقصير أو خطأ فإنه ينعكس بطريقة تلقائية على المستويات الأخرى.
الدراسة الوصفية دراسة موضوعية حيث يكون الباحث فيها محايدا لأنه يصف ما هو قائم، فلا يتدخل إلا في الاكتشاف والتنظيم والترتيب بما يعطي صورة حقيقية عن الخطاب التفسيري الموصوف.
ويبدأ هذا المستوى بالقراءات المتعددة للتفسير، والتعامل مع الخطاب التفسيري باعتباره كائنا حيا، فهو عصارة تجربة إنسان، وهو معاناة الإنسان، فالخطاب التفسيري وليد هذه التجربة والمعاناة، و من ثم ما لم نستحضر ذلك لا يمكننا سبر أغواره، لأنه بكل بساطة سيظل مغلقا في وجوهنا، ولن يرفع عنا حجبه، و يكشف أستاره، ويبوح بأسراره. ومن ثم يتعين عن طريق القراءات المتعددة والمتأنية والبصيرة حيث إن القارئ يكون حاضر البديهة، منتبها لكل صغيرة وكبيرة، حاملا لقلم الرصاص ويؤِشر على ما يراه مهما، مع تدوين ملاحظاته في بطاقات جانبية معدة لذلك.
بعد أن يحس القارئ بأن النص قد أصبح مفتوحا في وجهه، وأن علاقة حميمية أصبحت تربط بينهما، فإنه يجدر به ساعتها أن ينتقل إلى الخطوات التالية والمتمثلة في:
1 - اكتشاف مكونات الخطاب التفسيري، والتي يمكن إجمالها في مصادر التفسير: تفسير القرآن بالقرآن و تفسير القرآن بالسنة، و تفسير القرآن بأقوال الصحابة، وتفسير القرآن بأقوال التابعين، وتفسير القرآن بأقوال أتباع التابعين، تفسير القرآن بمطلق اللغة. مع رصد المصادر التي اعتمدها المفسر سواء تعلق الأمر بأقوال المفسرين أو كتب التفسير، والقراءات القرآنية، والحديث والسيرة والفقه وأصوله، وأصول الدين، وكل ما رجع إليه المفسر وبنى عليه تفسيره. والمصطلحات، والأعلام.مع الانتباه لضرورة تسجيل ملاحظات عن تدخل المفسر في كل جزئية تفسيرية: التعليقات، والملاحظات، والاستنتاجات، والتعقيبات، والانتقادات، والمواقف، والآراء.
ويتعين على الطالب أن يدرس كل مكون على حدة، وذلك عن طريق تخصيص جذاذات خاصة يدون فيه المعلومات الضرورية، وذلك يسهل عليه في مرحلة لاحقة توزيع المادة العلمية.
2 - ترتيب المكونات: أي رصد الطريقة التي رتب بها المفسر هذه المكونات، وهذا هو المدخل الأساس لمعرفة منهجه في التفسير، ذلك أننا نكون في هذ المرحلة بصدد اكتشاف الطريقة العامة في التفسير.
3 - العلاقات التي تقوم بين المكونات: إن الخطاب التفسير نظام ومن ثم فإن هذه المكونات ليست مبعثرة، كما أنه لا يمكن أن نتصورها كجزر لا تقوم بينها أية علاقة، بل هذه المكونات مرتبة ترتيبا خاصا اختاره المفسر، كما أنها تقوم بينها علاقات ووشائج، فالخطاب التفسيري منظومة متكاملة. وهذا هو المدخل لفهم التفسير المقروء.
المستوى الثاني: الدراسة التحليلية: وفي هذا المستوى من الدراسة يتطلب ـ عكس المرحلة الأولى ـ تدخل القارئ، بحيث يتفاعل مع الخطاب التفسيري و يعمل على مساءلته: لماذا؟ و كيف؟ و متى؟ وغيرها من الأسئلة المناسبة للموقف، والإجابة المحصل عليها مجموعها يكون الدراسة التحليلية.
المستوى الثالث: الدراسة المقارنة: وفيه يقوم القارئ بمقارنة التفسير الأول بتفاسير مناظرة بغية اكتشاف الإضافة العلمية، وعناصر التشابه و التميز.
بعد تجميع هذه المعطيات يشرع الطالب / الباحث في تحرير بحثه.
وهذا موضوع آخر آمل أن تتاح الفرصة لعرض تقنيات البحث، وكيفية إعداد الرسائل العلمية. في أقرب الآجال إن شاء الله تعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[روضة]ــــــــ[26 Sep 2006, 09:18 م]ـ
أسلوب علمي رائع للتعامل مع التفاسير والإفادة منها، فهذا ما نطمح إليه وهو الحصول على ملكة التفسير لا حفظ المعلومات التي جاء بها المفسر فحسب.
وليت الأساتذة في الجامعات الأخرى يتبعون هذا الأسلوب في التدريس، حيث إننا نعاني في كثير من الأحايين بعدم قدرة الدكتور نفسه على التعامل مع التفاسير، وتكليف الطلبة بالحفظ فقط، لدرجة أن مادة (دراسة نصية في كتب التفسير) التي تهدف إلى تعلم منهجية علمية في قراءة التفاسير نجد من يجهل كيفية تدريسها، وينتهي الطالب منها كما بدأ.
والله المستعان.
بارك الله في جهودكم ـ د. أحمد ـ ونفع بعلمكم، وأهنئ طلابكم بكم.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[27 Sep 2006, 12:14 م]ـ
إلى الإخوة المشرفين: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
الرجاء إدراج هذه الجمل في النص بدل الموجودة فيه، تصحيحا لأخطاء لغوية:
**إن القارئ يكون حاضر البديهة، منتبها لكل صغيرة وكبيرة،
** بل هذه المكونات مرتبة ترتيبا خاصا اختاره المفسر.
جزاكم الله خيرا.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[29 Feb 2008, 08:29 م]ـ
ماشاء الله بارك الله.
فتح الله عليك، وزادك فهما وعلما.
طريقة علمية محكمة، تكسب الطالب مهارة في القراءة، وتشوفا للاطلاع، ودقة في الحكم و الاستنباط، بدءا من الاختيار، فالتدرج في دراسة المادة العلمية بخطوات متسلسلة، وأفكار مترابطة، وانتهاءا بإعطاء تصور دقيق عن المنهج والطريقة.
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[29 Feb 2008, 11:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ونفع بكم
ـ[عصام]ــــــــ[01 Mar 2008, 03:11 م]ـ
جزاك الله خيرا د. أحمد
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[04 Mar 2008, 12:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل: قطرة مسك، و أمة الرحمن، و عصام ـ حفظهم الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإني أشكر لكم اهتمامكم و تقديركم.
جزاكم الله خيرا.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[20 Apr 2008, 11:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل رواد هذا الموقع المبارك.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإني لاحظت من خلال اللقاءات المخصصة لمتابعة أعمال الطلبة الباحثين،الذين أشرف على أبحاثهم، و أخص بالذكر مستوى الإجازة، أنه يستعصي عليهم في كثير من الأحيان استيعاب ما تضمنته هذه الورقة من خطوات نظرية لدراسة التفاسير دراسة علمية، كما تعترضهم مشكلات عند التزامها و محاولة تطبيقها على التفاسير التي يقومون بدراستها. و من ثم فإننا نعقد معهم جلسات نبين من خلالها عمليا كيف يمكننا الإستفادة من هذه الطريقة العلمية والعملية في دراسة التفاسير، ملحين على الأمور التالية:
1 - قراءة التفسير موضوع الدراسة قراءة متأنية و متعددة، بقصد تمتين العلاقة معه، فالخطاب التفسيري مجهود بشري، و ليد معاناة و لا يمكن البوح بأسراره لمن يعامله بجفاء.
2 - الدراسة الوصفية دراسة محايدة، و دقيقة، و شاملة، ينبغي أن يتوفر فيها حد المناطقة بأن تكون جامعة مانعة، جامعة بأن تذكر كل ما هو موجود في النص موضوع الدراسة، مانعة بحيث لا تقحم ماليس فيه، حتى لا تستحيل الدراسة إلى إسقاط.
و كثيرا ما يلاحظ الطالب الباحث أنه يكرر النص المدروس. نقول له استمر في عملك باعتماد الترقيم، والانتقال إلى ترقيم جديد كلما تعرضت لقضية أو مسألة جديدة، و العبرة ليست بالطول أو القصر، و إنما بالفكرة والموضوع، فهي العمدة في تفكيك النص موضوع الدراسة. فأنت تعيد تدوين النص بطريقة أخرى " خطاطة "، بغية تفكيك النص إلى أضغر جزئياته. بهدف تحقيق أمرين اثنين:
أ ـ الهدف الأول: تحديد مكونات الخطاب التفسيري، أو ما يمكننا الاصطلاح عليه بعوامل استخراج المعنى، أي الأدوات التي وظفها المفسر لتحديد مراد الله تعالى من الخطاب القرآني ..
ب ـ الهدف الثاني: إدرك الطريقة العامة التي سلكها المفسر في تفسيره، حيث ترتيب المكونات، ورصد العلاقات التي تقوم بينها.
ومما نلح عليه كثيرا عدم الاستعجال في إصدار الأحكام، و إعطاء معطيات و بيانات هي وليدة انطباعات خلفتها القراءة المسترسلة للنص موضوع الدراسة، و ليست نتاج المعطيات المادية المستفادة من الدراسة الوصفية. فبعض الطلبة الباحثين يعمدون إلى إعطاء عنوان للنص موضوع الدراسة، و تحديد أفكاره الأساسية فالثانوية، دون التفريق بين مستويين في البحث:
1 - مستوى جمع المادة العلمية، وحصر المعطيات والبيانات.
2 - تحرير المادة العلمية.
إننا عندما نكون بصدد جمع المادة العلمية، و حصر المعطيات " الدراسة الوصفية " بالنسبة لدارس الخطاب التفسيري، فإننا نعمل على تفكيك النص إلى مكوناته الأساسية، مع محاولة اكتشاف جزئياته، و تفاصيله الدقيقة. و من خلال الأفكار الثانوية يمكننا دمج ما ينتظم منها في موضوع واحد، أو قضية واحدة، أو مسألة واحدة ضمن فكرة رئيسية ونعطيها بعد ذلك عنوانا مناسبا، و مجموع الأفكار الرئيسية هو الذي يمكننا من اكتشاف عنوان مناسب للنص موضوع الدراسة.
إن المسألة تأخذ منحى مخالفا لما يتبعه أغلب طلبتنا، من و ضع عنوان للنص، ثم تحديد الأفكار الأساسية، فالأفكار الثانوية، بحيث يعتمدون منهجا استنباطيا: الانتقال من الكل إلى الجزء. في الوقت الذي تعتمد فيه الدراسة العلمية المنهج الاستقرائي: الانتقال من الجزء إلى الكل، وهذا الأمر يتم على مستوى الدراسة الوصفية التي هي بمتابة جمع المادة العلمية التي سيتشكل منها البحث:
1 - الأفكار الثانوية.
2 - الأفكار الرئيسية.
3 - عنوان النص.
أما تحرير المادة العلمية " تحرير البحث " فإنه يعتمد ترتيبا منطقيا للقضايا:
1 - عنوان النص.
2 - الأفكار الأساسية.
3 - الأفكار الثانوية.
و من ثم يتعين مراعاة هذا الأمر حتى لا تستحيل بحوثنا إلى إسقاط.
و للموضوع بقية.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.(/)
طريقة تعامل الصحابة مع القرآن و السنة
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[27 Sep 2006, 12:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
(قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) ـ البقرة:32 ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإن القرآن الكريم هو رسالة الله تعالى للبشرية كافة، و من ثم فلا يمكن تحقيق التواصل مع الله تعالى ما لم نفقه مضمون هذه الرسالة، يقول الحق سبحانه: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها).فالرسالة ما لم نعرف مضمونها لا يمكن الوفاء بالتزاماتها، فما لم نفسر القرآن الكريم بأن نقف على معانيه و مراداته، لا يمكننا أن نتمثل تعاليمه السمحة في حياتنا العملية. وعليه فإننا نرى أن تفسير القرآن الكريم ضرورة تلجئنا إليها معرفة حكم الله تعالى في الواقع المعيش على مستوى الفرد و الأسرة و الدولة والدول في حال السلم و الحرب. وكونه من الفروض الكفائية لا يعفينا من معرفة ما لا يمكن أن تستقيم به دنيا نا و لا بما تصلح به آخرتنا. ومعلوم أنه كلما صحت العزائم و خلصت النوايا، واستمد العون على الفتح و الفهم من الفتاح العليم، كلما نشطت النفوس لتحصيل هذا العلم الشريف، و كلما طبقنا ما عرفنا منه في حياتنا العملية كلما فتح الله لنا آفاقا جديدة من الفهم و التفقه: (من عمل بما علم و رثه الله ما لم يعلم) ذلكم هو علم الموهبة، يمنحه الله من يشاء من عباده الصالحين المخلصين، فهناك العلم و نور العلم، و ما يغير الله به الأحوال هو نور العلم. ولنستحضر دائما قوله تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (البقرة:282)
و مدخل المنهج الصحيح للتعامل مع القرآن الكريم هو طريقة الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ والمتمثلة في النقط الثلاث التالية:
1 - لا يعارض أحدهم القرآن و صحيح السنة بمعقوله، و لا بذوقه ووجده و مكاشفته، و إنما يجعلون القرآن أميرا يقتدى و يتبع على كل حال.
2 - لا يؤسس أحدهم دينا غير ماجاء به الرسول، فقد كانوا رضي الله عنهم و أرضاهم معتصمين بالقرآن و السنة، ليست لهم آراء و مواقف مسبقة، و لامذاهب يؤمنون بها ثم يأتون إلى القرآن ليستمدوا منه الشرعية لهذه الآراء و المذاهب و المواقف.فمنهجهم في التعامل مع القرآن الكريم كان منهجا علميا يعتمد المنهج الاستنباطي فهم يقرؤون القرآن و السنة و يحاولون فهمهما من الدخيل فلا يفرضون عليهما لا المنهج و لا التصور.و لا يعتمدون المنهج الإسقاطي بحيث يقرؤون أفكارهم و معتقداتهم و أذواقهم و مواجدهم في القرآن الكريم، و هو المنهج المعروف في مناهج تحليل الخطاب بأنه منهج غير علمي. و سبحان الله المغرضون عندما يتعاملون مع القرآن الكريم يصبح المنهج الإسقاطي هو المنهج العلمي، و عندما يتعاملون مع باقي النصوص يتبنون المنهج الاستنباطي باعتباره هو المنهج العلمي، ومن ثم تتضح ازدواجية المعايير، ومبدأ الكيل بمكيالين.
3 - كان الصحابة رضوان الله عليهم إذا أراد أحدهم معرفة شيء من الدين أو الكلام فيه نظر في ما قاله الله تعالى و رسوله الكريم، فكانوا رضوان الله عليهم من القرآن و السنة يتعلمون، و بهما يتكلمون، و بهما يستدلون، وفيهما ينظرون و يتفكرون.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.(/)
مواعظ المفسرين (3/ 12)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[28 Sep 2006, 03:32 ص]ـ
الموعظة الثالثة
قال ابن القيم: في تعليقه على قوله تعالى: "وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ" [الحشر:19]:
(وإذا نسي العبد نفسه، أعرض عن مصالحها ونسيها، واشتغل عنها، فهلكت وفسدت ولا بد، كمن له زرع أو بستان، أو ماشية، أو غير ذلك، مما صلاحه وفلاحه بتعاهده، والقيام عليه، فأهمله ونسيه، واشتغل عنه بغيره، وضيع مصالحه، فإنه يفسد ولابد، هذا مع إمكان قيام غيره مقامه فيه، فكيف الظن بفساد نفسه، وهلاكها، وشقائها إذا أهملها ونسيها، واشتغل عن مصالحها، وعطل مراعاتها، وترك القيام عليها بما يصلحها، فما شئت من فساد وهلاك وخيبة وحرمان!.
وهذا هو الذي صار أمره كله فرطاً، فانفرط عليه أمره، وضاعت مصالحه، وأحاطت به أسباب القُطُوعِ، والخيبة، والهلاك.
ولا سبيل إلى الأمان من ذلك إلا بدوام ذكر الله تعالى، واللهج به، وأن لا يزال اللسان رطباً به، وأن ينزله منزلة حياته ـ التي لا غنى له عنها ـ و منزلة غذائه الذي إذا فقده فسد جسمه، وهلك، وبمنزلة الماء عند شدة العطش، وبمنزلة اللباس في الحر والبرد، وبمنزلة الكِنّ في شدة الشتاء، والسموم.
فحقيق بالعبد أن ينزل ذكر الله منه بهذه المنزلة وأعظم، فأين هلاك الروح والقلب، وفسادهما من هلاك البدن وفساده؟! هذا هلاك لا بد منه، وقد يعقبه صلاح لا بد، وأما هلاك القلب والروح فهلاك لا يرجى معه صلاح ولا فلاح، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ولو لم يكن في فوائد الذكر وإدامته إلا هذه الفائدة وحدها لكفى بها، فمن نسي الله تعالى أنساه نفسه في الدنيا ونسيه في العذاب يوم القيامة،قال تعالى: "وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى" [طه:124 - 126] انتهى.
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 Sep 2006, 05:14 م]ـ
الله المستعان
جزاكم الله خير الجزاء شيخنا / عمر المقبل.
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[29 Sep 2006, 01:14 م]ـ
جزاك الله شيخنا خير الجزاء، حبذا لو ذكرت المرجع ليتمكن أئمة المساجد من قراءتها من الكتاب على جماعات مساجدهم.
والله يرعاك.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[30 Sep 2006, 01:22 ص]ـ
في كتابه القيم: (الوابل الصيب) في حديثه عن الفائدة الرابعة والثلاثين من فوائد الذكر.(/)
هل بين التعليم والوعظ فرق أم أنهما بمعنى واحد؟؟
ـ[ابواحمد]ــــــــ[28 Sep 2006, 07:59 ص]ـ
قال تعالى:
) فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة: من الآية275)
) وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ) (لأعراف:145)
) يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) (يونس:57)
) وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (البقرة:232)
) فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً) (الطلاق:2)
) وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (البقرة:231)
) إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً) (النساء:58)
) إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (النحل:90
)
) يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (النور:17)
فما رأي الاخوة بارك الله فيكم؟؟؟؟؟؟
ـ[ابواحمد]ــــــــ[01 Oct 2006, 05:41 ص]ـ
اللهم يسر لنا من يجيب ....
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[01 Oct 2006, 04:08 م]ـ
أخي الحبيب أنقل لك ماقاله الفيروزآباديّ في كتابه الموسوعي:
بصائر ذوى التمييز فى لطائف الكتاب العزيز؛ وذلك في هاتين المادتين
فتبصر بهما:
(بصيرة في علم):
عَلِمه يَعْلَمه عِلْمًا: عَرَفَهُ حَقَّ المعرفة. وعَلم هو فى نفسه. ورجل عالِم وعَلِيم من عُلَمَاء. وعلَّمه العِلم وأَعلمه إِيّاه فتعلّمه. والعَلاَّم والعلاَّمة والعُلاَّم: العالِم جِدًّا. وكذلك التِّعْلِمَة والتِعْلامة.
والعِلم ضربان: إِدراك ذات الشَّىءِ، والثانى الحكم على الشىءِ بوجود شىءٍ هو موجود له، أَو نفى شىءٍ هو منفىّ عنه. فالأَوّل هو المتعدّى إِلى مفعول واحد، قال تعالى: {لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ}، والثَّانى: المتعدّى إِلى مفعولين، نحو قوله: {فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ}. وقوله: {يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَآ أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَآ}، إِشارة إِلى أَن عقولهم قد طاشت.
والعلم من وجهٍ ضربان: نظرىّ وعملىّ. فالنظرىّ: ما إِذا عُلم فقد كمل، نحو العلم بموجودات العالَم، والعملىّ: ما لا يتم إِلاَّ بأَن يُعمل، كالعلم بالعبادات.
ومن وجهٍ آخر ضربان: عَقْلىّ وسمعىّ.
(يُتْبَعُ)
(/)
والعلم منزلة / من منازل السّالكين، إِن لم يصحبه السّالك من أَوّل قَدَم يضعه، إِلى آخر قدم ينتهى إِليه يكون سلوكه على غير طريق موصِّل، وهو مقطوع عليه ومسدود عليه سُبُل الهدى والفلاح، وهذا إِجماع من السادة العارفين. ولم ينه عن العلم إِلاَّ قُطَّاع الطَّريق ونُوَّاب إِبليس.
قال سيّد الطَّائفة وإِمامهم الجُنَيد -رحمه الله-: الطُّرُق كلُّها مسْدودة على الخَلْق إِلاَّ من اقتفَى أَثَر رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ. وقال: منْ لَمْ يحفظ القرآنَ ولم يكتب الحديث لا يُقتدَى به فى هذَا الأَمر؛ لأَن عِلمنا مقيّد بالكتاب والسنَّة. وقال أَبو حفص: من لم يزِن أَفعاله وأَقواله فى كلّ وقت بالكتاب والسنَّة ولم يتَّهم خواطره لا يعدّ فى ديوان الرِّجال. وقال أَبو سليمان الدّارانى: ربَّمَا يقعُ فى قلبى النُكْتة من نُكَت القوم أَيّامًا فلا أَقبل منه إِلاَّ بشاهدين عدلين: الكتاب والسنَّة. وقال السّرىُّ: التصوّف اسم لثلاثة معان: لا يطفىءُ نورُ معرفته نورَ ورعه. ولا يتكلَّم فى باطن علم ينقضه عليه ظاهر الكتاب، ولا تحمله الكرامات على هتك أَستار محارم الله. وقال الجنيد: لقد هممت مرة أَن أَسأَل الله تعالى أَن يكفينى مُؤنة النِّساءِ، ثم قلت: كيف يجوز أَن أَسأَل هذا ولم يسأَله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم أَسأَله، ثمّ إِنَّ اللهَ تعالى كفانى مُؤنة النساءِ حتى لا أُبالى أستقبلتنى امرأَة أَو حائط. وقال: لو نظرتم إِلى رجل أُعطى من الكرامات أَن تربَّع فى الهواءِ فلا تغترُّوا به حتىَّ تنظروا كيف تجدونه عند الأَمر والنهى وحفظ الحدود وآداب الشريعة. وقال النُّورىّ أَبو الحسين: من رأَيتموه يدّعى مع الله حالةً تُخرجه عن حدّ العلم الشرعىّ فلا تقربُوه. وقال النصر أَبادى: أَفضل التصوف ملازمة الكتاب والسنَّة، وترك الأَهواء والبِدَع، وتعظيم كرامات
المشايخ، ورؤْية أَعذار الخَلْق، والمداومة على الأَورَاد، وترك ارتكاب الرُّخَص والتأْويلات.
والكلمات الَّتى تُروى عن بعضهم فى التزهيد فى العلم فمن أَنفاس الشيطان، كمن قال: نحن نأْخذ علمنا من الحىّ الَّذى لا يموت، وأَنتم تأخذونه من حَىّ يموت. وقال آخر: العلم حجاب بين القلب وبين الله. وقال آخر: إِذا رأَيت الصّوفىَّ يشتغل بحدّثنا وأَخبرنا فاغسِل يدك منه. وقال آخر: لنا علم الحروف ولكم علم الورق. وقيل: لبعضهم: أَلا ترْحل حتى تسمعَ من عبد الرزَّاق فقال: ما يصنع بالسمّاع من عبد الرزَّاق مَن يسمع من الخلاَّق؟! وأَحسن أَحوال قائل مثل هذه أَن يكون جاهلاً يُعذر بجهله، أَو والها شاطحا مصرفاً بسخطه، وإِلاَّ فلولا عبد الرزَّاق وأَمثاله من حفَّاظ السنة لما وصل إِلى هذا وأَمثاله شىء من الإِسلام، ومن فارق الدليل ضلَّ عن السّبيل. ولا دليل إِلى الله والجنَّة إِلاَّ الكتاب والسنة.
والعلم خير من الحال. الحال محكوم عليه والعلم حاكم، والعلم هادٍ والحال تابع. الحال سيف فإِن لم يصحبه علم فهو مِخْراق لاعب. الحال مركوب لا يجارَى، فإِن لم يصحبه علم أَلقى صاحبه فى المتالف والمهالك. دائرة العلم تسع الدّنيا والآخرة، ودائرة الحال ربَّما تضيق عن صاحبه. العلم هادٍ والحال الصّحيح مهتدٍ به. فهو تركة الأَنبياء / وتُراثهم.، وأَهله عَصَبتهم ووُرّاثهم، وهو حياة القلب، ونور البصائر، وشفاءُ الصّدور، ورياض العقول، ولذَّة الأَرواح، وأُنْس المستوحِشين، ودليل المتحيّرين. وهو الميزان الَّذى يوزن به الأَقوال والأَفعال والأَحوال. وهو الحاكم المفرِّق بين الشَّك واليقين، والغَىّ والرّشاد، والهُدَى والضلال، به يعرف الله ويعبد، ويُذْكر ويوحّد. وهو الصّاحب فى الغُربة، والمحدِّث فى الخلوة، والأَنيس فى الوحشة، والكاشف عن الشبهة، والغِنَى الَّذِى لا فقر على من ظفر بكنزه، والكَنَفُ الذى لا ضَيْعة على من أَوى إِلى حِرْزه. مذكراته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وطلبه قُرْبة، وبذله صدقة، ومدارسته تُعدل بالصّيام والقيام، والحاجة إِليه أَعظم من الحاجة إِلى الشَّرَاب والطعام؛ لأَن المرء يحتاج إِليهما مرة أَو مَرَّتين فى اليوم، وحاجته إِلى العِلْم كعدد أَنفاسه، وطلبه أفضل من صلاة النافلة، نصّ عليه الشافعىّ وأَبو حنيفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
واستشهد اللهُ -عزَّ وجلَّ- أَهلَ العلم على أَجلّ مشهود وهو التوحيد، وقرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته، وفى ضمن ذلك تعديلهم فإِنَّه لا يُستشهد بمجروح.
ومن هاهُنا يوجَّه -واللهُ أَعلم- الحديث: "يَحمل هذا العلمَ من كلِّ خَلَف عُدولهُ، ينفُون عنه تحريف الغالين، وتأْويل المبطلين" وهو حجة الله فى أَرضه، ونوره بين عباده، وقائدهم ودليلهم إِلى جنَّته، ومُدْنيهم من كرامته. ويكفى في شرفه أَن فَضْل أَهلِه على العباد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وكفضل سيّد المرسلين على أَدنى الصّحابة منزلة، وأَنَّ الملائكة تضع لهم أَجنحتها، وتُظِلُّهم بها، وأَنَّ العالِمَ يستغفر له مَن فى السموات ومن فى الأَرض حتىَّ الحيتان فى البحر، وحتىّ النَّملة فى جُحْرِهَا، وأَن الله وملائكته يصلُّون على معلِّمِى النَّاس الخير، وأَمر الله أَعْلَمَ العبادِ وأَكملهم أَن يسأَل الزِّيادة من العلم فقال: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً}.
واعلم أَنَّ العلم على ثلاث درجات: أَحدها: ما وقع من عِيانٍ وهو البصر. والثانى: ما استند إِلى السمع وهو الاستفاضة. والثالث: ما استند إِلى العلم وهو علم التجربة.
على أَن طُرُق العلم لا تنحصر فيما ذكرناه فإِنَّ سائر الحواسّ توجب العلم، وكذا ما يدرك بالباطن وهى الوِجدانيّات، وكذا ما يدرك بالمخبِر الصّادق، وإِن كان واحدا، وكذا ما يحصل بالفكر والاستنباط وإِن لم يكن تجربة.
تمّ إِنَّ الفرق بينه وبين المعرفة من وجود ثلاثة:
أَحْدها: أَن المعرفة لُبّ العلم، ونسبة العلم إِلى المعرفة كنسبة الإِيمان إِلى الإِحسان. وهى علم خاصّ متعلَّقه أَخفى من متعلَّق العلم وأَدَقَّ.
والثانى: أَنَّ المعرفة هى العلم الذى يراعيه صاحبه [ويعمل] بموجبه ومقتضاه. هو علم يتَّصل به الرعاية.
والثالث: أَن المعرفة شاهدة لنفسها وهى بمنزلة الأُمور الوِجدانيّة لا يمكن صاحبُها أَن يشكَّ فيها، ولا ينتقل عنها. وكشفُ المعرفة أَتمّ من كشف العلم، على أَنَّ مقام العلم أَعلى وأَجَلّ، لما ذكرنا فى بصيرة (عرف).
ومن أَقسام العلم العلم اللَّدُنىّ. وهو ما يحصل للعبد بغير واسطة، بل إِلهام من الله تعالى، كما حصل للخضر بغير واسطة موسى، قال تعالى: {آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً}. وفَرَق / بين الرّحمة والعلم وجَعَلَهما مِن عنده ومن لدنه إِذ لم يكن نَيْلهما على يد بَشَر. وكان من لدنه أَخصّ وأَقرب ممّا عنده، ولهذا قال تعالى: {وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنْكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً} فالسُّلطان النَّصِير الذى من لدنه أَخصّ من الذى من عنده وأَقرب، وهو نصره الذى أَيّده به (والَّذِى من عنده)، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ}.
والعلم اللّدنّىّ ثمرة العبوديّة والمتابعة والصّدق مع الله والإِخلاص له، وبذل الجُهد فى تلقِّى العلم من مِشكاة رسوله ومن كتابه وسنَّة رسوله وكمالِ الانقياد له، وأَمّا علم مَن أَعرض عن الكتاب والسنَّة ولم يتقيّد بهما فهو من لَدُن النفس والشيطان، فهو لدنِّىٌّ لكن مِن لدن مَنْ؟ وإِنما يُعرف كون العلم لدنّيًّا روحانيًّا بموافقته لما جاءَ به الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم عن ربّه عزَّ وجلَّ. فالعلم اللدُنىّ نوعان: لدُنىّ رَحْمانىّ، ولدُنىّ شيطانىّ وبطناوىّ والمَحَكّ هو الوحى، ولا وحى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلَّم.
وقول المشايخ: العلم اللدنىّ إِسناده وُجوده، يعنى أَنَّ طريق هذا العلم وِجدانه، كما أَن طريق غيره هو الإِسناد؛ وإِدراكه عِيانُه، بعنى أَنَّ هذا العلم لا يوجد بالفكر والاستنباط، وإِنما يوجد عِياناً وشهودا؛ ونعته حكمُه، يعنى أَن نعوته لا يوصل إِليها إِلاَّ به فهى قاصرة عنه. يعنى أَن شاهده منه ودليله وجوده؛ وإِنِّيَّته لِمِّيِّته، فبرهان الإنّ فيه هو برهان اللِّمّ، فهو الدَّليل وهو المدلول، ولذلك لم يكن بينه وبين الغيب حجاب وبخلاف ما دُونه من العلوم.
والذى يشير إِليه القوم هو نور من جَناب الشهود بمجرد أَقوى الحواسّ وأَحكامها، وتقرير لصاحبها مقامها. فيرى الشهود بنوره، ويفنى ما سواه بظهوره. وهذا عندهم معنى الحديث الرّبانىّ: "فإِذا أَحببته كنت سمعه الَّذى يسمع به، وبصره الذى يبصره به، فبى يسمع، وبى يبصر". والعلم اللَّدنىّ الرّحمانىّ هو ثمرة هذه الموافقة والمحبّة الَّتى أَوجبها التقرّب بالنَّوافل بعد الفرائض. واللدنّىّ الشيطانىّ هو ثمرة الإِعراض عن الوحى بحكم الهوى. والله
وجاء فيه:
(بصيرة في وعظ):
الوَعْظُ والعِظَةُ والمَوْعِظَة مصادر قولك: وَعَظْتُه أَعِظَه، وهو زَجْرٌ مقتَرِنٌُ بتخويف. وقال الخليل: هو التَّذْكِير بالخَيْر، ومنه قولُ النبىّ صلَّى الله عليه وسلم: "السَّعِيدُ من وُعِظَ بغَيْره" قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَآ أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ} قال رؤبة ويروى للعجّاج:
*لما أَوْنا عَظْعَظَتٍْ عِظْعاظَا * نَبْلُهُم وَصَدَّقُوا الوَعّاظَا*
يقولُ: كان وَعَظَهُم النُوَبَ واعِظٌ وقال لهم إِنْ ذهبتم هلكتهم، فلمّا ذهبوا أَصابهم ما وَعَظَهم به فصدّقوا الوُعّاظ [حينئذ]. وفى الحديث: "يأْتِى على النَّاسِ زَمانٌ يُستَحَلُّ فيه الرِبّا بالبيع، والقَتْلُ بالمَوْعِظة" وهو أَنْ يُقْتَل البَرِىءُ ليتَّعظ به المُرِيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابواحمد]ــــــــ[03 Oct 2006, 01:45 ص]ـ
أشكرك ايها الاخ الكريم على مشاركتك واطمع من الاخوة في مزيد من التفريق الدقيق بينهما ماجورين ......
ـ[الكشاف]ــــــــ[04 Oct 2006, 01:22 ص]ـ
الوعظ هو نوع من أنواع التعليم، فبينهما عموم وخصوص فالتعليم أعم والوعظ أخص والله أعلم.
ـ[ابواحمد]ــــــــ[11 Oct 2006, 06:37 ص]ـ
للرفع ومزيد من التفاعل(/)
أسئلة يسيرة فهل من مجيب ياأهل التفسير؟
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[28 Sep 2006, 11:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الإخوة الأفاضل:
1/ مارأيكم بكتاب نزهة القلوب لابن عزيز كبداية في معرفة الغريب؟ أم ثمت ماهو أفضل منه؟
وماأفضل طبعاته؟ وهل أجده مطبوعاً مع المصحف؟
2/ التفسير الميسر (وزارة الشؤون الإسلامية) من يدلني عليه ولو بأضعاف قيمته؟
أفيدونا بارك الله فيكم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Sep 2006, 05:52 ص]ـ
1/ مارأيكم بكتاب نزهة القلوب لابن عزيز كبداية في معرفة الغريب؟ أم ثمت ماهو أفضل منه؟
وماأفضل طبعاته؟ وهل أجده مطبوعاً مع المصحف؟.
سبق الحديث عن هذا الكتاب في أكثر من مشاركة، ومنها:
افتح هنا،
( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5684&highlight=%C7%C8%E4+%DA%D2%ED%D2) و هنأ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3278&highlight=%E4%D2%E5%C9+%C7%E1%DE%E1%E6%C8)
2/ التفسير الميسر (وزارة الشؤون الإسلامية) من يدلني عليه ولو بأضعاف قيمته؟
أفيدونا بارك الله فيكم.
بلغني عن بعض الأخوة بأنه يباع الآن في مكة في طبعته الجديدة.
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[29 Sep 2006, 01:07 م]ـ
جزاك الله خيراً وأحسن إليك.
ـ[عبدالله الرابغي]ــــــــ[02 Oct 2006, 05:56 م]ـ
يمكنك الحصول على نسخة الكترونية من التفسير الميسر وهي متوفرة.(/)
ابطال نسبة كتاب (معرفة الناسخ والمنسوخ) ; للإمام الجليل أبي محمد بن حزم االظاهري
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[29 Sep 2006, 12:39 ص]ـ
قال الإمام العلامة الشيخ أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ـ حفظه الله ـ في كتابه الماتع " نظراتٌ لاهثة " (35 ـ 37) وهو في صدد حديثه عن كتاب " الناسخ والمنسوخ " وبطلان نسبته للإمام الجليل ابي محمد بن حزم الظاهري ـ رحمه الله ـ:
" طبع بهامش كل من كتابي " تفسير ابن عباس " جمع صاحب القاموس " الفيروز آبادي " و " تفسير الجلالين " كتاب بعنوان " معرفة الناسخ والمنسوخ " لأبي عبدالله محمد بن حزم، وهو غير الإمام الظاهري " أبي محمد علي بن أحمد بن حزم ".
وقد لا حظ هذا كل من " عبدالمتعال (1) جبري " و " مصطفى (2) زيد " و " عبدالسلام (3) هارون ". وجزم الدكتور مصطفى على أن مؤلفه " أبو عبدالله محمد بن حزم " المتوفي قريباً من سنة (320 هـ) (4)
قال أبو عبدالرحمن: ثمة محدث أندلسي آخر أسمه " أبو عبدالله محمد بن قاسم بن حزم " توفي سنة (344) (5) ولا أدري هل الكتاب لأحدهما، أم لغيرهما؟ وليس على الجزم برهان قاطع.
والمهم الإشارة إلى عدم صحة نسبتها إلى ابن حزم الظاهري (6) وأن عزاه إليه ـ خطأ ـ كثيرون (7) ومستندي على تخطئتهم: أن أبا محمد يصدر كل مسألة فيها رأي ـ في جمهرة مؤلفاته ـ بقال أبو محمد .. وهذا الكتاب ليس فيه شيء من ذلك، ومع ذلك هو مبدوء بقال العالم الأوحد " أبو عبدالله محمد بن حزم " بيد ان اسم الظاهري وكنيته: " أبو محمد علي بن أحمد بن حزم " .. والكتاب يختلف في منهجه ن وتلخيصه، وتفريعه، وفكرته ـ عن الفصل الذي بحث فيه " ابن حزم الظاهري " النسخ بكتابه " الإحكام في أصول الأحكام " .. وأقرب شاهد على هذا قول أبي عبدالله:
وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين: نسخت بآية المواريث، وهي قوله تعالى: " يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الانثيين " (8)
قال أبو عبدالرحمن: وهذا بخلاف مذهب أبي محمد، فالآية ليست منسوخة عنده، بل يوجب اعطاء الأقارب واليتامى .. الخ شيئاً من التركة إذا حضروا القسمة، ويقول: " إن الآية غير منسوخة ـ خلافاً لمن زعم ذلك (9) وهذا الكتاب لا يشبه أسلوب أبي محمد. قال: " وأنكر اليهود النسخ وقالوا: إنه يؤذن بالغلط والبداءة، وهم قد غلطوا، لأن النسخ .. الخ " (10)
قال أبو عبدالرحمن: قوله " وهم قد غلطوا " أسلوب هاديء، وأبو محمد في منتهى العنف مع اليهود، ولو أنه صاحب هذا الكتاب للعنهم بكل ما في القواميس من شتيمة!.
ومثل هذا قول أبي عبدالله: والفقهاء على خلاف ذلك (11).
قال أبو عبدالرحمن: لو أنه أبو محمد لما اكتفى بأن الفقهاء على خلاف ذلك لأنه لا يستوحش من مخالفتهم، ولا يستكثر بموافقتهم " أ. هـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) النسخ في الشريعة الإسلامية ص 56.
(2) النسخ في القرآن الكريم ج 1 ص79 ـ 80.
(3) مقدمة جمهرة أنساب العرب ص 11.
(4) النسخ في القرآن ج 1 ص .. وجذوة المقتبس للحميدي ص 37 رقم 8.
(5) تاريخ العلماء والرواة بالأندلس لابن الفرضي ج 2 ص 66.
(6) ذكر اسماعيل باشا في " ابضاح المكنون " ج 4 ص 615: إن لأبي محمد كتاب بهذا الأسم، فإن صح فهو غير المطبوع بهامش الجلالين، وقد راجعت كشف الظنون ومفتاح السعادة والإتقان والبرهان فما وجدت لهذا الكتاب ذكراً فيما ألف عن الناسخ وامنسوخ.
(7) راجع ابن حزم للأفغاني ص 59 ولأبي زهرة ص 145 ـ وص 358 ومقدمة السمان للمداواة ص ومقدمة المدني للفصل ج 1 ص ودائرة المعارف الإسلامية ج 1 ص 141 لا رندنك. ودائرة فؤاد البستاني ج 2 ص 443 والموسوعة الميسرة ص 13 وتاريخ الآداب لزيدان ج ص والأعلام ج ص ومعجم المؤلفين ج ص
(8) الناسخ بهامش الجلالين ج 2 ص 168.
(9) المحلى ج 9 ص 311.
(10) معرفة الناسخ بهامش الجلالين 2 ج ص 154.
(11) معرفة الناسخ بهامش الجلالين 2 ص ص 155.
المصدر http://www.aldahereyah.net/forums/sh...=6260#post6260
يقول الباحث الشيخ ابن تميم الظاهرى حفظه الله ((بخصوص الكتاب فإنه منسوب لأبي محمد بن حزم رحمه الله ..
وليس هو كتابه عند التحقيق ..
ورسالتي في الماجستير كانت في الناسخ والمنسوخ عند ابن حزم، وهي دراسة نظرية تطبيقية مقارنة مع هذا الكتاب ..
فمن رجح أنه له فليس معه من البراهين الصحيحة مثل ما تبين لي أثناء العمل))
راجع الرابط
http://www.aldahereyah.net/forums/showthread.php?t=845(/)
من نفائس عبارات السلف في التفسير
ـ[محمد بن زايد المطيري]ــــــــ[29 Sep 2006, 12:53 ص]ـ
للسلف الصالح رحمهم الله في التفسير عبارات نفيسة يستخرج منها الكثير من الفوائد في التفسير وأصوله , ولعلي اذكر منها مثالاً , وأحسب أن الأمثلة كثيرة:
قال الطبري (29/ 212): حدثني يونس , قال: أخبرنا ابن وهب , قال: قال ابن زيد ـ في قوله: (والتفت الساق بالساق) ـ قال: العلماء يقولون فيه قولين:
منهم من يقول: ساق الآخرة بساق الدنيا. وقال آخرون: قَلَّ ميت يموتُ إلا التفت إحدى ساقيه بالأخرى.
قال ابن زيد: غير أنا لا نشك أنها ساق الآخرة , وقرأ: (إلى ربك يومئذ المساق) قال: لما التفت الآخرة بالدنيا؛ كان المساق إلى الله. قال: وهو أكثر قول من يقول ذلك.
من فوائد تفسير ابن زيد رحمه الله:
1 ـ حدوث الخلاف في التفسير بين السلف , ومعرفتهم بذلك.
2 ـ كيفية تعامل السلف مع الخلاف في التفسير. (ويظهر في هذا المثال نقل الخلاف , والترجيح بدليل).
3 ـ التصريح بالاختيار.
4 ـ الاستدلال على الاختيار بقاعدتين هما:
أ ـ قاعدة السياق , وقوله تعالى: (إلى ربك يومئذ المساق).
ب ـ قاعدة: قول الأكثر.
وهذا المثال يصلح في التأصيل لهاتين القاعدتين من قواعد الترجيح.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[29 Sep 2006, 02:12 م]ـ
أخي (العتيق) أعتقني الله وإياك وإخواننا من النار
هذا تعليق مليح للغاية، ولو عُمِل على تفسير السلف مثل هذا في استنباط الفوائد لخرجنا بأصول التفسير من عندهم هم، ولحصل لنا فهم علمهم وطريقتهم عليهم رحمة الله.
ولأخينا نايف الزهراني تنكيتات كهذه، اطلعت عليها في رسالته التي قدمها ـ وهي تنتظر المناقشة ـ لنيل درجة الماجستير، ولعله يتحفنا بشيء مما عنده فيها.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[30 Sep 2006, 06:42 ص]ـ
من أعظم نعم الله على عبده أن يفتح له باباً من العلم يَصِله بعلم السلف وفقههم ومنهجهم, وقد استمتعت بشيء من ذلك في فترة أحسبها من أحسن الأيام وأكثرها فائدة.
وفكرة استخراج فوائد في التفسير وأصوله من عبارات السلف من أفضل وأحسن ما يمكن تقديمه لعلم التفسير, والعناية بهذا الجانب قليلة جداً, إلا في كتابات متناثرة هنا وهناك, على غير قصد للجمع, أو منهج محدد للدراسة.
ولو لم يكن من حسنات الشيخ الكريم أبي عبد الملك مساعد الطيار وفقه الله إلا إثارة هذا الجانب في نفوس الباحثين والدارسين لكفاه فضلاً وشرفاً.
ولعلي أشير إلى تفاصيل هذه الطريقة في موضوع خاص بإذن الله, مع نماذج تطبيقية.
وادعوا لأخيكم.
ـ[محمد بن زايد المطيري]ــــــــ[14 Dec 2006, 07:35 ص]ـ
شيخنا المبارك: الشيخ مساعد الطيار حفظه الله تعالى , أشكر لك تشجيعك , وحسن ثنائك , فإنَّ ما كتبت ـ إن كنتُ وفقت فيه ـ فهو تطبيق لبعض ما ناديتَ , وكنتَ تُنادي به في كتبك ودروسك , فالفضل بعد الله جل وعز في كل ذلك لك , فإن نسيتُ لا أنسى ذلك الكتاب القيم (فصول في أصول التفسير) بمقدمته الرائعة , وطرحه العلمي , واحسبُ أن رَحِمَ هذا الكتاب أخرجت أفكاراً وأبحاثاً للمتخصصين. وإن نسيتُ أخرى فلا أنسى تفسير جزء عم , والذي فيه كتبت , وبه أبنت عما كنت تنادي به. ولو لم يكن في هذا التفسير إلا الدعوة لقراءة تفسيرات السلف والتأمل فيها , وإخراج كنوزها , وتوجيه أقوالهم. ودراسة بعض ما اصطلحوا عليه. أقول لو لم يكن فيه إلا ذلك لكفى.
محبكم: العتيق
الخميس 23/ 11/1427هـ
ـ[رحمة]ــــــــ[14 Dec 2006, 07:04 م]ـ
أخي العتيق بارك الله فيك وجزاك الله خيراً على إثرائك وفكرتك رائعة جداً حقاً هذا ما نحتاج إليه وخاصة للمتخصص فجزاك الله خير الجزاء وكما أشكر الأستاذ الدكتور مساعد الطيار جزيل الشكر على كتابه القيم فصول في أصول التفسير فقد قرأت هذا الكتاب وتفسيره لجزء عم فأسلوبه رائع جداً وقد استوقفتني بعض النقاط المهمة جداً لتفسير القرآن فلا يسعني إلا الثتاء والدعاء لأستاذنا بمزيد من التقدم لإرساء تعاليم الدين الحنيف
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[31 Mar 2009, 07:46 ص]ـ
ومن نفائس تفاسير السلف ما أخرجه ابن جرير الطبري عن مجاهد في تفسير قول الله تعالى: (وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) أنه قال: اجعلنا مؤتمين بهم، مقتدين بهم.
قال ابن الجوزي في زاد المسير معلقاً على هذا القول: (فعلى هذا يكون الكلام من المقلوب فيكون المعنى واجعل المتقين لنا إماماً.)
وأما ابن القيم رحمه الله فقد استغرب ما ذكره ابن الجوزي، وبيّن أن هذا القول من مجاهد يدل على فقهه وفضله.
قال ابن القيم: (وقال مجاهد: اجعلنا مؤتمين بالمتقين مقتدين بهم.
وأشكل هذا التفسير على من لم يعرف قدر فهم السلف وعمق علمهم، وقال يجب أن تكون الآية على هذا القول من باب المقلوب على تقدير واجعل المتقين لنا أئمة، ومعاذ الله أن يكون شيء مقلوبا على وجهه.
وهذا من تمام فهم مجاهد رحمه الله فإنه لا يكون الرجل إماماً للمتقين حتى يأتم بالمتقين؛ فنبه مجاهد على هذا الوجه الذي ينالون به هذا المطلوب وهو اقتداؤهم بالسلف المتقين من قبلهم فيجعلهم الله أئمة للمتقين من بعدهم.
وهذا من أحسن الفهم في القرآن وألطفه، ليس من باب القلب في شيء؛ فمن ائتم بأهل السنة قبله ائتم به من بعده ومن معه.) انتهى كلام ابن القيم من رسالته "رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[03 Apr 2009, 12:41 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي (العتيق) ونفع بكم(/)
سؤال عن تفسير ابن مردويه
ـ[مهاجر]ــــــــ[29 Sep 2006, 08:23 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
كل عام وأنتم بخير
أين أجد تفسير ابن مردويه، رحمه الله، وهل هو مظنة للروايات الضعيفة.
وجزاكم الله خيرا
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[29 Sep 2006, 01:51 م]ـ
أخي الكريم: تفسير ابن مردويه , في عداد المفقودات فيما أعلم , لكن ذكر ابن كثير في تفسيره جملة من مرويات هذا التفسير بالإسناد فلعل هذا يفيدك.
أما هل هو مظنة للروايات الضعيفة , فنعم.
ـ[الراية]ــــــــ[29 Sep 2006, 01:54 م]ـ
والحافظ السيوطي في الدر المنثور ينقل عنه كثيراً.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[29 Sep 2006, 02:01 م]ـ
أخي الكريم الراية: صدقت السيوطي نقل عنه لكن بدون إسناد كما تعلم , فلا يفيد الباحث في الحكم على مروياته.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[30 Sep 2006, 02:10 ص]ـ
بل لعل السيوطي ضمن معظم تفسيره في الدر
ولو وجد ترجمان القرآن الذي هو أصل الدر المنثور كما يزعم بعضهم وجوده لسد مسدا عظيما
ـ[مهاجر]ــــــــ[03 Oct 2006, 02:15 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أيها الكرام.(/)
كتاب في الغريب على طرة المصحف؟
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[29 Sep 2006, 01:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأخوة الأفاضل:
لايخفى عليكم أن من أحسن طرق تدبر القرآن الكريم أثناء قراءته معرفة الغريب من الألفاظ سيما إذا كانت في المصحف نفسه ...
فمن يعرف كتاباً متميزاً بذكر الغريب في طرة المصحف؟ ومن ناشره؟
وجزاكم الله خيراً.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[29 Sep 2006, 02:22 م]ـ
أخي الكريم: راجع هذا الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3278(/)
تفسير التحرير والتنوير من مؤلفه؟؟؟ وهل فيه شبه عقائدية؟؟
ـ[سائل]ــــــــ[29 Sep 2006, 01:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
تفسير التحرير والتنوير من مؤلفه؟؟ وهل فيه شبه في الأسماء والصفات وغيرها من الشبهات أم لاء؟؟
ثانياً: هناك أمور أو حالات يجوز فيها ذكرك أخاك بما يكره ماهي؟؟ منها التظلم والتحذير من الفاسق المجاهر وغيرها أريدها كامله وهي على ما أظن أنها 6 حالات. <<< ماله دخل بالموضوع بس أبحث عنهن وكتبتهن هنا.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[29 Sep 2006, 02:14 م]ـ
تفسير التحرير والتنوير من كتب التفسير القيمة والذي لا يستغني عنه المتخصص في التفسير , وهو تفسير معاصر , ومؤلفه هو محمد الطاهر بن عاشور , من علماء تونس , والكتاب على مذهب الأشاعرةفي باب الأسماء والصفات
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[29 Sep 2006, 02:29 م]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته أما بعد:
فمؤلف تفسير التحرير والتنوير فهو محمد الطاهر بن عاشور من أكابر علماء تونس رحمه الله.
اما هل فيه شبه في الاسماء والصفات فهو كذلك والمؤلف على مذهب الاشاعرة - عفا الله عنا وعنه-، وليس معنى ذلك الا يؤخذ من تفسيره ولا ينظر في مافيه من حق.
وقد كتب عن حياة المؤلف في رسالة مستقلة لا يحضرني ذكرها. وانظر كذلك كتاب (المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات) للشيخ محمد المغراوي فقد ذكر المواضع التي زل فيها المفسر - رحمه الله - في مسائل الصفات ورد عليها.
نسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.
ـ[الجكني]ــــــــ[29 Sep 2006, 02:55 م]ـ
ومن يبين المواضع التي زل فيها الشيخ المغراوي في كتابه وتهجمه على المسلمين المخالفين له ومنها ما شطح به قلمه في ترجمة الشيخ الأمين رحمه الله؟؟
أما الشيخ ابن عاشور رحمه الله فمكانته وعلمه لا يبينها إلا من هو في طبقته ممن حاز العلوم المساعدة للتفسير 0والله أعلم
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Sep 2006, 03:07 م]ـ
ما سألت عنه في الذم مجموع في قول الناظم:
والذم ليس بريبة في ستة ... متظلم ومعرف ومحذر
ولمظهر فسقاً ومستفت ومن ... طلب الإعانة في إزالة منكر
وهي تحتاج إلى تفصيل ...
ـ[سائل]ــــــــ[29 Sep 2006, 03:21 م]ـ
جزاكم الله خيراً ,
وماسألت إلا من أجل الخوف من الزلل لأنني أقرأ فيه في بعض الأوقات.
ـ[الجكني]ــــــــ[29 Sep 2006, 05:25 م]ـ
الأخ الوهيبي حفظه الله: وهل منها "التعميم " في الحكم على "مجموع " أهل قطر أو جنس ما؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[29 Sep 2006, 06:28 م]ـ
زل ... وتهجم ... وشطح ....
كل هذا في سطر واحد ............ اللهم إني صائم.
ـ[الجكني]ــــــــ[29 Sep 2006, 11:41 م]ـ
أما "زل " فهو من باب "المشاكلة " لمداخلة الأخ الحارثي،وأما "شطح " فهي مسندة ل "القلم "،وأما "تهجم " فلم أقرأ لأحد من العلماء أنها "وصف"يقدح في:الصوم " أو أنه وصف "غمز " ولمز " حتى يستعاذ منه،،وعلى كل:من يقرأ الكتاب المذكور غفر الله لى ولمؤلفه -دون "عصبية " يدرك أن هذه الأوصاف لم تتعد طور الحق0
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[30 Sep 2006, 12:04 ص]ـ
تفسير ابن عاشور رحمه الله لا يستغنى عنه، وتحقيقاته اللغوية والبلاغية أثناء التفسير يعض عليها ..... لكنه في مسائل العقيدة أشعري بل يقترب من المعتزلة في مفردات معينة ...... وقد بين ذلك شيخنا المغراوي في كتابه المنهجي القيم:المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات. (4 مجلدات). .....
للفائدة:
مختصر ترجمة الشيخ المغراوي
هو الشيخ محمد بن عبد الرحمن المغراوي من قبيلة أولاد ناصر ولد سنة 1367 الموافق 1948م بمنطقة 'الغرفة' بإقليم الراشيدية في جنوب المغرب الأقصى، أخذه أبوه إلى المحضرة (الكتّاب) وهو ابن الخامسة فأتم حفظ القرآن وهو في سن العاشرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم التحق بالمعهد الإسلامي بمكناس التابع لجامعة القرويين ثم بمعهد ابن يوسف للتعليم الأصيل بمراكش، حيث درس فيه المرحلة الإعدادية والسنة الأولى ثانوي، ثم رحل لإتمام الدراسة إلى المدينة النبوية، فالتحق بالجامعة الإسلامية بها، وكان المُعِين له على ذلك الشيخ محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله إذ هو الذي كتب يزكّيه بخط يده، وأرسل ملف طلب القبول بنفسه، فأتم بها التعليم الثانوي ثم الجامعي ثم حصل على شهادة الدكتوراة منها.
* أخذ ودرس على شيوخ كثيرين منهم:
- محمد تقي الدين الهلالي.
- محمد الأمين الشنقيطي (صاحب أضواء البيان).
- عبد العزيز بن باز.
- محمد ناصر الدين الألباني.
- عبد المحسن العباد.
- عبد الله الغنيمان.
- حماد الأنصاري.
- أبو بكر الجزائري.
- عبد اللطيف آل عبد اللطيف.
- عبد الصمد الكاتب.
- ناصر الرشيد. وغيرهم رحم الله أمواتهم وحفظ أحياءهم.
درّس بمعهد ابن يوسف للتعليم الأصيل بمراكش، ثم درّس بجامعة الطائف بالسعودية، ودرّس بجامعة القرويين بالمغرب: التفسير والحديث والعقيدة.
قام بالخطابة والتدريس وإلقاء المحاضرات مدة ثلاثة عقود في مساجد مرّاكش وفي دور القرآن المنتشرة في مختلف ربوع المغرب.
أسّس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بالمغرب وفتح العشرات من دور القرآن التي كان ولا يزال لها الفضل الكبير – بعد الله سبحانه- في إرجاع الناس إلى دينهم الصحيح القائم على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.
شارك في عدة مؤتمرات دولية في كثير من بلدان العالم بمشاركة ثلة طيبة من العلماء.
* مؤلفاته:
- التفسير (وهو كتاب كبير قيد الإنجاز، وأسماه: التدبر والبيان للمنهاج السلفي في تفسير القرآ ن).
- المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات. (4 مجلدات).
- فتح البر في الترتيب الفقهي لتمهيد واستذكار ابن عبد البر.
- فتح الخبير في الترتيب الفقهي لجامع ابن الأثير.
- العقيدة السلفية في مسيرتها التاريخية وقدرتها على مواجهة التحديات وهي سبعة أقسام:
* الأول: إتحاف الأخيار بفضائل عقيدة السلف الأبرار.
* الثاني: الاعتصام بالكتاب والسنة وفهم السلف عند ظهور الأهواء والبدع والفتن والاختلاف.
* الثالث: الصحيح في تفصيل الاعتقاد من هدي خير العباد.
* الرابع: أهل الأهواء والبدع والفتن والاختلاف الرادّون للسنة وشبههم والرد عليهم.
* الخامس: مغني العقلاء في بيان المواقف العقدية في دعوة الأنبياء.
* السادس: المواقف العقدية والأساليب الدعوية في مواجهة التحديات الجاهلية من خلال صحيح سيرة خير البرية صلى الله عليه وسلم.
* السابع: موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية (10 مجلدات).
- عقيدة الإمام مالك ومواقفه العقدية.
- سلسلة الإحسان في اتباع السنة والقرآن لا في تقليد أخطاء الرجال (المقدمة- الجزء الأول- الجزء الثاني).
- وقفات مع دلائل الخيرات.
- الأسباب الحقيقية لحرق إحياء علوم الدين.
- حاجتنا إلى السنة.
- أهل الإفك والبهتان الصادون عن السنة والقرآن.
- من سبّ الصحابة ومعاوية فأمه هاوية.
- المصادر العلمية في الدفاع عن ا لعقيدة السلفية.
- بلوغ الآمال بذكر غريب وفوائد الأحاديث الطوال.
- جهود الإمام مالك والمالكية في التحذير من البدع العقدية والعملية.
- ظاهرة الإلحاد والفساد في الأدب العربي.
- دعوة سلف الأمة إحياء الكتاب والسنة (دور القرآن نموذجاً).
http://www.maghrawi.net/index.php
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[03 Oct 2006, 03:37 ص]ـ
الأخ الدكتور السالم الجكني .. حفظه الله ووفقه ..
لقد قرأت ما كتبه المغراوي عن الشيخ الأمين رحمه الله تعالى رحمة واسعة على عجل فلم أهتد إلى موضع الذي أشرت إليه آمل نقل الموضع حتى يتبين ويمكن الجواب عليه وتعم الفائدة .. علماً بأن المغرواي رحمه الله قد قال:
(الشيخ محمد الأمين الشنقيطي من العلماء الأفاضل الذين من الله عليهم بالدخول في الاعتقاد السلفي ونصرته بقلمه البارع) [2/ 272].
ثم نقل أمثلة تأيد هذا القول كما هو معلوم من اعتقاد العلامة الأمين رحمه الله رحمة واسعة ..
فهل بالإمكان ذكر الموضع أو النقل ..
والله يرعاكم ...
ـ[الجكني]ــــــــ[03 Oct 2006, 05:41 م]ـ
الأخ فهد حفظه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
أخوك عندما كتب المداخلة السابقة وأحال فيها على "ترجمة" الشيخ الأمين رحمه الله "أراد أن يشير فيها إلى موضع من المواضع التي "شطح قلم" الشيخ المغراوي غفر الله لي وله فيها، وذلك قوله:"منّ الله عليه بالدخول في الاعتقاد السلفي ونصرته بقلمه البارع (خلاف ما عليه أبناء جلدته في تعصبهم للعقيدة الأشعرية والتعصب المذهبي الممقوت) فانظر –والخطاب لأي قارئ- لهذا الكلام بإنصاف- ودقق فيه:
1 - هل هذا (التعميم) صحيح في الواقع أم لا؟
2 - هل الشيخ (سبر غور) كل أبناء جلدة الشيخ الأمين؟
وعندي أن هذا الكلام هو أولاً مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم،ولسلوك السلف الصالح الذين أصبح كل من يريد (أن يفرض) قولاً أو يريد أن يكسب قوله شيئاً من (القدسية) يلصقه بهم وينسبه إليهم،وما أكثر ما نسب للسلف الصالح من أقوال وسلوك هم منه برآء،فقل لي بربك:
3 - هل من صنيع السلف الحكم على علماء أمة وبلد وقطر بأجمعهم بالتعصب لمسألة ما سواء ما يسميه أهل العقائد "عقدية" –وهي في نفس الوقت "كلامية" أو كانت فقهية 00
4 - ولا أستغرب من هذا الوصف من أصحاب هذا المنهج "التصنيفي "والذي ألبس نفسه رداء "السلف "فقد كنا ونحن على كراسي الدراسة سمعنا "مشافهة" ممن يتعبد الله بكل ما في كتاب المغراوي من "شطح قلمه" شطحة أكبر من أختها فقال بالحرف الواحد " ليس في ذلك القطر – قطر الشيخ الأمين – من تصح "عقيدته؟؟؟ " غير اثنين الشيخ الأمين،وذكر شيخاً آخر،فهل هذا صنيع السلف؟؟؟
5 - ولماذا نبعد كثيراً وهناك من ينسب نفسه للسلف –وعندي أنهم برآء منه ومن قوله من يقول لتلاميذه:"لا تتعمقوا في اللغة حتى لا تكونوا كالمعتزلة و00000 (وحذف ما يعلم جائز)
6 - قد كنت أظن أن هذه العبارة جاءت من الشيخ المغراوي في هذا الموضع فقط فيغتفر له،ولكن لما قرأت الكتاب وجدت هذا (التعميم) عام فيه حتى كأن هذا هو سلوك الشيخ ومنهجه،وكأن الشيخ نسي أن الغرض من التأليف كما صرح هو نفسه:"اخترت هذا الموضوع (المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات) لأبين ما في هذه الكتب من الصواب والخطأ في آيات الصفات حتى يتجنب القارىء الخطأ ويأخذ بالصواب " هكذا قال في مقدمة كتابه، وأكد ذلك بقوله:" فالكلام في أشخاصهم يعتبر لغواً لا معنى له " 0
7 - ولكن هل الشيخ التزم بذلك؟ أقول: لكنك يا شيخ تعديت إلى الحديث عمن لم يؤلف بل ومن لم يكتب في العلم حرفاً،وأنك يا شيخ (أدخلت) في كتابك ما ليس له علاقة به كالكلام على أجناس وأقوام بعض المؤلفين
8 - انظر ماذا قال سامحني الله وإياه في ترجمة الطاهر بن عاشور رحمه الله:"على طريقة أهل بلده تقليد المذهب المالكي والتبحر في فروعه (دون معرفة الدليل من الكتاب والسنة حتى يميز بين الحق من الباطل فالكل عند المقلدة حق،خطأه وصوابه،لا هم باللأئمة اقتدوا ولا للدليل اتبعوا (ثم ذكر بيتاً نقله عن ابن عبد البر رحمه الله،وكأنه نسي أن ابن عبد البر يميل أحياناً لما انتقده هو نفسه) 2357
9 - وإذا كان المالكية لم يقتدوا بالأئمة ولاللدليل اتبعوا فيا ترى أي شيء اتبعوه واقتدوا به؟؟؟
10 - وهنا نقطة مهمة عن الشيخ ابن عاشور رحمه الله وهي انه يرى أن مسألة "الصفات " والحديث فيها إنما هي من "المسائل الاجتهادية" فمشربه ومشرب الشيخ المغراوي متباعد جداً
11 - وانظر ما ذا كتب عند ترجمة الإمام الشوكاني رحمه الله:" عاش في بيئة (متعفنة بالشرك؟؟؟؟) وأصنافه) 2/ 223
12 - أما كان في بيئة الشوكاني من "عقيدته" غير مشوبة ب"الشرك"؟؟؟
13 - هذه يا أخي فهد هي ما عنيته بعبارة "شطح قلمه" وعندي بعض الملحوظات التي خالف فيها الشيخ نفسه "منهجه "حيث إنك في بعض التراجم تجده اعتبر أصحابها "سلفيين" –على حد قوله- مع نقله عنهم "تأويلات" متعددة،وأترك لمن يتعبد الله بهذا الكتاب أن يبين سبب ذلك،وأختم هذا الكلام بكلام المغراوي نفسه حيث قال عند الحديث عن سيد قطب رحمه الله:"ومن كذّب بهذا فليرجع إلى الكتاب وليقرأ بنفسه متجرداً عن الهوى والحمية والحب الأعمى الذي يتصف به مع الأسف كثير ممن ينتسب إلى طلب العلم والنصيحة واجبة للمسلمين وما تعبدنا الله بالأشخاص ولا بكلامهم ولا بفكرهم فهم يصيبون ويخطئون ويعلمون ويجهلون "هذا نص كلامه وهو كلام يلزمني حسن الظن بالشيخ حتى وإن خالفته في ما ذكرته عنه فالله يغفر لي وله 0
14 - وختاماَ:أنا لا أعرف هل الشيخ المغراوي حي؛فإن كان ذلك فالله يمده بالعمر الصالح والصحة والعافية والقبول،وإن كانت الأخرى فإني في هذه اللحظة وأنا متلبس بطاعة الله تعالى وهي الصيام ومن بلد رسول الله صلى الله عليه وسلم أدعو الله أن يرحمه ويتجاوز عنه وأن يبدله عنده خيراً وأن يجمعنا وإياه في دار كرامته مع النبيين والصديقين إنه سميع مجيب 0
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[04 Oct 2006, 11:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البتول]ــــــــ[04 Oct 2006, 04:19 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[04 Oct 2006, 04:56 م]ـ
قال ابن قتيبة:
الكميت بن زيد، من بني أسد، ويكنى المستهل، وكان معلماً.
وحدثنا سهل عن الأصمعي عن خلف الأحمر قال رأيت الكميت بالكوفة في مسجدٍ يعلم الصبيان. وكان أصم أصلخ لا يسمع شيئاً.
وكان بينه وبين الطرماح من المودة والمخالطة ما لم يكن بين اثنين، على تباعد ما بينهما في الدين والرأي، لأن الكميت كان رافضياً، وكان الطرماح خارجياً صفرياً، وكان الكميت عدنانياً عصبياً، وكان الطرماح قحطانياً عصبياً، وكان الكميت متعصباً لأهل الكوفة، وكان الطرماح يتعصب لأهل الشام.
ـ[الجكني]ــــــــ[04 Oct 2006, 05:43 م]ـ
ومتى يأتي اليوم الذي نرى فيه من يدعي "السلفية " ويشتم الناس ويسبهم ويضللهم ويكفرهم،ينظر إلى - لا أقول إلى الرافضي والخارجي بل إلى- "المعتدلين من السلفيين الحق بالمودة والمخالطة الحسنة كما كان بين الكميت وخلف،وهما من أهل اللغة والأدب أفلا يجمل بمن يحمل بين جنبيه كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ذلك 0
هذه "خاطرة " ألقتها في روعي عبارة أخي الدكتور " مساعد " ساعدني الله وإياه والمسلمين على غلبة الشيطان والهوى،إنه سميع مجيب0
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[04 Oct 2006, 08:34 م]ـ
الكميت رافضي غال والطرماح خارجي ضال .... وليسا قدوة لنا.
ولا عجب أن يتوادا فالبدعة تجمعهما .......
والخبر رواه خلف الأحمر وهو كذاب ....
ـ[الجكني]ــــــــ[04 Oct 2006, 10:28 م]ـ
انتقل الحديث إلى"القدوة " وهي ليست مطلقة إلا برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لم يكن "فحاشاً " ولا " فظ القلب " وانتشر دينه بالسماحة والعدل وليس بالتكفير والتضليل وتعميم "المساويء على الأمة 0
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[05 Oct 2006, 03:39 ص]ـ
أخي أبا عبد المعز أعزني الله وإياك بطاعته
أنت أعلم مني بأن مثل هذه الأخبار لا تُرد بهذه الطريقة التي ذكرتم، والعبرة تؤخذ من مثل هذا الخبر، وهذا ما أردته حفظكم الله ورعاكم وسدد خطاكم وجعل الجنة مثوانا ومثواكم.
أقول أيها الأخ الكريم: إذا كان مثل هؤلاء في بدعتهم يتوادون ويتصافون، فما بالنا نحن أهل السنة نتصارع ونتطاحن؟!
ألا يجدر بنا أن نتآلف ونتناقش بالحسنى دون تشنج؟!
صحيح أنه لم يبلغ الأمر في الملتقى إلى هذا الحد من هذه الأمور، وإن كان فيه شيء قليل، لكني أريد ان أستبق الأحداث، ولا أحب ان يكون في هذا المجال فريقان يختصمان بهذه الطريقة، فيخرج الملتقى عن حد الاعتدال إلى حدّ لا ترضونه ولا يرضاه غيركم، فأنتم ترون الملتقى ما زال يتصف بصفة الجدية العلمية، والمناقشات الهادفة.
ولقد طرح اخي الجكني الأصل الذي يجب علينا جميعًا الوقوف عنده، وهو النبي القدوة صلى الله عليه وسلم، وأتمنى منه أن يأخذ بتذكيره هذا أيضًا، فنحن في هذا الملتقى نتواصى بالحق، ونتغافر بدلاً من أن نتعاتب، وهذا أحسن لنا جميعًا في هذا الأمر، ولا أريد أن ندخل حلبة نقاش في الملتقى، وليكن هذا ـ إن كان ـ بطريق الرسائل الخاصة، أو عبر الإيميل.
ولقد لاحظت أن في كلامكم جميعًا شيئًا هو من باب الاجتهاد، أو الخطأ في التعبير، وههنا قد يدخل الشيطان، ويسول للإنسان، ويريه مقاصد من كلام أخيه وكأنه شق قلبه، فيخرج الإمر إلى ما لا تُحمد عقباه في مثل هذه الأمور التي انتم أعلم بها مني، ولا أشك أنكم قد قاسيتم مثلها.
والله إني لأستحيي أن أتكلم بهذا الكلام لأمثالكم، وأستبيحكم عذرًا في ذلك، فوالله ما أردت إلا النصح والتأليف فيما بيننا، والله لو كان البحث في العقائد سيتم بطريقة شافعية (نسبة إلى طريقة الشافعي العلمية في النقاش) لما كرهت ذلك، لكني أعلم أن ذلك يورث تشنجات وانفعالات وخروج إلى خصومات، بل إلى اتهامات وشتائم، وقد رأيت ذلك في بعض المنتديات.
وإني لأدعوكم إلى الرفق في العبارة، والتلطف بالإشارة إلى الخطأ الذي ترون، وأقل ما نجني ـ أيها الكرام ـ من هذا الأسلوب بقاء الأخوة التي رضيها الله لعباده المسلمين، فقال: (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين اخويكم)، وهذا وإن كان في الحروب، فإن مثل هذه الحال ـ الإصلاح في خصومات المتناقشين ـ تدخل في عموم الآية.
أليس الله يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، فمالذي أصاب أمته من هذا التناحر العجيب؟!
ألسنا كلنا أمته، ويلحقنا من أوصافه صلى الله عليه وسلم ما لحقه هو، فإذا كان هو رحمة للعالمين أفلا نكون نحن كذلك لهم، ونكون أرحم الناس بالناس، فإذا كنا نرضى هذا الوصف لنا مع الناس،فإخواننا المسلمون أولى من ننزل عليهم رحمتنا.
أيها الإخوة الكرم أتمنى أن نبتعد عن هذه الأساليب الانفعالية إلى الأساليب الأدبية التي توصل الحق بأحسن أسلوب، فإن لم نستطع إيصال الحق كففنا عن النقاش، وأبقينا المودة العامة لإخواننا.
وإني لأعلم أن هذا الموضوع ذو شجون، ولعل الله يمن علي وعليكم بأن نطرحه بأسلوب علميٍّ رصين، يقرب ما بيننا، ويبعد التنازع قدر المستطاع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[05 Oct 2006, 05:30 م]ـ
أحسب أن الكلام إذا كان مطلقا فلعله لا إشكال فيه إذ لا يُعنى به كل فرد من أهل البلد أو القبيلة أو ...
ولا شك أن بعض البلاد قد اشتهر علماؤها إما بعقيدة خلفية، أو جمود على مذهب فقهي وعدم عناية بالسنة، أو طريقة مبتدعة ... ومن نسب ذلك إليهم على جهة العموم لما شهر عنهم = لا يعترض عليه أن فردا أو أفرادا على خلاف ذلك ...
وتأملوا هذه السنن والآثار
قال البخاري حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ جُهَيْنَةُ وَمُزَيْنَةُ وَأَسْلَمُ وَغِفَارُ خَيْرًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ وَبَنِي أَسَدٍ وَمِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفَانَ وَمِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، فَقَالَ رَجُلٌ: خَابُوا وَخَسِرُوا. فَقَالَ: «هُمْ خَيْرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ وَمِنْ بَنِي أَسَدٍ وَمِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفَانَ وَمِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ». وهو في مسلم بنحوه.
ومعلوم أن أفرادا من هذه القبائل هم خير من مقابلهم من أولئك.
وقال البخاري حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي نُعْمٍ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ
وَسَأَلَهُ عَنْ الْمُحْرِمِ ـ قَالَ شُعْبَةُ: أَحْسِبُهُ يَقْتُلُ الذُّبَابَ ـ فَقَالَ: أَهْلُ الْعِرَاقِ يَسْأَلُونَ عَنْ الذُّبَابِ! وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنْ الدُّنْيَا».
وفي موضع آخر:
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي يَعْقُوبَ عَنْ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ قَالَ كُنْتُ شَاهِدًا لِابْنِ عُمَرَ
وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ فَقَالَ مِمَّنْ أَنْتَ فَقَالَ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ قَالَ انْظُرُوا إِلَى هَذَا يَسْأَلُنِي عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنْ الدُّنْيَا.
ومعلوم أن أهل العراق لم يجتمعوا على قتله.
وفي مسلم حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ وَوَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى وَأَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الْوَكِيعِيُّ وَاللَّفْظُ لِابْنِ أَبَانَ قَالُوا حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ يَقُولُا يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ مَا أَسْأَلَكُمْ عَنْ الصَّغِيرَةِ وَأَرْكَبَكُمْ لِلْكَبِيرَةِ سَمِعْتُ أَبِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ الْفِتْنَةَ تَجِيءُ مِنْ هَاهُنَا وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنَا الشَّيْطَانِ وَأَنْتُمْ يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ.
ومعلوم أن هذا غير مراد به عمومه قطعا.
وفي موطإ الإمام مالك عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ قَالَ سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ: كَمْ فِي إِصْبَعِ الْمَرْأَةِ؟ فَقَالَ عَشْرٌ مِنْ الْإِبِلِ.
فَقُلْتُ: كَمْ فِي إِصْبَعَيْنِ؟ قَالَ عِشْرُونَ مِنْ الْإِبِلِ. فَقُلْتُ: كَمْ فِي ثَلَاثٍ؟ فَقَالَ: ثَلَاثُونَ مِنْ الْإِبِلِ. فَقُلْتُ: كَمْ فِي أَرْبَعٍ؟ قَالَ: عِشْرُونَ مِنْ الْإِبِلِ. فَقُلْتُ: حِينَ عَظُمَ جُرْحُهَا وَاشْتَدَّتْ مُصِيبَتُهَا نَقَصَ عَقْلُهَا؟!
فَقَالَ سَعِيدٌ: أَعِرَاقِيٌّ أَنْتَ؟! فَقُلْتُ بَلْ عَالِمٌ مُتَثَبِّتٌ أَوْ جَاهِلٌ مُتَعَلِّمٌ فَقَالَ سَعِيدٌ هِيَ السُّنَّةُ يَا ابْنَ أَخِي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومعلوم أن أهل العراق منهم من هو معظم للسنة مجانب للرأي ...
وفي سير أعلام النبلاء 8/ 68:
أبو يوسف أحمد بن محمد الصيدلاني سمعت محمد بن الحسن الشيباني يقول: كنت عند مالك، فنظر إلى أصحابه، فقال: انظروا أهل المشرق، فأنزلوهم بمنزلة أهل الكتاب إذا حدثوكم، فلا تصدقوهم، ولا تكذبوهم، ثم التفت فرآني، فكأنه استحيى، فقال: يا أبا عبد الله أكره أن تكون غيبة، هكذا أدركت أصحابنا يقولون.
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية 1/ 274:
وقال صاحب المختار من الحنفية: ولا غيبة لظالم، ولا لفاسق، ولا آثم في السعي به، ولا غيبة إلا لمعلوم، ولا غيبة لأهل قرية. وكذا ذكر القاضي عياض، وغيره: في غير المعين.
وخالف فيه بعضهم.
ذكره النووي في حديث أم زرع. (1)
والأول: مأثور عن إبراهيم.
ولم يذكر أصحابنا هذا، والظاهر: أنهم لا يريدون هذا، فظاهر كلام بعضهم: إن عرف بعد البحث = لم يجز، وإلا جاز، فليس هذا ببعيد. اهـ
وفي كتب الحنفية:
الدر المختار: ولو اغتاب أهل قرية = فليس بغيبة؛ لأنه لايريد به كلهم، بل بعضهم، وهو مجهول.
وفي الاختيار لتعليل المختار: ولا غيبة إلا لمعلومين، فلو اغتاب أهل قرية فليس بغيبة.
في البحر الرائق: قال في العيون: رجل اغتاب أهل قرية لم تكن غيبة حتى يسمي قوما بأعيانهم.
وفي مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر: (وَلَا غِيبَةَ إلَّا لِمَعْلُومٍ فَاغْتِيَابُ أَهْلِ قَرْيَةٍ لَيْسَ بِغِيبَةٍ) لِأَنَّهُ يُرِيدُ بِهِ جَمِيعَ أَهْلِ الْقَرْيَةِ وَكَانَ الْمُرَادُ هُوَ الْبَعْضُ وَهُوَ مَجْهُولٌ.
--------------------
(1) في شرح مسلم في الموضع المشار إليه: قال المازري: قال بعضهم: وفيه أن هؤلاء النسوة ذكر بعضهن أزواجهن بما يكره، ولم يكن ذلك غيبة؛ لكونهم لا يعرفون بأعيانهم، أو أسمائهم، وإنما الغيبة المحرمة: أن يذكر إنسانا بعينه، أو جماعة بأعيانهم.
قال المازري: وإنما يحتاج إلى هذا الاعتذار لو كان النبي صلى الله عليه وسلم سمع امرأة تغتاب زوجها، وهو مجهول؛ فأقر على ذلك، وأما هذه القضية فإنما حكتها عائشة عن نسوة مجهولات غائبات.
لكن لو وصفت اليوم امرأة زوجها بما يكرهه، وهومعروف عند السامعين = كان غيبة محرمة، فإن كان مجهولا لا يعرف بعد البحث = فهذا لا حرج فيه عند بعضهم، كما قدمنا، ويجعله كمن قال في العالَم من يشرب، أو يسرق، قال المازري: وفيما قاله هذا القائل احتمال.
قال القاضي عياض: صدق القائل المذكور، فإنه إذا كان مجهولا عند السامع، ومن يبلغه الحديث عنه = لم يكن غيبة؛ لأنه لا يتأذى إلا بتعيينه.قال: وقد قال ابراهيم: لا يكون غيبة ما لم يسم صاحبها باسمه، أو ينبه عليه بما يفهم به عنه.
وهؤلاء النسوة مجهولات الأعيان، والأزواج لم يثبت لهن إسلام، فيحكم فيهن بالغيبة لو تعين، فكيف مع الجهالة. والله أعلم.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[06 Oct 2006, 09:28 م]ـ
أخي الكريم: هذه فوائد جاد بها الشيخ الكريم محمد الحمد حول هذا الموضوع تجدها على هذا الرابط:
منهج ابن عاشور في تفسيره، وخلاصة ما اشتمل عليه ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6555)
ـ[المؤمن]ــــــــ[29 Jan 2007, 11:13 م]ـ
السلام عليكم
سأل سائل عن التحرير والتنوير لمحمد الطاهر ابن عاشور، أحدِ أقطاب جامع الزيتونة، له مؤلفات كثيرة في شتى الفنون، ولعلّ أبرزها تفسيره (التحرير والتنوير) وهو بحق موسوعة علمية يجد فيه كل دارس ضالته،وأنا إذ أقول هذا فإنما أقوله عن دراية بدروب هذا التفسير بعد دراسة دامت أكثر من خمس سنين تمخضت ـ ولله الحمد ـ بنيلي لدرجة الماجستير.
ابن عاشور ـ كما لايخفى عليكم ـ أشعري يعتز بأشعريته، ولكنه مع ذلك يرتضي في كثير من الأحيان عقيدة السلف التي كان عليها الصحابة والتابعون، يُمر آيات الصفات كما يمرونها، وقد أوضحت هذا في بحثي المشار إليه سابقا،ونظرا لاستقلاليته الفكرية ينتقد كثيرا من آراء الأشعرية،ويبدي آراءه بكل شجاعة.
أما الشبهات التي يُظن أنها وردت في تفسير ابن عاشور، فإنها مما تتعدد فيها الآراء،وتختلف فيها وجهات النظر، ووصف ذلك بالشبهات أمر يستبشع في حق علمائنا الأجلاء من أمثال ابن عاشور، وإن كانت المؤاخذات عليه واردة،شأنه كشأن كل العلماء الذين لاندعي لهم العصمة.
قد آلمني كثيرا لما قرأت لأحد الباحثين د. محمد بن رزق الطرهوني في كتابه (التفسير والمفسرون في غرب إفريقيا) ـ آلمني ـ حين اتهم ابن عاشور بمناوئته لأهل الأثر، ولا أدري كيف حكم عليه بهذا الحكم؛ ألا يعلم أستاذنا أن لابن عاشور إجازة في صحيحي البخاري ومسلم، وموطأ مالك، وله على الأول والأخير تعليقات جياد، وأذكّره أنّ ابن عاشور ألزم نفسه ألاّ يعدل عن التفسير بالأثر عند صحته، وعند القراءة المنصفة للتحرير والتنوير سنجد الآثار بما يربو على المئين وإنّ هذا لهو أعظم دليل على عدم صحة ما اتهم به ابن عاشور.
هذا بعض ما رأيت إثباته مما يزيل الغموض حول ابن عاشور وتفسيره ـ إن شاء الله ـ.
أخوكم محمد نذير الجزائري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[30 Jan 2007, 12:03 م]ـ
[أؤيد بكل جد وحب كلام الاخوة في تسكين الخواطر، وأبعث تحية خاصة للأخ الفاضل الدكتور مساعد فقد
قال في الموضوع قولا بليغا أيده الله وأهل النصفة في كل مكان بتأييده
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[30 Jan 2007, 07:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أذكر أن الشيخ عبدالله الريس تناول هذا التفسير في رسالة علمية في جامعة الإمام محمد بن سعود، لعل الاطلاع عليها يجيب على كثير من تساؤلاتك.(/)
تدبر ... الآية الأولى من سورة النساء
ـ[روضة]ــــــــ[29 Sep 2006, 04:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ي?أَيُّهَا ?لنَّاسُ ?تَّقُواْ رَبَّكُمُ ?لَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَ?تَّقُواْ ?للَّهَ ?لَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَ?لأَرْحَامَ إِنَّ ?للَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً
هذ دعوة لتدبر الآية الأولى من سورة النساء من خلال طرح تساؤلات حول نظمها، وفتح باب الإجابة دون الرجوع إلى التفاسير، راجية من الجميع المشاركة والمحاولة:
1.ما سبب افتتاح السورة بـ (يا أيها الناس)، مع أن السورة مدنية؟ وهل لهذا الاستفتاح مثيل في السور المدنية الأخرى؟
2.ما علاقة الأمر بالتقوى بمسألة الخلق؟
3.لمَ آثر التعبير بـ (خلقَكم)، دون (برأَكم، فطركم، ذرأكم، أنشأكم)؟
4.ما المقصود بالنفس الواحدة؟
5.لمَ ذكر لفظة الخلق عند (زوجها)، بينما عبر بالجعل في سورة الأعراف: (وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا) [الأعراف:189]؟
6.ما سبب تقديم الجار والمجرور على (زوجها)، فلم يقل: وخلق زوجها منها؟
7.ما سر التعبير بالرجال والنساء، دون الذكور والإناث؟
8.ما فائدة التنكير في (رجالاً) و (نساءً)؟
9.لمَ خصّ وصف الكثرة بالرجال دون النساء؟
10. لمَ قال: (كثيراً)، ولم يقل: (كثيرين)؟
11. لماذا أمر بالتقوى مرة أخرى؟
12. لماذا كان الأمر بالتقوى في المرة الأولى مقترناً بالرب، وفي المرة الثانية بالله؟
13. ما فائدة ذكر الاسم الموصول وصلته: (الذي تساءلون به)؟
14. ما فائدة ذكر الأرحام هنا؟
15. ما سبب التوكيد بـ (إنّ)، فلم يقل: وكان الله عليكم ….؟
16. ما سبب الإظهار في موضع الإضمار في قوله: (إن الله كان …)، فلم يقل: إنه كان عليكم رقيباً؟
17. ما سبب تقديم الجار والمجرور (عليكم)، فلم يقل: إن الله كان رقيباً عليكم؟
18. ما سر اختيار اسم الله (الرقيب) دون الحفيظ، أو المُقيت أو…. أو…؟
ـ[روضة]ــــــــ[01 Oct 2006, 05:12 م]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟(/)
الأسماء الحسنى في الفاصلة القرآنية
ـ[روضة]ــــــــ[29 Sep 2006, 04:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فإن كتاب الله معجز ... أعجز الجن والإنس، وأحببت أن أبحث فيما يدلل على إعجازه، ويثبت أنه في أعلى درجات البلاغة. . . لا يرقى إليه كلام أحد، فقمت بالكتابة حول سر اختيار أسماء الله الحسنى في الفواصل القرآنية، ووجه ارتباطها بالآيات، فبحثت في مئة فاصلة، وأسأل الله أن يعينيي على المواصلة في بقية الفواصل في رسالة علمية موسعة.
وسر اختيار الاسم بحث عن صلة هذا الاسم بالآية الكريمة، وهذا يحتاج أولاً إلى معرفة المعنى الدقيق للاسم الكريم، وبيان الفروق المعنوية بين الأسماء التي يُظن بها الترادف، ومعرفة معنى الآية، وقد يتعدى ذلك إلى معرفة سياقها، ثم الربط بين الاسم والآية، لهذا كان لا بد من الاستعانة بمعجمات اللغة، والكتب التي تهتم ببيان الفروق اللغوية بين الألفاظ، ولا يُستغنى عن التفاسير وخاصة ذات الاتجاه اللغوي والبياني.
أسأل الله التوفيق، وأسأل القراء التصويب والإضافة ..
أولاً: تعريف الفاصلة
الفاصلة (لغة):
لمادة (فَصَلَ) في اللغة العربية أصل واحد تلتقي عليه الاستخدامات المختلفة لهذه المادة، وهو: البَون ما بين الشيئين، والفصل من الجسد: موضع المفصل، وبين كل فصلين وصل، مثل ذلك: الحاجز بين الشيئين، والفاصلة: الخرزة التي تفصل بين الخرزتين في النظام، وقد فصّل النظم، وعقد مفصّل، أي جعل بين كل لؤلؤتين خرزة، ومثله: الفصل القضاء بين الحق والباطل.
ومنها: التفصيل: التبيين، ومنها: الفصل واحد الفُصول: أي القِِطع.
والفاصلة في علامات الترقيم في الكتابة العلامة التي تُوضع بين الجمل التي يتركب منها كلامٌ تام الفائدة.
الفاصلة (اصطلاحاً):
استخدمت الفاصلة اصطلاحاً في عدد من علوم العربية: في النحو، وفي العروض، وفي علامات الترقيم، وما يهمنا هو استخدامها في (علوم القرآن)، وقد تعددت تعريفات العلماء لها في هذا المجال، سأقتصر على تعريفين: تعريف للأقدمين، وتعريف للمحدثين.
قال الإمام الرماني: "إن الفواصل حروف متشاكلة في المقاطع توجب حسن إفهام المعاني"، وتبعه القاضي الباقلاني في هذا التعريف في كتابه (إعجاز القرآن).
ونجد تفصيلاً أكثر عند المحدثين، قال د. فضل عباس: "الفواصل هي أواخر كلمات الآي، كالقافية آخر كلمات البيت، وكالسجعة في الكلام المسجوع، وقد أطلقوا على أواخر آي القرآن فواصل أخذاً من قوله تعالى: (كتاب فصلت آياته) [فصلت:3]، وابتعاداً عن أن تسمى أسجاعاً، وقد دار خلاف بين العلماء: أيجوز أن يقال: إن في القرآن سجعاً؟ فمنعه بعضهم، منهم الإمام الرماني المعتزلي، والقاضي الباقلاني ـ رحمهما الله ـ وأجازه الأكثرون"، وتعريفات القدماء والمحدثين للفاصلة لا تخرج عن هذين التعريفين.
ثانياً: الكلمة القرآنية مختارة منتقاة
إن من مظاهر إعجاز القرآن الكريم أن الكلمة فيه تقع موقعها اللائق بها، فلا يمكن استبدالها بكلمة أخرى، وإلا أدى ذلك إلى اضطراب في الكلام.
وإنما كان ذلك كذلك؛ لأن القرآن في أعلى طبقات البلاغة، وعمود البلاغة ـ كما يقول الإمام الخطابي ـ: "هو وضع كل نوع من الألفاظ التي تشتمل عليها فصول الكلام موضعه الأخص الأشكل به، الذي إذا بُدّل مكانه غيره جاء منه: إما تبدّل المعنى الذي يكون منه فساد الكلام، وإما ذهاب الرونق الذي يكون معه سقوط البلاغة، ذلك أن في الكلام ألفاظاً متقاربة في المعاني يحسب أكثر الناس أنها متساوية في إفادة بيان مراد الخطاب، والأمر فيها وفي ترتيبها عند علماء أهل اللغة بخلاف ذلك، ولأن لكل لفظة منها خاصية تتميز بها عن صاحبتها في بعض معانيها، وإن كانا قد يشتركان في بعضها "، وهذا يقودنا إلى نفي الترادف، ووسيتم الحديث عنه إن شاء الله.
والحديث عن اختيار الكلمة القرآنية ملاحظ بوضوح في كلام العلماء ـ متقدمين ومتأخرين ـ فالجاحظ يرى أن القرآن بليغ من حيث ألفاظه المختارة المنتقاة، ومن حيث نظمه ورصفه .. إلخ، والقاضي عبد الجبار يجعل اختيار الكلمة نفسها دعامة من دعامات فصاحة القرآن الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول القاضي ابن عطية: "إن كتاب الله لو نزعت منه لفظة، ثم أُدير لسان العرب على لفظة غيرها لم يوجد، ونحن يتبيّن لنا البراعة في أكثره، ويخفى علينا وجهه في مواضع لقصورنا عن مرتبة العرب ـ يومئذِ ـ في سلامة الذوق، وجودة القريحة".
ونجد الرافعي عندما يتحدث عن الجمل القرآنية يقول: إن كلماتها قد قُدرت لها تقديراً محكماً، بحيث لا تجد كلمة زائدة أو معنى فيه شيء من النقص، وكذلك نجد د. محمد دراز وسيد قطب يوليان الكلمة القرآنية كثيراً من العناية، ويبيّنان سر اختيارها.
وفي هذا الموضوع كتب الدكتور فضل عباس بحثاً بعنوان: (المفردات القرآنية مظهر من مظاهر الإعجاز)، قال فيه: "إن المفردة القرآنية تعتبر مظهراً من مظاهر الإعجاز البياني للقرآن الكريم، ذلك أن المفردات القرآنية مختارة منتقاة، ثم قال: إن كل كلمة في القرآن الكريم اسماً أو فعلاً أو حرفاً إنما جاءت لتؤدي رسالة خاصة بها لا يؤديها غيرها من الكلمات".
إذن فالكلمة القرآنية مظهر من مظاهر الإعجاز البياني، والفاصلة القرآنية هي كلمة في آخر الآية، هذه الكلمة كغيرها من كلمات القرآن تُختار اختياراً دقيقاً لتؤدي الرسالة التي جاءت من أجلها، ويظهر فيها إعجاز القرآن، وهذا هو حظ الفاصلة من الإعجاز.
ثالثاُ: حظ الفاصلة من الإعجاز
ذكر الدكتور الحسناوي هذا العنوان في كتابه (الفاصلة في القرآن)، وبيّن أن إجماع الجمهور على اعتبار السورة أدنى حجم لمقدار المعجز، ونفي الإعجاز في الجزئيات وحدها، بل هي جزء يًسهم في الإعجاز.
وهذا القول للدكتور الحسناوي هو رفض لأن تكون الكلمة المفردة بحدّ ذاتها معجزة، فلا يظهر إعجاز الكلمة أو الفاصلة إلا عند اتصالها بباقي الكلمات في الآية، وهذا موافق لنظرية النظم التي قال بها الشيخ عبد القاهر قديماً.
فإعجاز القرآن عند المحققين من أهل العلم يظهر بنظم القرآن الكريم، لا بكلماته المفردة، وعليه فالفاصلة القرآنية مظهر من مظاهر الإعجاز بموقعها من الآية واتصالها بها، وباختيارها دون غيرها، فليست معجزة بمفردها.
ومن هنا كان لا بد للفاصلة من وظيفة تؤديها يظهر بها إعجاز القرآن، فما هي وظيفة الفاصلة؟
رابعاً: وظيفة الفواصل
لم تأتِ الفواصل عبثاً أو لتتميم السجع، بل جاءت لتؤدي معنى تتم به الفائدة، ويطلبه السياق، وقد عرض الدكتور فضل عباس لهذه القضية في ردّه على دائرة المعارف البريطانية، حيث قال: "وقد استدلت دائرة المعارف البريطانية على أن القرآن مجرد إنشاء بطريقة عشوائية، استدلت على هذه الدعوى بالفواصل القرآنية، حيث جاء فيها: (وكان القرآن يعطي للقارئ أنه مجرد إنشاء جاء بطريقة عشوائية، ويؤكد صحة ذلك طريقة ختم هذه الآيات، بآيات مثل: (إن الله عليم)، (إن الله حكيم)، (إن الله يعلم ما لا تعلمون)، وأن هذه الأخيرة لا علاقة لها مع ما قبلها، وأنها وضعت فقط لتتميم السجع والقافية).
ثم قال: الفاصلة القرآنية لم تأتِ لغرض لفظي فحسب، وهو اتفاق رؤوس الآي بعضها مع بعض، وهو ما يعبرون عنه بمراعاة الفاصلة، إنما جاءت الفاصلة في كتاب الله لغرض معنوي يحتمه السياق، وتقتضيه الحكمة، ولا ضير أن يجتمع مع هذا الغرض المعنوي ما يتصل بجمال اللفظ وبديع الإيقاع".
وأثناء ردّه على هذه الشبهة في كتاب آخر، قال: "الدقة في الفاصلة القرآنية والترتيب المحكم، والنظام البديع لا يقلّ عما في هذا الكون، فخالق الكون ومنزل القرآن هو الله، الذي أتقن كل شيء، وكان حريّاً بأولئك أن لا يصدروا أحكاماً على ما لا يعلمون، وهذا ما تقتضيه بدهيات البحث العلمي".
إذن الفاصلة القرآنية لها وظيفتان: الوظيفة الرئيسة معنوية يحتمها السياق، ووظيفة أخرى لفظية تتصل بجمال الإيقاع، ولا يجوز أن نقول إن الفاصلة جاءت لتتفق مع رؤوس الآي الأخرى فقط دون الانتباه للغرض المعنوي، وهذا ما قررته أيضاً د. عائشة عبد الرحمن في كتابها (الإعجاز البياني للقرآن).
(يُتْبَعُ)
(/)
والغرض المعنوي للقرآن هو المعنى الذي تؤديه الفاصلة، قال علي الجندي: "من مزايا معاني الفواصل في القرآن الكريم شدة ارتباطها بما قبلها من الكلام، وقوة تعطّف الكلام عليها، كأنهما معاً جملة مفرغة يسري فيها روح واحد، ونغم واحد ينحدر إلى الأسماع انحداراً، وكأن ما سبقها لم يكن إلا تمهيداً لها لتتمم معناه، حتى لتبلغ من وقوعها موقعها، واطمئنانها في موضعها أنها لو حذفت لاختل معنى الكلام، واضطرب فهمه، واستغلق بيانه، ولو سُكت عنها لاستطاع السامع أن يختمه بها انسياقاً مع الطبع الملهم والذوق السليم ... ـ ثم يتابع فيقول ـ: بل قد يبلغ من تعيّنها في مكانها وفرض نفسها عليه، أنها لو بدّل بها غيرها لأدرك السامع الحصيف الثاقب الفطنة أن كلاماً غريباً ينقصه التناسب حلّ محلها، فأنكر ذلك سمعه وضاق به صدره .. من ذلك أن أعرابياً سمع رجلاً يقرأ: (وحملناه على ذات ألواح ودسر، تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر)، قرأها بفتح الكاف، فقال الأعرابي: لا يكون!! فقرأها عليه بضم الكاف وكسر الفاء، فقال: يكون".
واتصال الفاصلة مع السياق قد يكون ظاهراً لا يحتاج إلى مزيد نظر، وقد يحتاج إلى تأمل وتفكّر ودراية بمعاني الكلمات الدقيقة، وهذه الدراية هي التي تبيّن تمكّن الفاصلة من موقعها وتنفي الترادف عن بعض الكلمات، فلا يُقال حينئذٍ: إن الآية لو خُتمت بـ (الرؤوف) بدلاً من (الرحيم) لا بأس، فالكلمتان تدلان على الرحمة.
وقد قُرر سابقاً أن الكلمة أو الفاصلة مختارة منتقاة دون غيرها من الكلمات التي قد يُظن بها الترادف، وهذا يعني أنه لا ترادف في القرآن، كما أنه لا ترادف في العربية بشكل عام، وهذا هو الموضوع التالي.
خامساً: نفي الترادف
لكل لفظة في اللغة العربية معنى خاص به يميّزه عن غيره من الألفاظ، فهناك فروق بين الكلمات، هذه الفروق هي التي جعلت لكل كلمة موقعها الذي لا يناسبه غيرها، وهذا هو نفي الترادف، وقد تحدث عن هذا العلماء قديماً وحديثاً، يقول د. محمد المبارك في كتابه (فقه اللغة وخصائص العربية) عن موضوع الترادف تحت عنوان: (آفة الترادف والعموم والغموض)، أنقل كلامه باختصار، قال: لقد أصاب العربية في عصور الانحطاط المنصرمة مرض العموم والغموض والإبهام، كما أصابت هذه الآفات التفكير نفسه، فضاعت الفروق الدقيقة بين الألفاظ المتقاربة فغدت مترادفة ..
ثم قال: وقد كان كتّاب العربية في العصور الزاهرة يحرصون على دقة التعبير ووضع الألفاظ في مواضعها، ... ونحن اليوم بحاجة للتحرر من آفات عصور الانحطاط في ميدان اللغة، والعودة إلى خصائص العربية في استعمال اللفظ الخاص والعام، وكل في موضعه اللائق به، ومكانه المناسب له.
وردّ الإمام محمد عبده بشدة القول بوجود كلمات مترادفة، حيث قال: "وأنا لا أجيز لمسلم أن يقول في نفسه أو بلسانه إن في القرآن كلمة تغاير أخرى، ثم تأتي لمجرد تأكيد غيرها بدون أن يكون لها في نفسها معنى تستقل به، نعم قد يكون معنى الكلمة هو عين معنى الأخرى تقريراً أو إيضاحاً، ولكن الذي لا أجيزه هو أن يكون معنى الكلمة هو عين معنى الأخرى بدون زيادة، ثم يؤتى بها لمجرد التأكيد لا غير، بحيث تكون من قبيل ما يُسمى بالمترادف في عرف أهل اللغة، فإن ذلك لا يقع إلا في كلام من يرمي في لفظه إلى مجرد التنمق والتزويق، وفي العربية طرق للتأكيد ليس هذا منها".
وعلى هذا، فلا يقال مثلاً في قوله تعالى: (إن الله كان عفواً غفوراً) إن (عفو) و (غفور) بمعنى، وجاء اسم (الغفور) لتوكيد (العفو) دون زيادة معنى، فلا بد من زيادة فائدة.
سادساً: أسماء الله الحسنى في الفاصلة القرآنية
كثير من الآيات الكريمة خُتمت بأسماء الله الحسنى، حيث بلغت أكثر من خمسمائة آية، وهذه الأسماء الكريمة تلقي بظلالها على الآية التي ذكرت في ختامها، فتتصل اتصالاً وثيقاً معها، بحيث إنه لا يمكن استبدال الاسم باسم آخر، وإنْ كان يشترك معه في أصل المعنى، فمثلا (الغفور) لا يمكن استبداله بـ (الغفار) مع أن كليهما يدل على ستر الذنوب. قال الغزالي في (المقصد الأسنى): "هذه الأسامي، وإنْ كانت متقاربة المعاني .. فليست مترادفة .. وعلى الجملة يبعد الترادف المحض في الأسماء الداخلة في التسعة التسعين؛ لأن الأسامي لا تُراد لحروفها ومخارج أصواتها، بل لمفهوماتها ومعانيها، فهذا أصل لا بد من اعتقاده".
ولا بد من البحث عن وجه الربط بين الاسم الكريم وبين ما سبقه، فالآية وحدة واحدة تترابط أجزاؤها وتنتظم انتظام الدرر في العقد.
(يتبع) ....
[ line]
1. انظر: مادة (فَصَل) في (لسان العرب)، و (أساس البلاغة)، و (القاموس المحيط).
2. المعجم الوسيط.
3. رسالة الرماني (ثلاث رسائل في إعجاز القرآن)، ص97.
4. إعجاز القرآن للباقلاني، ص244.
5. إتقان البرهان في علوم القرآن، فضل عباس، (440:1).
6. رسالة الخطابي، (ثلاث رسائل .. )، ص29.
7. المحرر الوجيز، (39:1).
8. نُشر هذا البحث في مجلة (دراسات)، الجامعة الأردنية، مجلد11، عدد4، 1984.
9. انظر: (الفاصلة في القرآن)، محمد الحسناوي، ص378.
10. إعجاز القرآن الكريم، فضل عباس، ص222.
11. قضايا قرآنية في الموسوعة البريطانية، نقد مطاعن وردّ شبهات، فضل عباس، ص82.
12. الإعجاز البياني للقرآن، ومسائل نافع ابن الأزرق، عائشة عبد الرحمن، ص278.
13. صور البديع، فن الأسجاع، علي الجندي، (192:2).
14. فقه اللغة وخصائص العربية، محمد المبارك، ص (318 - 321) باختصار.
15. تفسير المنار، محمد رشيد رضا، (46:1).
16. المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى، أبو حامد الغزالي، ص23.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[29 Sep 2006, 08:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
إن البحث في القيم الجمالية و تحققه في القرآن الكريم مبنى و معنى لهو من الواجبات التي يتعين على الباحثين المقتدرين الوفاء بها، و إني لأكون في غاية السرور عندما تهل علينا دراسات قيمة في التفسير اللغوي و البياني للقرآن الكريم، لأننا نكون بذلك نعطي البديل الأكفى عما يسمونه بالقراءات الحداثية للقرآن الكريم.
جزاكم الله خيرا.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[29 Sep 2006, 09:37 م]ـ
أختي الكريمة روضة: شكر الله لك ما كتبتي , ومشاركة مني في إثراء الموضوع أقول:
مِن وجوه إعجازِ القرآن الكريم الإعجازُ في فواصلهِ وخواتم آياته، حيث نَجِدُها نازلة في مواضعها ملائمة لمواقعها، مساهِمة في إحْكام الآي وبنائِها،في الشكْل والمضمون، في المبنى والمعنى.
وأواخِرُ الآي تُسمّى عند أهل العلْم: فَوَاصِل.
قال الراغب الأصفهاني:" والفَوَاصِلُ: أَوَاخِرُ الآيِ ".
وقالَ الزجّاجُ:" وَرُؤُوسُ الآيِ فَوَاصِل ".
فينبغي للمفسِّر أنْ يتأمّلَ آخر الآية ومناسبتها لمضمونها.
قال الزركشيُّ:" اعْلَمْ: أنّ مِنْ المواضع التي يُتأكَّدُ فيها إيقاعُ المناسبةِ: مَقاطِع الكلامِ وأواخره، وإيقاعُ الشيءِ فيها بما يُشاكِلُه. فلا بدَّ أنْ تكونَ مناسبةً للمعنى المذكور أولاً،وإلا خرجَ بعض الكلام عن بعض. وفواصلُ القرآن العظيم لا تخْرُج عنْ ذلك، لكن منْهُ ما يظْهر،ومنْهُ ما يُسْتخْرج بالتَّأَمُّلِ لِلَّبِيب ". ()
وفواصل الآي الكريم إمّا أنْ تُختَم بأسماء الله الحسنى أو تُختَم بغير ذلك , والحديث هنا عن الأول.
قالَ الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:" منْ بلاغة القرآن: ختْمُ الأحكام بما يُناسبها من أسماء الله ".
ونقلَ السيوطيُّ عنْ أعرابيٍّ أنّه سمِعَ قارئًا يقرأُ {فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ} (البقرة: من الآية209) فاعلموا أنّ الله غفورٌ رحيم، ولم يكنْ يقرأُ القرآنَ، فقالَ:" إنْ كانَ هذا كلام الله فلا يقولُ كذا. الحكيم لا يَذْكُر الغفرانَ عندَ الزَّلَلْ لأنّه إغْراءٌ عليه ". ()
فخَتْمُ الآيةِ بأحد أسماء الله الحسْنى مُشْعِرٌ بعلاقة بين هذا الاسم وبين مضمون الآية ينبغي للمفسِّر إظهارُه وبيانُ وجْهِه.
ومن أمثلة ذلك ما ذكره الشيخ ابن عثيمين في تفسيره:
- فعند تفسيره لقوله تعالى: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (البقرة:284)
قال:" فإنْ قيل: لماذا ختَمَ الآية بالقدرة من بعد قوله تعالى: {فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ}؛ ولم يَخْتِمها بالرحمة، ولا بالعقوبة؟
فالجواب: إنّ المحاسبة تكون بعد البعْث؛ والبعْثُ يدلُّ على القدرة؛ كما قال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (الاحقاف:33) وقالَ تعالى: {إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (فصلت: من الآية39).
وجْهٌ آخر: لو خُتِمتْ الآيةُ بما يقتضي الرحمةَ وفيها التعذيبُ لم يَكُنْ هناكَ تَنَاسُبٌ؛ لو خُتِمتْ بما يقتضي التعذيبَ وفيها مغفرةٌ لم يَكُنْ هناكَ تَنَاسُبٌ؛ والقدرةُ تُناسِب الأمرين: تُناسِبُ المغفرةَ وتُناسِبُ التعذيبَ؛لأنّ المغفرة والتعذيب كلاًّ لا يكون إلا بقدرة الله ?".
- وعند تفسيره لقوله تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً} (النساء:17)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال:" خَتَم الله الآية بقوله: {عَلِيماً حَكِيماً}؛ مع أنّ المتوقع أنْ يقول: تَوَّابًا رحيما؛ والحِكْمَةُ مِن ذلكَ هي بيانُ أنّ الله يعْلَمُ مَن يستحقُّ التوبةَ مِمّنْ لا يستحقُّها، ويضعها في محلّها؛ لأنّه سيأتي حالٌ لا تُقْبلُ فيها التوبة،فناسبَ أنْ يُبَيِّنَ أنّ توبتَهُ على هؤلاءِ مبْنيّةٌ على عِلْمٍ وحكمةٍ "
ـ[روضة]ــــــــ[30 Sep 2006, 02:55 م]ـ
الدكتوران الأحمدان .. د. أحمد بزوي، ود. أحمد البريدي،
جزاكم الله خيراً على المرور والتعليق، وزادكم علماً ونفع بكم.
°ˆ~*O® (**) ®O*~ˆ°******°ˆ~*O® (**) ®O*~ˆ°
سر اختيار (الرحمن) و (الرحيم) مقترنين في الفاصلة القرآنية
يتحتم عليّ في البداية أن أبيّن المعنى الدقيق لهذين الاسمين المشتقين من الرحمة، وبيان الفروق بينهما، ثم دراسة الآيات التي ختمت بهذين الاسمين مقترنين.
قال ابن فارس: "الراء والحاء والميم أصل واحد يدل على الرقة والعطف والرأفة، يقال في ذلك: رحمه يَرْحمه، إذا رقّ له وتعطّف عليه" (1).
"والرحمة مأخوذة من الرحم؛ وذلك لأن الرحم منعطفة على ما فيها، وهذا بالنسبة إلى الله تعالى كناية عن إنعامه وإحسانه على خلقه" (2)، "فإذا وصف به الباري تعالى، فليس يراد به إلا الإحسان المجرد دون الرقة، وعلى هذا رُوي أن الرحمةمن الله إنعام وإفضال، ومن الآدميين رقة وتعطّف" (3).
إذن، اسما (الرحمن) و (الرحيم) يشتركان في أصل المعنى وهو الدلالة على الإحسان والإنعام، إلا أن هناك فرقاً بين الاسمين؛ ذلك أنه لا ترادف في القرآن كما تقرر من قبل، وقد لاحظ ابن عباس رضي الله عنه هذا الفرق، حيث قال: "هما اسمان رفيقان، أحدهما أرفق من الآخر" (4).
وهذا ما وضحه الزمخشري في الكشاف، قال: "في الرحمن من المبالغة ما ليس في الرحيم، ولذلك قالوا: رحمن الدنيا والآخرة، ورحيم الدنيا، ويقولون: عن الزيادة في البناء لزيادة المعنى" (5).
ولا يطلق (الرحمن) إلا على الله تعالى، لا مطلقاً ولا مضافاً؛ إذ هو الذي وسع كل شيء رحمة وعلماً، و (الرحيم) يُستعمل في غيره، وهو الذي كثُرت رحمته، وقيل: (الرحمن) عام، و (الرحيم) خاص، وقيل: (الرحمن) الذي الرحمة وصفه، و (الرحيم) الراحم لعباده، ولهذا يقول تعالى: "وكان بالمؤمنين رحيماً"، "إنه بهم رؤوف رحيم"، ولم يجئ: رحمن بعباده، ولا رحمن بالمؤمنين، مع ما في اسم (الرحمن) الذي هو على زِنة فَعلان من السَّعة، ألا ترى أنهم يقولون: غضبان، للمتلئ غضباً ... فبناء (فعلان) للسعة والشمول (6).
وعلى هذا القول الأخير يمكن القول إن (الرحمن) صفة ذات؛ فهي صفة قائمة به سبحانه، و (الرحيم) صفة فعل تتعلق بالمرحومين، وهذا ما ذهب إليه ابن القيم (7)، واستدل بالآيتين السابقتين، بينما خالفه الإمام محمد عبده والشيخ الشعراوي (8) رحمهم الله جميعاً.
قال الإمام: "إن صيغة (فعلان) تدل على وصف (فََعلى)، فيه معنى المبالغة، كـ (فعّال)، وهو في استعمال اللغة للصفات العارضة كعطشان وغضبان وغرثان، وأما صيغة (فعيل)، فإنها تدل في الاستعمال على المعاني الثابتة، كالأخلاق والسجايا في الناس، كعليم وحليم، وحكيم وجميل، والقرآن الكريم لا يخرج عن الأسلوب العربي البليغ في الحكاية عن صفات الله عز وجل التي تعلو عن مماثلة صفات المخلوقين، فلفظ (الرحمن) يدل على من تصدر عنه آثار الرحمة بالفعل، وهي إفاضة النِّعم والإحسان، ولفظ (الرحيم) يدل على منشأ هذه الرحمة والإحسان، وعلى أنها من الصفات الثابتة الواجبة، وبهذا المعنى لا يُستغنى بأحد الوصفين عن الآخر، ولا يكون الثاني مؤكداً للأول، فإذا سمع العربي وصف الله ـ جل ثناؤه ـ بالرحمن، وفهم منه أنه المفيض للنِّعم فعلاً، لا يعتقد منه أن الرحمة من الصفات الواجبة له دائماً، لأن الفعل قد ينقطع إذا لم يكن عن صفة لازمة ثابتة، وإنْ كان كثيراًً، فعندما يسمع لفظ (الرحيم) يكمل اعتقاده على الوجه الذي يليق بالله تعالى ويرضيه سبحانه، ويعلمُ أن لله صفة ثابتة هي الرحمة التي عنها يكون أثرها، وإن كانت تلك الصفة على غير مثال صفات المخلوقين، ويكون ذكرها بعد (الرحمن) كذكر الدليل بعد المدلول ليقوم برهاناً عليه" (9).
(يُتْبَعُ)
(/)
ويمكن ترجيح قول الإمام محمد عبده بأن (الرحمن) صفة فعل، و (الرحيم) صفة ذات، حيث استدل على رأيه بما جاء في اللغة، والقرآن الكريم قد أنزل بلسان عربي مبين، أما قوله: (وكان بالمؤمنين رحيماً)، فيمكن أن يكون المراد أن صفة الرحمة ملازمة ثابتة لله تعالى في معاملته للمؤمنين، فهو تعالى لا يعاملهم إلا بهذه الصفة، ولو أنه قال: وكان بالمؤمنين رحماناً، لفُهم أن الرحمة بالمؤمنين قد تنقطع؛ لأن صيغة فعلان تدل على الصفات العارضة، والله اعلم.
هذه هي أهم الأقوال التي قيلت في التفرقة بين الاسمين، وألخصها بأمرين:
الأول: في لفظ (الرحمن) من المبالغة ما ليس في (الرحيم) لدلالة بناء (فعلان) على السعة والشمول.
الثاني: (الرحمن) صفة تدل على صدور فعل الرحمة، و (الرحيم) صفة ذات، تدل على صفة ثابتة، وتدل على منشأ الرحمة.
وفيما يلي الآيات التي اشتملت في فواصلها على هذين الاسمين مجتمعين:
الآية الأولى: (بسم ?لله الرَّحْم?نِ الرَّحِيمِ) [الفاتحة:1].
الآية الثانية: (?لرَّحْمـ?نِ ?لرَّحِيمِ) [الفاتحة:3]
"ذكرهما في البسملة تعليل للابتداء باسمه عز وجل، وذكرهما في الآية الثالثة من الفاتحة تعليل لاستحقاقه تعالى الحمد"، قاله الألوسي (10).
فناسب أن يُذكر هذان الاسمان الجليلان المشتَقَّان من الرحمة في أول الكتاب لما فيهما من معنى الإحسان، والتفضل، فنحن نبدأ مستعينين بالله لما له من فضل علينا، ونحمده كذلك لكثرة إنعامه علينا.
وذكر الإمام محمد عبده أن الابتداء بالرحمة في أول الكتاب وعدٌ بالإحسان، وتكريرهما مرة ثانية تنبيه لنا على أن أمره إيانا بتوحيده وعبادته رحمة منه سبحانه بنا، لأنه لمصلحتنا ومنفعتنا (11).
فنبّه الإمام على موقع هذين الاسمين بالنسبة للقرآن الكريم، وما جاء فيه من أوامر ونواهٍ.
ويمكن أن نربط بينهما وبين ما جاء قبلهما، وهو لفظ الجلالة في البسملة، قال أبو السعود: "والاقتصار على نعته تعالى بهما في التسمية؛ لما أنه الأنسب بحال المتبرك المستعين باسمه الجليل والأوفق لمقاصده" (12).
وكذلك الأمر في الفاصلة الثانية .. يمكن ربط الاسمين بما سبقهما، وهو قوله تعالى: (الحمد لله رب العالمين)، "فكأن الله تعالى أراد أن يتحبب إلى عباده، فعرّفهم أن ربوبيته ربوبية رحمة وإحسان، ليعلموا أن هذه الصفة هي التي ربما يرجع إليها معنى الصفات، وليتعلقوا به ويُقبلوا على اكتساب مرضاته" (13).
وفي سبب تقديم (الرحمن) على (الرحيم) مع كون القياس تأخيره رعاية لأسلوب الترقي إلى الأعلى، كما في قولهم: جوّاد فيّاض، قال أبو السعود: لأنه باختصاصه به عز وجل (يعني اسم الرحمن) صار حقيقاً بأن يكون قريناً للاسم الجليل الخاص به تعالى؛ ولأن ما يدل على جلائل النعم وعظائمها وأصولها أحق بالتقديم مما يدل على دقائقها وفروعها، وإفراد الوصفين الجليلين بالذكر لتحريك سلسلة الرحمة" (14).
وما قيل في آيات الفاتحة، يقال في البسملة التي افتُتح بها كتاب سليمان ـ عليه السلام ـ إلى أهل سبأ: (إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ ?للَّهِ ?لرَّحْمَـ?نِ ?لرَّحِيمِ) [النمل:30]، ويُضاف: إنه عليه السلام بعد أن عرّفهم بصاحب الكتاب عرّفهم بالإله الذي دعاهم لعبادته لما وجب له لذاته، وما استحقه بصفاته؛ ليكون ذلك أجدر بقبول كتابه (15).
الآية الثالثة: (وَإِلَـ?هُكُمْ إِلَـ?هٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَـ?هَ إِلاَّ هُوَ ?لرَّحْمَـ?نُ ?لرَّحِيمُ) [البقرة:163]
تكلم أبو السعود عن وجه ارتباط هذه الفاصلة بآيتها، فقال: "هو تقرير للتوحيد؛ فإنه تعالى حيث كان مولياً لجميع النعم وأصولها وفروعها، جليلها ودقيقها، وكان ما سواه كائناً ما كان مفتقراً إليه في وجوده وما يتفرع عليه من كمالاته تحققت وحدانيته بلا ريب، وانحصر استحقاق العبادة فيه تعالى قطعاً" (16).
ويمكن أن أضيف وجهاً آخر في مناسبة الفاصلة للسياق، وهو مناسبة لفظية ومعنوية، فالرحمة هنا جاءت بعد ذكر التوحيد في مقابل اللعنة التي جاءت في الآية السابقة مقترنة بالكفر، وهو قوله تعالى: (إِن الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ ?للَّهِ وَ?لْمَلا?ئِكَةِ وَ?لنَّاسِ أَجْمَعِينَ)، والرحمة ضد اللعنة التي هي لمن كفر ومات على الكفر، والرحمة لمن وحّد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا تدبرنا قوله تعالى: (وَإِلَـ?هُكُمْ إِلَـ?هٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَـ?هَ إِلاَّ هُوَ ?لرَّحْمَـ?نُ ?لرَّحِيمُ) وجدنا أنها تحدثت عن وحدانية الألوهية، وتظهر هذه الوحدانية في جوانب عدة، يقول صاحب الظلال: "ومن وحدانية الألوهية التي يؤكدها هذا التأكيد، بشتى أساليب التأكيد، يتوحد المعبود الذي يتجه إليه الخلق بالعبودية والطاعة، وتتوحد الجهة التي يتلقى منها الخلق قواعد الأخلاق والسلوك، ويتوحّد المصدر الذي يتلقى منه الخلق أصول الشرائع والقوانين، ويتوحد المنهج الذي يصرف حياة الخلق في كل طريق، ثم يقول: يُذكر من صفات الله هنا: (الرحمن الرحيم)، فمن رحمته السابغة العميقة الدائمة تنبثق كل التشريعات والتكاليف" (17).
من هذه النظرة العميقة في ظلال معنى التوحيد، نجد أن صفة الرحمة جاءت مناسبة جداً لهذا المقام، بحيث إن أي صفة أخرى لن تسدّ مسدّها .... فالرحمة تظهر في توحيد المعبود، وفي التشريعات التي شرّعها المعبود.
الآية الرابعة: (تَنزِيلٌ مِّنَ ?لرَّحْمَـ?نِ ?لرَّحِيمِ) [فصلت:2]
وجه ارتباط الفاصلة بالآية ظاهر، فذكر الرحمة مع تنزيل القرآن؛ لأنه نزل رحمة للناس يخرجهم من الظلمات إلى النور، وقد نزل فيه من التشريعات ما فيه خيرهم في الدنيا والآخرة.
وقال ابن عاشور: "في ذلك إيماء إلى استحماق الذين أعرضوا عن الاهتداء بهذا القرآن بأنهم أعرضوا عن رحمة، وأن الذين اهتدوا به هم أهل المرحمة لقوله بعد ذلك: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَ?لَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِي? آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى) [فصلت44] (18) ".
فهدف تنزيل الكتاب رحمة العباد، إلا أننا نجد في آيات أخرى اقتران التنزيل بأسماء أخرى، كقوله تعالى في سور الزمر، والجاثية، والأحقاف: (تَنزِيلُ ?لْكِتَابِ مِنَ ?للَّهِ ?لْعَزِيزِ ?لْحَكِيمِ)، وفي سورة يس: (تَنزِيلَ ?لْعَزِيزِ ?لرَّحِيمِ)، وغيرها من الأسماء، وسأحاول بيان ذلك في موضعه إن شاء الله.
الآية الخامسة: هُوَ ?للَّهُ ?لَّذِي لاَ إِلَـ?هَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ ?لْغَيْبِ وَ?لشَّهَادَةِ هُوَ ?لرَّحْمَـ?نُ ?لرَّحِيمُ [الحشر:22]
ذكرُ الاسمين الجليلين بعد ذكر صفة العلم له ملحظ نفسي أشار إليه صاحب الظلال، وهو أن علمَ الله للظاهر والمستور يوقظ في النفس شعور المراقبة، فيعمل الإنسان كل ما يعمل بشعور المراقَب من الله، المراقِب لله، وبعد صفة العلم يذكر صفة الرحمة ليستقر في الضمير شعور الطمأنينة لرحمة الله والاسترواح، ويتعادل الخوف والرجاء، والفزع والطمأنينة، فالله في تصوّر المؤمن لا يطارد عباده ولكن يراقبهم، ولا يتركهم بلا عون وهم يصارعون الشرور والأهواء (19).
هذا هو سر اختيار الاسمين الدالّين على الرحمة في هذه الآية الكريمة.
لم يقترن الاسمان الكريمان في الفواصل القرآنية إلا في الآيات السابقة، ويلاحظ من خلال ما سبق أنهما يقترنان في سياق الحديث عن التوحيد.
ففي سورة الفاتحة ذُكر الاسمان في البسملة بعد الاسم الأعظم (الله) الذي يشير إلى توحيد الألوهية، ثم ذكرا في الآية الثالثة من السورة بعد قوله تعالى: (الحمد لله رب العالمين)، وهذا هو توحيد الربوبية.
أما قوله تعالى: (وَإِلَـ?هُكُمْ إِلَـ?هٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَـ?هَ إِلاَّ هُوَ ?لرَّحْمَـ?نُ ?لرَّحِيمُ) فظاهر، كما أن السياق الذي وردت فيه آية فصلت: (تَنزِيلٌ مِّنَ ?لرَّحْمَـ?نِ ?لرَّحِيمِ) يتحدث عن التوحيد، ففي مطلع السورة يقول الله تعالى: (قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى? إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـ?هُكُمْ إِلَـ?هٌ وَاحِدٌ فَ?سْتَقِيمُو?اْ إِلَيْهِ وَ?سْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ)، وذكر التوحيد غير مرة في السورة، فمثلاً قوله تعالى: (قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِ?لَّذِي خَلَقَ ?لأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ ?لْعَالَمِينَ)، وقال: (إِذْ جَآءَتْهُمُ ?لرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ تَعْبُدُو?اْ إِلاَّ ?للَّهَ)، وقال: (لاَ تَسْجُدُواْ لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ وَ?سْجُدُواْ لِلَّهِ ?لَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)، وقال: (وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَآئِي قَالُو?اْ آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ).
ويبدو ذلك واضحاً في آية الحشر، حيث إن هذين الاسمين: (الرحمن) و (الرحيم) أحيطا بذكر التوحيد، فقال تعالى: (هُوَ ?للَّهُ ?لَّذِي لاَ إِلَـ?هَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ ?لْغَيْبِ وَ?لشَّهَادَةِ هُوَ ?لرَّحْمَـ?نُ ?لرَّحِيمُ هُوَ ?للَّهُ ?لَّذِي لاَ إِلَـ?هَ إِلاَّ هُوَ ... ).
وسر الربط بين التوحيد وبين هذين الاسمين، هو ما ذكرتُه قبلُ وهو أن الرحمة تظهر في توحيد المعبود، وفي التشريعات التي شرّعها، والله أعلم.
[ line]
1. معجم مقاييس اللغة، ابن فارس، مادة (رحم).
2.عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ، السمين الحلبي، (87:2).
3.المفردات في غريب القرآن، الراغب الأصفهاني، وانظر: بصائر ذوي التمييز، الفيروزأبادي.
4.عمدة الحفاظ، (87:2).
5.الكشاف، (16:1).
6.اشتقاق أسماء الله الحسنى، أبو القاسم الزجاجي، ص55، وانظر: بصائر ذوي التمييز.
7.بدائع الفوائد، (21:1).
8.المختار من تفسير القرآن العظيم، (12:2).
9.تفسير المنار، (12:2).
10.روح المعاني، (84:1).
11.المنار، (37:1).
12.تفسير أبي السعود، (15:1).
13.المنار، (53:1).
14. تفسير أبي السعود، (11:1).
15.انظر: نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، البقاعي، (423:5).
16.تفسير أبي السعود، (184:1).
17.في ظلال القرآن، (214:1).
18.التحرير والتنوير، (230:24).
19.انظر: الظلال، (49:8).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[01 Oct 2006, 11:08 ص]ـ
هناك رسالة دكتوراه قدمت في جامعة القران الكريم بالسودان للدكتور احمد المناعي من الاردن حول هذا الموضوع ولا اعلم هل طبعت ام لا
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[04 Oct 2006, 02:37 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا
موضوع جميل جدا
/////////////////////////////////////////////////
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[12 Nov 2006, 12:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخت الفاضلة: الأستاذة روضة ـ حفظها الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
جزاك الله خيرا، ما تقومين به عمل في غاية الأهمية في زمن أصبحنا نؤتى فيه من جانب دعاة القراءات الجديدة للقرآن الكريم، و التي تدعي تسلحها باللسانيات و مناهج تحليل الخطاب الحديثة، مما يحتم علينا التسلح بهذه الأدوات العلمية لإقامة الحجة عليهم بأن دراساتهم غير علمية و غير منهجية من جانب. و لنفهم تراثنا التفسيري خاصة و التراث عامة فهما جيدا. فأعمال مفسرينا و لغويينا و الإعجازيين هي دراسات لسانية بامتياز، بل سجلت السبق العلمي على كثير من النظريات اللسانية الحديثة، كما أن ذلك سيمكننا من فهم قضية الإعجاز، والوصول إلى قضايا إعجازية جزئية، واكتشاف توازنات صوتية مناسبة للمقال وللمقام و السياق، ومحققة البعد الجمالي للخطاب القرآني، ومحدثة الأثر المقصود في المتلقي، بأن تأسره بعلمها و بسحرها، فتجعله يد لأمر الله طواعية، ويقبل على ربه حبا وكرامة، فيحقق صلاحه في الحال و المآل.
إنني أقول ذلك لأننا ندرس أمر الفاصلة من حيث التوازنات الدلالية و المقامية، ونغيب جانب التوازنات الصوتية كآلية مهمة استخدمها البيان القرآني لرسم إيقاعه الخاص، والمعجز، و المتشابك مع المستويات اللسانية الأخرى: الصرف، و التركيب، و الدلالة، و الأسلوبية، و التداولية.
آمل أن تجربي ذلك فستجدين متعة علمية أكبر، وفائدة أعم، وبيانا لفضل الله على العباد بأن يسر فهم مراداته، وهيأ لهم أسباب معرفته، وفتح أبواب الوصول إليه، حيث عتبات المحبة، ومدارج القبول.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[الطبيب]ــــــــ[12 Nov 2006, 01:00 م]ـ
جزاك الله خيراً ..
وننتظر المزيد.
ودمتم،،،
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[25 Nov 2006, 10:03 م]ـ
هناك كتابان في هذا الموضوع هما:
ختم الآيات بأسماء الله الحسنى ودلالتها , واسماء الله الحسنى في خواتم سورة الفاتحة والبقرة.
كلاهما للدكتور علي العبيد.(/)
استفسار عن تفسير العثيمين
ـ[عبدالقادر]ــــــــ[30 Sep 2006, 02:35 ص]ـ
سلام عليكم
أريد من الأخوة تفصيل عن منهاج العثيمين في تفسيره
1 أسلوبه
2 اختياراته
3 هل ينصح به لطلاب العلم
أرجو من الأخوة التفصيل
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[30 Sep 2006, 02:03 م]ـ
أخي الكريم:
لقد تناولت منهج الشيخ ابن عثيمين في التفسير واختياراته في علوم القرآن برسالة علمية هي مطبوعة بحمد الله بعنوان: جهود الشيخ ابن عثيمين وآراؤه في التفسير وعلوم القرآن , فلعلها تفيدك.
ـ[عبدالقادر]ــــــــ[01 Oct 2006, 04:13 ص]ـ
سلام عليكم
وكيف أحصل عليها
فأنا طالب في أوربا و الأبحاث كهذه صعبة المنال
ممكن أخي تلخيص الموضوع
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[01 Oct 2006, 04:47 م]ـ
أنا أتذكر أن كل بحث علمي أكاديمي توضع في آخره خلاصتان للبحث باللغتين العربية والأعجمية، فليتك يا دكتور أحمد ترفق الخلاصة هنا حتى يستفيد الجميع منها، علماً بأن شيخنا ابن عثيمين غفر الله له سجل له رسائل ماجستير في غير المملكة في تفاسير بعض السور وليس في منهجه العام، وسجل له في المملكة دراسات علمية أخرى كمنهجه في العقيدة وغيرها.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[01 Oct 2006, 09:20 م]ـ
استجابة لرغبة الأخوين الكريمين , هذا ملخص الرسالة المشار إليها:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
ملخص رسالة دكتوراه بعنوان:
جهود الشيخ ابن عثيمين في التفسير وعلوم القرآن (عرضاً ودراسة)
اشتملت الرسالةُ على مقدمة، وتمهيد، وأربعة أبواب، وخاتمة:
بيَّنتُ في المقدمةِ الأسبابَ التي دعتني إلى اختيارِ الموضوع، وأهمها إبرازُ اهتمامِ الشيخ بالتفسير؛ هذا الجانبُ الذي خَفِي على كثيرٍ مِن محبي الشيخ ومتابعي تراثه، فضلاً عن غيرهم.
وأما التمهيدُ فكانَ للتعريفِ بالشيخِ ابن عثيمين مِن جانبين هما: حياته الشخصية , وحياته العلمية , ولم أتوسّع فيهما استغناءً بمن كتب قبلي في هذا الجانب حيث عرَّفت بأشهر الكتب المؤلَّفة في ذلك.
وأما البابُ الأول فكانَ لبيانِ جهوده ومصادره في التفسير وعلوم القرآن , حيث ذكرتُ مَدَى عنايتهِ بتفسير القرآن، ومجالات تلكَ العناية إذْ بلغت سبعَ مجالات , ثم ذكرتُ آثارهُ في التفسير وعلوم القرآن وهي كثيرةٌ ومتنوعة مثل كتابهِ أحكامٌ مِن القرآن الكريم وكتابه أصولٌ في التفسير , ثم بيَّنت أنَّ تفسيرهُ وأرائه في علومِ القرآن ليستْ محصورةً بالكتبِ الخاصة بهما , بل يوجد له الكثير منهما مبثوث بين ثنايا كتبه الكثيرة مثل كتابه شرحُ العقيدة الواسطية , وكتابه القولُ المفيد بشرح كتاب التوحيد , ثم بيَّنتُ مصادرهُ في التفسير وعلوم القرآن ومنهجه في الاستفادةِ منها , وبيَّنتُ أنَّه اعتمدَ اعتماداً كبيراً على كتبِ وأراء شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله , كما اعتمد أيضاً على تفسير ابن جرير الطبري, وتفسير ابن كثير.
وأما البابُ الثاني فكان لبيانِ منهجه في التفسير , إذ دلَّلتُ على أنَّه قد جمعَ في تفسيرهِ بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي المحمود , ففسَّر القرآنَ بالقرآنِ , وفسَّر القرآنَ بالسنّةِ , وفسَّر القرآنَ بأقوالِ السلف , وفسَّر القرآنَ باللغةِ فَأَوْرَدَ الشَّواهدَ الشِّعريَّة وبَيَّنَ مُفرداتِ ألفاظِ القرآن , والفروق بينها، وغير ذلك , وذكرتُ ايضاً عنايتهُ بالقراءاتِ وطريقتهُ في إيرادها وتوجيهها , ولقد اعتنى أيضاً بمشْكِل القرآن ودفع توهّم ما ظاهره التعارض , وكذا اعتنى بالمناسبةِ بين الآيات , أو بين الآية وخاتمتها, أو مناسبة الكلمةِ للسياقِ القرآني , كما اعتنى بوجوهِ مخاطباتِ القرآن , وكذا كُليِّات القرآن؛ حيث ذكرت سبعَ قواعد كُلِّية نَصَّ الشيخ ابن عثيمين عليها.
أمَّا البابُ الثالث فكانَ لبيانِ اهتماماتهِ في تفسيرهِ إذ تَعَدَّدَتْ اهتماماتُ الشيخِ ابن عثيمين في تفسيرهِ، وأهَمُّهَا:
أ – الجانبُ العَقَدِيُّ: إذْ يُعْتَبَرُ تفسيرهُ مِن أوْسَعِ التفاسيرِ التي عُنِيَتْ بتقريرِ العقيدةِ, فهو تفسيرٌ سَلَفِيٌّ قَرَّرَ فيهِ مَذْهَبَ أهلِ السنّةِ والجماعةِ , وَرَدَّ على مخالفيهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ب – الجانبُ الفِقْهِيُّ والأصولي: فتفسيرهُ مَلِيءٌ بالمسائلِ الفقْهيَّة وخِلافِ الفُقَهَاءِ , وتَقرِيرَاتِهم معتمدًا على الدليل والتعليل , مشيراً إلى القواعد الفقهية والمسائل الأصولية.
ج – الجانبُ الإسْتِنْبَاطِيُّ: وأبْرَزُ ذلكَ تلكَ الفوائدُ المستنبطةُ مِن الآياتِ , والتي تَمَيَّزَ بها تفسيرهُ عن بقيّةِ التفاسير.
د - الجانبُ النحويُّ والبلاغِيُّ حيث اهتمَّ بإعرابِ ما يحتاجُ إلى إعرابهِ مِن الجمَلِ والمفرداتِ وبيان اشتقاقها , كما اهتمَّ ببيانِ بلاغةِ القرآن , والأساليب العربية الواردةِ فيه.
ثم بيَّنتُ القيمةَ العلمية لتفسيرهِ وذلكَ بِذِكْرِ أهمِّ مميزاته وما قد يُؤخذ عليهِ , وبيَّنتُ أنَّ هذهِ الرسالة مِن أولها إلى آخرها بيانٌ لقيمةِ تفسيره , ثم عقدتُ فصلاً للموازنةِ بين تفسيرهِ وتفسير شيخه عبد الرحمن السعدي مِن خلالِ طريقتهما في العرْض , وطريقتهما في الاستنباطِ , ثم ذكرتُ جملةً مِن المسائلِ التي خَالَفَ شَيْخَهُ فِيهَا وبيَّنتُ سببَ اختلافهما , وقُمْت بدراسةٍ مُفصَّلةٍ لإحدى هذه المسائل.
أمَّا البابُ الرابع فَعَقَدْتُه لبيانِ مَنهجِه في علومِ القرآن وأصول التفسير حيث ذكرتُ اختياراته وآرائه في أهمِّ مَواضِيع علومِ القرآن؛ وهي نزولُ القرآن وفيه مراحلُ نزولهِ وحكمةُ ذلكَ وعنايتهُ بأسبابِ النزول , والآية بينَ تَعَدُّدِ السببِ وتَعَدُّدِ النزول , وجمعُ القرآنِ في عهدِ أبي بكر ? وجمعهُ في عهدِ عثمانَ ? , ورأيهُ في حكْم ترتيبِ السُّور والآيات , وعنايتهُ بفضائلِ القرآنِ عموماً , ورأيهُ في حكْم تفضيلِ بعض القرآنِ على بعض , وعنايتهُ بفضائلِ سُوَرٍ وآياتٍ مخصوصةٍ, ورأيهُ في ضَابِط المكيِّ والمدنيِّ , وخصائصُ المكيِّ والمدنيِّ , ومَوقِفه مِن استثناءِ بعضِ المفسِّرين لآياتٍ مَدنِيَّة في سُوَرٍ مَكِّية أو آياتٍ مَكِّية في سُوَر مدنيَّة , وتعريفهُ للنسْخ , والحكْمة مِنه , والردّ على مُنكِرِيه, وبيانه لما يدخلهُ النسْخ مِن الأحكامِ ومالا يدخله , وأقسام النسْخ في القرآن وأمثلته, ورأيهُ في نسْخ القرآن بالسنَّة , والمحكم والمتشابه المراد بهما في كتابِ الله , وأنواع التشابه والفرْق بينهما , وآيات الصفات ليستْ مِن المتشابهِ على الإطْلاق , وتعريفه للقَسَم وإطلاقاتهِ في القرآن , وجوابهُ عن إقْسَام الله بالمخلوقات , ورأيهُ في معنى " لا " الواردة في بعض أقْسَام القرآن , وسبب القَسَم في القرآنِ مع صِدْق الله سبحانهُ بلا قَسَم , وموقفهُ مِن مُبهَمَات القرآن. ثم بيَّنتُ عنايتهُ بأصولِ التفسير , وتعريفهُ للتفسيرِ وذكرهُ لأنواعه , والفرْق بينَ القرآنِ والحديثِ القُدْسيِّ , ورأيهُ في إطْلاق لفظ الزائدِ في القرآن , ثم بيَّنتُ اهتمامهُ بقواعدِ التفسير وذكرتُ عشرينَ قاعدة نَصَّ عليها واستعملها في تفسيره. وقد خَلُصْت إلى جملةٍ مِن النتائجِ والتوصياتِ أجْمِلُهَا بالآتي:
- لَمْ يُفَسِّر الشيخُ ابنُ عثيمين القرآنَ كَامِلاً , وإنَّمَا فَسَّر أجْزاءً مِنه , مجموعها تَزيدُ على نِصْف القرآن.
