يريد الله بهذا الإستفهام، التوبيخي لهؤلاء الناس أن يضعهم في أمر لا مناص منه، وهو أنه المتصرف في شئون خلقه، فهو الذي خلقهم من العدم، ثم بعد تلك الحياة موت وبعث وحساب، هل بعد هذه الآيات يكفر الناس،هل بعد هذه الآيات يبقى كفر، وقد بين الله لهم في هذه الآيات أنه هو من أوجدهم، وأطعمهم وسقاهم، وأرسل لهم الرسل تترا، وبين لهم ما ينفعهم مما يضرهم، ثم بعث بمحمد صلى الله عليه وسلم مبشراً ونذيراً، ومع ذلك يكفرون بالرسالة النبوية، وكما عرفنا في الآية السابقة كفرهم، ونقضهم للمواثيق الربانية، فكيف بالمواثيق البشرية، إننا اليوم نعاني من الطغمة الصهيونية التي تحاربنا باسم الدين، ونحن نحارب باسم التراب، وباسم الوطن، وباسم العروبة، فماذا كانت النتيجة، هزمت الأمة، واستأسد الجبناء، واحتلت الأراضي، وعندما رفعت شعارات التوحيد في فلسطين، وتحركت الأيدي المتوضئة، والقلوب الخاشعة، والأفئدة المطمئنة بنصر الله، وعندما تغلغلت الروح الإيمانية في أجساد الشعب الفلسطيني، ظهرت الكرامات، وعرفت الأمة الإسلامية مدى جبن وضعف الجندي الصهيوني المجهز بأفتك الأسلحة، والمدرَّب أحسن تدريب، ولكن الاعتماد في ظروف المواجهات على ثبات القلوب على الإيمان، والصدق مع الله، والرغبة في لقائه، هكذا تربت الأمة المسلمة في فلسطين، وهكذا جاء الجيل المنشود، وتربع على عرش البطولة والسؤدد، وعرفت الجيوش العربية أنها بعيدة كل البعد عما تحمله قلوب ذلك الجيل من التضحية، والفداء ونصرة دين الأمة، والذود عن حياضه.
الوقفات
1 - إثبات خلق الله لهذه البشرية.
2 - إثبات الحياة بعد الموت.
3 - إثبات المآب إلى الله والحساب في يوم القيامة.
_______________
آيات ووقفات (الحلقة الثامنة والعشرون)
(هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29))
بعدما أنكر الله عز وجل سفه من يكفر به ويجحد وجوده، أو يشرك معه آلهة أخرى، لا تضر ولا تنفع، ولا تغني عنه شيئاً، وما ذلك كله إلا تنكر للرب سبحانه وتعالى الموجد للجميع من العدم، وبعدما ذكرهم بأن مصير الجميع إليه سبحانه وتعالى ذكرهم في هذه الآية بشيء أعظم من ذلك، وهو خلق السموات والأرض فقال (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا) ويذكرنا بأن كل ما خلقه على هذه الأرض، هيأه لنا، ولمصالحنا إلا ما حرمه علينا فهو مستثنى في هذه الآية مثل الخبائث من الشراب والأكل وغيرها، (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) قال ابن كثير رحمه الله: أي قصد إلى السماء والاستواء هاهنا مضمن معنى القصد والإقبال لأنه عدي بإلى فسواهن أي فخلق السماء سبعا والسماء هاهنا اسم جنس (انتهى)، ثم قال (وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) أي أحاط علمه بكل شيء سبحانه وتعالى.
الوقفات
1 - إثبات أن الأرض هي الكوكب الوحيد المهيأ والمعد للحياة الدنيوية.
2 - إثبات خلق الله للسموات، وأنها سبع سموات.
3 - إثبات إحاطة علم الله بكل شيء.
_____________________
آيات ووقفات (الحلقة التاسعة والعشرون)
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30))
يخبرنا الله عز وجل كيف كانت بداية خلق أبينا آدم عليه السلام، وكيف كان استغراب الملائكة من ذلك الأمر، وهم قد رأوا ما يفعله الجن في الأرض لأنهم سبقوا الإنس في العيش في الأرض بفترات زمنية طويلة، قيل ألفي سنه (1) فرأوا مفاسد الجن، وسفكهم للدماء فقارنوا هذا الجنس الجديد بأولئك، فرد عليهم الله بأنه يعلم سبحانه ما لا يعلمون، قال بن كثير رحمه الله: " أي أعلم من المصلحة الراجحة في خلق هذا الصنف على المفاسد التي ذكرتموها ما لا تعلمون أنتم فإني سأجعل فيهم الأنبياء وأرسل فيهم الرسل ويوجد منهم الصديقون والشهداء والصالحون والعباد والزهاد والأولياء والأبرار والمقربون والعلماء العاملون والخاشعون والمحبون له تبارك وتعالى المتبعون رسله صلوات الله وسلامه عليهم. وهكذا
(يُتْبَعُ)
(/)
علمنا أن قوله خليفة أي يخلف من قبله ممن سكن الأرض من الجن، ويأتمر بأمر الله عز وجل ويعيش في ظل شريعة الله، قال الطبري رحمه الله:" فقال: {إني أعلم ما لا تعلمون} يقول: إني قد اطلعت من قلب إبليس على ما لم تطلعوا عليه من كبره واغتراره (2) , قال: ثم أمر بتربة آدم فرفعت , فخلق الله آدم من طين لازب - واللازب: اللزج الصلب من حمأ مسنون - منتن. قال: وإنما كان حمأ مسنونا بعد التراب. قال: فخلق منه آدم بيده.قال فمكث أربعين ليلة جسدا ملقى , فكان إبليس يأتيه فيضربه برجله فيصلصل - أي فيصوت - قال: فهو قول الله: {من صلصال كالفخار} يقول: كالشيء المنفوخ الذي ليس بمصمت , قال: ثم يدخل في فيه ويخرج من دبره , ويدخل من دبره ويخرج من فيه , ثم يقول: لست شيئا! للصلصلة , ولشيء ما خلقت! لئن سلطت عليك لأهلكنك , ولئن سلطت علي لأعصينك. قال: فلما نفخ الله فيه من روحه , أتت النفخة من قبل رأسه , فجعل لا يجري شيء منها في جسده إلا صار لحما ودما، فلما انتهت النفخة إلى سرته نظر إلى جسده, فأعجبه ما رأى من حسنه, فذهب لينهض فلم يقدر, فهو قول الله: {وكان الإنسان عجولا}، قال: ضجرا لا صبر له على سراء ولا ضراء. قال: فلما تمت النفخة في جسده عطس فقال: الحمد لله رب العالمين, بإلهام من الله تعالى. فقال الله له: يرحمك الله يا آدم. قال: ثم قال الله للملائكة الذين كانوا مع إبليس خاصة دون الملائكة الذين في السموات: اسجدوا لآدم! فسجدوا كلهم أجمعون إلا إبليس أبى واستكبر لما كان حدث به نفسه من كبره واغتراره , فقال: لا أسجد له وأنا خير منه وأكبر سنا وأقوى خلقا , خلقتني من نار وخلقته من طين. يقول: إن النار أقوى من الطين. قال: فلما أبى إبليس أن يسجد أبلسه الله , وآيسه من الخير كله , وجعله شيطانا رجيما عقوبة لمعصيته".
الوقفات
1 - إثبات كلام الله عز وجل.
2 - إثبات علم الله لغيب السموات والأرض وكل شيء.
3 - إثبات حكمة الله عز وجل في الخلق ووجوب التسليم بذلك.
4 - إثبات كفر إبليس وتمرده على أوامر الله.
_________________
(1) وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي حدثنا على بن محمد الطنافسي حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن بكير بن الأخنس عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو قال: كان الجن بنو الجان في الأرض قبل أن يخلق آدم بألفي سنة فأفسدوا في الأرض وسفكوا الدماء فبعث الله جندا من الملائكة فضربوهم حتى ألحقوا بجزائر البحور فقال الله للملائكة: " إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء " قال: إني أعلم ما لا تعلمون. (تفسير ابن كثير).
(2) عندما قاتل هو والملائكة الجن، أغتر وأطلع الله على كبريائه، فهو يعلم سبحانه ما لا تعلمه الملائكة.
______________________
آيات ووقفات (الحلقة الثلاثون)
وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين (31) قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم (32) قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون (33) وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين (34)
يخبرنا الله عز وجل في هذه الآيات كيف كانت بدايات تعليم آدم، وكيف كان إبداع الخالق، وإحكام صنيعه، كيف جعل له عقلاً يحفظ، ويفهم، ويعرف، ويبصر، ويسمع، ويدرك، كيف كان كل ذلك في جسد خلقه الله من طين، ثم خلق فيه روحاً تحوي كل تلك الحواس، فعلمه الله سبحانه وتعالى الأسماء كلها، وحفظه إياها، ثم سأل الملائكة عن أسماء تلك المسميات، فنفوا علمهم بذلك ولم يعرفوها، فلما أمر الله سبحانه آدم عليه السلام أن يخبرهم بها، فأخبرهم بأسمائها، فازدادوا يقيناً وعلماً بإبداع صنيع المولى عز وجل في ذلك المخلوق، وعظم خلقه، ثم أخبرهم الله بصيغة السؤال ألم أخبركم أنني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تظهرونه من أعمال وأقوال وما تكنه صدوركم، وبعدها جاءت في الآية كيف أن الله عز وجل أمرهم بالسجود لآدم فخروا سجداً إلا إبليس رفض ذلك الأمر كبراً واستعلاء فكفر بذلك العمل والعياذ بالله.
الوقفات
1 - بيان أن العلم أساس لكل خير وبه يعرف الإنسان مصالحه.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - بيان علم الله وأنه أحاط بكل شيء علماً.
3 - كفر إبليس ورفضه للسجود كبراً.
___________
آيات ووقفات (الحلقة الواحدة والثلاثون)
(وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظالمين (35))
بعدما أمر الله عز وجل الملائكة للسجود لآدم رفض إبليس ذلك، وتبين كفره فغضب الله عليه ولعنه، وأعتبره من الكافرين، سيتبين لنا ذلك في السور التالية إن شاء الله. ذكر الله عز وجل في هذه الآية زوجة آدم وهي حواء، وقد خلقها الله من أحد أضلاعه لكي يسكن إليها، وتسكن إليه أي يأنسون ببعض، ووضعهما في الجنة، واخبرهما سبحانه وتعالى أن لهما كمال الحرية في التنعم بما في الجنة إلا شجرة واحدة والله أعلم ما تلك الشجرة؟ أمرهما أن لا يقرباها، وإن فعلا ذلك سيصبحان من الظالمين لأنفسهما المعتدين عليها لعصيانهم لربهم، مما يستدعي غضبه عليهما، وكان ذلك إختباراً، وامتحاناً لهما، ومن هنا يتبين كيف أن الله سن سنة الابتلاء على بني آدم، وجعلها محور أساسي يتبين له من هم الصابرون من عباده، ومن هم الكاذبون قال تعالى (آلم، أحسب الناس أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) فالابتلاء سنة ربانية يمحص فيها الخلق، فمنهم من يثبت إيمانه، ومنهم من يتزعزع، ومنهم من ينخرط في صفوف أعداء الأمة المحمدية كالباطنيين، والمنافقين، وما هذه الحروب بين ذرية آدم إلا ابتلاءات، وتدافع بين الحق والباطل، وبين الخير والشر، هذه الابتلاءت لتمييز الصف الإسلامي، والوقوف بثبات تجاه ثوابت الأمة، والتصدي للمتغيرات الهادمة لكيانها، فهل سينجح آدم وحواء تجاه ذلك الامتحان اليسير الذي منعهما من الاقتراب من تلك الشجرة في الآية التالية سيتبين الأمر إن شاء الله.
الوقفات
1 - بيان خلق حواء وسميت حواء لأنها مخلوقة من حي (آدم).
2 - الابتلاء لاختبار العباد سنة ربانية.
3 - ظلم النفس هو إغراقها بالذنوب المهلكة لها دنيا وآخرة.
____________
آيات ووقفات (الحلقة الثانية والثلاثون)
(فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين (36))
عندما عصى إبليس ربه بعدم سجوده، وطرده من رحمته، حقد على آدم وحواء، ونذر نفسه واقسم بالله أنه ليضل آدم وذريته عن صراط الله المستقيم، كما جاء في سورة النساء، فوسوس لهما وجعلهما يقتربان من تلك الشجرة بعدما أغراهما بتحسين المعصية، فالحق واضحاً ناصعاً طيباً، أما الباطل فيزينه الشيطان للإنسان، ويجعله في عيون الناس شيئاً عظيماً، وما أهلك الأمم السابقة إلا تنافسها على متاع قليل، فلما دخل حب الدنيا قلوبهم، تقاتلوا من أجلها، وأزهقت الأرواح في حروب اسرت في الواقع إبليس لأنه عدو البشرية، فكانت مثلاً حرب البسوس، وهي ناقة فازت في سباق، فكانت الحرب بين قبيلتين استمرت أربعين سنة، أرأيت كيف فعل إبليس بذرية آدم، وغيرها كثير، ولكن هنا يغوي إبليس أبونا آدم وأمنا حواء، فيغترا بكلامه ويقتربا من الشجرة، ويرتكبا الزلل، وهو الإثم الذي حذرهما الله من فعله، فكانت النتيجة أن أهبطهم جميعاً إلى الأرض، وأخبرهم بأن لهم في الأرض حياة (1)، ومستقر مؤقت وبعدها سيعودون إلى ربهم ويحاسبهم على أعمالهم.
الوقفات
1 - الشيطان وراء تزيين الإثم عند الإنسان، وهو مصدر الزلل.
2 - إثبات العداوة من إبليس وذريته لآدم وذريته (2).
3 - الحياة الدنيوية لا تكون على أي كوكب غير الأرض لأنه هو فقط المهيأ للحياة.
_________________
(1) هذا دليل قاطع على أن الأرض هي الكوكب الوحيد المهيأ للحياة عليه، وليت مؤسسات الفضاء الذين أهدروا المليارات ليثبتوا أن فوق المريخ، أو غيره حياة يفهموا هذه الآية جيداً، ويعطوا شعوبهم جزءاً يسيراً من تلك الأموال فهم أحق بها من أن تضيع هدراً على شيء مستحيل.
(2) ورد في كتاب أظنه الصارم البتار، أن الساحر يتقرب للشيطان ويسجد له، ويأمره الشيطان بالذبح له، فإن كانت الذبيحة آدمي اشتد سحره، وزاد قربة لإبليس أعوذ بالله منهم وممن تعاون معهم.
_____________________
آيات ووقفات (الثالثة والثلاثون)
(يُتْبَعُ)
(/)
وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41). وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42).
ثم أمر الله عز وجل أهل الكتب السماوية التوراة والإنجيل من اليهود وخصهم في هذه الآية لأنهم هم المعنيون بالإيمان التام بما أنزل على محمد وهو القرآن الكريم، ثم حذرهم أن لا يكونوا أول كافر به، لأنهم ليس لديهم عذر من جهل أو غيره لأن هذا القرآن مصدق لما عندهم من التوراة والإنجيل، فكيف يتولون عن أوامر الله، ويكذبون ببعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكل ذلك مذكور عندهم في كتبهم، ثم قال ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً أي لا تستعيضون الدنيا بدلاً من آياتي، ثم جاء التذكير الآخر في قوله تعالى وإياي فاتقون، فلا يخيفكم أحد إذا خفتم من الله عز وجل ومن الذي يضع الآمان في القلوب غير الله، ومن الذي يتقرب إليه غير الله، ومن الذي يعبد العباد فيتركون ما ينهى عنه، ويتقربون إلى ما يرضيه غير الله وذلك يتسق اتساقاً تاماً مع سلوك العباد الصالحين، وهكذا نعرف أن تلك النفوس الغريبة من بني إسرائيل، خاطبها الرب سبحانه وتعالى في هذه الآية على اعتبار أنهم أول زمرة من اليهود وكانوا مجتمعين في المدينة المنورة، قبل أن يطردهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أرض الجزيرة لنقضهم العهد، فإن لم يؤمنوا في تلك الحقبة الزمنية، فسيصبحون أول زمرة من الكفار الذين أنكروا مصداقية كتب الله، واستخفوا بالآيات والرسل، ثم حذرهم الله من أن يلبسوا على الناس دينهم الباطل بدلاً من الإسلام، قال الحسن البصري: إن الدين الحق هو الإسلام والنصرانية واليهودية بدعة ليست من عند الله (انتهى)، لذلك جاءت هذه الآيات لتبعد اللبس الذي يحاول القساوسة أن يزجوا بالمسلمين في أتون الضلال، والانحراف عن منهج الله القويم الدين الحق.
الوقفات
1 - أهل الكتاب هم أولى الناس بالتصديق بمحمد عليه الصلاة والسلام، وبالقرآن الكريم لثبوت تبشير الرب بذلك في كتابهم.
2 - من باع دينه لكي يكسب من الدنيا فقد خاب وخسر.
3 - التقوى هي إتباع أوامر الله واجتناب نهيه.
4 - النهي عن التلبيس الذي يتخذه الأعداء لصرف الناس عن الحق.
آيات ووقفات (الرابعة والثلاثون)
وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44)
ثم جاء الأمر الرباني، وهو الامتحان العسير في نظر يهود، وهو أن يمتثلوا لأمر الله سبحانه حيث أمرهم أن يصلوا مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أي يصلوا صلاة واحدة جماعة معه، وأن يدفعوا الزكاة له، وفي ذلك اختبار لمدى طاعتهم لله من عدمها، فهل سيستجيبون لذلك الأمر الرباني، أم تأبى أنفسهم المتكبرة على أوامر الله، المعرضة عن منهجه، فالله سبحانه وتعالى لا يعذب أحداً حتى يعلمه الخطأ من الصواب وذلك بإرشاده عن طريق الكتب، والرسل، وفي هذا أبلغ الحجج، وأعظم التربية، فهل بعد محمد صلى الله عليه وسلم حجة، وهل بعد القرآن دليل على صحة التنزيل، وبرهان التدليل، وعظم الحجة، وقوة الإعجاز. بعد كل ذلك ينكر الله عليهم إذ كيف يأمرون الناس بالدخول في دين محمد، وهم في أنفسهم لا يرون ذلك، ولا يأتمرون به في ذواتهم، فذمهم الله عز وجل بأنهم سيهلكون أنفسهم بذلك العمل، ولوا أنهم عرفوا الحق والتبشير بنبوة محمد العربي الذي لا ينتمي لإسرائيل كما توقعت يهود، فلما بعث على تلك الصفة، دب الحسد في قلوبهم، ونسوا أنهم كانوا يتشوقون لبعثة ذلك النبي، وأنه سيكون من بني إسرائيل كما توهمت نفوسهم، ولكن لأن الحال ليس على أهوائهم تمرد الكثير منهم على أوامر الله، وأصبح عدواً لدين الإسلام والعياذ بالله، حتى وإن كانوا يتلون الكتاب، فلم يعد الإيمان له دور في قلوب أكثرهم، بل أن الحقد أعمى أبصارهم، وبصائرهم، فيقرؤن الكتاب ولكن قلوبهم معرضة عنه لهول المصاب الذي خيب آمالهم.
الوقفات
1 - الأمر الرباني يجب طاعته على كل حال.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - الصلاة والزكاة من أجل الأعمال عند الله عز وجل ففيها إنكسار النفس وخضوعها لله، والتقرب إلى الله بكسر الشح النفسي المجبول على حب المال.
3 - يجب أن يأمر المرء نفسه أولاً ثم يدعوا الآخرين إلى منهج الله.
___________
آيات ووقفات (الخامسة والثلاثون)
وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46)
ثم انتقل السياق إلى صفة من صفات عباد الله الصالحين، صفة عظيمة، لا يعرف قدرها إلا من ذاقها وعرف حلاوتها، إنها صفة الصبر ويندرج تحت هذا المسمى أربعة أصناف وهي الصبر على طاعة الله، والصبر عن معصية الله، والصبر على أقدار الله، ثم ذكر الخشوع في الصلاة، إنها الصفة التي تميز المؤمن من المنافق، تميز المحب للصلاة المتقرب إلى الله، والذي سخر جوارحه، في طاعة ربه، فخشعت الروح، وخشع الفؤاد، ومن ثم خشعت الجوارح، في رحلة إيمانية إلى الرب سبحانه، واستشعار السجود والركوع له، وهو الغني عن عبادتانا، ونحن الفقراء المساكين لفضله وعفوه، إنها صورة واضحة تصف قلوب المؤمنين الخاشعة، ونواياهم الخالصة، وسكون جوارحهم، وهذه هي الصفة التي يحبها الله عز وجل، جاء في الحديث (إذا حضر العشاء والعِشاء فقدموا العشاء على العِشاء) وفي ذلك لمحة نبوية مشفقة على حال المؤمن حيال عبادته لربه، فإذا اشتهى الطعام فلا ينبغي أن يذهب للصلاة لأنه سيظل باله مشغول في صلاته بالطعام، وهنا سيفتقد الخشوع، واليوم تعددت المشاغل، وكثرت الصوارف عن الخشوع نسأل الله العافية. ثم ذكرنا الله سبحانه وتعالى بأن هؤلاء الخاشعون في صلاتهم، ما فعلوا ذلك إلا ابتغاء مرضاة الله وقبوله لأعمالهم، واحتساباً للأجر منه سبحانه، لذلك فهم موقنين بلقاء الله، ويستشعرون كيف يكون وقوفهم الآن بين يديه في تأدية الفريضة، وكيف سيكون حالهم حينما يقفون بين يدية لمحاسبتهم على العمل، كل ذلك يدور في خلد أولئك الصالحون، وتلك الصفة من أزكى الصفات للخلص من البشر الذين يؤدون الأعمال الصالحة بإتقان وخلوص نية لله وحده.
الوقفات
1 - وجوب الخشوع في الصلاة لورود الحديث الذي يدل على ذلك، حينما رد الرسول الرجل الذي رأى تسرعه في صلاته، وقال له صل فإنك لم تصلي ثلاثاً، ثم أخبره بوجوب الطمأنينة والخشوع في الصلاة.
2 - حلاوة مناجاة الرب سبحانه وتعالى، ولذة الطمأنينة في الصلاة لا يعرفها إلا الخاشعين.
3 - الصبر والصلاة هما سلاح المؤمن في معترك الحياة، ولولا الصبر لما كان وصل المسلمون إلا مشارق الأرض ومغاربها ينشرون دين الله ويحاربون من يتصدى لدعوتهم ونشر دينهم، ولولا الصبر لما استطاع الصحابي بلال بن رباح تحمل حرارة الرمضاء، والصخرة على صدره وهو يقول أحد أحد، فلما سئل كيف كان صبرك، فقال امتزجت عنده الآم العذاب مع لذة الطاعة فغلبت لذة الطاعة على ألم العذاب فغلبتها فلم أعد اشعر بالعذاب.
4 - وجوب محاسبة النفس واستشعار وقوفها أمام خالقها في الصلاة، والعلم اليقين بعودتها يوماً من الأيام والوقوف بين يديه يوم العرض عليه يوم القيامة.
___________
آيات ووقفات (الحلقة السادسة والثلاثون)
(يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى العالمين (47) وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (48))
يذكَّر الله سبحانه وتعالى أبناء نبي الله إسرائيل (يعقوب) وسلالته، والذين ينحدرون من البقية الباقية من اليهود والذين كانوا متواجدين في يثرب، يذكرهم بحال أسلافهم من قبل كيف كانوا من عباد الله الصالحين، المقتدين بأهل الهدى والصلاح، الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، المصلحين لأقوامهم، فيذكرهم بتلك النعم والآلاء، وتفضيل أولئك الأنبياء وأصحابهم على سائر البشر في تلك الأزمان، لأن كل زمان له عالم، فليس المقصود هنا أن اليهود كونهم يهوداً أنهم كما زعموا شعب الله المختار، وليس لهم أي أفضلية على البشر في وقت نبي الله محمد وما بعده، بل كان فضل سلالة إسرائيل من الأنبياء في زمانهم
(يُتْبَعُ)
(/)
الفائت هم خير البشرية. ثم ذكرهم الله سبحانه وتعالى بيوم الحساب، يوم العرض على الله يوم لا تنفع نفساً نفساً أخرى، ولا يقبل الله الشفاعات، ولا يقبل الله الفداء كما قال سبحانه (فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم) فتلك الصورة، وذلك الموقف العصيب، لو تأملها هؤلاء اليهود، وعرفوا قدر هذه الرسالة التي جاءت تذكرهم، وتربط تاريخ أسلافهم الصالحين، بتاريخ الرسالة المحمدية، وينبثق من ذلك النور الرباني من هذه الآيات الكريمات، وتعرف البشرية أن هذا القرآن لم يتنزل لبني يعرب فحسب، وأن هذه الرسالة لم تكن خاصة لقوم محمد عليه السلام فحسب بل لجميع البشرية، وتتحدث الآيات عن ذلك اليوم العصيب الذي تنكشف فيه فضائح الخلائق، وتجثوا البشرية على الركب وتقول كل نفس يارب نفسي نفسي، ثم أخبرهم الله سبحانه وتعالى في آخر الآية أن في ذلك اليوم لا أحد ينصر أحد، وليس هناك مجال لتكوين جيوش، أو عصابات ليتناصرون فيما بينهم كما هو حال اليهود في الدنيا، بل في ذلك اليوم كل نفس مشغولة بذاتها لا تعلم كيف الخلاص من أهوال ذلك اليوم.
الوقفات
1 - تذكير اليهود بصلاح أسلافهم لإيجاد الإيمان بأن هذا القرآن مصداقاً وتتميم لما سبقه من الكتب السماوية.
2 - تحريك الإيمان في القلوب بما سيحدث في الآخرة من حساب وعقاب.
3 - الحث على المبادرة بالإيمان بالرسالة المحمدية كي ينجوا اليهود من عذاب الآخرة حيث لا فدية ولا نصرة ولا شفاعة.
________
آيات ووقفات (الحلقة السابعة والثلاثون)
(وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50))
وتأتي هذه الآية تذكر اليهود كيف كان حال أسلافهم حينما تسلط عليهم فرعون ملك مصر، والذي كان يسومون أصلها (سام) أي يديمون العذاب عليهم وتمثل ذلك في أن فرعون كان يذبح الأولاد ويبقي النساء أحياء، فيعلمهم الله أن تلك الفتنة كانت من أشد الابتلاء الذي أصاب أسلافهم، ولكن الله وحده سبحانه، وبحكمته البالغة، وبسلطانه العظيم، دكدك رؤوس الطاغوت، وأغرق فرعون وجنوده في اليم، وأنقذ موسى ومن تبقى من أبناء إسرائيل عليه السلام.
فمَّن الله عز وجل على اليهود في هذه الآيات، وكأنه يقول إذا نسيتم ذلك، أو جهلتموه فهذا القرآن يقص عليكم ما جهلتموه، ويذكركم بما جاء في سير الأولين من أسلافكم،ثم ينتقل السياق على صورة أخرى حينما أنفرق البحر إلى فرقين، أي انفتح إلى قسمين فعبر موسى عليه السلام وقومه، وعندما نجوا ووصلوا إلى ضفة البحر لحق بهم فرعون وجنوده، فأغرقهم الله فهلكوا، وكان ذلك أمام مرأى موسى وقومه، ويورد الله هذه الآيات لعل هؤلاء اليهود يتذكروا ويعتبروا، ويوقنوا بصدق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم النبي الأمي الذي لا يستطيع القراءة، أو الكتابة، فمن أين جاء له هذا القصص الذي كثير منهم يجهل تفاصيله، أو يعرفه ولكنه ينكر رسالة محمد فتدلل تلك الآيات على رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وتخبر البشرية بمصداقية الرسالة، وعموميتها للبشرية جمعاء، وبذلك تستبين السبيل الحق من الباطل، والبصيرة من العمى، والهدى من الضلال.
الوقفات
1 - التذكير بقصص أسلاف اليهود.
2 - الامتنان من الله على بني إسرائيل بأنه نجاهم من بطش الطاغوت فرعون.
3 - إثبات معجزة انشقاق البحر حتى مشى البشر في وسطه.
آيات ووقفات (الحلقة الثامنة والثلاثون)
(وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون (51) ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون (52) وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون (53)
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يزال السياق في ذكر الله وتذكيره لقصص موسى مع قومه، فقد ذهب موسى إلى ميقات ربه وانقضت أربعين يوماً، ثم اتخذ قومه العجل رباً يعبدونه وهو عبارة عن حلي نساء بني إسرائيل صاغها السامري في هيئة عجل فعبدوه، وسيأتي بسط ذلك بالتفصيل في سورة طه إن شاء الله. ويذكر الله سبحانه وتعالى كيف ظلموا أنفسهم بعدما نجاهم الله من فرعون وجنوده، ومن الدكتاتورية الوحشية التي أذلت بني إسرائيل أيما إذلال، وهاهم يعبدون العجل من بعد تلك النعمة بإنقاذهم، ولكن مع ذلك غفر الله لهم، وعفا عنهم لعلهم يعودون إليه ويعبدونه وحده لا شريك له، ثم يذكرهم الله بمنته وفضله أنه آتى موسى الكتاب وهو التوراة وهو الفرقان الذي يفرق بين الحق والباطل لعلكم تهتدون.
ويورد الله عز وجل هذه الآيات وفيها التذكير والأحداث التي سبقت في الأسلاف الماضية، وفيها تذكير بما جرى لهم، وكيف تكون عاقبة الكفر، وكيف أن الله عز وجل يعفو ويغفر، وكيف تجلى حلمه وعفوه على بني إسرائيل لجهلهم، ولكن بعدما أتتهم التوراة، والهدى المتألق بين دفتيها، فليس بعد ذلك عذر لمعتذر فقد أتى البيان الظاهر، والنور الباهر، وتجلت الحقائق، فمن أين أتى كل ذلك على محمد صلى الله عليه وسلم إلا عن طريق الوحي السماوي.
الوقفات
1 - الشرك بالله ظلم للنفس عظيم.
2 - الحث على شكر الله على نعمة العفو والمغفرة.
3 - إقرار وجود التوراة في عهد موسى عليه السلام، وهو كتاب مقدس من الكتب السماوية، ونحن كمسلمين نؤمن بوجوده على هيئته الحقيقية في عهد موسى، ولكن ما تتداوله الأيدي الآن فليس بالأصلي وهو محرف.
4 - إثبات إقامة الحجة على الناس بعد إرسال الرسول، وإنزال الكتاب فبهما يتميز الحق من الباطل.
___________
(الحلقة التاسعة والثلاثون)
(وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم (54))
هذه الآية تعبر عن الحال الذي وصلوا فيه بني إسرائيل من إغضاب الرب سبحانه وتعالى الذي أنعم عليهم، وأنجاهم من الأعداء، وأنزل عليهم الكتاب، وأرسل لهم موسى نبياً منقذاً بالمعجزات، وبالتوراة، فما السبيل إلى إرضاء الرب، وما الخلاص من هذا الذنب، وكيف كانت توبتهم لقد أمر الله نبيه بان يقتل من لم يعبد العجل من عبد العجل لكي تتم التوبة لهم، وهذه والله من الأغلال الثقيلة التي شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم، فأخذوا الخناجر بأيديهم وغشيتهم ظلمة شديدة فجعل يقتل بعضهم بعضاً فانجلت الظلمة عنهم وقد جلوا عن سبعين ألف قتيل كل من قُتل منهم كانت له توبة، وكل من بقي منهم كانت له توبة، فتاب الله عز وجل على حيهم و ميتهم، وبذلك انتهت قضية عبادة العجل بعد توبة الله عليهم وعودتهم إلى رشدهم.
وفي هذه الآية ذكر الشرك بأنه ظلم للنفس،فهي مفطورة على توحيد الله بالعبادة، فكيف يجرؤ المرء على اتخاذ الأصنام أرباباً، أو الجمادات، أو الأولياء، أو القبور،أو الصلبان، أو الرهبان، أو قبورهم، أو المزارات يطوفون بها، ويبكون عندها ويسجدون لها ويستغيثون بأصحابها، كيف يكون ذلك في قلب مفطور أصلاً على توحيد العبادة لله، وكيف يكون ذلك في قلوبٍ تنتمي إلى الإسلام، وتعتز بالإسلام، وهي أقرب إلى الشرك والعياذ بالله، وتشد الرحال إلى المزارات، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد مسجدي هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى).
الوقفات
كان التقاتل بين الناس توبة في شريعة موسى عليه السلام.
إثبات الولاء لله وأن عباد الله دائماً وابداً ينفذون أوامر الله مهما كانت شدتها وصعوبتها.
_________________
(الحلقة الأربعون)
(وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تنظرون (55) ثم بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56))
تدل هذه الآيات على صلف وكبرياء اليهود، والكبر كما علمنا رسول الله بطر الحق أي رفض الحق، وعدم إتباعه، فهؤلاء اليهود وفي هذه الآية انكشفت كينونة صدورهم، وسوء مقاصدهم، فعندما جاءهم النبي موسى عليه الصلاة والسلام بالكتاب ووصايا الرب فيها، فرفضوا ذلك وقالوا من أنت حتى يعطيك الرب ذلك، ولماذا يكلمك ولا يكلمنا، فلن نؤمن لك حتى نرى ربك، أي يكشف وجهه سبحانه وتعالى لنا ونراه جهرة، إننا نريد رؤيته، وهذا بطبيعة الحال محال لأن كليم الله موسى عليه السلام لم يستطع رؤيته عندما تجلى ربه للجبل، فكيف بهؤلاء يقولون ذلك بتلك الصورة المكذبة لرسول الله، وكيف يقولون ذلك بتلك البذاءة، والعنجهية،كل ذلك أغضب الرب سبحانه وتعالى، وأغضب نبيه موسى عليه الصلاة والسلام، فجاءهم العقاب حيث أرسل الله عليهم صاعقة وهي نار (قالها السدي) تقتل بعضهم ويرى الآخرون ما حل بهم، ثم بعثهم الله فجاء أولئك الصاعقة ثم بعثهم الله، فأحياهم من جديد، وهو سبحانه الغني عن عبادتهم، ولكنه سبحانه رءوف رحيم، يريد سبحانه من عباده أن يتبعوا الحق ويشكروا نعم الله قولاً وعملاً كي ينجوا من عذابه، فهل استجابوا لربهم؟. وفي هذا تذكير لليهود في المدينة بما حل بأسلافهم حينما تمردوا على نبي من أنبياء الله موسى عليه السلام، وفيها تحذير من عدم متابعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فإن هذه الآيات، وهذا القصص لم يأت محمداً إلا من عند الله بوحي سماوي.
الوقفات
الكبر هو المهلكة فرفض الحق صفة من أبرز صفات المتكبرين أعاذنا الله.
إثبات غضب الرب سبحانه وتعالى وعقابه لمخالفي أمره.
إثبات الإحياء بعد الممات.
إثبات عدم رؤية الله في هذه الدنيا ولكن في الآخرة سيرى أصحاب الجنة ربهم سبحانه وتعالى (وجوهٌ يومئذٍ ناظرة إلى ربها ناضرة) وقال سبحانه (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) الحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى الرب سبحانه وتعالى، ولا ينكر هذا إلا مكذب بخبر القرآن.
_____________
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعيد محمد]ــــــــ[31 Mar 2006, 05:26 ص]ـ
آيات ووقفات (الحلقة الواحدة والأربعون)
(وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57))
بعدما كشف الله سبحانه وتعالى عن بني إسرائيل البلاء والنقم، أعطاهم سبحانه نعم لم يبذلوا كثير جهد ليحصلوا عليها، فعندما كانوا في التيه ظللهم الله بالغمام وهو كما قال ابن كثير السحاب الأبيض سمي بذلك لأنه يغم السماء ويواريها وذلك ليقيهم من حر الشمس، وعندما سألوا موسى من اين لنا طعاماً في هذه الأرض؟ أنزل الله عليهم من السماء المن وهو شراب يشبه العسل، والسلوى طير كبير يشبه الحمام يأتيهم فيأخذون منه من سبت إلى سبت (قاله وهب بن منبه) ثم قالوا من أين لنا الماء فأمر الله سبحانه وتعالى نبيه موسى عليه السلام فضرب بعصاه التي كانت معجزة مختصة به فانفجرت الصخرة باثنتي عشرة عيناً لكل سبط عين.
ثم أتت الآية في أخرها بامتنان الرب سبحانه وتعالى، وواسع فضله، وعفوه، فقال لهم كلوا من طيبات رزق الله، وإن كانت أفعالهم تخالف أوامر الله فإنهم هم الذين سيظلمون أنفسهم فلا يضرون إلا أنفسهم، وفي هذا تنبيه على من تبقى من اليهود أن لا يفعلوا كما فعل آبائهم، وأسلافهم من التمرد على الأنبياء، وعصيان أوامر الله وكما سيتبين لنا في الآيات القادمة إن شاء الله، قال ابن كثير رحمه الله: ومن هاهنا تتبين فضيلة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم على سائر أصحاب الأنبياء في صبرهم وثباتهم وعدم تعنتهم مع ما كانوا معه في أسفاره وغزواته منها عام تبوك في ذلك القيظ والحر الشديد والجهد لم يسألوا خرق عادة ولا إيجاد أمر مع أن ذلك كان سهلا على النبي ولكن لما أجهدهم الجوع سألوه في تكثير طعامهم فجمعوا ما معهم فجاء قدر مبرك الشاة فدعا الله فيه وأمرهم فملئوا كل وعاء معهم وكذا لما احتاجوا إلى الماء سأل الله تعالى فجاءتهم سحابة فأمطرتهم فشربوا وسقوا الإبل وملئوا أسقيتهم ثم نظروا فإذا هي لم تجاوز العسكر. فهذا هو الأكمل في اتباع الشيء مع قدر الله مع متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم.
الوقفات
1 - إثبات أن الرزق بيد الله سبحانه فما خلق أحداً وأهمله.
2 - معجزة موسى في العصا حيث سخرها له ربه لعل أولئك اليهود يتقوا ربهم ويطيعوه.
3 - إثبات رحمة الله ولطفه بعباده.
ـ[سعيد محمد]ــــــــ[31 Mar 2006, 05:28 ص]ـ
وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)
عندما نجى الله موسى وقومه من الطاغية فرعون وجنوده وخرجوا من مصر، وأعطاهم في تلك البقعة المن والسلوى وسقاهم حيث ضرب موسى بعصاه صخرة فانفجرت بالمياه اثني عشرة عيناً لكل سبط، أو فخذ منهم عين يشربون منها.
جاءت تفاصيل قصة الأمر بمقاتلة الكنعانيين (بأرض فلسطين) في سورة المائدة، ولكن ينبغي أن أربط هنا تلك القصة بهذه الآيات كي تتضح الصورة كاملة. أمر الله سبحانه وتعالى قوم موسى أن يباغتوا الكنعانيين الساكنين في أرض فلسطين، ويقاتلوهم لأن الأرض المقدسة هي أرض بني إسرائيل آنذاك التي ارتضاها الله لهم، فلما انتشر بينهم أن الكنعانيين عمالقة وجبارين، جبنوا ولم يجاهدوا في سبيل الله، وارتضوا الحياة الدنيا على الآخرة، وتلك هي النفوس الدنيئة التي لا تؤمن بلقاء الله، ولا تطيع خالقها، فقالوا لنبيهم موسى طالما أن هناك أولئك الجبارين فلن ندخل المدينة، فاذهب قاتل أنت وربك، أعوذ بالله من سوء الخلق، فجاء العقاب الإلهي بتحريم الأرض المقدسة عليهم أربعين سنة يتيهون في أرض سيناء.
وبعد موت موسى وهارون عليهما السلام جاء يوشع بن نون، وبعد انتهاء التيه فغزا بهم أولئك العمالقة (الكنعانيون) ففتح الله عليه ونصرهم، فأمرهم الله أن يشكروه ويدخلوا سجداً شكراً لله، ويقول حطة أي حط عنا خطايانا يا رب، فقالوا كلاماً غير ذلك وهم يزحفون على استاههم ويقولون حبة في شعيرة، فسلط الله عليهم بجند من جنوده مرض الطاعون أفنى الكثير منهم عقاباً لفسقهم وجحودهم نعمة الله وفي هذه الآية تذكير لليهود اللاحقين كي يتعظوا مما فعله أسلافهم ويتخذوا العبرة.
الوقفات
1 - وجوب الشكر لنعم الله وآلاءه.
2 - تذكير اليهود في عهد النبي بسلفهم كي لا يتشبهوا بهم، ويتبعوا خاتم النبيين عليه السلام.
3 - إثبات عقوبة الله وغضبه سبحانه وتعالى على من عصاه.
4 - زيادة المحسنين في الأجر و الهداية عند امتثالهم لأوامر الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعيد محمد]ــــــــ[14 Apr 2006, 12:43 ص]ـ
قال الله تبارك وتعالى (وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً قد علم كل أناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين (60)
يخبر الله عز وجل نبيه عليه الصلاة والسلام كيف كان حال بني غسرائيل عندما خرجوا من مصر وكانوا في أمسّ الحاجة للطعام والشراب، فكان طعامهم المن والسلوى وبقي الماء من اين سيأتيهم الماء، فأمر الله عز وجل نبيه موسى عليه السلام بعدما استسقى أي طلب السقاية لقومه أمره بأن يضرب بعصاه صخرة كانت مخصصة لذلك الأمر، فضربها بعصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً لكل بطن من بطون بني إسرائيل عين، لأن قبائلهم كانت اثنتا عشرة قبيلة.
كل ذلك يدل على إكرام الله عز وجل لأتباع نبيه موسى وطاعتهم له، والله عز وجل لن يهمل من يتبع أوامره تبارك وتعالى، ولن يضيع من أطاعه، فجعل لكل قبيلة عيناً تخصها لكي يتم التنظيم، والتنسيق في أخذ نصيبهم من الماء من دون تزاحم، وفوضى بين القبائل.
ثم جاء السياق بالتزام الطاعة لله عز وجل، واتباع منهج الحق، والأكل والشرب من الرزق الذي كتبه الله لهم، ويحذرهم من عبثية الحياة، وعبثية الإفساد في الأرض.
الوقفات
1 - إثبات معجزة العصا.
2 - إثبات أحقية الله في الشكر من عباده.
3 - إثبات قدرة الله عز وجل على فعل كل شيء.
ـ[سعيد محمد]ــــــــ[14 Apr 2006, 12:56 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أحب أن أستشير أهل العلم في هذا المنتدى عن مواضيعي التي تطرح بقلمي، حيث أنني أطلع على كتب العلماء، ابن كثير، والطبري، وعبدالرحمن السعدي، وأبو بكر الجزائري، والشعراوي وغيرهم مممن بذل جهده في إيصال الحق إلى شغاف قلوب عباد الله، وشرح معاني القرآن الكريم.
وبعد تلك الإطلاعات على تلك الكتب أجد في نفسي القدرة باختصار تلك الكتابات وإيضاحها في شكلها المصاغ صياغة عصرية تتسق اتساقاً بارعاً مع لغة العصر، وأسلوب العصر الذي يوصل المعلومة القصيرة دون التوسع والأمانة العلمية التي تطول وتطول في كتب السابقين، وحيث أن الله استعملني بفضله وكرمه في طاعته قمت بما حباني الله من حب وشغف شديدين للكتابة بصياغة التفسير من جديد واختصار الإطالات في تلك الكتب، وبعباراتي الأدبية التي أتمنى أنني أصبت فيها، ولكنني أبداً لا استغني عن توجيهات من هم أفضل، وأعلم مني فأرجوكم أن لا تبخلوا علي أبداً بما ترونه في مقالاتي، وهل هذا العمل غير ذي جدوى، أو ترون فيه تكرار لما سبقوني به، أو تنصحوني بالاستمرار وغيرها من الأمور فلا تحرموني من توجيهاتكم أرجوكم، وإن كان هناك كلام خاص أو فيه انتقاد لعملي فليكن في الرسائل الخاصة أو على بريدي الألكتروني.
إن شاء الله أنا سأستمر في التأمل في آيات الله في جميع سور القرآن وعلى نفس النهج والأسلوب في طريقي لإقامة موقع حيث يحوي جميع مؤلفاتي، وأشعاري، ورواياتي، والكتب المترجمة التي سأترجمها من عربي إلى أنجليزي إن شاء الله في المستقبل، أرجوا المشاركة في هذا النصح لي شكر الله لكم.
ـ[سعيد محمد]ــــــــ[14 Apr 2006, 12:59 ص]ـ
أرجوا من الأخوة المشرفين تثبيت مواضيعي كي يتسنى للكثير أن يتابعوا إضافاتي بسهولة
شكراً
ـ[سعيد محمد الشهري]ــــــــ[28 Apr 2006, 01:28 م]ـ
أسف على التأخير ولكن سأعود بإذن الله قريبا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Apr 2006, 02:10 م]ـ
أخي الكريم سعيد حفظه الله وأسعده بطاعته.
شكر الله لكم حرصكم وعنايتكم، وحبكم للخير، وحبكم لنفع إخوانكم في هذا الملتقى العلمي.
أنا من المتابعين لما تكتبه، ويعجبني حرصك ومتابعتك، وما كان لي أن أمنعك عن خيرٍ تسعى إليه، أو معروف تريد بذله ونشره بين الناس. ولكن لك عليَّ حقٌّ لا بد أن أبذله لك، هو حق النصح فيما بيننا، والأخوة الصادقة إن شاء الله.
أخي الكريم: إنَّ الاختصارَ لكلامِ العلماءِ، من المفسرين أو غيرهم مهمةٌ خطيرةٌ، وطريقٌ غير مُعبَّدةٍ، ولا بد لسالكها أن يكون عالماً في مرتبة المفسِّر الذي كتب التفسير الأول، حتى يكون الاختصار علمياً على وجهه، غير مخلٍّ بكلام الأول. وهذا موضوعٌ طريفٌ، كتب عنه الشيخ نايف الزهراني مقالة جيدة طالعها مشكوراً هنا ( http://www.tafsir.net/index.php?subaction=showfull&id=1146057468&archive=&start_from=&ucat=1&maqal=full) . ولا يكفي في المختصر أن يكون رأى الحاجة إلى ذلك فقام بالاختصار فحسب، دون أن تكون قدمه راسخةً في العلم الذي يريد اختصار الكتاب فيه، وهذا أمرٌ لم ألمسه في اختصارك أخي الحبيب، وهو التفسير، ولا ضير عليك فربما تكون مشغولاً بغير هذا العلم مع حبك له وفقك الله ورعاك.
الأمر الثاني: الاستنباطات التي تستنبط من الآيات القرآنية ينبغي أن تكون منضبطة بأصول الاستنباط العلمية، مقرونة - لكي تتم الفائدة - بوجه الاستنباط، حتى يعرف القارئ مأخذ الاستنباط، ويستفيد منه، ولذلك أجاد الشافعي والطوفي وابن تيمية والسعدي وابن عثيمين هذا لسعة علمهم ومعرفتهم بوجه الاستنباط، ورسوخ ملكاتهم العلمية في ذلك، وتوفيقهم للبيان عنه بياناً صحيحاً.
أسأل الله للجميع التوفيق والسداد، والله يوفقكم لما فيه الخير والنفع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعيد محمد الشهري]ــــــــ[29 Apr 2006, 06:58 ص]ـ
السلام عليكم أخي عبد الرحمن والإخوة في الله الذين يتابعون ما يكتب وفق الله الجميع لطاعته.
إن كتاباتي لا تأتي إلا بعد قراءة متأنية لكتب أهل العلم كما أسلفت، ثم آتي أنا بصياغة يسيرة جديدة تحوي المعلومات التي ذكرها أهل العلم في إطالاتهم التي لا تخفى على أحد، بينما يكون شرحي أنا أقل كلاماً وأحسن إفادةً لذلك سأبذل ما أستطيعه للوصول إلى فوائد لي ولإخواني. وأنا اشكرك يا أخ عبد الرحمن.
ـ[سعيد محمد الشهري]ــــــــ[01 May 2006, 11:16 ص]ـ
قال الله تبارك وتعالى (وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصر فإن لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون)
يخبر الله سبحانه وتعالى كيف كان حال اليهود السلف مع نبيهم موسى عليه السلام وكيف كان تعنتهم معه، حيث جحدوا نعمة الله وسئموا فضله، وأرادوا العيشة الدنية، ولم يريدوا الفضل الذي كان يأتيهم من الله من دون تعب، ولا سعي للرزق، فأرادوا البصل والثوم والخيار، فاستغرب نبي الله موسى من مطالبهم الدنية وتركهم لما انعم به الله عليهم من المن والسلوى.
وهذا يدل على تشبث تلك النفوس بالعداوة لأوامر الله، وليس جميع اليهود. ولما تجرءوا وطلبوا موسى ذلك المطلب أمرهم موسى عليه السلام بالنزول إلى مصر ليجدوا مطالبهم ومرادهم، ولما تجبروا على أوامر الله واغتالوا الأنبياء اغتيالات رهيبة حتى أنهم قتلوا نبي الله زكريا بالمنشار، وقطعوا رأس ابنه يحيى وقدموه على صحن لبغي من بغاياهم، فلما رأى الله من ظالميهم ذلك أذلهم وجعل في قلوبهم الرعب والخوف من غير الله، فكان ذلك عقوبة عليهم لعصيانهم وابغيهم، وكفرهم بآيات الله وإعراضهم عنها.
الوقفات
1 - إثبات تنكر اليهود لنعم الله.
2 - إثبات قتل اليهود لأنبياء الله.
ـ[سعيد محمد الشهري]ــــــــ[01 May 2006, 06:10 م]ـ
الحلقة 45
قال تعالى (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
عندما ذم الله تبارك وتعالى بني إسرائيل وذكر أباطيلهم واعتداءاتهم على أشرف الخلق الأنبياء فلا بد أن بعض الناس يعتقد أن جميع اليهود على تلك الصفات، وذلك المنوال، وتلك الطبيعة، فبين الله تبارك وتعالى أن هناك فريق من أولئك اليهود لا ينتمون إلى تلك الثلة القبيحة، ولا تلك الفئة المجرمة التي اتخذت أنبياء الله أعداء وبررت لأنفسهم تشويه رسالاتهم وقتل نفوسهم. أخبر الله سبحانه وتعالى في هذه الآية عن فيرق من اليهود عبدوا الله وآمنوا برسالات أنبياءهم واتبعوا الحق الذي جاءوا به، وماتوا وهم كذلك قبل أن تأتي الرسالة المحمدية، فيكون أولئك مصيرهم الجنة لأنهم أتبعوا تشريع نبيهم موسى، وعيسى وغيرهم، أما عندما جاء نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم فمن لا يتبعه فلا ينضوي تحت ذلك المسمى (المؤمنين) لأن بعد رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ليس هناك دين باقٍ غير دين الإسلام. والدليل قوله تعالى (إن الدين عند الله الإسلام) وقوله تبارك وتعالى (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)
الوقفات
1 - إثبات دين اليهودية والنصرانية كأديان ماضية ولكنها نسخت بالإسلام.
2 - أثبات أهم عرى الإيمان وهو الإيمان بالله وباليوم الآخر.
3 - أهمية العمل الصالح بعد الإيمان لسعادة المؤمن في الدارين.
ـ[سعيد محمد الشهري]ــــــــ[18 May 2006, 11:53 م]ـ
الحلقة 46
قال تعالى (وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما أتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون، ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين)
يذكر الله عز وجل بني إسرائيل عن حال أسلافهم وكيف كانت المواثيق التي أخذها الله عليهم وتعهدوا على أنفسهم بطاعة الله ورسوله وكيف أن العهد والمواثيق كانت ذا أهميه بالغة في حياة البشرية خصوصا إذا أعطي لله عز وجل فلما عصوا أوامر الله رفع جبل الطور على رؤوسهم لإخافتهم وتهديدهم كي يعودوا إلى صوابهم، ويتركوا مخالفة أوامر ربهم، عندئذ أعطوا ربهم الميثاق أن لا يخالفوا أمره، وكذلك أن يذكروا ما في التوراة أي يحكموها بينهم ويتعلمون ما فيها من أوامر الله عز وجل ويتجنبوا ما نهاهم عنه من المحرمات، ولكنهم أعرضوا عن الحق، إلا أن الله عز وجل أمهلهم ففضله سبحانه وتعالى أوسع وأكرم، فلو أذاقهم عذابه لكانوا من الخاسرين.
الوقفات:
1 - إثبات رفع جبل الطور بأمر الله عز وجل.
2 - إثبات وجود التوراة تشريعاً لبني إسرائيل.
3 - إثبات رحمة الله وعفوه عن المسيئين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعيد محمد الشهري]ــــــــ[31 May 2006, 03:49 م]ـ
الحلقة 47
قال الله تبارك وتعالى (ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين فجعلناها نكالاً لما بين يديها وموعظة للمتقين)
جاءت هذه الآية بقصة المعتدين على حدود الله من اليهود الذين أمرهم الله ألا يصطادوا السمك في يوم السبت، وأن يعظموه ويحترموه، فابتلاهم الله وامتحنهم فكانت الحيتان تأتيهم في يوم السبت كثيرة تطفوا على وجه البحر. أما في بقية الأيام فليس لها أثر، فلما اعتدا فريقا منهم حينما حفروا حفراً للحوت في يوم السبت، ويجدوه في يوم الأحد فيأخذوه، وكأنهم بذلك يتحايلون على ربنا تبارك وتعالى، وفي ذلك اعتداء على حدود الله، فبذلك استحقوا عقاب الله فجعلهم الله قردة خاسئين نتيجة لعصيانهم وتحايلهم على أوامر ربهم، فجعلها الله عقوبة ونكالاً لمن حضر تلك الحادثة من الأمم، وبلغه خبرها ممن هو في وقتهم وما خلفها أي من بعدهم، فتقوم على العباد حجة الله، وليرتدعوا عن معاصيه ولكن ذلك كله لا ينتفع به ولا يعرف أهميته إلا المتقين.
الوقفات:
1 - إثبات اعتداء بعض اليهود على حدود الله.
2 - مسخ بعض اليهود إلى قردة بسبب عصيانهم لأوامر الله.
3 - إثبات أن الموعظة تفيد المتقين وتذكرهم بالله تبارك وتعالى.
ـ[سعيد محمد الشهري]ــــــــ[03 Jun 2006, 03:18 م]ـ
الحلقة 49
قال الله تبارك وتعالى (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريقٌ منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون، وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون، أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون، ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون)
هنا إشارة إلى أن بعض اليهود المتمردين على أوامر الله عز وجل، حيث أنهم حرفوا كلام الله عز وجل من بعد ما عقلوه وعلموه، وهذا دليل على فساد قلوبهم، وجرأتهم على معصية ربهم سبحانه وتعالى، وبذلك يتبين أن هؤلاء لا مطمع من وراء إيمانهم، ولا خير فيهم فلا سبيل إلى إيمانهم، وذلك تقرير من الله عز وجل بعدم قبول قلوبهم لذلك الأمر، وهو يعلم أسرار قلوبهم سبحانه وتعالى. وكانوا إذا التقوا بالمؤمنين فيصادقونهم على ما أتى به القرآن ومشابهته بالتوراة، فيصبح ذلك حجة عليهم بأن دين الإسلام هو الناسخ لجميع الأديان السابقة، لذلك أخذ كبارهم يوبخونهم ويقولون كيف تبرهنون على أنفسكم تناقضكم، وتصديقكم لدين محمد وتجعلون ذلك حجة عليكم. فيرد الله عليهم أغفلوا عن السميع العليم تبارك وتعالى الذي يعلم سرهم وعلنهم، ويعلم مؤتمراتهم السرية التي تنعقد ضد الدعوة النبوية. والتخطيط على حصار الدين وأهله ومحاربته بما يستطيعونه من التضليل والتحريض ضد الدعوة المحمدية. ثم ذكر الله تبارك وتعالى أن من اليهود أناس أميون عوام مقلدون لهم فلا بصيرة عندهم وهؤلاء أيضاً لا مطمع للمؤمنين في إيمانهم.
الوقفات
1 - إثبات تحريف التوراة.
2 - إثبات معرفة الله بأسرار القلوب.
3 - ذم الله سبحانه وتعالى لنفوس المعرضين عن أوامر الله المحرفين لكلامه.
ـ[سعيد محمد الشهري]ــــــــ[04 Jun 2006, 06:01 م]ـ
الحلقة 50
قال الله تبارك وتعالى (وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة قل اتخذتم عند الله عهداً فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون، بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون، والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون)
بعدما أخبر الله عز وجل عن أفعال اليهود السيئة حيث حرفوا كتاب الله وافسدوا على الناس عقائدهم وذلك من أجل الدنيا وزينتها، وبعدما جاءهم من الله الوعيد الشديد بالعقوبة، يذكر الله الخلف من اليهود بان أولئك السلف كانوا مثالاً للأفعال السيئة مع الله ومع أنبيائه، ثم جاء السياق يذكر كيف كانت جرأتهم على الله تبارك وتعالى واخبروا قومهم بأنهم لن تمسهم النار إلا أياماً قلائل ممكن تعدادها وكأنهم يعلمون بنية ربهم، أو كأنهم أخذوا على الرب تبارك وتعالى عهداً بذلك، فلو فعلوا ذلك فلن يخلف الله العهد إن كان عقده، أم أنهم يقولون على الله مالا يعلمون، ثم ذكر الله تبارك وتعالى من هم الذي غلبتهم السيئات ورجحت بالميزان على الحسنات، والمؤمنين الذين رجحت حسناتهم على سيئاتهم فهم أصحاب الجنة خالدين فيها. وهنا تنويه أن صاحب المعصية من المسلمين إذا مات فهو إلى مشيئة الله إن شاء غفر له وإن شاء عذبه ولا يكفر المسلم بالسيئات لأن الله عز وجل يقول (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) ولكنه على خطر إذا لم يتب، والإيمان يكون بالله وملائكته وكتبه ورسله و واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، والصالحات من الأعمال يشترط فيها الإخلاص لله ومتابعة نبيه صلى الله عليه وسلم.
الوقفات:
1 - ذكر جرأه اليهود على الله والقول عليه بغير علم.
2 - السيئة سبب لدخول النار.
3 - الإيمان والأعمال الصالحة بعد رحمة الله سبب لدخول الجنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعيد محمد الشهري]ــــــــ[13 Jun 2006, 10:19 م]ـ
الحلقة 51
قال تعالى (وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحساناً وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسناً وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم توليتم إلا قليلاً منكم وأنتم معرضون)
يذكر الله في هذه الآية طبع من طباع اليهود، وسجية لطالما تغلغلت في سلوكياتهم، وامتزجت بدمائهم، وظلت تلك النفوس في صلفها وعنادها، فكانت لا تستجيب لأوامر الله ولا تقبلها إلا بالأيمان المغلظة والعهود الموثقة، وذلك من شدة عنادهم وصلفهم، فيذكرهم الله بأسلافهم كيف أخذ منهم الميثاق ورضوا به وأخذه عليهم بأن يعبدوا الله عز وجل عبادة خالصة له سبحانه وتعالى، وهذا هو أصل الدين وبدون هذا الأصل لا يقبل الله الأعمال من الناس، ثم أمر بالإحسان للوالدين سواء بالقول والفعل، وجعل منزلة الوالدين والإحسان إليهما بعد عبادته سبحانه وتعالى تشريفاً لمنزلتهما، وتكريماً لقدرهما، وإحساناً لحضرتهما، وما أحوج الناس إلى معرفة هذا التشريع الرباني، والتكريم الإلهي للوالدين .. وللسعادة الأسرية في كنف الوالدين، وما أسعد البشرية حينما تمسكت بتعاليم ربها، وما أشقى العالم المادي الذي رفض التماسك الأسري، وأقام دوراً للعجزة وتخلى الناس عن والديهم، بل حتى وجد من يسب والديهن ويضربهم أعاذنا الله من ذلك، فالله يحث الإنسان على تقديس الحياة الأسرية، وتقديس دور الوالدين واحترامهما. ثم الإحسان إلى البشر، فالجميع أبناء آدم، فلا ضغائن بين الناس ولا أحقاد فالواجب مقابلة الإحسان بالإحسان، ومقابلة الإساءة بالصبر والإحسان أيضاً طالما الحق يتبع للإنسان. ويكون الإحسان إلى الناس بالقول الحسن وحسن المعاملة، والأخلاق الطيبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعليم العلم للناس وغيرها من الأمور التي فيها إسعاد البشرية والرقي بالمجتمع البشري إلى أعلى درجات التعاون والتعاضد بين أفراده وعلى اختلاف عقائده طالما المصالح دنيوية. ثم جاء الأمر الرباني بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة لما لهما من فضل في تزكية النفس، والصلة المتصلة بالرب تبارك وتعالى ومراقبته في السر والعلن. كل تلك الأوامر كانت موجهة لليهود السالفين ولكن ماذا كانت النتيجة تولى الكثير منهم وهم معرضون.
الوقفات
1 - عبادة الله وحده أصل الدين.
2 - الإحسان إلى الوالدين منزلته عظيمة في الإسلام.
3 - الصلاة والزكاة كانت ولا زالت قرينتان وركنان أساسيان من أركان الدين.
ـ[سعيد محمد الشهري]ــــــــ[14 Jun 2006, 08:59 م]ـ
الحلقة 52
قال تعالى (وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وانتم تشهدون، ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقاً منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزيٌ في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون)
هذه خلة من خلات اليهود التي اتصفت بها نفوسهم، حيث أبت إلا الإعراض عن منهج الله، وعرفت الحق وأعرضت عنه، وعرفت الباطل فغرقت فيه إنها نفوس بعض القبائل اليهود وهم بنو قريظة. وبنو النظير، وبنو قينقاع حينما جاءوا إلى المدينة، بعضهم تحالف مع الأوس، والبعض الآخر تحالف مع الخزرج وكانوا قبل مبعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مشركين فكانوا إذا تقاتلت قبيلتان قاتل مع كل طرف أفراد من اليهود، فيقتل اليهودي اليهودي، ويخرجه من أرضه إذا حصل جلاء ونهب، ثم إذا انتهت المعارك وحل السلم يتفادون بالأسارى وكل عملهم ذلك محرم سواء القتل، أو فداء الأسير، فكانوا يعملون بافتداء الأسرى، ويقتلون إخوانهم في العقيدة ويخرجونهم من أرضهم، فجزءوا العقيدة، وقسموا التشريع على أهواءهم، ورغباتهم، فيا لبئس الإيمان هو أن يؤمن العبد بجزء، ويكره جزءاً آخر (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) فيا لبئس الحال الذي غرقوا في أوحاله من الضلال والعمى، فجازاهم الله على ذلك الأمر الشنيع بالخزي في الحياة الدنيا، أما في الآخرة فلهم اشد العذاب، فلا يحسبون أن الله غافل عن أعمالهم، ولقد أكرم الله قبيلتي الأوس والخزرج بالبعثة النبوية المحمدية فسموا بعد ذلك بالأنصار فقد سلطهم الله على تلك القبائل اليهودية فقتل من قتل وسبي من سبي منهم وأجلي من أجلي وهذا هو العذاب والخزي الذي تعهد الله به لهم، ذلك لأنهم كانوا يعتقدون أن التحالفات الدنيوية سوف تغني عنهم في الحياة الدنيا، ويعيشوا في شيء من السلم في ظل التحالفات الدنيوية ونسوا ألآخرة وخالفوا أمر ربهم فبذلك سينالوا عذاب الدارين أعاذنا الله.
الوقفات
1 - يؤخذ دين الله كاملاً ولا يجزأ.
2 - شرعية تبادل ألأسرى في الحروب.
3 - العذاب الدنيوي إلباس الذلة والهزيمة على العاصي.
4 - لا ناصر لعبد من عذاب الله إذا استحقه.
5 - بئس حال من استبدل آخرته بمتاع دنيوي زائل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعيد محمد الشهري]ــــــــ[17 Jun 2006, 11:26 م]ـ
الحلقة 53
قال تعالى (ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون)
يخبرنا الله تبارك وتعالى أن فضله عظيم على بني إسرائيل وانه أرسل إليهم الرسل فجاءهم موسى ومن بعده من الرسل عليهم السلام، كي ينقذوا البشرية من أتون الضلال، و مهاوي الردى، و ظلام الجهل، ويخرجونهم إلى الطريق الموصلة إلى رضا الله عز وجل. وماذا تريد البشرية أفضل من ذلك، وماذا يريدون أفضل من الوصول إلى الجنة، ورضا الله تبارك وتعالى، هذا تصور يسهل على من يسر الله الهداية لقلبه، أما المتكبرون على الدعوة إلى الله، والمتكبرين على البشر، والمتكبرين على اصطفاء الله للأنبياء من بينهم، كل تلك الأهواء هي التي صدت اليهود عن إتباع الحق، فكانت النتيجة الاستكبار عليهم والحقد الذي أفضى بهم إلى قتلهم لأنبيائهم.
الوقفات
1 - إثبات رسالة موسى عليه السلام إلى بني إسرائيل ومعه التوراة.
2 - إثبات وجود رسل كثير مبعوثين إلى اليهود.
3 - إثبات قتل وتكذيب الرسل من بني إسرائيل.
ـ[سعيد محمد الشهري]ــــــــ[18 Jun 2006, 04:05 م]ـ
الحلقة 48
قال الله سبحانه وتعالى (وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزواً قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، قالوا أدع لنا ربك أن يبن لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون، قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين، قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون، قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض و لا تسقي الحرث مسلَّمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون، وإذ قتلتم نفساً فادارءتم فيها والله مخرجٌ ما كنتم تكتمون، فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون، ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون)
يخبرنا الله تبارك وتعالى عن تاريخ المعاندة والمجادلة والشقاق الذي كانت تتمتع به نفوس اليهود مع أنبياءهم، وكيف أنهم كانوا يستهزئون بالأوامر الربانية، فعندما قُتل رجل من بين قريتين يهوديتين ووضع على حدود القريتين في وسطهما، فلم يعلم أحداً من هو قاتله فأمر الله نبيه موسى عليه الصلاة والسلام بأن يأمر قومه بذبح بقرة، وكان أول الأمر أي بقرة تجزئ ولكنهم أخذوا يسألون ويشددون على نبيهم، فشدد الله عليهم حتى وجدوا بقرة أشتروها بوزنها ذهباً. فذبحوها وضربوا بجزء منها الميت فأحياه الله أمامهم وكلمهم وه ويقول فلاناً قتلني، وهذا أمر خارق للعادة، وهو معجزة ربانية لتحريك ألإيمان في القلوب، وترسيخ العقيدة فيها، ولكن ماذا كانت النتيجة قست القلوب فأصبحت أشد قسوة من الحجارة، فالحجارة قد تتشقق فيخرج منها الماء، أو تتفجر بالأنهار أو تهبط خضوعاً وخشوعاً لله ولكن قلوب اليهود كانت أشد قساوة من ذلك كله أعاذنا الله من ذلك.
الوقفات:
1 - إثبات تعنت اليهود ضد أوامر الله.
2 - إثبات قدرة الله على إحياء الموتى.
3 - إثبات المعجزات من الله لأنبيائه.
4 - تذكير اليهود بحال سلفهم.(/)
دعوة لحضور مناقشة رسالة الدكتوراه لأحد أعضاء الملتقى
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Mar 2006, 10:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بفضل الله وتوفيقه، سوف تناقش صباح يوم الثلاثاء القادم 6/ 3/1427هـ الموافق 4/ 4/2006م رسالة الدكتوراه التي تقدم بها الزميل العزيز
الشيخ محمد بن مصطفى السيد
لقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
عنوان الرسالة:
نجوم البيان في الوقف وماءات القرآن
لمحمد بن محمود السمرقندي المتوفى سنة 780هـ.
تحقيقاً ودراسة
وذلك في تمام الساعة الثامنة صباحاً إن شاء الله، بقاعة المحاضرات الكبرى بكلية أصول الدين بالرياض.
* لجنة المناقشة والحكم على الرسالة:
1 - أ. د. محمد بن عبدالرحمن الشايع - الأستاذ بقسم القرآن وعلومه بالكلية مشرفاً.
2 - أ. د.إبراهيم بن سعيد الدوسري - الأستاذ بقسم القرآن وعلومه بالكلية - مناقشاً.
3 - أ. د.محمد بن سيدي الأمين - الأستاذ بكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة - مناقشاً.
أسأل الله للشيخ محمد السيد التوفيق والسداد، وأن يجعل هذه الدرجة عوناً له على طاعته، ورفعة له في الدرجات في الدارين، ومبارك مقدماً.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[30 Mar 2006, 04:20 ص]ـ
نسأل الله أن يعين الشيخ الكريم , وأن ييسر أمره. ولعل المناقشة تكون مفيدة وخالية مما يكدر.
ـ[معمر العمري]ــــــــ[30 Mar 2006, 03:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا التنبيه , ولا يخفى على كل باحث الأهمية الكبرى لمثل هذه المناقشات؛ لما فيها من تلاقح للأفكار , وتبادل للخبرات.
وادعومعي أن ييسر الله لنا استضافة مناقشي الرسالة في برنامجكم (مبادئ العلوم).
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[30 Mar 2006, 05:51 م]ـ
نسأل الله ان يوفق الشيخ وأن يشرح صدره ويلهمه رشده ,وان يوفقه في دينه ودنياه.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 Mar 2006, 11:31 م]ـ
بهذه المناسبة أقترح على قناة المجد العلمية أن تخصص برنامجاً لمتابعة مثل هذه المناقشات، واستضافة صاحب الرسالة ليعرف برسالته.
وهو في نظري مشروع مهم لنقل تلك المناقشات إلى المشاهدين حتى يعم الانتفاع بها.
ـ[معمر العمري]ــــــــ[31 Mar 2006, 01:07 ص]ـ
أبو مجاهد ... كان المقترح موجودًا , وكما ذكرت , لكن بين عشية وضحاها أجلت الفكرة , وعسى أن ييسر الله طرحها مرة أخرى.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[31 Mar 2006, 07:50 م]ـ
أقتراح في الصميم من شيخنا أبي مجاهد , ويا ليتكم أخي معمر تحاولون في الموضوع من جديد فبث الرسائل العلمية في إذاعة القران لا يناسب وقت البث كل المسلمين بل في مكان بث الإذاعة في الرياض غير مناسب حيث يتداخل مع صلاة الظهر مما يحرم الكثير من متابعة الرسائل. كما أن خروج الرسائل في القنوات أفضل بكثير من حيث إمكان الإعادة واجتماع الرؤية مع السماع ومعرفة بعض الوجوه التي نسمعها ولا نراها.
ـ[معمر العمري]ــــــــ[01 Apr 2006, 12:29 ص]ـ
المجلس التنفيذي للقناة العلمية يجتمع كل ثلاثاء ... وأعدكم بأن أعرضه عليهم , على الأقل يكون في الدورة القادمة.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل سيقبل الباحثون؟!!
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[01 Apr 2006, 03:38 ص]ـ
جزاك الله خيراً على جهودك , ولاشك أن السؤال المطروح مهم لكن لعل جملة من الباحثين بل الغالبية ستوافق إن شاء الله , نسأل الله أن يوفق القائمين على قناة المجد, وغيرهم ممن يعمل لخدمة دين الله, وأن يلهمهم رشدهم إنه جواد كريم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Apr 2006, 12:28 م]ـ
انتهت قبل ظهر اليوم الثلاثاء 6/ 3/1427هـ مناقشة الرسالة، وقد منح الدكتور محمد بن مصطفى السيد درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى ولله الحمد، بعد مناقشة ممتعة نافعة، مليئة بالفوائد العلمية والمنهجية.
نبارك جميعاً للزميل العزيز أبي عبدالرحمن هذه الدرجة العلمية العالية، ونسأل الله أن تكون عوناً له على طاعة الله، وتبليغ العلم.
وجزى الله لجنة الحكم على الرسالة خيراً على هذه المناقشة العلمية الهادئة، وهذا التقدير للجهد العلمي الذي بذله الباحث لإخراج هذا الكتاب الثمين، ونرجو أن نرى هذا الكتاب مطبوعاً في الأسواق قريباً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Apr 2006, 01:03 م]ـ
كتاب (نجوم الفرقان في الوقف وماءات القرآن) للسمرقندي، كتاب مُرَمَّزٌ ملونٌ في أصله، استعمل المؤلف فيه الرمز والألوان.
فأما الرمز فقد استخدمه السمرقندي في بيان الوقوف، على اختلاف أنواعها، سواء ما كان منها متعلقاً بالسجاوندي أو أبي العلاء الهمذاني، أو ما كان متعلقاً بعدِّ الآي، وأجزاء القرآن وتقسيماته. وقد أبدع الدكتور محمد السيد في إبراز هذه الرموز والألوان، بطريقتين:
الأولى: استخدامه الألوان في الطباعة، فجاءت كما أراد المؤلف وزيادة، وهذا مثال من متن الكتاب بألوانه.
http://www.tafsir.net/exam.jpg
الثانية: صنع الدكتور محمد السيد كرتاً متحركاً في الرسالة على هيئة الخيط الذي يوضع لمعرفة مكان القراءة في المصحف، ووضع به رموز المؤلف ملونة، بحيث يرجع لها القارئ في أي موضع من الكتاب، وهذه صورته.
http://www.tafsir.net/smrg.jpg
فجاءت الرسالة في أبهى حلة، وأسهل ما تكون للقارئ لمعرفة معاني هذه الرموز والاصطلاحات التي عناها المؤلف. ولعله يتم عرض منهج المؤلف إن شاء الله في الكتاب في مشاركة قادمة من قبل المُحقِّق إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[روضة]ــــــــ[04 Apr 2006, 02:39 م]ـ
أبارك للأخ الدكتور محمد السيد هذه الدرجة وأسأله تعالى أن يرفع درجاتكم في الدنيا والآخرة، وأن يعينكم على خدمة القرآن الكريم.
ـ[أبو الجود]ــــــــ[04 Apr 2006, 03:43 م]ـ
أسأل الله أن يبارك له في هذا المجهود الضخم و أن يجعله في ميزان الحسنات وكيف نحصل على هذه الرسالة المهمة
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[04 Apr 2006, 04:31 م]ـ
مبروك لزميلنا الدكتور محمد هذه الدرجة ونتمنى أن نرى مشاركاته في الملتقى قريباً.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[04 Apr 2006, 10:12 م]ـ
أبو عبدالرحمن جدير بهذه الدرجة، بل يستحق أكثر، ويستحق شهادة دكتوراه أخرى في حسن التعامل وطيب المعشر ودماثة الخلق.
نسأل الله له التوفيق والسداد والإخلاص، كما نرجو أن ينفع الله به.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[05 Apr 2006, 01:01 ص]ـ
نبارك لشيخنا حصوله على درجة الدكتوراة , ونسأل الله أن ينفع به.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[05 Apr 2006, 11:31 ص]ـ
مبارك ان شاء الله ونرجوا الله ان يوفقك لخير الدارين
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[05 Apr 2006, 12:58 م]ـ
أبارك لأخي الدكتور محمد حصوله على العالمية العالية، وقد تشرفت بحضور مناقشته وأفدت منها، وفقه الله لما يحب ويرضى.
ـ[کوثر]ــــــــ[05 Apr 2006, 04:26 م]ـ
ألف مبروك و أرجو الله أن يوفقك في الدنيا و الآخرة
ـ[ناصر الدوسري]ــــــــ[06 Apr 2006, 07:17 م]ـ
أبارك للأخ الفاضل الشيخ / محمد، وأسأل الله عز وجل أن ينفعه وينفع به.
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[06 Apr 2006, 09:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابارك للاخ الفاضل الدكتور الشيخ محمد ونفع الله به ورفع قدره في الدارين
ـ[محمد السيد]ــــــــ[13 Apr 2006, 05:15 م]ـ
أحمد الله تعالى حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وأثني عليه الخير كله، وأصلي وأسلم على نبينا محمد على آله وصحبه أجمعين.
ثم إن أشكر فضيلة شيخي الأستاذالدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع الذي مافتيء يعينني ويساعدني حتى اللحظة الأخيرة من البحث والمناقشة، مع تواضع ولين في الجانب.
كما أشكر عضوي اللجنة الأستاذ الدكتور: إبراهيم بن سعيد الدوسري والأستاذ الدكتور محمد سيدي الأمين، على ماأبديا من ملحوظات سوف أفيد منها عند طباعة البحث إن شاء الله.
وأختم بشكر كل من حضر للمناقشة أو هنأ وبارك على صفحات الملتقى أو من خلال الهاتف، أو الفاكس أو غير ذلك، وأدعو الله لهم جميعاً أن يجعلهم مباركين أينما كانوا، وأن يكتب لهم الخير حيث كانوا.
أيها الكرام: ائذنوا لي أن أحدثكم عن شعوري لحظة إعلان النتيجة وحين كنت أتلقى التهاني، فهو شعور لايوصف، في تللك اللحظة نسيت كل مابذلته طيلة سنوات البحث الخمس، وكأنها خمس دقائق.
قد يأتي من يقول لم هذا الكلام؟ أقول هو موجه لمن لايزال في البحث من طلبة الماجستير والدكتوراه، أدعوهم لأحفز همتهم على سرعة الإنجاز، وليعلموا أنهم لابد أن يبذلوا ويتعبوا لأجل ذلك.
لقد مكثت في البحث سنتين وأربعة أشهر وعشرة أيام، وضغطت على نفسي ووقتي، فلم أستمتع بإجازة سوى أسبوعين فقط طيلة البحث، والحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات أنجزت هذا البحث، وأرجو أن ييسر الله تعويض مافاتني.
ختاماً؛ سوف أقوم إن شاء الله بعرض ملخص هذه الرسالة على صفحات الملتقى، لمن رام أن يعرف بعض تفاصيلها أو رغب الفائدة.
أكرر شكري للجميع، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد الحوري]ــــــــ[16 Apr 2006, 02:57 م]ـ
مبارك لأخي الدكتور محمد السيد ونسأل الله أن ينفعنا بعلمه كما نحثه على طباعة الرسالة حتى ينتفع بها المسلمون
ـ[محمدفاضل]ــــــــ[22 Apr 2006, 06:23 ص]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله نسأل الله العلي العظيم أن يجعلها له حجة يوم يلقاه وأن ينفع به
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[22 Apr 2006, 09:03 م]ـ
الحمد لله.
يسرني أن أبارك للأخ الصديق القديم د. محمد مصطفى السيد على نيله الدرجة العالمية، وآمل أن يوفقه الله ويرفع درجته في الدنيا والآخرة.
وأعتذر عن تأخري لبعدي عن صفحات الملتقى.
مبارك يا أبا عبد الرحمن.
ـ[السائح]ــــــــ[29 Jun 2006, 01:28 م]ـ
الحمد لله، ما شاء الله لا قوة إلا بالله، مبارك عليك نيلَك درجة العالمية العالية، وأسأل الله أن ينفع بك.
وأنا الآن أشنّف سمعي وأُمتِع عقلي بالاستماع إلى مناقشة الشيخ الكريم إبراهيم الدوسري، والمناقشة تُبَثّ الآن بإذاعة القرآن الكريم.(/)
ماهي التسمية الصحيحة بدلاً من التفسير العقلي؟
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[30 Mar 2006, 12:15 ص]ـ
الأخوة الكرام:هل هناك تعبير أفضل من هذا التعبير: ((التفسير العقلي))؟
ـ[روضة]ــــــــ[30 Mar 2006, 12:45 ص]ـ
أين المشكلة في هذا التعبير؟
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[31 Mar 2006, 01:45 م]ـ
سمعت أن هناك تعبير أفضل من هذا التعبير.
ـ[روضة]ــــــــ[31 Mar 2006, 03:25 م]ـ
التفسير العقلي هو التفسير بالرأي، أو بالاجتهاد، وهو يعني إعمال العقل بالنص القرآني، وعدم الاكتفاء بالمأثور من الروايات، بل يقوم المفسر بالاستعانة بأدواتِ فهمٍ أخرى، ويعرض الأقوال ويوجهها ويرجح بينها، ويعرض لمسائل لغوية وفقهية، وعقدية ... ويُشترط لجوازه شروط، منها أن لا يكتفي المفسر بالعقل ويهمل النقل.
لا أرى بأساً بهذا التعبير، فإن راعى المفسر شروط العلماء التي وضعوها لجواز هذا النوع من التفسير كان تفسيره العقلي محموداً مقبولاً، وإلا فهو من المذموم المرفوض.(/)
التفسير الموضوعي بين الأمس واليوم
ـ[حسن عبدالله الخطيب]ــــــــ[30 Mar 2006, 03:29 م]ـ
أخي الكريم عبد الرحمن الشهري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تواصلا معكم ومن خلال ما ذكرت من محاولات قديمة لبعض أهل العلم والتفسيرفي التفسير الموضوعي دون أن يكون تحت مسمى التفسير الموضوعي ليدعوني أن أقول رأيي ومن خلال قراءة متأنية للوقوف على كثير من الآيات وخاصة ونحن نعبش حالة عدوان متواصل على الإسلام والمسلمين، وليس لنا من مخرج ولا فرج إلا من الله سبحانه وتعالى
هذا الرأي إن كان صائبا فمن الله وحده وإن أخطأت فيه فاستغفروا لي إن ربي غفور لمن يشاء، أقول وبالله التوفيق:
(أن المتتبع لنزول القرآن الكريم سوره وآياته من حيث زمن النزول وأسبابه والنظر في مناسبات السور والآيات التي قبلها والتي بعدها، ليدرك حقيقة التفسير الموضوعي، ويدرك أن التفسير القرآني يكاد يكون تفسيرا موضوعيا، هذه الحقيقة الجلية لتظهر ناصعة من خلال الحدث المرتبط بالواقع، المليء بالأحداث والمشكلات، فنزول السور والآيات الملمة بالحدث من جميع نواحيه لهي قادرة على أن تعالج المشكلات بشكل جذري.
فمن المعلوم أن أسباب النزول كان نتيجة حدث أو واقعة أو إجابة عن سؤال أو استفسار، وكذلك نزول القرآن نزل ليواكب الحدث الجلل وليعالج شدة البلاء الذي يقع بالمسلمين بالصبر الجميل، خاصة من خلال قصص الأنبياء والمرسلين السابقين، وكيف كُذِّبُوا وهجروا وعذبوا عذابا متواليا لا ينفك عنهم، لتكون هذه القصص بمثابة النبراس والمشكاة التي يستضيء بنورها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضي الله عنهم يثبت الله بها قلوبهم ويؤنسهم في زمن عز فيه الأنيس، واشتدت خصومة الأهل والقريب، فكان القرآن بمثابة المعالج النفسي والطبيب المداوي بأفضل ما يكون الدواء والعلاج، وكذلك قصص الأقوام السابقين وما حل بهم، مؤمنين وكافرين، ليحاكي قصة إسلام وإيمان الصحابة الكرام رضي الله عنهم وتثبت قلوبهم،، في زمن كان استعلاء الكافرين في أوج أشده، والظالمين في شدة جبروتهم، وهم لا يدركون أن نهايتهم ومآلهم إلى هلاك وزوال قريب وقريب جدا، وأن ما حل من عذابات للمؤمنين السابقين ليس غريبا أن يحدث لهم، فلتطمئن قلوب المؤمنين على ما أصابهم من لأواء وشدة، وأن هذا الابتلاء، إنما هو بمثابة الفرج القريب وبيان الخبيث من الطيب.
مثال ذلك:
قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ* لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) {الأنفال:37 - 36}. فالخبر الذي يعيه المؤمنون الواثقون بنصر أن الكافرين الذين ينفقون أموالهم إنما ينفقونها لتكون عليهم حسرة ثم يغلبون وإلى جهنم يحشرون، وفي المقابل المؤمنون الطيبون الصابرون هم الغالبون.)
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
ـ[حسن عبدالله الخطيب]ــــــــ[30 Mar 2006, 05:23 م]ـ
أرجو التأكيد على أن حديثي حول التفسير الموضوعي وليس الموسوعي الشامل مع ما بين التفسيرين من ترابط مباشر أو غير مباشر، مع فتح الباب للحوار حول الموضوع راجيا أن ينفع الله بكم الإسلام والمسلمين
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[13 Apr 2006, 02:37 ص]ـ
هل اطلعتم على كتاب (التفسير الموضوعي للقرآن الكريم)، الذي ألفه محمد السعدي فرهود، ونشرته دار الكتاب المصري اللبناني؟ وهو مع الفهارس 14 مجلد.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Apr 2010, 12:58 ص]ـ
للرفع للإفادة منه بمناسبة مؤتمر التفسير الموضوعي.(/)
ماهية التفسير الموضوعي وكيفية البحث فيه
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[30 Mar 2006, 03:55 م]ـ
تمهيد التفسير الموضوعي ويشتمل على:-
• أولاً: تعريف التفسير الموضوعي.
• ثانياً: نشأة التفسير الموضوعي.
• ثالثاً: أنواع التفسير الموضوعي.
• رابعاً: أقسام التفسير الموضوعي.
• خامساً: أسباب ظهور التفسير الموضوعي.
• سادساً: أهمية التفسير الموضوعي.
• سابعاً: طريقة البحث في التفسير الموضوعي
التمهيد: التفسير الموضوعي وأهميته:
التفسير الموضوعي يمكن القول عنه أنه علم حديث، لم يكن معروفاً كعلم مستقل فيما سبق، وإن كانت وجدت له لبنات، أشار إليها علماؤنا الأفاضل من خلال أقول النبي ? أو أصحابه من بعده، أو التابعين من بعدهم.
ولم يفرد سابقا لهذا العلم مصنفات كغيره من العلوم، وإنما جاء في ثنايا بعض العلوم المتعلقة بالقرآن الكريم وعلومه.
وفي هذه الكلمة الموجزة يود الباحث أن يعرض لبعض النقاط الموضحة الدقيقة لحقيقة هذا العلم، من حيث تعريفه، وأهميته، واختلافه عن أنواع التفسير الأخرى وأنواع هذا التفسير.
• أولا: تعريف التفسير الموضوعي:
لعل أشمل تعريف وقف عليه الباحث لهذا العلم مما ذكره الدكتور مصطفى مسلم بقوله: " هو علم يتناول القضايا حسب المقاصد القرآنية من خلال سورة أو أكثر" (1).
• ثانيا: نشأة علم التفسير الموضوعي:
لم يظهر مصطلح " التفسير الموضوعي" إلا في القرن الرابع عشر الهجري إلا أن لبنات هذا اللون من التفسير وعناصره الأولى كانت موجودة منذ عصر التنزيل في حياة رسول الله ? (2).
وبما أن التفسير الموضوعي ظهر حديثاً؛ لذا لم يتكلم المفسرون السابقون عن قواعده وخطواته وألوانه، ولكن العلماء والباحثين المعاصرين أقبلوا عليه يدرسونه ويقصدونه ويتحدثون عن قواعده وأسسه وكيفيته.
فظهرت مؤلفات كثيرة في هذا المجال ومنها كتاب " الأشباه والنظائر" لمؤلفه مقاتل بن سليمان البلخي المتوفى سنة 150هـ وذكر فيه الكلمات التي اتحدت في اللفظ واختلفت دلالاتها حسب السياق في الآية الكريمة.
وإلى جانب هذا اللون ظهرت دراسات تفسيرية لم تقتصر على الجوانب اللغوية بل جمعت بين الآيات التي تربطها رابطة واحدة أو تدخل تحت عنوان معين، كالناسخ والمنسوخ لأبي عبيد القاسم بن سلام التوفي سنة 224هـ ولازال هذا الخط مستمر إلى يومنا هذا (1).
وقد توجهت أنظار الباحثين إلى هدايات القرآن الكريم حول معطيات الحضارات المعاصرة وظهور المذاهب والاتجاهات الاقتصادية والاجتماعية، والعلوم الكونية والطبيعية.
ومثل هذه الموضوعات لا تكاد تتناهى فكلما جد جديد في العلوم المعاصرة، التفت علماء المسلمين إلى القرآن الكريم ليسترشدوا بهداياته وينظروا في توجيهات الآيات الكريمة في مثل هذه المجالات (2).
• ثالثا: أنواع التفاسير من حيث منهج المفسرين:
أنواع التفاسير كثيرة ولكن يمكن حصرها في نوعين:
النوع الأول: التفسير الموضعي التجزيئي: وهو الذي يرجع فيه المفسر إلى موضوع واحد من القرآن الكريم، متتبعا الآيات في سورها، إما بالمأثور أو بالرأي المحمود، وإما أن يكون تحليلياً، أو إجمالياً عند الاختصار، أو مقارنا بين تفاسير مع بعضها.
النوع الثاني: التفسير الموضوعي: وهو التي يلتزم به المفسر مصطلحا أو موضوعاً أو سورة من القرآن الكريم ويقيم منها بناء متكاملاً.
• رابعا: أقسام التفسير الموضوعي:
ويمكن حصر أقسام هذا التفسير في ثلاثة أقسام:
القسم الأول: التفسير الموضوعي للمصطلح القرآني: بحيث يختار الباحث لفظة أو مصطلحاً، تتكرر في القرآن كثيراً، فيتتبعها من خلال القرآن، ويأتي بمشتقاتها ويستخرج منها الدلالات واللطائف.
القسم الثاني: التفسير الموضوعي لموضوع قرآني: بحيث يختار الباحث موضوعاً من القرآن، له أبعاده الواقعية في الحياة أو العلم أو السلوك ..... ، مما يفيد المسلمين منه ويشكّل منه موضوعا معينا، يخرج بخلاصة تساعد على حل مشاكل المسلمين ومعالجة أمورهم.
القسم الثالث: التفسير الموضوعي للسور القرآنية: وهو أن يختار الباحث سورة من القرآن، تكون مدار بحثه – وهذا موضوع الباحث في هذا البحث – ويخرج منها بدراسة موضوعية متكاملة (1).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهناك نوع رابع من أنواع التفسير الموضوعي وهو: [التفسير الموضوعي للقرآن الكريم متكاملا]، بحيث تتضافر جهود عدد من الطلاب للبحث في الوحدة الموضوعية للقرآن الكريم، وإخراجه في صورة واقعية وإلى حيز الوجود.
وهذه فكرة طيبة، تحتاج إلى من يتبناها ويدعّمها، ويحوطها بالعناية لتكون لبنة طيبة في هذا المجال الجديد.
• خامسا: أسباب ظهور التفسير الموضوعي:
إن من أهم الأسباب التي أدت إلى ظهور التفسير الموضوعي هي:
1 - تجدد حاجات المجتمع وبروز أفكار جديدة ونظريات علمية حديثة لا يمكن تغطيتها ورؤية حلول صحيحة لها إلا باللجوء إلى التفسير الموضوعي، والطبيعة العامة لهذا العصر حيث شهد تحكم الجاهلية في العالم وقيادتها للبشرية وانتفاش الكفر، والآراء الجاهلية الكافرة ووصولها إلى عقول المجتمعات الإسلامية وتصعيد الغزو الفكري ضد المسلمين بشتى الوسائل المرئية والمسموعة، مما دعت الحاجة من المفكرين المسلمين من التوجه إلى القرآن الكريم وتدبّره واستخراج حقائقه ودلالاته التي فيها تفنيد هذه الأفكار الضالة الكافرة الغازية ومواجهتها ووقاية المسلمين من شرورها، وفي هذا حسن إدراك المفكرين المسلمين المعاصرين لمهمة القرآن الجهادية في المواجهة، مثل قوله تعالى: {فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبير} (الفرقان:52).
2 - الوضع العام المحزن للمسلمين في هذا العصر، حيث تم القضاء على الخلافة الإسلامية وأقصي الإسلام عن الحكم والتوجيه، ونشأت مناهج حياة في بلاد المسلمين على أسس غير إسلامية، وأصبح الإسلام غريباً في مؤسساته، مما دعا العلماء المسلمين إلى العودة إلى القرآن والالتزام به وتطبيق توجيهاته ومبادئه في حياتهم.
3 - مواكبة التطور العلمي المعروف في هذا العصر، حيث شهد العصر الحديث تجوع العلماء والباحثين إلى مزيد من التخصص الدقيق، والتعمق المنهجي العلمي وتجميع الجزيئات المتفرقة في اطر عامة موحدة (1).
4 - إصدار أعمال علمية موضوعية عامة تتعلق بالقرآن وألفاظه وموضوعاته ساعدت هذه الدراسات المعجمية العلمية الباحثين في القرآن الكريم وسهلت عليهم استخراج الموضوعات القرآنية من السور والآيات.
5 - التفات أقسام التفسير في الدراسات العليا في الكليات الشرعية والجامعية وتشجيع طلاب العلم إلى الكتابة في التفسير الموضوعي والبحث في الموضوعات القرآنية (2).
• سادسا: أهمية التفسير الموضوعي:
التفسير الموضوعي هو تفسير العصر والمستقبل وله أهمية كبرى عند المسلمين وحاجتهم إليه ماسة، وهذا التفسير يحقق للمسلمين فوائد عديدة من حيث صلتهم بالقرآن وتعرفهم على مبادئه وحقائقه، وتشكيل تصوراتهم وتكوين ثقافتهم، ومن حيث عملهم على إصلاح أخطائهم وتكوين مجتمعاتهم، والوقوف أمام أعداء الإسلام (3).
وتبرز أهمية التفسير الموضوعي في:
1 - حل مشكلات المسلمين المعاصرة وتقديم الحلول لها على أسس حث عليها القرآن الكريم.
2 - تقديم القرآن الكريم تقديماً علمياً منهجياً لإنسان هذا العصر، وإبراز عظمة هذا القرآن وحسن عرض مبادئه وموضوعاته، واستخدام المعارف والثقافات والعلوم المعاصرة أداة لهذا الغرض.
3 - بيان مدى حاجة الإنسان المعاصر إلى الدين عموماً وإلى الإسلام خصوصاً، وإقناعه بأن القرآن هو الذي يحقق له حاجاته ومتطلباته.
4 - يقوم العلماء والباحثون بالوقوف أمام أعداء الله وتفنيد آرائهم وأفكار الجاهلية (1).
5 - عرض أبعاد ومجالات آفاق جديدة لموضوعات القرآن، وهذه الأبعاد تزيد إقبال المسلمين على القرآن.
6 - إظهار حيوية وواقعية القرآن الكريم حيث إنه يصلح لكل زمان ومكان فلا ينظر الباحثون إلى موضوعات القرآن على أنها موضوعات قديمة نزلت قبل خمسة عشر قرنا، وإنما يعرضونها في صورة علمية واقعية تناقش قضايا ومشكلات حية.
7 - التفسير الموضوعي يتفق مع المقاصد الأساسية للقرآن الكريم، ويحقق هذه المقاصد في حياة المسلمين.
8 - التفسير الموضوعي أساس تأصيل الدراسات القرآنية وعرضها أمام الباحثين عرضاً قرآنياً منهجياً وتصويب هذه الدراسات وحسن تخليصها مما طرأ عليها من مشارب وأفكار غير قرآنية.
9 - عن طريق التفسير الموضوعي يستطيع الباحث أن يبرز جوانب جديدة من وجود إعجاز القرآن الذي لا تنقضي عجائبه.
10 - تأهيل الدراسات القرآنية وتصحيح مسارها.
(يُتْبَعُ)
(/)
11 - بالتفسير الموضوعي ينفذ الباحثون أمر الله بتدبر القرآن الكريم وإمعان النظر فيه وإحسان فقهه وفهم نصوصه (2).
• سابعاً: طريقة البحث في التفسير الموضوعي:
الخطوات المرحلية المتدرجة التي يراها للسير في التفسير الموضوعي لسورة واحدة (1):
1 - ذكر اسم السورة التوقيفي، وإذا كان لها أكثر من اسم توقيفي يذكرها، ويبين حكمة تسميتها بذلك الاسم، ويلاحظ الصلة بين اسمها التوقيفي وبين موضوعها العام.
2 - معرفة اسم السورة الاجتهادي سواء أطلقه عليها علماء سابقون، أو تمكن هو من إدراكه والربط بين اسمها الاجتهادي وبين موضوعها.
3 - تحديد زمان ومكان نزول السورة، وهل هي مكية أم مدنية؟.
4 - بيان جو نزول السورة، وهل نزلت في المرحلة المتقدمة أو المرحلة المتوسطة أو المتأخرة من مرحلة الدعوة الإسلامية في عهدها المكي أو المدني؟.
5 - تحديد أهداف السورة الأساسية ومقاصدها الرئيسة، واستخراج هذه الأهداف والمقاصد من خلال القراءة الواعية المتدبرة لآيات السور عدة مرات، والاستدلال على كل هدف أو مقصد يسجله بمجموعة من آيات السورة.
6 - التعرف على موضوع السورة الرئيس، ثم التعرف على محاور السورة وخطوطها الرئيسة وربط هذه المحاور والخطوط مع عمود السورة والاستشهاد على ذلك بآيات السورة.
7 - ربط السورة بما قبلها من السور حسب ترتيب المصحف من حيث التناسب في الموضوع العام لكل منها.
8 - تقسيم السور الطويلة والمتوسطة إلى أقسام وبيان مقدمة السورة وأقسامها وخاتمتها وتوزيع آياتها على الأقسام.
9 - إذا لم يتيسر تقسيمها إلى أقسام، تقسم إلى وحدات أساسية وذكر موضوع كل وحدة وآياتها وبيان الصلة بين تلك الوحدات.
10 - استخلاص أهم حقائق السورة والدلالات التي نقررها، والإشارة إلى أبعاد السور الواقعية وكيفية معالجتها لمشكلات الإنسان المعاصرة.
11 - الإطلاع على تفسير السور في أمهات الكتب كتفاسير، ابن كثير وسيد قطب و لمعرفة تفسيرها التحليلي في هذه التفاسير.
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[31 Mar 2006, 02:14 م]ـ
بارك الله فيك، وزادك علماً وفقهاً في كتابه.
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[31 Mar 2006, 02:50 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب سلطان الفقيه
وجازاك الله خيرا
ـ[البتول]ــــــــ[01 Apr 2006, 11:25 ص]ـ
نشكر الأخ عدنان على جهده ولعلي اضيف بعض مصادر التفسير الموضوعي من بينها
كتاب نظم الدرر للبقاعي
النبأ العظيم عبد الله دراز
البداية في التفسير الموضوعي عبد الحي الفرماوي
السنن التاريخية في القرآن محمد باقر الحكيم
في ظلال القرآن، التصوير الفني في القرآن الكريم لسيد قطب
الوحدة الموضوعية في القرآن الكريم محمد محمود حجازي.
دراسات في التفسير الموضوعي زاهر بن عواض الألمعي.
المدخل الي التفسير الموضوعي عبد الستار فتح الله سعيد
مباحث في التفسير الموضوعي مصطفى مسلم
التفسير الموضوعي بين النظرية والتطبيق. صلاح الخالدي.
التفسير الموضوعي نظرية وتطبيقا،أحمد رحماني.
تجميع آيات الموضوع لآيات القرآن الكريم، نوح أحمد محمد
نحو تفسير موضوعي لسور القرآن الكريم، محمد الغزالي.
الأساس في التفسير، لسعيد حوى
التفسير الموضوعي للقرآن الكريم،سميح عاطف الزين.
تفسير حبنكة الميداني.
كما نشر في الجزائر كتاب في الشهر السابق بعنوان دروس في التفسير الموضوعي " التنظير للمنهج " للدكتوره صونيا وافق أستاذ التفسر الموضوعي بجامعة الأمير الإسلامية
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[02 Apr 2006, 12:20 ص]ـ
بارك الله فيك أخيتي الفاضلة
جهد تشكرين عليه اخيتي
جازاك الله خيرا(/)
"وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ"
ـ[أبو إسحاق]ــــــــ[30 Mar 2006, 11:01 م]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى في كتابه العزيز:"وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ",هذه الآية نزلت في حق سيدنا داود فالهاء في آتيناه عائدة على النبي داود ,والحكمة: قيل هي النبوة وكمال العلم، وإتقان العمل، والإصابة في الأمور، أو: الزبور وعلم الشرائع, واما فصل الخطاب فقد قيل ان الفصل معناه القطع وقيل انه تمييز الشيء من الشيء وإبانته عنه ,والخَطب والمخاطبة والتخاطب المراجعة في الكلام ,ويصبح معنى الآية:إن الله أخبر أنه آتى داود صلوات الله عليه فصل الخطاب، والفصل: هو القطع، والخطاب هو المخاطبة، ومن قطع مخاطبة الرجل الرجل في حال احتكام أحدهما إلى صاحبه قطع المحتكم إليه الحكم بين المحتكم إليه وخصمه بصواب من الحكم، ومن قطع مخاطبته أيضاً صاحبه إلزام المخاطب في الحكم ما يجب عليه إن كان مدعياً، فإقامة البينة على دعواه وإن كان مدعى عليه فتكليفه اليمين إن طلب ذلك خصمه. ومن قطع الخطاب أيضاً الذي هو خطبة عند انقضاء قصة وابتداء في أخرى الفصل بينهما بأما بعد.
وهناك من قائل يقول:الفصل: التميز بين الشيئين. وقيل للكلام البين: فصل، بمعنى المفصول كضرب الأمير، لأنهم قالوا: كلام ملتبس، وفي كلامه لبس. والملتبس: المختلط، فقيل في نقيضه: فصل، أي: مفصول بعضه من بعض، فمعنى فصل الخطاب البين من الكلام الملخص الذي يتبينه من يخاطب به لا يلتبس عليه ومن فصل الخطاب وملخصه: أن لا يخطىء صاحبه مظانّ الفصل والوصل، فلا يقف في كلمة الشهادة على المستثنى منه، ولا يتلو قوله:" فَوَيْلٌ لّلْمُصَلّينَ ", [الماعون: 4] إلا موصولاً بما بعده.(/)
سؤال عن الفرق بين التعبير بـ (أَنْزَل) و (نَزَّلَ)؟
ـ[سامي العتيبي]ــــــــ[31 Mar 2006, 05:12 م]ـ
قال تعالى {نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة} آل عمران الآية:2 وقال تعالى { .. وأنزل الفرقان ... } آل عمران الآية 3 مالفرق بين أنزل ونزل يالآيات السابقة السابقة.
ـ[أبو إسحاق]ــــــــ[31 Mar 2006, 07:34 م]ـ
السلام عليكم
قال الاصفهاني في كتابه "مفردات القرآن الكريم":النزول في الأصل هو انحطاط من علو. يقال: نزل عن دابته، ونزل في مكان كذا: حط رحله فيه، وأنزله غيره. قال تعالى: "أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين" [المؤمنون/29] ونزل بكذا، وأنزله بمعنى، وإنزال الله تعالى نعمه ونقمه على الخلق، وإعطاؤهم إياها، وذلك إما بإنزال الشيء نفسه كإنزال القرآن، إما بإنزال أسبابه والهداية إليه، كإنزال الحديد واللباس، ونحو ذلك، قال تعالى: "الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب" [الكهف/1
وإنما خص لفظ الإنزال دون التنزيل، لما روي: (أن القرآن نزل دفعة واحدة إلى سماء الدنيا، ثم نزل نجم فنجما) (أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى: "إنا أنزلناه في ليلة مباركة" قال: أنزل القرآن في ليلة القدر، ثم نزل به جبريل على رسول الله نجوما بجواب كلام الناس.
وقال القرطبي:يَعْنِي الْقُرْآن وَالْقُرْآن نُزِّلَ نُجُومًا: شَيْئًا بَعْد شَيْء ; فَلِذَلِكَ قَالَ " نَزَّلَ " وَالتَّنْزِيل مَرَّة بَعْد مَرَّة. وَالتَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل نَزَلَا دُفْعَة وَاحِدَة فَلِذَلِكَ قَالَ " أَنْزَلَ ".
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 Mar 2006, 08:59 م]ـ
السلام عليكم
يجدر بنا أن نضع الآية مع ما قبلها وما بعدها ثم نواصل
قال تعالى (الم اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ نَزَّلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ)
فإذا كان الكتاب هو القرآن---والتوراة هي التوراة---والإنجيل هو الإنجيل---فما الفرقان؟؟
بانتظاركم لنتحاور
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[01 Apr 2006, 02:33 م]ـ
أخي الكريم الأستاذ (جمال الشرباتي)
سلام الله عليكم
سؤالكم وجيه و طيب،
و إن جاز لي أن أسبق إلى بيان ما تفضلتم بطرحه، و ربما تكملون جوابه،
فوجهه: أن الفرقان هنا غير الكتاب المذكور في أول الآية، و إلا كان تكرارا بلا داع،
فالكتاب المذكور هو القرآن،
و الفرقان هنا:هو الفصل بين بين الحق و الباطل في أمر ما،
و اختلف في محل هذا الفصل بين الحق و الباطل،
قال الإمام الطبري في تفسيره:
(يعني جل ثناؤه بذلك: وأنزل الفصل بين الحقّ والباطل، فيما اختلفت فيه الأحزاب وأهل الملل في أمر عيسى وغيره. وقد بينا فيما مضى أن الفُرقان إنما هو الفُعلان من قولهم: فرق الله بين الحقّ والباطل يفصل بينهما بنصره بالحق على الباطل؛ إما بالحجة البالغة، وإما بالقهر والغلبة بالأيدي والقوّة.
وبما قلنا في ذلك قال أهل التأويل، غير أن بعضهم وجه تأويله إلى أنه فصل بين الحق والباطل في أمر عيسى، وبعضهم إلى أنه فصل بين الحق والباطل في أحكام الشرائع. ذكر من قال: معناه: الفصل بين الحقّ والباطل في أمر عيسى والأحزاب:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير: {وَأَنزَلَ الفُرْقَانَ} أي الفصل بين الحقّ والباطل، فيما اختلف فيه الأحزاب من أمر عيسى وغيره.
ذكر من قال: معنى ذلك الفصل بين الحقّ والباطل في الأحكام وشرائع الإسلام:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: {وَأَنزَلَ الفُرْقَانَ} هو القرآن أنزله على محمد وفرق به بين الحقّ والباطل، فأحلّ فيه حلاله، وحرّم فيه حرامه، وشرع فيه شرائعه، وحدّ فيه حدوده، وفرض فيه فرائضه، وبين فيه بيانه، وأمر بطاعته، ونهى عن معصيته.
حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع: {وَأَنْزَلَ الفُرْقَانَ} قال: الفرقان: القرآن فرق بين الحقّ والباطل.
والتأويل الذي ذكرناه عن محمد بن جعفر بن الزبير في ذلك، أولى بالصحة من التأويل الذي ذكرناه عن قتادة والربيع، وأن يكون معنى الفرقان في هذا الموضع: فصل الله بين نبيه محمد صلى الله عليه وسلم والذي حاجوه في أمر عيسى وفي غير ذلك من أموره بالحجة البالغة القاطعة عُذْرَهم وعُذْرَ نظرائهم من أهل الكفر بالله.
وإنما قلنا هذا القول أولى بالصواب، لأن إخبار الله عن تنزيله القرآن قبل إخباره عن تنزيله التوراة والإنجيل في هذه الآية قد مضى بقوله: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ بالحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} ولا شك أن ذلك الكتاب هو القرآن لا غيره، فلا وجه لتكريره مرّة أخرى، إذ لا فائدة في تكريره، ليست في ذكره إياه وخبره عنه ابتداء).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 Apr 2006, 04:47 م]ـ
الأخ الدكتور أبو بكر الفاضل المحترم
أعجبني كلامك الطيّب والذي فحواه بما نقلت لنا من قول الطبري أنّ الفرقان غير القرآن
ولكنّي رأيت للرازي رحمه الله قولا فيها نصه (والمختار عندي في تفسير هذه الآية وجه رابع، وهو أن المراد من هذا الفرقان المعجزات التي قرنها الله تعالى بإنزال هذه الكتب، وذلك لأنهم لما أتوا بهذه الكتب وادعوا أنها كتب نازلة عليهم من عند الله تعالى افتقروا في إثبات هذه الدعوى إلى دليل حتى يحصل الفرق بين دعواهم وبين دعوى الكذابين، فلما أظهر الله تعالى على وفق دعواهم تلك المعجزات حصلت المفارقة بين دعوى الصادق وبين دعوى الكاذب، فالمعجزة هي الفرقان، فلما ذكر الله تعالى أنه أنزل الكتاب بالحق، وأنه أنزل التوراة والإنجيل من قبل ذلك، بين أنه تعالى أنزل معها ما هو الفرقان الحق، وهو المعجز القاهر الذي يدل على صحتها، ويفيد الفرق بينها وبين سائر الكتب المختلفة، فهذا هو ما عندي في تفسير هذه الآية،)
فهل هو بالفعل قول رابع؟؟
أم أنّه من جنس قول الطبري الذي نصه
(وأن يكون معنى الفرقان في هذا الموضع: فصل الله بين نبيه محمد صلى الله عليه وسلم والذي حاجوه في أمر عيسى وفي غير ذلك من أموره بالحجة البالغة القاطعة عُذْرَهم وعُذْرَ نظرائهم من أهل الكفر بالله.)
بالإنتظار
ـ[البحر الرائق]ــــــــ[03 Apr 2006, 02:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده
الأخوة الكرام: سلام الله عليكم و رحمته وبركاته، وجزاكم الله خيرا و أجزل لكم العطاء.
لقد كان السؤال الأصلى فى المشاركة هو الفرق بين التعبير القرآنى أنزل و نزل، ولأن الكلام ذو شجون فقد تطرق بحثكم لمعنى كلمة الفرقان فى اية سورة آل عمران.
و عود على بدء ارجع للسؤال الأول و هو الفرق بين أنزل و نزل و الفرق بين أنزل و نزل يستتبعه التوسع بالحديث عن نزول القرآن و هو مبحث مهم فى علوم القرآن، أسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنى فى عرض هذا الموضوع.
ذكر العلماء فى الفرق بين أنزل و نزل أن أنزل تذكر مع تنزيل القرآن جملة إلى السماء الدنيا و استدلوا على ذلك بقول الله تبارك وتعالى (إنا أنزلناه فى ليلة القدر) (إنا أنزلناه فى ليلة مباركة) (شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى و الفرقان)، ونزل تستخدم فى التنعبير على النزول المنجم المفرق خلال ثلاث و عشرين عاما،واستدلوا على ذلك بقول الله تبارك وتعالى (و قرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث و نزلناه تنزيلا).
و هنا يتبين لنا أن للعلماء فى هذه المسألة أقوال:
القول الأول: و هو أن للقرآن نزولان؛ نزول جملة واحدة من اللوح المحفوظ الى بيت العزة فى السماء الدنيا و هذا النزول إنزال كلى للقرآن الكريم، و الثانى نزول منجم مفرق حسب الأحداث على النبى محمد صلى الله عليه وسلم فى ثلاث و عشرين سنة، ومن أصحاب هذا الفريق الصحابى الجليل عبدالله بن عباس رضى الله عنهما، ولقد وردت أخبار صحيحة كثيرة عن ابن عباس فى هذا الشأن منها:
1 - (أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا ليلة القدر، ثم أنزل بعد ذلك فى عشرين سنة، ثم قرأ: (و لا يأتونك بمثل إلاجئناك بالحق و أحسن تفسيرا) (و قرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا) رواه الحاكم والبيهقى والنسائى.
2 - (فصل القرآن من الذكر فوضع فى بيت العزة من السماء الدنيا، فجعل جبريل ينزل به على النبى صلى الله عليه وسلم) رواه الحاكم.
3 - (أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا، وكان بمواقع النجوم، وكان الله ينزله على رسوله صلى الله عليه وسلم بعضه فى إثر بعض) رواه الحاكم و البيهقى.
4 - (أنزل القرآن فى ليلة القدر فى شهر رمضان إلى سماء الدنيا جملة واحدة، ثم أنزل نجوما) رواه الطبرانى.
(يُتْبَعُ)
(/)
القول الثانى: وهو الذى روى عن الشعبى أن المراد من نزول القرآن فى الآيات الثلاث هو ابتداء نزوله فى ليلة القدر فى شهر رمضان و هى الليلة المباركة، ثم تتابع نزوله متدرجا مع الوقائع و الاحداث فى قرابة ثلاث و عشرين سنة فليس للقرآن سوى نزول واحد و هو نزوله منجما على رسول الله لأن هذا هو الذى جاء به القرآن (وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث و نزلناه تنزيلا) بل إنه ما اعترض الكفار إلا على نزول القرآن منجما فقالوا (وقال الذين كفروا لولا أنزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك و رتلناه ترتيلا و لا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق و أحسن تفسيرا) و يؤيد هذا ما عليه المحققون فى حديث بدء الوحى عن عائشة قالت: (أول ما بدىء به النبى من الوحى الرؤيا الصادقة فى النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء فكان يأتى حراء فيتحنث فيه الليالى ذوات العدد و يتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة رضى الله عنها فتزوده لمثلها، حتى فاجأه الحق و هو فى غار حراء، فجاءه الملك فيه فقال: اقرأ، قال رسول الله:فقلت ما أنا بقارىء، فأخذنى فغطنى حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلنى فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارىء، فغطنى الثانية حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلنى فقال: اقرأ، فقلت ما أنا بقارىء، فغطنى الثالثة حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلنى فقال: (اقرأباسم ربك الذى خلق .. )
القول الثالث: يرى أن القرآن أنزل إلى السماء الدنيا فى ثلاث و عشرين ليلة قدر فى كل ليلة منها ما يقدر الله إنزاله فى كل السنة و هذا القدر الذى يخص السنة ينزل بعدها على النبى على مدار السنة، وهذا الرأى مجرد اجتهاد من العلماء و لا دليل عليه.
القول الرابع: ومن العلماء من يرى أن القرآن نزل أولا جملة إلى اللوح المحفوظ مستدلا بقوله تعالى (بل هو قرآن مجيد * فى لوح محفوظ) ثم أنزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة فى السماء الدنيا، ثم نزل مفرقا على النبى صلى الله عليه وسلم، فهى بذلك تنزلات ثلاثة.
و الذى يترجح لنا بعد هذا العرض لأقوال أهل العلم، أن القرآن الكريم مثبت فى اللوح المحفوظ - شأنه فى ذلك شأن سائر المغيبات المثبتة فيه - ونزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة فى السماء الدنيا فى ليلة القدر فى شهر رمضان - كما روى عن ابن عباس - ثم نزل منجما تبعا للحوادث و متطلبات التشريع - كما روى عن ابن عباس و الشعبى -، و بهذا يتنافى التناقض و التعارض بين الأقوال كلها -إذا استثنينا القول الاجتهادى الثالث - و الحمد لله.
و معلوم أن الكتب السماوية قبل القرآن كانت تنزل جملة واحدة و يدل على هذا قول الله تبارك وتعالى (وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك و رتلناه ترتيلا) و هذه الآية تدل على أن الكتب السماوية نزلت جملة واحدة، وهو ما عليه جمهور العلماء، ولو كان نزولها منجما لما كان هناك ما يدعو الكفار إلى التعجب من نزول القرآن منجما. و أسأل الله تبارك وتعالى أن يعيننى لأكتب عن الحكمة من نزول القرآن الكريم منجما فى القريب.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين
ـ[البحر الرائق]ــــــــ[03 Apr 2006, 03:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى،
أما السؤال الثانى فى المشاركة فكان عن معنى كلمة الفرقان فى آية أل عمران (نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه و أنزل التوراة و الإنجيل * من قبل هدى للناس و أنزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد و الله عزيز ذو انتقام) صدق الله العظيم و أسوق إلى حضراتكم تفسير الامام ابن كثير لهذه الآية قال:
(و قوله تعالى (نزل عليك الكتاب بالحق) يعنى نزل عليك القرآن يا محمد (بالحق) أى لا شك فيه و لا ريب، بل هو منزل من عند الله، أنزله بعلمه و الملائكة يشهدون، وكفى بالله شهيدا، وقوله (مصدقا لما بين يديه) أى من الكتب المنزلة قبله من السماء على عباد الله و الانبياء فهى تصدقه بما أخبرت به و بشرت فى قديم الزمان، وهو يصدقها لأنه طابق ما أخبرت به و بشرت من الوعد من الله بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم و إنزال القرآن العظيم عليه. وقوله (و أنزل التوراة) أى على موسى بن عمران، (و الإنجيل) أى على عيسى بن مريم عليهما السلام، (من قبل) أى من قبل هذا القرآن، (هدى للناس) أى فى زمانهما، (و أنزل الفرقان) و هو الفارق بين الهدى و الضلال و الحق والباطل و الغى و الرشاد بما يذكره الله تعالى من الحجج و البينات و الدلائل الواضحات و البراهين القاطعات و يبينه و يوضحه و يفسره و يقرره و يرشد إليه و ينبه عليه من ذلك، وقال قتاده و الربيع بن أنس: الفرقان ههنا القرآن، و اختار ابن جرير أنه مصدر ههنا لتقدم ذكر القرآن فى قوله (نزل عليك الكتاب بالحق) وهو القرآن. و أما ما رواه بن أبى حاتم عن أبى صالح أن المراد بالفرقان ههنا التوراة فضعيف جدا لتقدم ذكر التوراه و الله أعلم) انتهى.
و من خلال عرض رأى الامام ابن كثير نرى أنه عرض ثلاث أراء:
1 - أن الفرقان بمعنى الفارق بين الحق و الباطل و الهدى و الضلال و الرشد و الغى.
2 - أن الفرقان بمعنى القرآن و نقله عن قتاده و الربيع بن أنس، وسكت عليه و لم يعقب.
3 - أن الفرقان بمعنى التوراة و نقله عن ابى صالح و قد ضعفه.
و ربما يكون المراد من المراد بالفرقان اى الفارق الذى يفرق بين هذه الكتب أو بين أتباع كل كتاب عن الكتب الأخرى، أو بين أتباع الكتب ومخالفيها من أصحاب الديانة الواحدة.و الله تعالى أعلى و أعلم.
اللهم علمنا من القرآن ما جهلنا و ذكرنا منه ما نسينا و ارزقنا تلاوته آناء الليل و أطراف النهار على الوجه الذى يرضيك عنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البحر الرائق]ــــــــ[03 Apr 2006, 05:27 م]ـ
الحمد لله وحده، و الصلاة و السلام على من لانبى بعده،
أما عن الحكمة فى نزول القرآن منجما فقد ذكر العلماء منها حكما كثيرة لغل أهمها:
1 - تثبيت فؤاد النبى صلى الله عليه و سلم:و هذا ما تدل عليه الآية الكريمة (و قال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك و رتلناه ترتيلا)، وكان القرآن ينزل على قلب النبى صلى الله عليه و سلم فيجد و يجتهد فى إبلاغه للناس و كان يحزن و يشقى النبى بعناد القوم له و تكذيبهم إياه حتى قال الله (فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا) فكان الوحى ينزل على النبى صلى الله عليه و سلم فترة بعد فترة بما يثبت قلبه على الحق و يشحذ عزمه للمضى قدما فى طريق دعوته.
و حينما يشتذ إيذاء قومه له و تكذيبهم إياه يتنزل عليه القرآن الكريم بقصص الرسل الذين سبقوه و يحكى له معاناة الرسل قبله و تكذيب قومهم لهم و أنه ليس بدعا فى هذا الأمر (ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا) (فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات و الزبر و الكتاب المنير) و يأمره القرآن بالصبر كما صبر أولو العزم من الرسل (فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل) بل صرح الله سبحانه و تعالى من حكمة قص قصص الأنبياء على النبى فقال جل شأنه (و كلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك).
و هكذا كانت آيات القرآن الكريم تتنزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم تباعا تسلية له بعد تسلية، و عزاء له بعد عزاء، حتى لا يأخذ منه الحزن مأخذه و لا يستبد به الأسى، و لا يجد اليأس إلى نفسه سبيلا، فله فى قصص الأنبياء أسوة، و فى مصير المكذبين سلوى، و فى العدة بالنصر بشرى، وكلما عرض له شىء من الحزن بمقتضى الطبع البشرى تكررت التسلية، فثبت قلبه على دعوته، و اطمأن إلى النصر.
2 - تيسير حفظه وفهمه: فلقد نزل القرآن فى أمة أمية لا تعرف القراءة و الكتابة - فى الغالب - بل سجلها فى تلك الذاكرة الحافظة التى أنعم الله عليهم بها، فما كانت الأمة لتستطيع حفظ كتاب الله لو نزل جملة واحدة و ما كانت لتتدبر معانيه على الوجه الأكمل، و لكن كانت الآيات تنزل على النبى فيحفظها الصحابة و يفهمونها و يتدبرون معانيها، بل أصبح هذا هو أسلوب الصحابة فى تعليم التابعين، فعن أبى نضرة قال: كان أبو سعيد الخدرى يعلمنا القرآن خمس آيات بالغداة وخمس آيات بالعشى، و يخبر أن جبريل كان ينزل بالقرآن خمس آبات خمس آيات،و عن عمر قال: (تعلموا القرآن خمس آيات خمس آيات، فإن جبريل كان ينزل بالقرآن على النبى صلى الله عليه و سلم خمسا خمسا) رواه البيهقى فى شعب الإيمان.
3 - مسايرة الحوادث و التدرج فى التشريع: فما كان الناس ليسلس قيادتهم للدين الجديد لولا أن القرآن عالجهم بحكمة، فلم ينزل تحريم الزنا فقط بل نزل تحريم الخطوات الداعية له، و لم ينزل تحريم الخمر مرة واحدة بل نزل على دفعات و هو الأمر الذى حبب القرآن إلى النفوس، و فهمه لطبيعة البشر و كيفية اقتيادهم و جعلهم يقبلون على أحكام الدين بحب و لو عالجهم بقسوة لنفر الناس من هذا الدين الجديد لا سيما مع تأصل بعض الصفات الجاهلية فيهم كشرب الخمر مثلا و لكن انظر الى التدريج فى التشريع و أثره فى تحقيق الأغراض المنشودة.
4 - التحدى و الإعجاز: وقد قال الله تبارك و تعالى (و لا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق و أحسن تفسيرا) أى و لا يأتونك بسؤال عجيب من أسئلتهم الباطلة إلا أتيناك نحن بالجواب الحق و بما هو أحسن معنى من اسئلتهم، وتحدى الله تعالى العرب بالإتيان بمثله مع نزوله منجما أبلغ فى تحديهم فى الإتيان بمثله لو نزل جملة واحدة.
5 - الدلالة القاطعة على أن القرآن الكريم تنزيل من حكيم حميد: لعلك تتساءل كيف يكون نزول القرآن منجما دليلا على أن القرآن تنزيل من حكيم حميد؟ و سيكون ردى: انظر - يرحمك الله - إلى هذا القرآن الذى نزل على مدى ثلاث و عشرين سنة تنزل الآية تلو الآية بل تنزل على فترات متباعدة و مع ذلك تجده محكم النسج، دقيق السبك، مترابط المعانى، رصين الأسلوب، متناسق الآيات و السور كأنه عقد فريد نظمت حباته بما لم يعهد له مثيل فى كلام البشر (كتاب أحكمت أياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير) و لو كان هذا القرآن من كلام البشر قيل على فترات متباعدة لوجدت فيه من الخلل ما لا يحصى و لوقع فيه التفكيك و الانفصام و خلى من التوافق و الانسجام (و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كبيرا).
هذا و لا استطيع أن أحصى الحكمة من مراد الله تعالى بنزول القرآن منجما، لكن هذا ما من الله تعالى على به، فله الحمد و الشكر على نعمه التى لا تحصى و لا تعد، و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ــــــــــــــــ
اعتذار: وقع منى خطأ فى المشاركة السابقة فى الصفحة نفسها فى كتابة الآية (و قال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن) فأستغفر الله، و أرجو من الأخوة التصويب، و عفا الله عنى و عنكم.
ـــــــــــــــــــــ
* استفدت كثيرا فى المباحث السابقة من كتاب (قراءات فى علوم القرآن والحديث) للدكتور أحمد عبد الرحمن النقيب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو إسحاق]ــــــــ[03 Apr 2006, 08:00 م]ـ
السلام عليكم
هذا ما كان من شأن الفرق بين (أنزل) و (نزل) ومعنى الفرقان ... ولكن ما الحكمة من ايراد الجعل في آية الزخرف 3,حيث يقول الله تعالى:"إِنَّا جَعلناهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ"؟(/)
... وقد عمت البلوى في سوء فهم مصطلح "منهج"
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[31 Mar 2006, 06:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
المصطلحات-كما وصفت بحق- مفاتيح العلوم .. وليس يرجى لمن لم يهضمها أن يلج إلى داخل العلم المقصود فضلا عن أن يخبر مسالكه ومساربه ... لكن هذا الجاهل –مع ذلك-أفضل حالا من صنوه الذي يعالج قفل علم ما بمفتاح غير ملائم:فالأول محروم من الدخول فقط، لكن الثاني أفسد القفل فمنع نفسه من الدخول ومنع غيره منه أو صعب عليهم ما كان ميسورا لولا سوء فعله.
وقد عمت البلوى في سوء فهم مصطلح "منهج" واستعماله في غير موضعه المحدد له من قبل فقهاء العلم .. فاشتدت الحاجة إلى الكشف عن مدلوله الصحيح خاصة وأن هذا المصطلح يتركب مع ألقاب علوم شرعية جليلة فيخشى أن ينتقل سوء الفهم من الجزء إلى الكل وتلك بلبلة غير محمودة العاقبة ...
قبل ذلك أرى من اللازم التنبيه على أن محل اشتغالنا على مصطلح منهج محدد في فضاء فقه العلم وحده ولا شأن لنا بالاستعمالات العمومية الأخرى .... بل ما نكتب هذا الكلام إلا للتنديد بمن لا يفرق بين الخاص والعام ومنهم مؤطرون أكاديميون مع الأسف.
إن عبارات:"المنهج النفسي في التفسير" أو "المنهج الإجتماعي في التفسير" أو "المنهج التاريخي في التفسير" أو" المنهج الحركي في التفسير " ..... هذه وأضرابها في الاستعمال العام قد يقصدون بها على التوالي: الكشف عن خبايا النفس الإنسانية في القرآن أو رصد قوانين السيرورة الاجتماعية وقواعد النهوض والسقوط أو تتبع تعاقب الأمم على سطح التاريخ ووجه الارض .. أو استنباط جدولة للعمل السياسي من الآيات الكريمة ... لكن هذه العبارات عند فقهاء العلم لا تدل على شيء إلا أن تكون الدلالة على خلط شنيع بين أمرين متقابلين هما: المنهج والموضوع.
فمن يقول:"المنهج النفسي في التفسير" فهو يعني بالمنهج-لا محالة- الموضوع .... بمعنى أنه سيبحث في موضوع نفس الإنسان كما دلت عليها الكلمات والآيات، وهذا لا شيء عليه ..... لكنه لو عنى بالمنهج مدلول" المنهج" عند فقهاء العلم لسقط في الهرطقة والإلحاد ...
كيف ذلك؟
علم النفس التحليلي مثلا-عند فرويد وشيعته-يستند إلى مسلمة عندهم مفادها أن السلوك اللغوي في جوهره ليس إنتاجا خالصا للعقل أو الوعي بل يتخلله إنتاج لا يستهان به للاشعور الذي يعبر عن نفسه بسرية تامة .... ولهم مثالهم المضروب عندهم من جبل الجليد الذي يخفى منه أكثر مما يظهر أضعافا مضاعفة .....
ولما استقرت عندهم هذه الثنائية (باطن /ظاهر) تأسس عندهم منهج بآليات مخصوصة يوظفونها للنفاذ إلى غور اللاشعور واستنطاق الظاهر ليشي لهم بالباطن .... واستعملوا هذا المنهج في تحليل الشعر والنثر والصورة .... وأشاعوا أن المتكلم في كل ذلك ليس هو الشاعر أو الرسام بل هو اللاشعور الكامن فيهما والمعبر عنه بصيغة ضمير الغائب المنفصل ال"هو".
ولنا الآن أن نتصور حجم الهول لو نقل هذا المنهج بمعناه التقني إلى حمى القرآن ...
والمتكلم بالقرآن هو رب العالمين ..... !!!
وإنما ضربت هذا المثل لتنبيه من تستهويه المناهج الجديدة ويعتقد-عن حسن نية- أنه لو نقلها إلى تفسير القرآن لتم بها الكشف عما لم يكتشفه الأولون ... وقد ألمحنا في مناسبة سابقة إلى مكر محمد أركون ودعوته إلى إعادة النظر في مناهج التفسير "العتيقة" زاعما أن اصطناع المناهج الحديثة في اللغة والانتربوبوجيا هو سبيل المسلمين للتجديد والدخول في العصر .... ولو تصورنا لحظة واحدة - بدون انبهار- ما يدعو إليه أركون لأدركنا نية هذا الحداثي المستشرق:
مناهج الانتربوبوجيا صالحة لتحليل وتفسير الأساطير البشرية.
مناهج الانتربوبوجيا ستصلح لتحليل وتفسير القرآن.
إذن ....... !!!
أليس هذا هو عين قول الكافرين القدامى عن القرآن: أساطير الأولين.
أما تسمية بعض الأفاضل المنهج الاجتماعي في التفسير فهو خطأ آخر من المنظور المختار .. وآية ذلك أن علم الاجتماع –وهو المراد عندهم هنا -هو نفسه مسبوق بالمنهج ومحكوم به فيقال على الوجه الصحيح: المنهج الجدلي .... أو المنهج الاحصائي .. أو المنهج البنيوي في علم الاجتماع .... ولم يسمع قط المنهج الاجتماعي لعلم الاجتماع ....
والخطأ مرة أخرى ناجم عن عدم التمييز بين المنهج والموضوع ...... وهذا أوان رفع الإلتباس:
إعلم أن هاهنا ثلاثة أمور:
(يُتْبَعُ)
(/)
منهج وموضوع ومقصد ... وهي أمور متجاورة دوما لكنها متمايزة أبدا عكس الفهم الشائع الذي يراها مترادفة غالبا.
التمايز بينها كالتمايز بين أدوات الاستفهام: بمَ؟ فيمَ؟ لمَ؟ ..
بمَ تبحث؟ ذلك المنهج.
فيم َ تبحث؟ إنه الموضوع.
لمَ تبحث؟ تلكم الغاية أو المقصد.
فالمنهج هو الآليات الذهنية المعدة مسبقا قبل تفحص الموضوع أو مجموعة من القواعد العامة التي سيلتزم الفكر بها في حركته في المادة/ الموضوع .... فإن قال مثلا سأشتغل نازلا من الكليات إلى جزئياتها فهذا هو المنهج الاستنباطي وإن قال سيتحرك فكري صاعدا من المفردات إلى النظرية الكلية فهذا هو الاستقراء .... لكن لا يستقيم استعمال المنهجين كيفما اتفق فتصور طبيعة الموضوع-وهو أمر منهجي آخر- يفرض على الباحث اعتماد المنهج الملائم:
فالفلكي مثلا الذي يعرف موضوع بحثه جيدا يعلم أيضا أنه لا يصلح في مجاله إلا المنهج الاستنباطي ..... والكلام عن الاستقراء في الفلك جهل مركب .... لا يضارعه في الجهل إلا القول باصطناع التجريب في مجال الرياضيات .....
فهل أدرك أهلونا طبيعة الموضوع القرآني قبل استيراد المناهج أم هو الانبهار والتجديد بأي وجه!!!
المنهج إذن من دائرة الفكر والمنطق .....
أما الموضوع فهو من دائرة العالم كالأجسام والحركات واللغات والنصوص المنتوجة بها وفيها ...
أما القصد فمن النوايا والأغراض أي من دائرة الأخلاق ....
فقول القائل" المنهج الحركي أو السياسي في التفسير" لا يقصد به مفهوم المنهج كما حددناه ولكنه يقصد إما الموضوع أو الغاية ....
فإن أراد أن يكتشف من القرآن الكريم سبل السياسيين –مثل الفرعون أو غيره-في اضطهاد الناس وتحزيبهم ونشر الوعي الخاطيء بينهم فالسياسة هنا من صفة الموضوع ....
وإن أراد أن يفسر القرآن بما يراه ملائما مع الدعوة ويدعي أنه آن الأوان ليخرج القرآن إلى الناس لنحقق به برامج سياسية من قبيل توحيد الأمة ووصول الدعاة إلى مركز القيادة ..... فالسياسة هنا من صفة الغاية بلا شك ...... لكن المنهج بما هو منهج لايمكن أن يتصف بوصف سياسة أو اقتصاد أو نفس لأن هذه المقولات من العالم وليست من آليات الفكر.
ونحن لما رتبنا الثالوث السابق مبتدئين بالمنهج منتهين بالغاية فلمقتضى منطقي صرف وإلا ففي الواقع يكون الأخير هو الأول على اعتبار المبدأ المشهور: آخر العمل أول الفكرة.
فالغاية هي الباعث على تأمل الموضوع وتصويب النظر ... وتصويب النظر يفترض آلة الإبصار وزاوية حقل الرؤية وأدوات المقاربة بكلمة واحدة: المنهج.
هذا ..... ولما كان مصطلح منهج التفسير هو ما يشغلنا بالقصد الأول توجب أن نبحث عن المصطلح القريب في حقلنا التداولي لكي نفي بحق الدلالة على مفهوم منهج كما نبت في حقل الابستملوجيا تحاشيا للدلالة العامية القلقة حيث يتسمى الموضوع منهجا وحيث يشتقون من نية الباحث وغرضه وصفا ينقلونه مباشرة إلى المنهج ليوصف به.
ولعل الأشبه-في رأيي- أن نترجم منهج التفسير ب "أصول التفسير" ...... فيكون الكلام عن منهج مفسر ما هو الكشف عن الأصول القبلية التي وضعها نصب عينه وترسانة المباديء والمسلمات التي فرغ منها ... فتكون ثنائية (أصول التفسير /التفسي) ر موازية للثنائية المتداولة المشهورة: (أصول الفقه/الفقه.)
لو ثبت هذا ..... فهل نتجرأ بعد على الدعوة إلى تجديد مناهج التفسير؟
بمعنى هل يعقل أن ننادي بتجديد وتغيير أصول التفسير؟
هل يقبل أن نحض على تجديد أصول الفقه ..... ؟
... وأصول الدين أيضا؟
التجديد في الأصول في أي مجال شرعي باطل على التحقيق ...... والقول في هذا الموضوع لا يتفق مع مقام هذه المقالة ..... فلعلنا نكتب فيه لاحقا بإذن حكيم خبير.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليما ......(/)
سؤال حول آية!
ـ[سيف الدين]ــــــــ[31 Mar 2006, 08:07 م]ـ
قال تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} (9) سورة الفتح
لمن تعود الهاء في قوله تعالى {تعزروه} و {توقّروه} و {تسبحوه}؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 Mar 2006, 09:10 م]ـ
قال تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} (9) سورة الفتح
لمن تعود الهاء في قوله تعالى {تعزروه} و {توقّروه} و {تسبحوه}؟
واضح تماما أنّ الضمير في "تسبحوه " راجع إلى الله تعالى
أمّا في (وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ) فراجع إلى الرسول عليه الصلاة والسلام
وقال بعض المتأولين أنّ الضمير فيها كلها راجع إلى الله تعالى
وأنا منتظر أقوال الأخوة المنتدين
ـ[أبو إسحاق]ــــــــ[31 Mar 2006, 10:17 م]ـ
السلام عليكم
قال الزركشي:
(الضمائر لله عز وجل والمراد بتعزيز الله تعزيز دينه ورسوله ومن فرق الضمائر فقد أبعد
أي فقد قيل إنها للرسول إلا الأخير لكن قد يقتضي المعنى التخالف كما في قوله تعالى) ولا تستفت فيهم منهم أحدا , الهاء والميم في فيهم لأصحاب الكهف والهاء والميم في منهم لليهود قاله ثعلب والمبرد).وهذا راجع الى قاعدة في الضمائر " إذا اجتمع ضمائر فحيث أمكن عودها لواحد فهو أولى من عودها لمختلف ",ولهذا لما جوز بعضهم في قوله تعالى) أن اقذفيه في التابوت (الخ إن الضمير في) فاقذفيه في اليم للتابوت وما بعده وما قبله لموسى عابه الزمخشري وجعله تنافرا ومخرجا للقرآن عن إعجازه فقال: والضمائر كلها راجعة إلى موسى ورجوع بعضها إليه وبعضها إلى التابوت فيه هجنة لما يؤدي إليه من تنافر النظر.
والله اعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 Mar 2006, 10:33 م]ـ
الأخ الفاضل
في قوله عز وجل (وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ) ---إذا أرجع الضمير فيه إلى الله تعالى فأنت تضطر إلى التأويل كما اضطر الزركشي إليه عندما قال ":والمراد بتعزير الله تعزيز دينه ورسوله "
والأولى المعنى المباشر الظاهر---والله كما هو معلوم لا يحتاج تعزيرا من أحد من خلقه---لذا فرأي الجمهور أولى --وأنا أؤيده ---مع تقديري البالغ للزركشي رحمه الله
ـ[سيف الدين]ــــــــ[31 Mar 2006, 11:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
البعض اشار الى ان المخرج ان يقال ان المقصود بالرسول في الاية هو القرآن الكريم او كلام الله تعالى ... فما رأيكم؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 Mar 2006, 11:08 م]ـ
أخي سيف
حتّى يستقيم لهم الكلام عليهم أن يأتونا بشواهد من الشعر الجاهلي ومن القرآن الكريم جاء فيها معنى الرسول بمعنى الكتاب أو الرسالة---وحتّى ذلك الحين فإنّ تأويلهم بعيد جدا(/)
الاشتقاق الكبير والدراسات القرآنية
ـ[أم رحمة]ــــــــ[01 Apr 2006, 11:11 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أريد أن أستفسر عن موضوع الاشتقاق (الكبير؟) وأنواعه والدراسات القرآنية - هل دُرِس هذا الموضوع سابقا؟ إني أفكر في شيء يتعلق به لعنوان رسالة الماجستير، فهل لكم من الاقتراحات عن تطبيقه أو صيغة العنوان؟ أو أي إرشادات أخرى؟
وجزاكم الله خير الجزاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختكم في الله
أم رحمة
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[02 Apr 2006, 12:39 ص]ـ
يا أم رحمه ماذا تقصدين بالإشتقاق الكبير؟ والدراسات القرآنية موضوع طويل جداً فعن أي نوع تسألين؟ وهل تخصصك لغة عربية أم تفسير؟ بيني ذلك ليمكن للفضلاء مساعدتك رحمك الله.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[02 Apr 2006, 04:31 ص]ـ
الاشتقاق عند علماء اللغة أن يكون هناك تناسب بين الصيغتين في اللفظ والمعنى، وهو على ثلاثة أقسام:
1 - الاشتقاق الصغير، ويُسمّى الأصغر أيضاً. وهو أن ينتظم اللفظتين المتخالفتين وزناً المتوافقتين تركيباً معنى واحد، نحو: كتب كاتب مكتوب. (حاشية الجرجاني على الكشاف: 1/ 33).
2 - الاشتقاق الكبير. وهو أن يشتركا في الحروف الأصول من غير ترتيب مع اتحاد في المعنى أو تناسب فيه كالجذب والجبذ والحمد والمدح. (حاشية الجرجاني على الكشاف 1/ 37).
3 - الاشتقاق الأكبر. وهو أن يشتركا في أكثر تلك الحروف فقط ويتناسبا في الباقي مع الاتحاد أو التناسب في المعنى كأله ودله وكالفلق والفلج. (حاشية الجرجاني على الكشاف 1/ 37).
وهناك اشتقاق آخر أسماه ابن جني (الاشتقاق الأكبر). " وهو أن تأخذ أصلاً من الأصول الثلاثية فتعقد عليه وعلى تقاليبه الستة معنى واحداً تجتمع التراكيب الستة وما يتصرّف من كل واحد منها عليه، وإن تباعد شيء من ذلك عنه رُدَّ بلطف الصنعة والتأويل إليه كما يفعل الاشتقاقيون ذلك في التركيب الواحد ". (الخصائص 2/ 134).
وذلك نحو (قول)، فإن معناها أين وجدت وكيف وقعت من تقدم بعض حروفها على بعض وتأخّره عنه إنما هو للخفوف والحركة. والتراكيب الستّة هي:
ق و ل، ق ل و، و ق ل، و ل ق، ل ق و، ل و ق. (الخصائص 1/ 12، 2/ 133).
وتجدر الإشارة هنا إلى أن موضوع الاشتقاق لم يكن خالصاً لعلم الصرف وحده، فهو يمثّل نقطة تقاطع بين الصرف، والنحو، واللغة، ذلك أنه يُدرس من زوايا مختلفة:
1 - من حيث كونُه وسيلة لتغيير بنية الكلمة وإنتاج بنية صرفية جديدة ذات معنى دلالي جديد ==> صرف.
2 - من حيث كونُه وسيلة لتوليد المفردات في العربية، ووسيلة لمعرفة الأصيل والدخيل ==> لغة.
3 - من حيث كونُه وسيلة للتعبير عن بعض الوظائف النحوية (البناء للمجهول، التعدية) ==> نحو.
وقد أ لّف بعض المتقدّمين كالأصمعي، وقطرب، والرماني، والأخفش، وأبي نصر الباهلي، والمفضل بن سلمة، والمبرد، وابن دريد، والزجاج، وابن السراج، والنحاس وابن خالويه كتباً في الاشتقاق.
وأما ما يخصّ رسالتك - أختي الكريمة - فلعلّك تبحثين فيها استعمال الاشتقاق عند أحد المفسرّين، كالزمخشري - مثلاً. فهو قد استعمل كل أنواع الاشتقاق في أثناء كشافه، ومن ذلك:
1 - الاشتقاق الصغير نحو: يقدم وقادم ومستقدم. جاء في الكشاف: " الرحمن فعلان من رحم كغضبان وسكران من غضب وسكر، وكذلك الرحيم فعيل منه كمريض وسقيم من مرِضَ وسَقِمَ (1/ 34). وكاشتقاق (الميسر) من (اليسر) (2/ 272).
2 - الاشتقاق الكبير كالحمد والمدح. جاء فيه: " الحمد والمدح أخوان، وهو الثناء والنداء على الجميل من نعمة وغيرها " (1/ 37). وجاء فيه: " اللفت والفتل أخوان ومطاوعهما الالتفات والانفتال " (2/ 82). وجاء فيه: " الفسوق: الخروج من الشيء والانسلاخ منه، يقال: فسقت الرطبة عن قشرها. ومن مقلوبه: فسقت البيضة: إذا كسرتها وأخرجت ما فيها، ومن مقلوبه أيضاً فسقت الشيء: إذا أخرجته عن يد مالكه مغتصباً له عليه " (3/ 149). وجاء فيه: " والندم ضَرْبٌ من الغمّ ... وهو غمٌّ يصحب الإنسان صحبة لها دوام ولزام لأنه كلما تذكّر المتندّم عليه راجعه ... ومن مقلوباته: أدمن الأمر: أدامه، ومدن بالمكان: أقام به، ومنه: المدينة " (2/ 149).
3 - الاشتقاق الأكبر نحو نبع ونبر. والزمخشري مولع بهذا النوع من الاشتقاق ويحاول أن يعقد معنى عامّاً لكل الألفاظ التي ينتظمها هذا الاشتقاق. جاء في كشافه: " أنفق شيء وأنفده أخوان وعن يعقوب: نفق الشيء ونفد وكل ما جاء مما فاؤه وعينه فاء فدالّ على معنى الخروج والذهاب ونحو ذلك إذا تأمّلت " (1/ 101). وفيه " المفلح: الفائز بالبغية ... والمفلج بالجيم مثله ... والتركيب دالّ على معنى الشقّ والفتح، وكذلك أخوانه في الفاء والعين ونحو: فلق وفلذ وقلى " (1/ 114). وجاء في الفائق " الرمس والدمس والنمس والطمس والغمس أخوات في معنى الكتمان " (1/ 508). وفيه أيضاً " عكم وعكف وعكر وعكل وعكظ وعكا أخوات في معنى الوقوف وما يقرب منه " (3/ 392).
أسأل الله لك التوفيق والسداد ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم رحمة]ــــــــ[02 Apr 2006, 06:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الأخ الكريم أبو حذيفة، إني أقصد بالاشتقاق الكبير ما أشار إليه الأخ لؤي الطيبي. وكنت أقصد في بالي بالدراسات القرآنية القرآن نفسه ولكن لا أدري لماذا اشتعملت تلك الصيغة، فأعتذر.
إني تخصصي لغة وليس تفسير. وجزاكم الله خيرا على الإرشادات.
الأخ الفاضل لؤي الطيب، أشكر لك على عونك الكريم. هل ترون أن هناك مجالا لبحثي عن الاشتقاق الكبير في القرآن الكريم نفسه [ودلالاته؟] وليس عند المفسرين، مع أنني سأرجع إلى كتب المفسرين للمساعدة في ذلك، وإن كان هناك مجال فكيف صياغة العنوان؟
أشكر لكم جزيل الشكر على مساعدتكم وأسأل الله العظيم أن يجزيكم خير الجزاء. آمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
{و الله غالب على أمره}: قيل: " و الله غالب على أمر نفسه ". [كيف؟]
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[01 Apr 2006, 01:17 م]ـ
كثيرا ما قرأت قوله تعالى في سورة يوسف: الآية (21): {وَقَالَ ?لَّذِي ?شْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى? أَن يَنفَعَنَآ أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذ?لِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي ?لأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ ?لأَحَادِيثِ وَ?للَّهُ غَالِبٌ عَلَى? أَمْرِهِ وَلَـ?كِنَّ أَكْثَرَ ?لنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}.
و كنت أفهم المعنى الإجمالي العام لقوله عزَ و جلَ: {و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون}: أنه تعالى ذكره لا راد لقضائه، و لا معقب لحكمه، و إذ1 أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون.
سبحانه جلَ شأنه.
- و لكني عندما تأملت القول الكريم و دققت النظر فيه: استوقفني لفظ: " غالب على أمره "، إذ معناه الحرفي و التفصيلي أن (الله غالب على أمر نفسه)،
و لما رجعت إلى كتب التفسير وجدت أن هذا المعنى هو أحد القولين فيها،
و أن الضمير عائد إلى الله تعالى أو إلى يوسف عليه السلام،
فأشكل عليَ القول بجواز عوده إلى الله تعالى، و أنه غالب على أمر نفسه؟
**********************
- و المعنى الإجمالي العام الذي لا خلاف فيه:
{وَ?للَّهُ غَالِبٌ عَلَى? أَمْرِهِ} أي: (إذا أراد شيئاً، فلا يرد ولا يمانع ولا يخالف، بل هو الغالب لما سواه. قال سعيد بن جبير في قوله: {وَ?للَّهُ غَالِبٌ عَلَى? أَمْرِهِ}: أي: فعال لما يشاء. وقوله: {وَلَـ?كِنَّ أَكْثَرَ ?لنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} يقول: لا يدرون حكمته في خلقه وتلطفه وفعله لما يريد). [تفسير القران الكريم، لابن كثير].
- و جاء قولان في تفسيرها:
2 - في تفسير " انوار التنزيل واسرار التأويل "، للبيضاوي (ت 685 هـ):
{وَ?للَّهُ غَالِبٌ عَلَى? أَمْرِهِ} لا يرده شيء ولا ينازعه فيما يشاء، أو على أمر يوسف أراد به إخوته شيئاً وأراد الله غيره فلم يكن إلا ما أراده. {وَلَـ?كِنَّ أَكْثَرَ ?لنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} أن الأمر كله بيده، أو لطائف صنعه وخفايا لطفه).
3 - و كذا في تفسير " مفاتيح الغيب "، التفسير الكبير، للرازي (ت 606 هـ)،
و ذكر فيها أن (غالب على أمر نفسه)، قال:
(ثم قال تعالى: {وَ?للَّهُ غَالِبٌ عَلَى? أَمْرِهِ} وفيه وجهان: الأول: غالب على أمر نفسه لأنه فعال لما يريد لا دافع لقضائه ولا مانع عن حكمه في أرضه وسمائه، والثاني: والله غالب على أمر يوسف، يعني أن انتظام أموره كان إلهياً، وما كان بسعيه وإخوته أرادوا به كل سوء ومكروه والله أراد به الخير، فكان كما أراد الله تعالى ودبر، ولكن أكثر الناس لا يعلمون أن الأمر كله بيد الله. واعلم أن من تأمل في أحوال الدنيا وعجائب أحوالها عرف وتيقن أن الأمر كله لله، وأن قضاء الله غالب).
4 - و كذا فعل القرطبي في تفسيره " الجامع لأحكام القرآن "، قال:
({وَ?للَّهُ غَالِبٌ عَلَى? أَمْرِهِ} الهاء راجعة إلى الله تعالى؛ أي لا يغلب الله شيء، بل هو الغالب على أمر نفسه فيما يريده أن يقول له: كُنْ فَيَكُونُ. وقيل: ترجع إلى يوسف؛ أي الله غالب على أمر يوسف يدبّره ويحوطه ولا يكِله إلى غيره، حتى لا يصل إليه كيْدُ كائد. {وَلَـ?كِنَّ أَكْثَرَ ?لنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} أي لا يطلعون على غيبهِ. وقيل: المراد بالأكثر الجميع؛ لأن أحداً لا يعلم الغيب. وقيل: هو مجرى على ظاهره؛ إذ قد يُطلِع من يريد على بعض غيبه. وقيل: المعنى «وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ» أن الله غالب على أمره، وهم المشركون ومن لا يؤمن بالقَدَر. وقالت الحكماء في هذه الآية: {وَ?للَّهُ غَالِبٌ عَلَى? أَمْرِهِ} حيث أمره يعقوب ألاّ يقصّ رؤياه على إخوته فغلب أمر الله حتى قَصّ، ثم أراد إخوته قتله فغلب أمر الله حتى صار ملِكاً وسجدوا بين يديه، ثم أراد الإخوة أن يخلو لهم وجه أبيهم فغلب أمر الله حتى ضاق عليهم قلب أبيهم، و?فتكره بعد سبعين سنة أو ثمانين سنة، فقال:
{ي?أَسَفَا عَلَى يُوسُفَ}
[يوسف: 84] ثم تدبّروا أن يكونوا من بعده قوماً صالحين، أي تائبين فغلب أمر الله حتى نسوا الذنب وأصروّا عليه حتى أقرّوا بين يدي يوسف في آخر الأمر بعد سبعين سنة، وقالوا لأبيهم: «إنَّا كُنَّا خَاطِئِين» ثم أرادوا أن يخدعوا أباهم بالبكاء والقميص (فغلب أمر الله) فلم ينخدع، وقال: «بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً» ثم ?حتالوا في أن تزول محبته من قلب أبيهم فغلب أمر الله فازدادت المحبة والشوق في قلبه، ثم دَبَّرت ?مرأة العزيز أنها إن ?بتدرتْه بالكلام غلبته، فغلب أمر الله حتى قال العزيز:
{وَ?سْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ ?لْخَاطِئِين}
[يوسف: 29]، ثم دَبَّر يوسف أن يتخلّص من السجن بذكر الساقي فغلب أمر الله فنسي الساقي، ولبِث يوسف في السجن بِضع سنين).
****************
- هذا ما أشكل عليَ ظاهره، و جوازه في حق الله تعالى،
... و قد استراحت نفسي لاقتصار الإمام الطبري رحمه الله على القول بعودة الضمير- في قوله تعالى: {و الله غالب على أمره} - إلى يوسف عليه السلام،
5 - قال في تفسيره " جامع البيان في تفسير القران ":
(وقوله: {وَاللَّهُ غالِبٌ على أمْرِهِ} يقول تعالى ذكره: والله مستولٍ على أمر يوسف يَسُوسُه ويدبره ويحوطه. والهاء في قوله: على أمْرِهِ عائدة على يوسف.
ورُوى عن سعيد بن جبير في معنى «غالب»، ما:
حدثني الحارث، قال: ثنا عبد العزيز، قال: ثنا إسرائيل، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير: {وَاللَّهُ غالِبٌ} على أمْرِهِ قال: فعال.
وقوله: {وَلَكِنَّ أكْثَرَ الناسِ لا يَعْلَمُونَ} يقول: ولكن أكثر الناس الذين زهدوا في يوسف فباعوه بثمن خسيس، والذي صار بين أظهرهم من أهل مصر حين بيع فيهم، لا يعلمون ما الله بيوسف صانع وإليه يوسف من أمره صائر). انتهى
- فأحسب أن هذا هو الأرجح، و الأليق بذات الله عزَ و جلَ.
و الله تعالى أعلم بمراده
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 Apr 2006, 08:46 م]ـ
الأخ الفاضل الدكتور أبو بكر
قال ابن عاشور فيها
(وجملة {والله غالب على أمره} معترضة في آخر الكلام، وتذييل، لأن مفهومها عامّ يشمل غَلَب الله إخوةَ يوسف ـــ عليه السّلام ـــ بإبطال كيدهم، وضمير {أمره} عائد لاسم الجلالة.
وحرف {على} بعد مادة الغلب ونحوها يدخل على الشيء الذي يتوقع فيه النزاع، كقولهم: غلبناهم على الماء.)
أرجو منك دراسة قوله والتمعن فيه عسى أن تستخرج شيئا منه----
لا أدري عندي ميل بأنّ عودة الضمير إلى غير اسم الجلالة مرجوح بلاغة
ـ[محمد إسماعيل]ــــــــ[02 Apr 2006, 12:44 ص]ـ
الظاهر أن الضمير في قوله تعالى:? وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ ? (يوسف:21). عائد على لفظ الجلالة. وهذا قول سعيد بن جبير رضي الله عنه. وقيل في معناه: لا يُمنَع عمَّا يشاء، ولا يُنازَع فيما يريد.
ويؤيده:
أولاً- أن حمل الآية على العموم أولى من حملها على الخصوص، وحصرها في يوسف عليه السلام.
ثانيًا- كتب الشيخ الجنيد إلى الشيخ علي بن سهل الأصبهاني: سلْ شيخك أبا عبد الله محمد بن يوسف البناء: ما الغالب على أمره؟ فسأله، فقال: اكتب إليه: (وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ). انظر (الكشكول) لبهاء الدين العاملي، و (طبقات الأولياء) لابن الملقي.
ثالثًا- من أمثال العرب: (الدهر أرْوَدُ مُسَبَّدٌ).
والأرود هو الذي يعمل عمله في سكون، لا يشعر به أحد. والمسبَّدُ هو الماضي في أمره، لا يرجع عنه. وقيل في معناه: ليِّنُ المعاملة غالبٌ على أمره.
رابعًا- الغالب في اللغة هو القاهر، وهو من الغلبة، وهي القهر، وهو على صيغة اسم الفاعل، ومفعوله محذوف، تقديره: والله قاهرٌ أعداءَه على أمره. أي: خاضعهم لأمره. أي: يجعلهم خاضعين لحكمه، وقضائه، وسلطانه .. والله تعالى أعلم.
? وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ? (هود: 123). صدق الله العطيم!
ـ[وائل حجلاوي]ــــــــ[02 Apr 2006, 09:48 ص]ـ
تأمَّلوا قول الله تعالى: {قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً}
{وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً} [الكهف: 21]
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في تفسير الآية:
{قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ} وهم أمراؤهم ..... والظاهر أنهم فعلوا؛ لأن القائل هم الأمراء الذين لهم الغلبة.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[03 Apr 2006, 07:41 ص]ـ
رابعًا- الغالب في اللغة هو القاهر، وهو من الغلبة، وهي القهر، وهو على صيغة اسم الفاعل، ومفعوله محذوف، تقديره: والله قاهرٌ أعداءَه على أمره. أي: خاضعهم لأمره. أي: يجعلهم خاضعين لحكمه، وقضائه، وسلطانه .. والله تعالى أعلم.
---------------------------------------------------------------------------------------
أخي الكريم
لا نزاع في المعنى العام لتلك الآية،
و عليه فأمر الله غالب في كل حال و على كل مخلوق، لا ريب في هذا بحال،
و مفهوم الآية عام، و لا يحتاج إلى استدلال،
هذا من ناحية،
و إنما كان السؤال عن أحد قولي المفسرين فيها إنها: " و الله غالب على أمر نفسه " - و هو المعنى التتبعى لكلمات الآية، على قول القائل إن الضمير عائد إلى الله تعالى - كيف يكون الله غالب على أمر نفسه، أو ما هو توجيهه؟
- و قد أعجبني في توجيهه ما نقلته اقتباسا من قولكم المذكور أعلاه، و هو: (ومفعوله محذوف، تقديره: والله قاهرٌ أعداءَه على أمره. أي: خاضعهم لأمره. أي: يجعلهم خاضعين لحكمه، وقضائه، وسلطانه).
- و هو المعنى العام للآية،
و لكن يبقى محل السؤال شاغرا بغير جواب،
و هو قول المفسرين: " و الله غالب على أمر نفسه "
فيكون معناه على قولكم: والله غالب أو قاهرٌ أعداءَه على أمرنفسه. [؟]
(يُتْبَعُ)
(/)
- فهذا ما وجدت منه في نفسي شئ.
ـ[محمد إسماعيل]ــــــــ[03 Apr 2006, 02:49 م]ـ
د. أبو بكر! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أما بعد.
أولاً- فأنت تقول: إنك كنت تفهم المعنى العام للآية .. وأنك لما تأملت القول الكريم، ودققت النظر فيه: استوقفك لفظ: " غالب على أمره "، إذ معناه الحرفي والتفصيلي: أن (الله غالب على أمر نفسه (،
ولما رجعت إلى كتب التفسير، وجدت أن هذا المعنى هو أحد القولين فيها، وأن الضمير عائد إلى الله تعالى، أو إلى يوسف عليه السلام، فأشكل عليك القول بجواز عوده إلى الله تعالى، وأنه غالب على أمر نفسه ..
ثم قلت: وقد استراحت نفسك لاقتصار الإمام الطبري رحمه الله على القول بعود الضمير إلى يوسف عليه السلام. ثم انتهيت إلى القول: فأحسب أن هذا هو الأرجح، والأليق بذات الله عزَ و جلَ.والله تعالى أعلم بمراده.
ثانيًا- أنت لم تسأل: أي التفسيرين هو الأرجح، ولم تسأل عن توجيه التفسير الأول؛ لأنك استحسنت تفسير الطبري على أنه الأرجح، والأليق بذات الله جل وعلا. وبهذا زال ما كان مشكلاً عندك.
ثالثًا- ثم تقول: لا نزاع في المعنى العام لتلك الآية، وعليه فأمر الله غالب في كل حال وعلى كل مخلوق، لا ريب في هذا بحال، ومفهوم الآية عام، ولا يحتاج إلى استدلال.
تقول هذا مع أن النزاع حاصل بينهم في هذا المعنى العام للآية؛ لأن عود الضمير على الله جل وعلا أمر مشكل عندهم؛ ولهذا تأولوا الآية بقولهم: (على أمر نفسه) .. وهذا ما أشكل عليك. والغرض منه عندهم واضح، وهو تنزيه لفظ الجلالة بتقدير لفظ النفس بين المضاف والمضاف إليه .. فبدلاً من أن يقولوا: (على أمره). أي: (على أمر الله)، قالوا: (على أمر نفسه). وهو تكلف لا داعي له، سببه بعدهم عن التوجيه الصحيح لمعنى الآية الكريمة.
وللتخلص من هذا التكلف، الذي لا مبرر له، هرب منه بعضهم إلى القول بعود هذا الضمير على يوسف عليه السلام، فكان كالمستجير من الرمضاء بالنار.
ومعنى الآية باختصار: (الله غالب كل مخلوق على أمره). والغالب هو القاهر. ? وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ? (الأنعام:18). والقهر يتطلب الخضوع .. والكل مقهور خاضع لحكم الله جل وعلا، و ولسلطانه، مستسلم لقضائه، طوعًا، أو كرهًا، ? وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ?، ? وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً ?؛ لأن له سبحانه:? الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ?،? وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ ?. سبحانه وتعالى!!!
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[03 Apr 2006, 09:47 م]ـ
لو تلطفت في القول قليلا لكان أوفق و أليق!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 Apr 2006, 09:58 م]ـ
الأخ الكريم الدكتور أبو بكر
قولك أخي (و كنت أفهم المعنى الإجمالي العام لقوله عزَ و جلَ: {و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون}: أنه تعالى ذكره لا راد لقضائه، و لا معقب لحكمه، و إذ1 أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون.
سبحانه جلَ شأنه.)
هو توجه عام لدى معظم علماء المسلمين---ويسمّى مذهب التفويض---وهو مذهب يهتم بآيراد المعنى الإجمالي للآية دون المعنى التفصيلي لجزئيّاتها وذلك في التعامل مع المتشابهات من الآيات
بوركت على دقة فهمك
ـ[محمد إسماعيل]ــــــــ[03 Apr 2006, 11:06 م]ـ
لو تلطفت في القول قليلا لكان أوفق و أليق!
أشكرك عل هذه النصيحة الغالية يا دكتور، ففيها من اللطف ما لا يخفى على أحد، وأضم صوتي إلى صوت الأستاذ جمال، فأبارك لك على دقة فهمك للآية الكريمة!!!
ـ[محمد إسماعيل]ــــــــ[04 Apr 2006, 06:52 ص]ـ
قال الله تعالى:? وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً ?) الكهف21).
في هذه الآية الكريمة يخبر الله عز وجل أن القوم الذين أعثرهم على أصحاب الكهف تنازعوا فيهم، وأنهم انقسموا في ذلك النزاع إلى قسمين: أحدهما مغلوب على أمره، وهم القائلون:? ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ?، والآخر غالب على أمره، وهم القائلون:? لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً ? .. والظاهر من ذلك أن غرض القسمين هو تعظيم أصحاب الكهف، وإجلالهم ..
وليس في قول القسم الثاني ما يشعر بأنهم كانوا مسلمين، وأن القسم الأول كانوا كافرين؛ لأن المراد بالمسجد- هنا- ليس ما يطلق عليه اليوم من مصلى المسلمين؛ وإنما المراد به معبد المؤمنين من تلك الأمة، وقد كانوا من النصارى الموحدين.
ولعل الأولين الذين طلبوا بناء البنيان عليهم، لم يتحققوا من حالهم، وأنهم ناموا تلك المدة، ثم بعثوا؛ فلهذا طلبوا هذا الطلب، وأحالوا أمرهم إلى ربهم سبحانه .. وهذا ما رفضه الآخرون، الذين كان لهم الغلبة في هذا الأمر، وقالوا:? لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً ?.
وقرأ الحسن وعيسى الثقفي:? غُلِبُوْا عَلَى أَمْرِهِمْ ?، بضم الغين وكسر اللام، على أن الفعل مبني للمفعول. أي: غلبوا على أمرهم من قبل القسم الأول .. وكأنهم قالوا: إن لم يكن بدٌّ من البناء، فليكن ذلك البناء مسجدًا .. والله تعالى أعلم بمراده.
وفي كلا القراءتين توكيد للمعنى، الذي فسرت به قول الله تعالى:? وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ ? من آية يوسف عليه السلام ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[04 Apr 2006, 01:26 م]ـ
الحمد لله. . .
الله غالب على أمره أي أن أمره تعالى بيده لا بيد غيره، بخلاف المغلوب على أمره الذي أمره بيد غيره.
وليس الأمر أن هناك نزاعًا أو صراعًا بين الله وأمره انتهى بغلبة الله على الأمر! بل المقصود أن أمر الله تعالى بيده ينفذ في الخلق كما يشاء لا يرده ولا يغلبه أحد؛ لأنه لا يغلب على أمره إلا هو.
هذا ما ظهر لي والله أعلم.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[04 Apr 2006, 04:35 م]ـ
الأخ الكريم د. هشام عزمي
أكرمكم الله، و بارك فيكم و في علمكم
ما تفضلتم بذكره هو من أحسن ما قرأت في تفصيل ألفاظ الآية الكريمة، و يتفق مع المعنى الإجمالي لها.
- و لتسمح لي أخي بالتعقيب على خاتمة كلامك: (لا يغلب على أمره إلا هو): ألا تراه عين ما نفيتموه بقولكم: (وليس الأمر أن هناك نزاعًا أو صراعًا بين الله وأمره انتهى بغلبة الله على الأمر!)؟
* فأرى حذف تلك الخاتمة أوفق؟
و تقبل سلامي و تحيتي
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[04 Apr 2006, 05:28 م]ـ
روى البخاري في صحيحه:
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن القرشي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: قال رسول اله صلى الله عليه وسلم (لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش إن رحمتي غلبت غضبي)
فعلى رأي أهل الحديث الرحمة والغضب من صفات الله الفعلية.
على رأي الأشعرية الرحمة والغضب من وجوه تعلق الإرادة:إرادة المثوبة وإرادة العقوبة ....
وعلى رأي الفريقين- وفاقا -يجوز أن أمرا من الله يغلب أمرا آخر منه .....
وهذا ما يستفاد من الحديث ومن أحاديث أخرى مثل الدعاء الصحيح:أعوذ بك منك.
ومثل الأثر المعروف عن الفاروق رضي الله عنه: نفر من قدر الله إلى قدر الله ...
فيكون معنى الآية:لا يغلب أمرا من الله إلا أمر آخر من الله .....
وما نفاه أخونا عزمي هو أن يتبادر إلى الذهن أن أمر الله قد استقل بنفسه حتى أصبح ندا لله فيؤول الصراع إلى غالب هو الله تعالى ومغلوب هو أمره ...
فإضافة الأخ عزمي-في رأيي- مجرد احتراس ودفع لفهم خاطيء ممكن.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[04 Apr 2006, 06:46 م]ـ
الأخ الفاضل (أبو عبد المعز)
سلام الله عليكم
لقد زاد الحديث الذي أوردتم معناه الأمر إشكالا بقولكم: (وعلى رأي الفريقين- وفاقا -يجوز أن أمرا من الله يغلب أمرا آخر منه ..... )،
فهل لذلك الحديث من تأويل غير ما ذكرتموه؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[04 Apr 2006, 07:45 م]ـ
الأخ المكرم د. أبو بكر.
وعليكم السلام ورحمة:
لقد انطلقت من موضوعك الرئيس حيث ذكرت: فأشكل عليَ القول بجواز عوده إلى الله تعالى، و أنه غالب على أمر نفسه؟
ثم نقلت من تفاسير جلها لفضلاء من الأشاعرة ....
فأردت أن أبين أنه لا إشكال في عودة الضمير على الله عز وجل ..... ليس من وجهة نظر الأشعرية فحسب بل من وجهة نظر اهل الحديث أيضا. فجئت بحديث البخاري حيث ذكر صريحا أن رحمة الله تغلب غضبه ......
نعم،تأويل الحديث مختلف فيه بين الفريقين فالاشاعرة ينكرون صفات الرحمة والغضب ولا يثبتونها لله ويرجعونها إلى الإرادة عملا بقاعدتهم في نكران مباديء الصفات وحملها على غاياتها أو حملا على المجاز المرسل أي إطلاق الصفة وإرادة آثارها ....
بيد أن أهل الحديث يذهبون إلى أنها صفات قائمة بالرب فالرب يغضب حقيقة ويرحم حقيقة ....
وهذا لا يعنينا هنا كثيرا ..... لأن المقصود التأكيد على أن غلبة صفة لصفة مما يعتقده أهل الحديث كما جاء به حديث البخاري وأحاديث اخرى ....... والأشاعرة أنفسهم لا ينكرون أن متعلقين للإرادة قد يكون بينهما تدافع ... فيأمر الله بأمر ويأمر بآخر يغلب الأول .... وهذا مقبول عند اهل الحديث ايضا بصرف النظر عن تأويل الصفات ..... وهذا القدر من الاتفاق يكفينا هنا.
فلا بعد إذن في عودة الضمير في الآية على الله تعالى: الله غالب على أمر الله أو أمر نفسه ...
