ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[10 Mar 2006, 01:59 م]ـ
الأخ/ عدنان البحيصي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أعتقد أنه لا داعي للمُشَادّة في النقاش مع أي أحد كائناً من كان موافقاً أم مخالفاً، وكما قال الأخ/ أحمد البريدي جزاه الله خيراً:"إن تقبل الآراء المخالفة هي من شروط الباحث المحقق الذي تهمه المعلومة , وتعنيه".
وحتى لو أنك أرسلت إلى الدكتور/ مساعد الطيار ووعدك بالنقاش، فلا ضير من نقاش إخوانك في الملتقى لعلك تجد مزيد فائدة، ولعلك تستفيد من طريقة زميلك/ حسن الخطيب.
بارك الله فيكم جميعاً، وثبتنا الله وإياكم على الحق.
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أبا عبيدة
بارك الله فيك أخي الحبيب، إني والله أتقبل الأراء المخالفة، لكن كأراء الأخ أبا عبد المعز الذي يهاجم كل شيء كتبته ولا يدري كنه التفسير المقارن و لا التفسير الإجمالي، ففي ظني أنه يناقش بلا علم، ثم إني والله ما تشددت لرأي، لكن هو من تشدد لا للحق الذي يراه بل لشيخه الدكتور الطيار، الذي أحبه أنا في الله وأقدره
شكراً لك أيها الحبيب
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[10 Mar 2006, 06:53 م]ـ
ملحوظة:
أعتذر للقراء فقد زهدت في مثل هذه الردود .... واكتب هذه الفقرة تحلة للقسم فقط .... ووفاء بما وعدت
********************
قال تلميذ الشيخ الدهشان:
ومما لا شك فيه أن بعض الموضوعات في القرآن لا يمكن لنا أن ندرسها بطريقة التفسير الموضعي للآيات، فموضوع الأسماء والصفات مثلاً يلزم لدراسته نظرة شاملة موضوعية لكل آيات الأسماء والصفات في القرآن الكريم،
اعلم-أيها الأستاذ الكريم- أن العقيدة في الله قد تمت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ... ماتركها لاجتهاد مجتهد حتى الصحابة أنفسهم لا يصح منهم أن يصفوا الله إلا بما وصف نفسه به أو وصفه أعلم الخلق به ... فدعوى أن تفسيرا مقترحا أو مشروع تفسير –تحت أي اسم سجل-سيحل مشكلة الاسماء والصفات لا يدل إلا عن شيئين:
-جهل.
-أو تجهيل.
أما الجهل فواضح لأن التفاسير الموجودة-حسب زعمه- لم تعلم الناس شيئا عن صفات ربهم: لا تفسير ابن عباس ولا الطبري ولا الرازي ولا القرطبي.
أما التجهيل فلأن لازم قوله أن ملايين المسلمين الذين عاشوا قبل المنهج الموضوعاتي المفترض ماتوا دون أن يعتقدوا الحق الصحيح في اليد والاستواء والنزول والرحمة ....
فإن قال: عرفوا ربهم بتفسير موضوعاتي .... قلنا إذن كل التفاسير الموروثة موضوعاتية فإلى أي شيء تدعو وعلى من ترد.؟؟
-وإن قال عرفوا ربهم بتفاسيرهم ... قلنا لك إن كانت موضوعاتية فقد فرغنا منه توا وإن كانت غيرها فقد ثبت استغناؤهم عن غيرها ....
والحق في هذه المسالة الذي لا يزيغ عنه إلا هالك أن العقيدة في الله لا علاقة لها بمناهج التفسير الحديثة ... فضلا عن أن تتغير من منهج إلى آخر ... وفهم الصفات الإلهية لا تتوقف على تغيير المنهج –أعني وجهة النظر-بل هي متوقفة على القواعد والضوابط التي وضعها ووضحها السلف. ...
وليقرأ معي الأستاذ هذا الفصل من كلام أبي حامد الغزالي-رحمه الله-من كتابه الجام العوام وهو من كتبه المتاخرة:
-قال أبو حامد:
التصرف الخامس:
لا يجمع بين متفرق , ولقد بعد عن التوفيق من صف كتابا في جمع الأخبار خاصة ورسم في كل باب عضوا فقال: باب في إثبات الرأس, وباب في اليد الى غير ذلك, وسماه كتاب الصفات. فإن هذه كلمات صدرت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوقات متفرقة متباعدة اعتمادا على قرائن مختلفة تفهم السامعين معاني صحيحة, فإذا ذكرت مجموعة على خلق الانسان صار جمع تلك المتفرقات في السمع دفعة واحدة عظيمة في تأكيد الظاهر وإيهام التشبيه وصار الاشكال في أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نطق بما يوهم خلاف الحق أعظم في النفس وأوقع. بل الكلمة الواحدة يتطرق إليها الاحتمال وإذا اتصل بها ثانية وثالثة ورابعة من جنس واحد صار متواليا يضعف الاحتمال بالاضافة إلى الجملة ......
الى آخر كلامه غفر الله له.
نقلي لكلام الشيخ أبي حامد لا يعني الموافقة عليه ..... وإنما يعنيني منه أنه اعتبر المنهج الموضوعاتي في الأسماء والصفات شرا مستطيرا يوهم التجسيم والتشبيه أكثر مما يزيله .... بينا الشيخ الدهشان وتلاميذه يرون فيه حلا للمعضلة فمن نصدق: الغزالي أم الأستاذ.؟؟
وقد رأينا بعد الغزالي كيف اعتمد فخر الدين الرازي هذه الموضوعاتية ليشنع على أتباع السلف في عقيدة الاسماء والصفات ... فكان يقول: أخبرونا هل لله عين واحدة أم عينان أم عيون كثيرة .. وهل له جنب واحد أم جنوب كثيرة .... وهل استوى وهو نازل أو نزل وهو مستو إلى غير ذلك من جمع الآيات لغرض التشنيع ..... وتجد نصوصا بذلك في نقض التأسيس لتقي الدين والصواعق لشمس الدين ... رحم الله الجميع.
ولا أدري من يقصد تلميذ الشيخ الدهشان بقوله:
للمشككين ودعاة البدع الإنتصار لبدعهم بأدلة جزئية مقتطعة من الأدلة الكلية، وإنما بجب أن ترد آيات الله لبعضها البعض حتى يفهم مراده الله منها.
فإن كان يقصد بدعاة البدع السائرين على نهج السلف ممن يسميهم الرازي الحشوية والنابتة والتيوس وكان مراده منهجا يرسخ التعطيل عقيدة للمسلمين فلا مرحبا بمنهجه ...... وليعلم أننا فهمنا المراد من الصفات أو القدر البشري من الفهم .... ولا حاجة إلى بلبلة جديدة حسبنا ما ابتلينا به في تاريخنا الطويل ..
وسبحان الله وبحمده أستغفر إليه وأتوب إليه .....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[10 Mar 2006, 11:51 م]ـ
أخي الكريم أبا عبدالمعز وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى
طريقتك في مناقشة الأخ عدنان في البحث طريقة غير موفقة من وجهة نظري
لا من حيث الأسلوب، ولا من حيث المضمون
ولعلك تقرأ أكثر عن التفسير الموضوعي من خلال الكتب التي أفردته بالتصنيف؛ فقد تتبعت بعض ما قيدته في تعليقاتك هنا فظهر لي قصور واضح في معرفتك بتفاصيل هذا النوع من أنواع التفسير.
وكلام الأخ عدنان الأخير: (ومما لا شك فيه أن بعض الموضوعات في القرآن لا يمكن لنا أن ندرسها بطريقة التفسير الموضعي للآيات، فموضوع الأسماء والصفات مثلاً يلزم لدراسته نظرة شاملة موضوعية لكل آيات الأسماء والصفات في القرآن الكريم .. ) كلام صحيح لا غبار عليه؛ فآيات الصفات التي وردت في مواضع كثيرة لا يتم فهمها على الوجه الصحيح إلا بتطبيق القاعدة القرآنية الواردة في قول الله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى: من الآية11).
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[12 Mar 2006, 05:25 م]ـ
شكراً لك يا أبا مجاهد
بارك الله فيك
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[13 Mar 2006, 12:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالان متأخران بعد كل هذه الجلبة فأعذروني لأني قليل البضاعة ومع ذلك هي مزجاة
هل للتفسير الموضوعي معنى تعريفي اصطلاحي موحد بينكم؟
بناء على هذا التعريف إن وجد هل التصنيف فيه موجود عند السلف؟
ادخر رأي المتواضع بعد سماع ارائكم وأنتم ممن نستفيد منه ان شاء الله
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[13 Mar 2006, 11:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الحبيب الجنيدلله
أما المعنى الإصطلاحي للتفسيرالموضوعي فسأفصل فيه القول إن شاء الله
• أولا: تعريف التفسير الموضوعي:
لعل أشمل تعريف وقف عليه الباحث لهذا العلم مما ذكره الدكتور مصطفى مسلم بقوله: " هو علم يتناول القضايا حسب المقاصد القرآنية من خلال سورة أو أكثر" (1).
• ثانيا: نشأة علم التفسير الموضوعي:
لم يظهر مصطلح " التفسير الموضوعي" إلا في القرن الرابع عشر الهجري إلا أن لبنات هذا اللون من التفسير وعناصره الأولى كانت موجودة منذ عصر التنزيل في حياة رسول الله ? (2).
وبما أن التفسير الموضوعي ظهر حديثاً؛ لذا لم يتكلم المفسرون السابقون عن قواعده وخطواته وألوانه، ولكن العلماء والباحثين المعاصرين أقبلوا عليه يدرسونه ويقصدونه ويتحدثون عن قواعده وأسسه وكيفيته.
فظهرت مؤلفات كثيرة في هذا المجال ومنها كتاب " الأشباه والنظائر" لمؤلفه مقاتل بن سليمان البلخي المتوفى سنة 150هـ وذكر فيه الكلمات التي اتحدت في اللفظ واختلفت دلالاتها حسب السياق في الآية الكريمة.
وإلى جانب هذا اللون ظهرت دراسات تفسيرية لم تقتصر على الجوانب اللغوية بل جمعت بين الآيات التي تربطها رابطة واحدة أو تدخل تحت عنوان معين، كالناسخ والمنسوخ لأبي عبيد القاسم بن سلام التوفي سنة 224هـ ولازال هذا الخط مستمر إلى يومنا هذا (1).
وقد توجهت أنظار الباحثين إلى هدايات القرآن الكريم حول معطيات الحضارات المعاصرة وظهور المذاهب والاتجاهات الاقتصادية والاجتماعية، والعلوم الكونية والطبيعية.
ومثل هذه الموضوعات لا تكاد تتناهى فكلما جد جديد في العلوم المعاصرة، التفت علماء المسلمين إلى القرآن الكريم ليسترشدوا بهداياته وينظروا في توجيهات الآيات الكريمة في مثل هذه المجالات (2).
• ثالثا: أنواع التفاسير من حيث منهج المفسرين:
أنواع التفاسير كثيرة ولكن يمكن حصرها في نوعين:
النوع الأول: التفسير الموضعي التجزيئي: وهو الذي يرجع فيه المفسر إلى موضوع واحد من القرآن الكريم، متتبعا الآيات في سورها، إما بالمأثور أو بالرأي المحمود، وإما أن يكون تحليلياً، أو إجمالياً عند الاختصار، أو مقارنا بين تفاسير مع بعضها.
النوع الثاني: التفسير الموضوعي: وهو التي يلتزم به المفسر مصطلحا أو موضوعاً أو سورة من القرآن الكريم ويقيم منها بناء متكاملاً.
• رابعا: أقسام التفسير الموضوعي:
ويمكن حصر أقسام هذا التفسير في ثلاثة أقسام:
القسم الأول: التفسير الموضوعي للمصطلح القرآني: بحيث يختار الباحث لفظة أو مصطلحاً، تتكرر في القرآن كثيراً، فيتتبعها من خلال القرآن، ويأتي بمشتقاتها ويستخرج منها الدلالات واللطائف.
القسم الثاني: التفسير الموضوعي لموضوع قرآني: بحيث يختار الباحث موضوعاً من القرآن، له أبعاده الواقعية في الحياة أو العلم أو السلوك ..... ، مما يفيد المسلمين منه ويشكّل منه موضوعا معينا، يخرج بخلاصة تساعد على حل مشاكل المسلمين ومعالجة أمورهم.
القسم الثالث: التفسير الموضوعي للسور القرآنية: وهو أن يختار الباحث سورة من القرآن، تكون مدار بحثه – وهذا موضوع الباحث في هذا البحث – ويخرج منها بدراسة موضوعية متكاملة (1).
وهناك نوع رابع من أنواع التفسير الموضوعي وهو: [التفسير الموضوعي للقرآن الكريم متكاملا]، بحيث تتضافر جهود عدد من الطلاب للبحث في الوحدة الموضوعية للقرآن الكريم، وإخراجه في صورة واقعية وإلى حيز الوجود.
وهذه فكرة طيبة، تحتاج إلى من يتبناها ويدعّمها، ويحوطها بالعناية لتكون لبنة طيبة في هذا المجال الجديد.
أرجو أن أكون قد أجبتك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[13 Mar 2006, 02:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أجبتني حفظك الله وتبقى إجابة الآخرين لمعرفة التعريف الموحد
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[14 Mar 2006, 02:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
هذه مشاركتي الاولى وأسال الله تعالى أن يجزى الدكتور عبد الرحمن الشهري وبقية الاخوان خير الجزاء وأن يجعل ما يقدم من خير وفوائد في موازين حسناتهم.
اطلعت على الرد الذي قام به الأخ /عدنان اليحصبي وكان مما قال فيه: (ولقد درسنا على يد شيخنا الدكتور عبد الكريم الدهشان حفظه الله ونفع به هذه المادة ضمن مقرر كلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية، وعدنا معه حفظه الله ليدرسها إيانا في قسم الدراسات العليا بشكل أوسع وأشمل.
وبينما كان زميلي في الدراسة الأخ نايف قرموط يبحث في هذه المادة إذ وجد رأياً للدكتور مساعد الطيار حفظه الله ونفع به يناقش فيه التفسير الموضوعي من جهة التسمية والأغراض وغيرها، في موضوعه التفسير الموضوعي .. وجهة نظر أخرى.
وقد تداولنا رأيه فيما بيننا مع شيخنا الدكتور عبد الكريم الدهشان حفظه الله ونفع به ثم كلفني فضيلته بتجميع الردود على هذا الرأي).
وبعد ذكره لكثير من الفوائد قام الأخ /أبوعبد المعز ببعض الردود وكان مما قال وفقه الله للحق والصواب وأحسن لنا وله النيات والاعمال (الاخ عدنان البحيصي ..... وفقك الله تعالى.
استوقفني في مقالك قولك:
وقد تداولنا رأيه فيما بيننا مع شيخنا الدكتور عبد الكريم الدهشان حفظه الله ونفع به ثم كلفني فضيلته بتجميع الردود على هذا الرأي .....
ما كان لك أن تذكر هذا الكلام فإنه ينطوي على إيحاءات قد يحملها القاريء معان مقصودة أو غير مقصودة ..... كنت تناقش الشيخ مساعدا بدون هذه المقدمات لكن الأمر الآن يختلف:
-فليس من اللائق أن يكلف شيخ تلميذه مناقشة شيخ آخر ..... فقد تقرر في علم المناظرة شرط التكافؤ كما هو مبسوط في كتب آداب البحث والمناظرة .... فإن اعتذر شيخك بكثرة الأعمال فلشيخنا أن يعتذر بالعذر نفسه ....
وإن أصررت على المناقشة فأمهلني قليلا –أنا تلميذ الشيخ الطيار-لتجميع الردود على الرد.
والسلام عليكم ورحمة الله.) 0
أقول للأخوين وفقهم الله: الجهود التي لم أقم بمثلها، وليس لي أن أنتقد أو أستدرك عليها وإنما من باب المناصحة والتذكير بأن هذا الملتقى المبارك إنما وضع لخدمة كتاب الله تعالى وما يتعلق به من علوم، ولا يساورني أي شك في حرصهما على ما ينفع ويثري الملتقى ولكني في أثناء متابعتي لما كتبا _ وفقهما الله _ شعرت أن الأمر فيه جدل وحب كل واحد منهما الانتصار لشيخه - ولعلي أكون على خطأ فيما ذهبت إليه - ولكن عبارة الأخ (أبو عبد المعز): وإن أصررت على المناقشة فأمهلني قليلا –أنا تلميذ الشيخ الطيار- لتجميع الردود على الرد ... ما يوحي بشيء من هذا.
أقول: الملتقى فتح أبواباً من الخير والعلم، وتواصل عن طريقه جهابذة من علماء التفسير يصعب على المتخصصين التواصل معهم، وتلاقحت الأفكار وأنا ممن حرص ويحرص على تتبع كل ما ينشر فيه وما مشاركتي هذه إلا من باب الحرص على بقاء الملتقى بصفائه ونقائه دون أن يقترب منه أو يحوم حوله أي شائبة قد يفهم منها حب الجدل أو الانتصار للنفس او للشيخ وما أظن الشيخ مساعد الطيار أو عبد الكريم الدهشان عندما كتبا أو تكلما بما تقدم فكرا فيما فكر فيه الأخوان الفاضلان اليحصبي أو أبو عبد المعز من أخذ ورد ودفاع كل منهما عن شيخه.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وثبتنا وإياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[14 Mar 2006, 06:03 م]ـ
بارك الله فيك أخي الدكتور فاضل الشهري
ونصيحتك سطرتها بماء المحبة في وجدان القلب
ـ[صافن]ــــــــ[14 Mar 2006, 10:36 م]ـ
بين يدي (الحيدة) ..
نحن أمة آخرها يقول عن أولها: ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان .. نحن أمة .. كالجسد الواحد .. إذا اشتكى منه عضو .. تداعى له سائر الجسد .. نحن نسعى جميعا .. أن نكون من صفوة متخصصة .. في علوم صفوة الكتب قاطبة .. فحري بنا .. أن نستشعر تلك الرسالة .. وما تجترح أقلامنا .. من أكغاد الشبكة .. فالرسالة علمية عالمية فذة نفاثة .. والله المستعان ...
(يُتْبَعُ)
(/)
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
وبودي أن أقدم بين يدي حروفي .. ثلاث باقات أرجو أن يكنَّ لبقات ..
فالأولى والثانية .. للأخوين الفاضلين .. عدنان البحيصي،،، وأبي عبد المعز،،
أخوان كريمان .. فحري بالعلم والمنتدى الذي تَرِدانه .. أن يسمو باللغة .. ويرتقى بالهدف .. كنتما ونعما بكما .. وجهان لعملة واحدة .. من الإقصاء .. والإسقاط .. إننا يا إخوتي نشكو غربة هي أعم و أعتى مما توافيتم عليه .. وإن كان كل يتحدث بشيخه ويجلب على الآخر بخيله ورجله .. فما أبقيتم للسوقة؟؟ .. والشوارع والرعاع؟؟ .. أكل حزب بما لديهم فرحون؟؟ أليس الأجدر أن يكون العلم رحما بين أهله .. أوليس العلاقة أحرى أن تكون تكاملية؟؟ عموما: لينوا بأيدي إخوانكم .. والخلاف لا يفسد للود قضية .. و:
ما مضى فات والمؤمل غيب ........ ولك الساعة التي أنت فيها.
والباقة الثالثة: .. لمحرك المنتدى .. ذي الجبين الوضاء .. أبي مجاهد .. كم وكم .. نفعت ويشاكسني قلمي نحوك .. فلا يطاوع .. غير أني كان بودي .. أن تنأى بمثل نفسك عن .. خطوط التماس .. وإن كان ولابد .. فالله يعطي على الرفق مالا يعطيه في الأخرى .. وتقبل حبي وتقديري .. ولو لم تك مشرفا .. لهان علي .. غير أن الناس ينصتون حين تتحدثون ..
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أخي القارئ الكريم بين يديك ما اجتررته بيراعي .. مما اعتقده .. فاختر له حائطا لتضربه به .. إن خالف ما قاله الأول ..
لقد أحسن الأخ عدنان في طرح مثل هذا الموضوع الحادث (التفسير الموضوعي)، وأثار ما أثار من ردود فعل، لكن لا زلنا بانتظار أراء المتخصصين، وان تكون أراؤهم تجردة لنصل إلى المنهج الصحيح في التفسير الموضوعي، وذلك ما ختم به الدكتور مساعد الطيار مقالته.
ومع ما قدمه الأخ عدنان من فوائد في اعتراضه هذا إلا إنه وقع فيه هناتٍ كان عنيًّا عن أن يقع منها، لكن قدَّر الله، وكان ما كان، وسأكتب بعض الملاحظات التي وجدتها في هذا الرد الشاميِّ.
أولاً:
لقد كان مقصد المقال منصبًّا على الرد، وذلك ظاهر من خلال المقال، ومن خلال المنهجية التي نقلتها عن شيخك عبد الكريم الدهشان في قولك: (وقد تداولنا رأيه فيما بيننا مع شيخنا الدكتور عبد الكريم الدهشان حفظه الله ونفع به ثم كلفني فضيلته بتجميع الردود على هذا الرأي).
ومما يلاحظ أن موضوعك كان عنوانه (في الرد على رأي ... )، ولا أدري لماذا عدَّله بعض المشرفين إلى (مناقشة)؟!
والحقيقة أن قراءة أي موضوع بقصد الردَّ، وليس المناقشة والنقد التي تبين محاسن الرأي ومساوءه لن تجعل الباحث متوازنًا، ولا عادلاً في طرحه، وعين الرضا ....
ولقد أوصلك هذا الأسلوب المنهجي إلى الوقوع في أخطاء منهجية، أذكر لك منها على سبيل المثال:
نقلت قول الدكتور مساعد الطيار: (فلقد كثر القول من بعض المعاصرين)، وظاهر من عبارته أنه ينتقد بعض، وبعض تعني الجزء لا الكل، لكنك أنت حوَّلت عبارته فقلت: (فقولك أن المعاصرين يرون أن عهد التفسير التحليلي قد أنتهى قول عار عن الصحة (فكيف أنقلبت (بعض المعاصرين) إلى (المعاصرين) التي تدل على التعميم؟! وأرى أن سبب ذلك منك أمران:
الأول: التسرع الظاهر في ردَّك.
الثاني: أنك بنيت مقالك على الرد، وقصد الانتصار للتفسير الموضوعي، فغابت عنك الدقة في الردَّ أو في التعبير.
وأقول: إن قراءة أستاذ الدراسات العليا مثل هذا الموضوع مع طلابه، ومدارسته لهم؛ فيها فوائد لا تخفى على طلاب الدراسات العليا، وإني لأربأ بالدكتور عبد الكريم أن يكون أراد سلوك هذا المسلك، وهو (قصد الرد)، فلعله أراد مناقش الرأي، وبيان ما فيه من مظان اتفاق وافتراق مع رأيه فحسب، كذا ظني بمن هو في مثل مقامه.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أقول: إن وصول رأي الدكتور مساعد الطيار إلى تداوله بين المتخصصين في الدراسات العليا مطلب عنده في نظري، فهو لم يكتبه للعامة، بل كتبه للمتخصصين، ولست أتوقع أن ينزعج من مخالفة رأيه، فلا هو ولا غيره يملك وفاق الناس له، ولا يطلب ذلك إلا جاهل. وإذا كان الأمر كذلك فلا غضاضة من مناقشة الآراء فيما بيننا، لكن علينا التزام الأدب، وحسن التعبير في التعامل مع أساتذتنا، ولعلي أدلك على حسن هذا الأسلوب عند الدكتور مساعد الطيار، فأقول: ألا ترى أنه نقل أقوال بعض من كتب في التفسير الموضوعي دون ان ينص عليهم؟
لقد فكرت في هذا الأمر، فوجدته لا يخلو من امرين:
الأول: ان يكون قائلوا هذه المقالة من معارف الدكتور مساعد، فذكر أقولهم واعترض عليها محترمًا بذلك ذواتهم من أن يذكرها.
الثاني: أنه أراد أن يكون القارئ معه في النظر إلى القول، وليس النظر إلى صاحب القول، فكم من قول نتردد في الاعتراض عليه بسبب أنه قول فلان.
ثانيًا:
لقد كانت الشخصية المستعلية ظاهرة في الأخ الكريم عدنان، ولا تكاد تخطؤك وأنت تقرأ في ردِّه، فكم اعترض بأسلوبه المستعلي، وكم ألقى من الأوامر على الدكتور مساعد الطيار؟ ومنها:
1 ـ قال عدنان: (وانظر أخي حفظك الله إلى العلاقة بين التفسير الموضوعي بباقي أنواع التفاسير يتضح لك جلياً أن العلاقة علاقة تكامل لا علاقة تصادم) والكلام موجه للدكتور مساعد الطيار.
2 ـ قال عدنان: (ومن قال لك أخي الحبيب أن أي تفسير موضوعي يستغني عن السنة وأثار السلف؟
نعم هو يبحث في القرآن بشكل أساسي، لكنه لا يستغني ولا يمنع الاستفادة من السنة وأثار السلف).
أقول: إذا كان هذا فهمك لعبارته، فإنما سبب ذلك أحد أمرين:
الأول: غموض مراد الدكتور مساعد الطيار في عبارته.
الثاني: أن تكون العبارة واضحة لكنك عَمِيتَ عنها بسبب انتصارك للتفسير الموضوعي والرد على ناقديه.
والذي أفهمه من عبارة الدكتور مساعد الطيار أنه يشير إلى أمر قرَّره مثل الدكتور مصطفى مسلم في كتابه (مباحث في التفسير الموضوعي)، قال: (على الباحث أن يجعل عناوين الأبواب والفصول من المادة القرآنية والعناصر البارزة فيه.
أما السنة المشرفة فدورها في التفسير الموضوعي التوضيح والبيان والاستدلال، وذلك حفاظًا على قرآنية الموضوع.
وكذا أقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة اللغة، فكلها مادة للشرح والتوضيح والترجيح، ولا تشكل عناصر الموضوع الأساسية) انظر ص 39.
والمفهوم من قول الدكتور مصطفى مسلم أنه إذا كان في الموضوع القرآني جوانب في السنة وليست في القرآن فإن الباحث لن يتعرض لها، ولا يمكنه أن يجعلك منها عناوين للأبواب والفصول. وكذا الحال في أقوال الصحابة والتابعين وأئمة اللغة، فالاستفادة منهم ستكون بالقدر الذي لا يخرج الموضوع عن قرآنيته، ولو أنك قرأت ما كتبه بعد سطور لتبين لك مراده في حديثه عن منزلة السنة وأقوال السلف في التفسير الموضوعي.
3 ـ قال الأخ الفاضل عدنان (وأنصحك أخي الكريم أن تقرأ كتاب الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي "التفسير الموضوعي بين النظرية والتطبيق" ففيه بإذن الله إجابات على تساؤلاتك وكذلك كتاب الدكتور عبد السلام اللوح والدكتور عبد الكريم الدهشان "مباحث في التفسير الموضوعي" ففيه منهجية البحث في التفسير الموضوعي.
وحتى أسهل عليك الأمر حفظك الله سأعرض لك الخطوات العامة لمنهجية البحث في التفسير الموضوعي لسورة واحدة وهي ... )
أخي عدنان، لا تغضب علي، لكن يبدو أنَّك أشرت بهذه الفوقية إلى ما أربأ بك عنه فأنت طالب دراسات عليا و:
قد هيؤوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك .....
فهل ترى أن هؤلاء الأفاضل قد جاءوا بجديد في طرح موضوع التفسير الموضوعي لم يطلع عليه الدكتور مساعد الطيار؟!
إن ما جئت به من خطوات التفسير الموضوعي من خلال سورة يدل على أنك تكتب بلا رؤية واضحة في هذه النقطة بالذات، وذلك لأمور:
الأول: لِم لَم تطرح منهجيتهم في دراسة موضوع من خلال القرآن، وأغلب الحديث ـ فيما أرى ـ ينصب عليه؟!
الثاني: ليس فيما ذكرته من منهجيتهم النص على اعتماد السنة ولا اعتماد أقوال السلف التي لاحظها الدكتور مساعد الطيار.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثالث: أنت تُعقِّب بعد نقلك لمنهجيتهم بقولك: (فهل في ذلك إنكار لجهد السابقين أيها الأخ الكريم؟ أو تغافل عن السنة؟).
وهل قال الدكتور مساعد الطيار أن أصحاب التفسير الموضوعي ينكرون جهد السابقين؟
إن ذلك إما:وما آفة الأخبار إلا رواتها (تقوُّلٌ منك)، وإما: وآفته من الفهم السقيم (فهم سقيمٌ لكلامه).
4 ـ قال عدنان: (فحاول أخي الكريم أن تنظر بنظرة طالب العلم للموضوع، لا بنظرة الناقد التي نظرت، لعلك ترى الموضوع من جانب آخر).
عفوا .. فقد حاد بك قلمك .. والدكتور محل للثقة أن ينقد .. ويلتف حوله طلاب العلم .. هكذا عرفته .. وهكذا هو.
ولعلك وليتك تأخذ هذه العبارة بأسلوب التجريد، وأن تنظر نظرة طالب العلم لما كتبه الدكتور الطيار لا بنظرة الناقد لعلك ترى الموضوع من جانب آخر.
5 ـ قال عدنان: (وأريد أن أطرح بين يديك رسائل منها " الشيطان خطواته وغاياته_دراسة قرآنية موضوعية " لشيخنا الأستاذ وائل بشير حفظه الله،
وهي منشورة في مكتبة مشكاة الإسلامية، فأطلب منك الإطلاع عليها، لعل منهج الشيخ يجعلك تعيد النظر في رأيك الآخير).
بدلاً من أن تأمره وتقول: (فأطلب من) وتدله على المكتبة؛ ألا يحمل قاموسك شيئا من العبارات النواعم فتهديها باقات وورود،؟!! بدل من (الطلب) (والطرح)، نحن يا أستاذي – كطلاب دراسات علياء – نحتاج إلى بحور من التربية والدين قبل أن نرد حياض العلم .. و إلا فالعلم لم يكن ينقص أعتى عاص .. وهو إبليس.
ثالثًا:
منازعات علمية في بعض القضايا أطرحها للأخ عدنان، فأقول:
الأولى: إنك لم تحدد مصطلحاتك التي تسير عليها في هذا الردِّ، فلا نحن تبينا منك مرادك بالتفسير من حيث هو علم، ولا بالتفسير الموضوعي من حيث هو علم، وأنت تحيل على غير مليء في هذه المسألة، وكأن الأمر متفق عليه بين الباحثين، ولا يخالف فيه إلا الدكتور مساعد الطيار، وهذا المنهج في الرد ليس من المنهج العلمي في شيءٍ، وأنت ذهبت توسِّع مدلول التفسير بقولك: (أما قولك أخي الكريم أن التفسير الموضوعي يدخل في باب الفوائد والاستنباطات وليس من التفسير الذي هو بيان كلام الله ففيه تجن واضح على التفسير الموضوعي، ودعني أسألك أيها الكريم، هل ما يستنبطه المفسر بالمنهج الموضوعي لا بما يفهمه من مراد الله تعالى؟ فإنه إن استنبط من غير فهم لكلام الله تعالى كان بذلك قد قال الله بغير علم، وها نحن نرى التفسير الفقهي، أليس هو استنباط للأحكام من آيات الله تعالى؟ أفلا يُعد تفسيراً؟
إن التفسير الموضوعي أيها الكريم لا يبتعد أبداً عن بيان مراد الله تعالى من كلامه، وإنما هو يغوص في تلك المعاني والكلمات بصورة إجمالية، ليستخلص منها نظرة كلية وموضوعية، إذن هو فهم عام لمعاني كلام الله تعالى وليس مجرد فوائد فقط.
والناظر لأي من كتب التفسير الموضوعي يظهر ذلك القول له جلياً واضحاً، ويتبين له أن التفسير الموضوعي هو نوع رابع وأصيل من أنواع التفسير).
يؤخذ عليك في هذا الكلام أمورٌ:
الأول: أنك لم تفهم تفريق الدكتور مساعد الطيار بين التفسير والاستنباط، وله في ذلك تفريق يحسن أن تراجعه لتحتكم إليه في نقدك له، وقد طلب منك في عبارته ألا تعجل عليه، فقال الدكتور مساعد الطيارـ في الكلام الذي نقدته فيه ـ: (وما ذكرته لك هنا أرجو أن لا تتعجَّل بردِّه قبل أن تحدِّدَ معنى التفسير، وأن تطَّلِع على الإضافة التي أضافها من كتب في موضوع من الموضوعات باسم التفسير الموضوعي، ولك أن تتأمل إضافته، هل هي من باب التفسير، أو من باب الفوائد والاستنباطات؟)، لكني أراك تعجلت، وحكمت وخطَّأت تخطئة الواثق في أن الدكتور قد خالف المعنى المعروف من تعريف التفسير.
الثاني: أنك لما أردت ان تخبرنا عن معنى التفسير عندك أخبرتنا بعكس معنى التفسير، وذهبت إلى التفريق الذي ذكره الدكتور مساعد الطيار من حيث لا تشعر، فهل ما كتبه القرطبي من مسائل فقهية تدخل في معنى التفسير عندك؟! فإن كانت تدخل، فأنت تحتاج إلى إعادة نظر إلى فهم معنى التفسير، وإن كانت لا تدخل، فهذا يعني أنه ليس كل ما ذكر من استنباط الأحكام يدخل في معنى التفسير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ودعني أضرب لك مثلاً: هل من استنبط من قوله تعالى: (وامرته حمالة الحطب) على صحة عقود أنكحة الكفار، هل هذا تفسير؟!
وأفيدك بأني في تخصصك نفسه، وقد درست التفسير الموضوعي، وخرجت بنحو ما خرج به الدكتور مساعد الطيار من حيث الجملة، وبل هذا رأي زملاء لي لكن لم يكتب أحد في الموضوع ككتابة الدكتور مساعد الطيار، ولا يلزم أن نتجيَّش لرأيه لكي يصلك العلم بأن من يوافق الدكتور في مجمل رأيه فلان وفلان وفلان.
ثم انظر عبارتك الإنشائية ماذا يفهم منها سوى تضخيم الفكرة (إن التفسير الموضوعي أيها الكريم لا يبتعد أبداً عن بيان مراد الله تعالى من كلامه، وإنما هو يغوص في تلك المعاني والكلمات بصورة إجمالية، ليستخلص منها نظرة كلية وموضوعية، إذن هو فهم عام لمعاني كلام الله تعالى وليس مجرد فوائد فقط).
وسؤالي لك، ماهي تلك المعاني والكلمات والكلمات التي يغوص فيها؟! هل هي كلام الله؟ هل هي التفسير الذي ذكره السابقون؟ هل هي معاني جديدة فهمتها من كلام الله لم يفهما السابقون؟
الثانية: أنك تحتج في بعض القضايا بما يوافق رأي الدكتور مساعد على أنه من باب الرد عليه، وأنت تقرُّ بكلامه من حيث لا تشعر، فانظر قولك: (أقول: أما عن الأقسام التي ذكرت، فنحن لا نزعم أصلاً أن كل الموضوعات يمكن دراستها من القرآن الكريم، بل و أنا اتفق معك أن بعض الموضوعات إذا تم دراستها من القرآن الكريم وحده كانت الدراسة قاصرة، وحينها أنا أؤيد أن تدعم الدراسة بالسنة، وإن كان ذلك الموضوع مما يكثر القول فيه من السنة فما المانع أن تكون الدراسة فيه دراسة حديثية؟
وإن كان مما يكثر القول فيه من السنة والكتاب فلما لا يكون دراسة مشتركة حديثية وقرآنية؟
ولقد فعل ذلك شيخي الدكتور عبد الكريم الدهشان في كتابه "حقوق الإنسان في القرآن والسنة"، ولا شك أخي الكريم أن في الأمر سعة ويسر، فلا نمنع الإفادة من السنة لمن يفسر تفسيراً موضوعياً بحجة أن ذلك مخالف لأساسيات التفسير الموضوعي.
ولقد بين ذلك الأساتذة الكرام ذلك بقولهم (التقيد التام بصحيح المأثور في التفسير: عند عودة الباحث إلى الأحاديث وكلام الصحابة والتابعين بإعتباره شارحاً ومفسراً للقرآن)
الدكتور مساعد الطيار يثبت عجز التفسير الموضوعي عن دراسة بعض الموضوعات من خلال القرآن الكريم على أسلوب التفسير الموضوعي الذي ارتضيته أنت ونقلته عن أشياخك، وأحلت على كتب هذا العلم، وأنت تقرر بالمثال عجز التفسير الموضوعي عن الاستئثار ببعض المواضيع، ثم تحتج بفعل شيخك الدهشان في موضوع حقوق الإنسان، وهو ضدك أيضًا وليس معك.
وأما قولك (فما المانع أن تكون الدراسة فيه دراسة حديثية؟
وإن كان مما يكثر القول فيه من السنة والكتاب فلما لا يكون دراسة مشتركة حديثية وقرآنية؟) فإنه إسقاط لمراد من كتب في التفسير الموضوعي الذي يبحث من خلال القرآن، أما لو كان الحديث عن عالم الشريعة الذي يعتمد على الكتاب والسنة في عناوين الموضوعات وفي الاستدلال فلا مانع، ولو كان اعتراض الدكتور الطيار على من يبحث فيهما على أنه يبحث في ما ورد في الشريعة لضربنا برأيه عُرض الحائط، ولكن يناقش قومًا اعتمدوا إبراز موضوعات القرآن، وهو يقول: إن بعض الموضوعات لا يكفي فيها عرض ما في القرآن.
وأرى أن السؤال يوجه إليك، فيقال: ما المانع من أن تتركوا فكرة التفسير الموضوعي وتجعلون بحوثكم من خلال القرآن والسنة وينتهي الإشكال ولا يكون هناك شيء اسمه التفسير الموضوعي؟
ولاحظ أنك أعدت هذه الفكرة وهي اخذ الموضوع من خلال الكتاب والسنة مرة أخرى وقررتها بما يوافق ما يريده الدكتور مساعد الطيار فقلت: (أقول: إذاً أخي لأعيد ما قلت سابقاً لنجعل ما لا يمكن دراسته دراسة كاملة من القرآن الكريم مشتركاً مع السنة، ولو أنك أخي أجلت النظر جيداً لعلمت أن أصحاب التفسير الموضوعي قد يستطيعون أن يبحثوا في الصلاة بعنوان آخر غير الذي ذكرت، مثلاً: "الصلاة ودلالاتها في القرآن الكريم" أو دوارنها في القرآن الكريم، فالقرآن لا يعجز أن يبحث في أي موضوع ولو في وجه واحد من وجوه وهذا من إعجازه، وأكرر قولي أن الأمر فيه سعة ويسر.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما أنه لا يصح أن ينشأ عنصر من عناصر الموضوع القرآني من السنة، فهذا القول ليس بإطلاقه وإنما يتعلق بنوع الموضوع وكنهه، فمثلاً في موضوع الجهاد قد أكتب بحثاُ يكون عنوانه " أحاديث الجهاد وعلاقتها بآيات الجهاد" ألا أكون بذلك قد أثرت موضوعاً قرآنياً بعنصر من السنة؟).
وتعليقك هذا على ما ضربه الدكتور مساعد الطيار من أن موضوع الصلاة يكون بحثه قاصرًا لو بُحِث من خلال القرآن فقط، وأنت زعمت: (أن أصحاب التفسير الموضوعي قد يستطيعون أن يبحثوا في الصلاة بعنوان آخر غير الذي ذكرت، مثلاً: "الصلاة ودلالاتها في القرآن الكريم" أو دوارنها في القرآن الكريم، فالقرآن لا يعجز أن يبحث في أي موضوع ولو في وجه واحد من وجوه وهذا من إعجازه، وأكرر قولي أن الأمر فيه سعة ويسر).
أقول: هذا منك حيدة وفرار من إلزام الدكتور مساعد الطيار بوجود عناصر مهمة في الصلاة لم يتطرق إليها القرآن، وإنما تطرقت إليها السنة فقط، وبحثها من خلال القرآن يكون ناقصًا. وهو لم يقل لك لا يمكن بحث أي موضوع في الصلاة حتى تأتي بمقترحك لهذا الموضوع.
الثالثة: أنت تقيس مع الفارق، ما أنت إلا كالصائل الذي يدفع عن نفسه ولو بقشة في يده، فانظر قولك: (قلت أخي الدكتور مساعد الطيار"رابعًا: إن من يقرأ ما كُتِبَ في التفسير الموضوعي من جهتيه التنظيرية والتطبيقية سيجد عدم الاتفاق في كثيرٍ منه، فهذا يستدرك على هذا في التنظيرات، وذاك لا يرضى طريقة هذا في التطبيقات.
ولاشكَّ أن هذه الاستدراكات نابعة من جدَّةِ الموضوع، وعدم وضوحه منذ بداياته في النصف الثاني من القرن الرابع عشر، وهذا يعني أنَّ مجال الاستدراك لازال مستمرًّا.
أقول:وهكذا كل علم أخي الكريم، فيه مجال للأخذ والرد، واختلاف العلماء على علم لا يعني أبداً عدم أهليته ليكون علماً، فالأحناف يستدركون كثيراً على علم الحنابلة مثلاً، لكنهم لا ينكرون أن ما يحمله الحنابلة إنما هو علم.
وكذلك علم التفسير الموضوعي، هو علم يستدرك عليه الكثير لكن ذلك لا يعني لنا عدم أهليته، وكم من علم عابه الناس على مر الزمان، فلما دارت الأيام تبين للناس ذاتهم خطأ حكمهم عليه، أما عدم وضوح هذا العلم فما أنفك علماؤنا ومشايخنا يبينون لنا وللناس مفاتح هذا العلم حتى صار عند كثير منا معلوماً وواضحاً، فعدم وضوح الشيء ليس عيباً فيه، إنما العيب في عين الناظر، وقد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقم،
ولا يزال المرء فينا طالباً للعلم، يحاول أن يجلي منه ما يستطيع، فالكمال عزيز، والعلم بحر وافر واسع.
فحاول أخي الكريم أن تنظر بنظرة طالب العلم للموضوع، لا بنظرة الناقد التي نظرت، لعلك ترى الموضوع من جانب آخر).
أقول: الذي يفهم من كلام الدكتور مساعد الطيار أن التفسير الموضوعي لا زال بحاجة إلى تحرير، ولم يزعم أن التفسير الموضوعي ليس علمًا، ولا أنه لا يصلح البتة، وهذا قد قرره في آخر حديثه فقال: (إنني على غير قناعة بالمطروح في التفسير الموضوعي، لا من جهة الاصطلاح، ولا من جهة التنظير والتطبيق. وأتمنى لو صُحِّحَ مسار هذا الموضوع، إذ فيه نفع وفوائد كثيرة، لكن بعد ترشيده وتسديده) وكلامه واضح جدًّا، فهو لم يسقط التفسير الموضوعي برمته، بل هو يدعو إلى تصحيح خلل يراه فيه، وكونك تخالفه في وجود الخلل لا يعني أن تحمل كلامه على التعميم الذي هو من عيوب النقد، فانظر ماذا قلت أنت:
1 ـ قولك: (واختلاف العلماء على علم لا يعني أبداً عدم أهليته ليكون علماً، فالأحناف يستدركون كثيراً على علم الحنابلة مثلاً، لكنهم لا ينكرون أن ما يحمله الحنابلة إنما هو علم. وكذلك علم التفسير الموضوعي).
هذا قياس مع الفارق، فهل علم الحنابلة كل كالتفسير الموضوعي، وهل يستدرك الأحناف على مسائل، أو على علم، وهل هناك علم اسمه (علم الحنابلة)؟!
وليس أحد من طلبة العلم يجهل وجود الاستدراكات حتى تأتي وتقررها بهذه الطريقة الغريبة التي جعلت علم التفسير الموضوعي كعلم الحنابلة!
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ أنت لم تكن حياديًا في نظرك لكلام الدكتور مساعد، وأنت ترميه بالعيب في نظره العلمي، فتقول: (فعدم وضوح الشيء ليس عيباً فيه، إنما العيب في عين الناظر، وقد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقم)، وما دام هذا نظرك في الدكتور مساعد فلا أرى انك استفدت من طرحه هذا، بل لعلي لست أذهب بعيدا إن قلت: يبدوا أنك اعتقدت ثم كتبت على حد قول القائل:
ومن يك ذا فم مر مريض يجد مرا به الماء الزلالا
الرابعة: أنت تقوم بمصادرة الأدلة بشكل عجيب، وتتحكَّم بها في التصنيف بتحكُّم عجيب، وتذهب إلى قضايا هي متأرجحة بينك وبين الدكتور الطيار فتجعلها لك وتحرمه منها، وإليك الأمثلة على هذه القضايا:
1 ـ بداية حديثك عن التفسير الموضوعي ذكرت انك ستدلل على أنه معمول به منذ القدم، فهو ليس بدعًا ولا حادثًا، وإنما الذي تأخر هو تسميته وما خرجت إلا في القرن الرابع عشر، وذكرت أمثلة من ذلك، وهي: كتاب مقاتل في الأشباه والنظائر، والناسخ والمنسوخ لأبي عبيد، وإذا كان هذا هو التفسير الموضوعي عندك فإما أن يكون المعاصرون ساروا على هذا المنهج، وإما أن يكنوا خالفوه بالزيادة والمقاصد وطريقة التأليف؟
فإن كان هذا هو التفسير الموضوعي عندك، فتلك مصادرة واضحة، فأنت جعلت هذا من التفسير الموضوعي، وليس الأمر كذلك، ولو كان هذا هو التفسير الموضوعي لما خالف فيه الدكتور مساعد الطيار، فأنت تَحْكُمُ على هذه المؤلفات أنها تفسير موضوعي، وهذا تحكُّمٌ واضح.
واستدللت بتفسير الرسول صلى الله عليه وسلم للظلم بأنه الشرك، وقلت:
(1 ـ أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو أول من استخدم التفسير الموضوعي حيث رد ما أشكل على الناس فهمه إلى ما ليس فيه إشكال، ففسر القرآن بالقرآن بنظرة شمولية لمعنى الظلم في القرآن، وهذا لون من ألوان التفسير الموضوعي
2 ـ أن التفسير الموضوعي أصيل في ديننا وليس مبتدع ولا محدثـ، وأنه من ناحية العمل به من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم).
وهذا منك تحكم ومصادرة للأدلة، فلو كان ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم هو التفسير الموضوعي، فمن مِن المسلمين يمكن ان يخالف في ذلك؟ ولكنك بتحكمك تجعل فعل الرسول صلى الله عليه وسلم تفسيرًا موضوعيًا.
2 ـ لاحظ عبارتك: (وبما أن التفسير الموضوعي ظهر حديثًا) هل مرادك المصطلح، أو الكتابة فيه على هذا الأسلوب المعاصر أو ماذا؟
وكيف تجمع بينه وبين قولك في أول حديثك أن التفسير الموضوعي كان معمولاً به منذ القدم؟!
يبدو أن في الكلام تخليطًا يحتاج إلى إعادة ترتيب.
3 ـ إنك قلت في آخر كلامك (إنه لا مصادمة ولا ندية بين أنواع التفسير الأربعة .... ) فهل هذه فائدة زائدة ابتداءًا، أو هي ردٌّ على من زعم أن بينها تصادم؟ ومن هو؟
4 ـ قلت في معرض ردك على الدكتور مساعد الطيار ( ... أقول: فهل تجعل أخي فعل البعض حجة على الكل) وأنت وقعت فيما أنكرت عليه، فجعلت قول البعض (مسلم والخالدي والدهشان واللوح) حجة في نقدك له، فهل استقرأت كل من كتب في التفسير الموضوعي واستوعبتهم، حتى ظهر لك أنهم كلهم يوافقون طرحك؟!
ويبقى حبل الود ممدودا .. ودعوة .. وعودة .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبوعبيدة]ــــــــ[15 Mar 2006, 11:47 ص]ـ
الأخ/ صافن ...
بارك الله فيك على هذه الباقات العطرات، والتي تفوح منها رائحة المحبة والمودة للعلم وأهله، والحرص على العلم وأهله من أن يصيبهم أو تشوبهم أي شائبة، بالإضافة إلى بث روح المنافشة الهادفة، والنقد البناء، فالنقد منهج شرعي، لكن إذا دخله بعض الدخن فقد لا يجدي فائدة، فضلاً عن أنه قد يكون وبالاً على الإنسان، فلنربأ بأنفسنا جميعاً عن مثل هذه النزغات فإنها من الشيطان، وليكن رائداً دائماً وأبداً الوصول إلى الحق، متجرداً عن التعصب والهوى المذمومان، وكما ذكرت أخي الحبيب أن الدكتور مساعد الطيار حفظه الله قد ناقش الأقوال ولم يذكر القائلين، فلنَقْتَدِ بهذا الخلق الرفيع من الدكتور مساعد حفظه الله وأمثاله؛ حتى نسمو بهذا العلم إلى أعلى الدرجات.
باركم الله فيكم جميعاً وفي كل من دخل في هذا النقاش، وكان رائده الوصول إلى الحق، أخطأ أم أصاب في الطريقة، وثبتنا الله وإياكم على الإيمان ....
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[15 Mar 2006, 12:17 م]ـ
الأخ الحبيب صافن
بارك الله فيك أيها الكريم ووالله ما أردت علواً في الأرض إنما أردت عاقبة المتقين
وأقر أن كلمات زلت مني على غير قصد في حق شيخنا الدكتورمساعد الطيار، ولقد أعتذرت له وقبل اعتذاري وكلمته والحب يملأ خافقي وكياني.
وأعلم أخي أن المناقشة التي رأيتها إنما هو أسلوبي _وهو أسلوب ليس أصيل في_ لا أسلوب شيخي الدكتور الدهشان، ولقد صحح لي الأسلوب وراجعني فيه مراجعة شديدة
وها أنا أعتذر على رؤوس الأشهاد لشيخي الدكتور الطيار إن أسأت له بحرف أو كلمة أو عبارة
بارك الله فيك أيها الحبيب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الكشاف]ــــــــ[17 Mar 2006, 09:42 م]ـ
لا أخفي سعادتي بمثل هذه الموضوعات، وإن اختلفت فيها وجهات النظر إلا أنها تثري الملتقى العلمي، ونتعلم منها الكثير. وعلى الرغم من الانتقادات التي وجهت للأخ عدنان، وهي أمور علمية لا ينبغي له ولا لأي واحد منا أن نجد غضاضة فيها عندما يوجه لنا مثلها لأنها ثزيدنا عمقاً ومعرفة بالأسلوب الأمثل للحوار وآدابه وما ينبغي فيه من عبارات، ولا شك أن مجال العذر للكاتب أضيق منه للمتحدث، لما يجده الكاتب من الوقت للتنقيح والمراجعة دون المتحدث. لكن لا بأس بذلك فالملتقى ميدان رحب للتعلم والاستفادة. ولا أخفي سعادتي باعتذار الأخ عدنان البحيصي في رده الأخير للدكتور مساعد الطيار وأشكره عليه وأدعو له بالتوفيق والسداد والعلم النافع. وهذا يجعل الحوار يسير في مساره الصحيح كما تفضل الدكتور فاضل الشهري الذي يطل على الملتقى من هذه المشاركة الأولى.