- يُعتبر تَفسيرهُ مِن التفاسيرِ المطوَّلة ,خاصَّةً تَفسيره لأوَّلِ القرآنِ , والتعليقُ على سُوَرٍ مِن تفسير الجلالين.
- لَمْ يُؤَلِّف تَفسيرهُ ابْتداءً – سوى كتابه الإلمام ببعض آيات الأحكام - والباقي أصْلُه دروسٌ ألقاها على طُلاَّبِه , كَسَائِرِ مُؤَلَّفَاتِه المطوَّلة.
_ لَمْ يَكُنْ تَفسيرهُ على طريقةٍ واحدةٍ , وسببُ ذلكَ اختلافُ طبيعةِ الدروسِ , والتي هي أصْلُ التفسير , والفِئَة المتلقِّية للتفسير , فَفَسَّرِ مِن المصْحَفِ مُباشَرةً , وعلَّقَ على تفسيرِ الجلالين , كَمَا فَسَّرَ في اللقاءتِ العامّة , ولقد طُبِعَ تَفسيرهُ كُلُّهُ تَحْتَ مُسَمَّى واحدٍ بعنوان: تفسير القرآن الكريم , مما قدْ يُظَنُّ أنّه على طريقةٍ واحدة , والأمرُ ليسَ كذلكَ؛ ولذا أُوصِي بإعادةِ تسميةِ تفسيرهِ بما يُناسِبُ طريقتهُ في التفسير، وذلكَ على النحوِ التالي:
أ- تفسيرُ القرآنِ الكريم، وذلكَ لما فسَّرَهُ الشيخُ مِن المصحفِ مباشرةً، والذي ابتدأهُ مِن أوّلِ القرآنِ وبلغَ فيه الآية (52) مِن سورة الأنعام.
ب - التعليقُ على تفسير الجلالين، أو: حاشية الشيخ ابن عثيمين على تفسير الجلالين، وذلكَ في السُّوَرِ التي ارتبطتْ بهذا الكتابِ على ما سبقَ بيانه.
ج - تفسير سورة الكهف.
د - تفسير المفَصَّلِ للشيخ ابن عثيمين رحمه الله، مع العلمِ بأنّ الشيخَ رحمه الله لَمْ يُتَمَّهُ إذْ تُوُفِّيَ عند الآية (17) مِن سورة المجادلة؛ مع تفسير جزء عمّ كاملاً.
- للشيخِ ابنِ عثيمين كثيرٌ مِن التفسير مَبْثُوثٌ في كُتُبِهِ الأخرى كما قدمت, حَبَّذَا لو جُمِعَ في مُؤَلَّفٍ مُسْتَقِلٍّ خاصّة الآياتُ الواردةُ في سُوَرٍ لَمْ يَقُمْ بتفسيرها أصْلاً.
- أَوْرَدَ القراءاتِ السَّبْع في تفسيرهِ مُكْتَفِيًا بها , وقامَ بتوجيهها , ولَمْ يَتَعَرَّضْ للقراءاتِ الثلاثِ المتَمِّمَةِ للعَشْرِ , أو القراءاتِ الشَّاذَّة.
- يَنقَسِمُ تفسيرُ الشيخِ ابن عثيمين إلى قسمين أساسيين هما:
أ – التفسير ب – الفوائد.
- الجانبُ التَّقْعِيدِيُّ لأصُولِ المسائلِ العلميةِ سِمَةٌ بارزةٌ في تفسيرهِ, ففيهِ القواعدُ العَقَدِيَّةُ, والفقهيّة , والإعرابيّة , والتفسيريّه , ومَا إلى ذلكَ , إذْ قرّرها، واستعملها في تفسيرهِ , مِمَّا يدلُّ على عنايةَ الشيخِ ابن عثيمين بتأصيلِ المسائلِ العلميّةِ وتَقْعِيدِهَا.
- للشيخِ ابن عثيمين رحمه الله شخصيةٌ مُتَمَيِّزَةٌ في تَنَاوُلِ المسائلِ العِلْمِيَّةِ , ومُنَاقَشَتِهَا , كما لهُ اختياراتٌ في أغْلَبِ المسائلِ التي يَذْكُرُهَا , بَنَى كُلَّ ذلكَ على الدليلِ , وحُسْنِ التعليلِ؛ وبناءً عليهِ؛ فهناكَ جوانبُ في تفسيرهِ أَرَاهَا جَدِيرَةً بالبَحْثِ , إتْمَامًا لهذهِ الرِّسَالَةِ وهي
أ – جَمْعُ اختياراتهِ في التفسير ودِرَاسَتِهَا.
ب – جَمْعُ اسْتِدْرَاكَاتِه على تفسير الجلالين، ودِرَاسَتِهَا.
تم بحمد الله واسأله التوفيق والتسديد،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالقادر]ــــــــ[02 Oct 2006, 04:15 ص]ـ
جزاك الله خير أخي الكريم(/)
المنهج الإسقاطي في التفسير: لي عنق النص.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[30 Sep 2006, 05:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
(قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
ـ سورة البقرة، الآية 32 ـ
المنهج الإسقاطي في التفسير:
هذا التعبير الاصطلاحي هو بديل عصري لتعبير اصطلاحي معروف ومتداول لدى المفسرين، ولدى الباحثين في الدراسات القرآنية خاصة، وعلوم القرآن عامة، ألا وهو: لي عنق النص، بمعنى أن مفسر الخطاب القرآني تكون لديه أفكار وعقائد ومواقف مسبقة، ويأتي إلى القرآن الكريم ليقرأ تلكم الأفكار والمعتقدات، ويلتمس الشرعية لمواقفه، ومن ثم فهو لا يقرأ القرآن الكريم بقدر ما يقرأ محكماته العقدية والفكرية والسلوكية. فالقارئ هنا لا يكون هدفه استنباط مراد الله تعالى من الخطاب القرآني الكريم، بهدف المعرفة عن الله تعالى، والوقوف على مضمون الرسالة الربانية، بغية تنزيلها على الواقع لتعبيد الحياة كل الحياة لله رب العالمين. وإنما هدفه من القراءة التماس الحجة الشرعية لما يعتقده و ما يتخذه من مواقف في الحياة، ليبين للناس أنه ملتزم بالشرع، وإن كان الشرع منه براء، لفساد النية والمقصد، مع افتقادهم لأبسط شروط الأهلية لتفسير القرآن الكريم، فليس لهم علم باللغة العربية ولا بالقرآن الكريم وعلومه، فضلا عن معاملتهم القرآن الكريم كما يعاملون النصوص البشرية الوضعية، لأنهم لا يؤمنون بقدسيته، وإعجازه وتميزه عن سائر الكتابات البشرية الوضعية، فهم لا يراعون خصوصياته، كما أن عملهم يمتاز بالانتقائية المنهجية والمعرفية. ومن ثم تنعدم في أعمالهم الموضوعية والنزاهة الفكرية والدقة العلمية وهي المدخل الأساس لأي بحث علمي.
وقد اقترحنا هذا المعادل الاصطلاحي لأن كثيرا من الناس اليوم لا يفقهون معنى التعبير الاصطلاحي المتداول، بل لاحظنا في كثير من المواقف اتخاذه حجة للمغرضين، وسبيلا للاستخفاف ومدعاة للسخرية من مستعمليه، واتهامهم بكونهم رجعيين غير قادرين على مواكبة العصر، ومسيرات التطورات التي يعرفها على مستوى التصورات والمفاهيم والمناهج. وقداعتمدنا طريقة السلف في إقامة الحجة على خصومهم بما يدعون أنه العلم والمعرفة. ولذلك نحن أقمنا الحجة على هؤلاء بما هو معروف في مناهج تحليل الخطاب الحديثة واللسانيات، لنبين لهم أن منهج السلف أسلم وأعلم، وأن القوم عبروا بما يناسبهم زمانا ومكانا، وقديما تقرر قولهم: لا مشاحة في الاصطلاح. فالعبرة في المضمون، وإن كنا نعتقد أن تحديد المصطلح شيء أساسي لبناء المعرفة، وتحقيق التواصل.
والمنهج الإسقاطي (لي عنق النص) في التفسير هو المنهج الذي سلكته الفرق المبتدعة في التعامل مع القرآن الكريم وقد بين ابن تيمية ـ رحمه الله ـ أن منهج واحد ذو خطوات ثلاث، على عكس من لم يفهم مراد الشيخ ابن تيمية رحمه الله إذ اعتبرها ثلاثة مناهج، ذلك أن الفرق الضالة لا يؤمنون إلا بمعتقداتهم الفاسدة، ولا يتبعون إلا آراء وأقوال ساداتهم، ومن ثم فإنهم يخالفون النصوص القطعية الدلالة في النهي عن اعتقاد مذاهب وآراء قبل أن ينص عليها القرآن الكريم، وتبينها السنة النبوية الشريفة. يقول سبحانه:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
(الحجرات:1)
فمن شرط الإيمان أن يكون عقلك وذوقك تبعا لما جاء به الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ.
وهذا هو منهجهم الحق فهم لا يؤمنون بالقرآن ولا بالسنة، وإنما هم يأتون إليهما بغية اكتساب المشروعية، حتى تجد معتقداتهم مكانا لها بين صفوف المسلمين، فهم يعرفون لو واجهوا المسلمين بحقيقتم لما وجدوا لأنفسهم مكانا بينهم بله أفكارهم و معتقداتهم،إنه منطق إبليس: المنطق التبريري. وهذا الأصل المنهجي يتفرع إلى ثلاثة مستويات:
(يُتْبَعُ)
(/)
1) الأخذ بظاهر النص: لا إيمانا به وتسليما بمقتضياته، وإنما ليقيموا الحجة على الحق بصحة دعواهم. والدليل على ذلك حتى لا يغتر بهم أحد أنهم كما قال ابن تيمية رحمه الله: لا يعتنون بتحرير دلالة الخطاب. وهذا القيد لا يفققه إلا من تمرس بعلوم اللغة وفقه الخطاب، أي الكيفية التي تتم بها عملية استخراج المعنى من الخطاب. ومن ثم فإن اللسانيات ومناهج تحليل الخطاب الحديثة أسعفتنا كثيرا في فهم أبعاد هذا القيد، فلكي نفهم نصا لا يمكننا أن نفهمه بناء على بنائه اللغوي السطحي، دون أن نستحضر عاملين أساسيين من عوامل استخراج المعنى، وهما السياق اللغوي أي السياق الداخلي المتمثل في ما قبل الآية موضوع التفسير وما بعدها باعتبار القرآن الكريم نسقا متكاملا لا يمكن فهم إحدى جزئياته إلا في إطاره الشمولي، ومن ثم نفهم فهما جيدا لماذا اشترط أهل السنة في أصولهم التفسيرية تفسير القرآن بالقرآن، ودلالة السياق، والناسخ والمنسوخ، والمحكم والمتشابه، والعلاقات الدلالية القائمة بين ألفاظ القرآن الكريم: العام والخاص، المطلق والمقيد، علاقة الجزء بالكل، علاقة التضمن وغيرها من العلاقات الدلالية التي في غيابها لا يمكننا فهم الخطاب القرآني.
أما الأساس الثاني فهو السياق غير اللغوي أي السياق الخارجي وهو بالنسبة للخطاب القرآني ينقسم إلى قسمين: أسباب النزول: وهي الظروف والملابسات المواكبة لنزول سورة أو آية، أي إنها سبب غير مباشر. ومعلوم أنه ليس كل القرآن الكريم له سبب مباشر. كما أنه لا يمكن أن نتصور أن بعضا من القرآن الكريم ليس له سياق غير لغوي، فالقرآن الكريم كان ينزل في بيئة معينة، ويخاطب أقواما معينين، ومن ثم فإنه حتما ولزاما له سياق غير لغوي يتمثل في الواقع الثقافي المواكب لنزول القرآن الكريم: الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والدينية التي واكبت نزول القرآن الكريم وهي ما يمكن الاصطلاح عليه بملابسات النزول وهي أوسع من أسباب النزول لأنها أسباب غير مباشرة.
إن أي خطاب لا يمكن أن نفهمه ما لم نستحضر سياقه اللغوي، وسياقه غير اللغوي. ومن ثم فليس كل أخذ بظاهر النص يعتبر مفضيا إلى مراد الله تعالى، إذ إن عملية إنتاج المعنى وعملية استنباطه عملية معقدة، ولا يشكل البناء اللغوي السطحي إلا مدخلا لهذه العملية، ومن ثم وجب الاحتراز من ذلك باعتباره مدخلا لكثير من الفرق الضالة قديما وحديثا لتمرير أطروحاتهم. إذ الأخذ بالظاهر له شروطه منها:
1 - العام ينظر إليه في إطار الخاص.
2 - المطلق ينظر إليه في إطار المقيد.
3 - المتشابه ينظر إليه في إطار المحكم.
4 - المنسوخ ينظر إليه في إطار الناسخ.
5 - دلالة السياق اللغوي: أي ما قبل النص وما بعده.
6 - العرف اللغوي، مراعاة سنن العرب في الكلام.
7 - العرف القرآني: طرائق القرآن التعبيرية، وأسلوبه في البيان والبلاغ.
2) القول بالتأويل: إذا عجزوا عن جعل ظاهر النص موافقا لمعتقداتهم ومزكيا لمواقفهم فإنهم يقولون بأن الظاهر غير مراد، و من ثم يبادرون إلى الأخذ بالمعنى الباطن بصرف النص عن معناه الراجح إلى المعنى المرجوح من غير تقيد بالضوابط المتعارف عليها وعلى رأسها وجود قرينة مانعة من إرادة المعنى الظاهر المتبادر.
3) القول بالتفويض: إذا عجزوا عن تأويل الآية بما يوافق معتقداتهم، ويزكي مواقفهم فإنه يقولون بالتفويض، أي إن الله تعالى استأثر بعلمها، وذلك حتى يقطعوا الطريق على مناظرهم من إقامة الحجة عليهم. ولذلك نجد أهل السنة و الجماعة يقررون مبدأ: ليس في القرآن الكريم شيء لا يستطيع صاحب اللسان معرفته، كما فرقوا بين فهم الآية و إدرادها، فالفهم هو القدرة على التمييز، فإذا تعلق الأمر مثلا بصفات الله تعالى فإن صاحب اللسان العربي يميز بين صفة العلم و صفةالاستواء و هي ليست واحدة بالنسبة إليه، ومن ثم فهو يفهما، لكنه لايستطيع إدراكها، أي لا يستطيع معرفتها على ما هي عليه في الواقع، فذلك هو ما استأثر الله تعالى بعلمه، وبذلك ردوا كيد الكائدين بالعلم و المعرفة، مصداقا لقوله تعالى:
(قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)
(سورة البقرة، جزء من الآية111)
ـ[يسري خضر]ــــــــ[20 May 2008, 10:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا علي هذا البيان القيم
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[21 May 2008, 12:49 ص]ـ
أحسن الله إليك وبسط في علمك وعمرك أستاذي الحبيب، وليتك تستفيض مفصلا في العنصر الثاني (القول بالتأويل) ليستفاد أكثر، إذ أن الكثير ممن اقتحم مجال البيان والقول عن الله، مال في بيان العلاقة بين اللفظ والمعنى منصرفا عن القواعد الضابطة، الواقية له من الزيغ والانحراف، وقام بلي نصوص الآي كما بين فضيلتكم لتوافق معتقدا أو هوى في النفس، واعذرني لتطفلي، وجزاك الله خيرا.
ـ[مرهف]ــــــــ[21 May 2008, 05:46 ص]ـ
(ومن ثم فليس كل أخذ بظاهر النص يعتبر مفضيا إلى مراد الله تعالى، إذ إن عملية إنتاج المعنى وعملية استنباطه عملية معقدة، ولا يشكل البناء اللغوي السطحي إلا مدخلا لهذه العملية، ومن ثم وجب الاحتراز من ذلك باعتباره مدخلا لكثير من الفرق الضالة قديما وحديثا لتمرير أطروحاتهم) الخ ..
كلام رائع جزاكم الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[22 May 2008, 06:17 ص]ـ
إنه مما يقض مضجع الغيورين على دين الله، ويؤرق نومهم أن ترى من يلوي عنق النص ليوافق ما يقول به من أفكار ضالة، وعقائد فاسدة، ومواقف مسبقة، يتعامل مع الأصلين الكتاب و السنة، كنصوص عقلية بقصد الإساءة، والتحريف، ويأتي إلى النص لينزل عليه تلك الأفكار والمعتقدات، والمواقف محاولاً إضفاء الشرعية على وجهته التى ولاها، فهو لايقرأ النص من أجل التعبد،والتقرب إلى الله تعالى،وتنزيله على الواقع لإصلاح العباد والبلاد، وإنما هدفه قراءة كلماته بغية تعضيد ما يذهب إليه ويميل. ليوهم الناس أن فكره ينطلق من كتاب وسنة، وأمثال هؤلاء يعرفون بعلامات لا تخفى على ذي لب وعقل سليم، فهم لا يحفظون شيئاً من كتاب الله تعالى ولا يعرفون تلاوته،وليس لهم أي إلمام بعلومه،وكذا سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
ويجهلون ان لتفسير القرآن والسنة أصولاً و مباني لايزيغ عنها إلا هالك، ولا يحيد عنها إلا ضالّ،و من ثَمّ ترى أمثال هؤلاء يتجهون في الغالب نحو الآيات التي بظاهرها متشابهة، فيتبعونها ابتغاء تأويلها و تصريفها إلى حيثُ مراميهم السيئة تمويهاً على العامة.قال الله تعالى {هُوَ ?لَّذِي? أَنزَلَ عَلَيْكَ ?لْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ ?لْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ?بْتِغَاءَ ?لْفِتْنَةِ وَ?بْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ ?للَّهُ وَ?لرَّاسِخُونَ فِي ?لْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ?لأَلْبَابِ} آل عمران الآية7.
بارك الله فيك أخانا الغالي الحبيب اللبيب
الأستاذ الدكتور أحمد بزوي الضاوي
بحث رائع مفيد متميز، وهو هام في هذه
الفترة الحرجة من تاريخ أمتنا
جزاك الله خيرا
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[22 May 2008, 11:40 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو المهند]ــــــــ[22 May 2008, 04:30 م]ـ
المنهج الإسقاطي بدلا من لي عنق الآية أو النص، مصطلح يحسب في الميزان العلمي لشيخنا الأستاذ الدكتور الضاوي، وكلامه أصاب المحز، وندين له بالفهم ونعزو له بالنقل، فلله درك يا سعادة الدكتور، ولكن الطمع في العلم وأهله مباح، فهلا أثلجت وأفدت بحلقة علمية جديدة تتضمن المثال ليزيد ثمر المقال؟ ونحن على شوق وفي لهفة لنفيد من علمكم، أكرر مرة ثانية بارك الله لنا في علمكم ووقتكم الثمين الذي يحتوى الدرر الكامنة.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[25 May 2008, 03:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل: السادة الأساتذة المحترمون ـ حفظهم الله ـ.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد، فإني أشكر لفضيلة الأستاذ الكريم الدكتور يسري خضر ـ حفظه الله ـ التنبيه على الموضوع بإعادة رفعه، مما جدد النظر فيه بعد أن كان مدرجا شأنه شأن كثير من المداخلات والعروض والأبحاث القيمة، التي يطويها النسيان إلى أن يقيض الله لها من يحييها من جديد.
ولعل مشاركة الإخوة الأفاضل: الأستاذ الدكتور عبد الفتاح خضر، والأستاذ الدكتور مروان الظفيري ـ حفظهما الله ـ. والسادة الأساتذة المحترمون: مرهف، ومحمد عمر الضرير، وزكريا توناني ـ حفظهم الله ـ في مناقشة الموضوع، أوالتنبيه على أهميته، أو التنويه به، تحث على تعميق النظر في مثل هذه القضايا المتصلة بالمناهج التي نقارب بها النصوص الشرعية ـ و التي غالبا ما نؤتى من قبلها ـ وصولا إلى إقرار المنهج الأسلم والأعلم، القادر على إعطاء البديل الأكفى لما تعج به الساحة الثقافية اليوم من لغط حول مناهج يقارب بها النص الشرعي، موسومة ظلما وعدوانا بالعلم، وهي أبعد ما تكون منه، إن لم نقل لا تربطها به أدنى رابطة. بل هي الجهل والجهالة، لأنها مبنية على رؤية ضيقة متعصبة، وحقودة، ورهينة استلاب مكاني أو زماني.
أجدد الشكر لكل الإخوة على تواصلهم وتقديرهم، سائلا الله تعالى أن يلهمنا الإخلاص في القول والعمل، والسر والعلن، وأن يفتح علينا من بركاته، وأن يرزقنا العمل بما نعلم، وأن يورثنا علم ما لم نعلم، إنه نعم المولى، و نعم النصير.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.(/)
تفسير سورة الإسراء
ـ[روضة]ــــــــ[30 Sep 2006, 06:03 م]ـ
تفسير سورة الإسراء ملخصاً مما جاء في التفاسير التالية: تفسير الرازي، البحر المحيط، الجامع لأحكام القرآن، تفسير أبي السعود، تفسير الألوسي، الظلال، أيسر التفاسير، تفسير سورة الإسراء لمحمد سيد طنطاوي،
سورة الإسراء لزاهية الدجاني.
أرجو أن تكون به فائدة.
الآية ا لأولى: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى? بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى? الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَآ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ
المعنى
يمجّد تعالى نفسه، ويعظّم شأنه، لقدرته على ما لا يقدر عليه أحد سواه، فلا إله غيره ولا رب سواه .. تبدأ السورة بالتسبيح .. أليق حركة نفسية تتسق مع جو الإسراء اللطيف، وأليق صلة بين العبد والرب في ذلك الأفق الوضيء.
والإسراء من السير ليلاً، والرحلة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى مختارة من اللطيف الخبير، تربط بين عقائد التوحيد الكبرى، وتربط بين الأماكن المقدسة لديانات التوحيد جميعاً، وهذه الرحلة تتضمن معاني أكبر من المعاني القريبة التي تنكشف عنها للنظرة الأولى.
وتذكر الآية صفة العبودية للرسول صلى الله عليه وسلم: (أسرى بعبده)؛ لتقريرها وتوكيدها في مقام الإسراء والمعراج إلى الدرجات التي لم يبلغها بشر، وذلك كي لا تُنسى هذه الصفة، ولا يلتبس مقام العبودية بمقام الألوهية، كما التبسا في العقائد المسيحية بعد عيسى عليه السلام.
ووصف المسجد الأقصى بـ (الذي باركنا حوله) وصف يرسم البركة حافّة بالمسجد، فائضة عليه، والإسراء آية صاحبتها آيات: (لنريه من آياتنا)، والنقلة العجيبة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى في البرهة الوجيزة التي لم يبرد فيها فراش النبي صلى الله عليه وسلم آية من آيات الله، تفتح القلب على آفاق عجيبة في هذا الوجود.
(إنه هو السميع البصير): يسمع ويرى كل ما دقّ ولطف، وخفي على الأسماع والأبصار من اللطائف والأسرار.
المناسبة
مناسبة أول هذه السورة لآخر ما قبلها أنه تعالى لما أمره بالصبر، ونهاه عن الحزن على المشركين وأن لا يضيق صدره من مكرهم، وكان من مكرهم نسبته إلى الكذب والسحر والشعر وغير ذلك مما رموه به، أعقب ذلك بذكر شرفه وفضله واحتفائه به، وعلو منزلته عنده.
البلاغة
- براعة الاستهلال (سبحان الذي أسرى)؛ لأنه لما كان أمراً خارقاً للعادة بدأه بلفظ يشير إلى كمال القدرة، وتنزُّه الله عن صفات النقص، وعلو النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا المقام أنسب معه أن يسبَّح الله، وينزّه.
- قيل: (سبحان) مصدر كـ (غفران)، بمعنى التنزّه، ففيه مبالغة من حيث إضافة التنزه إلى ذاته المقدسة.
- إضافة (سبحان) إلى الموصول المذكور؛ للإشعار بعليّة ما في حيز الصلة للمضاف؛ فإن ذلك من أدلة كمال قدرته وبالغ حكمته، وغاية تنزهه تعالى عن صفات النقص.
- إيثار كلمة (العبد) على غيرها .. قال القشيري: لما رفعه الله تعالى إلى حضرته السنيّة، وأرقاه فوق الكواكب العلويّة، ألزمه اسم العبودية، أ. هـ.
والعبودية أشرف المقامات وأسمى المراتب العليّة، وحتى لا يلتبس مقام العبودية بمقام الألوهية.
- إضافة (العبد) إلى ضميره تعالى إضافة تشريف وتكريم واختصاص، قال الشاعر:
لا تدعني إلا بيا عبدها لأنه أشرف أسمائيا
- معلوم أن السرى لا يكون إلا بالليل، ولكنه ذكر هنا (ليلاً) على سبيل التأكيد، وكذلك للتظليل والتصوير، على طريقة القرآن الكريم، فيلقى ظل الليل الساكن، ويخيّم ليله الساجي على النفس وهي تتملى حركة الإسراء اللطيفة وتتابعها.
- التنكير في (ليلاً) يدل على تقليل مدة الإسراء، وأنه أُسريَ به في بعض أجزاء الليل من مكة إلى الشام مسيرة أربعين ليلة، وهذا أدلّ على القدرة.
- (الأقصى) سميَ المسجد الأقصى بذلك؛ إذ لم يكن حينئذٍ وراءه مسجد، والمقصد إظهار العجب في الإسراء إلى هذا البُعد في ليلة.
- (الذي باركنا حوله): صفة مدح لإزالة اشتراك عارض، ومن باب أولى أن يكون هو نفسه مباركاً.
- إطلاق البركة وعدم تقييدها يدل على العموم، فهي بركة دنيوية من كثرة الأشجار والأنهار وطيب الأرض، وبركته بما خُصّ به من الخيرات الدينية كالنبوة والشرائع والرسل الذين كانوا في نواحيه ... فالبركة عامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
- وهذا التعبير (باركنا حوله) وصف يرسم البركة حافة بالمسجد، وهو ظل لم يكن ليلقيه تعبير مباشر، مثل: باركناه.
- الالتفات من الغيبة إلى التكلم (باركنا. . . لنريه من آياتنا) لتعظيم تلك البركات والآيات.
- (لنريه من آياتنا) عبّر بـ (من) الدالة على التبعيض؛ لأن إراءة جميع آيات الله تعالى لعدم تناهيها مما لا يكاد يقع، ولو قيل: (لنريه آياتنا) لتبادر الكل.
- (باركنا) (لنريه) نسبة الفعل إلى الله تعالى (نون العظمة) فيه تعظيم الفاعل وتعظيم القدرة، فهو المتصرف بخلقه.
- مناسبة التذييل (إنه هو السميع البصير): قرّب الله عز وجل عبده محمد، وخصّه بهذه الكرامة؛ لأنه سبحانه مطّلع على أحواله، عالم باستحقاقه لهذا المقام، أو: سميع ما يدعو، بصير بما يكابد. وقيل: وعيد من الله للكفار على تكذيبهم محمداً صلى الله عليه وسلم في أمر الإسراء، فهي إشارة لطيفة بليغة إلى ذلك، أي هو السميع لما تقولون، البصير بأفعالكم.
- توسيط ضمير الفصل بين اسم (إن) وخبرها؛ لتأكيد هذه الصفات، أو لأن سماعه تعالى بلا أذن، وبصره بلا عين، على نحو لا يشاركه فيه تعالى أحد.
- السياق ينتقل في آية الافتتاح من صيغة التسبيح لله (سبحان) إلى صيغة التقرير من الله (لنريه)، إلى صيغة الوصف لله (إنه هو السميع البصير)، وفقاً لدقائق الدلالات التعبيرية بميزان دقيق حساس، فالتسبيح يرتفع موجهاً إلى ذات الله سبحانه، وتقرير القصد من الإسراء يجيء منه تعالى نصّاً، والوصف بالسمع والبصر يجيء في صورة الخبر الثابت لذاته الإلهية، وتجتمع هذه الصيغ المختلفة لتؤدي دلالاتها بدقة كاملة.
الدروس المستفادة
- كلما تحقق مضمون العبودية من الخضوع والخشوع والإخلاص لله سما صاحبُها وزاد قدره.
- ربط الله عز وجل بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى؛ لتكون فلسطين بوابة العروج إلى السماء، وليربط بينهما في قلوب المسلمين، وليكون ارتباط المسلمين بالمسجد الأقصى وثيقاً، فالمسجد الحرام محور العبادة، والمسجد الأقصى محور الصراع.
- هذه الرحلة تربط بين الأماكن المقدسة لديانات التوحيد جميعاً، وكأنما أريد بهذه الرحلة العجيبة إعلان وراثة الرسول صلى الله عليه وسلم لمقدسات الرسل قبله، وارتباط رسالته بها جميعها.
- الإنسان مهما علا وارتفع لا يصل ولا يقترب من مقام الألوهية إطلاقاً.
- تقرير عقيدة الإسراء والمعراج بالنبي بالروح والجسد معاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم إلى السموات العُلى.
- بيان الحكمة في حادثة الإسراء والمعراج، وهي أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم بأم عينيه ما كان آمن به وعلمه من طريق الوحي، فأصبح الغيب لدى الرسول صلى الله عليه وسلم شهادة.
يتبع ... الآية الثانية
ـ[روضة]ــــــــ[03 Oct 2006, 10:48 م]ـ
الآية الثانية والثالثة: {وَآتَيْنَآ مُوسَى ?لْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً}
المعنى
كثيراً ما يقرن القرآن الكريم بين ذكر موسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام، وبين ذكر التوراة والقرآن، ولهذا قال بعد ذكر الإسراء: (وآتينا موسى الكتاب).
فذكر كتاب موسى (التوراة) وما اشتمل عليه من إنذار لبني إسرائيل، وتذكير لهم بجدهم الأكبر نوح العبد الشكور، وآبائهم الأولين الذين حملوا معه في السفينة، ولم يُحمل معه إلا المؤمنون، وتذكير لهم بالمطلب الأساس والرئيس، ألا وهو التوحيد.
وقد بيّن أن التوراة إنما كانت هدى لاشتمالها على النهي عن اتخاذ غير الله وكيلاً، ولا يتجهوا إلا لله، فهذا هو الهدى، وهذا هو الإيمان.
قال ابن الجوزي: قيل للرب وكيل؛ لكفايته وقيامه بشؤون عباده، لا على معنى ارتفاع منزلة الموكل وانحطاط أمر الوكيل. وقال الزمخشري: ربّاً تكلون إليه أموركم.
ولقد خاطبهم باسم آبائهم الذين حملهم مع نوح، وهم خلاصة البشرية على عهد الرسول الأول في الأرض، خاطبهم بهذا النسب ليذكرهم بوحدة أصلهم هم وباقي البشرية، وأن كل الناس متساوون، وليسوا بأفضل من باقي الأمم، وفيه حثٌّ لهم على الاقتداء بآبائهم.
المناسبة
انتقل من الحديث عن حادثة الإسراء إلى الخطر الذي يتهدد أرض الإسراء بذكر بني إسرائيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويمكن أن يقال: إنه تعالى لما ذكر تشريفه لمحمد صلى الله عليه وسلم بالإسراء وما يحمله ذلك من إبراز قضية التوحيد، ذكر تشريف موسى بالتوراة وتركيزها على التوحيد أيضاً، فقال: (وآتينا موسى الكتاب .... ).
(ذرية من حملنا مع نوح ... ): كأنه قال في الآية السابقة: لا تتخذوا من دوني وكيلاً ولا تشركوا بي؛ لأن نوحاً كان عبداً شكوراً، والشكر مرتبط هنا مع التوحيد والعبودية لله تعالى، وأنتم ذرية نوح، فاجعلوه أسوتكم كما جعله آباؤكم أسوتهم.
كما أن هذه الآية تذكير لهم بنعمة الله عليهم التي هي بمثابة تعليل لِما طُلب منهم في الآية السابقة، وهو: (ألا تتخذوا من دوني وكيلاً)، فقد أنجيت آباءكم من الغرق، وهذه نعمة تستوجب الشكر والإيمان، والشرك هو أعلى درجات الكفران.
البلاغة
وَآتَيْنَآ مُوسَى ?لْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً
-انتقل الكلام من ضمير الغيبة في الآية السابقة إلى التكلم، وهذا الالتفات لتربية المهابة في النفوس، وتعظيم الفاعل وتعظيم القدرة، فهو المتصرف بخلقه.
-قرئ بتاء الخطاب: ألا تتخذوا، فـ (أن) هنا تفسيرية، و (لا) ناهية، والكلام فيه التفات.
وقرئ بياء الغيبة، فـ (أن) مصدرية، والمعنى: وآتينا موسى الكتاب. . . لئلا يتخذوا ...
- (من دوني) متعلق بـ (وكيلاً)، وقُدِّم عليه؛ فلم يقل: ألا تتخذوا وكيلاً من دوني؛ للمسارعة في النهي عن اتخاذ أحد من دون الله وكيلاً.
-تنكير (وكيل) لتفيد العموم، فنهاهم عن أن يتخذوا أيّ وكيل.
ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً
-إيثار التعبير بـ (ذرية من حملنا .. ) على التعبير بـ (يا بني إسرائيل)؛ فيه تذكير لهم بأصلهم، فهم يعتزون بكونهم بني إسرائيل، والله تعالى يريد أن ينزع منهم هذا الاعتزاز، فيناديهم: يا ذرية من حملنا مع نوح، بحيث يلتقوا هم والبشرية في أب واحد، وهو نوح عليه السلام، فما وجه التعالي؟!
وفيه إثارة لعزائمهم نحو الإيمان والعمل الصالح، وتنبيههم إلى نعمه ـ سبحانه ـ عليهم، حيث جعلهم من ذرية أولئك الصالحين الذين آمنوا بنوح عليه السلام، وحضهم بالسير على مناهجهم في الإيمان والعمل، فإن شأن الأبناء أن يقتدوا بآبائهم في التقوى والصلاح.
-في إيثار لفظ (ذرية) الواقع على الأطفال والنساء في العرف الغالب مناسبة تامة لتذكيرهم بضعفهم حين حملهم.
- (حملنا): الإضافة إلى نون العظمة توحي بالامتنان بالنعمة والفضل.
- (إنه كان عبداً شكوراً): إيذان بأن إنجاء من كان معه كان ببركة شكره عليه السلام، وحثّ ذريته على الاقتداء به، وفيه تعريض بهم، والتقدير: اشكروني كشكره، وزجر لهم عن الشرك الذي هو أعظم مراتب الكفران.
- (شكوراً): صيغة مبالغة تفيد كثرة صدور الحمد منه عليه الصلاة والسلام.
-وصف نوح بالعبودية لإبراز صفة الرسل المختارين، وقد وُصف بها محمدٌ صلى الله عليه وسلم في الآية الأولى، وهذا على طريقة التناسق القرآنية في جو السورة وسياقها.
الدروس المستفادة
وَآتَيْنَآ مُوسَى ?لْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً
-سيكون صراع بين أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأمة هذا النبي ـ موسى عليه السلام ـ إلى قيام الساعة.
-من سنن الله تعالى العدل، فلا يعاقب قوماً إلا بعد إبلاغهم عن طريق الكتاب الذي يحمل الهدى المؤدي للجزاء الحسن.
-بيان فضل الله تعالى على بني إسرائيل بإيتاء موسى الكتاب.
-بيان سر إنزال الكتب وهو هداية الناس إلى عبادة الله تعالى وتوحيده.
ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً
-ركزت الآية على أهمية الشكر، وذلك حين أشارت إلى التشريف الإلهي لنوح بوصفه عبداً شكوراً.
-بنو إسرائيل متساوون مع باقي البشر، فليسوا أفضل منهم، وهم جميعاً من أصل واحد.
-الشرك أعلى درجات الكفران.
-الشكر يعني تقدير النعم التي لا تحصى، ومن يُقدّر النعم تلك يدرك حجم قدراته وإمكاناته البشرية، فلا يعلو في الأرض بغير الحق، (كما سيأتي في الآية التالية).
يتبع ...(/)
تفسير الإمام أحمد رحمه الله
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[01 Oct 2006, 02:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرا ما نسمع عن تفسير الإمام أحمد رحمه الله، بل لقد ذكرت بعض فهارس المخطوطات ذلك التفسير وأحالت على مكان وجوده، وقد حاولت التحقق من ذلك حيث سافرت إلى ألمانيا وبحثت عن المكتبة المذكور فيها التفسير فلم أعثر لها على وجود فتيقنت أن ما ذكر غلط، ثم زاد يقيني بعد أن رأيت تعليق الذهبي رحمه الله على ما أورده عن ابن الجوزي حيث قال: فتفسيره المذكور شيء لا وجود له ولو وجد لاجتهد الفضلاء في تحصيله ولاشتهر.
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[01 Oct 2006, 02:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرا ما نسمع عن تفسير الإمام أحمد رحمه الله، بل لقد ذكرت بعض فهارس المخطوطات ذلك التفسير وأحالت على مكان وجوده، وقد حاولت التحقق من ذلك حيث سافرت إلى ألمانيا وبحثت عن المكتبة المذكور فيها التفسير فلم أعثر لها على وجود فتيقنت أن ما ذكر غلط، ثم زاد يقيني بعد أن رأيت تعليق الذهبي رحمه الله على ما أورده عن ابن الجوزي حيث قال: فتفسيره المذكور شيء لا وجود له ولو وجد لاجتهد الفضلاء في تحصيله ولاشتهر.
أخي أبا حذيفة
وقد بحثت عنه فلم أحد، ولكن يوجد عندي أمل أنه قد يكون مخبوءا لم يكتشف كما كانت أكثر كتب التراث فيما سبق
قد يكون مما أملاه الشيخ على تلاميذه
الله المستعان
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Oct 2006, 04:49 م]ـ
هل صَنَّفَ الإمامُ أحمد بن حنبل رحمه الله في التفسير؟ (ما رأي الذهبي) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2915)
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[01 Oct 2006, 11:33 م]ـ
الذهبي نقل عن ابن الجوزي رحمهما الله أن الإمام أحمد رحمه الله صنف في التفسير ورد الذهبي ذلك بما نقلته عنه.(/)
مقدمة في بلاغة القرآن وإعجازه
ـ[عبدالعزيز العمار]ــــــــ[01 Oct 2006, 01:42 م]ـ
الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
فقد أنزل الله هذا الكتاب العظيم، فبهر الألباب، وسلب العقول والأبصار، لِما فيه من حق وجلال، فآمنت به بعض النفوس، وعاند بعضها شقاءً وضلالاً، إلاَّ أن كل واحد من هذين الفريقين وقف مبهوراً من بيان القرآن وعظمته، واعترف بروعة بيانه، وعظمة إعجازه.
وهذا الأثر الذي يتركه القرآن في نفوس سامعيه، ذكر الله طبيعته، فقال يخاطب الناس جميعاً: ? يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ? [يونس: 57]، فهو إذن موعظة، والموعظة من شأنها أنها إذا استقرت في قلب سليم فإنها تهزه هزاً عنيفاً، لا تدع في النفس شيئاً مما لا يرضي الله ـ تعالى ـ إلاَّ اقتلعته من جذوره.
وليس في هذا الكلام عجب، فكم من إنسان معرض عن ربه، بعيد عنه كل البعد ما إن يسمع شيئاً من كلام الله، وتلامس شغاف قلبه حتى تراه يهتز من الأعماق متأثراً بعظمة هذا الكلام، مستجيباً لهاتيك الموعظة البليغة.
وقد عبَّر عن هذا المشهد المؤثر جبير بن مطعم ـ رضي الله عنه ـ حينما سمع آيات من القرآن من سورة الطور من فيّ رسول الله ? فخفق فؤاده، وطار لبُّه، وقال: ((كاد قلبي أن يطير)). ()
وهذا مصداق لقوله ـ عز وجل ـ ? لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون? [الحشر: 21]، فالجبل على عظمته وشموخه يخشع ويتصدع، فما بالك بقلب ابن آدم، تلك المضغة الطرية الصغيرة؟!
إذن فهذه هي روعة القرآن التي أخذت بلبِّ ذلك العصر الأول كله مؤمنهم وكافرهم، فأما المؤمنون فهو أمر ظاهر للعيان، والواقع شاهد عليه، وأما المشركون الجاحدون فأذكر شاهداً واحداً من شواهد كثيرة، يدل على إعجابهم وانبهارهم بالقرآن العظيم، وذلك: ماكان من أمر رؤساء كفار قريش أبي جهل، وأبي سفيان، والأخنس بن شريق فقد كان كل واحد منهم يتسلل ليلاً فيصغي إلى رسول الله ? وهو يتلو القرآن، يسمعه، ويلذُّ به، ويُطرب سمعه، حتى إذا قفل كل واحد منهم، وجمعهم الطريق، تلاوموا على هذا العمل أشد اللوم، وتعاهدوا ألاّ يعودوا، ثم هم بعد يعودون إليه ثلاث ليال متتابعة. ()
فنرى في هذه القصة أن كفرهم لم يقف حائلاً بينهم وبين الاستماع إلى القرآن الكريم، والميل إليه، لِما يجدون في نفوسهم من النشوة والانجذاب إليه وهو يُلقى على مسامعهم، وصدق الله ? وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً ... ? [النمل: 14]، بل ولأمرٍ ما قال هؤلاء الرؤساء لأتباعهم ? ... لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه ... ? [فصلت: 26]؛ وذلك أن هذه المقولة تدل بجلاء ((على الذعر الذي كان يضطرب في نفوسهم من تأثير هذا القرآن فيهم، وفي أتباعهم، وهم يرون هؤلاء الأتباع يُسحرون بين عشية وضحاها من تأثير الآية والآيتين، والسورة والسورتين، يتلوها محمد أو أحد أتباعه، فتنقاد إليهم النفوس، وتهوى إليهم الأفئدة، ويُهرع إليهم المتقون، ولم يقل رؤساء قريش لأتباعهم وأشياعهم هذه المقولة وهم في نجوة من سحر القرآن، فلولا أنهم أحسوا في أعماقهم هزة روَّعتهم ما أمروا أتباعهم هذا الأمر، وما أشاعوا في قولهم هذا التحذير الذي هو أدل من كل قول على عمق التأثير)) ()، ومن هنا يتبين أن المشركين لم يجدوا حلاً لوقف أثر القرآن الكريم في نفوس الناس إلاً بهذا العمل المشين، وما هي إلاَّ حيلة العاجز المغلوب على أمره.
وهذه المؤامرة ـ كما يذكر الطاهر بن عاشور ـ: ((من شأن دعاة الباطل والضلال أن يكمموا أفواه الناطقين بالحق والحجة بما يستطيعون من تخويف وترهيب وترغيب، فهم لا يدعون الناس يتجادلون بالحجة، ويتراجعون بالأدلة؛ لأنهم يوقنون أن حجة خصومهم أنهض، فهم يسترونها ويدافعونها لا بمثلها، ولكن بأساليب من البهتان والتضليل، فإذا أعيتهم الحيل، ورأوا بوارق الحق تخفق خشوا أن يعمَّ نورها الناس الذين فيهم بقية من خير ورشد، عدلوا إلى لغو الكلام، ونفخوا في أبواق اللغو والجعجعة؛ لعلهم يغلبون بذلك على حجج الحق، ويغمرون القول الصالح باللغو، وكذلك شأن هؤلاء)). ()، وإن أعيتهم هذه الحيلة ـ أيضاً ـ ولم يجدوا نفعها
(يُتْبَعُ)
(/)
لجأوا إلى البغي والظلم والقتل؛ بغية أن يوقفوا سير الدعوة ودعاتها، وما علموا أن الله غالب على أمره، وناصر دينه.
وما هذا الانبهار، وذلك الإعجاب الذي شدَّ سامعيه إليه إلاَّ شيء كامن فيه، وهو ذلك الأمر الذي أعجبهم، وهزَّ أريحيتهم، وفعل فعله في كوامن نفوسهم، حتى عدَّه الخطابي وجهاً من أوجه إعجاز القرآن الكريم، حين قال: ((لقد قلتُ في إعجاز القرآن وجهاً آخر ذهب عنه الناس، فلا يكاد يعرفه إلاَّ الشاذ من آحادهم، وذلك صنيعه في القلوب، وتأثيره في النفوس، فإنك لا تسمع كلاماً غير القرآن منظوماً أو منثوراً إذا قرع السمع خلُص إلى القلب من اللذة والحلاوة في حال، ومن الروعة والمهابة في أخرى ما يخلص منه إليه، تستبشر به النفوس، وتنشرح له الصدور، حتى إذا أخذت حظها منه عادت مرتاعة قد عراها الوجيب والقلق، وتغشاها الخوف والفَرَق، تقشعر منه الجلود، وتنزعج منه القلوب، يحول بين النفوس ومضمراتها، وعقائدها الراسخة فيها، فكم من عدو لرسول الله ? من رجال العرب وفُتْاكِها أقبلوا يريدون اغتياله وقتله فسمعوا آيات من القرآن، فلم يلبثوا حين وقعت في مسامعهم أن يتحولوا عن رأيهم الأول، وأن يركنوا إلى مسالمته، ويدخلوا في دينه، وصارت عداوتهم موالاة، وكفرهم إيماناً، وهو ذلك القرآن العظيم الذي لما سمعته الجن لم تتمالك أن قالت:? إنا سمعنا قرآناً عجباً * يهدي إلى الرشد فآمنا به ... ? [الجن:1 ـ 2])). ()
ولكن بعد هذا الاتفاق على هذه الروعة، والإجماع على تلك العظمة، وعلى ذلك السرِّ المؤثر الذي يجدون إيقاعه يتردد في حنايا النفس وزواياها، بعد هذا كله يفترقون، فقال الكافرون: شعر وسحر، كما حكى الله عن واحد منهم، معبراً عن رأيهم جميعاً في قوله ? فقال إن هذا إلاَّ سحر يؤثر * إن هذا إلاَّ قول البشر ? [المدثر: 24 ـ 25]، وقال المؤمنون: كلام الله رب العالمين، آمنا به كل من عند ربنا، ومن ذلك الزمن مازال الناس على مفترق الطرق في سبب هذه الروعة، وفي بيان ذلك الإعجاز، وقد أشار الخطابي إلى هذا الاختلاف في سبب إعجاز القرآن، في قوله: ((وقد أكثر الناس الكلام في هذا الباب قديماً وحديثاً، وذهبوا فيه كل مذهب من القول، وما وجدناهم بعد صدروا عن رِيٍّ؛ وذلك لتعذر معرفة وجه الإعجاز في القرآن، ومعرفة الأمر في الوقوف على كيفيته)). ()
فهم من ذلك العهد القديم مختلفون، ولا يزالون مختلفين؛ إذ إن القرآن الكريم لا تنقضي عجائبه، ولا تُحدُّ وجوه إعجازه، لذا فقد طفق العلماء قديماً وحديثاً ينظرون في أسرار القرآن العظيم، وفي ذكر وجوه إعجازه، والإشارة إليها، والإشادة بها، فذكروا كثيراً من وجوه إعجاز القرآن العظيم. ()
ومع هذا فليس لأحد أن يقصر وجوه إعجاز القرآن الكريم على ماذكره السابقون، بل لا بد أن نعلم علماً يقينياً أن القرآن وإعجازه لا يقف عند حدٍّ معين ((فعلى الرغم من كثرة ما كُتب عن الإعجاز القرآني في القديم والحديث على السواء، فإنه ما يزال قطرة من بحر ما ينبغي أن يُكتب للكشف عن هذه الجوانب التي لا تبلى على كثرة التردد، إذ كلما أمعن الباحثون النظر فيه، وأخلصوا النية له، وامتلكوا وسائل البحث الجاد من علم بالتراث، وفقه في اللغة، وبصر بالأساليب، وذوق أدبي مرهف، صقلته القراءة الواعية المتنوعة تكشف لهم عن عطاء سخي لا ينفد، ومعانٍ جديدة تُؤكد إعجازه)). ()
وسيبقى القرآن الكريم كتاباً مفتوحاً، ونبعاً فياضاً يفيض بالأسرار، والأمور العِظام، التي تشير إلى عظمة هذا الكتاب وإعجازه، وليس لأحد كائن من كان أن يُوصد الباب أمام الباحثين والدارسين، وليس لنا أبداً أن نرد من يقول في القرآن شيئاً محاولاً إظهار إعجازه، ولكننا نقول له: ? قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين? [البقرة: 111]، وبهذا البرهان فلا بأس، ولا حرج، إذ إن القرآن كتاب للأجيال كلها، ولا بد لكل جيل أن ينهل منه، وأن يقول كلمته فيه.
الحواشي والتعليقات:
(1) أخرجه البخاري في كتاب: تفسير القرآن، سورة الطور: 3/ 297.
(2) يُنظر القصة كاملة في السيرة النبوية:1/ 328، لأبي محمد بن عبدالملك بن هشام.
(3) التصوير الفني في القرآن: 14، سيد قطب.
(4): التحرير والتنوير: 24/ 277، للشيخ محمد بن طاهر بن عاشور.
(5) بيان إعجاز القرآن: 71، لأبي سليمان حمد بن محمد الخطابي، تحقيق، ضمن ثلاث رسائل في إعجاز القرآن.
(6) المصدر السابق: 21.
(7) للاستزادة في هذا، وللوقوف على أبرز ما قيل في سبب إعجاز القرآن، انظر: ثلاث رسائل في إعجار القرآن، دلائل الإعجاز، إعجاز القرآن للباقلاني، الطراز للعلوي، معترك الأقران في إعجاز القرآن للسيوطي، إعجاز القرآن للرافعي، النبأ العظيم للدكتور محمد عبدالله دراز، التصوير الفني في القرآن لسيد قطب، الإعجاز البياني للقرآن للدكتورة عائشة بنت الشاطئ، إعجاز القرآن البياني بين النظرية والتطبيق للدكتور حفني محمد شرف، البيان في إعجاز القرآن للدكتور صلاح عبدالفتاح الخالدي، دراسات حول الإعجاز البياني في القرآن للدكتور المحمدي عبدالعزيز الحناوي، الإعجاز القرآني وجوهه وأسراره للدكتور عبدالغني محمد سعد بركة، مباحث في إعجاز القرآن للدكتور مصطفى مسلم، وغيرها.
(8) من بدائع النظم القرآني:6، د. السيد عبدالفتاح حجاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Oct 2006, 12:37 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا يزيد على هذه اللفتة الكريمة، والمقدمة البلاغية التي تنادي على ما ورائها من حلقات نتابعها للإفادة منها، ولا سيما من متخصص في هذا الجانب وثيق الصلة بكتاب الله. والقرآن الكريم - كما تفضلتم - لا تنقضي عجائبه، ولا يمكن أن نمنع متدبراً هداه الله إلى وجه بلاغي لم يسبق إليه، غير أنه لا بد من البرهان والدليل الذي تطمئن إليه النفوس، حتى تبقى لكلام الله جلالته وهيبته. وقد كتب العلماء في ذلك ما تطرب له النفوس والأرواح لروعته وحسنه والحمد لله. وإنا لمنتظرون منكم يا أبا يزيد ما يبصرني وإخواني بأوجه البلاغة، ودقائق التعبير في كلام الله من الدراسات واللفتات، أحسن الله إليكم، وزادكم من فضله.
ـ[البلاغية]ــــــــ[11 Oct 2006, 11:00 م]ـ
رغم تأخرك علينا وإنتظارنا بشوق لما ستكتبه في الإعجاز البلاغي في القرآن
إلا أن روعة المقدمة التي كتبتها تجبرنا على المتابعة حتى النهاية دون كلل
بارك ربي فيك على هذا الطرح والمقدمة الموفقة أخي أبا يزيد
وننتظر المزيد من نفحات البلاغة لنحلق بنسيمها نحو الإعجاز الذي يبهر الألباب ويريح الأنفس
سؤالي
هل ستورد لنا بقية الدرر في موضوع مستقل
أم ستكمله هنا؟
لو كتبته هنا أتمنى من أن تطلب من المشرفين بتثبيت الموضوع حتى يسهل علينا البحث عنه
فلا تتأخر علينا فأرواحنا عطشى لمعرفة بلاغة القرآن من شخص متخصص وأسلوبة رائع ومشوق
دمت بحفظ الله
ـ[عبدالعزيز العمار]ــــــــ[27 Oct 2006, 06:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وكل عام وأنتم بخير، وأتقدم بالشكر الجزيل للمشرف الفاضل على الموقع، وأشكر له تعليقه على مقالي، وقد سرني تعليقه، وقد أفدت منه، فله مني الشكر والدعاء، كما أشكر الأخت الفاضلة
على تعليقها، وعلى شكرها، فقد أحسنت بي الظن، وقد بالغت في شكرها، وأدعو الله أن أكون كما ظن الناس بي
كما أرجوه الإعانة للكتابة في بلاغة القرآن وإعجازه، أما عن سؤال الأخت الفاضلة فبالنسبة للمشاركاتي القادمة فلن تكون تحت هذا العنوان، بل ستكون كل مشاركة مستقلة بذاتها، وسيكون العنوان القادم: عن وجود الغريب في القرآن الكريم، وهي تمثل رؤية خاصة بي في وجود الغريب في ا لقرآن الكريم، وشكرا لكم جميعا.(/)
دعوة للنقاش: في آلية التوثيق من الإنترنت في البحوث العلمية
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[01 Oct 2006, 06:42 م]ـ
تعد الشبكة العالمية (الإنترنت) نافذة جديدة في مجال البحوث العلمية المعاصرة، ولا يخفى ما في هذه الشبكة من الزخم الهائل من المعلومات، وهذه المعلومات قد يقتبس أحدنا منها في بحوثه العلمية، ولكن تختلف وجهات النظر في آلية التوثيق خصوصاً وأن المواقع كثيرة التغير، بل ربما اقتبست من موقع ما وبعد برهة من الزمن تبحث عنه ولا تجده؛ فيصبح العزو لشيء مجهول.
هذه المشكلة تتباين حولها الآراء فما الحل لو كانت المعلومة التي حصلت عليها من الشبكة ذات قيمة عالية لا يمكن الاستغناء عنها، ولاتجدها في كتاب مطبوع؟ كيف ستوثقها؟ أترك المجال لكم لنسمع آراءكم حول هذه القضية.
ـ[الجكني]ــــــــ[02 Oct 2006, 02:57 ص]ـ
من البركة في العلم أداء الأمانة فيه،ومن هذه الأمانة عزو كل قول لمصدره ولصاحبه،أما مسألة أنه" سيكون عزواً لشيء مجول "فأرى أن هذا لا يضر إذ يكون كعزو لمخطوط أو كتاب ما ثم عدم بأي سبب من العوادي0
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[05 Oct 2006, 03:59 ص]ـ
لقد بدأت ظاهرة العزو إلى المواقع تظهر في البحوث العلمية، والباحث مطالب أن يعيد المعلومة إلى الموقع الذي اقتبسها منه، وأن يكون اكثر تحديدًا فيها، وذلك بذكر صاحب الفكرة التي اقتُبِست منه، وعنوان المقالة، ورابط الموقع، كما هو الحال في الكتب وغيرها.
أما تغير اسم الموقع، أو انتهاء الموقع أو غير ذلك من المور الفنية التي قد تحصل لمواقع الشبكة العنكبوتية، فذلك امر خارج عن إرادة الباحث، ولا يعاتب عليه.
ـ[ابو يزيد]ــــــــ[05 Oct 2006, 08:07 ص]ـ
للأسف أن كثيرا من القراء في عالمنا العربي عزفوا عن مطالعة الكتب بسبب تقنية الإنترنت،بل أصبح سوقها كاسدا عند الكثير، ومما يزيد الأمر سوءا ما ذكره الدكتور: مساعد الطيار، من أن ظاهرة العزو إلى المواقع بدأت تظهر في البحوث العلمية.
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[05 Oct 2006, 09:08 ص]ـ
فعلا تواجه الباحث مشكلة التوثيق من الانترنت، وأظننا نتفق على وجود معلومات قيمة جدا فيه، بعضها يمكن توثيقه من كتب ومصادر متعددة فهذا لا إشكال فيه ويكون الانترنت في هذه الحالة وسيطا للوصول إلى المصدر الأساس للمعلومة، ولا بأس بذكره زيادة على مصدر المعلومة أما المعلومات التي يحصل عليهاالباحث من الانترنت ويتعذر عليه الوصول إليها في الكتب فإن كان يثق بالقائل والموقع ويغلب على ظنه صحة المعلومة مع حاجته الماسة إلى تثبيتها في بحثه فلا بأس بذلك ويعد الموقع في هذه الحالة كالكتاب المطبوع، وينسب إليه ويثبته مرجعا، وكثير من المواقع النافعة والعلمية لا تتغير أو تزول بسهولة وإن حصل فيوجد في الغالب مواقع أخرى بديلة تسد مسدها والله أعلم.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[05 Oct 2006, 09:29 م]ـ
[ولاتجدها في كتاب مطبوع]
ما دام أنها لا توجد في كتاب مطبوع فلا ضير عليك في الإحالة عليها، ولا مناص عن ذلك، كما أن الباحث يحيل في بعض الأحيان على ما يحدثه به بعض الناس مشافهة مع أنه قد ينسى أو يموت أو يتغير رأيه، لكن لابد من تحديد الموضع والزمان، وإنما المحذور هجر كتب العلم الأصول والاستعاضة عنهابما في الشبكة.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[07 Oct 2006, 12:26 ص]ـ
نعم هذه قضية تستحق النقاش بل ربما تتفاوت تجاهها وجهات النظر.
ووجهة نظري أن هذه المواقع مصدر ينبغي التعامل معها كبقية المصادر في التوثيق ونحوه , مع وضع ضوابط منهجية تتناسب مع هذا المصدر الجديد , الغرض منها تلافي أكبر قدر ممكن من السلبيات المصاحبة له.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[09 Oct 2006, 10:07 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
نعم، يُعدُّ مرجعاً في الأبحاث قاطبة، وعلى الباحث أن يضع الرابط المباشر للموضوع ومن ثم يسمِّي الموقع، ويذكر تاريخ المقال أو الفائدة إن وجد.
مثاله:
الفاتحة ثناءٌ ودعاء.رابط الموضوع: http://www.meshkat.net/new/contents.php?catid=5&artid=5105
الكاتب: د. محمد عمر دولة.
المرجع: شبكة المشكاة: http://www.meshkat.net/new/homer1427.php
والله أعلم(/)
كلام مهم لابن أبي حاتم بشأن أسانيد التفسير فليتكم تدلون بدلوكم
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[01 Oct 2006, 11:56 م]ـ
كلام مهم لابن أبي حاتم بشأن أسانيد التفسير فليتكم تدلون بدلوكم
قال ابن أبي حاتم في مقدمة تفسيره
" سألني جماعة من إخواني إخراج تفسير القران مختصرا بأصح الأسانيد ... فأجبتهم إلى ملتمسهم ... فتحريت إخراج ذلك بأصح الأخبار إسنادا، وأشبهها متنا، فإذا وجدت التفسير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أذكر معه أحدا من الصحابة ممن أتى بمثل ذلك، وإذا وجدته عن الصحابة فإن كانوا متفقين ذكرته عن أعلاهم درجة بأصح الأسانيد،وسميت موافقيهم بحذف الإسناد " اهـ.
وإذا طالعتَ تفسيره وجدت كما كبيرا من الآثار لا يصح على طريقة المحدثين
فما معنى قوله " فتحريت إخراج ذلك بأصح الأخبار إسنادا، وأشبهها متنا "؟
فهل معنى قوله أصح الأسانيد أنها صحيحة؟
أم أنه يخرج أصح الموجود من باب قول المحدثين هذا أصح شيء في الباب حتى ولو كان ضعيفا؟
أم أنه يقصد أن مقياس الصحة في التفسير غير مقياس الصحة في الحديث فلا يشترط في تصحيح الأثر في التفسير كل ما يشترط لتصحيحه في الحديث؟
وقوله " سميت موافقيهم بحذف الإسناد " ألا يفيد ثبوت المعنى المروي عن السلف إذا روي عن أكثر من واحد حتى ولو كانت كل رواية لا تخلو من ضعف لكن مجموع الطرق يشعر بورود هذا المعنى عن السلف؟
بانتظار مشاركاتكم حول هذا النقل، وأهميته في التعامل مع أسانيد التفسير
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[05 Oct 2006, 04:39 ص]ـ
اخي أبا صفوت
أسئلتك قد حملت الإجابات.
أما أصحها، فيظهر فيه أمران:
الأول: أنه يحرص على الأعلى، وعلى صحة إسناده
الثاني: إن لم يجد فإنه يورد ما عنده على منهجهم في أصح ما في الباب، وإن كان ضعيفًا.
وأما ثبوت المعنى بهذه الروايات فنعم.
والمهم في ذلك أنه مع كونه محدثًا، عارفًا بالرجال، وقد كتب فيهم (الجرح والتعديل)، مع ذلك تراه يعتمد الطرق الضعيفة في التفسير، ويذكرها دون اعتراض، وهذا يدلك على ان منهج المحدثين التخفف من الحكم على الإسناد في روايات التفسير.(/)
مواعظ المفسرين (4/ 12)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[02 Oct 2006, 12:42 ص]ـ
الموعظة الرابعة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ـ في مجموع الفتاوى 16/ 48 - 51 ـ معلقاً على قوله تعالى ـ في سورة المجادلة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11) ":
(خص سبحانه رفعه بالأقدار والدرجات الذين أوتوا العلم والإيمان، وهم الذين استشهد بهم في قوله تعالى: "شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ " [آل عمران: 18] وأخبر أنهم هم الذين يرون ما أنزل إلى الرسول هو الحق بقوله تعالى: "وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ" [سبأ:6]، فدل على أن تعلم الحجة والقيام بها يرفع درجات من يرفعها، كما قال تعالى: "نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ" [الأنعام:83]، قال زيد بن أسلم: بالعلم.
فرفع الدرجات والأقدار على قدر معاملة القلوب بالعلم والإيمان، فكم ممن يختم القرآن في اليوم مرة، أو مرتين، وآخر لا ينام الليل، وآخر لا يفطر، وغيرهم أقل عبادة منهم وأرفع قدراً في قلوب الأمة، فهذا كرز بن وبرة، وكهمس، وابن طارق، يختمون القرآن في الشهر تسعين مرة، وحال ابن المسيب، وابن سيرين، والحسن ـوغيرهمـ في القلوب أرفع.
وكذلك ترى كثيراً ممن لبس الصوف، ويهجر الشهوات، ويتقشف، وغيره -ممن لا يدانيه في ذلك- من أهل العلم والإيمان أعظم في القلوب، وأحلى عند النفوس، وما ذاك إلا لقوة المعاملة الباطنة، وصفائها، وخلوصها من شهوات النفوس، وأكدار البشرية، وطهارتها من القلوب التي تكدر معاملة أولئك.
وإنما نالوا ذلك بقوة يقينهم بما جاء به الرسول، وكمال تصديقه في قلوبهم، ووده، ومحبته، وأن يكون الدين كله لله، فإن أرفع درجات القلوب فرحها التام بما جاء به الرسول، وابتهاجها وسرورها، كما قال تعالى: "وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ" [الرعد:36]، وقال تعالى: "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ... "الآية [يونس:58] ففضل الله ورحمته: القرآن، والإيمان، من فرح به فقد فرح بأعظم مفروح به، ومن فرح بغيره فقد ظلم نفسه، ووضع الفرح في غير موضعه، فإذا استقر في القلب، وتمكن فيه العلم بكفايته لعبده ورحمته له، وحلمه عنده، وبره به، وإحسانه إليه على الدوام، أوجب له الفرح والسرور أعظم من فرح كل محب بكل محبوب سواه، فلا يزال مترقياً في درجات العلو والارتفاع بحسب رقيه في هذه المعارف، هذا في باب معرفة الأسماء والصفات.
وأما في باب فهم القرآن، فهو دائم التفكر في معانيه، والتدبر لألفاظه، واستغنائه بمعاني القرآن وحكمه عن غيره من كلام الناس، وإذا سمع شيئاً من كلام الناس وعلومهم عرضه على القرآن، فإن شهد له بالتزكية قبله، وإلا رده، وإن لم يشهد له بقبول ولا رد وقفه، وهمته عاكفة على مراد ربه من كلامه، ولا يجعل همته فيما حجب به أكثر الناس من العلوم عن حقائق القرآن: إما بالوسوسة في خروج حروفه، وترقيقها، وتفخيمها، وإمالتها، والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط، وغير ذلك، فإن هذا حائل للقلوب، قاطعٌ لها عن فهم مراد الرب من كلامه، وكذلك شغل النطق بـ (أأنذرتهم) وضم الميم: (من عليهم) ووصلها بالواو، وكسر الهاء، أو ضمها، ونحو ذلك.
وكذلك مراعاة النغم، وتحسين الصوت، وكذلك تتبع وجوه الإعراب، واستخراج التأويلات المستكرهة التي هي بالألغاز والأحاجي أشبه منها بالبيان.
وكذلك صرف الذهن إلى حكاية أقوال الناس، ونتائج أفكارهم، وكذلك تأويل القرآن على قول من قلد دينه، أو مذهبه، فهو يتعسف بكل طريق حتى يجعل القرآن تبعاً لمذهبه، وتقويةً لقول إمامه، وكلٌّ محجوبون بما لديهم عن فهم مراد الله من كلامه في كثير من ذلك، أو أكثره.
وكذلك يظن من لم يقدر القرآن حق قدره أنه غير كاف في معرفة التوحيد والأسماء والصفات، وما يجب لله وينزه عنه، بل الكافي في ذلك عقول الحيارى، والمتهوكين، الذين كلٌّ منهم قد خالف صريح القرآن مخالفة ظاهرةً، وهؤلاء أغلظ الناس حجاباً عن فهم كتاب الله تعالى، والله سبحانه وتعالى أعلم) انتهى كلامه.
ـ[المسيطير]ــــــــ[03 Oct 2006, 10:28 م]ـ
وأما في باب فهم القرآن، فهو دائم التفكر في معانيه، والتدبر لألفاظه، واستغنائه بمعاني القرآن وحكمه عن غيره من كلام الناس، وإذا سمع شيئاً من كلام الناس وعلومهم عرضه على القرآن، فإن شهد له بالتزكية قبله، وإلا رده، وإن لم يشهد له بقبول ولا رد وقفه، وهمته عاكفة على مراد ربه من كلامه، ولا يجعل همته فيما حجب به أكثر الناس من العلوم عن حقائق القرآن:
إما بالوسوسة في خروج حروفه، وترقيقها، وتفخيمها، وإمالتها، والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط، وغير ذلك، فإن هذا حائل للقلوب، قاطعٌ لها عن فهم مراد الرب من كلامه، وكذلك شغل النطق بـ (أأنذرتهم) وضم الميم: (من عليهم) ووصلها بالواو، وكسر الهاء، أو ضمها، ونحو ذلك.
وكذلك مراعاة النغم، وتحسين الصوت، وكذلك تتبع وجوه الإعراب، واستخراج التأويلات المستكرهة التي هي بالألغاز والأحاجي أشبه منها بالبيان.
وكذلك صرف الذهن إلى حكاية أقوال الناس، ونتائج أفكارهم، وكذلك تأويل القرآن على قول من قلد دينه، أو مذهبه، فهو يتعسف بكل طريق حتى يجعل القرآن تبعاً لمذهبه، وتقويةً لقول إمامه، وكلٌّ محجوبون بما لديهم عن فهم مراد الله من كلامه في كثير من ذلك، أو أكثره). [/ SIZE]
جزاكم الله خير الجزاء شيخنا الكريم.
رحم الله شيخ الإسلام وجمعنا وإياه ووالدينا ومن نحب في الفردوس الأعلى.(/)
هل فكرنا بمعنى القبلة في الصلاة؟
ـ[عزام عز الدين]ــــــــ[03 Oct 2006, 01:23 ص]ـ
من كتاب "الفردوس المستعار و الفردوس المستعاد"- د. أحمد خيري العمري دار الفكر
.. سأقف عند مشهد واحد، ربما ليس فيه الكثير من الحركة، ربما ليس فيه الكثير من الأحداث .. لكن فيه الكثير من العمق وحافل بالإيحاءات والدلالات ..
مشهد واحد، يتكرر مرتين، مرّة مع إبراهيم، ومرة مع محمد ..
تتغير أدوات المشهد، تتغير عناصره، لكن شيئاً أساسياً في قلب المشهد ينبض نفس النبض ..
يدق نفس الدقة ..
ويجعل المشهدين يتكاملان مع بعضهما البعض ..
* * *
المشهد الأول، إبراهيم، وتلك الليلة التي خرج منها بإتجاه الفجر- الذي أشرق فيها العقل في داخله ..
تلك الليلة .. التي أفلت فيها كل المعبودات، ولم يبق سوى الذي أوجدها- خارجاً عن كل تجسيم، مجرداً عن كل تشكيل،منزهاً عن أي إطار يحدده في زمان أو مكان ..
تلك الليلة، تقلب فيها وجه إبراهيم، تقلب فيها عقله، يبحث عن ذلك الشيء الذي لا مفر من البحث عنه ..
وعندما بزغ العقل في داخله- عبر، ومعه الإنسانية كلها، نحو الوجه الآخر من القمر- ذلك الوجه الذي لا يمكن لحوت الخرافة والجهل أن يبتلعه .. تلك الليلة، وذلك المشهد، ووجه إبراهيم يتقلب بين الآفلين، الى أن يصل الى الضفة حيث لا مكان للآفلين. تلك الضفة التي وجّه إليها- أخيراً- وجهته ..
(إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً .. وما أنا من المشركين .. ) الأنعام 79.
*************************
المشهد الأول، لكنه يعاد مرة أخرى .. في عصر آخر ..
هذه المرة معه،محمد، عليه افضل صلاة ..
ليس المهم أن تكون ليلة تقلب فيها وجهه .. ولا نهار إحتار فيه فكره .. لكن المهم أن وجهه تقلب ..
نبض قلبه بحثاً عن جهة يتوجه إليها .. ، تحرك عقله من أجل مكان يحتوي أفكاره ..
هل كانت المسألة مسألة جهةفحسب؟ .. أم كانت الجهة رمزاً لما هو أكثر من ذلك؟ ..
لا ندري إلا إنه كان يبحث. لا ندري إلا إنه كان يدور بوجهه، بحثاً عن جهة يتوجه إليها ..
وإن كان ذلك يؤرقه ..
ولعلها كانت ليلة أيضاً- تركت بصمتها أيضاً على مجرى التاريخ ..
.. (قد نرى تقلب وجهك في السماء .. ) البقرة 144.
************************
بين الليلتين، بين التقلبين، بين الوجهين الباحثين، أكثر من ربط، أكثر من مجرد خيط، بينهما تكامل، وتوائم ..
الليلة الأولى، تقلب فيها إبراهيم من أجل أن يجد – بنفسه، قبل أن يأتيه الوحي- ذلك الذي فطر، والذي خلق .. والذي ترك الأدلة على وجوده في كل مكان ..
************
تلك الليلة تقلب فيها إبراهيم من أجل أن يجد من هو أهل لأن يعبد .. من أجل أن يجد من يستحق أنه تتوجه له .. الوجوه والأنظار .. والأيدي .. و العقول ..
كانت الحاجة للعبادة واضحة عند كل الناس وكل المجتمعات، المشكلة كانت في أنها تتوجه الى المكان الخطأ ..
تلك الليلة قرر العقل الإنساني أن يحسم الأمر .. ويبحث عمّن خلقه .. لا يتوجه إلا له ..
********************
وفي الليلة الأخرى، تقلب وجهه عليه الصلاة و السلام بين الجهات، لم يكن يبحث عمن خلقه- فالأمر حسم منذ فترة طويلة، لكنه كان يبحث، بين الجهات، بين الخيارات، في مفترق الطرق ذاك الذي كان فيه، عن جهة تحقق له القرار الذي تحقق بعد الليلة الأولى .. الجهة التي كان يبحث عنها محمد، ويقلب وجهه بحثاً عنها، كانت الجهة التي ستحقق ما وجده إبراهيم- ستنزلها على أرض الواقع، تحولها من فكرة هائمة في خيال العباد والزهاد- الى مجتمع حقيقي، يحتويها وتحتويه، يسندها وتسنده ..
في مفترق الطرق ذاك، وقف محمد يقلب وجهه بين الجهات، كل جهة تمثل تجربة حضارية مختلفة ومتميزة، كل جهة تمثل فشلاً ما، أو نجاحاً ما، إخفاقاً ما، أو إنتصاراً ما ..
كل جهة من كل تلك الجهات التي تقلب فيها وجه محمد، كانت تلك خصائصها الحضارية الثابتة- المميزة لها- الناتجة عنها، سلباً أو إيجاباً ..
كانت تلك الجهات، تملك تجربتها التي أختلط فيها الصواب والخطأ، التوحيد بالوثنية، والمبادئ بالمصلحة ..
كل تلك التجارب كانت تمثل تجارب حضارية راسخة، قد تكون تحمل معها بذرة إنهيارها وسقوطها، لكنها كانت موجودة على أرض الواقع .. نموذجاً جاهزاً للتطبيق والإستعادة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي تلك المرحلة الحاسمة، في مفترق الطرق ذاك، كان يمكن لتلك النماذج أن كون جهة تأثير على التجربة الوليدة، خاصة وأن بعضها امتلكت –في موروثها- تجربة دينية سماوية يمكن أن تقارن بالدين الإسلامي ..
وهناك، كانت الحيرة، وهناك كان مفترق الطرق ..
وهناك تقلب وجهه، بحثاً عن جهة ..
* * *
(فلنولينّك قبلة ترضاها .. ).البقرة 144
* * *
لكن، صحيح، ما هي القبلة؟ ..
لقد تعودنا على الأمر الى درجة البلادة، والى درجة إستنكار أي سؤال يحاول أن يعيد تعريف الأمر ويعيد إستكشافه.
لكن صحيح، ما هي القبلة؟.
على المعنى تراكمت خيوط العنكبوت. وعلى رؤوسنا تراكمت خيوط التقليد، لو أننا حككنا رؤوسنا قليلاً، لربما خرج مارد آخر من قمقم المعاني الكامنة .. ولربما صار، للقبلة، معنى آخر- يجدد معنى اتجاهنا إليها.
* * *
علمونا أن نضبط اتجاهنا منذ زمن بعيد، منذ تعلمنا الصلاة ..
ربما قالوا لنا أن الصلاة لا تصح بلا ضبط الاتجاه، وقالوا شيئاً آخر عن التوحد بين المسلمين واتجاههم جميعاً نحو نفس الجهة كلما توجهوا للصلاة ..
.. مع الوقت، تعودنا الأمر، وتعودنا الإتجاه، وإذا حدث وصلينا في مكان مختلف- كأن نكون ضيوفاً عند أقارب أو أصدقاء، فإننا سرعان ما نسألهم، بينما نحن نفرش السجادة على الأرض، أين اتجاه القبلة؟ .. – ولعل الأمر يزيد صعوبة إذا نزلنا مسافرين غرباء في فندق ليس فيه مصلي واحد في مدينة أجنبية، وقتها سيصير علينا الإستعانة بالجهات الأربع، وربما بالبوصلة- والتي إنتبه مصنعو السجاد في تايوان الى أهميتها التسويقية في هذا المجال فوضعوها – ملحقةً ببعض أنواع السجاد ..
* * *
ولأن الأمر بهذه الحساسية والأهمية، فقد قاس علماؤنا وفقهاؤنا من المعاصرين، على جواز الإتجاه لأي جهة أثناء الصلاة على الدابة- فقد خرجوا فتوى تجوز الصلاة لأي جهة أثناء الصلاة في الطائرة ..
وأظن أني قرأت فتوى (إفتراضية) - تقول بجواز الإتجاه الى –الكرة الأرضية- بمجملها. إذا أديت الصلاة على ظهر القمر ..
وهو أمر منطقي كما هو واضح، لكنه غير واقعي مطلقاً، فالذين وطئوا القمر بأقدامهم لم يكونوا من المسلمين .. وليس من الوارد قريباً حدوث شيء كهذا، إلا إذا أراد غزاتنا الأكارم التخلص منا بنفينا الى القمر في مجاهله وصحاريه .. وهو أمر غير وارد أيضاً، لأن التخلص منّا- بالطريقة التي يحرصون عليها حالياً- أكثر جدوى إقتصادياً من أعباء نفينا الى القمر.
* * *
.. ولا أظن مصلياً من رواد المساجد لا يحتفظ في ذاكرته بسجل من المناقشات والجدل بخصوص القبلة- كلما زاد عدد المصلين وتجاوز الباحة الرئيسية الى ممرات المسجد والحديقة الخارجية ..
ولا أظن مصلياً من رواد المساجد ينسى أن الأمر يتراوح بين (تعديل) وضعية المصلي أثناء صلاته .. الى مطالبته بإعادتها- وفق الإتجاه الصحيح للقبلة- فور إنتهائه من الصلاة ..
القبلة أمر مهم إذن. والحياد عنها قد يستوجب إعادة الصلاة ..
وهو أمر خطير ..
* * *
.. لكن لماذا؟.
* * *
صحيح، "القبلة" مهمة جداً. وخطيرة جداً. لكن لماذا؟.
ما الأمر فيها بالضبط ..
* * *
لا أقول ذلك كله من أجل التشكيك بركن من أركان الصلاة والعياذ بالله ..
لكني أشير الى أن التأكيد على أهمية القبلة- قد لا ينسجم- للوهلة الأولى- مع كل ما يؤكده الإسلام من نبذ الشكليات والمظاهر في كل أنواع العبادات ..
نعم، يحدث ذلك للوهلة الأولى .. فالإسلام قام، ومنذ البداية، بتفجير وإلغاء كل أنواع الوساطة بين الله والبشر، بل إنه تفرد في ذلك بالذات من بين كل الأديان السماوية، فألغى دور الكهانة التقليدية •التي إحتكرت طويلاً العلاقة بين الخالق والمخلوق، والتي شكلت في بعض المجتمعات- إن لم يكن أكثرها-، طبقة متنفذة تملك ما تملك من المال والسلطة .. وتتحكم نتيجة لذلك، بأمور ومقدرات الناس ..
بل إنه نتيجة لإلغاء دور الكهانة، قام بإلغاء الدور التقليدي لدور العبادة وتحويلها من مكان منعزل على نفسه وعلى رواده- الى مكان منفتح على السماء وعلى العلاقة بها وعلى الآخرين وعلى بعضهم البعض ..
(يُتْبَعُ)
(/)
بل أنه ألغى كل المظاهر الوثنية التي أثقلت فكرة "الله" في أذهان المؤمنين به حتى في الأديان السماوية، ألغى التجسيم الذي حول الله الى مجرد مارد عملاق له بعض القوى الخارقة. ألغى التشبيه الذي جعل من صفات الله حبيسة داخل تصورات مادية ضيقة محصورة داخل الصفة الإنسانية المقابلة لصفاته عز وجل ..
.. وألغى الإسلام كل تلك القوالب والأطر والأقانيم التي وضعوا فكرته- تعالى وسما- وأطلقها – بدلاً عن ذلك- داخل لا حدود المطلق، داخل اللامتناهي الذي شكلته الأسماء الحسنى والصفات العلى.
.. وألغى أيضاً فكرة الأولياء والقديسين وأشباههم وأنصافهم الذي كانوا يحتكرون جزءاً من المساحة الخاصة بين الإنسان والله ..
لقد ألغى الإسلام كافة الشكليات والمظاهر التي كانت تثقل العلاقة بين الفرد وربه .. الأرض كلها جعلت له مسجداً وطهوراً، يستطيع أن يصلي في أي وقت، وأي مكان .. لا يحتاج الى أن يكون في دار عبادة، تحت إمرة كاهن أو رجل دين .. فقط أن يفترش الأرض ويتطهر ويفتح قلبه و عقله لذاك الذي يعلم ما في القلوب و العقول ..
شي واحد فقط، حرص الإسلام على شكليته- أو على الأقل هذا ما يبدو- إنه القبلة .. الحرص على شكل الإتجاه إليها ..
* * *
أم أن الأمر ليس كذلك؟ .. و"القبلة" ليست مظهراً شكلياً في العلاقة بين الإنسان والله؟ ..
* * *
القبلة لغة هي"الجهة". هذا ما تقوله المعاجم ..
لكننا لو تأملنا في اللفظ، لوجدنا أنها ليست أي جهة.
إنها جهة "يقبل" عليها الناس- "جهة" يقبل بها الناس .. بين القبول والإقبال ستكون "القبلة" مكاناً ينجذب الناس إليه، يذهبون إليه، يرجعون إليه ..
(يرجعون إليه؟. حتى لو لم يكونوا فيه قط .. ).
يتخذونه مرجعاً؟ ..
بعض جوانب بالصورة- من الشكل الذي لا يمكن أن يكون شكلاً فحسب- بدأت بالتوضح.
*****************************
بعد القبول، هنالك ما هو أكثر ..
هنالك الرضا ..
(فلنولينك قبلة ترضاها .. )
.. وبين القبول والرضى .. هناك مسافة علينا أن نقطعها- نجتازها .. بين الفهم التقليدي .. والفهم المبدع .. ، بعدها ستتوهج "القبلة"- وسنجد أنفسنا منجذبين إليها كما تنجذب الطائرات والأجسام المعدنية نحو مثلث برمودا .. كما ينجذب الفراش نحو النار المتوهجة- لكن مع فارق أن ذلك الإنجذاب لن يميتنا .. لن يحرقنا. بل سيدخلنا في خضم تجربة حياتية مختلفة .. سيحيينا من جديد .. وقد كنا نجهل قبلها كم كنّا أمواتاً ..
نعم، بعد القبول .. هنالك الرضا ..
* * *
بالمناسبة: عندما تخطئ القبلة في الصلاة .. فأن لديك الفرصة لتصحيح الأمر .. و إعادة الصلاة .. لكن عندما تخطئ القبلة في الحياة .. فأن الامر يكون اكثر تعقيدا ..
*******************
أن تتجه دوماً الى مكان واحد، أينما كنت، سواء كان إتجاهك 7 غرباً أو 29 شرقاً، فإنه يعني، أنك بالضرورة، عليك أن تحدد موقعك الذي أنت فيه الآن ..
أن تتجه دوماً الى مكان واحد، يعني أنك يجب أن تحدد مكانك الذي أنت فيه- وفي عالم شديد التغير، سريع التحول، فإن تحديد مكانك يعني تحديد مكانتك ..
يعني أنك ستكون دوماً شديد الوعي بمكانك .. هل هو على السفح المعرض للإنهيار .. أم هل هو على تلك القمة التي تأتي الهاوية بعدها بخطوة واحدة ..
.. هل أنت في القعر السحيق؟ .. أم في بطن الحوت؟ .. أم أنك في لا مكان- لأنك أقل أهمية من أن تأخذ حيزاً في هذا العالم- ..
أن تتجه دوماً الى مكان واحد، يعني أن تكون على وعي بمكانك أنت ..
بمكانتك ..
* * *
.. وأن تعرف (أين) تريد، يعني أيضاً أنك يجب أن تعرف (ماذا) تريد ..
أن تعرف أنك تريد هذه الجهة بالذات، هذه القبلة بالذات لتتوجه إليها في حياتك، يعني أنك يجب أن تعرف بالضبط ماذا تريد من حياتك ..
هذا التشديد على "الجهة"، ليس من أجل خطوط الطول والعرض، ليس من أجل الإتجاه الجغرافي .. - ولكن من أجل أن نشدد على أن يكون لدينا هدف، لدينا مقصد، لدينا جهة نعرف أننا نريد أن نذهب إليها ..
.. الأمر عميق فينا، وكلما أزداد عمق جذور "القبلة" فينا، كلما زاد هذا الإحساس وتجذر .. وصار أصيلاً فينا ..
إن لدينا هدفاً، لدينا مكاناً نعرف أننا نقصده ..
* * *
.. وعندما تعرف أين أنت، وتعرف أين تريد .. فالأمر دوماً يصير أسهل، ودوماً يصير الطرق أقصر .. وأقل وعورة ..
* * *
(يُتْبَعُ)
(/)
. وعندما يرتبط المكان الذي تريد- الجهة التي تتجه إليها- ذلك المكان الذي تقبل عليه وتنجذب إليه، وقد يبطل صلاتك- أو حياتك؟ – أن تحيد عنه .. عندما يرتبط هذا المكان بموقع جغرافي محدد .. فأنت تعلم أنه يخزن في أعماقه الكثير من المعاني والإيحاءات التي ستغني حياتك وتزيدها ثراءاً وخصوباً وإثماراً ..
.. نعم، هذا الموقع المحدد، قد يمتك لك الكثير من الأسرار .. الكثير من المفاجئات ..
قد يبدو ذلك منبسطاً للوهلة الأولى، لكنه سيمنحك قمماً لم تتخيل قط أنك ستبلغها ..
.. وقد يبدو لك حاراً جافاً عندما تزوره للمرة الأولى، لكنه سيغمرك بنسيم ينعشك ويكاد يعيدك الى الحياة، وسيزهر الربيع في قلبك كمفاجئة غير متوقعة- وقد كنت تتخيل دوماً أنه قد دخل صقيعه الدهري وموسم جفافه اللانهائية ..
لكن ها هو يتبرعم، وها هو يزهر .. وها هو يثمر وقد كنت تتخيله عقيماً منذ قرون ..
.. قد يبدو لك أجرداً- في وادٍ غير ذي زرع! - ولن تصدق كيف سينشر البساتين والجنان في أعماقك وسهولك ووديانك .. لن تصدق كم سيكون خصباً .. هذا الوادي الذي بلا زرع.
ربما ستمسك بحفنة من الرماد في قبضة يدك وتتأملها ثم تقول أنها لن تصلح لشيء. ربما سيقول خبير التربة ذلك أيضاً…
لكنك لن تدري أنها يمكن أن تكون سماداً لكل حياتك ..
* * *
لماذا مكة؟.
لماذا مكة بالتحديد؟ .. لماذا ذلك البيت العتيق تحديداً؟ .. ما الذي فيه بالضبط؟ .. يجعلنا (نرجع) إليه .. حتى لو لم نكن قد ذهبنا إليه أصلاً .. وما الذي فيه يجعل قلوبنا تهوي إليه .. وتهوي .. وتهوي .. ما الذي فيه يجعل صلاتنا معرضة للبطلان، إن لم نتوجه فيها إليه ..
لماذا مكة؟.
* * *
ندور دورة واسعة- ثم نعود دوماً الى نفس النقطة، حيث تتلاقى البدايات والنهايات .. وتختلط علامة البدء بإشارة نهاية السباق ..
مكة تذكرنا ببداية السباق، ببداية تلك الحكاية كلها، عندما طردنا من الجنة وهبطنا الأرض بعضنا لبعض عدو ..
مكة تذكرنا برحلة التيه الطويلة التي تخبطنا فيها، وبذلك التجوال المر والترحال الذليل بحثاً في المكان الخطأ عن فردوس مفقود .. وتذكرنا مكة، برحلة أخرى، قام بها إبراهيم، وبدت كما لو أنها تتجه الإتجاه الخطأ- بعيداً عن مراكز الحضارة التقليدية، نحو عمق الصحراء الجرداء .. حيث لا زرع .. ولا ضرع ..
تذكرنا مكة ببيت عتيق يشبه بيت طفولتنا الأول، ذكراه مشوشة وغائمة في خيالنا، لكنه كان رحباً جداً إذ إتسع لأحلامنا ورؤانا وضحكاتنا وصخبنا ..
تذكرنا مكة، بحجر أساس، وضع في عمق أحشائنا، لا يزال الماء رطباً حوله .. ولا نزال نستطيع أن نتحسسه هناك بأيدينا .. لا يزال صامداً هناك – في كل فرد فينا… ننتظر أن نشمر سواعدنا، ونستكمل البناء المنتظر ..
تذكرنا مكة، بحجر أسود هو حجر الأساس، ويذكرنا الإتجاه إليها، إن بناءنا يكون أقوى وأمتن لو إستند على هذا الحجر .. تذكرنا مكة – بقواعد راسخة وعميقة، رفعها إبراهيم ومعه إسماعيل .. ويذكرنا الإتجاه إليها الى أن القواعد تحتاج الى المزيد من الرفع .. وأن عملية البناء يجب أن تتواصل بإستمرار ..
ندور دورة واسعة ونعود الى نقطة البداية، نستمد منها الأبجديات الأولى بعدما ضعنا طويلاً في الألفاظ والمصطلحات .. وبعدما تهنا طويلاً، وتخبطنا على غير هدى، ولم نعد نعرف إين أصبحنا بالضبط، نعود الى نقطة البداية- منه ننطلق من جديد، نستعيد هويتنا التي ضيعناها وحصلنا على عشر هويات مزورة بدلاً عنها. نستعيد ثوابتنا التي ميعناها وصهرناها وذوبناها وخلطناها مع ثوابت الغير وقيمهم وأسباب سقوطهم .. - ويكون الناتج هذا الهجين غير المتجانس الذي يشدنا الى الوراء ..
مكة، هي الرجوع الى ما لا مفر من الرجوع إليه .. والاتجاه إليه هو الإتجاه نحو كل تلك المعاني وكل تلك الدلالات ..
لا مكة في مكة. أعني أن خطوط الطول والعرض وخرائط الجغرافية ليست مهمة هنا.
المهم هو ذلك الإرث الإنساني الذي اختزنته مكة. والمهم هو تلك التجربة العميقة الجذور التي بذرت أول بذورها فيها ..
ليس المهم في الأمر هو الإتجاه الجسدي فحسب.
لكن المهم أن يصاحب ذلك الإتجاه الجسدي، توجه عقلي نحو ذلك الإرث ونحو تلك التجربة ..
المهم هو الوعي بمعنى "القبلة" .. بل بكل المعاني الخصبة المختزنة في داخلها ..
المهم هو أن يكون ولاؤنا – حقاً- لتلك القبلة ..
ربما يكون ذلك معنى "فلنولينك قبلة ترضاها".
*************************************
التقلب بحثاً عن حقيقة ليس أمراً نادراً في حياة البشر .. وتقلب إبراهيم بين "الآفلين"- يشبه قصة تنقل الكثير من المفكرين والفلاسفة والدعاة بين مختلف الأيدلوجيات بل ومتضاداتها .. الى حين الوصول الى قناعة أو يقين نهائيين ..
ولا يحدث ذلك لكبار المفكرين فحسب، لكنه يحدث أيضاً للبشر العاديين، أولئك الذين يتأرجحون تأرجحاً مراهقاً بين شك وإيمان .. وقد يثمر تأرجحهم هذا يقيناً يملئ عليهم حياتهم كلها فيما بعد ..
المهم أن تقلب إبراهيم في تلك الليلة، له ما يماثله في حياة البشر العاديين .. ، وبالتالي فإن تقلبه يمس وتراً ما في أعماقهم. هل يعتقد أحد أن ذلك حكرٌ على تقلب إبراهيم؟ ..
.. وإن "تقلب وجهه" عليه الصلاة والسلام لا يتكرر كل يوم .. بل كل لحظة في حياتنا المعاصرة؟
أبداً، تقلب وجهه عليه أفضل الصلاة والسلام، ليس مسألة حسمت وإنتهى أمرها- على الأقل بالنسبة لنا ..
الأمر لم ينته. لقد حسمت مرحلة منه فحسب، حسمها الجيل الأول مرحلياً.
لكن التقلب لا يزال مستمراً .. وجوهنا لا تزال تتقلب قبل المشرق، وقبل المغرب ..
حتى لا أقول قبل المشارق وقبل المغارب ..
… وإمكانية الحسم لا تزال قائمة ..
* * *
من كتاب " الفردوس المستعار و الفردوس المستعاد"- أحمد خيري العمري- دار الفكر دمشق(/)
من آداب مخالفة التلاميذ لشيوخهم في الترجيح
ـ[الميموني]ــــــــ[03 Oct 2006, 02:34 ص]ـ
الاختلاف سنة فطرية و جبلة بشرية و متى كان بدليل و كان الحامل عليه طلب الحق و الرغبة في الوصول للحقائق فهو مفيد و قد يخالف التلميذ شيخه و قد يرد عليه بأدب و حكمة و لا يفسد هذا للود قضية ...
من أجود ما وقفت عليه من العبارات الجزلة حول هذا المعنى قول العلامة الفقيه قاضي غرناطة ومفتيها أبو عبد الله محمد بن الأزرق.
(ومخالفة التلميذ الشيخ في بعض المسائل إذا كان لها وجه و عليها دليل قائم يقبله غير الشيخ من العلماء ليس من سوء أدب التلميذ مع الشيخ، و لكن مع ملازمة التوقير الدائم، و الإجلال الملائم، فقد خالف ابن عباس: عمر وعليا وزيد بن ثابت رضي اللهُ عنهم، وكان قد أخذ عنهم، وخالف كثير من التابعين بعض الصحابة، و إنما أخذوا العلم عنهم، وخالف مالك كثيرا من أشياخه، و خالف الشافعي و ابن القاسم وأشهب مالكا في كثير من المسائل وكان مالك أكبر أساتيذ الشافعي، وقال: (لا أحد أمن علي من مالك). وكاد كل من أخذ العلم أن يخالفه بعض تلامذته في عدة من مسائل، ولم يزل ذلك دأب التلاميذ مع الأساتيذ إلى زماننا هذا، وقال: وشاهدنا ذلك في أشياخنا مع أشياخهم، رحمهم الله قال: ولا ينبغي للشيخ أن يتبرم من هذه المخالفة إذا كانت على الوجه الذي وصفناه) اهـ. نفح الطيب: 3/ 437
وهذا الذي قاله هذا العالم الجليل حق، و الحامل عليه تغليب الدليل على محبة الشيخ والرغبة في نصرة مذهبه - حتى و إن كان هذا الشيخ من كبار العلماء و من المتبحرين في علوم الشرع. و أما الاستدلال بعمل العلماء العاملين قديما وحديثا في سلوكهم هذه الطريقة ورغبتهم في هذا المهيع فما أحسن كلامه فيه و إن كان لم يذكر من تلك المثلة إلا الجملة اليسيرة التي يتم بها الاستدلال ويتضح بها الحال، وتعقيبه على ذلك بقوله: (: ولا ينبغي للشيخ أن يتبرم من هذه المخالفة إذا كانت على الوجه الذي وصفناه). تعقيب صحيح في محله فالنفوس ضعيفة، ورما شق على بعض الشيوخ مخالفة تلميذه النجيب له في ترجيح و اختيارمبني على نظر و استدلال وبخاصة إن اشتهر عند أهل زمانه مخالفته له في هذا ولو كانت بأدب و إجمال، لكن يكبح العالم الفهم المنصِف – و ما أقل وجوده – هذا وغيره من مخالفة الأهواء بأمور منها:
- تحسين الظنون، و اتهام النفس، و الرغبة في الخير للجميع واهتضام حق نفسه أمام حق الله تعالى وحق العلم فذلك أهدى و أولى. و الله المستعان. فقد رأينا من يغضب من تلميذه إذا رآه يقرأ على غيره، فضلا عن أن يَحظَّه على ذلك و يبين له منازل أهل العلم بإنصاف، لينتفع بكل منهم، فيعرف بالمقارنة بين طرائق الشيوخ اختلاف الأفهام و يستبصر أكثر في فهم العلوم، ويرتقي بالإكثار عن درجة المقلين، ثم يتعرف عن طريق ذلك على خطأ المخطئين من شيوخه بمعرفته الصواب من غيرهم، مع ما يجلبه ذلك له من سمو النفس و علو الهمة و قلة التعصب على الوجه المذموم. ....
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[03 Oct 2006, 03:50 ص]ـ
أخي الكريم الشيخ عبد الله ..
إن كلام السلف رحمهم الله من أنفع الكلام وأدقه، ومن بركته أن يستمر نفعه أزماناً متطاولة حتى ينتفع به من لم يكن في ذهن قائله أن يصل إليه ...
وما ذكرت بارك الله فيك من كلام القاضي أبي عبد الله بن الأزرق حق وصدق .. وليست المصيبة اليوم واقعة في إنكار العلماء على طلابهم أن يخالفوهم أو أن ينتموا إلى غيرهم، فما نراه في علمائنا سددهم الله ووفقهم لكل خير هو ما يوافق كلامه رحمه الله من الحرص على نفع الطلاب وتزكيتهم بالطرق النافعة.
ولكن الأمر الذي يحتاج إلى وقفة هو موقف الطلاب من العلماء، وتعالم الصغار على الكبار، وكثرة الردود من مجهولي الحال أو المعروفين بغير العلم على العلماء ...
ولهذا كثر القيل والقال وكثرت الردود وضاع العلم الحقيقي الذي ينبغي لطلاب العلم الاعتناء به ..
ومما كثر إهماله أدب الطلاب مع العلماء ـ بلا تقديس ـ ومعرفة الإنسان لقدره وبضاعته من العلم، وخوفه مما تخط يده من العلم ألا يكون موافقاً ... بل أصبح الحال كما ترى .. نسأل الله الهداية والسداد ..
وبارك الله فيكم ..
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[03 Oct 2006, 04:21 ص]ـ
متى خلصت النية وحسن القصد انكسرت النفس أمام الحق قال عبد الغني بن سعيد رحمه الله: لما رددت على أبي عبد الله الحاكم الأوهام التي في المدخل بعث إلي يشكرني ويدعو لي فعلمت أنه رجل عاقل
ـ[الميموني]ــــــــ[07 Oct 2006, 05:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا ياشيخ فهد و ياشيخ أبا حذيفة(/)
مرويات سماك
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[03 Oct 2006, 03:42 ص]ـ
مرويات سماك بن حرب عن عكرمة رحمهما الله عن ابن عباس رضي الله عنهما لا هي على شرط مسلم لإعراضه عن عكرمة ولا هي على شرط البخاري لإعراضه عن سماك، ولا ينبغي ان تعد صحيحة لأن سماكا إنما تكلم فيه من أجلها.(/)
المسائل العقدية من (كتاب نكت القرآن) للحافظ القصاب الكرجي رحمه الله
ـ[أبو العالية]ــــــــ[03 Oct 2006, 12:34 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
طفتُ مع هذا الكتاب الماتع الرائع، ذي الصبغة العقدية الصحيحة أياماً وليالي؛ فكم أسعدني وأفرحني وهالني تدفق النكت العلمية الغزيرة و العزيزة في كتب التفاسير من الجِدَة والتَّنوع والابداع.
ومن أروع ما لمسته بارزاً بين دفَّتيه (مناقشته للمسائل العقدية والرد على من جانب الصواب في ذلك) والاستدلال بالآيات لجعلها معاول هدم على بدع أهل الضلال ممن وظَّف آي الكتاب لنصرة مذهبه الباطل.
فأتى الحافظ رحمه الله على بنياهم فخرَّها عليهم بأبسط عبارة، وأدق تحرير، وألطف بيان؛ فلله ما أروعه، تالله لقد أسرني كتابه؛ فما برح الكتاب بين يدي حتى أطبقت مجلده الرابع في فترة وجيزة. والحمد لله.
ومن ثم توافرت الأفكار والخواطر لبعض المشاريع العلمية (الخاصة) على هذا الكتاب؛ فكان من أولها وأهمها عندي.
جمع المسائل العقدية في كتابٍ لا يخطر على بال أنه يحررها _ ولو باختصار؛ لكنه كاف شاف _ فعزمت على ذلك منفعة لنفسي، وبركة من الحافظ في كيفية محاورة القوم.
ثم أحببتُ الخير لأحبتي الفضلاء ممن لم يقتن الكتاب؛ أن أسطِّر هاته النفاسات العقدية الصحيحة بين جنبات هذا الملتقى المبارك.
فأسأل الله جلَّ وعلا أن ينفع بالكتاب، وأن يرحم مؤلفه، وأن يرزقنا العلم النافع والعلم الصالح، إنه سبحانه خير مسؤول.
والله أعلم وأحكم.
وإلى أولى المسائل العقدية النافعة إن شاء الله تعالى.
(والباب مفتوح لمن أحبَّ المشاركة، وفي ذلك؛ فليتنافس المتنافسون.
قاله مقيِّده
أبو العالية
غفر الله له
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Oct 2006, 12:42 ص]ـ
بارك الله فيك يا أبا العالية، وأرجو أن يوفقك الله للاستمرار في تدوين هذه المسائل ونشرها تباعاً في الملتقى، فكم لك من الأجر بانتفاع القراء بها كلما دخلوا وقرأوا هذه الفوائد، ولا تحقرن من المعروف شيئاً.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[04 Oct 2006, 04:40 ص]ـ
جزاك الله خيراً أبا العالية .. وقد قرأت في هذا الكتاب كثيراً وهو كما وصفت ويستحق العناية وإخراج مافيه من الفوائد لكن اقترح عليك بارك الله فيك أن تقرأ كل سورة ثم بعد ذلك تذكر المسائل داخل السورة كما يلي:
1 - تذكر المسألة.
2 - وجه الاستدلال لها من الآيات في هذه السورة.
3 - المخالفون والرد عليهم.
وبهذا تكون المسائل مرتبة بحسب الموضوع ولو كنت تسير آية آية لكان في ذلك تكرار للكتاب وفيه أيضاً تشتيت للذهن لتفرق المسائل ..
والله أعلم ..
ـ[أبو العالية]ــــــــ[04 Oct 2006, 09:51 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أصحاب الفضيلة:
_ الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله ونفع به
_ الدكتور فهد الوهبي حفظه الله ونفع به
أثمِّنُ مروركما الكريم، والحضُّ على الخير جزاكما الله خيراً.
وأسألُ الله أن يرزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل، إنه سبحانه خير مسؤول.
وأما عن المنهج الذي سأسلكه في تقييد المسائل العقدية _ والتوفيق من الله وحده _؛ فهو ما أشار الدكتور الكريم فهد نفع الله به، إضافة إلى الإحالة لبعض الكتب العقدية التي نصرت المعتقد الصحيح لمزيد فائدة.
فأسأل الله العلي القدير أن يفتح عليَّ وعلي جميع الأحبَّه إنه الفتَّاح المبين.
وأشار علىَّ أحد الفضلاء بأن أذكر ترجمة يسيرة عن هذا العلم الحافظ الكرَجي القصاب رحمه الله، ومن ثم أشرع في تقييد النُّكت والفوائد؛ فنزولاً عند رغبته بحول الله أفعل ذلك.
فإلى الحلقة الأولى بحول الله ترجمة الحافظ الكرَجي القصاب رحمه الله تعالى.
وكتب
محبكم في الله
أبو العالية
غفر الله له
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[19 Nov 2009, 12:28 ص]ـ
فإلى الحلقة الأولى بحول الله ترجمة الحافظ الكرَجي القصاب رحمه الله تعالى.
وكتب
محبكم في الله
أبو العالية
غفر الله له
أين؟
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[19 Nov 2009, 12:42 ص]ـ
جزاك الله خيرا د. محمد القحطاني على نبش ما كان قديما وإعادة التذكير به
وننتظر ما وعدتنا به د. محمد الجوراني.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[19 Nov 2009, 09:40 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
وااه على مواضيع كثيرة كنت قد ذكرتها ثم أتى الصارف إلى غيرها.
سأبحث عن هذا الملف في الأرشيف عندي وأنزله بحول الله تعالى، فإني أذكر أني أنهيت سورة البقرة على كثرة مسائلها.
لكن والله (تفسير الطبري) آسر لب العقل والفؤاد. فيا رب يسر وأعن.
أسأل الله أن يلهمني حسن استثمار الوقت والبركة فيه (دعواتكم نفع الله بكم)
«يا حَيُّ يا قَيُّومُ، بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، ولا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفةَ عَيْنٍ»(/)
منهج ابن عاشور في تفسيره، وخلاصة ما اشتمل عليه
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[03 Oct 2006, 11:33 م]ـ
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد طلب مني الزميل الشيخ الفاضل الدكتور إبراهيم الحميضي أن أبدي ما عندي حول تفسير ابن عاشور -رحمه الله- وعقيدته.
واستجابة لطلبه الكريم هذه نبذة عن منهج ابن عاشور ومجمل ما اشتمل عليه تفسيره.
حيث يسَّر الله لي قراءة التفسير، وكتبت بعض ما رأيته، ولم تكتمل الكتابة بعد؛ فهي تحتاج إلى مزيد عناية وتحرير، ولعل الله ييسر إخراج كتاب حول ذلك التفسير اسمه (لطائف من تفسير التحرير والتنوير).
فإلى أحبتي رواد ملتقى أهل التفسير هذه الخلاصة في بيان منهج ابن عاشور ومجمل ما اشتمل عليه تفسيره.
منهج ابن عاشور في تفسيره، وخلاصة ما اشتمل عليه
لقد سلك ابن عاشور في تفسيره منهجاً متميزاً، فجاء محتوياً على مزايا عظيمة، متضمناً علوماً كثيرة، وفوائد جمة وربما كانت عزيزة.
وقد بذل في هذا التفسير قصارى جهده، واستجمع قواه العقلية والعلمية؛ فتجلت فيه مواهبه المتعددة، وتبين من خلاله علوُّ كعبه وعلميته الفذة النادرة، ومنهجه التربوي، ونظراته الإصلاحية.
ولقد بين -رحمه الله- في مقدمته الرائعة منهجه بإجمال، ويمكن حصر ذلك بما يلي:
1 - بدأ تفسير ه بمقدمات عشر؛ لتكون - كما يقول - عوناً للباحث في التفسير، وتغنيه عن مُعاد كثير، وهذه المقدمات تضمنت علماً غزيراً عظيماً.
2 - اهتم ببيان وجوه الإعجاز، ونكت البلاغة العربية، وأساليب الاستعمال.
3 - اهتم ببيان تناسب اتصال الآي بعضها ببعض.
4 - لم يغادر سورة إلا وبين أغراضها، وما تشتمل عليها بإجمال.
5 - اهتم بتحليل الألفاظ، وتبيين معاني المفردات بضبط وتحقيق مما خلت عن ضبط كثير منه قواميسُ اللغة.
6 - عُنِيَ باستنباط الفوائد، وربطها بحياة المسلمين.
7 - حَرِصَ على استلهام العبر من القرآن؛ لتكون سبباً في النهوض بالأمة.
فهذا مجمل منهجه الذي بيَّنه، وسار عليه.
أما منهجه على وجه التفصيل فيحتاج إلى مزيد بسط وبيان.
وفيما يلي بيان لذلك، ومن خلاله سيتبين خلاصة ما اشتمل عليه التفسير من العلوم والمعارف.
1 - منهجه في العقيدة: لقد سار -في الجملة- على منهج السلف الصالح في أبواب العقيدة عدا آيات الصفات؛ فهو يسير فيها على وفق منهج الأشاعرة، وإن كان يخالفهم أحياناً، ويقترب من منهج السلف أحياناً.
وإذا تعرَّض لتأويل آية جاء بأقوال السلف، وربما انتصر لهم، وإذا خالفهم في تأويل صفة أثنى عليهم، واعتذر لهم دون تعنيف أو تسفيه.
بل أحياناً يكون له في الصفة الواحدة قول يسير فيه على منهج أهل التأويل، وفي موضع آخر يوافق فيها السلف -كما في مسألة الرؤية- فتراه -على سبيل المثال- يؤولها، في بعض المواضع، وفي سورة المطففين عند قوله -تعالى-: [كَلاَّ إِنَّهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوْبُوْن] تجده يثبت الرؤية.
ويُلتمس له العذر فيما وقع فيه من تأويلٍ وقع فيه كثير من المفسرين - بأنه نشأ في بيئة علمية أشعرية؛ فهذا بالنسبة لباب الصفات.
أما بقية أبواب العقيدة كإثبات الوحدانية، أو الإيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقدر - فهو يسير فيها على طريقة السلف.
وكذلك الحال بالنسبة لباب الإيمان، وحكم مرتكب الكبيرة، ومسألة الشفاعة، ومسائل الحكمة والتعليل، وفي باب الصحابة وغير ذلك من أبواب العقيدة - يسير فيها على وفق منهج السلف.
بل إنه يرد على المخالفين في ذلك؛ فتراه يناقش المعتزلة، والخوارج في مسألة مرتكب الكبيرة، ويُفنِّد رأيهم، وتراه يُخطِّئ الفلاسفة ويرد عليهم في عدد من المسائل كقولهم: بعلم الله بالكليات دون الجزئيات، وقولهم: في صدور المعلول عن العله، أو إن الواحد لا يصدر عنه إلا واحد.
وتراه يُخطِّئ الشيعة والباطنية وغيرهم في كثير من مخالفاتهم العقدية، بل ويخالف الأشاعرة في عدد من المسائل في باب القدر وغيره، فعلى الرغم من أن ابن عاشور قد نشأ في جوٍ يسود فيه المذهب الأشعري إلا أنه لم يكن يتحرج من توجيه النقد لما آل إليه المذهب الأشعري.
كما أنه -رحمه الله- يُنكر البدع الحادثة، والأباطيل والخرافات كالطيرة، وأداء صلاة الظهر بعد صلاة الجمعة وغيرها مما ورد في التفسير.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أنه يرد على أباطيل الصوفية، وإن كان أحياناً يورد أقوالاً لبعضهم كابن عربي دون تعليق عليها.
فهذا مجمل منهجه في العقيدة، وسيتضح مزيد بيان لهذه الفقرة في الفقرات التالية.
2 - العناية بالحديث الشريف: فكثيراً ما يورد الأحاديث النبوية، ويستشهد بها، ويحرص على بيان صحيحها من ضعيفها، ويستعين بها على تفسير آية، أو ترجيح قول، أو بيان سبب نزول.
3 - الإلمام بالفقه: فكثيراً ما يتعرض للمسائل الفقهية التي يمر بها تفسيره، فيبين ما فيها من خلاف، ويوضح أقوال أهل المذاهب، ثم يرجِّح ما يراه راجحاً.
وقد يتعرض للمسائل التي يحتاج إليها الناس في وقته، أو التي وقع فيها الخلاف كمسألة أخذ الأجر على القربات، ومسألة نقل لحوم الهدي من مكة، إلى غير ذلك من المسائل.
4 - العناية بعلم القراءات: فهو يورد القراءات، ويرجح ذلك القول بناءاً على تلك القراءة أو غيرها، وهكذا ...
5 - العناية بمقاصد الشريعة: فكثيراً ما يتعرض لمقاصد الشريعة العامة، ويبين المصالح العليا، والغايات الكبرى التي ينبني عليها التشريع.
ولا غروَ في ذلك فهو إمام له باع طويل، ونظرات في ذلك العلم، بل هو باعثه ومجدده في العصور المتأخرة.
6 - العناية بالقواعد الأصولية، والمسائل اللغوية والنحوية: فجاء كتابه حافلاً بكثير من قواعد الأصول، ومسائل اللغة وغريبها، وقواعد النحو، واختلاف النحاة، وما جرى مجرى ذلك.
7 - العناية بالبلاغة العربية، وأساليب البيان: فهو فارس ذلك الميدان الذي لا يُشق له غبار. ولم يحفل تفسير من التفاسير بالبلاغة العربية وأساليب الاستعمال كما حفل به تفسير التحرير والتنوير.
ولم يخصَّ أحدٌ من المفسرين -كما يقول ابن عاشور في مقدمة تفسيره- فن دقائق البلاغة بكتابٍ كما خصوا الأفانين الأخرى.
ومن أجل ذلك -كما يقول- التزم ألا يُغفل التنبيه على ما يلوح له من هذا الفن العظيم في آية من آي القرآن العظيم؛ كلما أُلْهِمَهُ بحسب مبلغ الفهم والتدبر.
ولهذا جاء تفسيره حافلاً بدقائق البلاغة، ونكتها، وأفانينها؛ فلا تكاد تمر بآيةٍ إلا وبيَّن أنها مشتملةٌ على فنٍّ أو أكثر من فنون البلاغة.
ولا تبالغ إذا قلت: إن هذا التفسير خيرُ تطبيقٍ عملي لقواعد البلاغة العربية على آيات القرآن الكريم.
ومن أجل ذلك كثر إيراده للمصطلحات البلاغية؛ فتراه كثيراً ما يقول: وهذا تذييل، أو تتميم، أو اعتراض، أو حذف، أو إيجاز، أو استفهام نوعه كذا وكذا، وتراه يورد الكثير من مسائل التشبيه، والاستعارة بأنواعها، والبديع وأقسامه، وما جرى مجرى ذلك.
فإذا لم يكن القارئ على علمٍ بالبلاغة - حصل عنده إشكالاتٌ كثيرة، والتبس عليه المقصود في مواطن عدة، وفاته علمٌ غزيرٌ، وخيرٌ كثيرٌ، وربما عدَّ العناية بالبلاغة، ومسائلها ضرباً من الترف، أو التملح.
8 - العناية بالقصص القرآني: ويتجلى ذلك من خلال اهتمامه بقصص الأنبياء وأممهم، واستلهام العبر منها.
9 - التعرض للكتب السماوية المحرفة: فكثيراً ما ينقل من التوراة وأسفارها الخمسة، ويبين ما في ذلك من التحريف، والباطل، والصواب.
ويوضح من خلال ذلك صحة القرآن، وسلامته من التحريف.
10 - التنويه بأمهات العبادات: كالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج وغيرها.
فتراه عند مروره بها يعرج على فوائدها، وحكمها، وآثارها الدنيوية والأخروية.
11 - التنويه بمكارم الأخلاق وأصول الفضائل: كالصبر، والحلم، والشكر، والصفح، والعفو، وحسن الخلق، والشجاعة، وعلو الهمة، وأصالة الرأي، وعزة النفس، وإباءة الضيم.
فتراه -في كل سانحة- ينوه بتلك المكارم والفضائل، ويُعلي من شأنها، ويبين حدودها، والفروق بينها، ويدعو إلى التحلي بها، ويبين آثارها الحميدة على الأفراد والأمة.
12 - التحذير من مساوئ الأخلاق وسفاسف الأمور: فتراه كثيراً ما يُحذِّر من الجور، والظلم، والفساد، والكذب، والنفاق، والتبذير وما جرى مجرى ذلك.
13 - العناية بمعالم الإصلاح العامة: فقد جاء تفسيره حافلاً بما ينهض بالأمة، ويُعلي منارها، وينزلها منزلتها اللائقة بها، ويوصلها إلى أعلى مراتب السيادة، وأقصى درجات المجادة.
(يُتْبَعُ)
(/)
14 - الاهتمام بأصول التربية والتعليم: فكثيراً ما يبين السبل التي ترتقي بالتربية، والتعليم، كيف لا، وهو المربي الحكيم الذي باشر التعليم، وسبر أحواله، وخبر علله وأدواءه؟ كيف لا، وقد ألَّف كتابه العظيم (أليس الصبح بقريب) وهو في بواكير حياته؛ حيث كتبه وهو في الرابعة والعشرين من عمره، ذلك الكتاب الذي لم يُؤلَّف مثله في بابه، والذي تحدث فيه عن العلم، وتاريخ العلوم، وتطورها، وأسباب الرقي بمستوى التعلم العربي والإسلامي.
ولهذا جاء تفسيراً حافلاً بالنظرات التربوية؛ حيث يقف عند الآيات التي تشير وترشد إلى معالم التربية، وأصولها، كما في قوله -تعالى- في سورة النساء: [كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ].
15 - الاعتداد بالسلف الصالح، والاعتزاز بالأمة وتاريخها: فبرغم أنَّه ألَّف تفسيره في وقت ضعف المسلمين، وتسلط الاستعمار، وسقوط الخلافة، وتغلغل الأفكار الغربية، وحدوث الهزيمة النفسية، وتأثر الكثير من المثقفين بكل ما مضى - إلا أن ذلك لم يَنَلْ نَيْلَه من الشيخ ابن عاشور بل كان محباً لسلفه الصالح، مفاخراً بهم، معتزاً بأمته، محتفلاً بتاريخها المجيد، نافياً عنه ما علق به من زيف وتحريف.
16 - التنويه بما شاده الأوائل، والحرصُ على الإفادة منه وألا يُقتصر عليه ويوقف عنده: قال -رحمه الله- في مقدمته الرائعة 1/ 7 مشيراً إلى هذا المعنى: =فإن الاقتصار على الحديث المعاد تعطيل لفيض القرآن الذي ما له من نفاد.
ولقد رأيت الناس حول كلام الأقدمين أحدَ رجلين: رجلٍ معتكفٍ فيما شاده الأقدمون، وآخرَ آخذٍ بمعوله في هدم ما مضت عليه القرون، وفي كلتا الحالتين ضرٌّ كثير، وهنالك حالة أخرى ينجبر بها الجناحُ الكسير، وهي أن نعمد إلى ما أشاده الأقدمون فَنُهَذِّبَهُ ونزيده، وحاشا أن ننقضه أو نبيده، عالماً بأن غمض فضلهم كفران للنعمة، وجحد مزايا سلفها ليس من حميد خصال الأمة، فالحمد لله الذي صدق الأمل، ويسر إلى هذا الخير ودل+.
17 - الاعتزاز باللغة العربية: فتراه يتفاخر بها، ويُعلي من شأنها، ويرى أنها أعذب اللغات وأعظمها، وأوسعها مع أنه عاش في وقت الهزيمة -كما مرَّ- وفي وقت كانت العربية توصم بالجمود، وتلاقي كلَّ جحود وكنود.
ومع ذلك لم يفقد ثقته بِلُغَتِه، ولم تنل منه تلك الدعايات فتيلاً أو قطميراً.
كيف لا، وهو الخبير باللغة، العالم بأسرارها، البصير بآدابها وشتَّى فنونها وعلومها؟
18 - العناية بالضوابط، والتعريفات، والحدود: بحيث يتطرق للألفاظ التي تمر به في التفسير، فيعرفها بدقة، ووضوح، وشمول.
19 - الربط بين هداية القرآن لمصالح المعاش الدنيوي، والمعاد الأخروي، كما في تفسيره لقول الله - عز وجل -: [وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ] النحل: 9.
فإنه أتى بكلام بديع حول هذا المعنى.
20 - العناية بعلم الجغرافيا: فقد تبين في تفسيره مدى نبوغه وضلوعه في هذا العلم؛ فكثر إيراده له؛ لأنه يحتاج إليه في تحديد المواضع والأماكن التي ورد ذكرها في القرآن الكريم؛ فلهذا كان يتحرى الصواب، ويحرص على تحقيق مواقع تلك المواضع والأماكن كبابل، ومدين، وثمود، والأحقاف وغيرها.
وقل مثل ذلك في عنايته بخطوط الطول، ودوائر العرض، كما في تفسيره لقوله - تعالى -: [قَالَ مَا مَكَّنَنِي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ] الآية من سورة الكهف.
21 - العناية بالتاريخ: ويظهر ذلك من خلال تتبعه الأحداث، ومعرفة أسباب النزول؛ فتراه يرجح أن هذه السورة أو الآية نزلت أولاً؛ بناءاً على ما ترجح عنده من الحوادث التاريخية وهكذا ...
وتراه يفيد من التاريخ في الأحوال التي نزلت فيها النوازل، فأفتى فيها علماء ذلك المصر بكذا وكذا، وأفتى غيرهم بكذا وكذا.
22 - الاستشهاد بأقوال الفلاسفة، والحكماء: فهو يورد أقوالهم، ويفند ما خالف الحق من آرائهم، ويوظف الحكمة في الاستدلال، والتحليل.
ولهذا تراه يتعرض لأقوال أفلاطون، وأرسطو، وينقل آراء الفلاسفة المنتسبين للإسلام كالكندي، والفارابي، وابن سيناء، ويبين ما فيها من حق، وباطل.
23 - التعرض لمسائل الطب: فالقرآن الكريم ورد فيه إشارات في أصول الطب وحفظ الصحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وابن عاشور كان ذا عناية بالطب، وذا اطلاع على تاريخه، وأصوله، وعلومه؛ فجاء تفسيره محتوياً على نظرات في ذلك الميدان، كما في تفسير قوله -تعالى-: [وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا] الأعراف: 31، وغيرها من الآيات.
24 - التعرض للنظريات في علم الفلك، والطبيعة، وعلم النفس: كما في تفسيره للآيات التي فيها تعرض لبعض المظاهر الفلكية، والطبيعية كالحديث عن السماء، والأرض، والسحاب، والمطر، وتكوين الجنين، وخصائص النبات ونحو ذلك، كما في تفسير قوله - تعالى -: [إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً] التوبة: 36، وغيرها من الآيات.
وكذلك تعرَّض لبعض النظريات في علم النفس، وما جاء في القرآن من الإشارات إلى ذلك العلم.
25 - العناية بعالم الحيوان، والطير: فكثيراً ما يتعرض لها عند ورودها في الآيات، كالكلب، والذئب، والخنزير، والغراب، والهدهد، وغيرها، فتراه يذكر تعريفها، وطبائعها، وفصائلها، ومواطنها، وأنواعها، وغرائب عجائبها.
26 - التعرض للمعادن، وما يستخرج من الأرض: ومن أمثلة ذلك ما جاء في تفسير سورة الإسراء من قوله - تعالى -: [قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً (50)].
فإنه تكلم عن الحديد بكلام عجيب بديع، حيث قسم أصنافه إلى ثمانية عشر صنفاً باعتبار تركيب أجزائه، وبين خصائص كل صنف.
27 - إيراد اللطائف والنوادر والمُلح: فكثيراً ما يورد ذلك في ثنايا تفسيره لبعض الآيات؛ حتى يعضد المعنى الذي يرجحه أو يميل إليه، ولأجل أن يخفف من جفوة المباحث الجادة، ويلطف عنف الممارسة للمناقشات القوية الرصينة؛ فلهذا أودع في تفسيره كثيراً من القصص التاريخية، والنظرات النقدية، والمُلح والنوادر والأفاكيه الأدبية التي تُروِّح عن القارئ، وتعضد ما هو بصدده.
28 - جزالة الأسلوب: فقد كتب تفسيره بأسلوب عربي بليغ قوي أخَّاذ، شديد الأسر، محكم النسج.
29 - توظيف الثقافة والمعارف: فقد وظَّف ثقافته ومعارفه أحسن توظيف لخدمة الغرض الذي يرمي إليه؛ فجاء تفسيره حافلاً بالشواهد التاريخية، والأساليب البيانية، والفوائد العلمية.
30 - إرجاع الأشياء إلى أصولها، وأسبابها الأولى: فإذا مر به عادة من العادات، أو خرافة من الخرافات، أو عمل يعد رمزاً لأمر من الأمور - رجع إلى أصل ذلك، ومبدأه، وسببه.
ومن الأمثلة على ذلك كلامه على الحمامة وغصن الزيتون، وكونهما رمزاً للسلام، وبداية ذلك، وأصله، وذلك كما في حديثه عن طوفان نوح - عليه السلام -
31 - لزوم العدل، وتحري الإنصاف: قال -رحمه الله- في مقدمته 1/ 7: =فجعلت حقاً عليَّ أن أبدي في تفسير القرآن نكتاً لم أرَ من سبقني إليها، وأن أقف موقف الحكم بين طوائف المفسرين تارةً لها وآونةً عليها+.
وقد صدق -رحمه الله- في ذلك؛ فكان يلزم العدل، ويتحرى الإنصاف في مسائل الخلاف التي يوردها.
32 - الحرص على الموازنة، والترجيح والمناقشة الحرة: وهذه الفقرة قريبة من سابقتها؛ فهو يوازن، ويرجح، ويناقش بنزاهة وحرية بعيداً عن التعصب؛ فبرغم أنه مالكي المذهب إلا أنه قد يخالف المالكية، وقد ينتقد بعض علمائهم فيما يوردونه.
وتراه يورد كلاماً لأئمة اللغة وأساطين البلاغة، وعلماء التفسير كالزمخشري، والسكاكي، وابن عطية، فيوازن بين أقوالهم، ويناقشهم، وربما استدرك عليهم وخالفهم.
33 - سمو العبارة، وهدوء النبرة، ولزوم الأدب: فلا ترى عنده تسفيهاً للخصوم، ولا رمياً بالتهم جزافاً، ولا تعنيفاً على المخالف.
بل تجد عنده العبارة المهذبة، والأدب العالي، والرفق بالمخالف.
34 - الأمانة العلمية: وتتجلى هذه المزية في عزو النقول، والدقة في ذلك، وترك التزيُّد على المخالفين، إلى غير ذلك.
35 - طول النَّفس، والدأب في تتبع المسائل: فتراه يورد المسألة ويطيل فيها، ويورد الأقوال عليها، فلا يَفْرُغ منها إلا وقد قتلها بحثاً وتحريراً.
ولا تراه يقتنع بكل ما قيل، بل يَرُدُّ ما لا يعضده البحث والدليل، كما في مسألة براءة القرآن من الشعر.
ولا أدل على طول نفسه من كونه فسر القرآن في مدة تسعة وثلاثين وستة أشهر، وهو عمر بحد ذاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يدل على ذلك -أيضاً- استدراكه على نفسه فقد يقرر شيئاً، أو يفوته شيء، أو يتبين له الصواب، أو يظهر له مزيد فائدة فيما بعد؛ فتراه بعد ذلك ينبه القارئ، ويوصيه بأن يُلحق الفائدة الجديدة بنظيراتها مما سبق تفسيره.
ولا ريب أن طول مدة التأليف تمده بما يستجد له من المعارف والأبحاث.
36 - تعاهده لتفسيره بالتهذيب، والتشذيب، والزيادة: وهذه الفقرة قريبة من السابقة؛ فيظهر من خلال التتبع أنه بعد أن فرغ من تفسيره صار يتعاهده بالتشذيب، والتهذيب قبل أن يطبع، بدليل أنه قد أشار في خاتمة التفسير أنه انتهى منه عام 1380هـ، ومع ذلك يورد فوائد ونقولاً من كتب ثم يحيل إليها في الهامش، وربما ذكر تاريخ طباعة تلك الكتب المحال إليها وهي تحمل تاريخاً حديثاً بالنسبة لتاريخ انتهائه من التفسير، أي أنها صدرت بعد انتهائه من تفسيره.
مثال ذلك ما نجده في تفسير سورة الإسراء 15/ 19، حيث نقل كلاماً من كتاب، ثم عزا إليه في الهامش، وقال: =حرَّره عارف عارف في المجلة المسماة: (رسالة العلم) بالمملكة الأردنية عدد 2 من السنة 12 كانون الأول سنة 1968م+ ا-هـ.
وهذه السنة الميلادية توافق بالتاريخ الهجري سنة 1388هـ تقريباً.
وهذا يعني أنه أضاف هذه الفائدة بعد فراغه من التفسير بثمان سنوات.
37 - كثرة النقول: فالتفسير طافح بالنقول عن الأئمة والعلماء في شتى الفنون سواءٌ كانت شرعية، أو لغوية، أو بلاغية، أو غيرها من فروع العلم والثقافة العامة.
38 - كثرة الاستشهاد: سواء بالأشعار، أو الأمثال، أو الحوادث العامة، فجاء تفسيره حافلاً بالشواهد من هذا القبيل، كما في قصة الوزير الأندلسي محمد بن الخطيب السلماني مع ملك المغرب، انظر 1/ 482 - 483 من التفسير.
39 - التكرار: فكثيراً ما يورد الشاهد، أو القصة، أو الحادثة في أكثر من موضع ومناسبة.
كما في استشهاده ببيت عمرو بن معدي كرب:
أمن ريحانة الداعي السميع .... يؤرقني وأصحابي هجوع
وكما في بيت الأحوص:
وإذا تزول تزول عن متخمط ... تخشى بوادره على الأقران
وكما في بيت بشار:
بكِّرا صاحبيَّ قبل الهجير ... إن ذاك النجاح في التبكير
وكما في استشهاده بقصة سيف الدولة مع المتنبي في بيتيه اللذين يقول فيهما:
وقفت وما في الموت شك لواقف ... كأنك في جفن الردى وهو نائم
تمر بك الأبطال كلمى هزيمة ... ووجهك وضَّاح وثغرك باسم
إلى غير ذلك من الأمثلة الكثيرة المكررة.
فهذا هو مجمل منهج الشيخ ابن عاشور في تفسيره، وخلاصة مزاياه، وما اشتمل عليه.
ولم أُكثر من إيراد الأمثلة، والشواهد على ما ذُكر؛ رغبة في الإيجاز.
ومن خلال ذلك يتضح لنا أن ابن عاشور يرى أن القرآن كتاب هدى وإصلاح، ومنبع علوم وآداب.
ـ[هلال بن بلال]ــــــــ[06 Oct 2006, 03:04 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ محمد شوقتني لقراءة الكتاب.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[06 Oct 2006, 09:31 م]ـ
شكر للشيخ الكريم ما جاد به من الفوائد القيمة , خاصة تلك النظرة المنصفة , والتفصيل الجيد في بيان عقيدة ابن عاشور رحمه الله.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[07 Oct 2006, 10:35 ص]ـ
للرفع
ولا يعرف الكتاب حقاً إلا من قرأه حقاً ..
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[07 Oct 2006, 06:39 م]ـ
هذا التفسير بحق أحسن تفاسير المعاصرين، والمؤلف ـ غفرالله له ـ قد أفنى حياة طويلة في كتابته، ومن عجائبه أنك لا تكاد تخطئ شيئًا جديدًا او تحريرًا مفيدًا في الآية تلو الآية، كما يعجب القارئ من اتحاد نفس المؤلف، وبقائه على صبغة واحدة في التأليف من أول الكتاب إلى آخره؛ لأنك ترى الكثرة الكاثرة من التفاسير يستدُّ ساعد مؤلفيها في أولها، ثم سرعان ما تضعف تلك الساعد فتقل التحريرات، ويقل التفسيرفيعضها تجد البقرة في مجلد، وما سواها من سور القرآن في سبع مجلدات.
وهذا النفس المتواصل يدل على طول بال، وحرص على التحقيق والتحرير، ولا يعرف قدر هذا التفسير إلا من عرف مشكلات التفسير، فوجد الحلَّ عندهذا النحرير.
ـ[الراية]ــــــــ[13 Jul 2008, 01:37 م]ـ
ابن عاشور ومنهجه في تفسيره التحرير والتنوير
عبدالله بن ابراهيم الريس
رسالة ماجستير من جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية
كلية اصول الدين - قسم القران وعلومه
عام 1408هـ
ولا اعلم عن طبعها؟
ـ[أحمد بوعود]ــــــــ[13 Jul 2008, 05:13 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أحببت ان أسهم مع إخوتي في هذا الموضوع مقترحا
الإطار النظري للتفسير المقاصدي عند ابن عاشورعلى أن أعرض نماذج تطبيقية قابلا إن شاء الله:
سنحاول هنا الاقتراب من الإطار النظري الذي كان ينطلق منه ابن عاشور رحمه الله في فهمه للقرآن الكريم، وذلك عبر رؤيته لمقاصد الشريعة، ورؤيته الكلية للقرآن الكريم.
1 - مقاصد الشريعة كما رآها ابن عاشور
أولا: التعريف
إن الشاطبي رحمه الله لم يعط تعريفًا واضحًا لمقاصد الشريعة، وإنما اكتفى بالقول: "إن وضع الشرائع إنما هو لمصالح العباد في العاجل والآجل معًا" (1). وقال في موضع آخر "المقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج المكلف عن داعية هواه، حتى يكون عبدًا لله اختيارًا، كما هو عبد لله اضطرارًا" (2)
أما صاحبنا ابن عاشور الذي جاء بعده فقد عرف المقاصد بما يلي: "مقاصد التشريع العامة هي المعاني والحكم الملحوظة للشارع في جميع أحوال التشريع أو معظمها بحيث لا تختص ملاحظتها بالكون في نوع خاص من أحكام الشريعة، فيدخل في هذا أوصاف الشريعة، وغايتها العامة، والمعاني التي لا يخلو التشريع عن ملاحظاتها، ويدخل في هذا أيضًا معانٍ من الحكم ليست ملحوظة في سائر الأحكام ولكنها ملحوظة في أنواع كثيرة منها". (3)
فجعل مقاصد الشريعة هنا تلك المعاني والأوصاف التي يتصف بها التشريع على اختلاف أحكامه ومجالاته.
وقال في موضع آخر: "المقصد العام من التشريع حفظ نظام الأمة واستدامة صلاحه بصلاح المهيمن عليه وهو الإنسان". (4)
وهنا حسم ابن عاشور مقررا أن المقصد العام من التشريع يتمثل في المحافظة على حفظ نظام الأمة بصلاح المهيمن عليه وهو الإنسان. فربط بين الفرد ومجتمعه في مسئوليته في ذلك.
ثم يعود مؤكدا أن "مقصد الشريعة الأعظم، نوط أحكامها المختلفة بأوصاف مختلفة تقتضي تلك الأحكام، وأن يتبع تغير الأحكام تغير الأوصاف" (5). وهذا ما تبين له من خلال استقراء أقوال الشارع صلى الله عليه وسلم وتصرفاته، ومن الاعتبار بعموم الشريعة الإسلامية ودوامها.
لكن الدكتور طه عبد الرحمن يوضح أن التعريف الذي يوفي بحقيقة علم المقاصد هو، باختصار، أنه علم الصلاح، إذ يجيب هذا العلم عن السؤال التالي: وهو كيف يكون الإنسان صالحا؟ أو كيف يأتي الإنسان عملا صالحا؟ (6) وعلى هذا يكون علم المقاصد علما أخلاقيا موضوعه الصلاح الإنساني.
ثانيا: الوظيفة
أراد ابن عاشور رحمه الله أن "يكون (كتابه مقاصد الشريعة الإسلامية) نبراسا للمتفقهين في الدين ومرجعا بينهم عند اختلاف الأنظار وتبدل الأعصار، وتوسلا إلى إقلال الاختلاف بين فقهاء الأمصار، ودربة لأتباعهم على الإنصاف في ترجيح بعض الأقوال على بعض عند تطاير شرر الخلاف". (7)
فالغرض من كتاب مقاصد الشريعة الإسلامية لا ينفصل عن الغرض من مقاصد الشريعة نفسها، بل إن الغرضين متطابقان.
وهكذا، فإن مقاصد الشريعة الإسلامية، كما يريدها ابن عاشور:
_نبراس للمتفقهين في الدين.
_مرجع بينهم عند اختلاف الأنظار وتبدل الأعصار.
_توسل إلى إقلال الاختلاف بين فقهاء الأمصار.
_دربة لأتباعهم على الإنصاف في ترجيح الأقوال بعضها على بعض الأقوال عند تطاير شرر الخلاف.
وما دعا ابن عاشور إلى صرف همته إليه ما رأى من عسر الاحتجاج بين المختلفين في مسائل الشريعة ...
إذن، فالغاية من مقاصد الشريعة أن تكون أداة يمتلكها الفقهاء (أو المتفقهون في الدين بتعبير ابن عاشور) حتى يحسنوا التعامل مع الاختلاف وقضاياه. وهذا الاختلاف لا يقصره ابن عاشور على اختلاف فقهاء عصر واحد ومصر واحد، بل يسعى إلى التقليل منه بين فقهاء الأمصار، وعند تبدل الأعصار.
وأود أن ألاحظ هنا أن مقاصد الشريعة تضع الاختلاف بين فقهاء الأمصار والأعصار في إطاره الصحيح، وتهيئ العقول والقلوب لتقبله من غير حساسية، وتحد من عواقبه وما يمكن أن ينتج عن ذلك من تطاحن ... ذلك أن الحكم يدور مع علته وجودا وعدما. وهذه العلة تختلف باختلاف الزمان والمكان ...
2 - الرؤية المقاصدية الكلية لابن عاشور رحمه الله
أولا: المقصد من كون العرب حاملي رسالة الإسلام
يرى ابن عاشور رحمه الله أن الله عز وجل الله اختار العرب لحمل شريعة الإسلام خاتمة الرسالات إلى سائر المخاطبين بها، لأنهم يومئذ امتازوا من بين الأمم باجتماع صفات أربع لم تجتمع في التاريخ لأمة من الأمم، وتلك هي:
(يُتْبَعُ)
(/)
- جودة الأذهان.
- وقوة الحوافظ.
- وبساطة الحضارة والتشريع.
- والبعد عن الاختلاط ببقية أمم العالم. (8)
ثانيا: المقامان الأساسان للتشريع
يقول ابن عاشور: إن للتشريع مقامين:
- المقام الأول: تغيير الأحوال الفاسدة وإعلان فاسدها، هذا المقام هو المشار إليه بقوله تعالى: (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور) (البقرة:257)، وقوله تعالى: (ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم) (المائدة:16).
- المقام الثاني: تقرير أحوال صالحة قد اتبعها الناس، وهي الأحوال المعبر عنها بالمعروف في قوله سبحانه وتعالى: (يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الأعراف:157). (9)
فما كان صالحًا من الأحوال لم يلغه القرآن، بل أبقى عليه ما دام لا يعارض مبادئ الإسلام ومصلحة المسلمين، كالطواف والسعي. أما ما كان مناقضًا لذلك فالإسلام ألغاه أو عدله حتى يصبح وفق الإسلام، كتعدد الزوجات وعقوبة القاتل.
يقول: «وأكثر ما يحتاج إليه في مقام التقرير هو الحكم بالإباحة، لإبطال غلو المتغالين بحملهم على مستوى السواد الأعظم من البشر الصالح، كما قال تعالى: (ويحل لهم الطيبا ت ويحرم عليهم الخبائث) (الأعراف:157)، فإن الطيبات تناولتها الناس، وشذ فيها بعض الأمم وبعض القبائل، فحرموا على أنفسهم طيبات كثيرة». (10)
ثالثا: المقاصد الكبرى للقرآن الكريم
يرى ابن عاشور رحمه الله أن القرآن الكريم يتميز بكونه:
1 - الجامع لمصالح الدنيا والدين.
2 - الحاوى لكليات العلوم ومعاقد استنباطها.
3 - الآخذ قوس البلاغة من محل نياطها. (11)
وفي المقدمة الرابعة يحدثنا ابن عاشور رحمه الله عن مقاصد القرآن فيقول: "إن القرآن أنزله الله تعالى كتابا لصلاح أمر الناس كافة رحمة لهم لتبليغهم مراد الله منهم. قال الله تعالى: (وأنزلنا إليك الكتاب تبيانا لكل شيء هدى ورحمة وبشرى للمسلمين) (النحل: 89) فكان المقصد الأعلى منه صلاح الأحوال الفردية والجماعية و العمرانية، فالصلاح الفردي يعتمد تهذيب النفس و تزكيتها، ورأس الأمر فيه صلاح الاعتقاد لأن الاعتقاد مصدر الآداب و التفكير، ثم صلاح السريرة الخاصة، وهي العبادات الظاهرة كالصلاة، و الباطنة كالتخلق بترك الحسد والحقد والكبر.