وبطبيعة الحال فهم الآية يتعين على ما تقدم بعيدا عن السؤال الإحراجي الذي يرد في مناظرات المتكلمين: هل الله قادر على نفسه؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 Apr 2006, 09:06 م]ـ
... والأشاعرة أنفسهم لا ينكرون أن متعلقين للإرادة قد يكون بينهما تدافع ... فيأمر الله بأمر ويأمر بآخر يغلب الأول
الأخ الفاضل أبو عبد المعز
هلّا تفضلتم بإرشادي أين أجد ما تفضلتم به من تدافع متعلقات الإرادة في أدبيات الأشاعرة---
لقد أشكل علي أن يقولوا بالتدافع بين أمر وأمر آخر لله عز وجل---فهلّا بينتم بطريقة الإقتباس أين أجد ما تفضلت به
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[04 Apr 2006, 09:19 م]ـ
و هو ما أشكل عليَ أخي الكريم،
و لم أقصد الخوض في الخلاف بين الأشاعرة و غيرهم.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[04 Apr 2006, 10:31 م]ـ
روى البخاري في صحيحه:
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن القرشي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: قال رسول اله صلى الله عليه وسلم (لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش إن رحمتي غلبت غضبي)
.................................
................................
وعلى رأي الفريقين- وفاقا -يجوز أن أمرا من الله يغلب أمرا آخر منه .....
وهذا ما يستفاد من الحديث ............
........................
***********
- هذا الحديث فسَره حديث آخر رواه الإمام البخاري في " صحيحه " أيضا، قال:
(حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" إِنَّ اللَّهَ لَمَّا قَضَى الْخَلْقَ كَتَبَ عِنْدَهُ فَوْقَ عَرْشِهِ إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي ").
-
فهو حديث مفسَر، و " المفسَر " لا يحتمل التأويل، على ما هو مقرر في علم الأصول.
و عليه، فالفقول إن: (يجوز أن أمرا من الله يغلب أمرا آخر منه)، (وهذا ما يستفاد من الحديث): قول غير صحيح
و الله تعالى أعلم و أحكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد- طالب علم]ــــــــ[04 Apr 2006, 10:44 م]ـ
والله إن معنى الآية لأوضح بكثير مما يتفضل به السادة العلماء، ولا تحتاج الآية إلى كل هذه التأويلات .. إنني- كطالب علم- أرى أنهم يعقدون الأمور بدلاً من أن يبسطوها، وأنهم يجعلون أمثالي من الطلبة يتيهون في خضم هذه الأقوال .. أما كفتنا أقوال السلف رحمهم الله، حتى يضيفوا إليها كل هذه الأقوال في معنى الآية!!! فليتهم ترفقوا بنا، وأشفقوا علينا.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل هناك أوضح وأبسط وأصدق من هذا القول الذي يفسر القرآن بالقرآن، ويقوم على الحجة والبرهان:
((ومعنى الآية باختصار: (الله غالب كل مخلوق على أمره). والغالب هو القاهر. ? وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ? (الأنعام:18). والقهر يتطلب الخضوع .. والكل مقهور خاضع لحكم الله جل وعلا، ولسلطانه، مستسلم لقضائه، طوعًا، أو كرهًا، ? وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ?، ? وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً ?؛ لأن له سبحانه:? الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ?،? وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ ?. سبحانه وتعالى!!!))؟؟؟
والغالب كما يقول الراغب الأصفهاني من الغلبة. والغلبة هي القهر. والقهر هو الغلبة. والأمر هو الشأن .. وهو لفظ عام للأفعال والأقوال كلها، وعلى ذلك قوله تعالى: (وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ) .. وقوله تعالى: () إشارة إلى يوم القيامة، فذكره بأعم الألفاظ .. هذا ما يقوله الراغب.
وغالب على وزن اسم الفاعل. واسم الفاعل، إذا كان منوناً نصب المفعول به؛ كقوله تعالى:) وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ) (الكهف: 18). وقوله تعالى: (وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (الصف: 8). أضيف (مُتِمُّ) إلى مفعوله. وفي قراءة: (مُتِمٌّ نُورَهُ) .. و (على) حرف جر يفيد الاستعلاء ... لا خلاف في ذلك بين علماء النحو.
وكذلك قوله تعالى: (غَالِبٌ عّلَى أَمْرِهِ). وحذف مفعوله، تقديره: (خلقه)، أو (عباده). وحذف؛ لأن المراد به العموم، بخلاف: (بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ)، و (مُتِمٌّ نُورَهُ)؛ إذ يراد بذكرهما الخصوص.
فأي كلام أوضح من هذا الكلام؟؟؟ وأي تفسير أصدق من هذا التفسير؟؟؟ وأي حجة أقوى من هذه الحجج؟؟؟ وإن كان السادة العلماء يرون خلاف ذلك، فليبينوا لنا وجه الخطأ، أو النقص في هذا التفسير .. وعندئذ يمكن التسليم بأقوالهم، ورفض هذا القول.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[05 Apr 2006, 01:11 ص]ـ
لا داعي للسخرية من المسلمين والتعالي عليهم بوصف"السادة العلماء" .....
وما خلق الله المنتديات إلا للحوار ..... فمن لا يتسع صدره لحوار إخوته فليسعه بيته ...
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[05 Apr 2006, 01:21 ص]ـ
و معنى الآية باختصار الذي ذكرته أنت أخي خالد هو ما قلنا به و نعتقده حقا و صدقا،
و لكنه حب الاستفاضة في فهم دقائق الألفاظ الكريمة و مدلولاتها،
و إنما الملام لو كنا خالفنا المعنى العام للآية،
و إلا لاكتفى أئمتنا بالاختصار في مصنفاتهم، و لم يتعمقوا في الشرح و العرض،
و لكل مقام مقال،
و أحسب أن هذا الملتقى و أهله أهل للتوسع في تناول مواضع التفسير و مواضيعه،
و قد يكون لك حق فيما قلته لو طرح سؤال فأجيب عنه بغير مقتضى الحاجة و الحال،
فراجع المشاركات إن رغبت، و إلا فدع الاعتراض بغير استدلال.
ـ[خالد- طالب علم]ــــــــ[05 Apr 2006, 02:01 ص]ـ
وإلا فدع الاعتراض بغير استدلال.
الرجاء من الدكتور أبو بكر أن يوضح ماذا يريد بقوله (بغير استدلال). وأحب أن تعلم أنني
لم أعترض عليكم، وحاشاي أن أسخر كما يقول الأستاذ أبو المعز سامحه الله، وهل يسخر الطالب من أستاذه، وما هو إلا خطأ في التعبير .. ولكن أبدي عجبي من كثرة الأقوال، ولطالما هناك قول واحد متفق عليه، كما تقول، فما فائدة الحوار؟؟؟
وأرجو أن تقدروا أن أكثر رواد الملتقى من طلبة العلم الذين يبحثون عن المعلومة الصحيحة.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[05 Apr 2006, 04:30 م]ـ
الاخ ابو المعز في بعض كلامك ما يحتاج لتوضيح. كقولك:" ....... والأشاعرة أنفسهم لا ينكرون أن متعلقين للإرادة قد يكون بينهما تدافع ... فيأمر الله بأمر ويأمر بآخر يغلب الأول .... وهذا مقبول عند اهل الحديث ايضا بصرف النظر عن تأويل الصفات ..... وهذا القدر من الاتفاق يكفينا هنا."
أظن ان الكلام بحاجة للتوضيح.
اخص موضوع تدافع الارادة.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[07 Apr 2006, 04:31 م]ـ
الأخ الكريم د. هشام عزمي
أكرمكم الله، و بارك فيكم و في علمكم
ما تفضلتم بذكره هو من أحسن ما قرأت في تفصيل ألفاظ الآية الكريمة، و يتفق مع المعنى الإجمالي لها.
- و لتسمح لي أخي بالتعقيب على خاتمة كلامك: (لا يغلب على أمره إلا هو): ألا تراه عين ما نفيتموه بقولكم: (وليس الأمر أن هناك نزاعًا أو صراعًا بين الله وأمره انتهى بغلبة الله على الأمر!)؟
* فأرى حذف تلك الخاتمة أوفق؟
و تقبل سلامي و تحيتي
جزاك الله خيرًا يا فضيلة الدكتور أبا بكر على كلماتك الطيبة.
ما قصدته بالضبط أن كون الله غالب على أمره لا يعني أن المغلوب هو الأمر لأنه لو أراد ذلك لقال - والله أعلم -: الله غالب أمره، أما الاسم الذي يلي حرف الجر (على) فهو يشير عادة لموضع نزاع بين غالب ومغلوب كما يقال: غلب المسلمون الروم على مصر والشام .. فالغالب هو المسلمون والمغلوب هو الروم.
فقوله تعالى (والله غالب على أمره) يعني أن أمره عز شأنه بيده وحده لا ينازعه فيه أحد.
وقد استعمل فعل (غلب) للإشارة إلى غالب ومغلوب في فاتحة سورة الروم دون حرف الجر (على)، أما هنا فقد استعمل مع (على) للإشارة إلى أمره تعالى الذي هو بيده وحده وهو المسيطر المهيمن عليه بلا منازع.
وأظن هذا كان واضحًا بينًا للمفسرين الأوائل لهذا لم يستشكل أحدهم هذا التعبير .. والله أعلم.
هذا هو رأيي فإن كان فيه صوابًا فمن الله، وما كان خطأ فمن نفسي ومن الشيطان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[08 Apr 2006, 05:55 م]ـ
الأخ العزيز الدكتور هشام
سلام الله عليكم
ما ذكرته صحيح،
و حقا قولكم: (وأظن هذا كان واضحًا بينًا للمفسرين الأوائل لهذا لم يستشكل أحدهم هذا التعبير .. )،
و محل هذا قوله تعالى: {و الله غالب على أمره}،
و إنما أشكل عليّ قول بعض المفسرين المعتبرين إن معناه: (و الله غالب على أمر نفسه)،
و قد شارك الإخوة في بيان محذوفه، بما يتماشى مع معناه العام المفهوم،
... و قد بان لي فيه وجه أحسبه متماشيا مع المعنى العام للآية كذلك، و مؤيدا لعمومها، وعودة الضمير إلى الله تعالى في قوله جلِ ذكره: {و الله غالب على أمره}، و مبينا كلام أولئك المفسرين: (و الله غالب على أمر نفسه)، و هو:
1 – و الله غالب – لا يغلب – على أمره (على أمر نفسه)
2 – أو: و الله غالب – لا يغلبه أحد – على أمره (على أمر نفسه)
و كلاهما بمعنى واحد،
• و بهذا التقدير - المذكور - للكلام المحذوف يزول الإشكال عن قول المفسرين،
• أو بهذا زال عني،
• و الله تعالى الموفق للصواب(/)
السؤال في التعبير البلاغي في القرآن
ـ[أبو إسحاق]ــــــــ[01 Apr 2006, 01:58 م]ـ
السلام عليكم
لقد ورد السؤال في عدة صيغ منها اسأل, اسألوا, يسألون, ويسألونك.
قبل أن ابدأ بعرض الآيات التي تذكر صيغة السؤال (يسألونك) ارى من الحسن ان اذكر طبيعة السؤال والجواب في النص القرآني ... كما هو معلوم ان السؤال اما ان يكون بجملة فعلية او بجملة اسمية وعليه فإن الجواب يجب ان يكون من جنس السؤال اي انه اما ان يكون بجملة فعلية او جملة اسمية وهذا يسمى في العرف البلاغي التشاكل, الأصل في الجواب أن يكون مطابقاً للسؤال، إذا كان السؤال متوجّهاً، وقد يُعْدَل في الجواب عما يقتضيه السؤال، تنبيهاً على أنّه كان من حقّ السؤال أن يكون كذلك، ويُسَمّيه السكاكي الأسلوب الحكيم. وقد يجيء الجواب أعمَّ من السؤال للحاجة إليه في السؤال وأغفله المتكلم. وقد يجيء أنقص لضرورة الحال. هذا ما قاله الزركشي في كتابه البرهان في علوم القرآن.
لقد ورد لفظ يسألونك 15مرة في القرآن:9 مرات يسألونك, و6 مرات محلاة بالواو (ويسألونك):
1.يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189) /البقرة.
2.ويقول عز وجل:"يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ (215) /البقرة.
3.ويقول سبحانه:". يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) /البقرة.
4.ويقول عزمن قائل:" يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا (219) /البقرة.
5.ويقول ايضًا:". يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (4) المائدة.
6.ويقول جل شأنه:". يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً (187) الاعراف.
7.ويقول الله عز وجل في نفس الآية:"يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ " (187) الاعراف.
8.ويقول الله:". يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ " (1) الانفال.
9.ويقول سبحانه وتعالى:". يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا" (42) /النازعات.
واما الآيات الواردة فيها الواو هي:
1.يقول الله تعالى:". وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (85) /الاسراء.
2.ويقول سبحانه:"وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا (83) /الكهف.
3.ويقول الله عز وجل:". وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) /طه.
(يُتْبَعُ)
(/)
4.ويقول الله عز وجل:" وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219) /البقرة.
5.ويقول الله:" وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) البقرة.
6.ويقول الله يبحانه وتعالى:" فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220).
نلاحظ ان الجواب يأتي بعد لفظة (يسألونك ,ويسألونك) وبفعل (قل) في نفس الآية إلا آية النازعات فإن الحواب أتى متأخرًا في آية لاحقة: " إلى ربك منتهاها ", (أي قل لهم إلى الله إجراؤها والمنتهى موضع بلوغ الشيء فكأنه قيل إلى أمر ربك ومنتهى أمرها بإقامتها لأن منتهى أمرها بذكرها ووصفها والإقرار بها إلى الرسول ومنتهى أمرها بإقامتها إلى الله لا يقدر عليها إلا هو سبحانه, الطبرسي _مجمع البيان في تفسير القرآن_).
واما ورود يسألونك محلاة بالواو فقد ذهب الزركشي بقوله: لأنّ سؤالهم عن الحوادث؛ ففي حالة عدم الوصل بالواو وقع متفرقاً عن الحوادث، والآخر وقع في وقت واحد، فجيء بحرف الجمع دلالة على ذلك.
والصيغة الثانية في السؤال الوارد في القرآن الكريم "لئن سألتهم",والجواب بصيغة "ليقولن",وردت في 7 مواضع في ايآلت القرآن وهي:
1. يقول الله تعالى:" وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ" (65) /التوبة.
2.ويقول عزوجل:" وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ" (63) /العنكبوت.
3.ويقول رب العزة:" وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ" (61) /العنكبوت.
4.ويقول الله تعالى:" وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (25) /لقمان.
5.ويقول ايضًا:" وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ" (38) /الزمر.
6.ويقول الله تعالى:" وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ" (9) /الزخرف.
7.ويقول سبحانه وتعالى:" وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ " (87) /الزخرف.
لقد جرت العرب على عادتها في اتمام الجواب اذا قصدوا ذلك ,ويكون تمام الجواب باثبات الفعل فيه كما هو حاصل في الآيات السابق ذكرهن.
ان سياق آية التوبة يدل على ان جواب المنافقين استبراء من النفاق ومن الملاحظ ان صيغة الشرط مستقبلة فالآية نزلت فيما هو أعمّ، ممّا يسألون عنه في المستقبل، إخباراً بما سيجيبون، فهم يسألون عمّا يتحدّثون في مجالسهم ونواديهم، التي ذكرها الله تعالى في قوله:" وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون ", [البقرة: 14] لأنّهم كانوا كثيري الإنفراد عن مجالس المسلمين. وحذف متعلّق السؤال لظهوره من قرينة قوله: {إنما كنا نخوض ونلعب}. والتقدير: ولئن سألتهم عن حديثهم في خلواتهم، أعلم الله رسوله بذلك وفيه شيء من دلائل النبوءة. ويجوز أن تكون الآية قد نزلت قبل أن يسألهم الرسول، وأنّه لمَّا سألهم بعدها أجابوا بما أخبرت به الآية.
واما آية 63 من سورة العنكبوت, فان معرض الحديث عن انزال المطر وإحياء الارض من بعد موتها, فقد كان المشركون لا يدَّعُون أن الأصنام تُنزل المطر كما صرحت به الآية فقامت الحجة عليهم ولم ينكروها وهي تقرع أسماعهم, ولما كان سياق الكلام هنا في مساق التقرير كان المقام مقتضياً للتأكيد بزيادة {من} في قوله {من بعد موتها} إلجاء لهم إلى الإقرار بأن فاعل ذلك هو الله دون أصنامهم.
واما الآيات التالية فهي متعلقة في خلق السموات والارض, فإن سألهم سائل عمن خلق السماوات والأرض يعترفوا بأن الله هو خالق ذلك ولا يثبتون لأصنامهم شيئاً من الخلق فكيف يلتقي هذا مع ادعائهم الإِلهية لأصنامهم.
ثم يعقب في بعض الآيات بآية:"قُلِ الْحَمْدُ لِلهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ",وذلك لما اتضحت الحجة على المشركين بأن الله منفرد بالخلق والرزق والإحياء والإماتة، ولزم من ذلك أن ليس لأصنامهم شرك في هذه الأفعال التي هي أصول نظام ما على الأرض من الموجودات فكان ذلك موجباً لإِبطال شركهم بما لا يستطيعون إِنكاره ولا تأويله بعد أن قرعت أسماعهم دلائله وهم واجمون لا يبدون تكذيباً فلزم من ذلك صدقُ الرسول عليه الصلاة والسلام فيما دعاهم إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو إسحاق]ــــــــ[02 Apr 2006, 12:22 ص]ـ
والصيغة الثالثة في السؤال هي (يسأل ويسألون) ,وقد وردت في القرآن الكريم في موضعين اثنين ,الاول في سورة الذاريات آية 12,حيث يقول الله تعالى:" يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ ",واما الموضع الثاني في سورة القيامة آية6,وحيث يقول الله سبحانه وتعالى:" يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ",وكما هو بيّن ان السؤال كان عن زمن حصول يوم القيامة مستعملاً لفظة أيان ,و {أيان} اسم استفهام عن الزمان البعيد لأن أصلها: أن آن كذا، ولذلك جاء في بعض لغات العرب مضموم النون وإنما فتحوا النون في اللغة الفصحى لأنهم جعلوا الكلمة كلها ظرفاً فصارت {أيان} بمعنى (متَى).
ومن سياق الآيات السابقة واللاحقة لهذه الآيات من نفس السور نستشف مغزى سؤال هؤلاء وهو تهكمي واستهزائي لاعتقادهم استحالَة وقوعه.
ومن بلاغة القرآن في ايراد الجواب على نسق السؤال في التهكم والاستهزاء فقد جاء في جواب السؤال في آية الذاريات في جملة {يوم هم على النار يفتنون} جريًا على الأسلوب الحكيم من تلقي السائل بغير ما يتوقع ,فتُلقِّي كلامُهم بغير مرادهم لأن في الجواب ما يشفي وقع تهكمهم.
واما في آية القيامة فقد عُدل عن أن يجابوا بتعيين وقت ليوم القيامة إلى أن يهدَّدوا بأهواله، لأنهم لم يَكونوا جادِّين في سؤالهم فكان من مقتضى حالهم أن يُنذروا بما يقع من الأهوال عند حلول هذا اليوم مع تضمين تحقيق وقوعه فإن كلام القرآن إرشاد وهدْي ما يترك فُرصَة للهدي والإِرشاد إلاّ انتهزها، وهذا تهديد في ابتدائه جاء في صورة التعيين لوقت يوم القيامة إيهاماً بالجواب عن سؤالهم كأنه حملٌ لكلامهم على خلاف الاستهزاء على طريقة الأسلوب الحكيم. وفيه تعريض بالتوبيخ على أن فرطوا في التوقي من ذلك اليوم واشتغلوا بالسؤال عن وقته. وقريب منه ما روي أن رجلاً من المسلمين سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم «متى الساعة؟ فقال له: مَاذا أعددت لها».فإن هذه الأحوال المذكورة في الآية مما يقع عند حلول الساعة وقيام القيامة فكان ذلك شيئاً من تعيين وقته بتعيين أشراطه.
فكان قول الله عزوجل:" فإذا برق البصر *وخسف القمر *وجمع الشمس والقمر *يقول الإنسان يومئذ أين المفر * كلا لا وزر*إلى ربك يومئذ المستقر * مكان الجوابَ.
وصيغة السؤال بلفظ يسأل وردت في سورة الاحزاب " يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا" (63) ,ففي هذه الآية فإن السؤال آت من الناس جميعًا, وهم اي الناس ثلاثة اصناف:
الصنف الاول: المكذبون بها وهم أكثر السائلين وسؤالهم تهكم واستدلال بإبطائها على عدم وجودها في أنظارهم السقيمة, وهؤلاء هم الذين كثر في القرآن إسناد السؤال إليهم معبَّراً عنهم بضمير الغيبة كقوله::" يسألونك عن الساعة ".والصنف الثاني: المؤمنون المصدقون بأنها واقعة لكنهم يسألون عن أحوالها وأهوالها، وهؤلاء هم الذين في قوله تعالى: " والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ".
والصنف الثالث: المؤمنون يسألون عنها محبة لمعرفة المغيبات، وهؤلاء نُهُوا عن الاشتغال بذلك كما في الحديث: " أن رجلاً سأل رسول الله: متى الساعة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ماذا أعددتَ لها؟ فقال الرجل: والله يا رسول الله ما أعددتُ لها كبير صلاة ولا صوم سوى أنِّي أُحب الله ورسوله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت مع من أحببت ".
ـ[أبو إسحاق]ــــــــ[06 Apr 2006, 11:31 م]ـ
السلام عليكم
هذه هي صيغ السؤال التي وردت في القرآن وتحمل الجواب, وهناك صيغ آخرى ولكن الجواب فيها محذوف مقدر مثل قوله تعالى:"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ",186/البقرة, يقول الزركشي: (حذفت-قل- للإشارة إلى أن العبْد في حالة الدعاء مُسْتَغْنٍ عن الواسطة، وهو دليل على أنّه أشرف المقامات، فإن الله سبحانه لم يجعل بينه وبين الداعي واسطة، وفي غير حالة الدعاء تجيء الواسطة.) ,فهذاه نكتة في غاية البلاغة ولطيفة في منتهى الدقة.
كما وان القرآن استعمل صيغ آخرى في السؤال وتحمل الجواب كما في قوله تعالى:"وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ ",116/المائدة.
او كما في قوله عز وجل:"أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَـ?ذَا بِآلِهَتِنَا ي?إِبْرَاهِيمُ * قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـ?ذَا "الأنبياء/ 62 - 63.(/)
لطيفة--صاحب المحرر الوجيز يتعقب الجرجاني
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 Apr 2006, 07:32 م]ـ
السلام عليكم
قال ابن عطية في تفسيره للآيتين 1&2 ({ال?م?} * {?للَّهُ لا? إِلَـ?هَ إِلاَّ هُوَ ?لْحَيُّ ?لْقَيُّومُ} * {نَزَّلَ عَلَيْكَ ?لْكِتَابَ بِ?لْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ ?لتَّوْرَاةَ وَ?لإِنْجِيلَ} * من سورة آل عمران
(وذهب الجرجاني في النظم إلى أن أحسن الأقوال هنا أن يكون {الم} إشارة إلى حروف المعجم كأنه يقول: هذه الحروف كتابك أو نحو هذا، ويدل قوله {الله لا إله إلا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب} على ما ترك ذكره مما هو خبر عن الحروف قال: وذلك في نظمه مثل قوله تعالى:
{أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه}
[الزمر: 21] وترك الجواب لدلالة قوله:
{فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله}
[الزمر: 21] تقديره: كمن قسا قلبه. ومنه قول الشاعر: [الطويل]
فَلاَ تَدْفِنُوني إنَّ دَفْنِي مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ، ولكنْ خامري أمَّ عامِرِ
قال: تقديره ولكن اتركوني للتي يقال لها خامري أم عامر.
قال القاضي رحمه الله: يحسن في هذا القول أن يكون {نزل} خبر قوله {الله} حتى يرتبط الكلام إلى هذا المعنى. وهذا الذي ذكره القاضي الجرجاني فيه نظر لأن مثله ليست صحيحة الشبه بالمعنى الذي نحا إليه وما قاله في الآية محتمل ولكن الأبرع في نظم الآية أن يكون {الم} لا يضم ما بعدها إلى نفسها في المعنى وأن يكون {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} كلاماً مبتدأ جزماً جملة رادة على نصارى نجران الذين وفدوا على رسول الله عليه السلام فحاجوه في عيسى ابن مريم وقالوا: إنه الله)
ورأي ابن عطية قوي جدا فظاهر أنّ الآية (?للَّهُ لا? إِلَـ?هَ إِلاَّ هُوَ ?لْحَيُّ ?لْقَيُّومُ} كلام مبتدأ خبره (نَزَّلَ عَلَيْكَ ?لْكِتَابَ بِ?لْحَقِّ)
لله درّهما من فذّين عملاقين
ـ[الكشاف]ــــــــ[03 Apr 2006, 02:15 م]ـ
من هو الجرجاني؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 Apr 2006, 07:04 م]ـ
السلام عليكم
الجرجاني هنا هو "عبد القاهر الجرجاني " صاحب كتاب دلائل الإعجاز--وواضع نظرية النظم
وهناك آخر يدعى " الشريف الجرجاني" صاحب كتاب التعريفات
ويظهر أنّ الموقع الموسوعي الورّاق لا يفرق بينهما
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Apr 2006, 11:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجرجاني هنا هو أبو علي الجرجاني، وليس عبدالقاهر الجرجاني، والنقل من كتابه (نظم القرآن).
وكتاب (نظم القرآن) كتابٌ مفقودٌ اليوم فيما ذكر الباحثون، وقد صنف مكي بن أبي طالب القيسي المتوفى سنة 437هـ كتاب (انتخاب نظم القرآن للجرجاني وإصلاح غلطه) وهو مفقود كذلك كما ذكر الدكتور أحمد حسن فرحات في كتابه (مكي بن أبي طالب وتفسير القرآن) ص 133، وذكر الزركشي في البرهان في علوم القرآن 2/ 92 كتاب مكي ونقل منه مقاطع متفرقة.
وكتاب (نظم القرآن) هذا ليس لعبدالقاهر الجرجاني المتوفى سنة 471هـ، وإنما هو لأبي علي الجرجاني، المتوفى في القرن الرابع الهجري تقريباً.
وأبو علي الجرجاني مختلف فيه ولعل الأقرب أنه: الحسن بن يحيى بن نصر الجرجاني، إمام من أهل السنة، له عدة تصانيف منها (نظم القرآن) في مجلدين روى عن العباس بن يحيى العقيلي وروى عنه أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الطوسي. كما في تاريخ جرجان للسهمي ص187، والأنساب للسمعاني 2/ 80، واللباب 1/ 289 والمشتبه للذهبي 1/ 247.
قال الدكتور جودة محمد في كتابه (الواحدي ومنهجه في التفسير) ص141: (شخصية الجرجاني مكتنفة بالغموض والإبهام، والراجح عندي أنه الحسن بن علي الطوسي أبوعلي الجرجاني، وجاء عند الواحدي في البسيط 2/ 486 تحقيق الدكتور محمد الفوزان ــ الحسن بن محمد بن نصر الجرجاني. وقال الدكتور محمد الفوزان في مقدمة البسيط 1/ 96: (هو وهم أو تصحيف من النساخ والأقرب أن الجرجاني: الحسن بن يحيى ولعل هذا هو الأقرب لأن الثعلبي في تفسيره 1/ 8/أ روى كتاب نظم القرآن من طريق أبي النضر محمد بن محمد بن يوسف الطوسي عن أبي علي الحسن بن يحيى بن نصر الجرجاني وكذلك ابن القيم في كتاب الروح ص 168 نقل عن نظم القرآن للحسن بن يحيى الجرجاني.
وقد نقل عن كتاب نظم القرآن هذا الواحديُّ في كتابه في التفسير (البسيط)، وخاصة عند الحديث عن نظم الآيات، كما نقل عنه في التفسير والنحو واللغة، ويعزو إليه بقوله قال صاحب النظم.
وأما الجرجاني صاحب كتاب التعريفات فهو علي بن محمد الشريف الجرجاني الحسيني الحنفي المتوفى سنة 816هـ.
ولعل أخي جمال الشرباتي ذهب إلى أنه عبدالقاهر الجرجاني لقول ابن عطية: (صاحب النظم) فظن أن المقصود نظرية النظم.
ـ[الغني بالله]ــــــــ[04 Apr 2006, 10:50 ص]ـ
شكر الله لك ياشيخ عبدالرحمن هذا التنبيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 Apr 2006, 09:21 م]ـ
شكر الله لك ياشيخ عبدالرحمن هذا التنبيه.
وأكرر شكري للدكتور عبد الرحمن الفاضل الكريم
ـ[الكشاف]ــــــــ[08 Apr 2006, 07:22 م]ـ
وأنا كذلك أشكر الدكتور عبدالرحمن على هذا الجواب الصحيح، وهو كما تفضلت بارك الله فيك.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[28 Oct 2007, 02:06 م]ـ
ورأي ابن عطية قوي جدا فظاهر أنّ الآية (?للَّهُ لا? إِلَـ?هَ إِلاَّ هُوَ ?لْحَيُّ ?لْقَيُّومُ} كلام مبتدأ خبره (نَزَّلَ عَلَيْكَ ?لْكِتَابَ بِ?لْحَقِّ)
لكن هل ابن عطية ـ رحمه الله تعالى ـ يرجح هنا القول بأن لا إله إلا هو خبر اسم الجلالة، أم خبره نزّل عليك الكتاب بالحق؟؟(/)
سؤال: مالحكمة من عدم ذكرآمنوا قبل كلمة معه في قوله: (محمد رسول الله والذين معه)؟
ـ[سامي العتيبي]ــــــــ[03 Apr 2006, 07:11 م]ـ
قال تعالى: {محمد رسول الله والذين معه ,,,,} سورة الفتح آية 29.
مالحكمة بعدم ذكر لفظة ءامنوا قبل كلمة معه.
أرجو الإجابة مع ذكر المراجع
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 Apr 2006, 07:31 م]ـ
السلام عليكم
وجدت كلاما نفيسا في تفسير ابن عاشور أظنّك رأيته
قال (وقوله: {والذين معه} يجوز أن يكون مبتدأ و {أشداء} خبراً عنه وما بعده إخبار. والمقصود الثناء على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومعنى {معه}: المصاحَبة الكاملة بالطاعة والتأييد كقوله تعالى: {وقال الله إني معكم}. والمراد: أصحابه كلهم لا خصوص أهل الحديبية.)
ويظهر لي من كلامه أنّ قوله "ومعنى {معه}: المصاحَبة الكاملة بالطاعة والتأييد " يغني عن ذكر الآيمان --أي يغني عن ذكر "والذين آمنوا معه"---لأنّ المعية بحسب رأيه تعني التأييد والطاعة الكاملة وهذا بحد ذاته يشمل كونهم آمنوا
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[04 Apr 2006, 01:24 ص]ـ
كلام جميل اخي
لعلي اعود وفي جعبتي ما يفيد
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[04 Apr 2006, 01:34 ص]ـ
ما ذكره الأخ عدنان كاف شاف جزاه الله خيراً، وإذا قرأت قوله بعد ذلك {أشداء على الكفار ... تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضوانا ... } أفادك أنهم قد اتصفوا بالإيمان والإخلاص وكثرة التعبد لله.فرضي الله عنهم أجمعين وحشرني وإياك معهم يوم الدين فحبهم إيمان وبغضهم نفاق.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[04 Apr 2006, 03:32 ص]ـ
قال تعالى: {محمد رسول الله والذين معه ,,,,} سورة الفتح آية 29.
مالحكمة بعدم ذكر لفظة ءامنوا قبل كلمة معه.
أرجو الإجابة مع ذكر المراجع
لو جاءت صلة الموصول مشتملة على وصف الايمان قبل وصف المعية لتبادر إلى الذهن بمقتضى دلالة مفهوم الوصف وجود غير المؤمنين مع النبي صلى الله عليه وسلم ...
فالآية بتركيبها القرآني تقطع الطريق على الأطروحة الرافضية ... الذين نصروا فكرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان محاطا بجمهور من المنافقين ......
فإن قلت ولكن ثبت وجود بعض المنافقين معه قلنا نعم لكن الاصل هو التزكية العامة
التي أفادتها عبارة الذين معه وظاهر اللام أنها للاستغراق وقد تكفلت بعد ذلك القيود الوصفية من إقصاء المنافقين وتطهير المعية النبوية من الشوائب على النحو التالي:
أشداء على الكفار: تصف المؤمنين بالجهاد وليس كذلك عبد الله بن أبي الذي تأخر بثلث الجيش في يوم أحد. وليس كذلك من وصفهم القرآن: {لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ} (57) سورة التوبة.
رحماء بينهم: يقصي أهل النفاق الذين يتربصون بالمؤمنين ويتصيدون كل مناسبة للسخرية منهم كما وصفهم الله تعالى:
إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها
تراهم ركعا سجدا: هذا وصف يقصي المنافقين الذين من أخلاقهم ترك الصلوات خاصة صلاتي الفجر والعشاء.كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم:
في صحيح البخاري:
حدثنا عمر بن حفص قال حدثنا الأعمش قال حدثني أبو صالح عن أبي هريرة قال
: قال النبي صلى الله عليه وسلم (ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ولقد هممت أن آمر المؤذن فيقيم ثم آمر رجلا يؤم الناس ثم آخذ شعلا من نار فأحرق على من لا يخرج إلى الصلاة بعد)
فالآيات قاطعة في تزكية الصحابة .....
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (29) سورة الفتح
وحمل الشيعة "من"على التبعيض لا يقبله الحس البلاغي بعد استقرار العموم والإطناب في تعداد الشمائل والفضائل ...... وأهل السنة أسعد بالبلاغة والأخلاق والمعتقد عندما حملوها على البيان ....
ـ[خالد- طالب علم]ــــــــ[04 Apr 2006, 10:47 م]ـ
بارك الله فيكم تعليل موفق وشرح واف كاف.(/)
كلفت بموضوع حول: علاقة أسباب النزول بعلم التاريخ فهل من مفيد في الموضوع جزاكم الله؟
ـ[يوسف حميتو]ــــــــ[03 Apr 2006, 11:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
إخوتي الكرام:
في جدل دار بيني وبين بعض المتفيقهين حول أسباب النزول وأهميتها في فهم النص القرءاني، وعلاقتها بالسيرة النبوية، ودورها في كتابة تاريخ الإسلام، وقد وصل بيني وبينه الأمر إلى درجة التحدي بدعوى أن المدعي يلزمه الدليل والحجة، وأنا في زعمه مدع، وقد بدأت في البحث في الموضوع لكن ما وصلت إليه لم يشف غليلي بعد، فهل من معين ومفيد؟، لعله يكتب له من الأجر نصيب إن شاء الله.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[04 Apr 2006, 10:50 ص]ـ
أخي الكريم
مرادك غير واضح، هل تريد أن تثبت علاقتها بالتاريخ، أو تريد أن تثبت أنها من الأمور التي يُبنى عليها التفسير، ولا يمكن أن تنفك عنه؟
ـ[يوسف حميتو]ــــــــ[04 Apr 2006, 11:12 ص]ـ
أخي مساعد:
حبذا لو أنال الحسنيين معا، أكرمك الله.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 Apr 2006, 09:19 م]ـ
السلام عليكم
أسباب النزول جزء من التاريخ الإسلامي---والتاريخ الإسلامي المعتبر هو التاريخ الذي جاءنا بطريق الرواية المسندة كروايات السيرة النبوية---ويجب أن تحاكم الروايات التاريخية بتفس طريقة محاكمة أهل الحديث للسنة النبوية
ـ[الكشاف]ــــــــ[09 Apr 2006, 09:02 ص]ـ
دراسة أسباب النزول يلزم منها معرفة تأريخ هذا السبب الذي نزلت فيه الآيات، وإذا تتبعت حوادث النزول ورتبتها استفدت منها في علم التاريخ من هذا الجانب، ولكن في إضفاء هذه الأهمية البالغة لأسباب النزول من هذه الجهة نوعٌ من المبالغة، والإسراف في أي أمر من الأمور مدعاة إلى الخروج عن حد الموضوعية. نعم أسباب النزول لها فائدة ظاهرة في الاستدلال التاريخي لكن في حدود الصحيح منها الذي عرف تاريخه.
والذي أعرفه من الدراسات التأريخية للعصر الإسلامي أنها لا تغفل ذلك، وإن كانت لا تركزعليه بالشكل الذي أراده الأخ حميتو كما يظهر لي.
ولعل في ما كتبه الدكتور خالد المزيني في أسباب النزول تناول للموضوع من بعض جوانبه وإن لم يركزعليه.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[03 Jun 2006, 06:50 م]ـ
السيرة النبوية لابن هشام بتحقيق مصطفى السقّا وعبدالحفيظ شلبي وإبراهيم الأبياري مصدر عظيم من مصادر أسباب النزول لا يسوغ إهماله ولا تجاهله أو إغفاله. ذلكم أن ابن هشام قد اعتاد- نعم العادة -أن يذكر ما نزل من القرآن في أحداث السيرة التي يذكرها،
ومن مصادر أسباب النزول كتاب تاريخ الطبري أيضاً. أما التفاسير فلا يغفل عنها.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[04 Jun 2006, 12:29 ص]ـ
لعل المقصود أخي يوسف بعلاقة أسباب النزول بالتاريخ ما يردده العلمانيون من دعوى تاريخية القرآن الكريم ومستندهم في ذلك على علوم القرآن عموماً: المكي والمدني والناسخ والمنسوخ وما نزل على ألسنة الناس، وأيضاً: أسباب النزول ...
فهم يعتبرون القرآن الكريم نصاً تاريخياً لأنه نزل استجابة لمواقف معينة أو حوادث أو وقائع وغير ذلك ...
فأسباب النزول هي إحدى القضايا التي يتعلق بها العلمانيون للقول بتاريخية القرآن الكريم أي: عدم صلاحه لكل العصور وإنما يقتصر به على عصر النزول فقط.
وقد ناقشت هذه المسألة مع العلمانيين في رسالتي
وهناك دراسات في ذلك أعني تعلق العلمانيين بأسباب النزول:
منها: أسباب النزول بين الفكر الإسلامي والخطاب العلماني للدكتور محمد سالم محمد.
وقد استقرأ الدكتور محمد عمارة الآيات التي لها أسباب نزول في القرآن الكريم عند كل من الواحدي والسيوطي فوجد أن نسبة اللآيات التي لها أسباب نزول عند الواحدي لا تزيد على 7 بالمائة من مجموع آيات القرآن الكريم أما عند السيوطي وهو يعتبر من المكثرين فالنسبة لا تزيد على 14 بالمائة ...
هذا فضلاً عن أن كثيراً من أسباب النزول هي في الحقيقة مناسبات نزول وأن قول الصحابي في كثير من الأحيان نزلت الآية في كذا يعني أن الآية تتحدث عن الموضوع لا أنها سبباً لنزولها.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[04 Jun 2006, 12:14 م]ـ
أشكر أخي الدكتور احمد على هذا التنبيه، وأضيف فأقول:
إن علاقة أسباب النزول بالتاريخ لا تخفى ولا تُنكر، فأسباب النزول حوادث تاريخية، لكن لا يعني هذا انتهاء الحدث والحكم الذي خرج بسببها، وعلى هذا سار علماء الإسلام في أسباب النزول، واعتمدوا أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وهذا لا يخفى على دارس في الشريعة الإسلامية.
وهؤلاء العلمانيون لا يصدرون عن بحث وتحقيق علمي رصين، فالنتيجة مسبقة قبل البحث، لذا يعمدون إلى التهويل في طرح القضية التي يطرحونها حتى يكاد القارئ الذي لا علم عنده يتلقف هذا الكلام على أنه حق لا مرية فيه، والأمر ليس كذلك.
ولقد أحسن من بين نسبة الآيات التي اعتمدت على سبب إلى نسبة الآيات التي لم تنزل على سبب، فنتيجة هذه النسبة تدحض هذا الزعم.
ومما يحسن في مثل هذا الحال أن لا يجرنا قول العلمانيين إلى كثرة النقد في أسباب النزول بلا علم، فمرجع معرفة السبب إنما هم علماء التفسير والحديث العارفون بالآثار، وأهل التخصص هم الحكم في هذه الأمور التخصصية، كما أن أهل الطب هم الأعلم بالأمور الطبية.
ولست أعني أن لا يجتهد مجتهد في دراسة أسباب النزول، أو أن أُحجِّر على باحث في هذا الأمر، لكن المراد أن لا يُغفل قول أهل الاختصاص، وتُترك الاستفادة منهم.
وإنَّ مما يحسن علمه في أسباب النزول: أن عبارات النزول من أشدِّ مسائل علوم القرآن إشكالاً، إذ لا يلزم أن تدل صيغ النزول الصريحة (فنزلت، فأنزل الله) على السببية مطلقًا، فضلاً عن صيغة (نزلت في كذا، نزلت في فلان)، وهذه الصيغ إنما هي قرائن قوية في إرادة السببية، ثم يُبحث في قضايا أخرى تتعلق بالآية كسياقها ووقت نزولها وغير ذلك لأجل ثبوت السببية.
فائدة: لقد توسع الكلبي ومقاتل بن سليمان في ذكر نسب من ذُكروا في أسباب النزول أو من أبهموا في القرآن، وذلك لعلمها بالأنساب، فزادوا في ذكر هذه الفائدة، وإن كانت خارج حد أسباب النزول.(/)
دعوة لحضور اجتماع الجمعية العمومية للجمعية العلمية للقرآن الكريم وعلومه (7/ 3/1427هـ)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Apr 2006, 12:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
منذ ثلاث سنوات مضت (عام 1424هـ) تأسست الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه، تحت مظلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض. وقد تحققت خلال هذه السنوات الثلاث العديد من الإنجازات العلمية لهذه الجمعية المباركة التي تعنى بكتاب الله وعلومه المختلفة.
ويوم الأربعاء القادم 7/ 3/1427هـ تعقد الجمعية العمومية للجمعية اجتماعها الدوري لترشيح مجلس إدارة جديد للجمعية من قبل أعضاء الجمعية العاملين.
وسوف يلقي فضيلة الشيخ إبراهيم الأخضر القيم - إمام وخطيب المسجد النبوي - محاضرةً بعنوان:
التضمين في تفسير القرآن الكريم
بعد صلاة المغرب مباشرة في القاعة الكبرى بكلية أصول الدين بالرياض، ثم يتم ترشيح أعضاء مجلس الإدارة بعد صلاة العشاء إن شاء الله.
نسأل الله لهذه الجمعية التوفيق والنجاح، وأن نرى منها في الدورة القادمة مزيداً من النجاحات والإنجازات التي تصب في خدمة الدراسات القرآنية، وخدمة المتخصصين والمهتمين بالدراسات القرآنية، وشكر الله لأصحاب الفضيلة أعضاء مجلس الإدارة ما قدموه لهذه الجمعية في دورتها الأولى.
موضوعات ذات صلة:
- ندوة عن (اجازات القراء) بالجمعية العلمية للقرآن الكريم وعلومه بالرياض .. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1177). وهذا ملخص توصيات تلك الندوة هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1214) .
- من الكتب التي ساعدت الجمعية على طبعها كتاب: (مشكل القرآن الكريم) للشيخ عبدالله بن حمد المنصور وفقه الله ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3531)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Apr 2006, 01:36 ص]ـ
بفضل الله وتوفيقه عقد أعضاء الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه اجتماعهم الدوري مساء اليوم الأربعاء 7/ 3/1427هـ بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، بعد صلاة المغرب.
وقد ألقيت محاضرة قيمة عن التضمين في القرآن الكريم، ألقاها الشيخ إبراهيم الأخضر القيم شيخ القراء بالمدينة النبوية، وقدَّمَ لَهُ الدكتور عبدالله بن مقبل القرني الأستاذ المساعد بجامعة أم القرى.
وقد كانت محاضرةً موجزةً قيِّمةً حولَ الموضوع، فُتحَ المَجالُ بعدها لمداخلات الحضور حول موضوع التضمين في القرآن الكريم.
وقد حضر أعضاء الجمعية جميعاً، وحضر عدد من أصحاب الفضيلة العلماء كالشيخ عبدالله بن عقيل حفظه الله تلميذ الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي، وحضر الأستاذ الدكتور علي بن سليمان العبيد وكيل الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين لشؤون المسجد النبوي، وعدد من العلماء والباحثين من الجامعات السعودية في أنحاء المملكة.
وقد أُعيدَ انتخابُ مَجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم للمرة الثانية، ورُشِّح تسعةُ أعضاءٍ من أعضاء الجمعية لمِجلس الإدارة، نسأل الله لهم العونَ والتوفيق في مهمتهم الجديدة في هذه الجمعية العلمية المباركة، وقد أُعلنت أَسماءُ أعضاءِ مجلس الإدارة على الجميع مباشرة، وطلبت اللجنة المنظمة للانتخابات من الأعضاء المرشحين أن يتفضلوا بالجلوس على مقاعد أمام الجميع أعدت لهذا، وأن يقوموا بانتخاب رئيس مجلس إدارة الجمعية ونائبه وأمين مجلس إدارة الجمعية وأمين الشؤون المالية للجمعية، بطريقة علنية أمام الجميع أيضاً.
وقد كانت هذه الانتخابات نزيهةً فوريةً، نظَّمها وأَشرف عليها الدكتورُ الكريم خالد بن عبدالكريم اللاحم جزاه الله خيراً، عضو هيئة التدريس بقسم القرآن بكلية أصول الدين بالرياض. وأعدُّ هذه النزاهة في الاختيار مثالاً يحتذى من قبل الجمعيات الأخرى لما فيه من الشفافية والحرص على مصلحة الجمعية بالدرجة الأولى، وأسجل شكري وتقديري الخاص للأستاذ الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية السابق الذي كان حريصاً على إنجاح هذه الانتخابات، وسعادته وإنصافه بالنتيجة الجديدة وفقه الله وبارك فيه على جهده المشكور دوماً في الكلية والقسم والجمعية، وهذا ما عهدناه دوماً من أبي سعيد أسعده الله بطاعته في الدارين.
ويتكون مجلس إدارة الجمعية من تسعة أعضاء، يمكنك الاطلاع على أسمائهم وتهنئتهم في مشاركة مستقلة بعنوان:
تَهنئةُ أعضاء مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=20820)(/)
حديث واحد يرد على من يستدل بآية (واستغفر لهم الرسول) على طلب الدعاء من النبي بعد موته
ـ[ابواحمد]ــــــــ[04 Apr 2006, 01:34 ص]ـ
صحيح البخاري ج 5 ص 2145
[5342] حدثنا يحيى بن يحيى أبو زكريا أخبرنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد قال سمعت القاسم بن محمد قال قالت عائشة وارأساه فقال رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك فقالت عائشة واثكلياه والله إني لأظنك تحب موتي ... الحديث
قلت: فلو كان الرسول عليه الصلاة والسلام يستغفر ويدعو بعد موته لأحد لما كان لقوله (وأنا حي) فائدة
فتنبه
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[04 Apr 2006, 10:29 ص]ـ
الذين يتوسلون برسول الله صلى الله عليه و سلم بعد وفاته الشريفة إنما يتوسلون بمنزلته عند ربه عزَ و جلَ - الثابتة له حال حياته في قوله تعالى: {و لو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله و استغفر لهم الرسول} - و تلك المنزلة الشريفة قائمة و دائمة حال حياته و حال موته، صلى الله عليه و سلم،
... و منها التوسل بآثاره الشريفة بعد موته، توصلا للشفاء من الأدواء،
و من أدلة ذلك: الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام البخاري في " صحيحه ":
(ح 5446 - حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ قَالَ أَرْسَلَنِي أَهْلِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ - وَقَبَضَ إِسْرَائِيلُ ثَلَاثَ أَصَابِعَ مِنْ قُصَّةٍ فِيهِ شَعَرٌ مِنْ شَعَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ إِذَا أَصَابَ الْإِنْسَانَ عَيْنٌ أَوْ شَيْءٌ بَعَثَ إِلَيْهَا مِخْضَبَهُ،
فَاطَّلَعْتُ فِي الْجُلْجُلِ فَرَأَيْتُ شَعَرَاتٍ حُمْرًا).
- فكان الصحابة رضوان الله عليهم يستشفون بآثاره الشريفة بعد موته صلى الله عليه و سلم، و هذا الفعل حجة على المنكر لجوازه، و يفيد استحبابه.
* و أما الحديث الذي استدل به المخالف فلا ينفي هذا و لا يتعارض معه، إذ معناه: " ما ضرك لو مت [أي عائشة رضي الله عنها] قبلي [صلى الله عليه و سلم] فكفنتك ثم صليت عليك و دفنتك "، و هو لفظ الحديث وقع مصرحا به في رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة. (فتح الباري، كتاب المرضى)
- و مسألة التوسل سبق تناولها في الملتقى باستفاضة، و هي مسألة خلافية منذ أثارها ابن تيمية،
و لم ينكرها أحد قبله،
فلا داع إلى بعث الخلاف فيها من جديد
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=4031&highlight=%E6+%E1%E6+%C3%E4%E5%E3+%C5%D0+%D9%E1%E3 %E6%C7+%C3%E4%DD%D3%E5%E3
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 Apr 2006, 09:33 م]ـ
... و منها التوسل بآثاره الشريفة بعد موته
هذا جهل بالغ من الصيدلي أبو بكر. وقد سبقه في ذلك البوطي فرد عليه الشيخ الألباني في كتابه "الدفاع عن الحديث والرد على جهالات البوطي". وبين كيف خلط البوطي بين التبرك وبين التوسل، وهما مسألتان في غاية الاختلاف.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[08 Apr 2006, 11:21 م]ـ
ينبغي أن تأدب في الحوار.
التبرك بآثاره صلى الله عليه وسلم مشروع، ولكن لم يبق منها شيئ ألبته في هذا الزمن، وأما التوسل بمنزلته فغير مشروع ولو كان مشروعاً لسبقنا إليه صحابته الكرام رضي الله عنهم، وحديث عائشة المتقدم يدل عليه بالمفهوم؛ لأنه لم يقل لها توسلي بمنزلتي عند الله بعد موتي، والمسألة مبسوطة في غير هذا الموضع، انظر على سبيل المثال: الدعاء ومنزلته من العقيدة الإسلامية، رسالة ماجستير في جزأين لجيلان بن خضر العروسي
الناشر: مكتبة الرشد / الرياض.
اللهم أرنا الحق حقا .... وارزقنا اتباعه
وارنا الباطل باطلا ..... وارزقنا اجتنابه(/)
فائدة في قوله تعالى (وماأكرهتنا عليه من السحر)
ـ[الغني بالله]ــــــــ[04 Apr 2006, 12:18 م]ـ
وقولهم {وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ} الذي عارضنا به الحق هذا دليل على أنهم غير مختارين في عملهم المتقدم وإنما أكرههم فرعون إكراها
والظاهر -والله أعلم- أن موسى لما وعظهم كما تقدم في قوله {وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ} أثر معهم ووقع منهم موقعا كبيرا ولهذا تنازعوا بعد هذا الكلام والموعظة ثم إن فرعون ألزمهم ذلك وأكرههم على المكر الذي أجروه ولهذا تكلموا بكلامه السابق قبل إتيانهم حيث قالوا {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا} فجروا على ما سنه لهم وأكرههم عليه ولعل هذه النكتة التي قامت بقلوبهم من كراهتهم لمعارضة الحق بالباطل وفعلهم ما فعلوا على وجه الإغماض هي التي أثرت معهم ورحمهم الله بسببها ووفقهم للإيمان والتوبة. تفسير السعدي
أضواء البيان - (ج 4 / ص 137)
. وفي آية «طه» هذه سؤال معروف، وهو أن يقال: قولهم {وَمَآ أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السحر} يدل على أنه أكرههم عليه، مع أنه دلت آيات أخر على أنهم فعلوه طائعين غير مكرهين، كقوله في «طه»: {فتنازعوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّواْ النجوى قالوا إِنْ هذان لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُمْ مِّنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ المثلى فَأَجْمِعُواْ كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائتوا صَفّاً وَقَدْ أَفْلَحَ اليوم مَنِ استعلى} [طه: 62 - 64]. فقولهم: {فَأَجْمِعُواْ كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائتوا صَفّاً} صريح في أنهم غير مكرهين. وكذلك قوله عنهم في «الشعراء»: {قَالُواْ لِفِرْعَوْنَ أَإِنَّ لَنَا لأَجْراً إِن كُنَّا نَحْنُ الغالبين قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَّمِنَ المقربين} [الشعراء: 41 - 42]، وقوله في «الأعراف»: {قالوا إِنَّ لَنَا لأَجْراً إِن كُنَّا نَحْنُ الغالبين قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ المقربين} [الأعراف: 113 - 114] فتلك الآيات تدل على أنهم غير مكرهين.
وللعلماء عن هذا السؤال أجوبة معروفة:
(منها) أنه أكرههم على الشخوص من أماكنهم ليعارضوا موسى بسحرهم، فلما أكرهوا على القدوم وأمروا بالسحر أتوه طائعين، فإكراههم بالنسبة إلى أول الأمر، وطوعهم بالنسبة إلى آخر الأمر، فانفكت الجهة وبذلك ينتفي التعارض، ويدل لهذا قوله: {وابعث فِي المدآئن حَاشِرِينَ} [الشعراء: 36]، وقوله: {وَأَرْسِلْ فِي المدآئن حَاشِرِينَ} [الأعراف: 111].
(ومنها) أنه كان يكرههم على تعليم أولادهم السحر في حال صغرهم، وأن ذلك هو مرادهم بإكراههم على السحر. ولا ينافي ذلك أنهم فعلوا ما فعلوا من السحر بعد تعلمهم وكبرهم طائعين.
(ومنها) أنهم قالوا لفرعون: أرنا موسى نائماً: ففعل فوجدوه تحرسه عصاه، فقالوا: ما هذا بسحر الساحر! لأن الساحر إذا نام بطل سحره. فأبى إلا أن يعارض، وألزمهم بذلك. فلما لم يجدوا بداً من ذلك فعلوه طائعين. وأظهرها عندي الأول، والعلم عند الله تعالى.(/)
وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 Apr 2006, 09:39 م]ـ
قال تعالى
(وَمَا لَكُمْ لاَ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) 8 الحديد
قال فيها ابن عطيّة في المحرر الوجيز
(وقوله: {إن كنتم مؤمنين} قال الطبري المعنى: إن كنتم مؤمنين في حال من الأحوال فالآن.
قال القاضي أبو محمد: وهذا معنى ليس في ألفاظ الآية وفيه إضمار كثير، وإنما المعنى عندي أن قوله: وإن الرسول {يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ميثاقكم إن كنتم مؤمنين}، يقتضي أن يقدر بأثره: فأنتم في رتب شريفة وأقدار رفيعة إن كنتم مؤمنين، أي إن دمتم على ما بدأتم به.)
وهو في قوله هذا يعترض على قول الطبري فيها على أساس أنّ المعنى الذي قاله الطبري لا تحتمله ألفاظ الآية وفيه إضمار لمعظم الجملة التي قالها
ترى هل هو مصيب في نقده؟؟
بالإنتظار
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 Apr 2006, 06:24 ص]ـ
السلام عليكم
رأيت أن أنقل لكم قول الطبري بدقة من تفسيره ---
قال (وقوله: {إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} يقول: إن كنتم تريدون أن تؤمنوا بالله يوماً من الأيام، فالآن أحرى الأوقات، أن تؤمنوا لتتابع الحجج عليكم بالرسول وإعلامه، ودعائه إياكم إلى ما قد تقرّرت صحته عندكم بالإعلام والأدلة والميثاق المأخوذ عليكم)
ولو قارناه بما أسنده ابن عطية له (قال الطبري المعنى: إن كنتم مؤمنين في حال من الأحوال فالآن.) لوجدنا أنّ المعنى متقارب
وتوجيه ابن عطيّة للجملة القرآنية "إن كنتم مؤمنين"
متناولا في معناها أثر الآيمان على ارتفاع الأقدار والمراتب توجيه يدعمه سياق الآية المتضمن الحث والحض على الآيمان---فسياق الآية في نظري لا يتضمن التعريض والتوبيخ إنما الإستمالة والترغيب
وأضع نصب أعينكم رأي ابن عاشور فيها الذي جعل السياق استفهاما يتضمن التوبيخ---
قال (ظاهر استعمال أمثال قوله: {وما لكم لا تؤمنون} أن يكون استفهاماً مستعملاً في التوبيخ والتعجيب، وهو الذي يناسب كون الأمر في قوله: {آمنوا بالله ورسوله} مستعملاً في الطلب لا في الدوام.)
وقال (ماذا يمنَعكم من الإيمان وقد بين لكم الرسولُ من آيات القرآن ما فيه بلاغ وحجة على أن الإِيمان بالله حق فلا عذر لكم في عدم الإِيمان بالله فقد جاءتكم بينات حقّيّته فتعين أن إصراركم على عدم الإِيمان مكابرة وعناد.)
وقال (واسم فاعل في قوله {إن كنتم مؤمنين} مستعمل في المستقبل بقرينة وقوعه في سياق الشرط، أي فقد حصل ما يقتضي أن تؤمنوا من السبب الظاهر والسبب الخفي المرتكز في الجبلة)
فهل معنى الآية الإجمالي---"أوبخكم على عدم آيمانكم مع توافر الدلائل في دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام وفي ما خلق الله في جبلتكم وهذا يعني أنّه قد حصل ما يقتضي آيمانكم فآمنوا"؟
كما يقتضيه قول ابن عاشور فيها
أم هل معنى الآية الإجمالي "أرغبّكم بالآيمان فقد توفرت دلائله في دعوة الرسول صلّى الله عليه وسلم وفي ما خلق الله في جبلتكم فإن آمنتم رفعنا قدركم ومراتبكم"؟؟
بالإنتظار(/)
تعقيبا على التوسل: هل كل أدعية الرسل مجابة؟
ـ[سيف الدين]ــــــــ[04 Apr 2006, 11:03 م]ـ
قال تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (80) سورة التوبة
وقال: {وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ} (45) {قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} (46) سورة هود
جاء في موطأ الامام مالك رحمه الله: وحدثني عن مالك عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك انه قال جاءنا عبد الله بن عمر في بني معاوية وهي قرية من قرى الانصار فقال هل تدرون أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من مسجدكم هذا فقلت نعم وأشرت الى ناحية منه فقال هل تدري ما الثلاث التي دعا بهن فيه فقلت نعم قال فأخبرني بهن فقلت دعا بأن لا يظهر عليهم عدوا من غيرهم ولا يهلكهم بالسنين فأعطيهما ودعا بأن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعها (بضم الميم) قال صدقت قال ابن عمر فلن يزال الهرج الى يوم ا لقيامة.
وجاء في صحيح البخاري:
عن ابن عباس قال قام فينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال إنكم محشورون حفاة عراة غرلا {كما بدأنا أول خلق نعيده} الاية وان اول الخلائق يكسى يوم القيامة ابراهيم وانه سيجاء برجال من امتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصحابي فيقول انك لا تدري ما احدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح {وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم} الى قوله {الحكيم} قال فيقال انهم لم يزالوا مرتدّين على أعقابهم (كتاب الرقاق باب كيف الحشر)(/)
إذا فقد أحدنا شيئا فهل إذا يئس أن يجده صار يائسا من روح الله وصار من الكافرين؟
ـ[أخوكم]ــــــــ[05 Apr 2006, 06:26 ص]ـ
هذا الأمر يحصل كثيرا في الواقع
فعندما تنزل مصيبة على شخص ما كأن تسرق أمواله مثلا
فيبحث عنها في كل مكان ويبذل قصارى جهده
فإذا وصل لمرحلة اليأس منها انبعث له البعض قائلين له:
لا تيأس من روح الله فـ (إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)
فهل استدلالهم صحيح؟
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[05 Apr 2006, 12:10 م]ـ
ليس صحيحاً أخي الحبيب
شكرا لك
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[06 Apr 2006, 04:54 ص]ـ
أخونا بارك الله فيك:
يظهر لي- والله أعلم - أنه لا تلازم بين النوعين من اليأس:
-اليأس من العثور على الشيء المفقود-وما شابهه- هو من قبيل الأمور العادية ... والجبلية.
-اليأس من روح الله من الأعمال القلبية المتعلقة بالدين والإيمان.
-اليأس من النوع الأول يكون بسبب عوامل خارجية طبيعية مثل تزايد احتمال سرقة الشيء أو انكساره أو تلفه ....
-اليأس من النوع الثاني مرده إلى القلب وحده ولشيخ الاسلام تحليل عميق لهذا الشعور.قال ابن القيم في المدارج: سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول: حد الخوف ما حجزك عن معاصي الله فما زاد على ذلك: فهو غير محتاج إليه وهذا الخوف الموقع في الإياس.
اليأس إذن هو الافراط في الخوف ..... وهذا مثال جيد لتطبيق قاعدة انقلاب الشيء إلى ضده عندما يزيد عن حده .... فالخوف الذي هو أحد جناحي الايمان يمسي مطية للكفر إن زاد عن الحد المشروع ...
وقد يستدل على أن اليأس العادي لا شيء فيه بما رواه مسلم من حديث انس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح.
وجه الاستدلال أنه لا يتصور أن يضرب الرسول صلى الله عليه وسلم مثل السوء ....
ـ[أخوكم]ــــــــ[07 Apr 2006, 06:30 ص]ـ
الأخ الفاضل عدنان البحيصي
جزاكَ رب العرش خير الجزاء
جوابك هو جوابي بل أخاله جواب الكثير من المسلمين إن لم يكن الجمعُ كلهم
ولكن
إن كان فعلا استدلال البعض بالآية خاطئا ... فربما أوردوا علينا الإيراد التالي:
لماذا خاطئا .... وإسرائيل _يعقوب_ عليه السلام وأبناؤه فقدوا شيئا ... _يوسف وأخاه_
فإن كان اليأس من الحصول على الشيء المفقود يأسا جائزا
فلماذا جعله النبي يعقوب عليه السلام من اليأس المحرم؟
بل من الكفر!!!؟ _يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ _
------
الأخ (أبو عبد المعز) أعزه الله ونفعنا بدرر فوائده
كما اتفقتُ مع أخي عدنان فإني أتفق معك على وجود اليأس الجائز
بل أثناء بحثي وجدت أن اليأس ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
جائز ومحرم وواجب .. وسأوردها إن شاء الله بعد الفراغ من أفضل جواب عن آية سورة يوسف عليه السلام
وقلتَ _نور الله لك دنياك وأخراك_:
( .. لا تلازم بين النوعين .. )
وهنا إشكال بارك الله فيك
فحتى وإن قلنا: أحدهما ظاهري والآخر قلبي
فالتلازم بينهما ظاهرٌ!
لأن الرجل الذي سُرقت أمواله .. هو بين احتمالين "يلزمه" أحدهما
إما أن ييأس منها
أو
لا ييأس منها
إذن فهناك تلازم بين النوعين
وكذلك في الآية .. فيعقوب عليه السلام لازمَ بين فقده ليوسف (وهو أمر عادي وجبلي وله عوامله الخارجية وتزايد احتمالاته .. الخ)
وبين اليأس من العثور على يوسف
حتى جعل ذلك من ضمن اليأس من روح الله وأنه كفر!
فهل تجدَ أو يجدَ أحد الإخوة الفضلاء هنا جوابا مناسبا لهذه الآية:
يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ
(سورة يوسف:87)
؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[08 Apr 2006, 10:00 ص]ـ
أخونا .. غفر الله لك وأمنك من كل خوف.
(يُتْبَعُ)
(/)
قصدت بعدم التلازم: إمكان وقوع اليأس العادي مع عدم حصول الكفر أو ما يؤدي إليه ..... ولا أعني شيئا آخر.
وهذا القدر (جواب الكثير من المسلمين إن لم يكن الجمعُ كلهم-حسب تعبيرك-)
ثم إن كون بعض اليأس من العادات يدخله تحت الأحكام الخمسة كما هو معروف .... وقد أشرت إلى ثلاثة أقسام:
جائز ومحرم وواجب ..... ونظريا يمكن أن نجد قسمين آخرين: المندوب والمكروه ....... أقول نظريا وإلا فالاستقراء هو الفيصل .....
بقي من الاشكال ما جاء في الآية الكريمة على لسان يعقوب عليه السلام:
يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ.
هنا لا بد من تفصيل:
-ثمة يأس من العثور على يوسف وأخيه.
-ثمة يأس من روح الله.
وجاء المعنيان على نسق "الوصل البلاغي" أي العطف بحرف الواو ولهذا الوصل أهمية دلالية كبرى: فهو ينبه إلى أن الجملة المعطوفة:
1 - ليست متماهية مع المعطوف عليها
2 - وفي الوقت ذاته ليست أجنبية عنها ....
.توضيح الأول أن عطف الشيء على نفسه غير معقول ... فلا بد أن يكون هناك فرق بين محتوى الأمر- فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ- وبين محتوى النهي- وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ.
توضيح الثاني: أن تجاور المعنيين ووصلهما يقتضي وجود علاقة ما وبدونها يكون العطف ممنوعا ... فلا يقال: (صلاة الجمعة واجبة والمتنبي شاعر فحل.) فلا علاقة وبالتالي لا يجوز العطف.
هذا الملحظ البلاغي التداولي قد يفيد لإزالة الإشكال:
فيقال:
ذكر الإمام الشاطبي أن العادة لا تخلو من شائبة التعبد ...
وهي قاعدة جليلة جدا جدا .......
فالاكل المباح عادي لكنه قد يرتقي إلى درجة العبادة والقربة بالنية المصاحبة.
ولبس الصوف عادي لكنه قد ينزل إلى دركة البدعة بالنية المصاحبة كما لو قصد صاحب الصوف إظهار الانتماء إلى مذهب الدروشة ....
ويبنى عليه:
أن اليأس من العثور على يوسف باعتبار الواقع والعادة له حكم.
وان اليأس من العثور عليه- شكا في قدرة الله أو يأسا من روح الله أو سوء ظن بالله- له حكم ..... وهو يأس قبيح قادح في الإيمان .... والعياذ بالله.والله أعلم.
ـ[أخوكم]ــــــــ[06 Aug 2006, 11:34 م]ـ
الأخ كثير وجليل الفوائد أبو عبد المعز أعزه الله
1 - أعتذر لك عن التأخير الكثير
2 - قلتَ بأن في الآية ثمة يأسيين:
ثمة يأس من العثور على يوسف وأخيه.
ثمة يأس من روح الله.
ثم بنيتَ بقية كلامك على وجود هذين اليأسيين ... ولكننا عند التأمل لا نجد إلا يأسا واحدا وهو اليأس من روح الله
وما كان هذا اليأس إلا بعد الأمر بالتحسس من يوسف وأخيه
3 - أعرض عليك مستشيرا ما أرى أنه أفضل جواب للخروج من الإشكال في الآية
ومن خلال بعض كتب التفسير وخلاصته:
أن الآية على ظاهرها فاليأس هنا هو يأس محرم موقع للكفر كما ظاهر الآية
ولكن هذا اليأس له قرائن جعلته محرما بل كفرا، وإلا فالأصل في هذا اليأس هو الجواز
أما القرائن فمن ذلك قول يعقوب عليه السلام في الآية التي قبلها مباشرة:
وأعلم من الله ما لا تعلمون
فالنبي الكريم بن الكريم يعقوب بن إبراهيم عليهما السلام لديه علمُ من الله بأنه سيجد يوسف
فحالئذ وجب التصديق بهذا العلم فصار اليأس الجائز هنا محرما بل موقع في الكفربسبب هذا العلم.
وبالتالي لو عدنا لسؤال الموضوع لوجدنا جوابه بأنه:
إذا فقد أحدنا شيئا ويئس أن يجده صار يأسه جائزا
إلا إذا كان لديه علم من الله فسينقلب اليأس الجائز إلى محرم وكفر كما في آية سورة يوسف.
فهذه الآية (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)
آية مستثناة في الأمور المفقودة
فلا ينبغي استدلال كثير من الناس بها إذا فقدوا شيئا
4 - ملاحظة: بما أن أي مسألة يكفي فيها دليل واحد
فسواء كان هذا العلم الذي عند يعقوب هو الرؤيا التي رآها يوسف _ ورؤيا الأنبياء حق_
أو كان علما منفصلا كدليل أولي، والرؤيا دليل ثانٍ
ففي كلا الحالين سنكسب إما دليلين أو دليلا واحدا
والمسألة يكفيها دليل واحد، فالحمد لله رب العالمين
والله أعلم وأجل وأحكم
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[13 Aug 2006, 11:02 ص]ـ
لا ينبغي لأحد ان ييأس من رحمة الله عليه وبأن يفرج عنه كربه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فان سرق منه ما او ضاع طلب من الله العوض فكان طلبه من الله هو رجاء رحمة الله وان يروح الله عنه مصيبته مهما كانت.
واذا أهمه شأن امتثل لأمر نبيه بالدعاء بالتفريج وزوال الهم والحزن.
فاليأس من رحمة الله على الانسان بالدينا بالتفريج عن كروبه انما يدخل في قلوب قاسية اما أهل الايمان فانهم ييأسوا من الناس ويطلبوا من الله عز وجل. لذا أمر يعقوب عليه السلام ابنائه من البحث عن يوسف وأخيه وان لا ييأسوا من ان يجدوا يواسف ويفك اسر اخيه فيما كانوا يظنونه , فلو يأس اخوة يوسف من البحث عنه وعن اخيه ودخل اليأس الى قلوبهم دخل معه شك في قدرة الله على الترويح عنهم.
قال ابن جرير رحمه الله:
القول في تأويل قوله تعالى: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)}
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: حين طمع يعقوب في يوسف، قال لبنيه: (يا بني اذهبوا) إلى الموضع الذي جئتم منه وخلفتم أخويكم به= (فتحسَّسوا من يوسف)، يقول: التمسوا يوسف وتعرَّفوا من خبره.
* * *
وأصل"التحسُّس"،"التفعل" من"الحِسِّ".
* * *
= (وأخيه) يعني بنيامين= (ولا تيأسوا من روح الله)، يقول: ولا تقنطوا من أن يروِّح الله عنا ما نحن فيه من الحزن على يوسف وأخيه بفرَجٍ من عنده، فيرينيهما= (إنه لا ييأس من روح الله) يقول: لا يقنط من فرجه ورحمته ويقطع رجاءه منه (إلا القوم الكافرون)، يعني: القوم الذين يجحدون قُدرته على ما شاءَ تكوينه.
وبمثل تلك المواقف الصعبة يأتي الشيطان على الانسان ليغريه بالكفر. ويدخل في قلبه اليأس الذي هو يأس من ان يغير الله ما به من كرب الى فرج. فقد كان حال النبي صلى الله عليه وسلم في مكة مثال على ذلك حيث جزم المشركين ان الله لن ينصر محمدا صلى الله عليه وسلم في الدنيا وكانوا من المكذبين بالآخرة فيأسوا من نصرة الله له في الآخرة." مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ"
وأمثال هؤلاء يسقطوا عند اول امتحان:
"وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11) يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ (12) يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ (13) "
ـ[سيف الدين]ــــــــ[14 Aug 2006, 01:17 ص]ـ
الأخ كثير وجليل الفوائد أبو عبد المعز أعزه الله
1 - أعتذر لك عن التأخير الكثير
2 - قلتَ بأن في الآية ثمة يأسيين:
ثمة يأس من العثور على يوسف وأخيه.
ثمة يأس من روح الله.
ثم بنيتَ بقية كلامك على وجود هذين اليأسيين ... ولكننا عند التأمل لا نجد إلا يأسا واحدا وهو اليأس من روح الله
وما كان هذا اليأس إلا بعد الأمر بالتحسس من يوسف وأخيه
3 - أعرض عليك مستشيرا ما أرى أنه أفضل جواب للخروج من الإشكال في الآية
ومن خلال بعض كتب التفسير وخلاصته:
أن الآية على ظاهرها فاليأس هنا هو يأس محرم موقع للكفر كما ظاهر الآية
ولكن هذا اليأس له قرائن جعلته محرما بل كفرا، وإلا فالأصل في هذا اليأس هو الجواز
أما القرائن فمن ذلك قول يعقوب عليه السلام في الآية التي قبلها مباشرة:
وأعلم من الله ما لا تعلمون
.
وبالتالي لو عدنا لسؤال الموضوع لوجدنا جوابه بأنه:
إذا فقد أحدنا شيئا ويئس أن يجده صار يأسه جائزا
إلا إذا كان لديه علم من الله فسينقلب اليأس الجائز إلى محرم وكفر كما في آية سورة يوسف.
فهذه الآية (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)
آية مستثناة في الأمور المفقودة
فلا ينبغي استدلال كثير من الناس بها إذا فقدوا شيئا
4 - ملاحظة: بما أن أي مسألة يكفي فيها دليل واحد
فسواء كان هذا العلم الذي عند يعقوب هو الرؤيا التي رآها يوسف _ ورؤيا الأنبياء حق_
(يُتْبَعُ)
(/)
أو كان علما منفصلا كدليل أولي، والرؤيا دليل ثانٍ
ففي كلا الحالين سنكسب إما دليلين أو دليلا واحدا
والمسألة يكفيها دليل واحد، فالحمد لله رب العالمين
والله أعلم وأجل وأحكم
الحقيقة ايها الاخ الكريم, لقد أثار سؤالك الكثير من القضايا, وارجو ان يتسع صدرك لما سأقول .. صحيح اني لا املك اجابة شافية, لكن اطرح بعض الاسئلة التي قد تعين على التدبّر, ولعل هناك أمورا خفيت عليّ فأجد جوابها عندك او عند بعض الاخوة ..
1 - هل الربط بين الموضوع والاية مشروع؟ أقصد انك سألت: اذا فقد أحدنا شيئا فهل اذا يئس أن يجده صار يائسا من روح الله وصار من الكافرين .. فهل يصح الربط بين فقدان الشيء وبين هذه الاية؟
الاية تقول: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} (87) سورة يوسف
السؤال هنا: هل أخو يوسف يعدّ مفقودا هنا؟ فالاخوة والاب يعلمون انه عند الملك .. اذا فأخو يوسف بهذا المعنى لا يعد مفقودا .. ّ
لننتقل الان الى يوسف عليه السلام:
هل يوسف يعدّ مفقودا هنا؟ أقصد ان يوسف بالنسبة للاخوة قد يعدّ مفقودا حيث هم اعلم اين وضعوه وقد يكونون استفقدوه بعد ذلك فلم يجدوه .. على أية حال, الاخوة جاءوا الاب حينها يقولون ان الذئب قد أكله .. لا يوجد في السياق القرآني ان الاخوة قد اعترفوا للاب بفعلتهم, فمن ثم ان توجيه الطلب من الاب للاخوة بأن يبحثوا عن يوسف قد يحمل على توجيه اتهام من الاب للاخوة بأن قصتهم القديمة عن يوسف غير صحيحة أكثر من حمله على البحث عن شيء مفقود, والاّ فان قبول الاخوة البحث عن يوسف هو اقرار منهم بفعلتهم القديمة, وهذا ما لا يشير اليه النص, بل ان السياق القرآني يشير الى ان الاخوة ما زالوا يكنّون ليوسف الحسد القديم: {قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ} (77) سورة يوسف ممّا يعني استبعاد ان يكونوا قد اعترفوا لأبيهم بفعلتهم, حيث ان الاعتراف قد يثير عليهم اباهم أكثر, وكيف يفعلون ذلك وهم قد أبعدوا يوسف كي ينالوا حظوة اكبر عند ابيهم: {إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} (8) سورة يوسف .. يضاف الى هذا ما جاء في نهاية القصة بعد ان جمع الله الجميع بيوسف: {قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ} (97) سورة يوسف
كل هذا يجعلنا نستبعد ان يكون طلب يعقوب من اولاده طلبا عن شيء مفقود ..
2 - لقد قلت ايها الاخ الكريم:
فالنبي الكريم بن الكريم يعقوب بن إبراهيم عليهما السلام لديه علمُ من الله بأنه سيجد يوسف
فحالئذ وجب التصديق بهذا العلم فصار اليأس الجائز هنا محرما بل موقع في الكفربسبب هذا العلم ..
نقول: هذا العلم وان كان صادقا في حق يعقوب عليه السلام وحتى ولو حملنا علم يعقوب في هذه الاية على علم ما سيكون في المستقبل, الاّ ان هذا لا يصدق على أبنائه, فأبناء يعقوب قد لا يكون حصل عندهم العلم بما سيكون, بل العلم هنا قد يكون محصورا فقط بيعقوب عليه السلام, واذا كان الامر كذلك فلا ينطبق عليهم قول اليأس المحرّم ..(/)
تَهنئةُ أعضاء مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه 1427هـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Apr 2006, 01:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة ولاسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
ففي اجتماع الجمعية العمومية للجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه مساء الأربعاء 7/ 3/1427هـ اختار أعضاء الجمعية تسعة أعضاء لمجلس إدارة الجمعية، هم:
1 - الأستاذ الدكتور زاهر بن عواض الألمعي، أستاذ الدراسات العليا بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض - رئيساً.
2 - الدكتور عادل بن علي الشدي، الأستاذ المشارك بكلية التربية بجامعة الملك سعود نائباً للرئيس.
3 - الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع، أستاذ الدراسات العليا بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض.
4 - الدكتور العباس بن حسين الحازمي، الأستاذ المساعد بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين – أميناً لمِجلس إدارة الجمعية.
5 - الدكتور مساعد بن سليمان الطيار، الأستاذ المساعد بكلية المعلمين في الرياض.
6 - الدكتور عماد زهير حافظ، عضو هيئة التدريس بكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية.
7 - الدكتور سالم بن غرم الله الزهراني، عضو هيئة التدريس بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى.
8 - الدكتور إبراهيم بن صالح الحميضي، الأستاذ المساعد بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة القصيم.
9 - الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري، عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة الملك خالد – أميناً للشؤون المالية.
ونحن في شبكة التفسير والدراسات القرآنية نبارك لأعضاء مجلس الإدارة هذه الثقة الكريمة من أعضاء الجمعية، ونسأل الله لهم التوفيق والسداد، وأن يعينهم على القيام بأعباء هذا التكليف الذي رشحهم له أعضاء الجمعية جزاهم الله خيراً.
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[06 Apr 2006, 07:19 ص]ـ
بارك الله في الجميع, ووفقهم لصالح العمل, ونفع بهم الإسلام والمسلمين.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[06 Apr 2006, 08:29 ص]ـ
ما شاء الله
اختيارات موفقة، نسأل الله لأعضاء المجلس التوفيق والسداد، ولعلهم ينهضون بالجمعية ويفعلون أنشطتها بعد الفترة التي أصابتها.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[06 Apr 2006, 11:30 ص]ـ
اختيار مبارك ورجال على قدر المسؤولية
اعانهم الله تعالى على خدمة القران الكريم والامة معه
ـ[إبراهيم الدوسري]ــــــــ[06 Apr 2006, 11:35 ص]ـ
مبارك ألف وألوف.
نحمد الله على ما يسره وما من به من نجاح باهر للحفل الختامي لمجلس الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه في ختام دورته الأولى، وقد كان من نتاجه تلك الثلة المباركة من أصحاب الفضيلة الذين تم انتخابهم لمجلس إدارة الجمعية في دورته الثانية.
والله نسأل أن يبارك لهم وعليهم وأن يعينهم على إدارتها على أحسن وجه يليق بكتاب الله العظيم.
ولا يفوتني أن أخص بالتهنئة فضيلة مشرف هذا الموقع د. عبدالرحمن الشهري وزملاءه وعلى رأسهم د. مساعد الطيار.
ـ[البيهقي]ــــــــ[06 Apr 2006, 11:37 ص]ـ
الحمد لله على هذا الاختيار الموفق وأسأل الله لهم التوفيق والسداد
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[06 Apr 2006, 02:30 م]ـ
مبارك ونرجوا من الله عز وجل ان يوفقكم و يعينكم على حمل الأمانة وجعلها في ميزان حسناتكم
ـ[المنهوم]ــــــــ[06 Apr 2006, 02:53 م]ـ
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه من القول والعمل
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Apr 2006, 11:46 م]ـ
شكر الله لكم جميعاً تهنئتكم الكريمة، ودعواتكم الصادقة.
وشكرٌ خاص لأستاذنا الجليل الأستاذ الدكتور إبراهيم الدوسري على دعواته، ومباركته، وهو السابق لكل فضيلة أحسن الله إليه، ووفقه لكل خير.
ـ[الكشاف]ــــــــ[07 Apr 2006, 01:48 م]ـ
نبارك للمجلس الجديد، وندعو لهم بالتوفيق، أعانهم الله على هذه المسئولية.
ـ[ناصر الدوسري]ــــــــ[08 Apr 2006, 09:02 م]ـ
أبارك للإخوة أعضاء مجلس الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم، وأسأل الله لهم الإعانة والتوفيق، وفي انتظار جهودهم المرجوة منهم، وهم أهل لتلك المسؤلية إن شاء الله.
ـ[معمر العمري]ــــــــ[08 Apr 2006, 11:36 م]ـ
ألف ألف مبروك هذا الاجتماع لكوكبة من العلماء والباحثين والمتخصصين والذين سخروا جهودهم وأوقاتهم لخدمة كتاب الله تعالى , وخير خلف لخير سلف , وفي انتظار إبداعاتكم من خلال هذه الجمعية. والله يسددكم.
ــــــــــــــــــــ
محبكم: معمر العمري
المحاضر بكلية الملك فهد الأمنية
والمذيع بقناة المجد الفضائية
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[09 Apr 2006, 12:29 ص]ـ
مبارك للجميع ونسأل الله لهم التوفيق والسداد واختيار موفق ...
ـ[المنصور]ــــــــ[09 Apr 2006, 09:47 ص]ـ
ماشاء الله
اللهم بارك في جهودهم ووفقهم لكل خير
وأسأل الله تعالى لهم الإعانة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[09 Apr 2006, 11:41 ص]ـ
أشارك مباركا وداعيا الله تعالى أن يوفقكم لما فيه خيري العباد والبلاد آمين
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[09 Apr 2006, 12:11 م]ـ
الحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فنبارك للجميع هذا الاختيار الموفق،ونسال الله تعالى أن يوفق الجميع لخدمة كتاب الله تعالى،والتعاون فيما بينهم فهم أهل القرآن أهل الله وخاصته، والمؤمل فيهم ومنهم الاجتماع على مائدة القرآن بكل حب وتقدير وتناصح، وأن يسددوا بعضهم، وأن يعذر بعضهم بعضا فيما قد يقع فيه من خطأ، إذ الهدف من هذا الملتقى هو النفع والإفادة والوصول للحق بتوفيق الله تعالى وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[12 Apr 2006, 01:35 ص]ـ
أسأل الله أن يعينهم وأن ينفع بهم الإسلام والمسلمين، كوكبة خير أسأل الله لهم الثبات.(/)
هل هناك حلقات لتحفيظ القرآن الكريم على الشبكة العنكوبوتية؟
ـ[سامي العتيبي]ــــــــ[06 Apr 2006, 07:33 م]ـ
أرجو من الإخوة الكرام أن يجيبوا على هذا السؤال
هل هناك حلقات لتحفيظ القرآن الكريم على الشبكة العنكوبوتية؟ وماهي عناوينها مع تبيان الحكم الشرعي لها؟
وجزيتم خيرا
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[06 Apr 2006, 11:29 م]ـ
لمن يريد حفظ القرآن عن طريق النِت:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=4663
ـ[عماد الدين]ــــــــ[08 Apr 2006, 12:25 م]ـ
تفضل أخي هذا الرابط ... لعله مفيد
http://www.alforqaan.net/tahfeez/index.asp
والله الموفق(/)
آية وحديث (3) هل التصاوير والتماثيل محرّمة؟
ـ[سيف الدين]ــــــــ[07 Apr 2006, 02:46 م]ـ
هل التصاوير والتماثيل محرّمة؟؟
تتقاطع الاحاديث عن التصوير مع سنّة الرسول صلى الله عليه وسلم في محورين رئيسين:
1 - الشرك والتوحيد
2 - الترف والاسراف
هذا ما يتبين لنا اذا اخذنا مجمل الاحاديث عن التصاوير والتماثيل. وسنتناول الموضوع من خلال هذين المستوين كلّ على حدى.
1 - المستوى الاول: الشرك والتوحيد
بشكل عام, لا يخفى ان أي لوحة ابداعية, بما في ذلك النحت, تشتمل على بعدين رئيسيين:
الاول: البعد الفكري او الايديولوجي التي تمثّله القطعة الفنية؛ ولنأخذ الصليب مثلا على ذلك, فالصليب يحوي على بعد فكري واضح يتمثّل في الاعتقاد بصلب المسيح عليه السلام. ولنأخذ تمثالا لأحد رموز الفكر الشيوعي, كستالين او ماركس او انجلز. ان البعد الايديولوجي واضح جدا في مثل هذه المواضيع. وعلى هذا المستوى, فان الموقف من اللوحة الابداعية في جانب منه يكون موقفا من الايديولوجية او الابعاد الفكرية التي تمثّله هذه الصورة.
الثاني: البعد الابداعي, وهو البعد الجمالي الذي يحاول الفنّان ان يعكسه من خلال ما يصوّره في هذه المنحوتة الفنيّة؛
اذا, ان أي لوحة فنية تتضمن بعدين: أ- فكري ايديولوجي
ب- فنّي انساني ابداعي
السؤال المطروح هنا: هل حرّم الاسلام البعدين عندما طرح موضوع التماثيل؟ ام ان التحريم اقتصر على جانب دون آخر؟
لنستعرض اولا الاحاديث التي تكلمت عن التصاوير والتماثيل في مجال العقيدة:
أولا: ورد في صحيح البخاري 9 أحاديث تربط بين التصوير ومضاهاة الخلق من جهة, وتقرن المصورين بمشهد أخروي يطلب فيه منهم احياء ما خلقوا من جهة ثانية:
1 - حدّثنا الحُميديُّ قال: حدَّثَنا سفيانُ حدَّثنا الأعمشُ عن مسلم قال: «كنّا مع مَسروقٍ في دار يَسارِ بن نُمير، فرأى في صُفَّتهِ تماثيل فقال: سمعتُ عبدَ الله قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: إنَّ أشدَّ الناس عذاباً عندَ الله يوم القيامةِ المصوِّرون».
2 - حدّثنا إبراهيمُ بن المنذرِ حدَّثنا أنسُ بن عياض عن عُبَيد الله عن نافعٍ أن عبدَ الله بن عمرَ رضيَ اللهُ عنهما أخبرَهُ «أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: إنَ الذينَ يصنعونَ ه?ذه الصُّوَر يُعذَّبون يومَ القيامة، يقالُ لهم: أَحيوا ما خَلَقْتم».
3 - حدًّثنا موسى? حدَّثنا عبدُ الواحدِ حدَّثنا عُمارةُ حدَّثنا أبو زُرعةَ قال: «دخلتُ مع أبي هريرةَ داراً بالمدينةِ، فرأى في أعلاها مُصوراً يُصوِّر، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ومَن أظلمُ ممن ذهبَ يَخلُقُ كخلْقي، فلْيَخلُقوا حبَّةً، وليخلقوا ذَرَّةً. ثم دعا بتَورٍ من ماء فغَسَل يدَيه حتى? بلغَ إبطه. فقلتُ: يا أبا هريرةَ أشيءٌ سمعتَهُ من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: مُنتهى? الحلية».
4 - حدّثنا عليُّ بن عبد الله حدثنا سفيانُ قال: سمعتُ عبدَ الرحمن بن القاسم ـ وما بالمدينة يومئذٍ أفضلُ منه ـ قال: سمعتُ أبي قال: سمعتُ عائشةَ رضيَ الله عنها: «قَدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من سفرٍ وقد سَترتُ بقِرامٍ لي على سَهوة لي فيها تماثيل، فلما رآهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم هتَكهُ وقال: أَشدُّ الناس عذاباً يومَ القيامة الذين يُضاهون بخلق الله. قالت: فجعلناهُ وِسادةً أو وسادَتين».
5 - حدّثنا حَجّاجُ بن منهالٍ حدَّثنا جُوَيريةُ عن نافعٍ عن القاسم عن عائشةَ رضيَ الله عنها «أنها اشترَت نمرُقةً فيها تَصاويرُ، فقام النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالباب فلم يدخُلْ فقلتُ: أتوبُ إلى الله ماذا أذنبتُ؟ قال: ما ه?ذهِ النمرُقة؟ قلتُ: لتجلِسَ عليها وتوسَّدَها، قال: إن أصحابَ هذهِ الصُّوَر يُعذَّبون يومَ القيامة، يقال لهم أحيُوا ما خَلقتم، وإنَّ الملائكة لا تدخُل بيتاً فيه الصّورة».
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - حدّثنا عبدُ اللّه بن مَسلمةَ عن مالكٍ عن نافع عن القاسم بن محمدٍ عن عائشةَ رضيَ اللّه عنها زوجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم «أنها أخبرَتهُ أنها اشترت نمرُقةً فيها تصاوير، فلما رآها رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم قامَ على البابِ فلم يَدخلْ، فعرَفَتْ في وجههِ الكراهيةَ، قالت: يا رسولَ اللّه، أتوبُ إلى اللّه وإلى رسوله، ماذا أذنبتُ؟ قال: ما بالُ هذهِ النمرقةِ؟ فقالت: اشتريتها لتعقُدَ عليها وتَوَسَّدَها. فقال رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم: إنَّ أصحابَ هذهِ الصُّوَر يعذَّبون يومَ القيامة ويقال لهم: أحيوا ما خَلَقتم. وقال: إنَّ البيتَ الذي فيه الصوَر لا تدخلهُ الملائكة».
7 - حدّثنا عياشُ بن الوَليدِ حدثَنا عبدُ الأعلى حدَّثنا سعيدٌ قال: سمعتُ النَّضرَ بن أنسِ بن مالك يحدِّث قتادةَ قال: «كنت عندَ ابن عباس وهم يَسألونَه ولا يَذكر النبيَّ صلى الله عليه وسلم، حتى سئلَ فقال: سمعتُ محمداً صلى الله عليه وسلم يقول: مَن صوَّرَ صورةً في الدنيا كُلِّفَ يومَ القيامة أن يَنفُخَ فيها الروح، وليس بنافخٍ».
8 - حدّثنا عليُّ بن عبد الله حدَّثنا سفيانُ عن أيوبَ عن عكرمةَ عن ابن عباس عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «من تحلَّم بحلم لم يَرَه كلِّف أن يَعقدَ بين شَعِيرتَين، ولن يَفعَل. ومن استمعَ إلى حديث قوم وهم له كارهون أَو يَفرُّون منه صبَّ في أُذُنه الآنُكُ يومَ القيامة. ومن صوّر صورَةً عُذِّبَ وكلِّف أَن يَنفخَ فيها، وليس بنافخ» قال سفيانُ: وَصلهُ لنا أَيوبُ. وقال قتيبة حدَّثنا أبو عَوانةَ عن قَتادةَ عن عِكرِمةَ عن أبي هريرةَ قولهُ «من كذبَ في رُؤياه». وقال شعبة عن أبي هاشمٍ الرماني: سمعت عِكرمة «قال أبو هريرةَ قوله من صوَّره صُورةً ومن تحلم ومن استمع». حدَّثنا إِسح?قُ حدَّثنا خالدٌ عن خالدٍ عن عِكرمةَ «عن ابن عباسٍ قال: منِ استمع ومن تحلَّم ومن صَوَّر .. » نحوَه
9 - حدّثنا محمدٌ أخبرَنا مخلدٌ أخبرَنا ابن جُرَيج عن إسماعيلَ بنِ أميَّة أنَّ نافعاً حدَّثه أنَّ القاسمَ بنَ محمدٍ حدَّثه عن عائشة رضيَ الله عنها قالت: «حَشَوتُ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم وسادةً فيها تماثيُل كأنها نمرُقة، فجاءَ فقام بينَ الناسِ وجَعلَ يَتغيَّرُ وَجهُهُ، فقلتُ: ما لنا يا رسولَ الله؟ قال: ما بال هذهِ؟ قلت: وسادة جَعلتُها لكَ لَتضْطَجِع عليها. قال: أما علمتِ أنَّ الملائكة لا تدخلُ بيتاً فيه صورة؟ وأنَّ من صنعَ الصورةَ يُعذَّب يومَ القيامةِ فيقول: أحْيُوا ما خلقتم».
ثانيا: في صحيح مسلم وردت الاحاديث التالية:
1 - حدّثنا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ الْقَاسِم بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللّهِ وَأَنَا مُتَسَتِّرَةٌ بِقِرَامٍ فِيهِ صُورَةٌ. فَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ. ثمَّ تَنَاوَلَ السِّتْرَ فَهَتَكَهُ. ثُمَّ قَالَ «إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَاباً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الَّذِينَ يُشَبِّهُونَ بِخَلْقِ اللّهِ».
2 - وحدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. وَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ. جَمعيَاً عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ وَاللَّفْظُ لِزُهَيْرٍ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَـ?نِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ، تَقُولُ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللّهِ وَقَدْ سَتَرْتُ سَهْوَةً لِي بِقِرَامٍ فِيهِ تَمَاثِيلُ. فَلَمَّا رَآهُ هَتَكَهُ وَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ وَقَالَ «يَا عَائِشَةُ أَشَدُّ النَّاسِ عَذَاباً عِنْدَ اللّهِ، يَوْمَ الْقيَامَةِ، الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللّهِ». قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَطَعْنَاهُ فَجَعَلْنَا مِنْهُ وِسَادَةً أَوْ وِسَادَتَيْنِ
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - حدّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى?. قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى? مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا اشْتَرَتْ نُمْرُقَةً فِيهَا تَصَاوِيرُ. فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللّهِ قَامَ عَلَى الْبَابِ فَلَمْ يَدْخُلْ. فَعَرَفْتُ، أَوْ فَعُرِفَتْ، فِي وَجْهِهِ الْكَرَاهِيَةُ. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللّهِ أَتُوبُ إِلَى اللّهِ وَإِلَى? رَسُولِهِ. فَمَاذَا أَذْنَبْتُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ: «مَا بَالُ ه?ذِهِ النُّمْرُقَةِ؟» فَقَالَتِ: اشْتَرَيْتُهَا لَكَ. تَقْعُدُ عَلَيْهَا وَتَوَسَّدُهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ: «إِنَّ أَصْحَابَ ه?ذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ. وَيُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ» ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ الصُّوَرُ لاَ تَدْخُلُهُ الْمَلاَئِكَةُ».
4 - حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ. ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنّى حَدَّثَنَا يَحْيَى? وَهُوَ الْقَطَّانُ. جَمِيعاً عَنْ عُبَيْدِ اللّهِ. ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ وَاللَّفْظُ لَهُ. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللّهِ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللّهِ قَالَ: «الَّذِينَ يَصْنَعُونَ الصُّوَرَ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. يُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ».
5 - حدّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ. ح وَحَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ. حَدَّثَنَا وَكِيعٌ. حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي الضُّحَى? عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللّهِ،. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ «إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَاباً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ» وَلَمْ يَذكُرِ الأَشَجُّ: إِنَّ.
6 - وحدّثناه يَحْيَى? بْنُ يَحْيَى?. وَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. وَ أَبُو كُرَيْبٍ. كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي مُعَاويَةَ. ح وَحَدَّثَنَاهُ ابْنُ أَبِي عُمَرَ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. كِلاَهُمَا عَنِ الأَعْمَشِ،، بِهَـ?ذَا الإِسْنَادِ. وَفِي رِوَايَةِ يَحْيَى? وَأَبِي كُرَيْبٍ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ «إِنَّ مِنْ أَشَدِّ أَهْلِ النَّارِ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ، عَذَاباً، الْمُصَوِّرُونَ». وَحَدِيثُ سُفْيَانَ كَحَدِيثِ وَكِيعٍ.
7 - وحدّثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيَ الْجَهْضَمِيُّ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ. حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ مَسْرُوقٍ فِي بَيْتٍ فِيهِ تَمَاثِيلُ مَرْيَمَ. فَقَالَ مَسْرُوقٌ: هَـ?ذَا تَمَاثِيلُ كِسْرَى? فَقُلْتُ: لاَ. هَـ?ذَا تَمَاثِيلُ مَرْيَمَ. فَقَالَ مَسْرُوقٌ: أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ عَبْدَ اللّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ «أَشَدُّ النَّاسِ عَذَاباً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ».
8 - قَالَ مُسْلِمٌ: قَرَأْتُ عَلَى? نَصْرِ بْنِ عَلِيَ الْجَهْضَمِيِّ عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى?. حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَـ?قَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ. فَقَالَ: إِنِّي رَجُلٌ أُصَوِّرُ هَـ?ذِهِ الصُّوَرَ. فَأَفْتِنِي فِيهَا. فَقَالَ لَهُ: ادْنُ مِنِّي. فَدَنَا مِنْهُ. ثُمَّ قَالَ: ادْنُ مِنِّي. فَدَنَا حَتَّى? وَضَعَ يَدَهُ عَلَى? رَأْسِهِ. قَالَ: أُنَبِّئُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللّهِ. سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ «كُلُّ مُصَوِّرٍ فِي النَّارِ. يَجْعَلُ لَهُ، بِكُلِّ صُورَةٍ صَوَّرَهَا، نَفْساً فَتُعَذِّبُهُ فِي جَهَنَّمَ». وَقَالَ: إنْ كُنْتَ لاَ بُدَّ فَاعِلاً، فَاصْنَعِ الشَّجَرَ وَمَا لاَ نَفْسَ لَهُ. فَأَقَرَّ بِهِ نَصْرُ بْنُ عَلِيَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
9 - حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَ أَبُو كُرَيْبٍ. وَأَلْفَاظُهُمْ مُتَقَارِبَةٌ. قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عُمَارةَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي دَارِ مَرْوَانَ فَرَأَى? فِيهَا تَصَاوِيرَ. فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ «قَالَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ خَلْقاً كَخَلْقِي؟ فَلْيَخْلُقوا ذَرَّةً. أَوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً. أَوْ لِيَخْلُقُوا شَعِيرَةً».
ان هذه الاحاديث تربط بشكل واضح بين تصوير الاصنام وبين عملية الخلق, ومن ثمّ فان المصورين سوف يطالبون يوم القيامة باحياء ما خلقوا او بنفخ الروح فيما خلقوا. هذا هو الفهم الظاهري من الاحاديث وقد جاء في نيل الاوطار للشوكاني ما نصه:" وإنما كان التصوير من أشد المحرمات الموجبة لما ذكر لأن فيه مضاهاة لفعل الخالق جل جلاله ولهذا سمى الشارع فعلهم خلقا وسماهم خالقين" (نيل الاوطار2/ 97) ... ونلاحظ ما يلي:
1 - لا توجد أي عقيدة من عقائد المسلمين ربطت بين التصوير والعقيدة؛ بل كل الاعتقاد ان التصاوير التي تتخذ آلهة تعتبر شركا بالله، اما ان التصوير بحدّ ذاته هو عملية تحدّ للخالق ومضاهاة لفعل الخالق, فهذا لم يذكر في كتب العقائد ولم يتمّ التنويه اليه حتى. وذلك مؤداه, ان موضوع التصوير عمليا لم يطرح على مستوى الارتباط بالعقيدة من حيث فعل التصوير.
2 - لم تأت كتب السير والتاريخ على ان المجتمعات الجاهلية كانت تقوم بصنع التماثيل من اجل تحدّ فعل الخالق, او الاتيان بمثل ما جاء به الخالق. وانما ما هو متفق عليه في هذه الكتب ان التماثيل كانت تصنع لتعبد من دون الله, وتتخذ هي نفسها الهة من دون الله. اما فيما يتعلق بعملية الخلق فكان القرآن واضحا في ان كفار مكة ومشركيها يقرّون بأن الخالق هو الله سبحانه وتعالى: {ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله}. يضاف الى ذلك ان القرآن تحدى مرارا وتكرارا هذه الاصنام ان تخلق شيئا:
- {انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم} (الانبياء 98)
- {ام جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم} (الرعد 16)
- {أروني ماذا خلقوا من الارض} (فاطر40) (الاحقاف 4)
- {ايشركون ما لايخلق شيئا وهم يخلقون} (الاعراف 191)
- {ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له} (الحج 73)
- {واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون} (الفرقان 3)
- {والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون} (النحل 20)
- {قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده} (يونس 34)
- {هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه} (لقمان 11)
اما فيما يختص بصانعي الاوثان, فان القرآن كان يقصر التأنيب بالافتراء على الله {ان هي الا اسماء سميتموها انتم وآباؤكم ما انزل الله بها من سلطان}. يضاف الى ذلك ان المتتبع لحوارات الرسول صلى الله عليه وسلم مع المشركين لا يعثر على نص حواري دار بين الرسول عليه السلام والمشركين على هذا المستوى, أي الاحتجاج بمضاهاة خلق الله.
3 - ذهب ابن عباس رضي الله عنه الى اباحة تصوير ما ليس فيه روح استنادا الى الحديث الذي يكلّف المصورين بنفخ الروح فيما يصوّرون, فهو – رضي الله عنه – يرى ان تصوير ما ليس له روح لا يوقع المصوّر في الحرج. غير ان الحديث يتكلم عن تحدّي المصورين ان يخلقوا حبة, وهو ما ليس فيه روح, ولو كان الامر متعلقا بنفخ الروح لكان الطلب هو ان يخلقوا كائنا صغيرا حيّا وليس حبة. واني اعجب لمن حمل معنى حبة في هذا الحديث على ما له روح كمهرب من هذا السؤال ... ان العجب اشد العجب هي الرخصة التي يظن البعض انه يمتلكها في لوي عنق النصوص كما يريد حتى ولو خالف بديهيات اللغة من اجل ان يثبت وجهة نظره
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - قد تحمل هذه الاحاديث على أناس معينين قصدوا مضاهاة خلق الله, رغم اننا لا نجد لهذا الكلام ما يسنده في السير والتاريخ والصحاح. على أي حال, يجب الا يغيب عن البال ان قضية الخلق هي قضية تختص بالربوبية, بل هي من اخص خصوصيات الربوبية, وقضايا الربوبية لا يمكن لأي انسان ان يطالها من قريب او من بعيد, والتحدي الالهي ما زال قائما لأي كائن ان يخلق. غير ان هذه الاحاديث توحي بأن المصورين قد قاربوا قضية الخلق مقاربة خطيرة، أي انهم قاربوا دائرة الربوبية!!!
5 - جاء على هامش صحيح مسلم ج6 ص159:"قوله عليه السلام يا عائشة أشد الناس الخ قال في المبارق قال النووي: هذا محمول على من فعل الصورة لتعبد او على من قصد به مضاهاة خلق الله واعتقد ذلك فهو كافر يزيد عذابه بزيادة قبح كفره والا فمن لم يقصد ذلك فهو صاحب كبيرة فكيف يكون اشد الناس عذابا الى هنا كلامه." ولا يخفى ان كلام النووي هنا محمول على التعجّب .. (فكيف يكون اشد الناس عذابا) ..
6 - قال تعالى (أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء) وجاء في الحديث: "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذهَبَ يَخْلُقُ خَلْقاً كَخَلْقِي" ... ان الآية من جهتها تنفي ان يستطيع احد من البشر ان يخلق كخلق الله, اما الحديث فانه يتوعد من يخلق كخلق الله!!!!!!
7 - جاء في الاحاديث:. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ: «إِنَّ أَصْحَابَ ه?ذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ. وَيُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ» ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ الصُّوَرُ لاَ تَدْخُلُهُ الْمَلاَئِكَةُ». وهذا التحذير الشديد يتوجّه فيه الرسول الى ما كان مصوّرا على البسط غير ان ابن عباس وغيره من التابعين كالقاسم بن محمد والفقهاء لا يرون بأسا بما كان مصورا على بسط ويقصرون التحذير على التماثيل. فماذا فعلوا بهذه الاحاديث يا ترى؟ نسأل ذلك لأنهم كانوا من رواة الاحاديث التي توعّدت بالعذاب للمصوّرين ..
أغلب الظن, ان الاحاديث التي ربطت عملية التصوير بالخلق وبنفخ الروح لم تنقل نقلا دقيقا, وان هناك خلطا جرى من قبل الرواة على مستوى ارجاع تكليف النفخ والخلق للأصنام نفسها.
وكمدخل لهذه الرؤية, نستعرض الحديث التالي:
حدثنا أبو داود قال حدثنا بن أبي ذئب عن عبد الرحمن بن مهران قال حدثني عمير مولى بن عباس عن أسامة بن زيد قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكعبة ورأى صورا قال فدعا بدلو من ماء فأتيته به فجعل يمحوها ويقول قاتل الله قوما يصورون ما لا يخلقون (مسند الطيالسي 1/ 87)
والارجح في هذا الحديث, والله اعلم, ان فعل الخلق يرجع الى الاشياء المصورة لا المصورين، فيكون معنى الحديث: قاتل الله قوما يصورون أشياءا, وهذه الاشياء ليس في مقدورها ان تخلق, فتبارك الله احسن الخالقين ..
وقد استدل البعض بالاحاديث التالي على ان التمثال اذا قطع رأسه جاز:
- أخبرنا هناد بن السري عن أبي بكر عن أبي إسحاق عن مجاهد عن أبي هريرة قال ثم استأذن جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ادخل فقال كيف أدخل وفي بيتك ستر فيه تماثيل خيلا ورجالا فإما أن تقطع رؤوسها أو تجعل بساطا يوطأ فإنا معشر الملائكة لا ندخل بيتا فيه تصاوير (السنن الكبرى 5/ 504)
- حدّثنا عبد الله، حدَّثني أبي، ثنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن أبي إسحاق، عن مجاهد، عن أبي هريرة «أن جبريل عليه السلام جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فعرف صوته فقال: ادخل فقال: إن في البيت ستراً في الحائط فيه تماثيل فاقطعوا رؤوسها فاجعلوها بساطاً أو وسائد فاوطؤه، فإنا لا ندخل بيتاً فيه تماثيل». (مسند احمد)
- أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَبِي إسْحَاقَ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: «اسْتَأْذَنَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ادْخُلْ فَقَالَ: كَيْفَ أَدْخُلُ وَفِي بَيْتِكَ سِتْرٌ فِيهِ تَصَاوِيرُ؟ فَإمَّا أَنْ تُقْطَعَ رُووسُهَا أَوْ تُجْعَلَ بِسَاطا يُوطَأُ فَإنَّا مَعْشَرَ الْمَلاَئِكَةِ لاَ نَدْخُلُ بَيْتا فِيهِ تَصَاوِيرُ». (سنن النسائي)
وهناك عدة ملاحظات على هذه الاحاديث:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - ان جبريل عليه السلام خيّر النبي بين ان تقطع رؤس التماثيل او ان تجعل بساطا. وهذان الخياران حقيقة لا يردّان الى علة واحدة, وانما الى علتين, ولا يمكن بأي حال من الاحوال الجمع بينهما وهما: الاولى مضاهاة خلق الله (وهذا يعلّل طلب قطع الرؤوس) , والثانية التعظيم (وهذا يعلّل ان تجعل بساطا). فلو فهمنا ان طلب جبريل بقطع الرؤوس هو لعلة مضاهاة خلق الله, فهل تنتفي هذه العلة بجعلها بساطا؟
2 - ذهب بعض الفقهاء والتابعين ومنهم ابن عباس الى ان الله يأمر صانعي التماثيل ان ينفخوا فيها الروح, واجازوا الصور مع الكراهة. لكننا نرى ان الحديث هنا يأمر بقطع الرؤوس من الصور, وليس من التماثيل ..
نتيجة لربط التصوير بطلب الاحياء, قسم الفقهاء التصاوير الى ما يجوز تصويره وما لا يجوز تصويره وتكلموا عن ما له ظل وما ليس له ظل, حتى رووا عن مجاهد انه ذهب الى تحريم تصوير الشجر المثمر.
غير ان قراءتنا للمعاجم اللغوية تشير الى وجه آخر في فهم رأي مجاهد في تصوير الشجر المثمر .. ونقرأ في المعاجم ما جاء عن هذا الموضوع:
- جاء في لسان العرب: " وفي حديث مجاهد: كره أَن يَصُورَ شجرةً مثمرةً؛ يحتمل أَن يكون أَراد يُمِيلها فإِن إِمالتها ربما تؤدِّيها إِلى الجُفُوف، ويجوز أَن يكون أَراد به قطعها." (لسان العرب ج4 ص475)
- جاء في الفائق: ". ومنه حديث مجاهد رحمه الله تعالى: أنه نهى عن أن تَصُور شَجرةً مُثِمْرة. أى تُميلها لأنها تصفّر بذلك ويقل ثمرُها." (الفائق 2 ص321)
- " ومنه حديث مجاهد " كَرِهَ أن يَصُور شَجَرةً مُثْمرةً " أي يُميلَها , فإنَّ إمالَتَها رُبَّما أدَّتْها إلى الجُفوف ويجوز أن يكون أرادَ به قَطْعَها ومنه حديث عِكْرِمة " حَمَلة العرْش كُلُّهم صُورٌ " جمع أصْوَر , وهو الماثِل العُنُق لِثِقْل حِمْلِه .. " (النهاية في غريب الحديث 3/ 60)
وربما هذا الفهم هو ما يستقيم مع الحديث التالي الذي جاء في سنن ابن ماجه:
حدثنا العباس بن عثمان ا لدمشقي حدثنا الوليد حدثنا عفير بن معدان حدثنا سليم بن عامر عن ابي أمامة أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته ان زوجها في بعض المغازي فاستأذنته أن تصوّر في بيتها نخلة فمنعها او نهاها
ثم ان هذا الحديث يعارض ما ذهب اليه ابن عباس وغيره من جواز تصوير ما ليس فيه روح كالشجر وغيره .. اما اذا وضعنا الحديث في سياق النهي عن الترف فان ذلك يأتي متناسقا متماسكا كما سنبيّن.
ما تناولناه الى الان هو دراسة الاحاديث من حيث المتن, واذا تناولنا الاحاديث الواردة في البخاري من حيث السند, فاننا سنلحظ كذلك الكثير من الاضطرابات. ونعتقد ان ما اوردناه على صعيد المتن هو كاف, لكن سنتناول السند بالدراسة ليس لنبني عليها, فقد سبقت جهود علماء جبارة في هذا المجال لا نستطيع بأي حال من الاحوال ان نجاريهم في هذا الامر لأسباب هي اكثر من موضوعية. ما نريده هو فقط لفت النظر على عدة نقاط في السند مثيرة للتساؤل.
اولا: هناك أربع روايات في صحيح البخاري ينتهي سندها بـ القاسم بن محمد عن عائشة. واللافت للنظر ان هناك رواية عن القاسم بن محمد انه كان يستخدم التصاوير في بيته: وقد جاء في فتح الباري ما نصه: "قلت: المذهب المذكور نقله ابن أبي شيبة عن القاسم بن محمد بسند صحيح ولفظه عن ابن عون " قال دخلت على القاسم وهو بأعلى مكة في بيته، فرأيت في بيته حجلة فيها تصاوير القندس والعنقاء ... والقاسم بن محمد أحد فقهاء المدينة، وكان من أفضل أهل زمانه، وهو الذي روى حديث النمرقة، فلولا أنه فهم الرخصة في مثل الحجلة ما استجاز استعمالها، لكن الجمع بين الأحاديث الواردة في ذلك يدل على أنه مذهب مرجوح، وأن الذي رخص فيه من ذلك ما يمتهن، لا ما كان منصوبا." (فتح الباري) وبالعودة على الاحاديث التي رواها نجد العبارات التالية:
1 - : أَشدُّ الناس عذاباً يومَ القيامة الذين يُضاهون بخلق الله.
2 - : إن أصحابَ هذهِ الصُّوَر يُعذَّبون يومَ القيامة، يقال لهم أحيُوا ما خَلقتم، وإنَّ الملائكة لا تدخُل بيتاً فيه الصّورة
3 - : إنَّ أصحابَ هذهِ الصُّوَر يعذَّبون يومَ القيامة ويقال لهم: أحيوا ما خَلَقتم. وقال: إنَّ البيتَ الذي فيه الصوَر لا تدخلهُ الملائكة
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - : أما علمتِ أنَّ الملائكة لا تدخلُ بيتاً فيه صورة؟ وأنَّ من صنعَ الصورةَ يُعذَّب يومَ القيامةِ فيقول: أحْيُوا ما خلقتم
انه من الصعوبة بمكان ان يذهب الى تجويز الصور من روى هذه الروايات عن الرسول صلى الله عليه وسلم بالحرفية المنصوص عليها.
ثانيا: هنالك روايتان ينتهي سندهما بعبد الله بن عباس. وقد جاء في مسند الامام احمد:
1 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد أنا ابن أبي ذئب عن شعبة قال: دخل المسور بن مخرمة على ابن عباس يعوده في مرضه, فرأى عليه ثوب استبرق وبين يديه كانون عليه تماثيل, فقال له: يا ابا عباس: ما هذا الثوب الذي عليك؟ قال: وما هو؟ قال: استبرق, قال والله ما علمت به, وما أظن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنه الا للتجبر والتكبر, ولسنا بحمد الله كذلك, قال: فما هذا الكانون الذي عليه الصور؟ قال ابن عباس: الا ترى كيف احرقناها بالنار
2 - حدثنا عبد الله حدَّثني أبي ثنا أبو النضر عن ابن أبي ذئب عن شعبة: «أن المسور بن مخرمة دخل على ابن عباس يعوده من وجع، وعليه برد إستبرق، فقلت: يا أبا عباس، ما هذا الثوب؟ قال: وما هو؟ قال: هذا الإستبرق، قال: والله ما علمت به وما أظن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا حين نهى عنه إلا للتجبر والتكبر، ولسنا بحمد الله كذلك، قال: ما هذا التصاوير في الكانون؟ قال: ألا ترى قد أحرقناها بالنار، فلما خرج المسور قال: انزعوا هذا الثوب عني، واقطعوا رؤوس هذه التماثيل، قالوا: يا أبا عباس، لو ذهبت بها إلى السوق كان أنفق لها مع الرأس، قال: لا، فأمر بقطع رؤوسها».
فكيف تستقيم هذه الروايات مع الاحاديث التي رواها ابن عباس رضي الله عنه؟
نختم هذا الفصل بالقول ان هناك روايات كثيرة عن الصحابة والفقهاء كلها تعارض ما جاء من الوعيد الشديد الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها بشأن التصاوير على البسط ..
جاء في مسند الامام احمد رضي الله عنه:
حدثنا حفص بن غياث حدثنا ليث قال دخلت على سالم بن عبد الله وهو متكىء على وسادة فيها تماثيل طير ووحش فقلت أليس هذا يكره قال لا إنما يكره ما نصب نصبا ...
وجاء في كتاب الفقه على المذاهب الاربعة لعبد الرحمن الجزيري:
"الحنفية قالوا تصوير غير الحيوان من شجر ونحوه جائز, اما تصوير الحيوان فان كان على بساط او وسادة او ثوب مفروش او ورق فانه جائز" (2\ 39) وهذا القول يتعارض مع الحديث ..
نقول:
أغلب الظن ان النهي كان لعلة اتخاذ الاصنام آلهة من دون الله وهذا ما تذهب اليه احاديث صريحة وان الوعيد الموجود في احاديث التصوير أربك الفقهاء والمحدّثين ولم يجدوا بدّا من تأويله وحمله على من أراد بصنع الاصنام ان تعبد من دون الله .. جاء في مسند الامام احمد:
عن علي قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فقال من يأتي المدينة فلا يدع قبرا الا سوّاه ولا صورة الا طلخها (اي لطخها بالطين) ولا وثنا الا كسره قال فقام رجل فقال أنا ثم هاب أهل المدينة فجلس قال علي رضي الله عنه فانطلقت ثم جئت فقلت يا رسول الله لم أدع بالمدينة قبرا الا سويته ولا صورة الا طلختها ولا وثنا الا كسرته قال فقال: من عاد فصنع شيئا من ذلك فقد كفر لما أنزل الله على محمد.
فالحديث يصرّح بأن من عاد الى تعظيم الاوثان او الصور فقد كفر, فواضح هنا ان المقصود من الصور هو ما عبد من دون الله عز وجل.
اما وعيد المصورين, فان هناك حديث آخر يبيّن ما قصد بالمصورين حيث يستخدم النص لفظ الممثلين وهم الذين يصنعون التماثيل, وواقع التماثيل كان معروفا لجهة اتخاذها الهة من دون الله.
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الصمد ثنا أبان ثنا عاصم عن أبي وائل عن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اشد الناس عذابا يوم القيامة رجل قتله نبي او قتل نبيا وإمام ضلالة وممثل من الممثلين (مسند احمد)
ان الربط بين الممثّل في هذا الحديث وبين من يقتل او يقتله نبي يكون مقبولا اذا حملناه على من قصد بالتصوير ما يعبد من دون الله, اما اذا حملنا ذلك على التصوير بحد ذاته فان ذلك أنكره المحدثون والفقهاء وحاولوا تأويل الحديث ..
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد أدرك بعض الفقهاء ارتباط تحريم التصوير بالظروف الموضوعية, لذلك ذهبوا الى حمل الحديث بما يتناسب مع الظرف الاجتماعي والفكري الذي كان قائما, وادركوا انه لا يمكن بأي حال من الاحوال ان نعمّم هذا الموضوع. جاء في كتاب فقه السنة لسيد سابق:
قال الطحاوي من أئمة الاحناف: "انما نهى الشارع اولا عن الصور كلها, وان كانت رقما, لأنهم حديثي عهد بعبادة الصور فنهى عن ذلك جملة, ثم لما تقرر نهيه عن ذلك أباح ما كان رقما في ثوب للضرورة الى اتخاذ الثياب وأباح ما يمتهن, لأنه لا يأمن على الجاهل تعظيم ما يمتهن. وبقي النهي فيما لا يمتهن. أهـ" (فقه السنة – سيد سابق – ج3 ص369 - 370) ورغم التحفّظ على هذا القول, الاّ اننا نجد انه يؤنس فيما ذهبنا اليه من ان الحديث له ظرفيته وخصوصيته .. ثم لو كانت التصوير بهذه الخطورة, لكان الاولى ان ينزل بذلك قرآنا, فقد نزل قرآنا فيما هو اقل من ذلك كشرب الخمر والميسر والاستئذان .. الاّ اننا نقول ان الرسول قد حرّم التماثيل لما مثّلته من واقع شرك, فان انتفى الواقع عادت الامور الى نصابها في الاباحة ...
هناك ملاحظة مهمة وهي ان الجزيرة العربية لم تكن معروفة بصنع التماثيل, بل ان معظم ان لم نقل كل تماثيلها كانت مستوردة كما كان الحال مع عمرو بن لحي؛ ثم ان الرجل الذي جاء يسأل ابن عباس كان من العراق؛ يضاف الى ذلك ان عددا كبيرا من التماثيل لم يكن على صورة انسان كذات انواط (شجرة) وذي الخلصة (بيت) وسعد (صخرة طويلة) واللات (صخرة مربعة.
المستوى الثاني: الترف والإسراف
ثم ان عائشة رضي الله عنها تنفي ان تكون قد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث: ان الملائكة لا تدخل بيوتا فيها صورة او كلب.
جاء في صحيح مسلم ما نصه:
قال فأتيت عائشة فقلت إن هذا يخبرني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا تماثيل فهل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك فقالت لا ولكن سأحدثكم ما رأيته فعل رأيته خرج في غزاته فأخذت نماطا فسترته على الباب فلما قدم فرأى النمط عرفت الكراهية في وجهه فجذبه حتى هتكه أو قطعه وقال إن الله لم يأمرنا أن نكسو الحجارة والطين قالت فقطعنا منه وسادتين وحشوتهما ليفا فلم يعب ذلك علي (مسلم)
وقد يذهب البعض الى ان هذا لا يدل على شيء, فقد تكون عائشة رضي الله عنها لم تسمع الحديث عن الرسول, لكن غيرها من الصحابة سمعه. هذا صحيح, لكن يجب ان لا ننسى انها زوجة من زوجاته صلى الله عليه وسلم وانها صاحبة بيت من بيوته صلى الله عليه وسلم, وقد وردت الاحاديث عن عائشة انها وضعت التصاوير مرارا وتكرارا, وفي كل مرة كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهاها لم يكن يذكر لها هذا الحديث: ان الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب ولا تماثيل.
ولنستعرض الاحاديث, ثم نعقبها بتعليق:
1. وروى الترمذى عن عائشة قالت كان لنا قرام ستر فيه تماثيل على بابى فرءاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انزعيه فانه يذكرني الدنيا (تفسير الثعلبي ج3 ص185)
2. قال فأتيت عائشة فقلت إن هذا يخبرني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا تماثيل فهل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك فقالت لا ولكن سأحدثكم ما رأيته فعل رأيته خرج في غزاته فأخذت نماطا فسترته على الباب فلما قدم فرأى النمط عرفت الكراهية في وجهه فجذبه حتى هتكه أو قطعه وقال إن الله لم يأمرنا أن نكسو الحجارة والطين قالت فقطعنا منه وسادتين وحشوتهما ليفا فلم يعب ذلك علي (مسلم)
3. حدثني زهير بن حرب حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن داود عن عزرة عن حميد بن عبد الرحمن عن سعد بن هشام عن عائشة قالت كان لنا ستر فيه تمثال طائر وكان الداخل إذا دخل استقبله فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم حولي هذا فإني كلما دخلت فرأيته ذكرت الدنيا قالت وكانت لنا قطيفة كنا نقول علمها حرير فكنا نلبسها (مسلم)
4. حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر وقد سترت على بابي درنوكا فيه الخيل ذوات الأجنحة فأمرني فنزعته
(يُتْبَعُ)
(/)
5. حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسين قال ثنا أبو أويس قال ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة انها ثم اشترت نمطا فيه تصاوير فارادت ان تصنعه حجلة فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فأرته إياه وأخبرنه انها تريد ان تصنعه حجلة فقال لها اقطعيه وسادتين قالت ففعلت فكنت أتوسدهما ويتوسدهما النبي صلى الله عليه وسلم (مسند احمد 6/ 112)
6. حدثنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا متسترة بقرام فيه صورة فتلون وجهه ثم تناول الستر فهتكه ثم قال إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يشبهون بخلق الله و حدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن القاسم بن محمد أن عائشة حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها بمثل حديث إبراهيم بن سعد غير أنه قال ثم أهوى إلى القرام فهتكه بيده و حدثناه يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب جميعا عن ابن عيينة (مسلم كتاب اللباس والزينة باب تحريم تصوير صورة الحيوان وتحريم اتخاذ ما فيه)
7. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا كَانَتْ اتَّخَذَتْ عَلَى سَهْوَةٍ لَهَا سِتْرًا فِيهِ تَمَاثِيلُ فَهَتَكَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاتَّخَذَتْ مِنْهُ نُمْرُقَتَيْنِ فَكَانَتَا فِي الْبَيْتِ يَجْلِسُ عَلَيْهِمَا (البخاري)
8. حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ قِرَامٌ لِعَائِشَةَ سَتَرَتْ بِهِ جَانِبَ بَيْتِهَا فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمِيطِي عَنِّي فَإِنَّهُ لَا تَزَالُ تَصَاوِيرُهُ تَعْرِضُ لِي فِي صَلَاتِي (البخاري)
9. عن عائشة قالت قدم رسول الله من سفر فاشتريت له نمطا فيه صورة فسترت به على سهوة بيتي فدخل رسول الله فرأيت كراهية الستر في وجهه ثم جبذه فقال أتسترون الجدار قالت فأخذت النمط فقطعته وسادتين فرأيت رسول الله متكئا على إحداهما (الطبقات الكبرى ج8 ص469)
10. وروى الترمذى عن عائشة قالت كان لنا قرام ستر فيه تماثيل على بابى فرءاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انزعيه فانه يذكرني الدنيا (تفسير الثعلبي ج3 ص185)
11. حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسين قال ثنا أبو أويس قال ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة انها ثم اشترت نمطا فيه تصاوير فارادت ان تصنعه حجلة فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فأرته إياه وأخبرنه انها تريد ان تصنعه حجلة فقال لها اقطعيه وسادتين قالت ففعلت فكنت أتوسدهما ويتوسدهما النبي صلى الله عليه وسلم (مسند احمد 6/ 112)
12. أخبرنا سعيد بن عامر الضبعي نا شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت ثم حصلت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبا وهو يصلي فيه تصاوير قالت فكرهه ونهى عنه فجعلنا منه وسائد 974 أخبرنا أبو عامر نا شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وبين يديه ثوب فيه تصاوير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخري قالت فجعلنا منه وسائد (مسند اسحاق بن راهويه 1 - 3 ج2 ص216)
13. عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها انها قالت حشوت للنبي صلى الله عليه و سلم وسادة فيها تماثيل كانها نمرقة فقام بين البابين و جعل يتغير وجهه فقلت ما لنا يا رسول الله قال ما بال هذه الوسادة قلت وسادة جعلتها لك لتضطجع عليها قال اما علمت ان الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة و ان من صنع هذه الصور يعذب يوم القيامة فيقال احيوا ما خلقتم متفق عليه و عن عائشة انها نصبت سترا و فيه تصاوير فدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم فنزعه قالت فقطعته وسادتين فكان يرتفق عليهما متفق عليه (شرح العمدة 4/ 391)
مما تقدم من الاحاديث نلاحظ التالي:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن التصاوير لما تمثّله من حالة ترف:"ان الله لم يأمرنا ان نكسو الحجارة والطين", "أتسترون الجدر؟ ", "انزعيه فانه يذكرني الدنيا", " حولي هذا فإني كلما دخلت فرأيته ذكرت الدنيا". وهذه – أي الابتعاد عن حالة الترف – هي احد سننه صلى الله عليه وسلم الواضحة في هذه الاحاديث. لقد أكدت الايات القرآنية ان الترف هو مدخل للفسوق والهلاك: {واذا أردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليه القول فدمرناها تدميرا} والاكيد هنا هو انه عليه الصلاة والسلام لم يكن يخاف على نفسه وانما هو قدوة واسوة لأمته. ومما يؤيد ذلك كمّ لابأس به عن الرسول والتابعين:
- أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد عن سعيد بن جهمان عن سفينة أبي عبد الرحمن ثم أن رجلا ضاف علي بن أبي طالب رضي الله عنه فصنع له طعاما فقالت فاطمة رضي الله عنها لو دعونا رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعوه فجاء فوضع يده على عضادتي الباب فرأى القرام قد ضرب من ناحية البيت فرجع فقالت فاطمة لعلي رضي الله عنهما ألحقه فانظر ما رجعه فتبعته فقلت يا رسول الله ما ردك فقال إنه ليس لي أو لنبي أن يدخل بيتا مزوقا
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد ثنا قبيصة بن عقبة ثنا حماد بن سلمة عن سعيد بن جهمان عن سفينة عن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لا ينبغي لنبي أن يدخل بيتا مزوقا كذا قال عن أم سلمة رضي الله عنها (سنن البيهقي ج7 ص267)
جاء في سنن أبي داود:
حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا ابن نمير حدثنا فضيل بن غزوان عن نافع عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى فاطمة رضي الله عنها فوجد على بابها سترا فلم يدخل قال وقلما كان يدخل إلا بدأ بها فجاء علي رضي الله عنه فرآها مهتمة فقال ما لك قالت جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلي فلم يدخل فأتاه علي رضي الله عنه فقال يا رسول الله إن فاطمة اشتد عليها أنك جئتها فلم تدخل عليها قال وما أنا والدنيا وما أنا والرقم فذهب إلى فاطمة فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت قل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما يأمرني به قال قل لها فلترسل به إلى بني فلان حدثنا واصل بن عبد الأعلى الأسدي حدثنا ابن فضيل عن أبيه بهذا الحديث قال وكان سترا موشيا
وهنا نتساءل لو كان محرّما هل يأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بإرساله الى بيت آخر؟؟
2 - تجتمع هذه الاحاديث في الحديث عن ثلاثة روايات: الاولى: قرام ستر فيه تماثيل؛ الثانية: نمطا فيه تصاوير تريد عائشة رضي الله عنها ان تجعله حجلة؛ الثالثة: سترا على سهوة. اذا حملنا النهي في هذه الروايات الثلاثة على التصاوير, لخرجنا بنتيجة محذور منها ومرفوضة, وهي ان عائشة رضي الله عنها لم تعي النهي عن الرسول صلى الله عليه وسلم, لذا فانها كانت تعاود الامر مرارا وتكرارا. وذلك لا يعقل وقد اوصي النبي صلى الله عليه وسلم ان نأخذ بثلثي ديننا عن عائشة رضي الله عنها. لذا فالأرجح انه صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن ذلك للعلة التي ذكرناها سابقا ألا وهي الترف, والذي كان يأخذ في كل مرة شكلا مختلفا. وقد يذهب البعض الى ان هذه الروايات عن عائشة رضي الله عنها هي رواية واحدة في الاساس لكنها نقلت بألفاظ مختلفة. ولا ضير في هذا الكلام كما انه لا يناقض الاستنتاجات الاساسية التي توصلنا اليها وهو ان النهي هو عن الترف بشكل اساسي يوضح ذلك تصريح عائشة رضي الله عنها بأنها لم تسمع بحديث ان الملائكة لا تدخل بيتا في تماثيل او كلب.
3 - تبقى من بين الروايات رواية واحدة مختلفة نسبيا يقول فيها صلى الله عليه وسلم: " إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يشبهون بخلق الله"؛ ونعود للقول بأن التنبيه من الرسول صلى الله عليه وسلم لو كان متوجها الى التصوير بحدّ ذاته, لما جاز ان يتكرر هذا الفعل من عائشة رضي الله عنها, لذا فالارجح بناء على ذلك ان التنبيه هنا موجّه الى موضوع الصورة.
4 - الحديث الاخير يتعارض مع ما ثبت في صحيح مسلم ان عائشة رضي الله عنها نفت ان تكون قد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الملائكة لا تدخل بيتا فيه تماثيل او كلب.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - ورد في صحيح مسلم ان جبريل عليه السلام تأخر عن ملاقاة الرسول صلى الله عليه وسلم في روايتين:
الاولى: حدّثني سُويْدُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَـ?نِ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: وَاعَدَ رَسُولُ اللّهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فِي سَاعَةٍ يَأْتِيهِ فِيهَا. فَجَاءَتْ تِلْكَ السَّاعَةُ وَلَمْ يَأْتِهِ. وَفِي يَدِهِ عَصاً فَأَلْقَاهَا مِنْ يَدِهِ. وَقَالَ: «مَا يُخْلِفُ اللّهَ وَعْدَهُ، وَلاَ رُسُلُهُ» ثُمَّ الْتَفَتَ فَإِذَا جِرْوُ كَلْبٍ تَحْتَ سَرِيرِهِ. فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ مَتَى? دَخَلَ ه?ذَا الْكَلْبُ ههُنَا؟» فَقَالَتْ: وَاللّهِ مَا دَرَيْتُ. فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ. فَجَاءَ جِبْرِيلُ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ: «وَاعَدْتَنِي فَجَلَسْتُ لَكَ فَلَمْ تَأْتِ».فَقَالَ: مَنَعَنِي الْكَلْبُ الَّذِي كَانَ فِي بَيْتِكَ. إنَّا لاَ نَدْخُلُ بَيْتاً فِيهِ كَلْبٌ وَلاَ صُورَةٌ.
الثانية: حدّثني حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى?. أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنِ ابْنِ السَّبَّاقِ أَنَّ عَبْدَ اللّهِ بْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: أخبرتني مَيْمُونَةُ، أَنَّ رَسُولَ اللّهِ أَصْبَحَ يَوْماً وَاجِماً. فَقَالَتْ مَيْمُونَةُ: يَا رَسُولَ اللّهِ لَقَدِ اسْتَنْكَرْتُ هَيْئَتَكَ مُنْذُ الْيَوْمِ. قَالَ رَسُولُ اللّهِ: «إنَّ جِبْرِيلَ كَانَ وَعَدَنِي أَنْ يَلْقَانِي اللَّيْلَةَ. فَلَمْ يَلْقَنِي. أَمَ وَاللّهِ مَا أَخْلَفَنِي» قَالَ فَظَلَّ رَسُولُ اللّهِ يَوْمَهُ ذ?لِكَ عَلَى? ذ?لِكَ. ثُمَّ وَقَعَ فِي نَفْسِهِ جِرْوُ كَلْبٍ تَحْتَ فُسْطَاطٍ لَنَا. فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ. ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ مَاءً فَنَضَحَ مَكَانَهُ. فَلَمَّا أَمْسَى? لَقِيَهُ جِبْرِيلُ. فَقَالَ لَهُ: «قَدْ كُنْتَ وَعَدْتَنِي أَنْ تَلْقَانِي الْبَارِحَةَ» قَالَ: أَجَلْ. وَلكِنَّا لاَ نَدْخُلُ بَيْتاً فِيهِ كَلْبٌ وَلاَ صُورَةٌ. فَأَصْبَحَ رَسُولُ اللّهِ، يَوْمَئِذٍ، فَأَمَرَ بِقَتْلِ الْكِلاَبِ. حَتَّى? إِنَّهُ يَأْمُرُ بِقَتْلِ كَلْبِ الْحَائِطِ الصَّغِيرِ، وَيَتْرُكُ كَلْبَ الْحَائِطِ الْكَبِيرِ
ونلاحظ ما يلي على الحديثين اعلاه:
أ - ان نفس الرواية نقلت مرة عن عائشة واخرى عن ميمونة رضي الله عنهما. غير انه يبعد ان تكون هناك روايتان وهاتان الروايتان على الارجح رواية واحدة مرة نقلت عن عائشة رضي الله عنها ومرة اخرى نقلت عن ميمونة رضي الله عنها. وقد جرى هناك خلط على مستوى الرواية بين عائشة وميمونة رضي الله عنهما.
ب - ان هذه الرواية عن عائشة رضي الله عنها تتناقض مع نفي عائشة رضي الله عنها ان تكون سمعت حديث ان الملائكة لا تدخل بيتا في تماثيل او كلب.
ت - ان الروايتين توحيان ان موعد اللقاء كان بالضرورة في بيت الرسول؛ وهذا يثير علامة استفهام حيث كان يستطيع جبريل ان يرى الرسول خارج البيت اثناء ذهابه الى الصلاة، حيث تذهب الرواية عن ميمونة الى ان جبريل تأخر عن الرسول ما يقارب يوما كاملا. وقد جاء مسند الامام احمد انه تأخر عليه 3 ايام او ليال: حدثنا عثمان بن عمر حدثنا ابن أبي ذئب عن الحارث عن كريب مولى ابن عباس عن أسامة بن زيد قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه الكآبة فسألته ما له فقال لم يأتني جبريل منذ ثلاث قال فإذا جرو كلب بين بيوته فأمر به فقتل فبدا له جبريل عليه السلام فبهش إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه فقال لم تأتني فقال إنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا تصاوير حدثنا حسين حدثنا ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن كريب مولى ابن عباس عن أسامة بن زيد قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعليه كآبة فذكر معنى حديث عثمان بن عمر إلا أنه قال فلم يأتني منذ ثلاث
خلاصة البحث:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - كان المجتمع الجاهلي ومجتمع الجزيرة العربية بشكل خاص يعجّ بالاصنام وتروي السير انه كان هناك ما يقرب 360 صنما منصوبة حول الكعبة حيث كل صنم يمثّل رمزا لقبيلة معينة. لذا فان التماثيل كان لها واقعا يكاد لا يتخلّف بين القبائل العربية جمعاء وهو العبادة, واتخاذها آلهة من دون الله. في ظل هذا الواقع الذي كان التمثال يعبّر فيه عن منحى فكري وعقدي مناوىء لقضايا الايمان التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم, جاء النهي منه صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ هذه التماثيل ولو للزينة. لقد كان المجتمع بحاجة الى ان ينفض عن ذهنه هذه الصورة القدسية للأصنام. اذا النهي في الاحاديث يستقيم مع سنته صلى الله عليه وسلم في جهاده ضد الوثنيّة. ولما كان الجانب الاكبر من السنة النبوية المشرفة يتمثل في فهم الواقع ووضع فتاوى له بما يلائم عقيدة التوحيد, لذا فان الفتاوى الظرفية تتغير بتغير الظروف والواقع؛ وقد ورد انه صلى الله عليه وسلم وقال: أتخوف على أمتي الشرك والشهوة الخفية قال قلت يا رسول الله أتشرك أمتك من بعدك قال نعم أما أنهم لا يعبدون شمسا ولا قمرا ولا حجرا ولا وثنا ولكن يراؤون بأعمالهم والشهوة الخفية أن يصبح أحدهم صائما فتعرض له شهوة من شهواته فيترك صومه. وجاء في سنن ابن ماجه: حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْعَسْقلانِيَّ. حدّثنا رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ عُبَادَة بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ شَدَّادٍ بْنُ أَوْسٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَتَحَوَّفُ عَلَى أُمَّتِي الإِشْرَاكُ بِاللهِ. أَمَا إِنِّي لَسْتُ أَقُولُ يَعْبُدَونَ شَمْساً وَلاَ قَمَراً وَلاَ وَثَناً. وَلكِنْ أَعْمَالا لِغَيْرِ اللهِ، وَشَهْوَةً خَفِيّةً.
2 - لقد أدرك المسلمون الاوائل ظرفية الاحاديث النبوية, لذا لم يهدموا الاصنام او الرسوم التي كانت خارج الجزيرة العربية, كاللتي في مصر او اسبانيا مثلا.
3 - ان الاحاديث التى وردت عن التماثيل ونقلت عن عائشة وفاطمة توحي بخصوصية التحذير والتنبيه لهما رضي الله عنهما, حيث لا يجوز لبيت النبوة ان يكون فيه ترف بينما لا يجد بعض المسلمين ما يقتاتونه ..
4 - ان النهي عن اتخاذ التماثيل لم يأت في معرض التوحيد فحسب, وانما جاء ايضا في معرض التحذير من الترف. لذلك فان التحذير عن الترف ما زال قائما حتى يومنا هذا. وحقيقة الامر ان قضية الترف على المستوى الفقهي قد اهملت لحساب قضية التصوير؛ فقد ذهب علماء وفقهاء الى التشدد في قضية التصوير وجعلها محرّمة بالمطلق دون التمعّن في اسباب وظروف الاحاديث المتعلقة بهذا الموضوع حتى جاء عن الامام احمد بن حنبل ما نصه: قلت لابي عبد الله الرجل يكون في بيت فيه ديباج يدعوا ابنه لشيء قال لا يدخل عليه ولا يجلس معه قلت لابي عبد الله فالرجل يدعي فيرى سترا عليه تصاوير قال لا ينظر اليه قلت قد نظرت اليه كيف اصنع اهتكه قال تخرق شيء الناس ولكن ان امكنك خلعته (الورع لأحمد بن حنبل 1/ 183). اما بالنسبة لمعالجة التصوير من حيث ما يشكله من حالة ترف فقد وضعها الفقهاء في باب الكراهة التنزيهية: جاء في شرح النووي لشرح صحيح مسلم ما نصه:."وأما قوله صلى الله عليه وسلم حين جذب النمط وأزاله «إن الله لم يأمرنا أن نكسوا الحجارة والطين» فاستدلوا به على أنه يمنع من ستر الحيطان وتنجيد البيوت بالثياب وهو منع كراهة تنزيه لا تحريم هذا هو الصحيح." لقد كان بالاحرى ان تترك قضية الترف للتقوى ليتفاعل معها الناس على هذا المستوى وليس ان يحوّلوها الى قضية ثانوية عن طريق جعلها مكروهة كراهة تنزيهية. ان ما جعله بعض الفقهاء مكروها كراهة تنزيهية، وصفه القرآن الكريم بأنه احد العوامل الرئيسية في الدمار والهلاك: {اذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا}. ان الترف له اضراره على مستوى قساوة القلوب من جهة: {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} , كما انه يرتبط بالكنز من جهة ثانية: {والذين يكنزون الذهب والفضة} والكنز هنا يأخذ اشكال منحوتات وتماثيل وزخارف وما الى ذلك؛ يضاف الى ذلك اضرار الترف بحركة المال التي هي عصب المجتمع حيث يأخذ المال منحى تراكمي بدل المنحى الدائري
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو ما نبه عليه القرآن الكريم, كما انه من حيث الواقع المعاش, ادى الى انشاء حركة سوق وهمية حيث تباع منحوتات ورسومات بمبالغ خيالية.
لا يقصد من هذا الكلام القول بان الترف حرام او هو مكروه كراهة تنزيهية؛ ان الامر يتعلق بطبيعة النظرة التي نتفحص من خلالها السنة النبوية. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال سنته يستشرف الخطر الذي ستقع فيه الامة حين تغدق عليها الاموال لذا كان يؤكد من خلال سنته على التنبيه على خطورة الترف على المجتمع؛ جاء في صحيح البخاري: "فواللهِ ما الفقرَ أخشى? عليكم، ولكني أخشى? أن تُبسطَ عليكم الدُّنيا كما بُسِطَت على من كان قبلكم، فتَنافسوها كما تَنافسوها، وتُهلككم كما أهلكَتهم». لقد استشرف الرسول صلى الله عليه وسلم هلاك الامة حين تغرق في الإسراف ومنافسة الدنيا, لذا نرى ان الامر اعظم من ان يوضع في مقام الكراهة التنزيهية. وان استقراء بسيط لما حدث في بداية التدفق المالي الذي بدأ في اواخر ايام عمر بن الخطاب رضي الله عنه والذي كان من اولى نتائجه مقتل الخليفة عمر بن الخطاب ليرينا بوضوح دلالات حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المقام. ان الترف هو ظاهرة اجتماعية تتشكل ليصبح لها مؤسسات ونواب وسلطة وسوق وجيش: انه ببساطة يصنع وهما يشكّل من خلاله مصالح جديدة للناس وتربطهم بها.
جاء في التفسير الكبير للامام فخر الدين الرازي في معرض حديثه عن قوله تعالى: {يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور} (سبأ 13):" لما قال عقيب قوله تعالى {ان اعمل سابغات} اعملوا صالحا, قال عقيب ما يعمله الجن {اعملوا آل داود شكرا} اشارة الى ما ذكرنا ان هذه الاشياء حالية لا ينبغي ان يجعل الانسان نفسه مستغرقة فيها وانما الواجب الذي ينبغي ان يكثر منه هو العمل الصالح الذي يكون شكرا, وفيه اشارة الى عدم الالتفات الى هذه الاشياء, وقلة الاشتغال بها كما في قوله {وقدر في السرد} أي اجلعه بقدر الحاجة." (ج25 ص213)
وقد قال البعض قولا عجيبا في قوله تعالى: {يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل} فذكروا ان هذا شرع من قبلنا, فهو منسوخ بشرعنا .. وهنا نسأل: هل يستقيم هذا القول ان كانت العلّة التي يراها هي مضاهاة خلق الله؟؟؟؟؟ فهل تنسخ شريعتنا, حسب فهمه, عقيدة الشرائع السابقة ايضا؟؟؟؟ ثم قال آخرون بان التماثيل هنا هي التماثيل التي لا روح لها .. وهذا قول بحاجة الى اثبات والاّ فهو مجرّد رجم بالغيب ..
في الكتب التي تشتغل بتعريف الحضارة, تأخذ الحضارة العمرانية حيّزا لا بأس به. ويذهب بعض الكتّاب الى ان الحضارة العمرانية هي اكثر المظاهر التي تعبّر عن رقي حضارة معينة.
وليس بالمستهجن ان يأخذ البناء والعمران اهمية كبرى عند الحديث عن الحضارات التي غاب فيها مفهوم الانسان غيابا شبه كامل. ان الاهرامات المصرية بما تمثّله من فن رائع وعبقرية علمية هندسية عالية تستدعي في الذهن من جانب آخر الصورة المرعبة لآلاف من العبيد وهم يحملون الاحجار لبناء هذه الحضارة الضخمة. ان الجانب المسكوت عنه في صورة الحضارة الفرعونية التي تمثّلها الاهرامات هو جانب سيء جدا يتلخص في استعباد عدد هائل من الناس وحرمان عدد آخر. ان كل مشهد عمراني بهذه الضخامة يستجلب في الذهن بالضرورة صورة حرمان وفقر عانى منها جزء لا بأس به من الناس؛ لذا فانه ليس فخرا للمسلمين ان يتغنوا بآثار لقصور خلفاء, ولا ببذخ على مسجد أثري.
5 - لقد ورد عند بعض اصحاب السنن ان عدم دخول الملائكة الى بيت فيه تماثيل او كلب انما هو مقصور على النبي صلى الله عليه وسلم, لذا فهو خاص بالنبي وليس عاما للمؤمنين، وفي هذا وجهة نظر حيث انه لو كان عاما لكل البيوت لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة ان تنزع التصاوير, لكنه اقتصر على الرجوع.
6 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ يَتَقَمَّعْنَ مِنْهُ فَيُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ فَيَلْعَبْنَ مَعِي (البخاري)
جاء في فتح الباري لابن حجر العسقلاني:"أخرج أبو داود والنسائي من وجه آخر عن عائشة قالت: " قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أو خيبر " فذكر الحديث في هتكه الستر الذي نصبته على بابها قالت: " فكشف ناحية الستر على بنات لعائشة لعب فقال: ما هذا يا عائشة، قالت: بناتي.
قالت: ورأى فيها فرسا مربوطا له جناحان فقال: ما هذا؟ قلت فرس.
قال فرس له جناحان؟ قلت: ألم تسمع أنه كان لسليمان خيل لها أجنحة؟ فضحك " فهذا صريح في أن المراد باللعب غير الآدميات." (فتح الباري)
لقد مثّل هذا الحديث احراجا لمن قال ان العلة في التصوير هي مضاهاة خلق الله لأن هذه العلّة لا تنتفي بأي حال من الاحوال عن العاب الصغار. لذا ذهب البعض الى كراهية لعب الصغار التي على اشكال تماثيل ولا معنى لهذه الكراهية مع بقاء العلة التي ادعوها. وذهب آخرون الى امر غريب وهو ان هذا الحديث منسوخ, وان لعب الاطفال من التماثيل محرمة ايضا. وهذا الكلام بحاجة الى اثبات قبل الردّ عليه.
تجدر الاشارة هنا الى ان هذا الحديث كما هو مذكور وقع بعد غزوة تبوك او خيبر, وغزوة خيبر كانت في السنة السابعة هجرية اما غزوة تبوك فكانت في السنة الثامنة هجرية, أي ان عائشة رضي الله عنها كانت قد بلغت حينئذ ما يقرب 15 او 16 سنة أي انها تجاوزت مرحلة الطفولة وكانت لا تزال تحتفظ بالالعاب.(/)
استفسار عن كتاب (جامع لطائف التفسير) لعبدالرحمن القماش
ـ[عبدالقادر]ــــــــ[07 Apr 2006, 06:29 م]ـ
الحمد لله الذي لم يستفتح بأفضل من اسمه كلام، ولم يستنجح بأحسن من صنعه مرام. الحمد لله الذي جعل الحمد مستحق الحمد حتى لا انقطاع، وموجب الشكر بأقصى ما يستطاع. الحمد لله مانح الأعلاق، وفاتح الأغلاق
بينما أقلب كالعادة صفحات الانترنت وققع على كتاب غاية في الروعة
إنه جامع لطائف التفسير
العاجز الفقير
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الحميد القماش
إمام وخطيب مسجد المرحوم يوسف بورسلي ـــ رأس الخيمة
وهو كتاب قد نال اعجابي كثيرا جدا فأرجو منكم أن تجيبوني على بعض الستفسارات:
-1معلومات عن هذا الكتاب
2 - هل هو مطبوع كله إذ لم أعثر إلا على جزئه الأول
3 - كيف يمكن الحصول عليه فأنا في بلاد الغرب و الكتب الإسلامية قليلة التنوع وصعبة المنال لذا قصدت مساعدتكم فأرجوا النصح والمساعدة
فأنتم أهلها إن شاء الله
ـ[عبدالقادر]ــــــــ[15 Apr 2006, 07:39 م]ـ
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أخوتي لقد طرحت هذاالسؤال ثلاث مرات دون اجابة!!!!!!!!!
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[28 May 2007, 12:20 ص]ـ
الأخ الكريم هذه روابط الكتاب على موقع المشكاة
الأول
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=2356
الثاني
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=2805
الثالث
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=2833
الرابع:
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=2862
الخامس:
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=2888
السادس:
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=2921
السابع
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=2938
وجزاكم الله خيرًا أن دللت على هذا الكتاب
ـ[عبدالقادر]ــــــــ[28 May 2007, 01:04 ص]ـ
جزاك الله خير على الاهتمام
ومشكور جهدك(/)
خمسة وخميسة
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[07 Apr 2006, 08:57 م]ـ
السلام عليكم
يقول بعض الناس أحيانا بالعامية: خمسة وخميسة أو خمسة في عين اللي ما يصلي عالنبي.
فما أصلها؟
جاء في المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، لأبن عطية الأندلسي:
وهذه السورة خمس آيات فقال بعض الحذاق: وهي مراد الناس بقولهم للحاسد إذا نظر إليهم: الخمس على عينيك، وقد غلطت العامة في هذا فيشيرون في ذلك بالأصابع لكونها خمسة.
وعليه نجد لها أصلا شرعيا.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[08 Apr 2006, 06:07 م]ـ
السلام عليكم
يقول بعض الناس أحيانا بالعامية: خمسة وخميسة أو خمسة في عين اللي ما يصلي عالنبي.
فما أصلها؟
جاء في المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، لأبن عطية الأندلسي:
وهذه السورة خمس آيات فقال بعض الحذاق: وهي مراد الناس بقولهم للحاسد إذا نظر إليهم: الخمس على عينيك، وقد غلطت العامة في هذا فيشيرون في ذلك بالأصابع لكونها خمسة.
وعليه نجد لها أصلا شرعيا.
هذا رأي بعض الناس في أصلها ولكن هل هي اصلها؟(/)
وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ
ـ[أبو إسحاق]ــــــــ[07 Apr 2006, 11:40 م]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى في سورة الصافات آية175:"وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ", ويقول عزوجل في نفس السورة آية 179:"وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ",فقد اورد الله عز وجل في كلا الآيتين (سوف) وهي تدل هنا على الوعد والوعيد كما تدل على التأخير والتنفيس ,ومن الملاحظ ان الآية الاولى افصحت عن الضمير في قوله"وَأَبْصِرْهُمْ "بينما في الآية الثانية حذف فما هو السر في هذا؟
يتضح من اقوال المفسرين ان الآية الاولى يدل على انزال العذاب المتمثل في نصر المسلمين على الكفار وكأن حال الآية يقول انظر الى حالهم وتأملْ أحوالهم ترَ كيف ننصرك عليهم، وهذا هو الوعد الذي ناله المسلمون (النصر) والوعيد الذي نزل بالكفار (الهزيمة) في الدنيا والدليل على هذا الآية التالية:"أفبعذابنا يستعجلون فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين "اي ان إستعجالهم وقولهم: متى هذا الوعد؟ متى هذا الفتح؟ دليلاً على ان المراد ب (ابصرهم) العذاب الدنيوي بالقهر والظفر عليهم. واما الآية الثانية "وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ "فيها الضمير محذوف فان المراد به التهديد بعذاب الآخرة ,فالحذف يشعر بالعموم وأن المراد إبصار ما عليه عامة الناس من الكفر والفسوق ويناسبه التهديد بعذاب يوم القيامة.
وهنا نكتة بلاغية آخرى وهي ذكر لفظة (حين) نكرة في الآيتين, فالحين هو الوقت ونكرت للتحقير المعنوي ليدل على القلة والقرب وهذا ينطبق على الحين (الوقت) في الحصول على الغلبة والنصر للمسلمين ,وفي الآية الثانية ليدل على ان الحين (الوقت) في مجيئ يوم القيامة قريب جدًا, يقول الله تعالى:" اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ" (1) /القمر.
هذا والله اعلم
ـ[أبو إسحاق]ــــــــ[08 Apr 2006, 01:19 ص]ـ
السلام عليكم
عذراً فقط ورد خطأ في تعيين موضع لفظة (حين) ,فالذي قصدته هو اقتران كل من الآيتين 175,179بالآيتين: (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (174) , وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (178) ... فحين وردت في الآيتين اللتين تسبقا 175,و179.(/)
سؤال عن ابن عقيل رحمه الله
ـ[مهاجر]ــــــــ[08 Apr 2006, 03:36 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
في برنامج مبادئ العلوم الذي تبثه قناة المجد الفضائية في هذه الآونة، استضاف البرنامج الشيخ الدكتور فهد الرومي، حفظه الله، وأثناء إحدى المداخلات تكلم الشيخ الدكتور مصطفى مسلم، حفظه الله، أستاذ علوم القرآن بجامعة الشارقة، عن تحقيق جامعة الشارقة لكتاب لإمام يدعي ابن عقيل المكي، وقد أشكل علي هذا الاسم، فما أعرفه أن ابن عقيل هو الإمام الحنبلي المعروف، رحمه الله، المتوفى سنة 513 هـ، أو بهاء الدين بن عقيل، الإمام النحوي، صاحب الشرح الشهير، على ألفية ابن مالك، رحمه الله، المتوفى سنة 769 هـ، فهل من ترجمة للإمام الذي ذكره الشيخ مصطفى مسلم، حفظه الله، وجزاكم الله خيرا
ـ[الكشاف]ــــــــ[08 Apr 2006, 07:17 م]ـ
اسمه ابن عقيلة المكي وليس ابن عقيل.
وهذا الكتاب تجد خبره هنا
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4391
ـ[مهاجر]ــــــــ[10 Apr 2006, 03:54 ص]ـ
جزاك الله خيرا أيها الكريم(/)
استفسار حول سجود التلاوة
ـ[ارتقاء]ــــــــ[08 Apr 2006, 02:58 م]ـ
س1 /هل يشترط لسجود التلاوة-وكذلك سجود الشكر- الطهارة واستقبال القبلة وستر العورة
س2 / إذا لم أتمكن من سجود التلاوة هل يستحب أن أقول (سبحان الله والحمدلله ولاإله إلا الله والله أكبر) أربع مرات
ـ[الكشاف]ــــــــ[08 Apr 2006, 07:19 م]ـ
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4148(/)
سؤال عن {وثيابك فطهر} >>>>
ـ[المتدبر]ــــــــ[08 Apr 2006, 03:54 م]ـ
هذه الآية من أوائل ما نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم وفي الترتيب الزمني بعد سورة العلق،،،،
مدخل:
إذا كان الرسول قد قد تزوج خديجة قطعا قبل النبوة ومعلوم أنه قد جامعها بل وانجب منها قبل أن يرسل إليه ...
سؤالى:
هل كان يغتسل من الجنابة؟ ..
وإذا كان لا يغتسل لأنه لم يشرع الغسل بعد .... وفي هذه الآية لم يؤمر إلا بتطهير الثوب فقط
ألا يدل هذا على ان من اسلم من الكفار لم يؤمر بالغسل احتجاجا بهذه الآيه التي كانت في بدء التشريع فيقاس الكافر الذي أسلم عليها ولقوله تعالى في الكفار: {إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف}
أرجو ان يكون الجواب واضحا وبدون إستطراد .... فخير الكلام ماقل ودل ولم يطل فيمل
وشكرا لكم,,,,,
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 Apr 2006, 05:43 م]ـ
سؤالى:
هل كان يغتسل من الجنابة؟ ..
وإذا كان لا يغتسل لأنه لم يشرع الغسل بعد .... وفي هذه الآية لم يؤمر إلا بتطهير الثوب فقط
ألا يدل هذا على ان من اسلم من الكفار لم يؤمر بالغسل احتجاجا بهذه الآيه التي كانت في بدء التشريع فيقاس الكافر الذي أسلم عليها ولقوله تعالى في الكفار: {إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف}
,,,
السلام عليكم
طلبت جوابا واضحا لسؤال غير واضح
فإذا كان سؤالك عن تفسير الآية فإن كتب التفسير أعطتها حقها فقد قال القرطبي
(قوله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} فيه ثمانية أقوال: أحدهما أن المراد بالثياب العمل. الثاني القلب. الثالث النفس. الرابع الجسم. الخامس الأهل. السادس الخلق. السابع الدين. الثامن الثياب الملبوسات على الظاهر.)
ولم أر في شرحه للأقوال كلاما عن قضية غسل الجنابة---أو قضية اغتسال الكافر إذا دخل الدين الإسلامي
أمّا من حيث كتب الفقه فقد جاء (مواهب الجليل في شرح مختصر الشيخ خليل) وهو مالكي المذهب
((وَيَجِبُ غُسْلُ كَافِرٍ بَعْدَ الشَّهَادَةِ بِمَا ذُكِرَ) ش: يَعْنِي أَنَّ الْكَافِرَ إذَا أَسْلَمَ وَتَلَفَّظَ بِالشَّهَادَةِ وَجَبَ عَلَيْهِ الْغُسْلُ إذَا تَقَدَّمَ لَهُ سَبَبٌ يَقْتَضِي وُجُوبَ الْغُسْلِ مِنْ جِمَاعٍ أَوْ إنْزَالٍ أَوْ حَيْضٍ أَوْ نِفَاسٍ لِلْمَرْأَةِ فَإِنْ لَمْ يَتَقَدَّمْ لَهُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ لَمْ يَجِبْ عَلَيْهِ الْغُسْلُ وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ، وَقِيلَ: يَجِبُ وَإِنْ لَمْ يَتَقَدَّمْ لَهُ سَبَبٌ؛ لِأَنَّهُ تَعَبُّدٌ نَقَلَهُ ابْنُ بَشِيرٍ وَغَيْرُهُ وَقَبِلَهُ ابْنُ عَرَفَةَ وَقَالَ الْقَاضِي إسْمَاعِيلُ: الْغُسْلُ مُسْتَحَبٌّ وَإِنْ كَانَ جُنُبًا؛ لِأَنَّ الْإِسْلَامَ يَجُبُّ مَا قَبْلَهُ.)
وكما ترى أنّ المشهور لديهم وجوب الغسل إذا تقدم إسلامه سبب يوجب الغسل--وقال آخرون بوجوب الغسل مطلقا --وقال البعض باستحباب الغسل
الآن يمكن لنا أن نتحاور بمعزل عن تفسير الآية إن أردت
ـ[سيف الدين]ــــــــ[08 Apr 2006, 10:17 م]ـ
1 - ان العرب كانت تعرف عادة الغسل قبل نزول البعثة ..
2 - أرى ان الاية {وثيابك فطهّر} فيها معنى قريب لقوله تعالى {ولباس التقوى ذلك خير}
والله اعلم
ـ[المتدبر]ــــــــ[09 Apr 2006, 06:11 م]ـ
أخي جمال ... شكرا على التعقيب،،،،
ولكن ياترى ماهو الحق في معنى الآية مما نقلته؟
وهل لا يجوز الخروج عن أقوال من سلف إذا كانت الاية تحتمل اكثر مما ذكر القرطبي؟
وهل يجب الوقوف عن التدبر لمعنى الاية والنظر في ملا بساتها من حيث وقت التنزيل ومكانه؟
وما الفائدة إذا من معرفة المكي والمدني؟
وهل يحق للمفسر أن يعرض عن النظر في الآية من حيث الترتيب الزمني ومكان النزول؟
أسئلة متحتمة الجواب ..... وبعدها يمكن لنا ان نتحاور ... والله الهادي إلى سواء السبيل،،
أخي سيف الدين .... إن الدعاوى إذا لم يقم عليها بينه فأصحابها ادعياء ...
فأرجو إثبات البينة القاطعة على ما ذكرتم من ان العرب كانت تعرف الغسل قبل البعثة، وإذا كان ذلك كما قلتم فلماذا يأمر الله المؤمنين بقوله: وإ ن كنتم جنبا فا طهروا) وعليه يكون قد امرهم بما هم به عالمون،،
والله اعلم وأحكم.
ـ[سيف الدين]ــــــــ[09 Apr 2006, 06:31 م]ـ
قد قرأت ذلك في السيرة الحلبية, وارجو المعذرة حيث ان مراجعي تبعد عني آلاف الاميال الان .. اما بالنسبة للامر بالغسل في الاية , اعتقد لان ذلك جاء ضمن السياق على الطهارة عند الصلاة(/)
أفرأيت من اتخذ إلهه هواه
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[08 Apr 2006, 07:39 م]ـ
نرجو من أهل التفسير الكرام التحدث عن الحد الذي به يكون الإنسان أخذ إلهه هواه
وجزاكم الله خيراً
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 Apr 2006, 08:35 م]ـ
الأخ الكريم
الآية (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً) 43 الفرقان---أنا في رأيي قبل السؤال عن الحد فلنسأل عن المعنى
قال فيها إبن عاشور رحمه الله (فقوله تعالى: {أرأيت من اتخذ إل?هه هواه} إذا أجري على الترتيب كان معناه جعل إلهه الشيء الذي يهوى عبادته، أي ما يُحب أن يكون إلهاً له، أي لمجرد الشهوة لا لأن إلهه مستحق للإلهية، فالمعنى: من اتخذ رباً له محبوبه فإن الذين عبدوا الأصنام كانت شهوتهم في أن يعبدوها وليست لهم حجة على استحقاقها العبادة. فإطلاق {إل?هه} على هذا الوجه إطلاق حقيقي. وهذا يناسب قوله قبله
{إن كاد لَيُضِلُّنا عن آلهتنا}
[الفرقان: 42]، ومعناه منقول عن سعيد بن جبير. واختاره ابن عرفة في «تفسيره» وجزم بأنه الصواب دون غيره وليس جزمه بذلك بوجيه وقد بحث معه بعض طلبته.
وإذا أجري على اعتبار تقديم المفعول الثاني كان المعنى: من اتخذ هواه قُدوة له في أعماله لا يأتي عملاً إلا إذا كان وفاقاً لشهوته فكأنَّ هواهُ إلهه. وعلى هذا يكون معنى {إلهه} شبيهاً بإلهه في إطاعته على طريقة التشبيه البليغ.
وهذا المعنى أشمل في الذم لأنه يشمل عبادتهم الأصنام ويشمل غير ذلك من المنكرات والفواحش من أفعالهم. ونحا إليه ابن عباس، وإلى هذا المعنى ذهب صاحب «الكشاف» وابن عطية. وكلا المعنيين ينبغي أن يكون محملاً للآية.)
فتأمل ما ذهب إليه إبن عاشور في تفسيره ---ثمّ نتحاور
ـ[سيف الدين]ــــــــ[09 Apr 2006, 05:49 م]ـ
الذي يظن انه يمتلك الحقيقة المطلقة فهو ممّن اتخذ الهه هواه واضلّه الله على علم ...
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[10 Apr 2006, 10:55 ص]ـ
فتأمل ما ذهب إليه إبن عاشور في تفسيره ---ثمّ نتحاور [/ b]
كلام طيب فأكمل أكمل الله هداك.
وزادك علماً
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 Apr 2006, 11:38 ص]ـ
السلام عليكم
كنت أريد أن نتحاور في أيّ من المعاني التالية أنت ملتزم إن شاء الله
الأول --معنى أن يكون الإله المتخذ بحسب الهوى والرغبة كما قال إبن عاشور
(جعل إلهه الشيء الذي يهوى عبادته، أي ما يُحب أن يكون إلهاً له، أي لمجرد الشهوة) ---وهذا المعنى متناسق مع ترتيب الآية
(أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ)
الثاني --معنى أنّ الأنسان أسير لهواه وكأنّ هواه إلها يسيّره فيطيعه--وبكلمات إبن عاشور (من اتخذ هواه قُدوة له في أعماله لا يأتي عملاً إلا إذا كان وفاقاً لشهوته فكأنَّ هواهُ إلهه.)
وهذا المعنى يحتاج إلى افتراض تغيير في ترتيب المفعولين وكأن الترتيب المقصود هو "أرأيت من اتخذ هواه إلها"
وقد رجح إبن عاشور كون المعنيان مقصودين فكان صاحب رأي ثالث هو
الثالث--ذم وتبكيت على الذين يعبدون ما يهوون من الآلهة وكذلك على الذين تسيّرهم أهواؤهم فيطيعونها وكأنّ الأهواء آلهة تطاع
---ويلزم أن نقول أنّ من عبد آلهة يهواها لا لكونها تستحق العبادة فهو كافر---أمّا من ترك هواه يسيّره فأطاعه كطاعته للإله المعبود فقد يكفر إن دفعه هواه لإنكار ضروريات وأساسيات الدين كما كفر بورقيبة عندما رغب بإلغاء رمضان فتصدّى له إبن عاشور رحمه الله(/)
أرشدوني إلى تأملات في سورة الزمر
ـ[ارتقاء]ــــــــ[08 Apr 2006, 07:40 م]ـ
لا أريد تفسير السورة ولكن أريد أن تفيدوني بوقفات تربوية من خلال سورة الزمرإذا تكرمتم
جعلني الله وإياكم من أهله وخاصته
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Oct 2007, 04:55 م]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم.
لو تأملت أنت سورة الزمر ثم قيدت ما يظهر لك من الوقفات التربوية الممكنة من خلالها، ثم يتعاون الزملاء في إكمال تأملاتك لكان أنفع لك ولنا أيضاً.
وقد حاول الأخ أنور الباز في كتابه (التفسير التربوي للقرآن الكريم) 3/ 146 - 172 أن يستخلص الفوائد التربوية في هذه السورة ووفق في أكثر ذلك، وأحسب أنه لو دقق النظر في السورة لوجد فوائد تربوية كثيرة، لكن ما كتبه يصلح أن يكون منطلقاً للباحثين فجزاه الله خيراً.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[26 Oct 2007, 05:56 م]ـ
جزى الله د. عبد الرحمن خيرا على ما أسدى، والأمر كما قال لا يصلح إلا أن يكون بداية من الفاضل الرامز لنفسه بارتقاء فيقف على مقاطع السورة مقطعا تلو مقطع من خلال تفسير كتفسير ابي حيان البحر أو تفسير الآلوسي أو القرطبي أوفي ظلال القرآن، ثم الاستغراق التام في مقارنة الفوائد المنبعثة من كل مقطع حسب عطاء كل عالم من هؤلاء العلماء، ثم تقييد مااتفقوا عليه، وما انفرد كل واحد منهم به وستجد بعد ذلك الخير مدرارا ومكثارا ومغزارا، ستجد الفوائد التربوية تنهمر عليك انهمار المطر فيروي ويسقي، وبعد ذلك نحن جميعا على قدم وساق ننتظر لنستفيد منك وعلى استحياء نفيدك. والله الموفق
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[26 Oct 2007, 10:25 م]ـ
هناك كتاب اسمه: (مباحث العقيدة في سورة الزمر) للباحث ناصر بن علي عائض حسن الشيخ،لعله يفيد في الانطلاق من العقيدة لغرس التربية الحقة.(/)
من وحى الإعجاز القرآنى (ولا تنقضى عجائبه)
ـ[السيد محمد على]ــــــــ[09 Apr 2006, 11:09 ص]ـ
أسرار القرآن
((بحث يكشف النظام المُحكَم للعدد سبعة في القرآن الكريم))
مقدمة
الحمد لله الذي خلق كل شيءٍ فقدَّره تقديراً، وصلى الله على هذا النبيِّ الأميِّ محمَّد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. أخبرنا عن عجائب هذا القرآن فقال: ((ولا تنقضي عجائبه))، واليوم تتجلَّى أمامنا إحدى عجائب كتاب الله: إنه النظام العجيب الذي رتَّب الله عليه آيات وسور وأحرف وكلمات كتابه، وقد جاء هذا النظام متناسباً مع العدد سبعة ومضاعفاته، وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدلّ على وحدانية الله عز وجل، فهو خالق السماوات السبع وهو منزِّل هذا القرآن.
أول سورة وآخر سورة
إن أول شيء نصادفه في كتاب الله هو سورة الفاتحة، وهي سبع آيات، وقد عَظَّم الله تعالى شأنها فسمَّاها: السبع المثاني، وقال: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} [الحجر:87].