وأحب أن أقول: إننا إذا تجاوزنا الملحوظات (البروتوكولية) فيما كان ينبغي للأخ عدنان أن يكتبه، إلا أن لب الموضوع ليس فيه خلاف جوهري، فمقال الدكتور الطيار لم يرد التفسير الموضوعي، وإنما دعى إلى تصحيح المسار وتقويمه. وهذا لا مشاحة فيه والحمد لله. وليتنا نقف عند النقاط التي ذكرها في مقاله ونتأملها، ونأخذ ما يسلم من النقد للعمل والتطبيق، فميدان التفسير الموضوعي واسع، ولا زالت الدراسات فيه في بدايتها.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[16 Oct 2008, 04:09 ص]ـ
اللهم ارحمنا فأنك بنا راحم، ولا تعذبنا فأنت علينا قادر، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا يا كريم.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[16 Oct 2008, 05:02 ص]ـ
تحياتي لمن تكلم قبلي ومن يتفضل بعدي وأقول:
كنت قد أعددت مشاركة بوصفي من المصنِّفين في التفسير الموضوعي ومن المحبين له، ولكون الدعوة بين الحين والآخر تكررت للمهتمين والباحثين في هذا النوع من التفسير، ولكن بعد تدقيق وطول جهد في القراءة لكل المشاركين وجدت أن كثرة التدخلات التي وصلت إلى حد مرفوض أضاعت كثيراً من المستهدف من طرح الموضوع وإثارته علمياً.
وأستطيع تلخيص ما أراه في نقاط كالآتي:
1ـ رفض السجع كعنوان شرعه الأقدمون في وجوه من رفضوه من أبناء طبقتهم كقول الحافظ قديماً " الكاوي لدماغ السخاوي "ونحوه. والفقير يرفض هذا العناوين المسجوعه في مقامنا هذا، لما يحتويه هذا اللون من مظنة الإصرار والترصد.
2ـ التفسير الموضوعي لا يقل أهمية عن التحليلي ـ كما تفضل الإخوةـ
3ـ أن اختلاف طرق المصنِّفين في التفسير الموضوعي لا يعني بحال اختلافهم في الهدف
4ـ أخطأ من وضع خطة بعناوين بحثه في التفسير الموضوعي قبل استقراء القرآن العظيم كله، إذ أن الآيات هي التي توحي بالعناوين وتمليها على الباحث.
5ـ ـ أجزم بأننا لو لم نصنّف في التفسير الموضوعي لانحصر المستفيد من البحوث في طبقة المتخصصين فحسب، والقرآن جاء هداية للناس جميعا للمتخصص وغيره، وغيره كأصحاب التخصصات العلمية المدنيه وسواد الناس فمن حقهم أن يتلقوا هدايات القرآن بأسلوب مفهوم لديهم سهل لا يعتمد اعتمادا كليا على الاشتقاق والتصريف والبلاغة و ........ أقول هذا وقد صنفت عدداً من البحوث التحليلية.
6ـ ـ أجزم بالاتحاد التام في التفسير الموضوعي بين القرآن والسنة من جانب، ومن جانب آخر القرآن ومبينِّه من كل علم يثري ويقنع ويبرهن ـ حسب عنوان الموضوع ـ. ومتطلبات البحث.
7ـ أرجو التفضل بالاطلاع مرة ثانية لكل من قرأ كتاب العلامة محمد عبد الله دراز "النبأ العظيم " أن ينعم النظر فيما كتبه عن الوحدة الموضوعية لسورة البقرة مثلا ليرى لونا بديعا من ألوان الإعجاز القرآني من خلال التفسير الموضوعي.
8ـ أحب أن أشير إلى أن الزميل أ. د عبد الفتاح عبد الغني له بحث ماتع في موضوع الأسير في القرآن الكريم" وهو هو عين ما قلَّت أياته ـ كما مثَّل العلامة د. مساعد ـ حفظه الله.
9ـ ـ أحيي بشدة ما تنسمناه ـ في خضم هذه الملحمة النقاشية ـ من نسيم الأدب والتواضع وترطيب الأجواء بين الإخوة، والناس بخير ما تناصحوا.
الخامسة فجر الخميس 16/ 10/1429هـ 16/ 10/2008م
ـ[مرهف]ــــــــ[10 Feb 2009, 03:46 ص]ـ
رحمك الله يا أخ عدنان رحمة واسعة وجعلك في عليين، صحيح أنك رحلت ولكن ما كتبته بقي شاهداً عليك ويكفي أنك مت في أرض الرباط وفي سبيل الله إن شاء الله.
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[17 Feb 2009, 12:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
إن ما تفضل به الاستاذ عدنان في دفاعه عن التفسير الموضوعي، أراه في محله لا سيما والتفسير الموضوعي يستمد رفده من منابع التفسير التحليلي، ولكن لا نجعل التفسير الموضوعي بوابة يدخل منها من ليس أهلا للدخول، كمن يسمون أنفسهم بالمفكر الاسلامي أو الداعية الاسلامي، وليس عندهم من أصول التفسير وعلومه سوى ما تمليه عليهم عقولهم الخاوية.
إن التفسير الموضوعي المتصل في نتائج بالتفسير التحليلي هو الذي يعطي ثمرته المرجوة ورسالته المرتقبة.
وبهذا لا أرى ما يعزز فكرة إقصاء هذا اللون من مناهج التفسير، كما لا يستسيغ تسميه هذا اللون بانه حشو كلام لا فائدة فيه.
أحترم وجهة نظر الدكتور الطيار، ولكن نظرتي للتفسير الموضوعي هي التأييد لكن ليس على إطلاقه بدون ضوابط، بل لا بد من ضبطه وحمايته من الدخلاء.
ولعلي في اطروحة الدكتوراة التي أعدها الآن اصل إلى نموذج تطبيقي لمنهج هذا العلم الجليل، حيث عنوان الاطروحة: التوحيد الخالص لله تعالى كما تصوره سورة النعام دراسة موضوعية، وقد سجلتها وقبلت في جامعة الجنان، قسم التفسير وعلوم القرآن.
..... اللهم انفعنا بكتابك واستخدمنا حراسا وحملة له ..... آمين يارب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يوسف مصطفى مبرم]ــــــــ[17 Feb 2009, 07:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ألحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عِوجاً وأشهد ألاّ إله إلا الله عالم السر والنجوى فقد اطلعت وتابعت على ما عرض من طرح ونقد ورد وأقول للأسف دون تحرير لموضع النزاع ابتداء مع إعطاء المسألة حجماً كبيراً لا من جهة أهميتها لكن من جهة صلاحيتها وأحب هنا أن أنوه إلى أن المسألة راجعة إلى ما يتعلق بمناهج المفسرين ومدارسهم كما لا يخفى وهو من شريف علم المشاركين {ولكل وجهة هو موليها} بشرط عدم الوصول إلى خارجٍ عن منهج السلف فإذا كان كذلك فالرفض متحقق عند الجميع إن شاء الله هذا الظن ومعلوم أن المنهي عنه التفسير بالرأي المذموم أو ما توصِّل به إلى مذموم وإن كانت الوسيلة صحيحة والمقصود الوصول إلى تدبر القرآن {ليدبروا آياته} وتأسفت وأظن غيري كذلك إلى ما وصل إليه حال الأخذ والرد في هذه القضية بيد أن مراد الجميع إن شاء الله خدمة الكتاب العزيز لا خدمة الرأي المجرد! ولعل مشاركتي الأصلية نقل إجابتين لفضيلة معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وفقه الله لعلها تخدم الموضع وتجليه
س/ ما رأيك في التفسير الموضوعي حيث إنه لم يعرف عن السلف؟
ج/ التفسير الموضوعي من البحوث القديمة؛ لكنه من حيث العناية به جديد؛ لكن كثير من العلماء في كتبهم ابن القيم بالذات عرض له فإذا أتى مثلا ابن تيمية عرض لمسألة ذهب إلى كل الآيات المتعلقة بها ويفسر الآيات جميعا حتى يفهم أصل المسألة.
وهذا هو نواة التفسير الموضوعي الموجود، الآن وسعوه التفسير أن ينظر مثلا أن ينظر إلى موضوع في القرآن فتجمع الآيات فيه وتفسر مثل العدل في القرآن، الحق في القرآن، الفتنة في القرآن، الرجال في القرآن، الأرض في القرآن، هذه موضوعات، مثلا الحكم في القرآن، الموت في القرآن، العقيدة في القرآن، الكفار في القرآن؛ يعني مثل هذه الموضوعات، فيجمع كل ما يتصل به ويبوبها، يبوب هذه الموضوعات، بعد ذلك يعرضونها.
إذا كان كذلك فالتفسير الموضوعي لا إشكال فيه لأنه نوع من إيضاح معاني كلام الله جل وعلا في هذه الموضوعات، إذا كان الهدف واضحا غير مشتمل على ما يجر إلى ما يُحذر منه -إلى منكر- هذا لا بأس به.
لكن الواقع الحقيقة من كتب في هذه الموضوعات لم يسلم من ترجيح ما يريده؛ لأنه جمع آيات في موطن والتقديم والتأخير يصعب على القارئ ما يدرك ما فيها كما لو قرأ في القرآن آيات متتالية. فإنه يدرك أكثر.
جلسة في منزل الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ-حفظه الله تعالى- في الرياض [شريط مفرغ] الخميس غرة محرم 1421هـ
3/ يقول هل هناك علاقة بين التفسير الموضوعي للقرآن وبين علم المقاصد للسور؟
التفسير عند المتأخرين يعني في القرن الأخير هذا، جُعل منه التفسير الموضوعي، ومنه التفسير التحليلي، هذا تقسيم خاص تعليمي.
ويراد بالتفسير التحليلي كما تقرأ في تفسير ابن كثير وتفسير ابن جرير؛ يعني الآية وتفسيرها والكلمات وتحليلها لغة ونحوا إلى آخره أو بيان سبب النزول يعني كل آية تأخذ على حدا، تفسير السورة تفسيرا تحليليا.
أما التفسير الموضوعي فيراد به موضوع في القرآن يعني مثلا توحيد الربوبية في القرآن، القرآن في هذا الموضوع توحيد الربوبية، الفتنة في القرآن الوسطية في القرآن، العدل في القرآن، الظلم في القرآن، قصص الأنبياء في القرآن، هذا يسمى تفسير موضوعي، بمعنى أن يأتي إلى موضوع فيجمع كل ما فيه من الآيات، ثم يقسم ذلك تقسيما منهجيا ويتحدث عنه.
لا صلة لهذا بعلم المقاصد لأن مقاصد السور راجع إلى السورة في نفسها، والتفسير الموضوعي يجمع أطراف الموضوع في جميع سور القرآن.
مقاصد السور وأثر ذلك في فهم التفسير
[شريط مفرّغ]
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Apr 2010, 12:52 ص]ـ
للرفع للأفادة من هذه المناقشات بمناسبة مؤتمر التفسير الموضوعي.
ورحم الله أخي عدنان الذي قضى نحبه أيام قصف الاختلال لغزة الأبية.(/)
سورة الكوثر
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[07 Mar 2006, 04:46 م]ـ
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)}
سورة الكوثر أقصر سورة في القرآن الكريم، وقد تحدى الله العرب وهم أهل البلاغة والفصاحة أن يأتوا بمثل هذا القرآن ولو حتى بسورة من مثله، قال الله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ ?فْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَ?دْعُواْ مَنِ ?سْتَطَعْتُمْ مِّن دُونِ ?للَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} يونس 38
نعم كان التحدي من الله ولا زال. للإنس والجن، فتعاول نتبصر في سورة الكوثر وندقق النظر فيها، ولتدبرها كما أمر الله.
إن في هذه السورة من المعاني البديعة والفصاحة التي تسدّ بها عن معارضته الذريعة، وسورة الكوثر فيها من الألفاظ البديعة الرائقة التي اقتضت بها أن تكون مبهجة، والمعاني المنيعة الفائقة التي اقتضت بها أن تكون معجزة. ولقد وجد بها أحد وعشرون موقعا دل كل الدلالة على إعجازها وهي مقسمة كما يلي:
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1): ثمانية فوائد.
فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2): ثمانية فوائد.
إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3): خمسة فوائد.
أما الثمانية الأولى في قوله: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1):
1) إن قوله: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ؛ دلَّ على عطيةٍ كثيرة مُسندة إلى مُعطٍ كبير، ومن كان كذلك كانت النعمة عظيمة عنده، وأراد بالكوثر الخير الكثير، ومن ذلك الخير الكثير ينال أولاده إلى يوم القيامة من أمته. جاء في قراءة ابن مسعود رضي الله عنه _ النبي أولى بالمؤمنين من انفسهم وهو أب لهم وأزواجه امهاتهم _ "" ونص الآية في حفص: {?لنَّبِيُّ أَوْلَى? بِ?لْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو ?لأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى? بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ ?للَّهِ مِنَ ?لْمُؤْمِنِينَ وَ?لْمُهَاجِرِينَ إِلاَّ أَن تَفْعَلُو?اْ إِلَى? أَوْلِيَآئِكُمْ مَّعْرُوفاً كَانَ ذَلِكَ فِي ?لْكِتَابِ مَسْطُوراً} "".
ومن الخير الذي وعد به ما أعطاه الله في الدارين من مزايا التعظيم والتقديم والثواب ما لم يعرفه إلا الله. وقيل أن الكوثر ما اختص به من النهر الذي ماؤه أحلى من كل شيء وعلى حافاته أواني الذهب والفضة كالنجوم أو كعدد النجوم.
2) أنه جمع ضمير المتكلم وهو يُشعر بعظم الربوبية "" يعني قال: إنَّا ولم يقل أنَا.
3) أنه بنى الفعل على المبتدأ فدل على خصوصية، بناء على التقديم تبعاً للأهمية "" يعني جعل الفعل أعطيناك خبرا لمبتدأ هو إنَّا.
4) أنه صدر الجملة بحرف التوكيد الجاري مجرى القسم، وهو إنَّـ ـا.
5) أنه أورد الفعل بلفظ الماضي دلالة على أن الكوثر لم يتناول عطاء العاجلة دون عطاء الآجلة. ودلالة على أن المتوقع من سيب الكريم في حكم الواقع.
و السَّيْبُ: العَطاءُ، والعُرْفُ، والنافِلةُ. وفي حديث الاستسقاءِ: واجْعَلْه سَيْباً نافِعاً أَي عَطاءً، ويجوز أَن يريد مَطَراً سائباً أَي جارياً.
6) جاء بالكوثر محذوف الموصوف.لأن المثبت ليس فيه ما في من المحذوف من فرط الإيهام والشياع والتناول عن طريق الاتساع.
7) اختيار الصفة المؤذنة بالكثرة " وهي الكوثر ".
8) أتى بهذه الصفة مُصدرة باللام المعروف بالاستغراق لتكون لما يوصف بها شاملة، وفي إعطاء معنى الكثرة كاملة.
************************************
أما الثمانية في قوله: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2):
1) فاء التعقيب ها هنا مستفادة من معنى التسبب لمعنيين؛ أحدهما، جعل الأنعام الكثيرة سببا للقيام بشكر المنعم وعبادته.
2) والثانية، جَعُْلهُ لترك المبالاة بقول العدو فإن سبب نزول هذه السورة أن العاص بن وائل قال ان محمدا صنبور _ والصنبور _ الذي لا عقب له، فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى السورة.
3) قصده بالأمر التعريض بذكر العاص وأشباهه ممن كانت عبادته ونحره لغير الله، وتثبيت قدمي رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصراط المستقيم وإخلاصه العبادة لوجهه الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
4) أشار بهاتين العبادتين إلى نوعي العبادات، أعني الأعمال البدنية التي الصلاة قوامه، والمالية التي نحر الإبل سنامها للتنبيه على ما لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الاختصاص في الصلاة التي جُعلت فيها قرة عينه ونحر الإبل التي همته فيه قوية
5) حذف اللام الأُخرى لدلالة الأولى عليها.
6) مراعاة حق السجع الذي هو من جملة صنعة البديع إذا ساقه قائله مساقا مطبوعا ولم يكن متكلفا.
7) قوله: لربك. فيه حُسنان؛ وروده على طريق الالتفات التي هي امٌ من الأُمهات. وصرف الكلام عن لفظ المضمر إلى لفظ المُظهر، وفيه إظهار لكبرياء شأنه وإثباته لعز سلطانه، ومنه أخذ الخلفاء فمثلا يقولون: (يأمرك أمير المؤمنين بكذا _ وعن عمر رضي الله عنه حين خطب الأزدية إلى أهلها فقال: إليكم سيد قريش مروان بن الحكم).
8) علَّم بهذا أن من حقوق الله تبارك وتعالى التي تعبد العباد بها أنه ربهم ومالكهم وعرّض بترك التماس العطاء من عبد مربوب ترك عبادة ربه.
*******************************************
أما الخمسة في قوله: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3):
1) أنه علل الأمر بالإقبال على شأنه وترك الاحتفال بشانيه (بشانئه) على سبيل الإستئناف الذي هو حسنٌ حُسنُ الموقع، وقد كثرت في التنزيل مواقعه.
2) ويتجه أن نجعلها جملة الإعتراض مرسلة إرسال الحكمة الخاتمة الأغراض؛ كقوله تعالى: (إن خير من استأجرت القوي الأمين) وعنى بالشانئ العاص بن وائل.
3) إنما لم يسمه باسمه ليتناول كل من كان في حاله.
4) صدّر الجملة بحرف التوكيد الجاري مجرى القسم، وعبر عنه بالاسم الذي فيه دلالة على أنه لم يتوجه بقلبه إلى الصدق ولم يقصد بلسانه الإفصاح عن الحق بل نطق بالشنآن الذي هو قرين البغي والحسد وعين البغضاء والحرد، ولذلك وسمه بما ينبئ عن الحقد.
5) جعل الخبر معرفة وهو الأبتر والشانئ حتى كأنه الجمهور الذي يقال له الصنبور.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
__________________
ـ[البحر الرائق]ــــــــ[08 Mar 2006, 07:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / موسى أحمد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شكر الله لك و أعظم أجرك على هذا الفهم السديد و الحرص الشديد على نشر هذه المعلومات اللطيفة، لكن اسمح لى سيدى ان أضيف الى ما قلته فائدتين:
الأولى فى قوله تعالى (فصل لربك و انحر) استفاد منه العلماء ان ذبح الأضحية يكون بعد صلاة العيد
الثانية و هى فى قوله (لربك) بإضافة كاف الخطاب الى كلمة رب و فيها تشريف و تكريم للنبى صلى الله عليه و سلم، و فيها من إفادة الحصر و القصر و التخصيص ما فيها أى لربك وحده لا لغيرك
هذا و أن عجائب بيان القرآن الكريم لا تنتهى عند حد، فنسأل الله تبارك و تعالى ان ينعم علينا بفهم كتابه الكريم فهما صحيحا
ــــــــــــــــــــ
أحمد محمود على
ليسانس أداب و تربية
قسم اللغة العربية و الدراسات الاسلامية
جامعة المنصورة - مصر
أحزان قلبى لا تزول حتى أبشر بالقبول
و أرى كتابى باليمين و تقر عينى بالرسول
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[08 Mar 2006, 10:46 م]ـ
أثلجت قلبي أخي أحمد محمود على.
وجزاك الله خيرا.
تلميذكم موسى
ـ[البحر الرائق]ــــــــ[08 Mar 2006, 11:21 م]ـ
شكرا لك اخى موسى و جزاك الله خيرا
و كما قلت إن عجائب القرآن لا تنتهى، فإننى و بعد إطاله نظرى فى هذه السورة الكريمة وجدت ان هناك فائدة وجب التنبيه عليها وهى
ورود الفعل أعطى بهذه الصيغة (أعطى) وهو بذلك يعنى كما فى المعجم الوجيز أى ناوله و بالتالى يكون اسم الفاعل منه المعطى، بالطريقة التى يصاغ منها اسم الفاعل من الرباعى أو الثلاثى المزيد على وزن مضارعه مع قلب حرف المضارعة ميما مضمومة و كسر ما قبل الاخر و عليه إذا اردنا ان نسمى شخصا ما بهذا الاسم فالصواب ان نقول عبد المعطى، و لا نقول عبد العاطى لأن هذا فساد فى الصياغة يحول المعنى تماما، فكلمة العاطى اسم فاعل من الفعل الثلاثى عطى و هو يعنى مد الرقبة، و العرب تقول: عطت الدابة إذا مدت رقبتها، ومعلوم أن هذا المعنى لا يليق بالله عز وجل
فالصواب عبد المعطى و ليس عبد العاطى
هذا و نرجو نشر هذه المعلومة قدر المستطاع
و بالله تعالى التوفيق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحزان قلبى لا تزول حتى أبشر بالقبول
و أرى كتابى باليمين و تقر عينى بالرسول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد محمود على (البحر الرائق)
ليسانس آداب و تربية قسم اللغة العربية و الدراسات الاسلامية
جامعة المنصورة - مصر
ahmadmahmoud2006@yahoo.com
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[10 Mar 2006, 11:56 ص]ـ
استنبط بعض العلماء من (وانحر) وضع اليدين على النحر في الصلاة. ولكن هذا الاستنباط غريب لأنه لم يدل عليه دليل صحيح صريح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[11 Mar 2006, 12:00 ص]ـ
نعم أخي،أبو عمار المليباري.
سمعت هذا الرأي ولكنه ضعيف وقد مرَّ في بعض الأحاديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يديه على صدره، وليس على نحره.(/)
سؤال عن مراجع لدراسة موضوع (أسلوب الاستفهام في القرآن الكريم)
ـ[أبو حاتم المغربي]ــــــــ[07 Mar 2006, 11:29 م]ـ
السلام عليكم ورخمة الله وبركاته
أتقدم بالشكر لأهل الملتقى والمشاركين فيه من أهل العلم وطلبته.
وأحب الاستفادة منكم في موضوع أكتب فيه هذه الأيام، وهو موضوع:
أسلوب الاستفهام في القرآن الكريم
والذي أعلمه من ذلك مما كتب في هذا الباب هو كتاب للدكتورعبدالعليم فودة.
وأسلوب الاستفهام في القرآن لعبد الكريم يوسف
وأرجو ممن عنده إفادة في هذا الباب أن يفيدنا.
أخوكم أبو حاتم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[روضة]ــــــــ[08 Mar 2006, 12:06 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
من الكتب التي قد تفيدك في هذا الموضوع، كتب (علم المعاني/النظم)؛ لأن الاستفهام مبحث من مباحث هذا العلم، فيبين المؤلفون أغراض الاستفهام، وعادة ما يستشهدون بآيات القرآن الكريم لتوضيح ذلك.
وأذكر أن هناك كتاباً عن الاستفهام في القرآن لعبد العظيم المطعني.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Mar 2006, 09:37 م]ـ
هناك دراسات وبحوث حول هذا الموضوع منها:
http://tafsir.org/books/images/sortbook.gif التفسير البلاغي للاستفهام في القرآن الكريم للأستاذ الدكتور عبدالعظيم بن إبراهيم المطعني. وهوتفسير موضوعي لألف ومائتين وستين آية قرآنية اشتملت على أساليب الاستفهام. وهذه المواضع هي التي حصرها الأستاذ الدكتور محمد عبدالخالق عضيمة رحمه الله في كتابه (دراسات لأسلوب القرآن الكريم). ولعل هذا الكتاب هو ما عنته الأخت روضة عبدالكريم أعلاه، وللعلم أن هذا الكتاب كان في فكرته الأولى كتاباً صغيراً في دراسة مختصرة، ثم وسعه الدكتور المطعني بعد ذلك، فجاء في أربعة مجلدات، من إصدار مكتبة وهبة بالقاهرة.
http://tafsir.org/books/images/sortbook.gif الهمزة وأثرها وأحوالها في لغات العرب للدكتور عبدالعظيم الشناوي، وهي دراسة لغوية لا بلاغية.
http://tafsir.org/books/images/sortbook.gif أساليب الاستفهام في القرآن للأستاذ عبدالعليم فودة وقد أشرتم إليها.
http://tafsir.org/books/images/sortbook.gif معاني الاستفهام بالهمزة وهل في القرآن الكريم، للباحث سليت داود كيلي، رسالة ماجستير في كلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، 1402هـ.
http://tafsir.org/books/images/sortbook.gif وهناك كتب أخرى أذكرها بهذا العنوان (أسلوب الاستفهام في القرآن الكريم) لكنني لا أدري أين هي الآن في المكتبة، وإذا وجدتها أضفتها لك هنا. وأما البحوث المنشورة في المجلات العلمية المحكمة فهي كثيرة.
ـ[أبو حاتم المغربي]ــــــــ[09 Mar 2006, 11:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد شكر الله لكم أخي الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري على إفادتكم القيمة وأنا في انتظار الجديد منكم(/)
لقاء جديد مع شيخنا د. مساعد الطيار
ـ[معمر العمري]ــــــــ[08 Mar 2006, 01:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحببت فقط أن أذكركم بأن حلقة هذا الأسبوع من برنامج (مبادئ العلوم) ستكون مع فضيلة الشيخ د. مساعد الطيار, حفظه الله , والذي أبدع في بيان مبادئ علم
(أصول التفسير) , والكتب المؤلفة في هذا العلم , والطريقة المثلى لتعلمه ... فجزاه الله خيرا.
الحلقة: يوم الخميس 9 / صفر , التاسعة والنصف مساء.
وسيتجدد لقاؤنا مع فضيلة الشيخ مساعد في علوم أخرى , بالإضافة إلى التطلع إلى استضافة بعض مبدعي هذا الموقع المتألق , والله يرعاكم
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 Mar 2006, 06:48 ص]ـ
وفقكم الله، وشكر لكم جهودكم الطيبة
وهل يعني كلامك أن اللقاء قد تم؟ أم ماذا؟
ولعلكم تحرصون على استضافة الدكتور خالد السبت في مبادئ علم (علوم القرآن)
ـ[معمر العمري]ــــــــ[08 Mar 2006, 07:43 ص]ـ
حياكم الله أبا مجاهد , وشكر الله لكم مروركم
نعم لقد تم تسجيل الحلقة يوم الاثنين الماضي , وستبث يوم الخميس بإذن الله.
وبالنسبة لعلوم القرآن فستسجل وتعرض الأسبوع القادم , بإذن الله , مع فضيلة الشيخ أ. د فهد بن عبدالرحمن الرومي , وعسى أن ييسر الله استضافة الشيخ د. خالد السبت في أحد العلوم المتعلقة بكتاب الله تعالى.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[08 Mar 2006, 02:28 م]ـ
احسنتم الاختيار , ولنعم ما اخترتم , وفقكم الله للخير.
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[08 Mar 2006, 02:43 م]ـ
عفواً ...
على أية قناة سيكون اللقاء؟!
بارك الله فيكم.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[08 Mar 2006, 03:03 م]ـ
بلّغ الله آمالكم، وزكّى أعمالكم، وأدام توفيقكم في كل قول وفعل، وفي كل رأي ونظر ..
وجزاكم الله كل خير على ما تقومون به لخدمة الإسلام والمسلمين ..
عفواً ...
على أية قناة سيكون اللقاء؟!
بارك الله فيكم.
أخي خالد ..
السلام عليكم ..
إنها قناة المجد العلمية ..
ولمشاهدتها في فلسطين، فإنك تحتاج إلى عين خاصّة لالتقاطها ..
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[08 Mar 2006, 05:58 م]ـ
بارك الله في جهودكم , وأعانكم على خدمة العلم وأهله.
وقد لا حظت كما لا حظ غيري زيادة عدد الزوار للملتقى في الآونة الأخيرة فهل هو بسبب فتح القسم الجديد , أم بسبب ظهور مشايخ الملتقى على قناة المجد , أم السببين جميعاً؟
ـ[معمر العمري]ــــــــ[09 Mar 2006, 01:22 ص]ـ
الشيخ د. أحمد البريدي , خالد عبدالرحمن , لؤي الطيبي , ابن الجزيرة:أشكركم على مروركم وكريم تفاعلكم , ومرحبا بملاحظاتكم وتوجيهاتكم.(/)
يونس، هود، و يوسف: الثلاثية القرآنية و اشياء اخرى ..
ـ[عزام عز الدين]ــــــــ[08 Mar 2006, 03:06 ص]ـ
سورة يوسف هي سورة مميزة ومختلفة عن النسيج العام للخطاب القراني. ووجه الاختلاف في سورة يوسف عن بقية النسيج القراني، انها وحدها، تنفرد بالسرد المتتابع لقصة نبي من البداية إلى النهاية – دوناً عن بقية الانبياء والرسل الذين ترد قصصهم في سور مختلفة ودونما اعتماد على التتابع الزمني.
وتختلف ايضاً ان قصة يوسف لاترد الا في هذه السورة بالذات. وذكره لايأتي ابداً الا بصورة عابرة، تذكيرية في سورتين اخرتين هما الانعام (ومن ذريته داود وسليمان وايوب ويوسف .. ) 84 الانعام – و (ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات) 34 غافر – والسورتان مكيتان، مثل سورة يوسف التي هي مكية بمعظمها بأستثناء الثلاث ايات الاولى التي انزلت في المدينة والحقت ببداية السورة ..
ولأسباب عديدة، قد يكون هذا الاختلاف من ضمنها، اثارت سورة يوسف الانتباه واستقطبت العديد من الدراسات والمؤلفات التي ركزت خصوصاً على دراسة الجوانب الفنية والجمالية في البناء القصصي لسورة يوسف …
لكن سورة يوسف يجب ان لاتعزل عن السياق المحيط بها في الخطاب القرآني، عند دراستها، حتى لو كانت مختلفة عن هذا السياق ومتميزة عنه.
ان سورة يوسف، تتميز ايضاً بان ترتيبها الحالي في القران مطابق لترتيب نزولها بعد سورتي يونس وهود. وفي هذا لابد ان يكون معنى خاص يجعل من السور الثلاثة يونس، هود، يوسف – اقرب إلى الثلاثية المتسلسلة التتابع، منها إلى ان تكون منفصلة عن بعضها، رغم كون البناء القصصي في (سورة يوسف) مختلفاً عن سابقيه في يونس وهود.
ان هذا الارتباط – الاختلاف لابد ان يكون ذا مغزى ودلالة. فالسور الثلاثة مرتبطة معاً بالتسلسل الزمني وقت النزول – وبالتسلسل الترتيبي الذي يقرأه ملايين المسلمين منذ اكثر من ألف عام، لكن على جهة اخرى: هناك التميز الذي اختصت به سورة يوسف لاعن الثلاثية التي تنتمي اليها فحسب – ولكن عن بقية السور القرآنية ككل .. ولا بد ان يكون هذا الارتباط – الاختلاف قد حصل لحكمة لهدف. بدلالة ومغزى ومعنى ..
فهل وصل الينا شيء من الاثر الذي احدثه هذا الاختلاف – الارتباط في الفترة المكية؟
نعم لقد وصل الينا اثر مهم يحمل دلالة مميزة.
* * *
من دون كل السور القرانية، يصل الينا حديث عن الرسول (صلى الله عليه و سلم) ليصف تفاعله مع (هود واخواتها) .. على حد تعبيره الشريف: شيبتني هود واخواتها (ابي يعلى 880، المعجم الكبير، 790، 318). شيبته؟ لماذا ياترى؟ ما الذي فيها بالذات – هود واخواتها – الذي يجعل الرسول الكريم يصف هذا الوصف المفزع لتفاعله مع هذه السور بالذات؟
* * *
نستطيع ان نستنتج، من كون سورة يونس نزلت بعد سورة الاسراء، ان هذه الثلاثية المترابطة: هود واخواتها، نزلت في فترة مكية متأخرة نسبياً، اعتماداً على كون حادثة الاسراء قد حصلت .. في اغلب الروايات – قبل الهجرة بسنة واحدة، أي في الثانية عشر للبعثة. وحتى لو كانت حادثة الاسراء، ابكر من هذا الموعد، فان (هود واخواتها) ستظل محتفظة بموقع النزول في وقت ما من الثلاث سنوات الاخيرة في مكة.
وكانت تلك الفترة صعبة في حياة الدعوة، اذ اشتد فيها عداء قريش و محاربة الملأ المكي لمحمد (صلى الله عليه و سلم)، خاصةً بعد وفاة ابي طالب عم النبي الذي مثل سنداً عشائرياً مهماً لمحمد تمكن من حمايته في عدة مرات سابقة. وكذلك بعد وفاة خديجة زوجته التي كانت سنداً معنوياً مهماً منذ بداية بعثته.
من جديد، وجد محمد (صلى الله عليه و سلم) نفسه وحيداً، رغم ان عدد اتباعه زاد – الا ان احساسه بالوحدة تضاعف بعد وفاة عمه وزوجته – وكان ذلك قبل حادثة الاسراء.
وكانت قريش قد تفننت – في هذه الفترة – بمحاربة الرسول عليه الصلاة والسلام، حتى انها حاصرت بني هاشم في شعاب مكة ومنعتهم الاسواق، وكتبت في ذلك العهود والمواثيق ورغم ان هذا الحصار كسر فيما بعد الا ان فترته الطويلة – سنتين إلى ثلاث سنوات – تركت اثرها حتماً على طبقة المؤمنين: لقد افهمتهم لاي مدى يمكن ان تمضي قريش في حربها ضدهم.
ثم كانت وفاة ابي طالب. ثم ام المؤمنين خديجة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويمكن فهم حادثتي الاسراء والمعراج بمجملها بربطها بالوضع النفسي للرسول عليه افضل الصلاة و السلام في تلك الفترة: لقد قدم للرسول دعماً معنوياً ونفسياً هائلاً عبر اسرائه ومعراجه، ثم انه عاد بالصلاة – واحدة من اهم اركان الدين الاسلامي ..
رغم ذلك – فأن الوضع الداخلي في مكة قد ازداد سوءاً: فسخرية مشركي مكة و سخريتهم منه عليه افضل الصلاة والسلام – زاد اضعافاً بعد الاسراء والمعراج. بل ان بعض المسلمين انفسهم قد افتتنوا بعد الاسراء والمعراج كما تروي بعض الروايات.
كانت مكة قد صمت اذنيها عن سماع دعوة محمد عليه الصلاة و السلام. بل منعت وروجت عند بقية القبائل ان لا تسمعه. وبعد عشر سنوات من الدعوة كانت لاتزال عند موقفها المتعنت الغبي، بعد عشر سنوات: كان الاذى والسخرية والاضطهاد – والظلمة.
في تلك الفترة بالذات المحملة بأقصى التحديات، تنزل هود واخواتها اللواتي شيبنه عليه افضل الصلاة والسلام.
وكان وقتها – قد بلغ الخمسين – او تجاوزها بقليل.
* * *
تبدء سورة يونس بداية هادئة، مثل اغلب السور المكية.
(ان ربكم الله الذي خلق السموات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يدبر الامر ما من شفيع الا من بعد اذنه .. ) يونس 31
وتبدء اللهجة بالتصاعد التدريجي وهي تمتد بعرض واستعراض الجدال مع الملأ القريشي: (ولكل امة رسول فاذا جاء رسوله قضى بينهم بالقسط وهم لايظلمون. ويقولون متى هذا الوعد ان كنتم صادقين. قل: لااملك لنفسي ضرأ ولا نفعاً الا ماشاء الله لكل امة اجل اذا جاء اجلها فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) 47 - 48 - 49 يونس
ثم تمر – مروراً سريعاً، او يبدو، على الاقل، كذلك، (واغرقنا الذين كذبوا بأياتنا فانظر كيف كان عاقبة المنذرين) يونس 73 - بخصوص قوم نوح ثم ومرة اخرى الغرق بخصوص قوم فرعون (فاتبعهم فرعون وجنوده بغياً وعدواً حتى اذا ادركه الغرق قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بني اسرائيل …) بعد فوات الاوان!،يونس 90
ثم: (ولو شاء ربك لامن من في الارض، كلهم جميعاً، أفانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) يونس 99، والحوار الالهي هنا يواجهه هو بالذات، محمد عليه الصلاة و السلام، الذي كان يواجه السخرية والاضطهاد التي واجهت الانبياء قبله، مثلاً نوح، ومثلاً موسى، كل مامر بهم يمر به الان، يعانيه، يقاسي منه، وحسب الامر الذي يدبره الله، فانهم سيلاقون ذات المصير الذي لاقاه، قبلهم، القوم المكذبون قوم نوح وقوم فرعون .. وكان هذا ما لايريده محمد: نبي الرحمة – الرسول الذي هاجسه الدعوة – كان يريد لهم الايمان – والصلاح – والتغيير، لا الدمار بسيل يقضي عليهم او بالزلزال او الصاعقة.
فجاء الخطاب (افانت تكره الناس، حتى يكونوا مؤمنين؟ .. ) يونس 99
واكثر من ذلك: (فهل ينتظرون الا مثل ايام الذين خلوا من قبلهم – قل: فانتظروا اني معكم من المنتظرين) يونس 102…
اذن عليه ان ينتظر. ينتظر اليوم الذي سيلاقون جزاءهم فيه: الغرق مثلاً. الاعصار – او الزلزال – وينتظر وقلبه يتفطر، قلب الداعية المحب لقومه والمتوسم فيهم و في من في اصلابهم خير …
وتنتهي السورة بما هو اقوى: (واصبر حتى يحكم الله. وهو خير الحاكمين) 109 يونس
اذن سيحكم الله. وعليه ان يصبر إلى ان يأتي هذا الحكم. وهو حكم قطعي وغير قابل للاستئناف: تراه الطوفان ام الاعصار ام الزلزال؟؟
هكذا كان عليه الصلاة و السلام يفكر ويتفاعل مع الخطاب القرآني في تلك المرحلة الصعبة التي تكالبت عليه وعلى دعوته الصعوبات والفتن.
وكانت سورة يونس مجرد مقدمة تمهيدية لسورة هود. مجرد احماء ذهني وفكري لما ستفعله سورة هود التي وصفها عليه افضل السلام تحديداً بانها شيبته.
* * *
سورة هود.
(فلعلك تارك بعض مايوحي اليك وضائق به صدرك ان يقولوا لولا انزل عليه كنز او جاء معه ملك انما انت نذير .. ) هود 12
(فقال الملا الذين كفروا من قومه مانراك الا بشراً مثلنا و ما نراك اتبعك الا الذين هم اراذلنا .. ) هود 27
(قالوا يانوح قد جادلتنا فاكثرت جدالنا فاننا بما تعدنا ان كنت من الصادقين) 32 هود
(… كلما مر عليه ملا من قومه سخروا منه …) 38 هود
( .. وحال بينهما الموج. فكان من المغرقين) 43 هود
(يُتْبَعُ)
(/)
(وقيل ياأرض ابلعي ماءك ويا سماء اقلعي وغيض الماء وقضي الامر .. ) 44 هود
انها صورة مفجعة:- تلك التي تقدمها بداية السورة – الاب وهو يرى ابنه – بأم عينيه يغرق. صورة مفجعة، الاب يحاول مع ابنه، ويتصور ان بامكانه انقاذه: فقط لو صعد إلى السفينة. لكن الابن يأبى. فيغرق: صورة مفجعة لأي اب يعرف طعم الابوة وقيمتها. ولعلها مفجعة اكثر لنوح الذي ربما تذكر انه دعا – ذات مرة. في لحظة صعبة: (رب لاتدع على الارض من الكافرين ديارا) نوح26 – وها هو دعاؤه يستجاب: وتعم الاستجابة فتشمل ابنه نفسه. وما ان تستوي السفينة حتى يقول نوح (رب ان ابني من اهلي وان وعدك الحق .. ) هود 45 – مستذكراً امر الله له: (احمل فيها من كل زوجين اثنين واهلك .. ) هود40.
صورة مفجعة. ولعل اكثر الناس كان استشعاراً لها هو الرسول عليه الصلاة و السلام الذي نزلت الصورة كلهاعلى قلبه: فقد كان اباً مفجوعاً هو الاخر، لم يعش له ذكور وشاهدهم بأم عينيه يموتون امامه. وكان احساسه يتجاوز مصيبة الاب المفجوع ليذكره بتجربة مر بها قبل فترة وجيزة: عندما مات عمه ابو طالب – الذي كان يكن له عميق الحب والتقدير – مات دون ان ينطقها، وظل محمد – بقلب ابن الاخ والربيب المحب – يستنطقه وهو على فراش الموت، ويطلب منه كلمة واحدة يحاجج ربه بها: بينما وقف شخوص الملأ المكي على الجهة الأخرى من الفراش: اتترك دين عبد المطلب؟
ومات. مات دون ان ينطقها. وترك في قلب محمد عليه الصلاة و السلام حسرة عميقة.
واذا كان ابو طالب قد مات – وقضي الامر – فقد كان محمد –عليه الصلاة و السلام يشعر بان الوقت قد بدء يدركه بالنسبة لاخرين: ابناء عمومه وقرابة واصدقاء صبا وشباب. الناس في مكة الذين لم ينطقوا بما يمكن له ان يحاجج ربه من اجلهم. الناس الذين احبهم بقلب الداعية الذي يسع الناس جميعاً: صغاراً وكباراً. اشرافاً وصعاليك.
وكان يشعر – بعد عشر سنوات مضنية من الدعوة والصدود ان الوقت بدء ينقضي وانه سيأتي اليوم الذي يكون فيه: لاعاصم اليوم من امر الله … وقضي الامر .. كذلك كان تفاعله مع تلك الصورة المفجعة لنوح – الاب – الذي شاهد ابنه يغرق امام عينيه، ولنوح – الداعية والرسول: الذي شاهد قومه يغرقون.
وكانت تلك مجرد مقدمة.
* * *
(قالوا ياهود ماجئتنا ببينه وما نحن بتاركي الهتنا عن قولك) 53 هود
(ولما جاء امرنا نجينا هوداً والذين امنوا معه برحمة منا …) 58 هود
(وتلك عاد جحدوا بأيات ربهم … الا بعداً لعاد قوم هود) 59 - 60 هود
* * *
(والى ثمود اخاهم صالحاً قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من اله غيره) 61 هود
(… فقال تمتعوا في داركم ثلاثة ايام ذلك وعد غير مكذوب) 65 هود
(فلما جاء امرنا نجينا صالحاً … واخذ الذين ظلموا الصيحة فاصبحوا في ديارهم جاثمين) 66 هود
(… الا بعداً لثمود) 68 هود
* * *
(ولما جاءت رسلنا لوطا سئ بهم وضاق بهم ذرعاً وقال هذا يوم عصيب) 77 هود
(وجاء قومه يهرعون اليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات) 78 هود
(… فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم احد … ان موعدكم الصبح. اليس الصبح بقريب) 81 هود
(فلما جاء امرنا جعلنا عليهم سافلها وامطرنا عليها حجارة من سجيل منضود) 82 هود
* * *
(والى مدين اخاهم شعيباً قال ياقوم اعبدوا الله مالكم من اله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان …) 84 هود
(قالوا: يا شعيب اصلاتك تأمرك ان نترك ما يعبد اباؤنا …) 87 هود
(ولما جاء امرنا نجينا شعيباً والذين امنوا معه برحمة منا واخذت الذين ظلموا الصيحة فاصبحوا في ديارهم جاثمين) 94 هود
(… الا بعداً لمدين كما بعدت ثمود) 95 هود
* * *
.. وتتابع الايات – المفجعة. المشيبة في سورة هود. تتلاحق الصور الواحدة تلو الأخرى، مثل جمرات محرقة يمر عليها قلب محمد عليه الصلاة و السلام: لقد مر بذلك كله من قبل. لقد كان هنا من قبل. هذا الحوار بين الانبياء وبين اقوامهم، لقد سمعه من قبل، كان جزءً منه من قبل. لقد قال لقومه – اهل مكة – كما قال عادٌ لقومه. وصالح لثمود. ولوط لقومه. شعيب لمدين. لعشر سنوات الآن وهو يعيد نفس الكلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد سمع كلام الاقوام من قبل. ما قاله قوم عاد وثمود واهل مدين وقوم لوط: سمعه على لسان الملأ المكي كما لو ان التاريخ يعيد نفسه. لعشر سنوات وهو يسمع نفس الصدود والسخرية والاستهزاء.
لقد كان في قلب التجربة النبوية. في قلب المشهد المتكرر. وكان المشهد المكي مشابه للمشاهد السابقة لدرجة المطابقة الا في تفصيل واحد ونهائي: الختام الذي ينتهي به القصة كلها. وكان ذلك المشهد لم يتوج الفصل المكي بعد، ولكن احتمالية ذلك كانت قائمة.
وكانت الايات اشواك يتقلب عليها محمد. جمرات محرقة شيبت رأسه. فالمقدمات المتشابهة في الايات ومكة – تحتم منطقياً ان تكون النتائج ايضاً متشابهة.
وكان يتسائل – بلوعة وحرقة وخوف: هل يحدث لمكة ماحدث لمدين؟ هل يحدث لقومه ماحدث لقوم عاد ولوط وصالح وشعيب؟ هل يأتيه الامر الالهي فجأة: ان اسر بأهلك .. ويكون موعدهم الصبح – أليس الصبح بقريب. ثم يأتي الامر الالهي متعدد الصيغ: يجعل عاليها سافلها. حجارة من سجيل. الصيحة – الصاعقة – الزلزال … إلى اخره.
ويصير: الا بعداً لمكة – كما بعدت غيرها من القرى ..
وكان ذلك يعذبه. لقد كان لايزال يحبهم. بعد عشر سنوات من الدعوة الصعبة والصدود المر كان لايزال يحبهم. ويتمنى لهم الايمان والتغيير والقيامة من نومه القبر التي يعيشونها وكان على خضوعه وانقياده للامر الالهي، يتمنى نهاية مغايرة لمكة وقومها .. وكان يشعر ايضاً، ان له دوراً سيكون مختلفاً عن بقية الانبياء، ربما اعتماداً على طبيعة معجزته ورسالته خصوصاً بعد الاسراء والمعراج- يعرف ان دوره مختلف …
ولكنها على أي حال، عشر سنوات صعبة وحتى الان لم يكن هناك سوى المقدمات المتشابهة مع بقية القصص – وكل الاسباب التي يمكن ان تؤدي إلى النتائج المتشابهة:
المشهد الختامي الذي انهى كل القصص بالعقوبة الالهية.
* * *
وكان تتابع الايات – الجمرات يكاد يؤكد له – تلميحاً – ذلك كله (ذلك من انباء القرى نقصه منها قائم وحصيد) 100 هود
(وما ظلمناهم ولكن ظلموا انفسهم …) 101 هود
(كذلك اخذ ربك اذ اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد) 103 هود
( .. وما نؤخره الا لأجل معدود) 104
(وما كان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مصلحون) 117 هود
(وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك .. ) 120 هود
اذن هواجسه تكاد تتأكد. لقد اقترب المشهد الختامي حقاً. انه مؤخره لاجل معدود فقط. ومكة واهلها يكادون يستنفذون فرصتهم الاخيرة. وهو يتمنى لو كانت هناك فرصة أخرى، ويتمنى لو كان بأمكانه ان يفعل شيء من اجلهم … وكان ذلك يشيبه فعلاً ..
ثم تأتي الآيات الخاتمة للسورة المشيبة: (وقل للذين لايؤمنون اعملوا على مكانتكم انا عاملون. وانتظروا انا منتظرون) 122
انتظروا! انا منتظرون؟ ..
ينتظرون ماذا؟ تساءل الرسول. الصاعقة؟ الصيحة؟ الزلزال؟ حجارة السجيل؟ الامر الالهي بالخروج؟
ينتظرون ماذا؟ تساءل الرسول وقلبه معلق بعرش الرحمن، وعيناه معلقتان في السماء ومتخوفاً من أي سحابة قد تكون مقدمة للمشهد الختامي.
(انتظروا انا منتظرون)
وجلس محمد ينتظر في مكة بعد عشر سنوات من الدعوة والصدود. ينتظر امراً بالخروج لتواجه مكة مشهدها الخاص بها- نهايتها المشابهة لتلك النهايات في قصص القرى- وبينما هو ينتظر. ومعه المؤمنون، نزلت سورة بنسق مختلف وسياق متميز.
سورة لم يكن فيها وعيد ولا صيحة ولا حجارة من سجيل.
سورة ابتدءت برؤيا.
* * *
بعد كل ذلك التوتر والاستفزاز عبر مشاهد العذاب التي اصابت الاقوام السابقة، وبعد ان تهيأ محمد صلى الله عليه و سلم نفسياً – بأنتظار صعب وطويل ان يستقبل امر الخروج الذي سيسبق المشهد النهائي للفصل المكي الاخير: الصيحة أو العذاب أو الحجارة.
وبعد ان تيقن ان نهاية مكة ستكون كنهاية مدين أو ثمود … أو قرية لوط وصالح. نزلت عليه فجأة، سورة تبدء برؤيا .. طفل يخبر اباه عن حلم رآه: (ان قال يوسف لابيه ياأبت اني رأيت احدى عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين) يوسف 4
بدلاً من الزلزال أو صيحة العذاب وامر الخروج، ينزل حلم طفولي شفاف على قلب الرسول • ..
(يُتْبَعُ)
(/)
تبتديء السورة بذلك الحلم الشفاف الطموح-وبذلك المشهد الحميم بين الاب وابنه .. ، ومع تتابع الايات نتابع يوسف وهو يكبر ويلاقي مصاعب-وكوارث، ولكن شيئاً لايفت من عضده، يستمر والحلم – الرؤيا في الاطار العام لافكاره وخططه: يستمر، وذلك الحلم الطموح - الايجابي يشكل التربة الخصبة لكافة ولتغلبه على المعوقات امامه.
… ونراه – اقرب الناس اليه يتأمرون عليه. وتراه وحيداً ملقى في البئر ثم وهو يباع رقيقاً رخيصاً بثمن بخس: دراهم معدودة. ثم وهو يعمل كخادم-ويكاد يتعرض للاغراء والغواية. ثم يدخل السجن مظلوماً بتهمة مزيفة،كل ذلك، ويوسف يكبر ولكن ذلك الحلم الطفولي البعيد- الذي يبدو تحقيقه مستحيلاً-يظل موجوداً في اعماقه.
لم يتمكن اليأس من قتل ايجابيته- وظل مع كل ذلك وحيداً: منذ القى في البئر، غريباً: من التقطه السيارة وباعوه في مصر. لكن شيئاً من ذلك لم يقتل روح الحلم في اعماقه. شيئاً من كل تلك المصاعب لم يستطع ان يقتل الاصرار والعمل والدأب في دواخله ..
.. وتنتهي السورة واذا بالحلم الذي إبتدء مع بدايتها يتحقق إذا بيوسف الذي رأيناه يباع كرقيق رخيص، وفي السجن- اذا به متقلداً اعلى المناصب في ارقى دول زمانه.
وقد ابتدء ذلك بحلم طفولي، رآه يوسف، واسر به والده ..
* * *
ان تفاعل الرسول (صلى الله عليه و سلم) مع الخطاب القرآني في هذه السورة بالذات، لابد وان كان مختلفاً ومميزاً – فنزولها بعد هود مباشرةً- وفي الظروف الصعبة التي كانت الدعوة تمربها، لابد وان جعلت من التفاعل معها يحمل مذاقاً خاصاً ومميزاً. عملياً كان الوعيد الالهي في هود شديد اللهجة.
وكان الامر بالانتظار (انتظروا انا منتظرون) محملاً بأيحاءات ودلالات تتجه في معظمها إلى حدث عظيم مفاجيء سيغير السكون الذي بدء يلف الاوضاع في مكة ..
وكان من المفروض ان يحدث شيء ما. أي شيء يغير رتابة الامر الواقع الذي بدء الملأ المكي يفرضه على الدعوة الجديدة. ففي كل الحسابات، لم يكن عدد اتباع محمد يتجاوزون المائة بعد عشر سنوات من الدعوة. هو رقم لانستطيع ان نقول انه مشجع جداً، خاصة في ظل ظروف الاضطهاد والاستكبار التي كانت تمارس ضد اتباع محمد- وفيهم مستضعفون وعبيد.