و أما الصلاح الجماعي فيحصل بالصلاح الفردي إذ الأفراد أجزاء المجتمع، ولا يصلح الكل إلا بصلاح أجزائه، ومن شيء زائد على ذلك وهو ضبط تصرف الناس بعضهم مع بعض على وجه يعصمهم من مزاحمة الشهوات ومواثبة القوى النفسانية. وهذا علم المعاملات، و يعبر عنه الحكماء بالسياسة المدنية.
و أما الصلاح العمراني فهو أوسع من ذلك، إذ هو حفظ نظام العالم الإسلامي، وضبط تصرف الجماعات، والأقاليم بعضهم مع بعض على وجه يحفظ مصالح الجميع، ورعى مصالح الكلية الإسلامية، وحفظ المصلحة الجامعة عند معارضة المصلحة القاصرة لها، ويسمى هذا بعلم العمران وعلم الاجتماع". (12)
ثم يقول: "أليس قد وجب على الآخذ بهذا الفن أن يعلم المقاصد الأصلية التي جاء القرآن لتبيانها فلنلم بها الآن بحسب ما بلغ إليه استقراؤنا، وهي ثمانية أمور (13):
1 - إصلاح الاعتقاد وتعليم العقد الصحيح. وهذا أعظم سبب لإصلاح الخلق.
2 - تهذيب الأخلاق.
3 - التشريع و هو الأحكام خاصة وعامة.
4 - سياسة الأمة وهو باب عظيم في القرآن القصد منه صلاح الأمة وحفظ نظامها.
5 - القصص و أخبار الأمم السالفة للتأسي بصالح أحوالهم ... وللتحذير من مساوئهم.
6 - التعليم بما يناسب حالة عصر المخاطبين، و ما يؤهلهم إلى تلقى الشريعة ونشرها، وذلك علم الشرائع وعلم الأخبار وكان ذلك مبلغ علم مخالطي العرب من أهل الكتاب.
7 - المواعظ والإنذار والتحذير والتبشير.
8 - الإعجاز بالقرآن ليكون آية دالة على صدق الرسول.
ثم يقول ابن عاشور: "غرض المفسر بيان ما يصل إليه، أو ما يقصده من مراد الله تعالى في كتابه بأتم بيان يحتمله المعنى، ولا يأباه اللفظ من كل ما يوضح المراد من مقاصد القرآن، أو ما يتوقف عليه فهمه أكمل فهم، أو يخدم المقصد تفصيلاً و تفريعاً .. مع إقامة الحجة على ذلك إن كان به خفاء، أو لتوقع مكابرة من معاند أو جاهل، فلا جرم كان رائد المفسر في ذلك أن يعرف على الإجمال مقاصد القرآن مما جاء لأجله، و يعرف اصطلاحه في إطلاق الألفاظ، و للتنزيل اصطلاح وعادات، وتعرض صاحب الكشاف إلى شيء من عادات القرآن في متناثر كلامه في تفسيره" (14) ..
هوامش:
1 - الشاطبي، الموافقات 2/ 6.
2 - نفسه 2/ 168.
3 - ابن عاشور، مقاصد الشريعة الإسلامية ص 51.
4 - نفسه، ص 63.
5 - نفسه، ص 136.
6 - يقوم هذا العلم في نظر د. طه على نظريات ثلاث هي: نظرية الأفعال، نظرية النيات، نظرية القيم. تجديد مقاصد الشريعة، طه عبد الرحمن، مجلة قضايا إسلامية معاصرة عدد 8.
7 - ابن عاشور، مقاصد الشريعة الإسلامية ص 5.
8 - نفسه ص 89.
9 - نفسه ص 102.
10 - نفسه ص 103.
11 - التحرير والتنوير 1/ 5.
12 - نفسه 1/ 38.
13 - نفسه 1/ 40 – 41.
14 - نفسه 1/ 41 – 42.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[13 Jul 2008, 07:42 م]ـ
منهجه في العقيدة: لقد سار -في الجملة- على منهج السلف الصالح في أبواب العقيدة عدا آيات الصفات؛ فهو يسير فيها على وفق منهج الأشاعرة0
هذه عبارة الشيخ محمد وفقه الله وأتمنى أن يبين لنا مالذي يخالف فيه الاشاعرة السلف الصالح في غير آيات الصفات في أبواب العقيدة كما يفهم من عبارتة هذه
ـ[ايت عمران]ــــــــ[13 Jul 2008, 11:32 م]ـ
جزى الله الشيخ محمد على هذا التوضيح.
وأقول للشيخ فاضل: قبل أن يجيبك الشيخ أحيلك في مخالفة متأخري الشاعرة للسلف على هذه المسائل:
ـ تعريف الإيمان وهل يزيد وينقص ويتفاضل فيه أهله؟
ـ باب القدر وهل الإنسان مخير أو مصير؟ ومعنى القول بالكسب.
ـ التوسل والاستغاثة.
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[14 Jul 2008, 07:42 ص]ـ
جزاك الله خير ا أخي ايت عمران ويكفى هذا والذي كنت أقصده وحصل منك وفقك الله بيان مخالفاتهم هنا للتوضيح لمرتادي الملتقى
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[14 Jul 2008, 03:52 م]ـ
ما شاء الله، جزاك الله خيراً يا شيخ محمد الحمد على هذا الجهد المشكور والقيم في بيان منهج ابن عاشور رحمه الله وعسى الله أن يبعث في الأمة من أمثاله ..
ـ[السامي]ــــــــ[14 Jul 2008, 05:56 م]ـ
هذا المنهج الذي ذكرته بناء على استقراء منصف هو ما نريده مع مناهج كل المفسرين، بارك الله لك في علمك وعملك.(/)
مواعظ المفسرين (5/ 12)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[04 Oct 2006, 01:22 ص]ـ
الموعظة الخامسة
قال العلامة السعدي في تفسيره لقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا * خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلا) [الكهف الآيات 107 - 108].
(أي: إن الذين آمنوا بقلوبهم، وعملوا الصالحات بجوارحهم، وشمل هذا الوصف جميع الدين، عقائده، وأعماله، أصوله، وفروعه الظاهرة، والباطنة، فهؤلاء -على اختلاف طبقاتهم من الإيمان والعمل الصالح -لهم جنات الفردوس ...
فجنة الفردوس نزل، وضيافة لأهل الإيمان والعمل الصالح، وأي ضيافة أجل وأكبر، وأعظم من هذه الضيافة؟! المحتوية على كل نعيم، للقلوب، والأرواح، والأبدان، وفيها ما تشتهيه الأنفس. وتلذ الأعين، من المنازل الأنيقة، والرياض الناضرة، والأشجار المثمرة،. والطيور المغردة المشجية، والمآكل اللذيذة، والمشارب الشهية، والنساء الحسان، والخدم، والولدان، والأنهار السارحة، والمناظر الرائقة، والجمال الحسي والمعنوي، والنعمة الدائمة، وأعلى ذلك وأفضله وأجله، التنعم بالقرب من الرحمن ونيل رضاه، الذي هو أكبر نعيم الجنان، والتمتع برؤية وجهه الكريم، وسماع كلام الرؤوف الرحيم، فلله تلك الضيافة، ما أجلها وأجملها، وأدومها وأكملها"، وهي أعظم من أن يحيط بها وصف أحد من الخلائق، أو تخطر على القلوب.
فلو علم العباد بعض ذلك النعيم علما حقيقيا يصل إلى قلوبهم، لطارت إليه قلوبهم بالأشواق، ولتقطعت أرواحهم من ألم الفراق، ولساروا إليه زرافات ووحدانا، ولم يؤثروا عليه دنيا فانية، ولذات منغصة متلاشية، ولم يفوتوا أوقاتا تذهب ضائعة خاسرة، يقابل كل لحظة منها من النعيم من الحقب آلاف مؤلفة، ولكن الغفلة شملت، والإيمان ضعف، والعلم قل، والإرادة نفدت فكان ما كان، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) انتهى.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[04 Oct 2006, 04:44 ص]ـ
جزاك الله خيراً(/)
الشيخ عبد الرحمن السعدي كما عرفته ... ترجمة جديدة تأليف الشيخ عبد الله بن عقيل ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[04 Oct 2006, 05:14 ص]ـ
الحمد لله .. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
فقد صدر كتيب صغير عنوانه:
الشيخ عبد الرحمن السعدي كما عرفته
تأليف:
الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل حفظه الله
وأصله محاضرة ألقيت في الرياض بتاريخ 21/ 8 / 1424هـ، والكتيب يتحدف فيه فضيلة الشيخ عبد الله بن عقيل حفظه الله عن شيخه السعدي رحمه الله حديثاً شيقاً ومما ذكر حفظه الله:
- بداية تتلمذه على الشيخ ومدة ذلك.
- ولادة الشيخ ونشأته.
- طلبه للعلم ومشائخه.
- أخلاقه.
- زهده وعبادته.
- إمامته لجامع عنيزة.
- مبادراته.
- مكتبته.
- عزوفه عن القضاء.
- موقفه من ولاة الأمر ومن الملك عبد العزيز.
- خطبة الشيخ ابن سعدي عن الملك عبد العزيز.
- جلساته للطلاب.
- طريقة تدريسه.
- حفظه لوقته.
-الكتب التي تقرأ عليه.
- طلاب الشيخ وتلامذته.
- مؤلفاته.
- أبناؤه.
- مرضه ووفاته.
- ثم ختم حفظه الله بترجمة مختصرة لنفسه.
وهذا كله يقع في أقل من 60 صفحة .. اعتنى بتفريغ المادة الأستاذ مساعد بن عبد الله بن عبدالرحمن السعدي جزاه الله خيراً ..
ولعله إن اتسع الوقت أنقل بعض نفائس مافي الكتب ..
والله أعلم ...(/)
العالم الفقيه (سعد الله البرزنجي) هل ... ؟
ـ[أبو العالية]ــــــــ[04 Oct 2006, 10:23 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
ما أروع أن تكتحل العيون بالعالم الرَّباني، وما أسمى الحياة في أكناف هذه الصفوة من الخلق.
ومتى ما رزقك الله يا طالب العالم هذا النوع من الناس؛ فاشدد وثاقق به، وعضَّ عليه بالنواجذ ولو تكسرن! وقل:
(ذهاب الروح ولا ذهابك)
حقيقة كم يخون اللسان عن التعبير عمَّا في الضمير؛ فتكاد تبكي من روعة ما تجد مما في قلبك، ولكن لا سبيل إلى خروجها على طيات الورق؛ لتسطِّر بمداد العين سمات العالم الرباني!
بل من العجب أن ترمق بعينيك إلى عالم عامل يحب خدمتك أيها الناشئ في العلم، بل ويفصح لك بقوله:
(أنا خادم لكم!!) فآآ آ آ آ ه ما احلاها وما أزكاها وهي ترنُّ بصداها في القلب.
سبحان الله! أمعقولٌ أننا غير نيام؟
هل هذا موجود فعلاً؟
أحبتي الفضلاء: لقد لمست ما قلت من ذلكم العالم فضيلة الشيخ العلامة الاستاذ الدكتور:
سعد الله البرزنجي حفظه الله
فهالني ما رأيت من أدب وخلق وتواضح والعجب أنه بحر كبير في العلم.
فما أن رأيته، إلا وهالني سمته وهدْيه، ولا تسل عن انعقاد اللسان؛ فوربي لم ينطق بحرف واحد، وقد أعدَّ العدة للعلم، ولكن والله هيبة العالم الرباني.
ولقد ذكرني هذا الموقف بحادثتين كانتا معي:
أولى: مع سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله
والثانية مع فضيلة الشيخ المحدِّث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
كنت مستعداً بكناشة الاسئلة والاستشكالات؛ فما أن رأيتُ سما حة الشيخ ابن باز في مكتبه في مكة، والشيخ الألباني في بيته _ وكان التعويل علىَّ من بعض الرفقة للسؤال _؛ فلم أقدر أن أتفوَّه بكلمة.
ألا فليهنأ أهل العلم بعلمهم، وليعرف طلبة العلم الصغار _ أمثالي _ قدر أهل العلم؛ فوالله إن المغبون كل الغبن من ضيَّع على نفسه لذة العلم ومناجاة العلم عن أمثال هؤلاء.
اخي الحبيب:
ما سبق سمِّه تمهيداً أو مقدمة أو خاطرة، قل ما شئت!
ولكن السؤال هو:
من منكم يعرف هذا «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®» العالم الفقيه العراقي: (أ. د. سعد الله البرزنجي) حفظه الله «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»
فأنا متشوِّق لأخباره لعظيم ما رأيت منه خلال ساعات معدودة!
فمن له؟
ودمتم على الخير أعواناً.(/)
استفسار
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[05 Oct 2006, 01:54 ص]ـ
أيها الأخوة الكرام:
سألني أحد طلبة العلم المهتمين بالتفسير الأثري عن أبرز العلماء المهتمين بهذا اللون من التفسيرفي العالم العربي وكذا المراكز العلمية المتخصصة , رغبة منه في السفر إليهم , واللقاء بهم للاستفادة منهم , فأرجو ممن يعرف أحداً منهم ذكره هنا أو مراسلتي , وجزاكم الله خيراً.
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[05 Oct 2006, 11:41 م]ـ
من المهتمين بذلك فضيلة الدكتور حكمت بشير ياسين حفظه الله وهو يسكن بالمدينة المنورة(/)
رب فكر أورث كفراً .. الجابري يأتي بثالثة الأثافي،ويزعم نقص القرآن وتحريفه!!
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[05 Oct 2006, 02:00 ص]ـ
أرجو قراءة الموضوع على هذا الرابط في نافذة الانتصار للقرآن:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=6568(/)
هل كذب عبد الله بن عمرو بن العاص
ـ[ابو يزيد]ــــــــ[05 Oct 2006, 07:47 ص]ـ
الإخوة الفضلاء في ملتقى أهل التفسير، أعلم يقينا أنني تجاوزت تعليمات الملتقى بطرح سؤالي هذا هنا والصواب طرحه في ملتقى أهل الحديث ولكن لثقتي ومعرفتي بالقائمين على هذا الموقع وسعة اطلاعهم وعلمهم رأيت طرح سؤالي هنا للفائدة ولأهمية ذلك بالنسبة لي ولكثير من طلبة العلم الذين تناقشت معهم في هذه المسألة وسؤالي هو:
هل استعمل عبد الله بن عمرو بن العاص الكذب مع الرجل الذي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه من أهل الجنة والذي رواه أنس بن مالك قال كنا يوما جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يطلع عليكم الآن من هذا الفج رجل من أهل الجنة قال فاطلع رجل من أهل الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد علق نعليه في يده الشمال فسلم فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فطلع ذلك الرجل على مثل المرة الأولى فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضا فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأول فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال إني لاحيت ابي فأقسمت ألا ادخل عليه ثلاثا فإن رأيت ان تؤويني إليك حتى تمضي الثلاث فعلت قال نعم قال أنس كان عبد الله يحدث أنه بات معه ثلاث ليال فلم يره يقوم من الليل شيئا غير أنه إذا تعار انقلب على فراشه و ذكر الله وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر قال عبد الله غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرا فلما مضت الثلاث وكدت أحتقر عمله قلت يا عبد الله لم يكن بيني وبين والدي هجرة ولا غضب ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث مرات يطلع الآن علكيم رجل من أهل الجنة فاطلعت ثلاث مرات فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك فأقتدي بك فلم أرك تعمل كبير عمل فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما هو إلا ما رأيت قال فانصرفت عنه فلما وليت دعاني فقال ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي على أحد من المسلمين غشا ولا أحسده على ما أعطاه الله إياه إليه فقال عبد الله هذه التي بلغت بك هي التي لا نطيق)
آمل ممن لديه اطلاع واسع إفادتي عاجلا حيث إن اطلعت على العديد من البحوث في الحديث المذكور وأرغب المزيد
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضى
ـ[منصور مهران]ــــــــ[05 Oct 2006, 02:48 م]ـ
في البدء نعرف من دلالات اللغة أن (الملاحاة) تدور مع المنازعة أو الملاومة أو المباغضة أو الممانعة أو المدافعة وأشباه ذلك: وكل ذلك صحيح ثم يتحدد المعنى الدقيق بحسب حالة المخاصمة.
والثابت في التاريخ أن عبد الله بن عمرو أسلم قبل أبيه، وحسبك بها من خصومة، فحين يقول عبد الله بن عمرو: (إني لاحيت أبي) فقد صدق إذ إنه لاحاه حقا بإسلامه وأبوه باق على الكفر - كان ذلك في زمن مضى فعرض به عبد الله ليستغني عن الكذب -.
وأما عن قسم عبد الله أن لا يدخل على أبيه ثلاثا، فقد يكون عنى بها الأيام التي عزم على ملازمة هذا الرجل في بيته خلالها وعقد على ذلك نيته، والقسم على عدم الدخول على أبيه لا يمنع أن يلقى أباه في الطريق أو في المسجد؛ لأن الدخول في العرف يختص بدخول بيت الرجل أو مجلسه الذي يجلس فيه عادة، فكل كلام عبد الله جاء من باب المعاريض، والله أعلم.
والحديث جاء أيضا في مسند أحمد ج 20 ص 124 - 125، وقال محققه: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[05 Oct 2006, 06:26 م]ـ
الحديث من رواية الزهري عن أنس
قال المزي في تحفة الأشراف بعد إيراده طرف الحديث " قال حمزة بن محمد الكناني الحافظ: لم يسمعه الزهري من أنس، رواه عن رجل عن أنس، كذلك رواه عقيل وإسحاق بن راشد وغير واحد عن الزهري وهو الصواب " تحفة الأشراف 1/ 395
وقال الحافظ ابن حجر في النكت الظراف " قلت: وذكره البيهقي في الشعب: أن شعيبا رواه عن الزهري: حدثني من لا أتهم عن أنس. ورواه معمر عن الزهري أخبرني أنس، كذلك أخرجه أحمد في المسند عنه، ورويناه في مكارم الأخلاق، وفي عدة أمكنة عن عبد الرزاق، وقد ظهر أنه معلول النكت الظراف بحاشية التحفة 1/ 395.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[10 Oct 2006, 12:58 ص]ـ
وقد سبق ابنَ حجر الإمامُ الحافظ الكبير أبو الحسن الدارقطني في العلل،فأعله بهذه العلة التي تفضل بذكرها أخونا أبو صفوت ـ جزاه الله خيراً ـ وأنا أكتب من الذاكرة،فلا أذكر رقم الجزء والصفحة.
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 Oct 2006, 11:06 م]ـ
رابط قد يفيد:
هل كذب عبد الله بن عمرو!! وإلا ما حكم هذا الحديث (افتوني)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=74&highlight=20559
ـ[ابو يزيد]ــــــــ[15 Oct 2006, 07:39 ص]ـ
شكر الله لكم جميعا إفادتكم. وبارك الله في علمكم. وكلمة أقولها: ليس هناك شيء أحلى من الجلوس مع كتاب الله تعالى ثم الجلوس مع أهل العلم أمثالكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[17 Oct 2006, 11:41 م]ـ
للصحابة رضوان الله محبة ومهابة في النفوس، فحبذا لو غير العنوان الذي جعل للموضوع بعبارة ألطف مما ذكر وفق الله الجميع لكل خير.
ـ[ابواحمد]ــــــــ[18 Oct 2006, 06:39 ص]ـ
وهناك أمر آخر وهو قوله (هذه التي لا نطيق) بعد قول الرجل (غير اني لا ابيت ليلة وفي قلبي حقد او غش على احد من المسلمين) ....
فهل يعني هذا انهم يبيتون و قلوبهم قد اصابها الغش والحقد على المسلمين؟؟؟ معاذ الله
وهناك ايضا اشكال آخر وهو ان في بعض الطرق جاء قوله (دخل علينا رجل من الانصار) وفي الطريق الاخر من روايات الحديث (دخل علينا سعد بن ابي وقاص) ومعلوم ان سعدا من المهاجرين وليس من الانصار بل هو اخر المهاجرين موتا
والاشكال الاهم عندي هو: لماذا عبد الله بن عمرو لم يبشر الرجل بأنه من أهل الجنة بدل ان يجلس وياكل ويبيت عند الرجل ثلاثة ايام بلياليها ليعرف عمله بينما كان بالامكان ان يسأله دون ان يشق عليه فهذا خبر وبشرى عظيمة فالرسول عليه الصلاة والسلام جاء الى بلال رضي الله عنه وسأله أخبرني عن ارجى عمل عملته فقد سمعت خشخشة نعليك في الجنة؟؟ ..... الحديث
ـ[عماد الدين]ــــــــ[23 Oct 2006, 01:06 م]ـ
العتب على من يذكر هذه الحادثة من الدعاة والخطباء ... بدون توضيح المقصود من الصحابي الجليل
من يسمع هذه الواقعة .. يظن أن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ... يقعون في الكذب عن قصد!!!(/)
أرجو الدخول يا أهل الملتقى
ـ[العنزي]ــــــــ[05 Oct 2006, 02:19 م]ـ
أرجو من الإخوة الفضلاء إعطائي مراجع للموضوعات التالية مع ذكر أفضل الطبعات.
_التفسير التحليلي
_التفسير الموضوعي
_القراءات القرآنية
_إعجاز القرأن
_اللغة والبيان في القرأن
_مناهج المفسرين
وماهي أفضل طبعة للكتب التالية:
_الإتقان للسيوطي
_مناهل العرفان للزرقاني
_تفسير الكشاف للزمخشري
أرجو التفاعل من المشرفين وبارك الله في جهود الجميع.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[11 Oct 2006, 01:32 ص]ـ
الأخ الكريم: القائمة التي ذكرتها تحتاج للكثير، والأولى أن تحدد ماتطلبه منها بعدد، وزمن قديم أو حديث.وفقني الله وإياك لكل خير.
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[12 Oct 2006, 01:01 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فهذه مشاركة مزجاة فيما طلبت، ولعل الإخوة يصوبوا ويستدركوا ويكملوا ما طلبت.
= التفسير التحليلي:
1 - تفسير الطبري (جامع البيان) تحقيق الدكتور عبد الله التركي، كما حققه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله ولم يتمه، وربما لاتجد هذه الطبعة.
2 - تفسير ابن كثير، وله تحقيق غير كامل لسامي سلامة.
3 - الجامع لإحكام القرآن للقرطبي، طبع الكتب العلمية، وحقق مؤخرا بتحقيق الدكتور التركي طبع دار الرسالة.
4 - البحر المحيط لأبي حيان، له عدة طبعات ربما يكون أجودها تحقيق عادل عبد الموجود وآخرون.
5 - الدر المصون للسمين الحلبي تحقيق الدكتور أحمد خاطر
6 - أضواء البيان للشنقيطي، وله طبعة اعتنى بها الشيخ بكر أبو زيد ......... وغيرها كثيييير.
=القراءات القرآنية
1 - السبعة لابن مجاهد تحقيق شوقي ضيف.
2 - التيسير للداني تحقيق اوتو تريزل، وحقق في الجامعة الإسلامية (حبيس الرفوف).
3 - الكشف عن وجوه القراءات لمكي بن أبي طالب تحقيق محيي الدين رمضان، طبع مؤسسة الرسالة.
4 - النشر لابن الجزري، تحقيق الضباع، كما حقق جزءا منه أخي الجكني عضو الملتقى ....... وغيرها كثييير
= مناهج المفسرين:
1 - التفسير والمفسرون لمحمد الذهبي، ضبط أحمد الزعبي، دار الأرقم.
2 - مناهج المفسرين من العصر الأول إلى العصر الحديث للدكتور محمود النقراشي.
3 - اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر الهجري للدكتور فهد الرومي ....
ـ[الجكني]ــــــــ[12 Oct 2006, 03:49 ص]ـ
أشكر أخي نواف على التنويه بتحقيق جزء من النشر،وهو صادق في ذلك،لكن تم بحمد الله تعالى تحقيقه كاملاً على (9) نسخ لم تتوفر-حسب ظني - للشيخ دهمان والشيخ الضباع،وهو في المراحل الأخيرة من الطباعة في مجمع الملك فهدلطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[12 Oct 2006, 01:28 م]ـ
للعلم فإن أفضل طبعات كتاب:
الدر المصون لابن السمين الحلبي:
هو ما حققه أخي وصديقي الأستاذ الدكتور أحمد الخراط وطبع في أحد عشر مجلداً بدار القلم بدمشق.
ويعد من أهم وأنفع كتب إعراب القرآن؛ ومؤلفه تلميذ أبي حيان الأندلسي المفسر صاحب تفسير البحر المحيط الذي يشتمل على إعراب القرآن أيضاً لعنايته بالنحو والإعراب ...
ـ[العنزي]ــــــــ[12 Oct 2006, 05:11 م]ـ
أشكر الدكتور الشنقيطي تنبيهه على صيغة السؤال فالذي اريده مرجعين أوثلاثة لكل موضوع تكون بين قديم وحديث وكذلك إن تيسر ذكر دراسات لكل موضوع, واشكر اخي الحارثي على تفاعله في الموضوع وانتظر منه المزيد
ـ[د. أنمار]ــــــــ[13 Oct 2006, 04:34 ص]ـ
في القراءات العشر يحتاج طالب العلم لكتاب الإضاء في أصول القراءة للضباع، ثم بعد ذلك البدور الزاهرة للقاضي.
وأسهل الكتب تناولا للقراءات حتى لو كان للشخص معلومات ضئيلة فعليه بالبسط لسمر العشا لكن العائق الوحيد في نظري سعر الكتاب وهو من 6 مجلدات في غاية اليسر.
وإلا فعليه بالشاطبية وشرحها للقاضي أيضا أقصد الوافي ثم الدرة وشرحها للضباع.
أما العشر الكبرى فحكاية أخرى.
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[16 Oct 2006, 10:51 ص]ـ
سأقتصر على ما يتعلق بأفضل طبعات كتاب الإتقان ومناهل العرفان
وأظن أفضل طبعات الإتقان الطبعة التي حققها الدكتور محمود القيسية وهي في 5 مجلدات وطبعت في الإمارات وكذلك الطبعة التي حققها الدكتور يوسف العش جيدة جدا.
أما كتاب مناهل العرفان فأظن أحسن طبعاته بتحقيق الدكتور بديع اللحام، وعليه دراسة قيمة للدكتور السبت.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[16 Oct 2006, 01:24 م]ـ
أخي الحبيب الأستاذ الدكتور أحمد خالد شكري
لاأعرف من تقصد بالدكتور يوسف العش،
هل هو العلامة السوري يوسف رشيد العش
(الذي كان محافظا لدار الكتب الظاهرية بدمشق)
وهذا لم يعرف عنه تحقيق كتاب الإتقان، وإن كان كذلك
نرجو التكرم بذكر الطبعة والدار ومكان الطبع
ونشكرك كل الشكر لو تفضلتم وعرفتم لنا هذه الطبعة تفصيليا:
((وأظن أفضل طبعات الإتقان الطبعة التي حققها الدكتور محمود القيسية
وهي في 5 مجلدات وطبعت في الإمارات ... ))
وجزاكم الله خيرا
ودمتم سالمين(/)
سؤال عن كتاب: أطلس القرآن الكريم.
ـ[لطيفة بنت محمد]ــــــــ[05 Oct 2006, 03:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
جزاكم الله خيرا ..
أسأل عن كتاب:
أطلس القرآن الكريم
للدكتور: شوقي أبو خليل ..
من دار الفكر ..
هل كل مافيه صحيح, بحيث يمكنني الرجوع إليه وعرضه؟
********
.. لايطلب العلم مستح
ولا مستكبر ..
ـ[منصور مهران]ــــــــ[06 Oct 2006, 01:43 ص]ـ
ما حاولت يوما أن أمدح أو أذم كتابا قبل قراءته، فإذا قرأته وأنعمت النظر فيه حصرت الذم في مواطن الخلل منه، وأفسحت باقي الكتاب للنفع والفائدة؛ لذلك يضيق صدري من قول بعضهم: كتب حذر العلماء منها، أو قصص لا تثبت، أونحو ذلك؛ لأنهم ما حذروا منها إلا بعد قراءتها، والآخرون لم يروا لبعض القصص إثباتا وحقيقة إلا بعد التمحيص والبحث في كل ما له صلة بالموضوع حتى اطمأنت قلوبهم للقرار النهائي فأعلنوه. ومع ذلك فليس لأحد الحجر على القراء فلا يقرؤوا هذا، ولا يثبتوا ذاك بطريق النهي القاطع والزجر الباتر، لأن هذه الوسائل في التوجيه عواقبها وخيمة، والأجدى والأنفع أن تترك القارئ يقرأ حتى يتبين له مكان الخلل العقدي و العلمي والأخلاقي لتكون بصيرته هي الآمر الناهي فتزداد قناعته ويزداد يقينه.
قلت هذا القول لأني قرأت ذما في كتاب (أطلس القرآن) الذي سألتم عنه، مع أني قرأت الكتاب منذ أعوام قلائل ووجدت فيه منفعة وعلما - أسأل الله المثوبة لكاتبه - ودائما أقرأ قبل أن أحكم خشية أن يقع حكمي في نفوس الناس موقع القبول وتكون لأحدهم نظرة تخالف نظرتي فيحكم علي بالجهل وقصر النظر، وماذا يكون لو قرأ وحكم بنفسه؟ سترتقي ملكة النقد عند القراء وتنحسر الأحكام الكلية من كلامنا لتحل محلها الأحكام الدقيقة في الجزئيات المحددة مما يحتمل الخطأ أو الصواب.
فليس لسؤال أختنا الأستاذة لطيفة بنت محمد جواب، وإنما له نصيحة بقراءة الكتاب وكل كتاب ونأمل أن نقرأ لها قريبا - إن شاء الله - نقدا بقلمها يميز الزيف من الصواب، وبالله التوفيق.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Oct 2006, 01:49 ص]ـ
أحسنتَ التوجيهَ والجواب يا أستاذ منصور نفع الله بكم، وهذه طريقة منصفة في تقدير جهود الآخرين، وقد اطلعتُ على هذا الكتاب واقتنيته، ووجدت فيه جهداً علمياً واضحاً، وهو كتاب نافع لمن قرأه ورجع إليه، والأستاذ شوقي أبوخليل له مؤلفات جيدة مماثلة وفقه الله وبارك فيه.
ـ[لطيفة بنت محمد]ــــــــ[07 Oct 2006, 03:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا,,
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[09 Oct 2006, 09:51 ص]ـ
السؤال يدل على حرص وتأن قبل الشروع في القراءة لمن لا يعرفه القارئ
وجواب أخينا جيد وهادف ويشكل أساسا للتعامل مع أي كتاب وأنا تعرفت إلى الأخ الدكتور شوقي وقابلته وقرأت له وهو باحث جاد ومؤلف يحسن اختيار الموضوعات التي يكتب فيها ومما قرأته له أطلس القرآن وأظن في بعض معلوماته ما يحتاج إلى تأكد خاصة المعلومات المغرقة في القدم وتحديد أماكن بعض الأقوام وقد صدر لغيره كتب مشابهة يمكن الرجوع إليها والمقارنة بينها عند الحاجة إلى التحقق من الأمر، وبالعموم الكتاب جيد ويسد فراغا في المكتبة القرآنية وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
ـ[لطيفة بنت محمد]ــــــــ[14 Oct 2006, 05:00 م]ـ
السؤال يدل على حرص وتأن قبل الشروع في القراءة لمن لا يعرفه القارئ
هذا صحيح .. جزاكم الله خيرا
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[02 Sep 2007, 09:17 م]ـ
يمكن تحميل الكتاب من الرابط:
اضغط هنا ( http://www.4shared.com/file/21482195/142a6a11/__online.html)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 Sep 2007, 01:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا
جاء في الكتاب ص 46
(ومصطلح عبري أو عبراني لم يرد في القرآن الكريم مطلقا وإنما ورد فيه الإسرائيلين وقوم موسى ويهود (الذين هادوا)
أما كلمة عبري للدلالة على اليهود فقد استعملها الحاخامون بهذا المعنى في وقت متأخر في فلسطين)
انتهى
وهذا الكلام غير صحيح
فعبارة العبري والعبراني وردت في الكتب القديمة بنفس المعنى
وجاءت الآثار في ذلك
وهو كثير ومعروف لدى أهل الكتاب وعند المسلمين
جاء في تفسير الطبري
(حدثنا ابن وكيع قال حدثنا عمرو بن محمد عن أسباط عن السدي: {ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين} قال: قالت المرأة لزوجها: إن هذا العبد العبراني قد فضحني في الناس يعتذر إليهم ويخبرهم أني راودته عن نفسه ولست أطيق أن أعتذر بعذري فإما أن تأذن لي فأخرج فأعتذر وإما أن تحبسه كما حبستني فذلك قول الله: {ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين)
واللغلة العبرانية والعبرية
وفي كتب التاريخ
(و كان قاهث بن لاوى من القادمين إلى مصر مع يعقوب عليه السلام و ولد عمران بمصر و ولد هارون لثلاث و سبعين من عمره و موسى ثمانين فجعلته أمه في تابوت و ألقته في ضحضاح أليم و أرصدت أخته على بعد لتنظر من يلتقطه فتعرفه فجاءت ابنة فرعون إلى البحر مع جواريها فرأته و استخرجته من التابوت فرحمته و قالت: هذا من العبرانيين فمن لنا بظئر ترضعه فقالت لها أخته أنا آتيكم بها و جاءت بأمه فاسترضعها له ابنة فرعون إلى أن فصل فأتت به إلى ابنة فرعون و سمته موسى و أسلمته لها و نشأ عندها)
قال ابن خلدون
(و اتفق النسابون على أن النسل كله منحصر في بني نوح و في ثلاثة من ولده و هم سام و حام و يافث فمن سام: العرب و العبرانيون و السبائيون و من حام: القبط و الكنعانيون و البربر و السودان و من يافث: الترك و الروم و الخزر و الفرس و الديلم و الجيل)
------------
والله أعلم بالصواب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد كالو]ــــــــ[03 Sep 2007, 02:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا
جاء في الكتاب ص 46
(ومصطلح عبري أو عبراني لم يرد في القرآن الكريم مطلقا وإنما ورد فيه الإسرائيلين وقوم موسى ويهود (الذين هادوا)
أما كلمة عبري للدلالة على اليهود فقد استعملها الحاخامون بهذا المعنى في وقت متأخر في فلسطين)
انتهى
وهذا الكلام غير صحيح
فعبارة العبري والعبراني وردت في الكتب القديمة بنفس المعنى
وجاءت الآثار في ذلك
وهو كثير ومعروف لدى أهل الكتاب وعند المسلمين
-
الأخ ابن وهب
يبدو أنك جانبت الصواب باقتطافك لهذه العبارة من الكتاب، وكان عليك ذكر كل ما يتعلق بالفكرة قبل نقدها
فقد ذكر المؤلف قبل ذلك في الصفحة: 45 ما يلي:
إن مصطلح (العبري) أو (العبراني) كان يطلق في نحو الألف الثانية قبل الميلاد، وفيما قبل ذلك على طائفة من القبائل العربية في شمال جزيرة العرب في بادية الشام، وعلى غيرهم من الأقوام العربية في المنطقة، حتى صارت كلمة (عبري) مرادفة لابن الصحراء أو البادية بوجه عام، وبهذا المعنى وردت كلمة (الإبري) أو (الهبيري) أو (الخبيرو) أو (العبيرو) في المصادر المسمارية والفرعونية، ولم يكن للإسرائيليين والموسويين واليهود أي وجود بعد. اهـ
وما جئت به من الآثار والشواهد لا يخالف ما ذهب إليه المؤلف ـ حفظه الله تعالى ـ وهو أستاذي وأعرفه من كثب، وأعرف دقته في العلم وتحقيقه في المسائل، وخاصة أن اختصاصه في التاريخ الإسلامي.
اللهم أرنا الحق حقاً، وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً، وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل، واجعلنا للمتقين إماماً.(/)
ماهو القول الراجح في قوله تعالى: " حياة طيبة "
ـ[ام جواد المغربي]ــــــــ[06 Oct 2006, 01:14 ص]ـ
قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى? وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}
ذكر الإمام القرطبي في معنى الحياة الطيبة عدة أقوال:
- أنه الرزق الحلال
- القناعة
- توفيقه إلى الطاعات فإنها تؤديه إلى رضوان الله
- من عمل صالحاً وهو مؤمن في فاقة ومَيْسرة فحياتُه طيبة، ومن أعرض عن ذكر الله ولم يؤمن بربه ولا عمل صالحاً فمعيشته ضَنْكٌ لا خير فيها.
- هي الجنة
- السعادة
- حلاوة الطاعة
- أن ينزع عن العبد تدبيره ويردّ تدبيره إلى الحق
- المعرفة بالله، وصدقُ المقام بين يدي الله
- الاستغناء عن الخلق والافتقارُ إلى الحق.
- وقيل: الرضا بالقضاء
ولم يعقب بذكر الراجح منها، فهل تعتبر من الترجيحات؟
وإن كان هناك قول راجح فيها فما هو؟؟
أرجوا منكم التكرم بالرد علي
ـ[منصور مهران]ــــــــ[06 Oct 2006, 01:53 ص]ـ
الأقوال التي ساقها القرطبي كلها تصيب الهدف السامي لمعنى الحياة الطيبة، ولو اجتمع منها اثنان لكانت الحياة أطيب، ومع الثلاثة فالطيب أعلى، وعند اجتماعها جميعا فهو أتم الطيب في الدنيا وهو وُصلة إلى طيب الآخرة وهذا أرجح عندي، والله أعلم.
ـ[ام جواد المغربي]ــــــــ[06 Oct 2006, 01:02 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Oct 2006, 04:57 م]ـ
المقصود بالحياة الطيبة يشمل كل ما تطيب به الحياة من النعم الظاهرة والباطنة، والأقوال التي ساقها القرطبي ومن قبله ابن الجوزي وغيرهما تدخل تحت معنى (الحياة الطيبة)، وهذا مثال جيد على اختلاف التنوع في أقوال المفسرين، فالقرطبي قد ذكر أقوالاً في معنى الحياة الطيبة في الآية، هي في حقيقتها أمثلة على الحياة الطيبة كما تفضل الأستاذ منصور مهران وفقه الله، فكل من وفق لنعمة من هذه النعم المذكورة فحياته تطيب بها، وأعظم النعم هي نعمة الإيمان والطمأنينة والرضا بالله رباً، وبقية النعم الدنيوية مما تطيب به الحياة كذلك فوق طيبها بالإيمان.
وقد أشار ابن الجوزي إلى الخلاف في: هل المقصود بالحياة الطيبة في الدنيا أم في الآخرة أم بينهما. والذي يظهر والله أعلم أن المقصود بها الحياة الطيبة في الدنيا وعلى ذلك معظم المفسرين كما ذكر الشوكاني، ويستأنس لذلك بحديث خباب بن الأرت قال: «هاجرنا مع رسول الله نبتغي بذلك وجه الله فوجب أجرنا على الله، فمنّا من مضى لم يأكل من أجره شيئاً، كان منهم مُصعَب بنُ عمير قتل يوم أُحد فلم يترك إلا نَمِرة كنّا إذا غطّينا بها رأسه خرجت رجلاه، وإذا غُطي بها رجلاه خرج رأسه، ومنّا من أينعت له ثمرته فهو يَهْدُبُها».فمن فاتته الحياة الطيبة في الدنيا من أهل الإيمان والعمل الصالح عوضه الله في الآخرة.
ولذلك قال ابن عاشور: (وهذا وعد بخيرات الدنيَا. وأعظمها الرضى بما قسم لهم وحسن أملهم بالعاقبة والصحّة والعافية وعزّة الإسلام في نفوسهم. وهذا مقام دقيق تتفاوت فيه الأحوال على تفاوت سرائر النفوس، ويعطي الله فيه عبادهُ المؤمنين على مراتب هممهم وآمالهم. ومن راقب نفسه رأى شواهد هذا).
ـ[ام جواد المغربي]ــــــــ[06 Oct 2006, 08:16 م]ـ
جزاك الله خير وأثابك الجنة
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[06 Oct 2006, 11:36 م]ـ
الأخت الفاضلة الكريمة
عليك بهذا الرابط، ففيه بغيتك:
http://www.alminbar.net/alkhutab/khutbaa.asp?mediaURL=1051
ومن أهم ماجاء فيها:
أما بعد: عباد الله بعد أن عرفنا بعضًا من أصناف الناس في هذه الحياة ومعنى الحياة الطيبة عندهم فتعالوا نسمع الحياة الطيبة التي يشهد الله تبارك وتعالى أنها حياة طيبة ومن أصدق من الله حديثًا.
يقول الله تبارك وتعالى: من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون [النحل:97].
هذه شهادة من الله وتعريف لهذه الحياة الطيبة ولكن كثيراً من الناس عن هذا غافلون يبحثون عن الحياة الطيبة وهي بين أيديهم ويضلون عنها وهي في متناول أيديهم من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون.
حياة طيبة في الدنيا وهي قوله تعالى: فلنحيينه حياة طيبة.
وحياة طيبة في الآخرة وهي معنى قوله تعالى: ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون.
هذه الحياة الطيبة أساسها وقوامها على أمرين اثنين أمرين عظيمين جليلين يسيرين على من يسرهما الله عليه:
الأمر الأول: الإيمان بالله تبارك وتعالى.
والأمر الثاني: عمل الصالحات وفق ما شرعه الله تبارك وتعالى وما جاء عن رسوله ......
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[07 Oct 2006, 08:23 ص]ـ
وهذا بحيث كتبته في بيان الراجح من الأقوال في تفسير الحياة الطيبة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[07 Oct 2006, 02:07 م]ـ
أحسنت
جزاك الله خيرا
ياأخي الفاضل المفضال أبا مجاهدالعبيدي
لما أستفدناه من هذا البحث الماتع الشائق
ـ[ام جواد المغربي]ــــــــ[07 Oct 2006, 04:52 م]ـ
جزاكم الله خير جميعاوأثابكم الجنة
فقد أفدتموني إفادة عظيمة(/)
ما هو تقويمكم لتفسير ابن عادل الحنبلي
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[06 Oct 2006, 11:04 ص]ـ
وذلك على سبيل العموم
ـ[منصور مهران]ــــــــ[06 Oct 2006, 04:49 م]ـ
منذ اقتنيت (اللباب في علوم الكتاب) لابن عادل، وهو جليسي؛ لأني وجدت فيه بغيتي من فقه لغة القرآن فابن عادل المتوفى في حدود سنة 880 هج يعد متأخرا نسبيا، وقد تبحر في علوم العربية، وجمع تفاسير السابقين، وكتب الأشباه والنظائر من لغة القرآن الكريم - مع تقى وورع - ففتح الله عليه بهذا التفسير الماتع الذي يمكن أن تستغني به عن مطالعة كثير من كتب التفسير، وأقرب شيء إلى نفس اللغوي الناظر فيه ما أودعه ابن عادل فيه من المباحث الفريدة والشواهد الشعرية الغفيرة العدد والربط بين معاني اللفظة الواحدة في كل موضع من كتاب ربنا وإعراب ينم عن فهم عميق لسياق الآية وصلتها بما قبلها وما بعدها. ودارس البلاغة يجد بغيته من البيان في القرآن بتوضيح المتذوق للمعاني وليس بتوضيح القواعد الجافة. و طالب علوم القرآن يجد مسائلها مبثوثة حسب ما يقتضيه المقام فكل متخصص في فن من فنون العلم يجد فيه مبتغاه؛ فهذا كله يرغبني في مداومة النظر في (اللباب في علوم الكتاب).
والرجل منظم الفكر مرتب المنهج رصين العبارة سلسها ومن الأمانة أن ندعو إلى قراءة كتابه بإمعان ففيه خير كثير إن شاء الله.
غير أن الطبعة الوحيدة بين أيدينا - وإن كانت بعض أجزائها رسائل جامعية - لا تزال بحاجة إلى تدقيق لما بدا فيها من هفوات لعل الناشرين يستدركونها في طبعة لاحقة إن شاء الله.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[08 Oct 2006, 09:03 ص]ـ
تفسير ضخم يمكن ان نستخرج منه نسخة ممتازة من كتاب الدر المصون في علوم الكتاب المكنون للسمين الحلبي
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 Oct 2006, 11:08 ص]ـ
كتاب اللباب لابن عادل الحنبلي لا يخرج في الغالب عن كتابين:
التفسير الكبير للرازي، والدر المصون للحلبي.
ـ[مرهف]ــــــــ[09 Oct 2006, 05:24 م]ـ
لقد كتبت في الملتقى شيئاً عن ابن عادل وتفسيره اللباب من علوم الكتاب (وليس في علوم الكتاب)، وأرى أخي أبا مجاهد قد تجنيت على ابن عادل عندما حصرت مراجعه في الرازي والدر المصون، وعلى كل حال هذه روابط الذي كتبته عن ابن عادل ومصادره في اللباب وأشكر كل من يبدي ملاحظته فيها.
ابن عادل ـ مولده ونشأته وفاته:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4039
مصادر ابن عادل في تفسيره اللباب
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3994
ابن عادل وتفسيره اللباب
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=234
وإن شاء الله سأكتب شيئاً عن تفسيره إن فسح الله في العمر والوقت، والله أعلم
ـ[عبدالقادر]ــــــــ[09 Oct 2006, 07:24 م]ـ
سلام عليكم
وهل يعتبر ابن عادل من المعتنين في تفسير ايات الأحكام كما هو الحال عند القرطبي
ـ[مرهف]ــــــــ[10 Oct 2006, 11:34 م]ـ
صحيح أن مذهب ابن عادل حنبلي إلا أن حنبليته لم تظهر في تفسيره أبداً وكان المقصد الأول من تحقيقه عندما بدأنا به أن نحيي المذهب الحنبلي في بلاد الشام وكان ذلك بتوجيه د نور الدين عتر حفظه الله ونتعرف على طريقة الحنابلة في استنباط الأحكام ولكنا وجدناه يكثر من النقل عن الرازي في مسائل الأحكام وكذلك القرطبي فإذا كان من حيث النقل فهو يعتني في الجملة بآيات الأحكام ولكن في المسائل الموجودة في القرطبي والرازي مختصراً لها ونادراً ما ينقل عن الحنابلة والله أعلم
ـ[عبدالقادر]ــــــــ[11 Oct 2006, 03:36 ص]ـ
سلام عليكم
ممكن عقد مقارنة بين منهجي الألوسي وابن عادل وأيهما أجمل وأمعن في الاستنباط(/)
الحفظ التربوي للقرآن وصناعة الإنسان للشيخ / خالد اللاحم
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 Oct 2006, 04:12 م]ـ
الحفظ التربوي للقرآن
وصناعة الإنسان
كتاب جديد
للشيخ الدكتور /
خالد اللاحم
وفقه الله
ذكر فيه:
- ثلاثة أركان للبناء التربوي للإنسان وهي (حفظ الألفاظ، حفظ المعاني، حفظ العمل).
- سبعة مفاتيح للنجاح في مشروع حفظ القرآن الكريم.
- ست أدوات لتصميم القرارات.
- واحدا وثلاثين مفتاحا لترقية الذاكرة وقوتها.
كما تطرق الشيخ وفقه الله للدورات المكثفة لحفظ القرآن الكريم وأجاب عن الأسئلة التالية:
- كيف نستثمر الدورات الكثفة لحفظ القرآن الكريم.
- كيف أنجح في مشروع حفظ القرآن الكريم.
- نظام التحفيز في الحلقات إلى أين؟.
- مشروعنا الحضاري، كيف نقيمه على أرض الواقع؟.
كما تطرق الشيخ أيضا إلى إجابات تلك الأسئلة المتكررة:
- أيهما أولى حفظ القرآن الكريم أم تدبره؟.
- ماهو التكرار التربوي؟.
- ماذا تعرف عن البرمجة اللغوية النفسية؟.
هل يوجد حلول لعلاج النسيان وقوة الذاكرة؟.
والكتاب موجود في موقع الشيخ وفقه الله:
www.quranlife.com
ـ[المسيطير]ــــــــ[08 Oct 2006, 07:35 م]ـ
ألا يرى المشايخ الفضلاء ........ ضرورة ربط الحلقات وطلابها بالتدبر والعمل.
إن مثل هذا الكتاب يعين - بإذن الله - القائمين على الحلقات (الرجالية والنسائية) على تخطي الكثير من العوائق والصعوبات.
وطرح مثل هذا الكتاب على هيئة دورات تدريبية وقراءات منهجية للمختصين - أحسب - أنه سيساهم بإذن الله في تربية النشأ وإحسان ربطهم بكتاب الله تعالى.
سعر الكتاب رخيص جدا (3 ريالات)، وتوزيعه وإهدائه وعمل المسابقات فيما يحتويه سيساهم أيضا في ربط الطلاب التدبر والعمل.
أسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه رضاه.
ـ[الطبيب]ــــــــ[09 Oct 2006, 10:12 ص]ـ
جزاك الله خيراً.(/)
(جديد) ندوة القرآن الكريم في الدراسات الإستشراقية بالمدينة 16 شوال 1427هـ
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[06 Oct 2006, 07:36 م]ـ
أكد الدكتور محمد بن سليم العوفي الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة ورئيس اللجنة التحضيرية لندوة (القرآن الكريم في الدراسات الاستشراقية) التي ستعقد في 16 شوال القادم بالمدينة المنورة ان عدد البحوث التي تم اختيارها من قبل اللجنة العلمية للندوة وصل إلى 33 بحثاً من بين 52 بحثاً وصلت للجنة. وعن محاور الندوة قال د. العوفي انه تم تحديد ثمانية محاور للندوة كل محور يضم عدداً من الموضوعات:
فالمحور الأول يتناول (تاريخ الدراسات القرآنية عند المستشرقين) ويضم خمسة موضوعات
والمحور الثاني (مناهج المستشرقين في دراسة القرآن الكريم) ويضم ثلاثة موضوعات،
والمحور الثالث (الترجمات الاستشراقية لمعاني القرآن الكريم) ويضم ستة موضوعات،
والرابع عن (دراسة آراء المستشرقين حول القرآن الكريم) ويضم اثنى عشر موضوعاً
والخامس (القرآن الكريم في دوائر المعارف الاستشراقية) ويضم خمسة موضوعات،
والسادس يتناول (الاتجاهات الحديثة في الدراسات القرآنية عند المستشرقين) ويضم خمسة موضوعات،
والمحور السابع (المستشرقون ونتائجهم حول القرآن .. ترجمة وتأليفاً وتحقيقاً) ويضم ستة موضوعات،
والثامن عن (جهود علماء المسلمين في دراسة الكتابات الاستشراقية حول القرآن الكريم وعلومه وتقويمها) ويضم خمسة موضوعات.
وسوف يشارك في الندوة حشد من العلماء والمفكرين والمختصين في دراسات الاستشراق في القرآن الكريم.
المصدر ملحق الرسالة - جريدة المدينة / الجمعة 14 رمضان
http://www.almadinapress.com/index.aspx?Issueid=1734&pubid=5&CatID=328&sCatID=481&articleid=180189
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Oct 2006, 12:50 ص]ـ
جزاك الله خيراً، وقد طال انتظار هذه الندوة ونرجو أن نوفق لحضورها.
محاور ندوة (القرآن في الدراسات الاستشراقية) بمجمع الملك فهد-رحمه الله - لطباعة المصحف ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3211)
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[22 Oct 2006, 04:59 ص]ـ
وإياك أبا عبد الله
وأُخبرت أن الندوة ستقام بفندق المريديان بجوار الجامعة الإسلامية
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Oct 2006, 05:11 ص]ـ
نعم هذا صحيح. فهذا الفندق هو أبعد الفنادق عن الحرم، وقد اختير قصداً لحضور عدد من غير المسلمين للمؤتمر، فآثروا اقامته هناك، ووافق إصلاحات وترميمات في الفندق اضطرتهم لتأخير الندوة من ربيع الثاني حتى شوال القادم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Oct 2006, 09:16 ص]ـ
أعدت اللجنة الاعلامية لندوة «القرآن الكريم في الدراسات الاستشراقية» - التي يرعى فعالياتها صاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة المدينة المنورة في 16 من شهر شوال الجاري وينظمها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف - خطة اعلامية متكاملة تتضمن اعداد سلسلة من المواد الاعلامية يتم بثها وارسالها الى مختلف وسائل الاعلام منذ بدء الاعداد للندوة في وقت مبكر. وتضمنت المواد الاعلامية العديدمن اللقاءات الصحفية مع نخبة من العلماء والمفكرين والاكاديميين من اساتذة الجامعات في داخل المملكة وخارجها في مختلف التخصصات العلمية ذات العلاقة كما تضمنت مجموعة من التصريحات واللقاءات التي اجرتها اللجنة الاعلامية للندوة معهم وكذا المشاركين في الندوة والمهتمين بموضوعاتها ورؤساء ومديري المؤسسات والهيئات الاسلامية. وقد تبنت اللجنة الاعلامية للندوة وضع الخطوط العريضة للموضوعات والمحاور الخاصة بمجموعة من البرامج والندوات في وسائل الاعلام المقروءة والمرئية والمسموعة منها ما هو في التلفاز السعودي بمختلف قنواته كذلك اذاعات المملكة ومنها اذاعة القرآن الكريم وسيتخلل ذلك برامج حوارية ولقاءات وندوات اضافة الى الرسالة اليومية عن فعاليات الندوة. كما سيتم تخصيص ملاحق صحفية وصفحات يومية لمتابعة فعاليات الندوة اضافة الى اصدار مجلة بعنوان «الاستشراق» ونشرة يومية بنفس المسمى. وبهذه المناسبة اعرب سلمان بن محمد العمري رئيس اللجنة الاعلامية لندوة «القرآن الكريم في الدراسات الاستشراقية» عن سعادته بتنظيم مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف لهذه الندوة التي تأتي امتدادا لمجموعة من الندوات التي اقامها المجمع ضمن رسالته العلمية الهادفة للعناية بكل ما من شأنه الاهتمام بامور القرآن الكريم وعلومه والدراسات المتعلقة به.
المصدر ( http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20061030/Con2006103058307.htm)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[31 Oct 2006, 09:21 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[06 Nov 2006, 04:47 م]ـ
الإفتتاح صباح الثلاثاء 16/ 10/1427هـ
اليوم الأول: الثلاثاء
الجلسة الأولى 4,00 - 5,30 عصرا
الجلسة الثانية 8,00 - 9,30 مساء
-------------------------------------------------------------
اليوم الثاني: الأربعاء 17/ 10
الجلسة الثالثة 8,45 - 10,15 صباحا
الجلسة الرابعة 10,30 - 12,00 صباحا (وفيها ورقة د. مساعد الطيار)
الجلسة الخامسة 4,00 - 5,30 عصرا
الجلسة السادسة 8,00 - 9,30 مساء
-------------------------------------------------------------------
اليوم الثالث: الخميس 18/ 10
الجلسة السابعة 8,45 - 10,15 صباحا
الجلسة الثامنة 10,30 - 12,00 صباحا
الجلسة التاسعة 4,00 - 5,30 عصرا
الجلسة الختامية والتوصيات 8,00 - 9,00 مساء
هاتف المركز الإعلامي للندوة
8615545
8615524
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[07 Nov 2006, 09:30 ص]ـ
كيف يمكن الحصول على دعوة لحضور هذه الندوة التي يرجى ان تكون مفيدة غاية الفائدة؟(/)
قاعدة في كتابة (ابن)
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[07 Oct 2006, 02:41 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:
فقد رأيت الكثير ممن يتصدى لكتابة الأبحاث العلمية يغلط في هذا الموضع فأحببت التنبيه عليه فنجدهم يحرصون على حذف الألف من " ابن " في كل موضع يقع بعد اسم أو كنية أو لقب. - وليس ذلك مطردا، إنما تحذف الألف من " ابن " إذا وقع صفة بين علمين من أعلام الأسماء أو الكنى أو الألقاب فيقال:" علي بن محمد " فما عدا هذا الموطن وجب إثبات الألف فيه وذلك في خمسة مواطن:
إحداها: إذا أضيف " ابن " مضمر كقولك: " هذا زيد ابنك "
ثانيها: إذا أضيف إلى غير أبيه كقولك: " المعتضد بالله ابن أخي المعتمد على الله "
ثالثها: إذا نسب إلى الأب الأعلى كقولك: " أبو الحسن ابن المهتدي بالله. "
رابعها:إذا عدل به عن الصفة إلى الخبر كقولك: " إن كعبا ابن لؤي."
خامسها: إذا عدل به عن الصفة أيضا إلى الاستفهام كقولك: " هل تميم ابن مرّ "
وذلك أن ابنا في الخبر والاستفهام بمنزلة المنفصل عن الاسم الأول إذ تقدير الكلام: "أن كعبا هو ابن لؤي " و" وهل تميم هو ابن مر" فأثبتت الألف فيه كما أثبتت في حالة الاستئناف به
تقبل الله منا ومنكم الصيام، والقيام، وصالح الأعمال
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[09 Oct 2006, 06:25 م]ـ
للإفادة فقط لا لشيء آخر.
http://www.sharee3a.net/vb/showthread.php?t=2373
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[09 Oct 2006, 11:52 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:
فأنا أيضا نقلت هذا الكلام من درة الغواص للحريري، هو كتاب نافع ماتع لكل من يحب هذه اللغة.
قال الفيروزآبادي في مقدمة القاموس: " و لايشنأُ هذه اللغةَ الشريفةَ إلا مَن اهتاف به ريحُ الشقاء. "
ـ[ابو يزيد]ــــــــ[11 Oct 2006, 01:46 ص]ـ
ومنه قوله تعالى: (وقالت اليهود عزير ابن الله، وقالت النصارى المسيح ابن الله) تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا
ومنه إذا أضيف الابن لأمه مثل (عيسى ابن مريم)(/)
د. خادم بخش والتفسير العددي للقرآن
ـ[ alheewar] ــــــــ[07 Oct 2006, 03:41 م]ـ
السؤال الخامس: الإعجاز العددي للقرآن الذي ظهر في الآونة الأخيرة .. فما رأيكم فيه؟ وهل ترونه يصح العمل به؟
الجواب الخامس: الإعجاز العددي لم يقل به احد من سلفنا الصالح، ومازال في مخاضه تعتريه آلام الولادة، و لربما مات قبل ولادته، بحث الحكمة في الأعداد لم يرد به الشرع، وتحميل القرآن هذا لوجه من الأعجاز غير متفق عليه عند العقلاء، إذا اختلف عقل كل إنسان عن الآخر وبإثباتنا الإعجاز العددي من حملنا القرآن أمرا لم ينزل من اجله.
ولعلك تعرف أن عطاء القيمة للأعداد أمر دخيل إلى الإسلام فمثلا كتابة بسم الله الرحمن الرحيم في الهند وباكستان وبنكلادش يستبدل بها بعدد 786 إذ قيمته الحروف الواردة في البسملة هو هذا العدد فهل من كتب العدد قرأ البسملة الوارد الأمر بها (كل أمر لا يبدأ فيه ببسم الله فهو ابتر ... )، بل إعطاء الحرف قيمته دخل إلى الإسلام من الثقافة الفارسية القديمة قبلها بعض علماء الإسلام في بداية الأمر ثقة منهم بأن الإسلام سيتخلص من ذلك، دمع استمر الزمن أصبحت القيمة للعد هي الأصل، وتًرْك ما جاء به الشرع كما سبق بيانه.
التخلص من الإعجاز العددي اولى من القول به وتفسير القرآن في ضوئه
http://www.soutulhaq.com/ar/fatawa/view.php?id=52(/)
موقف أهل السنة من توظيف خبر الآحاد في التفسير
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[08 Oct 2006, 01:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
(سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) ـالبقرة:32 ـ
خبر الآحاد:
1 - تعريفه لغة: " الآحاد جمع أحد بمعنى الواحد، وخبر الواحد هو ما يرويه شخص واحد " (1).
2 - تعريفه اصطلاحا: وأما تعريفه اصطلاحا فقد عرفه الحافظ ابن حجر (ت852هـ) بأنه الحديث الذي لم يجمع شروط المتواتر (2). ويوضح ابن حزم (ت456هـ) ذلك فيشير إلى أنه ما ينقله من الأخبار واحد عن واحد (3).
3 - حكمه: يرى ابن حزم (ت456هـ) أن خبر الآحاد إذا اتصل برواية العدول إلى الرسول? وجب العمل به ووجب العمل بصحته أيضا، (1) وهو رأي الإمام مالك (ت179هـ) والحسين بن علي الكرابيسي (ت245هـ) (2) والحارث المحاسبي (ت 243هـ) (3)، وهو قول الإمام أحمد (ت241هـ) أيضا. (4)
وأما الجمهور فيرون أنه حجة يجب العمل به وإن أفاد الظن: "وقال الحنفيون والشافعيون وجمهور المالكيين وجميع المعتزلة والخوارج: إن خبر الواحد لا يوجب العلم. ومعنى هذا عند جميعهم أنه قد يمكن أن يكون كذبا أو موهوما فيه ... وقال سائر من ذكرنا: إنه يوجب العمل" (5).
وأما ابن تيمية (ت728هـ) فيرى أن جمهور العلماء على اختلاف مذاهبهم يرون أن خبر الآحاد يوجب العلم إذا تلقته الأمة بالقبول. "ولهذا كان جمهور أهل العلم من جميع الطوائف على أن خبر الواحد إذا تلقته الأمة بالقبول تصديقا له أو عملا به أنه يوجب العلم. وهذا هو الذي ذكره المصنفون في أصول الفقه من أصحاب أبي حنيفة، ومالك والشافعي وأحمد إلا فرقة قليلة من المتأخرين اتبعوا في ذلك طائفة من أهل العلم أنكروا ذلك. ولكن كثيرا من أهل الكلام أو أكثرهم يوافقون الفقهاء وأهل الحديث والسلف على ذلك. وهو قول أكثر الأشعرية كأبي إسحاق (1) وابن فورك (2) " (3).
ويورد ابن تيمية (ت728هـ) أسماء علماء المذاهب الأربعة الذين قالوا إن خبر الآحاد يوجب العلم:" والأول هو الذي ذكر الشيخ أبوحامد (ت505هـ) (4)، وأبوالطيب (ت450هـ) (5)، وأبو إسحاق (ت476هـ) (6) وأمثاله من أئمة الشافعية، وهو الذي ذكره القاضي عبد الوهاب (ت 422 هـ) (1) وأمثاله من المالكية، وهو الذي ذكره شمس الدين السرخسي (ت 483 هـ) (2) وأمثاله من الحنفية. وهو الذي ذكره أبو يعلى (ت 358 هـ) (3) وابو الخطاب (ت 510 هـ) (4). وأبو الحسن بن الزاغوني (ت 527 هـ) (5) وأمثالهم من الحنبلية " (3).
كما يذكر أسماء من أنكر ذلك من العلماء. "وأما الباقلاني (ت403هـ) (6) فهو الذي أنكر ذلك وتبعه مثل أبي المعالي (ت478هـ) (1)، وأبي حامد (ت 505 هـ) (2)، وابن عقيل (ت 513 هـ) (3)، وابن الجوزي (ت 597 هـ) (4)، وابن الخطيب (ت 606 هـ) (5)، والآمدي (ت 631هـ) (6)، ونحو هؤلاء" (7).
وقد بين ابن تيمية (ت 728هـ) أنه لا قيمة لمخالفة هؤلاء لإجماع أهل العلم بالحديث لأن العبرة بأصحاب الاختصاص في الحديث الذين وقفوا حياتهم لخدمة هذا العلم الجليل: " وإذا كان الإجماع على تصديق الخبر موجبا للقطع به فالاعتبار في ذلك بإجماع أهل العلم بالحديث، كما أن الاعتبار في الإجماع على الأحكام بإجماع أهل العلم بالأمر والنهي والإباحة " (1).
ويرى ابن تيمية (ت 728 هـ) أن مما يوقع الغلط في الحديث، نوعان من الناس:
أحدهما: أشخاص لا صلة لهم بعلم الحديث، ومع ذلك فإنهم يقتحمون رحابه، فيقولون فيه أقوالا، ويصدرون فيه أحكاما على غير هدى، ولا بصيرة ولا علم، فيصححون الضعيف، وقد يضعفون الصحيح، ويعتمدون ذلك في مقالاتهم ومناظراتهم. ويأتي على رأسهم المتكلمون ومن على شاكلتهم.
والثاني: أدعياء علم الحديث الذين ينتسبون له وليسوا من أهله، بحيث لم تتكون لديهم خبرة واسعة به، ولم يملكوا بعد ملكة نقدية، ولا حسا حديثيا يمكنهم من دراسة الحديث من حيث السند والمتن، " فكلما وجدوا لفظا في حديث رواه ثقة، أو رأوا حديثا بإسناد ظاهره الصحة يريدون أن يجعلوا ذلك من جنس ما جزم أهل العلم بصحته، حتى إذا عارض الصحيح المعروف أخذوا يتكلفون له التأويلات الباردة، أو يجعلوه دليلا له في مسائل العلم، مع أن أهل العلم بالحديث يعرفون أن مثل هذا غلط " (1).
وكأن ابن تيمية (ت 728 هـ) -رحمه الله - يلمح للمفسرين أن لا يسارعوا في الحكم على الحديث، ويبنوا عليه أحكاما، أو يحملوا عليه معنى آية من آي الذكر الحكيم إلا بعد أن يستفتوا أهل العلم بالحديث، ويعملوا بفتواهم، فهذا هو المنهج القويم الذي يتعين على المفسر العمل به وصولا إلى الحقيقة، وعملا بالعلم لا بالظن الباطل، أو الزيغ والهوى.
وقد بين ابن تيمية أن كثيرا من المفسرين قد جانبوا الحقيقة وبعدوا عن الصواب لما تنكبوا هذا الطريق.(/)
تفسير الراغب الاصفهاني
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[08 Oct 2006, 10:00 ص]ـ
] [®] [^] [®] [السلام عليكم ورحمة الله ايها المنتدون الكرام
يرغب الدكتور عمر الساريسي من كلية الاداب بجامعة الزرقاء الاهلية بتحقيق القسم الخاص بسورة النساء من تفسير الراغب الاصفهاني المسمى جامع التفاسير فهل يعلم الاخوة ان احدا قد قام بهذا العمل علما ان النسخة التي لديه هي النسخة التركية وهل يمكن ان يسعفه احد بنسخ اخرى
واقبلوا التحيات] [®] [^] [®] [
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[08 Oct 2006, 10:40 ص]ـ
اخي الدكتور جمال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكتاب توجد به رسالة تضم المقطع المشار إليه وسارسل إليك تفاصيلها كما تبدو عندي، على النحو التالي:
تفسير الراغب الأصفهاني: من أول سورة آل عمران حتى نهاية سورة المائدة: - تحقيق ودراسة القرآن - تفاسير الشدي، عادل بن علي بن أحمد دكتوراه سعدي مهدي الهاشمي جامعة أم القرى الدعوة وأصول الدين / الكتاب والسنة 1417هـ تحقيق ودراسة 3
بارك الله فيكم
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[08 Oct 2006, 12:13 م]ـ
تفسير الراغب الأصفهاني حقق الدكتور عادل بن علي الشدي عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود جزءاً منه من بداية سورة آل عمران وحتى نهاية الآية (113) من سورة النساء في رسالة دكتوراة.
وهو مطبوع بدار مدار الوطن للنشر الطبعة الأولى عام 1424هـ في مجلدين.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[09 Oct 2006, 11:23 ص]ـ
شكر الله تعالى لكما حسن صنيعكما ولا حرم المسلمين من بركاتكما(/)
حديث في تفسير القرطبي لم أجد من أخرجه فهل تساعدوني
ـ[ماجد العريفي]ــــــــ[08 Oct 2006, 11:42 ص]ـ
ذكر القرطبي رحمه الله في تفسيره من سورة الحديد عند قول الله تعالى ((لكيلا تأسوا على مافاتكم))
حديث ابن مسعود
فقال ((وعن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا يجد أحدكم طعم الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه)) ثم قرأ ((لكيلا تأسوا على مافاتكم))
ما صحة الحديث من أخرجه؟
والسلام
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[08 Oct 2006, 12:25 م]ـ
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يجد عبد حلاوة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه).
أخرجه ابن أبي عاصم وحسن إسناده الشيخ الألباني في السلسة الصحيحة (5/ 566)، وفي ظلال الجنة برقم (247).
ـ[ماجد العريفي]ــــــــ[08 Oct 2006, 02:34 م]ـ
اشكرك أخي على مساعدتي
ولكني أبحث عن نفس الحديث ونفس الراوي وهو ابن مسعود رضي الله عنه
بزيادته التي هي ((ثم قرأ ((لكيلا تأسوا على مافاتكم))
اشكرك اخي مرة اخرى على تواصلك
وجزاك الله خيرا على ماقدمت
ورفع الله قدرك في الدنيا والأخرة
والسلام
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[08 Oct 2006, 09:21 م]ـ
في الطبعة المحققة للدكتور عبدالله التركي 20/ 264,جاء في الحاشية:لم نقف عليه هكذا مرفوعا ... وانظر حفظك الله بقية التعليق.
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[09 Oct 2006, 01:05 ص]ـ
أخي العزيز: لقد بحثت عن الحديث فلم أجده باللفظ الذي ساقه القرطبي فلعله أورده بالمعنى، وقد ورد في المعجم الكبير (حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن الحارث عن ابن مسعود أنه قال: لن يجد رجل طعم الإيمان حتى يؤمن بالقدر ويعلم أنه ميت وأنه مبعوث) وليس هذا هو المطلوب، وفي آخر وصية عبادة بن الصامت لولده ذكر مثل ما أورده القرطبي. لكنه من قول عبادة والله أعلم
ـ[د. أنمار]ــــــــ[09 Oct 2006, 02:18 ص]ـ
تجد الحديث إن شاء الله في هذه الثلاثة مصادر
الإِبَانَةُ الْكُبْرَى أو
الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة لابْنِ بَطَّةَ
وطرفه:
لا يَذُوقُ أَحَدُكُمْ طَعْمَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ
لا يَذُوقُ عَبْدٌ طَعْمَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ
نشر دار الراية - الرياض
الْإِيمَانُ لِلْعَدَنِيِّ
أبي عبد الله محمد بن يحيى ابن أبي عمر العدني.
وطرفه:
لا يَجِدُ عَبْدٌ طَعْمَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَخْطَأَهُ
نشر الدار السلفية - الكويت
الْقَضَاءُ وَالْقَدَرُ لِلْبَيْهَقِيِّ
وطرفه:
لَا يَذُوقُ عَبْدٌ طَعْمَ الْإِيمَانِ، حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا
نشر مكتبة العبيكان
ـ[منصور مهران]ــــــــ[09 Oct 2006, 02:52 ص]ـ
كنت قرأت في مصنف عبد الرزاق ج 11 ص 200 الحديث رقم 20082 =
أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن ابن مسعود قال: ثلاث مَن كن فيه يجد حلاوة الإيمان: ترك المِراءِ في الحق، والكذب في المزاحة، ويعلم أنَّ ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه.
قلت: ومن فقه هذا الأثر من قوله: (والكذب في المزاحة) يستفاد تحريم أو كراهة ما يسمونه: كذبة إبريل. وبالله التوفيق.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[09 Oct 2006, 11:10 ص]ـ
هذه نصوصها لكن ليس فيها ذكر الآية
الْإِبَانَةُ الْكُبْرَى لِابْنِ بَطَّةَ >> بَابُ التَّصْدِيقِ بِأَنَّ الْإِيمَانَ لَا يَصِحُّ لِأَحَدٍ، وَلَا يَكُونُ الْعَبْدُ >>
الطرف:لَا يَذُوقُ أَحَدُكُمْ طَعْمَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ ...
(يُتْبَعُ)
(/)
1439 حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، لَا يَذُوقُ أَحَدُكُمْ طَعْمَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ، وَأَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ "
الْإِبَانَةُ الْكُبْرَى لِابْنِ بَطَّةَ >> بَابُ التَّصْدِيقِ بِأَنَّ الْإِيمَانَ لَا يَصِحُّ لِأَحَدٍ، وَلَا يَكُونُ الْعَبْدُ >>
الطرف:لَنْ يَجِدَ طَعْمَ الْإِيمَانِ، وَوَضَعَ يَدَهُ فِي فِيهِ، حَتَّى ...
1440 حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْمِصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبَّادٍ الدَّبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: لَنْ يَجِدَ طَعْمَ الْإِيمَانِ، وَوَضَعَ يَدَهُ فِي فِيهِ، حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، وَيَعْلَمَ أَنَّهُ مَيِّتٌ وَأَنَّهُ مَبْعُوثٌ " *
الْإِبَانَةُ الْكُبْرَى لِابْنِ بَطَّةَ >> بَابُ مَا رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ >>
الطرف:لَا يَذُوقُ عَبْدٌ طَعْمَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ ...
1578 حَدَّثَنَا الْقَافْلَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَاضِرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، لَا يَذُوقُ عَبْدٌ طَعْمَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ
الْإِيمَانُ لِلْعَدَنِيِّ >> بَابٌ فِي الْقَدَرِ >>
الطرف:" لَا يَجِدُ عَبْدٌ طَعْمَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَخْطَأَهُ ...
15 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " لَا يَجِدُ عَبْدٌ طَعْمَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ، وَأَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ "
الْقَضَاءُ وَالْقَدَرُ لِلْبَيْهَقِيِّ >> بَابُ كَيْفِيَّةِ الْإِيمَانِ بِالْقَدَرِ >>
الطرف:" لَا يَذُوقُ عَبْدٌ طَعْمَ الْإِيمَانِ، حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا ...
153 أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسٍ، حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، عَنْ جَدِّهِ، حَدَّثَنَا خَلَّادِ بْنِ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُتْبَةَ، سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ يَذْكُرُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَأَهْوَى بِأَصْبُعِهِ إِلَى فَمِهِ: " لَا يَذُوقُ عَبْدٌ طَعْمَ الْإِيمَانِ، حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ، وَيُؤْمَنُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ " *
عن طريق محرك البحث في جامع السنة وقد أعيد فتحه على الرابط التالي
http://www.sonnhonline.com/SearchSarfi.aspx
وهو اليوم في نظري أقوى وأجمع وأشمل موقع للبحث في أحاديث المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم(/)
أسئلة لأهل العلم بالتفسير
ـ[سامي العتيبي]ــــــــ[08 Oct 2006, 02:58 م]ـ
السلام عليكم
قال تعالى {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} (3) سورة البقرة.
ذكر الله تعالى لفظة (ومما رزقناهم)
ولم يستعمل كلمة أخر مثل (آتاهم أو أعطاهم)
فما الحكمةمن هذا التعبير
هل هي أن التعبير بهذه الآية يفيد أن الله يشير بأن الرزق والأمول كلها منه
بينما لو قال أعطوا أو آتوا لكان يدرو بالذهن أن هناك أصل آخر للرزق
س2/في بداية سورة البقرة ذكر الله صفات المؤمنين هل بالإمكان أن نقول أن الله أصل أصول وقواعد ليبدأ بعدها بجدال المخالفين وخاصة أهل الكتاب حيث أن من صفات المؤمني {والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} (4) سورة البقرةك) وقال في آية أخرى وهو يناقش أهل الكتاب {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ
وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (136) سورة البقرة
س3/هل القول بأن الله أعظم الغيب صحيح أي أن هناك غيبيات لا يمكن أن نحس بها وأعضمها الله
[أرجو أن تكون الإجابة من مختص بهذا العلم(/)
اختلاف النظراء
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[09 Oct 2006, 12:14 ص]ـ
قال يونس الصدفي: ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته في مسألة ثم افترقنا ولقيني فأخذ بيدي ثم قال: يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة.قال الذهبي: هذا يدل على كمال عقل هذا الإمام وفقه نفسه، فما زال النظراء يختلفون
ـ[منصور مهران]ــــــــ[09 Oct 2006, 03:29 ص]ـ
علقت بالذاكرة كلمة قالها أبو حيان التوحيدي في بعض كتبه، قال: النظراء والأكفاء يكفي بينهم أن يكون الجواب كالابتداء، والآخر كالأول.
وكان يُقال: مكاتبة النظراء تحتمل كل شيء على حسب المودة.
ـ[الجكني]ــــــــ[09 Oct 2006, 03:37 ص]ـ
وتعجبني كلمة قالها أحد الدكاترة -سوداني-المتعاقدين لعميد إحدى الكليات في اجتماع تربوي:"نحن شركاء لا أجراء"
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[09 Oct 2006, 06:32 ص]ـ
قال ابن قدامة رحمه الله في مقدمة كتابه المغني: (أما بعد. . . فإن الله برحمته وطوله جعل سلف هذه الأمة أئمة من الأعلام مهد بهم قواعد الإسلام وأوضح بهم مشكلات الأحكام: اتفاقهم حجة قاطعة واختلافهم رحمة واسعة).
وقال الإمام الحجة القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم: (لقد نفع الله باختلاف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في أعمالهم، لا يعمل العامل بعمل رجل منهم إلا رأى أنه في سعة، ورأى أن خيراً منه قد عمل عمله) جامع بيان العلم وفضله 80/ 4
وذكر ابن عبد البر في كتابه جامع بيان العلم وفضله: (أن عمر بن عبد العزيز والقاسم بن محمد اجتمعا فجعلا يتذكران الحديث فجعل عمر يجيء بالشيء مخالفاً فيه القاسم، وجعل ذلك يشقُّ على القاسم حتى تبين فيه فقال له عمر: لا تفعل فما يسرني أن لي باختلافهم حمر النعم) جامع بيان العلم وفضله 80/ 2
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (أن رجلاً صنف كتاباً في الاختلاف فقال أحمد: لا تُسمِّه كتاب الاختلاف، ولكن سمه كتاب السعة). الفتاوى 79/ 30(/)
سؤال عن ((وقفوهم إنهم مسئولون))
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[09 Oct 2006, 11:45 م]ـ
هل هذه الآية خاصة بالمشركين أم يمكن تطبيقها على المسلمين كذلك
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Oct 2006, 12:44 ص]ـ
هذه الآية وردت في سياق الحديث عن حال المشركين في الآخرة، قال تعالى: (وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24))
إلا أن معناها يشمل الجميع، لأدلة أخرى وردت في القرآن الكريم وفي السنة النبوية، من أنه لن تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يسأل ... الحديث.
وفي القرآن ورد قوله تعالى: (فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ) الأعراف 6، فلم يستثن أحداً ولم يبين المسؤول عنه، ومثله قوله تعالى: (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الحجر: 92 - 93)، وهذا صريح في إثبات سؤال الجميع يوم القيامة.
وقد بين الله سبحانه وتعالى في آيات أخرى ماهو السؤال الذي سوف يسأله المرسلين في قوله: (يَوْمَ يَجْمَعُ الله الرسل فَيَقُولُ مَاذَآ أُجِبْتُمْ} [المائدة: 109]، والسؤال الذي سيسأله من أرسل إليهم في قوله: (وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَآ أَجَبْتُمُ المرسلين) القصص 65، وبين النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث عن ماذا سيسأل العبد عنه يوم القيامة.
وقد تعرض الشيخ الشنقيطي في كتابه (دفع إيهام الاضطراب) لهذه المسألة بتفصيل مفيد فليراجع، وفي أضواء البيان عند تفسيره للآية السادسة من سورة الأعراف.
بقيت مسألة: هل يصح الاستشهاد بهذه الآية في حق المسلمين؟ للجواب يراجع هذا البحث للدكتور مساعد الطيار
الاستشهاد بالآيات في غير ما نزلت فيه وتَنْزِيلِ آياتِ الكُفَّارِ عَلَى المُؤْمِنِينَ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=46)
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[22 Oct 2006, 04:23 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخي العزيز(/)
هل الوقف في القرآن الكريم توقيفي بالكلية؟؟؟
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[10 Oct 2006, 12:34 ص]ـ
الوقف في القرآن الكريم بانواعه هل هو توقيفي ام ان هناك مجال للاجتهاد فيه او بصيغة اخرى
هل هناك خلاف في المسالة يذكر ام ان القول واحد بان علم التجويد توقيفي بالكلية
والله المستعان
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[10 Oct 2006, 08:23 ص]ـ
يسرني ان أكون أول من يبدي رأيه في الإجابة على سؤال الأخ نضال بارك الله فيه وأقول: إن علم الوقف والابتداء علم اجتهادي وليس توقيفيا ولذا وجدنا لجان تدقيق المصاحف ومراجعتها مختلفة في تحديد أماكن الوقف وفي تحديد نوع الوقف في الموضع الواحد والمؤلفات في هذا الموضوع كثيرة ومتنوعة منها كتاب أبي عمرو الداني والسجاوندي والعماني وابن الأنباري والنحاس وزكريا الأنصاري والأشموني وغيرهم وجلها مطبوعة وبعضها محقق وقد يبدو للقارئ أن يقف في موضع يخلو من علامة وقف إذا ظهر له أن الوقف أولى من الوصل فله ذلك إن كان من أهل النظر والتقدير وإلا فإنه يتبع ما في المصحف من علامات الوقف التي تهدف إلى إعانته على تحديد مواضع الوقف للاستراحة أولتبيين المعنى وكتب التجويد والقراءات زاخرة بمعلومات قيمة في باب الوقف حول أنواعه ودرجاته وكيفياته ونصائح للمبتدئين تبين لهم المواضع التي لا ينبغي لهم الوقف عليها وهو علم جميل رائع تظهر به المعاني ويفهم من خلاله الكلام، والله تعالى أعلم.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[10 Oct 2006, 09:39 م]ـ
إن ما أشار إليه الأخ الدكتور أحمد شكري أمر حقيق بالنظر فهو مشاهد في أقوال العلماء، وللنحاة باع كبير في تحديد مواضع الوقف والابتداء حسب دلالات المعاني في سياق الآيات جاءت عن اجتهاد فليست توقيفا - كما قرر في تعليقه -، إلاالوقوف على رؤوس الآي فيرى بعضهم أنه سنة متبعة في العموم ومع ذلك فالقراء والمفسرون وعلماء العربية لهم اجتهاد تعددت فيه الأقوال وتباينت أحيانا ولم يقل أحد للآخر: ذاك ردُّ لأنه الوقف هنا توقيفي، وكلامهم في هذا مبثوث في كتب العربية، ومن يتأمل كتابا مثل (مغني اللبيب) لابن هشام الأنصاري يجد فيه وقفاتٍ مع القراء ومع النحاة بناها المؤلف على اجتهادٍ منه وممن سبقوه في هذا المضمار.
ومن طرائف اجتهاده في بيان الأمور المُسْتبعدة التي يجب على طالب العربية أن يتجنبها: الأمر (الثاني عشر: قول بعضهم في << عينا فيها تسمى >>: إن الوقف على << تسمى >> هنا، أي: عينا مُسمّاة معروفة، وإن << سلسبيلا >> جملة أمرية أي: سَلْ سبيلا مُوصِلَة إليها) اه - المغني طبعة عبد اللطيف الخطيب 6/ 104
و يعني بالأمرية فعل الأمر كأنه يقول: سل سبيلا إليها.
وفي المغني وحده عشرات المسائل في وقوف التلاوة، وهو كتاب نحو، وبالله التوفيق.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[11 Oct 2006, 04:49 م]ـ
أخي نضال
لا مزيد على ما طرحه الأستاذ الدكتور أحمد شكري والأستاذ منصور مهران، لكن بما أن رسالتي في الماجستير كانت في أثر وقوف القرآن في التفسير أحببت أن أشركهما ما طرحته في هذا السؤال، فأقول:
أولاً: لقد خلطت بين سؤالين: السؤال عن علم الوقف من حيث التوقيف والاجتهاد، ثم استطردت إلى السؤال عن علم التجويد (علم التجويد توقيفي بالكلية)، والسؤال فيه إشكال، ولعلي أطرح بعض ما في الموضوع في نقاط:
الأولى: أن علم الوقف والابتداء ليس خارجًا من علم التجويد، بل هو مُدخل فيه، فالتجويد يرتبط بالصوتيات وتحسين الأداء، الوقف والابتداء يرتبط بالمعاني من حيث الوقف على المعاني التامة وما عداه من المعاني، وهو بهذا في معزل عن التجويد، وإنما ارتباطه بالتفسير، فالوقف أثر من أثار فهم المعنى، وعلى هذا بُنيت كتب الوقف والابتداء، ولا تكاد تجد فيها إشارة إلى مسألة تتعلق بحسن التلاوة، وإنما يذكرون كيفية استفادة القارئ من هذا العلم في أداء معاني القرآن على وجه حسنٍ.
الثانية: أن الوقف والابتداء ليس فيه شيء وارد عن جبريل ولا عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما تجده في المصحف الباكستاني، ولا يوجد موضع يجب الوقف عليه، كما قال ابن الجزري:
وليس في القرآن من وقف وجب .... ولا حرام غير ما له سبب
وإذا كان الأمر كذلك، فليس هناك ما يمكن الحكم عليه بأنه وقف توقيفي.
الثالثة: اختلف العلماء في الوقف على رأس الآية، فذهب بعضهم إلى سُنِّيته، وخالفهم في ذلك آخرون.
الرابعة: ما المراد بالتوقيف؟
هل المراد وروده عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإن كان كذلك، فما مستوى الثبوت التوقيفي الذي تريده، هل المراد مجرد وروده عنه أو أمره به؟
والوقف لم يرد بهذا ولا بذاك.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[12 Oct 2006, 01:54 ص]ـ
بارك الله في الاخوة الكرام الذين أثروا الموضوع ونبهوني على الاخطاء الواردة في صياغة السؤال او المضمون
انا لا اسال بالتحديد عن الوقف على رؤوس الآي والابتداء وانما كان حديثي عن الوقف الللازم والممنوع مثلا كالذي في قوله تعالى إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى فالوقف اللازم على كلمة يسمعون هل نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم بالرواية ام هو من اجتهاد القراء لمناسبة المعنى وكذا البقية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أنمار]ــــــــ[12 Oct 2006, 01:30 م]ـ
ما سبق ينطبق على الوقف اللازم والممنوع بلا شك.
مع العلم أن أصول هذا العلم توقيفية، أقصد تداوله واعتباره جزءا من التلقي بين العلماء مع ترك المجال فيه لأهل النظر للإدلاء بدلوهم، لا أن الشيخ ينسب تلك الوقوف إلى شيخه متصلا بالسند للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أو أصحابه. وفي بعض الكتب القديمة ما يتصل سنده بالتابعين أو الإئمة بعدهم. وقل أن تجد ما نسب للصحابة.
والدليل على تأصيل المسألة في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أثر سيدنا ابن عمر وله حكم الوقف اتباعا لأصول علم الحديث
فعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: لقد عشنا برهة وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن وتنزل السورة على النبي صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها وما ينبغي أن يوقف عنده منها.
وفيه برهان على أن تعلمه إجماع من الصحابة رضي الله عنهم.
قلت هو أثر صحيح له حكم الرفع قال عنه الحاكم على شرط الشيخين ولا أعرف له علة ولم يخرجاه ووافقه الذهبي (المستدرك 1/ 38)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1793
ـ[منصور مهران]ــــــــ[12 Oct 2006, 03:39 م]ـ
استشهد الأخ الدكتور أنمار بقول ابن عمر - كما رواه الحاكم - على أن تفسير: (وما ينبغي أن يوقف عنده منها) شيئ مما يتعلق بعلم الوقف والابتداء، تأصيلا لهذا العلم من عهد النبوة.
قلت:
أورد أبو جعفر النحاس هذا الأثر في كتابه (القطع والائتناف) في باب ذكر قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وتبيينه إياها وإنكاره الوقف على غير تمام وذكر تعلم أصحابه القرآن كيف كان؟، ص 87 وقال بعده: فهذا الحديث يدل على أنهم كانوا يتعلمون التمام كما يتعلمون القرآن.
ولكن السيوطي لما نقل كلام النحاس أورد لفظا آخر بدلا من (التمام)، فقال: (يتعلمون الأوقاف كما يتعلمون القرآن).
فهل المراد بالتمام وبالأوقاف في كلام النحاس والسيوطي شيء واحد؟ ولماذا غير السيوطي لفظ (التمام) إلى لفظ غيره هو (الوقوف)؟
وقد تراءى لي أن المراد من قول ابن عمر: (وما ينبغي أن يوقف عنده منها) شيء آخر غير ما أرادوه من الوقوف الاصطلاحي، فقد يكون المراد بالوقوف: التأمل والالتزام بالحدود والفهم العميق لمغزى الأوامر والنواهي، لذلك وُصِفَ عُمَر بأنه كان وقافا عند كتاب الله. بهذا المعنى، ووُصِفَ عبد الله بن عمر بأنه: (كان كأبيه وقافا عند كتاب الله تعالى مقتديا برسول الله صلى الله عليه وسلم) - انظر: أحكام القرآن لابن العربي ج 1 ص 258 - طبعة أبو الفضل - عيسى الحلبي.
وكان السائد في كلام السلف التعبير بصيغة الفعل (وقف يقف) ولا يحمل مدلوله المعنى الاصطلاحي المعروف للفظ: (الوقوف) بمعنى القطع، ولعلنا نستأنس بكلام السمعاني في تفسيره إذ يقول: (وعن بعض السلف قال: يستحب أن يقف عند كل مَثَلٍ في القرآن، فإن الله تعالى يقول: وما يعقلها إلا العالمون). انظر: تفسير أبي المظفر السمعاني ج 4 ص 182 - طبعة دار الوطن.
آمل من ذوي الفضل العلماء مزيد إيضاح لأصحح ما فهمته ولهم مني الشكر ةالتقدير، وبالله التوفيق.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[12 Oct 2006, 05:36 م]ـ
أخي الأستاذ منصور وفقه الله:
من أول يوم قرأت فيه هذا الأثر الذي له حكم الرفع قبل حوالي عشرين سنة خطر لي هذا المعنى الذي ذكرتموه، وهو محتمل، لكن إيراد العلماء له محتجين في باب الوقف والابتداء حتى لا يكاد يخلو منه مصنف في هذا العلم أو باب ذكر فيه يجعل المرء يميل إلى ما يميل إليه الجمهور وهو فهم صحيح لا غبار عليه
ويؤيده بقية الأثر
قال ابن عمر: لقد رأيت رجالأ يؤتى أحدهم القرآن فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما أمره ولا زاجره ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه ينثره نثر الدقل.
فقوله ينثره نثر الدقل تدل على عدم مراعاة المعاني أو الوقوف وهذا أمر يتعلق بوصف كيفية القراءة نفسها.
ومثله ما رواه الآجري في حملة القرآن عن ابن مسعود قال: لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذا الشعر قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكون همّ أحدكم آخر السورة
وهو كالذي قبله يدل على الوقف والابتداء
وقوله قفوا عند عجائبه، أي في كيفية القراءة أيضا، وهو يرد على إنكاركم استعمال كلمة الوقف عند السلف
وكذلك قول أم سلمة رضي الله عنها يقرأ ثم يقف ...
بل وكلام السمعاني يؤيد معنى الوقوف الاصطلاحي لا الوقف عند الأوامر بمعنى التطبيق بل هو أقرب لمعنى متعلق بطريقة التلاوة والأداء
والله أعلم
أما قولك أن السيوطي غير العبارة فلا أظن إلا أنها نسخة أخرى أو أنه نقلها من حفظه بالمعنى لا أنه تعمد أمرا ما.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[13 Oct 2006, 12:34 ص]ـ
بارك الله فيك يا أخا المكارم الدكتور أنمار، فكم كانت كلماتك من البر بي أن أثلجت صدري ونبهتني من غفوة أثقلتني زمنا ليس باليسير؛ فشكر الله لك وجزاك خيرا، فإنما ينمو العلم بالتواصل، والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[16 Oct 2006, 10:33 ص]ـ
أظن أن مواضع الوقف اللازم اجتهادية وليست توقيفية ولو كانت توقيفية لنقل ذلك واشتهر واعتمد، وما ورد في الرواية تحت مسمى (وقوف النبي صلى الله عليه وسلم) يحتاج إلى مراجعة وتحقق وتثبت.
ومما يدلك على الاجتهاد في أماكن الوقف الاختلاف فيها وأذكر هنا ثلاثة أمثلة:
الأول في سورة آل عمران في قوله تعالى: (وما يعلم تأويله إلا الله) في بعض المصاحف علامة الوقف اللازم وفي بعضها علامة الوقف أولى.
والمثال الثاني: في سورة الحديد في قوله تعالى: (وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة) في بعض المصاحف عليها علامة الوقف اللازم وفي بعضها جردت من علامة الوقف مطلقا.
والمثال الثالث في سورة المسد في لفظ (وامرأته) في بعض المصاحف علامة الوقف اللازم وفي معظمها جردت من العلامة.
تدل هذه الأمثلة وغيرها كثير على الاجتهاد في هذا الباب، ومقارنة يسيرة بين المصحف المطبوع في المغرب والمصحف المطبوع في باكستان وأي مصحف مطبوع في البلاد العربية تريك فروقا كثيرة جدا في أماكن الوقف.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[17 Oct 2006, 12:47 ص]ـ
كلام طيب دكتور أحمد بارك الله فيك(/)
الدراسات القرآنية بالمغرب الأقصى 3
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[10 Oct 2006, 10:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
(قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
ـ البقرة:32 ـ
ابن بري التازي صاحب " الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع ".
هو علي بن محمد بن علي بن محمد بن الحسين أبو الحسن الشهير بابن بري الرباطي التازي نسبة إلى رباط تازة التسولي الأصل والنجار من فخد من بربر تازة يقال لهم "بنو لنت".
انتقل أهله إلى مدينة تازة، وكان مولده بها في حدود الستين وستمائة، "ونشأ بتازة ب"زقاق الزفانين" منها، واجتهد كثيرا في الذكر والبحث والمطالعة، وكان من طلبة تازة وعدولها، وانتقل إلى فاس كاتبا سنة 724هـ".
كان ابن بري عالما مشاركا، له إلمام واسع بالعلوم الإسلامية، له أرجوزة مهمة في القراءات القرآنية " الدرر اللوامع في أصل مقرأ نافع " التى احتفى بها العلماء كثيرا و ألفوا عليها شروحا متعددة وصلت إلى ثلاثين شرحا. و له شرح على كتاب التهذيبفي اختصار المدونة لأبي سعيد البراذعي. وله كذلك شرح على وثائق أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن الغرناطي. كما شرح قصيدة في الفرائض نظمها أبو علي الحسن بن عطية الونشريسي. كما شرح عروض ابن السقاط. واختصر شرح الإيضاح في النحو لابن أبي الربيع الإشبيلي السبتي.
من شيوخه:
1 - والده محمد بن علي بن بري التازي.
2 - أبو جعفر الزبير الغرناطي (ت 708 هـ).
3 - أبو الحسن بن سليمان القرطبي (ت 730 هـ).
4 - أبو الربيع بن حمدون الشريسي (ت 709 هـ).
5 - مالك بن الرحمن أبو الحكم المالقي المشهور بابن المرحل (ت 699 هـ).
توفي ابن بري ـ رحمه الله ـ سنة 730 هـ.
وتجدون رفقته أرحوزة: " الدرر اللوامع في أصل مقرأ نافع " لابن بري التازي ـ رحمه الله ـ.
نسألكم الدعاء عن ظهر الغيب.
http://www13.rapidupload.com/d.php?file=dl&filepath=7223
وتفضلوا بقول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[10 Oct 2006, 01:28 م]ـ
سعادة الدكتور أحمد الضاوي حفظه الله
أبحث عن ترجمة لأحد علماء القراءات اسمه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن جماعة التنوخي المهدوي
لم أهتد لترجمته بعد ولم أقف عليها لا عند الذهبي ولا ابن الجزري
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[11 Oct 2006, 10:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل: الدكتور أنمار ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإني أحمد الله إليكم على أن يسر اللقاء بكم عبر هذا الموقع المتميز. وإني قد راجعت ما بحوزتي من قواعد بيانات تخص تراجم القراء فلم أجد العلم الذي تريدون ترجمته. مع أمل أن يسفر البحث مستقبلا على نتائج إيجابية.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[13 Oct 2006, 01:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل: الدكتور أنمار ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإني بحثت في ما لدي من قواعد بينات خاصة بقراء الغرب الإسلامي، و في تراجم القراء عموما لكنني لم أفلح في العثور على ترجمة العلم الذي تطلبونه. مما يجعلني أتساءل عن السبب في عدم الترجمة له من قبل الكتب التي عنيت بالترجمة للقراء. ومن ثم فإني أسألكم عن الطريقة التي عرفتم به هذا العلم لعلها تساعدنا في إيجاد ترجمته. كما أسألكم عن الاسم الكامل: هل هو صحيح؟
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[13 Oct 2006, 04:21 ص]ـ
سعادة الفاضل الدكتور أحمد الضاوي
كنت وضعت رابطا لكتاب قيم يتشابه في بعض فصوله مع ما تهتم بنشره
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6601
وفي الجزء الثاني ذكر المؤلف أصحاب ابي الحسن القيجاطي
وفي رقم 9 ذكر
محمد بن أحمد بن فتوح بن شقرال اللخمي يعرف بالطرسوني ويكنى أبا عبد الله:
ذكره في الإحاطة وقال:" أخذ القراءات عن الشيخ الأستاذ أبي الحسن بن أبي العيش وبه تفقه ببلده المرية وقرأ على الأستاذ أبي جعفر بن الزبير والخطيب أبي جعفر بن الزيات والراوية أبي الحسن بن مسمغور والولي أبي عبد الله الطنجاني وصهره الخطيب أبي تمام غالب بن حسين بن سيد بونة والخطيب أبي الحسن القيجاطي والخطيب المحدث أبي عبد الله بن رشيد, توفي عام 730" (1).
وذكر في درة الحجال روايته عن الأستاذ أبي الحسن علي بن عمر القيجاطي والشيوخ المذكورين معه, وزاد أخذه بتونس عن الأستاذ المقرىء المتفنن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبدالكريم بن جماعة التنوخي المهدوي ومن رواياته عنه كتابه المسمى "تحصيل الكفاية, من الإختلاف الواقع بين "التيسير" و"التبصرة" و"الكافي" و"الهداية", وهو كتاب نبيل قال: " ورحل إلى تونس ثم عاد منها فتوفي ببونة من بلاد العناب أو بأحوازها في حدود أخريات سنة 729 " (2).
==========================
1 - الإحاطة لأبن الخطيب 3/ 23 - 25.
2 - درة الحجال 2/ 75 - 76 ترجمة 518.
اهـ
=============================
فلا ابن شقرال ولا ابن جماعة لأي منهما ترجمة في طبقات الذهبي أو ابن الجزري
ومؤلف جليل يمتدح وكتابه من قبل العلماء فيما له صلة وثيقة بعلم القراءات ثم لا يعطى حقه من التعريف يدعو للعجب.
وهو يعكس نقصان ما يصل للشرق عن علماء تلك البلاد.
عموما فإني لم أبحث بعد في الإحاطة ودرة الحجال إن كانت له ترجمة فيهما. والكتابان في طريقهما إلي إن شاء الله تعالى. ودرة الحجال من الكتب التي طبعت قبل 20 سنة ونفذت نسخه من الأسواق لدينا في الحجاز.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[13 Oct 2006, 12:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل: الدكتور أنمار ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد، فإني أشكر لكم اهتمامكم بالتراث المغربي في مجال الدراسات القرآنية. و الكتاب الذي نوهتم به هو للأستاذ الدكتور عبد الهادي حميتو ـ حفظه الله ـ، وهو عبارة عن أطروحة دكتوراه قضى في إعداده أخونا الفاضل السنوات ذوات العدد تحت إشراف شيخنا الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي ـ حفظه الله ـ. يقع الكتاب في سبعة أجزاء لكن موقع وزارة الأوقاف المغربية لا يمكن إلا من تنزيل خمسة أجزاء، و لعل القائمين على الموقع سيبادرون إلى تنزيل الجزئين المتبقيين. والكتاب كما أشرتم موسوعة في القراءات القرآنية بالغرب الإسلامي.
أما عن علمنا فإني سأعمل وسعي للوصول إلى ترجمته، وسأوافيكم بها فور الوصول ـ إن شاء الله تعالى ـ.
وسلام الله عليكم و على أهل الحجاز وزواره ورحمته وبركاته.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[13 Oct 2006, 01:41 م]ـ
والكتابان في طريقهما إلي إن شاء الله تعالى. ودرة الحجال من الكتب التي طبعت قبل 20 سنة ونفذت نسخه من الأسواق لدينا في الحجاز.
تصويب:
نفدت بالدال المهملة.
وجزاكم الله خيرا على ما تبذلونه في خدمة القرآن وعلومه.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[20 Oct 2006, 12:01 ص]ـ
راجعت اليوم درة الحجال طبعة دار الكتب العلمية
ولم أجد فيها ترجمة منفصلة لمحمد بن أحمد بن عبد الكريم وليس فيه أكثر من النص المنقول أعلاه بأنه (الأستاذ المقرئ المتفنن)
وفي الطبعة بعض الاختلاف عما هو أعلاه فالمترجم الآخذ عن التنوخي اسمه محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن فرج بن شقر اللخمي المعروف بالطرسوني ووفاته سنة 929
وعند الدكتور عبدالهادي (ابن فتوح بن شقرال) ووفاته أواخر سنة 729 هـ
ولا أدري إن كان الاختلاف سببه طوام طبعات دار الكتب العلمية؟
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[27 Oct 2006, 01:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل: الدكتور أنمار ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإني أشكر لكم اهتمامكم. لقد بحثت عن هذا العلم في ما لدي من قواعد بيانات خاصة بالقراء بالغرب الإسلامي، فضلا عن البحث في كتب التراجم الخاصة بالمنطقة، فلم أفلح في الترجمة له.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[31 Oct 2006, 03:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
(قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
ـ البقرة:32 ـ
فهرس الدرر اللوامع:
1 - بيان فضل علم القرآن.
2 - سند ابن بري في القراءات.
3 - باب التعوذ.
4 - باب البسملة.
5 - باب ميم الجمع.
6 - باب هاء ضمير الواحد.
7 - باب المد و القصر.
8 - باب التسهيل و الهمز.
9 - باب الإبدال.
10 - باب نقل الحركة.
11 - باب الإظهار و الإدغام.
12 - باب الإمالة.
13 - باب الترقيق و التفخيم.
14 - باب الإضافة.
15 - باب فرش الحروف.
16 - باب مخارج الحرؤوف و صفاتها.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[02 Nov 2006, 01:20 ص]ـ
جزيت خيرا على المحاولة.
وهاكم فائدة، فإني وجدت كتاب الإحاطة على الشبكة بالكامل على الرابط،
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=201&CID=1
وهو كتب مثير للاهتمام.
والنص أعلاه موجود في آخر الصفحة على الرابط
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=201&CID=47
وبقيته في التي تليها
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[02 Nov 2006, 04:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
الأخ الفاضل الدكتور أنمار ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإني أشكر لكم اهتمامكم وتواصلكم، وجزاكم الله خيرا على هديتكم، وجعلها صدقة جارية، فالدال على الخير كفاعله.
دامت لكم المسرات بما يسره الله على أيديكم من بركات العلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[15 Nov 2006, 12:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد فقد يسر الله كتابة الدرر بصيغة وورد، فنقدمها لرواد الموقع، لما في ذلك من أهمية يعرفها الباحثون وطلبة العلم. وأملي أن يكون نشرنا للدرر بصيغتي ( pdf - word ) سبيلا إلى الوفاء بحق ابن بري رحمه الله تعالى، ومساهمة في نشر هذا المتن القرائي المهم.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[21 Jan 2007, 04:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل: السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
أما بعد، يتصل سند ابن بري بالداني (ت 444 هـ) من طريق شيخه أبي الربيع بن حمدون الشريشي المتوفى بتازة من بلاد المغرب الأقصى سنة 709 هـ، عن أبي بكر بن فلحون السكسكي، عن أبي مصعب اللخمي، عن أبي منصور مظفر اللخمي، عن السرقسطي، عن الحسن بن سعيد، عن أبي داود سليمان بن نجاح، عن أبي عمرو الداني. وسند الداني إلى نافع مذكور في أكثر كتبه، يصل به إلى الرسول ـ صلى اله عليه وسلم ـ " القراء والقراءات بالمغرب: سعيد أعراب ـ رحمه الله ـ ص 25.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[27 Jan 2007, 03:32 م]ـ
تداول العلماء و طلاب العلم منظومة الدرر اللوامع في حياة ابن بري، وأخذوها عنه، ومن تلاميذه البارزين: أبو مهدي عيسى بن عبد الله الترجالي، ولي قضاء تازا، وكان من شيوخها المرموقين، ويقال إنه هو الذي أوعز إلى السلطان في أن ينقل الشيخ أبا الحسن إلى فاس، ويجعله كاتبا في ديوانه، وأستاذا لولي عهده، ورأى أنه ليس من اللياقة أن يتولى هو قضاء تازا وشيخه ابن بري ـ وهو من هو ـ في سماط عدولها، وذلك من برور التلاميذ بأشياخهم، و لا يعرف الفضل لأهله إلا ذووه.
ويذكر الآبلي شيخ ابن خلدون ـ أنه مر بتازا فنزل ضيفا عند أبي الحسن بن بري ـ ومعه تلميذه الترجالي، قال فبتنا نتجاذب أطراف الحديث، ونتذاكر شؤون الأدب، وقد سألتهم عن معنى قول أبي العلاء المعري:
أقول لعبد الله لما سقاؤنا ... ونحن ـ بوادي عبد شمس ـ و هاشم؟
ويحتفظ لنا الشيخ الحصار بإجازة منظومة ابن بري، بعث بها إلى تلميذه العالم الأديب أبي عمرو بن أحمد الميموني الفشتالي، مع نسخة من الدرر بخط يده أضاف إليها طررا و تعاليق تشرح مضامينها، وقد كتب عنها الفشتالي يقول:
أكملته عرضا على منشيه ... وأجازني فيما سواه وفيه
وأباح لي عنه الحديث بكل ما ... من بعد تصحيح لما أرويه.
عن كتاب القراء و القراءات بالمغرب، لسعيد أعراب،، ص 28.(/)
كهيعص و طه
ـ[أبو علي]ــــــــ[10 Oct 2006, 10:04 ص]ـ
الحمد لله العزيز الحكيم
قال تعالى: وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).
لا شك أن الآيات المذكورة هي على إطلاقها، أي كل آيات القرآن بما فيها الآيات التي هي عبارة عن حروف مقطعة.
اخترت لكم اليوم الفاتحة (كهيعص) و (طه).
أولا: كهيعص.
تدبر الآية (كهيعص) يقتضي ربطها بما قبلها لنعلم مناسبتها مع ما ختمت بها سورة الكهف، ولتتبين لنا الحكمة في وضع الآيات في موضعها الذي ينبغي أن توضع فيه.
ماذا قال الله في ختام سورة الكهف؟
قال سبحانه وتعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108) قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110).
هذا ما ختم الله به سورة الكهف، فما هو مدلول الآيات 107، 108، 109، 110 من سورة الكهف؟
الآيتان 107، 108: كلام خبري، والآيتان 109، 110: كلام إنشائي طلبي يحث على الصلاح، فقبل الحث على فعل شيء وجب الإخبار أولا عن مزايا ومحاسن هذا الشيء.
مثلا: قبل أن ينصح الأب ابنه بوجوب مذاكرته لدروسه ليكون من الناجحين فإنه يذكر له أولا مزايا ومحاسن النجاح كأن يقول له: يا بني إن الناجحين هم الذين يكون لهم مستقبلا زاهرا ...
فإذا كان لهذا الأب أبناءا كبارا نجحوا في حياتهم فإنه من الحكمة أن يذكر ابنه الصغير بما آل إليه إخوته من نجاح في حياتهم لتشجيعه وطمأنته وذلك بفضل مساندة أبيهم وتوفيره لهم كل أسباب النجاح ...
كذلك الحال هنا، فبعد ذكر محاسن الصلاح (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا) وحثه على الصلاح (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) فإنه من الحكمة أن يذكر نماذج من الصالحين الذين كانت لهم جنات الفردوس نزلا مع ذكر فضل الله عليهم (رحمته)، ورحمة تخلد صاحبها في جنات الفردوس لا تعتبر مجرد (رحمة) بل هي (رحمت) عظمى يجب أن تتميز رسما (بتاء مفتوحة)، والرحمة العظمي هي الأجدر بالذكر.
إذن فالرحمة العظمى التي تستحق الذكر هي الصلاح، والصلاح مبني على العلم (علم الصلاح من الفساد فاختار الصلاح)، والعلم لم يأت به من عند نفسه وإنما هو هدى من الله، و كيف كان هذا الهدى؟ هل هو إلهام من الله أم هو كتاب أنزله الله؟، إنه كتاب أنزله الله.
إذن فالصلاح لا يكون إلا عن علم، والعلم ليس ذاتيا وإنما هو هدى من الله، والهدى كتاب من عندالله.
إذن فالفضل في صلاح الإنسان يعود إلى كتاب الله، فالكتاب هو الأجدر بالذكر أولا فهو الذكر نفسه (حكمة ومنطقا)، أما حكمة فإن الله قال: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) وأما المنطق فإن خير وسيلة لتذكر أي شيء هي كتابته.
إذن فإن كانت رحمة تستحق الذكر والامتنان بها على الصالحين فينبغي أن تكون هي: الكتاب، ومضمونه (الهدى)، والنتيجة المستفادة منه (العلم والصلاح).
وترتيب هذه الرحمات ينبغي أن يكون كالآتي: 1) الكتاب، 2) الهدى، 3) العلم، 4) الصلاح.
هذا ما توصلنا إليه بتدبرنا للآيات التي ختمت بها سورة الكهف، فهل تلتها سورة أتى الله فيها بنماذج من الصالحين وذكر رحمته عليهم التي هي: الكتاب والهدى والعلم والصلاح؟
نعم، فالسورة التي تلت سورة الكهف هي سورة مريم، وهي سورة ذكر الله فيها أمثلة من عباده الصالحين وفضله عليهم، وهؤلاء الصالحون هم: زكريا ويحيى ومريم وعيسى وإبراهيم وإسحق ويعقوب وموسى وهارون وإسماعيل وإدريس عليهم السلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
السورة ابتدأت بعد بسم الله الرحمن الرحيم بحروف هي: كهيعص، والآية التي بعدها بينت أن هذه الحروف السابقة هي: ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا.
نلاحظ أن كهيعص ليست مجرد رحمة وإنما هي رحمة عظمى يتجلى ذلك في تميز رسمها (بتاء مفتوحة).
وقلنا إن الرحمة الجديرة بالذكر هي (الكتاب) ومضمونه (الهدى) والمنفعة المستفادة منه (العلم والصلاح)، فهل حرف الكاف من كهيعص هو اختزال ل (الكتاب)؟، وهل الهاء تعني (الهدى) والعين تعني (العلم) والصاد يعني (الصلاح)؟.
إذا كان استنتاجنا صائبا يوافق الحكمة فلا بد أن نجد له ما يؤيده في الكتاب في سورة مريم، إذ ينبغي أن تكون الرحمة الممتن بها على أحد من الأنبياء المذكورين هي نفسها الممتن بهاعلى كل واحد منهم.
بالرجوع إلى سورة مريم وجدنا أن كل الأنبياء الذي ذكرهم الله ارتبط ذكرهم بذكر الكتاب: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ، وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ َ إِبْرَاهِيمَ، وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ َ مُوسَى، وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ َ إِسْمَاعِيلَ، وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إدريس. إذن فمحور السورة يدور حول الكتاب كرحمة عظمى تعتبر مفتاحا لباب الرحمات.
وإذا أخذنا مثلا يحيى عليه السلام فإننا نجد أن أول خطاب من الله ليحيى هو: يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صبيا). لو كانت رحمة أعظم من الكتاب لكانت أولى بالذكر قبل ذكر الكتاب.
والمسيح عليه السلام أول ما تكلم في المهد قال: إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا). لو كانت رحمة أعظم من الكتاب لكانت أولى بالذكر قبل ذكر الكتاب.
هذا ذكر رحمت الله عبده يحيى:
يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ = 1) الكتاب.
وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صبيا = 2) ,3) الهدى والعلم (فالحكم بالحق يتطلب الهدى والعلم.
وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا = 4) الصلاح.
وهذا ذكر رحمت الله عبده عيسى:
قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ: (1) الكتاب.
وَجَعَلَنِي نَبِيًّا: من لوازم النبوة = الهدى والعلم.
وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا، وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا: الصلاح.
وبناء على هذه الأدلة ومما سبق ذكره من تدبر بالحكمة فإن نفس الرحمة التي امتن الله بها على الأنبياء هي نفسها التي امتن بها على زكريا، فالكاف من كهيعص هو: الكتاب، والهاء: الهدى، والعين = العلم، والصاد= الصلاح.
أما الياء من كهيعص فإننا لن نستطيع أن نتوصل إلى معرفتها بالتدبر لذلك أتى الله على ذكر ما يفسر الياء = (يحيى) ولم يذكر متعلقات الكاف والهاء والعين والصاد باعتبار أننا يمكننا إدراك معناها بالتدبر بالحكمة وبالكتاب.
يحيى عليه السلام يعتبر رحمة الله لعبده زكريا، فهو رحمة متميزة تستحق الذكر، فليس كل شيخ هرم وعجوز عاقر يلدان إلا من شاء الله لهما ذلك.
إذن فيحى يعتبر رحمة تستحق الذكر والامتنان بها على زكريا، والرحمة هي كل نعمة تنفع الإنسان، ولقد استحق يحيى أن يكون ترتيبه الثالث من بين الرحمات فجاء ذكره بين الكتاب والهدى وبين العلم والصلاح لأنه هو أيضا آتاه الله الكتاب والهدى والعلم والصلاح، ولأنه صالح مع أبيه وصالح مع الله.
وإذا أردت أن أضيف ملحوظة أخرى بخصوص سورة مريم فإننا نجد أن الله ترك لنا آية نستدل بها على أن الرحمة الأولى بالذكر هي الكتاب وذلك بتساوي كلمة (ذكر، أذكر، يذكر) مجموعها = 7 مرات في سورة مريم.
وكلمة (الكتاب) مجموعها = 7 مرات في سورة مريم.
وتكرر اسم (الرحمن) 16 مرة في سورة مريم، فالذي يتصف بكل الرحمات هو الرحمن، والذي يتصف برحمة واحدة يوصف بأنه رحيم.
وحيث أن الكتاب هو الرحمة العظمى ومفتاح كل الرحمات فإن الإسم المناسب الجدير بالذكر هو اسم الرحمان، والله تعالى إذا امتن بالقرآن كرحمة عظيمة فإنه يقول: الرَّحْمَنُ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ)،
ويقول: طه، مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى، إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى، تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا، الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى.
(يُتْبَعُ)
(/)
السورة سميت باسم (مريم) لأنها المرأة الوحيدة التي ذكرت ضمن مجموعة من الأبرار الصالحين، فهي أحق أن تسمى السورة باسمها.
وحيث أن سورة مريم تطرقت للكتاب كأعظم رحمة فإن مطلع السورة التي تليها يجب أن يتكلم عن القرآن الكتاب المهيمن، فهو رحمة عظمى يهدي إلى الصلاح.
قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم، طه، مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى، إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى، تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا، الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى.
ابتدأت السورة بحرفين هما: طه. فما هو مدلول طه؟
هل يمكننا فهم مدلول طه استنادا إلى الحكمة؟ وهل نجد في القرآن ما يصدق استنتاجنا؟
استنادا إلى ما سبق ذكره عن خواتيم سورة الكهف وسورة مريم يمكننا الخروج بنتيجة نفهم من خلالها الفاتحة (طه).
قلنا إن الله حث المؤمنين على الصلاح لتكون لهم جنات الفردوس نزلا،
وأتى بنماذج من الصالحين فذكر رحمته عليهم؟
ما الحكمة من ذكر الصالحين وذكر رحمة الله عليهم؟
الجواب: لطمأنة المعنيين بالأمر (المؤمنين). فالطمأنينة هي آية الهدى، فهي الاستقرار النفسي الناتج عن الاقتناع، فالشاك لا يقال عنه مطمئن، والمرتبك والخائف لا يقال عنهما مطمئنان.
إذن فالمطمئن هو الذي على بينة من أمره، أي هو الذي على هدى.
مثلا: إذا نصحت صديقي بمزاولة تجارة ما ليحقق من وراءها ربحا فإن صديقي هذا قد يكون خائفا من المجازفة في هذه التجارة خشية من الخسارة، إذن فما دام خائفا فهو ليس مطمئنا، فإذا ذكرت أمثلة من الناس الذي تاجروا ونجحوا وقلت له: إن كل من تاجر في هذه البضاعة حقق أرباحا، فلان صار غنيا وفلان صار مليونيرا ...
فبعد سماعه للأمثلة التي ذكرت اطمأن قلبه لأنه اهتدى (أصبح على بينة من الأمر) أني له ناصح أمين.
كذلك القرآن يحث على الصلاح ويأتي بالبراهين المبينة التي يهتدي بها المؤمنون وتطمئن لها قلوبهم.
وحيث أن سورة طه جاءت بعد سورة ذكر فيها الله نماذج من الصالحين لطمأنة المؤمنين المأمورين بالإيمان بالله وعمل الصالحات فإن أنسب موضع لوصف انطباع المؤمنين بالطمأنينة والهدى هو مطلع السورة التي تلي سورة مريم، وعبر عنها بحرفين تاركا للعقول تدبرها.
إذن ما توصلنا هو أن: طه = الطمأنينة والهدى.
هل نجد ما يصدقه في الكتاب؟
قال تعالى: طه، مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى، إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى.
الطاء تفسرها الآية الثالثة.
الهاء تفسرها الآية الثانية.
مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى، بل لتهتدي، فمن اتبع الهدى لا يضل ولا يشقى.
إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى: الطمأنينة هي التي تزيل الشك والحيرة والخوف والخشية من اتخاذ القرار.
ملاحظة: كنت أودأن ألون بعض الكلمات في النص إلا أنني لم أدر كيف أفعل ذلك.
ـ[أبو علي]ــــــــ[12 Oct 2006, 07:19 ص]ـ
السلام عليكم
القاعدة التي بنيت عليها تدبر كهيعص وطه هي:
{النصيحة والحث على تنفيذ الأمر + الاسشهاد بأمثلة تتعلق بالأمر المنصوح به = الطمأنينة والهدى (طمأنة المعني بالنصيحة).
هذه هي القاعدة الحكيمة التي يطبقها كل ذي موعظة أو نصيحة.}
كذلك نراها مطبقة هنا في القرآن:
أما النصيحة والحث على تنفيذ الأمر فهي ما ختمت به سورة الكهف.
وأما الاسشهاد بأمثلة تتعلق بالأمر المنصوح به فهو ما جاءت به سورة مريم.
وأما الغرض الذي تحقق فهو الطمأنينة والهدى (طمأنة المعني بالنصيحة) الذي عبرت عنه سورة طه حتى أن السورة سميت ب (طه).
وإذا كنت قد استنتجت أن الرحمة التي تستحق الامتنان بها على الصالحين هي الصلاح نفسه فذلك حق، فلولا فضل الله ورحمته ما صار الصالح صالحا، والصلاح أساسه العلم، والعلم هدى من الله، ومرجع ذلك كله هو كتاب الله.
وإذا كان أرقى ما توصل إليه الإنسان لصيانة صنعته والمحافظة على صلاحهاهي طبع (كتاب) الكاتالوج الذي فيه إرشادات (هدى) (نتعلم) منها كيفية صيانةاالآلة والمحافظة على (صلاحها) فإن ذلك هو المثل الأعلى عند الإنسان، ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم.(/)
بحث عن كتاب؟
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[10 Oct 2006, 07:04 م]ـ
الحمد لله حمدا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده.
والصلاة والسلام على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير صلوات ربي وسلامه عليه
أما بعد: إخواني في ملتقى أهل التفسير من منكم طالع كتاب " خصائص السور والآيات المدنية ضوابطها ومقاصدها" رسالة ماجستير للدكتور عادل أبي العلا. فليذكر لنا من أخباره؟! ومكان وجودها.
ودمتم في رعاية الله وحفظه
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Oct 2006, 10:45 م]ـ
هذا الكتاب رسالة ماجستير، وقد طبع في دار القبلة قبل سنوات طويلة، وهو كتاب جيد في موضوعه. ومؤلفه أستاذ بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وهو رئيس لقسم الثقافة الإسلامية بكلية الآداب فيما أذكر.(/)
هل من معلومة حول مخطوطتين بين يدي باحث
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[11 Oct 2006, 12:46 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
بين يدي لله الحمد مخطوطتان،1 - تحفة الأنام في الوقف على الهمز لحمزة وهشام لابن القاصح،
2 - شرح رواية ابن كثير لابن القاضي.
فمن له تعليق حول جدوى نشرهما، أرجوا أن يفيدني بذلك. وجزاه الله خيراً.
ـ[العنزي]ــــــــ[16 Oct 2006, 06:43 م]ـ
لاأعلم عنهما شيئا وكان بودي أن أخدمك
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[31 Oct 2006, 04:31 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم: لو تعاون إخواننا كل في مجال تخصصه، لتحولت هذه المخطوطات القديمة النادرة إلي الأضواء،
وقد أعتب على إخواني الباحثين من خلال هذا الملتقى في أن المشاركة التي يتقدم بها الباحث المستجد لاتصل إليه كاملة،فهناك باحث عثر على مخطوطة أومخطوطتين ويريد الزيادة، وهناك باحث لم يعثر على المخطوطة ويسأل عن مكانها.
وعندما لايجد الباحث ردا، وتنجح المحاولة ويقدم الباحث البحث في صورته النهائية، يأتي إلى علمه من مصدر قريب أن البحث قيد التسجيل، أو المناقشة في جامعة أخرى، فهل من حلول. الله المستعان.
اللهم وفقنا جميعا لما تحبه وترضاه.
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[31 Oct 2006, 04:30 م]ـ
حبذا لو شرحت لنا عن موضوعها ومنهجية كل مخطوطة فذلك يعين يعين على تحديد أهمية المخطوطات
بورك فيك
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[01 Nov 2006, 06:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المخطوطتان موجودتان في الفهارس المعروفة.
ولكن ماأردت معرفته هل هناك باحث يحققهما.
وهل عنوانهما هام بدرجة علمية تستحق عناء البحث.
وفي إخواني الباحثين من تشهد له الساحة العلمية في هذا المجال، أرجوا ن اسمع رأيه.
وفق الله الجميع.
عفوا ياأخي في حال طلبك مظان هاتين المخطوطتين،ومنهجهما فسأحاول أن أعرض له قريباً. والسلام.(/)
حمل كامل المادة العلمية للإصدار الجديد د يحيى الغوثاني ((وسائل إبداعية في حفظ القرآن
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[12 Oct 2006, 10:04 ص]ـ
حمل كامل المادة العلمية للإصدار الجديد د يحيى الغوثاني ((وسائل إبداعية في حفظ القرآن الكريم))
ولا تنسانا من الدعاء
http://www.mojama.net/navigator.php?pname=topic&tid=227
هذه المادة .. إشراقة تبدد سحباً من اليأس، وتضعك في مصاف حفظة القرآن،
من خلال وسائل وطرق إبداعية تقودك إلى إتقان حفظ كتاب الله
أعدها وقدمها الشيخ يحيى الغوثاني وهي خلاصة تجاربه وخبراته ودوراته
في تعليم حفظ القرآن، يهديها لك لتكون معيناً ومرشدا في حفظ كتاب الله.
- اكتسب مقدرة حفظ الوجه الأول خلال 10 دقائق.
- تعرف على أيسر طرق الحفظ و المراجعة.
- استفد من التجارب و النماذج المعروضة.
- لأجل هذا السبب يخفق الكثير في ضبط الحفظ.
- عندما تصاب بفتور وقت الحفظ افعل الآتي ..
- تعلم طريقة التاءات العشر في الحفظ.
- هناك 25 طريقة للحفظ، فأيها تستخدم؟
- تعلم رسم الآيات و قراءتها من لوح خيالك.
هذا الإصدار بالتعاون مع دار الغوثاني للدراسات القرآنية
http://www.yah27.com/vb/showthread.p...9260#post59260
ولا تنسونا من الدعاء
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Oct 2006, 06:57 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا دكتور يحيى وبارك فيكم وفي علمكم.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[12 Oct 2006, 08:59 م]ـ
شكر الله لك يا دكتور يحي , وبارك فيك.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[13 Oct 2006, 06:37 ص]ـ
الأستاذ الفاضل د. يحيي الغوثاني لقد تشرفت بحضور محاضرتكم في مدينة داريا جزاكم الله خيراً لقد كانت شيئاً رائعاً وممتعاً جداً ... أسأل الله أن يوفقكم دائماً لكل خير ... ولقد زرعت في نفسي فكرة حفظ القرآن الكريم وأرجو من الله عز وجل أن يثمر ذلك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[19 Sep 2010, 05:41 م]ـ
الأستاذ الفاضل د. يحيي الغوثاني لقد تشرفت بحضور محاضرتكم في مدينة داريا جزاكم الله خيراً لقد كانت شيئاً رائعاً وممتعاً جداً ... أسأل الله أن يوفقكم دائماً لكل خير ... ولقد زرعت في نفسي فكرة حفظ القرآن الكريم وأرجو من الله عز وجل أن يثمر ذلك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مررت اليوم أتفقد هذه ((الزرعة))
وهذه الفكرة إلى أين وصلت
أسال الله تعالى أن يكون الزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه ليعجب الزراع
وليغيظ بهم الكفار
ـ[راجية الفردوس]ــــــــ[24 Sep 2010, 04:20 ص]ـ
محاضرة قيمة ورائعة وفيها من الفائدة الكثير
لحفظ القرآن وتثبيته ومراجعته
جزاك الله خير الجزاء دكتور يحيى وجعل الله هذا العمل في ميزان حسناتك
ـ[راجية الفردوس]ــــــــ[24 Sep 2010, 04:26 ص]ـ
هذا تحديث للرابط , مباشر للتحميل
http://vb.islam2all.com/showthread.php?t=5118
ـ[مرهف]ــــــــ[26 Sep 2010, 12:43 ص]ـ
شكر الله مساعيك د. يحيى وجزاك الله خيراً.
ولكن لم يعمل لدي أي رابط بل كان الرابط يحولني إلى مواقع أخرى وبعضها لا يفتح يرجى التوجيه.
ـ[راجية الفردوس]ــــــــ[26 Sep 2010, 01:19 ص]ـ
هذا تحديث للرابط , مباشر للتحميل
http://vb.islam2all.com/showthread.php?t=5118
هذا الرابط حديث جربه وأخبرني
ـ[مرهف]ــــــــ[26 Sep 2010, 03:47 ص]ـ
جربته وقد حملت الملف جزاكم الله خيرا
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[26 Sep 2010, 10:03 ص]ـ
سعادة الدكتور مرهف السقا
شكرا لمرورك
وبودي أن أوصل لك خبراً أعتقد أنه يسرك
كنت في زيارة الشيخ الكبير الدكتور نور الدين عتر في بيته في دمشق فجرى ذكر طلاب الدراسات العليا
والدكتور دقيق جداً وناقد من الدرجة الأولى فإذا به يذكر طالباً من طلابه بأنه مسرور من أبحاثه وأثنى على دقته وهذا نادر من الدكتور العتر هل تدري من ذلك الشخص إنه (مرهف السقا)
فإن كنت أنت المقصود ـ وأرجو ذلك _ فاهنأ بهذه الشهادة واحرص على زيارة الشيخ واطلب منه الإجازة بما تصح له روايته في علم الحديث بعد ان تروي له سبب ذلك، فإنه متشدد في الإجازة جداً إلا للقلة والنوادر ممن يثق في علمهم.
ـ[مرهف]ــــــــ[26 Sep 2010, 01:04 م]ـ
فضيلة الشيخ الدكتور يحيى الغوثاني أمتع الله بك وبشرك بما يسرك:
إنه فضل من الله تعالى علي ما بشرتني به، فقد انتفعت من دقة وحرص الدكتور نور الدين العلمي أيما انتفاع، وله علي خصوصاً فضل لا أستطيع شكره إلا بامتثال سنة الرسول صلى الله عليه وسلم بالقول: جزاه الله عني وعن طلاب العلم خير الجزاء وأطال الله في عمره بالصحة والعافية والنفع، والحمد لله رب العالمين.
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[29 Nov 2010, 02:56 م]ـ
الحمد لله ذلك الفضل من الله(/)
التحذير من رأي فطير
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[12 Oct 2006, 12:32 م]ـ
[
كتب الدكتور عبدالسلام مقبل المجيدي كتابا بعنوان المنهج النبوي في التعليم القرآني وهوعبارة عن رسالته للدكتوراة طبعتها له جمعية المحافظة على القرآن بالاردن
وفي مطلب العرضة الاخيرة ص111 جاء الباحث يفسر او يقرر الحكم في قول عائشة رضي الله عنها انها قالت كان فيما انزل من القرآن عشر رضعات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يتلى من القرآن. قال الباحث أي يقرؤها بعض الناس لكونهم لم يبلغهم النسخ الواقع في العرضة الاخيرة لقرب عهدهم فلما بلغهم رجعوا واجمعوا على انه لا يتلى وهذا ما قرره بعض العلماء، وللفظ عائشة تقرير آخر عند الباحث ربما كان اكثر وجاهة وهو ان يكون معنى قولها هذا على سبيل التاكيد البالغ على التحريم بالرضاع بهذا العدد دون نسخه، ولكن ذلك من قول الرسول عليه السلام وليس من قول الله عز وجل وارادت التاكيد على الالتزام فعزته الى القران وهذا من خواص الصحابة. انتهى النقل المراد ومثله ما صنعه في.حديثين آخرين في نفس الصفحة والتي تليها.
وفي هذا الكلام محاذير اهمها الحكم على هذا الكلام بانه اكثر وجاهة من اقوال العلماء السابقين مع انه في غاية الخطر
والثاني هل يجوز لمسلم ان يعتقد ان الصحابي اذا اراد التاكيد على امر من الامور نادى في الناس وقال:قال الله تعالى وذكر هذا الامر ,اين نحن من قول الله تعالى (فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله)
انا لم اقرا ولم اسمع قولا في الغرابة من مسلم كهذا القول وادعو الاخوةالمشاركين في هذا المنتدى ان يدلوا باقوالهم حتى تتحرر هذه المسالة فإن كنت مخطئا اعتذرت ورجعت والله تعالى الموفق للصواب
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[17 Oct 2006, 02:59 ص]ـ
قوله: ((وارادت التاكيد على الالتزام فعزته الى القران وهذا من خواص الصحابة)) عجيب حقًا، وهل هناك دليل فعلاً على كونه من خواص الصحابة كما زعم؟!
فهو لم يقصر ذلك على عائشة رضي الله عنها، بل نسب هذا الفعل لكل الصحابة!
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[17 Oct 2006, 04:34 ص]ـ
رفع الله قدركم وأعزّكم بخلقكم الرفيع
قد عنّ لي بعض الفكر في هذه المسألة خاصّةً وخصوصا في روايات وردت عن أم المؤمنين رضي الله عنها سأوافيكم بهنّ عمّا قريب بإذن الله تعالى وأظنّ أنها ستغيّر من حدّة موقفكم إزاء قول الأخ المعزوّ إليه ما نقلتموه.
ولكم الشكر والتقدير
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[17 Oct 2006, 09:12 ص]ـ
اكرمنا بما عندك اكرمك الله فالعلم رحم وكل يرد ويرد عليه الا المعصوم
وما اظن اني قد احتددت على الكاتب لكني احترم رايكم واقدره لكم ويكفي مروركم الطيب
ونطمع منكم بالمزيد
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[17 Oct 2006, 10:25 م]ـ
بارك الله فيك أخانا جمال
فهذا كلام خطير ملقى على عواهنه دون أي دليل
وأرجو من الأخ الصالح إتحافنا بما لديه وجزاه الله خيراً
أما الحدة والشدة - ولا أرى فيما كتبه الأخ جمال شيئاً منهما - فهو من الحرص والغيرة على دين الله وقد كان أفذاذ الأمة أشد حدة منا على من تسول له نفسه إلقاء مثل هذه الكلمات بغير دليل مقنع والله أعلم(/)
أشكلت علي هذه الآية، فمن لها؟
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[12 Oct 2006, 02:43 م]ـ
أشكل علي معنى قوله تعالى: "أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ" (هود: 17)
فراجعت بعض كتب التفاسير فوجدت معتركا في هذه الآية في بيان معناها لكثرة الاحتمالات واختلاف مرجع الضمائر – وأخص منها ابن عطية وابن عاشور-، فأرجو من إخواننا المتخصصين الممارسين للتفسير والخلاف فيه أن يلخص معنى الآية مهذبا مع توجيه ذلك وتطبيق قواعد التفسير وقرائن الترجيح، وأنا جازم أنه سيفيد ويستفيد كثيرا، وله منا الثناء والدعاء.
والسلام عليكم،،،
ـ[طالب العلم1]ــــــــ[12 Oct 2006, 06:57 م]ـ
بسم الله وحده نسترفد منه العون والمدد وتستجير به من براثن الغواية وطول الأمد والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد الخلق ورحمة الكون من فرق بين الحق والباطل وتلاه شاهد منه .... محمد رسولاالله ... وبعد فهذا تفسير شيخ الإسلام ابن تيمية في الأيات التي أشكل الفكر بمراد ضمائرها واستوى خصوص فكرها ونظائرها بين مثبت ونافِ وباسط في القول ومتجافِ فقال رحمه الله:
فصل وأما من قال: {أفمن كان على بينة من ربه} إنه محمد صلى الله عليه وسلم كما قاله طائفة من السلف فقد يريدون بذلك التمثيل لا التخصيص فإن المفسرين كثيرا ما يريدون ذلك ومحمد هو أول من كان على بينة من ربه وتلاه شاهد منه وكذلك الأنبياء وهو أفضلهم وإمامهم والمؤمنون تبع له وبه صاروا على بينة من ربهم.
والخطاب قد يكون لفظه له ومعناه عام كقوله: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك} {لئن أشركت ليحبطن عملك} {فإذا فرغت فانصب} {قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي} ونحو ذلك وذلك أن الأصل فيما خوطب به النبي صلى الله عليه وسلم في كل ما أمر به ونهي عنه وأبيح له سار في حق أمته كمشاركة أمته له في الأحكام وغيرها حتى يقوم دليل التخصيص فما ثبت في حقه من الأحكام ثبت في حق الأمة إذا لم يخصص هذا مذهب السلف والفقهاء ودلائل ذلك كثيرة كقوله: {فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها} الآية ولما أباح له الموهوبة قال: {خالصة لك من دون المؤمنين} الآية.
فإذا كان هذا مع كون الصيغة خاصة فكيف تجعل الصيغة العامة له وللمؤمنين مختصة به؟ ولفظ " من " أبلغ صيغ العموم ; لا سيما إذا كانت شرطا أو استفهاما كقوله: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره} {ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} وقوله: {أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا} وقوله: {أومن كان ميتا فأحييناه} وقوله {أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله}.
و " أيضا ": فقد ذكر بعد ذلك قوله: {أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده} وذكر بعد هذا: {مثل الفريقين} وقد تقدم قبل هذا ذكر الفريقين وقوله: {أولئك يؤمنون به} إشارة إلى جماعة ولم يقدم قبل هذا ما يصلح أن يكون مشارا إليه إلا (من والضمير يعود تارة إلى لفظ (من وتارة إلى معناها كقوله: {ومنهم من يستمع إليك} {ومنهم من يستمعون إليك} {ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى} {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة} الآية.
وأما الإشارة إلى معناها فهو أظهر من الضمير. فقوله: {أولئك يؤمنون به} دليل على أن الذي على بينة من ربه كثيرون لا واحد قال ابن أبي حاتم: ثنا عامر بن صالح عن أبيه عن الحسن البصري: {أفمن كان على بينة من ربه}. قال: المؤمن على بينة من ربه وهذا الذي قاله الحسن البصري هو الصواب والرسول هو أول المؤمنين كما قال: {وأمرت أن أكون من المؤمنين}.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن قال: إن الشاهد من الله هو محمد كما رواه ابن أبي حاتم ثنا الأشج ثنا أبو أسامة عن عوف عن سليمان الفلاني عن الحسين بن علي: {ويتلوه شاهد منه} يعني محمدا شاهدا من الله فهنا معنى كونه شاهدا من الله هو معنى كونه رسول الله وهو يشهد للمؤمنين بأنهم على حق وإن كان يشهد لنفسه بأنه رسول الله فشهادته لنفسه معلومة قد علم أنه صادق فيها بالبراهين الدالة على نبوته وأما شهادته للمؤمنين فهو أنها إنما تعلم من جهته بما بلغه من القرآن ويخبر به عن [ص: 84] ربه فهو إذا شهد كان شاهدا من الله.
وأما قوله: {ما أصابك من حسنة فمن الله} فقد دخل في ذلك نعم الدنيا كلها كالعافية والرزق والنصر وتلك حسنات يبتلي الله العبد بها. كما يبتليه بالمصائب هل شكر أم لا؟ وهل يصبر أم لا؟ كما قال تعالى: {وبلوناهم بالحسنات والسيئات} وقال: {ونبلوكم بالشر والخير فتنة} {فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه} الآيات.
[ص: 101] وقد يقال في الشيء إنه من الله وإن كان مخلوقا إذا كان مختصا بالله كآيات الأنبياء كما قال لموسى: {فذانك برهانان من ربك} وقلب العصا حية وإخراج اليد بيضاء من غير سوء مخلوق لله لكنه منه لأنه دل به وأرشد إلى صدق نبيه موسى وهو تصديق منه وشهادة منه له بالرسالة والصدق فصار ذلك من الله بمنزلة البينة من الله والشهادة من الله وليست هذه الآيات مما تفعله الشياطين والكهان كما يقال: هذه علامة من فلان وهذا دليل من فلان وإن [لم] يكن ذلك كلاما منه.
وقد سمى موسى ذلك بينة من الله فقال: {قد جئتكم ببينة من ربكم} فقوله: ببينة من ربكم كقوله: {فذانك برهانان من ربك}.