سورة الفاتحة هي أول سورة في القرآن رقمها واحد، أما آخر سورة في القرآن فهي سورة الناس ورقمها 114، والنظام القرآني الذي نحاول تدبره من خلال هذا البحث يعتمد على صفّ هذه الأعداد حسب تسلسلها في كتاب الله، لنجد دائماً مضاعفات للعدد سبعة. فعندما نصفّ رقمي أول سورة وآخر سورة في القرآن، أي: العدد 1 والعدد 114 نجد عدداً جديداً هو 1141، هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة، فالعدد 1141 هو حاصل ضرب سبعة في 163،هذه هي البداية فقط، وسوف نعيش في فقرات هذا البحث مع سلسلة من التوافقات العجيبة للعدد سبعة في القرآن.
أرجو الدعاء لى بظهر الغيب & أخوكم الفقير الى الله &&&&&&&&&
ـ[رشا عصر]ــــــــ[14 Apr 2006, 12:14 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك كل خير
جعل الله هذا العمل فى ميزان حسناتك انه ولى ذلك والقادر عليه
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[14 Apr 2006, 12:23 ص]ـ
أخي الكريم:
لعلك تطلع على هذا البحث:بحث مختصر في مسألة الإعجاز العددي في القرآن الكريم ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=617)(/)
تفسير الزمخشري
ـ[ربيع أبوعليتن]ــــــــ[09 Apr 2006, 05:52 م]ـ
عاجل سؤال عن تفسير الزمخشري،أريد معرفة منهجيته وخصائصه
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 Apr 2006, 09:31 م]ـ
السلام عليكم
لا أظن مقالة أو مقالتين تكفي لما طلبت---عند ي كتاب مطبوع هو"البلاغة القرآنية في تفسير الزمخشري"
للدكتور محمد محمد أبو موسى
مكتبة وهبة
القاهرة ت 3917470
وهو كتاب جيد جدا
وإن لم تحصل عليه راسلني على الخاص --فهو موجود في مكتبات القدس
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[10 Apr 2006, 02:14 ص]ـ
الجواب عن سؤالك يحتاج إلى أن تراجع الكتب التي تناولت منهج الزمخشري وذلك لأنك سألت عن المنهج وهذا باب واسع ولو حددت السؤال لربما خففت على إخوتك، وعلى كل يمكن أن أفيدك بما يلى
1 - الزمخشري إمام من أئمة المعتزلة وقد أودع في كشافه مقالات المعتزلة وصاغها باسلوب أدبي وبلاغة رائعة حتى أصبح اكتشافها عسيراً على كثير من طلبة العلم.وقد تتبعة في ذلك ابن المنير، والطيبي وبينا كثيراً من تلك الإعتزاليات، وفاتهما بعض الشيء
2 - الزمخشري عفا الله عنه بدأ كتابه بقوله (الحمد لله الذي خلق القرآن) فنبهه بعض المقربين منه إلى أن هذا المطلع مدعاة إلى النفور من الكتاب فغيره، ذكر ذلك الطيبي في فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب.
3 - يلحظ القاريء للكشاف قلة الآثار، وكثرة الآراء الكلامية والعبارات الموحشة.
4 - الزمخشري زهد بالأحاديث النبوية فلم يورد منها إلا القليل وقد يورد قطعة من الحديث دون إشارة إلى أنه حديث، وكثير من تلك الأحاديث موضوعة أو ضعيفة، وقد تتبعه فيها ابن حجر في كتابه الشاف الكافي.
5 - عرض في تفسيره لكثير من القراءات ولم يقتصر على الثابت منها بل شحنه بالقراءات الشاذة
6 - اعتني بالبلاغة عناية فائقة، واهتم باللغة والإعراب.
7 - لم يتوسع في ذكر الروايات الإسرائيلية.
8 - في كشاف الزمخشري فوائد لا توجد في غيره، و طوام لا توجد إلا فيه.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 Apr 2006, 06:25 ص]ـ
السلام عليكم
قد يكون من نافلة القول أن أقول أنّ الإمام البيضاوي من أئمة أهل السنة نقّى كتاب الكشّاف من اعتزالياته وضمّن اختياراته البلاغية في تفسيره--أي من أراد قراءة الكشّاف فليقرأه في كتاب البيضاوي
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[11 Apr 2006, 01:29 ص]ـ
البيضاوي عفا الله عنا وعنه أشعري كابن المنير والطيبي رحمهما الله جميعاً وقد بينوا بعض الإعتزاليات ولكنهم لم يقرروا أقوال أهل السنة بل هم أشاعرة، والأسلم لطالب علم التفسير مالم يكن على دراية تامة بمعتقد أهل السنة ان لا يقرأ في الكشاف وعليه بتفسير ابن كثير والطبري وأمثالها.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 Apr 2006, 05:03 ص]ـ
السلام عليكم
قد يكون من المناسب أن لا نقصي غالبية علماء الأمّة الأشاعرة والماتريدية كفريق من دائرة أهل السنة---وأظنّ أنّه من الأولى ونحن نتعرض لهجمة شرسة من الكفّار أن نقول أنّ الفريقين أهل السنة
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[11 Apr 2006, 06:34 ص]ـ
نصيحة الأستاذ أبي حذيفة-زاده الله علما-غالية جدا خاصة في هذا المقام:
فما لم يعلق عليه متتبعو الكشاف من الأشاعرة - موافقة منهم له- يصبح ذا خطورة قصوى ..... فقد يعتقد الناشيء أن كل السموم قد أزيلت وأن كل الألغام قد عطلت فيسقط في حالة استرخاء وأمن ولا ينتبه إلى ما تبقى من خطر .... ولعل كثرة الاحتراس مع كثرة الأخطار أسلم من قلته مع قلتها .....
فائدة:
سؤال: كيف يستطيع الناشيء أن يميز التفسير السني-بحق-عن التفاسير الأخرى؟
الجواب: حسبه أن يقرأ من تلك التفاسير ما قالوه عن استواء الرحمن. فإن أثبت المفسر الاستواء فهو سني ..... لأن السني هو المفسر الوحيد الذي لا يؤول هنا ..... وغيره يؤولون ولا فرق بين الشيعي والاباضي والمعتزلي والفيلسوف والأشعري والصوفي .....
فإن اختلفوا فعلى المؤول لا على منهج التاويل.
في هذه المواضع لا أحد-ولا حول ولا قوة إلا بالله- يتعقب الزمخشري
وهذه ثلاثة أمثلة من صنيع ابن المنير الاسكندري -رحمه الله وعفا عنه-
قال الزمخشري في تفسير آية الامتحان في سورة طه:
(يُتْبَعُ)
(/)
لما كان الاستواء على العرش وهو سرير الملك مما يردف الملك، جعلوه كناية عن الملك فقالوا: استوى فلان على العرش يريدون ملك وإن لم يقعد على السرير البتة، وقالوه أيضاً لشهرته في ذلك المعنى ومساواته ملك في مؤدّاه وإن كان أشرح وأبسط وأدل على صورة الأمر. ونحوه قولك: يد فلان مبسوطة، ويد فلان مغلولة، بمعنى أنه جواد أو بخيل، لا فرق بين العبارتين إلا فيما قلت. حتى أنّ من لم يبسط يده قط بالنوال أو لم تكن له يد رأساً قيل فيه يده مبسوطة لمساواته عندهم قولهم: هو جواد. ومنه قول الله عز وجل:
{وَقَالَتِ ?لْيَهُودُ يَدُ ?للَّهِ مَغْلُولَةٌ}
[المائدة: 64] أي هو بخيل،
{بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَان}
[المائدة: 64] أي هو جواد، من غير تصوّر يد ولا غل ولا بسط، والتفسير بالنعمة والتمحل للتثنية من ضيق الطعن والمسافرة عن علم البيان مسيرة أعوام.
ماذا قال ابن المنير؟
سكت ولم يعقب .... والأعجب في المسألة أن الزمخشري أنهى كلامه بلمز قبيح لخصومه الأشاعرة واتهمهم بجهل علم البيان وأنهم مسافرون عنه مسيرة أعوام!!!!
ومع ذلك لم يتحرك ابن المنير لنصرة الأصحاب ....
المثال الثاني:
عند تفسير آية: {وَ?لأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ ?لْقِيَـ?مَةِ وَ?لسَّمَـ?و?تُ مَطْوِيَّـ?تٌ بِيَمِينِهِ} دشن الزمخشري-رحمه الله- منهجا خطيرا في التعطيل ..... فقد ابتدع في البيان وجها من الاستعارة هي الإستعارة المبنية على الكناية وسماها التخييل ..... ومقتضاها أنه لا يجوز فهم المفردات على حقائقها ولا أخذها على المعاني المجازية بل حسب المتلقي أن يفهم زبدة الكلام ومقصوده ثم لا يلتفت بعد ذلك إلى شيء من أجزاء الكلام فقد أصبحت في حكم ما يلقى من النفايات بعد استخلاص رحيقها أو عصيرها .....
قال:
لما كان العظيم من الأشياء إذا عرفه الإنسان حق معرفته وقدره في نفسه حقّ تقديره وعظمه حق تعظيمه قيل {وَمَا قَدَرُواْ ?للَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} وقرىء بالتشديد على معنى: وما عظموه كنه تعظيمه، ثم نبههم على عظمته وجلالة شأنه على طريقة التخييل فقال: {وَ?لأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ ?لْقِيَـ?مَةِ وَ?لسَّمَـ?و?تُ مَطْوِيَّـ?تٌ بِيَمِينِهِ} والغرض من هذا الكلام إذا أخذته كما هو بجملته ومجموعه تصوير عظمته والتوقيف على كنه جلاله لا غير، من غير ذهاب بالقبضة ولا باليمين إلى جهة حقيقة أو جهة مجاز، وكذلك حكم ما يروى:
(973) أن جبريل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أبا القاسم، إن الله يمسك السم?وات يوم القيامة على أصبع والأرضين على أصبع والجبال على أصبع والشجر على أصبع و الثرى على أصبع وسائر الخلق على أصبع، ثم يهزهن فيقول أنا الملك فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجباً مما قال ثم قرأ تصديقاً له {وَمَا قَدَرُواْ ?للَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} ... الآية، وإنما ضحك: أفصح العرب صلى الله عليه وسلم وتعجب لأنه لم يفهم منه إلاّ ما يفهمه علماء البيان من غير تصوّر إمساك ولا أصبع ولا هزّ ولا شيء من ذلك، ولكن فهمه وقع أوّل شيء وآخره على الزبدة والخلاصة التي هي الدلالة على القدرة الباهرة، وأن الأفعال العظام التي تتحير فيها الأفهام والأذهان ولا تكتنهها الأوهام هينة عليه هواناً لا يوصل السامع إلى الوقوف عليه، إلا إجراء العبارة في مثل هذه الطريقة من التخييل، ولا ترى باباً في علم البيان أدقّ ولا أرقّ ولا ألطف من هذا الباب، ولا أنفع وأعون على تعاطي تأويل المشتبهات من كلام الله تعالى في القرآن وسائر الكتب السماوية وكلام الأنبياء، فإنّ أكثره وعليته تخييلات قد زلت فيها الأقدام قديماً.
كيف رد ابن المنير على هذه الهجمة؟
قال أحمد: إنما عنى بما أجراه هاهنا من لفظ التخييل التمثيل، وإنما العبارة موهمة منكرة في هذا المقام لا تليق به بوجه من الوجوه والله أعلم .....
سبحان الله .... لم يأخذ عليه إلا المصطلح والعبارة الموهمة ..... فكأنه وافقه على الفكرة فلو تحاشى الزمخشري كلمة تخييل الشنيعة وجعل بدلها كلمة تمثيل اللطيفة لما وقع بأس ...
ثم اعجب لابن المنير وهو معدود من الحفاظ والمحدثين الذين اشتغلوا بصحيح البخاري وله كشف المتواري عن تراجم البخاري حلق به عاليا-نرجو من الله ان يضاعف له الجزاء على ما كتبه-
(يُتْبَعُ)
(/)
لكنه في تعقبه على الزمخشري هنا لم يكن في حاجة إلى المنقاش ليدرك كيف أساء الزمخشري فهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لدرجة أن المرء ليشم رائحة الطعن في أدب النبي صلى الله عليه وسلم مع ربه:
فاليهودي الذي وصف ربه مجسم قبيح عند الزمخشري وجاء بتجديف سيء في حق الرب عز وجل ..... فهل كان المقام يستدعي أن يضحك النبي أم يغضب؟
أين غابت بلاغة الزمخشري؟
وأين غاب فقه ابن المنير؟
أفيكون الإمام مالك الذي عرته الرحضاء عندما سئل كيف استوى؟
أورع من النبي صلى الله عليه وسلم الذي ضحك لمن وصف الرحمن بأدهى من الاستواء؟؟؟
سلاما على أهل السنة .... هم أهل البلاغة والعقيدة معا .....
المثال الثالث:
آية الامتحان في سورة الملك: {أَأَمِنتُمْ مَّن فِي ?لسَّمَآءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ ?لأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ}
قال الزمخشري-غفر الله له-
{مَّن فِى ?لسَّمَآءِ} فيه وجهان: أحدهما من ملكوته في السماء؛ لأنها مسكن ملائكته وثم عرشه وكرسيه واللوح المحفوظ، ومنها تنزل قضاياه وكتبه وأوامره ونواهيه. والثاني: أنهم كانوا يعتقدون التشبيه، وأنه في السماء، وأنّ الرحمة والعذاب ينزلان منه، وكانوا يدعونه من جهتها، فقيل لهم على حسب اعتقادهم: أأمنتم من تزعمون أنه في السماء، وهو متعال عن المكان أن يعذبكم بخسف أو بحاصب، كما تقول لبعض المشبهة: أما تخاف من فوق العرش أن يعاقبك بما تفعل، إذا رأيته يركب بعض المعاصي.
لكي ينصر بدعته جاء بوجهين وكل وجه طامة:
-زعم المعتزلي أن الله تعالى ينكر على عباده عدم الخوف من مخلوقاته ويأمرهم بالخوف من الملائكة وغيرهم الموجودين في السماء ..... ومعروف أن الخوف بالغيب من غير الله شرك كما قرته آيات كثيرة منها ما ورد في سورة الجن ......
ومقتضى التوحيد الخوف من الملك-بكسر اللام- لا من الملكوت ....
-الطامة الثانية أقبح من أختها .... فبموجب تأويل الزمخشري يكون الله قد أقر الكفار على كونه في السماء-أقرهم على باطل حسب الزمخشري- .... وعلى أقل تقدير يكون الله تعالى ضرب لنفسه المثل الأسوء ..... -تعالى الله-
أين غابت بلاغة الزمخشري مرة أخرى ..... ؟؟؟
ومالي لا أسمع ابن المنير أم كان من الغائبين؟؟؟
ـ[ربيع أبوعليتن]ــــــــ[02 May 2006, 04:58 م]ـ
بارك الله فيك ياأبو حذيفة على تلك المعلومات القيمة، فقط أريد منك معرفة طبعة الكتاب الذي نقلت منه قول الزمخشري " الحمد لله الذي خلق القرآن" إذا كان ممكنا.
لأني وجدت في أحد المواقع كتاب الكشاف وقرأت مقدمته فوجدت "الحمد لله الذي أنزل القرآن"
ـ[سلسبيل]ــــــــ[15 Feb 2007, 12:08 ص]ـ
لأني وجدت في أحد المواقع كتاب الكشاف وقرأت مقدمته فوجدت "الحمد لله الذي أنزل القرآن"
قال الزمخشري (الحمد لله الذي أنزل القرآن كلاما مؤلفا منظم)
قال الشيخ الدكتور مساعد الطيار حفظه الله في شرحه لمقدمة شيخ الإسلام أن الزمخشري الآن لما قال ذلك كأنه أشار إلى بدعة خلق القرآن والمعتزلي عندما يقول أنزل فإنه لا يعني بها الإنزال الذي نعرفه لأنهم ينكرون الإنزال ويتأولونه والمؤلف والمنظم عندهم من صفات المحدثات فهنا كأنه يشير بطريقه غير مباشره لبدعة خلق القرآن(/)
آية وحديث (4) - هل أسلم شيطان الرسول (صلى الله عليه وسلم)؟
ـ[سيف الدين]ــــــــ[09 Apr 2006, 06:25 م]ـ
جاء في صحيح مسلم:
(7059) ــ حدّثني هَـ?رُونُ بْنُ سَعِيدٍ الأَيْلِيُّ. حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ عَنِ ابْنِ قُسَيْطٍ. حَدَّثَهُ أَنَّ عُرْوَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ عَائِشَةَ،، زَوْجَ النَّبِيِّ حَدَّثَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللّهِ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا لَيْلاً. قَالَتْ فَغِرْتُ عَلَيْهِ. فَجَاءَ فَرَأَى? مَا أَصْنَعُ. فَقَالَ: «مَا لَكِ؟ يَا عَائِشَةُ أَغِرْتِ؟» فَقُلْتُ: وَمَا لِي لاَ يَغَارُ مِثْلِي عَلَى? مِثْلِكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ: «أَقَدْ جَاءَكِ شَيْطَانُكِ؟» قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللّهِ! أَوَ مَعِيَ شَيْطَانٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قُلْتُ: وَمَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قُلْتُ: وَمَعَكَ؟ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ «نَعَمْ. وَل?كِنْ رَبِّي أَعَانَنِي عَلَيْهِ حَتَّى? أَسْلَمَ». (صحيح مسلم)
(7057) ــ حدّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَ إِسْحَـ?قُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ إِسْحَـ?قُ: أَخْبَرَنَا. وَقَالَ عُثْمَانُ: حَدَّثَنَا) جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ». قَالُوا: وَإِيَّاكَ؟ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ «وَإِيَّايَ. إِلاَّ أَنَّ اللّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ. فَلاَ يَأْمُرُنِي إِلاَّ بِخَيْرٍ». (مسلم)
وجاء في سنن الترمذي:
وقَدْ تَكَلَّمَ بَعْضُهُمْ فِي مُجالِدِ بنِ سَعِيدٍ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ. وسَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ خَشْرَمٍ، يَقُولُ: قالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِ النَّبيِّ «وَلكِنَّ الله أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلمُ»: يَعْني أَسلَمُ أنَا مِنْهُ.
قالَ سُفْيَانُ والشيطان لاَ يُسْلِمُ. (الترمذي)
كما نرى, لم يذهب المسلمون في هذا الحديث الذي يروي اسلام شيطان الرسول مذهبا واحدا, فسفيان بن عيينة يذهب الى ان الشيطان لا يسلم ... وبغضّ النظر عن صحة ما روي عن سفيان فان الحجة لا تكمن في الرواية عن سفيان, بل ما تضمنه رأيه من حجّة ... جاء في اصلاح غلط المحدثين: "عامة الرواة يقولون الراوي على مذهب الفعل الماضي يريدون أن الشيطان قد أسلم إلا سفيان بن عيينة فإنه يقول الراوي وإنما المعنى أسلم من شره وكان يقول الشيطان لا يسلم" (اصلاح غلط المحدثين ص135)
وليست القضية هنا هو الانتصار لرأي سفيان, وانما هو الانتصار لبشرية الرسول صلى الله عليه وسلم ... ان اصحاب العقول البسيطة يرون ان اضفاء صفات استثنائية على الرسول يزيد من حجة الرسالة الالهية الخاتمة, رغم ان القرآن الكريم يذهب عكس ذلك تماما ...
ان المعاندين للرسالة الالهية كانوا يدقّقون في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم أيّما تدقيق, غير انهم لم يكونوا يرون فيه الا الانسان البشري العادي: {وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الاسواق لولا انزل اليه ملك فيكون معه نذيرا} (الفرقان 7) {وما منع الناس ان يؤمنوا اذ جاءهم الهدى الا ان قالوا أبعث الله بشرا رسولا} (الاسراء 94)
ان مفهوم بشرية الرسول ليست حكرا على المسلمين, بل هو شيء في متناول الناس جميعا ... اي ان الناس جميعا تستطيع ان تتلمّس بشريته عليه الصلاة والسلام من خلال طبيعتهم البشرية, وتستطيع ان تكوّن مفهومها عن بشريته من خلال مفهومها عن بشريتهم في الاطر المكوّنة للمخلوق البشري بما يحمل من حاجات ومشاعر وأحاسيس وقدرات ... فمفهوم البشرية لا يجوز ان يخصّص ولا بأي حال من الاحوال, ولا يجوز القول ان الرسول كان بشرا في بعض الاحوال وفي غيرها لا, او ننزع عن الرسول الحاجات والاحاسيس والمشاعر والقدرات المكوّنة للذوات البشرية ... ان القرآن حين كان يقول ان الرسول بشر كان يخاطب بذلك الناس جميعا بما فيهم الكفار ... ممّا يعني ان مفهوم البشرية الموجود في هذه الايات هو المفهوم الذي تعلمه الناس جميعا بما في ذلك المشركين ... وان الابهام في هذا المفهوم هو مدخل للطعن في الرسالة الخاتمة ... حسب السياق القرآني, ان بشرية
(يُتْبَعُ)
(/)
الرسول لا تتعارض ولا بوجه من الوجوه مع مصداقية الرسالة الخاتمة, بل على العكس من ذلك ... ولقد حاول الكثيرون من مشركي مكة ان يجعل دائرة بشريته السوية صلى الله عليه وسلم محطّ تساؤل وتشكيك, فكانوا يتهمونه بالسحر والجنون والكهانة والشعوذة ... وكانوا يرون ان هناك من هو أحق منه بالرسالة {وقالوا لولا انزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم} ...
والعجب ان تتحوّل بشرية الرسول من حجّة على الناس الى شبهة وطعن في الدين حين نحاول التأكيد على بشريته صلى الله عليه وسلم من جديد!
ان ما يميّز البشرية منذ بدء الخليقة, منذ آدم عليه السلام وحتى يوم القيامة هو صراعها مع ابليس الذي رفض السجود لآدم وتوعّد باغواء البشرية واخراجها عن طاعة الله ... فاذا كان شيطان الرسول قد اسلم فمعنى ذلك ان الرسول عليه الصلاة والسلام خرج من دائرة هذا الصراع ... وبذلك فقد الرسول صلى الله عليه وسلم اهم ما يميّز النبوة وهو ان يكون حلقة الوصل بين الوحي الالهي والتجربة البشرية ... فبخروجه عن ان يكون له شيطان, خرج عن ان يكون مثالا حقيقيا لتعامل الانسان مع وساوسه ونوازع الشر في داخله ... وبهذا تصبح الرسالة الخاتمة رسالة مثالية غير قابلة للتطبيق على النموذج الانساني والبشري حيث ان شخص النبوة احتاج الى تعديلات حتى استطاع ان يحمل اعباء تكاليفها ... وهذا بالتالي سيخوي الكثير من الايات القرآنية من مفاهيمها, وهذا ما حدث بالفعل ...... فالايات التي تتحدث عن وساوس الشيطان للرسول وجب صرفها بما يتوافق مع القول بأن الرسول معصوم حتى في خواطره وحديث نفسه ... غير ان الامر لم يقف عند هذا الحدّ حتى جاء الحديث {ولكن الله أعانني عليه فأسلم} ليقف في وجه الايات التي تقول ان للرسول ما يوسوس له كغيره من الناس: {واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله} و {واما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين}
ولنتمعّن الان في النصوص التالية:
1 - "جاء في شرح النووي: قال القاضي: واعلم أن الأمة مجتمعة على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الشيطان في جسمه وخاطره ولسانه." انتهى
ان اجماع الامة في هذا الامر لا يعتبر دليلا لأن هذا الكلام يتناول باطن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ما ليس لأي انسان اليه سبيل الا ضمن ما اخبر الله تعالى به ... وان اخبار القرآن الكريم تفيد ان الرسول صلى الله عليه وسلم عرضة لوساوس الشيطان كغيره من الانبياء مثل آدم عليه السلام وكغيره من البشر بحكم بشريته: {وقل أعوذ بك رب من همزات الشياطين وأعوذ بك رب ان يحضرون} ... {واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله} ... وان هذا الكلام ليس فيه انتقاص للرسول او النبوة, بل هو تأكيد لما ذهب اليه القرآن الكريم: {قل انما انا بشر مثلكم يوحى اليّ} غير ان اشكال المسلمين هنا هو انهم لم يفصلوا بين الوحي والرسول بل كانت هناك محاولات دائمة للقول بأن الوحي متلبّس بأفعال الرسول واقواله , ولمّا كان الامر كذلك اوجب عليهم القول بأن الرسول معصوم في اقواله وافعاله وتجاوز الامر الى خواطره ايضا ... وهكذا يصبح الرسول في صيغته الحقيقية, حسب وصفهم, يمتلك من البشرية فقط صورتها, وهذه الصورة يحرّكها وحي الله ... او بكلمة اخرى الرسول هو وحي يمتلك صورة بشرية!!
2 - جاء في تحفة الاحوذي:
(قال سفيان فالشيطان لا يسلم) يعني قوله فأسلم ليس بصيغة الماضي حتى يثبت إسلام الشيطان فإن الشيطان لا يسلم. قال في المجمع وهو ضعيف: فإن الله تعالى على كل شيء قدير، فلا يبعد تخصيصه من فضله بإسلام قرينه انتهى. قال ابن الأثير في النهاية: وما من آدمي إلا ومعه شيطان، قيل: ومعك؟ قال نعم. ولكن الله أعانني عليه فأسلم. وفي رواية حتى أسلم أي انقاد واستسلم وكف عن وسوستي. وقيل دخل في الإسلام فسلمت من شره، وقيل إنما هو فأسلم بضم الميم على أنه فعل مستقبل أي أسلم أنا منه ومن شره. ويشهد للأول الحديث الا?خر كان شيطان آدم كافراً وشيطاني مسلماً انتهى. قلت لو صح هذا الحديث لكان شاهداً قوياً للأول وإني لم أقف على سنده ولا على من أخرجه (تحفة الاحوذي)
يحتج هنا من يرفض رأي سفيان بردّ الامر الى قدرة الله تعالى وان الله قادر على ان يجعل شيطان الرسول مسلما ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ان الاستشهاد بقدرة الله عز وجل هنا لا معنى له ... ان صفات الله عز وجلّ واحدة, وان احدى مفردات العقم في فهم هذا الدين ان نظن ان قدرة الله قد تعمل بمعزل عن حكمته او صدقه او عدله ... ان جميع صفات الله هي واحدة لا تنفصم ... فقدرته تعالى لا تعمل بمعزل عن صدقه وعدله وحكمته ... فاذا سألنا: هل الله قادر على ان يدخل المؤمن النار ويدخل الكافر الجنة؟ للوهلة الاولى يبدو ان هذا السؤال يتعلّق بقدرة الله عزّ وجلّ, غير ان الامر ليس كذلك ... ان اي جواب على مثل هذه الاسئلة يجب ان تأخذ بعين الاعتبار صفات الله جميعا ... فاذا كان الله قد اخبر في كتابه بأنه سيدخل المؤمن الجنة والكافر النار وقال تعالى: {ومن اصدق من الله حديثا} , فانه لا يجوز ان نسأل سؤالا تكون فيه قدرته طعنا في عدله وصدقه ... فهذا من بديهيات العقل والحسّ السليم ... لذا نقول ان السؤال اعلاه وان كان ظاهره السؤال عن قدرة الله الا انه في حقيقة امره سؤال عن عدل الله وصدقه ايضا ... واني لا أرى ان الناس ترى فيمن يحاول ان يثبت قوته بقتل ابنه الا انسانا مجنونا اخرقا ... فلنتق الله ولنحسن أدب السؤال في ذات الله عز وجل ... لذا فانا نرى ان ما جاء في نص تحفة الاحوذي اعلاه من الاستشهاد بقدرة الله عز وجل لا تقوم به حجة لأن الله اخبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم صراحة في القرآن {واما ينسينك الشيطان} {واما ينزغنك الشيطان} فهذا فيه من الحجة ما فيه امام من يقولون بأن شيطان الرسول قد أسلم ...
3 - جاء في فتح الباري:
قوله (وبطانة تأمره بالشر) في رواية الأوزاعي ” وبطانة لا تألوه خبالا ” وقد استشكل هذا التقسيم بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم لأنه وإن جاز عقلا، أن يكون فيمن يداخله من يكون من أهل الشر لكنه لا يتصور منه أن يصغي إليه، ولا يعمل بقوله لوجود العصمة، وأجيب بأن في بقية الحديث الإشارة إلى سلامة النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك بقوله ” فالمعصوم من عصم الله تعالى ” فلا يلزم من وجود من يشير على النبي صلى الله عليه وسلم بالشر أن يقبل منه ... " انتهى
ان ما جاء في فتح الباري يردّه ما جاء في القرآن الكريم: {انا انزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما (105) واستغفر الله ان الله كان غفورا رحيما (106) ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم ان الله لا يحب من كان خوانا اثيما} (النساء 105 - 107)
4 - قال تعالى: {واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه سميع عليم} (الاعراف 200) وجاء في روح المعاني ج9 ص148: " والآية على ما نص عليه بعض المحققين من باب لئن أشركت ليحبطن عملك فلا حجة فيها لمن زعم عدم عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من وسوسة الشيطان وإرتكاب المعاصي" انتهى
ان هذا الاستشهاد لا تقوم به حجة لأن الله رتّب على الاشراك احباط العمل, بينما رتّب على نزغ الشيطان أمر الهي بالاستعاذة ... ويمكننا القول بأن الآية هي اولى بأن تكون من باب {واما تعرضن عنهمم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا} (الاسراء 28) فهذه الاية اقرب في تركيبها اللغوي من الاية التي استشهد بها في نص تفسير روح المعاني اعلاه ..
ما اروع السياق القرآني الكريم وهو يصهر شخص الرسول في الذين اتقوا حتى يكون لهم اسوة حسنة ... فبعد ان امر الله نبيّه بالاستعاذة من الشيطان {واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه سميع عليم} (الاعراف 200) , يتجه السياق القرآني ليعمّم هذه الحالة على من تمسّك بتقوى الله {ان الذين اتقوا اذا مسّهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون} (الاعراف 201) ... ان روعة الاسلوب القرآني تجعل من الرسول مثالا للتطبيق, ثم يأخذ بيد الرسول بسلاسة النص ليسلكه في منظومة المتقين ...
وجميل هو ما جاء في تفسير القرطبي: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة قال تلك محض الإيمان وفي حديث أبي هريرة ذلك صريح الإيمان والصريح الخالص وهذا ليس على ظاهره إذ لا يصح أن تكون الوسوسة نفسها هي الإيمان لأن الإيمان اليقين وإنما الإشارة إلى ما وجدوه من الخوف من الله تعالى أن يعاقبوا على ما وقع في أنفسهم فكأنه قال جزعكم من هذا هو محض الإيمان وخالصه لصحة إيمانكم وعلمكم بفسادها فسمى الوسوسة إيمانا لما كان دفعها والإعراض عنها والرد لها وعدم قبولها (القرطبي ج7 ص348)
واذا اردنا ان نضع النقاط الاخيرة في هذا الموضوع نقول ان حديث اسلام شيطان الرسول غير مقبول على الاطلاق حتى ولو ذهب البعض الى ان المعنى ان الرسول يسلم من الشيطان وليس معناه اسلام الشيطان لأن الحديث يحمل في بنيته مغايرة بين الرسول وغيره من الناس على هذا المستوى حيث جاء التعبير: " نَعَمْ. وَل?كِنْ رَبِّي أَعَانَنِي عَلَيْهِ حَتَّى? أَسْلَمَ" ... فهذا التعبير يفيد ان الرسول مخصوص بعون الله على الشيطان ... الاّ ان يقال ليس هناك خصوصية, والمقصود ان من يتق الله يعنه الله في التغلّب على وساوس شيطانه ... على أيّ, ان السياق لا يوحي بهذا من بعيد او من قريب ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سيف الدين]ــــــــ[22 Apr 2006, 11:28 م]ـ
كنت آمل ان أغني هذه السلسلة من آية وحديث باضافات من قبل القرّاء الكرام ..(/)
للأهمية سؤال: هل يصح أن يكون هذا عنوان لرسالة ماجستير؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[خادمة العقيدة]ــــــــ[09 Apr 2006, 06:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني في الملتقي
أرجو منكم إفادتي بأهمية هذا العنوان
كرسالة ماجستير
وهو آيات العقيدة في سورة الزمر
عند الرازي، الزمخشري، الطبرسي دراسة مقارنة
علي ضوء منهج السلف
فإن كان يستحق هذا الجهد
فأرجو إفادتي ببعض الأفكار والمقترحات بخصوص ذلك
ولكم جزيل الشكر إخواني
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[09 Apr 2006, 07:08 م]ـ
موضوع حسن ..... لكنني اشفق عليك من اتساعه.
فلو ضربنا عدد المذاهب الأربعة في مفردات العقيدة في السورة لخرجنا برقم كبير ...
ـ[خادمة العقيدة]ــــــــ[09 Apr 2006, 07:43 م]ـ
بارك الله فيك
اقترح علي بعض الافكار
التي تساعدني اما في تعديل الموضوع او اختيار موضوع اخر
للاهمية القسوي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Apr 2006, 07:55 م]ـ
هناك كتاب مطبوع عن مباحث العقيدة في سورة الزمر، ليتك تراجعينه، وفيما أذكر أنه لم يتقيد بتفاسير معينة كما في موضوعك هذا. ومن الأفكار فيه:
- جمع المباحث العقدية في السورة وترتيبها بحسب ترتيب كتب العقيدة كالطحاوية مثلاً.
- ثم دراسة كل موضوع من هذه الموضوعات بحيث تقررين المذهب الصحيح أولاً، ثم تعرضين رأي الزمخشري مثلاً ثم الرازي ثم الطوسي إن كان الطوسي متأخراً عن الرازي.
- والذي يبدو لي أن البحث سيقدم إلى قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة لا إلى قسم القرآن وعلومه.
وفقكم الله وأعانكم.
ـ[کوثر]ــــــــ[09 Apr 2006, 08:11 م]ـ
موضوع حسن كما قاله الأخ أبو عبد المعز
و لكن لي نظر و هو
إن كنت تبدلين آيات العقيدة
فتقولين آيات الجواهر
و لتوضيح حول هذا الإسم راجعي
جواهر القرآن للغزالي
أو مفهوم النص لنصر حامد أبو زيد فيما يقول حول الغزالي
و ذكرهما لا يعني بأني اؤيدهما فيما يقولون لكن هذا التقسيم حسن عندي
و أيضا هذا التسمية
و ادع لك بالنجاح و التوفيق
ـ[الجكني]ــــــــ[09 Apr 2006, 08:25 م]ـ
يا أختى صلاحية الموضوع أونجاحه من عدمها أنت اتى تحددينها وذلك من خلال معرفتك وإلمامك بالمدارس العقدية التى ينتمى إليها كل واحد من الثلاتة ومعرفة أصول مذهب كل واحد وأعنى بالأصول هنا طرائق الاستدلال من النصوص عندهم،وعلى كل الباحث الجيد هو الذى يختار الأبحاث القوية تمنياتى لك بالتوفيق
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[09 Apr 2006, 11:09 م]ـ
أختي الكريمة لا بد أن تحددي تخصصك هل هو في العقيدة أم في القرآن، ثم تبيني هدفك من البحث هل هو بيان ما في هذه التفاسير من مخالفات لعقيدة السلف، وهل هذا البحث تكميلي مختصر أم موسع، وعلى كل حال لابد أن تقتصري على كتاب واحد.
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[10 Apr 2006, 01:00 ص]ـ
هذا الموضوع لا يناسب لمرحلة الماجستر وذلك لسعة الموضوع وعمقه. والذي أرجوه منك أن تحددي التخصص حتى يمكن مساعدتك، وفقك الله
ـ[خادمة العقيدة]ــــــــ[10 Apr 2006, 06:45 ص]ـ
أختي الكريمة لا بد أن تحددي تخصصك هل هو في العقيدة أم في القرآن، ثم تبيني هدفك من البحث هل هو بيان ما في هذه التفاسير من مخالفات لعقيدة السلف، وهل هذا البحث تكميلي مختصر أم موسع، وعلى كل حال لابد أن تقتصري على كتاب واحد.
لبحث ما جستي عقيدة وهو بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير
أكما هدفي فهو بيان مافي هذه التفاسير ما في مخالفات لعقيدة السلف فأرجو منك ان تساعدني وتنصحني بما يفيدني بهذا الموضوع إن كان هناك تعديل على الموضوع فاقترح على بعض الأفكار التي تخص العنوان أو الموضوع نفسه.
وبورك فيك
ـ[خادمة العقيدة]ــــــــ[10 Apr 2006, 06:47 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا لردودكم
وجزاك الله كل الخير
وأود مساعدات أخري
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[10 Apr 2006, 01:44 م]ـ
أرى أن تقتصري على الرازي، ثم تقرأي تفسيره لهذه السورة قراءة متأنية، ثم تصنفي ما وقع فيه من أخطاء حسب أبواب العقيدة، مستعينة بالكتب التي درست منهجه في العقيدة، كذلك ارجعي إلى كتاب: المفسرون بين التأويل والإثبات للمغراوي، وإذا لم تجدي في هذه السورة مادة كافية فابحثي عن سورة أخرى، وفقك الله.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[24 Sep 2006, 02:12 م]ـ
موضوع جيد وإن كنت أفضل ترك الحرية للباحثة وذلك بعدم التقيد بمفسرين بأعيانهم، وذلك ليكون المراد رحبا في غير ضيق وإلا كان عليك بيان الحكمة من تحديد هذه الكتب بالذات والله الموفق(/)
التحقيق في الوقت الذي يتبرأ فيه إبراهيم الخليل من أبيه آزر
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[09 Apr 2006, 10:36 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ} [التوبة:114].
وقد اختلف المفسرون في الوقت الذي تبرأ فيه إبراهيم الخليل عليه السلام من أبيه آزر على قولين:
الأول: أنه تبرأ منه في الحياة الدنيا لما مات مشركاً.
رُويَ ذلك عن ابن عباس ومجاهد وقتادة وعمرو بن دينار والحكم والضحاك، والأثر عن ابن عباس أخرجه الطبري بسند صحيح، كما قال الحافظ ابن حجر.
الثاني: أَنَّ التبرأ كائن يوم القيامة حينما ييئس إبراهيم من أبيه بعد مسخه.
رُويَ ذلك عن سعيد بن جبير، وعبيد بن عمير.
انظر: تفسير الطبري (6/ 492 - 493)، وفتح الباري، لابن حجر (8/ 359).
والذي يَظْهُرُ صَوَابُه ـ والله تعالى أعلم ـ أَنَّ تبري إبراهيم من أبيه كائنٌ يوم القيامة، ذلك أَنَّ إبراهيم يطلب لأبيه الشفاعة يوم القيامة ظناً منه أَنَّ ذلك نافعه، فإذا قال الله له: إني حرمت الجنة على الكافرين، ومُسِخَ أبيه ذيخاً علم أَنَّ ذلك غير نافعه، وأنه عدو لله، فيتبرأ منه في الحال.
وهذا الاختيار ليس فيه ما يخالف الظاهر من سياق الآية؛ إذ ليس في الآية ما يدل على أَنَّ هذا التبري كائن في الدنيا، والآية وإنْ رُويَ في تفسيرها عن ابن عباس أَنَّ ذلك كائن في الدنيا إلا أَنَّ الدليل قد دل على خلافه، وسأذكر من الأدلة ما يؤيد كون ذلك في الآخرة:
لقد حكى لنا القرآن الكريم في غير ما موضع قصة إبراهيم الخليل عليه السلام، وبيَّنَ تعالى في عدة مواضع أَنَّ إبراهيم دعا لأبيه واستغفر له، وهذا الاستغفار وقع بعد مفارقته لأبيه واعتزاله له، وهو بعد تلك المفارقة لا يدري ما حال أبيه، وهذا واضح من سياق الآيات الواردة في سورة مريم؛ حيث قال تعالى ـ بعد حكاية للمحاورة التي جرت بينهما ـ: {قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا (48) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا} [مريم:47 - 49].
فقوله: {سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي} وَعْدٌ من إبراهيم بالاستغفار لأبيه، وقد وفَّى بذلك الوعد حينما هاجر إلى مكة، فإنه دعا لأبيه هناك، وهذا الدعاء والاستغفار وقع منه بعد أنْ وهبه الله تعالى إسماعيل وإسحاق، والذي كان بعد اعتزاله لأبيه، حيث قال سبحانه: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (36) رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللّهِ مِن شَيْءٍ فَي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء (38) الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} [إبراهيم:37 - 41]، وهذه الآيات واضحة الدلالة في تأخر استغفار إبراهيم لأبيه، وأنه كان بعد اعتزاله له.
(يُتْبَعُ)
(/)
وظاهر سياق الآيات في سورة إبراهيم أَنَّ دعاء إبراهيم لأبيه كان في آخر حياة إبراهيم، لقوله في الآيات: {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ}، ثم إنه بعد هذا الدعاء دعا لأبيه فقال: {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ} فدلَّ على أَنَّ دعاءه لأبيه وقع في آخر حياته عليه السلام.
وفي قوله تعالى في سورة الممتحنة: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [الممتحنة:4]، دلالة واضحة على أَنَّ استغفاره كان بعد وفاة أبيه، لأنه لو كان في حياته لم يُمْنَعْ منه؛ لأنه يجوز الاستغفار ـ بمعنى طلب الإيمان ـ لأحياء المشركين.
ولم يأتِ في شيء من تلك الآيات التي تحكي لنا قصة إبراهيم أَنَّ الله تعالى نهاه عن الاستغفار لأبيه، ولم يأتِ في تلك الآيات أيضاً أَنَّ إبراهيم رجع لأبيه بعد اعتزاله له، بل الظاهر أنه لم يلقَ أباه بعد تلك المحاورة.
وبهذا يتبين أَنَّ إبراهيم الخليل عليه السلام لم يتبرأ من أبيه في حياته، بل لم يزل مستغفراً له حتى مات، ولم يزل مستغفراً له حتى بعد الممات، وأنه لن ينكشف له أنه عدو لله إلا في الآخرة حينما يلقاه فيطلب له الشفاعة فيُعْلِمُه الله تعالى بأنَّ الجنة حرام على الكافرين، ويمسخ أباه ذيخاً؛ فيعلم حينئذ أنه عدو لله ويتبرأ منه.
ومما يقوي كون التبري في الآخرة حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يَلْقَى إِبْرَاهِيمُ أَبَاهُ آزَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَى وَجْهِ آزَرَ قَتَرَةٌ وَغَبَرَةٌ فَيَقُولُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ لَا تَعْصِنِي؟ فَيَقُولُ أَبُوهُ: فَالْيَوْمَ لَا أَعْصِيكَ. فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ: يَا رَبِّ إِنَّكَ وَعَدْتَنِي أَنْ لَا تُخْزِيَنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ، فَأَيُّ خِزْيٍ أَخْزَى مِنْ أَبِي الْأَبْعَدِ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: إِنِّي حَرَّمْتُ الْجَنَّةَ عَلَى الْكَافِرِينَ. ثُمَّ يُقَالُ: يَا إِبْرَاهِيمُ، مَا تَحْتَ رِجْلَيْكَ؟ فَيَنْظُرُ؛ فَإِذَا هُوَ بِذِيخٍ مُلْتَطِخٍ، فَيُؤْخَذُ بِقَوَائِمِهِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ». رواه البخاري.
ـ[الجكني]ــــــــ[12 Oct 2006, 12:38 ص]ـ
فتح الله عليك أخي أحمد،واستوقفتني للتوّ كلمة"ذيخا" عند الطبري رحمه الله،ما المقصود بها؟ هل هو اسم أبي إبراهيم؟ وإذا كان كذلك فما الغرض عند الطبري بالتعبير به وعدم التعبير باللفظ القرآني (آزر) 0وشكراً0
ـ[منصور مهران]ــــــــ[12 Oct 2006, 01:54 ص]ـ
لم أجد عند الطبري مسألة مسخ والد إبراهيم (ذيخا)، وإنما الوارد فيه أنه في صورة قرد أو ضبع.
انظر الطبري ج 12 ص 32 - طبعة دار هجر بمصر.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[12 Oct 2006, 08:23 ص]ـ
الشيخ الكريم الجكني /
(الذيخ بكسر الذال المعجمة بعدها تحتانية ساكنة ثم خاء معجمة: ذكر الضّباع، وقيل لا يُقال له ذيخ إلا إذا كان كثير
الشّعر .. ) انظر: (فتح الباري: تحقيق عبد القادر الحمد): كتاب تفسير القرآن: 8/ 369
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[12 Oct 2006, 10:00 ص]ـ
وفي كتب اللغة:
الذِّيخُ الذكرُ من الضّباع الكثير الشعر , والجمع أَذْياخ و ذُيوخٌ و ذِيَخَةٌ والأُنثى ذِيخة ; والجمع ذِيخات ولا يُكَسَّر ; قال جرير:
مثل الضبِّاعِ يَسُفْنَ ذِيخاً ذائخا
وفي حديث القيامة: وينظر الخليل , إِلى أَبيه فإِذا هو بذيِخٍ مُتَلَطِّخٍ الذِّيخُ ذَكَرُ الضِباعِ , وأَراد بالتَّلَطُّخ التَّلَطُّخَ برجيعه أَو بالطين , كما قال في الحديث الآخر: بِذيِخٍ أَمْدَرَ أَي متلطخٍ بالمَدَرِ. وفي حديث خُزَيمة: والذِّيخ مُحْرَ نْجِماً أَي أَن السَّنَة تركت ذكر الضباع مجتمعاً مُتَقَبِّضاً من شدّة الجَدْب. و الذِّيخُ قِنْوُ النخلة , حكاه كراع في الذال المعجمة وجمعه ذِيَخَةٌ , وقد تقدّم في الدال. ويقال: ذَيَّخَتِ النخلةُ إِذا لم تقبل الإِبارَ ولم تَعْقِدْ شيئاً. و ذَيَّخَه تَذْييخاً ذلله , حكاها أَبو عبيد وحده , والصواب الدال. وكان شمر يقول: دَيَّخْته ذللته , بالدال , من داخَ إِذا ذل. و الذِّيخُ الكِبْرِ. وفي حديث علي , رضوان الله عليه: كان الأَشْعَث ذا ذِيخٍ , حكاه الهروي في الغريبين. ويقال: في فلان ذِيخٌ أَي كِبْرٌ. و المَذْيَخَةُ الذِّئابُ. بلسان خَوْلانَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[12 Oct 2006, 02:54 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي د/مروان على هذه الفوائد وجعلها في ميزان حسناتكم يوم لا ينفع مال ولا بنون0
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[09 Dec 2009, 12:31 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على النبي الأمين وعلى آله وصحابته وإخوانه أجمعين
لقد قرأت هذا البحث فأعجبني جدا، جزاك الله خيرا، واستفدت منه.
وإني كنت أود لو أن الآثار كتبت هنا للاستفادة أكثر، وللتوثيق.
إلا أنه يظهر لي -والله أعلم- أن القولين المذكورين أعلاه صحيحان كلاهما ويمكن الجمع بينهما؛ ذلك أن تبري إبراهيم عليه السلام من أبيه كان في الدنيا لكن بعد موت أبيه، وذلك حين تبين له أنه عدو لله وترك الاستغفار له، وهذا هو قول ابن عباس وغيره ممن ذكر في الموضوع، وإنما كان استغفار إبراهيم لأبيه قبل موته، لا بعد موته. ثم يوم القيامة يطلب لأبيه الشفاعة- فهو يوم صعب، الحاقة، الطامة الكبرى- فلما حول الله آزر إلى صورة الضب تبرأ منه ولم يعرفه. والله أعلم
وأود أن أنقل هنا تلك الآثار التي أشار إليها صاحب الموضوع أحمد القصير -جزاه الله خيرا- حتى يكمل الموضوع هنا: ناقلا ذلك من تفسير الطبري رحمه الله مع دمج الروايات حتى لا تتكرر:
قال الإمام الطبري رحمه الله في تفسيره جامع البيان: واختلف أهل التأويل في تأويل قوله: "فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه"؛
قال بعضهم: معناه: فلما تبين له بموته مشركًا بالله، تبرأ منه، وترك الاستغفار له.
* ذكر من قال ذلك:
* عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: ما زال إبراهيم يستغفر لأبيه حتى مات "فلما تبين له أنه عدوٌّ لله تبرّأ منه. وفي رواية له زاد: فلما مات تبين له أنه عدوّ لله. وفي رواية أخرى له زاد: فلما مات لم يستغفر له. [و رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (6/ 1894/10055 و 6/ 1895/10060 تحقيق أسعد محمد الطيب) وفي رواية أخرى عن أبي سنان ضرار بن مرة عن سعيد بن جبير قال توفي أبو رجل وكان يهوديا فلم يتبعه ابنه فذكر ذلك لابن عباس فقال ابن عباس: وما عليه لو غسله واتبعه واستغفر له ما كان حياً - يقول دعا له ما كان الأب حيا - قال ثم قرأ بن عباس (فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه) يقول لما مات على كفره رواه عبد الرزاق في المصنف (6/ 40/9937 تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي) وسعيد بن منصور في سننه (1037) كتاب التفسير، والضياء المقدسي في المختارة (10/ 420/396 - 397 تحقيق عبد الملك بن عبد الله بن دهيش)].
* عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه"، يعني: استغفر له ما كان حيًا، فلما مات أمسك عن الاستغفار له. [ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره (6/ 1893/10050 تحقيق أسعد محمد الطيب) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (6/ 282/2483 تحقيق شعيب الأرنؤوط)]
* عن الحكم، عن مجاهد، في قوله: "فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه"، قال: لما مات. [ورواه سعيد بن منصور في سننه (1038) كتاب التفسير]
* عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: "فلما تبين له أنه عدو لله"، قال: موته وهو كافر.
* عن الحكم: "فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه"، قال: حين مات ولم يؤمن.
* عن عمرو بن دينار: "فلما تبين له أنه عدوّ لله تبرأ منه"،: موته وهو كافر.
* عن جويبر، عن الضحاك في قوله: "فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه"، قال: لما مات.
* عن عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله: "وما كان استغفار إبراهيم لأبيه"، كان إبراهيم صلوات الله عليه يرجو أن يؤمن أبوه ما دام حيًا، فلما مات على شركه تبرّأ منه.
* عن سعيد، عن قتادة: "فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه"، لما مات على شركه "تبرأ منه". [ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره (6/ 1895/10057 تحقيق أسعد محمد الطيب)]
* [وعن معمر عن قتادة قال: تبين له حين مات وعلم أن التوبة قد انقطعت عنه. رواه عبد الرزاق في تفسيره (1133تحقيق عبد المعطي قلعجي) عن معمر به، وابن أبي حاتم في تفسيره (6/ 1895/10059)]
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الطبري رحمه الله: وقال آخرون: معناه: فلما تبين له في الآخرة. وذلك أن أباه يتعلَّق به إذا أرادَ أن يجوز الصراط فيمرّ به عليه، حتى إذا كاد أن يجاوزه، حانت من إبراهيم التفاتةٌ، فإذا هو بأبيه في صورة قِرْد أو ضَبُع، فيخلِّي عنه ويتبرأ منه حينئذ. * ذكر من قال ذلك:
17359 - حدثنا عمرو بن علي قال، حدثنا حفص بن غياث قال، حدثنا عبد الله بن سليمان قال: سمعت سعيد بن جبير يقول: إن إبراهيم يقولُ يوم القيامة: "ربِّ والدي، رَبِّ والدي"! فإذا كان الثالثة، أخذ بيده، فيلتفت إليه وهو ضِبْعانٌ، فيتبرأ منه.
17360 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا جرير، عن منصور، عن عبيد بن عمير، قال: إنكم مجموعون يوم القيامة في صعيدٍ واحد، يسمعكم الداعي، وينفُذُكم البصر. قال: فتزفِرُ جهنم زفرةً لا يبْقى مَلك مُقَرَّب ولا نبيٌّ مرسل إلا وقع لركبتيه تُرْعَد فرائصُه! قال: فحسبته يقول: نَفْسي نفسي! ويضربُ الصِّراط على جهنم كحدِّ السيف، دحْضِ مَزِلَّةٍ، وفي جانبيه ملائكة معهم خطاطيف كشوك السَّعْدان. قال: فيمضون كالبرق، وكالريح، وكالطير، وكأجاويد الركاب، وكأجاويد الرجال، والملائكة يقولون: "ربّ سلِّمْ سلِّم"، فناجٍ سالمٌ ومخدوش ناجٍ، ومكدوسٌ في النار، يقول إبراهيم لأبيه: إني كنت آمرك في الدنيا فتعصيني، ولست تاركك اليوم، فخُذْ بحقْوي! فيأخذ بِضَبْعَيْه، فيمسخ ضَبُعًا، فإذا رآه قد مُسِخَ تبرَّأ منه. [وهذا الأثر فيه ابن حميد شيخ ابن جرير وهو متكلم فيه]
قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قولُ الله، وهو خبره عن إبراهيم أنه لما تبين له أن أباه لله عدوٌّ، يبرأ منه، وذلك حال علمه ويقينه أنه لله عدوٌّ، وهو به مشرك، وهو حالُ موته على شركه.
هذا آخر كلام الإمام الطبري رحمه الله. في جامع البيان.
آثار أخرى ليست في تفسير الطبري رحمه الله:
*روى ابن أبي حاتم في تفسيره (6/ 1893/10050 تحقيق أسعد محمد الطيب) عن ابن المسيب عن أبيه فلما تبين له انه عدو لله قال: لما مات وهو كافر - قال ابن أبي حاتم: وروي عن مجاهد والحسن أنهما قالا: لما مات.
ويتضح من هذه النقول أن أثر ابن عباس رضي الله عنهما رواه سعيد بن جبير عنه، وهو قائل بالقول الثاني، أيضا، فالجمع بين التفسيرين أولى، والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Dec 2009, 07:10 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أهل العلم ونفع بكم.
وما ذكره أخي حكيم بن منصور وجيهٌ، فتبين إبراهيم عداوة أبيه واليقين بعدم إيمانه يتحقق بموت آزر على الكفر مع علم إبراهيم بذلك، وموقفه المذكور في الحديث يوم القيامة يؤكد لإبراهيم الأمر أيضاً.
ولا أظنُّ أن إبراهيم عليه السلام يدع تعاهد والده بالسؤال عنه في حياته بعد فراقه له لكونه كافراً، فبر الوالدين مأمور به حتى في حال الكفر، والتعاهد بالسؤال أقل درجات البر. وليس بالضرورة قول أخي الدكتور أحمد القصير: (وهو بعد تلك المفارقة لا يدري ما حال أبيه) لأنه ليس كل ما يدور في حياة إبراهيم قصه الله علينا ورواه لنبيه، بدلالة: (مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ) فمن دلالالتها أنه قص بعض أخبار الأنبياء ولم يستوعبها لنبيه صلى الله عليهم وسلم أجمعين.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[09 Dec 2009, 04:20 م]ـ
الأخوة الكرام،
في ظني: يكمن سبب الخوض بعيداً عن ظاهر النصوص القرآنية في المسألة المطروحة في الآتي:
1. عدم التفريق بين معنى لفظة (أب) ولفظة (والد). فالوالد هو الأب المباشر (الأقرب). أما الأب فيمكن أن يكون الوالد ويمكن أن يكون الجد وإن علا، ويمكن أن يكون العم. يقول سبحانه في سورة يوسف:"وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ .. " ومعلوم أن يعقوب هو الوالد، وإسحاق هو الجد وإبراهيم هو جد الوالد، سلام الله عليهم جميعاً. وورد في آية أخرى أن إسماعيل عليه السلام هو أب أيضاً على الرغم من كونه عم الوالد:"أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ".
2. ورد في الحديث الذي أخرجه البخاري وذكر في المداخلات:" ... فَأَيُّ خِزْيٍ أَخْزَى مِنْ أَبِي الْأَبْعَدِ؟ " لأن الأب الأقرب هو الوالد وكان مؤمناً بدليل ما ورد في دعاء إبراهيم عليه السلام في شيخوخته:" رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ".
وعليه فآزر يمكن أن يكون الجد أو العم. أما الولد فكان مؤمناً. وكان تبرّؤ إبراهيم من آزر بعد أن تبين له أنه عدو لله، وليس بعد أن تبين له كفره بموته. وهناك فرق بين الكافر العدو والكافر غير العدو، فالكافر العدو نقابله بالعداوة والبغضاء والكافر غير العدو يمكن أن نعامله بالبر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 Dec 2009, 06:40 م]ـ
الأخوة الكرام،
في ظني: يكمن سبب الخوض بعيداً عن ظاهر النصوص القرآنية في المسألة المطروحة في الآتي:
1. عدم التفريق بين معنى لفظة (أب) ولفظة (والد). فالوالد هو الأب المباشر (الأقرب). أما الأب فيمكن أن يكون الوالد ويمكن أن يكون الجد وإن علا، ويمكن أن يكون العم. يقول سبحانه في سورة يوسف:"وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ .. " ومعلوم أن يعقوب هو الوالد، وإسحاق هو الجد وإبراهيم هو جد الوالد، سلام الله عليهم جميعاً. وورد في آية أخرى أن إسماعيل عليه السلام هو أب أيضاً على الرغم من كونه عم الوالد:"أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ".
2. ورد في الحديث الذي أخرجه البخاري وذكر في المداخلات:" ... فَأَيُّ خِزْيٍ أَخْزَى مِنْ أَبِي الْأَبْعَدِ؟ " لأن الأب الأقرب هو الوالد وكان مؤمناً بدليل ما ورد في دعاء إبراهيم عليه السلام في شيخوخته:" رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ".
وعليه فآزر يمكن أن يكون الجد أو العم. أما الولد فكان مؤمناً. وكان تبرّؤ إبراهيم من آزر بعد أن تبين له أنه عدو لله، وليس بعد أن تبين له كفره بموته. وهناك فرق بين الكافر العدو والكافر غير العدو، فالكافر العدو نقابله بالعداوة والبغضاء والكافر غير العدو يمكن أن نعامله بالبر.
كلام جميل يا بيراوي
ولكنه يحتاج إلى مزيد بحث.
ويمكن أن يكون سؤالي الآتي هو المفتاح:
هل استغفار إبراهيم عليه السلام لأبيه المذكور في سورة التوبة هو قوله في سورة إبراهيم:
" رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ".؟
ثم حسب تقسيمك للكافر إلى كافر عدو وكافر غير عدو هل يجوز الاستغفار للكافر غير العدو؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[10 Dec 2009, 12:43 ص]ـ
الأخ الكريم حجازي حفظه الله،
1. وعد إبراهيم عليه السلام أباه أن يستغفر له:"لأستغفرنّ لك ... "، وهو عليه السلام أجدر من يفي بوعده:"وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه". ولكنه بعد أن تبين له أنه عدو لله تبرأ منه وهاجر إلى الأرض المباركة فوهب الله له إسماعيل وإسحاق. ولما كبر إسماعيل عليه السلام ساعد والده في بناء الكعبة وكان دعاء إبراهيم لوالده ووالدته:" رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ".
2. يقول سبحانه:"مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ" ولا يتبين لنا أن الشخص من أصحاب النار حتى يموت على الكفر. ومن هنا لا يجوز الاستغفار للكافر الميت.
وهنا أسأل: إذا كان الاستغفار للكافر الميت يحرم شرعاً، فهل يجوز الترحم عليه؟ على اعتبار أنّ الاستغفار هو طلب المغفرة، وبالتالي دخول الجنة. والترحم هو طلب الرحمة، ومن الرحمة تخفيف العذاب.
ـ[ابن مسعود]ــــــــ[10 Dec 2009, 03:36 م]ـ
هذه المسألة تعرض لها الحافظ ابن حجر بالتفصيل في فتح الباري في كتاب التفسير عند تفسير قوله تعالى (ولا تخزني يوم يبعثون) وهو كلام نفيس ولولا طول المقام لذكرته فراجعوه إن شئتم!
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[11 Dec 2009, 11:33 م]ـ
الأخ الكريم حجازي حفظه الله،
حتى تكتمل الصورة نُذكِّر بالآية الكريمة من سورة الشعراء:" وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ"، هذه هي الآية التي تشير إلى استغفار إبراهيم عليه السلام لأبيه الأبعد. أما تلك فتشير إلى استغفاره لوالده (الأب الأقرب).
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Dec 2009, 12:52 ص]ـ
الأخ الكريم حجازي حفظه الله،
حتى تكتمل الصورة نُذكِّر بالآية الكريمة من سورة الشعراء:" وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ"، هذه هي الآية التي تشير إلى استغفار إبراهيم عليه السلام لأبيه الأبعد. أما تلك فتشير إلى استغفاره لوالده (الأب الأقرب).
أخي الفاضل حفظك الله ورعاك
لا أرى في الآيتين أي قرينة تدل على ما تقول.
أخانا الكريم:
ظاهر القرآن يدل على أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام قد تبينت له عدواة أبيه في الدنيا لأنه كان من المشركين وقد حصلت البراءة في الدنيا وآية التوبة جاءت لترد على أنه لا يجوز الاحتجاج باستغفار إبراهيم لأبيه ونحن لا نعرف استغفارا لإبراهيم لأبيه إلا ماورد في القرآن في سورة إبراهيم وفي سورة الشعراء.
فلا يصح أن يحمل استغفار إبراهيم لأبيه بما ورد في البخاري ولا أن البراءة من أبيه ستكون يوم القيامة.
والذي يحتاج منا الوقوف عنده هو آية سورة إبراهيم حيث إن إبراهيم عليه السلام استغفر لوالديه ونحن نعلم أنه لم يؤمن له إلا لوط عليه السلام، ولم يأت ذكر لأم إبراهيم عليه السلام فهل يمكن أنها ماتت مؤمنة؟
ثم لو كان دخول والد إبراهيم عليه السلام يعد خزيا للحق هذا الخزي كل من دخل له قريب النار وهو من أهل الجنة.
فهذا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال عن ابيه إنه في النار كما هو في الحديث الصحيح.
وهاهو قد نهي عن الاستغفار لأمه.
وهاهو قد اخبر أن عمه أبا طالب في النار.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[12 Dec 2009, 11:34 ص]ـ
الأخ الكريم حجازي حفظه الله،
1. أرجو تدقيق النظر في مداخلاتي لأنني أقول إن التبرؤ كان في الدنيا.
2. حديث البخاري يدل على أن آزر يدخل النار فلا إشكال. فكما علمنا أن الله تعالى لم يقبل من الرسول عليه السلام أن يستغفر لأمه علمنا من حديث البخاري أنه لا يقبل من إبراهيم عليه السلام شفاعة في أبيه، وهو خليل الرحمن، فكيف بمن هم دونه عليه السلام.
3. ذُكِر إيمان لوط عليه السلام لأنه نبي، فلماذا يُذكر إيمان الوالدين؟! ولم نعتد من القرآن الكريم تصريحاً بمثل هذا.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Dec 2009, 02:57 م]ـ
الأخ الكريم حجازي حفظه الله،
1. أرجو تدقيق النظر في مداخلاتي لأنني أقول إن التبرؤ كان في الدنيا.
2. حديث البخاري يدل على أن آزر يدخل النار فلا إشكال. فكما علمنا أن الله تعالى لم يقبل من الرسول عليه السلام أن يستغفر لأمه علمنا من حديث البخاري أنه لا يقبل من إبراهيم عليه السلام شفاعة في أبيه، وهو خليل الرحمن، فكيف بمن هم دونه عليه السلام.
3. ذُكِر إيمان لوط عليه السلام لأنه نبي، فلماذا يُذكر إيمان الوالدين؟! ولم نعتد من القرآن الكريم تصريحاً بمثل هذا.
الأخ الفاضل أبا عمرو
أعلم أنك تقول إن البراءة كانت في الدنيا ولكن اعتراضي هو على التقسيم الذي ذكرته وهو الأب الأبعد والأقرب.
والذي أقول:
إن إبراهيم عليه الصلاة والسلام استغفر لأبيه مرتين:
الأولى: في سن مبكرة حين كان يحاور أبيه وقومه:
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74) قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ (84) وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85) وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ (86) وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)) سورة الشعراء
وهذا الاستغفار يبدو أنه بناء على وعد إبراهيم لأبيه المذكور في سورة مريم:
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45) قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آَلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47)) سورة مريم
والثانية:
قوله في سورة إبراهيم:
(رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ) سورة إبراهيم (41)
وهذا كان في سن متأخرة من عمر إبراهيم عليه السلام حسب الآية:
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ) سورة إبراهيم (39)
وحسب القرآن فإن إبراهيم قد تبين له بعد ذلك أن أباه عدو لله تبرأ منه:
(يُتْبَعُ)
(/)
(مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113) وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114)) سورة التوبة
وإذا كان أبو إبراهيم عليه السلام قد مات على الكفر فلا يمكن القول إنه كان يستغفر له بعد موته لأنه لم يتبين له أنه عدو لله وأن التبين في الآخرة لأن هذا القول يرده قول الله تعالى:
(فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (24) وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (25) فَآَمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26)) سورة العنكبوت
ويبقى الكلام على الحديث وقد ذكر بن حجر رحمه الله في الفتح أن بعض أهل العلم قد رد الحديث:
"قَوْله: (فَيَقُول إِبْرَاهِيم يَا رَبِّ إِنَّك وَعَدْتنِي أَنْ لَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ، فَأَيّ خِزْي أَخْزَى مِنْ أَبِي الْأَبْعَد) وَصَفَ نَفْسه بِالْأَبْعَدِ عَلَى طَرِيق الْفَرْض إِذَا لَمْ تُقْبَل شَفَاعَته فِي أَبِيهِ، وَقِيلَ: الْأَبْعَد صِفَة أَبِيهِ أَيْ أَنَّهُ شَدِيد الْبُعْد مِنْ رَحْمَة اللَّه لِأَنَّ الْفَاسِق بَعِيد مِنْهَا فَالْكَافِر أَبْعَد، وَقِيلَ: الْأَبْعَد بِمَعْنَى الْبَعِيد وَالْمُرَاد الْهَالِك، وَيُؤَيِّد الْأَوَّل أَنَّ فِي رِوَايَة إِبْرَاهِيم بْن طَهْمَانَ " وَإِنْ أَخْزَيْت أَبِي فَقَدْ أَخْزَيْت الْأَبْعَد " وَفِي رِوَايَة أَيُّوب " يَلْقَى رَجُل أَبَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَة فَيَقُول لَهُ: أَيّ اِبْن كُنْت لَك؟ فَيَقُول: خَيْر اِبْن، فَيَقُول: هَلْ أَنْتَ مُطِيعِي الْيَوْمَ؟ فَيَقُول: نَعَمْ. فَيَقُول خُذْ بَارِزَتِي. فَيَأْخُذ بَارِزَتَهُ. ثُمَّ يَنْطَلِق حَتَّى يَأْتِيَ رَبّه وَهُوَ يَعْرِض الْخَلْق، فَيَقُول اللَّه: يَا عَبْدِي اُدْخُلْ مِنْ أَيّ أَبْوَاب الْجَنَّة شِئْت، فَيَقُول: أَيْ رَبِّ أَبِي مَعِي، فَإِنَّك وَعَدْتنِي أَنْ لَا تُخْزِنِي ".
قَوْله: (فَيَقُول اللَّه: إِنِّي حَرَّمْت الْجَنَّة عَلَى الْكَافِرِينَ) فِي حَدِيث أَبِي سَعِيد " فَيُنَادَى: إِنَّ الْجَنَّة لَا يَدْخُلهَا مُشْرِك ".
قَوْله: (ثُمَّ يُقَال يَا إِبْرَاهِيم مَا تَحْتَ رِجْلَيْك؟ اُنْظُرْ، فَيَنْظُر فَإِذَا هُوَ بِذِيخٍ مُتَلَطِّخ، فَيُؤْخَذ بِقَوَائِمِهِ فَيُلْقَى فِي النَّار) فِي رِوَايَة إِبْرَاهِيم بْن طَهْمَانَ " فَيُؤْخَذ مِنْهُ فَيَقُول: يَا إِبْرَاهِيم أَيْنَ أَبُوك؟ قَالَ: أَنْتَ أَخَذْته مِنِّي، قَالَ: اُنْظُرْ أَسْفَلَ، فَيَنْظُر فَإِذَا ذِيخ يَتَمَرَّغُ فِي نَتْنِهِ ". وَفِي رِوَايَة أَيُّوب " فَيَمْسَخ اللَّه أَبَاهُ ضَبْعًا " فَيَأْخُذ بِأَنْفِهِ فَيَقُول: يَا عَبْدِي أَبُوك هُوَ، فَيَقُول: لَا وَعِزَّتِك " وَفِي حَدِيث أَبِي سَعِيد " فَيُحَوَّل فِي صُورَة قَبِيحَة وَرِيح مُنْتِنَة فِي صُورَة ضِبْعَان " زَادَ اِبْن الْمُنْذِر مِنْ هَذَا الْوَجْه " فَإِذَا رَآهُ كَذَا تَبَرَّأَ مِنْهُ قَالَ: لَسْت أَبِي " وَالذِّيخ بِكَسْرِ الذَّال الْمُعْجَمَة بَعْدَهَا تَحْتَانِيَّة سَاكِنَة ثُمَّ خَاء مُعْجَمَة ذَكَر الضِّبَاع، وَقِيلَ لَا يُقَال لَهُ ذِيخ إِلَّا إِذَا كَانَ كَثِير الشَّعْر. وَالضِّبْعَان لُغَة فِي الضَّبْع. وَقَوْله: " مُتَلَطِّخ " قَالَ بَعْض الشُّرَّاح: أَيْ فِي رَجِيع أَوْ دَم أَوْ طِين. وَقَدْ عَيَّنَتْ الرِّوَايَة الْأُخْرَى الْمُرَاد وَأَنَّهُ الِاحْتِمَال الْأَوَّل حَيْثُ قَالَ:
(يُتْبَعُ)
(/)
فَيَتَمَرَّغ فِي نَتْنه. قِيلَ: الْحِكْمَة فِي مَسْخه لِتَنْفِرَ نَفْس إِبْرَاهِيم مِنْهُ وَلِئَلَّا يَبْقَى فِي النَّار عَلَى صُورَته فَيَكُون فِيهِ غَضَاضَة عَلَى إِبْرَاهِيم. وَقِيلَ: الْحِكْمَة فِي مَسْخه ضَبْعًا أَنَّ الضَّبْع مِنْ أَحْمَق الْحَيَوَان، وَآزَرَ كَانَ مِنْ أَحْمَق الْبَشَر، لِأَنَّهُ بَعْدَ أَنْ ظَهَرَ لَهُ مِنْ وَلَده مِنْ الْآيَات الْبَيِّنَات أَصَرَّ عَلَى الْكُفْر حَتَّى مَاتَ. وَاقْتَصَرَ فِي مَسْخه عَلَى هَذَا الْحَيَوَان لِأَنَّهُ وَسَط فِي التَّشْوِيه بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا دُونَهُ كَالْكَلْبِ وَالْخِنْزِير وَإِلَى مَا فَوْقَهُ كَالْأَسَدِ مَثَلًا، وَلِأَنَّ إِبْرَاهِيم بَالَغَ فِي الْخُضُوع لَهُ وَخَفْض الْجَنَاح فَأَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَأَصَرَّ عَلَى الْكُفْر فَعُومِلَ بِصِفَةِ الذُّلّ يَوْمَ الْقِيَامَة، وَلِأَنَّ لِلضَّبْعِ عِوَجًا فَأُشِيرَ إِلَى أَنَّ آزَرَ لَمْ يَسْتَقِمْ فَيُؤْمِن بَلْ اِسْتَمَرَّ عَلَى عِوَجه فِي الدِّين. وَقَدْ اِسْتَشْكَلَ الْإِسْمَاعِيلِيّ هَذَا الْحَدِيث مِنْ أَصْله وَطَعَنَ فِي صِحَّته فَقَالَ بَعْدَ أَنْ أَخْرَجَهُ: هَذَا خَبَر فِي صِحَّته نَظَر مِنْ جِهَة أَنَّ إِبْرَاهِيم عَلِمَ أَنَّ اللَّه لَا يُخْلِف الْمِيعَاد؛ فَكَيْف يَجْعَل مَا صَارَ لِأَبِيهِ خِزْيًا مَعَ عِلْمه بِذَلِكَ؟ وَقَالَ غَيْره: هَذَا الْحَدِيث مُخَالِف لِظَاهِرِ قَوْله تَعَالَى: (وَمَا كَانَ اِسْتِغْفَار إِبْرَاهِيم لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَة وَعَدَهَا إِيَّاهُ، فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ) اِنْتَهَى. وَالْجَوَاب عَنْ ذَلِكَ أَنَّ أَهْل التَّفْسِير اِخْتَلَفُوا فِي الْوَقْت الَّذِي تَبَرَّأَ فِيهِ إِبْرَاهِيم مِنْ أَبِيهِ، فَقِيلَ: كَانَ ذَلِكَ فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا لَمَّا مَاتَ آزَرَ مُشْرِكًا، وَهَذَا أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيق حَبِيب بْن أَبِي ثَابِت عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس وَإِسْنَاده صَحِيح. وَفِي رِوَايَة: " فَلَمَّا مَاتَ لَمْ يَسْتَغْفِر لَهُ " وَمِنْ طَرِيق عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس نَحْوه قَالَ: " اِسْتَغْفَرَ لَهُ مَا كَانَ حَيًّا فَلَمَّا مَاتَ أَمْسَكَ " وَأَوْرَدَهُ أَيْضًا مِنْ طَرِيق مُجَاهِد وَقَتَادَةَ وَعَمْرو بْن دِينَار نَحْو ذَلِكَ، وَقِيلَ إِنَّمَا تَبَرَّأَ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَة لَمَّا يَئِسَ مِنْهُ حِينَ مُسِخَ عَلَى مَا صُرِّحَ بِهِ فِي رِوَايَة اِبْن الْمُنْذِر الَّتِي أَشَرْت إِلَيْهَا، وَهَذَا الَّذِي أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ أَيْضًا مِنْ طَرِيق عَبْد الْمَلِك بْن أَبِي سُلَيْمَان سَمِعْت سَعِيد بْن جُبَيْر يَقُول: إِنَّ إِبْرَاهِيم يَقُول يَوْمَ الْقِيَامَة: رَبِّ وَالِدِي، رَبِّ وَالِدِي. فَإِذَا كَانَ الثَّالِثَة أُخِذَ بِيَدِهِ فَيَلْتَفِت إِلَيْهِ وَهُوَ ضِبْعَان فَيَتَبَرَّأ مِنْهُ. وَمِنْ طَرِيق عُبَيْد بْن عُمَيْر قَالَ: يَقُول إِبْرَاهِيم لِأَبِيهِ: إِنِّي كُنْت آمُرك فِي الدُّنْيَا وَتَعْصِينِي، وَلَسْت تَارِكك الْيَوْمَ فَخُذْ بِحَقْوِي، فَيَأْخُذ بِضَبْعَيْهِ فَيُمْسَخ ضَبْعًا، فَإِذَا رَآهُ إِبْرَاهِيم مُسِخَ تَبَرَّأَ مِنْهُ. وَيُمْكِن الْجَمْع بَيْنَ الْقَوْلَيْنِ بِأَنَّهُ تَبَرَّأَ مِنْهُ لَمَّا مَاتَ مُشْرِكًا فَتَرَكَ الِاسْتِغْفَار لَهُ، لَكِنْ لَمَّا رَآهُ يَوْمَ الْقِيَامَة أَدْرَكَتْهُ الرَّأْفَة وَالرِّقَّة فَسَأَلَ فِيهِ، فَلَمَّا رَآهُ مُسِخَ يَئِسَ مِنْهُ حِينَئِذٍ فَتَبَرَّأَ مِنْهُ تَبَرُّءًا أَبَدِيًّا وَقِيلَ: إِنَّ إِبْرَاهِيم لَمْ يَتَيَقَّن مَوْته عَلَى الْكُفْر بِجَوَازِ أَنْ يَكُون آمَنَ فِي نَفْسه وَلَمْ يَطَّلِع إِبْرَاهِيم عَلَى ذَلِكَ، وَتَكُون تَبْرِئَته مِنْهُ حِينَئِذٍ بَعْدَ الْحَال الَّتِي وَقَعَتْ فِي هَذَا الْحَدِيث. قَالَ الْكَرْمَانِيُّ: فَإِنْ قُلْت: إِذَا أَدْخَلَ اللَّه أَبَاهُ النَّار فَقَدْ أَخْزَاهُ لِقَوْلِهِ: (إِنَّك مَنْ تُدْخِل النَّار فَقَدْ أَخْزَيْته) وَخِزْي الْوَالِد خِزْي الْوَلَد فَيَلْزَم الْخُلْف فِي الْوَعْد وَهُوَ مُحَال، وَلَوْ أَنَّهُ يَدْخُل النَّار لَزِمَ الْخُلْف فِي الْوَعِيد وَهُوَ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ: (إِنَّ اللَّه حَرَّمَ الْجَنَّة عَلَى الْكَافِرِينَ) وَالْجَوَاب أَنَّهُ إِذَا مُسِخَ فِي صُورَة ضَبْع وَأُلْقِيَ فِي النَّار لَمْ تَبْقَ الصُّورَة الَّتِي هِيَ سَبَب الْخِزْي، فَهُوَ عَمَل بِالْوَعْدِ وَالْوَعِيد. وَجَوَاب آخَر: وَهُوَ أَنَّ الْوَعْد كَانَ مَشْرُوطًا بِالْإِيمَانِ، وَإِنَّمَا اِسْتَغْفَرَ لَهُ وَفَاءً بِمَا وَعَدَهُ، فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ. قُلْت: وَمَا قَدَّمْته يُؤَدِّي الْمَعْنَى الْمُرَاد مَعَ السَّلَامَة مِمَّا فِي اللَّفْظ مِنْ الشَّنَاعَة، وَاَللَّه أَعْلَم."
فتح الباري لابن حجر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[12 Dec 2009, 03:35 م]ـ
الأخ الكريم حجازي،
1. واضح أنّ:"وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ " كان وهو في العراق صلاة الله عليه وسلامه. وبذلك وفّى عليه السلام بوعده:"قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا". ثم هاجر عليه السلام ومضى زمن طويل.
2. أما الاستغفار للوالدين فبعيد عن الموعدة، فالمقام والسياق لا يشير إلى هذا. ثم انظر:"رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ" ولو كان الاستغفار هنا للأب الضال لأشكل جعله مع الاستغفار للمؤمنين.
ثم لماذا استشكال غير المستشكل، إذا كان لفظ الأب يشمل الجد والعم؟!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Dec 2009, 04:25 م]ـ
الأخ الكريم حجازي،
2. أما الاستغفار للوالدين فبعيد عن الموعدة، فالمقام والسياق لا يشير إلى هذا. ثم انظر:"رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ" ولو كان الاستغفار هنا للأب الضال لأشكل جعله مع الاستغفار للمؤمنين.
ثم لماذا استشكال غير المستشكل، إذا كان لفظ الأب يشمل الجد والعم؟!
حمل الوالدين في الآية على غير الأب والأم المباشرين يحتاج إلى قرينة.
وإذا قلنا إن آزر المذكور في سورة الأنعام هو عم إبراهيم فهل هو الأب المذكور في سورة مريم وفي الشعراء؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[12 Dec 2009, 05:09 م]ـ
الأخ الكريم حجازي حفظه الله،
1. قولك: (حمل الوالدين في الآية على غير الأب والأم المباشرين يحتاج إلى قرينة): يبدو أنك تقصد أن تقول: حمل لفظة الأب على غير الوالد المباشر ....
2. ليس هناك ما يقصر كلمة الأب على الوالد المباشر. وعلى أية حال كنا في المداخلات السابقة نقدم الأدلة على أن المقصود الأب غير المباشر. وأنا أميل إلى أنه الجد وليس العم.
3. آية واحدة تتكلم عن الوالدين، وليس الوالد. وباقي الآيات تتحدث عن الأب الذي هو آزر.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[12 Dec 2009, 06:58 م]ـ
الأخ الكريم حجازي حفظه الله،
اضافة إلى المداخلة السابقة أقول:
يمكن الاستئناس بقول الله تعالى:"وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر" لتأييد القول بأن آزر لم يكن الوالد المباشر، وإلا كان يكفي أن يقال:"وإذ قال إبراهيم لأبيه". ولأن هناك احتمالات فكان من المناسب أن يُبين أنه آزر. ويؤيد هذا أننا لم نعتد أن يذكر القرآن الكريم أسماء من يحيطون بالرسل من أهل وأقرباء وأصحاب.
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[19 Dec 2009, 01:29 م]ـ
السلام عليكم:
تم التعرض لهذه المسألة هنا:
http://www.ikhwan.net/vb/showthread.php?t=31456
فنرجو التقييم والتقويم.
أخوكم.(/)
حيهلا بمشاركاتكم مع هذين الشيخين الفاضلين
ـ[معمر العمري]ــــــــ[10 Apr 2006, 05:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأكارم , سأسجل الأسبوع القادم حلقتين ضمن برنامجكم " مبادئ العلوم "
الأولى: عن الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم , مع فضيلة الشيخ أ. د محمد الشايع , أستاذ الدراسات العليا بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض.
والثانية: عن غريب القرآن الكريم , مع فضيلة الشيخ د. عبدالرحمن الشهري , المشرف العام على هذا الموقع المبارك.
ـــــــــــــ
ومن خلال هذه الصفحة أرحب بمشاركاتكم , واستفاراتكم , وكل ما ترغبون طرحه على ضيفينا الكريمين , والله الموفق.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[10 Apr 2006, 06:14 ص]ـ
شكر الله لك يا أبا لجين هذا الجهد الطيب، ونسأل الله لك ولمشايخنا الكرام التوفيق والتسديد والقبول
رجاء: يرجى تحديد المواعيد بدقة فقد كادت الحلقة الماضية أن تفوت مني فقد كان محددا لها العاشرة والربع فأذيعت في حوالي التاسعة، فيرجى إخبارنا على الملتقى عند حدوث تغيير في المواعيد
وفقكم الله
ـ[معمر العمري]ــــــــ[11 Apr 2006, 09:26 ص]ـ
أخي الكريم .. هذا التقديم في وقت الحلقة كان لعدم وجود درس للأكاديمية العلمية فقط , والوقت الأساس كما ذكرت , حفظك الله.
ـ[طالب المعالي]ــــــــ[12 Apr 2006, 05:36 م]ـ
اخي المبارك ارجو افادتي عن:
اوقات اذاعة البرنامج واعادته وبدقة
كيفية الحصول على الحلقات التي فاتتني ومنها علوم القرآن واصول التفسير ووضع رابط لذلك
ـ[معمر العمري]ــــــــ[14 Apr 2006, 08:15 ص]ـ
أخي " طالب المعالي" أسعد بزيارتك وتواصلك مع المنتدى الخاص بالبرنامج على موقع الأكاديمية الإسلامية المفتوحة , وهناك تجد إجابة جميع تساؤلاتك , وفقك الله.(/)
سؤال: عن ترتيب الآيات خلال السور>>>
ـ[المتدبر]ــــــــ[10 Apr 2006, 02:49 م]ـ
هل ترتيب الآيات خلال السور يعتبر توقيفيا؟
وإذا كان الجواب بنعم؛ فأرجو نقل الإتفاق أو عدمه على ما ذكر؛
وإذا صح النقل؛فهل الترتيب العددي بين الايات موافق للترتيب الزمني لنزول كل آية؟
أسئلة تجول في خاطري .... فأين من يشفي العليل ويروي الغليل؟!!
والله الهادي إلى سواء السبيل ....
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 Apr 2006, 05:17 م]ـ
السلام عليكم
لقد نقل السيوطي في كتابه الإتقان الإجماع على كون الترتيب توقيفيا
وقد جاءت السنن بما يبين ذلك (روى أبو داود والترمذي والنسائي والحاكم وغيرهم عن ابن عباس قال: قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى سورة الأنفال وهي من المثاني وإلى سورة براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم فوضعتموها في السبع الطوال فما حملكم على ذلك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد فكان إذا أنزل عليه الشيء دعا بعض من يكتب له فيقول: ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وإذا أنزلت عليه الآيات قال: ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وإذا أنزلت عليه الآية قال: ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وكانت سورة الانفال من أوائل ما نزل بالمدينة وكانت سورة براءة من أواخر ما أنزل من القرآن قال: فكانت قصتها شبيها بقصتها فظننا أنها منها وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتها في السبع الطوال.)
وهذا الرابط ذو صلة
ترتيب الآيات ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=329)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[11 Apr 2006, 08:07 م]ـ
لقد سبق مناقشة هذه المسألة في أكثر من مشاركة , فلعلك أخي الكريم تبحث عنها في خاصية البحث.(/)
سفينة نوح: الكثير من العبر
ـ[سيف الدين]ــــــــ[10 Apr 2006, 06:17 م]ـ
تعلّمنا سفينة نوح عليه السلام الكثير من الاشياء:
1 - التحق بالسفينة ولا تفوّتها
2 - لا تنسى اننا جميعا في قارب واحد
3 - انظر الى الامام: لم تكن السماء تمطر عندما بدأ نوح عليه السلام ببناء القارب
4 - ابقى مستعدا: فربما يكون عمرك قد تجاوز 600 سنة عندما يطلب منك احدهم ان تقوم بعمل مهم
5 - لا تستمع للثرثارين؛ فقط قم بما يجب عليك فعله
6 - من الافضل ان نسافر ازواجا وليس افرادا
7 - تذكّر بأن السفينة بناها هواة, بينما التايتنك بناها محترفين
8 - تذكّر بأن نقّري الخشب في السفينة هم اكثر خطرا من العاصفة في الخارج
9 - مهما كانت العاصفة قوية, فهناك قوس قزح ينتظر المؤمنين بالله
(بتصرّف)
ـ[سيف الدين]ــــــــ[10 Apr 2006, 06:18 م]ـ
* بناها محترفون
ـ[سيف الدين]ــــــــ[10 Apr 2006, 07:38 م]ـ
اعتذر عن الاخطاء الواردة فيما كتب اعلاه مثل: ابقى: ابق ولاتنسى: ولا تنس والشكر الجزيل للاخ المصوّب(/)
ما الأوجه الجائزة في إعراب (لا إله إلا الله)؟
ـ[ابومتعب]ــــــــ[10 Apr 2006, 11:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإخوة أعضاء المنتدى من مسؤولين وأعضاء وزوار أتشرف بالانضمام إليكم في هذا المنتدى الكريم، وأود منكم مساعدتي في تبيين الأوجه الإعرابية باختصارللكلمةِ الطيبة التي هي لفظ الشهادة.
وكذلك الأوجه الإعرابية الجائزة في إعراب المثال الآتي: (لا تأكل السمك وتشرب اللبن).
هذ والله يحفظكم.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[11 Apr 2006, 12:10 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك بين إخوتك ......
بخصوص إعراب الكلمة الطيبة أحيلك على هذا الرابط فلعلك تجد فيه بعض ما تريد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=31062
ـ[ابومتعب]ــــــــ[11 Apr 2006, 05:16 م]ـ
الأخ الفاضل أبو عبد المعز بارك الله فيكم ونفع بجهودكم وأسأل الله العلي القدير أن يثيبكم على جهودكم المشكورة وأتمنى لكم التوفيق أخوك المحب ابو متعب.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[19 Feb 2008, 09:46 ص]ـ
إعراب كلمة التوحيد (لا إله إلا الله)
لا: حرف نفي ونصب
إذا دخلت على النكرة المباشرة غير المكررة نصبتها وجوباً اسماً لها ورفعت الخبر.
إله: اسم (لا) منصوب تحققت فيه شروط وجوب النصب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
وخبر (لا) محذوف لظهور العلم به وتقديره (حق)
قال ابن مالك:
وشاع في ذا الباب إسقاط الخبر إذا المراد مع إسقاطه ظهر
وقدره بعض النحاة (موجود) وهو خطأ باعتبار وصحيح باعتبار آخر، والصحيح الذي لا خطأ فيه وتدل عليه الأدلة الأخرى تقديره بـ (حق)
فالذين قدروه بـ (موجود) إن كان مرادهم مطلق وجود ما يعبد من دون الله فهذا خطأ؛ فإن الآلهة التي اتخذت من دون الله كثيرة، قال الله تعالى: (واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون)
وكم حطم النبي صلى الله عليه وسلم من صنم اتخذ إلها من دون الله؟!!
وإن كان مرادهم بالوجود: الوجود المعتبر شرعاً فهذا حق ويدل عليه قوله تعالى: (إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء) وقال: (ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل) فهي آلهة باطلة ليست بشيء.
ولكن الله أرشدنا في التعبير أن نأخذ بالقول الذي لا يتذرع متذرع بتفسيره بالباطل على منهج: (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا)
فتقديره بـ (حق) هو الصواب حينئذ،وهو مرادف للوجود الشرعي
وخبر (لا) يحذف كثيراً في كلام العرب ويقدر في كل مقام بحسبه
كما لو سئلت: من عندك؟ فقلت: لا أحد.
فإنك تريد: لا أحد عندي، فلو ذكرت خبر (لا) خالفت البلاغة في القول.
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر)
فشهر صفر موجود ولكنَّ المنفي هو الوجود الشرعي لاعتقادهم فيه.
وكذلك الطيرة موجودة، ولكن المنفي هو الاعتبار الشرعي لها.
وهكذا يقدر الخبر في كل مقام بحسبه
ونظير هذا المعنى قوله تعالى: (ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون) فالمنفي هنا هو الجعل الشرعي، وليس الجعل الكوني القدري
فهذه الاعتقادات كانت سائدة في الجاهلية وتعرفها العرب ويعمل بها بعضهم، ويجعلون من الأنعام بحيرة يشقون اذنها ويحرمونها، ويجعلون الوصيلة والجمل الحام ... إلخ
وكل هذه التصرفات منهم غير معتبرة شرعاً، وما أنزل الله بها من سلطان، وجاءت الشريعة بإبطالها ونفي اعتبارها شرعاً.
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار)
المنفي ليس وجود الضرر الكوني، وإنما وجوده الشرعي فلا يقر الشرع ضرراً ولا ضراراً.
وتقدير الخبر المحذوف مرتبط بالمعنى المراد ارتباطا وثيقا.
ففي كلمة التوحيد: (لا إله إلا الله) ليس المنفي الوجود الكوني للآلهة التي تعبد من دون الله بالباطل، وإنما المنفي هو الاعتبار الشرعي لها وأنها تستحق شيئاً من العبادة.
ولذلك كثرت الأدلة من الكتاب والسنة على إبطال استحقاق غير الله للعبادة
قال تعالى: (واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ولا يملكون موتاً ولا حياة ولا نشورا).
وقال: (أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يخلقون)
وقال: (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره)
والمقصود من الإعراب بيان المعنى المراد.
وكل إعراب أدى إلى معنى باطل فهو خطأ مردود.
وقد أكثر ابن هشام في رسالة له مستقلة في إعراب (لا إله إلا الله) من الأوجه الإعرابية حتى أوصلها إلى عشرة أوجه
وكلامه فيها غير محرر وإنما كتبها خواطر من ذهنه وتعرض فيها لأقوال عدد من النحاة منهم المعتزلة ومنهم الأشاعرة ومنهم من أهل السنة.
والنحاة لهم مذاهب كثيرة في الإعراب مبنية على خلافهم في العوامل
**************************************
وأما (لا تأكل السمك وتشرب اللبن)
فهذا مثال مشهور عند النحاة ولكثرة تمثيلهم به وتناقلهم له ظنه بعضهم حديثاً!!
والأوجه الإعرابية الجائزة في (تشرب) ثلاثة:
الأول: الجزم على أن الواو للعطف، عطفت الفعل (تشرب) على الفعل (تأكل) على نية تكرار (لا) الناهية، وتحرك الباء بالكسر لالتقاء الساكنين، فيكون المعنى: النهي عن أكل السمك، والنهي عن شرب اللبن.
الثاني: النصب بأن مضمرة وجوباً على أن الواو للمعية، ويكون المعنى لا تجمع بين أكل السمك وشرب اللبن
الثالث: الرفع بالضمة على أن الواو للاستئناف، ويكون المعنى حينئذ: لا تأكل السمك وأنت الذي تشرب اللبن(/)
أين جواب (فلما)
ـ[عبد القادر يثرب]ــــــــ[11 Apr 2006, 12:01 ص]ـ
قال الشنقيطي رحمه الله: ((قوله تعالى: {وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُو?اْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ}، لم يبين- هنا- هذا الذي أجمعوا أمرهم عليه، ولم يبين- هنا- أيضاً المراد بمكرهم؛ ولكنه بيَّن في أول هذه السورة الكريمة أن الذي أجمعوا أمرهم عليه هو: جعله في غيابة الجب، وأن مكرهم هو: ما فعلوه بأبيهم يعقوب وأخيهم يوسف؛ وذلك في قوله: {فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُو?اْ أَن يَجْعَلُوهُ فِى غَيَابَةِ ?لْجُبِّ} إلى قوله: {وَ?للَّهُ ?لْمُسْتَعَانُ عَلَى? مَا تَصِفُونَ})).
وقال رحمه الله عند تفسير هذه الآية: ((واختلف العلماء في جواب «لما» من قوله: {فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ} أمثبت هو أم محذوف؟
فقيل: هو مثبت، وهو قوله: {قَالُواْ يَـ?أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ}. أي لما كان كذا وكذا {قَالُواْ يأَبَانَا إنَّا}، واستحسن هذا الوجه أبو حيان.
وقيل جواب «لما» هو قوله: {أَوْحَيْنَا}، والواو صلة. وهذا مذهب الكوفيين، تزاد عندهم الواو في جواب «لما» وحتى، «وإذا».
وقيل: جواب «لما» محذوف، وهو قول البصريين. واختلف في تقديره. فقيل: إن تقديره فعلوا به ما فعلوا من الأذى.
وقدره بعضهم: فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب عظمت فتنتهم.
وقدره بعضهم: فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب جعلوه فيها.
واستظهر هذا الأخير أبو حيان. لأن قوله: {وَأَجْمَعُو?اْ أَن يَجْعَلُوهُ} يدل على هذا المقدر. والعلم عند الله تعالى)).
أ - لم يذكر الشنقيطي رحمه الله قول الإمام الطبري الذي نص فيه على أن الجواب هو (وأجمعوا) وأدخلت الواو على الجواب.
ب- من تأمل قول الشنقيطي الأول تبين له أنه يذهب إلى أن جواب (فلما) هو قوله تعالى: (وأوحينا إليه).
ج- إذا كان هذا ما قصد إليه، فلماذا لم يرجح- رحمه الله- قولاً من الأقوال التي نقلها عن المفسرين على قول آخر؟! ولم قال في تعقيبه على أقوال المفسرين التي ذكرها في قوله الثاني: ((والله أعلم))، فأسند علم ذلك إلى الله سبحانه، مع أن قوله الأول يشير بوضوح إلى أن الجواب هو قوله تعالى: (وأوحينا إليه)؟!(/)
ما المراد من عبارة اعجاز القرآن الكريم؟
ـ[يوسف خالد]ــــــــ[11 Apr 2006, 02:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله،،،
ما هو التعريف المرضي لكلمة معجزة؟ وما المراد من عبارة اعجاز القرآن الكريم؟
كنت قد قرأت ان الاعجاز بكسر الهمزة مصدر أعجزه صيره عاجزا، والمعجزة واحدة المعجزات وهي ما أعجز النبي الخصم عند التحدي، ولذلك كانت دالة على صدق النبي لأنها بمنزلة قول الله تعالى: صدق عبدي في كل ما يقوله عني.
فما هو رأي الاخوة الافاضل؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[13 Apr 2006, 02:29 ص]ـ
أذكر أن بعض أعضاء الملتقى أثار هذا الموضوع، فبحثت عنه فوجدته وهذا هو.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3226(/)
سؤال عن الفرق بين قواعد الاستباط من القرآن والسنة؟
ـ[سيف الدين]ــــــــ[11 Apr 2006, 08:08 م]ـ
هل يمكن تطبيق الاستدلال واستنباط الاحكام تطبيقا واحدا على القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف؟
ـ[يوسف حميتو]ــــــــ[12 Apr 2006, 06:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
لو تفصح أخي الكريم عن قصدك من قولك " تطبيقا واحدا " لأنه محتمل لعدة أوجه، بين معناه تجد جواب سؤالك إن شاء الله.
ـ[سيف الدين]ــــــــ[12 Apr 2006, 07:39 م]ـ
بوركت .. فالسؤال نصف العلم
اقصد: هل يمكن ان نستخرج الدلالات ونستبنط الاحكام من السنة النبوية بنفس الطريقة التي نسلكها مع القرآن الكريم؟
فمثلا - وهو مثل ليس إلاّ-: هل نطبّق قواعد الخصوص والعموم على نصوص وألفاظ القرآن الكريم والسنة النبوية تطبيقا واحدا, ام ان هناك حيثيات يجب اعتبارها في كل نوع من النصوص (اي نصوص القرآن والسنة)؟
وجزاك الله, وجزى المجيب كل خير
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[12 Apr 2006, 09:14 م]ـ
يوجد فرق أخي سيف من حيث دلالة الالفاظ من ناحية. ومن ناحية أخرى يراعى ثبوت القران رسما. ووجود الرواية بالمعنى ووجود العلل في الأحاديث.
فهل يوجد فروق أخرى؟ نرجوا ممن يعلم ان يفيدنا ونسأل الله له التوفيق في الدنيا والآخرة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Apr 2006, 01:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب باختصار - فيما يظهر لي -: نعم.
وذلك لأن المصنفين في طرق الأستدلال والاستنباط وقواعدها وهم المؤلفين في أصول الفقه، لا يفرقون بين النصوص من القرآن والسنة من هذه الحيثية، فالقرآن والسنة من حيث الدلالة على الأحكام الشرعية في مرتبة واحدة (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه) أي السنة. وهم يبحثون عن الدليل على قواعدهم الأصولية من القرآن أو السنة ويعملون القواعد نفسها على النصوص الشرعية دون تفريق بين القرآن والسنة في هذا، ومثل ذلك في كتب الفقه الفروعية التي تعنى بالأحكام التفصيلية المستنبطة من الأدلة الشرعية.
مع مراعاة الفروق المعتبرة التي لا تخفى على مثلكم بين القرآن والسنة، مثل أنه ينبغي التحقق من صحة النص النبوي قبل الاستنباط منه، بخلاف القرآن فهو قطعي الثبوت، وقد يكون ظني الدلالة أو قطعي الدلالة. وهذه مسائل مكان بحثها كتب الأصول. وقد صنف الدكتور إبراهيم الكندي كتابه (الدلالات وطرق الاستنباط)، ينفعك في هذا الباب أخي الكريم.
وهناك مسألة ينبغي التنبه لها في هذا الموضوع، وهي أن للأصوليين طريقة في دراسة مسائل متعلقة بالاستنباط مثل دراستهم للعموم والخصوص والإطلاق والتقييد، ربما فاتهم بعض الجوانب التي اختص بها القرآن الكريم لا يعرضون لها. وقد أشار الدكتور مساعد الطيار إلى شيء من هذا في مشاركته بعنوان:
نظرات في علوم القرآن (العموم والخصوص) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=233)
ولأخي الكريم الشيخ فهد الوهبي عناية بهذا الموضوع، لتعلقه برسالته الماجستير، لعله يدلي هنا بدلوه إن سنح له الوقت مشكوراً.(/)
سؤال حول آيات في سورة الهمزة
ـ[سيف الدين]ــــــــ[11 Apr 2006, 08:14 م]ـ
قال تعالى {ويل لكل همزة لمزة (1) الذي جمع مالا وعدده}
السؤال: ما وجه الارتباط بين الهمز واللمز من جهة وبين جمع المال من جهة اخرى؟(/)
سؤال حول الفعل (مدّ) و (مدد) في آيتين
ـ[سيف الدين]ــــــــ[11 Apr 2006, 08:20 م]ـ
قال تعالى مخبرا عن يوم القيامة: {وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ} (3) سورة الإنشقاق
وقال تعالى مخبرا عن الدنيا: {وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ} (19) سورة الحجر
ما الفرق بين (مدّ) في الاية الاولى و (مدد) في الاية الثانية؟
ـ[منصور مهران]ــــــــ[11 Apr 2006, 11:54 م]ـ
كلاهما من الفعل الثلاثي (مد) المشدد، غير أن الفعل مُد مبني للمجهول فهو مضموم الأول والدال باقية على التشديد، والفعل (مد) في (مددناها) مبنى للمعلوم وقد اتصل بالضمير (نا) الدال على الفاعلين؛ لذلك وجب فك الإدغام كما تقول: مددت، والنسوة مددن، وكذلك مددنا. والقاعدة أن كل فعل عينه ولامه من جنس واحد فإن إدغام هذين الحرفين يفك إذا اتصل هذا الفعل بضمير رفع متحرك وضمائر الرفع المتحركة هي: تاء الفاعل ونا الفاعلين ونون النسوة. هذا وبالله التوفيق.(/)
الآية 25 البقرة
ـ[رجب عمارة]ــــــــ[12 Apr 2006, 12:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (البقرة- 25)
تفسير الآية
أيها الرسول- أخبرأهل الإيمان والعمل الصالح خبرًا يملؤهم سرورًا, بأن لهم في الآخرة حدائق عجيبة, تجري الأنهار تحت قصورها العالية وأشجارها الظليلة. كلَّما رزقهم الله فيها نوعًا من الفاكهة اللذيذة قالوا: قد رَزَقَنا الله هذا النوع من قبل, فإذا ذاقوه وجدوه شيئًا جديدًا في طعمه ولذته, وإن تشابه مع سابقه في اللون والمنظر والاسم. ولهم في الجنَّات زوجات مطهَّرات من كل ألوان الدنس الحسيِّ كالبول والحيض, والمعنوي كالكذب وسوء الخُلُق. وهم في الجنة ونعيمها دائمون, لا يموتون فيها ولا يخرجون منها.(/)
تفسير الشيخ عبد الحميد بن باديس والشيخ عبد العزيز القارئ
ـ[مازن مطبقاني]ــــــــ[12 Apr 2006, 11:42 ص]ـ
عندما أكرمني الله عز وجل بدراسة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين فقرأت كتابات الشيخ عبد الحميد بن باديس ومنها تفسيره العظيم (مجالس التذكير) فهل يصلح أن أقتبس تفسير بعض الآيات من هذا التفسير العظيم. وهل ثمة دراسات عليا أو رسائل تهتم بابن باديس. أما الشيخ الدكتور عبد العزيز قارئ فقد كان خطيباً مفوهاً وما أجمل تلك السّنة التي أمضاها مع سورة يوسف وقد قمت باستنساخ عدد من تلك الخطب ولمّا أنشرها بعد فهل هذا مناسب أيضاً أفيدوني والسلام
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Apr 2006, 12:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم
مرحباً بالدكتور الكريم مازن مطبقاني في ملتقى أهل التفسير، أخاً عزيزاً، وأستاذاً نبيلاً، صاحب الجهد المشكور، والكتابات الموفقة، ولا سيما في ميدان مناقشة الكتابات الاستشراقية، ومن آخرها كتابه الذي صدر عن عمادة البحث العلمي بجامعة الإمام عن المملكة والدراسات الاستشراقية، وقد قرأته وانتفعت به كثيراً.
ونحن في ملتقى أهل التفسير سعداء بانضمامه إلينا، ونرجو أن نرى مشاركاته في ملتقى الانتصار للقرآن الكريم إن شاء الله.
وأما تفسير الشيخ عبدالحميد بن باديس رحمه الله وغفر له، فنرجو أن نرى اقتباساتكم منه على صفحات الملتقى لاختصاصكم بدراسة الشيخ عبدالحميد وآثاره وجمعيته.
وقد كنت اطلعتُ على دراسة أخي الدكتور إسحاق بن عبدالله السعدي في رسالته للماجستير عن جمعية علماء المسلمين الجزائرية، واستفدت منها كثيراً، وقد قُدِّمت تلك الرسالة إلى قسم الثقافة الإسلامية بكلية الشريعة بالرياض قديماً.
وتعرض الأخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الضامر في رسالته للماجستير لتفسير (مجالس التذكير) لابن باديس ولا سيما في جانب تنزيل الآيات على واقع المسلمين، ورسالته في طور الطباعة والنشر إن شاء الله.
وهناك بحوث منشورة في المجلات العلمية المحكمة تناولت تفسير ابن باديس لعلي أشير إليها لاحقاً إن شاء الله.
وأما الدكتور عبدالعزيز القارئ حفظه الله، فليتك تتحفنا بتفسيره ووقفاته حول سورة يوسف فقد أبدع فيها، وليست منشورة حسب علمي. وأبشرك أننا نجري الآن لقاء علمياً معه حفظه الله لنشره على صفحات الملتقى قريباً بإذن الله.
ومرحباً بكم مرة أخرى يا دكتور مازن في ملتقى أهل التفسير.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[12 Apr 2006, 07:29 م]ـ
مرحباً بالدكتور مازن بيننا في هذا الملتقى , ونسأل الله أن ينفعنا به ويوفقنا وأياه لفعل الخير.
ـ[مرهف]ــــــــ[12 Apr 2006, 09:02 م]ـ
إنه لمن دواعي السرور والفرح أن نرى فضيلة الدكتور مازن في هذا الملتقى الذي أضحى مجمعاً علمياً، وأن نستفيد من دراساته وعلمه إن شاء الله، ومناسبة طيبة أيضاً لأكرر طلبي من مشرفي الملتقى بأن ينظموا معه لقاء علمياً خاصاً عن الاستشراق بشكل عام وجهوده وأثره في الدراسات القرآنية وعلوم القرآن بشكل خاص
ـ[البتول]ــــــــ[12 Apr 2006, 09:15 م]ـ
على فكرة ان الجزائر في كل سنة تحي ذكرى وفاة الشيخ ابن باديس وقد اسمت ذلك اليوم بيوم العلم ويكون بتاريخ 16 أبريل من كل سنة
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[13 Apr 2006, 11:52 ص]ـ
مرحباً بالدكتور مازن بين إخوانه , ولعل دعوة الأخوة لك للمشاركة في الملتقى عموماً , وفي ملتقى الانتصار خصوصاً تجد قبولاً عندك , وفقك الله لكل خير.
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[13 Apr 2006, 05:01 م]ـ
رحم الله مجدد الدين بالديارالجزائرية، ورافع لواء العلم بها، ولا أجد تعبيرا أبلغ مما قاله أمير البيان الجزائري العلامة البشير الإبراهيمي -رحمه الله - في حق هذا الإمام حيث قال: " إنه باني النهضتين العلمية والفكرية بالجزائر، وواضع أسسها على صخرة الحق، وقائد زحوفها المغيرة إلى الغايات العليا، وإمام الحركة السلفية، ومنشئ مجلة (الشهاب) مرآة الإصلاح وسيف المصلحين، ومربّي جيلين كاملين على الهداية القرآنية والهدي المحمّدي وعلى التفكير الصحيح، ومحيي دوارس العلم بدروسه الحيّة، ومفسّر كلام الله على الطريقة السلفية في مجالس انتظمت ربع قرن، وغارس بذور الوطنية الصحيحة، وملقّن مبادئها على البيان، وفارس المنابر، الأستاذ الرئيس الشيخ عبد الحميد ابن باديس، أول رئيس لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وأول مؤسس لنوادي العلم والأدب وجمعيات التربية والتعليم، وحسبه من المجد التاريخي أنه أحيا أمّة تعاقبت عليها الأحداث والغير، ودينًا لابسته المحدثات والبدع، ولسانًا أكلته الرطانات الأجنبية، وتاريخًا غطى عليه النسيان، ومجدًا أضاعه وَرَثَةُ السوء، وفضائلَ قتلتْها رذائلُ الغرب "
وقال عنه أستاذه وشيخه في الزيتونة العلامة ابن عاشور: " العالم الفاضل، نبعة العلم والمجادة، ومرتع التحرير والإجادة، ابننا الذي أفتخرُ ببنوته إلينا ... الشيخ سيدي عبد الحميد ابن باديس ... أكثر الله من أمثاله في المسلمين "
وأما شاعر الصحراء الجزائرية- محمد العيد آل خليفة- فقد أكرمه بقصيدة كانت من محفوظاتنا لايحظرني الساعة منها إلا هذه الأبيات:
بمثلكَ تعتزُّ البلادُ وتفخرُ = وتزهرُ بالعلمِ المنيرِ وتزخرُ
طبعتَ على العلمِ النفوسَ نواشئًا = بمخبرِ صدقٍ لا يُدانيهِ مخبرُ
نهجتَ لها في العلمِ نهجَ بلاغةٍ = ونهج َمفاداةٍ كأنكَ حَيْدرُ
ودَرْسُكَ في التفسيرِ أشهى مِنَ الجَنَى = وأبْهَى' مِنَ الروضِ النظيرِ وأبهر
ختمتَ كتابَ ختمةَ دارس = بصيرٍ له حَلُّ العويصِ مُيسَّر
فكمْ لكَ في القرآنِ فَهْمٌ موفَّق = وكمْ لكَ في القرآنِ قولٌ محرر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[15 Apr 2006, 05:04 م]ـ
الحمد لله الذي ينعم على هذا الملتقى برجال نحبهم وإن لم نرهم، فحياك الله يا دكتور مازن، وإنه لمن دواعي سرورنا أن نجدكم معنا في هذا الملتقى، وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[15 Apr 2006, 06:47 م]ـ
هذا موقع العلامة ابن باديس:
http://www.binbadis.net/
وهذه عبرة للذكرى:
عندما عاد الإمام من المشرق قعد في مسجد صغير يعلم الأطفال القراءة والكتابة ويحفظهم القرآن ..... وكان الصليبيون الفرنسيس لا يأبهون له فهو في نظرهم لا يعدو أن يكون مرابطا أو صوفيا صغيرا ممن يملأون فضاءات الغرب الاسلامي .....
ثم تبين فيما بعد أن تلك الحروف التي تمحى وتكتب كل صباح وتلك الآيات التي يمليها على محيطه الصغير هي التي زلزلت واحدة من أعتى دول الاستعمار ....
وللذكرى مرة أخرى:
لم يجد الفرنسيون طريقة للتخلص من جمعية العلماء إلا دعوتها للعمل السياسي ... فقبلت مع الأسف ..... ولم تنتبه إلى أن العدو يريد إشغالها عن المهام التربوية التي كانت الجمعية ماضية فيها في صمت ....... للزبد بريق قد يخدع العلماء الربانيين انفسهم ....
ولمالك ابن نبي-ابن خلدون الثاني- تحليل عميق لمسار جمعية العلماء تجدون عناصره مبثوثة في كثير من كتبه .....
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Oct 2007, 06:52 م]ـ
رحم الله الشيخ عبدالحميد بن باديس وغفر له، وشكر الله لكم يا أبا عبدالمعز هذا الرابط ففيه علم كثير عن الشيخ وغيره.
وهذه نسخة الكترونية مصورة من كتابه
مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير ( http://www.binbadis.net/Benbadis/stylo/articles/Madjaliss%20ettadkir.pdf)
بيمين الفأرة ثم حفظ باسم.
ومن لم يعمل معه الرابط فليذهب إلى هذه الصفحة ثم يقوم بتنزيله من هناك مباشرة
http://www.binbadis.net/Benbadis/madjalis.htm
ـ[مازن مطبقاني]ــــــــ[13 Sep 2010, 10:14 ص]ـ
سلام الله عليكم أجمعين، لقد نلت من الترحيب والاهتمام ما كنت غافلاً عنه ومالا أستحق، ولكن شرف الكتابة عن ابن باديس رحمه الله جعل لي من المكانة في نفوسكم. نعم سأجتهد خلال الأيام القادمات بإذن الله -مع دعائكم- أن أقدم بين أيديكم ما استنسخت من خطب الجمعة للشيخ الدكتور عبد العزيز قارئ من حديثه أو تحليقه في سورة يوسف وقد كان أبدع أكثر من عام وهو في حديثه عنها. ومما أذكر أنه وقف عند آية (فعرفهم وهم له منكرون) فقال هكذا ينبغي على الحاكم أن يعرف رعيته معرفة حقيقية لا أن تأتيه التقارير أن كل شيء على مايرام وأن في البلاد فقر وبطالة وفساد. الحاكم الذي يعيش بين رعيته يعرفهم لا أن يعيش في مكتب مبطن أو معزول عن الناس. وله وقفات مع الرياضة من سورة يوسف ورسالة إلى الكتاب وحملة الأقلام ليستخدموا الأدب في الدعوة.
مرة أخرى شكراً على ترحيبكم وإني والله شغلت بمنتديات آخرى وقد كان هذا المنتدى أولى ولكن كما كان يقول أبي (كل شيء له أوان) أي يقدره العليم الخبير. وقد رجعت إليكم رجوع الظمآن لما لديكم وللقرآن.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[13 Sep 2010, 09:49 م]ـ
مرحبا بك يا دكتور مازن
وليتك تتكرم بإثراء هذا الملتقى بكتابة نبذة مختصرة في علم الاستشراق، وأخرى في موقف المستشرقين من المسائل والدراسات القرآنية.
ـ[عبد العزيز لمسلك]ــــــــ[14 Sep 2010, 12:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
حيا الله مشايخنا الكرام على هذه الفوائد الممتعة، والمذاكرة الشائقة
حقا الشيخ الإمام العلامة حقيق -كإخوانه العلماء- بكل تقدير واحترام
وجدير أن يعنى بمؤلفاته ومقالاته
وقد قال عنه شيخي الكريم العلامة الدكتور أبو سهل محمد بن عبد الرحمن المغراوي المغربي حفظه الله -وهو الآن مقيم بجوار الحرم منذ سنتين- في موسوعته الرائعة في التعريف بأعلام السلف في القديم والحديث، وقد وسمها باسم: موسوعة مواقف السلف الصالح في العقيدة والمنهج والتربية -في عشر مجلدات ضخمة-
قال في الجزء التاسع عن الشيخ ابن باديس:
(يُتْبَعُ)
(/)
"هو عبدالحميد بن محمد المصطفى بن مكي بن باديس أبو الفتوح، بمدينة قسنطينة ولد يوم الحادي عشر من ذي القعدة عام سبع وثلاثمائة وألف للهجرة من أسرة ثرية بربرية صنهاجية عريقة؛ كان لها الملك والسلطان خلال القرن الرابع الهجري، وأبرز رجالها الأمير المعز لدين الله بن باديس المتوفى سنة أربع وخمسين وأربعمائة للهجرة؛ الذي نصر السنة وحارب البدعة وقضى على العبيديين الباطنيين وأبعدهم عن الغرب الإسلامي، وأعلن مذهب أهل السنة.
ظهرت على الشيخ علامة النجابة وحب العلم منذ صباه، فسخّر الله له أباً صالحاً وطّأ له سبل العلم وشجعه عليه وكفاه المؤنة حتى قال له: (اكفني همّ الآخرة أكفك همّ الدنيا).
حفظ القرآن كاملاً على محمد الماداسي أشهر قراء قسنطينة في وقته، وأتم دراسته بالزيتونة، ودرس بها. من شيوخه الطاهر بن عاشور ومحمد النخلي والبشير صفر وغيرهم كثير.
رحل إلى عدة بلدان منها: الحجاز وسوريا ولبنان ومصر، والتقى بعلمائها كمحمد بخيت المطيعي الذي أجازه، وغيره.
ومن العوامل التي نهجت به المسلك الصحيح عقيدة وسلوكاً التقاؤه بعلماء الدعوة السلفية بالحجاز، فترعرعت فكرة الإصلاح في نفسه، والتقى للمرة الأولى بالشيخ محمد البشير الإبراهيمي بالمدينة النبوية وتدارسا الإصلاح في الجزائر وسبله مدة ثلاثة أشهر يلتقيان كل ليلة.
رجع إلى الجزائر ودرّس بمساجدها، وقد فسر القرآن كله خلال خمس وعشرين سنة في دروس يومية، كما شرح موطأ مالك خلال هذه المدة. وأسس مع مجموعة من العلماء (جمعية العلماء الجزائريين) وكان رئيساً لها منذ تأسست إلى أن مات. وقد أصدر رحمه الله عدة صحف منها 'المنتقد' و'الشهاب' و'البصائر' وغيرها.
توفي بعد معاناة شديدة من المرض في ربيع الأول عام تسع وخمسين وثلاثمائة وألف للهجرة بمسقط رأسه رحمه الله.
من آثاره:
'العقائد الإسلامية'، وجمع له من مجلة 'الشهاب' كتابات في التفسير بإشراف محمد الصالح رمضان وتوفيق شاهين وطبعت بعنوان: 'مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير'.
وله مقالات كثيرة جداً في الفقه والحديث في جرائد ومجلات (جمعية العلماء) وقد جمع عمار الطالبي قسطاً طيباً من آثاره ولا يزال قسط آخر لم يجمع بعد."
ثم ذكر شيخنا مواقف مشرفة للعلامة ابن باديس رحمه الله، تنظر في الموسوعة.
بشارة عظيمة: كما أني ألفت نظر مشايخي بارك الله فيهم بأن الشيخ الفاضل محمد المغراوي حفظه الله على وشك الانتهاء من مشروع العمر؛ وهو تفسيره لكتاب الله ينيف عدد مجلداته عن الثلاثين، أعظم مميزاته تفسيره للقرآن بأعظم قدر ممكن من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم. على سنن الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه. مع ذكره لتراجم تحت الآي، وانتقائه لأطايب كلام المفسرين السابقين قدماء ومعاصرين، إلى غير ذلك من ميزات هذا العمل العظيم.
نسأل الله تعالى أن يرى النور قريبا فهو الآن تحت الطبع
كما أن لشيخنا الدكتور المغراوي كتاب "المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات" في أربع مجلدات، وهو مطبوع متداول
تلميذكم الصغير
عبد العزيز بن أحمد لمسلك
ـ[يسري خضر]ــــــــ[14 Sep 2010, 07:50 ص]ـ
ومن مصر مرحبا بالدكتور مازن مطبقاني(/)
{لا أقسم} أقسم هو أم غير قسم؟؟؟
ـ[عبد القادر يثرب]ــــــــ[12 Apr 2006, 12:56 م]ـ
قال ابن عاشور رحمه الله:
(({لا أقسم} بمعنى: أقسم، و {لا} مزيدة للتوكيد. وأصلها نافية تدل على أن القائل لا يقدم على القسم بما أقسم به خشية سوء عاقبة الكذب في القسم.
وبمعنى أنه غير محتاج إلى القسم؛ لأن الأمر واضح الثبوت. ثم كثر هذا الاستعمال فصار مراداً تأكيد الخبر، فساوى القسم بدليل قوله عقبه: {وإنه لقَسم لو تعلمون عظيم})).
أولاً- يصرح ابن عاشور في هذا النص بأن {لا أقسم} بمعنى: {أقسم}، وأن {لا} مزيدة للتوكيد ... ثم يذكر أن أصلها نافية، وأنها تدل على معنيين:
الأول: أن القائل لا يقدم على القسم بما أقسم به خشية سوء عاقبة الكذب في القسم.
والثاني: أن القائل غير محتاج إلى القسم؛ لأن الأمر واضح الثبوت.
ثم جعل القسم الثاني مساوياً للقسم من حيث التأكيد، واستدل على ذلك بقوله تعالى عقبه: {وإنه لقَسم لو تعلمون عظيم}.
وانتهى من ذلك إلى القول: (وهذا الوجه الثاني هو الأنسب بما وقع من مثله في القرآن).
ثانياً- إذا كانت {لا}} مزيدة للتوكيد- كما يقول ابن عاشور- فكيف يمكن التوفيق بين قوله هذا، وقوليه الأخيرين؟؟؟
فإذا كان القائل لا يقدم على القسم- كأن يقول مثلاً: لا أقسم على أن هذا الشيء حق وصدق- خشية سوء عاقبة الكذب في القسم- كما يقول ... فكيف يمكن اعتبار {لا} في قوله السابق مزيدة للتوكيد؟؟؟
وإذا كان الله تعالى غير محتاج إلى القسم؛ لأن الأمر واضح الثبوت- في نحو قوله تعالى: {لا أقسم بمواقع النجوم ... إنه لقرآن كريم} - فكيف يمكن اعتبار {لا} في هذه الآية الكريمة، ونحوها مزيدة للتوكيد؟؟؟
وهل يدل قوله تعالى: {وإنه لقسم لو تعلمون عظيم} على أن {لا أقسم} بمعنى: {أقسم} - كما قال ابن عاشور، وكثير غيره من المفسرين والنحويين- أو بمعنى: {لأقسم} - كما قال أبو حيان في {لا}: (والأولى عندي أنها لام أشبعت حركتها، فتولدت منها ألف؛ كقوله: أعوذ بالله من العقرَاب)؟؟؟
وكيف يمكن التوفيق بين قوله تعالى {لا أقسم}، وقوله تعالى: {وإنه لقسم لو تعلمون عظيم}؟؟؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Apr 2006, 01:49 م]ـ
من الظواهر الأسلوبية في القرآن- ظاهرة القسم المسبوق بلا النافية ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1548)
ـ[عبد القادر يثرب]ــــــــ[12 Apr 2006, 02:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المقال الذي أشرتم إليه ليس فيه جواب على الأسئلة التي أثرتها، ولم تتعرض فيه صاحبته الأستاذة الفاضلة لقول ابن عاشور. وقد سبق لكم الإشارة إلى هذا المقال الذي تبنت فيه صاحبته رأي الدكتورة بنت الشاطىء رحمها الله، وفصلت فيه القول مع ذكرها للأقوال الأخرى، والرد عليها، وبينت فيه أن القسم في القرآن قسمان: مثبت، ومسبوق بـ (لا) النافية. وذكرت أن القسم الأول هو الذي يكون فيه المقسم عليه من الأمور المحتملة للشك، أو الظن عند المخاطب، فيأتي القسم عليه؛ لتأكيده في ذهن المخاطب. وذكرت أن القسم المسبوق بـ (لا) يكون فيه المقسم عليه من الأمور التي لا تحتمل الشك، أو الظن، فالقسم عليه هو تقليل من شأنه، وإثارة للشك فيه ... ولهذا جاء نفي الحاجة إلى القسم عليه بـ (لا). وهذا التقسيم لم يكن موجوداً عند الدكتورة بنت الشاطىء، ولم يفصل أحد القول فيه على هذا النحو – كما أعلم – ومع ذلك فلم يلق قولها هذا قبولاً عند بعض الإخوة كما يفهم من مشاركاتهم التي تلت إشارتكم إلى هذا المقال، وإحالتكم عليه.
أما سؤالي الأخير من أسئلتي فلم أجد له جواباً في مقال الأخت الفاضلة .. فقوله تعالى: {وإنه لقسم لو تعلمون عظيم} يدل على أنه قسم. فإذا كان قسماً، فكيف يكون قوله تعالى: {لا أقسم} نفي للحاجة إلى القسم؟؟؟
والشيء الآخر الذي يلتبس على القارىء في قول الدكتورة بنت الشاطىء: (وفرق بعيد أقصى البعد بين أن تكون (لا) لنفي القسم- كما قال بعضهم- وبين أن تكون لنفي الحاجة إلى القسم، كما يهدي إليه البيان القرآني).
فهل هناك فرق بين الأمرين، وما هو؟؟؟
ـ[سليمان داود]ــــــــ[13 Apr 2006, 12:40 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الظاهرة قد بحثت في هذا الملتقى أكثر من مرة، وكما ذكرت أنت فقد أشار الشيخ الفاضل عبد الرحمن الشهري إلى مقال الأستاذة رفاه زيتوني. وقد فهمت من تعليقه على تلك الإشارة أنه يريد وضع حد لهذا الموضوع اكتفاء بما ذكرته الأستاذة الفاضلة في مقالها. ولكن يبدو من مشاركات بعض الأعضاء أنهم لم يقرؤوا المقال، أو أنهم قرؤوه، ولكن لم يجدوا فيه ما يشفي غليلهم، فاستمروا في النقاش والاختلاف. وكنت من المشاركين في ذلك الحوار. ولما رأيتهم مختلفين توقفت عن الحوار.
وكنت قد وجهت سؤالاً للأستاذ الفاضل محمد إسماعيل عتوك سألته فيه عن رأيه في هذه الظاهرة، فأجابني جواباً اقنعني، احتفظت به لنفسي، ولم أطلع عليه أحداً لأنني رأيت بعض الأعضاء في الملتقى تقشعر أبدانهم لمجرد سماعهم باسم الأستاذ محمد. ولست أدري لماذا؟ وأذكر من بين هؤلاء واحداً اسمه المقرىء وكان قد وجه خطاباً إلى الأستاذ محمد يقول له فيه: (لقد ركبت مركباً لم تؤمر به. بل نهيت عنه) لأنه ذكر أن جواب (فلما) في قوله تعالى: (فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب وأوحينا إليه) هو قوله تعالى: (وأوحينا) وذكر أن الواو رابطة للجواب، واستشهد على ذلك بقوله تعالى: (ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ) (يوسف: 102).
وهذا هو موضوع سؤالك الذي تسأل عليه على الرابط الآخر.
وأنصحك أن لا تطرح مثل هذه الأسئلة بعد الآن لأنك لن تجد من يجيبك عليها. أما عن أسئلتك هذه فسأضع بين يديك الجواب الذي احتفظت به طوال تلك الفترة، لأسباب ذكرت واحداً منها. وهذا هو الجواب:
أولاً- ينقسم القسم بحسب المقسَم عليه وبحسب الحاجة إليه إلى قسمين:
الأول: مثبت. وهو الذي يكون فيه المقسَم عليه من الأمور التي تكون مظنة للشك من قبل المخاطب. وأمثلته في القرآن كثيرة .. منها قوله تعالى: و (التين والزيتون) .. (والشمس وضحاها) .. (فورب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون).
وفي هذا القسم يكون المقسم هو الله تعالى. ويكون المقسم هو العبد. والفرق بينهما أن العبد يقسم بالله ... وأن الله تعالى يقسم بما شاء من مخلوقاته .. وهذا لا خلاف فيه.
والثاني: منفي. وهو نوعان:
أولهما: يختص المقسِم فيه بالعبد يقول: (لا أقسم) إما لسوء عاقبة الكذب في القسم. أو لسبب آخر.
فـ (لا) هنا نافية للقسم. و (أقسم) فعل منفي. وهذا واضح: تقول: أقسم، ولا أقسم. والأول مثبت، والثاني منفي. (وهذا هو الذي قصده ابن عاشور، وذهب فيه إلى أن (لا) فيه مزيدة للتوكيد. ولو كانت كما قال: لما عرف النفي من الإثبات).
وثانيهما: يختص المقسِم فيه بالله تعالى. ومنه ما وقع في القرآن من أقسام مسبوقة بـ (لا).
كما في قوله تعالى:
(فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ* وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ) (الواقعة:75 - 77).
فهذا تلويح بالقسم. و (لا) على أصلها الذي وضعت له من الدلالة على النفي، وأدخلت على الفعل (أقسم) لسر بديع من أسرار القرآن، وهو نفي الحاجة إلى القسم، كما ذهبت الدكتورة بنت الشاطىء، وفصلت القول فيه الأستاذة رفاه زيتوني.
والمقسِم هو الله تعالى، والمقسَم عليه هو القرآن الكريم. وهو من الأمور اليقينية الثابتة التي لا يتطرق الشك إليها أبداً، والتي لا تحتاج إلى أن تؤكد بالقسم. فالمقام لا يحتاج إلى قسم، فضلاً عن أن المقسِم هو الله جل وعلا.
ولو سلمنا أنه قسم- كما يقولون- فكيف يقسم ربنا على قرآن كريم أعلن عجز الإنس والجن على الإتيان بمثله، ولو اجتمعوا على ذلك وتظاهروا عليه، أو الإتيان بسورة من مثله؟ ألا ترى أن في القسم عليه وضعه موضع المشكوك فيه؟ وممَّن؟ من الله تعالى قائل هذا القرآن. والشك في القرآن هو شك في قائله، تعالى الله والقرآن عن ذلك علوًّا كبيرًا.
ومن يعرف هذا، يدرك خطورة القول بأنه (لا أقسم) قسم، سواء في ذلك قول من قال: إن (لا) زائدة للتوكيد. أو أن أصلها لام أشبعت حركتها، فصارت ألفاً. أو أنها نافية لكلام سبق. ومن أصرَّ على واحد من هذه الأقوال التي تجعل من (لا أقسم): (أقسم). أو (لأقسم).أو (لا). (أقسم) بعد هذا البيان المفصل، فإنه ملحد بآيات الله جل وعلا دون أن يدري. فليتنبه إلى ذلك من يفسر القرآن، وليكن على حذر من أمره.
وأما عن تسميته قسماً لقوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ)، فأجاب فضيلته:
إن قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) لا يدل على أن (لا أقسم) هو قسم- كما يوحي بذلك ظاهر اللفظ- وإنما يدل على أنه تلويح بالقسم. وبيان ذلك:
أن قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ) يحتمل أن يفهم منه المخاطب أن الله سبحانه لم يقسم بمواقع النجوم على أن القرآن كريم، لتفاهتها وحقارتها. فجاء قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) معترضاً بين القسم والمقسم عليه لإزالة هذا الاحتمال.
وهذا كقول من قال: لا أقسم بزيد على أن فلاناً كريم. فيقال له: إنك لم تقسم بزيد؛ لأنه تافه وضيع حقير. فلدفع هذا الاحتمال، يقول: لا أقسم بزيد- وإنه لقسم عظيم لو تعلمون- إن فلاناً لكريم. وبذلك يكون قد صان المعنى من ذلك الاحتمال.
ولهذا قال تعالى: (لو تعلمون)، ولم يقل: (كما تعلمون).
فمن عرف جوهر هذا الكلام الذي يتضمن هذه الأسرار الدقيقة البديعة لا بد وأن يسجد للخالق جل في علاه، وإن كان نصرانياًّ، أو يهوديًّا، أو مجوسيًّا، أو ملحداً ... نسأل الله سبحانه أن يرزقنا نعمة الفهم لكلامه، والإدراك لأسرار بيانه .. والحمد لله رب العامين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Apr 2006, 02:11 ص]ـ
الأخ العزيز عبدالقادر يثرب وفقه الله
إنما وضعت الرابط لمشاركة الأستاذة رفاه زيتوني لكي تكتمل جوانب الموضوع للقارئ فحسب، ولم أقصد ما أشار إليه أخي الأستاذ سليمان داود. وما تفضل به الأستاذ سليمان من جواب الأستاذ محمد عتوك كلام جيد، وهو يفتح المجال للنظر في هذا الموضوع.
وأحب أن أخالفك في ما ذهبت إليه من قولك إن ذكر اسم الأستاذ محمد عتوك يثيربعض أعضاء الملتقى و (تقشعر أبدانهم لمجرد سماعهم باسمه)، ولكن لأن للأستاذ محمد عتوك نظرات اجتهادية ربما يكون من أول من عبر عنها، فتح المجال للنقاش والتساؤل والاعتراض أحياناً. وليس هذا في رأيي من الخطأ المعيب الذي ينبغي اجتنابه، والأستاذ محمد يناقش بأدب وعلم دوماً، وربما يحتد النقاش أحياناً إلا أنه لم يخرج عن حدود أدب الخلاف ولله الحمد. وفقكم الله جميعاً لكل خير، ونفعنا جميعاً بالعلم.
ـ[سليمان داود]ــــــــ[13 Apr 2006, 04:12 ص]ـ
أما عن قولك: (إنما وضعت الرابط لمشاركة الأستاذة رفاه زيتوني لكي تكتمل جوانب الموضوع للقارئ فحسب، ولم أقصد ما أشار إليه أخي الأستاذ سليمان داود).
فأنا يا أخي لم أقل: إنك تقصد ذلك .. بل قلت: (إنني فهمت من تعليقه على تلك الإشارة أنه يريد وضع حد لهذا الموضوع اكتفاء بما ذكرته الأستاذة الفاضلة في مقالها).
وربما أكون قد أخطأت في هذا الفهم، وفي هذا التقدير .. وأنت أعلم بما في نفسك مني. فأرجو المعذرة.
وأما عن قولك: (وأحب أن أخالفك في ما ذهبت إليه من قولك إن ذكر اسم الأستاذ محمد عتوك يثير بعض أعضاء الملتقى و (تقشعر أبدانهم لمجرد سماعهم باسمه).
فأنا عبرت بذلك عما رأيته، ولمسته، وقد ذكرت مثالاً على ذلك، وكنت من الذين اعترضوا على وصف الأستاذ محمد إسماعيل بما وصف به. فأنا لم أتجن على أحد فيما قلت، ويمكنك أن تتأكد بنفسك من صحة ما أقول.
وقد أعجبني قولك: (ولكن لأن للأستاذ محمد عتوك نظرات اجتهادية ربما يكون من أول من عبر عنها، فتح المجال للنقاش والتساؤل والاعتراض أحياناً). (وليس هذا في رأيي من الخطأ المعيب الذي ينبغي اجتنابه). وليت الأمر يقف عند هذا الحد، ولا يتعداه إلى النيل من شخصه الكريم!
وقد وضعت يدك أخي الفاضل على السبب بقولك: (ولكن لأن للأستاذ محمد عتوك نظرات اجتهادية ربما يكون من أول من عبر عنها). هذه النظرات الاجتهادية التي لم يسبقه إليها أحد لا من الأولين ولا من الآخرين، لو افتقرت إلى الدليل لكانت مجرد نظرات لا قيمة لها، ولا يستحق عليها صاحبها أي تقدير، فكيف إذا كانت مدعمة بأقوى الأدلة من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، وأقوال السلف من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين؟
ومع ذلك فأنا لا أنكر النقاش في هذه النظرات، أو الاعتراض عليها، أو التساؤل عنها، ولا أعيب شيئاً من ذلك على أحد؛ وإنما أنكر الاعتراض على شخص صاحب هذه النظرات، وتجريحه من دون أي سبب يذكر من قبل البعض، ولا أقول الكل. والأمثلة على ذلك كثيرة ذكرت لكم واحداً منها. ولو أنه قال كما يقول الآخرون لحظي بالإعجاب وصفق له الجميع، وقد كنت يوماً واحداً من هؤلاء الجميع الذين يصفقون لمجرد التصفيق، ويعجبون لمجرد الإعجاب. وأظن أنك تذكر ذلك جيدًّا يا أخي الفاضل.
أطال الله عمرك يا أخي، ومدك بالصحة والعافية، ووفقنا وإياك لخير ما يحب، ونفعنا وإياك بالعلم، وألف بين قلوبنا، وجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وله سبحانه الحمد كله على فضله وإنعامه. وأرجو منك المعذرة إن تماديت في التعبير، ومن ربي المغفرة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Apr 2006, 03:00 م]ـ
بارك الله فيكم أخي سليمان. وما ذكرتموه مشكورين لم يغب عن بالي، ولا يكاد يكتب في الملتقى شيء إلا وأقرأه وأتأمله، ولكننا في أمس الحاجة إلى صفاء النفوس، والإبحار في ملتقى أهل التفسير بنفوس متحابة، تحرص على الوئام والاحترام ولو حدث الاختلاف في وجهات النظر العلمية، وبهذا نستمر ونستفيد إن شاء الله.
ـ[سليمان داود]ــــــــ[14 Apr 2006, 11:52 ص]ـ
شيخنا العزيز عبد الرحمن،
الشكر لله ثم لكم وأحمد لله أنكم كنتم على علم بما يجري، ولو كنت أعلم ذلك ما ذكرتكم به، فعهدي بكم أنكم أهل لأن تحكموا بين الناس بالعدل كما أمر الله جل وعز، وأن تعطوا كل صاحب حق حقه، ومن أمثالكم نستفيد. ولم أنس نصائحكم لي يوماً وأنكم وقفتم إلى جانبي عندما أحسستم أنني مظلوم. بارك الله فيكم وأعانكم على ما أنتم عليه من خدمة للعلم وطلابه.(/)
(الجواب المستقيم في نزول القرآن الكريم) لا بن إبراهيم رحمه الله (سؤال)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[12 Apr 2006, 03:44 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
هل طبعت رسالة (الجواب المستقيم في نزول القرآن الكريم) لسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله طبعة جيدة؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Apr 2006, 04:20 م]ـ
نعم.
- طبعت أولاً مفردة باسم (الجواب الواضح المستقيم في التحقيق في كيفية إنزال القرآن الكريم) للعلامة الشيخ محمد بن إبراهيم، بمطبعة الحكومة بمكة المكرمة، عام 1369هـ.
- ثم طبعت ضمن فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم.
- ثم طبعت مؤخراً مستقلة في مكتبة الرشد بالرياض، بعنوان:
الجواب الواضح المستقيم في التحقيق في كيفية إنزال القرآن الكريم
ويمكنك شرائها من هنا ( http://www.rushd.com/productDetail.asp?Prod_Id=113587&Parent_ID=0).
ـ[أبو العالية]ــــــــ[13 Apr 2006, 02:26 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
جزاك الله خيراً يا شيخ عبد الرحمن على هذه الإفادة، ولكن هل التحقيق جيد؟ وهل اعتمد على مخطوط.
هل تناوله موقع ثمرات المطابع؟(/)
سؤال عن تحزيب القرآن وفوائده
ـ[طالب المعالي]ــــــــ[12 Apr 2006, 05:24 م]ـ
ارجو من الإخوة الكرام إفادتي حول تحزيب القرآن من حيث:
ما فائدته؟ ومن أول من وضعه؟؟
هل له علاقة بالمعاني والتفسير؟؟
ـ[إبراهيم الدوسري]ــــــــ[14 Apr 2006, 07:48 م]ـ
ارجو من الإخوة الكرام إفادتي حول تحزيب القرآن من حيث:
ما فائدته؟ ومن أول من وضعه؟؟
هل له علاقة بالمعاني والتفسير؟؟
له فوائد جمة: ولعل أهمها تقسيم القرآن على أقسام متساوية لتحديد ما يحفظ وما يراجع وما يقرأ يوميا وأسبوعيا وشهريا، ومنها التسوية بين الطلاب في مقدار ما يقرؤونه على مشايخهم.
وأما أول من وضعه فراجع مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ج13 ففيه ما يشفي، ومن المراجع المفيدة في ذلك جمال القراء لعلم الدين علي السخاوي.
وترجع بدايات وضعه إلى عصر الصحابة،وأشهر من عرف بتقسيمه الحجاج بن يوسف، وهذه من حسناته رحمه الله.
وأما عن علاقته بالمعاني والتفسير فيظهر أنه لا علاقة له بذلك، حيث إن ذلك التقسيم مبني على عدد الحروف بقطع النظر عن معاني المقاطع القرآنية.
وفي ذلك تفصيلات لا يتسع المقام لذكرها.
والله أعلم.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[15 Apr 2006, 01:09 ص]ـ
أقول بل ظاهره أنه كان على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم
فعند الإمام أحمد في مسنده:
حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي عن عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي عن جده أوس بن حذيفة قال
كنت في الوفد الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلموا من ثقيف من بني مالك أنزلنا في قبة له فكان يختلف إلينا بين بيوته وبين المسجد فإذا صلى العشاء الآخرة انصرف إلينا فلا يبرح يحدثنا ويشتكي قريشا ويشتكي أهل مكة ثم يقول لا سواء كنا بمكة مستذلين أو مستضعفين فلما خرجنا إلى المدينة كانت سجال الحرب علينا ولنا فمكث عنا ليلة لم يأتنا حتى طال ذلك علينا بعد العشاء قال قلنا ما أمكثك عنا يا رسول الله قال طرأ علي حزب من القرآن فأردت أن لا أخرج حتى أقضيه فسألنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبحنا قال قلنا كيف تحزبون القرآن قالوا نحزبه ست سور وخمس سور وسبع سور وتسع سور وإحدى عشرة سورة وثلاث عشرة سورة وحزب المفصل من ق حتى تختم
وفي موضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب البغدادي ج1/ص327
فأبطأ علينا ذات ليلة فلم يأتنا ثم أتانا فسألناه فقال إنه طرأ علي حزب من القرآن فكرهت أن أخرج حتى أقضيه
فلم نسأله كيف يحزب القرآن فلما أصبحنا سألنا أصحابه كيف يحزب القرآن قالوا ثلاث وخمس وسبع وتسع وأحد عشر وثلاثة عشر وحزب المفصل من قاف
قلت ورواه ابن ماجه وأبو داود والطيالسي والبخاري في التاريخ وابن سعد في الطبقات وابن شبة في التاريخ وغيرهم كلهم من طريق عثمان وعند الطبراني في الكبير لكن قال عن أبيه
قال السندي:
قوله (كيف تحزبون)
من التحزب وهو تجزئته واتخاذ كل جزء حزبا له
(ثلاث)
أي الحزب ثلاث سور من البقرة وتالييها
والحزب الآخر خمس سور إلى براءة
والثالث سبع سور إلى النحل
والرابع تسع سور إلى الفرقان
والخامس إحدى عشرة من الشعراء إلى يس
والسادس ثلاث عشرة إلى الحجرات
وحزب المفصل من ق إلى آخر القرآن
قال الهيثمي:
رواه الطبراني في الكبير وقال: "هكذا رواه الوليد بن مسلم وخالفه وكيع وقال ابن تمام وغيرهما رووه عن عبد الله بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبد الله بن أوس عن جده أوس بن حذيفة"
قال الهيثمي في المجمع 2/ 268: وعثمان بن عمرو لم أجد من ترجمه.
هكذا قال والحديث في معجم الطبراني الكبير ج 1 ص 220 وج 17 ص 41
وعثمان صوابه أنه ابن عبد الله بن أوس
نبه على ذلك الحافظ في تهذيب التهذيب ج8/ص6
وهو من رجال التهذيب وذكره ابن حبان في الثقات ج7/ص198
وترجمه المزي
وقال الحافظ مقبول
واعترض بأن ابن حبان وثقه وروى له جمع فلذا قال الذهبي محله الصدق.
قال أبو الفضل العراقي في:
المغني عن حمل الأسفار ج1:ص225
إسناده حسن
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[15 Apr 2006, 07:13 ص]ـ
الحِزْب ما يجعله الرجل على نفسه من قراءة أو صلاة كالوِرْد، ومنه حديث أوس بن حذيفة: سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف تُحَزِّبُون القرآن ([1]).
(يُتْبَعُ)
(/)
فمعنى تحزيب القرآن أن يجعل المسلم لنفسه نصيباً يومياً يقرؤه ويتعاهد نفسه عليه بحيث يختم القرآن في كل شهر، أو عشرين أو خمسة عشر، أو عشر، أو سبع، أو غير ذلك ([2]).
وتحزيب القرآن يعتبر في هذا الزمان من السنن المهجورة، بل المجهولة عند كثير من طلبة العلم فضلاً عن عامة الناس، في حين كان الأمر متواتراً، ومعلوماً عند السلف، فقلما تقرأ في ترجمة أحدهم إلاَّ وتجد أنه كان يختم القرآن في كذا وكذا ([3]).
وقد ذكر ابن عبد البر في النقل السابق عنه بعض الأحاديث والآثار المتعلقة بتحزيب القرآن، وبيّن أنها تدل على أن التمهل في القراءة والتدبر فيها أولى وأفضل من الهذّ والإسراع في القراءة بدون تدبر وتفهم.
وفيما يأتي أذكر مسائل مهمة تحتاج إلى إيضاح وبيان ولها تعلق بتحزيب القرآن:
المسألة الأولى: في كم يقرأ القرآن؟:
في كتاب فضائل القرآن من صحيح البخاري باب: في كم يقرأ القرآن، وقول الله تعالى: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} [المزمل: 20]، ذكر البخاري - رحمه الله - حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {اقرإ القرآن في شهر} قلتُ: إني أجد قوة، حتى قال: {فاقراه في سبع، ولاتزد على ذلك} ([4]).
وفي رواية في صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم: {فاقرأه في كل سبع ولاتزد على ذلك، فإن لزوجك عليك حقاً، ولزَوْرِكَ عليك حقاً، ولجسدك عليك حقاً} ([5]).
فهذا الحديث ظاهره يقتضي المنع من قراءة القرآن في أقل من سبع، كما ذكر ذلك ابن كثير في فضائل القرآن ([6]).
وجاء في أحاديث أخرى ما يدل على إقرار من قرأ في ثلاث، ومنها ما ذكره ابن كثير في فضائل القرآن، وعزاه للإمام أحمد في المسند عن سعد بن المنذر الأنصاري أنه قال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أقرأُ القرآنَ في ثلاث؟ قال: {نعم} قال: فكان يقرؤه حتى توفي ([7]).
ومنها حديث عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لاتفقه في قراءة في أقل من ثلاث} ([8]).
قال ابن كثير: (وقد ترخّص جماعات من السلف في تلاوة القرآن في أقلّ من ذلك، منهم أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه) ([9]).
وذكر آثاراً تدل على أنه كان يقرأ القرآن كله في ركعة من الليل.
وكذلك تميم الداري - رضي الله عنه - وسعيد بن جبير - رحمه الله - ثبت عنهما بأسانيد صحيحة أنهم كانوا يختمون القرآن في ركعة ([10]).
وقد ذكر النووي في التبيان أحوال السلف في ختم القرآن، وعاداتهم في قدر ما يختمون فيه، ثُمَّ قال: (والاختيار أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص، فمن كان يظهرُ له بدقيق الفكر لطائفُ ومعارف فليقتصر على قدرٍ يحصل له به كمالُ فهم ما يقرؤه، وكذا من كان مشغولاً بنشر العلم أو غيره من مهمات الدين ومصالح المسلمين العامة، فليقتصر على قدرٍ لايحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له، وإن لم يكن من هؤلاء المذكورين فليستكثر ما أمكنه من غير خروج إلى حد الملل والهذرمة ([11])) ([12]) ا هـ.
وقال في شرح صحيح مسلم: (والمختار أنه يستكثر منه ما يُمكنه الدوام عليه ولايعتاد إلاَّ ما يغلب على ظنه الدوام عليه في حال نشاطه وغيره، هذا إذا لم تكن له وظائف عامة أو خاصة يتعطل بإكثار القرآن عنها، فإن كانت له وظيفة عامة كولاية وتعليم ونحو ذلك فليوظف لنفسه قراءة يُمكنه المحافظة عليها مع نشاطه وغيره من غير إخلال بشيء من كمال تلك الوظيفة، وعلى هذا يحمل ما جاء عن السلف، والله أعلم) ([13]) ا هـ.
قال ابن كثير - رحمه الله -: (وقد كره غيرُ واحد من السلف قراءة القرآن في أقل من ثلاث، كما هو مذهب أبي عبيد وإسحاق بن راهويه، وغيرهما من الخلف.
... عن معاذ بن جبل أنه كان يكره أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث ([14]).
وقال عبد الله بن مسعود: مَن قرأ القرآن في أقل من ثلاث فهو راجز ([15]).
وفي المسند عن عبدالرحمن بن شيل مرفوعاً: {اقرؤوا القرآن، ولاتغلوا فيه، ولاتجفوا عنه، ولاتأكلوا به، ولاتستكثروا به} ([16]).
فقوله: {لاتغلوا فيه} أي: لاتبالغوا في تلاوته بسرعة في أقصر مدة، فإن ذلك ينافي التدبر غالباً، ولهذا قابله بقوله: {ولاتجفوا عنه} أي: لاتتركوا تلاوته) ([17]) ا هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبهذا نعلم أن ما جاء في الآثار عن كثير من السلف أنهم كانوا يختمون في أقل من ثلاث ليس مشروعاً ولا مستحباً، بل هو خلاف المشروع، ويُمكن أن يجاب عن فعلهم هذا بأجوبة:
منها: أنه لم يبلغهم النهي عن ذلك.
ومنها: أنهم كانوا يفهمون ويتفكرون فيما يقرؤونه مع هذه السرعة ([18]).
ومنها: أنهم لم يحملوا النهي على المنع.
ومنها: أنهم خصصوا النهي بمن ورد في حقه، وقالوا: إن مقدار القراءة يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال، والله أعلم ([19]).
وعلى كُلٍّ؛ فالذي لاينبغي الشك والامتراء فيه أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وأنه هو القدوة والأسوة الحسنة لنا، كما قال سبحانه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21].
فنحن متعبدون باتباع سنته وهديه، وقد قالت عائشة رضي الله عنها فيما رواه مسلم: ولا أعلم نبي الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن كله في ليلة، ولا صلى ليلة إلى الصبح، ولا صام شهراً كاملاً غير رمضان ([20]).
المسألة الثانية: هل يكون التحزيب بالسور أو بالأجزاء؟:
جاء في حديث أوس بن حذيفة الثقفي - رضي الله عنه - قال: سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يُحزِّبُون القرآن؟ قالوا: ثلاث، وخمس، وسبع، وتسع، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وحزب المفصل وحده ([21]).
ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - هذا الحديث واستدل به على أن الصحابة كانوا يحزبون القرآن سوراً تامة، ولايحزبون السورة الواحدة.
وذكر - رحمه الله - أن التحزيب بالسور أفضل وأحسن لوجوه:
أحدها: أن هذه التحزيبات المحدثة تتضمن في كثير من المواضع الوقوف على بعض الكلام المتصل بما بعده، حتى إن بعض المواضع يكون الوقف على المعطوف دون المعطوف عليه، فيبدأ القارئ في اليوم الثاني بمعطوف كقوله تعالى في أول الجزء الخامس: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَآءِ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانكُمْ} [النساء: 24].
وبعضها يتضمن الوقوف على بعض القصة دون بعض حتى إن بعض المواضع يكون الوقف فيها على كلام أحد المتخاطبين، ويكون الابتداء في اليوم التالي بكلام المجيب، كما في قوله تعالى في سورة الكهف في أول الجزء السادس عشر: {قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا} [الكهف: 75].
ومثل هذه الوقوف لايسوغ في المجلس الواحد إذا طال الفصل بينهما بأجنبي.
الثاني: أن المنقول عن الصحابة هو التحزيب بالسور لا بالأجزاء، كما في حديث حذيفة السابق.
الثالث: أن الأجزاء والأحزاب محدثة لم تكن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنَّما أحدثت بعد ذلك كما هو معلوم ([22]).
إلى غير ذلك من الوجوه التي ذكرها - رحمه الله -.
وبهذا نعلم أن التحزيب بالسور هو المشروع وهو الأفضل والأكمل، سواء كان ذلك في القراءة أثناء الصلاة أو خارجها، والله أعلم.
* * *
الحاشية والتعليقات:
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) انظر: النهاية لابن الأثير 1/ 376، وسيأتي ذكر الحديث بتمامه - إن شاء الله - قريباً.
([2]) انظر: تحزيب القرآن وهدي السلف في ذلك لمحمد الدويش مقال في مجلة البيان، العدد 41 ص 62.
([3]) انظر: المرجع السابق ص 61، 62.
([4]) صحيح البخاري رقم [5054] ص 1002 (ط: بيت الأفكار الدولية).
([5]) صحيح مسلم، كتاب الصيام رقم [1159] ص 448 (ط: بيت الأفكار الدولية).
([6]) فضائل القرآن لابن كثير ص 249.
([7]) هذا الحديث ساقط من المسند المطبوع مع أن ابن كثير، والهيثمي في المجمع 2/ 268، عزوه إليه، وأخرجه أيضاً أبو عبيد ص 88 في فضائل القرآن.
والحديث قال ابن كثير عن إسناده: وهذا إسناد جيّد قوي حسن. انظر: فضائل القرآن لابن كثير ص 252.
([8]) سبق تخريجه قريباً بلفظ: {لايفقه القرآن من قرأه في أقل من ثلاث}.
([9]) فضائل القرآن لابن كثير ص 256.
([10]) المرجع السابق ص 257، 258.
([11]) الهذرمة: - بالذال - السرعة في القراءة والكلام، يقال: هذرم وِرْدَه أي هذّه. مختار الصحاح مادة (هـ ذ ر م) ص 611.
([12]) التبيان في آداب حملة القرآن للنووي ص 62. وانظر: كتاب الأذكار له أيضاً ص 138، 139.
([13]) شرح صحيح مسلم للنووي 8/ 293.
([14]) أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ص 89، وذكر ابن كثير أنه أثر صحيح.
([15]) أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ص 89، وذكر محقق فضائل القرآن لابن كثير بأن إسناده ضعيف. ص 308.
([16]) أخرجه الإمام أحمد 3/ 444 وقال أبو إسحاق الحويني، محقق فضائل القرآن لابن كثير: وسنده صحيح ص 256.
([17]) فضائل القرآن لابن كثير باختصار وتصرف يسير ص 254 - 256.
([18]) انظر: المرجع السابق ص 260.
([19]) انظر: هدي السلف في تحزيب القرآن: لمحمد الدويش في مجلة البيان، العدد 42 ص 51.
([20]) جزء من حديث طويل أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب: جامع صلاة الليل رقم [746] ص 293، 294 (ط: بيت الأفكار الدولية).
([21]) أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب: تحزيب القرآن رقم [1393] 2/ 114 - 116، وأحمد في المسند 4/ 9، وابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة، باب: في كم يستحب ختم القرآن رقم [1345]. وانظر: ضعيف سنن ابن ماجه رقم [283]، وقد احتج بهذا الحديث كل من شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى 13/ 408، 409، وابن كثير في تفسيره 4/ 221. وذكره ابن مفلح في الآداب الشرعية 2/ 280، وقال: وإسناده جيد.
([22]) انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - 13/ 410 - 412.(/)
هل هناك إسرائيليات في كتاب (اللباب في علوم الكتاب)؟؟؟؟؟
ـ[ضياء الإسلام]ــــــــ[12 Apr 2006, 08:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد لفت نظري كتاب (اللباب في علوم الكتاب) باتساع أجزائه ولكن أثناء قراءتي في الجزء التاسع عشر تعثرت في جملة جعلتني أظن بوجود الإسرائيليات فيه
فهل ذلك صحيح؟
وكيف أستطيع الحصول عن معلومات عن هذا الكتاب؟
وجزاكم الله خير الجزاء
جعلني الله وإياكم من خدام دينه ومن جنده في الأرض
............................
فداك نفسي يا حبيبي يا رسول الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Apr 2006, 12:37 ص]ـ
للأخ الكريم مرهف سقا عناية بتفسير ابن عادل رحمه الله، وقد حقق بعض أجزائه، فلعله يتكرم بالجواب إن شاء الله.
وقد سبق الحديث عن مصادر ابن عادل وترجمته في الملتقى:
- مصادر ابن عادل في تفسيره (اللباب من علوم الكتاب). ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3994)
- ابن عادل وتفسيره اللباب من علوم الكتاب (1). ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=234).
ـ[ضياء الإسلام]ــــــــ[14 Apr 2006, 01:23 ص]ـ
جزاك الله شيخي الفاضل خير الجزاء على اهتمامك ومرورك على الموضوع
نفعنا الله بعلمك وجمعنا وإياك في الفردوس الأعلى
..............................................
فداك نفسي يا حبيبي يا رسول الله
ـ[مرهف]ــــــــ[08 Apr 2007, 01:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
بالنسبة للإسرائيليات في تفسير ابن عادل فهي موجودة ولكنها قليلة جداً بالنظر إلى الأجزاء التي حققتها وهي تفسير سورة الحجر والنحل والإسراء والإسرائيليات التي رأيتها في تفسير هذه السور هي من القسم الثالث من الإسرائيليات وهو القسم المسكوت عنه لا يصدق ولا يكذب، انظر مثلاً تفسير الآية 5 من سورة الإسراء، والآية 7 أيضاً، ومن منهجه في الإسرائيليات أنه يناقشها أيضاً من حيث التاريخ والترجيح عند اختلافها، والله أعلم
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[15 Apr 2007, 12:56 ص]ـ
الكتاب كبير الحجم، أكثر فيها المصنف من النقل عن كتب التفسير حتى احتوى على أغلبها وعرض لذكر الإسرائليات في مظان ذكرها لكنه لم يتوسع وإنما شابه القرطبي تقريبا في ذلك أو فاقه قليلاً(/)
ما رأيكم بهذا التناول والتطبيق لهذه الآيات؟؟
ـ[سلسبيل]ــــــــ[12 Apr 2006, 09:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المشايخ الكرام وطلبة العلم حفظ الله الجميع ونفع وبارك في علمكم
وضعت موضوعا فيما سبق حول م\ ع وكان غرضي من ذلك هو معرفة رأيكم في هذا المسلك وهل يعتبر ذلك من القول في كتاب الله بغير علم ليس في هذه الآيه فحسب في سلوك هذا المسلك واطراده فيما بعد
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4517
ولكني الآن احتاج لبيان أراؤكم في تناول هذه الآيات الكريمه من سورة الشعراء وهل في ذلك اساءه أو الخوض في القرآن بغير علم؟؟
http://www.arood.com/vb/showthread.php?s=&threadid=70
وجزاكم الله خيرا
ـ[خشان خشان]ــــــــ[07 Jul 2006, 05:18 م]ـ
الأخت الكريمة سلسبيل
بارك الله لك في حسن فهمك وغيرتك على كتاب الله الكريم
رأيكم في هذا المسلك وهل يعتبر ذلك من القول في كتاب الله بغير علم ليس في هذه الآيه فحسب في سلوك هذا
ولكني الآن احتاج لبيان أراؤكم في تناول هذه الآيات الكريمه من سورة الشعراء وهل في ذلك اساءه أو الخوض في القرآن بغير علم؟؟
أود أن أشير إلى ما يلي
1 - موضوع م/ع في أحسن حالاته مظنة صواب.
2 - الرجوع لمقول القول في كتاب الله الكريم بهذا الصدد هو لتبين مدى صحة هذا المؤشر وخطئه، باعتبار كتاب الله الكريم المرجع الأعلى في اللغة وخصائصها، والرجوع إليه هنا شأنه كشأن الرجوع إليه في أمر نحوي. هو لاختبار الخطإ والصواب في أمر نحوي ما.
ومن طريف ما يروى في هذا الباب:
ذُكِر أن رجلا دعا المبرّد (وهو إمام في العربية) مع جماعة.
فغنّت جارية من وراء الستار وأنشأت تقول:
وقالوا لها هذا حبيبُك (معرضا) = فقالت إلى إعراضه أيسر الخطبِ
فما هي إلا نظرة بتبسّمٍ = فتصطكُّ رجلاه ويسقط للجنبِ
فطرب كل من حضر إلا المبرد.
فقال له صاحب المجلس: كنتَ أحق الناس بالطرب.
فقالت الجارية: دعه يا مولاي، فإنه سمعني أقول (هذا حبيبك معرضا) فظنني لحنت، ولم يعلم أن ابن مسعود قرأ (وهذا بعلي شيخا)
قال فطرب المبرد إلى أن شق ثوبه.
الخطأ والصواب في بيت الشعر يعزى للجارية أو للمبرد والحكَمُ كتاب الله المنزّه عن النقص. وهذا ينطبق على الصواب والخطأ في م/ع. وعندما نحكم على صحة موضوع م/ع حسب ما تقرره خصائص (اللسان العربي المبين) في القرآن الكريم فإننا يجب مبدئيا أن نحتمل ثبوت بطلان دلالة هذا المؤشر أو صحته.
3 - الرابط الذي تفضلت به لا يفتح إلا للمشاركين قمت بوضع هذا الرابط البديل
http://www.geocities.com/alarud/88-mosa-wassaleh.html
يرعاك الله.(/)
جامع التفاسير
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[12 Apr 2006, 11:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الكرام / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
أنا أعمل في مجال التحقيق منذ فترة طويلة وفي خاطري عدة مشروعات، منها مصحف أحكام التجويد الذي نجز إلا بعض المراجعات، كما أعمل كتاب النهاية في علم التجويد
وهو كتاب أدخلت جميع الكتب المطبوعة فيه وما زلت، كما أدخل في جميع ما أقف عليه من بحوث دقيقة حديثة من على النت بعد بحث ما يزال بدرجة جيدة.
وإن من ضمن ما منَّ به الله علي من مشاريع، كتاب ((جامع التفاسير)).
فقد بدأت منذ فترة فيه وقد تحدثت مع إحدى دور النشر على طباعته، وهو كتاب كبير.
والخطة المبدئية التي اقترحتُها وأسير عليها هي تقريباً نفس الخطة التي هدى الله إليها العضو الفاضل ((الفقير إلى ربه)) بعنوان هل يعتبر هذا الاقتراح حلما؟؟ والتي لم أقرأها إلا بالأمس على السريع ثم بتفكر اليوم صباحاً، وقد فرحت بها كثيراً لتوافق الرغبة وطريقة التفكير والإحساس بالحاجة إلى ذلك التفسير الجامع الشامل.
والخطة المبدئية هي:
جمع كل تلك التفاسير المطبوعة حتى الآن في تفسير واحد، آية آية، كما يحاول إدخال ما يوقف عليه من مخطوطات لم تطبع.
مع تحقيق الأحاديث والآثار تحقيقاً علمياً مع الحكم عليها، وذكر آراء العلماء السابقين في الحكم على الحديث وكذا المعاصرين مع النهاية في تحقيقها، والبحث في العلل، مع التعرض لموضوع الإسرائيليات.
كما يحقق التفاسير التي تتعارض مع بعضها البعض بحيث يضيق الخناق على الرأي البعيد، ويظهر جلياً الرأي الصواب.
مع بحثنا ذلك من كتب الشروح والفقه والفتاوى.
وكذا الخوض في الناسخ والمنسوخ وتحقيق ذلك بحيث يظهر جلياً ما المنسوخ في ذلك من الناسخ.
مع ربط مواضيع التفسير بعضها ببعض [هذه آية في سورة كذا تتكلم عن الكبائر، وتلك أخرى تتكلم عن الكبائر في سورة كذا، فنربط المواضيع ببعضها. كما سنربط بين الأمور الفقهية التي وردت في التفاسير مع قضايا الفقه في كتبها، كما سنربط في أمر البلاغة بين ما كتب في شأن الآيات في كتب البلاغة، مع الإشارة إلى الإعجاز العلمي وغيره من الكتب المتكلمة عن ذلك، ثم الحديث عن الآيات التي يتعلق بها النصارى بأنها متناقضة أو ما يدعون فيها من أشياء. ثم يلي هذا المشروع، مشروع تبعه وهو ((مختصر جامع التفاسير)).
وطبعاً صفحات التفسير نجدها في صفحات النت والسديهات، غير أنه مطلوب منَّا مراجعتها مراجعة دقيقة مع عدة نسخ مطبوعة، كما سنقابل عدة أجزاء من تلك الكتب مع نظيرها من المخطوطات حتى يكون فيه توثيق ضمني لتلك التفاسير.
وعندي لجنة تُعد ذلك.
وفي نهاية جامع التفاسير، وأيضاً المختصر سيعرض على هيئات علمية من ناحية التفسير، النحو، البلاغة، الفقه، الحديث ...
ويعقب هذا الجامع فهارس علمية منها الفهرس الموضوعي للقرآن الكريم
وهذه هي الخطة السريعة المبدئية لذلك الكتاب الذي نسأل الله أن يجعل رقابنا به خاضعة ذليلة فعسى أن يرضى به عنا. آمين
مع دعائكم لنا بالتوفيق والسداد
كما نرجو من الأخوة الكرام مزيداً من الاقتراحات
فهو كتابكم وهو بكم بإذن الله تعالى
وقد أجلت تحقيقي لشرح السنة للإمام البغوي لذلك الكتاب الكبير.
وأسأل الله العلي القدير أن يرشدني إلى الحق وأن يزقنا حسن الإنابة على ذلك.
كما أسألكم الدعاء.
منتدى أهل التحقيق والتصنيف ( http://www.ahlaltahkek.com)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Apr 2006, 12:32 ص]ـ
أخي العزيز مصطفى بن علي وفقه الله وأعانه
سرني كثيراً هذا الطموح العالي، والهمة الوثابة في هذه الأعمال، وأسأل الله ألا يحرمك الأجر والثواب.
وفي نظري أن هذه المشروعات العلمية ليست مجرد جمع وتنسيق فحسب، فالأمر يحتاج إلى خبرة طويلة بالفنون (التجويد - التفسير)، حتى يتمكن القائمون بالعمل من التفريق بين ما يبقى وما يستبعد من أقوال المفسرين. وتأمل ما قام به خلف بن أحمد السجستاني رحمه الله من محاولة استيعاب أقوال المفسرين السابقين والفنون المتعلقة بالتفسير حتى زمنه، كيف ذهبت تلك التجربة، ولم يبق لها ذكر في كتب التفسير، ولا تكاد تجد أخبارها إلا نتفاً متفرقة في كتب التراجم، وفي ظني أن من أسباب ذلك أنه عمل لم يؤسس على رؤية واقعية لاستفادة الناس منه، حيث إن كبر حجمه حال بين الناس وبين نسخه والاستفادة منه على الوجه المطلوب، ولذلك بقي في نسخته الأصلية حتى أدركه التلف، وذهبت به العوادي، وقد أشرت إلى هذا التفسير في مشاركة سابقة في الملتقى العلمي (1).
والذي أراه وفقكم الله ألا تتعجلوا في إظهار هذا المشروع (جامع التفاسير) حتى تستشيروا أهل العلم الثقات في منهجه، وصلاحيته، وإضافته الحقيقة النافعة لكتب التفسير المطبوعة، حتى يؤتي ثماره بعد طباعته، وحتى يشعر القارئ أنه في حاجة إليه حينئذٍ. حيث إن القارئ في زماننا قلت رغبته في القراءة في الكتب الطويلة، واشتغل بغيرها من المختصرات والكتب الالكترونية والله المستعان.
أسأل الله أن يوفقكم ويسددكم في أعمالكم، وأن يجعل أعمالنا وأعمالكم خالصة لوجهه الكريم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تفسير خَلَفِ بن أَحْمد مَلِكِ سِجستان (ت399هـ): تَجرِبةٌ قَديِمَةٌ للتفسير الموسوعيِّ. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4988)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[14 Apr 2006, 03:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
وبعد
الحمد لله الذي زين ملتقى أهل التفسير برجاحة عقلك وأدب قلمك وسعة صدرك وعلمك.
شيخنا الكريم إذا ما تكالب الغزو، واشتدت الحاجة لفارس مغوار أو كتيبة مدججة لقيادة الوضع القائم فلا ينبري لذلك أحد. فنظر رجل مكبل بقيود، قد قُلِّمَ ساعديه. فزاد النظر في الوضع فلم يجد من تقدم فاستعان بالله واصطنع راية وحملها بعضديه، وتحامل أكباله. ونفض نعاساً وكبر ورفع رايته، عسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده، بكتيبة أو بفارس مغوار، أو بقلم منصور مؤيد ليحمل عنه حمالته فيسلم له الراية وهو في أشد حالات الاغتباط، من تحمل أمانة إلى صاحبها وأهلها.
هذا حالي وحال ((جامع التفاسير)).
فنحن في مصر لا نجد مؤسسة ترفع تلك الراية، ومن الصعب إن لم يكن من المحال اتفاق مجموعة من الأخوة الأفاضل على التعاون لبناء هذا الصرح.
أما أنتم يا أهل بلد حرم الله تعالى وحرم رسوله صلى الله عليه وسلم. فلديكم مؤسسات مزينة برجال يحبون خدمة العلم وينفقون عليه ابتغاء مرضاة الله مما أفاض عليهم الله من فضله، ولديكم رابطة العالم الإسلامي وغيرها.
أقول لديكم هذا مع ما جعله الله فيكم من جامعات يترأسها أفاضل لهم من الفضل والعلم ما جعله الله فيهم.
فإذا وفقكم الله تعالى إلى رغبة تحمل هذه الراية، وانتخبتم مجموعة من الدكاترة الأفاضل وطلبة كلياتهم ومجموعة من أهل الفضل للإنفاق على هذا العمل الضخم، فذلك أفضل وكبير إخبات منكم لربكم وشكر نعمته التي أنعم عليكم. وها هي الراية يا أيتها الكتيبة الفاضلة المنتظرة لنصرة العلم.
فإن لم تتعاونوا وتأنسوا منكم جميعاً رشداً لهذا العمل.
فليؤد الذي اؤتمن أمانته وليقم فارس مغوار أعلم بالحرب من غيره وأهل لتحمل محاولة إرضاء الله وشكره، وليرفع هو الراية عزيزاً مكرماً محاولاً نيل رضاء ربه.