وعموماً لم يكن هناك حدث قوي يسند الدعوة الجديدة منذ اسلام عمر والحمزة، خاصة بعد وفاة ابي طالب وخديجة- ورغم إن حادثة الاسراء والمعراج اسهمت في تثبيت قلب محمد (صلى الله عليه و سلم) - الا ان الجبهة الداخلية لم تتحسن اوضاعها كثيراً: فالسخرية زادت، وبعض المؤمنيين افتتنوا.
بأختصار: كان لابد بشيء ان يحدث ليكسر جدار الامر الواقع.
وبعد عشر سنوات، كان المتوقع ان يحدث ماحدث لقرى سابقة – وامم سابقة: العقوبة الالهية التي تنهي القصة بأكملها، ومن جذورها.
وفي ظل الانتظار المتعب- المتحدي (انتظروا انا منتظرون) الذي اختمت به سورة هود التي شيبته عليه افضل الصلاة والسلام، تنزل على قلبه سورة بنسق مختلف وسياق متميز تبدء بحلم طفولي شفاف وطموح كأنما لتغير معطيات التفكير واولويات النظر، في تلك المرحلة الدقيقة التي كانت الدعوة تمر بها:، ولو استعرضنا نتائج التفاعل المحمدي مع الخطاب القرآني في سورة يوسف لوجدنا عدة نقاط مهمة:
اولاً- لقد غيرت السورة من معطيات تفكيره التي سيطرت عليها مشاهد العذاب المفجعة في سورة هود. فهنا صار النجاح ممكناً. ولم يعد العذاب الالهي هو الفعل النهائي في قصص الانبياء. بل صارت هناك امكانية النجاح والتمكين في الارض والسيطرة على خزائن الارض.
ثانياً – لقد كان يوسف، بعد كل شيء، وحده – الا من ايمانه وطموحه ودأبه على الكفاح، لقد كان وحيداً منذ القي في البئر: لا اخوه ولا عمومة ولا خؤولة – ولا سند عشائري من أي نوع، كما انه كان خالياً من أي مكانه اجتماعية مؤثرة منذ بيع كرقيق رخيص – بثمن بخس دراهم معدودة- ثم عمل كخادم، ثم صار نكرة منسية في السجن – لكن ذلك كله لم يعوق امكانية نجاحه ووصوله إلى هدفه ..
وكانت تلك النقطة مهمة في تفاعل محمد (صلى الله عليه و سلم) مع الخطاب القرآني: فوحدة يوسف صارت فجأة تعني مواساة له عن فقدانه لعمه (السند العشائري) وزوجته خديجة (السند المعنوي والمادي) – فيوسف اصلاً لم يمتلك هذين السندين في قصة كفاحه الطويلة ومع ذلك نجح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثاً – لقد اعطته سورة يوسف تلك الفكرة المغايرة عن امكانية النجاح في قرى أخرى، مدن أخرى غير قريته ومدينته. فيوسف لم يتحقق حلمه الا في مصر، وربما لو ظل في مجتمعه البدوي – العبري – لما تحقق له حلم ولا نجاح لكنه عندما نجح في مصر: وفيها ارقى حضارة في ذلك الوقت – استطاع ان يستقطب ويجذب ابناء عشيرته من البدو الرحل، الذين استوطنوا مصر وتقلبوا في ظروف مختلفة خلال بضع مئات من السنين إلى ان خرجوا من موسى.
ان تلك الفكرة المغايرة جعلت من بصيرته عليه افضل الصلاة والسلام تتفتح لتر ان مكة ليست الساحة الوحيدة للدعوة: وان امكانية النجاح في اماكن أخرى قد تكون اوفر.
رابعاً – لقد لمحت سورة يوسف إلى اهمية الانتقال من المجتمع البدائي – الرعوي، مجتمع الصيد والرعي- إلى مجتمع اكثر تقدماً من النواحي الإنتاجية:زراعي مستقر مثلا كما هو في وادي النيل .. ، ولقد اثبت سياق السورة تفوق ليوسف في هذا المجال عندما قدم نصيحته للملك بخزن القمح في مواجهة سنين جفاف متوقعة.
خامساً – تقدم السورة في سياق مختلف، رغم كل الصعوبات التي تواجه يوسف، لغة هادئة، ومشاهد تكاد تعارض مشاهد سابقة في سورة هود: فبعد مشهد الاب – نوح المفجوع بأبنه مرتين مرة لكفره ومرة لغرقه، هناك مشهد معارض في سورة يوسف: مشهد حميم بين يوسف ويعقوب في بداية السورة واخر في نهايتها.اذن ليس كل الابناء كفرة – وليس كلهم عاقون.
وحتى الاخوة الذين تآمروا على يوسف ورموه في البئر، حتى هؤلاء، اتى عليهم حين من الدهر ليعلنوا فيه توبتهم وندمهم .. وصلحهم.
.. وكان ذلك جديداً كله.
* * *
لقد أعطى التفاعل مع معطيات التفكير التي افرزها الخطاب القرآني ابعاداً جديدة، ومساحات عذراء، وآفاق اوسع ..
وفي تلك الفترة تحديداً التي اعقبت هذا التفاعل المبدع الايجابي، حاول الرسول (صلى الله عليه و سلم) نقل الدعوة إلى الطائف، ولكنها محاولة قوبلت بصدود مماثل لما حصل في مكة. ثم حاول مع اهل يثرب.
وهناك: كان ما كان.
* * *
عبر هذا الفهم المغاير لسورة يوسف وموقعها ضمن سلسلة يونس – هؤلاء بالذات، في المرحلة الصعبة من الدعوة التي تلت وفاة ابي طالب وخديجة وافتتان المؤمنين بالاسراء والمعراج-عبر هذا الفهم المغاير يمكن معرفة كيف استطاعت هذه السورة المختلفة تغيير معطيات التفكير وتوسيع الافاق والمديات النفسية للرسول الكريم عليه افضل صلاة و اتم تسليم – وكيف استطاعت على الاخص ان تتفاعل معه ايجابياً لتزرع في داخله الاحساس بجدوى العمل بعد عشر سنوات واكثر من الصدود. بل تؤشر له على خارطة العمل والامل ترسم في دواخله صيغاً متعددة الالوان والرؤى بدلاً من النظرة الاحادية واللون المتكرر .. ، هذا بينما لاتقدم السورة – عندما تعزل عن سياقها هذا – اكثر من (حدوتة) حكاية بالمعنى التقليدي، مسلية ومثيرة نعم- لكنها لاتقدم لنا شيئاً عن التفاعل النبوي معها، عن اثارها الايجابية، عن اعماقها الكامنة، وطاقاتها التعبوية- القائمة لحد الان.
من كتاب البوصلة القرآنية - الدكتور احمد خيري العمري دار الفكر دمشق(/)
من عنده علم بكتاب (أنوار الفجر في مجالس الذكر) في التفسير لأبي بكر بن العربي
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[08 Mar 2006, 04:30 م]ـ
سمعت أنه يقع في ثمانين مجلداً، وهو غير مفقود. فهل هذا الكلام صحيح؟
وإن كان كذلك فإني أنادي بتشكيل لجنة لتحقيقه، وأنا مستعد أن أكون من ضمنها.
بارك الله فيكم اخواني الكرام.
ـ[السائح]ــــــــ[08 Mar 2006, 05:56 م]ـ
أخي الكريم، ذكر الجركسي في مقالاته أن كتاب أنوار الفجر، في مجالس الذكر، موجود في تركية، قال: إلاّ أني لم أظفر به، مع طول بحثي عنه.
والكتاب حافل جدّا؛ فقد أملى نحو 180 مجلسا في تفسير قوله تعالى: (ألهاكم التكاثر).
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[19 Mar 2006, 02:58 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي الكريم السائح الا اني ادعوا بهذه الدعوة وهي تاسيس لجنة لتحقيقه من طلبة العلم والدكاترة والمحسنين فهل من مستجيب واني ساساهم بتخريج الاحاديث.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[19 Mar 2006, 02:59 ص]ـ
من يمدنا بمعلومات اوسع فهل من مستجيب اخواني الكرام الافاضل من العلماء والطلبة والمحسنين هيا بنا لنحي ثراتنا المدهش الخارق.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[19 Mar 2006, 03:01 ص]ـ
اخي السائح اخبرني بعض الطلبة المغاربة انه موجود بالمغرب لكنه لم يعطيني التفاصيل وهو من الاخوة الشباب المهتمين بالمخطوطات النحوية والاصولية والتي تهتم بالقراات والتفسير.
ـ[السائح]ــــــــ[19 Mar 2006, 06:11 م]ـ
أخي الكريم، لم أر من المتتبعين لتراث المغاربة من ذكر أن من الكتاب نسخة بالمغرب، ولعلك تسأل الشيخ الفاضل أبا أويس محمد بن الأمين بوخبزة، فلعله يفيدك في هذا الشأن.
والرجاء ممن يعرف الأستاذ محمد بن الحسين السليماني أن يسأله عن نسخ الكتاب؛ فهو من العارفين بالتراث عموما، وبالقاضي أبي بكر بن العربي المالكي خصوصا.
ويُنظر هل ذُكر الكتاب في فهارس المكتبات التركية، ويُرجى النظر في نوادر المخطوطات في مكتبات تركية لرمضان ششن.
ـ[القاضي الأثري]ــــــــ[21 Mar 2006, 03:01 ص]ـ
لعل في كتاب قانون التأويل في مقدمته شيئا نافعا عن هذا الأمر على ما أذكر لأن مكتبتي بعيدة عني الآن لكن أذكر أن محققه ذكر انوار الفجر وتكلم عنه.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[22 Mar 2006, 03:38 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي الفاضل القاضي الاثري على اهتمامك بالموضوع واجزل لك المثوبة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Apr 2006, 01:34 ص]ـ
حياكم الله جميعاً.
تحدث أخي الكريم الدكتور محمد بن الحسين السليماني في دراسته لكتاب (قانون التأويل) لابن العربي حديثاً جيداً حول الكتاب أنقله بتصرف واختصار.
كتاب (أنوار الفجر بمجالس الذكر) الذي صنفه ابن العربي رحمه الله (ت543هـ) من أعظم الكتب المصنفة في التفسير بحسب وصفه المنقول إلينا، وقد ذكره ابن العربي في شرحه للموطأ (القبس) فقال: ( ... وقد كنا أملينا في كتاب (أنوار الفجر) ثمانين ألف ورقة، تفرقت بين أيدي الناس، وحصل عند كل طائفة منها فن، وندبتهم إلى أن يجمعوا منها ولو عشرين ألفاً، وهي أصولها التي ينبني عليها سواها وينظمها على علوم القرآن الثلاثة: التوحيد، والأحكام، والتذكير ... ).
وأشار إليه ابن جزي الكلبي في التسهيل فقال 1/ 10: ( ... فأما ابن العربي فصنف كتاب أنوار الفجر في غاية الاحتفال والجمع لعلوم القرآن، فلم تلف تلافاه بكتاب (قانون التأويل) إلا أنه اخترمته المنية قبل تخليصه .. ).
كما ذُكرأن يوسف المغربي الحزام الذي كان يحزم كتب السلطان أبي عنان المريني رآه في خزانته في ثمانين مجلداً لم ينقص منها شيءٌ. انظر الديباج لابن فرحون 282 - 283.
وقال الكوثري في مقالاته: ( ... وللقاضي أبي بكر بن العربي (أنوار الفجر) في التفسير، في ثمانين ألف ورقة، والمعروف أنه موجود ببلادنا -أي تركيا - إلا أني لم أظفر به مع طول بحثي عنه) المقالات 402
ولابن العربي كتاب آخر بعنوان (واضح السبيل إلى معرفة قانون التأويل بفوائد التنزيل) وهو من آخر مؤلفات ابن العربي، بل مات قبل تنقيحه والانتهاء منه كما ذكر ابن جزي.
وهذا التفسير الأخير هو الذي نقل منه العلماء آراء ابن العربي في التفسير، كالزركشي والذهبي.
وقد أشار الدكتور محمد السليماني إلى جوانب من منهجية هذا التفسير الباقي في دراسته لقانون التأويل 127 - 129 فلتراجع.
فالذي يظهر أن (أنوار الفجر) قد تفرق في حياة المؤلف نفسه، حتى صنف تفسيراً آخر بسبب ذلك، ولعل السبب في ذلك أنه كان إملاء على الطلبة، ولم يخطط له أن يكون كتاباً مصنفاً مرتباً، وكبر حجمه من أسباب ذهابه فيما أظن لصعوبة استنساخه وانتشاره وحمله كما حدث مع تفسير خلف السجستاني.
وأما سورة التكاثر فقد تكلم في تفسيرها بكلام جيد في كتابه قانون التأويل في الصفحات 628 - 636 رحمه الله رحمة واسعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[02 May 2006, 06:46 م]ـ
اخي الفاضل جزاك الله خيرا على معلوماتك القيمة ولكن اخبرني الاخ عدنان المغربي متتبع المخطوطات انه يوجد عند عائلة مغربية محتفظة به ولكنه لم يعطيني تفاصيل ذلك فالله اعلم من كان من ابناء هذه العائلة عنده صلة بهذا الموقع ثم اطلع على هذا فليبلغنا مشكورا وبارك الله فيه
ـ[منصور مهران]ــــــــ[19 May 2006, 09:31 م]ـ
وردت إشارة إلى كتاب (أنوار الفجر) في كلام ابن العربي - المؤلف - في كتابه: أحكام القرآن، ج 1 ص 470، طبعة علي محمد البجاوي، 1376 هج = 1957 م، مطبعة عيسى البابي الحلبي، قال: (وقد بسطناها بسطا عظيما في كتاب أنوار الفجر بأخبارها ومتعلقاتها في نحو مائة ورقة.) تأمل مسألة واحدة في نحو مائة ورقة، فكيف يبلغ الكتاب كله؟
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[26 May 2006, 09:18 ص]ـ
جزاك الله خيرا واحسن اليك فائدة حقا قيمة
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[26 May 2006, 09:49 ص]ـ
للرفع والتذكير والاهمية
ـ[منصور مهران]ــــــــ[26 May 2006, 01:41 م]ـ
علقت قبل اليوم عن ورود اسم كتاب (أنوار الفجر) مرة في كتاب (أحكام القرآن) لابن العربي 1/ 470 من طبعة البجاوي، واليوم أضم إليها مرات أخر، فقد كانت قصاصات عندي مبعثرة في صفحات هذا الكتاب، ولما تأملتها ووجدت فيها مزيد خبر عن (أنوار الفجر) أسرعت إلى تسجيلها هنا. فأقول:
- جاء في ج 2 ص 792 عند القول على أحكام قوله تعالى: (ولله الأسماء الحسنى) قول ابن العربي: (وقد كنا تكلمنا عليها في مجالس أنوار الفجر أزمنة كثيرة، ثم أنعم الله بأن أخرجنا نكتها المقصودة من الوجهين جميعا في كتاب: الأمد الأقصى).
- وفي ج 3 ص 1415 في آخر سطر جاء قوله: (وقد بيناها في كتاب أنوار الفجر).
- وفي ص 1439 منه في السطر الرابع من آخر الصفحة قال: (وفي معجزات النبي من كتاب أنوار الفجر) وقوله هذا يوحي بأن المجالس في موضوعات يستقل كل مجلس بموضوع منها.
- وفي ص 1530 منه في السطر الثاني عشر قال: ( ... وهي كثيرة بيناها في أمالي أنوار الفجر).
فتمت مواضع ورود اسم أنوار الفجر في ثنايا كتاب أحكام القرآن خمسة حسب ما أحصيته باجتهاد الكليل، ولا يبعد أن يكون له ذِكْر في كتاب العواصم من القواصم فقد مر بي شيء من هذا وليس لدي الكتاب الآن لتوثيق القول فانظره فلعلك تظفر به.
وجاء اسمه أيضا في نفح الطيب للمقري ج 2 ص 35 طبعة إحسان عباس، عند سرد مؤلفات ابن العربي، هذا وبالله التوفيق.
ـ[الكشاف]ــــــــ[26 May 2006, 03:25 م]ـ
معلومات قيمة تشكر عليها يا أستاذ منصور مهران.
ويمكن إضافة ما ذكره الأخ محمد أمحزون في التعريف بالكتاب، حيث قال: أنوار الفجر في تفسير القرآن: ألفه في عشرين سنة وبلغ ثمانين ألف ورقة (أي مائة ألف وستين ألف صفحة) ورآه يوسف الحزام المغربي في القرن الثامن في خزانة أمير المسلمين السلطان أبي عنان فارس بمدينة مراكش (وكان يخدم السلطان في حزم كتبه ورفعها) فعد أسفاره فبلغت ثمانين سفرا، وقال بعض مترجمي ابن العربي إنه في تسعين مجلدا، وكان الناس يتداولون هذا التفسير أثناء تأليفه، فكلما انتهى من تأليف مقدار منه تناسخه الناس وتناقلوه. (تحقيق مواقف الصحابة 1/ 50).
وذكره المقري في (أزهار الرياض) فقال: وكتاب " أنوار الفجر " في تسعين سفراً. 1/ 267
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 May 2006, 12:06 ص]ـ
أشكركم جميعاً على هذه الفوائد والمتابعات. وأخص بالشكر الأستاذ الكريم منصور مهران الذي يشرفنا بحضوره وفقه الله، وهو الخبير بكتب العلم، ونطمع منه في المزيد من الإفادة متعه الله بالصحة والسلامة.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[31 May 2006, 01:39 ص]ـ
الاستاذ منصور مهران والاستاذ الكشاف الله اكبر معلومات قيمة حفظكما الله ورعاكما والان تبين ان الناس نسخوا هذا الكتاب وتداولوه ليس كما قال بعض الاخوة بارك الله فيه وهذا من المبشرات والمحفزات لمتابعة البحث عن الكتاب.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[06 Jun 2006, 04:43 م]ـ
أخبرني احد الاخوة ممن له عناية بالمخطوطات قبل ثلاثة ايام ان به نسخة بمدينة الرباط
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Jun 2007, 11:51 م]ـ
قال الأستاذ سعيد أعراب في كتابه (مع القاضي أبي بكر بن العربي) الذي نشرته دار الغرب الإسلامي (ص 121 - 123 عندما تحدث عن آثار ابن العربي في التفسير:
أنوار الفجر في مجالس الذكر:
استوفى كل هذه الأنواع، وقد ألفه في عشرين سنة، وهو يقع في ثمانين مجلداً، في كل مجلد ألف ورقة (أي مأئة ألف وستين ألف صفحة) أملاه في مجالسه العامة التي كان يعقدها للتذكير والوعظ، فكان كلما فرغ من مقدار منه، تناوله تلاميذه وأصحابه وتناسخوه، فتفرق بأيدي الناس.
وابن العربي توسع في هذا الكتاب، وأفاض في كثير من أبحاثه وموضوعاته -إلى حد أنه أملى في آية (ألهاكم التكاثر) مأئة وثمانين مجلساً.
واستوفى القول في آية (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) في عدة مجالس.
وتتحدث طويلاً عن آية (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا).
وبسط آية (أو جاؤكم حصرت صدورهم) بسطاً كبيراً في نحو مائة ورقة.
وتعرض لآية (والذين آمنوا أشد حباً لله) من ستة وجوه.
ومن الموضوعات التي أفاض القول فيها، خصائصه صلى الله عليه وسلم ومعجزاته، وأنهاها إلى ألف معجزة.
وظل كتاب أنوار الفجر موجوداً بالمكتبات المغربية إلى حدود أوائل القرن الثامن الهجري، ويذكر الشيخ يوسف الحزام المغربي أنه رآه في خزانة السلطان أبي عنان المريني بمدينة مراكش، وكان يخدم السلطان في حزم كتبه ورفعها، فعد أسفاره فبلغت ثمانين سفراً.
ويذهب أبو العباس الصومعي في كتابه (أخبار ابن يعزى) إلى أن كتاب (أنوار الفجر) قد تلف في حياة مؤلفه، وتابعه على ذلك - أبو العباس بن عجيبة في تفسيره الكبير على الفاتحة. بينما الكوثري عندما تحدث في مقالاته على أنوار الفجر قال: (والمعروف أنه موجود ببلادنا - يعني تركيا - إلا أني لم أظفر به مع طول بحثي عنه) [مقالات الكوثري 402].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 Jun 2007, 01:35 م]ـ
يبدو أن فكرة تلف كتاب أنوار الفجر قديمة،فقد ذكره ابن جزي في مقدمة تفسيره فقال: (ثم جاء القاضيان أبو بكر بن العربي وأبو محمد عبد الحق بن عطية فأبدع كل واحد وأجمل واحتفل وأكمل فأما ابن العربي فصنف كتاب أنوار الفجر في غاية الاحتفال والجمع لعلوم القرآن فلما تلف تلافاه بكتاب قانون التأويل إلا أنه اخترمته المنية قبل تخليصه وتلخيصه).
وقد ذكر ابن العربي هذا الكتاب في عدد من تواليفه كما نقل بعض الإخوة الكرام، وقد ذكره في كتابه (أحكام القرآن) في ستة مواضع تقريبًا.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[09 Dec 2007, 09:54 م]ـ
الأخ الفاضل (أبو عبدالله السلفي) ليتك تخبرنا أين وصلت في بحثك عن مخطوط أنوار الفجر، وماتم في شأن اللجنة المقترحة؟ ونحن على استعداد وبعض الزملاء في تفعيلها وقد انبثقت فكرة البحث عن هذا المخطوط لدينا قبل أيام ونحسبها ستكون فتحا عظيما، ولكم سررنا عند بحثنا بأسبقيتك واهتمامك بذلك فبورك فيك وفي مسعاك ووددنا لو نبدأ من حيث انتهيت، ونحن على استعداد تام لمشاركتك هذا الهم العظيم، والتشرف بالمضي في هذا العمل المبارك بإذن الله.
ـ[عبدالغني الكعبوني]ــــــــ[09 Dec 2007, 10:08 م]ـ
الإخوة الأفاضل
بدوري بحثت عن هذا المخطوط وسألت عنه بدون جدوى، ومادام الإخوة أعادوا البحث عنه سررت بذلك وأود مشاركتهم هذا الهم الذي نرجو الله جل وعلا أن يختمه بالعثور على هذا السفر الضخم الذي يحتاج إلى جهود مضنية من طرف محققين من طلبة الدكتوراه، لذلك فإني فكرت بعد الماجستير تحقيق جزء من هذا المخطوط، لذلك أرجو من كل من يعرف مكان هذا المخطوط أن يدلنا عليه، ونحن له شاكرين.
فالمسألة لا تتعلق فقط بإخراج مخطوط للأمة بل محاولة دفع الطلبة الغيورين على التراث الإسلامي لإخراجه من الضياع وتيه النسيان.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[10 Dec 2007, 12:44 ص]ـ
اخي الفاضل جزاك الله خيرا على معلوماتك القيمة ولكن اخبرني الاخ عدنان المغربي متتبع المخطوطات انه يوجد عند عائلة مغربية محتفظة به ولكنه لم يعطيني تفاصيل ذلك فالله اعلم من كان من ابناء هذه العائلة عنده صلة بهذا الموقع ثم اطلع على هذا فليبلغنا مشكورا وبارك الله فيه
الحمد لله
ليتك تخبرنا باسم العائلة او باللقب الذي تعرف به في المغرب ... و أين توجد بالضبط .... فإني أعرف بعض طلبة دار الحديث الحسنية
ممن لهم خبرة بالمخطوطات و اتصال بالخزانات ...... ومن يدري .... لعل الله ييسر هذا الامر العظيم
ـ[منصور مهران]ــــــــ[10 Dec 2007, 07:56 ص]ـ
حياكم الله جميعاً.
تحدث أخي الكريم الدكتور محمد بن الحسين السليماني في دراسته لكتاب (قانون التأويل) لابن العربي حديثاً جيداً حول الكتاب أنقله بتصرف واختصار.
كتاب (أنوار الفجر بمجالس الذكر) الذي صنفه ابن العربي رحمه الله (ت543هـ) من أعظم الكتب المصنفة في التفسير بحسب وصفه المنقول إلينا، وقد ذكره ابن العربي في شرحه للموطأ (القبس) فقال: ( ... وقد كنا أملينا في كتاب (أنوار الفجر) ثمانين ألف ورقة، تفرقت بين أيدي الناس، وحصل عند كل طائفة منها فن، وندبتهم إلى أن يجمعوا منها ولو عشرين ألفاً، وهي أصولها التي ينبني عليها سواها وينظمها على علوم القرآن الثلاثة: التوحيد، والأحكام، والتذكير ... ).
وأشار إليه ابن جزي الكلبي في التسهيل فقال 1/ 10: ( ... فأما ابن العربي فصنف كتاب أنوار الفجر في غاية الاحتفال والجمع لعلوم القرآن، فلم تلف تلافاه بكتاب (قانون التأويل) إلا أنه اخترمته المنية قبل تخليصه .. ).
كما ذُكرأن يوسف المغربي الحزام الذي كان يحزم كتب السلطان أبي عنان المريني رآه في خزانته في ثمانين مجلداً لم ينقص منها شيءٌ. انظر الديباج لابن فرحون 282 - 283.
وقال الكوثري في مقالاته: ( ... وللقاضي أبي بكر بن العربي (أنوار الفجر) في التفسير، في ثمانين ألف ورقة، والمعروف أنه موجود ببلادنا -أي تركيا - إلا أني لم أظفر به مع طول بحثي عنه) المقالات 402
ولابن العربي كتاب آخر بعنوان (واضح السبيل إلى معرفة قانون التأويل بفوائد التنزيل) وهو من آخر مؤلفات ابن العربي، بل مات قبل تنقيحه والانتهاء منه كما ذكر ابن جزي.
وهذا التفسير الأخير هو الذي نقل منه العلماء آراء ابن العربي في التفسير، كالزركشي والذهبي.
وقد أشار الدكتور محمد السليماني إلى جوانب من منهجية هذا التفسير الباقي في دراسته لقانون التأويل 127 - 129 فلتراجع.
فالذي يظهر أن (أنوار الفجر) قد تفرق في حياة المؤلف نفسه، حتى صنف تفسيراً آخر بسبب ذلك، ولعل السبب في ذلك أنه كان إملاء على الطلبة، ولم يخطط له أن يكون كتاباً مصنفاً مرتباً، وكبر حجمه من أسباب ذهابه فيما أظن لصعوبة استنساخه وانتشاره وحمله كما حدث مع تفسير خلف السجستاني.
وأما سورة التكاثر فقد تكلم في تفسيرها بكلام جيد في كتابه قانون التأويل في الصفحات 628 - 636 رحمه الله رحمة واسعة.
قال منصور مهران:
بحمد الله وتوفيقه أتممت الساعة قراءة كتاب (قانون التأويل) للقاضي ابن العربي، طبعة دار الغرب،
وخرجت بهذه الملاحظات:
1 - يذكر المؤلف كتابه (أنوار الفجر) في عدة مواضع يُحيل إليها ولا يورد شيئا من كلامه فيه.
2 - يذكر المؤلف ص 361 أنه أملى كتاب (أنوار الفجر في مجالس الذكر) قريبا من عشرين ألف ورقة
3 - بينما جاء في كلام ابن فرحون عن كلام المؤلف في كتابه القبس أن أنوار الفجر في ثمانبن ألف ورقة
4 - ومن تعليق محمد السليماني محقق الكتاب تبين له عدم التناقض في عدد ورق أنوار الفجر
لأن أنوار الفجر يبحث في أقسام ثلاثة: التوحيد والأحكام والتوحيد
وأن الثمانين ألفا تفرقت بين أيدي الناس
وأن نحو عشرين ألفا منها هي الأصول التي ينبني عليها سواها.
فلعلها العشرون ألفا التي نص ابن العربي على عدها في قانون التأويل ص 361
وقلت:
وبدا من كلام المؤلف أن كتاب أنوار الفجر بعد تشتته لم ينشط المؤلف إلى إعادة تأليفه ولو موجزا
فهل هذا من صحة التخمين؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[10 Dec 2007, 12:28 م]ـ
وجاء في كتاب: الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب؛ لابن فرحون:
(قال في كتاب القبس: إنه أ لف كتابه المسمى: أنوار الفجر في تفسير القرآن في عشرين سنة ثمانين ألف ورقة وتفرقت بأيدي الناس.
قلت: وأخبرني الشيخ الصالح أبو الربيع: سليمان بن عبد الرحمن البورغواطي في سنة إحدى وستين وسبعمائة بالمدينة النبوية قال: أخبرني الشيخ الصالح يوسف الحزام المغربي بالإسكندرية في سنة ستين وسبعمائة قال: رأيت تأليف القاضي أبي بكر بن العربي في تفسير القرآن المسمى أنوار الفجر كاملاً في خزانة السلطان الملك العادل أمير المسلمين أبي عنان: فارس بن السلطان أمير المسلمين أبي الحسن: علي بن السلطان أمير المسلمين أبي سعيد: عثمان بن يوسف بن عبد الحق.
وكان السلطان أبو عنان إذ ذاك بمدينة مراكش وكانت له خزانة كتب يحملها معه في الأسفار وكنت أخدمه مع جماعة في حزم الكتب ورفعها فعددت أسفار هذا الكتاب فبلغت عدتها ثمانين مجلداً. ولم ينقص من الكتاب المذكور شيء.
قال أبو الربيع: وهذا المخبر يعني يوسف: ثقة صدوق رجل صالح كان يأكل من كده.).
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[10 Dec 2007, 12:56 م]ـ
وجاء في كتاب: أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض؛ للمقري:
(وكتاب "أنوار الفجر" في تسعين سفراً، وكتاب "أحكام القرآن" ... ).
والفرق بين الكتاب و السِّفْر: أن السفر الكتاب الكبير,
قال الزجاج: الأسفار الكتب الكبار.
وممن ذكر كتابه هذا الباباني في كتابه:
إيضاح المكنون؛ ولعل في هذا إشارة إلى أن
هذا الكتاب كان معروفا موجودا في أيامه!!!
(أنوار الفجر، للقاضي أبي بكر محمد بن عبد الله ابن أحمد المعروف بابن العربي المعافري المالكي المتوفى سنة 543 ثلاث وأربعين وخمسمائة. .. ).
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[10 Dec 2007, 04:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا أساتذتي وإخوتي الأفاضل على هذا الإهتمام، والمهم الآن هو المعلومات الحديثة التي تصب في سبيل استخراج هذا الكنز القرآني، فهل من متفضل يسارع ببيان أماكن وجوده ويدلنا على طريق الحصول عليه، حتى نتمكن -ومن أحب من طلبة العلم- من العمل على خدمة هذا السفر العظيم، وإخراجه للنور، وإفادة الناس بعلومه ورفد المكتبة الإسلامية به، أتمنى على كل من يمكنه الإخبار بمعلومة عنه ولو بسيطة أن يبادر بطرحها شاكرين له تفضله، وسأحرص على تبشيركم بما توصلنا إليه أولا بأول، سآلين المولى أن يوفق الجميع لكل مافيه خير الدنيا وفلاح الآخرة.
ـ[السائح]ــــــــ[10 Dec 2007, 11:39 م]ـ
وممن ذكر كتابه هذا الباباني في كتابه:
إيضاح المكنون؛ ولعل في هذا إشارة إلى أن
هذا الكتاب كان معروفا موجودا في أيامه!!!
وفقك الله وبلّغك آمالك
أما الإشارة التي أشرتَ إليها فغير ظاهرة.
بل قد دأب البيباني على ذكر كتب لم يخلق الله منها نقيرا ولا قطميرا.
أسأل الله أن يبلّغنا ما نرجوه، وأن ينفعنا بما ورثناه عن علمائنا.
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[11 Dec 2007, 01:10 ص]ـ
إن من المجاهدين بالمشاركات أستاذين جليلين، إذا رأيت اسميهما أو أحدهما أشعر بالأمان ألا وهما:
الأستاذ الكبير / منصور مهران، والدكتور الكبير/ مروان الظفيري
فلهما رسوخ في العلم
أسأل الله تعالى أن يمتعهما بالصحة ودوام العافية
فتحية إجلال لهما
ملحوظة لم أفاضل في تقديم أي الاسمين
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[11 Dec 2007, 01:18 ص]ـ
الأخوة الكرام
هل بحثكم عن هذا الكتاب الجليل من قبيل تبريد القلب بأن فقيدنا مدفون في بلد كذا أو كذا فينقلص الدمع.
أم من قبيل وأنى لنا بخطبة ابنة السلطان.
أم أن الهمة معقودة؟
هل من الممكن أن نكون لجنة علمية لتحقيقه؟
لو نبأتموني فـ .....
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[11 Dec 2007, 04:21 ص]ـ
الذي أعلمه أن آخر العهد بالكتاب يرجع الى العهد السعدي وأنه كان من جملة الخزانةالزيدانية التي كانت على سفينة "كستلان" التي تعرضت للقرصنة ...
ولعل من يقول اليوم إن الكتاب موجود هنا أو هناك يتحدث من حيث لا يدري عن كتاب يحمل عنوان "أنوار الفجر " لكنه لأبي بكر بن عربي الحاتمي وليس لأبي بكر بن العربي المعافري
على أن محاولات السلطان زيدان السعدي ومن جاء بعده من ملوك المغرب إرجاع المخطوطات المغربية ومن ضمنها أنوار الفجر للقاضي أبي بكر ابن العربي من الأسكوريال وغيرها من الخزائن الأوروبية تترك بعض الأمل في الوصول الى هذا الكتاب إن لم تكن قد لعبت به أيدي العابثين والله أعلم / وللحديث بقية
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[11 Dec 2007, 11:23 ص]ـ
ذكر الشيخ عبد الحي الكتاني {ت1382هـ} في كتابه"تاريخ المكتبات الإسلامية ومن ألف في الكتب "أن الفقيه المعمر السيد الأمين الناصري الدرعي المراكشي حدثه سنة 1331هـ أن بالخزانة الناصرية تفسير ابن العربي المعافري قال:هو في مائة جزء
قال الكتاني: وسألت عنه صديقنا رئيس الزاوية الناصرية الآن الفقيه الفاضل الناسك بن عبد السلام فقال لي: لا أدري
ومثل هذا الكلام نعثر عليه بين الفينة والأخرى فتكون النتيجة في الأخير لا شيء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[11 Dec 2007, 12:41 م]ـ
وفقك الله وبلّغك آمالك
أما الإشارة التي أشرتَ إليها فغير ظاهرة.
بل قد دأب البيباني على ذكر كتب لم يخلق الله منها نقيرا ولا قطميرا.
أسأل الله أن يبلّغنا ما نرجوه، وأن ينفعنا بما ورثناه عن علمائنا.
أخي الحبيب الغالي السائح
حفظك الله ورعاك
أقول:
لو ثبت أن هذاا الكتبي (الباباني)
اطلع على هذا الكتاب النفيس
لكان في ذلك خير كثير
ولأصبح عندنا العلم اليقين
أن هذا الكتاب (مازال حيا)
وليت ذلك يكون حقيقة
لأن هذا الرجل من كبار الكتبيين
وهو أحيانا يكون ناقلا
وأحيانا يكون مشاهدا
وهذا هو حال الكتبيين
في كل زمان ومكان
وشكرا لك
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[11 Dec 2007, 12:53 م]ـ
إن من المجاهدين بالمشاركات أستاذين جليلين، إذا رأيت اسميهما أو أحدهما أشعر بالأمان ألا وهما:
الأستاذ الكبير / منصور مهران، والدكتور الكبير/ مروان الظفيري
فلهما رسوخ في العلم
أسأل الله تعالى أن يمتعهما بالصحة ودوام العافية
فتحية إجلال لهما
ملحوظة لم أفاضل في تقديم أي الاسمين
مرحبا بك شيخنا الحبيب الغالي
مصطفى علي جعفر
وحفظك الله ورعاك
وهذا من حسن ظنك بأخويك
وإن شاء الله
نكون عند حسن ظنكم
ودمت من السالمين
ـ[السائح]ــــــــ[11 Dec 2007, 01:01 م]ـ
أكرمك الله وحفظك أخي العزيز
لو تذكرتَ قول أبي أروى في بعض أخبار البيباني فلعل رجاءك يتبخّر:)
ـ[السائح]ــــــــ[11 Dec 2007, 01:04 م]ـ
وهذا من حسن ظنك بأخويك
لم أر اسما ولا اسمين:)
ـ[السائح]ــــــــ[11 Dec 2007, 01:07 م]ـ
ولعل من يقول اليوم إن الكتاب موجود هنا أو هناك يتحدث من حيث لا يدري عن كتاب يحمل عنوان "أنوار الفجر " لكنه لأبي بكر بن عربي الحاتمي وليس لأبي بكر بن العربي المعافري
أثابك الله وجزاك خيرا.
لكن من ذكر أن للحاتمي كتابا مترجما بـ "أنوار الفجر "؟
ثم إن كنية الحاتمي: أبو عبد الله.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[11 Dec 2007, 08:07 م]ـ
حفظك الله أخي مصطفى وبارك فيك، وكثَّر من ذوي الهمة أمثالك، والهمة لا شك معقودة والعمل جاد والعزم قائم، لبعث هذا الكنز الهام، وحبذا لو يشاركنا الأخ (أبو عبد الله السلفي) فيما يخص موضوع اللجنة فهو صاحب اقتراحها، ولست أدري سبب انقطاعه، وأسأل الله أن يكون خيرا.
ـ[عبدالغني الكعبوني]ــــــــ[11 Dec 2007, 09:28 م]ـ
نشكر الأخ والأستاذ الدكتور المعيار على المعلومات الجديدة.
لكن ياأستاذي العزيز لاأتفق معك بخصوص نسبة التفسير للحاتمي بنفس العنوان أي"أنوار الفجر"، مع ترك تفسير المعافري بدون عنوان، كما ذكرت آنفا، وخصوصا وأن أنوارالفجر قد ألفه صاحبه في عشرين سنة،وقدرآه يوسف الحزام المغربي في القرن الثامن الهجري.في خزانة أمير المسلمين السلطان ابن عنان فارس بمدينة مراكش فعد أسفاره فبلغت ثمانية أسفار في ثمانية ألف ورقة.
وأشار إليه المعافري في كتابه القبس كقوله في ج4ص186و187 {تحقيق أيمن نصر الأزهري -وعلاء إبراهيم الأزهري
دار الكتب العلمية ط 1سنة 1998م}
حيث قال " وقد كنا أملينافيه في كتاب أنوار الفجر في عشرين عاما ثمانين ألف ورقة، تفرقت بين أيدي الناس وحصل عند كل طائفة منها فن وندبتهم إلى أن يجمعوا منها ولو عشرين ألفا وهي أصولها التي ينبني عليها سواها ".
وذكره المؤلف كذلك في تفسيره أحكام القرآن ج2 ص337 {تحقيق محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، ط-1/ 1408هـ- 1988م}
وكما قيل عندما يتحدث المؤلف عن نفسه تكون أبلغ وأقرب إلى الحقيقة، فالإمام المعافري تحدث في كتبه عن (أنوار الفجر) وهو صاحب هذا التفسير بدون منازع.
ـ[عبدالغني الكعبوني]ــــــــ[11 Dec 2007, 09:49 م]ـ
الاخ والأستاذ مصطفى بارك الله في جهودك وسعيك.
أمابخصوص تفسير أنوار الفجر فنحن عازمون إن شاء الله على تحقيقه،لذلك فإننا نحاول البحث عنه بكل جدية وخصوصا ولأن الأمر يتعلق بأطروحة الدكتوراه،مع العلم أن آخر أجل لتسجيلنا {20 - 12 - 2007}.
لهذا السبب نحاول مااستطعنا البحث عنه،من أجل المقصد السالف الذكر.
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[11 Dec 2007, 11:26 م]ـ
الأخ الفاضل عبد الغني الكعبوني أنا غير مختلف معك أصلا ولم أقل إن تفسير " أنوار الفجر" ليس للقاضي أبي بكر بن العربي المعافري وإنما قلت: قد يختلط على بعض الناس قديما وحديثا الأمر لتشابه اسمي المؤلفين:" أبي بكر محمد ا بن العربي المعافري {ت543هـ} / وأبي بكر محمد ابن العربي الحاتمي {ت638هـ} وتشابه عنواني الكتابين "أنوار الفجر"
وعلى الرغم من أن المشهور هو تفسير ابن العربي المعافري فإن كتاب أنوار الفجر لابن العربي الحاتمي مذكور في ترجمته كما في كتاب الذيل والتكملة لابن عبد الملك المراكشي - السفر السادس / الصفحة 495
أماأنه كان في خزانة أمير المسلمين أبي عنان فارس المريني فلم أنكر ذلك بل قلت إن الكتاب بقي إلى عهد الدولة السعدية
وتجدر الإشارة الى أن ابن جزي قال في أول تفسيره إنه لما تلف أنوار الفجر في حياة مؤلفه القاضي أبي بكر بن العربي تلافاه بكتاب " قانون التأويل " إلا أنه اخترمته المنية قبل تخليصه وتلخيصه
ويعقب الشيخ عبد الحي الكتاني على ذلك بقوله:"فالظاهر أن الذي رآه يوسف المذكور - الحزام - هو تفسيره الآخر المسمى بقانون التأويل ولا زال مجلد واحد منه في مكتبة جامع القرويين بفاس حبسه عليها السلطان أبو عنان المذكور وعلى أوله خطه رحمه الله "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[11 Dec 2007, 11:37 م]ـ
تكوين اللجنة العلمية هو الأمر الأهم
إن أعمالاً كثيرة مهمة جدًا في شأن العلم والتفسير، فهل فعلاً نستطيع تكوين لجنة علمية.
فلنعتبر أننا وجدنا، أو أن من ضمن أعمال اللجنة البحث عنه، إن ام نعثر عبه البتة
فما هي الأعمال التي تنتظرها الأمة من كوكبة أهل التفسير
فلنختر موضوعًا بديلاً ثم لتبدأ به الكوكبة
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[11 Dec 2007, 11:49 م]ـ
أتمنى أن يستثمر هذا الحماس المحمود في ما ينفع الأمة ويحيي تراثها الذي ينتظر الكثير منه من ينفض عنه الغبار في كثير من المكتبات والخزائن العامة والخاصة
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[12 Dec 2007, 01:59 ص]ـ
نعم بالمنتدى كوكبة علماء، وغيرهم من طلبة العلم ومن محبي خدمة العلم
فلو استثمرنا هذا الحماس
واجتمعنا على لجنة علمية (رابطة المتخصصين) أو شيه ذلك، ثم نظرنا في الأمر
من الذي تنتظره الأمة من تلك الكوكبة وما ينبغي أن يفعلوه
ثم نظرنا في كيفية تمويل المشروع المقترح
ثم كيفية إدارته من على بعد
وهكذا نكون قد خطونا خطوة واسعة إلى الأمام لخدمة العلم
وقبل أن يبرد الحماس
من يرشح نفسه مع الأخ أبي عبد الله السلفي
واذكر اسمك هنا لتكوين اللجنة
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[12 Dec 2007, 02:12 ص]ـ
بارك الله فيك ياشيخ مصطفى، وأنا على استعداد تام لأكون من ضمن هذه المجموعة وحبذا لو يتفاعل الإخوة في ملتقانا المبارك بما يسهم في تفعيل هذه اللجنة المقترحة ووضع برامج علمية عملية منسقة، وتوفير ماتحتاجه من ضروريات تصب في جهودها المخلصة في خدمة كتاب ربنا الكريم، ودينه العظيم، وترفد المكتبة الإسلامية بما هي غنية به من كنوز زاخرة تكاد تقضي عليها آفة التساهل والنسيان وربما عدم الاكتراث، أرجو الاهتمام ويد الله مع الجماعة.
ـ[عبدالغني الكعبوني]ــــــــ[12 Dec 2007, 02:22 م]ـ
شكر خاص لأستاذي الفاضل المعيار رئيس المجلس العلمي لمدينة مراكش العزيزة على قلوب كل المغاربة.
كنت أتوقع منك منذ البداية التوضيح الكامل والتام لكنك أستاذي العزيز، في البداية لم توضح بالشكل الكافي،لهذا السبب عقبت على ردك، قاصدا من ذلك رفع اللبس، بالإضافة إلى تشجيع البحث عن هذا السفر الضخم الذي من المفروض ثكثيف الجهود قصد إخراجه للوجود
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
تلميذك عبدالغني الكعبوني المكناسي.
ـ[عبدالغني الكعبوني]ــــــــ[12 Dec 2007, 02:47 م]ـ
أبارك لإخوتي الكرام هذا الحماس الذي ينم عن العزيمة القوية والإرادة الحسنة.
لكن النقاش للأسف الشديد لم يبرح مكانه،لذلك أقو ل: لابد الآن من خطوات عملية موجهة، وذلك بالبحث -أولا عن المخطوط،ثم بعد ذلك التفكير في اللجنة العلمية التي ستحقق المخطوط،ثم بعد ذلك تحديدالفترة الزمنية التي سينجز فيها التحقيق،بالإضافة إلى تكلفة التحقيق والطبع،كل هذه الأمور هامة في هذه العملية،أضف إلى هذا وذاك طريقة عمل اللجنة،حيث يدخل فيها طريقة التنسيق بينها،وكذلك متابعة العمل وخطواته العملية إلى غير ذلك من الأمور الهامة التي لاتظهر إلاأثناء الممارسة والعمل.
في اعتقادي كل هذه الأمور وغيرها تحتاج إلى التفكير فيها بجدية، لكي لاتكون الأمور" زوبعة في فنجان كما يقال."
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[12 Dec 2007, 06:05 م]ـ
حياك الله أخي الأستاذ عبد الغني الكعبوني ابن مكناس الزيتون العزيزة وكل بلاد المسلمين عزيزة علينا وأهلها كرام جعلنا الله جميعا في خدمة ديننا وأمتنا
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[12 Dec 2007, 08:42 م]ـ
أهم شيء بعد الحصول على مخطوطات الكتاب
وقبل المباشرة في العمل
هو تكليف أحد المشرفين للتنسيق
(وأقصد هنا بالإشراف من المحققين
المشهود لهم بذلك) في هذا العمل الكبير العملاق
ويقوم هو بدوره بانتقاء المحققين
من ذوي الخبرة والمران في مثل
هذه الأعمال
وكان الله في عون الجميع
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[16 Dec 2007, 01:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله اكبر الله اكبر الله اكبر
سبحان الله العظيم محيي الهمم أخوكم أبو عبد الله السلفي لقد كنت في سبات عميق حتى تلقيت رسالة من الشيخ الفاضل محمد عمر الضرير وقد قرأتها اللتو.
فسبب توقفي عن البحث في هذا الأمر وعدم متابعته وهو أني لم ار تفاعلا يوم طرحته والسبب الثاني عدم قدرتي لوحدي بمتابعة هذا الأمر العظيم فأنا خادم لكم إخواني سأواصل البحث وابشركم بالنتائج إن شاء الله.
ـ[عبدالغني الكعبوني]ــــــــ[16 Dec 2007, 08:25 م]ـ
كم أود لوأن الإخوة الذين يهمهم أمر البحث عن أنوار الفجر أن يشاركونا هم البحث عنه
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[19 Dec 2007, 12:00 ص]ـ
حفظك الله أبا عبدالله وكم تمنيت تواصلك معنا -أخي الفاضل- في هذا الموضوع الذي كان لكم فضل السبق في الحديث عنه والاهتمام به وبيان قيمته العلمية شاكرا لك ولكل من تجاوب في ذلك، ثم سامحني عن انقطاعي في اليومين الماضيين لانشغالي ببعض الأعمال، ونحن في شوق كبير لمعرفة آخر ماتوصلت إليه في بحثك عن هذا المخطوط القيم، وبارك الله فيك ورعاك، وأعاننا وإياك على خدمة كتابه الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[25 Dec 2007, 02:46 ص]ـ
وجاء في كتاب: أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض؛ للمقري:
(وكتاب "أنوار الفجر" في تسعين سفراً، وكتاب "أحكام القرآن" ... ).
والفرق بين الكتاب و السِّفْر: أن السفر الكتاب الكبير,
قال الزجاج: الأسفار الكتب الكبار.
وممن ذكر كتابه هذا الباباني في كتابه:
إيضاح المكنون؛ ولعل في هذا إشارة إلى أن
هذا الكتاب كان معروفا موجودا في أيامه!!!
(أنوار الفجر، للقاضي أبي بكر محمد بن عبد الله ابن أحمد المعروف بابن العربي المعافري المالكي المتوفى سنة 543 ثلاث وأربعين وخمسمائة. .. ).
الكتاب كان في عهد السلطان مولاي عبد الحفيظ فهذا مما يبشرنا ويجعلنا نتفائل فالأمر قريب العهد.
فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات لك الحمد والشكر يا رب الكريم اللهم ارزقني الصدق والاخلاص لك الحمد والشكر كما ينبغي لجلالك فأنت المنعم على عبادك المتكفل بحفظ كتابك وعدت ووفيت تباركت يا ربنا وتعاليت لا نحصي ثناءا عليك أنت كما أثنيت على نفسك نسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استاثرت به في علم الغيب عندك لك الاسماء الحسنى والصفات العلى التي تليق بجلالك من غير تأويل ولا تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه ان تمن علينا بفضلك واكرامك في خصوص هذا الامر آمين آمين آمين.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[25 Dec 2007, 05:28 م]ـ
نسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استاثرت به في علم الغيب عندك لك الاسماء الحسنى والصفات العلى التي تليق بجلالك من غير تأويل ولا تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه ان تمن علينا بفضلك واكرامك في خصوص هذا الامر آمين آمين آمين
آمين آمين ياواحد ياأحد يافرد ياصمد يامن لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفو أحد.(/)
آية وحديث (1) - للحوار , التعديل , او الالغاء
ـ[سيف الدين]ــــــــ[08 Mar 2006, 11:09 م]ـ
نتناول في هذا البحث حديثا عن الشرك محوره الايتين: {الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون} و {ان الشرك لظلم عظيم}
وسنتناول بشكل أساسي الاحاديث التي وردت في صحيح البخاري ثم نستأنس بالاحاديث الواردة في كتب الصحاح والسنن الاخرى ...