وهذه البينة هنا حجة وآية ودلالة مخلوقة تجري مجرى شهادة الله وإخباره بكلامه كالعلامة التي يرسل بها الرجل إلى أهله وكيله قال سعيد بن جبير في الآية: هي كالخاتم تبعث به فيكون هذا بمنزلة قوله صدقوه فيما قال أو أعطوه ما طلب.
فالقرآن والهدى منه وهو من كلامه وعلمه وحكمه الذي هو قائم به غير مخلوق وهذه الآيات دليل على ذلك كما يكتب كلامه في [ص: 102] المصاحف ; فيكون المراد المكتوب به الكلام يعرف به الكلام قال تعالى: {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا}.
ولهذا يكون لهذه الآيات المعجزات حرمة: كالناقة وكالماء النابع بين أصابع النبي صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك. والله سبحانه أعلم.
للأمانة العلمية نقل قول ابن تيمية من موقع الشبكة الإسلامية
أعانك الله وسدد للخير خطاك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Oct 2006, 11:46 م]ـ
هذا ما كتبه من شارك في تصنيف (التفسير الميسر) الذي صدر عن مجمع الملك فهد، وفيه تحرير لأصح ما قيل في تفسير الآية في كتب التفسير، ويبقى هناك مجال للمراجعة إن شاء الله:
أفمَن كان على حجة وبصيرة من ربه فيما يؤمن به, ويدعو إليه بالوحي الذي أنزل الله فيه هذه البينة, ويتلوها برهان آخر شاهد منه, وهو جبريل أو محمد عليهما السلام, ويؤيد ذلك برهان ثالث من قبل القرآن, وهو التوراة -الكتاب الذي أنزل على موسى إمامًا ورحمة لمن آمن به-, كمن كان همه الحياة الفانية بزينتها؟ أولئك يصدِّقون بهذا القرآن ويعملون بأحكامه, ومن يكفر بهذا القرآن من الذين تحزَّبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجزاؤه النار, يَرِدُها لا محالة, فلا تك -أيها الرسول- في شك من أمر القرآن وكونه من عند الله تعالى بعد ما شهدت بذلك الأدلة والحجج, واعلم أن هذا الدين هو الحق من ربك, ولكن أكثر الناس لا يصدِّقون ولا يعملون بما أُمروا به. وهذا توجيه عام لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[26 Oct 2006, 06:46 م]ـ
أشكر الأخوين الكريمين على مشاركتهما وإفادتهما
و لازال رجائي باقيا لتحرير هذه الآية
وجزاكم الله خيرا
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[18 Mar 2009, 10:54 م]ـ
هدية للأخ خالد
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المرسلين.
سيقت الآية لنفي التقارب بين المهتدين بالبرهان والدليل على صحة وحقية ما جاءهم من ربهم، وبين من عطل عقله ولم يرد إلا الحياة الدنيا وزينتها وقصر همته على تحصيلها ولم يلتفت إلى الدار الآخرة.
(أَفَمَنْ كَانَ) من المؤمنين من كل الأمم (عَلَى بَيِّنَةٍ) وهي الدليل العقلي بالنظر في وجه دلالة المعجزة ـ التي هي فعل الله تعالى ـ على صدق محمد صلى الله عليه وسلم وعلى حقية ما جاء به (مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ) في التصديق (شَاهِدٌ) مؤكد لذلك وهو الدليل الشرعي الصادر (مِنْهُ) تلاوة صلى الله عليه وسلم وهو القرآن العظيم، (وَمِنْ قَبْلِهِ) أي من قبل ذلك الشاهد الشرعي الذي جاء به صلى الله عليه وسلم ـ وهو القرآن ـ دليل شرعي ـ أي سمعي نقلي ـ آخر على صدق المرسلين وهو (كِتَابُ مُوسَى) الذي كان (إِمَامًا) مؤتما به في الدين (وَرَحْمَةً) وطريقا إلى الفوز بالسعادة، وهذا مدح لكتاب موسى وتزكية له (أُولَئِكَ) الموصوفون بالاهتداء بالأدلة العقلية والشرعية (يُؤْمِنُونَ بِهِ) أي بالقرآن العظيم وما تضمنه من أوامر ونواهي وأخبار (وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ) وهم صناديد قريش (فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ) [هود:17]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Mar 2009, 02:47 ص]ـ
(أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ) سورة هود (17)
(أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) الرسول صلى الله عليه وسلم على بينة من ربه وهي القرآن، كما قال تعالى في سورة الأنعام من الآية 57: (قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ) أي كذبتم بالقرآن.
والبينة أطلقت على القرآن كما في قوله تعالى:
(أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آَيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ) سورة الأعراف (157)
(ويتلوه) الرسول صلى الله عليه وسلم يتلو القرآن
(شاهد) القرآن
(منه) من الرسول صلى الله عليه وسلم شاهد على صدق نبوته
والمعنى: ويتلو القرآن وهو شاهد منه على صدق نبوته، فهو النبي الأمي الذي لم يقرأ قبله كتاب ولا خطه بيمينه كما قال تعالى: (وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49)) سورة العنكبوت.
وقوله تبارك وتعالى: (قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) سورة يونس (16)
(ومن قبله) من قبل القرآن
(كتاب موسى) شاهد على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم
(إماماورحمة) أي أنزلناه.
(أولئك يؤمنون به) أولئك إشاره دون التصريح على سبيل المدح تعود على الذين آمنوا به وصدقوه.
(وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ) بالقرآن (مِنَ الْأَحْزَابِ) الذين تحزبوا للباطل (فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ).
(فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ) وهذه الجملة تعريض بحال الكافرين الذين يزعمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم افترى القرآن.
اللهم إن كان ما كتبته صوابا فأنت الموفق ولك الفضل والمنة.
وإن كان خطأً فاغفر الزلة وأقل العثرة.
وصل اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد.
كتبه: محب القرآن الكريم
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[19 Mar 2009, 10:44 م]ـ
لشيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ بحث مطول في مجموع الفتاوى 15/ 63 - 105، لا أحب أن أطيل بنقله هنا، فلعلك ـ أبا عبدالعزيز ـ تراجعه، وإنا منتظرون، لعل كلامه يزيل ما وقع لكم من إشكال، وجزاك الله خيراً على لفت النظر إلى تدارس معاني كلام الله تعالى.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 Mar 2009, 12:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ملخص كلام شيخ الإسلام في آية سورة هود
مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 15 / ص 62)
"سُورَةُ هُودٍ وَقَالَ فَصْلٌ وقَوْله تَعَالَى {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} وَهَذَا يَعُمُّ جَمِيعَ مَنْ هُوَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ.
فَالْبَيِّنَةُ الْعِلْمُ النَّافِعُ وَالشَّاهِدُ الَّذِي يَتْلُوهُ الْعَمَلُ الصَّالِحُ وَذَلِكَ يَتَنَاوَلُ الرَّسُولَ وَمَنْ اتَّبَعَهُ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَإِنَّ الرَّسُولَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَمُتَّبِعِيهِ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ."
وهنا نسأل: إذا كان الشاهد هو العمل الصالح، فعلى من يعود الضمير في قوله "منه"؟
وأظن الجواب سيكون: الضمير يعود على المؤمن. أي عمله الصالح صادر منه شاهداً على أنه على بينه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كان الجواب صحيحاً، فنقول: ما وجه عطف قوله تعالى: وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً عليه؟
ثم قال رحمه الله تعالى في الصفحة 64:
مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 15 / ص 64)
ثُمَّ قَالَ: {وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} وَالضَّمِيرُ فِي (مِنْهُ) عَائِدٌ إلَى اللَّهِ تَعَالَى أَيْ: وَيَتْلُو هَذَا الَّذِي هُوَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ شَاهِدٌ مِنْ اللَّهِ وَالشَّاهِدُ مِنْ اللَّهِ كَمَا أَنَّ الْبَيِّنَةَ الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا الْمَذْكُورَةَ مِنْ اللَّهِ أَيْضًا.
ثم قال رحمه الله تعالى:
(ويتلوه) معناه يتبعه.
مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 15 / ص 70)
ثم قال رحمه الله تعالى:
فتبين أن قوله: {أفمن كان على بينة من ربه} يعني هدى الإيمان (ويتلوه شاهد منه) أي من الله يعني القرآن شاهد من الله يوافق الإيمان ويتبعه وقال: (يتلوه) لأن الإيمان هو المقصود؛ لأنه إنما يراد بإنزال القرآن الإيمان وزيادته.
مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 15 / ص 71)
ثم قال رحمه الله تعالى:
ولهذا جعل الإيمان " بينة " وجعل القرآن شاهدا؛ لأن البينة من البيان و " البينة " هي السبيل البينة وهي الطريق البينة الواضحة وهي أيضا ما يبين بها الحق فهي بينة في نفسها مبينة لغيرها.
مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 15 / ص 72)
ثم قال رحمه الله تعالى:
فالقرآن وافق الإيمان والآيات المستقبلة وافقت القرآن والإيمان؛ ولهذا قال: {ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة} فقوله: {ومن قبله} يعود الضمير إلى الشاهد الذي هو القرآن كما قال تعالى: {قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله} الآية ثم قال: {ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة} الآية. فقوله {ومن قبله} الضمير يعود إلى القرآن أي: من قبل القرآن كما قاله ابن زيد. وقيل: يعود إلى الرسول كما قاله مجاهد وهما متلازمان. وقوله: {ومن قبله كتاب موسى} فيه وجهان قيل: هو عطف مفرد وقيل: عطف جملة. قيل المعنى {ويتلوه شاهد منه} "ويتلوه أيضا من قبله كتاب موسى فإنه شاهد بمثل ما شهد به القرآن وهو شاهد من الله وقيل: {ومن قبله كتاب موسى} جملة؛ ولكن مضمون الجملة فيها تصديق القرآن كما قال في الأحقاف."
وقوله تعالى {أولئك يؤمنون به} يدل على أن قوله: {أفمن كان على بينة من ربه} تتناول المؤمنين فإنهم آمنوا بالكتاب الأول والآخر كما تتناول النبي صلى الله عليه وسلم وأولئك يعود إليهم الضمير فإنهم مؤمنون به بالشاهد من الله فالإيمان به إيمان بالرسول والكتاب الذي قبله.
مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 15 / ص 74)
ثم قال رحمه الله تعالى:
ثم قال: (ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده) .......
مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 15 / ص 75)
ثم أورد حديث عن الإمام أحمد رحمه الله يستشهد به على أن المراد بالأحزاب الملل كلها.
ولكنه لم يذكر على ما يعود الضمير في قوله" ومن يكفر به"
ولكن يفهم من كلامه أنه يعود على الشاهد وهو: القرآن وكتاب موسى.
وفي الصفحة 77 قال رحمه الله:
"وهذه الآية تقتضي أن الضمير يعود إلى القرآن في قوله: {ومن يكفر به} وكذلك: {أولئك يؤمنون به} إنه القرآن ودليله قوله تعالى {فلا تك في مرية منه إنه الحق من ربك} وهذا هو القرآن بلا ريب وقد قيل: هو الخبر المذكور وهو أنه من يكفر به من الأحزاب وهذا أيضا هو القرآن فعلم أن المراد هو الإيمان بالقرآن والكفر به باتفاقهم وأنه من قال في أولئك إنهم غير من آمن بمحمد لم يتصور ما قال."
إلى هنا نخلص من كلام بن تيمة رحمه الله:
أن "من" لفظ عام يدخل تحته كل مؤمن.
والبينة: هي الإيمان.
ويتلوه: يتبعه أي: الإيمان.
والشاهد: هو القرآن
" (ويتلوه شاهد منه) أي من الله يعني القرآن شاهد من الله يوافق الإيمان ويتبعه"
(ومن قبله كتاب موسى) ويتلوه أيضا من قبله كتاب موسى فإنه شاهد بمثل ما شهد به القرآن وهو شاهد من الله.
أولئك يؤمنون به: أي المؤمنون الذين هم على بينة من ربهم يؤمنون بالقرآن وبكتاب موسى.
وبهذا يكون معنى الآية حسب تفسير شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:
"أفمن كان على بينة من ربه" أي كل مؤمن "ويتلوه شاهد منه" ويشهد على إيمانه القرآن من ربه " ومن قبله" شاهد أيضاً على إيمانه " كتاب موسى"
" أولئك " كل مؤمن " يؤمنون به" أي بالشاهد وهو القرآن وكتاب موسى.
"ومن يكفر به" أي من يكفر بالشاهد.
وهذا مخالف لتفسيره للآية في أول الفصل في صفحة 64.
هذا ما تيسر تلخيصا لكلام بن تيمه رحمه الله حيث حذفت استطراداته.
ويبقى إن شاء الله تعالى رده على الأقوال الأخرى، لعل الله ييسر تلخيصها.(/)
هل حاولت أن تنال البر؟ .... دونك طريقة سهلة ميسرة.
ـ[المسيطير]ــــــــ[13 Oct 2006, 05:14 م]ـ
المشايخ الفضلاء /
هي
دعوة للعمل
قال تعالى:
(لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)
نصيحة لنفسي المقصرة أولا ثم لإخواني ......... الله تعالى يقول:
(لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ).
فهل حاولنا أن ننال البرَ الذي وعدنا به ربُنا؟؟!!.
لماذا لا أبادر الآن ......... فأنظر إلى ما أحبه ........ فأنفقه لله ......... وأحتسبُ أجره عند الله تعالى
ولنتذكر أننا أنفقنا شيئا نحبه
أنفقناه لله ......... رغبة في ما عند الله من الأجر ....... والبر.
انظر ما حولك ......... ذهب ..... مال .... ثوب تحبه ......... أثاث له قدر خاص ........ جوال .......... كتب ....... ساعة ........ إلخ.
فأنفقها لله
بل جرب أن تنفق كل ما في جيبك ............ نعم .... جرب ....... وتذكر الآية.
جرب أن تشتري شيئا ثمينا ........ ثم تقابل محتاجا أو فقيرا فتتذكر الآية ........ فتعطيه إياه ........ كله.
جرب أن تشتري أغراضا لأبنائك ......... ثم يتعرض إليك مسكين ......... فتقول لأحد أبنائك ....... احتسبها ........ وأعطها المسكين .......... فتكون بهذا أنفقت ما تحب ........... وعلمت ابنك حب الخير والبذل.
جرب، وحاول، لا تعجز ........ لا تؤجل ........ لا تتحسر ....... وفي لهجتنا المحلية: لاتزمل.
أنفق مما تحب ...... واسأل الله تعالى أن يرزقك البر الذي وعد.
الكلمات غير مرتبة ....... لكن حسبي أن حاولت أن أوصل الفكرة ......... ولعل الله أن ينفع بها.
وأعتذر لمشايخي ......... فقد لا تكون المشاركة ضمن شروط الملتقى.
ـ[المسيطير]ــــــــ[14 Oct 2006, 12:54 م]ـ
قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى:
روى الأئمة واللفظ للنسائي عن أنس قال: لما نزلت هذه الآية: " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " قال أبو طلحة: إن ربنا ليسألنا من أموالنا فأشهدك يا رسول الله أني جعلت أرضي لله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اجعلها في قرابتك في حسان بن ثابت وأبي بن كعب).
وفي الموطأ " وكانت أحب أمواله إليه بئر حاء , وكانت مستقبلة المسجد , وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب ". وذكر الحديث.
ففي هذه الآية دليل على استعمال ظاهر الخطاب وعمومه ; فإن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين لم يفهموا من فحوى الخطاب حين نزلت الآية غير ذلك.
ألا ترى أبا طلحة حين سمع " لن تنالوا البر حتى تنفقوا " الآية , لم يحتج أن يقف حتى يرد البيان الذي يريد الله أن ينفق منه عباده بآية أخرى أو سنة مبينة لذلك فإنهم يحبون أشياء كثيرة.
وكذلك فعل زيد بن حارثة , عمد مما يحب إلى فرس يقال له (سبل) وقال: اللهم إنك تعلم أنه ليس لي مال أحب إلي من فرسي هذه ; فجاء بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هذا في سبيل الله. فقال لأسامة بن زيد (اقبضه). فكأن زيدا وجد من ذلك في نفسه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله قد قبلها منك). ذكره أسد بن موسى.
وأعتق ابن عمر نافعا مولاه , وكان أعطاه فيه عبد الله بن جعفر ألف دينار. قالت صفية بنت أبي عبيدة: أظنه تأول قول الله عز وجل: " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ".
وروى شبل عن أبي نجيح عن مجاهد قال: كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري أن يبتاع له جارية من سبي جلولاء يوم فتح مدائن كسرى ; فقال سعد بن أبي وقاص: فدعا بها عمر فأعجبته , فقال إن الله عز وجل يقول: " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " فأعتقها عمر رضي الله عنه.
وروي عن الثوري أنه بلغه أن أم ولد الربيع بن خيثم قالت: كان إذا جاءه السائل يقول لي: يا فلانة أعطي السائل سكرا , فإن الربيع يحب السكر. قال سفيان: يتأول قوله جل وعز: " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ".
وروي عن عمر بن عبد العزيز أنه كان يشتري أعدالا من سكر ويتصدق بها. فقيل له: هلا تصدقت بقيمتها؟ فقال: لأن السكر أحب إلي فأردت أن أنفق مما أحب.
وقال الحسن: إنكم لن تنالوا ما تحبون إلا بترك ما تشتهون , ولا تدركوا ما تأملون إلا بالصبر على ما تكرهون.
ـ[المسيطير]ــــــــ[14 Oct 2006, 04:43 م]ـ
قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى:
" لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ "
يعني: لن تنالوا وتدركوا البر , الذي هو: اسم جامع للخيرات , وهو الطريق الموصل إلى الجنة حتى تنفقوا مما تحبون , من أطيب أموالكم وأزكاها.
فإن النفقة من الطيب المحبوب للنفوس , من أكبر الأدلة على سماحة النفس , واتصافها بمكارم الأخلاق , ورحمتها , ورقتها.
ومن أول الدلائل على محبة الله , وتقديم محبته على محبة الأموال , التي جبلت النفوس على قوة التعلق بها.
فمن آثر محبة الله على محبة نفسه , فقد بلغ الذروة العليا من الكمال.
وكذلك من أنفق الطيبات , وأحسن إلى عباد الله , أحسن الله إليه، ووفقه أعمالا وأخلاقا , لا تحصل بدون هذه الحالة.
وأيضا فمن قام بهذه النفقة على هذا الوجه , كان قيامه ببقية الأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة , من طريق الأولى والأحرى.
ومع أن النفقة من الطيبات , هي أكمل الحالات. فمهما أنفق العبد , من نفقة قليلة أو كثيرة , من طيب أو غيره , فإن الله به عليم.
وسيجزي كل منفق , بحسب عمله , سيجزيه في الدنيا بالخلف العاجل , وفي الآخرة بالنعيم الآجل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 Oct 2006, 02:11 م]ـ
قال الأستاذ / سيد قطب رحمه الله تعالى في الظلال (1/ 425):
(وقد فقه المسلمون وقتها هذا التوجيه الإلهي، وحرصوا على أن ينالوا البر - وهو جماع الخير - بالنزول عما يحبون، وببذل الطيب من المال، سخية به نفوسهم في انتظار ما هو أكبر وأفضل.
ثم قال رحمه الله:
وعلى هذا الدرب سار الكثيرون منهم يلبون توجيه ربهم الذي هداهم إلى البر كله، يوم هداهم إلى الإسلام.
ويتحررون بهذه التلبية من استرقاق المال، ومن شح النفس، ومن حب الذات، ويصعدون في هذا المرتقى السامق الوضيء أحرارا خفافا طلقاء) أ. هـ
ـ[عصام البشير]ــــــــ[20 Oct 2006, 02:25 م]ـ
أحسنت بارك الله فيك.
اختيارات موفقة ..
ـ[عماد الدين]ــــــــ[24 Oct 2006, 10:00 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[24 Oct 2006, 10:17 م]ـ
بارك الله فيك، يا أبا محمد
وتقبل الله منا ومنكم السعي.
وللصدقة أثر عجيب في جلب الخير، ودفع السوء، ومن ذلك ما حكاه الحافظ المنذري عن البيهقي من قوله:
وفي هذا المعنى حكاية شيخنا الحاكم أبي عبد الله - رحمه الله - فإنه قرح وجهه وعالجه بأنواع المعالجة، فلم يذهب، وبقي فيه قريبًا من سنة، فسأل الأستاذَ الإمامَ أبا عثمانَ الصابونيّ أن يدعوَ له في مجلسه يوم الجمعة، فدعا له و أكثر الناسُ التأمين، فلما كان من الجمعة الأخرى ألقت امرأة رقعة في المجلس بأنها عادت إلى بيتها واجتهدت في الدعاء للحاكم أبي عبد الله تلك الليلة فرأت في منامها رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - كأنه يقول لها: قولي لأبي عبد الله يوسع الماء على المسلمين، فجئت بالرقعة إلى الحاكم، فأمر بسَقّاية بُنيت على باب داره، وحين فرغوا من بنائها أمر بصب الماء فيها وطرح الجمد في الماء، وأخذ الناس في الشرب، فما مر عليه أسبوع حتى ظهر الشفاء وزالت تلك القروح وعاد وجهه إلى أحسن ماكان وعاش بعد ذلك سنين.
ويبدو لي أن الجَمَد هو الثلج، ليكون الماء باردًا. ومنه: جُمادَى، وهوفُعالَى من الجمَد، سميت بذلك لجمود الماء فيها عند تسمية الشهور.
ـ[نورة]ــــــــ[25 Oct 2006, 12:01 ص]ـ
سبحان الله
انتقاءات موفقة
بارك الله فيكم
ـ[المسيطير]ــــــــ[04 Oct 2007, 01:14 م]ـ
المشايخ الفضلاء /
جزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
وشهر رمضان فرصة عظيمة لكسر حاجز الشح والبخل ....
وبذل الغالي والنفيس .... لله وحده ....
أسأل الله أن يتداركنا برحمته ... وأن يغفر لنا قصورنا وتقصيرنا في حقه تعالى.
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[09 Oct 2007, 12:25 م]ـ
بارك الله في الجميع ورفع لكم الدرجات وزاد لكم في الباقيات الصالحات ونفع بكم المسلمين.
فمن الجميل ان نكون امة وسطا في كل خلق ومنه الكرم فلا نكون بخلاء اشحاء ولا نكون مسرفين من اخوان الشياطين.(/)
هل تفكر بالتعدد وتعجز عن التبرير؟ مبحث في تعدد الزوجات من أضواء البيان للشيخ الشنقيطي.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[14 Oct 2006, 12:27 ص]ـ
قد يمن الله على بعض عباده بامرأة تطلب الحكمة والبرهان العقلي على فعل ما ولو كان شرعيا, ولما آتاهن الله من المراوغة والمجادلة فقد يقنعن بعض الرجال بأن لا مبرر ولا داعي للزواج من اخرى, بل الإقدام على ذلك هو بداية غروب شمس التصافي والاستقرار الأسري الذي يعيشه الرجل مع الواحدة, وأثناء قراءتي لتفسير أضواء البيان شدني هذاالنقاش الهادئ المقنع - في نظري- فأحببت طرحه عل الله أن يشرح به صدور قوم آخرين ..
قال الشيخ رحمه الله في ذكره لأمثلة - هدي القرآن للتي هي أقوم - في سورةبني إسرائيل:
ومن هدي القرآن للتي هي أقومُ إباحة تعدد الزوجات إلى اربع, وأن الرجل إذا خاف عدم العدل بينهن لزمه الاقتصار على واحدة أو ملك يمين, كما قال تعالى (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم) ..
ولا شك ان الطريق التي هي اقوم الطرق وأعدلها هي إباحة تعدد الزوجات, لأمور محسوسة يعرفها كل العقلاء, منها:
1 - منها أن المرأة الواحدة تحيض وتمرض وتنفس إلى غير ذلك من العوائق المانعة من قيامها بأخص لوازم الزوجية, والرجل مستعد للتسبب في زيادة الأمَّة, فلو حبس عليها في احوال أعذارها, لعطلت منافعه باطلا في غير ذنب.
2 - ومنها أن الله اجرى العادة بأن الرجال أقل عددا من النساء في اقطار الدنيا وأكثر تعرضا لأسباب الموت منهن في جميع ميادين الحياة, فلو قصر الرجل على واحدة, لبقي عدد ضخم من النساء محروما من الزواج, فيضطررن إلى ركوب الفاحشة, فالعدول عن هدي القرآن في هذه المسألة من اعظم أسباب ضياع الأخلاق والانحطاط إلى درجة البهائم في عدم الصيانة والمحافظة على الشرف والمروءة والأخلاق, فسبحان الحكيم الخبير (كتابق أحكمت ىياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير) ..
3 - ومنها أن الإناث كلهن مستعدات للزواج, وكثير من الرجال لا قدرة لهم على القيام بلوازم الزواج لفقرهم, فالمستعدون للزواج من الرجال أقل من المستعدات له من النساء, لأن المرأة لا عائق لها, والرجل يعوقه الفقر وعدم القدرةعلى لوازم النكاح, فلو قُصر الواحدُ على الواحدةلضاع كثير من المستعدات للزواج أيضاً بعدم وجود أزواجوفيكون ذلك سببا لضياع الفضيلة وتفشي الرذيلة, والانحطاط الخلقي, وضياع القيم الإنسانية كما هو واضح ..
فإن خافالرجل ألا يعدل بينهنووجب عليه الاقتصار على واحدة, أو ما ملكت يمينه لأن الله يقول (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) الآية ..
والميل بالتفضيل في الحقوق الشرعية بينهن لا يجوز لقوله تعالى (فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة) ..
أما الميل الطبيعي بمحبة بعضهن أكثر من بعض فهو غير مستطاع دفعه للبشر, لأنه انفعالٌ وتأثر نفساني لافعلٌ, وهو المراد بقوله (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء) كما أوضحناه في غير هذ الموضع ..
وما يزعمه بعض الملاحدة من اعداء دين الإسلام من ان تعدد الزوجات يلزمه الخصام والشغب الدائم المفضي إلى نكد الحياة لأنه كلما أرضى إحدى الضرتين سخطت الأخرى, فهو بين سخطتين دائما, وأن هذا ليس من الحكمة, فهو كلام ساقط يظهر سقوطه لكل عاقل, لأن الخصام والمشاغبة بين أفراد أهل البيت لا انفكاك عنه البتة, فيقع بين الرجل وأمه وبينه وبين أبيه وبينه وبين أولاده وبينه وبين زوجته الواحدة, فهو أمرٌ عادي ليس له كبير شأن, وهو في جنب المصالح العظيمة التي ذكرنا في تعدد الزوجات - من صيانة النساء, وتيسير التزويج لجميعهن وكثرة عدد الأمة لتقوم بعددهاالكثير في أوجه أعداء الإسلام-كلا شيء, لأن المصلحة العظمى يقدم جلبها على دفع المفسدة الصغرى, فلو فرضنا ان المشاغبة المزعومة في تعدد الزوجات مفسدة, أو أن إيلام قلب الزوجةالأولى بالضرة مفسدة, لقدمت عليها تلك المصالح الراجحة التي ذكرنا كما هو معروف في الأصول, قال في مراقي السعود عاطفا على ما تلغى فيه المفسدة المرجوحة في جنب المصلحة الراجحة:
أو رجح الإصلاحُ كالأسارَى **** تفدى بما ينفع للنصارَى
وانظر تدلي دوالي العنبِ **** في كل مشرق وكل مغربِ
ففداء الأسارى مصلحة راجحة, ودفع فدائهم النافع للعدو, مفسدة مرجوحة, فتقدم عليها المصلحة الراجحة ..
أما إذا ساوت المصلحة والمفسدة أو كانت المفسدة ارجح كفداء الأسرى بسلاح يتمكن بسببه العو من قتل قدر الأسارى او أكثر من المسلمين فإن المصلحة تلغى لكونها غير راجحة, كما قال في المراقي:
اخرُم مناسباً بمفسد لزمْ **** للحكم وهو غير مرجوح علم
وكذلك العنب تعصر منه الخمر وهي ام الخبائث إلا ان مصلحة وجود العنب والزبيب والانتفاع بهما في أقطار الدنيا مصلحةٌ راجحة على مفسدة عصر الخمر منها ألغيت لها تلك المفسدة المرجوحة ..
واجتماع الرجال والنساء في البلدالواحد قد يكون سببا لحصول الزنا إلا أن التعاون بين المجتمع من ذكور وإناث مصلحة أرجح من تلك المفسدة, ولذا لم يقل احد من العلماء:إنه يجب عزل النساء في محل مستقل عن الرجال, وأن يُجعل عليهن حصن قوي لا يمكن الوصول إليهن معه, وتجعل المفاتيح بيد امين معروف بالتقى والديانة- كما هو مقرر في الأصول ..
فالقرآن أباح تعددالزوجات لمصلحة المراة في عدم حرمانها من الزواج, ولمصلحة الرجل بعدم تعطل منافعه في حال قيام العذر بالمرأة الواحدة, ولمصلحة الأمة ليكثر عددها فيمكنها مقاومة عدوها لتكون كلمة الله هي العليا, فهو تشريع حكيم خبير لا يطعن فيه إلا من أعمى الله بصيرته بظلمات الكفر.
وتحديد الزوجات بأربع تحديدٌ من حكيم خبير وهو أمر وسط بين القلة المفضية إلى تعطل بعض منافع الرجل وبين الكثرة التي هي مظنة عدم القدرة على القيام بلوازم الزوجية للجميع, والعلم عند الله تعالى ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[11 Nov 2006, 11:48 م]ـ
اختيار موفق , وتقرير من عالم رباني , ولا شك أن الإنسان يجزم بوجود حكمة من هذا التشريع , فإذا ما أظهرت له من قبل أمثال هؤلاء الربانيين زاد يقيناً.
لم أر تعليقاً من الأخوة فما هو السبب يا شيخ محمود , أو لعلهم آثروا السلامة. _ مزحة خفيفة -
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[12 Nov 2006, 06:33 ص]ـ
هذا الأظهر يا شيخ أحمد, أنهم اكتفوا بما وقر في القلوب فقط (ابتسامة)(/)
هكذا رحل رمضان (خذ نسختك)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[14 Oct 2006, 11:08 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
إن كنت خطيباً أو واعظاً أو محاضراً!
فخذ نسختك من كتاب (هكذا رحل رمضان) وحمِّل الآن!
قيدها أخوكم الفقير غفر الله له
وطبعت في كتاب (رمضان بين يديك) الجزء الثاني عن دار العلوم _ الأردن
بحاجة لخط الرسم العثماني للآيات.
وأسألكم دعوة في ظهر الغيب
(أتمنى من المشرف التثبيت جزاه الله خيراً)
محبكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Oct 2006, 06:58 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا العالية، ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[15 Oct 2006, 10:15 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسو الله وبعد ..
وجزاكم الله خيراً يا شيخ عبد الرحمن، وأشكر نزولكم الكريم المفضال عند رغبة أخيك المحب.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[20 Oct 2006, 12:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
أخي الفاضل: أبو العاليةـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإني أسأل الله تعالى أن يجزيكم عنا خير الجزاء. ومزيدا من العطاء خدمة للقرآن الكريم، وإشاعة للخير، فتلكم الصدقة الجارية.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[21 Oct 2006, 11:32 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.ز
الاستاذ القدير أحمد الضاوي حفظه الله
أشكر مروركم الكريم، وأحسن الله لنا ولكم في هذا الشهر العظيم.
وأخوك المحب متابع لكم في أبحاثكم، وجهودكم مباركة وطيبة ونافعة ومثمرة إن شاء الله ..
نفع الله بكم الإسلام والمسلمين، وسدد على الحق خطاكم.
محبكم في الله
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[21 Oct 2006, 12:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
أخي الفاضل: أبو العالية ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإني استبشرت هذا الصباح المبارك من أواخر رمضان بمشاعركم الطيبة، وتقديركم الإيجابي، ودعواتكم الصادقة. وإنه لا يسعني إلا أن أقول لكم: كثر الله من أمثالكم، وأحبكم الله الذي أحببتمونا فيه. سائلين الله تبارك وتعالى كما جمعنا في هذا الموقع المبارك لتدارس كتابه الكريم، أن يجمعنا جميعا في جناته على سرر متقابلين.
وتفضلوا بقبول خالص تحياتي وتقديري.
والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته.(/)
أول مسجد أسس على التقوى
ـ[ناصر الغامدي]ــــــــ[14 Oct 2006, 03:41 م]ـ
في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم لبث في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة، وأسس المسجد الذي أسس على التقوى، وصلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ركب راحلته فسار يمشي مع الناس، حتى بركت عند مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة.
وقد أمر ببناءه صلى الله عليه وسلم وشارك في ذلك
وكان صلى الله عليه وسلم يزوره، قال صلى الله عليه وسلم: " من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له كأجر عمره " أحمد النسائي بن ماجه الحاكم
وكان يأتيه صلى الله عليه وسلم راكباً وماشياً كما في الصحيحين عن بن عمر: " كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي قباء راكباً وماشيا "
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Oct 2006, 06:41 م]ـ
{لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى} لا يصح نزولها في أهل قباء. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1279)
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[15 Oct 2006, 12:18 ص]ـ
مسجد التقوى:
*قال تعالى:
{لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108)}. سورة التوبة.
قال القرطبى:
قوله تعالى: "لا تقم فيه أبدا" يعني مسجد الضرار؛ أي لا تقم فيه للصلاة. وقد يعبر عن الصلاة بالقيام؛ يقال: فلان يقوم الليل أي يصلي؛ ومنه الحديث الصحيح: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه). أخرجه البخاري .... وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه الآية كان لا يمر بالطريق التي فيها المسجد، وأمر بموضعه أن يتخذ كناسة تلقى فيها الجيف والأقذار والقمامات.
قوله تعالى: "أبدا" ظرف زمان. وظرف الزمان على قسمين: ظرف مقدر كاليوم، وظرف مبهم كالحين والوقت؛ والأبد من هذا القسم، وكذلك الدهر .... وهنا مسألة أصولية، وهي أن "أبدا" وإن كانت ظرفا مبهما لا عموم فيه ولكنه إذا اتصل بلا النافية أفاد العموم، فلو قال: لا تقم، لكفي في الانكفاف المطلق. فإذا قال: "أبدا" فكأنه قال في وقت من الأوقات ولا في حين من الأحيان.
قوله تعالى: "لمسجد أسس على التقوى": أي بنيت جدره ورفعت قواعده على تقوى الله وطاعته من أول يوم ابتدئ في بنائه .... والأسس أصل البناء؛ وكذلك الأساس. والأسس مقصور منه ... وجمع الأس إساس؛ مثل عس وعساس. وجمع الأساس أسس؛ مثل قذال وقذل. وجمع الأسس أساس؛ مثل سبب وأسباب. وقد أسست البناء تأسيسا .... ومعنى التقوى هنا الخصال التي تُتقى بها العقوبة، ... ويدخل فيها كل خير ونفع للمسجد.
أي المساجد هو؟:
واختلف العلماء في المسجد الذي أسس على التقوى؛ فقالت طائفة: هو مسجد قباء؛ يروى عن ابن عباس والضحاك والحسن. وتعلقوا بقول: "من أول يوم"، ومسجد قباء كان أسس بالمدينة أول يوم؛ فإنه بني قبل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم؛ قاله ابن عمر وابن المسيب، ومالك فيما رواه عنه ابن وهب وأشهب وابن القاسم .... وروى الترمذي عن أبي سعيد الخدري: قال تماري رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم؛ فقال رجل هو مسجد قباء، وقال آخر هو مسجد النبي صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هو مسجدي هذا). قال حديث صحيح. والقول الأول أليق بالقصة؛ لقوله: "فيه" وضمير الظرف يقتضي الرجال المتطهرين؛ فهو مسجد قباء. والدليل على ذلك حديث أبي هريرة قال: نزلت هذه الآية في أهل قباء "فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين" قال: كانوا يستنجون بالماء فنزلت فيهم هذه الآية. قال الشعبي: هم أهل مسجد قباء، أنزل الله فيهم هذا .. وقال قتادة: لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل قباء: (إن الله سبحانه قد أحسن عليكم الثناء في التطهر فما تصنعون)؟ قالوا: إنا نغسل أثر الغائط والبول بالماء؛ رواه أبو داود ..... وروى الدارقطني عن طلحة بن نافع قال: حدثني أبو أيوب وجابر بن عبدالله وأنس بن مالك الأنصاريون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الآية "فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين" فقال: (يا معشر الأنصار إن الله قد أثنى عليكم خيرا في الطهور فما طهوركم هذا)؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قالوا: يا رسول الله، نتوضأ للصلاة ونغتسل من الجنابة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فهل مع ذلك من غيره)؟ فقالوا: لا غير، إن أحدنا إذا خرج من الغائط أحب أن يستنجي بالماء. قال: (هو ذاك فعليكموه). وهذا الحديث يقتضي أن المسجد المذكور في الآية هو مسجد قباء، إلا أن حديث أبي سعيد الخدري نص فيه النبي صلى الله عليه وسلم على أنه مسجده فلا نظر معه. وقد روى أبو كريب قال: حدثنا أبو أسامة قال حدثنا صالح بن حيان قال حدثنا عبدالله بن بريدة في قوله عز وجل: "في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه" [النور: 36] قال: إنما هي أربعة مساجد لم يبنهن إلا نبي: الكعبة بناها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وبيت أريحا بيت المقدس بناه داود وسليمان عليهما السلام، ومسجد المدينة ومسجد قباء اللذين أسسا على التقوى، بناهما رسول الله صلى الله عليه وسلم .... وعن ابن عباس: {لمسجد أسس على التقوى من أول يوم} يعني مسجد قباء ..... وعن أبي بن كعب: أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى، فقال: "مسجدي هذا" ... وعن عثمان بن عبيد الله، قال: أرسلني محمد بن أبي هريرة إلى ابن عمر أسأله عن المسجد الذي أسس على التقوى، أي مسجد هو؟ مسجد المدينة، أو مسجد قباء؟ قال: لا، مسجد المدينة .... وعن ابن عمر وزيد بن ثابت وأبي سعيد، قالوا: المسجد الذي أسس على التقوى: مسجد الرسول ... وعن أسامة بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه، قال: المسجد الذي أسس على التقوى: هو مسجد النبي الأعظم .... وعن سعيد بن المسيب، قال: إن المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم، هو مسجد المدينة الأكبر .... قال أبو جعفر الطبري: وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب قول من قال: هو مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم لصحة الخبر بذلك عن رسول الله. ذكر الرواية بذلك.
وفى الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى. [البخارى كتاب التهجد] ... قال ابن حجر: وفي هذا الحديث فضيلة هذه المساجد ومزيتها على غيرها لكونها مساجد الأنبياء، ولأن الأول قبلة الناس وإليه حجهم، والثاني كان قبلة الأمم السالفة، والثالث أسس على التقوى.
وقال ابن حجر في بقية كتاب المناقب .. باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم:
و مسجد قباء، فهو أول مسجد بني " يعني بالمدينة، وهو في التحقيق أول مسجد صلى النبي صلى الله عليه وسلم فيه بأصحابه جماعة ظاهرا، وأول مسجد بني لجماعة المسلمين عامة، وإن كان قد تقدم بناء غيره من المساجد لكن لخصوص الذي بناها ... وقد اختلف في المراد بقوله تعالى: (لمسجد أسس على التقوى من أول يوم) فالجمهور على أن المراد به مسجد قباء هذا وهو ظاهر الآية، وروى مسلم من طريق عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المسجد الذي أسس على التقوى فقال: هو مسجدكم هذا " ... قال القرطبي: هذا السؤال صدر ممن ظهرت له المساواة بين المسجدين في اشتراكهما في أن كلا منهما بناه النبي صلى الله عليه وسلم، فلذلك سئل النبي صلى الله عليه وسلم عنه فأجاب بأن المراد مسجده، وكأن المزية التي اقتضت تعيينه دون مسجد قباء لكون مسجد قباء لم يكن بناؤه بأجر جزم من الله لنبيه، أو كان رأيا رآه بخلاف مسجده، أو كان حصل له أو لأصحابه فيه من الأحوال القلبية ما لم يحصل لغيره، انتهى .... ويحتمل أن تكون المزية لما اتفق من طول إقامته صلى الله عليه وسلم بمسجد المدينة، بخلاف مسجد قباء فما أقام به إلا أياما قلائل، وكفى بهذا مزية من غير حاجة إلى ما تكلفه القرطبي، والحق أن كلا منهما أسس على التقوى، وقوله تعالى في بقية الآية (فيه رجال يحبون أن يتطهروا) يؤيد كون المراد مسجد قباء، وعند أبي داود بإسناد صحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " نزلت (فيه رجال يحبون أن يتطهروا) في أهل قباء " وعلى هذا فالسر في جوابه صلى الله عليه وسلم بأن المسجد الذي أسس على التقوى مسجده رفع توهم أن ذلك خاص بمسجد قباء، والله أعلم .... قال الداودي وغيره: ليس هذا اختلافا، لأن كلا منهما أسس على التقوى وكذا قال السهيلي وزاد غيره أن قوله تعالى: (من أول يوم) يقتضي أنه مسجد قباء، لأن تأسيسه كان في أول يوم حل النبي صلى الله عليه وسلم بدار الهجرة، والله أعلم. أ.هـ
*إشكال والجواب عنه:
قوله تعالى: "أحق أن تقوم فيه" أي بأن تقوم؛ .... و"أحق" هو أفعل من الحق، وأفعل لا يدخل إلا بين شيئين مشتركين، لأحدهما في المعنى الذي اشتركا فيه مزية. على الآخر؛
(والجواب) فمسجد الضرار وإن كان باطلا لاحق فيه، فقد اشتركا في الحق من جهة اعتقاد بانيه، أو من جهة اعتقاد من كان يظن أن القيام فيه جائز للمسجدية؛ لكن أحد الاعتقادين باطل باطنا عند الله، والآخر حق باطنا وظاهرا؛ ومثل هذا قوله تعالى: "أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا" [الفرقان: 24] ومعلوم أن الخيرية من النار مبعودة، ولكنه جرى على اعتقاد كل فرقة أنها على خير وأن مصيرها إليه خير؛ إذ كل حزب بما لديهم فرحون.
(عن موقع صيد الفوائد)
وإن شاء الله أنقل لك ماقاله وحققه أبو زيد السهيلي،
في كتابه ذي الفوائد الكثيرة:
الروض الأُنُف ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ناصر الغامدي]ــــــــ[15 Oct 2006, 02:13 م]ـ
ربما يا شيخ عبدالرجمن يصح نزولها في مسجد قباء، وأولى منه مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال شيخ الاسلام بن تيمية
ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن المسجد الذي أسس على التقوى قال: " هو مسجدي هذا "
يعني مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن الآية واضحة في دخول قباء في الأمر، إذ لا خلاف في كونها في أهل قباء كما قال بن العربي، " فيه رجال يحبون أن يتطهروا "
وقد ذكر الحافظ بن حجر أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما قال: " هو مسجدي هذا "
حتى لا يتوهم أحد أن ذلك خاص بقاء
منقول بتصرف
ـ[ناصر الغامدي]ــــــــ[16 Oct 2006, 02:14 ص]ـ
لم أعرف أن تعليقكم شيخ عبدالرحمن عنوان بحث
ما تنبهت إلا وقت متأخر جزاك الله خيرا
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[16 Oct 2006, 11:56 م]ـ
قرأت بحثكم بأُخرةٍ ياشيخنا الفاضل المفضال عبدالرحمن الشهري
ووجدت فيه متعة وفائدة
جزاك الله خيرا
ـ[أبو العالية]ــــــــ[17 Jan 2010, 11:35 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
أخرج الترمذي رحمه الله في " جامعه " من حديث أبي سعيد الخدري قال: امترى رجل من بني خدرة ورجل من بني عمرو بن عوف في المسجد الذي أُسِّس على التقوى، فقال الخدري: هو مسجد رسول الله صلىالله عليه وسلم.
وقال الآخر: هو مسجد قباء.
فأتيا رسولَ الله صلى الله عليه و سلم في ذلك.
فقال: هو هذا_ يعني مسجده _ وفي ذلك خير كثير
فهذا نص نبوي في الموازنة في بيان المسجد الذي أسس على خير هو مسجد رسول الله، وبيَّّن صلى الله عيه وسلم أن لقباء فضلاً وخيراً كثيراً.
ولذا قال السندي رحمه الله في حاشيته على "المسند": وهذا نصٌّ صريح في الباب، ولا وجه للاختلاف بعده. والله تعالى اعلم.
وقد تناول هذا الأمر الحافظ ابن كثير رحمه الله وجمع بين الأمر.
والله أعلم
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[18 Jan 2010, 12:03 ص]ـ
أظهر قولي أهل العلم في ذلك أنه مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة.
ولكن يشكل عليه أن جمهور الأصوليين على أن صورة سبب النزول قطعية الدخول؛ وقد قال جمع بأن سبب النزول كان في أهل قباء.
فإذا ثبت ذلك فمسجد قباء داخل قطعا في معنى الآية.
والله تعالى أعلم.(/)
عن مدلول ترتيب سور القرآن العزيز
ـ[عائشة]ــــــــ[16 Oct 2006, 12:38 ص]ـ
لدى سؤال بخصوص ترتيب سور القرآن العزيز فما هو مدلول ترتيب سور القرآن على هذا النحو الذى هى عليه ولم لم ترتب السور على حسب نزولها؟
************************************************** ************************************************** *******************
ثم عن مدلول المكى والمدنى حسب ما علمت وان كان علمى صحيحاَ ان مدلول المكى هو ما نزل قبل الهجرة وان مدلول المكى ما نزل بعد الهجرة وان كان بالمدينة. ولم يحدث الاختلاف بين العلماء فى تصنيف السور امكيةٌ هى ام مدنية
ارجو التوضيح ممن عنده علماَ بذلك
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[18 Oct 2006, 01:43 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال جميل
للتذكير
/////////////////////////////////////////////////
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[18 Oct 2006, 02:46 م]ـ
الأخت عائشة
كل عام وأنت بخير
وعليك بهذا الرابط، ففيه بغيتك::
http://www.quranway.net/index.aspx?function=Printable&id=269&lang=(/)
سؤال حول الشفاعة!!!
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[16 Oct 2006, 02:40 ص]ـ
ورد في النصوص الصحيحة الصريحة التاكيد على الشفاعة يوم القيامة فشفاعة المصطفى عليه السلام لاهل الكبائر من امته وغيرها من الشفاعات الأخرى للشهداء وغيرهم وقد استوقفتني آية في كتاب الله يخاطب الله فيها المؤمنين من عباده وهي قوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) فالآية تبين ان لا شفاعة يوم القيامة والخطاب فيها للمؤمنين فهل هي من العام الذي خصص بأحاديث الشفاعة وإن لم تكن كذلك فكيف نوفق بين هذه النصوص
ودمتم لمحبكم سالمين
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[16 Oct 2006, 01:13 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فقد أشار الإمام الطبري رحمنا الله وإياه إلى جواب هذا الإشكال عند تفسير تلك الآية فقال ما نصه:
(وهذه الآية مخرجها في الشفاعة عام والمراد بها خاص, وإنما معناه: من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة لأهل الكفر بالله, لأن أهل ولاية لله والإيمان يشفع بعضهم لبعض, وقد بينا صحة ذلك بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع ... ثم قال رحمه الله عقب ذلك: (وفي قوله تعالى ذكره: {والكافرون هم الظالمون} دلالة واضحة على صحة ما قلناه وأن قوله (ولا خلة ولا شفاعة) إنما هو مراد به أهل الكفر, فلذلك أتبع قوله ذلك (والكافرون هم الظالمون) فدل بذلك على أن معنى ذلك: حرمنا الكفار النصرة من الأخلاء, والشفاعة من الأولياء والأقرباء ولم نكن لهم في فعلنا ذلك لهم بظالمين, إذ كان ذلك جزاء منا لما سلف منهم من الكفر بالله في الدنيا بل الكافرون هم الظالمون أنفسهم بما أتوا من الأفعال التي أوجبوا لها العقوبة من ربهم ..
... فإن قال قائل:
وكيف صرف الوعيد إلى الكفار والآية مبتدأة بذكر الإيمان؟؟
قيل له إن الآية قد تقدمها ذكر صنفين من الناس:
أحدهما أهل كفر, والآخر أهل إيمان وذلك قوله {ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر} ثم عقب الله تعالى ذكره الصنفين بما ذكرهم به فخص أهل الإيمان بما يقربهم إليه من النفقة في طاعته, وفي جهاد أعدائه من أهل الكفر به قبل مجيء اليوم الذي وصف صفته, وأخبر فيه عن حال أعدائه من أهل الكفر به, إذكان قتال أهل الكفر به في معصيته ونفقتُهم في الصد عن سبيله, فقال تعالى ذكره {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا} أنتم {مما رزقناكم} في طاعتي إذ كان أهل الكفر بي ينفقون في معصيتي {من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه} فيدرك أهل الكفر فيه بابتياع ما فرطوا في ابتياعه في دنياهم {ولا خلة} لهم يومئذ تنصرهم مني, ولا شافع لهم يشفع عندي فتنجيهم شفاعته لهم من عقابي, وهذا يومئذ فعل بهم جزاءا لهم على كفرهم, وهم الظالمون أنفسهم دوني, لأني غير ظلام لعبيدي .. ) 3/ 3 - 4
ويقول القرطبي رحمه الله عند قوله تعالى (واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة .. ) الآية
وقد أجمع المفسرون على أن المراد بقوله (لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة) النفس الكافرة لا كل نفس .. ) 1/ 419
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[17 Oct 2006, 12:45 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم(/)
المصحف الجامع
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[16 Oct 2006, 04:11 م]ـ
المصحف الجامع
http://quran.elshabab.com/web/index.html
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[16 Oct 2006, 08:37 م]ـ
جزيت خيرا ولكن ما بال القراءات لا تظهر إلا في سورة الفاتحة؟؟
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[17 Oct 2006, 02:07 ص]ـ
شيخنا الكريم
الحمد لله الرابط يعمل
وهذا بعض مما ذكر بسورة النساء
1 - (تَسَاءلُونَ) قرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف بتخفيف السين، والباقون بتشديدها، ولا يخفى وقف حمزة (وَالأَرْحَامَ) قرأ حمزة بخفض الميم، والباقون بنصبها.
3 - (وَإِنْ خِفْتُمْ) فيه الإخفاء لأبى جعفر و كذلك (فَإِنْ خِفْتُمْ).
3 - (فَوَاحِدَةً أَومَا) قرأ أبوجعفر برفع التاء، والباقون بنصبها.
4 - (صَدُقَاتِهِنَّ) وقف عليه يعقوب بهاء السكت بلا خلف عنه.
4 - (فَكُلُوهُ) وصل الهاء ابن كثير.
4 - (هَنِيئًا مَّرِيئًا) وقف حمزة عليهما بإبدال الهمزة ياء مع إدغام الياء فيها فيصير النطق بياء واحدة مشددة، وليس له غير هذا الوجه، لأن الياء زائدة.
5 - (السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ) قرأ قالون والبزى وأبو عمرو بإسقاط الهمزة الأولى وتحقيق الثانية مع القصر والمد، والقصر أرجح نظرا لذهاب أثر الهمز بالكلية، بخلاف ما إذا بقى أثره فإن المد حينئذ يكون أرجح، وقرأ ورش وقنبل ورويس وأبوجعفر بتسهيل الهمزة الثانية بين بين مع تحقيق الأولى، ولورش وقنبل أيضا إبدالهما ألفاً مع الإشباع للساكنين والباقون بتحقيقهما معاً.
5 - (قِيَاماً) قرأ نافع وابن عامر بغير ألف بعد الياء، والباقون بإثبات الألف بعدها.
1 - (تَسَاءلُونَ) قرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف بتخفيف السين، والباقون بتشديدها، ولا يخفى وقف حمزة (وَالأَرْحَامَ) قرأ حمزة بخفض الميم، والباقون بنصبها.
3 - (وَإِنْ خِفْتُمْ) فيه الإخفاء لأبى جعفر و كذلك (فَإِنْ خِفْتُمْ).
3 - (فَوَاحِدَةً أَومَا) قرأ أبوجعفر برفع التاء، والباقون بنصبها.
4 - (صَدُقَاتِهِنَّ) وقف عليه يعقوب بهاء السكت بلا خلف عنه.
4 - (فَكُلُوهُ) وصل الهاء ابن كثير.
4 - (هَنِيئًا مَّرِيئًا) وقف حمزة عليهما بإبدال الهمزة ياء مع إدغام الياء فيها فيصير النطق بياء واحدة مشددة، وليس له غير هذا الوجه، لأن الياء زائدة.
5 - (السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ) قرأ قالون والبزى وأبو عمرو بإسقاط الهمزة الأولى وتحقيق الثانية مع القصر والمد، والقصر أرجح نظرا لذهاب أثر الهمز بالكلية، بخلاف ما إذا بقى أثره فإن المد حينئذ يكون أرجح، وقرأ ورش وقنبل ورويس وأبوجعفر بتسهيل الهمزة الثانية بين بين مع تحقيق الأولى، ولورش وقنبل أيضا إبدالهما ألفاً مع الإشباع للساكنين والباقون بتحقيقهما معاً.
5 - (قِيَاماً) قرأ نافع وابن عامر بغير ألف بعد الياء، والباقون بإثبات الألف بعدها.
ورابطها
http://quran.elshabab.com/web/keraat.php?a=2&PartNo=1&ShowBySuraNo=1&SuraNo=4
ولكن شيخنا الكريم في النت فيه أشياء بقدر الله يحدث فيها قفلة ولكن عندما نجربها مرة أخرى تفتح بفضل الله تعالى
ولا تنسنا من صالح دعائكم
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[17 Oct 2006, 07:01 م]ـ
جزيت الخير على دلالتك وإرشادك ... آمين(/)
أين أجد كلام شيخ الإسلام حول تمنيه لو صرف وقته في تدبر القرآن؟
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[16 Oct 2006, 10:37 م]ـ
أريد موضع كلام شيخ الإسلام عن تمنيه لو كان وقته مشغولا بكتاب الله تفسيرا وتدبرا؟
ـ[السائح]ــــــــ[16 Oct 2006, 11:09 م]ـ
نقل أبو عبد الله بن رشيّق المغربي - أخص أصحاب شيخ الإسلام وأكثرهم كتابة لكلامه وحرصًا على جمعه - قول شيخ الإسلام أبي العباس:
قد فتح الله علي في هذا الحصن في هذه المرة من معاني القرآن ومن أصول العلم بأشياء مات كثير من العلماء يتمنّونها، وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن.
نقله الحافظ ابن عبد الهادي في الكتاب الذي أفرده لترجمة شيخ الإسلام ص25.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[17 Oct 2006, 12:27 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي السائح
مما علق بالذهن أن في كلام ابن تيمية قوله: أنه أمضى أوقاتا في صغار العلم أو فضوله، وتمنى أن لو كانت في تدبر القرآن.
فهل هناك لفظ آخر غير مانقلته.
ـ[السائح]ــــــــ[17 Oct 2006, 03:22 م]ـ
وجزاك خيرا أخي عبد الله.
لم أره باللفظ الذي ذكرته، ثم إن شيخ الإسلام لم يضيع وقته بالاشتغال بصغار العلم وفضوله.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[17 Oct 2006, 04:48 م]ـ
بارك الله فيك
ومارآه شيخ الإسلام من صغار العلم هو بجانب تدبر القرآن،
وقد أكون واهما.
جمعنا الله بشيخ الإسلام في جنات النعيم
ـ[السائح]ــــــــ[17 Oct 2006, 07:07 م]ـ
وفيك بارك الله أخي الفاضل.
لكن لا يخفى عليك أن التأويل فرع الثبوت، ولم أجد عن شيخ الإسلام إلا ما قدّمت ذكره، فإن صح عنه لفظ آخر يوجَّه توجيها وجيها بلا تكلف ولا تعسف.
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[18 Oct 2006, 01:33 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الظاهر يا أخوان
أن الشيخ رحمه الله كان يقصد
إنشغاله بالرد على أهل البدع
/////////////////////////////////////////////////
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[28 Oct 2006, 03:53 م]ـ
لعل أحد الإخوة ممن مر به كلام شيخ الإسلام سابقا
أن يذكر لنا مصدرا آخر إن وجد، وهل له لفظ آخر
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[28 Oct 2006, 04:22 م]ـ
هذه العبارة استخدمها الصفدي فقال: وضيع الزمان في رده على النصارى والرافضة ومن عاند الدين أو ناقضه ولو تصدى لشرح البخاري أو لتفسير القرآن العظيم لقلد أعناق أهل العلوم بدر كلامه النظيم ..
وانتقدت عليه ...
وانظر موقف خليل بن أيبك الصفدي من شيخ الإسلام لأبي الفضل القونوي ..
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[28 Oct 2006, 04:42 م]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ عبدالرحمن
ولكن لشيخ الإسلام مقولة في ذلك، وقد تكرم الأخ السائح بذكرها، وظني انه ورد في عبارة أخرى له قول: (صغار العلم أو فضوله) والله أعلم
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[28 Oct 2006, 04:57 م]ـ
ذكر ذلك في كتاب العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية لمؤلفه محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن قدامة المقدسي أبو عبد الله
حيث قال: قد فتح الله علي في هذه المرة من معاني القرآن ومن أصول العلم بأشياء كان كثير من العلماء يتمنونها وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن
وتجد الكتاب الكتروني على هذا الرابط http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=12&book=1847
ـ[منصور مهران]ــــــــ[28 Oct 2006, 06:49 م]ـ
منذ أن استفسر الأستاذ عبد الله العلي عن مقولة تنسب إلى ابن تيمية - رحمه الله - ولم يذكر نصها بل جاء بفحواها والإخوان يدلون بأقوالهم دون جدوى، وكنت - علم الله - أواصل البحث عن هذه الكلمة فقد قرأتها ذات يوم وضاع عني مكانها، فأحجمت عن التعليق إلى أن يمن الله على أحدنا فيذكرنا ما نسينا أو يعلمنا بما جهلنا.
واليوم أثلج صدري ما أتى به الأخ الأستاذ أبو عبد الرحمن الشهري من الدلالة على صحيح عبارة الشيخ الإمام وموضع القول، فقلت: الحمد لله أن هدانا لصحبة هؤلاء النخبة، فقد أراحني من عناء البحث أخ كريم لا عدمنا فضلكم جميعا، والله يرعاكم.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[28 Oct 2006, 07:56 م]ـ
شكر الله للجميع
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[28 Oct 2006, 08:00 م]ـ
الأخ منصور
سبق أن ذكر الأخ السائح العبارة وموضعها في أول الموضوع(/)
البعير، وحبل السفينة
ـ[ابو يزيد]ــــــــ[17 Oct 2006, 08:08 ص]ـ
تأملت قول الله تعالى: " ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سمّ الخياط " فقلت في نفسي: ما علاقة الجمل بسم الخياط؟ وعند مطالعة كتب التفسير تبين لي أن من المفسرين من فسره بالبعير ومنهم من فسره بحبل السفينة وللفائدة أجمل لكم كلام المفسرين رحمهم الله:
ابن كثير: (قوله تعالى {ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط} هكذا قرأه الجمهور وفسروه بأنه البعير قال ابن مسعود: هو الجمل ابن الناقة وفي رواية زوج الناقة وقال الحسن البصري: حتى يدخل البعير في خرم الإبرة وكذا قال أبو العالية والضحاك وكذا روى علي بن أبي طلحة العوفي عن ابن عباس وقال مجاهد وعكرمة عن ابن عباس: إنه كان يقرؤها يلج الجُمّل في سم الخياط بضم الجيم وتشديد الميم يعني الحبل الغليظ في خرم الإبرة وهذا اختيار سعيد بن جبير وفي رواية أنه قرأ حتى يلج الجمل يعني قلوس السفن وهي الحبال الغلاظ.
القرطبي: قرأ ابن عباس الجُمَّل بضم الجيم وفتح الميم وتشديدها وهو حبل السفينة الذي يقال له القلس وهو حبال مجموعة جمع جملة قاله أحمد بن يحيى ثعلب وقيل: الحبل الغليظ من القنب وقيل: الحبل الذي يصعد به في النخل وروى عنه أيضا وعن سعيد بن جبير: الجُمْل بضم الجيم وتخفيف الميم هو القلس أيضا والحبل على ما ذكرنا آنفا وروى عنه أيضا الجُمُل بضمتين جمع جمل كأسد وأسد والجمل مثل أسد وأسد وعن أبي السمال الجَمْل بفتح الجيم وسكون الميم وتخفيف جمل
فتح القدير: {ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط} أي أن هؤلاء الكفار المكذبين المستكبرين لا يدخلون الجنة بحال من الأحوال ولهذا علقه بالمستحيل فقال: {حتى يلج الجمل في سم الخياط} وهو لا يلج أبدا وخص الجمل بالذكر لكونه يضرب به المثل في كبر الذات وخص سم الخياط وهو ثقب الإبرة بالذكر لكونه غاية في الضيق والجمل الذكر من الإبل والجمع جمال وأجمال وجمالات وإنما سمي جملا إذا أربع وقرأ ابن عباس الجمل بضم الجيم وفتح الميم مشددة وهو حبل السفينة الذي يقال له: القلس وهو حبال مجموعة قاله ثعلب وقيل: الحبل الغليظ من القنب وقيل: الحبل الذي يصعد به في النخل وقرأ سعيد بن جبير الجمل بضم الجيم وتخفيف الميم وهو القلس أيضا وقرأ أبو السماك الجمل بضم الجيم وسكون الميم وقرئ أيضا بضمهما وقرأ عبد الله بن مسعود: حتى يلج الجمل الأصغر في سم الخياط
تفسير البغوي: {ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط} أي: حتى يدخل البعير في ثقب الإبرة والخياط والمخيط الإبرة والمراد منه: أنهم لا يدخلون الجنة أبدا لأن الشيء إذا علق بما يستحيل كونه يدل ذلك على تأكيد المنع كما يقال: لا أفعل كذا حتى يشيب الغراب أو يبيض.
تفسير البيضاوي: أي حتى يدخل ما هو مثل في عظم الجرم وهو البعير فيما هو مثل في ضيق المسلك وهو ثقبة الإبرة وذلك مما لا يكون فكذا ما يتوقف عليه وقرئ {الجمل} كالقمل والجمل كالنغر والجمل كالقفل والجمل كالنصب والجمل كالحبل وهو الحبل الغليظ من القنب وقيل حبل السفينة.
تفسير ابي السعود: أي حتى يدخل ما هو مثل في عظم الجرم فيما علم في ضيق الملك وهو يقبة الإبرة وفي كون الجمل مما ليس من شأنه الولج في سم الإبرة مبالغة في الاستبعاد وقرىء الجمل كالقمل والجمل كالنغر والجمل كالقفل والجمل كالنصب والجمل كالحبل وهي الحبل الغليظ من القنب وقيل حبل السفينة وسم بالضم والكسر وقرىء في سم المخيط وهو الخياط أي ما يخاط به كالحزام والمحزم.
ومما سمعته من الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله - صاحب الأضواء في تفسير هذه الآية ما معناه قال: " إن العرب تعلق المستحيل على الشيء الذي لا يمكن حدوثه، كقولهم:
إذا شاب الغراب أتيت أهلي ..... وصار القار كاللبن الحليب
والغراب لا يشيب أبدا، والقار لا يصير لبنا ابدا .. فهؤلاء الكفار لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل الكبير الضخم في خرق الأبرة الصغير الضيق، وهذا مستحيل ... انتهى كلامه
نعوذ بالله من النار(/)
دعوة لمؤتمر بجامعة المنيا (العلوم الإسلامية والعربية وقضايا الإعجاز في القرآن والسنة)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[17 Oct 2006, 09:07 ص]ـ
مكتب العميد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 000 وبعد
فيسرني دعوة سيادتكم لحضور المؤتمر الدولي الثالث الذي ستعقده الكلية بالتعاون مع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة وذلك في الفترة من 4: 6 مارس 2007م، تحت عنوان:
"العلوم الإسلامية والعربية وقضايا الإعجاز في القرآن والسنة
بين
التراث والمعاصرة"
ويعود اختيار هذا العنوان موضوعا للمؤتمر إلى الرغبة في تحديد مفهوم التراث ومصادره، وأدوات ومناهج فهمه، في العلوم الإسلامية والعربية والإنسانية، والوقوف على مفهوم المعاصرة ومقوماتها وكيفية التعامل معها في هذه العلوم، وبلورة موقف معين من التراث والمعاصرة، ومعالجة قضايا الإعجاز في القرآن والسنة 0
ومن هنا فإننا حريصون على مشاركة سيادتكم لنا هذا العرس الثقافي 0 وإنا لواثقون من أن تشريفكم لنا سيثري هذا المؤتمر بكل ما تمثلونه من عطاء ثقافي جاد 0
ونرجو إرسال استمارة المشاركة المرفقة طيه وكذلك ملخص البحث في موعد أقصاه أول ديسمبر 2006م، علي أن يرسل البحث كاملاً في موعد أقصاه أول فبراير 2007م. وذلك حتى يتسنى لنا طباعة البحوث في كتاب تذكاري يتم توزيعه في المؤتمر ويسرنا أن تكونوا في ضيافة الجامعة أثناء فترة انعقاد المؤتمر 0
*ومرفق طيه محاور المؤتمر واستمارة المشاركة ورسم الاشتراك والتسجيل 0
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير،،،
عميد الكلية ورئيس المؤتمر
أ0د/ محمد عبد الرحيم محمد
محاور المؤتمر:
*العلوم الإسلامية والعربية وقضايا الإعجاز في القرآن والسنة
بين
التراث والمعاصرة*
المحور الأول: الأطر والمفاهيم:
1 - مفهوم التراث – مصادره – أدواته ومناهجه – تحقيقه ونشره.
2 - مفهوم المعاصرة – مقوماتها – أدواتها ومناهجها – كيفية التعامل معها.
3 - مفهوم الإعجاز – أنماطه - أدواته ومناهجه.
المحور الثاني: التراث والمعاصرة في العلوم الإسلامية:
علوم القرآن والتفسير- الفقه وأصوله- الحديث وأصوله – التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية – الفكر الإسلامي، ...... الخ
المحور الثالث: التراث والمعاصرة في العلوم العربية:
علوم اللغة والنحو – الأدب والبلاغة والنقد الأدبي، ....... الخ
المحور الرابع: التراث والمعاصرة في العلوم الإنسانية:
علم الاجتماع – علم النفس- علم السياسة – علم الاقتصاد، ..... الخ
المحور الخامس: قضايا الإعجاز في القرآن والسنة:
1. قضايا الإعجاز في القرآن،
الإعجاز العلمي – التشريعي - اللغوي ..... الخ
2. قضايا الإعجاز في السنة،
الإعجاز العلمي – التشريعي - اللغوي ..... الخ
مكتب العميد
العلوم الإسلامية والعربية وقضايا الإعجاز في القرآن والسنة بينالتراث والمعاصرة
4 - 6 مارس 2007م
اسم المشارك: ------------------------------------
الوظيفة: -------------------------------------
العنوان: -------------------------------------
التليفون: مكتب منزل
نوع المشاركة: بحث بعنوان ()
مناقشة ()
ملحوظة: يرفق ملخص البحث فيما لا يزيد عن خمس صفحات فلوسكاب
-----------------------------------------------------------------------
- 350 جنيه للبحث بحد أقصى ثلاثين صفحة من داخل مصر شاملة الكتاب التذكاري والاستضافة، وما زاد على ذلك تحسب الصفحة بعشرة جنيهات.
- 250 دولار للبحث من خارج الدولة شاملة الاستضافة والكتاب التذكارى.
- 250 جنيه للمشارك بدون بحث من داخل الدولة شاملة الاستضافة.
- 125 دولار للمشارك بدون بحث من خارج الدولة شاملة الاستضافة.
- ترسل قيمة الاشتراك على العنوان الآتي: (المؤتمر العلمي السنوي لكلية دار العلوم – البنك الأهلي المصري فرع الجامعة – رقم الحساب 01000247373)
- يرسل البحث أو الملخص عن طريق البريد الإلكتروني أو علي قرص مدمج Cd مكتوباً بخط Simplifie Arabic بنط 14، على أن يكون إعداد الصفحة (الهوامش) أعلى ويمين ويسار 4 و أسفل 6.
جمهورية مصر العربية / المنيا / جامعة المنيا كلية دار العلوم
باسم الأستاذ الدكتور / محمد عبد الرحيم محمد عميد الكلية ورئيس المؤتمر
تليفون/ فاكس 2366091/ 086 محمول/ 0103342739
Email : Deans Abdel Rahim @ yahoo. Com
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Oct 2006, 04:05 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا محمد على هذه الإفادة، ونرجوأن يوفق الله للمشاركة العلمية في المؤتمر.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[19 Oct 2006, 09:03 م]ـ
جزاك الله أخي الكريم د. جمال
وهل لهم موقع على الانترنت , يمكننا التواصل معهم من خلاله.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[30 Oct 2006, 09:42 ص]ـ
نعم يمكن الدخول الى موقع محرك البحث google والدخول الى موقع جامعة المنيا واما اذا اردت العنوان الخاص بالاستاذ محمد عبد الرحيم عميد الكلية فسارسله ان شاء الله(/)
التعريف بموقع وزارة الأوقاف المغربية، و مجلة دعوة الحق.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[17 Oct 2006, 12:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
(قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
ـ البقرة:32 ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
التعريف بموقع وزارة الأوقاف المغربية، و مجلة دعوة الحق.
وبعد. يمكن تنزيل بعض الكتب من موقع وزارة الأوقاف المغربية، و قد عنيت الوزارة مشكورة منذ مدة طويلة بنشر كثير من الكتب التراثية محققة تحقيقا علميا، في مجال الدراسات القرآنية، والحديثية، والفقه المالكي. وكثير من الدراسات العلمية الرصينة. وقد وضعت بعضها ـ مشكورة ـ على موقعها، كما عملت على نشر مجلة دعوة الحق في سبعة أقراص مدمجة (سيديات)، وهي تتضمن كثيرا من الأبحاث النفيسة لثلة من الأساتذة الأجلاء والعلماء الفضلاء. وقد تم تأسيسها منذ 1957 م. وتعتبر مصدرا مهما من مصادر التراث الشرعي المغربي، والدراسات الإسلامية بصفة عامة.
موقع وزارة الأوقاف المغربية: http://www.habous.gov.ma
موقع مجلة دعوة الحق المغربية: http://www.daouatalhaq.ma
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[18 Oct 2006, 05:06 م]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[23 Oct 2006, 11:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة وز السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
أخي الفاضل: أحمد البريدي ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنتم أهل الجزاء و الإحسان. وأشكركم على تواصلكم. وتفضلوا بقبول خالص تحياتي و تقديري.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[01 Nov 2006, 12:11 م]ـ
جديد موقع مجلة دعوة الحق المغربية: http://www.daouatalhaq.ma
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
(قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
ـ البقرة:32 ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
1 - بعض أسرار التكرار في القرآن الكريم: التهامي الراجي الهاشمي.
2 - مركز المصحف في المغرب: محمد المنوني.
3 - تاريخ المصحف الشريف بالمغرب: محمد المنوني.
4 - المدرسة القرآنية بالصحراء المغربية: سعيد أعراب.
5 - من وحي القرآن: محمد عزيز الحبابي.
6 - مدخل إلى الظاهرة القرآنية: لمالك بن نبي: عبد السلام الهراس.
7 - القرآن و المغرب المعاصر:: محمد عزيز الحبابي.
8 - القرآن دعامة الوحدة: محمد الطنجي.
9 - نظرية النظم عند عبد القاهر الجرجاني: عبد المنعم خفاجي.
10 - مقروءات اللبلي في علوم القرآن: بنعلي بوزيان.
11 - القراء السبعة ورواتهم: المختار ولد باه.
12 - الأحرف السبعة: محمد المختار ولد باه.
13 - القصص القرآني وإشكالية التصنيف بين المحكم و المتشابه: محمد إقبال.
14 - كتاب فنون الأفنان في عيون علوم القرآن لابن الجوزي: أحمد الشرقاوي إقبال.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[08 Nov 2006, 11:22 م]ـ
دليل منشورات وزارة الأوقاف المغربية: التفسير وعلوم القرآن.
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
(قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
ـ البقرة:32 ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
وبعد فهذه قائمة منشورات وزارة الأوقاف المغربية في ما يخص علوم القرآن و القراءات و التفسير:
1 - المحرر الوجيز: القاضي أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عطية (ت 546 هـ). تحقيق المجالس العلمية.
2 - الأخلاق في القرآن: La Morale du Coran . عبد الله دراز.
3 - تحت ظلال القرآن و السنة: عبد الحي حسن العمراني.
4 - ه\ا القرآن: عبد الحي حسن العمراني.
5 - تفسير سورة النور: عبد الهادي التازي.
6 - التعريف في اختلاف الرواة عن نافع: أبو عمرو عثمان الداني (ت 444 هـ) تحقيق الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي.
7 - المهذب في ما وقع في القرآن من المعرب: جلال الدين السيوطي (ت911 هـ).تحقيق الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي.
8 - الفوائد الجميلة على الآيات الجليلة: أبو علي الحسين الرجراجي الشوشاوي 0 (ت 899هـ). تحقيق إدريس عزوزي.
9 - البرهان في ترتيب سور القرآن: أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير الغرناطي (ت 708 هـ). تحقيق محمد شعباني.
10 - نفس الصباح في غريب القرآن وناسخه ومنسوخه: أبو جعفر أحمد بن عبد الصمد بن عبد الحق الخزرجي (ت 582 هـ). تحقيق محمد عز الدين المعيار الإدريسي.
11 - مقدمة في الدراسات القرآنية: محمد فاروق النبهان.
12 - فضائل القرآن و معالمه وآدابه: أبو عبيد القاسم بن سلام البغدادي (ت 204 هـ): تحقيق أحمد بن عبد الواحد الخياطي.
13 - ابن بري التازي إمام القراء المغاربة: محمد بن أحمد الأمراني.
14 - دراسة الطبري للمعنى من خلال تفسيره جامع البيان عن تأويل آي القرآن: محمد المالكي.
15 - الاختيار في القراءات و الرسم و الضبط: محمد بالوالي.
16 - الجعبري و منهجه في كنز المعاني في شرح حرز الأماني ووجه التهاني مع تحقيق نموذج من " الكنز ": أحمد اليزيدي.
17 - الشيخ أحمد بن عجيبة ومنهجه في التفسير: حسن عزوزي.
18 - أخلاق الحوار في القرآن الكريم راهنية وعالمية الخطاب القرآني: Les Vertus du dialogue Coranique Intemporalité et Universalité du Discours Divin : منير القادري بودشيش.
19 - قراءة الإمام نافع عند المغاربة من رواية أبي سعيد ورش: عبد الهادي حميتو.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[03 Oct 2008, 11:13 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
والله الهادي إلى سبيل الرشاء
ـ[محمد الأمين بن محمد المختار]ــــــــ[04 Oct 2008, 12:07 ص]ـ
جزاكم الله خيرا يا أستاذنا الجليل / أحمد البزوي الضاوي
وبارك الله في القائمين على الموقع الجميل
ـ[إيمان]ــــــــ[04 Oct 2008, 02:19 ص]ـ
شكر الله لكم على هذا الدلالة على هذا الموقع العلمي المتميز وجعل ما تقومون به في ميزان حسناتكم
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[07 Jun 2009, 11:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل السادة الأساتذة: مدهامتان، و محمد الأمين بن محمد المختار، و وليد شحاتة بيومي ـ حفظهم الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد فإني أشكركم على تواصلكم و تقديركم. وأحب أن أشير بالمناسبة أنكم من خلال هذا الموقع يمكنكم الاطلاع على البحوث العلمية المتعلقة بالدراسات القرآنية المنشورة بمجلة دعوة الحق، كما يمكنكم الاطلاع على الدروس الحسنية المتعلقة بتفسير القرآن الكريم.
وتفضلوا بقبول تحياتي و تقديري.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.(/)
الموسوعة الشاملة أضخم محرك بحث في الكتب الإسلامية والعربية
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[18 Oct 2006, 01:12 ص]ـ
الأقسام الرئيسة للبحث:
* تفاسير و علوم القرآن الكريم
* الحديث الشريف و شروحه و علومه
* علوم العقيدة و الفقه و القضاء و الفتاوى
* علوم اللغة العربية و المعاجم و كتب الأدب
* السيرة و التراجم و الأنساب و البلدان و التاريخ و الأخلاق والفهارس و الكتب العامة ..
قائمة أسماء الكتب بالموقع (أكثر من 3.300 كتاب) ... خزانة الكتب (لتصفح الكتب وتحميلها)
كل هذا تجده على هذا الرابط جزى الله القائمين عليه خير الجزاء:
أضخم محرك بحث في الكتب الإسلامية والعربية ( http://islamport.com/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Oct 2006, 03:31 ص]ـ
الله أكبر.
ما شاء الله تبارك الله.
جزيت خيراً أبا خالد، أسال الله أن يوفق القائمين على هذا الموقع، وهنيئاً لهم بالأجر والدعاء. هذا مشروع علمي بحثي متميز، أرجو أن ينفع الله به الباحثين، وسبحان من سخر هذه الشبكة لنشر علوم الإسلام.
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[18 Oct 2006, 01:34 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فعلا
موقع مميز
جزاك الله خيرا
/////////////////////////////////////////////////
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[19 Oct 2006, 12:14 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع المبارك ..... وأحبّ أن أهدي لكم موقعا آخر ... ألا وهو موقع:
مكتبة رسالة الإسلام ( http://www.islammessage.com/booksww/)
ـ[غانم الغانم]ــــــــ[19 Oct 2006, 07:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع , فهذا التيسير من نعم الله علينا يتطلب الشكر
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[20 Oct 2006, 10:17 م]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ أحمد ..
ـ[أبو أنس الغامدي]ــــــــ[21 Oct 2006, 03:48 ص]ـ
جزاك الله خير وجعلها في ميزان حسناتكم
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[05 Dec 2006, 10:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل: أحمد بن محمد البريدي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإني أشكركم على إرشادنا لهذا الموقع المتميز و المفيد، فالدال على الخير كفاعله، وأسأل الله تعالى أن يوفق القائمين على الموقع لما يحبه ويرضاه، وجزاكم الله خيرا.
وتفضلوا بقبول خالص المودة و التقدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[09 Dec 2006, 02:09 م]ـ
الأخوة الكرام: وأنتم والقائمين على الموقع جزاكم الله خيراً , ونفع بالجهود.
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[11 Dec 2006, 09:51 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي احمد البريدي وجعل ذلك في موازين حسناتك
ماشاء الله لا قوة الا بالله لعل ما جمع الله لك من دعاء صالح يفوق الموسوعة التي اتحفتنا بها ولا احسدك على هذا بل اتنى لك ولاخواني المزيد من خيري الدنيا والاخرة
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[01 May 2007, 11:24 م]ـ
يرفع للإستفادة من الموقع.
ـ[نورة]ــــــــ[01 May 2007, 11:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا, ونفع بكم
ـ[د. عوض أبو عليان]ــــــــ[27 Dec 2008, 11:45 ص]ـ
جزاك الله خيرا ياأخي الحبيب ...
ففي حديث الصحيح: { ... من دل على خير فله مثل أجر فاعله}.
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[31 Dec 2008, 01:35 م]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم
ـ[عبد اللطيف الحسني]ــــــــ[23 Feb 2009, 07:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جعلها لكم صدقة جارية
ـ[المقبلي]ــــــــ[05 Sep 2009, 11:46 م]ـ
جزاك الله كل خير
وبورك فيك وفي علمك
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[06 Sep 2009, 02:45 ص]ـ
آمين وعم بالدعاء الداعي.
ـ[سمير الملحم]ــــــــ[30 Nov 2009, 01:08 م]ـ
برنامج يستحق الدعم والمراجعة فهو كبير وضخم جدا ويحتاج إلى مراجعة النصوص وبورك فيمن قام به وكتب الله اجره وجازاه بالجنة ونحن معه
ـ[الربانية]ــــــــ[10 Dec 2009, 12:16 م]ـ
الدكتور أحمد البريدي بارك الله فيه من المشائخ الفضلاء الذين جندوا أنفسهم لبذل العلم والوقت والجهد من أجل نشرالعلم ونفع المسلمين، فقد كانت له بصمات لاتنسى في مسيرتي العلمية أسأل الله أن يعينني على رد الجميل والسير على هذا النهج القويم أسألوا الله لي الثبات على طريق العلم وأن أكون فعلا عالمة ربانية
أختكم الربانية
ـ[أحمد الطريقي]ــــــــ[24 Jan 2010, 01:47 م]ـ
جزاك الله خيراوسدد على درب الخير خطاك
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[24 Jan 2010, 11:07 م]ـ
الأخت الربانية: بارك الله فيك وثبتك الله في طريق العلم والدعوة.
د. أحمد الطريقي: بارك الله فيك.
ـ[إشراقة أمل]ــــــــ[20 Nov 2010, 08:04 م]ـ
طالما سمعت عن المكتبة الشاملة وكنت لاأعرف استخدامها ولما دخلت للرابط الموجود استفدت كثيرا وأود أن أفيدكم برابط جيد للبحث في الكتب وتحميلها:
http://www.islamspirit.com/
اسأل الله أن يجزي القائمين على هذا الموقع خير الجزاء وأن يبارك جهودهم ..
ودمتم للخير عنوانا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[25 Nov 2010, 11:28 ص]ـ
هناك فائدة مهمة للأخ الكريم عبد الله الشتوي تتعلق في الشاملة تجدوها على هذا الرابط:
الإصدار الرسمي الأول للمكتبة الشاملة ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=129498#post129498)
ـ[إشراقة أمل]ــــــــ[25 Nov 2010, 06:17 م]ـ
لكني لازلت أحتاج أن أعرف عن الموسوعة الشاملة أكثر وهل الجامع الكبير الذي أصدرته دار التراث كالمكتبة الشاملة أم يختلف؟
وحاولت تحميل المكتبة الشاملة أكثر من مرة لكن لاتتحمل ولاأعرف السبب!!!(/)
مالم يوجد من الممكنات .... (أرجوا المساعدة)
ـ[ربيع أبوعليتن]ــــــــ[18 Oct 2006, 04:21 م]ـ
إخوتي في الله أريد منكم أن تكشف لنا عن معنى هذا اللفظ الذي يستخدمه كثيرا الفخر الرازي في تفسيره الكبير "مفاتيح الغيب" وهو على كل شيء قدير (مالم يوجد من الممكنات).
مجاز في أصول الدين بالمغرب
ـ[عبد اللطيف سالم]ــــــــ[22 Oct 2006, 04:05 ص]ـ
بسم الله
ما لم يوجد من الممكنات: الأشياء الممكنة الوجود ولكنها غير موجودة حتى الآن
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[23 Oct 2006, 01:01 م]ـ
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله
المسألة أخي ربيع لها علاقة بعلم الكلام وبالتحديد بالحكم العقلي فهم يقسمونه إلى ثلاثة أقسام:
1 - الواجب 2 - الجائز وبعضهم يسميه الممكن 3 - المستحيل
ولكل من هذه الاقسام حد معروف عندهم أنظر مثلا مقدمة أم البراهين في العقائد لأبي عبد الله محمد بن يوسف السنوسي الجزائري، وانظر له أيضا شرح الجزائرية، ولولا خشية الاطالة لذكرت قوله بالمعنى، و لكن منعني أن الملتقى غير مخصص للعقائد، ومن لم يعرف هذه الاصطلاحات يصعب عليه كثيرا فهم الرازي في بعض المواطن.
ـ[ربيع أبوعليتن]ــــــــ[25 Oct 2006, 06:05 م]ـ
بارك الله فيكم(/)
الاستئناس بسورة القدر على أن ليلة السابع والعشرين هي ليلة القدر ..
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[18 Oct 2006, 10:29 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدي ومولاي محمد بن عبد الله وعلى آله وصحابته ومن والاه واتبع سنته وهَداه ..
أما بعد/
فقد قرأت في تفسير ابن كثير رحمه الله في سورة القدر أن بعض السلف استأنس ببعض ألفاظ السورة للجزم بأنها السابعة والعشرون من رمضان, وأحببت طرح ذلك النقل هنا لأسأل عن هذا المسلك التفسيري هل هو من قبيل التفسير الإشاري ام لا؟؟
وما العملُ في حال استخدام بعض المفسرين له للاستدلال لأمرٍ راجح, فهل يزيده ذلك الاستنباط رجحاناً ام لا؟ كما هو الحال في الخلاف المشتهرفي ليلة القدر والتي ترجح لدى الكثير من علماءالسلف والخلف أنها ليلة السابع والعشرين,
وأترككم مع النص حيث يقول الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى (وقد حكي عن بعض السلف أنه حاول استخراج كونها ليلة سبع وعشرين من القرآن, من قوله {هِيَ} لأنها الكلمة السابعة والعشرون من السورة, والله أعلم) 8/ 448
وقد أورد القرطبي رحمه الله في كلامه على البسملة أثرا رواه وكيع عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود قال: من أراد أن ينجيه الله من الزبانية التسعة عشر فليقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم ليجعل الله تعالى له بكل حرف منها جُنة من كل واحد, فالبسملة تسعة عشر حرفا على عدد ملائكة اهل النار الذين قال الله فيهم {عليها تسعة عشر} فهم يقولون في كل أفعالهم: بسم الله الرحمن الرحيم, فمن هنالك قوتهم وببسم الله استضلعوا.
قال ابن عطية: ونظير هذا قولهم في ليلة القدر إنها ليلة سبع وعشرين مراعاة للفظ هي من كلمات ,سورة {إنا أنزلناه} ,ونظيره أيضا قولهم في عدد الملائكة الذين ابتدروا قول القائل: ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه, فإنها بضعة وثلاثون حرفا فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم {لقد رأيت بضعا وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول} قالابن عطية: وهذا من ملح التفسير وليس من متين العلم 1/ 127
ـ[منصور مهران]ــــــــ[18 Oct 2006, 11:49 م]ـ
إلى أخي الرجل البر الشيخ محمود الشنقيطي، سلمه الله،
أود مناقشة جزء واحد من قضية الاستئناس بالعدد في ترجيح أقوال بعض المفسرين، فاخترت حروف البسملة:
(بسم الله الرحمن الرحيم) وقلت: كيف نحسب حروف هذه الجملة؟ بما نكتب أم بما نقرأ؟
فحسب المرسوم من الحروف (ب س م ا ل ل ه ا ل ر ح م ن ا ل ر ح ي م) يكون العدد 19
ولكن هذا الرسم ناقص لأننا أسقطنا حروفا ننطقها فلها مكان غير مرسوم، ورسم المصاحف جعل لها رموزا فيما يجب أن يكون مكانًا لها؛ وهذه الحروف هي همزة الوصل بعد الباء في بسم، والمد بعد اللامين قبل الهاء في لفظ الجلالة، والراء المضعفة بحرفين: ساكنٍ ومتحركٍ في الرحمن وفي الرحيم، والمد بعد ميم الرحمن.
وحسب المنطوق فالأصوات المنطوقة عدتها ثمانية عشر صوتا.
فالفكرة برمتها إن هي إلا تجربة غير مدروسة، وقد وقع فيها عالم مصري يقيم في أمريكا ادعى أن رقم 19 الذي يمثل عدد حروف البسملة يمكن قسمة عدد الحروف التي في أوائل السور مع مجموع أمثالها في كل سورة منها: عليه وتقبل القسمة، أي أن مجموع الحروف المثيلة الواردة في أي سورة مبدوءة بالحروف المقطعة يقبل القسمة على الرقم 19. مثل سورة (ق) فمجموع قافات هذه السورة يقبل القسمة على 19، وهكذا في السور المماثلة.
ولكن لم تستقم له القاعدة فظهر التخبط، ثم ما جدوى ذلك؟ وقد هاجمه كثير من أهل العلم على صفحات الجرائد والمجلات المصرية، لخطإ الفكرة ولخطإ الاستنتاج.
وفيما يتعلق بليلة القدر فهناك شواهد كثيرة تبعد الحصر في ليلة معينة، وهذا أدعى للاجتهاد في العبادة والترقب
وفي ذلك من حكمة الباري شيء يفوق الأفهام، فالمسألة تحتاج إلى تأنٍّ قبل إقرارها، وبالله التوفيق.
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[19 Oct 2006, 01:37 ص]ـ
أنا أؤمن بما قاله الأستاذ الفاضل منصور مهران
وأحب أن أقول بالمشاهدة كنت أخرج سنين في الصباح الباكر لرؤية علامة ليلة القدر التي بينت في صحيح مسلم بأن صبيحتها تخرج الشمس بيضاء بدون أشعة.
وكانت في رؤيتي على مدار عدة سنوات أنها لم تحدد في السابعة والعشرون، بل جاءت في الخامسة والعشرون
وكنت مسجل ذلك في كتاب مسند بلال للزعفراني ولكنه بعيد عن منالي الآن.
ـ[غانم الغانم]ــــــــ[19 Oct 2006, 07:21 ص]ـ
لعل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقوع رؤيته أنه يسجد في ماء وطين أقوى دليل على تغيرها , فقد كانت ليلة إحدى وعشرين
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[19 Oct 2006, 07:21 م]ـ
أستاذي القدير الشيخ منصور مهران عافاك الله وعفا عنك وبارك لك وفيك
شكر الله لك على هذا التوجيه الطيب والرأي السديد والنظر الثاقب, وجزى الله أخوي الفاضلين: مصطفى وغانم على ما قدماه خير الجزاء وأتمَّه, ولكنَّ استفساري بارك الله فيكم أجمعين لا يزال قائما وهو: هل نعد مثل هذا الاستنباط والاستدلال- وإن لم يكن يقع به الجزمُ- أمراً مرجحاً أو يزيد الراجحَ من القولين في أي مسألة خلافية رجحاناً أم لا؟؟
وهل هو من قبيل التفسير الإشاري أم ليس كذلك؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[19 Oct 2006, 10:18 م]ـ
سؤالك أخي محمود في محله وأوافقك فيه ..
ومعرفة الإجابة مفيدة في أمور عديدة في التفسير كما هو واضح.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[20 Oct 2006, 06:24 ص]ـ
إلى أخينا الذي نرجو له خيرَيْ الدنيا والآخرة الشيخ محمود الشنقيطي، أمتع الله به،
إجابة لرغبتك في البيان عما استفسرت عنه، أقول:
المعروف في الاستنباط والاستدلال أنهما بخلاف الحُجَّة والبرهان؛ ولا سيما الاستنباط الذي لا يتفق عليه طرفا المناقشة، فإنهما يلجآن إليه إذا أعيتهما الحيلة ووقف كل منهما بحجته عند حد المنتصف، فيلوح استنباط يرجح أحد الطرفين فالترجيح لا يكون إلا لأمرين تساوت فيهما الحُجَجُ فيأتي المُرَجِّح لتغليب أحد الأمرين حتى يظهر ما يردهما إلى التساوي مرة أخرى وهكذا إلى أن تستقر الحجج أو تتغلب لأحد الطرفين.
ومهما كانت قوة المرجح أو ضعفه فإنها تنقل أحد المتساويين إلى الرجحان.
فإذا كانت الحجة في أحد القولين أقوى وأظهر فلن تجدي المرجحات نفعا إلا بمقدار ما يتحقق فيها من هذه القوة وهذا الظهور.
والاستنباطات العددية - كالذي نحن بصدده - مال إلى الأخذ بها بعض المفسرين الصوفية وكذلك الداعين إلى علم الجَفْر، وكلا المسلكين ليس من نهجنا، على أن كتب التفسير يكثر فيها مثل هذه الإشارات استئناسا لا استدلالا، وتبسطا في القول لعل جيلا من أجيال الأمة يفتح الله لهم بابا من العلم فيدركوا ما لم يدركه الآباء من خبايا الأعداد، وإلى ذلك الأوان فلا ينبغي إخضاع معاني القرآن الكريم للتجارب، فإذا استقر بهذه التجارب البرهان القاطع فليست تجارب عندئذ بل هي القواعد والأصول ولا بأس من تناولها في التفسير عن طمأنينة وارتياح.
ولعلكم يا أخا المكارم تلحظ كيف تطورت نظريات العلم الحديث تطورا كبيرا خلال القرن الماضي، وتلحظ كيف اندفع المفسرون المُحْدَثون للأخذ بها في التفسير وكلما ظهر اكتشاف جديد أسرعوا إلى إبطال ما قيل أولا ثم أعادوا القول في ضوء كل جديد؛ وأذكرك بتفسير الجواهر لطنطاوي جوهري، ثم ما قاله حنفي أحمد في تفسير الآيات الكونية، ثم ما انبرى لبيانه بقوة العلم الدكتور زغلول النجار، والله أعلم ماذا سيكتشف العلماء غدا؟ وماذا سيقول المفسرون إذا نظروا إلى جديد العلم المكتشف؟
ومعذرة إليكم يا إخواني من الإطالة ولكنه البحث: حتى ينبلج قولٌ فيه سكينة من ربنا فتطمئن له القلوب والعقول، وبالله التوفيق.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[20 Oct 2006, 07:34 ص]ـ
الإخوة الأكارم وفقهم الله ..
أحببت أن أبين الفرق بين الاستنباط والإشارات الصوفية ومن ثَمَّ حكم مثل هذه الاستنباطات عند العلماء رحمهم الله تعالى:
فالاستنباط في اللغة هو الاستخراج ومنه قوله تعالى: (لعلمه الذين يستنبطونه منهم) [النساء: 83] أي: يستخرجونه.
وأما في الاصطلاح فتعددت تعاريف العلماء رحمهم الله تعالى ومن أحسنها:
- ما قاله النووي رحمه الله: (قال العلماء: الاستنباط استخراج ما خفي المرادُ به، من اللفظ). [تهذيب الأسماء واللغات: (ق 2/ 1 / 158].
- وما قاله ابن القيم رحمه الله: (استخراج الأمر، الذي من شأنه أن يخفى على غيرِ المُسْتَنْبِط). [إعلام الموقعين: 1/ 172].
وفي هذين التعريفين نلاحظ أموراً أهمها:
1 - وجود الخفاء في المعنى المستنبط.
2 - ضرورة ارتباط المعنى المستنبط بلفظ الآية بوجه من وجوه الدلالة كدلالة العبارة ودلالة الإشارة ودلالة النص ودلالة الاقتضاء ودلالة المفهوم، أو بقاعدة من قواعد الاستنباط.
ولذا فمما ينبغي التنبه له أنه لا يدخل في الاستنباط القرآني إلا ما استخرج من لفظ القرآن بدلالة صحيحة أو قاعدة استنباطية صحيحة.
وبهذا يُعلم أن ما يستفاد من جهة الاعتبار والقياس وما يسمى بالتفسير الإشاري مما لم تدل عليه الآية دلالة لفظية، فليس ذلك استنباطاً من القرآن وإنما هو استخراج بدليل آخر وهو الاعتبار والقياس.
وحتى يتضح الفرق نقول: إن الاستنباط من القرآن يكون من ذات اللفظ القرآني بدلالاته المعروفة وبقواعد نظمه العربي، فإذا قيس على معنى مذكور لعلة جامعة على جهة الاعتبار فإنه يكون قد خرج الاستدلال من الاستنباط من القرآن إلى القياس على أحكام القرآن أو معانيه الظاهرة أو المستنبطة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويوضح ذلك كلام شيخ الإسلام (ت: 728 هـ) رحمه الله في تفسير الصوفية حيث يقول:
"وجماع القول في ذلك أن هذا الباب نوعان:
أحدهما: أن يكون المعنى المذكور باطلاً؛ لكونه مخالفاً لما عُلِمَ، فهذا هو في نفسه باطل، فلا يكون الدليل عليه إلا باطلاً؛ لأن الباطل لا يكون عليه دليل يقتضي أنه حق.
الثاني: ما كان في نفسه حقاً، لكن يستدلون عليه من القرآن والحديث بألفاظ لم يُرَد بها ذلك، فهذا الذي يُسَمُّونَه إشاراتٍ ...
وأما النوع الثاني: فهو الذي يَشْتَبِهُ كثيراً على بعض الناس، فإن المعنى يكون صحيحاً لدلالة الكتاب والسنة عليه، ولكن الشأن في كون اللفظ الذي يذكرونه دلَّ عليه، وهذا قسمان:
أحدهما: أن يقال أن ذلك المعنى مرادٌ باللفظ، فهذا افتراءٌ على الله ...
والقسم الثاني: أن يجعل ذلك من باب الاعتبار والقياس، لا من باب دلالة اللفظ، فهذا نوع من القياس، فالذي تسميه الفقهاءُ قياساً هو الذي تسميه الصوفية إشارة، وهذا ينقسم إلى صحيح وباطل كانقسام القياس إلى ذلك" [مجموع الفتاوى: (13/ 240 ـ 243). باختصار].
ويقول: "ولكن منها ما يكون معناه صحيحاً، وإن لم يكن هو المراد باللفظ، وهو الأكثر في إشارات الصوفية، وبعض ذلك لا يجعل تفسيراً؛ بل يجعل من باب الاعتبار والقياس، وهذه طريقة صحيحة علمية" [مجموع الفتاوى: (2/ 27)].
وقال: "فإن المعاني تنقسم إلى حق وباطل. فالباطل لا يجوز أن يفسر به كلام الله. والحق إن كان هو الذي دل عليه القرآن فُسِّرَ به، وإلا فليس كل معنى صحيح يفسر به اللفظ لمجرد مناسبة" [مجموع الفتاوى: (2/ 27)].
فاتضح من ذلك أن ما يسمى بالتفسير الإشاري لا ينطبق عليه حد الاستنباط فليس هو استخراج من النص القرآني وإنما هو قياس على ما ذكر فيه.
وأما بالنسبة للاستنباط من مجموع حروف القرآن فأكثر ما يكون ذلك في المغيبات ولا شك أن الاستنباط في أمر المغيبات أمر مردود لاستحالة الوصول إليها إلا بالسمع المنقطع بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.
وقد أنكر العلماء رحمهم الله تعالى استخراج شيء من القرآن في موضوع المغيبات:
ولذا نجد أكثر القائلين بشمولية القرآن لكل شيء وهو المرسي (ت: 655 هـ) قد استثنى تلك المغيبات مما يمكن الوصول إليه بالقرآن قال السيوطي: (وقال المرسي (ت: 655 هـ): جَمَعَ القرآنُ علومَ الأولين والآخرين بحيث لم يحط بها علماً ـ حقيقة ـ إلا المتكلم به، ثم رسول الله ? خلا ما استأثر الله به سبحانه) [الإكليل: (1/ 243)، الاتقان: (2/ 260)].
وقال الطبري (ت: 310 هـ): " والذي لا حاجة لهم إلى علمه منه هو العلم بمقدار المدة التي بين وقت نزول هذه الآية ووقت حدوث تلك الآية فإن ذلك مما لا حاجة بهم إلى علمه في دين ولا دنيا وذلك هو العلم الذي استأثر الله جل ثناؤه به دون خلقه فحجبه عنهم وذلك وما أشبهه هو المعنى الذي طلبت اليهود معرفته في مدة محمد وأمته من قبل قوله (الم) و (المص) و (الر) و (المر) ونحو ذلك من الحروف المقطعة المتشابهات التي أخبر الله جل ثناؤه أنهم لا يدركون تأويل ذلك من قبله وأنه لا يعلم تأويله إلا الله " [جامع البيان: (3/ 157)].
وقال ابن كثير (ت:772هـ) في الأحرف المقطعة في بداية السور: " وأما مَنْ زَعَمَ أنها دالةٌ على معرفة المُدَد، وأنه يُسْتَخْرج من ذلك أوقات الحوادث، والفتن، والملاحم، فقد ادَّعى ما ليس له، وطار في غير مطاره " [تفسير ابن كثير: 28].
ومما سبق يتبين أن الاستنباط حين يتعلق بمعرفة ما استأثر الله بعلمه فإنه استنباط مردود وغير صحيح، لأن الله جل وعلا لم يجعل لأحد أن يتوصل إلى الغيب إلا بطريق الإيحاء إليه من الرسل، وقد بين أن من الغيب ما لا يطلع عليه حتى الرسل عليهم الصلاة والسلام فكيف بمن دونهم.
ويمكن التمثيل لمن خالف هذا الشرط فاستنبط ما لا يجوز له استنباطه بما يلي:
استنباط اليهود مدة هذه الأمة من الأحرف المقطعة في بداية السور:
قال ابن جرير (ت: 310 هـ): " وكان قوم من اليهود على عهد رسول الله طمعوا أن يدركوا من قبلها معرفة مدة الإسلام وأهله، ويعلموا نهاية أجل محمد وأمته، فأكذب الله أحدوثتهم بذلك، وأعلمهم أن ما ابتغوا علمه من ذلك من قِبَلِ هذه الحروف المتشابهة لا يدركونه، ولا من قِبَلِ غيرها، وأن ذلك لا يعلمه إلا الله" (3/ 174).
وبهذا يعلم أن استنباط ما لا مجال للرأي في الوصول إليه سبب في عدم صحة الاستنباط ولذا قال الماوردي (ت: 450): " فإذا صح جواز الاجتهاد في استخراج معاني القرآن من فحوى ألفاظه وشواهد خطابه، فقد قسم عبد الله بن عباس (ت: 68هـ) رضي الله عنه وجوه التفسير على أربعة أقسام " ثم أوردها ثم قال: " وأما الذي لا يعلمه إلا الله عز وجل فهو ما يجري مجرى الغيوب وقيام الساعة " ثم قسم التفسير ثلاثة أقسام وقال: " أحدها: ما اختص الله تعالى بعلمه كالغيوب، فلا مساغ للاجتهاد في تفسيره ولا يجوز أن يؤخذ إلا عن توقيف ... فإن لم يرد فيه توقيف علمنا أن الله تعالى أراد لمصلحة استأثر بها ألا يطلع عباده على غيبه" [النكت والعيون: 36 ـ 37].
وأخيراً يقال إن تكلف الوصول إلى معرفة ليلة القدر قريب من ذلك لأن الله تعالى قد حجبها عن الناس لحكم كثيرة معلومة، وقد ورد عن الصحابة تحديد لها ولكن ليس من هذا السبيل وإنما بسماعات عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والله تعالى أجل وأعلم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مرهف]ــــــــ[20 Oct 2006, 08:21 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخانا فهد على ما تقدمت به من هذا البيان، ولكن أود التعقيب بأن ما تفضلتم به عن إشارات تفاسير الصوفية هي من قبيل القياس كما نقلتم ذلك عن ابن تيمية رحمه الله فهذا ليس في كله وليس في غالبه، فأنتم تعلمون أن من أنواع الدلالات في مباحث الكتاب التي يتطرق لها الأصوليون في علم الأصول: إشارة النص، وإشارة النص هي الدلالة التي ليست مرادة أصلاً من سياق النظم القرآني وإنما مأخوذة من فحوى الخطاب من بعض جوانبه أو من منطوق الخطاب بدلالة الاقتضاء من جوانبه الأخرى، وعلى كل حال هل هذه الإشارات من القياس أم لا فعمل الأصوليون لا يدل على أنها من القياس، وربما يكون لها مدخل في ذلك من بعض الوجوه والله أعلم.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى أذكر أن ابن عطية رحمه الله يذكر الأعداد من ملح التفسير وليست هذه الأعداد من المرجحات في التفسير، ولا من قرائن الاستدلال، وإني أعجب أشد العجب ممن يركز على ليلة السابع والعشرين من رمضان في إحيائها على أنها ليلة القدر، فإن كان تعيينها غيب عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة فكيف يستدل البعض على أنها ليلة السابع والعشرين اعتماداً أو استئناساً من الأعداد!!
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[20 Oct 2006, 08:52 ص]ـ
أخي الكريم مرهف وفقه الله ...
دلالة الإشارة الأصولية مختلفة تماماً عن التفسير الإشاري الصوفي وللتوضيح:
فإن الإشارة في اللغة:
التلويح بشيء يفهم منه ما يفهم من النطق، وأشار وشوّر: أومأ. يكون ذلك بالكف والعين والحاجب. وشور إليه بيده: أي أشار. [انظر: الصحاح: (2/ 704)، لسان العرب: (4/ 436 ـ 437)].
وأما في الاصطلاح:
فقد اختلفتْ عباراتُ الأصوليين عند تعريف هذه الدلالة ولكنها تتفق من حيث المعنى في بعض النقاط:
ويمكن تعريف دلالة الإشارة بأنها:
" دلالةُ اللفظِ على حُكْمٍ غيرِ مقصودٍ، ولا سيقَ له النَّصُّ، ولكنه لازمٌ للحُكْمِ الذي سِيْقَ لإفادته الكلام" (مذكرة أصول الفقه للشنقيطي: (236)، وتفسير النصوص لمحمد أديب صالح: (1/ 478)، وأمالي الدلالات لابن بيّه: (117)).
وقال الغزالي (ت: 505 هـ): " ما يتبع اللفظَ من غير تجريدِ قصدٍ إليه " [المستصفى: (2/ 83).المستصفى: (2/ 83)].
وقال الشنقيطي (ت: 1393 هـ): " دلالة اللفظ على معنى ليس مقصوداً باللفظ في الأصل، ولكنه لازم للمقصود، فكأنه مقصود بالتَّبَعِ لا بالأصل " [مذكرة أصول الفقه: (236)].
وعند التأمل في تعريف هذه الدلالة عند العلماء يتبين أنها تحمل الصفات التالية:
الأولى: أنها دلالة نظمية: أي أنها مستقاة من نظم اللفظ.
الثانية: أنها دلالةٌ غير مقصودة للمتكلم بهذا النظم.
الثالثة: أنها تدل على المعنى من جهة اللزوم العقلي، فلابد من تلازم عقلي بين المعنى المستنبط وبين النص، وعلى ذلك إن لم يوجد هذا التلازم فلا يصح كون المعنى مستنبطاً بدلالة الإشارة كما هو الشأن في كثير من استنباطات الصوفية أو ما يسمى بالتفسير الإشاري.
وحتى يتضح المقصود من هذه الدلالة فإنه يمكن التمثيل لها بما يلي:
قوله تعالى: (لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعاً بالمعروف حقاً على المحسنين) [البقرة: 236].
فهذه الآية سيقت لبيان أن طلاق الزوج قبل الدخول وقبل أن يفرض لها مهراً في عقد الزواج ـ بأن كان العقد خلواً من تقدير المهر ـ هو طلاق مشروع. وهذا هو المعنى المأخوذ بعبارة النص.
وأما ما يستنبط بدلالة الإشارة: فهو أن عقد الزواج يصح بدون ذكر المهر أصلاً.
ووجه الاستنباط: أنه لا يصح الطلاق إلا بناء على زواج صحيح قائم.
وبيان التلازم هنا: أن الله أباح الطلاق لمن لم يسمِّ المهر ولم يذكره، وإباحة الطلاق تستلزم وجود زواج صحيح، فيستنبط من ذلك صحة عقد الزواج بدون ذكر المهر أصلاً.
مثال آخر:
قوله تعالى: (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) [البقرة: 187].
فالنص القرآني يدل بعبارته على إباحة الاستمتاع والأكل والشرب في كل جزء من أجزاء الليل.
ويستنبط منه بدلالة الإشارة صحة صوم من أصبح جنباً من الوطء.
ووجه الاستنباط: أن هذا المعنى لازم للمقصود به من جواز جماعهن بالليل الصادق على آخر جزء منه.
قال الشيخ الأمين (ت: 1393 هـ) في وجه الاستنباط: " لأن إباحة الجماع في الجزء الأخير من الليل الذي ليس بعده ما يتسع للاغتسال من الليل يلزم إصباحه جنباً " [مذكرة أصول الفقه: 236].
ثم نعود فنقول: إن من أهم الشروط للمعنى المستنبط أن يكون بينه وبين اللفظ المستنبط منه ارتباط.
ومعنى ذلك: أن يكون المعنى المستنبط قد اسْتُخْرِجَ بطريق صحيح، فيكون بينه وبين لفظ الآية ترابط، وذلك بأن تدل عليه الآيةُ بأحد وجوه الدلالة أو بقاعدة من قواعد الاستنباط الصحيحة.
وعند اختلال هذا الشرط فإنه يحكم بعدم صحة ارتباط المعنى بالآية التي استخرج منها ولو صح هذا الاستنباطُ من طريق آخر.
ولذلك نجد عدداً من المفسرين يؤكد صحة المعنى المستنبط، ولكن بعدم ربطه بالآية التي استخرج منها، بل بربطه بدليل آخر، ومن ذلك ما قاله ابنُ عطية (ت: 541 هـ) معلقاً على ما حُكِيَ عن الخليل بن أحمد (ت: 170 هـ) من أن النهار من طلوع الفجر بدليل قول الله تبارك وتعالى: (وأقم الصلاة طرفي النهار) [هود: 114] قال: "والقول في نفسه صحيح وقد ذكرتُ حُجَّتَه في تفسير قوله تعالى: (واختلاف الليل والنهار) [البقرة: 164]، وفي الاستدلال بهذه الآية نظرٌ" [المحرر الوجيز: 168].
ولذا فإنَّ تَكَلُّفَ رَبْطِ المعنى بالقرآن ـ ولو كان المعنى صحيحاً في نفسه ـ خطأٌ في الاستدلال كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (ت: 728 هـ): "وأما الذين أخطؤوا في الدليل لا المدلول: فمثل كثير من الصوفية والوعاظ والفقهاء، يُفسِّرون القرآن بمعانٍ صحيحة في نفسها؛ لكن القرآن لا يدل عليها" [مقدمة في أصول التفسير: 82].
والحديث في هذا طويل والله الموفق للصواب ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عماد الدين]ــــــــ[23 Oct 2006, 12:55 م]ـ
ومما سمعته أن من أدلة ليلة القدر أنها 27 رمضان قول بعضهم
أن لفظ (ليلة القدر) ورد ثلاث مرات في سورة القدر
وحروف هذه العبارة 9 أحرف
ولو جمعناها تساوي 27 حرفا
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[23 Oct 2006, 01:14 م]ـ
جاء في صحيح البخاري في كتاب الصوم: باب فضل ليلة القدر
قالَ ابنُ عُيَينةَ: ماكان في القُرآنِ " وَمَآ أَدْرَاكَ " فقد أعلمَه، وما قال: " وَمَا يُدْرِيكَ " فإِنه لم يُعْلِمْهُ "
- تكررت كلمة " أدراك " في القرآن (13) مرة، كلها تتعلق بيوم القيامة إلا في موضعين، وذلك في قوله تعالى " وَالسَّمَآءِ وَالطَّارِقِ. وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ. النَّجْمُ الثَّاقِبُ "
[الطارق:1 - 2 - 3]
- وقوله "إِنَّا أَنزَلْنَـ?هُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِليلة القدرخَيْرٌ مّنْ أَلْفِ شَهْرٍ "
[القدر:1 - 3]
- تكررت كلمة " يدريك " في القرآن (3) مرات، كلها تتعلق بيوم القيامة إلا في موضع واحد وهو قوله تعالى في حق ابن أم مكتوم رضي الله عنه: " عَبَسَ وَتَوَلَّى?. أَن جَآءَهُ الأَعْمَى?. وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى?. أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى? " [عبس: 1 - 2 - 3 - 4]
يقول الإمام الشاطبي:" من زاول كلام العرب وقف من هذا على علم " الموافقات ص:267
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[23 Oct 2006, 04:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
إن النقاش الدائر حول مسألة طرق استخراج المعنى من القرآن الكريم، تبين أن القرآن الكريم بما أنه كلام الله تعالى فإنه متعال عن الزمان و المكان، وأن التفسير بما أنه مجهود بشري فإنه محدود في الزمان و المكان. ومعلوم أن النسبي لا يمكن أن يحيط بالمطلق. ومن هنا يفهم القول المأثور عن علماء التفسير " القطع على الله تعالى بالمراد بدعة ". فلا ينبغي أن نضيق الواسع، ولا أن نحجر الممكن , وأن يكون ديدننا في القبول و الرفض هو الحجة و الدليل، دون أن ننسى أن حججنا وبراهيننا ما لم تكن نصا قطعي الورود و الدلالة فإنها تظل حججا وبراهين نسبية. فهذه في اعتقادي هي حركية ديننا الحنيف الموازية لحركية الحياة.
ولعل ما يلمح إليه الأخ الفاضل: محمود الشنقيطي ـ حفظه الله ـ يحتاج منا إلى وقفة طويلة ندرس فيها دراسة نقدية كثيرا من المفاهيم و المصطلحات المتداولة في حقل التفسير كالتفسير و التأويل، و الشرح و التعليق، والاستنباط والاستدلال، والإشارة، لتحديد معناها الاصطلاحي بدقة تمكن من استعماله استعمالا علميا لا تكون له ما يمكن أن يسمى بظلال المعنى، و لا يفيد معان أخرى، وفي اعتقادي إن ذلك لا يمكن أن يتم إلا في ضوء استحضار مفهوم القراءة و مستويات القراءة.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[15 Sep 2009, 12:58 ص]ـ
هل من جديد.؟
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[15 Sep 2009, 05:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله.
يبدو والله أعلم من صنيع الأئمة، [ابن كثير وابن عطية] أن مثل هذه الملح تؤخذ، ولا تقصد. بمعنى أنها لا تقصد ابتداء، لكن إذا وقف عليها المتدبر واستحسنها فإنه يؤتى بها وتؤخذ من جهة كونها متممة لأصل المسألة، وليست مؤسسة له.
وهذا يعنى أن مرتبتها متدنية عن مرتبة المرجحات.
نستفيد ذلك من شيئين:
الأول: تسمية هذه الاستنباطات ملحا ولطائف. فإن هذه التسمية مؤذنة بأن هذه المعارف إنما يؤتى بها لتكون ملحة ولطيفة، تعطي للمسألة رونقا، فهي ليست أصلا بذاتها، بل هي فضلة مبنية على صحة الأصل.
الثاني: صنيع الأئمة في التعامل مع هذه الملحة بخصوصها. بين منكر لها كابن حزم، وواضع لها موضع الملح التي يؤتى بها بعد فرض قيام أصل المسألة، وثبوته.
والملح عادة ما يأتي بها أهل العلم، بعد أن يقيموا صلب المسألة، ويحتجوا لها، فإذا ما انتهوا من ذلك، ذكروا ما يستروحون له من اللطائف والملح.
وقد وقفت على كلام نفيس للعلامة الأصولي أبي إسحاق الشاطبي رحمه الله، في مقدمة موافقاته حول مسألة الاعتداد بملح العلم والاحتجاج بها، فإنه ذكر في ذلك كلاما كثيرا في هذه المسألة، ومثل لها بأمثلة عديدة،
وكان مما قاله: بأن من خواص ما كان من صلب العلم [وهو ما يقابل ملح العلم] خاصية الاطراد والعموم. [أي أن يكون الأصل الذي يحتج به في هذا العلم مطردا وعاما، من شأنه أن يحتج به حيثما وجد] فمتى ما تخلفت هذه الخاصية قوي جانب الاطراح، وضعف جانب الاعتبار؛ إذ تخلف خاصية الاطراد في الدليل، يدل على ضعف الوثوق بالقصد الموضوع عليه ذلك العلم، ويقربه من الأمور الاتفاقية الواقعة عن غير قصد؛ فلا يوثق به ولا يبنى عليه. اهـ
انظر المقدمة التاسعة ص 60 فما بعدها [طبعة دراز](/)
الرسائل العلمية التي أشرف عليها الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[19 Oct 2006, 03:22 م]ـ
رسائل دكتوراه السلك الثالث، وأطاريح دكتوراه الدولة التي أشرف عليها الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي:
1 - منبهة الشيخ أبي عمرو الداني: الحسن بن أحمد وكاك. أول أطروحة دولة عن القراءات القرآنية بدار الحديث الحسنية، تقع في مجلدين، نوقشت 1408هـ/1988م.
2 - قراءة الإمام نافع عند المغاربة من رواية أبي سعيد ورش: عبد الهادي حميتو.دكتوراه دولة. تقع في سبعة أجزاء، عملت وزارة الأوقاف المغربية على طبعها، كما وضعت منها خمسة أجزاء على موقعها الرسمي يمكن تحميله من هناك على هذا الرابط: http://www.habous.gov.ma
3- القصد النافع لبغية الناشئ والبارع لأبي عبدالله الخراز: نعيمة شابلي.
4 - القول النافع على الدرر اللوامع لابن بري: لابن الطالب العلوي محمد ابن سي محمد الموريطاني.
5 - شرح الدرر اللوامع للإمام المنتوري: فؤاد ريشة.
6 - إيضاح الأسرار والبدائع على الدرر اللوامع لابن المجراد: وخيتي يوسف.
7 - معين الصبيان على الدرر اللوامع للجزولي السملالي: خديجة آيت طالب.
8 - تفصيل عقد الدرر للشيخ ابن الغازي: سعيد وديدي.
9 - تحصيل المنافع ليحيى بن سعيد الكرامي: الحسن طالبون.
10 - طرق رواة نافع: محمد اللويزي.
11 - شرح طيبة النشر لابن الجزري للنويري: رشيدة ناصر- علو عزيزة.
12 - رسائل وأجوبة ابن القاضي (دراسة وتحقيق): محمد أبو الوافي.
13 - فهرس محمد بن عبدالسلام الفاسي: محمد أمين زلو.
14 - علم النصرة في قراءة إمام أهل البصرة لابن/ القاضي: عبدالعزيز كارتي.
15 - كنز المعاني في شرح حرز الأماني للجعبري: أحمد اليزيدي.
16 - الدرة الصقيلة في شرح العقلية للبيب: عبد العلي آيت زعبول.
17 - ري الظمآن في عدد آي القرءان للمنتوري: عبد المجيد بوشبكة.
18 - تنبيه العطشان على مورد الظمآن للشوشاوي: ميلود الضعيف.
19 - الأقراط والشنوف بمعرفة الابتداء والوقوف لابن عبد السلام الفاسي: طاهر الشفوع.
20 - الفجر الساطع والضياء اللامع على الدرراللوامع لابن القاضي: أحمد البوشيخي.
21 - المنهج المتدارك في شرح دالية ابن المبارك للمنجرة: العربي الخامر.
22 - ابن جرير الطبري ومنهجه في توظيف القراءات القرءانية من خلال تفسير جامع البيان: الشليخي رحمة.
23 - القراءات والتقديم والتأخير في القرءان الكريم: باب ولد أبو مدين.
24 - القراءات التي تضمنها المحتسب في ضوء فكرة الترخص: سعيد مصطفى عياش.
25 - منهج الإمام الشاطبي في القراءات: غوردو محمد.
26 - الوسيلة إلى كشف العقلية لعلم الدين السخاوي " دراسة وتحقيق ": الإدريسي الطاهري محمد.
27 - ابن عطية الأندلسي قارئا: تمام نعيمة.
28 - قراءات الصحابة رضي الله عنهم: لحدودي بنيونس.
29 - المدرسة القرآنية بالمغرب والأندلس في القرن الثامن: عزوزي حسن.
30 - إتقان الصنعة في تجويد السبعة لأبي العباس بن شعيب: صدقي الحسن.
31 - الزمخشري ومنهجه في توظيف القراءات القرآنية: مرزوق عبدالرحيم.
32 - كفاية التحصيل في شرح التفصيل لمسعود محمد جموع: السايب عبدالرحمن.
33 - فتح المنان شرح مورد الظمآن لابن عاشر: الهبطي الإدريسي عبدالسلام.
34 - الجامع في شرح الدرر اللوامع لمسعود محمد جموع: خربوشة الطيبي.
35 - تقييد وقف القرآن الكريم للشيخ محمد بن أبي جمعة الهبطي " دراسة وتحقيق ": الحسن وكاك.
36 - اختلاف القراء وأثره في التفسير و استنباط الأحكام: عبد الهادي حميتو.
37 - الإيضاح لما ينبهم عن الورى في قراءة عالم أم القرى تأليف أبي زيد عبد الرحمن ابن القاضي (ت 1082 هـ): محمد بن علي بالوالي.
38 - قراء القرنين الرابع والخامس الهجري بالأندلس والمغرب الأقصى: العمريش الحسين.
39 - أعد عدد من طلبة وحدة مذاهب القراء في الغرب الإسلامي التي يرأسها شيخنا تحقيقا علميا لكتاب النشر في القراءات العشر لابن الجزري. كما أنهم يقومون بإعداد رسائل علمية في مجال القراءات القرآنية في الغرب الإسلامي.
هذا ما استطعت الوصول إليه، مع العلم أن رصيد أستاذنا أكبر من ذلك بكثير، ولعلني مستقبلا سأوفق لجمع كل الرسائل والأطاريح التي أشرف عليها ـ إن شاء الله تعالى ـ في القراءات خاصة والدراسات القرآنية. أما مساهماته في المناقشات العلمية للرسائل والأطاريح فأكثر من أن تحصى. كما أنني أثير الانتباه إلى أن أغلب الطلبة الذين أشرف شيخنا الجليل على رسائلهم وأطاريحهم هم الآن عمدة الدراسات القرآنية بالجامعة المغربية، وحجر الزاوية في كثير من المجالس العلمية المغربية، بل أصبحوا أعضاء متميزين في المجلس العلمي الأعلى، ولهم إسهاماتهم العلمية المشهود لها بالكفاءة والجدية، كما أن لهم حضورهم المتميز في كثير من الجامعات العربية والإسلامية.
وإنني متأكد أن هذا الجهد العلمي المتميز عندما يسلط عليه الضوء ـ بموضوعية وتجرد للحق والحقيقة ـ سيوضح بجلاء أحقية الشيخ التهامي الراجي الهاشمي ـ حفظه الله ـ بلقب شيخ مقارئ الديار المغربية، وما ذلك إلا اعتراف بسيط منا للمجهودات التي بذلها ولا زال لترسيخ الدرس القرائي في الدراسات الجامعية المغربية، وتمكين حملة القرآن الكريم وقرائه من تطوير أدائهم علميا والمساهمة في نشره عن طريق البحث العلمي الذي تعتبر الجامعة معقله بامتياز.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[19 Oct 2006, 06:52 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله في الشيخ التهامي وفي طلبته على إحيائهم لهذا العلم الذي نبغ فيه آبائهم فأهدوا للمشرق كنوزا لاتقدر بثمن.
ومن طالع رسالة الدكتور عبد الهادي حميتو الموسومة بـ"قراءة الإمام نافع عند المغاربة من رواية أبي سعيد ورش."، فسيعرف لهذا العالم الجليل قدره، وفضله، وعلمه.
ورجحو ا ما شهر المغاربة ... والشمس بالمشرق ليست غاربة. كتبت فيما مضى بتوقيع الرافعي ونزولا عند رغبت الشيخ عبد الرحمن الشهري عدت إلى توقيعي القديم.
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[19 Oct 2006, 07:28 م]ـ
عذراً على هذا الخطأ
كتبت " رغبت " وهو خطأ، والصواب " رغبة "
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[03 Nov 2006, 10:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل: علال بوربيق ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على تواصلكم و اهتمامكم.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[04 Nov 2006, 09:20 م]ـ
السلام عليكم ورحة الله وبركاته:
اخي الكريم لقد زدتني علما، جزاك الله خيرا بذكرك لهذه الرسائل تحت إشراف الدكتور التهامي وفقه الله،
وقد كنت إلى حد قريب أعتبر مخطوطة رواية ابن كثير لابن القاضي لازالت بين المخطوطات، فإذا بك تذكرها ضمن هذه الكتب المخطوطات (الإيضاح لما ينبهم عن الورى في قراءة عالم أم القرى)،أرجوا أن تفيدني أكثر.
ملاحظة كتب الإمام ابن القاضي قيمة جدا، فهي معروفة بخلافها أحيانا لكثير من كتب القراءات، وقد لاحظت كذلك على كتبه أنها تمتاز بالتوجيه، وبيان طريقة رسم القراءة التي يذكرها للقارئ. والله أعلم
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[05 Nov 2006, 11:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل: الأستاذ الدكتور أمين الشنقيطي ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإني أشكر لكم اهتمامكم و تقديركم وتواضعكم. أما عن الرسالة المشار إليها فإنها نوقشت بدار الحديث الحسنية لنيل دبلوم الدراسات العليا (دكتوراه السلك الثالث) برسم السنة الجامعية 1400 هـ / 1980 م.
هذا ما أعرفه عن الموضوع الآن. وإن حصل جديد سأطلعكم عليه ـ إن شاء الله ـ.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أم عاصم]ــــــــ[06 Nov 2006, 04:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشير إلى أن الرسالة المذكورة (الإيضاح لما ينبهم عن الورى في قراءة عالم أم القرى) للدكتور محمد بالوالي قد طبعت طبعتها الأولى في 1427هـ/2006م.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[07 Nov 2006, 12:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخت الفاضلة: الأستاذ ة الدكتور ة أم عاصم ـ حفظها الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد، فإني أشكر لفضيلتكن اهتمامكن،ومساهمتكم في إثراء الموضوع. أرجو إن كان ممكنا الإرشاد إلى دار الطبع والبلد.
وتفضلن بقبول خالص التحيات و التقدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أم عاصم]ــــــــ[08 Nov 2006, 12:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل: الأستاذ الدكتور أحمد بزوي الضاوي
جزاكم الله خيرا وبارك في جهودكم.
طُبع الكتاب في مدينة وجدة -مكتبة الطالب- ويباع في مكتبات بوجدة والرباط.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[08 Nov 2006, 02:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخت الفاضلة: الأستاذ ة الدكتور ة أم عاصم ـ حفظها الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرا، عن هذه المعلومة القيمة.
وتفضلن بقبول خالص التحيات و التقدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[03 Jan 2007, 12:32 ص]ـ
أشرف الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي على أول رسالة علمية نوقشت بكلية الآداب و العلوم الإنسانية، جامعة شعيب الدكالي، شعبة اللغة العربية، تخصص لسانيات، أعدتها الأستاذة خديجة إيكر العربي، بعنوان: ألفاظ الحياة الاجتماعية في الحديث النبوي الشريف، من خلال صحيح مسلم " دراسة دلالية معجمية " وقد نوقشت الرسالة سنة 1411هـ / 1991 م، وقد أجازت اللجنة الرسالة بميزة حسن جدا.(/)
أفيدونا (إنما يخشى الله من عباده العلماء)
ـ[ناصر الغامدي]ــــــــ[20 Oct 2006, 04:07 ص]ـ
سؤالي على هذه الآية رعاكم الله
هل المقصود بها: إنما العلماء هم الذين يخشون الله تعالى؟
ثم هل إنما هنا تدل على الحصر؟
ثم هل المراد من الآية: المعنى الحقيقي للعلم هو خوف الله تعالى؟
جزاكم الله خيرا
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[20 Oct 2006, 02:01 م]ـ
قال الله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) فاطر/28.
فالفاعل هنا: (العلماءُ) فهم أهل الخشية والخوف من الله.
واسم الجلالة (الله): مفعول مقدم.
وفائدة تقديم المفعول هنا: حصر الفاعلية، أي أن الله تعالى لا يخشاه إلا العلماءُ، ولو قُدم الفاعل لاختلف المعنى ولصار: لا يخشى العلماءُ إلا اللهَ، وهذا غير صحيح فقد وُجد من العلماء من يخشون غير الله.
ولهذا قال شيخ الإسلام عن الآية:
" وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ كُلَّ مَنْ خَشِيَ اللَّهَ فَهُوَ عَالِمٌ. وَهُوَ حَقٌّ، وَلا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ كُلَّ عَالِمٍ يَخْشَاهُ " انتهى من "مجموع الفتاوى" (7/ 539).
وانظر: "تفسير البيضاوي" (4/ 418)، و "فتح القدير" (4/ 494).
وأفادت الآية الكريمة أن العلماء هم أهل الخشية، وأن من لم يخف من ربه فليس بعالم.
قال ابن كثير رحمه الله:
" إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به، لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير أتم والعلم به أكمل، كانت الخشية له أعظم وأكثر.
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) قال: الذين يعلمون أن الله على كل شيء قدير ... وقال سعيد بن جبير: الخشية هي التي تحول بينك وبين معصية الله عز وجل. وقال الحسن البصري: العالم من خشي الرحمن بالغيب، ورغب فيما رغب الله فيه، وزهد فيما سخط الله فيه، ثم تلا الحسن: (إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور).
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: ليس العلم عن كثرة الحديث، ولكن العلم عن كثرة الخشية. . .
وقال سفيان الثوري عن أبي حيان التيمي عن رجل قال: كان يقال العلماء ثلاثة: عالم بالله عالم بأمر الله، وعالم بالله ليس بعالم بأمر الله، وعالم بأمر الله ليس بعالم بالله. فالعالم بالله وبأمر الله: الذي يخشى الله تعالى ويعلم الحدود والفرائض، والعالم بالله ليس بعالم بأمر الله: الذي يخشى الله ولا يعلم الحدود ولا الفرائض. والعالم بأمر الله ليس العالم بالله: الذي يعلم الحدود والفرائض ولا يخشى الله عز وجل " انتهى من تفسير ابن كثير (4/ 729) باختصار.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (17/ 21):
" قوله تعالى: (إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) وَالْمَعْنَى أَنَّهُ لا يَخْشَاهُ إلا عَالِمٌ ; فَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ أَنَّ كُلَّ مَنْ خَشِيَ اللَّهَ فَهُوَ عَالِمٌ كَمَا قَالَ فِي الآيَةِ الأُخْرَى: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) الزمر/9 " انتهى.
وقال السعدي رحمه الله:
" فكل مَنْ كان بالله أعلم، كان أكثر له خشية، وأوجبت له خشية الله الانكفاف عن المعاصي، والاستعداد للقاء مَنْ يخشاه، وهذا دليل على فضل العلم، فإنه داعٍ إلى خشية الله، وأهل خشيته هم أهل كرامته، كما قال تعالى: (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) البينة/8 " انتهى.
والحاصل: أن الفاعل في الآية هم العلماء.
ومعنى الآية: أن الله تعالى لا يخشاه أحدٌ إلا العلماءُ، وهم الذين يعرفون قدرته وسلطانه.
وليس معنى الآية أن الله تعالى هو الذي يخشى العلماء، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح.
والله أعلم.
(الإسلام سؤال وجواب)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 Oct 2006, 04:58 ص]ـ
للعلامة ابن رجب الحنبلي رسالة بعنوان: ((الكلام على قوله تعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء)) ...
أفاض فيها محرراً قضية إنما وإفادتها في سياق الآيات ثم عرج على الخشية ومعناها ... وقد طبعت مفردة وفي مجموع رسائله ....
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[21 Oct 2006, 11:38 ص]ـ
ما معنى قول الحق سبحانه: “إنما يخشى الله من عباده العلماء”!!!؟
- يقول الشيخ عطية صقر الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر:
هذه الجملة فقرة من آية سبقتها آية أخرى تتحدث عن عجيب صنع الله في السماوات والأرض، من إنزال المطر من السماء وإخراج النبات المختلف الألوان، وطبقات الأرض بألوانها ومعادنها وأحجارها واختلاف الناس والحيوانات في الأحجام والألوان والاستعدادات وغيرها.
والذين ينظرون في هذه العجائب نظرة تأمل هم العلماء من رجال الفلك والطبيعة والكيمياء والنبات والجيولوجيا والأطباء والمؤرخين وعلماء الحياة بوجه عام.
ولذلك إذا كانوا منصفين انتهوا إلى الإيمان بالله، وإذا كانوا مؤمنين زاد إيمانهم عمقا ورسوخا، لذلك يخشون الله أن يخالفوه فيعاقبهم، فإن الخشية لا تكون إلا ممن له هيبة وعظمة وقدرة، والعلماء هم الذين أدركوا عظمة الله عن طريق تخصصاتهم المختلفة، ولذلك يخشونه، ومن هنا أمر الله بالنظر في الكون والتدبر والتفكر.
هذا والقراءة الصحيحة للآية بنصب لفظ الجلالة: “الله” ورفع لفظ العلماء فالعلماء هم الذين يخشون الله، أما ما يقرؤه البعض من رفع اسم الجلالة ونصب لفظ العلماء فيجعلهم يستغربون كيف يخشى الله من العلماء، ويخاف منهم، والأمر ليس كذلك ولا داعي للتأويل لصحة هذا النطق والله أعلم.(/)
الإيمان والاسلام
ـ[بسملة]ــــــــ[20 Oct 2006, 10:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
تحية طيبة لمشايخنا وأساتذتنا الأفاضل
بارك الله هذه الجهود الطيبة وهذا الملتقى المبارك بإذنه تعالى
سؤالي:
في قوله تعالى " قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا"
وفي قوله تعالى: فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين"
القاعدة: أن الايمان والاسلام إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا
السؤال الأول
الآية الاولى هل يكون معنى الأيمان فيها: التصديق القلبي أي ما وقر في القلب وصدقه اللسان وعملت به الجوارح
فيكون نتيجة التصديق القلبي أعمال الجوارح التي تتمثل في أركان الاسلام من صلاة وصيام .. الخ
وهل يصح ان نقول أن الايمان اعتقاد الباطن والاسلام أعمال الجوارح الظاهرة؟
وهل كل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمن؟
فيكون الايمان أعم
السؤال الثاني
ما معنى الاسلام في الآية الأولى؟
السؤال الثالث
في الآية الثانية ما المقصود بالمؤمنين والمسلمين؟
وجزاكم الله عنا كل خير
ـ[بسملة]ــــــــ[22 Oct 2006, 10:06 ص]ـ
السلام عليكم
أشكر كل من قرأ الموضوع
وأرجو من الأخوة الأفاضل
والأساتذة الأفاضل الإجابة على سؤالي
شاكرين لكم جهودكم
أختكم في الله
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[23 Oct 2006, 01:24 م]ـ
الأخت الفاضلة بسملة:
انظري ما كتبه الحافظ ابن رجب الحنبلي في شرحه " جامع العلوم والحكم " عندما شرح الحديث الثاني من الأربعين النووية فقد أورد كلام أهل العلم في الإيمان والإسلام، وأورد الآيات المذكورة مع تعليقات جيدة
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[23 Oct 2006, 02:13 م]ـ
وهذا هو رابط الحديث في كتاب:
جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثًا من جوامع الكلم؛
للحافظ ابن رجب الحنبليّ:
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=387&CID=4
ـ[ناصر الغامدي]ــــــــ[23 Oct 2006, 11:19 م]ـ
أفضل ما تقرأين في الباب كلام الإمام محمد بن نصر المروزي في كتابه العظيم: " تعظيم قدر الصلاة "
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=966
ـ[بسملة]ــــــــ[26 Oct 2006, 09:35 م]ـ
جزاكم الله خير
وشكرا لكم على جهودكم
أختكم في الله(/)
لطيفة: كيف تعرف رقم بداية الصفحة لكل جزء من القرآن الكريم؟.
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 Oct 2006, 02:34 م]ـ
مشايخي الفضلاء /
فائدة لطيفة أحببت نقلها إليكم:
كيف تعرف رقم بداية الصفحة لكل جزء من القرآن الكريم؟.
لو سألنا أحد الإخوة:
ما رقم الصفحة التي يبدأ فيها الجزء التاسع مثلاً؟.
نقوم بعملية بسيطة:
الجزء التاسع أي: رقم تسعة.
(9) - (1) = 8
(8) * (2) = 16
ثم نضيف الرقم اثنين إلى يمين الرقم 16 فيصبح 162
هذا هو رقم الصفحة التي يبدأ بها الجزء التاسع
مثال آخر:
الجزء الواحد والعشرون:
(21) - (1) = 20
(20) * (2) = 40
نضيف الرقم (2) إلى يمين الرقم 40
يصبح 402
الجزء الواحد والعشرون يبدأ في الصفحة رقم 402
مثال أخير:
الجزء الخامس عشر.:
(15) - (1) = 14
(14) * (2) = 28
نضيف (2) إلى يمين الرقم 28
فيصبح 282 وهو بداية الجزء الخامس عشر
قد لا يكون في هذه المعلومة كبير فائدة ........... لكنها لطيفة.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[20 Oct 2006, 03:07 م]ـ
بارك الله فيك اخي المسيطر على المعلومة لكن هذا على ما أظن ينطبق فقط على نسخة المدينة المنورة وما وافقها من النسخ اما الطبعات الاخرى إن صح التعبير فلا تنطبق عليها هذه المعادلة
هناك ملاحظة أخرى وهي ان بعض الاجزاء بدايتها لا تكون في رأس الصفحة حسب نسخة المدينة مثل بداية الجزء السابع
عند قوله لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود ..... فهو يكون في الصفحة رقم 121
وحسب المعادلة 7 - 1 = 6
و6×2= 12
وعندما نضع الرقم 2 على اليمين يصبح 122 بدل 121
وحياك الله وتقبل الله طاعتك ولا شك انك من اصحاب اللطائف هنا وفي ملتقى اهل الحديث ادام الله لطفك
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[20 Oct 2006, 10:12 م]ـ
هذه لطيفة أكثر من رائعة أخي المسيطر ... وبارك الله فيك وليتك تزدنا من أمثالها ..
ـ[ابو يزيد]ــــــــ[22 Oct 2006, 07:46 ص]ـ
قد لا يكون في هذه المعلومة كبير فائدة ........... لكنها لطيفة
هذا تواضع منك أخي المسيطير
جزاك الله خيرا على هذه المعلومة القيمة، وكل عام أنت وجميع أعضاء المنتدى بخير وإلى الله أقرب
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[23 Oct 2006, 01:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه المعلومة القيمة، وكل عام أنت وجميع أعضاء المنتدى بخير وإلى الله أقرب
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[23 Oct 2006, 02:17 م]ـ
شكرا لك على هذه الفائدة
وجعلها الله في ميزان حسناتك
ـ[أبو أنس الغامدي]ــــــــ[23 Oct 2006, 09:49 م]ـ
فائدة جميلة بارك الله فيك
ـ[ناصر الغامدي]ــــــــ[23 Oct 2006, 11:01 م]ـ
غريبة جداً الله يعطيك العافية(/)
هل الآية في سورة القلم تقيد العموم في معنى المحروم؟
ـ[أبو أنس الغامدي]ــــــــ[21 Oct 2006, 03:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
وكل عام وأنتم بخير
وأسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
لدي مسألة:ـ
معنى قوله تعالى ((للسائل والمحروم))
معنى المحروم: ذهب ابن جرير الطبري رحمه الله إلى أن معناه هو الممنوع، أي هو على العموم فيشمل جميع المعاني التي ذكرها المفسرون.