أما ألا ينبري لذلك أحد. فما على الفقراء المرهقين المكبلين بالأغلال إلا التكبير بصوت ضعيف عسى الله أن يرحمني.
أما قول فضيلتكم: ((وفي نظري أن هذه المشروعات العلمية ليست مجرد جمع وتنسيق فحسب، فالأمر يحتاج إلى خبرة طويلة بالفنون (التجويد – التفسير)، حتى يتمكن القائمون بالعمل من التفريق بين ما يبقى وما يستبعد من أقوال المفسرين)).
زادك الله إمعاناً ورؤية. فنعم الرأي رأيك. وهذا أصعب جزء في المشروع. ولكن الله المستعان.
أما أمر التجويد فقد منَّ الله تعالى عليَّ بوضع مصحف أحكام التجويد الذي في مرحلة المراجعة، والذي سأرسل لملتقاكم الحبيب بصفحات لأخذ رأيكم ورأي الأخوة الأفاضل فيه.
أما قول فضيلتكم: ((وتأمل ما قام به خلف بن أحمد السجستاني رحمه الله من محاولة استيعاب أقوال المفسرين السابقين والفنون المتعلقة بالتفسير حتى زمنه)).
فالحمد لله الذي منَّ علينا بموافقة علماً سابقة في الرغبة.
أما قول فضيلتكم: ((حيث إن كبر حجمه حال بين الناس وبين نسخه والاستفادة منه على الوجه المطلوب)).
فنعم سيكون حجمه غاية في الكبر، إذ ستحقق جميع أحاديثه، و .... .
ولكن الحاجة الضرورية لذلك مع ما منَّ الله به من طباعة أو برامج كمبيوتر ممكن تجعل هذا الأمر محفوظاً.
وأما قول فضيلتكم: ((والذي أراه وفقكم الله ألا تتعجلوا في إظهار هذا المشروع (جامع التفاسير) حتى تستشيروا أهل العلم الثقات في منهجه)).
فنعم. بإذن الله هذا المشروع سيأخذ عدة سنوات من العمل المتواصل المتعارك مع الظروف المادية والحياتية التي تحاول إخبات تلك الراية، غير من استعان بالله، فالله معينه، ومن استغنى بالله فالله مغنيه.
أما استشارات الجهات، فقد خضعت له رقبتي من قبل إذ قلت في مشاركتي: ((وفي نهاية جامع التفاسير، وأيضاً المختصر سيعرض على هيئات علمية من ناحية التفسير، النحو، البلاغة، الفقه، الحديث ... )).
أما قول فضيلتكم: ((حيث إن القارئ في زماننا قلت رغبته في القراءة في الكتب الطويلة، واشتغل بغيرها من المختصرات والكتب الالكترونية والله المستعان)).
ففعلاً الله المستعان. وأهمية العمل لنفس الشأن، أما أن يتمايل الناس عنه، فلستُ عليهم بمصيطر.
أما الدعاء لنا في خاتمة رأيك إذ قلتَ: ((أسأل الله أن يوفقكم ويسددكم في أعمالكم، وأن يجعل أعمالنا وأعمالكم خالصة لوجهه الكريم)).
فهي زاد على الطريق، شربة باردة حلوة لقلب ظمآن في رمضاء.
جعلك الله نبراساً لنا وزادك حرصاً وحلماً وعلماً.
ولا تنسنا من صالح دعائك.
أحوكم
مصطفى علي جعفر
منتدى أهل التحقيق والتصنيف ( http://www.ahlaltahkek.com)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Apr 2006, 04:28 م]ـ
أخي الكريم. جزاك الله خيراً على جميل جوابك، وحسن ظنك بأخيك.
وأسأل الله أن يمدك بالعون والتوفيق في هذه المشروعات العلمية، والغرض الذي نصبو إليه هو الكمال الممكن، وليس قدحاً في المشروعات الفردية. فكثير من الإنجازات العلمية التي ننعم بها اليوم كانت فردية، وانظر إلى تهذيب اللغة للأزهري، وكتب التفاسير الكبار، وتأمل في كتاب (دراسات لأسلوب القرآن الكريم) للدكتور محمد عبدالخالق عضيمة رحمه الله. وغيرها. فهي مشروعات فردية كتب الله لها القبول والنفع.
أعانكم الله وسدد خطاكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالقادر]ــــــــ[14 Apr 2006, 06:46 م]ـ
أخي بارك الله فيك على هذا المشروع الرائع ولكن أخي ممكن أن تضع لنا وقت يصدرفيه الكتاب
وبامناسبة رأيت كتاب له نفس الفكرة في مكتبة المشكاة وهو كتاب جامع لطائف التفسير وقد سألت عنه في المنتدى لكن لم يجبني أحد عنه أبدا إذ لايوجد إلا جزء واحد منه في مكتبة المشكاة
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=2356
ـ[عبدالقادر]ــــــــ[15 Apr 2006, 07:23 م]ـ
لماذا لم تجيبوني على السؤال يا أهل الخير
ـ[عبدالقادر]ــــــــ[15 Apr 2006, 07:23 م]ـ
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[عبدالقادر]ــــــــ[15 Apr 2006, 07:25 م]ـ
هذه المرة الرابعة يا أخوة
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[15 Apr 2006, 08:07 م]ـ
سأحاول الوقوف على بقيته، ثم إخبارك به إن شاء الله، وهو كتاب من تصفح سريع كتاب جميل جداً.
أما بالنسبة لمشروع جامع التفاسير فهو كتاب ضخم إذ يجمع التفاسير مع تحقيقها من عدة أوجه
الحديث
الأثر
الأقوال المتعارضة في التفسير
البحث في كتب الفقه وشروح الحديث والبلاغة والنحو لمحاولة ترجيح قول عن قول
الخوض في الناسخ والمنسوخ مع ما ألف في هذا الباب
وعلى هذا قس
فأرجو من الله التوفيق، أما عن المدة فلا أدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً
أهم حاجة الدعاء وعسى الله أن يأتي برحماته.
آمين
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[15 Apr 2006, 08:08 م]ـ
فضيلة الدكتور الكبير / عبد الرحمن الشهري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
جزاكم الله تعالى على حسن ردك.
وأحملك أمانة وهي: أن حضرتك دكتور في جامعة كبيرة يترأسها أستاذ دكتور فاضل، ولك زملاء في الجامعة من عدة تخصصات، كما أن لفضيلة الأستاذ الدكتور الذي يترأسها زملاء من أصحاب الفضيلة رؤساء الجامعات الأخرى.
والذين لن يعدموا وسيلة للاتصال بالأمراء أو المحسنين الذين يريدون الإنفاق على هذا الصرح الكبير.
أقول أذِّن فيهم بأهمية هذا الأمر وانتخبوا لهذا الصرح من بينكم لجنة، وانتخبوا لها رئيساً، ثم له معاونين، ثم توزيع المتطلبات على الدكاترة الأفاضل، ثم الأقل على طلبة الماجستير والدكتوراة بحيث أن كل من أراد رسالة ماجستير أو دكتوراة لفترة محدودة يكون فيما يخدم هذا الصرح، مع تبرع من الأمراء وذوي الفضل ليكون هناك مبلغاً وراتباً لأعضاء هذه اللجنة ليتفرغوا لأعمالها.
فنأمل من هذا البلد الطيب أن يخرج نباته طيباً مثمراً، فتكون من ثمراتها ذلك الجامع للتفاسير المحقق المراجع، تفسيراً وحديثاً وبلاغة، وإعجازاً و ....... .
فإن لن يفعلوا تكن إقامة حجة على أهل العلم أنهم اختاروا أعمالاً دون ذلك، وتركوا الأخْيَرَ، وأسأل الله أن يفعلوا، ويتسلموا الراية.
والله الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[عبدالقادر]ــــــــ[15 Apr 2006, 08:20 م]ـ
بارك الله فيك أخي على السؤال و أسأل الله أن ييسر لك
فأنا سأكون أول من يشتري هذا الكتاب ان شاء الله
.................. بانتظار اجابتك على الكتاب الاخر ...........
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[21 Apr 2006, 04:12 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي مصطفى على هذه الهمة العالية وأسأل الله أن يوفقك لكل خير ولتسمح لي أن أبدي ملاحظة بسيطة حول هذه الفكرة ألا ترى معي أن العلوم منذ فترة ليست باليسيرة قد بدأت في التضخم والتوسع والتشعب؟ حتى إننا أصبحنا نرىكثيراً من الرسائل والأبحاث تتناول مسائل دقيقة جداً ربما لو لم يرها الناظر ما خطر على فكره أن يكتب فيها أحد بهذا التفصيل.هذا في مسألة دقيقة فما بالك بهذا العلم الضخم بما فيه من غث وسمين؟ لا أظن أنني أبالغ إن قلت: إن هذه الفكرة على خلاف ما تسعى نحوه الخطوات العلمية ومع ذلك فلا أستطيع أن أنكر من جانب آخر هذه الخطوات العلمية الأخرى الموسوعية. لكن هناك فرق بين الشمول والموسوعية وبين التفرق شذر مذر في جوانب عدة من العلوم أرجو أن تقبل قولي بصدر رحب فلقد مرت علي مثل هذه الأفكار ولم يكن لها من نصيب الواقع إلا كما مر بالفكر. وفقنا الله وإياك لكل خير والسلام
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Apr 2006, 04:27 م]ـ
وفقكم الله جميعاً، ونسأل الله العون والتوفيق.(/)
سؤال عن كتب تحدثت عن التفسير اللغوي للقرآن الكريم
ـ[سعد آل محمود]ــــــــ[13 Apr 2006, 12:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإخوة أعضاء المنتدى من مسؤولين وأعضاء، أرجو منكم إفادتي عن مراجع هذا العلم
ولكم الشكر
ـ[شعلة]ــــــــ[13 Apr 2006, 12:51 م]ـ
إليك أهم المصادر فيما أعلم:
التفسير اللغوي للقرآن الكريم د. مساعد الطيار
الفروق اللغوية وأثرها في تفسير القرآن الكريم د. محمد الشايع
وفقكم الله وأعانكم
ـ[سعد آل محمود]ــــــــ[13 Apr 2006, 04:50 م]ـ
بارك الله فيكم
وشكر لكم جهدكم
لكم مني الدعاء
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[15 Apr 2006, 06:26 م]ـ
1 ـ كتاب قضايا اللغة في كتب التفسير / المنهج ـ التاويل ـ الإعجاز، للدكتور الهادي الجطلاوي، نشر كلية الآداب ـ سوسه، العربية، دار محمد علي الحامي الجمهوؤية التونسية.
2 ـ العربية والنص القرآني (دراسة للقضايا اللغوية في كتب إعراب القرآن ومعانيه في أوائل القرن الثالق الهجري)، للدكتور عيسى شحاته علي، نشر دار قباء لطباعة والنشر والتوزيع / القاهرة.
3 ـ الدراسات اللغوية خلال القرن الرابع الهجري (نزول القرآن الكريم ودوره في نشأة الدراسات اللغوية / مصادر البحث اللغوي ـ الأماي والمجالس ـ كتب علوم القرآن ـ المعاجم اللغوية ـ الظواهر اللغوية، للدكتور حمودي زين الدين، دار الكتب العلمية.
4 ـ التطور الدلالي بين لغة الشعر ولغة القرآن، لعودة خليل أبو عودة، مكتبة دار المنار، الأردن ـ الزرقاء.(/)
مناقشات للأستاذ الدكتور مساعد الطيار في كتابه (مقالات في أصول التفسير)
ـ[محمد الحوري]ــــــــ[13 Apr 2006, 01:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن من المقرر عند العلماء والمفكرين والمصلحين أن المراجعة والنقد والبناء هو من أبرز ما ينهض بالعلوم، ويعمل على تقدمها، خاصة إذا قصد بذلك بيان الحق بنزاهة وموضوعية وبعد عن التجريح.
وانطلاقا من هذه الحقيقة فإني قمت بقراءة ما كتبه فضيلة الدكتور مساعد بن سليمان الطيار - حفظه الله – في كتابه الموسوم بـ (مقالات في علوم القرآن وأصول التفسير)، وتدوين ما ظهر لي من ملحوظات إيجابية أو سلبية حول الكتاب.
وكان هذا العمل الذي قمت به تكليفا من أستاذنا الدكتور العلامة فضل حسن عباس – حفظه الله – في أثناء دراستنا لمادة (دراسات متقدمة في علوم القرآن) حرصا منه على متابعة كل جديد في حقل الدراسات القرآنية وبيان ما لها وما عليه، وتعليما لنا منهجية النقد القائمة على ركنيها: بيان الإيجابيات والسلبيات على حد سواء، وليس الاقتصار على السلبيات وحدها كما اشتهر عند كثير من الناقدين، ثم اهتماما منه كذلك أن يزرع في نفوسنا الثقة في مناقشة العلماء والكتّاب مع التحلي بحسن الأدب والموضوعية ولقد كانت عبارته العظيمة لنا (لا يحقرن أحدكم نفسه)
وإنما اختار لنا أستاذنا الدكتور فضل هذا الكتاب لما يتحلى به الدكتور مساعد من سمعة طيبة في حقل الدراسات القرآنية , ولما يتمتع به من عمق في الطرح.
وبعد أن قمت بتدوين هذه الملحوظات أحببت نشرها على ملتقى التفسير، ليطلع عليها السادة الفضلاء لبيان وجه الحق فيما أوردته من ملحوظات حول كتاب الدكتور مساعد حفظه الله.
واسأل الله سبحانه السداد في القول والعمل.
[ line]
http://www.tafsir.net/images/magalat.jpg
أولا: وصف الكتاب
* اشتمل هذا الكتاب على جملة من المقالات التي كان المؤلف قد نشرها على صفحات الإنترنت. فجمعها في مكان واحد وفي كتاب واحد هو من صنيع دار النشر وليس من صنيع المؤلف، وإن كان المؤلف قد ارتضاه، وصدر عن شبكة التفسير والدراسات القرآنية ودار المحدث للنشر بالرياض.
قسمت هذه المقالات إلى موضوعات خمسة:
القسم الأول: المقالات المتعلقة بعلوم القرآن.
وناقش فيها عددا من الموضوعات منها: العموم والخصوص، والفرق بين علوم القرآن وأصول التفسير، وتصنيف العلوم المتعلقة بعلوم القرآن، والحديث عن الأحرف السبعة والرسم وبعض مسائل الوقف والإعجاز العلمي وغيرها.
القسم الثاني: التجويد والقراءات
وجاء تحته: حكم تعلم التجويد وإتقان التلاوة، وعن القراءات وعلاقتها بالأحرف السبعة، وغيرها.
القسم الثالث: التفسير وأصوله
وجاء تحته: التعليق على أثر ابن عباس في تقسيم التفسير، مصادر التفسير، والإسرائيليات، والمفردة القرآنية، والتفسير بالرأي، والتفسير بالمأثور ومناقشة تفسير بعض الآيات.
القسم الرابع: مناهج المفسرين
وتحدث تحته عن منهج الطبري وموقفه من القراءات والنسخ، وتحدث كذلك عن الرازي0
القسم الخامس: موضوعات متنوعة
وجاء فيه الحديث عن الحال مع القرآن في رمضان، وتنكيس الآيات والسور، وغيرها0ثم الحديث عن رؤى وأفكار حول الدراسات العليا.
اشتمل هذا الكتاب على إحدى وستين مقالة، هذه المقالات في غالبها إن لم يكن كلها كانت إجابات على أسئلة وردت للمؤلف على صفحات الإنترنت.
لا يوجد رابط بين هذه المقالات إلا الموضوع العام فهي ليست مقالات متسلسلة، ولم يراع في ترتيبه وجه معين كعامل الزمن في النشر أو تسلسل الموضوع.
ثانياَ: مما يحمد للكتاب والكاتب
إن الكتاب كونه مقالات علمية متخصصة متنوعة ففيه متعة كبيرة يشعر بها المطالع للكتاب.
في الكتاب تحقيقات علمية رائعة، كبيان المؤلف لموقف الطبري من القراءات، وما جاء في منهج الطبري، وفي نقده كذلك لمصطلح المأثور، وفي عرضه لموضوع العموم والخصوص وغيرها.
اتسم الكاتب بعمق الفكرة، وحسن العرض وسهولة الأسلوب وحسن التقسيم والتفريع.
يحسب للكاتب سعة الاطلاع وحسن الفهم ودقة النقل.
يتسم الكاتب بالموضوعية وأدبيات الخلاف والنقد واستيعاب الآخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويحسب للكاتب كذلك إضافاته العلمية في هذا المجال كموضوع (رواية حفص عن عاصم عند الطبري – رحمه الله)
ثالثا: ما يؤخذ على الكتاب
1 - الاستطراد في معالجة بعض الموضوعات.
2 - لما كانت هذه المقالات إجابات عن أسئلة، جاء الجواب في بعضها مقتضبا ومختصرا.
3 - عدم الترتيب المنطقي الذي يجمع الموضوعات المتشابهة بجوار بعضها بعضا.
4 - تداخل موضوعات بعض المقالات في بعضها الآخر.
5 - بعض القضايا المطروحة لا صلة بموضوع الكتاب.
رابعا: قضايا محل نقاش
القضية الأولى: يقول الكاتب في ص (51) في إجابته على سؤال السائل: ما رأيكم بما يسمى الآن بالإعجاز العلمي للقرآن، وهل يدخل تحت علوم القرآن؟ إن هذه المسألة تعتبر من المسائل التي حدثت في هذا العصر.
المناقشة: قوله: إن هذه المسألة تعتبر من المسائل التي حدثت في هذا العصر. قول يحتاج إلى إعادة نظر ذلك لأن هذه المسالة قديمة الظهور، تحدث وكتب فيها علماؤنا الأوائل من أمثال الغزالي في جواهر القرآن، والرازي في تفسيره, والشاطبي في الموافقات، والسيوطي في عدة كتب له، منها كتابه (معترك الأقران في إعجاز القرآن)
ملحوظة: كلمة تعتبر لا تصلح في مثل هذا المقام لأنها مأخوذة من الاعتبار، وإنما الذي ينبغي التعبير به هو كلمة (تعد) وما أشبهها. وهذا من الأخطاء الشائعة. وهذا ليس انتقادا مني للدكتور مساعد حفظه الله وإنما أحببت التنبيه على ذلك لما قرأت الكلمة في عبارته.
القضية الثانية: يرى أن الإعجاز العلمي يدخل في ما يسمى بالإعجاز الغيبي وهو فرع منه إذ مآله الإخبار بما غاب عن الناس فترة من الزمن ثم علمه المعاصرون. (ص 51)
المناقشة: إن جعل الإعجاز العلمي فرعا من الإعجاز الغيبي أمر تعوزه الدقة، وذلك للأمور التالية:
لأن علماءنا السابقين عندما تحدثوا عن وجوه الإعجاز فرقوا بين الغيبي وبين إعجازه بما فيه من العلوم، ولم ينصوا على جعلهما شيئا واحدا، بل فرقوا بين الإخبار عن الأمور الماضية وبين الإخبار عن الأمور المستقبلية.
إن بعض الإشارات العلمية في القرآن لا تدخل في دائرة الإعجاز الغيبي.
إن الإعجاز بالغيب هو الإخبار عن أمر لم يكن موجودا بأنه سيوجد في المستقبل ولكن الإعجاز العلمي ليس كذلك فمراحل خلق الإنسان مثلا موجودة من قبل نزول القرآن, وهي كذلك باقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فهو إخبار عن أمر موجود قد يدركه من كان في زمن التنزيل ومن بعدهم. وعليه فليس دقيقا ذلك القيد الذي وضعه وهو قوله (ثم علمه المعاصرون).
القضية الثالثة: يقول: إن كتب الله السابقة توافق القران في جميع ما يتعلق بوجوه الإعجاز المذكورة عدا ما وقع به التحدي, إذ لم يرد نص صريح يدل على أنه قد تحدي الأقوام الذين نزل عليهم كتب ,كما هو الحال بالنسبة للقرآن ص (51)
المناقشة: إن هذا القول يقتضي أن تكون هناك وجوه من الإعجاز لم يقع بها التحدي في القرآن الكريم.
فالكتب السماوية قبل القرآن جاء فيها تشريعات وجاء فيها إخبار عن المغيبات’ وجاء فيها إخبار عن بعض الحقائق العلمية. فهذا يقتضي أن هذه الأوجه لم يقع بها تحد لأن الكتب السابقة لم يقع التحدي بها.
والحق أن القرآن معجز بكل ما فيه من الوجوه سواء كان بيانيا أم تشريعيا أم علميا أم غيبيا. وكل وجوهه متحدى بها لقوله تعالى (فأتوا بسورة من مثله) فأمهلهم بالإتيان بسورة صغيرة أو كبيرة وبما فيها من حقائق كثيرة تشريعية أو علمية أو ...
ثم إن موافقة الكتب السابقة لبعض ما جاء في القرآن لا يعني عدم التحدي بها فالكتب السماوية كلها من كلام الله, ولكن إرادة الله جعلت هذا القرآن مما يقع به التحدي ولم تجعل هذه الكتب كذلك.
ثم هل يفهم من كلام الدكتور مساعد أن هناك وجوها من الإعجاز الموجودة في القرآن لم يقع بها التحدي؟ وهل الإعجاز في نظر الدكتور ينحصر في البياني فقط؟ وإن كان كذلك فماذا يقول في الوجوه الأخرى التي يظهر من عظمتها كل يوم ما يبهر الألباب. وإن لم يكن يرى ذلك فإن عبارته إذن موهمة.
ثم إن المقارنة بين القرآن والكتب السماوية في مجال الإعجاز مقارنة فيها نظر؛ وذلك أن الكتب السابقة لم تنزل للإعجاز أصلا، ولم يكن من مقاصدها كذلك الإعجاز.
ثم من أين اطلع الأستاذ مساعد على احتواء الكتب السايقة على الحقائق العلمية وهي اليوم محرفة لا يطمئن لشيء فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
القضية الرابعة: يرى أن هذا المصطلح (الإعجاز العلمي) أثر من آثار التغريب الفكري فهذه التسمية منطلقة من تقسيم العلوم إلى أدبية وعلمية ... وفي ذلك رفع من شأن العلوم التجريبية على غيرها من العلوم النظرية التي فيها علوم الشريعة
وإذا كان هذا يسمى بالإعجاز العلمي فماذا يسمى الإعجاز اللغوي أليس إعجازًا علميا؟ أليست اللغة علماً، وقل غيرها في وجوه الإعجاز المحكية.
لا شك أنها علوم لكنها غير العلم الذي يريده الدنيويون الغربيون الذي أثروا في حياة الناس اليوم وصارت السيادة لهم
ومما يؤسف له أن يتبعهم فضلاء من المسلمين في هذا المصطلح دون التنبه لما تحته من الخطر والخطأ. ص (52 - 53)
المناقشة: أقول: إن جعل هذا المصطلح أثرا من آثار التغريب أمر فيه تحسس كبير، إذ وصف هذا اللون الإعجاز (بالعلمي) هو للتميز عن الألوان الأخرى من وجوه الإعجاز ولا يخرج الوجوه الأخرى كاللغوي والتشريعي وغيرها عن وصفها بالعلمية؛ ذلك أن هذه المصطلحات قد استقرت، وأصبح إطلاق كلمة (العلمي) ينصرف مباشرة إلى العلوم الطبيعية. وهو كقولنا في تقسيم الأساليب إلى أسلوب علمي وأسلوب خطابي، وأسلوب أدبي فهذا التقسيم لا يعني أن الأسلوبين الآخرين ليسا علميين بالمفهوم العام. ومن المعلوم أن تحديد المصطلحات أمر مهم في فهم الأمور.
ثم إن القضايا الاصطلاحية تحدد حسب ما تتطور إليه المعارف البشرية؛ لذلك قديما قالوا: لا مشاحة في الاصطلاح. ومن هنا فينبغي تجاوز الشكليات إلى المضامين، خصوصا إذا كان هذا المصطلح لا يقوم رفضه على أساس شرعي.
ثم إذا أردنا الاعتراض على مثل هذا المصطلح فلا بد من إيجاد البديل.
القضية الخامسة: يقول إن بعض من نظر للإعجاز العلمي وضع قاعدة: وهي أن لا يفسر القرآن إلا بما يثبت حقيقة علمية لا تقبل الشك لئلا يتطرف الشك إلى القرآن إذا ثبت بطلاق فرضية فسرت بها آية.
وهذا القيد خارج عن العمل التفسيري ولا يتوافق مع أصول التفسير وهو قيد يلتزم به مقيده وإن لم يكن في الواقع قد التزمه كثيرون ممن بحث في هذا الموضوع ولا يلزم به المفسر لأن التفسير أوسع من الإعجاز (ص53).
ثم يخلص إلى نتيجة بعد أن بين أن كتّاب الإعجاز العلمي لا يلتزمون بهذه القاعدة فيقول: " وبهذا فإنه لا يوجد قاعد تخص الإعجاز العلمي على هذا السبيل إذ يمكن أن تكون كثير من فرضيات البحوث التجريبية مما لا تخضع للإدراك البشري ثم نصححها لورود ما يدل عليها من القرآن اجتهادا أن هذا الآية تشهد لتلك النظرية. ص (53).
المناقشة: أقول: إن عدم التزام الباحثين بالوقوف عند القاعدة المذكورة لا يعني عدم صحة القاعدة، وإنما يطعن ذلك في أسلوب بحثهم. هذا أولاً
ثانيا: هذه القاعدة ضرورية في التنظير؛ لذا فإن جميع من نظر للإعجاز العلمي – حسب اطلاعي- نص عليها ولم يخالف في سياق التقنين والتقعيد في أصول الإعجاز العلمي أحد من الباحثين. لذا فإن ما ذكره فضيلة الدكتور مساعد أثار استغرابي.
ومن الغريب كذلك أن يجنح الدكتور إلى عدم اعتمادها مع أن قوام الحفاظ على شخصية الإعجاز العلمي القرآني يقوم على هذه القاعدة.
ثم إن في عبارة الدكتور مساعد التالية (إذ يمكن أن تكون كثير من فرضيات البحوث التجريبية مما لا تخضع للإدراك البشري) بعض اللبس إذ كيف تكون هذه الفرضيات خاضعة للبحث التجريبي ولا تكون خاضعة للإدراك البشري. إذ من المقرر- كما لا يخفى على أمثال الدكتور مساعد- أن هناك فرقا بين العلوم التجريبية والعلوم العقلية.
القضية السادسة: يقول إن أي تفسير جاء بعد تفسير السلف فإنه لا يقبل إلا بضوابط ذكر منها:
أن لا يتناقض (يبطل) ما جاء عن السلف (أعني الصحابة والتابعين وأتباع التابعين)،وذلك لأن فهم السلف حجة يحتكم إليه ولا تجوز مناقضته البتة، فمن جاء بتفسير بعدهم سواء أكان مصدره اللغة أو بحثا تجريبيا فإنه لا يقبل إن يناقض قوله. (ص 56).
المناقشة: إن ما ذكره من هذه الضوابط يحتاج إلى تفصيل:
ذلك أن القول الصادر عن السلف إن كان منقولا نقلا صحيحا عن النبي _ صلى الله عليه وسلم – فالأصل الأخذ بما صح.
وإن كانوا كذلك قد أجمعوا على قول فإنه كذلك لا يصح نقض قولهم وتركه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما إذا اختلفوا وتبين أنهم قالوا ذلك اجتهادا منهم فإن ظهور أقوال قد تتناقض مع أقوالهم أمر مقبول، والقول بذلك لا يعني تخطئتهم في ما قالوا، ولا عيب عليهم في ذلك. ذلك أن هذا اجتهاد منهم فيما لا نص فيه. وذلك كالكشف عن بعض التفصيلات العلمية التي لم يكن للسلف أن يصلوا عليها في زمانهم0
والذي يدل على ذلك أيضا وورود آراء متناقضة عن السلف أنفسهم فيما لا نص فيه
القضية السابعة: موضوع الأحرف السبعة وعلاقتها بالقراءات
يتبنى الأستاذ مساعد الطيار الرأي القائل بأن الأحرف السبعة هي سبعة من الوجوه التي يقع بها التغاير، ورد على من قال: إن عثمان حذف ستة أحرف قرآنية، وأن ذلك لا يتفق مع منطوق قوله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).
ثم قال:
(1) – ومن قال بأن الأمة مخيرة بين هذه الأحرف، فلا دليل عنده ولا يوافق قوله منطوق هذه الآية ولو كان ما يقوله صحيحا لوكل على المسلمين حفظ القرآن كما وكل إلى من قبلهم حفظ كتب الله. وأنت على خبر بالفرق بين الحفظين.
(2) - وقال مستدلا: بأن من كفر بحرف من القرآن فقد كفر به كله فكيف بمن ترك أكثره مما هو منزل واقتصر على واحد، هذا ما لا يمكن أن يقع فيه صحابة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وعليه فإن القول بأن القراءات التي يقرأ بها اليوم حرف واحد لا يصح البتة ولا دليل عليه (ص96 - 99) بحذف وتصرف.
ويرى أن مصحف أبي بكر حوى ما بقي من الأحرف السبعة التي ثبتت في العرضة الأخيرة، وأن عمل عثمان قام على نسخ المصحف من مصحف أبي بكر ثم توزيع الأحرف التي تختلف القراءة بها في هذه المصاحف، ولم يترك منها شيئا أو يحذف منها حرفا. والذي يدل على ذلك الاختلاف في رسوم المصاحف العثمانية (ص100 - 101) بتصرف يسير.
وفي تفسيره للاختلاف الذي وقع بين الناس في زمن عثمان وقبل الجمع يقول: إن القراءة قبل هذا الجمع لم تكن صادرة عن إجماع الصحابة، وإلزام الناس بما ثبت في العرضة الأخيرة مما كتبه زيد في مصحف أبي بكر، والذي يدل على ذلك أن قراء الصحابة كانوا يقرئون الناس بما صح عندهم عن نبيهم – صلى الله عليه وسلم- وليس كلهم بلغه ما نسخ في العرضة الأخيرة. (ص101).
ويشير في (ص103) على أن الصحابة كانوا يقرئون بما سمعوه منه الرسول – صلى الله عليه وسلم- وكان في ذلك المقروء كثير من المنسوخ في العرضة الأخيرة.
المناقشة: إن القائلين بأن الأمة كانت مخيرة بين هذه الأحرف ساقوا أدلة كثيرة على هذا نقلية وعقلية، والذي يقرا ما كتبه الإمام الطبري – رحمه الله – في مقدمته يرى ذلك بالوضوح التام.
والقول بأن القول بالتخيير لا يوافق منطوق قوله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).قول غير دقيق؛ ذلك لأن القائلين بهذا القول لا يشكون لحظة واحدة بأن القرآن محفوظ، وأن الاقتصار على حرف واحد لا يعني العبث بالقرآن أو عدم حفظه البتة، بل إن إبقاء الحروف الأخرى مع ظهور تلك المشكلات في زمن عثمان- رضي الله عنه- كان يمكن أن يؤدي إلى نتيجة غير محمودة.
ثم إن الإمام الطبري يشير إلى أن اختلاف الأحرف وذهاب بعضها لا يترتب عليه انتقاص من القرآن. ثم أين وجه التيسير في القول الذي اختاره الدكتور مساعد.
وقوله: إن من كفر بحرف فقد كفر به كله فكيف بمن ترك أكثره. قول يحتاج إلى وقفة، ذلك أن القائلين بالاقتصار على حرف واحد لم ينكروا الأحرف الأخرى ولم يكفروا بها، بل هم يقرون بهذه الحرف ولكنهم رأوا أن الأمة مخيرة، فلها أن تأخذ بما تشاء وتدع ما تشاء، كما هو الحال مع القراءات في هذا الزمن، أفلسنا اليوم نتخير في الأخذ بقراءة معينة مع عدم إنكار القراءات الأخرى. وقولهم هذا مبني على أدلة قوية.
قوله: إن عثمان نسخ المصاحف من مصحف أبي بكر ثم توزيع الأحرف التي تختلف القراءة بها قول كذلك لا يصلح دليلا على ما ذهب إليه.
وذلك أن عمل عثمان اقتصر على نسخ مصحف أبي بكر كما هو، ولم يثبت أته قام بتوزيع الأحرف كلها على المصاحف، ثم إن الذي رسم مختلفا بين المصاحف كلمات قليلة عدها العلماء فكيف يكون هذا مع الاختلاف الكبير بين الأحرف
وهذا الموضوع قتل بحثا، ينظر في مظانه، وكان يمكن أن يتسع به القول، وفي ما ذكرته غنية.
(يُتْبَعُ)
(/)
القضية الثامنة: أنشأ الدكتور مساعد مقالا في التعليق على أثر ابن عباس في تقسيم التفسير، وأنه على أربعة أوجه ... (ص 121) فقال:
الوجه الأول: يشمل ألفاظ القرآن وأساليبه في الخطاب، وذلك لأنه نزل بلغتهم وعلى طرائقهم في الكلام (ص122).
الوجه الثاني: ما لا يعذر أحد بجهله ويشمل الفرائض والنهي عن المحارم, أصول الأخلاق والعقائد (ص125).
الوجه الثالث: ما تعلمه العلماء، ومما يشمله هذا القسم، ما تشابه منه على عامة الناس سواء أكان في الأحكام أم في المعاني. (ص126)
الوجه الرابع: ما لا يعلمه إلا الله ومن ادعى علمه فقد كذب (ص126).
المناقشة: إن ما روي عن ابن عباس-رضي الله عنه-يحتاج إلى نقاش من جهتين: سنداً ومتناً.
وقد كفانا أستاذنا الدكتور فضل عباس ذلك في كتاب (التفسير أساسياته واتجاهاته) ص (113 - 115).
بين أستاذنا أن الأثر مروي من طريقين، وكلاهما ضعيف ص (113 - 114).هذا من جهة السند
أما من جهة المتن فيقول "لكن الأثر ينبغي أن يرد من حيث المتن كذلك؛ لأكثر من سبب ,أكتفي هنا بسب واحد, وهو أن ابن عباس –رضي الله عنهما- لا يفسر المتشابه بما استأثر الله بعلمه , بل الروايات الثابتة عنه أن المتشابه مما يعلمه الراسخون في العلم.
وعلى هذا فإن هذه الرواية تتناقض تناقضا تاما بما اشتهر عن ابن عباس, لأنه جعل من التفسير ما استأثر الله بعلمه".ص (115).
ثم إن فيما ذكر الأستاذ مساعد تداخلا إذ ما الفرق بين الوجه الثالث والوجه الرابع إذ كلاهما من المتشابه سواء تشابه على العامة أم على العلماء. ثم إن ما ذكره من الأمثلة تحت الوجه الرابع ليست محلا للنزاع بين العلماء لأن ماهية الدابة مثلا مما لم نكلف البحث فيه في حين أن لفظ الدابة مفهوم غير مشكل. و
للمزيد انظر مشكوراً كتاب أستاذنا فضل عباس إتقان البرهان , مبحث المحكم والتشابه.
القضية التاسعة: يرى في نقده لمصطلح" تفسير القرآن بالقرآن" أن هذا المصطلح إذا لم يتحقق فيه معنى البيان عن شيء في الآية بآية أخرى، فإنه ليس تعبيرا مطابقا لهذا المصطلح بل هو من التوسع الذي يكون في تطبيقات المصطلح .. ص (130).
ثم قال: ويمكن القول إنه ليس هناك ضابط يضبط المصطلح المتوسع بحيث يمكن أن يقال: هذا يدخل في تفسير القرآن بالقرآن، وهذا لا يدخل فيه ولذا يمكن اعتبار كتب (متشابه القرآن) وكتب (الوجوه والنظائر) من كتب تفسير القرآن بالقرآن بسبب التوسع في المصطلح ... ص (130 - 131).
ورأى أن هذا المصطلح ينقسم إلى قسمين:
ما يعتمد على البيان أي وقوع البيان عن آية بآية أخرى وهذا يعد تعبيراً مطابقا للمصطلح.
ما لم يكن فيه بيان عن آية بآية أخرى، وهذا مصطلح مفتوح .. ص (132) بتصرف ويسير.
وجعل من الأمثلة المطابقة للمصطلح تخصيص العام وتبيين المجل وتقييد المطلق، وتفسير لفظة غريبة بلفظة أشهر منها, تفسير معنى آية بآية أخرى ص (132 - 134).
ويرى أن تفسير القرآن بالقرآن هو من باب التفسير بالرأي وذلك لأن طريق الوصول إليه هو الرأي والاستنباط ص (136) بتصرف.
وأما عن حجيته فيقول لا يمكن القول بحجية تفسير القرآن بالقرآن مطلقاً بحيث يجب قبوله ممن هو دون النبي –صلى الله عليه وسلم-بل هو مقيد بأن يكون ضمن الأنواع التي يجب الأخذ بها في التفسير ص (137).
المناقشة: إن إدخال الوجوه والنظائر وكتب المتشابه في دائرة تفسير القرآن بالقرآن على التوسع في المصطلح غير دقيق.
وذلك لا ينبغي أن يتجاوز تفسير القرآن بالقرآن تخصيص العام وتقييد المطلق والإيجاز والبسط وذلك لأن إدخال الوجوه والنظائر وكتب التشابه يؤدي إلى أمرين خطيرين:
1 - إغفال السياق الذي وردت فيه تلك الكلمة القرآنية, واختيرت في مكانها ومثل هذا الإغفال مدعاة للخلط والخبط في التفسير.
2 - إنه يفضي للقول بتكرار معاني القرآن الكريم, ولا شك أن هذا غير مقبول. التفسيرأساسياته واتجاهاته د. فضل حسن عباس ص (187 - 188).
قول الدكتور مساعد: إن تفسير القرآن بالقرآن هو من باب التفسير بالرأي لا يقبل على الإطلاق: لأنه يمكن أن يقع من النبي عليه السلام , فكيف يكون رأيا هذا أولا , ثانيا: إن هذا الأمرلم يقل به أحد- فما أعلم- قبل الدكتور مساعد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إن مجرد أن يوفق المفسر بين هذه الآية وتلك، لا يعني أنه قد فسر اجتهادا. فهو لم يوضح المعنى من عنده بل من كلام الله الآخر عليه، فلا يصح إدخال تفسير القرآن بالقرآن في دائرة الرأي.
ثم هل المفسر عندما يفسر القرآن بالقرآن يلتزم حدود النص، فلا يخرج عنه مراعيا ما كان صريحا من تفسير القرآن بالقرآن كما في قوله تعالى {والسماء والطارق، النجم الثاقب} فهذا المثال يوضح أن القرآن فسر نفسه بنفسه. فقول المفسر ي بيان معنى الطارق أنه النجم الثاقب كما بينه الله تعالى في كتابه لا يجعله اجتهادا، لأن قول المفسر ما هو إلا مجرد وصف لما بين الله تعالى.
وانبثاقا مما سبق فإننا لا نوافق الدكتور مساعد – حفظه الله- في ما ذهب إليه من جعل تفسير القرآن بالقرآن من الرأي.هذا من جهة
وبناء على ما سبق أيضا فإن هذا النوع من التفسير يختلف عن تفسير الصحابة الذي ليس من هذا القبيل، فحينما يفسر الصحابي آية برأيه مثلا فتفسيره هذا يكون من مشرب آخر غير مشرب تفسير القرآن بالقرآن. وجعلهما من مشرب واحد ومن مشكاة واحدة مما لا يقبل.
القضية العاشرة: يرى أن تفسير قوله تعالى ولقد" فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب " مجمل ما جاء مرويا هن بني إسرائيل من تسلط الشيطان على سليمان عليه السلام، وأنه بلغ من تسليطه أنه سلبه ملكه وأنكره الناس , حتى عاد إليه ملكه وانتقم من هذا الشيطان العاتي هو الذي ينبغي الأخذ به واستدل بما يلي:
*هو قول جمهور المفسرين حتى إنه لا يكاد يوجد خلاف بين السلف على المجمل من القصة.
*السياق يشير إلى هذا المجمل وذلك لأنه لما طلب المُلْك الذي لا ينبغي لأحد من بعده, كان منه تحكمه في الشياطين, ولم يكن قبل فتنته معصوما عن تسلطهم عليه.
*أن هذا القول لا يدعوا إلى الغرابة؛ لأن الله يبتلي عباده بما يشاء واستدل على ذلك بحادثة سحر النبي – صلى الله عليه وسلم- وأن هذا السحر كان متسلط الشيطان عليه, وكان هذا ابتلاءا للنبي– صلى الله عليه وسلم- ثم نجاه الله منه ص (198) بتصرف.
المناقشة: أما قوله: بأن هذا قول جمهور المفسرين، فليس دقيقا لأن هذا ليس قول الجمهور منهم، هذا أولاً. وأما ثانيا فإن المفسرين حينما ذهبوا إلى هذا القول كانت لهم أيضا آراء متعددة.
ثم إن ما ذكر حول تسلط الشيطان على سليمان من روايات ففيها من الإسرائيليات الشيء الكثير مما لا ينبغي الاعتماد عليه.
أما القول بأن الشيطان تسلط على سليمان، وأنه منع- أي الشيطان- من ذلك بعد دعوة سليمان الله أن يهبه ملكا لا ينبغي لأحد ومنه تسلطه على الشياطين قول غير مقبول وذلك:
لأن القول بأن الشيطان يمكن أن يتسلط على أحد من الأنبياء قول يتنافى مع العصمة؛ وذلك لأن الأنبياء معصومون قبل البعثة وبعدها، فكيف يتسلط على سليمان وهو نبي.
ثم إنه من المعلوم أنه ليس كل الأنبياء سلط على الشياطيين، فهل يعني هذا أن الشياطين تتسلط عليهم.
أما مسألة سحر النبي فمع أن هذه القضية للعلماء فيها قديما وحديثا آراء متعددة -لا يتسع المقام لعرضها – فقد جاءت لتبين في المقام الأول مكر يهود وخبثهم تجاه نبي الإسلام عليه السلام وأمته.
وما جاء من أحاديث فيها فإنما لبيان ذلك، ومن المعلوم كذلك أن أمر سحره عليه السلام لم يؤثر في شخصيته.
ثم ليس كل قول اشتهر عند جمهرة المفسرين يؤخذ به، فهناك أقوال لا يمكن الأخذ بها على الرغم من شهرتها.
وللمزيد في هذه القضية ينظر كتاب أستاذنا الدكتور فضل حسن عباس (التفسير أساسياته واتجاهاته ص 295).
القضية الحادية عشرة:: يقول: فإن مصطلح التفسير التحليلي مصطلح معاصر ,وهو تقسيم فني لكتب التفسير, وليس له ثمرة كبيرة , و أول من رأيته قسم التفسير إلى أنواع من هذا القبيل الدكتور أحمد جمال العمري في كتابه (دراسات في التفسير الموضوعي للقصص القرآني) ولا أعرف هل سبق أم لا؟ وقد ذكر ثلاثة أبواب: التحليلي ,الإجمالي ,الموضوعي.
وقد زاد الأستاذ الدكتور فهو الرومي في كتابه (بحوث في أصول التفسير ومناهجه) لونا رابعا وهو التفسير المقارن.
ثم يقول: وأرى أن هذه التقسيمات لا جدوى منها , فهي تقسيمات فنيه ,
ولا يكاد يخلو منها تفسير من التفاسير المطولة – عدا التفسير الموضوعي الذي هو وليد هذا العصر ... ص (239) بتصرف يسير.
(يُتْبَعُ)
(/)
المناقشة: إن القول بأن أول من قسم التفسير إلى تحليلي وإجمالي وموضوعي هو الدكتور أحمد جمال العمري قول لا يسلِِّم لأن الدكتور العمري مسبوق بهذا التقسيم من قبل ثلة من العلماء.
ويعد الشيخ شلتوت أول من ذكر هذا المصطلح عندما ألف كتابه (القرآن والمرأة).
ثم اطلعت على مذكرة عند الدكتور فضل حسن عباس عندما كان يدرسنا المادة تعود لما قبل الستينات وهي للدكتور الفاضل محمد السماحي – رحمه الله – ذكر فيها هذه التقسيمات.
ثم إن التفسير المقارن قد عرف قبل هذه المدة، فقد حدثنا فضيلة أستاذنا الدكتور فضل عباس أن هذه المادة كانت مقررة عليهم في كلية أصول الدين في الأزهر في الخمسينات أو قبلها، ولا يزال يذكر أن هناك مذكرات كتبها بعض الأساتذة للمادة منهم الدكتور عبد الرحمن عثمان رحمه الله.
وهناك كما هو معلوم كتاب للدكتور الكومي سماه (التفسير الموضوعي) قسّم فيه التفسير إلى أنواع أربعة الثلاثة السابقة وذكر فيها المقارن.
وعليه فليس الأستاذ فهد الرومي هو من زاد هذا التقسيم الأخير كما ذكر الدكتور مساعد.
وأقول إن هذه التقسيمات قد يكون لها جدوى كبيرة في الدراسات التفسيرية وذلك أنها قد تساعد في توجيه الدراسات إلى واحد من هذه الأقسام فالممارس للعمل التفسيري إما أن يدرس التفسير بالطريقة التحليلية أو الطريقة الإجمالية أو الموضوعية أو المقارنة، ففي هذا فائدة عظيمة، خاصة أننا نعيش اليوم عصر المنهجية العلمية التي تؤمن بالتقسيم والتفريع، فوجود مثل هذه التقسيمات مهم وضروري.
القضية الثانية عشرة: يذكر أن التفسير الموضوعي ينشأ عنه ما يلي:
_ تغيب دور السنة وآثار السلف في الموضوع المبحوث.
وذلك لأنه لا يصح أن ينشأ عنصر من عناصر الموضوع القرآني من السنة.
وهذا سيفقد البحث في الموضوعات كثيرا من الأمور المهمة بسب الاقتصار على القرآن وحده.
وضرب مثالا (الصلاة في القرآن) فقال: فإنك لو جعلت من عناصر بحثك (مكان فرض الصلاة) لكان خطأً عند أصحاب التفسير الموضوعي؛ لأنه لا يوجد في القرآن ما يشير إلى هذا الموضوع. ص (243 - 244) بتصرف.
ثم قال: ولقد ساق الاقتصار على دراسة الموضوع من خلال القرآن إلى خلل في التعبير يظهر من لوازمه أن الاعتماد على القرآن وحده يكفي في تصور موضوع من الموضوعات الإسلامية ص (244).
وختم بقوله: إنني أقول بكل ثقة إن من سلك في دراسة بغض الموضوعات الإسلامية الكبيرة أسلوب التفسير الموضوع قد ألزم نفسه بما لا يلزم, وأدخلها في مضايق هو في غنى عنها, فلماذا هذه التجزئة لمتلازمين لا ينفكان: الكتاب السنة ص (244).
المناقشة: أقول إن الناظر في صنيع أصحاب التفسير الموضوعي لن يجد أن أحدا منهم نص أو اقتصر على الآيات القرآنية ملغياً السنة النبوية وآثار السلف الصالح وأما اقتصار التعريفات على الآيات القرآنية فهو في تقديري لتمييزه عن أنواع التفاسير الأخرى الإجمالي والتحليلي والمقارن ولا يعني إلغاء السنة وآثار السلف.
القضية الثالثة عشرة: يذكر أن له تحفظا على مصطلح (مدرسة) في التفسير لأمور:
1 - إن هذا المصطلح من المصطلحات الفلسفية المعاصرة, وقد ظهر للتعبير عن بعض الأفكار التي يتبناها مجموعة من الناس ويدافعون عنها, وينضوون تحتها.
وهذا الأسلوب غير موجود في ما يسمى بمدارس التفسير مطلقا.
2 - ثم إن هذا التصنيف منتقض بما عرف من تنوع شيوخ التابعين وتنوع مواطنهم التي عاشوا فيها, فهل النسبة للمدرسة إلى الشيوخ أم إلى الموطن؟ ص (295).
3 - وجود التباين في المنهج التفسيري بين أفراد كل مدرسة كالتباين بين عطاء ومجاهد.
4 - ما يتميز به الواحد في المدرسة لا يعد من منهج المدرسة العام ,لأن هذه اجتهادات فردية تنسب إلى أصحابها ,ولا تنسب للمدرسة.
5 - والذي يبين عدم صحة هذا الإطلاق أن أصحاب المدرسة المنسوبين إليها قد يخالفون آراء شيخهم في التفسير، واختلاف آرائهم من باب تنوع المعاني وتعدد الأقوال , وليس من باب الاختلاف الذي يرجع إلى قول واحد.
وان المنهج المعتبر عند جميع هذه المدارس متقارب جدا بل نكاد نقف في غالب المنهج.
والذي يظهر أن تفسير السلف يصدر عن مدرسة واحدة، ومصادرهم وأحوالهم متفقة ليس بينهم فيها اختلاف سوى الاختلاف في كثرة الاعتماد على هذا المصدر أو ذاك ص (296 - 297) بتصرف.
(يُتْبَعُ)
(/)
المناقشة: أقول: أنا لست مع الدكتور مساعد فيما ذهب إليه؛ فإن ما ذكره لا يغض من قيمة الذين ذكروا هذا المصطلح، كما أن هذا المصطلح لا يقدم ولا يؤخر.
وعدم وجود هذا المصطلح فيما سبق ليس مدعاة لرفضه.
القضية الرابعة عشرة: استفسار من الدكتور مساعد
ذكر الدكتور مساعد أن الطبري – رحمة الله – لا يرد قراءة متواترة كما جاء في المقالة السادسة والأربعين , ولكن كيف نوفق بين هذه النتيجة وبين ما ذكره من ترجيح الطبري بين قراءتي (لِمُهْلَكِهم) و (لِمَهْلَكِهِم) وهما متواترتان عنده (323).
مع أنني أوافق الدكتور مساعد في النتيجة التي توصل إليها حول موقف الطبري من القراءات. وملحوظتي السابقة هي للاستفسار فقط.
القضية الخامسةعشرة: يقول:" إن وجود الاسرائليات ليس عيبا يخدش قيمة التفسير , وليس من الأخطاء التي يتحملها المؤلفون في التفسير حينما ينقلون ما بلغهم عن مفسري السلف ص (207).
ثم نقل كلاما عن القاسمي يؤيد ما ذهب إليه ومن جملة ما قاله: وقد رأيت ممن يدعى الفضل – الحط من كرامة الإمام الثعلبي – قدس الله سره العزيز , لروايته الإسرائيليات , وهذا - وأيم الحق- من جحد مزايا ذوي الفضل ومعاداة العلم ,على أنه قدس سره – ناقل عن غيره, وراوٍ ما حكاه بالأسانيد إلى أئمة الأخيار, وما ذنب مسبوق بقول نقله باللفظ , وعزاه لصاحبه.
فمعاذا بك اللهم من هضمية السلف ... " ص (208).
أقول: إن الإكثار من إيراد الاسرائليات غثها وسمينها في كتب التفسير عمل لا يقبل , لأن منها ما هو ظاهر البطلان متصادم مع أصولنا العقدية , طاعن في عصمة أنبيائنا. فكيف نقول: إن وجود مثل هذا النوع من الاسرائليات ليس عيبا يخدش قيمة التفسير.
ثم إن نقدنا بعض المفسرين لصنيعهم هذا ولإدخالهم هذه الاسرائليات في التفسير. بحجة أنهم نقلة فحسب لا يهضهم حق السلف كما قال القاسمي:-رحمه الله – ثم إنه ليس كل ما يسمع يقال ويتحدث به.
ثم السؤال هنا: لماذا اختار الدكتور مساعد قول القاسمي في هذه القضية، وترك قول ابن تيمية عن الثعالبي بأنه حاطب ليل؟ ولم لم يقف عند هذه الكلمة؟.
انتهى بحمد الله تعالى
محمد رضا الحوري
جامعة اليرموك - كلية الشريعة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Apr 2006, 02:26 م]ـ
أرحب بأخي العزيز الأستاذ محمد بن رضا الحوري في هذا الملتقى العلمي، وأسأل الله له التوفيق والسداد. وأشكره على هذه المطارحات العلمية التي لا أشك في أنها تثري الملتقى العلمي بالنقاشات الجادة، التي تتبادل فيها وجهات النظر، ويستفيد منها المؤلف والقارئ على حدٍّ سواء. وأخي الدكتور مساعد الطيار يسره أن يناقش في مؤلفاته، حتى تتضح بعض وجهات النظر التي دونها في مؤلفاته، وكثير من العلماء السابقين كان يناقش في مصنفاته، بل وتؤلف الكتب في مناقشته، وربما يقوم هو بتصنيف كتاب آخر لبيان وجهة نظره في كتابه الأول، كما فعل السبكي لمن ناقشه في كتابه الأصولي (جمع الجوامع).
وأرجو من الإخوة الفضلاء عدم الدخول في هذا الموضوع إلا بنقاش علمي مؤدب هادئ، والدكتور مساعد الطيار المعني بهذا النقاش حاضرٌ بيننا يقرأ ويتأمل، ولا نريد من هذه النقاشات العلمية إلا الفائدة للملتقى وللقراء، وهذا لن يتحقق إلا مع النقاش الهادي المركز على الأفكار العلمية المطروحة، والتي سيأتي الحديث عنها ونقاشها إن شاء الله.
وطرح كتب الباحث للنقاش في قاعات الدراسات العليا مكسبٌ كبير للباحث، يريه مدى عمق أفكاره التي طرحها، والخلل الذي قد يعتريها، ويريه كذلك مدى توفيقه في التعبير عن أفكاره، والخلل الذي قد يقع في فهم القارئ لكتابه، وأشكر الأستاذ الدكتور فضل حسن عباس بارك الله في علمه وعمره على هذا الأسلوب الذي يسلكه في تدريسه لطلابه، وحرصه على تفتيق أذهانهم، وتدريبهم على النقد العلمي البناء للكتب والبحوث، وقاعات الدراسات العليا هي المكان المناسب لمثل هذا، فالحمد لله على توفيقه.
وفقكم الله جميعاً، وبارك لنا ولكم في العلم والوقت.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[13 Apr 2006, 10:43 م]ـ
الأخ الكريم ... محمد الحوري /
(يُتْبَعُ)
(/)
مرحبا بكم في ملتقاكم، وشَكَرَ الله لكم هذا النقاش العلمي المؤدب. وكما ذكر لكم شيخنا عبد الرحمن الشهري - حفظه الله تعالى - ... فالشيخ مساعد الطيار - حفظه الله - يفرح بمثل هذه المطارحات العلمية الجادة، وهذا ما لاحظتُه من خلال متابعة مشاركاته في هذه الملتقى الطيب.
أسأل الله تعالى للجميع التوفيق والسداد.
.................................................. .....................................
أخي الكريم قلتم:
"القضية السابعة: موضوع الأحرف السبعة وعلاقتها بالقراءات
يتبنى الأستاذ مساعد الطيار الرأي القائل بأن الأحرف السبعة هي سبعة من الوجوه التي يقع بها التغاير، ورد على من قال: إن عثمان حذف ستة أحرف قرآنية، وأن ذلك لا يتفق مع منطوق قوله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)."
وقلتم في المناقشة: " والقول بأن القول بالتخيير لا يوافق منطوق قوله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).قول غير دقيق؛ ذلك لأن القائلين بهذا القول لا يشكون لحظة واحدة بأن القرآن محفوظ، وأن الاقتصار على حرف واحد لا يعني العبث بالقرآن أو عدم حفظه البتة، بل إن إبقاء الحروف الأخرى مع ظهور تلك المشكلات في زمن عثمان- رضي الله عنه- كان يمكن أن يؤدي إلى نتيجة غير محمودة."
قلتُ:
أولا: لا أعتبر نفسي مناقشا بل سائلا مسترشدا وذلك لأنني قليل العلم زهيد البضاعة.
ثانيا: أوافقكم في اعتراضكم على شيخنا - حفظه الله تعالى - بالنسبة لهذه القضية. وكنتُ قد قرأتُ رأيَ شيخنا - حفظه الله تعالى - فأشكل عليّ الفهم الذي خرجَ به للآتي:
أ-) استدلاله بالآية الكريمة (إنا نحنُ نزّلنا الذكر وإنا له لحافظون): (الحجر،9) تدعيما لرأيه - حفظه الله - يثير لدي بعض التساؤلات:
1) تكفل الله تعالى بحفظ كتابه الكريم من التحريف والزيادة والنقص، فهل يرى الشيخ - حفظه الله تعالى- أن الرأيَ القائل بأن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - حذف ستة أحرف قرآنية .. لا يتفق مع الآية الكريمة لأن هذا يدخل في حفظ القرآن الكريم من النقص؟
2) من المعروفِ أنّ علماءَ وأئمة القراءات أودعوا في كتب القراءات ما وصلهم منها، وقد أودع أبو القاسم الهذلي - رحمه الله تعالى - في كتابه " الكامل" خمسون قراءة وصلت إليه بالإسناد المتصل إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم. ولكن مع مرور الوقت شذ منها أربعون قراءة ولم يبق منها إلا العشرة المتواترة المعروفة في زماننا هذا. ومعاذ الله أن يعدّ هذا طعنا في حفظ الله تعالى لكتابه الكريم.
3) من يضمنُ لنا بقاءَ القراءات المتواترة التي يقرأ بها اليوم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؟ لا أحد يستطيع ذلك! ولربما يأتي على الناس زمان تشذ فيه أغلب هذه القراءات أو بعضها - كما شذّ غيرها- إذا انقطع سندها.
أقول: مما لا شك فيه أنّ القرآن الكريم سيبقى محفوظا بسوره وآياته وكلماته وحركاته .. ولو برواية واحدة!
وفي الختام أقول: أسألُ اللهَ تعالى أن يبارك في شيخنا الشيخ مساعد الطيار، وأن يكتب له السداد والتوفيق، وأن يجعلَه من السعداء في الدنيا والآخرة.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[14 Apr 2006, 11:48 م]ـ
أشكر الأخ محمد الحوري على هذا النقاش، وأتمنى له مستقبلاً زاهرًا في العلم.
أخي الكريم:
إنني لا أعمد إلى الرد على من يناقش أقوالي في كل حين؛ لأني أخاف من حالين:
الحال الأولى: الانتصار للنفس، حتى يكاد يرفض القول الصواب من أجل هذا.
الحال الثانية: أن كلامي الذي قلته لن أزيد عليه، فالرد من باب تكرير الكلام، وذلك أمر يمجه القارئ ولا يقبله.
وبسبب هذين فإني لا أعمد إلى الرد، ولا أحرص عليه إلا فيما يظهر لي فيه مصلحة، ولقد طلب مني اخي الكريم عبد الرحمن الشهري ان أعلق على هذه المناقشة، وسأذكر بعض القضايا فقط، فأقول مستعينًا بالله:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً:إن من يعرض رأيه العلمي على جمهور الناس، ويتوقع أن يوافقوه ولا يخالفوه، فإن هذا من خطل الرأي، وضعف العقل، وإنه ليبتغي المحال، ومن ثمَّ فإني وكل من يناقش في هذا الملتقى أو في غيره يجب علينا أن نعرف هذا ونعمل به، فلا ننزعج بردِّ فلان، ولا مناقشة علانٍ لنا، لكن بشرط سلوك الأدب في التعبير، وعدم التطاول على من نناقشه، او تعييره بما لا يليق، او التصغير من شأنه، فكل هذا من الخلاق السيئة التي يجب علينا أن نتجنبها.
ثانيًا: يظهر من النقاش أن الأخ الفاضل لا ينظر في مصطلحات من يناقشه، بل يناقشه على حسب المصطلح الذي استقر في ذهنه هو، وهذه الطريقة قد نقع فيها معشر الباحثين من حيث لا ندري، فيقع منا بسببها الخطأ والزلل، ومن ذلك مصطلح (الإعجازالعلمي)، فهل يجد في كلام السابقين هذا المصطلح؟
إنني أرى أن مصطلح الإعجاز العلمي، وتعريفه الخاص من مستحدثات هذا العصر، فهل يتفضل أخي الكريم بإيراد نص للسابقين استخدموا فيه هذا المصطلح بحد المعاصرين ولفظهم؟
أما تفسير القرآن ببعض العلوم الكونية عند بعض المتقدمين من المفسرين، فليس من باب الإعجاز العلمي عند من اصطلح على هذا المصطلح.
وأحب أن انوه إلى مسألة مهمة، وهي قول بعض العلماء: (لا مشاحة في الاصطلاح) فإن هذا ليس على إطلاقه، بل هناك مشاحة في كثير من المصطلحات، لأن في المصطلحات قلب للحقائق عند الآخرين، وهذا أمر يحتاج إلى إيضاح، ولعلي أكتب في هذا ما يدل عليه من خلال مصطلحات استخدمت في علوم القرآن ليتبين بها كون المصطلحات من الخطر بمكان.
ثالثًا: هل ورد في تفسير السلف تناقض، كما يقول الأخ محمد: (والذي يدل على ذلك أيضا وورود آراء متناقضة عن السلف أنفسهم فيما لا نص فيه)؟
فإن كان وجد تناقضًا فياليته يمثل به، بعد تعريفه للتناقض الذي يريده.
رابعًا: إن تسليط الشيطان على بعض الأنبياء ثابت في القرآن وفي السنة، وهذا التسليط لم يكن في جانب النبوة، بل كان في الجانب البشري فحسب، ومن ذلك قول أيوب عليه السلام: (إني مسني الشيطان بنصب وعذاب)، وسحر الرسول صلى الله عليه وسلم قد وقع في الحديث الصحيح، ولم يبلغ من قدرة السحر عليه سوى التوهم في بعض أمور الدنيا، فكان يرى انه فعل الشيء ولم يفعله، والسحر من الشيطان، ومن ثمَّ فيحسن بالأخ الفاضل أن يراجع قوله: (لأن القول بأن الشيطان يمكن أن يتسلط على أحد من الأنبياء قول يتنافى مع العصمة؛ وذلك لأن الأنبياء معصومون قبل البعثة وبعدها، فكيف يتسلط على سليمان وهو نبي).
وحينما يقول بهذا قائل، فإنه لا يقوله من عند نفسه فهذا صريح كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ونحن مامورون باتباعهما، وأما التعرض لهما بتاويلات عقلية من اجل ان تسلم لنا بعض القواعد العقلية التي نقعدها، فليس هذا بالمنهج الصواب.
والكلام عن عصمة النبي فيها كلام طويل لا يخفى على أخي الفاضل أبدًا، والقول بالعصمة قبل البعثة فيه كلام طويل، فأين يضع أكل آدم عليه السلام من الشجرة، والله سبحانه وتعالى يقول (وعصى آدم ربه فغوى)، أيريد أصرح من هذا؟!
وموسى عليه السلام يقول بعد قتله للمصري: (قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين. قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم)، اترى أن موسى أخطأ لما نسب ما وقع منه أنه بسبب الشيطان، ام ترى أن لم يذنب؟
فإن كان لم يذنب، فلِم طلب المغفرة، وماذا غفر الله له لما قال: (فغفر له)؟
خامسًا: لما ذكرت ما وقع على سليمان عليه السلام، ونسبت ذلك للجمهور، فإني أريد قول السلف، بل إني لم أر لهم غير هذا القول، وليت الاخ الفاضل ذكر الجمهور الذين ذهبوا إلى خلاف ما قلت، فإني احلتك على قول السلف من الصحابة والتابعين واتباعهم، فإنك حين اعترضت لم تبين من هم الجمهور في قولك: (اما قوله: بأن هذا قول جمهور المفسرين، فليس دقيقا لأن هذا ليس قول الجمهور منهم، هذا أولاً. وأما ثانيا فإن المفسرين حينما ذهبوا إلى هذا القول كانت لهم أيضا آراء متعددة).
واخيرًا: فإني أسأل الله لي ولأخواني التوفيق والسداد، وأن يجمعنا على محبته مهما اختلفنا في بعض القضايا العلمية، فليس الائتلاف في جميعها ممكن، وإلا لوقع لأفضل الأجيال: جيل الصحابة الكرام.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Apr 2010, 12:50 ص]ـ
للرفع للإفادة والمناقشة بمناسبة مؤتمر التفسير الموضوعي.
(القضية رقم 12) من استدراك الأخ محمد الحوري.(/)
قراءة في الأحاديث الموجودة في تفسير الكشاف
ـ[د. حسن خطاف]ــــــــ[14 Apr 2006, 01:31 ص]ـ
قراءة في الأحاديث الموجودة في تفسير الكشاف للزمخشري
ألف الزمخشري تفسيرا يسمى "الكشف عن حقائق التنزيل،وعيون الأقاويل في وجوه التأويل" وسمي فيما بعد تفسير الكشاف اختصارا وهذا التفسير جاء تلبية لمطلب بعض معاصريه من المعتزلة،
يجد القارئ في هذا التفسير مئات من الأحاديث، والآثار، وقد قام ابن حجر العسقلاني [ت:852هـ] بتتبع الأحاديث التي استشهد بها الزمخشري، وعمل على تخريجها، ويلاحظ أن الاستشهاد بالحديث النبوي عند الزمخشري جاء ليحقق أغراضا عدة منها:
? ذكْر الحديث لتأكيد وجهة نظر الزمخشري في تفسيره للآيات:
من ذلك أنه حاول عند تفسيره لقوله تعالى:) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) ([البقرة] أن يكشف عن الغرض من ذكر الصلاة، والصدقة -التي هي الإنفاق -دون غيرهما قائلا: «وذكَر الصلاة والصدقة؛لأن هاتين أُمَّا العبادات البدنية والمالية» ثم جاء ليؤكد هذا بذكره للأحاديث التي تعلي من شأن الصلاة والصدقة «ألم تر كيف سمى رسول الله r [ الصلاة] عماد الدين، وجعل الفاصل بين الإسلام والكفر ترك الصلاة؟ وسمى الزكاة قنطرة الإسلام ... فلما كانتا بهذه المثابة ... استغنى عن عدَّ الطاعات بذكر ما هو كالعنوان لها» 1 .
وبهذا ذكر الزمخشري حديثين في أهمية الصلاة، وواحدا في الزكاة، وعند البحث في تخريج هذه الأحاديث نجد الحديث الأول بهذا اللفظ «الصلاة عماد الدين،والجهاد سنام العمل والزكاة تثبت ذلك»، وهذا الحديث بهذا اللفظ لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم 2،والحديث الثاني لم يصرح به، وإنما أشار إلى معناه، وقد ورد عن النبي r حديثان يحققان هذا المعنى:الأول: عن جابر بن عبد الله قال: «سَمِعْتُ النَّبِيَّ r يَقُولُ: «إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاة» 3،والثاني «عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلَاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَر» َ4 .
أما حديث الزكاة فقد روي عن أبي الدرداء عن النبي r قال: «الزكاة قنطرة الإسلام»، وهو حديث لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضا5 .
والناظر إلى الأحاديث المبثوثة في الكشاف يجد أن أكثرها جاء لتدعيم وجهة نظره في التفسير.
? إيراد الحديث من أجل الحكم الفقهي:
من ذلك أنه عندما وصل في تفسير سورة الفاتحة إلى قوله تعالى:) ولا الضالين (أورد حديث «وائل بن حجر أن النبي r كان إذا قرأ:ولا الضالين،قال آمين ورفع بها صوته» 6،وهذا الحديث أورده كحجة لمذهب الشافعي في جهره بآمين في أثناء الصلاة 7.
ومن ذلك أيضا ذكر العدة عند تفسيره لقوله تعالى:) وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنْ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنْ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4) ([الطلاق]،وأورد حديث «أم سلمة أن سبيعة الأسلمية ولدت بعد وفاة زوجها بليال، فذكرت ذلك لرسول الله r فقال لها: «قد حللت فانكحي» 8،وهذا الحديث جاء لذكر بيان عدة الحامل المتوفي عنها زوجها9 .
? الاستشهاد بالحديث لبيان فضيلة الآية التي يفسرها، أو السورة التي يفرغ من تفسيرها:
من ذلك قوله إثر فراغه من تفسير سورة "الزخرف": «عن النبي r من قرأ سورة الزخرف، كان ممن يقال له يوم القيامة) يَاعِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68) ([الزخرف]،ادخلوا الجنة بغير حساب» 10.
ومن ذلك قوله في ذكر فضيلة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة: «وعنه عليه السلام من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه» 11.
? إيراد الحديث لرده أو الاعتراض على ظاهره:
(يُتْبَعُ)
(/)
من أمثلة الاعتراض على ظاهر الحديث، والغمز بصحته قوله: «وما يروى من الحديث"ما من مولود يولد، إلا الشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخا من مس الشيطان إياه، إلا مريم،وابنها" فالله اعلم بصحته، فإن صح فمعناه أنَّ كل مولود يطمع الشيطان في إغوائه إلا مريم وابنها، فإنهما كانا معصومين ... واستهلاله صارخا من مسه تخييل وتصوير لطمعه فيه كأنه يمسه ويضربه بيده عليه» 12 .
من الواضح أن الزمخشري يطعن بهذا الحديث، ويستخدم منهجا آخر في العدول عنه، وهو منهج التأويل، فالحديث على فرض صحته كناية عن محاولات الشيطان للإغواء والإغراء، وبذلك يخرج من دلالة الحديث، ومن الملاحظ أيضا أن النص عاجز عن الوقوف أمام التأويل، مع العلم أن هذا الحديث صحيح لاغبار عليه 13
هذا التأويل والخروج من ظاهر دلالة الحديث، يتنزل في إطار نظرة كلية، مفادها أنه لا تسلط للشياطين على الإنس عند المعتزلة؛ إذ «لو سلط إبليس على الناس ينخسهم، لامتلأت الدنيا صراخا وعياطا» 14.
هذا من حيث توظيف الزمخشري للسنة النبوية، أما من حيث نوعية الأحاديث التي أوردها في تفسيره، فمنها ما هو الصحيح،ومنها ما هو دون ذلك، بل فيه الأحاديث الكثيرة التي لا يعرف لها أصل، ويمكن أنْ نمثل للأحاديث الصحيحة بالأحاديث التي مرت كحديث وخز الشيطان للمولود، والحديث الذي جاء في الكشف عن فضيلة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة.
أما الأحاديث التي ليس لها أصل، فهي موجودة بكثرة ولا سيما الأحاديث التي تكشف عن فضائل السور، وقد التزم الزمخشري أنْ يذكر في آخر كل سورة حديثا يدل على فضلها، وهذا الالتزام لا بد أنْ يدفع بصاحبه إلى البحث عن الأحاديث الصحيحة والضعيفة والموضوعة، لتغطية كل سور القرآن، ومن المعروف أن أحاديث كثيرة جاءت في فضائل السور، ولم يصح منها إلا القليل15 ، وهذا الالتزام جعله محط نقد، يقول ابن تيمية [ت:728 هـ] في التعريف بمواطن الأحاديث الموضوعة: «وفى التفسير من هذه الموضوعات قطعة كبيرة، مثل الحديث الذى يرويه الثعلبى والواحدى والزمخشرى، فى فضائل سور القرآن، سورة سورة، فانه موضوع باتفاق أهل العلم» 16.
و ابن تيمية رحمه الله لا يقصد أن كل حديث بعينه هو موضوع، إذ هناك أحاديث صحيحة في فضائل بعض السور.
منها على سبيل المثال سورة الإخلاص، والأحاديث في فضلها صحيحة، فقد سمع أبو سعيد الخدري t « رَجُلًا يَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ،يُرَدِّدُهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ، جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ r فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ وَكَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآن» ِ 17.
وإذا كانت أغلب الأحاديث التي ذكرت في فضائل السور موضوعة، فمن السهل أنْ نستشهد بأحاديث كثيرة، أدخلها الزمخشري في تفسيره وهي موضوعة من ذلك على سبيل المثال قوله في آخر سورة الفاتحة ليدل على فضلها «عن حذيفة بن اليمان أن النبي r قال: «إن القوم ليبعث الله عليهم العذاب حتما مقضيا، فيقرأ صبي من صبيانهم في الكتاب) الحمد لله رب العالمين ([الفاتحة:2] فيسمعه الله تعالى فيرفع عنهم بذلك العذاب أربعين سنة» 18 .
هذا الحديث ذكره العجلوني [ت:1162هـ] وقال: «حديث موضوع كما قاله الحافظ العراقي وغيره، وقيل إنه ضعيف» 19،وقد أشار ابن حجر العسقلاني [ت:852هـ] عند تخريجه لهذا الحديث بأنه موضوع20 .
ويدخل في هذا السياق أيضا الأحاديث التي لا أصل لها والتي حاول أن ينصر بها مذهبه21 .
===
1 الكشاف:1/ 47.
2 رواه الديلمي عن علي عن النبي r باللفظ السابق، الفردوس بمأثور الخطاب:2/: 404،رقم: 3795،وذكر البيهقي هذه اللفظة-الصلاة عماد الدين- في مؤخرة حديث أخرجه عن عكرمة عن عمر t ، وأشار إلى أن عكرمة لم يسمع من عمر، قال ولعله ابن عمر، انظر البيهقي، شعب الإيمان:3/ 39،رقم: 2807، وكأن ذلك إشارة إلى انقطاع في السند، وقال العجلوني «قال النووي في التنقيح منكر باطل،قال المناوي رده ابن حجر، أي لأن فيه ضعفا وانقطاعا فقط وليس بباطل» كشف الخفاء:2/ 40، نخلص من ذلك أن الحديث لم يصح.
3 رواه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان،باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة، رقم:82.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه واللفظ للترمذي، انظر: سنن الترمذي: كتاب الصلاة، باب الحكم في تارك الصلاة، رقم:2621، النسائي، سنن االنسائي، كتاب الصلاة، باب ماجاء في تارك الصلاة، رقم:1079،ابن ماجه، سنن ابن ماجه، كتاب الصلاة، باب الحكم في تارك الصلاة، رقم:463.
5 رواه البيهقي، في شعب الإيمان:3/ 195 - 196، وقد قال ابن الجوزي في هذا الحديث «لا يصح عن رسول الله r » والعلة في ذلك وجود الضحاك بن حُمْرة الواسطي في سنده، ثم قال ابن الجوزي «قال يحيى [بن سعيد القطان] الضحاك ليس بشيء وقال النسائي ليس بثقة» ابن الجوزي، العلل المتناهية:2/ 493، رقم:814 الضعفاء والمتروكين:2/ 59
6 رواه أبو داود في سننه باللفظ الذي ذكره الزمخشري، انظر: سنن أبي داود، كتاب الصلاة، باب التأمين وراء الإمام، رقم:932، وانظر في القول بصحة هذا الحديث: ابن عبد البر، التمهيد:7/ 14 - 15، آبادي، عون المعبود في شرح سنن أبي داود:3/ 144.
7 الكشاف:1/ 28.
8 والحديث رواه النسائي ومالك بهذا اللفظ «قَدْ حَلَلْتِ فَانْكِحِي مَنْ شِئْتِ»،سنن النسائي، كتاب الطلاق، باب عدة الحامل المتوفي عنها زوجها، رقم:3509،موطأ مالك، كتاب الطلاق، باب عدة المتوفي عنها زوجها إذا كانت حاملا، رقم:1252،وأصل الحديث في صحيح البخاري، انظر،صحيح البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب قوله تعالى: وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4) ([الطلاق]،رقم الحديث:4910
9 الكشاف:4/ 545.
10 الكشاف:4/ 261،يقول ابن حجر العسقلاني-في تخريجه لأحاديث الكشاف-: «أخرجه الثعلبي وابن مردويه والواحدي من حديث أبي كعب،الكشاف. م.س. ن.م. في الحاشية، ولم أعثر على حكم صريح بهذا الحديث، والأغلب أنه حديث موضوع، وهو حكم يستند على كلام لابن تيمية وتلميذه ابن القيم، فابن تيمية يرى أن ما رواه الثعلبي والواحدي من فضائل السور فيها أحاديث كثيرة موضوعة، انظر: له مجموع الفتاوى:13/ 354،وهذا القول وإن لم يكن نصا إلا أنه يتعزز بقول تليمذه ابن القيم، حيث قال بعد أن ذكر الأحاديث الصحيحة في فضائل السور «ثم سائر الأحاديث بعد كقوله من قرأ سورة كذا أعطي ثواب كذا فموضوعة على رسول الله r » نقد المنقول والمحك المميز بين المردود والمقبول:102 - 103،، ولم يذكر من الأحاديث الصحيحة هذا الحديث.
ويضاف إلى هذا أن هذا الحديث- حسب ما بان لي- غير موجود في الكتب الستة وموطأ مالك والتي تحوي في العادة الأحاديث الصحيحة.
11 الكشاف:1/ 328،والحديث رواه البخاري في صحيحه،البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب من لم ير بأسا أن يقول سورة البقرة، وسورة كذا وكذا، رقم:5040.
12 الكشاف:1/ 351،عند تفسيره لقوله تعالى:) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) ([آل عمران]
13 رواه البخاري عن أبي هريرة عن النبي r قال: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ مَا مِنْ بَنِي آدَمَ مَوْلُودٌ إِلَّا يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ حِينَ يُولَدُ فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ مَسِّ الشَّيْطَانِ غَيْرَ مَرْيَمَ وَابْنِهَا ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ»،صحيح البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله تعالى:) وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذْ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) ([مريم] رقم:3431.
ورواه مسلم في صحيحه،كتاب الفضائل، باب فضائل عيسى عليه السلام، رقم:2366
14 الكشاف:1/ 351، وانظر:الكشاف: 1/ 315 عند تفسيره لقوله تعالى:) الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ (275) ([البقرة]
15 يقول ابن القيم الجوزية [ت:751 هـ]:» ومنها [أي من الأحاديث الموضوعة] ذكر فضائل السور: ثواب من قرأ سورة كذا فله أجر كذا،من أول القرآن إلى آخره،كما ذكر ذلك الثعلبي والواحدي في أول كل سورة والزمخشري في آخرها» ثم ذكر بضعة أحاديث صحيحة، ثم قال «ثم سائر الأحاديث بعد كقوله من قرأ سورة كذا أعطي ثواب كذا فموضوعة على رسول الله r ، وقد اعترف بوضعها واضعها، وقال قصدت أن أشغل الناس بالقرآن عن غيره «،ابن القيم، نقد المنقول: 102 - 103،ويقول القاري: «حديث "الفاتحة لما قرئت له" لا أصل له بهذا اللفظ، وكذا غالب فضائل السور،التي ذكرها بعض المفسرين «،القاريعلي بن سلطان، المصنوع في معرفة الحديث الموضوع:127،رقم:204.
16 مجموع الفتاوى:13/ 354
17 رواه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل القرآن، باب فضل قل هو الله أحد، رقم:5014، ولكن ليس كل ما روي في فضل سورة الإخلاص صحيحا، فقد ذكرا بن الجوزي بعض الأحاديث في فضل سورة الإخلاص، ولم تصح، انظر له: العلل المتناهية:113 - 114.
18 الكشاف:1/ 28 - 29.
19 العجلوني، كشف الخفاء:1/ 256.
20انظر: الكشاف:1/ 29،الحاشية.
21 يقول الدكتور مصطفى الصاوي الجويني: «الزمخشري يستنصر بأضعف الأحاديث الموضوعة لنصرة مذهبه الاعتزالي»، الجويني، منهج الزمخشري في تفسير القرآن وبيان إعجازه:149، وذكر نماذج من هذه الأحاديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بكار الحاج]ــــــــ[14 Apr 2006, 10:17 ص]ـ
بارك الله فيك أبا ضياء ... وجزاك خيراً ...
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[14 Apr 2006, 10:20 ص]ـ
الأخ الفاضل د. حسن أكرمك الله وجزاك خيراً على ما تكرمت به من جهد أسأل الله عز وجل أن ينفع بك ويبارك في جهودك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Apr 2006, 01:43 م]ـ
أشكر الدكتور حسن خطاف على هذه المشاركة القيمة، وأسأل الله له التوفيق.
وحبذا لو تكرمت بإفادتي عن الكتب التي تعقبت الزمخشري من هذا الجانب غير ابن حجر جزاك الله خيراً، سواء كانت قديمة أم معاصرة.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[16 Apr 2006, 06:14 م]ـ
فائدة: الذي قام بتخريج أحاديث الكشاف هو:الزيلعي , وكتابه مطبوع في أربع مجلدات , والحافظ ابن حجر إنما اختصره , واستدرك عليه ما فاته.
ـ[د. حسن خطاف]ــــــــ[27 Apr 2006, 01:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله بك يادكتور أحمد، حبذا لو أعلمتنا باسم الدار الطابعة ومكان طبع كتاب الزيلعي في تخريجه لأحاديث الكشاف، لأن كتاب الزيلعي هو الأصل وقد نجد في الأصل ما لا نجد في التلخيص، ولاسيما أن الزيلعي فقيه ومحدث وأصولي، فلربما يكون الأصل أكثر فائدة، ولذلك نجد كتاب " الدراية في تخريج أحاديث الهداية لابن حجر الذي جاء تلخيصا لكتاب " نصب الراية" أقل فائدة من الأصل
فالذي أرجوه أن تبين لنا الدار التي طبعت كتاب الزيلعي في تخريجه لأحاديث الهداية وكما علمت منكم انه مطبوع بأربع مجلدات وبارك الله بك.
الدكتور حسن الخطاف. جامعة دمشق
ـ[السائح]ــــــــ[27 Apr 2006, 02:07 ص]ـ
ولاسيما أن الزيلعي فقيه ومحدث وأصولي
ليت الأستاذ يتفضل بذكر بعض ما يدل على أن الزيلعي أصولي .....
وأنا لا أرتاب في كون الزيلعي عالما محدّثا طويل الباع، واسع الاطلاع، لكنني أود أن أقف على اكتشاف جديد يفتح لي آفاقا في كشف بعض الجوانب المبهمة المتعلقة بعلوم الزيلعي.
ولا يخفى على دارس أن الزيلعي الذي اشتهر بالكتابة في الفقه: عثمان بن على (ت743)، وهو مصنف تبيين الحقائق فى شرح كنز الدقائق، وشرح الجامع الكبير.
أما صاحب نصب الراية، والإتحاف بتخريج الكشاف، فهو أبو محمد عبد الله بن يوسف.
ـ[د. حسن خطاف]ــــــــ[29 Apr 2006, 01:06 ص]ـ
أخي السائح، يقول ابن تغري بردي في كتابه " النجوم الزاهرة في أخبار مصر والقاهرة عندما تحدث عن الحوادث التي وقعت في سنة اثنين وستين وسبعمائة " وفيها توفي الشيخ الإمام البارع المحدث العلامة جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي الحنفي في الحادي والعشرين من المحرم. وكان - رحمه الله - فاضلاً بارعاً في الفقه والأصول والحديث والنحو والعربية وغير ذلك. وصنف وكتب وأفتى ودرس، وخرج أحاديث الكشاف في جزء، وأحاديث الهداية في الفقه على مذهب أبي حنيفة في أجزاء وأجاد، أظهر فيه على اطلاع كبير وباع واسع. رحمه الله تعالى"
د. حسن الخطاف
ـ[السائح]ــــــــ[29 Apr 2006, 02:09 ص]ـ
جزاك الله خيرا وأحسن إليك.(/)
نفح العبير في دروس شيخ الإسلام عبدالعزيز بن باز في التفسير
ـ[أسد الصمد]ــــــــ[14 Apr 2006, 06:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
ومع لآلي ودرر
و جواهر غوالي
للشيخ العلامة الإمام
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته
ومع درس من دروس سماحته
درس في تفسير سورة الحجرات
الجزء الأول
مقدمة التفسير
فيقول اسد السنة رحمه الله:
أما بعد
فقد سمعنا الآن بقرآءة إمامنا الآن سورة الحجرات
وفيها توجيهات عظيمة من ربنا عز وجل إلى الأمة أوامر ونواهي وهكذا كتاب الله فيه التوجيه إلى كل خير والدعوة لكل خير والهداية إلى أسباب الصلاح والنجاة والسعادة.
فجدير بكل مؤمن وكل مكلف أن يتعقل هذا الكتاب العظيم
وهو كتاب الله الذي هو أشرف الكتب وأصدقها وأعظمها وأنفعها وخاتمتها
ففيه الدعوة إلى كل خير
والترهيب من كل شر
وفيه الدعوة إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال
والترهيب من سيء الأخلاق وسيء الأعمال
وفيها القصص العظيم القصص لما مضي من خير وشر
قص علينا أخبار الأمم وأخبار الرسل وأخبار الناجين وأخبار الهالكين وأخبار أهل الجنة وأخبار أهل النار
فجدير بك يا عبدالله وجدير بكل مكلف أن يستفيد من هذه الأخبار والقصص والتوجيهات والإرشادات والدعوة من الرب الكريم
وفي سورة الحجرات في أولها ....
ويليه إن شاء الله
الجزء الثاني وفيه بداية تفسير الشيخ للسورة
وأسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا
وأسأله سبحانه أن يغفر لشيخنا ويرحمه
وصلى الله علي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[أسد الصمد]ــــــــ[14 Apr 2006, 06:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجزء الثاني
من درس التفسير
يقول الشيخ العلامة أسد السنة رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته:
وفي سورة الحجرات في أولها يقول الله جل وعلا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3).)
هذا الواجب على الجميع أن يكونوا تابعين لحكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وأن لا يتقدموا على حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
بل يجب أن يكونوا تابعين لأحكام الله منقادين لشرع الله جل وعلا
ثم ينبه على عِظم شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومايجب حوله صلى الله عليه وسلم من الأدب الشرعي الطيب
وأأن الواجب على الأمة أن لا يرفعوا صوتهم فوق صوته (صلى الله عليه وسلم).
وأن لا يجهروا بالقول كجهر بعضهم لبعض.
وحثهم على غض الصوت عنده عليه الصلاة والسلام
وهكذا عند سنته صلى الله عليه وسلم عند قرآءة الأحاديث وعند سماع السنة يجب العناية بهذا الأمر والخضوع والأنتباه واليقضة والإستفادة وعدم رفع الأصوات والخوض الذي يشغل عنها.
ثم يوجه بعد ذلك إلى أمر عظيم فيقول:ــ
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) نكمل الدرس في الجزء الثالث
وهنا ينتهي الجزء الثاني
وجزى الله شيخنا أسد السنة خيرا ورحمه الله تعالى
ولنا لقاء بإذن الواحد الملك الباري جل جلاله
في الجزء الثالث من درس تفسير سورة الحجرات
وصلى الله علي نبينا صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[عبدالله الحضرمي]ــــــــ[15 Apr 2006, 01:00 ص]ـ
جزاك الله خير وغفر الله لنا ولك وللشيخ بن باز وادخله الفردوس امين
ـ[المهند المصرى]ــــــــ[18 Apr 2006, 09:49 م]ـ
جزاك الله خير وتابع أخى الحبيب
فى انتظار المزيد
ـ[أسد الصمد]ــــــــ[07 Jun 2007, 05:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تتمة ...
درس في تفسير سورة الحجرات
الجزء الثالث
من درس التفسير
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الشيخ العلامة أسد السنة رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته:
وفي سورة الحجرات
ثم يوجه بعد ذلك إلى أمر عظيم فيقول الله عز وجل:ــ
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)
هذا أمره عظيم والتبيين والتثبت.
والفساق قد يأتون بأخبار مهلكة لمن أخذها ويأتون بأخبار تفرق الأمة وتسبب الإختلاف والنزاع فالواجب التثبت في أخبار الفسقة.
وهذا أصل عظيم اعتمد عليه أئمة الحديث وأئمة الجرح والتعديل وأعتمد عليه في الشهادات.
ومن جميع الأخبار لا بد من التيقن والتثبت في أمر المخبر والشاهد أن يكون ثقة صدوق
فالمجهول قد يكون فاسقا فلا تقبل شهادة المجهول ولا خبر المجهول ولا الفاسق
وإنما تقبل أخبار العدول وشهادات العدول.
ثم بين ما يتعلق باختلاف الأمة ووجوب الصلح بين الأمة إذا اختلفت وأن الواجب الصلح إذا أختلف طائفتان أو أهل بلدين أو جماعتين أو قبيلتين أو ما أشبه.
إذا أختلف جماعة طائفتان قبيلتان أهل قبيلتين أهل بلدين إلى غير ذلك الواجب الصلح بينهم الصلح بالحق وإذا امتنعت أحداهما وبغت وجب قتال الباغية حتى تفيء إلى أمر الله وأن هذا هو الواجب على الأمة أن يأخذوا على يد الظالم والفاسق وأن يأطروهم على الحق أطراً.
ثم يوجه بعد ذلك إلى أمر عظيم فيقول الله عز وجل:ــ
ثم قال بعد ذلك (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (11)
أخلاق ذميمة حذر منها جل وعلا لأنها تضر المجتمع وتجره إلى شر عظيم وفساد كبير واختلاف ونزاع وبغضاء وعداوة السخرية واللمز والتنابز بالألقاب كلها شر كلها تجر إلى الفساد
فلا يجوز السخرية بأخيك
الرجل لا يسخر بأخيه ولا بأخته في الله وهكذا المرأه لا تسخر وهكذا الجماعة لا يسخرون من الجماعة
الواجب تحري الحق وتحري الإنصاف وتحري الكلام الطيب وعدم السخرية
وكذلك اللمز والعيب كون الإنسان ينبز أخاه يعيبه هذه الغيبة التي حرمها الله قد يحصل بها شر كبير قد يكون المواجهة ويكون يسبب العداوة والبغضاء وهكذا التنابز بالألقاب ياحمار يا كذا يا كذا الألقاب المكروه بل يدعى الإنسان باللقب الذي يحبه ويبتعد عن الألقاب الذميمة التي تسبب البغضاء والعداوة
ثم يبين أن من لم يتب فهو الظالم
من لم يتب من هذه الأخلاق الذميمة فإنه يكون ظالما وعاصيا
فوجب الحذر من هذه الأشياء الذميمة التي ذمها وعابها سبحانه.
هنا يقف القلم
ولنا لقاء مع الجزء الرابع
إنتظرونا
وأسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا
وأسأله سبحانه أن يغفر لشيخنا ويرحمه
وصلى الله علي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[الجعفري]ــــــــ[09 Jun 2007, 05:37 ص]ـ
جزاك الله خيراً
أما الشيخ ابن باز رحمه الله فله من الأسلوب البديع في التفسير مع عدم البسط مع قلته ما لو جمع لكان أمراً طيباً فلعلك تواصل جهدك وتجمع ما تفرق من ذلك وتتحف منتدانا الغالي بهذه الدرر: سر فلا كبا بك الفرس , فنحن بأحر الانتظار.
وفقك الله ورعاك ....(/)
إرشادات مهمة لعضو الملتقى الجديد .. تفضل بالدخول
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Apr 2006, 02:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نرحب بالزملاء الجُدُدِ الذين يشرفوننا بالانضمام لأسرة ملتقى أهل التفسير، ونسأل الله لهم التوفيق والسداد والفائدة.
هذه بعض الأمور المهمة التي نرجو الاستفادة منها، ومراعاتها في الكتابة في الملتقى:
أولاً: لا يقبل التسجيل في الملتقى بحروف غير عربية، ويفضل التسجيل بالاسم الصريح.
ثانياً: العناية بكتابة عنوان مناسب للموضوع، يدل على مضمون المشاركة، والبعد عن العناوين الموهمة.
ثالثاً: الحرص على التقيد بوضع الموضوع في القسم المناسب له في الملتقى، فتوضع المشاركات والأسئلة العلمية المتعلقة بالدراسات القرآنية في الملتقى العلمي، وإذا كان هناك بحث أو كتاب يراد نشره في الملتقى فيطرح في ملتقى الكتب والبحوث وهكذا بقية الأقسام.
رابعاً: البحث في الملتقى عن الموضوع قبل طرح السؤال عنه، والحرص على عدم طرح الأسئلة السهلة التي يمكن مراجعة جوابها بسهولة، دون الحاجة إلى طرحها في الملتقى العلمي الذي يقصده المتخصصون، ويحرص فيه على الفوائد والأسئلة التي يستغلق جوابها على أحد الأعضاء.
خامساً: إذا كان الموضوع الذي ترغب في طرحه متعلقاً بموضوع سابق فاجعله رداً عليه حتى لا يتشتت القارئ، وإذا كان موضوعاً جديداً فاجعله في موضوع جديد.
سادساً: الالتزام بأدب الحوار، وعدم الدخول في نقاشات شخصية تبعد القارئ عن الجانب العلمي، وسيجتهد المشرفون في متابعة هذا بقدر المستطاع، واستبعاد ما يخرج عن حدود الحوار المقبول، ويراجع موضوع النقاش الحسن في ملتقى أهل التفسير ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2920).
سابعاً: للتعامل مع الملتقى وكيفية إضافة الموضوعات، وتنسيقها، نرجو مراجعة الأسئلة الشائعة للتعرف على الملتقى وطريقة استخدامه ( http://www.tafsir.org/vb/faq.php?).
ويسعدنا في هيئة الإشراف تلقي أي اقتراحات، أو رغبات من الأعضاء الفضلاء فيما ينهض بهذا الملتقى العلمي، ويحافظ على جوه العلمي المتخصص، ويضمن استمراره في أداء رسالته، وتحقيق أهدافه.
ـ[مرهف]ــــــــ[17 Apr 2006, 01:05 م]ـ
حبذا لو يضاف إلى ذلك لمن يكتب موضوعاً ويمكنه توثيق معلوماته من مصادرها أن يفعل ليتسنى للقارئ الطمأنينة والرجوع للنظر في المعلومة بوقت أقل وتدعيماً للمنهج العلمي، وإن كانت المشاركة على طريقة القص واللصق أن يبين المشارك مصدر قصه من أي موقع(/)
جمعية المحافظة على القرآن الكريم في الأردن وجهودها في خدمة القرآن وعلومه
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Apr 2006, 03:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
منذ مدة طويلة وأنا أتابع أخبار جمعية المحافظة على القرآن الكريم في الأردن، والتي أنشئت قبل ستة عشر عاماً من اليوم، وبالتحديد في شوال 1411هـ – الموافق 20 نيسان 1991م، وقد صدر العدد الأخير من مجلة الجمعية (الفرقان)، وهو عدد ممتاز بهذه المناسبة، وأرفق به قرص مدمج يشتمل على تعريف بأنشطة الجمعية وإنجازاتها. كما صدر مع العدد ملحق مختصر باللغة الانجليزية.
وقد التقت مجلة الفرقان بهذه المناسبة عدداً من مؤسسي الجمعية، وأعضاء مجلس إدارتها، وبعض العاملين في الحقل القرآني ممن كانت لهم بصمات واضحة في عمل الجمعية. ومنهم رئيس الجمعية الدكتور إبراهيم زيد الكيلاني.
والسبب في إنشاء هذه الجمعية الرغبةُ في نشر كتاب الله وعلومه في ربوع الأردن، والعناية بالقرآن الكريم وأهله والمقبلين عليه من الأطفال والشباب والشيوخ، فكان أن تأسست جمعية المحافظة على القرآن الكريم وتم تسجيلها في وزارة الثقافة تحت رقم (110ج) بتاريخ (20/ 4/1991م) لتحقق جملة من الأهداف هي:
1) توعية الناس بأهمية حفظ القرآن الكريم ودراسة علومه.
2) إقامة الدورات لتعليم الناس ترتيل القرآن الكريم وتجويده حسب القراءات القرآنية.
3) إنشاء فروع ومراكز لتحفيظ القرآن الكريم في مدن الأردن وقراه وبواديه.
4) الإسهام في الأبحاث والمؤتمرات والمنتديات العلمية المتعلقة بالقرآن الكريم.
5) الإسهام في توزيع المصاحف الكريمة داخل الأردن وخارجه.
وقد نفع الله بهذه الجمعية أهل الأردن خاصة، فبلغت فروعها اثنين وثلاثين فرعاً، وبلغ عدد المراكز القرآنية التابعة لها أربعمائة مركز قرآني.
وقد تخرج في الجمعية وفروعها خلال هذه السنوات الآف من الطلاب والطالبات الحفاظ لكتاب الله، كما عقدت عدداً كبيراً من الدورات القرآنية في مختلف محافظات الأردن.
كما نشرت الجمعية عدداً طيباً من الكتب والنشرات العلمية المتعلقة بالدراسات القرآنية، وهذه المنشورات تباع في المكتبات، ومنها عدد مهم من كتب القراءات وعلوم القرآن ومناهج التدريس في مدارس جمعية المحافظة على القرآن الكريم.
ومن هذه الكتب والإصدارات:
1 - المنير في أحكام التجويد. لمجموعة من المؤلفين.
2 - علم تاريخ نزول آيات القرآن الكريم وسوره، للدكتور أحمد خالد شكري والأستاذ عمران نزال.
3 - إعانة المريد لحفظ القرآن المجيد، للدكتور أحمد شكري وفراس العورتاني.
4 - المنهج النبوي في التعليم القرآني، للدكتور عبدالسلام المجيدي.
5 - العمل في المراكز القرآنية للدكتور أحمد مصطفى القضاة.
6 - كتاب تحبير التيسير لابن الجزري، بتحقيق الدكتور أحمد القضاة.
7 - دراسات في علوم القرآن والتفسير للدكتور أحمد القضاة.
8 - صنعة التميز والإبداع (رسالة إلى معلم القرآن الكريم).
9 - تفسير سورة القصص، للدكتور أحمد نوفل.
10 - الوجيز في علوم الكتاب العزيز، للدكتور محمد خازر المجالي.
وأصدرت الجمعية سلسلة دراسية للمراكز القرآنية الدائمة، وللمراكز القرآنية الصيفية جديرة بالدراسة والنشر في المراكز القرآنية المماثلة في العالم الإسلامي.
وقد أصدرت الجمعية مصحفاً مطبوعاً بلغة برايل للمكفوفين، وطبعت منه عدداً كبيراً من النسخ، وما تزال، ويمكن الاطلاع على أخبار هذا المشروع على موقع الجمعية.
كما تصدر الجمعية مجلة شهرية تتناول موضوعات قرآنية مهمة، وتتابع أخبار الجمعية والكتب المتعلقة بالدراسات القرآنية التي تنشر في العالم الإسلامي.
وللاطلاع على المزيد من أخبار هذه الجمعية المباركة يمكن زيارة موقعها على الانترنت على الرابط الآتي:
جميعة المحافظة على القرآن الكريم ( http://www.hoffaz.org/)
وأدعو القائمين على الجمعيات العلمية التي تعنى بالدراسات القرآنية في العالم إلى التعاون مع هذه الجمعية وغيرها للتكامل والنهوض بالدراسات القرآنية، ورفع مستوى الطلاب المعنيين بحفظ القرآن الكريم، ودراسة علومه.
نسأل الله لهذه الجمعية التوفيق والسداد، وأن يكتب للقائمين عليها، والمنفقين عليها الأجر والثواب، وهنيئاً لمن أنفق جهده وماله في خدمة حَفَظةِ القرآن الكريم وطلاب علومه.
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[15 Apr 2006, 12:33 ص]ـ
جزاك الله خيرا، وحبذا لو اتحفتنا بين فترة وأخرى بالتعريف بجمعيات مثيلات لها في العالم الإسلامي حتى يتسنى للأخيار اختيار ما يمكن مساعدتها منها ,
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[14 Jan 2008, 07:54 م]ـ
في القدس وفي صلاة مغرب اليوم في المسجد الأدهمي باب العمود رأيت الكتاب لتالي:
العمل في المراكز القرآنية
تأليف أحمد مصطفى القضاة
كلية الشريعة والقانون ـ جامعة إربد الأهلية
عدد صفحات الكتاب / 90
الكتاب يحتوي على شرح كامل ومفصل حول الموضوع المطروح، للعلم والبيان حرر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو معاذ البلقاوي]ــــــــ[15 Jan 2008, 03:58 م]ـ
جزيتم خيرا
وبورك فيكم
وللعلم فإني أقيم الآن في الأردن حيث مقر الجمعية
وأرى أنشطتها بارزة للعيان ومراكزها بالمئات
وطلابها بالألوف من الذكور والإناث ومن جميع الأعمار فهناك فروع نسائية خاصة
ولا يقتصر نشاطها على تحفيظ القرآن بل بمتد ذلك لغرس العقيدة الصحيحة والاهتمام بالتفسير والسنة والفقه والأخلاق والسيرة.
ناهيك عن المسابقات القرآنية والأنشطة اللامنهجية.
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[17 Jan 2008, 06:07 م]ـ
جزى الله الأخ الدكتور عبد الرحمن على هذا التعريف بالجمعية
وهذا هو عنوان موقع الجمعية بعد التحديث
www.hoffaz.org
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Aug 2008, 05:11 م]ـ
نسأل الله أن يبارك في جهود القائمين على هذه الجمعية المباركة.
ومن آخر مناشطها المؤتمر القرآني الثاني ..
فهم القرآن ... مناهج وآفاق ( http://www.hoffaz.org/motamar2/index.html)
وتجد خبره ممن حضره هنا ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=12529) .
ـ[عبدالعزيز رافع]ــــــــ[20 Aug 2008, 02:52 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبدالرحمن
ـ[البكري]ــــــــ[21 Aug 2008, 10:52 ص]ـ
بارك الله فيكم(/)
ما الفرق بين الفقراء والمساكين
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[14 Apr 2006, 11:03 م]ـ
ما الفرق بين الفقراء والمساكين اللذين ذكرهما الله عز وجل في قوله انما الصدقات للفقراء والمساكين ....
ـ[ربيع أبوعليتن]ــــــــ[15 Apr 2006, 05:29 م]ـ
الأول: أنَّ الفقيرَ ـ المحتاج المعفّف. والمسكين: الفقيرُ السائل. وبه قال مالك في كتاب ابن سُحْنُون ـ وهي:
المسالة السادسة:
قاله ابن عباس والزهري، واختاره ابن شعبان.
الثاني: الفقير هو المحتاج الزَّمِن. والمسكين هو المحتاج الصحيح؛ قاله قتادة.
الثالث: أنّ الفقير المحتاج، والمسكين سائر الناس، قاله إبراهيم وغيره.
الرابع: الفقير المسلم، والمسكين أهل الكتاب.
الخامس: الفقير الذي لا شيء له، والمسكين الذي له شيء؛ قاله الشافعي.
السادس: عكسه؛ قاله أبو حنيفة، والقاضي عبدالوهاب.
السابع: أنه واحدٌ، ذكره للتأكيد.
الثامن: الفقراء المهاجرون، والمساكين الأعراب.
(مأخود من كتاب أحكام القرآن لابن العربي)
ـ[ابومتعب]ــــــــ[16 Apr 2006, 01:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, اما بعد أخي السائل وفقكم الله ,المسكين هو من يجد قوت يومه ,وأما الفقير هوالذي لايجد قوت يومه ,هذا والله أعلم.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[16 Apr 2006, 05:12 م]ـ
بارك الله فيكما وحياكم الله
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[17 Apr 2006, 10:14 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
سؤال موفق بإذن الله ..
ورد أخي (المنقول) لا يكفي! ولا يُغني! فقول يضرب قولاً.
و الأجدر بالمسلم أن يعود يبحث في كتاب ربه وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم، فإن وجد ضالته استغنى واكتفى .. وإن لم يجد اجتهد وله اجره إن أصاب أو اخطأ.
وبين يدي حديث صحيح رواه البخاري عن أبي هريرة عن الصادق محمد صلى الله عليه وسلم، قال:
((ليس المسكين الذي يطوف على الناس، ترده اللقمة واللقمتان، والتمرة والتمرتان، ولكن المسكين: الذي لا يجد غنى يغنيه، ولا يفطن به فيتصدق عليه، ولا يقوم فيسأل الناس)).
وفي رواية أخرى لأبي هريرة أوردها البخاري في صحيحه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
(ليس المسكين الذي ترده الأكلة والأكلتان، ولكن المسكين الذي ليس له غنى، ويستحيي، أو، لا يسأل الناس إلحافا.)
فهل يُجزيء هذا؟؟!
بارك الله فيكم.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[17 Apr 2006, 03:07 م]ـ
بارك الله فبك رد طيب ومقنع من خلا ل الحديث حول معنى المساكين
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[21 Apr 2006, 03:35 م]ـ
للتوسع ارجع إلى كتاب: أحكام الفقير والمسكين لمحمد عمر بازمول
ـ[أبوعبيدالله المصرى]ــــــــ[22 Apr 2006, 01:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
سؤال موفق بإذن الله ..
و الأجدر بالمسلم أن يعود يبحث في كتاب ربه وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم، فإن وجد ضالته استغنى واكتفى .. وإن لم يجد اجتهد وله اجره إن أصاب أو اخطأ.
وبين يدي حديث صحيح رواه البخاري عن أبي هريرة عن الصادق محمد صلى الله عليه وسلم، قال:
((ليس المسكين الذي يطوف على الناس، ترده اللقمة واللقمتان، والتمرة والتمرتان، ولكن المسكين: الذي لا يجد غنى يغنيه، ولا يفطن به فيتصدق عليه، ولا يقوم فيسأل الناس)).
وفي رواية أخرى لأبي هريرة أوردها البخاري في صحيحه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
(ليس المسكين الذي ترده الأكلة والأكلتان، ولكن المسكين الذي ليس له غنى، ويستحيي، أو، لا يسأل الناس إلحافا.)
فهل يُجزيء هذا؟؟!
بارك الله فيكم.
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أخى الكريم خالد _بارك الله فيك_وماذا عن قوله تعالى ((للفقراء الذين أحصروا فى سبيل الله .. )) الآية إلى قوله تعالى ((يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفّف))
فوصفهم بالفقر وأخبر مع ذلك عنهم بالتعفف حتى يحسبهم الجاهل بحالهم أغنياء من التعفف. قاله فى الفروق اللغوية.
وعندى إشكال آخر _بارك الله فيك_ فقد ثبت للفقير المِلكُ كقول القائل:
أمّا الفقير الذى كانت حلوبته****وَفق العيال فلم يُترك له سَبَدُ.
والمسكين كذلك لقوله تعالى ((أمّا السفينة فكانت لمساكين)) الآية.
ومن العرب من يسوِّى بينهما كما فى القاموس إلا أنّ قوله تعالى ((إنّما الصدقات للفقراء و المساكين .. )) الآية. تفرِّقُ بينهما.
وجزاك الله خيراً.(/)
س: كيف أحصل على العلم النافع؟؟
ـ[المتدبر]ــــــــ[15 Apr 2006, 12:01 ص]ـ
ج: يقول الحافظ الذهبى_ ت748_رحمه الله: (أتدري ما العلم النافع؟! ...... فعليك ياأخي بتدبر كتاب الله وبإدمان النظر في الصحيحين وسنن النسائي ورياض النواوي وأذكاره تفلح وتنجح) سير أعلام النبلاء 19/ 340
ـ[عبدالله الحضرمي]ــــــــ[15 Apr 2006, 12:56 ص]ـ
جزاك الله خير وغفر ذنبك وادخلك الفردوس امين انا احب الفوائد الخفيفة زي كذا
ـ[المتدبر]ــــــــ[26 Dec 2006, 11:25 م]ـ
((وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين))(/)
ما رأيكم في طبعة قباوة لتفسير الجلالين؟
ـ[المتعلم]ــــــــ[15 Apr 2006, 12:13 ص]ـ
هناك طبعة لتفسير الجلالين طبعت قبل نحو عامين بعنوان "تفسير الجلالين الميسر" تحقيق الدكتور فخر الدين قبَاوَة
يقول انه عمل على تحقيق هذا الكتاب على مدار خمسة عشر عامًا!
وقال انه اعتمد على خمس نسخ خطيّة وكلها قديمة اضافةً للمطبوع وذكر أكثر من 15 طبعة قارن بينهم
ما رأي طلبة العلم في هذا العمل؟
بوركتم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Oct 2007, 04:47 م]ـ
هذه الطبعة أخي العزيز هي أجود طبعات تفسير الجلالين حسب علمي، وقد اطلعتُ عليها وعلى غيرها فوجدتها أوفى الطبعات وأكملها. وهي من نشر مكتبة لبنان ناشرون في مجلد واحد كبير.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[26 Oct 2007, 10:28 م]ـ
أخي الكريم المتعلم:
لقد عكف أستاذ وشيخنا العلامة المحقق الدكتور فخر الدين قباوة ـ حفظه الله ورعاه ـ
منذ بضع عشرة سنة، بالدراسة والتحقيق، فجمع النسخ الخطية القديمة للكتاب، والمصنفات التي اعتمدها الجلالان في تأليفه، ومصادر المكتبة القرآنية؛ ليقدم للتاريخ عملاً علمياً يمثل التفسير كما أراده المؤلفان، ويغنيه بالتنسيق والضبط والتوضيح والتقويم، مبيناً ما في الطبعات المختلفة من قصور وأوهام وتصرفات تمثل الاعتباط والعشوائية. ثم عرضه على مجموعة من الكرام، فراجعه علماء وأدباء وابدوا الإعجاب مع الملاحظات والتوجيهات المشكورة.
وإنك لترى الآن الاختصاص في هذا العمل المبارك، بالرسم للآيات الكريمة رسماً إملائياً معاصراً، والتمييز الدقيق بينها وبين عبارات التفسير، والضبط للقراءات الموصوفة، والتشكيل اللازمة لكل عبارة، والتوظيف الكامل لعلامات الترقيم، والشرح لما أشكل أو استغلق من إشارات ومفاهيم ومعلومات، والتعقب لما كان من إسرائيليات مصطنعة وأخبار وأقوال موضوعة أو ضعيفة متهافتة، والتصويب لما كان من تلفيق أو سهو أو وهم، والإيراد لأسباب النزول مختصرة في مواقعها، والتخريج للأحاديث الشريفة. كل هذا مع فهارس علمية تساعد الباحث على تحصيل بغيته من أقصر سبيل، وإخراج فني فائق الإتقان بإشراف العاملين في مكتبة لبنان، ثم تتويج شرعي من مجتمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف، بالسماح لأن يطبع وينشر للتداول بين الناس.
وللعلم أيضا:
فقد أخبرني شيخي العلامة الأستاذ الدكتور فخر الدين قباوة:
أن هذا التفسير سوف يصدر في ثلاثة أحجام:
ـ في مجلد واحد
ـ في ثلاثة مجلدات
ـ في عشرة مجلدات
ولا أعلم الآن ماذا صدر من هذه الأعمال، ما نفذ، وما لم ينفذ
ولعلي آتيك بالخبر اليقين قريبا ـ بمشيئة الله ـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Oct 2007, 10:42 م]ـ
بارك الله فيكم يا دكتور مروان، وليتك تستقصي لنا خبر هذا التحقيق الذي لم يصدر بعدُ في أحجامه المختلفة، والتحقيق كما تفضلتم يظهر أثر العناية عليه، وقد قرأت مقدمته الدراسية كاملة وقرأت جزئي تبارك وعم، وموضاع متفرقة من التفسير فوجدته في غاية الجودة.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[27 Oct 2007, 01:13 م]ـ
يوم اقتنيت الطبعة التي صدرت في مجلد واحد سألت الناشر:
الشركة المصرية العالمية للنشر (لونجمان) عن باقي الطبعات التي وعد بها المحقق،
وكان جوابه أنها ستصدر تباعا - إن شاء الله -
وإلى يومنا هذا لم نَرَ شيئا
ونسأل الله التوفيق.
ـ[أبو صالح التميمي]ــــــــ[29 Oct 2007, 05:09 م]ـ
وأين أجدها في السعودية، لأني بحثت عنها في أكثر من مكتبة فلم أجدها.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[29 Oct 2007, 08:37 م]ـ
لم أرها في مكتبات الرياض.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Jan 2010, 12:01 ص]ـ
وجدت نسختين في مكتبة كنوز المعرفة في جدة
حجزت واحدة، وبقيت الأخرى!(/)
جريدة الشرق الأوسط ومخالفة صريح القرآن
ـ[د. أنمار]ــــــــ[15 Apr 2006, 12:17 ص]ـ
http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=1&issue=9999&article=358274
ما هو الحل يا أهل الفهم؟
كيف ممكن تنبيه القائمين لتصحيح هذا الخلل العظيم الذي تسرب وتغلغل؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Apr 2006, 07:30 ص]ـ
ليتك تكتب لهم بذلك يا دكتور أنمار وفقك الله.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[15 Apr 2006, 06:52 م]ـ
بعثت إليهم بهذا التعليق وهو قيد المراجعة للنشر مع الموضوع، ولعلي أيضا أراسل نفس القائين على الجريدة
==============
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله.
إني لأعجب من نشر مقال مثل هذا دون أي تعقيب وكأن الأمر من المسلمات.
أقول وبالله التوفيق: هذا الكلام يتماشى مع نظرية دارون في النشوء والارتقاء، وهي من أضعف النظريات بالمقاييس العلمية، لكن لما كان الدين والاعتراف بالإله من الأمور المستنكر إدراجها في الأبحاث العلمية، ولما لم يوجد بديل إلا الاعتراف بالخالق سادت هذه النظرية الخالية من أي أساس معتبر. ومواضع الخلل فيها لا تعد ولا تحصى. فما أدراهم أن هذه أحافير مخلوقات عاشت وانقرضت كما هو حال كثير من المخلوقات كالديناصورات، ثم أننا لا نرى اليوم مخلوقا بين القرد والإنسان فلماذا توقف التطور المزعوم، وقاصمة الظهر للنظرية ما كشفه العلماء من علم الجينات ... وممكن التوسع أكثر من هذا في وقت آخر.
أما نحن معشر المسلمين فالقول بها كفر صريح يعارض القرآن الكريم وصحيح السنة
قال تعالى: ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم
وفي السنة:
خلق الله آدم على صورته وطوله ستون ذراعا ... فلم يزل الخلق ينقص. رواه البخاري
أي أن آدم خلق على صورته التي خلقه عليها لا على صورة قرد أو إنسان مشوه بدائي.
وأنهي تعليقي لمن في قلبه إيمان بالقرآن وبالله عز وجل:
قال تعالى: ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا.
أي أن من يخوض في هذا الموضوع ويصل لنتيجة تشبه نتيجة دارون فواضح أنه من المضلين لا المهتدين.
أما النقاش العلمي فأنا مستعد للكتابة فيه إن دعى الأمر.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم(/)
ما الفرق بين التأمل .... و .... الأستنباط
ـ[محمد بن مفلح]ــــــــ[15 Apr 2006, 10:53 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اخواني في الله ما الفرق بين التأملات القرآنيه و الأستنباط؟ وهل الشروط المطلوبه في المفسر كذلك مطلوبه في المتأمل وفقكم الله؟
ـ[منصور مهران]ــــــــ[15 Apr 2006, 12:08 م]ـ
التأمل: الأصل فيه مادة (أمل) بمعنى الرجاء، وقالوا: (التأمل): التثبت، تقول: تأملت الشيءَ، أي: نظرت إليه مستثبتاً له، وتأمل الرجلُ: تثبت في الأمر والنظر - هكذا ورد في اللسان، وجاء في كليات أبي البقاء (التأمل): هو استعمال الفكر. ومنه نفهم أن التأمل يكون رجاءَ الفهم الثابت أو بُغية الوصول إلى إدراك معنى خفي لا يبدو من النظرة العابرة. والتأمل يثمر الفهم وقد يصاحب الفهم تسجيل مكتوب لما انكشف من معانٍ، أو مقروء، والتأمل يقع من كل أحد ثم تختلف مقادير الفهم لاعتبارات مختلفة.
أما الاستنباط فمأخوذ (أنبط) الماء إذا استخرجه، ومن هذا المعنى جاء تفسير قول الله عز وجل: (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) النساء / 83 أي: يستخرجونه. واستخراج الأحكام يلازمه التأمل لا محالة و يلزمه الكتابة أو القول المسموع فهو أعم من التأمل إذ يشمل التأمل وزيادة، وعلى ذلك فالشروط المطلوب توافرها في المفسر بدءا من التأمل وانتهاء إلى الاستنباط تجمع كل ذلك والله أعلم.
ـ[محمد بن مفلح]ــــــــ[15 Apr 2006, 11:55 م]ـ
اخي منصور مهران بارك الله فيك على هاذا التوجيه
لاكن اذا فسر الشخص آيه تفسيرآ لم يفسره أحدآ من اهل العلم المتقدمين وكذلك المعصرين فهل يمكن القول ان تفسيره جائز؟
وهل الآيه إذا جاء مايفسرها من السنه لايقبل أي تفسير لها الا ماجاء في السنه؟
ـ[منصور مهران]ــــــــ[16 Apr 2006, 12:30 ص]ـ
أحسب أن أي وجه من المعاني المحتملة لدلالات الألفاظ هو جائز إن شاء الله، ولو لم يقل به أحد ممن سبقونا بالتفسير، وبهذا نعلل كثرة التفاسير وتعدد اتجاهاتها على مدى أربعة عشر قرنا؛ فكل مفسر تأمل واستنبط في ضوء ثقافة عصره وسعة علمه وإحاطته بجملة الأحكام وحاجة الناس إلى فهم متجدد لهذه الأحكام يناسب ما استجد من الحوادث: فقد أتى بالمطلوب شرعا والله أعلم.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[19 Apr 2006, 12:57 ص]ـ
أخي الكريم محمد بن مفلح وفقه الله
الاستنباط في اللغة: هو الاستخراج، استفعال من أَنْبَطْتُ كذا ومنه قوله تعالى: (لعلمه الذين يستنبطونه منهم) [النساء: 83] أي: يستخرجونه.
وأصله من النَّبْط: وهو الماء الذي يخرج من البئر أول ما تحفر.
وأما في الاصطلاح فقال ابن القيم (ت: 752هـ): (استخراج الأمر، الذي من شأنه أن يخفى على غيرِ المُسْتَنْبِط) [إعلام الموقعين: 1/ 172].
ويشترك المعنى اللغوي والاصطلاحي في وجود المشقة التي يخرج بها المستنبط بعد أن كان خفياً، وهذه المشقة والجهد في المحسوسات تتمثل في مشقة الجسد عند استخراج الماء، وأما في الأمور المعنوية وهي محل السؤال فهي مشقة الذهن في التأمل والتدبر والتفكر لاستخراج العبر والفوائد والمعاني.
وبهذا يعلم أن التأمل باب للاستنباط وطريق إليه.
والله أعلم ..
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[22 Apr 2006, 01:00 ص]ـ
أخي منصور مهران بارك الله فيك لي تعليق على قولك: أحسب أن أي وجه من المعاني المحتملة لدلالات الألفاظ هو جائز إن شاء الله، ولو لم يقل به أحد ممن سبقونا بالتفسير، وبهذا نعلل كثرة التفاسير وتعدد اتجاهاتها على مدى أربعة عشر قرنا؛أ. هـ
وذلك أن الأصل أن يحمل معنى كلام المتكلم على مقصوده هو، وعليه فليس لأحد أن يتكلم في التفسير بما تحتمله معاني الألفاظ فإن قوما فعلوا ذلك وقعوا في الضلال والعياذ بالله.
ويدل على ذلك أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا إذا أشكل عليهم أمر من الوحي لجئوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم واستفسروا منه كماهو منثور في كتب السنة والتفسير وكذلك كان يفعل التابعون مع الصحابة لأنهم شهدوا الوحي والتنزيل وعلموا ما لم يعلمه غيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هنا فليس لأحد العدول عن التفسير الوارد في القرآن والسنة ثم آثار الصحابة والتابعين فهم أعلم منا بذلك؛ أما الاختلاف الوارد في كثير من أقوالهم فإنه من اختلاف التنوع لا اختلاف التضاد كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
قال ابن كثير رحمه الله في مقدمة تفسيره مبيناً أحسن طرق التفسير: فإن قال قائل: فما أحسن طرق التفسير؟
فالجواب: إن أصح الطرق في ذلك أن يُفَسَّر القرآن بالقرآن، فما أُجْمِل في مكان فإنه قد فُسِّر في موضع آخر، فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له، بل قد قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، رحمه الله: كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن. قال الله تعالى: {إِنَّا أَنزلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} [النساء: 105]، وقال تعالى: {وَأَنزلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نزلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44]، وقال تعالى: {وَمَا أَنزلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [النحل: 64].
ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه" يعني: السنة. والسنة أيضًا تنزل عليه بالوحي، كما ينزل القرآن؛ إلا أنها لا تتلى كما يتلى القرآن، وقد استدل الإمام الشافعي، رحمه الله وغيره من الأئمة على ذلك بأدلة كثيرة ليس هذا موضع ذلك.
والغرض أنك تطلب تفسيرَ القرآن منه، فإن لم تجدْه فمن السنة ............ وحينئذ، إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة، رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك، لما شاهدوا من القرائن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام، والعلم الصحيح، والعمل الصالح، لا سيما علماؤهم وكبراؤهم، كالأئمة الأربعة والخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين، وعبد الله بن مسعود، رضي الله عنه.قال الإمام أبو جعفر محمد بن جرير حدثنا أبو كُرَيْب، حدثنا جابر بن نوح، حدثنا الأعمش، عن أبي الضُّحَى، عن مسروق، قال: قال عبد الله -يعني ابن مسعود -: والذي لا إله غيره، ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت؟ وأين نزلت؟ ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله منى تناله المطايا لأتيته. وقال الأعمش أيضًا، عن أبي وائل، عن ابن مسعود قال: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: حدثنا الذين كانوا يقرئوننا أنهم كانوا يستقرئون من النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل، فتعلمنا القرآن والعمل جميعا.
ومنهم الحبر البحر عبد الله بن عباس، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وترجمان القرآن وببركة دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم له حيث قال: "اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل" .... إلخ ما قال رحمه الله
ـ[منصور مهران]ــــــــ[22 Apr 2006, 10:13 ص]ـ
ولست أنازعك فيما قلته، وهو قول نافع إن شاء الله، ولكني أهيب بك أن تذكر مم جاءت هذه المعاني التي تراها في عشرات كتب معاني القرآن؟ منها مثلا كتاب (بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز) للفيروزابادي: هل رُوِيَتْ جميعها في آثار التفسير؟ لقد سمعت شيخنا محمود محمد شاكر، رحمه الله، يقول: ألفاظ القرآن الكريم معدودة، ولكن معانيه تشمل كلام العرب كله، ثم قال: انظروا في تفسير الطبري ستجدون ألفاظ القرآن تسبح في بحار المعاني، وقد قال الطبري: (أولى العبارات أن يُعَبر بها عن معاني القرآن أقربها إلى فهم سامعيه) - انظر تفسير الطبري ج 16 ص 241 طبعة دار هجر - وهل ترى سامعيه زمن الوحي كسامعيه في زماننا؟ فحيث يختلف الفكر والثقافة تتسع المعاني أو تضيق، والله الموفق.
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[23 Apr 2006, 12:38 ص]ـ
أخي منصوروفقه الله ـ أود أن ألفت انتباهك للنظر إن كنت توافقني في أن هناك فرقاً بين مقامين: بين معاني الألفاظ مفردة حال تركيبها وبين معاني الألفاظ المركبة جملة؛ فثم فرق بين أن أقول: إن معنى هذه اللفظة وتلك في هذا التركيب كذا وكذا. وبين أن أقول: إن معنى التركيب كله كذا.
والذي لا أمتري فيه أن مجال حديثنا هو المقام الثاني وعليه فلا أرى وجهاً للاحتجاج في هذا المقام بما هو خاص بالمقام الأول.
ما ورد في كتب الوجوه والنظائر وكتاب بصائر ذوي التمييز إنما هو راجع لبيان معاني الألفاظ حال تركيبها والذي يحدده السياق مطابقة لما ورد عن العرب وليس فيه اجتهاد إلا ببيان أن المعنى الخاص في أحد التراكيب هو المقصود دون غيره من بقية المعاني الواردة عن العرب أو بمعنى آخر: تحديد المقصود من المشترك بأحد معانيه على حسب ما يقتضيه السياق.
أما موضع حديثنا فذلك شيء آخر.
ومفاد كلام الطبري رحمه الله أن المفسر ينبغي أن يراعي حال المخاطبين ولست أرى أن ذلك يقتضيه ـ فضلاً عن أن يلزمه ـ الإتيان بمعنى لم يقل به أحد من سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أجمعين الذين نسأل الله جل وعلا أن يحشرنا وإياكم والمسلمين جميعاً معهم إنه على كل شيءقدير.(/)
شيوخنا وطلاب العلم هل تدلوني على كيفية التمثيل للنظائر القرآنية وظاهرالقرآن؟
ـ[طالِب]ــــــــ[15 Apr 2006, 01:11 م]ـ
كما هو مكتوب في العنوان كيف يمكن استخراج النظائر القرآنية وظاهر القرآن فيما يتعلق بدراسة ترجيحات القرطبي وياحبذا التمثيل لذلك مع ارشادي بكتب تعين على فهم العنصرين السابقين جزى الله الكل خيرا.
ـ[طالِب]ــــــــ[15 Apr 2006, 06:17 م]ـ
أين أنتم يا شيوخنا الكرام؟!
ـ[طالِب]ــــــــ[15 Apr 2006, 09:17 م]ـ
أسألكم بالله ساعدوني
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[15 Apr 2006, 11:04 م]ـ
أخي الكريم
سيأتيك الجواب إن شاء الله؛ فلا تعجل
قال حبيبنا الدكتورإبراهيم الحميضي في رسالته: ترجيحات شيخ الإسلام ابن تيمية في التفسير:
الترجيح بظاهر القرآن:
ظاهر الكلام , كما يقول شيخ الإسلام: " هو ما يَسْبق إلى العقل السليم منه لمن يفهم بتلك اللغة " ([1]).
والأصل في نصوص القرآن , أن تحمل على ظواهرها , وتفسَّر على حسب ما يقتضيه , ظاهر اللفظ , ولا يجوز العدول عن هذا الظاهر إلا بدليل صحيح يجب الرجوع إليه , فمن خالف ظاهر القرآن فقوله مرجوح ([2]).
يقول الشيخ – رحمه الله -: " إن الكلام إذا احتمل معنيين , وجب حَمْله على أظهرها , ومن تكلف غير ذلك , فقد خرج عن كلام العرب المعروف , والقرآن منَزَّه عن ذلك،والعدول عمَّا يدلُّ عليه ظاهر الكلام إلى ما لا يدل عليه بلا دليل , لا يجوز ألبتة " ([3]) *
وقد رجحَّ شيخ الإسلام بدلالة ظاهر القرآن في مواطن كثيرة , وردَّ أقوالاً عديدة؛ لأنها مخالفة لذلك.
ومن أمثلة استعماله لهذا الوجه في الترجيح , تفسير قوله تعالى: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ
الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) , فقد رجح الشيخ – رحمه الله – أن المراد إضاعة الواجب فيها لا مجرد تركها , قال: " وهو ظاهر الكلام؛ فإنه قال:: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ
الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) فأثبت لهم صلاة وجعلهم ساهين عنها , فعُلم أنهم كانوا يصلون مع السهو عنها " *.
ومن أمثلة ذلك أيضاً قوله تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الزمر:42)
فقد رجَّح أن النَّفسين الممسكة والمرسلة في الآية كلتيهما تُوفَّيت وفاة النوم , وقال: " وهذا ظاهر اللفظ , ومدلوله بلا تكلُّف " *.) انتهى ما ذكره الدكتور إبراهيم
قلت: تحديد معنى "الظاهر" يحتاج إلى تحرير؛ فالترجيح به أمر نسبي قد لا ينضبط؛ فالظاهر من معنى الآية عند مفسر قد لا يكون متفقاً مع الظاهر من معناها عند مفسر آخر؛ فتحرير المراد بظاهر اللفظ أمر يستحق أن يكون محل نظر الباحثين؛ وإلا فإن الترجيح بالظاهر سيبقى غير ظاهر.
وللجواب بقية
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) مجموع الفتاوى 6/ 356 , وانظر: قواعد الترجيح 1/ 137.
([2]) انظر: قواعد الترجيح 1/ 137.
([3]) مجموع الفتاوى 10/ 627.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[15 Apr 2006, 11:15 م]ـ
أما المراد بالترجيح بالنظائر القرآنية فهو أن: حمل الآية على المعنى الموافق لنظائرها أولى، أو: المعنى الذي دلت عليه آيات أخرى أولى.
وهو ما يعتمد عليه كثيراً ابن كثير عند تفسيره للآية التي لها نظائر، أي تشبهها في المعنى.
وهو من أنواع بيان القرآن للقرآن، ويمكنك الرجوع إلى كتاب قواعد الترجيح للدكتور حسين الحربي وكتاب قواعد التفسير للدكتور خالد السبت، كما يمكنك الرجوع إلى مقدمة تفسير أضواء البيان للشنقيطي.
ـ[طالِب]ــــــــ[16 Apr 2006, 01:16 م]ـ
الأخ الكريم والشيخ الحبيب أسأل الله العظيم أن ييسر أمرك ويرزقك من حيث لا تحتسب ولكن شيخنا هل يمكن أن يعتمد تمام الاعتماد على جملة "ظاهر اللفظ" أو "ظاهر النص" أقول هل نعتبر الجملة السابقة تدل دلالة قاطعة على أن في وجودها دليلا على الترجيح بظاهر النص؟
ـ[طالِب]ــــــــ[16 Apr 2006, 06:45 م]ـ
وبالنسبة للنظائر القرآنية لو وجدت المفسر يذكر آية معينة ثم يعقب بقوله وهذه الآية نظير قوله تعالى .. أو يعقب بقوله ومثلها قوله تعالى .. فهل هذا يعد ترجيح للنظائر القرآنية؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[16 Apr 2006, 11:30 م]ـ
أنا معك أخي الكريم، ولكني مشغول الآن، وسأعود لقراءة أسئلتك والإجابة عنها بما ييسره الله
وقبل ذلك: هل عندك كتاب قواعد الترجيح لحسين الحربي، وقواعد التفسير لخالد السبت؟
ـ[طالِب]ــــــــ[17 Apr 2006, 12:11 م]ـ
الحبيب والكريم أشكر لك تواجدك العاطر وأعتذر على إلحاحي عليك وبالنسبة لكتاب الدكتور خالد فهو عندي أما كتاب الدكتورالحربي فلا زلت أبحث عنه ..(/)
نملة سليمان عليه السلام
ـ[سيف الدين]ــــــــ[15 Apr 2006, 10:42 م]ـ
نملة تحمل همّ امّة:
{حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} (18) سورة النمل(/)
س: من أعلم الناس؟؟!!
ـ[المتدبر]ــــــــ[16 Apr 2006, 10:41 م]ـ
يقول الإمام الشافعي -رحمه الله:والناس في العلم طبقات موقعهم من العلم بقدر درجاتهم في العلم به-يعني القرآن) كتاب الرسالة للإمام الشافعي ص19.
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[17 Apr 2006, 10:16 ص]ـ
بارك الله فيكم.
ورحم الله الشافعي، فأعلم الناس أعلمهم بالقرآن ..
اللهم علمنا القرآن. وانفعنا بما علمتنا. (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين)
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[21 Apr 2006, 03:41 م]ـ
جزاكما الله خيراً:فأهل القرآن هم أعلم الناس بل وأعلى الناس ففي الصحيح من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن الني صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين"(/)
المؤتمر الأول لجمعية المحافظة على القرآن الكريم (الأردن) تحت عنوان "نحو جيل قرآني"
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[17 Apr 2006, 02:19 ص]ـ
تحت عنوان "نحو جيل قرآني"، جمعية المحافظة على القرآن الكريم تعقد مؤتمرها الأول في الفترة من 9 - 10/ 8/2006 م.
محاور المؤتمر
المحور الأول: (معالم الجيل القرآني الأول) وفيه المحاور التفصيلية التالية:
تأثر الجيل الأول بالقرآن الكريم.
جهود السابقين في خدمة القرآن الكريم.
نماذج من الجيل القرآني الأول.
المحور الثاني: (حاجة الأمة إلى جيل القرآني) وفيه المحاور التفصيلية التالية:
مواصفات حملة القرآن.
خطورة غياب أهل القرآن عن الأمة.
الدور الريادي لحملة القرآن في نهضة الأمة.
المحور الثالث: (تجربة المؤسسات القرآنية المعاصرة في إعداد الجيل القرآني / الأساليب، الوسائل، الإبداعات ... ).
المحور الرابع: (معوقات إعداد الجيل القرآني والحلول المقترحة) وفيه المحاور التفصيلية التالية:
ما يتعلق بالمعلم.
ما يتعلق بالطالب.
ما يتعلق بالمنهاج.
ما يتعلق بالمجتمع.
معوقات خارجية.
... شروط المشاركة في المؤتمر ...
أن يكون البحث المقدم أصيلاً.
أن لا يزيد البحث عن (25 صفحة) بخط ( Traditional 16, Space 1.5).
الالتزام بالمنهجية العلمية.
يرسل المشارك ملخصاً لا يقل عن (300) كلمة مع ملخص عن السيرة الذاتية على البريد الإلكتروني للجمعية ( hoffaz@ hoffaz.org ).
تسلم الملخصات في موعد أقصاه (10/ 5/2006م).
تسلم الأبحاث في موعد أقصاه (5/ 7/2006م).
يعلم أصحاب البحوث المقبولة بقبول أبحاثهم في موعد أقصاه (15/ 7/2006م).
ملاحظة: تتكفل الجمعية بتأمين تكاليف الإقامة كاملة لمدة ثلاثة أيام دون تحمل أية نفقات متعلقة بالسفر.
http://www.hoffaz.org/NEWS/NEWS2006/NEWS4.HTM#n2
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[20 Apr 2006, 03:54 م]ـ
بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا(/)
ما المقصود بالكمال قي قوله تعالى:"اليوم أكملت لكم دينكم"؟
ـ[البتول]ــــــــ[17 Apr 2006, 06:55 م]ـ
السلام عليكم
ما المقصود بالكمال قي قوله تعالى:"اليوم أكملت لكم دينكم"؟
وما علاقته بعموم و مرونة الشريعة؟
ـ[ريحانة]ــــــــ[18 Apr 2006, 05:12 م]ـ
أرجوا أن تعودي إلى كتاب الإعتصام في نهاية الجزء الثاني عرض الإمام الشاطبي بعض الدعاوى لمن ينسب التعارض لكتاب الله من ضمنها هذه الأية مع قوله تعالى:"و أنزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء" أدعوا لك الله بالتوفيق
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[21 Apr 2006, 03:24 م]ـ
قال السعدي رحمه الله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} بتمام النصر، وتكميل الشرائع الظاهرة والباطنة، الأصول والفروع، ولهذا كان الكتاب والسنة كافيين كل الكفاية، في أحكام الدين أصوله وفروعه.
فكل متكلف يزعم أنه لا بد للناس في معرفة عقائدهم وأحكامهم إلى علوم غير علم الكتاب والسنة، من علم الكلام وغيره، فهو جاهل، مبطل في دعواه، قد زعم أن الدين لا يكمل إلا بما قاله ودعا إليه، وهذا من أعظم الظلم والتجهيل لله ولرسوله.
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[22 Apr 2006, 07:47 م]ـ
المقصود بـ" أكملت "
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله:
لقد أحالت الأخت ريحانة على الإعتصام، وهي مشكورة على ذلك، لكن طلب الأخت البتول هو:" ما المقصود بالكمال؟ "
لا أريد هنا أن أذكر كلام المفسرين في هذه الآية فإنها شائعة , ذائعة، وأكتفي بالجديد الذي ذكره الإمام الشاطبي
قال الشاطبي: " ولأن الحفظ المضمون في قوله تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ". الحجر:9 إنما المراد به حفظ أصوله الكلية المنصوصة, وهو المراد بقوله:" اليوم أكملت لكم دينكم ".المائدة:3، لا المراد المسائل الجزئية " الموافقات ص: 20شرح: عبد الله دراز, وترجم لأعلامه ابنه: محمد عبد الله دراز، وفهرس موضوعاته: عبد السلام عبد الشافي محمد, دار الكتاب الحديث ط الأولى (1425هـ- 2004م)
وقال في كتابه الإعتصام (2/: " ولكن المراد- أي بالكمال- كلياتها فلم يبق للدين قاعدة يحتاج إليها في الضروريات والحاجيات أو التكميليات إلا وقد بينت غاية البيان نعم يبقى تنزيل الجزئيات على تلك الكليات موكولا إلى نظر المجتهد فإن قاعدة الاجتهاد أيضا ثابتة في الكتاب والسنة فلا بد من إعمالها ولا يسع تركها وإذا ثبت في الشريعة أشعرت بأن ثمَّ مجالا للاجتهاد ولا يوجد ذلك إلا فيما لا نص فيه ولو كان المراد بالآية الكمال بحسب تحصيل الجزئيات بالفعل فالجزئيات لا نهاية لها فلا تنحصر بمرسوم وقد نص العلماء على هذا المعنى فإنما المراد الكمال بحسب ما يحتاج إليه من القواعد الكلية التي يجرى عليها ما لا نهاية له من النوازل "
ومن العلماء الذين سبقوا الشاطبي إلى هذا المعنى إمام الحرمين أبو المعالي الجويني في كتابه الفريد الذي لم ينسج على منواله في الفكر السياسي إلى يومنا، والموسوم بـ" غياث الأمم في إلتياث الظلم"
وللطاهر بن عاشور في تفسير هذه الآية-أيضا- كلام يعد كالشرح لما ذكره الشاطبي في كتابيه
أما عموم الشريعة فهو ميزة من مزاياها التي لا تتخلف عنها بأي حال من الأحوال، فقد استطاعت أن تعالج كافة المشكلات في كل البيئات التي حلت بها, ولها ميزات غيرهذه الميزة منها:
- الربانية.
- الإنسانية العالمية.
- العدل المطلق.
- الجمع بين الثبات والمرونة؛ فالثبات في الأصول والأهداف , والمرونة في الفروع والوسائل
وأحيلك على كتاب للشيخ يوسف القرضاوي عنوانه:" شريعة الإسلام خلودها وصلاحها للتطبيق في كل زمان ومكان " فهو كتاب مليء من شيخ مليء
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا أُحيل أحدكم على مليء فليتبع ".
رواه الترمذي بهذا اللفظ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
* يتجلى مبدأ المرونة في اليوم الذي يلي عرفة , فقد سئل يومها عن ما قدم وأخر في مناسك الحج " فما سئل يومها عن شيء قدم أو أخر إلا قال:" افعل ولا حرج "
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[23 Apr 2006, 08:39 م]ـ
نذكر أن الشيخ الراشد قد قام بتلخيص كتاب الإ مام الجويني، وسماه " الفقه اللاهب "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اجعل لسانك رطبا دائما بذكر الله تعالى
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَلِمَتَانِ:
- خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ
-ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ
-حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ
سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ ". متفق عليه
ـ[عرفات محمد]ــــــــ[26 Apr 2006, 05:23 م]ـ
الذي يستفاد من كلام الراغب في المفردات أن التمام بمعنى الكم والكمال للكيف؛ وعلى هذا فمعنى التمام في الآية ان الإسلام قد استوعب كل جزئية من جزئيات الحياة، اما الكمال فيفيد أن كل جزئية من هذه الجزئيات قد بلغت الغاية في الحكمة والعظمة. والله أعلم(/)
حول تفسير آيات الأحكام
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[18 Apr 2006, 02:10 م]ـ
تُدِّرس آيات الأحكام في كثير من الكليات والمعاهد الشرعية، وقد ألف فيها مؤلفات عديدة للمتقدمين والمتأخرين كما هو معلوم، وفي رأيي أن الأنسب أن يدرس الطلاب سوراً أو أجزاءً كاملة بدلا من آيات الأحكام المتفرقة وذلك للأسباب التالية:
1 - أن الأستاذ إذا استطرد في بيان الأحكام الفقهية تحول الدرس إلى درس فقه وليس درس تفسير، وإن اقتصر على ما دلت عليه الآية دلالة ظاهرة لم يتحقق الهدف الذي من أجله قررت الآيات، ولا تقاس آيات الأحكام على أحاديث الأحكام هنا لا عتبارات عديدة أهمها كثرة الأحايث وتوفر مادة كثيرة منها في كل باب من أبواب الفقه.
2 - أن دراسة سور كاملة أدعى إلى فهمها واستيعاب معانيها والربط بين آياتها.
3 - أن هذا الأسلوب يسهل إعداد المقرر ات الدراسية للطلاب، ويمكِّن الطلاب من الاحتفاظ بها بعد تخرِّجهم.
4 - من خلال هذا الأسلوب يمكن تقرير حفظ الآيات على الطلاب.
5 - أن التركيز على آيات الأحكام يحرم الطالب من دراسة وتدبرآيات أخرى في العقيدة والأخلاق والترغيب والترهيب وغيرها قد يكون الطالب أشد حاجة إليها.
أرجو من إخوتي الكرام إبداء آرائهم في هذا الموضوع، وشكرا لكم.
ـ[العيدان]ــــــــ[18 Apr 2006, 07:29 م]ـ
و لشيخنا الدكتور: محمد بن إبراهيم الخضيري (جامعة الإمام) طريقة في تدريس مقرر آيات الأحكام، حيث يكلف بعض الطلاب في كثير من الأحايين بجمع الأحكام التي استدل عليها بآيات المقرر، من خلال مراجع متعددة، و من ثم يبرز الإبداع عند بعض المفسرين في الاستدلال، و قد ساهمت في جمعت بعض الأحكام، و لعلي أنشره هنا - بإذن الله - و لكن يحتاج إلى وقت حيث إنه مكتوب باليد
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Apr 2009, 01:08 م]ـ
الاقتصار على الآيات الصريحة في الأحكام مقصود لطبيعة الوقت المتاح لتدريس هذه الآيات في الكليات. وهذا هو السبب الرئيس في الاقتصار على أبرز آيات الأحكام في القرآن، وهذا مطلب ضروري للمقرر، حيث إن تفسير آيات الأحكام أخص من مقرر التفسير عموماً.
وأما إذا كان المقرر الوحيد هو تفسير آيات الأحكام فأنا أوافقك الرأي يا دكتور إبراهيم في ذلك.
لكن إذا كان هناك مقرر للتفسير، ومقرر آخر لآيات الأحكام فتخصيصها بالدراسة مناسب إن شاء الله ولا إشكال فيه، مع عدم إغفال دراسة سياقها الذي وردت فيه ومناسبتها لما قبلها وما بعدها ونحو ذلك مما يربطها بما حولها من الآيات في السورة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Apr 2009, 01:59 م]ـ
أعتقد أن الغاية هي التي فرضت تدريس آيات الأحكام.
فمثلاً طالب الشريعة وضع المنهج كي يتناسب مع الدور الذي يفترض أن يناط به في الحياة العملية ومن أهم ذلك القضاء.
وإذا نظرنا إلى مقررات الشريعة نجد أن هناك مادتين أسأسيتين في المنهج: الفقه وأصول الفقه.
ومن ثم جاء مقرر الحديث في أحاديث الأحكام ومقرر التفسير في آيات الأحكام ليكون مكملا للمنهج الأساس وهو الفقه وأصوله.
ولا أظن تقرير منهج تفسير يتضمن تفسير جزء أو سورة من القرآن سيحقق الغاية التي ينتظر من المتخرج أن يصل إليها.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[20 Apr 2009, 01:17 ص]ـ
تأكيداً لكلام الإخوة المعقبين على الموضوع أثابهم الله
أقول إن تدريس آيات الأحكام لطالب الفقه مطلب تعليمي ملح ليعلم سعة دلالة آيات الكتاب العزيز على مسائل الأحكام ولذلك ينبغي أن يعنى بهذا الجانب ولا يكون تدريسها مجرد جمع لأقوال المفسرين والفقهاء في بعض المسائل المتعلقة بأحكام الآية
أما طالب علم التفسير بعمومه فيحتاج إلى أمور أوسع وتدريسه علم التفسير بشموله أولى من الاقتصار على التفسير الفقهي (إن صح التعبير) أي الذي يعنى بدراسة المسائل الفقهية من تفسير آيات الأحكام
لكن إذا كان هذا المقرر ضمن منظومة متكاملة في تدريس علوم التفسير فهو أمر محمود ونافع جداً
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.(/)
الدراسات القرآنية الحديثة ... إلى أين تتجه؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Apr 2006, 02:55 م]ـ
مقال منقول للكاتب عبدالرحمن الحاج - سوريا
هل نحن مقبلون على ثورة علمية في الدراسات القرآنية؟ سيردُ هذا السؤال ربما للمتتبعين لما كتب من الأبحاث والدراسات القرآنية خلال العقود الأخيرة؛ إذ نقف على نتاج كبير لم يسبق أن ظهر مثله في مدة زمنية مماثلة من قبل، كما أننا لأول مرة أمام تعدد منهجي يخرج عن المناهج التقليدية المألوفة في التفسير ودراسات علوم القرآن، إضافة إلى ذلك نجد أنفسنا أيضاً أمام استخدام لمناهج أجنبية وافدة جديدة ومتنوعة لم تنبت في أرض المعرفة الإسلامية وثقافتها الخصبة، ثم إن هذا النتاج الجديد من الأبحاث والدراسات أسهم فيه غير المسلمين (المستشرقون) بشكل واضح، وذلك بغض النظر عن تقييم ما قدَّموه.
ويعود هذا الاهتمام المتزايد بدراسات القرآن الكريم لدى المسلمين أساساً إلى قضية "النهضة"، التي أصبحت الشاغل الأكبر للفكر الإسلامي خلال القرن ونصف القرن الماضيين، حيث بات مسلماً أن مشروع النهضة الإسلامي يمر من قناة الإصلاح الديني، وكون القرآن الكريم المصدر الأول لكل فكر إسلامي فإن العودة إليه هي حاجة معرفية وتاريخية لتجاوز ثقل الثقافة التاريخية وفهُومها التي تفصل بيننا وبين النص الكريم وتعوق "الفهم الصحيح" للدين، ومن ثمَّ تعوق نهضته. ثم إن دراسة القرآن وتفسيره هي "تقليد" سارت عليه كل حركات الإصلاح الديني والسياسي في تاريخ الحضارة الإسلامية، فكل تفكير بالنهضة لا بد له أن يتخذ موقفاً تجاه النص الكريم وفهماً يسوِّغ رؤيته للحاضر والمستقبل.
أضف إلى ما سبق أن الحاجات المتزايدة للمعرفة الدينية وطريقة عرضها ومقاربتها وفق التطورات المتسارعة لإيقاع العصر الحديث وأطروحاته الفكرية، كل ذلك اضطر المشتغلين في الإصلاح الديني للبحث عن مناهج جديدة قادرة على تقديم رؤية كلية للقرآن وموضوعاته وتاريخه، وقادرة أيضاً على مساعدة المسلمين في مواجهة إشكالاته المعرفية من خلال تقديم تصورات متماسكة منطقياً في فهم القرآن، وعلى مدِّهم بالاطمئنان الكافي لخوض هذا العالم الجديد بقوة ودون خوف، بله الدعوة إلى الإسلام والتبشير بهديه بين العالمين في زمن حضارة الحداثة الغربية الجديدة.
أما الدراسات الاستشراقية فقد كانت موظفة لأغراض إمبريالية؛ إذ نشأت أساساً (بصفتها فرعاً علمياً مستقلاً) لخدمة الاستعمار الغربي للعالم الإسلامي؛ وعندما انتهت الحقبة الكولنيالية (الأولى) لم تعد عموماً كذلك، وبعد أن أصبحت فرعاً علمياً مستقلاً أفرزت كثيراً من الدراسات الجادة (وخصوصاً في مجال الدراسات القرآنية) ذات الأهمية الخاصة لنا، ولكن الأهم في موضوع الدراسات القرآنية الاستشراقية أنها جلبت إلى العالم الإسلامي مناهج جديدة في دراسة القرآن الكريم، وقدمت خدمات جليلة للباحثين المختصين في مجال الفهرسة والتوثيق، ولكنها في المقابل أيضاً جلبت معها كثيراً من الإشكالات والتفسيرات الغريبة، بل و"المطاعن" الجديدة في القرآن، وقد كان لذلك كله أثراً مهمَّاً في تحفيز الدراسات القرآنية الحديثة.
ولكن الدراسات الغربية المعنية بالإسلام الآن تتحول شيئاً فشيئاً نحو الدراسة الأنثربولوجية، فيما يبدو توجه لتصنيف الحضارة الإسلامية ضمن مفهوم "الثقافة" الخاصة بالمجتمعات غير الغربية، ودراسات القرآن الجديدة الآن إذا لم تكن تدرس في إطار الفيلولوجيا التاريخية (مثل دراسة كريستوف لوكسمبورغ Christoph Luxenberg عام 2000) فإنها تصب في توجه الدراسات الأنثربولوجية.
وفي سياق الصراع الأيديولوجي مع الماركسية والاتجاهات العلمانية الحداثية في العالم الإسلامي لجأ بعض المفكرين الماركسيين والحداثيين بدءاً من السبعينيات ـ وتحت ضغط الإحساس بفشل هذه الأيديولوجيات في النفوذ والانتشار في العالم العربي والإسلامي ـ إلى محاولة خلخلة ثقة جمهور المسلمين بالقرآن الكريم، وإعادة تفسير القرآن بما يفضي إلى نتائج تلائم الأيدلوجيا التي يؤمنون بها، وفي كلا الأمرين تم الاستعانة بمناهج جديدة، ضمَّت إلى جانب المناهج الاستشراقية مناهج من العلوم الاجتماعية الغربية الحديثة، ولكن هذه الدراسات والبحوث ـ التي لم تكن نزيهة على الإطلاق ـ لم تستطع أن تحقق هدفها بعد، إلا أنها
(يُتْبَعُ)
(/)
استنفرت الباحثين المسلمين لمواجهتها والدفاع عن القرآن، مما حدا بهم إلى دراسة المناهج الغربية والاتصال بالعلوم الاجتماعية الغربية الحديثة، فسعى هؤلاء الباحثون للكشف عن المشكلات العلمية والمنهجية الكامنة في هذه الدراسات، وتبيَّن لكثير منهم ـ فيما بعد ـ أن التلويح بالمناهج الحديثة الذي تضمنته كان في معظمه نوع من الإرهاب الفكري لا أكثر.
والملاحظ أن الأبحاث والدراسات القرآنية المختلفة بتأثير هذه الظروف تركزت في محورين رئيسين، الأول: توثيق القرآن ونقله (تاريخية القرآن)، والثاني: الدلالة الكلية للقرآن.
في توثيق القرآن فإن من أوئل الدراسات الفيلولوجية النصية المقارنة للقرآن كانت عام 1856م للمؤلف ثيودور نولدكه ( T. Noldeke)، بعنوان "أصل وتركيب سور القرآن" والذي نشره بعدما أعاد النظر فيه وطوره عام 1880م بعنوان "تاريخ القرآن" (ترجم إلى العربية 2004م)، وفي العالم العربي تصب جهود مثل جهود محمد أركون عموماً في قصد ما يسميه "أرخنة القرآن" وإعادته "بشكل علمي إلى قاعدته البيئوية والعرقية ـ اللغوية والاجتماعية والسياسية الخاصة بحياة القبائل في مكة والمدينة في بداية القرن السابع الميلادي"، (بدءاً من بحثه "نسبة القرآن إلى الله" 1969م، مروراً بكتابه "قراءات في القرآن" 1982م، وأخيراً كتابه "القرآن: من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني" 2001م، ويندرج في هذا السياق دراسة نصر حامد أبو زيد في كتابه "مفهوم النص: دراسة في علوم القرآن" 1990م، ودراسة عبد المجيد الشرفي في كتابه "الإسلام بين الرسالة والتاريخ" 2001م، وطالعنا هذا العام الكاتب والطبيب الليبي كامل النجار بكتاب يتجه إلى المنحى نفسه، ولكن بعدة غاية في البساطة، بعنوان "قراءة منهجية للإسلام" 2005م. وباستثناء محمد أركون ونصر حامد أبو زيد فإن الكتابات العربية هي كتابات أيديولوجية أو كتابات لا تتسلح بعدة معرفية حقيقية تستحق الاهتمام. لكن الملتفت للانتباه أنه ليس هناك اهتمام جاد بقضية أرخنة من قبل المؤسسات الأكاديمية وبحوثها، ربما بسبب خطورة البحث في هذا الموضوع، إلا أن المسألة لا تحتمل التأخير وعلينا بذل الجهد لذلك، وأذكر أن صديقاً لي أراد أن يسجل أطروحة دكتوراه في إحدى الجامعات المصرية بعنوان "النسبي والتاريخي في القرآن الكريم" فاتهم بأنه من "أذيال الاستشراق وأعداء الإسلام من أمثال أبو زيد وإخوانه المرتدين"! على الرغم من أن الرجل كان يريد أن يبحث في المسألة في سياق الدفاع عن القرآن الكريم.
وفي صلب الدلالة الكلية جاء الاهتمام بدلالة المفردات القرآنية باعتبارها مدخلاً في غاية الأهمية لهذا التحليل الكلي، فقد اعتمدت معظم الدراسات على المفردة كأداة لتحليل الخطاب القرآني، تارةً تحت تأثير المنهجيات الحديثة في اللسانيات، مثل دراسة توشيهيكو إيزوتسو Toshihiko Izutsu " الله والإنسان: دلاليات تصور العالم القرآني" (باللغة الإنكليزية 1963م)، وعائشة بنت الشاطئ في "التفسير البياني للقرآن الكريم" مطلع الستينيات، وشكري عياد في دراسته "يوم الدين والحساب: دراسات قرآنية" 1984م، ومحمد أركون أيضاً في كتابه "القرآن" 2001م، ودراسة تلميذته جاكلين الشابِّي J. Chabbi ( بالفرنسية) بعنوان "رب القبائل: إسلام محمد" 1997م.
وثمة دراسات أخرى عمدت بسبب أهميتها المفهومية، مثل دراسة أبو الأعلى المودودي "المصطلحات الأربعة في القرآن: الإله، الرب، العبادة، الدين" 1941م، ومحمد أبو القاسم حاج حمد في كتابه/مشروعه "العالمية الإسلامية الثانية: جدل الغيب والإنسان والطبيعة" 1979م، ومحمد شحرور في كتابه "الكتاب والقرآن: قراءة معاصرة" 1990م وفي مؤلفاته الأخرى التي كان آخرها "نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي: فقه المرأة" 2001م، إذ إن مفاهيم القرآن الجديدة حملتها مصطلحات خاصة هي في المحصلة مفردات قرآنية، وقد أبانت معظم تلك البحوث والدراسات عن خطورة الدور الذي تحتله المفردة في دراسة القرآن وتحليل خطابه.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد بدأت المفردة القرآنية تصبح محط اهتمام متزايد وتستحوذ على عناية مختلف المناهج الحديثة في دراسة القرآن الكريم منذ بدأ الالتفات إليها في الأربعينيات من القرن المنصرم، لقدرتها على تحليل كليَّاني للخطاب القرآني؛ وقد حدا هذا الأمر بمعظم الباحثين لاستثمارها واتخاذها أساساً لدراسة الخطاب القرآني تحت تأثير بواعثهم المختلفة، وقد أثبتت المناهج الحديثة ـ في معظمها ـ نجاعتها في الكشف عن وجوه للخطاب ربما ليس بمقدور غيرها الكشف عنها، وأبان بعضها عن قدرة فائقة في تحليل الخطاب القرآني عبر مفرداته، خصوصاً تلك المناهج التي استفادت من المعرفة الغربية الحديثة وجمعت معها المعرفة التراثية مع وعيها لخصائص نص منتسب إلى الإله المتعال المفارق للوضع الإنساني.
وبالرغم من ذلك فإن الدراسات النظرية والتقعيدية لدلالة المفردة القرآنية قليلة إلى حدٍ لا يناسب تكاثر الاهتمام فيها، فمعظم الدراسات لم تناقش بشكل جيد المشكلات الثاوية في المعجم العربي وصلتها بتأويل القرآن الكريم وتفسيره، إن لم نقل إنها كانت تبسيطية إلى أقصى الحدود، كما أنها تفتقر عموماً لرؤى نظرية واضحة فيما يتصل بالتحولات الدلالية الطارئة على المفردة القرآنية في السياق النصي.
وفيما يتصل بتحليل الخطاب القرآني فإن العلاقة الواهية بالتراث تارةً والثملة منه تسليماً ونهلاً تارة أخرى قللت من إمكانية الاستفادة منه لتطوير مناهج جديدة خاصة بالقرآن الكريم، ولو خلال رؤية نقدية للتراث نفسه، كذلك الأمر بالنسبة للمعرفة الغربية الحديثة، فالمؤمنون بجدواها إما رافضون كلياً للتراث الإسلامي، أو يقيمون معه علاقة باهتة للغاية كأنها نوع من "فض العتب"، وغير المؤمنين بجدواها إما رافضون لها كلياً، أو متعلقون بأهدابها التي لا تُسمن من جوع.
أضف إلى ذلك أن ثمة مسافة تفصل بين الادعاءات النظرية التي ذكرها أصحاب الدراسات (على قلتها) والتطبيق المقام عليها عموماً، وهي مسألة ترجع بنظرنا إلى عدم الاهتمام الجاد بالمسألة النظرية لدراسة المفردة القرآنية، بقدر الاهتمام بالنتائج التطبيقية التي ستتوصل إليها الدراسة، وهذا بحد ذاته لا يفسره إلا الباعث الأيديولوجي الذي يختفي وراء أكثر الدراسات الحديثة على اختلاف أصحابها وتنوعهم أيديولوجياً.
الدراسات القرآنية الحديثة ستبقى مشغولة إلى أمد غير قليل: بمسألة تاريخية القرآن والتحليل الكلي له، وكلا الموضوعين في الواقع هما تعبير عن مركز تحديات الإسلام في معركته مع الحداثة، فالعلمانية (بمنظورها الفلسفي) تقتضي أنسنة كل شيء ووضعنته، والتعامل مع العصر يحتاج إلى مفاهيم وتأويلات جديدة سيكون التفسير الكلي بابها، والمفردة القرآنية أداتها.
منقول
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[22 Apr 2006, 11:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
د عبد الرحمن الشهري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على هذا الطرح
ولكنى أضيف إليه وجود إتجاه آخر
متمثل فى إسلامية المعرفة، والإعجاز العددى، والإعجاز العلمى
ما زال هذا الإتجاه فى بدايته، ولم يتبلور منهج واضح له بعد (وعدم وجود منهج له خاصة فى دراسته للقرآن الكريم بأساليب حسابية وإحصائية -كما فى الإعجاز العددى- أو مقارنات بالظواهر الكونية - كما فى الإعجاز العلمي - أو محاولة وضع تصور للمعرفة وعلوم تنطلق من القرآن والسنة - كما فى إسلامية المعرفة-
يمثل بذلك نهضة إسلامية علمية غير مسبوقة
فقط ينقصه تأصيل منهج متكامل هو المنهج الإسلامي العلمي
الذى يضيف لذلك أصول الفقه والنحو والبلاغة ومناهج التفسير وغيره
ليضع منهج دراسة متكامل للقرآن والسنة (مستقل تماما عن الفكر الغربي)
هذا رأي،
وهذا إقتراحي
والله أعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Jun 2010, 06:23 م]ـ
بارك الله فيكم أخي يسري، ولعل أخي الأستاذ عبدالرحمن الحاج يضيف لنا الجديد حول مقاله هذا وما ذهب إليه فيه فهو منشور منذ خمس سنوات تقريباً.(/)
سؤال عن الأحاديث التي تثبت صفتي السمع والبصر لله سبحانه وتعالى؟
ـ[الحب الكبير]ــــــــ[18 Apr 2006, 07:05 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى .. وبعد:
أحبابي في الله .. وإخوتي الشرفين ..
يوجد عدة أحاديث تدل على أن عز وجل يسمع ويبصر ..
فهل لي أن أعرفها منكم ..
وما هو موقع الأحاديث المصداقة التي لا شك في تحريفها.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[18 Apr 2006, 10:48 م]ـ
أخي الكريم أرجو أن تجد بغيتك في موقع (الدررالسنية)، وهناك كتب كثيرة في هذا الباب من أفضلها للمعاصرين (صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة ( http://www.dorar.net/book_view.asp?book_id=2939) ) للشيخ علوي السقاف.
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[22 Apr 2006, 08:39 ص]ـ
من الأحاديث التي تدل على إثبات صفة السمع لله عز وجل ما ثبت في الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها موقوفاً: الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات؛ لقد أتت المجادلة تشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني لفي جانب الحجرة يخفى علي بعض حديثها. أو كما قالت رضي الله عنها.
ـ[الديبو]ــــــــ[25 Apr 2006, 06:43 م]ـ
صفةُ السمع عند أهل السنة صفةٌ أزليَّة قائمة بذاته تعالى، تتعلَّق بالمسموعات أو بالموجودات فتدرك إدراكًا تامًا، لا عن طريق التَّخيل والتَّوهم، ولا عن طريق تأثّر حاسَّة ووصول هواء، والبصر صفة أزلية قائمة بذاته تعالى متعلقة بالمبصرات أو الموجودات، فالسمعُ والبصر صفتان ينكشف بهما الشيء ويتضح كالعلم، إلا أنَّ الانكشاف بهما يزيد على الانكشاف بالعلم (1)، أمَّا المعتزلة فالراجحُ عندهم أنَّ الله سميع بصير بمعنى أنَّه حيٌّ لا آفةَ به، فالمرجع عندهم إلى أنَّ الله حي، ولا صفة زائدة على ذلك (2).
وقد جمع الله تعالى وصف نفسه بالسميع البصير في آيات كثيرة منها: قال تعالى:] إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ [[الحج: الآية 75، المجادلة 1]، وقال تعالى: (إن الله كان سميعا بصيرا) (النساء: الآية 58) وقال تعالى: (إن الله هو السميع البصير) (غافر: الآية 20) ووصف تعالى نفسه بالسميع العليم في آيات كثيرة، كما وصف نفسه بالبصير في آيات أخرى. والأحاديث جاءت لتأكد هذا الوصف ومنها:
1 - حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: كنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فجعلنا لا نصعد شرفًا ولا نعلو شرفًا ولا نهبط في وادٍ إلا رفعنا أصواتنا بالتكبير قال: فدنا منَّا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا أيُّها الناسُ اربَعوا على أنفسكم؛ فإنَّكم لا تدعون أصمّ ولا غائباً إنَّما تدعون سميعًا بصيرًا، ... )) (3).
2 - حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال: بسم الله الذي لا يضرُّ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، لم يضرَّه شيء ... )) (4).
3 - حديث عائشة رضي الله عنها قالتْ: ((الحمد لله الذي وسع سمعُه الأصوات، فأنزل الله تعالى على النَّبي صلى الله عليه وسلم:] قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا [[المجادلة: الآية:1])) (5).
4 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّه قرأ:] إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا [إلى قوله تعالى:] إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً [[النساء: الآية 58] ووضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه، قال أبو هريرة رضي الله عنه: ((رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها ويضع إصبعيه)) (6).قال البيهقي: " قلتُ: والمراد بالإشارة المروية في هذا الخبر تحققُ الوصف لله عزَّ وجلَّ بالسمع والبصر، وأفاد هذا الخبر أنَّه سميع بصير، له سمع وبصر، لا على معنى أنَّه عليم" (7).
5 - حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل النهار، وعمل النهار قبل الليل، وحجابه النور، لو كشفها لأحرقتْ سُبحات وجهه كلَّ شيء أدركه بصره)) (8).
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذه بعض الأحاديث التي يستدلُّ بها على صفتي السمع والبصر لله تعالى، وهي لم تصرح بأنَّ لله سمعًا وبصرًا - إلا ما جاء من كلام السيدة عائشة في الحديث الثالث، أنَّها وصفت الله تعالى بأنَّ سمعه وسع الأصوات، وما جاء في حديث أبي موسى الأشعري " أدركه بصره"، وهنا يرد اعتراض أورده الدسوقي في حاشيته، والباجوري في تحفة المريد وهو أنَّ الآيات والأحاديث تتكلَّم عن إثبات كونه تعالى سميعًا بصيرًا، وهو غير المدَّعى، فأجاب كل منهما عن ذلك بأنَّ أهل اللغة لا يفهمون من سميع وبصير إلا ذاتًا ثبت لها السمع والبصر؛ لأنَّ إطلاق المشتق وصفًا لشيء يقتضي ثبوت مأخذ الاشتقاق، فثبت المراد بالآية والحديث والإجماع، مع ضميمة ما يفهمه أهل اللغة (9).
(1) راجع: عبد السلام اللقاني المالكي: شرح الجوهرة ص 88 - 89، والسنوسي: شرح أم البراهين مع حاشية الدسوقي ص 110، 111. فهناك من المعتزلة من أرجع هاتين الصفتين إلى العلم، فقال الجرجاني: فالمسلمون اتفقوا على أنَّه تعالى سميع بصير واختلفوا في معنى ذلك، فقال الكعبي وأبو الحسين البصري: المراد بذلك العلم، وقال جمهور المتكلمين إنَّهما صفتان زائدتان على العلم. (راجع: الجرجاني: شرح المواقف 8/ 89).
(2) قال أبو رشيد النيسابوري:" فلما علمنا أنَّ القديم تعالى أو غيره لا يكون حيًا بلا آفة إلا وهو سميع بصير، أو لا يكون هو أو غيره سميعا بصيرًا إلا وهو أو غيره حيٌّ لا آفة به، علم أنَّ المرجع بذلك إلى كونه حيا بلا آفة" (ديوان الأصول ص 570). وراجع أيضًا: القاضي عبد الجبار: المحيط بالتكليف ص 135، 136.
(3) أخرجه البخاري: كتاب القدر، باب لا حول ولا قوة إلا بالله، رقم الحديث 6120.
(4) أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات، باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى.
(5) أخرجه البخاري معلقاً: كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: "وكان الله سميعًا بصيرًا "، وأخرجه النسائي: كتاب الطلاق، باب الظهار، رقم الحديث 3406 وأخرجه ابن ماجه: كتاب المقدمة، باب فيما أنكرت الجهمية، رقم الحديث 184، وكتاب الظهار، باب الطلاق، رقم الحديث 2053، وأخرجه أحمد في المسند: باقي مسند الأنصار، مسند السيدة عائشة، رقم الحديث 23063.
(6) عند أبي داود بلفظ قريب وفيه زيادة: كان أبو هريرة يقرأ هذه الآية:] إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا [إلى قوله تعالى:] سميعًا بصيرًا [[النساء الآية 58] قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه. قال أبو هريرة: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها ويضع إصبعيه. قال ابن يونس: قال المقرئ: يعني:" إن الله سميع بصير" يعني: " أنَّ لله سمعًا وبصرًا " قال أبو داود: وهذا ردٌّ على الجهمية. (أخرجه أبو داود: كتاب السنة، باب في الجهمية، رقم الحديث 4103).
(7) البيهقي: الأسماء والصفات ص 179 - 180.
(8) أخرجه مسلم: كتاب الإيمان، باب في قوله إنَّ الله لا ينام وفي قوله حجابه النور، رقم الحديث 263.
(9) راجع: الدسوقي: حاشية على أم البراهبن ص 170 - 171، الباجوري:(/)
أليس للتاريخ حصة
ـ[عبدالقادر]ــــــــ[19 Apr 2006, 12:55 ص]ـ
أود من الأخوة مقارنة لأهم كتب التاريخ
و مدى ارتباط ذاك مع التفسير
تاريخ الطبري (تاريخ الأمم والملوك)
البداية والنهاية
الكامل في التاريخ
تاريخ ابن خلدون(/)
قرآنية البسملة في أوائل السور
ـ[عبد الإله الحوري]ــــــــ[19 Apr 2006, 01:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم الدكتور عبد الإله الحوري
قرآنية البسملة في أوائل السور
أجمع المسلمون على أن البسملة جزء آية من سورة النمل في قوله تعالى:] إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [[النمل 30]، وأجمعوا أيضا على أنها ليست آية من أول سورة التوبة، واختلفوا فيما وراء ذلك على أقوال:
أولا: مذهب الشافعية ([1]): البسملة آية كاملة في أول الفاتحة بلا خلاف في المذهب الشافعي، أما في باقي السور عدا براءة ففي المذهب ثلاثة أقوال:
الأول: أنها آية كاملة في أول كل سورة.
الثاني:أنها بعض آية في أول كل سورة.
الثالث: أنها ليست بقرآن في أوائل السور عدا الفاتحة.