عرض:
اذا دققنا النظر في الاحاديث الواردة في صحيح البخاري حول هذا الموضوع وهي 8 احاديث, نرى انه بالامكان ان نقسم الاحاديث الى 3 مجموعات:
1 - المجموعة الاولى وتتضمن حديثا واحدا: حدثني محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن سليمان عن ابراهمي عن علقمة عن عبد الله (بن مسعود) رضي الله عنه قال لما نزلت ولم يلبسوا ايمانهم بظلم قال أصحابه وأينا لم يظلم فنزلت إن الشرك لظلم عظيم (البخاري كتاب تفسير القرآن باب ولم يلبسوا ايمانهم بظلم)
2 - المجموعة الثانية وهي حديثين جاءا عن طريقين:
أ - حدثنا ابو الوليد قال حدثنا شعبة ح قال وحدثني بشر بن خالد أبو محمد العسكري قال حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله (بن مسعود) لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أينا لم يظلم فأنزل الله عز وجل {ان الشرك لظلم عظيم} (البخاري كتاب الايمان باب ظلم دون ظلم)
ب - حدثنا أبو الويد حدثنا شعبة عن الاعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله (بن مسعود) لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أينا لم يظلم فأنزل الله عز وجل {ان الشرك لظلم عظيم} (البخاري كتاب احاديث الانبياء باب قول الله تعالى ولقد آيتنا لقمان الحكمة ان اشكر لله)
وهما في الحقيقة قد يرجعان الى طريق واحد غير أنه لا بأس من ذكرهما حتى نأتي على كل الاحاديث التي جاءت في صحيح البخاري
3 - المجموعة الثالثة تضم 5 احاديث:
أ - حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الاعمش قال حدثني ابراهيم عن علقمة عن عبد الله (بن مسعود) رضي الله عنه قال لما نزلت {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} قلنا يا رسول الله أينا لا يظلم نفسه قال ليس كما تقولون لم يلبسوا إيمانهم بظلم بشرك أو لم تسمعوا الى قول لقمان لابنه {يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم} (البخاري كتاب احاديث الانبياء – باب قول الله تعالى واتخذ الله ابراهيم خليلا)
ب - حدثني اسحاق اخبرنا عيسى بن يونس حدثنا الاعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم شق ذلك على المسلمين فقالوا يا رسول الله أينا لا يظلم نفسه قال ليس ذلك إنما هو الشرك ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم (البخاري كتاب احاديث الانبياء باب قول الله تعالى ولقد آتينا لقمان الحكمة ان اشكر لله)
ت - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن الاعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الاية الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم شق ذلك على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا أينا لم يلبس إيمانه بظلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه ليس بذاك ألا تسمعون الى قول لقمان ان الشرك لظلم عظيم (البخاري استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم باب اثم من اشرك بالله وعقوبته في الدنيا والاخرة)
ث - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن الاعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الاية الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم شق ذلك على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا أينا لم يلبس إيمانه بظلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه ليس بذاك ألا تسمعون الى قول لقمان لابنه ان الشرك لظلم عظيم (البخاري كتاب تفسير القرآن باب لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم)
(يُتْبَعُ)
(/)
ج - حدثنا اسحق بن ابراهيم اخبرنا وكيع ح وحدثنا يحيى حدثنا وكيع عن الاعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الاية الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم شق ذلك على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا اينا لم يظلم نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس كما تظنون انما هو كما قال لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم (البخاري كتابة استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم – باب ما جاء في المتأولين)
تحليل:
بداية نرى ان المجموعتين الاولى والثانية من الاحاديث تجعل مشقة الصحابة ان تتحمل اعباء تكليف الاية {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} سببا لنزول الاية: {ان الشرك لظلم عظيم}
بينما احاديث المجموعة الثالثة تتحدث ان الرسول صلى الله عليه وسلم نبّه اصحابه على ان المقصود من الظلم في الاية الاولى {ولم يلبسواإيمانهم بظلم} هو الشرك في قوله تعالى: {ان الشرك لظلم عظيم}
وقد يبدو للوهلة الاولى ان هناك تناقضا بين هذه المجموعات من الروايات حيث ان المجموعتين الاولى والثانية ترى ان نزول الاية {ان الشرك لظلم عظيم} جاء بعد نزول قوله تعالى {ولم يلبسوا ايمانهم بظلم} , بينما احاديث المجموعة الثالثة تفيد ان آية {ان الشرك لظلم عظيم} كانت معلومة للصحابة قبل نزول {ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} ... وقد تنبّه ابن حجر العسقلاني الى هذا التناقض فحاول التوفيق بالقول عن احاديث المجموعة الثالثة:"وظاهر ان الاية التي في لقمان كانت معلومة عندهم ولذلك نبههم عليها, ويحتمل ان يكون نزولها وقع في الحال فتلاها عليهم ثم نبههم فتلتئم الروايتان" (انتهى كلام ابن حجر) ... وهذا التناقض, حقيقة, هو الذي اوقع في النفس شيئا تجاه هذه الاحاديث وصياغتها, غير انه لا يمثّل الا اللبنة الاولى التي سنبني عليها ما نقول, والذي سننهيه مضمّنين عدم الموافقة الى الترجيح الذي ارتآه ابن حجر رحمه الله ..
حقيقة التساؤل هنا: هل هناك رواية واحدة للحديث ام روايتان ام اكثر؟ اي هل تدور الاحاديث كلها حول واقعة واحدة ام ان هناك تعدد في مناسبات هذه الاحاديث بحيث نحمل احاديث المجموعة الاولى والثانية على مناسبة معينة, ونحمل احاديث المجموعة الثالثة على مناسبة اخرى؟
ان محاولة التوفيق التي حاول ابن حجر القيام بها توحي انه كان يرى ان جميع الروايات تعود الى مناسبة واحدة ... وهذا الرأي يؤنسنا في ان نقول ان هناك رواية واحدة وليس روايتان. وعلى الاقل لا توجد هناك فرضية اكثر من واقعة لهذه ا لاحاديث ..
ان دراسة سند الحديث تشير الى ان جميع الاحاديث الواردة في البخاري على شاكلة الحديثين اعلاه, وبالعموم جميع الاحاديث التي ذكرت في البخاري وغيره, يجتمع سندها بطريق واحد وهو: سليمان بن مهران (الاعمش) عن ابراهيم بن يزيد بن قيس عن علقمة بن قيس بن عبد الله بن مالك بن علقمة عن عبد الله بن مسعود ... وهذا يرجح ان تكون الاحاديث محمولة على مناسبة واحدة ... قد يقول البعض ان هذا لا يستلزم ذلك ... نقول: قد لا يستلزم ذلك الى انه يرجح وعلى اي فان الجواب لا يعتمد بشكل كلي على السند, لذا قليل من الصبر ...
لنأخذ الان نصوص المجموعة الاولى من الاحاديث:" "عن عبد الله (بن مسعود) لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم قال أصحابه أينا لم يظلم فأنزل الله عز وجل {ان الشرك لظلم عظيم}."
نتساءل هنا بداية: اصحاب من الذين تساءلوا وقالوا: أينا لم يظلم؟ هل اصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام ام اصحاب عبد الله بن مسعود؟
اذا اعتمدنا هذا النص كنصّ وحيد, على سبيل الافتراض, نرى انه بالامكان ان نرجع الهاء في كلمة "اصحابه" الى عبد الله بن مسعود, ويمكن تبرير ذلك بتداخل رواية الرواة: اي ان عبد الله بن مسعود قد قال الجزء الاول::"لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم" ثم تصرّف راو آخر آخذا الكلام عن ابن مسعود فقال: "قال اصحابه" اي اصحاب ابن مسعود .. ومما آنسني في هذا الرأي اني لم اجد في النسخة التي بين يدي من صحيح البخاري الصلاة والتسليم بعد كلمة "اصحابه" الواردة في الحديث
وقد يقول قائل ان اصحابه هنا تعود الى الرسول صلى الله عليه وسلم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ونقول: اذا كان ذلك بدلالة نص هذا الحديث فهو احتمال نعتقده اوهى من الاحتمال الذي فصّلناه اعلاه ..
واما اذا كان بدلالة الاحاديث الاخرى, فاننا نقول: من يدري؟ فلعلّ رواة الاحاديث الاخرى قد تصرفوا بنص الحديث بناء على هذا النص فاضافوا كلمة رسول الله الى أصحابه من باب اجتهاد شخصي ..
وعلى أيّ ....
ان نصوص المجموعتين الاولى والثانية يمكن ان يحمل على انه يمثّل وجهة نظر الراوي بكل ما تحمل الكلمة من معنى, فهو يقول انه شقّ على الصحابة الاية الاولى فأنزل الله تعالى الاية الثانية, وهو – اي الراوي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه – لم يتعرّض في هذا الحديث لقول للرسول صلى الله عليه وسلم فيكون الامر عندها ترتيبا من قبل الراوي لا يلزم احدا بشيء بتاتا .. واننا نرجح ان يكون هذا هوالنص الاساسي للحديث اي انه رأي ارتآه ابن مسعود ولا يشكّل تصريحا بأنه حديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام ... اي ان الموضوع لا يعدو ان يكون تفسيرا من ابن مسعود لنص قرآني ..
اذا كان هذا الكلام صحيحا, فما بال الاحاديث في المجموعة الثالثة؟
ان روايات المجموعة الثالثة - على الارجح - قد نقلت بالمعنى تأسيسا على ما قاله ابن مسعود ... نعتقد ان روايات المجموعة الثالثة قد تأسست على أساس نقلها بشكل تفسيري للمجموعة الاولى, وقد تم ادخال الرسول كجزء من بنية الحديث حيث حاول رواة هذه المجموعة نقل الحديث بالمعنى ... ونعتقد ان الذي ادى الى ذلك هو وجود عناصر ايحاء قوية مثل كلمة "رسول" مضافة الى كلمة "اصحاب" حيث توهم وكأن هؤلاء الاصحاب قد سألوا الرسول عليه الصلاة والسلام, اضافة الى ذلك ورود كلمة الظلم في الايتين مما يدعو الذهن الى الربط السريع فيصبح الاستنتاج العقلي وهو ان المقصود بالشرك هو الظلم من البداهة بمكان ان يجعل الراوي لا يجد حرجا في ان ينقل ما سمع بشكل تفسيري يضيف الى الايات فهمه بكل عفوي ... بكلام آخر, لقد ظن رواة المجموعة الثالثة رأي ابن مسعود انه حديث للرسول صلى الله عليه وسلم, فقاموا بنقل رواية ابن مسعود بناء على ذلك وضمنوا البنية الاساسية خطابا وتحاورا بين الرسول واصحابه حتى يصبح النص اكثر وضوحا في اذهان السامعين ... ولست اقصد هنا انهم قاموا بذلك افتراء على الرسول, وانما فعلوا ذلك لغلبة ظنهم ان ما سمعوه هو حديث عن الرسول فلم يجدوا حرجا في ان ينقلوه بالمعنى ...
والذي يرجح ما ذهبنا اليه هو ان روايات المجموعة الثالثة جاءت بصيغ مختلفة, الامر الذي يرجح ما ذهبنا اليه من ان هذه المجموعة نقلت بالمعنى تأسيسا على المجموعة الاولى ...
والآن, كل ما ذكرناه الى الان قد لا يعد استدلالا, وانما أردنا ان نستعين به لنرسم صورة معينة توضح ان التناقض الموجود في الحديث هو ليس بالسهولة التي ذهب اليها ابن حجر في محاولاته التوفيقية ...
والآن نترك الاسئلة التالية برسم قرائنا الاعزاء حتى نخلص بحكم اخير على هذا الحديث, والذي أعدّه رأيا لابن مسعود وليس حديثا الى ان يتضح خلاف ذلك:
1 - ان الايتين هما آيات مكية بالاتفاق .. مما يعني ان الصحابة عندما وجهوا سؤالهم للرسول, فعلوا ذلك وهم بمكة, وهنا نتساءل: من وجّه هذا السؤال؟ هو وجّهه عمار – الذي مات والديه امام ناظريه – ام بلال -وهو يقول أحد أحد مفترشا رمالا ملتهبة وملتحفا بصخرة – ام سلمان ام غيرهم من المؤمنين الذين كان يمارس عليهم مختلف صنوف الاذى والعذاب والظلم والذين عانوا من الحصار في الشعب والذين مر عليهم ثلاث سنين لا يجدون ما يتقوتونه؟ ان جميع اصناف الظلم كانت تلحق بالمسلمين, فهل يعقل ان يشق عليهم ان تنزل آية فيها وعيد للظلم بأي شكل من أشكاله؟؟ ان المسلمين في مكة كانوا في دائرة الاستضعاف بكل معنى الكلمة الامر الذي يبعد عن الذهن ان يكون مثل هذا التساؤل قد صدر عن مستضعفي مكة .. ثم ان مؤمني مكة كانوا مكلّفين بقضية اساسية وهو الايمان مضافا اليها شيئا يسيرا من التكاليف ذات العناوين العريضة كعدم الزنى وغيره ... فأين دائرة الظلم الذي يمكن ان يمارسوه في واقعهم؟
2 - لنمعن في الروايات التالية:
(يُتْبَعُ)
(/)
- جاء في المستدرك على الصحيحين ج2 ص 346: عن زياد بن حرملة قال سمعت علي بن ابي طالب يقرأ هذه الاية {الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم} قال هذه في ابراهيم واصحابه ليست في هذه الامة .. هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه
- جاء في تفسير الطبري ج7 ص 257: عن مهران ان عمر بن الخطاب كان اذا دخل بيته نشر المصحف فقرأه فدخل ذات يوم فقرأ فأتى على هذه الاية {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الامن وهم مهتدون} فاشتغل واخذ رداءه ثم أتى أبي بن كعب فقال: يا أبا المنذر فتلا هذه الاية {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} وقد ترى انا نظلم ونفعل ونفعل فقال: يا امير المؤمنين ان هذا ليس بذاك .. يقول الله تعالى: {ان الشرك لظلم عظيم} انما ذلك الشرك ..
وواضح من هاتين الروايتين ان علي رضي الله عنه وعمر بن الخطاب لم يسمعا حديث الرسول الذي نحن بصدد دراسته , فهم اذا لم يكونوا من القوم الذين وجهوا سؤالهم الى الرسول! ونضيف هذا الى التساؤل رقم 1.
وواضح ايضا ان عمر بن الخطاب حين اورد هذا التساؤل كان اميرا للمؤمنين, وقد قال: وقد ترى انا نظلم ونفعل ونفعل ... فهل اجابة أبي بن كعب تتلاءم مع موقع السائل (خليفة للمسلمين)؟ هل برّر أبي بن كعب ظلم عمر بن الخطاب كخليفة للمسلمين ام ظلمه على الصعيد الشخصي؟ ثم ان الافتاء لعمر بن الخطاب بهذا أليس هو افتاء لكل الخلفاء من بعده ان يظلموا؟ ثم ان صحّ الحديث, الا تدلّ هذه الواقعة على ان هذا الحديث ينبغي, في الحدّ الادنى, ان يخصّص ولا يجوز تعميمه؟
3 - هل شقّ على الصحابة ظلمهم لأنفسهم وظلمهم للآخرين فخفّف الرسول صلى الله عليه وسلم عنهم بأن بشّرهم ان لا بأس بظلم النفس والاخرين ما لم يرتكب الانسان الظلم الاعظم وهو الشرك بالله؟ ألا يأخذ هذا الحديث موقفا مع ظالمي انفسهم وظالمي غيرهم؟ وهل يتناسب هذا مع القرآن الكريم وسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام الجامعة؟
قال تعالى: {ان الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا} (النساء/10) ... ألا تدخل هذه الاية في قوله تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون}؟؟ وهل المؤمنين الذين يأكلون اموال ا ليتامى ظلما سيتحقق لهم الامن يوم القيامة؟
جاء في صحيح البخاري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت فدخلت فيها النار (البخاري كتاب المساقاة باب فضل سقي الماء) وجاء ايضا: "من ظلم من الارض شيئا طوقه من سبع أرضين" (البخاري كتاب المظالم باب اثم من ظلم شيئا من الارض) يضاف الى ذلك كمّ كبير من سيرته والتي كان يحرّض فيها الرسول صلى الله عليه وسلم على العدل ويحذّر من عواقب الظلم ..
4 - ثم ان في القرآن الكريم آيات كثيرة تتحدث عن الظلم والوعيد للظالمين, فلم لم يشقّ على المسلمين الا هذه الاية؟؟
في حقيقة الامر ان هذه الاية تتميّز عن غيرها من الايات بأنها ربطت موضوع الايمان بالظلم .. ولا يخفى على اي قارىء للعقائد الاسلامية ومعتقدات الفرق الاسلامية ما دار من صراع حول موضوع الايمان والعمل الصالح وهل هما شيء واحد ام متغايران .. فهذه الاية تشكّل سندا واضحا للذين يقولون ان الايمان والعمل الصالح هما وحدة لا انفصام لها ويأتي الحديث ليؤكد وجهة النظر المقابلة ...
وأسأل الله الهداية ...
ـ[البحر الرائق]ــــــــ[09 Mar 2006, 01:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، و الصلاةو السلام على من لا نبى بعده،
الأخ الفاضل / سيف الدين
شكر الله لك و جزاك الله خيرا ووفقك الى ما فيه الخير و الرشاد، لقد أمتعتنا بحسن عرضك و تحليلك للأيات و الاحاديث، ولكن لى تعليق بسيط،أرجو ان يتسع صدرك لسماعه.
أولا: انا أرى أنك ألزمت نفسك ما لا يلزم فى محاولة منك لإثبات صحة كلامك، فحاولت جاهداً ان تثبت أن هذا الحديث ليس مرفوعا الى النبى صلى الله عليه و سلم، و أنه موقوف على ابن مسعود،رغم ما ورد صريحا فى الأحاديث من إثبات ذلك، و أنت قلت أنك دققت النظر و لم تر تعقيبا فيه الصلاة و السلام على النبى بعد كلمة أصحابه، فذهبت بذلك إلى ان المقصود هو ابن مسعود،
(يُتْبَعُ)
(/)
وبرجوعى إلى تفسير الإمام الجليل ابن كثير لهذه الآية، وجدت انه نقل حديث البخارى و فيه الصلاة و السلام على النبى بعد كلمة اصحابه، بل كانت الكلمات صريحة فى ثبوت الحديث للنبى صلى الله عليه و سلم
و لو دققت النظر - أخى الفاضل - فى سياق الآيات لوضح لك أن المقصود بالظلم فى الآية هو الشرك،فسياق الايات هو الحديث عن مجادلة قوم ابراهيم عليه السلام له و تهديدهم اياه، وهو يرد قائلا:و كيف أخاف ما اشركتم و لا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأى الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون؟ المؤمنون أم المشركون؟ فيتولى الله تعالى الرد قائلا (الذين آمنوا و لم يلبسوا ايمانهم بظلم أولئك لهم الأمن و هم مهتدون) ولعلك تساءلت - أخى - عن هذا الظلم الذى يرتاع من أجله الصحابة؟ و للرد على هذا أقول:إن الصحابة وهم أروع الناس و أتقاهم بعد النبى صلى الله عليه و سلم أحسوا بأن الآية فيها شرط بدليل أن الله لم يقل الذين آمنوا لهم الأمن و لكنه قال (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) فأحسوا بأن هذه عقبة و شرط فى طريقهم فارتاعت قوبهم لذلك و سألوا النبى عليه الصلاة و السلام عن ذلك، ثم إنهم - من فرط ورعهم وتقواهم كانوا ينظرون للإثم الهين على أنه جبل عظيم من الذنوب لا كم ننظر نحن الى ذنوبنا
و أنا هنا أحيلك إلى تفسير الإمام ابن كثير لتطلع على المزيد.
و كذلك إلى الكلام النفيس للإمام ابن تيمية رحمه الله عن تفسير الآية فى كتابه (كتاب الإيمان) فى صفحة 280و ما بعدهاطبعة دار الفكر.
ثم إنك - أخى الفاضل - دافعت و بقوة عن أن المراد بالظلم فى الآية هو الشرك، و انا أتفق معك فى أن معنى الظلم يشمل الشرك وغيره،و لكننا نتحدث عن الكلمة فى موضعها و فى السياق التى وردت فيه لا عن المعانى العامة و المجملة، فالقول بأن معنى الظلم هنا هو الشرك من باب تسمية الجزء بالكل و هذا كثير فى لغتنا.
ــــــــــــــــــــــ
و ما من كاتب إلا سيفنى و يبقى الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بخطك غير شىء يسرك فى القيامة أن تراه
ـــــــــــــــــــ
البحر الرائق
أحمد محمود على
ليسانس آداب و تربية
قسم اللغة العربية و الدراسات الاسلامية
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[09 Mar 2006, 12:24 م]ـ
أخي سيف الدين اي راو يمكن ان يكون تصرف ولم يروه عن ابن مسعود الا علقمة. لانك تقول تصرف أحد الرواة. فان كان التصرف ممن سمعه من ابن مسعود رضي الله عنه
الامر الأخر:
"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ
{وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}
قَالَ أَصْحَابُهُ وَأَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ فَنَزَلَتْ
{إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} "
هذه الرواية من طريق ابن ابي عدي دون غيره اما من يرويه عن شعبة غير ابن ابي عدي فقد رواه بالصيغة التي جعلتها المجموعة الثانية:
31 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ح قَالَ و حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ
لَمَّا نَزَلَتْ
{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}
قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
{إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}
وطريق بشر بن خالد عن محمد بن جعفر به أخرجه النسائي ايضا (6/ 341 السنن الكبرى الحديث رقم (11166))
وروى البيهقي في الكبرى:
(وقد أخبرنا) أبو الحسن على بن احمد بن عبدان أنبأ احمد بن عبيد الصفار ثنا تمتام ثنا أبو الوليد ثنا شعبة عن الاعمش قال سمعت ابراهيم يحدث عن علقمة عن عبد الله قال لما نزلت (الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم) قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اينالم يلبس ايمانه بظلم قال فنزلت (لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم) رواه البخاري10/ 185 سنن البيهقي الكبرى)
(يُتْبَعُ)
(/)
أي ان المجموعة الاولى والثانية التي جعلت عليها تحليلك ما هي الا رواية شعبة!
والبحث في العلل لا يكون الا بعد استقصاء الطرق لمعرفة اي الرواة أختلف عنهم اللفظ.
الان الاختلاف اما من شعبة او من طبقة شعبة واما من الاعمش واما ممن رواه عن تلاميذ الاعمش.
لننظر في الروايات:
البخاري 3310:" - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
لَمَّا نَزَلَتْ
{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}
قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ قَالَ لَيْسَ كَمَا تَقُولُونَ
{لَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}
بِشِرْكٍ أَوَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى قَوْلِ لُقْمَانَ لِابْنِهِ
{يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (11147) صحيح البخاري.
فهذه رواية حفص بن غياث رواها ابنه عمر.
البخاري 3175
- حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
لَمَّا نَزَلَتْ
{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}
شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ قَالَ لَيْسَ ذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ الشِّرْكُ أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ
{يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}
البخاري4624 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ ح و حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ
{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}
شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالُوا أَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ كَمَا تَظُنُّونَ إِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ
{يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}
روايات مسلم للحديث178:
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ
لَمَّا نَزَلَتْ
{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}
شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالُوا أَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ هُوَ كَمَا تَظُنُّونَ إِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ
{يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}
حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَعَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ قَالَا أَخْبَرَنَا عِيسَى وَهُوَ ابْنُ يُونُسَ ح و حَدَّثَنَا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ التَّمِيمِيُّ أَخْبَرَنَا ابْنُ مُسْهِرٍ ح و حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ كُلُّهُمْ عَنْ الْأَعْمَشِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ حَدَّثَنِيهِ أَوَّلًا أَبِي عَنْ أَبَانَ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ الْأَعْمَشِ ثُمَّ سَمِعْتُهُ مِنْهُ1/ 331 صحيح مسلم
وابان هنا لانه ذكر لا للاحتجاج.
فهذه الطرق الى الاعمش عن طريق عبد الله بن اديس وابوا معاوية ووكيع وعيسى بن يونس وابن مسهر
ورواه الترمذي 2993 قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ الْأَعْمَشِ10/ 331 سنن الترمذي
وفي مسند أحمد
3408 قال: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ (7/ 433) مسند أحمد
3826 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ (8/ 371)
(يُتْبَعُ)
(/)
4019 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ (9/ 54)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[09 Mar 2006, 01:18 م]ـ
وفي سنن النسائي الكبرى:
(11390) أنا علي بن خشرم أنا عيسى عن الاعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال لما نزلت * (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) * شق ذلك على المسلمين قالوايا رسول الله وأينا لا يظلم نفسه
قال ليس ذلك إنما هو الشرك ألم تسمعوا إلى ما قال لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم قوله تعالى إن أنكر الاصوات لصوت الحمير6/ 427
وابن ابي حاتم قال:
7575 - حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا ابن إدريس، ووكيع، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: لما نزلت: (ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) شق على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، قالوا: أينا لم يظلم نفسه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس كما تظنون، إنما قال لقمان لابنه: (لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم)» 26/ 136
وفي مستخرج ابي عوانة
163 - حدثنا علي بن حرب قال: ثنا أبو معاوية، ومحمد بن فضيل، ووكيع قالوا: ثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم شق ذلك على الناس قالوا: يا رسول الله وأينا لم يظلم نفسه؟ فقال: «إنه ليس الذي تعنون ألم تسمعوا قول العبد الصالح:» يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم إنما هو الشرك «
164 - حدثنا عمر بن شبة قال: ثنا أبو أحمد الزبيري قال: ثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «ولم يلبسوا إيمانهم بظلم قال:» بالشرك «166
- وحدثنا الصغاني قال: ثنا إسماعيل بن الخليل قال: ثنا علي بن مسهر ح، وحدثنا ابن الجنيد أبو جعفر قال: ثنا عبيد الله بن محمد قال: ثنا عبد الواحد بن زياد كلاهما، عن الأعمش، بإسناده مثله - فقالوا: «يا رسول الله فأينا لا يظلم نفسه؟ قال:» ليس ذلك إنما هو الشرك ألم تسمعوا قول لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم (1) «حدثنا سعيد بن مسعود قال: ثنا أبو الجواب قال: ثنا عمار بن رزيق، عن الأعمش، بمثله. حدثنا المعمري قال: ثنا أبو كريب قال: ثنا ابن إدريس قال: حدثنيه أولا أبي، عن أبان بن تغلب، عن الأعمش، ثم سمعته من الأعمش، بمثله
1/ 81 - 83
وفي صحيح ابن حبان:
253 - أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل البالسي بأنطاكية، ومحمد بن إسحاق، قالا: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا ابن إدريس، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: لما نزلت هذه الآية: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم)، قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أينا لم يظلم نفسه؟ قال: فنزلت: (إن الشرك لظلم عظيم) قال ابن إدريس، حدثنيه أبي، عن أبان بن تغلب، عن الأعمش ثم لقيت الأعمش فحدثني به
1/ 495
وفي الايمان لابن مندة
268 - أنبأ أحمد بن محمد بن زياد، ثنا الحسن بن علي بن عفان، ثنا عبد الله بن نمير، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال لما نزلت هذه الآية (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم)، قالوا: يا رسول الله وأينا لم يظلم نفسه؟، قال: ليس ذاك إنما هو الشرك ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه: (يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم)
269 - ثنا عبد الرحمن بن يحيى، ثنا أبو مسعود، ويونس بن حبيب، قالا: ثنا أبو داود، ثنا شعبة، قال: قال لي الأعمش: ألا أحدثك حديثا جيدا، ح وأنبأ أحمد بن إسحاق، ثنا العباس بن الفضل، ومحمد بن حرب قالا: ثنا أبو الوليد، ثنا شعبة، عن الأعمش، سمعت إبراهيم يحدث عن علقمة، عن عبد الله: لما نزلت (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم)، قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أينا لم يلبس إيمانه بظلم؟، فنزلت: (لا تشرك بالله)
(يُتْبَعُ)
(/)
270 - وأنبأ عمرو بن محمد بن إبراهيم، ثنا أحمد بن عمرو الشيباني، ثنا محمد بن عبد الله بن نمير، ثنا عبد الله بن إدريس، وأبو معاوية، ووكيع، وأبي، كلهم عن سليمان بن مهران، ح، قال: وثنا عبد الله بن محمد العبسي، ثنا ابن إدريس، وأبو معاوية، ووكيع، عن الأعمش، ح، قال: وثنا عبد الله بن محمد بن زكرياء، ثنا سهل بن عثمان، ثنا أبو معاوية، عن سليمان الأعمش، ح، وأنبأ محمد بن إبراهيم بن الفضل، ثنا أحمد بن سلمة، ثنا إسحاق، أنبأ جرير، وأبو معاوية، ووكيع، وعيسى بن يونس، ح، وأنبأ أحمد بن عيسى البيروتي، ثنا أبو عبد الرحمن النسائي، ثنا علي بن حجر، ثنا عيسى بن يونس، ح، وأنبأ محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن نعيم، ثنا داود بن رشيد، ثنا حفص، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: لما نزلت (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) شق ذلك على المسلمين، فقالوا: يا رسول الله وأينا لا يظلم نفسه؟، فقال: ليس ذاك هو إنما هو الشرك، ألم تسمعوا إذ قال لقمان لابنه: (يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم)
271 - أنبأ الحسين بن علي، ومحمد بن يعقوب، قالا: ثنا محمد بن إسحاق بن المغيرة، ثنا محمد بن العلاء، ثنا عبد الله بن إدريس، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: لما نزلت (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) شق ذلك على المسلمين، فقالوا: يا رسول الله وأينا لا يظلم نفسه؟، فقال: ليس ذاك إنما هو الشرك، ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه: (يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم). قال ابن إدريس: حدثنيه أولا أبي، عن أبان بن تغلب، عن الأعمش، ثم سمعته منه
1/ 324 - 326
جميع الأحاديث من الشاملة 2
هنا لاحظ أيضا ما روي عن شعبة واختلاف الصيغة.
اذا فالذي جعلته القسم الأول والثاني هو طريق شعبة وقد خالفه كل من يرويه عن الأعمش وكلهم رووه بصيغة التي جعلتها القسم الثالث.
طبعا عدد الذين روو عن تلاميذ الاعمش بين ان من رواه عن الاعمش غير شعبة كلهم وري عنهم بنفس الصيغة ولم يختلف أحد ممن لرواه عن شعبة بالذي جعلته القسم الاول والثاني
فتحليلك بأن الاختلاف هو من أصحاب عبد الله بن مسعود لا يصح لان الطرق كلها عن الاعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله
وانما الاخلاف هو ما رواه شعبة.
اما بيان ممن حصل الاختلاف من شعبة ام من الأعمش فان قول شعبة: (قال لي الأعمش: ألا أحدثك حديثا جيدا) تبين ان شعبة لم يسمعه مع من روى الحديث عن الاعمش في نفس المجلس. هنا اقف واسأل من عنده علم بهذا الحديث
ـ[سيف الدين]ــــــــ[09 Mar 2006, 03:45 م]ـ
الاخ الكريم البحر الرائق:
اشكرك جزيل الشكر على ملاحظاتك القيّمة والتي فتحت امامي آفاقا جديدة في مناقشة الموضوع ... وأسأل الله تعالى ان تكون ردودي من باب الحوار لا غير ..
اولا: لم ابن نقدي للرواية على عدم وجود الصلاة والتسليم عقب كلمة "اصحابه" .. غير ان الموضوعية هنا تحتم علينا ان نرجع الى المصدر الاساسي وهو صحيح البخاري وليس ما نقله ابن كثير عنه, فلربما كانت الزيادة من ابن كثير, الا ان جاءنا احد بنسخة لصحيح البخاري فيها غير ما اسلفنا. يضاف الى ذلك اني راجعت النسخة المتوفرة لدي لتفسير اين كثير فلم اجد ما ذكرت من ذكر للصلاة والتسليم بعد كلمة اصحابه, وربما ذلك يعود الى اختلاف في النسخ او اخطاء في الطباعة ..
ثانيا: المناقشة الاساسية للبحث الذي أثرته ليس تحديد معنى الظلم في قوله تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم} , وانما هو منظومة هذا الحديث التي تتضمن عقلية السامع وتخفيف الرسول .. فالذين سمعوا الحديث رتبوا على انفسهم مشقة من الايات حسب افهامهم, فقام الرسول بتخفيف هذه المشقة عنهم .. واني اناقش هنا التخفيف الذي نسب الى الرسول صلى الله عليه وسلم .. ان الرواية هي ا لتي تجعل مناقشة الايمان والظلم خارج السياق النصي .. لو اكتفت الرواية بالقول بان المقصود من الظلم هو الشرك دون ذكر لمشقة السامعين, لما كان هناك من داع للمناقشة .. انما الرواية , بمنظومة تركيبها, اخرجت المفردات من دلالات النصوص, وجعلت المناقشة تدور خارج النص .. ان تركيبة الرواية تجعل السامعين مكلفين بأعباء الاية, وقد أقر الرسول – حسب الرواية – هذا الفهم بأنهم مكلفون, غير انه وضّح – حسب الرواية – ان الظلم يقتصر على الشرك دون غيره .. ان هذا التعميم هو ما ترفضه نصوص قرآنية كنت قد اسلفت ذكرها كأكل مال اليتيم, كما ترفضه نصوص احاديث كثيرة عن الظلم وعواقبه, منها ما اورده ابن كثير في تفسيره ج1 ص509: عن انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الظلم ثلاثة, فظلم لا يغفره الله وظلم يغفره الله وظلم لا يترك الله من شيئا فاما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك وقال ان الشرك لظلم عظيم واما الظلم الذي يغفره الله فظلم العباد لانفسهم فيما بينهم وبين ربهم واما الظلم الذي لا يتركه فظلم العباد بعضهم بعضا حتى يدين لبعضهم من بعض ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سيف الدين]ــــــــ[09 Mar 2006, 11:35 م]ـ
الاخ الكريم مجدي ابو عيشة
جزاك الله خيرا على جهدك الكبير
بداية, اوافق معك على ان الطرق كلها لهذا الحديث تجتمع في الاعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله, وبالاجمال اتفق معك على ما توصلت اليه من دراسة بخصوص السند ..
غير اني اود ان اوضح التالي:
اقتباس
---------------------------------------------------------
فتحليلك بأن الاختلاف هو من أصحاب عبد الله بن مسعود لا يصح لان الطرق كلها عن الاعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله
---------------------------------------------------------
انا لم اقل ان الاختلاف هو من اصحاب عبد الله بن مسعود, وهذا اقتباس لما ورد في البحث:
اقتباس
---------------------------------------------------------------------
اذا اعتمدنا هذا النص كنصّ وحيد, على سبيل الافتراض, نرى انه بالامكان ان نرجع الهاء في كلمة "اصحابه" الى عبد الله بن مسعود, ويمكن تبرير ذلك بتداخل رواية الرواة: اي ان عبد الله بن مسعود قد قال الجزء الاول::"لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم" ثم تصرّف راو آخر آخذا الكلام عن ابن مسعود فقال: "قال اصحابه" اي اصحاب ابن مسعود .. ومما آنسني في هذا الرأي اني لم اجد في النسخة التي بين يدي من صحيح البخاري الصلاة والتسليم بعد كلمة "اصحابه" الواردة في الحديث
------------------------------------------------------
ان كان هذا النص يوحي بما ذهبت اليه, رغم اني لا ارى ذلك, فأنا أتراجع عنه, وكل القصد هنا يتجه الى اي راو من اي طبقة كان .. وقد حصرت دراستك الان منشأ الاختلاف في شعبة او الاعمش .. أوافقك في ذلك الى حدّ بعيد رغم ان قائمتي تضم اكثر من هذين الاسمين .. على اي حال, لا انوي بأي حال من الاحوال ان أخوض في نقاشات في السند, وجلّ همي ان اناقش متون الاحاديث في المواضيع المطروقة ...
غير انه لا يخفى ان هناك روايتين بجميع الاحوال, رواية مقتضبة ورواية مفصلة .. فأصل الرواية اما ان يكون مقتضبا, فقام بتفصيله, اي بالزيادة عليه اخرون, واما ان تكون مفصلة, فقام باختصارها اخرون ...
غير ان الطبع البشري, وهذا للاستئناس وليس دليلا, يميل الى الزيادة على ما يسمع كما يذهب الى ذلك ابن خلدون والواقع المعاش ...
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[11 Mar 2006, 11:21 ص]ـ
أخي سيف الدين بارك الله فيك ,انما وضعت لك الاسانيد لأنك قلت:
واما اذا كان بدلالة الاحاديث الاخرى, فاننا نقول: من يدري؟ فلعلّ رواة الاحاديث الاخرى قد تصرفوا بنص الحديث بناء على هذا النص فاضافوا كلمة رسول الله الى أصحابه من باب اجتهاد شخصي .. لذا بينت لك ان رواية "هو كما قال لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم " وما وافقها هي الصواب لان كل من رواها عن الاعمش انما رواها بنحو ذلك: فقد رواها عن الاعمش كل من:حفص بن غياث. وعيسى بن يونس, وعبد الله بن ادريس, ووكيع ابن الجراح في الصحيحين ولكن الرواية الثانية التي جعلتها المجموعة الاولى والثانية هي طريق شعبة لان كل من رواها عن شعبة رواها ب"فأنزل "
هذا ذكرته لك لان جل دراستك توقفت على هذه الأحاديث دون غيرها. فاذا راجعت الطبري وراجعت كتب الحديث والتفسير ستجد ان تفسير الاية هو من نحوا الحديث الذي بين ان معنى الظلم هنا الشرك.
الأمر الأخر هو عبارتك:ان روايات المجموعة الثالثة - على الارجح - قد نقلت بالمعنى تأسيسا على ما قاله ابن مسعود ... نعتقد ان روايات المجموعة الثالثة قد تأسست على أساس نقلها بشكل تفسيري للمجموعة الاولى, وقد تم ادخال الرسول كجزء من بنية الحديث حيث حاول رواة هذه المجموعة نقل الحديث بالمعنى ...
فهذا الذي عليه مدار بحثك , اي انك لم تكن مصيبا بتقسيمك للحديث بطريقة المجموعات التي وضعتها. لان رواية الاعمش من غير طريق شعبة ثابتة ولها ما يؤيدها من الروايات اذا رجعت الى ابن جرير.
وقولك:"فهل يعقل ان يشق عليهم ان تنزل آية فيها وعيد للظلم بأي شكل من أشكاله؟؟ " نعم أخي يعقل والاتقى هو الذي يتحرى. وانما الظلم يطال الصغير والكبير في العمل من حيث الاسم ولكنه لا يستوي من حيث النوع. فتقصير الانسان في طاعة ربه يعد ظلما لنفسه. وقد يتكلم الانسان بكلمات لا يلقي لها بالا فيؤذي بها مسلما فيقع منه الظلم. وهذا معنى ما قصده عمر بن الخطاب امير المؤمنين رضي الله عنه. وبهذا الاسلوب نصح سابق البربري عمر بن عبد العزيز والله تعالى اعلم.
وواضح من هاتين الروايتين ان علي رضي الله عنه وعمر بن الخطاب لم يسمعا حديث الرسول الذي نحن بصدد دراسته , فهم اذا لم يكونوا من القوم الذين وجهوا سؤالهم الى الرسول! ونضيف هذا الى التساؤل رقم 1. بالطبع أخي ليس كل حديث للرسول يسمعه كل الصحابة. وانما قد يفوت بعضهم ما لا يفوت غيره فهم قوم يعملوا ويشتغلوا فغياب بعض حديث الرسول عن بعضهم هو امر معروف.
وواضح ايضا ان عمر بن الخطاب حين اورد هذا التساؤل كان اميرا للمؤمنين, وقد قال: وقد ترى انا نظلم ونفعل ونفعل ... فهل اجابة أبي بن كعب تتلاءم مع موقع السائل (خليفة للمسلمين)؟ هل برّر أبي بن كعب ظلم عمر بن الخطاب كخليفة للمسلمين ام ظلمه على الصعيد الشخصي؟ ثم ان الافتاء لعمر بن الخطاب بهذا أليس هو افتاء لكل الخلفاء من بعده ان يظلموا؟ ثم ان صحّ الحديث, الا تدلّ هذه الواقعة على ان هذا الحديث ينبغي, في الحدّ الادنى, ان يخصّص ولا يجوز تعميمه؟
هنا أخي اذكرك ان الظلم لا يؤخذ فقط بالمعنى الذي هو ظلم الحكام. بل ان ظلم الحكام القضاة هو امر يجتنبه عمر رضي الله عنه ولا يوجد أحد ممن فسر الظلم بالشرك من السلف يذهب الى ما ذهبت اليه فلا أعرف من اين استنتجت ذلك؟
لهذا أخي وضحت لك ان الطريقة التي استدللت بها لم تكن اساسا صحيحا.
اما الايمان والعمل الصالح فهي مبحث آخر لا ارى له علاقة بالحديث الاكغيره من الاحاديث والآيات
الأمرالاهم بالطبع مقصد الظلم هنا ليس عليه اجماع في تفسيرها هنا وانا لا اريد الزامك بشيء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سيف الدين]ــــــــ[14 Mar 2006, 08:51 م]ـ
الاخ الكريم مجدي ابو عيشة
أولا: جاء في صحيح ابن حبان نفس الرواية التي رويت عن شعبة وانما عن طريق ابن ادريس ايضا: اخبرنا الحسن بن احمد بن ابراهيم بن فيل البالسي بأنطاكية ومحمد بن اسحاق قالا: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب, قال: حدثنا ابن ادريس عن الاعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: لما نزلت هذه الاية {الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم} (الانعام 82) قال اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أينا لم يظلم نفسه؟ فنزلت: {ان الشرك لظلم عظيم} (لقمان 13)
قال ابن ادريس: حدثنيه أبي عن أبان عن تغلب عن الاعمش ثم لقيت الاعمش فحدثني به. (صحيح ابن حبان)
لذا القول بأن رواية المجموعتين الاولى والثانية جاء عن طريق شعبة فقط كلام لا يصح
ثانيا: ان الظلم في قوله تعالى: {ولم يلبسوا ايمانهم بظلم} جاء بصيغة منكرة اي انها تفيد العموم .. اي انها تتضمن جميع انواع الظلم المذكورة في القرآن, وقد لخّصت السنة النبوية الظلم في انواع ثلاثة ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه: وقد اورده ابن كثير في تفسيره ج1 ص509: عن انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الظلم ثلاثة, فظلم لا يغفره الله وظلم يغفره الله وظلم لا يترك الله من شيئا فاما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك وقال ان الشرك لظلم عظيم واما الظلم الذي يغفره الله فظلم العباد لانفسهم فيما بينهم وبين ربهم واما الظلم الذي لا يتركه فظلم العباد بعضهم بعضا حتى يدين لبعضهم من بعض ..
فلا اعلم لم, ايها الاخ الكريم, قد حملت الظلم الذي عنته الصحابة على القسم الثاني حسب تقسيم الحديث السابق وهو ظلم العباد لأنفسهم:
اقتباس
----------------
فتقصير الانسان في طاعة ربه يعد ظلما لنفسه. وقد يتكلم الانسان بكلمات لا يلقي لها بالا فيؤذي بها مسلما فيقع منه الظلم
---------------------------------------------
فما هو وجه استدلالك في ان المقصود في الظلم هو ظلم النفس او الخطأ .. اقول هذا متعجّبا لان القرآن الكريم قد توعّد بمن يأكل مال اليتيم ظلما بأنه سيصلى سعيرا في الاخرة, فما تقول في هذا الظلم الذي سينال فاعله في الاخرة عذابا شديدا ولو كان مؤمنا بالله .. اين تضعه في اطار الفهم الشائع للحديث؟ ثم اين تضع قول الرسول صلى الله عليه وسلم التالي ايضا: جاء في الصحيحين، عن ابن عباس رضي اللّه عنهما؛
أنَّ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم مرّ بقبرين فقال: "إنَّهُما يُعَذَّبانِ ومَا يُعَذَّبانِ في كَبير" وفي رواية البخاري: "بلى إنَّه كَبيرٌ، أمَّا أحَدُهُما فَكانَ يَمْشِي بالنَّمِيمَةِ، وأما الآخَرُ فَكانَ لا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ".
ليس هذا فحسب, بل العشرات من الايات والاحاديث التي تتحدّث عن ظلم الناس؟
هذا هو المستند الاكبر الذي اعتمد عليه في نقدي للحديث, وليس السند الا استئناسا, ولا اجده الى الان الا استئناسا صائبا ..
ايها الاخ الكريم ...
ان فهم الحديث لا يمكن ان يتمّ خارج اطار القرآن الكريم والسنة النبوية .. فكما ان المفسّر يستعين بآيات واحاديث ليستوضح بها عن آيات معينة, فكذلك الحديث .. ان الحديث لا يستقيم الا باقامة ميزان القرآن والسنة في نقده , لذا كان عنوان الابحاث التي اطرحها: آية وحديث .. وان المخرج الذي حاول بعض الفقهاء والمحدّثين ان يجدوه لهذا الحديث لا يستقيم حيث انه يتعارض مع القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ...
اما القول
اقتباس
----------------------
ليس كل حديث للرسول يسمعه كل الصحابة. وانما قد يفوت بعضهم ما لا يفوت غيره فهم قوم يعملوا ويشتغلوا فغياب بعض حديث الرسول عن بعضهم هو امر معروف.
-----------------
والقول
اقتباس
---------------
اما الايمان والعمل الصالح فهي مبحث آخر لا ارى له علاقة بالحديث الاكغيره من الاحاديث والآيات
-------------
فسأقف عندهما قريبا
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[15 Mar 2006, 06:43 م]ـ
أخي سيف رواية الاعمش هي كما أخبرتك. ورواية ابن حبان هي:
(يُتْبَعُ)
(/)
أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل البالسي بأنطاكية، ومحمد بن إسحاق، قالا: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا ابن إدريس، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: لما نزلت هذه الآية: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم)، قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أينا لم يظلم نفسه؟ قال: فنزلت: (إن الشرك لظلم عظيم) قال ابن إدريس، حدثنيه أبي، عن أبان بن تغلب، عن الأعمش ثم لقيت الأعمش فحدثني به. هذه الرواية اوردتها لك مع المداخلة ولم اعتبر بما فيها من موافقة شعبة لسبب بسيط يمكنك ان تتعرف عليه ان ابن حبان خالف فيها كل من رواها عن ابن ادريس كما في روايات ابن ادريس. وقد وضعت السؤال في ملتقى أهل الحديث ولم يجب عليه أحد حتى اليوم قد يكون سؤالي غير واضح.
ثانيا: ان الظلم في قوله تعالى: {ولم يلبسوا ايمانهم بظلم} جاء بصيغة منكرة اي انها تفيد العموم .. اي انها تتضمن جميع انواع الظلم المذكورة في القرآن, وقد لخّصت السنة النبوية الظلم في انواع ثلاثة ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه: وقد اورده ابن كثير في تفسيره ج1 ص509: عن انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الظلم ثلاثة, فظلم لا يغفره الله وظلم يغفره الله وظلم لا يترك الله من شيئا فاما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك وقال ان الشرك لظلم عظيم واما الظلم الذي يغفره الله فظلم العباد لانفسهم فيما بينهم وبين ربهم واما الظلم الذي لا يتركه فظلم العباد بعضهم بعضا حتى يدين لبعضهم من بعض .. هذه الرواية التي ذكرها ابن كثير تشير الى نفس التفسير الذي هو ان الظلم هنا الشرك "فاما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك وقال ان الشرك لظلم عظيم " وهذا نفس معنى الحديث.
اما قولك ان الظلم هنا على العموم فلو دققت أكثر فان الاية لم تقل ولم يظلم وانما لم يلبس ايمانه بظلم. لذلك قال علي رضي الله عنه ان من عني بهم قوم ابراهيم اي هي جواب "فأي الفريقين أحق بالأمن ".
قال العزيز الحكيم:
"وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) "
فربط الظلم بالايمان هو ما جعله يصرف عن غيره من انواع الظلم.
وكل الايات انما هي تحت الوعيد لمن مات ولم يتب من ظلمه
فالمشرك توبته ان يترك ظلمه ويترك الشرك
ومن أكل حقوق الناس فعليه ان يعيد ما عنده منها
ومن الظلم ما يقتص به يوم القيامة
فهل يعتبر ظلم الشرك كاللمم؟ بالطبع لا لأن الله توعد المشركين بنار هي مأواهم وتجاوز عن الصاغائر باجتناب الكبائر وجعل الحقوق للناس اما ان تعاد في الدنيا واما ان تقتص بالآخرة. والله اعلم
ـ[سيف الدين]ــــــــ[18 Mar 2006, 04:36 م]ـ
ايها الاخ الكريم,
1 - اني لم اناقش معنى الظلم في الاية {ان الشرك لظلم عظيم} او الظلم في قوله تعالى {ولم يلبسوا ايمانهم بظلم} .. واني احيلك هنا الى ما اوردته من رد سابق على احد الاخوة بصدد نفس هذه النقطة:
المناقشة الاساسية للبحث الذي أثرته ليس تحديد معنى الظلم في قوله تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم} , وانما هو منظومة هذا الحديث التي تتضمن عقلية السامع وتخفيف الرسول .. فالذين سمعوا الحديث رتبوا على انفسهم مشقة من الايات حسب افهامهم, فقام الرسول بتخفيف هذه المشقة عنهم .. واني اناقش هنا التخفيف الذي نسب الى الرسول صلى الله عليه وسلم .. ان الرواية هي ا لتي تجعل مناقشة الايمان والظلم خارج السياق النصي .. لو اكتفت الرواية بالقول بان المقصود من الظلم هو الشرك دون ذكر لمشقة السامعين, لما كان هناك من داع
(يُتْبَعُ)
(/)
للمناقشة .. انما الرواية , بمنظومة تركيبها, اخرجت المفردات من دلالات النصوص, وجعلت المناقشة تدور خارج النص .. ان تركيبة الرواية تجعل السامعين مكلفين بأعباء الاية, وقد أقر الرسول – حسب الرواية – هذا الفهم بأنهم مكلفون, غير انه وضّح – حسب الرواية – ان الظلم يقتصر على الشرك دون غيره .. ان هذا التعميم هو ما ترفضه نصوص قرآنية كنت قد اسلفت ذكرها كأكل مال اليتيم, كما ترفضه نصوص احاديث كثيرة عن الظلم وعواقبه
2 - قلت ايها الاخ الكريم تعقيبا على ما اوردته على قصة عمر بن الخطاب مع ابي بن كعب بخصوص هذا الحديث:
اقتباس
-------------
هنا أخي اذكرك ان الظلم لا يؤخذ فقط بالمعنى الذي هو ظلم الحكام. بل ان ظلم الحكام القضاة هو امر يجتنبه عمر رضي الله عنه ولا يوجد أحد ممن فسر الظلم بالشرك من السلف يذهب الى ما ذهبت اليه فلا أعرف من اين استنتجت ذلك؟
-------------
واقول لك, ان احدا من السلف لم يقل عن عمر بن الخطاب بأنه ظالم .. وانا لم اتعرض لشخص عمر بن الخطاب رضي الله عنه, وانما تعرّضت لصيغة الرواية التي جاءت بما يشير الى اباحة الحكام بأن يظلموا .. هنا هو مناقشتي للرواية ايها الاخ الكريم وليس لشخص عمر .. الرواية بحكم تركيبها ومنطوقها ومفهومها تقول بأن أبي بن كعب كان يخاطب الامير عمر بن الخطاب, امير المؤمنين, وان الرواية على ما هي عليه تقول بأن الحكام ايضا آمنون يوم القيامة وان ظلموا في الدنيا .. هذا هو مفهوم الرواية وليس مفهومي .. وأعوذ بالله ان اجترأ على عمر او عدل عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. لذا تعجّبت من هذه الرواية ورفضتها .. وهي وان كانت صحيحة, اقول ان مدلولها من اساغتها لظلم الحكام غير مقبول, وان الحكام الذين يلبسون ايمانهم بظلم, اي ظلم الناس, لن ينالهم الامن ..
3 - اما القول بان الايمان والعمل الصالح, فأقول انه لا يخفى على من يقرأ في العقائد الاسلامية والفرق الاسلامية الجدال الكبير الذي حدث حول مرتكب الكبيرة وهل هو مخلّد في النار .. وقد استدل لنافون بهذا الحديث, الذي أبطله المثبتون ..
4 - القول بأن الحديث قد يسمعه بعض الصحابة ويغيب عنه آخرون .. فما زلت في صدد دراسة الفترة التي يحتمل ان يكون قد قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيها حيث اغلب الظن الى الان انه كانت في الفترة التي هاجر فيها من آمن من اهل مكة الى ا لحبشة .. غير ان هذا القول ليس جازما فما زال بحاجة الى التدقيق والتمحيص ..