ولكننا نجد في سورة القلم ((بل نحن محرومون)) هل تعتبر هذه الآية تقييد لمعنى المحروم بأنه الذي أصابته جائحة.
وهل يصبح هذا المعنى هو الراجح؟
أي كيف نربط بين المعنى الذي ذهب إليه ابن جرير مع هذا المعنى؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Oct 2006, 12:07 ص]ـ
الأخ العزيز أبا أنس الغامدي وفقه الله، وأسعده بطاعته آمين.
في صيغة السؤال فيما يبدو لي خلل، (هل الآية في سورة القلم تقيد العموم في معنى المحروم؟) لأن التقييد يكون للمطلق، وأما التخصيص فيكون للعموم. وسؤالك هنا هو في موضوع العموم، وهذه مباحث مهمة من مباحث الألفاظ مشتركة بين أصول الفقه وعلوم القرآن جديرة بالعناية من المتخصص في الدراسات القرآنية رعاك الله وزادك علماً.
وأما السؤال فقد ورد ذكر (المحروم) المستحق للصدقة معرفاً (بأل) في موضعين:
1 - في سورة الذاريات في قوله تعالى: وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19).
2 - وفي سورة المعارج في قوله تعالى: وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25).
وورد الوصف بالحرمان دون (أل) في موضعين أيضاً:
1 - في سورة الواقعة في قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67)
2 - وفي سورة القلم، في: {فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27)
(والمحروم) في الآيتين لفظ عام، بمعنى أنه يستغرق كل ما يصلح له بوضع واحد من غير حصر. و (أل) فيه استغراقية يصح إبدالها بكلمة (كل). وللمفسرين في معنى المحروم في الآيتين الأوليين أقوال، أوردها ابن الجوزي في تفسيره فقال:
وفي {المحروم} ثمانية أقوال:
أحدها: أنه الذي ليس له سهم في فيء المسلمين، وهو المُحارَف، قاله ابن عباس. وقال إبراهيم: هو الذي لا سهم له في الغنيمة.
والثاني: أنه الذي لا ينمى له شيء، قاله مجاهد، وكذلك قال عطاء: هو المحروم في الرِّزق والتجارة.
والثالث: أنه المسلم الفقير، قاله محمد بن علي.
والرابع: أنه المتعفِّف الذي لا يَسأل شيئاً، قاله قتادة، والزهري.
والخامس: أنه الذي يجيء بعد الغنيمة، وليس له فيها سهم، قاله: الحسن ابن محمد بن الحنفية.
والسادس: أنه المصاب ثمرته وزرعه أو نسل ماشيته، قاله ابن زيد.
والسابع: أنه المملوك، حكاه الماوردي.
والثامن: أنه الكَلْب، روي عن عمر بن عبد العزيز. وكان الشعبي يقول: أعياني أن أعلَم ما المحروم.
وأظهر الأقوال قول قتادة والزهري، لأنه قرنه بالسائل، والمتعفِّف لا يَسأل ولا يكاد الناس يعطون من لا يسأل ثم يتحفظ بالتعفُّف من ظُهور أثر الفاقة عليه، فيكون محروما من قِبَل نفسه حين لم يَسأل، ومن قِبَل الناس حين لا يُعطونه، وإنما يفطن له متيقِّظ).
وقد اختار هذا القول كثير من المفسرين، ومن آخرهم ابن عاشور فقال:
والسائل: الفقير المظهر فقره فهو يسأل الناس، والمحروم: الفقير الذي لا يُعطَى الصدقة لظن الناس أنه غير محتاج من تعففه عن إظهار الفقر، وهو الصنف الذي قال الله تعالى في شأنهم {يحسبهم الجاهلُ أغنياء من التعفّف} [البقرة: 273] وقال النبي صلى الله عليه وسلم «ليس المسكين الذي ترده اللقمة واللقمتان والأكلة والأكلتان ولكن المسكين الذي ليس له غنى ويستحيي ولا يسأل الناس إلحافاً»).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهاتان الآيتان في سورة الذاريات وسورة المعارج قد نزلتا قبل آية الصدقات في سورة التوبة، فكان الحرمان هنا عاماً يدخل فيه كل فقير متعفف لا يسأل الناس، ولذلك جاء هذا الوصف له في مقابل وصف السائل في الآيتين معاً. سواء كان فقره وحرمانه بسبب جائحة أو غيرها.
وقد أوضح ابن عاشور سبب إطلاق صفة الحرمان على الفقير المتعفف الذي لا يسأل الناس فقال: (وإطلاق اسم المحروم ليس حقيقة لأنه لم يَسأل الناس ويحرموه ولكن لما كان مآل أمره إلى ما يؤول إليه أمر المحروم أطلق عليه لفظ المحروم تشبيهاً به في أنه لا تصل إليه ممكنات الرزق بعد قربها منه فكأنه ناله حرمان).
أما الحرمان في قول أصحاب الجنة: (بل نحن محرومون) فهو حرمان خاص من ثمرة بستانهم ذلك الموسم لإهلاك الله له جزاء عزمهم على منع حق الله فيه. ومثله الحرمان في سورة الذاريات، وهذا الوصف لا يدل على اختصاص من أصابته جائحة بوصف الحرمان، بل هو وصف يصدق عليه وعلى غيره من المحرومين لأي سبب، فلا يصح تخصيص العموم في (المحروم) بمثل هذا الوصف والله أعلم، وهذا بحث طريف في شروط المخصص في مباحث الألفاظ في أصول الفقه يمكن مراجعته في مظانه.
والقول بأن المحروم هو الذي أصابته جائحة قد قال به ابن زيد من مفسري السلف، قال الطبري: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله (وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) قال: المحروم: المُصابُ ثَمرُهُ وزرعهُ، وقرأ (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ). . حتى بلغ (بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ) وقال أصحاب الجنة: (إِنَّا لَضَالُّونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ). وهذا تفسير بالمثال من ابن زيد رحمه الله، واستدلال بالقرآن على تفسيره، ولا أظن ابن زيد يقصر معنى المحروم على من أصابته جائحة فحسبُ، وإنما هو أحد من يصدلق عليه وصف الحرمان لظهور هذا الوصف في حاله، ولأنه وصف بالحرمان مرتين في القرآن الكريم.
وقد اختار الطبري قولاً يشمل كل معاني الحرمان فقال: والصواب من القول في ذلك عندي أنه الذي قد حُرم الرزق واحتاج، وقد يكون ذلك بذهاب ماله وثمره، فصار ممن حرمه الله ذلك، وقد يكون بسبب تعففه وتركه المسألة، ويكون بأنه لا سهم له في الغنيمة لغيبته عن الوقعة، فلا قول في ذلك أولى بالصواب من أن تعمّ، كما قال جلّ ثناؤه (وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ).
ـ[الكشاف]ــــــــ[31 Oct 2006, 12:43 م]ـ
وهذا موضوع ذو صلة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6434(/)
سؤال عن قوله تعالى في سورة المدثر (في قلوبهم مرض)
ـ[سلسبيل]ــــــــ[21 Oct 2006, 01:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى في سورة المدثر وهي من السور المكيه
{وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا ... } الآية 31.
كيف نرد على من يستدل بهذه الآيه على وجود النفاق في العهد المكي؟ وعلى أن الآيه قسمت العهد المكي إلى
1. كفار
2.أهل كتاب
3.مؤمنون
4. مرضى قلوب
بحجة ان (الذين في قلوبهم مرض) قد عرفتهم الايه التي في سورة البقره
{ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون} الآيات: 8,9,10
وهم المنافقين
كيف نرد على هؤلاء؟ وهل كلما اطلق وصف مرض القلب عني به النفاق؟ أم ان اللفظ عام بكل شك وريب
والمنافقين من باب أولى!!؟
وجزاكم الله كل خير
ـ[عبدالقادر]ــــــــ[21 Oct 2006, 03:13 م]ـ
السلام عليك أخي
كان ما طرحته سؤال جميل فعلا
قال ابن عادل في اللباب:
قوله تعالى: {وَلِيَقُولَ الذين فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ}، أي: في صدورهم شكٌّ ونفاقٌ من منافقي أهل «المدينة» الذين يجيئون في مستقبل الزمان بعد الهجرة، وهذا إخبار عما سيكون، ففيه معجزة {والكافرون} أي: اليهود والنصارى {مَاذَآ أَرَادَ الله بهذا مَثَلاً} يعني: بعدد خزنةِ جهنَّم، وهذا قول أكثر المفسرين.
قال الحسن بن الفضل: السورة مكيّة، ولم يكن ب «مكة» نفاقٌ، فالمرض في هذه الآية الخلاف، والمراد بالكافرين: مشركو العرب، ويجوز أن يُراد بالمرض الشكُّ والارتياب لأن أهل «مكة» كان أكثرهم مشركين، وبعضهم قاطعين بالكذب
قال البيضاوي في تفسيره:
{وَلِيَقُولَ الذين فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} شك أو نفاق، فيكون إخباراً بمكة عما سيكون في المدينة بعد الهجرة
قال الشوكاني في فتح القدير:
{وَلِيَقُولَ الذين فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ والكافرون مَاذَا أَرَادَ الله بهذا مَثَلاً} المراد بالذين في قلوبهم مرض: هم المنافقون؛ والسورة وإن كانت مكية، ولم يكن إذ ذاك نفاق، فهو إخبار بما سيكون في المدينة، أو المراد بالمرض مجرّد حصول الشكّ والريب، وهو كائن في الكفار. قال الحسين بن الفضل: السورة مكية، ولم يكن بمكة نفاق، فالمرض في هذه الآية الخلاف
قال ابن عاشور
والمرض في القلوب: هو سوء النية في القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم وهؤلاء هم الذين لم يزالوا في تردد بين أن يسلموا وأن يبقوا على الشرك مثل الأخنس بن شَرِيق والوليد بن المغيرة، وليس المراد بالذين في قلوبهم مرض المنافقون لأن المنافقين ما ظهروا إلاّ في المدينة بعد الهجرة والآية مكية.
ـ[سلسبيل]ــــــــ[23 Oct 2006, 02:12 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
إذا مرض القلب في الآيه إما
بمعناه اللغوي ويقصد به كل مرض في القلب من سوء نيه وشك وريب وغيره
او يقصد به المنافقين الذين سيظهرون في مستقبل الزمان بالمدينه ويكون هذا من الإعجاز
==============
جزاكم الله كل خير ونفع بكم
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[09 Oct 2008, 01:48 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده،
وبعد،،،
لنتأمل معا قوله تعالى: "وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا" المدثر:31
(يُتْبَعُ)
(/)
أولا: قال أهل التفسير أن الآية تشير إلى النفاق الذي سينجم في المستقبل بعد الهجرة (القرطبي:19\ 82) وعقب القرطبي على هذا الرأي بقوله "وعلى القول الأول (الإشارة إلى المستقبل بحدوث النفاق في المدينة) أكثر المفسرين". وأكد هذا التفسير ما ذكره الطبري (29\ 161) بسنده عن ابن عباس رضي الله عنه أنه أشار إلى أن عدد ملائكة النار المذكور في التوراة والإنجيل تسعة عشر، وثنى عليه بقول قتادة رحمه الله بأن القرآن يصدق الكتب التي كانت قبله التوراة والإنجيل أن عدد الملائكة تسعة عشر وقال أن أهل الكتاب حينئذ يستيقنوا حين وافق عدد خزنة النار ما في كتبهم. وهذا ما فصله ابن كثير في وجه استيقانهم فقال: "أي يعلمون أن هذا الرسول حق فإنه نطق بمطابقة ما بأيديهم من الكتب السماوية المنزلة على الأنبياء قبله" (تفسير ابن كثير:4\ 445).
ثانيا قد يشكل على البعض أن السورة مكية ويذكر فيها النفاق الذي نجم في المدينة، وقد تم توجيه ذلك من قبل المفسرين بإخبار الآية عن الغيب الذي يقع في المستقبل، وهذا من أوجه الإعجاز التي اختص بها القرآن.
ثالثا: لنا أن نتأمل البناء اللغوي للآية ومنه يتضح أنها تشير صراحة إلى المستقبل. فعلى سبيل المثال قوله تعالى "ليستيقن" فعل مضارع أصله "يقن" دخلت عليه أحرف الطلب "استـ" التي تفيد معنى الاستقبال، لأن طلب فعل الشيء يسبق وقوع الشيء، فالطلب سابق للفعل ومن ثم وقوع الفعل نتيجة للطلب يكون في الاستقبال ولذا اقترن الفعل بـ "اللام" زيادة على أحرف الطلب ليفيد بما لا يقبل الشك أن هذا إخبار بالمستقبل لا بما هو واقع الآن، فاللام تفيد السببية والسبب دائما يسبق المسبب وهذه حقيقة معنى المستقبل، فالسبب ماضي في الوقوع والمسبب بالنسبة له مستقبل.
رابعا: نفس التحليل اللغوي يقال في الفعل "ليقول" لكن لم يقترن هذا الفعل بأي أداة تفيد الاستقبال (كالسين أو سوف أو حتى أحرف الطلب) ليدل على لطيفة لغوية وواقعية، أما اللغوية فهي ما يفيده الفعل المضارع من التكرار وكأنها إشارة إلى أن هذا القول الذي يصدر عن المنافقين سيتكرر منهم والمتتبع لسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم يجد ذلك الاتجاه مسجل على المنافقين في أكثر من حادثة وهذه هي اللطيفة الواقعية. كما أن اقتران الفعل بلام السببية فيه لطيفة نسميها السبب العكسي، بمعنى أن مراد الرحمن من سياق هذا العدد في القرآن أن يستيقن الذين أوتوا الكتاب من صدق الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه أخبر بما يصدق كتبهم وهذا دليل نبوته صلى الله عليه وسلم، كما أنه من الطبيعي أن يفطن الناس جميعا إلى السبب الذي من أجله أوحى الله بهذا العدد في الآية فيفهموا مراد الله تعالى منه وهو صدق نبوة المصطفى صلى الله عليه وسلم، لكن النتيجة عكس ذلك وهو ازدياد أهل الكتاب كفرا وصدودا واستمراء أهل النفاق الجدال فتساءلوا متجاهلين مستهترين منكرين: ماذا أراد الله بهذا مثلا؟ ومثل هذا قوله تعالى عن موسى عليه السلام لما التقطه آل فرعون: "فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا" القصص:8. في حقيقة الآمر أن آل فرعون أخذوا موسي عليه السلام لينفعهم أو ليتخذوه ولدا (القصص:9)، لا ليكون لهم عدوا وحزنا وإلا لما أخذوه أصلا إن لم يقتلوه إن علموا أنه سيكون لهم عدوا وحزنا وسببا في غرق فرعون وجنوده وهلاك وملكه. لكن الآية تشير من طرف خفي إلى حكمة الله تعالى في تسيير الأقدار، فهو يقلبها لحكمة لا يعلمها إلا هو في علاه. ومثل هذا يقال في حق المنافقين.
خامسا: من الأمور المعجزة أيضا في الآية أنها مكية النزول وتخبر عن بالقطع عما سيحدث في المدينة بعد الهجرة من مماحكة المنافقين وتكرار هذا منهم، كان بإمكان المنافقين أن يتخلوا عن هذا الوقف عنادا لما أثبته الله في القرآن، لكن شيئا من ذلك لم يكن، مما يدل على أن الرحمن أعجزهم بما أثبته عليهم من نفاق في قلوبهم، وهذه اللطيفة أخرى مستفادة من سورة المسد (المسد:1 - 5) حيث أوعد الله أبا جهل وزوجه بالنار، وبقيت الآية تتلى على مسامع أبي جهل وزوجه لكن لم يستطع أحد منهما أن يعاند الله في وحية وحكمه.
سادسا: تحضرني هنا آية محكمة حاسمة في لفظها وحكمها، حيث يقول الرحمن: "إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين" الشعراء:4. وقد نثر الرحمن في القرآن بعض آياته التي أخضع لها رقاب بعض صناديد الكفر وبقيت أعناقهم خاضعة لهذه الآيات بلا قدرة منهم على معارضتها قولا أو عملا، ومنا آية المدثر:31 وسورة المسد.
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[09 Oct 2008, 01:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نضيف إلى ما ذكره الأخوة:
أ. لا يوجد عند أهل الكتاب أن خزنة جهنم تسعة عشر، ومن قال بوجود ذلك فليأتنا بنص عندهم. ويبدو أن أهل التفسير قد حاروا في ذلك فركنوا إلى هذا القول الذي ليس له سند.
ب. واضح أن الآية الكريمة تتحدث عن مستقبل يتعلق بإعجاز قرآني وموقف فئات
الناس من هذا الإعجاز.
ج. من الأمور اللافتة أن آيات سورة المدثر قصيرة جدا عدا الآية 31 فهي طويلة. وقد
استفاض الأستاذ بسام جرار في الحديث حول هذه المسألة في كتابه إرهاصات الإعجاز
العددي وكتاب المقتطف الذي لم ينشر بعد خارج فلسطين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[09 Oct 2008, 10:54 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،
وبعد،،،
كلنا يعرف أن التوراة والإنجيل لا تحوي عدد ملائكة النار المذكور في القرآن (تسعة عشر)، لكن هذه الجملة ليست على إطلاقها، فلا بد لها من قيد يضاف إليها وهو ظرف الزمان (الآن). بمعنى أن عدم وجود هذا العدد في التوراة أو الإنجيل الآن لا يقطع بعدم وجوده مطلقا أن وحيهما إلى موسى وعيسى عليهما السلام، فكما نعلم ما مرت به التورة والإنجيل بمراحل التحريف والتي لا زالت تمارس حتى الآن تحت مسميات التنقيح والمراجعة والتحرير وما يصحب ذلك من حذف أو تعديل ترجمة بما يتفق وما تريده الكنيسة.
ونحن لا نشكك في روايات الطبري التي أوردها وكفى به على رؤوس المفسرين بالمأثور إماما. أما أن نقول بأن المفسرين قالوا بهذا التفسير بلا سند فهو بمثابة ترك للروايات التي أوردها الطبري عن ابن عباس رضي الله عنه وعن قتادة رحمه الله وما عليه أكثر المفسرين لا لسند أو حجة إلا لمجرد عدم وجود هذا العدد في التوراة أو الإنجيل، وكأننا نجعل التوراة أو الإنجيل مهيمنا على القرآن، بل أثبت الرحمن العكس تماما بأن القرآن مهيمنا على ما سبقه من الكتب ويظهر ما أخفاه وحذفه الأحبار والرهبان من توراتهم وإنجيلهم.
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
ـ[منصور مهران]ــــــــ[09 Oct 2008, 11:12 م]ـ
كنا أيام الطلب قد سألنا شيخنا محمد الكومي - رحمة الله عليه - فقال:
لقد جاء لفظ (مرض) نكرة في كل موضع قال فيه ربنا: (في قلوبهم مرض)
والنكرة إذا تكررت تعددت، فليس المراد ب (مرض) هو النفاق بعينه فقد تكون أمراضا كثيرة تصيب القلوب كالأمراض الحسية.
والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة الأحزاب:
(وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا)
ويقول:
(لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم)
فدل العطف على التغاير.
أو قال نحو هذا وسقته بأسلوبي لطول العهد. والله أعلم.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[10 Oct 2008, 12:50 ص]ـ
الأخ الكريم وليد بيومي
ليتنا نعرف الحكم على أسانيد الطبري رحمه الله في هذه المسألة.
السند الذي ينتهي إلى ابن عباس رضي الله عنه متنه فيه"وإنها في التوراة والإنجيل
تسعة عشر"، ولا شك أن من المستغرب أن يكون التحريف قد طال الكتابين معاً في مثل
هذه المسألة. وإذا كان قد حصل التحريف فبعد نزول الآية الكريمة وإلا كيف يستيقن
الذين أوتوا الكتاب أن محمداً رسول من عند الله تعالى.
وطالما أن السند لم ينته إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فيكون من قبيل التفسير
الموقوف الذي لا يوجد ما يدل على أن له حكم المرفوع.(/)
لطيفة عن صلاة الضحى في القران
ـ[العامر]ــــــــ[21 Oct 2006, 04:58 م]ـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " صلاة الأوابين حين ترمض الفصال "
وقال تعالى ((وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ {31} هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ {32}))
فعلينا اخواني ان نحافظ عليها لنكون من المتقين التي تزلف لهم الجنة ..
ـ[العامر]ــــــــ[07 Nov 2006, 05:13 م]ـ
اكثر من 300 زائر ... ولايوجد اي رد ..
لا ادري هل بسبب عدم الاقتناع بهذا الاستباط ام ماذا!!!!!
على العموم هذا الكلام لم آتيه من كيسي بل من كتاب ((التقوى .. صفات اهلها وثمراتها في الدنيا والاخرة))
للشيخ الدكتور صالح بن ابراهيم بن صالح ال الشيخ ... ص 25
اضافة ..
السيوطي في كتابه النفيس ((الاكليل في استنباط التنزيل)) ذكر ان ابن عباس قال طلبت صلاة الضحى في القران فوجدتها
في قوله تعالى (((يسبحن بالعشي والاشراق)))) سورة ص ايه 18
ـ[عماد الدين]ــــــــ[08 Nov 2006, 12:40 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الطبيب]ــــــــ[08 Nov 2006, 02:51 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيراً أخي العامر ...
والفائدة حصلت، والأجر ثابت إن شاء الله، وليس عدم الرد دليلاً على عدم اقتناع أو إهمال، ولكن كما تعلم أن كثيراً ممن يشاهد المشاركة لا يملك عضوية في الملتقى.
كما لا يخفى عليك أن الهدف من الكتابة هو نفع الناس ونشر الخير، وذلك الذي يسعى إليه الجميع، والمناقشة وتداول الآراء إنما هي وسيلة لذلك.
عمر الله أيامك بطاعته ..
ودمتم،،،
ـ[البلاغية]ــــــــ[08 Nov 2006, 03:27 م]ـ
جزاك الله خير
اللهم اجعلنا من الأوابين(/)
إصدار حديث مفهوم العالمية للشيخ الأنصاري
ـ[محمد البويسفي]ــــــــ[21 Oct 2006, 07:23 م]ـ
مَفْهُومُ العَالِمِيَّةِ مِنَ الكِتَابِ إلى الربَّانِيَّةِ دِراسَةٌ في مَفْهُومِ العِلْمِ وصِفَةِ العَالِمِيَّةِ وَظِيفَةً وبَرْنَامَجَ، من خِلالِ وَصِيَّةِ أبِي الوَلِيدِ سُلَيْمَانَ بْنِ خَلَفٍ البَاجِّي (ت:474 هـ) رحمه الله. الكتاب:
مفهوم العالِمِيَّة من الكِتاب إلى الربَّانية
المؤلف:
الشيخ فريد الأنصاري
مطبعة:.الكلمة للطباعة و النشر .....
الطبعة الأولى: 1427هـ/2006م
و هذه مقدمة الكتاب
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده؛ حتى أتاه اليقين. أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد e، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. أعاذنا الله منها ومما يقرب إليها من قول أو عمل! ثم أما بعد:
فهذه رِسَالَةٌ في مفهوم «العَالِمِيَّةِ»، وَظِيفَتِها وبَرْنَامَجِها. نُصْدِرُهَا اليومَ بحول الله ضمن سلسلتنا الدعوية: (مِنَ القُرْآنِ إلَى العُمْرَانِ). قَصَدْناَ فيها بيانَ حقيقةِ هذه الصِّفَةِ – بمعناها الشرعي - في الإنسان؛ للتحقُّقِ من معنى كونِه: «عَالِماً». وذلك لِمَا اكْتَنَفَ هذا المفهومَ في الأزمنة الأخيرة من غموض شديد؛ حتى انتسب إلى العلماء من ليس منهم! والحالُ أنَّ وظيفةَ العالِم عظيمةٌ القَدْرِ، جليلةُ الوَطَرِ، خطيرةُ الأثَرِ؛ فكان حالُ الأدْعِيَاءِ معها كمن تَطَبَّبَ وهو جَاهِلٌ! وقاعدةُ الفقهِ المشهورةُ تقضي بأنَّ (مَنْ تَطَبَّبَ وَهُوَ جَاهِلٌ فَعَلَيْهِ الضَّمَانُ!) هذا؛ وإنما الداعي إلى تأليف هذه الرسالة أربعة أمور: - الأول: أنَّهُ ثَبَتَ بالنصوصِ الشَّرْعِيَّةِ الكثيرةِ - المتواترةِ المعنى - أنَّ تجديدَ الدِّينِ إنما يبدأ بتجديد «العِلْمِ». فوظيفةُ النَّذَارَةِ إنما هي مَنُوطَةٌ بأهلِ العِلْمِ والفِقْهِ في الدِّين. وذلك قول الله تعالى: (فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) (التوبة:122). وعلى هذا يُفْهَمُ معنى (أُمَّة)؛ تلك المأمورة بـ «الدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» في قوله تعالى: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (آل عمران: 104)، فبمقتضى الأمر (بالتفقه في الدين) - الوارد في آية (التوبة) قَبْلُ بصريح قصد النذارة - يكون مصطلح (أُمَّة) هنا دالا على معنى (أُمَّةٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ)؛ للعلة الجامعة بين السياقين في القصد والوظيفة. ولذلك قال سبحانه في موطنٍ آخر: (وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ) (آل عمران:78) وقُرِئَتْ: (تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ) - كما هو معلوم - وهو أوضح لما نحن فيه. ومن هنا كانت وظيفةُ الأنبياء التربوية والدعوية قائمةً على العِلْمِ والتَّعْلِيم. وآيةُ (وظائف النبوة) الواردة في أكثر من سياق من كتاب الله دالةٌ على هذا، قال تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ ءايَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (آل عمران: 164). ولهذا لم يكن عبثا أن يقرر الرسولُ ذلك بما يشبه الحصر، في قوله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ لَمْ يَبْعَثْنِي مُعَنِّتاً وَلاَ مُتَعَنِّتاً؛ وَلَكِنْ بَعَثَنِي مُعَلِّماً مُيَسِّراً!) () ولم يكن عبثا أيضا أن جَعَلَ سِرَّ وِرَاثَتِهِ في خصوص (الْعُلَمَاءِ)، كما ورد في قوله - صلى الله عليه وسلم - الحاسم للمسألة: (إنَّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأنْبِيَاءِ! وَإنَّ الأنِْيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا
(يُتْبَعُ)
(/)
دِينَاراً وَلاَ دِرْهَماً، إنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ!) مما جاء في سياق تقرير مَرْكَزِيَّةِ العِلْمِ، من حديثه الصحيح المليح الذي سيأتي تفصيله قريبا بحول الله. وبهذا كان (العِلْمُ) هو بَدْءَ كُلِّ شَيْءٍ في الدِّين، وهو أساسَ كُلِّ حَرَكَةٍ في الدعوة إليه؛ تربيةً وتزكيةً. وعليه؛ فَـ (الْمُجَدِّدُ) المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله تعالى يَبْعَثُ لِهَذَهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا) () لا يكون إلا عَالِمَا! ولكن بما سيتحدد لمفهوم (العِلْمِ) من معنى شمولي بهذه الرسالة إن شاء الله. ومن هنا آل أمْرُ تجديدِ الدِّين إلى أمرِ تجديد (العِلْمِ)، كما قررناه ابْتِدَاءً. وهذا لا يكون إلا بعد ضبط مفهومه، وتحديد غايته ووظيفته؛ للتحقق من معنى (الإرث النبوي) في الحديث العظيم، المشار إليه آنفاً، مِنْ قولِه صلى الله عليه وسلم: (مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَطْلُبُ فِيهِ عِلْماً سَلَكَ اللهُ بِهِ طَرِيقاً مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ. وَإنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ؛ رِضاً بِمَا يَصْنَعُ! وَإنَّ العَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ في السَّمَاوَاتِ وَمَنْ في الأرْضِ! وَالْحِيتَانُ في جَوْفِ الْمَاءِ! وَإنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى العَابِدِ كَفَضْلِ القَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الكَوَاكِبِ! وَإنَّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأنْبِيَاءِ! وَإنَّ الأنِْيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَاراً وَلاَ دِرْهَماً، إنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ! فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ .. !) () فأيُّ إِرْثٍ هذا وأيُّ عِلْمٍ؟ ولن نذهب في التساؤل بعيدا؛ فَلِأَبِي هريرة - رضي الله عنه - إشارةٌ لطيفةٌ في هذا السياق، مِنْ مُبَادَرَةٍ تربويةٍ عجيبةٍ ذاتِ طابعٍ تعليمي، قام بها هو شخصيا؛ لتوجيه جيل التابعين، وذلك (أنه – رضي الله عنه - مَرَّ بسوق المدينة، فوقف عليها، فقال: يا أهلَ السوق! ما أعْجَزَكُمْ؟ قالوا: وما ذاك يا أبا هريرة؟ قال: ذاك مِيرَاثُ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُقَسَّمُ وأنتم ههنا! ألاَ تذهبون فتأخذون نصيبَكم منه؟ قالوا: وأين هو؟ قال: في المسجد. فخرجوا سِرَاعاً، وَوَقَفَ أبو هريرة لهم؛ حتى رجعوا، فقال لهم: مَا لَكُمْ؟ قالوا: يا أبا هريرة، فقد أتَيْنَا فدخلنا فَلَمْ نَرَ فيه شيئا يُقَسَّمُ! فقال لهم أبو هريرة: وما رأيتم في المسجد أحَداً؟ قالوا: بَلَى! رأينا قوماً يُصَلُّونَ، وقوماً يقرؤون القرآن، وقوماً يتذاكرون الحلالَ والحرامَ. فقال لهم أبو هريرة: وَيْحَكُمْ! فذاكَ مِيرَاثُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم!) () فكيف هو ذلك الميراث على التفصيل؟ من صلاةٍ وقرآنٍ وأحكامٍ .. ؟ وكيف العِلْمُ به؟ وكيف يكون تنزيلُ حقائقِه في زماننا هذا تربوياً ودعوياً؟ وعلى أي منهاج؟ وعلى أيِّ صِفَةٍ يكون العِلْمُ به مُجَدِّداً للدين؟ ثم ما الْمِقْدَارُ الكافي منه لإضفاء صفة (العَالِمِيَّةِ) على حاملِه؟ - الثاني: موتُ عددٍ كبير من علماء الجيل الماضي، في المشرق والمغرب. والحالُ أنَّ خَلَفَهُمْ – ممن انتسب إلى العلم - دونهم بكثير علما وخلقا. وقد فقدنا في المغرب مِنْ أساطين العلم الكثير، رحمة الله عليهم جميعا. وهم أشياخنا وأشياخ أشياخنا، من أمثال: الشيخ العلامة أديب الفقهاء عبد الله كنون، وشيخ المفسرين المغاربة العلامة محمد المكي الناصري، والعلامة المحقق محمد بن عبد الهادي المنوني، ومسند القراءات القرآنية بالمغرب العلامة الحاج المكي بن كيران، وحجة المذهب المالكي خاتمة علماء القرويين العلامة عبد الكريم الداودي، ومُحَدِّثِ المغرب العلامة الحافظ عبد الله بن الصديق الغماري، وعالم سوس الكبير الشيخ جبران المسفيوي، والعالِم الداعية الدكتور محمد تقي الدين الهلالي، والشيخ محمد الزمزمي الغماري آل بن الصديق، وأضرابهم كثير ممن لا يمكن حصرهم في مثل هذا السياق. رحمة الله عليهم جميعا، على اختلاف مشاربهم، وتنوع مداركهم، وتعدد معاركهم، فقد كان في ذلك كله إغناء للبلاد والعباد. والحقيقة الْمُرَّةُ أن الْخَلَفَ يكاد ينطبق عليه تمثل أم المؤمنين عائشة بقول لبيد رضي اله عنهما: ذَهَبَ الَّذِينَ يُعَاشُ فِي أَكْنَافِهِمْ ... وَبَقِيتُ فِي
(يُتْبَعُ)
(/)
خَلَفٍ كَجِلْدِ الأَجْرَبِ! () - الثالث: انقطاع تدريس العلم الشرعي على وجهه الحقيقي؛ بما أدى إلى انقطاع تخرج العلماء بالمفهوم الأصيل للكلمة. فقد عانت الجامعات الإسلامية والمعاهد الشرعية عبر أغلب أقطار العالم الإسلامي – إلا قليلا - من أزمة ما سُمِّيَ بقضية (تحديث) أو (إصلاح) برامج التعليم، وذلك عبر فترات ومراحل متتاليات، تدرجت – مع الأسف - من الأعلى إلى الأدنى! بما أخرجها عن وظيفتها الحقيقية، وعَقَّمَ رحمها تعقيما! فوجب تنبيه طلبة العلم إلى ما ينبغي انتهاجه للتحقق بمفهوم "العَالِمِيَّةِ"، ولو على طريق العِصَامِيَّةِ، وإحياء عزيمة الرحلة في طلب العلم؛ لتتبع ما بقي من عناصر هذا المعنى العظيم في البلاد، وصياغته في حيوية علمية جديدة، بجيل رباني جديد. - الرابع: تَرَامِي عَدَدٍ من أهل الأهواء والنوازع السياسية على وظيفة العَالِمِيَّةِ، والتلبس بمفهومها بغير حق؛ إذْ صارت حقيقتُها غريبةً بين الناس؛ حتى صار من الصعوبة لدى العامة تمييزُ العَالِمِ من غير العالِم. وتداخلت في الأذهان مفاهيمُ كثيرة، كمفهوم الواعظ، والداعية، والأستاذ، والمثقف، وهلم جرا. والحقيقةُ أنَّ كُلَّ وَصْفٍ من أولئك ليس بالضرورة يَسْلُكُهُ في مفهوم: (العالِم)! فأدى هذا الاختلاط إلى كثير من المفاسد بما حدث من الترامي على وظيفةٍ من أخطر الوظائف في الأمة! ألاَ وهي وظيفة الإفتاء؛ لِمَا يتنج عنها – إنْ لم يُتَقَّ اللهُ فيها - من غلو في الدين، كآفة التكفير بغير حق، وسفك الدماء، وانتهاك الأعراض، واستباحة أموال الناس، واغتصاب أمنهم وأمانهم! أو آفة الغلو المضاد، كالتسيب الْمُمَيِّعِ للدين، والتجرؤ على استباحة المحرَّمات القطعية؛ استنادا إلى ما يشبه الدليل وليس بدليل! والقولِ على الله بغير علم! والإفتئات على النصوص الشرعية بما لم تنطق به، وبما لم تُسَقْ إليه أصالةً ولا تَبَعاً .. ! زاد الطينَ بلةً أنَّ طائفةً ممن انتسبوا إلى العلم الشرعي؛ تعلما وتعليما؛ لم يأخذوا منه إلا أشباحَ معارفَ وأشكالَ أحكامٍ؛ دخلوا بها في جَدَلٍ عقيم مع الناس، غير مراعين حالَ الزمان وأهله؛ فنفَّرُوا أكثر مما يسروا، وبددوا أكثر مما جددوا .. ! وقد عُلم أنما العلمُ الحقُّ تربيةٌ وأخلاقٌ، وأن «العلم بأمر الله» لا يكتمل حتى يكون «علما بالله»! كما سيأتي بيانُه بحول الله. وكم من شخص اشتغل بالعلم، فانحرط به – قبل أن يتمكن من حِكْمَتِهِ - في تبديع الناس وتفسيقهم، أو ربما تكفيرهم؛ بما بَدَا لَهُ من هوة وفروق بين حقائق النصوص وحياتهم. وقد عُلِمَ بَدَاهَةً أنَّ العِلاَجَ ليس في أن تقول للمريض: «يَا مَرِيضُ .. !» فسقط فيما حَذَّرَ الناسَ منه، من ابتداع منهجي مُدَمِّرٍ! وذلك بما أتلف من موازين المنهج الشرعي في الاشتغال بالعلم؛ تربيةً وتزكيةً! ووقعت عليه عِلَّةُ الغضبة النبوية المنهجية، عندما انتهر رسولُ الله صاحبَه بما أطال على الناس في صلاته، فقال له صلى الله عليه وسلم: (أَفَتَّانٌ أنْتَ .. !؟) (). هذا من جهة. ومن جهة أخرى؛ وفي ظروف غياب المفهوم الحقيقي "لِلْعِلْمِ" و"الْعُلَمَاءِ"، في زمان تداخل المصطلحات، واطضراب المفاهيم؛ تَصَدَّى كثير من عشاق "النجومية" ومحبي الزعامات؛ لمجال "العمل الإسلامي التنظيمي"، مستغلين حالة الفراغ العلمي التي تعاني منها الأمة في مجمل بقاعها! وتخلي من بقي من العلماء عن دورهم التاريخي في حمل رسالة التجديد؛ بما رضوا – مع الأسف - من متاع الحياة الدنيا! إلا من رحم الله منهم، وقليل ما هم! () فتَصَدَّرَ الأدْعِيَاءُ واجهةَ العمل الإسلامي، محققين نبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم بما عُرِفَ في السنة بحديث (قَبْضِ الْعِلْمِ)، الواقع في فتنة آخر الزمان: (إن الله تعالى لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعاً يَنْتَزِعُهُ من العبادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حتى إذَا لَمْ يُبْقِ عَالِماً؛ اتَّخَذَ الناسُ رُؤُوساً جُهَّالاً، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ؛ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا .. !) () وقد تَرْجَمَ الإمامُ البخاري لهذا الباب ترجمةً فيها من العلم والحكمة الشيء الكثير، مما لو تَدَبَّرَهُ المرء لخرج منه بفقه عظيم؛ يُبَصِّرُهُ بطبيعة الأزمة في زماننا هذا حقا! قال رحمه الله: (باب كيف يُقْبَضُ العلم،
(يُتْبَعُ)
(/)
وكَتَبَ عمرُ بنُ عبدِ العزيز إلى أبي بكر بن حزم: انْظُرْ مَا كانَ من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فَاكْتُبْهُ! فإني خِفْتُ دُرُوسَ العِلْمِ! وذَهَابَ العلماء! () ولا تقبل إلا حديث النبي صلى الله عليه وسلم! ولْتُفْشُوا الْعِلْمَ ولْتَجْلِسُوا حَتَّى يَعْلَمَ مَنْ لاَ يَعْلَمُ! فإنَّ العِلْمَ لا يَهْلِكُ حتى يكون سِرّاً!) وهذا والله من أعظم الْحِكَمِ وأبلغها! (لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ!) (ق:37). ولو وضعتَ على نَاظِرَيْكَ بصيرةَ هذا الحديث النبوي الشريف لوجدت هذا شأن كثير من الزعامات الباطلة في المجال الديني، ممن تصدوا للشأن "الإصلاحي" بغير علم، إذِ الحالُ أن لا علاقة لهم بالعلوم الشرعية ولا هم من أهل صناعتها، علميا وتربويا. فبادروا في ظروف الاضطراب المفهومي المعاصر والفراغ العلمي الرهيب؛ لاعتلاء منابرها بغير حق؛ فضلوا وأضلوا فعلا! حيث اختلط على الناس - بسببهم كما أشرنا - مفهومُ "الواعظ"، أو "الكاتب" في الشؤون الدينية؛ بمفهوم "العَالِم"، الذي هو مقصود النصوص القرآنية والأحاديث النبوية، في سياق الوِرَاثَةِ النبوية، والذي هو المخاطَبُ الأساس بحمل رسالة التجديد في الأمة. فكان أن أدى هذا الاختلاط إلى تدبير الشأن الدعوي من قِبَلِ هؤلاء بإشاعة الخرافات والضلالات في العقائد والعبادات؛ مما أحدث فِتَناً وانحرافات شتى في مجال الدين والتدين! والله المستعان! ألا وإنَّ كُلَّ عَمَلٍ "إسلامي" لا يَتَصَدَّرُهُ الْعِلْمُ الشرعي، ولا يُؤَطِّرُهُ عُلَمَاءُ الشَّرِيعَةِ فهو بَاطِلٌ بَاطِلٌ! ولن يقود إلا إلى المهالك والضلال! () والنصوص القرآنية والحديثية في هذا المعنى أكثر من أن تُحصى! () فهذه القاعدة من القطعيات الشرعية والكليات الدعوية. وما يضل عنها إلا أعمى! وما أفلح فاجِرُ بني إسرائيل الذي قَتَلَ تِسْعاً وتسعينَ نفساً حينما قَصَدَ عَابِدَهُمْ؛ فأفتاه بالجهل؛ فأتمَّ به المائة! ولكنه أفلح وفاز لَمَّا قَصَدَ عَالِمَهُمْ؛ فكان بتوجيهه الحكيم من التائبين! فتلقته ملائكة الرحمة والغفران. () وإنما العَالِمُ: هو الفَقِيهُ الرَّبَّانِيُّ الْحَكِيمُ، الذي يُرَبِّي بِصِغَارِ العِلْمِ قَبْلَ كِبَارِهِ، كما سيأتي بيانُه مفصلا بحول الله. ولكنْ لَمَّا عَزَّ وجود مثل هذا في زماننا؛ التف بعض الشباب حول من أحسن دغدغة عواطفهم النفسية الجريحة، بما يعانون من التهميش الاجتماعي، والظلم السياسي؛ فاختلطت في أنفسهم مشاعر التدين بمشاعر الرغبة في الانتقام لأوضاعهم الاجتماعية المتردية؛ مما أنتج أجساما تنظيمية قد تتحول في بعض الأحيان إلى خلايا سرطانية، تستوعب الشباب بصورة تجميعية متضخمة؛ لتقتل مواهبهم الإبداعية، وتحجم طاقاتهم الإنتاجية، وتحصرها في اجتهادات إملائية تلقينية، لا تدع مجالا للتفكير العلمي الحر! وهي - قبل ذلك وبعده - تشط بعيدا عن مراتب الأولويات الشرعية للأمة، الراجعة إلى موزاين الشريعة لا إلى العواطف والأهواء! () مما أدى إلى حصر كثير من مظاهر الصحوة الإسلامية المعاصرة في مأساة ما سميناه بآفة (التنظيم الميكانيكي). وقد بَيَّنَّا في دراسة سابقة أن (من أخطر أخطاء العمل الإسلامي المعاصر الوقوعَ في شَرَكِ تحزيب الإسلام!) () مما أعطى فرصة للدوافع السياسية الجزئية في التحكم في القضايا الكلية للدعوة الإسلامية، وتهميش دور العلم والعلماء! وبهذا اضطربت الموازين، واختلت المقاييس؛ فكان التضخمُ السياسي في العمل الديني، وكان الانحرافُ في التصور والممارسة! () وصار التشنج في الخطاب هو السمةَ الغالبةَ على قِطَاعٍ عَرِيضٍ من هذه التنظيمات! بعيدا عن قواعد العلم بالله وبأمره! إلا قليلاً قليلاَ! والخبير بأحوال البلاد والعباد، وبميزان التدافع العالمي اليوم، يدرك بوضوح أن مثل هذه الاتجاهات التي تتحرك بمقتضى ردود الأفعال المتشنجة؛ إنما هي لعبة - من حيث تدري أو لا تدري - بيد المخابرات الأجنبية، تتحرك في وقت معلوم، وبشكل معلوم، كالدمى، في الاتجاه الذي يخدم مصلحة (الآخر). وعَمَلُ (الآخَرِ) ليس بالأسلوب البليد، الذي يكون فيه ممليا بصورة مباشرة على هذه الحركة أو تلك، كلا طبعا! وإنما هو يقوم بما نسميه بـ (اللعب العالي!) حيث يصنع الظروف والاستفزازات، التي من شأنها أن تحرك
(يُتْبَعُ)
(/)
كلَّ ذي هوى! ثم يُلقي بوسائطه المندسة في هذه الأجسام المريضة؛ ما يشاء من زخرف القول غروراً. فَيُخْرِجُ المظاهرات الضخمة، والاستعراضات العريضة، ويصنع الصدامات مع السلطات، هنا وهناك؛ لتأديب هذا النظام أو ذاك، أو الضغط على هذه السلطة أو تلك! أو لتمرير قرار سياسي يحد من نشاط العمل الديني وحريته؛ ما كان له أن يُمَرَّرَ لولا رد الفعل البيلد الذي صدر عن هؤلاء! والجماهير الغافلة المستغفلة – في غياب القيادات العلمية الرشيدة - تهتف صادقةً بجهلها، مستجيبةً للزعماء الْجَهَلَةِ بالدين، سائرةً نحو خراب الدين! باسم "الدين"، و"الدعوة إلى الدين"، و"الجهاد في سبيل الله" و"نُصْرَةِ المستضعَفِين"، محقِّقَةً بشعاراتها هذه وأضرابِها؛ مَنَاطَ حِكْمَةِ عَلِيٍّ بنِ أبي طالب رضي الله عنه؛ عندما عَلَّقَ على شعارات خصومه يومئذ، إذْ رفعوها بما يُظهر قصد الاحتكام إلى كتاب الله؛ فقال قولته المشهورة: (حَقٌّ أُرِيدَ بِهِ بَاطِلٌ!) وإنَّ ذلك في زماننا هذا لهو من أعظم المحن والفتن! وإنما يكشف مثل هذا الزيف العظيم اليوم – مما تداخل فيه الكيدُ الخارجي بالكيد الداخلي - العلماءُ الفقهاءُ، والربانيون الحكماء! ولو حاسبنا أنفسنا صادقين بما دَاخَلَهَا من ضلالات وأهواء، في مجال "العمل الديني والدعوي"، وكشفنا ظلماتها - ترغيبا وترهيبا - بنور قول الله تعالى: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالاَخْسَرِينَ أَعْمَالاً؟ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسِبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا!) (الكهف:99)؛ لراجعنا كثيرا من مقولاتنا وأفكارنا، ولَرَتَّبْنَا لآخرتنا ترتيبا آخر. ولكنْ قَبَّحَ اللهُ الأهواءَ! ما أشدها على النفوس! ورحم الله أبا الوليد البَاجِّي لِمَا دَبَّجَ من الحكمةِ في وصيته، حيث قال رحمه الله: (فَكَمْ مِنْ عَامِلٍ يُبْعِدُهُ عَمَلُه من رَبِّهِ! ويُكْتَبُ مَا يَتَقَرَّبُ به مِنْ أكْبَرِ ذَنْبِهِ! والْعِلْمُ لا يُفْضِي بصاحبه إلا إلى السعادة، ولا يقصر به عن درجة الرِّفْعَةِ والكَرامَةِ.) () ولكن قدر الله ألاَّ يقعَ شيءٌ إلا بميزانِه، وفي وَقْتِهِ وإِبَّانِهِ، وللهِ الأمرُ مِنْ قَبْلُ ومِنْ بَعْدُ! ومن هنا لم يزل إلحاحنا على طلابنا بأن المخرج من الأزمة إنما هو تجديد إشاعة "العلم"! نعم؛ العلم بمفهومه القرآني الشامل، أي: بما فيه من معنى تنزيل حقائقه في واقع الأمة، بصورة منهجية وعمق تربوي هادف، شيئا فشيئا. وذلك هو العلم بمعنى الحكمة! العلم الذي يُنِيرُ العقولَ، ويحيي اللهُ به القلوبَ، ويجدد الناسُ به العهد مع الله. وقد أخرج الإمام أبو عمر بن عبد البر - رحمه الله – في كتابه العظيم "جامع بيان العلم وفضله"؛ بسنده إلى مالك بن أنس، رحمه الله ورضي عنه: (أنَّه بَلَغَهُ أنَّ لُقْمَانَ الحكيمَ قَالَ لاِبْنِهِ: يَا بُنَيَّ! جَالِسِ العُلَماءَ وزَاحِمْهُمْ بِرُكْبَتَيْكَ! فإنَّ اللهَ يُحْيِي القلوبَ بِالْحِكْمَةِ، كما يُحْيِي الأرضَ الميتةَ بِوَابِلِ السَّمَاءِ!) (). هذا؛ وقد كانت رغبتنا قديمة في كتابة رسالة حول مفهوم "العالِم" و"العالِمِيَّةِ" تساعد على إزالة الغبش عن الأنظار في تحديد دلالة هذا المصطلح؛ لإحسان توظيفه وتنزيل حقائقه. ولم يزل بعض طلابنا النجباء، ممن أكرمهم الله تعالى بسلامة الصدر، وصحة العزيمة على التفرغ لواجب الاشتغال بالعلم، وحمل أمانته في الأمة إن شاء الله؛ تعبدا لله، وتجديدا لدينها؛ يلحون علينا بوضع برنامج تكويني في مجال العلوم الشرعية، يراعي أفضل الطرق وأجداها للتحقق بوصف "العالِمِيَّةِ"؛ عسى أن يكون إفناء أعمارهم فيما ينفعهم وأمتهم، ويضاعف أجورهم يوم القيامة إن شاء الله، مستبشرين بأحاديث الرسول الكريم في فضل العلم والعلماء، كقوله صلى الله عليه وسلم: (فَضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ كفضلي على أدناكم! إنَّ الله - عز وجل – ومَلائِكَتَهُ، وأهلَ السمواتِ والأرض، حتى النملة في جُحْرِهَا! وحتىَّ الحوت! لَيُصَلُّونَ علَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرِ!) (). بَيْدَ أني بقيت إزاء هذا الأمر بين إقدام وإحجام زمناً؛ أفكر في الأمر ثم أرجئه! ولم أزل كذلك في تردد من أمري؛ لخطورة مثل هذا الأمر من الناحية المنهجية؛ حتى وقعت بيدي ورقات عظيمة النفع لأحد أعلام علماء
(يُتْبَعُ)
(/)
الأندلس، وأحد أعمدة المذهب المالكي بها، روايةً ودرايةً، واجتهاداً وتجديداً. ألاَ وهو: الإِمَامُ العُمْدَةُ أَبُو الْوَلِيدِ سُلَيْمَانُ بْنُ خَلَفٍ البَاجِّي (ت:474 هـ) رحمه الله. والورقاتُ هي عبارة عن "وَصِيَّةٍ لِوَلَدَيْهِ" (). وقد ذكرها ابن فرحون المالكي في "الدِّيبَاجِ الْمُذَهَّبِ"؛ ضمن مصنفات أبي الوليد البَاجِّي، عند ترجمته، وسماها: (كِتَابَ النَّصِيحَةِ لِوَلَدَيْهِ) (). ونَصُّها يقطع بنسبتها إلى الباجي رحمه الله. وهي وصية علمية منهجية تربوية. جامعة مانعة شاملة. حَرِيٌّ بمن أخذ بها أن يتقلد منصب العَالِمِيَّةِ حقا وصدقا، ويتصف بمقتضياتها خُلُقاً ومَلَكَةً وكَسْباً. فأعجبتُ بها أيما إعجاب! خاصة وأنها كُتبت بأسلوب أدبي رفيع، ونثر فني راق! يدل على ما كان للأندلسيين - على غير عادة كثير من الفقهاء في بلاد أخرى - من ذوق فني عالٍ في اللغة والأدب؛ بما يشجع على قراءة كتبهم والنهل من مصنفاتهم. ولذلك فقد قرأت كلماتها مراراً، ورَدَّدْتُ عباراتها تكرارا .. ! وقد جاءت مدبجة بحكم ونصائح عز نظيرها! إذْ ضَمَّنَهَا المؤلِّفُ - رحمه الله - أنظمةً دقيقة في مراتب التعليم ومناهجه، وتحديد أولوياته، ثم ما ينبغي للعالم الحق، وما لا ينبغي له من أمور الأخلاق وأنواع العلاقات. ومن هنا أهمية هذه الوصية التي جاءت - على قلة حجمها - رسالة في غاية النفاسة والنفع. خاصة وأنها صدرت عن عالم عظيم، ذي باع طويل وتجربة عميقة في مجال طلب العلم وتعليمه، والاشتغال به؛ تربيةً وتزكيةً، ونشراً وتجديدا، في ظروف شتى، من العسر واليسر، والخوف والأمن، والسفر والحضر! فكيف لا تكون عظيمة وهي كذلك؟ وكيف لا والحاجة إلى مثلها في زماننا هذا ماسة شديدة؟! ثم ما كان بعد ذلك إلا أن استعنتُ اللهَ على دراستها، وتفصيل مجملاتها، وبيان إشاراتها، في مجال التربية والتعليم، على طريق تحقيق مفهوم "العَالِمِيَّةِ"، وبيان ما يلزم طالب العلم ليكون "عَالِماً" حَقّاً. مع محاولة تحقيق مناط قواعدها على زماننا هذا، بما يراعي ظروف العصر وحاجاته الجديدة، في سياق موازين التدافع الحضاري، والتحديات العَالَمية الكبرى؛ عسى أن نسهم بذلك في إزالة بعض الغبش اللاحق بهذا المفهوم الحيوي، في بنية الشريعة الإسلامية، سيراً في طريق استئناف حياة إسلامية جديدة. والله وحده المستعان، وعليه التكلان. ومن هنا جاءت هذه الرسالة في مقدمة، وأربعة فصول، وخاتمة. فكان الفصل الأول في الإمام أبي الوليد الباجِّي ووصيته، ولذلك جاء في مطلبين: الأول في عرض ترجمة الباجي، والثاني: في بيان العنَاصِرِ الأسَاسِيَّةِ لوَصِيَّتِه، والفصل الثاني: في محاولةِ تحديدِ مَفْهُومِ "العَالِمِ" و"الْعَالِمِيَّةِ"، والفصل الثالث: في بيان الأصول الأربعة للعلوم الشرعية، والفصل الرابع في محاولة وضعِ بَرْنَامَجٍ تكويني لِلْعَالِمِيَّةِ. ثم كانت الخاتمةُ كَارَّةً على ما سبق بِعِبْرَةٍ جامعة. ثم ذَيَّلْتُ الرسالةَ بِمُلْحَقٍ ضَمَّنْتُه نَصَّ وصية أبي الوليد الباجي كاملة؛ حتى تُقرأ بِتَأَنٍّ في غير سياق الدرس والشرح؛ عسى أن تكون عِبرةً للمعتبرِين، وعِظَةً للمتعظين، إذْ في ثناياها وصايا جزئية، وحِكَمٌ تفصيلية، مما لم نتعرض له بالتفصيل إلا في إطار الكليات التي درسنا. لكنها جزئياتٌ ثمينة جدا في ذاتها وسياقها، تُشَدُّ إلى مثلها الرحال! وإنما الْمُوَفَّقُ من وفقه الله. (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفُُ رَّحِيم) (الحشر:10).
وكتبه بمكناسة الزيتون: عبد ربه، راجي عفوه وغفرانه، فريد بن الحسن الأنصاري الخزرجي، عفا الله عنه، وغفر له ولوالديه ولسائر المسلمين، وكان تمام تصنيفه وتنقيحه بحمد الله يوم: الخميس، تاسع عشر ذي الحجة، من عام: 1426هـ، الموافق لتاسع عشر يناير من عام: 2006م. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.(/)
المصحف الالكتروني بالمجان لذوي الاحتياجات الخاصة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Oct 2006, 11:46 م]ـ
المصحف الالكتروني بالمجان لذوي الاحتياجات الخاصة
(المعاقين)
للحصول على نسخة
اتصل على
012179110
احتسب في نشر هذه الفكرة
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[04 Oct 2008, 07:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه اللافتة،
لكن لي استفسار بسيط هل هذا داخل بلاد الله الحرام وحسب أم يمكن للمعاقين خارجها الحصول على نسختهم من المصحف الإليكتروني، وإن كانت الإجابة بنعم، فكيف السبيل إلى ذلك،
وفقكم الله لخدمة العلم وأهله.
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Oct 2008, 09:30 م]ـ
أخي الكريم وليد وفقه الله
لستُ أعرف جواباً لسؤالك لبعد العهد بهم، ولكن لعلك تتصل بهاتفهم وتسألهم ولا أظنه مقصوراً على داخل السعودية إذا صدق طالب النسخة في طلبه.
0096612179110
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[04 Oct 2008, 09:50 م]ـ
الفاضل الدكتور عبد الرحمن حفظه الله
جزاكم الله خيرا وجعله الله في ميزان حسناتكم
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[05 Oct 2008, 01:41 ص]ـ
الاحبة الكرام
لازل العرض قائما لكل محتاج من ذوي (القدرات) الخاصة في اي مكان(/)
أتشرف بأن أكون أول المهنئين بعيد الفطر المبارك
ـ[ابو يزيد]ــــــــ[22 Oct 2006, 08:04 ص]ـ
رحل شهر القرآن - وإنا على فراقه لمحزونون - .. وحل عيد الفطر السعيد .. وبهذه المناسبة أقول: تقبل الله منا ومنكم
وكل عام أنتم بخير وإلى الله أقرب
اخوكم: ابو يزيد - 29/ 9/1427هـ الساعة 59:7 صباحا
ـ[بسملة]ــــــــ[22 Oct 2006, 10:09 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
أبو يزيد
وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
ـ[أبو علي]ــــــــ[22 Oct 2006, 11:01 ص]ـ
كل عام وأنتم بخير.
عيدكم مبارك سعيد.
ـ[عبدالقادر]ــــــــ[22 Oct 2006, 02:44 م]ـ
كل عام وأنتم بخير وأسأل الله منه القبول
هذه تحيات من أرض الغربة لكل من عرف الحق والتزم بكلمة التقوى
أرجو من أعضاء المنتدى الدعاء بالثبات والتوفيق لنا في هذه الأرض الظالم أهلها
وشكرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Oct 2006, 05:16 م]ـ
نبارك للجميع بحلول عيد الفطر المبارك، ونسأل الله أن يتقبل منا جميعاً الصيام والقيام والدعاء، والحمد لله على فضله وإحسانه وامتنانه.
الله أكبر أكبر لا إله إلا الله.
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
قبيل غروب شمس 30/ 9/1427هـ بخمس دقائق!
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[22 Oct 2006, 06:35 م]ـ
جعلني الله وإياكم من الفائزين ..
وأدام علينا نعمة الإسلام والإيمان والقرآن ..
ونعمة المحبة فيه والاجتماع من أجله على ما يحب ويرضى ...
وكل عام وأنتم بخير
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[22 Oct 2006, 06:52 م]ـ
تقبل الله مني ومنكم
وجبر الله قلبي وقلوبكم على فراق شهر رمضان ... والله المستعان
ـ[المسيطير]ــــــــ[22 Oct 2006, 06:59 م]ـ
المشايخ الأفاضل /
الإخوة الأكارم /
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وتجاوز عن التقصير والزلل والإهمال.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
أسأل الله تعالى أن يعاملنا بلطفه، وأن يسبغ علينا نعمه، وأن يمنّ علينا برحمته ومغفرته.
ـ[الجكني]ــــــــ[23 Oct 2006, 02:28 ص]ـ
تقبل الله الصيام والقيام وأعاد العيد علينا وعلى جميع المسلمين بالخير والعافية والرفعة الحسية والمعنوية0
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[23 Oct 2006, 03:59 ص]ـ
كل عام وأنتم بخير ....... تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[23 Oct 2006, 04:01 ص]ـ
كل عام وأنتم بخير وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[23 Oct 2006, 12:11 م]ـ
تقبل الله منكم الصلاة، والصيام، والقيام، وصالح الأعمال
عيدكم مبارك، وكل عام وأنتم بخير.(/)
كلّ عام وأنتم بخير ... وعساكم من عوّاده
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[22 Oct 2006, 08:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقبل الله طاعتكم، وكلّ عام وأنتم بخير
http://img327.imageshack.us/img327/3349/9rq4.jpg
وعساكم من عوّاده
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Oct 2006, 05:17 م]ـ
بارك الله فيكم يا دكتور مروان، وعيدكم مبارك. ونسأل الله للجميع القبول والمغفرة، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[22 Oct 2006, 06:24 م]ـ
عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير
ـ[المسيطير]ــــــــ[22 Oct 2006, 07:01 م]ـ
المشايخ الأفاضل /
الإخوة الأكارم /
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وتجاوز عن التقصير والزلل والإهمال.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
أسأل الله تعالى أن يعاملنا بلطفه، وأن يسبغ علينا نعمه، وأن يمنّ علينا برحمته ومغفرته.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[23 Oct 2006, 12:56 ص]ـ
أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الطاعات ويجعلنا من الفائزين.
ـ[الباجي]ــــــــ[23 Oct 2006, 11:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشايخنا الكرام ...
تقبل الله طاعتكم ... وأدام مودتكم ... وكل عام وأنتم جميعا بألف خير ... ومبارك عليكم العيد السعيد وعلى جميع أهاليكم وأحبابكم ... و جميع المسلمين.
ـ[السائح]ــــــــ[23 Oct 2006, 11:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشايخنا الكرام ...
تقبل الله طاعتكم ... وأدام مودتكم ... وكل عام وأنتم جميعا بألف خير ... ومبارك عليكم العيد السعيد وعلى جميع أهاليكم وأحبابكم ... و جميع المسلمين.
آمين-----(/)
الإعجاز التشريعي في القرآن الكريم: المواريث وصلتها بالاقتصاد 1
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[23 Oct 2006, 04:28 ص]ـ
1 - تعريف الإرث لغة:
الإرث هو البقاء وانتقال الشيء من قوم إلى آخرين، يقول ابن فارس (ت 395 هـ) " الواو والراء والثاء: كلمة واحدة، هي الورث. والميراث أصله الواو، وهو أن يكون الشيء لقوم ثم يصير إلى آخرين بنسب أو سبب ".
" و أورثه الشيء أبوه، وهم ورثة فلان، وورثه توريثا أي أدخله في ماله على ورثته، وتوارثوه كابرا عن كابر ... وأورثه الشيء: أعقبه إياه. وأورثه المرض ضعفا، والحزن هما، كذلك. وأورث المطر النبات نعمة، وكله على الاستعارة والتشبيه بوراثة المال والمجد ".
و" أصل الوراثة انتقال قنية إليك من غيرك، من غير عقد ولا جار مجرى العقد، ثم تطلق الوراثة والإرث على نفس المال المنتقل عن الميت، ويقال لها ميراث، وإرث وتراث. وقد يكون الإرث بمعنى البقاء ".
ويقال الإرث في الحسب، والورث في المال.
2 - مفهوم الإرث في القرآن الكريم:
وردت مادة (ورث) ومشتقاته في القرآن الكريم خمسا وثلاثين مرة، موزعة على عشرين سورة على الشكل التالي:
رقم السورة اسم السورة رقم الآية
2 البقرة 233
3 آل عمران 180
4 النساء 11
4 النساء 12
4 النساء 19
4 النساء 176
7 الأعراف 43
7 الأعراف 100
7 الأعراف 128
7 الأعراف 137
7 الأعراف 169
15 الحجر 23
19 مريم 6
19 مريم 40
19 مريم 63
19 مريم 80
21 الأنبياء 89
21 الأنبياء 105
23 المؤمنون 10
23 المؤمنون 11
26 الشعراء 59
26 الشعراء 85
27 النمل 16
28 القصص 5
28 القصص 58
33 الأحزاب 27
35 فاطر 32
39 الزمر 74
40 غافر 53
42 الشورى 14
43 الزخرف 72
44 الدخان 28
57 الحديد 10
89 الفجر 19
ويمكننا أن نجمل المعاني التي ورد بها لفظ (ورث) ومشتقاته في القرآن الكريم في المعاني التالية:
1 - صفة لله تعالى: وذلك في قوله تعالى:
? إنا نحن نرث الأرض ?
ومنه قوله تعالى:
? ولله ميراث السماوات والأرض ?
فالله سبحانه هو " الباقي بعد فناء خلقه وزوال أملاكهم، فيموتون ويرثهم ".
2 – المال المنتقل عن الميت، ويقال ميراث، وإرث، وتراث، كقوله ?:
? وتأكلون التراث أكلا لما ?
... ويتعدى ورث بنفسه لواحد، فإذا دخلت عليه الهمزة أكسبته آخر، قال ?:
? وورث سليمان داود ?
3 - حصول الأشياء بلا تعب، ويقال لكل من خول شيئا مهنئا أورث، وما وصل إليه إرث، قال ?:
? تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا ?
4 – بقاء العلم والنبوة، ومنه قوله ?:
? وليا يرثني ويرث من آل يعقوب ?
" أي يرث العلم والنبوة، تمنى بقاء العلم والنبوة في عقبه، فإن الأنبياء لا يورثون المال، إنما يبورثون العلم ".
5 – الاستخلاف والتمكين، ومنه قوله تعالى:
? أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ?
وقوله تعالى:
? إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده ?
وقوله تعالى:
? وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده و أورثنا الأرض ?
" واستعمل لفظ الوراثة لكون ذلك بغير ثمن ولا منة ".
6 - الاستفادة، " ويقال ورثت علما من فلان أي استفدت منه "، ومنه قوله تعالى:
? فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ ?
? قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ?
3 – المبحث الثالث: تعريف الفرائض لغة:
الفرائض مشتق من مادة (فرض)، ونص ابن فارس (ت395 هـ) في معجمه المقاييس أن " الفاء والراء والضاد أصل صحيح يدل على تأثير في شيء من حز أوغيره ".
ولمادة (فرض) معان متعددة في اللغة، نذكر منها ما له صلة مباسرة بموضوعنا:
1 - الحز في الشيء والقطع، والجمع فروض، وفراض.
2 - التوقيت، وكل واجب مؤقت، فهو مفروض.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - التقدير، أي بيان مقدار الشيء، ومنه حديث الزكاة ? هذه فريضة الصدقة التي فرضها رسول الله ? على المسلمين ?، أي قدر صدقة كل شيء وبينها عن أمر الله تعالى.
4 - الواجب، سمي بذلك لأن له معالم وحدود، وفرض الله علينا كذا وكذا، وافترض أي أوجب. والفرض مصدر كل شيء تفرضه فتوجبه على إنسان بقدر معلوم، وافترضه كفرضه، والاسم الفريضة. وفرائض الله: حدوده التي أمر بها ونهى عنها، وكذلك الفرائض بالميراث فهي حدود وأحكام مبينة. والفارض والفرضي: الذي يعرف الفرائض، ويسمى العلم بقسمة المواريث: فرائض، ورجل فارض وفريض: عالم بالفرائض، كقولك عالم وعليم.
4 - الفرائض في القرآن الكريم:
وردت لفظة فرض ومشتقاتها في القرآن الكريم ثمانية عشر مرة، موزعة على الشكل التالي:
رقم السورة اسم السورة رقم الآية
2 البقرة 68
2 البقرة 197
2 البقرة 236
2 البقرة 236
2 البقرة 237
2 البقرة 237
2 البقرة 237
4 النساء 7
4 النساء 11
4 النساء 24
4 النساء 24
4 النساء 118
9 التوبة 60
24 النور 1
28 القصص 85
33 الأحزاب 38
33 الأحزاب 50
66 التحريم 2
ويمكننا أن نجمل المعاني التي ورد بها لفظ (فرض) ومشتقاته في القرآن الكريم في المعاني التالية:
1 - التقدير: قال تعالى:
? وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ?
أي قدرتم.
2 - القطع: قال تعالى:
? نصيبا مفروضا ?
أي مقطوعا محدودا. وقيل موفيا، وقيل معلوما.
3 - الإنزال: قال تعالى:
? إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد ?
أي أنزله.
4 - التبيين: قال تعالى:
? قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ?
أي بين.
5 - الإحلال: قال تعالى:
? ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له ?
أي أحل.
6 - الواجب: قال: تعالى:
? فمن فرض فيهن الحج ?
بمعنى: فمن أوجب فيهن الحج فأحرم.
ومنه قوله ?:
? سورة أنزلناها وفرضناها ?
أي أوجبنا العمل بها.
7 - الطاعن في السن: قال تعالى:
? لا فارض ولا بكر ?
الفارض من البقر التي طعنت في السن كأنها فرضت سنها، أي قطعته.
8 - الفريضة بعينها، قالتعالى:
? فريضة من الله ?
يعني قسمة المواريث لأهلها.
-5 - تعريف الإرث إصطلاحا:
اختار أغلب الفقهاء الترجمة لهذا الباب الفقهي بالفرائض، وذلك لأنه " جمع فريضة من الفرض وهو التقدير، لأن سهام الورثة مقدرة ".
وعلل الرازي (ت 395 هـ) تسمية الباب بالفرائض لأن " أصلها الحدود ... فكذلك الفرائض حدود وأحكام مبينة ".
و لما كان علم الفرائض مشتملا على المعاني الفرآنية السالفة الذكر " لما فيه من السهام المقدرة، والمقادير المقتطعة، والعطاء المجرد، وتبيين الله تعالى لكل وارث نصيبه، وإحلاله، وإنزاله سمي بذلك ". ومن ثم فإن الفرائض شرعا هي " نصيب مقدر شرعا للوارث ".
وعرف علم الفرائض " بأنه الفقه المتعلق بالإرث، ومعرفة الحساب الموصل إلى ذلك، ومعرفة القدر الواجب من التركة لكل ذي حق ". وهو من فروض الكفاية.
ونخلص مما سبق أن علم الفرائض، أو المواريث علم يتكلم عن الحقوق المتعلقة بالتركة وترتيبها، وأسباب الميراث، وشروطه، وموانعه، وأنواع الورثة، وبيان نصيب كل واحد، وحجب بعض الورثة حجبا كليا أو جزئيا، والعول وتصحيح المسائل، وغيرها من الأحكام والقضايا المتصلة بتوزيع التركة. ويسمى المستغل بعلم الفرائض: رجل فرضي، وفارض.
وقد رغب الرسول صلى الله عليه وسلم في تعلمه وتعليمه، يقول صلى الله عليه وسلم:
? العلم ثلاثة وما سوى ذلك فهو فضل، آية محكمة، وسنة قائمة، وفريضة عادلة ?
وقال صلى الله عليه وسلم:
? تعلموا الفرائض وعلموه فإنه نصف العلم، وهو ينسى، وهو أول شيء ينتزع من أمتي ?
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الماوردي (ت 450 هـ): " وإنما حثهم على تعلمه لقرب عهدهم بغير هذا التوارث أي وهو التوارث المتقدم، واختلف العلماء في تأويل قوله ? فإنه نصف العلم على أقوال أحسنها أنه باعتبار الحال فإن حال الناس اثنان حياة ووفاة فالفرائض تتعلق بحال الوفاة وسائر العلوم تتعلق بحال الحياة ".
كما أن الصحابة ? كانوا يحثون الناس على تعلم علم المواريث، ومن ذلك قول عمر رضي الله عنه: " تعلموا الفرائض فإنه من دينكم ".
ويحتاج علم الفرائض إلى ثلاثة علوم وهي:
1 - علم الفتوى، بأن يعلم نصيب كل وارث من التركة.
2 – علم النسب، بأن يعلم الوارث من الميت بالنسب، وبكيفية انتسابه للميت.
3 – علم الحساب، بأن يعلم من أي جنس تخرج المسألة، وحقيقة مطلق الحساب أنه علم بكيفية التصرف في عدد لاستخراج مجهول من معلوم.
أما مصادر علم الفرائض فيمكننا إجمالها في ما يلي:
1 – القرآن الكريم: ذلك أن الله ? أنزل تشريعا مفصلا لأحكام المواريث، حيث قدرها بمقادير لايجوز الزيادة عليها، ولا النقصان عنها.
2 – السنة النبوية الشريفة: فقد بين الرسول ? أحكام المواريث الواردة في القرآن الكريم، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:
? إن الله أعطى كل ذي حق حقه، ألا لاوصية لوارث ?
كما أكمل ? أحكام المواريث، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:
? ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فلأولى رجل ذكر ?
ومنه تحديده صلى الله عليه وسلم لميراث الجدة، وبنت الإبن مع البنت، والأخت مع البنت، وميراث العصبات مع أصحاب الفروض، والإرث بولاء العتاقة، وبعض شروط الإرث.
3 – الصحابة رضي الله عنهم: وقد اشتهر منهم بعلم الفرائض أربعة: علي بن أبي طالب (ت 40 هـ)، وزيد بن ثابت (ت 45 هـ)، وعبد الله بن عباس (ت 68 هـ)، وعبد الله بن مسعود (ت 32 هـ). ولم يتفق هؤلاء في مسألة إلا وافقتهم الأمة، وما اختلفوا إلا وقعوا فرادى، ثلاثة في جانب، وواحد في جانب ... وعن القفال (ت 336 هـ): أن زيدا لم يهجرله قول، بل جميع أقواله معمول بها بخلاف غيره ".
و قد أجمعوا على بعض الأحكام الأخرى، كميراث الجد عند عدم الأب، وكذا نصيب ابن الابن، ونصيب الأخت لأب.
4 – الإجماع: وهي المسائل المتعلقة بالميراث، والتي اتفق عليها أكثر علماء المسلمين، " وجلها له أصل من الكتاب أوالسنة، بعضها غير قاطع الدلالة على المعنى ". وقد أوردها ابن المنذر في (ت 318 هـ) في كتابه الإجماع، وقد بلغ عدد مسائل الميراث المجمع عليها ثلاث وخمسون مسألة.
وإذا أضفنا إليها مسائل كتاب الولاء، وعددها خمسة مسائل، ومسائل كتاب الوصايا وعددها أربعة عشر مسألة - وذلك لصلتها الوثيقة بكتاب الفرائض حيث تتضمن أحكاما متعلقة بالوصية والإرث – فإن عدد مسائل الباب تصبح إثنين وسبعين مسألة، وإذا علمنا أن عدد المسائل المجمع عليها في الكتاب هي خمسة وستون وسبعمائة مسألة تبين أن المسائل المتصلة بالفرائض هي من أكثر القضايا الفقهية المجمع عليها، مما يبين ثبات أحكام الميراث، لأنها تشريع متصل بالأسرة، وبتدبير تداول المال في المجتمع بشكل سلمي وعادل، كما أنه يبين حرص المشرع على المحافظة على التكافل الأسري، وصيانة الكيان الأسري مما يهدد سلامته واستقراره.
5 - الاجتهاد: ومجاله ضيق هنا للأسباب السالفة الذكر، ويتمثل في ترتيب الورثة، وتفصيل بعض أنواعهم التي أجملها القرآن الكريم، ولم تبينها السنة النبوية الشريفة.
ويبين السهيلي (ت هـ) كيف تتآزر هذه المصادر لإقرارصرح هذا العلم: " قال السلف من علماء الأمة: قد أبقى القرآن موضعا للسنة، وأبقت السنة موضعا للاجتهاد والرأي، ثم إن القرآن أحال على السنة بقوله ?:
? وما آتاكم الرسول فخذوه ?
وأحال الرسول صلى الله عليه وسلم بعدما بين من أصول الفرائض على زيد بن ثابت (ت 45هـ) بقوله ? في الحديث:
? وأفرضهم زيد بن ثابت ?
فصار قول زيد أصلا عول عليه الفقهاء، واستقر العمل به ".
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[14 Nov 2006, 03:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
(سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
ـالبقرة:32 ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
لاتصال نظام المواريث بالبناء العقدي، والنظم الاجتماعية والسياسية، والاقتصادية للمجتمعات البشرية، فإن الأمم السابقة كانت لديها تشريعات سماوية أو وضعية، تتضمن أحكام المواريث، وقد كانت أحكام المواريث تختلف من أمة إلى أخرى لاختلاف تصوراتها العقدية، ونظمها الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية.
نظام المواريث عند الأمم السابقة:
1 – الإرث عند قدماء المصريين: كانت الأرض ملكا للفراعنة، وكان أرشد أولاد الهالك يحل محله في زراعة الأرض والانتفاع بها، ومن ثم فإن نظام المواريث عندهم قائم على توريث أرشد أولاد المورث، فإن لم يوجد فإن التركة تنتقل إلى الأعمام، فالأصهار، فسائر العشيرة.
2– الإرث عند اليونان والرومان: التركة عند اليونانيين من نصيب أكبر أبناء الأسرة، وتكون رئاسة الأسرة له، وقد تطور عندهم نظام الميراث في القرن السادس قبل الميلاد، لتقسم التركة بين أبناء الهالك الذكور، فإن فقدوا، انتقلت التركة لأقرب عصباته.
أما الرومانيون فمن أجل المحافظة على الثروة، وتركيزها في أيدي الأسر النبيلة، وصيانته من التفتت، فإنهم ابتكروا نظاما خاصا بهم في الميراث، حيث يحرم من الميراث أولاد الصلب الذين زالت عنهم سلطة آبائهم بسبب التبني أو التحرير، ومن ثم حرموا التوارث بين الأم وأولادها، وذلك حتى لا تنتقل الثروة إلى أسر أخرى.
3 - الإرث عند أهل الكتاب: لا يجعل اليهود للبنت حظا من ميراث الأب إذا كان له ولد ذكر، فالرجل هو عماد الأسرة عندهم، ومن ثم فإنهم لا يورثون المرأة سواء كانت أما، أم زوجة، أم بنتا، أم أختا للهالك، وتنتقل التركة إلى الإبن فإن لم يوجد فإلى الأخ أو العم.
وأسباب الميراث عند اليهود تتمثل في: البنوة، والأبوة، والأخوة، والعمومة. ولذلك فإن الزوجة لا ترث من تركة زوجها إذا توفي قبلها، وهو يرثها إذا توفيت قبله.
أما النصارى فليس لهم نظام خاص بالإرث، لأن الإنجيل لم يتعرض للتشريعات التي تنظم العلاقات المختلفة، بل اقتصرت المسيحية على معالجة النواحي الخلقية والوحية، ومن ثم استنبطوا أحكام الميراث من التوراة والنظام الروماني، وفي الأردن أخذ المسيحيون بنظام الإرث الإسلامي.
4 - الإرث عند العرب: كان نظام الميراث عند العرب يقوم على الأسباب التالية:
أ – القرابة: وقد كان الإرث بالنسب عندهم مقصورا على الرجال الأشداء الأقوياء، الذين يجيدون ركوب الخيل، وحمل السلاح، ومن ثم فإنهم لايورثون الطفل الصغير ولو كان ذكرا، ولا المرأة مهما كانت درجة قرابتها، وكانوا يقولون: " لا يعطى إلا من قاتل على ظهور الخيل، وطاعن بالرمح، وضارب بالسيف، وحاز الغنيمة ".
ب – الحلف: وقد كان يقوم على تعاقد بين رجلين على النصرة. فإذا قال رجل لآخر: " دمي دمك وهدمي هدمك، وترثني وأرثك "، وقال الآخر ذلك تم التحالف والتعاقد، فإذا مات أحدهما أخذ صاحبه من ماله ما شرطه له، أو سدس ماله إن لم يكن بينهما شرط، وكان يسمى ميراث الحلف أو ميراث المعاقدة.
ج – التبني: إذا نسب الرجل إليه ولدا، وإن كان أبوه معروفا، فقال له: أنت إبني، أرثك وترثني، يصبح ولده تجري عليه أحكام البنوة كلها من الإرث، والنكاح، والطلاق، ومحرمات المصاهرة، وغير ذلك مما يتعلق بأحوال الابن الصلبي على الوجه الشرعي المعروف. و من ثم فإنه يرثه مع أبنائه الذين من صلبه، فإذا لم يوجد من يستحق منهم الميراث انفرد به.
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[14 Nov 2006, 10:33 م]ـ
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول. أما بعد:
بارك الله في فضيلة الأستاذ أحمد بزوي الضاوي على هذه الدراسة، ومما ينبغي التذكير به من القواعد في هذا المقام:
أولاً: المال مال الله والإنسان مستخلف فيه قال تعالى: " وآتوهم من مال الله الذي آتاكم " وقال تعالى:
ثانيا: المال محله الأيدي لا القلوب وروي عن الخليفة الخامس عمر بن عبد العزيز أنه قال: اجعلوا هذا المال في أيديكم ولا تجعلوه في قلوبكم. "
ثالثا: المال يجب أن يكون في الأيدي الأمينة التي تستثمره وتنميه وتزكيه وتصرفه فيما ينفع الأمة قال تعالى: " ولا توتوا السفهاء آموالكم التي جعل الله لكم قيما "
جزاك الله خيرا فضيلة الأستاذ ونحن في انتظار المزيد .... وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[16 Nov 2006, 04:54 م]ـ
إن فهم الأحكام الشرعية المتعلقة بالمواريث ذات الصلة الوثيقة بالاقتصاد الإسلامي يتطلب منا الرجوع إلى العقيدة الإسلامية باعتبارها المؤطر الحقيقي لكل جوانب حياة الإنسان المسلم.
فكثير من الناس لا يفهم سبب منع المالك من التصرف في ملكه بعد وفاته، ويعتبرون ذلك تحجيرا على الحرية الشخصية، بل هناك من يعتبر أن هناك تناقضا بين هذا الأمر وحرمة الملكية الخاصة وحمايتها.كما أنهم لا يفهمون لماذا منع المشرع التوارث بين أهل ملتين، وحرمان الكافر، والمرتد من الميراث، فضلا عن استغرابهم لإدخال بعض الأموال والحقوق ضمن التركة،وإخراج بعضها الآخر من التركة، أي مما يجري فيه الإرث،رغم أنهم يعتبرونه مالا متقوما، أو حقا له صلة بالمال.
و لايمكن فهم هذه القضايا، وإدراك الحقيقة و الحكمة، إلا بالرجوع إلى العقيدة الإسلامية، التي هي الأساس الذي تقام عليه الشريعة، فتوحيد الربوبية ينص على أن الله تعالى هو الخالق، و المالك، و المدبر. ويرتبط بتوحيد العبودية أي إنه سبحانه هو وحده المعبود بحق، فلما تفرد الله تعالى بالخلق تعين أن يتفرد بالعبادة. ويرتبط بهما توحيد الحاكمية، أي إنه سبحانه لما كان خالقا فإنه أعلم بمن خلق، ومن ثم استأثر بالتشريع رعاية لمصالح وحقوق العباد، فكان سبحانه مصدرا للتشريع والحقوق.
وتتجلى هذه العقيدة في المجال الاقتصادي، حيث يستقر في وجدان الإنسان المسلم أن المال مال الله، لأنهسبحانه وتعالى هو وحده المالك بحق:
(الحمد لله رب العالمين)
(وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه)
(وآتوهم من مال الله الذي آتاكم)
وأما العباد فهم مستخلفون من قبله، يقول تعالى:
(وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة)
أو وكلاء في التصرف، فهم لا يملكون الأشياء ملكا حقيقيا، وإنما ملكا مجازيا، بناء على عقد الاستخلاف، ومن ثم فإنهم لا يملكون التصرف في هذا المال تصرفا مطلقا، وإنما يكون تصرفهم مقيدا بالشرع، فهم يتصرفون وفق إرادة المالك الحقيقي، بحيث يسعى لعمارة الأرض واستخراج ثمراتها، والسعي فيها إصلاحا لا إفسادا.
ويمكن إجمال القواعد الشرعية في ما يلي:
1 - كل حلال أو مباح تكمن فيه المنفعة فهو مال، وكل ما حرمه الشرع وإن كان متقوما فإنه لا يعتبر في نظر الشرع مالا، فالخمر والمخدرات، وريع الفسق والفجور، وحصيلة القمار والميسر ليست مالا، فلا يحل امتلاكه بمختلف أوجه التملك الشرعية، ومن ثم فإنه لا يورث، ولا يوصى به، ولا يوقف.
2 - يتعين أن تكون أسباب التملك شرعية، ويمكن إجمالها في ما يلي:
2 - 1 - العمل.
2 - 2 - الميراث.
2 - 3 - المعاوضات.
2 – 4 - الهبات.
2 –5 - الوصايا.
2–6 - الوقف.
2 –7 - الغنيمة.
2 - 8 - إحياء الأرض الموات (استصلاح الأراضي).
2 – 9 - الصدقات.
2 –10 - الإقطاع (توزيع الدولة للأراضي على المنتفعين بها).
3 ـ التصرف في الملك، ونقصد به مختلف أوجه الإنفاق والاستثمار، مقيد بأن يكون في ما يحقق المصلحة الخاصة ولا يلحق الضرر بالمصلحة العامة. وبدون إسراف أو تقتير. وفضلا عن ذلك فإن الاستثمار يتعين أن يكون في الحلال، وفي الضروريات قبل الكماليات، سعيا لإشباع الضروريات، وتحقيقا للاكتفاء الذاتي الذي هو مدخل أساس للتحرر الاقتصادي.
4 ـ حمى المشرع الملكية الخاصة، وقيدها بعدم الإضرار بالجماعة المسلمة، وأوجب على صاحبها فرائض متمثلة في الزكاة، والإنفاق في سبيل الله، وأداء الحقوق للأجراء، والتوسعة في النفقة على العيال وأهل بيته، ومنعه من الإسراف أو التقتير، فالملكية الخاصة بالشروط الذكورة محمية من كل اعتداء سواء بالسرقة أو غيرها من طرق الغش والاحتيال،والنصب والتدليس. ولم يوجب قطع اليد إلا إذا توافر حد الكفاية، أي ما يضمن للإنسان حياة كريمة، لا حد الكفاف.وهو من أرقى ما وصل إليه العالم المتقدم اليوم، وهو من أهم الأهداف التي تسعى الدول إلى تحقيقها والوصول إليها. مما حمل المنظومة الدولية على تضمينه الميثاق الدولي لحقوق الإنسان.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[18 Nov 2006, 01:16 ص]ـ
عملت الشريعة الإسلامية على اعتبار المال مقصدا من مقاصد ها الضرورية وهي الكليات الخمس التي ينبغي أن تراعى وتحمى:
1 – حفظ الدين.
2 – حفظ النفس.
3 –حفظ العقل.
4 – حفظ النسل.
5 – حفظ المال.
ومن ثم نجد التشريع الإسلامي اهتم بتنظيم المعاملات المالية، ووضع التشريعات التي تحمي الملكية الخاصة من كل اعتداء، وبين حدودها، ومنع الإضراربالمصلحة العامة، وحرم الغش والغرر، والتدليس والنصب و الاحتيال، والربا والاحتكار والكنز، وبين الحقوق والالتزامات.
والميراث يدخل ضمن هذا التوجه العام لصيانة المال وتنظيم نقله من جيل إلى آخر بطريقة سلمية، حيث عمل على احترام فطرة الإنسان، فملك نتاج جهده وعنائه طوال حياته لأقرب الناس إليه، وهم أصوله وفروعه، الأقرب فالأقرب.
فالميراث يعمل على نقل ثروة الإنسان لمن يحبه، وفي ذلك تشجيع على الادخار والاستثمار، ولا يخفى على أحد ما لهذين العنصرين الاقتصاديين من أهمية قصوى على اقتصاديات الأمة، فضلا عن تفتيت الثروة، ومنع تكديسها في أيد قليلة:
(حتى لا يكون دولة بين الأغنياء منكم)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[18 Nov 2006, 07:13 م]ـ
ما يورث شرعا:
هذه المسألة مرتبطة بمفهوم المال والملكية في الإسلام، المرتبطين بدورهما بالعقيدة الإسلامية، مما يبين تكامل مكونات التصور الإسلامي، مما يجعل من الإسلام نسقا متكاملا لا يمكن فهم إحدى جزئيا ته إلا في إطاره الكلي.
وما يجري فيه الميراث ليس هو كل ما يخلفه الميت من تركة، والتي تختزل في الأموال المتعارف عليها، وتسقط الحقوق الأخرى، مما يبسط المسألة من جهة، ويضيع على المرء إدراك تكامل المنظومة الإسلامية، والوقوف على حكمة و عدالة التشريع الإسلامي من جهة أخرى.
ليس كل ما له قيمة مادية أو منفعة، أو حقا من الحقوق العينية أو الشخصية يورث، فما يورث شرعا هو كل ما له قيمة مادية بين الناس،ويمكن تقويمه بالنقد سواء أكان عينا أم منفعة، أم حقا من الحقوق، وأجاز المشرع الانتفاع به في حالة السعة والاختيار، أي في الظروف العادية مع استثناء ما يباح في حالة الاضطرار والشدة، ومن ثم فإنه يشترط في ما يورث أن يكون معتبرا مالا في حكم الشرع بأن يتحقق فيه شرطان:
1 - أن تكون له قيمة مادية بين الناس.
2 - أن يبيح الشارع الانتفاع به في الحالات العادية، دون أن تلجئ إليه الضرورة، باعتبارها حالة استثنائية لها أحكامها الخاصة.
ونخلص مما سبق إلى هذه النتيجة، وهي أن كل ما يحل تملكه يجري فيه الإرث، سواء كان عينا أم منفعة، ماديا أم معنويا، لأن المنافع أموال مصدرها الأعيان، كما أن الأعيان تراد لمنافعها.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[19 Nov 2006, 09:27 م]ـ
أعيان الأموال وما يرتبط بها: ونقصد به كل ما أباح الشارع تملكه من المال، وله قيمة استبدالية أو انتفاعية كالذهب والفضة، والسندات، والأسهم والديون، والزروع والثمار، والأنعام، وعروض التجارة، والعلامة التجارية، والمحل التجاري، والأدوات الصناعية، والعقار. وبناء عليه "فالأرض التي جرى ملك مسلم معروف هي له و لورثته من بعده، كغيره من الأملاك، ولا ينتقل عنه بصيرورة الأرض مواتا لأصالة بقاء الملك، وخروجه يحتاج إلى سبب ناقل وهو محصور في البيع أو الهبة، أو الوقف، أو غيرها. وليس من الأسباب الناقلة للملكية الخراب ".
كما أن العطاء المستحق يورث، وكذلك دية القتيل موروثة على الفرائض، كما تورث معاشات العمال والموظفين وهي لأزواجهم، وأولادهم المحتاجين.
واختلفوا في الثروات المعدنية هل تورث أم لا؟ بناء على اختلافهم في ملكيتها، فذهب المالكية إلى أنها لا تملك، لأنهم ينظرون إليها على أنها ملكية عامة، ومن ثم فإنهم يقولون بأنها لا تورث. وذهب الظاهرية إلى جواز تملكها ومن ثم فإنهم يقولون بتوريثها.
– الحقوق التي يجري فيه الميراث:
1 - حق الله: المقصود بحق الله حق المجتمع،لأن الله تعالى غني عن العباد، وإنما نسب هذا الحق لله تعالى تعظيما لشأنه حتى لا يتجرأ أحد على انتهاكه، وحتى يعمل المجتمع كله على صيانته وحمايته من كل من يروم انتهاكه، لأن المصلحة العامة مرتبطة به، ويدخل ضمن هذا الحق الإيمان بالله، والعبادات، والحدود، والمرافق العامة، ويتميز حق الله بأنه لا مدخل للصلح فيه كالحدود والزكوات والكفارات، وإنما الصلح في إقامتها لا في إهمالها. كما أنه لا يجري فيه التوارث، لأنه حق عام لكافة أفراد المجتمع.
2 - حق الإنسان: وهو ينقسم إلى قسمين:
أ. 3 - 2 - 2 - 2 - 1 - حقوق شخصية: كالوظيفة، والولاية، وحد القذف، والعواري، والودائع والنكاح، فهي لا تورث لأنها حقوق مرتبطة بذات الشخص، وبمواصفات معينة قد تحققت فيه.
ب. حقوق متصلة بالمال: ويمكننا إجمالها في الحقوق التالية:
- حق الشفعة.
-حق الانتفاع.
-حق الانتفاع بالموصى به.
-حق رهن العين حتى استيفاء الدين.
- حق حبس المبيع حتى استيفاء الثمن.
- حق التأليف والابتكار.
- حق الامتياز.
- حق الملكية التجارية، سواء كانت علامة تجارية أو محلا.
- حق الانتفاع الشخصي، كالإجارة وهو حق موقوت بأمد ينتهي عند حلوله، وهو حق اختلف العلماء في توريثه، وتحقيقا للعدالة الاجتماعية، واعتبارا للوضعية المزرية لكثير من فئات المجتمع في أغلب البلدان فإننا نرى أن توريث هذا الحق أصبح له ما يبرره، مع عدم الإضرار بمصلحة الملاك، تطبيقا لقاعدة لا ضرر ولا ضرار.
(يُتْبَعُ)
(/)
-حقوق الارتفاق: وهي الحقوق المرتبطة بالشيء المملوك، الذي لا يمكن الانتفاع به بدونها، أو تكون المنفعة ناقصة، ومن ثم فهو حق مرتبط وجوده بوجود الشيء المملوك، لا يزول إلا بزواله، ومن ثم فهو يورث لأنه حق من الحقوق المالية، ومن هذه الحقوق حق الشرب، والسقي، والمسيل، والمجرى والمرور، والتعلي أي ملكية الطبقات، أو ما يسمى اليوم بالملكية المشتركة.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[20 Nov 2006, 10:00 م]ـ
حق الله
الحقوق المتعلقة بالتركة:
حق الله:
وهو يتمثل في ديون الله المتعلقة بذمة الميت، وقد سبق أن بينا أن المقصود بحق الله حق المجتمع، وهي تتمثل في:
1 ـ الزكاة.
2 ـ الكفارات.
3 ـ الحج الواجب.
4 - النذر.
حصل خلاف بين العلماء في وجوب الوفاء بديون الله المتعلقة بذمة الهالك، فالشافعي
(ت 204 هـ) ـ رحمه الله ـ يرى أن الهالك إذا فرط في أداء الزكاة والحج، وجب إخراجهما من التركة مهما كانت، وتقدم على الدين والوصية، والميراث، سواء تعلق الأمر بعين أو ماشية أو زرع.
وحجة الشافعي (ت 204 هـ) أن الزكاة والحج الواجب دين فيجب إخراجهما بناء على الآية الكريمة:
) من بعد وصية يوصي بها أو دين (
فهما دين تعلق بذمة المتوفى، يتعين الوفاء به، مثله مثل حقوق العباد، خاصة الزكاة التي مصرفها للعباد.
وذهب مالك (ت 179 هـ) إلى أن الهالك إذا فرط في إخراج الزكاة أكثر من سنة، فإنها لا تخرج عنه إلا أن يوصي بها، فتكون من ثلث التركة مثلها مثل الوصية، وقد علل ابن العربي (ت 543 هـ) موقف مالك (ت 179 هـ) ـ رحمه الله ـ بأن إخراج الزكاة التي فرط المتوفى في إخراجها قد يأتي على التركة كلها، وذلك إضرار بالورثة نهى الشرع عنه، فضلا على أن المكلف إذا علم أن ورثته سيؤدون عنه الزكاة التي فرط في أدائها، سيدفعه إلى التفريط في القيام بهذه العبادة المالية في وقتها، وتأجيلها إلى ما بعد موته. يقول ابن العربي (ت 543 هـ): " ومتعلق مالك أن ذلك موجب إسقاط الزكاة أو ترك الورثة فقراء، لأنه يتعمد ترك الكل، حتى إذا مات استغرق ذلك جميع ماله، فلا يبقى للورثة حق، فكان هذا قصد ا باطلا في الشريعة نقض عليه قصده، تحقق ذلك منه أ, اتهم به إذا ظهرت علاماته، كما قضينا بحرمان الميراث للقاتل".
ويقول أبو حنيفة (ت 150 هـ) ـ رحمه الله ـ بسقوط وجوب الزكاة بوفاة المكلف، إلا أن يوصي فتعتبر وصية في حدود الثلث. وهوما قرره الجصاص (ت 370 هـ) عند تفسيره لقوله تعالى:
? من بعد وصية يوصي بها أو دين ?
" يدل على أن من ليس عليه دين لآدمي، ولم يوص بشيء أن جميع ميراثه لورثته، وأنه إن كان عليه حج أو زكاة لم يجب إخراجه إلا أن يوصي به، وكذلك الكفارات والنذور، فإن قيل إن الحج دين،وكذلك كل ما يلزمه الله تعالى من القرب في المال، لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ للخثعمية حين سألته عن الحج عن أبيها: ? أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته أكان يجزئ؟ ?، قالت: نعم. قال: ? فدين الله أحق بالقضاء ?. قيل إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنما سماه دين الله، ولم يسمه بهذا الاسم إلا مقيدا فلا يتناول الإطلاق. وقوله تعالى:
? من بعد وصية يوصي بها أو دين ?
إنما اقتضى التبدئة بما يسمى به دينا على الإطلاق، فلا ينطوي تحته ما لا يسمى به إلا مقيدا، لأن في اللغة والشرع أسماء مطلقة، وأسماء مقيدة، فلا يتناول المطلق إلا ما يقع عليه الاسم على الإطلاق، فإذا لم تتناول الآية ما كان من حق الله تعالى من الديون لما وصفنا اقتضى قوله تعالى:
? من بعد وصية يوصي بها أو دين ?
إنه لم يوص ولم يكن عليه دين لآدمي أن يستحق الوارث جميع تركته، وحديث سعد يدل على ذلك أيضا، لأنه قال: أتصدق بمالي، وفي لفظ آخر: أوصي بمالي.فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ? الثلث، والثلث كثير ?، ولم يستثن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الحج، ولا الزكاة، ونحوه من حقوق الله تعالى، ومنع الصدقة والوصية إلا بثلث المال، فثبت بذلك أنه إذا أوصى بهذه الحقوق كانت مكن الثلث … ".
ومن الفقهاء من يقدم الزكاة على سائر الحقوق والديون، وذلك لأن الزكاة عبادة مالية أناط بها المشرع تحقيق مقصد اقتصادي وهو عدالة توزيع الثروةبين أفراد المجتمع، ومقصد اجتماعي وهو الحد من الفوارق الطبقية، وما يترتب عنها من تهديد للسلم الاجتماعي.
وذهب ابن أبي زيد القيرواني (ت 387 هـ) أن الزكاة لا تجب في التركة إلا بعد حولان الحول، وفي ذلك مراعاة لمصلحة الورثة، وحرصا على أن يؤدي الميراث الوظائف الاقتصادية والاجتماعية التي أناطها به المشرع، والمتمثلة في توزيع الثروة بين أفراد المجتمع،وتوسيع قاعدة الملاك،مما يمكن من المنافسة الشريفة،ويؤدي إلى الزيادة في الاستهلاك، الذي يشجع على الزيادة في الإنتاج المرتبط بالزيادة في الاستثمار، مما يحقق الرفاه الاقتصادي، كما أنه يعمل على تحقيق التكافل الاجتماعي، وإقرار مبدأ العدالة الاجتماعية والحقوقية المتمثلة في القاعدة الذهبية " الغنم بالغرم " والتي تترجم حقوقيا إلى تحقيق التوازن بين الحقوق والالتزامات.
وإخراج الزكاة عن المتوفى فيه إخلال بهذه القاعدة، إذ إن الزكاة قد تأتي على كل التركة، وهو غرم في مقابل غرم آخر، يتمثل في إلزام الورثة بالنفقة على قريبهم في حالة العجز. كما أن هذا الأمر قد يعمل على الإخلال بقاعدة التكافل الأسري الذي عمل النظام الإسلامي على إقراره، وصيانته عن طريق كثير من التشريعات منها الميراث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[22 Nov 2006, 05:27 م]ـ
للميت حقوق في المال الذي يتركه، ويمكن إجمال هذه الحقوق في:
1 ـ تكفينه، ودفنه، وهو من أولى الحقوق، صيانة للكرامة التي ارتضاها الله لبني آدم:
(ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)
2 - الوفاء بديونه المتعلقة بحقوق الله تعالى، أو حقوق العباد.
3 - حق الوصية لغير الورثة في حدود الثلث، ويجب تنفيذ وصيته.
4 - له كذلك أن يوقف ما يشاء في حال صحته على أوجه البر والإحسان، وهو ما - يسمى بالوقف الخيري - كل ما يمكن أن يحقق المصلحة العامة.
ودراسة الوقف الخيري في الإسلام تبين مدى رهافة حس الإنسان المسلم، إذ إنه لم يترك مجالا لإسعاد المحرومين، ومساعدة المحتاجين، وإدخال البهجة والسرور على قلوب المكلومين إلا وجعل له وقفا، فشمل إحسانه الإنسان، فأوقف على التعليم، والتطبيب، ومرافق العبادة، وأربطة الجهاد،والزواج،والأفراح،والأتراح،وعم فضله الخدم، والمرضى، والعجزة، والمعوقين. وشملت رؤيتهم الحانية الطير، والحيوان.
وهناك الوقف الأهلي، وهو أن يوقف المالك ما يملك على أهله، ولا يحق لهم التصرف فيه بالبيع أو الرهن، أو الهبة، فليس لهم إلا الانتفاع به. وهذا التصرف من قبل المالك في الملك بعد الوفاة مخالف ـ في اعتقادنا لمقصد المشرع ـ لما فيه من إخلال بقواعد الميراث، التي تنعكس سلبا على المجالين الاقتصادي والاجتماعي.
ويشترط في الوقف أن يكون في حالة صحة المالك، أما إذا مرض المرض الذي توفي فيه فإنها تكون وصية تمضى في حدود الثلث، إلا أن يجيز الورثة ذلك. كما أنه إذا أوقف وقفا ولم يحز قبل موته فهو ميراث.
وليس للمالك الحق في أن يهب بعض ولده ماله كله،لما في ذلك من إخلال بقاعدة المنافسة العادلة، أما الشيء اليسير فجائز، خاصة إذا كان هناك مبرر موضوعي كضعف البنية، أوفي العقل، وكثرة العيال، أو كان إخوته ميسورون وبه فاقة.ولا يجوز للمالك التبرع بكل ماله لما فيه من إضرار بالورثة، وإخلال بقواعد الميراث، ومقاصده الشرعية. ويتعين على الموهوب له حيازة الهبة قبل موت الواهب،وإلا فهي ميراث.
كما أنه لا يجوز إقرار المريض لورثته بدين، أو قبضه، لما قد يكون فيه من نية الإضرار ببقية الورثة، ولانعكاسه السلبي على عدالة التوزيع. وحرصا من المشرع على المسارعة إلى إيفاء الحقوق إلى أصحابها، وعدم تأجيلها إلى حين الوفاة، حيث يعلم المالك يقينا أنه خارج عن ماله، وأنه صائر إلى غيره، فيريد إبراء ذمته مما سيملكه غيره فلم يعتد المشرع بصنيعه، لما في ذلك من إضاعة للحقوق، وعدم الوفاء بها في وقتها، مما يحمل الإنسان على التنزه عن الحرص والشح، والمسارعة إلى أداء حقوق الغير، مما يملكه وهو في تمام الصحة والعافية.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[22 Nov 2006, 05:44 م]ـ
بعد تجهيز الميت ودفنه،وإخراج الدين،سواء تعلق الأمربديون الله تعالى، أو ديون العباد، وتنفيذ الوصية، ما بقي من مال الهالك يعتبر تركة من حق الورثة تقسم بينهم وفق القاعدة الذهبية الغنم بالغرم، أي بقدر ما تستفيد بقدر ما يلحقك من ضرر،ويمكن التعبير عنها حقوقيا بقولنا:" بقدر ما لك من حقوق بقدر ما عليك من واجبات "، وبحسب القرابة، والحاجة، وذلك تحقيقا لعدالة التوزيع.
الوصية:
وردت الوصية في القرآن الكريم مقدمة على الدين،وذلك في قوله تعالى:
(من بعد وصية يوصي بها أو دين) سورة النساء، الآية 88.
وذلك لحض الورثة على تنفيذ وصية الراحل، لأنها حق له،فقد أباح المشرع للإنسان أن يمتد تصرفه إلى ما بعد الموت في حدود الثلث،وقد مضى تقديم الدين على الوصية عملا بالسنة النبوية الشريفة، ولأن الدين واجب،والوصية تبرع، والابتداء بالواجب أولى.
ولا ينبغي للمالك أن يتعمد الإضرار بالورثة إذا أدركه الموت، كأن يوصي لمن ليس محتاجا، أو يقر بما ليس ثابتا عليه، كالوفاء بالدين المتعلق بذمة الغير، أو الإقرار بدين للغير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الناحية الاقتصادية تعتبر الوصية طريقا من طرق نقل الملكية، متمثلا في نقل عين أو منفعة، جزئيا، أو كليا إلى الموصى له بعد موت الموصي، شريطة أن لا تتجاوز ثلث التركة، وأن لا يكون الموصى له وارثا. ويمكن تأويل هذين الشرطين اقتصاديا بحرص المشرع على المنافسة العادلة، فالوارث إذا أخذ نصيبه من الميراث بالإضافة إلى ما أوصى له به الهالك فإن حظوظه تكون أكثر، ومن ثم ينعدم شرط المنافسة العادلة وهو المساواة.
أما الشرط الثاني فإنه يبين عدالة التوزيع التي أقرها الشارع الحكيم حيث يتم توزيع المال عن طريق الميراث بشكل دوري كل جيل، مما يوسع قاعدة المالكين،ويمكن من المنافسة العادلة، ويحظ على الاستهلاك، ويشجع الاستثمار.
كما يمكن تأويل هذين الشرطين اجتماعيا بحرص المشرع على التماسك الأسري، والتكافل بين أعضاء الأسرة، فإذا أوصى المالك بكل ماله للغير، أو بالقسم الأكبر فإن ذلك مدعاة لتفكك الأسرة، وملئ النفوس بالإحن والأحقاد، وكلها آفات نفسية تكون لها عواقب وخيمة تهدد سلم وأمن المجتمع.
وتعمل الوصية - بالشروط المذكورة - على توثيق الروابط الاجتماعية، حيث يتاح للمالك التبرع بماله سواء كان عينا، أو منفعة، أو دينا. ولا تنتقل الملكية إلى الموصى له إلا بعد موت الموصي.
والوصية مكملة لما لا يمكن للميراث الوفاءبه، عملا بمبدأ تكامل أحكام الشريعة الإسلامية وتآزرها تحقيقا لمقاصدها السامية، حيث تعمل على تدعيم قاعدة التوزيع، وتوسيع نطاق المالكين،بتجاوزها الورثة إلى غيرهم من الفقراء والمحتاجين،مما يمكنهم من القدرة على المنافسة، والقدرة على الاستهلاك، وتشجيع الاستثمار، والزيادة في الإنتاج، مما يعمل على تحقيق الرفاه الاقتصادي. وفي ذلك تحقيق للعدالة الاجتماعية، المتمثلة في خلق مجتمع تعادلي، يتساوى الناس فيه في الغنى، بأن يضمن حد الكفاية، ثم يفتح المجال بعد ذلك للمتفوقين، والمتميزين ليبرزوا مهاراتهم، ويحققوا بموازاة ذلك تميزا ماديا.
وينبغي أن نتبين أن الوصية لا تخرق القاعدة الشرعية المتمثلة في تحديد زمن الملكية في حياة المالك، وأن التصرف ينتهي بوفاته، ذلك أن الوصية بما أنها تصرف للمالك في ماله بعد وفاته استثناء تبرره الجوانب الاقتصادية والاجتماعية السالفة الذكر. ليظل التحديد الزمني للملكية هو القاعدة.
وقد حصل خلاف بين العلماء في أولى الحقوق بالتقديم، ومدار الخلاف في اعتقادي يتعلق باختلاف وجهات النظر حول القضايا التالية:
أ ـ اعتبار المصلحة:حصل في هذه المسألة خلاف بين علماء الأمة، فمنهم من اعتبر المصلحة العامة أولى بالتقديم، وقد اصطلحوا عليها بحقوق الله. ومنهم من يقدم المصلحة الخاصة، وقد اصطلحوا عليها بحقوق العباد، وبالنسبة للمواريث تدخل ضمنها مصالح:
1 ـ مصلحة الميت، والمتمثلة في تجهيزه ودفنه.
2 ـ مصلحة أصحاب الحقوق:
- أصحاب الحقوق المتعلقة بذمة المتوفى كالدين.
ـ حق الموصى لهم.
ـ حق الورثة.
وفي اعتقادي فإن تقديم أحد هذه الحقوق على الحقوق الأخرى رهين بواقع الأمة، ومراعاة المصلحة العامة دون الإضرار بالمصلحة الخاصة، تحقيقا لمقصد المشرع في بناء مجتمع تعادلي، يضمن فيه حد الكفاية، ويسمح فيه لأهل الكفاءة والخبرة بالتميز والتفوق، مما يفسح المجال للإبداع، والتميز، والتفوق، دون الإخلال بالسلم النفسي والاجتماعي، الذي لا يمكن أن نتصور تحقق الرفاه الاقتصادي بدونهما.
ب ـ النظر إلى مفهوم العبادة:العبادة في التصور الإسلامي هي كل أمر يصدر من الله تعالى بالفعل أو الترك، سواء تعلق الأمر بما يصطلح عليه بالعبادات أم المعاملات، فإذا أقامه المكلف فقد أقام العبادة لله تعالى. وللعبادة وظائف متعددة، منها الوظيفة الاجتماعية، حيث تعمل العبادة على خلق مجتمع فاضل، متعادل، ومن ثم فإن المشرع اشترط فيها النية وهي القصد الحسن، بأن تكون خالصة لله تعالى، حتى تؤدي الوظائف التي أناطها بها الله سبحانه، وحتى تتسم أعمالنا بالإبداع والإتقان، وهما من مقتضيات الإخلاص.
(يُتْبَعُ)
(/)
والعبادة فضلا عما سبق شأن شخصي،بمعنى أنها فعل المكلف، ومن ثم فهي مسؤولية شخصية،يتعين على الفرد القيام بهابأركانها وشروطه، محققة لأهدافها ومقاصدها، ومن شروط صحة العبادة أداؤها في وقتها، ذلك أن المقاصد والأهداف التي أناطها الله تعالى بها لا تحتمل التأجيل،بل لابد من المبادرة إلى أدائها في وقتها، حفاظا على السلم في النفس والمجتمع، ونشر الفضيلة، وتحقيقا للتعادلية.
ولما كانت الزكاة وغيرها من حقوق الله ـ بما أنها عبادة ـ شأنا شخصيا، لابد فيه من نية وفعل المكلف، فإذا فرط فيها المكلف حتى أدركته الوفاة فإنها تسقط، لأنها حق متعلق بذمة الهالك، مفتقر إلى نيته وعمله، وقد فاتا بوفاته، ومن ثم فلا يمكن أن تؤدى عنه. وفي ذلك تحفيز للمكلف على المسارعة إلى الوفاء بها في حياته، تحقيقا للنفع العام، ووفاء بحقوق الغير التي لا تقبل التأجيل إلى ما بعد وفاة المكلف. لأن ذلك من شأنه أن يؤثر على عدالة التوزيع، حيث يظل المال محبوسا في أيد قليلة، وعدم تمكين فئات المجتمع الفقيرة من حقهم في أموال الأغنياء، قد تكون له آثار سلبية على اقتصاديات المجتمع، حيث تضيق قاعدة المالكين، مما يترتب عنه ضعف القوة الشرائية، مما يعني قلة الاستهلاك، الذي تكون له آثار سلبية على الإنتاج.
كما أن القدرة على المنافسة العادلة تضيق، وكلها معضلات اقتصادية يتسبب فيها تأجيل الوفاء بحقوق الله تعالى التي هي حق المجتمع إلى ما بعد الموت.
أما الآثار الاجتماعية السلبية فإنها تتمثل في تركز الثروة في أيد قليلة، مما يجعل المجتمع ينقسم إلى طبقات، إحداها تملك كل شئ، والأخرى لا تملك شيئا، مما يورث حقدا اجتماعيا، يتهدد سلامة وأمن المجتمع.
ج - النظر إلى طبيعة الحق:اختلفت نظرة الفقهاء لطبيعة الحق المتعلق بالتركة، هل هو متعلق بالذمة، أم متعلق بعين المال.
1 - فإذا كان الحق متعلقا بالذمة فإنه أحد أمرين:
- يؤخر، إذا كان مستحقا عند الوفاة، كالزكاة مثلا فإنها إذا كانت مستحقة عند وفاة المالك فإنها تخرج من التركة بعد أداء حق الميت، وحقوق العباد.
- يسقط، إذا كان المكلف قد فرط في أدائه لسنوات خلت، فإذا فرط المكلف في إخراج الزكاة لسنوات عدة فإنها تسقط لأنه متعلقة بذمته، ومفتقرة لنيته وعمله كما سبق أن بينا.
- إذا كان الحق متعلقا بعين المال فإنه يقدم على غيره من الحقوق ن فهي كالرهن الذي لا بد من أدائه ليسلم المال، ومن ثم فإن من الفقهاء من اعتبر الزكاة التي يفرط المكلف في أدائها إلى أن يدركه الموت بمثابة رهن، ويعتبر ذلك منهم حرص على مصلحة الفقراء والمساكين، وتأمينا لحاجات المستضعفين، تطبيقا لقاعدة التوزيع العادل للثروة، مما يعمل على توسيع قاعدة الملاك، وتوفير القدرة على المنافسة العادلة، وحرصا منهم على إحداث التوازن بين أضلاع المثلث الاقتصادي:
1 - الاستهلاك.
2 - الاستثمار.
3 - الإنتاج.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[23 Nov 2006, 12:02 م]ـ
معايير توزيع التركة:
وضعت الشريعة الإسلامية نظاما محكما لتوزيع التركة، وهو يحتكم إلى المعايير التالية:
1 - القرابة: يعطى الميراث للأقرب الذي يعتبر شخصه امتدادا في الوجود للشخص الهالك وذلك تمشيا مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها،مصداقا لقوله تعالى:
(زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب)
سورة آل عمران، الآية 14
(المال والبنون زينة الحياة الدنيا)
سورة الكهف، الآية 46
فحب التملك، وحب الاستمرار سببان من أسباب عمارة الأرض، تحقيقا لمبدأ الاستخلاف، والميراث سبب من أسباب التملك من جهة، ومن جهة أخرى فإنه يعمل على نقل الملكية من السلف إلى الخلف بطرق سلمية، فالنفس تستجيب لدواعي الفطرة فالميراث يعمل على إعطاء ما يحبه الإنسان (المال) لمن يحبه
(أصوله وفروعه)، مصداقا لقوله تعالى:
(للرجال نصيب مما ترك الوالدان و الأقربون وللنساء نصيب)
سورة النساء، الآية 7.
فكما يرث الإنسان كل أو بعض صفات أبويه الخلقية والخلقية، فإنه يرث عنهما كل أو بعض حصيلة جهدهما وعنائهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - الحاجة: عمل المشرع في تقسيم التركة على ملاحظة الحاجة، فكلما اشتدت الحاجة كان العطاء أكثر، لذلك كان نصيب الأولاد أكثر من نصيب الوالدين، لأن حاجة الأولاد إلى الأموال أشد، لأنهم في الغالب ذرية ضعاف يستقبلون الحياة بتكاليفها المالية، بينما الأبوان يستدبران الحياة، ولهم في الغالب فضل مال، فتكون حاجتهما إلى المال أقل. كما أن نصيب الذكر ضعف نصيب الأنثى لأنه هو المطالب بنفقة الأولاد و الزوجة، والمسؤول عن أمه و أخواته، وبنات عمه إن لم يكن لهن عائل. فالمسألة ليست لها علاقة بتفضيل الرجل على المرأة، كما تذهب إلى ذلك بعض الكتابات، وإنما هي مرتبطة بتصور اقتصادي، وبناء اجتماعي، يقوم على أساس الآية الكريمة:
(ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة)
سورة البقرة، الآية 228.
أي لهن من الحقوق بقدر ما عليهن من الواجبات، بل إن الواجب لا تكلف فيه إلا بقدر ما تستطيع وذلك هو مقتضى قوله تعالى:
(بالمعروف)
ومعنى ذلك أن كفة الحق ترجح كفة الواجب في حق المرأة. وهذا ما ذهبت إليه السنة النبوية الشريفة، وكرسته معاملة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأهله. ومقتضى قوله تعالى:
(وللرجال عليهن درجة)
ليس تفضيل الذكر على الأنثى، لأن السياق القرآني هو الحديث عن الحق والواجب، وليس تفضيل جنس على آخر، ومن ثم فإننا نرى أن المسألة ينبغي أن تجد تأويلها في إطار السياق القرآني، بحيث نفهم من قوله تعالى:
(وللرجال عليهن درجة)
زيادة التكليف، فالرجل مكلف بتكاليف إضافية لم تكلف بها المرأة، كالجهاد، والإنفاق - وهو موضوعنا هنا - حيث يجب على الرجل الإنفاق في جميع الحالات سواء كان ابنا، أم أبا، أم أخا، أم زوجا، أم حفيدا، أم ابن عمومة. في حين لا يجب على المرأة الإنفاق في جميع الحالات ولو كانت غنية. ومن ثم فإن نظرة المشرع لا صلة لها بتفضيل الرجل على المرأة، بقدر ما هي متصلة بتوزيع الأدوار الاجتماعية والاقتصادية بين مكونات المجتمع الإنساني،والتي لا يمكن للحياة أن تستقيم بدونها، كما أن أي خلل يصيبها تكون له آثار سلبية على النفس والمجتمع.
ولابد من الإشارة إلى أن نصيب الذكر ضعف نصيب الأنثى ليس قاعدة مطردة حيث نجد في بعض الحالات نصيبهما يكون متساويا، فنصيب الأبوين متساو مصداقا لقوله تعالى:
(ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك)
ونلاحظ هنا أن الله سبحانه قد ساوى بين الأب والأم رغم أن قاعدة الموازنة بين الحقوق و الواجبات لازالت قائمة، فنفقة المرأة لازالت متعلقة بذمة زوجها،والمشرع راعى هنا تقديم حق الأم على حق الأب، كما بين الحديث النبوي الشريف ذلك.
وكذلك الشأن بالنسبة لميراث الكلالة، حيث يتساوى نصيب الذكر والأنثى بالنسبة لأخوته من الأم، يقول تعالى:
(وإن كان رجل يورث كلالة، أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس، فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث)
سورة النساء، الآية 12.
ويستفاد مما سبق أن الحاجة في الاقتصاد الإسلامي أداة لتوزيع الثروة في المجتمع شأنها شأن العمل الذي يعتبر أساس الملكية. ومن هنا تتضح عدالة الإسلام، فالكل يعمل قدر طاقته، ويأخذ قدر كفايته، أي ما يؤمن له حياة كريمة.
3 - التوزيع دون التجميع: عندما نتأمل في أسباب استحقاق الميراث نجد قاعدة الورثة قاعدة عريضة، وهي تتمثل في:
1 - البنوة.
2 - الأبوة.
3 - الأمومة.
4 - الزوجية.
5 - الأخوة.
بل إن المشرع يرشد إلى توسيعها أكثر من ذلك لتشمل كل رحم المتوفى:
(وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا) سورة النساء، الآية 8.
كما حرص المشرع على تحديد نصيب الورثة:
(يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد ? سورة النساء، الآيات 11/ 14.
(يُتْبَعُ)
(/)
يبين الحق سبحانه في هذه الآيات الكريما ت نصيب كل وارث من العصبات كالأبناء والآباء، وأصحاب الفروض، كالزوجين، والإخوة للأم، والبنت، والأب حين يرث بالفرض فقط، فقد تكفل سبحانه ببيان الورثة وأنصبتهم، وذلك تحقيقا لهدف المشرع في تفتيت الملكيات الكبرى، وتوسيع قاعدة الملاك ن وخلق مجتمع تعادلي، ينعم أهله بالسلم في النفس، والأهل، والمجتمع، يقول السهيلي (ت 581 هـ) تقريرا لهذه الحقيقة: " فلو وكلهم الله إلى آرائهم، وتركهم مع أهوائهم، لمالت بهم الأهواء عند الموت، مع بعض البنين دون بعض، فأدى ذلك إلى التشاجر، والتباغض، أو الجور، وقلة النصفة ".
كل ذلك يجعلنا نخلص لما يلي:
أ ـ نادرا ما ينفرد شخص واحد بالتركة.
ب ـ غالبا ما يشارك أفراد أسرة المتوفى أولاده بنحو النصف أو أقل.
إن المشرع قد جعل من الميراث عنصرا أساسا من عناصر تحقيق المنهج الإسلامي في توزيع المال، حيث يمنع تكدس الثروات، وذلك بتوزيعها على نطاق واسع، والعمل على تفتيتها على رأس كل جيل، مما يعمل على توسيع قاعدة المالكين، وتحقيق شروط المنافسة العادلة بين أفراد المجتمع. كما يشجع على الاستهلاك، والاستثمار، والإنتاج، وهي عناصر اقتصادية ذات أهمية بالغة، راعاها المشرع عند توزيع التركة، تحقيقا للرفاه الاقتصادي.
5 - 4 - الغنم بالغرم: وهذه القاعدة الذهبية تبنى عليها كثير من الأحكام الشرعية، ومنها أحكام المواريث، ومقتضى هذه القاعدة أن الإنسان بقدر ما يستفيد بقدر ما يلحقه من الضرر، وتأول هذه القاعدة من حيث النظرة القانونية والحقوقية، أن الإنسان بقدر ما عليه من الواجبات بقدر ما له من الحقوق، ومن ثم فإن هذه القاعدة تقرر العدل في المعاملات. وقد طبقت هذه القاعدة تطبيقا محكما في المواريث، فمن تجب عليه النفقة في حالة العجز عن الكسب يجب له الميراث بالترتيب الذي تقتضيه آصرة القرابة، ولذلك تورث القرابة الأقرب فالأقرب بناء على قاعدة الغنم بالغرم، تحقيقا للعدل، واحتراما للفطرة، وحفاظا على تماسك العائلة، وضمانا للتكافل والسلم الاجتماعي.
ويتضح لنا من خلال معايير توزيع التركة أن نظام الميراث في الإسلام يتصف بالعدالة والحكمة،حيث نجد المشرع الحكيم قد أنزل الورثة منازل حسب قرابتهم من الراحل، وحسب وضعيتهم الاجتماعية، ومقدار ما عليهم من الالتزامات.
كما أن نظام الميراث في الإسلام يعتبر عاملا مهما من عوامل حل المشكلة الاقتصادية، التي يحاول بعض الاقتصاديين ردها إلى قلة الموارد، في الوقت الذي يؤكد فيه الواقع، والدراسات العلمية الموضوعية، أنه نتاج ظلم الإنسان لأخيه الإنسان في مسألة توزيع الثروة، وعدم استغلال جميع المصادر، وسوء التدبير والتصرف بالإسراف والتدمير. حيث يعمل نظام الميراث في الإسلام على إعادة توزيع الثروة بين أفراد المجتمع،توزيعا عادلا، مما يعمل على توسيع قاعدة الملاك، التي يترتب عنها الزيادة في الاستهلاك بتوفر القدرة الشرائية لدى قطاعات عريضة من المجتمع، ويتبعه الزيادة في الاستثمار والإنتاج، مع توفير ظروف المنافسة العادلة، التي تمكن من الابتكار والإبداع، والتميز.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[25 Nov 2006, 11:33 ص]ـ
الميراث في الإسلام نتيجة طبيعية لحق الملكية المقرر شرعا، فالإسلام يستجيب بذلك لفطرة من أقوى الفطر في الإنسان ألا وهي حب المال وحب الأبناء:
(المال والبنون زينة الحياة الدنيا)
سورة الكهف، الآية 46.
(زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة)
سورة آل عمران، الآية 14.
فشعور الفرد أن حصيلة جهده طوال حياته سيعود أثره على أبنائه،و أحفاده، وذوي قرابته، وخاصة على ذريته الذين يعتبرهم امتدادا له في الحياة، يدفعه إلى بذل الجهد أكثر من أجل تحصيل الثروة، وتنمية موارده المادية. وفي ذلك تحقيق لمصلحة المجتمع كما أن الإنسان على المستوى الشخصي يحقق مصلحته، حيث يشعر بمتعة نفسية تحقق سلما في النفس، مما يولد فيه الإيجابية والنزوع إلى الخير والصلاح، فهو يعلم أنه يستفيد بحصيلة جهده وعنائه في حياته، وبعد مماته ينتقل لمن يحبهم ويعتبرهم امتدادا له في الحياة، من أبناء وأقارب.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الميراث من الناحية الاقتصادية عنصر أساس من عناصر تداول المال،وانتقال الملكية من جيل إلى آخر بطريقة سلمية، وذلك بتقسيم التركة على عدد كبير من أقرباء المتوفى بناء على قاعدة " الغنم بالغرم ".
حرص المشرع على تقديم الأولاد في الميراث تحفيزا للإنسان على الاستثمار والادخار والعمل الجاد والدؤوب،فالله تعالى استخلف الإنسان في الأرض، للسعى فيها إصلاحا لا إفسادا، وأن يعمل على عمارتها بمختلف مظاهر العمارة، وقد أشهد الله تعالى ملائكته على هذا الاستخلاف:
(وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة)
سورة البقرة، الآية 30.
" إن الإنسان مفطورعلى التسامي والاستكمال، ومقتضى ذلك الاستزادة من نعم الله تبارك وتعالى، ولا يتأتىله ذلك إلا بزيادة الإنتاج، ولايزيد الإنتاج إلا بالاستثمار".
وجعل الحق سبحانه سعي الإنسان في الأرض تعميرا وبناء (الاستثمار) مظهرا من مظاهر التكريم:
(ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)
سورة الإسراء، الآية 70.
وبما أن الإنسان عمره محدود، وأن عقبه هم امتداد له في الزمان، فإن انتقال حصيلة عمله،وكده، وجهده،وجهاده،من ثروة إلى من يخلفه،يكون حافزا مهما على العمل لإنتاج الثروة، بل الاستمرار في العمل إلى آخر رمق لتنمية هذه الثروة والمحافظة عليها،لتأمين مستقبل من سيخلفه في عمارة هذه الأرض،وهم أبناؤه وعقبه.
" إن انتقال ملكية المال إلى ورثة مالكه هو حق وعدل، ونظام اقتصادي سليم، فالذي يعمل ويكد، ويحصل ما يزيد عن حاجته، ثم يجتمع له من هذا الفائض شئ إلى أن يدنو أجله، فهذا المال هو حق لذوي قرابته من ولد، وزوج، وغيرهم، فإنه إذا لم يمكن الإنسان من الجمع للمال لهذا وذاك لانهار الاقتصاد، إذ سيبدد مالك المال ماله فيما لا يفيد، بل سيعمد حتما إلى التخريب الاقتصادي، باستهلاك رأس المال فيما لا يدر نفعا، ولا يقيم إنتاجا، طالما المال لن تملكه ورثته ".
و الميراث طريق مشروع من طرق الحصول على المال، وهو خلافة إجبارية في المال الحلال. أما الكسب الحرام فإن حكمه إرجاعه إلى أصحابه إذا علموا، أو التصدق به على ذوي الحاجات من فقراء المسلمين، على نية التخلص من ابتلاء ابتلي به.
وحكم الملك بالإرث بقاء الملك،لأن الوارث يتملك مال مورثه بمجرد وفاته واستخلاص الحقوق المتعلقة بالتركة أو بذمة المتوفى، و بذلك يكون الميراث بمثابة تصفية لتركة الميت، فبعد الوفاء بحقوق الله،وحقوق العباد. يتم اقتسام ما بقي من التركة على الورثة. ومن ثم فإن الميراث نظام شرعي لانتقال الملك لما بعد وفاة المالك.
كما أن الميراث من القيود التي فرضتها الشريعة الإسلامية على الملكية، حماية لها من كل اعتداء، وصيانة لها من أن تتحول إلى وسيلة للاستغلال، والاستكبار، حيث عمل المشرع على تقييد حق تصرف المالك في ملكه تقييدا زمنيا، بحصره في حياته، ولا يتجاوزه إلى ما بعد الموت، مع الالتزام بالقيود الشرعية والأخلاقية في تحصيل المال وفي إنفاقه، ومن ثم حرم المشرع الاكتناز والتبذير، مع الإرشاد إلى الاقتصاد في الإنفاق، مع السعي الحثيث إلى الاستثمار في الضروريات قبل الكماليات، لتحقيق الاكتفاء الذاتي، الذي يعتبر مدخلا أساس التنمية الشاملة التي تحقق الكرامة التي ارتضاها الله لعباده، وتفضي إلى العمران الذي هو مقصد الاستخلاف.
ومن ثم فإن المالك لا يملك تدبير ماله بعد وفاته،إلا في حدود الثلث،أما ما عدا ذلك فإن المشرع قد تولى إعادة توزيع الثروة في المجتمع، بنقل الملكية إلى الورثة، الذين يصبحون المالكين الجدد شرعا.
لا يملك المالك منع وارث من الميراث، و لا يحق له التدخل في نصيب الورثة زيادة أو نقصانا. كما أن الوارث لا يحق له الامتناع عن أخذ نصيبه من التركة، وإن فعل لا يعتد بصنيعه، ويظل نصيبه ملكا خاصا به، وينتقل بعد وفاته لورثته. ومن ثم يتبين لنا أن التوريث إجباري بالنسبة للمورث والوارث على حد سواء.
بهذا التشريع الحكيم (الميراث) عمل الإسلام على انتقال الملكية، وإعادة توزيعها، بكيفية تحقق السلم في النفس، والمجتمع، وتحفز على الادخار،والاستثمار، وتحث على العمل، والإنتاج، و تشجع على البذل، والعطاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[25 Nov 2006, 03:55 م]ـ
نظام المواريث من الوسائل التي نظمت بها الشريعة الإسلامية تداول المال في المجتمع في المجتمع الإسلامي. والملاحظ أن فلسفة المشرع في هذا المجال تقوم على الأسس التالية:
1 – حرص المشرع على التداول السلمي للمال في المجتمع، ومن ثم منع القاتل عمدا من الميراث،لأن القتل قطع للولاية، ولا ولاية لقاتل، ومن ثم فلا ميراث له، يقول الإمام الشافعي (ت 204 هـ) في تفسير الآية الكريمة:
(ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل)
" فكان معلوما عند أهل العلم ممن خوطب بهذه الآية أن ولي المقتول من جعل الله تعالى له ميراثا منه " حتى تنتقل الملكية بشكل طبيعي، وسلمي، وردعا لمستعجلي الميراث، فلا يقدموا على هذه الجريمة الشنعاء، بغية التعجيل بالميراث، لأنهم يعلمون بأن فعلتهم ستعود عليهم بعكس ما يؤملون، حيث يعاقبون بضد مقصدهم فإذا كان القاتل يستعجل بقتل مورثه تملك التركة، فإن المشرع يمنعه من الميراث، سواء من التركة أم من الدية وذلك بناء على القاعدة الشرعية " من استعجل الشئ قبل أوانه عوقب بحرمانه ". وفي هذا الإجراء حماية لحقين من حقوق الإنسان:
أ – الحق في الحياة.
ب – الحق في التملك.
ومن ثم فإن حرمان القاتل من الميراث هو من باب سد الذرائع، أي إنه إجراء وقائي أقره المشرع صيانة للحياة، وحماية للملكية الخاصة، وتأمينا للتداول السلمي للمال في المجتمع، مع المحافظة على السلم داخل الأسرة والمجتمع، وبناء مجتمع قوي وآمن.
وأما القاتل خطأ فإنه يرث من المال، ولا يرث من الدية.وذلك لأن القتل الخطأ لا يقطع الموالاة، ولكنه يؤثر فيها، بعدم حرص القاتل خطأ على سلامة مورثه، وعدم اتخاذه كافة الإجراءات التي تؤمن سلامته، ومن ثم فهو يحرم من الإرث من الدية نتيجة تفريطه وإهماله، ولأن الدية وجبت بالقتل.
والرأي الراجح في المذهب الشافعي هو حرمان القاتل من الإرث في كل حال، سواء كان القتل عمدا، أم شبه عمد، أم خطأ. وسواء كان مباشرة أم تسببا. وسواء كان القتل بحق أم بغير حق.ويفهم هذا الاجتهاد الفقهي في إطار الأخذ بالاحتياط، حيث يمنع القاتل من الميراث صونا للدماء.
2 - المحافظة على نظافة المال، وطهر المجتمع، لذلك منع المشرع التوارث بين المسلم والكافر، لأن الكافر غيرملتزم بأحكام الشرع في إنتاج الثروة، واستثمارها، وتدبيرها، وبناء على قاعدة المعاملة بالمثل منع الكافر من إرث المسلم حتى لا يتقوى أهل الكفر بأموال المسلمين.
وأما من حصل الثروة بطرق غير شرعية كالنصب، والاحتيال، والسرقة، والغصب، والرشوة، والاعتداء على المال العام. بل يتعين على الورثة رد الحقوق إلى أصحابها إن عرفوا، وإن لم يعرفوا وقف هذا المال على أعمال البر والإحسان.
3 – آصرة العقيدة: يقوم التوارث على قاعدة الولاء العقدي يقول تعالى في سورة التوبة:
(المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض)
سورة التوبة، الآية 71.
ويقول سبحانه في سورة الأنفال:
(والذين كفروا بعضهم أولياء بعض)
سورة الأنفال، الآية 73.
يقول الإمام القرطبي (ت 671 هـ) في تفسيره لهذه الآية الكريمة: " قطع الله الولاية بين الكفار والمؤمنين، فجعل المؤمنين بعضهم أولياء بعض، والكفار بعضهم أولياء بعض يتناصرون بدينهم، ويتعاملون باعتقادهم ". و يقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
(لا يتوارث أهل ملتين بشئ، لا يرث المسلم الكافر، ولا يرث الكافر المسلم)
" ليس بحديث واحد، بل هو حديثان، الأول (لا يتوارث أهل ملتين بشيء) السنن الكبرى: أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هـ)، تحقيق محمد عبد القادر عطا، كتاب الفرائض، باب لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم، ج 6، ص 218، مكتبة دار الباز، مكة المكرمة، 1994م، 1414 هـ ".
وقال عمر (ت 23 هـ) ـ رضي الله عنه ـ: (أهل الشرك لا نرثهم ولا يرثوننا). يقول الإمام الشوكاني (ت 1255 هـ): " والحاصل أن أحاديث الباب قاضية بأن لا يرث المسلم من الكافر من غير فرق بين أن يكون حربيا، أو ذميا، أو مرتدا، فلا يقبل التخصيص إلا بدليل ". و في ذلك تأكيد على أن آصرة العقيدة أقوى من آصرة الدم والقرابة.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 – الحرية، فلا توارث بين الرقيق، لأن الرق سلب أهلية الملك، فالملكية تكليف بالاستثمار، والتدبير، والإنفاق.والرقيق لا يملك حرية التصرف، ومن ثم فإنه لايمكن أن يكون مكلفا بأعباء الملكية، لأن الملكية مسؤولية، وفاقد الحرية غير
مسؤول.
ومما يؤكد حرص الإسلام على نظافة المال، أن فقهاء الحنفية يفرقون في ميراث المرتد بين المال الذي حصله المال الذي حصله قبل ردته، وبين المال الذي اكتسبه بعد الردة، فالأول للورثة أن يرثوه عنه في حالة موته أو قتله، أما الثاني فإنه لا يجري فيه الميراث، ذلك أن المال الذي حصله وقت إسلامه، المفروض أنه التزم فيه أحكام الشرع في تحصيله وتنميته وأداء الحقوق المتعلقة به، ومن ثم فإنه مال طيب يجري فيه الميراث.
أما المال المكتسب بعد الردة فإن المرتد قد صار غير متقيد بأحكام الشرع، ومن ثم لا يكون بالضرورة قد التزم أحكام الشرع في جمعه وتنميته وأداء حقوقه، فضلا على أن الأعمال لا قيمة لها في نظر المشرع ما لم تكن مبنية على عقيدة التوحيد.
5 - أحكام متعلقة بتداول المال في المجتمع الإسلامي:
5 - 1 - ميراث المرتد: اختلف في ميراث المرتد، فذهب الأحناف إلى أن" المرتد إذا قتل أو مات، أو لحق بدار الحرب فما اكتسبه في حال إسلامه فهو ميراث لورثته المسلمين، ترث زوجته من ذلك إذا كانت مسلمة ومات المرتد وهي في العدة … وإن كانت قد ارتدت معه لم يكن لها منه ميراث، كما لا يرثه أقاربه من المرتدين، لما بينا أن المرتد ليس من أهل الولاية، فلا يرث أحدا، ولأنه جان بالردة، وهذه صلة شرعية، فالجاني على حق الشرع يحرم هذه الصلة، عقوبة عليه، كالقاتل بغير حق".
ويرى المالكية أن المرتد " إذا لحق بدار الحرب يوقف ماله أبدا حتى يعرف أنه مات، فإن رجع إلى الإسلام كان أولى بماله، وإن مات على ارتداده كان ماله ذلك لجميع المسلمين، ولا يكون لورثته ". ويرى ابن قدامة (ت 620هـ) أن المرتد لا يرث أحدا، إلا أن يرجع قبل قسمة الميراث.
وأما المرتدة فإن ورثتها يرثونها مطلقا " لأنها لا تقتل بسبب ردتها، بل تستتاب وتعزر حتى تعود إلى الإسلام أو تموت، فردتها لا تعتبر موتا، والإسلام في حقها معتبر، بخلاف المرتد فإنه يقتل بعد أن يستتاب ثلاثة أيام ولم يثب، فردته تعتبر في حقه موتا. ولا يمكن اعتبار الإسلام في حقه حينئذ، فلا يكون أهلا للملك، فلا يثبت حق الورثة فيما اكتسبه في حال الردة، فيصبح ككل الأموال التي لا مالك لها حق لبيت المال ".
5 – 2 – مواريث غير المسلمين: ذهب جمهور الفقهاء إلى أن غير المسلمين يرث بعضهم بعضا وإن اختلفت عقيدتهم، إلا أن المالكية يرون أن التوارث متوقف على وحدة الاعتقاد، ومن ثم لايرث اليهودي النصراني، ولا عكسه، ويعزز رأيهم قوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ: (لا يتوارث أهل ملتين) فهذا الحديث " دليل على أنه لا توارث بين أهل ملتين مختلفتين بالكفر ".
5 – 3 – مواريث أهل الذمة: تقسم مواريث أهل الذمة على أحكام دينهم، إلا أن يتحاكموا إلى المسلمين، ومن ثم فقد يتوارثون في بعض حالات الزواج، والقرابة التي لا يتوارث بها المسلمون.
5 – 4 – اختلاف الجنسية، أو الإقامة: إن اختلاف الجنسية أو الإقامة ليس من موانع الإرث، ومن ثم فلو كان الهالك مسلما مقيما بديار الهجرة، أو متجنسا بجنسية مخالفة لجنسية ورثته أو العكس، فإن ذلك لا يمنع التوارث بينهم، إذ العبرة بآصرة الدين، والقرابة.
5 –4 – زمن القسمة: من أقضيته ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن كل ميراث قسم في الجاهلية فهو على قسمة الجاهلية، وما أدرك الإسلام من ميراث فهو على قسمة الإسلام، ومن ثم فإن من ورث من آبائه أو أقاربه ميراثا قبل أن يسلم، فإنه يقر على ذلك بعد إسلامه. أما إذا أسلم فإن التوارث يخضع لأحكام الشريعة الإسلامية. وذلك بناء على قاعدة " الإسلام يجب ما قبله ".