وقد ذكر النووي أن الراجح في المذهب هو الأول ([2]).
ثانيا: مذهب الحنفية: لم ينقل عن أبي حنيفة شيء في كون البسملة آية من القرآن أم لا، وإنما نقل عنه أنه يسر بها في الصلاة، وسئل محمد بن الحسن عنها فقال: ما بين الدفتين كلام الله تعالى ([3]). والمختار عند علماء الحنفية أنها آية تامة مستقلة أنزلت للفصل بين السور، فهي من القرآن وليست من الفاتحة ولا من غيرها ([4]).
ثالثا: مذهب الحنابلة: قال ابن قدامة: واختلفت الرواية عن أحمد هل هي آية من الفاتحة يجب قراءتها في الصلاة أو لا؟ فعنه أنها من الفاتحة وذهب إليه أبو عبد الله ابن بطة وأبو حفص، وروي عن أحمد أنها ليست من الفاتحة ولا آية من غيرها، ولا يجب قراءتها في الصلاة، وهي المنصورة عند أصحابه. قال ابن قدامة:واختلف عن أحمد فيها – أي في هذه الرواية – فقيل عنه هي آية مفردة كانت تنزل بين سورتين فصلا بين السور، وعنه هي آية من سورة النمل ([5]). أي وليست من غيرها.
وقال ابن تيمية معلقا على هذه الرواية عن أحمد:" ويحكى هذا رواية عن أحمد ولا يصح عنه وإن كان قولا في مذهبه" ([6]). وقد نصر ابن تيمية القول بأنها من القرآن حيث كتبت من أول كل سورة وليست من السورة، وقال: وهذا أعدل الأقوال ([7]).
رابعا: مذهب المالكية: البسملة ليست من القرآن في غير سورة النمل ([8]).
وهذه المذاهب تدور بين النفي والإثبات، فهناك من نفاها مطلقا كالمالكية ورواية عن أحمد، وهناك من أثبتها في كل المواضع، أو أثبتها في موضع دون آخر.
وقد استدل من أثبتها بأدلة منها:
1 - أن الصحابة قد أثبتوها في المصاحف مع حرصهم الشديد على تجريد القرآن وعدم كتابة شيء معه ([9]).
2 - روى مسلم عن أنس رضي الله عنه أنه قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما فقلنا ما أضحكك يا رسول الله؟ قال:" أنزلت علي آنفا سورة " فقرأ:] بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ، إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ [" ([10]).
3 - سئل أنس كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال كانت مدا ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم يمد ببسم الله ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم ([11])
4 - عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته ببسم الله الرحمن الرحيم ([12])
5 - عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم ([13])
6 - عن أم سلمة أنها ذكرت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين، يقطع قراءته آية آية ([14]).
7 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا قرأتم الحمد لله فاقرءوا بسم الله الرحمن الرحيم فإنها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني وبسم الله الرحمن الرحيم أحد آياتها ([15]).
أما من نفاها فقد استدل بما يلي ([16]):
1 - حصول الاختلاف فيها ولو كانت قرآنا لما اختلف فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - قوله تعالى في الحديث القدسي:" قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى حمدني عبدي،وإذا قال الرحمن الرحيم قال الله تعالى أثنى علي عبدي، وإذا قال مالك يوم الدين قال مجدني عبدي، وقال مرة فوض إلي عبدي، فإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل" ([17]).
قال القرطبي بعد أن ذكر الحديث: "قسمت الصلاة" يريد الفاتحة وسماها صلاة لأن الصلاة لا تصح إلا بها، فجعل الثلاث الآيات الأول لنفسه واختص بها تبارك اسمه، ولم يختلف المسلمون فيها، ثم الآية الرابعة جعلها بينه وبين عبده، لأنها تضمنت تذلل العبد وطلب الاستعانة منه وذلك يتضمن تعظيم الله تعالى، ثم ثلاث آيات تتمة سبع آيات، ومما يدل على أنها ثلاث قوله "هؤلاء لعبدي"، أخرجه مالك ([18])، ولم يقل هاتان فهذا يدل على أن أنعمت عليهم آية، قال ابن بكير قال مالك: أنعمت عليهم آية ثم الآية السابعة إلى آخرها " ([19]).
3 - قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأبيّ:" كيف تقرأ إذا افتتحت الصلاة؟ قال فقرأت الحمد لله رب العالمين حتى أتيت على آخرها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:هي هذه السورة وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيت" ([20]).
4 - عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة ب "الحمد لله رب العالمين" ([21])
5 - عن أنس قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فلم أسمع أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ([22])
6 - عن ابن عبد الله بن مغفل قال: سمعني أبي وأنا في الصلاة أقول بسم الله الرحمن الرحيم فقال لي: أي بني محدث إياك والحدث، قال: ولم أر أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أبغض إليه الحدث في الإسلام يعني منه، قال وقد صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر ومع عمر ومع عثمان فلم أسمع أحدا منهم يقولها فلا تقلها، إذا أنت صليت فقل الحمد لله رب العالمين" ([23])
7 - الاستدلال بعمل أهل المدينة، قال القرطبي: " ثم إن مذهبنا يترجح في ذلك بوجه عظيم وهو المعقول، وذلك أن مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة انقضت عليه العصور ومرت عليه الأزمنة والدهور من لدن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى زمان مالك ولم يقرأ أحد فيه قط بسم الله الرحمن الرحيم اتباعا للسنة وهذا يرد أحاديثكم" ([24]).
هذه هي أدلة الطرفين فيما ذهبوا إليه من الإثبات والنفي، وأقوى هذه الأدلة فيما أرى هو ما استدل به أصحاب القول الأول من كتابة الصحابة لها في المصاحف مع حرصهم الشديد على تجريد المصاحف، والأدلة الأخرى معظمها في مسألة قراءة البسملة في الصلاة،والذي أراه أن هناك انفصالا تاما بين ثبوت قرآنية البسملة وقراءتها في الصلاة، وذلك لأن القرآنية لا تثبت إلا بالتواتر أما قراءة شيء في الصلاة سواء أكان قرآنا أو غيره فلا يحتاج لأكثر من صحة النقل فيه، أي إن الظن يكفي فيه. نجد - مثلا -أن المسلمين اتفقوا على مشروعية قراءة التشهد في الصلاة – على خلاف بينهم في وجوبه – مع إجماعهم على أن التشهد ليس من القرآن، وكذلك الحال في الاستعاذة، حيث ذهب الجمهور إلى سنيتها مع اتفاقهم على أنها ليست من القرآن.
وإذا غضضنا النظر عن كون معظم هذه الأدلة في قراءة البسملة في الصلاة، وأن هناك انفصالا بين قراءة شيء في الصلاة وثبوت قرآنيته، فإن هذه الأدلة أخبار آحاد لا ترقى إلى مستوى إثبات قرآنية شيء أو نفيها لأن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر.
ومن جهة أخرى فإننا نجد أن القراء اختلفوا في قرآنية البسملة في أوائل السور، فقراء مكة والكوفة على أنها قرآن، وقراء المدينة والشام والبصرة على أنها ليست من القرآن ([25]). ومن المعلوم أن هذه القراءات متواترة، لذلك يمكن القول بأن البسملة من القرآن يقينا في قراءة متواترة وليست منه يقينا في قراءة أخرى متواترة أيضا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن المعلوم أن التواتر قد يثبت عند قوم، ولا يثبت عند آخرين وخاصة المتقدمين منهم، فيحمل عليه اختلافهم في البسملة الذي سيزول عند اطلاعهم على تواترها في قراءة، وعدم تواترها في أخرى.
فإذا كان ذلك كذلك فلا يبعد أن يكون الإمام مالك لم تصله البسملة بطريق متواتر والذي ثبت عنده متواترا عدم قرآنيتها، وكذلك الحال بالنسبة للأئمة المتقدمين، من أثبتها منهم وصلته متواترة، ومن نفاها لم تصله كذلك.
وهذا الذي أشرت إليه هو ما فهمه ابن الجزري من صنيع الشافعي حيث يقول: "ومما يحقق لك أن قراءة أهل كل بلد متواترة بالنسبة إليهم أن الشافعي رضي الله عنه جعل البسملة من القرآن مع أن روايته عن شيخه مالك تقتضي عدم كونها من القرآن، لأنه من أهل مكة وهم يثبتون البسملة بين السورتين ويعدونها من أول الفاتحة آية، وهو قرأ قراءة ابن كثير على إسماعيل القسط عن ابن كثير فلم يعتمد في روايته عن مالك في عدم البسملة لأنها آحاد واعتمد قراءة ابن كثير لأنها متواترة " ([26]).
وقد بين ابن حزم رحمه الله تعالى مسألة قراءة البسملة في الصلاة أحسن بيان، وهو في جملته يؤيد ما ذهبت إليه حيث يقول:"مسألة: ومن كان يقرأ برواية من عد من القراء بسم الله الرحمن الرحيم آية من القرآن لم تجزه الصلاة إلا بالبسملة وهم:عاصم بن أبي النجود وحمزة والكسائي وعبد الله بن كثير وغيرهم من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم. ومن كان يقرأ برواية من لا يعدها آية من أم القرآن فهو مخير بين أن يبسمل وبين أن لا يبسمل، وهم: ابن عامر وأبو عمرو ويعقوب وفي بعض الروايات عن نافع. وقال مالك لا يبسمل المصلي إلا في صلاة التراويح في أول ليلة من الشهر، وقال الشافعي لا تجزيء صلاة إلا ببسم الله الرحمن الرحيم.
قال علي – يعني ابن حزم نفسه - وأكثروا من الاحتجاج بما لا يصح من الآثار مما لا حجة لأي الطائفتين فيه. مثل الرواية عن أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان يفتتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم لا قبلها ولا بعدها. وعن أبي هريرة مثل هذا.
قال علي: وهذا كله لا حجة فيه لأنه ليس في شيء من هذه الأخبار نهي من رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قراءة بسم الله الرحمن الرحيم وإنما فيها أنه عليه السلام كان لا يقرؤها، وقد عارضت هذه الأخبار أخبار أخر، منها: ما روينا من طريق أحمد بن حنبل حدثنا وكيع ثنا شعبة عن قتادة عن أنس قال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم. وروينا أيضا: " فلم يجهروا ببسم الله الرحمن الرحيم" فهذا يوجب أنهم كانوا يقرءونها ويسرون بها وهذا أيضا لا إيجاب فيه لقراءتها وكذلك سائر الأخبار.
قال علي: والحق من هذا أن النص قد صح بوجوب قراءة أم القرآن فرضا، ولا يختلف اثنان من أهل الإسلام في أن هذه القراءات حق كلها مقطوع به، مبلغة كلها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن الله عز وجل …فقد وجب - إذ كلها حق - أن يفعل الإنسان في قراءته أي ذلك شاء وصارت بسم الله الرحمن الرحيم في قراءة صحيحة آية من أم القرآن، وفي قراءة صحيحة ليست آية من أم القرآن، مثل لفظة "هو" في قوله تعالى في سورة الحديد " هو الغني الحميد " وكلفظة " من" في قوله تعالى " من تحتها الأنهار " في سورة براءة على رأس المائة آية هما من السورتين في قراءة من قرأ بهما، وليستا من السورتين في قراءة من لم يقرأ بهما، ومثل هذا في القرآن وارد في ثمانية مواضع ذكرناها في كتاب القراءات، وآيات كثيرة وسائر ذلك من الحروف يطول ذكرها ". ثم قال: والقرآن أنزل على سبعة أحرف كلها حق وهذا كله حق وهذا كله من تلك الأحرف بصحة الإجماع المتيقن على ذلك وبالله تعالى التوفيق" ([27]).
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا وقد أشار بعض المفسرين لهذا الرأي ولكني لم أجد من تبناه ودافع عنه غير ابن حزم في النقل السابق عنه، فهذا ابن تيمية رحمه الله تعالى يقول بخطأ الباقلاني في قطعه بنفي كون البسملة من أوائل السور وذكر أن المعتمد عنده هو أن البسملة أية من كتاب الله حيث أثبتت ثم يقول: بل قد يقال ما قاله طائفة من العلماء: إن كل واحد من القولين حق وإنها آية من القرآن في بعض القراءات، وهي قراءة الذين يفصلون بها بين السورتين، وليست آية في بعض القراءات، وهي قراءة الذين يصلون ولا يفصلون بها بين السورتين " ([28]).
وذكر ذلك أيضا الشهاب الخفاجي حيث عد هذا القول قولا من الأقوال في مسألة: هل البسملة من الفاتحة؟ فقال: السادس: أنه يجوز جعلها آية منها، وجعلها ليست منها بناء على أنها نزلت بعضا منها مرة ولم تنزل أخرى لتكرر النزول استقلالا أو لمدارسة جبريل عليه الصلاة والسلام في كل عام، وهكذا سائر القراءات، وهو المشار إليه في حديث:" أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها كاف شاف " وهذا أغربها – أي أغرب الأقوال التي ذكرها في المسألة –وكان ابن حجر يرتضيه ويقرره في دروسه ويدفع به الاعتراض بأن القرآن قطعي التواتر فكيف يصح إثباته أو نفيه بدونه؟ فيقول: إثباتها ونفيها متواتران كسائر القراءات. وقد نقله القراء كأبي شامة وغيره وأطنب في تحسينه السيوطي في حواشيه " ([29]).
وقال السيوطي في مسألة اشتراط تواتر القرآن في أصله وأجزائه:" وقد بنى المالكية وغيرهم ممن قال بإنكار البسملة قولهم على هذا الأصل وقرروه بأنها لم تتواتر في أوائل السور وما لم يتواتر فليس بقرآن. وأجيب من قبلنا بمنع كونها لم تتواتر فرب متواتر عند قوم دون آخرين وفي وقت دون آخر " ([30]).
وقال في موضع آخر:" البسملة نزلت مع السورة في بعض الأحرف السبعة، من قرأ بحرف نزلت فيه عدها آية، ومن قرأ بغير ذلك لم يعدها " ([31]).
------------------------------------
([1]) المجموع (3/ 289)
([2]) المجموع (3/ 289)
([3]) حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي (1/ 29)
([4]) أحكام القرآن للجصاص (1/ 17)، حاشية الشهاب (1/ 29)
([5]) المغني (1/ 285)
([6]) الفتاوى الكبرى (2/ 182)
([7]) السابق
([8]) مواهب الجليل (1/ 544)، أحكام القرآن لابن العربي (1/ 6)، الجامع لأحكام القرآن (1/ 93)،
([9]) أنوار التنزيل (1/ 31)، معالم التنزيل (1/ 19)، لباب التأويل (1/ 19)
([10]) انظر: لباب التأويل (1/ 19)، والحديث رواه مسلم: كتاب الصلاة، باب حجة من قال البسملة آية من كل سورة سوى براءة. وانظر: أبو داود: كتاب الصلاة، باب من لم ير الجهر ب بسم الله الرحمن الرحيم. النسائي: كتاب الافتتاح باب قراءة بسم الله الرحمن الرحيم
([11]) البخاري: كتاب فضائل القرآن باب مد القراءة
([12]) الترمذي:كتاب الصلاة باب من رأى الجهر بـ بسم الله الرحمن الرحيم،
قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بذاك وقد قال بهذا عدة من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم أبو هريرة وابن عمر وابن عباس وابن الزبير ومن بعدهم من التابعين رأوا الجهر بـ بسم الله الرحمن الرحيم وبه يقول الشافعي وإسماعيل بن حماد هو ابن أبي سليمان وأبو خالد يقال هو أبو خالد الوالبي واسمه هرمز وهو كوفي. وقال ابن حجر: الحديث غير محفوظ، وقال أبو زرعة: لا أعرف أبا خالد. الدراية: (1/ 130). وانظر نصب الراية للزيلعي (1/ 324).
([13]) أبو داود: كتاب الصلاة باب من جهر بها. وقال الزيلعي: رواه أبو داود والحاكم وقال: إنه صحيح على شرط الشيخين. نصب الراية: (1/ 327).
([14]) أبو داود: كتاب الحروف والقراءات. أحمد: (6/ 302)
([15]) الدارقطني: (1/ 312). وقال: قال أبو بكر الحنفي: ثم لقيت نوحاً فحدثني عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة بمثله ولم يرفعه.
([16]) الجامع لأحكام القرآن (1/ 93) وما بعدها، أحكام القرآن لابن العربي (1/ 6)
([17]) مسلم: كتاب الصلاة باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة. الموطأ: النداء للصلاة باب القراءة خلف الإمام فيما لا يجهر فيه بالقراءة. الترمذي: كتاب تفسير القرآن باب ومن سورة فاتحة الكتاب
النسائي: كتاب الافتتاح باب ترك قراءة فاتحة الكتاب. ابن ماجه: كتاب الأدب باب ثواب القرآن
([18]) الموطأ: الموضع السابق
([19]) الجامع لأحكام القرآن (1/ 94)
([20]) جزء حديث رواه مالك في الموطأ: كتاب النداء للصلاة: باب ما جاء في أم القرآن.الترمذي: كتاب فضائل القرآن باب ما جاء في فضل فاتحة الكتاب
([21]) مسلم: كتاب الصلاة باب ما يجمع صفة الصلاة.أبو داود: كتاب الصلاة باب من لم ير الجهر بـ بسم الله الرحمن الرحيم
([22]) مسلم: كتاب الصلاة باب حجة من قال لا يجهر بالبسملة. النسائي: كتاب الافتتاح باب ترك الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم
([23]) الترمذي: كتاب الصلاة باب ما جاء في ترك الجهر بـ بسم الله الرحمن الرحيم، قال أبو عيسى: حديث عبد الله بن مغفل حديث حسن والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم ومن بعدهم من التابعين وبه يقول سفيان الثوري وابن المبارك وأحمد وإسحق لا يرون أن يجهر ب بسم الله الرحمن الرحيم قالوا ويقولها في نفسه. النسائي كتاب الافتتاح باب ترك الجهر بـ بسم الله الرحمن الرحيم. ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها باب افتتاح القراءة
([24]) الجامع لأحكام القرآن (1/ 95)
([25]) أنوار التنزيل (1/ 28)
([26]) منجد المقرئين (68)
([27]) المحلى (2/ 284)
([28]) دقائق التفسير (1/ 88)
([29]) حاشية الشهاب على البيضاوي (1/ 28)
([30]) الإتقان (1/ 268)
([31]) الإتقان (1/ 240)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. حسن خطاف]ــــــــ[19 Apr 2006, 11:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله بك أخي الدكتور عبد الإله على هذا الاستقصاء والتوسع لحكم البسملة
ـ[عبد الإله الحوري]ــــــــ[20 Apr 2006, 10:13 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
وأرجو من الأخوة القراء إبداء ملاحظاتهم مشكورين
ـ[محمد الجمل]ــــــــ[23 Apr 2006, 03:01 م]ـ
جزاك الله كل خير يا دكتور عبد الإله
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 Mar 2007, 11:55 م]ـ
وقد ذكر الإمام ابن الجزري خمسة أقوال في هذه المسألة، وهي:-
القول الأول: أنها آية من الفاتحة فقط. وهذا مذهب أهل مكة والكوفة ومن وافقهم. وروى قولاً للشافعي.
القول الثاني: أنها آية من أول الفاتحة ومن أول كل سورة. وهو الأصح من مذهب الشافعي ومن وافقه وهو رواية عن أحمد، ونسب إلى أبي حنيفة.
القول الثالث: أنها آية من أول الفاتحة وبعض آية من غيرها. وهو القول الثاني للشافعي.
القول الرابع: أنها آية مستقلة في أول كل سورة لا منها. وهو المشهور عن أحمد وقول داود وأصحابه، وحكاه أبو بكر الرازي عن أبي الحسن الكرخي وهو من كبار أصحاب أبي حنيفة. ()
القول الخامس: أنها ليست آية من الفاتحة ولا غيرها وإنما كتبت للفصل بين السور وللتبرك والتيمن. وممن قال بهذا القول: مالك وأبو حنيفة.
فهذا مجمل أقوال العلماء في هذه المسألة , والخلاصة فيها هي ما قرره الإمام ابن الجزري في النشر (1/ 271) بقوله:
(وهذه الأقوال ترجح إلى النفي والإثبات. والذي نعتقده أن كليهما صحيح، وأن كل ذلك حق؛ فيكون الاختلاف فيها كاختلاف القراءات.)(/)
التفرد الإعرابى للفظ الجلالة "الله"
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[19 Apr 2006, 02:14 ص]ـ
لاحظت – رغم قلة علمى – أن لفظ الجلالة له اختلاف فى إعرابه فى القرآن الكريم عن الكلمات الأخرى فى جوانب منها
واو العطف، كل مرة بعدها لفظ الجلالة يكون مبتدأ (ولم يكن أبدا إسم معطوف)
فمثلا:
وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105 - سورة البقرة)
مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261 - سورة البقرة)
هذه ملاحظة تميز لفظ الجلالة وإعرابه فى القرآن الكريم
هذه ملاحظتى ومن عنده إعتراض فاليخبرني، ومن عنده ملاحظة أخرى تفرق بين لفظ الجلالة وبين أى لفظ آخر فلا يبخل علي بها.
وللعلم هذا لخدمة قاعدة بيانات لتحليل التركيبة الإعرابية – كما أسميها – للفظ الجلالة باستخدام أسلوب المصفوفة لخدمة بحوث الإعجاز العددى، لخدمة إدخال الإعجاز العددى لميدان النحو وهل يمكن أن يوجد النحو المضبوط عدديا (حيث الرياضيات تدخل كل علم وأى علم لم تدخله الرياضيات بعد هو حتما يحتاج أن يطور نفسه).
لا أدعى علما بل هو بحث يكاد يكون إقتراحا ليطوره المتخصصون
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
السور المكية .. كيف نربطها بالواقع؟!
ـ[طالبة العلم .. ]ــــــــ[19 Apr 2006, 02:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
من المعلوم أنه ليس لنا أن نفسر القرآن برأينا لما جاء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الوعيد الشديد وهو تبوء مقعده من النار ..
وكما قال الإمام أحمد: لا تقول كلاماً لم يكن لك فيه سلف ..
لكن أحياناً في حلقات القرآن أو مادة القرآن في المدارس نحتاج إلى جانب التفسير شيئاً من الربط بالواقع لنحرك به القلوب سواءً كانوا كباراً أو صغاراً ..
وكما ترون وضعت العنوان السور المكية التي ما نزلت إلا لبيان حقيقة القرآن و إثبات البعث والجزاء لكفار مكة وإثبات بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام،
فكيف بعد تفسير أيات -مثلاً- سورة النبأ وبيان شيء من الإعجاز فيها أن أربطها بالواقع ليحصل ويتحقق التدبر الذي هو هدفنا؟
مثلاً .. (وجعلنا نومكم سباتا * وجعلنا الليل لباسا * وجعلنا النهار معاشا)
كيف أربطها بالواقع؟
أعاننا الله على تدبر أياته ..
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[19 Apr 2006, 03:22 ص]ـ
البناء الروحي والعقائدي للأبناء في مرحلتي الملاعبة والتعلم *
أولاً: المرحلة الأولى: (السبع سنوات الأولى)
ويليق أن نسميها: بالعقيدة في العهد المكي
وهي تنصب على: التلقين وتفعيل العقيدة الفطرية وربطها بالواقع؛ كالآتي:-
يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِين * وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}
هذه الآية وإن كانت لها حادثة خاصة هي سبب نزولها. بيد أن الأمر أيضا من الجائز تعميمه، فإن تمسك الإنسان واعتصامه بكتاب ربه وهدى رسوله صلى الله عليه وسلم كما قرر الله هداية إلى صراطه المستقيم، وبهذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا: كتاب الله وسنتي)، فارتداد الإنسان عن دينه وخروجه منه لا يمكن أن يصدر إلا حال غياب هذا الإنسان عن تعاليم دينه وبعده عن كتاب ربه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
1 - العقيدة السليمة فطرة مركوزة في نفس الطفل يخرج بها إلى الحياة:-
أخرج الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَىَ الْفِطْرَةِ فَأَبُواهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ؟ " ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاقْرَأوا إِنْ شِئْتُمْ: {فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ} [الروم: 30] الآية).
هذا الحديث يقرر حقيقة هامة ألا وهي أنه ما من إنسان إلا وكانت بدايته الإسلام والفطرة السليمة، والعقيدة القويمة.
ووجود الطفل في بدايته مدعماً بهذه العقيدة لهو منة كبرى من الله عز وجل، حيث أن الطفل لا يملك أدوات فهم أمور العقيدة وما يتعلق بها من أدلة وبراهين عقلية أو نقلية.
واعتمادا على وجود هذه العقيدة مغروسة في نفس الطفل.
وبالتأمل في حكمة وجودها في الطفل دون الحاجة لتلقنه إياها.
يمكن القول بأن تجنيب الطفل الخوض في مسائل إثبات وجود الله تعالى أمر مقصود، إذ أن العقيدة السليمة موجودة بالفعل على سبيل الإجمال، وهذا هو أهم ما يحتاجه الطفل في هذه المرحلة من عمره.
2 - الإهمال وأثره على تبلد الحس الفطري بالعقيدة:-
من الممكن أن تظل هذه العقيدة التي فطر الله الخلق عليها مركوزة في نفس الإنسان كامنة بداخله، بحيث تتحول مع مرور الأيام إلى إحساس دفين مغيب عن الحس الواقعي، ما لم تخرج وترتكز في العقل الواعي، ويتشبعها ويصقلها بما يدلل عليها من الأدلة النقلية والعقلية.
فيروى أنه قد سأل رجل الإمام جعفر الصادق عن الله عز وجل، فقال الإمام للسائل: ألم تركب البحر يوما؟ قال: بلى، فقال له: فهل حدث لك مرة أن هاجت بك وبمن معك الريح العاصف؟ قال: نعم، فقال له: وهل انقطع بك الأمل أنت ومن معك في النجاة؟ قال: نعم، فقال له: فهل خطر ببالك وانقدح في نفسك أن هناك من يستطيع أن ينقذكم مما أنتم فيه من البلاء؟ قال: نعم، فقال له الإمام جعفر: فذلك هو الله.
في هذا المثال: نرى أن السائل إنسان جاء يسأل عن الله تعالى على الرغم من أن بدايته شأن غيره الفطرة السليمة النقية، ومع وجود الكثير الذي شاهده في الحياة وتعلمه مع مرور الأيام، فإنه يسأل عن وجود الله وحقيقته.
وهذا سببه شيء واحد: أنه لم يتم تفعيل العقيدة عند هذا الإنسان من صغره، بحيث لم تنمو العقيدة في نفسه،
المصدر:
http://www.yah27.com/vb/printthread.php?t=5787
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالبة العلم .. ]ــــــــ[19 Apr 2006, 10:03 م]ـ
جزاكم الله خير .. نقل جميل ورابط أجمل ..
لا أقصد تربية الأبناء بقدر قصدي كيف أربط هذه الآيات بالواقع .. مع أن الربط هذا ناتج عن التربية لكن المقصد المعين هو استشعار هذه الايات الكونية والنعم المغدقه ..
فمثلاً في هذه الآيات -التي ذكرتها في أصل موضوعي - بعد تفسيرها على حسبت المتلقي صغيراً او كبيراً .. وذكر شيئاً من الإعجاز بحسب الفئات العمرية ..
نأتي للربط بالواقع:
-طبعاً أنا لا أحسنه و لذلك كتبت هنا للإستفادة من خبرات المشايخ وطلبة العلم-.
لكني سأجرب هنا ..
فمثلا نتحدث أن من عجائب النوم غياب الشعور وعجز العقل بما يجري حوله رغم بقاء جميع الأجهزة تعمل ..
وهذا دليل على ضعف الإنسان ..
ونتطرق أن شؤم المعصية قد يعود على هذه النعمة وهي النوم بأن يعاني الإنسان من عدم القدرة على النوم والقلق وما ان يغمض لهم جفن إلا تنبهوا وكانه عذاب دنيا ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
ونتطرق إلى أن الله قال عن الليل أنه لباسا فيغشانا كما تغشانا الألبسه ونحن في هذا الزمان نسعى في خلعها ..
وأن الله ذكر اللباس في عدة مواضع منها التقوى ..
وذكرها مرة واحده في العذاب تعني ملاصقة الجوع والخوف عند (كفران النعمة)! سبحان الله ..
ونتطرق إلى أن التدبر لا يحصل إلا بالتفكر .. (ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار) سبحان الله بعد التفكر دعو الله أن يقيهم العذاب ..
إذا بعد التفكر والتأمل تحصل خشية وخوف ..
أعتذر عن ركاكة الأسلوب أمام الكبار ..
لكن تحملوا مبتدئ بالعلم يريد تعاهده ..
جزاكم الله خير ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Apr 2006, 03:35 م]ـ
أختي الكريمة طالبة العلم وفقها الله ونفعنا وإياها بالعلم.
ما تفضلتِ به كلام صحيح، ونظرة صائبة في التربية والتفسير معاً، وهذه الطريقة لا تتعارض مع التفسير وإنما هي مكملة له، وميسرة لإيصال معانيه للفئات المختلفة من الطلاب ولا سيما في حلقات تدريس القرآن الكريم وتدريس التفسير. وقد دَرَّستُ التفسيرَ للطلاب في مستويات مختلفة، ودَرَّست القرآن أيضاً، وكنت ألاحظ أن الوقوف مع القارئ وهو يقرأ عند بعض المعاني أوقع في النفس من تدريس التفسير في أحيان كثيرة، لما لتلاوة القرآن من السكينة والرهبة ولا سيما في المسجد.
ولا بد لمن يقوم بالتدريس أن يكون ذا اطلاعٍ جيد على التفسير واللغة العربية وأصول التفسير؛ حتى يكون لاستنباطاته مستند قوي؛ وحتى يأمن العثار في المعاني التي يُعلِّمها ويلقنها للطلاب في تدريسه للقرآن الكريم.
وأما ربط الآيات المكية على وجه الخصوص بالواقع، فهي داخلة في هذا المعنى العام المتقدم، وإن كان لها تميز من حيث موضوعاتها التي تكلم العلماء عنها، وما فيها من التذكير باليوم الآخر والوعيد للمكذبين والوعد للمؤمنين مما يجعل ميدان التربية بما فيها من المعاني أوقع في نفوس المؤمنين على اختلاف أعمارهم، وفي الصغار بوجه خاص. والمُوفَّقُ من المُدرسين والمُدرِّسات من يوفقه الله للأسلوب الحسن في إيصال هذه المعاني العظيمة.
وكنتُ أقول للطلاب ونحن نتدارس سورة الطور المكية: ربما لا يكون لهذه السورة ذلك الوقع القوي عليكم، لأنكم مسلمون، ولأنكم قد سمعتم هذه السورة مراراً، وقرأتم تفسيرها كذلك. ولكن لو كنتم تنظرون إليها كما نظر إليها جبير بن مطعم رضي الله عنه، ذلك الرجل القرشي الذي أسلم حديثاً، ثم سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ قوله تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ. أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ. أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ} فكاد قلبه أن يطير، وهذا الحديث مخرج في الصحيحين من طرق، عن الإمام الزهري، وجبير بن مطعم رضي الله عنه كان قد قدم على النبي صلى الله عليه وسلم بعد وقعة بدر في فداء الأسارى، وكان إذ ذاك مشركا، وكان سماعه هذه الآية من هذه السورة من جملة ما حمله على الدخول في الإسلام بعد ذلك.
فهذه الهيبة والرهبة لكلام الله، ولهذه المعاني العظيمة، لا يستشعرها إلا من امتلأ قلبه هيبة لله، ولكلام الله، ولذلك تجد حديث العهد بالإسلام يتذوق معاني القرآن وحقائقه بشكل يختلف عن المسلم الأصلي.
وطرح هذا الموضوع للمدارسة يفتح الباب إن شاء الله للاستفادة من التجارب في هذا الجانب إن شاء الله، ولعله يكون لي عودة، وللإخوة الفضلاء لذكر التجارب العملية للاستفادة مما تفضلت به الأخت طالبة العلم وفقها والله الموفق لا إله إلا هو.
ـ[طالبة العلم .. ]ــــــــ[29 Apr 2006, 12:49 ص]ـ
جزاكم الله خير ..
جرد كتب اللغة والتفاسير مهم لهذه الحلقة التدبرية ..
لنعلم مثلاً لمَ وضع كلمة وتد للجبال بدل أي كلمة أخرى ..
لكن ونحن بسطاء العلم من الصعب علينا ..
لذلك كان الموضوع، ولنتبادل الخبرات ونستفيد من المشايخ ..
و هذه الحلقة خاصة بأخوات حريصات لذلك نريد تفاعل وإعطاء نقاط ربط الواقع في أيات جزء عم لعل الأجر يعم ..(/)
البدار البدار يا علماء الاسلام
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[20 Apr 2006, 08:59 ص]ـ
حينما عقد مؤتمر عام اتحاد الجامعات العربية بالجزائر هذا العام وفي اول اجتماع له قام بعض الاساتذة اللبنانيين معترضين على فلسفة الاتحاد ورسالة الجامعات حيث تقوم هذه الرسالة على الاتكاء على موروث الامة الحضاري عبر رسالة الاسلام الخالدة
قام هؤلاء الاساتذة وقالوا ان الزمن اليوم قد تغير ولا بد من اضافة ان رسالة الجامعات العربية منبثقة عن الديانة اليهودية والنصرانية والاسلام وكاد هذا الموضوع ان يطرح للتصويت عليه لولا قيام بعض الغيورين بالخروج من القاعة واحدثوا فيها ضجيجا اعتراضا على الامر ولم يعودوا الى القاعة الا بعد ان سحب الموضوع واقترح تاجيله الى الدورة القادمة
فيا علماء الاسلام هبوا لمنع هذا العبث برسالة الجامعات العربية حتى لا يدهمها سيل التغيير الجارف فنضرب اخماسا في اسداس
هذا مني نداء عاجل بوجوب المسارعة الى عمل تيار علمي جارف للقضاء على هذه الدعوة الهدامة
فعجلوا عجلوا ايها الغيورون
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[20 Apr 2006, 10:12 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الإشارة المهمة، و التنبيه و النصح يا دكتور جمال،
و أود من الإخوة الفضلاء اقتراح خطوات عملية يمكن البدء بتنفيذها و تبنيها خطة عمل، لوأد تلك الفتنة الهدامة في مهدها، و قبل أن يستفحل شرها
فهم ما طرحوها و عرضوها إلا بناء على مخطط معدّ - من الغرب الصهيو صليبي و أذنابه - و مدروس سلفا، ضمن مخططات أخرى لإزاحة الانتماء الإسلامي لبلادنا، و إذابته في انتماءات أخرى مخالفة كخطوة أولى، تمهيدا لإزالته من بلادنا - في تصورهم و كيدهم -
و سيحبط الله مكرهم و سيرد كيدهم بفضله و عونه عزَ و جلَ،
و لكن الله يطلب منَا السعي و العمل،
فماذا نحن فاعلون في تلك القضية و الدعوى الهدامة؟
فالرأي الرأي، و العمل العمل أهل التخصص المعنيين بالأمر
وفقكم الله(/)
رضي الله عنك يا شيخ المسلمين ...
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[20 Apr 2006, 11:01 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه الى يوم الدين ..
أما بعد/
فإن المتأمل لقصص القرآن الكريم التي تحكي حال الأنبياء - عليهم وعلى إمامهم وإمامنا الصلاة والسلام - يلحظ أن حوارهم مع أقوامهم المكذبين يتجاوز حدود المحاجة والمجادلة إلى رميهم بما هم منه برؤاء من السفه والكذب والضلال والزيغ وحاشاهم فهم معصومون من كل ذلك.
والمتتبع لتلك القصص القرآنية يجدهم عليهم الصلاة والسلام يدافعون عن أنفسهم ولا يرضون أن تلتصق بهم تلك التهم الباطلة كقول صالح لقومه (ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين).
وكقول هود (ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين)
وغير ذلك من الشواهد.
إلا أن المصطفى صللى الله عليه وسلم كان الله يتولى الدفاع عنه كما في قوله حين اتهمته قريش بالكذب والسحر (ما أنت بنعمة ربك بمجنون)
وكقوله حين قالوا قلا محمداً ربُّه (ما ودعك ربك وما قلى)
وكقوله حين رمي بالشعر والكهانة (وما هو بقول شاعر) (وما هو بقول كاهن) وغير ذلك.
والعجيب الذي يظهرلي أن الله تولى الدفاع عن حبيب نبيه وآمن أمته عليه سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأشركه في هذه الخاصية التي اختص بها النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن - حسبما ظهر لي - حين اتهم في نيته يوم أعتق سيدنا بلال فأنزل الله قوله تعالى (وما لأحد عنده منعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى) ..
وبغض النظر عن اختلاف علمائنا رحمهم الله في تكفير من سب الصحابة وعدم تكفيره؛؛
هل يمكن القول بأن السابَّ والشاتمَ والطاعنَ في إيمان سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه دون غيره من الصحابة كافر لتكذيبه نص القرآن الكريم الذي حكم له برضى الله عنه ووعده له بالمسرة أم لا يمكن ذلك؟؟
ـ[عماد الدين]ــــــــ[21 May 2006, 12:45 م]ـ
يرفع للنقاش(/)
هل يصح اطلاق لفظ نبوءات على الاخبار المستقبلية في القرآن؟
ـ[يوسف خالد]ــــــــ[20 Apr 2006, 05:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
هل يرى الاخوة أي مانع من تسمية الاخبار المستقبلية التي جاءت في القرآن كالاخبار عن هزيمة الروم مثلا أو غيرها من اخبار ووعود مستقبلية .. بالنبوءات؟
ولكم الشكر(/)
خاطرة أطرحها على شيخنا المشرف الفاضل واهل الإختصاص ...
ـ[المتدبر]ــــــــ[21 Apr 2006, 12:21 ص]ـ
مما لا ريب فيه ان الله منزه عن العبث في خلقه وأمره وحكمه وفعله ...
ومن أمر الله وحكمه وفعله هذا القرآن العظيم المجيد ....
ألا يستل من المقدمتين السابقتين أن الله هو الذي حكم وقدر ترتيب كتابه على هذا الحال الذي بين أيدينا اليوم؟ ... لأننا نعلم قطعا بأن الله لا يختار لنسق كتابه إلا الأفضل والأتم والأكمل ... ، وعليه يكون ترتيب سور القرآن هو من عند الله لأنه قضى وقدر ذلك؛ وكذلك ترتيب الآيات ..
هل أصبت الهدف أم لا؟ أرجو الإفادة ....
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ....
ـ[المتدبر]ــــــــ[21 Apr 2006, 03:04 م]ـ
نحن ننتظر الرد السريع ... والله الموفق
ـ[المتدبر]ــــــــ[21 Apr 2006, 11:15 م]ـ
ومازلت أنتظر ..... والله مع الصابرين ...
ـ[سيف الدين]ــــــــ[21 Apr 2006, 11:46 م]ـ
أيها الاخ الكريم
أعتقد جازما وأؤمن ايمانا راسخا بان القرآن الكريم قد دّون بالكامل قبل وفاة الرسول وان ترتيب سوره وآياته الآن هو الترتيب الذي جاء به الوحي, ولا التفت البتّة الى اي رواية تأتي مخالفة لهذا الاعتقاد ..
واعلم انه لم تجمع امة من الامم كما اجمعت امة القرآن على قرآنها, وان اي خوض في هذا الموضوع اعفي منه فكري وروحي, وان اي كافر يريد ان يشكّك فيه, اقول له: هذا هو الكتاب الذي اعتقده, فأرني كتابك .. ولست مضطرا للاجابة على اي سؤال من أي مشكّك ما لم يطلعني على الكتاب الذي يؤمن به .. واعلم اخي انه ان كان هناك من أسئلة يحار الذهن في الاجابة عنها نتيجة للايمان بهذا الكتاب (وفوق كل ذي علم عليم) , فان انكار هذا الكتاب - اي كتاب الله - يولّد ملايين الاسئلة البديهية التي لن تجد لها سبيلا الى الاجابة ابدا ..
قال لي مرة احدهم: ان الكتاب الذي تؤمن به ليس الا وجهة نظر, وان وجهات النظر تختلف تبعا للموقع الذي تتكلم منه, وانك ان نظرت الى الامر من موقع اخر فأنا متأكّد من انك ستغيّر وجهة نظرك, وان لا سبيل الى معرفة الحقيقة فكل شيء نسبي ..
فقلت له: أجبني اذا لم جنّ جنون البقر عندما اكلت من عظامها, ولم تأخذ وجهة نظر القائم عليها بعين الاعتبار؟ أخبرني لم اعترضت طبقة الاوزون اذا على وجهة النظر الامريكية التي تقول بامكانية المضي الى اللانهاية في تلويث الارض, ولذا رفضت توقيع اتفاقية الحدّ من التلوّث؟ لم تأخذ الطبيعة موقفا من الافساد؟ اليس عليها ان تراعي وجهة نظر الاخرين؟ مهما قلت عن النسبية, فان للكون نظاما, ان أردت ان تخرقه, ذهب بك الى الموت والهلاك, وهذا النظام يجب ان يكون دائما سقفا لكل نسبيتك ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Apr 2006, 09:03 ص]ـ
أخي الكريم المتدبر رزقه الله فهماً في كتابه، لا زلت موفقاً ومسدداً في رأيك.
ما تفضلتم به، كلام صحيحٌ، ولكم فيه سلفٌ من العلماء ولله الحمد، وهو من أدلة القائلين بأن ترتيب السور في المصحف كان بتوقيف من الرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن القرآن في اللوح المحفوظ كان مجموعاً كما هو عليه الآن، وأن الله سبحانه وتعالى لا يختار لكتابه إلا الكمال، وهذا المعنى يفهم من كلام كثير من العلماء الذين قالوا بالتوقيف في ترتيب السور، فإن الكلام عنها، أما ترتيب الآيات في السور فهذا مجمع على التوقيف فيه.
ولذلك قال العلامة محمد عبدالله دراز رحمه الله في كتابه النبأ العظيم: (إنها إن كانت بعد تنزيلها قد جمعت عن تفريق، فلقد كانت في تنزيلها مفرقة عن جمع، كمثل بنيان كان قائماً على قواعده، فلما أريد نقله بصورته إلى غير مكانه قدرت أبعاده، ورقمت لبناته، ثم فرق أنقاضاً فلم تلبث كل لبنة منه أن عرفت مكانها المرقوم، وإذا البنيان قد عاد مرصوصاً يشد بعضه بعضاً كهيئته أول مرة) [ص194 - 195]
وهذا المعنى الذي ذهبتم إليه هو ما يشير إليه قول ابن سيرين رحمه الله لمن سأله عن ترتيب السور في المصحف: (تأليف الله خيرٌ من تأليفكم) [الإتقان 1/ 144].
(يُتْبَعُ)
(/)
والقول بالتوقيف في ترتيب السور هو الذي بنى عليه المؤلفون في تناسب سور القرآن فيما بينها كتبهم، كالبقاعي وابن الزبير الغرناطي من قبله رحمهم الله، ولو قيل بأن ترتيب السور اجتهادي لما بقي للبحث عن المناسبات بينها معنى مقبول إلا لتلمس مقاصد المجتهدين في ذلك من الصحابة.
وترتيب السور سواء أكان بتوقيف أم باجتهاد أم بهما معاً أمرٌ مرعي محترم، فإن كان عن توقيف ففي مراعاته واحترامه وخاصة في كتابة المصاحف التزام بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن كان عن اجتهاد من الصحابة ففيه امتثال لإجماعهم، والإجماع حجة شرعية، وهو في كل الحالتين صيانة لكتاب الله، ودرء لأسباب الفتنة والمفسدة، إذ لو وقع التساهل في ترتيب المصاحف لأدى ذلك على المدى البعيد إلى الاختلاف في تأليف القرآن ونظمه، وتأليف القرآن من أوجه إعجازه عند العلماء.
قال أبو جعفر النحاس رحمه الله (ت338هـ): (فهذا التأليف من لفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا أصلٌ من أصول المسلمين لا يسعهم جهله، لأن تأليف القرآن من إعجازه، ولو كان التأليف من غير الله ورسوله لسوعد بعض الملحدين على طعنهم) [الناسخ والمنسوخ 159].
والخلاف بين القائلين بالتوقيف والاجتهاد في ترتيب سور القرآن خلافٌ لفظي، فكلهم يرى ترتيب المصحف على الترتيب العثماني الذي استقر عليه الأمر، ولا يرى جواز مخالفته في كتابة المصاحف، وإنما الخلاف نظري في المسألة.
وأحب أن أنبه إلى أن القول بأن ترتيب السور في المصحف من باب الاجتهاد من الصحابة رضي الله عنهم لا ينافي القول بتواتر القرآن الكريم، فهو مقطوع بنقله تاماً عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك لا يؤثر فيه تقديم لسورة وتأخير لأخرى، وليس اعتقاد ذلك الترتيب من لوازم الإيمان. انظر: المقدمات الأساسية في علوم القرآن للجديع 135
وقد تكلم عن هذه المسألة الدكتور سعيد الفلاح وفقه الله في تقديمه لكتاب الإمام أحمد بن إبراهيم بن الزبير الغرناطي (708هـ) المعنون بـ (البرهان في تناسب سور القرآن) الذي نشرته جامعة الإمام عام 1408هـ. فراجعه إن شئت وفقكم الله ونفع بكم، وراجع إن شئت كلام الزركشي في الموضوع في برهانه فهو ممن يميل إلى القول بالتوقيف وذكر أدلة.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[22 Apr 2006, 11:22 ص]ـ
أخي الكريم:تكملة لما ذكره أخي د. عبد الرحمن أنقل لك ما كتبته في رسالتي الدكتوراه عن هذه المسألة:
المطلب الثالث: رأيهُ في حُكْمِ ترتيبِ السُّوَر والآيات
بيّنَ الشيخُ ابن عثيمين رحمه الله معنى ترتيب القرآن وأنواعه فقال:"
ترتيبُ القرآنِ: تلاوتُه تاليًا بعضُه بعضًا حَسْبَ ما هو مَكْتُوبٌ في المصاحفِ ومحفوظٌ في الصدور.
وهو ثلاثةُ أنواع:
النوع الأول: ترتيبُ الكلماتِ بحيث تكونُ كلُّ كلمةٍ في مَوْضِعها مِن الآية، وهذا ثابتٌ بالنصِّ والإِجماع، ولا نعلمُ مخالفًا في وُجُوبِه وتحريمِ مُخالفته، فلا يجوزُ أنْ يقرأ: للهِ الحمدُ ربِّ العالمينَ؛ بدلاً مِن {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الفاتحة:2)
النوع الثاني: ترتيبُ الآياتِ بحيث تكونُ كلُّ آيةِ في مَوْضِعها مِن السورة، وهذا ثابتٌ بالنصِّ والإِجماعِ، وهو واجبٌ على القولِ الراجح وتحرمُ مخالفته ولا يجوز أنْ يقرأ: "مالكِ يومِ الدينِ الرحمنِ الرحيمِ "بدلاً من: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ? مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} (الفاتحة:3 - 4)
ففي صحيح البخاري (1) أن عبد الله بن الزبير قال لعثمان بن عفان ? في قوله تعالى {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (البقرة:240) قد نَسَخَتْهَا الآيةُ الأخرى يعني قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً} (البقرة: من الآية234) وهذه قبلها في التلاوة قال: فَلِمَ تكتبها؟ فقال عثمان ?:
يا ابنَ أخي لا أُغيِّرُ شيئاً مِنه مِنْ مَكَانِه ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى الإِمام أحمد وأبو داود (2) والنسائي (3) والترمذي (4) مِن حديث عثمان ?: أنّ النبيَّ ? كانَ ينزلُ عليه السُّوَر ذوات العدد، فكانَ إذا نزلَ عليه الشيءُ، دعا بعضَ مَن كانَ يَكْتُب، فيقول: [ضَعُوا هَذِهِ الآياتِ في السُّورَةِ التي يُذْكَرُ فيها كَذَا وكَذَا] (5).
النوع الثالث: ترتيبُ السُّوَر بحيث تكونُ كلُّ سُورةٍ في مَوْضِعهَا مِن المصْحَف، وهذا ثابتٌ بالاجتهادِ فلا يكونُ واجبًا وفي صحيح مسلم (6) عن حذيفة بن اليمان ?: [أنّه صَلَّىَ معَ النبيِّ ? ذاتَ ليلةٍ، فقرأ النبيُّ ? البقرةَ، ثُمَّ النساءَ، ثُمَّ آل عمرانَ]، وروى البخاري (7) تعليقاً عن الأحنف (8):" أنّه قرأ في الأولى بالكهفِ، وفي الثانية بيوسفَ أو يونس
وذَكَرَ أنّه صَلَّىَ مع عمرَ بنِ الخطاب الصُّبْحَ بِهِمَا ". (9)
ولِيَ مع ما تقدّمَ مِن كلامه رحمه الله الوقفاتُ التالية:
الوقفة الأولى: ترتيبُ الكلماتِ مِن الآيةِ وترتيبُ الآياتِ مِن السورة أمْرٌ مُجْمَعٌ عليه كما ذكرَ الشيخُ رحمه الله، وعبَّرَ عنه في مَواضِعَ أخرى بأنّه أمْر ٌتوْقِيفيٌّ، ومعناه أنّه مُرَتَّبٌ مِن قِبَلِ النبيِّ ? وليسَ باجتهادِ الصحابةِ ?؛ فقال:" فترتيبُ القرآنِ مِن لَدُنْ حكيمٍ خبير ?؛ وهو الموافقُ لإصلاحِ القلوب؛ ولهذا نرى مِن الخطأ الفادح أنْ يُؤَلِّفَ أحدٌ القرآنَ مُرَتَّبًا على الأبوابِ والمسائلِ كما صنعه بعضُ الناس؛ فإنّ هذا مُخالِفٌ لِنَظْمِ القرآنِ، والبلاغة، وعَمَلِ السلف؛ فالقرآنُ ليس كتابَ فِقْهٍ؛ ولكنهُ كتابُ تربيةٍ، وتهذيبٍ للأخلاق؛ فلا ترتيبَ أحسنَ مِن ترتيبِ الله؛ ولهذا كانَ ترتيبُ الآياتِ تَوْقِيفيًّا لا مجالَ للاجتهادِ فيه ". (10)
وقد نقلَ الإجماعَ غيرُ واحدٍ مِن أهل العلم، قال السيوطيُّ:" الإجماعُ والنُّصُوص المترادفةُ على أنّ ترتيبَ الآياتِ تَوْقِيفيٌّ لا شُبهةَ في ذلك، أمّا الإجماعُ: فَنَقَلَهُ غيرُ واحدٍ؛ مِنهم الزركشيُّ في " البرهان " (11)،" ... إلى أنْ قال ": وفي سُوَرٍ شَتَّى مِن المفصَّلِ تدلُّ قِراءتُه ? لها بِمَشْهَدٍ مِن الصحابة أنّ تَرْتيبَ آياتها تَوْقِيفيٌّ، وما كانَ الصحابةُ لِيُرَتِّبُوا تَرْتيبًا سمعوا النبيَّ ? يقرأُ على خِلافه، فبلغَ ذلك مَبْلَغَ التواتر ". (12)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:"وأمّا ترتيبُ آياتُ السُّوَرِ فهو مُنزَّلٌ مَنصوصٌ عليه فلم يكنْ لهم أنْ يُقدِّمُوا آيةً على آيةٍ أخرى في الرَّسْمِ كما قدَّمُوا سورةً على سورةٍ؛ لأنّ ترتيبَ الآياتِ مأمورٌ به نَصًّا، وأمّا ترتيبُ السُّوَرِ فَمُفَوَّضٌ إلى اجتهادهم". (13)
الوقفة الثانية: يرى الشيخُ ابن عثيمين رحمه الله أنّ ترتيبَ السُّوَرِ اجتهاديٌّ كما تقدّم، وهو أحدُ الأقوال في المسألةِ، وله قَوْلٌ آخر؛ حيث قال:" والحقُّ أنّ الترتيبَ بينَ السُّوَرِ مِنهُ تَوْقيفيٌّ، ومِنه اجتهاديٌّ،فما وَرَدتْ به السنّةُ كالترتيبِ بين الجمعةِ والمنافقين، وبينَ سبِّح والغاشيةِ فهو على سبيل التوْقِيف؛ فالنبيُّ عليه الصلاة والسلام قرأَ الجمعةَ قبلَ المنافقون. وقرأَ سَبِّحْ قبلَ الغاشيةِ (14) فهذا على سبيل الترتيبِ التَوْقِيفيِّ، وما لَمْ تَرِدْ به السنّةُ فهو اجتهادٌ مِن الصحابةِ ". (15)
والذي يظهرُ لِي أنّ هذا القَوْلَ هو المتأخِّرُ؛ إذْ إنّ القولَ الأول مَذْكُورٌ في رسالته " أصول في التفسير " وقد ألَّفها قبل عام أربعمائةٍ وأَلْف للهجرة (16)؛ أمّا القَوْلُ الثاني فهو مَذْكُورٌ في كُتُبه التي طُبعَتْ في آخر حياتِه رحمه الله.
وهذه المسألةُ قد اختلفَ فيها أهل العلم على أربعةِ أقوال:
القول الأول: أنّ ترتيبَ السُّوَر تَوْقيفيٌّ كترتيبِ الآياتِ. (17)
القول الثاني: أنّ ترتيبَ الاياتِ كانَ باجتهادٍ مِن الصحابةِ 18)، وهذا هو الرأيُ القديم للشيخِ ابن عثيمين.
القول الثالث: أنّ ما عُلِمَ ترتيبُه بتوْقِيفِ النبيِّ ? وهو الأكثر فهو تَوْقِيفيٌّ، وما لَمْ يَصِلْ إلينا الدليلُ فيه فهو اجتهاديٌّ مِن الصحابةِ ? (19)، وهذا هو الرأيُ المتأخِّرُ للشيخِ ابن عثيمين.
القول الرابع: أنّه كُلَّهُ تَوْقِيفيٌّ ما عدا سورتي الأنفال والتوبة لِحديثِ عثمانَ ? (15).
ولِكُلٍّ أَدِلَّة. (20)
(يُتْبَعُ)
(/)
والراجحُ والله أعلمُ هو القَوْلُ الثالث، وهو ما رآهُ الشيخُ ابن عثيمين رحمه الله أخيرًا، وهو الذي به تجتمعُ الأدلّةُ؛ فما ثَبَتَ لنا ترتيبُه مِن قِبَلِ النبيِّ ? فإنّنا نَجْزِمُ بتوْقِيفه مِن قِبَلِهِ ?، ولا يَرِدُ على ذلكَ تقديمُه النساءَ على آلِ عمرانَ في القراءةِ؛ لأنّ ترتيبَ السُّوَر في القراءةِ ليسَ بواجبٍ فلعلّهُ فعلَ ذلكَ لبيانِ الجواز كما قالهُ السيوطيُّ (21). أو لعلّهُ قبل العرْضَةِ الأخيرة كما ذكره الشيخُ ابن عثيمين رحمه الله (22)، وما لَمْ نَقِفْ له على دليلٍ فلا نَجْزِمُ بتوقيفهِ لِعَدم وُجودِ الدليلِ الدَّالِّ عليه، ويكونُ ترتيبُه باجتهادٍ مِن الصحابةِ ?، وربّما يكونُ هذا الاجتهادُ مَبْنيًا على مُستندٍ فِعْلِيٍّ، قال الإمامُ مالك:" إنّما أُلِّفَ القرآنُ على ما كانوا يسمعون مِن قراءةِ النبيِّ ? ". (23)
ولِذا قال الزركشيُّ:" والخلافُ بينَ الفريقينِ لَفْظيّ، لأنّ القائلَ بالثاني – أيْ أنّه باجتهادِ الصحابةِ – يقولُ: إنّه رُمِزَ إليهم بذلك لعلمهم بأسبابِ نزوله ومواقعِ كلماته، ولهذا قال الإمام مالك:" إنّما أُلِّفَ القرآنُ على ما كانوا يسمعون مِن قراءةِ النبيِّ ? " معَ قَوْلِه بأنّ ترتيبَ السُّوَر باجتهادٍ مِنهم، فَآلَ الخلافُ إلى أنّه:هل هو بتوْقِيفٍ قَوْلِيٍّ أو بِمُجَرَّدِ استنادٍ فِعْلِيٍّ بحيثُ بَقِيَ لهم فيه مجالٌ للنظر ". (24)
وعلى كُلٍّ سواءٌ قُلنا بالتوْقِيفِ أو بالاجتهادِ فالذي ينبغي اعتقاده الآن أنّ ترتيبهُ في المصْحَفِ اليوم حَصَلَ بإجماعٍ مِن الصحابة ?، ومَضَت الأُمّةُ على قَبُولِه، وهو مِن سُنَنِ الخلفاء الراشدين التي أُمرنا باتّباعها والله أعلم.--------------------------------
حواشي سفلية "
(1) الحديث تقدّم تخريجه، وقوله:" قبلها في التلاوة " ليست في البخاري فهي مُدرجةٌ مِن كلام الشيخِ ابن عثيمين.
(2) هو: سليمان بن الأشعث، أبو داود الأزدي السجستاني، صاحب السنن،ومقدّم الحفّاظ ومُحدِّث البصرة، توفِّيَ سنة (275 هـ).
انظر: سير أعلام النبلاء (13/ 203)، شذرات الذهب (2/ 167).
(3) هو: أحمد بن شعيب النسائي، أبو عبد الرحمن، ناقد الحديث وصاحب السنن، كان إمامًا حافظًا ثبْتًا، توفِّيَ سنة (303 هـ).
انظر: سير أعلام النبلاء (14/ 125)، شذرات الذهب (2/ 239).
(4) هو: محمد بن عيسى الترمذي، الحافظ العَلَم الإمامُ البارع، مصنِّف كتاب: الجامع، وكتاب العلل، توفِّيَ سنة (279 هـ) بِتِرْمِذ.
انظر: سير أعلام النبلاء (13/ 270)، شذرات الذهب (2/ 174).
(5) الحديث رواه أحمد في مُسنده (1/ 92) برقم (401)، وأبو داود في سننه في كتاب: الصلاة / باب: مَن جهرَ بها (1/ 498) برقم (786)، والنسائي في السنن الكبرى برقم (8007)، والترمذيُّ في جامعه في كتاب: تفسير القرآن / باب: ومن سورة التوبة (5/ 272) برقم (3068).
والحديث ضعَّفهُ الألبانيُّ في ضعيف سنن الترمذي برقم (599).
وقد قام بدراسةِ الحديث دراسةً مُطولة عبدُ الله الجديع وذكرَ عِلَلَهُ وأجاب عنها في كتابه: المقدمات الأساسية في علوم القرآن صـ (124) وخَلُصَ إلى أنّ الحديثَ صحيحٌ.
(6) الحديث أخرجه مسلم في كتاب: صلاة المسافرين / باب: استحباب تطويل القراءة في صلاة الليل (1/ 536) برقم (772).
(7) الحديث أخرجه البخاريُّ مُعلّقًا في كتاب: الأذان / باب: الجمع بين السورتين في الركعة (1/ 188).
(8) هو الأحنف بن قيس التميمي، أبو بحر، أحد مَن يُضْرَبُ بحلمه وسؤدده المثل، أسلمَ في حياة النبيِّ ? ووفدَ على عمر ?، توفِّيَ سنة (67 هـ) وقيل (71 هـ).
انظر: سير أعلام النبلاء (4/ 86)، شذرات الذهب (1/ 78).
(9) أصول في التفسير صـ (21) وما بعدها.
(10) تفسير سورة البقرة (2/ 449). وانظر: تفسير سورة البقرة (3/ 177)، تفسير سورة الزمر (الآية 1)، الشرح الممتع (3/ 90)، مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين (14/ 64).
(11) انظر: البرهان في علوم القرآن (1/ 323).
(12) انظر: الإتقان في علوم القرآن (1/ 189) وما بعدها.
(13) مجموع فتاوى ابن تيمية (1/ 597).
(14) الحديث أخرجه مسلم في كتاب: الجمعة / باب: ما يقرأ في صلاة الجمعة (1/ 597) برقم (877) مِن حديث أبي هريرة ?.
(15) الشرح الممتع (3/ 113). وانظر: تفسير سورة الزمر (الآية 1)، مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين (14/ 64).
(16) كما تقدمت الإشارةُ إلى ذلكَ في البابِ الأول عند الحديث عن رسالته.
(17) نَسَبَهُ السيوطيُّ لأبي بكرٍ الأنباريّ،والكرمانيّ،والطيبيّ،والنَّحّاس. انظر: الإتقان في علوم القرآن (1/ 194).
(18) ونَسَبَهُ السيوطيُّ للجمهور. انظر: المرجع السابق.
(19) ونَسَبَهُ السيوطيُّ لابن عطيّة. انظر: المرجع السابق.
(20) ونَسَبَهُ السيوطيُّ للبيهقي، ومالَ إليه. انظر: الإتقان في علوم القرآن (1/ 194). واستظهره الشنقيطيُّ، انظر: أضواء البيان (2/ 382).
(21) انظر هذه المسألةَ في: البرهان في علوم القرآن (1/ 324)، فتح الباري (10/ 48)، الإتقان في علوم القرآن (1/ 194)، مناهل العرفان في علوم القرآن (1/ 353)، أضواء البيان (2/ 382).
(22) انظر: الإتقان في علوم القرآن (1/ 198).
للاستزادة انظر: فتح الباري (10/ 48).
(23) انظر: الشرح الممتع (3/ 112).
(24) أخرجه الدانيُّ في المقنع صـ (8) وإسناده صحيح.
(25) البرهان في علوم القرآن (1/ 325).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المتدبر]ــــــــ[22 Apr 2006, 06:05 م]ـ
شكرا للأستاذين الكريمين .... د. عبد الرحمن الشهري ,د. أحمد البريدي
نفع الله بكما وسددنا وإياكم على صرطه المستقيم .... آمين
لكني والله مازلت في حيرة من المسألة التى طرحتها في أول مشاركة لى وانا أذكرها لكما الآن وأذكر ايضا بعض ما تجدد عندي من شبهة:-----------------------
أليس الله يقول في محكم التنزيل: {ماننسخ من آية او ننسها نأت بخير منها اومثلها} ,وصح عن امير المؤمنين عمر بن الخطاب انه خطب الناس وذكر ان من كتاب الله آية الرجم، وانهم تلوها مع رسول اله صلى الله عليه وسلم ورجم رسول الله ورجموا بعده، وآية الرجم اليوم قطعا ليست من كتاب الله وليست من الذكر الذي تكفل الله بحفظه، هذا أولا، وثانيا:وعد الله في الآية التي معنا أنه ما ينسخ من آيه او ينسيها رسوله صلى الله عليه وسلم إلا ويأتي بمثلها أو خيرا منها، وثالثا: نظرنا في كتاب الله فلم نجد فيه مثل آية الرجم في الثواب او العقاب بل ولم نجد خيرا منها إلا ماذكره الحق تبارك وتعالى من الحبس أو الأذى أو الجلد في حق الزاني وماكان ربك نسيا، ورابعا: هل إذا نسخ الله آية أبقى حكمها؟ وهل يصح هذا القول؟ أليس النسخ عاما للحكم والتلاوة؟ وهل يضل الله قوما بعد إذ هداهم؟ وهل يعقل أن الله يبقي حد السارق الذي ينتهك الأموال وحد القاذف الذي ينتهك الأعراض؟ ولا يبقي حد الزاني الثيب الذي ينتهك الأعراض والأنساب؟ ألا يدل ذلك على نسخ آية الرجم لفظا وحكما؟ وما صح عنه صلى الله عليه وسلم من رجمه للزاني الثيب ألا يحمل على أنه كان قبل نسخ الآية؟ ألا يحمل رجم الصحابة للزاني الثيب على توهم بقاء حكم الآية؟ أنتهى
وخامسا: مما تقررفي الكتاب المحكم أن الله لا يساوي بين المسلمين والمجرمين في الثواب والعقاب الدنيوي والأخروي وهو القائل: {أفنجعل المسلمين كا لمجرمين ما لكم كيف تحكمون} ,وهو القائل في كتابه: {فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب} هذا جزاء من أشرك بالله وعبد غيره أفيجعل جزاء من عبده وآمن به -وقد زنا -الرجم لأنه زلت قدمه في فاحشة الزنا وهو محصن-
سادسا: ثبت عنه صلى الله عليه وسلم قوله: (إن الله كتب الإحسان على كل شئ فإذا قتلتم فاحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة) رواه مسلم، وثبت النهي عن المثلة بالمقتول وهو كافر مشرك ملحد، فكيف بعبده المؤمن الموحد ألا يدل كل ماذكر على نسخ الرجم؟
هذه الشبهة لازالت تصول وتجول في صدري ووالله مااردت إلا الحق والله من وراء القصد ....
ـ[المتدبر]ــــــــ[01 Jan 2007, 05:17 م]ـ
مما لا شك فيه ولاريب ان هذه الأمة المحمدية معصومة من الخطأ والزلل عند إجتماعها على حكم شرعي كما هو هنا -
فقد أجمعت الأمة على رجم الزاني المحصن ولا شك انه الحق واما ماتولد عندي من شبه سابقة فإنه يمكن الجواب عنها
وبسهولة لذا فإني أقر واعترف بطوعي وإختياري معتقدا حكم رجم الزاني المحصن والحمد لله على ما شرح له صدري
أقول هذا الكلام دفعا لما تولد عندي من شبه ذكرتها فيما سبق ...
وأرغب إلى شيخنا الفاضل عبد الرحمن الشهري ان يحذف موضوعي السابق واللاحق المتعلق برجم الزاني المحصن،،،
والله ولي التوفيق وهو الهادي إلى سواء السبيل
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[01 Jan 2007, 09:58 م]ـ
أخي الكريم المتدبر:
قلت حفظك الله:
وثانيا:وعد الله في الآية التي معنا أنه ما ينسخ من آيه او ينسيها رسوله صلى الله عليه وسلم إلا ويأتي بمثلها أو خيرا منها، وثالثا: نظرنا في كتاب الله فلم نجد فيه مثل آية الرجم في الثواب او العقاب بل ولم نجد خيرا منها إلا ماذكره الحق تبارك وتعالى من الحبس أو الأذى أو الجلد في حق الزاني وماكان ربك نسيا، ورابعا: هل إذا نسخ الله آية أبقى حكمها؟ وهل يصح هذا القول؟ أليس النسخ عاما للحكم والتلاوة؟ وهل يضل الله قوما بعد إذ هداهم؟ وهل يعقل أن الله يبقي حد السارق الذي ينتهك الأموال وحد القاذف الذي ينتهك الأعراض؟ ولا يبقي حد الزاني الثيب الذي ينتهك الأعراض والأنساب؟ ألا يدل ذلك على نسخ آية الرجم لفظا وحكما؟ وما صح عنه صلى الله عليه وسلم من رجمه للزاني الثيب ألا يحمل على أنه كان قبل نسخ الآية؟ ألا يحمل رجم الصحابة للزاني الثيب على توهم بقاء حكم الآية؟ أنتهى
(يُتْبَعُ)
(/)
الخيرية في الناسخ, أو مماثلته للمنسوخ متحققة كما قال الله في جميع نواسخ القرآن, ولكن الاهتداء إليها هو ما قد تختلف فيه قدرات المتأملين لذلك, وأذكر هنا كلاماً قيماً للعلامة المفسر: محمد الأمين الشنقيطي - رحمنا الله وإياه - حيث استشكل إشكالين يتعلقان بنفس التساؤل ثم تولى رحمه الله الإجابة عنهما فقال:
اعلم أن في قوله جل وعلا (نأت بخير منها أو مثلها) إشكالا من جهتين:
الأولى: ان يقال إما أن يكون الأثقل خيرا من الأخف, لأنه أكثر أجراً, أو الأخف خيرا من الأثقل لأنه أسهل منه, وأقرب إلى القدرة على الامتثال, وكون الأثقل خيرا يقتضي منع نسخه بالأخف, كما أن كون الأخف خيرا يقتضي منع نسخه بالأثقل, لأن الله صرح بانه يأتي بما هو خير من المنسوخ أو مماثل له, لا ما هو دونه, وقد عرفت أن الواقع جواز نسخ كل منهما بالآخر ...
الجهة الثانية من جهتي الإشكال في قوله (أو مثلها) لأنه يقال:
ما الحكمة في نسخ المثل ليبدل منه مثله؟
وأي مزية للمثل على المثل حتى يُنسَخ ويبدل منه؟
والجواب عن الإشكال الول هو أن الخيرية تارة تكون في الأثقل لكثرة الأجر, وذلك فيما إذا كان الأجر كثيرا جداً, والامتثالُ غير شديد الصعوبة, كنسخ التخيير بين الإطعام والصوم بإيجاب الصوم, فإن في الصوم أجرا كثيرا كما في الحديث القدسي (إلا الصوم فإنه لي وانا أجزي به) والصائمون من خير الصابرين لأنهم صبروا لله عن شهوة بطونهم وفروجهم, والله يقول (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) ومشقة الصوم عادية ليس فيها صعوبة شديدة تكون مظنة لعدم القدرة على الامتثال, وإن عرض ما يقتضي ذلك كمرض أو سفر فالتسهيل برخصة الإفطار منصوص عليه بقولهفمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام اخر) ..
وتارة تكون الخيرية في الأخف وذلك فيماإذا كان الأثقل المنسوخ شديد الصعوبة بحيث يعسر فيه الامتثال, فإن الأخف يكون خيرا منه, لأن مظنة عدم الامتثال تعرض المكلف للوقوع فيما لا يرضي الله وذلك كقوله (وإن تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله) فلو لم تنسخ المؤاخذة بخطوات القلوب لكان الامتثال صعبا جداً, شاقا على النفوس, لا يكاد يسلم من الإخلال به, إلا من سلمه الله تعالى, فلا شك أن نسخ ذلك بقوله (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) خير للمكلف من بقاء ذلك الحكم الشاق, وهكذا ..
والجواب عن الإشكال الثاني: هو ان قوله (أو مثلها) يراد به مماثلة الناسخ والمنسوخ في حد ذاتيهما, فلاينافي ان يكون الناسخ يستلزم فوائد خارجةعن ذاته يكون بها خيرا من المنسوخ, فيكون باعتبار ذاته مماثلاً للمنسوخ, وباعتبار مايستلزمه من الفوائد التي لا توجدفي في المنسوخ خيراً من المنسوخ ..
وإيضاحه أن عامةالمفسرين يمثلون لقوله (أو مثلها) بنسخ استقبال بيت المقدس باستقبال بيت الله الحرام, فإن هذا الناسخ والمنسوخ بالنظر إلى ذاتيهما متماثلان, لأن كل واحد منهما جهة من الجهات, وهي في حقيقة أنفسها متساوية, فلا ينافي أن يكون الناسخ مشتملاً على حكَم خارجة عن ذاته تصيره خيراً من المنسوخ بذلك الاعتبار, فإن استقبال البيت الحرام تلزمه نتائج متعددة مشار لها في القرآن, ليست موجودة في استقبال بيت المقدس ..
منها: أنه يسقط به احتجاج كفار مكة على النبي صلى الله عليه وسلم بقولهم: تزعم انك على ملة إبراهيم ولا تستقبل قبلته؛؛
وتسقط به حجة اليهود بقولهم: تعيب ديننا وتستقبل قبلتَنا, وقبلتُنا من ديننا,؛؛
وتسقط به أيضا حجة علماء اليهود فإنهم عندهم في التوراة: أنه صلى الله عليه وسلم سوف يؤمر باستقبال بيت لمقدس, ثم يؤمر عنه بالتحول إلى استقبال بيت الله الحرام, فلو لم يؤمر بذلك لاحتجوا عليهبما عندهم في التوراة من انه سيحول إلى بيت الله الحرام والفرض انه لم يحول .. انتهى
إضافةً إلى أن عدم ظهور الحكمة والغاية من الشيء في نظرنا القاصر - بحكم بشريتنا وضعفنا - لا يصلح أن يكون دليلاً جازما منا على العلم بعدم وجود الحكمة, وهذه قاعدة يحسن بالناظر فيما يتعلق بأحكام الشريعة وأسرارها ومصالحها أن يستصحبها حتى لا يجره عقله إلى ما تحمد عقباه.
وقد ذكر بعض العلماء ومنهم الإمام الجصاص رحمنا الله وإياه أن قول الله تعالى: (نأت بخير منها أو مثلها) أن قوله (أو مثلها) لا يلزم كونه قرآنا كما في آية الرجم , بل ربما كان المراد منهخيرا منها في الحكم أو المصلحة وقد يكون ذلك بمحكم السنة كمنا في آية الرجم, التي نسخت تلاوتها وبقي حكمها بعد ذلك كما في قصة رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم لماعز وأمره لأنيس رضي الله عنه برجم المرأة.
ـ[المتدبر]ــــــــ[01 Jan 2007, 10:49 م]ـ
شكرا أخي محمود الشنقيطي عى هذا النقل،،،
والله الموفق(/)
ما السر في ذلك؟
ـ[أم الزبير]ــــــــ[21 Apr 2006, 01:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ....
قال تعالى في سورة النور آيه<33> (وليستعفف الذين لايجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمنكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا وءاتوهم من مال الله الذي ءاتكم ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ..... )
جاء الحديث في الآيه عن حفظ الأعراض وعدم إكراه الفتيات على البغاء متصل مع بعضه البعض ,, ولكن في وسط الآيه جاء الحديث عن المكاتبه وهي خارج المعنى,,, فما السر في ذلك؟
جزاكم الله خيرا ....
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[21 Apr 2006, 08:39 م]ـ
قال البقاعي في نظم الدرر: ولما كان من جملة الموانع ـ قلت: يقصد: موانع النكاح ـ كما تقدم خوف الرق على الولد لمن له من الرقيق همة علية، ونفس أبية، أتبعه قوله: {والذين يبتغون} أي يطلبون طلباً عازماً {الكتاب} أي المكاتبة {مما ملكت أيمانكم} ذكراً كان أو أنثى؛ وعبر ب «ما» إشارة إلى ما في الرقيق من النقص {فكاتبوهم} أي ندباً لأنه معاوضة تتضمن الإرفاق على ما يؤدونه إليكم منجماً، فإذا أدوه عتقوا {إن علمتم فيهم خيراً} أي تصرفاً صالحاً في دينهم ودنياهم لئلا يفسد حالهم بعد الاستقلال بأنفسهم؛ ....... . {وءاتوهم} وجوباً إذا أدوا إليكم {من مال الله} أي الذي عم كل شيء بنعمته، لأنه الملك العظم {الذي آتاكم} ولو بحط شيء من مال الكتابة.
ولما أمر سبحانه بالجود في أمر الرقيق تارة بالنفس، وتارة بالمال، نهاهم عما ينافيه فقال: {ولا تكرهوا فتياتكم} أي إماءكم، ولعله عبر بلفظ الفتوة هزاً لهم إلى معالي الأخلاق، وتخجيلاً من طلب الفتوة من أمة {على البغاء} أي الزنى لتأخذوا منهن مما يأخذنه من ذلك.
ولما كان الإكراه على الزنى لا يصح إلا عند العفة، وكان ذلك نادراً من أمة، قال: {إن} بأداة الشك {أردن تحصناً} وفي ذلك زيادة تقبيح للإكراه على هذا الفعل حيث كانت النساء مطلقاً يتعففن عنه مع أنهن مجبولات على حبه، فكيف إذا لم يمنعهن مانع خوف أو حياء كالإماء، فكيف إذا أذن لهن فيه. فكيف إذا ألجئن إليه، وأشار بصيغة التفعل وذكر الإرادة إلى أن ذلك لا يكون إلا عن عفة بالغة، وزاد في تصوير التقبيح بذكر علة التزام هذا العار في قوله: {لتبتغوا} أي تطلبوا طلباً حثيثاً فيه رغبة قوية بإكراههن على الفعل الفاحش {عرض الحياة الدنيا} فإن العرض متحقق فيه الزوال، والدنيا مشتقة من الدناءة.
ولما نهى سبحانه عن الإكراه، رغب الموالي في التوبة عند المخالفة فيه فقال: {ومن يكرههن} دون أن يقول: وإن أكرهن، وعبر بالمضارع إعلاماً بأن يقبل التوبة ممن خالف بعد نزول الآية، وعبر بالاسم العلم في قوله: {فإن الله} إعلاماً بأن الجلال غير مؤيس من الرحمة، ولعله عبر بلفظ «بعد» إشارة إلى العفو عن الميل إلى ذلك الفعل عند مواقعته إن رجعت إلى الكراهة بعده، فإن النفس لا تملك بغضه حينئذ، فقال: {من بعد إكراههن غفور} أي لهن وللموالي، يستر ذلك الذنب إن تابوا {رحيم*} بالتوفيق للصنفين إلى ما يرضيه. ا. هـ قلت لكن تفسيره الرحمة بالتوفيق فيه نظر كما هو معلوم من معتقد أهل السنة والجماعة والله أعلم(/)
تفسير عكرمة مولى ابن عباس
ـ[برعدي الحوات]ــــــــ[22 Apr 2006, 01:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو من كل الإخوة الكرام بالملتقى أن يفيدوني بمعلومات -إن كان الأمر ممكناً- حول تفسير عكرمة مولى ابن عباس إن كان مخطوطاً، أو مجموعاً من لدن بعض الباحثين، ولكم من الله جزيل الشكر.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Apr 2006, 08:19 ص]ـ
الأخ الكريم برعدي الحوات وفقه الله
حياكم الله وبياكم.
قام ثلاثة من الباحثين قبل حوالي العشرين عاماً، بجمع تفسير عكرمة مولى ابن عباس ودراسته، في ثلاث رسائل علمية لنيل الماجستير، من قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض. والأجزاء التي قاموا بدراستها وأسماؤهم على النحو الآتي:
1 - تفسير عكرمة (1) من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الأنفال: جمعاً ودراسة، للباحث اليمني عبد اللطيف بن هائل ثابت، بإشراف شيخنا الدكتور محمد علي عثمان حفظه الله الذي دَرَّس في كلية الشريعة في أبها، ورأس قسم القرآن وعلومه بها مدة طويلة، وقد قدمت هذه الرسالة عام 1405 هـ.
2 - تفسير عكرمة (2) من أول سورة التوبة إلى آخر سورة العنكبوت: جمعاً ودراسة، للباحث الكريم صالح يحيى صواب، الأستاذ المشارك حالياً بجامعة صنعاء، ورئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية، وقد قدمت هذه الرسالة عام 1407 هـ، والدكتور صالح صواب أحد أعضاء ملتقى أهل التفسير ولعله يفصل لنا الحديث حول الموضوع إن شاء الله. وكانت الرسالة تحت إشراف الدكتور محمد علي عثمان أيضاً حفظه الله.
3 - تفسير عكرمة (3) من أول سورة الروم إلى آخر سورة الناس: جمعاً ودراسة، للباحث سليمان محمد الصغير، بإشراف الدكتور محمد علي عثمان، عام 1407هـ.
وهذه الرسائل الثلاث لم تطبع بعدُ حسب علمي.
ـ[صالح صواب]ــــــــ[23 Apr 2006, 05:56 م]ـ
ما ذكره الشيخ الدكتور/ عبدالرحمن الشهري حفظه الله تعالى ونفع بعلمه - صحيح ومفيد ..
فقد قام الأخ الدكتور/ عبداللطيف هائل ثابت، بجمع مرويات التابعي الجليل أبي عبدالله عكرمة البربري مولى ابن عباس رضي الله عنهما في رسالة للماجستير .. ثم أكملت الجزء الثاني، وأكمل الدكتور/ سليمان الصغير الجزء الثالث إلى آخر التفسير، حسب التفصيل الذي ذكره الدكتور/ عبدالرحمن الشهري، في رسائل للماجستير.
وما أود إضافته هنا:
أولا: هذه الرسائل جمع لمرويات عكرمة رحمه الله من الكتب الآتية:
- جامع البيان عن تأويل آي القرآن، لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري.
- زاد المسير في علم التفسير، لأبي الفرج عبدالرحمن بن الجوزي.
- تفسير القرآن العظيم، للحافظ أبي الفداء، ابن كثير.
- الدر المنثور في التفسير المأثور، لجلال الدين السيوطي رحمهم الله جميعا.
وقد أضفت في رسالتي كتابا خامسا، وهو تفسير ابن أبي حاتم، وكان مخطوطا.
وكان منهج البحث ... هو جمع الروايات عن عكرمة ... ودراسة إسناد ما كان مسندا، كما هو الحال في الروايات المذكورة في (جامع البيان)، أو (تفسير ابن أبي حاتم)، والرجوع إلى المصادر التي عزيت إليها الرواية .. كما هو الحال بالنسبة لابن كثير والسيوطي .. والحكم على الرواية وبيان درجتها بعد دراسة الإسناد.
إضافة إلى التحقيق حسب المنهج المتبع المعروف.
وقد بلغ عدد الروايات في كل رسالة ما يقارب (600) رواية تقريبا (بما في ذلك المكرر).
ثانيا: هذه الرسائل الثلاث لم تطبع إلى الآن ... ومما يميز هذه الرسائل، وحدة المشرف والمنهج الذي سار عليه الباحثون، فإذا وجدنا اختلافا في منهج تحقيق بعض الرسائل لكتاب واحد، فإننا لا نجده في هذا الكتاب - بحمد الله - فقد كان التنسيق والتواصل موجودا بين الباحثين .. ومن ثم فهو مناسب لطباعته لوحدة المنهج.
ثالثا: لم نقف على تفسير مكتوب لعكرمة ... ولم أقف في ترجمة عكرمة - رحمه الله - على شيء يشير إلى ذلك ...
أسأل الله أن ينفع الجميع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ـ[برعدي الحوات]ــــــــ[24 Apr 2006, 03:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لكما (الشيخ الدكتور صالح صواب، والشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري) من الله عز وجل جزيل الشكر على معلوماتكم القيمة حول تفسير عكرمة مولى ابن عباس رحمه الله ....
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[24 Apr 2006, 05:32 ص]ـ
أضيف لما ذكر: وجود رسالة علمية بهذا الخصوص مقدمة من الأستاذ الدكتور حسن محمد عبدالعزيز في مصر.
ـ[برعدي الحوات]ــــــــ[27 Apr 2006, 02:11 ص]ـ
د. عبدالرحمن اليوسف: أضيف لما ذكر: وجود رسالة علمية بهذا الخصوص مقدمة من الأستاذ الدكتور حسن محمد عبدالعزيز في مصر.
------------------------------------
الدكتور عبد الرحمن اليوسف حفظكم الله على إفادتكم (الرسالة العلمية التي حضرها الدكتور حسن محمد عبد العزيز بمصر هل طبعت ونشرت أم لا؟
.... وهل يمكنكم أن تمكنوني من عنوان الأستاذ الدكتور حسن محمد عبد العزيز، ولكم من الله جزيل الشكر).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[30 Apr 2006, 06:20 م]ـ
عنوان رسالة الأستاذ الدكتور حسن محمد عبدالعزيز: عكرمة مولى ابن عباس وقيمة المروي عنه في التفسير في الربع الأول من القرآن, واستكمل البحث بعده ثلا ثة من الباحثين.
للتواصل مع الدكتور حسن على الإيميل: dr_hassan61@hotmail.com
وفقكم الله.(/)
بحث حول القول في القرآن بغير علم (أرجو المساعده)
ـ[أبو حبيب المديني]ــــــــ[22 Apr 2006, 04:30 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذه أول مشاركه لي في هذا الملتقى المبارك الذي أسأل الله أن ينفعنا به في الدنيا و الآخره.
الموضوع ببساطه هو أني مقيم في كندا حاليا و أدرس في جامعه ليس لها علاقه بالعلوم الشرعيه و سجلت في مادة إختياريه في قسم الأديان تتناول علوم القرآن باللغه الإنجليزيه.
كلفت بتقديم بحث بعنوان "لماذا لا يصح تفسير القرآن بغير علم" البحث يجب أن يخاطب المسلم و غير المسلم أيضا. و يجب أن يتناول المواضيع التاليه مع الأمثله:
-المطلق و المقيد
-العام و الخاص
-المحكم و المتشابه
-النسخ و المنسوخ
-جمع القرآن
-أهمية الإحاطه بالسنه
-أهمية الإحاطه باللغه العربيه
طلبي بارك الله فيكم هو أن تدلوني على مصادر تتناول هذا الموضوع وحبذا لو كانت روابط موجوده على الشبكه لقلة الكتب العلميه الموجوده هنا. حاولت البحث سابقا هنا في الملتقى لكن ماشاء الله المواضيع متنوعه بكثره و الوقت محدود.
أرجو إفادتى جزاكم الله خيراً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Apr 2006, 07:15 ص]ـ
الأخ الكريم أبا حبيب المديني وفقه الله ونفع به
سؤالكم هذا يحتاج إلى مراجعة عدد من كتب علوم القرآن وأصول التفسير لكتابته على الوجه الصحيح، وحتى تنتفع أنت بما تكتبه فيه. وأظنك سوف تلقيه على زملائك، أو تناقش فيه أستاذك الذي كلفك بالبحث، فلا بد من وجود خلفية علمية كافية للجواب عن الأسئلة التي قد تطرأ أثناء النقاش، لعلك تحصل الكثير منها بالاطلاع على موضوعات وبحوث ملتقى أهل التفسير إن شاء الله.
لكن على سبيل الاستعجال يمكنك مراجعة الكتب والروابط الآتية:
- كتاب الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله أصول في التفسير ( http://tafsir.org/books/open.php?cat=89&book=818) .
- كتب وبحوث في أصول التفسير هنا ( http://tafsir.org/books/list.php?cat=89&PHPSESSID=4b2bc40bd5b552e05bd42e536e9674b1).
- كتب وبحوث في علوم القرآن هنا ( http://tafsir.org/books/list.php?cat=90) .
- استفد لو تكرمت من الفهرس الخاص بالملتقى وإن كان ناقصاً على هذا الرابط ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=997). فالموضوعات التي أشرتم إليها بحثت وروابطها هناك تحت علوم القرآن وأصول التفسير.
ـ[أبو حبيب المديني]ــــــــ[23 Apr 2006, 03:06 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي عبدالرحمن على الإفاده و أسأل الله أن يجعلها في موازين حسناتكم
ـ[سيف الدين]ــــــــ[27 Apr 2006, 08:41 ص]ـ
قد يكون كتاب احياء علوم الدين للامام الغزالي معينا في ذلك, فقد ذكر اشياء مهمة في هذا الموضوع في احد مباحث الكتاب(/)
بين إمامين
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[22 Apr 2006, 07:24 م]ـ
بسم الله , والصلاة والسلام على رسول الله , هذه همسة من همسات مسلم في آذان حملة القرآن الكريم , يتمنى و يرجو أن يعيش المسلمون في ظلاله الوارفة , و ينهلوا من معينه الصافي الطاهر؛ ويسلكو ا سبيله القويم الذي لا ترى فيه عوجا ولا أمتا؛ فتنجلي عنهم كل فتنة مضلة وكل ظلمة مدلهمة، نصرة القرآن من أنواع الجهاد الذي فرضه الله على الأمة عموما، و على طلبة العلم خصوصا، وفي رأيي نحن مطالبون بمواجهة ثلاث جبهات:
- الجبهة الأولى: ويمثلها أعداء هذه الأمة من يهود ونصارى، ورأس حربتهم المستشرقون.
- الجبهة الثانية: ويمثلها أناس تسموا بأسمائنا, ويتكلمون بلغتنا, ولكنهم رضعوا من لبان الغرب , وامتزجت لغتهم برطانة العجم , فارجفوا في ديار المسلمين, وبثوا سمومهم ورأس حربتهم علمانيون أصحاب أقلام مسعورة تشكك في القرآن وتقدح في صلاحيته لكل زمان ومكان.
نقول لهؤلاء لقد نبأنا الله من أخباركم فقال: " لن يضروكم إلا أذى " إنما هو الأذى العارض في الصدام , والألم الذاهب مع الأيام. . فأما حين يشتبكون مع المسلمين في قتال , فالهزيمة مكتوبة عليهم, والذلة والصغار ضجيعهم وأنيسهم
- الجبهة الثالثة: وهذه لامقارنة مع سابقتيها ذلك لأن أهلها مسلمون , بل وفيهم علماء أجلاء, وشيوخ أفاضل, وربانيون أحبار غير أنهم فسروا بعض آيات القرآن تفسيرا يسيء إلى سمو هذه الشريعة ورحمتها, ويشوه وجهها المشرق , ويذهب برونقها وجمالها.
وموقف ناصر القرآن أن ينفي عن هذا القرآن ما علق به من تفسيرات خاطئة وتأويلات بعيدة.
ولهذه الطائفة أسوق هذا المثال ليتدارسه الإخوة الأفاضل.
جاء في تفسير الطبري في قوله تعالى:" فاهجروهن " ولا معنى للهجر في كلام العرب إلا على أحد ثلاثة أوجه:
- أحدها: هجر الرجل كلام الرجل وحديثه وذلك رفضه وتركه يقال منه هجر فلان أهله يهجرها هجرا وهجرانا,
- والآخر: الإكثار من الكلام بترديد كهيئة كلام الهازيء يقال منه هجر فلان في كلامه يهجر هجرا إذا هذي ومدد الكلمة وما زالت تلك هجيراه وإهجيراه ومنه قول ذي الرمة:
رمى فأخطأ والأقدار غالبة **** فانصعن والويل هجيراه والحرب
- والثالث: هجر البعير إذا ربطه صاحبه بالهجار, وهوحبل يربط في حقويها ورسغها، ومنه قول امرىء: آلاف رأت هلكا بنجاف الغبيط **** فكادت تجد لذاك الهجارا
ثم قال رحمه الله: " فإذا كان في كل هذه المعاني ما ذكرنا من الخلل اللاحق فأولى الأقوال بالصواب في ذلك أن يكون قوله: " واهجروهن " موجها معناه إلى معنى الربط بالهجار على ما ذكرنا من قيل العرب للبعير إذا ربطه صاحبه بحبل على ما وصفنا: " هجره فهو يهجره هجرا "
وإذا كان ذلك معناه كان تأويل الكلام: " واللاتي تخافون نشزوهن فعظوهن في نشوزهن عليكم فإن اتعظن فلا سبيل لكم عليهن وإن أبين الأوبة من نشوزهن فاستوثقوا منهن رباطا "
فهذا التفسير بهذا الشكل من إمام المفسيرين غير مرضي، فمتى جاء الإسلام بهذا التفسير وهو الذي كرم المرأة , وصانها في جمبع أحوالها: زوجة, وأما, وأختا، وبنتا. وهي عند الطبري قرينة البعير؛ تناخ وتعقل كم يعقل البعير بهجاره.
ومن هنا كان ذلك الرد العنيف من طرف الإمام الزمخشري على الإمام الطبري فوصفه بقوله: " وهذا من تفيسر الثقلاء "
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[23 Apr 2006, 08:53 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي علاء على هذه الفائدة؛ حقاً كما ينبغي أن نواجه حروب المستشرقين وإرجاف المنافقين على هذا الكتاب الكريم والذكر الحكيم؛ ينبغي أن نبين خطأ من زلت به قدمه من أهل العلم والفضل ممن عرف بحسن قصده وسلامة منهجه مع الاعتراف بما له من منزلة.
لكن كان الأولى بك بدلاً من أن تذكر كلام الزمخشري أن تذكر كلام رجل آخر ممن له من حسن القصد في التعقيب ما يجعل الكلام مقبولاً.
انظر إلى كلام الزمخشري السابق وكلام أبي بكر ابن العربي الذي نقله الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على كلام الطبري في تفسيره: (يا لها هفوة من عالم بالقرآن والسنة ....... ثم قال: وعجباً له مع تبحره في العلوم وفي لغة العرب كيف بعد عليه صواب القول وحاد عن سداد النظر) اهـ
الفرق واضح لا يحتاج إلى تعليق.
فياليت التعقيب الذي ذكرته كان من غير الزمخشري خاصة مع تأويلاته الاعتزالية السمجة التي حشاها كتابه الكشاف والتي يحق أن يعقب عليها بما عقب به على الطبري والله الموفق.
ـ[الكشاف]ــــــــ[23 Apr 2006, 09:49 م]ـ
ليتكما تتريثان في رد كلام الطبري، حتى يفهم على وجهه الذي أراده الطبري، وما أراه بعيداً عن الصواب، وإن كنت أقول في نفسي: لو علم الطبري المشقة التي تطرأ على الزوجة من الهجران في المضجع لربما غيَّر رأَيهُ؛ لأن لم يتزوج رحمه الله، مع أنه نقل قول ابن عباس في تفسير الآية: (يعظها فإن هي قبلت، وإلا هجرها في المضجع، ولا يكلمها من غير أن يَذَر نكاحها، وذلك عليها شديدٌ).
لكن يبقى لقوله وجه ليتكم تتأملانه قبل القطع برده. ومحمود شاكر أطال في رده، وقال: (ولاستيفاء القول في ذلك مكان غير هذا المكان).
وما دام الأخ علال قد ابتدأ الموضوع فليتمه، وليورد كلام الطبري كاملاً مرتباً، حتى نتناقش فيه بهدوء. جزاكم الله خيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[24 Apr 2006, 08:44 ص]ـ
أخي الكريم
في مثل هذه المسألة يحسن التنبه لأمرين:
الأول: التبصر بوجهة قول الإمام الطبري رحمه الله تعالى، ومعرفة سبب ذهابه إلى هذا الرأي، وهذا من مقتضى الأدب مع أئمتنا الأعلام رحمهم الله، وغفر لهم، وألحقنا بهم في الصالحين.
الثاني: أن عدم موافقة قوله للراي الصواب ليست سببًا في التندر به، والزعم ان تفسيره هذا من تفسير الثقلاء.
وهذا لا يعني أنك تتابعه على خطئه في هذا التاويل، لكن يلزمني وإياك احترام هؤلاء العلماء وتقديرهم، والبعد عن مثل هذه العبارات الزمخشرية.
ولقد قرأت هذا الموطن مرة بعد مرة، فتبين لي سبب قول الإمام في ذلك، فانظر الكلام في الآيات قبله يتبين لك سبب قوله هذا.
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[24 Apr 2006, 06:13 م]ـ
شيخنا الفاضل جزاك ربي أعظم الجزاء وأوفره، وحرمة العلماء عظيمة في نفوسنا وما أنا بينكما إلا كابن اللبون، وابن اللبون لا ضرع يحلب، ولا ظهر يركب، وقد قالوا قديما:
وابن اللبون إذا مالز في قرن لم **** لم يستطع صولة البزل القناعيس
وقد كان والله لكتبك نفع عظيم علينا، وأبى الله العصمة إلا له ورسوله،وعليه فباب المناقشة الذي طلبه أخونا الكشاف متوقف على إذنك
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[16 May 2007, 06:30 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
الشيخ الدكتور مساعد الطيار، قرأت ما قبله وما بعده، ولكن الاشكال الذي ذكره أخي علال لم يزل بعد
فهل من توضيح. جزاكم الله خيرا.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[19 May 2007, 10:47 ص]ـ
حياكم الله جميعا ونفع بكم وبارك فيكم
الدكتور القرضاوي حفظه الله ممن استدرك هذا التفسير علي الامام الطبري وحذر الدعاة من الاقوال الضعيفة والمردودة وذلك في كتابه ثقافة الداعية وهناك دراسات علمية عن الاقوال الشاذة في التفسير واسباب الخطا في التفسير فيها امثلة كثيرة(/)
بشرى: إصدار مصحف (بانعمة) للمعاقين بإشراف الشيخ الدكتور / يوسف الحوشان وفقه الله.
ـ[المسيطير]ــــــــ[23 Apr 2006, 12:09 ص]ـ
المشايخ الفضلاء /
هاتفتُ ليلة البارحة (23/ 3/1427هـ) الشيخَ الدكتور / يوسف الحوشان وفقه الله تعالى فبشرني بخروج إصدار جديد من المصحف الإلكتروني يخدم المعاقين، خاصة ممن ابتلوا (بالشلل الرباعي) - عافاهم الله -.
ثم قال:
هل تذكر الأمنيات التي تمناها (عبدالله بانعمة) في لقاءه في قناة المجد؟.
قلت: نعم.
فقال: تمنى (بانعمة) ثلاث أمنيات:
الأولى: أن يسجد لله تعالى.
الثانية: أن يدخل على والدته يوم العيد أو غيره فيحتضنها ويقبلها كفاء ما قدمت له.
الثالثة: أن يقرأ من المصحف ويقلب صفحاته.
قال الشيخ / يوسف الحوشان:
وأبشرك بأننا قد حققنا أمنية (بانعمة) الثالثة، فعملنا على إخراج مصحف يخدم المعاقين من أمثال (بانعمة) شفاه الله تعالى.
وقد انتهينا منه، وسنسافر غدا إلى (عبدالله بانعمة) في جده، وسنهديه هذا الإصدار.
فهاتفته قبل قليل، فقال:
نحن الآن عند (عبدالله بانعمة) والمشهد لا يوصف، وقد سجلت قناة المجد اللقاء كاملا، من حين دخولنا، وحتى ودعناه، ولعله يبث قريبا بإذن الله تعالى.
وسميناه مصحف (بانعمة) لأنه صاحب الفكرة.
وطريقة المصحف تعتمد على الصوت، فيقول القارئ مثلا:
بداية المصحف، فتظهر له الفاتحة.
أو يقول له:
نهاية المصحف، فتظهر له نهايته.
أو يقول:
سورة الأنعام؛ فتظهر له السورة.
ثم فيقول: آية (50) فتظهر له الآية.
وإذا أراد قلب الصفحات فيقول:
(التالي) فيظهر التالي أو (السابق) فيظهر السابق.
أو يقول: صفحة (324) فتظهر له الصفحة.
ويوجد فيه إمكانية تكبير الآية، فيعطي القارئ أمرا معينا (تم إيضاحه في طريقة الإستخدام) فيكبر الآية أو يصغر الخط - حسب الأمر -.
أيضا إمكانية سماع القرآن على عدة قرّاء متقنين، وقد بدأوا في الإصدار الأول بالشيخ / المنشاوي رحمه الله تعالى.
وسيتم بيان ذلك من قبل الشيخ يوسف الحوشان في معرض (جيتكس) المقام حاليا في الرياض، حيث سيتم عرض المصحف.
وقد استأذنت الشيخ وفقه الله بنشر هذا الإيضاح فأذن لي.
وقد أحببت أن يكون ملتقى أهل التفسير أول ملتقى في بيان المشروع، فخصصته به.
أسأل الله تعالى أن يبارك في الشيخ يوسف الحوشان وفي علمه وعمره وعمله وأهله وذريته وماله وأن يرزقه من خيري الدنيا والآخرة من حيث لايحتسب.
--
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 Apr 2006, 06:11 ص]ـ
ما شاء الله
نسأل الله أن يكتب الأجر لكل من ساهم في هذا الجهد المبارك
وشكرا لك أخي المسيطير على هذه البشرى
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Apr 2006, 07:43 ص]ـ
أحسن الله إليك يا أبا محمد وبشرك بما يسرك في الدارين على هذه البشارة الطيبة، التي ستدخل السرور على كثير من المحرومين من نعمة القدرة على تقليب صفحات كتاب الله، وتلاوته.
وأخي الكريم الدكتور يوسف الحوشان وفقه الله رجل مبارك، وقد عرض عليَّ يوماً مشروعه هذا في صيغة مقاربة، ودعوت له بالتوفيق، وقد ألقى بحثاً حول هذا المشروع في مؤتمر جائزة الأمير سلطان الخيرية للقرآن الكريم للعسكريين ونشرت أعمال ذلك المؤتمر بعد ذلك عن هيئة الجائزة.
أسأل الله أن يوفقه وإخوانه القائمين معه على هذا العمل المبارك لكل خير، وأن ينفع بهم، وأن يهيئ لهم أسباب نشر هذه المشروعات العلمية على نطاق واسع للمحتاجين إليها بأسعار مناسبة، والله لا يضيع أجر المحسنين المخلصين.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[23 Apr 2006, 01:29 م]ـ
بشرك الله بالجنة.
وإني لأسأل الله تعالى أن يبارك في الشيخ يوسف الحوشان وفي علمه وعمره وعمله وأهله وذريته وماله وأن يرزقه من خيري الدنيا والآخرة من حيث لايحتسب، وأن لا يحرمنا وإياه من الأجر، فإنه يُغبط على ما عنده من المشاريع النافعة، أسأل الله أن ييسر له إتمامها.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[23 Apr 2006, 04:00 م]ـ
(لمثل هذا فليعمل العاملون)
وايم الله لقد أحببت هذا الرجل د/الحوشان ولما أعرفه أو ألتق به, ولكن الذي أعرفه عن قرب هو أخي عبد الله باناعمه الذي كان يكرر أمانيه تلك في كل مجلس يجلسه سيما في مواسم الخيرات كرمضان وإن المرء ليستوطن العجب جنانه حين يرى أقواما لا تزيدهم الصحة والعافية والغنى إلا علوا في الأرض وفسادا فاللهم لا تشغلنا بنعمك وآلائك عن عبادتك وشكرك ومراقبتك ودعائك واشف أخانا عبد الله باناعمه وجميع مرضى المسلمين واجعل ما حل بهم رفعة للدرجات وحوا للسيئات ومضاعفة للحسنات آمين
ـ[المسيطير]ــــــــ[23 Apr 2006, 08:32 م]ـ
المشايخ الفضلاء /
د. مساعد الطيار
د. عبدالرحمن الشهري
أبامجاهد العبيدي
محمود الشنقيطي
جزاكم الله خير الجزاء.
أسأل الله تعالى أن يستجيب دعائكم، ويبارك جهودكم، وأن يزيدكم من فضله.
والشيخ يوسف وفقه الله يسعد بإضافاتكم وإقتراحاتكم.
وأشرف بنقلها له.
ولعلي أدعوه للمشاركة في هذا الملتقى العلمي المتميز، فيفيدنا بما عنده - وفقه الله -.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Apr 2006, 09:21 م]ـ
وأنت كذلك يا أبا محمد وفقك الله وجزاك خيراً.
وأخي أبو عبدالله الدكتور يوسف الحوشان أحد أعضاء الملتقى، ولكنه من المُقِلِّين في المشاركة ربما لانشغاله بأمور كثيرة أعانه الله ووفقه. وتجد مداخلاته في المشاركات الآتية:
- أسانيد الطبري. مشاركة رقم (6)، ورقم (9) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3746).
- ما حكم وضع المصحف في الجوال؟ مشاركة رقم (8) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3697).
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[23 Apr 2006, 11:39 م]ـ
غفر الله للجميع
لابد من توضيح الآتي:
هذا العمل المبارك فكرة وتمويل الأخ المبارك-أحسبه والله حسيبه- (عماد بن فهد الدغيثر)
رئيس شركة (سيمانور) وفقه الله وأصلح أهله وولده وهو من الأخفياء ومعه فريق البرمجة
والعمل جار على إضافة الكتب العلمية (السمعية -والمقروءة) على البرنامج
جزاكم الله خيرا على حسن ظنكم باخوانكم
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 Apr 2006, 07:38 م]ـ
غفر الله للجميع
لابد من توضيح الآتي:
هذا العمل المبارك فكرة وتمويل الأخ المبارك-أحسبه والله حسيبه- (عماد بن فهد الدغيثر)
رئيس شركة (سيمانور) وفقه الله وأصلح أهله وولده وهو من الأخفياء ومعه فريق البرمجة
والعمل جار على إضافة الكتب العلمية (السمعية -والمقروءة) على البرنامج
جزاكم الله خيرا على حسن ظنكم باخوانكم
الشيخ المبارك الدكتور/ يوسف الحوشان
جزاكم الله خير الجزاء.
دعوات الناس لاتنقطع، وفرحهم لا يوصف، وقلّ أن حدثت أحدا بما تفضلتم بطرحه إلا اغرورقت عيناه بالدمع فرحا بما منّ الله تعالى به على أخيهم.
والشكر موصول لأخينا الفاضل المهندس / عماد المديفر، وقد عرفته محبا للخير، باذلا له، ومسارعا إليه، مع حرصٍ شديد على إخفاءه.
أسأل الله تعالى أن يبارك له في عمره وعمله وأهله وذريته وماله، وأن يرزقه من خيري الدنيا والآخرة من حيث لا يحتسب.
وكأني فهمت مما ذكرتم أعلاه أنكم ستضيفون مكتبة علمية، فأقترح عليكم إضافة الموسوعة الشاملة ففيها من الخير ما لا يمكن إحصاءه.
أسأل الله أن يوفقكم لكل خير.
وأن يزيدكم من فضله.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[25 Apr 2006, 08:02 م]ـ
بشرك الله بالجنة , ووالله إن من ساهم في هذا المشروع هو من يغبط حقاً؛ فنسأل الله أن يتقبل عملكم ويجعله خالصاً لوجهه الكريم.
ـ[المسيطير]ــــــــ[27 Apr 2006, 12:44 ص]ـ
المشايخ الفضلاء /
سعدتُ هذه الليلة بزيارة المعرض والإطلاع على المصحف الإلكتروني (مصحف بانعمة)، ولقد شرفني الشيخ يوسف برؤية مقطع مرئي للأخ عبدالله بانعمة - شفاه الله - وهو يستعرض المصحف بنبرات صوت ملؤها الفرح، وعبارات ثناء ملؤها الشكر والحمد، مع دمعات حرّى ملؤها الأمل.
وكان موقفا مؤثرا للمشاهد البعيد فضلا عن الحاضر القريب ..
كما شرفني بأن شرح لي أحد المختصين عن المصحف وطريقة عمله، وهو كما ذُكر أعلاه.
وهو بحق مفخرة من أعظم المفاخر، حُق للشيخ الدكتور يوسف الحوشان وفقه الله والمهندس عماد الدغيثر أن يفخروا بها مدى الزمن.
وحُق لنا كذلك أن نفرح ونسعد ونشرف ونتشرف بنشر العمل وذكره بين الناس.
والدال على الخير كفاعله.
أسأل الله تعالى أن يجمعنا وإياكم وإياهم ووالدينا وعلمائنا وإخواننا في الفردوس الأعلى.
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 Apr 2006, 02:24 م]ـ
المشايخ الفضلاء /
(بشرى أخرى)
أسأل الله تعالى أن يجزي القائمين عليها كل خير.
وقد عرضتها على الشيخ الدكتور / يوسف الحوشان بالأمس
وها أنا أعرضها عليكم اليوم.
قال تعالى:
(وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا)
يجري الآن الإعداد للإفادة من المشروع عن طريق التحكم بالمؤشر بواسطة:
حركة العين
فيحرك المؤشر بأي إتجاه عن طريق العينين.
فيرفع عينيه فيرتفع، ويخفضهما فينخفض، ويغمز يالعين اليمنى فيفتح (كليك يمين)، واليسرى (كليك يسار)، وبهما مرتين (كليك مرتين) .... إلخ.
وبواسطة هذه الطريقة يستطيع المعاق - شفاه الله - أن يدخل للمواقع العامة ويطلع ويقرأ ويتصفح، ويفتح الأيقونات بحركة عينيه.
ويستطيع أيضا الذهاب لـ (إبدأ) واختيار ما يريد من أدوات (إبدأ) ويفتح ويغلق ... إلخ.
ولا أستبعد أن يأتي اليوم الذي يستطيع - من خلال هذا المشروع - أن يكتب ويحرر ويصمم ويبرمج أيضا بواسطة:
حركة العينين
(وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ)
(وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
والحمد لله على كل حال.
--
ـ[الكشاف]ــــــــ[29 Apr 2006, 06:21 م]ـ
بشرى طيبة، وفقكم الله لكل خير.
ـ[نورة]ــــــــ[25 Oct 2006, 01:16 م]ـ
ما شاء الله
نسأل الله أن يكتب الأجر لكل من ساهم في هذا الجهد المبارك
وشكرا لك أخي المسيطير على هذه البشارات المتتالية
لا حرمنا وإياكم الأجر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[26 Oct 2006, 09:44 ص]ـ
الله أكبر
الأخ المسيطر موضوعك رائع ومؤثر
والدكتور يوسف الحوشان تعرفت عليه في إحدى الدورات في الرياض ولقد رأيت فيه نبوغ الشباب حكمة الشيوخ وهمة الأفذاذ
ويتمتع بفهم ثاقب وذهن وقاد
وحدثني عن مشروع جبار لخدمة القرآن أسال الله أن يحقق له أهدافه
ولي استفسار
هل الشيخ عبد الله بالنعمة هو الشيخ المعروف بجدة مشرف في جمعية تحفيظ القرآن في جنوب جدة ومعيد في جامعة أم القرى
أم تشابه في الأسماء
أرجو التوضيح
فالموضوع أقلقني
لأنني منذ مدة قابلته في منزل العلامة الشيخ عبد الله بن بية وكان بكامل صحته وعافيته
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Oct 2006, 11:15 ص]ـ
الأخ الدكتور يحي الغوثاني وفقه الله:
أولاً أشكرك على ألبومك المتميز (وسائل إبداعية في حفظ القرآن) فقد انتهيت من سماعه للتو قبل دقائق، فأجزل الله لك الثواب فقد أفدت فيه وأجدت ونرجو أن نرى أمثاله في خدمة القرآن وطلابه قريباً.
ثانياً: أتطفل بالجواب على سؤالك عن الأخ عبدالله با نعمة، هذا الأخ شاب أصيب بحادثة أقعدته عن الحركة إلا رقبته فيما يبدو لي، وقد اشتهر بعد أن عقدت قناة المجد العامة حلقة عنه في برنامج من برامجها. ولعلك تقصد أنت الأخ عادل باناعمة المعيد بجامعة أم القرى، ولعله رئيس تحرير مجلة الجسور أيضاً، وهو شخص آخر غير صاحب القصة.
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[23 Nov 2006, 06:44 ص]ـ
سعادة الشيخ عبد الرحمن الشهري
جزاكم الله خيرا على حسن ظنكم وعلى ذوقكم وتوضيحكم
ونسأل الله للأخ بانعمة الصحة والعافية والشفاء ورفع الدرجات
والله يتولاكم ويرعاكم
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[23 Nov 2006, 03:05 م]ـ
جزاك الله خيرا
هل يمكنني الحصول على البرنامج من الانترنت
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[23 Nov 2006, 07:45 م]ـ
غفر الله للجميع
يمكن الحصول على البرنامج للاخوة المعاقين عن طريق البريد ص ب 63428 الرياض 11516
وارسال رسالة للاخوة في دار الرسم العثماني على الفاكس 2179125 1 966+
واخوكم الضعيف مشرف على البرنامج وهو نتيجة فريق عمل غفر الله لهم جميعا(/)
لماذا لا يوجد اهتمام بدروس التفسير إلا نادرا؟
ـ[حماد]ــــــــ[23 Apr 2006, 10:42 ص]ـ
الأخوة المشرفين على هذا المنتدى المبارك
السلام عليكم ...
بما أنكم من أصحاب التخصص فأنتم أولا من يجيب عن تساؤلي فلطالما تسائلت في نفسي كثيرا: لماذا الأهتمام جل الاهتمام من علمائنا الأجلاء بالفقه والحديث - ولا أقلل من شأنهما - في حين أنك لا تكاد ترى اهتماما بالقرآن والتفسير إلا ما ندر وإذا بدأ درس فلا يستمر
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[18 Feb 2008, 07:01 م]ـ
لحظتُ ذلك سابقا، لكن ولله الحمد في السنوات الأخيرة أصبح الاهتمام بالدراسات القرآنية ظاهرا جليا عبر الإعلام المرئي والمسموع، فهناك عدة برامج تبث على قناة المجد متخصصة في الدراسات القرآنية ومن أبرزها:
1. برنامج يتدارسونه بينهم.
2. برنامج محاسن التأويل.
3. برنامج أفانين القرآن.
4. برنامج أهل التفسير.
5. برنامج شرح الشاطبية.
6. برنامج بينات - في شهر رمضان المبارك -.
أضف إلى ذلك البرامج المسموعة التي تبث عبر إذاعة القرآن الكريم، والدورات العلمية المقامة في المساجد لطلبة العلم، وغير ذلك، فلله الحمد أولا وآخرا.
أسأل الله أن يوفق العاملين عليها، وأن يرزقنا وإياهم الإخلاص في القول والعمل.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[18 Feb 2008, 08:52 م]ـ
لحظتُ ذلك سابقا، لكن ولله الحمد في السنوات الأخيرة أصبح الاهتمام بالدراسات القرآنية ظاهرا جليا عبر الإعلام المرئي والمسموع، فهناك عدة برامج تبث على قناة المجد متخصصة في الدراسات القرآنية ومن أبرزها:
1. برنامج يتدارسونه بينهم.
2. برنامج محاسن التأويل.
3. برنامج أفانين القرآن.
4. برنامج أهل التفسير.
5. برنامج شرح الشاطبية.
6. برنامج بينات - في شهر رمضان المبارك -.
أضف إلى ذلك البرامج المسموعة التي تبث عبر إذاعة القرآن الكريم، والدورات العلمية المقامة في المساجد لطلبة العلم، وغير ذلك، فلله الحمد أولا وآخرا.
أسأل الله أن يوفق العاملين عليها، وأن يرزقنا وإياهم الإخلاص في القول والعمل.
بالنسبة لبرنامج (أهل التفسير) هل انتهى، أم ما يزال يبث؟ لأن محتوى موقعه على الإننرنت لم يتغير تقريبا منذ مدة.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[20 Feb 2008, 07:22 م]ـ
بالنسبة لبرنامج (أهل التفسير) هل انتهى، أم ما يزال يبث؟ لأن محتوى موقعه على الإننرنت لم يتغير تقريبا منذ مدة.
ما أعرفه أنه لايبث حاليا، ولعل أستاذنا د. عبد الرحمن الشهري يتحفنا بأخبار البرنامج وجديده.
ـ[حماد]ــــــــ[28 Aug 2010, 02:47 م]ـ
جزااااااااكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Aug 2010, 02:57 م]ـ
بالنسبة لبرنامج (أهل التفسير) فقد توقف بعد بث 34 حلقة منه تقريباً، وطلبت القناة استمراره فطلبت تطويره وتوفير بعض الإمكانيات ليخرج بشكل أكبر فائدة، ولعل هذا يتم مستقبلاً إن شاء الله.
وسؤال أخي حماد قديم قبل عدة سنوات، والواقع الآن تحسن ولله الحمد ولا زال هناك مشروعات كثيرة تحت الإعداد في هذا الصدد أرجو أن يوفق الله لتحقيقها خدمة لتفسير القرآن والراغبين في تعلمه.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[28 Aug 2010, 03:00 م]ـ
شكر الله لك اهتمامك أخي الكريم حماد ولو تابعت قسم البرامج الإعلامية في الملتقى ستجد حلقات العلماء الأفاضل في التفسير مما يثلج القلب ويشرح الصدر ويزيد العقل علمًا وفهمًا بكتاب الله تعالى.
هناك حلقات برنامج بينات
التفسير المباشر
الأمثال في القرآن
لمسات بييانية
لنحيا بالقرآن
ليدبروا آياته
أضواء المقاطع
أفانين القرآن
أهل التفسير
وبرامج عديدة أخرى أسأل الله تعالى أن ينفع بها الخلق ويجزي من قدمها لنا خير الجزاء(/)
الناسخ والمنسوخ , مع فضيلة الشيخ: محمد الشايع
ـ[معمر العمري]ــــــــ[23 Apr 2006, 01:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حلقة هذا الأسبوع , الثلاثاء 27/ 3 , من برنامجكم (مبادئ العلوم) ستكون عن
الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم , مع فضيلة الشيخ أ. د. محمد بن عبدالرحمن الشايع
الاستاذ في قسم القرآن وعلومه , بكلية أصول الدين , بجامعة الإمام.
أسعد بمتابعتكم , وملاحظاتكم , ومشاركاتكم الفاعلة في هذا البرنامج.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Apr 2006, 04:57 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا لجين.ونحن في انتظار إطلالة شيخنا أبي تركي حفظه الله والاستفادة مما يطرحه، كما استفدنا منه طيلة تلمذتنا له في السنوات الماضية، رعاه الله وبارك في علمه.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Apr 2006, 11:45 م]ـ
لكم كانت سعادتي كبيرة وأنا أتابع ما يطرحه شيخي الجليل الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع متعنا الله بحياته وعلمه في هذه الحلقة الماتعة عن الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم. وقد رجعت بي الذاكرة إلى عام 1416هـ عندما كنت طالباً بمرحلة الماجستير، وكان الأستاذ الدكتور محمد الشايع حفظه الله يدرسنا مادة علوم القرآن الكريم، فكلفني بكتابة بحث عن تعريف النسخ في القرآن الكريم وما قيل فيه من أقوال، وما زلت أحتفظ بهذا البحث حتى الآن بخط يدي، وقد انتفعت كثيراً بتدريسه في تلك السنة، وبتوجيهاته التي كتبها لي حول ذلك البحث، وكان من حسنات ذلك البحث أن دلني الدكتور محمد على كتاب (النسخ في القرآن الكريم) للدكتور مصطفى زيد، للاستفادة منه في ذلك البحث، وقد تذكرت ذلك كله عندما عرضه الشيخ محمد في حلقته وأشار إلى أهميته.
شكر الله لأستاذنا الكريم ما تفضل به في هذه الحلقة، ونسأل الله له دوام التوفيق والنجاح.
كما أشكر أخي الكريم الأستاذ معمر العمري على إتاحة الفرصة لنا لمتابعة أستاذنا الكريم من خلال هذه الشاشة الموفقة: قناة المجد العلمية.
الثلاثاء 27/ 3/1427هـ - 11:34 مساءً.
ـ[فاختة]ــــــــ[26 Apr 2006, 12:08 ص]ـ
أريد عرض محاضرة الناسخ والمنسوخ للدكتور الشايع
حفظكم الله
ـ[معمر العمري]ــــــــ[26 Apr 2006, 11:02 ص]ـ
شكر الله لكم شيخ عبدالرحمن على مشاعر الوفاء لشيخكم الكريم , ولدعمكم لتلميذكم كاتب هذه الأحرف , فقد دار الحديث هنا عن شيخ , وتلميذه , وتلميذ تلميذه , وكما قيل: " العلم رحم بين أهله "
- (فاختة): أشكر لكم مروركم , لكن لم يتضح مقصودكم.
ـ[أبوعبيدة]ــــــــ[26 Apr 2006, 11:36 ص]ـ
الأخ/ معمر العمري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حقيقة أشكرك على جهودك الطيبة في هذا المجال، وأشكر قناة المجد العلمية، وكل القائمين عليها، وأسأل الله أن يكون هذا العمل في ميزان حسناتكم، ولكن أود أن أسأل لمن لم يكن عنده هذه القناة، وصعوبة حضور مثل هذه المحاضرات، ألا يوجد طريقة لحضور هذه المحاضرات بعد نشرها، ولا أقصد حلقات الإعادة؛ لأنها لا تنهي المشكلة بعدم توفر قناة المجد عند الجميع، فهل هناك وسيلة أخرى كوجودها على موقع أو أن تكون هناك نوايا لتفريغها كتابة أو ما شابه، أفيدونا جزاكم الله خيراً.
ـ[معمر العمري]ــــــــ[27 Apr 2006, 03:40 ص]ـ
الأخ الكريم: أبو عبيدة
جزيت خيرا على اهتمامك , بداية هذا البرنامج يعاد على القناة العامة _ غير المشفرة _ يوم السبت صباحا , وأسأل المولى عزوجل أن ييسر تفريغها قريبا , وستكون _ بإذن الله _ على المنتدى الخاص بالبرنامج , ضمن منتديات الصفوة , على موقع الأكاديمية الإسلامية المفتوحة.(/)
مناهج المفسرين في كتب التفسير ...
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[23 Apr 2006, 07:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الأعزاء
هل تعلمون بحوثا أو كتبا تتناول بالتفصيل جل أو كل كتب التفسير من حيث دراسة منهج كل كتاب وطريقة مؤلفه فيه وأهم السمات البارزة في تفسيره مع الترجمة لأرباب المؤلفات في التفسير؟؟؟
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[25 Apr 2006, 02:10 ص]ـ
أخي الكريم
كل كتاب من كتب التفسير تقريباً كتب منهج مؤلفه، وعليك إن أردت التوسع اقتناء ما كتب عن كل مفسر، وإن أردت الإختصار فقد تناول الذهبي رحمه الله في التفسير والمفسرون بيان منهج عدد كبير من كتب التفسير، وإن كان رحمه الله قصر في بيان جانب مهم وهو جانب الإعتقاد حيث أدرج كثيرا من الكتب التي أول أصحابها في الصفات وعدها من كتب أهل السنة، وهذا لا شك فيه تجوز ولو فصل ووضح لكان أحسن.
وأحسن طريقة في معرفة منهج مؤلف أن تقرأ كتابه، فاقرأ في كتب التفسير وسوف تعرف من منهج المؤلف أمراً ربما غاب عن غيرك.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[25 Apr 2006, 08:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قد كتب الاستاذ الدكتور فضل عباس كتابا بعنوان التفسير اساسياته واتجاهاته وهو مطبوع وكتب ايضا كتابا مهما جدا وهو بعنوان مناهج المفسرين في العصر الحديث وانا الى الان لم اقرا مثله وهو قيد الطباعة فاني قد انتهيت من مراجعته وعما قليل سنرسله الى المطبعة واني لارجو ان يسد فراغا كبيرا في المكتبة وعندما يطبع سانشر خبره واهم ما فيه بعون الله تعالى(/)
من أسرار تعدية الفعل في القرآن الكريم- د. يوسف بن عبد الله الأنصاري
ـ[محمد إسماعيل]ــــــــ[23 Apr 2006, 08:38 م]ـ
من أسرار تعدية الفعل في القرآن الكريم
د. يوسف بن عبد الله الأنصاري
الأستاذ المشارك بقسم البلاغة والنقد
كلية اللغة العربية- جامعة أم القرى
يتكون الكتاب من مقدمة وتمهيد، وفصلين، وخاتمة.
أولا- تحدث المؤلف في المقدمة عن أهمية هذا الموضوع، وذكر أنها تعود إلى أمرين:
أولهما: لارتباطه بفقه الدلالة ... وثانيهما: لدقة مسلكه وغموضه وخفائه على بعض العلماء،
وتحدث في التمهيد عن مفهوم التعدية واللزوم عند النحاة، فذكر أن الفعل اللازم هو الفعل الذي يكتفي برفع الفاعل، ولا ينصب مفعولاً به أو أكثر؛ وإنما ينصبه بمعونة حرف جر، أو غيره مما يؤدي إلى التعدية .. والمتعدي هو الفعل الذي ينصب بنفسه مفعولاً به أو اثنين أو ثلاثة من غير أن يحتاج إلى مساعدة حرف جر أو غيره مما يؤدي إلى تعدية الفعل اللازم.
وفي الفصل الأول تحدث الدكتور الأنصاري عن جهود العلماء في دراسة تعدية الفعل، وذكر أن من أوائل الإشارات التي تكشف عن أسرار تعدية الفعل بحروف الجر ما ذكره الإمام الخطابي في قوله: وأما (من) و (عن) فإنهما يفترقان في مواضع كقولك: أخذت منه مالاً، وأخذت عنه علمًا. فإذا قلت: سمعت منه كلامًا، أردت سماعه من فيه. وإذا فلت: سمعت عنه حديثًا، كان ذلك عن بلاغ ..
ومن ذلك ما نقله عن الراغب من قوله في الفرق بين تعدية الفعل (راغ) بـ (إلى)، و (على)؛ كما في قوله تعالى:? فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ ? (الذاريات:26). ? فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ? (الصافات:91). وقوله تعالى: ? فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ? (الصافات: 93).
واتكأ الدكتور يوسف في هذه الدراسة- كما قال- على الزمخشري؛ لأن كثيرًا من أئمة التفسير كانوا عالة عليه؛ ولأن كتابه الكشاف يضم بين دفتيه كثيرًا من الأسرار البلاغية لحروف الجر التي تتعدى بها الأفعال ...
ومن ذلك قوله في تعدية الفعل (جرى) بـ (إلى) التي تدل على انتهاء الغاية، وباللام التي تدل على معنى الاختصاص؛ كقولك: جرى إلى أجل، وجرى لأجل.
ومن الثاني قوله تعالى:? وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى ? (الرعد:2).
ومن الأول قوله تعالى:? وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ? (لقمان:29).
ومما نقله عن الرازي قوله في الفرق بين تعدية الفعل (تاب) بـ (على)، وبـ (إلى)؛ كما في قوله تعالى:? فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ) (البقرة:37). وقوله تعالى:? سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ ? (الأعراف:143).
ومما نقله عن أبي حيان قوله في الفرق بين تعدية الفعل (أنزل) بـ (على)، وبـ (إلى)؛ كما في قوله تعالى:? أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ ? (العنكبوت:51). وقوله تعالى:? إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ? (النساء:105).
ومما نقله عن الألوسي قوله في الفرق بين تعدية الفعل (سارع) بـ (في)، وبـ (إلى)؛ كما في قوله تعالى:
? يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ? (المائدة:41).
وقوله تعالى:
? وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ? (آل عمران:133).
ومما نقله عن ابن عاشور قوله في معنى الفعل (خلا) من قوله تعالى:? وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ? (البقرة:14). ثم ذكر عنه قوله: إن الفعل (خلا) يعدَّى إلى المفعول بإلى، والباء، واللام، ومن، ومع ...
وفي الفصل الثاني تحدث الدكتور الأنصاري عن أسرار تعدية الفعل في القرآن الكريم، وذكر من الأفعال (دخل)، و (خرج)، و (جاء)، و (أتى)، و (وذهب).
وتعليقًا على ما جاء في هذا الكتاب أقول وبالله المستعان:
أولا- ما ذكره فضيلته في التمهيد عن مفهوم التعدية واللزوم عند النحاة، من قولهم: (الفعل اللازم هو الفعل الذي يكتفي برفع الفاعل، ولا ينصب مفعولاً به أو أكثر؛ وإنما ينصبه بمعونة حرف جر، أو غيره مما يؤدي إلى التعدية ..
(يُتْبَعُ)
(/)
والفعل المتعدي هو الفعل الذي ينصب بنفسه مفعولاً به أو اثنين أو ثلاثة من غير أن يحتاج إلى مساعدة حرف جر أو غيره مما يؤدي إلى تعدية الفعل اللازم).
أقول: إذا كنا في حديثنا عن التعدي واللزوم نردد هذا القول، فلأنه هو المشهور عن علماء النحو قديمًا وحديثًا .. ومما ينبغي معرفته والتنبيه عليه هنا:
أولاً- أن مصطلح (الفعل اللازم) يطلق على نوعين من الأفعال خلافًا للقول السابق:
النوع الأول: أن يكون من الأفعال التي لا تطلب مفعولاً به ألبتة. وذكر ابن هشام له علامات:
الأولى: أن يدل على حدوث ذات؛ كقولك: حدث أمر، وعرض سفر، ونبت الزرع، وحصل الخصب.
قال ابن هشام: (فإن قلت: فإنك تقول: حدث لي أمر، وعرض لي سفر. فعندي أن هذا الظرف صفة المرفوع المتأخر تقدم عليه، فصار حالاً، فتعلقه أولاً وآخرًا بمحذوف، وهو الكون المطلق. أو متعلق بالفعل المذكور على أنه مفعول لأجله، والكلام في المفعول به).
(ويعبِّر النحاة عن الجار والمجرور بالظرف)
والعلامة الثانية: أن يدل على حدوث صفة حسية؛ نحو قولك: طال الليل، وقصر النهار، وخلق الثوب ونظف وطهر ونجس.
والعلامة الثالثة: أن يكون على وزن (فعُل)، بضم العين؛ كظرف المرء، وشرف، وكرم، ولؤم.
والعلامة الرابعة: أن يكون على وزن (انفعل)؛ نحو قولك: انكسر الزجاج، وانصرف القوم.
والعلامة الخامسة: أن يدل على عرض؛ كمرض زيد، وفرح وأشر وبطر.
والعلامة السادسة والسابعة: أن يكون على وزن فعَل، بفتح العين، أو (فعِل)، بكسر العين، اللذين وصفهما على (فعيل)؛ كذلَّ فلان فهو ذليل، وسمن فهو سمين.
قال ابن هشام: (ويدل على أن ذلَّ فعَل- بالفتح- قولهم: يذِلُّ بالكسر. وقلت في نحو ذلَّ، احترازا من نحو بخل، فإنه يتعدى بالجار، تقول: بخل بكذا).
وقال أيضًا: (فإن قلت: وكذلك تقول: ذل بالضرب، وسمن بكذا. قلت: المجروران مفعول لأجله، لا مفعول به).
النوع الثاني: أن يكون من الأفعال، التي استغني عن مفعولها، لقصد العموم. وهذا النوع من الأفعال هو الذي يعبر عنه علماء النحو بـ (أنه نُزِّل منزلة الفعل اللازم)؛ كالفعل (أبصر)، في قوله تعالى:? ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ ? (البقرة:17). والفعل (شاء)، في نحو قوله تعالى:? وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ? (البقرة:20).
فقوله تعالى:? لَا يُبْصِرُونَ ? هو فعل متعد في الأصل؛ ولكن حذف مفعوله لقصد عموم نفي المبصرات، فتنزل الفعل منزلة اللازم، ولا يقدَّر له مفعول؛ كأنه قيل: لا إحساس بصر لهم.
وإلى هذا أشار الزمخشري بقوله:” والمفعول الساقط من? لاَّ يُبْصِرُونَ ? من قبيل المتروك المُطرَح، الذي لا يلتفت إلى إخطاره بالبال، لا من قبيل المقدر المنوي، كأنَّ الفعل غير متعدٍّ أصلاً؛ نحو? يَعْمَهُونَ ? في قوله تعالى:? وَيَذَرُهُمْ فِيْ طُغْيَـ?نِهِمْ يَعْمَهُونَ ? “.
وكذلك فعل المشيئة في نحو قوله تعالى:? لو شَاءَ اللهُ، لذَهَبَ بسَمْعِهِمْ ? فهذا فعل منزَّل منزلة اللازم، ولا يجوز أن يُصَرَّح بمفعوله، إلا في الشيء المستغرب؛ كما في قول الخُرَيْمي:
فلو شئت أن أبكي دمًا لبكيته ... غليك ولكن ساحة الصبر أوسع
فهنا لا يجوز حذف المفعول؛ لأنه لو حذف، وقيل: {فلو شئت أن أبكي لبكيت دمًا}، فإنه يحتمل تعليق المشيئة ببكاء الدمع، على مجرى العادة، وأن ما ذكره من بكاء الدم واقع بدله من غير قصد إليه؛ وكأنه قال: لو شئت أن أبكي دمعًا، لبكيت دمًا .. أقول: هذا المعنى محتمل، وإن كان تقييد البكاء في الجواب بالدم، يدل دلالة ظاهرة على أنه المراد؛ فإذا ذكر المفعول، زال هذا الاحتمال، وصار الكلام نصًّا فيما قصِد به.
وهذا القول ليس بجديد بالنسبة لي. ومن قرأ مقالي (مثل المنافقين) المنشور في شبكة التفسير، يجده مذكورًا عند تفسير الآيتين السابقتين. وإن كان من رأي آخر في التعدي واللزوم، فينبغي أن يكون هذا الرأي الذي يقوم على أنقاض الرأي الأول.
وأما مصطلح (الفعل المتعدي) فيطلق على كل فعل ذكر مفعوله في الجملة؛ سواء وقع عليه الفعل مباشرة، أو وقع عليه بوساطة حرف الجر. وهو أنواع سأكتفي بذكر ثلاثة منها:
(يُتْبَعُ)
(/)
النوع الأول: هو الذي يتعدى إلى واحد بنفسه تارة، وبالجار تارة أخرى؛ كشكر ونصح وقصد تقول: شكرته وشكرت له، ونصحته ونصحت له، وقصدته وقصدت له، وقصدت إليه. قال تعالى:? وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ? (النحل:114). وقال تعالى:? وََاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ? (البقرة:172).
النوع الثاني: هو الذي يتعدى إلى مفعول واحد دائمًا بالجار؛ كقولك: غضبت من زيد، ومررت به، أو عليه.
النوع الثالث: هو الذي يتعدى إلى مفعولين: الأول بنفسه، والثاني بحرف الجر؛ كقوله تعالى:
? قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ ? (البقرة:33). وقوله تعالى:? نَبِّؤُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ? (الأنعام:143). ? وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْراَهِيمَ ? (الحجر:51).
وقد يحذف الحرف ويبقى المفعول الثاني. وقد يحذف كليهما لتقدم ذكرهما؛ كما في قوله تعالى: ? فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ? (التحريم:3).
ثانيًا- واضح مما تقدم أنه لا يصح أن يطلق مصطلح (المتعدي بالحرف) على الفعل إلا إذا كان المتعدَّى إليه بهذا الحرف مفعولاً به في الأصل؛ كقولك: سهوت عن الصلاة، وفي الصلاة. وقولك: رغبت في الشيء، وعن الشيء. وقولك: دخلت في البيت، وإلى البيت ... وهذا ظاهر في كل الأمثلة السابقة، والأمثلة التي نقلها الدكتور الأنصاري عن العلماء في الفصل الأول من كتابه المذكور.
وإلى هذا نبَّه ابن هشام في قوله الذي تقدم ذكره: (فإن قلت: فإنك تقول: حدث لي أمر، وعرض لي سفر. فعندي أن هذا الظرف صفة المرفوع المتأخر تقدم عليه، فصار حالاً، فتعلقه أولاً وآخرًا بمحذوف، وهو الكون المطلق. أو متعلق بالفعل المذكور على أنه مفعول لأجله، والكلام في المفعول به).
وقوله أيضًا: (فإن قلت: وكذلك تقول: ذلَّ بالضرب، وسمِن بكذا. قلت: المجروران مفعول لأجله، لا مفعول به).
والملاحظ أن الدكتور الأنصاري في حديثه عن الفعل المتعدي بالحرف أنه خلط بين المفعول به، والمفعول فيه، والمفعول لأجله، فجعل كل فعل ذكر بعده أحد هذه المفعولات، أو غيرها مجرورًا بالحرف متعديًا بحرف الجر. ولم يكتف بذلك، بل جعل الظرف (مع) بمنزلة حرف الجر. وقد كان الكوفيون يخلطون بين الظروف وحروف الجر، فهي كلها عندهم حروف جر ..
وسأكتفي في بيان ذلك بالحديث عن فعلين ذكرهما الدكتور الأنصاري في الفصل الثاني من كتابه، وهما الفعل (دخل)، والفعل (خرج) ..
الفعل الأول- (دخل):?
قال: ((الفعل " دخل " تنوعّت دلالاته تبعًا لتعدد تعديته بحروف الجر التي يكتسب معها الفعل من معانيها الأصلية من الدلالات الموحية التي يعين على إبرازها السياق والمقام. وقد جاء في القرآن الكريم متعديًا بنفسه كما في قوله تعالى:? وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ ? (لكهف 35)، وقوله تعالى:? قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا ? (النمل:34).
وورد متعديا بـ (على)، و (في)، و (من)، و (الباء)، و (مع)، فدل على معان متباينة طبقًا للحرف المتعدى به.?
والدخول: نقيض الخروج، ويستعمل ذلك في المكان والزمان، وحقيقته كما يقول الطاهر بن عاشور:” نفوذ الجسم في جسم أو مكان محوط كالبيت والمسجد “. وحين تعدى فعل الدخول بـ (على) دلّ حرف الاستعلاء على ارتفاع المكان وإشرافه وعلوه، وأن الداخل أو المأمور بالدخول فيه مطالب بمزيد من التحمل والصبر على ما يلاقيه من الضرر والمشقة، وإن بقي لكل سياق مزيد خصوصية بما تشيعه تراكيبه من الدلالات والأغراض التي لا تجدها في السياق الآخر ...
وبتأمل مواطن تعدية الدخول بـ (على) في القرآن الكريم نجد له الدلالة التي ذكرناها آنفا في قوله تعالى:? وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً ? (آل عمران 37). فـ (على) بدلالته على الاستعلاء يشير إلى ارتفاع المكان الذي فيه مريم عليها السلام وعلوه وقد نصّ المفسرون على أن زكريا عليه السلام بنى لها محرابا في المسجد أي غرفة يصعد إليها بسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
أو أن (على) توحي بمشقة زكريا عليه السلام وهو شيخ كبير في الوصول إليها، ومعاناته في كفالته لها، والقيام على رايتها حقّ الرعاية على أكمل وجه.
ولنفس الغرض جاءت (على) حين تعدى بها فعل الدخول في قصة يوسف عليه السلام في أربعة مواطن، منها قوله تعالى:? وَجَاء إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ ? (يوسف: 58)، وقوله تعالى:? وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ ? (يوسف:69)، فهي تدل على ارتفاع مكان يوسف وعلوه، وأنهم قد وجدوا من المشقة والصعاب ما وجدوه في سبيل الوصول إليه والدخول عليه.
ومن الأمثلة التي ذكرها على تعدي (دخل) بـ (مع) قوله تعالى:? وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ ? (يوسف: 36). قال: فدلت كلمة المصاحبة (مع) على أن دخول هذين الفتيين السجن كان بمعية يوسف مصاحبين له ملحقين به، ولو رمت حذف (مع) من هذه الآية الكريمة، فلن تجد هذه المعاني التي أومأت إليها كلمة المصاحبة من أن دخول الثلاثة السجن في آن واحد.
ونشرت الباء بدلالتها على الإلصاق والملابسة على فعل الدخول حين تعدى بها معنى الجماع في قوله تعالى:? وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ ? (النساء:23). يقال: دخل بعروسه: جامعها، ومعنى دخلتم بهن: جامعتوهن، وهو كناية عن الجماع، وقد أعانت الباء على تحقيق الكناية في قوله:? دخلتم بهن ? بما لا يمكن أن تنهض به الحقيقة؛ كما قدرها الزمخشري بقوله: يعني: أدخلتموهن الستر "، مما يدل على قدرة هذه اللغة على الوفاء بآداب الإسلام، وما يوجبه من الترفع عن التصريح بما يستحسن الكناية عنه، إلى جانب ما جسدته الباء بما فيها من اللصوق والملابسة من الدلالة على شدة الارتباط والقرب الروحي، والمخالطة النفسية بين الزوجين، بما يحقق الغاية من قوله تعالى:? وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْها ? (الروم:21) ... )).
هذا ما ذكره الدكتور الأنصاري عن تعدي الفعل (دخل) .. وكان قد سبق لي أن ذكرت في هذا الرابط:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4991&highlight=%E5%D0%C7+%C7%E1%CA%E6%CC%ED%E5
أن الفعل (دخل) يستعمل لازمًا تارة. ومتعديًا تارة أخرى. ومتعديًا ولازمًا تارة ثالثة.
أما كونه لازمًا فلأن مصدره على: فعول، وهو غالب في الأفعال اللازمة؛ ولأن نظيره ونقيضه كذلك: (عبرت)، و (خرجت)، وكلاهما لازم. ويتعين كونه لازمًا، إذا كان المدخول فيه مكانًا غير مختص؛ كقوله تعالى:? ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم ? (الأعراف:38). وقوله تعالى:? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السَّّلْمِ كَآفَّةً ? (البقرة: 208).
فإذا كان المدخول فيه مكانًا مختصًّا فإما أن يكون ذلك المكان متسعًا جدًّا، بحيث يكون كالبلد العظيم. أو يكون ضيِّقًا جدًّا، بحيث يكون الدخول فيه ولوجًا وتقحمًا. أو يكون وسطًا بينهما.
فإذا كان الأول، لم يكن من نصبه بدٌّ؛ كقول العرب: دخلت الكوفة، والحجاز، والعراق. ويقبُح أن يقال: دخلت في الكوفة، وفي الحجاز، وفي العراق، مع جوازه. ومنه قوله تعالى:? يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ ? (المائدة:21). وقوله تعالى:? ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ? (النحل:32).
وإذا كان الثاني، لم يكن من جره بدٌّ؛ كقولهم: (دخلت في البئر).
وإذا كان الثالث، جاز فيه النصب، والجر؛ كقولهم: دخلت المسجد، وفي المسجد. ونصبه أبلغ من جره. وانتصابه على المفعول به، لا على نزع الخافض؛ لأن الأصل في الفعل (دخل) المتعدي إلى المكان المختص التعدي بنفسه، خلافًا للفعل (ذهب) في قولهم: ذهبت الشام؛ لأن الأصل في هذا اللزوم. ومنه قوله تعالى:? يَا أيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ ? (النمل:18).
(يُتْبَعُ)
(/)
كما سبق لي أن ذكرت في الرد على القول بتعدي (دخل) بـ (على): أنه إذا كان المدخول عليه في كهف تحت الأرض، وطلب منا الدخول عليه، فماذا نقول: أنقول: دخلت فيه، أو: دخلت معه، أو دخلت به، أو دخلت عليه ... ؟ من البدهي أننا سنقول: دخلت عليه .. فهل يشير (على) هنا مع فعل الدخول إلى ارتفاع المكان، الذي فيه المدخول عليه، وعلوه؟ ....
?وأقول هنا: إن الكلام الذي ذكره الدكتور الأنصاري في تعليله لتعدي (دخل) بـ (على) في قوله تعالى:? وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً ? (آل عمران 37)، يكون تعليلاً جيدًا، لو أن الفعل (دخل) من الأفعال التي تتعدى إلى مفعولها بحرفين أو أكثر أولاً. أو كان من الأفعال التي تتعدى إلى مفعولين أحدهما بنفسها، والثاني بحرف الجر ثانيًا. فحينذ فقط يمكن أن نختار من هذه الحروف أنسبها للسياق، ونعدِّيه به؛ كما كان الشأن في غيره من الأفعال التي تقدم ذكرها.
ولهذا قلت: ينبغي أن نفرق بين قولنا: أشرفت على القوم، ومررت على القوم .. وبين قولنا: دخلت على القوم؛ لأن (القوم) في الأول والثاني مفعول في المعنى تعدى إليه الفعل بوساطة (على) خلافًا للقوم في القول الثالث؛ إذ مفعوله محذوف تقديره: دخلت المجلس على القوم. ومثله قوله تعالى:? وَجَاء إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ ? (يوسف: 58)، وقوله تعالى:? وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ ? (يوسف:69). أي: دخلوا القصر عليه. وليس هذا لأن يوسف عليه السلام في مكان عال شريف. أو لأن الداخل عليه يلقى من المشقة ما يلقاه؛ لأنك تقول: دخلت على المجرم في سجنه .. ودخلت على أخي في مكتبه .. ودخلت على والدي في حجرته .. ونحو ذلك مما ليس فيه علو، أو مشقة.
وأما قوله تعالى:? وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ ? (يوسف: 36) فالمفعول به هنا هو (السجن). و (معه) حال من الفاعل. والأصل: ودخل السجن معه فتيان. أي: مصاحبين له. وهذا ما أشار إليه الزمخشري بقوله:” (مع) يدل على معنى الصحبة واستحداثها. تقول: خرجت مع الأمير. تريد: مصاحبًا له. فيجب أن يكون دخولهما السجن مصاحبين له “. فتعلق (مع) هنا بالفعل هو من تعلق المفعول فيه بالفعل.
وأما قوله تعالى:? فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ ? (النساء:23) فالمفعول في الأصل محذوف تقديره: فإن لم تكونوا دخلتم الستر بهن .. ولكن حذف المفعول، وعدِّيَ بالباء؛ لأنه كنِّيَّ بالدخول عن الجماع. وهذا ما أشار إليه أبو حيان بقوله:” الدخول هنا كناية عن الجماع لقولهم: بنى عليها. وضرب عليها الحجاب. والباء للتعدية. والمعنى: اللائي أدخلتموهن الستر. قاله ابن عباس وطاوس وابن دينار “.
فقوله تعالى:? دَخَلْتُم بِهِنَّ ? عدِّي الفعل فيه بالباء؛ لأنه كُنِّيَ به عن الجماع، لا لأن الفعل (دخل) يتعدى بالباء. وهذا واضح .. ولو كان الضمير المجرور بـ (على)، و (الباء)، و (مع) يعود على مفعول (دخل) الظاهر أو المضمر في الآيات السابقة، لجاز لنا أن نقول: إنه تعدى إلى مفعولين: الأول بنفسه، وتعدى إلى الثاني بحرف الجر. وهذا بعيد جدًّا.
أما قوله تعالى:? فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي ? (الفجر:29 - 30)، فقال فيه أبو حيان:” تعدى (فادخلي) أولاً بـ (في)، وثانيًا بغير (في)؛ وذلك أنه إذا كان المدخول فيه غير ظرف حقيقي تعدت إليه بـ (في). دخلت في الأمر، ودخلت في غمار الناس، ومنه: (فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ?. وإذا كان المدخول فيه ظرفًا حقيقيًّا، تعدت إليه في الغالب بغير وساطة في “.
الفعل الثاني- (خرج):
((ذكر الدكتور الأنصاري أنه يتعدى بـ (من)، و (إلى)، و (على)، و (اللام)، و (مع)، و (في).
وذكر من تعديته بـ (من) قوله تعالى:? أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ ? (البقرة:243).
ومن تعديته بـ (إلى) قوله تعالى:? وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ? (الحجرات:5).
ومن تعديته بـ (على) قوله تعالى:? فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهٍِ ? (القصص:79).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن تعديته بـ (اللام) قوله تعالى:? قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ? (الأعراف:32).
ومن تعديته بـ (مع) قوله تعالى:? لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً ? (الحشر:11).
ومن تعديته بـ (في) قوله تعالى:? لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ? (التوبة:47) ... )).
أما قوله بتعديته بـ (من)، و (إلى)، و (على) فهو قول صحيح لا غبار عليه.
وأما قوله بتعديته بـ (اللام) في قوله تعالى:? أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ) ففيه خلط واضح بين الفعل (خرج)، والفعل (أخرج). والأول لازم يتعدى بـ (إلى)، أو بـ (من) .. والثاني يتعد ى بنفسه؛ إذ الهمزة فيه للتعدية، وحذف مفعوله؛ لأنه يعود على (زينة الله)، و (الطيبات من الرزق). ولو كان عائدًا على الزينة فقط، لوجب أن يقال: (أخرجها لعباده). أي: لأجلهم. ولو كان العباد مفعولاً، لقلنا إنه تعدى إليه باللام. ولكنه ليس بمفعول. ويسمي النحاة هذه الهمزة: همزة النقل، وهي التي تنقل غير المتعدي إلى المتعدي؛ كقولك: قام وأقمته. وذهب، وأذهبته. وعلى هذا يكون قوله تعالى: (لِعِبَادِهِ) متعلقًا بالفعل (أخرج)؛ لأنه مفعول لأجله. والمعنى: أخرج لأجل عباده. أي: أحرج الزينة والطيبات من الرزق لأجلهم.
وأما قوله بتعديته بـ (مع) في قوله تعالى:? لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ ? فليس كذلك؛ لأن التقدير: لئن أخرجتم لنخرجن معكم إلى حيث تخرجون. فالفعل متعد إلى مفعوله المحذوف للعلم به بـ (إلى). و (معكم) مثلها في قوله تعالى:? وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ ?.
ومثل ذك يقال في قوله تعالى:? لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ?؛ لأن التقدير: لو خرجوا إليهم فيكم أو إلى حيث يريدون .. و (في) للظرفية المكانية. وتعلقها بالفعل من تعلق الظرف به.
ومن عرف ذلك بعد تأمله، يمكنه الوقوف على حقيقة ما ذكر من تعدي بقية الأفعال المذكورة في هذا الكتاب .. وأخيرًا أذكِّر القارىء الكريم بما بدأ به الدكتور الأنصاري من قوله في مقدمة كتابه: إن ((أهمية هذا الموضوع تعود إلى أمرين:
أولهما: لارتباطه بفقه الدلالة ... وثانيهما: لدقة مسلكه وغموضه وخفائه على بعض العلماء)).
والحمد لله الذي منَّ على عباده بنعمة الفهم، لمعاني كلامه، وبنعمة الإدراك للكشف عن أسرار بيانه، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Apr 2006, 06:46 م]ـ
شكر الله لكم يا أبا الهيثم هذا التلخيص، وهذه النظرات الثاقبة، والاستدراكات العلمية الموفقة. وهذه الفروق الدقيقة لا يكاد يدركها إلا الراسخون من أمثالكم وفقكم الله وسددكم.
ـ[محمد إسماعيل]ــــــــ[28 Apr 2006, 02:09 م]ـ
? هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ?.
فالشكر- يا أبا عبد الله- لله وحده على منِّه وفضله وتعليمه، نسأله سبحانه أن يرزقنا حسن الفهم والتدبر لكلامه، وأن يلهمنا الشكر لنعمائه، وله الحمد كله في السموات وفي الأرض، وما بينهما عدد خلقه، ونعمه التي لا تحصى، سبحانه وتعالى!
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[30 Apr 2006, 04:22 م]ـ
شكرا جزيلاً للأستاذ محمد عتوك على هذه المقالة النقدية البديعة كعادته. ودمتم موفقين.(/)
آية نزلت في المنافقين ونكتبها في شهادات التقدير!!
ـ[المسيطير]ــــــــ[23 Apr 2006, 08:44 م]ـ
قال الشيخ عبدالله بن محمد الجوعي في كتابه (قواعد وفوائد لفقه كتاب الله تعالى):
(قال تعالى: "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " التوبة 105، تساق هذه الآية كثيرا للحث على العمل الصالح المثمر مع انها سيقت في كتاب الله تهديدا ووعيدا للمنافقين) أ. هـ.
--
وفي تعليق سماحة الإمام ابن باز رحمه الله تعالى على تفسير ابن كثير بتاريخ 10/ 6/1419هـ عند قوله تعالى:
" وَقُلِ عْمَلُواْ فَسَيَرَى للَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إلى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون).
وعندما سُئل عن وضع هذه الآية على شهادات المدارس قال:" كون الآية تكون على شهادات المدارس لا أعرف له أصل ".أ. هـ
--
وقال الشيخ محمد الصالح بن عثيمين رحمه الله:
(ومن هنا نعرف خطأ وجهل من يكتب على بعض الأعمال {وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ} بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم وتعذر رؤيته، فالله يرى، ولكن رسوله لا يرى، فلا تجوز كتابته لأنه كذب عليه صلى الله عليه وسلم) أ. ه
"القول المفيد" (3/ 305).
فما رأي المشايخ؟.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Apr 2006, 09:12 م]ـ
تجد الجواب مفصلاً يا أبا محمد حفظكم الله في هذا البحث.
الاستشهاد بالآيات في غير ما نزلت فيه وتَنْزِيلِ آياتِ الكُفَّارِ عَلَى المُؤْمِنِينَ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=46)
ـ[أبو عبد الرحمن العتيبي]ــــــــ[25 Apr 2006, 01:27 ص]ـ
جزاكم الله خيرا و نفع بما كتبتم.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[25 Apr 2006, 01:18 م]ـ
قال ابن جرير:
-2185 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا زيد بن حباب قال، حدثنا عكرمة بن عمار قال، حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فمُرّ عليه بجنازة، فأثنِيَ عليها بثناء حَسن، فقال: وجبت! ومُرَّ عليه بجنازة أخرى، فأثنِيَ عليها دون ذلك، فقال: وجبت! قالوا: يا رسول الله، ما وجبت؟ قال: الملائكة شُهداء الله في السماء، وأنتم شهداء الله في الأرض، فما شهدتم عليه وجب. ثم قرأ: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) الآية [سورة التوبة: 105].
قال أحمد شاكر:الحديث: 2185 - وهذا إسناد صحيح، على شرط مسلم.
زيد بن الحباب -بضم الحاء المهملة وتخفيف الموحدة- العكلي: ثقة من شيوخ أحمد وابن المديني وغيرهما من الأئمة، وهو مترجم في التهذيب، والكبير للبخاري 2/ 1/358، وابن سعد 6: 281، وابن أبي حاتم 1/ 2/561 - 562.
عكرمة بن عمار العجلي: ثقة، روى عنه شعبة والثوري ووكيع وغيرهم. وهو مترجم في التهذيب، والكبير للبخاري 4/ 1/50، وابن سعد 5: 404، وابن أبي حاتم 3/ 2/10 - 11.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Apr 2006, 04:54 م]ـ
قال البخاري: قالت عائشة، رضي الله عنها: إذا أعجبك حُسن عمل امرئ، فقل: {اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [صحيح البخاري (13/ 503 "فتح")].
قال ابنُ العرَبِيِّ في «أحكامه»: قوله سبحانه: {وَقُلِ اعملوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ} هذه الآية نزلَتْ بعد ذكر المؤمنين، ومعناها: الأمر، أي: اعملوا بما يُرْضِي اللَّه سبحانه، وأمَّا الآية المتقدِّمة، وهي قوله تعالى: {قَدْ نَبَّأَنَا الله مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ} [التوبة: 94]؛ فإنها نزلت بعد ذكْر المنافقين، ومعناها: التهديد؛ وذلك لأن النفاق موضِعُ ترهيبٍ، والإيمانُ موضعُ ترغيبٍ، فقوبل أهْلُ كلِّ محلٍّ من الخطاب بما يليقُ بهم. انتهى.
وقال شيخ اٌسلام ابن تيمية رحمه الله: (قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ} هَذَا فِي حَقِّ الْمُنَافِقِينَ وَقَالَ فِي حَقِّ التَّائِبِينَ: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ})
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[01 May 2006, 10:15 ص]ـ
بارك الله فيكم أيها الأحبة على هذا الإيضاح
شكراُ لكم(/)
طلب ورجاء من جميع أعضاء الملتقى حفظهم الله .. أرجو الدخول.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Apr 2006, 09:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو من الجميع التكرم بكتابة المؤهل العلمي في التوقيع، طلباً لمعرفة المستوى العلمي للمحاور، حتى يؤدي الحوار العلمي ثمرته بشكل أفضل، وليس هذا من باب التفاخر بالشهادات كما قد يظن البعض، فالشك زائل من هذا الجانب، وكلنا من جملة الطلاب، وإنما نحن في ملتقى علمي متخصص في الدراسات القرآنية، ولا بأس من أن يعرف كل واحدٍ منا المستوى العلمي لمن يجيبه عن سؤاله، أو يحاوره في أي مسألة علمية.
هذا رأي خاص أرجو إن رأيتم مناسبته أن تتكرموا علينا بتنفيذه، وكثير من الأعضاء قد صنع هذا ولله الحمد من قبل هذا، ولكن الحديث عن البقية وفقكم الله.
وإن رأيتم أنه غير مقبول، فليتكم تتكرمون علي ببيان وجه عدم قبوله.
والله يحفظكم ويرعاكم جميعاً.
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[25 Apr 2006, 12:15 ص]ـ
القاضي الأثري وطلبة الدكتوراة
الدكتور الفاضل / عبد الرحمن الشهري
السلام عليكم
هنا من العلماء الصامتين الذين لهم أعمال فوق ذلك، ولكنهم تكاسلوا في نيل درجاتهم العلمية لانشغالهم
الشيخ القاضي الأثري حفظه الله
وقد تتلمذ على يده في مصر طلبة الماجستير بله والدكتوراة
بله أنه الذي كانوا يحفون للقائه وينتظرونه بالساعات بله والأيام حتى يستطيع من ضيق الوقت لا ضيق الصدر أن يحدد لهم مواضيع رسائل الماجستر أو الدكتوراة، ثم يحدد لهم الخطة التي يسيرون عليها، ثم يتكالبون عليه ليل نهار حتى يستطيع أن يكمل مع كل مسيرته نحو التقدم.
هذا الرجل إن شئت أن تقول العقاد الجديد قوله بملء الفم والافتخار، بله إنه محقق لغوي شاعر أديب نحوي .... ما شئت أن تقول فقل.
حاول بعض تلامذته أن يحضر فخل الذين علوا بهمته بإذن الله، بل بعلمه، بل بمراجعه، بل بصحته، بل بحساب أبنائه،
فخل الذين سيشرفون.
وعندكم من الدكاترة والأساتذة المصريين من هم من تلامذته، غير أنه صامت يعمل ولا يكل صدره مفتوح، وبيت خلية طلبة، كان يرتمى إلى الأرض من كثرة الإعياء بغير مقابل دفعوه ولا ........
إنه الشيخ محمد بن عبد الحكيم القاضي المصري المنياوي
ذلك الذي تعاون من جهده من أصحاب المنزلة العليا بالأزهر في تحقيق كتابه المفهم بشرح صحيح مسلم.
واكتفى وأن اللبيب بالإشارة يفهم
وما أيمن صالح شعبان منكم ببعيد
رجل طيب نظر في الآفاق ووجد فكرة سابر عليها حتى أنه فاق على كثير من أقرانه ممن يحملون ...
لا أظن أن له علم بالقراءات البتة، جاءته فكرة مصحف القراءات وشعر بحاجة الأمة له ولم ير مبارزاً من أهل حملة ...
فتعلم لها ودرس القراءات وهو يخرج مصحف القراءات الذي تصاغر له ذوي ...
أبو إسحاق وما أدراك من أبو إسحاق
من ذا الذي يحقق خمسين حديثاً في مجلد من أصحاب ...
من يقول أنه له أنا له.
من أعطاه حق للكلام من أشرف عليه من من ...
إذ أسكت فكتاب ((بذل الإحسان بتقريب سنن أبي عبد الرحمن النسائي)) يتكلم.
د. نافع صاحب الشاملة
طبيب بشري فاق أصحاب الشهادات في البرمجة بله وحملة ...
تعجز الأمة بأثرها أن تشكر له صنيعه في الموسوعة الشاملة، وأعجز عن أن أكمل.
له الله في شكر عمله.
حادثته هاتفياً ليأخذ مبلغ خمسون ألف جنيهاً مصرياً ويتصالح مع دار التراث بالأردن، وكان التفاوض من ناحيتي لا من التراث فما كان منه إلا أنه عمل الإصدار الثاني الذي تتشدق المواقع بروابط تحميله.
أكرر
لك الله يا نافع لك الله يا نافع.
شعيب الأرناؤوط وما شعيب الأرناؤوط
من أنجز من أصحاب ..... مثل ما أنجز
ومن الذي يستطيع أن يشرف على رسالته وهو منه المقتبس.
أقتبس الصمت، وأعي.
أحمد محمد شاكر
من أحمد شاكر
إنه هو هو
أأقول أستحي.
الألباني إنه الألباني
من يزن أعماله وأعمال ...
من يرى لوعاته في البحث والفهرسة
لا أراه وكثير من حملة ...
إلا كوالدة تحمل رضيعها
طرفة
كنت جالساً منذ أكثر من عشر سنوات في قسم المخطوطات بدار الكتب المصرية أتصفح الفهرس، فجاء أستاذ سائلاً (في حد دارس حديث فيكم) فصمت فلما لم يجبه أحد. قلت: فيه أي خدمة؟ فقال: أنت محضر إيه، فقلت له: أنا باحث اسأل فإن كان لي علم بحاجة أخبرتك فلما لم يجد بداً. يسأل ولا يروح. فقال لي: إنه يريد مخطوطاً لعمل الدكتوراة. لا يكون طبع قبل ذلك.
فأريته الفهرس وهذا مطبوع، وهذا وهذا و ...... ، فإذا به يجد مخطوطة سنن البيهقي الكبري فقال: أيوه الكتاب ده كويس. فقلت له: إنك تبحث عن مخطوط غير مطبوع، فقال: أيوه ده لم يطبع. فأمسكت نفسي من ... وقلت له إنه مطبوع منذ ....
وأنك تستطيع أن تراه في الدور الأعلى من هذا المبنى أو الدور الأسفل من هذا المبنى، ودللته على مكاتب بالقاهرة.
من أعطاه ماجستر بله الشهادة التي قبلها. هو تخصص حديث
طرفة أخرى
نرجو حصر مصادر ذوي .... وعن من وثقوا أعمالهم.
انسحب خجلاً من منتدى أهل التفسير
ولا أحمل حطاً لأصحاب الشهادات والدراسات العليا بل أرى أن الأعمال هي التي تزن.
فرب حامل دكتوراة ليس له منها إلا ما كتب ويظل ينادى بـ ...
ورب أشعثٍ أغبرٍ لا يجد قوت يومه لا يؤبه له، لا يعطى أجر مناسب لكتاباته
، لو وزنت دراساته بدراسات الدارسين لفاقتهم. إذا فرغ انتصب لغيرها، وهكذا حياته.
ورب أشعث أغبر ذي طمرين تنبو عنه أعين الناس لو تأملنا في دراساته وطموحاته لتصاغرت إليه أعمال الممجدين.
رجاء خاص من الأفاضل المشرفيين
برجاء حذفي من المنتدى
وفقكم الله ورعاكم
وسأظل أدعو لكم بظاهر الغيب ما تذكرتكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ناصر]ــــــــ[25 Apr 2006, 12:42 ص]ـ
نعم الرأي يا د. عبدالرحمن, هكذا يو ضع كل في مكانه, و يزداد إطمئناننا بالمكتوب و يصبح بإمكاننا الإستشهاد بالنص ونسبته إلى معلوم.
فمما يحز في النفس أن تقرأ " جزاك الله خيرا يا شيخ وزادك علما وزوجك بحور العين ... إلخ" والقوم لا يعلمون عن هذا المتشيخ شيئ غيرالإسم المستعار nick name بل إنهم لا يعرفون أذكر هو أم أنثى و المؤمن ليس بكيس قطن ..
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Apr 2006, 10:18 ص]ـ
ما أدري ما الذي دفعك أخي مصطفى إلى مثل هذه التعليقات العديدة ذات المدلول الواحد؛ فالمطلوب واضح، وليس فيه انتقاص لأي أحد، وإنما المطلوب ذكر مؤهلك العلمي أو اهتمامك وتخصصك الذي تشتغل به.
وبإمكانك أخي الكريم - إن لم تكن حاملاً لشيء من الشهادات الرسمية - أن تعرف نفسك بقولك: باحث متخصص في الدراسات الشرعية مثلاً، أم متخصص في علم الحديث. وليس شرطاً أن تكون حاصلاً على شهادة ابتدائية أو جامعية بله شهادة دكتوراه أو ماجستير
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[25 Apr 2006, 11:32 ص]ـ
أخي مصطفى وفقك الله الى كل خير. اظن ان وضع الدرجة العلمية له وجهة نظر مختلفة عما اثرته في مداخلاتك. فعند الكتابة بالدرجة العلمية او عن طريق التعريف الشخصي كما ذكر الشيخ ابو مجاهد (باحث متخصص في الدراسات الشرعية مثلاً، أم متخصص في علم) مع الاسم الحقيقي تمنع غيرك ممن تكون له مآرب أخرى من الدخول الى المنتدى باسم مستعار , كما وتجعل المعلومة اوثق لمن يقرأها انه لا يأخذ عن مجهول , وكذا فان وضع كلمة مثل دكتور مثلا لها اثر في محاسبة الكاتب عن أخطاء يتجاوز عنها أحيانا لو كانت من غيره , هذا على العموم. وتساعد في التواصل مع الأعضاء أحيانا. وأظن ان أسوء ما في بعض المنتديات هو استخدام اسماء مستعارة تتغير أحيانا والمثل يقول: "الذي لا يعرفك يجهلك ".
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[25 Apr 2006, 03:04 م]ـ
جزاك الله خيراً أبا مجاهد , ولعل المشرفين يستجيبون لطلب الأخ مصطفى بحذف مشاركاته وترك مشاركة سطر أو سطرين تفي بمراده لأنها أخذت مكاناً كبيراً في الموضوع ورسالته وصلت جزاه الله خيراً على غيرته!!
ـ[ابو الروب]ــــــــ[25 Apr 2006, 03:24 م]ـ
اخي مصطفى رويدا رويدا ان ااحمل شهادة الثانوية وعلمي ضئيل فلو لم يعرفني احد لربما اغتر بي واذا علمني بشهادة مثل د-عبدالرحمن وثقنا بما يقول عرفنا لمن نقرا واذا كانت لك وجهت نظر اخرى فبينها بلطف خيرا مما فعلت والاخوة هنا يستمعوا لك ان شا الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Apr 2006, 04:03 م]ـ
شكراً للإخوة الفضلاء ناصر وأبي مجاهد ومجدي وابن الجزيرة وأبي الروب على تفهمهم للقصد من الموضوع.
وعذراً للأخ مصطفى علي إن كنت قد أسأت إليه بطلبي هذا، وفقه الله ورعاه.
ـ[المتدبر]ــــــــ[26 Apr 2006, 11:53 م]ـ
أبشر .... طال عمرك-على طاعة الله ....
وخذها من الآن ياشيخ ...
أخوكم في الله: مزيد العتيبي (المتدبر) بكالوريوس شريعة _ جامعة الإما م محمد بن سعود الإسلامية (سابقا) بالقصيم،،
والله يحفظكم ويسدد خطاكم
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 Apr 2006, 06:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً - افتح لوحة التحكم الخاصة بك الموجودة في يمين الشريط الأخضر في أعلى الصفحة.
ثانياً: اختر "تعديل التوقيع" الموجود يمين الصفحة. وهو أول الخيارات.
ثالثاً: اكتب في التوقيع ما تريد أو يكون في آخر كل مشاركاتك، مع تضمنه لاسمك ومؤهلك العلمي، أو تخصصك.
رابعاً: احفظ التوقيع. وبعد هذا سترى ما كتبته في ذيل جميع مشاركاتك السابقة واللاحقة إن شاء الله.
ودمتم سالمين.
ـ[المتدبر]ــــــــ[27 Apr 2006, 10:45 ص]ـ
شكرا ياأبامجاهد ... على الإرشادات ... وعذرا لا تؤاخذونا فإننا في تقنية الحاسب والإنترنت بين .. بين!!
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[28 Apr 2006, 05:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأفاضل
جزاكم الله خيراً جميعاً.
وبعد
قلت سابقاً في إحدى المشاركات ما معناه: أن منتدى أهل التفسير مزين برجاحة عقل الدكتور / عبد الرحمن الشهري، وهو رجل قد أحببته من غير أن أراه.
(يُتْبَعُ)
(/)
غير أن شيئاً خطيراً لم يعجبني، ولا أجده ميزان حقٍ، ألا وهو ما الصواب في تفاضل العلم.هل بما يضاف إليه من لقب قد تم في أغلب الأحيان بدرجة علمية.
وفي بعضها يضاف بالوسائط، بله بأنه ضد تيار الإسلام (د. الأدب العربي).
أقول هل التفاضل بذلك، أم بأن يكون الحق متلألئ في احتجاجه في المشاركة.
أي هل لذات اللقب الذي لم أزدره طبعاً. فكأن هذا أضفى على كلامه الحجة، أم أن يكون الحجة باستدلال صحيح في مشاركته.
وأحببت أن أنوه على مثلاً
هل تفاضلون لقب الدكتوراة بشيخ مثل الشيخ ابن عثيمين.
فستكون إجابتكم: كلا.
فإذا كان ذلك كذلك فما الحجة، ستكون الحجة العمل والعلم الذي يرفع الله الذين أوتوا العلم درجات.
وما ذكرته مع تأكيدي في النهاية بقولي:
ولا أحمل حطاً لأصحاب الشهادات والدراسات العليا بل أرى أن الأعمال هي التي تزن.
أقول ما ذكرته حجج أعمال تفوق دراسة ما قام به كم من الناس فحصلوا على ألقاب.
فذكرت (الألباني – شعيب – أحمد شاكر)
وذكرت من تتصاغر إليهم الألقاب لنجعل أن ميزاننا الذي نزن به الأعمال دون الألقاب، والحجة والبيان دون الألقاب التي لم أزدرها كما قلت.
فالدكتور عبد الرحمن قال: أرجو من الجميع التكرم بكتابة المؤهل العلمي في التوقيع، طلباً لمعرفة المستوى العلمي للمحاور، حتى يؤدي الحوار العلمي ثمرته بشكل أفضل.
فهل صاحب دكتوراة معين مثلاً مختلف مع الشيخ شعيب فهل تميل الكفة للقب أم للحجة الواردة من الطرفين. فإن كانت للحجة،
فالصواب الحس على حسن الاحتجاج.