وأسأل الله الهداية
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[18 Mar 2006, 05:46 م]ـ
أخي سيف الدين. بارك الله فيك , اما الظلم فلا فرق فيه بين الراعي والرعية وكلنا في الحكم سواء. ولا يحق لأحد ان يبرره لاي كان. ولكن اهل الحيل في كل زمان لا يعجزهم شيء من الوصول لما يريدوا كما قال ابن القيم ذاما أهل الحيل:
واحتل على حل العقود وفسخها * بعد اللزوم وذاك ذو إشكال
إلا على المحتال فهو طبيبها **** يا محنة الأديان بالمحتال
فأهل الحيل ليسوا بحاجة لحديث أو اية ليحتالوا , والظلم واضح ويعرفه الانسان. وكذا خلود أهل الشرك في النار او خروج أهل الكبائر منها , فانه تساق له الأدلة وليس الدليل الواحد.
بارك الله فيك أخ سيف وأحب ان اذكرك ان البخاري رحمه الله يعقد ابوابا لنفس الحديث ليبين امور من فقهها.وما رأيك لو استبدلت كلمة التخفيف بالبيان الا يكون ذلك انسب " فالذين سمعوا الحديث رتبوا على انفسهم مشقة من الايات حسب افهامهم, فقام الرسول بتخفيف هذه المشقة عنهم .. واني اناقش هنا التخفيف الذي نسب الى الرسول صلى الله عليه وسلم .. "
فتكون: فالذين سمعوا الحديث رتبوا على انفسهم مشقة من الايات حسب افهامهم, فقام الرسول ببيان ذلك فزالت المشقة عنهم.
وجزاك الله خيرا(/)
استفسارعن موضوع (أثر علوم الحديث في التفسير)
ـ[محمد الحوري]ــــــــ[09 Mar 2006, 02:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو التكرم بإفادتي حول وجود معلومات أو دراسات حول موضوع (أثر علوم الحديث في التفسير)
وجزاكم الله خيرا(/)
آية وحديث (2) - الدعاء بسني يوسف - للحوار
ـ[سيف الدين]ــــــــ[10 Mar 2006, 12:42 ص]ـ
الدعاء بسني يوسف
نتناول في هذا المحور الاحاديث التي تتمحور حول دعاء الرسول على قريش بقوله: "اللهم أعني عليهم بسنين كسني يوسف .... "
نبدأ المحور باستعراض الاحاديث الواردة في صحيح البخاري ثم في صحيح مسلم ثم نعقب ذلك بتعليق وتحليل:
اولا: ما جاء في صحيح البخاري:
1 - حدثنا قتيبة حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركعة الآخرة يقول اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة اللهم أنج سلمة بن هشام اللهم أنج الوليد بن الوليد اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها سنين كسني يوسف وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال غفار غفر الله لها وأسلم سالمها الله قال ابن أبي الزناد عن أبيه هذا كله في الصبح (البخاري)
2 - حدثنا محمد بن كثير عن سفيان حدثنا منصور والأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال أتيت ابن مسعود فقال إن قريشا أبطئوا عن الإسلام فدعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها وأكلوا الميتة والعظام فجاءه أبو سفيان فقال يا محمد جئت تأمر بصلة الرحم وإن قومك هلكوا فادع الله فقرأ فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ثم عادوا إلى كفرهم فذلك قوله تعالى يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون يوم بدر قال أبو عبد الله وزاد أسباط عن منصور فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقوا الغيث فأطبقت عليهم سبعا وشكا الناس كثرة المطر قال اللهم حوالينا ولا علينا فانحدرت السحابة عن رأسه فسقوا الناس حولهم (البخاري)
3 - حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن ابن ذكوان عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو في القنوت اللهم أنج سلمة بن هشام اللهم أنج الوليد بن الوليد اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم سنين كسني يوسف (البخاري)
4 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة اللهم أنج سلمة بن هشام اللهم أنج الوليد بن الوليد اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها سنين كسني يوسف (البخاري)
5 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع فربما قال إذا قال سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها سنين كسني يوسف يجهر بذلك وكان يقول في بعض صلاته في صلاة الفجر اللهم العن فلانا وفلانا لأحياء من العرب حتى أنزل الله ليس لك من الأمر شيء الآية (البخاري)
6 - حدثنا أبو نعيم حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بينا النبي صلى الله عليه وسلم يصلي العشاء إذ قال سمع الله لمن حمده ثم قال قبل أن يسجد اللهم نج عياش بن أبي ربيعة اللهم نج سلمة بن هشام اللهم نج الوليد بن الوليد اللهم نج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها سنين كسني يوسف (البخاري)
7 - حدثنا الحميدي حدثنا سفيان عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عبد الله رضي الله عنه أن قريشا لما أبطئوا على النبي صلى الله عليه وسلم بالإسلام قال اللهم اكفنيهم بسبع كسبع يوسف فأصابتهم سنة حصت كل شيء حتى أكلوا العظام حتى جعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى بينه وبينها مثل الدخان قال الله فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين قال الله إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون أفيكشف عنهم العذاب يوم القيامة وقد مضى الدخان ومضت البطشة (البخاري)
(يُتْبَعُ)
(/)
8 - حدثنا محمد بن كثير حدثنا سفيان حدثنا منصور والأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال بينما رجل يحدث في كندة فقال يجيء دخان يوم القيامة فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم يأخذ المؤمن كهيئة الزكام ففزعنا فأتيت ابن مسعود وكان متكئا فغضب فجلس فقال من علم فليقل ومن لم يعلم فليقل الله أعلم فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم لا أعلم فإن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين وإن قريشا أبطئوا عن الإسلام فدعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها وأكلوا الميتة والعظام ويرى الرجل ما بين السماء والأرض كهيئة الدخان فجاءه أبو سفيان فقال يا محمد جئت تأمرنا بصلة الرحم وإن قومك قد هلكوا فادع الله فقرأ فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين إلى قوله عائدون أفيكشف عنهم عذاب الآخرة إذا جاء ثم عادوا إلى كفرهم فذلك قوله تعالى يوم نبطش البطشة الكبرى يوم بدر و لزاما يوم بدر الم غلبت الروم إلى سيغلبون والروم قد مضى (البخاري)
9 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال دخلنا على عبد الله بن مسعود قال يا أيها الناس من علم شيئا فليقل به ومن لم يعلم فليقل الله أعلم فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم الله أعلم قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين وسأحدثكم عن الدخان إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا قريشا إلى الإسلام فأبطئوا عليه فقال اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف فأخذتهم سنة فحصت كل شيء حتى أكلوا الميتة والجلود حتى جعل الرجل يرى بينه وبين السماء دخانا من الجوع قال الله عز وجل فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم قال فدعوا ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون أفيكشف العذاب يوم القيامة قال فكشف ثم عادوا في كفرهم فأخذهم الله يوم بدر قال الله تعالى يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون (البخاري)
10 - حدثنا يحيى حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم عن مسروق قال قال عبد الله إنما كان هذا لأن قريشا لما استعصوا على النبي صلى الله عليه وسلم دعا عليهم بسنين كسني يوسف فأصابهم قحط وجهد حتى أكلوا العظام فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد فأنزل الله تعالى فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم قال فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له يا رسول الله استسق الله لمضر فإنها قد هلكت قال لمضر إنك لجريء فاستسقى لهم فسقوا فنزلت إنكم عائدون فلما أصابتهم الرفاهية عادوا إلى حالهم حين أصابتهم الرفاهية فأنزل الله عز وجل يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون قال يعني يوم بدر (البخاري)
11 - حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال دخلت على عبد الله فقال إن من العلم أن تقول لما لا تعلم الله أعلم إن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين إن قريشا لما غلبوا النبي صلى الله عليه وسلم واستعصوا عليه قال اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف فأخذتهم سنة أكلوا فيها العظام والميتة من الجهد حتى جعل أحدهم يرى ما بينه وبين السماء كهيئة الدخان من الجوع قالوا ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون فقيل له إن كشفنا عنهم عادوا فدعا ربه فكشف عنهم فعادوا فانتقم الله منهم يوم بدر فذلك قوله تعالى فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين إلى قوله جل ذكره إنا منتقمون (البخاري)
(يُتْبَعُ)
(/)
12 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا جرير بن حازم عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال دخلت على عبد الله ثم قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دعا قريشا كذبوه واستعصوا عليه فقال اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف فأصابتهم سنة حصت يعني كل شيء حتى كانوا يأكلون الميتة فكان يقوم أحدهم فكان يرى بينه وبين السماء مثل الدخان من الجهد والجوع ثم قرأ فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم حتى بلغ إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون قال عبد الله أفيكشف عنهم العذاب يوم القيامة قال والبطشة الكبرى يوم بدر (البخاري)
13 - حدثنا بشر بن خالد أخبرنا محمد حدثنا شعبة عن سليمان ومنصور عن أبي الضحى عن مسروق قال قال عبد الله إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم وقال قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى قريشا استعصوا عليه فقال اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف فأخذتهم السنة حتى حصت كل شيء حتى أكلوا العظام والجلود فقال أحدهم حتى أكلوا الجلود والميتة وجعل يخرج من الأرض كهيئة الدخان فأتاه أبو سفيان فقال أي محمد إن قومك قد هلكوا فادع الله أن يكشف عنهم فدعا ثم قال تعودون بعد هذا في حديث منصور ثم قرأ فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين إلى عائدون أنكشف عنهم عذاب الآخرة فقد مضى الدخان والبطشة واللزام وقال أحدهم القمر وقال الآخر والروم (البخاري)
14 - حدثنا معاذ بن فضالة حدثنا هشام بن أبي عبد الله عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قال سمع الله لمن حمده في الركعة الآخرة من صلاة العشاء قنت اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة اللهم أنج الوليد بن الوليد اللهم أنج سلمة بن هشام اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف (البخاري)
15 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن هلال بن أسامة أن أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة وسلمة بن هشام والوليد بن الوليد اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر وابعث عليهم سنين كسني يوسف (البخاري)
16 - قالا وقال أبو هريرة رضي الله عنه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يرفع رأسه يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد يدعو لرجال فيسميهم بأسمائهم فيقول اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف وأهل المشرق يومئذ من مضر مخالفون له (البخاري)
17 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَنَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَنُحِرَتْ جَزُورٌ بِنَاحِيَةِ مَكَّةَ فَأَرْسَلُوا فَجَاءُوا مِنْ سَلَاهَا وَطَرَحُوهُ عَلَيْهِ فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَلْقَتْهُ عَنْهُ فَقَالَ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ لِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَلَقَدْ رَأَيْتُهُمْ فِي قَلِيبِ بَدْرٍ قَتْلَى قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ وَنَسِيتُ السَّابِعَ قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ وَقَالَ شُعْبَةُ أُمَيَّةُ أَوْ أُبَيٌّ وَالصَّحِيحُ أُمَيَّةُ (البخاري) (رجوع الى رقم 18)
ثانيا: ما جاء في صحيح مسلم:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى قالا أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أنهما سمعا أبا هريرة يقولا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين يفرغ من صلاة الفجر من القراءة ويكبر ويرفع رأسه سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم يقول وهو قائم اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم كسني يوسف اللهم العن لحيان ورعلا وذكوان وعصية عصت الله ورسوله ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما أنزل ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون و حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد قالا حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي إلى قوله واجعلها عليهم كسني يوسف ولم يذكر ما بعده (مسلم)
2 - حدثنا محمد بن مهران الرازي حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة أن أبا هريرة حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت بعد الركعة في صلاة شهرا إذا قال سمع الله لمن حمده يقول في قنوته اللهم أنج الوليد بن الوليد اللهم نج سلمة بن هشام اللهم نج عياش بن أبي ربيعة اللهم نج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف قال أبو هريرة ثم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الدعاء بعد فقلت أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ترك الدعاء لهم قال فقيل وما تراهم قد قدموا و حدثني زهير بن حرب حدثنا حسين بن محمد حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة أن أبا هريرة أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو يصلي العشاء إذ قال سمع الله لمن حمده ثم قال قبل أن يسجد اللهم نج عياش بن أبي ربيعة ثم ذكر بمثل حديث الأوزاعي إلى قوله كسني يوسف ولم يذكر ما بعده (مسلم)
3 - حدثنا محمد بن المثنى حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير قال حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن أنه سمع أبا هريرة يقولا والله لأقربن بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أبو هريرة يقنت في الظهر والعشاء الآخرة وصلاة الصبح ويدعو للمؤمنين ويلعن الكفار (مسلم)
4 - حدثنا إسحق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق قال كنا عند عبد الله جلوسا وهو مضطجع بيننا فأتاه رجل فقال يا أبا عبد الرحمن إن قاصا عند أبواب كندة يقص ويزعم أن آية الدخان تجيء فتأخذ بأنفاس الكفار ويأخذ المؤمنين منه كهيئة الزكام فقال عبد الله وجلس وهو غضبان يا أيها الناس اتقوا الله من علم منكم شيئا فليقل بما يعلم ومن لم يعلم فليقل الله أعلم فإنه أعلم لأحدكم أن يقول لما لا يعلم الله أعلم فإن الله عز وجل قال لنبيه صلى الله عليه وسلم قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى من الناس إدبارا فقال اللهم سبع كسبع يوسف قال فأخذتهم سنة حصت كل شيء حتى أكلوا الجلود والميتة من الجوع وينظر إلى السماء أحدهم فيرى كهيئة الدخان فأتاه أبو سفيان فقال يا محمد إنك جئت تأمر بطاعة الله وبصلة الرحم وإن قومك قد هلكوا فادع الله لهم قال الله عز وجل فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم إلى قوله إنكم عائدون قال أفيكشف عذاب الآخرة يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون فالبطشة يوم بدر وقد مضت آية الدخان والبطشة واللزام وآية الروم (مسلم)
5 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية ووكيع ح و حدثني أبو سعيد الأشج أخبرنا وكيع ح و حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير كلهم عن الأعمش ح و حدثنا يحيى بن يحيى وأبو كريب واللفظ ليحيى قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق قال جاء إلى عبد الله رجل فقال تركت في المسجد رجلا يفسر القرآن برأيه يفسر هذه الآية يوم تأتي السماء بدخان مبين قال يأتي الناس يوم القيامة دخان فيأخذ بأنفاسهم حتى يأخذهم منه كهيئة الزكام فقال عبد الله من علم علما فليقل به ومن لم يعلم فليقل الله أعلم من فقه الرجل أن يقول لما لا علم له به الله أعلم إنما كان هذا أن قريشا لما استعصت على النبي صلى الله عليه وسلم دعا عليهم بسنين كسني يوسف فأصابهم قحط وجهد حتى جعل
(يُتْبَعُ)
(/)
الرجل ينظر إلى السماء فيرى بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد وحتى أكلوا العظام فأتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله استغفر الله لمضر فإنهم قد هلكوا فقال لمضر إنك لجريء قال فدعا الله لهم فأنزل الله عز وجل إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون قال فمطروا فلما أصابتهم الرفاهية قال عادوا إلى ما كانوا عليه قال فأنزل الله عز وجل فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون قال يعني يوم بدر (مسلم)
دراسة وتحليل:
كمدخل لمعالجة هذا المحور, سنضع نقاطا عامة للافكار الواردة في الاحاديث اعلاه:
1 - الرسول يدعو ربه ان ينجي عياش بن ابي ربيعة, سلمة بن هشام, والوليد بن الوليد اضافة ثم يعمّم الرسول فيدعو لجميع المستضعفين من المؤمنين بالنجاة, وواضح انه يدعو لهم النجاة من فتنة قريش.
2 - الرسول يدعو على مضر ان يصيبها سنين كسني يوسف
3 - الرسول كان يدعو لغفار واسلم
4 - دعاء الرسول كان اثناء الصلاة
5 - الرسول كان يلعن في صلاته احياء من العرب حتى نزل قوله تعالى: {ليس لك من الامر من شيء}. ذكر في صحيح مسلم اسماء هذه الاحياء وهي: ذكوان ورعل ولحيان وعصية. وجاء في صحيح مسلم انه ترك الدعاء وعندما سأله ابو هريرة عن ذلك أجابه الرسول: و ما تراهم قد قدموا؟
6 - جاء في صحيح مسلم ان الرسول دعا على الذين قتلوا اصحاب بئر معونة يدعو على ذكوان ورعل ولحيان وعصية.
7 - جاء في صحيح مسلم انه نزل قرآنا في الذين قتلوا في بئر معونة ثم نسخ.
8 - ابن مسعود يعلّل دعاء الرسول على قريش بسبب ابطائهم عليه في الاسلام.
9 - ان قريش اصابها قحط لمدة سنة حتى اكلت العظام وكانت ترى في السماء كأنه دخان ثم كشف الله عنهم العذاب فعادوا الى كفرهم
10 - في صحيح مسلم ان حديث ابن مسعود جاء تعقيبا على تفسير آية قرآنية: {يوم تأتي السماء بدخان مبين}
11 - ان ابا سفيان جاء الى الرسول مستشفعا لقومه كي يدعو الرسول ربه فيكشف عنهم العذاب. وفي رواية انهم طلبوا منه الاستسقاء لمضر, فيتعجب الرسول من ذلك لسبب او لآخر!
وسنبدأ بتحليل ما تقدّم خطوة خطوة معتمدين بشكل رئيسي على ما ورد في صحيح البخاري وصحيح مسلم ثم نتقدم من بقية الصحاح والسنن بحسب ما تمليه وضوح الرؤية واتساع الافق:
اولا: لقد فصل البخاري في روايته بين دعاء الرسول على مضر (اي قريش) ودعائه على رعل وذكوان ولحيان وعصية, بينما نرى ان مسلم قد مزج بين الدعاءين في الحديث الاول الوارد في صحيح مسلم, وفي نفس الرواية الموجودة في صحيح مسلم نقرأ ما نصه: و حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد قالا حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي إلى قوله واجعلها عليهم كسني يوسف ولم يذكر ما بعده فيبدو ان السند الاول في هذا الحديث في صحيح مسلم قد خلط بين المسألتين, فأشار مسلم الى ان هناك سند آخر للحديث لم يضف دعاء الرسول على رعل وذكوان ولحيان وعصية على دعائه على قريش او مضر. ان الروايات التي جاء في صحيح البخاري تفصل بين الامرين وحقيقة لا يوجد سوى الحديث الرابع الوارد في البخاري اعلاه يشير ولكن دون ان يبيّن الى ان الرسول دعا على قريش ودعا على احياء من العرب مما يوحي ان هذه الاحياء قد تكون هي الاحياء الاربعة المذكورة (رعل وذكوان ولحيان وعصية) غير انه لا يوجد تصريح بذلك. ونقرأ في صحيح البخاري جميع الروايات التي أتت على ذكر هذه الاحياء الاربعة مجتمعة:
1 - حدثنا حفص بن عمر الحوضي حدثنا همام عن إسحاق عن أنس رضي الله عنه قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم أقواما من بني سليم إلى بني عامر في سبعين فلما قدموا قال لهم خالي أتقدمكم فإن أمنوني حتى أبلغهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلا كنتم مني قريبا فتقدم فأمنوه فبينما يحدثهم عن النبي صلى الله عليه وسلم إذ أومئوا إلى رجل منهم فطعنه فأنفذه فقال الله أكبر فزت ورب الكعبة ثم مالوا على بقية أصحابه فقتلوهم إلا رجلا أعرج صعد الجبل قال همام فأراه آخر معه فأخبر جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قد لقوا ربهم فرضي عنهم وأرضاهم فكنا نقرأ أن بلغوا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا ثم نسخ بعد فدعا عليهم أربعين صباحا على رعل وذكوان وبني لحيان وبني عصية الذين عصوا
(يُتْبَعُ)
(/)
الله ورسوله صلى الله عليه وسلم (البخاري 2591 – كتاب الجهاد والسير – باب من ينكب في سبيل الله)
2 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الذين قتلوا أصحاب بئر معونة ثلاثين غداة على رعل وذكوان وعصية عصت الله ورسوله قال أنس أنزل في الذين قتلوا ببئر معونة قرآن قرأناه ثم نسخ بعد بلغوا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه (البخاري 2603 كتاب الجهاد والسير باب فضل قوله تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا ... )
3 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي وسهل بن يوسف عن سعيد عن قتادة عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه رعل وذكوان وعصية وبنو لحيان فزعموا أنهم قد أسلموا واستمدوه على قومهم فأمدهم النبي صلى الله عليه وسلم بسبعين من الأنصار قال أنس كنا نسميهم القراء يحطبون بالنهار ويصلون بالليل فانطلقوا بهم حتى بلغوا بئر معونة غدروا بهم وقتلوهم فقنت شهرا يدعو على رعل وذكوان وبني لحيان قال قتادة وحدثنا أنس أنهم قرءوا بهم قرآنا ألا بلغوا عنا قومنا بأنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا ثم رفع ذلك بعد (البخاري 2836 كتاب الجهاد والسير باب العون بالمدد)
4 - حدثني محمد بن غرير الزهري حدثنا يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن صالح حدثنا نافع أن عبد الله أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال على المنبر غفار غفر الله لها وأسلم سالمها الله وعصية عصت الله ورسوله (البخاري 3251 كتاب المناقب باب ذكر اسلم وغفار ومزيدة وجهينة واشجع)
5 - حدثني عبد الأعلى بن حماد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رعلا وذكوان وعصية وبني لحيان استمدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على عدو فأمدهم بسبعين من الأنصار كنا نسميهم القراء في زمانهم كانوا يحتطبون بالنهار ويصلون بالليل حتى كانوا ببئر معونة قتلوهم وغدروا بهم فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقنت شهرا يدعو في الصبح على أحياء من أحياء العرب على رعل وذكوان وعصية وبني لحيان قال أنس فقرأنا فيهم قرآنا ثم إن ذلك رفع بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا وعن قتادة عن أنس بن مالك حدثه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قنت شهرا في صلاة الصبح يدعو على أحياء من أحياء العرب على رعل وذكوان وعصية وبني لحيان زاد خليفة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة حدثنا أنس أن أولئك السبعين من الأنصار قتلوا ببئر معونة قرآنا كتابا نحوه (البخاري 3781 كتاب المغازي باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة ... )
6 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا همام عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال حدثني أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث خاله أخ لأم سليم في سبعين راكبا وكان رئيس المشركين عامر بن الطفيل خير بين ثلاث خصال فقال يكون لك أهل السهل ولي أهل المدر أو أكون خليفتك أو أغزوك بأهل غطفان بألف وألف فطعن عامر في بيت أم فلان فقال غدة كغدة البكر في بيت امرأة من آل فلان ائتوني بفرسي فمات على ظهر فرسه فانطلق حرام أخو أم سليم وهو رجل أعرج ورجل من بني فلان قال كونا قريبا حتى آتيهم فإن آمنوني كنتم وإن قتلوني أتيتم أصحابكم فقال أتؤمنوني أبلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يحدثهم وأومئوا إلى رجل فأتاه من خلفه فطعنه قال همام أحسبه حتى أنفذه بالرمح قال الله أكبر فزت ورب الكعبة فلحق الرجل فقتلوا كلهم غير الأعرج كان في رأس جبل فأنزل الله علينا ثم كان من المنسوخ إنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا فدعا النبي صلى الله عليه وسلم عليهم ثلاثين صباحا على رعل وذكوان وبني لحيان وعصية الذين عصوا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم (البخاري 3782 – كتاب المغازي – باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة .... )
7 - حدثنا محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا سليمان التيمي عن أبي مجلز عن أنس رضي الله عنه قال قنت النبي صلى الله عليه وسلم بعد الركوع شهرا يدعو على رعل وذكوان ويقول عصية عصت الله ورسوله (البخاري 3785 كتاب المغازي باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة ... )
(يُتْبَعُ)
(/)
8 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال دعا النبي صلى الله عليه وسلم على الذين قتلوا يعني أصحابه ببئر معونة ثلاثين صباحا حين يدعو على رعل ولحيان وعصية عصت الله ورسوله صلى الله عليه وسلم قال أنس فأنزل الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم في الذين قتلوا أصحاب بئر معونة قرآنا قرأناه حتى نسخ بعد بلغوا قومنا فقد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه (البخاري 3786 كتاب المغازي باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة ... )
9 - حدثنا الحسن بن الربيع حدثنا أبو الأحوص عن عاصم عن أنس رضي الله عنه بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية يقال لهم القراء فأصيبوا فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وجد على شيء ما وجد عليهم فقنت شهرا في صلاة الفجر ويقول إن عصية عصوا الله ورسوله (البخاري 5915 كتاب الدعوات باب الدعاء على المشركين)
نخلص من هذه النقطة الاولى الى ان دعاء الرسول على قريش او مضر كان مختلفا وله مناسبة اخرى غير دعائه على ذكوان ورعل ولحيان وعصية ... وسنركّر في هذا المحور على دعاء الرسول على قريش وسيكون لدعائه على الاحياء الاربعة محور لاحق. انّ التأكيد على الفصل هنا هو فقط من باب توضيح الامور لكي يسهل دراستها والوقوف عليها.
ثانيا: ان بنى بعض الاحاديث الواردة اعلاه بحاجة الى امعان النظر حيث انها تحوي حقيقة على شقّين: احدهما متعلّق بوجهة نظر الراوي والاخر متعلق بالنص المنقول حرفيا عن الرسول عليه السلام. فلو اخذنا مثلا الاحاديث: (البخاري 2 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 – 12 - 13) و (مسلم 4 - 5) نجد ان راوي الحديث يدخل وجهة نظره من حيث الاسباب التي حدت بالرسول صلى الله عليه وسلم الى الدعاء على قريش وحقيقة ان الراوي هو عبد الله بن مسعود كما نقلوا وهو يرد سبب الدعاء الى ان قريش ابطؤوا على الرسول صلى الله عليه وسلم. وان مناقشة هذه النقطة بالذات لا تعد مناقشة للفظ النبوي وانما هي مناقشة للراوي ووجهة نظره. وهنا نسأل: هل حقا استبطأ الرسول عليه الصلاة والسلام اسلام قريش فدعا عليهم؟ وهل يتوافق هذا مع سنته صلى الله عليه وسلم؟ نكتفي هنا بذكر الحديث التالي الذي ورد في صحيح البخاري: عن خباب بن الأرت قال شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة قلنا له ألا تستنصر لنا ألا تدعو الله لنا قال كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون" (البخاري 3343 كتاب المناقب باب علامات النبوة في الاسلام) يضاف الى هذا الحديث عشرات الاحاديث التي توصي بالصبر, ويضاف الى ذلك الكثير من الايات التي تدعو الرسول صلى الله عليه وسلم الى الصبر, ومنها الايات التي تذكر صبر الانبياء على اقوامهم: فنوح لبث في قومه الفا الا خمسين عاما فلا ييأس حتى يوحي اليه الله انه لن يؤمن الا من كان قد آمن, ويونس عليه السلام يذهب مغاضبا بعد ان يعيل صبره من قومه فينبّه القرآن الكريم الرسول صلى الله عليه وسلم ان يحذو حذو يونس في هذا الامر فيقول القرآن الكريم: {فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت اذ نادى وهو مكظوم (48) لولا ان تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم (49) فاجتباه ربه فجعله من الصالحين (50)} (سورة القلم) يضاف الى ذلك ايضا قوله تعالى: {أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين}
ومما يتعلق ايضا بالراوي تعلقا مباشرا قوله: " ثم عادوا إلى كفرهم", " قال فكشف ثم عادوا في كفرهم", "فلما أصابتهم الرفاهية عادوا إلى حالهم حين أصابتهم الرفاهية", " فدعا ربه فكشف عنهم فعادوا فانتقم الله منهم يوم بدر", " قال فمطروا فلما أصابتهم الرفاهية قال عادوا إلى ما كانوا عليه". ان هذه الاضافات من قبل الراوي توحي بأن قريش آمنت ثم كفرت غير ان هذا الاحتمال مستبعد جدا فلو كان حصل ذلك لاشتهر في كتب الحديث والسير والتاريخ؛ ثم ان الالفاظ المنقولة قد تحمل على وجه اكثر منطقية اذا رأينا الامور من وجهة نظر اخرى غير تلك التي نظر فيها الراوي الى الرواية. ونشير هنا
(يُتْبَعُ)
(/)
الى ان الراوي هنا لا يقصد به عبد الله بن مسعود فحسب بل جميع رجال سلسلة السند حيث قد يعدّل فيها كل راوي من السند بحسب ما يرى ملائما من المعنى الذي فهمه لذا نرى ان هناك اكثر من صيغة وردت عن ابن مسعود في صحيح البخاري ومسلم.
ويبقى هناك جزء ثالث في الرواية والذي يعود للراوي ايضا وهو ما جاء في الحديث من ذكر للعذاب والقحط الذي اصاب قريش: " فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها وأكلوا الميتة والعظام", " فأصابتهم سنة حصت كل شيء حتى أكلوا العظام حتى جعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى بينه وبينها مثل الدخان", " فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها وأكلوا الميتة والعظام ويرى الرجل ما بين السماء والأرض كهيئة الدخان", " فأخذتهم سنة فحصت كل شيء حتى أكلوا الميتة والجلود حتى جعل الرجل يرى بينه وبين السماء دخانا من الجوع", "فأصابهم قحط وجهد حتى أكلوا العظام فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد", " فأخذتهم سنة أكلوا فيها العظام والميتة من الجهد حتى جعل أحدهم يرى ما بينه وبين السماء كهيئة الدخان من الجوع", " فأصابتهم سنة حصت يعني كل شيء حتى كانوا يأكلون الميتة فكان يقوم أحدهم فكان يرى بينه وبين السماء مثل الدخان من الجهد والجوع", " فأخذتهم السنة حتى حصت كل شيء حتى أكلوا العظام والجلود فقال أحدهم حتى أكلوا الجلود والميتة وجعل يخرج من الأرض كهيئة الدخان", " فأخذتهم سنة حصت كل شيء حتى أكلوا الجلود والميتة من الجوع وينظر إلى السماء أحدهم فيرى كهيئة الدخان".
ففي هذا الجزء وصف لما اصاب قريش بجريرة دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم على قريش بسنين كسني يوسف عليه السلام.
ثالثا: بالانتقال الى ما نقل رواية عن الراوي وليس عن الرسول فان الراوي يخبر – كما جاء في النقطة الثانية – ان قريش اصابها قحط شديد لمدة سنة الامر الذي حدا بهم الى اكل العظام واكل الجلود. ان هذا الكلام ايضا بحاجة الى امعان نظر. فنسأل اولا: من اين كانت مكة تحصل على كفايتها الزراعية؟ هل كانت مكة ارضا زراعيا بحيث لو تعطّل المطر يكون مصيرهم ان تهلك مزروعاتهم؟
حقيقة ان هذه الرواية التي نقلت عن ابن مسعود لا تتوافق مع طبيعة ارض مكة التي لم تكن ارضا زراعية, قال تعالى: {بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم} , يضاف الى ذلك ان الله سبحانه وتعالى اخبر عن عصب حياة قريش ومقوّماتها الاقتصادية فقال: {لايلاف قريش (1) ايلافهم رحلة الشتاء والصيف (2)} لقد كانت قريش تعتمد على رحلاتها كمورد اقتصادي كما انها كانت تعتمد على الاراضي الزراعية التي حولها في الحصول على قوتها كأرض اليمامة وغيرها. (نصوص عن زراعة العرب)
رابعا: قال تعالى: {وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (32) سورة الأنفال جاء في تفسير الطبري والقرطبي ان الله عذّبهم يوم بدر بأيدي المسلمين
خامسا: قال تعالى: {وما كان الله ليعذّبهم وانت فيهم} وقد ذكرت بعض الاحاديث ان القحط اصاب قريش والرسول كان بين اظهرهم, فكيف يستقيم ذلك؟ جاء في تفسير الامام الطبري: عن عكرمة والحسن البصري, قالا: قال في الانفال: {وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} فنسختها الاية التي تليها: {وما لهم الا يعذبهم الله} الى قوله: {فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون} فقوتلوا بمكة, واصابهم فيها الجوع والحصر. وأولى هذه الأقوال عندي في ذلك بالصواب قول من قال: تأويله: وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم يا محمد وبين أظهرهم مقيم، حتى أخرجك من بين أظهرهم؛ لأني لا أهلك قرية وفيها نبيها. وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون من ذنوبهم وكفرهم، ولكنهم لا يستغفرون من ذلك، بل هم مصرون عليه، فهم للعذاب مستحقون، كما يقال: ما كنت لأحسن إليك وأنت تسيء إلي، يراد بذلك: لا أحسن إليك إذا أسأت إلي ولو أسأت إلي لم أحسن إليك، ولكن أحسن إليك لأنك لا تسيء إلي؛ وكذلك ذلك. ثم قيل: {ومالهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام} بمعنى: وما شأنهم وما يمنعهم أن يعذبهم الله وهم لا يستغفرون الله من كفرهم فيؤمنوا به، وهم يصدون المؤمنين بالله ورسوله عن المسجد الحرام.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإنما قلنا هذا القول أولى الأقوال في ذلك بالصواب، لأن القوم - أعني مشركي مكة - كانوا استعجلوا العذاب، فقالوا: اللهم إن كان ما جاء به محمد هو الحق، فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم! فقال الله لنبيه: ما كنت لأعذبهم وأنت فيهم وما كنت لأعذبهم لو استغفروا، وكيف لا أعذبهم بعد إخراجك منهم وهم يصدون عن المسجد الحرام! فأعلمه جل ثناؤه أن الذين استعجلوا العذاب حائق بهم ونازل، وأعلمهم حال نزوله بهم، وذلك بعد إخراجه إياه من بين أظهرهم. ولا وجه لإيعادهم العذاب في الآخرة، وهم مستعجلوه في العاجل، ولا شك أنهم في الآخرة إلى العذاب صائرون، بل في تعجيل الله لهم ذلك يوم بدر الدليل الواضح على أن القول في ذلك ما قلنا. وكذلك لا وجه لقول من وجه قوله: {وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} إلى أنه عنى به المؤمنين، وهو في سياق الخبر عنهم وعما الله فاعل بهم، ولا دليل على أن الخبر عنهم قد تقضى، وعلى أن ذلك به عنوا، ولا خلاف في تأويله من أهله موجود. وكذلك أيضا لا وجه لقول من قال: ذلك منسوخ بقوله: {وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام} ... الآية، لأن قوله جل ثناؤه: {وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} خبر، والخبر لا يجوز أن يكون فيه نسخ، وإنما يكون النسخ للأمر والنهي. أ. هـ.
جاء في صحيح البخاري: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال أبو جهل اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم فنزلت وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون وما لهم أن لا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام الآية (البخاري 4281 كتاب تفسير القرآن باب قوله واذ قالوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك ... )
سادسا: لنقم بعملية استعراض جديدة للأحاديث الواردة نأخذ فيها الاحداث الرئيسية دون وجه الترتيب والسببية التي ذكرها الرواة, اي ان نفكّك بنيتها ثم نعيد صياغتها من جديد لنكوّن صورة. فواضح ان الاحاديث بما هي عليه كما رويت لا تساعد في رسم صورة واضحة.
هناك ثلاث محاور رئيسية في هذه الاحاديث:
1 - ان الرسول دعا على اهل مكة.
2 - ان قريش اصابها الجوع.
3 - ان قريش طلبت من الرسول ان يعينها في تجاوز محنتها.
اعتقد ان الدخيل في هذا الموضوع برمته هو دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم حيث رتبّت الاحداث بناء على دعائه فكان ما اصاب قريش هو بسبب دعائه كما ان قريش ونتيجة لدعائه جاءت تطلب من الرسول ان يدعو الله ليكشف عنها ما اصابها من الجوع.
اذا استعرضنا اولا نكبات الجوع التي اصابت قريش, نجد ان قريش – كما جاء في كتب السير والحديث – قد اجمعت بشكل تقريبي على حادثتين:
الاولى: المجاعة التي اصابت قريش عقب اسلام ثمامة بن اثال سيد بني حنيفة والذي هدّد قريش بأن لا ينالها حبة من قمح حتى يأذن به الرسول صلى الله عليه وسلم, ونفّذ ثمامة تهديده, فجاءت قريش الرسول تسأله صلة الرحم: جاء في صحيح مسلم:
عن سعيد بن أبي سعيد أنه سمع أبا هريرة يقول بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة فربطوه بسارية من سواري المسجد فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ماذا عندك يا ثمامة فقال عندي يا محمد خير إن تقتل تقتل ذا دم وإن تنعم تنعم على شاكر وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان بعد الغد فقال ما عندك يا ثمامة قال ما قلت لك إن تنعم تنعم على شاكر وإن تقتل تقتل ذا دم وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان من الغد فقال ماذا عندك يا ثمامة فقال عندي ما قلت لك إن تنعم تنعم على شاكر وإن تقتل تقتل ذا دم وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أطلقوا ثمامة فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله يا محمد والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلي والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك فأصبح دينك أحب الدين كله إلي والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إلي وإن خيلك أخذتني وأنا
(يُتْبَعُ)
(/)
أريد العمرة فماذا ترى فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر فلما قدم مكة قال له قائل أصبوت فقال لا ولكني أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم (مسلم)
ونقرأ في السيرة الحلبية ما نصّه: فلما قدم بطن مكة لبى فكان أول من دخل مكة ملبيا فأخذته قريش فقالوا لقد اجترأت علينا أنت صبوت يا ثمامة قال أسلمت وتبعت خير دين محمد والله لا يصل اليكم حبة من حنطة أي من اليمامة من أرض اليمن وكانت ريفا لأهل مكة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدموه ليضربوا عنقه فقال قائل منهم دعوه فإنكم تحتاجون الى اليمامة فخلوا سبيله فخرج ثمامة الى اليمامة فمنعهم أن يحملوا الى مكة شيئا حتى أضربهم الجوع وأكلت قريش العلهز وهو الدم يخلط بأوبار الإبل فيشوى على النار كما تقدم فكتبت قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الست تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين فقد قتلت الآباء بالسيف والأبناء بالجوع إنك تأمر بصلة الرحم وإنك قطعت أرحامنا فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ثمامة رضي الله تعالى عنه أن يخلي بينهم وبين الجمل وفي لفظ خل بين قومي وبين ميرتهم ففعل فأنزل الله تعالى ولقد أخذناهم بالعذاب الآية هذا والذي في الاستيعاب أن ثمامة لما دخل مكة وقد سمع المشركون خبره فقالوا يا ثمامة صبوت وتركت دين أبائك قال لا أدري ما تقولون إلا أني أقسمت برب هذه البنية يعني الكعبة لا يصل إليكم من اليمامة شيء مما تنتفعون به حتى تتبعوا محمدا من آخركم وكانت ميرة قريش ومنافعهم من اليمامة ثم خرج رضي الله تعالى عنه فمنع عنهم ما كان يأتي منها فلما أضرّ بهم ذلك كتبوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عهدنا بك وأنت تأمر بصلة الرحم وتحث عليها وإن ثمامة قد قطع عنا ميرتنا وأضر بنا فإن رأيت أن تكتب اليه أن يخلي بيننا وبين ميترنا فافعل فكتب اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن خل بين قومي وبين ميرتهم (السيرة الحلبية 3/ 172 - 173)
وجاء في زاد المعاد: فلما قدم على قريش قالوا صبرت يا ثمامة قال لا والله ولكني أسلمت مع محمد ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله وكانت اليمامة ريف مكة فانصرف إلى بلاده ومنع الحمل إلى مكة حتى جهدت قريش فكتبوا إلى رسول الله يسألونه بأرحامهم أن يكتب إلى ثمامة يخلى إليهم حمل الطعام ففعل رسول الله (زاد المعاد 3/ 277)
وجاء في السيرة النبوية لابن هشام: ثم خرج معتمرا فلما قدم مكة قالوا أصبوت يا ثمام فقال لا ولكنى اتبعت خير الدين دين محمد ولا والله لا تصل إليكم حبة من اليمامة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج الى اليمامة فمنعهم ان يحملوا الى مكة شيئا فكتبوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك تأمر بصلة الرحم وإنك قد قطعت أرحامنا وقد قتلت الآباء بالسيف والأبناء بالجوع فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه أن يخلي بينهم وبين الحمل (السيرة النبوية ج6/ص52)
وجاء في صحيح البخاري: فلما قدم مكة قال له قائل صبوت قال لا ولكن أسلمت مع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم
والثانية: هو ما حدث لقريش بعد توقيع صلح الحديبية حيث ان قريش عانت الجوع بسبب الغارات التي كان يشنّها ابو بصير ومن هرب معه من مكة على قوافل قريش.
جاء في صحيح البخاري: لمقتول فجاء أبو بصير فقال يا نبي الله قد والله أوفى الله ذمتك قد رددتني إليهم ثم أنجاني الله منهم قال النبي صلى الله عليه وسلم ويل أمه مسعر حرب لو كان له أحد فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم فخرج حتى أتى سيف البحر قال وينفلت منهم أبو جندل بن سهيل فلحق بأبي بصير فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم عصابة فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى الشأم إلا اعترضوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم تناشده بالله والرحم لما أرسل فمن أتاه فهو آمن فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليهم (البخاري 2529)
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاء في تاريخ الطبري: فقال رسول الله يا أبا بصير إنا قد أعطينا هؤلاء القوم ما قد علمت ولا يصلح لنا في ديننا الغدر وإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا قال فانطلق معهما حتى إذا كان بذي الحليفة جلس إلى جدار وجلس معه صاحباه فقال أبو بصير أصارم سيفك هذا يا أخا بني عامر قال نعم قال انظر إليه قال إن شئت فاستله أبو بصير ثم علاه به حتى قتله وخرج المولى سريعا حتى أتى رسول الله وهو جالس في المسجد فلما رآه رسول الله طالعا قال إن هذا رجل قد رأى فزعا فلما انتهى إلى رسول الله قال ويلك مالك قال قتل صاحبكم صاحبي فوالله ما برح حتى طلع أبو بصير متوشحا السيف حتى وقف على رسول الله فقال يا رسول الله وفت ذمتك وأدي عنك أسلمتني ورددتني إليهم ثم أنجاني الله منهم فقال النبي ويل أمه مسعر حرب وقال ابن إسحاق في حديثه محش حرب لو كان معه رجال فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم قال فخرج أبو بصير حتى نزل بالعيص من ناحية ذي المروة على ساحل البحر بطريق قريش الذي كانوا يأخذون إلى الشام وبلغ المسلمين الذين كانوا احتبسوا بمكة قول رسول الله لأبي بصير ويل أمه محش حرب لو كان معه رجال فخرجوا إلى أبي بصير بالعيص وينفلت أبو جندل بن سهيل بن عمرو فلحق بأبي بصير فاجتمع إليه قريب من سبعين رجلا منهم فكانوا قد ضيقوا على قريش فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلىالشأم إلا اعترضوا لهم فقتلوهم وأخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلىالنبي ينشادونه بالله وبالرحم لما أرسل إليهم فمن أتاه فهو آمن فآواهم رسول الله فقدموا عليه المدينة (الطبري ج2 ص 125)
اذا استقرأنا هاتين الحادثتين – اسلام ثمامة بن أثال وعصابة ابي بصير – وقارناهما مع الاحاديث التي وردت ان الرسول دعا على قريش بسنين كسني يوسف, لوجدنا ان الظن يتجه الى ان هناك لبس حدث من الرواة حيث جعلوا دعاء الرسول على اهل مكة مرتبطا بما حصل لقريش في هاتين الحادثتين, ونستطيع ان نؤكد ذلك بما يلي:
1 - ان أبا سفيان وكبار زعماء قريش قد عادوا الرسول عداء مرة, وورد في السير ان قريش فرضت مقاطعة اقتصادية على المسلمين الاوائل قبل الهجرة, فبأي شيء نستطيع ان نبرّر لأبي سفيان طلبه من الرسول بأن يدعو لمضر – اي قريش – كما ورد في الاحاديث؟ اما اذا وضعنا هذا الطلب – اي طلب ابي سفيان من الرسول – بعد صلح الحديبية ونتيجة لما فعله ابو بصير من اعتراضه لقوافل قريش, لوجدنا ان الطلب مقبول جدا ومنطقي جدا حيث ان ما يربحه الرسول بالمقابل هو تنازل قريش عن شرط من شروط الحديبية لصالح المسلمين.
2 - ان الرسول صلى الله عليه وسلم – وكما ورد في الاحاديث – استبطأ اسلام قريش فدعا عليهم فأصيبوا بالقحط فجاءه ابو سفيان يطلب منه كشف العذاب. والسؤال هنا: اذا كان الرسول قد استبطأ اسلام قريش فدعا عليهم, فلم لم يشترط على ابي سفيان الاسلام كشرط لكشف العذاب الالهي؟
3 - متى سأل ابو سفيان الرسول ان يكشف عنهم العذاب؟ بالطبع لا يمكن القول بأن ابا سفيان جاء الى المدينة وان ذلك حصل بعد الهجرة لأن كتب التاريخ والسير والاحاديث تجمع ان ابا سفيان لم يقدم المدينة الا غازيا. فلا يمكن حمل ذلك اذا الا على ما كان قبل الهجرة. وهنا نسأل: اذا كان الرسول قد دعا على قريش قبل الهجرة فان ذلك يعني ان الجوع قد اصاب المسلمين كما اصاب غيرهم من كفار مكة! وهل يجوز ان يدعو الرسول بدعاء يكون فيه هلاك من آمن معه؟ ثم الا يكفي المؤمنين ما اصابهم من جوع على ايدي كفار قريش والذي تقول فيه الروايات انه بقي ثلاث سنوات حتى يزيده الرسول سنة اخرى على يدي السماء؟
وقد ذكر ابن حجر العسقلاني في فتح الباري مشكل قدوم ابي سفيان الى الرسول وسؤاله ان يدعو الله ليستسقي لهم: "قوله: (فجاءه أبو سفيان) يعني الأموي والد معاوية , والظاهر أن مجيئه كان قبل الهجرة لقول ابن مسعود " ثم عادوا , فذلك قوله: (يوم نبطش البطشة الكبرى) يوم بدر " ولم ينقل أن أبا سفيان قدم المدينة قبل بدر , وعلى هذا فيحتمل أن يكون أبو طالب كان حاضرا ذلك فلذلك قال " وأبيض يستسقى الغمام بوجهه " البيت , لكن سيأتي بعد هذا بقليل ما يدل على أن القصة المذكورة وقعت بالمدينة , فإن لم يحمل على التعدد وإلا فهو مشكل جدا والله المستعان." (فتح الباري) وهكذا يقرّ ابن حجر العسقلاني بأن
(يُتْبَعُ)
(/)
مجيء ابي سفيان الى الرسول عليه الصلاة والسلام هو مشكل جدا الاّ اذا حمل على التعدّد ومعنى ذلك ان يكون اصاب قريش قحط مرتين: مرة والرسول في مكة وأخرى والرسول في المدينة، وان ابا سفيان قد جاء الى الرسول وهو في مكة ولم يأت اليه وهو في المدينة. والحقيقة ان التعدّد هو مخرج لجأ اليه المحدّثين كي يقوموا بالتوفيق بين الاحاديث, غير ان هذه الطريقة في التوفيق ....
4 - ان القضية – وكما اسلفنا - لم تتعلق بأي شكل من الاشكال بانقطاع المطر لسببين: الاول, ان قريش لم تكن ارض زرع وهذا لا يتناسب مع ما ذهبت اليه الروايات ان قريش اصابها قحط, وثانيا, لم يرد في السير وكتب التاريخ ان زمزم قد جفّت خلال الفترة التي عاشها الرسول عليه الصلاة والسلام في مكة والمدينة. ان ما اصاب قريش من جوع يتناسب اكثر مع ما ذكر من الاغارة على قوافل قريش التي كانت هي مصدر معيشة قريش (رحلة الشتاء والصيف) مما يتناسب بالتالي مع قصة ثمامة بن أثال او قصة ابي بصير التي اسلفنا ذكرهما.
اذا اردنا ان نلخص الامر اذا نقول:
ان ما تعرضت له قريش من مجاعة كان بسبب الضرر الذي لحق بتجاراتها وقوافلها التي كانت تنقل له الغذاء, وقد قام بعض الرواة بجعل ما حدث نتيجة لدعوة الرسول على قريش, وحقيقة الامر ان ابن مسعود في الروايات كان في مقام المفسّر بالدرجة الاولى لذا كان يلجأ الى تبريرات منطقية اثناء حديثه ... ثم اننا نلاحظ ملاحظة مهمة في هذا الحديث، فاننا اذا اعتبرنا ان هذا الامر قد حدث في مكة كما يوحي بذلك الحديث فمعنى ذلك ان الضرر قد اصاب الكفار والمسلمين على حد سواء مما يعني ان ابا سفيان بدا كانسان مسالم جدا حريص على الضرر الذي اصاب قريش بمن فيهم المسلمين, كما ان الرسول بدى بمظهر المغلوب على الصعيد الحواري: جاء في (صحيح مسلم - الحديث الرابع) "فأتاه أبو سفيان فقال يا محمد إنك جئت تأمر بطاعة الله وبصلة الرحم وإن قومك قد هلكوا فادع الله لهم" ان ابا سفيان يذكر الرسول بطاعة الله وكأن ما حدث لا يتناسب مع طاعة الله, والحديث لا يذكر ردّ الرسول الا بأنه دعا الله اي كأن الرسول قد أقرّ بالذنب الذي قام به. نعود فنقول بأن السياق يقبل اكثر اذا وضع في سياق ما ورد في قصة ثمامة بن أثال او قصة ابي بصير.
ولنزيد الامر وضوحا وتأكيدا نقول:
ان الرسول دعا في الاحاديث لبعض المسلمين الذين حبستهم – كما تقول الروايات – قريش في مكة ومنعتهم من أن يأتوا. وقرن الرواة هذا الدعاء بدعائه على قريش بالقحط, وفي احد الروايات: " قال أبو هريرة ثم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الدعاء بعد فقلت أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ترك الدعاء لهم قال فقيل وما تراهم قد قدموا" (صحيح مسلم – الحديث الثاني) وهنا يسأل ابو هريرة عن سبب ترك الرسول الدعاء لهؤلاء المسلمين فيجاب: وما تراهم قد قدموا.