5 – 5 – ميراث المنافق: إن النافق الذي يظهر الإيمان، ويبطن الكفر تجري عليه أحكام الإسلام الظاهرة في المواريث ونحوها من الأحكام، وكذلك الشأن بالنسبة للمتأول من أهل البدع فلا يجوز تكفيره، بل هو من أهل القبلة، له ما للمسلمين، وعليه ما عليهم، حتى يظهر الكفر، أو ينكر معلوما من الدين بالضرورة، ومن ثم فإنهم يرثون ويورثون.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 – 6 – ميراث من أسلم بعد وفاة مورثه:إذا توفي المورث، وأسلم بعد وفاته بعض ورثته فإنه لا يرث عند المالكية، والشافعية، والحنفية، سواء أسلم قبل قسمة التركة أم بعد قسمتها. أما إذا أسلم قبل اقتسام التركة فإنه يرث عند الحنابلة والإمامية.
5 – 7 – ميراث زوجة المرض: إذا تزوج الهالك امرأة في مرضه لم ترثه ولا يرثها. وذلك من باب سد الذرائع، لما في فعله من نية الضرر بالورثة.
5 – 8 – ميراث الزوجة التي لم يبن بها: إذا توفي الزوج عن زوجته التي لم يبن بها، فللزوجة الميراث ولا صداق لها، ولو دخل بها كان لها صداق المثل إن لم تكن رضيت بشيء معلوم.
5 – 9 – ميراث المطلقة ثلاثا في المرض: إذا طلق الهالك زوجته ثلاثا في مرضه الذي توفي فيه، فإن الزوجة ترثه ولا يرثها، وكذلك الأمر إذا كان الطلاق واحدة.
وإن طلق الصحيح امرأته طلقة واحدة، فإنهما يتوارثان ما كانت في العدة، فإن انقضت العدة فلا ميراث بينهما بعدها.
5 – 10 – ميراث الجنين: إذا توفي المورث وترك امرأته حامل، فإن أمكن الانتظار إلى الولادة، وإلا قسمت التركة، ويحتفظ للحمل بحظ ابن واحد عند الأحناف، وبنصيب أربعة ذكور، وأربعة بنات عند المالكية والشافعية.
وإنما يرث الحنين إذا سقط حيا، وأن يتم ذلك في أدنى مدة الحمل وهي ستة أشهر، وألا يتجاوز أقصى مدة الحمل، والواقع أن تحديد أدنى مة الحمل، وأقصاه ينبغي أن يوكل إلى الأطباء.
5 – 11 – ميراث الخنثى: الخنثى هو المشتبه فيه من حيث الجنس، إما لأن له ذكرا وفرجا معا، أو ليس له شيء منهما أصلا. وحكمه في الميراث أنه إذا تبين أنه ذكر ورث ميراث الذكر، وإن تبين أنه أنثى ورث ميراثها. أما إذا أشكل أمره فإنه يأخذ المتوسط بين نصيبي الذكر والأنثى.
والواقع أننا اليوم وفي إطار التقدم العلمي والطبي، فإن تحديد جنس الخنثى يوكل إلى الأطباء، وبناء على ما يقررونه في شأنه تحدد أحكامه بالنسبة للميراث وغيره.
5 - 12 – ميراث ذوي الأرحام: المقصود بذوي الأرحام هنا الأقارب الذين لا فرض لهم، ولا تعصيب، وهم أحد عشر:
1. ولد البنات.
2. ولد الأخوات.
3. ولد الإخوة من الأم.
4. بنات الإخوة.
5. العمات من جميع الجهات.
6. العم من الأم.
7. الأخوال.
8. الخالات.
9. بنات الأعمام.
10. الجد أبو الأم.
11. كل جدة أدلت بأب بين أمين أو بأب أعلى من الجد.
كان عمر (ت 23 هـ) ـ رضي الله عنه ـ يورثهم إذا لم يكن ذو فرض ولا عصبة، ولا أحد من الوارث إلا الزوج والزوجة، وبذلك قال وعلي (ت 40 هـ)،ومعاذ (ت 18 هـ) وأبو عبيدة (ت 18 هـ) وغيرهم من أعلام الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ، كما قال به كثير من أهل العلم كشريح (ت82 هـ)، وعطاء (ت115هـ)،وطاووس (ت 106هـ) ومسروق (ت 63 هـ) وابن عبد العزيز (ت 104 هـ).
و ذهب مالك (ت179 هـ)،و الأوزاعي (ت157 هـ)،والشافعي (ت204هـ) وداود الظاهري (ت 270 هـ)، وابن جرير (ت 310 هـ) إلى عدم توريثهم، ويجعل الباقي لبيت المال.
وروي عن الإمام أحمد (ت 241 هـ) أنه كان يورث الذكور والإناث من ذوي الأرحام بالسوية، لأنهم يرثون بالرحم المجرد.
5 – 13 – ميراث ولد الملاعنة وولد الزنا: اتفق فقهاء الأمة أن ولد الملاعنة وولد الزنا لا توارث بينهما وبين أبيهما، ويكون التوارث بينهما وبين أمهما وقرابتها، وذلك لانتفاء النسب الشرعي.
5 – 14 – تزامن الوفاة: إذا غرق المتوارثان، أو ماتا تحت هدم، فجهل أولهما موتا، ورث بعضهم من بعض، وهو رواية عن عمر (ت 23 هـ)، وابن مسعود (ت 32 هـ)، والشعبي (ت104 هـ).وروي عن أبي بكر (ت13هـ) وابن عباس (ت 68 هـ)، ومعاذ (ت 17 هـ)، والحسن بن علي (ت 49هـ) أنهم ورثوا بعضهم من بعض، وجعلوا مال كل واحد للأحياء من ورثته،وبه قال ابن عبد العزيز (ت 104هـ)، وأبو الزناد (ت 130هـ)،والزهري (ت124هـ)، والأوزاعي (ت 157هـ)، ومالك (ت 179هـ)، والشافعي (ت 204 هـ) وأبو حنيفة (ت 150 هـ)، وروي عن أحمد (ت 241 هـ) ما يدل عليه.
5 – 15 – ميراث المفقود: لايقسم مال المفقود بين ورثته، حتى يتحقق موته بدليل قاطع، أو يحكم القاضي بموته. أما إذا كان المفقود وارثا وقف له نصيبه من تركة المورث فإن ظهر حيا أخذه، وإن حكم بموته رد نصيبه إلى من يستحقه من الورثة وقت موت مورثه.
وقد اختلف الفقها ء في المدة التي يعتبر بعدها المفقود ميتا، فذهب الشافعي (ت 204 هـ)، وأبو حنيفة (ت 150 هـ) إلى عدم تقدير المدة، أوكلوا ذلك إلى اجتهاد القاضي. بينما يحددها الإمام مالك (ت 179 هـ) في أربع سنوات.
والواقع أن تحديد مدة حياة المفقود ينبغي الرجوع فيها إلى متوسط سن أهل البلد الذي ينتمي إليه المفقود.
5 - 16 – ميراث الأسير: يرث الأسير الذي يكون في أيدي الكفار، أو المسلمين كأسرى حرب، أو سجين الحق العام، وهؤلاء جميعا يرثون ما دامت تعلم حياتهم على الإسلام، وإذا لم تعلم حياته فحكمه حكم المفقود.
5 – 17 – ميراث اليتيم: اليتيم القاصر يمنع من التصرف في ميراثه، خوفا من تضييعه نتيجة عدم الرشد العقلي،و قلة التجربة، مما يبين مسؤولية المجتمع في المحافظة على المال باعتباره عصب الحياة. وقد أرشد المشرع الوصي على اليتيم إلى استثمار ماله ورعايته، بناء على قاعدة الرزق في المال لا منه، حتى تؤول إليهم أموالهم عند بلوغ الرشد، والبرهنة على حسن التصرف في المال.
5 – 18 – ميراث بيت المال: الإمام ولي من لا ولي له، ووارث من لاوارث له، بناء على قاعد (العنم بالغرم)، فمادام المجتمع يتكفل بإعالته إذا لم يكن له من يقوم برعايته، و في المقابل فإن تركته تؤول إلى بيت المال، إذا لم يخلف وارثا. مما يبين أن التشريع الإسلامي يحدث التوازن بين الحق والواجب.
5 – 19 – من لا يرث لا يحجب: فالكافر والقاتل عمدا لا يجبان ولا يرثان، وعمدة الجمهور أن الحجب في معنى الإرث، وأنهما متلازمان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[26 Nov 2006, 02:25 م]ـ
نظام المواريث في الشريعة الإسلامية شرعه الله تعالى للناس، وهو يشمل جميع أنواع المال التي يملكها المورث، وهو يهدف إلى تفتيت الملكية حتى لا تتجمع الثروة في أيدي فئة قليلة من الناس، أو تتحول إلى إقطاع رهيب كما كان يحدث في كثير من بقاع الأرض التي تقضي نظمها بانحصار الإرث في الابن الأكبر، كما كان في القانون الإنجليزي، حرصا على عدم تفتيت الملكية، واستمرار النفوذ الإقطاعي الطاغي بقوة المال.
تقسم تركة الهالك في نظام الفرائض (المواريث) الإسلامي على عدد كبير من أقاربه، مما يجعل دائرة الانتفاع بها تتسع لتشمل أكبر عدد من ممكن من المستفيدين، ومعنى ذلك توسيع قاعدة المالكين، ولا يخفى ما لذلك من أهمية على اقتصاديات الأمة، إذ إنها تعمل على توفير إمكانيات الإقبال على الاستهلاك، الذي يترتب عنه الزيادة في الإنتاج، وبالتالي الزيادة في الاستثمار، فضلا عما تحققه من القدرة على التنافس، مما يفجر الطاقات، ويبرز المواهب، ويتيح الفرصة للإبداع.
وفضلا عما سبق فإن نظام الميراث في الإسلام، يحول دون وجود تمايز طبقي صارخ، فهو يورث الأبناء، والبنات، والأمهات، والأجداد، والجدات، والأزواج، والزوجات، والاخوة، وأولاد الأبناء. وهو يعمل بذلك على تفتيت الملكيات الكبيرة التي يتفق جمعها في أيدي بعض الناس، بتوزيعها على أكبر عدد ممكن من الناس، مما يجعلها تتحول إلى ملكيات متوسطة، وصغيرة. عملا بقاعدة (التوزيع دون التجميع) وذلك للمحافظة على التوازن الاقتصادي في المجتمع.
وبذلك يكون نظام الميراث في الإسلام من ضوابط نظام الملكية في الشريعة الإسلامية، مثله مثل الزكاة، والصدقات، والكفارات، ومنع الترف، والإنفاق في سبيل الله، وتحريم الكنز، وتشجيع الاستثمار.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[26 Nov 2006, 10:02 م]ـ
من ضمن التشريعات التي شرعها الله تعالى لحض الإنسان على الادخار نظام المواريث، الذي يحمل الإنسان على التمتع بحصيلة عمله دون تقتير أو تبذير:
(ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا)
سورة الإسراء، الآية 29.
فالحق سبحانه يأمر عباده " بالاقتصاد في العيش، ذاما البخل، ناهيا عن الإسراف". ومن ثم فإن الإنسان يدخر ما يفضل عن حاجاته ليورثه لأبنائه وأقاربه، الذين يعتبرهم امتدادا طبيعيا له في الوجود.
ومعلوم أن الادخار هو مفتاح الاستثمار، فما يستثمره الإنسان في مشاريع إنتاجية يعتبر حصيلة ما يدخره، وكلما كانت المدخرات كبيرة،كانت الاستثمارات متعددة وكبيرة ومهمة، مما ينعكس بشكل إيجابي على الحياة العامة، بما يحقق من رفاه اجتماعي، حيث تخلق فرص جديدة للعمل، وزيادة القدرة الشرائية، والإقبال على الاستهلاك، والزيادة في الأنتاج، وتشجيع الاستثمار، مما ينشط الدورة الاقتصادية.
وتتجلى حكمة المشرع في الميراث حيث استجاب لدواعي الفطرة، بتوريث المال الذي يحبه الإنسان، لمن يحبهم من ذرية وأقارب.وبذلك يكون الادخار من دوافعه رغبة المورث في تأمين حياة أبنائه وأقاربه، يقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (إنك إن تذر ورثتك أغنياء، خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس)
" صحيح البخاري: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (ت 256 هـ)، كتاب الوصايا، باب أن يترك ورثته أغنياء، ج 3، ص 186، دار الفكر، بيروت، بدون تاريخ.
- السنن الكبرى: أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي (ت 303 هـ)، تحقيق عبد الغفار سليمان البندري، دار الكتب العلمية، بيروت، 1991 م / 1411 هـ ".
وحتى لا يتحول الادخار إلى اكتناز فإن المشرع حرم الاكتناز، أي منع المال من التداول في المجتمع، والمشاركة في الدورة الاقتصادية، مصداقا لقوله تعالى:
(والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ماكنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون)
سورة التوبة، الآية 34/ 35
(يُتْبَعُ)
(/)
والميراث نفسه يمنع الاكتناز بإعادة توزيعه المال الذي يجتمع في أيدي فئات قليلة من أبناء الجيل السابق، على فئات عريضة من أبناء الجيل اللاحق، بتوريث الأبناء جميعا، ذكورا وإناثا، كبارا وصغارا،والأزواج، والأقارب.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[27 Nov 2006, 05:43 م]ـ
الاستثمار " استغلال المال بقصد الحصول على ثمرة منه، أي على عائد يفيد منه صاحب المال، وهو يتضمن استغلال المال في نشاط إنتاجي، بقصد زيادة هذا النشاط ". أي توظيف المال في مشاريع إنتاجية صناعية، أوفلاحية، أو تجارية، أو خدماتية، بقصد تأمين الضروريات،وبناء اقتصاد قوي،ومن ثم فإنه من هذه الناحية يعتبر من فروض الكفاية، وذلك بناء على قاعدة (ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب) فالمشكلة الاقتصادية في التصور الإسلامي ليست نتيجة شح الطبيعة، ونذرة الموارد الطبيعية بقدر ما هي نتاج " ظلم الإنسان في توزيع الثروة، وكفرانه للنعمة بعدم أستغلال جميع المصادر التي تفضل الله بها عليه استغلال تاما، هما السببان المزدوجان للمشكلة التي يعيشها الإنسان البائس منذ أبعد عصور التاريخ، وبمجرد تفسير المشكلة على أساس إنساني يصبح بالإمكان التغلب عليها، والقضاء على الظلم وكفران النعمة، بإيجاد علاقات توزيع عادلة، وتعبئة كل القوى المادية لايتثمار الطبيعة، واستكشاف كل كنوزها".
ومن ثم فإن رؤية الإسلام لتنمية الثروة وتنميتها رؤية إنسانية، فالإنسان يتعين عليه السعي الدؤوب لإنتاج الثروة وتنميتها، لارتباط ذلك بمفهوم الاستخلاف، فما الخلافة إلا عمارة الأرض، واستخراج ثمراتها، والسعي فيها إصلاحا لا إفسادا، فما الثروة وتنميتها إلا "وسيلة يؤدي بها الإنسان المسلم دور الخلافة، ويستخدمها في سبيل تنمية جميع الطاقات البشرية، والتسامي بإنسانية الإنسان في مجالاتها المعنوية، والمادية، فتنمية الثروة، والإنتاج لتحقيق الهدف الأساسي من خلافة الإنسان في الأرض هي نعم العون على الآخرة، ولا خير فيمن لا يسعى إليها،وليس من المسلمين - بوصفهم حملة رسالة في الحياة - من تركها وأهملها ".
وليحفز الإسلام الإنسان على إنتاج الثروة عن طريق الاستثمارفإنه شرع تشريعات متعددة منها الميراث، الذي يحث الإنسان على إدامة التفكير في سبل الاستثمار، وتنمية ثروته تأمينا لحياة ذريته وأقاربه بعد وفاته، مما يدفعه إلى فتح آفاق جديدة لإنتاج الثروة وتنميتها، مع ما يرتبط بذلك من توفير سوق العمل التي تستوعب اليد العاملة، وتحد من البطالة، وتؤمن ضروريات المجتمع، مما يحقق للأمة أمنها الاقتصادي، ولا يخفى ما لذلك من انعكاسات إيجابية على سوق الاستهلاك، مما يشجع على المزيد من الاستثمار.
وقد حرص المشرع في الميراث على تقديم الأبناء، لأنهم آثر عند المورث من غيرهم، مما يحفزه أكثر على استثمار أمواله بغية تنميتها، تأمينا لحياة خلفه.
كما عملت الشريعة الإسلامية على حث ولي اليتيم على استثمار أمواله، وتوظيفها في مختلف الأنشطة الاقتصادية، يقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
(من ولي يتيما له مال فليتجرله فيه ولا يتركه حتى تأكله الصدقة)
" سنن الترمذي: أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة (ت 297 هـ)، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، كتاب الزكاة، باب ماجاء في في زكاة مال اليتيم، ج 3، ص 23، الطبعة 3، مكتبة الحلبي، القاهرة، 1396 هـ / 1976 م ".
والإسلام بتشريعه الميراث عمل على عدم تجمع الأموال في أيدي فئة قليلة من الناس، وذلك منعا للتضخم النقدي، وآثاره السلبية على المجتمع، المتمثلة في الغلاء، والاكتناز عن طريق تكديس الأموال في البنوك، سعيا وراء الربح السهل والامتناع عن الاستثمار الذي قد يرى فيه بعض الملاك مغامرة محفوفة بالمخاطر، ومن ثم فإن الميراث يعمل على إعادة توزيع الثروة داخل المجتمع موفرا بذلك ظروفا جديدة، وإمكانيات متعددة للاستثمار، وذلك عن طريق تمكين قطاع كبير من الأمة من فرص الاستثمار، بما يتملكه من أموال عن طريق الميراث.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أن الميراث بتوزيعه المال بين فئات عريضة من الناس فإنه يتيح فرصا جديدة للاستثمار، بما يملكه هؤلاء الملاك الجدد من مواهب، وقدرات، وتصورات متعددة وجديدة ليست بالضرورة هي ما كان يملكه مورثوهم، مما يعمل على خلق دينامية جديدة داخل المجتمع عامة، وفي بنائه الاقتصادي بصفة خاصة وذلك بما تضخه فيه من دماء جديدة.
وفضلا عما سبق فإن الميراث يساهم بشكل فعال في حل المشكلة الاقتصادية التي تتمثل كما قلنا في تصرفات الإنسان، المتمثلة في موقفين سلبيين، يتمثل الموقف الأول في ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، وذلك بالاعتداء على حقه في الموارد الطبيعية، والخيرات التي أعدها الله لعباده، والميراث يحمل الإنسان على التفكر في مستقبل أبنائه، فهو لا يريد أن يورث عقبه أموالا فقط، لأن ذلك لا يحقق سعادتهم، فلا سعادة في غياب الأمن في النفس وفي المجتمع، وهذا الأخير لا يمكن أن يتحقق إلا بتحقيق العدالة الاجتماعية بين فئات المجتمع.
فالميراث يجعل الإنسان يتمتع برؤية مستقبلية، حيث يصبح الإنسان على قناعة تامة بأنه لايورث عقبه أمواله فقط،بل يورثهم كذلك أمورا معنوية لها قيمتها وتأثيرها في حياتهم، فهو يورثهم السمعة والشرف، كما يورثهم أوضاعا اجتماعية، واقتصادية، وسياسية، وثقافية ساهم مع أبناء جيله في صنعها وصياغتها،وقد عملت آيات متعددة على استقرارهذا الاعتقاد في نفوس المسلمين، يقول تعالى:
(وورث سليمان داوود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين)
سورة النمل، الآية 16.
كما أن الإنسان المسلم على اعتقاد تام بأن الله تعالى هو المالك الحقيقي للكون كله وأنه تعالى هو الوارث الحقيقي، فمآل الكون وما فيه إليه عز وجل:
(ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير)
سورة آل عمران، الآية 180.
وأن الإنسان مستخلف في هذه الأرض التي هي جزء من ملك الله سبحانه، بناء على عقد استخلاف بنده الأساس السعي في الأرض إصلاحا لا إفسادا، فإذا تنكب الطريق نزع منه عقد الاستخلاف، ووكل لمن يفي بحقوقه كما أراد تعالى:
(إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين)
سورة الأعراف، الآية 128.
(كذلك وأورثناها قوما آخرين)
سورة الدخان، الآية 28.
والإنسان المسلم على يقين تام بأن العاقبة للمؤمنين، الصالحين، الصادقين، الخيرين: (وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم، وأرضا لم تطؤوها وكان الله على كل شيء قديرا)
سورة الأحزاب، الآية 27.
(وأو رثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها)
سورة الأعراف، الآية 137.
(وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين)
سورة الزمر، الآية 74.
وأما الطغاة، والعتاة، والظلمة، والمعتدون، فإن مآلهم الخسران المبين في الدنيا والآخرة:
(كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم، ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك وأورثناها قوما آخرين فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين)
سورة الدخان، الآية 28/ 29.
وهذا الإحساس بالمسؤولية عن مستقبل الذرية، بهذه الرؤية الشمولية، يدفع الإنسان إلى البذل، والعطاء، والعمل بكل جد وإخلاص وتفان، لبناء مجتمع آمن،يتمتع فيه كل الناس بالأمن في النفس والأهل والمجتمع، ويخرج للوجود مجتمع الكفاية لا الكفاف، مجتمع عدل يتحقق فيه التوازن بين الحق والواجب، ويؤمن للناس حياة كريمة.
يعمل الميراث - باعتباره محفزا على إنتاج الثروة وتنميتها، تأمينا لحياة العقب- على مواجهة الموقف السلبي الآخر والمتمثل في تقاعس الإنسان عن العمل الجاد والإيجابي، من أجل عمارة الأرض، مع يتطلبه ذلك من تفكر وتدبر في الطبيعة، بغية اكتشاف السنن الكونية، لامتلاك القوة المذخورة في الطبيعة، وتوظيفها لإشباع حاجات الإنسان.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[28 Nov 2006, 05:45 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
المقصود بالعمل هنا النشاط الاقتصادي الذي يقوم به الإنسان، ومن ثم فإنه يكون كل عمل يتجه إلى إنتاج سلعة، أو خدمة ذات ثمن في المجتمع للوفاء بحاجاته ومطالبه المادية والمعنوية.ومعنى ذلك أن العمل يتمثل في " كل إجهاد ذهني أو عضلي، يهدف به الإنسان إلى إيجاد شئ يسد به حاجاته، والعمل بهذه الصفة واجب إسلامي يقول الله تعالى:
(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)
سورة التوبة، الآية 105
(فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور)
سورة الملك، الآية 15.
والعمل سلوك ظاهري يجد جذوته المتقدة في حرص الإنسان على الحياة، ومن ثم كان دافع العمل هو أقوى الدوافع النفسية وأولاها بالرعاية لأنه من الفطرة.
يعمل الميراث على نقل المال من المالك إلى عقبه وقرابته، ومن ثم فهو ينقل ما يحبه الإنسان (المال) إلى من يحبهم (الذرية والأقارب)، وهذا المال المنقول يكون صاحبه قد حصله بطرق شرعية، أهمها العمل، الذي يدمج المال في الدورة الاقتصادية، فبتظافر المال والعمل يكون هناك الإنتاج.ومن ثم " فإن العمل في عرف الاقتصاد الإسلامي متقوم برأس المال،وقد يكونان متساويين … فلا يحق لرأس المال أن ينفرد بالتمتع بأي امتياز أصلا تجاه (العمل)، لأن العمل في نظره رأسمال معادل".
وقد شرع الإسلام تشريعات تحرر رأس المال من الكنز والإتلاف، ويمكن إجمال هذه الإجراءات الحمائية في:
1 ـ صيانة الملكية الخاصة من كل اعتداء، أي ضمان حق الإنسان في تملك ما اكتسبه عن طريق العمل، وغيره من الطرق الشرعية.
2 ـ نقل ملكية المال بعد موت المالك لأحب الناس إليه، وهم ذريته وقرابته، وذلك بقدر الحاجة والمسؤولية، وفق النظرية الإسلامية في توزيع الثروة.
وإذا لم يكن الإنسان يكد، ويتعب، ويبذل كل الجهد والمعاناة في تحصيل المال للانتفاع به في حياته، وتأمين حياة ذريته وقرابته بعد وفاته، فإن الإنسان سيسلك سلوكا مدمرا للاقتصاد، إذ إنه سينزع إلى تبذير أمواله في سفاسف الأمور،كما أنه سيتقاعس عن العمل، إذ لا جدوى من العمل، والتعب، والمعاناة،ويصبح الإنسان متواكلا،و عدميا، و عبثيا.
ومن ثم الشرع الحكيم حمى الملكية الخاصة، وصانها من كل عدوان في حياة المالك، ونقلها لمن يحب بعد موته، كل ذلك تحفيزا له على العمل، والأخذ بالأسباب، وتحمل مسؤولية الاستخلاف في الأرض بكل إيجابية، مصداقا لقوله تعالى:
(لقد خلقنا الإنسان في كبد)
سورة البلد، الآية 4.
فنتاج الجهد البشري هو القيمة، فأساس الثروة في الأرض هو العمل، والإنسان مطالب ببذل أقصى الجهد لتحصيل الثروة، وذلك بعمارة الأرض، واستخراج ثمراتها، والسعي فيها إصلاحا لا إفسادا.
والإنسان وهو يسعى في الأرضا تشييدا وبناء متأكد أن عمله هذا عبادة، فما العبادة إلا أمر يصدر من الله تعالى فإذا أقامه المكلف فقد أقام العبادة لله سبحانه،ألم يؤمر بالسعي في مناكب الأرض مكتشفا السنن الكونية، مستفيدا من القوى المذخورة في الطبيعة، وتسخيرها لإشباع الضروريات،وتلبية الحاجات، محققا مجتمع الكفاية لا الكفاف، نزولا عند أمر الله تعالى:
(ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش)
سورة الأعراف، الآية 10.
(فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضله)
سورة الجمعة، الآية 10.
(هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه)
سورة الملك، الآية 15.
وتبين الآية الكريمة أن السعي مقدم على الأكل:
(فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه)
مما يفيد أن العمل هو أساس الحصول على ما تقوم به الحياة البشرية الطبيعية، فالسعي أساس الكسب.
والإسلام عندما جعل العمل أساس النظام الاقتصادي - أي إن القيمة هي نتاج الجهد البشري، أو ثمرة العمل حسب الاقتصاد الحديث - لا نجده يتطرف في مبادئه، فلا يحرم العامل من ثمرة جهده بعدم الاعتراف بالملكية الخاصة، إو بإلغاء الميراث كما فعلت الشيوعية، لأنك إذا حرمت العامل من نتاج عمله فإنك تكون عمليا قد حرمت العمل من ثمرثه،ومن ثم قرر الإسلام حق العامل في التمتع بثمرة عمله، مصداقا لقوله تعالى:
(للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن)
سورة النساء، الآية 32.
(يُتْبَعُ)
(/)
والإسلام عندما نقل المال بعد موت المالك إلى ذريته وقرابته عن طريق الميراث فإنه يحفز الإنسان على العمل، وممارسته ألوان النشاط الاقتصادي خاصة في الأطوار الأخيرة من حياة الإنسان " التي تتضاءل فيها فكرة المستقبل عنده وتحتل موضعها فكرة الأبناء والقربى، فيجد في أحكام الإرث التي توزع أمواله بعده بين أقرائه الأدنين ما يغريه بالعمل،ويدفعه إلى تنمية الثروة حرصا على مصالح أهليه بوصفهم امتدادا لوجوده ".
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[29 Nov 2006, 06:01 م]ـ
الإنتاج هو " عملية تطوير الطبيعة إلى شكل أفضل بالنسبة إلى حاجات الإنسان " وذلك عن طريق توظيف فضول الأموال أو ما يمكن الاصطلاح عليه اليوم بالمدخرات في مشاريع استثمارية صناعية، أو تجارية، أو زراعية، أو خدماتية.
والإسلام له وسائله الخاصة في تنمية الإنتاج، منها ما هو ذو طبيعة فكرية ونفسية، كالحث على العمل والإنتاج عبر آيات الذكر الحكيم، والأحاديث النبوية الشريفة، " التي تستنهض همة الإنسان، وتوجهه للقيام بواجب الخلافة عن الله في البحث، والتنقيب، والكد، والكدح، والتعمير، والكشف، والاختراع ". وهناك وسائل تشريعية متعددة يهمنا منها هنا نظام المواريث.
ويمكننا أن نتبين الانعكاسات الإيجابية لنظام المواريث على الإنتاج، من جوانب ثلاث:
1 - يعمل الإنسان، وينتج، ويدخر، ويستثمر، ليورث نتاج جهده ومعاناته لأبنائه، وأقاربه، حرصا منه على مصلحتهم، باعتبارهم امتدادا له في الحياة.
2 - منع الإسلام المالك من التصرف في ماله بعد وفاته، وعمل على توزيع تركته على ذريته وأقاربه، حسب الحاجة والمسؤولية، و بذلك فتح المجال أمام فئات اجتماعية عريضة من امتلاك المال الذي هو عصب الحياة، مما يمكنهم من القدرة على المنافسة العادلة، التي تتجلى فيها قدرات، ومهارات، وإبداعات، وجهد، وتضحية المتنافسين من أجل توفير الإنتاج، وتنميته، وزيادة الثروة، وتحقيق الرفاه الاقتصادي، والسلم الاجتماعي.
إن الإسلام عن طريق تشريعات متعددة، منها نظام المواريث، يحول دون تركيز الثروة في أيد قليلة، حتى لا يعم البؤس، وتنتشر الحاجة والفاقة، ويعجز الناس عن استهلاك ما يشبع حاجاتهم من السلع، بسبب انخفاض قوتهم الشرائية، مما يؤدي إلى تكدس المنتجات، وعدم القدرة على تصريفها، فيسيطر الكساد على الصناعة، والتجارة، فيتوقف الإنتاج. ونظام المواريث بإعادة توزيعه الثروة داخل المجتمع،فإنه يوفر المال لدى فئات الجيل اللاحق، هي بالضرورة أعرض من فئات الملاك في الجيل السابق، إذ ما يملكه فرد واحد في جيل ما، يقسم بعد وفاته على ورثته من أبناء، وأزواج، وقرابة، حسب الحاجة والمسؤولية، وبذلك تتمكن فئات جديدة، وعريضة من القدرة الشرائية بما تملكته من أموال عن طريق الميراث، مما يجعلها تقبل على الاستهلاك، ويترتب على ذلك الزيادة في الإنتاج.
وهكذا يتبين لنا أنه كلما اتسعت قاعدة الملاك، كلما ازدادت القدرة على الاستهلاك، مما يؤدي إلى الزيادة في الإنتاج، مما يجعل نظام المواريث عاملا مهما من عوامل جودة الإنتاج، الزيادة فيه، ويرتبط بكل ذلك تشجيع الاستثمار، وخلق فرص جديدة للعمل، وتضييق دائرة الفقراء، وتوسيع دائرة الأغنياء.
3 - سبق أن بينا أن الميراث يدفع الإنسان إلى الاقتصاد في المعاش، وادخار ما يزيد عن احتياجاته، لتأمين حياة عقبه بعد وفاته. ومعلوم أن الإنتاج لا يحصل بما ينتجه الإنسان، وما يستهلكه من مأكل، وملبس، ومسكن، وإنما يتحقق بما يقضل عن الحاجة، ويتجمع كمدخرات، فالدولة القادرة على الدخول في معركة الإنتاج، حكوميا، واجتماعيا، هي التي تملك إلى جانب التقانة، ما يفيض عن حاجاتها الضرورية.
إن الإسلام عندما أقر حق الملكية، وحق الميراث، أفسح المجال " لشخصية الفرد، حتى يستطيع أن يحقق ذاته، ويبرز مواهبه، ويظهر كفايته ن فينتج وينظم، ويتقن ويتفوق، فيستفيد ويفيد، وبذلك يكون المال عنده أداة صالحة، في يد إنسان صالح، وكل ذلك نماء لثروة المجتمع ن ونفع لأبنائه كافة، ورصيد لمن يعضه الفقر بنابه منهم ".
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[30 Nov 2006, 12:09 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد شرع الحق سبحانه نظام الميراث وجعله نظاما عادلا، وحكيما يستجيب للرغبات والنوازع الفطرية، ويعمل على تنظيمها حتى لا تحيد عن أهدافها ومقاصدها. ومن ثم فإنه يعمل على خلق مجتمع متكافل،تتسا وى فيه الحقوق مع الواجبات. بل يقدم فيه الواجب على الحق،لأن الإنسان يكون مقصده من الحياة أن ينال مرضاة الله تعالى، ومن ثم فإنه يقدم على الحياة بكل إيجابية استجابة لرؤيته البعيدة، ألا وهي بلوغ الكمال الذي هو ابتغاء ما عند الله، وفي طريق تحصيله فإنه يحصد كل المتع، ويجني كل الفوائد التي ربطها الله تعالى بما خلق، استجابة لقوله تعالى:
(قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق)
سورة الأعراف، الآية 32.
والتكافل الاجتماعي في الإسلام مؤسس على جملة دعائم، منها ما هو عقدي،ومنها ماهو أخلاقي، ومنها ما هو تشريعي، والميراث يدخل في الجانب التشريعي حيث يؤكد على الروابط الأسرية، وضرورة قيامها على قاعدة الحق والواجب، فكل فرد من أفراد الأسرة يكفل له المشرع من الحقوق بقدر ما عليه من واجبات. فالوالدان مكلفان برعاية أبنائهما، وحسن تأديبهما، وتأهيلهما للاندماج في المجتمع، كأفراد فاعلين، مساهمين في عمارة الأرض، محققين مبدأ الاستخلاف.والأبناء عليهما احترام والديهما، وتقدير تضحياتهما، ومعاملتهما بالبر والإحسان، وتبادل الحب والمودة، والسعي إلى إعزازهما، وإكرامهما طيلة حياتهما، وفي حالة عجزهما تزداد مسؤولية الأبناء، بالتكفل بالإنفاق عليهما، ورعايتهما، بما يحفظ كرامتهما، وبعد الوفاة تنتقل التركة إلى أحب الناس إلى الهالك، وآثرهم عنده أبناؤه، وأقاربه، بناء على القواعد التالية:
1 – " الغنم بالغرم ": أي بقدر ما تستفيد بقدر ما يلحقك من ضرر،مما يحقق التوازن بين الحقوق والواجبات.ومن ثم فإن هذه القاعدة تقرر العدل في المعاملات.
2 – " الحاجة ": من كانت حاجته أكثر، كان نصيبه أوفر، فالأبناء حظهم من التركة أكبرمن حظ الوالدين، لأنهم مقبلون على الحياة بكل تكاليفها،في حين الآباء مدبرون عن الحياة،مع ما لهم من فضل أموال حصولها طوال حياتهم،وبالتالي تكون التزاماتهم وحاجياتهم أقل.
3 – " المسؤولية ": توزع التركة بحسب المسؤولية داخل الأسرة، فمن كانت مسؤوليته أكبر، كان نصيبه أكبر، ومن كانت مسؤولية أقل، كان نصيبه أقل، فالرجل يأخذ ضعف ما تحصله المرأة من تركة الوالدين، لأن الرجل مسؤول بالإنفاق في جميع الأحوال، في حين لا تكلف المرأة بالإنفاق على نفسها،أو ذويها ولو كانت غنية.
إن التعاون، وتبادل المنافع يبدأ داخل الأسرة الصغيرة، ليتوسع ويشمل المجتمع كله بحيث يستقر في وجدان الإنسان المسلم المبادرة إلى فعل الخير، والمسارعة إلى تقديم المساعدة لذوي الحاجات والمعوزين، باعتبار ذلك واجبا دينيا، مما يعمل على خلق مجتمع متعادل، تتقارب فيه الفجوة بين فئاته، ليعم السلم والأمن النفس، والأهل، والمجتمع.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[02 Dec 2006, 02:49 ص]ـ
إن أهم نتيجة يخلص إليها الباحث من دراسة نظام المواريث وصلته بالاقتصاد الإسلامي، هي شمولية الشريعة الإسلامية وواقعيتها، وأن الرؤية التجزيئية للإسلام لايمكن أن توصلنا إلى إدراك الحق، والحقيقة، وفهم الحكمة. فالإرث مثلا ليس حالة خاصة بالأحوال الشخصية، وتداول المال داخل الأسرة، بل يتعداه إلى الحياة العامة، إذ يعمل على إعادة توزيع الثروة، وما يترتب على ذلك من توسيع قاعدة الملاك، والزيادة في القوة الشرائية، مما يشجع على الاستثمار، والزيادة في الإنتاج، وتوسيع سوق العمل، وتضييق دائرة العطالة، ومحاصرة آفة الفقر، وتحقيق الرفاه العام. /.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[03 Dec 2006, 02:25 م]ـ
1 - أحكام القرآن: أبو بكر محمد بن عبد الله بن العربي (ت543هـ)، تحقيق محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1408 هـ /1988م.
2 - أحكام القرآن: أحمد بن علي الرازي الجصاص
(ت 370 هـ)، تحقيق محمدالصادق قمحاوي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1405 هـ.
3 – الأحوال الشخصية: محمد أبو زهرة، دار الفكر العربي، القاهرة، الطبعة الثالثة، 1975.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - اختلاف الحديث: محمد بن إدريس الشافعي (ت 204 هـ)، تحقيق عامر أحمد حيدر، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، الطبعة الأولى 1405هـ / 1985م.
5 - الإسلام عقيدة وشريعة: محمود شلتوت، دار الشروق، بيروت.
6 - الأشباه والنظائر على مدهب أبي حنيفة النعمان: زين العابدين بن إبراهيم بن نجيم، تحقيق عبد العزيز محمد الوكيل، مؤسسة الحلبي، القاهرة.
7 - الأشباه والنظائر في قواعد وفروع فقه الشافعية: جلال الدين عبد الرحمن السيوطي
(911هـ)، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة.
8 - أصول التشريع الإسلامي: علي حسب الله، دار المثقف العربي، القاهرة، الطبعة السادسة، 1402هـ /1982م.
9 - أضواء على الفكر الاقتصادي الإسلامي المعاصر: يوسف كمال، دار الأنصار، القاهرة.
10 - إعانة الطالبين: السيد البكري محمد شطا الدمياطي، دار الفكر، بيروت.
11 - الاقتصاد الإسلامي "المنهج والتطبيق ": زيدان أبو المكارم حسن، مكتبة الخانجي، مصر، الطبعة الأولى، 1397هـ /1977 م.
12 - الاقتصاد الإسلامي بين الرأسمالية والشيوعية: محمد علي قطب، دار الوفاء، المنصورة، الطبعة الأولى، 1985.
13 - الاقتصاد المالي الإسلامي: عبد الكريم صادق بركات، و عوف محمود الكفراوي، مؤسسة شباب الجامعة، الإسكندرية.
14 - الاقتصاد الإسلامي " مدخل ومنهاج ": عيسى عبده، دار الاعتصام، القاهرة، 1973.
15 - الاقتصاد الرأسمالي في مرآة الإسلام: محمد الخالدي، دار الجيل بيروت، الطبعة الأولى، 1984.
16 - الاقتصاد في القرآن والسنة: عيسى عبده، دار المعارف، القاهرة، 1981م.
17 - إقتصادنا: محمد باقر الصدر، دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1401 هـ/1981م.
18 - إقتصاديات النقود في إطار الفكر الإسلامي، أبو بكر الصديق عمر متولي، وشوقي
إ سماعيل شحاته، مكتبة وهبة، القاهرة، الطبعة الأولى، 1983.
19 - الأم: مجمد بن إدريس الشافعي أبو (204 هـ)، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الثانية، 1393 هـ.
20 - البحر الرائق، شرح كنز الدقائق: زين بن محمد بن بكر (ت 970 هـ)، دار المعرفة، بيروت.
21 - بداية المجتهد، ونهاية المقتصد: محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد القرطبي (ت 595 هـ)، مكتبة المعارف، الرباط، 1419 هـ.
22 - البنوك الإسلامية (مجلة): العدد الحادي عشر، رجب 1400 هـ/ مايو1980م.
23 - التاج والإكليل: محمد بن يوسف بن أبي القاسم العبدري (ت 897 هـ)، دار الفكر، بيروت، الطبعة الثانية، 1398 هـ.
24 - التشريع الجنائي الإسلامي: عبد القادر عودة، دار التراث، القاهرة، 1977 م.
25 - التعامل المالي في الإطار الإسلامي: محفوظ إبراهيم فرج، دار الاعتصام، القاهرة، الطبعة الأولى، 1404 هـ /1984 م.
26 - تفسير المنار: الشيخ محمد عبده، ومحمد رشيد رضا، الهيئة العامة للكتاب، القاهرة، 1973.
27 - التمهيد: أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري (ت 463 هـ)، تحقيق مصطفى بن أحمد العلوي. وزارة الأوقاف، المغرب، 1387 هـ.
28 - الجامع لأحكام القرآن: أبو عبد الله محمد القرطبي (ت 671 هـ)، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ / 1988م.
29 - دراسات إسلامية في العمل و العمال: لبيب السعيد، الهيئة العامة للكتاب، القاهرة، 1985 م.
30 - دليل الطالب: مرعي بن يوسف الحنبلي، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية، 1389 هـ.
31 - ذاتية الاقتصادية الإسلامية: محمد شوقي الفنجري، مكتبة السلام العالمية، 1401 هـ / 1981 م.
32 - رسالة أبي زيد القيرواني: عبد الله بن أبي زيد القيرواني (ت 387 هـ)، دار الفكر، بيروت.
33 - روضة الطالبين، وعمدة المفتين: الإمام النووي (ت هـ)، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية، 1405هـ.
34 - سبل السلام: محمد بن إسماعيل الصنعاني الأمير (ت 852 هـ)، تحقيق محمد عبد العزيز الخولي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة الرابعة، 1379 هـ.
35 - سنن أبي داود: سليمان أبو داود السجستاني الأزدي (ت 275 هـ)،تحقيق محمد محيى الدين عبد الحميد، دار الفكر، بيروت.
(يُتْبَعُ)
(/)
36 - السياسة الاقتصادية، والنظم المالية في الفقه الإسلامي: أحمد الحصري، مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرة، 1402هـ / 1982.
37 - شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك: محمد بن يوسف الزرقاني
(ت 1122هـ)، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1411 هـ.
38 - العمل الاقتصادي من وجهة نظر الإسلام: رؤوف شلبي، دار الاعتصام، القاهرة، الطبعة الأولى، 1399 هـ/ 1979م.
39 - العدالة الاجتماعية في الإسلام: سيد قطب، دار الشروق، القاهرة، ط7، 1400 هـ / 1980م.
40 فتح الوهاب: زكريا محمد الأنصاري (ت 926 هـ)، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1418 هـ.
41 - الفرائض للثوري: أبو عبد الله سفيان بن سعيد الثوري (ت 161 هـ)، تحقيق عبد العزيز الهليل، دار العاصمة، الرياض، الطبعة الأولى، 1410 م.
42 - الفرائض: عبد الرحمن بن عبد الله السهيلي أبو القاسم (ت 581 هـ)، تحقيق محمد إبراهيم مهنا، المكتبة الفيصلية، مكة المكرمة، الطبعة الثانية، 1405 هـ.
43 - الفقه الإسلامي وأدلته: وهبة الزحيلي، دار الفكر، دمشق، الطبعة الثالثة، 1409 هـ / 1989 م.
44 - فقه السنة: السيد سابق، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الرابعة، 1405 هـ / 1985 م.
45 - فقه الزكاه: يوسف القرضاوي، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة السادسة، 1401 هـ/1981 م.
46 - في الاقتصاد الأسلامي: منشورات كلية الآداب والعلوم الانسانية، سلسلة ندوات
ومناظرات، رقم 15، الرباط 1410هـ/1989 م.
47 - في الاقتصاد الاسلامي: رفعت السيد العوضي، كتاب الأمة، العدد 24، مؤسسة الخليج، قطر، شعبان، 1410 هـ.
48 - في التشريع الاسلامي: محمد نبيل غنايم، دار الهداية، القاهرة، الطبعة الأولى، 1407هـ/1986.
49 - القوانين الفقهية على مذهب أهل المدينة: محمد بن جزي الكلبي الغرناطي (ت هـ)، بدون طبعة ولا تاريخ.
50 - المبسوط: محمد بن أبي سهل السرخسي (ت هـ)، دار المعرفة، بيروت، 1406هـ.
51 - المجتمع الاسلامي وفلسفته المالية والاقتصادية.محمد الصادق عفيفي، مكتبة الخانجي، القاهرة، 1980 م.
52 - المحلى: علي بن حزم الظاهري (ت 383 هـ)، تحقيق لجنة إحياء التراث العربي، دار الآفاق الجديدة، بيروت.
53 - مختصر إحياء علوم الدين: أبو حامد محمد الغزالي (505 هـ)، تحقيق شعبان محمد إسماعيل، مكتبة نصير، القاهرة.
54 - المدونة الكبرى: مالك بن أنس (ت هـ)، دار صادر، بيروت.
55 - المسلم المعاصر (مجلة)، العدد الثامن والعشرون 1401 هـ / 1981 م.
56 - المشكلة الاقتصادية في ضوء تعاليم الإسلام الحنيف: رؤوف شلبي، دار الاعتصام، القاهرة، 1981 م.
57 - مشكلة الفقر " وكيف عالجها الإسلام ": يوسف القرضاوي، مكتبة وهبة، القاهرة، الطبعة الرابعة، 1400 هـ / 1980 م.
58 - المعيار المعرب، والجامع المغرب، عن فتاوي أهل إفريقيا والأندلس، والمغرب: أبو العباس أحمد بن يحيى الونشريسي (ت 914 هـ)، خرجه حماعة من الفقهاء بإشراف محمد حجي، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، المملكة المغربي، 1401 هـ /1981م.
59 - المغني: عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي (ت 620 هـ)، دار الفكر، بيروت، الطبعة الأولى، 1405 هـ.
60 - مفاتيح الغيب: فخر الدين الرازي (ت 604 هـ)، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1411 هـ / 1990 م.
61 - مفهوم الاقتصاد في الإسلام: محمود الجالدي،دار الجيل، بيروت، الطبعة الأولى، 1404 هـ / 1984 م.
62 - مقاصد الشريعة الإسلامية ومكارمها: علال الفاسي، مكتبة الوحدة العربية، الدار البيضاء، 1382 هـ /1963 م.
63 - مقومات الاقتصاد الإسلامي: مكتبة وهبة، القاهرة، الطبعة الثالثة، 1403 هـ / 1983 م.
64 - الملكية ونظرية العقد في الشريعة الإسلامية: أحمد فراج حسين، مؤسسة الثقافة الجامعية، الإسكندرية، الطبعة الأولى.
65 - منهج الإسلام في التعاملات المالية: أحمد عثمان، دار الطباعة المحمدية، القاهرة، الطبعة الأولى، 1398 هـ / 1978 م.
66 - منهج الاقتصاد الإسلامي في إنتاج الثروة واستهلاكها: أحمد لسان الحق، دار الفرقان، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى، 1408 هـ / 1987 م.
67 - الموافقات: إبراهيم بن موسى اللخمي الغرناطي المالكي (ت 790 هـ)،تحقيق عبد الله دراز، دار المعرفة، بيروت.
68 - الموطأ: الإمام مالك بن أنس (ت 179 هـ)، دار الآفاق الجديدة، بيروت، الطبعة الثانية 1401 هـ / 1981 م.
69 - النظرية الاجتماعية في الفكر الإسلامي: زينب رضوان، دار المعارف، القاهرة، الطبعة الأولى، 1982 م.
70 - نظرية التقعيد الفقهي وأثرها في اختلاف الفقهاء: محمد الروكي، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط، الطبعة الأولى، 1414 هـ / 1994 م.
71 - نيل الأوطار: محمد بن علي الشوكاني (ت 1255 هـ)، دار الجيل، بيروت، 1973 م.
72 - الوجيز في الاقتصاد الإسلامي: محمد شوقي الفنجري، دار الصحوة، القاهرة، الطبعة الأولى، 1405 هـ / 1985 م.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[04 Dec 2006, 12:37 م]ـ
1 - مقدمة.
2 - تعريف الميراث لغة و اصطلاحا.
3 - التطور التاريخي للمواريث.
4 - الاقتصاد الإسلامي و العقيدة.
5 - الاقتصاد الإسلامي ومقاصد الشريعة.
6 - الحقوق المتعلقة بالتركة.
7 - الأموال و الحقوق التي يجري فيها الميراث.
8 - نظام المواريث في الإسلام و الملكية.
9 - نظام المواريث في الإسلام وتحديد الملكية.
10 - نظام المواريث في الإسلام وتوزيع الثروة.
11 - نظام المواريث في الإسلام وتداول المال في المجتمع.
12 - الميراث والعمل.
13 - الميراث والادخار.
14 - الميراث والاستثمار.
15 - الميراث و الإنتاج.
16 - الميراث و التكافل الاجتماعي.
17 - خاتمة.
18 - قائمة المصادر و المراجع.
19 - فهرس الموضوعات.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[11 Dec 2006, 03:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فهذه نسخة كاملة، مهداة للإخوة رواد الموقع.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[15 Dec 2006, 09:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
الأخ الفاضل: علال بوربيق ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد فإني أسكركم على اهتمامكم وتقديركم وتواصلكم، وتنبيهاتكم.جزاكم الله خيرا.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.(/)
هل السجع هو السر في تقديم ذكر هارون على موسى عليهما السلام
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[23 Oct 2006, 10:48 م]ـ
في قوله تعالى (فألقى السحرة سجدا قالوا امنا برب هارون وموسى) طه67 - 70
قدم هارون على موسى عليهما السلام
مع أن الآيات الأخرى قدمت موسى على هارون عليهما السلام فهل السر في التقديم في الاية الاولى هو السجع كما قال الباقلاني رحمه الله ام الاشارة التي اشار لها الدكتور فضل عباس بان السبب هو ان موسى عندما اوجس خيفة في نفسه عند ما خيل له ان العصي تحولت الى افاعي فأخر الله ذكره من باب العتاب
ملاحظة كلامي منقول من الذاكرة بتصرف فارجو تصحيحي عند الخطأ
ـ[منصور مهران]ــــــــ[24 Oct 2006, 01:34 ص]ـ
من الأصول المعتبرة في علم العربية أن (الواو) تفيد مطلق الجمع في حكم المعطوف فيه؛ ولا تفيد ترتيبا ولا تفضيلا فقول السحرة في سورة الأعراف: (قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون) يتساوى في المعنى مع قولهم في سورة طه: (آمنا برب هارون وموسى)؛ لأن حكم المعطوف فيه في الموضعين واحد وهو إيمانهم ب (رب) هذين الرجلين فلا فكاك من تقديم أحدهما ليتسنى عطف الثاني عليه بالواو، فإن قلت: رب موسى وهارون صح قولك، وإن قلت رب هارون وموسى صح قولك بلا تفضيل للمقدم على المؤخر؛ لأن القصد هو الرب وجاءت الإضافة إليهما لأنهما الداعيان إلى رب واحد هو خالق كل شيء والمستحق لأن يُعْبَد.
هذا من حيث الصنعة النحوية، ولكن أصحاب المعاني رأوا أن فائدة التقديم تتحدد بحسب الحاجة فعندما قدم السحرة ذِكْر موسى كان المقام مقام اعتراف بقدر الكليم فهذه مما يتمايز به موسى على هارون، وعندما قدموا هارون في الذكر فلأنه صاحب بيان وهو الذي كان يدير الحوار غالبا مع الناس وهذه بشهادة موسى القائل: (وأخي هارون هو أفصح مني لسانا)، فيجوز أن يكون السحرة نطقوا بهذا ونطقوا بذاك.
هذا، بالإضافة إلى مسألة مراعاة الفاصلة مما تفضل بإيراده الأستاذ نضال دويكات، ونأمل مزيد المشاركة من أهل العلم لإثراء المناقشة وبالله التوفيق.
ـ[همام بن همام]ــــــــ[25 Oct 2006, 03:42 ص]ـ
عندي جواب كنت أحتفظ به في نفسي ولعله من المناسب الآن طرحه بين يدي مشايخنا الكرام حتى يقومه بارك الله فيهم.
ورد ذكر قول السحرة التائبين في القرآن في ثلاثة مواضع وهي:
سورة الأعراف:
(وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120) قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ) (122)
وفي سورة طه:
(فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى) (70)
وسورة الشعراء:
(فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ) (48).
من المعلوم أن موسى عليه الصلاة والسلام هو من أجرى الله على يديه تلك المعجزة التي ظهر بها على السحرة والتي بسببها ألقي السحرة سجداً وقالوا آمنوا برب العالمين وليس أخوه هارون.
فلو قالوا مباشرة بعد سجودهم "آمنا برب موسى وهارون" قد يفهم منه أن إيمانهم ليس لأن الرب مستحق لذلك وإنما لأنه رب موسى، فكأن السر في موسى الذي غلبهم وظهر عليهم، فأبعد هذا الفهم الذي قد يتبادر إلى بعض العقول بأحد شيئين:
الأول: بذكر ربوبية الله للعالمين أولاً والتي بها ينتفي ذاك الفهم، ثم عطف على ذلك ربوبية موسى وهارون فقدم موسى لأنه أشرف من أخيه، كما في الأعراف والشعراء.
الثاني: بتقديم هارون على موسى؛ لأن ذكر الربوبية العامة للعالمين لم تذكر كما في سورة طه، فبدأ بهارون ليدل على أنها ربوبية تشريف لهما، لا أن سر استحقاقه للعبادة والإيمان به هو ربوبيته لموسى عليه الصلاة والسلام الذي غلب السحرة.
ولعل مما يشير إلى هذا المعنى أن الله تعالى أخبر أن السحرة ذكروا لفرعون ربوبية موسى وهارون ولما توعدهم فرعون ذكر لهم أنهم آمنوا بموسى وله ولم يذكر هارون عليه الصلاة والسلام. والله أعلم
أرجو أن أستفيد من ملاحظاتكم مشايخنا الكرام.
ـ[عادل الكلباني]ــــــــ[28 Oct 2006, 12:51 م]ـ
الحمد لله وبعد،،،
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد كررت هذه الآية بلفظها في سورة الأعراف، وفي سورة الشعراء، وأما في سورة طه فقد قدم هارون على موسى فقالوا (رب هارون وموسى)، ويقول العلماء: إن ذلك من مراعاة الفاصلة؛ ولأن الواو لا توجب ترتيبا، وهو قول كل من الإمام النسفي، والشنقيطي، والشوكاني، أبو السعود، وابن المظفر السمعاني، وابن عطية، وقول ابن عاشور في التحرير والتنوير.
وقال الخفاجي في حاشيته على البيضاوي (حاشية ابن شهاب): لما قدم موسى في الأعراف وهو الظاهر؛ لأنه أشرف من هارون، والدعوة والرسالة إنما هي له، فتقديمه على الأصل، لا يحتاج إلى نكتة، وإنما المحتاج إليه تأخيره كما هنا، فلذا أشار إليه بما ذكره، …. وتقديمه ثمة يدل على أن ليس في الترتيب نكتة، لا سيما والواو لا تقتضي ترتيبا ......... ، وكون الواو لا تفيد الترتيب لا يستلزم أنه ليس لتقديمه نكتة، إذ مثل الكلام المعجز لا يعدل فيه عن الأصل لغير داع.
وقد رد البقاعي هذا القول، كلية، أعني قول من قال إن تقديم هارون هنا جاء مراعاة للفاصلة، بكلام نفيس، ذكرت قريبا منه قول الخفاجي في آخر ما نقلت عنه.
والذي يظهر لي – والله أعلم – أن مراعاة الفاصلة ليست مهمة لدرجة التغيير هذه، وفي السورة ما يثبت ذلك، وإن كانت مرادة أيضا. إلا أن السبب فيما يبدو، أن هذه السورة هي السورة الوحيدة التي واجه فيها هارون قومه بشيء من الرسالة، فإنك تقرأ القرآن وترى كفاح موسى، ودعوة موسى، وعناية موسى بقومه، وطلبه لنبوة هارون، ووصيته لهارون، فإذا ما قرأت سورة طه رأيت فيها قوله لقومه (يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري) ومن هذا تلحظ أن تقديم هارون على موسى في الآيات هنا أبلغ في إقامة الحجة على بني إسرائيل، إذ زعموا إيمانهم به، فلما أمرهم ونهاهم قالوا (لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى) فما قيمة إيمانكم بهارون إذا؟ يظل اليهود يهودا إلى قيام الساعة.
وأيضا: فإن السياق في سورتي الأعراف والشعراء مؤذن بتقديم موسى عليه السلام؛ لأنه قال في الأعراف {وقال موسى يا فرعون إني رسول رب العالمين} كما قال في الشعراء {فقولا إنا رسول ربك} بخلاف سورة طه ففيها إثبات رسالة هارون لا مجرد النبوة، كما قال {فقولا إنا رسولا ربك} وفي السورتين قال فيهما {قالوا أرجه وأخاه} فقدموا موسى عليه السلام على نفس السياق. والله تعالى أعلم.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[01 Nov 2006, 12:36 ص]ـ
سمعت شيخنا العثيمين ـ رحمه الله ـ يذكر أن السبب هو مراعاة فواصل الآي.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Nov 2006, 08:14 ص]ـ
ما أحسن ما انتضم في هذا المقام من كلام الإخوة الكرام، ولعلي أدلي بسَجْلي (دلوي) معكم، فأقول:
1 ـ إن المصطلحات لا تغير حقائق المعاني، وقد رفض قوم مصطلح السجع بدعاوى لا تقوم عند الاحتجاج، والقول به هو الصحيح؛ إذ هذه التسمية لا منقصة فيها، وإنما يتوجه النقص إلى السجع المتكلف كسجع الكهان الذي يُدخل في الكلام ما لا فائدة فيه من أجل إتمام السجع لا غير، والقرآن منزه عن مثل هذا قطعًا.
2 ـ إن رعاية الفاصلة (السجع) في القرآن تابعة للمعنى، ولها مقامان:
الأول: أن يكون إيثار الكلمة وعدمها في المعنى سواء، فيكون اختيار السجع أولى، وذلك في مثل قوله تعالى: (ما ودعك ربك وما قلى)، فلو قيل: وما قلاك، لكان له المعنى نفسه في (قلى)، فكان في اختيار (قلى) مزية توافق الفواصل.
الثاني: أن يكون المقام يقتضي تلك الفاصلة، كما هو الحال في السؤال المطروح، وله جانبان:
الجانب الأول: سبب اختيار هذه الفاصلة في سورتي الأعراف والشعراء، ومخالفتها في سورة طه، وقد مرت إجابة هذا في بعض المشاركات السابقة.
الجانب الثاني: كون الحدث واحدًا، والتعبير عنه مختلفًا، وهذا يرد في بعض القصص القرآنية، وهو محل بحث لطيف جدًا، وأما ما يتعلق بالمقام في مثل هذا الموضع، فظهر لي جواب، وهو أن عدد السحرة كثير، ولا يُتوقع في مثل هذا المقام أن يتحد تعبيرهم عن إيمانهم ـ بلا مواطأة مسبقة ـ فيقولون قولاً واحدًا، وهذا ظاهر من فعل البشر، فأنت تسمع عبارات الاندهاش والانفعال من موقف واحد يحضره جمع، فلو حكيت ما قالوه، فحكيت مرة ما قاله بعضهم، وحكيت مرة ما قاله أخرون غيرهم لما كنت كاذبًا، وإن نسبته إليهم على جهة العموم.
والذي يظهر لي أن السحرة بمجموعهم قالوا هذه الجمل: (آمنا برب العالمين * رب موسى وهارون) (آمنا برب هارون وموسى)، فحكى الله في كل مقام ما يناسب المعنى والفاصلة، والله أعلم.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[01 Nov 2006, 10:22 ص]ـ
لكن يا ابا عبد الملك لا يزال السؤال قائما وهو لم اختيرت تلك العبارة في سورة طه دون غيرها
واما ما ذكرتموه حول (ما ودعك ربك وما قلى) فالوجه فيه ما ذكرته بنت الشاطيء في كتابها التفسير البياني ولعله ذكر ايضا في كتابها الاعجاز البياني
لا حرمنا الله من فضائلكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[همام بن همام]ــــــــ[05 Nov 2006, 02:25 ص]ـ
رجعت إلى عدة تفاسير فوجدت الألوسي رحمه الله قد جمع أقوالهم كلها – أي التفاسير التي وقفت عليها – فقال ما نصه:
" {قَالُواْ} استئناف كما مر غير مرة {ءامَنَّا بِرَبّ * هارون وموسى} تأخير موسى عليه السلام عند حكاية كلامهم المذكورة في سورة الأعراف المقدم فيه موسى عليه السلام لأنه أشرف من هارون والدعوة والرسالة إنما هي له أولاً وبالذات وظهور المعجزة على يده عليه السلام لرعاية الفواصل، وجوز أن يكون كلامهم بهذا الترتيب وقدموا هارون عليه السلام لأنه أكبر سناً، وقول السيد في «شرح المفتاح»: إن موسى أكبر من هارون عليهما السلام سهو. وأما للمبالغة في الاحتراز عن التوهم الباطل من جهة فرعون وقومه حيث كان فرعون ربى موسى عليه السلام فلو قدموا موسى لربما توهم اللعين وقومه من أول الأمر أن مرادهم فرعون وتقديمه في سورة الأعراف تقديم في الحكاية لتلك النكتة.
(قال همام بن همام: ولعله يزاد على ذلك أنهم لما قدموا موسى عليه السلام ذكروا قبله إيمانهم برب العالمين فأمن توهم اللعين وقومه)
وجوز أبو حيان أن يكون ما هنا قول طائفة منهم وما هناك قول أخرى وراعى كل نكتة فيما فعل لكنه لما اشترك القول في المعنى صح نسبة كل منهما إلى الجميع. واختيار هذا القول هنا لأنه أوفق بآيات هذه السورة." انتهى.
وجزى الله خيراً المشايخ على فوائدهم.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[05 Nov 2006, 02:17 م]ـ
بارك الله فيكم على الردود الطيبة لكن ليس هناك تعليق على كلام الشيخ فضل عباس عندما قال بان السبب هو ان موسى عندما اوجس خيفة في نفسه عند ما خيل له ان العصي تحولت الى افاعي فأخر الله ذكره من باب العتاب
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[04 Oct 2008, 05:59 م]ـ
كل ما جادت به أقلام الإخوة كلام جميل، ولا يعني أن كله صواب وغيره خطأ. فليس مجرد الشبه بين الصوت والإيقاع يجزم بأن مصطلح "السجع" يتفق في معناه مع مصطلح "الفاصلة".
هذه واحدة، الثانية، للأسف الشديد تتم معالجة الموضوع بمعزل عن كتب اللغة والمعاجم التي توضح أبعاداً لأصل الكلمتين في اللغة العربية مما يؤكد تباينهما تماما في الوضع اللغوي والدلالة. ويتضح من ذلك أن تسمية العلماء للفاصلة بهذا الاسم كانت عن دراية بما تحمله من معان تفيد في موضعها ما لا تفيده لفظة "السجع" في هذا المقام. فلكل اختصاصه ومتعلقاته. ولذا لا يمكن بأي وجه من الوجوه اعتبار "السجع"- وإن كان لا يشبه سجع الكهان في تكلفه وإقناع الساميعن بالباطل وهديرهِ المتكلف- هو ذات "الفاصلة" في القرآن. وأنا في طريقي إلى إعداد تفصيل لهذه الوجوه في القريب إن شاء الله.
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[05 Oct 2008, 12:46 ص]ـ
إليكم إخوتي الكرام ما سمعته في محاضرة للشيخ بسام جرار مدير مركز نون للدراسات القرآنية:
يقول الشيخ بسام:" تربى موسى عليه السلام في بيت فرعون، ومن هنا كان هناك تربية له من قبل فرعون، أي أن فرعون كان ربا له بهذا المعنى. فقولنا:" رب موسى وهارون" يلتبس على السامعين لأن فرعون يُعتبر مربياً لموسى - إن لم يكن هو بشخصه فوالده الفرعون السابق - فناسب أن يقال:" رب هارون وموسى" لأن فرعون لم يرب هارون عليه السلام. أما عندما قال:" رب العالمين" لم يعد هناك احتمال أن يحصل الالتباس فقيل:" رب موسى وهارون".
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[05 Oct 2008, 05:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
يظهر لي والله أعلم وأحكم
أن الذي دفع السحرة إلى ذلك، والمقصود قولهم:
{آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى} (طه:70).
كونهم علموا وعرفوا حق المعرفة أن الذي ظهر على يد موسى معجزة لا يستطيعها بشر، فانتابهم شعور قوي بعظمة الخالق، فخافوا أن يقدموا موسى لشدة خوفهم من الله تعالى، فهم بذلك يؤكدون بأن موسى لايد له فيما رأوه، لأنهم الأخبر بالسحر.أي أنا نعلم أن الذي ظهر من عندك يا رب،
وهذا يظهر جليا من قوله تعالى:
{فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى} (طه:70)
وانظر إلى أي درجة من الإيمان وصلوا، قال تعالى:
{إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} (طه:73)
والله أعلم وأحكم.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[06 Oct 2008, 06:14 ص]ـ
بارك الله في هذه العقول النيرة والأقلام النضرة،،
وما ذكره الإخوة من الوجوه محتمل، وإن كان على بعضها إيراد قوي،
وقول من قال إن هذا لمراعاة الفاصلة قول معتبر له أدلته، وقد قال السكاكي في مفتاح العلوم (ج 1 / ص 104): " .. ومنها أن قال في سورة طه " أمنا برب هرون وموسى " وفي الشعراء " رب موسى وهرون " للمحافظة على الفاصلة ".
والذي يظهر لي ـ والعلم عند الله ـ في علة التفريق:
أن عبارات السحرة كانت مختلفة، كما ذكر ذلك أبو حيان رحمه الله وأشار إليه د مساعد سلمه الله،
فحكى الله عز وجل عنهم عبارتين مختلفتين:
الأولى: من زاد لفظ (رب العالمين):
كما في سورة الأعراف و الشعراء، فهؤلاء قدموا ذكر موسى على هارون عليهما السلام على الأصل لزوال خوف اللبس، ففرعون لم يكن يدعي أنه رب العالمين (فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الشعراء/16] .. (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ) [الشعراء/23].
الثانية: من لم يذكر هذا اللفظ منهم:
وهؤلاء قدموا ذكر هارون للعلة التي أشار إليها الشيخ بسام وهي خوف اللبس من أن المراد بالرب هو الطاغية فرعون لأن موسى عليه السلام قد تربى عنده، فلو ذكر موسى أولا ثم هارون فقد يرد هذا الوهم الفاسد ويكون هارون تابعا له في ذلك، أما مع تقديم هارون وعطف موسى عليه عليهما السلام فقد أُمِنَ اللبس.
والعلم عند الله،،(/)
ما رأيكم بتفسير القرآن الكريم حسب ترتيب النزول؟
ـ[معروفي]ــــــــ[24 Oct 2006, 07:21 ص]ـ
إخواني الأفاضل وفقكم الله تعالى:
أظن أن الكثيرين منكم اطّلع على تفسير الشيخ عبدالرحمن حسن حبنكة الميداني رحمه الله تعالى، و هو كما تعلمون
تفسير مرتب حسب ترتيب نزول القرآن الكريم، و عنوانه: (معارج التفكر و دقائق التدبر) وفق منهج كتاب الشيخ نفسه
(قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله عز و جل)، و هو من طبع دار القلم بدمشق، و صدر منه 15 مجلداً فقط، حيث استوفى
فيه الشيخ رحمه الله تعالى السور المكية فقط، ثم شرع بالسور المدنية، ثم توفاه الله تعالى في دمشق في الشهر
الثامن من سنة 2004 م ..
فأرجو من مشايخنا الأفاضل إلقاء الضوء على هذا النوع من التفسير، مع إبداء آرائهم، فأنا أرى أنه موضوع جدير
بالبحث و الاستقصاء من الفضلاء في هذا الوقت ......
و قد قرأت في التفسير المذكور الكثير و أفدت منه، فهو مفيد و نافع إن شاء الله تعالى ...
و قد سبق الشيخ عبدالرحمن حبنكة رحمه الله تعالى في هذا النوع من التفسير عالم آخر و هو: الشيخ ملا حويش ففسر
القرآن الكريم حسب ترتيب النزول .....
و للحديث صلة ...........
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Oct 2006, 08:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذان موضوعان سبقت حول هذا السؤال، وللحديث صلة إن شاء الله.
http://www.tafsir.net/images/leftarrow.gif التفسير حسب ترتيب النزول ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1682) .
http://www.tafsir.net/images/leftarrow.gif التعريف بكتاب (معارج التفكر ودقائق التدبر) للشيخ عبدالرحمن حبنكة رحمه الله ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4961)
ـ[منصور مهران]ــــــــ[24 Oct 2006, 08:19 ص]ـ
لعل أحدنا ينظر إلى مثل هذا الترتيب نظرة الحذِر خشية أن يكون به مساس بالترتيب كما تركه فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحق له الحذَر إذا كان القارئ يتخذ عبادة التلاوة على وفق هذا الترتيب الذي هو حسب النزول.
أمَا وقد خرج مؤلف التفسير بكتابه على نهج التعليم والتوضيح فلا حَرَجَ إن شاء الله لأن كتاب التفسير مبني على بيان كل سورة استقلالا، فليس كتابه مصحفا للتلاوة، وقد يُفرد تفسير كل سورة بالطباعة في كتاب مفرد فيقرأ القارئ السورة التي يريد البدء بها ثم غيرها بلا مراعاة لمكانها في ترتيب المصحف - كما تفعل بعض دور العلم في مقرراتها من التفسير - وحسبنا في هذا المقام أن نقرأ في أخبار الصحابة وجود مصاحف بقيت على ترتيب النزول وأشهرها مصحف علي بن أبي طالب.
ومما يذكر المفسرون أصحاب هذا النهج أن الفائدة المنظورة لديهم هي الكشف للقراء عن الحكمة من تدرج التشريع حسب الحوادث مما يعين على فهم ملابسات الأحكام لعل ذلك يحل بعض المشكلات المعاصرة، وقد استعمل بعض الفقهاء المعاصرين أسباب النزول حسب التدرج التاريخي لنزول الآيات في محاولة منهم لاستنباط أحكام تناسب ظروف عصرهم وحوادثه التي لم تكن زمن النبوة.
وتظل شبهة المنع من الأخذ بمنهج الراغبين في التفسير بحسب النزول قائمة لدى المحافظين على ترتيب المصحف تلاوة وتفسيرا وتعليما، حتى يتبين لهم أنها بعض الحق إن لم تنل الحق الجائز كله.
وللأستاذ محمد عزة دروزة تفسير شامل للقرآن الكريم نحا فيه هذا النحو، وصدرت له طبعتان: الأولى صدرت سنة 1964 في القاهرة بمطبعة عيسى البابي الحلبي وهي طبعة جميلة ونفيسة، و الثانية وهي المنقحة المصححة عن نسخة المؤلف صدرت سنة 2000 م عن دار الغرب الإسلامي ببيروت، وللعلم كانت وفاة المؤلف سنة 1984 م.
هذا، وبالله التوفيق.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[24 Oct 2006, 08:31 ص]ـ
سبق الدكتور عبد الرحمن الشهري بتعليقه فعلَّمنا شيئا لم نكن نعلمه:
1 - أن هذا الموضوع سبق عرضه وسجل الرابط الخاص بذلك لمن أراد الاستزادة العلمية.
2 - أنه قد أفاض في البيان هناك بحيث - والله لو اطلعت عليه لاكتفيت به - ولكنها إرادة الله.
فله مني الشكر الذي أرتضيه لمكانته في نفسي، والذي لا ترتضيه نفسه ذات التواضع والكرم، فليتقبله مشكورا بشكر جديد.
ـ[معروفي]ــــــــ[24 Oct 2006, 08:47 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
جزاكما الله خيراً لهذه الفوائد الطيبة، و أرجو المزيد حول هذا الموضوع من علمائنا الأفاضل لاحقاً.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[24 Oct 2006, 04:17 م]ـ
لعل من أقدم ومن أهم ما ألف في هذه البابة، تفسير عبد القادر بن ملا حويش
(وملا: كلمة فارسية، وتعني: معلم وأستاذ، وخاصة من يقوم بتعليم القرآن)، العاني الديرزوري
من أهلي مدينتي الحبيبة دير الزور، إحدى المحافظات في الجمهورية العربية السورية
وتقع على الحدود الشرقية، من العراق
واسم تفسيره:
تفسير القرآن العظيم، المسمى:
بيان المعاني على حسب ترتيب النزول، وهو مطبوع في دمشق، في مطبعة الترقي سنة 1384هـ
في ستة مجلدات كبار، يتجاوز الواحد الستمائة صفحة، من الحجم الكبير
وقد طبعه على نفقته، وأنفق عمره في تأليفه، ومنهجه فيه أن يفسر القرآن، بحسب نزوله
وصرف عليه أموالاً طائلة، ووزعه مجاناً، خاصة في مدينته دير الزور
وهذا هو السبب، في عدم انتشاره بين الناس، على الرغم من أنه طبع منذ أكثر من أربعين عاماً
وقد علمت بأخرة أن ورثته يقومون على طبعه بشكل جديد، عصري، وهذا ما يحتاجه هذا التفسير العظيم
الحافل بالمعاني وغيرها من علوم القرآن
وله منهج فريد، قل أن تجد فيه من يشابهه من المفسرين
وبحسب علمي أن هذا التفسير الرائع، لا يحتاج إلا إلى طبعة جديدة أنيقة
خالية من العيوب والأخطاء الطباعية، وما شابه ذلك ....
وعبد القادر هو علامة، قاض ٍ، مفسر.
ولد في مدينة عانة العراقية المحاذية للحدود السورية
درس في بغداد، ومن ثمة رحل إلى دير الزور، واستقر بها، واستوطنها، وتابع تعليمه فيها
ولازم أحد علمائها الكبار، وهو الشيخ العلامة حسين الأزهري،
وكان شيخ رواق في الأزهر الشريف.
ثم تابع تعليمه في مدينة دمشق، العاصمة السورية
وتتلمذ في دمشق على العلامة بدر الدين الحسني.
ثم عين قاضياً في المحاكم الشرعية، والاستئنافية، بدير الزور
ثم خطيباً في جامع السراي سنة 1384هـ.
واشتغل بالتدريس في أواخر عمره، في مدينته دير الزور
وفيها كانت وفاته، ومدفنه.
حيث ولد سنة 1305هـ =1888م.
وتوفي سنة 1398هـ=1978م.
وكان وقوراً، مهيباً، جليل الشأن، هادئاً، صوفياً، نقشبندي الطريقة.
له كتب عديدة، لم يطبع منها سوى تفسيره الرائد في مجاله، والسابق لغيره.
أما كتبه الأخرى، التي تنتظر من يطبعها:
1 - رسالة في تجويد القرآن الكريم.
2 - أحسن القول في الرد على العول (في الفرائض).
3 - الإرشاد في زمن الرشاد.
4 - القول السديد في علم التجويد.
5 - رجال من الفرات.
6 - أستاذان (ترجمة شيخين من شيوخه).
7 - كتاب في قواعد اللغة العربية.
8 - التشريع الإسلامي.
وللعلم، فقد علمت بأخرة عن طريق موقع فرات أن هناك من قام باختصار هذا التفسير
وطبع في مجلد، فانظره ثمة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Oct 2006, 04:51 م]ـ
الأستاذ الجليل منصور مهران: أحسن الله إليك على أدبك الجم، وفوائدك البديعة المتتابعة، وما تفضلتم به فيه إضافات لم أتنبه لها في جوابي السابق، فبارك الله فيك، وزادك من فضله.
الدكتور المفيد مروان الظفيري: شكر الله لكم هذا التعريف بالشيخ العاني رحمه الله، وقد استفدت من إفاضتكم في التعريف به، ودمتم موفقين لكل خير.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[28 Oct 2006, 10:18 م]ـ
شكر الله لجميع الأخوة ما أفادوه, إلا أن موضوع التفسير بحسب ترتيب النزول لم ينته الكلام فيه بعد, ولا زال بحاجة إلى بيان شافٍ من الإخوة المهتمين, أرجوا أن نظفر به محققاً.(/)
لطيفة أخرى: كيف تعرف رقم بداية الصفحة لكل (حزب) من القرآن الكريم؟.
ـ[المسيطير]ــــــــ[24 Oct 2006, 07:56 ص]ـ
مشايخي الأفاضل /
الإخوة الأكارم /
فائدة لطيفة أخرى أحببت إتحافكم بها، بعد اللطيفة في موضوع:
لطيفة: كيف تعرف رقم بداية الصفحة لكل جزء من القرآن الكريم؟.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6675
وهي تتعلق بمعرفة رقم بداية الصفحة لكل حزب - وليس الجزء - فإليكموها:
كيف تعرف رقم بداية الصفحة لكل حزب من القرآن الكريم؟.
لو سألنا أحد الإخوة:
ما رقم الصفحة التي يبدأ بها الحزب الأربعين مثلاً؟.
نقوم بعملية بسيطة:
الحزب الأربعين أي: رقم 40.
(40) - (1) = 39
ثم نضيف الرقم اثنين إلى يمين الرقم 39 ... لتكون 392
هذا هو رقم الصفحة التي يبدأ بها الحزب الأربعين.
مثال آخر:
الحزب التاسع أي رقم: 9
(9) - (1) = 8
نضيف الرقم (2) إلى يمين الرقم 8
يصبح 82
الحزب التاسع يبدأ في الصفحة رقم 82
مثال أخير:
الحزب السادس والعشرين:
(26) - (1) = 25
نضيف (2) إلى يمين الرقم 252
فيصبح 252 وهو بداية الحزب السادس والعشرين.
أكرر:
قد لا يكون في هذه المعلومة كبير فائدة ........... لكنها لطيفة.
اعتذار:
أفردت الموضوع عن سابقه رغبة في زيارة من لم يرغب في إعادة زيارة الرابط السابق.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Oct 2006, 08:12 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا ابا محمد، وقد كنتُ أريد ذكر هذه الفائدة الطريفة تعقيباً على فائدتك السابقة وفقك الله وأحسن إليك فأبيتَ إلا السبق جعلك الله من السابقين للفردوس الأعلى من الجنة وجميع إخواني الفضلاء القراء.
ـ[المسيطير]ــــــــ[24 Oct 2006, 08:21 ص]ـ
الشيخ الكريم ابن الكرام / عبدالرحمن الشهري وفقه الله تعالى
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وتجاوز عن الزلل والتقصير.
كما أسأل الله تعالى أن يستجيب دعائكم - شيخنا -.
لا أخفيكم أن مداخلتكم - حفظكم الله - أسعدتني .... لأني خشيت أن ملتقى أهل التفسير لا يرغب في طرح مثل هذه اللطائف رغبةً من المشايخ القائمين عليه بأن يقتصر على الفوائد العلمية البحتة.
فلعل مشاركتكم هذه ........ دليل الرضى (ابتسامة).
جزاكم الله خير الجزاء.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[24 Oct 2006, 04:17 م]ـ
أنت رائع وبس
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[25 Oct 2006, 03:25 ص]ـ
جزاك الله خيراً لطيفة متميزة ..
ـ[ابو يزيد]ــــــــ[25 Oct 2006, 06:52 ص]ـ
قد لا يكون في هذه المعلومة كبير فائدة ........... لكنها لطيفة.
الأخ الفاضل: موضوعك الأول في تحديد الجزء أرسلته فجر أمس لكثير من الزملاء والأصدقاء المعتمين بحفظ القرآن بواسطة رسائل الجوال، وكنت أجري اليوم العمليات الحسابية لأكتشف عملية أرقام الصفحات في الأحزاب ولكنك سبقتني إلى ذلك ..
قبلة على رأسك بمناسبة عيد الفطر .. وقبلة على رأسك للفائدة الأولى .. وقبلة أخرى للفائدة الثانية، وأنا أقول:
قد لا يكون في هذه المعلومة كبير فائدة لدى كاتبها المسيطير ........... لكنها فائدة كبيرة ما دامت في خدمة كتاب الله
شكرا الله لك.
ـ[نورة]ــــــــ[25 Oct 2006, 06:55 ص]ـ
بارك الله فيكم
ولاحرمنا وإياكم بركات أهل القرآن
ـ[عماد الدين]ــــــــ[25 Oct 2006, 09:42 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 Oct 2006, 01:18 م]ـ
المشايخ الفضلاء /
عبدالله العلي
فهد الوهبي
أبايزيد
الأستاذة
عماد الدين
جزاكم الله خير الجزاء ......... شرفتمونا بمروركم وتعليقكم.
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 Oct 2006, 01:24 م]ـ
قد لا يكون في هذه المعلومة كبير فائدة ........... لكنها لطيفة.
الأخ الفاضل: موضوعك الأول في تحديد الجزء أرسلته فجر أمس لكثير من الزملاء والأصدقاء المعتمين بحفظ القرآن بواسطة رسائل الجوال، وكنت أجري اليوم العمليات الحسابية لأكتشف عملية أرقام الصفحات في الأحزاب ولكنك سبقتني إلى ذلك ..
وأنا أقول:
قد لا يكون في هذه المعلومة كبير فائدة لدى كاتبها المسيطير ........... لكنها فائدة كبيرة ما دامت في خدمة كتاب الله
شكرا الله لك.
الأخ المبارك / أبايزيد
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
طلب /
هل تتفضل بكتابة الرسالة التي أرسلتها إلى إخوانك ........ فالإختصار فنٌ، فلعلي أستفيد من اختصارك، وفكرتك في إرسالها إلى بعض الإخوة.
أعجبتني كثيرا.
لاحرمكم الله الأجر.
أما قولي:
(قد لا يكون في هذه المعلومة كبير فائدة) فأقصد به مشايخي الفضلاء ....... أما أنا فقد استفدت منها كثيرا.
أشكركم على مشاركاتكم وتعليقاتكم المفيدة.(/)
التاريخ المشرّف لأبناء ليبيا في مسابقة دبي للقرآن الكريم
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[25 Oct 2006, 07:54 ص]ـ
التاريخ المشرّف لأبناء ليبيا في مسابقة دبي للقرآن الكريم
--------------------------------------------------------------------------------
قال تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} البقرة121
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لله تعالى أهلين من الناس؛ أهل القرآن هم أهل الله وخاصته) حديث صحيح أنظر صحيح الجامع الصغير
السلام عليكم ورحمة الله
نبارك لكل المسلمين وخاصة الشعب المسلم في بلدنا ليبيا الحبيبة بمناسبة فوز المتسابق الليبي عبد الحميد عبد الله عمر الغويل
كما أعلنته الصحف الإماراتية:صحيفة البيان
http://www.albayan.ae/servlet/Satell...e%2FFullDetail
وصحيفة الخليج تقول: الليبي دائما في المقدمة
http://www.alkhaleej.ae/articles/sho...cfm?val=314787
وبهذه المناسبة العزيزة حاولت أن أجهّز لكم ملف عن التاريخ المشرف والمبارك لأبناء هذا البلد المسلم الحبيب الذي يبلغ عدد سكانه خمسة ملايين تقريبا ومع ذلك فقد فاز بالمرتبة الأولى في حفظ أعظم أمانة أعطاها الله للبشرية ألا وهي كتاب الله العزيز حفظه الله من كل سوء، وذلك في أربع دورات من عشرة -وهو البلد الوحيد في ذلك - ومراتب أخرى في الدورات الأخرى وذلك على مستوى المسلمين في العالم كله والبالغ عددهم أكثر من مليار وثلاثمائة مليون، وأكثرها دول سكانها أضعاف سكان ليبيا، ولكن عندما بدأت هذه المسابقة المنصفة والعادلة في دبي بلجان تحكيم عادلة ومتنوعة استطاع الليبيون بفضل من الله العلي الأعلى أن يكونوا في مقدمة أمة الإسلام في حفظ أغلى ما ميزها الله به عن الأمم، فلله الحمد وحده الذي أظهر الصادقين ورفع ذكرهم في العالمين بحفظهم لكتابه العظيم
والآن نشرع في البيان
فاز المتسابقون الليبيون بالمراتب الأولى في جائزة دبي للقرآن الكريم كالآتي
1 - الدورة الأولى فاز الليبي طارق عبدالله مفتاح أحميد بالمرتبة الأولى
http://www.quran.gov.ae/content/view/22/79/lang,arabic/ ولا يوجد تسجيل
2 - الدورة الثانية فاز الليبي
خالد محمود الصديق قراب بالمرتبة الأولى
http://www.quran.gov.ae/content/view/23/79/lang,arabic/ ولا يوجد تسجيل
3 - الدورةالثامنة فاز الليبي محمد علي فضل بالمرتبة الأولى
http://www.quran.gov.ae/content/view/53/79/lang,arabic/ وتسمعون قراءته الطيبة في قراءات اليوم السابع أسفل الصفحة
4 - الدورة العاشرة الحالية فاز الليبي عبد الحميد عبد الله عمر الغويل بالمرتبة الأولى
http://www.quran.gov.ae/content/view...7/lang,arabic/
وقراءته موجودة في الرابط التالي في يوم 14 رمضان ولكن الصوت لا يعمل عندي فأرجو تنبيه المسؤولين لمن يستطيع
http://www.weyak.ae/channels/islamia...award_2006.php
وأما المراتب الأخرى كالآتي:
1 - الدورة السابعة فاز الليبي وليد علي محمد النائحي بالمرتبة الثانية
http://www.quran.gov.ae/content/view/54/79/lang,arabic/ وكان يستحق المرتبة الأولى لولا خطأ ارتباك في سورة النبأ ولكن للأسف التسجيل الموجود أسفل الصفحة لا يعمل عندي فمن استطاع أن يحصل عليه فالينشره
2 - الدورة الثالثة فاز الليبي يوسف محمد الناجح بالمرتبة الخامسة
http://www.quran.gov.ae/content/view/34/79/lang,arabic/ ولا يوجد تسجيل للأسف
3 - الدورةالتاسعة فاز الليبي أحمد ناجي الرحال بالمرتبة السادسة
http://www.quran.gov.ae/content/view/88/79/lang,arabic/ وتسمعون قراءته الطيبة في قراءات اليوم الحادي عشر أسفل الصفحة
4 - الدورة الرابعة إبراهيم محمد كشيدان بدون ترتيب
http://www.quran.gov.ae/content/view/57/79/lang,arabic/ لا يوجد تسجيل
5 - الدورة الخامسة اسماعيل محمد أمحمد عبدالمجيد بدون ترتيب
http://www.quran.gov.ae/content/view/56/79/lang,arabic/ ولا يوجد تسجيل
6 - الدورة السادسة ابوبكر بلال الأمين الحيوني بدون ترتيب
http://www.quran.gov.ae/content/view/55/79/lang,arabic/ للأسف التسجيل الموجود أسفل الصفحة لا يعمل عندي فمن استطاع أن يحصل عليه فالينشره
وأخيرا لا يسعني إلا أطلب من كل من قرأ هذا الخبر ودخل السرور إلى قلبه أن يدعو الله من قلبه: اللهم يا منزل الفرقان ويا حافظ القرآن اللهم احفظ المسلمين في ليبيا كما حفظوا كتابك العزيز، اللهم فرّج بالقرآن الكريم همومهم وغمومهم، اللهم انزل عليهم رحمتك وارزقهم من الطيبات، اللهم اجعلهم عاملين بكتابك العظيم ونوّر به قلوبهم وبلادهم، وتجاوز به عن سيئاتهم، اللهم اجعلهم من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك يا أرحم الراحمين.
ملاحظات:
1 - أرجو من كل الإخوة نشر هذه البشرى بالبريد وفي كافة المنتديات، ومن كان عنده معلومات مفيدة عن هؤلاء المتسابقين أو عن حفظ القرآن في ليبيا فله الحق في الإضافة والتعديل
2 - أطلب من كل أخ ليبي في داخل ليبيا أو خارجها (ممن يصلون بالناس في دول العالم) ويستطيع الوصول لهؤلاء القراء خاصة أو أي قارئ ليبي أن يقوم بتوثيق قراءته وتسجيلها ونشرها على الشبكة العالمية حتى نتمكن من انشاء موقع موثق للحفاظ الليبين بأصواتهم التي شهد لها العالم كله بالإتقان والصحة، وأنتم ترون كثيرا من القراء المنتشرة تسجيلاتهم على الشبكة بشكل كبير وهم أقل بمراحل من هؤلاء الحفاظ الليبين فهم أجدر أن تنشر قرائتهم
والدال على الخير كفاعله
وجزاكم الله خيرا
أخوكم أبو عبد الله
منقول .....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عائشة]ــــــــ[25 Oct 2006, 11:53 م]ـ
بارك الله لهم وزادهم نوراً وهدى ....................... فهذا شرف والله عظيم
ـ[نورة]ــــــــ[26 Oct 2006, 12:09 ص]ـ
هنيئا لأهل القرآن
اللهم لاتحرمنا أجرهم(/)
هل يصح الضرب على آيات القرآن المكتوبة في اللوح
ـ[ربيع أبوعليتن]ــــــــ[25 Oct 2006, 06:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عندنا في المغرب طريقة الحفظ المعروفة وهي الكتابة في "اللوح" ولكني شاهدت بعض الطلبة يستخدمون قطعة خشبية ويضربونها على الآية المكتوبة في "اللوح" من اجل ترسيخها في العقل.فهل هذه الطريقة مسموح بها ام لا.فقد اسوقفتني كثيرا مع العلم اني من المبتدئين في حفظ القرآن فهل استعملها اتباعا للعرف. واتمنى من مشايخنا ان يوضحوا لنا هذا الإشكال وجزاكم الله عنا خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Oct 2006, 07:22 ص]ـ
لم يتضح لي المقصود بقولك (ويضربونها على الآية المكتوبة). فليتك توضح المقصود وفقك الله.
ـ[ربيع أبوعليتن]ــــــــ[27 Oct 2006, 11:47 م]ـ
نحن في المغرب عندنا هذه الطريقة تقليدية فعندما تكون الآية مكتوبة على اللوح ولايستطيع الطالب حفظها يأخذ قطعة خشبية أو عود نحن في المغرب نسميه الحناش فيضرب به الآية عدة مرات حتى ترسخ في الرأس.
جزاك الله خيرا أرجوا ان اكون قد قربت لك المعنى.(/)
استفسار عن كتابين من كتب التراث!!؟؟
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[26 Oct 2006, 10:46 ص]ـ
استفسار عن كتابين من كتب التراث!!؟؟
أخوتي وأحبابي الفضلاء
خلال تحقيقي لكتاب ترويح أولي الدماثة بمنتقى الكتب الثلاثة، للإدكاوي
والذي طبع في مجلدين في مكتبة العبيكان، في السعودية
والذي هو موسوعة للأسماء والأعلام المبهمة في القرآن الكريم
وقد جمع فيه مؤلفه بين الكتب الثلاثة، وهي:
1 - التعريف والإعلام فيما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام، للسهيلي، المتوفى سنة 581هـ.
2 - التكميل والإتمام لكتاب التعريف والإعلام للسهيلي، وهو لابن عسكر الغساني، المتوفى سنة 636هـ.
3 - صلة الجمع وعائد التذييل، لموصول كتابي الإعلام والتكميل، لأبي علي البلنسي، المتوفى سنة 782هـ.
وهؤلاء الأعلام الثلاثة كلهم من الفردوس المفقود، الأندلس.
أقول:
أولا: ذكر الإدكاوي، في الجزء الأول 1/ 59:
كتاب الياقوتة، لابن جرير الطبري، حيث يقول:
(وذكر الطبري في كتاب [الياقوتة] أن آدم أهبط بدهينا بالهند ..... )
وكتاب الياقوتة، لم أقف عليه، خلال بحثي الطويل
ضمن مؤلفات ابن جرير الطبري، ولا حتى اسمه
في أي مرجع من المراجع
وقد سألت المختصين في الأدب والتاريخ الأندلسي، شرقاً وغرباً
وما عدت إلا بخفي حنين.
والكلمة واضحة في مخطوطة الكتاب، وهي أيضاً أوضح في مخطوطات صلة الجمع، وعائد التذييل، ولا تحتاج إلى تأويل!!!
فمن عنده شيء من علم الكتاب!!؟؟
{قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} [النمل: 40].
وللعلم فقد أخرج ابن جرير الطبري هذا القول في تاريخه1/ 121، عن ابن عباس – رضي الله عنهما-.
ثانياً: وجاء في كتابنا هذا (ترويح أولي الدماثة 1/ 53)، قول المؤلف:
(ويؤيد هذا التأويل الثاني ما حكاه صاحب سبل الخيرات ...... )
وهو ابن القلاس الأموي القرطبي الفقيه الزاهد، المتوفى سنة 422هـ
وكتابه هذا (سبل الخيرات):
في المواعظ والوصايا والزهد والرقائق؛ وحد علمي أن هذا الكتاب ما زال مخطوطاً، لكنني لم أعثر على مخطوطاته!!!
فأرجو من عنده علم بالكتاب أن يخبرني:
أ- إن كان طبع، وأين!!؟؟
ب- ويدلني على مخطوطاته، إن علم أماكن وجودها!؟
وفقكم الله
ودمتم سالمين
وجزاكم الله خيرا عما تقدمونه لتراثنا الحبيب من خدمات
ـ[منصور مهران]ــــــــ[26 Oct 2006, 12:28 م]ـ
أما كتاب (الياقوتة) للطبري فمفقود حتى الآن، وأكثر أهل العلم لا يذكرونه.
وأما كتاب (سبل الخيرات) ليحيى بن نجاح، فمنه نسختان خطيتان في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض، قرأت ذلك في فهارس مخطوطات المركز.
ونأمل التنبه لكنية يحيى بن نجاح ولقبه فقد تباينت المراجع عن ذلك، فلتحقق، وبالله التوفيق.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[26 Oct 2006, 06:34 م]ـ
شكرا لأخي الحبيب المدقق الباحث، أخي الحبيب الأستاذ منصور مهران،
والذي حسن ظني فيه بأنه أول من يتلقف سؤالي هذا
أثابه الله خيرا، وجعله في ميزان حسناته
أخي الحبيب جاء في الصلة لابن بشكوال/603:
يحيى بن نجاح - مولى جعفر الحاجب الفتى الكبير؛ مولى أمير المؤمنين الحكم بن عبد الرحمن - من أهل قرطبة: يكنى: أبا الحسين، ويعرف: بابن القَلاس.
نشأ بقرطبة، وخرج في مدة المظفر عبد الملك بن أبي عامر إلى المشرق وقضى فريضة الحج، واستوطن مصر، وكان من أهل العلم والورع والزهد وهو مؤلف كتاب سبل الخيرات في الوصايا؛ والمواعظ والزهد؛ والرقائق وهو كثير بأيدي الناس، واسمعه بمكة، وبها أخذه عنه أبو محمد عبد الله بن سعيد الشنتجيالي وغيره. وأخذ عنه أيضاً يعقوب بن حماد بمصر لقيه بها. وذكر القاضي أبو عمر بن سميق: أن يحيى هذا كان يكنى بقرطبة بأبي زكرياء فلما صار بمصر تكنى بأبي الحسين. قال غيره: وتوفي بمصر سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة.
وجاء في النجوم الزاهرة / وفيات سنة 422هـ:
وفيها توفي يحيى بن نجاح، أبو الحسين بن القلاس الأموي مولاهم القرطبي. رحل إلى البلاد وسمع الكثير وحج واستوطن مصر. وكان عالماً ورعاً ديناً.
وقال الزركلي في الأعلام 8/ 174، (في الهامش):
والصادقية: الثالث من الزيتونة /206، ووقعت فيه شهرته (ابن الفلاس)، بالفاء، خطأ
وعنه Brock.S. 1/593 .
والتصويب من مخطوطة (الصلة) المحلاة بخط مصنفها.
ورحمة الله على المحقق العظيم الجليل الباحث، الذي أفنى عمره في تراثنا وأعلامنا الزركلي.
وبقي شيء يا أخي الفاضل
هل وجدت كتاب الياقوتة، في أحد مصادرك!!؟؟
رجاء إن وجدتها أن تذكر لي المصدر، لأنني لا أكتمك لم أجدها في مصادري
خلال عشرة أعوام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أنمار]ــــــــ[29 Oct 2006, 01:01 ص]ـ
فقط من باب الشيء بالشيء يذكر:
كتاب الياقوتة لابن الجوزي تجده على الرابط
الجزء الأول
http://wdelshaikh.com/deen/New/yakot1.htm
الجزء الثاني
http://wdelshaikh.com/deen/New/yakot2.htm
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[29 Oct 2006, 06:37 ص]ـ
شكرا لأخي الفاضل الدكتور أنمار
وما كنت أظن أن كتاب العلامة موجود على الشبكة
حتى تفضل أخي الدكتور أنمار فأرشدنا إليه مشكورا
والذي اشتهر بهذا الاسم كتابان:
الأول:كتاب الياقوتة؛ لأبي عمر الزاهد، محمد بن عبد الواحد صاحب ثعلب.
الثاني: كتاب الياقوتة؛ لأبي الفرج ا بن الجوزي.
وهما غير كتاب ابن جرير الطبري!!!!
وجزاكم الله خيرا(/)
حمل نسختك الالكترونية المعتمدة من (التفسير الميسر) لنخبة من العلماء.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Oct 2006, 01:37 م]ـ
يعد (التفسير الميسر) الذي أصدره مجمع الملك فهد لطباعة المصحف أفضل مختصرات التفسير المتوافرة حالياً وأوثقها، وقد سبق طرحه في مكتبة شبكة التفسير، غير أن موقع المجمع قد قام بتنسيقه ومراجعته مرة أخرى، مع اشتماله على مقدمة التفسير بقلم معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي حفظه الله الذي أشرف على التفسير أيام ولايته لوزارة السؤون الإسلامية. وقد طرحه موقع المجمع على هيئة ملف وورد، وملف PDF فأحببت التذكير به في هذا الموضوع، وقد قمت بوضع هذه النسخة في مكتبة الشبكة أيضاً. نسأل الله للجميع التوفيق والسداد.
[ line]
التفسير الميسر على هيئة ملف وورد http://www.tafsir.org/Bookstorge/Doc.gif (http://www.tafsir.org/Bookstorge/651.zip)
التفسير الميسر على هيئة ملف PDF http://www.tafsir.org/Bookstorge/PDF.gif (http://www.tafsir.org/Bookstorge/6512.zip)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Oct 2006, 02:03 م]ـ
الْمُقَدِّمَةُ
بقلم الدكتور
عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُحْسِنِ التّركي
وَزير الشئون الإسلاميَّة والأوقَافِ والدّعوَة وَالإرشاد "سابقاً"
المشرف على إعدَاد "التّفسير الْمُيسَّر"
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
..........
إن تلاوة كتاب الله، وتدبر آياته، وتفهمها، سنة ماضية في حياة المسلمين، قال ابن جرير -رحمه الله تعالى-: (إني لأعجب ممن قرأ القرآن ولم يعلم تأويله، كيف يلتذ بقراءته؟).
وإن إعانة المسلمين التالين لكتاب ربهم على فهم آياته، والتزود بمقاصده، ونفوذ سلطانه على النفوس، وردهم إلى الاستمساك بالوحي، والإذعان لحكمه، وتحصيل المقاصد منه: اعتقادا وقولا وعملا من أوجب الواجبات، وأعظم الأعمال الصالحات، وهذا من نصرة المسلمين، وإعانتهم، وتثبيت الإسلام في قلوب أهله، والدعوة إليه على بصيرة في العالمين.
من هنا تتبين حاجة الأمة إلى وجود تفسير مختصر، على ضوء مدرسة الأثر، في عهدها الأغر، في محيط أصول التفسير، وقواعده، وطرقه، يعين التالي لكتاب الله بما تطمئن له القلوب، وتتأدى به أمانة المفسِّر، وأمانة التفسير؛ لأن القارئ لكتاب ربه، الذي يريد الوصول إلى المقصد الأول من التفسير، وهو فهم الآيات الكريمة على معناها الصحيح، استهداء بقول الله تعالى: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) [الإسراء: 9]، وهو من غير المتخصصين، يجد أمامه من التفاسير ما لا يصل منها إلى ما يريد؛ لطولها وتعدد الأقوال، أو لصعوبة فهمها، أو لاختلاطها بما داخلها مما لا يصح رواية ولا دارية.
لقد رغَّبَ رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في تعلّم القرآن وتعليمه، فقال: " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " رواه البخاري.
وكان الصحابة -رضوان الله عليهم- لا يجاوزون عشر آيات من كتاب الله إلى غيرها حتى يعلموا ما فيها من العلم والعمل.
وتابعهم السلف الصالح من بعدهم بإحسان تلاوته، وفهمه، والعمل به، وبيان ما فيه.
وكان غير العرب -بمجرد دخولهم في الإسلام- يتعلمون لغة العرب؛ ليقرؤوا القرآن ويفهموه ويعملوا به.
وحينما انحسر المد الإسلامي، وضعف المسلمون، وقل الاهتمام بالعلوم الإسلامية ولغتها العربية، ظهرت الحاجة إلى ترجمة معاني كتاب الله لمن لا يتكلم اللغة العربية ولا يفهمها؛ إسهاما في تبليغ رسالة الإسلام للناس كافة، ودعوة لهم إلى هدي الله وصراطه المستقيم.
وتعددت الترجمات، ودخل في الميدان من ليس أهلا له، بل قام بذلك أناس من غير المسلمين، مما جعل الحاجة ملحة إلى أن يعتني المسلمون بتوفير ترجمات صحيحة لمعاني كتاب الله، وبيان ما في بعض الترجمات من أخطاء وافتراء ودس على كتاب الله الكريم، ورسالة نبينا محمد صلى عليه وسلم.
وقد بذلت جهود مباركة من عدد من العلماء المسلمين، والهيئات والمراكز العلمية الإسلامية، لكنها مع ذلك جهود بشر، يعتريها ما يعتري البشر من النقص، فالكمال لله وحده سبحانه وتعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وندر أن يسلم كتاب من كتب التفسير من النقص والملاحظة، بما في ذلك التفاسير التي قام بها علماء كبار أفنوا حياتهم في سبيل العلم بكتاب الله، وبيان مراده سبحانه منه.
فكانوا فرسان هذا الميدان، وخدموا الإسلام وعلومه وأمته خدمة عظيمة، أجزل الله لهم المثوبة، على عنايتهم بكتاب الله الكريم وتفسيره.
لقد وفق الله قادة المملكة العربية السعودية إلى العمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والاعتناء بهما تعليما وتطبيقا ونشرا.
وكان من أعظم الوسائل التي هدى الله إليها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود ووفقه لإنشائها: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة النبوية.
إذ اعتنى بطباعة المصحف الشريف، وتوزيعه بمختلف الإصدارات والروايات على المسلمين في مختلف أنحاء المعمورة، واعتنى بترجمة معاني القرآن إلى مختلف اللغات التي يتحدث بها المسلمون، وتوزيعها عليهم.
وقد تجاوز إنتاجه خلال السنوات الثلاث عشرة الماضية مائة وعشرين مليونا (1)، وزعت ابتغاء مرضاة الله.
ولقد واجهت المجمع مشكلة سلامة الترجمات المتوافرة حاليا من الملحوظات والأخطاء، وعلى وجه الخصوص في أمور العقيدة؛ إذ يصعب توفر ترجمة وافية موافقة لما كان عليه السلف الصالح وما درج عليه مفسروهم، من تفسير القرآن بالقرآن، وبالسنة النبوية، وبأقوال الصحابة، وبمقتضى لغة العرب، بعيدا عن التأويل والتحريف، والقول في كتاب الله بغير علم.
وكانت أي ترجمة يراد طبعها في المجمع، تخضع لفحص ومراجعة دقيقة من لجان موثوقة ومتخصصة، ويتم تلافي ما يظهر من الملحوظات قدر الإمكان.
ومع الجهود التي تبذل، تبقى الترجمة دون ما يطمح إليه المجمع.
فمن ثم اتجه المجمع -بعد دراسة مستفيضة- إلى إصدار تفسير ميسر لكتاب الله الكريم باللغة العربية على أصول التفسير وطرقه الشرعية التي نهجها السلف الصالح، سالم من تحريف الكلم عن مواضعه، يكون هو الأساس لما يصدره المجمع مستقبلا من ترجمات.
وتم دعوة عدد من أساتذة التفسير للإسهام في هذا التفسير، وفق ضوابط، من أهمها:
1) تقديم ما صح من التفسير بالمأثور على غيره.
2) الاقتصار في النقل على القول الصحيح أو الأرجح.
3) إبراز الهداية القرآنية ومقاصد الشريعة الإسلامية من خلال التفسير.
4) كون العبارة مختصرة سهلة، مع بيان معاني الألفاظ الغريبة في أثناء التفسير.
5) كون التفسير بالقدر الذي تتسع له حاشية "مصحف المدينة النبوية".
6) وقوف المفسر على المعنى المساوي، وتجنب الزيادة الواردة في آيات أخرى حتى تفسر في موضعها.
7) إيراد معنى الآية مباشرة دون حاجة إلى الأخبار، إلا ما دعت إليه الضرورة.
8) كون التفسير وفق رواية حفص عن عاصم.
9) تجنب ذكر القراءات ومسائل النحو والإعراب.
10) مراعاة المفسر أن هذا التفسير سيترجم إلى لغات مختلفة.
11) تجنب ذكر المصطلحات التي تتعذر ترجمتها.
12) تفسير كل آية على حده، ولا تعاد ألفاظ النص القرآني في التفسير إلا لضرورة، ويذكر في بداية تفسير كل آية رقمها.
وقد اجتهد هؤلاء الأساتذة في الالتزام بهذه الضوابط قدر الإمكان، وتمت مراجعة ما كتبوه من قبل علماء أفاضل؛ حرصا على أن يكون هذا التفسير أسلم من غيره، وأقرب إلى تحقيق الهدف من إصداراه، من حيث السهولة واليسر، مع بيان معنى الآية بيانا مختصرا وواضحا.
فجزى الله الجميع خير الجزاء، وشكر لهم تعاونهم مع المجمع.
ولا يزعم معدو هذا التفسير ولا مراجعوه، أنه بلغ الغاية المتوخاة، ولكنه في نظرهم أفضل ما تم التوصل إليه، في وقت محدود، وبجهود متواضعة محدودة؛ نظرا للحاجة الملحة لإصداره.
وقد تم الآن -بفضل الله وتوفيقه- إنجاز هذا: "التفسير الميسر" فجزى الله جميع من أسهم فيه أحسن الجزاء، وأثابهم، وجعل عملهم في ميزان حسناتهم آمين.
هذا وتمت طباعته حاشية على "مصحف المدينة النبوية" الذي يصدره "مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف".
نسأل الله -سبحانه- أن يكون هذا التفسير نافعا لعموم المسلمين، مؤديا الغرض من تأليفه، وهو صواب الفهم لكلام رب العالمين، وأن يوزعنا شكر ما أنعم به علينا، وأن يغفر زلاتنا، ويقيل عثراتنا، إنه سميع الدعاء، والحمد لله أولا وآخرا.
كما نسأله أن يجزي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود أحسن الجزاء، على جهوده في خدمة كتاب الله، وتيسير الحصول عليه، وعلى ترجمات معانية لكل مسلم، وأن يوفقه وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، وحكومته الرشيدة، وأعوانه إلى ما يحب ويرضى، وأن ينصر بهم دينه، ويعلي كلمته.
ولا ننسى إعلان الحاجة إلى الإفادة بتصحيح أو استدراك، وهي أمانة نستودعها كل قادر على الإفادة بها، وندعو له بظهر الغيب أن يثيبه الله عليها، وهذا -إن شاء الله- من تمام النصح والتعاون بين المسلمين.
....
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تجاوز إنتاج المجمع في الوقت الحاضر، وخلال السنوات السبع عشرة الماضية مائة وثمانين مليونًا.
عبد الله بن عبد المحسن التركي
وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد "سابقًا"
المشرف على إعداد "التفسير الميسَّر".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[27 Oct 2006, 04:20 م]ـ
بارك الله فيك يا أبا عبدالله
ـ[ناصر الغامدي]ــــــــ[27 Oct 2006, 05:30 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[27 Oct 2006, 05:57 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وجعله في موازين حسناتكم
وجعله علما ينتفع به
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 Oct 2006, 09:40 م]ـ
الحمد لله أن أبدلنا بهذه النسخة عن النسخة المطبوعة التي (انقرضت)!
جزاكم الله خيرا على هذه الهدية الرائعة.
ـ[نورة]ــــــــ[28 Oct 2006, 12:08 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وأحسن إليكم
ـ[المنصور]ــــــــ[28 Oct 2006, 07:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحب طرح رأيي الخاص حول التفسير الميسر:
لاشك عندي أن العلماء الفضلاء الذين كتبوا هذا التفسير اجتهدوا كثيرا في اختيار المعاني الصحيحة والراجحة للآيات، وهذا ظاهر لكل من قرأ في هذا التفسير الجليل، غفر الله تعالى لمن شارك فيه وزادهم من فضله، ولكن لو سألت أحدهؤلاء العلماء الفضلاء: هل هذا المنهج الذي كتب به (التفسير الميسر) هو المنهج الصحيح لتفسير القرآن، أم هو منهج وضع لتبسيط التفسير أوتسهيل عمل من يريد ترجمته، أظن - والله أعلم - أن الجواب هو الثاني، وقصدي من هذا الكلام:
أن هناك فرقاً بين أن نجعل التفسير الميسر عمدة للدراسة، ونرشد العوام لاقتناءه، وبين أن نجعله مرشدا للمعنى الراجح مع ضرورة مراجعة غيره من التفاسير.
فإن قلت: عامة الناس يريدون كتابا واضح المعنى، سريع الفهم، فالجواب: لابأس أن نرشد الناس للتفسير الميسر، خصوصا أنه قد اجتمعت فيه الصفات المذكورة، ولكن تذكر أن هؤلاء العلماء الذين كتبوا التفسير الميسر قد يكونون قصدوا ترجمته للغات السائرة، ولعله لهذا السبب لم يوردوا فيه المنهج المعروف من تفسير القرآن بالقرآن أو الأحاديث أو أقوال السلف، وإن كانوا أدرجوا معاني تلك الآيات أو الأحاديث ضمن المعنى العام.
ولعلي أوجز رأيي الخاص باختصار فأقول: أرشدوا عامة الناس للتفسير الميسر ومعه كتاب تفسير آخر من الكتب التي أوردت تفسير القرآن بالقرآن أو الأحاديث أو أقوال السلف، ولعل أفضلها: مختصر تفسير ابن كثير لأحمد شاكر، أو المختصر الذي أخرجته دار السلام بالرياض في مجلد واحد، أو غيرهما.
إن بيان الآيات القرآنية بآيات قرآنية أخرى أو أحاديث نبوية له وقع كبير على قلوب المسلمين، فلذلك أوردت رأيي الخاص حول التفسير الميسر الذي نحمد الله عز وجل على إصداره، فكلما قرأت فيه ازددت إعجابا بقدرة مؤلفيه على سبك المعاني في كلمات معدودة، فاللهم لك الحمد، ونسأل الله تعالى أن يمكن هؤلاء العلماء الأفاضل أو غيرهم من كتابة تفسير آخر يوردون فيه تفسير القرآن بالقرآن أو الأحاديث أو أقوال السلف، فاللهم أمدهم بعون من عندك، واشرح صدر من يقرأكلامي هذا ممن له يد في تنفيذه لتنفيذه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
ـ[ابواحمد]ــــــــ[28 Oct 2006, 08:19 ص]ـ
إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ...
مع احترامي لصاحب المقدمة الا أنني أجدني مضطرا لمعرفة هؤلاء العلماء الذين كتبوا هذا التفسير فلا بد من التسمية
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[28 Oct 2006, 09:07 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Oct 2006, 11:43 ص]ـ
شكر الله لكم جميعاً.
أما ما تفضل به أخي الشيخ عبدالله المنصور جزاه الله خيراً، فهو تعليق في مكانه، وما تفضل به أمر لا خلاف حوله، والتفسير الميسر وأمثاله من التفاسير المختصرة التي تعنى بالمعنى الإجمالي بأخصر عبارة، هي الدرجة الأولى في سلم التفسير، وهي مرقاة لما بعدها، ويحتاج أمثالَ هذه المختصرات عامةُ قراء القرآن وحفاظهُ وتراجمةُ معانيه. ولا تغني هذه المختصرات من تدفعه الرغبة في الاستزادة. وليس هناك من يقول بأن هذه المختصرات تغني عن غيرها من كتب التفسير المتوسطة والمطولة.
وأما سؤال أخي أبي أحمد عن أعيان العلماء المشاركين في التفسير فأتفق معه، وأنه كان يجب أن تسرد أسماؤهم ومستوياتهم العلمية في خاتمة التفسير، حتى يطمئن القارئ. وأنا أعرف عدداً منهم من أساتذتنا كالأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع حفظه الله، وسأسعى لتتبع أسماء المشاركين في هذا التفسير إن شاء الله، وأسأل عنهم في مركز الدراسات القرآنية بمجمع الملك فهد.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[28 Oct 2006, 10:01 م]ـ
ثَمَّة مسائل تتعلق بهذا التفسير أوجزها في ملاحظات:
أولاً: ينبغي بيان الفرق بين الطبعة الأولى لهذا التفسير وما تلاها, وما الذي تغير في النسخة الجديدة؛ وذلك أن هذا التفسير مرَّ بملابسات في فترات, تعددت فيها التأويلات, ولم يتعرض لها أحد من أهل الشأن بالبيان. وكما قال أخي العبادي: (انقرضت).
ثانياً: لا بد من ذكر أسماء مؤلفي هذا التفسير, ومقدار ما فسره كل واحد منهم؛ ليتحمل كلٌّ منهم غنمه وغرمه, وينسب لكل قائل قوله واجتهاده, فليس من منهج العلماء هذا النوع من الخلط في التأليف وتجهيل المؤلف وتعميته (1) , ولا حاجة تدعو إلى مثل ذلك, وإن كان ثمَّة حاجة فما أحسن الإشارة إليها أول التفسير أو آخره.
ثالثاً: يستحسن أيضاً إتماماً للفائدة ذكر لجنة المراجعة لهذه التفاسير المشتركة.
رابعاً: أخبرني بعض من شارك في إعداد هذا التفسير أن قصد الترجمة لهذا التفسير ضيَّق عليهم مجال التحرير ودقة التعبير نوعاً ما, وهذا يؤكد ما ذكره أخي المنصور وفقه الله.
---------------------------------------
(1): ظهرت تآليف في هذا العصر منسوبة إلى هيئات وجهات اعتبارية, دون النص على أسماء مؤلفيها وما يخص كل واحد منهم, وهذا النوع من التآليف مع كونه مستحدثاً غير مسبوق في طرائق السابقين, إلا أن فيه مآخذ تلقي بظلالٍ ما في نفوس قرائها, وتثير تساؤلات مشروعة لأي قارئ كان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زيد العنزي]ــــــــ[14 Nov 2006, 01:31 ص]ـ
سمعت كثيرا من الاخوان من ينقد التفسير الميسر
ولكن عندما اطلب مثالا يتضح فيه هذا الانتقاد لا اجد جوابا
فهل من مثال؟(/)
الدروس الحسنية الرمضانية
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[27 Oct 2006, 02:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
(سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
ـ البقرة: من 32 ـ
التعريف بالدروس الحسنية الرمضانية:
هي سلسلة من الدروس الرمضانية، كانت ولا زالت تلقى بحضور ملك البلاد، ويستدعى لها العلماء من مختلف دول العالم، مما جعل منها جامعة إسلامية بامتياز، تعقد مرة في السنة برحاب القصر الملكي وبرئاسة فعلية من الملك، وفيها تقدير للعلم والعلماء حيث يجلس الملك على الأرض في حين يعلو العالم على منبر ليلقي درسه في حدود خمس وأربعين دقيقة أو ستين دقيقة، وإذا كان الدرس طويلا فإنه يلقى في مناسبتين.
تم إحياء هذه السنة الحميدة من قبل العاهل الراحل الحسن الثاني ـ رحمه الله ـ في رمضان 1382هـ الموافق 1963 م ولا زالت مستمرة إلى يومنا هذا. وهي تبث منذ بدايتها مباشرة على أمواج الإذاعة والتلفزة. مما يمكن قطاعا عريضا من المغاربة وغيرهم من متابعة هذه الدروس الرمضانية مباشرة. وقد قامت وزارة الأوقاف بطباعتها وترجمتها إلى الفرنسية و الإنجليزية.
كبار العلماء الذين حضروها:
1 - أبو الأعلى المودودي.
2 - متولي شعراوي.
3 - جاد الحق علي جاد الحق ـ شيخ الأزهر السابق ـ.
4 - عبد الفتاح أبو غدة.
5 - موسى الصدر.
6 - يوسف القرضاوي.
7 - عبد الصابور شاهين.
8 - طه جابر العلواني.
9 - عصام البشير.
10 - محمد الحبيب بلخوجة.
11 - عبد الله بن عبد المحسن التركي.
12 - رئيس دولة المالديف: مأمون عبد القيوم.
ومن أعلام المغرب:
1 - علال الفاسي.
2 - الرحالي الفاروقي.
3 - عبد الله كنون.
4 - المكي الناصري.
5 - الحسن بن الصديق.
6 - التهامي الراجي الهاشمي.
مختارات من الدروس الحسنية:
أحمد التوفيق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من هدي القرآن إلى وازع السلطان 2 رمضان الموافق ل28 اكتوبر 2003
محمد سيد طنطاوي: سماحة الإسلام مع غير المسلمين: 3 رمضان الموافق ل29 اكتوبر 2003
أحمد عمر هاشم: سمات المتقين: 8 رمضان الموافق ل07 يناير 1998
محمد سعيد رمضان البوطي: محبة الله هي العلاج الأوحد للمشكلات التي يمر بها عالمنا العربي و الإسلامي: 8 رمضان الموافق ل27 ديسمبر 1998
محمد سيد طنطاوي ذلك الدين القيم 8 رمضان الموافق ل05 ديسمبر 2000
رجاء ناجي مكاوي كونية نظام الأسرة في عالم متعدد الخصوصيات.10 رمضان الموافق ل05 نوفمبر 2003
علال الفاسي "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ... " (الحديث، رواه مسلم).11 رمضان الموافق ل27 يناير 1964
محمد لحبيب بلخوجة الوقف والتنمية 11 رمضان الموافق ل01 فبراير 1996
محمد بن عبد الله المهدي البدري شهر رمضان وأمة الإسلام 12 رمضان الموافق ل21 يناير 1997
أمير المؤمنين جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه انطلاقا من الحديث: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فغن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان" الحديث 12 رمضان الموافق ل25 ديسمبر 1966
محمد هيثم الخياط صحة البيئة من منظور إسلامي 20 رمضان الموافق ل19 يناير 1998
الحسن بن الصديق الإجتهاد مؤهلاته حتمية استمراه ودوره 21 رمضان الموافق ل20 يناير 1998
محمد الحافظ النحوي منهج الوصول إلى الله الواحد المنان عبر مقامات الإسلام والإيمان والإحسان 22 رمضان الموافق ل19 ديسمبر 2000
عبد السلام العبادي الإسلام والتنمية الشاملة 23 رمضان الموافق ل18 نوفمبر 2003
محمد سعيد رمضان البوطي العلم الحديث ومعرفة الغيب 24 رمضان الموافق ل02 فبراير 1997
يمكن الاطلاع على نص المحاضرا تمن خلال هذه الوصلة:
www.dourous-hassania.org.ma
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[28 Oct 2006, 11:17 ص]ـ
شكرا لكم جزيلاً -أيها الأخ الكريم- على هذا الرابط الرائع، وجزاكم الله خيرا. في ميزان حسناتكم
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[28 Oct 2006, 03:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل: د. عبدالرحمان الصالح.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإني أشكر لكم اهتمامكم و تواصلكم و تقديركم، آملا من الله سبحانه أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[28 Oct 2006, 09:18 م]ـ
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فبارك الله في الأستاذ أحمد بزوي الضاوي. وجزاه الله خيرا. وجعل جزاء ما قدم في ميزان حسناته.
من بين المحاضرات التي شاهدتها في سنوات ماضية محاضرة حول الرسم القرآني، ولكني نسيت اسم المحاضر الذي قدمها فهلا أرشدتنا إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[29 Oct 2006, 10:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل: علال بوربيق ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإني أشكر لكم تواصلكم واهتمامكم وتقديركم. فجزاكم الله خيرا. أما عن سؤالكم ـ حسب علمي المتواضع ـ لعلكم تشيرون إلى الدرس الذي تفضل بإلقائه شيخنا الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي ـ حفظه الله ـ وقد خلف صدى طيبا لدى المهتمين. وإني سأرحرص على نشره في هذا الموقع ـ إن شاء الله تعالى ـ بعد استئذان الشيخ.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[04 Jan 2007, 05:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
أما بعد فقد وضعت وزارة الأوقاف المغربية ـ مشكورة ـ وقائع الدرس الذي ألقاه الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي ـ حفظه الله ـ بمناسبة الدروس الحسنية الرمضانية لسنة 1419هـ / 1999 م، بعنوان: القراءات المتواترة والرسم العثماني. وقد ألقي بحضرة ملك البلاد الراحل الحسن الثاني ـ رحمه الله ـ
وهو درس قيم، يمكن مشاهدته، والاستماع إليه. وتجدون رفقته نسخة PDF عن موقع الدروس الحسنية الرمضانية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[محب الطبري]ــــــــ[05 Jan 2007, 02:45 م]ـ
فضيلة الدكتور أحمد
لا أدري ما علاقة هذه الدروس بهذا الملتقى المتخصص، وأما قولك: (مما جعل منها جامعة إسلامية بامتياز،) ففيه مبالغة كبيرة، و هناك عدد من الموضوعات والمتحدثين ليسوا على المستوى الذي ذكرت، وعلى كل حال مجالس العلم والذكر محمودة ومبروكة.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[05 Jan 2007, 08:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل محب الطبري ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإننا نرشد طلبة العلم إلى ما ينتفعون به.ولعلكم لم تطلعوا على المحاضرة المرفقة وغيرها مما له صلة وثيقة بالملتقى، ويعتبر إضافة علمية. أما كلامكم في العلماء المشاركين فإني أبرأ إلى الله من قولك. واعلموا أن من بركة العلم عدم التطاول على أهله، والانتفاع بعلمهم.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقديثر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[14 Jan 2007, 07:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته:
بارك الله في الأستاذ أحمد بزوي الضاوي، وجزاه الله خيرا، وجعل جزاء ما أرشد في ميزان حسناته.
الأخ الكريم محب الطبري، ليكن لك من اسمك حظ، والعلماء بشر لا يُقدسون، ولايُبخسون، والتمس العذر لمن يتكلم فالصامت لا يلحن، والتمس لغيرك العذركما التمس حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم العذر للحيوان - لناقته القصواء-، حينما عاب عليها الصحابة عليها فقالوا:" خلأت القصواء."ّ
فقال: ما خلأت القصواء، وما كان لها بخلق، إنما حبسها حابس الفيل، وانظر ما علق به الحافظ في فتحه على هذه القصة
واجعل نصب عينك قول ابن القيم حينما عثر على هفوة للإمام الهروي في شرحه لكتابه مدارج السالكينّ.
فقال" وهذه هفوة من شيخ الاسلام لاتوجب اهدار محاسنه، ولا اسأة الظن به فمحله من العلم والتقوى المحل الذي لا يخفى."
زن لغيرك بالميزان الذي تزن به لنفسك؛ فإن في كل شيء وفاء وتطفيف. دمتم في رعاية الله وحفظه
ـ[محب الطبري]ــــــــ[15 Jan 2007, 10:13 م]ـ
شكرا لكم
وقد كنا نسمع أن أمير المؤمنين الحسن الثاني ـ رحمه الله ـ كان يشرح الموطأ، فهل هذا صحيح؟ فإن كان كذلك فماذا عن تلك المجالس؛ فإن العلم رحم بين أهله.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[16 Jan 2007, 03:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل محب الطبري ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فها أنتم تجعلوننا نورد درسا حديثيا، ثم ستلموننا بأننا نذكر ما لا صلة له بالموقع.
خصص الملك الراحل الحسن الثاني ـ رحمه الله ـ هذا الدرس الحسني لشرح حديث أخرجه الترمذي في سننه، وليس مالكا في الموطأ.
اتخذ الملك الراحل في هذا الدرس الحسني ـ وفي فترة زمنية كانت الغلبة فيها للمد الثوري اليساري ـ قرار تعميم الصلاة في كل المدارس و الثانويات و الجامعات، والحرص على أداء الصلاة، كما اتخذ فيها قرار تعميم تدريس مادة الدراسات الإسلامية في كل التخصصات الجامعية، واعتبار نقطتها موجبة للنجاح أو السقوط.
ونحن ننقل نص الدرس في صيغة pdf عن الموقع الرسمي للدروس الحسنية التابع لوزارة الأوقاف المغربية.على أننا سنتولى نشر كل الدروس التي لها صلة بتخصص الموقع " علوم القرآن و التفسير، والانتصار للقرآن الكريم " التي تفضل بإلقائها السادة العلماء من مختلف دول العالم، على شاكلة الدرس السالف الذكر لأستاذنا الدكتور التهامي الراجي الهاشمي " القراءات المتواترة و الرسم القرآني ".
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب الطبري]ــــــــ[17 Jan 2007, 04:35 م]ـ
الحديث أخرجه مسلم أيضا
والسؤال الذي يطرح نفسه هل هناك أحد اعتنى بجمع أقوال أمير المؤمنين في التفسير وعلوم القرآن.
وجزاكم الله خيرا على فوائدكم المتجددة.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[17 Jan 2007, 09:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
أما بعد، فهذا درس قيم قام بإلقائه الأستاذ الدكتور عبد الصبور شاهين ـ حفظه الله ـ، ويفسر فيه قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (الجمعة:2).وقد ألقي الدرس يوم الإثنين 13 رمضان 1418 هـ / 1998 م. ونحن ننقله عن الموقع الرسمي للدروس الحسنية، وهو في صيغة pdf .
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[17 Mar 2008, 03:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل رواد هذا الموقع المبارك:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فهذا درس في التفسير ألقاه الشيخ محمد طه الصابونجي، مفتي طرابلس و شمال لبنان، موضوعه:
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر: رؤية معاصرة.
انطلاقا من قوله تعالى: (و لتكن منكم أمة يدعون إلى الخير، و يأمرون بالمعروف، و ينهون عن المنكر، و أولئك هم المفلحون) " سورة آل عمران، الآية 104 ".
ألقي هذا الدرس يوم 15 رمضان 1418 هـ الموافق ل 14 يناير 1998 م.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[20 Jun 2009, 02:27 ص]ـ
عنوان الدرس: سمات المتقين، للأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الشريف.
انطلاقا من قوله تعالى:
(سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات و الأرض أعدت للمتقين). سورة آل عمران، الآية 133.
ألقي هذا الدرس يوم الأربعاء 8 رمضان 1418هـ /7 يناير 1998م.
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[22 Jun 2009, 12:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخي محب الطبري معذرة مرة أخرى. أريد فقط أن ألفت انتباهكم إلى أننا أمرنا أن نعرف الفضل لأهله. وما أحسن ما كان يتمثل به شيخنا محمد سالم ولد عدود رحمه الله رحمة واسعة:
شباب يحسبون الدين جهلا وشيب يظنون الجهل دينا
رحمه الله من شيخ أورد في بعض مذكراته أنه لا بد من الاقرار بفضل الملك الراحل الحسن الثاني رحمة الله عليه.
فقد كان يحب أهل العلم حبا جما يبجلهم ويكرمهم ويهدي إليهم ... سرا وعلانية .. ولطالما دعا واستقبل وجالس بعيدا عن كل أضواء الإعلام كثيرا من علماء الأمة المعاصرين وقرائها المتميزين ...
وحتى أختم أريد أن أحيل أخي المحب أحبه الله وجمعنا معه في مستقر رحمته إلى كتاب على قدر من الله وجدته في موقع إلكتروني يحصي فيه صاحبه إنجازات مسلمي القرن 19 و20 الميلاديين ... ذكر فيه أن الملك الحسن الثاني رحمه الله أوسع حكام اليوم إحاطة وإلماما بعلوم الشريعة الإسلامية ... مستشهدا بالبرامج الإذاعية والملتقيات الصحفية والخطب الرسمية والمساجلات العلمية في الندوات العلمية والدروس والمحاضرات ....
فعلى الأقل أخي لا نبخس الناس أشيائهم وحقوقهم.
وفقني الله وإياك إلى خير القول والعلم والعمل وجنبنا الله مزالق الزلل. وشغلنا بما ينفعنا في المعاش والمعاد ...(/)
آي القرآن أم آي الفرقان؟
ـ[أبو صالح التميمي]ــــــــ[27 Oct 2006, 04:36 م]ـ
الطبعة الأخيرة لتفسير ابن جرير-ت. التركي-كتب عليها: جامع البيان عن تأويل آي القرآن. لكن في نسخة جامعة القرويين بفاس (من أقدم النسخ ,جزآن منها مؤرخان سنة 391 ه) وهي الأصل المعتمد كتب علي عدة أجزاء منها: آي الفرقان. ص113,ص 116,ص118,ص125ص128 سوى ص117 فقد كتب:آي القرآن. والنسخ المتبقية متأخرة. فما رأيكم؟
ـ[منصور مهران]ــــــــ[27 Oct 2006, 06:04 م]ـ
ذكر الطبري في بعض مؤلفاته اسم كتابه في التفسير بصورتين:
الأولى - وهي الشائعة، والواردة عنوانا للكتاب في جميع طبعاته -: (جامع البيان عن تأويل آي القرآن)، كما في تفسيره، وتاريخه، وتهذيب الآثار (مسند عمر بن الخطاب): في نحو عشر مرات حسب إحصائي المتواضع، وهذا هو المتداول من التسمية في دفاتر أهل العلم وفهارس المخطوطات.
و الثانية: وردت مرة واحدة في كتاب (تهذيب الآثار) الجزء المفقود الذي حققه علي رضا بن عبد الله بن علي رضا، وطُبِع في دار المأمون بدمشق سنة 1416 هج = 1995 م ص 154 وصيغتها:
(جامع البيان عن تأويل آي الفرقان)
وكان الطبري قد صرح في التفسير ج 12 ص 22 ط شاكر = ج 9 ص 468 ط التركي؛ صرح بقوله عن تفسيره:
(بل قصدنا فيه البيان عن تأويل آي الفرقان) وعي عبارة لا توحي بأنها هي التسمية للكتاب، وإنما مردّها إلى القصد من تأليفه هذا الكتابَ، فلعل المؤلف جعلها اسما للكتاب في بعض كلامه اعتمادا على هذا القصد من تأليفه، أو هو السهو المستولي على جملة البشر، وجلَّ مَن لا يسهو. أو يكون السهو من الناسخ: ربما؟؟؟
فإذا أضفنا إلى ذلك أن الجزء المفقود من (تهذيب الآثار) نُشِر عن نسخة فريدة فقد يزيد ذلك من وَهَن هذه التسمية وتظل التسمية المعهودة هي الراجحة حتى تُكتَشف حقيقة أخرى عن بينات جليات لا لبس فيها.
فيا تُرَى: أين سيقع اكتشاف الأستاذ / أبي صالح التميمي؛ من هذه الاحتمالات؟
الجواب مأمول من الإخوة المحققين من رواد هذا الملتقى المبارَك.
والله من وراء القصد، وهو الموفق والمعين.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Oct 2006, 06:08 م]ـ
الأمر واسع - حفظك الله - في مثل هذا الاختلاف. ولعلهم قدموا (القرآن) لصراحة دلالته في كونه تفسيراً للقرآن لمن لا يعرف الكتاب من القراء، فعندما يقرأ (تأويل القرآن) يعرف أنه كتاب في التفسير، بخلاف (الفرقان). أضف إلى ذلك أن من اطلعتُ على ترجمته للطبري ذكر اسم الكتاب باسم (جامع البيان في تأويل آي القرآن) لا (الفرقان) والله أعلم.(/)
هل تنصحون بتغيير مصحف الحفظ؟
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[27 Oct 2006, 11:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إلى أهل القرآن وحفاظه ...
لايخفى عليكم انتشار مصحف المدينة النبوية في طبعته الجديدة منذ مايقارب الخمس سنوات، وهو وإن كان قريباً من الطبعة السابقة إذ كلاهما بخط عثمان طه إلا أن ثمت فروقاً يدركها من قارن بينهما سواء في الخط أو مواقع بعض الآيات أو علامات الوقف ...
وحيث أن النسخة الجديدة أصبحت هي السائدة بينما ندرت النسخة السابقة في بعض المساجد فهل تنصحون من من حفظ من النسخة القديمة أن ينتقل للجديدة لتوافرها بشكل أكبر؟
أرجو ممن له خبرة بالأمر أن يتكرم بإفادتي والله يحفظكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Oct 2006, 06:13 ص]ـ
الذي ينصح به دائماً توحيد المصحف الذي يحفظ منه الحافظ أياً كانت طبعته، وهناك أناس كثيرون حفظوا قبل طباعة مصحف المدينة النبوية عام 1405هـ وما زالوا يحتفظون بطبعاتهم التي حفظوا عليها من طبعات المصاحف المصرية والسورية القديمة، وأعرف أحد الأصدقاء معه مصحف مطبوع عام 1397هـ ولا يفارقه هذا المصحف حتى اليوم لأنه حفظ منه، ويراجع منه، ولا يقرأ في المصحف الجديد إلا نظراً حفاظاً على صورة الصفحات التي حفظ منها، وإن كان يجد صعوبة لأنه لا يجد مثل هذا المصحف أينما ذهب.
ولذلك فالذي أنصحك أخي العزيز به البقاء على الطبعة التي حفظت بناء عليها لأن توافر مصاحف المدينة النبوية بالطبعة الأولى أكثر توافراً من غيرها من المصاحف القديمة، ويمكنك شراء عدد كبير من النسخ تحتفظ بها في البيت والسيارة وتبقى معك للمستقبل، وهذا أولى في نظري من الانتقال لطبعة جديدة، والوقت أثمن من إعادة الحفظ في طبعة جديدة وهذا الذي أفعله شخصياً. ولعلك تتكرم بالاستماع لما ذكره الدكتور يحيى الغوثاني في هذا الموضوع في شريطه الممتع النافع وسائل إبداعية في حفظ القرآن الكريم ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6627).
والوقت الذي ستنفقه في إعادة الحفظ أنفقه في حفظ متن في السنة أو في غيرها ينفعك الله به. أسأل الله أن يزيدك بصيرة وعلماً وأن يوفقنا وإياك دوماً للعناية بكتاب الله، وأن يجعلنا من أهل القرآن المخلصين.
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[31 Oct 2006, 05:46 ص]ـ
جزاك الله خيراً، وبانتظار مشاركات أخرى.(/)
العلامة محمد عبدالخالق عضيمة وكتابه دراسات لأسلوب القرآن بقلم تلميذه د. تركي العتيبي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Oct 2006, 07:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
العلامة النحوي الأستاذ الدكتور محمد عبدالخالق عضيمة رحمه الله أحد كبار العلماء النحويين المتأخرين في زماننا، وكثير من الطلاب لا يعرف الكثير عن هذا العالم الجليل، وقد كنت طلبتُ من أستاذي الكريم الأستاذ الدكتور تركي بن سهو العتيبي (1) حفظه الله - وهو أحد تلامذة الدكتور محمد عضيمة المختصين به طيلة بقائه في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض – أن يكتب لنا حول شيخه عضيمة، ومنهجه في كتابه الثمين (دراسات لأسلوب القرآن الكريم)، وكان حفظه الله يعدنا بذلك، غير أن انشغاله بعمادة البحث العلمي عندما كان عميداً لها طيلة السنوات الماضية، حال دون تحقيق هذه الرغبة الملحة، ثم لما تفرغ من أعباء عمادة البحث العلمي، طُلِبَ منه المشاركة في تكريم الأستاذ الدكتور حسن شاذلي فرهود أستاذ النحو بجامعة الملك سعود سابقاً وذلك بالمشاركة في إصدار كتاب يهدى له بمناسبة بلوغه السبعين من العمر، نَشَطَ لكتابة بحث عن شيخه الأستاذ الدكتور محمد عبدالخالق عضيمة لينشر ضمن بحوث هذا الكتاب الذي اختير له عنوان (شاذليات)، وقد كتب البحث بعنوان (من علماء العربية – محمد عبدالخالق عضيمة)، وقد تفضل فأعطاني نسخة من هذا البحث للاطلاع فألفيته بحثاً ماتعاً عن هذا العالم الجليل، ورأيته فَصَّلَ تفصيلاً بديعاً عن كتابه (دراسات لأسلوب القرآن) ومراحل تأليفه، فطلبتُ من أبي عمر أن يأذن لي بنشر هذا البحث على صفحات ملتقى أهل التفسير، وما زلتُ ألح عليه في هذا حتى وافق مشكوراً رعاه الله ونفع بعلمه. وها هو البحث الذي اخترتُ له عنواناً مناسباً لملتقى أهل التفسير (العلامة محمد عبدالخالق عضيمة وكتابه دراسات لأسلوب القرآن)، حيث إن البحث لم ينشر بعدُ في كتاب (شاذليات)، وسينشر البحث أيضاً في مجلة الدراسات اللغوية، وهذه هدية ثمينة لكم يا أهل ملتقى أهل التفسير خُصصتم بها. وسأورد مقتطفات من البحث في المشاركة التالية خالية من الحواشي، وأرفق البحث كاملاً بحواشيه مع المشاركة لمن أراد قراءته كاملاً.
الرياض
في يوم السبت 6/ 10/1427هـ أول ايام الدراسة بعد إجازة عيد الفطر.