أما إن شئت أن تعرفني فأنا رجل متصاغر، عبدٌ لله كنت في كلية العلوم، فتحسرت على جهل الرفاق وتاقت نفسي للعلوم الشرعية. فتركت العلوم العلمية التي كنت شغوفاً بها، وكنت أحصل على مكافأة على تفوقي، ثم أخذت في طلب العلم الشرعي، و ...
حتى منَّ الله علي بإنجاز عدة كتب في التحقيق سأذكرها بعد قليل.
الاسم: مصطفى علي
البلد: مصر
السن: 47 سنة.
الحالة الاجتماعية: متزوج، ولي ولدان، وأربع بنات، ولد وبنتان ختموا القرآن، والابنة الكبرى 20 سنة تعلم الأخوات التجويد إذ هي مجيدة، وتعلم التجويد عبر الغرف الصوتية للأخوات، وقريباً القراءات العشر الصغرى بإذن الله تعالى.
العمل: أعمل بمجال تحقيق التراث الإسلامي منذ أكثر من 22 سنة. وفي مجال إعداد برامج دينية على الكمبيوتر، ولي مكتب نور الإسلام لتحقيق التراث الإسلامي، وصف الكتب الدينية على الكمبيوتر للطبع.
لي من الكتب المطبوعة
1 - محاسبة النفس لابن أبي الدنيا، طبع دار الكتب العلمية – بيروت. سنة 1986
2 - الثبات عند الممات لابن الجوزي، طبع دار الجيل – بيروت. سنة 1991
3 - الإعلام بوفيات الأعلام للحافظ الذهبي (مجلدان) بالاشتراك مع أخ، طبع دار الكتب الثقافية – بيروت. سنة 1990 تقريباً.
4 - مختصر مصنف عبد الرزاق وفهارسه (4 مجلد)، طبع دار الجيل – بيروت. سنة 1991
5 - التوهم للحارث المحاسبي، طبع المكتبة الإسلامية - القاهرة. سنة 2006
* لي من الكتب التي تحت الطبع
1 - مصحف أحكام التجويد. (عارضه حالياً على عدة جهات منها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
2 - مختصر مصنف ابن أبي شيبة وفهارسه (4 مجلد)، طبع دار الجيل – بيروت.
3 - المعجم الرائد لمن تكلم فيهم الهيثمي في مجمع الزوائد. كتاب رجال صنفتُ فيه من كلام الهيثمي كتابَ رجال له، وبعد ذكرهم على حروف المعجم، في تحقيقي بينت إذا كان موافقاً أو مختلفاً مع علماء الجرح والتعديل الآخرين كابن أبي حاتم، وابن حجر والذهبي، وغيرهم.
4 - مسند الذهبي من كتاب ((تذكرة الحفاظ))، وقد جمعتُ فيه أحاديث الذهبي التي ذكرها في كتابه ((تذكرة الحفاظ))، ثم رتبتها على المسند، ثم اتبعت ذلك بفهارس لأطراف الحديث، وفهارس تبويبية على كتب الفقه لتلك الأحاديث. والكتاب مع ما يليه تعليمي ليتعلم منه الأخوة كيفية التصنيف. فالأحاديث قليلة وقد صنعت منها كتابين الأول المسند، والثاني، سنن الذهبي، وهو التالي، طبع دار الكتاب المصري دار الكتاب اللبناني – القاهرة، بيروت
5 - سنن الذهبي من كتاب ((تذكرة الحفاظ))، نفس الأحاديث مرتبة على الأبواب الفقهية، طبع دار الكتاب المصري دار الكتاب اللبناني – القاهرة، بيروت
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - فهارس تفسير ابن كثير، طبع دار الجيل - بيروت.
7 - مشكاة الأنوار في فضائل النبي المختار صلى الله عليه وسلم، مع مكتب تحقيق تبع دار الراية الرياض. أنا تحقيق وتخريج للأحاديث.
8 - مسند بلال للإمام الزعفراني، ويليه مسند بلال من مسند الإمام أجمد بن حنبل، وبهامشه الموسوعة المسددة بتحقيق تلك الأحاديث المسندة.
* الكتب التي أعمل بها حالياً وجزء منها يعد للعمل فيه:
1 - المجمع المؤسس ابن حجر العسقلاني.
2 - المعجم المفهرس بالمجمع المؤسس.
(وفي هذين أحاول توثيق السنة).
3 - الشمائل المحمدية للإمام الترمذي (بتخريج زوجتي).
4 - حسن الظن لابن أبي الدنيا (بتخريجي ابنتي الكبرى).
5 - سنن الذهبي من كتابه ((سير أعلام النبلاء)).
6 - سنن الخطيب البغدادي من كتابه ((تاريخ بغداد)).
7 - كيف تعد فهرساً (أطراف، معاجم، كتب فقهية، على الحاسوب. (تصنيفي).
8 - شرح السنة للإمام البغوي (تخريج أم عبد الأعلى زوجتي، وابنتي الكبرى.
9 - كتاب النهاية في علم التجويد. وهو كتاب جمعت وما زلت جميع الكتب المطبوعة والأبحاث المتناثرة على النت والمنتديات بحيث يكون تصنيفي للباب قد جمع فأوعى ما استطعت إلى ذلك سبيلاً.
10 - تيسير شرح الشاطبية (لم أنته إلى تسمية نهائية) وهو كتاب تذلل فيه علم القراءات حتى تستطيع تعليمه ناقصات العلم، لا العقل والدين.
((كل ذلك أجلته إلا ما اقترب من الانتهاء منه
لكتاب جامع التفاسير.
* صاحب فكرة برنامج جزء عم بالقراءات السبع. التي أعدته دار التراث بالأردن، ولكن كانت الفكرة في القراءات السبع بالنسبة للقرآن كله، وكانت الفكرة أكبر مما طبقوها بكثير، ولكنهم طبقوا هذا الجزء منه ومن فكرته لكي يجسوا نبض السوق. وكانت هذه الفكرة من خمس سنوات تقريباً، أو بالضبط السنة الثانية لإصدار الموسوعة الذهبية سنة 1998 ميلادياً، والله أعلم.
الآن أعد برامج قرآنية كبيرة لتعد على سيديهات كمبيوتر.
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[29 Apr 2006, 09:58 ص]ـ
الدكتور عبدالرحمن الشهري جزاك الله خيرا على اقتراحك وليس فيما قلت تعد على أحد ورب باحث يحمل من العلم أضعاف ما يحمله صاحب شهادة أو درجة علمية ولكن في المقابل لا بد من معرفة صاحب المشاركة وتخصصه أما من رزقه الله علما ولم يحرص على نيل شهادة فعلمه ومشاركته هي التي تدل عليه وتبين حاله، ومن خلال ما كتبه أخونا مصطفى لمست ما له من جهد مبارك ونشاط مشكور ولكنه ربما تعجل فيما أورده وأطال في ذكر الأمثلة وغيرها كثير والحمد لله وقد يكون قوله (برجاء حذفي من المنتدى
وفقكم الله ورعاكم
وسأظل أدعو لكم بظاهر الغيب ما تذكرتكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته) غير مناسب، ولا أظنه يصرعلى موقفه فالملتقى يحتاج إلى جهده وجهد كل مخلص لخدمة كتاب الله تعالى
ـ[عماد الدين]ــــــــ[29 Apr 2006, 12:18 م]ـ
يا شيخ عبدالرحمن
أتفهم وجهة نظرك أخي الحبيب
ولكن الكثير من الإخوة الذين يشاركون في المنتديات من طلاب العلم المبتدئين والأغلب ممن لم يحصلوا على مؤهلات جامعية في أي فرع من العلوم فضلا عن العلوم الشرعية ... وقد يشعرون ببعض السلبية تجاه اقتراحك.
ومنهم أؤلئك الذين لا يستطيعون أن يصرحوا بأسمائهم أو مؤهلاتهم ... حتى في مثل هذه المنتديات التي تهتم بخير كتاب ... ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ـ[ربيع أبوعليتن]ــــــــ[29 Apr 2006, 04:47 م]ـ
من وجهة نظري أعتقد أن هذا الطلب الذي تقدم به فضيلة الدكتور لايفيد في شيء، والسبب هو أن القارىء سينظر للمستوى وليس للموضوع مع العلم أن كثير من اصحاب الشهادات لايفرقون بين النص الحديث القدسي ونص القرآن، وأذكر هنا قصة وقعت لأحد الدكاترة عندما قدم أطروحته وعرضت على لجنة المناقشة، ذكر في بحثه الحديث القدسي " ياعبادي إني حرمت الظلم على نفسيوجعلته محرما بينكم ... " فقال في الحاشية راجعت القرآن كله فلم أجد هذه الآية.
فالأمثلة كثيرة من هذا النوع وأرجوا أن تكون المشاركات مفتوحة فالموضوع هو الذي يحكم على صاحبه
ـ[ربيع أبوعليتن]ــــــــ[29 Apr 2006, 04:51 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 Apr 2006, 05:44 ص]ـ
وأذكر هنا قصة وقعت لأحد الدكاترة عندما قدم أطروحته وعرضت على لجنة المناقشة، ذكر في بحثه الحديث القدسي " ياعبادي إني حرمت الظلم على نفسيوجعلته محرما بينكم ... " فقال في الحاشية راجعت القرآن كله فلم أجد هذه الآية.
أرجو التثبت أخي الكريم
ثم إن صحت هذه القصة فلا أظنها لمتخصص في الدراسات الشرعية
ومع ذلك فأنا لا استغرب وجود حالات شاذة، والشاذ لا حكم له.
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[30 Apr 2006, 04:14 م]ـ
اقتراح معقول جداً أتفق مع المشرف العام فيما قاله. وكما الأخ ناصر: هكذا يو ضع كل في مكانه, و يزداد إطمئناننا بالمكتوب و يصبح بإمكاننا الإستشهاد بالنص ونسبته إلى معلوم.
شكراً جزيلاً للحرص على الرقي بهذا الموقع المتميز دوماً، وأرى أن الحرص على تنفيذ هذا الاقتراح يزيده تميزاً.ويمكن لمن لا يرغب في التصريح بمؤهله أن يكتفي بالسؤال فقط.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[30 Apr 2006, 08:18 م]ـ
ويمكن لمن لا يرغب في التصريح بمؤهله أن يكتفي بالسؤال فقط.
أخي فهد
لقد حجرت واسعا ......
ـ[ابو حنين]ــــــــ[01 May 2006, 12:30 ص]ـ
أكيد يجب معرفة الكاتب!!! مع البعد عن التدليس!!! ... حيث إن التفسير يبنى
عليه من احكام العقيدة و الفقه الشيء الكثير
و لسنا في مقام شواهد أدبية او علوم تطبيقية!!!! حتى نقرأ لكل أحد!!!!!!!!!
================================
من جانبي - و أنا لست طالب علم و إنما فقط متطفل
(أحب الصالحين و لست منهم ** عسى أن أنال بهم شفاعة))
أقول: لن ألتفت لأي كتابة لا يتم تعريف كاتبها كائنا من كان و لو تعريفا مبسطا .....
او يتم تزكيته من أحد أعضاء المنتدى المعروفين.
فإذا كنت أنا كذلك فما بالكم بطلبة علم و علماء لهم منهجية علمية من أهم قواعدها: معرفة
الكاتب قبل قراءة كتابه!!! و الله أعلم. و صلى الله على نبينا محمد ..
ـ[أمين نورشريف]ــــــــ[01 May 2006, 11:37 ص]ـ
اقتراح موفق ولا أرى فيه حرج فالمرء إما عالم أو متعلم
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[22 May 2006, 02:47 ص]ـ
السلام عليكم أيها الفضلاء جميعاً
الأخ الدكتور عبد الرحمن وفقه الله اقترح ولم يلزم أحدا، فمن أراد فليفعل ومن لا يرد فلا يفعل، وعليه لا ينبغي أن يستجرنا الشيطان إلى الدخول في الجدل.أسأل الله للجميع الخير والثبات وصفاء النية وحسن القصد
ـ[عبدالعزيز العمار]ــــــــ[22 May 2006, 09:31 م]ـ
إلى المشرف الفاضل، سلام عليك، لقد سرني كثيرا طلبك، وأنا مع في هذا الطلب؛ والغرض من ذلك - ولا يخفاك - ليس التفاخر بهذه الشهادات، فضلا أن هذه الشهادة أيا كان نوعها ليست هي معيار التفاضل بين الأنام، ولكن - وبلا شك - أن لها ثقلا ووزنا علميا ولذا فنحن في هذا المنتدى ننتظر مشاركات قيمة بقيمة هذا الشهادات، دعواتي للجميع
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 May 2006, 10:59 م]ـ
حياكم الله يا أبا يزيد، وشكر الله لكم تقديركم للهدف والغرض، ومرحباً بكم أخاً كريماً في هذا الملتقى العلمي الموفق بكم وبأمثالكم ولله الحمد.
ـ[أبو ياسر]ــــــــ[24 May 2006, 06:45 م]ـ
إخواني الأحبة:
موضوع المؤهلات بالشكل العام قد يقول الشخص فيه تفاضل ولكن من حيث العمل أي الحوار والفوائد والأخذ وغير ذلك لا بد من معرفة المصدر حتى يطمئن القلب، ولو جئت لعالم جليل هو لا يرمز لنفسه الجامعة الفلانية ولكن أنت تعرف أنه من طلاب العالم الفلاني وسلك مع العالم الفلاني المنهج المعين وما هناك عالم إلا وعرفت على يد من درس وتعلم.
والله أعلم أن مقصد الإخوة هو معرفة الشخص لأن الموقع علمي وفي مادة حساسة في الشرع لا بد الأخذ من ثقة ومصدر لتطمئن القلوب وإلا فالشيخ عبد الرحمن. محسن الظن في الجميع إن شاء الله.
والله أعلم.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[25 May 2006, 04:31 م]ـ
لابأس بطلبك ياشيخ عبدالرحمن، والأمر للتخيير وليس فيه إجبار.
أخوكم: عبدالله العلي
دراسات عليا - قسم العقيدة
ـ[الجعفري]ــــــــ[26 May 2006, 06:17 م]ـ
اقتراح طيب لكن يكون اختيارياَ , والعبرة ليست بالألقاب إنما بالكلام المكتوب
وجزاكم الله خيراً
أخوكم أحمد الجعفري مدرس علوم شرعية
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 May 2006, 09:02 م]ـ
جزاكما الله خيراً. ومن وافق على الرأي فليته يتكرم بكتابة التعريف في التوقيع ليبقى ثابتاً في مشاركاته، أحسن الله إليكم جميعاً.
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[27 May 2006, 08:09 ص]ـ
اقتراح موفق. وكتابة التعريف ليس الزاماً لكل أحد،بل هو للتخيير ...
ـ[القاضي الأثري]ــــــــ[30 May 2006, 03:03 م]ـ
نعم الرأي يا د. عبدالرحمن, هكذا يو ضع كل في مكانه, و يزداد إطمئناننا بالمكتوب و يصبح بإمكاننا الإستشهاد بالنص ونسبته إلى معلوم.
فمما يحز في النفس أن تقرأ " جزاك الله خيرا يا شيخ وزادك علما وزوجك بحور العين ... إلخ" والقوم لا يعلمون عن هذا المتشيخ شيئ غيرالإسم المستعار nick name بل إنهم لا يعرفون أذكر هو أم أنثى و المؤمن ليس بكيس قطن ..
أخي نااصر
الله يزوجك أنت بالحور العين ومعك كل شيوخنا بالمنتدى وانا معكم يا رب
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تلقيت رسالة مهذبة من أخي الكريم الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله عقب مشاركتي حول القراءات القرآنية في الدراسات الاستشراقية مفادها الدعوة إلى كتابة مؤهلي العلمي أسفل توقيعي واستجبت ولكن صعب علي ان اكرره كل مرة ولا اعرف كيف يكتب في التوقيع.
ومع ذلك فهناك كلمة بالنسبة لموضوع الأخ الشيخ مصطفى جعفر وهو ان الحق يقال كتابة المؤهل العلمي بالتوقيع فيه تزيد وتنقص مشعور او غير مشعور، وفائدته ليس أكبر من عبثيته، وهذه بعض السباب:
1 - فالعلم المطروح هو فقط المطلوب تعرفا ومناقشة وليس شهادة الطارح.
2 - بل على العكس قد يشوش اللقب العلمي على المناقش أو المستفيد فيتداخل معه اللقب بالفكرة أي قد يكبر عند البعض ما هو صغير أو يصغر ما هو كبير بلمح اللقب.
3 - ومهما قلنا إن مثل د. الشهري او الدكتور يحيى او الدكتور مساعد الطيار مثلا وهم ناس اعرفهم اعرف جهودهم العلمية الفذة أقول مهما قلنا إن امثالهم لا يؤثر لقبهم العلمي في نااج العطاء او الرد فيبقى غيرهم في دائرة خداع الشهادات لكثير ممن يتلقى العلم ظانا ان الشهادة توثق العلم.
4 - وهذا خطا فالشهادة لا توثق العلم ولا عدمها يقلل من الثقة به. والدكتور عبد الرحمن لو قرانا اسمه بلا لقب علمي او الدكتور مساعد الطيار تخيل انني قلت لك: مساعد الطيار قال كذا؟؟ بدون لقب دكتور وهو قليل عليه، ماذا تقول؟؟ تقول إن كان مساعد الطيار قاله فهو المقدم - وآسف لحذف اللقب لدواعي المقال.
5 - وقد قرات المشاركة التي تفضل بها الدكتور عبد الرحمن وفتح بها باب حوار ودرس جميل طريف وهي مشاركته حول السرقات العلمية، وهنا اتساءل: من الذي سرق؟ أليس يحمل درجة علمية؟؟
بل أزيدكم من الشعر بيتا، ولعل دكتور عبد الرحمن ود مساعد وغيرهم يعرف هذ المثال او يذكره؟
هل تذكرون قصة سرقة احد الأساتذة الجامعيين لبحث الشيخ الطنطاوي قصة النحو وتاريخ اشهر النحاة؟ وقد حصل به على ترقية علمية بالجامعة؟ والشيخ الطنطاوي ليس له درجة علمية والدكتور فلان هذا .. كان هذا عام 1374 من الهجرة، وانا بالسنة الدراسية الرابعة بالجامعة.
5 - لكن هذا لا ينفي وضع اللقب، لكن ليس للتعرف على شخص الرجل او علميته وإنما للتعرف على مكان الرجل وعنوانه بحيث يمكن مواصلته ومراسلته والإفادة منه إن كان اهلا للإفادة من امثال د عبدالرحمن الشهري ود مساعد ود يحيى.
6 - ماذا كان سيكتب الشيخ محمد ناصر الدين اللباني: ساعاتي؟؟؟
وهذا يدلنا على شيء قاله العلماء وهو ان العلم يعرف بشيئين هما: الشهرة او التزكية، والتزكية تكون بمعرفة اهل العلم له وتزكيتهم وليس بالشهادة.
7 - حفظكم الله وبارك فيكم
ومن هنا اقول لاخي الشيخ مصطفى: لا تنسحب من هذا الملتقى المبارك فقد يكون طرح هذه الفكرة غير مقصود به شيئا ولا شينا من التنقص لأحد - وهو اللائح الواضح- وان كانت الفكرة في ذاتها يمكن ان تؤدي غلى شيء من الطبقية غير المبنية على اسس صحيحة. ولكن اجعل جهدك مع اخوانك واحبابك وأساتذتك وأقرانك، بل قد يكون فينا بعض تلامذتك. وكلنا يؤدي بقدر ما عنده والتقويم الحقيقي هو حسب بصيرة القارئ والمتعلم والباحث، وكلنا في ملتقى التفسير إخوان في رابطة العلم مستقل ومستكثر، يصلح بعضنا بعضا ويكمل بعضنا بعضا بغير أن يكون ذلك سببا في حساسية أو نفور قلب.
6 - حفظكم الله جميعا وبارك جهودكم. ووفقكم إلى ما فيه الخير للجميع.
محمد القاضي
ليسانس - ودبلوم المخطوطات وتحقيق التراث
لكن لن أستطيع تكرارها بعد ذلك
===========================
ـ[ابو حيان]ــــــــ[30 May 2006, 07:33 م]ـ
السلام عليكم
لك ما شئت يا شيخ عبد الرحمن وفقك الله لكل خير
اخوك: عبد الله المنصور
طالب ماجستير في العلوم المالية
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Jun 2006, 03:33 م]ـ
أخي الكريم (أبا حيان) وفقه الله. مرحباً مرة أخرى، فقد افتقدنا مشاركاتك منذ زمن، وسرني عودتك، وأشكرك على استجابتك الكريمة للاقتراح، وفقك الله في دراستك، وردك إلينا سالماً غانماً موفقاً.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[06 Jun 2006, 07:17 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وأرى أن أهم من هذا: إلزام من وضع قبل اسمه (د. فلان ... ) بذكر تخصصه؛ لأني أعرف أن بعض من يكتب هنا تخصصه في غير الأمور الشرعية، ولم يبين تخصصه، والمطلع على كلامه هنا لن يخطر على باله أنه من غير أهل التخصص، وهذا قد يكون نوعا من التدليس.
وفقكم الله.
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[10 Jun 2006, 08:56 م]ـ
بارك الله فيكم.
سلطان الفقيه
ماجستير جامعة ذمار قسم التفسير وعلوم القرآن.
ماجستير جامعة الايمان.(/)
أريد معرفة الدراسات التي دارت عن كتاب (أضواء البيان)
ـ[محمد البويسفي]ــــــــ[25 Apr 2006, 12:41 ص]ـ
أنا طالب أبحث في القواعد الأصوليةو دورها في التفسير عند الإمام الشنقيطي من خلال أضواء البيان و أريد أن تفيدوني إن كانت هناك دراسة في هذا الموضوع. سمعت أن للشيخ السديس شيء من هذا القبيل أريد أن تفيدوني في هذا الموضوع و جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Apr 2006, 07:12 ص]ـ
انظر لو تكرمت هنا فقد سبق السؤال عنه ..
أود معرفة الموضوعات التي بحثت في كتاب أضواء البيان ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=938)(/)
هل هناك ضوابط للحكم على طريقة مفسر بأنها من أحسن طرق التفسير؟
ـ[أبوعبيدة]ــــــــ[25 Apr 2006, 08:13 ص]ـ
الإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد نجد في الرسائل العلمية التي تتحدث عن منهج مفسر من المفسرين مبحثاً يتحدث عن "المفسر ما له وما عليه" أو "ما يؤخذ على المفسر"، فهل هناك ضوابط للحكم على طريقة مفسر من الفسرين بأنها من أحسن طرق التفسير ومن خلالها نستطيع تحديد المآخذ أم لا؟
أرجو من أهل الاختصاص التكرم بالإجابة
وبارك الله فيكم.
ـ[أبوعبيدة]ــــــــ[26 Apr 2006, 11:27 ص]ـ
نرجو من الأخوة الإجابة للأهمية
وبارك الله فيكم
ـ[أبوعبيدة]ــــــــ[27 Apr 2006, 10:35 ص]ـ
نرجو من الأخوة الإجابة للأهمية!!!
وبارك الله فيكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 May 2006, 07:52 ص]ـ
يُذكر في أصول التفسير أن أحسن طرق التفسير تفسيرُ القرآن بالقرآن، ثم يليه تفسير القرآن بالسنة. ولم أجد من الباحثين من يذكر أن طريقة فلان من المفسرين هي أفضل طرق التفسير. ولذلك فالحكم يكون للمنهج وليس للكتاب وللمؤلف. ولذا يمكن القول إن أفضل كتب التفسير هي تلك الكتب التي التزم أصحابها بالأصول المقررة في التفسير، ولم يخالفوا أحد هذه الأصول. وبقدر المخالفة تكون المؤاخذة والتعقب للمفسر. والله أعلم.(/)
أسئلة إعرابية تتعلق بلفظ الجلالة - الله
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[25 Apr 2006, 09:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الباحثين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعمل فى محاولة لتحليل أثر الجملة فى إعراب إسم الله:
وبالتالى يتم إدراج الجملة التى فيها إسم الله (حرم الله، بالله) وفى عمود آخر إعراب إسم الله، وفى عمود آخر إعراب الجملة أو شبه الجملة
وتواجهنى إشكاليات من حين لآخر، أتمنى أن أستطيع عرضها عنها بالتدريج حتى تجيبونى عليها – خاصة وأنى غير متخصص وبالتأكيد سأقع فى أخطاء كثيرة-.
الأشكالية الأولي:
سورة التوبة:
قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29)
الجملة:
"الذين لا يؤمنون بالله"
إعراب" بالله" الباء حرف جر، لفظ الجلالة إسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب
إعراب " يؤمنون" فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، واو الجماعة، ضمير متصل مبنى على السكون فى محل رفع فاعل
سورة التوبة
إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (45)
الجملة:
الذين لا يؤمنون بالله
إعراب " بالله" الباء حرف جر، لفظ الجلالة إسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة
إعراب " يؤمنون" فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، واو الجماعة ضمير متصل مبنى على السكون فى محل رفع فاعل، الجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب
المصدر من برنامج إعراب القرآن الكريم، من rdi
الإشكالية هى
لاحظتم أن " الجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب " فى الآية الأولى إنطبق ذلك على لفظ " بالله"
بينما فى الآية الثانية، انطبق ذلك على " يؤمنون"
فضلا عن " بالله " هى شبه جملة
السؤال هو فى الجملة صلة الموصول التى لا محل لها من الإعراب (كيف يتغير هذا الأمر من الآية الأولى إلى الآية الثانية) أم هناك خطأ منى أم من البرنامج الذي أعتمد عليه.
مع العلم أنه برنامج موثوق به.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
عادات القرآن
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[25 Apr 2006, 04:49 م]ـ
إخواني في ملتقى أهل التفسير السلام عليكم ورحمة الله:
أريد أن أطرح عليكم موضوعا، وأرجو من المشايخ، والإخوة الأفاضل أن ينبهوا على هذا الموضوع إن كان قد طرح من قبل، فنطوي الحديث عنه، وإن لم يكن كذلك فلينشطوا بالمشاركة في هذا الموضوع الذي له أهمية بالغة تعين على فهم القرآن الكريم، وتفتح لنا من كنوز هذا الكتاب العظيم.
هذا الموضوع عنوانه "عادات القرآن الكريم " يقول العلامة الطاهربن عاشور:
"يحق على المفسر أن يتعرف عادات القرآن من نظمه وكلمه، وقد تعرض بعض السلف لشيء منها، فعن ابن عباس: كل كأس في القرآن فالمراد بها الخمر، وذكر ذلك الطبري عن الضحاك أيضا.
وفي صحيح البخاري في تفسير سورة الأنفال " قال ابنُ عُيينة: ما سمّى اللَّهُ مَطَراً في القرآن إلاّ عذاباً، وتُسمِّيه العربُ الغَيثَ، وهو قوله تعالى: {وَهُوَ ?لَّذِي يُنَزِّلُ ?لْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ} (الشورى: 28).
وعن ابن عباس أن كل ما جاء من " يا أيها الناس .. " فالمقصود به أهل مكة المشركون.
وقال الجاحظ في البيان وفي القرآن معان لا تكاد تفترق، مثل الصلاة والزكاة، والجوع والخوف، والجنة والنار، والرغبة والرهبة، والمهاجرين والأنصار، والجن والإنس ".
قلت: والنفع والضر، والسماء والأرض، وذكر صاحب الكشاف وفخر الدين الرازي أن من عادة القرآن أنه ما جاء بوعيد إلا أعقبه بوعد، وما جاء بنذارة إلا أعقبها ببشارة، ويكون ذلك بأسلوب الاستطراد والاعتراض لمناسبةالتضاد، ورأيت منه قليلا في شعر العرب كقول لبيد:
فاقطع لبانة من تعرض وصله **** ولشر واصل خلة صرامها
واحب المجامل بالجزيل وصرمه **** باق إذا ظلعت وزاغ قوامها.
وفي الكشاف في تفسير قوله تعالى: "فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى? بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ ... " الآية: جيء به ماضيا على عادة الله في الأخبار، وقال فخر الدين الرازي في تفسير قوله تعالى: " يَوْمَ يَجْمَعُ ?للَّهُ ?لرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ .... " الآية من سورة العقود: " عادة هذا الكتاب الكريم أنه إذا ذكر أنواعا كثيرة من الشرائع والتكاليف أتبعها إما بالإلهيات وإما بشرح أحوال الأنبياء وأحوال القيامة ليصير ذلك مؤكدا لما تقدم ذكره من التكاليف والشرائع ".
وقد استقريت بجهدي عادات كثيرة في اصطلاح القرآن سأذكرها في مواضعهاومنها أن كلمة "هؤلاء " إذا لم يرد بعدها عطف بيان يبين المشار إليهم فإنها يراد بها المشركون من أهل مكة كقوله تعالى: " بَلْ مَتَّعْتُ هَـ?ؤُلاَءِ وَءَابَآءَهُمْ حَتَّى? جَآءَهُمُ ?لْحَقُّ وَرَسُولٌ مُّبِينٌ " وقوله: "فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَـ?فِرِينَ ".
وقد استوعب أبو البقاء الكفوي في كتاب الكليات في أوائل أبوابه كليات مما ورد في القرآن من معاني الكلمات، وفي الإتقان للسيوطي شيء من ذلك.
وقد استقريت أنا من أساليب القرآن أنه إذا حكى المحاورات والمجاوبات حكاها بلفظ قال دون حروف عطف، إلا إذا انتقل من محاورة إلى أخرى، انظرقوله تعالى:"وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها "إلى قوله:" أنبئهم بأسمائهم " انتهى كلامه رحمه الله من كتاب التحرير والتنوير (1/ 69) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال كعب بن مالك رضي الله عنه:
جارعلى منهج الأعراب أعجزهم **** باق مدى الدهر لا يأتيه تبديل
بلاغة عندها كعّ البليغ فلم **** ينبس وفي هديه طاحت أضاليل
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Apr 2006, 05:28 م]ـ
من مهمات التفسير: معرفة عرف القرآن والمعهود من معانيه واستعمالاته ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2279&page=1&pp=15)
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[25 Apr 2006, 05:41 م]ـ
شيخنا المشرف أبا مجاهد: جزاك ربي أفضل الجزاء، وأوفره فلنحي هذا الموضوع من جديد، وإليك هذه الإضافة الجديدة.
بسم الله, والصلاة والسلام على رسول الله:
وليفتح الباب بهذه:
جاء في صحيح البخاري في كتاب الصوم: باب فضل ليلة القدر
قالَ ابنُ عُيَينةَ: ماكان في القُرآنِ " وَمَآ أَدْرَاكَ " فقد أعلمَه، وما قال: " وَمَا يُدْرِيكَ " فإِنه لم يُعْلِمْهُ "
إذا تصفحنا المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم نجد هذه النتائج:
- تكررت كلمة " أدراك " في القرآن (13) مرة، كلها تتعلق بيوم القيامة إلا في موضعين، وذلك في قوله تعالى " وَ?لسَّمَآءِ وَ?لطَّارِقِ. وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ?لطَّارِقُ. ?لنَّجْمُ ?لثَّاقِبُ "
[الطارق:1 - 2 - 3]
- وقوله "إِنَّا أَنزَلْنَـ?هُ فِى لَيْلَةِ ?لْقَدْرِ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ ?لْقَدْرِليلة القدرخَيْرٌ مّنْ أَلْفِ شَهْرٍ "
[القدر:1 - 3]
- تكررت كلمة " يدريك " في القرآن (3) مرات، كلها تتعلق بيوم القيامة إلا في موضع واحد وهو قوله تعالى في حق ابن أم مكتوم رضي الله عنه: " عَبَسَ وَتَوَلَّى?. أَن جَآءَهُ ?لأَعْمَى?. وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى?. أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ?لذِّكْرَى? " [عبس: 1 - 2 - 3 - 4]
فهل هذه العادة التي ذكرها سفيان بن عيينة صحيحة؟
ـــــــــــــــــــــــــ
يقول الإمام الشاطبي:" من زاول كلام العرب وقف من هذا على علم " الموافقات ص:267
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[26 Apr 2006, 07:28 م]ـ
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله:
لقد وُفِقَ سفيان بن عيينة في التماس هذه العادة التي جرى عليها القرآن، وانتقد الحافظ ابن حجرعليه آية واحدة فقط، وهي الآية التي نزلت في ابن أم مكتوم؛ لأن الله أعلمه أنه يريد التزكية،و الذكرى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال صادق الرافعي:" إذا لم تزد شيئا على الحياة فأنت زيادة عليها "
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[26 Apr 2006, 07:58 م]ـ
نص عليها الإمام الشاطبي رحمه الله في كتابه الموافقات، وساق لها طائفة من الآيات، وهي من أنجع الوسائل لتربية الأمة، وتعليمها آداب التعامل مع ربها، خاصة عند دعائه. يقول الإمام الشاطبي رحمه الله:" تقديم الوسيلة بين يدي الطلب كقوله تعالى: " إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ. ?هْدِنَا ?لصّرَاطَ ?لْمُسْتَقِيمَ .. " الفاتحة [5 - 6]، وفي قوله تعالى:" ?لَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ إِنَّنَآ آمَنَّا فَ?غْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ ?لنَّارِ " آل عمران [16] وفي قوله تعالى: " قَالَ ?لْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ ?للَّهِ آمَنَّا بِ?للَّهِ وَ?شْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ. رَبَّنَآ آمَنَّا بِمَآ أَنزَلَتْ وَ?تَّبَعْنَا ?لرَّسُولَ فَ?كْتُبْنَا مَعَ ?لشَّاهِدِينَ ".آل عمران [53] وقال تعالى:" ?لَّذِينَ يَذْكُرُونَ ?للَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى? جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ ?لسَّمَاوَاتِ وَ?لأَرْضِ رَبَّنَآ مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ " آل عمران [191] " الموافقات ص: 695 - 696.
بل حتى حالة الدعاء على أعداء هذه الأمة من الكفرة والظلمة لابد لنا أن نبين سبب دعائنا عليهم هذه عادة القرآن لا تكاد تتخلف؛ قال تعالى: " وَقَالَ مُوسَى? رَبَّنَآ إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي ?لْحَيَاةِ ?لدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا ?طْمِسْ عَلَى? أَمْوَالِهِمْ وَ?شْدُدْ عَلَى? قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى? يَرَوُاْ ?لْعَذَابَ ?لأَلِيمَ " يونس [88] , وقال في حق نوح عليه السلام: "قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَ?تَّبَعُواْ مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَسَاراً " إلى قوله تعالى: " وَلاَ تَزِدِ ?لظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَاراً "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراد بالوسيلة: الحاجة، ومنه قول الشاعر:
إن الرجال لهم إليك وسيلة **** إن يأخذوك تكحلي وتخضبي.
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[27 Apr 2006, 04:35 م]ـ
الاخوة الاكارم
تقدم احد طلبة الدكتوراة عندنا في كلية الشريعة - جامعة اليرموك بالموضوع ووافقنا عليه
والعنوان:
عرف القرآن والمعهود من معانيه واستعمالاته وأثره في الترجيح الدلالي (دراسة تاصيلية تطبيقية)
والموضوع جدير بالدراسة لكن الاجدر التأصيل له والاهتمام بالضوابط التي تمكن من استخراج هذا العرف،
بارك الله فيكم
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[27 Apr 2006, 09:42 م]ـ
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله:
جزاك ربي أفضل الجزاء، وأوفره: فضيلة: د. عبدالله بن محمد الجيوسي، على هذه المشاركة، وأنا عازم على المواصلة لا لأحصل على الدكتوراه، ولكن لننال الأجر بهذه المدارسة، وأدعوك يا فضيلة الدكتورلأن تعلق على هذه المشاركات بما تراه نافعا، وقد كنت حريصا على استخراج الضوابط ما أمكن ولكن زمن كتابتها مما يطول فأدعوك مرة ثانية للمشاركة في هذا الموضوع، واليوم في جَعبتي مثل جديد للمدارسة.
يقول الإمام الشاطبي رحمه الله:
تحسين العبارة بالكناية، ونحوها في المواطن التي يحتاج فيها إلى ذكر ما يستحي من ذكره في عاداتنا، كقوله تعالى:" أَوْ لَـ?مَسْتُمُ ?لنساء" النساء [43] وقوله: " وَمَرْيَمَ ?بْنَت عِمْرَانَ ?لَّتِى أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا " التحريم [12] ,وقوله تعالى: " كَانَا يَأْكُلاَنِ ?لطَّعَامَ " المائدة [75]. حتى إذا وضح السبيل في مقطع الحق، وحضر وقت التصريح بما ينبغي التصريح فيه، فلا بد منه، وإليه الإشارة بقوله:" إِنَّ ?للَّهَ لاَ يَسْتَحْىِ أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا " البقرة [26]، وقوله تعالى: " إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِى ?لنَّبِىِّ فَيَسْتَحْيِى مِنكُمْ وَ?للَّهُ لاَ يَسْتَحْىِ مِنَ ?لْحَقِّ " الأحزاب [53] " الموافقات ص: 695
وهي عادة للقرآن في تربية الأفرادعلى انتقاء الكلام الطيب كما ينتقى أطايب الثمر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتدبر القرآن إن رمت الهدى **** فالعلم تحت تدبر القرآن
ـ[البتول]ــــــــ[27 Apr 2006, 10:13 م]ـ
لذا علينا ان نتعلق بجنس ما تعلق به الشارع في خطابه والتكني عن المرذول من الألفاظ قد يكون مقصدا من مقاصد الشارع وذلك بعد استقراء موارد التشريع في ذلك من نصوص قرآنية ونبوية أظن ان الشيخ يوافقنتي في ذلك. وللشاطبي مباحث قرآنية مهمة علينابدراستها في هذا المنتدى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[27 Apr 2006, 11:10 م]ـ
لقد أصبتِ كبد الحقيقة في استنباط هذا المقصد، فالشاطبي مدرسة مغربية عريقة، تطلب الحقيقة من معينها الصافي، قبل أن تكدرها المكدرات، وقد قالوا قديما "إئت بأصلك إن الفرع متهم ".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم قِ ألسنتنا الزلل، ورطبها بذكرك.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ ". متفق عليه
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[28 Apr 2006, 09:49 م]ـ
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله:
- يقول الإمام الشاطبي:" والدليل على ذلك استقراء الشريعة فإنا رأينا الشارع يعرض عما لا يفيد عملا مكلفا به ففى القرآن الكريم: " يَسْأَلُونَكَ عَنِ ?لأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَ?لْحَجِّ " البقرة [189]، فوقع الجواب بما يتعلق به العمل إعراضا عما قصده السائل من السؤال عن الهلال لم يبدو فى أول الشهر دقيقا كالخيط، ثم يمتلىء حتى يصير بدرا، ثم يعود إلى حالته الأولى؟ " ثم بين رحمه الله المناسبة التي بينها وبين الجملة التي بعدها فقال: " ثم قال: " وَلَيْسَ ?لْبِرُّ بِأَن تَأْتُواْ ?لْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا "، بناء على تأويل من تأول أن الآية كلها نزلت فى هذا المعنى فكان من جملة الجواب أن هذا السؤال - فى التمثيل- إتيان للبيوت من ظهورها والبر إنما هو: التقوى، لا العلم بهذه الأمور التى لا تفيد نفعا فى التكليف ولا تجر إليه، وقال تعالى " يَسْأَلُونَكَ عَنِ ?لسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا، فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا، إِلَى? رَبِّكَ مُنتَهَاهَآ، إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا " النازعات [42] أى إن السؤالَ عن هذا، سؤالٌ عما لا يعنى إذ يكفى من علمها أنه لا بد منها ولذلك لما سئل عليه الصلاة والسلام عن الساعة. قال للسائل: ما أعددت لها؟ " الموافقات ص:28
ومثله أيضا؛ قوله تعالى: " يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَآ أَنْفَقْتُمْ مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَ?لأَقْرَبِينَ وَ?لْيَتَامَى? وَ?لْمَسَاكِينَ وَ?بْنِ ?لسَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ ?للَّهَ بِهِ عَلِيمٌ "
البقرة [215]
وهذا جاري في كلام العرب الأوائل، فقد قال شاعرهم:
[
أتت تشتكي مني مزاولة القرى =وقد رأت الأضياف ينحون منزلي
فقلت لها لما سمعت كلامها =هم الضيف جدى في قراهم وعجلي
وهذا من العادات القرآنية التي تنفع المفتي، فإن المفتي موقع عن الله، وقائم مقام رسوله صلى الله عليه وسلم، فيجوز له أن يعدل عما يستفتى فيه إذا كان السؤال لا يفيد عملا مكلفا به.
وفي هذه العادة القرآنية لفتة أخرى، وهي أن الصحابة رضوان الله عليهم في بداية أمرهم لم تكن لهم ملكة قوية في السؤال عن أمور دينهم، ولذلك عاتبهم الله بقوله: " ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ ?لْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ .. " المائدة [101] فلما استوى أمرهم على هذا الدين صاروا يسألون عما ينفعهم.
فتدبر القرآن إن رمت الهدى= فالعلم تحت تدبر القرآنـ
قال مفدي زكريا:
فليت فلسطين تخطو خطانا =وتطوي كما قد طوينا السنينا
ـ[ريحانة]ــــــــ[28 Apr 2006, 10:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
الحديث عن "عادات القرآن"بهذا المصطلح قد يشوش علينا ويوهم، لذا حينما بحثت عنه وجدت أنّ هذا الموضوع أثير باسم " الوجوه و النظائر القرآنية"، وأرى أنه بهذا المصطلح نستطيع أن نؤصل لهذا البحث، و نجلي عنه اللبس. فإطلاق لفظ العادات – وإن كان من قبيل المجاز – فقد ذكره الإمام الطاهر بن عاشور بهذا المعنى في سياق كلامه، و هناك مقالة علمية فريدة في مجلة الموافقات الجزائرية العدد الثاني بعنوان " نحو موسوعة إسلامية في الوجوه و النظائر القرآنية " د/ محمد على الحسن (جامعة دبي سابقا) و يرى صاحب المقال في المبحث الثاني حينما ذكر التسلسل التاريخي للمؤلفات في هذا المجال
1 - مقاتل بن سليمان البلخي *150ه*، عدد الألفاظ الواردة فيه-186 - ب-773 - وجه / حققه عبد الله محمود شحاتة
2 - هارون بن موسى المصرى *170ه*، يقال له هارون الأعور، كان يهوديا و أسلم وحسن إسلامه
3 - المبرد *276ه*، في كتابه "ما اتفق لفظه و اختلف معناه من القرآن المجيد " و جاء في كتابه – مادام الشيخ قد ذكر "أدراك " في مقالته- و ما جاء في القرآن من "وما يدريك" فغير مذكور جوابه، وما جاء "وما أدراك" فمذكور جوابه
4 - أحمد بن فارس الرازى *395ه*،في كتابه الإفراد
5 - أبو عبد الله الدامغانى، في كتابه الوجوه و النظائرفي القرآن الكريم"
6 - إبن الجوزى *597*في " نزهة الأعين و النواضر في علم الوجوه و النظائر"
بعد هذا المختصر أقول أنّ طرح الشيخ متميز، لأنه يراعي السياق في معرفة عادات القرآن في ذلك اللفظ، و لعل لهذا الموضوع صلة وثيقة بعلم المناسبة، فالألفاظ المشتركة تعمل في القرآن كل مرة بمعنى يخدم السياق، و السباق، و اللحاق، و موضوع السورة و موضعها، عسى،أن تتحفنا صاحبة المناسبة، التى سألت عن الإمام البقاعي، عن علاقة هذا العلم بحديثنا هنا.
شيخنا الفاضل، ما استدركت ولا عقبت فلست من أهل هذا الفن، ولا من الذين يتطاولون على الشيوخ، ولكن محبة في رياض الجنة التي طلب منا أن نرتع عندها، ولو من وراء الشاشة، والله من وراء القصد، أرجو أن تدعو لي بالرشاد
في التوقيع اسمي الشخصي نزولا عند طلب شيخنا الشهري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[28 Apr 2006, 10:49 م]ـ
أختاه جزاك ربي أفضل الجزاء، وأوفره على ما تفضلت به. مسألة المصطلح أظنك أصولية ولا يخفى عليك ما ذكره الغزالي في مقدمة " مستصفاه " وغيره من أهل الأصول من أنه لامشاحة في الإصطلاح بعد فهم المعاني، إلاإذا كنت لاتقولين بتوسع العرب في كلامها ولا أخالك كذلك؛ لأنك ذكرت المجاز ولم تعقبي عليه. " العادات " ليست محصورة في اللفظ، بل في كل الوجوه العربية. وأذكرهنا حقيقة يغفل الكثيرعنها من دارسي الأصول. ذكرها الشافعي رحمه الله في كتابه الرسالة، ثم أغفلها أهل الأصول، وذهبوا بها مذهبا لم يرده الشافعي، وتفطن لها الشاطبي، وإن أسعفتني الظروف، فسأتناولها في وقت لاحق. موضوع علم المناسبة يتقاطع مع هذا الموضوع ففي رأيي أن بينهما عموم وخصوص من وجه، ولذا فصاحبة المناسبات سيكون لها حضور في هذا الموضوع لنستفيد منها أولا ولتستفيد منا ثانيا، أما بالنسبة للموضوع فهو بحق جديد وممتع، والمشاركة فيه هي المدراسة الحقيقية للقرآن. المشيخة أختاه أحس أنها جبة أكبرمني فأنا لازلت أحبذ كلمة " طالب العلم ".
أرجوأن تنظري ما ذكره د.عبد الله درازفي تعليقه على الموافقات حول كلمة " يشوش "
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما - آمين-
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نزولا عند رغبة شيخنا الشهري:
علال بوربيق - إمام أستاذ -
السنة الثانية ماجستيربقسم الكتاب والسنة
وأرجو من شيخنا، أن يقوم بتعديل ما أضفته ليظهر في كل المشاركات، فإنني ما اهتديت لما ذكره في طريقة التعديل، و له منا جزيل الشكر
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[29 Apr 2006, 09:25 م]ـ
ومن عادات القرآن أن ترد كلمة " خلق " في الأشياء التي يخرجها الله من العدم إلى الوجود، يقول العلامة الطاهر بن عاشور: " أُطلِقَ " الخلق " في القرآن وكلام الشريعة على إيجاد الأشياء المعدومة فهو إخراج الأشياء من العدم إلى الوجود إخراجا لا صنعة فيه للبشر" التحرير والتنوير (2/ 191)
بينما تطلق كلمة " جعل " على التصرف في الشيء المخلوق بعد خلقه، ولا يقول أحد إن هذا أخذ من الوضع العربي للفظة، نقول: بل عرف هذا بإستعمالات القرآن لها، وباستصحاب هذه العادة القرآنية يزول الإشكال الواقع في بعض الآيات، ولنضرب لذلك مثلا:
قال تعالى:" يَاأَيُّهَا?لنَّاسُ ?تَّقُواْ رَبَّكُمُ ?لَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَ?تَّقُواْ ?للَّهَ ?لَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَ?لأَرْحَامَ إِنَّ ?للَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً " النساء [1]
وقال:"هُوَ ?لَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا" الأعراف [189].
فالآية الأولى لما تعرضت لمسألة بداية الخلق استُعمِلَ فيها كلمة " خلق " في الموضعين بينما الآية الثانية استُعمِلَ فيها كلمتي " خلق " و " جعل "، لأن الآية الثانية لاتتعرض لقضية الخلق كما يظهر للكثير، بل هي في معرض الإمتنان الذي امتن الله به على آدم عليه السلام بحواء بعد خلقها، وذلك بقرينة قوية ذُكرتْ في الآية وهي قوله:" ليسكن إليها"، فأتى السياق بلفظ " جعل " بدل من لفظ "خلق".
وقد تفطن الطاهربن عاشور إلى هذا فقال:" وعبر في جانب الأنثى بفعل جعل، لأن المقصود جعل الأنثى زوجا للذكر، لا الإخبار عن كون الله خلقها، لأن ذلك قد علم من قوله " هُوَ ?لَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ " (7/ 1690)
وبهذا تظهرفائدة اعتبار المقام في الخطاب، والتي كثيرا ما نبه عليها الأصوليون في بعض مباحثهم؛ فمقام الإمتنان غير مقام ذكرالأحكام من حلال وحرام فقول الله مثلا " وَهُوَ ?لَّذِي سَخَّرَ ?لْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً " فاطر [12] لا يؤخذ منه حكم أن " غير الطري حرام " لأن المقام مقام امتنان، بقرينة قوله " سخر" فلا مفهوم له كما هي عبارة الأصوليين.
وباستصحاب هذه العادة القرآنية، شد انتباهي تكرر كلمة "خلق " في آيات خلق الجنين في بطن أمه لعدة مرات-ولم تتكررفي غيرها- قال تعالى: " وَلَقَدْ خَلَقْنَا ?لإِنْسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِينٍ. ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ. ثُمَّ خَلَقْنَا ?لنُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا ?لْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا ?لْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا ?لْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ ?للَّهُ أَحْسَنُ ?لْخَالِقِينَ " المومنون [14]، وهذا يدل على العناية الفائقة من رب العالمين للجنين فكأنه في كل طورمن الأطوار يخرجه من العدم، فكل طور بالنسبة للاحقه في الحكم كالعدم فَتَبَارَكَ ?للَّهُ أَحْسَنُ ?لْخَالِقِينَ.
فتدبر القرآن إن رمت الهدى= فالعلم تحت تدبر القرآن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال مفدي زكريا:
فليت فلسطين تخطو خطانا وتطوي كما قد طوينا السنينا
اللهم إن اليهود قد طغت، وعتت، وتجبرت
اللهم أفرغ على إخواننا صبرا، وثبت أقدامهم، وانصرهم على القوم الكافرين-آمين-
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ناصر]ــــــــ[30 Apr 2006, 04:59 ص]ـ
الأستاذ علال رجاءا النظر هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=22059&postcount=10) مشكورين.
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[01 May 2006, 10:04 م]ـ
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله
أخي ناصر بارك الله فيك على ما تفضلت به، وجعل لك حظا من اسمك، وأقول كما قال سيد الخلق:" إنما العلم بالتعلم "
وسأواصل ما بدأت، وإن قلَّ السالكون.
يقول الشاطبي:
" كل حكاية وقعت فى القرآن فلا يخلو أن يقع قبلها أو بعدها- وهو الأكثر- رد لها أولا فإن وقع رد فلا إشكال في بطلان ذلك المحكى وكذبه وإن لم يقع معها رد فذلك دليل صحة المحكى وصدقه "
ثم قال رحمه الله: أما الأول فظاهر ولا يحتاج إلى برهان ومن أمثلة ذلك:
قوله تعالى: " إِذْ قَالُواْ مَآ أَنزَلَ ?للَّهُ عَلَى? بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ " الأنعام [91] فأعقب بقوله:" قُلْ مَنْ أَنزَلَ ?لْكِتَابَ ?لَّذِي جَآءَ بِهِ مُوسَى? " الأنعام [91].
وقال: " وَجَعَلُواْ للَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ ?لْحَرْثِ وَ?لأَنْعَامِ نَصِيباً .. " الأنعام [136].فوقع التنكيت على افتراء ما زعموا بقوله:" بِزَعْمِهِمْ " وبقوله:" سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ " ثم قال:" وَقَالُواْ هَـ?ذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ إلى تمامه، ورد بقوله: " سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ " ثم قال: " وَقَالُواْ مَا فِي بُطُونِ هَـ?ذِهِ ?لأَنْعَامِ خَالِصَةٌ .. " الآية فنبه على فساده بقوله:" سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ " زيادة على ذلك.
وبعد أن ساق أمثلة كثيرة قال رحمه الله:" ومن قرأ القرآن وأحضره في ذهنه عرف هذا بيسر" ثم بين فوائد هذا العرف القرآني في ثلاث نقاط:
1 - أن النظار من أهل الأصول لما رأوه مطردا استدل به جماعة منهم على أن ما يحكى في القرآن من شرائع الأولين ولم ينبه على إفسادهم وافترائهم فيه، فهو حق يجعل عند طائفة في شريعتنا.
2 - استدل جماعة من الأصوليين على أن الكفار مخاطبون بالفروع بقوله تعالى: " قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين " الآية إذ لو كان قولهم باطلا لرد عند حكايته
3 - يستعان به في ترجيح الأقوال كاختلافهم في عدد أصحاب الكهف، والحق أنهم سبعة وثامنهم كلبهم لأن الله تعالى لما حكى من قولهم أنهم: " ثلاثة رابعهم كلبهم وأنهم خمسة سادسهم كلبهم " أعقب ذلك بقوله: " رجما بالغيب " أي ليس لهم دليل ولا علم غير اتباع الظن ورجم الظنون لا يغني من الحق شيئا ولما حكى قولهم سبعة وثامنهم كلبهم لم يتبعه بإبطال بل قال: " قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل ". دل المساق على صحته دون القولين الأولين، وهو اعتماد ابن عباس في اختيار هذا القول فقد روى عنه أنه كان يقول: " أنا من ذلك القليل الذي يعلمهم ".
4 - وهذا يفيدنا أن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها، وأنه ليس كل ما نطق به الكافر فهو باطل، بل منه ماهو حق بشهادة الله له كالذي ورد عن بلقيس ملكة سبأ أنها "قالت: إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة " فقال تعالى معقبا على قولها:" وكذلك يفعلون "
ـــــــــــــــــــــــــــ
أبد ع في مواضيعك، وأحسن في ردودك، وقدم كل ما لديك، ولا يغرك فهمك، ولا يهينك جهلك، ولا تنتظر شكر أحد، بل اشكر الله على هذه النعمة، ولله الف حمد والف شكر -و السلام عليكم-
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[19 Jun 2006, 08:22 م]ـ
ذكر هذه العادة التي هي من عادات القرآن الكريم الإمام البقاعي في تفسيره الفذ " نظم الدرر" عند تفسيرقوله تعالى: " كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحيكم ثم إليه ترجعون "سورة البقرة [28] " قال رحمه الله: " ثم إليه ترجعون " فيحشركم بعد طول الوقوف للجزاء من الثواب والعقاب؛ وفي هذا كما قال الحرالي: إعلام بأنهم إن لم يرجعوا إلى الله سبحانه بداعي العلم في الدنيا فبعد مهل من الإحياء الثاني يرجعون إليه قهراً حيث يشاهدون انقطاع أسبابهم ممن تعلقوا به ويتبرأ منهم ما عبدوه من دون الله، وإنما جاء هذا المهل بعد البعث لما يبقى لهم من الطمع في شركائهم حيث يدعونهم فلم يستجيبوا لهم، فحينئذ يضطرهم انقطاع أسبابهم إلى الرجوع إلى الله فيرجعون قسراً وسوقاً فحينئذ يجزيهم بما كسبوا في دنياهم، كما قال تعالى في خطاب يعم كافة أهل الجزاء "واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون"
[البقرة: 281] وهذا آخر خطاب الإقبال عليهم من دعوة الله لهم ولسان النكيرعليهم، ولذلك كانت آية:
واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله [البقرة: 281] آخر آية أنزلت في القرآن، لأنها نهاية ليس وراءه قول يعم أهل الجزاء؛ والرجع عود الشيء عند انتهاء غايته إلى مبدئها - انتهى.
ولما أجمل سبحانه في أول هذه الآية أول أمرهم وأوسطه وآخره على الوجه الذي تقدم أنه منبه على أن الكفر ينبغي أن يكون من قبيل الممتنع لما عليه من باهر الأدلة. شرع يفصله على وجه داع لهم إلى جنابه بالامتنان بأنواع الإحسان بأمر أعلى في إفادة المقصود مما قبله على عادة القرآن في الترقي من العالي إلى الأعلى فساق سبحانه ابتداء الخلق الذي هو من أعظم الأدلة على وحدانيته مساق الإنعام على عباده بما فيه من منافعهم ليكون داعياً إلى توحيده من وجهين:
- كونه دالاً على عظمة مؤثرة وكمال قدرته،
- وكونه إحساناً إلى عباده ولطفاً بهم، وقد جبلت القلوب على حب من أحسن إليها " (1).
ـــــــــــــــ
(1) نظم الدرر (1/ 30 - 31)(/)
هل يصح قول (براءة الذئب من دم يوسف) مع أنه لم تحصل المهاجمة؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 Apr 2006, 09:34 م]ـ
كثيرا مانسمع هذه العبارة عند ارادة تبرأة الرجل مما علق به من تهمة، فيقال:
(هذا الرجل برئ من هذه التهمة براءة الذئب من دم يوسف).
اي كما أن الذئب برئٌ من دم يوسف عليه السلام، فهو لم يأكل يوسف عليه السلام كما قال اخوته (فأكله الذئب)؛ فكذلك هذا الرجل برئ.
فهل تصح هذه العبارة مع أنه لا ذئب، ولا دم، ولا مهاجمة، ولا أكل، حتى يقال إن الذئب برئ من دم يوسف عليه السلام؟.
ما رأي الأفاضل؟.
ملحوظة:
سبق طرح الإشكال، لكن أعيد طرحه للمشايخ الفضلاء رجاء الإستزاده من أصحاب التخصص.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[26 Apr 2006, 02:33 م]ـ
لايظهر لي في هذه العبارة بأس، وأما قولك: (مع أنه لا ذئب، ولا دم، ولا مهاجمة، ولا أكل، حتى يقال إن الذئب برئ من دم يوسف عليه السلام؟) فيحاب: بأنه لو كان كذلك لم يكن الذئب بريئاً، ولم يصح المثل.
ـ[المسيطير]ــــــــ[27 Apr 2006, 01:14 ص]ـ
الشيخ الدكتور / إبراهيم الحميضي
جزاكم الله خير الجزاء.
وجه الإشكال هو عدم المناسبة - فيما يظهر لي -.
فلو كان هناك ذئب حقيقي، وفي قميص يوسف عليه السلام دم حقيقي، ولم يكن هناك إعتداء، لكان من الممكن أن نقول: (إن الذئب يريء من دم يوسف).
فالذئب موجود، والدم موجود، لكن لا علاقة بينهما، فنُفيت تهمة (أن الذئب أصاب يوسف عليه السلام وخرج منه الدم).
لكن لم يكن هناك ذئب، ولا دم، ولا قميص ممزق!!.
فحصل الإشكال لصاحبك.
ولعلك - إن أذنت لي - أبين بالمثال وجه الإشكال (بالنسبة لي):
لو قيل:
فلان بريء من التهمة كبراءة (سعيد من دم زيد) لقيل وما مناسبة التشبيه، فالمشبه به (سعيد وزيد) لم يحدث بينهما دم حتى يتم النشبيه بهما، بل لا يوجد رجل اسمه سعيد حتى يتم ذكره في المثل.
وأنا متعلم فاعذرني.
زادك الله من فضله.
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[28 Apr 2006, 10:11 م]ـ
بسم الله شيخنا المسيطير، لقد وقفت طويلا أمام هذا المثل، والأمر ببساطة أن العرب تتوسع في الأمثال
قال الميداني: قال إبراهيم النظام: يجتمع في المثل أربعة لا تجتمع في غيره من الكلام:
- إيجاز اللفظ
- إصابة المعنى
- حُسْن التشبيه
- جَوْدة الكناية
فهو نهاية البلاغة " (1).
ومن نظر في أمثال العرب، علم أنها لا تشترط في المثل أن يكون صحيحا، بل فيها الغث والسمين، والجاهلي والإسلامي، ومنها ما اشتمل على خرافات الأعراب، وعربدة السكرى، وهذيان المجانين، ومنها ما كانت تكتبه الأعراب في خرزات للإستشفاء بزعمهم، وكثيرمن الأمثال جارية على ألسن العرب، وهم لايريدون وقوع الأمر. ألا تراهم يقولون: " لا أَرْضَ لك، ولا أُمَّ لك، ويعلمون أن له أرضاً، وأماً ".جاء في مجمع الأمثال: " قال المبرد: سمع أعرابي في سنة قَحْط بمكة يقول.
قد كُنْتَ تَسْقِيَنا فما بَدَا لَكَا **** رَبَّ العباد ما لَنَا وما لَكَا.
أنزل علينا الغيث لا أبا لكا.
قال: فسمعه سليمان بنُ عبد الملك فقال: أشهد أنه لا أبا له ولا أم ولا ولد ".
واخترت لك من هذا السفر العظيم هذا المثل الذي هوقريب من لقبي، قالت العرب:" جَاءَ بأُمَّ الرُّبَيْقِ عَلَى أُرَيْقٍ "
قال أبو عبيد: أم الرُّبَيْقِ الداهية، وأصله من الحيات. قلت: هذا التركيب يدل على شيء يحيط بالشيء ويَدُور به كالرِّبقْةَ، ورَبَقْتُ فلاناً في هذا الأمر، أي أوقعته فيه حتى ارْتَبَقَ وارْتَبَكَ، فكأن أم الربيق داهية تحيط وتدور بالناس حتى يرتبقوا ويرتبكوا فيها، وأما أُرَيْق فأصله وُرَيْق تصغير أَوْرَق مُرَخَّما، وهو الجمل الذي لونُه لونُ الرمادِ، وقال أبو زيد: هو الذي يَضْرِب لونُه إلى الخضرة، فأبدل من الواو المضمومة همزة، كما قالوا: وُجُوه وأُجُوه ووُقِّتَتْ وأُقِّتَتْ، قال الأصمعي: تزعم العرب أنه من قول رجل رأى الغُولَ على جمل أورق " (2)
ــــــــــــــــــ
(1) مجمع الأمثال للميداني (1/ 14)، وقد حوى هذا السفر العظيم (6000) مثل.
(2) مجمع الأمثال (1/ 261)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[29 Apr 2006, 12:47 ص]ـ
السلام عليكم ....
ما استشكله الأخ المسيطير متفرع عن إشكال آخر وهو دلالة اللام في كلمة "الذئب"
-لا يجوز أن تكون للاستغراق ...
-لا يجوز أن تكون اللام للجنس ....
-لا يجوز أن تكون للحقيقة الذهنية ..
-يبقى أن تكون عهدية .... لكن أي عهد؟
احتمالان:
-أن يكون هناك ذئب معروف في بادية الشام فاتهمه إخوة يوسف زورا ..... وهذا الاحتمال ضعيف في نظري.
-أن الذئب فرد متوهم اختلقه خيال الاخوة ليحملوه وزر قتل يوسف. فهو ذئب اعتباري لا يوجد في الخارج ....
فيكون المعنى: بريء براءة الذئب الذي فكر فيه الاخوة وتوهموه ....
وعليه يكون استشكال الاخ المسيطير في محله .... والله اعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباجي]ــــــــ[29 Apr 2006, 03:06 ص]ـ
الشيخ الدكتور / إبراهيم الحميضي
جزاكم الله خير الجزاء.
وجه الإشكال هو عدم المناسبة - فيما يظهر لي -.
فلو كان هناك ذئب حقيقي، وفي قميص يوسف عليه السلام دم حقيقي، ولم يكن هناك إعتداء، لكان من الممكن أن نقول: (إن الذئب يريء من دم يوسف).
فالذئب موجود، والدم موجود، لكن لا علاقة بينهما، فنُفيت تهمة (أن الذئب أصاب يوسف عليه السلام وخرج منه الدم).
لكن لم يكن هناك ذئب، ولا دم، ولا قميص ممزق!!.
فحصل الإشكال لصاحبك.
ولعلك - إن أذنت لي - أبين بالمثال وجه الإشكال (بالنسبة لي):
لو قيل:
فلان بريء من التهمة كبراءة (سعيد من دم زيد) لقيل وما مناسبة التشبيه، فالمشبه به (سعيد وزيد) لم يحدث بينهما دم حتى يتم النشبيه بهما، بل لا يوجد رجل اسمه سعيد حتى يتم ذكره في المثل.
وأنا متعلم فاعذرني.
زادك الله من فضله.
وفقك الله ...
هناك ذئاب حيث ذهبوا في تلك البادية، وهذا كان ظاهرا عندهم معلوما ... وهي مظنة الإعتداء على البشر ... وقد تخوف نبي الله يعقوب - عليه السلام - من ذلك ... فجاؤوا على قميصه بدم ... ووقع منهم اتهام لفرد غير معين من جنس تلك الذئاب بأنه أكل يوسف ... ثم جاء ما يفيد براءة الذئب من تلك التهمة (بدم كذب) ... فمن مجموع ذلك أخذ الناس قولهم ذاك ... وضربوه مثلا لكل من ثبتت براءته مما اتهم به ... أو أرادوا براءته مما رمي به ...
والله أعلم.
ـ[عطية زاهدة]ــــــــ[29 Apr 2006, 11:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد استعرضتُ إجابات الإخوة الكرام،
ومع أنها جميعا موضع التقدير والاحترام إلّا أنّني أودًّ أن أبيّنَ أنَّ الأخ المسيطير قد أحسَّ بأنَّ في المثلِ أكثرَ منْ إشكالٍ وذلك من خلال إنزالِهِ للمثلِ على وقائع قصة يوسف في القرآن المجيد: "قالوا يا أبانا: إنّا ذهبْنا نستبقُ وتركنا يوسُفَ عندَ متاعِنا فأكلَهُ الذئبُ " .. "وجاءوا على قميصِهِ بدمٍ كذِبٍ" ..
حقّاً لم يكن هناك دمٌ قْد أُهريقَ من يوسُفَ، ولم يكن هناك قتلٌ لِيوسُفَ .. وعلى هذا فقدْ كان الصحيحُ هو أنٍ يأتيَ المثلُ هكذا: فلانٌ بريءٌ براءةَ الذئبِ منَ اتهامِ إخوةِ يوسفَ بأكلِه .. أوْ منعاً لأيِّ التباسٍ: فلانٌ بريءٌ براءةَ الذئبِ منَ اتهامِ إخوةِ يوسفَ لهُ بأكلِهِ يوسفَ.
ولا ريْبَ أنَّه من الممكن أنْ يتبادرَ إلى ذهنِ مَنْ يسمعُ المثلَ:" فلانٌ بريءٌ براءةَ الذئبِ منْ دمِ يوسفَ" ولم يكن قدْ علمَ بقصة يوسُفَ من القرآنِ الكريمِ أنَّه كان هناكَ قتلٌ ليوسُفَ أوْ إراقةٌ لدمِ يوسُفَ.
اعتمادا على كتاب: "خفايا وخبايا قصة يوسف" – عطية عبد المعطي زاهدة – مدرس علوم متقاعد
(الكتاب غير منشور).
ـ[ابو حنين]ــــــــ[30 Apr 2006, 07:22 ص]ـ
بما ان الموضوع لا يتعلق بالتفسير و إنما مجرد تجاذب الحديث
حول المعاني و اللغة فإني أستطيع المشاركة فأقول:
ربما أن المقصود بالذئب - في المثل السائد يا إخوان - جنس الذئب و ليس ذئبا معينا
حيث: إن الذئاب ربما تغضب من تلك التهمة بسبب الإيقاع بجنس الذئاب في تهمة
أكل نبي - و هي ليست تهمة سهلة - كما أن البراءة منها تعني براءة قوية و هنا بيت القصيد
فالمثل يضرب بشدة البراءة و الخروج من التهمة - حيث ان المعتدى عليه في الدعوى الكيدية نبي!!!! و ليس أي أحد!!!!!!
و ليس ذئبا بعينه تم اتهامه في تلك الحادثة التي لم تكن!! بل ربما
مجرد إضافة أدبية جميلة لا بأس بها من النواحي الأدبية و اللغوية
لإختلاق إخوة يوسف عليه السلام لتلك القصة!!!!
=====================
و قد أعجبني كثيرا الكلام المختصر للشيخ د / إبراهيم الحميضي
================================
انهت المشاركة في الموضوع!!!!
====================
و هنا أذكرا أحجية فيها نوع من الدعابة للصغار _ كان يقال في المرحلة المتوسطة:
ما اسم الذئب الذي أكل يوسف؟؟!!!!
... و للمعلومية كان بعض الطلاب يفكر في الجواب
=======================
وفق الله القائمين على هذا المنتدى ,,, و المشاركين من علماء و طلاب علم و
الصعاليك المتطفلين عليهم مثلي!!!
و السلام عليكم
ابو طارق \ أمريكا
ـ[ابو حنين]ــــــــ[01 May 2006, 03:13 م]ـ
يقول:
المثل القائل: براءة الذئب من دم يوسف ...
===================
يقول
ضرب هذا المثل لكون إخوة يوسف اجتهدوا كثيرا في إثبات أكل الذئب ليوسف
فجاؤا بالدليل على ذلك و هو ثوبه و الدم عليه!!! حيث لا مجال لإنكار قولهم!!!!!
---------------------
و كانت براءة الذئب بذلك براءة قويه جدا حيث كان الذئب في ورطة لكونه متهم من الصعب أن تثبت براءته!!! حيث الدليل موجود عليه ... بإجماع الإخوة ووجود الدم على ثوبه!!!!
-----------------
هذا القول وقع في نفسي كثيرا!!!!
=================
و لكن اعتقد أن كاتب الموصضوع كان يسأل من ناحية شرعية لا أدبية بلاغية!!!
فإذا كان كذلك فلأمر يترك لأهل العلم - فليتهم يفيدوننا و الله اعلم!!(/)
السنة النبوية: رؤية تأصيلية من القرآن الكريم - مقاربة جديدة - المقدمة
ـ[سيف الدين]ــــــــ[25 Apr 2006, 10:36 م]ـ
في الحقيقة, ان هذا البحث لم يكتب بالكامل وانما ما هو موجود فقط خطوط عامة لهذا الموضوع .. وكنت أفكّر في صياغته ثم عرضه على الاخوة في هذا المنتدى الكريم, ثم وجدت ان أحاول ان أفكّر بصوت مرتفع وأشرك الاخوة فيما يخطر في بالي من أفكار ... وأرجو من الاخوة ان لا يبخلوا بمشورتهم ونصحهم ..
سأحاول في هذا البحث, لكن دون الالتزام الحرفي بالترتيب التالي وانما حسب ما تقتضيه التغيّرات في البحث, ان اطرح الموضوع بالشكل التالي:
1 - الانبياء والوحي في القرآن الكريم
2 - الرسول صلى الله عليه وسلم والوحي في القرآن الكريم .. هل جميع اقوال الرسول وافعاله وحي من الله؟
3 - الفرق بين السنّة والحديث
4 - مباحث في الرواية:
- خبرالواحد في القرآن الكريم
- ألفاظ الروايات
4 - السنّة النبوية: ضبط المصطلح
5 - كيف فهمت الصحابة سنّة الرسول؟ مقاربات ومفارقات
6 - الفرق بين القرآن والسنة من حيث التشريع
والله وليّ التوفيق(/)
سؤالي عن الطريقة الصحيحة لتحقيق مخطوط التفسير؟
ـ[فاختة]ــــــــ[26 Apr 2006, 12:00 ص]ـ
سؤالي عن الطريقة الصحيحة لتحقيق مخطوط التفسير ـ ياحبذا لو كان في نقاط من واقع الخبرة والتجربة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 May 2006, 07:56 ص]ـ
يرفع للجواب من الإخوة الفضلاء الذين اشتغلوا بتحقيق كتب التفسير جزاهم الله خيراً. كل يشير إلى تجربته الشخصية واقتراحاته التي ظهرت له بعد الانتهاء من التحقيق.
ـ[فاختة]ــــــــ[02 Jun 2006, 10:13 م]ـ
رفع
لازلت انتظر افادتكم
وجزاكم الله خيرا
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[02 Jun 2006, 11:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأفاضل
آسف أن أضع بين أيديكم هذه الخطوات:
1 - نظرة عامة للمخطوطة من حيث معرفة عدد أوراقها، وطبيعة خطها، وطريقة عمل مصنفها فيها من حيث خطة عمله هو فيها، وكيفية حديثه في كتابه، يذكر الآية أو عدة آيات ثم يسوق أحاديث، ثم يسوق أقوال مأثورة تفسيرية، يذكر أقوال وآراء مختلفة، يفند تلك الآراء، يرجح قولاً ....
2 - النظر هل هذه هي النسخة الوحيدة، أم هناك أكثر من نسخة، ومحاولة الحصول على أكثر من نسخة.
3 - نسخ المخطوطة (وفي حالة أكثر من مخطوطة نسخ أجودهم خطاً) لتكون هي الأصل الذي أضيف إليه الزيادات أو أحدد عليها النقص.
4 - تأجيل الكلمات التي يصعب قراءتها، مع تحديد مكانها في نسخة المخطوطة حتى يتثنى الرجوع إليها مرة أخرى. (مع العلم كلما يعيش الباحث مع المخطوطة كلما يستطيع فك إعجامها، فبعض الحروف لا يستطيع الباحث معرفتها، وبعد قليل يجد كلمات لا يمكن أن تكون إلا كذا فمنها يعرف رسم الناسخ لذلك الحرف فيرجع إلى الكلمات التي لم يستطع قراءتها فيجدها سهلة.
5 - مقابلة المنسوخ مرة ثانية مع صديق أو غيره، مع المخطوطة.
6 - في حالة أكثر من مخطوط يرمز لكل مخطوط برمز، ثم يقابل النسخ بعضها مع البعض، كل ذلك مع صديق أو غيره حتى يتثنى له تحقيق النص، فيثبت الزيادة للنسخة الفلانية، والتصحيف لهذه والتحريف لتلك.
7 - تحديد تلك الزيادات والنواقص واختلاف الكلمات بعضها مع البعض، ثم النظر إلى تلك الكلمات هل هي في الحديث، أو أقوال مأثورة تفسيرية، أو آراء فقهية أو ... .
فإن كانت في الحديث فتخريج الحديث سيرجح تصويب نسخة المخطوطة أ من ك من ي.
كذلك البحث عن القول المأثور في كتب التفاسير الأخرى المطبوعة، فمثلاً سينقل الطبري قول مجاهد في تفسيره للآية، فعند بحثي عن تلك الكلمة سيكون نقل الطبري لهذا القول بمثابة مخطوطة أخرى توثق النسخ التي أمامي من نسخة التفسير التي أحققها. وإذا كانت الكلمة المبحوث عنها من الآراء الفقهية فالبحث عن تلك الكلمة في موضوعها الفقهي سيدل عليها بإذن الله تعالى. كذلك لما حدثت طفرة البرامج مثل الألفية وغيرها، وكذا الكتب الالكترونية فممكن أبحث بجزء من الجملة التي أريد تحقيق كلمة منها لأقف على بقية الجملة فيكون بذلك كما سبقنا كأن عندنا نسخة أخرى من المخطوط. فنكون بذلك قابلنا النسخ وإثباتنا الاختلافات والزيادات وتوثيق ذلك.
8 - تحديد الكلمات التي يرجى توضيح معناها. وشرح غريبها.
9 - تخريج الأحاديث (كل على حسب مقامه، إما تخريج سريع، أربع أو خمسة مواضع، أو أشمل من ذلك.
10 - تحقيق الأحاديث لمن مكنه الله تعالى من ذلك، فإن لم يكن كذلك فحبذا لو ذكر حكمها عند أحد الأعلام الذين اشتهروا بذلك.
11 - التفاسير تشمل آراء تفسيرية، فلا بد معها النظر إلى كتب التفاسير الأخرى ليقف هل صاحب هذا التفسير وافق أو خالف المشهورين من المفسرين، واحتجاجهم. وطبعاً حبذا الفصل والتصويب من الباحث إن كانت له قدرة على ذلك.
12 - كذلك فإن التفاسير تتعرض إلى الآراء الفقهية فكذلك حبذا الحديث في ذلك الشأن من ترجيح ومرجوح يقف عليه المحقق.
13 - وضع فهرساً للكتاب (أطراف أحاديث، وآثار)
14 - وضع معجماً للكتب الفقهية الموجودة بذلك التفسير، بمعنى الأماكن التي تكلم فيها المفسر عن الصلاة، والأخرى التي تكلم فيها عن الصيام، الحج الزكاة، الأدب ...... .
ثم وضع معجماً لذلك بأن يكون المعجم الموضوعي لذلك التفسير.
15 - كتابة تلك الخطة التي سار عليها المحقق لتعريف القارئ بذلك.
هذه الخطوات أظنها الكافية لمخطوطة التفسير.
وعفواً أن أكون قلتُ بغير علم. واسأل الله المغفرة والسماح.
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[02 Jun 2006, 11:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يمنك أن نلخص طريقة التحقيق في النقاط التالية
1 – نسخ المخطوط.
2 – المقابلة بين النسخ إن كان للمخطوط أكثر من نسخة.
3 – البدء بعد ذلك بالتحقيق، ويمكن أن تثبت الفروق بين النسخ أثناء عملية التحقيق.
4 – لا بد في التحقيق من الأمور التالية:
- تخريج الآيات الكريمة بذكر السورة ورقم الآية.
- تخريج الأحاديث النبوية الشريفة، فإن كان الحديث في الصحيحين أو في أحددهما اكتفي بالعزو وبيان الجزء والصفحة والباب والكتاب ورقم الحديث، وإن كان الحديث في غيرهما يخرج وينقل حكم العلماء عليه.
يعرف بالأعلام الوارد ذكرهم تعريفاً موجزا.
تخرج الآثار، والأبيات الشعرية، ويبين الغريب، ويعرف بالمواضع الوارد ذكرها،وتوثق الأقوال التفسيرية وغيرها، ويعلق على ما يحتاج إلى بيان.
5 تعمل الفهارس التي تساعد على الوصول للمعلومة، كفهرس الآيات الكريمة، وفهرس الأحاديث الشريفة، وفهرس الآثار، وفهرس الأعلام، وفهرس الأبيات الشعرية، وفهرس الموضوعات.
هذه بعض النقاط الواجب توفرها في التحقيق، وكل مخطوط قد يحتاج فيه مالا يحتاج في غيره
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[03 Jun 2006, 12:07 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على لباقتكم الموقرة، ونفع بكم
وخلي بالك أنا تأسفت من قبل أن أتكلم
ـ[منصور مهران]ــــــــ[03 Jun 2006, 09:00 ص]ـ
بالقراءة المتكررة المتأنية تظهر أسماء: أعلام أو كتب، يتضح منها المادة التي استقى منها المؤلف عند التأليف، فإن كان لهؤلاء الأعلام مؤلفات - مطبوعة أو مخطوطة - فليرجع إليها المحقق لتوثيق الأقوال المنقولة، وكذلك الحال للكتب الواردة في المخطوط، فلا بد من التعرف عليها وتحديد (نقاط) الاتفاق أوالاختلاف بين الأصل المأخوذ منه والفرع المأخوذ. ويجب أن يتأمل المحقق كذلك في كتب التفسير اللاحقة فلعل أحد المتأخرين تأثر بالمؤلف ونقل عنه فتتم المقابلة، وكم من النصوص المحققة وجد فيه محققوها خللا أو نقصا أو خطأ واستدركوا بالتكميل والتصحيح من مؤلفات سابقة أو لاحقة كالشروح أو المختصرات أو الحواشي، وكانت هذه الطريقة بمثابة نسخ أخرى نظروا فيها للتدقيق والتصحيح؛ لمزيد من الاطمئنان. وبالله التوفيق.
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[08 Jun 2006, 12:15 م]ـ
ويجب أن يتأمل المحقق كذلك في كتب التفسير اللاحقة فلعل أحد المتأخرين تأثر بالمؤلف ونقل عنه فتتم المقابلة، وكم من النصوص المحققة وجد فيه محققوها خللا أو نقصا أو خطأ واستدركوا بالتكميل والتصحيح من مؤلفات سابقة أو لاحقة كالشروح أو المختصرات أو الحواشي، وكانت هذه الطريقة بمثابة نسخ أخرى نظروا فيها للتدقيق والتصحيح؛ لمزيد من الاطمئنان. وبالله التوفيق.
جزاكم الله خيراً جزئية جميلة جداً نسأل الله أن يسبغ عليك نعمه وعلمه. آمين(/)
(غريب القرآن) , مع د. عبدالرحمن الشهري , المشرف العام
ـ[معمر العمري]ــــــــ[26 Apr 2006, 11:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأكارم , حديثنا في الحلقة القادمة والتي تليها سيكون عن (غريب القرآن) مع فضيلة الشيخ د. عبدالرحمن بن معاضة الشهري , المشرف العام على شبكة التفسير والدراسات القرآنية , وقد اشتملت الحلقتان على العديد من المسائل العلمية التي لابد لطالب العلم أن يدركها , وقد تم عرض الموضوع نظريا مدعما بكثير من الشواهد والتطبيقات. وذكرأهم المؤلفات ومناهجها , وأمور أخرى أتركها لمتابعتكم
الحلقة الأولى: ستبث الثلاثاء 4/ 4 / 1427هـ.
والحلقة الثانية: ستبث الثلاثاء 11/ 4/1427هـ.
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[30 Apr 2006, 04:18 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أستاذ معمر على التنبيه. سنحرص على المتابعة إن شاء الله بعد غدٍ. ودعواتنا بالتوفيق للدكتور الفاضل عبدالرحمن زاده الله توفيقاً. ونشكر قناة المجد على استضافته مرة أخرى، فقد فاتتنا الحلقة التي قدمها عن التجويد، وسمعنا عنها خيراً من الزملاء الذين شاهدوها.
الأحد 2/ 4/1427هـ(/)
السنة النبوية: رؤية تأصيلية من القرآن الكريم - المبحث الاول: الرسل بين بشريتهم والوحي
ـ[سيف الدين]ــــــــ[26 Apr 2006, 09:27 م]ـ
- آدم عليه السلام:
قال الله عن آدم عليه السلام: {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} (33) سورة آل عمران} ... ويخبرنا الله عن آدم عليه السلام انه خلقه من طين وعلمه الاسماء كلها ثم امر الله الملائكة ان تسجد له فسجدوا اجمعين؛ وجاهر ابليس بالعداء لهذا المخلوق الجديد واعلن بين يدي الله عز وجل انه سيناصبه العداء الى يوم القيامة ... ثم يبدأ تكليف آدم وزوجه حيث يؤمر ان يدخل الجنة ويأكل منها رغدا حيث شاء هو وزوجه على الا يقرب الشجرة ا لمحرمة ...
السياق القرآني يواكب آدم في الجنة ويواكب الصراع الاول بين بني البشر وابليس ...
ان القرآن يقرّر ان آدم عليه السلام كان يتصرّف من منطلق بشري فيما عرضه لنا من قصته ...
1 - فآدم عليه السلام عرضة لوساوس الشيطان كغيره من البشر: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ} (120) سورة طه
2 - كما ان في آدم عليه السلام, كما في غيره من البشر, نوازع الملك والخلود: {قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى} (120) سورة طه
3 - كما ان في آدم السلام القابلية للدخول في عالم الوهم: {فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ} (22) سورة الأعراف} ....
كل هذا السياق المتكرّر هنا وهناك في القرآن الكريم يؤكّد على ان آدم عليه السلام كان بشرا كغيره من البشر, لذا جعله الله عبرة لجميع البشرية بقوله: {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} (27) سورة الأعراف .. وحين اخرجه الله من الجنة هو وزوجه جعل الخطاب للبشرية جميعا كما جاء في سورة البقرة: {قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (38) سورة البقرة
ان تصرفات آدم عليه السلام لم تكن مسرحية اريد بها تعليم البشرية ... كما ان تصرفاته لم تكن موحى بها ... ان النصوص واضحة وصريحة في ان الله تعالى عاتب آدم عليه السلام على ما فعله {فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ} (22) سورة الأعراف
ان الوحي الصريح لآدم عليه السلام جاء في قوله تعالى:
1 - {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ} (35) سورة البقرة
2 - {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} (117) سورة طه
أمّا تصرّف آدم عليه السلام تجاه الشجرة فان ذلك كان بمحض ارادته, وليس بوحي من الله عزّ وجلّ
نختم هذا المحور بالتبريرات والاسقاطات العجيبة الغريبة على القصة ...
اولها ان اصطفاء آدم للنبوة كان بعد المعصية وليس قبلها!!!!
ونقول: {قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا} (148) سورة الأنعام ... هل هناك ما يصرح بأن اصطفاء آدم كان حقا بعد المعصية؟؟!!
ثانيا, ان الله قد عصم آدم بعد هذه المعصية ... ان القول بان الله قد عصم آدم بعد ذلك يترتب عليه استنتاجات خطيرة:
1 - ان النبوة لا تستطيع ان تصمد امام وساوس الشيطان الا بقوة الهية, فما بالك بالناس؟ هل سيستطيع الناس ان يفعلوا ما عجز الانبياء عن فعله؟
2 - ان الانبياء لا يمكن ان يكونوا قدوة للناس في السلوك البشري لأنهم حين يدخلون حيز النبوة فانهم يدخلون في تغيير لبنية سلوكهم.
3 - لقد اعلن ابليس انه سيدخل في صراع مع بني البشر جميعا بغية الخروج بهم عن امر الله, فهل النبوة هي استثناء الانبياء من هذا الصراع لأنهم لا يمكنهم بأي حال من الاحوال ان يصمدوا امام وساوس الشيطان؟؟
4 - كيف يستطيع الانبياء ان يقدموا نموذجا للناس في الصراع مع ابليس ووساوس النفس اذا كانوا هم انفسهم خارج دائرة الصراع؟
5 - ثم الا ترانا نغفل المغزى المهم من قصة آدم حين نناقشها على اساس مفهوم العصمة؟؟ الا ترانا نسير بعيدا عن النص القرآني حيث ان القرآن يكرر ما فعله آدم ويضعه في اطار العبرة للبشرية جميعا ثم يأتي قوم بعد ذلك للنهي عن الخوض فيما فعله آدم لأن ذلك كان قبل النبوة والعصمة؟؟
ان دائرة النبوة ليس هو العصمة وانما هي الدائرة الانسانية – بما تملكه من مشترك مع التركيبة البشرية جميعا - مضافا اليها الوحي الالهي ... ان الذين اقحموا العصمة في موضوع النبوة انما فعلوا ذلك بحسن نية ارادوا منها المحافظة على الرسالة الالهية غير ممسوسة بالهوى البشري ... لكن ذلك لا يعفيهم من النتائج السيئة والخطيرة التي ترتبت على ذلك ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[26 Apr 2006, 10:48 م]ـ
موضوع جيد من أخ طيب، ولكن لابد من التنبيه على أمورقد تنفع الباحث في هذا الموضوع:
1 - جمع الآيات التي تحدثت عن قصة آدم، ومحاولة الربط بينها ربطا ينفي وجود تلك الاختلافات الظاهرة لنا.
2 - عدم التسرع في استخلاص النتائج، لاسيما وأن بحثك هذا كما ذكرت سابقا لايزال غضا طريا
3 - مسألة العصمة من المسائل الواجب علينا مناقشتها، ولكن بدقة وتريث حتى لا يساء فهمك، وقد قالوا قديما " والحق قد يعتريه سوء تعبير".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال يحي بن أبي كثير: " لا ينال العلم براحة البدن "
رواه مسلم
ـ[سيف الدين]ــــــــ[27 Apr 2006, 08:28 ص]ـ
الأخ علال أكرمك الله وجزاك خيرا
ملاحظاتك قيّمة جدا وأودّ ان اعقّب بالتالي:
1 - إني اقوم بجمع الايات وما أمكن من احاديث, غير اني ارتأيت الاّ أضمّنها البحث حتى لا يملّ القارىء ونفسح المجال امام مناقشة النقاط المهمة في الموضوع .. ثم ان اضطر الامر اثناء المناقشات عدنا الى الايات حسب ما تقتضيه الحاجة
2 - أصدقك القول ان هذا البحث هو ثمرة سنين من القراءات والتأملات في السنة النبوية .. فهناك من وقف من السنة موقف الانكار لكل ما حملت, ومنهم من وقف موقف المؤيّد المثبت لغثّ الروايات وسمينها .. وقد خرجت منها بما خرجت .. الا انني اعتقد جازما ان رأي الواحد لا يأتي بثماره ..
3 - ان العصمة موضوع مهم جدا ولا غنى عن ذكره, وسأقوم بإذن الله بإضافته الى محاور البحث
ـ[سيف الدين]ــــــــ[27 Apr 2006, 08:36 ص]ـ
- نوح عليه السلام:
قال تعالى لنوح عليه السلام قبيل اغراق قومه: {وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ} (37) سورة هود} غير ان عاطفة الابّوة تتحرك في نفس نوح عليه السلام وهو يرى ابنه يلتقمه الطوفان, فيتوجه الى ربه بالدعاء: {وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ} (45) {قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} (46) {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ} (47) سورة هود
جاء في زبدة التفاسير: ثم لما علم نوح بأن سؤاله لم يطابق مرضاة الله , وأن دعاءه ناشئ عن وهم كان يتوهمه , بادر إلى الاعتراف بالخطأ , وطلب المغفرة والرحمة
وهنا نعود الى التساؤل: هل كان نوح يقوم بافعاله كلها تبعا لوحي يوحى اليه؟ هل أوحي اليه ان يدعو الله بأن ينجي ابنه ثم يعاتبه الله على ذلك؟؟ من الواضح جدا ان نوح عليه السلام كان يتصرف بطبيعته البشرية .. ولا ريب ان دعاءه لربه مبعثه عاطفة الابوّة التي جعلها الله في قلوب البشر ...
وقد حاول البعض الادعاء بأن ابن نوح لم يكن ابنه حقيقة, وعدّدوا احتمالات بأن يكون ربيبا وغير ذلك ... وكل هذه الافتراضات تحتاج الى دليل وسند فلا داعي للخوض فيها ... وان كان السياق يتكلم هنا عن صراع الحق والباطل فحسبنا ان نجعل كل العلاقات تدور في هذا الاطار وان ابن نوح كان ابنه حقيقة وان قول الله له: {انه ليس من اهلك} اي في حسابات الايمان بالله ... وان قول الله له: {انه عمل غير صالح} هو موجّه الى نوح عليه السلام ... ويتناسب هذا مع الاستغفار الذي قام به نوح عقب هذا الكلام.
ـ[سيف الدين]ــــــــ[29 Apr 2006, 11:07 م]ـ
نقف مع يعقوب عليه السلام وهو يكفكف دمعه على يوسف عليه السلام الذي تآمر عليه اخوته, فألقوه في غيابت الجب ... يشتمّ يعقوب عليه السلام رائحة المؤامرة فيقول لأبنائه: {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} (18) سورة يوسف ويمضي السياق القرآني يخبرنا ما يحدث ليوسف عليه السلام, ثم يعود بنا الى يعقوب عليه السلام, فاذا به قد ابيضت عيناه حزنا وبكاء على يوسف, واخذ منه الحزن بصره {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84) قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (85) قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (86) سورة يوسف
ان القرآن يسوق بنا مع يعقوب مشاعر الابوّة التي فقدت احد أبنائها وأعقب ذلك فقدان آخر ... ان هذه المشاعر تتدفق بشكل انسيابي عفوي ... اننا لا نكاد نرى مع يعقوب الا صورة انسانية بعيدة عن اي تدخل للوحي فيما يجيش بها صدرها من مشاعر الحزن والاسى واللوعة ... فمن كان يرى غير ذلك فليستفت عيني يعقوب عليه السلام! ..... فان كان الحزن قد اخذ ببصر يعقوب عليه السلام, فليتدبر معنى صبر يعقوب بصبر ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سيف الدين]ــــــــ[01 May 2006, 09:45 م]ـ
- يوسف عليه السلام:
{قال رب السجن احب اليّ ممّا يدعونني اليه والا تصرف عني كيدهن اصب اليهن واكن من الجاهلين فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن انه هو السميع العليم} (يوسف 33 - 34)
ان في دعاء يوسف هنا عليه السلام اقرار بالضعف البشري الذي قد يعتريه كما يعتري غيره من البشر, واقرار بثقل ضغط نوازع نفسه امام الضغط الاجتماعي, لذا يتوجّه بالدعاء الى الله ... ان عرض القرآن لنفسية يوسف عليه السلام على هذا المستوى هو تأكيد على بشرية يوسف عليه السلام من داخلها, هذه النفس التي تحاكي نفوس الناس جميعا, غير ان يوسف عليه السلام, واستشعارا بهذا الضعف, يخطو امام الناس جميعا خطوة الى الامام, بالتوجه الى الله بأن يعينه على هذه الضغوط ... وهذه الخطوة هي خطوة الاسوة الحسنة وهي خطوة النبوة ... ان نبوة يوسف عليه السلام لا تكمن في عصمة الله له, ولا تكمن في مغايرة تركييته البشرية, ولا تكمن في ان نوازع نفسه كانت ملغية لحساب ملك كريم من الله يوجهها او يلجمها ... ان نبوة يوسف تمثلت في انه دخل دائرة فتحت امامه المستغلق من الطرق وجعلت كل الفتن والمغريات في متناول يده ... ثم ان القرآن يعرض ما يعتري نفس يوسف من صراع داخلي امام هذه الفتن ... الى هنا تتقاطع نفس يوسف مع نفوس كثير من البشر ... النفس البشرية التي تقيم في لحظة من اللحظات حساب الربح والخسارة ... غير ان نفس يوسف عليه السلام تأبى الا ان تقيم حسابات الربح والخسارة بناء على القرب من الله تعالى ... وهذا هو معنى النبوة ومعنى الاسوة الحسنة ... النبوة التي تؤثر السجن تقربا الى الله ....
اما قضية ان يكون الله قد عصمه او لم يعصمه, فأعتقد انه لا يجب طرح القضية على هذا المستوى ... والسبب في ذلك بسيط وهو التساؤل التالي: ان احجام يوسف عن الاستجابة للضغوط والمغريات الاجتماعية, هل هو احجام فريد لا يتكرر ابدا مع اناس صالحين ليسوا بأنبياء؟ ربما هناك الكثير من قصص الصحابة التي تعرضهم في مواقف بطولية فريدة يرفضون فيها الكثير من المغريات حبا لله ولرسوله ... أفيستحيل على يوسف ان يقدم على ذلك وهو نبي الا بعصمة وتدخل الهي مباشر؟ لماذا نصرّ على ان النبي, بشكل عام, هو اضعف بكثير من كثير من الناس العاديين سواء على مستوى الفطنة او على مستوى الاحجام عن المعصية؟
ان اغرب ما تستدعيه العصمة في الاذهان هو ان النبي انسان ضعيف على مستوى الصراع النفسي او على مستوى الحراك الاجتماعي ... فهناك خوف دائم ان يخسر النبي معركته امام وساوس نفسه, او ان يخسرها امام الضغوط الاجتماعية, لذا تأتي العصمة لكي تخرج النبي من دائرة الصراع النفسي ... ولن نعجب بعد ذلك ممن ذهب الى ان شيطان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قد اسلم!!!(/)
تقرير عن كتاب مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني
ـ[محمد البويسفي]ــــــــ[27 Apr 2006, 12:30 ص]ـ
بسم اله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المصطفى الأمين اللهم افتح لنا أبواب الرحمة وأنطقنا بالحكمة واجعلنا من الراشدين فضلا منك ونعمة.
أما بعد:
فقد كان من تجليات فضل القرآن علينا إن استنهض المسلمين للكتابة والتدوين والإبحار في محيطات العلم، إذ أول الكتابات العربية والإسلامية كان سببها خدمة كتاب الله تعالى. وبقيت تلك الكتابات تترى على مستويات شتى؛ فهما لكتاب الله تعالى، ودفاعا عنه ... ومن هذه الكتب نجد كتب معاني القرآن بتعدد مسمياتها، تصب في مجال واحد هو شرح مفردات ألفاظ القرآن؛ تسهيلا لفهمه واستيعابا لمعانيه.
والتأليف في هذا المجال بدأ مبكرا في تاريخ المكتبة التفسيرية، لحاجة الناس إليه إذ هم ليسوا على درجة واحدة في فهم كتاب الله تعالى، ومما زاد في إلحاح الحاجة إليه هو دخول أقوام جدد في الإسلام عند اتساع الفتح الإسلامي، فأصبح في مرتبة الضروريات من حيث الأولوية في العلوم الشرعية.
ومن الأعلام البارزين في هذا المجال نجد الراغب الأصفهاني-’- في كتابه (معجم مفردات ألفاظ القرآن) الذي هو موضوع العرض.
لأهمية موضوعه وبراعة صاحبه وتفوقه على أقرانه في مجال التصنيف في الموضوع اخترت هذا الكتاب لألقي نظرة عليه.
ومعلوم أن أي منهج لأي مؤلف إنما تؤخذ من طريقين:
1. إما أن يصرح به صاحبه في مقدمة الكتاب، فيِؤخذ منها.
2. وإما من خلال استقراء الكتاب وتتبع جزئيا ته بين دفتيه.
وصاحب الكتاب لم يصرح بمنهجه في المقدمة. إلا إشارة عارضة لاتفي بالغرض إطلاقا. لذلك استقريت بعض معالم منهجه من خلال مثن الكتاب. لا أقول قد أحطت بها، وإنما التقطت بعض معالمها فقط، لطبيعة العرض الذي هو تقرير عن كتاب؛ لذلك كان تصميم العرض على الشكل التالي:
بعد المقدمة، أعطيت بطاقة تعريفية للكتاب، ثم عرضت إلى موضوعه بعجالة. هذا في المبحث الأول. أما في الثاني فقد تناولت منهج المؤلف في التأليف. وفي الثالث تطرقت إلى مصادر الكتاب. وأبديت ملاحظاتي على الكتاب فكان بذلك المبحث الرابع. أما الأخير فقد بينت القيمة العلمية للكتاب. وهذا بيان ما أجملته:
المبحث الأول
البطاقة التقنية للكتاب
? عنوان الكتاب: معجم مفردات ألفاظ القران
?اسم المؤلف: الراغب الأصفهاني (ت 503)
? دار النشر: دار الفكر, بيروت, لبنان
? زمن التأليف: نهاية القرن الخامس و بداية القرن السادس
? تحقيق: نديم مرعشلي
? المجال المعرفي الذي ينتمي إليه الكتاب: معاني القران
مضمون الكتاب
الكتاب يقع في مجلد واحد من الحجم الكبير, عدد صفحاته 728 صفحة.
تجد في بدايته مقدمة المحقق، تحدث فيها عن أهمية اللغة العربية التي هي وعاء التراث العربي الإسلامي، وتكلم عن موضوع التحقيق بإيجاز وزعن قيمته العلمية ثم عرف بالمؤلف وآثاره الفكرية، وأخيرا تحدث عن طريقته ومنهجه في التحقيق.
بعد مقدمة المحقق تجد مقدمة المؤلف تكلم فيها عن عظمة القرآن الكريم وأنه مصدر النور والهداية، لكن ليس كل الناس مؤهلون للنهل من معينه الذي لا ينضب، بل لابد من صفاء القلب ونقاوة النفس من كل الأمراض، ثم نبه إلى أن أول ما يحتاج إليه من علوم القرآن هو العلوم اللفظية، التي ترتكز على تحقيق الألفاظ المفردة، وهذه الأخيرة هي ما يعين على فهم القرآن، بعد ذلك تحدث عن منهجه في تأليف الكتاب لكن باقتضاب شديد.
الكتاب لا يحتوي على فصول، ولا مباحث كما عهدنا في باقي الكتب الأخرى، وإنما نوعية الكتاب معجمية لذلك تجد بعد المقدمة مباشرة باب حرف الألف، وتدخل تحته كل المفردات التي تبتديء بحرف الألف. بعد ذلك تجد حرف الباء، وهكذا إلى آخر حرف من الحروف الهجائية.
بعد ذلك تجد التحقيقات الفنية التي قام بها المؤلف. فجاء الكتاب بسبعمائة وثمانية وعشرون صفحة منها خمسمائة وثمانية وسبعون صفحة للمعجم والباقي خصصت للتحقيقات الفنية، ثم ذيله بفهرس.
المبحث الثاني
في منهج التأليف:
رتب المِؤلف-’-معجمه هذا ترتيبا الفبائيا، أولا في تبويب الكتاب: الألف أولا ثم الباء ثم التاء ... وهكذا. ثم في ترتيب الكلمات: فاء الفعل ثم عينه ثم لامه. مثلا:
? في باب الألف: "أب"، "أتى"،" أثاث"، "اجر"،" أحد" ...
(يُتْبَعُ)
(/)
? في باب الباء:" بأس"، "بتر"،" بث"،" بجس"،" بخع"، "بدر" ...
? في باب الجيم:"جبت"، "جبر"،" جبل"،" جبن"، "جبه"، ...
في ترتيبه لأبواب الحروف يقدم باب الواو على باب الهاء. وهذا الترتيب الألفبائي يكون في أوائل حروفه الأصلية دون الزوائد. هذا من حيث الترتيب المنهجي لأبواب الكتاب وترتيب الكلمات، أما من حيث طريقته في شرح مفردات ألفاظ القرآن فهو يعطي المعنى اللغوي، أي أصل الوضع في اللغة، ثم يعدد المعاني التي يفيدها اللفظ حسب استعماله في الآية القرآنية.
أما الاستشهاد: فيستشهد بالقرآن الكريم إذا كانت تلك اللفظة المراد شرحها في آية أخرى وفي سياق آخر بنفس المعنى لكنه أوضح. كما أنه يستشهد بالأحاديث النبوية وأقوال الصحابة، وهذا يوجد خاصة عندما يذهب إلى معنى اصطلاحي أو شرعي، ثم يستشهد بأبيات من الشعر الذي هو ديوان العرب. كما أنه يستشهد بالأمثال المشهورة.
و هذا الأمر لا نجده عند شرحه لكل لفظة من ألفاظ القران, بل قد يكتفي بالشرح اللغوي من غير استشهاد بغير القران, مثلا عند شرحه لفظة "النبز" قال: «النبز التلقيب، قال:?ولا تنابزوا بالألقاب?» هنا أوجز إيجازا و لم يأتي بشاهد من اللغة أو غيرها, ولعله وضح المعنى فلم يشأ الإطناب. لكن في مواضع أخرى من الكتاب لا يكتفي بالشرح اللغوي بل يتعداه إلى المعنى الاصطلاحي و الشرعي, مثال هدا الأخير في شرحه للفظة "توب"، قال: «والتوبة في الشرع ترك الذنب لقبحه والندم على ما فرط منه والعزيمة على ترك المعاودة, وتدارك ما أمكنه أن يتدارك من الأعمال بالإعادة فمتى اجتمعت هده الربع فقد كمل شرائط التوبة».
و في شرحه لألفاظ القرآن يعتني كثيرا بالقراءات القرآنية, فلا يكتفي بالقراءة الواحدة وإنما يتعداها إلى غيرها من القراءات الثابتة عن الرسول (ص) , فعندما شرح القدر قال: «و القدر وقت الشيء المقدر له, والمكان المقدر له. قال: ? إلى قدر معلوم? و قال: ? فسالت أودية بقدرها? أي بقدر المكان المقدر لها لأن يسعها, و قرئ"بقدرها"-بسكون الدال و كسر الياء-أي تقديرها ( .. ) و قدرت عليه الشيء ضيقته كأنما جعلته بقدر بخلاف ما وصف بغير حساب, قال: ? و من قدر عليه رزقه? أي ضيق, وقال: ? يبسط الرزق لمن يشاء و يقدر ? وقال: ? فظن أن لن نقدر عليه ?، أي لن نضيق عليه. وقرئ? لن نقدر عليه?» - بتشديد الراء و كسرها- وظاهر أن بتعدد القراءات تتعدد المعاني, فكان حكيما إذ ذكر القراءات.
و عند وقوفه على مفردة اختلف الصحابة أو التابعين في معناها نجده يعدد أقوال الصحابة أو التابعين أو هما معا في المسألة فيرجح رأيا أو ينشئ آخر مستقلا به؛ فعند شرحه للفظة "قر" قال في قوله تعالى? فمستقر و مستودع?: «قال ابن مسعود مستقر في الأرض و مستودع في القبور. و قال ابن عباس مستقر في الأرض و مستودع في الأصلاب. و قال الحسن مستقر في الآخرة و مستودع في الدنيا. وجملة الأمر أن كل حال ينقل عنها للإنسان فليس بالمستقر التام». نلاحظ أنه تجاوز أقوال الصحابة والتابعين و أنشأ رأيا خاصا به, طبعا لما كان اجتهاده منهم (ض) و ليس نقلا عن الرسول (ص). والذي يبدو أنه كان موفقا في رأيه.
فالرجل ليس متضلعا في اللغة فقط، كما يبدو من خلال عنوان الكتاب؛ بل له الدلو المعلى في العلوم الشرعية أيضا؛ وتعالى ننظر في شرحه للفظة" شبه" حيث نجده لبس رداء الأصوليين وصار يقلب المعنى ويعمل فيها قواعد أصول الفقه، فكأنك أمام كتاب أصولي. قال: «والمتشابه من القرآن ما أشكل تفسيره لمشبهته بغيره، إما من حيث اللفظ أو من حيث المعنى، فقال الفقهاء: المتشابه ما لا ينبئ ظاهره عن مراده، وحقيقة ذلك أن الآيات عن اعتبار بعضها ببعض –ثلاثة أضرب محكم على الإطلاق، ومتشابه على الإطلاق، ومحكم من وجه ومتشابه من وجه. فالمتشابه في الجملة ثلاثة أضرب:
1. متشابه من جهة اللفظ فقط.
2. ومتشابه من جهة المعنى فقط.
3. ومتشابه من جهتهما.
والمتشابه من جهة اللفظ ضربان:
1. أحدهما يرجع إلى الألفاظ المفردة ( ... ).
2. والثاني يرجع إلى جهة الكلام المركب، وذلك على ثلاثة أضرب ... ».
(يُتْبَعُ)
(/)
كما تجده فقيها أحيانا أخرى، يستنبط الأحكام الفقهية ويرد على الفقهاء ويخطئ بعضهم، وسلاحه في ذلك اللغة؛ وهذا ما نجده عند شرحه للفظة "طهر" يقول: «?وأنزلنا من السماء ماء طهورا? قال الشافعي رضي الله عنه: الطهور بمعنى المطهر، وذلك لا يصح من حيث اللفظ لأن فعولا لا يبنى من أفعل وفعل، إنما يبنى ذلك من فعل. وقيل إن ذلك اقتضى التطهير من حيث المعنى، وذلك أن الطاهر ضربان- ضرب لا يتعداه الطهارة كطهارة الثوب فإنه طاهر غير مطهر به، فوصف الله تعالى الماء بأنه طهور تنبيها على المعنى».
كما أنه-’- يحذو في شرحه لألفاظ القرآن حذو التفسير الموضوعي؛ لأنه عمد فيما ذهب إليه إلى جمع الآيات ذات الموضوع الواحد ففسرها. فجاء ترتيب مصنفه بحسب ما يأتي به التفسير الموضوعي للقرآن الكريم.
و نعطي هنا مثالا و هو شرحه للفظة "البصر" قال «البصر يقال للجارحة الناظرة نحو قوله تعالى ?كلمح البصر? ?و إّذ زاغت الأبصار? و للقوة التي فيها, ويقال: لقوة القلب المدركة-بصيرة و بصر، نحو قوله تعالى. ?فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد? ( .. ) ? أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ? أي على معرفة و تحقق و قوله: ? بل الإنسان على نفسه بصيرة ? أي تبصره فتشهد له و عليه من جوارحه بصيرة تبصره فتشهد له و عليه يوم القيامة كما قال:"تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم ? و أنبتنا فيها من كل زوج يهيج تبصرة? أي تبصرة و تبيانا ( .. ) ? ولا يسأل حميم حميما يبصرونهم ? أيجعلون بصراء بأثرهم».
ذكر هنا جميع الآيات التي ذكرت فيها لفظة " البصر" ثم شرحها و أعطى المعاني التي تفيدها حسب موضعها و سياقها في الآية.
المبحث الثالث
مصادر الكتاب:
الذي يظهر من خلال تصفح و قراءة الكتاب أن مراجعه بالأساس اللغة العربية خاصة ما كان منها نظما فيأتي به شاهدا على المعنى الذي ساقه المؤلف, ثم أقوال الصحابة والتابعين و بعض المفسرين و إن لم يذكر أسماءهم, وكثيرا ما يورد القول بصيغة التمريض وفي استعمالها عند العلماء إشارة إلى عدم الرضا و الاطمئنان بصحة ما أوردوه.
و في مجال اللغة أخذ بنسبة كبيرة عن أحمدا بن خليل الفراهدي و بأقل منها عن سيبويه.
المبحث الرابع
ملاحظات حول الكتاب:
الذي يلاحظ على الكتاب أن الكاتب قليلا ما يسند الأقوال إلى أصحابها و لعله لا يطمئن إلى ما ذهب إليه أصحاب تلك الأقوال. و أيضا لا يوثق و لا يذكر سلسلة السند في الأحاديث النبوية و أقوال الصحابة و التابعين و لو ذكر ذلك لكان أفضل. وهذا الأمر ينطبق كذلك على عمل المحقق الذي لم يخرج الأحاديث أ يتأكد من صحتها أو يذكر الشعراء المستشهد بشعرهم و هذا العمل نجده عند بعض المحققين عند تحقيقهم الكتب.
الذي يلاحظ على المؤلف هو تأثير عقيدته عليه عند تفسير آيات الصفات خاصة, فقد أول صفة الاستواء بالاستيلاء و المجيء بمجيء أمر الله و ليس بذاته, كما في الاستهزاء و اليد ,و الذي يبدو أنه أشعري العقيدة و الله أعلم.
كان أحرى به أن ينطلق من اللفظة القرآنية ومدلولاتها اللغوية لا أن يصرفها عن معناها الظاهر لتوافق ما اعتقده قبل.
ويلاحظ عليه أنه يدرج بعض الأسماء الأعجمية تحت أكثر من جذر، ك"جالوت" أورده تحت جذري"جلت"و"جال " في آن واحد.
ويلحق بعض الجذور بغيرها، وكان الأجدر فصلها وقد فعل المحقق ذلك (أنظر مقدمة المحقق).
وهذه الملاحظات لا تنقص من قيمة الكتاب العلمية وأهميته في المكتبة التفسيرية.
المبحث الخامس
في القيمة العلمية للكتاب:
للكتاب قيمة علمية كبيرة تتجلى في اهتدائه إلى مفاتح النص القرآني، وهي مفردات الألفاظ التي لا يستغني عنها مشتغل بكتاب الله تعالى، فامتلاك المفاتيح وضبطها يسهل عملية الولوج ومن دخل في كتاب الله بعقله وفكره اهتدى، ومن اهتدى عاش حياة طيبة ملؤها السعادة والهناء، وهذه هي الطريقة الوحيدة الأسلم والأيسر لفهم كتاب الله تعالى، وهي الخطوة الأولى واللبنة الأساس التي لايمكن الاستغناء عنها، والا يكون الواحد منا يدور حول النص وهو يظن أنه يغوص في أعماقه.
ثم تتجلى كذلك في طريقة ترتيبه الألفبائي- فاء الفعل ثم عينه ثم لامه. اهتدى إلى هذه الطريقة وهو في نهاية القرن الخامس وبداية السادس الهجري، أي في وقت مبكر جدا، وهي الطريقة المعتمدة حاليا في القرن الخامس عشر الهجري. فهذا سبق علمي كبير إن دل على شيء فإنما يدل على علو الراغب –’- في مجال التصنيف والتأليف، وهي طريقة تسهل على القارئ البحث عن مفردات الألفاظ القرآنية، ومعرفة معانيها بيسر وسهولة.
كما تتجلى أيضا في شرحه لمفردات ألفاظ القرآن شرحا يفي بالغرض من غير إفراط أو تفريط، بحسب سياقها في الآية. ولاغرو فالرجل خبير باللغة العربية وفنون استعمالها عند العرب. كما أن له مصاحبة طويلة لكتاب الله تعالى، ظهر هذا جليا في شرحه لألفاظ القرآن. ومن خلال كتبه التي ألفها. وله إلمام بعلم الفقه وأصوله، وعلم القراءات. يوظف كل مالديه من امكانات علمية في شرحه للألفاظ القرآنية.
ولهذا تبدو شخصيته العلمية حاضرة بقوة في الشرح اللغوي وتوجيه الفهم. وفي المنهجية التي اتبعها. وهو في هذا مبدع رائد غير مسبوق.
وهذا الكتاب موجه لعموم الناس بإمكانهم أن يستفيدوا منه، غير مقتصر على الخاصة فقط كما هو حال بعض الكتب الأخرى.
والمصنف أقرب إلى التفسير منه إلى المعجم.
محمد البويسفي طالب باحث
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 Apr 2006, 05:37 ص]ـ
وفقك الله أخي الكريم
لو ذكرت المراجع التي رجعت إليها في كتابة هذا التقرير لكان أفضل، وبقيت قضايا مهمة حول هذا الكتاب لعلي أذكرها قريباً إن شاء الله تعالى.
مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني ( http://www.55a.net/firas/arabic/index.php?page=show_det&id=681&select_page=18)
ـ[محمد البويسفي]ــــــــ[27 Apr 2006, 02:02 م]ـ
أخي الكريم هذا التقرير كتبته بناء على تصفحي للكتاب من غير مراجع أرجع إليها و كان ذلك في عجالة و لو اعتمدت مراجع كان سيكون أفضل بحيث أستفيد من غيري و مما توصلوا إليه عند مطالعتهم للكتاب و الناس ليسوا سواسية في الفهم
و قصدي من هذا التقرير هو التعريف بهذا الكتاب الرائع و أهميته في المساعدة على فهم كتاب الله تعالى و قد يكون هذا عذري
محمد البويسفي
ـ[العمري]ــــــــ[18 Jan 2010, 11:32 ص]ـ
الحقيقة هذا الكتاب رائع وكل من كتب عن الفاظ القران بعده هم عيال عليه
لكن لم يستوف الراغب رحمه الله كل الفاظ القران تماما بل هناك اكثر 80 لفظ او جذر لم يتضمنها كتابه
قمت باحصائها
ربما يكون له استدراك في المستقبل القريب
سؤالي لماذا سماه مفردات غريب القران؟
مع انه جمع الغريب وغير الغريب
ـ[أم إبراهيم]ــــــــ[18 Jan 2010, 02:33 م]ـ
بارك الله فيكم مشايخنا وعلماءنا الكرام
فتح الله عليكم هل بامكانكم ان تدلوننا على منهجية لدراسة الكتاب
اي الطريقتين انفع
1 - معي بالتوازي مع التفسير
2 - ام مثلا ادرسه لوحده واديم النظر فيه واكرر حتى استظهاره
ولو فكرة موجزة عن كتاب الزجاج (معاني القرآن واعرابه
با رك الله فيكم ونفع بكم(/)
ذو القرنين - دراسة تحليلية
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 Apr 2006, 09:13 ص]ـ
سورة الكهف (من الآية 83 إلى 99).
وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا
السائلون هم من مشركي قريش حتماً، وقد روي أنهم سألوا اليهود عن أسئلة اختص اليهود بمعرفة أجوبتها ليختبروا إن كان محمداً صلى الله عليه وسلم نبيٌ أم لا؟ فكان منها السؤال عن ذي القرنين. وهذا معناه أن ذا القرنين لم يكن الملك اليمني الصعب ذو القرنين. فتاريخ ملوك اليمن معروف و مدون، بينما تاريخ ذي القرنين لم يكن يعرف العرب عنه شيئاً، وإلا ما تجرأ اليهود على سؤال النبي صلى الله عليه وسلم أن يخبرهم عن قصته. فهو إن كان من ملوك اليمن، فالعرب أعرف الناس به. والأحاديث التي تذكر معاصرته لإبراهيم عليه السلام كلها موضوعة منكرة، أشبه بالأساطير. وكل ما روي في سبب نزول هذه الآية ضعيف لا يصح. ولم يثبت قط أنه الاسكندر المقدوني الإغريقي. ذلك أن الاسكندر كان وثنياً سفاحاً، تاريخه مكتوب بالتفصيل، بل يذكر كذلك شذوذه الجنسي وعلاقته المحرمة مع أمه. وأول من جاء بهذا الزعم هو رجل مجهول من أهل الكتاب ادعى الإسلام ونقل ذلك عنه ابن إسحاق.
ومن الممكن أن يكون ذو القرنين ملكاً في زمان قديم لا نعرفه، لكن سؤال اليهود عنه يدل على أنه كان معروفاً لديهم. فإذا رجعنا لكتبهم وجدنا في كتاب دانيال نبوءة بمجيء ذي القرنين وسيطرته على الأرض. والقرنين كناية عن مملكتي فارس وميديا (أذربيجان وشمال العراق). وهذا -لو صح- فإنه ينطبق على الملك قوروش الذي احتل بابل وسمح لليهود بالعودة للقدس. وقد امتدت دولته من الشام وتركيا غرباً إلى بلخ شرقاً، ويقال أنها بلغت القفقاز شمالاً. ثم إن قوروش هو الملك الوحيد الذي عرف عنه في التاريخ القديم عدله الشديد. ونجد في كتب اليهود أن عزيراً يصفه بأنه موحد تقي ورع. والزردشتية لم تكن وثنية كل الوقت، بل تم تحريفها تدريجياً كما حصل مع اليهود و النصارى، و الله أعلم. بدأ قوروش بالظهور عام 549 ق. م وسقطت بابل على يده سنة 539 ق. م.
وقد ذكرنا أنه لم يصح شيئاً مرفوعاً يحدد شخصيته. وأصح ما جاء في حديث موقوف أخرجه الطبري في تفسيره قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن القاسم بن أبى بزة، عن أبي الطفيل، قال: سمعت عليا وسألوه عن ذي القرنين أنبيا كان؟ قال: كان عبدا صالحا، أحبّ الله، فأحبه الله، وناصح الله فنصحه، فبعثه الله إلى قومه، فضربوه ضربتين في رأسه، فسمي ذا القرنين، وفيكم اليوم مثله.
إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا
أي أتاه الله العلم، ويسر له كل أسباب النصر والقوة والتمكين.
فَأَتْبَعَ سَبَبًا
وفي قراءة متواترة: "فاتَّبع سبباً" أي فسلك طريقاً، وسيأتي أنه للغرب.
حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا
الحمأ هو الطين الأسود. وفي قراءات متواترة: عَيْنٍ حامِيَةٍ. أي ساخنة أو دافئة. والعين تطلق على البحر كذلك. والذي يظهر أنه وصل لأقصى غرب آسيا (في غرب تركيا اليوم) حيث رآى الشمس تغرب عند شاطئ بحر إيجة ذي المياه الدافئة، حيث شاطئ البحر طيني أسود. ووجد هناك قوماً كفاراً، فخيره الله بين أن يقتلهم أو يعفو عنهم.
قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا
فاختار ذو القرنين أن يعرض عليهم الإسلام، فمن بقي على الشرك قتله، ومن آمن وعمل صالحاً يفعو عنه.
وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا
ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا
حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا
أي تابع فتوحاته إلى أن وصل إلى شرق سهوب تركستان، وهي آخر ما وصلت إليه الحضارة آنذاك، ووجد هناك قوماً بدائيين ليست لهم بيوت ولا في بلادهم أشجار تمنعهم الشمس. فلما رآى ذلك رجع ليفتح بلاداً آخرى. ويظهر أنه اتجه للقوقاز.
(يُتْبَعُ)
(/)
كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا
ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا
حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلا
إي بلغ جبلين عظيمين، ووجد قبلهما قوماً لا يكادون يفهمون أي لغة غير لغتهم، وكذلك مترجمي ذي القرنين لا يعرفون لغتهم. فلا يكادون يتفاهمون إلا بالإشارات. فهذا يدل على أن لغتهم لم تكن من اللغات الهندو أوربية (التي منها الفارسية) ولا من اللغات السامية (التي منها الآرامية) ولا من اللغات التركية. ولذلك لم يعرفها ذو القرنين ولا أحد ممن كان معه. وهذا الوصف ينطبق على جبال القفقاز حيث نجد هناك إلى اليوم قبائل منعزلة تتحدث لغات مستقلة لا ترتبط بأي مجموعات لغوية أخرى. مما يدل على انعزال تلك القبائل منذ العصر الحجري.
قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا
والظاهر أنه عرف أنه لا قدرة له على قتال ياجوج وماجوج لكثرة عددهم، فاختار أن يبني سداً بين الجبلين يمنعهم من الإفساد في الأرض. وأبى أن يأخذ عليه الإجرة، لكن طلب من هؤلاء القوم مساعدته.
قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا
آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا
فبنى السد من قطع الحديد، حتى إذا انتهى ووصل السد إلى قمتي الجبلين حمّى الحديد بالنار ثم صب عليه النحاس المصهور حتى تلتحم قطع الحديد مع بعضها.
فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا
قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا
وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا
ذلك اليوم يكون بعد خروج عيسى عليه السلام كما في صحيح مسلم.
ومن المستبعد جداً أن يكون هذا السد هو سد الصين، لأنه مبني من حديد ونحاس بين جبلين وليس من حجارة وطين ما بين البحر إلى الصحراء. ومن البعيد كذلك أن يكون السد بين داغستان وأذربيجان عند مدينة داربند (باب الأبواب) كما يذكر أكثر المؤرخون، لأن ذلك السد بني متأخراً في عهد الساسانيين وهو من الجبل إلى البحر. وفوق ذلك فليس من الحديد. أما خبر بعثة الخليفة الواثق لاكتشاف السد، فإن ابن خرداذبة (ت 300هـ) هو أول من رواها عن نفس رئيسها. يقول الآلوسي في روح المعاني (16|42): ثقات المؤرخين على تضعيفه (أي الخبر). و عندي أنه كذب لما فيه مما تأبى عنه الآية، كما لا يخفى على الواقف عليه تفصيلاً.
والراجح لدي أن هذا السد هو في فتحة داريال Darial Gorge في جمهورية جورجيا السوفيتية بجبال القفقاز، التي كانت القبائل المتوحشة تغير منها على مناطق جنوب القفقاز و شرق البحر الأسود وغرب بحر قزوين. هذه الفتحة يسميها العرب بوابة آلان. و هذه حقيقة قائمة لكل من أراد أن يراها: جبال شاهقة تمتد من البحر الأسود حتى بحر قزوين التي تمتد لتصل بين البحرين طوال (1200كم). و هي جبال شامخة متجانسة التركيب، إلا من كتل هائلة من الحديد الصافي المخلوط بالنحاس الصافي في سد داريال. تلك هي الثغرة المسدودة التي كان هؤلاء المتوحشون يغيرون منها. أما التغيرات الطبيعية. فلم تنل من السد شيئاً، غير أن جسم الجبال الصخري من جانبي السد، تآكل بفعل عوامل التعرية على مدى هذا الزمن الطويل، و صار هناك فراغ فيما بين الصخور الجبلية و جسم السد الحديدي النحاسي، الذي ظل شامخاً حتى الآن، ولا يستطيع إنسان أن ينقبه أو يعلوه. انظر مفاهيم جغرافية للدكتور عبد العليم خضر (ص 299). ومع هذا الذي ذكرت يظل الأمر كله تخمينات وافتراضات، حتى يثبت شيء صحيح بالدليل.
فإن قيل أين يأجوج ومأجوج اليوم؟ وكيف يحجزهم السد؟ فإن قوماً يشربون بحيرة طبريا لا بد أن يكونوا بمئات الملايين. فكيف يخفى هؤلاء علينا؟ والجواب أنهم قوم أخفاهم الله عنا إلى وقت نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان، فيظهرهم الله بقدرته تبارك وتعالى.
وقد روى الترمذي عن قتادة، حدثنا أبو رافع، عن أبي هريرة، مرفوعاً حديثاً فيه أن ياجوج وماجوج ليحفرون السد كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غدا. فيعودون إليه كأشد ما كان. حتى إذا بلغت مدتهم، قالوا إن شاء الله فيعودون إليه كما تركوه، فيخرقوه. قال الترمذي: حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وفي نسخة ابن كثير ليس فيها التحسين. فالحديث ضعيف عند الترمذي. قال ابن كثير: في رفعه نكارة. ثم ذكر أن كعب الأحبار قد حدث بمثله، ثم قال ابن كثير: وهذا مُتَّجه. ولعل أبا هريرة تلقاه من كعب. فإنه كثيراً ما كان يجالسه ويحدثه، فحدث به أبو هريرة، فتوهم بعض الرواة عنه أنه مرفوع، فرفعه، والله أعلم. ويؤكد ما قلناه -من أنهم لم يتمكنوا من نقبه ولا نقب شيء منه، ومن نكارة هذا المرفوع-، ثم ذكر الحديث الذي رواه البخاري (8|104) و مسلم (2880) عن زينب بنت جحش أم المؤمنين مرفوعاً: استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من نومه. وهو محمر وجهه، وهو يقول: "لا إله إلا الله! ويل للعرب من شر قد اقترب! فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا". وحَلَّق. قلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: "نعم إذا كثر الخبث".
فلو أنهم كانوا يفتحون أكثر الردم كل يوم، لم يعد لهذا الحديث من معنى. وقد رويت خرافات كثيرة عنهم في كتب التفسير والتاريخ، مثل أنهم من نسل آدم من غير حواء ومن أن آذانهم طوال وأن الواحد يتفيء بأذنه، وغير ذلك من الخرافات السمجة، التي إما ترجع إلى أساطير اليهود أو هي محض خيال من القصاصين. ولذلك أعرضنا عن ذلك، وما ذكرنا إلا الصحيح إن شاء الله. والله الغالب لا رب سواه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عطية زاهدة]ــــــــ[28 Apr 2006, 04:45 ص]ـ
يا حبذا لو أن الكاتب كان قد ركز على أن ذا القرنين هو قورش الفارسي وهذا ما قد أثبته العالم الهندي المسلم "أبو الكلام آزاد" قبل عشرات السنين. وقد سبق لمجلة "العربي" ربما قبل 35 سنة أن نشرت مقالا في هذا الموضوع.
ـ[ناصر]ــــــــ[28 Apr 2006, 05:22 ص]ـ
يا حبذا لو أن الكاتب أيضا ذكر مراجعه, وعرفنا بنفسه, لتطمئن قلوبنا لما خطت يداه, خاصة وأن الموقع الذي بتوقيعه لم ترتح له النفس.
و ختاما رجاء بسيط, إذا كان بالإمكان فعل ما ها هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5299).
الرجاء أيضا ألا يحمل كلامي إنتقاصا من حق الكاتب (الشيخ حسب الموقع في التوقيع) ف "الذي لا يعرفك يجهلك " مثل ما يقولون, و لا تنسى أن تقرأ توقيعي عند هاهنا (إبتسامة).
ـ[نواف م. م.ع]ــــــــ[21 May 2006, 05:36 م]ـ
جزاك الله خيرا على الموضوع الجيد فهنالك الكثير من العلماءيؤكدون على ان ذي القرنين هو الاسكندر الاكبر بدون حجج ةلا براهين(/)
سؤال عن التنغيم اللغوي في القرآن الكريم؟
ـ[أبو النور]ــــــــ[27 Apr 2006, 02:27 م]ـ
الإخوة والأخوات المشاركون في هذا الملتقى الرائع أطلب منكم مساعدة في بحث لغوي في القرآن الكريم وأريد شيئا عن التنغيم اللغوي في القرآن وعن المستوى الصرفي في القرآن إن كان لأي أحد من المشاركين علم بهذه المواضيع فليساعدني مشكورا
والسلام عليكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Apr 2006, 06:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المقصود بالتنغيم في اللغة: جرس الصوت أثناء الكلام.
وهو فن عني به القدماء والمحدثون، من أهل النحو واللغة، وما قصة أبي الأسود الدؤلي مع ابنته التي قيل: إنها كانت من أسباب عزمه على وضع قواعد النحو، إلا بداية للعناية بالتنغيم الصوتي أثناء الكلام، حيث لم يفهم قصد ابنته لاختلاف الإعراب من جهة، وربما لنغمة الصوت المصاحبة للكلام أيضاً، بل إنني أرجح أن السبب في سوء الفهم كانت نغمة الصوت.
وقد وتعرض له المؤلفون في أداء القرآن الكريم، وهو جانب ذو صلة قوية بعلم التجويد، ويأتي مكملاً ومتمماً له.
ويُعنى به أيضاً النقاد في الأدب، بحيث يتبين الناقد الأدبي المقصود من كثير من مقاصد الشعراء في أشعارهم، بحسب اختلاف معنى البيت، باختلاف النغمة الصوتية التي قيل بها، ولذلك لما اختلف النقاد في شرح معنى قول المتنبي:
عيد بأية حال عدت يا عيدُ * لما مضى أم لأمر فيك تجديدُ
هل هو استفهام؟ أم تعجب؟ أم غير ذلك.
قال أحدهم: لو كنا رأينا المتنبي وسمعناه وهو يلقي هذا البيت لعرفنا مقصده.
ويعنى به الباحثون في علم الأصوات اللغوية، ومصطلح التنغيم صار أحد المصطلحات العلمية في علم الأصوات اللغوية الحديث.
وهو بحث يعنى به في أيامنا هذه الباحثون والمدربون في فن الإلقاء، وتعليم الخطابة، وكيف يجب على المخطيب والملقي للكلام أن ينوع درجات صوته، لتناسب أغراض الكلام، وبعض القراء للقرآن أقوم به من بعض، ولذلك تفاوت تأثيرهم في المستمع.
وأول من نبه إلى التنغيم اللغوي من الباحثين المحدثين العرب، هو الدكتور إبراهيم أنيس رحمه الله في كتابه (الأصوات اللغوية)، حيث أشار إلى أن (البحث عن نظام درجات الصوت، وتسلسله في الكلام العربي يحتاج إلى عون خاص من الموسيقيين عندنا، ولسوء الحظ لم يهتد موسيقيونا إلى السلم الموسيقي في غنائنا، أو بعبارة أخرى لم يتفقوا عليه، ولهذا نؤثر ترك الحديث عن موسيقى الكلام العربي إلى مجال آخر، عسى أن تكفل لنا البحوث المستقبلية القيام بهذا) [الأصوات اللغوية ص124]
وقد زادت بعد ذلك العناية بهذا الموضوع لدى الدراسين، فتوسع في الإشارة إلى أهميتها الدكتور تمام حسان، فعرف التنغيم بأنه: (ارتفاع الصوت وانخفاضه أثناء الكلام) [مناهج البحث في اللغة 164]، وقال في موضع آخر عنه: (هو تغييرات تنتاب صوت المتكلم من صعود وهبوط لبيان مشاعر الفرح، والغضب، والإثبات، والتهكم، والاستهزاء، والاستغراب). [ص164].
أنماط نغمات الصوت:
1 - النغمة الصاعدة، وتقابلها الهابطة.
2 - النغمة الصاعدة جداً، وتقابلها الهاطبة جداً.
3 - النغمة الشيقة والمتسعة.
4 - النغمة النهائية الصاعدة من الأدنى إلى الأعلى صعوداً يسيراً، ثم المنخفضة.
وموضوع التنغيم اللغوي عني به الدارسون القدماء عناية تجدها متفرقة ومقتضبة في كتبهم في النحو واللغة والنقد الأدبي، وقبل ذلك في كتب التجويد وأداء القرآن، ومن الكتب التي عنيت بمواضع التنغيم اللغوي، ولم أطلع عليه مفصلاً في جميع المواضع – كتاب (نجوم البيان في الوقوف وماءات القرآن) للسمرقندي، الذي حقق مؤخراً في رسالة دكتوراه ولم يطبع بعدُ. حيث تعرض لمواضع تتعلق بالتنغيم، ودلالة القارئ متى يرفع صوته، ومتى يخفضه في أثناء تلاوته للقرآن الكريم.
ومن الدراسات الجيدة التي كتبت حول هذا الموضوع، دراسة أصلها رسالة ماجستير للباحث سمير بن إبراهيم العزاوي، بعنوان: (التنغيم اللغوي في القرآن الكريم) طبعته دار الضياء بالأردن، عام 2000م. وأنصحك بالاطلاع عليه، فقد حرص على استيفاء الجوانب المهمة للموضوع، وعدد صفحاته 200 صفحة.
http://www.tafsir.net/images/tangeem.jpg
وهناك بحث للدكتور كاصد ياسر حسين بعنوان (الجرس والإيقاع في تعبير القرآن) نشرته مجلة كلية الآداب بجامعة الموصل، العدد 19، 1978م؟
وللباحث نعيم اليافي عناية بهذا الموضوع في مقالات متفرقة بعناوين (حروف القرآن دراسة دلالية في علم الأصوات والنغمات) نشرتها مجلة الفيصل السعودية عام 1985م، وبحث بعنوان (قواعد تشكيل النغم في موسيقى القرآن) نشرته مجلة التراث العربي بدمشق عام 1984م. وغيرها.
ـ[نوراليقين]ــــــــ[27 Apr 2006, 10:09 م]ـ
الله يجزيك كل الخير على هذا الجهد المبارك وجعله الله في ميزان حسناتك(/)
حركة التأليف المعجمي في مفردات القرآن ـــ لأحمد حسن الخميسي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Apr 2006, 06:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
أقبل المسلمون على القرآن الكريم بشغف منذ صدر الإسلام، يتدبرون آياته، ويتفهمون معانيه التي تحتويها ألفاظه، فحفظوه عن ظهر قلب، وجمعوه في مصحف، وكتبوا في تفسيره وإعجازه وبلاغته وآداب حمله الكثير. وعكف العلماء على تبيان معاني غريب مفرداته، ووضعوا فهارس ومعاجم لألفاظه، ولا تزال مسيرة التأليف والإعداد في هذا المجال مستمرة حتى أيامنا هذه، لأن كلمات الله تعالى لا تنفد معانيها، ولأن عطاءات القرآن متعددة ومتجددة، وسيظل الإنسان يجد في آياته معيناً لا ينضُب لبحثه وفكره وعقله وحياته.
وسنقف في دراستنا هذه عند الكلمة القرآنية التي شغلت العلماء، فصنّفوا الكتب في مفردات غريب القرآن، ووضعوا لألفاظه الفهارس والمعاجم، وسنتحدث عن أهميتها ومنهج إعدادها والأهداف التي وضعت من أجلها، وعن وجهة أولئك العلماء في أعمالهم، ونقارن بين مفردات الغريب ومعاجم الألفاظ، ونتحدث أيضاً عن دور الحاسوب في تقديم فهارس ومعاجم الألفاظ القرآنية وعلاقة الحاسوب بالمكتوب على الورق.
اهتمام المسلمين بالألفاظ القرآنية:
للألفاظ أهمية في حياة الإنسان لأنها تعبر عما في فؤاده، وتترجم المعاني والمشاعر التي بداخله، وهي إلى جانب ذلك وسيلة لمخاطبة الآخرين، وكلما أتقن الخطيب أو المتحدث ألفاظه واختارها بدقة كان تأثيره في المتلقين أبلغ.
إن الألفاظ هي أوعية المعاني والخازن لها، والمقدَّمة على المعاني، فقد ذكر الإمام مجد الدين ابن الأثير عند حديثه عما يلزم لمعرفة علم الحديث فقال: "أحدهما معرفة الألفاظ، والثاني معرفة معانيه، ولا شك أن معرفة ألفاظه مقدَمةٌ في الرتبة، لأنها الأصل في الخطاب، وبها يحصل التفاهم، فإذا عُرِفتْ، تَرَتَّبَتِ المعاني عليها، فكان الاهتمام ببيانها أولى" ([1]).
ولأهمية الألفاظ العربية اشترط الأئمة في الفقيه معرفتها والإلمام بها، نقل عنهم قولهم: "إن العلم بلغة العرب واجب على كل متعلق من العلم بالقرآن والسنة والفتيا بسبب، حتى لاغنى لأحد منهم عنه، وذلك أن القرآن نازل بلغة العرب، ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) عربي، فمن أراد معرفة ما في كتاب الله عز وجل وما في سنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) من كل كلمة عربية أو نظم عجيب، لم يجد من العلم باللغة بدّاً" ([2]).
وجعل العلماء تعلم اللغة فرض كفاية. قال ابن حزم: وأما النحو ففرض على الكفاية ... لأن الله يقول) وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضلّ الله من يشاء، ويَهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم (إبراهيم الآية/4/ ولأهمية الألفاظ أمر الله المؤمنين باختيارها والعدول عن المحرف منها إلى ما هو أفضل، قال تعالى) يا أيُّها الذين آمنوا لا تقولوا راعِنا وقولوا انظُرنا وللكافرين عذابٌ مهين (البقرة الآية 104.
إن لفظة (راعِنا) من المراعاة وهي الإنظار والإمهال وأصلها من الرعاية وهي النظر في مصالح الإنسان، وقد حرفها اليهود فجعلوها كلمة مسبة مشتقة من الرعونة وهي الحمق، ولذلك نهى سبحانه وتعالى عنها المؤمنين، وأمرهم بإبدالها بلفظة (انظرنا) من النظر والانتظار ([3]).
وكره رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعض الألفاظ، فأمر المسلمين باستبدالها، وقال: [لا يقولنّ أحدكم "خَبُثَتْ نفسي" ولكن ليقل: "لَقِسَتْ نفسي"] متفق عليه.
قال العلماء: معنى خبثت: غثّت وهو معنى "لَقِستْ" ولكن كره لفظ الخبث للنفس ([4]).
وحثنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على الدقة في الألفاظ فقال: [لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان] رواه أبو داود بإسناد صحيح.
ونظراً إلى ما للقرآن من أهمية عند المسلمين، راحوا يعتنون بألفاظه وآياته ويتدبرونها لأنها تحمل معانيه، قال تعالى) كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدّبّروا آياتِه وليتذكّرَ أُلوا الألباب (سورة ص الآية 29.
وكانوا يسألون الرسول الكريم إذا ما أشكل عليهم لفظ أو غمض عليهم معنى.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد ذكر القرطبي في تفسيره (الجامع 7/ 30) نقلاً عن الصحيحين عن ابن مسعود، لما نزل قول الله تعالى) الذين آمنوا ولم يَلْبِسوا إيمانَهم بظُلْم (الأنعام الآية /82/ شق ذلك على أصحاب رسول الله، وقالوا أينا لم يظلم نفسه؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ليس هو كما تظنون، إنما هو كما قال لقمان لابنه:) يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم (لقمان الآية 13 وبعد أن انتقل الرسول الكريم إلى الرفيق الأعلى، كان المسلمون يتجهون إلى كبار الصحابة والتابعين يستفسرون عن ألفاظ القرآن.
وكان بعضهم يمتنع عن القول برأيه في معاني المفردات القرآنية، فقد سئل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن معنى (أبَّا) في قوله تعالى) وفاكهةً وأبَّا (فقال: "أيُّ سماء تُظِلّني؟ وأيُّ أرضٍ تُقِلُّني؟ إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم" ([5]) وتعمق الصحابة في فهم القرآن، وكان ينظر إلى عبد الله بن عباس على أنه الرائد في تفسير القرآن والبحث عن معانيه والكشف عن غريبه والاستشهاد عليه بالأشعار، مما جعل الناس تقبل عليه تسأله وتستمع إليه وهو يرد على أسئلتهم بسعة علم ورحابة صدر وكأنه يغرف من بحر، وهذا ما جعلهم يلقبونه (حَبْر الأمة وترجمان القرآن). وقد حاول نافع بن الأزرق، أن يسأل ابن عباس، فذهب مع صاحبه نجدة بن عويمر إليه فقال: "إنا نريد أن نسألك عن أشياء من كتاب الله فتفسرها لنا وتأتينا بمصداقها من كلام العرب، فإن الله إنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين. فقال ابن عباس: سلاني عما بدا لكما ... ".
وكان من جملة ما سأله عنه نافع أن قال: "أخبرني عن قوله تعالى) جَدُّ رَبِّنا (قال: عَظَمةُ ربنا، قال وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت قول أمية بن أبي الصلت:
لك الحمدُ والنعماءُ والمُلْكُ ربَّنا * فلا شيءَ أعلى منك جدّاً وأمجدُ ([6])
وهكذا راح نافع بن الأزرق يسأل وابن عباس يجيب مفسراً ومستشهداً على ما يقوله بأشعار العرب، حتى بلغت المسائل أكثر من ثمانين مسألة، سميت فيما بعد (مسائل نافع بن الأزرق).
أولاً ـ مفردات غريب القرآن:
الغريب من الكلام إنما هو الغامض والبعيد عن الفهم، أما غريب القرآن فقد قال عنه أبو حيان الأندلسي المتوفى سنة (745) هـ في مقدمة كتابه "تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب":
"لغات القرآن العزيز على قسمين: قسم يكاد يشترك في فهم معناه عامة المستعربة وخاصتهم، كمدلول السماء والأرض وفوق وتحت، وقسم يختص بمعرفته من له اطلاع وتبحر في اللغة العربية، وهو الذي صنف أكثر الناس فيه وسموه غريب القرآن".
ويلاحظ على هذه المصنفات، أنها لم تكتف بالألفاظ الغريبة، بل تعدتها إلى بعض الألفاظ المعروفة لدى عامة الناس مثل كلمة "الغَنَم" التي أثبتها الراغب الأصفهاني المتوفى سنة /502/ هـ في كتابه "المفردات في غريب القرآن". فقال: الغنم معروف، قال تعالى) ومن البقَر والغَنَمِ حَرمنا عليهم شُحومهما (الأنعام الآية 146 ([7]).
ومثل كلمة "الشجر" التي وردت في غريب القرآن لأبي حيان الأندلسي قال: الشجر في الآية: (ومن الشَّجَر ومما يَعْرِشون) النحل الآية /68/ ما قام على ساق.
ووردت كلمات أخرى معروفة مثل قمر، زوج، صيد، .... لهذا يمكن تسمية كتب غريب القرآن بأنها تفسير لجملة من مفردات القرآن وكلماته لأنها لم تقتصر على الغريب فقط.
تطور التأليف في غريب القرآن:
أول من قال بغريب القرآن هو ابن عباس، وطبع له كتاب في غريب القرآن ([8]).
كما أن مسائل نافع بن الأزرق المتوفى سنة /65/ هـ قد أُثبتت في الإتقان للسيوطي وهي مطبوعة في "شواهد القرآن" لأبي تراب الظاهري وفي "إعجاز القرآن" لعائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) ونشرها محمد فؤاد عبد الباقي ضمن "معجم غريب القرآن مستخرجاً من صحيح البخاري" كما ذكرت هذه المسائل في كتب تراثية أخرى، والمؤلَّفُ الثاني في غريب القرآن هو لأبي سعيد أبان بن تغلب بن رباح البكري المتوفى /141/ هـ ودوَّن شواهده من الشعر.
وهذا ما يجعلنا نقول: إن بداية تدوين غريب القرآن في النصف الأول من القرن الثاني للهجرة، واستمرّ إلى العصر الحاضر، وسنكتفي بذكر نماذج للتطور في تأليف كتب الغريب.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد وضع العلماء مؤلفات في غريب القرآن في القرنين الثاني والثالث الهجريين، ولكن معظم هذه الكتب فُقد، ومن الكتب التي وصلت إلينا (غريب القرآن) لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري المتوفى سنة (276) ([9]).
وفي القرن الرابع تابع العلماء التأليف في غريب القرآن فأعد أبو بكر محمد بن عزيز بن أحمد السجستاني المتوفى سنة /330/ هـ كتاب (نزهة القلوب في تفسير علام الغيوب) ([10]).
وفي القرن الخامس وضع الراغب الأصفهاني المتوفى /502/ هـ كتابه المسمى "المفردات في غريب القرآن" ([11]) وقد أتقن مؤلفه ترتيبه على حروف المعجم مراعياً أوائل الكلمات.
وألف في الغريب من أهل القرن السادس الهجري أبو الفرج بن الجوزي /510ـ 597/ هـ وسمّى كتابه /تذكرة الأريب/ ([12]).
ومن الكتب المشهورة في القرن الثامن الهجري "تحفة الأريب، بما في القرآن من الغريب" تأليف الشيخ أثير الدين أبي حيان الأندلسي المتوفى /745/ هـ ([13]) وكتاب (عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ) للسّمين الحلبي المتوفى (756) هـ جمع فيه ألفاظ القرآن وفسرها ([14]).
واستمر التأليف في الغريب بعد ذلك، ففي القرن الثالث الهجري وضع مصطفى بن حنفي بن حسن الذهبي المتوفى (1280) هـ كتاب "تفسير غريب القرآن".
وفي العصر الحديث وضع الشيخ نديم الجسر مفتي طرابلس ـ لبنان ـ وصاحب كتاب "قصة الإيمان" كتاباً اسمه (غريب القرآن ومتشابهه) وقد طبع مراراً.
طريقة إعداد كتب الغريب:
إن التأليف في غريب القرآن كان في مراحله الأولى، يعتمد في تفسير كلماته على الشعر وخاصة الجاهلي منه، كما رأينا في مسائل نافع بن الأزرق، وقد فعل ذلك ابن قتيبة في "غريب القرآن" إذ إنه استشهد بالأشعار والأحاديث وأقوال العرب، ولقد وجه عمر بن الخطاب رضي الله عنه المسلمين إلى ذلك فقال: "يا أيها الناس عليكم بديوانكم شعر الجاهلية، فإن فيه تفسير كتابكم ومعاني كلامكم" ([15]).
ولجأ بعضهم إلى كتب التفسير وكتب اللغة في تفسير مفرداتهم، وهذا ما فعله الراغب الأصفهاني في "المفردات في غريب القرآن".
إن كتب الغريب ألّفت نثراً، إلا أن بعض العلماء نظمها شعراً كما فعل زين الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن الحسين بن عبد الرحمن الكردي المعروف بالحافظ العراقي المتوفى سنة /806/ هـ وسمّى كتابه "ألفية غريب القرآن" ([16]).
أما من حيث ترتيب الألفاظ، فإن كتب الغريب، كانت في جملتها تفتقر للدقة والمنهجية المنظمة على اختلاف طرائقه، ففي كتاب (تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب) لأبي حيان الأندلسي المتوفى سنة (745) هـ اعتمد المؤلف على الحرف الأول فقط من المادة وجمعها اعتباطاً في كل حرف، فجاء المحققون ورتبوا المفردات ترتيباً جديداً، ورتب بعض المؤلفين مفرداته بحسب ترتيب السور القرآنية، كما في غريب القرآن لابن قتيبة المتوفى /276/ هـ، إذ جعل كتابه أقساماً وفقاً للسور، وسار فيه على ترتيب تلك السور في المصحف، ورتب الراغب الأصفهاني، كتابه ترتيباً ألفبائياً، فقال في مقدمته موضحاً منهجه "وقد استخرت الله تعالى في إملاء كتاب مستوفياً فيه مفردات ألفاظ القرآن على حروف التهجي، فنقدم ما أوله الألف ثم الباء على ترتيب حروف المعجم ... " ولكنه لم يراع الحرف الثاني تماماً.
ونهج أكثر الذين ألفوا في الغريب فيما بعد هذا المنهج، واستفاد العلماء بعضهم من بعض، فهذا صاحب "عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ" الشيخ أحمد بن يوسف بن عبد الدائم الحلبي المعروف بالسمين المتوفى /756/ هـ قد اتبع في ترتيبه منهج المعاجم معززاً شرح الألفاظ بالشواهد القرآنية وبالحديث والأمثال والشعر، وقد اعتمد أصل الكلمة مجردة من الزوائد، وقام بتحليل اللفظة مجردة من المزيد، وتعرض لأصولها واشتقاقاتها وتطور معناها، واختلاف هذا المعنى من حيث الاستعمال، أي أن المؤلف كان يتابع اللفظ صرفياً وأصولياً فهو يفوق كتاب "المفردات" للأصفهاني، وقد أكمل في كتابه "عمدة الحفاظ" النواقص الواردة في القراءات، وسدد المآخذ التي أخذها على الأصفهاني ([17]). وما لبث النظام الهجائي المعجمي أن استقر في القرون الأخيرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد كان المؤلفون في هذا العلم، يستفيد اللاحق فيهم من السابق، ويتلافى تقصيره، ويختصر أشياء أسهب فيها غيره، كما يسهب في أمورٍ أجملها، ويضيف أشياء جديدة، مما يجعل المؤَلَّفَ الجديد أكثر دقة وجودة وفائدة من سابقه، وهذا يدل على التطور الملحوظ في هذا المجال.
ومما يدل على ذلك ما قاله ابن قتيبة في كتابه "غريب القرآن":
"وغرضنا الذي امتثلناه في كتابنا أن نختصر، ونكمل، وأن نوضح ونجمل وألا نستشهد على اللفظ المبتذل في كتابنا، ولا نكثر الدلالة على الحرف المستعمل، وألا نحشو كتابنا بالنحو والحديث والأسانيد، فإنا لو جعلنا ذلك في نقل الحديث لاحتجنا أن نأتي بتفسير السلف ـ رحمة الله عليهم ـ بعينه، ولو أتينا بتلك الألفاظ كان كتابنا كسائر الكتب التي ألفها نقلة الحديث".
ومن طرق التأليف التي اتبعها المعاصرون جمع العديد من كتب الغريب وترتيب ألفاظها في كتاب واحد، وهذا ما فعله الشيخ عبد العزيز عز الدين السيروان الذي قام بإعداد "المعجم الجامع لغريب مفردات القرآن الكريم" انتقى فيها أهم مصادر غريب القرآن، وجمعها في هذا الكتاب وهي:
1ـ تفسير غريب القرآن لابن قتيبة.
2ـ تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب لأبي حيان الغرناطي.
3ـ معجم غريب القرآن لابن عباس. 4ـ كتاب العمدة في غريب القرآن لمكي بن أبي طالب.
ورتب ذلك كله بحسب المعجم بإعادة كل كلمة إلى جذرها اللغوي ([18]).
الهدف من مفردات غريب القرآن:
أما الهدف من وضع غريب القرآن، فهو تقديم معاني المفردات القرآنية الغريبة للعلماء والأدباء وطلاب العلم. قال الراغب الأصفهاني في مقدمة مفرداته: "إن أول ما يُحتاج أن يُشتَغَل به من علوم القرآن، العلومُ اللفظية، ومن العلوم اللفظية تحقيقُ الألفاظ المفردة فتحصيلُ معاني مفردات ألفاظ القرآن في كونه من أوائل المُعاون لمن يريد أن يدرك معانيه ... وليس ذلك نافعاً في علم القرآن فقط، بل هو نافع في كل علمٍ من علوم الشرع، فألفاظ القرآن: هي لبّ كلام العرب وزبدتُه وواسطته وكرائمُه، وعليها اعتماد الفقهاء والحكماء في أحكامهم وحِكَمِهم، وإليها مَفزعُ الشعراء والبلغاء في نظمهم ونثرهم ... "
ولقد ذكر شمس الدين محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي المتوفى نحو سنة /666/ هـ في كتابه "غريب القرآن" أن طلبة العلم وحملة القرآن سألوه أن يجمع لهم تفسير غريب القرآن فأجاب .... " ([19]).
وكان العلماء يقصدون من تأليفهم وجه الله تعالى، إذ يبدأ كل واحد منهم غالباً بحمد الله والصلاة على رسول الله وصحبه وآله، ويذكر أنه يريد بعمله وجه الله تعالى.
وعلى سبيل المثال، نذكر ما قاله الحافظ العراقي في مقدمة "ألفية غريب القرآن":
الحمد لله أَتمَّ الحمد * على أيادٍ عظمتْ عن عدِّ
وبعدُ فالعبدُ نوى أن يَنْظِما * غريبَ ألفاظ القُران عظما
ثم يقول:
وأرتجي النفعَ به في عاجلِ * وآجلٍ واللهُ ذُخر الآملِ
ويقول في نهاية الألفية:
وكملت عند السويس عائدا * من سفري لفضل ربي حامدا
مصلياً على نبيّ الرحمةِ * فهو شفيعي وهولي وسيلتي ([20])
وهكذا رأينا أهمية كتب غريب القرآن في تفسير ما أشكل من مفردات القرآن، وتقديمها للعلماء والباحثين، كما أننا لاحظنا تطور إعدادها ومنهجها، واهتمام المسلمين بها وتحقيقها وطبعها حتى بلغت طبعات بعضها العشرات، وتجلت لنا وجهة العلماء من تآليفهم، وصدقهم في عملهم، وإتقانهم له.
ثانياً ـ فهارس ألفاظ القرآن ومعاجمها
بعد أن رأينا ما بذله العلماء في الماضي من جهود في تصنيف مفردات غريب القرآن، فإننا سنقف عند جهود العلماء المعاصرين الذين تابعوا الاهتمام بالألفاظ القرآنية، بعد أن طوروا المنهج، وجدَّدوا في الطريقة والغرض، فوضعوا فهارس لألفاظ القرآن، ترشد الطالب إلى مكان الكلمات في آيات القرآن وسوره، ثم وضعوا معاجم لشرح معاني هذه الألفاظ بعد أن تذكر الآيات التي وردت فيها، وأعد بعض العلماء معاجم تخصصية، يتضمن كل معجم منها مفردات ذات موضوع واحد.
لقد تطورت معاجم ألفاظ القرآن في القرن العشرين ومرت بمراحل ثلاث:
1ـ فهارس لألفاظ القرآن وأطراف آياته.
2ـ معاجم لألفاظ القرآن.
3ـ معاجم تخصصية لألفاظ القرآن.
المرحلة الأولى: فهارس ألفاظ القرآن الكريم:
(يُتْبَعُ)
(/)
ثمة فارق بين الفهرس والمعجم: فالفهرس يرتب الألفاظ، ويدلك على مكان ورودها، أما المعجم فيرتبها ويشرحها.
ولقد دعت الحاجة إلى وضع فهارس لألفاظ القرآن، تسهل للباحثين الوصول إلى كلمات القرآن بيسر، فاتجهت عناية المسلمين والمستشرقين في الثلث الأول من القرن العشرين إلى وضع فهارس لألفاظ القرآن وأطراف آياته.
ومن المؤلفات الرائدة في هذا المجال:
1ـ نجوم الفرقان في أطراف القرآن: للمستشرق الألماني (فلوجل).
2ـ فتح الرحمن: تأليف علي زاده فيض الله الحسني.
3ـ مفتاح كنوز الرحمن: لكاظم بك.
4ـ كتاب ترتيب زيبا: لحافظ محمود الورداري.
5ـ معجم آيات القرآن: حسين نصار.
6ـ المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم: للأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي.
وكان أهم هذه الفهارس فهرس الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي الذي استفاد من تجربة المستشرق (فلوجل) حين اطلع على كتابه (نجوم الفرقان في أطراف القرآن) فأعجب به، لكنه وجد فيه بعض الهنات والنواقص، فشمر عن ساعد الجد، وسهر الليالي فترجم هذا السفر وأكمل نواقصه، وأخرجه إخراجاً جديداً، وأضاف إليه، وسمّاه (المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم) ورتب مواد هذا المعجم ترتيباً هجائياً، بعد تجريد اللفظة من أحرف الزيادة، وجاءت على حسب أوائلها فثوانيها فثوالثها، وبدأ معجمه المفهرس بمادة (أ ب ب) وأنهاه بمادة (ي و م) ويكفي أن تعرف كلمة من الآية حتى يدلك على موضعها من السورة، ويذكر لك نصّ الآية أيضاً.
إن الطريقة التي اتبعت في ذكر مفردات (المادة) هي الابتداء بالفعل المجرد المبني للمعلوم: ماضيه فمضارعه فأمره، ثم المبني للمجهول من الماضي والمضارع، ثم المزيد بالتضعيف فالمزيد بحرف ... إلخ، ثم الأسماء كالمصدر والمشتقات كاسم الفاعل واسم المفعول وباقي الأسماء ....
ومنهجه في كل لفظة أن يذكر: عدد مرات اللفظة في القرآن، والآيات التي وردت فيها اللفظة، ويثبت أمام كل آية رقمها في السورة ويرمز بـ /ك/ للآية المكية و بـ/م/ للآية المدنية، ثم يذكر اسم السورة ورقمها في المصحف. انتهى المؤلف من إعداد فهرسه هذا في عام 1945 ثم طبعه وأصدره وكانت أرقام آياته تطابق ما ورد في المصحف الذي تولّت الحكومة المصرية ـ آنذاك ـ طبعه، ثم صدر المعجم بطبعات متعددة في بلاد عربية وإسلامية، وتولت دار الفكر بدمشق عام /1407/ هـ نشره وطبعه على هامش القرآن الكريم نفسه ليسهل الرجوع إلى السور والآيات مباشرة، ومن طبعاته الجيدة المميزة الطبعة التركية الصادرة عن المكتبة الإسلامية في إستنبول في تركية عام 1982م.
وأقبل الناس والباحثون والعلماء عليه يستفيدون منه أيّما استفادة.
والناظر في هذا المعجم يجده يحوي ألفاظ القرآن ما عدا الضمائر والأدوات مما دفع الدكتور (إسماعيل أحمد عمايرة) إلى إعداد (معجم الأدوات والضمائر في القرآن الكريم) فَهْرَسَ فيه الأدوات والضمائر في القرآن، بحيث ييسر هذا الأمر لمن يَدْرُس أدوات الشرط أو النفي أو الاستفهام أو الحصر أو الضمائر المنفصلة أو ما شابه ذلك من أبواب الدرس الأسلوبي أو النحوي أو البلاغي في القرآن الكريم. وهذا المعجم يقسم إلى قسمين كبيرين، يستقل أحدهما عن الآخر. القسم الأول: الأدوات. والقسم الثاني: الضمائر ([21]).
وثمة محاولات أخرى جاءت بعد الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي، فقد أعد الدكتور (محمد حسن الحمصي) فهرساً لألفاظ القرآن طبعه مع القرآن الكريم الذي ذيله بأسباب النزول للسيوطي مع بعض الأحاديث المفسرة للآيات وأضاف لفهرس الألفاظ فهرساً لمواضيع القرآن، فجمع عدة كتب في سفر واحد.
أما فهرس الألفاظ الذي يعنينا في بحثنا هذا، فقد وضعه الدكتور الحمصي بصورة مختصرة ومكثفة تساعد في الكشف عن مكان اللفظة المطلوبة في السور والآية، إلا أنه لم يذكر النص الكامل للآية.
لقد رتب الدكتور الحمصي الألفاظ ترتيباً هجائياً بعد تجريدها من أحرف الزيادة وذكر أمام كل لفظة رقم السورة ورقم الآية، ولكي يميز الطالب بين السورة والآية جعل رقم السورة بلون ورقم الآية بلون مغاير، وأغفل المؤلف تبويب جميع الحروف وغالب الظروف وأسماء الإشارة وأدوات الشرط والأسماء الموصولة، ولم يذكر بعض الألفاظ التي وردت فيها كل لفظة في القرآن ([22]).
(يُتْبَعُ)
(/)
إن هذه الفهارس وفَّرت الجهد والزمن للعلماء والباحثين، وقدمت خدمة جليلة لهم، ومهدت الطريق لوضع معاجم أكثر سعة وشمولية وفائدة.
المرحلة الثانية: معاجم لألفاظ القرآن:
إن فهارس ألفاظ القرآن توصل الباحث إلى موقع اللفظة في القرآن، وبعد ذلك عليه أن يبحث عن معناها في كتب اللغة وتفسير القرآن، لذا دعت الحاجة لوضع معاجم تدل على الألفاظ وتشرحها لتخفف على الباحث مشقّة البحث وتسهل عليه جمع المادة اللازمة للدراسة والتأليف، وكان العمل في هذا الاتجاه جماعياً، إذ اقترح الدكتور (محمد حسين هيكل) عضو مجمع اللغة العربية في القاهرة، وضع معجم خاص بألفاظ القرآن، وكان ذلك في دورة المجمع السابقة في الجلسة الثانية لمؤتمر المجمع في /6/ محرم ـ 1360هـ ـ الموافق 2 فبراير سنة 1941م.
وبعد بضع دورات وجلسات وفي عام 1949م، تشكلت لجنة من المجمع وبدؤوا بإعداد المعجم ضمن مراحل متعددة:
1ـ إذا كانت الكلمة القرآنية ترد في القرآن بمعنى واحد:
أ ـ تشرح شرحاً لغوياً.
ب ـ يبيّن أن الكلمة وردت في القرآن في مواضع متعددة، وأنها جاءت في كل هذه المواضع بالمعنى الذي ذُكر آنفاً.
2ـ إذا كان لها معان لغوية مختلفة:
أ ـ ينص على المعاني اللغوية كلها.
ب ـ يؤخذ أولاً أكثر المعاني دوراناً في القرآن، وينص على أن الكلمة وردت بهذا المعنى في كذا وكذا موضعاً، ويُذكر مثالان من الآيات مع اسم السورة ورقم الآية، ثم يُكتفى بعد ذلك بما جاء في هذا المعنى بذكر السورة ورقم الآية.
ج ـ تذكر المعاني الأخرى معنى بعد آخر، ويذكر بعد ذلك عدد الآيات التي جاءت فيها الكلمة بهذا المعنى، ويُكتفى بمثال، ثم تُذكر السور وأرقام الآيات الأخرى.
3ـ إذا كان للكلمة أكثر من معنى يُبدأ بالمعاني التي وردت في قليل من الآيات ثم يذكر المعنى الذي ورد به في كثير من الآيات.
4ـ إذا كان للكلمة معنى لغوي واحد ولكنها استعملت في القرآن الكريم بألوان مختلفة بسبب المجاز ونحوه، نص على المعنى اللغوي البحت ([23]).
لقد رتبت ألفاظ القرآن في هذا المعجم بحسب ترتيب حروف الهجاء، مسترشدة بالمعجم المفهرس لألفاظ القرآن لمحمد فؤاد عبد الباقي ـ رحمه الله ـ وإن الآيات التي أحال إليها المعجم هي أرقام المصحف المتداول، وَوُضِعَ رقم يبيّن عدد مرات كل لفظ من الألفاظ في القرآن. مثال ذلك: لفظة الأب تحتها رقم (1) واحد.
وبعد هذا المعجم الذي وضعه مجمع اللغة بالقاهرة، أُعِدَّت معاجم أخرى تشرح الألفاظ القرآنية وتشير إلى مكانها، وكان لكل معجم خصائص تميزه عن غيره.
لقد رتبت هذه المعاجم ترتيباً هجائياً، ولكن قسماً منها جاءت فيه الكلمات مجردة وقد ردّت إلى أصلها الثلاثي، نذكر من هذه المعاجم ـ على سبيل المثال ـ معجم الألفاظ والأعلام في القرآن الكريم للأستاذ (محمد إسماعيل إبراهيم) وهو موجَزٌ لما سبقه من معاجم ألفاظ القرآن، وألحق به ما جاء في القرآن من أعلام تاريخية وجغرافية، ونذكر معجماً آخر وضعه الفريق يحيى عبد الله المعلمي وعنوانه (مفردات القرآن). يقول المعلمي في مقدمته "أخذت مادة المفردات من القرآن، وشرحت معانيها في اللغة بدءاً ببيان أصل المعنى ثم ما طرأ عليها من تطورات، ثم أبرزت المعنى الذي وردت الكلمة به في القرآن الكريم، وتوجت بعد ذلك بالآيات الكريمات التي وردت فيها هذه الكلمة، وقد رتبتها ترتيباً هجائياً على طريقة المعاجم العربية، وذلك بإرجاع الكلمة إلى أصلها المجرد، واخترت أن يكون البدء بالحرف الأول في الكلمة المجردة، ثم الذي يليه، وهكذا، ورجعت في ذكر المعاني اللغوية للكلمات إلى أمهات كتب العربية"
أما القسم الآخر من هذه المعاجم التي تشرح الألفاظ، فقد أخذت الكلمة كما وردت في القرآن دون أن تجردها من أحرف الزيادة، وأشارت إلى مكانها وشرحتها لغوياً وبينت معانيها في الآيات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا ما فعله المرحوم الأستاذ (حامد عبد القادر) عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة في (معجم ألفاظ القرآن الكريم) الذي طبع أول مرة عام 1389هـ ـ 1969م. حيث رتب فيه الكلمات وفق ترتيب الأحرف الأبجدية دون تجريدها، ثم شرح معناها اللغوي وبعدها أتى بمعانيها في الآيات مع ذكر الآية، ووُضع بهذا الترتيب أيضاً (معجم القرآن) وهو قاموس مفردات القرآن وغريبه: فيه تفسير ولغة وأدب وعلم واجتماع وفلسفة، أعده المحامي عبد الرؤوف المصري ([24]).
وعن ترتيبه وإعداده قال المؤلف في المقدمة: "أخذت الكلمة من القرآن بحالها من غير نظر إلى ذكر أصلها المشتقة منه، وذكرت الكلمة دون أن أعير الحروف الداخلة عليها التفاتاً مثل (الأيَامى) أوردتها (أيامى)، ورتبت الكلمات ترتيباً ألف بائياً، ووضعت بجانب كل لفظة السورة ورقم الآية فيها، وفي هامش الصفحات عرَّفت بالأعلام والأديان وغيرها".
بالإضافة إلى كل ذلك نجد المؤلف يورد أحياناً أبياتاً من الشعر أو أقوال بعض العلماء حول المعنى، وقد يورد آراء المفسرين وهكذا ...
وعلى هذا الترتيب والمنهج وضعت بضعة معاجم، ولا يزال العلماء يمخرون عباب هذا المجال ويتفننون فيه، وهذا ما سنراه في المرحلة الثالثة.
المرحلة الثالثة: معاجم تخصصية لألفاظ القرآن:
إن المعاجم السابقة هي فهارس عامة تشمل معظم ألفاظ القرآن ـ إن لم نقل جميعها ـ فإذا ما أراد باحث أن يكتب عن النبات في القرآن، فما عليه إلا أن يتتبّع أسماء النبات وصفاته في القرآن، ويكتب بحثه مستعيناً بفهارس القرآن ومعاجمه، مما حدا ببعض العلماء والباحثين إلى أن يصنفوا معاجم تخصصية تجمع ألفاظ القرآن في موضوع واحد، وكان من الرواد في هذا المجال الأستاذ الباحث (مختار فوزي النعال) الذي صدر له (معجم ألفاظ النبات في القرآن) ([25]).
ثم ألف عدة معاجم تخصصية أخرى منها: معجم ألفاظ الإنسان في القرآن، ومعجم ألفاظ الحيوان في القرآن، ومعجم ألفاظ الزمان في القرآن، ومعجم ألفاظ الكون الواردة في القرآن، ومعجم ألفاظ المصنوعات في القرآن، ومعجم ألفاظ المكان في القرآن، ومعجم ألفاظ القبائل والأمم والشعوب في القرآن، ومعجم ألفاظ الأخلاق في القرآن، ومعجم الألفاظ التجارية والمالية في القرآن.
وجمع المعاجم السابقة في (موسوعة الألفاظ القرآنية) بعد أن اختصر بعض الشروح ([26]).
وأصدرت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي تباعاً معاجم تخصصية أخرى تحت عنوان (قاموس القرآن الكريم) كان أولها (معجم النبات في القرآن) طبع لأول مرة عام 1992، ورتبت هذه المعاجم هجائياً.
وهكذا لاحظنا أن عمل المعاجم قام على جهد فردي أو على جهد جماعي صادر عن مؤسسات علمية أو مجامع اللغة العربية، وقد يلتقي الجهدان، فيتعاون الأفراد مع المعاهد ودور النشر لإصدار معجم تخصصي، كما فعل الأستاذ (محيي الدين عطية) الذي أعد (الكشاف الاقتصادي) لآيات القرآن الكريم، بالتعاون مع الدار العالمية للكتاب الإسلامي في المملكة العربية السعودية والمعهد العالي للفكر الإسلامي في الولايات المتحدة الأمريكية، وصدرت طبعته الثانية عام 1413ه ـ 1992م، وبلغ عدد مفردات الكشاف فيه /550/ مفردة وعدد صفحاته /598/ صفحة، ورتبت ألفاظه حسب ترتيب الحروف الهجائية، وذكرت الآيات وما جاء في تفسيرها مع ذكر المراجع ومصادر النقول، وفي نهايته فهرس تحليلي للكشاف يذكر فيه اللفظة والسورة والآيات التي وردت فيها. وهذا الكشاف يعين الباحث في علوم الاقتصاد الإسلامي.