لكي تصبح هذه الصورة اكثر وضوحا نضيف ما حدث مع ابي بصير والنتائج التي ترتبت على ثورة ابي بصير من تنازل قريش عن احد شروطها المتعلق بمن يقدم من مكة مؤمنا فللرسول ان يحتفظ به وليس لقريش ان تردّه, اننا اذا اضفنا ذلك تصبح الصورة على الشكل التالي:
الرسول يدعو للمستضعفين من المؤمنين في مكة بعد ان عقد الصلح وبعد ان ردّ ابا جندل مع ابيه الى مكة وبعد ان ردّ ابا بصير ايضا ... كل ذلك حدا بالرسول الى الدعاء للمستضعفين ... بعد ذلك يقوم ابو بصير بثورته المشهورة والاغارة على قوافل قريش الغذائية والتجارية فيصيب قريش ضررا فادحا, غير ان قريش تصبر في بداية الامر اكراما لكبريائها حتى يصيبها من الجوع اشدّه, وتزداد قوة ابي بصير حتى يبلغ ما يقارب سبعين رجلا, عندها تبعث قريش الى الرسول راجية منه ان يقبل هو بأن تتنازل قريش عن احد شروط صلح الحديبية الذي يتعلق بمن يقدم من مكة الى المدينة مؤمنا فان قريش تعاهد الا تطالب به على ان يكفّ الرسول بأس ابي بصير وعصابته عن قوافل قريش. ويحتمل في مثل هذه الحالة ان يكون الذين كان الرسول يدعو لهم قد قدموا المدينة مع قوات ابي بصير او لاحقا. وبذلك يتضح قول الرسول: وما تراهم قد قدموا؟
ان عدم فهم الامر على هذا المنوال أدى بالبعض الى اقوال منكرة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
لنقرأ ما ورد في كتاب تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة: وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على مضر فقال اللهم اشدد وطأتك على مضر وابعث عليهم سنين كسني يوسف فتتابعت عليهم الجدوبة والقحط سبع سنين حتى أكلوا القد والعظام والعلهز فنال ذلك الجدب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وبدعائه عوقبوا حتى شد وشد المسلمون على بطونهم الحجارة من الجوع قال أبو محمد وقد رأينا بعيوننا ما أغنى عن الأخبار فكم من بلد فيه الصالحون والأبرار والأطفال والصغار أصابته الرجفة فهلك به البر والفاجر والمسيء والمحسن والطفل والكبير ص250 – 251 وفاة المؤلف: 213 – 276
ان قراءة الاحاديث على النحو الذي قرأها ابن قتيبة ادّت الى تبرئة ساحة قريش من الحصار الغذائي الذي فرضته على مسلمي مكة في الشعب, وجعلت المسؤول عمّا اصاب المسلمين من المجاعة هو الرسول الذي دعا على قريش فأصاب المسلمين من الجوع ما اصابهم بجريرة دعاء الرسول عليه الصلاة والسلام ..
هذا الموضوع قد يفهم بصورة اوضح اذا تذكرنا ما تعنيه قريش قبل الاسلام وبعد الاسلام .. غير اني لا احبذ الخوض في هذا الموضوع على هذا الصعيد ...
ولننتقل الان الى سؤال مهم قد يطرح:
كيف غفل الرواة عن ان مكة لم تكن بأرض زرع؟
المثير حقا, هو ان هذا الامر قد غفل ايضا عنه شرّاح الحديث وتجاوزوه ولم يقفوا عنده فقد ورد في فتح الباري: قوله: (فقيل: يا رسول الله استسق الله لمضر فإنها قد هلكت) إنما قال " لمضر " لأن غالبهم كان بالقرب من مياه الحجاز , وكان الدعاء بالقحط على قريش وهم سكان مكة فسرى القحط إلى من حولهم فحسن أن يطلب الدعاء لهم أ. هـ.
وقد طلبنا الجواب عن هذا التساؤل فوجدناه في كتاب "اخبار مكة" حيث نقرأ: " ذكر ما أجري من العيون بمكة وحولها في الحرم سمعت بعض أشياخنا يذكر أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه كان أجرى بمكة عيونا واتخذ لها أخيافا وكانت فيها النخيل والزروع فمنها حائط عوف وموضعه من زقاق خشبة دار مبارك التركي ودار جعفر ودار مال الله وموضع الماجلين ماجل أمير المؤمنين هارون اللاحق بالحجون فهذا موضع حائط عوف إلى الجبل ويقال لهذا الموضع حوض الحمر وعوف كان قيما لمعاوية رضي الله عنه على ذلك الحائط فنسب إليه وكانت لهذا الحائط عين تسقيه وكان فيه النخيل وكان له مشرعة يردها الناس 2452 فحدثني أبو جبير محمد بن جبير النوفلي قال ثنا أبو أمية بن أبي الدهم النحوي المكي عن أبيه قال كانت لي سقيفة في السد الذي يطل على المجزرة اليوم في حائط عوف وحائط عوف فيه النخيل لا يتخلص طائره فسمعت خارفا في نخلة يخرفها ويتغنى قل لأسماء أنجزي الميعادا وانظري أن تزودي منك زادا وإذا ما حللت أرضا من الشام وجاورت حميراومرادا وإذا ما سمعت من نحو أرضي بمحب قد مات أو قيل كادا فارتجي أن أكون منك قريبا وسلي الصادرين والورادا ومنها حائط يقال له الصفي موضعه بين دار زينب بنت سليمان التي صارت لعمرو بن مسعدة والدار التي فوقها إلى دار العباس بن محمد التي بأصل نزاعة الشوي وكان له عين وكان فيه النخل وكان له مشرعة يردها الناس وفيه يقول الشاعر سكنوا الجزع جزع بيت أبي موسى الى النخل من صفي السباب ومنها حائط مقيصرة وكان موضعه نحو بركتي سليمان بن جعفر إلى نحو قصر أمير المؤمنين المنصور أبي جعفر يقال موضعه موضع دار لبابة بنت علي ومحمد بن سليمان بن علي إلى القرن الذي عليه بيوت المطبقي وكانت له عين ومشرعة وكان فيه النخل ومقيصرة قيم كان لمعاوية رضي الله عنه فنسب إليه ويقال عن العتبي قال دخل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه حائطا له بمكة ومعه إبن صفوان فقال كيف ترى هذا الحائط قال أراه على غير ما وصف الله تعالى به البلد فقال قال الله عز وجل بواد غير ذي زرع وأراك قد جعلت زرعا قال معاوية رضي الله عنه متى تعلمت هذه الآية فقال أما أنا فقد أوجعتك فقل ما شئت (أخبار مكة ج: 4 ص: 121 - 122)
(يُتْبَعُ)
(/)
ان هذه الروايات تفيد ان هناك تغيّرا حدث في مكة على الصعيد الزراعي, سواء كان على يد معاوية او غيره, ولمّا كان الحديث ينقل بالمعنى فان الرواة قد يكون التبس عليهم الامر حيث انهم كانوا يرون ما في مكة من النخيل والبساتين حين روايتهم للحديث الامر الذي حدا بهم الى القول بأن هناك قحطا حدث في مكة من جراء دعاء الرسول, فان اضافة لفظ القحط كان على سبيل نقل الحديث بالمعنى وقد نقل هذا المعنى بحسب ما كان يرى الراوي من واقع الزراعة في مكة.
وقد آنسني حين انتهيت من هذا البحث ما قرأته في كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في الفقه ج: 21 ص: 151 - 154
- وقد ثبت في الصحيحين ايضا عن أبي هريرة أن النبي قنت بعد الركوع في صلاة الصبح شهرا إذا قال سمع الله لمن حمده يقولون في قنوته اللهم نج الوليد بن الوليد اللهم نج سلمة بن هشام اللهم نج عياش بن أبي ربيعة اللهم نج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف قال أبو هريرة ثم رأيت رسول الله قد ترك الدعاء لهم بعد فقلت أرى رسول الله قد ترك الدعاء لهم قال فقيل أو ما تراهم قد قدموا وهذا الحديث فيه أنواع من الفقه فان أبا هريرة لم يصل خلف النبي الا بعد خيبر وخيبر بعد الحديبية وكانت الهدنة التي بينه وبين المشركين في الحديبية على أن لا يدع أحدا منهم يهاجر إليه ولا يرد إليه من ذهب مرتدا منه إليهم فهؤلاء وأمثالهم كانوا من المستضعفين بمكة الذين قهرهم أهلوهم والمسلمون كلهم من بني مخزوم وهم بنو عبد مناف أشرف قبائل قريش وبنو مخزوم كانوا هم الذين ينادون عبد مناف والمحاسدة التي بينهم هي احدى ما منعت أشرافهم كالوليد وأبي جهل وغيرهما من الاسلام فلما قدم بعد الحديبية من قدم من المهاجرين ولحقوا بسيف البحر على الساحل كابي بصير وابي جندل بن سهيل بن عمرو فان النبي لم يجرهم بالشرط فصاروا بأيدي أنفسهم بالساحل يقطعون على اهل مكة حتى أرسل اهل مكة حينئذ الى النبي يسألونه أن يأذن لهم في المقام عنده ليأمنوا قطعهم فقدموا حينئذ أولئك المستضعفون فترك النبي القنوت وهذا القنوت بعد القنوت الذي رواه أنس أن النبي قنت شهرا يدعو على رعل وذكوان وعصية ثم تركه فان ذلك القنوت كان في أوائل الأمر لما ارسل القراء السبعين أصحاب بئر معونة وذلك متقدم قبل الخندق التي هي قبل الحديبية كما ثبت ذلك في الصحيح فتبين ان تركه للقنوت لم يكن ترك نسخ إذ قد ثبت أنه قنت بعد ذلك وإنما قنت لسبب فلما زال السبب ترك القنوت كما بين في هذا الحديث أنه ترك الدعاء لهم لما قدموا وليس ايضا قوله في حديث أنس المتفق عليه أن رسول الله قنت شهرا بعد الركوع يدعو على احياء من أحياء العرب ثم تركه أنه ترك الدعاء فقط كما يظنه من ظن أن النبي كان مداوما على القنوت في الفجر بعد الركوع أو قبلة بل ثبت في أحاديث يروي التي في الصحيحين أنه لم يقنت بعد الركوع إلا شهرا وغير ذلك مما يبين ان المتروك كان القنوت وقد بسطنا هذا هذا الموضع وبينا ان من تأمل الأحاديث علم علما يقينا ان النبي لم يداوم على القنوت في شيء من الصلوات لا الفجر ولا غيرها ولهذا لم ينقل هذا أحد من الصحابة بل انكروه ولم ينقل احد عن النبي حرفا واحدا مما يظن انه كان يدعو به في القنوت الراتب وانما المنقول عنه ما يدعو به في العارض كالدعاء لقوم وعلى قوم فاما ما يدعو به من يستحب المداومة على قنوت الفجر من قول اللهم اهدنا فيمن هديت فهذا انما في السنن انه علمه للحسن يدعو به في قنوت الوتر
ـ[سيف الدين]ــــــــ[14 Mar 2006, 08:55 م]ـ
الموضوع القادم:
احكام التصوير - رؤية جديدة(/)
المتحف في معنى السبعة أحرف
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[10 Mar 2006, 08:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
الحمد لله الذي أنزل على عبده القرآن ولم يجعل له عوجاً،والصلاة والسلام على خير خلق الله إيماناً وعملا، محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه إلى يوم الدين وبعد:
فقد أختلف العلماء قديماً وحديثاً في معنى الأحرف التي نزل بها القرآن، وتباينت أراؤهم، فعزمت أن أكتب رسالة موجزة أضمنها للأدلة من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على نزول القرآن في اللغة، ثم معنى الحرف في اللغة ثم ذاكراً لأشهر الأراء في هذه المسألة مرجحاً لما ترجح عندي وأسميت هذه الرسالة"المتحف في معنى السبعة أحرف"
والله أسأل أن يتقبل مني العمل ويغفر لي الزلل، إنه ولي ذلك والقادر عليه
وكتبها عدنان بن أحمد البحيصي
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[10 Mar 2006, 08:56 م]ـ
الفصل الأول وفيه خمسة مسائل:
المسألة الأولى: معنى الحرف في اللغة
المسألة الثانية: حديث نزول القرآن بغير لغة قريش على ثلاثة أحرف
المسألة الثالثة: حديث نزول القرآن على سبعة أحرف
المسألة الرابعة: الاختلاف بين الأحرف في القرآن
المسألة الخامسة: عدة الأحرف سبعة على الحقيقة
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[10 Mar 2006, 08:57 م]ـ
المسألة الأولى: معنى الأحرف في اللغة
قال ابن منظور في لسان العرب:
? حرف: الحرف من حروف الهجاء معروف، واحد من التهجي.
? الحرف: الأداة التي تسمى الرابطة، لأنها تربط الاسم بالاسم والفعل بالفعل، كعن وعلى، ونحوهما
? والحرف في الأصل الطرف والجانب وبه سمي الحرف من حروف الهجاء
? وحرفا الرأس شقاه، وحرف السفينة والجبل جانبهما، والجمع أحرف وحروف وحرفة
? الجوهري: حرف كل شيء طرفه وشفيره وحده، ومنه حرف الجبل وهو أعلاه المحدد، وفي حديث ابن عباس "أهل الكتاب لا يأتون النساء إلى على حرف" أي على جانب.
? والحرف من الإبل النجيبة الماضية التي أضنتها الأسفار، شبهت بحرف السيف في مضائها ونجائها ودقتها، وقيل هي الضامرة الصلبة، شبهت بحرف الجمل في شدتها وصلابتها.
? وروي عن ابن عمر أنه قال: الحرف الناقة الضامرة، وقال الأصمعي الحرف: الناقة المهزولة، وحرف الشيء ناحيته، وفلان على حرف من أمره، أي ناحية منه، كأنه ينتظر ويتوقع، فإن رأى من ناحية ما يحب وإلا مال إلى غيرها.
? وقال ابن سيده: فلان على حرف من أمره أي ناحية منه، إذا رأى شيئاً لا يعجبه عدل عنه. وفي التنزيل العزيز: {ومن الناس من يعبد الله على حرف} (1) أي إذا لم ير ما يحب أنقلب على وجهه، قيل: هو أن يعبده على السراء دون الضراء.
? وقال الزجاج: على حرف أي على شك، قال وحقيقته أنه يعبد الله على حرف أي طريقة في الدين لا يدخل فيه دخول متمكن، فإن أصابه خير أطمأن به، أي إن أصابه خصب وكثر ماله وماشيته اطمأن بما أصابه، ورضي بدينه، وإن أصابته فتنة اختبار بجدب وقلة مال انقلب على وجهه، أي رجع عن دينه إلى الكفر وعبادة الأوثان.
? وذكر ابن قتيبة نحوه (2)
? وروى الزهري عن أبي الهيثم قال أما تسميتهم الحرف حرفاً فحرف كل شيء ناحيته، كحرف الجبل والنهر والسيف وغيره.
? قال الأزهري:كأن الخير والخصب ناحية، والشر والمكروه آية أخرى، فهما حرفان وعلى العبد أن يعبد خالقه على حالتي السراء والضراء، ومن عبد الله على السراء وحدها دون أن يعبده على الضراء يبتليه الله بها، فقد عبده على حرف، ومن عبده كيفما تصرفت به الحال فقد عبده عبادة عبد مقر بأن له خالقاً يصرفه كيف يشاء، وأنه إن امتحنه باللاواء أو أنعم عليه بالسراء، فهو في ذلك عادل أو متفضل غير ظالم ولا متعد، له الخيرة وبيده الخير ولا خيرة للعبد عليه.
? وحرف عن الشيء يحرف حرفاً، وانحرف وتحرف، واحرورف عدل قال الأزهري: وإذا مال الإنسان عن شيء يقال:تحرف وانحرف واحرورف ......
? وتحريف الكلم عن مواضعه تغييره.أ. هـ (3)
[ line]
(1) سورة الحج:الآية 11
(2) تأويل مشكل القرآن، لابن قتيبة ص 27 - 28
(3) لسان العرب لابن منظور (كلمة حرف) طبع دار صادر ببيروت سنة1956، وانظر تاج العروس من جواهر القاموس، شرح القاموس محمد مرتضي الحسيني الواسطي الزبيدي
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[10 Mar 2006, 08:58 م]ـ
المسألة الثانية: حديث نزول القرآن بغير لغة قريش على ثلاثة أحرف
جاءت أحاديث كثيرة دلت على أن القرآن نزل بلغة قريش وبثلاث لغات غيرها، فقد أخرج الحاكم في مستدركه، والإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنزل القرآن على ثلاثة أحرف". (1)
لكن لنا كلمة في أسانيد الحديث السابق، فكل روايته تدور حول رواية الحسن عن سمرة، والحسن متكلم فيه، واتهمه البعض بالتدليس فهو يروي عمن لم يدركهم وعمن لم يسمع منهم من الصحابة (2).
غير أن البخاري والترمذي وعلي بن المديني وأحمد وأبو داود إلى سماع الحسن من سمره، فقد روى البخاري منه سماعاً منه لحديث العقيقة، وثمة أحاديث أخرى رواها الحسن عن سمرة غالبها في السنن الأربعة وعن علي بن المديني أن كلها سماع، كذا حكى الترمذي عن البخاري (3)
والحديث الذي رواه الحاكم في مستدركه قال فيه:" وقد احتج البخاري برواية الحسن عن سمرة، واحتج مسلم بأحاديث حماد بن سلمة، وهذا الحديث صحيح وليس له عله " وأقره الذهبي.
وهذا ما نقره كذلك بعد تمحيص للأراء في سماع الحسن عن سمرة
[ line]
(1) مستدرك الحاكم، كتاب التفسير2/ 223، ومسند الإمام أحمد 5/ 22
(2) تهذيب التهذيب2/من صفحة 263 لصفحة 270، وعلوم الحديث لابن صلاح ص 119 ط المكتبة العلمية بالمدينة المنورة، وتذكرة الحفاظ للذهبي 1/ 67
(3) تهذيب التهذيب2/ 268
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[10 Mar 2006, 08:58 م]ـ
المسألة الثالثة: حديث نزول القرآن على سبعة أحرف
لقد جاءت أحاديث صحيحة دلت على أن القرآن نزل على سبع أحرف، فقد روى البخاري وباقي الستة عدا ابن ماجه أن عمر بن الخطاب قال:" سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سم فلبّبته بردائه فقلت من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ، قال أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقلت له: كذبت أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت:إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، فقال:أرسله، اقرأ يا هشام فقرأ السورة التي سمعته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذلك أنزلت، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ يا عمر، فقرأت التي أقرأني فقال: كذلك أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرأوا ما تيسر منه "
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[10 Mar 2006, 08:59 م]ـ
المسألة الرابعة: الاختلاف بين الأحرف في القرآن
أخرج الإمام مسلم في صحيحه والإمام أحمد في مسنده والطبري عن أبي بن كعب انه قال:" كنت في المسجد فدخل رجل يصلي فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت:" إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ودخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه، فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرآ، فحسن النبي صلى الله عليه وسلم شأنهما، فسقط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية، فلما رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد غشيني ضرب في صدري ففضت عرقاً وكأني أنظر إلى الله فرقاً، فقال لي:
يا أبي أرسل إلي أن أقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هون على أمتي فرد علي الثانية أقرأه على حرفين، فرددت إليه أن هون على أمتي فرد إلي الثالثة أقرأه على سبع أحرف فلك بكل ردة رددتها مسألة تسألنيها فقلت: اللهم أغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي الخلق كلهم حتى إبراهيم عليه السلام"
كما روى الإمام مسلم في صحيحه والنسائي بلفظه، والطبري كمثله، وابن ابي شيبة مختصراً: " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار فأتاه جبريل عليه السلام فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف، فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم أتاه الثانية فقال:إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين، فقال:أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاءه الثالثة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك على ثلاثة أحرف فقال:أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاءه الرابعة فقال له: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فأيما حرف قرأوا عليه فقد أصابوا"
ومما يدل عليه حديث أبي رضي الله عنه أن تباين الأحرف السبعة كائن في القراءة وهيئات النطق بالقرآن الكريم، لأن أبياً رضي الله عنه استمع لتلاوة الرجلين في الصلاة فاستنكر مخالفتهما بما يعهده في التلاوة، فرفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد أقر الرسول صلى الله عليه وسلم بقرآنية تلاوتهما، حيث أنزل القرآن على سبع أحرف تسهيلاً للأمة نظراً لاختلاف لهجات العرب وألسنتهم.
قال ابن قتيبة: "وكل هذه الحروف كلام الله تعالى، نزل به الروح الأمين على رسوله عليه السلام، وذلك أنه كان يعارضه في كل شهر من شهور رمضان بما اجتمع عنده من القرآن فيحدث الله إليه من ذلك ما يشاء، وينسخ ما يشاء وييسر على عباده ما يشاء، فكان من تيسيره أن أمره بأن يُقريء كل قوم بلغتهم وما جرت عليه عادتهم .... " (1)
ويدل حديث أبي، أن الشيطان قد يستغل تساؤل المرء كيف يقرأ كلام الله على سبعة أوجه؟
فيقذف الشك في نفس هذا الرجل ليكدر صفو إيمانها، ويوهن من قوة يقينها بالله ورسوله وكتابه.
لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج أبياً بضربة نبوية على صدره، ليزول الشك قبل أن يستقر في قلبه، فهو رضي الله عنه غير مؤاخذ لأن الشك ما استقر في قلبه، فكان كما قال القرطبي في تفسيره:" ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما أصابه من ذلك الخاطر نبهه بأن ضربه في صدره، فأعقب ذلك أن انشرح صدره، وتنور باطنه حتى آل به الكشف والشرح إلى حال المعاينة، ولما ظهر له قبح ذلك الخاطر خاف من الله تعالى وفاض بالعرق استحياءً من الله تعالى، فكأن هذا الخاطر من قبيل ما قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم حين سألوه: إنا نجد في
[ line]
1) تأويل مشكل القرآن، أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة ص 30 طبع عيسى الباب الحلبي، القاهرة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[10 Mar 2006, 09:01 م]ـ
أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال:"وقد وجدتموه"! قالوا نعم، قال: ذلك صريح الإيمان" (2)
المسألة الخامسة: عدة الأحرف سبعة على الحقيقة
تدل الأحاديث الواردة أن المراد بالأحرف السبعة هي سبعة على الحقيقة، فالرسول صلى الله عليه وسلم لما طلب الاستزادة منها ما طلب ذلك إلا تخفيفاً للأمة.
كما تدل الأثار أن كل حرف من الحروف السبعة المنزلة قرآن والقراءة بحرف واحد منها كافي لأن كل حرف مستغن بذاته عن غيره
قال الطبري رحمه الله في معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل شاف كاف": (فإنه كما قال جل ثناؤه في صفة القرآن {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاءٌ لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين} سورة يونس الآية 57، جعله الله للمؤمنين شفاء، يستشفون بمواعظه من الأدواء العارضة لصدورهم ببيان آياته) (1)
وبين عبد الرحمن الرازي أن كلاً من الأحرف قرآن يؤدي أغراض القرآن وأثاره فقال: (فأما قوله عليه الصلاة والسلام في الخبر (كلها شاف كاف) فإن ابن عباس قال: كلها بيان وحكمة شافية للعباد كافية لهم، ومعنى ذلك أن كل حرف من الأحرف السبعة يشفي العباد ويكفيهم، ليس لأحدها فضل على الآخر بعد كون جميعها منزلاً من عند الله، وكلامه بكل واحد من الأحرف في الخبر موصوف بالشفاء والكفاية لأهل التنزيل على الجملة نحو (شفاء ورحمة للمؤمنين) (أو ليكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب) (2)
[ line]
(2) الجامع لأحكام القرآن، لأبي عبد الله بن أحمد الأنصاري القرطبي 1/ 49 طبعة دار الكتب المصرية 1935م
(1) تفسير الطبري 1/ 67
(2) كتاب معنى حديث (أنزل القرآن على سبعة أحرف) لأبي الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي مخطوط ص21 والآية من سورة العنكبوت
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[10 Mar 2006, 09:01 م]ـ
الفصل الثاني وفيه مسألتين:
المسألة الأولى: مذهب العلماء في معنى الأحرف السبعة
المسألة الثانية: هل يتضمن مصحف عثمان الأحرف السبعة؟
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[10 Mar 2006, 09:02 م]ـ
المسألة الأولى: مذهب العلماء في معنى الأحرف السبعة
اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة وتشعبت أقوالهم وتعددت حتى بلغت في بعض الأقوال أربعين رأياً، منها ما يصلح للإعتبار والنظر والأخذ والرد والترجيح، ومنها أقوال من قوم قد بدرت من غير أنها يكون لها سند معتبر.
دل على ذلك قول القرطبي:"وقد اختلف الناس في المراد بالأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولاً ... " (1)
وقال السيوطي:"اختلف في معنى الحديث على نحو أربعين قولاً " (2)
وقال المنذري:" أكثرها غير مختار" (3)
أما نحن فسنعرض إن شاء الله المذاهب التي تصلح للنظر والإعتبار والأخذ والرد والترجيح:
? المذهب الأول: ذهب أبو جعفر محمد بن سعدان النحوي إلى أن حديث الأحرف السبعة مشكل لا يعرف له معنى، وليس يدل على حكم ما، يدل على ذلك أن الحرف يصدق لغةً على أربعة معان:
1. تسمي العرب القصيدة بأسرها "كلمة" وتسمي هذه الكلمة المنظومة حرفاً.
2. كما يصدق الحرف لغةً على المعنى
3. ويصدق أيضاً في الجهة
وهكذا يرى ابن سعدان أن الحرف في اللغة مشترك لفظي لا يعرف معناه المقصود، والمشترك في اصطلاح الأصوليين: لفظ وُضع وضعاً شخصياً لمعنيين فأكثر، بأوضاع متعددة ابتداءً، بلا نقل من معنى إلى آخر وهذا ينطبق تماماً على لفظ حرف.
ولقد اتضح لي بعد أن لفظ حرف هنا يعني أحد المعاني دون غيرها، يتضح ذلك بالنظر، فهي ليس اللفظ، كما أنها ليست حروف الهجاء، وليس المعنى لأن معاني القرآن الكريم كثيرة جداً تتجاوز السبعة.
و لعل المقصود الجهة، بمعنى أن القرآن الكريم نزل على سبع جهات أو أنحاء من الكلام العربي، وبتعبير أدق على سبع من لغات القبائل العربية.
? المذهب الثاني: مذهب القاضي عياض ومن معه، ويرى أصحاب هذا المذهب أن المراد بالسبعة في الحديث التيسير والتسهيل والثقة، لا حقيقة العدد، مستدلين على ذلك أن لفظ السبعة يطلق في اللغة ويراد به الكثرة في الآحاد، كما يطلق السبعون في العشرات، والسبعمائة في المئين، ولا يراد بها العدد المعين (4).
وقد ذهب لهذا الرأي محمد جمال الدين القاسمي في مقدمة تفسيره، وكذلك ذهب مصطفى صادق الرافعي إلى هذا القول معتمداً على أن السبعة ترمز إلى الكمال في نظر العرب، فقال: {ما كان العرب يفهمون من معنى الحرف في الكلام إلا اللغة، وإنما جعلها سبعة رمزاً للقوة من معنى الكمال في هذا العدد ..... } (5)
[ line]
1) الجامع لأحكام القرآن القرطبي 1/ 42
(2) الإتقان في علوم القرآن للسيوطي 1/ 48 طبعة مصطفى الباب الحلبي 1951م
(3) فتح الباري 9/ 16 طبعة الخشاب
(4) الإتقان في علوم القرآن لجلال الدين السيوطي، الجزء الأول الطبعة الثالثة سنة 1951 مطبعة البابي الحلبي بمصر
(5) إعجاز القرآن للرافعي، مطبعة الإستقامة، الطبعة السادسة 1956م
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[10 Mar 2006, 09:03 م]ـ
ويرد على هذا القول بالأحاديث التي تضافرت في الدلالة على أن المراد بالسبعة حقيقة العدد منحصراً فيها (6)
? المذهب الثالث: أن معنى الحرف القراءة، روي ذلك عن الخليل بن أحمد، وأن القرآن نزل ليقرأ على سبع قراءات،قال القاضي أبو بكر الطيب: {وزعم قوم أن كل كلمة تختلف القراءة فيها فإنها على سبعة أوجه، ..... } (1).
ويجاب على ذلك: أنه لا يوجد في القرآن كلمة يصل تعداد قراءتها إلى سبع إلا القليل فهذا القول ممتنع غير صحيح.
? المذهب الرابع: وهو أن يرد الاعتراض السالف على أصحاب المذهب السابق أنه ليس المقصود أن لكل كلمة سبع قراءات، وإنما قد تقرأ الكلمة بوجه أو إثنين أو أكثر إلى سبعة.
ويجاب عن ذلك أن بعض الكلمات تقرأ بوجوه كثيرة تتجاوز السبعة، كقوله تعالى: {عبد الطاغوت} فهي تقرأ باثنين وعشرين وجهاً، وفي كلمة أف سبع وثلاثون وجهاً (2)
وبذلك يكون هذا القول مرجوحاً.
? المذهب الخامس: أن المراد بالأحرف السبعة في الحديث سبعة وجوه تنحصر في كيفية النطق بالتلاوة، من إدغام وإظهار، وتفخيم وترقيق، وإمالة وإشباع، ومد وقصر، وتشديد وتخفيف، وتليين وتحقيق، وهو محكي عن بعض القراء.
ويجاب على ذلك أن جميع الوجوه المذكورة ترجع إلى نوع واحد وهو اختلاف اللهجات، ويكون تفسير حديث الأحرف السبعة به قاصراً عن شمول أنواع القراءات التي مردهاً إلى إختلاف اللهجات، فهذا الرأي مرجوح.
? المذهب السادس: أن المراد بالأحرف السبعة ينحصر في بعض الآيات إذ تُقرأ على سبعة أوجه، ونقل هذا القول القاضي الباقلاني عن جماعة، ويرد على ذلك أن الحديث الوارد في السبعة الأحرف يُفهم منه جميع القرآن لا بعضه.
? المذهب السابع: أن المراد بالأحرف: ظهر وبطن، وفرض وندب، وخصوص وعموم وأمثال (3) واستدلوا على ذلك بحديث رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"أنزل القرآن على سبعة أحرف، لكل آية منها ظهر وبطن، ونهى أن يستلقى الرجل، أحسبه قال: في المسجد ويضع إحدى رجليه على الأخرى" (4)
أجيب على ذلك: أنه لا دلالة في الحديث لما ذهبوا إليه، لأن المعنى أن كل حرف من الأحرف السبعة التي أنزل القرآن عليها يتصف بأن له ظهراً وبطناً، وحداً ومطلعاً، فهذه أوصاف الأحرف ولبس أعيانها وبذلك يظهر أن قولهم لا نصيب له من الاستدلال الصحيح.
? المذهب الثامن: أن المراد بالأحرف السبعة سبعة أصناف من المعاني أنزل الله القرآن عليها وهذه الأصناف هي: (أمر ونهي، ووعد ووعيد،وحلال وحرام، ومحكم ومتشابه) وأستدلوا بحديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"كان الكتاب الأول نزل من باب واحد وعلى حرف واحد ونزل القرآن من سبعة أبواب وعلى سبعة أحرف، زاجر وآمر، وحلال وحرام، ومحكم ومتشابه، وأمثال، فأحلوا حلاله
[ line]
(6) أنظر إلى المسألة الثانية والثالثة والرابعة والخامسة من الفصل الأول في هذا البحث، الصفحات 2، 3، 4، 5، 6
(1) مقدمة ابن عطية ص 267
(2) الإتقان للسيوطي 1/ 26 ومناهل العرفات 1/ 166
(3) الإتقان في علوم القرآن 1/ 223
(4) رواه البزار وأبو يعلى في الكبير ورجاله ثقات
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[10 Mar 2006, 09:03 م]ـ
وحرموا حرامه وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه، واعتبروا بأمثاله، وأعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابه، وقولوا "آمنا به كل من عند ربنا"
وفي الحديث نظر، ففي سنده عمار بن مطر وهو ضعيف جداً ووثقه بعضهم (5)
كما أن أبي سلمة بن عبد الرحمن لم يلق ابن مسعود فالحديث في حكم المنقطع، وقد قال بذلك جمع من أهل العلم.
ومما يُذكر أن جميع الأحاديث الذي يستدل بها أصحاب هذا المذهب أحاديث لا يحتج بها، إما لضعف بها أو لإرسالها أو لانقطاعها.
قلت:كما أن حديث عمر رضي الله عنه ينفي ما فهمه أصحاب هذا المذهب من هذا الحديث، إذ أن الإختلاف كان على صلاة الرجل بقراءة ما أقرئها رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه، وما كان الإختلاف لا في الزاجر ولا في الآمر ولا في الوعد ولا في الوعيد ولا في الحلال ولا في الحرام ولا في المحكم ولا في المتشابه.
? المذهب التاسع: وهو القول بأن المراد بالأحرف السبعة هو الإختلاف في الكلام من سبعة وجوه
1. الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث، مثال ذلك من قوله تعالى: "والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون" قرأت هكذا:"لأمانتهم " بالإفراد أيضاً.
2. اختلاف تصريف الأفعال من ماض ومضارع وأمر مثال ذلك من قوله تعالى:"ربنا باعد بين أسفارنا" وقرأت ربُنا بعد بين أسفارنا" على أساس أن الفعل تحول من فعل أمر لفعل ماض.
3. اختلاف وجوه الإعراب، مثال ذلك من قوله تعالى:"ذو العرش المجيد" قرىء برفع لفظ المجيد وجره، فالرفع على أنه نعت لكلمة ذو والجر على أن نعت لكلمة العرش.
4. الاختلاف بالنقص والزيادة، مثاله من قول الله تعالى: "وما خلق الذكر والأنثى" قرىء كذلك:"والذكر والأنثى " من غير وما خلق.
5. الاختلاف بالتقديم والتأخير مثاله من قول الله تعالى:"وجاءت سكرة الموت بالحق" قرىء:"وجاءت سكرة الحق بالموت"
6. الاختلاف في الإبدال: مثال ذلك قوله تعالى:"وطلح منضود" قرىء "وطلع منضود".
7. اختلاف اللهجات كالإمالة والتفخيم والترقيق والإظهار والإدغام، مثاله من قول الله تعالى:"بلى قادرين" وقرىء:"بلى قادرين" بالإمالة. (1)
وهذا المذهب المختار من المذاهب السابقة كلها، وذلك لأن:
1. أنه هو الذي تؤيده الأدلة في أحاديث السبعة حروف.
2. أن باقي الأقوال ضعيفة مدحوضة.
3. أن هذا المذهب يعتمد على الاستقراء التام لاختلاف القراءات، بخلاف المذاهب الأخرى التي كان استقراءها ناقصاً لأمور دون أمور.
[ line]
(5) مجمع الزوائد 1/ 153
(1) مناهل العرفان للزرقاني الجزء الأول صفحة 148 وما بعدها طبعة البابي الحلبي وشركاؤه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[10 Mar 2006, 09:04 م]ـ
المسألة الثانية: هل يتضمن مصحف عثمان الأحرف السبعة؟
إن من أهم الدوافع التي دفعت عثمان رضي الله عنه إلى جمع المصحف ما جاءه من خبر أولئك القوم الذين آجتمعوا من بلاد عدة لغزو أرمينية، فأخذ كل جماعة منهم يقرأ بما يعلمه من القراءة، واشتد الخلاف بين أهل الشام وبين أهل العراق، مما دفع حذيفة رضي الله أن يقص على امير المؤمنين ما حدث، ففزع عثمان رضي الله عنه وجاء بالنسخة المحفوظة عند أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها، لتكون الإمام الذي يحتكم إليه فيما هو مقدم عليه، ثم جمع من الصحابة بضع نفر من الحفاظ منهم زيد بن ثابت الذي جمعه على عهد الصديق رضي الله عنه ثم جعل معه أبان وسعيد ابني العاص، وعبد الله من الزبير وعبد الرحمن بن الحارث، وأوصاهم أن يكتبوا القرآن وإن اختلفوا في شيء كتبوه لغة قريش.
فكتبه هؤلاء وزيادة في التثبت جاء عثمان رضي الله عنه بالمصحف الإمام وقارنه بما جمعه هؤلاء الصحابة فوجده مطابقاً تماماً لما عند حفصة رضي الله عنها.
ويظهر لنا جلياً أن مصحف عثمان رضي الله عنه يتضمن الأحرف السبعة.
لأن ما فهمناه أنه الأحرف السبعة موجود في مصحف عثمان
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[10 Mar 2006, 11:23 م]ـ
أخي عدنان:
لو جعلت المشاركات في موضوع واحد لكان أولى , خاصة أنك تنزلها في وقت واحد , نفع الله بك.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[10 Mar 2006, 11:31 م]ـ
وفقك الله أخي الكريم
لعلك تقارن ما توصلت إليه في بحثك هذا بما في هذا الرابط:
مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن (المجلس الرابع: في الأحرف السبعة) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=373&highlight=%D3%C8%DA%C9+%C3%CD%D1%DD)
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[10 Mar 2006, 11:32 م]ـ
بارك الله فيكم احبتي
ولا بد أن أرى بحثك أخي الكريم يا أبا مجاهد
ـ[أبوعبيدة]ــــــــ[11 Mar 2006, 09:40 م]ـ
بارك الله فيك أخي عدنان، وأسأل الأخ أبومجاهد العبيدي لو كان عنده مجالس أخرى في بعض موضوعات علوم القرآن فليته يتحفنا بها؛ فقد استفدت والحمد لله من المجالس السابقة، وإن كان هناك اختلاف في وجهات النظر في بعض الأمور.
وجزاكم الله خيراً
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[14 Mar 2006, 06:01 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب
وشكراً لك
ـ[الكشاف]ــــــــ[15 Mar 2006, 03:19 م]ـ
أشكر الباحث على جهده في الجمع للأقوال ولي بعض التعليقات والملحوظات:
1 - أوافق الدكتور أحمد البريدي في أهمية جعل الموضوع في مشاركة واحدة لا أكثر.
2 - الإطالة في معاني الحرف لا داعي لها، وليس هذا من أهداف البحث العلمي، فالنقل السهل، ولكن اختيار المعنى اللغوي أو المعاني الملائمة لما نحن بصدده هي المطلوبة في مثل هذا الموضوع.
3 - موضوع الأحرف السبعة قد أشبع بحثاً، وكتب فيه عدد من الكتب والبحوث، وأراك لم ترجع إلى تلك الكتب وهي كثيرة.
4 - في المقالة نبرة التعالي التي لا تليق بطالب العلم المبتدئ مثل (لكن لنا كلمة في أسانيد الحديث السابق) ومثل (وهذا ما نقره كذلك بعد تمحيص للأراء في سماع الحسن عن سمرة).ومثل (أما نحن فسنعرض إن شاء الله المذاهب التي تصلح للنظر) فليتك تتخلص منها في بحوثك القادمة، وكلنا مررنا بهذه المرحلة غفر الله للجميع.
5 - في عرضك للمذاهب وردك عليها عجلة ونقص في الفهم وفي الرد، ولعل هذا يغتفر لطالب مبتدئ لكن لا بد من العناية في البحث العلمي باستكمال النظر في الأقوال، وفهمها فهماً صحيحاً دون تعجل. وفي رأيي أن البحث لم يستوف شروط البحث العلمي فلا ينطبق عليه وصف البحث العلمي، فضلاً عن أن يستحق العنوان المعنون به (المتحف في معنى السبعة أحرف).
6 - هناك أخطاء نحوية في المقالة، ليتك تتداركها.
وقد بحثت في الملتقى عن موضوع (الأحرف السبعة) فوجدت بحوثاً قيمة لعلك تراجعها لتنتفع بها منها غير موضوع الدكتور العبيدي الذي سبق أن أشار إليه:
1 - http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2228
2- http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=191
3- http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1328
4- http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=549
وهذا من فوائد ملتقانا العلمي هذا والحمد لله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[15 Mar 2006, 03:38 م]ـ
أشكر الباحث على جهده في الجمع للأقوال ولي بعض التعليقات والملحوظات:
1 - أوافق الدكتور أحمد البريدي في أهمية جعل الموضوع في مشاركة واحدة لا أكثر.
2 - الإطالة في معاني الحرف لا داعي لها، وليس هذا من أهداف البحث العلمي، فالنقل السهل، ولكن اختيار المعنى اللغوي أو المعاني الملائمة لما نحن بصدده هي المطلوبة في مثل هذا الموضوع.
3 - موضوع الأحرف السبعة قد أشبع بحثاً، وكتب فيه عدد من الكتب والبحوث، وأراك لم ترجع إلى تلك الكتب وهي كثيرة.
4 - في المقالة نبرة التعالي التي لا تليق بطالب العلم المبتدئ مثل (لكن لنا كلمة في أسانيد الحديث السابق) ومثل (وهذا ما نقره كذلك بعد تمحيص للأراء في سماع الحسن عن سمرة).ومثل (أما نحن فسنعرض إن شاء الله المذاهب التي تصلح للنظر) فليتك تتخلص منها في بحوثك القادمة، وكلنا مررنا بهذه المرحلة غفر الله للجميع.
5 - في عرضك للمذاهب وردك عليها عجلة ونقص في الفهم وفي الرد، ولعل هذا يغتفر لطالب مبتدئ لكن لا بد من العناية في البحث العلمي باستكمال النظر في الأقوال، وفهمها فهماً صحيحاً دون تعجل. وفي رأيي أن البحث لم يستوف شروط البحث العلمي فلا ينطبق عليه وصف البحث العلمي، فضلاً عن أن يستحق العنوان المعنون به (المتحف في معنى السبعة أحرف).
6 - هناك أخطاء نحوية في المقالة، ليتك تتداركها.
وقد بحثت في الملتقى عن موضوع (الأحرف السبعة) فوجدت بحوثاً قيمة لعلك تراجعها لتنتفع بها منها غير موضوع الدكتور العبيدي الذي سبق أن أشار إليه:
1 - http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2228
2- http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=191
3- http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1328
4- http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=549
وهذا من فوائد ملتقانا العلمي هذا والحمد لله.
بارك الله فيك
لكن أحببت أن أنوه لك أن وصفك لي بطالب العلم المبتديء فيه شيء من الخطأ
ذلك أنني نشأة نشأة علمية منذ صغري والحمد لله
أما قولك أن البحث فيه نبرة التعالي فلا اوافقك عليه
وأما رأيك أن ما كتبته ما كان بحثاً لا أوافقك عليه بل أصر على أنه بحث وبذلك قال شيخي الدكتور رياض قاسم الذي قدمت له هذا البحث
ومن وجهة نظري أن أسلوبك ليس بالمجدي ولا بالنافع حتى وإن قصدت منه النصح فليس هكذا النصح باتهام الناس بغير بينة
شكراً لك
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[18 Mar 2006, 02:20 م]ـ
عدنان البحيصي
جزاك الله خيرا
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[18 Mar 2006, 04:37 م]ـ
بارك الله فيك ابو يعقوب
وجزاك الله خيرا(/)
سؤال حول قوله تعالى (سنفرغ لكم ايها الثقلان)
ـ[البحر الرائق]ــــــــ[11 Mar 2006, 12:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سألنى صديق لى عن معنى قوله تعالى (سنفرغ لكم أيها الثقلان) فقال لى أن هذه الآيه تحتاج إلى توضيح الأتى:
لماذا استخدم السين الدالة على الاستقبال؟
ما معنى كلمة نفرغ؟ وهل تناقض ان الله تعالى منزة عن الاشتغال؟ فمن المعلوم أن الله لا يشغله سمع عن سمع .... إلخ
-3لماذا سمى الإنس و الجن بالثقلان؟
4 - ما مفرد كلمة آلاء الواردة بتكرار فى السورة الكريمة؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[11 Mar 2006, 08:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أما استعمال السين الدالة على الاستقبال فلأن الأمر كذلك؛ فالمناسب لسياق الآية باعتبار السابق واللاحق، أن تحمل على معنى الإِقبال على أمور الثقلين في الآخرة، لأن بعده
{يعرف المجرمون بسيماهم}. [التحرير والتنوير لابن عاشور].
وكلمة نفرغ يراد بها التهديد والوعيد لكفار الثقلين، قال ابن عطية: (وقوله تعالى: {سنفرغ لكم أيها الثقلان} عبارة عن إتيان الوقت الذي قدر فيه وقضى أن ينظر في امور عباده وذلك يوم القيامة، وليس المعنى أن ثم شغلا يتفرغ منه وإنما هي إشارة وعيد .. ) انتهى
وفي تفسير ابن كثير: (قال علي بن أبي طلحة عن بن عباس في قوله تعالى (سنفرغ لكم أيها الثقلان) قال وعيد من الله تعالى للعباد وليس بالله شغل وهو فارغ وكذا قال الضحاك هذا وعيد وقال قتادة قد دنا من الله فراغ لخلقه وقال بن جريج (سنفرغ لكم) أي سنقضي لكم وقال البخاري سنحاسبكم لا يشغله شيء عن شيء وهو معروف في كلام العرب يقال لأتفرغن لك وما به شغل يقول لآخذنك على غرتك) انتهى.
وأما تسمية الإنس والجن بالثقلين فأجاب عنه أبو السعود بقوله: (سميا بذلك لثقلهما على الأرض أو لرزانة آرائهما أو لأنهما مثقلان بالتكليف).
وأما مفرد كلمة آلاء فهو: إِلى وأُلى
ـ[البحر الرائق]ــــــــ[11 Mar 2006, 08:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله، وبعد
اتوجه بالشكر الجزيل إلى أخى أبى مجاهد العبيدى - حفظه الله- و لا يسعنى إلا قولى له (جزاك الله خيرا و أعظم ثوابك)
يقول الشاعر:
شكرت جميل صنعكم بدمعى = و دمع العين مقياس الشعور
لأول مرة قد ذاق جفنى = - على ما ذاق - دمع السرور
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد محمود على أحمد
ليسانس آداب و تربية
قسم اللغة العربية و الدراسات الاسلامية
و ما من كاتب إلا سيفنى = و يبقى الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بخطك غير شىء = يسرك فى القيامة ان تراه(/)
الجانب البلاغي في التفسير
ـ[رحمة]ــــــــ[11 Mar 2006, 03:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اساتدتي الكرام أرجو أن تطلعوني على التفاسير التي اعتمدت على الجانب البلاغي في تفسير النص القرآني وما أهم الدراسات التي كتبت عن الجانب البلاغي في هده التفاسير؟
وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[کوثر]ــــــــ[11 Mar 2006, 04:29 م]ـ
سلام عليکم
من اهم التفاسير وأحلاهم عندي الذي کتب عن جانب البلاغي
هو تفسير الکشاف ل "جار الله الزمخشري"
و هو کتاب جليل لا اعرف أعظم منه
و اقترح لک أن تبدأ من سور الجزء29
و من الله التوفيق وأسئلک الدعا
صديق لک
ـ[رحمة]ــــــــ[12 Mar 2006, 03:12 م]ـ
جزاك الله خيراً أختي كوثر على ما يبدو لي أنه هناك دراسات عن هذا التفسير وخاصة في الجانب البلاغي بصراحة اود أن يكون موضوعي الذي سأبحث فيه دراسة مقارنة بين المفسرين كتفسير التحرير والتنوير لابن عاشور مع ما ذكرتي وغيرهم ممن أهتموا بهذا الجانب لذلك وجب معرفة الدراسات عن كل تفسير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Mar 2006, 03:01 م]ـ
سبق الحديث عن هذا الموضوع في موضوعات سابقة:
- ما علاقة علم التفسير بعلم البلاغة؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4466)
- التوجيه البلاغي عند المفسرين. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4637).
- تطويع الأساليب البلاغية لخدمة المعتقد في توجيه الآيات القرآنية. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2430)
ـ[کوثر]ــــــــ[26 Mar 2006, 07:52 م]ـ
وايضا
انظر التفسير البياني و هو كتاب للمتأخرين
و صاحبه بنت الشاطئ
أنا سامع بهذا الكتاب و ما له من شأن ولكنني
لم أقرئه حتي الآن
و لي دراسة حول هذ ا الموضوع
و لكن أشمل و هو التفاسير الأدبي
و الأدب هنا يشمل
اللغة الصرف والنحو البلاغة
والأدبيات المعاصرة
مثل الجماليات و غير ذلك
و لكني لا أعرف اللغة العربية جيدا فلا أقدر علي مساعدتك
و لكني ساحاول أن أرسل اليك بعض ما وصلت اليه
والله المستعان
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 Mar 2006, 08:01 م]ـ
السلام عليكم
يمكن الإستفادة كثيرا من كتاب الدكتور محمد محمد أبو موسى ---البلاغة القرآنية في تفسير الزمخشري وأثرها في الدراسات البلاغية
كتاب قيم جدا وموجود عندنا في مدينة الخليل من فلسطين
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[26 Mar 2006, 08:16 م]ـ
توجد رسالة دكتوراه في المغرب جامعة محمد الخامس شعبة الآداب والعلوم الإنسانية بعنوان // مناهج التفسير والتحليل للخطاب القرآني في العصر الحديث المنهج الأدبي نموذجاً // رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا للطالب عروي محمد 1994 م وهي لا بأس بها. المشرف الدكتور أحمد أبو زيد.
ـ[روضة]ــــــــ[26 Mar 2006, 11:51 م]ـ
من التفاسير التي اعتنت بالجانب البلاغي للقرآن الكريم:
* الفتوحات الإلهية بتوضيح تفسير الجلالين للدقائق الخفية، سليمان بن عمر العجيلي، الشهير بالجمل.
* إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم، محمد بن محمد العمادي، الشهير بأبي السعود، وهو من أجمل التفاسير البلاغية، وأدقها عبارة وأكثرها إظهاراً للطائف القرآن الكريم البلاغية.
* تفسير القاضي البيضاوي، والحواشي التي وضعت عليه:
* حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي (عناية القاضي وكفاية الراضي)، الشهاب الخفاجي.
* حاشية محيي الدين شيخ زادة على تفسير القاضي البيضاوي، محمد بن مصلح القوجوي، الشهير بشيخ زادة.
* روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، للعلامة الألوسي.
* وهناك كتاب لمحمد بن محمد أبو شهبة، تفسير سورة الواقعة: صور من الاعجاز البياني واحكام المعاني: منهج جديد جمع بين اصالة القديم وجدة الحديث.
* ومن تفاسير الشيعة: تفسير الطوسي، (التبيان)، و (مجمع البيان) للطبرسي، و (الميزان) للطباطبائي: فيها لفتات بلاغية قد لا نجدها في تفاسير أهل السنة.
الرسائل التي أبرزت هذا الجانب في القرآن الكريم:
* مستويات الخطاب البلاغي في سورة البقرة، عبير محمد فايز مسعد، ماجستير إشراف: خليل عودة، جامعة النجاح الوطنية.
* خصائص التعبير البياني في سورة آل عمران، ابراهيم خليل ابو غالية، ماجستير، بإشراف: د. حسين الدراويش، جامعة القدس.
أما الكتب والرسائل التي تحدثت عن الجانب البلاغي في التفاسير:
* المقاييس البلاغية في تفسير التحرير والتنوير لمحمد الطاهر ابن عاشور، حواس بري.
* الأوجه البلاغية والدلالية في تفسير الكشاف للزمخشري، زاهرة توفيق أو كشك، جهاد المجالي.
* جهود المفسرين في البحث البلاغي "ابي عبيدة- الفراء- ابن قتيبة"، منيرة محمد فاعور، ماجستير، بإشراف: فريد اسماعيل نعيم، جامعة دمشق.
* المنهج البلاغي لتفسير القرآن الكريم، حسن مسعود الطوير.
* الاتجاه البياني في تفسير القرطبي الجامع لاحكام القرآن، محمد رضا حسن الحسن، ماجستير، بإشراف: د. مصطفى المشني، الجامعة الأردنية.
* المنهج البلاغي لتفسير القرآن الكريم، واشنطن ايرفينج، هاني يحيى نصري.
* المباحث البيانية في تفسير الفخر الرازي: دراسة بلاغية تفصيلية، احمد هنداوي هلال.
* في اعجاز القرآن الكريم: دراسة الاعجاز البياني في بعض آيات الاحكام، عمار ساسي، ماجستير، بإشراف: د. جعفر دك الباب، الجزائر.