ــ الحواشي ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) الأستاذ الدكتور تركي بن سهو بن نزال العتيبي، أستاذ النحو والصرف بالدراسات العليا بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وعميد البحث العلمي السابق بجامعة الإمام، ورئيس تحرير ومؤسس مجلة الدراسات اللغوية التي تصدر عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وله عدد من التحقيقات المطبوعة، مثل تحقيق كتاب (شرح المقدمة الجزولية الكبير) لأبي علي الشلوبين في ثلاثة مجلدات من منشورات مؤسسة الرسالة، وله كتاب (أبو معاوية الضرير وآراؤه النحوية)، وله غيرها من التحقيقات والكتب والبحوث المنشورة. وقد تشرفت بإشرافه على رسالتي في مرحلة الدكتوراه وانتفعتُ به كثيراً فأحسن الله إليه وجزاه عني خيراً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Oct 2006, 07:20 ص]ـ
من علماء العربية
محمد عبدالخالق عضيمة
1328هـ-1404هـ
بقلم
تركي بن سهو بن نزال العتيبي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصلاةُ والسَّلامُ على خيرِ المرسلينَ، أمَّا بعدُ:
فقد رغبَ إليَّ أخي وصديقي الوفيُّ الأستاذُ الدكتورُ / أبو أوسٍ إبراهيم الشَّمسان أن أسهمَ في الكتابِ المهدَى إلى الأستاذِ الجليلِ والعالمِ الفاضلِ الأستاذِ الدكتورِ حسن الشاذلي فرهود، فأجبتُ طلبَه، وكنتُ أزمعُ أن أعطيَه واحداً من النصوصِ التي حقَّقتُها، وعرضتُ النصَّ عليه، فاستحسنَه، لكنَّه ما لبثَ أن عادَ إليَّ وطلبَ أن تكونَ الكتابةُ عن أستاذي وشيخي الأستاذِ الدكتورِ الشيخِ محمدِ عبدِالخالقِ عضيمة، فلم أستطعْ ردَّ رغبتِه، وإن كنتُ قد كبحتُ جماحَ النفسِ في الكتابةِ عن شيخي زمناً طويلاً، إلا أنَّني أمامَ هذه الرغبةِ الأكيدةِ من أخي أبي أوسٍ لم أجدْ مسوِّغاً للامتناعِ عنها وصادفَتْ هوىً في النفسِ، فعزمْتُ على الأمرِ، وتوكلَّتُ على اللهِ، وقدَّمْتُ
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا المختصرَ، وتوخَّيْتُ فيه أن يضيءَ جانِباً مشرِقاً من حياةِ الشيخِ، فعلاقَتي به امتدَّتْ من عام 1399هـ حتى توفَّاه اللهُ سبحانَه وتعالى، ولن أتحدَّثَ حديثاً شخصياًّ، وإنَّما جمعتُ بعضَ المهمِّ الذي يمكنُ توثيقُه، ويكونُ في تدوينِه تصويرٌ للجانبِ العلميِّ الرحبِ من حياةِ الشيخِ، وهناكَ أمورٌ كثيرةٌ، منها ما هو غيرُ مدوَّن، ومنها ما دوِّنَ ولم أتمكنْ من توثيقِه، فأعرضْتُ عن تقييدِهما في هذا المختصرِ، وربما أعودُ إلى ذلكَ في وقتٍ أوسعَ، ومجالٍ أرحبَ.
أشكرُ الأخَ الفاضلَ د. إبراهيمَ الشمسانَ على حسنِ ظنِّه بي؛ إذ حملنِي على الكتابةِ عن شيخِي، مهدىً إلى شيخٍ جليلٍ يستحقُّ الثناءَ والإشادةَ، فلهما منِّي جزيلُ الشكرِ، وعظيمُ الامتنانِ، والدعاءُ بأن يوفقَهما اللهُ ويمدَّ في عمريهما، وأن يزيدَهما من فضلِه.
وصلَّى اللهُ على سيِّدِنا ونبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِه وصحبِه وسلَّمَ.
سوفَ يكونُ الحديثُ عن الأستاذِ الدكتورِ / محمَّدِ عبدِالخالقِ عضيمةَ مقسَّماً على فقرات، تتناول مختصراً عن حياته، وإليك ما دونت. وبالله التوفيق وعليه التكلان.
اسمه:
هو الأستاذُ الدكتورُ / محمّدُ بنُ عبدِالخالقِ بنِ عليِّ بنِ عضيمةَ؛ وكانَ – رحمَه اللهُ تعالى – يكتبُ اسمَه دائماً: محمدُ عبدِالخالقِ عضيمةَ، فيظنُّ من لا يعرفُ الشيخَ أنَّ اسمَه مركَّبٌ من محمدٍ وعبدِالخالقِ، كما جرَتْ عادةُ بعضِ المعاصرينَ من إضافةِ اسمِ محمَّدٍ إلى أسمائِهم تبرُّكاً، وكانَ الشيخُ يضيقُ بمن يكاتبُه باسمِ الشيخِ عبدِالخالقِ عضيمةَ، فيحذفُون محمَّداً ظنّاً منهم أنَّ هذا الأمرَ منطبقٌ عليه، - رحمَه اللهُ تعالى -.
مولدُه:
أشارَت الأوراقُ الرسميَّةُ إلى أنَّ الشيخَ ولدَ في تاريخِ 4/ 1 /1328هـ الموافق 15/ 1/1910م، وذكر معاصرُه ورفيقُ دربِه أستاذي د. أحمدُ كحيل أنَّه ولدَ في قريةِ (خبَّاطةَ) من قرى طنطا.
وأشارَتِ الباحثةُ التي أعدَّتْ رسالةَ ماجستيرٍ عن الشيخِ إلى أنَّها قريةٌ كانَتْ من أعمالِ مديريةِ الغربيةِ، وأنَّها الآنَ من قرى محافظةِ كفرِ الشّيخِ.
تعلُّمُ الشيخِ وبعضُ شيوخِه:
درسَ الشيخُ محمّدُ عبدِالخالق عضيمةَ – رحمَه اللهُ تعالى – في القريةِ، وحفظَ القرآنَ الكريمَ، وأتمَّ تعليمَه الأوليَّ فيها، وهو ما أهَّلَه للالتحاقِ بمعهدِ طنطا الأزهريِّ وأنهى الدراسةَ فيه عامَ 1930م.
بعدَها التحقَ بكليةِ اللغةِ العربيةِ في الأزهرِ، وتخرَّجَ فيها عامَ 1934م.
التحقَ بالدِّراساتِ العليا التي أنشئت في ذلكَ الوقتِ، وحصلَ على شهادةِ التخصُّصِ، وهي الماجستيرُ في الأعرافِ الأكاديميّةِ الآن عام 1940م، وكانَ بحثُه بعنوانِ (المشترك في كلام العربِ).
حصلَ على العالميّةِ العاليةِ الدكتوراه (تخصص المادةِ) عام 1943م، وكانَت رسالتُه بعنوانِ (أبو العباسِ المبرّدُ وأثرُه في علومِ العربيةِ).
لقد بذلَ جهداً كبيراً مضاعَفاً في هذه الرسالةِ غيرِ ما دوَّنَه فيها، فلم يدوَّنْ فيها إلا ما اقتضَتْه خطَّةُ البحثِ، أمَّا الجهدُ الآخرُ فيصوِّرُه معاصرُه د. كحيل فيقولُ: " وفي يومِ مناقشةِ الرسالةِ دخلَ إلى لجنةِ المناقشةِ يحملُ الرسالةَ وبعضَ المراجعِ، ودخلَ خلفَه أحدُ أقربائِه يحملُ حقيبةً كبيرةً، وفي أثناءِ تقديمِه للرسالةِ فتحَ الحقيبةَ، وأخرجَ منها لفائفَ البطاقاتِ، ووضعَها أمامَ اللجنةِ، وقالَ: هذه آراءُ المبرّدِ مستخرجةً من كتابِ المقتضبِ، وهذه آراؤه مستخرجةً من الكاملِ، وهذه آراؤه مستخرجةً من خزانةِ الأدبِ للبغداديِّ، وهذه آراءٌ يذهبُ فيها مذهبَ سيبويهِ مقرونةً بنصوصِ سيبويهِ، والحقُّ أنَّه بهرَ اللجنةَ؛ إذ لم ترَ طالباً قبلَه يعتمدُ على نفسِه، ويطّلعُ على هذه المراجعِ، وبعدَ مناقشةٍ طويلةٍ ظهرَ للجنةِ ذكاؤُه وسرعةُ بديهتِه وفهمِه لكلِّ جزئيةٍ من جزئياتِ الرسالةِ، فتمنحُه اللجنةُ الشهادةَ العالميةَ (الدكتوراه) بدرجةِ ممتازٍ، وكانَ أوَّلَ من أخذَ درجةَ امتيازٍ ".
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه شهادةُ د. أحمد حسن كحيل، الذي شهدَ المناقشةَ، ثم استضافَ الشيخَ عضيمة بعدها؛ ليكون شريكه في سكنه، وقد حكى د. كحيل واقعاً متميِّزاً، آذن في وقتِه ببزوغ شمسِ عالمٍ جليلٍ، تحكي سيرتُه الرائعةُ مثلاً يحتذَى.
شيوخُه:
قالَ د. أحمد كحيل – رحمَه الله تعالى -: " والتحقَ بكليةِ اللغةِ العربيةِ، وكانَ يحاضرُ في الكليةِ صفوةٌ من العلماءِ المبرِّزينَ في اللغةِ، مثلُ الشيخِ إبراهيمَ الجبالي، والشيخِ سليمان نوار والشيخِ محمَّد محيي الدّينِ والأستاذِ أحمد نجاتي والأستاذِ عليِّ الجارم، والدكتورِ عبدِالوهاب عزّام، فتلقَّى العلمَ عن هؤلاءِ الصفوةِ في النحوِ والصرفِ والأدبِ والتاريخِ ".
ومن شيوخه الذين ذكر د. عضيمة أنه قرأ عليهم الأستاذ محمد نور الحسن، وأشار إلى أنه كان يقرأ عليه في منزله.
حياته الاجتماعية:
بعدَ حصولِ الشيخِ على الشهادةِ العالميةِ أوفدَ إلى مكّةَ المكرمةِ، وبعدَ مدةٍ قصيرةٍ من إيفاده تزوّجَ بمصر، ورحلَ بزوجتِه إلى مكّةَ المكرمةِ.
أنجبَ الشيخُ ثمانيةً من الولدِ، ثلاثةُ أبناءٍ؛ هم: صفيُّ الدينِ وبه يكنى، فكنيةُ الشيخِ أبو صفيٍّ، وأيمنُ والمعتزُّ باللهِ، وخمسُ بناتٍ؛ هنَّ: صفيةُ وسوسنُ وسعادُ وآياتُ وهناءُ.
وقد عملَتْ ابنتُه د. صفيةُ في المستشفى المركزيِّ في الشميسيِّ بالرياضِ بعدَ وفاةِ والدِها بسنتينِ، وكانَ زوجُها يعملُ في مستشفى الأطفالِ بالسليمانيّةِ في الرياضِ أيضاً، إلى وقتٍ قريبٍ.
رحلاتُ الشيخِ:
كانَت أولُ رحلةٍ رحلَها الشيخُ إلى مكَّةَ المكرَّمَةِ، وفيها بدأَ العملَ في كتابِه: (دراساتٍ لأسلوبِ القرآنِ الكريمِ)، وكانَتْ في شهرِ صفرٍ عامَ 1366هـ، يناير عام 1947م.
أمَّا الرحلةُ الثّانيةُ فكانَتْ إلى ليبيا، إلى مركزِ الدراساتِ العليا في واحةِ جغبوب، وبقيَ حتى قيامِ ثورةِ الفاتحِ من أيلول.
أمَّا الرحلةُ الثالثةُ فكانَتْ إلى الرياضِ حتىّ توفَّاه اللهُ، وكانَتْ ما بينَ عامي 1392هـ حتَّى عام 1404هـ.
مؤلفات الشيخ:
أولاً: الكتب:
1 - أبو العبَّاسِ المبرّدُ وأثرُه في علومِ العربيّةِ:
هذا هو العملُ الذي نالَ به درجةَ الدكتوراه، وقد طبعتْه مكتبةُ الرشدِ بعدَ وفاةِ الشيخِ – رحمَه اللهُ تعالى -، وقبلَ أن يعيدَ الشيخُ النظرَ فيه، ولم تتسنَّ مراجعتُه كما ينبغي، ولم تصنعْ له الفهارسُ التي كانَتْ من ديدنِ صاحبِ العملِ – رحمَه الله تعالى -.
ولا بدَّ هنا من الإشارة إلى أن هذا المطبوع يمثل جزءاً من الرسالة، ولم يكن يمثل الرسالة كلها، فقد أشرت سابقاً إلى كلام د. كحيل الذي وصف مناقشة أستاذي عضيمة لرسالة الدكتوراه، وذكر أن هناك آراءً للمبرِّد كثيرة كانت مادة هذه الرسالة مقفسمة إلى أنواع متعددة، وأنهالم تدون في المطبوع الذي قدمه للمناقشة، وطبع لاحقاً، ولذا ظهرت رغبة الشيخ – رحمه الله تعالى – في إعادة النظر في بحثه عن المبرِّد، وتأنيه في نشره.
--------------------------------------------------------------------------------
2 - دراساتٌ لأسلوبِ القرآنِ الكريمِ:
وهو عملٌ علميٌّ ضخمٌ يقعُ في ثلاثةِ أقسامٍ في أحدَ عشرَ مجلّداً؛ قالَ عنه الأستاذُ محمود شاكر – رحمَه اللهُ تعالى -: " فماذَا يقولُ القائلُ في عملٍ قامَ به فردٌ واحدٌ، لو قامَتْ عليه جماعةٌ لكانَ لها مفخرةٌ باقيةٌ؟ فمنَ التواضعِ أن يسمَّى هذا العملُ الذي يعرضُه عليكَ هذا الكتابُ ((معجماً نحوياًّ صرفياًّ للقرآنِ العظيمِ)).
فمعلومٌ أنَّ جلَّ اعتمادِ المعاجمِ قائمٌ على الحصرِ والترتيبِ.
أمَّا هذا الكتابُ فالحصرُ والترتيبُ مجرَّدُ صورةٍ مخطَّطةٍ يعتمَدُ عليها.
أمَّا القاعدةُ العظمَى التي يقومُ عليها فهي معرفةٌ واسعةٌ مستوعبةٌ تامَّةٌ لدقائقِ علمِ النحوِ وعلمِ الصرفِ وعلمِ اختلافِ الأساليبِ ".
زمنُ تأليفِ الكتابِ:
(يُتْبَعُ)
(/)
إنَّ التأريخَ لهذا العملِ الكبيرِ يعطيكَ ميزةَ العملِ الدؤوبِ، وينبئُكَ عن عزمِ الرجلِ الذي لا يكلُّ ولا يملُّ، بل واصلَ عملَه طيلةَ هذه السنين، حتَّى تحقَّقَ له مبتغاه، وهو أمرٌ ليسَ صعباً على من عرفَ الشيخَ وتتبعَ آثارَه العلميَّةَ، يمكنُ هذا من خلالِ ما تحدَّثَ به الشيخُ عنه في مؤلفاتِه أو مقالاتِه، مما قالَه أو وعدَ به، وأرادَ الله سبحانه وتعالى أن يتمَّه له.
إنَّها مواقفُ إذا تدبّرَها العاقلُ أيقنَ بصدقِ الرجلِ في توجهِه، وتوفيقِ اللهِ له.
وحتى يكونَ للتاريخِ الزمنيِّ قيمةٌ، فإنّني سوفَ أسجِّلُ هذه الظواهرَ التي مرَّ بها هذا العملُ حسب السنين مبتدئاً بها، حتى تكون الصورة التي مر بها العمل بها واضحة، منذُ كان فكرةً حتى نجزَ كتاباً ضخماً، ليكون مثالاً حياًّ على صدق الرجل وتوفيق الله سبحانه له.
1366هـ:
كانتِ البدايةُ لهذا العملِ، وفي مكةَ المكرّمةِ، بلدِ اللهِ الحرامِ، يقولُ الشيخُ – رحمَه اللهُ تعالى -: " قدمْنا مكةَ المكرَّمةَ في صفر سنةَ 1366هـ يناير 1947م، وتسلَّمْنا أعمالَنا ووجدتُني مكلَّفاً بدراسةِ كتابِ (الدروسِ النحويَّةِ) للأستاذِ حفني ناصفٍ وزملائِه، كنتُ أجلسُ في الحرمِ من العصرِ إلى العشاءِ، فرأيتُ أنَّه لا بدَّ لي من قراءةٍ تصلُني بمادّتي التي تخصَّصْتُ فيها، وانقطعْتُ لها، وإلا فقدْتُ كثيراً من معلوماتِ النحوِ، شأنُ كلِّ العلومِ النظريَّةِ، إذا لم يكنْ صاحبُها على صلةٍ بها بالقراءةِ فَقَدَ كثيراً من مسائلِها.
ومَرَّ بخاطرِي أنَّ كثيراً من النحويينَ ألَّفُوا كتبَهم بمكةَ:
أبو القاسمِ الزجاجيُّ ألَّفَ كتابَه (الجملَ) بمكةَ، وكانَ كلما انتهى من بابٍ طافَ حولَ البيتِ.
ابنُ هشامٍ ألفَ كتابَه (مغني اللبيبِ) لأولِ مرةٍ في مكةَ، ثمَّ فُقِدَ منه في منصرفِه إلى القاهرةِ، ولمَّا عادَ إلى مكَّةَ ثانيةً ألَّفه للمرَّةِ الثانيةِ.
لم يكن لديَّ تخطيطٌ عن دراسةٍ معيَّنةٍ، ولا كتابٍ معيَّنٍ، وإنما تمنيتُ أن تكونَ هذه الدراسةُ لها صلةٌ بالقرآنِ الكريمِ، ليكونَ ذلك أليقَ وأنسبَ بهذا الكتابِ المقدَّسِ.
خطرَ ببالي خاطرٌ، هو أن أنظرَ في استعمالِ القرآنِ لبعضِ حروفِ المعاني، فمثلاً (إلا) الاستثنائيةُ لها وجوهٌ كثيرةٌ في كلام العربِ، فهل استعملَ القرآنُ هذه الوجوهَ كلَّها أو بعضَها دونَ بعضٍ".
من هنا مكاناً وزماناً بدأت فكرةُ هذا العملِ الموسوعيِّ، وبدأ صاحبُها في العملِ منذ ذلك التاريخِ.
1375هـ:
يخبرُ الشيخُ أنّه ينوي إخراجَ كتابٍ يتناولُ دراسةَ أسلوبِ القرآنِ، بعد أن خطا خطواتٍ في هذا العملِ، واتضح الهدفُ عنده، وقرَّر أن تكونَ دراستُه للقرآنِ دراسةً تعتمدُ على الاستقراءِ، فيقولُ: " وفي النيَّةِ – إن كانَ في العمرِ بقيَّةٌ – أن أخرجَ كتاباً يتناولُ دراسةَ أسلوبِ القرآنِ الكريمِ دراسةً تعتمدُ على الاستقراءِ، أرجو اللهَ أن يوفِّقَني في إتمامِه، ويعينَني على إخراجِه، إنَّه نعمَ المولى ونعمَ النصيرُ.22ربيع الأول سنة 1375هـ - 7 نوفمبر 1955 م ".
وقد حقَّق الله له أمنيته، ومدَّ في عمره كما سترى من التتبع التاريخي التالي.
1395هـ:
في هذا العامِ يخبرُ الشيخُ أنَّه أمضَى أكثرَ من خمسةٍ وعشرين عاماً يعمَلُ في هذا الكتابِ، ولم ينجزْ إلا دراسةَ جانبٍ واحدٍ؛ هو الحروفُ والأدواتُ، قالَ – رحمَه الله تعالى -: " فهذا العنوانُ (دراساتٌ لأسلوبِ القرآنِ الكريمِ) إنَّما هو عنوانٌ لبحثٍ تناولَ بالدراسةِ جانِباً من جوانبِ الدراساتِ القرآنيةِ، وهو الجانبُ النحويُّ، أقمتُ على دراسةِ هذا الجانبِ أكثرَ من خمسةٍ وعشرين عاماً، وما فرغتُ إلا من جانبٍ واحدٍ من جوانبِ الدراسات النحويةِ، وهو دراسةُ الحروفِ والأدواتِ في القرآنِ".
(يُتْبَعُ)
(/)
عمل الشيخ في الكتاب وتفرَّغ له بعد أن عكف سنين طويلة جداًّ على جمع مادته وتبويبها، ومراجعة كثير من مسائلها على كتب النحو التي فهرسها، واعتمد عليها في التصنيف والتقسيم، وتتبع النحويين، وجمع أشتات المسائل، وواصل ليله بنهاره، حتى تمَّ له ما أراد بفضل الله سبحانه، فأنجز الجانبين الآخرين، هما الجانب النحوي والجانب الصرفي، فجاء القسم الثاني دراسة الجانب الصرفي في أربعة أجزاء، والقسم الثالث دراسة القسم النحوي في أربعة أجزاء أيضاً، بعد القسم الأول وهو قسم الحروف الذي أخرجه في ثلاثة أجزاء، بها تم الكتاب في أحد عشر مجلداًّ، كما سيأتي بعد.
1401هـ:
في العام تمَّ إنجازُ الكتابِ كامِلاً تأليفاً وطباعةً؛ في أحدَ عشرَ مجلّداً، تزيدُ صفحاتُ كلِّ مجلدٍ عن ستمائةٍ صفحةٍ، وبعضها تجاوز سبعمائة صفحة، وبعضها الآخر تجاوز ثمانمائة صفحة.
قالَ – رحمَه اللهُ تعالى - في آخرِ الكتاب في المجلدِ الرابعِ من القسمِ الثالثِ: " كانَتْ طباعةُ القسمينِ الثّاني والثالثِ بالقاهرةِ، وكانَ عملِي في الرياضِ، ولذلكَ وقعَتْ بعضُ الأخطاءِ المطبعيّةِ، وقد نبَّهْتُ على المهمِّ منْها، وتركْتُ الباقي لفطنةِ القارئِ، على أنّي أقولُ كمَا قالَ الإمامُ الشافعيُّ رحمَه اللهُ:
وعينُ الرّضَا عن كلِّ عيبٍ كليلةٌ *كما أنَّ عينَ السخطِ تبدِي المساويا
ولستُ أزعمُ أني لا أخطِئُ، فإنَّ العصمةَ للهِ وحدَه، ولكنِّي أقولُ كما قالَ شاعرُ النيلِ حافظُ إبراهيم:
إذا قيسَ إحسانُ امرئٍ بإساءةٍ *فأرْبى عليها فالإساءةُ تغفرُ
واللهَ أسألُ أن يجعلَه عملاً خالصاً لوجهِه تعالى، بريئاً من الرياءِ والسمعةِ والزهْوِ، إنّه سميعٌ قريبٌ مجيبُ الدّعاءِ. 25 شوال 1401هـ 25أغسطس 1981م. محمد عبدالخالق عضيمة حلوان: 47 شارع محمد سيد أحمد ".
1402 هـ:
أعلَنَتِ الأمانةُ العامَّةُ لجائزةِ الملكِ فيصلٍ العالميّةِ للدراساتِ الإسلاميّةِ موضوعَ الجائزةِ للعامِ القادمِ في مجالِ الدراساتِ الإسلاميّةِ هو الدراساتُ القرآنيةُ.
وبناءً على هذا رشحتْ كليةُ اللغةِ العربيةِ بجامعةِ الإمامِ محمّدِ بنِ سعودٍ الإسلاميةِ كتابَ (دراساتٍ لأسلوبِ القرآنِ الكريمِ) لمؤلِّفِه الشيخِ محمد عبد الخالق عضيمةَ، لنيل الجائزةِ.
1403هـ:
تعلنُ الأمانةُ العامةُ لجائزةِ الملكِ فيصلٍ العالميةِ فوز الشيخِ محمد عبدالخالق عضيمةَ بجائزةِ الملكِ فيصلٍ العالميةِ للدراساتِ الإسلاميةِ لعامِ 1403هـ.
1404هـ:
ينتقلُ صاحبُ العملِ إلى رحمةِ ربَّه، غفرَ اللهُ له، وأسكنَه فسيحَ الجنانِ.
وقفة: (وهكذا كتاب ومؤلف من عام 1366هـ إلى عام 1404هـ)
ولعلَّ اللهَ سبحانَه وتعالى أرادَ أن يكافئَ صاحبَ هذا العملِ في حياتِه بإتمامه أولاً، وبإنجازِ طباعتِه ثانياً، كما تمنى أن يراه مطبوعاً تاماًّ كاملاً، ثم يمنُّ الله عليه بفوزِه بجائزةِ عالميَّةٍ ثالثاً، في وقت لم يخطرْ ببالِه أنّه سيكمِلُ الكتابَ، لكن نجز ذلك كله بفضل الله، ولك أن تنظر حاله عام 1375هـ لما قال: إن كان في العمر بقية، ثم لما عنَّ له أن يدعوَ بالدعاءِ السابقِ الذي جعلَه ختامَ كتابِه، ثم ما أراد الله له أن يكونَ الختامُ منحه جائزةَ الملكِ فيصلٍ – رحمَه اللهُ تعالى – العالميةِ للدراساتِ الإسلاميةِ في حياته، ثم ينتقل بعد هذا إلى رحمة الله في العام التالي لهذا مباشرة.
سقتُ التواريخَ موثَّقةً لأبيِّنَ المراحلَ الزمنيّةَ لهذا العملِ ولصاحبِ العملِ، ويغفرُ اللهَ سبحانَه وتعالى للجميعِ.
أقسام الكتاب:
قسَّمَ الشيخُ - رحمَه اللهُ تعالى – الكتابَ ثلاثةَ أقسامٍ؛ هي:
القسمُ الأوّلُ: الحروفُ والأدواتُ، ويقعُ في ثلاثةِ أجزاءٍ.
الجزء الأول يقع في ستمائة وخمس عشرة صفحة.
الجزء الثاني يقع في سبعمائة وتسع صفحات.
الجزء الثالث يقع في ستمائة واثنتين وأربعين صفحة.
القسمُ الثّاني: دراسةُ الجانبِ الصرفيِّ، ويقعُ في أربعةِ أجزاءٍ.
الجزء الأول يقع في سبعمائة وتسع صفحات.
الجزء الثاني يقع في سبعمائة وسبع وثمانين صفحة.
الجزء الثالث يقع في ستمائة وتسع وخمسين صفحة.
الجزء الرابع يقع في ثمانمائة وثلاث وثلاثين صفحة.
القسمُ الثالثُ: دراسةُ الجانبِ النحويِّ، ويقعُ في أربعةِ أجزاءٍ.
(يُتْبَعُ)
(/)
الجزء الأول يقع في سبعمائة وثمان وستين صفحة.
الجزء الثاني يقع في ثمانمائة وأربع وأربعين صفحة.
الجزء الثالث يقع في ستمائة واثنتين وثمانين صفحة.
الجزء الرابع يقع في ستمائة وتسع وأربعين صفحة.
[ line]
................................................
[line]
جهوده في الدراسات العليا:
كان للشيخ – رحمه الله تعالى – جهودٌ كبيرةٌ في الدراسات العليا تمثلت في تدريسِه مقرر الصرف في السنة التمهيديةِ طيلة عقده بالإضافة إلى تدريسه مقرر الصرف في السنتين الثالثة والرابعة في كلية اللغة العربية، وكان مثالاً للجدِّ والحزم، لم يتأخر عن محاضرة، ولم يتوان في إيضاح ما يتصدَّى لتدريسه بصورة رائعة.
وكنت من طلابه في السنوات الثلاث، بالإضافة إلى إسهامه الكبير معي في رسالتي للماجستير وعنوانها هشام بن معاوية الضرير حياته وآراؤه ومنهجه، فقد كان – رحمه الله تعالى – يحرص على معرفة آراء الكوفيين، ويردد مقولته: إن آراء الكوفيين لم تصلنا عن طريق الكوفيين، ولو وصلت عن طريق الكوفيين لتغيرت نظرتنا نحوه.
بالإضافة إلى التدريس كان – رحمه الله تعالى يسهم في الإشراف على رسائل الماجستير والدكتوراه، ومن هذه الرسائل في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الآتي:
أولاً: الماجستير:
أشرف على رسائل الماجستير الآتية:
1 - آراء أبي عمرو بن العلاء النحوية واللغوية؛ جمعها ودراستها؛ تقدم بها المعيد حسن بن محمد الحفظي، وكان من المناقشين زميل د. عضيمة الدكتور أحمد حسن كحيل، ونوقشت هذه الرسالة يوم 29/ 1/1402هـ
2 - الزجاج ومذهبه في النحو؛ أنجزها المعيد عبدالرحمن بن صالح السلوم، ونوقشت بتاريخ 20/ 2/1402هـ.
3 - تحقيق القسم الأول من كتاب سفر السعادة وسفير الإفادة لعلم الدين السخاوي، وتقدم بها محمود سليمان عبيدات (أردني الجنسية)، واشترك في مناقشتها د. أحمد كحيل، ونوقشت يوم 5/ 5/1401هـ.
4 - دراسة نحوية لكتاب إعراب القرآن لمكي بن أبي طالب، وتقدم بها يحيى بشير مصري، (سوري الجنسية)، واشترك في مناقشتها أيضاً د. أحمد كحيل، ونوقشت يوم 1/ 1/1401هـ، ومن طرائف الشيخ عضيمة في هذه المناقشة بعد أن أنهى المناقشان ملحوظاتها على الرسالة أشار إلى أنه من حق المشرف أن يناقش الطالب فيما اختلف فيه معه، ولم يلتزم الطالب بتعديله، وناقش الرسالة كأنه عضو مناقش، وكانت مناقشة قوية مستفيضة، أبان الشيخ عضيمة عن خلق العلماء والتجرد للعلم، وهي أول مرة تحدث في الكلية، وقد تكررت بعد ذلك في قسم آخر غير قسم النحو والصرف وفقه اللغة.
5 - أثر اختلاف اللهجات العربية في النحو؛ تقدم بها يحيى بن علي صالح، وأشرف عليها الشيخ عضيمة بالاشتراك مع د. عبدالغفار حامد هلال، ونوقشت مساء يوم 13/ 8/1402هـ.
ثانياً: رسائل الدكتوراه:
أشرف على عدد من رسائل الدكتوراه، ومنها عدد من الرسائل أوشك أصحابها على النهاية، لكن حالت منية الشيخ عن إتمام الإشراف عليها، فأحيلت إلى مشرفين آخرين، ومن الرسائل الدكتوراه الرسالة التي أنجزها د. عبدالله بن سالم الدوسري، وعنوانها: (سيبويه في لسان العرب) ونوقشت يوم 16/ 6/1403هـ.
علاقات الشيخ:
كانَ الشيخُ – رحمَه اللهُ تعالى - له علاقاتٌ كثيرةٌ واسعةٌ حسنةٌ، ويجيبُ عن جميعِ الرسائلِ التي تأتيه، ولم يتوانَ في الردِّ على رسائلِه، مهما كانَتْ، ومن أيِّ جهةٍ جاءت، كانت له مراسلاتٌ مع عددٍ غيرِ قليلٍ من أساتذة الجامعة في عدد من البلدان العربية.
ومن أبرزِ الأشخاصِ الذين للشيخِ بهم علاقةُ تقديرٍ من غيرِ منسوبي الكليّةِ التي عملَ بها الأستاذُ الدكتورُ حسنُ شاذلي فرهود؛ الذي كانَ يزورُ الشيخَ في سكنه شمالَ جامعِ الرياضِ الكبيرِ، وغيرُه كثيرٌ من السعوديّين على وجهٍ الخصوصِ، وكان الشيخ عضيمة يثني على علم د. حسن فرهود، ويعجبُه عملُه في تحقيق التكملةِ كثيراً.
أشرتُ عند حديثي عن المقتضبِ إلى أن د. أمين علي السيد كتبَ نقداً لعملِ الشيخِ في ترتيبِ المقتضبِ، ونشرَه في مجلةِ كليةِ اللغةِ العربيةِ التي ينتميان إليها، ولما قابلَ الشيخُ د. أمينَ السيد لم يظهرْ عليه أثرٌ لتلك المقالةِ، أو أن يسودَ علاقتَهما فتورٌ، بل بقيتِ العلاقةُ على ما كانت عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأشرْتُ عندَ حديثي عن المذكّرِ والمؤنَّثِ إلى ما صنعَه د. رمضان عبدالتواب في عملِ الشيخِ، بل إنّ الاختصاراتِ كانَ التوقُّعُ يشيرُ إلى أنّها من فعلِه – عفا الله عنه -، وجاء د. رمضان أستاذاً زائراً لكليةِ اللغةِ العربيةِ، وقابلَ الشيخَ في الكليةِ، وألحَّ الشيخُ عليه بدعوتِه إلى منزلِه، وفعلاً زارَه د. رمضان، وكنْتُ حاضِراً تلك الزيارةَ، وقد احتفَى به الشيخُ أيما حفاوةٍ، وقدّرَه تقديراً رائعاً.
وفي تلك الزيارةِ جرى حديثٌ بينهما عن تحقيقِ د. عبدِالسلامِ هارون لكتابِ سيبويهِ، فذكرَ الشيخُ أنَّ له على العملِ ملحوظاتٍ كثيرةً، فعرَضَ عليه د. رمضان أنْ يعيدَ تحقيقَ الكتابِ، فاعتذرَ الشيخُ بأنَّه لا داعيَ له ما دامَ أنَّ الكتابَ خرجَ محقَّقاً، فطلبَ منه أن ينقدَ تحقيقَ عبدالسلام هارون، فأطرقَ الشيخُ قليلاً ثم قالَ: هارونُ أحسنَ في تحقيقِ كثيرٍ من كتبِ التراثِ، ولم يوفَّقْ في تحقيقِ الكتابِ، فنحن نغفرُ له هذه من أجلِ تلكَ.
أما العلاقةُ التي كانتْ مبنيةً على إعجابٍ متبادلٍ بين الرجلين فهي علاقته بالأستاذ محمود محمد شاكر، وقد قدّم الأستاذ محمود شاكر لكتاب الدراسات، وكتبَ الشيخُ عضيمة مقالة رائعة بعنوان: (الأستاذ محمود محمد شاكر: كيف عرفته) ونشرت ضمن كتاب دراسات عربية وإسلامية مهداة إلى فهر بمناسبة بلوغه السبعين ص453 - 455.
وفاته:
بقيَ الشيخُ في كليةِ اللغةِ العربيةِ بالرياضِ أكثرَ من عشرِ سنواتٍ، جرتْ عادتُه - رحمه الله تعالى – طيلة السنوات الماضية أن يقضي إجازة نصف العام – وهي أسبوعان – الأسبوع الأول في مكة المكرمة، ويسكنُ في أحدِ الفنادقِ القريبةِ من الحرمِ، ثم يسافرُ إلى المدينةِ المنوّرةِ ليقضيَ فيها الأسبوعَ الثاني قريباً من المسجدِ النبويِّ.
وفي عام 1404هـ وقبل بدء الامتحاناتِ قدَّم طلباً إلى عميدِ الكلية آنذاك الشيخ ناصر بن عبدالله الطريم، وقالَ في الطلبِ: إنّه بقيَ في المملكةِ أكثرَ من عشرِ سنواتٍ، لم يسافرْ خلال إجازة نصف العام إلى مصر، ويطلبُ الإذنَ له بالسفر، ومثلُ الشيخِ لا يردُّ طلبه، فوافقت الكليةُ، وتمَّ الأمر، وكانت إجازةُ نصفِ العامِ تبدأُ بنهايةِ دوامِ يومِ الأربعاءِ 8/ 4/1404هـ، إلا أنّ الشيخَ رغبَ في تقديمِ سفرِه لظروفِ الحجزِ والطيران، فسافرَ يومِ الثلاثاء 7/ 4/1404هـ تصحبُه زوجتُه.
وبعد وصولِه القاهرةَ استقبله ابنه المعتز، ووقعَ لهم حادثُ سيارةٍ، ووصفت الباحثةُ التي كتبَت عن الشيخِ رسالتها قائلةً: " وحينَ وصلَ وزوجُه إلى مطارِ القاهرة كان في استقبالهما ابنهما محمد المعتز بالله، وقد جلسَ الشيخُ في المقعد الأمامي في السيارةِ، وبادرت الزوجةُ والابنُ بوضعِ الحقائب فيها حين أقبلَت سيارةٌ كبيرةٌ فاصطدمت بسيارتهم، ولم تلحقْ بهم إصاباتٍ بيدَ أن الشيخ أصيبَ بالإغماءِ، وفقدَ وعيُه، فنقلَ إلى مستشفىً قريبٍ، ولكنه ظلّ مغمىً عليه إلى إن انتقلَ إلى رحمةِ الله بعد نحوِ ثمان وأربعين ساعة في 9/ 4/1404هـ الموافق 12/ 1/1984م رحمه الله رحمة واسعة ".
هذا ما قالته الباحثةُ، وأثبتته في رسالتها، والروايةُ التي سمعتُها وقت الحادثة والتي نقلت إلى الدكتور أحمد كحيل وهو الذي نقل الخبرَ، وسمعتُه أيضاً من عددٍ من الزملاء المصريين ربما يختلفُ بعضَ الشيء، فبعد وصولهما استقلا السيارة الخاصة، وبعد خروجِهم من المطارِ بمسافةٍ ليست بعيدةً حانت التفاتةٌ من السائق، فانحرفت السيارةُ عن الطريق، واصطدمَت بعمودِ كهرباءَ، وأصيبَ الشيخُ الذي كان يجلس في المقعد الأمامي بضربةٍ في الجبهةِ وأعلى الأنفِ، مما سبّبَ دخولَه في غيبوبةٍ طيلة يومي الثلاثاء والأربعاء، وجاءه أولادُه وبناتُه، وهو ما زالَ في غيبوبةٍ، وأفاقَ بعدَ العشاءِ، وسألَ عن ابنتيه هناء وآيات، وطلبَ أن يراهما، وبقيَ مستفيقاً مدةً ليست طويلةً وانتهت الزيارةُ، فلما جاءَ الأبناء صباحَ اليوم التالي وهو يوم الخميس أفادَ المستشفى أنَّ الشيخ توفي في الليل، يعني ليلة الخميس 9/ 4/1404هـ.
رحمه اللهُ رحمةً واسعةً، وغفرَ له، وأسكنه فسيحَ جنته، وألحقه بالصدّيقينَ والشهداءِ وحسنَ أولئك رفيقاً.
بعض أقوال الشيخ:
(يُتْبَعُ)
(/)
للشيخ – رحمه الله تعالى - أقوالٌ كثيرةٌ، تجسِّدُ منهجَه في الحياةِ والبحثِ والتعاملِ معَ الآخرين، وله نظرتُه الثاقبةُ، وآراؤه الدقيقةُ، أمّا في العلمِ فقد بناها على درسٍ وتمحيصٍ وتدقيقٍ، أما في الحياة فقد أملاها ذكاؤه وبصرُه بالناس، ولن أزيد على هذا، وإنما اخترتُ نصوصاً من أقوالِه مسندةً إلى أعماله موثِّقاً جميع ما نقلتُ.
قالَ - رحمه الله تعالى -: " إذا قرأَ النَّاسُ القرآنَ الكريمَ للتدبُّرِ والعبرةِ ونيلِ الثوابِ فلا يشغلُني في قراءةِ القرآنِ إلا الجانبُ النحويُّ، تشغلُني دراسةُ هذا الجانبِ عن سائرِ الجوانبِ الأخرى.
أهوى قراءةَ الشعر، وأحرصُ على حفظِ الجيِّد منه، ولكنَّ جيِّدَ الشعر الذي يصلح لأن يحلَّ محلَّ شواهدِ النحو له تقديرٌ خاصٌّ في نفسي.
ورحمَ الله ثعلباً فقد قالَ: اشتغلَ أهلُ القرآنِ بالقرآنِ ففازوا، واشتغل أهلُ الحديثِ بالحديثِ ففازوا، واشتغلَ أهلُ الفقهِ بالفقهِ ففازوا، واشتغلت أنا بزيدٍ وعمرٍو، فيا ليت شعري ماذا تكونُ حالي في الآخرةِ".
قال - رحمه الله تعالى-: " وفي رأيي أنَّه لا يجملُ بالمتخصِّصِ في مادَّتِه العاكفِ على دراستِها أن تكونَ طبعاتُ كتابِه صورةً واحدةً لا أثر فيها لتهذيبٍ أو قراءاتٍ جديدةٍ، فإن القعودَ عن تجديدِ القراءةِ سمةٌ من سماتِ الهمودِ، ولونٌ من ألوانِ الجمودِ ".
وقال – رحمه الله تعالى -: " وليس من غرضي في إخراج المقتضب أن أزهوَ به، وأحطَّ من قدر سواه، فإنِّي أكرمُ نفسي عن أن أكون كشخصٍ كلَّما ترجم لشاعرٍ جعله أشعرَ الشعراءِ ".
قال – رحمه الله تعالى -:" فحديثي اليوم إنما هو وحيٌ هذه التجربة، وثمرة تلك الممارسة والمعاناة، ولكلِّ إنسانٍ تجربته، فإذا كان لغيري تجربةٌ أخرى، أو رأيٌ آخر يخالف ما أذكرُه أو استفسارٌ فليكتب لي عن ذلك بعد الفراغ من المحاضرة، وعلم الله أنَّي لا أضيقُ بالرأيِ المخالفِ، وفي يقيني أنَّ المناقشةَ تنضجُ الرأيَ وتهذِّبَه ".
وقال – رحمه الله تعالى -: " لقد سجَّلت كثيراً مما فاتَ النحويين، وليسَ من غرضي أن أتصيَّد أخطاءهم، وأردَّ عليها، ولسْتُ أزعم أنَّ القرآنَ قد تضمَّن جميعَ الأحكامِ النحويةِ، فالقرآنُ لم ينزل ليكونَ كتابَ نحوٍ، وإنَّما هو كتابُ تشريعٍ وهدايةٍ، وإنَّما أقولُ: ما جاءَ في القرآن كانَ حجّةً قاطعةً، وما لم يقعْ في القرآنِ نلتمسُه في كلامِ العربِ، ونظيرُ هذا الأحكامُ الشرعيةُ؛ إذا جاءَ الحكمُ في القرآن عُملَ به، وإن لم يرد به نصٌّ في القرآنِ التمسناه في السنَّةِ وغيرها ".
أمثلة من اختياراته واستدراكاته وأقواله:
لن أطيلَ الحديثَ عن تعقباتِ الشيخِ للسابقين، واستدراكاتِه في النحوِ والصرفِ، وإنّما سوف أكتفي ببعضِ الأمثلةِ، ومنها على سبيلِ المثالِ:
استدركَ على السهيليِّ استقباحَه تقدُّمَ معمولِ الفعلِ المقترن بالسينِ عليها، ووافق المبردَ والرضيّ وأبا حيان، ولم يشر هؤلاء الجلَّةُ إلى الدليل من السماع، ووقف الشيخ على هذا التقديمِ في القرآنِ الكريمِ، وأورد شاهداً عليه.
اشترطَ الزمخشريُّ في خبر (أنَّ) الواقعةِ بعد (لو) أن يكونَ خبرها فعلاً، واستدرك عليه الشيخ أن خبرها جاء اسماً جامداً، واسماً مشتقّاً في القرآن الكريم.
منع ابنُ الطراوةِ أن يقعَ المصدرُ المؤوَّلُ من (أن) والفعل مضافاً إليه، واستدركَ عليه الشيخُ أنَّ المصدرَ المؤول من (أن) والفعل جاءَ مضافاً إليه في ثلاثةٍ وثلاثين موضعاً من القرآن.
منع النحويُّونَ وقوعَ الاستثناءِ المفرَّغِ بعد الإيجابِ، وعلَّلوا ذلك بأنّ وقوعَه بعد الإيجابِ يتضمّنُ المحالَ والكذبَ، واستدركَ عليهم الشيخُ أنه جاء في القرآن ثماني عشرة آية وقع الاستثناءُ المفرَّغُ بعدَ الإثباتِ، وفي بعضِها كان الإثباتُ مؤكّداً مما يبعد تأويلَه بالنفي.
ويكفي من القلادةِ ما أحاطَ بالعنقِ.
خاتمة:
هذه السيرةُ المختصرةُ كتبتُها في مدةٍ قصيرةٍ من الزمنِ، وهناك أمورٌ كثيرةٌ، ونصوص مختلفة من كتابات متعدِّدة رغبت في تسجيلها لكن ربما يكون من العذرِ ضيق الوقت، وأمور أخرى لم أسجِّلُها، وهناكَ أحداثٌ مسجّلةٌ، ووقائع مختلفة منها الخاصُّ، ومنها العام جرت في حياة الشيخ وعايشت فصولها، تدخل في السيرة الذاتية ولم أسجلها هنا، ولعلَّ أهم توجيه تلقيته منه هو نصيحته لي شخصياًّ ألا أقبل عملاً إدارياًّ مهما كان حتى أنهي جميع المراحل التي تتطلب بحوثاً وأعمالاً علمية، وأنها هي الأَوْلى من الأعمال الإدارية.
وأخيراً لعلَّ فيما قدمت مكنةً لمن أرادَ أن يعرفَ سيرةَ علمٍ أفنى عمره، وتمنى أن يكون في العمر بقيّةٌ، فحقَّق اللهُ له ذلك، وامتدت هذه البقية حتى أنهى الكتابَ الذي نصَّبَ نفسَه للعملِ فيه، وأنهى طباعتَه ومراجعتَه، وأسهمتْ جامعةُ الإمام محمد بن سعود الإسلامية في إعانتها له بتحملِ نفقاتِ الطباعةِ، ثم يريدُ الله سبحانه وتعالى أن يتمَّ جميعُ ذلك في حياةِ الشيخِ، وأن تسهمَ الجامعةُ مرةً أخرى في خدمةِ صاحبِ الكتابِ كما أسهمت في خدمةِ الكتابِ طباعةً ونشراً فرشّحَتِ المؤلفَ لنيل جائزةٍ عالميةٍ؛ وهي جائزة الملك فيصل –رحمه الله تعالى – فيفوز بها، ليلقى ربّه بعد ذلك في العام التالي كما أسلفت، والله كريم يمنُّ على عباده، ويجزي المتقين، فجزى الله شيخي أحسنَ الجزاءِ، وغفرَ له، وأكرمَ نزلَه، ورفعَ مقامَه، وجزى الله جامعةَ الإمام خيرَ الجزاءِ على جهودِها في خدمةِ العلمِ، والعنايةِ بالعلماءِ.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تركي بن سهو بن نزال العتيبي
للاطلاع على البحث كاملاً بحواشيه، فليحمله من المرفقات في هذه المشاركة، ولا تنسوا أخاكم وأستاذه من دعوة صالحة بظهر الغيب حفظكم الله ورعاكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[28 Oct 2006, 07:43 ص]ـ
في الحقيقة ياشيخنا الفاضل المفضال:
ليس هناك - من المعاصرين - من هو أنحى من الشيخ العلامة الأستاذ الدكتور محمد عبد الخالق عضيمة ـ رحمه الله، وبرّد مضجعه ـ
وسمعت من شيخنا العلامة المحقق المدقق، علامة الديار الشامية: أحمد راتب النفاخ، نقلا عن صديقه وشيخه وأستاذه العلامة الكبير محمود محمد شاكر ـ رحمة الله عليهما وذلك عند حديثه عن كتاب:
المتقضب، للمبرد، بتحقيق: الشيخ محمد عبد الخالق عضيمة، والمطبوع في لجنة إحياء التراث، الإسلامي، القاهرة، ط3، 1994م.
قال، وذلك عندما ذكر بمجلسه الكتاب ومحققه:
لو اجتمع علماء اللغة العربية، على تحقيق هذا الكتاب لعجزوا أن يظهروه بالدقة والإتقان الذي حققه الشيخ العلامة عضيمة.
وهذه لعمري تزكية مابعدها تزكية!!!
ـ[منصور مهران]ــــــــ[28 Oct 2006, 09:12 ص]ـ
كثير من طلبة علم العربية يعرفون كتاب (دراسات لأسلوب القرآن الكريم) ويعرفون اسم مؤلفه: محمد عبد الخالق عضيمة.
ولكنهم لا يعرفون مَن هو هذا الشيخ الجليل صاحب هذه المعلمة الكبيرة في علم العربية وفي خدمة كتاب رب العالمين؟
إنه الرجل الذي وهب حياته لتحويل الكنوز المغلقة إلى مراتع مباحة لكل شغوف بعلم العربية فكان ذلك منه - رحمه الله - عطاء وسخاء ينداح في عقول عشاق النحو والصرف بلا حدود، هكذا عرفته منذ أن جلست بين يديه وأنا طويلب علم ذاهل النفس هيبة لشيخي وذاهب العقل من سموِّ ما أسمع من توجيهه وعلمه. كان الرجل كالطود لا يلتفت إلى عبث ولا ينفق ساعة من عمره في غير الجد، فكان عطاؤه مثمرا وسعيه مشكورا ومذكورا غير منكور، ومع كثرة الذين نهلوا من علمه أو تخرجوا في معاهد اللغة العربية وهو أستاذ فيها، فلم ينهد أحد منهم إلى شكره في صورة تخلدها الأيام، غير أن رجلا شهما غيورا على الحق انبرى لشكر شيخه عضيمة وإعلان عرفانه للشيخ الراحل فأوجب علينا بذلك أن نشكر هذا الشاكر وأن نعرف لعِرْفانه قدره في نفوسنا كما كان في نفس الشيخ الراحل سواء بسواء فكلنا آكل من ثمار علم الشيخ - رحمه الله وأثابه عن خدمة كتابه كل خير ومثوبة -.
ذلك الكاتب الغيور هو تلميذه البارُّ الأخ الكريم الدكتور تركي بن سهو بن نزال العتيبي، فقد ترجم له هذه الترجمة التي تجمع بين المعرفة العميقة والحب الكبير مما انبلج مع الأيام بينه وبين الشيخ بصلة المودة والاحترام.
وفي هذه الترجمة تعريف بمؤلفات الشيخ المطبوع منها والمخطوط، وتمثل الفهارس التي أفنى في إعدادها السنين الطوال عصب أعماله وروعة إنجازه؛ فالفهارس إن هي إلا مفاتيح الكنز المغلق في كل كتاب، غير أن مفاتيح كنوز علم العربية من مؤلفات الشيخ لا يزال بعضها حبيسا فماذا لو تفضل أحد الفضلاء فتكفل بنشرها واحتسب ذلك مدخرا إلى يوم اللقاء الأكبر وفي يده جعبة من دعاء طلاب علم القرآن وعلم العربية له؟
والله إن ربنا عز وجل أكرم من أن يرد عمله وسخاءه.
ولي في هذا المقام ثلاث ملاحظات علنية:
الأولى: أن في الترجمة المنشورة هنا زيادات عما نلته من يد الأخ الكريم الدكتور تركي بن سهو سلمه الله، فحق لي أن أطالبه بما صار دينا وكان فضلا.
الثانية: أن ص 20 جاء فيها سنة وفاة الشيخ عضيمة 184 م أي: قبل وفاة سيبويه بقرون، فالتقى علماهما على أمرٍ قد قُدِر، وهذا شرف آخر ومكرمة زائدة ينالهما الشيخ بعد جائزة الملك فيصل؛ حتى ولو كان خطأ الطباعة هو صاحب الجائزة الثانية.
الثالثة: لماذا لا تتفضل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بجمع مقالات الشيخ عضيمة في كتاب واحد؛ فهي التي تولت نشرها مفرقة في سالف الأعوام واليوم تكرم هذا العَلَمَ بنشر مقالاته مجمعة لتجمع بين النشر والجمع، ونهيب من على هذا المنبر بمعالي مدير الجامعة أن يأمر بذلك لتكون سُنّة حسنة تلتزمها الجامعة مع أعلام هيئة التدريس بها.
شكر الله لك يا أخي الدكتور تركي شكرك وعرفانك، وشكر الله لك يا أخي الدكتور عبد الرحمن بادرتك في تعريف القراء بالشيخ وتلميذه البارّ كاتب الترجمة، وبالله التوفيق.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[28 Oct 2006, 09:12 ص]ـ
أخوتي وأحبابي الأفاضل
هل كتاب:
دراساتٌ لأسلوبِ القرآنِ الكريمِ؛ للعلامة محمد عبالخالق عضيمة موجود على الشبكة، ومارابطه
وجزاكم الله خيرا
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[28 Oct 2006, 11:58 ص]ـ
بحث رائع بديع
رحم الله الشيخ الدكتور محمد عبدالخالق عضيمة وأسكنه فسيح جناته، وقد عرفته من خلال كتبه، وثناء أساتذتي في كلية اللغة العربية عليه عندما كنت طالباً فيها.
وبارك الله في تلميذه البار الدكتور تركي بن سهو العتيبي على وفائه لأستاذه، وحرصه على إبراز جهوده العلمية، ومنذ مدة وأنا أتشوف إلى معرفة خبر هذا الرجل مؤلف ذلك الكتاب الرائع، والمعلمة القرآنية النحوية (دراسات لأسلوب القرآن)، وها أنا اليوم أقرأ هذا العرض والتتبع الدقيق لمراحل تأليف هذا الكتاب. فالحمد لله رب العالمين.
وأدام الله لنا مشرفنا الحبيب الذي يفاجئنا دائماً بمثل هذه الهدايا العلمية الثمينة لا حرمه الله أجرها وبرها. وهذا البحث أعده أجمل ما عثرتُ عليه هذا العام، والجميل أنه في أيام عيد الفطر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Oct 2006, 01:04 م]ـ
أشكر الدكتور مروان الظفيري على تعقيبه، وفي الحق إن الدكتور محمد عبدالخالق عضيمة شخصية علمية فذة، أخلصت في طلب العلم وتعليمه والتصنيف فيه لوجه الله، فرزقها الله القبول، ونفع الله بعلمها الناس، وقد جاء بحث الأستاذ الدكتور تركي بن سهو عن شيخه لبنةً في صرح الوفاء لحق هذا العالم النبيل، وهناك بحسب ما ذكره في بحثه هذا من كتب عن الشيخ عضيمة وجهوده في النحو وهي رسالة علمية في مصر، وهناك بحث نشر قديماً في مجلة كلية اللغة العربية بالرياض أشار إليه الدكتور تركي لشيخه الآخر الأستاذ الدكتور أحمد كحيل تحدث فيه عن صديقه وزميله الدكتور محمد عبدالخالق عضيمة.
وما أجدر المتخصص في الدراسات القرآنية بالعناية بأمثال هؤلاء العلماء الكبار الذين خدموا لغة القرآن خدمة عضيمة، وقفوا بها في مصاف الرعيل الأول من علماء اللغة كأبي عمرو بن العلاء والكسائي وسيبويه، وأعادوا لنا ذكر علمائنا الأوائل، وما أجمل ذكرهم رحمهم الله، ولله در مهيار القائل:
أعد ذكرَ نعمانٍ أعد إنّ ذكرَه = من الطِّيبِ ما كررته يتضوَّعُ
وأما ما تفضل به الأستاذ الفاضل منصور مهران، وهو أحد تلامذة الدكتور محمد عبدالخالق عضيمة رحمه الله، فأشكره على تعقيبه، وحسن دعائه لأستاذي الدكتور تركي، وأسأل الله أن يتقبل منه، وجواباً على ملحوظاته أقول:
- أما الزيادات التي في الترجمة، فنعم، قد زاد الدكتور تركي على النسخة التي أطلعكم عليها، وها هي النسخة الكاملة مرفقة في المشاركة السابقة، وهي أكمل النسخ رعاكم الله.
- وأما الخطأ الطباعي في تاريخ وفاة الشيخ عضيمة رحمه الله، فنعم. وقد أصلحته في المشاركة، وفي الملف المرفق أيضاً، والصواب بدل 184م أن يكون 1984م. والتاريخ الهجري قبله يبعد الوهم على كل حال.
- وأما مقالات وبحوث الدكتور عضيمة فليتنا نظفر بها مجتمعة في كتاب واحد، وأحسب أن الدكتور تركي يملك كل مقالات شيخه وبحوثه المنشورة، وهو أهل لكل مكرمة وفضيلة، فلعله أن يقوم بذلك بالطريقة التي يراها مناسبة، وفي هذا وفاء للعلم وللشيخ معاً.
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[28 Oct 2006, 01:29 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الشهري على هذا النقل وليست بأولى دررك
الأخ الظفيري حفظه الله: ذكرت ((وسمعت من شيخنا العلامة المحقق المدقق، علامة الديار الشامية: أحمد راتب النفاخ، نقلا عن صديقه وشيخه وأستاذه العلامة الكبير محمود محمد شاكر ـ رحمة الله عليهما)) أسلم لك أن صداقة متينة جمعت بين العلامة النفاخ والعلامة أبي فهر ولكن هل العلامة النفاخ كان تلميذاً له؟؟؟
أرجو ذكر المصدر
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[28 Oct 2006, 05:22 م]ـ
الأخ الفاضل محمد سعيد الأبرش
هما شيوخ وأقران
وقد سمعت ذلك كثيرا من شيخي العلامة أحمد راتب النفاخ
وفي زيارة العلامة الكبير لدمشق في السبعينات
كانت المجالس عامرة بمثل هذه الأقوال
وأذكر الآن مقولة للأستاذ العلامة شاكر، في إحدى مقالاته،
ومن ثمة كتبه:
أخبرني بذلك أخي وصديقي وتلميذي، ومن ثمة أستاذي
أحمد راتب النفاخ ....
وهذا أدب عظيم بين الأصدقاء العلماء
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[28 Oct 2006, 08:41 م]ـ
هدية ثمينة ..... بارك الله في الناقل والكاتب، ورحم الله الشيخ الدكتور محمد عبد الخالق عضيمة وغفر له.
إنّ طلاب العلم بحاجة لمثل هذه السير العطرة ... وإن أقل ما يمكن تقديمه لمثل هؤلاء الأعلام الأفذاذ الذين خدموا العلم وأهله هو التعريف بهم ونشر تراثهم.
أعد ذكر نعمان لنا إنّ ذكره ** هو المسك ما كررته يتضوّع
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[28 Oct 2006, 10:21 م]ـ
شكر الله للدكتور تركي إطلالته المباركة على الملتقى, ونرجوا أن ننعم بمثلها في كل حين.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[30 Oct 2006, 02:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل: السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإنه لا يعرف قيمة كتاب الشيخ الراحل عبد الخالق عضيمة ـ رحمه الله ـ إلا من كابد البحث في القرآن الكريم من حيث لغته بصفة عامة، وتركيبه النحوي بصفة خاصة. والواقع أن عمل شيخنا ـ رحمه الله تعالى ـ يسر كثيرا من أمور البحث في لغة القرآن الكريم من حيث الفهرسة، و لكن الدراسة التحليلية التي من شأنها أن تكشف عن جمال القرآن و جلاله، و فرادته وتميزه، تظل الحاجة ماسة إليها وبإلحاح. وإن كنا نرى للأسف الشديد عزوف كثير من الباحثين في الدراسات القرآنية عن إنجاز أعمال علمية تخص الجانب اللغوي للخطاب القرآني، في الوقت الذي أصبح فيه كثير من الذين لا يرجون لله وقارا يتخذون الجانب اللغوي مدخلا للطعن في القرآن، والنيل من الإسلام. وأقولها صراحة إننا محتاجون إلى العناية بعلوم الآلة و على رأسها علوم النحو و الصرف و البلاغة، ذلك أن العزوف المشار إليه مرده إلى ضعف البضاعة، علما أن القرآن عربي اللسان و من ثم فإن اللغة العربية هي المدخل لدراسته و تدبره. و لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[30 Oct 2006, 07:10 ص]ـ
الأستاذ الدكتور تركي بن سهو العتيبي شكر الله لكم هذه المقالة الرائعة عن الشيخ الجليل محمد بن عبد الخالق رحمه الله، ولقد سعدت بمشاركتكم القيمة، وكم أتمنى لو أتحفتم الملتقى بمقالات علمية ـ خصوصًا ما يتصل بالقرآن ـ ينتفع بها المطلعون على هذا الملتقى وهم من طلبة العلم المعنيين بالدراسات القرآنية وغيرها.
وكم هي بادرة حسنة أن يُعرَّف بمثل هذا الشيخ الجليل رحمه الله تعالى، فكم من الأعلام ممن عاشوا قريبًا من هذا العصر، لكن لا يُعلم عنهم شيئً، وما يُطَّلع عليه في بعض كتب التراجم المعاصرة لا يكاد يفي بحق المتَرجَم له.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 Oct 2006, 08:23 ص]ـ
قال الأستاذ أيمن الشاذلي في مقال له في مجلة المجتمع: (وكنت قد التقيت أستاذنا الدكتور "سعد مصلوح" بمكتبه في كلية الآداب جامعة الكويت، وسألته عن كتاب الشيخ فقال فضيلته بعد أن أخذ نفساً عميقاً استعاد به ذكرياته مع الكتاب ومؤلفه: لم أقرأ في كتاب الشيخ مرة إلا وترحمت عليه؛ فقد ترك لنا الشيخ موسوعة نحوية وصرفية للقرآن لا نظير لها.)
ثم قال الأستاذ الشاذلي: (والحق أن الكتاب في حاجة ماسة إلى إعادة طبعه بطبعات منقحة ومراجعة؛ لأن الكتاب بطبعاته الحالية يحتوي على بعض الأخطاء المطبعية، وبعض الآيات القليلة لم تخرّج تخريجاً صحيحاً، بالرغم من جهود الشيخ في ذلك.
كما أن الكتاب في حاجة إلى معالجة الكترونية متقدمة تتيح للباحث مجالاً أرحب وأيسر للبحث، وذلك بإصداره في اسطوانات مدمجة ( CD) يسهل البحث على الباحثين والدارسين، وخاصة أن الكتاب بشكله الحالي يحتاج إلى جهد جهيد حتى يصل الباحث إلى بغيته.
كذلك يحتاج الكتاب إلى إعادة إخراج وتخريج للآيات القرآنية باسم السورة لا برقمها حتى يسهل على الباحث خاصة من يفتقر إلى الخبرة الكافية مهمته.
وأقترح على علمائنا الأفاضل وعلى الجهات البحثية المختصة أن تشكل لجنة متخصصة من العلماء تعيد دراسة الكتاب وفهرسته، وتقدم برنامجاً مقترحاً يمكن من خلاله تحقيق أقصى فائدة من هذه الموسوعة الكبيرة.
واللافت للنظر أن هذا الكتاب الموسوعي لا يعرفه إلا أهل الاختصاص الدقيق في القرآن واللغة، وقلما نجده متوفراً في كثير من المكتبات العامة، بالرغم من أهميته الكبيرة في الدراسات القرآنية والنحوية واللغوية، وذلك قد يرجع إلى الحجم الكبير للكتاب الذي يبلغ أحد عشر مجلداً، إضافة إلى ارتفاع ثمنه، وصعوبة البحث فيه إلا على أهل الاختصاص والحاجة، ومن هنا تأتي الحاجة ماسة إلى توفير هذا الكتاب في المكتبات العامة والمكتبات المدرسية حتى يكون عوناً للأساتذة والمعلمين في الرجوع إليه والاحتكام له في أي مسألة علمية.). انتهى
المصدر ( http://www.almujtamaa-mag.com/Detail.asp?InSectionID=78&InNewsItemID=196147)
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[30 Oct 2006, 08:39 ص]ـ
ترجمة موفقة لعالم جليل نذر وقته في خدمة كتاب رب العالمين، فرحمه الله وبرد مضجعه كفاء ماقدم.
ولي بعد من تقدم من الفضلاء وقفات:
الأولى: لا أدري لماذا قام بقلبي من قديم أن الشيخ محمد رحمه الله لم يتم كتابه، وأن ألمنية أدركته قبل بلوغ أجله من الكتاب، مع أني أذكر مناقشة هذا الأمر مع بعض الفضلاء من أعضاء هذا الملتقى الميمون، وعدنا حينها للكتاب ووصلنا إلى نتيجة كنت قد أنسيتها حتى الساعة، وليس الكتاب قريبا مني وقت كتابة هذا المسطور حتى أحقق مدخل هذه الشبهة التي أجهز عليها د/ تركي في هذه الترجمة جزاه الله خيرا.
الثاني: ليت فضيلة د/ تركي سلمه الله يحسم إشكالا آخر لازال قائما بالذهن، إلا وهو ما يتعلق بضبط كلمة (عضيمة) أبالفتح تستفتح أم بالضم.
ثالثا: لفت نظري تتلمذ د/ مروان الظفيري سلمه الله، لعالم لا يقل في فضله وعلمه ونبله عن صاحب الترجمة، وهو العلامة الزاهد أحمد راتب النفاخ رحمه الله رحمة واسعة.
فليتكم تقومون بشئ من حق شيخكم عليكم، وتتكرمون بطرح ترجمة له تكشف الكثير من غامض سيرته رحمه الله، فالحاجة مازالت قائمة لبيان بعض جوانب حياته العلمية والحياتية، وكشف عزوفه عن التأليف مع سعة علمه وتبحره في علوم العربية والقراءات، وما ذكر من حظه العاثر في نفرة الأصحاب منه ومقابلتهم للإحسان منه بالإساءة والنسيان ... إلى غير ذلك مما يفيد من سير القوم التي تساعد خامل الذهن ومتبلد القلب، كما يذكر عن زهده وعزوفه عن الدنيا وملاذها، فالترجمة التي بيد التلميذ دائما ما تقدم على غيرها من التراجم، فهي من مسائل الجرح والتعديل.
وإن له في القلب لمكانة لم يبلغها بعلم اكتسبناه منه، أو إحسان وصلنا منه فابتل الصدى به، إلا أنها منازل للسائرين إلى رب العالمين، ينزلهم الله بها من قلوب عباده المؤمنين، تخفق كلما هب ذكرهم، فتهتز حنينا إلى عهدهم، وتستشرف أن تحظى بشي من علمهم، فتنشرح بالدعاء ترحما عليهم، فحق لها أن تكون هي الرحم التي لا تموت، والصلوات التي ترتفع لذي العرش والملكوت، خالصة من أي غرض أو رهبوت، سالمة إلا من رحم العلم والرحموت.
فرحم الله الشيخ محمد والشيخ أحمد وسائر علماء الإسلام.
وهذه أمنية بيدكم تحقيقها، وإنكم لفاعلون إن شاء الله وإنا لمنتظرون.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[30 Oct 2006, 09:59 ص]ـ
أخي الحبيب الفاضل ابن الشجري
أثابك الله خيرا على ماتفضلت به
وعلى هذه المداخلة الطيبة المشكورة
وأنا أعمل منذ زمن في كتابة كتاب عن علامة الديار الشامية
أستاذنا الجليل أحمد راتب النفاخ ـ رحمه الله، وبرّد مضجعه ـ
ولكنني من أجل التعريف به سريعا ياأخي الغالي
وجدت ترجمة شافية وافية له في مجلة مجمع دمشق
الذي عاش في رحابه، وتفيأ ظلاله
وهاأنذا أقوم بطباعتها من جديد، على كثرة أشغالي وأعمالي
لكنه حقّ العلم، وحق التلمذة
ولو كان هناك قارئ آلي يدعم العربية؛ لهان هذا الأمر
وسوف أنشر هذا البحث مبدئيا، وذلك بعد تمام طباعته
ودمتم سالمين
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[30 Oct 2006, 04:19 م]ـ
الشيخ عبدالرحمن الشهري وفقه الله
هل للدكتور عضيمة علاقة بالدكتور شوقي ضيف.
وهل كان للدكتور شوقي اهتمام بالدراسات اللغوية في القرآن الكريم
ـ[الكشاف]ــــــــ[30 Oct 2006, 11:17 م]ـ
بحث ماتع، جزيتم خيراً.
وفق الله الدكتور تركي العتيبي لكل خير على وفائه لشيخه، وإتحافنا بالبحث في ملتقى التفسير.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[31 Oct 2006, 08:42 ص]ـ
بارك الله فيك، يا أبا عبد الله
وجزى الله الأستاذ د. تركيًّا خيرًا على وفائه لهذا العلم.
وللشيخ عُضَيمة - بضم ففتح - بحوث منشورة في مجلة كلية اللغة العربية لعلي أرجع إليها لاحقًا، إن شاء الله، لأرقمها هنا، وفي أحد الأعداد موضوع عن الشيخ عضيمة كتبه زميله د. أحمد حسن كحيل.
والشيخ - رحمه الله - مولع بالفهرسة، وعنده بطاقات كثيرة في هذا لأمهات كتب النحو، وفي مقدمة المقتضب ما يشير إلى ذلك، وذكر د. رمضان عبد التواب أن الشيخ يستظهر كتاب سيبويه.
وربما يعود له الفضل - بعد الله تعالى - في اختيار ترتيب أبواب النحو في الرسائل العلمية والتأليف على ترتيب الفية ابن مالك، رحمه الله.
وقد ترجمه العلاونة في (ذيل الأعلام).
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Nov 2006, 05:52 ص]ـ
الأخ العزيز ابن الشجري:
شكر الله لكم تعقيبكم، وبالنسبة لضبط الاسم فقد سمعته من الدكتور تركي كما ذكر أخي خالد الشبل (عضيمة) على وزن جهينة بضم ففتح.
الأخ العزيز عبدالله العلي:
أما (هل للدكتور عضيمة علاقة بالدكتور شوقي ضيف) فلا أدري، وأحسب أنه كانت بينهم علاقة أخوية لمعاصرتهما مدة طويلة.
أما (هل كان للدكتور شوقي اهتمام بالدراسات اللغوية في القرآن الكريم) فنعم. فكتبه الكثيرة تطرقت لكثير من المسائل اللغوية في القرآن الكريم، ولا سيما بحوثه المنشورة في مجلة المجمع اللغوي، وله كتاب قيم في تفسير سورة الرحمن وقصار السور فيه آراء ثمينة، كما إنه أصدر قبل وفاته تفسيراً مختصراً بديعاً للقرآن الكريم في مجلد واحد لعلي أكتب عنه تحت موضوع الدكتور مساعد الطيار عن التفاسير المختصرة إن شاء الله.
الأخ العزيز خالد الشبل:
أشكرك على تعقيبك. وهناك ترجمة مطولة كتبها الأستاذ الدكتور تركي العتيبي لشيخه الآخر الأستاذ الدكتور أحمد حسن أحمد كحيل رحمه الله (1329 - 1420هـ) وهي ترجمة مطولة في خمسين صفحة، وقد تفضل الدكتور تركي فأطلعني على هذا البحث، وأذن لي بنشره في الملتقى، ولكنني سأتحين فرصة مناسبة لنشره، وقد كتبه الدكتور تركي لنشره في كتاب تكريم الأستاذ الدكتور علي أبو المكارم.
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[04 Nov 2006, 10:21 ص]ـ
وشكرالله لسعادة الدكتور تركي مساهمته بهذا البحث القيم ونأمل من سعادته اتحافنا ببحوثه الأخرى خاصة البحوث المتعلقة بالدراسات القرانية. وشكر الله لأخي الدكتورعبدالرحمن سعية الدائب لاقتناص الفوائد لإخوانه في الملتقى وفي انتظار المزيد مما ورد ذكره أو الإشارة إليه أعلاه
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[05 Nov 2006, 03:43 ص]ـ
شكر الله لكم أبا عبدالله هذه الفائدة اللطيفة وأعظم الأجر والشكر لأخينا الشبل.
وقد منعني الحياء منكم ومن شيخكم عن طرح ملاحظة يسيرة بدت لي عند اطلاعي على هذه الترجمة، والذي ظهر لي بثها مرة أخرى لعدم التثريب فيها على هذا الجهد الميمون إن شاء الله، فليس لي من مقصد في التنكيت أو التبكيت بقدر ماهو التسكيت.
ليس بخاف عليكم أبقاكم الله أهمية القراءة في سير العظماء من العلماء والعباد، والشيخ محمد رحمه الله ممن أدرك بعلمه شيئا من هذه العظمة، وخاصة بكتابه الفريد في بابه، وكم أسعدني أن يكون تدبيج هذه الترجمة من أمثل طلابه، فهي سلسلة مباركة تبتدئ بكم وتنتظم حبات عقدها بشيخكم وشيخ شيخكم إلى ماشاء الله، في ذرية علمية مباركة بعضها من بعض.
إلا أني وإن كنت أحمل ماخطه شيخكم الكريم على واسع العذر، لوددت أن تكون هذه الترجمة مسكّتة لما بعدها كما كانت البكر في مطلعها.
فقد كان طرحا متسما بالإيجاز، يمكن أن يدون مثله أو قريبا منه بقلم أي محب للشيخ من قريب أو بعيد، فافتقدت الترجمة لأهم عنصر يشكل فيها حجر الزاوية، وهو إبراز هذا التتلمذ وكشف الكثير من فوائد هذا العمر المديد في ملازمة الشيخ، كالإتيان على شئ من جوانب الشيخ الحياتية التي يمكن أن يتلمس فيها القارئ بعض الفوائد، منهجية كانت أو علمية أو حياتية، وكذلك التطرق لبعض النكات العلمية التي تستذكر من علم الشيخ ...
ثم طرحها بعد ذلك طرحا بعيدا عن الطرح الأكاديمي الصرف، وليس مثلنا من يتعرض لمثل علمية شيخكم ودربته بعلم العربية وأساليب العرب.
وإن في بعض التراجم من العلم والفوائد والنكت لما يسر برؤيتها المتصفح لها ويعدها من متين العلم وأملحه وأسرعه استذكارا، كما في سير أعلام النبلاء ومعجم ياقوت الحموي وطبقات السبكي وتراجم الصفدي وغيرهم رحم الله الجميع، فإن كان المترجم ممن لازم صاحب الترجمة كان كلامه مقدما على غيره والقارئ له أكثر عناية به ...
فلعل هذه الترجمة التي ضاق وقت الشيخ عن بسطها ـ تكون تباشير إشراقة ترجمة حافلة نستمتع بها عن قريب من يد شيخكم الكريم.
بارك الله لكم أبا عبدالله في شيخكم كما بارك له في شيخه، وبارك له فيكم كما بارك لشيخه فيه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[06 Nov 2006, 12:15 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
ما رأيكم بطبعة دار الحديث المصرية للكتاب؟
طبعة حديثة؛ فهل فيها اعتناء بالكتاب وضبط وتصحيح ما زل الطابع فيه؟
ودمتم على الخير عوانا؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Nov 2006, 11:12 م]ـ
الأخ الكريم ابن الشجري: ما تفضلتم به من اختصار الترجمة صحيح، وقد أشار الدكتور تركي لذلك في أول بحثه من أنه لن يتحدث (حديثاً شخصياًّ) وأنه إنما جمع (بعضَ المهمِّ الذي يمكنُ توثيقُه، ويكونُ في تدوينِه تصويرٌ للجانبِ العلميِّ الرحبِ من حياةِ الشيخِ، وهناكَ أمورٌ كثيرةٌ، منها ما هو غيرُ مدوَّن، ومنها ما دوِّنَ ولم أتمكنْ من توثيقِه) قد أعرض عن تدوينه في هذا المختصرِ.
والدكتور تركي يرى أن دخول الجوانب الشخصية تضعف قيمة البحث من الناحية العلمية التي يتطلبها مثل هذا البحث الذي سينشر في هذا الكتاب، فلم يشأ إدخال هذه الجوانب في هذا البحث، والحديث عن الجوانب الشخصية له بحث أوسع من هذا إن شاء الله في وقت لاحق كما وعد الدكتور تركي، وكلنا نتشوق إلى معرفة كثير من جوانب شخصية الشيخ عضيمة رحمه الله، ولا سيما منهجيته في طلبه للعلم ولا سيما علم النحو الذي برز فيه، وقد أعجبني قوله: (فرأيتُ أنَّه لا بدَّ لي من قراءةٍ تصلُني بمادّتي التي تخصَّصْتُ فيها، وانقطعْتُ لها، وإلا فقدْتُ كثيراً من معلوماتِ النحوِ، شأنُ كلِّ العلومِ النظريَّةِ، إذا لم يكنْ صاحبُها على صلةٍ بها بالقراءةِ فَقَدَ كثيراً من مسائلِها). وهذه طريقة رائعة سلكها الشيخ في إبقاء الصلة بمسائل علم النحو قوية طيلة حياته رحمه الله وما أجدر كل طالب علم أن ينتهج لنفسه منهجاً مشابهاً لهذا المنهج ليبقى على صلة بتخصصه.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[19 Dec 2006, 10:41 ص]ـ
جزي الله الاستاذ الدكتور تركي العتيبي خيرا وبارك الله فيك شيخي عبد الرحمن فقد ذكرني هذا البحث القيم بما كتب عن العلامه الدكتور عضيمة عقب وفاته علي صفحات مجلة الازهر باقلام اقرانه ومعاصريه
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Jan 2007, 10:16 ص]ـ
ذكرني هذا البحث القيم بما كتب عن العلامه الدكتور عضيمة عقب وفاته علي صفحات مجلة الازهر باقلام اقرانه ومعاصريه
وأنت كذلك يا أبا محمد: جزاك الله خيراً. هل يمكن معرفة أعداد مجلة الأزهر تلك التي كُتب على صفحاتها حول الشيخ عضيمة رحمه الله والحصول عليها؟
ـ[يسري خضر]ــــــــ[14 Jan 2007, 12:06 م]ـ
أخي وشيخي د / عبد الرحمن بارك الله فيك
أنا بعيد عن مكتبتي الآن، وأعدكم بكتابة المقالات من مجلة الأزهر عقب عودتي في الأجازة الصيفية إن شاء الله تعالى.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Jan 2007, 12:47 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا محمد، ونحن في الانتظار متى تيسر لكم ذلك.
ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[17 Jan 2007, 02:05 ص]ـ
بحث رائع بديع .. أستفدت منه فائدة جليلة .. فشكر الله للدكتور تركي العتيبي وللشيخ عبدالرحمن الشهري ..
ورحم الله الشيخ الدكتور محمد عبدالخالق عضيمة وأسكنه فسيح جناته ..
ولكن من العجيب أن الشيخ محمد بن عبدالخالق عضيمة وهو العلامة المفضال رحمه الله يكتب اسمه هكذا محمد عبدالخالق عضيمة من غير اضافة (ابن) وهذا فيه مافيه كما نه على ذلك الشيخ العلامة بكر ابو زيد شفاه الله ورحمه ..
ـ[يسري خضر]ــــــــ[22 Aug 2007, 04:44 م]ـ
كتب الاستاذ محمود عقباوي مقالا عن الشيخ رحمه الله ونشر في مجلة الازهر عدد جمادي الاخرة 1404 مارس1984
وقد تحدث عن الشيخ ومؤلفاته ونقل بعض اقوال العلماءعن كتاب دراسات لاسلوب القران الكريم
ومن جميل ماذكره ان الشيخ عضيمة قال امام الملك فهد يرحمه الله حينمانال الجائزة
(نحن سدنة العلم وخدمة كتاب الله نؤمن بان مالنا من تقدير وتكريم انما يرجع الي تكريم الله لنا بفضل وقوفنا في محراب العلم وملازمتناله لهذا نعاهد الله علي ان نظل في محرابنا لانتحول عنه ولانلتفت يمنة ولايسرة والحمد لله والشكر لله علي ان مد في اعمارناواطال بقاءناحتي ظفرنا بهذا التقدير الكريم)
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[22 Aug 2007, 05:39 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
دراساتٌ لأسلوبِ القرآنِ الكريمِ؛ للعلامة محمد عبدالخالق عضيمة موجود على موقع الألوكة في قسم مكتبة المجلس وقد زرت الموقع و هو لايزال متوفر للتحميل في أحد عشر مجلد
http://www.kabah.info/uploaders/Dirasat_3dhima_Q1_1_01.rar
http://www.kabah.info/uploaders/Dirasat_3dhima_Q1_2_02.rar
http://www.kabah.info/uploaders/Dirasat_3dhima_Q1_3_03.rar
http://www.kabah.info/uploaders/Dirasat_3dhima_Q2_1_04.rar
http://www.kabah.info/uploaders/Dirasat_3dhima_Q2_2_05.rar
http://www.kabah.info/uploaders/Dirasat_3dhima_Q2_3_06.rar
http://www.kabah.info/uploaders/Dirasat_3dhima_Q2_4_07.rar
http://www.kabah.info/uploaders/Dirasat_3dhima_Q3_1_08.rar
http://www.kabah.info/uploaders/Dirasat_3dhima_Q3_2_09.rar
http://www.kabah.info/uploaders/Dirasat_3dhima_Q3_3_10.rar
http://www.kabah.info/uploaders/Dirasat_3dhima_Q3_4_11.rar
وقد حمله الأخ الحسام على الموقع فجزاه الله كل خير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[منصور مهران]ــــــــ[22 Aug 2007, 05:49 م]ـ
مما يوجبه الحق أن أشكر أخي الدكتور يسري - سلمه الله - أن تفضل علينا
ببيان رقم عدد مجلة الأزهر وتارخه، الذي يضم ترجمة لشيخنا عضيمة - رحمه الله -
وكان قد قطع على نفسه العهد ذات يوم أن يوافينا بذلك إذا استقر في مكتبته
فله مناالشكر والتقدير.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Aug 2007, 07:13 م]ـ
نشر هذا البحث في كتاب الشاذليات الذي صدر عن جامعة الملك سعود.
http://www.tafsir.net/images/shathleat.jpg
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Aug 2007, 07:57 ص]ـ
علق الدكتور أحمد الضبيب في مجلة العرب في عدد رجب وشعبان 1428هـ على كتاب الشاذليات فقال:
الشاذليات، أبحاث مهداة إلى الأستاذ الدكتور حسن شاذلي فرهود، كتبها وأهداها: أبو أوس إبراهيم الشمسان، تركي بن سهو العتيبي، عوض بن حمد القوزي، محمد بن باتل الحربي، ط1، الرياض: جامعة الملك سعود، سنة 1428هـ/2007م، 262ص.
هو كتاب تكريمي في دلالته السامية، علمي في مضمونه ودراساته، قدّمه أبناء ومحبّون لأستاذهم الذي كانت له يد طولى في تدريس النحو والمشاركة الجادة في تحقيق نصوصه وفرائده الأستاذ الجليل الدكتور حسن شاذلي فرهود.
يبدأ الكتاب بمقدمة لأبي أوس الشمسان يتحدث فيها عن أستاذه حديثًا يستعيد به ذكريات أيام الطلب، مع بيان بعض ملامح من هذه الشخصية المكرّمة. ثم بفصل عنوانه: "الشاذلي كما عرفته": للدكتور عوض القوزي يضمّ ترجمة لأستاذه الجليل.
أمّا البحوث العلمية المقدمة فهي:
1 - التخلص من المتماثلات لفظًا.
2 - التخلص من المتماثلات خطًّا.
وكلاهما للأستاذ الدكتور أبي أوس إبراهيم الشمسان.
3 - من علماء العربية: محمد عبدالخالق عضيمة، للأستاذ الدكتور تركي ابن سهو العتيبي.
4 - تيسير تعليم النحو.
5 - الياء المحذوفة في القرآن الكريم.
وكلاهما للأستاذ الدكتور عوض القوزي.
6 - ضمير النصب والجر المتصل للغائبة المؤنثة في شمالي نجد.
7 - مجيء النافي قبل القَسَم وحذفه بعده.
وكلاهما للدكتور محمد باتل الحربي.
ويبدو أنّ العجلة قد أدركت مخرج هذا الكتاب فلم يلحظ خلوّه من أيّ نوع من أنواع الفهارس.
المصدر ( http://www.hamadaljasser.com/article/article_detail.asp?articleid=317)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Dec 2009, 01:47 م]ـ
سبحان الله العظيم ما أسرع تصرم الليالي والأيام
وضعت الرد السابق في 25 - 08 - 2007م واليوم 24 - 12 - 2009م أي منذ سنتين وأربعة أشهر، وكنتُ أظنني وضعته بالأمس. فالبدرا البدار لاغتنام العمر في طاعة الله فكأني بأحدنا قد قُبِضَ وهو غافل وقيل: مات فلان.
مقترح
أقترح على الجمعية العلمية السعودية للغة العربية أن تنظم ندوة علمية حول (الشيخ محمد عبدالخالق عضيمة وجهوده العلمية في خدمة اللغة) وهو كان من أساتذة كلية اللغة العربية مقر الجمعية. فهو جديرٌ بهذا وأكثر منه، وما زال عدد من طلابه يعملون في القسم. وهي فرصة لربط الأجيال مع بعضها في خدمة اللغة العربية.
وهذه دعوة لتلميذه أبي عمر الأستاذ الدكتور تركي بن سهو العتيبي وفقه الله، وهو السابق لتفصيل سيرة شيخه رحمه الله. وللصديق الدكتور سعود الحسين وهو رئيس قسم النحو الآن.
أسأل الله للجميع التوفيق والسداد.
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[24 Dec 2009, 04:26 م]ـ
ذكرني هذا الموضوع بكتاب اشتريتة منذ اشهر عدة عن الشيخ الدكتور محمد عبد الخالق عضيمة وجهوده النحوية لكريم احمد التميمي وهو في الاصل رسالة علمية من جامعة بغداد كلية الاداب وقد نشرت هذا الكتاب دار الشؤون الثقافية العامة في بغداد سنة 2008 م.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64b339f3313576.jpg
وفي المرفقات صورة للكتاب وكنت آمل ان اضع الصورة داخل المشاركة لكني لا اعرف طريقة عمل هذه التقنية، والجهل بهذه التقنية يجعلني اعزف كثيرا عن عرض الكتب في هذا الملتقى المبارك ولاسيما التي تصدر في العراق ولا تخرج خارجه!!!
فارجو من المشرف العزيز وأصحاب الاختصاص شرح طريقة وضع الصور في داخل المشاركة وليست كمرفقات وجزاكم الله كل خير.
تم وضعها في أصل مشاركتكم وفقكم الله. المشرف عبدالرحمن الشهري
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Dec 2009, 08:12 م]ـ
جزاكم الله خيراً على هذا الخبر، وليتك إن وجدت متسعاً من الوقت تعرف بهذه الرسالة مستقبلاً وأبرز ما توصل له الباحث فيها.
وفي المرفقات صورة للكتاب وكنت آمل ان اضع الصورة داخل المشاركة لكني لا اعرف طريقة عمل هذه التقنية، والجهل بهذه التقنية يجعلني اعزف كثيرا عن عرض الكتب في هذا الملتقى المبارك ولاسيما التي تصدر في العراق ولا تخرج خارجه!!!
فارجو من المشرف العزيز وأصحاب الاختصاص شرح طريقة وضع الصور في داخل المشاركة وليست كمرفقات وجزاكم الله كل خير.
وفقكم الله الخطوات التي أسلكها لرفع الصور في المشاركات هي:
1 - مسح صورة الكتاب بواسطة الماسح الضوئي.
2 - تعديل حجم وصفاء الصورة بواسطة برنامج Photoshop بحيث يكون الحجم 400 والصفاء مقبولاً ومناسباً.
3 - رفعها بواسطة مركز الصور في الملتقى.
4 - نسخ الرابط الخاص بالصورة ووضعه ضمن الموضوع في الملتقى.
وليتك تعرفنا باستمرار بالكتب الصادرة في العراق فنحن نعتبر مثل هذه الأخبار من أهم ما يحتاجه الباحث المتخصص، وكم من باحث فتح له عرض الكتب باباً من العلم ولله الحمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[25 Dec 2009, 01:58 م]ـ
شكر الله لك يا دكتور عبد الرحمن على هذا الاهتمام، وهذا تعريف موجز بالرسالة:
الرسالة كانت تحت اشراف الاستاذ الدكتور محمد ضاري حماد، وتألفت الرسالة من ستة فصول، يسبقها تمهيد في التعريف بالجهود النحوية في مصر في العصر الحديث
الفصل الأول: حياته
الفصل الثاني: أثاره العلمية
الفصل الثالث: مصادر الشيخ عضيمة في دراساته النحوية
الفصل الرابع: مذهبه النحوي وآراؤه النحوية
الفصل الخامس: موقف الشيخ عضيمة من التيسير النحوي
الفصل السادس: اثر الشيخ عضيمة في الدراسات النحوية الحديثة
ـ[فهر راشد الأزهري]ــــــــ[30 Jul 2010, 12:15 م]ـ
هل من الممكن أن يتفضل علينا أحد الإخوة ببيان الكتب التي حققها الدكتور عضيمة مع بيان أفضل الطبعات؟
أنا أعلم أن هذا مجهد بعض الشيء ولكني بحثت في الشبكة فلم أجد بغيتي!
ـ[فهر راشد الأزهري]ــــــــ[30 Jul 2010, 04:51 م]ـ
هل من مجيب؟!
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[30 Jul 2010, 09:08 م]ـ
حقق الدكتور عضيمة كتاب المقتضب للمبرد (ت 285هـ)،وكتاب المذكر والمؤنث لابن الأنباري (ت 328هـ) فقط، والأول طبع أكثر من طبعة في أربعة أجزاء منها طبعة المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في القاهرة بين سنة (1963م) وسنة (1968م)، وطبعة عالم الكتب وهي جيدة جداً وغيرهما
أما الثاني فقد طبع في المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية في القاهرة سنة (1981م)
أما بقية جهود الشيخ فهي في التأليف، فقد ترك ستة كتب أهمها كتاب دراسات لاسلوب القرآن الكريم، وسبع عشر بحثاً ومقالاً منشورة في المجلات العلمية، هذا ما أعرفه من تراث العلامة محمد عبد الخالق عضيمة - رحمه الله -
ـ[فهر راشد الأزهري]ــــــــ[31 Jul 2010, 09:42 ص]ـ
حقق الدكتور عضيمة كتاب المقتضب للمبرد (ت 285هـ)،وكتاب المذكر والمؤنث لابن الأنباري (ت 328هـ) فقط، والأول طبع أكثر من طبعة في أربعة أجزاء منها طبعة المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في القاهرة بين سنة (1963م) وسنة (1968م)، وطبعة عالم الكتب وهي جيدة جداً وغيرهما
أما الثاني فقد طبع في المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية في القاهرة سنة (1981م)
أما بقية جهود الشيخ فهي في التأليف، فقد ترك ستة كتب أهمها كتاب دراسات لاسلوب القرآن الكريم، وسبع عشر بحثاً ومقالاً منشورة في المجلات العلمية، هذا ما أعرفه من تراث العلامة محمد عبد الخالق عضيمة - رحمه الله -
جزاك الله خيرا، أخي، ولكن هل يتفضل علينا أحد الإخوة ويخبرنا بمؤلفاته -رحمه الله-؟
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[31 Jul 2010, 11:35 ص]ـ
أما مؤلفاته فهي:
1 - أبو العباس المبرد وأثره في علوم العربية (رسالة الدكتوراه) طبع في مطبعة الرشد في السعودية سنة (1985م).
2 - المغني في تصريف الأفعال، وقد طبع طبعات عديدة.
3 - اللباب من تصريف الأفعال، وهو اختصار لكتاب المغني طبع في القاهرة سنة (1971م).
4 - هادي الطريق إلى ذخائر التطبيق، وهوكتاب في التطبيقات على الموضوعات النحوية.
5 - دراسات لاسلوب القرآن الكريم، وقع هذا الكتاب في أحد عشر جزءاً، وفي ثلاثة أقسام، الطبعة الأولى في مطبعة السعادة بالقاهرة سنة (1972م)، واعيد طباعة الكتاب مرتين، احداهما في دار الحديث في القاهرة والأخرى في مطبعة حسان في القاهرة أيضاً.
6 - فهارس كتاب سيبويه ودراسة لها.
هذه هي مولفات الشيخ الدكتور محمد عبد الخالق عضيمة - رح1 - إلى جانب الكتابين المحققين السابقين.
ـ[فهر راشد الأزهري]ــــــــ[31 Jul 2010, 12:41 م]ـ
أما مؤلفاته فهي:
1 - أبو العباس المبرد وأثره في علوم العربية (رسالة الدكتوراه) طبع في مطبعة الرشد في السعودية سنة (1985م).
2 - المغني في تصريف الأفعال، وقد طبع طبعات عديدة.
3 - اللباب من تصريف الأفعال، وهو اختصار لكتاب المغني طبع في القاهرة سنة (1971م).
4 - هادي الطريق إلى ذخائر التطبيق، وهوكتاب في التطبيقات على الموضوعات النحوية.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - دراسات لاسلوب القرآن الكريم، وقع هذا الكتاب في أحد عشر جزءاً، وفي ثلاثة أقسام، الطبعة الأولى في مطبعة السعادة بالقاهرة سنة (1972م)، واعيد طباعة الكتاب مرتين، احداهما في دار الحديث في القاهرة والأخرى في مطبعة حسان في القاهرة أيضاً.
6 - فهارس كتاب سيبويه ودراسة لها.
هذه هي مولفات الشيخ الدكتور محمد عبد الخالق عضيمة - رح1 - إلى جانب الكتابين المحققين السابقين.
جزاكم الله خيرا فأنا لا أعرف كيف أشكرك، ولكن كما قال القائل:
إن كان لا طاقة لي بشكره فالله ربي من وراء أجره
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[31 Jul 2010, 12:54 م]ـ
حقق الدكتور عضيمة كتاب المقتضب للمبرد (ت 285هـ)،وكتاب المذكر والمؤنث لابن الأنباري (ت 328هـ) فقط، والأول طبع أكثر من طبعة في أربعة أجزاء منها طبعة المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في القاهرة بين سنة (1963م) وسنة (1968م)، وطبعة عالم الكتب وهي جيدة جداً وغيرهما
أما الثاني فقد طبع في المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية في القاهرة سنة (1981م)
أما بقية جهود الشيخ فهي في التأليف، فقد ترك ستة كتب أهمها كتاب دراسات لاسلوب القرآن الكريم، وسبع عشر بحثاً ومقالاً منشورة في المجلات العلمية، هذا ما أعرفه من تراث العلامة محمد عبد الخالق عضيمة - رحمه الله -
أما مؤلفاته فهي:
1 - أبو العباس المبرد وأثره في علوم العربية (رسالة الدكتوراه) طبع في مطبعة الرشد في السعودية سنة (1985م).
2 - المغني في تصريف الأفعال، وقد طبع طبعات عديدة.
3 - اللباب من تصريف الأفعال، وهو اختصار لكتاب المغني طبع في القاهرة سنة (1971م).
4 - هادي الطريق إلى ذخائر التطبيق، وهوكتاب في التطبيقات على الموضوعات النحوية.
5 - دراسات لاسلوب القرآن الكريم، وقع هذا الكتاب في أحد عشر جزءاً، وفي ثلاثة أقسام، الطبعة الأولى في مطبعة السعادة بالقاهرة سنة (1972م)، واعيد طباعة الكتاب مرتين، احداهما في دار الحديث في القاهرة والأخرى في مطبعة حسان في القاهرة أيضاً.
6 - فهارس كتاب سيبويه ودراسة لها.
هذه هي مولفات الشيخ الدكتور محمد عبد الخالق عضيمة - رح1 - إلى جانب الكتابين المحققين السابقين.
أخي الكريم:
جزاك الله خيرا ونفع بك
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[31 Jul 2010, 01:19 م]ـ
وجزاك أخي الكريم، ولعل الله ييسر لي في قابل الأيام وأكمل بحوث ومقالات الشيخ الكريم حتى تكتمل الصورة وهي تحت يدي، وهذا في الحقيقة جزء من مشروع أعمل عليه منذ سنوات في جمع تراجم أعلام اللغة والنحو العربي في العصر الحديث لاصدرها في كتاب، ولكني توقفت عن المشروع لانشغالي في كتابة رسالة الدكتوراه، نسأل الله تمامهما على خير.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[31 Jul 2010, 08:06 م]ـ
كتاب المذكر والمؤنث طُبِعَ في جزءين وبهما تمَّ الكتاب.(/)
أين أجد هذه المسألة (تقديم السبب أم المناسبة؟)
ـ[غانم الغانم]ــــــــ[29 Oct 2006, 07:41 ص]ـ
المشايخ الفضلاء:
أشار الزركشي إلى هذه المسألة وأن العلماء بحثوا فيها , لكن لم أتمكن - بعد البحث- من الحصول على كلام بهذه المسألة فأرجوا من مرت عليه أن يدلني عليهاغير ما ذكره السيوطي في الإتقان وجزاكم الله خيرا.
وهذا نص الزركشي في البرهان (واعلم أنه جرت عادة المفسرين أن يبدءوا بذكر سبب النزول ووقع البحث أيما أولى البداءة به؟
بتقدم السبب على المسبب أو بالمناسبة لأنها المصححة لنظم الكلام وهى سابقة على النزول
والتحقيق التفصيل بين أن يكون وجه المناسبة متوقفا على سبب النزول كالآية السابقة فى إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها فهذا ينبغى فيه تقديم ذكر السبب لأنه حينئذ من باب تقديم الوسائل على المقاصد وإن لم يتوقف على ذلك فالأولى تقديم وجه المناسبة)
البرهان في علوم القرآن ج1/ص34
تحقيق محمد أبو الفضل
ـ[غانم الغانم]ــــــــ[30 Oct 2006, 01:41 ص]ـ
إخواني في الله
مع أنَّ القراء أكثر من الستين!
لم أجد إجابة حتى الآن؟
ـ[الكشاف]ــــــــ[30 Oct 2006, 10:59 م]ـ
تتبعت هذه المسألة قديماً فلم أجد من فصل فيها إلا الزركشي في الكلام الذي نقلتموه، والذين تعرضوا للمناسبات من المعاصرين لم يتوقفوا عند هذه المسألة كثيراً. وكلام الزركشي ظاهر ولا مزيد عليه. فإن كان فهم الآية والمناسبة لا يظهر إلا بسبب النزول فيقدم سبب النزول على بيان المناسبة، وإلا فيقدم ذكر مناسبة الآية أو الآيات لما قبلها. وإن كانت عادة المفسرين تقديم سبب النزول لعدم عناية كثير منهم ببيان مناسبات الآيات ووجه ارتباطها ببعضها، لأنهم يعدون ذلك من ملح التفسير لا من صلبه.
ـ[غانم الغانم]ــــــــ[31 Oct 2006, 01:40 ص]ـ
أخي الكشاف
جزاكم الله خيرا على بحثكم وتعليقكم
لكن لتعلقه بالبحث عندي أحببت أن أجد كلاماً عما أشار إليه بقوله: (ووقع البحث أيما أولى البداءة به؟) مما يدل على كلام المتقدمين عليه
ورغبت بمعرفة توجيه من يرى تقديم السبب على المناسبة مطلقاً وقد أشار السيوطي أنه قول ولي الدبن الملوي.
لكن لم أجد شيئاً في توجيه هذا القول
وأكرر شكري لك أخي الكاشف(/)
ماذا بعد الكم الهائل من الكتب والمعلومات
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[29 Oct 2006, 08:36 ص]ـ
ماذا بعد الكم الهائل من الكتب والمعلومات
الأخوة الكرام من الله تعالى على علماء هذا العصر وطلبة العلم بالكم الخائل من تلك الكتب والمعلومات والموسوعات وتقنيات البحث فالسؤال الآن ماذا هو واجب العلماء وطلبة العلم الآن وما هو المتصو كخطة للشكر لله على هذا الفتح العظيم فليحاول كل منا الإجابة فإن في الإجابة انطلاق إلى مرحلة جديدة
ـ[أبو المهند]ــــــــ[29 Oct 2006, 02:18 م]ـ
[اقول و بالله تعالى التوفيق واجبنا نحو المعلومات الثرية التي أصبحت بين أيدينا، فيما كانت في السابق من أحلام العلماء فالعلماء قديما كانوا يعانون التعب والارهاق في سبيل تحصيل الكتاب، فيما كانت الكتب تؤلف على ضوء القمر وبالريشة والمحبرة ثم نثر الرمل على الكتابة لتجفيف الحبر، وبعد أن أصبحنا في ثورة علمية تقدم المعارف عن طريق كل متاح على وجه الأرض، أحب أن أقول إن واجبنا هو بذل المجهود في سبيل حياذة هذا العلم وتفريغ الأوقات من جداول الدنيا ومن اللعب بالمال مع التصبر بالمكثوث ولو لساعة يوميا متمحضة أمام كتب العلم، في زمن أصبح طالب العلم لا يطيق مكوثا أمام الكتاب مما أثر هذا سلبا فينا حيث أصبح معظم الناس من جماع الكتب، مع ندرة الاطلاع، فالشكر المتصور لله على هبته إيانا مصادر متكاثرة للمعرفة هو التفضل على النفس بتفريغ قليل من الوقت إجباريا يوميا للاطلاع والنفع مع تقديم ثمرات العلماء لكل طالب هدى فالعلم يزكو بالانفاق.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[29 Oct 2006, 04:20 م]ـ
الصدق مع الله أولا، والاستعانة به، ودوام دعائه واللجأ إليه .. فهو سر التوفيق
ثم التنظيم وترتيب الأولويات، فالعلم كثير والعمر قصير، والواجب متحتم مع هذه الكثرة أن نحسن الانتقاء، ونقدم ما حقه التقديم ..
وأخيرا فإنه على قدر النعمة يتحتم الشكر، وهذه النعمة العظيمة التي لم يجدها غيرنا تستوجب منا أن نحسن استغلالها والإفادة منها، وألا نكفرها بالتضييع والتساهل والكسل ..
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[31 Oct 2006, 04:34 م]ـ
شكر العلم العمل به
فالعلم يهتف بالعمل
بارك الله فيك
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[31 Oct 2006, 06:51 م]ـ
جزاكم الله جميعاً خيرًا على ما قلتم
ولكنها لست التي أعنيها
التي أعنيها هو كلامي للعلماء والباحثين بأن تنهض هممهم لنظرة فهم لما يجب عليهم بعد هذا الكم الهائل من المعلومات
وهو التخطيط لمرحلة ما بعد تلك المعلومات
فهيا ليفكروا ونقتبس(/)
قاعدة: المشترك على معنييه أو معانيه و تطبيقها عند الإمام الشنقيطي
ـ[محمد البويسفي]ــــــــ[29 Oct 2006, 09:40 م]ـ
المشترك
الاشتراك هو أن يتحد اللفظ ويتعدد معنا الحقيقي, كالعين للباصرة و الجارية, و كالقرء بفتح القاف وضمها مع إسكان الراء للطهر وحيض والجليل للحقير والخطير والناهل للريان والعطشان. نفس التعريف تماما الذي نجده في نشر البنود موجود في نثر الورود مع اختلاف في التمثيل فقط.
قاعدة: المشترك يحمل على معنييه -نموذج واحد-
معنى هذه القاعدة: أنه يجوز أن تطلق لفظا واحدا و تقصد به معان متعددة, مثل قولك: عندي عين, و تقصد الباصرة و الجارية و الجاسوس .. جاء في نثر الورود " أي الأذكياء من الأصوليين أجازوا إطلاق المشترك في وقت واحد من متكلم واحد, و قوله – أي صاحب مراقي السعود – مثلا أي أو معانيه إذا المشترك بين أكثر من اثنين كقولك: عندي عين و تعني الباصرة و الجارية و الذهب".
و قال صاحب نشر البنود: وقد أجاز الأصوليون لغة إطلاق المشترك على معينه أو معانيه بأن يراد المنهيان المعاني
من متكلم واحد في وقت واحدا عند الجمهور المالكية لأن اللفظ لم يوضع للمجموع وحقيقة عند القاضي أبي بكر البقلاني منهم وشافعي والمعتزلة لوضعه لكل منهما.
أما الأحناف فلا يقولون بهذه القاعدة, بل يقولون: إن المشترك يحمل على أحد معنييه أو معانيه. قال السرخسي في أصوله " فكل لفظ يشترك فيه معان أو أسام لا على سبيل الانتظام, بل على احتمال أن يكون كل واحد هو المراد به على الانفراد, و إذا تعين الواحد مرادا به انتفى الأخر, مثل اسم العين, فإنه للناظر, و لعين الماء, و للشمس, و للميزان, و للنقد من المال , و للشيء المعين لا على أن جميع ذلك مراد بمطلق اللفظ, و لكن على احتمال كون كل واحد مرادا بانفراده عند الإطلاق "
أما تطبيق هذه القاعدة الإمام الشنقيطي – رحمه الله- فقد استعملها في المناقشات والردود الفقهية في مسألة القرء هل يحمل على طهر أم الحيض؟ حيث قال: " والحق الذي لاشك فيه أنا المشترك يطلق على كل واحد من معينه أو معانيه في الحال المناسبة في ذلك والقرء في حديث " دعي الصلاة أيام قرائك " مناسب للحيض دون الطهر , لأن الصلاة إنما تترك
في وقت الحيض دون الطهر ".
لكن الملاحظ هنا أنه أضاف " في الحال المناسبة" أي مراعاة سياق الكلام الذي جاء فيه اللفظ المشترك والسياق في الحديث المذكور سياق الحيض لا الطهر لقرين أن الصلاة لا تترك أيام الطهر بلا أيام الحيض.
فرغم إقراره بأن المشترك يحمل على معنييه, فقد حمله على أحدهما, استنادا إلى قرينة السياق التي تعين حمل القرء على الطهر لا على الحيض.
فالقاعدة عند الأصوليين القائلين بها هي: المشترك يحمل على معنييه أو معانيه. و عنده هو أن المشترك يحمل على كل واحد من معنييه أو معانه في الحال المناسبة لذلك. أما تطبيقها فيفهم منه أن المشترك يحمل على معنييه أو معانيه أو إحدى معانيه في الحال المناسبة لذلك.
فيكون السياق هو الذي يحدد متى يحمل المشترك على معنييه أو معانيه أو إحدى معانيه.
أليس حري أن تكون صياغة القاعدة على الشكل الآتي:
المشترك يحمل على معنييه أو معانيه أو إحدى معانيه في الحال المناسبة لذلك(/)
هديتي لكم بالعيد (لا غنى لكل مسلم عنها) تفضل وخذ نسختك.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[30 Oct 2006, 11:31 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
أسأل الله العلي القدير لي ولجميع أحبتي من رُوَّاد هذا الملتقى المبارك، أن يكتبنا عنده ممن أعتقه من النار، وكتب له العفو والغفران والعلو في درجات الجنان في شهر رمضان.
ولعظم محبتي لهذا الملتقى الطيب النافع _ الصدقة الجارية _ أزفُّ لكل مسلم هدية ينتفع بها وأهله.
وأظن والعلم عند الله أن عِلْمَ هذه الهدية لا غنى للعباد عنها؛ فيحتاجها الرجال، والنساء، والأطفال مسلمهم وكافرهم.
وأحسب _ وأنا المقصر _ أني في هديتي قد بذلت جهداً عَلِمَ الله حاله والمعانة فيه؛ رجاء نفع كل مسلم على وجه المعمورة. فأسأله سبحانه أن لا يحرمني الأجر في ذلك إنه سبحانه خير مسؤول.
ثم أحمدُ ربي جلَّ في علاه أن أراني في حياتي بعض ثمار هذا الجهد، مما زاد القلب طرباً وفرحاً، وأسأل المولى أن تكون من عاجل بشرى المؤمن؛ فاللهم يا رب. يا رب.
هذه الهدية هي: رسالتي في (الرُّقيةُ الشَّرْعِيَّة مِنْ الكِتَابِ والسُّنَّةِ النَّبَوِيَّة) طبعت في الأردن في دار النفائس (توزيع التدمرية)
بتقديم:
الشيخ محمد إبراهيم شقرة
د. محمد بن علي البار
د. صلاح عبد الفتاح الخالدي
د. محمد محمود أبو رحيِّم
د. أحمد سعيد حوَّى
الشيخ أنس حمد العُويد
وراجعه وعلَّق عليه وقدَّم له
الشيخ العلامة الأستاذ الدكتور
عمر سليمان الأشقر
فهي هدية لكل مسلم، ومن طالع وقرا، أرجو أن لا يبخل علي بنصحٍ هادف، ونقدٍ بنَّاء.
تفضل، وخذ نسختك نفعك الله بها وأهلك:
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[02 Nov 2006, 12:00 ص]ـ
تم استلام الهدية، جزاك الله خيرا وجعل ما كتبتَ في ميزان حسناتك.
أخوكم / عمار الخطيب
ـ[أبو العالية]ــــــــ[02 Nov 2006, 10:49 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
نفعك الله بها ومن وراءك.
ولا تبخل علي نصحٍ هادف رحمك الله ونفع بك.
وأشكر مرورك الكريم.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[02 Nov 2006, 02:21 م]ـ
بورك فيك وجزيت خيرا
ـ[ام جواد المغربي]ــــــــ[03 Nov 2006, 12:57 ص]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك الإسلام والمسلمين
ـ[د. أنمار]ــــــــ[03 Nov 2006, 08:10 م]ـ
شكرا على الهدية
وإليك بعض الملاحظات المتعلق بالأرجوزة ولعلها من سبق القلم أو أخطاء الطباعة
قلت في البيت رقم 4
ثم الصلاة والسلام سرمدا ... على النبي الهاشمي المجتبى
القافية هنا اختلفت
فلو قلت على النبي الهاشمي محمدا
لاستقامت معك
والبيت رقم 19 لو نصبت تصبرا ... وكبرا
لكان أسهل في اللفظ
وكذلك رقم 24، 34 السكون على هاء التأنيث فيهما ثقيل.
لكن ينظر جواز الوقوف على حركة فوق هاء التأنيث المربوطة. وقد أجازها الناظم في الأبيات رقم 35 و 40 و 47 فما أشرت إليه مثله بل أولى
وفي بيت 33 لا أدري إن كان تشديد عامة يخل بالوزن وحذفه يجوز لغة ومعنى لئلا ينكسر الوزن.
أما ما يختص بالتخريج
فقول المؤلف ص 52 رواه المقدسي في الضياء المختارة هامش رقم 4 وقال إسناده صحيح، كأنه كلام الشيخ ابن دهيش محقق الكتاب وليس كلام المقدسي نفسه فليراجع.
وقد ينقل المؤلف عن أحد العلماء القدامى عن طريق كتاب معاصرة كما فعل ص 63 هامش رقم 1
فنقل عن ابن حزم نقلا جيدا في مقارنة لعلاج المرضى، فيالته أمتعنا بالنقل من الكتب التراثية المعتبرة عوضا عن الاكتفاء بالنقل عن كتاب معاصر عن ابن حزم.
ومثله عن الرازي ص 81 هامش 1
والله الموفق
ـ[أبو العالية]ــــــــ[04 Nov 2006, 11:27 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
جزاك الله خيراً أخي د. أنمار
وأنا مسرور جداً على تفاعلك مع الموضوع والاهتمام به، وأقدر وجهات نظرك وتعقيباتك.
وجزاك الله خيراً، ولا حرمنا خيرك ونفعك.(/)
ماذا تعرف عن هذه المخطوطات جملة وتفصيلاً؟؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[30 Oct 2006, 02:09 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه إلى يوم الدين ...
مشايخي وإخوتي الأماجد:
أرجو ممن كان منكم على علم بأي خبر عن هذه المخطوطات الآتية أسمائها -رحم الله مؤلفيها- من حيث وجودُها وهل تم تحقيقها أم لا, ألا يضنَّ بذلك ولا يبخل, ولكم من الله الأجر والثواب, ومني جزيل الشكر والامتنان ..
1 - فيوض الإتقان في وجوه الفرقان في القراءات العشر, تأليف: خير الله بن خير الدين القارئ المصري.
2 - اللباب في مشكلات الكتاب لمحمد بن علي الطرابلسي الخروبي.
3 - اللوامع والأسرار في منافع القرآن والأخبار لعيسى بن سلمة البكري.
4 - شرح الشاطببة لجلال الدين السيوطي.
5 - شرح الشاطبية للسنباطي.
6 - شرح الشاطبية لمحمد بن أحمد الغساني.
7 - الدرة الفريدة في شرح القصيدة لمحمد داود العناني.
8 - شرح الشاطبية لابن جبارة.
9 - شرح الشاطبية لمحمد محمود السمرقندي.
10 - شرح الشاطبية لعمر عبد القادر الأرمنازي.
11 - شرح الشاطبية لصدقة بن سلامة المسحرائي.
12 - شرح الشاطبية لمحمد حسام ددة الاياثلوغي.
13 - شرح الشاطبية لعلي بن أحمد أيوب التركستاني.
14 - شرح الشاطبية لجلبي الضندنكي.
شرح الشاطبية لمحمد محمد البابرتي.
15 - شرح الشاطبية لحسين علي عبد الرحمن الحصني
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله والتابعين ...
ـ[أبو الجود]ــــــــ[30 Oct 2006, 08:57 م]ـ
شرح الشاطبية للسيوطي طبع طبعة سقيمة بؤسسة قرطبة وللكتاب مخطوطتين بدار الكتب المصرية
بارك الله في الأخ الفاضل محمود الشنقيطي ويسر له
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[30 Oct 2006, 10:43 م]ـ
وفيك بارك الله أخي أباالجود, أين كانت هذه الطبعة وما علة سقمها؟؟
ـ[د. أنمار]ــــــــ[31 Oct 2006, 02:30 ص]ـ
شرح السنباطي عندي منه صورة الأزهرية الملونة في 182 لوحة وحجمها 28 ميغا بايت فلو دلني الإخوة على طريقة إنزالها هنا لفعلت بكل سرور
ـ[أبو الجود]ــــــــ[31 Oct 2006, 10:48 م]ـ
أخي محمود
صاحب التحقيق لم يقم بالتحقيق هذا ما أستطيع قوله الآن إلى أن تقرأ الكتاب، وأظن أن شرح السيوطي للشاطبية شرح عادي جدا، أما شرح السنباطي، والجعبري، والهمداني فهي من ألأهمية بمكان والله المستعان
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[01 Nov 2006, 11:11 ص]ـ
أُخبرتُ أن جامعةَ أم القرى قام طالبان من طلابها بتحقيق شرح السيوطي, ولا زلت أريد من يؤكد ذلك جزاكم الله خيراً
ـ[د. أنمار]ــــــــ[02 Nov 2006, 01:11 ص]ـ
ترددت في كتابة هذه الأسطر البارحة، ومسحتها لكن أجدني مرغما على الكتابة مع وضوح الاهتمام بشرح السيوطي على وجه التحديد
فمع حبي الشديد للإمام السيوطي واعترافي بغزارة علمه إلا اني أعتقد أن الاهتمام بشرحه إن صحت النسبة إليه مضيعة للوقت والجهد. والسبب في نظري هو أن الفائدة منه ستكون محدودة جدا وشروح غيره أولى بكثير لأن الإمام كما اشتهر على لسانه لم يأخذ علم القراءات عن شيخ، ولا يخفاكم أهمية التلقي في هذا الجانب وتأثيره المباشر للإستفادة ممن يؤلف في مثل هذا الفن.
ـ[ابن آدم]ــــــــ[02 Nov 2006, 06:10 ص]ـ
شرح الشاطبية للسيوطي رحمه الله حُقق ونوقش في رسالة دكتوراه في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة العام الماضي
ـ[أحمد نجيب]ــــــــ[03 Jan 2007, 08:39 م]ـ
أمتلك لشرح السيوطي على الشاطبية خطية أصلية كاملة جميلة حسنة الخط ملونة مميزة المتن بالأحمر خطها مغربي(/)
فائدة جليلة
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[30 Oct 2006, 08:09 م]ـ
فائدة جليلة
قوله تعالى: «هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور» الآية: 15 من سورة الملك. أخبر سبحانه أنه جعل الأرض ذلولا منقادة للوطء عليها وحفرها وشقها والبناء عليها، ولم يجعلها مستصعبة ممتنعة على من أراد ذلك منها، وأخبر سبحانه أنه جعلها مهاداً وفرشاً وبساطاً وقراراً و كفاتاً وأخبر أنه دحاها و طحاها، وأخرج منها ماءها ومرعاها، وثبَّتها بالجبال ونهج فيها الفجاج والطرق، وأجرى فيها الأنهار والعيون، وبارك فيها وقدر فيها أقواتها، ومن بركتها أن الحيوانات كلها وأرزاقها وأقواتها تخرج منها، و من بركتها أنك تودع فيها الحب فتخرجه لك من بطنها أحسن الأشياء وأنفعها فتوارى منه كل قبيح وتخرج له كل مليح، ومن بركتها أنها تستر قبائح العبد وفضلات بدنه وتواريها وتضمه وتؤويه، وتخرج له طعامه وشرابه فهي أحمل شيء للأذى وأعوده بالنفع. فلا كان من التراب خير منه وأبعد من الأذى وأقرب إلى الخير.
والمقصود أنه سبحانه جعل لنا الأرض كالجمل الذلول الذي كيفما يقاد ينقاد. وحسن التعبير بمناكبها عن طرقها وفجاجها؛ لما تقدم من وصفها بكونها ذلولاً.
فالماشي عليها يطأ على مناكبها وهو أعلى شيء فيها، ولهذا فسرت المناكب بالجبال، كمناكب الإنسان؛ وهي أعاليه.
قالوا: وذلك تنبيه على أن المشي في سهولها أيسر.
وقالت طائفة: بل المناكب: الجوانب والنواحي، ومنه مناكب الإنسان، لجوانبه.
والذي يظهر: أن المراد بالمناكب الأعالي، وهذا الوجه الذي يمشي عليه الحيوان هو العالي من الأرض دون الوجه المقابل له، فإن سطح الكرة أعلاها، والمشي إنما يقع في سطحها، وحسن التعبير عنه بالمناكب لما تقدم من وصفها بأنها ذلول.
ثم أمرهم أن يأكلوا من رزقه الذي أودعه فيها فذللها لهم ووطأها وفتق فيها السبل والطرق التي يمشون فيها وأودعها رزقهم، فذكر تهيئة المسكن للانتفاع والتقليب فيه بالذهاب والمجيء والأكل مما أودع فيه للساكن. ثم نبه بقوله: «وإليه النشور» على أنا في هذا المسكن غير مستوطنين ولا مقيمين، بل دخلناه عابري سبيل، فلا يحسن أن نتخذه وطناً ومستقرًّا، وإنما دخلناه لنتزود منه إلى دار القرار، فهو منزل عبور لا مستقر حبور، ومعبر وممر لا وطن ومستقر.
فتضمنت الآية الدلالة على ربوبيته وقدرته وحكمته ولطفه والتذكر بنعمه وإحسانه، والتحذير من الركون إلى الدنيا واتخاذها وطناً ومستقرًّا بل نسرع فيها السير إلى داره وجنته، فلله ما في ضمن هذه الآية من معرفته وتوحيده والتذكير بنعمه، والحث على السير إليه، والاستعداد للقائه والقدوم عليه، والإعلام بأنه سبحانه يطوى هذه الدار كأن لم تكن، وأنه يحيي أهلها بعدما أماتهم وإليه النشور.
الفوائد_الإمام شمس الدين أبي عبد الله بن قيم الجوزية
ـ[الميموني]ــــــــ[06 Nov 2006, 05:10 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
القول بأن المراد بمناكبها نواحيها و جوانبها أرجح لكون واقع الحال يدلّ عليه فالمشي في أعاليها و أسافلها و جبالها كله نعمة. و قد رجحه الطبري
و غيره، و بعض السلف يرى أن المراد بالمناكب الجبال و اللفظ يدل عليه، واختاره الزجاج لكون النعمة به أظهر ولكن المعنى أعمّ. ويستدل بالآية على أن الأمر لا يقتضي الوجوب، و على جواز الاستمتاع بكلّ رزق في الأرض لم يدل دليل على تحريمه
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[10 Nov 2006, 08:41 م]ـ
اخي الفاضل عبد الله الميموني
جزاك الله خيرا على مرورك من هنا وعلى ما تفضلتم به من تعليق
دمتم خير
ـ[الطبيب]ــــــــ[11 Nov 2006, 12:35 م]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[13 Nov 2006, 09:08 ص]ـ
اخي الفاضل الطبيب
جزاك الله خيرا على دعاءك و مرورك من هنا
دمتم خير(/)
ماذا عن كتاب صفوة الآثار والمفاهيم
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[31 Oct 2006, 02:46 ص]ـ
الإخوة في الملتقى
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
من أي الاتجاهات يصنف كتاب الشيخ الدوسري، وهل كتب عنه شيء؟
أرجوا إفادتي، ولكم جزيل الشكر،،،،
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Oct 2006, 05:47 ص]ـ
أخي الكريم أحمد الفالح وفقه الله ورعاه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم كتب أخونا الكريم الدكتور محمد بن عبدالله الربيعة في منهج الشيخ الدوسري في تفسيره هذا. وقد سبق الحديث حوله في مشاركات سابقة تجدها هنا حفظك الله ..
1 - صفوة القول في تفسيرالدوسري (صفوة الآثار والمفاهيم) (1) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1309)
2- صفوة القول في تفسير الدوسري (صفوة الآثار والمفاهيم) (2) [المميزات] مهم ... ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1354)
3- تفسير الشيخ عبدالرحمن الدوسري، ماذا تعرف عنه؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=250)
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[31 Oct 2006, 04:21 م]ـ
اشكرك جزيل الشكر أخي الدكتور عبدالرحمن على إطلالتك المفيدة،،،(/)
الشناقطة السعوديون في المملكة العربية السعودية
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[31 Oct 2006, 04:56 ص]ـ
الحمد لله،والصلاة على رسول الله، وبعد:
فهذا العنوان هو جهد ضخم يقوم به والدنا الأستاذ أحمد أحمد بابا، وهو رجل له خدمة طويلة في هذه البلاد المباركة وفقها الله، امتدت إلى 31 عاما، وقد وصل بتوفيق من الله في عمله إلى المرتبة الحاديةعشرة،
وفكرة كتاب أستاذنا تقوم على جمع أسماء الإخوة الشناقطة المشاركين في خدمة هذه البلاد السعودية وفقها الله، منذ حكم الملك عبد العزيز رحمه الله، وحتى اليوم، ويركز الكتاب على بعض أسماء الشناقطة المغمورين ممن كانت له خدمة طويلة في العمل الوظيفي أو التعليم الشرعي ولاتوجد عنه معلومة في الوقت الراهن.
من هذا المنطلق البناء المشكور الذي نذره أستاذنا الجليل، أهيب بالإخوة طلبة العلم الشرعي في هذه البلاد المباركة،والإخوة في هذا الملتقى إفادة أخينا الأستاذ أحمد عن ذلك، على بريدي الالكتروني وهو
mu12@jawab.com
أوعلى رسائلي الخاصة في هذا الملتقى أو على تلفون 8344508
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[03 Nov 2006, 06:45 م]ـ
أين الكتاب وهل هو قيد الإنجاز أم أنه مجرد فكرة في الذهن؟؟؟
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[04 Nov 2006, 08:20 م]ـ
الحمد لله، والصلاة على رسول الله وبعد:
فالموضوع اعلاه في طور الجمع ويتولاه الأستاذ أحمد، وهو رجل قدير خبير بما يمكن أن ينطوي عليه الموضوع من مصاعب، وهو يطلب حاليا ملء بيانات قام الأستاذ أحمد بإعدادها إعدادا جيدا.
وفقني الله وإياه. والسلام.(/)
هل هناك دراسة لآية أحكام؟
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[31 Oct 2006, 04:45 م]ـ
هل في هذا الملتقى نموذج دراسة آية أحكام دراسة تفسيرية فقهية؟
أرجوا إفادتي، ولكم جزيل الشكر،،،،
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[04 Nov 2006, 02:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
(قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
ـ البقرة:32 ـ
هناك كثير من البحوث أنجزت عن دراسة آيات الأحكام، أما عن طريقة دراستها فنوجزه في ما يلي: بعد تحديد الآية أو الآيات موضوع الدراسة فإننا نبدأ بتحديد:
1 - سبب النزول.
تاريخ النزول.
موقعها من السورة.
موقعها من القرآن الكريم.
أقوال المفسرين فيها عامة.
أقوال مفسري آيات الأحكام بحسب المذهب الفقهي.
بعد الفراغ من جمع المادة العلمية نعيد تصنيفها تصنيفا موضوعيا، بحيث نستنبط الحكم الفقهي أو الأحكام الفقهية التي تتضمنها الآية أو الآيات موضوع الدراسة، ثم ننتقل إلى دراسة الجانب الأصولي لمعرفة طرق الاستنباط، وإقامة الحجج و البراهين لترجيح رأي على الآراء الأخرى في حالة الخلاف الفقهي. دون أن ننسى تحديد عوامل استخراج المعنى عند كل مفسر رجعنا إليه، للوقوف على الأدوات التي استخدمها لتحديد مراد الله تعالى من الخطاب. وذلك هو المدخل لمعرفة منهج المفسر.
وأتمنى لكم التوفيق و النجاح.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(/)
أستاذنا علامة الديار الشامية أحمد راتب النفّاخ
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[02 Nov 2006, 07:25 م]ـ
منذ زمن أعمل في ترجمة أستاذنا العلامة أحمد راتب النفّاخ ـ رحمه الله، وبرّد مضجعه ـ
ووجدت لزاما علي التعريف به ريثما ينتهي ويطبع كتابي هذا
ففزعت إلى مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق
ووجدت هذه الفصلة من مطبوعات المجمع؛ فاستحسنتها
وهأنذا أقدمها وفاء وتذكرة ...
مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق
حفل تأبين
فقيد المجمع
الأستاذ أحمد راتب النفاخ
1927 - 1992م
مطبعة الصباح
1413هـ-1992م
حفل تأبين فقيد المجمع
الأستاذ العلامة أحمد راتب النفاخ
أقام مجمع اللغة العربية بدمشق حفلاً تأبينياً بمناسبة انقضاء أربعين يوماً على وفاة عضو المجمع الفقيد الأستاذ أحمد راتب النفاخ رحمه الله، وذلك في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الأربعاء السادس من شوال 1412هـ/ 8 نيسان 1992 في قاعة المحاضرات بمكتبة الأسد بدمشق.
وقد حضر الحفل ثلة من كبار العلماء والأدباء والمثقفين ومن محبي الأستاذ النفاخ وطلابه وذويه.
افتتح الحفل بتلاوة من آي الذكر الحكيم، ثم تلاها كلمة المجمع ألقاها الأستاذ الدكتور شاكر الفحام نائب رئيس المجمع، ثم كلمة الزملاء الجامعيين (جامعة دمشق) ألقاها الأستاذ الدكتور عادل العوّا، ثم كلمة أصدقاء الفقيد للأستاذ الدكتور عبد الكريم الأشتر، ثم كلمة طلاب الفقيد للدكتور محمد الدالي، وفي الختام كلمة آل الفقيد ألقاها الأستاذ نزار النفاخ شقيق الفقيد.
وننشر فيما يلي كلمات الحفل:
كلمة مجمع اللغة العربية
فقيد المجمع
الأستاذ أحمد راتب النفاخ
(1927 - 1992م)
الدكتور شاكر الفحام
شاءت إرادة الله العلي القدير أن يفارقنا الأخ الصديق الأستاذ أحمد راتب النفاخ إلى جوار ربه الكريم أوفر ما كان نشاطاً، وأكثر ما كان عطاء.
ما زلت أتمثل صورته في جلسات المجمع الأخيرة، وهو يناقش معنا بكل الجد والحيوية مشروع خطة جديدة ترسم وجوه نشاط المجمع في المستقبل، لتفسخ له أن يكون أقدر على تأدية أغراضه وتحقيق مقاصده في ميادين اللغة والأدب وإحياء التراث وإقرار المصطلح ووضع المعجمات، ولتتيح له المشاركة الواسعة في الحركة الثقافية بإلقاء المحاضرات وعقد الندوات وإقامة المؤتمرات وتوثيق الصلات بالمجامع والمؤسسات اللغوية والثقافية.
وكان أشدّ ما كان تفاؤلاً بما توفره الخطة المقترحة من افتتاح صفحة جديدة في العمل المجمعي المثمر.
وشهد معنا جلسة يوم الأربعاء في 12/ 2/1992م، واتعدنا على اللقاء صباح الأحد في لجنة المجلة والمطبوعات، ولكن القدر لم يمهله، لقد نهض صباح يوم الجمعة (11/ 8/1412هـ - 14/ 2/1992م) كعادته، فأدى صلاته أحسن أداء، ثم التلاوة، فقرأ ما شاء الله له أن يقرأ من سورة البقرة، ولكن الصوت المرتّل لم يلبث أن خفت وسكت، وهرع الأهل إلى الطبيب. وبذل الأطباء ما بذلوا فما أنجحوا، وكان أمر الله قدراً مقدوراً، فأسلم الروح إلى بارئها، راضياً مرضيا. رحمه الله الرحمة الواسعة، وأسكنه فسيح جناته، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
لقد ترك بوفاته ثلمة لا تسدّ، وإن الخسارة بفقده جسيمة لا تعوّض.
فما كان قيسٌ هلكه هلك واحد ولكنه بنيان قوم تهدّما
* * *
ولد رحمه الله عام 1927م في أسرة كانت قد وفدت على دمشق من بعلبك في أوائل القرن الماضي، وعرفت بالصلاح والتقوى.
وبدأ التعلم في سنّ مبكرة، وكان المجلّي في دراسته الابتدائية والثانوية، فأحبه مدرسوه، وأشادوا به. وقد مهر بالعربية، وبرّز في معرفتها تبريزاً أفرده بين لداته، وطالما فاخر به أستاذه محمد البزم وأثنى عليه.
ولما التحق بقسم اللغة العربية في كلية الآداب (جامعة دمشق) وجد المجال رحباً لتفتح مواهبه، والتفوق على أقرانه. وشهد له أساتذته بالمقدرة والفضل، وأحلّوه المحلّ الأرفع، وتخرّج من كلية الآداب عام 1950م، ونال من بعد شهادة أهلية التعليم الثانوي من كلية التربية عام 1951م. وقضى سنتين يدرّس العربية في المدارس الثانوية بحوران.
واستقبلته كلية الآداب بجامعة دمشق معيداً (1953 - 1955م) لتوفده إلى جامعة القاهرة، فنال درجة الماجستير (عام 1958م) وكان موضوع رسالته: دراسة حياة الشاعر ابن الدمينة وشعره وتحقيق ديوانه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم اختار موضوعاً في القراءات لشهادة الدكتوراه. وبعد أن أنجز القسم الأكبر من رسالته، وقدّمه إلى الأستاذ الدكتور شوقي ضيف المشرف على الرسالة بدا له أن يتوقف عن إنجاز ما بدأ، وزهد في الألقاب، وعزف عنها، وعاد إلى دمشق ليستأنف التدريس في الجامعة.
وما زلت أذكر أن الدكتور شوقي ضيف، وكان المشرف على رسالتي أيضاً، حدثني عن رسالة الأستاذ راتب في القراءات حديث المعجب، وذكر لي أن الجزء الذي قدّمه كاف لنيل درجة الدكتوراه، وطلب إليّ أن أبلغه ذلك، وأحثّه على الحضور إلى القاهرة للمناقشة، وأبلغت الصديق الرسالة، فما زاد على أن تبسم.
وأمضى الأستاذ النفاخ على منبر التدريس في جامعة دمشق بعد عودته من القاهرة سبعة عشر عاماً (1962 - 1979م)، وتخرّجت به أجيال من الطلاب ما زالت تذكر له ما بذل من جهد، وما قدّم من عون، ليبصّرهم ويرشدهم ويدلّهم على أصول البحث، ويضع بين أيديهم مفاتيح المعرفة يتهدّون بها إلى فهم كلام الأقدمين.
واختار أعضاء مجمع اللغة العربية بدمشق الأستاذ أحمد راتب النفاخ عضواً عاملاً في المجمع عام 1976م، فكان هذا الاختيار تتويجاً للصلات الوطيدة بينه وبين المجمع. وشارك الأستاذ النفاخ في أعمال المجمع المشاركة الطيبة، وقام بجهد جاهد في لجانه، وكان له القدح المعلّى في أعمال لجنة الأصول ولجنة المجلة والمطبوعات.
وسعد المجمع من بعد بتسميته رئيس المقررين فيه (1979 - 1992م).
* * *
كان رحمه الله جبلاً راسخاً من جبال العلم، قد جعل الكتاب خدينه وأنيسه، فلا تراه إلا قارئاً أو مقرئاً، "وقد أتقن كثيراً من العلوم التي عرفها السلف، أو استحدثها الخلف، وبذّ الأقران في فنون منها، انتهت إليه الرياسة فيها في عصرنا هذا في بلدنا هذا، كالقراءات والنحو والبلاغة والعروض واللغة فقهها وعلمها، وأصبح حجة فيها لا ينازعه منازع. هذا إلى أسلوب جزل متميز في الكتابة تفرّد به واشتهر".
وقد ألف طلابه وأصدقاؤه أن ينعتوه بلقب (علامة الشام) إيذاناً بما يكنّون له من الإجلال والتقدير.
عرفته في أواخر الخمسينات، وأنست بصحبته، وامتدت صداقتنا حتى قضى الله قضاءه، فعرفت فيه الصديق المخلص، الكريم الخلق، الطيب القلب، الصادق الوّد، يسارع في الخيرات، قد نصب نفسه لتلبية قاصديه، ومساعدة طلابه، فلا يبخل بعلم، ولا يضن ّ بعون، مهما يكلفه ذلك من مشقة وجهد.
وكنت كثيراً ما أستشيره وأسائله في قضايا لغوية ونحوية شمست واستعصت، فيلين أبيّها، ويستدني قاصيها، فأحسنّ. أنه البحر علماً ومعرفة.
من أبرز صفاته أنه كان معلماً، بالمعنى الرفيع للكلمة. فطر على القراءة والمطالعة، وأحب العربية وعلومها الحب الجمّ. وكان طلعة لا يريد أن يفوته شيء في الباب الذي ندب نفسه للقراءة والإقراء فيه، فأكبّ على الكتب المصادر التي أّلفها علماء العربية الأقدمون، وما زال يدارسها حتى كشفت له أسرارها، وتبيّن أصولها ومراميها. ثم ضمّ إلى ذلك مطالعة ما ألف في عصرنا من علوم اللغة المستحدثة ليستبين خطأها من صوابها، على هدي ما عرف من منطق العربية الصحيح. ولقد تعشق العربية وشغفه حبها، إنها له لسان وهوية وحياة، وقد عبّر عما يحسّه من ذلك بقوله: " آليت على نفسي ألا أعيش إلا لها، ولكتابها العربي المبين". ولقد وقف حياته حقاً لدرس العربية وتدريسها.
وكان شديد الحرص أن يذيع بين تلامذته وإخوانه ومريديه أطرافاً من عبقرية هذا اللسان العربي المبين ليحبّبه إليهم، فكان لا يكتفي بالمحاضرات التي يلقيها على منبر الجامعة، ولا بالحلقات التي تعقد في غرفته بالجامعة، بل كان يستقبل طلابه وزائريه في منزله المعمور دائماً، حيث كان يلتقي العالم قد جاء يستفتي في مشكل صادفه، والطالب قد أقبل يريد العون في موضوع تصدى لمعالجته، والأصدقاء الذين ألفوا مجلس الأستاذ يلتقطون الفوائد النفيسة.
وكان الأستاذ جمّ النشاط، يتدفق في حديثه لا يمّل ولا يتوقف، يحيط بجوانب المسألة المطروحة، ويعدّد الآراء والأقوال، ويحيل على المصادر ليقدم لسائله وسامعه ما ينير الطريق، ويهدي إلى سواء السبيل.
وكان يفد إلى مجلسه كبار العلماء الذين يزورون دمشق، يأتونه_ قاصدين، حباً في لقائه، وتطلعاً إلى فوائده.
(يُتْبَعُ)
(/)
كان شعاره الأول في حياته نشر العلم وبثه، وكان يرى في نهج علماء السف الصالح قدوة طيبة. ففتح بابه، وأقبل إليه الطلاب والمريدون والأصدقاء. وطالما تطلع إلى أن يكون مجلسه بأحاديثه، وما يتفرغ إليه من حوار، النواة الصالحة، والوسيلة الناجعة لتخريج طلاب يحملون عنه العلم، لينشروه في الملأ.
وكان من تمام إيمانه بنشر العلم وبثه أنه وضع مكتبته المترعة بنفائس الكتب، وصور المخطوطات بين أيدي طلابه وزائريه، يبحثون فيها عن طلباتهم، فإذا شاؤوا الاستعارة أعارهم من الكتب النادرة ما يريدون، خلّة نبيلة كريمة جبل عليها، ولم يعدل عن عادته تلك، على ما رزىء به من ضياع كثير من كتبه النفائس.
وحفلت كتبه بالتعليقات الثمينة القيّمة، فقد كان، رحمه الله، إذا لاح له، وهو يقرأ كتاباً، موضعٌ يحتاج إلى تعليق لإيضاح مبهم، أو إصلاح غلط، يسارع إلى إثباته في حاشية الكتاب. وكانت هذه الفوائد التي لا يقوى عليها إلا عالم ثبت متمكن كالأستاذ راتب، معروضة لكل واردٍ أحبّ أن ينتفع بها.
وكان رحمه الله يسارع أحياناً فيرسل بتلك التعليقات إلى محقق الكتاب، يضعها بين يديه، لأن غايته ومطلبه أن ينشر الكتاب محققاً صحيحاً بريئاً من الآفات.
وما أكثر ما كتب وصحح للآخرين، يبذل ذلك دون منّ، ولولا أن أشار عدة مؤلفين في كتبهم إلى ما قدّم لهم، وشكروا له جميل ما صنع من أجلهم، لما علمنا علم ذلك.
وإذا كانت مكتبة الأستاذ أحمد راتب تغصّ بالكتب النوادر والنفائس، فإن أغلى ما فيها وأنفسه تلك التعليقات التي حفلت بها حواشي كتبه. وطالما رجوت الصديق الكريم أن ينشر تلك التعليقات ليفيد منها الباحثون وطلاب العلم.
وكان رحمه الله على خلق كريم، وفياً لأصدقائه، محباً لإخوانه، وكان شديد التعلق بالمثل العليا، والقيم الخلقية، قد أخذ نفسه بها أخذاً شديداً. وكان صريحاً صلباً في الحق، م يعرف الهوادة، ولم يرض عن المصانعة.
وفي هذا وحده تفسيرٌ لمسلكه وصلاته بالناس. وكان هذا المسلك الصارم سبب تنكّبه حيناً بعد حين عن أصدقاء خيل إليه أنهم دون ما كان يأمله فيهم. وكانت هذه الصدمات تزيده تشبثاً بموقفه، وإصراراً على نهجه، وابتعاداً عن دنيا الناس وواقعهم، وزهداً فيما يرغبون فيه.
فقصر نفسه على عمله المجمعي، ووقف عليه كثيراً من جهده ووقته: كان رئيس لجنة الأصول، وكان عضواً في لجنة المجلة والمطبوعات، فكان ينفق الساعات الطوال في النظر في مقالات المجلة وتصحيح ما زاغ عن الصواب، فإذا ما انتهى من عمله المجمعي انقلب إلى منزله ليستأنف العمل والقراءة، ليستقبل الطلاب والمريدين والعلماء من أصدقائه. واكن يرى في ابنه الصغير عبد الله –سلمه الله- قرّة عينه، وأنسه الأنيس، يستروح به من أثقال الهموم التي يكابد. وهكذا قضى سنواته الأخيرة بين المجمع والمنزل، متزهداً مترفعاً، لا همّ له إلا القراءة والتعليم ومعونة أصدقائه وقاصديه في بحوثهم.