وفطن الأستاذ (محمد السيد الداودي) الموجه السابق للغة العربية ـ القاهرة ـ إلى الأرقام في القرآن الكريم فأعد (معجم الأرقام في القرآن) وهو بحث يستوعب كل ما ورد في القرآن من أرقام مع إحاطة كل رقم بما يتطلبه من لغة وفقه وتاريخ وأسباب نزول وأهدافه، ورتبه حسب الأعداد الواردة في القرآن تصاعدياً: أي بدءاً بالأصغر فالأكبر ([27]).
ولم ينس العلماء اللغة في القرآن فأصدروا بالإضافة إلى ما ذكرنا من قبل معجم مفردات الإبدال والإعلال في القرآن للدكتور (أحمد محمد الخراط) الأستاذ المشارك في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ([28]).
(يُتْبَعُ)
(/)
قسم هذا المعجم إلى قسمين: قسم الأسماء وقسم الأفعال، وهو يرصد المفردات التي وقع فيها إبدال أو إعلال على نحو يفصل مراحل التوجيه الصرفي للكلمة، ويسعى المعجم كذلك إلى تعليل الظاهرة الصرفية على نحو يُفصِّل في مراحل التوجيه الصرفي للكلمة، ويسعى المعجم كذلك إلى تحرير تعليل الظاهرة الصرفية على نحو ميسر مرتب ... أضيف إليه فهارس للأسماء والأفعال ليسهل الرجوع إليها. وفي الجانب اللغوي ألف أيضاً الأستاذ (محمد حسن الشريف) (معجم حروف المعاني في القرآن) ([29]). وينوي المؤلف إصدار عدة معاجم أخرى في هذا المنحى مثل: ـ معجم التحولات الصوتية في حروف القرآن الكريم، ومعجم الصيغ الصرفية في حروف القرآن، ومعجم الضمائر في القرآن الكريم ([30]).
بالإضافة لما سبق وضع العلماء معاجم تشمل موضوعات تخصصية أخرى مثل الناحية العسكرية، فقد استخرج اللواء محمود شيت خطاب عضو مجمع اللغة العربية في العراق مفردات عسكرية من القرآن وجمعها في معجم سمّاه (المصطلحات العسكرية في القرآن) وأصدره في الستينيّات من القرن العشرين، فَصَّلَ فيه كل مصطلح عسكري ورد في الذكر الحكيم في ثلاث مواد: جعل العنوان العسكري بصيغة الفعل الماضي وأورد في المادة الأولى بعض الآيات أمثلة لاستعماله، وذكر في المادة الثانية مشتقاته ومعانيها اللغوية، كما وردت في المعجمات اللغوية، وسجل في المادة الثالثة استعمالات المصطلح العسكري الوارد في القرآن الكريم ومشتقاته في المصطلحات العسكرية الحديثة في الجيوش العربية لعله ينير لهم الطريق في تذليل مهمتهم الشاقة.
المعاجم القرآنية والحاسوب:
إن تنوع المعاجم التخصصية يؤكد أن هذا القرآن الكريم فيه علوم جمة ويدل على أنه كتاب لا تنتهي عجائبه، فهو كتاب الله الذي أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم عليم.
وعندما دخل الحاسوب إلى حياة الناس، أحدث ثورة في المعلومات، فأقبل أهل الاختصاصات العلمية يستفيدون منه أيّما فائدة، وسارع العلماء المسلمون إلى الحاسوب يسخِّرونه لخدمة القرآن الكريم، فسجلوا فيه القرآن الكريم، وأصبح الحاسوب بهذه الحالة (فهرساً لألفاظ القرآن) ممتازاً، فإذا طلبوا منه لفظة قرآنية دل على مكانها في السورة والآية بدقة وسرعة، وقدم عدد مرات ورودها في القرآن، ثم غذوه ببعض معاجم الألفاظ القرآنية وبتفاسير القرآن، فإذا ما طلبوا منه معنى كلمة أو تفسيرها وجدوا الجواب الصحيح جاهزاً مع الإشارة إلى المصدر، بحيث نستطيع أن نقول: إن الحاسوب بات بديلاً عن فهارس ومعاجم القرآن ولكنه يبقى عالة عليها، فلا يمكن للحاسوب أن يفسر لذاته، ولا يمكن أن يجمع المصطلحات العسكرية أو الألفاظ الإنسانية أو النحوية من القرآن دون أن تغذيه بالمعلومات اللازمة.
إن عمل الحاسوب في هذا المجال يعتمد على السهولة والدقة والسرعة، بعد أن نغذيه بما نريد، وله فائدة أخرى هي أنه يوفر المكان الذي يحتاج إليه عشرات المجلدات في المكتبة، فالحاسوب يخزنها بقرص واحد.
وقبل أن ننهي كلامنا على المعاجم نود أن نشير إلى أن هذه المعاجم القرآنية لاقت عناية بالغة من كل الجهات فبالإضافة إلى ما ذكرناه في الدراسة من اهتمام مجامع اللغة والمعاهد والمؤسسات العلمية ودور النشر بها، فإن بعض الباحثين أعدوا معاجم تعرّف هذه المعاجم القرآنية، من هذه المعاجم ما كان خاصاً بمصنفات القرآن ومعاجمه مثل (معجم مصنفات القرآن الكريم) جمع وترتيب الدكتور علي شواخ إسحاق الشعيبي إصدار مركز المخطوطات والتراث والوثائق في الكويت، وهو يشتمل على كل ما عثر عليه من المصنفات التي كتبت عن القرآن الكريم المطبوع منها والمخطوط في جميع بلاد العالم وفي كل اللغات. وهناك مصنفات معجمية تعنى بتقصي المعاجم القرآنية، "فمعجم المعاجم" الذي أعده أحمد الشرقاوي يعرف بنحو ألف وخمسمائة من المعاجم العربية ذكر فيها معاجم مفردات غريب القرآن ([31]).
ومعجم المعجمات العربية لمصنفه وجدي رزق غالي، رصد فيه المعاجم العربية المطبوعة، العامة والمتخصصة، مع تعريف مختصر بكلٍ منها.
وفيه إلى جانب ذلك ذكر معاجم لألفاظ القرآن ([32]).
(يُتْبَعُ)
(/)
نلاحظ من كل ما سبق أن علماءنا منذ فجر الإسلام حتى اليوم، اعتنوا بالقرآن ومفرداته وألفاظه، بطرائق شتى، ثم شرحوا تلك المفردات والألفاظ في معاجم أخرى وألحقوا ذلك بمعاجم تخصصية كان لها أهداف واضحة ومحددة، وبذلك خدموا الكتاب الكريم أجلَّ خدمةٍ، فجزاهم الله خيراً.
المراجع
1ـ المراجع المعجمية العربية. سفر سعيد البشيتي ـ مكتبة لبنان عام 1989م.
2ـ معجم ألفاظ القرآن الكريم. مجمع اللغة العربية. القاهرة.
3ـ المعجم العربي. نشأته وتطوره. د. حسين نصار. مطابع الكتاب العربي مصر 1375هـ.
4ـ معجم مصنفات القرآن. د. علي شواخ إسحاق الشعيبي. مركز المخطوطات ـ الكويت.
5ـ معجم المعاجم. أحمد الشرقاوي. دار المغرب الإسلامي ـ الجمعية المغربية للتأليف.
6ـ معجم المعجمات العربية. وجدي رزق غالي. مكتبة لبنان عام 1993م.
---الحواشي: ----
([1]) النهاية في غريب الحديث والأثر. مجد الدين بن الأثير. تحقيق طاهر أحمد الزاوي. المكتبة العلمية بيروت ج1 ص3.
([2]) الصاحبي في فقه اللغة. أحمد بن فارس. تحقيق مصطفى الشويمي مؤسسة بدران ـ بيروت ـ 1964م ص 64.
([3]) صفوة التفاسير. محمد علي الصابوني. دار القلم العربي. حلب. ط1، 1994 ج1 ص85.
([4]) رياض الصالحين. الإمام النووي. راجعه شعيب الأرناؤوط. دار المأمون للتراث. دمشق 1981 ط4 ص658.
([5]) الجامع الصغير. الإمام السيوطي ج1 ص317.
([6]) أورد السيوطي حكاية المقابلة والأسئلة والأجوبة في الإتقان ج1 ص 120.
([7]) المفردات في غريب القرآن. الراغب الأصفهاني: ت: محمد سيد كيلاني. دار المعرفة ـ بيروت.
([8]) طبع عدة مرات منها طبعة مكتبة القرآن عام 1988 وعدد صفحاتها 125 تحقيق محمد إبراهيم سليم. القاهرة.
([9]) طبعته دار إحياء الكتب العربية بالقاهرة سنة 1958 بتحقيق أحمد صقر.
([10]) طبع مراراً ومن هذه الطبعات طبعة 1936 بإشراف الأستاذ مصطفى عناني.
([11]) طبع بالمطبعة الميمنية عام 1304هـ ثم أعيد طبعه عدة مرات.
([12]) حققه د. علي حسين الغرب ونشرته مكتبة المعارف ـ الرياض ـ ط1 عام 1986.
([13]) نشرة محمد بن سعيد بن مصطفى الوردي النعساني بحماة عام 1926 ثم طبع ببغداد عام 1977.
([14]) حققه د. عبد السلام ألتونجي. صدر عن مكتب الإعلام والبحث والنشر لجمعية الدعوة ـ ليبيا. بأربعة مجلدات.
([15]) الإتقان. الإمام السيوطي. ج1 ص 113.
([16]) طبع على هامش تفسير الجلالين بمطبعة دار إحياء الكتب العربية بمصر سنة 1924هـ.
([17]) انظر مقدمة عمدة الحفاظ تحقيق عبد السلام أحمد ألتونجي. ج1.
([18]) طبعته دار العلم للملايين ط1 ك2/ 1986/م.
([19]) معجم المعاجم. أحمد الشرقاوي. دار الغرب الإسلامي ط1، 1407هـ، 1987م، ص15.
([20]) المرجع السابق ص 15.
([21]) صدر المعجم في طبعته الأولى عن مؤسسة الرسالة بيروت ـ لبنان عام 1986م في 816 صفحة.
([22]) طبع هذا الفهرس تحت عنوان (تفسير وبيان) في دمشق عام 1405هـ 1984م.
([23]) انظر مقدمة معجم ألفاظ القرآن الذي أعده مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
([24]) صدرت الطبعة الثانية منه عام 1367 هـ ـ 1948م في مطبعة حجازي القاهرة.
([25]) طبعة نادي جدة الأدبي في المملكة العربية السعودية عام 1993م وهو يحوي /72/ لفظة.
([26]) طبعت في دار التراث. حلب عام 2003م.
([27]) طبع في دار الكتاب المصري لأول مرة عام 1986م عدد صفحاته /134/ صفحة.
([28]) نشرته دار القلم. دمشق ط1، 1409ه ـ 1989م.
([29]) مؤسسة الرسالة في بيروت عام 1996م. ثلاثة مجلدات.
([30]) انظر مقدمة معجم حروف المعاني في القرآن. محمد حسن الشريف.
([31]) طبع في دار المغرب الإسلامي بالتعاون مع الجمعية المغربية للتأليف والنشر والترجمة.
([32]) صدر عن مكتبة لبنان عام 1993م.
مقال منقول من مجلة التراث العربي- مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب- دمشق العدد 93 و 94 - السنة الرابعة والعشرون - آذار وحزيران 2004 - المحرم وربيع الثاني 1424
ـ[منصور مهران]ــــــــ[29 Apr 2006, 04:42 ص]ـ
بارك الله في الأخ الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري، ونأمل منه أن يتسع صدره لمناقشة بعض جوانب هذا الموضوع الهام، فالقراء يرون مقالته هذه وثيقة لتأريخ فهرسة القرآن الكريم، فلا تقع المناقشة من نفسه إلا موقع التماس الحقيقة وحسب، فهذا هو القصد - علم الله - وهذا أول ما فيها:
- فالملاحظ أن فهرسة المعاني و فهارس الموضوعات والمعاني لم يكن لها مكان في هذه الوثيقة، مثل: المعجم المفهرس لمعاني القرآن الكريم، جمعه / محمد بسام رشدي الزين، و معجم الأعلام والموضوعات في القرآن الكريم، جمعه / الدكتور عبد الصبور مرزوق، و تصنيف آيات القرآن الكريم، جمعه / محمد محمود إسماعيل، و الترتيب والبيان عن تفصيل آي القرآن، جمعه / محمد زكي صالح. وهؤلاء اتخذوا من عمل المستشرق جول لابوم منهج التأليف في ترتيب المعاني.
- كما لوحظ أن الدكتور عبد الرحمن - سلمه الله - لم يورد قولا في مجال الوجوه والنظائر، فهناك مصنفات كثيرة انبثقت عن هذا اللون من التأليف وأحسب أن أوسعها مادة هو (بصائر ذوي التمييز) للفيروزابادي، ولعل الدكتور كان على نية أن يشفع هذه المقالة بأخرى يتمم بها هذه المادة النفيسة.
وبعدُ، فهذه ملاحظة حول تطبيعات الدراسة: فقد جاء فيها (واستمر التأليف في الغريب بعد ذلك ففي القرن الثالث الهجري وضع مصطفى بن حنفي بن حسن الذهبي المتوفى سنة 1280 كتاب تفسير غريب القرآن) والصواب: القرن الثالث عشر.
- وفي الحاشية رقم 12 ورد اسم المحقق الدكتور علي حسين الغرب (كذا) وصحته: علي حسين البواب. هذا ما عنَّ لي، وبالله التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[منصور مهران]ــــــــ[29 Apr 2006, 04:56 ص]ـ
أعتذر للدكتور عبد الرحمن الشهري، وللقراء الكرام عن نسبتي المقالة للدكتور عبد الرحمن، فالنقد موجه إلى المقالة وكاتبها الأستاذ أحمد حسن الخميسي، وقد وقع انتقال النظر مني عند نقل البيانات المتعلقة بالرد، فأكرر اعتذاري ولكم الشكر سلفا لو تقبلتموه.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Apr 2006, 09:44 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي العزيز على هذا البيان الذي لم أتنبه له خلال نقلي للمقالة، وبارك الله فيكم دوماً، وعذرك مقبول، واستدراكك في محله.(/)
اختصار كتب التفسير
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[27 Apr 2006, 11:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه, وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:
فإن الأصل في نقل العلم نَصُّهُ إلى أهله, وفيه أنشد ثعلب:
ونُصَّ الحديث إلى أهله ... فإنَّ الوثيقةَ في نَصِّه [1]
والاختصار برزخٌ بين نَصِّ الحديث إلى أهله, وسرقته من أهله, ومن ثَمَّ حَذَّر من سلوكه جماعةٌ من العلماء [2] , وخافه جماعةٌ منهم على مصنفاتهم, ومن طريف ما يُذكَر في ذلك قول ياقوت الحموي في مقدمة كتابه: (معجم البلدان): (ولقد التمس منِّي الطلابُ اختصارَ هذا الكتاب مراراً, فأبيت, ولم أجد لي على قصر همهم أولياءَ ولا أنصاراً, فما انقدت لهم ولا ارعويت.
ولي على ناقل هذا الكتاب والمستفيد منه أن لا يضيع نَصَبي, ونَصْب نفسي له وتعبي, بتبديد ما جمعت, وتشتيت ما لَفَّقت, وتفريق مُلتَئِم محاسنه, ونفي كل علقٍ نفيس عن معادنه = باقتضابه واختصاره, فربَّ راغبٍ عن كلمة غيرُهُ متهالكٌ عليها, وزاهدٍ في نكتةٍ غيرُه مشعوفٌ بها يُنضي الرِّكاب إليها, فإن أجبتني فقد بررتني, جعلك الله من الأبرار, وإن خالفتني فقد عققتني, والله حسيبك في عُقْبى الدار. وقد حُكيَ عن الجاحظ أنه صنَّف كتاباً, وبوَّبه أبواباً, فأخذه بعض أهل عصره فحذف منه أشياء, وجعله أشلاء, فأحضره وقال له: يا هذا, إن المُصَنِّف كالمصوِّر, وإني قد صوَّرتُ في تصنيفي صورةً كانت لها عينان فعَوَّرتَهما, أعمى الله عينيك, وكان لها أذنان فصَلمتهما, صلم الله أُذنيك, وكان لها يدان فقطعتهما, قطع الله يديك. حتى عَدَّ أعضاء الصورة, فاعتذر إليه الرجل بجهله هذا المقدار) [3] , ومع ذلك لم يسلم ياقوت ممَّن أغار على كتابه هذا بالاختصار. [4]
وفي علم التفسير تزداد المصنفات في كل زمان, وتتنوع مناهج الكتابة فيه وتتجَدَّد بحسب حاجة الناس وأحوالهم, وقد أدرك أهل العلم به واجب الجيل عليهم في كل عصر, فقربوه إليهم لفظاً ومعنىً, وسلكوا لذلك كُلَّ سبيل قولاً وفعلاً, فأحسنوا وأطابوا, وكان من مسالكهم في ذلك: الاختصار. والذي يتمثل غرضه الأسمى في: تقريب العلوم وتسهيلها.
ولئن كان الاختصار منهجاً معروفاً في كافة العلوم, فإنه في علم التفسير أشد ظهوراً وانتشاراً, ومن أظهر الأمثلة على ذلك: تفسير القرآن العظيم, لابن كثير رحمه الله, فقد أُلِّف في اختصاره- من المعاصرين فقط- اثنى عشر مختصراً, ولا تزال مختصراته تتتابع مع الأيام, ولا عجب في ذلك؛ فإن مؤلفه ما إن انتهى من تأليفه حتى اختصره تلميذه أبو المحامد عفيف بن سعيد بن مسعود الكازروني. [5]
ولعل في طبيعة علم التفسير من القابلية للتوسع, وبسط الكلام, ومَدِّ المعاني, ما يدعو العلماء به إلى تَحْديد أصول المعاني فيه مَرَّة بعد أخرى, وتَجْريدها مما علق بها من أنواع العلوم والمعارف الزائدة عن حَدِّ التفسير, وكذا استبعاد ما لا حاجة إليه من تلك المعلومات والزيادات التي تتغير بتغير الأزمان والحاجات.
وهم في هذا قد فقهوا الحاجة إلى الاختصار, وعلموا مقدار فوائده المرجُوَّة.
ويمكن إيضاح المنهج العام لأئمة التفسير في مختصراتهم في أربعة أغراض متلازمة متكاملة:
الأول: الاقتصار على متن التفسير الذي هو بيان المعنى, وما لابد منه لبيانه.
الثاني: اختيار أصح المعاني وأكملها.
الثالث: تقريب تلك المعاني في ألفاظ مفهومة متداولة في أزمانهم.
الرابع: انتقاء أقرب المعاني ارتباطاً بواقع الناس, وأشدها تعلُّقاً بأحوالهم, وذلك عند تساوي المعاني في الصحة, أو حال الاستنباط والقياس.
ومن تأمل كتب أئمة التفسير المتقدمين, سواءً المختصرة من غيرها, أو المختصرة في نفسها- بِقِلَّة ألفاظها واختياراتها-, يجدها قائمةً على هذه الأنحاء الأربعة, والتي بِها تتحقق فوائد الاختصار, ويصيب صاحبه غرضه منه, وينتفع به الناس. [6]
ذلك منهج العلماء في الاختصار, وذاك غرضهم منه.
وفي هذا العصر تزامنت كثرة مختصرات التفسير, مع تباعد كثيرٍ من المختصرين عن منهج أعلام سلفهم في ذلك, فأعملوا في كتب السابقين سلخاً ومسخاً وتهذيباً وترتيباً, لم يبقَ معه للأصل لونٌ ولا طعمٌ ولا رائحة, ولست تعرف ممَّا بقي من أطلاله غير اسمه:
لِمَيَّةَ موحِشاً طَلَلُ
(يُتْبَعُ)
(/)
وسبب ذلك جهل المُختَصِرُ بمنهج العلماء في هذا الباب, وأصولهم في ضبطه. ولا سبيل للوصول إلى ما وصل إليه أولئك العلماء, وإصابة الحق في باب الاختصار, إلا باتِّبَاع أصولٍ منهجيةٍ علميةٍ ساروا عليها, تعصم من الاعتداء على كتب الأسلاف, وتسدُّ بهذه المختصرات حاجةً قائمةً في معارف المسلمين.
وتجتمع هذه الأصول المنهجية للاختصار في ثلاثة أصول:
الأول: صحة الفهم.
الثاني: حسن البيان.
الثالث: سلامة المقصد.
* فالأصل الأول يعصم من سوء الفهم, قلا يُبنَى المُختَصَر على ما لم يُرِده صاحب الأصل, وسوء الفهم أعظم ما يكون آفةً في هذا المقام.
* والأصل الثاني يعصم من الخطأِ في إيصال مُراد صاحب الأصل, فلا يكفي الفهم الصحيح حتى يَصِلَه بقَدْرٍ من البيان يحمل معانيه بلا زيادة ولا نقصان, وإن فصاحة اللسان ههنا مَزِيَةٌ لَهَا شَأن, تُعين صاحبها على صِحَّة الفهم, وحُسن الاختيار من المعاني, وإصابة الصواب في إيصالها بلا إسرافٍ ولا تقتير.
ولَمَّا اجتمع لابن عباس رضي الله عنه هذين الأصلين: العلمُ بالقرآن, وحسنُ البيان, كان «ترجمان القرآن» , ولا يكون ذلك إلا لِمَن تَحَقَّق علمه فيما يُتَرْجِمُ عنه, وما يُتَرْجِمُ إليه.
* والأصل الثالث يعصم من تحريف مُراد صاحب الأصل, بزيادة أو نقص أو تصرُّفٍ في العبارة على وجه يُحيل المعنى إلى خلاف مُراد المؤلف, وعلى ما يوافق رأي المُختَصِر.
وأكثر ما يقع الخلل في مُختصرات التفسير من الإخلال بهذا الأصل, وعلى الأخص عند التخالف في الاعتقاد.
فحيثُ صَحَّت هذه الثلاثةُ الأصول على التمام- ولا تجتمع كذلك في غير عالم- صَحَّ الاختصار, وحَسُن أثره في هذا الفَن, وانتفع به الناس في زمانهم. والجهل بها, أو الخلل في التزامها يوقع في مخالفات وانحرافات تعصف بجلالة تلك الأصول, وتمحو من هيبتها في نفوس قارئيها, وتُجَرِّئُ من ليس أهلاً على تناولها بصنوفٍ من العبث والتغيير.
-----الحواشي -----
[1]: مجالس ثعلب 1/ 10, تحقيق: عبد السلام هارون.
[2]: ينظر: مقدمة ابن خلدون 2/ 233, ومعجم البلدان 1/ 22.
[3]: معجم البلدان 1/ 22 بتصرُّف.
[4]: اختصره صاحب (مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع) , واعتذر عن فعله هذا في مقدمته. ينظر: كشف الظنون 2/ 1652, 1733.
[5]: منه نسخة ضخمة جداً, مخطوطة بحاشية تفسير ابن كثير, في مكتبة نور عثمانية بتركيا, نُسِخت سنة 928. ينظر: بحوث وتحقيقات للعلامة عبد العزيز الميمني 1/ 163.
وعن مختصرات ابن كثير ينظر: ذخائر التراث العربي, لعبد الجبار عبد الرحمن 1/ 226.
[6]: يمكن تطبيق ذلك على كُتُب المُفَسِّر الواحد في التفسير, كتفاسير الواحدي (ت:468) الثلاثة: البسيط, والوسيط, والوجيز. فما كتبه المؤلف في الوجيز هو الحَدُّ الأدنى من التفسير, الذي يقتَضيه مَقامُ الاختصار؛ وهو بيان المعنى, وما لا بُدَّ منه لِبَيانه, كسبب النُّزول ونحوه, في معاني مختارة, وبألفاظ أشد وضوحاً ومباشرةً في الدلالة على المعنى.
ثُمَّ تتكاثر موضوعات علوم القرآن المتنوعة, ويظهر الجانب العلمي الأبرز عند المؤلف في تفسيره: الوسيط, لتكتمل عنده في: البسيط؛ الذي بسط فيه القول وأشبَعَه, وتَجَلَّت فيه تلك المعارف بوضوح.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[28 Apr 2006, 12:54 ص]ـ
بارك الله فيك، وأثلج صدرك كما أثلجت صدور إخوانك في هذا الملتقى المبارك؛ فهذه الكلمات لا تصدر إلا من جَعبة طالب العلم الذي يحسن صدق النية وصدق الطلب، أحسب ذلك على الله وهو سبحانه حسبي وحسبك، وعليه نتوكل وإليه ننيب.
ـ[الكشاف]ــــــــ[28 May 2006, 12:10 ص]ـ
موضوع قيم يشكر الشيخ نايف على تحريره، وهو موضوع ذو صلة بجميع الفنون ولا يقتصر على التفسير، وضوابطه التي تفضل بها تنسحب على الفنون الأخرى كذلك.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 May 2006, 06:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فتح الله عليك أخي أبا بيان، وجزاك خيراً على هذا الموضوع القيّم.
وتعليقي هنا حول أهمية اختصار الكتب في بناء طالب العلم، وذلك بأن يقوم الطالب الذي درس كتاباً في فنٍ من فنون العلم باختصاره بعد أن يتقن مادته.
وهذا النوع هو أفضل أنواع الاختصار، أن يختصر العالم أو طالب العلم الكتاب بنفسه حتى ينتفع بالكتاب وبمختصره، ويكون على دراية بما أثبت وما حذف.
وقد نبّه الشيخ عبدالكريم الخضير على هذه الطريقة، وشرحها وبيّن أهميتها لطالب العلم في شريطه القيّم: مفاتيح طلب العلم ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=39397).
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Aug 2006, 04:38 م]ـ
بارك الله في الكاتب والمعلقين الفضلاء على هذا الموضوع المهم. والذي أريد إضافته إلى هذا الموضوع إشارةٌ إلى ما كتبه الشيخ الفاضل عثمان بن عبدالقادر الصافي قبل أكثر من سبعة عشر عاماً في مقالات منشورة له ىفي مجلة البيان فيما أذكر، ثم جمعت تلكم المقالات ونشرت في كتابه الثمين (أخطار على المراجع العلمية لأئمة السلف) وهذا الكتاب دراسة تمهيدية تهدف إلى المحافظة على التراث العلمي الإسلامي والتحذير من العبث به. وقد خصص موضوع اختصار كتب التفسير بحديث طويل، بل إن الكتاب برمته يدور حول هذا الموضوع والمحاذير الشرعية والعلمية التي تحف به. ولولا ضيق الوقت لنقلت كلامه أو خلاصته فهو مهم، وجدير بالنشر والبعث والنقاش. فلعل أخي العزيز أبا بيان ما دام قد ابتدأ هذا الخير، أن يتكرم على قراء هذا الملتقى العلمي بتلخيص أهم ما ذكره مؤلف هذا الكتاب، ولا سيما في القسم الرابع من ص 75 وما بعدها تحت عنوان (اختصار كتب السلف بين المصلحة والمحاذير)
والكتاب نشرته دار الفاروق بالطائف عام 1410هـ، وهاتفهم 02746633
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Aug 2007, 11:13 م]ـ
كنتُ علقتُ نصاً أثناء قراءتي لكتاب (شرح نهج البلاغة) لابن أبي الحديد له صلة بما كتبه أخي أبو بيان في هذا الموضوع، فأحببت تدوينه هنا ليوشح به أخي نايف مقالته هذه إن شاء؛ فهو ذو صلة بموضوع ضمان المختصِر الإبانةَ عن مقصود صاحب الكلام الأول، وإلا فقد وقع الخلل والعيب في اختصاره، وكان حقيقاً بالمؤاخذة والعتاب.
قال ابن أبي الحديد وهو يعيب على الشريف المرتضى اختصاره لكلام من يرد عليهم:
(والمرتضى رحمه الله لا يورد كلام قاضي القضاة بنصه، وإنما يختصره ويورده مبتوراً، ويومئ إلى المعاني إيماءً لطيفاً، وغرضهُ الإيجاز. ولو أورد كلام قاضي القضاة بنصه لكان أليق، وكان أبعدَ عن الظِّنَّةِ، وأدفع لقول قائلٍ من خصومه: إِنَّه يُحرِّفُ كلام قاضي القضاة، ويذكره على غير وجهه.
ألا ترى أنَّ مَن نَصَبَ نفسه لاختصار كلامٍ فقد ضَمِنَ على نفسه أَنَّه قد فهم ذلك الكلامَ حتى يصحَّ منه اختصارُه، ومن الجائز أن يظنَّ أنه قد فهم بعض المواضع ولم يكن قد فهمه على الحقيقة، فيختصرَ ما في نفسه لا ما في تصنيف ذلك الشخص. وأمَّا من يورد كلام الناس بنصه فقد استراح من هذه التبعة، وعَرَضَ عقلَ غيرهِ وعقلَ نفسهِ على الناظرين والسامعين) [شرح نهج البلاغة 4/ 175]
والعجيب أن ابن أبي الحديد يلجأ إلى اختصار كلام غيره في سياقته لكلام بعض المؤلفين كالجاحظ مثلاً، فهو يقول في كتابه هذا 3/ 253: (وينبغي أن يذكر في هذا الموضع ملخص ما ذكره الشيخ أبو عثمان الجاحظ في كتابه ... ). وفي غير هذا الموضع أيضاً يلجأ إلى اختصار كلام غيره.
ـ[الخزرجي]ــــــــ[23 Aug 2007, 10:26 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على هذا المجهود الطيب.
ولكن هل يجوز شرعاً التصرف في كتاب أي مؤلف باختصار أو تهذيب وغيرها دون إذن هذا المؤلف, ألا يعد هذا اعتداءعلى حق الغير بصرف الناس عن الاصل الى المختصر؟؟
ولماذا نلاحظ في كتب التفسير المعاصرة والمختصرة الإعراض عن مسائل اللغة والقراءات؟؟
أفيدونا بارك الله فيكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Nov 2007, 08:12 ص]ـ
من الدراسات الجيدة في هذا الموضوع رسالة ماجستير بعنوان:
(الاختصار في التفسير: دراسة نظرية، ودراسة تطبيقية على مختصري ابن أبي زمنين لتفسير يحيى بن سلام والبغوي لتفسير الثعلبي)
للطالب علي بن سعيد بن محمد العمري بجامعة أم القرى.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6472c03f09761a.jpg
ـ[أبو المهند]ــــــــ[03 Nov 2007, 02:00 م]ـ
موضوع من الأهمية بمكان جزى الله خيراً أخانا الفاضل الشيخ نايف على ما تفضل به والشكر موصول للفضلاء المعلقين
ويمكننا أن ننعم النظر في زاوية من زواياه قد لا تخفى على أحد وهي متعلقة بالنقطة الثالثة مما أورده الشيخ نايف وهي سلامة المقصد، وأحب أن ألفت النظر إلى أن النية هنا مطلوبة خاصة في زمان اصطبغ بالمادية، فكثير من المختصرين جعل همته الربح المادي فقط، وقد يكلف بالعمل غيره في حين أنه يضع اسمه عليه في نهاية المطاف لاشتهاره ومعرفته في المصنفين، وتحت سلامة المقصد ضع ما تشاء مما لا إخلاص فيه لله ـ عز وجل ـ والله الموفق.
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[03 Nov 2007, 02:52 م]ـ
أشكر للأخ أبي بيان إثارة الموضوع وحسن معالجته
ولعل الأولى بمن أُعجب بكتاب تفسير ورآه مطولا أن يجعله أحد أهم مراجعه ويؤلف تفسيرا مختصرا بالمقدار الذي يظنه مقبولا لمن يقرأه، وهذاا لمنهج سار عليه أكثر من واحد من مفسرينا السابقين، ولعل من أوضح الأمثلة عليه البيضاوي مع الزمخشري، والنسفي معه ومع الفخر الرازي، حيث يجعل المفسر اللاحق الكتاب الذي أعجبه وله عليه مآخذ منها الطول أحد مراجعه ويكتب بقلمه ما يراه الصواب فيخرج من تبعة تقويل الآخرين ما لم يقولوا، وينجو من مزالق الاختصار المتعددة، والله أعلم.
ـ[دمعة الأقصى]ــــــــ[07 Nov 2007, 01:54 ص]ـ
[ QUOTE= عبدالرحمن الشهري;45228] من الدراسات الجيدة في هذا الموضوع رسالة ماجستير بعنوان:
(الاختصار في التفسير: دراسة نظرية، ودراسة تطبيقية على مختصري ابن أبي زمنين لتفسير يحيى بن سلام والبغوي لتفسير الثعلبي)
ليت الباحث في دراسته التطبيقية درس مختصرا قديما ومختصرا حديثا وبين الفرق بين اختصار السلف واختصار الخلف والبون الشاسع بينهما.
شكر الله لصاحب الموضوع والأخوة الفضلاء.
ـ[الجعفري]ــــــــ[07 Nov 2007, 06:29 ص]ـ
شكراً لك شيخنا الكريم أبا بيان على بحثك الطيب.
أعزز ما ذكره بعض الأخوة في هذا الموضوع:
* أن الاختصار من وسائل طلب العلم وهو ما فعله كثير من أهل العلم - انظر مثلاً الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله - كم لخص من المطولات.
*أن فيه تسهيلاً للعامة وإفادة من المطولات - مع العلم أنها لا تغني عن الأمهات-.
* إنما يكون المختصر مذموماً إذا كان يخالف منهج الأصل السليم أو غير ذلك مما يشوه الأصل.
* أظن أنه تختلف الأمر من علم إلى آخر في الاختصار ومن كتاب إلى آخر، فالكتاب المطول غير المختصر أصلاً.
* لا أظن أن في الاختصار بأساً من الناحية الشرعية إذ هو ليس من التعدي في شيء بل قد يكون من خدمة الكتب الموسعة وتقريبها وهو أمر قد شاع عند العلماء بلا نكير عادة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البهيجي]ــــــــ[21 Nov 2007, 12:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا أخي الكريم لما كتبت ..... وبارك الله فيك وزادك علماً .... ولكني أتمنى تفسيرا أو مختصرا لتفسير يقرب القرآن
الكريم لعامة المسلمين ويضع النقاط على الحروف لأمور مسكوت عنها من ذنوب المسلمين مثل السكوت على المصارف
الربوية في الدول الإسلامية .... نريد تفسيرا يقول للحكام والمحكومين ان من يتعامل مع المصارف
الربوية ويأخذ منها القروض فلينتظر حربا من قيوم السموات والأرض ....... ونريد تفسيرا يحذر التاجر من الغش ... والصناعي
من انتاج الرديء من الصناعات .... ويحذر الحاكم والقاضي من الجور والأستبداد ..... فقد كثرت التفاسير التي لايقرأها الا
العلماء والمشايخ!!! وباختصار نحن بحاجة الى تفسير يأخذ بيد المسلم ليكون قرآنا يمشي بين الناس .... والله أعلم.
البهيجي
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[28 Oct 2009, 09:34 م]ـ
جزاك الله خيرا أ. نايف الزهراني وبارك فيك
من الدراسات الجيدة في هذا الموضوع رسالة ماجستير بعنوان:
(الاختصار في التفسير: دراسة نظرية، ودراسة تطبيقية على مختصري ابن أبي زمنين لتفسير يحيى بن سلام والبغوي لتفسير الثعلبي)
للطالب علي بن سعيد بن محمد العمري بجامعة أم القرى.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6472c03f09761a.jpg
مشرفنا الفاضل هل هذه الرسالة مطبوعة؟ أو يوجد منها نسخة مصورة للاستفادة منها؟
جزاك الله خيرا
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[28 Oct 2009, 11:34 م]ـ
السلام عليكم إخواني الكرام ....
للحقيقة قد نجد في المختصرات الكثير من الخلل، حيث يُنقص من قيمة الكتاب، وقيمة الكتب الكبيرة تكمن بأنها من المطولات، وقيمتها بما هي عليه، وما إن تختصر هذه الكتب حتى تذهب بجل قيمتها، ولو اختصرت الكتب على بيان معاني الآيات، لذهبت منهجية المؤلف الذي ألف عليها الكتاب ....
فمن من الأفضل أن تبقى الكتب على حالها، وإذا كان لا بد من الاختصار، فيفضل تجزأة المطولات وعدم اختصارها لعامة الناس، يعني على سبيل المثال تفسير الجزء الأول من كتاب الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي، وهكذا، بحيث تبقى قيمة الكتاب بما هي عليه، واستفاد الناس بتجزة هذه المطولات ...
أما فيما يتعلق بطالب العلم والمتخصص، فيسلك المنهجية التي ذكرها الشيخ الفاضل نايف الزهراني حفظه الله، ويبقى هذا له للفائدة، والله تعالى أعلم ....
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[29 Oct 2009, 05:35 م]ـ
رسالة زميلنا الفاضل: علي العمري (الاختصار في التفسير) لم تطبع بعد , ولعلي أعين من يحتاجها عن طريق الخاص.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[29 Oct 2009, 11:02 م]ـ
لم أطلع على هذا الموضوع الجميل إلا الآن ..
فأحسن الله إليكم وجزاكم خيرا.
ولعل من المناسب أن توجد كتابات تتتبع ما اشتهر من المختصرات، من حيث التزام صاحب المختصر بمنهجه في الاختصار، وبمراد المؤلف صاحب الأصل.
ومن خلال قراءة (المصباح المنير) في تهذيب تفسير ابن كثير، والذي يعد من أحسن مختصراته، وجدت بعض الأخطاء التي قد تشترك فيها كثير من المختصرات، ويمكن تصنيفها إلى أنواع منها:
- إغفال رواية على أنها مجرد تأكيد وتنويع، بينما أراد المؤلف تأسيس معنى أو لطيفة بهذه الرواية، وحذفها يؤدي إلى فوات هذا المعنى.
- إغفال بعض الأقوال التفسيرية اكتفاء بأقوال أخرى في الآية، وهذا لا يعد اختصارا، بل تفويتا لأمر مهم، لأن المؤلف إذا أورد قولا جديدا فلا بد من إيراده ولو لم يرجحه، لأن عدم ذكره يوهم أنه لم يطلع على هذا القول، بينما الحقيقة خلافه.
- إغفال بعض كلام المؤلف على أنه استطراد، بينما الحقيقة أنه يعتبر ترجيحا لمعنى أو توضيحا لقول.
- الغفلة عن ترجيح المؤلف، مع إيراد القول الآخر الذي لم يرجحه. وهذا مع ما قبله من أشنع الأخطاء، وإن كان الأخير أشد (وهذا نادر في المصباح المنير لكن قد وقع في بعض المواضع).
فالشاهد أن كل ما من شأنه الإيهام بوقوع المؤلف (صاحب الأصل) بتقصير في ذكر معنى، أو ترجيح معنى مرجوح، أو غيره من تغييب مقاصد المؤلف الأصلية التي أرادها بكلامه =كل هذا يجب أن يخلو منه المختصَر وإلا كان تحريفا وتشويها.
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[10 Nov 2009, 06:44 م]ـ
مفهوم الاختصار -في أحد معانيه- هو: تأدية الكلام الكثير بكلام أقل يؤدي نفس المعنى.
ولأجل هذا المفهوم تكثر اعتراضاتنا على المختصرات وانتقاداتنا لها.
لكن ...
هل كل من اختصر كتاباً التزم بهذا المفهوم؟ أم أنه أراد أشياء أخرى؟
كحذف الاستطرادات التي لا علاقة لها بالمعنى الأصلي.
وهل كل من اختصر كتاباً أراد أن ينقل مراد المؤلف كما هو؟ أم أن بعضهم قد يريد نقل رؤيته هو مع التنبيه على أن معظم مادة كتابه منقولة من كتابٍ آخر؟
أظن أننا لو وضعنا هذا نصب أعيننا فسوف نغض الطرف عن الاختلاف بين الاختصار والأصل في كثير من المواطن.
وجزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن المحيميد]ــــــــ[10 Nov 2009, 07:58 م]ـ
وقريبا بمشيئة الله تعالى وعونه وتوفيقه تناقش رسالة الدكتوراه المقدمة إلى قسم القرآن وعلومه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لزميلنا المتميز / محمد البركة المحاضر في جامعة القصيم، والتي بعنوان (المختصرات في التفسير ومنا هجها)، وفق الله الجميع وسدد الخطى ..
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[25 Jun 2010, 06:22 م]ـ
لقد كتبت علي الملتقي موضوعا مشابها قبل أن أطلع علي هذا الموضوع هنا،
وقد فرحت جدا لما رأيت هذا الموضوع ومشاركتي موجودة علي هذا الرابط:
http://tafsir.net/vb/images/icons/discussion.gif مختصرات التفاسير بين القبول والرفض.
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20188(/)
استشكال؟؟
ـ[محمدعالى]ــــــــ[27 Apr 2006, 11:58 م]ـ
السلام عليكم
أفيدونا من فضلكم
ماهي الطائفة من العلماء القائلين بأن ’’العبرة بخصوص السبب لابعمومه,,
وماهي تطبيقات تلك القاعدة
وتأثير ذالك الخلاف على التفسير ’’خلافهم فى أن العبرة بعموم اللفظ لابخصوص السبب,,
وشكرا
ـ[د. حسن خطاف]ــــــــ[29 Apr 2006, 02:27 ص]ـ
أخي الفاضل ارجع إلى كتب الأصول تجد ما ينفعك، لأن هذا المبحث من مناهج الأصوليين أيضا في فهم النصوص والعمل بها وقد ذكر الرازي في المحصول أن الثوري والمزني قالا بأن خصوص السبب يخصص عموم اللفظ وهذا على خلاف جمهور الأصوليين والفقهاء وذكر الرازي نقلا عن إمام الحرمين أن هذا هو الصحيح من مذهب الشافعي، وقد جاء في البحر المحيط أن الأصح في مذهب الشافعي هو أن العبرة لعموم اللفظ وأن ما فهم من مذهب الشافعي في الأخذ بخصوص السبب هو لمرجحات أخرى
ارجع إلى الكتابَين ولا سيما للبحر المحيط
وارجع إلى تفسير الآلوسي عند قوله تعالى لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (29)
فلعلك تجد ما ينفعك
د. حسن الخطاف. جامعة دمشق
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[29 Apr 2006, 11:19 ص]ـ
وفي المحصول:
أما إذا كان الجواب أعم مما سئل عنه فالحق أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب خلافا للمزني وأبو ثور فإنهما زعما أن خصوص السبب يكون مخصصا لعموم اللفظ قال إمام الحرمين وهو الذي صح عن الشافعي رضي الله عنه لنا وجهان الأول أن المقتضى للعموم قائم وهو اللفظ الموضوع للعموم والمعارض الموجود وهو خصوص السبب لا يصلح معارضا لأنه لا منافاة بين عموم اللفظ وخصوص السبب فإن الشارع لو صرح وقال يجب عليكم أن تحملوا اللفظ العام على عمومه عمومه وأن لا تخصصوه سعيد بخصوص سببه كان ذلك جائزا والعلم بجوازه ضروري الثاني أن الأمة مجمعة على أن آية اللعان والظهار والسرقة وغيرها إنما نزلت في أقوام معينين مع أن الأمة عمموا حكمها ولم يقل أحد أن ذلك التعميم خلاف الأصل واحتج المخالف بأن المراد من ذلك الخطاب إما بيان ما وقع السؤال عنه أو غيره فإن كان الأول وجب أن لا يزاد عليه وذلك يقتضي أن يتخصص بتخصص السبب
وإن كان الثاني وجب أن لا يتأخر ذلك البيان عن تلك الواقعة والجواب أن ما ذكروه يقتضي أن يكون ذلك الحكم مقصورا على ذلك السائل وفي ذلك الزمان والمكان والهيئة وأيضا فلم لا يجوز أن يكون ذلك السؤال الخاص اقتضى ذلك البيان العام لا بد على امتناعه من دليل والله أعلم تنبيه هذا العام وإن كان حجة في موضع السؤال وفي غيره إلا أن دلالته على موضع السؤال أقوى منها على غير ذلك الموضع وهذا يصلح أن يكون من المرجحات والله أعلم المسألة الثانية الحق أنه لا يجوز تخصيص العموم بمذهب الراوي وهو قول الشافعي"
وفي الملتقى موضوع الدكتور مساعد الطيار
نظرات في علوم القرآن (العموم والخصوص) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=233)(/)
كتب أحكام القرآن
ـ[القحطاني]ــــــــ[28 Apr 2006, 12:03 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
لدي اسفسار بسيط
هل هناك كتب في أحكام القرآن مخطوطة وبحاجة إلى إخراج في رسائل علمية
خصوصاً في مذهب الحنابلة؟
ـ[القحطاني]ــــــــ[23 Nov 2010, 02:08 م]ـ
موضوعي قديم
لكن أردت إضافة أحكام القرآن للباغائي
هل ينشط أحد لتحقيقه؟ ربما شرع في تحقيقه أحد.
لكنه أقرب ما يكون كتابَ فقه مالكي , وهذا ما صرفني عنه, ولا أعرف إلا نسخة له واحدة.
وقد طبع منه سورة البقرة فقط , بتحقيق الدكتور سليمان آل سليمان.
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[24 Nov 2010, 05:10 م]ـ
فعلا كما هو كما قلت،
وفي الباغائي، إشكال كبير، لعل أحد المتخصصين يفيدنا حوله، أما كتب الحنابلة في أحكام القرآن، فهي نادرة جداً، إن لم يكن ثم واحد منها، ولعلك تطلع على رسالة الدكتور علي العبيد عن تفاسير الأحكام ومناهجها، وقد طبعت حديثاً.(/)
شرف التفسير
ـ[برعدي الحوات]ــــــــ[28 Apr 2006, 02:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العلمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فإن الاشتغال بكتاب الله من حيث حفظه وفهمه والبحث في قضاياه يعد من أعظم الأعمال وأشرفها بإجماع العلماء، لأن موضوعه أساس علوم الإسلام، ومدار الأحكام، وحبل الله المتين.
قال الواحدي رحمه: (إن أم العلوم الشرعية، ومجمع الأحكام الدينية، كتاب الله، المودع نصوص الأحكام، وبيان الحلال والحرام، والمواعظ النافعة، والعبر الشافية، والحج البالغة، والعلم به أشرف العلوم وأعزها، وأجلها وأمزها، لأن شرف العلوم بشرف المعلوم.
ولما كان كلام الله تعالى أشرف المعلومات، كان العلم بتفسيره، وأسباب نزوله ومعانيه وتأويله، أشرف العلوم.
ولما كان كلام الله تعالى أشرف المعلومات، كان العلم بتفسيره وأسباب نزوله ومعانيه وتأويله، أشرف العلوم.
ومن شرف هذا العلم وعزته في نفسه، أنه لا يجوز القول فيه العقل والتدبر، والرأي والتفكر، دون السماع والأخذ عمن شاهد والتنزيل بالرواية والنقل) (1).
وقال الراغب الأصفهاني أيضاً: (أشرف صناعة يتعاطاها الإنسان، تفسير القرآن وتأويله، وذلك أن الصناعات الحقيقية، إنما تشرف بأحد ثلاثة أشياء: إما بشرف موضوعاتها، وهي المعمول فيها نحو أن يقال: الصياغة أشرف من الدباغة، لأن موضوعها وهو الذهب، والفضة أشرف من جلد الميتة الذي هو موضوع الدباغة.
وإما بشرف صورها نحو أن يقال: طبع السيوف أشرف من طبع القيود.
وإما بشرف أغراضها وكمالها كصناعة الطب التي غرضها إفادة الصحة، فإنها أشرف من الكناسة التي غرضها تنظيف المستراح.
فإذا ثبت ذلك، فصناعة التفسير قد حصل لها الشرف من الجهات الثلاثة، وهو أن موضوع المفسر كلام الله تعالى، الذي هو ينبوع كل حكمة، ومعدن كل فضيلة، وصورة فعله إظهار خفيات ما أودعه منزله من أسراره (ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب) [ص: 30]، وغرضه التمسك بالعروة الوثقى (2) التي لا انفصام لها، والوصول إلى السعادة الحقيقية التي لا فناء لها).
وقال الكافيجي: [إن علم التفسير أشرف العلوم، لأن موضوعه أساس علوم الإسلام، ومدار الأحكام، وحبل الله المتين، ونوره المبين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم، ولأن غايته هي الاعتصام بالعروة الوثقى، التي لا انفصام لها، والوصول إلى السعادة الحقيقية التي لا تفني، وهما أشرف الغايات وأداها نفعا، على أن كل كمال ديني أو دنيوي، عاجلي أو آجلي مفتقر إلى العلم بكتاب الله (3) الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه)] (4).
وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، والسلام عليكم.
-----------------------
الهوامش:
(1) - الوسيط في تفسير القرآن المجيد 1/ 47.
(2) - مقدمة التفسير للراغب الأصفهاني المنشورة مع تنزيه القرآن عن المطاعن للقاضي عبد الجبار، ص: 422، الاتقان في علوم القرآن 4/ 173.
(3) - التيسير في قواعد التفسير للكافيجي، ص: 158 – 159
(4) - فصلت: 42.
*الدكتورالهاشمي برعدي الحوات.
ELHAWAT2@HOTMAIL.COM(/)
من أوثق نقلة التفسير عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[28 Apr 2006, 10:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
سؤالي الأول: ظاهر في العنوان؟؟
سؤالي الثاني: وهل هناك إحصاء لهم, نقلة التفسير دون غيره؟؟
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[28 Apr 2006, 11:12 ص]ـ
فلان وفلان عن ابو صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث, عن معاوية بن صالح الحضرمي عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس.
1)) علي بن أبي طلحة.
الإسناد السابق تكرر أكثر من 1000 مرة في تفسير ابن جرير الطبري, ومرات عدة في غيرها, مثلاً رواية ابو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي عن ابو صالح كاتب الليث الخ السند, في الأسماء والصفات للبيهقي,
فما قصة هذا الإسناد ((كيف انتقل التفسير من رجل الى رجل)) وما مدى قوته, ومامدى موافقة متونه للروايات الاخرى عن ابن عباس؟؟ وفي أي مرتبة يقع بينها؟؟ هل هو الأفضل, أم وسطاً, أم ردئياً؟؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 Apr 2006, 05:21 م]ـ
بإمكانك مراجعة أشهر التفاسير عن ابن عباس مع تخريجها:
http://www.ibnamin.com/tafsir_takhrij.htm# عباس
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[30 Apr 2006, 07:40 م]ـ
بإمكانك مراجعة أشهر التفاسير عن ابن عباس مع تخريجها:
http://www.ibnamin.com/tafsir_takhrij.htm# عباس
بورك فيك أخي/ محمد
أظن أن الجزء المختص بـ علي بن أبي طلحة في بحثك, يحتاج إلى بعض التأمل.
يعيبه إفتقاده للأمثلة في التفسير, والاكتفاء فقط بما قيل فيه, رغم أهمية تلازم الأمرين, وإلا لما أضفنا شيئاً.
أيضاً هناك عيب آخر, حيث لم يُذكر قول ابن معين, رواية الدوري, ولم تذكر قول العجلي الكوفي وتوثيقه له.
أيضاً لفت نظري بعض الاستنتاجات, التي قد تكون في محلها ولكن أيضاً قد لاتكون.
ولفت نظري التقليل من رواية كبار الأئمة عن كاتب الليث, مع عدم وجود دراسة دقيقة حوله رغم كثرة رواياته والتي أكثرها ورد بطريقة صحيحة, وأنا متيقن من هذا بعد طول بحث.
أرجوا أن تواصل بحثك هذا وأن لاتتوقف, فبإذن الله لن يستغرق منك سوى عشرين عاماً أو حولها, سدد الله خطاك ووفقك إلى كل خير.
جزاك الله خيراً حضورك ومشاركتك.
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[02 May 2006, 08:36 ص]ـ
وفي تفسير الإمام ابن جرير الطبري, فهناك أكثر من 1300 أثراً مسنداً بإسناد واحد,
((2)) محمد بن سعد عن أبيه عن عمي عن ابي عن ابيه عن ابن عباس رضي الله عنه؟
كنت أظنه في أول الأمر محمد بن سعد صاحب الطبقات, فتبين لي أنه من أحفاد الشهير عطية بن سعد العوفي الشهير.
من محمد بن سعد؟
من أبوه؟؟
من ابن عم أبيه ((الحسين بن الحسن))؟؟
من أبو الحسين هذا؟؟
من جده؟؟ ((ج: عطية بن سعد بن جنادة العوفي الكوفي))
------------
هل هذا الإسناد شيعي ام لا؟؟ إن كان كذلك, فما وجه التشيع؟؟
هل هذا الإسناد ضعيف أم فوق الضعيف؟؟ هل هو صحيفة لهذه الأسرة أم لا؟؟
مامدى مقاربته للروايات الأخرى عن ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه؟؟
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[19 May 2006, 04:01 م]ـ
ومن أسانيد تفسير ابن جرير الطبري:
موسى بن هارون بن إسحاق الهمداني عن عمرو بن حماد القناد عن أسباط بن نصر الهمداني الهمدي عن عبد الرحمن بن إسماعيل السدي عن فلان وفلان عن ابن عباس وغيره.
واختصاراً:
موسى عن عمرو عن أسباط عن عن السدي ...
تكرر هذا الإسناد نحو 500 مرة في تفسير الطبري, فما مدى قوته؟؟ وهل متونه مقاربة لمتون الأسانيد الأخرى أم لا؟؟
وتقريباً لايوجد للمختصين كتاب واحد يستحق أن يقرأ, للإجابة على هذا السؤال والأسئلة المماثلة له فيما سبق من ردود. بل كافة ماهو موجود من كتب أو رسائل, بعيدة جداً عن إجابة هذه الأسئلة المحددة, ومجرد نقل لما قيل في فلان وفلان, أي تغلب عليها السطحية, ولاتستطيع أن تجني منها أي فائدة, وعلى وجه الخصوص كتب المتخصصين في التفسير.(/)
سؤال عن المفصل في القرآن الكريم
ـ[نوراليقين]ــــــــ[28 Apr 2006, 07:41 م]ـ
سامحوني انا بدي أغلبكم بس ان شاء الله في ميزان حسناتكم
أريد أن أسال عن المفصل في القرآن الكريم هل يؤدي المفصل الى تعدد المعنى
أختكم في الله
أم النور
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[28 Apr 2006, 07:45 م]ـ
لم يتضح لي مرادك من (المفصل يؤدي الى تعدد المعاني)
ففصلي في السؤال جزيت خيرا ..
ـ[د. حسن خطاف]ــــــــ[29 Apr 2006, 01:36 ص]ـ
يا أم نور بارك الله بك
سؤالك غير واضح، من المعلوم أنه يقال للسور القصيرة مفصل ولكن لا أدري ما ذا تقصدين بالضبط بالمفصل؟
الرجاء التوضيح ليتم الربط بين هذه الكلمة وتعدد الدلالة
ـ[نوراليقين]ــــــــ[29 Apr 2006, 10:23 م]ـ
المفصل في القرآن الكريم هو علامات الوقف في القرآن الكريم ونهايات الآيات وكيف يكون هناك تعدد للمعنى في ذلك مثل وقف التعانق ... فأرجو منكم الإفادة في ذلك وجزاكم الله خيرا
ـ[د. حسن خطاف]ــــــــ[30 Apr 2006, 12:24 ص]ـ
يا أم نور
مرة أخرى ماذا تقصدين بالمفصل؟ حتى يتسنى لنا الإجابة عن سؤالك إن شاء الله تعالى
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Apr 2006, 12:28 ص]ـ
كأنها تقصد الفواصل، أو رؤوس الآيات.
ـ[أبو النور]ــــــــ[30 Apr 2006, 02:02 م]ـ
كما قال مشرفنا العام د. عبد الرحمن الشهري هو رؤوس الآيات وعلامات الوقف في الآية مثل ما تقدم من وقف لازم وصلى وقلى ووقف التعانق بحيث يؤدي ذلك إلى تعدد المعاني ........ أرجو أن يكون السؤال اتضح الآن وإن تكون الإجابة بين أيديكم ... وجزيتم خيرا ........(/)
من يفتيني في هذا؟ وله مني الدعاء.
ـ[سعد آل محمود]ــــــــ[28 Apr 2006, 07:57 م]ـ
يقول أبو حيان في تفسير قوله تعالى:" إنها ترمي بشرر كالقصر "
بعد أن ذكر قراءات الآية قال:" وتقدم شرح أكثر هذه القراءات في المفردات "
فما مقصوده بالمفردات؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 Apr 2006, 11:51 م]ـ
المقصود بالمفردات أخي الكريم ما ذكره في أول تفسيره لهذه السورة من بيان ما أشكل من مفرداتها؛ فأبوحيان يبدأ تفسير كل سورة أو مقطع ببيان المراد بالكلمات الغريبة التي تحتاج إلى بيان
وهذا مثل ما يذكره المتأخرون في أول تفسيرهم للآيات فيقولون: معاني الكلمات، أو معاني المفردات
وإذا رجعت لأول تفسيره لهذه السورة فستجد قوله الذي أحال إليه
ولا تنس الدعاء وفقك الله
ـ[سعد آل محمود]ــــــــ[29 Apr 2006, 12:00 ص]ـ
بارك الله فيك
وأحسن لك المثوبة في الدارين(/)
العلامة ابن باديس يشكو من أهل التفسيراللفظي
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[29 Apr 2006, 10:10 م]ـ
وقع بين يدي هذه الأيام نسخة جديدة لتفسير العلامة عبد الحميد بن باديس، الموسوم بـ" " "مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير" فانكببت أنهل من معين هذا الشيخ الذي أحي الله به ما كان قد اندرس بالديار الجزائرية، يقول العلامة البشير الإبراهيمي: " ولم يختم التفسير درسا ودراية بهذا الوطن غيره، منذ أن ختمه " أبو عبد الله الشريف التلمساني " في المائة الثامنة "
فأحببت أن أنقل درة من درر هذا التفسير:
قال في تفسير قوله تعالى: " أَتَبْنُونَ بِكُل رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ. وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ "
الشعراء [128 - 131]
قال رحمه الله:" ولاشك أن كل بناء شامخ لا يكون لغاية شريفة محمودة، فهو عبث ولهو وباطل. و" مَصَانِعَ " يقول المفسرون: إنها مجاري المياه، أو هي القصور، وعلى القولين فهي دليل معرفتهم بفن التعمير علما وعملا، وبلوغهم فيه مبلغا عظيما، فهي من شواهدنا على ما سقنا الحديث إليه.
ولكن ليت شعري، ما الذي صرف المفسرين اللفظيين عن معنى "المصنع " اللفظي الإشتقاقي؟
والذي أفهمه ولا أعدل عنه، هو أن المصانع جمع مصنع من الصنع، كالمعامل جمع معمل من العمل، وأنها مصانع حقيقية للأدوات التي تستلزمها الحضارة ويقتضيها العمران ... "
ثم قال رحمه الله: " ولا أغرب من تفسير هؤلاء المفسرين للمصانع، إلا تفسيربعضهم للسائحين والسائحات: بالصائمين والصائمات. والحق أن السائحين هم الرحالون والرواد للاطلاع والإعتبار والاكتشاف" رحم الله ابن باديس على هذا الفهم الثاقب.
ـــــــــــــــــ
قال علي رضي الله عنه:
الناس من جهة التمثيل أكفاء= أبوهم آدم والأم حواء
فإذا افتخرت بآباء ذوي نسب= فإن نسبتنا الطين والماء
ما الفضل إلا لأهل العلم إنهم= على الهدى لمن استهدلى أدلاء
وقيمة كل امرئ ما قد كان يحسنه= والجاهلون لأهل العلم أعداء
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[01 May 2006, 10:24 م]ـ
يقول ابن باديس-رحمه الله- في تفسير قوله تعالى: " فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا " الفرقان [52]
يقول رحمه الله:" عندما يختلف عليك الدعاة، الذين يدعي كل منهم أنه يدعوك إلى الله تعالى، فانظر: من يدعوك بالقرآن إلى القرآن، ومثله ما صح من السنة لأنها تفسيره وبيانه، فاتبعه لأنه هو المتبع للنبي صلى الله عليه وسلم في دعوته وجهاده القرآن، والمتمثل لما دلت عليه أمثال هذه الآية الكريمة من آيات القرآن " مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير ص:189
ـ[البتول]ــــــــ[27 Oct 2006, 11:26 ص]ـ
هو بحث نشر بموقع العلامة عبد الحميد بن باديس، فيه بيان لخصائص تفسيره.
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[28 Oct 2006, 09:28 م]ـ
بارك الله فيكِ، وجزاكِ خيرا، وجعل جزاء ما أرشدتِ في ميزان حسناتكِ.
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[31 Oct 2006, 04:33 م]ـ
ابن باديس
معين من العلم والفقه لا يجرح الشفاه
أحيا الله به موات الأمة بعد انقطاعها عن الدرس والتحصيل
رحمه الله تعالى وجعل الجنة مأواه ومثواه
بارك الله فيكم
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[01 Nov 2006, 03:29 م]ـ
من أي التفاسير يصنف تفسير ابن باديس؟(/)
سؤال عن مرونة الجملة العربية
ـ[نوراليقين]ــــــــ[29 Apr 2006, 10:29 م]ـ
أريد أن أسال عن التقديم والتأخير في القرآن الكريم
أي عن مرونة الجملة العربية(/)
هل نظرتَ إلى الإبل كيف خُلقت؟!.
ـ[المسيطير]ــــــــ[29 Apr 2006, 11:41 م]ـ
قال تعالى:
(أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ).
قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية:
(يقول تعالى آمرا عباده بالنظر في مخلوقاته الدالة على قدرته وعظمته " أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت " فإنها خلق عجيب، وتركيبها غريب، فإنها في غاية القوة والشدة، وهي مع ذلك تلين للحمل الثقيل، وتنقاد للقائد الضعيف، وتؤكل، وينتفع بوبرها، ويشرب لبنها، ونبهوا بذلك لأن العرب غالب دوابهم كانت الإبل،
وكان شريح القاضي يقول: اخرجوا بنا حتى ننظر إلى الإبل كيف خلقت؟) أ. هـ.
وقال الإمام القرطبي في تفسير الآية:
(قال المفسرون: لما ذكر الله عز وجل أمر أهل الدارين , تعجب الكفار من ذلك , فكذبوا وأنكروا فذكرهم الله صنعته وقدرته وأنه قادر على كل شيء , كما خلق الحيوانات والسماء والأرض.
ثم ذكر الإبل أولا ; لأنها كثيرة في العرب , ولم يروا الفيلة , فنبههم جل ثناؤه على عظيم من خلقه قد ذلله للصغير , يقوده وينيخه وينهضه ويحمل عليه الثقيل من الحمل وهو بارك , فينهض بثقيل حمله , وليس ذلك في شيء من الحيوان غيره.
فأراهم عظيما من خلقه , مسخرا لصغير من خلقه يدلهم بذلك على توحيده وعظيم قدرته. وعن بعض الحكماء: أنه حدث عن البعير وبديع خلقه , وقد نشأ في بلاد لا إبل فيها ففكر ثم قال: يوشك أن تكون طوال الأعناق.
وحين أراد بها أن تكون سفائن البر , صبرها على احتمال العطش حتى إن إظماءها ليرتفع إلى العشر فصاعدا , وجعلها ترعى كل شيء نابت في البراري والمفاوز , مما لا يرعاه سائر البهائم) أ. هـ
يتبع بإذن الله.
ملحوظة:
سبق أن جمعت في هذا الموضوع، وأستأذنكم في إعادته رجاء التوجيه.
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 Apr 2006, 07:26 م]ـ
بقلم فراس نور الحق:
قال تعالى: (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ {17} وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ {18} وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ {19} وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ {20} فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ {21} لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ {22} [الغاشية].
في هذه الآيات الكريمة يخص الله سبحانه وتعالى الإبل من بين مخلوقاته الحية، ويجعل النظر إلى كيفية خلقها أسبق من التأمل في كيفية رفع السموات ونصب الجبال وتسطيح الأرض، ويدعو إلى أن يكون النظر والتأمل في هذه المخلوقات مدخلاً إلى الإيمان الخالص بقدرة الخالق وبديع صنعه.
في هذه الآية الكريمة يحضنا الخالق العليم بأسرار خلقه حضاً جميلاً رفيقاً، على التفكير والتأمل في خلق الإبل (أو الجمال)، باعتباره خلقاً دالاً على عظمة الخالق ـ سبحانه وتعالى ـ وكمال قدرته وحسن تدبيره.
وسوف نرى أن ما كشفه العلم حديثاً عن بعض الحقائق المذهلة في خلق الإبل يدل على سبق القرآن الكريم في الإشارة إلى هذا المخلق المعجز الذي يدل يدل على عظمة خالقه سبحانه وتعالى كما يدل أن القرآن الكريم هو الكتاب المعجز الذي نزل من عند الله تعالى على قلب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
الإعجاز العلمي:
إن أول ما يلفت الأنظار في الإبل الشكل الخارجي الذي لا يخلو تكوينه من الآيات البيانات التي تأخذ بالألباب:
أذنا الإبل:
فالأذنان صغيرتان قليلتا البروز، فضلاً عن أن الشعر يغطيها من كل جانب ليقيها من الرمال التي تحملها الرياح، وكما أن لها القدرة على الإنثناء خلفاً والالتصاق بالرأس إذا ما هبت العواصف الرملية.
منخرا الإبل:
كذلك المنخران يتخذان شكل شقين ضيقين محاطين بالشعر وحافتهما لحمية مما يسمح للجمل أن يغلقهما لمن أمام ما تحمله الرياح إلى رئتيه من دقائق الرمال.
عينا الإبل:
إن لعيني الجمل رموش ذات طبقتين مثل الفخ بحيث تدخل الواحدة بالأخرى وبهذا فأنها تستطيع أن تحمى عينها وتمنع دخول الرمال إليه.
ذيل الإبل:
وذيل الجمل يحمل كذلك على جانبيه شعراً يحمى الأجزاء الخلفية من حبات الرمل التي تثيرها الرياح والتي كأنها وابل من طلقات الرصاص.
قوائم الإبل:
(يُتْبَعُ)
(/)
أما قوائم الجمل فهي طويلة لترفع جسمه عن كثير مما يثور تحته من غبار، كما أنها تساعده على اتساع الخطو وخفة الحركة، وتتحصن أقدام الجمل بخف يغلفه جلد قوي غليظ يضم وسادة عريضة لينة تتسع عندما يدوس الجمل بها فوق الأرض، ومن ثم يستطيع السير فوق أكثر الرمل نعومة، وهو ما يصعب على أية دابة سواه، ويجعله جديراً بلقب " سفينة الصحراء".
فما زالت الإبل في كثير من المناطق القاحلة الوسيلة المثلى لارتياد الصحارى وقد تقطع قافلة الإبل بما عليها من زاد ومتاع نحواً من خمسين أو ستين كيلومتراً في اليوم الواحد، ولم تستطع السيارات بعد من منافسة الجمل في ارتياد المناطق الصحراوية الوعرة غير المعبدة.
عنق الإبل:
لقد خلق الله سبحانه وتعالى الإبل ذوات أعناق مرتفعة حتى تتمكن من تناول طعامها من نبات الأرض، كما أنها تستطيع قضم أوراق الأشجار المرتفعة حين مصادفتها، هذا فضلاً عن أن هذا العنق الطويل يزيد الرأس ارتفاعاً عن الأقذاء ويساعد الجمل على النهوض بالأثقال.
وحين يبرك الجمل للراحة أو يناخ ليعد للرحيل يعتمد جسمه الثقيل على وسائد من جلد قوي سميك على مفاصل أرجله، ويرتكز بمعظم ثقله على كله، حتى أنه لو جثم به فوق حيوان أو إنسان طحنه طحناً.
و هذه الوسائد إحدى معجزات الخالق التي أنعم بها على هذا الحيوان العجيب، حيث إنها تهيئه لأن يبرك فوق الرمال الخشنة الشديدة الحرارة التي كثيراً ما لا يجد الجمل سواها مفترشاً له فلا يبالي بها ولا يصيبه منها أذى.
والجمل الوليد يخرج من بطن أمه مزودا بهذه الوسائد المتغلظة، فهي شيء ثابت موروث وليست من قبيل ما يظهر بأقدام الناس من الحفاء أو لبس الأحذية الضيقة.
معدة الإبل:
وأما معدة الإبل فهي ذات أربعة أوجه وجهازه الهضمي قوى بحيث يستطيع أن هضم أي شئ بجانب الغذاء كالمطاط مثلا في الامكان الجافة.
إن الإبل لا تتنفس من فمها ولا تلهث أبداً مهما اشتد الحر أو استبد بها العطش، وهي بذلك تتجنب تبخر الماء من هذا السبيل.
يتبع بإذن الله ...
ـ[ابو حنين]ــــــــ[01 May 2006, 04:36 م]ـ
ينقل عن الشيخ عبد العزيز بن باز غفر الله له ,
أنه لم يتمن ان يبصر ... و لكنه كان يتمنى مشاهدة الجمل ....
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[01 May 2006, 07:00 م]ـ
ينقل عن الشيخ عبد العزيز بن باز غفر الله له ,
أنه لم يتمن ان يبصر ... و لكنه كان يتمنى مشاهدة الجمل ....
نعم اخي, لقد سمعتها من الوالد قبل سنوات.
ماتلاحظه حاسة الإبصار أو مدارك العقل, يدعو للتأمل, فكيف بما يخفى على هاتين الوسيلتين؟؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 May 2006, 07:19 م]ـ
نعم اخي, لقد سمعتها من الوالد قبل سنوات.
ماتلاحظه حاسة الإبصار أو مدارك العقل, يدعو للتأمل, فكيف بما يخفى على هاتين الوسيلتين؟؟
جزاكم الله خيرا.
قال أخونا عبدالله المحمد في موضوع:
(أن الشيخ كان يتمنى أن يرى الإبل قبل أن يفقد البصر! وهذه القصة منتشرة عند البادية وقد أنكرها الشيخ بنفسه.
في الوجه (ب) من شريط (إنها لاتعمى الابصار) وذكر الشيخ رحمه الله أنه قد رآها وفقد بصره وهو شاب).
http://209.190.30.50/~ahlalhd1/vb/showthread.php?p=405785#post405785
قلت: نعم، فالشيخ رحمه الله تعالى فقد بصره وهو في التاسعة عشر من عمره، فلا بد أنه رآها قبل تلك السن.
فالمتن - كما يقال - فيه نكارة.
رحم الله الشيخ وأسكننا وإياه ووالدينا وعلمائنا الفردوس الأعلى.
ـ[ابو حنين]ــــــــ[01 May 2006, 09:09 م]ـ
بارك الله فيك يا اخي المسيطير - للأسف اني أسمع ذلك منذ زمن!!! و يتكرر سماعي له!!
-------------------------------------------------------------
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[02 May 2006, 08:29 ص]ـ
بارك الله فيك أخي المسيطير, كان في القلب منها شيء.
فائدة: ابو حنين, الذي لا اعرفه بطبيعة الحال, ذكر القصة, وانا ذكرتها, وسليمان المسيطيري اورد انها منتشرة وخصوصاً عند البادية, والناس تلقت هذه القصة نوعاً ما بالقبول, حيث كادت أن تتواتر. وهي ليست صحيحية, فمابالك ....
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 May 2006, 04:05 م]ـ
وسليمان المسيطيري.
جزاك الله خيرا.
الاسم الصحيح:
سامي المسيطير
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 May 2006, 07:08 م]ـ
تنظيم جسم الإبل للحرارة:
(يُتْبَعُ)
(/)
يمتاز الجمل بأنه لا يفرز إلا مقداراً ضئيلاً من العرق عند الضرورة القصوى بسبب قدرة جسمه على التكيف مع المعيشة في ظروف الصحراء التي تتغير فيها درجة الحرارة بين الليل والنهار.
إن جسم الجمل مغطى بشعر كثيف، وهذا الشعر يقوم بعزل الحرارة ويمنعها من الوصول إلى الجلد تحتها، ويستطيع جهاز ضبط الحرارة في جسم الجمل أن يجعل مدى تفاوت الحرارة نحو سبع درجات كاملة دون ضرر، أي بين 34م و41 م، ولا يضطر الجمل إلى العرق إلا إذا تجاوزت حرارة جسمه 41م ويكون هذا في فترة قصيرة من النهار أما في المساء فإن الجمل يتخلص من الحرارة التي اختزنها عن طريق الإشعاع إلى هواء الليل البارد دون أن يفقد قطرة ماء، وهذه الآلية وحدها توفر للجمل خمسة لترات كاملة من الماء، ولا يفوتنا أن نقارن بين هذه الخاصة التي يمتاز بها الجمل وبين نظيرتها عند جسم الإنسان الذي ثبتت درجة حرارة جسمه العادية عند حوالي 37 م، وإذا انخفضت أو ارتفعت يكون هذا نذير مرض ينبغي أن يتدارك بالعلاج السريع، وربما توفي الإنسان إذا وصلت حرارة جسمه إلى القيمتين اللتين تتراوح بينهما درجة حرارة جسم الجمل (34م و41 م).
إنتاج الإبل للماء:
يقوم الجمل بإنتاج الماء والذي يساعده على تحمل الجوع والعطش وذلك من الشحوم الموجودة في سنامه بطريقة كيماوية يعجز الإنسان عن مضاهاتها.
فمن المعروف أن الشحم والمواد الكربوهيدراتية لا ينتج عن احتراقها في الجسم سوى الماء وغاز ثاني أسيد الكربون الذي يتخلص منه الجسم في عملية التنفس، بالإضافة إلى تولد كمية كبيرة من الطاقة اللازمة الواصلة النشاط الحيوي.
و الماء الناتج عن عملية احتراق الشحوم من قبيل الماء الذي يتكون على هيئة بخار حين تحترق شمعة على سبيل المثال، ويستطيع المرء أن يتأكد من وجوده إذا قرب لوحاً زجاجياً بارداً فوق لهب الشمعة، لاحظ أن الماء الناتج من الاحتراق قد تكاثف على اللوح. وهذا مصدره البخار الخارج مع هواء الزفير، ومعظم الدهن الذي يختزنه الجمل في سنامه يلجأ إليه الجمل حين يشح الغذاء أو ينعدم، فيحرقه شيئاً فشيئاً ويذوى معه السنام يوماً بعد يوم حتى يميل على جنبه، ثم يصبح كيساً متهدلاً خاوياً من الجلد إذا طال الجوع والعطش بالجمل المسافر المنهك.
و من حكمة خلق الله في الإبل أن جعل احتياطي الدهون في الإبل كبيراً للغاية يفوق أي حيوان آخر ويكفي دليل على ذلك أن نقارن بين الجمل والخروف المشهور بإليته الضخمة المملوءة بالشحم. فعلى حين نجد الخروف يختزن زهاء 11كجم من الدهن في إليته، يجد أن الجمل يختزن ما يفوق ذلك المقدار بأكثر من عشرة أضعاف (أي نحو 120 كجم)، وهي كمية كبيرة بلا شك يستفيد منها الجمل بتمثيلها وتحويلها إلى ماء وطاقة وثاني أكسيد الكربون.
ولهذا يستطيع الجمل أن يقضي حوالي شهر ونصف بدون ماء يشربه.
ولكن آثار العطش الشديد تصيبه بالهزال وتفقده الكثير من وزنه، وبالرغم من هذا فإنه يمضي في حياته صلدا لا تخور قواه إلى أن يجد الماء العذب أو المالح فيعب فيعب منه عباً حتى يطفئ ظمأه كما أن الدم يحتوى على أنزيم البومين بنسبة اكبر مما توجد عند بقية الكائنات وهذا الإنزيم يزيد في مقاومة الجمل للعطش وتعزى قدرة الجمل الخارقة على تجرع محاليل الأملاح المركزة إلى استعداد خاص في كليته لإخراج تلك الأملاح في بول شديد التركيز بعد أن تستعيد معظم ما فيه من ماء لترده إلى الدم.
و هنالك أسرار أخرى عديدة لم يتوصل العلم بعد إلى معرفة حكمتها ولكنها تبين صوراً أخرى للإعجاز في خلق الإبل كما دل عليه البيان القرآني.
يتبع بإذن الله،،،،،،،،
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 Oct 2006, 02:20 م]ـ
حليب الإبل:
أما لبن الإبل فهو أعجوبة من الأعاجيب التي خصها الله سبحانه للإبل حيث تحلب الناقة لمدة عام كامل في المتوسط بمعدل مرتين يومياً، ويبلغ متوسط الإنتاج اليومي لها من 5 ـ 10 كجم من اللبن، بينما يبلغ متوسط الإنتاج السنوي لها حوالي 230 ـ 260 كجم.
(يُتْبَعُ)
(/)
و يختلف تركيب لبن الناقة بحسب سلالة الإبل التي تنتمي إليها كما يختلف من ناقة لأخرى، وكذلك تبعاً لنوعية الأعلاف التي تتناولها الناقة والنباتات الرعوية التي تقتاتها والمياه التي تشربها وكمياتها، ووفقا لفصول السنة التي تربى بها ودرجة حرارة الجو أو البيئة التي تعيش فيها والعمر الذي وصلت إليه هذه الناقة وفترة الإدرار وعدد المواليد والقدرات الوراثية التي يمتلكها الحيوان ذاته، وطرائق التحليل المستخدمة في ذلك.
و على الرغم من أن معرفة العناصر التي يتكون منها لبن الناقة على جانب كبير من الأهمية، سواء لصغر الناقة أو للإنسان الذي يتناول هذا اللبن، فإنها من جانب آخر تشير وتدل دلالة واضحة على أهمية مثل هذا اللبن في تغذية الإنسان وصغار الإبل وبشكل عام يكون لبن الناقة أبيض مائلاً للحمرة، وهو عادة حلو المذاق لاذع، إلا أنه يكون في بعض الأحيان مالحاً، كما يكون مذاقه في بعض الأوقات مثل مذاق المياه، وترجع التغيرات في مذاق اللبن إلى نوع الأعلاف والنبات التي تأكلها الناقة والمياه التي تشربها.
كذلك ترتفع قيمة الأس الهيدروجيني PH( وهو مقياس الحموضة) في لبن الناقة الطازج، وعندما يترك لبعض الوقت تزداد درجة الحموضة فيه بسرعة.
و يصل محتوى الماء في لبن الناقة بين 84 % و90% ولهذا أهمية كبيرة في الحفاظ على حياة صغرى الإبل والسكان الذين يقطنون المناطق القاحلة (مناطق الجفاف).
وقد تبين أن الناقة الحلوب تفقد أثناء فترة الإدرار ماءها في اللبن الذي يحلب في أوقات الجفاف، وهذا الأمر يمكن أن يكون تكيفاً طبيعياً، وذلك لكي توفر هذه النوق وتمد صغارها والناس الذين يشربون من حليبها ـ في الأوقات التي لا تجد فيها المياه ـ ليس فقط بالمواد الغذائية، ولكن أيضا بالسوائل الضرورية لمعيشتهم وبقائها على قيد الحياة، وهذا لطف وتدبير من الله سبحانه وتعالى.
و كذلك فإنه مع زيادة محتوى الماء في اللبن الذي تنتجه الناقة العطشى ينخفض محتوى الدهون من 4،3 % إلى 1،1 %، وعموماً يتراوح متوسط النسبة المئوية للدهون في لبن الناقة بين 2،6 إلى 5،5%، ويرتبط دهن اللبن بالبروتين الموجود فيه.
و بمقارنة دهون لبن الناقة مع دهون ألبان الأبقار والجاموس والغنم لوحظ أنها تحتوي على حموض دهنية قليلة، كما أنها تحتوي على حموض دهنية قصيرة التسلسل ويرى الباحثون أن قيمة لبن الناقة تكمن في التراكيز العالية للحموض الطيارة التي تعتبر من أهم العوامل المغذية للإنسان، وخصوصاً الأشخاص المصابين بأمراض القلب.
ومن عجائب لبن الإبل أن محتوى اللاكتوز في لبن الناقة يظل دون تغيير منذ الشهر الأول لفترة الإدرار وحتى في كل من الناقة العطشى والنوق المرتوية من الماء.
وهذا لطف من العلي القدير فيه رحمة وحفظ للإنسان والحيوان، إذ إن اللاكتوز (سكر اللبن) سكر هام يستخدم كمليّن وكمدّر للبول، وهو من السكاكر الضرورية التي تدخل في تركيب أغذية الرضع.
و فضلاً عن القيمة الغذائية العالية لألبان الإبل، فإن لها استخدامات وفوائد طبية عديدة تجعله جديراً بأن يكون الغذاء الوحيد الذي يعيش عليه الرعاة في بعض المناطق، وهذا من فضل الله العظيم وفيضه العميم.
يتبع بإذن الله،،(/)
ما رايكم بهذا القول؟؟
ـ[رصد]ــــــــ[30 Apr 2006, 01:36 ص]ـ
السلام عليكم
رايت هذا القول للشيخ الالوسي في كتابه التفسير روح المعاني
يقول رحمه الله في تفسيره لقوله تعالى:
فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ/ براءة (5)
(ثم انهم قالوا: يستتاب تارك الصلاة فوراً ندبا، وفارق الوجوب في المرتد بأن ترك استتابته توجب تخليده في النار إجماعا بخلاف هذا، ولا يضمن عندهم من قتله قبل التوبة مطلقاً لكنه يأثم من جهة الافتيات على الإمام وتمام الكلام في ذلك يطلب من محله.
واستدل بالآية أيضاً كما قال الجلال السيوطي من ذهب إلى كفر تارك الصلاة ومانع الزكاة، وليس ذلك بشيء والصحيح أنهما مؤمنان عصيان وما يشعر بالكفر خارج مخرج التغليظ {إِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ} يغفر لهم ما قد سلف منهم ويثيبهم بإيمانهم وطاعتهم وهو تعليل للأمر بتخلية السبيل.)
والسلام عليكم
ـ[منصور مهران]ــــــــ[30 Apr 2006, 11:17 ص]ـ
إنما يُسْتتاب تارك الصلاة كسلا، أما تاركها إنكارًا وجحدًا لوجوبها - إذا قام الدليل القاطع على الإنكار، ولم يكن في قوله ما يحتمل الإنكار وغيره، وشهد الشهود أو أعلن المقالة السيئة بلسانه اعترافا - فهو المرتد الذي لا يُعطى فرصة الاستتابة. قلت: هذا التحديد ورد في شروح أحكام الردة بالقانون المصري أخذا من فتاوى لجنة الفتوى بالأزهر سنة 1935 م. والله أعلم
ـ[سيف الدين]ــــــــ[30 Apr 2006, 10:02 م]ـ
الاخ منصور مهران
السلام عليكم ورحمة الله
ماذا تقصد بالقول:
فهو المرتد الذي لا يعطى فرصة الاستتابة؟
هل يقام عليه الحد فورا؟
ـ[ابو حنين]ــــــــ[01 May 2006, 12:43 ص]ـ
ولي مع الموقف سؤال:
=============
كم عدد الذين يصلون الفجر في المساجد؟؟؟ إذن نسأل الله العافية!!!
=============================(/)
هل تفسير ابن مردويه مفقود؟
ـ[رصد]ــــــــ[30 Apr 2006, 01:39 ص]ـ
السلام عليكم
هل تفسير ابن مردويه مفقود؟
ـ[لطفي الزغير]ــــــــ[01 May 2006, 07:24 ص]ـ
لقد كتبت في ملتقى أهل الحديث قبل فترة أن أحد المفهرسين في دار الكتب الوطنية بتونس أنَّ تفسير ابن مردويه موجود فيها لكنه غير مفهرس كآلاف الكتب الأخرى التي لم تفهرس في هذه المكتبة، وأنا لا أستبعد ذلك، وبخاصة إذا عرفنا أن أحمد بن الصديق الغماري ينقل منه بالسند في كتابه المداوي، وأحمد بن الصديق يُعد معاصراً
ـ[السائح]ــــــــ[18 May 2006, 08:59 م]ـ
جزاك الله خيرًا.
لكنْ بقي احتمالُ نقلِ الغماري من " تفسير القرآن العظيم " للحافظ ابن كثير، أو من " الإتحاف بتخريج الكشّاف " للحافظ الزيلعي؛ فإنهما كثيرا النقل عن تفسير ابن مردويه.
على أنني أدعو الله أن يكون موجودًا، لكنّ الأماني وحدها لا تُغني.
وقد جمع أربعة من طلبة الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية " مرويات ابن مردويه في التفسير "، وقد نُوقِشت كلها.(/)
هل عصمة الأنبياء بعد بدء الوحي أم يولد النبي و هو معصوم؟
ـ[ابو حنين]ــــــــ[30 Apr 2006, 07:47 ص]ـ
حضرت درسا للشيخ أبي بكر الجزائري - وفقه الله - في تفسير سورة يوسف
حيث انه فسر الآية هكذا: (و لقد همت به) تريده لنفسها (و هم بها): ليضربها
انتهى. فيما بعض اهل التفسير كم سيأتي منقولا على انه خطرات في نفسه لفعل المحضور
=========== الكلام الآتي منقول: http://alqasas.com/showthread.php?p=17180
=========
24 - ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين
اختلفت أقوال الناس وعباراتهم في هذا المقام، فقيل: المراد بهمه بها خطرات حديث النفس، حكاه البغوي عن بعض أهل التحقيق؛ ثم أورد البغوي ههنا حديث أبي هريرة رضي اللّه عنه، قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "يقول اللّه تعالى: إذا همَّ عبدي بحسنة فاكتبوها له حسنة، فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها، وإن هم بسيئة فلم يعملها فاكتبوها حسنة، فإنما تركها من جرائي، فإن عملها فاكتبوها بمثلها" (هذا الحديث مخرج في الصحيحين وله ألفاظ كثيرة منها هذا، قاله ابن كثير)، وقيل: همَّ بضربها، وقيل: تمناها زوجة؛ وقيل: هم بها لولا أن رأى برهان ربه، أي فلم يهم بها (حكاه ابن جرير وغيره فكأن في الآية تقديماً وتأخيراً: أي لولا أن رأى برهان ربه لهمّ بها، فلم يقع الهمُّ لوجود البرهان وهو عصمة اللّه عّز وجلّ له. وانظر ما حققناه في كتابنا (النبوة والأنبياء) صفحة (78) حول هذا البحث فإنه دقيق ونفيس فقد أوردنا عشرة وجوه على عصمته عليه السلام)، وأما البرهان الذي رآه ففيه أقوال أيضاً، قيل: رأى صورة أبيه يعقوب عاضاً على إصبعه بفمه؛ وقيل: رأى خيال الملك يعني سيده، وقال ابن جرير عن محمد ابن كعب القرظي قال: رفع يوسف رأسه إلى سقف البيت، فإذا كتاب في حائط البيت: {لا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا}؛ وقيل: ثلاث آيات من كتاب اللّه: {إن عليكم لحافظين} الآية، وقوله: {وما تكون في شأن} الآية، وقوله: {أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت}، قال ابن جرير: والصواب أن يقال: إنه أي آية من آيات اللّه تزجره عما كان همَّ به، وجائز أن يكون صورة يعقوب، وجائز أن يكون صورة الملك، وجائز أن يكون ما رآه مكتوباً من الزجر عن ذلك، ولا حجة قاطعة على تعيين شيء من ذلك، فالصواب أن يطلق، كما قال اللّه تعالى، وقوله: {كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء} أي كما أريناه برهاناً صرفه عما كان فيه كذلك نفيه السوء والفحشاء في جميع أموره، {إنه من عبادنا المخلصين} أي من المجتبين
المطهرين المختارين المصطفين الأخيار، صلوات اللّه وسلامه عليه. انتهى
==============
سؤالي هنا: هل العصمة للأنبياء قبل النبوة أم بعدها - أم النبي يولد و هو نبي
-عليهم السلام جميعا -
حيث يقول عيسى عليه السلام (و السلام علي يوم ولدت و يوم أموت و يوم أبعث حيا) فهل في السلام هنا معنى الحماية و العصمة؟؟ أم لا يصلح السؤال عن مثل هذا؟؟؟؟؟
.... اطلب إفادتي و الله يحفظكم ..... و السلام عليكم و رحمة الله ..
اخوكم ابو طارق icom3000@hotmail.com
ـ[منصور مهران]ــــــــ[30 Apr 2006, 10:24 ص]ـ
العصمة - لغة - الحفظ، والمنع مطلقا؛ ومعنى قولنا (عَصَمَ الله نبيَّه) أي: منعه من كل ما يُوبقه، وحفظه وألهمه سدادا في التبليغ وتوفيقا في التعامل مع الناس على وجه الاستقامة، و للعصمة إطلاقات: منها عصمة الحفظ من جميع الذنوب مع استحالة وقوعها وهي التي تثبت للملائكة بما فطرهم الله عليها، وتثبت أيضا للأنبياء بعد النبوة، وهذا مستفاد من قوله تعالى: (لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر) الممتحنة / 6، ولوجاز وقوع المعاصي منهم بعد الرسالة لكانت أممهم مأمورين بالاقتداء بمعاصيهم ومحاسنهم على السواء. وهذا مستحيل في حق النبوات؛ ف (إن الله لا يأمربالفحشاء). أما عصمتهم قبل النبوة فمنعها بعض علماء الأمة، وأجازها مَنْ نظروا إلى فعل القتل الذي فعله موسى عليه السلام قبل نبوته، والراجح عندي أن الأنبياء معصومون قبل النبوة مما يخل بالمروءة تهيئة لهم في قلوب الناس حتى تجد الدعوة أناسا يؤمنون بها وبالداعي إليها، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو حنين]ــــــــ[30 Apr 2006, 06:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..
ـ[سيف الدين]ــــــــ[30 Apr 2006, 09:37 م]ـ
لقد شغلت قصة يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز الكثير من التكهنّات, واننا لنأسف اشد الاسف ان كثيرا منها كان فيه ظلم لشخص يوسف عليه السلام ... وكنت على وشك ان اكتب في هذا الموضوع تحت عنوان "السنة النبوية: رؤية تأصيلية من القرآن الكريم" ..
لقد ذهب البعض وربما الكثير الى القول ان يوسف عليه السلام كاد ان يهمّ بالفاحشة لولا ان عصمه الله .. غير ان الموضوع قد يكون له وجه آخر ..
1 - كيف يعقل ان يقول يوسف عليه السلام: {معاذ الله} ثم يهمّ بالفاحشة؟ ذلك أشبه ما يكون بالتصوير الكاريكاتوري الساخر من النبي يوسف عليه السلام ..
2 - هل "همّ" يوسف و"همّ" امرأة العزيز هما "همّ" واحد؟
وهذا القول الذي ذهب اليه بعض المفسرين من ان "الهمّ" هنا هو "همّ" واحد .. وكان الانسب ان يقال: ان "همّ" امرأة العزيز يتناسب مع {وراودته التي هو في بيتها عن نفسه} , واما "همّ" يوسف عليه السلام فيتناسب مع {معاذ الله انه ربي احسن مثواي انه لا يفلح الظالمون} .. اي ان "همّها" كان بالمراودة واما "همّه" فكان بما يدفعها عنه (بغض النظر عن الصورة الحركية) ضمن اطار {معاذ الله} اي الممانعة عن الفعل.
3 - ماذا نقول اذا في {لولا أن راى برهان ربه}؟
لقد فسّر معظم ان لم نقل كلّ المفسرين كلمة {ربه} في الاية بمعنى الله تعالى .. وهذا لم يعفهم من تكلّف ورجم بالغيب لهذا البرهان {برهان ربه} .. فمنهم من ذهب الى انها الصلاة ومنهم من ذهب الى اشياء كثيرة غير ذلك ..
غير انه يمكن ان يكون المخرج بسيطا اذا أرجعنا كلمة ربّه في الاية {لولا ان رأى برهان ربه} الى العزيز وليس الى الله تعالى .. فيكون معنى قوله تعالى {وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربه} اي انه همّ بممانعتها غير انه رأى ان طريقة ممانعته قد تقيم برهان سيده عليه في انه هو الفاعل ..
وبذلك يمكننا ان نضع صورة واضحة متماسكة لما حصل دون الحاجة الى ان نجعل من يوسف عليه السلام يعاني من انفصام شخصية – يقول معاذ الله ثم يهمّ بالفاحشة – او ان نتحزّر في البرهان الذي رآه يوسف فأمسك عن المعصية نتيجة لذلك ..
وتصبح الصورة كالتالي:
امرأة العزيز تغلّق الابواب, وتراود فتاها عن نفسه .. يوسف عليه السلام يتمنّع ويذكّرها بمكرمة سيّده عليه {انه ربي أحسن مثواي} .. والرب في هذه الاية يرجّح انه العزيز ..
في هذه اللحظة الحرجة يهمّ يوسف بامرأة العزيز بممانعتها مما أرادت (بغضّ النظر عن الشكل: هل كان ينوي ضربها او دفعها او غير ذلك من افعال الممانعة) غير انه يرى ان هذا الهمّ قد ينقلب عليه بخدعة من امرأة العزيز ممّا يعني ان برهان سيّده سيقوم عليه بأنه هو المدبّر لذلك وليست امرأة العزيز .. عند ذلك, وبعد ان رأى ان برهان ربه قد يقام عليه, ينصرف عن فكرة الهم, ويهرع الى الباب .. فالانسحاب – حسب تقديره في هذه الحالة – هو الذي قد يضمن له النجاة من الخديعة ومكر امرأة العزيز ..
اما بالنسبة لعصمة الانبياء, فان هذا المصطلح بحاجة الى ضبط ..
والله اعلم
ـ[د. حسن خطاف]ــــــــ[01 May 2006, 11:02 ص]ـ
بارك الله بك على طرح هذا الموضوع.
كتب فحر الدين الرازي ت.606 كتابا قيما في هذا الجانب وأسماه " عصمة الأنبياء " فيمكن الرجوع إليه وهو كتيب بحدود "140" صفحة أجاب فيه عن كثير مما يتناقض مع عصمة الأنبياء.كما انه في تفسيره تعرض لهذ المسألة، وذكر الرازي في هذه المسألة أقوالا عدة واختار منها هذا القول " وقال الأكثرون هذه العصمة إنما تجب في زمان النبوة فاما قبلها في غير واجبة وهو قول أكثر أصحابنا" ص. 27 ويقصد بأصحابه الأشعرية.
أما بالنسبة للهم الذي أسند ليوسف عليه السلام، فقد ذكر المفسرون هذه المسألة وهناك آراء لاتستحق الوقوف في واقع الأمر لأنها تخل بالعصمة، ولكن الذي أراه والله أعلم أن الهم هنا هو هم الطبيعة البشرية الموجودة في الرجال، وهو أمر لم يتجاوز مرحلة الخاطر، ثم بعد ذلك كان له مايصرفه عن هذا الهم، وهذا التفسير لايخدش بالنبوة ولا بالعصمة لأن امتلاك الشيء مع القدرة على الممانعة هو أليق مما يقال إنه كان مصروفا عن هذه الحال، وهذا القول يتفق مع ما قاله كثير من المفسرين يقول النسفي" هم الطباع مع الامتناع قاله الحسن. وقال الشيخ أبو منصور [الماتريدي] رحمه الله: وهم بها هم خطرة ولا صنع للعبد فيما يخطر بالقلب ولا مؤاخذة عليه، ولو كان همه كهمها لما مدحه الله تعالى بأنه من عباده المخلصين" تفسير النسفي - (ج 2 / ص 62)
ويقول البيضاوي في تفسيره " والمراد بهمه عليه الصلاة والسلام ميل الطبع ومنازعة الشهوة لا القصد الاختياري، وذلك مما لا يدخل تحت التكليف بل الحقيق بالمدح والأجر الجزيل من الله من يكف نفسه عن الفعل عند قيام هذا الهم، أو مشارفة الهم كقولك قتلته لو لم أخف الله" تفسير البيضاوي - (ج 3 / ص 142)
د. حسن الخطاف. كلية الشريعة جامعة دمشق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أنمار]ــــــــ[01 May 2006, 11:19 ص]ـ
سقط الرجل لولا أنه استمسك بعصاه.
هل يقال عنه أنه سقط؟
وهنا يناسب أن ينظر للعبارة بالتقديم والتأخير، فنقول، لولا أنه استمسك بعصاه لسقط.
فهل سقط أصلا.
تأمل:
هم بها لولا أن رأى برهان ربه.
لولا أن رأى برهان ربه لهم بها.
فهل هم أصلا؟
=====================
أما عن تفصيل كون العصمة بعد بدء الوحي أو قبله، أقول:
إن جاز أن يجري الخلاف على الأنبياء، فلا يناسب أن يدخل في مثله سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم. وذلك لتصريح الحديث بحفظ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل النبوة
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يعملون غير مرتين، كل ذلك يحول الله بيني وبينه، ثم ما هممت به حتى أكرمنى برسالته، قلت ليلة للغلام الذي يرعى معي الغنم بأعلى مكة: لو أبصرت لي غنمي حتى أدخل مكة وأسمر بها كما يسمر الشباب، فقال: أفعل، فخرجت حتى إذا كنت عند أول دار بمكة سمعت عزفًا، فقلت: ما هذا؟ فقالوا: عرس فلان بفلانة، فجلست أسمع، فضرب الله على أذنى فنمت، فما أيقظني إلا حر الشمس. فعدت إلى صاحبي فسألني، فأخبرته، ثم قلت ليلة أخرى مثل ذلك، ودخلت بمكة فأصابني مثل أول ليلة. . . ثم ما هممت بسوء).
وهو حديث رواه البيهقي وابن حبان والبخاري في التاريخ الكبير والبزار
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد رواه البزار ورجاله ثقات
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[01 May 2006, 02:05 م]ـ
السلام عليكم ...
مسألة التقديم والتأخير فيها نظر .......
لأن "لولا"ملحقة بأدوات الشرط و قد منع جمهورالنحاة تقدم جزائها عليها قياسا على إن الشرطية.
والآية عند المحققين محذوفة الجواب ...... و"هم بها" ليست جوابا عند من يمنع الهم وإنما هي دليل على الجواب .... وشتان بين الأمرين ..... لأن لمن يجوز الهم أن يقدر محذوفا آخر من قبيل: ...... وهم بها.ولولا أن رأى برهان ربه [لوقع المحذور]) ..... فيكون الهم واقعا بمقتضى الطبيعة البشرية وإنجاز الهم وتحقيقه منتفيا بمقتضى مبدأ العصمة. والله أعلم.
ـ[ابو حنين]ــــــــ[01 May 2006, 03:16 م]ـ
بارك الله فيكم ...
و لكن كان هناك جزء من سؤالي لم يتعرض له أحد من الإخوة الكرام!!
و هو: قول عيسى عليه السلام (و السلام عي يوم ولدت و يوم أموت و يوم أبعث حيا)
-----------------------------
هل العصمة من معاني السلام في هذه الآية ...
=======================
حيث ورد السلام في عدة مواضع ان السلام على الأنبياء من ولادتهم ..
--
و السلام عليكم!!
ـ[سيف الدين]ــــــــ[01 May 2006, 07:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
عندما يبهم لفظ ويتردّد احتماله بين اكثر من معنى, فان الكلمة الفصل هنا للقرائن ..
الذين قالوا ان "همّ" يوسف عليه السلام ولو كان خاطرا هو "همّ" بالنزوة انما بنوا ذلك على استقرائهم لطبيعة الرجال او طبيعة البشر ... وربما بنوه ايضا على الابهام الذي لفّ قوله تعالى: {لولا ان رأى برهان ربه} وهنا حقيقة يحار المرء: هل استطيع ان اقوم بتحليل نفسي ليوسف عليه السلام من خلال هذا الابهام؟ هل تفسير همّه بما فسّروه يخرج عن ان يكون اسقاطا ورجما بالغيب؟
{ولقد همّت به وهمّ بها} فكل قد همّ بما أهمه .. فهي همّت بالرذيلة وأعددت لها متكئا, وهو همّ بما أهمّه وهو الاستعاذة بالله والممانعة عن الاستجابة لما أرادت ... وهذا القول لا اقوله لان يوسف عليه السلام قد لا يحدّث نفسه بنزوة, وانما فقط لأن سياق النص لا يحتمل ذلك, فلم نريد ان نسقط على النص تحليلا نفسيا ليوسف عليه السلام ليس هناك من قرينة عليه سوى الابهام يلفّه ابهام .. فهل اخرج من هذا الابهام بقول فصل يقدح في خواطر نبي؟
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[01 May 2006, 08:34 م]ـ
{إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201)}
ـ[سيف الدين]ــــــــ[01 May 2006, 08:48 م]ـ
لا اعلم لم الاصرار على ان يوسف قد راوده التفكير السيء رغم انه لا وجود لأدنى قرينة على ذلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[سيف الدين]ــــــــ[01 May 2006, 08:51 م]ـ
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} ... (12) سورة الحجرات
ـ[ابو حنين]ــــــــ[01 May 2006, 09:03 م]ـ
للأسف ... الموضوع ليس في هذا الشأن .. الموضوع: هل النبي معصوم قبل التكليف بالنبوة
ـ[سيف الدين]ــــــــ[01 May 2006, 09:36 م]ـ
هل هناك ايات او احاديث ان الانبياء معصومون قبل الرسالة او بعدها؟
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[02 May 2006, 04:48 م]ـ
(وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73)
وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75))(/)
سؤال
ـ[نوراليقين]ــــــــ[30 Apr 2006, 02:52 م]ـ
أقصد بمرونة الجملة في العربية أي التقديم والتأخير مثال تقديم الفعل على الفاعل أو المبتدأ والخبر وذلك في القرآن الكريم ومثال ذلك:
"انه على رجعه لقادر يوم تبلى السرائر"
أي: الاية الكريمة فيها خلاف ذلك ان الظرف يوم يحتمل ان يكون العامل فيه رجعه والمعنى انه على رجعه يوم تبلى السرائر لقادر او ان يكون قادر انه على رجعه لقادر يوم تبلى السرائر هو العامل ولعل هذا الوجه باطل.
وهذا يؤدي الى تعدد المعنى من خلال مرونة الجملة
وجزاكم الله كل خير
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 Apr 2006, 03:00 م]ـ
المقصود غير واضح، ولا أدري هل هذا سؤال أم تنبيه؟(/)
أرجوكم هل أجد كتاب قواعد الترجيح للحربي على شكل وورد؟
ـ[طالِب]ــــــــ[01 May 2006, 02:11 م]ـ
من العنوان وضح مطلبي أحبتي لأني بحثت عن الكتاب ولم أجده وللأسف حتى إن دار النشر تذكر وتقول أن الكتاب نفذ وهم بصدد طباعة جديدة
ـ[طالِب]ــــــــ[18 May 2006, 10:31 م]ـ
لا زال الطلب قائما احبتنا وفقكم الله لكل خير
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[19 May 2006, 01:17 ص]ـ
حمل قواعد الترجيح عند المفسرين - حسين الحربي pdf (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=79045&highlight=%DE%E6%C7%DA%CF+%C7%E1%CA%D1%CC%ED%CD)
ـ[طالِب]ــــــــ[19 May 2006, 07:47 م]ـ
أسأل الله العظيم القوي العزيز أن يعزك وينصرك ويوفقك ويرزقك من حيث لا تحتسب وأن يطيل عمرك في طاعته ويرزقك الفردوس الأعلى من الجنة بعد عمر طويل
ـ[أبو عبد الرحمن العتيبي]ــــــــ[23 May 2006, 07:07 م]ـ
جزاك الله خيرا.(/)
ما هو الصحيح في تفسير و حفظ القرآن (من أين البداية -البقرة أو الناس -
ـ[ابو حنين]ــــــــ[01 May 2006, 03:24 م]ـ
أريد البداية بقراءة التفسير ... فما هو المنهج الصحيح؟؟
هل البداية تكون من سورة الفاتحة ثم البقرة و ما بعدها؟؟ ام الفاتحة ثم الناس وما قبلها؟؟
===========
و هل هناك من نصائح لي؟؟ لا تبخلوا عي يا إخوان علما أني لا أجد غالبا المصادر الا في النترنت - فليت النصائح تكون مقرونة بلإشارة لمواقع مهم للمبتدئين
==========
وفقكم الله .... الإثنين 3 - 4 - -1427 هـ(/)
ملك مصر .... هل كان صدق رؤياه دليلا على ايمانه؟؟
ـ[ابو حنين]ــــــــ[02 May 2006, 01:12 ص]ـ
في موضوع الرؤيا التي في سورة يوسف (و قال الملك إني أرى سبع بقرات ... الآية)
ثم أفتى يوسف عله السلام خادمي الملك المسجونين عن تلك الرؤيا ووقعت.
===============================
و قد قابلت مسلما أمريكيا شابا .. و قص علي سبب إسلامه: حيث أنه رأى و كان نصرانيا
ما فسر له من أحد الدعاة أنه الرسول صلى الله عليه و سلم يأمره باتباعه!!!! فأسلم.
و قد كانت مقابلتي له بعد إسلامه بأقل من شهر .....
و سؤالي: هل الرؤيا خاصة بالمؤمنين؟ أم ان الكافر يرى الرؤيا؟؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 May 2006, 05:48 ص]ـ
عزيز مصر .... هل كان صدق رؤياه دليلا على ايمانه؟؟
ويمكن أن يقال:
فرعون مصر .... هل كان صدق رؤياه دليلا على ايمانه؟؟
يعني بذهاب ملكه على يد رجل من بني إسرائيل. أظن الجواب قد توضح إن شاء الله.
ـ[ابو حنين]ــــــــ[02 May 2006, 02:03 م]ـ
جزاك الله كل خير ... و هل ثبتت رؤيا فرعون عند أهل التفسير أو بالأحرى عند اهل الحديث؟؟
=========
لو تكرمتم حفظكم الله بإحالتي لصفحة انترنت - إن وجدت -لقصة تلك الرؤيا وما جاء فيها من الروايات. و الله يحفظكم. و تكرم بمراجعة الخاص حيث لي استفسار شخصي.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[02 May 2006, 02:10 م]ـ
أخي ابو حنين أظنك أجبت على سؤالك في أخر مداخلتك الاولى. فلم يكن من سُجنَ مع يوسف من المؤمنين بالله عز وجل. وأخبرهم بتأويل رؤياهم بعد ان دعاهم الى الله الواحد القهار.(/)
لطائف من القرآن الكريم
ـ[المبرِّد]ــــــــ[02 May 2006, 06:42 ص]ـ
من لطائف القرآن
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد بن عبدالله صلى الله علية وعلى آلة وصحبة وسلم أجمعين وبعد:
فعندما يعيش المؤمن بقلبه مع كلام الله تعالى متدبراً ومتأملاً يجد أسراراً في التعبير القرآني وكنوزاً ضخمة من اللطائف والإيحاءات يعجز البشر جميعاً عن الإتيان بمثلها مما يجعل صاحب العقل السليم والقلب الواعي يسلم بأنه كلام الله تعالى ولما هممت بالكتابة تزاحمت الخواطر والأفكار فقد تعودت على الانطلاق باللسان أكثر مما يفتح الله به علي. فالمهمة صعبة ولكن استعنت بالله تعالى ودعوت الله مخلصاً أن يوفقني لأنقل لكم ما يفتح الله من فهم وتدبر ولطائف في جمال التعبير القرآني.
وأؤكد بداية أن كل حرف من كتاب الله وضع في موضعه للدلالة على معنى دقيق أراده الله تعالى ولا يمكن أن يؤدى المعنى بغيره ولذلك تجد بعض الكلمات وردت في أكثر من موضع بلفظين مختلفين ويرى البعض أن ذلك مجرد تنوع في الاستعمال , لكن بعد التأمل تدرك أسرارا دقيقة تؤكد على أنه كلام الله تعالى
ومن ذلك قوله تعالى ( http://www.thomala.com/Pic/files/thomala-1146493655.gif) الآية *رقم 99 الأنعام * ,
وقوله تعالى ( http://www.thomala.com/Pic/files/thomala-1146493677.gif ) الآية *رقم 141 الأنعام *.
فقد استعمل الحق في الآية الأولى مشتبهاً وفي الآية الثانية متشابهاً فما الفرق؟ وما السر في ذلك؟
أقول وبالله التوفيق يرى البعض أن الكلمتين بمعنى واحد وهذا غير دقيق لأنك إذا تأملت تجد أن هناك فرقاً دقيقاً في المعنى بينهما.أراده الله تبارك وتعالى،ولا يمكن وضع إحداهما مكان الأخرى.
فمشتبهاً من الاشتباه والفعل اشتبه أكثر ما يفيد الالتباس والإشكال فأقول هذا الشيء اشتبه علي بمعنى التبس
أما التشابه فأكثر ما يفيد التشابه بين شيئين سواءً أدى ذلك إلى الالتباس أم لم يؤد. إذن هناك فرق بين قولك , هذا الشيء اشتبه بكذا أي التبس. وقولك هذا الشيء تشابه بكذا أي وجد شبه بينهما.
ولو تأملت الآية الأولى التي ورد فيها متشابها لأدركت أن الحق جلت قدرته يبين في سياق الآية الدلالة على قدرته وآياته الباهرة في خلقه , فيتحدث الحق جل وعلا عن المراحل الأولى في إنبات النبات فيشير إلى أنه أنزل من السماء ماء ً فأخرج به نبات كل شيء فأخرج منه خضراً , مشيراً إلى تسلسل عملية النمو والإنبات , والنبات في هذه المرحلة يحتاج إلى دقة تأمل ونظر واعتبار , فهو في مرحلة ((اشتباه)) أي يلتبس نوعه وشكله , ولذا لفت الحق الأنظار بعد أن قال مشتبهاً وغير متشابه
فقال (انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه) , فهذه دعوة للتأمل والاعتبار، ولذا لا بد من (متشابها) ثم ختم الآية الكريمة بقوله تعالى (إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون)
أما في الآية الثانية التي استعمل الحق فيها متشابهاً فتجد الحق تبارك وتعالى يبين كمال قدرته في إنشاء الجنات المعروشات وغير المعروشات مبيناً قدرته في إتمام نضج الثمار , ولذا يذكر هنا والنخل والزرع مختلفاً أكله , فكلمة (أكله) تعني أن الثمار قد اكتملت ونضجت وأصبحت صالحة للأكل , ولذا فالثمار هنا متشابهه وليست مشتبهة بخلاف الآية الأولى ولذا قال: بعدها هنا (كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده) , فهذا أمرُ بالأكل , بخلاف الآية الأولى , كان الأمر فيها بالنظر والتأمل , وبعد هذا ألا يدرك صاحب أدنى تأمل أن هنا ك فرقاً بين (مشتبهاً , ومتشابها) , وأنه لا يمكن استعمال الكلمة منهما مكان الأخرى؟ ومن العجيب أن القراء جميعاً اتفقوا على قراءة الكلمتين كل كلمة في موضعها ,بلفظها دون اختلاف وهذا دليل على أن القراءات وحي منزل من عند الله تعالى لا اجتهاد لأحد فيها.
ومن دقة التعبير القرآني أنه في الآية الأولى قال (مشتبهاً وغير متشابه) , وهنا أمر يلفت النظر وهو أنه أثبت الاشتباه , فقال ـ مشتبهاً ـ وعند النفي نفى التشابه فقال ـ وغير متشابه ـ فلماذا لم يقل وغير مشتبه؟
نقول: تأمل يا أخي هذا السر ـ لأن نفى الاشتباه لا يؤدي إلى نفي التشابه ـ فلو قلت هذا الشيء غير مشتبه علي ـ فلا يعني أنه غير متشابه , بخلاف ما لو قلت ـ هذا الشيء غير متشابه ـ فينفي الاشتباه من باب أولى.والله أعلم
وهناك الكثير من أسرار التأمل والتدبر في كتاب الله تعالى ,
وهذه مجرد مقدمة وأرجو ممن يقرأ هذا ويرد في خاطره بعض الآيات التي يحتاج إلى إيضاحها فليكتب لي وأنا على استعداد بعون الله تعالى وتوفيقه،للرد عليه للبيان والتوضيح بقدر طاقتي البشرية
وفي النهاية ألا يستحق هذا الكلام المعجز أن نخر لله سجدا خاشعين مقريين أنه كلام الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد؟
وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين
وإلى لقاء آخر مع بيان إعجاز القرآن الكريم في لطيفة أخرى من اللطائف أستودعكم الله وفي انتظار ردودكم
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آلة وصحبة وسلم أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
محمود سعد شمس
ملاحظة:آمل عند نقل هذا الموضوع الإشارة إلى مصدره. وهو شبكة ومنتديات بلاد ثمالة.
المصدر اضغط هنا ( http://www.thomala.com/vb/show.php?main=1&id=3335&start=0&page=0)(/)
وأوحينا إلى أم موسى
ـ[عادل الكلباني]ــــــــ[02 May 2006, 06:52 ص]ـ
الحمد لله وبعد،،،
فإني منذ مدة وأنا أنظر في بعض أقوال السلف التي تلقاها الكثيرون، إن لم يكن الكل منا بالقبول، وكررها خطباء ووعاظ، بل وعلماء، لكنها حين العرض على كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ينمحي أثرها، وتفقد قيمتها.
وإني أعتذر عن من نقلت عنه هذه المقولة أو تلك، فقد يدفعه إليها غيرة أو غفلة عن السنة أو وهم فيها، أو رغبة في الدفاع عن قاعدة أو عقيدة، وأخال أنه لو روجع في تلك المسألة لرجع، هكذا أظن، وقد يكون الوهم مني، وهو أقرب، ولكني سأضرب مثالا من مجال هذا المنتدى، أي في التفسير، وذلك عند قوله تعالى {وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه}. قال ابن كثير في تفسيرها: فلما ضاقت به ذرعا، ألهمت في سرها، وألقي في خلدها، ونفث في روعها.
وقال البغوي: وهو وحي إلهام، لا وحي نبوة، قال قتادة: قذفنا في قلبها.
قال أبو السعود: بإلهام، أو رؤيا.
قال ابن عاشور: والوحي هنا وحي إلهام، يوجد عنده من انشراح الصدر ما يحقق عندها أنه خاطر من الواردات الإلهية ..... وقد يكون هذا الوحي برؤيا صادقة رأتها .... قال وإنما أمرها الله بإرضاعه لتقوى بنيته.
وكذا قال القنوجي: أي ألهمناها الذي صنعت بموسى. وليس ذلك هو الوحي الذي يوحى إلى الرسل، وقيل: كان ذلك رؤيا في منامها، وقيل: كان بملك أرسله الله يعلمها بذلك، فعلى هذا هو إعلام لا إلهام.
وقال ابن جرير: وكان قتادة يقول في معنى ذلك: قذفنا في قلبها. ثم ساق سنده إليه بقوله ذاك، .... قال: وأولى قول قيل في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله تعالى ذكره أمر أم موسى أن ترضعه، فإذا خافت عليه من عدو الله فرعون وجنده أن تلقيه في اليم.
وإنما أخرت قول ابن جرير لبيان المراد، فإن من تأمله وجد نوعا من التنافر، رحمه الله، فإنه في الوحي اختار قول قتادة، ولكنه في بيان تحديد مدة الرضاعة فقد اختار رحمه الله الأولى بقوله: إن الله تعالى ذكره أمر أم موسى. فهل يكون الأمر بالإلهام؟
ومن هنا فإن أفضل من تكلم في هذه المسألة فيما أعلم هو ابن عطية رحمه الله فقد قال: وهذا الوحي إلى أم موسى قالت فرقة: كان قولا في منامها، وقال قتادة: كان إلهاما، وقالت فرقة: كان بملك تمثل لها. وأجمع الكل على أنها لم تكن نبية، وإنما إرسال الملك لها على نحو تكليم الملك للأقرع والأبرص في الحديث المشهور، وغير ذلك مما روي في تكليم الملائكة للناس من غير نبوة.
لكنه رحمه الله ناقض نفسه فقال: وجملة أمر أم موسى أنها علمت أن الذي (وقع في نفسها) هو من عند الله ووعد منه، يقتضي ذلك قوله تعالى بعد {فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق} وهذا معنى قوله {لتكون من المؤمنين} أي بالوعد.
قال أبو عبد الإله: كان الأولى به رحمه الله أن يجزم بالقول ولا يتردد فيه، فإن الآية تثبت أن الوحي إلى أم موسى لم يكن إلهاما قط، كيف والله تعالى ذكره يقول: ولا تخافي ولا تحزني، إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين. وقال بعد ذلك: ولتعلم أن وعد الله حق. فقد أثبت جل جلاله وعده لها المذكور في آية الوحي إليها، وأنه رد ابنها إليها تصديقا لوعده، فهل يكون كل ذلك مجرد إلهام.
كما لا يصح أن يقال: إنها رؤيا، لنفس ما تقدم. فلا يبقى إلا أن يكون وعد الله لها وأمره إياها كما قال ابن جرير، لا بد أن يكون عن طريق الملك.
وعذر من قال بالإلهام أنه يهرب من إلزامه بنبوتها، وهذا لا يلزم فقد قال تعالى ذكره: وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي. وهذا الوحي إليهم بواسطة عيسى عليه السلام. وفي الأحاديث التي أشار إليها ابن عطية دليل على ذلك.
وفي حديث آخر عند مسلم من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى فأرصد الله له على مدرجته ملكا فلما أتى عليه قال أين تريد قال أريد أخا لي في هذه القرية قال هل لك عليه من نعمة تربها قال لا غير أني أحببته في الله عز وجل قال فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا مانع أن يرى المرء ملكا، ولا يلزم منه النبوة، وأكبر دليل على هذا نص الله تعالى في سورة مريم {فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا} الآيات. فلا ريب أن الروح هنا هو جبريل عليه السلام، ومع هذا لم تحض مريم مع ما فضلها الله به على نساء العالمين بالنبوة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 May 2006, 07:09 ص]ـ
أخي الكريم أبا عبدالإله وفقه الله ورعاه: نعتذر بسبب الانقطاع الذي حدث للملتقى، فقد تسبب في ذهاب ثلاثة تعقيبات فيما أظن من هذا الموضوع.
وقد تأملت ما تفضلتم به، فوجدته استدراكاً صحيحاً على فهم بعض المفسرين رحمهم الله. حيث خلصتم إلى أن المراد بالوحي لمريم هو بواسطة الملك الذي تمثل لها بشراً، وأن الآيات تدل على ذلك، وأن هذا لا يعني كونها نبيةً، للأدلة المانعة، ولحصول الوحي للحواريين وغيرهم ولم يقل أحد بنبوتهم.
ويمكن التماس العذر للمفسرين في مثل هذه المواضع أنها موضوعات غيبية، لا يوجد دليل قاطع على صحة قول منها، وفساد ما عداه، وإن كان التأمل الدقيق للآيات، وجمع بعضها مع بعض يرجح قولاً منها كما في هذه الاية. وكذلك فإن أقوال مفسري السلف كقتادة السدوسي وغيره لم تصل إلينا كاملة، فربما وصلنا جزء ناقص من القول، وغاب عنا الجزء المكمل له، فحملنا أقوالهم على الخطأ وليس الأمر في الواقع كذلك. واعتبر بما صنعه بعض المفسرين من جمع أقوال السلف في التفسير فبلغت عشرات المجلدات، في حين لا يوجد منها الآن إلا دون ذلك، مما يعني فقدان جزء كبير من أقوال السلف واجتهاداتهم في التفسير، ولو وصلتنا لوصلنا علم وخير كثير، كما قال أبو عمرو بن العلاء عن أشعار العرب وأخبارها.
غير أن في التدبر والتأمل في آيات القرآن - كما صنعتم يا أبا عبدالإله، وكما صنع المفسرون من قبل، كابن عطية الذي ارتضيتم قوله في الآية - ما يجبر هذا النقص، ويسد هذا الخلل.
زادكم الله فقهاً وبصيرة بكتابه، والله يحفظكم ويرعاكم.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[30 May 2006, 11:57 ص]ـ
نبوة النساء
قال أبو محمد: هذا فصل لا نعلمه حدث التنازع العظيم فيه إلا عندنا بقرطبة وفي زماننا، فإن طائفة ذهبت إلى إبطال كون النبوة في النساء جُملةً وبدَّعتْ من قال ذلك،وذهبت طائفة إلى القول بأنه قد كانت في النساء نبوة، وذهبت طائفة إلى التوقف في ذلك.
قال أبو محمد: ما نعلم للمانعين من ذلك حُجّةً أصلاً إلا أن بعضهم نازع في ذلك بقول الله تعالى (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم). قال أبو محمد: وهذا أمرٌ لا ينازَعون فيه ولم يدّع ِأحدٌ أن الله تعالى أرسل امرأة، وإنما الكلامُ في النبوة دون الرسالة فوجَب طلبُ الحقِّ في ذلك بأن يُنظَر في معنى لفظة النبوّةِ في اللغة التي خاطبنا الله بها عزّ وجلّ فوجدْنا هذه اللفظةَ مأخوذةٌ من الإنباء وهو الإعلام فمن أعلمه الله عز وجل بما يكون قبل أن يكون أو أوحى إليه منبئًا له بأمر ما فهو نبيٌّ بلا شك. وليس هذا من باب الإلهام الذي هو طبيعة كقول الله تعالى " وأوحى ربك إلى النحل " ولا من باب الظن والتوهم الذي لا يقطع بحقيقته إلا مجنون، ولا من باب الكهانة التي هي من استراق الشياطين السمع من السماء فيُرمَون بالشهب الثواقب وفيه يقول الله عز وجل " شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا " وقد انقطعت الكهانة بمجيء رسول الله صلى الله عليه وسلم،ولا من باب النجوم التي هي تجارِبُ تُتعلم، ولا من باب الرؤيا التي لا يدري أصدقَتْ أم كذَبت بل الوحي الذي هو النبوة قصد من الله تعالى إلى إعلام من يوحي إليه بما يعلمه به ويكون عند الوحي به إليه حقيقة خارجة عن الوجوه المذكورة يحدث الله عز وجل لمن أوحى به إليه علما ضروريا بصحة ما أوحي به كعلمه بما أدرك بحواسه وبديهة عقله سواء لا مجال للشك في شيء منه إما بمجئ الملك به إليه وإما بخطاب يخاطب به في نفسه وهو تعليم من الله تعالى لمن يعلمه دون وساطة معلم فإن أنكروا أن يكون هذا هو معنى النبوة فلْيُعَرِّفونا ما معناها فإنهم لا يأتون بشيء أصلاً.فإذْ ذلك كذلك فقد جاء القرآنُ بأنَّ الله عز وجل أرسل ملائكةً إلى نساء فأخبَروهن بوحيٍ حق ٍّمن الله تعالى فبَشروا أمَّ إسحاقَ بإسحاق عن الله تعالي قال عز وجل " وَامْرَأَتُهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ "، فهذا خطاب الملائكة لأمِّ إسحاق عن الله عز وجل بالبشارة لها بإسحاق ثم يعقوب ثم بقولهم لها أتعجبين من أمر الله ولا يمكن البتة أن يكون هذا الخطاب من ملَك لغير نبيٍّ بوجهٍ من الوجوه. ووجدناه تعالى قد أرسل جبريل إلى مريمَ أمِّ عيسى عليهما السلام بخطابها و قال لها " إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا " فهذه نبوة صحيحة بوحي صحيح ورسالة من الله تعالى إليها. وكان زكريا عليه السلام يجد عندها من الله تعالى رزقا واردًا تمنّى من أجله ولداً فاضلا. ووجدنا أم َّموسى عليهما الصلاة والسلام قد أوحى الله إليها بإلقاء ولدها في اليم وأعلمَها أنه سيرده إليها ويجعله نبيا مرسلا.فهذه نبوة لا شك فيها وبضرورة العقل يدري كلُّ ذي تمييز صحيح أنها لو لم تكن واثقة بنبوة الله عز وجل لها لكانت بإلقائها ولدها في اليم برؤيا تراها أو بما يقع في نفسها أو قام في هاجستها في غاية الجنون والمرار الهائج ولو فعل ذلك أحدُنا لكان في غاية الفسق أو في غاية الجنون مستحقا لمعاناة دماغه في البيمارستان [المستشفى] لا يشكُّ في هذا أحد. فصحَّ يقيناً أن الوحي الذي ورد لها في إلقاء ولدها في اليمِّ كالوحي الواردِ على إبراهيم في الرؤيا في ذبح ولده لكنه ذبح ولده لرؤيا رآها أو ظن وقع في نفسه لكان بلا شك فاعل ذلك من غير الأنبياء فاسقا في نهاية الفسق أو مجنونا في غاية الجنون هذا ما لا يشك فيه أحد من الناس، فصحت نبوَّتُهن بيقينٍ. ووجدنا الله تعالى قد قال وقد ذكر من الأنبياء عليهم السلام في سورة كهعيص ذكر مريم في جملتهم ثم قال عز وجل " أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا " وهذا هو عموم لها معهم لا يجوز تخصيصها من جملتهم، وليس قوله عز وجل وأمُّه صديقةٌ بمانع من أن تكون نبية ًفقد قال تعالى " يوسف أيُّها الصِّديق " وهو مع ذلك نبيّ رسول،وهذا ظاهر وبالله تعالى التوفيق. ويلحق بهن عليهن َّالسلام في ذلك امرأة فرعون بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون أو كما قال عليه الصلاة والسلام والكمال في الرجال لا يكون إلا لبعض المرسلين عليهم الصلاة والسلام لأن من دونهم ناقص عنهم بلا شك وكان تخصيصُه صلى الله عليه وسلم مريم وامرأة فرعون تفضيلا لهما على سائر من أوتيت النبوة من النساء بلا شك إذ من نقص عن منزلة آخر ولو بدقيقة فلم يكمل فصح بهذا الخبر أن هاتين المرأتين كملتا كمالاً لم يلحقْهُما فيه امرأة غيرُهما أصلاً وإن كنّ بنصوص القرآن نبياتٍ. وقد قال تعالى " تلك الرسلُ فضَّلنا بعضهم على بعض " فالكامل في نوعه هو الذي لا يلحقه أحد من أهل نوعه فهم من الرجال الرسل الذين فضلهم الله تعالى على سائر الرسل ومنه نبينا وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام بلا شك للنصوص الواردة بذلك في فضلهما على غيرهما وكمل من النساء من ذكر عليه الصلاة والسلام.
ـ[همس الحرف]ــــــــ[31 May 2006, 02:46 م]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
تهنئة الأخ أبي مجاهد العبيدي بمناسبة حصوله على الدكتوراه وفقه الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 May 2006, 05:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بفضل الله وتوفيقه ناقش أخي الكريم الشيخ أبو مجاهد العبيدي رسالة الدكتوراه التي تقدم بها لقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض يوم الثلاثاء الماضي 18/ 4/1427هـ.
وكانت الرسالة التي تقدم بها بعنوان:
اختيارات ابن القيم وترجيحاته في التفسير
من أول القرآن إلى نهاية سورة الإسراء
دراسة وموازنة
وقد تكونت لجنة المناقشة والحكم على الرسالة من:
1 - أ. د. إبراهيم بن سعيد الدوسري مشرفاً ومقرراً.
2 - أ. د. محمد بن عبدالرحمن الشايع عضواً.
3 - أ. د.الحسن بن خلوي الموكلي عضواً. الأستاذ بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة الملك خالد.
وقد كانت مناقشة علمية هادئة موفقة انتفعنا بها كثيراً، وقد منحت اللجنة أبا مجاهد درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى ولله الحمد.
نسأل الله لأبي مجاهد التوفيق والنجاح، وأن يجعل هذه الشهادة عوناً له على طاعة الله.
حرر ليلة الخميس 20/ 4/1427هـ
ـ[السائح]ــــــــ[18 May 2006, 08:46 م]ـ
مبارك عليكم أيها الشيخ الكريم حصولكم على العالمية العالية.
أسأل الله أن ينفع بكم، وأن يبارك في سعيكم.
وبارك الله في الشيخ عبد الرحمان وبشّره بالجِنان على بُشراه السارّة المُفرحة.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[18 May 2006, 09:14 م]ـ
مبارك، نسأل الله تعالى لكم التوفيق والنجاح دائما.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[18 May 2006, 09:24 م]ـ
مبارك مبارك، نسأل الله له التوفيق، وزيادة العلم.
نسأل الله له التوفيق، وأن ينفع به، ويجعل عملنا وعمله خالصا لوجه، ويعينه على تعليم العلم ونشره.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[18 May 2006, 09:38 م]ـ
بارك الله لك أبا مجاهد, ونفع بك وبما قدمت, وزادك الله من فضله,
وكم انتظرت هذا الخبر السار, فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
ـ[معمر العمري]ــــــــ[18 May 2006, 10:22 م]ـ
مبارك أبا مجاهد , وأسأل الله العلي العظيم أن يجعلها عونا لك على طاعته , وأن ينفع بكم أخي الكريم.
والشكر لمشرفنا القدير الذي نسمع منه مثل هذه الأخبار السارة؛ من تقدم علمي لأخ عزيز, أو إصدار علمي جديد ,,, وفق الله الجميع.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[18 May 2006, 11:31 م]ـ
أبارك لأخينا الفاضل أبي مجاهد تتويج جهده العلمي المتواصل بنيله درجة الدكتوراه،،
جعلها الله عوناً على طاعته،وسبباً في الاستمرار في طلب العلم وتحصيله ونشره،،
دمت أخي موفقاً،مسدداً،مباركاً ..
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[18 May 2006, 11:50 م]ـ
اللهم بارك لفضيلة الدكتور أبي مجاهد وحفظه بما تحفظ به عباداك الصالحين وانفعنا بعلمه
ـ[سيف الدين]ــــــــ[18 May 2006, 11:52 م]ـ
جعلها الله في ميزان حسناتك يوم القيامة
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[19 May 2006, 12:02 ص]ـ
بارك الله لشيخنا حصوله على هذا الدرجة, ونسأل الله أن يجعل ما بذله فيها في ميزان حسناته, ونحن ننتظر صدورها في كتاب فهي رسالة قيمة جداً بذل فيها الشيخ جهداً كبيراً يظهر هذا جلياً لمن اطلع ولو على بعضها وسوف يستفيد منها من يأتي بعده لدراسة الترجيحات, ولعل من كرم الشيخ ـ وفقه الله ـ أنه أعطاني نسخة قبل أشهر ـ علماً أنني لم ألتقي به ولا يعرفني حينها ـ مما جعلني أجزم أن الشيخ ناقش الرسالة سابقاً لكن هذا الإعلان أوقفني على كرم الشيخ وسعة بذله, وهذا ما عهدناه من أهل هذا الملتقى من مشرفين وغيرهم.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[19 May 2006, 12:09 ص]ـ
مبارك أخي أبا مجاهد , ومزيداً من العطاء , والتميز.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[19 May 2006, 01:41 ص]ـ
بارك الله لشيخنا أبي مجاهد ونفع به
وأسأل الله أن ينفع به وبرسالته وأن يمن عليه برضاه كما من عليه بالدكتوراه
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[19 May 2006, 01:53 ص]ـ
بارك الله لابي مجاهد وهو اهل لذلك وجعلها الله في موازين اعماله ولعله يبادر لطبعها حتى يتم النفع بها وتكون من العلم الذي ينتفع به
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[19 May 2006, 02:07 ص]ـ
هنيئا لك يا أبا مجاهد، نسأل الله أن يجعل لك حظا من اسمك فإن للاسم تأثير على المسمى.
قال تعالى: " فَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبيراً "
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[19 May 2006, 07:21 م]ـ
نبارك لأخينا الشيخ أبي مجاهد هذه المناسبة السارة، ونسأل الله للجميع المزيد من الترقي في مدارج العلم النافع والعمل الصالح.
وقد كان – ولايزال – الشيخ محمد مشعلا وقادا في هذا الملتقى، ونتذكر ذلك منذ الأيام الأولى في ولادة هذا الملتقى بمجالسه ومشاركاته المتميزة كما وكيفا.
وأتوقع أن يكون في جعبة الشيخ الكثير من التحف والمفاجآت لرواد هذا الملتقى بعد فراغه من الرسالة وأعبائها، ونحن بالانتظار.
وفقك الله وزادك من فضله .... آمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[19 May 2006, 07:47 م]ـ
الحمد لله أولاً وآخراً وظاهرا وباطناً وقديماً وحديثاً؛ أحمده عزوجل على نعمه الكثيره عطاياه الجزيله.
كما أشكر شكراً جزيلاً كل من هنأ وشارك، وكل من سأل واتصل. فللجميع مني الشكر والتقدير والدعاء.
ولا أبالغ إذا قلت: إن الاهتمام الذي أجده من مشايخي وإخواني والمشاعر التي يبدونها لها فرحة عندي أكثر من فرحتي بالحصول على هذه الشهادة.
كما إني أشكر فضيلة شيخي الأستاذ الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري المشرف على هذه الرسالة، الذي كان معي في جميع مراحل هذا البحث موجهاً ومعلماً ومربياً ومعيناً، ولا أنسى وقوفه معي في بعض العقبات التي واجهتني؛ فله مني الشكر الجزيل والثناء الجميل والدعاءُ بأن يُبارك له في علمه وماله وولده.
كما أشكر الأستاذين الكريمين، والشيخين الفاضلين: الأستاذ الدكتور الحسن الخلوي، والأستاذ الدكتور محمد الشايع على ما أفاداني به من التوجيهات والتصويبات والملحوظات.
ولا أنسى كذلك أخي الكريم الدكتور عبدالرحمن الشهري الذي أفدت منه كثيراً، وخاصة في مجال الحاسب وما يتعلق به؛ فهو شيخي في هذا العلم.
وأشكر كذلك الشيخ المفضال الدكتور مساعد الطيار الذي شرفني بحضوره، وأسعدني ذلك اليوم بكريم أفضاله، وأهداني نسخة من شرحه لمقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 May 2006, 09:11 م]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
أبارك لأخي الكريم الحبيب أبي مجاهد حصوله على الدكتوراه، وأسأل الله أن يجعلها مرقاة لفلاح الدنيا والدين، وأن يوفقه لنشر العلم.
ولقد استفدت من حضوري لمناقشته، فلقد تميَّزت بطابع النقاش العلمي الجاد والمؤدَّب الذي نتمناه سمة عامَّة في مناقشة الرسائل العلمية.
ـ[عطية زاهدة]ــــــــ[19 May 2006, 10:06 م]ـ
بارك الله لكم تحصيلكم أبا مجاهد ونفع بكم الأمة الإسلامية .. وكم وددتُ لو أنَّ رسالتكم شملت سورةَ أصحابِ الكهف والرقيم أيضاً .. أولّيتَ منهم فراراً؟! .. ألا تدري أنَّهم على مقربةٍ من قريةِ "العبيديّةِ" في فلسطين، على بضعة كيلومترات إلى الشرقِ منها حيثُ قمران على شاطئِ البحر الميّتِ، ونقولُ عن كلِّ رجلٍ من أهلِها إنَّهُ"عبيديٌّ" ..
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[19 May 2006, 10:14 م]ـ
ألف ألف مبروك
وتستاهل الأكثر
ـ[أبو الجود]ــــــــ[19 May 2006, 11:44 م]ـ
أخي أبو مجاهد أٍسأل الله أن يجعل الدرجة بداية خير كبير لك ونفع الله بك و بعلمك
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[20 May 2006, 12:28 ص]ـ
أرق التهاني إلى
الدكتور الكريم أبي مجاهد العبيدي
زاده الله علماً وفقهاً
وإن نفرح بالدكتوراة نفرح بشيء آخر أنها كانت
بإشراف الدكتور كبير القدر الأستاذ الدكتور إبراهيم الدوسري
وكذا بعضوية العالم القدير الأستاذ الدكتور محمد الشايع و الأستاذ الدكتور الحسن الموكلي.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[21 May 2006, 12:51 م]ـ
أسأل الله ان يبارك لك في علمك ويرفعك الدرجات.
ـ[عماد الدين]ــــــــ[21 May 2006, 01:02 م]ـ
نبارك لك أخي
وأسأل الله أن يجعلها عونا لك على طاعة الله
والله الموفق
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[21 May 2006, 03:52 م]ـ
مبارك يا أخانا
ونسأل الله لك التوفيق، وأن ينفع بك، وأن يعينك على أداء حق العلم
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[22 May 2006, 07:37 ص]ـ
أبارك للدكتور محمد إنجازه الكبير، وفقك الله،وسدد أمرك.
ـ[محمد السيد]ــــــــ[22 May 2006, 04:49 م]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات؛ وبعد
فقد بارك الجميع لأخينا الدكتور محمد القحطاني بحصوله على الدكتوراه، ونحن نبارك لأنفسنا وللملتقى وللجامعة بهذا الرجل، سائلين الله تعالى أن يستعملنا جميعاً في طاعته، وأن يجعل هذه الرسالة والدرجة سبباً وطريقاً لبذل الخير ونفع الأمة،،،،،
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[23 May 2006, 11:31 ص]ـ
أبارك للاخ الكريم الدكتور ابي مجاهد واسال الله تعالى ان ينفعه وينفع به
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[23 May 2006, 01:57 م]ـ
أبارك لأخي الدكتور أبي مجاهد حصوله على درجة العالمية العالية وأسأل الله له مزيداً من التوفيق في حياته العلمية والعملية
ـ[عبدالله السبتي]ــــــــ[23 May 2006, 04:45 م]ـ
مبروك للأخ الكريم أبي مجاهد أسأل الله أن تكون هذه الدرجة علوا له في الدنيا والآخرة، وهو مما لا تفتقد مشاركاته مع انشغاله وقت الرسالة فكيف به وقد ناقش، هنيئا لهذا المنتدى ورواده، وأسأل الله له التوفيق والسداد.
ـ[الكشاف]ــــــــ[23 May 2006, 05:59 م]ـ
نبارك للدكتور أبي مجاهد العبيدي، ونرجو له التوفيق والسداد.
ـ[أبو حسن]ــــــــ[24 May 2006, 08:07 م]ـ
وفقك الله أخي أبا مجاهد
ـ[المسيطير]ــــــــ[24 May 2006, 08:51 م]ـ
أبارك لأخينا الفاضل الدكتور / أبي مجاهد العبيدي
تتويج جهده العلمي المتواصل بنيله درجة الدكتوراه،،
جعلها الله عوناً على طاعته، وسبباً في الاستمرار في طلب العلم وتحصيله ونشره،،
دمت أخي موفقاً، مسدداً، مباركاً ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[24 May 2006, 09:28 م]ـ
مبارك
نفع الله بك واحسن اليك وزادك علما وعملا (وجميع المسلمين)
ـ[محمد بن زايد المطيري]ــــــــ[25 May 2006, 10:03 ص]ـ
أخي الحبيب الدكتور أبو مجاهد بارك الله في هذا الجهد , وفي تلك النتيجة , وأسأل الله الكريم أن يجعل هذه الدرجة العلمية مفتاح فوز في الدارين , وأن ينفع بك وبعلمك.
ـ[أبو أسامة الغالبي]ــــــــ[25 May 2006, 10:44 ص]ـ
مبارك مبارك أبا مجاهد. . . اسأل الله أن يجعلها عوناً ك على الطاعة. . . وأن كنت أرغب أن أقدم لك هذه التهنئة مباشرة وأسعد بلقياك. . . ولكن عسى أن يكون ذلك قريبا ....
ـ[د. أنمار]ــــــــ[25 May 2006, 08:13 م]ـ
اللهم بارك للدكتور أبي مجاهد وأعنه على نفسه، وخذ بيده لكل ما تحب وترضى، ووفقه لخدمة كتابك الكريم يا رب العالمين، آمين.
ـ[محمد بن عبد الله]ــــــــ[26 May 2006, 01:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مبارك لك يا أبا مجاهد جعلها الله في ميزان حسناتك
ونفع الله بها لك وبك
ـ[أبو ياسر]ــــــــ[26 May 2006, 06:07 م]ـ
مبارك لأخي أبو مجاهد ... وأسأل الله لي ولك والإخوة التوفيق والثبات والعون والسداد وأن يجعل علمنا حجة لنا لا علينا.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 May 2006, 11:49 م]ـ
أشكر جميع من بارك وهنأ وشارك ودعا.
وأسأل الله عزوجل أن يجعل ما وفقني له معيناً لي على طاعته، وأن يجعله حجة لي لا علي.
وأنصح نفسي وجميع إخواني الكرام بالحرص على مواصلة التعلم، فإنه لا نهاية لذلك إلا الموت أو عدم القدرة.
ثم الحرص على تبليغ العلم ونشره وتعليمه؛ فبهذا يزكو العلم ويبارك الله فيه.
ومما يؤسف عليه أن الكثير من حملة العلم لا يحرصون على إلقاء الدروس وتعليم الناس وخاصة في المساجد؛ فقليل جداً ممن تخصص في الدراسات القرآنية من حملة الشهادات العليا هم الذين لهم دور بارز في نشر العلم وإقامة الدروس في المساجد وغيرها.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[المحرر]ــــــــ[31 May 2006, 05:14 ص]ـ
مبارك عليكم يا شيخنا الحصول على درجة الدكتوراة، وجعلها عوناً لكم على طاعته.(/)
بيان سبب انقطاع ملتقى أهل التفسير من 7 - 20/ 4/1427هـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 May 2006, 08:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نحمد الله على عودة الملتقى للعمل، وسبب التوقف أن المركز الرئيسي لحفظ البيانات في أمريكا قد انتقل لشركة أخرى، فاحتاج نقل البيانات كلها للتوقف ونقل البيانات، وكان الملتقى من آخر المواقع التي نقلت لـ (الداتا سنتر) الجديد.
وقد لاحظت اختفاء مشاركات آخر يومين تقريباً فمعذرة لمن فقدت مشاركاته خلال هذين اليومين، وليته يتكرم بإعادتها إن كانت محفوظة لديه. وأشكر كل من سأل وحرص على عودة الملتقى عبر البريد والهاتف فقد أصبح موقعاً لنا جميعاً آسفنا توقفه هذه المدة، فالحمد لله رب العالمين، والله يحفظكم ويوفقكم لكل خير.
ـ[السائح]ــــــــ[18 May 2006, 08:39 م]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
أسأل الله أن يُبارك فيكم، وأن يُديم النفع بكم، وأن يُبقي هذا الملتقى منارة للحق ومجمعًا لأهل العلم وطلبته.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[18 May 2006, 09:05 م]ـ
الحمد لله بارك الله فيكم وجزاكم خيراً ,
لقد افتقدنا حقاً طوال هذه الفترة مأوى علمي وأكاديمي عزيز نأوي إليه ونشعر فيه بالراحة والطمأنينة ...
نسأل الله عز وجل أن يديم علينا نعمه ويدفع عنا نقمه ...
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[18 May 2006, 09:12 م]ـ
الحمد لله، جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم وسدد خطاكم.
ـ[غانم الغانم]ــــــــ[18 May 2006, 09:18 م]ـ
نحمد الله على رجوع هذا الملتقى الذي بات مرجعاً أساسيأ للباحثين لاسيما في التخصص وأشكر القائمين على هذا الصرح وأسأل الله أن يبارك بجهودهم وأوقاتهم
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[18 May 2006, 09:21 م]ـ
الحمد لله على سلامته، ونسأل الله أن يبارك في جهودكم وأن ينفع بكم المسلمين.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[18 May 2006, 09:44 م]ـ
الحمد لله على السلامة, وبارك الله جهود المشرفين وأعانهم.
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[18 May 2006, 10:00 م]ـ
السلام عليكم: ولادة جديدة.بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً، وتقبل الله منكم هذا العمل وهذا الجهد المبارك،ونفع الله بهذا الملتقى جميع المسلمين.
ـ[الجندى]ــــــــ[18 May 2006, 10:29 م]ـ
حمداً لله على سلامة الملتقى
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[18 May 2006, 11:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حمدًا لله تعالى على الملتقى مرة أخرى ويسر الله لنا ولكم جميعا الخير وأدام وصلنا في الدراين بمنه وكرامه
والحمد لله رب العالمين
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[18 May 2006, 11:23 م]ـ
الحمد لله على عودة منتدانا العزيز والذي لم نشعر بمكانته منا إلا بعد فقده فقد كان يجمعنا ويمثل بيتنا الذي نأوي إليه في كل حين.
نسأل الله أن يجزي القائمين عليه حق الجزاء , وأن ينفعهم بما يبذلون من جهود لخدمة كتابه العزيز.
ـ[سيف الدين]ــــــــ[18 May 2006, 11:26 م]ـ
نحمد الله على عودة هذا المنتدى الكريم العمل, وأرجو من الله سبحانه وتعالى ان يوفّق القائمين على هذا العمل المبارك الى ما فيه الخير ..
ـ[سعيد محمد الشهري]ــــــــ[19 May 2006, 12:14 ص]ـ
اشكر الله أن هيأ لنا مثل هذا الملتقى كي ننهل من العلم الصافي، والأدب الجم، والذوق الرفيع، ونعرف أسرار القرآن، ونستشف حكمه وعظاته، ونحرك بها الإيمان في القلوب كي تنساق أنفسنا إلى حب الخيرات، وترك المنكرات، وحب الله أنصاره في كل مكان.
الحمدلله على عودة الملتقى، ووفق الله أصحابه، وأعضائه وزائريه إلى كل خير آمين.
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[19 May 2006, 12:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا سعيد أن الملتقى له كل هذه الشعبية
حيث بدأت التساؤلات عليه فى منتديات كثيرة وعلى أخباره
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[19 May 2006, 01:37 ص]ـ
الحمد لله على عودة ملتقانا الحبيب إلى نفوسنا وأسأل الله أن لا ينقطع عنا مرة أخرى
وأن يبارك في جهود الأعضاء والمشرفين
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[19 May 2006, 06:21 ص]ـ
حمداً لله على نعمه
نسأل الله لنا وللمشرفين وللأعضاء التوفيق والسداد وحسن الجزاء.
ـ[ناصر الدوسري]ــــــــ[19 May 2006, 04:35 م]ـ
لقد افتقد الجميع الملتقى في الأيام الماضية، ولكن الحمد لله على رجوعه مرة أخرى، ولا يفوتني أن أقدم الشكر للمشرف على هذا الملتقى الدكتور عبد الرحمن وجميع الإخوة العاملين معه، وأسأل الله للجميع التوفيق والسداد
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[19 May 2006, 05:28 م]ـ
الحمد لله على العودة .. وجزاك الله خيراً فضيلة الدكتور عبد الرحمن على الإشراف المتميز على الموقع
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[19 May 2006, 07:32 م]ـ
الحمد لله رب العالمين على اجتماعنا أخرى ..
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما ......... يظنان كل الظن ألا تلاقيا (ابتسامة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[21 May 2006, 01:04 م]ـ
الحمد لله على عودة المنتدى وبارك الله في القائمين عليه.
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[21 May 2006, 03:49 م]ـ
عاد الموقع والعود احمد
ولادة جديدة إن شاء الله تعالى، بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً،
لم اكن أتصور ان انقطاع الملتقى يسبب لي هذا الفراغ الذي كنت ألمسه، فعلى اتساع المواقع ورحابة الشبكة وجدتني محصورا في الملتقى الذي أدركت انه وقبل أي شيء وسيلة اتصالي برحم لي عز علي انقطاعها.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 May 2006, 08:19 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً، وكم يسعدنا ويشرفنا أن نكون في خدمتكم دوماً، وهذا الانقطاع لم يكن بأيدينا، ولم نستطع التخلص منه فهذه الشبكة العنكبوتية - على نفعها - مليئة بالغرائب والمفاجئات، ونسأل الله ألا يتكرر هذا الانقطاع مرة أخرى، فاعذرونا حفظكم الله وسامحونا على التقصير.
حرر مساء الأحد 23/ 4/1427هـ
ـ[الكشاف]ــــــــ[22 May 2006, 09:29 ص]ـ
عوداً حميداً، الحمد لله على السلامة.
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[22 May 2006, 09:34 ص]ـ
الحمد لله على عودة المنتدى وبارك الله في القائمين عليه.
ـ[سلسبيل]ــــــــ[22 May 2006, 05:23 م]ـ
الحمد لله على عودة ملتقانا الحبيب إلى نفوسنا وأسأل الله أن لا ينقطع عنا مرة أخرى
وأن يبارك في جهود الأعضاء والمشرفين
اللهم آمين
ـ[محمد بن عبد الله]ــــــــ[24 May 2006, 08:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بورك لكم عودة منبركم , واقبال طلبة العلم على ملتقاكم جعله الله منارة من منارات طلة العلم تهدي لهم طريق الصراط المستقيم وتجعهلم على اتصال دائم بمشكاة نور النبوة.
ـ[الراية]ــــــــ[24 May 2006, 10:47 ص]ـ
الحمد لله سبحانه وتعالى
وجزى الله خيرا الاخوة الكرام في الاشراف على جهودهم الواضحة والقوية في الاهتمام بهذا الملتقى الطيب
وكل الاخوة الذين يشاركون بالكتابة فيه شكر الله لهم ونفع بهم
ـ[محمد بن زايد المطيري]ــــــــ[25 May 2006, 10:14 ص]ـ
الحمد لله على عودة هذا الملتقى الذي افتقدته كثيراً , والشكر كل الشكر للقائمين على هذا الموقع المبارك.(/)
التفسير الموضوعي لسورة الاسراء
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[18 May 2006, 11:35 م]ـ
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله
سمعت الشيخ محمد الغزالي رحمه الله يقول:" ما دامت اليهود جاثمة على أرض فلسطين، فإن المسلمين لم يحسنوا بعد قراءة سورة الاسراء "
الآية الأولى من هذه السورة تضمنت قصة الإسراء، ثم عاد التاريخ القهقري ليذكر بنى إسرائيل وما عرض لهم أثناء إقامتهم الأولى في فلسطين.
لقد أوتوا التوراة دينا ودولة، والمرتقب منهم ومن أمثالهم إذا أقاموا حكومة دينية أن تكون صورة للنظام لا للفوضى، وللعدالة لا للجور، لكن بني إسرائيل الذين عانوا كثيراً تحت وطأة الاستبداد الفرعوني لم يلبثوا طويلاً حتى جدّدوا سيرة الفراعنة الأولين، فعاثوا في الأرض فسادا، ولم يكن بدٌّ من تأديبهم. ويشرح القرآن الكريم أن العجز الإداري والخلقي في سلطة بلد ما ينتهي بزوال هذه السلطة، وقدوم آخرين من الخارج ليتولّوا هم الحكم، ويعاقبوا العابثين، قال تعالى: "وَقَضَيْنَآ إِلَى? بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي ?لْكِتَابِ " يعني سجلات العلم الأبدي " لَتُفْسِدُنَّ فِي ?لأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَآ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ ?لدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً " [4 - 5]
إن الدولة التي تختلّ أمورها تُحْتَلّ أرضها، وتفقد استقلالها وحريتها ... إن الفساد والاستعلاء لا يتصوران في حكم يقوم على الوحي وينتسب إلى السماء، ولذلك فإن عقوبة أهله تكون شديدة، استعمار أجنبي يقوم على الإذلال والاضطهاد، حتى إذا استقام المعوج وعاد إلى أدبه واصطلح مع ربه عادت إليه مكانته وكرامته "ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ ?لْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً " [6]. وليس ما يقع مكافأة أنهت المأساة. إنه اختبار جديد، وعلى الشعوب أن تعى وترعوى "إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ... " [7]] [/ color. ويظهر أن اليهود أدمنوا المرض، واستمرأوا العلل، فلا تكاد أحوالهم تستقيم عصراً حتى يحنّوا إلى عبثهم ومظالمهم، ويتجدد العقاب، وتتجدد التوبة " وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً " [8]. يقول التاريخ: إن الإفسادة الأولى أعقبها تدمير الآشوريين لدولة اليهود وهدمهم لهيكل سليمان. ثم قامت الدولة ثانية، وعادت إلى الإفساد فهاجمها الرومان وتكررت العقوبة، وبقى اليهود دهراً طويلاً بلا دولة!!.ثم شاء الله أن يقلد المسلمون اليهود، وأن يفسدوا دولة الوحي بأهوائهم! وكانت عقوبة القدر هذه المرة أن يقيم بنو إسرائيل دولة على أنقاض العرب الذي تخلَّوْا عن القرآن، واخلدوا إلى الأرض. والصراع القائم اليوم غريب، لأنه بين المسلمين تخلَّوا عن مواريث السماء، واستهوتهم نزعات جنسية!! وبين يهود يرفعون راية التوراة، ويعظمون يوم السبت. ونعود إلى سورة الإسراء لنلحظ فيها أمراً تفردت به، وهو أن كلمة "القرآن" تكررت نحو إحدى عشرة مرة.
(1) "إِنَّ هَـ?ذَا ?لْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ ?لْمُؤْمِنِينَ ?لَّذِينَ يَعْمَلُونَ ?لصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً " [9].
(2) " وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـ?ذَا ?لْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُوراً " [41]
(3) " وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي ?لْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى? أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً " [46]
يقول جل شأنه قبل ذلك:
(4) "وَإِذَا قَرَأْتَ ?لْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ ?لَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِ?لآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً " [45]
(5) " وَمَا جَعَلْنَا ?لرُّؤيَا ?لَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَ?لشَّجَرَةَ ?لْمَلْعُونَةَ فِي ?لقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً " [60]
(6) و (7) " وَقُرْآنَ ?لْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ ?لْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً " [78]
(8) " وَنُنَزِّلُ مِنَ ?لْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ ?لظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً " [82]
(يُتْبَعُ)
(/)
(9) " قُل لَّئِنِ ?جْتَمَعَتِ ?لإِنْسُ وَ?لْجِنُّ عَلَى? أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـ?ذَا ?لْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً " [88]
(10) "وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـ?ذَا ?لْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى? أَكْثَرُ ?لنَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً " [89]
(11) " وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى ?لنَّاسِ عَلَى? مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً " [106]
[ color=#497418] إن سورة بني إسرائيل انفردت بهذه الخاصة علّ المسلمين يفقهون أن القرآن الذي صنع أمتهم قديما قدير على أن يصبَّهم في قوالب السيادة والقيادة مرة أخرى، وعلى أن ينتزع من نفوسهم حب الدنيا وكراهية الموت، ويهب لهم قلوباً شجاعة تفتدي الحق وتحرص على لقاء الله!!.أحياناً يكون الجهل عذرّاً مخففا، أما التجاهل والاستكبار على الحق وإيثار العمى على الهدى فهو ذريعة غضب هائل.
وقديماً سلط الله عبدة الأوثان على بني إسرائيل، لأنهم لم يقدروا كتابهم قدره، فليس عجيباً أن يسلط على المسلمين بعد ما أهملوا القرآن من لا يقيم لهم وزناً أو يعرف لهم حقاً.
وطريق العودة واضح: لابد من عقيدة وشريعة وأخلاق ومعاملات تتفجر من ينابيع القرآن، ويحيا بها المسلمون من جديد، حياة تجعلهم أمة الوحي، وصلة السماء بالأرض. والإنسان لا يشبّ في يوم، والحضارة لا تزدهر في شهر، والنتائج تتحقق وفق قوانين مضبوطة تتم مع كرّ الغداة ومر العشىّ.
ومهما دعا المؤمن فلابد من الصبر على سنن الله الكونية. "وَيَدْعُ ?لإِنْسَانُ بِ?لشَّرِّ دُعَآءَهُ بِ?لْخَيْرِ وَكَانَ ?لإِنْسَانُ عَجُولاً " [11].ورعاية للزمان وخضوعاً له جاء الحديث عنه في الآية اللاحقة: "وَجَعَلْنَا ?لْلَّيْلَ وَ?لنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَآ آيَةَ ?لْلَّيْلِ وَجَعَلْنَآ آيَةَ ?لنَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ ?لسِّنِينَ وَ?لْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً " [12].ومع سير الزمن تقوم دول وتنهزم أخرى، ويعلو أمر اليهود ويسفل، كما أبان الوحي أول السورة، وكذلك تتقلب الدنيا بغيرهم من الناس. لكن الإنسان هو المسئول الأول عن نفسه، إذا عقل فقد اتخذ القرار السليم، وإن شرد هوى " مَّنِ ?هْتَدَى? فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى? ... " [15].وهذا قانون للأفراد والشعوب، والحضارات القائمة على الدين تظل معتصمة به، وحاملة لواءه ما ظلّت بعيدة عن الترف والمراسم الفارغة، وقسوة القلب. ويتم لها ذلك إذا حدَّدت موقفها من الآخرة تحديداً واضحا " مَّن كَانَ يُرِيدُ ?لْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ ... " [18].
ما نشاء لمن نريد!! عبارة صارمة، إن الله لا يُغلَب على أمره، ولا يُنال ما عنده إلا بإرادته، وما يملك أحد عليه شيئاً .. [ color=#497418] والتدين الكاذب لا يروج عند الله، وليست لأهله وجاهة، ويقول سبحانه هنا: " وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ ?لْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ .... " [17]. والحديث عن الأمم السابقة حتى بعثة محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ أما بعد ذلك فقد تحدثت آية أخرى عن مصاير المجرمين " وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ ?لْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً كَانَ ذ?لِك فِي ?لْكِتَابِ مَسْطُور" [58].
والكتاب فيما يبدو هو سِجِلُّ العلم الإلهي .. والتحذير لنا وللناس أجمعين. ما النجاة من هذه المصاير؟ تسوق سورة بني إسرائيل خلال صفحتين حافلتين جملة من الوصايا العظيمة تعصم الناس من الزلل، وتقودهم إلى الرشد، وتضمن لهم الرعاية الإلهية في الحاضر والمستقبل.
وتبدأ هذه الوصايا بقوله تعالى: " وَقَضَى? رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُو?اْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِ?لْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ... " [33].
(يُتْبَعُ)
(/)
وتنتهي بقوله: " ذَلِكَ مِمَّآ أَوْحَى? إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ ?لْحِكْمَةِ وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ ?للَّهِ إِلَـ?هاً آخَرَ فَتُلْقَى? فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَّدْحُوراً " [39]. بدأت هذه النصائح بتوحيد الله وختمت كذلك بتوحيده، لأن القلب الذي يعنو لغير الله لا أمل فيه، والاستقامة الكاملة مربوطة بالتوحيد الكامل.
إن للجماعة المؤمنة شارات، يقول الله في الوالدين: " وَ?خْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ?لذُّلِّ مِنَ ?لرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ?رْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً " [24] ويقول في الأقارب: " وَآتِ ذَا ?لْقُرْبَى? حَقَّهُ وَ?لْمِسْكِينَ وَ?بْنَ ?لسَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً " [26]. والتفسير الحق عندي أن المرء لا يجوز له التوسّع في النفقة والاستكثار من الكماليات، فإن ذلك تبذير يحصد ما لديه، ولا يبقى عنده فضلاً يعطيه قريباً أو بعيداً ... وأكد القرآن الكريم هذا المعنى في قوله تعالى: " وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى? عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ ?لْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً " [29].
وسياسة تقليل النسل لا تغنى عن الشعوب البليدة شيئاً! يجب أن تلتمس المفاتيح لخزائن الخيرات التي بثها الله هنا وهناك، والسماء لا تمطر القاعدين ذهبا ولا فضة .. "وَلاَ تَقْتُلُو?اْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ " [31].
ونهى القرآن عن الزنا، والزنا عملة متداولة في الحضارة الحديثة، وهو أفضل من الكبت في مجال التربية عندهم، ولا يعاقب عليه قانوناً ما دام بالتراضي!! والله يقول: " وَلاَ تَقْرَبُواْ ?لزِّنَى? إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَآءَ سَبِيلاً " [32].ومع أن قتل النفس جريمة فالقانون لا يقتل القاتل ... وقد حرمت عقوبة الإعدام في دول كثيرة! وأدى ذلك إلى شيوع القتل وسفك الدم الحرام " وَلاَ تَقْتُلُواْ ?لنَّفْسَ ?لَّتِي حَرَّمَ ?للَّهُ إِلاَّ بِ?لحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي ?لْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً " [33].وأمر الله الناس باحترام مال اليتيم وبالوفاء بالعهود، وبضبط المكاييل والموازين. ثم ذكر لكل إنسان أنه مسئول عن سمعه وبصره وقلبه، إنه مسئول عن كل شيء فيه، فلا يجوز أن يحيا فوضويا سائبا " وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ ?لسَّمْعَ وَ?لْبَصَرَ وَ?لْفُؤَادَ كُلُّ أُولـ?ئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً " [36]
ونهى القرآن أخيراً عن الخيلاء وذهاب المرء بنفسه " وَلاَ تَمْشِ فِي ?لأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ ?لأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ ?لْجِبَالَ طُولاً ... " [37].
إن هذه الوصايا تقيم الفرد المؤمن والشعب المؤمن، والحضارة الصالحة، ولن يهزم الله أمة تمسكت بهذه الخلال
ونظرت في سورة "سبحان" فإذا الله ـ جل شأنه ـ يخاطب المشركين بحديث عجب: "وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـ?ذَا ?لْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُوراً. قُلْ لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى? ذِي ?لْعَرْشِ سَبِيلاً * سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى? عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً. تُسَبِّحُ لَهُ ?لسَّمَاوَاتُ ?لسَّبْعُ وَ?لأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـ?كِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً " [41 - 44]. ولست أحقِّقُ هنا: هل تسبيح الكائنات بحمد ربها دلالة حال أو دلالة مقال؟.
إن الكون ـ على أية حال ـ لا يقوم بنفسه، وإنما يقوم به الحيُّ القيوم!!.
وإذا صعب على مغفل أن يعرف الله، وأن يُقرّ بوحدانيته فلن يضرّ الله شيئاً، فكل شيء يسبح بحمده! ... ومضت السورة تحدث المشركين عن الله الذي هجروه، واتخذوا الأصنام آلهة من دونه، إنهم ذاهلون تائهون، لا يحبون أن يسمعوا حديثاً عنه! .. وهم يحسبون الرسول رجلاً مسحوراً، وهم يعتقدون أنه لا حياة إلا في هذه الدنيا، وتلك طبيعة الدواب! إن الدواب لا تشعر بغد قريب أو بعيد، إنها تعيش يومها وحَسْبُ، هي محبوسة وراء محيطه. والغريب أن العالم المعاصر لا يدري إلا هذا المنطق، وهو يشيعه في عالم الفن والغناء، وعالم القانون والفلسفة!! " وَقَالُو?اْ أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا
(يُتْبَعُ)
(/)
لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً قُلْ كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً * أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ ?لَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى? هُوَ قُلْ عَسَى? أَن يَكُونَ قَرِيباً يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً ... " [49 - 52] والإنغاض: تحريك الرأس علوا وسفلاً إنكارا واستهزاء .. وفي موضع آخر من السورة تكرر رفض المشركين للبعث والجزاء، فبيّن القرآن الكريم أن الإنسان امتاز على الدواب بعقله. فإذا فقد هذا العقل نظر ولم ير، سمع ولم يع، ونطق بالباطل، وفقد أهليته لهداية الله، وعَالَنَ بإنكاره لوجوده ولقائه:" وَمَن يَهْدِ ?للَّهُ فَهُوَ ?لْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ ?لْقِيَامَةِ عَلَى? وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً. ذَلِكَ جَزَآؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا وَقَالُواْ أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً * أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ?للَّهَ ?لَّذِي خَلَقَ ?لسَّمَاوَاتِ وَ?لأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى? أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى? ?لظَّالِمُونَ إَلاَّ كُفُوراً " [99].
وفي سورة بني إسرائيل لا غرابة أن يوصى الله المسلمين بإحسان القول، فليكن الإحسان في القول والتلطف في الدعوة شيمة الأمة الخاتمة! " وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ ?لَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ ?لشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ ?لشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً " [53].
وتلت ذلك إشارة إلى أن أمر المسلمين سوف يعلو حتى يرثوا الأرض، وذلك في قوله تعالى: " وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي ?لسَّمَاوَاتِ وَ?لأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ ?لنَّبِيِّينَ عَلَى? بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً " [55].
والحق أن التوحيد الذي تميزت رسالة الإسلام بتقريره، وتحمست لإشاعته، يربط الناس بربهم ربطاً شديداً، ويجعل عروتهم به وثيقة، ويقرر أن كل ما عدا الله عبدٌ له، مقهور في جلاله: " قُلِ ?دْعُواْ ?لَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ ?لضُّرِّ عَنْكُمْ وَلاَتَحْويلًا. أُولَـ?ئِكَ ?لَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى? رَبِّهِمُ ?لْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً " [56 - 57]
واقتضى المقام هنا حديثاً عن آدم وبنيه! لقد كان آدم جديراً بأن يكون أفضل حالا ومآلا بعدما اصطفاه الله وأعلى شأنه، وأسجد له ملائكته. وكان بنوه جديرين بأن يكذبوا ظنون إبليس، بعد ما أفاء الله عليهم من نعمائه ما يلهج الألسنة بالشكر " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي ?لْبَرِّ وَ?لْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ?لطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى? كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ... " [70] لكن آدم وَهَنَ عزمه، وأبناءه نسوا الجميل الذي يمرحون فيه، فلم يكن من مؤاخذتهم بدٌ، وجاء في هذا القرآن من شأنهم ما يثير الدهشة، فلنتدبره لنعرف كيف نفعل .. ؟!.إن الله منحنا العقول لنفكر ونحكم، ونميز الحسن من القبيح والطيب من الخبيث، وما قيمة عقولنا إذا لم نفعل ذلك؟.وعندما نقول لرجل: واحد وواحد تساوى اثنين، فيقول لك: لا أصدق حتى تنقل الجبل من مكانه، أفترى أن لهذا القائل منطقاً جديراً باحترام؟.
إن محمدا رسول الله بذل جهده في إثبات أن الله واحد، وأن وجوده الأعلى أصدق من كل وجود، فقيل له: بل أصنامنا أولى بالتقدير! وتحدَّوه أن يأتي بمعجزة تصدقه!.
لقد طلب أهل مكة من محمد أن يجعل الصفا ذهبا، حتى يصدقوا رسالته! فكيف إذا حوّل لهم الجبل إلى ذهب ثم ظلّوا على تكذيبهم؟ إنه مهلكهم يقينا، إن اللعب مع السماء لا يسوغ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي سورة "الإسراء" يقول الله تعالى: " وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِ?لآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا ?لأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ ?لنَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِ?لآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً " [59].على أن قريشا لم تطلب خارقة مَّا، بل حددت بضع خوارق عدَّتها عدّاً " وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى? تَفْجُرَ لَنَا مِنَ ?لأَرْضِ يَنْبُوعاً. أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ ?لأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً. أَوْ تُسْقِطَ ?لسَّمَآءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِ?للَّهِ وَ?لْمَلا?ئِكَةِ قَبِيلاً. أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى? فِي ?لسَّمَآءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً " [93].
إن العناد ملك قلوبهم، وليس الكفر عَرَضا سريعا يمرّ ببعض الناس، إنه مزيج من الحسد والغباء، والطمع والأثرة، والبعد عن الكفر يتطلب عقلا واعيا، وحكما عادلا، وخلقا زاكيا
ومحمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ إمام أولى العزم الذين جاهدوا الضلال الأزمنة الماضية، وهو في الجزيرة العربية لن ينشغل بمآرب كفارها ومقترحاتهم، فرسالته العامة إصلاح الخلل في كل نفس، في أية قارة، إلى أن تقوم الساعة. ويزيد عبؤه جسامة إلى أنه يعتمد في نجاحه ـ بعد تأييد الله ـ على تحريك العقول وهزّ التقاليد، ومعالجة العوج البشري بالهوينى، حتى يسلس قياده! ويالها من مهمة!!.
إنهم يطلبون من محمد أن يجعل لهم مكانة خاصة إذا أراد أن يؤمنوا له!!.وقد ينفق من وقته واهتمامه الكثير ليعالج زعيما إذا آمن تبعته ألوف من الأنصار! وربما أخذ هذا الوقت من حق آخر فقير .. !
وفي هذا يقول الله له: " وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ ?لَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً. وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً. إِذاً لأذَقْنَاكَ ضِعْفَ ?لْحَيَاةِ وَضِعْفَ ?لْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً " [73 - 74 - 75].