وهناك كتب كثيرة تحدثت عن الجانب البلاغي في القرآن الكريم ولكنها ليست تفاسير، وكتب تبحث في الإعجاز البياني للقرآن بشكل خاص.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رحمة]ــــــــ[27 Mar 2006, 02:04 م]ـ
أشكركم على ردكم الذي أفادني أتم فائدة وفتح أمامي مجال البحث في هذا الجانب فجزاكم الله خيراً ووفقكم وبارك في علمكم ونفع بكم الأمة
ـ[کوثر]ــــــــ[27 Mar 2006, 09:00 م]ـ
وأنا أيضا أشكركم جميعاو بارك الله في علمكم
ـ[کوثر]ــــــــ[29 Mar 2006, 06:53 م]ـ
و أيضا إن تكن دراستك دراسة جامعية
يجب عليك أن تتحدثي عن البلاغة و تطورها
ولبحث الإعجاز هنا صلة عريقة
و لما قلت تقدرين أن تنظري:
الإعجاز البياني للدكتورة بنت الشاطئ التي تعرضت لتطور نظرية الإعجاز
و كتاب"البلاغة تطور و تاريخ" للدكتور شوقي ضيف
و من خلال هذا البحث تستطيعين أن تختاري التفاسير الذي تحبينهم
و يمكن أن لا يكون تفسيرا مثلا
فقه اللغة و سر العربية للثعالبي هنا الذي يتعرض للآيات القرآنية
و هنا بحث آخرتقدرين أن تتعرضي عليه خلال دراستك و هو سوال هام
أ ما يسمي التفسير البلاغي هو منهج كمنهج العقلي أو منهج التفسير بالمأثور
أم هو إتجاه كاتجاه فلسفي أو إتجاه الإجتماعي و ....
و هذا سؤال أجابته ليس يسيرا بل يمكن أن تصلي إلأي أنه كان إتجاه و لكن الآن
أصبح منهجا مثلا
و أحب أن اقترح لك في هذا المجال أن تقرئي كتاب ل"ايزوتسو"أو "ماكينو"و ...
حتي تجمعي كل التفاسير عن كتاب الله و من ثم تصلي إلي الإجابة الصحيحة
و أنا بنفسي أحاول عن الإجابة إلي هذا السؤال
و من الله التوفيق
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[30 Mar 2006, 07:42 ص]ـ
يبدو لي من كلام العضو كوثر أنه غير عربي، لعجمة الأسلوب. أنصحه بالحرص على تعلم العربية جيداً حتى يفهم بلاغة القرآن.
ـ[کوثر]ــــــــ[05 Apr 2006, 04:00 م]ـ
مشكور الأخ فهد ناصر علي هذه النصيحة الثمينة
علي عيني و أنا الآن بصددها
والله المستعان(/)
سؤالان أرجو الإجابة عليهما؟
ـ[أبوعبيدة]ــــــــ[11 Mar 2006, 10:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حقيقة عندي سؤال في موضوع ربط التفسير بالواقع، وهو هل هناك ضابط يضبط هذا الأمر، وبمعنى آخر فإنني أسمع بعض المفسرين يفسرون بعض اللآيات القرآنية بطريقة غريبة حتى يجعلوا تفسير الآية ملائماً لحادثة أو أمر مهم وقع في بلدهم، فهل الآية القرآنية تتسع لتشمل أي أمر يحدث في أي مكان في العالم؟ أم هناك ضابط يضبط هذا الأمر؟ وإذا كان هناك ضابط لذلك فما هو؟
وأما السؤال الآخر: ما معنى إسقاط الواقع على النص؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[11 Mar 2006, 10:46 م]ـ
أخي الكريم
أخونا الشيخ عبدالعزيز الضامر له رسالة ماجستير عن الموضوع الذي سألت عنه، وبإمكانك معرفة المزيد من هنا:المنتقى من أقوال المفسرين في ربط تفسير الآيات بالواقع المعاش ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1283&highlight=%D1%C8%D8+%C7%E1%C2%ED%C7%CA+%C8%C7%E1%E 6%C7%DE%DA+%C7%E1%E3%DA%C7%D4)
ـ[البحر الرائق]ــــــــ[12 Mar 2006, 02:18 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذى نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، والصلاة و السلام على من أرسله الله شاهدا و مبشرا و نذيرا وداعيا إلى الله بإذنه و سراجا منيرا.
أخى أبو عبيدة: سلام الله عليكم ورحمته و بركاته , بارك الله فيك يا أخى، فهذا السؤال من الاهمية و الخطورة بمكان، فمسألة ربط الواقع بتفسير القرآن أمر مهم،
و مما لا يستطيع أحد من الماس فضلا عن العلماء أن يجادل فيه هو أن ربط القرآن ذاته بالواقع أمر مفروض على الامة الإسلامية، و ما ذلت أمتنا و هانت و خضعت لأخس و أحقر أمم الأرض إلا بعدما فصلت الدين عن واقع حياتها و سلوكياتها، فهذا الفصل بين القرآن و أمة القرآن قد أوقعها تحت طائلة قول الله تعالى (أفتؤمنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعض) فبدأت الأمة تنتقى من آيات القرآن ما تشاء فتحكمه، و تنتقى ما لا يوافق هواها فتنحيه و صدق فينا قول الله تعالى (و قال الرسول يا رب إن قومى اتخذوا هذا القرآن مهجورا) فنحن مطالبون بأن نربط واقعنا بكتاب الله تعالى حتى يصبح واقعنا كواقع سلفنا الصالح.
و لكن مسألة ربط التفسير بالواقع أمر يختلف، إذ أن التفسير و هو عبارة عن أقوال السادة الأئمة المفسرين - رحمة الله عليهم أجمعين - لا تثبت له العصمة التى أثبتها الله تعالى للقرآن، ناهيك عن أن يكون الذى يتكلم بالقرآن و تفسيره ليس من ذوى الاختصاص، و خير مثال على كلامنا هذا التفسير العجيب الذى روج له بعض الناس ابان احاث الحادى عشر من سبتمبر التى تم الربط بينها و بين الآية رقم 109 من سورة التوبة قائلين بأن عدد الطوابق للمبنى 109و هو رقم الآية و اليوم 11 وهو الجزء الذى وردت فيه الآية و الشهر 9 هو رقم السورة فى المصحف الى اخر هذا الكلام، وو الله إن الانسان ليعجب كيف لهم أن يقولوا فى كتاب الله بغير علم و لا هدى، و هذا ناتج عن سوء فهم لمعنى التفسير و طرقه ومناهجه و اسس الترجيح بين الأدلة و أقوال أهل العلم، و السادة العلماء لم يفتحوا المجال هكذا لمن شاء أن يتكلم , و لكن حددوا شروطا لمن شاء أن يفسر القرآن برأيه و ألزموا أن يكون ملما ببعض العلوم منها:
1 - علم اللغة: قال مجاهد: (لا يحل لأحد يؤمن بالله و اليوم الآخرأن يتكلم فى كتاب الله إذا لم يكن عالما بلغات العرب)
2 - علم النحو:لأن المعنى يتغير بتغير الاعراب و سئل الحسن عن الرجل يتعلم العربية يلتمس بها حسن المنطق و يقيم بها قراءته فقال حسن فتعلمها فإن الرجل يقرأ الاية فيعيى بوجهها فيهلك فيها.
3 - علم الصرف:لأنه به تعرف الصيغ و الأبنية، وكم من كلمة ابهمت علينا فلما صرفناها اتضحت بمصادرها.
4 - الاشتقاق: لأن الاسم إذا كان اشتقاقه من مادتين مختلفتين اختلف باختلافهما، كالمسيح مثلا هل هو من السياحة او المسح.
5 - علوم البلاغة الثلاثة: البيان و البديع و المعانى و هى من أعظم أركان المفسر لأنه لا بد له من مراعاة ما يقتضيه الاعجاز.
6 - علم القراءات:إذ بمعرفة القراءة يمكن ترجيح بعض الوجوه المحتملة على بعض.
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - علم أصول الدين:و هو علم الكلام و لولاه لوقع المفسر فى ورطات بسبب ما يجب فى حق الله تعالى و ما يجوز .... الخ.
8 - علم أصول الفقه: و به يعرف كيف يستنبط الأحكام و كيف يستدل عليها و به يعرف العام و الخاص و المقيد و المطلق و دلالة الامر و النهى.
9 - علم أسباب النزول: إذ أن معرفة سبب النزول يعين على فهم مراد الآية.
10 - علم القصص: لأن معرفة القصة تفصيلا يعين على توضيح ما أجمل منها فى القرآن.
11 - علم الناسخ و المنسوخ: و به يعرف المحكم من الآيات من غيره و عليه تترتب الأحكام التى يصدرها.
12 - علم الحديث: إذ أن الحديث من مصادر تفسير القرآن، ومعرفة درجة الحديث و صحته مما يفيد المفسر.
13 - علم الموهبة:و هو علم يورثه الله لمن عمل بما علم و فيه قال الله (و اتقوا الله و يعلمكم الله) وقال النبى عليه السلام (من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم) و ينزع الله هذا العلم عن المنافقين و المتكبرين و متبعى الهوى، قال الله (سأصرف عن آياتى الذين يتكبرون فى الأرض بغير الحق) قال ابن عيينة: أنزع عنهم فهم القرآن.
و إذا كنا بذلك قد ذكرنا العلوم التى من الواجب إلمام المفسر بها فإننا ينبغى أن نذكر المنهج الذى يجب أن يتبعه المفسر و الضوابط التى لا بد أن يلتزمها عند التفسير و هى:1 - مطابقة التفسير للمفسر من غير نقص و لا زيادة.
2 - مراعاة المعنى الحقيقى و المجازى فلعل أحدهما هو المراد دون الأخر.
3 - مراعاة التأليف و الغرض الذى سيق له الكلام و المؤاخاة بين المفردات.
4 - مراعاة التناسب بين الآيات و توضيحه وذكر علاقة السابق باللاحق من الآيات.
5 - ملاحظة أسباب النزول، فبالرغم من أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب إلا أن سبب النزول يساعد فى فهم الآيات.
6 - بعد الفراغ من المناسبة وسبب النزول يتكلم عن اللفظة المفردة ثم التركيب ثم الاعراب ثم المعانى ثم البديع ثم البيان ثم الاحكام الفقهية او العقدية من الاية.
7 - على المفسر ان يتجنب ادعاء التكرار فى القرآن.
8 - على المفسر أن يتجنب الحشو فى التفسير كالخوض فى علل النحو و دلائل أصول الدين و الفقه، فكل هذا مبسوط فى تآليف علومه.
9 - على المفسر أن يكون فطنا يقظا عليما بقوانين و اسس الترجيح بين الآراء
بقى لنا أن نذكر الأمور التى ينبغى على المفسر أن يتجنبها حتى لا يقع فى الخطأ و لا يكون ممن قال فى القرآن برأيه، وهى:
1 - ألا يتهجم على بيان مراد الله مع الجهالة بقوانين اللغة و أصول الشريعة.
2 - عدم الخوض فيما استأثر الله بعلمه كالمتشابه.
3 - عدم السير مع الهوى و الاستحسان، فلا يفسر بهواه و لا يرجح باستحسانه.
4 - ألا يفسر تبعا لمذهب فاسد، فيجعل المذهب هو الاصل و التفسير تابع.
5 - عدم القطع بأن تفسيره هو مراد الله تعالى فى كلامه و لكن ينسب العلم إلى الله.
هذا من الضوابط التى وضعها العلماء للتفسير بالرأى و لا أزعم أنى قد حصرت الضوابط كلها و لكن هذا على سبيل المثال و ما يسره الله تعالى لى،هذه الضوابط و غيرها تجدها مبسوطة فى كتب علوم القرآن و التفسير، وما استعنت به فى مقالتى هو كتاب لأستاذنا الدكتور أحمد النقيب حفظه الله تعالى درسه لنا فى السنة النهائية فى الكلية وهو بعنوان (قراءات فى علوم القرآن والحديث).
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد محمود على أحمد
ليسانس آداب و تربية
قسم اللغة العربية و الدراسات الاسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــ
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا = تقل خلوت ولكن قل على رقيب
و لا تحسبن الله يغفل ساعة = و لا أن ما تخفى عليه يغيب
ـ[أبوعبيدة]ــــــــ[13 Mar 2006, 04:21 م]ـ
جزاكم الله خيراً، ونفع الله بكم
ولكن بقي الجواب على السؤال الثاني، وأظن أن هذه العبارة وردت في كتاب السيد/ محمد باقر الصدر، ولكني لم أفهم معناها، فأنا أعرف استنطاق النص القرآني، ولعل العبارة هي: إسقاط المعنى على النص.
أفيدونا جزاكم الله خيراً
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Mar 2006, 05:40 م]ـ
إسقاط الواقع على النص، هو جعل الواقع الذي يعيشه المفسر موجهاً له إلى اختيار معنى من المعاني التي قد لا يحتملها النص المُفسَّر، ومع الدعوة إلى تنزيل آيات القرآن على واقع الناس، ومعالجة قضايا الناس انطلاقاً من فهم آيات القرآن الكريم فهماً صحيحاً، إلا أنه ينبغي التحرز من أن يكون هذا الواقع مهيمناً على الفهم حتى ينحرف به عن مساره الصحيح. وأظن الأخ العزيز عبدالعزيز الضامر قد نبه إلى هذا الأمر في رسالته المشار إليها في مشاركة أخي الكريم أبي مجاهد العبيدي.(/)
الفرق بين السنة والعام
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[11 Mar 2006, 10:30 م]ـ
عقد السهيلي في كتابه "الروض الأنف" فصلاً بيّن فيه الفرق بين السنة والعام، فقال:
فصل
وقال سنين ولم يقل أعواما، والسنة والعام وإن اتسعت العرب فيهما، واستعملت كل واحد منهما مكان الآخر اتساعا، ولكن بينهما في حكم البلاغة والعلم بتنزيل الكلام فرقا، فخذه أولا من الاشتقاق فإن السنة من سنا يسنو إذا دار حول البئر والدابة هي السانية فكذلك السنة دورة من دورات الشمس وفد تسمى السنة دارا، ففي الخبر: إن بين آدم ونوح ألف دار أي ألف سنة هذا أصل الاسم ومن ثم قالوا: أكلتهم السنة فسموا شدة القحط سنة قال الله سبحانه ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين [الأعراف 13]
ومن ثم قيل أسنت القوم إذا أقحطوا، وكأن وزنه أفعتوا، لا أفعلوا، كذلك قال بعضهم وجعل سيبويه التاء بدلا من الواو فهي عنده أفعلوا، لأن الجدوبة والخصب معتبر بالشتاء والصيف وحساب العجم إنما هو بالسنين الشمسية بها يؤرخون وأصحاب الكهف من أمة عجمية والنصارى يعرفون حديثهم ويؤرخون به فجاء اللفظ في القرآن بذكر السنين الموافقة لحسابهم وتمم الفائدة بقوله وازدادوا تسعا ليوافق حساب العرب، فإن حسابهم بالشهور القمرية كالمحرم وصفر ونحوهما وانظر بعد هذا إلى قوله تزرعون سبع سنين دأبا [يوسف 47] الآية ولم يقل أعواما، نفيه شاهد لما تقدم غير أنه قال ثم يأتي من بعد ذلك عام ولم يقل سنة عدولا عن اللفظ المشترك فإن السنة قد يعبر بها عن الشدة والأزمة كما تقدم
فلو قال سنة لذهب الوهم إليها ; لأن العام أقل أياما من السنة وإنما دلت الرؤيا على سبع سنين شداد وإذا انقضى العدد فليس بعد الشدة إلا رخاء وليس في الرؤيا ما يدل على مدة ذلك الرخاء ولا يمكن أن يكون أقل من عام والزيادة على العام مشكوك فيها، لا تقتضيها الرؤيا، فحكم بالأقل وترك ما يقع فيه الشك من الزيادة على العام فهاتان فائدتان في اللفظ بالعام في هذا الموطن وأما قوله وبلغ أربعين سنة فإنما ذكر السنين وهي أطول من الأعوام لأنه مخبر عن اكتهال الإنسان وتمام قوته واستوائه فلفظ السنين أولى بهذا الموطن لأنها أكمل من الأعوام
وفائدة أخرى: أنه خبر عن السن والسن معتبر بالسنين لأن أصل السن في الحيوان لا يعتبر إلا بالسنة الشمسية لأن النتاج والحمل يكون بالربيع والصيف حتى قيل ربعي للبكير وصيفي للمؤخر قال الراجز
إن بني صبية صيفيون
أفلح من كان له ربعيون
فاستعمله في الآدميين فلما قيل في الفصيل ونحوه ابن سنة وابن سنتين قيل ذلك في الآدميين وإن كان أصله في الماشية لما قدمنا،
وأما قوله وفصاله في عامين فلأنه قال سبحانه يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج [البقرة 189] فالرضاع من الأحكام الشرعية وقد قصرنا فيها على الحساب بالأهلة وكذلك قوله يحلونه عاما ويحرمونه عاما ولم يقل سنة لأنه يعني شهر المحرم وربيع إلى آخر العام ولم يكونوا يحسبون بأيلول ولا بتشرين ولا بينير، وهي الشهور الشمسية
وقوله سبحانه فأماته الله مائة عام إخبار منه لمحمد - صلى الله عليه وسلم - وأمته وحسابهم بالأعوام والأهلة كما وقت لهم سبحانه وقوله سبحانه في قصة نوح فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما [العنكبوت 140] قيل إنما ذكر أولا السنين لأنه كان في شدائد مدته كلها إلا خمسين عاما منذ جاءه الفرج وأتاه الغوث، ويجوز أن يكون الله - سبحانه - علم أن عمره كان ألفا، إلا أن الخمسين منها، كانت أعواما، فيكون عمره ألف سنة تنقص منها ما بين السنين الشمسية والقمرية في الخمسين خاصة لأن خمسين عاما بحساب الأهلة أقل من خمسين سنة شمسية بنحو عام ونصف فإن كان الله سبحانه قد علم هذا من عمره فاللفظ موافق لهذا المعنى، وإلا ففي القول الأول مقنع والله أعلم بما أراد فتأمل هذا، فإن العلم بتنزيل الكلام ووضع الألفاظ في مواضعها اللائقة بها يفتح لك بابا من العلم بإعجاز القرآن وابن هذا الأصل تعرف المعنى في قوله تعالى: في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة [المعارج 4].
وقوله تعالى: وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون [الحجر: 47] وأنه كلام ورد في معرض التكثير والتفخيم لطول ذلك اليوم والسنة أطول من العام كما تقدم فلفظها أليق بهذا المقام.) انتهى كلام السهيلي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[11 Mar 2006, 10:51 م]ـ
الفرق بين العام والسَّنة ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=30217)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[12 Mar 2006, 03:34 م]ـ
على أنه يستدرك على ما قالوه بما ورد في كثير من الأحاديث النبوية من استعمال " السنة " في غير ما ادعوه، و في كلا الأخبار الشرعية و في الأحكام،
ومن ذلك ما جاء في " صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ "، كِتَابُ الشَّهَادَاتِ، بَابُ بُلُوغِ الصِّبْيَانِ وَشَهَادَتِهِمْ:
2549 حدثنا عبيد الله بن سعيد، حدثنا أبو أسامة، قال: حدثني عبيد الله، قال: حدثني نافع، قال: حدثني ابن عمر رضي الله عنهما: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضه يوم أحد، وهو ابن أربع عشرة سنة، فلم يجزني ثم عرضني يوم الخندق، وأنا ابن خمس عشرة سنة، فأجازني "، قال نافع فقدمت على عمر بن عبد العزيز وهو خليفة، فحدثته هذا الحديث فقال: " إن هذا لحد بين الصغير والكبير، وكتب إلى عماله أن يفرضوا لمن بلغ خمس عشرة " *
- و كذا جاء في " صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ "، كِتَابُ بَدْءِ الخَلْقِ، بَابُ مَا جَاءَ فِي صِفَةِ الجَنَّةِ وَأَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ:
3106 حدثنا محمد بن سنان، حدثنا فليح بن سليمان، حدثنا هلال بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة، واقرءوا إن شئتم وظل ممدود ولقاب قوس أحدكم في الجنة خير مما طلعت عليه الشمس أو تغرب " *
" صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ "، كِتَابُ أَحَادِيثِ الأَنْبِيَاءِ، بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا:
3212 حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا عبد الواحد، حدثنا الأعمش، حدثنا إبراهيم التيمي، عن أبيه، قال: سمعت أبا ذر رضي الله عنه، قال: قلت يا رسول الله، أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: " المسجد الحرام " قال: قلت: ثم أي؟ قال " المسجد الأقصى " قلت: كم كان بينهما؟ قال: " أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصله، فإن الفضل فيه " *
ففي تفسيره " الجامع لاحكام القرآن "، قال الإمام القرطبي في تفسير الآية (36) من سورة التوبة:
_______________________________
{إِنَّ عِدَّةَ ?لشُّهُورِ عِندَ ?للَّهِ ?ثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ ?للَّهِ يَوْمَ خَلَقَ ?لسَّمَ?وَ?تِ وَ?لأَرْضَ مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذ?لِكَ ?لدِّينُ ?لْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ ?لْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَ?عْلَمُو?اْ أَنَّ ?للَّهَ مَعَ ?لْمُتَّقِينَ}.
قوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ ?لشُّهُورِ عِندَ ?للَّهِ ?ثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ ?للَّهِ يَوْمَ خَلَقَ ?لسَّمَاوَات وَ?لأَرْضَ مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذ?لِكَ ?لدِّينُ ?لْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}.
فيه ثمان مسائل:
الأُولى ـ قوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ ?لشُّهُورِ} جمع شهر. فإذا قال الرجل لأخيه: لا أُكلمك الشهور؛ وحلف على ذلك فلا يكلمه حولاً؛ قاله بعض العلماء. وقيل: لا يكلمه أبداً. ابن العربيّ: وأرى إن لم تكن له نية أن يقتضي ذلك ثلاثة أشهر؛ لأنه أقلّ الجمع الذي يقتضيه صيغة فُعول في جمع فَعْل. ومعنى {عِندَ ?للَّهِ} أي في حكم الله وفيما كتب في اللوح المحفوظ. {?ثْنَا عَشَرَ شَهْراً} أعربت «?ثنا عشر شهراً» دون نظائرها؛ لأنّ فيها حرف الإعراب ودليله. وقرأ العامة «عَشَر» بفتح العين والشين. وقرأ أبو جعفر «عَشْر» بجزم الشين. {فِي كِتَابِ ?للَّهِ} يريد اللوح المحفوظ. وأعاده بعد أن قال «عِنْدَ اللَّهِ» لأن كثيراً من الأشياء يوصف بأنه عند الله، ولا يقال إنه مكتوب في كتاب الله؛ كقوله:
{إِنَّ ?للَّهَ عِندَهُ عِلْمُ ?لسَّاعَةِ}
[لقمان: 34.]
الثانية ـ قوله تعالى: {يَوْمَ خَلَقَ ?لسَّمَاوَات وَ?لأَرْضَ} إنما قال «يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ» ليبيّن أن قضاءه وقدره كان قبل ذلك، وأنه سبحانه وضع هذه الشهور وسماها بأسمائها على ما رتّبها عليه يوم خلق السموات والأرض، وأنزل ذلك على أنبيائه في كتبه المنزلة. وهو معنى قوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ ?لشُّهُورِ عِندَ ?للَّهِ ?ثْنَا عَشَرَ شَهْراً}. وحكمها باقٍ على ما كانت عليه لم يُزِلها عن ترتيبها تغييرُ المشركين لأسمائها، وتقديمُ المقدّم في الاسم منها. والمقصود من ذلك اتباعُ أمر الله فيها ورفضُ ما كان عليه أهل الجاهلية من تأخير أسماء الشهور وتقديمها، وتعليق الأحكام على الأسماء التي رتّبوها عليه؛ ولذلك قال عليه السلام في خطبته في حَجّة الوداع: " أيها الناس إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض " على ما يأتي بيانه. وأن الذي فعل أهل الجاهلية من جعل المحرّم صفراً وصفرٍ محرّماً ليس يتغيّر به ما وصفه الله تعالى. والعامل في «يوم» المصدر الذي هو «في كتاب الله»، وليس يعني به واحد الكُتُب؛ لأن الأعيان لا تعمل في الظروف. والتقدير: فيما كتب الله يوم خلق السموات والأرض. و «عند» متعلق بالمصدر الذي هو العِدّة، وهو العامل فيه. و «في» من قوله: «فِي كِتَابِ اللَّهِ» متعلقة بمحذوف، هو صفة لقوله: «?ثْنَا عَشَرَ». والتقدير: اثنا عشر شهراً معدودةً أو مكتوبة في كتاب الله. ولا يجوز أن تتعلق بِعدّة لما فيه من التفرقة بين الصلة والموصول بخبر إنّ.
الثالثة ـ هذه الآية تدلّ على أن الواجب تعليق الأحكام من العبادات وغيرها إنما يكون بالشهور والسنين التي تعرفها العرب، دون الشهور التي تعتبرها العجم والروم والقِبط وإن لم تزد على اثني عشر شهراً؛ لأنها مختلفة الأعداد، منها ما يزيد على ثلاثين ومنها ما ينقص، وشهور العرب لا تزيد على ثلاثين وإن كان منها ما ينقص، والذي ينقص ليس يتعيّن له شهر، وإنما تفاوتها في النقصان والتمام على حسب اختلاف سير القمر في البروج.
-
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[12 Mar 2006, 04:42 م]ـ
سقطت بعض الكلمات و الجمل الرابطة بين بعض أجزاء الكلام، و لم أتمكن من التعديل لفوات الوقت المسموح به من إدارة الملتقى،
فمعذر ة
ـ[لطفي الزغير]ــــــــ[13 Mar 2006, 07:09 م]ـ
قال العسكري في الفروق اللغوية ص131:
الفرق بين العام والسنة: أن العام جمع أيام والسنة جمع شهور، ألا ترى أنه لما كان يقال أيام الزنج قيل عام الزنج، ولما لم يقل شهور الرنج لم يقل سنة الرنج، ويجوز أن يقال: العام يفيد كونه وقتا لشئ، والسنة لا تفيد ذلك، ولهذا يقال: عام الفيل ولا يقال سنة الفيل، ويقال في التاريخ سنة مائة وسنة خمسين ولا يقال عام مائة وعام خمسين إذ ليس وقتا لشئ مما ذكر من هذا العدد، ومع هذا فإن العام هو السنة والسنة هي العام وإن اقتضى كل واحد منهما ما لا يقتضيه الآخر مما ذكرناه، كما أن الكل هو الجمع والجمع هو الكل وإن كان الكل إحاطة بالأبعاض والجمع إحاطة بالأجزاء.
1394 الفرق بين العام والسنة (1): قال ابن الجواليقي (2): ولا يفرق (3) عوام الناس بين السنة والعام ويجعلونهما بمعنى. ويقولون لمن سافر في وقت من السنة أي وقت كان إلى مثله: عام، وهو غلط، والصواب ما أخبرت به عن أحمد بن يحيى (4) أنه قال: السنة من أول يوم عددته إلى مثله، والعام لا يكون إلا شتاء وصيفا. وفي التهذيب (5) أيضا: العام: حول يأتي على شتوة وصيفة. وعلى هذا فالعام أخص من السنة. وليس كل سنة عاما.
فإذا عددت من يوم إلى مثله فهو سنة وقد يكون فيه نصف الصيف، ونصف الشتاء. والعام لا يكون إلا صيفا أو شتاء متوالين. انتهى.
ولقد كنت قرأت أن العام يطلق على الخصب والنماء والخير، والسنة تُطلق على الجدب والشر، ولهذا تقول العرب أصابتنا سنة ولا تقول أصابنا عام، وقال تعالى: ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين، وقال عن نوح عليه السلام: ولبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عالماً، فعبر عن المدة التي لبث فيها نوح في قومه بالسنين، والفترة التي تلتها بالعام لما فيها من الخير على نوح والدعوة، وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم ((اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف)).
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[13 Mar 2006, 09:47 م]ـ
القول بان الف سنة الا خمسين عاما على ما قيل ان السنة للشدة والعام للرخاءأُشكل علي من عدة وجوه:
***** الاول ان هذا التقسيم يلزم ما لا يلزم من تحديد عمر نوح عليه السلام. قال القرطبي رحمه الله تعالى:
وأختلف في مبلغ عمره.
فقيل: مبلغ عمره ما ذكره الله تعالى في كتابه.
قال قتادة: لبث فيهم قبل أن يدعوهم ثلثمائة سنة ودعاهم ثلاثمائة سنة، ولبث بعد الطوفان ثلاثمائة وخمسين سنة.
وقال ابن عباس: بعث نوح لاربعين سنة، ولبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، وعاش بعد الغرق ستين سنة حتى كثر الناس وفشوا.
وعنه أيضا: أنه بعث وهو ابن مئتين وخمسين سنة، ولبث فيهم ألف سنة إلا خمسين، وعاش بعد الطوفان مائتي سنة.
وقال وهب: عمر نوح ألفا وأربعمائة سنة.
وقال كعب الاحبار: لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، وعاش بعد الطوفان سبعين عاما فكان مبلغ عمره ألف سنة وعشرين عاما.
وقال عون بن شداد: بعث نوح وهو ابن خمسين وثلاثمائة سنة، ولبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، وعاش بعد الطوفان ثلثمائة سنةوخمسين سنة، فكان مبلغ عمره ألف سنة وستمائة سنة وخمسين سنة ونحوه عن الحسن.
قال الحسن: لما أتى ملك الموت نوحا ليقبض روحه قال: يا نوح كم عشت في الدنيا؟ قال: ثلثمائة قبل أن أبعث، وألف سنة إلا خمسين عاما في قومي، وثلثمائة سنة وخمسين سنة
بعد الطوفان.
قال ملك الموت: فكيف وجدت الدنيا؟ قال نوح: مثل دار لها بابان دخلت من هذا وخرجت من هذا.
وروى من حديث أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما بعث الله نوحا إلي قومه بعثه وهو ابن خمسين ومائتي سنة فلبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما وبقي بعد الطوفان خمسين ومائتي سنة فلما أتاه ملك الموت قال يا نوح يا أكبر الانبياء ويا طويل العمر ويا مجاب الدعوة كيف رأيت الدنيا قال مثل رجل بنى له بيت له بابان فدخل من واحد وخرج من الآخر " وقد قيل: دخل من أحدهما وجلس هنيهة ثم خرج من الباب الآخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن الوردى: بنى نوح بيتا من قصب، فقيل له: لو بنيت غير هذا، فقال: هذا كثير لمن يموت، وقال أبو المهاجر: لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما في بيت من شعر، فقيل له: يا نبى الله ابن بيتا فقال: أموت اليوم [أو] أموت غدا.
وقال وهب بن منبه: مرت بنوح خمسمائة سنة لم يقرب النساء وجلا من الموت.
وقال مقاتل وجويبر: إن أدم عليه السلام حين كبر ورق عظمه قال يا رب إلى متى أكد وأسعى؟ قال: يا أدم حتى يولد لك ولد مختون.
فولد له نوح بعد عشرة أبطن، وهو يومئذ ابن ألف سنة إلا ستين عاما.
وقال بعضهم: إلا أربعين عاما.
والله أعلم. القرطبي 332 - 333/ 13
وقال ابن الجوزي في زاد المسير:
قوله تعالى: {فلَبِثَ فيهم ألفَ سنةٍ إِلاَّ خمسينَ عاماً} اختلفوا في عُمُر نوح على خمسة أقوال.
أحدها: بُعث بعد أربعين سنة، وعاش في قومه ألف سنة إِلا خمسين عاماً يدعوهم، وعاش بعد الطوفان ستين سنة، رواه يوسف بن مهران عن ابن عباس.
والثاني: أنَّه لبث فيهم ألف سنة إِلا خمسين عاماً، وعاش بعد ذلك سبعين عاماً، فكان مبلغ عُمُره ألف سنة وعشرين سنة، قاله كعب الأحبار.
والثالث: أنهُ بعث وهو ابن خمسين وثلاثمائة، فلبث فيهم ألف سنة إِلا خمسين عاماً، ثم عاش بعد ذلك خمسين وثلاثمائة، قاله عون بن أبي شداد.
والرابع: أنَّه لبث فيهم قبل أن يدعوهم ثلاثمائة سنة، [ودعاهم ثلاثمائة سنة] ولبث بعد الطوفان ثلاثمائة وخمسين سنة، قاله قتادة. وقال وهب ابن منبِّه: بُعث لخمسين سنة.
والخامس: أنَّ هذه الآية بيَّنت مقدار عُمُره كلِّه، حكاه الماوردي.
فان قيل: ما فائدة قوله {إِلاَّ خمسينَ عاماً}، فهلاَّ قال: تسعمائة وخمسين!
فالجواب: أنَّ المراد به تكثير العدد، وذِكْر الألف أفخم في اللفظ، وأعظم للعدد.
قال الزجاج: تأويل الاستثناء في كلام العرب: التوكيد، تقول: جاءني إِخوتك إِلا زيداً، فتؤكِّد أَنَّ الجماعة جاؤوا، وتنقص زيداً. واستثناء نصف الشيء قبيح جداً لا تتكلَّم به العرب، وإِنما تتكلَّم بالاستثناء كما تتكلم بالنقصان، تقول: عندي درهم ينقُص قيراطاً، فلو قلت: ينقُص نصفه، كان الأَولى أن تقول: عندي نصف درهم، ولم يأت الاستثناء في كلام العرب إِلاَّ قليل من كثير.ج5 ص71
وقال الفخر الرازي:
فكل الأقولا على خلاف ذلك. وثبوته بقول امر لا يلزم.
المسألة الثانية: قال بعض العلماء الاستثناء في العدد تكلم بالباقي، فإذا قال القائل لفلان علي عشرة إلا ثلاثة، فكأنه قال علي سبعة، إذا علم هذا فقوله: {أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً} كقوله تسعمائة وخمسين سنة، فما الفائدة في العدول عن هذه العبارة إلى غيرها؟ فنقول قال الزمخشري فيه فائدتان إحداهما: أن الاستثناء يدل على التحقيق وتركه قد يظن به التقريب فإن من قال: عاش فلان ألف سنة يمكن أن يتوهم أن يقول: ألف سنة تقريباً لا تحقيقاً، فإذا قال إلا شهراً أو إلا سنة يزول ذلك التوهم ويفهم منه التحقيق الثانية: هي أن ذكر لبث نوح عليه السلام في قومه كان لبيان أنه صبر كثيراً فالنبي عليه السلام أولى بالصبر مع قصر مدة دعائه وإذا كان كذلك فذكر العدد الذي في أعلى مراتب الأعداد التي لها اسم مفرد موضوع، فإن مراتب الأعداء هي الآحاد إلى العشرة والعشرات إلى المائة والمئات إلى الألف، ثم بعد ذلك يكون التكثير بالتكرير فيقال عشرة آلاف، ومائة ألف، وألف ألف.12/ 135 تفسير الرازي
****الثاني ورود خلاف ذلك في القران: فان كانت سنين تكذيب قوم نوح ذكرت سنين في الاية فان سنين النسيء سميت اعواما:
إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَفليس خلاف حال بين عام تحليلهم له ولا عام تحريمهم له انهم كانوا على ضلال كضلال قوم نوح.
وقال تعالى:أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ فليس عامهم هذا مما يقال كما قيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي قصة يوسف عليه السلام قال تعالى عن قول يوسف:"قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ" اما الشداد فقد وصفهم بذلك دون سنين:
" ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ" وان كان وصف عام الخير بالعام" ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ"
وقد وصف أخبر الله عن مبيت أهل الكهف بالسنين "فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا",وقوله تاعالى "وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا" وبصاحب القرية اعوام "أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"
وهذا الوصف لا يتناسب مع ما ذكر:
وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
وكان مبيت موسى عليه السلام سنين زوج فيها وأمن من قومه فهي خير عليه:
إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا
فهل يستقيم التفريق بين العام والسنة بتلك الطريقة؟
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[14 Mar 2006, 01:43 ص]ـ
.................................................. ..................................
ولقد كنت قرأت أن العام يطلق على الخصب والنماء والخير، والسنة تُطلق على الجدب والشر، ولهذا تقول العرب أصابتنا سنة ولا تقول أصابنا عام، وقال تعالى: ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين، وقال عن نوح عليه السلام: ولبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عالماً، فعبر عن المدة التي لبث فيها نوح في قومه بالسنين، والفترة التي تلتها بالعام لما فيها من الخير على نوح والدعوة، وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم ((اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف)).
* * * * *
جاء في " المستدرك على الصحيحين ":
[8592] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان بن كامل المرادي ثنا عبد الله بن وهب أخبرني سعيد بن أبي أيوب عن شرحبيل بن يزيد عن أبي علقمة عن أبي هريرة رضي الله عنه ولا أعلمه إلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يبعث إلى هذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها.
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[19 Mar 2006, 12:13 ص]ـ
ليتكم فصلتم الكلام في المشاركة الأولى ليتضح المقصود أكثر، فلم يظهر لي المراد من كلام السهيلي، ثم زاد الأخ مجدي أبو عيشة الموضوع إرباكاً بكثرة اقتباساته، وصعوبة فهم كلامه. ليت الإخوة المشرفين يحررون مثل هذه المشاركات حتى تكون ذات جدوى. فمجرد القص واللصق لا يوصل المراد في بعض الأحيان، فليت أبا مجاهد يعيد التحرير للمسألة.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[19 Mar 2006, 01:04 ص]ـ
خي
ليس قصا و لصقا مجردا - كما يشغب البعض في الرد في ملتقيات أخرى!
و إنما هو نقل عن أحاديث صحاح من قول رسول الله صلى الله عليه و سلم، و كلامه من أفصح و أحسن الكلام يلغة العرب، و قد استعمل الكلمتين بمعنى واحد في الإخبار عن الأحكام الشرعية و كذا الأخبار منها، فكان هذا حجة و أي حجة في أنهما _ أي: السنة و العام - مترادفتان،
و إن كثر استعمال أحدهما في موضع ما فهذا لا ينفي صحة استعمال اللفظ الآخر فيه،
ما دام ثبت الترادف.
_ و قد اكتفى - كاتب هذا - بذكر الخبر النبوي بلفظ " السنة " فيما محله الفرح و الفرج، و هو تجديد ما اندرس من أمر الدين، فقال عليه الصلاة و السلام: " إن الله يبعث إلى هذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها "،
فاستعملت السنة فيما هو خير و يسر، و هذا أمر بيّن، تغني فيه الإشارة عن العبارة
و هو تعقب للقول باستعمالها فيما هو جدب و شر،
فتأمله بروية، يتبين لك المراد من غير عناء إن شاء الله
* و إنما يكون " القص و اللصق " إذا كان النقل مجرد رصّ للكلام،
و هل الاستدلال و الاحتجاج إلا نقل كلام في محل الاستشهاد و موضعه؟
و قد تكون الإشارة في أحيان كثيرة أبلغ من العبارة،
فتأمله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[19 Mar 2006, 08:11 ص]ـ
و جاء في " مختار الصحاح ":
(ع و م:
العَوْمُ السِباحة وبابه قال يُقال العوْم لا يُنسى وسير الإبل والسفينة عوْم أيضا،
و العَامُ السنة، و عَاوَمَهُ مُعاوَمَةً كما تقول مُشاهرة .... ).
* * *
و عليه،
ف " السنة " و " العام ": كلمتان مترادفتان في لغة العرب.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[21 Mar 2006, 09:24 م]ـ
الأخ فهد وفقه الله الى كل خير
مداخلتي عن الربط في المداخلة الثانية والتي تكلمت عن الفرق بين العام والسنة ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=30217)
وقد وجدت كلاما في الفرق بين السنة والعام في الفروق اللغوية لابو هلال العسكري "1393 الفرق بين العام والسنة: أن العام جمع أيام والسنة جمع شهور ألا ترى أنه لما كان يقال أيام الرنج قيل عام الرنج ولما لم يقل شهور الرنج لم يقل سنة الرنج ويجوز أن يقال العام يفيد كونه وقتا لشئ والسنة لا تفيد ذلك ولهذا يقال عام الفيل ولا يقال سنة الفيل ويقال في التاريخ سنة مائة وسنة خمسين ولا يقال عام مائة وعام خمسين إذ ليس وقتا لشئ مما ذكر من هذا العدد ومع هذا فإن العام هو السنة والسنة هي العام وإن اقتضى كل واحد منهما ما لا يقتضيه الآخر مما ذكرناه كما أن الكل هو الجمع والجمع هو الكل وإن كان الكل إحاطة بالابعاض والجمع إحاطة بالاجزاء.
1394 الفرق بين العام والسنة: قال ابن الجواليقي: ولا يفرق عوام الناس بين السنة والعام ويجعلونهما بمعنى. ويقولون لمن سافر في وقت من السنة أي وقت كان إلى مثله: عام، وهو غلط، والصواب ما أخبرت به عن أحمد بن يحيى أنه قال: السنة من أول يوم عددته إلى مثله، والعام لا يكون إلا شتاء وصيفا. وفي التهذيب أيضا: العام: حول يأتي على شتوة وصيفة. وعلى هذا فالعام أخص من السنة. وليس كل سنة عاما.
فإذا عددت من يوم إلى مثله فهو سنة وقد يكون فيه نصف الصيف، ونصف الشتاء. والعام لا يكون إلا صيفا أو شتاء متوالين. انتهى."
أقول: وتظهر فائدة ذلك في اليمين والنذر، فإذا حلف أو نذر أن يصوم عاما لا يدخل بعضه في بعض إنما هو الشتاء والصيف، بخلاف ما لو حلف ونذر سنة."
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[23 Mar 2006, 12:00 ص]ـ
1394 الفرق بين العام والسنة: قال ابن الجواليقي: ولا يفرق عوام الناس بين السنة والعام ويجعلونهما بمعنى ............ انتهى."
."
----------------------------------------------------------------
- لا أحسب أن صاحب " مختار الصحاح " من " عوام الناس "، و قد قال فيه:
(و العَامُ: السنة).
فهما كلمتان مترادفتان، و بمعنى واحد،
كما قال من هو من أهل الاختصاص
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[23 Mar 2006, 07:06 م]ـ
ولا الجوهري كذلك الذي نقل عنه الرازي ما تفضلت به ولا أظنه قصد أحد منهم , ولكن ما الرد على ما قاله ابن الجواليقي وهو من العلماء الذين لهم قدر معروف في لغة العرب وعلومها؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[24 Mar 2006, 04:36 م]ـ
الإخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا لم ترد لفظة (عام) جمعاً في القرآن الكريم؟
في حين أن المفردات الزمنية الواردة في الكتاب العزيز جاءت مفردة وجمعاً (مثل: يوم - أيام. شهر - شهور - أشهر. سنة - سنين).
ودمتم للحقّ أهلاً ..
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[25 Mar 2006, 12:35 ص]ـ
وردت كلمة (عام) بصيغة الجمع: (أعوام) في الحديث القدسي - أي: من قول الله عزَ و جلَ - الذي أخرجه الْحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ الْعَسْقَلَانِيِّ في " الْمَطَالِبُ الْعَالِيَةُ، كِتَابُ الْحَجِّ، بَابُ النَّدْبِ إِلَى الْحَاجِّ كُلَّ خَمْسَةِ أَعْوَامٍ:
(قال أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا خلف بن خليفة، عن العلاء بن المسيب، عن أبيه، عن أبي سعيد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله عز وجل قال: إن عبدا أصححت له جسمه، وأوسعت عليه في المعيشة، يمضي عليه خمس أعوام لا يفد إلي لمحروم " وقال أبو يعلى، حدثنا أبو بكر، بهذا. وقال عبد الرزاق، أنا سفيان الثوري، عن العلاء بن مسيب، به. قلت: اختلف فيه على العلاء).
- و القرآن الكريم و الحديث القدسي كلاهما قول الله جلَ ذكره.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[25 Mar 2006, 11:52 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
قال مالك في الموطأ:
"قَالَ مَالِك الْأَمْرُ عِنْدَنَا فِي قَسْمِ الصَّدَقَاتِ أَنَّ ذَلِكَ لَا يَكُونُ إِلَّا عَلَى وَجْهِ الْاجْتِهَادِ مِنْ الْوَالِي فَأَيُّ الْأَصْنَافِ كَانَتْ فِيهِ الْحَاجَةُ وَالْعَدَدُ أُوثِرَ ذَلِكَ الصِّنْفُ بِقَدْرِ مَا يَرَى الْوَالِي وَعَسَى أَنْ يَنْتَقِلَ ذَلِكَ إِلَى الصِّنْفِ الْآخَرِ بَعْدَ عَامٍ أَوْ عَامَيْنِ أَوْ أَعْوَامٍ فَيُؤْثَرُ أَهْلُ الْحَاجَةِ وَالْعَدَدِ حَيْثُمَا كَانَ ذَلِكَ وَعَلَى هَذَا أَدْرَكْتُ مَنْ أَرْضَى مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالَ مَالِك وَلَيْسَ لِلْعَامِلِ عَلَى الصَّدَقَاتِ فَرِيضَةٌ مُسَمَّاةٌ إِلَّا عَلَى قَدْرِ مَا يَرَى الْإِمَامُ"
باب أخذ الصدقة ومن يجوز أخذه منها
وفي سنن ابي داود
"بَاب تَفْسِيرِ أَسْنَانِ الْإِبِلِ ""قَالَ أَبُو دَاوُد سَمِعْتُهُ مِنْ الرِّيَاشِيِّ وَأَبِي حَاتِمٍ وَغَيْرِهِمَا وَمِنْ كِتَابِ النَّضْرِ بْنِ شُمَيْلٍ وَمِنْ كِتَابِ أَبِي عُبَيْدٍ وَرُبَّمَا ذَكَرَ أَحَدُهُمْ الْكَلِمَةَ قَالُوا يُسَمَّى الْحُوَارُ ثُمَّ الْفَصِيلُ إِذَا فَصَلَ ثُمَّ تَكُونُ بِنْتُ مَخَاضٍ لِسَنَةٍ إِلَى تَمَامِ سَنَتَيْنِ فَإِذَا دَخَلَتْ فِي الثَّالِثَةِ فَهِيَ ابْنَةُ لَبُونٍ فَإِذَا تَمَّتْ لَهُ ثَلَاثُ سِنِينَ فَهُوَ حِقٌّ وَحِقَّةٌ إِلَى تَمَامِ أَرْبَعِ سِنِينَ لِأَنَّهَا اسْتَحَقَّتْ أَنْ تُرْكَبَ وَيُحْمَلَ عَلَيْهَا الْفَحْلُ وَهِيَ تَلْقَحُ وَلَا يُلْقَحُ الذَّكَرُ حَتَّى يُثَنِّيَ وَيُقَالُ لِلْحِقَّةِ طَرُوقَةُ الْفَحْلِ لِأَنَّ الْفَحْلَ يَطْرُقُهَا إِلَى تَمَامِ أَرْبَعِ سِنِينَ فَإِذَا طَعَنَتْ فِي الْخَامِسَةِ فَهِيَ جَذَعَةٌ حَتَّى يَتِمَّ لَهَا خَمْسُ سِنِينَ فَإِذَا دَخَلَتْ فِي السَّادِسَةِ وَأَلْقَى ثَنِيَّتَهُ فَهُوَ حِينَئِذٍ ثَنِيٌّ حَتَّى يَسْتَكْمِلَ سِتًّا فَإِذَا طَعَنَ فِي السَّابِعَةِ سُمِّيَ الذَّكَرُ رَبَاعِيًا وَالْأُنْثَى رَبَاعِيَةً إِلَى تَمَامِ السَّابِعَةِ فَإِذَا دَخَلَ فِي الثَّامِنَةِ وَأَلْقَى السِّنَّ السَّدِيسَ الَّذِي بَعْدَ الرَّبَاعِيَةِ فَهُوَ سَدِيسٌ وَسَدَسٌ إِلَى تَمَامِ الثَّامِنَةِ فَإِذَا دَخَلَ فِي التِّسْعِ وَطَلَعَ نَابُهُ فَهُوَ بَازِلٌ أَيْ بَزَلَ نَابُهُ يَعْنِي طَلَعَ حَتَّى يَدْخُلَ فِي الْعَاشِرَةِ فَهُوَ حِينَئِذٍ مُخْلِفٌ ثُمَّ لَيْسَ لَهُ اسْمٌ وَلَكِنْ يُقَالُ بَازِلُ عَامٍ وَبَازِلُ عَامَيْنِ وَمُخْلِفُ عَامٍ وَمُخْلِفُ عَامَيْنِ وَمُخْلِفُ ثَلَاثَةِ أَعْوَامٍ إِلَى خَمْسِ سِنِينَ وَالْخَلِفَةُ الْحَامِلُ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَالْجَذُوعَةُ وَقْتٌ مِنْ الزَّمَنِ لَيْسَ بِسِنٍّ وَفُصُولُ الْأَسْنَانِ عِنْدَ طُلُوعِ سُهَيْلٍ قَالَ أَبُو دَاوُد وَأَنْشَدَنَا الرِّيَاشِيُّ إِذَا سُهَيْلٌ آخِرَ اللَّيْلِ طَلَعْ
فَابْنُ اللَّبُونِ الْحِقُّ وَالْحِقُّ جَذَعْ
لَمْ يَبْقَ مِنْ أَسْنَانِهَا غَيْرُ الْهُبَعْ
وَالْهُبَعُ الَّذِي يُولَدُ فِي غَيْرِ حِينِهِ"
الحديث المعروف بالحج كل خمسة أعوام لمن استطاع وهو أصح من رواية الاربعة أعوام
عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله: إن عبدا صححت له جسمه، ووسعت عليه في المعيشة يمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلي لمحروم»
قال رؤبة:
أشكو إليك شدة المعيش ... وجهد أعوام نتفن ريشي
ومن اساس البلاغة:
"ومن المجاز: فلان صلب في دينه وصلب. وهو صلب المعاجم. وصليب العود. وقد تصلب لذلك وتشدد له: ومشى في صلابة من الأرض. ويقال للأراضي التي لم تزرع زماناً: إنها لأصلاب منذ أعوام، وقد صلبت منذ أعوام. وعربيٌّ صليب: خالص النسب. قال أميّة:
ويعرفنا ذو رأيها وصليبها"1/ 264
وفي كتاب العين للخليل بن احمد:
"والحِلْوُ: حَفٌّ صغيرٌ يُنْسَجُ به، وشبّه الشّماخ لسان الحمار به فقال:
قُوَيْرحُ أعوامٍ كأنّ لسانَه ... إذا صاح حِلْوٌ زلّ عن ظَهْر مِنْسَجِ"1/ 233
وفي جمهرة اللغة:"وأعوام الرَّمادة: أعوام جَدْبٍ تتابعت على الناس في أيام عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، سُمّيت بذلك لأنها جعلت الأرض رماداً."1/ 399
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي القاموس المحيط:"العَوْمُ السِّباحَةُ، وسَيْرُ الإِبِلِ والسَّفينَة. والعُومَةُ، بالضم دُوَيبَّةٌ ج كصُردٍ. والعامُ السَّنَةُ
ج: أعْوامٌ، وسِنُونَ عُوَّمٌ، كرُكَّعٍ: تَوْكيدٌ، والنهار. وعاومَتِ النَّخْلَةُ: حَمَلَتْ سَنَةً، ولم تَحْمِلَ سنَةً، كعَوَّمَتْ، و فلاناً: عامَلَهُ بالعامِ. والمُعاوَمَةُ المَنْهِيُّ عنها: أن تَبِيعَ زَرْعَ عامِكَ، أو هو أن تَزِيدَ على الدَّيْنِ شيئاً وتُؤَخِّرَهُ. والعامَةُ: هامَةُ الراكِبِ إذا بَدا لَكَ في الصَّحْراءِ، أو لا يُسَمَّى عامَةً حتى يكونَ عليه عِمامَةٌ، وكَوْرُ العِمامَةِ، والطَّوْفُ الذي يُرْكَبُ في الماءِ."3/ 263
وفي لسان العرب" (عوم) العامُ الحَوْلُ يأْتي على شَتْوَة وصَيْفَة والجمع أَعْوامٌ لا يكسَّرُ على غير ذلك وعامٌ أَعْوَمُ على المبالغة قال ابن سيده وأُراه في الجدب كأَنه طال عليهم لجَدْبه وامتناع خِصْبه وكذلك أَعْوامٌعُوَّمٌ وكان قياسه عُومٌ لأَن جمع أَفْعَل فُعْل لا فُعَّل ولكن كذا يلفظون به كأن الواحد عامٌ عائمٌ وقيل أَعوامٌ عُوَّمٌ من باب شِعْر شاعر وشُغْل شاغل وشَيْبٌ شائبٌ وموْتٌ مائتٌ يذهبون في كل ذلك إلى المبالغة فواحدها على هذا عائمٌ قال العجاج من مَرِّ أَعوام السِّنينَ العُوَّم من الجوهري وهو في التقدير جمع عائم إلا أَنه لا يفرد بالذكر لأَنه ليس بإسم وإنما هو توكيد قال ابن بري صواب إنشاد هذا الشعر ومَرّ أََعوام وقبله كأَنَّها بَعْدَ رِياحِ الأَنجُمِ وبعده تُراجِعُ النَّفْسَ بِوَحْيٍ مُعْجَمِ وعامٌ مُعِيمٌ كأعْوَم عن اللحياني وقالوا ناقة بازِلُ عامٍ وبازِلُ عامِها قال أَبو محمد الحَذْلمي قامَ إلى حَمْراءَ مِنْ كِرامِها بازِلِ عامٍ أَو سَديسِ عامِها ابن السكيت يقال لقيته عاماً أَوّلَ ولا تقل عام الأَوّل وعاوَمَهُ مُعاوَمَةً وعِواماً استأْجره للعامِ عن اللحياني وعامله مُعاوَمَةً أَي للعام وقال اللحياني المُعَاوَمَةُ أن تبيع زرع عامِك بما يخرج من قابل قال اللحياني والمُعاومة أَن يَحِلَّ دَيْنُك على رجل فتزيده في الأَجل ويزيدك في الدَّين قال ويقال هو أَن تبيع زرعك بما يخرج من قابل في أعرض المشتري وحكى الأَزهري عن أَبي عبيد قال أَجَرْتُ فلاناً مُعاوَمَةً ومُسانَهَةً وعاملته مُعاوَمَةً كما تقول مشاهرةً ومُساناةً أَيضاً والمُعاوَمَةُ المنهيُّ عنها أَن تبيع زرع عامك أَو ثمر نخلك أَو شجرك لعامين أَو ثلاثة وفي الحديث نهى عن بيع النخل مُعاومةً وهو أَن تبيع ثمر النخل أَو الكرم أَو الشجر سنتين أَو ثلاثاً فما فوق ذلك ويقال عاوَمَتِ النخلةُ إذا حَمَلتْ سنة ولم تحْمِلْ أُخرى وهي مُفاعَلة من العام السَّنةِ وكذلك سانََهَتْ حَمَلتْ عاماً وعاماً لا ورَسَمٌ عامِيٌّ أَتى عليه عام قال مِنْ أَنْ شجاك طَلَلٌ عامِيُّ ولقِيتُه ذاتَ العُوَيمِ أَي لدُنْ ثلاث سنِين مضت أو أَربع قال الأَزهري قال أَبو زيد يقال جاورت بني فلان ذاتَ العُوَيمِ ومعناه العامَ الثالثَ مما مضى فصاعداً إلى ما بلغ العشر ثعلب عن ابن الأَعرابي أَتيته ذاتَ الزُّمَينِ وذاتَ العُوَيم أَي منذ ثلاثة أَزمان وأَعوام وقال في موضع آخر هو كقولك لَقِيتُه مُذْ سُنَيَّاتٍ وإنما أُنِّث فقيل ذات العُوَيم وذات الزُّمَين لأنهم ذهبوا به إلى المرّة والأَتْيَةِ الواحدة قال الجوهري وقولهم لقِيتُه ذات العُوَيم وذلك إذا لقيته بين الأَعوام كما يقال لقيته ذات الزُّمَين وذات مَرَّةٍ وعَوَّمَ الكَرْمُ تَعويماً كثر حَمْله عاماً وقَلَّ آخر وعاوَمتِ النخلةُ حَمَلتْ عاماً ولم تحْمِل آخر وحكى الأَزهري عن النضر عِنَبٌ مُعَوِّم إذا حَمَل عاماً ولم يحمل عاماً وشَحْمٌ مُعَوِّم أَي شحم عامٍ بعد عام قال الأَزهري وشَحْمٌ مُعَوِّم شحمُ عام بعد عام قال أَبو وجزة السعدي تَنادَوْا بِأَغباشِ السَّواد فقُرِّبَتْ عَلافِيفُ قد ظاهَرْنَ نَيّاً مُعَوِّما أَي شَحْماً مُعَوِّماً وقول العُجير السَّلولي رَأَتني تَحادبتُ الغَداةَ ومَنْ يَكُن فَتىً عامَ عامَ الماءِ فَهْوَ كَبِيرُ فسره ثعلب فقال العرب تكرّر الأَوقات فيقولون أَتيتك يومَ يومَ قُمْت ويومَ يومَ تقوم والعَوْمُ السِّباحة يقال العَوْمُ لا يُنْسى وفي الحديث عَلِّموا صِبْيانكم العَوْم هو السِّباحة وعامَ في الماء عَوْماً سَبَح ورجل عَوَّام ماهر بالسِّباحة وسَيرُ الإبل والسفينة عَوْمٌ أَيضاً قال الراجز وهُنَّ بالدَّو يَعُمْنَ عَوْما قال ابن سيده وعامَتِ الإبلُ في سيرها على المثل وفرَس عَوَّامٌ جَواد كما قيل سابح وسَفِينٌ عُوَّمٌ عائمة قال إذا اعْوَجَجْنَ قلتُ صاحِبْ قَوِّمِ بالدَّوِّ أَمثالَ السَّفِينِ العُوَّمِ "12/ 431(/)
تفسير آية الكرسي د. خالد السبت (شريط مفرغ)
ـ[أ. عبود]ــــــــ[13 Mar 2006, 07:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله ..