وبدا له أنه لم يحقق ما كان يصبو إليه. لقد دأب وعمل، وجهد وجاهد ليل نهار لتخريج جيل يضطلع بعبء درس العربية وتدريسها، قد وعى منطقها، واستبانت له أسرارها، وأوتي القدرة على نشر كنوزها الثمينة فلم يبلغ مأموله.
كان يحسّ أنه غريب في دنياه، فهو يحمل همومه، وتبهظه أحزانه، ولا يكاد يرى من يبوح له بها. لقد أفردته أخلاقه ومثله، وباعدت بينه وبين ما حوله. وكنت حين أراه، وأحسّ ما يعتلج في نفسه أردّد هامساً قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طوبى للغرباء".
لم أجد في صفته أبلغ من قوله يصف صديقه الأستاذ عبد الكريم زهور وكأنما كان يصف نفسه: "كان –رحمة الله- لا يتعلق من الحياة إلا بمعانيها السامية، لا تزدهيه المناصب، ولا تغرّه الألقاب، ولا تستغرقه هموم نفسه. وإنما كان همّه الأكبر الذي ظلّ أبداً يعتلج في فكره وضميره، ويصرّفه في كل مازاول من عمل على حكمه همّ أمته ومطامحها ومستقبلها، يسدده في مساعيه فكر نير لا تعمى عليه معه السبل، وخلقٌ قويم يرتفع به فوق ما ينحطّ فيه ضعاف النفوس من سفاسف، وإلى ذلك عزمٌ صادق لا يلين أمام الصعاب. ولم تزده –أكرم الله مثواه- تجاربه وما قاسى من محن إلا مضاءً في عزمه، وتسامياً في فكره، واستبصاراً في طريقه، كالذهب الإبريز لا يزداد على امتحانه بالنار إلا خلوصاُ وتوهجاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
كان الصدق في القول والعمل طبيعةً راسخة فيه. يتوخى الحق ويتبعه حيثما لاح له، ثم يثبت عليه لا يفتنه عنه هوى، ولا تنحرف به عنه رهبة، ولا تحمله على الترخّص فيه مصانعة ............ ".
* * *
وأداه حبّه للعربية وحرصه على إظهار تراثها المكنون، محقّقاً، محرّراً، أن يشّق على نفسه حين يتصدى للتأليف أو التحقيق أو النقد، فهو يروّي في عمله ويتأنى في خطواته، لا يقبل أول خاطر يهجم عليه، بل يقلّب وجوه النظر، ويأخذ نفسه بالتثبت، ويتشوف إلى بلوغ الكمال.
لقد هيّأ وكتب الكثير، ولكنه لم ينشر إلا القليل القليل.
ولهذه الخصلة التي تملكنه كان يضيق ذرعاً بأولئك الذين يتعجلون في تحقيق التراث، ولا يوفّونه حقه من الجهد والتمحيص، ولا يرعون ما يجب في مثله من الدقة والأمانة، فيقعون في الغلط تلو الغلط، فكان يرى من واجبه أن ينهض للتصحيح والتقويم، ذياداً عن عن التراث، يقول: "ومن ثمّ رأيت من حق العلم عليّ، ومن الوفاء لهذا التراث، وللأئمة الذين أورثونا إياه، ألا أدع بيان ما وقفت عليه".
ولكنه كان رحمه الله يقسو أحياناً في النقد، مأخوذاً بغيرته على تراث الأجداد.
أول ما نشر كلمة في نقد رسالة الغفران التي ظهرت في مصر عام 1950م، وقد أرسل كلمته إلى مجلة الكتاب المصرية فنشرتها بعد أن تصرفت بها تصرفاً أفسدها.
فلما ظهرت الطبعة الثانية لرسالة الغفران عام 1957م علق عليها في مقال له في مجلة المجمع. واكن رائده في كل ما صنع هو الوصول إلى وجه الصواب. يقول: " .... فأحببت أن أعرض وجهة نظري فيما توقفت [أي الدكتورة بنت الشاطئ] فيه، على العاملين في هذا المضمار ليدلي بوجهة نظره من عنّ له رأي فيه، عسى أن نصل إلى وجه الصواب في هذا كله ........ ". ثم يختم تعليقاته بقوله:"هذا ما عنّ لي من خواطر حول الطبعة الجديدة من رسالة الغفران، وإني لأشكر من رأى فيما أبديت خطأ فردني إلى الصواب ..... ".
وأصدر الأستاذ راتب ديوان ابن الدمينة عام 1959م، وهو جزء من رسالة الماجستير فدل على تمكنه في باب التحقيق، وسعة إطلاعه على مصادر التراث، ومقدرته الفذة في البحث والتقصي والتهدي إلى حل المشكلات المعضلات.
وكتب مقالة جليلة في نقد الجزء الأول من طبعة المحتسب لابن جني، وعرض جملة ما استدركه حتى ختام الكلام في سورة البقرة، ثم رغب إلى القائمين بالكتاب أن يعيدوا معارضته بالأصل ثانية، وأن يستعينوا على استكمال تحقيقه بأصول أخرى.
ومن كتبه القيمة: فهرس شواهد سيبويه (عام 1970م).
وقد نسق فيه شواهد القرآن فشواهد الحديث (وهي قليلة لا تتجاوز خمسة /ص57 - 58)، فشواهد الشعر (وقد بلغت 1047بيت، بإلغاء المكرر/ ص9). فقرب بفهرسه الممتع كتاب سيبويه إلى الناس، ودلّهم على مواضع كثيرة من مسائله، ومهّد لهم بتعليقاته الإفادة منه.
وأصدر كتاب القوافي للأخفش عام 1974م، إثر طبعة للكتاب لم تكن عنده بالمرضية. وكان هو قد هيأ الكتاب وأعده للنشر، فنقد الكتاب المطبوع، وأظهر عثراته، ثم نشر كتابه محققاً محرراً. وإنك لتحس الجهد البالغ الذي بذله المحقق والعلم الغزير في تلك التعليقات التي شفت قارئها، ووضعت يده على مصادر المعرفة.
ووكل إليه مراجعة كتاب (شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف) لأبي أحمد العسكري وقد قام بتحقيقه الدكتور السيد محمد يوسف، فأضاف الأستاذ النفاخ بتعليقاته فوائد جمة. ثم دعت الضرورة أن تزيد تعليقاته في الأبواب الأخيرة زيادة كبيرة طال بها الكتاب، مما دعا إلى جعله في قسمين: وقد صدر القسم الأول من الكتاب عام 1981م، ومما يؤسف له أن الأسباب لم تتهيأ لصدور القسم الثاني منه، ففاتنا بذلك علم غزير.
وللأستاذ مقالات شتى صحح بها جملة من كتب التراث المحققة وهي تمور بالفوائد النفيسة.
وقد رأيت من المفيد أن أجعل في ختام كلمتي لحقاً يضم كل ما عثرت عليه من آثار الأستاذ الكريم.
اللهم ارحمه الرحمة الواسعة، وأنزله منازل الأبرار في عليين، وارزق آله وأصدقاءه وعارفيه الصبر الجميل.
ولا زال ريحان ومسك وعنبر على منتهاه ديمة ٌ ثم هاطلُ
* * *
لحق
آثار الأستاذ أحمد راتب النفاخ
أولاً – الكتب
1 - النصوص الأدبية: (منهاج شهادة الثقافة العامة في كلية الآداب) بإشراف أحمد راتب النفاخ، مطبعة الجامعة السورية 1374هـ-1955م.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - ديوان ابن الدمينة: صنعة ابي العباس ثعلب ومحمد بن حبيب، تح. أحمد راتب النفاخ، مكتبة دار العروبة – القاهرة 1378هـ-1959م.
3 - مختارات من الشعر الجاهلي: اختارها وعلق عليها أحمد راتب النفاخ، مكتبة دار الفتح- دمشق 1386هـ-1966م.
4 - فهرس شواهد سيبويه: صنعة أحمد راتب النفاخ، دار الإرشاد – دار الأمانة/ بيروت 1389هـ - 1970م.
5 - كتاب القوافي: لأبي الحسن الأخفش، تح. أحمد راتب النفاخ، دار الأمانة- بيروت 1394هـ - 1974م.
6 - شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف: لأبي أحمد العسكري ج1، تح. الدكتور السيد محمد يوسف مراجعة الأستاذ أحمد اتب النفاخ، مجمع اللغة العربية بدمشق 1401هـ - 1981م.
ثانياً – المقالات
1 - رسالة الغفران: مجلة الكتاب المصرية، مج10، ج6 حزيران / يونيه 1951م.
2 - القصيدة الصورية: مجلة معهد المخطوطات العربية، مج2، ج1/ 1956م.
3 - رسالة الغفران: مجلة المجمع بدمشق، مج32، ج4/ 1957م، مج33، ج1/ 1958م.
4 - المحتسب: مجلة المجمع بدمشق، مج42، ج4/ 1967م، مج43، ج1، ج2/ 1968م.
5 - المعيار في أوزان الأشعار: مجلة معهد المخطوطات العربية مج15، ج1 – 2/ 1969م.
6 - نظرات في كتاب اللامات: مجلة العرب، س5، ج1/ 1970م.
7 - كتاب القوافي لأبي الحسن الأخفش: مجلة المجمع بدمشق، مج47، ج1/ 1972م.
8 - تعقيب على أرجوزة في العروض: مجلة المجمع بدمشق، مج47، ج4/ 1972م.
9 - كتاب إعراب القرآن المنسوب إلى الزجاج: مجلة المجمع بدمشق، مج48، ج4/ 1973م، مج 49، ج1/ 1974م.
10 - كلمة في حفل استقباله يتحدث فيها عن سلفه الشيخ محمد بهجة البيطار: مجلة المجمع بدمشق، مج53، ج1/ 1974م.
11 - حركة عين المضارع من (فَعَل): مجلة المجمع بدمشق، مج57، ج3/ 1982م.
12 - كتاب المحبة لله سبحانه: تح. الأستاذ عبد الكريم زهور مراجعة الأستاذ أحمد راتب النفاخ، مجلة المجمع بدمشق مج58، ج4/ 1983م، مج59، ج1، ج2، ج3/ 1984م.
13 - نظرات في نظرات: مجلة المجمع بدمشق، مج59، ج3/ 1984م، مج60، ج2، ج3/ 1985م.
14 - فقيد المجمع الأستاذ عبد الكريم زهور: مجلة المجمع بدمشق، مج60، ج3/ 1985م.
15 - استفتاء وجوابه: مجلة المجمع بدمشق، مج60، ج4/ 1985م.
16 - أشعار اللصوص وأخبارهم: التعليقات الأستاذان أحمد راتب النفاخ وشاكر الفحام، مجلة المجمع بدمشق، مج66، ج4/ 1991م.
كلمة الزملاء الجامعيين
الدكتور عادل العوا
في الومضة الأولى من فجر استقلالنا السياسي الراهن، ومنذ جلاء كرب الغزو الأجنبي بالجلاء، أنشأت الجامعة السورية المعهد العالي للمعلمين بجناحين هما كليتا الآداب والعلوم.
وقد جمعتني منذ السنة الأولى من تاريخ هذا الحدث العظيم قاعة تدريس عرفت فيها الفقيد الغالي المرحوم الأستاذ (راتب)، طالباً متميزاً بأفكاره، وسلوكه، وشخصيته، ومزاجه. وقد بان ولعه، بل شغفه باللغة العربية أجلى بيان حين كاد يعزف عن النطق بلغة أجنبية، وكأن لغة الإنسان الحق هي اللغة القرآنية، لغة الصدق واللسان المبين.
وقد حرص أعضاء الهيئة التدريسية في المعهد المذكور، وفي كلية الآداب، على رعاية الطالب (راتب) رعاية محبة وإعجاب، وما لبثت الجامعة أن احتضنته مدّرساً واعداً للغة العربية وعلومها، وأوفدته لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة القاهرة، فأصاب نجاحاً موفوراً في الأولى، واعترض سبيله شيء ما حال دون بلوغه المرام في نيل الدرجة الأخيرة. وهذا الشيء القاهر العنيد لم يكن في الحق أمراً طارئاً جديداً، ولا أمراً خارجياً غريباً، بل كان ذاتياً حميداً. وهل سمعتم بعائق نفسي يقف عثرة في درب نجاح صاحبه فيغدو دافعاً ورادعاً معاً؟
أجل، إنني أشير هنا إلى خصلة جلّى، خصلة واحدة ذات دلالة إيضاحية شاملة، ألا وهي مطلب الاتقان الذي تحلى به عزيزنا (راتب) الطالب الموفد، وزميلنا الأستاذ في الجامعة، والفقيد الغالي لمجمع الخالدين. إنه إتقانٌ مبتغى في كل ما ابتغى هو ذاته من شؤون الحياة.
اختار المرحوم القراءات القرآنية موضوعاً لدراسته لنيل درجة الدكتوراه في الآداب. وعمل من أجل ذلك وأجاد. وإنما غجادته تلك هي الإتقان الذي أعاقه بعض نقص ٍ في المصادر، على نحو ما سمعت منه غير مرة، فكان أن أحجم من ذاته، وبذاته، عن طماح اللقب، ولم يستجب لالحاح معلميه في القاهرة، وهم ما برحوا سنين كثيرة ً، ومرات متعاقبة، يدعونه للحضور إليهم، مجرد الحضور، لمناقشة ما كتب، والاستمتاع باللقب، ولكنه أبى، وأصرّ على موقفه حرصاً مخلصاً منه على تلبية حافز الإتقان. وهذا الحافز هو الذي عرفناه في حياة زميلنا الجامعي الأستاذ (راتب) طوال سني تدريسه في كلية الآداب.
أنفق الفقيد في هذه الكلية ما وسعه الجهد والإخلاص في تدريس علوم اللغة العربية، وفي نشر نصوص مختارة من تراثها المجيد. ومثلاً من كتاب "الكامل" أو من كتاب "الإنصاف في مسائل الخلاف". وقد نقّب في كل مرة عن الصواب التائه بين علماء الكوفة والبصرة. وحكى رأيه مؤيداً بالدليل. والدليل معيار. وهذا المعيار عنده هو تواتر الرواية عن إنسان عربي صريح من صميم العرب. فكلام هذا الإنسان العربي الصريح هو إذن كلام صحيح، وحجة دامغة، وبرهان قاطع. ومثل هذا التدقيق البصير يطالعنا به الاستاذ (راتب) في سائر أعماله العلمية، ومختلف إسهاماته، ومثلاً عندما نشر كتاب "القوافي" للأخفش، و"فهرس كتاب سيبويه" .........
يتبع ـ بمشيئة الله ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمر السوري]ــــــــ[04 Nov 2006, 12:10 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[05 Nov 2006, 07:34 م]ـ
ومن العرفان بالحق أن نلمع هنا إلى نضاله الحميد في فترة عمله الجامعي. ذلك أن طريقه لم تكن آنذاك مفروشة بالورد والرياحين. بل كان تدريسه جهاداً ضد الجهل والمروق. وكان الدافع إلى هذا العناء حبّه، بل هيامه، بالإتقان. فما برح ينافح في سبيل نصرة اللغة العربية وحمايتها، وصونها وإعلاء شأنها بإحيائها والذود عن سلامتها وصحتها، مؤمناً صادقاً صريحاً، مغرقاً في صراحته، غير هيّاب، وقد أخذ عليه بعض صحبه جرأته في الافصاح عما يرى. ولكن ذلك لم يكن ليوهن عزيمته، لإيمانه بالدفاع عن أمته وقومه، وشعوره بتقاعس فريق من المعنيين الجامعيين في صفوف الزملاء والطلاب عن هذه الرسالة. فخاض معركة حقيقية ظلّ فيها البطل الصامد المؤمن بواجب الإخلاص والإتقان. بمثل ما أوجب هو على نفسه. وهلاّ نرى في جامعتنا اليوم من يتقن مثل (راتب) العربية ويمارسها لغة علم وعمل، حتى في حياته اليومية، سواء بسواء؟ وهذا الإتقان في العلم والبحث العلمي يواكبه، ويلازمه، إتقان عشرة وسلوك. ولم يكن الأستاذ (راتب) "يضنّ بعلمه، ولا يبخل بعونه، ولا يتمسك بكتبه، وهي كثيرة غزيرة، وبعضها نادر أو مفقود، يبذل هذا وذاك خدمة للعلم، وبثاً للحكمة ولعل كتبه التي في خزانته، على كثرتها، أقلّ من كتبه التي استعارها رفاقه وأصدقاؤه منه". زد على ذلك أن المرحوم (راتب) كان قبلة القاصدين، من العلماء والطالبين، يجتذبهم للقائه نشدان الحكم السليم، والرأي السديد، والبصر النافذ الناقد، وكأنه يتمّ في داره تعليمه الجامعي وغير الجامعي، جواداً، كريماً، محتسباً، مجيباً كل طامح في تعمق العربية وأسرارها، وكل راغب في جني ثمارها والفوز بكنوزها ولآلئها. وهو يقوم بذلك بنفس العارف السمح السعيد المسهم في دفع الجهل، والمجالد المنافخ في حرب التزييف والرياء والتخليط. لقد تحدثت قليلاً عن صعاب دربه الجامعي، بل عن بعض تلك الصعاب، وفيها من صنع الأغبياء أو الحاسدين القدر الكبير. وما هي إلا لحظة حانت فيها فقيدنا الغالي من دنيا التعليم الجامعي إلت عالم البحث المجمعي. ولئن كانت خسارة لا تعوّض من ناحية، فقد قابلها، لحسن الحظ، نفع جسيم من ناحية أخرى. ولكن مآثر الأستاذ (النفاخ) التعليمية ظلت هي الأفضل والأبقى. إناه، بلا ريب، المآثر الحية النامية باطراد في نفوس طلابه ومريديه، والباقية في أعمالهم المشهودة إلى اليوم، وهم مئون. جاء في الحديث النبوي: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه". وقد عاش فقيدنا الأستاذ (راتب) دلالة هذا الحديث في دقائق حياته جميعها. وقد قيل في إحدى الفلسفات المعاصرة: إن الحياة مشروع وجود ناقص لا يتمّ إلا بالموت. فالموت ينفي العبث، ويحدّد معنى الحياة. وبالموت تتضح رسالة كل من عاش، إذ ينجلي شأوها بانقضائها المحتوم. ولنا أن نفطن إلى أن الحياة التي تمامها الموت هي حياة الجسد. ويكون الموت نهايتها. والنهاية تمامٌ يباين الكمال. إن تمام الأمر انغلاق. وذاكم هو الموت بالجسد. أما الكمال فإنه قيمة بقاء، لا فناء. وقد تميز المرحوم الأستاذ (راتب) في حياته الدنيا بمطلب الإتقان نشدانا للكمال. ولئن عنا جسداً محققاً ما استطاع من إتقان، فإن له حياة ً باقية هي الأكمل، لأنها خالدة بإسهامه المحمود في خدمة اللغة العربية، وببنائه نفوساً وفيّة تحمل رسالته باتصال ونماء، وليت حبّ العربية، والعمل في سبيل رفعتها، وتطويرها، وإغنائها، داءٌ تمتد عدواه إلى كل ناطق بالضاد. رحمك المولى يا (أبا عبد الله). فقد صدقت، وأجدت، وأتقنت، فخلدت. وإنّا بفراقك لمحزونون. حزنٌ كطول الدهر، باق ٍ، إذا مضت أوائله، عادت إلينا أواخره كلمة أصدقاء الفقيد الدكتور عبد الكريم الأشتر أيها السادة! لو جاز أن نمثل لبعض الناس بالكتاب، لكان صديقي الأستاذ أحمد راتب النفاخ يكون واحدة من المخطوطات النادرة التي جار عليها الزمان، فوقعت فيها خروم، وانطمست كلمات، وانقصفت أوراق، ولكنها ظلت حية تحتفظ بقيمتها، وتنفرد بحقائقها، فما نجده فيها قد لا نجده في كتاب آخر. تكوينه تكوين أصحاب العواطف المستبدة من المثاليين الذين يقفون دائماً في نهايات الخطوط. مملكتهم ليست في هذا العالم.
(يُتْبَعُ)
(/)
يسبحون أبداً ضد التيار. يسخطهم الواقع القائم ويأنسون فيه بالضعفاء والمقهورين. وربما انسحب ذلك على موقفهم من التاريخ ودوله وأحداثه. فقد كان الأستاذ النفاخ يقف في صف المغلوبين فيه. ولعلهم لو انتصروا فارقهم، ووجد سبباً للوقوف في صف معارضيهم. كانت البطولة تستشيره، فإذا اغتليت أو أكرهت بدت له أشدّ استثاره. من هنا يبلغ عطفه على الفقراء والبائسين وأصحاب الحاجات حداً يغفل فيه، كما يفعل المثاليون غالياً، عن حقائق الواقع. فإذا انكشفت لهم ازدادوا إحساساً بالخيبة وبغرابة الواقع من حولهم. خرجت في صحبته يوماً من باب الجامعة الكبير في البرامكة. واجتزنا الشارع إلى الرصيف المقابل. فلم ألحظ صبياً مستلقياً عليه، يسأل الناس، وقد مدّ رجلاً تكسوها بقع الدم. كانت مظاهر الحياة المتجددة، في مقدم الربيع، تجتذب حواس الناس إليها. ولكن الأستاذ النفاخ لم يشغله عن الصبي، بلهجة منكسرة ذاب لها قلبه، الفقر والعجز عن دخول المشفى، فما أسرع ما ضرب بيده إلى جيبه فأعطاه. ثم لم يكتف، فاستوقف سيارة أوصى سائقها بحمل الصبي إلى المشفى، ودفع له أجره. كنت أتتبع المشهد وأنا مبهور. وفي نفسي إحساس عميق بالخديعة والكذب، يخالطه إعجاب بالغ بصفاء النية ونبل المشاركة وسطوع النزعة الإنسانية. في اليوم التالي خرجنا من باب الجامعة، فرأينا الصبي نفسه مستلقياً على الرصيف، يسأل الناس، وقد مد أمامه رجله التي يكسوها الدم الكذب! كنت أنظر في وجه الأستاذ راتب وهو ينظر في الصبي. فرأيته يلوي وجهه عنه كأنه لا يريد أن يراه. كان يحاول أن يداري إحساسه بعجزه عن تقبل هذا العالم المخادع من حوله. لعله بمثل هذا الإحساس كان يواجه دائماً خيبته في الحياة والناس، وهو يحاول عبثاً أن يشد المثال على خشبة الواقع. ولهذا كان يكثر كلامه في تقويم الناس، ويغلو فيه أحياناً غلوّ من يريد أن يستنفد قوة الإحساس بالفجيعة. ولهذا أيضاً كان يغلو في الرضا أحياناً غلوّ من يرجو أن يأمنها في نفسه، فما يزيد في آخر الأمر عن أن يهيئ لنفسه خيبة جديدة. ويظن الذين لا يعرفونه، كما كنا نظن قبل أن نعرفه، ونحن طلاب في الجامعة، أنه خشن الملمس، جافي الطباع، ليس في حياته موضع للإحساس بجمال التواصل الإنساني، على إطلاق معانيه. فإذا اقتربوا منه وعرفوه وجدوه لا يؤرقه شيء كما يؤرقه الحب، بمعناه العميق الشامل، ووجدوه ندياً رقراقاً يحسن فهم هذه العاطفة النبيلة، ويستجيب لها أعمق الاستجابة. وقد قضيت إلى جانبه زمناً لا أكتشف، في هذا الجانب من حياته، معنى محدداً، وإن كنت أستذكر اليوم مظاهر كثيرة من رقة الشعور وحرارة الروح، إلى أن كان يوم جاوزنا فيه منتصف الليل ونحن نمشي في أطراف دمشق، قريباً من كيوان، حتى كللنا. كنا في الصيف، وكانت الليلة مقمرة. فاسترحنا إلى جوار شجرة ضخمة من شجر الصفصاف، يجري قريباً منها نهر يزيد. فما أدري كيف تصرف بنا الحديث، فجاشت به نفسه جيشاناً شديداً، هيأ له، فيما يبدو، ما كان يفيض في الجو، من حولنا، من رقة الطبيعة وحدة إغرائها بالبوح والاستسلام. رأيته فجأة يضطرب كورق الصفصاف، ويبدأ فيحدثني عنها، وكنت أعرفها، ويصفها كما كان يراها. كان قريباً من أهلها. ولكن ذنبها أنها لم تكن تفكر فيه على النحو الذي كان يظن. فقد انغلق عليها القلب إذن، وظلت ذكراها تنزف فيه، كما قال يومها. وتعيّن عليه أن يواجه، في هذا الوقت المبكر، كبرى خيباته وأثبتها في النفس. ثم إنه لما تهيأ له، من بعد، أن يكتب رسالة الماجستير، اختار ابن الدمينة، الشاعر الوجداني الرقيق، موضوعاً لها! ثم طال الزمان بعدها على الناسك المتبتل الذي يحتضن القرآن، فتعرض لمحنة قاسية، لعلها أدلّ محنه على اندحار مثاله في مواجهة الواقع، وعلى عجزه، وهو في ارتفاعه عنه، عن فهم حقائق النفوس المتردية. فهذا الذي كان يجعل منه هدفاً سهلاً للطامعين فيه. كانت أبواب بيته مفتوحة لكل طارق، حتى كان ربما سلّم بعضهم مفاتيحها ليدخلوه إذا غاب عنه. رغبة مستبدة لا تنكسر في تحدي الواقع والانتصار عليه! لقد كان، من الجانب الحي، أقرب من عرفت من الناس، إلى المثال الذي صوروه لأنفسهم. فما خسره في الناس إذن ربحه في نفسه، باستثناء ما كانت حرارة التكوين تغري به أحياناً، من حدة الخصومة أو الإمعان في النقد. ولهذا نراه
(يُتْبَعُ)
(/)
يكثر محبوه ويكثر ناقدوه معاً. ولهذا أيضاً يخلص محبوه في محبتهم إياه إخلاصاً قلّ نظيره في المحبين. لقد كان هو نفسه المثل الحي في الصدق والإخلاص والوفاء لمن يحب. ولو شئت أن أستذكر بعض صورها في حياتي وحياة من أحبهم وأحبوه لما انتهيت. وكلت إليه يوماً، وكنت مقبلاً على سفر، أن يتفقد أهلي في غيبتي. فما تخلف عنهم يوماً. يسير إليهم في بيتهم، فيطرق الباب ويدير إليه ظهره، ويسألهم عن حاجاتهم. ويكل إليه آخرون الإشراف على طبع بعض كتبهم والنظر فيها، فينظر فيها، ويصحح ما يستدعي التصحيح، ويتمم نقصها، ويضيف إليها الحواشي والتعليقات. ويقصده الطلبة في بيته، فيجلس إليهم ساعات يرشدهم ويحقق لهم بعض النصوص، أو يعيد قراءتها معهم، لا يضجر ولا يملّ ولا يشكو. وقد قارب بيته، من هذه الناحية، أن يكون مدرسة صغيرة لطلاب العلم، وقارب أن يكون له، في بعض الرسائل الجامعية، من أصالة الرأي، مثل ما لأصحابها فيها، أو أكثر كثيراً في بعض الأحيان! * * * والآن، ما الذي يبقى من الأستاذ النفاخ لنا وللأجيال المقبلة؟ يبقى منه النموذج الإنساني الساطع الذي وفق بين قوله وفعله، وحقق في نفسه مثله: أعرض عن مغريات الدنيا وارتفع عنها: لم يخلبه المال فعاش في بيت بسيط جداً، في حدود الكفاية التي تصون ماء الوجه. لم يخلف لأهله إلا هذا البيت الذي كان أبوه خلف له ثمنه، وإلا الكتب التي صحبها ونذر حياتها لها. لم يسع إلى منصب ولم تفتنه المظاهر. ولم يقف بباب أحد. وربما جاءه أصحاب الحاجات فقضاها لهم ونسي حاجة نفسه وأهله! أنفة أكاد لا أعرف لها مثيلاً في من عرفت من الناس، وترفع عن كل ما يطمع الناس فيه. ولعل عزوفه عن السعي في مناقشة رسالة الدكتوراه، بعد أن تأخر فيها (لغلبة نزوعه إلى التحرز والتدقيق) وبلغ من كتابتها حداً فاق ظن مناقشيه، يقع في هذا الجانب من تكوينه. فقد أنف، بعد أن تأخر فيها، من أن يقف مع فلان وفلان، ممن هم في سن طلبته، أو في مستواهم أحياناً، في مواقف واحد! وقد أربكه ذلك في عمله من بعد. ولكنه، على نحو ما، كان يستشعر فيه نشوة الانتصار على النفس! ويبقى من الأستاذ النفاخ، لنا وللأجيال المقبلة، مثل شاخص في الانقطاع إلى العلم وإتقانه يبلغان حد لتصوف. وقد كنت أقف إلى مكتبته أحياناً وأقلب بعض كتبها، فتطل عليّ من حواشيها التعليقات والتصحيحات والإحالات، يكتبها بخطه الدقيق، ويشير إلى مواضعها، في المتون، من فوق السطور، على طريقة السلف. كان يجد عزاءه في القراءة. وكان ربما استوفى قراءة الكتاب في الساعات. وكان من أقدر الناس على قوة التمثل والوقوف على مفاصل الكلام، كما كان يسميها (يعني محاورها الفكرية). وكان يبلغ من العمق، في تحليل الكتب أحياناً، ما يصلح، لو كتب، أن يكون درساً يقرأ. ويبقى من الأستاذ النفاخ، لنا وللأجيال المقبلة، كتب وفهارس ثمينة ومقالات ومختارات ونقول ورسائل وشروح وتعليقات، إضافة إلى ما لم يطبع منها، وفيها أثره الكبير في القراءات. وهي، في جملتها، ثروة أدبية ولغوية تبلغ الغاية في الإتقان. ولو كان انصرف إلى تنميتها عن كل ما شغله من أمور الدنيا والناس، مع التخفف من المبالغة في التحرز والتدقيق والتجويد، لبلغت، على يده، أضعاف ما خلف منها. على أنها، لو جمعت ونسقت موادها ونشرت، لخففت قليلاً من فداحة الخسارة فيه. * * * وبعد فقد لا يحق لنا، في هذه المرحلة الحزينة من حياة الوطن وواقع قضيته الكبرى، أن نبكي أفراد الناس. ولكن "الشجا يبعث الشجا"، والألم موصول بعضه ببعض. والأوطان، في نهاية الأمر، تكبر بأفذاذها. ومن حقهم عليها أن تكرمهم وترفع من ذكرهم. وهي، إذ تفعل، تكرم نفسها، وترفع من ذكرها. لقد كان الأستاذ النفاخ واحداً من علماء العربية الكبار، يكاد يكون لا مثيل له في أوطان العربية الممتدة إلى حيث يقرأ القرآن ويؤذن للصلاة. ولئن ضاقت به جدران الجامعة يوماً، إنها قد تضيق بمثله في هذا الوطن الكريم الذي نرجو أن يبلغ يوماً من مرتبة الإنصاف ما بلغنا نحن من مرتبة الحب. أنت تعرف أيها الصديق، وقد مضيت اليوم إلى المجهول الكبير، وتخطيت تخوم هذا العالم الذي عشت حياتك تضيق به، أنّ ما أقوله فيك لا تمليه المحبة وحدها، ولكن يمليه معها الإخلاص للحق الذي أخلصت له حياتك. وربما أملته معهما الحسرة: فمن أين يجود
(يُتْبَعُ)
(/)
الزمان بمثل هذه الصداقات المبنية على معانيها في الصدق والإخلاص، وعلى حلاوة المؤانسة التي ترتفع عن كل غرض، وعلى غنى المعرفة التي تجمّل العقل! من أين يتأتى للمرء، في هذا العالم المتحجر، أن ينعم بصحبة مثل هذه العقول المتفتحة والقلوب الغنية والأرواح الحارة! رحمك الله قدر ما علمت وعلّمت! رحمك الله قدر ما أحببت! رحمك الله قدر ما عانيت! لم يقدّر لك أن تعرف السكينة بيننا، فلعلك تعرفها بعيداً عنا. على أن مثلك لا يموت ولو انتزعه الموت من القلوب. أشكركم
كلمة طلاب الفقيد فقيد العلم العلامة أحمد راتب النفاخ الدكتور محمد الدالي
بسم الله الرحمن الرحيم {إن اّلذين قالوا ربنّا الله ثمّ استقاموا تتنزّل عليهم الملائكة ألاّ تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنّة التى كنتم توعدون. نحن أوليآؤكم فى الحياة الدّنيا وفى الا خرة ولكم فيها ما تشتهى أنفسكم ولكم فيها ما تدّعون. نزلاً من غفور ٍ رحيم ٍ. ومن أحسن قولاً ممّن دعآ إلى الله وعمل صالحا وقال إنّنى من المسلمين. ولا تستوى الحسنة ولا السّيّئة ادفع بالّتى هى أحسن فإذا اّلذى بينك وبينه عداوةٌ كأنّه وليٌّ حميم. وما يلقّاها إلاّ الذين صبروا وما يلقّاهآ إلاّ ذو حظّ عظيم ٍ} [سورة فصلت: 30 - 35]. والحمد لله الذي استأثر بالبقاء وكتب على عباده الفناء، فـ {كلّ نفس ٍ ذائقة الموت} [سورة آل عمران: 185] و {كلّ شيءٍ هالكٌ إلاّ جهه له الحكم وإليه ترجعون} [سورة القصص: 88] {ولله ميراث السّماوات والأرض} [سورة آل عمران: 180]. .............
وهي بعد يا أستاذ كليمة سئلتها، أقولها بلسان من علّمته – وهم أجيال لا يحصون- وبلسان من اختص بك من طلابك، وهم فئة غير قليلة. وأنت تراني كلما كتبت حرفاً محوته، وكلما خطرت خاطرة أردت تقييدها تأبّت ومضت، وكلما عنّ معنى حاولت الإبانة عنه تفتحت معان وصور ما من سبيل إلى حصرها والعبارة عنها. ومثلي فيما أنا فيه وله يحتاج منك العطف والرضا لا الإعراض، وإن كنت غير راض عن كل هذا زاهداً فيه راغباً عنه. فانظر إليّ نظرة أقوى بها، فأنت وأنا بل كنتَ وكنتُ أباً وولداً. وهي كليمة في موضعها، لا تعدوه، ولا ترتفع عنه، ولا تخرج عما أريد منها، لا بد منها، وإن كانت لا تبلغ مما في نفسي شيئاً، وأنّى لها بذلك؟! لو كان الأستاذ لنا واحداً أي واحد ممن درسنا، وكنت أو كنا له طلاباً أي طلاب ممن درسهم لسهل علي العسير ولان العصيّ فقلت فيما سئلت. وما كان الأستاذ مدرساً أيّ مدرس تتلقى عليه مادته التي يحاضر فيها، وما كنت وبعض من معي ومن تقدّمني طلاباً له أي طلاب درسهم سنيات حفظوا له فيها صورة عمودها عندهم واحد، وتختلف في أشياء بين طالب وآخر باختلاف نفوسهم وعقولهم. فالأستاذ رجل من عباد الله المؤمنين الصالحين الصادقين الذين شروا أنفسهم ابتغاء مرضاة الله، ظاهره خير كباطنه، كريم، مضياف، مفضال، أريحي طيب النفس، وفيّ، عازف عن الدنيا وزخرفها، منقطع للعبادة والعلم، راغب عن الشهرة ساعية إليه، كان أمة ورجل أمة. وهو بعد بقية السلف والحبر البحر ريحانة الشام وخزانة علمها، لم ير الراؤون في هذا العصر مثله، حقاً لا يجحدونه. خلق ليكون ما كان، وترفّع عما عفّرت فيه وجوه، ونزّه نفسه عما خاضوا فيه، وتواضع لله فرفعه. فيه عزة المعتز بالله، وقوة المستعين به، ذو خلق وخلاق، جبل على الوفاء والإخلاص والرحمة بالناس وحب الخير لهم. وكان شديداً في الحق، للقسوة واللين مواضع يضعهما فيها، صريح صراحة، يجهر بقوله، لا يجامل ولا يورّي، يسمي الأشياء بأسمائها. الإحسان عادته، والتواضع سجيته، والحياء حليته، والخير فطرته، والتقوى جبلته. وفي الصدر مني معه حديث سبعة عشر عاماً لازمته فيها، والحديث ذو شجون، منه ما يدون ومنه ما لا يدون. ولو تكلفت تدوين ما عرفته خلالها من أحواله وصلته بمن اتصل به بسبب، وآرائه فيمن حوله وفيما حوله، وتبحره في فنون من العلم هو آية فيها- ومنها العربية واللغة والعروض والأدب وعلوم القرآن- ونظراته فيها، وشؤون غيرها، لو تكلفت ذلك لم أفرغ منه على وجه مرضي في سنين ذات عدد، ولأتى ذلك في مجلدات ولبقي في النفس أشياء، ولم يحط لفظي بنعته. فماذا أقول في كليمتي التي سئلت ولّما يزل الأستاذ أمام ناظري، وأجالسه، ويكون حديث، فما بيننا لا يقدر رحيله عنا-
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو بنيان قوم تهدم- أن يذهب به. عرفته حين درست اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة دمشق سنة 1974م. وكان في قسم اللغة العربية إذ ذاك أساتذة كبار علت منزلهم في علومهم. وكان الأستاذ عينهم وزينتهم وعلامة العربية في بلاد الشام، وهو من مفاخرها ومحاسنها، وكان جبلاً في العلم لا نظير له في علومه، وكان وحيد أوانه ونسيج وحده، وكان أشهر من نار على علم. تولى الأستاذ في السنة الأولى تدريسنا مادتي علم العروض والمكتبة العربية والأدب القديم. وكان يلتزم في حديثه العربية المبينة، وكان حريصاً على نشر العلم، متواضعاً تواضع العلماء الأئمة، قدوة لطلابه في علمه وخلقه وسلوكه. ظهر لنا خلال محاضراته علم غزير ورواية واسعة وذهن وقاد وحافظة واعية. ورأى غير واحد منا أن الأستاذ من أولئك الأئمة الأثبات الأعلام المتقدمين في المائة الرابعة أو دونها تأخّر به زمانه فعاش بيننا، وعلّمنا ما لم يعلّمنا أحد. ودرّسنا في السنة الثانية نصوصاً من كتاب الكامل لأبي العباس المبرد. ولم يكن في محاضراته فيه دون صاحبه المبرد علماً باللغة والعربية والأخبار وغيرها، بل إنه استدرك عليه في مواضع من كتابه. ولم تكن مادة النصوص عنده غاية في ذاتها بل كانت وسيلة إلى بيان أصول النظر في كلام المتقدمين وأمهات مصادر التراث العربي الإسلامي. ثم لّما تولى تدريسنا مادة علوم اللغة العربية في السنة الثالثة في كتاب مغني اللبيب لابن هشام الأنصاري عرفنا أنه فارس هذا الميدان غير مدافع. وقد شرح مسائل من كتاب المغني شرحاً لم يقاربه أحد ممن شرحه ممن نعرف. وما كانت مادة المغني وحدها هي ما عني به الأستاذ، بل كان أغنى ببيان منهج فهم كلام المتقدمين والقراءة الناقدة البصيرة بكلامهم، وعدم الاطمئنان إلى النظرة العجلى فيه ولا إلى الرأي الذي يبدو لك من قراءته أول مرة. ووجد المجال أرحب ليقول شيئاً مما في صدره من العلوم يوم تولى تدريسنا الموضوع اللغوي من موضوعات دبلوم الدراسات العليا اللغوية، وهو من كبار أعلام الدراسات العربية الإسلامية اللغوية والأدبية. فشرح لنا أبواباً من الخصائص لابن جني، وأملى علينا أشياء مما انتهى إليه ي القراءات القرآنية. وبسط خلال ذلك أصولاً من أصول علم العربية وعلم القراءات. وهو كلّ حين على ذكر من كلام الأئمة المتقدمين في مسألة مسألة، يملي كلامهم بلفظهم أو يكاد. وبسط لنا أصول تحقيق نصوص التراث العربي الإسلامي، وهو في هذا الباب لا نظير له في علمه وخلقه ومنهجه، كان غاية فيه. كانت الجامعة مكاناً تتلقى فيه المحاضرات المقررة، ولم يكن ما يتلقاه الطالب فيها ليكفي طائفة عطشى إلى العلم آنست في نفسها القدرة على الاستزادة منه. وكان بيت الأستاذ محلاّ ً للعلم ومثابة لطلابه. فلما فرغنا من الدبلوم انتقلت الجامعة إلى بيته، فحيث يكون تكون. وكنت وبعض زملائي وكثيرون ممن عرفت نختلف إلى الأستاذ في بيته، كلّ ٌ يحمل عنه ما كان مهيئاً لحمله من علمه وخلقه العلمي الأصيل وأمانته ودقته. واختار بعضنا بتوجيه منه رسالة الماجستير والدكتوراه. كان يوجهنا ويرعانا ويشجعنا ويبذل علمه ومكتبته ووقته في سبيل طلاب يرى أن لهم عليه حقّاً لأنهم طلابه، ولأنه يحب الخير للناس ويجري بين يديه. لازمته أي ملازمة من سنة 1979 إلى يوم اختاره الله لجواره. عرفته أستاذاً فذّاً وأخاً ناصحاً وأباً عطوفاً وصديقاً كريماً. وعرفت أي عالم كان، كان من أوعية العلم، كان كنيفاً ملىء علماً، وكان إذا سألته فجرت به ثبج بحر. إليه انتهى علم العربية في عصرنا، ونظر بذهنه نظر مؤثلي هذا العلم وناقشهم في بعض جوانبه، ورأى في بعضه غير ما رأوا. وفي المشتغلين بعلوم العربية في عصرنا بلا ريب غير واحد ممن برعوا فيها وحفظوا كثيراً من مسائلها ومذاهب المتقدمين والمتأخرين فيها وعرفوا حل ما اعتاص منها، لكنك لا تجد فيهم مثل الأستاذ ممن أداه علمه بالجزئيات إلى تصور شامل للغة وقوانينها الوضعية والعقلية. فقد أداه فكره في الكتاب- أعني كتاب فهماً دقيقاً- وهو أقصى ما يبلغه المتبصر بكلامه- بل إلى الوقوف على حكمة العرب في كلامها وعلى أغراض الخليل فيما نقله وفسره من كلام العرب، وفيه ما خفي غرض الخليل فيه حتى على صاحبه سيبويه، وفي الكتاب مواضع شمست حتى على أبي عليّ. كان الأستاذ عالماً
(يُتْبَعُ)
(/)
بمقاييس العربية بصيراً بها محققاً مدققاً لو رآه الخليل لسرّ به وقال له: مرحباً بزائر لا يمل. ولا يزال في الناس علم ما بقي فيهم مثل الأستاذ. برع في علم العربية براعة، وحذق علم القراءات حذقاً، فهو وهذان العلمان سواء. وله فيهما مذاهب ونظرات لا تجدها في كتاب. ووقف في علم القراءات على أصول هذا العلم عند أئمته المتقدمين، وقد خفي أكثرها على من بعدهم. ولو كان لأحد أن يؤخذ بقوله كله في علم ولا سيما العربية والقراءات. ولو أراد الأستاذ نفسه أن يضع كتاباً يفرغ فيه ما في صدره من العلم لجاء الكتاب دون ما قدر لسعة علمه بفنون من العلم وبعد غوره فيها ولتشعب مسالك القول فيها وتفرق مسائلها وانتشارها. في بيته جرت مجالس العلم كل يوم، وبذل لمعتفيه بذل من لا يرجو منهم جزاء. عرفت عنده كثيراً من الباحثين من أصدقائه وزملائه ومن قدماء تلامذته وأصحابه، طلبوا عنده الفائدة فأطلبهم، وكثير غيرهم ممن لم ألق كتبوا إليه من شتى البلدان العربية فيما علموا أنه مفيدهم فيما استبهم منه وأشكل واستغلق وأعضل، وكانت الكتب والرسائل تأتيه من كل مكان. وعرفت في بيته كثيراً من المختلفة إليه من طلاب العلم، وهم جم غفير من مواضع شتى في سورية وغيرها من البلاد العربية والإسلامية. فطائفة منهم أشكلت عليها مواضع في نصوص تحققها، وفئة احتاجت إلى مخطوطات أو كتب نادرة في مكتبته، وجماعة تسأله اختيار موضوع رسالة جامعية، وثلة لم تتهد إلى تصور مرضي في دراسة علمية، وطوائف أخرى تستفتيه في مسائل من علم اللغة والعربية والأدب والقراءات والتفسير والحديث وغيرها. قصدوه فأكرمهم، وسألوه فأجابهم، وبذل لهم علمه ومكتبته ووقته. وغير واحد من تلامذته تولّى مناصب علمية في الجامعات وغيرها من مراكز العلم في سورية وغيرها من البلدان العربية. وعرفت فيما عرفت أنه كان منكوباً في غير قليل ممن أحسن إليهم، ما فعل لهم إلا الخير، وضنوا عليه بالوفاء، بل إن فيهم من أساء إليه وتنكر له، ومنهم من أصاب به اليوم علاج ذات نفسه. عرفت منهم من عرفت، وحدثني بحديث كثير. كان وفيّاً يحسن الظن بالناس فيخلفه ظنه في كثير {من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها} [سورة فصلت: 46]. وأقامت طائفة على الوفاء له، تلقوا عنه، وكسبوا بعلمه ومعرفته ما كسبوا. وما زال الأستاذ ينبوع علم عدّ، ينشر العلم، وزكاة العلم نشره. فمنه ما وعته صدور الخاصة من أصحابه وتلامذته، ومنه ما بثه فيما نشره وفيما لم ينشره من النوص وفيما كتبه من مقالات، ومنه ما قيده على الكتب التي حوتها مكتبته، وذهب بموته علم كثير. والموت حق على كل العباد فما حيّ بباق ويبقى الواحد الأحد و "إذا مات ابن آدم انقطع علمه إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ". فعمل الأستاذ باق إلى يوم القيامة، لا ينقطع حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين. رحمك الله يا أستاذ أبا عبد الله رحمة واسعة وجزاك الجزاء الأوفى {يوم لا ينفع مال ولا بنون. إلا من أتى الله بقلب سليم} [سورة الشعراء: 89] ولا زال لسانك رطباً بذكر الله وتلاوة الزهراوين كلّ صباح. سلامٌ عليك {سلامٌ قولاً من ربٍّ رحيم ٍ} [سورة يس: 58]. كلمة آل الفقيد الأستاذ نزار النفاخ بسم الله الرحمن الرحيم أيها السادة الكرام لم أكن أتصور في يوم من الأيام أن أقف هذا الموقف الصعب والمهيب أمام علماء أجلاء، وأصدقاء، وزملاء لأتكلم عن شقيقي أحمد راتب رحمه الله في الذكرى الأربعين لرحيله في حدود رؤيتي له كشقيق كان إلى جانبه في كافة الأوقات، ولعل السمة المميزة له هو أنه لم يكن يأبه لعرض الدنيا ومباهجها، ولم يقم لها وزناً، شأنه في ذلك شأن السلف الصالح من علماء أمتنا، وانسحبت هذه الصفة على سلوكه وتصرفاته، فكان يتعامل مع الآخرين ضمن هذا الاعتبار، وهذا ما دعاه إلى التفاني في بذل العلم لطالبيه على اختلاف مشاربهم وأهوائهم، لأنه كان على يقين من أنه يؤدي بذلك عبادة، فالعلم عنده عبادة، ولم يكن يسخط على أحد إلا بمقدار انتهاكه لحرمة هذه العبادة في أداء ما لم يحسن أداءه. أما داره فكانت دار علم يؤمها العلماء، وطالبوا العلم من شتى أصقاع العالم، ومن كل حدب وصوب على اختلاف اختصاصاتهم وهذا ما شاهدته على مدى ثلاثين عاماً، وكثيراً ما كنت انتظر عدة أيام لأظفر بفرصة أخلو بها إليه للتحدث في أمر من الأمور العائلية التي تخصه مباشرة، وهذا لم يكن ليتيسر لي في حضور رواد علمه، ولا أذكر أنني استطعت حمله على إغلاق بابه يوماً واحداً في أمرٍّ أيام مرضه وأقساها، وكنت ألحظ أنه كان يستعيد قوته ونشاطه عندما كان يقوم بشرح مسألة علمية لقاصديه، إذ يجدون عنده حلاًّ لكل معضلة، وشرحاً مفصلاً لكل مشكلة، إضافة إلى توجيهاته العلمية سواءٌ أكانت باختيار مواضيع بحوثهم، أو وضع خطة منهجية لها، أو تقويمها، أو الإشارة إلى مصادر دراستها، لقد كان يركز على أصول البحث العلمي، وطرائق استخدام المصادر والصلات الأساسية بين مختلف أنواع العلوم الأساسية، فضلاً عن التكوين الفكري والعقلي، وأصول المحاكمة عند الإنسان، أما مرحلة الحفظ والاطلاع فستكون المرحلة اللاحقة والمتممة للوصول إلى بداية المعرفة العلمية، وفوق ذلك فإنه لم يكن ليضن بعلمه ومكتبته على كل طالب علم ولو لم يكن أهلاً لذلك لقد كان راتب خبيراً بالرجال ومبصراً لمواقفهم، وكان وفياً لأساتذته وأصدقائه. إنني لم أقصد الحديث عن علمه، فلست أهلاً للحديث في هذا الجانب الذي أفاض فيه زملاؤه، وأصدقاؤه وطلابه في كلماتهم عنه، فهم أقدر مني بمعرفة مقدرته ومكانته العلمية، ولكنني صورت واقعاً عايشته مدة طويلة، فالعلم ملأ عليه حياته دون أي غرض سوى لثواب وقناعته في أنه يؤدي رسالة العلم كما يأمره بذلك دينه وخلقه، ولولا ما آل إليه من إرثه من أبيه لغادر الدنيا كما جاء إليها. وأخيراً لا يسعني والألم يعتصر قلبي ويمزقه إلا أن أبدي جزيل شكري وامتناني للسادة المشاركين في هذه المناسبة، وهذا ما خفف من المصاب الذي ألم بنا، فلئن مضى راتب إلى لقاء ربه، فإن لنا في صفوة أصدقائه ومحبيه خير عزاء وشكراً لكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[منصور مهران]ــــــــ[05 Nov 2006, 08:30 م]ـ
الآن وقد تمت ترجمة أمهر علماء العربية بعلومها وفنونها: الأستاذ أحمد راتب النفاخ - رحمه الله - فنتقدم بالشكر إلى أخينا الفاضل الدكتور مروان الظفيري أن تفضل بتوسيع دائرة إطلاع القراء على الترجمة التي ظلت محدودة الاطلاع في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ونأمل من رواد الملتقى أن يُدلوا بدلائهم في هذا الخضم إثراءً للموضوع بما يليق بمكانة الرجل في نفوسنا، وبالله التوفيق.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[05 Nov 2006, 09:03 م]ـ
شكرا لأخي العالم المدقق الثبت منصور
على هذه المشاركة
ومن ثمة المبادرة الطيبة؛ لإثراء الموضوع
ولتكن البداية من عندي أنا:
التحقيق عند أستاذي النفّاخ هو فهم النصّ فهما سليما،
قائما على إمعان النظر في تدبر معانيه!!!
وهذا الفهم لايتأتى إلا بعد تحريره من شوائب السقط
والاضطراب والتصحيف والتحريف، وما قد يقع فيه مؤلفه من أوهام ...
لقد كان أستاذنا شديدا على نفسه، وكانت شدته على نفسه تحول
بينه وبين أن يكتب إلا مايراه صوابا، ثم لا يبالي من بعدُ
أخسر صديقا، أم كسب عدوا!!!؟
لقد كان أستاذنا غريبا عن عصرنا، وكيف لايكون رجل مثله غريبا؛
لأن حق العلم كان عليه فوق كل حق، ووفاءه لتراثنا الحبيب، وللأئمة
الذين أورثونا إياه فوق كلّ وفاء ...
ثم هو لايبالي في سبيل هذا الحق والوفاء أكثر محبوه أم شانئوه!!!؟
فلعلك ترى أستاذا له قديرا، أو صديقا له أثيرا، أو محبا مريدا قد وهت
العلائق بينهم وبينه؛ لأنهم لم يتحملوا صدعه بالحق الذي يراه، ولم يكن
عندهم من الحجة ما يدفعون به قوله!!!!(/)
حقيقة المعجزة وشروطها عند الأشاعرة د. عبد الله بن محمد القرني
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[03 Nov 2006, 04:50 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: -
فإن الدراسات المتعلقة بالإعجاز وإن تعددت ترجع إلى أساسين متكاملين، يتعلق أحدهما بالتأصيل لحقيقة الإعجاز، وبيان مفهومه، وأوجهه، ومجالاته، وبيان جهود العلماء المحققين في تقريره. بينما يتعلق الأساس الثاني بنقد الآراء المخالفة حول الإعجاز والمعجزة، سواء كانت تلك الآراء قديمة أو حديثة، وبيان خطر تلك الآراء على حقيقة الإعجاز، وما يترتّب عليه من الخلل في الدلالة على النبوة.
ولا بدّ من التكامل بين هذين الأساسين بحيث لا يكتفى بأحدهما دون الآخر، لأن التأصيل المطلوب لا يتحقق مقتضاه إلا مع نقد ما يخالفه، والنقد الصحيح لا يتم إلا وفق منهج منضبط له أصول وقواعد علمية محررة.
وإذا نظرنا إلى التراث الفلسفي والكلامي في هذه المسألة وجدنا أثر الأصول التي قامت عليها تلك الاتجاهات واضحًا في تفاصيل هذه المسألة، مع خطورة ذلك لتعلقه بدلائل النبوة ووجه الدلالة في الإعجاز، وما إلى ذلك.
وإن من أكثر الاتجاهات الكلامية تأثيرًا في هذا الجانب الاتجاه الأشعري، نظرًا لتأثر كثير من علماء التفسير والحديث وعلوم الحديث و اللغة بالمذهب الأشعري، حتى أصبح تعريفهم للمعجزة، والكلام عن حقيقتها وشروطها، وما يترتّب على ذلك من الكلام في دلائل النبوة هو المشهور في كثير من المراجع العلمية، والتبس الأمر على كثير من الباحثين في هذا الباب.
وقد كان لموقف الأشاعرة من مسألة السببية، وإنكارهم للسنن الكونية وخصائص الأشياء الأثر البالغ في نظرتهم إلى حقيقة الإعجاز، وما يلزم عن ذلك من اللوازم، كقولهم في معنى العادة، وأن ذلك لا يرجع إلى حقيقة مطردة، وما التزموه من أن السحر من جملة الخوارق، وأنه لا فرق بين المعجزة والسحر بالنظر إلى حقيقة كل منهما، وأنه لابدّ للتفريق بينهما من تحدي النبي صلى الله عليه وسلم بالمعجزة، وأن الساحر إذا ادعى النّبوة أو عارض نبيًا فلا بدّ أن يسلب القدرة على السحر، ونحو ذلك من اللوازم التي ترجع في جملتها إلى حقيقة واحدة وهي إنكارهم للسببية، مع أنه الأصل الذي يتميز به المعجز من غير المعجز.
ومع أن العلماء المحققين كابن حزم وابن تيمية وغيرهما قد نبّهوا على هذه الأخطاء، وحذروا منها، إلا أنه لا يوجد فيما أعلم دراسة علمية تفصل القول في الأصل الكلامي لهذه الأخطاء، ووجه التلازم بين أصل القول ولوازمه، وبيان جهود العلماء المحققين في نقد هذه الأخطاء، والأصل الذي بنيت عليه.
وتحقيقًا لهذه الغاية فقد اشتمل هذا البحث على ثلاثة مباحث، كان أولها عن مكانة دلالة المعجزة على النبوة عند الأشاعرة، وبيان خطأ ما ذهب إليه أكثرهم من القول بحصر دلالة النبوة في المعجزة، وبيان ما ذهب إليه بعضهم من اعتبار دلالات أخرى، وأن ذلك وإن كان صوابًا إلا أنهم قصروا حيث عدوا تلك الدلالات مكملة ومتمّمة لدلالة الإعجاز، مما يلزم منه التوهين لتلك الدلالات.
وأما المبحث الثاني فكان في بيان الأصل الكلامي الذي استند إليه الأشاعرة في موقفهم من دلالة المعجزة على النبوة، وهو إنكارهم للسببية وخصائص الأشياء، وما ترتّب على ذلك من الأخطاء في مفهوم العادة والخارق، وما تتميز به المعجزة، ووجه تميز الإعجاز، وما إلى ذلك.
وأما المبحث الثالث فكان في بيان منهج الأشاعرة في الاستدلال بالمعجزة واللوازم التي التزموا بها نتيجة خطئهم في مسألة السببية، وبيان أن كل ما اشترطوه للمعجزة فإنما يرجع إلى ذلك.
وبذا يتكامل تصور منهجهم، والأساس الذي قام عليه، واللوازم التي التزموا بها بناء على ذلك، والموقف الشرعي من هذه الأخطاء، وما قرره العلماء المحققون في ذلك كله.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
---------------------------
هذه مقدمة بحث: (حقيقة المعجزة وشروطها عند الأشاعرة - دراسة نقدية) للشيخ الدكتور. عبد الله بن محمد القرني وفقه الله, ويعد هذا البحث من أهم البحوث المتعلقة بمسألة الإعجاز تأصيلاً وتفصيلاً, ولا يخفى علاقة ذلك بإعجاز القرآن الكريم, وقد أهداه الشيخ الفاضل لملتقى أهل التفسير لمكانته لديه, فشكر الله له.
وهذا هو البحث كاملاً في المرفقات.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[03 Nov 2006, 08:58 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[04 Nov 2006, 09:28 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ينبغي الاشارة الى ان هذا البحث من ضمن البحوث التي قدمت لمؤتمر الاعجاز القراني الذي عقد في جامعة الزرقاء الاهلية بالاردن واقبلوا خالص التحيات
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[04 Nov 2006, 08:55 م]ـ
نعم كما ذكرت أخي جمال, وهذا مذكور في صفحة العنوان من البحث, ولك سلامي وتحياتي.(/)
متن حديثي لعلوم القرآن
ـ[ابن أحمد]ــــــــ[03 Nov 2006, 04:17 م]ـ
السلام عليكم و رحمته الله و بركاته
و بعد
فهذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى المبارك و الذي أتشرف أن أكون في زمرة القارئين و إن استطعت المشاركين فيه.
و احب أن أشكر كل القائمين على المنتدى حيث فتحوا بابا من ابواب العلم و الخير عظيم أسأل المولى أن ينفع به و أن يجعله من الصدقة الجارية عليهم.
ثم اشكر الشيخ الفاضل محمد العبيدي على ان سهل و يسر لي الإشتراك في هذا المنتدى المبارك.
مشاركتي هي هل هناك متن حديثي في علوم القرآن أي متن حديثي يجمع ما ورد من أحاديث في أبواب علوم القرآن مثل الوحي و نزول القرآن و الناسخ و المنسوخ و جمع القرآن و هكذا.
الذي أعرفه ان هناك محاولات مثل كتاب فضائل القرآن في صحيح البخاري و مثل صنيع ابن كثير في أول تفسيره لكن هذه المحاولات قد لا تكون قد أتت على كل أبواب القرآن و علومه.
هل هناك متن في مثل هذا الباب؟
ثم ما هي القيمة العلمية لمثل هذا العمل؟
محبكم/ زياد بن أحمد خمبشي
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[05 Nov 2006, 10:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر الأخ الكريم زياد بن أحمد خمبشي على هذا التنبيه.
وهذا الموضوع من الموضوعات التي أرى أنها من الأهمية بمكان لتأصيل علم "علوم القرآن"، وقد كنت أشرت إلى أهميته في رسالتي للماجستير ـ ومما قلته في ذلك:
(وأودُّ التأكيد هنا أيضاً على أهمية تأصيل مباحث وموضوعات علوم القرآن، وذلك بالرجوع إلى أصول العلم بدلاً من الرجوع إلى آراء الرجال وما كتبوه من مؤلفات، وقبولِ أقوالهم وأخذها على أنها من المسلّمات.
ولو أننا نظرنا نظرة فاحصة في مؤلفات علوم القرآن - وخاصة المتأخرة - لوجدنا أنّ أكثرها ترجع في الغالب إلى ما كتبه كل من الزركشي في (البرهان في علوم القرآن) والسيوطي في (الإتقان في علوم القرآن) دون الرجوع إلى المصادر التي اعتمدوا عليها ورجعوا إليها.
ومن أهم الأصول التي لابُدّ من الرجوع إليها ونحن نبحث في موضوعات علوم القرآن، كتب السنة، ولو أن العلماء وطلبة العلم جَرَدُوا كتب السنة واستخرجوا ما فيها من أحاديث تتعلق بموضوعات ومباحث ومسائل علوم القرآن لوجدوا علماً طيباً مباركاً، يغنيهم عن كثير من الأقوال والآراء التي لا مستند لها من نقل صحيح، وقد تخالف في كثير من الأحيان ما تدل عليه النصوص الصحيحة الثابتة.
وهذا يقودنا إلى الحديث عن الأمر الثاني الذي يتفرع عن أهمية الاعتماد والرجوع إلى أصول العلم المعتبرة وهو: وجوب ردّ الأقوال المخالفة لهذه الأصول، فإذا ورد قول في مسألة من مسائل علوم القرآن أو في أي علم آخر، وهذا القول يخالف مخالفة صريحة كتاب الله تعالى وسنة نبيه r وما أجمع عليه سلف هذه الأمة الصالح من الصحابة والتابعين ومَن تبعهم بإحسان من الأئمة المهديين - فإنه يجب رده، ولايُلتفت إليه؛ بل لايُعدُّ قولاً من الأقوال - ولا كرامة -.
قال ابن عبدالبر - رحمه الله -: (قال أبو عمر: ماجاء عن النبي r من نقل الثقات، وجاء عن الصحابة، وصح عنهم فهو علمٌ يدان به، وما أحدث بعدهم ولم يكن له أصل فيما جاء عنهم فبدعة وضلالة) ([1]).
ومن أمثلة الأقوال التي ذكرت في كتب علوم القرآن واشتهرت مع مخالفتها لنصوص القرآن الكريم الصريحة، قولهم: إن القرآن له نزولان:
الأول: نزول من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا.
الثاني: نزوله من السماء الدنيا على النبي r ([2]) .
فهذا القول بعضه صحيح وبعضه ضعيف مردود، فالصحيح هو أن القرآن نزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا؛ لثبوت ذلك في آثار صحيحة عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره، كما سيأتي - إن شاء الله -، والضعيف المردود هو قولهم: إن القرآن نزل على النبي r من السماء الدنيا.
فهذا قول يخالف مخالفة صريحة ماجاء في آيات كثيرة من أن القرآن نزل على النبي r من الله مباشرة بواسطة جبريل عليه السلام، كما قال سبحانه وتعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ. نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ. عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ} [الشعراء: 192 - 194]، وقوله جلَّ وعلا: {وَالَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَبِّكَ بِالْحَقِّ} [الأنعام: 114]، وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ} [المائدة: 67]. فهذه الآيات - وغيرها كثير - تدل بوضوح أن القرآن نزل على النبي r من ربه جلّ وعلا، لا من السماء الدنيا ولا من اللوح المحفوظ ولا من غير ذلك ...
ثُمَّ إن ذكر مثل هذه الأقوال المخالفة للأصول المعتبرة فيه تكثير للأقوال، وتسويدٌ للصفحات بدون فائدة تذكر، وأقرب مثال على ذلك ما ورد من أقوال في معنى نزول القرآن على سبعة أحرف حتى أوصلها بعضهم إلى أكثر من خمسة وثلاثين قولاً، وأكثرها أقوال مبنية على اجتهادات عقلية لايدلّ عليها دليل، بل كثير منها يخالف مخالفةً صريحة دلالة الأحاديث الصحيحة كقول من قال: إن العدد {سبعة} لا مفهوم له وإنَّما يراد به التكثير والمبالغة من غير حصر.
فهذا قول ضعيف مردود - وإن كان له مستند في اللغة - لأنه مخالف للأحاديث الصحيحة التي دلت على أن العدد سبعة الذي بعد الستة وقبل الثمانية هو المراد، كما سيأتي بيانه - إن شاء الله - في موضوع نزول القرآن على سبعة أحرف.)
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) جامع بيان العلم وفضله 2/ 946.
([2]) هكذا قال مؤلف كتاب المدخل لدراسة القرآن الكريم الدكتور محمد أبو شهبة ص 46.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[05 Nov 2006, 11:06 م]ـ
ليس هناك حاجة ماسة - في نظري- لجمع كل ماورد في علوم القرآن من أحاديث وآثار في كتاب واحد، ولو حصل ذلك لكان هذا العمل واسعا جدا وتكرارا لكتب موجودة أصلا.
وأما تخريج ودراسة هذه الآثار فهي مهمة كما ذكر أخي الدكتور أبو مجاهد، وقد دُرس كثير منها - بحمد الله - عن طريق تحقيق بعض الكتب المؤلفة في علوم القرآن كالنسخ والفضائل وأسباب النزول وغيرها، كما ألفت مؤلفات حديثة في هذه الموضوعات اهتمت بتخريج الأحاديث ودراستها.
وهناك عدد من رسائل الماجستير في جامعة الإمام درست الأحاديث والآثار الواردة في البرهان، وهناك رسائل أخرى في تخريج ودراسة بعض كتب أحكام القرآن يمكن أن يستفاد منها(/)
حول إمكانية حضور ندوة الاستشراق بالمدينة النبوية
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[03 Nov 2006, 05:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فأسأل الله أن يتقبل منا ومنكم وكل عام وأنتم بخير
آمل الافادة حول امكانية حضور ندوة الاستشراق بالمدينة النبوية والدخول لقاعة الفندق هل هو مسموح لكل شخص أم لابد من الحصول على بطاقة دخول؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Nov 2006, 06:38 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحضور متاح للجميع وجزاك الله خيراً.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[04 Nov 2006, 09:16 ص]ـ
أخي الشيخ نواف وفقه الله ... الحضور متاح للجميع والإعلانات في المدينة عامة ...
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[04 Nov 2006, 08:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
مقترح بسيط أحببت أن أنبه عليه من يحضر لهذه الندوة العالمية، بدء بحسن الانصات، وثانيا بخدمة المعلومة الواصلة،وذلك بالتدوين لها ثم التدقيق فيها، ثم معرفة ما تنطوي عليه من فهم صحيح أو عدمه، ثم تلخيص ذلك وتقديمه لإخواننا في هذا الملتقى المبارك، وفي ختم الندوة مقارنة ذلك بالجديد الذي قدمته الندوة عبر بيانها الختامي. فهل ياترى استعددنا لهذا؟ اللهم يسر وأعن؟(/)
(ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها) ما هي المدينة؟
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[03 Nov 2006, 08:36 م]ـ
ذكر ابن جرير الطبري وابن أبي حاتم في تفسيريهما أن المدينة هي منفى المصرية.
فمن ذكر أنها عين شمس أو حابين من المفسرين؟؟
ـ[منصور مهران]ــــــــ[03 Nov 2006, 09:40 م]ـ
قال بذلك كل من:
1 - البغوي
2 - البيضاوي
3 - أبو السعود
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[11 Nov 2006, 11:20 م]ـ
أخي الكريم: الأصل في مبهمات القرآن عدم تعيينها إلا بدليل صحيح صريح , فهل هناك أدلة على ما ذكر؟(/)
الاستغناء في علوم القرآن للأدفوي (رحمه الله)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[04 Nov 2006, 02:58 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه ..
وبعد/
كنت وبعضَ الزملاء نتكلم حول مصنفات علوم القرآن, وما لم يزل منها مخطوطا, وذكر أحدهم أن الكتاب الذي عنونت به الموضوع (الاستغناء في علوم القرآن للأدفوي) أنه من أوسع ما كتب في علومالقرآن إن لم يكن اوسعها على الإطلاق, وأنه قام بتحقيق جزء منه بعض طلاب الدراسات العليا في الأزهر, وتبقت منه أجزاء كثيرة لم تبحث بعدُ, وأحببتُ أن أستفصل ممن كان على علم بحقيقة ما ذُكر سيَّما المشايخ الفضلاء في ارض الكنانة, وللجميع جزيل الشكر وخالص الدعاء
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[04 Nov 2006, 08:20 م]ـ
اختلف العلماء في تسمية هذا الكتاب، فسماه الذهبي في طبقات القراء وغيره: «الاستغناء في علوم القرآن»، وسماه الحاج خليفة «الاستغناء في علم القرآن»، وأغرب بروكلمان في عنوانه، فقال: «الاستغناء أو الاستفتاء في علوم الدين»، وعموما فالكتاب مشتهر باسم: (الاستغناء في علوم القرآن) كما ذكر الأخ محمود -سلمه الله-.
وهو من الكتب المؤلفة في القرن الرابع الهجري الذي كثر فيه التأليف في علوم القرآن.
لكن الأهم في المسألة هو ما ذكره الداوودي في كتاب: (طبقات المفسرين) عند ترجمته للأدفوي حيث قال: "وله كتاب في تفسير القرآن سماه الاستغناء في 120 مجلدا صنف في 12 سنة"
وعلى هذا فالكتاب يُعدّ من كتب التفسير، لا من كتب علوم القرآن المصطلح عليها بهذا الاسم.
وفي هذا إشارة إلى ما اشتهر عند البعض من أن هذا الكتاب وغيره يُعدّ من أول ما ألف في علوم القرآن مجتمعة، بينما هو في الواقع كتاب تفسير.
وقد حُقق منه سورة الفاتحة مع دراسة للكتاب في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[04 Nov 2006, 10:01 م]ـ
عفا الله عنك فقدأثرت في نفسي مكامن الشوق لرؤيتك أيها الشقيق الغالي, حفظك الله ورعاك أينما كنت, وحبذا لو تفضلت باسم الباحث الذي حقق سورةالفاتحة مع دراسةالكتاب, والرجاء بطلب الإفادة موصول لبقيةالأحبةوالمشايخ الفضلاء سيّما أبناء أرض الكنانة التي سمعت أنهم قاموا بتحقيق أجزاء منه ...
ـ[المنصور]ــــــــ[06 Nov 2006, 09:49 ص]ـ
لي قصة طويلة مع هذا الكتاب، لعلي أسردها بشكل سريع، وأطوي فيها مايقارب تسع سنين من معلومات متراكمة حول هذا الكتاب، فأقول سائلا الله تعالى التوفيق والسداد:
(من يصدق أن كتاباً مثل كتاب الاستغناء للأدفوي يكون حبيس الرفوف حتى تاريخ اليوم، والكتاب يعتبر في متناول اليد، لقد قام فضيلة الدكتور الفاضل / عبد الله كحيلان بكتابة رسالته حول منهج الأدفوي في التفسير مع تحقيق سورة الفاتحة، وبقيت الرسالة حبيسة رفوف قسم الرسائل في جامعة الإمام محمد بن سعود، ومما أذكره حول الكتاب المعلومات التالية:
* الكتاب كتاب تفسير، وليس كتاب علوم قرآن.
* استفاد الأدفوي من شيخه النحاس في تصنيف هذا التفسير، ونقل عن كتاب المعاني له.
* الأدفوي على منهج أهل السنة والجماعة في مسائل الصفات (كما هو عالق بذهني الآن ويحتاج الأمر لمزيد من الدراسة).
* للكتاب مخطوطة واحدة - حسب تتبعي طوال هذه السنين -، خطها واضح ومقروء، وهي مقسومة بين مكتبتين في تركيا، وهي تمثل كامل الكتاب، إلا أنه يوجد نواقص: حيث فقد جزء من الكتاب، بالإضافة لكون بعض بدايات الأجزاء أو نهاياتها تنقص قليلا عن بعضها البعض وليست متصلة ومترابطة.
* للكتاب نسخة عند الدكتور عبد الله كحيلان وفقه الله تعالى عن النسخة التركية، ولا أدري هل قام بتصوير مافي المكتبتين أم بعضه، وعلى كل حال، فقد اتصلت به أكثر من مرة راغباً أن أعمل على تحقيق الكتاب في الماجستير أو الدكتوراه، فلم يتيسر الأمر لأسباب لاداعي لذكرها.
* الكتاب وإن لم نتمكن من تقديمه كرسائل جامعية، فهو كتاب نفيس، وينبغي نشره ولو كان مخطوطا، وحسب الذاكرة: فهو شبيه بتفسير المهدوي من حيث التقسيم: فهناك لغة ثم معاني ثم ناسخ ومنسوخ، ولعل هناك عنوانا للقراءات، فاطلاعي على رسالة الدكتور كحيلان كان قديما.
آمل أن تكون في هذه الكلمات بعض الفائدة، وأن يكون فيها الكثير من التشويق لإحضار هذا الكتاب، وأستغفر الله العظيم.(/)
المسائل العقدية من كتاب (نكت القرآن) (1)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[04 Nov 2006, 03:02 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
فقد كنت من قبل وعدت بطرح هذا الموضوع وإتمامه هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6546&highlight=%C7%E1%DE%D5%C7%C8)
والان أواصل طرحي، فأسأل الله العلي القدير التوفيق والسداد إنه سبحانه خير مسؤول.
ترجمة مُؤلِّف ((نُكتُ القرآن))
* اسمه وكنيته ونسبه:
هو أبو أحمد محمد بن علي بن محمد الفقيه، الكرَجي المعروف بالقصَّاب.
وسُمِّي بالقصاب؛ لكثرة ما قتل من الكفار في مغازيه.
والكَرَجي: بفتح الكاف والراء، نسبة إلى الكَرَج؛ مدينة بين همذان وأصبهان، وإلى الأولى أقرب، وهي الآن تقع في غرب إيران.
قال فيه أبو الحسن الكرَجي (532هـ) في قصيدته:
وفي الكرَج الغراء أوحد عصره ... أبو أحمد القصَّاب غير مغالب
* مولده ونشأته وحياته:
لَمْ تذكر المصادر تأريخ ولادته، بَيْدَ أنَّ وفاة بعض مشايخه تفيد أنه كان موجوداً بعد الثمانين ومئتين
وأما نشأته: فنشأ في بيت علم؛ فوالده من المحدِّثين، وقد روى عنه في كتابه.
وكان المؤلِّف رحمه الله قد قضى وقتاً في الجهاد في سبيل الله، وقتال الكفار، حتى وصفه الذهبي بـ: ((بالغازي المجاهد)) ويصفه رضا كحالة بـ: ((حافظ من المجاهدين))
وقد فتك بسيفه بالحق رقاب الكفار وقتَّلهم تقتيلاً حتى اشتُهر ذلك عنه وسُمِّي بالقصَّاب رحمه الله تعالى.
* شيوخه:
عاش المؤلف رحمه الله في فترة زاخرة بالعلماء (أواخر القرن الثالث وأوائل الرابع) مما جعله يلتقي بهم ويتلقَّى عن عددٍ كبير منهم، ولا أدلّ على ذلك من قول الذهبي رحمه الله حين ذكر بعض مشايخه أن قال: ((وخلق كثير)) وتارة: ((وطائفة كثيرة))، منهم:
1_ والده علي بن محمد الكرَجي وهو من أصحاب علي بن حرب الطائي المحدِّث الثقة الأديب (ت 265هـ). رحمهما الله.
2_ أبو الفضل جعفر بن أحمد بن فارس رحمه الله. (ت 289هـ)
3_ الحسن بن يزيد الدَّقاق رحمه الله.
4_ أبو عبد الله العجلي الخلال الحسين بن إسحاق بن إبراهيم الصبَّاح توفي بعد الثلاث مئة رحمه الله
5_ أبو جعفر محمد بن العباس بن أيوب بن الأخرم الأصبهاني الفقيه، وصفه الذهبي رحمه الله بقوله: ((الإمام الكبير الحافظ الأثري)) (ت 301هـ). وغيرهم
* تلاميذه:
تتلمذ على يديه الكثير، بَيْدَ أن المصنفات تذكر ثلاثة منهم، وهم:
1_ ابنه أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن محمد الكَرَجي رحمه الله.
2_ ابنه أبو الفَرَج عمار بن محمد بن علي بن محمد الكَرَجي رحمه الله.
3_ أبو منصور المظفر بن محمد بن الحسين البروجردي رحمه الله.
* مؤلفاته:
1_ تأديب الأئمة.
2_ ثواب الأعمال.
3_ الرد على أهل الأهواء بالأخبار.
4_ كتاب السنة في العقيدة، نقل عنه الذهبي في السير ما نصه:
((كل صفة وصف الله بها نفسه أو وصفه بها نبيه ? فهي صفة حقيقة لا مجاز)) وهي المسمَّاة بـ: ((عقيدة أبي أحمد الكرَجي)) وهي التي أشار إليها شيخ الإسلام وتلاميذه في مصنفاتهم.
5_ شرح النصوص، وهو كتاب شامل رتَّبه على الأبواب الفقهية والحديث والأصول. وغيرها.
* ثناء العلماء عليه:
1_ قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((الإمام المشهور في أثناء المئة الرابعة))
2_ وقال الذهبي: ((الإمام العالم الحافظ الغازي المجاهد))
3_ وقال الحافظ ابن حجر: ((الحافظ، وكان شجاعاً))
4_ وقال السيوطي: ((الحافظ الإمام المجاهد))
5_ قال فيه أبو الحسن الكرَجي (532هـ) في قصيدته في المؤلِّف رحمه الله:
وفي الكرَج الغراء أوحد عصره ... أبو أحمد القصَّاب غير مغالب
تصانيفه تبدي فنون علومه ... فلست ترى علماً له غير شارب
* عقيدته ومذهبه:
أما العقيدة؛ فهو على مذهب السلف الصالح في العقيدة، يدور ما دار الدليل من الكتاب والسنة، ويقتفي آثار السلف الصالح رضوان الله عليهم.
وأكبردليل على ذلك؛ هذا الكتاب الفذَّ (نكتُ القرآن) فقد قرر من خلال المسائل العقدية فيه مذهب السلف الصالح في الاستواء، والكرسي، واليدين، والقَدَم، والكلام، وسائر الصفات.
فعقيدته بيضاء نقية اقتفت السنة المحمدية، وقد مرَّ قوله في الصفات آنفاً رحمه الله تعالى.
وأما المذهب؛ فهو يدور مع الدليل كمذهب المحدِّثين، وإن كان على معرفة بأقوال الشافعي رحمه الله دون الأئمة الثلاثة شآبيب رحمة الله عليهم.
* وفاته:
لم يجزم المؤرِخون في تحديد سنة وفاته، غير أن حاصل أقوالهم أنه توفي بحدود سنة (360هـ)
يقول الصفدي رحمه الله: ((توفي سنة ستين وثلاث مئة او ما قبلها))
وقال الذهبي رحمه الله في السير: ((عاش إلى حدود الستين وثلاث مئة))
وعليه يكون قد عاش قرابة الثمانين عاماً في العلم والجهاد رحمه الله رحمة واسعة وبرَّد مضجعه ونفعنا بعلمه ومصنَّفاته.))
أهـ ملخَّصاً من مقدمة محقق الكتاب (1/ 19 _ 47)
مصادر ترجمته رحمه الله:
1_ الوافي بالوفيات (4/ 114)
2_ سير اعلام النبلاء (16/ 213)
3_ تذكرة الحفاظ (3/ 938)
4_ نزهة الألباب في الألقاب (2/ 92)
5_ مختصر طبقات المحدثين (2/ 163)
6_ طبقات الحفاظ (380)
7_ هدية العارفين (2/ 47)
8_ معجم المؤلفين (11/ 85)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[04 Nov 2006, 03:17 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي أبا العالية .. وليتك تذكر مصادر للترجمة لمن أراد الاستزادة ...
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[25 Nov 2006, 10:15 م]ـ
شكر الله لك , وليتك تتكرم بوضع هذا الموضوع متسلساً تحت العنوان الأول فهو أنفع من تفريقه , وهل من دراسات تفسيرية حول هذا الكتاب جزاك الله خيراً.(/)
سؤال عن حال وطبعات هذه الكتب
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[04 Nov 2006, 06:59 م]ـ
1 - مع الأنبياء لعفيف طبارة
2 - وقصص الأنبياء لمحمد جاد المولى
3 - وقصص الأنبياء لعبدالوهاب النجار
4 - اليهود في القرآن لعفيف طبارة
5 - أحسن القصص لعلي فكري
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[05 Nov 2006, 05:19 م]ـ
يسر الله لي أخًا مجيبًا
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[21 Dec 2006, 01:55 م]ـ
يسر الله لي أخًا مجيبًا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Dec 2006, 01:21 م]ـ
هذه الكتب لدي في المكتبة منذ مدة طويلة، فأما طبعاتها فوحيدة تقريباً، ولا فرق كبيراً بين طبعاتها إلا من حيث جودة الورق فحسب.
وأما قيمتها العلمية فلستُ على يقين منها لبعد العهد بمضمونها، وقد أردتُ مراجعتها بعد سؤالك فلم يتيسر لي ذلك، غير أني أذكر لك أن كتاب (قصص الأنبياء) لجاد المولى، ومثله كتاب النجار من أقدم الكتب التي جمعت قصص الأنبياء، وقد أجاد المؤلفان في عرضها غير أنهما وقعا في بعض الأخطاء بذكرهما لتفاصيل قصص الأنبياء من كتب أهل الكتاب، فوقع الزلل في حق بعضهم عليهم الصلاة والسلام، وقد تعقبهما الدكتور فضل حسن عباس في كتابه قصص القرآن في طبعته الأخيرة فأجاد. فلو تيسر لك مراجعة كتاب الدكتور فضل عباس لكان حسناً.
وأما كتاب الأستاذ الأديب علي فكري (أحسن القصص) فهو من أحسن ما قرأتُ للناشئة، وأنصح به دوماً الصغار، للارتقاء بذوقهم وفهمهم. ومؤلفه له كتب متعددة تخاطب فئة الصغار من الطلاب لتحبيب القراءة إليهم.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[25 Jan 2007, 11:46 ص]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ عبد الرحمن وجزاكم خير الجزاء وأحسنه ..(/)
ما أصبو إليه
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[05 Nov 2006, 03:22 ص]ـ
لدي فكرة جزى الله من استطاع أن ينفذها خيرًا
مقدمة للفكرة:
المواقع الإسلامية كثرت، والكتب المنزلة على النت أصبحت كثيرة، ولكن من أراد الحصول على بعضها تتبع مواقع عدة.
ثم هو يحاول أن ينزل ملفات الكتب، وفيه كتب كبيرة وأخرى صغيرة. ويأخذ وقتًأ كبيرًا في تنزيلها.
ثم يجد أن الكتاب بموقع آخر أحسن جودة فيلغي ما حمل ثم يحمل الجديد.
ملخص ما أصبو إليه
موقع عملاق بسيرفر خاص به، هذا الموقع يكون عليه جميع ما سبق من الكتب ويفهرس فهرسة جيدة، مخطوطات - وورد - أكروبات - ملفات صوتية - مرئيات.
هذا الموقع يسمح بأن يكون داخله كأنه مهكر عليه. ولكن في النسخ والتحميل لا في الحذف والرفع.
بحيث يصبح هذا السيرفر كأنه دريف في جهاز كل من يدخل عليه، ينسخ ولا ينزل.
فنختصر بذلك الوقت.
ومع اخترامنا للمواقع كلها أرشح اسمه بأن يكون
((مكتبة أهل الحديث للعلوم الإسلامية واللغوية))
لأنهم أقوى موقع ومنه رأينا الخدمة العظيمة للتراث الإسلامي
هذا الموقع يكون مفرود في الشاملة والبرامج التي يسمح بها بحيث أن كل من يدخل الموقع كأنه مهكر يستطيع أن يستخدم كل ما في هذا الموقع.
ومن أراد الرفع يعطي ملفه لإدارة ذلك الموقع ثم تنزله هي بمعرفتها في
الموقع الجديد العملاق
أسأل الله تعالى أن أكون وفقت لما أصبو إليه
وأن يجزي الله من استطاع القيام بذلك(/)
حول الاعجاز التاريخي
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[05 Nov 2006, 09:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هل ناقش احد من المعاصرين بموضوعية راي الشيخ محمود شاكر فيما يسمى بالاعجاز الغيبي ورايه فيه
ارجو التكرم بالمشاركة وابداء الراي(/)
سؤالان عاجلان
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[05 Nov 2006, 09:49 ص]ـ
السؤال الاول: يرى بعض من يتعاطى علم التفسير بان قوله تعالى عن آكلي الربا (لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) انها تدل على ما يسميه بعض المتأخرين وبعض المتقدمين بتلبس الجن للانسان ويعنون بذلك ان يدخل الجني الى بدن الانسان فيسيطر عليه ويسيره كما يشاء. والسؤال اين هو الدليل من الاية على هذا وما هو وجه الاستدلال وهل جاء في كلام العرب ما يشهد لهذا المعنى المبتكر؟
السؤال الثاني: جاء في الحديث الصحيح (ان الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم) ما الفرق في التعبير بين العبارة النبوية وبين ان نقول - يجري في ابن آدم- مع العلم ان السائل ينكر القول تماما بتناوب حروف الجر
افيدونا مأجورين
ـ[أبو العالية]ــــــــ[06 Nov 2006, 11:39 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
أستاذي الكريم (جمال) جمَّلك الله بالمعتقد الصالح والعلم والعمل النافع.
هذا السؤال قد أجاب عليه كثير من أهل العلم وقالوا بإثباته، ولم ينكره إلا المعتزلة والعقلانيون، وهم قِلَّة، والحق بالدليل مع الكثرة. وهي مشهورة مستفيضة.
ونقولاتهم على اختلاف مذاهبهم الاعتقادية تثبت هذا خلا المعتزلة كما ذكرت.، ومنها:
_ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة))
_ وقال أيضاً: ((وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع وغيره ومن أنكر ذلك وادَّعى أن الشرع يُكَّذِبُ ذلك، فقد كَذَبَ على الشرع وليس في الأدلة الشرعية ما ينفى ذلك)) المجموع (24/ 276 - 277)
وانظر لمزيد بسط:
جامع البيان للطبري (3/ 101)
وتفسير القرطبي (وتعلم مذهبه!) (3/ 355) وقد عاب على من أنكر ذلك وقال قد مضى الرد على من فساد من أنكر ذلك في آية المس وأخبرتني أنك لم تهتدِ لإحالته، وأقولك لك الآن تجدها عند تفسيره لأية نبي الله سليمان (آية 102) من سورة البقرة؛ الفائدة الرابعة عشر (على ما أذكر)
وتفسير البغوي (1/ 261)
وتفسير ابن كثير (1/ 326)
وحكى الإجماع على ذلك من المفسرين ابن جزي الكلبي في التسهيل (1/ 98)
وقد تعترض على الإجماع ولكن ليس ثمة ناقض معتبر، ومتى فعلت بناقض معتبر يكون أمراً آخر.
وألَّف سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في إثبات ذلك ((إيضاح الحق في دخول الجني بدن الإنسي))
ثم أعلم رحمني الله وإياك: أن نكرانه من بعض أهل العلم! مما لا يقوم عندهم دليل سوى رده للتوهم واستحالة ذلك عقلاً!!
ولو نظر المسلم بتمعُّنٍ وإنصافٍ وتريُّثٍ في المسألة، وتجردٍ للحق من غير تعجّل لبان له الحق شرعاً، وصدَّقه المحسوس المشاهد القائم على تصديقه.
وبعض العقلانيين (كحسان عبد المنان العابث بالمكتبة الإسلامية) حين ألَّف رسالته (الأسطورة الكاذبة) جاء بأكاذيب وحِيَلٍ في ردِّ الأحاديث، وشابه بصنيعه صنيع حسن السقاف عليه من الله ما يستحق من التلاعب بالنصوص والبتر والتدليس على القراء (وهكذا أهل البدع والأهواء يفعلون) فردَّ عليه غير واحد، ونقضتُ رسالته بحمد الله في كتابي: ((فتح الكريم الرحمن بنقض علاقة الجان بالإنسان)) وأصلتها تأصيلاً أحمد ربي أني لم أسبق إليه، والتوفيق من الله وحده.
ثم لمَّا خرجتَ _ غفر الله لك _ في قناة الجزيرة (ولم أكن قد التقيتُ بك) عجبتُ كلَّ العجب من أجوبتك التي تدل على عدم الإحاطة والإلمام بالمسألة! وقلت: سبحان الله!
كيف يقبلُ هذا الرجل أن يخرج على ملأٍ ويُعرِّف الناس على عقله بهذا التفكير الغريب، والقول بالعُمومِيَّات والكليات بقولك (لا. لا. لم يصح شيء) في نفيك للأحاديث! وتنقيصك لقدر بعض العلماء بعبارات فيها بعد عن الأدب، وأنت _ أيها الرجل _ لم تقتل المسألة بحثاً. وتعلم علم اليقين أن الحكم بالعموم والكل دونما بحث ودراسة مظنة الخطأ.
ولكن رحم الله العلامة المفسر الشنقطي؛ فقد كان كثير التذكير بهذه الأبيات (العذب النمير (1/ 53):
إذا ما قتلتَ الشيء علماً فقل به ... ولا تقلِ الشيءَ الذي أنتَ جاهلُهْ
فمَنْ كان يهوى أن يُرى متصدرا ... ويكره ((لا أدري)) أُصِبتْ مقاتلُهْ
(يُتْبَعُ)
(/)
فكتبتُ رداً مع بعض الإخوة قديماً على قولك ولقائك الغريب العجيب.
ولما شاء الله أن أرحل للأردن والتقيت بك عرفت ذلك عنك عن قرب، فأعطيتُك الردَّ في مجموعة أوراق، ولكنك للأسف لم تقرأها! والسبب أني رأيت بأمَّ عيني أنها مكثت في مكتبك شهوراً بل على زاوية من الأوراق المهملة. (الأرفف التي أمامك الموضوعه على الحائط في المكتب الذي أجلس عليه)
فبالله عليك يا أستاذ كيف تريد أن تعرف الحق في المسألة؟ وقد لمست منك أمران وكنتُ حريصاً على تغيير هذه الفكرة عندك (من باب نصح التلميذ للأستاذ):
الأول: وهو خطير؛ أنك لم تتجرَّد من رأيك السابق؛ وعلمت هذا من خلال التحاور معك لسرعة ردك قبل إنهاء الدليل؛فالعجلة ظاهرة في ردك غفر الله لك.
الثاني: عزوفك عن القراءة حين طلبت الردَّ وأحضرته لك، ولم تفعل.
أستاذي الكريم:
ربما قسوت بكلامي عليك، وأخشى ان يكون هذا من سوء أدب التلميذ مع أستاذه، وما كان ينبغي علي أن أفعل لو لا أن بعض النصح قد يحتاج إلى ... ! غير أن محبة الحق أحب إلينا من محبة الخلق. (ومثلك يعذر)
على كل الشيخ القرطبي رحمه الله أجاب على هاته الأسئلة في تفسيره لآية سليمان عليه السلام الآنفة الذكر. ولا أقول إلا زادك الله توفيقاً وعلماً نافعاً ومعتقداً صالحاً وعملاً متقبلاً.
واما الشواهد الشعرية في لغة العرب فكثيرة , ومنها:
1_ قال السراج القاري في كتابه (مصارع العشاق) عن ابن دريد الأزدي (ت 321هـ):
صارَمتِهِ فَتَواصَلَت أَحزانُهُ ... وَهَجَرتِهِ فَتَهاجَرَت أَجفانُهُ
قَالَت تُعَرِّضُ مَسُّ شَيطانٍ بِهِ ... بَل أَنتِ حينَ مَلَكتِهِ شَيطانُه 2_
2_ وقال أبو منصور الثعالبي في كتابه (يتيمة الدهر):
في ترجمة أبي طالب عبد السلام بن حسين المأموني (ت383 هـ)، وله في الجمر والمدخنة:
وقوارة من أديم الصخور ... تخيم في حلل الخيزران
تفري قطاعا كعرف الحبيب ... وترقى وليس بها مس جان
3_ _ وقال ابن المقرِّب العيوني (ت 629 هـ):
فَتُزعِجُها حَتّى كَأن قَد أَصابَها ... مِنَ المَسِّ ما لا يُتَّقى بِالتَمائِمِ
وقال أيضاً:
وَهَيبَةٌ لَو سُلَيمانُ النَبيُّ أَتى ... بِها الشَياطِينَ أَهلَ المَسِّ وَاللَمَمِ
4_ وقال ابن درَّاج القسطلي (ت 421 هـ):
فَمنْ ذا الَّذِي مِنْ بُعْدِ أَرْضِي ومَشْهَدِي ... تَخَبَّطَهُ شيطانُ ضِغْني من المَسِّ
5_ وقال أبو العتاهية (211هـ):
أُمسي وَأُصبِحُ مِن تَذَكُّرِكُم ... وَكَأَنَّ بي طَرفاً مِنَ المَسِّ
6_ وقال أبو المعالي الطالوي (1014هـ):
وَجئنا حمى التَقديس وَاللَيلُ راقِدٌ ... وَقَد جُنَّ حَتّى لا يَفيقُ مِنَ المَسِّ
7_ وقال أبو نوَّاس (198هـ):
كَنَظَرِ المَجنونِ أَو ذي المَسِّ ... حَتّى إِذا أَقصَدَ بَعدَ الحَبسِ
8_ وقال الشريف الرضي (406هـ):
جِنَّيَّةٌ وَقَبيلُها بَشَرٌ ... عَظُمَ البَلاءُ بِها عَلى الإِنسِ
عَجَباً لَهُ إِذ جاءَ يَسأَلُ مِن ... مَسِّ الفُؤادِ رُقىً مِنَ المَسِّ
وفي ما ذكر كفاية لمن رام الحق
وذكرها ا يطول كثيراً؛ إذ بعضها صريح، وبعضها تلويح وآخر تعريج مليح.
وقد رفعتها لك ذات مرة ولكن كما سبق ذكره.!!
وإن كنت أعجب شدة اهتمامك الشديد من سنين على هذه المسألة الفرعية.
و سواء حصلت الموافقة أم لم تحصل؛ فماذا يكون بعد ذلك؟!.
ولكن أظنها: ردة الفعل من سوء تصرفات بعض الرقاة أصحاب الأموال هو ما دفعكم للنقم الشديد على المسألة ولكن ما هكذا تورد الإبل يا أستاذ.
ولله درُّ العلامة النقاد المعلمي اليماني رحمه الله رحمة واسعة حين قال:
((الناس تختلف مداركهم وأفهامهم وآراؤهم ولا سيما في ما يتعلق بالأمور الدينية والغيبية لقصور علم الناس في جانب علم الله تعالى وحكمته، ولهذا كان في القرآن آيات كثيرة يستشكلها كثير من الناس وقد ألفت في ذلك كتب، وكذلك استشكل كثير من الناس كثيراً من الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، منها ما هو رواية كبار الصحابة أو عدد منهم كما مر، وبهذا يتبين أن استشكال النص لا يعني بطلانه. ووجود النصوص التي يستشكل ظاهرها لم يقع في الكتاب والسنة عفواً وإنما هو أمر مقصود شرعاً ليبلو الله تعالى ما في النفوس ويمتحن ما في الصدور. وييسر للعلماء أبواباً من الجهاد يرفعهم الله به درجات.)) الأنوار الكاشفة
والله أعلم.
محبكم المقصر في حقكم
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[06 Nov 2006, 12:08 م]ـ
اشكرك على هذه القسوة وانا ان شاء الله اتحمل من المخالف كل شيء ما عدا الشتائم ما دام يريد الحق لكن انا ايها التلميذ النجيب لم أسال عما كتبت انما سالت عن شيئ واضح لا علاقة له بالجواب فانا الان لا ابحث عن اصل المسالة وانما ابحث بحثا علميا عن وجه الاستدلال وهذا مطلب شرعي اظن انه لاغبار عليه ولا يستدعي تلك القسوة واما ما اشرت اليه فانا لم اهمل شيئا مما ياتيني وعدم الجواب وعدم الرد لا يعني الاهمال اذ قد يقرا الانسان شيئا يحسبه صاحبه ذا بال ولا يكون فما الداعي لاثارة الكلام حوله ولا داعي لهذه الظنون بي يا شيخ محمد
وانا استغفر الله من الخطا ولا اصر على شيء منه لكن عندما يستبين الخطا والمسالة كلها في ظني مسالة شهرت بغير تحقيق علمي
واما ماذكرته من الابيات فليس فيها ما يشهد على المعنى المبتكر والا فاين هو؟ ومن قال ان الشاعر اذا نطق بكلمة مس الجان اراد بها الدخول الى البدن وفعل ما تعلم
وفقك الله فانا اعلم انك من الطلبة المجدين ولست اظنك في حاجة الى القسوة على من يخالفك مهما كانت المخالفة فالله امر بالجدل بالتي هي احسن مع الكفار واهل الكتاب فان يكون مع المسلمين من باب اولى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[06 Nov 2006, 12:22 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
أستاذي الكريم: هذا الظن بك، وإني أراجع نفسي أن أكون قد أسأت الأدب معك، وإني سائلك إن وجدت في نفس سوء أدبٍ مني أن تصارحني به وسأرجع مباشرة عنه.
فوالله إني لأرجو الله أن أكون ممن تلقَّى الأدب مع العلم من مشايخي وأساتذتي لحرصي عليه أيما حرص وأسأل الله المزيد من ذلك.
ولكن ما ذكرتُهُ لك كان توطئةً لما أردتَ ومدخلاً مهماً له؛ أراه لازماً للموضوع؛ لتُفهم المسألة من جذرها وعلى أي أسس هي تقوم.
ثم عرجتُ أستاذي الكريم وأشرتُ لك قول الإمام القرطبي؛ ففيه الجواب لما ذكرتَ.
نفعنا الله وإياك بالعلم النافع والعمل الصالح.
وأعتذر مجدداً إن كنتُ قد أسأتُ الأدب أو قسوتُ عليك.
فعفا الله عنا جميعاً.
جمَّلك الله بما أحب.
المقصر في حقكم
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[06 Nov 2006, 12:23 م]ـ
ثم انني ايها التلميذ النجيب قد رجعت الى تفسير القرطبي الان فلم اجد فيه الا الانكار على من انكر الجن والشياطين من حيث الوجود ومن حيث دخولهم الى بدن الانس وليس فيه الجواب عن السؤالين من قريب او بعيد
وعلى هذا لا يزال السؤالان بحاجة عندي انا على الاقل الى جواب
وانا اسال سؤالا علميا واريد الجواب عنه بعلم ليس الا
ـ[أبو العالية]ــــــــ[06 Nov 2006, 01:20 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
كرر النظر وتأمل وستجد أيها الاستاذ الكريم ما طلبته، ولكن بتجرد سابق.
فتح الله علينا وعليك.
وحفظك من كل سوء.(/)
هل في القرآن لفظ غريب؟ تفضل بالدخول
ـ[عبدالعزيز العمار]ــــــــ[05 Nov 2006, 04:33 م]ـ
http://tafsir.net/vb/mwaextraedit4/extra/01.png
عند النظر في المعنى اللغوي للفظة الغرابة نجد أن هذه المادة تدل على البعد والغموض، يدل على ذلك قول العرب: أغرب الرجل: أي صار غريباً، وقدح غريب: أي ليس من الشجر التي سائر القداح منها، ورجل غريب: ليس من القوم، والغريب: الغامض من الكلام (1)، وفي المفردات: ((قيل لكل متباعد غريب، ولكل شيء فيما بين جنسه عديم النظير غريب)) (2)، يؤكد ـ ذلك ـ أيضاًـ ما ورد في العمدة، وهو: أن ((وكل ما ورد في معنى غرب يفيد البعد، وإن أُضيف إلى الكلام أفاد الغموض، وعدم القرب إلى الذهن)) (3)، ويُقال: غرَّب: بعُد، ورمى فأغرب: أي أبعد المرمى، وتكلم فأغرب: إذا جاء بغرائب الكلام ونوادره، وقد غمُضتْ هذه الكلمة فهي غريبة (4)، فالغريب في اللغة ما خالف الشائع المألوف، وتباعد عنه. (5)
وقد أشار الخطابي إلى هذه المعاني اللغوية قائلاً: ((الغريب من الكلام إنما هو الغامض البعيد على الفهم، كما أن الغريب من الناس إنما هو البعيد عن الوطن المنقطع عن الأهل، ومنه قولك: للرجل إذا نحيته وأقصيته: اغرب عني، أي ابعد ... ثم إن الغريب من الكلام يُقال به على وجهين: أحدهما: أنه يُراد به أنه بعيد المعنى غامضه، لا يتناوله الفهم إلاَّ عن بعد ومعاناة فكر، والوجه الآخر: أنه يُراد به كلام مَن بعُدتْ به الدار، ونأى به المحل من شواذ قبائل العرب، فإذا وقعتْ إلينا الكلمة من لغاتهم استغربناها، وإنما هي كلام القوم وبيانهم)). (6)
فهذه هي معاني هذه اللفظة، وتلك دلالاتها اللغوية، وعندما نتتبع ورود هذه اللفظة في كتب البلاغة نجد أنها تَرِدُ عند البلاغيين في معرض حديثهم عن فصاحة الألفاظ، فقد ذكروا أن فصاحة الألفاظ تكمن في خلوصها من تنافر الحروف، والغرابةِ، ومخالفةِ القياس اللغوي (7)، ويقصدون بالغرابة - كما ذكر الخطيب-: ((أن تكون الكلمة وحشية، لا يظهر معناها، فيُحتاج في معرفته إلى أن يُنقَّر عنها في كتب اللغة المبسوطة)) (8)، ثم جاء شُّراح التلخيص بعد الخطيب فذكروا الأسباب التي دعت إلى غرابتها، يقول التفتازاني: ((والغرابة: كون الكلمة غير ظاهرة المعنى، ولا مأنوسة الاستعمال)). (9)، وثمة أسباب أخرى لغرابة الكلمة ذكروها البلاغيون في كتبهم (10)، وعند إنعام النظر في كلام البلاغيين عن الغرابة نجد أن حديثهم عنها يتلاءم تماماً مع معناها اللغوي، وينبثق عنه.
ويتضح من كلام البلاغيين عن الغرابة أنها صفة في اللفظة تَخلُّ بفصاحتها؛ لكونها غير ظاهرة المعنى، لم يتضح المراد منها؛ ولكونها غير مأنوسة الاستعمال كذلك.
ومن هنا فإن ألفاظ القرآن الكريم تُجلُّ - كلها - وتُنزَّه عن هذا الوصف المنافي للفصاحة، فألفاظ هذا الكتاب العظيم هي الغاية في الفصاحة، وفي الحدِّ الرفيع منه.
وقد أشار إلى هذا الأمر وقرَّره ابن النقيب، فقد ذكر في مقدمة تفسيره الفنونَ التي تتعلق بفصاحة اللفظة، فكان أول ما ذكر (التهذيب)، ثم بيَّن أن المراد به هو: ((تخليص الألفاظ من ثقل العجمية، وهُجْنة الحوشية، وفظاظة النَّبطية، وأن يُترك الكلام عذب المساق، حسن الاتساق، قريباً من فهم السامع، عذب المساغ في اللهوات والمسامع، يدخل الأذن بغير إذن، ويُتصور معناه في العقل بدقيق التدبر، ولطيف التفكر)) (11)، ثم قال - بعد هذا -: ((والقرآن العظيم كله من أوله إلى آخره على هذه المثابة ... قد بسقتْ أشجاره، وعذُبت ثماره، واتسقتْ ألفاظه، واستحكمتْ معانيه، وحسُن رونقه، وعظُمتْ حلاوته وطلاوته، لا تملُّه الأسماع مع كثرة ترداده، ولا تنفر منه الطباع مع إبراقه وإرعاده، بل هو الذي أُحكمتْ آياته، وفُصِّلتْ وكمُلتْ في ألفاظه وحُصِّلتْ، وأُحكمتْ أحكامه وأُصِّلتْ، فهو كما قال الله - تعالى -: {كتاب أُحكمتْ آياته ثم فُصِّلت ... } [هود: 1]، قد سلم من حوشي الألفاظ وَرَذْلها (12)، وتخلص من فظاظة العجمية وثقلها، وكل كلمة منه حلَّتْ محلها، وقُرنتْ بمثلها)). (13)
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هنا فإني أرى عدم إطلاق هذا الوصف على ألفاظ القرآن الكريم؛ وذلك لِمَا لهذا الوصف (الغرابة) من إيحاء تُجَلُّ ألفاظ القرآن الكريم عنه وتُنزه، كما أن إيحاء هذه اللفظة ملازم لها لا ينفك عنها أبداً، مهما كان غرض من أطلق هذا الوصف على ألفاظ القرآن الكريم، ومراده منها.
فضلاً على أن غرابة الألفاظ من الأمور النسبية التي يتفاوت فيها علم الناس، فما يغرب عنا يقرب من غيرنا، وما نجهله نحن يعلمه سوانا، ويحيط به، ويستعمله في كلامه، ولو كان الجهل بالألفاظ ومدلولاتها عيباً مخلاً بفصاحتها لخرج شطر الكلام عن الفصاحة؛ وذلك لغلبة الجهل بها، وبعد الناس عن معانيها ودلالاتها (14)، فمَن ذا يحكم إذن من الناس - والحالة هذه - على مدى وضوح هذه الألفاظ أو غموضها، وبُعْد معناها؟!
ومن العجب أننا نطلق هذا الوصف (الغرابة) على الألفاظ بناءً على موقفنا نحن من معاني هذه الألفاظ قرباً وبعداً، جهلاً وعلماً، استعمالاً وتركاً، وحينما ندرك معنى تلك اللفظة، ونُحيط بها خُبْراً، ونُكثر من استعمالها تزول عنها الغرابة، وتصبح مأنوسة الاستعمال.
ومما يدعوني إلى رفض إطلاق هذا الوصف على ألفاظ القرآن الكريم؛ أن في هذا الوصف منافاة لكثير من نعوت القرآن الكريم التي ذكرها الله في كتابه عن كتابه العظيم، فما أكثر الآيات التي جاءت مبينة أن هذا القرآن بيِّن لا يحتاج إلى بيان أو إيضاح، ومن ذلك - على سبيل المثال لا الحصر - قوله: {آلر تلك آيات الكتاب المبين} [يوسف: 1]، وقوله {آلر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين} [الحجر: 1]، وقوله: {وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين} [الشعراء: 192 - 195]، وقوله: {طسم تلك آيات القرآن وكتاب مبين} [النمل: 1]، وقوله: {ولقد أنزلنا إليكم آيات بينات} [النور: 34]، وغيرها من الآيات التي تدل على أن هذا القرآن غاية في البيان والوضوح، فهو بيِّن - كما ذكر الله عنه في هذه الآيات - فكيف يحتاج هذا الكلام البيِّن إلى مَن يُبيِّنه؟! إنه يُبين نفسَه بنفسه. (15)
ولعل مما يؤيد هذا الرأي، ويُؤكد ما ذهبتُ إليه أن الله - سبحانه وتعالى - بيِّن أن هذا القرآن مُيسَّر في قوله {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} [القمر: 17 - 22 - 32 - 40] فقد يسَّره - سبحانه وتعالى - لنا، وسهَّله علينا رحمة منه بنا، بل منَّ علينا بهذا التيسير، وتفضل به، فكيف بنا بعد هذا كله نتجاهل هذا الأمر ونتجاوزه ونصف بعض ألفاظه بالغرابة، وهي منافية للتيسير ومناقضة له، فهما وصفان متضادان متناقضان فيما بينهما، فكيف يكون هذان الوصفان المتناقضان المتضادان وصفين لموصوف واحد؟! فالغرابة لا تلتقي أبداً مع التيسير والبيان.
كما أن إطلاق وصف الغرابة على ألفاظ القرآن الكريم تناقض بيّنٌ مع كثير من الآيات التي جاءت بالأمر بتدبر القرآن، والنظر فيه، والإقبال عليه، ومن ذلك قوله: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} [محمد: 24]، فأنى لنا أن نتدبر ألفاظاً قد غابت عنا معانيها، وغمُض علينا مرادها، والمقصود منها؟! ولو كان الأمر كما يقولون لكان في هذا تحميل لنا ما لا نطيق، وتكليف لنا بما لا نستطيعه، ولا نقدر عليه.
وأحب أن أشير في هذا المقام إلى أن ما يذكره بعض العلماء من الشواهد على الغرابة كان من الأولى أن تُذكر تلك الآيات وتُدرس في مبحث (ائتلاف اللفظ مع المعنى)؛ وذلك أن من أبرز الآيات التي تُذكر شاهداً للغرابة قوله تعالى: {قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضاً أو تكون من الهالكين} [يوسف: 85]، وقوله: {أفرأيتم اللاة والعزى * ومناة الثالثة الأخرى * ألكم الذكر وله الأنثى * تلك إذاً قسمة ضيزى} [النجم: 19 - 22]،كان من الأولى أن تُذكر هذه الشواهد وغيرها في مبحث (ائتلاف اللفظ مع المعنى) لا في مبحث الغرابة، وهذا ما فعله ابن أبي الإصبع المصري في كتابه (بديع القرآن) (16)، وقد فعله - أيضاً - الزركشي في كتابه (البرهان) (17)، يقول ابن أبي الإصبع في بيان المراد من هذا المبحث (ائتلاف اللفظ مع المعنى): ((وتلخيص هذه التسمية أن تكون ألفاظ المعنى المراد يلائم بعضها بعضاً، ليس فيها لفظة نافرة عن أخواتها، غير لائقة بمكانها، كلها
(يُتْبَعُ)
(/)
موصوف بحسن الجوار)) (18)، ثم ذكر شاهداً على ذلك مبيناً أن من أمثلة هذا الباب قوله تعالى: {قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضاً أو تكون من الهالكين}، ثم بيَّن أن مجيء هذه الألفاظ بهذه الصورة كان اقتضاءً لحسن الوضع في النظم، فلا أعظم ولا أبلغ من أن تجاور كل لفظة اللفظةَ من جنسها؛ وذلك أن في هذا ((توخياً لحسن الجوار، ورغبة في ائتلاف المعاني بالألفاظ، ولتتعادل الألفاظ في الوضع، وتتناسب في النظم ... )). (19)
وهذا ما فعله الرافعي - أيضاً -، وأشار إليه في قوله تعالى {ألكم الذكر وله الأنثى * تلك إذاً قسمة ضيزى} فقد بيَّن بلاغة لفظة {ضيزى}، ودلالة اختيارها في هذا المقام في التعبير عن هذا المعنى قائلاً: ((ومع ذلك فإن حسنها في نظم الكلام من أغرب الحسن وأعجبه، ولو أدرتَ اللغة عليها ما صلح لهذا الموضع غيرها؛ فإن السورة التي هي منها، وهي سورة النجم، مفصلة كلها على الياء، فجاءت الكلمة فاصلة من الفواصل، ثم هي في معرض الإنكار على العرب، إذ وردت في ذكر الأصنام، وزعمهم في قسمة الأولاد، فإنهم جعلوا الملائكة والأصنام بنات الله مع أولادهم البنات، فقال تعالى {ألكم الذكر وله الأنثى * تلك إذاً قسمة ضيزى} فكانت غرابة اللفظ أشد الأشياء ملاءمة لغرابة هذه القسمة التي أنكرها، وكانت الجملة كلها كأنها تصوِّر في هيئة النطق بها الإنكارَ في الأولى، والتهكم في الأخرى، وكان هذا التصوير أبلغ ما في البلاغة، وخاصة في اللفظة الغريبة التي تمكنتْ في موضعها من الفصل، ووصفت حالة المتهكم في إنكاره من إمالة اليد والرأس بهذين المدَّين فيها إلى الأسفل والأعلى، وجمعت إلى كل ذلك غرابة الإنكار بغرابتها اللفظية)). (20)
والمتأمل في كلام الرافعي هذا يجد أنه يشير إلى ارتباط الألفاظ بالمعنى الذي جاءت لتحقيقه وبيانه، وهو المراد بائتلاف اللفظ مع المعنى، وأن ما يبدو في الظاهر من الألفاظ القرآنية غريباً فليس بغريب، بل هو في موضع عجيب من البلاغة، وفي مكنة مكينة من الفصاحة؛ لأن البلاغة أصلاً في سوق الألفاظ بحسب دواعي المقامات، وتطلب السياق لها.
وأخيراً: من أكبر الأسباب والدوافع التي جعلتني أذهب إلى هذا القول وآخذ به أن كثيراً من آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن القرآن في بيان نعوته وأوصافه - وكلها نعوت جلال وكمال – كشفت ما تميز به القرآن الكريم من الهدى و البيان، وما أودع الله فيه من الوضوح والبرهان، مما جعل قلوب المؤمنين تتعلق به وتقبل عليه قراءة وتدبراً، وحسبك شاهداً على ما أقول قوله - تعالى -: { ... قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين * يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم} [المائدة: 15 - 16]، وقوله: {يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً} [النساء: 174] فأنى لكتاب وُصف بالنور والبيان، والهدى والبرهان أن يكون فيه ألفاظ تُوصف بالغرابة، وغموض المعنى، وبعد المراد منها وخفاؤه؟! أبداً فإن هذا لا يكون ألبتة. والله أعلم. (وأحب أن أشير في هذا المقام بأني لست بدعاً في هذا القول، كما أني لست منفردا فيه، فقد أفدت من علماء كثيرين أجلة، ولكني اطلعت على كلامهم، وكونت منه هذا الرأي، وهو خاص بي، ويمثل قناعة تامة لدي، وأتمنى من يطلع عليه ألا يبخل بذكر رأيه وموقفه من هذا المقال تأييداً أو تفنيداً)
__________________________________
(1) انظر: مادة: غرب لسان العرب.
(2) مفردات ألفاظ القرآن: مادة: غرب.
(3) العمدة في غريب القرآن: 13، لأبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي، تحقيق يوسف بن عبدالرحمن الرعشلي، مؤسسة الرسالة بيروت، ط الأولى: 1974.
(4) انظر: مادة: غرب أساس البلاغة:.
(5) انظر: لغة القرآن الكريم في جزء عم: 153، د. محمد أحمد نحلة، دار النهضة العربية بيروت، 1981.
(6) غريب الحديث: 1/ 70، لأبي سليمان الخطابي، تحقيق عبدالكريم إبراهيم العزياوي، جامعة أم القرى، مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، 1402 ه-.
(7) انظر: الإيضاح: 1/ 13، للخطيب القزويني، إحياء الكتب الإسلامية بيروت.
(8) المصدر السابق: 1/ 13.
(9) مختصر التفتازاني على تلخيص المفتاح: 1/ 83، للعلامة سعد الدين التفتازاني، نشر أدب الحوزة، توزيع مكتبة دار الباز، ضمن شروح التلخيص.
(10) للاستزادة في النظر في الأسباب التي دعت إلى غرابة الألفاظ، انظر: شروح التلخيص: 1/ 83، وحاشية الدسوقي: 1/ 83، نشر أدب الحوزة، توزيع مكتبة دار الباز، ضمن شروح التلخيص.
(11) مقدمة تفسير ابن النقيب في علم البيان والمعاني والبديع وإعجاز القرآن: 453، لأبي عبدالله جمال الدين المقدسي، الشهير بابن النقيب، تحقيق: د. زكريا سعيد علي، مكتبة الخانجي القاهرة،ط الأولى: 1415 ه-.
(12) الرذل: الرديء من كل شيء.
(13) مقدمة ابن النقيب: 453.
(14) انظر: حاشية الدسوقي: 1/ 83.
(15) المعجزة الكبرى: 552.
(16 انظر: بديع القرآن: 77، لأبن أبي الإصبع المصري، تحقيق: حفني محمد شرف، نهضة مصر للطباعة والتوزيع.
(17) انظر: البرهان في علوم القرآن: 3/ 378.
(18) بديع القرآن: 77.
(19) المصدر السابق: 78.
(20) إعجاز القرآن: 230.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البلاغية]ــــــــ[07 Nov 2006, 03:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدكتور الفاضل عبدالعزيز العمار
شكرا لك على ما طرحت من درر في اللفظ الغريب في القرآن
وانا أوافقك الرأي 100%
تنزه كلام ربي من أن يكون غريبا مبهما
قبل ان أقرأ مقالتك كنت أمر على ألفاظ غريبة بالنسبة لي في القرآن وأحتاج إلى تفسير لأعرف معناها
ولكني أثق بأن هذا اللفظ ما ورد إلا لحكمة بلاغية
وأن وردها في هذا السياق وبهذه اللفظ لهو من كمال الفصاحة والبلاغة
وقبل ان تشهد الأذهان تشهد الأذن والفؤاد بذلك فعند قراءة ذلك اللفظ تشعر بمعنى الكلمة ووقعها في القلب قبل ان ترى تفسيرها وتعرف معناها
وكنت أقول أوأنه لفظ مأنوس ولكن لقلة استخدامه في هذا الوقت أصبح غريبا لدينا
والآن من خلال بحثك هذا اتضحت الرؤية لدي
فحقا استفدت إفادة رائعة
فبارك ربي في علمكم
وجزاكم ربي خير الجزاء
وزادكم نورا وعلما وفقها وسدد خطاكم
مازلنا عطشى لمعرفة الأكثر عن الدرر في بلاغة القرآن
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[11 Nov 2006, 06:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين أما بعد:
فشكر الله لفضيلة د. عبدالعزيز بن صالح العمار، على هذا المقال، وعلى هذه الفوائد الجمة.
فضيلة الدكتور استوقتني جملة من الملاحظات سأسوقها في عجالة:
(1) ما نقلتموه عن أهل اللغة هو محل الاتفاق، غير هذه العبارة: " فالغريب في اللغة ما خالف الشائع المألوف، وتباعد عنه. " والأولى في نظري استعمال: " خلاف " بدل " خالف ".
(2) قول فضيلتكم: عن الغرابة " أنها صفة في اللفظة تَخلُّ بفصاحتها " وليس كذلك، وتحكيم القرآن الكريم إلى مصطلحات نشأت بعده غير صحيح وكم من لفظة غريبة في القرآن هزت القلوب، واقشعرت منها جلود السامعين.
(3) وجود الغريب في القرآن لا يعني النقص، ولو كان كذلك لقلنا: إنه لا وجود المتشابه، ونحن نعرف أن الله وصف الكتاب كله بالإحكام في بعض الآيات، ووصفه في بعضها بالمتشابه، ووصفه في بعضها أن منه محكم وهو أم الكتاب وآخر متشابه.
(4) مانقلته عن مصطفى صادق الرافعي ينافي ما علقت به على كلامه فهو يقر أنها لفظة غريبة ويقول: " فكانت غرابة اللفظ أشد الأشياء ملاءمة لغرابة هذه القسمة التي أنكرها " فهو بحث رحمه الله المناسبة التي لأجلها اختيرت هذه اللفظة لا أنه أنكرها.
(5) الصحابة رضي الله عنهم وهم العرب الفصحاء كانوا يقولون بوجود الغريب في القرآن، ولكن هذه الغرابة أحيانا يؤثر عدم العلم بها في فهم المعنى، وأحيانا أخرى لا يِؤثر، فعمر سأل عن " الأب " لغرابته فلما دل السياق على أنه متاع للأنعام أعرض عن معرفته، ولما تلى قوله تعالى: " أو يأخذهم على تخوف. " وهو على المنبر سأل الناس عن معناه لغرابته فأجاب الشاعر الهذلي بأنه التنقص، وأنشد له قول شاعرهم:
تخوف الرحل منها تامكا قردا **** كما تخوف عود النبعة السفن
فقال عمر: " يأيها الناس تمسكوا بديوان شعركم فى جاهليتكم فإن فيه تفسيركتابكم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[18 Aug 2007, 02:42 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في سياق كلام له عند الحدود - أي التعاريف -:
( .... وَهَذِهِ الْحُدُودُ مَعْرِفَتُهَا مِنْ الدِّينِ فِي كُلِّ لَفْظٍ هُوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَدْ يَكُونُ مَعْرِفَتُهَا فَرْضَ عَيْنٍ وَقَدْ تَكُونُ فَرْضَ كِفَايَةٍ؛ وَلِهَذَا ذَمَّ اللَّهُ تَعَالَى مَنْ لَمْ يَعْرِفْ هَذِهِ الْحُدُودَ بِقَوْلِهِ: {الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ}
وَاَلَّذِي أَنْزَلَهُ عَلَى رَسُولِهِ فِيهِ مَا قَدْ يَكُونُ الِاسْمُ " غَرِيبًا " بِالنِّسْبَةِ إلَى الْمُسْتَمِعِ كَلَفْظِ: "ضِيزَى" و "قَسْوَرَةٍ" و "عَسْعَسَ" وَأَمْثَالِ ذَلِكَ.)
مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 2 / ص 300)
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[23 Aug 2007, 01:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكر الله لأخينا عبد العزيز وسائر الإخوة الذين أغنوا الموضوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد استوقفتني هذه المسألة وأنا أدرس كتاب المفردات للراغب الأصفهاني، وتبين لي أنه لا ينبغي التوسع في إطلاق وصف الغرابة على ألفاظ القرآن الكريم.
وإذا كانت بعض الألفاظ يمكن وصفها بالغرابة "بالنسبة إلى المستمع" كما نقل أخونا الدكتور أبو مجاهد العبيدي عن الإمام ابن تيمية، فإنه يصعب إدخال ألفاظ مثل السمع والبصر والأرض والنور وغيرها من الألفاظ التي يفهمها كل الناس، (انظر مثلا التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم). حيث ذكر هذه الألفاظ وغيرها، وتجد نحو ذلك في عدد من كتب الغريب.
وقد دفعني اهتمام الراغب بالمفردة القرآنية في حد ذاتها باعتبارها أحد مداخل فهم القرآن إلى إعادة النظر في هذه المسألة.
وقد يكون اصطلاح "الألفاظ المفردة" في القرآن الكريم - كما استعمله الراغب وبنى عليه كتابه- بديلا عن اصطلاح "غريب القرآن"، وذلك لكونه أعم وأدق وأصدق على واقع الكتب المؤلفة في هذا المجال، وكونه أيضا أبعد عن الإشكال، والله تعالى أعلم.
وهذا طرف من مقال منشور بهذا الملتقى له علاقة بالموضوع من جهة الخطأ الشائع في اعتبار مفردات القرآن للراغب الأصفهاني كتابا في غريب القرآن.
هل المفردات كتاب في الغريب؟
إن ما سبق من الكلام يحملنا على التوقف في اعتبار هذا الكتاب من كتب الغريب. وأعتقد أن هذه المسألة في حاجة إلى تحرير ومراجعة، فقد دأب كثير من العلماء الباحثين على عد المفردات في كتب غريب القرآن. ومن هؤلاء الإمام الزركشي (1)، والإمام السيوطي (2)، ومن المحدثين الدكتور محمود نحلة (3) والدكتور فتحي الدابولي (4) وغيرهم.
وأغرب من ذلك أن أحد المحققين للمفردات قال في المقدمة: "إن كتاب المفردات يعتبر موسوعة علمية صغيرة، فقد حوى اللغة والنحو والصرف والتفسير والقراءات والفقه والمنطق والحكمة والأدب والنوادر و أصول الفقه والتوحيد، فأجدر به أن يحتل الصدراة بين الكتب المؤلفة في غريب القرآن ومعانيه" (5).
مفهوم الغريب:
يلخص الدكتور محمود نحلة مفهوم الغريب فيقول: "الغريب في اللغة ما خالف الشائع المألوف وتباعد عنه. وفي اصطلاح البلاغين هو الوحشي أو الحوشي الذي لا يظهر معناه إلا بالتنقير عنه في كتب اللغة المبسوطة. ثم ينقل عن ابن الأثير أن الوحشي قسمان: غريب حسن، وغريب قبيح، ثم يقسم الألفاظ إلى ثلاثة أقسام: قسمان حسنان، وقسم قبيح، "فالقسمان الحسنان أحدهما ما تداول استعماله الأول والآخر من الزمن القديم إلى زماننا هذا ولا يطلق عليه وحشي، والآخر ما تداول استعماله الأول دون الآخر ويختلف في استعماله بالنسبة إلى الزمن وأهله. وهذا هو الذي يعاب استعماله عند العرب، لأنه لم يكن عندهم وحشيا وهو عندنا وحشي، وقد تضمن القرآن الكريم منه كلمات معدودة، وهي التي يطلق عليها غريب القرآن ... وأما القبيح من الألفاظ الذي يعاب استعماله فلا يسمى وحشيا فقط، بل يسمى الوحشي الغليظ" (6).
وينقل عن الأستاذ مصطفى صادق الرافعي – رحمه الله تعالى – قوله: "وفي القرآن ألفاظ اصطلح العلماء على تسميتها بالغرائب، وليس المراد أنها منكرة أو نافرة أو شاذة كما رأيت في باب اللغةـ فإن القرآن منزه عن هذا جميعه، وإنما اللفظة الغريبة ها هنا هي التي تكون حسنة مستغربة في التأويل بحيث لا يتساوى في العلم بها سائر الناس" (7).
وقد لا نكون في حاجة إلى بسط القول – بأكثر مما ذكر – في تعريف الغريب وبيان مفهومه حتى نزن به كتاب المفردات، ومهما يكن من اختلاف في ذلك فإن أحدا – فيما نعلم، والله أعلم – لم يقل إن ألفاظ القرآن كلها غريبة، علما بأن الراغب قد عني بها جميعا، ولم يستثن منها شيئا.
والحق أن كتاب "المفردات" أشمل وأوسع وأعمق من مجال الغريب بمعناه الشائع، وهذا بحسب واقع الكتاب الناطق، وبحسب قصد كاتبه الذي نص عليه نصا.
- فمن ذلك أن الراغب لم يشر في مقدمة "المفردات" إلى اسم له محدد وواضح، وإنما قال – بعد أن نبه على مركزية الألفاظ المفردة في الخطاب القرآني، ومركزيتها في بنية العلوم عموما -: " وقد استخرت الله تعالى في إملاء كتاب مستوفى منه مفردات ألفاظ القرآن على حروف التهجي ... والإشارة فيه إلى المناسبات التي بين الألفاظ المستعارات منها والمشتقات حسبما يحتمل التوسع في هذا الكتاب" (8).
(يُتْبَعُ)
(/)
ففي هذا النص تحديد لموضوع الكتاب ومادته، وبيان للمنهج المتبع في جمعها وتصنيفها وترتيبها وعرضها. كما أن تعبير الراغب بلفظ "الاستيفاء" يؤكد قصده إلى استيعاب جميع ألفاظ القرآن بحيث لم يقصر اهتمامه على ألفاظ دون أخرى، ولم يشر إلى غريب ولا إلى غيره.
ولا يقدح في أصل المسألة أن يكون قد فات الراغب بعض الألفاظ مما نبه عليه السمين الحلبي (ت، 756هـ) في "عمدة الحفاظ" (9)، ومحقق المفردات الدكتور صفوان داوودي، فهي ألفاظ معدودة على رؤوس الأصابع كما يقال!!.
- ومن ذلك أن كتاب المفردات يختلف كثيرا عن كتب الغريب كتفسير غريب القرآن لابن قتية (ت، 276هـ)، وتفسير غريب القرآن المسمى بترهة القلوب لابن عزيز السجستاني (ت، 330هـ) وغيرهما. بل إنه يختلف عن كتب معاني القرآن كما هي عند الفراء (ت، 207هـ) والزجاج (ت، 311 هـ) والمجاز لأبي عبيدة (ت، 210 هـ) وغيرهم، حيث تلحق عادة بكتب الغريب، أو تلحق هي بها.
وهذه الكتب تهتم بالجانب اللغوي وتعنى بالغريب غاية العناية أكثر من أي شيء آخر. في حين يجتمع عند الراغب اللغة عامة ولغة القرآن خصوصا والمصطلح أيضا. وهنا ينبغي التفريق بين كون المفردات متضمنا للغريب – وهو ما لا يمكن إنكاره – وبين كونه كتابا في الغريب، وهما صنفان بينهما بون شاسع.
- ومن ذلك أيضا أننا عندما نتأمل – بعناية – في مقدمة المفردات فإنا نجد الراغب متطلعا إلى بناء "نظرية" في علم بيان القرآن. وقد نص على أن كتابه هذا جاء في سياق تأليفي مقصود ... فقبله كانت "الرسالة المنبهة على فوائد القرآن". ثم كتاب "الذريعة إلى مكارم الشريعة". قال: "وذكرت – أي في تلك الرسالة – أن أول ما يحتاج أن يشتغل به من علوم القرآن العلوم اللفظية، ومن العلوم اللفظية تحقيق الألفاظ المفردة، .. وليس ذلك نافعا في علم القرآن فقط، بل هو نافع في كل علم من علوم الشرع". ثم قال: "وأتبع هذا الكتاب إن شاء الله تعالى ونسأ في الأجل بكتاب ينبئ عن تحقيق الألفاظ المترادفة على المعنى الواحد وما بينها من الفروق الغامضة" (10).
ويضاف إلى هذا أنه توسع في العلوم اللفظية بمباحثها المختلفة في مقدمة تفسيره (11).
ويفهم من قول الراغب السابق: "والإشارة فيه إلى المناسبات التي بين الألفاظ المستعارات منها والمشتقات حسبما يحتمل التوسع في هذا الكتاب"، أن كتاب "المفردات" – في مداه الحقيقي الذي يتصوره المؤلف – أعمق وأوسع مما هو عليه الآن. وذلك لأن استخلاص دلالة اللفظ القرآني يستلزم النظر إليه اعتمادا على:
- ملاحظة الفرق بين اللفظ ومرادفه بحسب دلالة اللغة ثم بحسب الاستعمال القرآني.
- رصد اختلاف دلالة اللفظ الواحد تبعا لاختلاف السياق.
-رصد اختلاف المعاني وتنوعها بسبب اختلاف الاشتقاق والتصريف.
-ولا شك في أن مراعاة كل ذلك يستلزم أعمارا متعددة وأعمالا ضخمة جدا نظرا لخصوصية النص القرآني المعجز.
لقد كان الراغب على وعي تام بذلك المدى الواسع، ولكنه ربما نظر في ما يستقبل من عمره فرآه غير كاف لإنجاز هذا المشروع الضخم فاكتفى بالتنبيه والإشارة ... وفي ذلك علامة ومنارة!!.
إن اهتمام الراغب إذن بتحقيق الألفاظ المفردة وارد ضمن نسق معرفي محكم. ولعل من مظاهر هذا النسق امتداد العناية به من تحقيق ألفاظ القرآن الكريم إلى التنبيه والاهتمام – ضربا من الاهتمام – بتحديد اصطلاحات العلوم. يقول: " وليس ذلك نافعا في علم القرآن فقط، بل هو نافع في كل علم من علوم الشرع، فألفاظ القرآن هي لب كلام العرب وزبدته، وواسطته وكرائمه، وعليها اعتماد الفقهاء في أحكامهم وحكمهم، وإليها مفزع حذاق الشعراء والبلغاء في نظمهم ونثرهم. وما عداها وعدا الألفاظ المتفرعات عنها والمشتقات منها هو بالإضافة إليها كالقشور والنوى بالإضافة إلى أطايب الثمرة، وكالحثالة والتبن بالإضافة إلى لبوب الحنطة" (12).
ففي هذا النص تتجلى محورية اللفظ القرآني في بنية العلوم الإسلامية والعربية، وقد بنى عليها الراغب تصوره لتصنيف العلوم التي يأتي على رأسها "علم القرآن" (هكذا بالمفرد! وفيه دلالة خاصة) ثم تليه علوم الشرع التي نشأت حوله.
ويتجلى في النص أيضا خطر اللفظ في علم القرآن وخطر المصطلح في علوم الشرع، بل في سائر العلوم. ولعل هذا هو ما يدفع بعض العلماء والباحثين إلى القول باصطلاحية ألفاظ القرآن لما يلاحظ من تميز وخصوصية في دلالاتها الاستعمالية في الخطاب القرآني.
ومن هذه النافذة يمكن أن نطل على مظهر عظيم من مظاهر التداخل بين علم القرآن وهو الوحي، وبين العلوم التي أسسها العقل المسلم استنادا إلى الوحي بيانا وتبينا. ونطل بعد ذلك على مظهر من مظاهر التداخل والتكامل بين تلك العلوم ذاتها نظرا لوحدة
الهوامش:
1 - ) البرهان 1/ 291.
2) الإتقان 1/ 113.
3) دراسات قرآنية في جزء عم/ د. أحمد محمود نحلة، دار العلوم العربية، بيروت، الطبعة الأولى، 1409هـ/ 1989م، ص 76.
4) - غريب القرآن: دراسة وصفية/ فتحي أنور الدابولي، مجلة المنهل، العدد 491، ص 113 - 119.
5) انظر تقديم د. صفوان داوودي للمفردات، وقد بذل هذا المحقق جهدا مشكورا في إخراج المفردات في صورة حسنة، وذيله بعدة فهارس نافعة جدا، لكن فاته فهرس المصطلحات مرتبة بحسب العلوم، وهو من أهم ما ينبغي العناية به في الفهارس والكشافات.
6) دراسات قرآنية/ د. نحلة ص 72.
7) السابق ص 74.
8) مقدمة المفردات.
9) عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ/ السمين الحلبي، تحقيق د. محمد التونجي، عالم الكتب، بيروت الطبعة الأولى 1414هـ- 1995م، 1/ 38 - 39.
10) مقدمة المفردات.
11) نشرت تحت عنوان "مقدمة جامع التفاسير، مع تفسير الفاتحة ومطالع البقرة" تحقيق الدكتور أحمد حسن فرحات، دار الدعوة، الكويت، الطبعة الأولى 1405هـ- 1984م.
12) مقدمة المفردات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 Aug 2007, 06:56 ص]ـ
وينقل عن الأستاذ مصطفى صادق الرافعي – رحمه الله تعالى – قوله: "وفي القرآن ألفاظ اصطلح العلماء على تسميتها بالغرائب، وليس المراد أنها منكرة أو نافرة أو شاذة كما رأيت في باب اللغةـ فإن القرآن منزه عن هذا جميعه، وإنما اللفظة الغريبة ها هنا هي التي تكون حسنة مستغربة في التأويل بحيث لا يتساوى في العلم بها سائر الناس".
هذه خلاصة نافعة لهذه المسألة
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 Aug 2007, 05:25 م]ـ
وقد قرر الإمام عبدالحميد الفراهي في مقدمة كتابه "مفردات القرآن" ما ذكره الباحث في هذا الموضوع الدكتور عبدالعزيز بن صالح العمار؛ حيث عقد الفراهي مقدمة عنون لها بقوله: " المقدمة الثالثة: في كون القرآن خالياً عن الغريب".
ثم ذكر قريباً مما في هذا الموضوع مع إضافات تستحق الدارسة.
ولا أدري هل رجع فضيلة الدكتور إلى هذه المقدمة أو لا؛ فلم أره ذكر كتابه هذا ضمن المراجع.
وهذا رابط له صلة بهذا الموضوع: هل في القرآن لفظة غريبة؟
( http://www.balagh.com/mosoa/quran/ze0mx572.htm)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[20 Jul 2010, 07:10 ص]ـ
موضوع مفيد ومميز ومداخلات جميلة ..
جزى الله خيرا كل من شارك فيه.
ـ[عمر جاكيتي]ــــــــ[20 Jul 2010, 02:18 م]ـ
فعلاً ... موضوع مفيد، ومشاركات رائعة، جزى الله الإخوة عليها خير الجزاء.
وأشكرك أخي محمد على رفع الموضوع والتذكير به ...
وهذا السؤال كان من ضمن الأسئلة التي وجهها إلي فضيلة شيخنا: أ. د. نبيل بن محمد الجوهري خلال المقابلة الشخصية للقبول في مرحلة الدكتوراه، وقد فصل الشيخ - حفظه الله - الجواب على السؤال - على عادته -.
وكان ملخص كلامه النفيس - إن لم أنس -: " أن الغرابة هي بالنسبة إلينا، وليس في القرآن لفظ غريب مستوحش ".
ولعل هذا هو الذي ذكره الخطابي في الوجه الثاني لمعنى الغرابة: " أن يراد به كلام من بعدت به الدار من شواذ قبائل العرب, فاذا وقعت إلينا الكلمة من لغاتهم استغربنا ". ثم قال: والغريب في القرآن إنما هو من النوع الثاني.
ولعله المراد أيضاً بقول الرافعي الذي نقله الأخ العمار: "وإنما اللفظة الغريبة ها هنا هي التي تكون حسنة مستغربة في التأويل بحيث لا يتساوى في العلم بها سائر الناس".
والعلم عند الله تعالى ...
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[20 Jul 2010, 06:15 م]ـ
يقول الخليل: "والحق أن الغريب الموجود في كتاب الله ليس المراد منه الوحشي المتنافر, إنما المختار منه النمط الأقصد وهو الذي جمع البلاغة والفخامة إلى العذوبة والسهولة" (كتاب العين)
ولعل المثال الذي نقله الدكتور العمار حفظه الله عن الرافعي رحمه الله في كلمة (ضيزى) تبين المراد
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[21 Jul 2010, 11:06 ص]ـ
بارك الله في فضيلة الدكتور على هذا الموضوع الماتع
ولي - إن أذنتم - مداخلة بسيطة
أظن أن من أنكر وجود الغريب أو الأعجمي أتي من قبل أن في القول به انتقاصا لكلام الله
فأراد أن ينزهه حسب فهمه
ولي بحث ربما أضعه هنا قريبا في الألفاظ اليمنية في القرآن الكريم
ولكن قبل أي شيء، لا بد من تحديد المصطلح؛ فماذا يقصد بالغريب أو الأعجمي؟
مهم جدا أن نستذكر تاريخ اللغة العربية في هذه القضية، والخلاصة: أنه بعد نزول ركاب سفينة نوح عليه السلام
كانوا يتحدثون لغة، وهذه اللغة مجهولة اصطلح عليها - ولا مشاحة في الاصطلاح - باللغة السامية الأم ( Proto Semetic)
ولن نبحث الآن أين موضع جبل الجودي؟ تركيا أم اليمن أم الأردن أم .. لكن الخلاصة: أن أهل هذه اللغة - ويرجح أن يكونوا يمنيين - تفرقوا في الجزيرة العربية، فمنهم من ذهب إلى العراق وهناك نشأت اللغة الشومرية والأكدية
(يُتْبَعُ)
(/)