إن سياسة الدعوة شيء، والانحرافات الخلقية شيء آخر، وقد عاتب الله نبيه لانشغاله بأحد الكبراء عن أحد الضعفاء. والسياق كله تنبيه إلى كيدهم وتحذير من ملاينتهم ... وتلا ذلك كشف عن خباياهم وعما يبيتون لدعوة الإسلام من شرور " وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ ?لأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذاً لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً " [76]. إنهم أحرجوه في مكة كل الحرج، وكانوا قد رأوا إخراجه، ثم اختاروا قتله. وقد خرج الرسول مهاجرا، ونجاه الله من كيدهم، ولم يلبثوا إلا قليلاً بعده حتى انتصر الإسلام وعاد إلى مكة ظافرا .. وصدق الله وعده.
وبعد جهاد الدعوة جاء جهاد العبادة، فكلِّف الرسول بالصلاة ليلاً ونهاراً " أَقِمِ ?لصَّلاَةَ لِدُلُوكِ ?لشَّمْسِ إِلَى? غَسَقِ ?لْلَّيْلِ وَقُرْآنَ ?لْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ ?لْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً " [78].
إن محمدا كلمة الله الأخيرة إلى الناس، واللبنة التي تم بها بنيان النبوات الأولى، وقد كان أهل الكتاب يشعرون بأن هناك نبيا قادما، ويجدون فيما لديهم ما يدعوا إلى ارتقابه وتصديقه.
فلما جاء سارع المخلصون إلى اتباعه، قال تعالى: " وَبِ?لْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِ?لْحَقِّ نَزَلَ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى ?لنَّاسِ عَلَى? مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُو?اْ إِنَّ ?لَّذِينَ أُوتُواْ ?لْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى? عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً " [106 - 107 - 108] والتاريخ العالمي يذكر أن نصارى الشام ومصر سارعوا إلى الدخول في الإسلام بعد زوال الاستبداد الروماني، ثم حملوه مع العرب إلى آفاق العالمين، مصداق هذه الآيات الكريمة، وإشارة بصدق هذا الجمهور الكبير من أهل الكتاب الذين أمنوا وأخلصوا .. ..
ـ[سيف الدين]ــــــــ[18 May 2006, 11:47 م]ـ
بوركت يمناك ...(/)
العلامة ابن باديس يبدع في علم المناسبة
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[19 May 2006, 01:30 ص]ـ
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله.
قال العلامة عبد الحميد بن باديس – رحمه الله – وهويفسر المعوذات:
"ولهاتين السورتين خصوصية غير المناسبات التي يذكرونها في ارتباط بعض السور بالبعض ويستخرجون منها بالتدبر مالا يحصى من الأنواع، وهذه الخصوصية هي ختم القرآن بهما. وترتيب السور توفيقي ليس من صنيع جامعي المصحف كما ذكره السيوطي في الاتقان وجماعة.
و يستطيع دارس القرآن ومتدبره ومقلبه، بالذهن المشرق والقريحة الصافية، أن يستخرج من الحكم في هذا الختم بهما أنواعا.
ولكن أجلاها وأوضحها: أنهما ختما على كنوز القرآن في نفس المؤمن، وتحصين لهذه النعم المنشأة له من القرآن قبل أن يكدرها عليه كيد كائد أو حسد حاسد فإن من أوتي الشيء الكريم، ورزق النعمة الهنية هو الذي تمتد إليه أيدي الأشرار وألسنتهم بالسوء وتقذفه عيونهم بالشرر وتتطلع إليه نفوسهم بالحسد والبغضاء ويشتد عليه تكالبهم سعيا في سلبهم منه أو تكديره عليه، وبقدر النعمة يكون الحسد، وعلى مقدار نفسه ماتملك، تكون هدفا لمكائد الكائدين وتأتيك البلايا من حيث تدري ولا تدري.
ومن أوتي القرآن فقد طوى الوحي بين جنبيه، وأوتي الخير الكثير، فهو لذلك مرمى أعين الحاسدين ومهوى أفئدة الكائدين، فكان حقيقا وقد ختم القرآن حفظا أو مدارسة أو تلاوة أن يلتجئ إلى الله طالبا منه الحفظ والتحصين من شر كل كيد وحسد يصيبه على هذا الخير العظيم الذي كمل له هذه النعمة الشاملة التي تمت عليه." مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير ص: 369 - 370
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 May 2006, 11:23 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أستاذ علال. ورحم الله ابن باديس، والمناسبة التي أشار إليها مناسبة لطيفة. وقد سبق عدد من العلماء الذين كتبوا في المناسبات إلى ذكر هذه المناسبة. وممن ذكرها العلامة ابن الزبير الثقفي الأندلسي في كتابه (البرهان في تناسب سور القرآن)، حيث قال ص 247: (ولما كمل مقصود الكتاب - أي القرآن -، واتضح عظيم رحمة الله به لمن تدبر آياته، وأناب كان مظنة الاستعاذة واللجاء من شر حاسد، وكيد الأعداء، فختم بالمعوذتين من شر ما خلق، وذرأ وشر الثقلين). ونقله عنه البقاعي في نظم الدرر، ولم أراجع تناسق الدرر للسيوطي فلعله ذكره، ومثله الرازي في تفسيره.
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[26 May 2006, 12:04 م]ـ
بارك الله فيك، ونفع بك، وجزاك الله كل خير(/)
سؤال عن الشاطبي والبقاعي
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[19 May 2006, 01:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أتطلع - وأنا أسطر هذه الكلمات - إلى أحد منكم يا أهل القرآن يفيدني حول الدراسات التي تناولت جهد هذين العالمين فإني أرغب في تسجيل رسالة تدرس جهدهما، وهذه الدراسة تقوم حول فكرة السياق ومدى استثمارهما لها في خدمة النص القرآني.
.
.
.
.
.
.
.
.
لدي طلب آخرحول الآيات التي تكلم فيها علماء التفسير وقالوا بأن فيها (مشاكلة) المصطلح البلاغي المعروف، فهل تصدى أحد لدراسة هذه الايات، فإني قد جمعت آيات كثيرة، قال عنها المفسرون أو بعضهم أن هذا الأسلوب موجود فيها، فإن كنتم ترغبون في إنزالها على صفحات المنتدى فعلت، وإلا تراجعت شاكرا لكم، ومقدرا جهدكم.
أبو طلال العنزي
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[22 May 2006, 05:15 م]ـ
ولا رد، ولا رد، ولا رد
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 May 2006, 05:31 م]ـ
الأخ الكريم أبا طلال العنزي حفظه الله ونفع به.
حياكم الله في ملتقى أهل التفسير بين إخوانكم، وأسأل الله لكم التوفيق والسداد.
أما دراسة خاصة حول استثمار أثر السياق عند هذين العالمين الجليلين في تفسيرهما للقرآن الكريم فلا أعرف دراسة قائمة حول ذلك. وإن كان هناك دراسات حول أثر السياق في التفسير بصفة عامة عند المفسرين عامة، وعند بعضهم من غير هذين العالمين الجليلين. والذي يبدو لي أن الأثر واضح عند البقاعي لكبر تفسيره، وعنايته بهذا، ولا أدري عن دراسات الشاطبي، ومدى توفر مادة علمية كافية في ذلك.
وأما الآيات التي قال العلماء: إن فيها مشاكلة لفظية فلا أعرف دراسة استقصت هذا الأسلوب في القرآن الكريم، وإنما تذكر على سبيل التمثيل بعض الآيات في كتب البلاغة، وفي بعض كتب العقيدة، فليتك تتحفنا بما لديك وفقك الله ونحن لك من الشاكرين.
ـ[البتول]ــــــــ[04 Jun 2006, 06:51 م]ـ
السلام عليكم بالنسبة للبقاعي فقد درس منهجه في التعامل مع النصوص في اكثر من رسالة منها
رسالة الدكتور مشاهرة تحت عنوان التناسب القرآني عند الإمام البقاعي وقد ضمن رسالته دراسة لبعض الظواهر السياقية واثرها في التفسير. وسجلت رسالة اخرى في الجزائر وقد نوقشت حول نظم الدرر دراسة نقدية تحليلية،كما سجلت رسالة اخرى حول الإمام البقاعي ومنهجه في بيان المناسبات القرآنية وضوابط علم المناسبات ولم تناقش بعد.
بالإضافة لرسالة الدكتور محمود توفيق حيث تعد من اول الرسائل التي تطرقت لكتاب نظم الدرر.
أما الشاطبي فقد نظر لقاعدة السياق واهميتها في التفسير كرد المكي الي المدني، وضرورة وجود النظرة الكلية في القرىن بعيدا عن النظرة التجزيئية، وكذا اهمية السياق الحالي (أسباب النزول في التفسير). بصفة عامة موضوع السياق واثره في التفسير عند الشاطبي موضوع مهم خاصة اذا ربط بعلم المقاصد. وكذا السياق عند الإمام البقاعي.
باانسبة للمشاكلة فقد ضمنها الدكتور ابو زيد من المغرب في رسالته للدكتوره وجعلها من المناسبات اللفطية في القرآن الكريم وعنوانها التناسب البياني في القرآن الكريم دراسة في النظم والمعنى.
http://www.tafsir.net/images/tanasb.jpg
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[05 Jun 2006, 12:59 ص]ـ
هلا تفضلت بذكر فهارس الرسائل التي اطلعت عليها حتى تتم الفائدة.
وشكرا(/)
آية وحديث (5): شرط عجيب!!!!!
ـ[سيف الدين]ــــــــ[19 May 2006, 10:43 م]ـ
هذا المحور يتناول عهدا – على حدّ زعم الرواية - بين الرسول صلى الله عليه وسلم وربّه والذي احد صيغه تقول: "اللهم فأيما مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة."
أٍولا: صحيح البخاري
1 - حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم فأيّما مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة (البخاري – كتاب الدعوات)
هذا هو الحديث الوحيد الذي ورد في صحيح البخاري.
ثانيا: صحيح مسلم
أمّا في صحيح مسلم فقد ورد عدة احاديث جمعها الامام مسلم تحت عنوان:
(باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبّه أو دعا عليه وليس هو أهلا لذلك كان له زكاة وأجرا ورحمة)
• الحديث الاول: حدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان فكلماه بشيء لا أدري ما هو فأغضباه فلعنهما وسبهما فلما خرجا قلت يا رسول الله من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان قال وما ذاك قالت قلت لعنتهما وسببتهما قال أو ما علمت ما شارطت عليه ربي قلت اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية ح و حدثناه علي بن حجر السعدي وإسحق بن إبراهيم وعلي بن خشرم جميعا عن عيسى بن يونس كلاهما عن الاعمش بهذا الإسناد نحو حديث جرير و قال في حديث عيسى فخلوا به فسبهما ولعنهما وأخرجهما
• الحديث الثاني: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إنما أنا بشر فأيما رجل من المسلمين سببته أو لعنته أو جلدته فاجعلها له زكاة ورحمة و حدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله إلا أن فيه زكاة وأجرا حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية ح و حدثنا إسحق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس كلاهما عن الأعمش بإسناد عبد الله بن نمير مثل حديثه غير أن في حديث عيسى جعل وأجرا في حديث أبي هريرة وجعل ورحمة في حديث جابر
• الحديث الثالث: حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا المغيرة يعني ابن عبد الرحمن الحزامي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم إني أتخذ عندك عهدا لن تخلفنيه فإنما أنا بشر فأي المؤمنين آذيته شتمته لعنته جلدته فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة حدثناه ابن أبي عمر حدثنا سفيان حدثنا أبو الزناد بهذا الإسناد نحوه إلا أنه قال أو جلده قال أبو الزناد وهي لغة أبي هريرة وإنما هي جلدته حدثني سليمان بن معبد حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه
• الحديث الرابع: حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن سعيد بن أبي سعيد عن سالم مولى النصريين قال سمعت أبا هريرة يقولا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إنما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر وإني قد اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه فأيما مؤمن آذيته أو سببته أو جلدته فاجعلها له كفارة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة
• الحديث الخامس: حدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم فأيما عبد مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة
• الحديث السادس: حدثني زهير بن حرب وعبد بن حميد قال زهير حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه حدثني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إني اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه فأيما مؤمن سببته أو جلدته فاجعل ذلك كفارة له يوم القيامة
(يُتْبَعُ)
(/)
• الحديث السابع: حدثني هارون بن عبد الله وحجاج بن الشاعر قالا حدثنا حجاج بن محمد قال قال ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما أنا بشر وإني اشترطت على ربي عز وجل أي عبد من المسلمين سببته أو شتمته أن يكون ذلك له زكاة وأجرا حدثنيه ابن أبي خلف حدثنا روح ح و حدثناه عبد بن حميد حدثنا أبو عاصم جميعا عن ابن جريج بهذا الإسناد مثله
• الحديث الثامن: حدثني زهير بن حرب وأبو معن الرقاشي واللفظ لزهير قالا حدثنا عمر بن يونس حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا إسحق بن أبي طلحة حدثني أنس بن مالك قال كانت عند أم سليم يتيمة وهي أم أنس فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم اليتيمة فقال آنت هيه لقد كبرت لا كبر سنك فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكي فقالت أم سليم ما لك يا بنية قالت الجارية دعا علي نبي الله صلى الله عليه وسلم أن لا يكبر سني فالآن لا يكبر سني أبدا أو قالت قرني فخرجت أم سليم مستعجلة تلوث خمارها حتى لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك يا أم سليم فقالت يا نبي الله أدعوت على يتيمتي قال وما ذاك يا أم سليم قالت زعمت أنك دعوت أن لا يكبر سنها ولا يكبر قرنها قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال يا أم سليم أما تعلمين أن شرطي على ربي أني اشترطت على ربي فقلت إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن يجعلها له طهورا وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة و قال أبو معن يتيمة بالتصغير في المواضع الثلاثة من الحديث
• الحديث التاسع: حدثنا محمد بن المثنى العنزي ح و حدثنا ابن بشار واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا أمية بن خالد حدثنا شعبة عن أبي حمزة القصاب عن ابن عباس قال كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواريت خلف باب قال فجاء فحطأني حطأة وقال اذهب وادع لي معاوية قال فجئت فقلت هو يأكل قال ثم قال لي اذهب فادع لي معاوية قال فجئت فقلت هو يأكل فقال لا أشبع الله بطنه قال ابن المثنى قلت لأمية ما حطأني قال قفدني قفدة حدثني إسحق بن منصور أخبرنا النضر بن شميل حدثنا شعبة أخبرنا أبو حمزة سمعت ابن عباس يقولا كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاختبأت منه فذكر بمثله
التحليل
وممّا تناولته هذه الاحاديث من امور ظاهرة واخرى منصوص عليها في فتح الباري و شرح النووي:
1 - ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسبّ المسلمين ويلعنهم في بعض الروايات (صحيح مسلم – الحديث الاول) وان الرسول صلى الله عليه وسلم علّل ذلك بأنه من البشر يرضى كما يرضى البشر ويغضب كما يغضب البشر (صحيح مسلم – الحديث الاول والثاني والثالث والرابع والسابع والثامن)
واثار هذا عدة تساؤلات وردت بعضها مع الردّ عليها في كتب الشروح:
أولا: كيف يدعو صلى الله عليه وسلم بدعوة على من ليس لها بأهل؟ ورد هذا التساؤل في فتح الباري وأجاب عليه ابن حجرفنقل عن المازري ان الرسول يحكم بالظاهر, اما امر الباطن فموكول الى الله, فممكن ان يحكم الرسول على شخص بحسب الظاهر فيلحق بهذا الشخص دعاء الرسول او لعنته او شتمه او سبه في حين انه في حقيقة الامر لا يستحق هذا الشخص أيّا من ذلك عند الله تعالى: " قال المازري: إن قيل كيف يدعو صلى الله عليه وسلم بدعوة على من ليس لها بأهل؟ قيل: المراد بقوله " ليس لها بأهل " عندك في باطن أمره لا على ما يظهر مما يقتضيه حاله وجنايته حين دعائي عليه , فكأنه يقول: من كان باطن أمره عندك أنه ممن ترضي عنه فاجعل دعوتي عليه التي اقتضاها ما ظهر لي من مقتضى حاله حينئذ طهورا وزكاة , قال: وهذا معنى صحيح لا إحالة فيه , لأنه صلى الله عليه وسلم كان متعبدا بالظواهر , وحساب الناس في البواطن على الله انتهى. وهذا مبني على قول من قال: إنه كان يجتهد في الأحكام ويحكم بما أدى إليه اجتهاده , وأما من قال: كان لا يحكم إلا بالوحي فلا يأتي منه هذا الجواب." أ. هـ.
ولنا على هذا الكلام عدة ملاحظات:
(يُتْبَعُ)
(/)
• ممّا لا خلاف فيه هو ان سنّته صلى الله عليه وسلم شارحة ومبيّنة للقرآن الكريم, فنسأل: هل هناك من عقوبة يكون جزاؤها اللعن او الشتم او السب؟ اذا استعرضنا القرآن الكريم نجد ان اللعن جاء في اربع محاور: اولا: دخل كجزء من اليمين او الشهادة (على خلاف بين الفقهاء) في قضية اللعان بين الزوجين. ثانيا: دخل مرة اخرى في صيغة المباهلة. ثالثا: وردت في حق من قذف المؤمنات بصيغة المجهول. رابعا: وهو المحور الاكبر حيث نجد ان اللعن موجّه في باقي الايات من قبل رب العالمين الى الكفّار والمشركين والمنافقين. فهل هناك من حالات اخرى تستوجب اللعن في حق المسلمين او المؤمنين اعتمد عليها المازري في قوله؟
• ثم انه ورد في صحيح مسلم – الحديث الثامن - انّ الرسول دعا على اليتيمة دونما مناسبة, ودون ان يكون هناك من داع لأن يطبّق الرسول عقوبة شرعية، وقد علّل الرسول دعاءه عليها بالعهد او الشرط على الله.
• ان ما ذهب اليه المازري من ان الرسول معنيّ بالحكم على الظواهر دون البواطن الامر الذي يجعل الرسول يقع في الخطأ يناقض تعريف السواد الاعظم من المحدثين والفقهاء الذين يرون ان الرسول صلى الله عليه وسلم موحى اليه في جميع الامور.
• جاء في صحيح ابن حبان: " عن ابن عباس ثم ان رجلا لعن الريح عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تلعن الريح فإنها مأمورة وليس أحد يلعن شيئا ليس له باهل الا رجعت عليه اللعنة". والسؤال الواضح هنا: كيف نوفّق بين ما جاء في هذا الحديث من ان اللعنة ترجع الى صاحبها ان لم يكون الملعون أهلا لها من جهة وبين ما جاء من ان لعنة الرسول تتحول الى زكاة وقربى وصلاة لمن لا يستحق اللعنة؟ لن نتفاجأ طبعا اذا خرج علينا احدهم بتوفيق يقول فيه: ما صدر من الرسول من لعنة على من ليس لها بأهل فانها تتحول الى صلاة وزكاة وقربى وامّا ما صدر من غيره من المسلمين فانه يرجع الى المستحق للعنة: امّا اللاعن او الملعون!!!
وحقيقة الامر انه هناك اولويات في التوفيق: فقبل التوفيق بين حديثين هناك اولوية التوفيق مع السنة النبوية والمحاور الاساسية في القرآن الكريم, وان البعض عندما يتحدثون عن التوفيق بين الاحاديث يغيب عن ذهنهم الاولوية الاساسية وهي ان يكون القرآن الكريم محورا في هذا التوفيق. فنقيس التوفيق بين كل من الحديثين والقرآن فان كانا على قدم مساواة من المفاهيم الاساسية القرآنية انتقلنا بعدها الى التوفيق بين الحديثين. اما ان كان هناك أيّ من هذين الحديثين ما يوافق القرآن الكريم والاخر يناقضه فاننا نتحول عن التوفيق بين الحديثين الى الغاء الحديث المناقض للقرآن الكريم والسنة النبوية. فهل ينسجم كلا الحديثين مع السنة النبوية والمفاهيم القرآنية؟
لنعرض اولا الصورة التي يعكسها النص القرآني عن شخص الرسول صلى الله عليه وسلم: فالقرآن الكريم يجعل الرسول محورا مهما في قضية الاخلاق بحيث لا يستطيع احد من البشر ان ينال رتبته, قال تعالى في سورة القلم: {وانك لعلى خلق عظيم}؛ ثم ان القرآن الكريم ايضا يجعل الشخصية النبوية اسوة لغيرها من الناس والمسلمين والمؤمنين: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا} (الاحزاب/21)
واذا ما قارنّا الاحاديث المذكورة في صحيح مسلم بهذين المحورين نجد ان هناك تباينا عظيما بحيث يستحيل الجمع: فالاحاديث تصف الرسول بأنه يسبّ ويشتم ويلعن ويدعو على اليتيم احيانا, وبهذا يتزعزع مفهوم الاية {وانك لعلى خلق عظيم} في الاذهان، حيث سنجد هناك استثناءات لها, ومن المرفوض طبعا ان نقول بأن هذه الاية عامة قد يداخلها خصوص حيث ان صفة الخلق العظيم قد تنزع عن الرسول في بعض الاحيان. اما بالنسبة للمحور الثاني وهو الاسوة ا لحسنة فان الرسول صلى الله عليه وسلم - وبناء على هذه الاحاديث - لا يكون اسوة حسنة بالمعنى الكامل والشامل على الصعيد الاخلاقي بل هناك استثناءات يجب علينا ان نلحظها ولا نتشبه بالرسول وافعاله فيها، وهذا الكلام بالطبع مرفوض جملة وتفصيلا. اننا نستطيع ان نفهم خصوصية الرسول صلى الله عليه وسلم في قضايا عديدة كتعدّد زوجاته مثلا, ولكن هذه القضايا الخاصة لا تمسّ ولا بأي حال من الاحوال المحاور الرئيسية في شخصه من توحيد وعدل ورحمة وخلق
(يُتْبَعُ)
(/)
و .....
هذا بالنسبة للقرآن الكريم, اما بالنسبة للسنة النبوية الشريف فسنكتفي بمحورين ايضا:
الاول: ان السنة النبوية هي شارحة للقرآن الكريم ومبيّنة له: وبهذا المعنى لا تستقيم الاحاديث المذكورة في صحيح مسلم بشكل عام مع السنة النبوية في هذا الاطار, اما ما ورد في صحيح ابن حبان فانه ينسجم انسجاما واضحا.
الثاني: لقد جاءت احاديث كثيرة تنهى عن اللعن والسب والشتم وان كثرة هذه الاحاديث وما تضمنته من تحذير ووعيد تبعد ان يكون الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الاسوة لأمته ان يكون قد قام بأي منها.
وبالعودة على الحديث الذي جاء في صحيح ابن حبان والمذكور اعلاه, فاننا نجد ان هذا الحديث لا يناقض محوري الخلق العظيم والاسوة الحسنة التي وصف الله بهما رسوله الكريم. وبناء عليه فاننا نذهب الى القول بأن محاولة التوفيق هنا محاولة بائسة لأنها تأتي على حساب السنة النبوية والمحاور الرئيسية في شخص الرسول الكريم كما عرضها القرآن الكريم.
(نلفت النظر الى انه ورد في صحيح البخاري حديثا مشابها للذي ورد في صحيح ابن حبان يقول: "لا يرمي رجل رجلا بالفسوق ولا يرميه بالكفر الا ارتدت عليه ان لم يكن صاحبه كذلك.")
ثانيا: ما معنى قوله: "وأغضب كما يغضب البشر"؟
حيث ان الاشكال هنا هو هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يغضب على غير مقتضى الشرع كما يوحي الحديث؟
هنا يضع المارزي الذي ينقل عنه ابن حجر احتمالين:
الاول: ان الرسول خيّر بين الدعوة على الجاني ولعنه وسبه او تركه والزجر له بما سوى ذلك فيكون في كلا الحالين موافقا للشرع حيث ان هناك تخيير.
الثاني: ان يكون الغضب قد حمل الرسول على زيادة يسيرة في العقوبة، فيكون هذا الدعاء تعليما لأمته الخوف من تعدي حدود الله.
جاء في فتح الباري: " ثم قال المازري: فإن قيل فما معنى قوله وأغضب كما يغضب البشر؟ فإن هذا يشير إلى أن تلك الدعوة وقعت بحكم سورة الغضب , لا أنها على مقتضى الشرع , فيعود السؤال , فالجواب أنه يحتمل أنه أراد أن دعوته عليه أو سبه أو جلده كان مما خير بين فعله له عقوبة للجاني أو تركه والزجر له بما سوى ذلك , فيكون الغضب لله تعالى بعثه على لعنه أو جلده , ولا يكون ذلك خارجا عن شرعه ... قال: ويحتمل أن يكون ذلك خرج مخرج الإشفاق وتعليم أمته الخوف من تعدى حدود الله , فكأنه أظهر الإشفاق من أن يكون الغضب يحمله على زيادة في عقوبة الجاني لولا الغضب ما وقعت , أو إشفاقا من أن يكون الغضب يحمله على زيادة يسيرة في عقوبة الجاني لولا الغضب ما زادت , ويكون من الصغائر على قول من يجوزها , أو يكون الزجر يحصل بدونها" أ. هـ.
ولنا على هذا الكلام عدة ملاحظات ايضا:
• قال المازري: " ... يحتمل اراد ان دعوته عليه او سبه او جلده كان مما خيّر بين فعله له عقوبة للجاني أو تركه ... " ونعود للسؤال هنا: هل هناك من عقوبة شرعية يكون السبّ احد اركانها؟؟؟؟
• ان القول بأن الرسول قد خيّر في ذلك هو قول ينقصه دليل: فهل هناك من خبر يؤيّد ذلك؟
• هل يصح ان يكون هذا تعليما للأمة؟ هل الرسول هو قدوة لغيره من المسلمين في هذا الامر؟ هل نستطيع ان نكفّر عن سبّنا وشتمنا لللآخرين بالدعاء؟
ثالثا: ويختم المارزي تبريراته باحتمال اخير وهو ان ماورد من اللعن والسب ورد من الرسول صلى الله عليه
وسلم بغير قصد، والى ذلك ذهب القاضي عياض الذي علّل بأن دعاءه صلى الله عليه وسلم امّا انه جاء
على عادة العرب في وصل كلامها كقولهم تربت يمينك, واما ان يكون غضبه صلى الله عليه وسلم قد حمله
على تعجيل العقوبة وترك الصفح. ويبدو ان هذا التعليل الاخير قد لاقى استحسان ابن حجر.
جاء في فتح الباري: ". ويحتمل أن يكون اللعن والسب يقع منه من غير قصد إليه فلا يكون في ذلك كاللعنة الواقعة رغبة إلى الله وطلبا للاستجابة. وأشار عياض إلى ترجيح هذا الاحتمال الأخير فقال: يحتمل أن يكون ما ذكره من سب ودعاء غير مقصود ولا منوي , ولكن جرى على عادة العرب في دعم كلامها وصلة خطابها عند الحرج والتأكيد للعتب لا على نية وقوع ذلك , كقولهم عقري حلقي وتربت يمينك , فأشفق من موافقة أمثالها القدر , فعاهد ربه ورغب إليه أن يجعل ذلك القول رحمة وقربة انتهى. وهذا الاحتمال حسن إلا أنه يرد عليه قوله " جلدته " فإن هذا الجواب لا يتمشى فيه , إذ لا يقع الجلد عن غير
(يُتْبَعُ)
(/)
قصد , وقد ساق الجميع مساقا واحدا إلا إن حمل على الجلدة الواحدة فيتجه. ثم أبدى القاضي احتمالا آخر فقال: كان لا يقول ولا يفعل صلى الله عليه وسلم في حال غضبه إلا الحق , لكن غضبه لله قد يحمله على تعجيل معاقبة مخالفه وترك الإغضاء والصفح , ويؤيده حديث عائشة " ما انتقم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمات الله " وهو في الصحيح. قلت: فعلى هذا فمعنى قوله " ليس لها بأهل " أي من جهة تعين التعجيل"
وتعقيبا على ذلك نقول:
• اذا كان ما وقع من الرسول من الدعاء او اللعن او السب هو مما جرت به عادة العرب من وصل كلامها بلا نية, فعندها يكون الرسول صلى الله عليه وسلم - والعياذ بالله - اما جاهلا بلغة قومه واما مقصّرا بتقرير واستعمال هذا النوع من الصيغ التي تنافي دعوة الاسلام. وهذا التعليل يردّه سياق الاحاديث نفسها حيث ان الاحاديث تعلّل بأن ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم هو من باب الغضب ومن باب بشريّته. ثم انه ان كانت هذه الصيغ تنافي دعوة الاسلام ويذنب من قال بها فلم لم ينبه الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك؟ او على الاقل نتساءل لم استعملها هو نفسه؟؟؟؟ وقد جاء في القرآن الكريم تنبيه على استخدام المفردات احيانا فقد جاء في كتاب اعلام الموقعين عن رب العالمين: قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا رَاعِنا وقولوا أنظرنا} نهاهم سبحانه أن يقولوا هذه الكلمة ـ مع قصدهم بها الخير ـ لئلا يكون قولهم ذريعة إلى التشبة باليهود في أقوالهم وخطابهم؛ فإنهم كانوا يخاطبون بها النبيَّ صلى الله عليه وسلم ويقصدون بها السبَّ، يقصدون فاعلاً من الرعونة، فنهى المسلمون عن قولها؛ سداً لذريعة المشابهة، ولئلا يكون ذلك ذريعة إلى أن يقولها اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم تشبهاً بالمسلمين يقصدون بها غير ما يقصده المسلمون. (ج3 ص109)
• اما عن الاحتمال الاخير والذي لاقى استحسانا من ابن حجر فواضح ان ابن حجر كان يحاول التملّص من اي تفسير للحديث يتنافى مع القاعدة الاساسية عن اكثر المحدّثين وهو ان كل ما ورد عن رسول الله من فعل او قول او تقرير انما هو وحي من الله ولهم في ذلك قوله تعالى: {وما ينطق عن الهوى}. على كلّ حال, حتى هذا التعليل الاخير لا يستقيم مع سنته النبوية الشريفة ولا مع محور الرحمة الذي وصف الله به نبيه الكريم عليه السلام, قال تعالى: {وما ارسلناك الا رحمة للعالمين} ولا مع الوصف الذي وصفه اياه في سورة التوبة: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريض عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم} (التوبة 128)
ان القول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتسرّع في اقامة الحدود (مع التحفّظ على هذه الحدود المزعومة في هذه الاحاديث) لا نجد له سندا في سنته صلى الله عليه وسلم بل على العكس فاننا نجد في السنة ما يخالف هذا الرأي من تؤدة الرسول في اقامة الحدود وتحرّي الشبهات:
.
- فقد جاء في صحيح البخاري: أن أبا هريرة قال أتى رجل من أسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فناداه فقال يا رسول الله إن الأخر قد زنى يعني نفسه فأعرض عنه فتنحى لشق وجهه الذي أعرض قبله فقال يا رسول الله إن الأخر قد زنى فأعرض عنه فتنحى لشق وجهه الذي أعرض قبله فقال له ذلك فأعرض عنه فتنحى له الرابعة فلما شهد على نفسه أربع شهادات دعاه فقال هل بك جنون قال لا فقال النبي صلى الله عليه وسلم اذهبوا به فارجموه وكان قد أحصن أ. هـ.
- وجاء في صحيح البخاري: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما أتى ماعز بن مالك النبي صلى الله عليه وسلم قال له لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت قال لا يا رسول الله قال أنكتها لا يكني قال فعند ذلك أمر برجمه أ. هـ
- وجاء في صحيح مسلم ما نصّه: حدثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه أن ماعز بن مالك الأسلمي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني قد ظلمت نفسي وزنيت وإني أريد أن تطهرني فرده فلما كان من الغد أتاه فقال يا رسول الله إني قد زنيت فرده الثانية فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومه فقال أتعلمون بعقله بأسا تنكرون منه شيئا فقالوا ما نعلمه إلا وفي العقل من صالحينا فيما نرى فأتاه الثالثة فأرسل إليهم أيضا فسأل عنه فأخبروه أنه لا بأس به ولا بعقله فلما كان الرابعة حفر له حفرة ثم أمر به فرجم قال فجاءت الغامدية
(يُتْبَعُ)
(/)
فقالت يا رسول الله إني قد زنيت فطهرني وإنه ردها فلما كان الغد قالت يا رسول الله لم تردني لعلك أن تردني كما رددت ماعزا فوالله إني لحبلى قال إما لا فاذهبي حتى تلدي فلما ولدت أتته بالصبي في خرقة قالت هذا قد ولدته قال اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه فلما فطمته أتته بالصبي في يده كسرة خبز فقالت هذا يا نبي الله قد فطمته وقد أكل الطعام فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين ثم أمر بها فحفر لها إلى صدرها وأمر الناس فرجموها فيقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فتنضح الدم على وجه خالد فسبها فسمع نبي الله صلى الله عليه وسلم سبه إياها فقال مهلا يا خالد فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له ثم أمر بها فصلى عليها ودفنت أ. هـ.
فهذان الحديثان يثبتان ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتأني أيّما تأن في اقامة الحدود ولا يتسرّع في ذلك. يضاف الى ذلك ان ربّ العزّة وصف رسوله الكريم فقال: {بالمؤمنين رؤوف رحيم}.
رابعا: ان الرسول صلى الله عليه وسلم علّل هذا العهد والاشتراط على الله بأنه بشر يغضب كما يغضب البشر
ويرضى كما يرضى البشر. فهل تصح هذه الحجة المذكورة؟ ان الرسول في هذه الاحاديث – المذكورة في صحيح مسلم – ينطلق من بشريته في تعليل لعنه وسبّه وشتمه والدعاء على الآخرين! وهنا نسأل: ايّ واحد من البشر لا يغضب كما يغضب البشر؟ ثم نسأل: ما هي ميزة الرسول كأسوة حسنة ان كان سيتصرف مثلما يتصرف البشر في لحظات ضعفهم؟ ثم لماذا يعيب الرسول صلى الله عليه وسلم على غيره من البشر ان يسبّ ويلعن بل ويتهمه بالتفحّش ان كان الرسول نفسه لا يستطيع ان يملك لسانه او غضبه؟ ثم كيف يوصي الرسول غيره ان يكظم غيظه وغضبه - كما جاء في صحبح البخاري ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال: لا تغضب – في حين ان الرسول نفسه لا يملك ان يكون أسوة حسنة في لجم غضبه؟ قال تعالى: {وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض أعدت للمتقين (133) الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين (134)} (آل عمران) فان كانت سنته شارحة ومبينة للقرآن الكريم فكيف يتفق التعليل المذكور في الحديث مع هذه الايات؟ بل ان التعليل المذكور يذهب الى ان كظم الغيظ الذي ذكرته الآية هو من الصعوبة بمكان ان يلتزم به الرسول فكيف بالناس؟؟ وكان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يتردّد في اتهام الساب او اللاعن بالجاهلية والتفحش ولو فعل ذلك مرة واحدة, فأشدّ العجب انه ذكر عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ما يقرب عشرة احاديث يلعن فيها ويسبّ ويشتم ويدعو على اليتيم:
• جاء في صحيح مسلم ما نصّه: عن عائشة قالت أتى النبي صلى الله عليه وسلم أناس من اليهود فقالوا السام عليك يا أبا القاسم قال وعليكم قالت عائشة قلت بل عليكم السام والذام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة لا تكوني فاحشة فقالت ما سمعت ما قالوا فقال أوليس قد رددت عليهم الذي قالوا قلت وعليكم حدثناه إسحق بن إبراهيم أخبرنا يعلى بن عبيد حدثنا الأعمش بهذا الإسناد غير أنه قال ففطنت بهم عائشة فسبتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مه يا عائشة فإن الله لا يحب الفحش والتفحش وزاد فأنزل الله عز وجل وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله إلى آخر الآية
• الرسول صلى الله عليه وسلم يصف ابا ذر بأنه امروء فيه جاهلية لفعله اقل من ذلك, جاء في صحيح مسلم: عن المعرور بن سويد قال مررنا بأبي ذر بالربذة وعليه برد وعلى غلامه مثله فقلنا يا أبا ذر لو جمعت بينهما كانت حلة فقال إنه كان بيني وبين رجل من إخواني كلام وكانت أمه أعجمية فعيرته بأمه فشكاني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلقيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية قلت يا رسول الله من سب الرجال سبوا أباه وأمه قال يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فأطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
• الرسول صلى الله عليه وسلم ينهى خالدا رضي الله عنه عن سبّ اصحابه غير ان الرسول في الحديث اعلاه هو الذي يسبّهم: عن أبي سعيد قال كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف شيء فسبه خالد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا أحدا من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه
• ثم ان الحجة التي احتج بها الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث امام ربه "انما انا بشر" الا تنطبق على عائشة وابي ذر وخالد بن الوليد رضي الله عنهم اجمعين؟؟؟!!!!
خامسا: قال تعالى: { ... ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا
رحيما} الآية تحمّل الرسول مسؤولية الاستغفار لمن ظلم نفسه, واذا ما قارنا هذه الآية بالحديث الاول المذكور هنا في صحيح مسلم نجد ان الرسول يتحول من مصدر للاستغفار المعين للمسلمين على التخلص من ذنوبهم والمذكّر لهم بحدود الله {فذّكر} الى مصدر للعن والسبّ والدعاء.
سادسا: ثم ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان عطوفا على المنافقين وكان لا ينفك يستغفر لهم الله وهم الذين في
الدرك الاسفل من النار فما بال هذا الحديث يتوعد من عصى او أثم ان يلعن ويسب من قبل الرسول المبعوث رحمة للعالمين وقد قال تعالى: {استغفر لهم او لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين} القرآن الكريم يوضّح اشفاق الرسول على المنافقين الذين كفروا بالله ورسوله ثم تراه واقفا يستغفر لهم فنتساءل عن الذنب الذي قد يقع فيه المسلم او المؤمن الذي هو اشد من الكفر بالله ورسوله والذي يستدعي من الرسول صلى الله عليه وسلم الدعاء فيه واللعن والسب. فرغم ما كان يلقى الرسول من أذى من المشركين والكفار كان يدعو لهم بالهداية, والايات القرآنية والروايات التي تتحدث عن هذا الموضوع كثيرة جدا, فان كان هذا حاله مع المشركين, أفيجوز عليه صلى الله عليه وسلم ان يكون اقسى على المسلمين والمؤمنين وقد قال تعالى عنه: {بالمؤمنين رؤوف رحيم}
سابعا: قال تعالى: {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين * فان عصوك فقل اني بريء مما تعملون * وتوكل
على العزيز الرحيم} الآية توضّح للرسول صلى الله عليه وسلم المسلك الذي يجب ان يتبعه في حال عصيان المسلمين له. فهل يجوز للرسول ان يتجاوز هذا النص الى اللعن والسب والشتم والدعاء؟
ثامنا: الرسول يمثّل القمة العليا في الاخلاق على الصعيد الانساني, ولا يمكن لاي انسان ان يتجاوز هذه المرتبة
التي منحه اياها رب العزة: قال تعالى: {وانك لعلى خلق عظيم}. جاء في تفسير الرازي: " وفيه دقيقة أخرى وهي قوله: {لعلى خلق عظيم} وكلمة على للاستعلاء، فدل اللفظ على أنه مستعمل على هذه الأخلاق ومستول عليها، وأنه بالنسبة إلى هذه الأخلاق الجميلة كالمولى بالنسبة إلى العبد وكالأمير بالنسبة إلى المأمور." (تفسير الرازي ج30 ص599)
وهذا القول وان كان يعتبر من البداهة بمكان في اذهان المسلمين الا انه على صعيد التعامل مع المرويات هو عرضة للتأويل والتحوير والاستثناء الامر الذي يميّع المفهوم الواضح الذي جاءت به هذه الاية لحساب المروي. فقد جاء في الصحاح ان النبي صلى الله عليه وسلم كان احيانا يلعن المسلمين. فقام المحدّثون باثبات هذه المرويات ثم لجأوا الى التبرير والتأويل والتخصيص وما الى ذلك. وفي الجانب الاخر نرى انه روي عن بعض الصحابة والتابعين انهم ما لعنوا احدا قط. جاء في الطبقات الكبرى: عن عبيد الله بن هوذة القزيعي قال حدثني رجل من بلهجيم عن جرموز الهجيمي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال عم تنهاني فقال أنهاك ألا تكون لعانا فما لعن شيئا حتى مات. (ج7 ص79) وجاء في شعب الايمان: وقال سالم وما سمعت ابن عمر لعن شيئا قط (ج4 ص295) وجاء في الطبقات الكبرى: عن المستمر بن الريان قال رأيت أبا الجوزاء الربعي يصفر لحيته قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا يحيى بن عمرو بن مالك النكري قال سمعت أبي يحدث أن أبا الجوزاء لم يلعن شيئا قط ولم يأكل شيئا لعن قط قال حتى إن كان ليرشو الخادم في الشهر الدرهم والدرهمين حتى لا تلعن الطعام إذا أصابها حر التنور (ج7ص223). اذا, على الصعيد النظري, لن يجروء احد ان يشكّك في القول
(يُتْبَعُ)
(/)
ان الرسول صلى الله عليه وسلم هو قدوة البشرية على الصعيد الاخلاقي, اما على صعيد الروايات فان سنجد هذا القول معرّض لمفارقات خطيرة حيث ينقل عن الصحابة والتابعين حذرا اكبر في لعنهم للناس بينما سنجد ان الرسول كان اقلّ حذرا.
تاسعا: جاء في صحيح مسلم بشرح النووي وهو يعلّق على ما جاء من الرسول صلى الله عليه وسلم من اللعن
وغيره: "وانما كان يقع هذا منه في النادر والشاذ من الازمان" أ. هـ. غير ان نظرة متفصحة لما ورد في كتب الصحاح والسنن تبيّن لنا ان هناك مواضع عديدة, وهي ليست بالنادرة, صّورت الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه كان يلعن ويسب بل واحيانا يقرّ على السب, وفي بعض الروايات يأمر بالسب:
1 - عن معاذ بن جبل أخبره قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك فكان يجمع الصلاة فصلى الظهر والعصر جميعا والمغرب والعشاء جميعا حتى إذا كان يوما أخر الصلاة ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعا ثم دخل ثم خرج بعد ذلك فصلى المغرب والعشاء جميعا ثم قال إنكم ستأتون غدا إن شاء الله عين تبوك وإنكم لن تأتوها حتى يضحي النهار فمن جاءها منكم فلا يمس من مائها شيئا حتى آتي فجئناها وقد سبقنا إليها رجلان والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء قال فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم هل مسستما من مائها شيئا قالا نعم فسبهما النبي صلى الله عليه وسلم وقال لهما ما شاء الله أن يقول قال ثم غرفوا بأيديهم من العين قليلا قليلا حتى اجتمع في شيء قال وغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه يديه ووجهه ثم أعاده فيها فجرت العين بماء منهمر أو قال غزير شك أبو علي أيهما قال حتى استقى الناس ثم قال يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا قد ملئ جنانا (مسلم)
2 - عن عائشة رضي الله عنها أن نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كن حزبين فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة والحزب الآخر أم سلمة وسائر نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان المسلمون قد علموا حب رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرها حتى إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة بعث صاحب الهدية بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة فكلم حزب أم سلمة فقلن لها كلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلم الناس فيقول من أراد أن يهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية فليهده إليه حيث كان من بيوت نسائه فكلمته أم سلمة بما قلن فلم يقل لها شيئا فسألنها فقالت ما قال لي شيئا فقلن لها فكلميه قالت فكلمته حين دار إليها أيضا فلم يقل لها شيئا فسألنها فقالت ما قال لي شيئا فقلن لها كلميه حتى يكلمك فدار إليها فكلمته فقال لها لا تؤذيني في عائشة فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة قالت فقالت أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله ثم إنهن دعون فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت أبي بكر فكلمته فقال يا بنية ألا تحبين ما أحب قالت بلى فرجعت إليهن فأخبرتهن فقلن ارجعي إليه فأبت أن ترجع فأرسلن زينب بنت جحش فأتته فأغلظت وقالت إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت ابن أبي قحافة فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة وهي قاعدة فسبتها حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لينظر إلى عائشة هل تكلم قال فتكلمت عائشة ترد على زينب حتى أسكتتها قالت فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى عائشة وقال إنها بنت أبي بكر قال البخاري الكلام الأخير قصة فاطمة يذكر عن هشام بن عروة عن رجل عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن وقال أبو مروان عن هشام عن عروة كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وعن هشام عن رجل من قريش ورجل من الموالي عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قالت عائشة كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنت فاطمة (البخاري – الرسول يقرّ على السبّ من احد امهات المؤمنين؟؟!!!)
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - عن عائشة قالت اجتمعن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فأرسلن فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلن لها قولي له إن نساءك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة قالت فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو مع عائشة في مرطها فقالت له إن نساءك أرسلنني إليك وهن ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أتحبيني قالت نعم قال فأحبيها فرجعت إليهن فأخبرتهن ما قال لها فقلن إنك لم تصنعي شيئا فارجعي إليه فقالت والله لا أرجع إليه فيها أبدا قال الزهري وكانت ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا فأرسلن زينب بنت جحش قالت عائشة هي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت إن أزواجك أرسلنني إليك وهن ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة قالت ثم أقبلت علي تشتمني فجعلت أراقب النبي صلى الله عليه وسلم وأنظر إلى طرفه هل يأذن لي في أن أنتصر منها فلم يتكلم قالت فشتمتني حتى ظننت أنه لا يكره أن أنتصر منها فاستقبلتها فلم ألبث أن أفحمتها قالت فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم إنها ابنة أبي بكر قالت عائشة ولم أر امرأة خيرا منها وأكثر صدقة وأوصل للرحم وأبذل لنفسها في كل شيء يتقرب به إلى الله عز وجل من زينب ما عدا سورة من غرب حد كان فيها توشك منها الفيئة (مسند احمد)
4 - عن ابن عون قال كنت أسأل عن الانتصار ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل فحدثني علي بن زيد بن جدعان عن أم محمد امرأة أبيه قال ابن عون وزعموا أنها كانت تدخل على أم المؤمنين قالت قالت أم المؤمنين دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندنا زينب بنت جحش فجعل يصنع شيئا بيده فقلت بيده حتى فطنته لها فأمسك وأقبلت زينب تقحم لعائشة رضي الله عنها فنهاها فأبت أن تنتهي فقال لعائشة سبيها فسبتها فغلبتها (؟؟؟؟!!!!!) فانطلقت زينب إلى علي رضي الله عنه فقالت إن عائشة رضي الله عنها وقعت بكم وفعلت فجاءت فاطمة فقال لها إنها حبة أبيك ورب الكعبة فانصرفت فقالت لهم أني قلت له كذا وكذا فقال لي كذا وكذا قال وجاء علي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمه في ذلك (سنن ابي داود) (الرسول يأمر بالسب)
5 - عن عائشة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان فكلماه بشيء لا أدري ما هو فأغضباه فلعنهما وسبهما فلما خرجا قلت يا رسول الله من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان قال وما ذاك قالت قلت لعنتهما وسببتهما قال أو ما علمت ما شارطت عليه ربي قلت اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية ح و حدثناه علي بن حجر السعدي وإسحق بن إبراهيم وعلي بن خشرم جميعا عن عيسى بن يونس كلاهما عن الأعمش بهذا الإسناد نحو حديث جرير و قال في حديث عيسى فخلوا به فسبهما ولعنهما وأخرجهما (مسلم)
6 - حدثنا عارم حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه حدثنا السميط عن أبي السوار حدثه أبو السوار عن خاله قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأناس يتبعونه فأتبعته معهم قال ففجئني القوم يسعون قال وأبقى القوم قال فأتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربني ضربة إما بعسيب أو قضيب أو سواك وشيء كان معه قال فوالله ما أوجعني قال فبت بليلة قال أو قلت ما ضربني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا لشيء علمه الله في قال وحدثتني نفسي أن آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبحت قال فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنك راع لا تكسرن قرون رعيتك قال فلما صلينا الغداة أو قال صبحنا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إن أناسا يتبعوني وإني لا يعجبني أن يتبعوني (؟؟؟؟!!!!) اللهم فمن ضربت أو سببت فاجعلها له كفارة وأجرا أو قال مغفرة ورحمة أو كما قال (مسند احمد)
7 - عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل عليكم رجل ينظر بعين شيطان أو بعيني شيطان قال فدخل رجل أزرق فقال يا محمد علام سببتني أو شتمتني أو نحو هذا قال وجعل يحلف قال فنزلت هذه الآية في المجادلة ويحلفون على الكذب وهم يعلمون والآية الأخرى (مسند احمد)
(يُتْبَعُ)
(/)
8 - عن عروة بن الزبير ان عائشة قالت ثم ان أمداد العرب كثروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى غموه وقام إليه المهاجرون يفرجون عنه حتى قام على عتبة عائشة فرهقوه فاسلم رداءه في أيديهم ووثب على العتبة فدخل وقال اللهم العنهم فقالت عائشة يا رسول الله هلك القوم فقال كلا والله يا بنت أبي بكر لقد اشترطت على ربي عز وجل شرطا لا خلف له فقلت إنما انا بشر أضيق كما يضيق به البشر فأي المؤمنين بدرت إليه مني بادرة فاجعلها له كفارة (مسند احمد)
9 - اخرج احمد, عن انس بن مالك ان رسول الله دفع الى حفصة بنت عمر رجلا فقال لها: احتفظي به. فغفلت حفصة عنه, ومضى الرجل, فدخل رسول الله فقال: يا حفصة ما فعل الرجل؟ قالت غفلت يا رسول الله فخرج, فقال رسول الله: "قطع الله يدك" فرفعت يدها هكذا، فدخل رسول الله, فقال: "ما لك يا حفصة؟ " قالت: يا رسول الله قلت قبل كذا وكذا. فقال:"ضعي يدك فاني سألت الله عز وجل أيما انسان من امتي دعوت الله عليه ان يجعلها له مغفرة" واخرج نحوه عن عائشة رضي الله عنها. (البيان والتعريف ج1 ص72)
10 - حدثنا يحيى عن ابن أبى ذئب قال حدثني محمد بن عمرو بن عطاء عن ذكوان مولى عائشة عن عائشة قالت دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم بأسير فلهوت عنه فذهب فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما فعل الأسير قالت لهوت عنه مع النسوة فخرج فقال ما لك قطع الله يدك أو يديك فخرج فآذن به الناس فطلبوه فجاءوا به فدخل علي وأنا أقلب يدي فقال ما لك أجننت قلت دعوت علي فأنا أقلب يدي أنظر أيهما يقطعان فحمد الله وأثنى عليه ورفع يديه مدا وقال اللهم إني بشر أغضب كما يغضب البشر فأيما مؤمن أو مؤمنة دعوت عليه فاجعله له زكاة وطهورا (مسند احمد)
11 - حدثنا يحيى عن ابن عجلان قال حدثنا سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة أن رجلا شتم أبا بكر والنبي صلى الله عليه وسلم جالس فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب ويتبسم فلما أكثر رد عليه بعض قوله فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقام فلحقه أبو بكر فقال يا رسول الله كان يشتمني وأنت جالس فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت قال إنه كان معك ملك يرد عنك فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان فلم أكن لأقعد مع الشيطان ثم قال يا أبا بكر ثلاث كلهن حق ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها لله عز وجل إلا أعز الله بها نصره وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا زاده الله بها كثرة وما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله عز وجل بها قلة (مسند احمد وجاء في مجمع الزوائد ج8 ص190 ما نصه: رواه احمد والطبراني في الاوسط بنحوه ورجال احمد رجال الصحيح) (الرسول يقرّ الساب على ما يفعل ويقوم دون ان يتوجّه اليه بكلمة)
12 - عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مر بامرأة مجح على باب فسطاط فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعله يريد أن يلم بها فقالوا نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد هممت أن ألعنه لعنا يدخل معه قبره كيف يورثه وهو لا يحل له كيف يستخدمه وهو لا يحل له (مسند احمد)
ورغم الملاحظات الكثيرة التي تعجّ بها الاحاديث اعلاه (من اقرار الرسول بالسب الى صدور اللعن منه الى امر الرسول بالسب الى عدم رضى الرسول عمّن يتبعه الى دفع أسير الى احد زوجاته مرة عائشة واخرى حفصة واخرى سودة كما ورد في كتاب طبقات المحدثين بأصبهان ج3 ص274 – على حدّ زعم الروايات ... الخ) الا ان ما يثير الاهتمام هنا هو: هل نستطيع ان نرسم صورة واضحة للرسول عليه الصلاة والسلام اذا اضفنا هذه الروايات الى سنته الكريمة؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!
2 - ان الرسول في هذا العهد شارط على ربه واشترط عليه (صحيح مسلم – الحديث الاول والسابع والثامن)
لم يورد ايّ من كتب الشروح تعليقا على هذه الالفاظ: (اني اشترطت على ربي) , (شرطي على ربي اني اشترطت على ربي) , و (او ما علمت ما شارطت ربي عليه).
وهذه الالفاظ والصيغ تثير عدة تساؤلات:
• هل يصحّ لأي انسان كان ان يشترط على الله؟ ألا يخلّ هذا بأدب النبوّة وأدب العقيدة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
• ماذا كان المقابل لهذا الشرط من قبل الرسول؟ هل كان المقابل ان يقبل الرسول بالنبوة؟ واذا كان الامر كذلك, فمتى حصل هذا الاشتراط؟ هل كان عند بداية الدعوة في مكة التي كان يدعو فيها بالهداية للمشركين ويقول له القرآن الكريم {فلا تذهب نفسك عليهم حسرات} ويقول له ايضا في ثلاث آيات {ولا تحزن عليهم}؟ ام ان هذا الاشتراط وقع في المدينة حيث لم يستطع الرسول ان يتحمّل من المسلمين والمؤمنين ما تحمّله من كفّار قريش؟
• هل نستطيع ان نخرج من هذه الاحاديث بحكم فقهي مفاده: ان الرسل تستطيع ان تشرط لأنفسها على الله حتى تقبل تبليغ رسالته او مقابل اي شيء آخر؟
• جاء في صحيح مسلم: "من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فليس له وان شرط مائة مرة شرط الله أحق وأوثق". وجاء في صحيح البخاري: " ما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فهو باطل شرط الله أحق وأوثق". فهل يتوافق الشرط الذي شرطه الرسول مع كتاب الله؟ لا ريب ان الحلّ - حسب منهجية التوفيق بين الاحاديث المعتمدة من قبل المحدّثين – بسيط جدا مفاده ان الرسول يستطيع ان يشرط ما يشاء حيث انه يوحى اليه! ولكن لننظر الى هذه الاحاديث من زاوية اخرى: فان هذه الاحاديث تمثّل استثناءات منقطعة النظير:
- فعلى الصعيد الاخلاقي فيما يخصّ الرسول تمثّل هذه الاحاديث استثناء
- وعلى صعيد ان يكون الرسول اسوة حسنة تمثّل هذه الاحاديث استثناء ايضا
- وعلى صعيد ان يشترط الانسان شرطا ليس في كتاب تمثل هذه الاحاديث استثناء أيضا
- وعلى صعيد ان يكون الرسول رحمة للناس, تمثّل هذه الاحاديث استثناء أيضا
- وعلى صعيد ان يكون الرسول مبينا وشارحا لكتاب الله, تمثّل هذه الاحاديث استثناء أيضا
- وعلى صعيد الاحسان لليتيم, تمثّل هذه الاحاديث استثناء أيضا حيث لا يمكن ان نتخذ الرسول مثالا للتعامل مع اليتيم حيث ان قد دعا على يتيمة في الحديث الثامن – صحيح مسلم.
3 - ورد ايضا في الحديث الثامن في صحيح البخاري ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد دعا على يتيمة ام سليم, فأجاب الرسول صلى الله عليه وسلم بذكر الشرط الذي شرطه على ربه.
وحول هذا الحديث بالذات هناك عدة ملاحظات:
• ما يثير العجب في هذا الحديث هو: لم دعا الرسول صلى الله عليه وسلم على اليتيمة؟ وان كان الرسول قد طلب من ربه ان يتجاوز عن لعناته ودعائه وسبّه بسبب غضبه, فالحديث هنا لا يظهر ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان غاضبا. اننا لا نرى في هذا الحديث ايّ مبرّر لأن يفعل الرسول ما فعل, بل ان الحديث يسوق الذهن الى الاعتقاد بان الرسول – والعياذ بالله – قد استغل هذا العهد المزعوم (الذي بينه وبين الله) فدعا على يتيمة ام سليم بدون مناسبة. وهذا ليس الحديث الوحيد الذي يدعو الى التفكير بهذه الطريقة, فقد ورد في مسند الامام احمد:
"عن أبي السوار حدثه أبو السوار عن خاله قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأناس يتبعونه فأتبعته معهم قال ففجئني القوم يسعون قال وأبقى القوم قال فأتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربني ضربة إما بعسيب أو قضيب أو سواك وشيء كان معه قال فوالله ما أوجعني قال فبت بليلة قال أو قلت ما ضربني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا لشيء علمه الله في قال وحدثتني نفسي أن آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبحت قال فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنك راع لا تكسرن قرون رعيتك قال فلما صلينا الغداة أو قال صبحنا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إن أناسا يتبعوني وإني لا يعجبني أن يتبعوني اللهم فمن ضربت أو سببت فاجعلها له كفارة وأجرا أو قال مغفرة ورحمة أو كما قال" (وجاء في مجمع الزوائد: رواه احمد ورجاله رجال الصحيح ج9 ص407)
• أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيّه فقال: {وأما اليتيم فلا تقهر} , فهل نسخ فعل الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الاية؟! وان كانت افعال الرسول واقواله وتقريراته شارحة ومبيّنة للقرآن, فأين نضع هذا الحديث من الاية الكريمة؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
• ورد هذا الحديث في صحيح مسلم وصحيح ابن حبان بنفس السند, وورد فيه عكرمة بن عمار الذي ضعفه البخاري فقال: "وقال البخاري لم يكن له كتاب فاضطرب حديثه" (ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج5 ص113) وقال احمد بن حنبل عنه: "ضعيف الحديث" (المصدر السابق) وقال ابن معين: "كان اميا حافظا" (المصدر السابق) وقال ابو حاتم: "صدوق ربما يهم" (المصدر السابق) , وورد اسم عكرمة بن عمار مع اسماء المدلسين في عدة كتب منها (التبيين لأسماء المدلسين ج1 ص152) و (جامع التحصيل ج1 ص108) و (طبقات المدلسين ج1 ص42) و "قال البيهقي: اختلط في آخر عمره وساء حفظه فروى ما لم يتابع عليه" (الكواكب النيرات ج1 ص65). ولا نرمي مما اوردناه ان ننقد السند, او ان ندخل الى قبر الامام مسلم لنناقشه في عدالة هذا الراوي؛ ما نريد ان نقوله ان هذا الحديث فيه ما فيه من الشبهات والتشويه بسيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام, فكيف اذا اضفنا الى ذلك ان من انفرد بروايته لم يلق قبولا عند الامة وخصوصا عند احد كبار المحدثين وصاحب احد اوثق الصحاح وهو البخاري؟ اننا نريد فقط ان نضيف هذه الشبهات حول احد رواة هذا الحديث الى ما اسلفنا حتى نزيد الامر وضوحا من ان هذا الضعف الجليّ في المتن واكبه شبهات ايضا على صعيد السند: فنكون بذلك امام احدى خيارين: اما القبول بهذه الاحاديث على حساب سيرة الرسول عليه السلام وسنته وما وصفه القرآن الكريم به من خلق عظيم ورحمة ورأفة, واما ان نرفضها ونرضى بما وصف الله به نبيّه ولا ننسب الى النبي ما قد يكون افتراء وظلما وتعدّ عليه نحاسب عليه يوم القيامة.
ثم ان القول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد دعا على يتيمة هو اتهام للرسول صلى الله عليه وسلم, فهل يعقل ان ينقل هذا الاتهام للرسول عن طريق آحاد – بغض النظر عمّا دافع به الرسول صلى الله عليه وسلم عن نفسه؟ ان التهمة في الاحوال العادية تتطلب شاهدين او بالحدّ الادنى شاهد ويمين: أفلا يستحق الرسول صلى الله عليه وسلم ان نبحث له عن شاهد آخر – اي سند آخر- يثبت عليه هذه التهمة الرعناء؟ او على الاقل ان يثبت بطريق صحيح آخر ان أنس بن مالك واسحاق بن عبد الله بن ابي طلحة وعكرمة بن عمار قد اقسموا اليمين جميعا ان الرسول صلى الله عليه وسلم فعل ذلك؟ وهذا الامر ينسحب على كل حديث آخر يتوجه الى الرسول صلى الله عليه وسلم برواية تتهم فيها اخلاقه والعياذ بالله.
جاء في صحيح مسلم بشرح النووي: " ..... وأما قوله صلى الله عليه وسلم لها: (لا كبر سنك) فلم يرد به حقيقة الدعاء , بل هو جار على ما قدمناه في ألفاظ هذا الباب". أ. هـ. ونتساءل ان كان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرد حقيقة الدعاء فلم يبرّر لأم سليم ما كان منه, ولماذا أم سليم تتعجب من دعائه صلى الله عليه وسلم؟! هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم وام سليم جاهلين باللغة العربية وتعابيرها حتى نبرّر لهما ما لم يبررا هم لأنفسهم به؟
• "وجاء عن زيد بن حارثة لما أخذ أسيراً وأهدته خديجة رضي الله عنها لخدمته صلى الله عليه وسلم وجاء أهله بالفداء يفادونه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم: «ادعوه وأخبروه فإن اختاركم فهو لكم بدون فداء، فقال زيد: والله لا أختار على صحبتك أحداً أبداً، فقال له أهله: ويحك أتختار الرق على الحرية؟ فقال: نعم، والله لقد صحبته فلم يقل لي لشيء فعلته لم فعلته قط. ولا لشيء لم أفعله لمَ لمْ تفعله قط» ورجع قومه وبقي هو عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيده وأعلن تبنيه على ما كان معهوداً قبل البعثة." (اضواء البيان في تفسير القرآن ج5 ص428) فهل نصدّق هذه الحادثة المشهورة عن زيد بن حارثة ام نركن الى قصة كهذه التي جاءت في صحيح مسلم والتي تشنّع معاملة الرسول لليتيم؟؟؟ زيد بن حارثة لبث عند رسول الله عليه الصلاة والسلام سنين عديدة فلم يتوجّه اليه الرسول بكلمة او تأنيب, فهل ضاق صدر رسول الله بهذه اليتيمة التي لا حول لها ولا قوة والتي لم يشاهدها منذ فترة بدليل قوله لها: "هيه لقد كبرت"؟؟!!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
• لقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام مشهودا له في الجاهلية بكريم اخلاقه وكان يلقّب بالصادق الامين وكانت الرسالة لم تنزل عليه بعد, فهل ضاقت اخلاقه وسعة صدره بعد ان نزلت عليه الرسالة؟؟!! قالت خديجة رضي الله عنها تصفه بعيد نزول الرسالة عليه: "والله ما يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق". (صحيح البخاري)
وفي نهاية هذا المحور نختم بالتساؤل التالي: اذا كانت الاحاديث الواردة في مقدمة هذا البحث قد ثبت انها افتراء على الرسول, فما هي قصتها؟
لنستعرض اولا الروايات التالية:
1 - عن ابن عباس قال كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواريت خلف باب قال فجاء فحطأني حطأة وقال اذهب وادع لي معاوية قال فجئت فقلت هو يأكل قال ثم قال لي اذهب فادع لي معاوية قال فجئت فقلت هو يأكل فقال لا أشبع الله بطنه قال ابن المثنى قلت لأمية ما حطأني قال قفدني قفدة حدثني إسحق بن منصور أخبرنا النضر بن شميل حدثنا شعبة أخبرنا أبو حمزة سمعت ابن عباس يقولا كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاختبأت منه فذكر بمثله (صحيح مسلم)
2 - قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال اللهم إن عمرو بن العاص هجاني وقد علم أني لست بشاعر فالعنه واهجه عدد ما هجاني فلعنه (تفسير القرطبي ج: 2 ص: 188)
3 - عن الشعبي قال سمعت عبد الله ابن الزبير وهو مستند إلى الكعبة وهو يقول ورب هذه الكعبة لقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلانا وما ولد من صلبه وراه أحمد والبزار والا انه قال لقد لعن الله الحكم وما ولد على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم والطبراني بنحوه وعنده رواية كرواية أحمد ورجال أحمد رجال الصحيح (مجمع الزوائد ج: 5 ص: 241)
4 - حدثنا عبد الله حدثني معاوية عن حاتم بن حريث وغيره من مشيخة الجنة قال لما بايع أهل العراق للحسن بن علي جاء حتى ولى معاوية فرفع عمرو وأبو الأعور عمرو بن سفيان السلمي فلما فرغا قال أنشدك الله يا معاوية أما تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن يوم الأحزاب صاحب مقدمتهم وصاحب ساقتهم وصاحب مجنبتيهم وأين كان عمرو من أولئك وأنشدك يا معاوية أما تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن بنى دعل وذكوان وعمرو بن سفيان وكان علي أبي الأعور اثنتان لعنه ولعن قومه فقال معاوية وأنا أشهد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أيما أحد لعنته في الجاهلية ثم دخل في الإسلام فإن لعنتي عليه صلاة وهي له زكاة (التاريخ الصغير (للبخاري) ج: 1 ص: 98)
5 - حدثنا أبو السائب سلم بن جنادة بن سلم الكوفي حدثنا أحمد بن بشير عن عمر بن حمزة عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد اللهم العن أبا سفيان اللهم العن الحارث بن هشام اللهم العن صفوان بن أمية قال فنزلت ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فتاب الله عليهم فأسلموا فحسن إسلامهم قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب يستغرب من حديث عمر بن حمزة عن سالم عن أبيه وقد رواه الزهري عن سالم عن أبيه لم يعرفه محمد بن إسمعيل من حديث عمر بن حمزة وعرفه من حديث الزهري
6 - وعن أبي مجلز قال قال عمرو والميغرة بن شعبة لمعاوية إن الحسن بن علي رجل عي وإن له كلاما ورأيا وإنا قد علمنا كلامه فنتكلم كلامه فلا يجد كلاما قال لا تفعلوا فأبوا عليه فصعد عمرو المنبر فذكر عليا ووقع فيه ثم صعد المغيرة بن شعبة فحمد الله وأثنىعليه ثم وقع في علي ثم قيل للحسن بن علي اصعد فقال لا أصعد ولا أتكلم حتى تعطوني إن قلت حقا أن تصدقوني وإن قلت باطلا أن تكذبوني فأعطوه فصعد المنبر فحمد الله واثنى عليه فقال أنشدك بالله يا عمرو ويا مغيرة أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعن الله السابق والراكب أحدهما فلان قالا اللهم بلى قال أنشدك بالله يا معاوية ويا مغيرة أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن عمرا بكل قافية قالها لعنة قالا اللهم بلى قال أنشدك بالله يا عمرو ويا معاوية بن أبي سفيان أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن قوم هذا قالا بلى قال الحسن فإني أحمد الله الذي وقعتم فيمن تبرأ من هذا قال وذكر الحديث رواه الطبراني عن شيخه زكريا بن يحيى الساجي قال الذهبي أحد الأثبات ما
(يُتْبَعُ)
(/)
علمت فيه جرحا أصلا وقال ابن القطان مختلف فيه في الحديث وثقه قوم وضعفه آخرون وبقية رجاله رجال الصحيح (مجمع الزوائد ج: 7 ص: 247)
7 - وعن عبدالله بن عثمان بن خيثم قال دخلت على أبي الطفيل عامر بن واثلة فوجدته طيب النفس فقلت يا أبا الطفيل أخبرني عن النفر الذين لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم أن يخبرني فقالت امرأته سودة مه يا أبا الطفيل أما بلغك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم إنما أنا بشر فأيما عبد من المؤمنين دعوت عليه بدعوة فاجعلها له رواه الطبراني في الأوسط واللفظ له وأحمد بنحوه وإسناده حسن (مجمع الزوائد ج8 ص267)
8 - وعن معاوية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم من لعنت في الجاهلية ثم دخل في الإسلام فاجعل ذلك قربة له إليك رواه الطبراني وفيه سليمان بن داود الشاذكوني وهو ضعيف قلت ويأتي حديث حال أبي السوار في مناقبه (مجمع الزوائد ج8 ص267)
9 - حدثنا يحيى بن سعيد عن صدقة بن المثنى حدثني جدي رياح بن الحارث أن المغيرة بن شعبة كان في المسجد الأكبر وعنده أهل الكوفة عن يمينه وعن يساره فجاءه رجل يدعى سعيد بن زيد فحياه المغيرة وأجلسه عند رجليه على السرير فجاء رجل من أهل الكوفة فاستقبل المغيرة فسب وسب فقال من يسب هذا يا مغيرة قال يسب علي بن أبي طالب قال يا مغير بن شعب يا مغير بن شعب ثلاثا ألا أسمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسبون عندك لا تنكر ولا تغير فأنا أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم بما سمعت أذناي ووعاه قلبي من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني لم أكن أروي عنه كذبا يسألني عنه إذا لقيته أنه قال أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعلي في الجنة وعثمان في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن في الجنة وسعد بن مالك في الجنة وتاسع المؤمنين في الجنة لو شئت أن أسميه لسميته قال فضج أهل المسجد يناشدونه يا صاحب رسول الله من التاسع قال ناشدتموني بالله والله العظيم أنا تاسع المؤمنين ورسول الله صلى الله عليه وسلم العاشر ثم أتبع ذلك يمينا قال والله لمشهد شهده رجل يغبر فيه وجهه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمل أحدكم ولو عمر عمر نوح عليه السلام (مسند احمد)
10 - حدثنا محمد بن بشر حدثنا مسعر عن الحجاج مولى بني ثعلبة عن قطبة بن مالك عم زياد بن علاقة قال نال المغيرة بن شعبة من علي فقال زيد بن أرقم قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن سب الموتى فلم تسب عليا وقد مات (مسند احمد)
11 - حدثنا أبو المغيرة حدثنا أبو بكر حدثنا ضمرة بن حبيب بن صهيب عن أبي الدرداء عن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه دعاء وأمره أن يتعاهد به أهله كل يوم قال قل كل يوم حين تصبح لبيك اللهم لبيك وسعديك والخير في يديك ومنك وبك وإليك اللهم ما قلت من قول أو نذرت من نذر أو حلفت من حلف فمشيئتك بين يديه ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن ولا حول ولا قوة إلا بك إنك على كل شيء قدير اللهم وما صليت من صلاة فعلى من صليت وما لعنت من لعنة فعلى من لعنت إنك أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين (مسند احمد)
12 - حدثنا أبو أسامة أخبرني مسعر حدثني عمر بن قيس عن عمرو بن أبي قرة الكندي قال عرض أبي على سلمان أخته فأبى وتزوج مولاة له يقال لها بقيرة قال فبلغ أبا قرة أنه كان بين سلمان وحذيفة شيء فأتاه يطلبه فأخبر أنه في مبقلة له فتوجه إليه فلقيه معه زبيل فيه بقل قد أدخل عصاه في عروة الزبيل وهو على عاتقه قال أبا عبد الله ما كان بينك وبين حذيفة قال يقول سلمان وكان الإنسان عجولا فانطلقا حتى أتيا دار سلمان فدخل سلمان الدار فقال السلام عليكم ثم أذن فإذا نمط موضوع على باب وعند رأسه لبنات وإذا قرطان فقال اجلس على فراش مولاتك الذي تمهد لنفسها قال ثم أنشأ يحدثه قال إن حذيفة كان يحدث بأشياء يقولها رسول الله صلى الله عليه وسلم في غضبه لأقوام فأسأل عنها فأقول حذيفة أعلم بما يقول وأكره أن يكون ضغائن بين أقوام فأتي حذيفة فقيل له إن سلمان لا يصدقك ولا يكذبك بما تقول فجاءني حذيفة فقال يا سلمان ابن أم سلمان قلت يا حذيفة ابن أم حذيفة لتنتهين أو لأكتبن إلى عمر فلما خوفته بعمر تركني وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولد آدم أنا فأيما
(يُتْبَعُ)
(/)
عبد مؤمن لعنته لعنة أو سببته سبة في غير كنهه فاجعلها عليه صلاة (مسند احمد)
13 - حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زائدة بن قدامة الثقفي حدثنا عمر بن قيس الماصر عن عمرو بن أبي قرة قال كان حذيفة بالمدائن فكان يذكر أشياء قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأناس من أصحابه في الغضب فينطلق ناس ممن سمع ذلك من حذيفة فيأتون سلمان فيذكرون له قول حذيفة فيقول سلمان حذيفة أعلم بما يقول فيرجعون إلى حذيفة فيقولون له قد ذكرنا قولك لسلمان فما صدقك ولا كذبك فأتى حذيفة سلمان وهو في مبقلة فقال يا سلمان ما يمنعك أن تصدقني بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سلمان إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغضب فيقول في الغضب لناس من أصحابه ويرضى فيقول في الرضا لناس من أصحابه أما تنتهي حتى تورث رجالا حب رجال ورجالا بغض رجال وحتى توقع اختلافا وفرقة ولقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال أيما رجل من أمتي سببته سبة أو لعنته لعنة في غضبي فإنما أنا من ولد آدم أغضب كما يغضبون وإنما بعثني رحمة للعالمين فاجعلها عليهم صلاة يوم القيامة والله لتنتهين أو لأكتبن إلى عمر (أبو داود)
14 - حدثنا علي بن عاصم قال حصين أخبرنا عن هلال بن يساف عن عبد الله بن ظالم المازني قال لما خرج معاوية من الكوفة استعمل المغيرة بن شعبة قال فأقام خطباء يقعون في علي قال وأنا إلى جنب سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال فغضب فقام فأخذ بيدي فتبعته فقال ألا ترى إلى هذا الرجل الظالم لنفسه الذي يأمر بلعن رجل من أهل الجنة فأشهد على التسعة أنهم في الجنة ولو شهدت على العاشر لم آثم قال قلت وما ذاك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اثبت حراء فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد قال قلت من هم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي والزبير وطلحة وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن مالك قال ثم سكت قال قلت ومن العاشر قال قال أنا (مسند احمد)
15 - أخبرنا عمران بن بكار قال حدثنا علي بن عياش قال حدثني شعيب قال حدثني أبو الزناد مما حدثه عبد الرحمن الأعرج مما ذكر أنه سمع أبا هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال انظروا كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم إنهم يشتمون مذمما ويلعنون مذمما وأنا محمد (النسائي)
ان كتب السير والتاريخ وجزءا لا بأس من الاخبار الموجودة في كتب الصحاح والسنن تكشف النقاب عن معارك حامية تدور بين بني أمية وأشياع علي بن أبي طالب وكان احد الاسلحة المستخدمة هو اللعن. فقد ورد في صحيح مسلم: " عن سهل بن سعد قال استعمل على المدينة رجل من آل مروان قال فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم عليا قال فأبى سهل فقال له أما إذ أبيت فقل لعن الله أبا التراب فقال سهل ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي التراب وإن كان ليفرح إذا دعي بها فقال له أخبرنا عن قصته لم سمي أبا تراب قال جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت فقال أين ابن عمك فقالت كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم يقل عندي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان انظر أين هو فجاء فقال يا رسول الله هو في المسجد راقد فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول قم أبا التراب قم أبا التراب" فقد كان بنو امية – على ما تذكر امثال هذه الرواية – يأمرون بلعن علي بن ابي طالب على المنابر. و جاء في كتاب الكامل في التاريخ لابن الاثير الجزء الثالث ص 337: " في هذه السنة قتل حجر بن عدي وأصحابه، وسبب ذلك أن معاوية استعمل المغيرة بن شعبة على الكوفة سنة إحدى وأربعين فلما أقره عليها دعاه وقال له: أما بعد فإن لذي الحلم قبل اليوم [ما] تقرع العصا وقد يجزي عنك الحكيم بغير التعليم، وقد أردت إيصاءك بأشياء كثيرة أنا تاركها اعتمادا على بصرك ولست تاركا إيصاءك بخصلة: لا تترك شتم علي وذقه، والترحم على عثمان، والاستغفار له، والعيب لأصحاب علي، والاقصاء لهم، والإطراء بشيعة عثمان، والإدناء لهم. فقال له المغيرة: قد جربت وجربت وعملت قبلك لغيرك فلم يذممني، وستبلو فتحمد أو تذم. فقال: بل نحمد إن شاء الله. فأقام المغيرة عاملا على الكوفة وهو أحسن شيء سيرة
(يُتْبَعُ)
(/)
غير أنه لا يدع شتم علي والوقوع فيه والدعاء لعثمان والاستغفار له، فإذا سمع ذلك حجر بن عدي قال: بل إياكم ذم الله ولعن."
وليس غرضنا هنا ان نذكر التاريخ لنحاكمه وانما لنقف على الظروف الموضوعية التي أدت الى الافتراء على الرسول صلى الله عليه وسلم. وسواء كان الكلام المسطور في كتب التاريخ قد نطق به معاوية ام لا، فان المؤكد ان هذا الكلام كان ناطقا باسم شريحة معينة من المجتمع ولولا وجود هذه الشريحة لما وجد هذا الكلام. ان الكلام في فتنة عليّ ومعاوية هي مهمة لنا بقدر ما تضفي اضاءات على الظروف الموضوعية التي أدت الى تحريف احاديث الرسول واختلاق الكثير على لسانه, والقرآن الكريم يبرّئه, ومن أصدق من الله حديثا؟؟؟
نكمل فنقول, ان هذا العداء الذي ضجت به كتب الحديث والتاريخ لا ريب انه ايقظ في نفوس الفريقين وخصوصا في فريق اشياع علي بن ابي طالب رضي الله عنه جميع اقوال الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يخص بني امية اثناء حربهم الطويلة ضد الرسول حتى فتح مكة. ان دور ابي سفيان في محاربة المسلمين لا يخفى فهو قاد حملة الاحزاب ضد الرسول في المدينة وورد ايضا ان ابا سفيان حاول اغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يخفى من قريب او بعيد ان ابا سفيان كان يترأس حملة الحرب ضد الرسالة الاسلامية حتى فتح مكة ... واننا اذ لا نستبعد ان يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد تكلم بشيء في حق بني امية أثناء حربهم الضروس ضده في جاهليتهم, الا اننا لا نستبعد ايضا ان يكون هناك افتراءات اضيفت للرسول ضد بني امية. واذا الاحظنا الاحاديث اعلاه مثلا نجد ان الاحاديث رقم 1 و2 و3 و4 و5 موجهة ضد بني امية. وللوقوف امام هذه الاحاديث – والتي لا نريد ان نقف على مدى صحتها الان - اختلقت الفئة المقابلة الاحاديث الواردة في بداية هذا المحور والتي تحوّل اللعنات الى بركات ورحمة وصلوات وقربى, ولعل الحديث الرابع والذي يذكر فيه معاوية: "وأنا أشهد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أيما أحد لعنته في الجاهلية ثم دخل في الإسلام فإن لعنتي عليه صلاة وهي له زكاة" تبين الهدف الذي من اجله وضعت هذه الاحاديث كلها, وهي ان تتحول اللعنات التي اطلقها الرسول على كل من حاربه "في الجاهلية" الى صلاة وزكاة. ويبدو ان هذه الصيغة لم تكن كافية فكان لا بد من تقويتها بممارسة نوع من الارهاب الفكري وذلك بزيادة تخرج هذا الحديث الى حدّ يكون فيه خصوصية للرسول فجاء في الاحاديث الواردة في مقدمة البحث الفاظ غاية في الصرامة: "شارطت ربي", "اللهم اني اتخذ عندك عهدا لن تخلفنيه"، "اشترطت على ربي" ... والعجيب ان كتب الشروح حسبما توفر لنا من مصادر لم تقف عند هذه العبارات ولو باشارة او تعليل وكيف ان الرسول او اي كائن يستطيع ان يشترط على الله – والعباذ بالله. وليس الاشتراط هو الصيغة الوحيدة التي لجأوا اليها فنقرآ في مسند الامام احمد 24696: عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه يدعو حتى إني لأسأم له مما يرفعهما يدعو اللهم فإنما أنا بشر فلا تعذبني بشتم رجل شتمته أو آذيته. ويبدو ان الحديث رقم 11 جاء في سياق الردّ على هذه الاحاديث: " وما لعنت من لعنة فعلى من لعنت" حيث يؤكّد هذا الحديث على ان اللعنة التي بدرت من رسول الله عليه الصلاة والسلام هي لعنة لا رجوع عنها الى يوم الدين.
ان الاحاديث رقم 4 و12 و13 تشير بشكل واضح الى كيفية استعمال احاديث الاشتراط والعهد حيث كان المطلوب منها ان تكفّ السنة الناس عن استخدام اي قول للرسول في الحرب الدائرة بين عليّ وبني أميّة. وقد يعلّق البعض على صحة الاحاديث الواردة في هذا القسم الاخير, الا اننا نقول انه لا يعنينا هنا ان نثبت صحة هذه الاحاديث الى قائليها, لأن ما يهمنا اكثر هو ان هذه الاحاديث كانت تنطق بلسان الحال الاجتماعي والسياسي الذي لا سبيل الى انكاره: ان احدا لا يستطيع ان ينكر ان هناك معركة وقعت بين عليّ ومعاوية, كما ان احدا لا يستطيع ان ينكر ان بني امية خاضوا حربا في جاهليتهم ضد رسول الله حتى فتح مكة, كما ان احدا من المسلمين لا يستطيع ان ينكر ما اثبته الله لرسوله من الخلق العظيم ... . اننا نستعين بكل هذه العناوين العريضة الغير قابلة للشك او الجدل في اذهان المسلمين لنقول ما نحن بصدد قوله ونحلّل كل هذه الروايات المنسوبة الى الرسول الكريم.
نكمل فنقول: ان كل هذه الاحاديث التي ذكرت ان الرسول كان يلعن ويسبّ أريد لها ان تصبّ في:"فأيما مؤمن لعنته ....... " لذا جاءت هذه الاحاديث مترهلة غير متماسكة لا مع ذاتها ولا مع القرآن الكريم, كما جاءت صيغ العهد فظة غليظة لا تليق بمقام النبوة في دعائها لله عز وجل, كل ذلك يعبّر عن حاجة ملحة في ان يصدق الناس هذا القول, فجاءت مرة بصبغة الشرط وجاءت اخرى بصيغة العهد المؤكّد بعدم الاخلاف.
توضيح اخير:
ما اصبو اليه في هذه السلسلة هو الوقوف على دراسة موضوعية منهجية للحديث النبوي, محاولا تأصيل سنة النبي صلى الله عليه وسلم ... وارجو من القارىء الكريم ان يعلم ان ردّ حديث او اثنين او مئة ليس معناه ردّ سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم, فهناك فرق شاسع بين الحديث والسنة, وسوف اقوم بتفصيل ذلك في ابحاث قادمة باذن الله ... كل ما تحتويه سلسلة آية وحديث هو محاولة توفيقية بين الاحاديث والقرآن الكريم من جهة, وبين الاحاديث وظروفها الموضوعية من جهة اخرى ... ولو كنت ممن ينكرون السنة النبوية لما كنت امضي ساعات طوال بين كتب الحديث أفتّش فيها وأقلب ما جاء من آراء ووجهات نظر ..
لذا أرجو ممن يرى ان هناك ما قد غضضت الطرف عنه او اسرفت فيه الا يبخل بالنصيحة, كما ارجو ممن يجد ان هناك أسئلة قد أسأت في الاجابة عنها في البحث ان ينبّه اليها دون اللجوء الى تحويل الابحاث عن مسارها والدخول في معمعة العموميات ... كما انني عندما اذكر التاريخ انما اذكره بما يتناسب مع علاقته بموضوع البحث, فأرجو من الاخوة عدم جرّي الى مواقع خارج موضوع البحث ...(/)
قريبا إن شاء الله: قائمة بتفاسير القرآن من النشأة حتى عصرنا الحاضر.
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[21 May 2006, 04:04 م]ـ
أود أن أزف بشرى للأخوة أعضاء الملتقى بأنني على وشك الفراغ من قائمة أسماء التفاسير التي ظهرت حتى عصرنا الحاضر مرتبة حسب التسلسل الزمني لسنوات وفاة أصحابها، حيث تضم القائمة عدة جوانب عن كل تفسير، محاولا ما أمكن تزويد الباحثين بأبرزما يتصل بالتفاسير، وما كتب حولها، وأرجو أن تكون تلبية لرغبة مشرف الملتقى حينما أعد قا~مة أولية بوفيات المفسرين، لا أستبق الحدث ولكن سأترك للقائمة دورها في التعبير عن الحاجة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 May 2006, 08:08 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا البراء، فأنت سَبَّاقٌ لكل فضيلةٍ ومَكرُمةٍ. زادك الله هدى وتوفيقاً.
وفي انتظار هذه القائمة وفقك الله.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[21 May 2006, 09:35 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا البراء , ووفقك لكل خير.
ـ[أبو رفيف]ــــــــ[20 Dec 2010, 09:35 م]ـ
بانتظار القائمة ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[21 Dec 2010, 01:19 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا دكتور عبد الله، ولا شكَّ أن هذا العمل جليلٌ ومفيدٌ نسأل الله لكم التوفيق والسداد، وبانتظار القائمة بإذن الله تعالى ..
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[21 Dec 2010, 10:30 ص]ـ
جزيت خيرا أيها الأخ الكريم، ونحن بانتظار القائمة،
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[21 Dec 2010, 09:51 م]ـ
نعمت الهمة همتكم، ونعم الرجل أنتم(/)
اسلوب القران في الرد على أهل الكفر والإلحاد
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[21 May 2006, 06:22 م]ـ
الحمد لله الذي انزل الكتاب ولم يجعل له عوجا والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وبعد.
فان الملحوظ من استكبار اهل الكفر والالحاد سيرهم على طريقة واحدة لتكذيب الحق بباطل لا قيمة له. وفي هذا الموضوع سابين كيف بين أجاب القران مخاطبا قلوب الناس وعقولهم في ادق القضايا ونستعرض معه اسلوب القران في الرد على هؤلاء الملاحدة. في شتى المواضيع.
فمنهم من أنكر الخالق مطلقا
ومنهم من أشرك بالله ما لم ينزل به سلطانا.
ومنهم من أنكر الغيبيات كالملائكة والجن وما أعطاه الله من أيات للأمم السابقة على يد انبيائهم.
ومنهم من أنكر البعث والنشور والحساب والعقاب وما تعلق بالأخرة.
ومنهم من انكر القصص القراني وكذبه
ومنهم من طلب آيات له شخصية
وغير ذلك مما سأتكلم عنه في المواضيع لاحقا باذنه تعالى.
وخلاف ما اثبته القران ورد عليه فلا يوجد شبه للقران يمكن ان لا تكون اندرجت تحت باب مما سأذكر باذن الله الا أن يفوتني شيء.
وبما أن الموضوع أكتبه يوميا سيحتوي على تعقيبات واستدراكات وارجوا ان يتسع صدركم لمتابعة الموضوع الذي سأجعله مختصرا حتى يقرء بسهولة ولا يكون مملا للقراء ومع هذا سأجيب عن أي اعتراض من الملاحدة يذكروه في ذلك وبالله التوفيق والحمد للله رب العالمين
الرد على من أنكر وجود الله عز وجل مطلقا
كان من بين الناس ملاحدة لا يؤمنوا بوجود خالق واحد خلق السموات والارض وقد ذكرهم الله تعالى بقوله:
"وَقَالُوا مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ "فزعمهم انهم على ارض وجودوا عبثا " أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ" وانما امروا ان يتفكروا في خلق السموات والارض وما بث الله بها من دواب وما خلق من شجر وحجر وما خلق في السماء من نجم وشمس وقمر هي لآية تدل على تنظيم وتوازن لهذا الكون.
ا"لَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ " فسبحانك يا خالق الكون ما هذا الذي نشاهده بالامر الذي ينتج من غير صانع ولا فعلك فيه لعب ولا عبث:"وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ"
فأول ما يلفت فكر الملحد ان ينظر الى ما حوله ويتفكر وبعد ذلك لا بد ان يقنع بوجود خالق لكل ما هو موجود. فان انكر وانكر يسأله سؤلا لا يستطيع اي منهم الاجابة عليه الا بأثبات الخالق:" أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ "
قال ابن جرير
"القول في تأويل قوله تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ (36)}
يقول تعالى ذكره: أخلق هؤلاء المشركون من غير شيء، أي من غير آباء ولا أمَّهات، فهم كالجماد، لا يعقلون ولا يفهمون لله حجة، ولا يعتبرون له بعبرة، ولا يتعظون بموعظة. وقد قيل: إن معنى ذلك: أم خلقوا لغير شيء، كقول القائل: فعلت كذا وكذا من غير شيء، بمعنى: لغير شيء.
وقوله: (أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ) يقول: أم هم الخالقون هذا الخلق، فهم لذلك لا يأتمرون لأمر الله، ولا ينتهون عما نهاهم عنه، لأن للخالق الأمر والنهي (أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ) يقول: أخلقوا السماوات والأرض فيكونوا هم الخالقين، وإنما معنى ذلك: لم يخلقوا السموات والأرض، (بَل لا يُوقِنُونَ) يقول: لم يتركوا أن يأتمروا لأمر ربهم، وينتهوا إلى طاعته فيما أمر ونهى، لأنهم خلقوا السموات والأرض، فكانوا بذلك أربابا، ولكنهم فعلوا، لأنهم لا يوقنون بوعيد الله وما أعدّ لأهل الكفر به من العذاب في الآخرة."
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن كثير في مقدمة تفسيره "وفي الصحيحين عن جبير بن مطعم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فما سمعت أحدا أحسن صوتًا أو قال: قراءة منه. وفي بعض ألفاظه: فلما سمعته قرأ: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} [الطور: 35]، خلت أن فؤادي قد انصدع. وكان جبير لما سمع هذا بعدُ مشركا على دين قومه، وإنما قدم في فداء الأساري بعد بدر، وناهيك بمن تؤثر قراءته في المشرك المصر على الكفر! وكان هذا سبب هدايته "
وأضاف ابن كثير في تفسير الآية"هذا المقام في إثبات الربوبية وتوحيد الألوهية، فقال تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} أي: أوجدوا من غير موجد؟ أم هم أوجدوا أنفسهم؟ أي: لا هذا ولا هذا، بل الله هو الذي خلقهم وأنشأهم بعد أن لم يكونوا شيئا مذكورا.
قال البخاري: حدثنا الحُمَيديّ، حدثنا سفيان قال: حدثوني عن الزهري، عن محمد بن جبير ابن مطعم، عن أبيه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآية: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ. أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ. أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ} كاد قلبي أن يطير."
مما سبق نعرف أن وجود اله امر مسلما به ولذلك استنكر الانبياء نكران قومهم لله فقالوا " قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ " اذ لا ينكر أحد ان السموات والارض لم تكن يوما ثم كانت على شكلها وان وجد من يقول بازلية مادتها من الفلاسفة.
وبعد اثبات الخالق وجب اثبات وحدانيته وتنزهه عن الولد والشريك والصاحبة.
قال تعالى مثبتا وحدانية الخالق: "أَمِ اتَّخَذُوا آَلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ (21) لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22) " وقال تعالى: "مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (92) " قال ابن جرير:
" ما الأمر كما يزعم هؤلاء المشركون بالله، من أن الملائكة بنات الله، وأن الآلهة والأصنام ألهة دون الله (بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ) اليقين، وهو الدين الذي ابتعث الله به نبيه صلى الله عليه وسلم، وذلك الإسلام، ولا يُعْبَد شيء سوى الله؛ لأنه لا إله غيره (وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) يقول: وإن المشركين لكاذبون فيما يضيفون إلى الله، وينْحَلُونه من الولد والشريك، وقوله: (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ) يقول تعالى ذكره: ما لله من ولد، ولا كان معه في القديم، ولا حين ابتدع الأشياء من تصلح عبادته، ولو كان معه في القديم أو عند خلقه الأشياء من تصلح عبادته (مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ) يقول: إذن لاعتزل كل إله منهم (بِمَا خَلَقَ) من شيء، فانفرد به، ولتغالبوا، فلعلا بعضهم على بعض، وغلب القويّ منهم الضعيف؛ لأن القويّ لا يرضى أن يعلوه ضعيف، والضعيف لا يصلح أن يكون إلها، فسبحان الله ما أبلغها من حجة وأوجزها، لمن عقل وتدبر. وقوله: (إِذًا لَذَهَبَ) جواب لمحذوف، وهو: لو كان معه إله، إذن لذهب كل إله بما خلق، اجتزئ بدلالة ما ذكر عليه عنه. وقوله: (سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ) يقول تعالى ذكره؛ تنزيها لله عما يصفه به هؤلاء المشركون من أن له ولدا، وعما قالوه من أن له شريكا، أو أن معه في القِدم إلها يُعبد تبارك وتعالى"
فوجود ارادتين مختلفتين متناقضتين لا يجمع بينهما تعني ان تحدث ارادة دون الاخرى. فمن استطاع امضاء ارادته نزع الارادة من الآخر لانه حدث غير ما يريد لآخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الامور عقلية لا ينكرها الا مكابر ومن هنا نعرف كيف ناقش القران اثبات وجوده بآية واحدة " أم خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون " واثبات وحدانيته بآية واحدة "مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ"
لا يمكن لعاقل ان يتجاوز هاتين الايتين من غير ان يقر بخالق واحد ولا يمكن ان ينقد هاتين الايتين. وهذا بيان ان المكابرة هي سبب الكفر وليس العقل بل العقل يرشد لوحدانية الخالق.
هذا الاسلوب السهل الذي لا يحتاج فيه الى فلسفة وجدل عقيم انه اسلوب القران فالتوحيد سر القران كما قال ابن تيمية رحمه الله تعالى
ومن أسلوب القران في التوحيد اثبات عجز من يعبد من غير الله ,واثبات عجزهم اثبات انهم لا يستحقوا العبادة , وقد ورد في القران بيان ضعف وعجز من يعبد من دون الله عز وجل: وفي سورة الأعراف يخاطب الله عز وجل أهل الشرك عن شركائهم فيبين لهم ان التفكير يقود الىنسان الى تركها والاعراض عنها:
"أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191) "فهؤلاء الذين يُعبدون من دون الله لا يخلقوا شيء وما يشهد احد لهم انهم خلقوا شيء بل هم انفسهم يخلقوا ويصنعهم الناس حسب أهوائهم كما حاج ابراهيم قومه في ذلك فقال:"قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96) " فلا صنم بدون نحات فكيف يعبد المصنوع الذي يشكله الناس حسب أهوائهم. فوجودهم قبل أصنامهم جعلهم شهداء على هذه الاصنام. وكلهم يعلم انها لا تخلق شيئا وانما الله خالق كل شيء. فلا هذه الاصنام خلقت بل هي مخلوقة.
"وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (192) " بل ان هذه الأصنام أضعف منهم وهي بحاجة لمن يحميها ولا تملك لهم نصرا ولا تأيدا وقد جعل ابراهيم عليه السلام قومه يسترشدوا عقولهم للإنقياد الى هذا الامر اذ دمر أصنامهم "فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ" " فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ" فبين لهم ان هذه الأصنام لا تستطيع نصر نفسها. فكيف ستنصرهم في الشدائد؟
وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ (193) اذا دعوتم هذه الاصنام فانها لن تستجيب لكم لانها لا تسمع دعائكم بل يستوي سكوتكم ودعائكم لها ولذلك طلب ابراهيم عليه السلام من قومه ان يسألوا هذه الاصنام من دمرها وجعلها جذاذا فقال:" قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61) قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63) " هنا ينصدم من يعبد هذه الأصنام بالحقيقة التي يعلمها ويتجاهلها. هنا ينكشف الغطاء ويتبين زيف هذه الأصنام وتفاهت عقل من يعبدها. فقد كانوا يدعونها بالامس لتجيب دعواهم واذ بهم اليوم لا يقبلوا ان يسألوها من دمرها كانوا يسألونها ان تنصرهم واذ بحالها يبين ضعفها.
وهو قوله تعالى عن هذه الأصنام:
"إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (194) "
ثم يبين الله عز وجل ضعف هذه الاصنام وقلة حيلتها
(يُتْبَعُ)
(/)
"أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ (195) " فان صورتها بايد وارجل فلا ايد تبطش ولا ارجل تمشي وان رسمت لها عينان فانها اعين عمياء وان صوروها بآذان فانها تبقى صماء وهذه الامور كلها أقر بها قوم ابراهيم عليه السلام "قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ "
فليس من هؤلاء الأصنام شيء يستحق العبادة وانما يستحق العبادة الذي لا يحتاج من عباده شيء ولا يعجزه من امرهم شيء.
"إنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196) وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (197) وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (198) "
هذا اسلوب القرأن في كشف زيف كل من يعبد من دون الله عز وجل. واذا نظرنا الى دعوة ابراهيم لقومه وآيات سورة الأعراف علمنا ان الحجة الشرعية موجهة للعقول بالدرجة الأولى بطريقة سهلة لا يعجز عن فهمها أحد ولا تعجز أحدا في فهمها. فهو اسلوب سهل وعقلي يسند الحجة فيها الى ما يتفق الناس عليه. لا ما يفهمه قوم ويغيب عن آخرين ولا ما يحتاج لفهم مصطلحات وتعقيد المور لاستنتاج لا يفهم ولا يتفق عليه كما يفعل أهل الفلسفة والكلام.
فاثبات وجود الله سهل واثبات ان ما يعبد من دون الله لا يستحق العبادة أسهل وان كان الناس تنوعو بمعبوداتهم.
ولم تكن الأصنام وحدها تعبد من دون الله بل عبدت الشمس والقمر والنجوم. وقد يكون من يعبد مثل هذه الأجرام السماوية ينظر اليها نظرة مختلفة. فليس بمقدور الانسان تدميرها و لا يقال عنها ما يقال عن الاصنام من ان بني آدم يصنعونها بأيديهم ويخربونها بأيديهم وينحتونها حسب أهواءهم. ولعل قول ابراهيم لقومه عن هذه الأجرام بيان شاف في عدم أهلية هذه للعبادة:"وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) " هو الطريق السليم بالتعرف الى هذه السماء وما تحويها والارض وما عليها. فاذا نظر في السماء فشاهد امرا أعجبه يجب عليه ان ينزل هذا الامر منزله ويذكر قدرة الله على الخلق وعجز المخلوق عن الكمال , وضعفه وعدم اهليته للعبادة من دون الله تعالى:"فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) " انه كوكب دري جميل ولا تطاله الأيدي وهو مضيء يعطي النفس بهجة بالنظر اليه ولكن هل يكون هذا يستحق العبادة؟ لم يستقك الامر يوما ولا بضع ساعات حتى غاب الكوكب الدري وذهب معه بهجة النفس وغاب عن الاعين. اين ذهبت ايها الكوكب وما حجبك عنا؟ وهل يحب الذي يحتجب دون عباده فلا يؤتيهم رزقهم وييسر أمورهم؟ لذلك كرهه ابراهيم وقال لقومه لا أحب الغائب"فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) " فالقمر اشد ضياء وأقرب للنفوس من الكواكب البعيدة ولكنه مثله مثلها يغيب بعد طلوعه , وأي ضالا أشد من ان لا يهتدي الانسان لخالقه " فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) " فهذه الشمس أكبر من هذا القمر وأكبر من ذلك الكوكب الذري و ولكنها تغيب بعد طلوعها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالقمر والشمس والكواكب كلها تسير بنظام تطلع وتغيب مما يدل على انها منظمة منقادة لنظام عام فلا تعبد هذه الأجرام وانما يعبد الله اللذي خلقها ونظمها:"وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37) "
فالله الذي خلق الليل والنهار وخلق الشمس والقمر هو الذي قدر حركاتها وجعلها منتظمة "وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ (32) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (33) " فما يسير بفلك لا يستحق العبادة كونه مسيرا ووسيرهم بفلك دليل على تنظيم. والتنظيم دليل على منظم ولا منظم لهم الا الله الذي خلقهم. فسبحانه وتعالى عما يشرك أهل الكفر
وقد يغتر بعض أهل الالحاد بما آتاه الله من مال وجاه وسلطان فينسى انه لم يكن شيئا مذكورا فينسب لنفسه القوة والسلطان ويزعم ان لا فرق بينه وبين الخالق كما زعم النمرود انه يحيي ويميت. فكان جواب ابراهيم عليه السلام قطع الحجة من أساسها لا الجدال في تفاصيلها فقطع ابراهيم عليه الطريق اذ قال له: ان كنت تزعم انك كذلك وتظن نفسك ذو قرة فان الله جعل الشمس تجري في فلكها من المشرق فاجعلها تخرج من المغرب. وهذه الطريقة يجابه بها أهل السحر والدجل وأصحاب الدعاوي الكاذبة الذين يزعموا القدرة على الخوارق ان حالهم وحقيقتهم تبين زيفهم. فهذا النمرود ببعض الملك يريد ان يكون الملك لهذا الكون وينسى ملك الملوك الذي تواضعت الملوك لعزه فلم يكن ابراهيم من البلهاء الذين يغيب عقولهم عند اهل السلطان وانما طلب منه ما يزعمه فعجز النمرود.: وهذه الاية تبين زيف هؤلاء اذ قال الله مخبرا عن حال ابراهيم والنمرود:
"أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258) "
فيقال لمن يزعم خلق الذهب: لم تطلب المال وانت تخلقه؟
ويقال لمن ينكر الروح أحي ميتا.
ويقال لمن يزعم الطبيعة أخلق ذبابة
وهذا يعجز عنه بنوا آدم فيعرفوا انهم ليسوا أهلا للعبادة وانما يستخف قوم عقول قوم فيطيعوا دون امعان عقولها ولذلك كانت الانعام أهدى سبيلا من هؤلاء اذ انها استفادة مما أعطاها الله من ادراك ما لم يستفد هؤلاء مما أعطاهم من عقل وحس.
"وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) " وقال عز وجل عنهم:" أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالأنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا (44) " وهذه خلاصة الموضوع فان الله أعطى الانسان ما يدرك من عقل وفهم. فان لم يرد اتباع الحق فانه سيخلد في النار لا لظلم وانما لما قدمت يداه فقد كفر نعمة الله في الدنيا وصد عن سبيله فهو في الأخرة من الأخسرين.
اذا فيمتاز اسلوب القران في إثبات وحدانية الله بالايجاز والاحكام وذلك انه لم يترك مجال للاعتراض. وبهذا يبتين ان اهل الكفر والشرك والالحاد انما يتبعوا أهوائهم بغير علم فجعلوا له بنين وبنات "وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ (100) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) "وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ "" وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ (3) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (4) ""وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) ""وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ (3) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (4) ", "أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ" وأغلبهم يعرفوا الحق ولا يتبعوه:" قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67) " فلم ينفعهم الهدى الذي جائهم به ابراهيم عليه السلام ولم تنفعهم عقولهم بل اعترفو بعجز الهتهم الذين يدعون من دون الله ولكن الكبر يثني الانسان عن الحق والشيطان يعده ويمنيه. ففضلوا شهوتهم على ما ايقنوا بأنه حق. وكذا فرعون وقومه فانهم علموا ايات موسى عليه السلام ولكنهم أعرضوا:وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ " اذا فالقران بين الطريق الصحيح للناس وبين لهم امر مهم وهو أمر يجهله كثير من الدعاة: ان الذي عليهم تبليغ الدعوة وطلب هداية الناس وليس عليهم هدى الناس وهذا امر مهم يجب على الداعية ان يتذكر نبيه وهو يتحسر على كفر قريش وضلالهم حتى انزل الله قرآن يهديء من روعه ويبين له حقيقة هؤلاء: "أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ" فتزين الشيطان واتباع أهوائهم هي سبيل ضلالهم " لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ""فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ""وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ" فلا يجبر انسان على الهدى بل ان اهتدى فانما يهتدي لنفسه وانما الهدى يتركه الانسان لشهوته ويخالف به ما علم من الحق:" فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (82) يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ" فالجاحد لن تجد منه الا جحودا وانما علينا تبيان الحق.
ومن منهج أهل الالحاد انكار الغيب. وان كان هذا الانكار انما هو انكار من لا يعلم على من يعلم وانكار من لا يقدر على من يقدر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وامتاز اسلوب القران في ذلك الى بيان حقيقة الغيب. وبيان جهل طلب أهل الالحاد. فالغيب انما هو امر يؤمن به تصديقا لمن بلغ الرسالة. ومعاينة الغيب تجعله مشاهد ,فلا يبقى غيبا بعد ذلك , فلا يكون التصديق به من باب تصديق الرسل وانما من باب المشاهد. ولكن مع هذا لا يؤمن هؤلاء في أغلب الأحوال. بل سيزعموا ان النبي ساحر او يرجعوا العلة الى عيونهم. "وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15) " وهذا ما أخبر الله عنهم عند طلبهم رؤية الملائكة في الايات السابقة:
"وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7) مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ (8) " وهو بيان ان الملائكة من عالم الغيب والايمان به انما يكون بعد تصديق الرسول بالرسالة وهي الفارق بين المؤمن والكافر. فيوم يرون الملائكة فاي طلب لهذا الايمان؟ وانما انكارهم هو كبرا من عندهم والله قادر على ان يريهم الملائكة ولكنه قضى ان يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للظالمين , ويكون هلاكهم بسبب كبرهم وعنادهم:"وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (21) يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا (22) " فالذي يعرف بنوا آدم ان الفرق بين التصديق والتكذيب لغير طلب الشهادة انما يكون على أمر يخبر به الانسان ويصدقه الناس ان لم يعرفوا عليه الكذب او جائهم ببينة تدفع عنه الكذب , ولكن اذا شاهد الناس ما أخبرهم عنه لا يكون قيمة لتصديقهم او تكذيبهم:
"فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (83) فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ (85) "
فاي طلب للايمان بعد ان يروا العذاب؟ واي فائدة من ايمانهم بعد ان يروا الملائكة:"قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34) "
فان الآخر على طريق الأول بالتكذيب وبنفس الاسلوب تشابهت قلوبهم وخفت عقولهم.
لذا فان هذا الامر انما يتميز به المؤمن عن الكافر بالتصديق:
بسم الله الرحمن الرحيم
"الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) "
لذا فان جدالهم في الغيبيات انما هو من باب الجدل. وانما الايمان بالغيب تبعا للايمان بالله ورسله. فهل من انكر وجود الله ووحدانيته مع بساطة ووضوح الايات الدالة على ذلك والأدلة المقنعة العقلية سيؤمن بالغيبيات؟ سيقول انما سكرت ابصارنا سيقول انه سحر او غاب عنه عقله. وكذا الحال بالنسبة لدلائل النبوة فانما تكون حجة على من شاهد وتكون غيب على من لم يشاهد.
(يُتْبَعُ)
(/)
" وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59) وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (60) " وقد طلب كفار قريش من النبي آية مثل ما أوتي موسى. ولكن الغريب انهم أصلا كذبوا موسى بتلك الايات التي كان يخبرهم بها أهل الكتاب والتي أخبرهم بها القران فاي فائدة للطلب بعد التكذيب؟
" فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48) " بعدما كذبوا بالحق يطلبوا أمرا عندما أُحتج عليهم به زعموا انه سحر!!! وهذا بيان عقلية متعجرفة لأغلب هؤلاء:
"وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110) "
فالكفر في الأولى جعل قلوبهم غلفا صما وتقلب قلوبهم وابصارهم فسواء أكان رؤيتهم لهذه الايات او لرؤية القيامة والبعث فان طبع الكفر هو ناتج عن تكذيب للحق وكبر لا يزيله الا نار جهنم وذللة موقفه فانهم لو ردوا من الحساب ليعملوا لعادوا كما أخبر ربنا عز وجل:" وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ "وهذه الطباع نشاهدها في ايامنا حتى اننا نعرف اناسا بالغدر واناس بالكذب ولا يردعهم شيء من فضيحة او عقوبة بل يعدوا الى ذلك.
وكان انكار أهل الكفر والالحاد قديما وحديثا على البعث وهو انكار للحساب والعقاب وللساعة. فما هو وجه أعتراضهم قديما وحديثا؟
هم يقولوا انهم يبلوا وتتشتت أعضاؤهم وتتحلل و فتصبح مادة أخرى فكيف يعود ذلك الى جسده بعد تحلله وكيف يعود ولم يشاهد أحدا عاد بعد موته مع ان الانبياء أخبروهم بالبعث؟
وقد أخبر الله عز وجل عن شبههم وبين ضعف عقولهم في تلك الشبه:
بان خالق الشيء قادر على اعادة خلقه دون عجز.
وان لهم أمثلة فيما يشاهدونه من مقدرة الله على انشاء الجسد بعد تحلله
اولا خالق الشيء قادر على اعادة خلقه دون عجز
"انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (48) وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (49) " تحلل الأجساد يرونها كل يوم فكيف تعود هذه العظام البالية الى انسان كامل؟ فبين الله عز وجل ان الامر يمكن ادراكه بسهولة ,. وان العقول لا تنكر البعث:"قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا (50) أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا (51) يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا (52) " فان العظام تبلى ولكن العظام لم تكن يوما وخلقها ربها وكساها لحما وهذا اللحم والعظم انما خلقه الله من هذه الارض فهل يعجز من خلقهم اول مرة باعادتهم كما كانوا؟ بالطبع هو أهون من ان يعجز من خلقه اول مرة.
وبمثل هذه الشبهة يقولوا:
(يُتْبَعُ)
(/)
"ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا" فبين الله تعالى ان الانسان ليس الا شيء يسير مما خلقه الله مما يشاهده بنوا آدم في حياتهم " أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا " فبين لهم ما في الاية الاولى ان خالق الشيء لا يعجز ان يعيده وكذلك قرنها لهم بالسموات والارض التي هي أعظم من خلق الناس."لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ "وتشابه قلوب أهل الالحاد."بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ (81) قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (82) لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (83) " وقد سبقها الاجابة على هذه الشبهة "وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (79) وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (80) " فالخلق دليل على البعث لان الخلق يحدث دائما وقولهم انها اساطير الأولين هو بعد عن الحق اذ ان الخلق كله موجود والخلق كله بتصرف الخالق يجري فليس يخرج من سلطانه شيء فكيف يستبعد اعادة الانسان بعد موته " قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89) " وعدم عودة الموتى الى الحياة مرة أخرى في هذه الدنيا لهو دليل على ان من مات لا يعود اليها اذ لوعاد دون اذن الله لكان دليلا على العشوائية. اذ ان المحتمل ممكن الوجود وما هو موجود مؤكد للناس فوجود الناس دليل على امكانية عودتهم وعدم عودتهم يدل على ان للحياة سرا جعله الله يميز بين الانسان الحي والميت فليس السر في تكوين الانسان وتشكيله فحسب بل بالروح التي تنفخ فيه. فقد بين عز وجل ان من يموت لا يرجع الى هذه الدنيا الا باذنه فقال عز وجل:"أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ" فبين الله عز وجل ان الحقيقة ان من يموت لا يرجع للدنيا كما هو ممكن عند الدهرية الملاحدة فالحال دليل على ان الموت والحياة بيد الخالق عز وجل لا بيد الناس ولا يحق لهم الاعتراض على بعث الموت بحال الميت بعد موته وتحلل جسده بل خلقه ووجوده دليل على قدرة الخالق باعادة الخلق مرة أخرى.
وخلاصة القول ان الخلق دليل على القدرة. واعادة الشيء الى حاله لا يعجز من صنع اول مرة. بل هي أحقر من ان تعجز الخالق عز وجل وأهون من ان تعجزه عز وجل شأنه.
قال العزيز الحكيم " أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (80) أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (81) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83) "
(يُتْبَعُ)
(/)
وعند ضرب الكفار مثلا عن هذه العظام البالية واستشهادهم بتحلل الجسم اذ لم تستطيع عقولهم تخيل كيف ستعود الحياة فيها مرة أخرى بين الله لهم ذلك من وجوه:
الأول ان أصل الانسان نطفة فلو تذكر أصله وعلم حاله لما انكر بعث الميت من بعد تحلله. واعظم ما يلفت الانتباه اليه انه كان نطفة لا قيمة لها ولم تكن شيئا مذكورا حتى اذا خلقه الله في بطن امه خلقا بعد خلق نرل طفلا وتعلم وكبر حتى أصبح يخاصم في كل شيء ناسيا أصله ومآله" أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ "
الثاني انه عند سؤاله نسي انه مخلوق بعد ان لم يكن اي ان وجوده دليل على امكان اعادته وهو كقوله تعالى:"هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) " " قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8) قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا (9) " فاذا نظر الانسان لخلقه وانه أصبح موجودا ولم يكن شيئا مذكورا علم ان بعثه بعد موته امر يشهد عليه وجوده وان الاصل هو ان الخالق عنده القدرة على ذلك ودليلها وجود الانسان نفسه."وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ "
الثالث: ان اصل الامر ومرده الى قدرة الله لانه نفسه الذي سيحيها وهو الذي سيبعثها.وهو عليم بخلقها قادر عليها."قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ "
الرابع: لفت نظر الانسان الى قدرة الله عز وجل وكيف انه يخرج الحي من الميت والميت من الحي وكيف يجعل الشجر الاخضر الرطب الذي يستظل بظله نارا تبعث الدفئ بالنفوس ويطهى عليها انواع الطعام. فهي من ما يستظل بظلها الى ما يتقى حرها" الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ "
الخامس ان الذي خلق السموات والارض لا يعجز عن اعادة خلقها فكيف بهذا الانسان الذي لا يقارن بخلق السماء ولا الأرض:" لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ " فاي مقارنة لبعث الانسان مع هذا الخلق" أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ "
السادس: ان الله عز وجل لا يعجزه شيء ولكن تشبيه الناس لربهم بأشخاص عجز مثلهم هو ما يوهمهم ذلك "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ "فهم شبهوا الخالق بما يشركو وبضعفهم تعالى الله عما يشركون وتعالى عما يصفون علوا كبيرا فالله عز وجل انما يأمر الشيء فينقاد الشيء لخالقه كيفما أراد فلا يعجزه شيء عز وجل ويستوي عنده خلق نفس او خلق انفس كما قال الله عز وجل:"مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (28) " " إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ"
السابع: ان انقياد الشيء لخالقه امر لا محالة له اذ بيده عز وجل ملكوت كل شيء لا بعضه وانما أخر الناس لأجل معلوم عنده عز وجل" فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ "
وقد كان أهل الكفر والالحاد يسخرون من البعث ويرونه منافيا للعقول:" وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (7) أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ (8) أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ
(يُتْبَعُ)
(/)
لَآَيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (9) "
فبين الله لهم ضعف عقولهم وعدم تدبرهم بما حولهم ونسيانهم واقع حالهم " بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ " فاي ضلال اشد من عدم ادراك الانسان لأصله ولحاله والى منزلته بالنسبة للخلق " أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ "
وقد بين الله عز وجل ان أصل الانسان انه كان من شيء ميت تم خلقه خلقا بعد خلق حتى أصبح انسان سوي وهذا الخلق دليل على البعث والنشور:
ا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) وَأَنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (7) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (10)
فسبحان الله كيف تطيش عقولهم وتعمى!
ومن أسلوب القران في اقناع أهل الالحاد بالبعث ومقدرة الله عليه مثال يشاهدونه في كل عام ويشاهدونه بأشكال مختلفة:
"وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آَيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آَمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40) "
فالانسان يشاهد الزرع كيف يكون وكيف يصير وكيف يحي الله الأرض بعد موتها وهي صورة جميلة يراها الانسان دائما. واسلوب القران بذكر ذلك مختصرا فيفهما الانسان ويعتبر. "وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57) "
وقد اورد القران صورة جميلة لكيفية حياة الارض بعد موتها وهي قوله تعالى:" اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50) "
(يُتْبَعُ)
(/)
فالرياح تثير السحاب ووالأمطارتنزل على الارض الميتة فينبت الزرع فانظر ايها الانسان كيف يحي الله الارض بعد موتها. ان الله الذي أحيا الارض هو نفسه الذي سيحيي الموتى وهو قادر أصلا على كل شيء. فاذا نظرنا الى الرياح كيف تثير السحاب وكيف يسوقه الله الى اراض بعيدة قاحلة وكيف ينزل عليها المطر فتنبت الارض وتهيج. وهذه الصورة تحدث في أشهر حتى تكتمل فالايجاز دليل على وضوح الصورة عند الناس والعبرة بسيطة سهلة يعتبر بها كل ذي لب.
بعد هذه الصورة يذكر الانسان:" إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى "
فأي عاقل ينكر البعث بعد هذه الادلة عليه؟
أخبر الله عز وجل عن أخبار وقص في القران القصص:"نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ" بما يشعر كل انسان انه يستحيل ان تكون هذه القصص من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم. وللخروج من هذا المأزق فالنبي أمي ولم يتلوا كتابا قبل الوحي:"وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ" وبين عز وجل ان النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يعلم شيئا من القران قبل البعث:"وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53) " وفي هذا القران كانت أخبار امم لا يعلمها الرسول ولا قومه:" تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ" فان اسلوب القران في القصص ان يجعل السامع كأنه يعيش القصة والمخبر كأنه عاينها " ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ"وقال عز وجل" ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ" وقال عز وجل "وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (45) وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46) " فهذا النبي لم يكن يعلم كتب أهل الكتاب ولا كان يقرء وما عاين شيئا مما أخبر.
حاول أهل الكفر والالحاد تكذيب النبي بعدة طرق:
قالوا هي اساطير الأولين من مثل ما عند الفرس والهند والروم من قصص وأشعار "وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ"وقال عز وجل مخبرا عنهم:"وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ" وأخبر عنهم" وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا " وأخبر عن قولهم عند سماع القران:"إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ" والفارق بين التكذيب بالقصص أصلا وهو قولهم أساطير الأولين وبين من قال انه نقلها من أهل الكتاب يسير والجامع بينهم هو تكذيبهم القصص وان كان ممن زعم ان النبي أخذ القصص من أهل الكتاب قوم من أهل الكتاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد بين الله عز وجل ان هذا القران ليس مما ترجم من لغة أخرى:"وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ" فالنبي لا يقرء أصلا ليأخذها من أهل فارس او من كتب أهل الكتاب ولكنه كان آيات محفوظة في صدور المؤمنين فلا يحق لهم ان يزعمو بذلك. فاتجه أهل الكفر الى اتهام النبي انه تعلمه من أهل الكتاب:" وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ " اي ان القران بلسان عربي مبين لا عجمة فيه ولا يستطيع أحد من أهل الكتاب نقله الى العربية دون ازالة العجمية منه وهذا القران عربي فصيح وكل من تتبع الترجمة بين اللغات علم قدر المشاكل التي يقع فيها التعريب او الترجمة وهذا القصص حجة على صدق النبي وانه مصدقا لما قبله من كتاب لذا فان القران ليس ترجمة لكتب أهل الكتاب وهذا امر يعرفه من يعرف هذه الكتب. وكذا فان وجود ما يصدق الكتب الاولى هو دليل انه من عند الله عز وجل:"وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى" فالقران يقص على أهل الكتاب أمور يعرفونها وأخرى أختلفوا فيها فكان ما يعرفونه يلفت انتباههم انه لا يكون الا وحيا وكان ما لا يعرفوا هو فصل للخطاب فيما اختلف فيه أهل الكتاب:" إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) " فالقران فيه بيان حقيقة المسيح عليه السلام وبيان الصواب وعن أخبار اختلفت في كتبهم وأحكام أختلفوا فيها "كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ".
ويمتاز اسلوب القران في ذلك باعلام المدعي على النبي زيف ادعائه وبيان حقيقة القصص القراني.
فلم يكن النبي حاضرا بين من قص القران عنهم , ولم يكن القران مطابقا للتوراة والانجيل وانما كان مصدقا له ولم يكن ترجمة لما فيها , وكان النبي امي فلا يمكنه ان يجمع القصص من الشرق والغرب.
وقد اخبر الله عز وجل يف القرن عن قصص ليست في التوراة ولا في كتب أهل الكتاب. وبين صدق كلامه عز وجل من ما يعرف العرب عن مساكن عاد وثمود دون معرفتهم شيئا عن قصصهم الا انهم بادوا:"وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ" فكانت مساكنهم شاهدا عليهم كما كانت مساكن قوم لوط شاهدا على ما انزل الله بهم من عقوبة:" وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (137) وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (138) " فأهل النهى يعتبروا بما يرو وأهل الغي والضلال يزيدهم غيهم وضلالهم عمى.
وقد أخذ بعضهم منحى آخر الا وهو الخصومة والجدال في كل شيء فقالوا ان النبي يقول قصة عيسى عليه السلام ليعظمه العرب كما تعظم عيسى عليه السلام او نحو ذلك من جدال:"وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) وَقَالُوا أَآَلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58) " لان من يقرء القران يعرف كيف ينزل القران الناس منازلهم ويدعوهم الى عبادة الله ويفرق بين من يكون حصب جهنم ومن يكون مبعدا عنها , غير ان اعتراضهم لا يكون الا من باب الجدل الذي لا قيمة له لابتعاده التفكر والمنطق الصحيح.
وبين عز وجل ان هذا القصص انما هو تصديق لما جاء في القران ودليل انه من عند الله:" لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ"
(يُتْبَعُ)
(/)
فالقران انما قص القصص للعبرة والاتعاظ بها واشار ابن جرير الى مشابهة حال النبي صلى الله عليه وسلم بحال يوسف حيث كاد ليوسف عليه السلام اخوته والقوه في البئر وكيف أخرج الكفار النبي من مكة وكيف مكن الله ليوسف وملكه في مصر وكذا سيكون حال النبي فيظهره عليهم. وهذا ما حصل فعلا. ففي يوسف وأخوته آيات للسائلين وهي عبرة لأولي الالباب.
والقصص في القران هو بمثابة اعلام بأحوال المكذبين. ففيه بيان ان الحجة ليست وحدها ما تكون لهداية الناس بل ارادة المرء للهداية وتوفيق الله له. لان الاستكبار والكذب والاعراض هي صفات مجتمعة لكل الملحدين ولن يترك كفره والحاده الا بترك الكبر أولا ثم اتباع الحق. فبين الله عز وجل ان هذا القصص انما هو "القصص الحق" وان فيه "عبرة لِأُولِي الْأَلْبَابِ " فكان ما فيه من اخبار الله عن تكذيب القوم لرسولهم بيان شاف لماذا لم يرسل الله آيات كما ارسل العصى مع موسى وكما جعل عيسى عليه السلام ينفخ بالطير الذي شكله فيصبح طائرا " وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59) " فهذه حقيقة الانسان ان الهدى واضح بين ولا يحتاج أكثر من التذكير به "وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ" فكان من القصص عبرة وبيان لما في الكتب السابقة كما قال عز وجل"وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى""أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (17) ""أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آَيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ (157) "
فبين عز وجال حال من قص قصصهم بحال من قص عليهم القصص. وبين حال أهل الكفر في ذلك:"كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (69) أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (70) "
لما كانت حجة القران هي الحجة البالغة عن وجود الله ووحدانيته وتصديق القران بعضه لبعض بالحجج واسكات اهل الكفر والالحاد لم يكن دليل عقلي واحد ينافي شيئا مما في هذا القران. فاراد الكفار ترك التدبر بآيات الله البينات والتفكر فيما أعطاهم من حجج واضحات. والركون الى مطالب شخصية تتحقق لهم كي يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وقد كان لكفار مكة سلفا من بني اسرائل بعد ان اراهم النبي موسى عليه صلوات الله وسلامه الحجج البنات وانجاهم وأغرق آل فرعون اذ بهم يطلبوا طلبا غريبا " وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56) " فما سبب طلب الاية بعد الآية الا بلادة النفس والاستكبار؟ وهنا يبين لنا القران كيف ان هؤلاء الكفار انما امتنعوا عن اتباع النبي استكبارا وانما
(يُتْبَعُ)
(/)
أعترضوا على النبي بعد الآيات البنات. فأي آية تطلب بعد القران؟ اذ ان الايمان بالله يقنع به المرء بمجرد التذكير وبقليل من التفكير واسلوب القران في ذلك سهل وواضح لا لبس ولا غموض فيه. فما يدفعهم على طلب آيات أُخر؟
فاذا قيل لهم ان الوحي ينزل على النبي قالوا نريد ان ينزل علينا بل طلبوا ان يعطوا آيات يجرونها بأيديهم مثلما أعطي رسل الله. "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123) وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ (124) "
فهذا ليس الا كبرا لذلك قال الله عز وجل ان هؤلاء سيصيبهم ذلا عند ربهم يقابل استكبارهم. فليست المعجزات تعطى لعبدة الاصنام والطواغيت وليس ظنهم هو ما يجب على الله فعله بل الله هو أعلم حيث يضع هذه الرسالات والآيات وانها لا تعطى لأمثالهم والذي كان ينبغي عليهم هو ان يؤمنوا بهذه الآية عند أخبارهم عنها وان يتفكروا فيها لا بأن يطلبوها لأنفسهم بأن يجريها الله على أيديهم ولذلك بين الله عز وجل ان الكبر هو ما يجعل الانسان يظلم نفسه وان الانسان اذا استكبر فلا ينفعه شيء كما أخبر عن قوم فرعون وكيف انهم جحدوا كل آية تدل على صدق موسى وكذا الاقوام من قبلهم لم يكتفوا بالتكذي بل هموا بقتل أنبيائهم "مَا يُجَادِلُ فِي آَيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ (4) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5) وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (6) " ولهذا استحقوا ان يكونوا أصحاب النار فهم لا يطلبوا الآية الا للاستكبار فاذا جائهم ما طلبوا كفروا به حتى تأتيهم ساعتهم او يأتيهم عذاب من ربهم:"إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آَيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ" فهم ليسوا أهلا للخير. فليس مظهر الانسان ولا ماله وجاهه هو ما يجعله يستحق الخير في الآخرة وانما النفس الطيبة الطاهرة التي تؤمن بآيات ربها ولا تستكبر " سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ" فهؤلاء لا يتبعوا الحق ولو جائتهم كل آية بل يعاندوا فيتبعوا شهوة انفسهم وظنهم. ولا يكتفوا بذلك بل يسارعوا بالبتعاد عن الحق وابعاد الناس ونهيهم عن اتباعه " وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (25) وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (26) " فتركوا اسخدام عقولهم وظنوا انها معركة تنتهي بكفرهم " وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ"
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخبر الله عن سبب عدم ايمانهم انه الاستكبار وان من كفر أول مرة يسهل عليه الكفر وكذا كل الكبائر والذنوب تهون على صاحبها بعد أول مرة بل يكون الامر مستساغا عند صاحبها "وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110) " فلو جمع الله لهم كل ما يريدوا فان الهداية تطلب من الرحمن والكبر يمنع الانسان من اتباع الحق:"وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111) " لان من كذب بأية بينة سيكفر بمثلها لان السبب في الكفر ليس الا هذا الكبر:"إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56) لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (57) " فأي آية تطلب بعد ما يراه الانسان في هذه السماء وفي الارض التي نعيش عليها. وانما أقتصر فعلهم بالاعراض ونهي الناس عن اتباع الحق بكلام مزخرف لا حقيقة له "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) " فبعد كفرهم فليفعلوا ما يريدوا مان سنة الله ماضية في هلاكهم فلا مخلد فيهم في الدنيا ولا بقاء لهم الا قليلا فيجزون بما كانوا يقترفون.
فهذا ما رده الله عليهم بطلب الآيات من حيث النتيجة ومن حيث حالهم هم. وقد بين الله لهم ان هذا الرسول انما يتبع الوحي وان هذه الايات انما يعطيها الله لأنبيائه كما شاء عز وجل فلا يكون منها الا ما أراد الله لا ما طلب أهل الكفر والالحاد ولا حتى برغبة النبي الا بعد اذن الله عز وجل:"قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (89) "فهذا القران حجة الله البالغة على البشر فيه الحجة البالغة التي يرجعوا اليها ليهتدوا دون ان يروا آية او تحشر لهم الملائكة " وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93) " فهل طلبهم مما يحق لهم طلبه من النبي اذ انه لا يأتيهم بشيء الا بأذن الله فلم يكن يمنع هؤلاء شيء من الاستكبار حتى انهم طلبوا منه تبديل هذه الاية التي انزلها الله عليهم من آيات بينات واضحات:"وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) "فبدل من
(يُتْبَعُ)
(/)
شكر الله على نعمة الهداية يطلبوا تبديل الخير الذي انزل عليهم " قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16) " فلم يكن عندهم رد على الموجود بل زعموا انهم يريدوا غيره ليؤمنوا به.
فالقران كلام الله والرسول انما اصطفاه الله لتبليغ رسالته رحمة من الله يؤتيها من يشاء ,ولو أنزل الله قران حسب طلبهم فما قولهم عند ذلك؟ فقد طلبوا تبديله فهل سيكتفوا عند استجابة طلبهم؟ " وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ "
فلن يكتوا بل سيطلبوا امر ولو كان لا يقبله عاقل: لماذا لا يجعل جزء عربي وآخر أعجمي؟ و لذلك قال الله تعالى موبخا لأصل فعلهم:"أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ"بالطبع لا يقال هذا الا عنادا لان هذا القران فيه هدى وشفاء فلينهل من هداه من يشاء ويشفي الله قلبه وجسده ولكن استكبروا فطلبوا ما لا ينبغي لهم ولا لغيرهم
"الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ"
فهذا ما جعل قلوبهم تطبع على الكفر وليس اجبار الله لهم كما زعموا بل الكبر آفة الكفر "إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" فاستعذ بالله ايها المسلم الموحد من ان يصيبك ما فيهم واتبع امر ربك فما هم أهلا للكبر ولا ينبغي لابن انثى ان يتكبر فهو الذي يسمع كلامهم ويبصر افعالهم ولا يخفى عليه شيء من عملهم ولا عملكم سبحانه وتعالى.
أتفق أهل الكفر والإلحاد على الكفر بالنبي صلى الله عليه وسلم. وكان خلاصة قولهم عن القران ان النبي صلى الله عليه وسلم لم ينزل عليه شيء. وبل وقد حاول بعض أهل الكتاب مجارات أهل الكفر والإلحاد في ذلك. فقالوا ان الله لم ينزل اي شيء على البشر ليصدوا عن سبيل الله , "وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آَبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91) وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (92) " وذلك ان أهل الكتاب كلهم يؤمنوا بأن الله انزل على موسى الوصايا وهي الألواح التي تكسرت ونسخها موسى عليه السلام. فكانت الحجة على أهل الكتاب من كتبهم وكان في الحجة بيان لفعل أهل الكتاب بأخفاء بعض ما يوجد في كتبهم عن الناس. فأخبرهم الله موبخا لهم بان هذا الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم مصدقا لما عندهم وما أخفوا من الكتاب على الناس. فان كان أهل الكفر بصفة عامة لا يعلموا ماذا يوجد في كتبهم فقد بين الله امر لا يستطيع ان ينكره أحد من أهل الكتاب.
وأهل الالحاد ليسوا بحاجة لشهادة أهل الكتاب لانهم يكفروا أصلا بما انزل على أهل الكتاب " فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48) "
(يُتْبَعُ)
(/)
اذا فاتفاق قرناء السوء على الكفر هو ما يجمعهم اما الحق فلا يجاوره ابدا لانهم يتكلموا بالمتناقض من القول احتجاجا لما يزعموا. فأهل الكفر والالحاد اتخذوا اهوائهم وألهتهم اندادامن دون الله وكذبوا بالتوراة والانجيل وأهل الكتاب يصدقوا كتبهم ويكفروا بأصنم الكفرة وأهواء أهل اللحاد. فذاك صلح قرين السوء للقرين. وليس اتفاقهم على مخالفة الحق الا حجة عليهم فأهل الكتاب يعلموا ان الله انزل كتبا وأهل الكفر يسألوا أهل الكتاب فكان جواب أهل الكتاب حجة عليهم بانهم يخفون الكتاب وانهم ليسوا أمناء عما سألهم أهل الكفر وأهل الكفر علموا أن اهل الكتاب كذبوا وان الاجابة عن سؤالهم: نعم ان الله نزل على رسله كتبا وارسل وحيا فان كان هذا غرضكم من السؤال فان الإجابة كما أخبركم محمد صلى الله عليه وسلم. فما يمنعكم من تصديقه؟
فلم يكن باجتماع أهل الكفر باهل الكتاب الا حجة عليهم وحجة بأن القران هو كتاب الله عز وجل. فليس هذا القران شيء مما يستطيع ان يتكلم به النبي الا بما أوحى الله اليه فليس بمقدوره ان يتكلم من عنده بمثل هذا القران ولا أن يعرف ما يوجد في كتب أهل الكتاب فيصدقه ولا ان يكون فيه هذا الهدى الذي لا يزيغ عنه الا اهل الاستكبار دون اهل الحق ومن يبحث عن الحق لان هذا القران فيه الحجة البالغة وانما هؤلاء يتبعوا أهوائهم ولا يقولوا الا بالظن الذي لا يستند الى الحقيقة فكيف سيستطيع بشر ان يفتري هذا القران من عنده؟ " وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآَنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (37) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38) بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (39) فبين الله عز وجل ان هذا القران ليس من كلام محمد وانما هو كلام رب العالمين , فمن شك بذلك احد منكم فليأتي بسورة من مثل هذا القران والسورة هي قران ولكنها ليست كل القران. فان كان الزعم ان محمدا (صلى الله عليه وسلم) افترى هذا القران ومحمد صلى الله عليه وسلم بشرا مثلهم فانه يمكنهم متفرقين ان يأتوا بسورة من مثل ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. فان عجزا عن ذلك ذلك متفرقين فانه حجة عليهم لان الرسول من جنسهم ولكن الله عز وجل قطع عنهم الشك بالعجز فطلب منهم ان يجتمعوا للأتيان بسورة تكون من مثل القران مصدقتا لما بين يديها وان يكون بها الهدى والنور الذي في القران فكانت نهاية الاية تكذيبا لهم لانهم عجزوا عن ذلك فاستحال صدقهم فعلموا ان الحق لله عز وجل وان محمد نبي لا يأتيهم بكلام من جنس قولهم فان سحرتهم وكهنتهم وشعرائهم وأهل الكتاب وأهل الكفر مجتمعين لا يمكنهم ان يأتوا بشيء زعموا انه من فعل البشر. فاين عقول هؤلاء القوم لو ابصروا بقلوبهم لاستبصروا انهم من أهل الغي والالحاد كذبوا بما لم يعلموا ولم يعرفوه حق المعرفة بل طغى الكفر والتكذيب على عقولهم فزاغت أعينعهم وعميت قلوبهم.
فكذبوا بالقران وتوعدهم الله عز وجل ان يأتيهم خبر هذا القران بعلوا أهل الايمان على أهل الالحاد و بين لهم ذلك مما قص عليهم من خبر أهل الكفر سابقا وكيف كانت عاقبتهم. وهذا بيان آخر عن صدق النبي صلى الله عليه وسلم بان أهل الارض لم يستطيعوا الإتيان بشيء مثله الى يومنا هذا وهذا دليل على انه ليس مما تقدره البشر. وفيه بيان من ظهور اهل الايمان على أهل الكفر. وهي سنة الله التي لا تبديل لها. أهل الايمان يلتزموا بدينهم ويصبروا على الأذى فتمضي سنوات فيمكنهم الله تعالى. فلا يطلب من أهل الايمان أكثر من الالتزام بشرع الله كما أمرهم. ولا يكون الذل والهوان الا بالبعد عن شرع الله ونهج النبي.
(يُتْبَعُ)
(/)
فبين الله عز وجل أن هذا القران ليس بمقدور البشر على اختراعه او اختلاقه او افتراءه "أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (13) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (14) " فدليل صدق القران ان البشر عجزوا , وما ذلك الا ان الذي انزله انما انزله بعلمه "لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا" فهذه الشهادة هي خبر عن عجز الناس عن مثل هذا القران متفرقين او مجتمعين بقدرتهم او بالاستعانة بغير البشر مما يزعموا من آلة وآلهة وجن وبشر." قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا" وبين الله عز وجل بعد قص قصة نوح ان القران باب هداية وفيه صلاح الناس في الدارين فلو كان كما يزعموا مفترا من دون الله لنالهم صلاح الدنيا ولا يضرهم فعل النبي فان العاقل يستفيد من الخير من اي باب أتاه ويقدره ويوزنه بعقل راجح "أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ" فلا يضركم شيء اتباع الحق لان ألهتهم لن تغني عنها والقران فيه دليل فساد عبادتهم للأصنام فان كان النبي افترى هذه السور فان الافتراء انما يضر صاحبه وانما هذا القران هو كلام الله فليس هو مما يستطيعه البشر فان النبي صلى الله عليه وسلم لا يستطيعه حتى لو قرء قصص فارس والهند ولو أعانه عليه من يعلم الكتاب من أهل الكتاب ام من غيرهم:"وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آَخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا (4) وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (5) قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (6) " فهذا القران فيه خبر ممن يعلم سر السماء والارض فانظروا فيما أخبركم عنه من كل آية فليس شيء منها في كتب أهل الكتاب وليس من خرافات يعرف العاقل كذبها فهل عدم معرفتهم بالكتاب هو هو ما يدفعهم لذلك؟:" أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ" بل انه لحري بهم ان يشكروا النعمة ويتفكروا كيف صدق القران كتاب أهل المتاب وكذب ما أدخلوه على دينهم من ضلال. وكيف أخبرهم بما حدث من خلق آدم الى آيات الله في السماء والارض وما يخبرهم به تصديقا للنبي الامي فهو مصدقا لما بين يديه من الكتب أعطاكم الدليل بوجود كتب من قبله منزلة و شهد من أهل الكتاب انه الحق من الله مصدقا لما معهم وليس شيء جديدا مبتدعا لم تعرفه الناس بل بل أهل الحق على توحيد الله في كل زمان" أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئًا هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (8) قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (9) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآَمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) " فعقوبة المفتري عند الله في الدنيا قبل الآخرة وهذا ليس من مقدور البشر وما يمنعكم بعد هذا عن الايمان الا الاستكبار. .
فاسلوب القران سهل يبين ان هذا القران ليس من مقدور البشر وانه يصدق ما قبله وان فيه خبر ما لا يعلمه أحد في والارض ولا في السماء الا الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[22 May 2006, 08:19 م]ـ
ومن أسلوب القران وضع الناس على الحقيقة وتذكيرهم بها. فعجزهم عن الاتيان بمثل هذا القران دليل واضح على صدق النبي صلى الله عليه وسلم لذا فان القران يصدمهم بالحقيقة التي لا بد لهم من التسليم بها:" أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ" فيأتيهم الجواب مباشرة " بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ" فهذا الاسلوب هو بيان للحقيقة التي ينبغي ان يسلم لها الجميع لان عجزهم عن الاتيان بمثله وضعهم اما خيارين: الاول الايمان به. والثاني الكفر به " وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ" فلا يبقى في منتصف الطريق أحد لان الشك هو تكذيب لحال النبي فالشاك لا يقال عنه مؤمن بل هو لا يؤمن بصدق النبي فلذلك هو شاك " أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ" فالشك لا يكون حالة ثالثة. فمن أمن وأصلح فأجره على الله ومن كفر به فانه مضطر لبيان سبب كفره. ةقد سبق الاشارة الى رد زعمهم أن النبي أخذ القران من أهل الكتاب او قولهم عنه اساطير الأولين. والرد على أنه من إفتراء النبي بزعمهم.وقد زعموا مزاعم لا يستقيم لها حال كقولهم شاعر او مجنون او ساحر او مسحور او تنزلت به الشياطين. فبين عز وجل قدر القران وحاله وكيف أنزل "الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ" فقد أحكمه الله من الخلل والزلل فليس هو مثل شيء من كتب البشر التي لا تخلوا من أخطاء البشر. وجهلهم بأمور فلا يكون كتاب من كتبهم محكما بل يعتريه الخلل او الزلل وهذا حال كتبنا وكلماتنا الا اذا كانت كلام الله او من كلام المعصوم صلى الله عليه وسلم." ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ" فهذا القران فيه الطريق التي لا يزوغ عنها الا هالك وهذا القران هداية لأهل التقوى يؤمنوا به ويعملوا به. فأي كتاب للبشر يهدي الى الحق بمثله " نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ " وهو مصدقا لما أنزل الله على الرسل من قبل لا معارضة لها. فأعجب شيء ان ينسب مثل هذا الكتاب الحكيم الى غير الله " وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ "فالذي ينكره بحاجة ان يبين مواضع الزلل ويبحث عن الخلل الذي لا يوجد في كتاب الله , او ان يأتي بمثله. ولما عجزوا ظهر أثر استكبارهم: فقال بعضهم تنزلت به الشياطين وهو ليس بمقدور البشر " وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212) " فالشياطين لا تستطيع ان تأتي به لبعدها عن خالقها وهذا القران فوق مقام البشر من جن وانس والجن حجبت من أن تخبر أحدا من أهل الأرض بخبر الكهانة فلا الجن ولا الانس تقدر عليه:" قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرً" فدخول الجن في الطلب وجعل الانس والجن بعضهم لبعض معينا لا يجعلهم يأتوا بمثله فكيف يقال تنزلت به الشياطين. وعزل الجن عن السمع وعدم امكان الجن التكلم بمثله او استراق السمع من أهل السماء هو دليل انه صلى الله عليه وسلم ليس كاهنا , ولا ممن تلبسته الشياطين بل هو يتكلم بكلام رب العالمين الذي نزل به الروح الامين. " هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223) "فأين هذا الافك في القران حسب زعمكم؟. وزعمو على النبي غير الكهانة فقالوا ماأخبر الله من
(يُتْبَعُ)
(/)
ضلالهم:" فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ (29) أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (30) قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ (31) " اما القول بأنه شاعر فهو فاسد من عدة وجوه فان الشاعر يموت وتذهب أشعاره او أغلبها ولكن هذا القران سيبقى بعد موت محمد صلى الله عليه وسلم وحفظ الله له بصدور العلماء وبسطور المصاحف بغذنه عز وجل. وكان عندهم الشعراء ولم يكن حال الشعراء عندهم الا بمنزلة المداحين واصحاب الابيات الفصيحة والبليغة التي ليس منها فائدة الا ما كان صياغة لحكمة وقد ذكر الله تعالى ذلك فقال:"وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227) " فالرسول يخبرهم بالشيء ويعمله وليس ممن يلقي حكمة ليتكسب بها. فقولهم شاعر لم يكن الى هروبا من الرمضاء الى النار. فالشعراء يرتاح الناس من هجوهم ومن شعرهم بموتهم ويذهب شعرهم اما هذا النبي فان الله أخبره ان يقول لكم تربصوا بما زعمتم فانا متربص ومن معي من المؤمنين بما سيذيقكم الله من الخزي والعذاب في الدنيا ومن تمكين الله لنا عليكم.
فما لبث النبي ان ظهر عليهم ولما توفاه الله لم يضع شيء من هذا القران بل كان كما أخبر الله عنه " إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ"
اما الجنون فهي أغرب مي ينسبه عاقل للنبي. فالأصحاء عجزوا عن الاتيان بمثله فما قدرة من لا يعقل بمثل هذا القران
"كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52) أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ " فهذه تهمة لا يقولها الا من عمميت بصيرته واستكبر عن اتباع الحق وقد رد الله عليهم عند زعمهم "إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ (36) بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37) " فاي حق يأتي به أهل الجنون وهل يصدق كلامهم كلام النبين من توحيد الله وبيان شرعه؟ فلا يصح لهم اتهامه صلى الله عليه وسلم بشيء من هذا .. وهل كان يستطيع أحد ان يكذب على الله بمثل هذا القران ويغفل الله عنه وعن فضحه؟ فهذا القران هو كلام الله عز وجل والرسول الذي أخبركم به الرسول:"إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52) "
اما السحر فقد بين الله عز وجل انه فعل الضعيف الذي لافلاح له حقيقة وقد بين في قصة موسى مع السحرة ان الساحر لا يفلح فهو يسحر أعين الناس ولا يغير الحقيقة يسلبهم أموالهم بفعله ولو كان صادقا لأفلح في سحر المال:"فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (76) قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ" فانى للساحر من الفلاح في دنياه وقد طرد من رحمة الآخرة. والسحرة اعرف الناس بما بأيديهم فكيف يعجزوا عن مثله؟ فلو كان سحرا لأتوا بمثله. وقد بين ربنا عز وجل ان السحرة آمنوا بموسى لما علموا بأن العصى ليست سحرا ولو كانت كذلك لبينوا خعتها او سعوا للاتيان بمثلها , فاين السحرة من الاتيان بمثل هذا القران؟ "قَالُوا
(يُتْبَعُ)
(/)
يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70) "فايمان سحرة فرعون لنبي الله موسى قصها الله علينا ليعلمنا كيف نعرف الامور ونميز سقيمها من صحيحها. وقد بين الله عز وجل اضطراب عقول أهل الكفر بالتفاتهم من حجة واهية الى أخرى واهية مثلها وضرب لنا مثلا الوليد بن المغيرة في قوله عن القران."نَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) " فقد فكر وقدر فما وفق في تفكيره ولا تقديره فلم يستقم ما فكر به ولا ما قدره فلم يبقى له الا ضم حاجبيه وكلح وجهه وعند ذلك زعم ان هذا انما هو سحر يؤخذ عمن سبق. فهذا قول البشر. فان كان كما زعم فلماذا لا يأتي بمثله؟ فكان ناتج استكباره كفره. وهذه الاية بينت موته على الكفر قبل سنوات من موته. وهي بمثل ما أخبر الله عن ابي جهل وابو لهب وهذا الوليد مثلهم فقد قدر الله لنبيه وللمؤمنين ان يعلموا موتهم على الكفر واستحقاقهم لجهنم وكما مر سابقا فان الله أخبر نبيه بظهوره على قريش وذلك كله دلالة على صدق النبي وبيان ان هذا كتاب أحكمت آياته: وانه ذكر مبارك انزله الله هدى للعالمين.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[24 May 2006, 12:13 م]ـ
وكان مشركي مكة قد جعلوا من رزق الله حلالا وحراما على غير ما شرع ربنا. فكان ما يبين ضلالهم وبعدهم عن الحق هو معرفة مصدر التحريم ومعرفة هذه الأحكام والتفكر فيها. فبين الله انهم انما فعلوا ذلك بأهوائهم " قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آَللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (59) وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ " وذلك ان تحريم الشيء انما يكون من عند الله. فلماذا حرموا ذلك؟ هل هي بأمر الله؟ اذا لم تكن كذلك فهم يفتروا على الله بتحريمهم اياها. فهم حرموا انعاما على كل الناس فبين الله زيف نسبة ذلك لله ""مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ " وذلك انهم انما حرموها اتباعا لآبائهم وبغير علم ولا هدى من الله. فهم قوم لا يعقلوا اذ لو عقلوا لبحثوا عن من حرم هذا.وهذه الانعام التي حرموها هي من جنس ما يأكلوا منه ولم تكن علة تؤثر في أكلها الا ما زعموا فكانوا لا يذبحونها ولا ينتفعوا ببعضها فبين الله عز وجل انهم يفتروا على الله الكذب بفعلهم اذ ليس عندهم علم وانما هي اهوائهم وتقليدهم الاعمى لبعضهم البعض:"وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (138) وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (139) "وهذا اشد الجهل بان يجعل التحريم والتحليل تبعا للهوى فيحللوا ما يريدوا ويحرموا ما يريدوا افتراء على الله.فهذه جعلوها محرمة وتلك جعلوا ظهورها محرمة فلا يركبوها وأخرى لا يحجون عليها وزعموا ان ما
(يُتْبَعُ)
(/)
في بطون بعض الانعام خالصة للذكور دون الاناث سواء أكان يقصد به اللبن ام الاجنة التي تولد فتحريمها على الاناث انما هو تبعا لقولهم لا يطعمها الا من نشاء فحرموا ذلك مطلقا على الاناث وأحلوها للذكور ولكن ان تكن هذه ما في بطون هذه الانعام ميتة فهم قد يطعمو الاناث ان شائوا فحرموا الاناث منها الا ان كانت ميتة فيحلون لهم أكلها بأذنهم. وزعموا ان الله هو الذي أمرهم فقال الله عز وجل سيجزيكم ايمها الكفار كذبكم فان الله حكيم فيما يشرع عليم بما يصلح أحوال الناس فلوا عقلوا لعلموا ان الله لم يحرم ذلك. ولم يكن ذلك الامر الوحيد الذي فعله أهل الشرك بل جعلوا لله نصيب من ذبائحهم وجعلوا لشراكهم من اوثان نصيب! " وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ " فهؤلاء مع سخفهم جعلوا لله نصيبا مما ذبحوا وما زرعوا فكان نصيب الهتهم يصل لآلهتهم وان كان شيء شيء لله فيصل الى الله وقد يصل شيء منه لآلهتهم من النصيب الذي جعلوه لله. فكذبهم هذا يعني انهم يفضلوا آلهتهم التي لا تستحق العبادة ولا أن تسمى آلهة على الله. فبين الله كذب حجتهم فسألهم:" ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آَلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (143) وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آَلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144) " فاي ذلك حرم الله؟ لم يحرم منه شيء لانه خلق ذلك كله لكم لتركبوا ظهورها وتذكروا اسم الله اذا استويتم عليها ولحمها لكم حلال فهذه أنعام خلقها الله لكم وهو ما بينه عز وجل في الاية السابقة:"وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ" فان أهل الكفر سيبوا السوائب وبحروا البحائر و حرموا الوصيلة و الحام وهذه مثلها مثل هذه الانعام التي حرموا بعضها وحرموا ركوب بعضها والانتفاع بلبن بعضها وجعلوا بعضها حرام على الاناث منهم.
فانهم ان زعموا تحريم الذكور من هذه الاصناف فانهم يكونوا كذبوا انفسهم بانهم يستمتعوا بلحوم هذه الذكور ويركبوها وان زعمو حرمة الاناث فانهم يكذبوا انفسهم بانهم يشربوا البانها ويركبوها وان زعموا حرمة كل ما حوته أرحام اناث هذه الانعام بان كذبهم. فالانعام هي سواء وهي اما ذكور واما اناث فما جعلهم يميزوا انعام عن غيرها الا اتباع لكفر وجدوا ابائهم عليه وافتراء على الله عز وجل فلذلك قال لهم في الاولى نبؤني بعلم وفي الثانية سألهم سؤال المتهكم بهم أم كنتم شهداء اذ وصاكم الله بهذا؟ فلم يكن يمكنهم القول بان الله وصاهم بهذا اذ ليس عندهم سيء يدل عليه وبطل زعمهم بتحريم بعض الانعام دون بعض من نفس النوع والجنس بما سيبوا السوائب وبحروا البحائر ووصلوا الوصائل وتركوا الحام من الركوب فحموا ظهورها.فبعد ذلك اي ضلال هو شرممن افرى على الله الكذب فحرم ذلك على الناس وانما خلقها الله لينتفع الناس بها. ثم طلب الله منهم ان يبينوا فقال لهم: قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ" فبين عز وجل انهم لا يملكوا شهادة وان زعموا فانهم يشهدو زورا. فانهم كذبوا بآيات الله وأنكروا البعث وجعلوا لله انداد وساوو بهم الخالق فان الله عز وجل انما حرم من هذه الانعام
(يُتْبَعُ)
(/)
ما كان خبيثا مكسبا او حالا "قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (145) وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (146) "فان الله عز وجل انما خلق هذه الانعام لننتفع بها ونكسب منها كسبا حلالا ونأكل لحومها ونشرب البانها ونركب ظهورها وبين لهم شيء قد يعترضو عليه من حال يني اسرائيل فبين الله عز وجل ذلك:انما حرم على بني اسرائيل اشياء من هذه الانعام بسبب ظلمهم لانفسهم وعقوبة وقد كانت كلها حلال لهم قبل ذلك "كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ"وبين عز وجل انه انما حرم ذلك بسبب ظلمهم "فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا" فالله عز وجل بعث نبيه ليرفع عنهم الاصر والاغلال التي كانت عليهم وكذا ليحل للناس ما حرمه أهل الجاهلية بلا علم وكتاب منير فمن يرد الهداية فليتبع هذا النبي فيكون من:"الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"
فلما بطلت حجة أهل الشرك وبان كذبهم فيما جعلوا لله من شركاء من رزق وما بينه من كذبهم وافترائهم على الله بتحريم ما أحل الله وتحليل ما حرم "قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آَللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ" وبعد ان بين لهم كذبهم بسؤالهم عن السوائب والبحائر والوصائل والحام بين عز وجل ان ضعف حجتهم ستجعلهم يلجؤا الى الكذب مرة أخرى "
سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ" فاحتجوا بان الله لم يمنعهم من الشرك ولا تحريم شيء مما انزل الله من رزق وهذا الكلام كله من الجدل الذي اساسه الكذب على الله بالزعم عليه بما لا يعلموا. فطلب منهم برهان من علم يبينوا ذلك فهم ليسوا الا يظنوا ذلك ظنا ولا يعرفوا شيء من الحق في ذلك فكلامهم كله كذب بأن الله أجبرهم ورضي لهم الكفر وعبادة الأوثان. وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (35) فتشابه قلوبهم بقلوب من قبلهم جعل سبيلهم الهلاك كما حل بمن قبلهم ان لم يبادروا بالتوبة لله. والرسول لا يجبركم على الايمان وانما يبلغكم رسالات الله وانتم بعد ذلك تسيروا الى طريق الضلال او تتبعوا الهدى. فان الله عز وجل انما خيرهم وميز بعضهم على بعض ولو شاء لجمعكم جميعا على الهدى ولو شاء لهداكم أجمعين ولكنه عز وجل ترك الناس ليعملوا ما يريدوا فيجزي كل انسان بعمله وهو
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يظلم أحدا عز وجل" قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149) " ولم يكن أهل الشرك قد حرموا ذلك وحده بل تعدوا ذلك الى تحريم امر لا يفعله انسان الا بعد ازالة الرحمة من قلبه " قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ" ولم يكن ذلك الا بعد ان تلبس عليهم الحرام والحلال فبدؤا بالسوائب والبحائر وانتهى بهم الامر الى قتل اولادهم " وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (137) " فقد قتلوا اولادهم بطرق شتى: فوئدوا البنات وقتلوا اولادهم خوف ان يعيلهم وخوفا عليهم من الفقر "وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا" وكانت المؤودة أغلب قتلهم " وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9) " فبين الله تعالى ان ذلك افساد الحياة وانما لبس عليهم دينهم وتخبطتهم الشياطين بفعلهم ولبسوا عليهم ادراك الحقائق فخسروا الدنيا بتحريم الرزق من مال وبنين وخسروا الآخرة بالشرك فارشدهم الله عز وجل للحق ليتبعوه فسألهم: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) وبعد ان بين كذبهم في انهم يفتروا على الله الكذب بين عز وجل شرعه الحنيف: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151)} وبين عز وجال حال المشركين بفعلهم وبين ناتج ذلك: " قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (140) "
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[27 May 2006, 11:56 ص]ـ
كان أهل الشرك وأهل الكتاب يزعموا بانهم على منهج ابراهيم عليه السلام. فبين الله تعالى كذبهم وخروجهم عن ملة ابراهيم عليه السلام. وبين لهم ان ملة ابراهيم هي افضل ملة. "وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ" وهذا أمر متفق عليه بينهم الا ان أهل الكتاب كانوا يزعموا ان ابراهيم هو على ملتهم من يهودية ونصرانية. وبين الله عز وجل ملة ابراهيم السمحاء التي هي التسليم لله بكل شيء" إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ " فكان مخلصا مطيعا خاضعا لله رب العالمين. فبين الله عز وجل ان اليهود والنصارى يدعون الى غير ملة ابرهيم الحنيفية السمحاء فهم يدعون الى اليهودية والنصرانية والمشركون من اهل مكة يدعون للشرك بالله " وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135) " وزعموا ان ابراهيم كان على ملتهم فكذبهم الله عز وجل نافيا ذلك عن ابراهيم عليه السلام ومكذبا المشركين بزعمهم انهم على ملته بما هم فيه من شرك والحاد.
فبين الله الحجة على أهل الكتاب بما يغني عن مجادلتهم في فعلهم ودينهم. فابراهيم عليه السلام مات قبل اليهودية وقبل النصرانية فكيف ينسب الى أحدهما؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فأهل التوراة من اليهود يقروا على ان اليهود من نزل عليهم التوراة وآمن به والنصارى يقولوا ان دينهم على الانجيل والتوراة فكيف يكون ابراهيم يهوديا او نصرانيا ولم يكن قد نزل عليهم توراة ولا انجيل؟
"يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65) "
ثم بين الله تعالى: ان لا يحق لكم الكلام فيما لا تعلموه وليس عليكم به حجة و فقد جادلتم فيما حرم الله عليكم من الانعام وغيرها لانه موجود في كتبكم فبأي حق تجادلوا في شيء يعلم العاقل كذبه. فان الله الذي يعلم كل شيء يخبركم ملة ابراهيم السمحاء الاتي فيها التسليم لله وطاعته وهو ملة الاسلام:
"هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) "
:"قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ " فاليهود على تحريم امور لم يحرمها عليهم الله عز وجل الا من بعد نزول التوراة وهي ما نزل الاسلام لتخفيفه عليهم وارشادهم للحق لأتباعه وتخفيف الأصر والأغلال التي كانت عليهم بسبب بغيهم. وبين الله عز وجل ان ملة ابراهيم ليس فيها التشديد وتلك الأغلال التي انما كانت بسبب بغيهم وظلمهم "فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا" فبين ان هذا لم يكن محرما على ابراهيم عليه السلام ولا على ذريته من بعده حتى حرم الله ذلك على اليهود فبين لهم ان لا سبيل لهم لانكار ما يخبرهم الله عز وجل به باي حجة او جدل كزعم ان لا نسخ في شرع الله بزعمهم فارشدهم الى الرجوع للحق وبيان ان الله انما حرم عليهم من الطيبات بسبب بغيهم وعقوبة لهم واختبار فارجعوا الى كتبكم فان فيها نص نزول التحريم والتي تبن ان ذلك لم يكن محرما منه شيء " كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (93) فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (94) قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (95) " فليس شيء الا كان مباحا من هذه الانعام الا ما حرم اسرائل على نفسه وذلك كله كان قبل ان تنزل التوراة فكيف يقال ان ابراهيم كان على ملتهم.وكتبهم شاهدا على ذلك وفيها تكذيبا لهم عن قولهم ان الشرائع لا تنسخ وبيان الحق في ذلك.
فبين عز وجل ان استحقاق النبي والذين آمنوا معه لملة ابراهيم هو اتباعهم لملته من التسليم لله والطاعة" إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68) " وهو الذي أمر المؤمنين باتباعه:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77) وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78) "
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[27 May 2006, 07:36 م]ـ
وكان القران يرد على على أهل الجحود عند طلبهم الاية بتذكيرهم بفعلهم أول مرة اي بيان ناتج الاستجابة لطلبهم قبل ان يستجيب لذلك او تركهم وعدم الاستجابة لهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد طلبوا من لاآيات ما يتخيلوا وكأن النبي انما بعث لهم ليلبي لكل انسان رغبته لكي يؤمن " قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (89) " تركوا ما انزل الله اليهم من آيات بينات ثم عمدوا الى ما في نفوسهم وأهواءهم:" وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93) "
فليس النبي هو من يستطيع فعل شيء الا باذن الله فبأي سبب يعرضوا عما أخبرهم عز وجل انه دلالة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وطلب آيات حسب أهوائهم. وقد بين الله عز وجل ان ناتج الاستجابة لهم لو استجاب الله لهم هو نفس ناتج استجابتهم فيما سبق:"وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110) " وقد بين عز وجل اعراضهم عندما يروا آية من آيات الله عز وجل:"بسم الله الرحمن الرحيم
اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (3) وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4) حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (5) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ (6) " فقد جائهم من الاخبار ما يبين صدق النبي ويريهم آية من آيات الله ولكنهم يقولا سحر مستمر!! وهذا تحقيق قوله تعالى " وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ " فبين عز وجا ان الايات بيد الخالق وقد انزل عليكم ايها الناس اية لا تلازم صاحبها في حياته فقط بل ستبقى لكم بعد مماته آية يجدها الانسان في كل وقت وفي أي مكان حجة بالغة لا يعرض عنها الا متكبر. "وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا" فالله ينزل الآيات تخويفا للناس وبتكذيبهم النبي يستحقوا العذاب الذي وعدوا به ان كذبوا به فان كان دأبهم التكذيب فلماذا يرسل اليهم الآيات؟ فلذلك بين الله عز وجل ان اهل الكفر يطلبوا آيات وقد كذبوا بها او بشبيهها من قبل فإن كانوا طلاب حق ومعرفة صدق النبي صلى الله عليه وسلم لماذا يكفروا بالآيات؟
فمن ذلك قولهم لولا أوتي مثل أوتي موسى:"فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48) قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50) " فان كانوا أخذوا هذا القول عن اليهود ليحتجوا به على النبي , فيقولوا لولا أوتي محمد مثل ما أوتي موسى من الكتاب. فأخبرهم الله انهم يكفروا بما أخبرهم اليهود أصلا فكيف يطلبوا بمثل ما يكفروا به. فقال الله لهم ان كفكم بالقران وكفركم بالتوراة سواء فاتوا بكتاب من عند الله أهدى منهما كي نتبعه فبين الله النتية وهي انهم ان لم يؤمنوا فباتباعهم أهوائهم بعدا عن الحق لا اتباعا له. وقد مر سابقا كيف طلبوا من الرسول اية للإيمان بها:" وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى" فالايات هي دلالة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم والكفر بإحداها كافيا للكفر بباقي الآيات فان الله عز وجل بين ان أهل الكفر لم تغن عنهم الأيات:"إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آَيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (97) " وقد توعدهم الله عز وجل بعمى القلب لاعراضهم حتى يجعل الران يغطي قلوبهم بسبب كفرهم:" سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ" "وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[28 May 2006, 08:27 م]ـ
وزعم اليهود انهم لا يؤمنوا للنبي حتى يأتيهم بقربان يقدمه فتأكله النار وهم ينظرون اليه فيكون ذلك دليل صدق النبي:"الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183) فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (184) " فرد الله عز وجل بانهم لم يؤمنوا بالانبياء الذين بعث الله معهم قربان تأكله النار بل كذبوهم بعضهم وقتلوا آخرين "أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ " فلم قتلتموهم؟ فان كان قتلكم للانبياء بعد أن اقاموا عليكم الحجة هل ستؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم اذا جائكم بمثل ذلك؟ فبين عز وجل ان استكبارهم واتباعهم لأهوائهم هو ما يمنعهم من الايمان فان الانبياء قد جاؤهم بالبينات الواضحات من آيات الله وجاؤهم بالذي طلبوا من قربان تأكله النار وان كانت آية واحدة كافة للتصديق وكذبتم بكل آية من قبل وجائكم محمد صلى الله عليه وسلم بآية واضحة بينة وهو مكتوب في كتبكم صفاته وحال دعوته وأمرتم باتباعه فكذبتم به. فان كانت الاية التي بين يديه لا تكفيكم لتؤمنوا به فكذبتموه فانكم ستكذبونه لو جائكم بقربان بدليل تكذيبكم لمن قبلكم فهذا دأبكم بالتكذيب: "لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ (70) وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (71) " فان كانوا يرون التكذيب والكفر والقتل امرا لا يؤثر فيهم لما يفترونه من كذب وبامانيهم الكاذبة وباستكبارهم وهذا سبب كفرهم وحقيقة طلبهم فانهم قابوا نعمة التوبة بالتكذيب وحسبوا ان لا تكون عليهم فتنة لما يفترونه على الله.
فخلاصة ذلك ان الانبياء جاؤكم بالبينات فكذبتموهم وجاؤكم بما طلبتم من بينة فكذبتموهم ومحمد صلى الله عليه وسلم جائكم بالبينات ايضا فهل تكذبونه الا كما كذبتم انبيائكم؟ فان كان الحق تريدوا فبينة واحدة تكفي وان كان غير ذلك فانكم ستكفروا كما كفرتم من قبل.
وكان اليهود يأملوا بذلك بما يفترونه على الله وما يجعلوا لانفسهم من منزلة عند الله بظنهم ان الله سيتجاوز عن سيئاتهم لامحالة وانه ان عاقبهم فلن يعاقبهم الا اياما معدودة:"أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ " فلم يكن عندهم في كتبهم ما يقول لهم ذلك بل كذبوا على الله وافتروا على الله الكذب. فغرهم ما كذبوا ولم يلتفتوا الى الحق فلم يكن لله عليهم عهد ان يدخلهم الجنة ان جحدوا انبيائه ورسله ولكنهم قالوا ذلك زاعمين على الله ما لم يعهد اليهم:" وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) " فان الله لا يخلف وعده فمن كسب سيئة سيجزى بها ومن كسب حسنة سيوفى اجره ولن يظلم أحد وانما العهد الذي عهد لكم به ان يدخلكم الجنة ان آمنتم برسله وتمسكتم بدين الله وأوامره:"وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (12) فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) " فان العهد هو كما عهد ربكم لا كما حرفتم الكلام عن موضعه فهذا العهد وهو قائم كما هو:" يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ " فذاك العهد لا كما زعمتم
"لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124) " فبين الله عز وجل ان الهداية للناس هي طريق الجنة باختلاف اجناسهم وان التكذيب والضلال هو طريق النار. فكان مما بين الله عز وجل كذب زعمهم وزيف ادعائهم انهم لن يدخلوا النار الا أياما معدودات وبيان انه مما افتروه على الله ان بين حقيقتهم في الدنيا وانهم ليسوا الا بشر ممن خلق الله تصيبهم النوازل كغيرهم وهم عرضة لمصائب الدنيا وانهم يذوقوا العذاب بما اقترفت ايديهم في الدنيا ولن يكون حالهم في الآخرة افضل:" وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18) "
وهذه خلاصة المسألة:" وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ "
فتكذيبهم واضح:"قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ" والحقيقة انكم لا تختلفوا عن غيركم:" بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ"
فقد بين الله حالهم السابق وبين مشابهته بالحالي وبين ما سيحدث ان جائهم بالبينات وبين لنا سبب ذلك من افترائهم على الله وبين زيف ذلك من واقع حالهم فبيان افتراء بعضهم على بعض بدلالة حالهم مما يصيبهم من مصائب الدنيا فكان سبيلا للتخلص من الكذب والوهم الذي يعيشوا فيه الى حقيقة مساواتهم بالجنس البشري وبين ان الهداية تكون باتباع الحق وما يرونه من آيات بينات تدل على صدق النبي.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[29 May 2006, 10:10 ص]ـ
وقد زعم أهل الكفر ان حالهم هي دليل على مآلهم في الآخرة مع عدم تصديقهم للآخرة:"وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (35) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (36) "
قال ابن جرير رحمه الله في تفسيره:"يقول تعالى ذكره: وقال أهل الأستكبار على الله من كل قرية أرسلنا فيها نذيرًا لأنبيائنا ورسلنا: نحن أكثر أموالا وأولادًا وما نحن في الآخرة بمعذبين لأن الله لو لم يكن راضيًا ما نحن عليه من الملة والعمل لم يخولنا الأموال والأولاد، ولم يبسط لنا في الرزق، وإنما أعطانا ما أعطانا من ذلك لرضاه أعمالنا، وآثرنا بما آثرنا على غيرنا لفضلنا، وزلفة لنا عنده، يقول الله لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: قل لهم يا محمد (إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ) من المعاش والرياش في الدنيا (لِمَنْ يَشَاءُ) من خلقه (وَيَقْدِرُ) فيضيق على من يشاء لا لمحبة فيمن يبسط له
(يُتْبَعُ)
(/)