لقد قمت بتفريغ هذا الشريط النافع بإذن الله ووجدت فيه كثيرا من الفوائد العلمية والتربوية أقدمه لكم ولا تنسوني من دعائكم
بسم الله الرحمن الرحيم
(قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا () ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا)
تفريغ شريط تفسير آية الكرسي لفضيلة الشيخ / د. خالد السبت حفظه الله
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،أما بعد:
فأسأل الله عز وجل أن يكتب لنا في هذا الاجتماع العلم النافع والخير الذي نتبصر به الطريق الموصلة إلى الله تبارك وتعالى، وأسأل الله عز وجل أن يجعل ذلك باعثا إلى تفهم كتابه وتدبره وتعلم معانيه.
في هذا الدرس الأول من دروس التفسير سيكون حديثنا بإذن الله عز وجل عن آية من كتاب الله تبارك وتعالى نبتدأ بها هذا اليوم:
(الله لا إله إلا هو الحي القيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم، له ما في السماوات وما في الأرض، من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم، ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم)
يقول الله عز وجل (الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم) الآية. أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي ابن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله فقال، أي آية معك في كتاب الله أعظم؟ فقال على البديهة: (الله لا إله إلا هو الحي القوم)
فهذا السؤال يحتاج جوابه إلى نظر وتأمل واستقراء وتبصر في معاني كتاب الله عز وجل ..
القرآن فيه آلاف الآيات، فإذا أراد أحد من الناس أن يحكم بأن هذه الآية هي أعظم آية في كتاب الله يحتاج أن يستحضر المعاني الواردة في القرآن بعد استحضار الآيات الواردة فيه، ثم يستطيع أن يحكم بعد ذك هل هذه الآية أعظم أم تلك ..
أبي بن كعب رضي الله عنه لشدة حذقه في حفظ كتاب الله عز وجل ولشدة تبصره ومعرفة معانيه قال على البديهة: (الله لا إله إلا هو .. )
ولم يقل ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم أعلمه هذا المعنى في يوم من الأيام .. لا ..
والدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم ما أخبره به أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما سمع هذه الإجابة: (ليهنك العلم أبا المنذر) يعني هنيئا لك بالعلم يا أبا المنذر ..
هنأه النبي صلى الله عليه وسلم بهذا البصر والفقه والفهم في كتاب الله تبارك وتعالى الذي أهله ليتعرف على هذا المعنى من بين آلاف الآيات القرآنية، فحكم بأن هذه الآية هي أعظم آية في كتاب الله عز وجل.
ولماذا كانت أعظم آية في كتاب الله؟ ..
يا إخوة .. شرف العلم بشرف المعلوم .. وشرف الذكر بشرف المذكور.
فالعلوم والصنائع إنما تشرف وتتفاضل بحسب مضامينها ومحتوياتها .. فالعلم الذي يتعلق بالطبابة مثلا أشرف من العلم الذي يتعلق بالحدادة، والعلوم التي تتعلق بالمعادن أشرفها ما كان يتعلق بالمعادن النفيسة كالعلوم المتعلقة بالذهب، ويلي ذلك العلوم التي تتعلق بالمعادن الخسيسة كالحديد، فهذه علوم تتعلق بباب واحد ومع ذلك تفاوتت أشد التفاوت.
لماذا؟ .. لأن متعلقها متفاوت .. فهذا علم يتعلق بالذهب وهذا علم يتعلق بالحديد.
المهن .. الذي يقود الطائرة صنعته أشرف من الذي يقود القطار، وأشرف من الذي يقود السيارة مثلا ..
الذي يعمل في الطبابة .. مهنته طبابة الإنسان .. هذه الصنعة أشرف ممن يتعاطى طبابة الحيوان ..
لماذا؟ .. لأن شرف العلم بشرف المعلوم .. وشرف الذكر بشرف المذكور.
فهذه الأية تتعلق بأسماء الله عز وجل وصفاته بل تتعلق بأعظم الأسماء والصفات .. بل تتعلق بأسماء ترجع إليها سائر الأسماء الحسنى التي تدل على أوصاف الكمال، ولذلك كانت هذه الآية أعظم من غيرها .. كانت أعظم آية في القرآن الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه جماعة من الصحابة منهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والمغيرة بن شعبة، وأبو أمامة الباهلي وجابر ببن عبد الله رضي الله عنهم أجمعين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت).
وجاء في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة الشيطان الذي كان يحثو من تمر الصدقة – والحديث مشهور- وفيه أن أبا هريرة رضي الله عنه لما أخذه في المرة الثالثة قال له: لا أدعنك حتى آتي بك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال له: ألا أعلمك شيئا ينفعك الله به؟! فقال: بلى. فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فإنه لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح.
إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فإنه لن يزال عليك من الله حافظ .. يحفظه ويحوطه ويرعاه ..
ولا يقربك شيطان حتى تصبح .. فهذا الحفظ، الأرجح – والله أعلم – أنه حفظ مطلق، من الهوام وشياطين الإنس وشياطين الجن ..
فالله عز وجل يحفظه ويحوطه ويكلؤه ويرعاه من كل مخوف، وكذلك لا يقربه شيطان فلا يرى الرؤى المزعجة، ولا تقع في قلبه الخواطر و الوساوس التي يلقيها الشيطان في قلب العبد ليوقع الشك في قلبه، أو يريه رؤى مزعجة فيقع الحزن في نفسه.
هذه بعض الأحاديث الثابتة التي وردت في فضل هذه الآية العظيمة من كتاب الله عز وجل.
أما التفسير، فالله عز وجل يقول: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) ..
(الله): قال كثير من أهل العلم: إنه الاسم الأعظم، واستدلوا على ذلك بأمور منها:
أن جميع الأسماء الحسنى تعود إليه لفظا ومعنى .. ما معنى تعود إليه لفظا ومعنى؟ ..
تعود إليه لفظا: أي أنها تأتي معطوفة عليه دائما في القرآن (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن) ..
ولا تجد في القرآن أن هذا الاسم الكريم يعطف على شيء من الأسماء الحسنى .. يعني لا تجد (الرحمن الرحيم الله) .. لا
(بسم الله الرحمن الرحيم) فكل الأسماء الحسنى تعود إليه لفظا .. كما أنها تعود إليه معنى ..
أنتم إذا تأملتم في هذه الأشياء التي تذكر في معاني هذه الأسماء الحسنى ستدركون أن هذه الآية فعلا تستحق أن تكون فعلا أعظم آية في كتاب الله .. يعني ستخرجون بهذه النتيجة ..
ومعنى أن الأسماء الحسنى تعود إليه معنى .. (الله) مشتق على الأرجح من ( .... أو .... )، كما هو قول المحققين من أهل اللغة مثل سيبوبه والخليل بن أحمد والزجاج والفراء، وهو اختيار ابن القيم وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمهم الله أجمعين.
والإله هو المعبود .. والتأله معناه التعبد.
هذا الإسم الكريم (الله) مشتق من صفة الإلهية، أو يتضمن صفة الإلهية ..
والذي يكون إلها لا بد أن يكون ربا خالقا رازقا حيا مالكا غنيا قادرا وغير ذلك مما نعرف من أوصاف الكمالات ومالا نعرف، فلا يكون إلها إلا من كان متحققا بجميع صفات الكمال والجلال والعظمة والكبرياء وما إلى ذلك، وإلا فلا يكون إلها .. الإله لا يكون عاجزا، ولا يكون فقيرا، ولا يكون ضعيفا، ولا يكون فيه نقص بوجه من الوجوه، فهو الذي له الكمال المطلق وبالتالي يستحق أن يعبد، فالفقير العاجز المربوب لا يصلح أن يعبد وإنما يعبد الغني الخالق القادر، الرازق المحيي المميت المدبر، الذي بيده مقاليد كل شيء، فإذا سئل أعطى وإذا دعي أجاب .. هذا هو الإله.
ولهذا يقول العلماء إن توحيد الإلهية متضمن لتوحيد الربوبية.
إذا قلت هو إله فهذا يتضمن أنه هو الرازق المحيي المميت القادر .. إلخ، ولهذا يقولون أيضا إن توحيد الربوبية يستلزم توحيد الإلهية، معنى هذا الكلام .. إذا أقررت أن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت الضار النافع، فما حاجتك إلى غيره؟!. ولهذا احتج النبي صلى الله عليه وسلم على حصين –والد عمران بن حصين – جيء به وهو شيخ هرم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليجادله في الإيمان فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: كم إلها تعبد؟ قال: سبعة، ستة في الأرض وواحد في السماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
فسأله النبي صلى الله عليه وسلم بعض الأسئلة: من لحاجتك؟ من لرغبتك؟ فيقول: الذي في السماء .. ، فحجه النبي صلى الله عليه وسلم بهذه القضية قال: فما حاجتك بهؤلاء الآلهة؟ ما حاجتك بغيره؟! فكان ذلك سببا لإسلامه رضي الله عنه، وقد جاء للاحتجاج على النبي صلى الله عليه وسلم في قضية التوحيد.
فإذا .. حينما نقر بأن الله هو الإله، فهذا يتضمن أنه موصوف بجميع صفات الكمال. وبهذا نعرف الجواب عن السؤال في معنى كون هذا الاسم ترجع إليه الأسماء الحسنى من جهة المعنى. أي أن معناه يتضمن جميع معاني الأسماء الحسنى الدالة على الكمال، فالله عز وجل ترجع إليه جميع معاني الأسماء الأخرى كالرازق والحي والقادر والمدبر والسميع والبصير وما إلى ذلك.
ولهذا قال جمع من أهل العلم: إنه الاسم الأعظم الذي إذا سئل الله به أعطى، وإذا دعي أجاب،فهو أعظم الأسماء الحسنى وأجلها على الإطلاق، كما أنه أيضا من الأسماء المختصة بالله تبارك وتعالى .. يعني بعض أسماء الله عز وجل يمكن أن يسمى بها المخلوق مثل العزيز (وقالت امرأت العزيز)، أما (الله) فلا يمكن أن يسمي به أحد من المخلوقين، فهو اسم مختص بالله تبارك وتعالى.
(الله لا إله إلا هو) هذه أشرف كلمة قيلت على الإطلاق، وهي كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) .. هي أصدق كلمة وأعدل كلمة .. ما قال قائل قط أصدق كلمة من هذه الكلمة .. كلمة الشهادة .. كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) .. ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أفضل ما قلت أنا و النبيون قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له) الحديث.
الله لا إله إلا هو: أي لا معبود بحق سواه.
ثم قال: (الحي القيوم): الحي: الذي له الحياة الكاملة من كل وجه، فهي حياة لم تسبق بعدم.
المخلوق حي يوصف بالحياة .. ولكن الفرق بين حياة المخلوق وحياة الخالق .. حياة الخالق لم تسبق بعدم، هو الأول، ولا يلحقها عدم، وهو الآخر، ولا يعتريها نقص بوجه من الوجوه ..
حياة المخلوق مسبوقة بالعدم، ويعقبها الفناء والعدم .. يموت الإنسان، ويعتريها النقص والضعف والخلل بما يحصل للإنسان من الأوجاع والأمراض التي تكون ضعفا في حياته، إضافة إلى السنة والنعاس والنوم، لأن النوم في الواقع هو موتة صغرى .. فنحن حينما ننام، فنحن في الواقع نموت في كل يوم، بل قد نموت في كل يوم عدة مرات، فهذا نقص في حياتنا في الواقع، وإن كان بالنسبة للمخلوق الضعيف الفقير المحتاج يعد النوم كمالا في حياته، لأنه لو لم ينم لكان ذلك علة ومرضا يستدعي ذهابه إلى الأطباء .. فهذا كمال، ولكنه ليس كمالا مطلقا، بل هو كمال نسبي يليق بالمخلوق. أما إذا قيمنا هذه الصفة ونظرنا إليها (النوم) من حيث هي، فإنها لا تكون كمالا على سبيل الإطلاق، بل هي كمال نسبي يليق بالمخلوقين فحسب. أما الخالق فلا يليق به النوم جل وعلا، لأن النوم نقص في الحياة، ولهذا قال:
(الله لا إله إلا هو الحي) الذي له الحياة الكاملة، لم تسبق بعدم ولا يلحقها عدم، وهي أيضا لا يعتريها نقص ..
وهنا سؤال .. أن أهل الجنة يخلدون فيها، فهل يرد ذلك على كون الله عز وجل له الحياة الكاملة التي لا يسبقها عدم، فما الجواب؟ ..
بقاؤهم في الجنة .. هل قيامهم بأنفسهم؟! .. لا .. وإنما بإقامة الله عز وجل لهم، فقيامهم مفتقر إلى إقامة غيرهم .. إلى إقامة الله تبارك وتعالى، فهو ليس قياما بنفسه، وإنما قيام بغيره.
أما قيام الله عز وجل وبقاؤه وحياته الكاملة فإنه مقيم لنفسه سبحانه وتعالى ويقيم غيره .. وأنتم تلاحظون هذه المعاني المترابطة فيما يلوح لكم من الأسماء الآتية .. هو يقيم غيره، ولا يفتقر إلى غيره في بقائه وحياته الأبدية. وأما أهل الجنة فإنما بقاؤهم بإبقاء الله لهم .. فهم مفتقرون إليه كل الافتقار.
(الله لا إله إلا هو الحي القيوم) .. تلاحظون أن حرف العطف محذوف بين هذه الأسماء .. فما وجه هذا الحذف؟ لماذا لم يقل الله لا إله إلا هو الحي والقيوم والذي لا تأخذه سنة ولا نوم .. إلى آخره. لماذا لم يذكر العطف؟
إذا تأملنا في كتاب الله عز وجل نجد أن ذكر الأسماء الحسنى لا يذكر معه حرف العطف إلا في موضعين اثنين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: مع الاسم الموصول (سبح اسم ربك الأعلى، الذي خلق فسوى، والذي قدر فهدى، والذي أخرج المرعى .. ) إلى آخره.
والموضع الثاني: في مقام واحد في كتاب الله عز وجل، وهو قوله تبارك تعالى (هو الأول والآخر والظاهر والباطن) في هذا المقام فقط.
لاحظ الآن .. الأسماء المذكورة هنا (الأول والآخر والظاهر والباطن) هل هي أسماء متقاربة أم متقابلة؟ .. متقابلة .. الأول والآخر ..
(اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء)
فهذه الأسماء متقابلة تماما .. بينما المواضع الأخرى التي يحذف معها حرف العطف تكون متقاربة تجد العزة مع الحكمة .. العزيز الحكيم.
المغفرة يتبادر معها الرحمة .. الغفور الرحيم.
والحياة ما الذي يناسبها؟ .. القيومية، ولهذا قال (الحي القيوم) .. له الحياة الكاملة وهو أيضا قيوم.
قيوم .. صيغة مبالغة .. معناها: أنه قائم بنفسه مقيم لغيره سبحانه وتعالى، قائم على خلقه في كل شيء، قائم عليهم في حياتهم وفي أرزاقهم، وقائم عليهم في آجالهم، وقائم عليهم في كل شأن من شئونهم، فهو الذي يدبرهم التدبير المطلق، وهو الذي يحكم عليهم ولا معقب لحكمه جل وعلا، هذا معنى القيوم. (أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت)
وهذا من كمال حياته، فهو كما أنه قائم بنفسه هو أيضا مقيم لغيره.
(لا تأخذه سنة ولا نوم) .. وانظر إلى هذا المعنى العجيب الذي نفاه الله عز وجل بعد أن ذكر الحياة والقيومية، فقد يتوهم المتوهم من ذكر حياته جل وعلا أن حياته كحياة المخلوقين يرد عليها ما يرد على المخلوقين من حاجة إلى الراحة وغياب عن هذا العالم المشاهد بالنوم أو ما دونه من مقدماته وهي السنة، فنفى الله عز وجل هذا الوهم فقال: (لا تأخذه سنة ولا نوم) .. وحينما ينفي السنة والنوم لا يكون ذلك نفيا لهذه المعاني الناقصة فحسب، بل إن النفي في كتاب الله عز جل إذا نفى الله عز وجل عن نفسه أو عن كتابه أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم شيئا فإن ذلك يتضمن ثبوت كمال ضده، فإذا قال (لا تأخذه سنة ولا نوم)، فهذا يتضمن ثبوت كمال حياته سبحانه وتعالى.
أما نحن الضعفاء الفقراء المساكين فحسبنا النفي، فيقال: فلان ليس ضعيفا،فلان ليس عالما،فلان ليس جاهلا. فيكون مبلغ ذلك الكلام هو نفي هذه الصفة فحسب ولا يتضمن ذلك ثبوت كمال الضد.
أما إذا نفى الله عن نفسه شيئا من النقائص أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم أو عن كتابه فإن هذا يتضمن ثبوت كمال ضده، فيكون ذلك إثباتا لكمال حياته وقيوميته.
(لا تأخذه سنة ولا نوم) .. وما معنى السنة؟ .. السنة هي مقدمة النوم وخثورته والضعف الطبيعي الذي يعتري الإنسان قبل أن ينام. هذه هي السنة. وبعض العلماء يقولون هي والنعاس بمعنى واحد. وبعضهم يفرقون بينهما فيقولون: السنة في الرأس والنعاس في العين، والنوم في القلب. وهنا ذكر الله السنة ولم يذكر النعاس، فتكون السنة والنعاس بمعنى – أي واحد – والله أعلم.
فنفى الله عز وجل عن نفسه مقدمة النوم وهي السنة أو النعاس، ونفى النوم وهو غياب الإنسان هذا الغياب الطبيعي عن العالم المشاهد بحيث أن حواس الإنسان وقلبه وعقله يفتر، فلا يحس بما حوله. لا يشعر بشيء مما حوله.
قد يقول قائل: نفى الله عز وجل السنة ونفى النوم، أما كان يكفي أن ينفي السنة فيكون نفي النوم من باب أولى؟ أو ينفي النوم فيكون ذلك أيضا نفيا أيضا لمقدماته؟ فما الجواب؟
يمكن أن يقال زيادة في التأكيد .. لكن القاعدة في هذا الباب أن التأسيس مقدم على التوكيد، لأنه يبني معنى جديدا. يقال (لا تأخذه سنة ولا نوم) أن السنة قد ترد من غير النوم، فيدافع الإنسان النوم، فيحصل له نعاس ولكن لا يحصل النوم، قد توجد السنة منفردة عن النوم، وقد يوجد النوم من غير سنة .. أليس كذلك؟ .. فنفى الله عز وجل الأمرين. ولاحظ هذا النفي أنه أدخل بينهما لا النافية مرة أخرى، قال (لا تأخذه سنة ولا نوم) وكان يكفي أن يقال (لا تأخذه سنة ونوم) ولكن مبالغة في التوكيد وأن كل واحد منهما منفيا على سبيل الاستقلال، قال (لا تأخذه سنة ولا نوم) أي ولا يأخذه نوم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قال: (له ما في السماوات وما في الأرض) .. هذا الإله العظيم الذي له جميع أوصاف الكمال، وله القيومية الكاملة، والحياة الكاملة، ولا يعتريه غفلة ولا نقص بوجه من الوجوه. (له ما في السماوات وما في الأرض) بعد أن قرر أنه تبارك وتعالى لا تعتريه الآفات ولا تغيره الليالي والأيام كما تغير البشر، فهو الكامل الكمال المطلق، الذي لا يرد عليه نقص بوجه من الوجوه، قال (له ما في السماوات وما في الأرض) .. (له): اللام هنا للملك.
العلماء يذكرون ثلاث لامات، ما هي؟ .. لام الاستحقاق، ولام الاختصاص، ولام الملك.
- نحن نأتي بفوائد علمية وأحيانا لغوية وأحيانا تربوية، ليكون هذا الدرس في أشياء متنوعة من الفوائد، تقرؤون في بعض الكتب فتدركون بعض المعاني وتتصورون بعض القضايا التربوية من كلام الله عز وجل –
ما الفرق بين اللامات الثلاث؟ .. الآن اللام حينما نقول (الكأس لزيد) .. الآن الكأس ذات .. ذات أم معنى؟ .. ذات
أضفناه إلى ذات، فإضافة ذات إلى ذات من شأنها أن تملك الذات المضاف إليها، تكون اللام للملك. (الكأس لزيد، السيارة لمحمد، البيت لصالح, القلم لسعيد)
إذا أضفنا ذات إلى ذات ليس من شأنها أن تملك صارت اللام للاختصاص (المفتاح للسيارة) المفتاح ذات والسيارة ذات، ولكن السيارة ليس من شأنها أن تملك (الباب للمنزل، السلك للمكبر، الورق للمسجد) .. فهذه اللام لام الاختصاص.
باقي اللام الثالثة وهي لام الاستحقاق .. أن نضيف معنى إلى ذات مثل (الحمد لله) الحمد معنى أم ذات؟ .. معنى .. (لله) اللام للاستحقاق
تقول (الشكر لله) الشكر معنى، فاللام للاستحقاق .. وهكذا.
فهنا يقول (له ما في السماوات) اللام ما نوعها؟ .. لام الملك .. (له ما في السماوات) أي ملكا. و (ما) صيغة عموم تدل على العموم، أي جميع ما في السماوات السبع كله ملك لله عز وجل لا يشاركه فيه أحد، (له ما في السماوات وما في الأرض) أي كل ما في الأرض هو ملك لله عز وجل.
ولا حظ أن السماوات مجموعة، والأرض مفردة. (تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن) فلماذا تذكر السماوات مجموعة والأرض مفردة، إذا ذكرت السماء والأرض؟ ما الجواب؟
يمكن أن يقال والله أعلم، الأرض .. اسم جنس، يدل على الواحد والجمع فيشمل ذلك الأرضين السبع (له ما في السماوات وما في الأرض) أي ملكا، وهذا يدل على سعة ملك الله عز وجل، وإذا علم العبد أن الله عز وجل له ما في السماوات وما في الأرض فهل يطلب الغنى من غير الله تبارك وتعالى؟ .. كل ما في السماوات وما في الأرض ملك لله عز وجل، فإذا افتقرت واحتجت، إلى أين تلجأ؟ .. إلى الله وحده لا شريك له، فهو الذي بيده خزائن السماوات والأرض، والمخلوق الضعيف لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا. (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد، إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جيد، وما ذلك على الله بعزيز) فنحن وما نملك كلنا ملك لله عز وجل.
ثم قال مبينا عظمة هذا الملك: (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) .. (من ذا الذي): هذا استفهام، وهذا الاستفهام يتضمن معنى النفي، وإيراد النفي بصيغة الاستفهام أبلغ وأبلغ.
المعنى (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) معناه .. لا أحد يشفع عنده إلا بإذنه، وهذا يدل على كمال ملك الله عز وجل .. ومن أي وجه؟ .. لأن المخلوق إذا كان موصوفا بالملك فإن الناس قد يتقدمون بين يديه بالشفاعة من غير استئذان، وقد يشفع هو من غير رغبة .. قد لا يرغب في هذه الشفاعة التي قدمت بين يديه، لكنه قد يحرج أو يستحي أو قد يقبل هذه الشفاعة خوفا من غائلة الشافع لأن ملكه لا يقوم إلا به .. قد يكون من أعوانه .. الذين لا يقوم ملكه إلا بهم فيقبل الشفاعة خوفا من غائلة هذا الشافع، وقد يقبلها حياء منه وخجلا وإحراجا، وقد يقبلها ردا لجميله السابق عليه وإفضاله.
وأما الله عز وجل فهو لا يخاف من أحد ولا يقبل الشفاعة إحراجا من أحد، وليس لأحد فضل على الله عز وجل حتى يكون ذلك القبول على سبيل المقايضة .. من هو الذي يتفضل على الله عز وجل حتى يحتاج رب العالمين جل وعلا وتقدس وتنزه أن يرد له هذا الجميل؟
(يُتْبَعُ)
(/)
والناس كلهم لا يقومون إلا بإقامته جل وعلا، فهذا هو الفرق بين ملك المخلوقين وبين ملك رب السماوات والأرض .. فهو لعظمة ملكه وقوته وغناه التام الكامل لا يحتاج إلى أحد على سبيل الإطلاق .. فلا أحد يتجرأ أن يشفع عنده إلا بإذنه .. (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) أي لا أحد يشفع عند الله إلا بإذنه .. بإذنه لمن؟! .. بإذن للشافع أصلا أن يشفع .. ما يتقدمون بين يديه بالشفاعة ابتداء .. لا .. لابد من الاستئذان. ثم لا بد من الإذن في الشفاعة، ولا بد من الرضى عن المشفوع له، ولهذا يقول الله عز وجل (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى)، ولهذا قال الله عن أهل الإشراك (فما تنفعهم شفاعة الشافعين) فلا يتقدم إذن أحد بين يدي الله بالشفاعة إلا بعد إذن الله للشافع أن يشفع وبعد إذنه في الشفاعة وبعد رضاه عن المشفوع له. وهذا لكمال ملك الله جل وعلا، بخلاف المخلوق الذي يتقدم بين يديه بالشفاعة من دون استئذان، وقد يقبلها على مضض محرجا أو خائفا من هذا الشافع.
(من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) لاحظ .. هناك قرر أنه ذو الألوهية، وقرر أيضا أنه موصوف بالحياة الكاملة، وبالقيومية الكاملة، وأن له ما في السماوات وما في الأرض .. فماذا بقي للأرباب والأنداد؟ هل بقي لها شيء؟ هل بقي لأحد مع الله عز وجل شرك في هذا الكون يقاسم الرحمن به؟ .. أبدا.
فلما قرر هذه المعاني نفى أمرا قد يتوهمه المتوهمون، فيقولون: نلوذ بشفاعة الشافعين ممن يقربون إليه بألوان القربات، فقال لهم: فكما أن أولئك لا يملكون نفعا ولا ضرا، ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا، وليس لهم في هذا الكون قليل ولا كثير. قال أيضا: فهؤلاء أيضا لا يملكون الشفاعة، ولا يتقدمون بين يدي الجبار عز وجل ليشفعوا لأحد إلا بعد إذنه جل وعلا، فأين المفر إلا إليه؟. فيكون هو ملاذ العبد وملجؤه، ويكون فقر العبد بكليته إلى ربه وخالقه جل وعلا .. لا يكون في القلب أدنى افتقار إلى المخلوقين .. هكذا يربي القرآن أهل الإيمان لتعمر قلوبهم بمعرفة الله عز وجل معرفة صحيحة بأسمائه وصفاته.
(من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) .. إذن ما حاجتكم لهؤلاء الأرباب الذين تتوسلون بهم وتصرفون ألوان القربات إليهم، وتقولون (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفا) (هؤلاء شفعاؤنا عند الله).
ثم يقول (يعلم ما بين أيهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء) ذكر سبحانه وتعالى علمه الكامل المحيط بجميع شئون المخلوقين .. (يعلم ما بين أيهم وما خلفهم) يعلم ما قدموا وما أخروا. (عالم الغيب والشهادة) فلا يعزب عنه سبحانه وتعالى مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، فعلمه محيط، يعلم ما كان وما يكون، وما لا يكون لو كان كيف يكون كما قال الله عز وجل (ولو ردوا لعادوا لما نهو عنه) وقال (لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم) وقال أيضا جل وعلا مخبرا عن هذا العلم المحيط لما قال المنافقون ليهود بني النضير (لئن أخرجتم لنخرجن معكم، ولئن قوتلتم لننصرنكم) فرد الله عليهم قال (لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون) يقول هذا لا يكون ولو كان ليولن الأدبار .. سينهزمون .. فربنا جل وعلا هذا علمه.
هذا الرب الذي نعبد وله نصلي ونسجد .. هذا هو الإله الذي نتقرب إليه وندعوا إليه ونتوكل عليه، فنحن نتوكل على جناب عظيم.
فـ (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيهم وما خلفهم)
وبالمقابل (ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء) شيء: نكرة في سياق النفي، والنكرة في سياق النفي تدل على العموم، يعني: ولا يحيطون بأي شيء من علم الله عز وجل إلا بما شاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
(ولا يحيطون بشيء من علمه) الضمير الهاء .. إلى أي شيء يرجع؟ .. يمكن أن يكون يرجع إلى الله (ولا يحيطون بشيء من علمه) يعني: من علم الله عز وجل. وهل تحتمل الآية معنى آخر؟ .. نعم .. يحتمل أن يكون عائد إلى علم ما بين أيديهم وما خلفهم، فيكون المعنى (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم) ما قدموا وما أخروا ولا يحيطون بشيء من علم ما بين أيديهم وما خلفهم إلا بما شاء أن يطلعهم عليه. يكون المعنى هكذا. وأيهما الراجح؟ .. لا نحتاج أن نقول أيهما الراجح لأن القرآن يعبر به في الألفاظ القليلة الدالة على المعاني الكثيرة، فالخلق لا يحيطون بشيء من علم الله عز وجل إلا بما شاء، ولا يحيطون أيضا بشيء من علم ما بين أيديهم وما خلفهم إلا بما أطلعهم الله عليه. والمعنى الثاني مستلزم للمعنى الأول. يعني إذا كانوا لا يحيطون بعلم شيء مما بين أيديهم وما خلفهم فمن باب أولى أنهم لا يحيطون بشيء من علم الله عز وجل، لأن علم ما بين أيديهم وما خلفهم هو بعض من علم الله عز وجل.
ولهذا يقال إذا دلت الآية على معنيين بينهما تلازم فإن الآية تحمل عليهما، وإذا دل القرآن على معنى واحتمل غيره من غير ما نع يمنع من حمله عليه حمل على المعنيين، لأن القرآن يعبر به بالألفاظ القليلة الدالة على المعاني الكثيرة.
مثلا: الله عز وجل يقول (ومن شر غاسق إذا وقب) معنى الغاسق .. بعض العلماء يقولون الليل، وبعضهم يقولون القمر. فيحاول بعض العلماء أن يرجح وفي الواقع لا حاجة للترجيح، لأن القمر يخرج في الليل، فالمعنيان بينهما ملازمة، فالقولان حق.
(ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء) أن يطلعهم عليه، كما قال (إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا)
ثم قال (وسع كرسيه السماوات والأرض) فيه بيان كمال عظمة الله جل وعلا.
الكرسي: موضع القدمين في لغة العرب .. الذي يوضع بين يدي العرش كالمرقاة له. والعرش هو سرير الملك.
(وسع كرسيه السماوات والأرض) فما معنى الكرسي في الآية؟ .. هو ذلك المخلوق الهائل العظيم الذي يكون بين يدي عرش الرحمن جل وعلا .. ما صفته؟ كيف هو؟ .. لا نعلم، لأن هذه أمور غيبية نثبتها لله عز وجل كما أخبر ولا نخوض فيها متأولين بأفهامنا وآرائنا.
لكن تصور هذا المخلوق الذي بين يدي العرش (وسع كرسيه السماوات والأرض) يعني أضخم من السماوات والأرض، إذا ما ضخامة العرش؟! .. إذا كان الكرسي وهو صغير بالنسبة للعرش أضخم من السماوات والأرض، وتعلمون ما معنى السماوات؟ .. العلماء يتحيرون في السماء الدنيا بأفلاكها ومجراتها وشموسها ومجموعاتها الشمسية .. يتحيرون في ضخامتها وسعتها فكيف السماء الثانية التي هي أوسع منها، والسماء الثالثة التي هي أوسع من الثانية، وهكذا حتى تصل إلى السماء السابعة.
يا أخي النبي صلى الله عليه وسلم صح عنه في الحديث أنه قال: (أذن لي أن أحدث عن أحد حملة العرش، ما بين شحمة أذنه ومنكبه سبعمائة سنة تخفق الطير) يعني تصور سرعة الطير سبعمائة سنة يمشي يخفق .. يطير .. حتى يقطع هذه المسافة في ملك من الملائكة.
إذا كانت هذه عظمة مخلوق فما عظمة الخالق .. عظمة الله أعظم مما نتصور ومما يخطر في أذهاننا ..
الله جل جلاله له العظمة الكاملة التي لا تخطر على بال .. والله جل وعلا صاحب هذه العظمة يقول عن الملائكة: (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آ منوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم، وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته) ويقول أيضا عن الملائكة (يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون) النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل صلى الله عليه وسلم في صورته الحقيقية مرتين، رآه له ستمائة جناح قد سد ما بين الأفق. ويذكر في الأخبار والتواريخ أن قرى قوم لوط (والمؤتفكة أهوى) قرى ليست قرية واحدة .. المؤتفكات .. جمع .. جاء في التاريخ والأخبار أن جبريل صلى الله عليه وسلم رفعها بطرف جناحه حتى صعد بها إلى السماء بأهلها .. بدوابها .. فلما وصل بها إلى السماء قلبها .. المؤتفكة أفكها أي قلبها، .. المؤتفكات المنقلبات .. أهوى، أي أسقطها. هذا ملك، فما هي إذا عظمة الرحمن؟ .. ثم
(يُتْبَعُ)
(/)
نحن هذه الهباءة الصغيرة في هذا الكون .. الضعفاء المساكين نتمرد على الله عز وجل ونعصيه ونشمخ بأنوفنا عاليا إذا ذكرنا بالله جل وعلا وأمرنا بتقواه أو أنكر علينا منكر من المنكرات .. نتكبر ونتعاظم .. ولربما يبدر من هذا الإنسان الضعيف بعض التصرفات التي تنبئ عن استخفافه بالله عز وجل .. فأين نحن من هؤلاء الملائكة الذين هم بهذه العظمة، والله يقول (يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون).
(ولا يؤوده حفظهما) أي لا يعجزه ولا يثقله حفظ السماوات والأرض .. هذه المخلوقات الهائلة يحفظها .. وهذا من قيوميته سبحانه وتعالى، ومع ذلك لا يثقله هذا الحفظ، ولا يعجزه .. ومعنى (يؤوده) أي يثقله ويعجزه مأخوذ من قول العرب آده يؤوده وهو أن الشيء إذا وضع عليه شيء ثقيل فإنه ينثني من هذا الثقل ويعوج ويميل وينحني، فالله عز وجل يحفظ السماوات والأرض ومن فيهن، وهن خاضعات لعظمته (تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) فهو له ما في السماوات وما في الأرض، وهو يحفظها، وأيضا لا يعجزه ولا يثقله حفظ السماوات والأرض.
(وهو العلي العظيم) الذي له العلو المطلق .. علو الذات، فهو فوق العرش سبحانه وتعالى (الرحمن على العرش استوى)
وعلو القدر والمنزلة، وعلو القهر، فله جميع معاني العلو، (وهو العلي العظيم) ذو العظمة الكاملة، وقد سمعتم من أوصافه وأسمائه الدالة على عظمته ما يدرك معه شيء من هذه العظمة.
(الله لا إله إلا هو الحي القيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم، له ما في السماوات وما في الأرض، من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم، ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم)
أقول للإخوة نحن بحاجة إلى تدبر هذا القرآن وتفهم معانيه، وأنتم تلاحظون هذه آية من كتاب الله عز وجل نقرأها، ولربما نحفظها جميعا، ونسمعها في الصلاة، فكم يغيب عنا من معانيها، ولو كنا نتفهم القرآن ونتدبره، ونفهم هذه المعاني منه لكنا أسعد أمة وأقوى أمة، وانشرحت صدورنا من كتاب الله عز وجل وما شبعنا من قراءته وسماعه ..
يعني أنت الآن حينما تدرس تفسير آية مثل هذه أو سورة وتفهم معانيها، حينما تقرأها أو تسمعها من الإمام، هل يكون سماعها لك كسماعها من قبل؟ .. فرق كبير جدا .. يلوح لك فيها من المعاني أشياء كثيرة جدا لم تتفطن لها، ولهذا أقول ينبغي العناية بكتاب الله عز وجل وقراءة شيء من التفاسير وتفهم هذا الكلام ..
لو أنك تأتي مثلا في صلاة التراويح .. الآيات التي يقرؤها الإمام لو قرأتها من تفسير واحد على الأقل ثم تابعت الإمام في قراءتها لتمنيت أن الإمام لا يركع، لأن المعاني تتوارد في ذهنك بشكل عجيب جدا .. بل قد يسبق اللسان أحيانا، فيتكلم الإنسان من غير قصد .. أكمل الآية .. أكمل الآيات .. لا تركع الآن، لأنها متسلسلة ومترابطة ترابطا عجيبا، فإذا ركع الإمام قطع عليك سلسلة هذه المعاني، فتكاد تتكلم أكمل الآيات لما يلوح لك من معانيها.
أما إذا كان الإنسان لا يفهم هذه الأشياء ولا يدرك معانيها، فتجده يصلي وهو يكسر أصابعه ويتململ كأنه على ملة، ولا يتأثر بهذا القرآن. وإذا سمع الإمام بكى .. كأنه جاء من مكان بعيد .. إيش عنده الإمام؟! .. فإذا اكتشف مثلا أن الإمام بكى في سورة الفاتحة يجلس يتساءل سنة كاملة .. فيه أحد يبكي من سورة الفاتحة؟! .. هي أعظم سورة في كتاب الله عز وجل.
فأقول أيها الإخوة نحن نعيش بعيدا عن معاني القرآن، فما أحوجنا إلى تدبره وتفهمه وتدارسه.
ـ[عادل التركي]ــــــــ[06 Jul 2008, 09:47 ص]ـ
جزاكم الله خير
جهد مشكور تشكر عليه
وهنا تجد نقل لتفريغك في ملتقى أهل الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=137748)
وقد تم تثبيته وتفاعل مشكور من الأخوة
ـ[معلمة]ــــــــ[28 Feb 2009, 10:35 م]ـ
سلمت اناملك(/)
تفسير ابن شاهين
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[13 Mar 2006, 12:34 م]ـ
وجدت في كتاب ابن شاهين "ناسخ الحديث ومنسوخه " اشارة الى تفسير له رحمه الله.فهل له وصل منه شيء؟
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[13 Mar 2006, 12:50 م]ـ
أخي الكريم
لقد سمعت بهذا التفسير وذكره كثر في التراجم والنقولات
لكني لم اقف له على مخطوطة أو نسخة
لعل الإخوة عندهم خبر آخر
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[13 Mar 2006, 01:49 م]ـ
فضائل سيدة النساء
ناسخ الحديث ومنسوخه
تاريخ أسماء الثقات
هذا ما وقفت عليه من كتب ابن شاهين(/)
بيعٌ رابح
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[13 Mar 2006, 08:38 م]ـ
بسم الله الرحن الرحيم
بيعٌ رابح
--------------------------------------------------------------------------------
قال تعالى:
{{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}} (111) التوبة.
هيا بنا إخواني نتدبر هذه الآية الكريمة:
{إن الله اشترى}
من المشتري؟ الله سبحانه وتعالى.
من البائع؟ العبد المؤمن.
أي صفقة من هذه؟ ومع من تتعامل؟
إذن التفاصيل مثيرة تستدعي الاهتمام وإصاخة السمع، وفتح العقول والصدور.
ثم قال الله تعالى:
{أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ}
ثم إن الله عز وجل قدم النفس على المال، لأن التضحية بالنفس أصعب من التضحية بالمال، فكان هذا التقديم والتأخير موافقاً للترتيب المعنوي حسب الأصعب فالأسهل. ولو اختلف لما كان صحيحاً، لأن النفس أعز من المال، وأدْعَى للمحافظة عليها.وجعل لذلك خير جزاء وهو الجنة.
ولكن البلاغة في الآية جاءت باستعارة البيع والشراء لهذه التضحية، وهذا الجزاء، فالله العزيز لم يقل من يضحي بدمه وماله أعطيه الجنة، أو أدخله الجنة، وإنما استعار البيع والشراء لهما. أي للتضحية وفي المقابل الجزاء.
وقوله {بأن لهم الجنة} متعلق بـ {اشترى}، ودخلت الباء هنا على المتروك على بابها، وسماها أبو البقاء (باء المقابلة)، كقولهم (باء العوض)، وكقولهم (باء الثمانية).
وقال الحسن ومجاهد ومقاتل: ثامنهم فأغلى ثمنهم.
وفيه لطيفةٌ، وهي أن المشتري لا بدَّ وأن يغاير البائع، وهنا البائعُ هو اللهُ تعالى، والمشتري هو الله، وهذا إنما يصحُّ في حقِّ القيم بأمر الطفل الذي لا يمكُنُه رعاية المصالح في البيع والشراء وصحَّة هذا البيع مشروطة برعاية الغبطة؛ فهذا جارٍ مجرى التَّنبيه على كون العبد كالطِّفلِ الذي لا يهتدي إلى رعاية مصالح نفسه؛ وأنَّهُ تعالى هو الرَّاعي لمصالحه بشرط الغبطةِ.
ثم قوله تعالى {يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}
عبر عن القتال بصيغة المضارع، وبصيغة الإخبار، ولم تأتِ بصيغة الأمر. لماذا؟
عبر سبحانه بصيغة الإخبار وفيها معنى الأمر،كما في قوله تعالى:
{وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ} (11) الصف.
وبصيغة المضارع، لدلالة على أن استمرار الجهاد في سبيله سبحانه، وفي هذه الصيغة دلالة إشارة على أن الجهاد مستمر إلى يوم القيامة، ويعضده ما جاء في الحديث الشريف ((الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة لا يبطله عدل عادل أو جور جائر)).
وقوله تعالى: {فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ} بيانٌ لكون القتالِ في سبيل الله بذلاً للنفس وأن المقاتِلَ في سبيله باذلٌ لها وإن كانت سالمةً غانمة، فإن الإسنادَ في الفعلين ليس بطريق اشتراطِ الجمعِ بينهما ولا اشتراطِ الاتصافِ بأحدهما البتةَ بل بطريق وصفِ الكلِّ بحال البعضِ فإنه يتحقق القتالُ من الكل سواءٌ وجد الفعلان أو أحدَهما منهم أو من بعضهم بل يتحقق ذلك وإن لم يصدُرْ منهم أحدُهما أيضاً كما إذا وُجدت المضاربةُ ولم يوجد القتلُ من أحد الجانبين أو لم توجد المضاربةُ أيضاً فإنه يتحقق الجهادُ بمجرد العزيمة والنفير وتكثيرِ السواد، وتقديمُ حالةِ القاتلية على حالة المقتوليةِ للإيذان بعدم الفرقِ بينهما في كونهما مصداقاً لكون القتالِ بذلاً للنفس وقرئ بتقديم المبنيِّ للمفعول رعايةً لكون الشهادة عريقةً في الباب وإيذاناً بعدم مبالاتِهم بالموت في سبيل الله تعالى بل بكونه أحبَّ إليهم من السلامة.
ثم قال تعالى: {وَعْدًا عَلَيْهِ حَقّا فِي ?لتَّوْرَاةِ وَ?لإِنجِيلِ وَ?لْقُرْءانِ} قال الزجاج: نصب {وَعْداً} على المعنى، لأن معنى قوله: {بِأَنَّ لَهُمُ ?لّجَنَّةَ} أنه وعدهم الجنة، فكان وعداً مصدراً مؤكداً. واختلفوا في أن هذا الذي حصل في الكتب الثلاثة، ما هو؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فالقول الأول: أن هذا الوعد الذي وعده للمجاهدين في سبيل الله وعد ثابت، فقد أثبته الله في التوراة والإنجيل كما أثبته في القرآن.
والقول الثاني: المراد أن الله تعالى بين في التوراة والإنجيل أنه اشترى من أمة محمد عليه الصلاة والسلام أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، كما بين في القرآن.
والقول الثالث: أن الأمر بالقتال والجهاد هو موجود في جميع الشرائع.
و يبدو أن المعنى الراجح في تفسير قوله تعالى:
{وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ}.
ما جاء عند:ابن كثير حيث قال:
قَوْله " وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالْقُرْآن " تَأْكِيد لِهَذَا الْوَعْد وَإِخْبَار بِأَنَّهُ قَدْ كَتَبَهُ عَلَى نَفْسه الْكَرِيمَة وَأَنْزَلَهُ عَلَى رُسُله فِي كُتُبه الْكِبَار وَهِيَ التَّوْرَاة الْمُنَزَّلَة عَلَى مُوسَى وَالْإِنْجِيل الْمُنَزَّل عَلَى عِيسَى وَالْقُرْآن الْمُنَزَّل عَلَى مُحَمَّد صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.
وما جاء عند القرطبي:
{وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ}
إِخْبَار مِنْ اللَّه تَعَالَى أَنَّ هَذَا كَانَ فِي هَذِهِ الْكُتُب , وَأَنَّ الْجِهَاد وَمُقَاوَمَة الْأَعْدَاء أَصْله مِنْ عَهْد مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام. و " وَعْدًا " و " حَقًّا " مَصْدَرَانِ مُؤَكدَانِ.
وهما يحتملان القول الأول والثالث ولا يحتملان القول الثاني.
ثم قال تعالى: {وَمَنْ أَوْفَى? بِعَهْدِهِ مِنَ ?للَّهِ} والمعنى: أن نقض العهد كذب. وأيضاً أنه مكر وخديعة، وكل ذلك من القبائح، وهي قبيحة من الإنسان مع احتياجه إليها، فالغني عن كل الحاجات أولى أن يكون منزهاً عنها. وقوله: {وَمَنْ أَوْفَى? بِعَهْدِهِ} استفهام بمعنى الإنكار، أي لا أحد أوفى بما وعد من الله.
والجملة تذييل مقرر لمضمون الأمر السابق.
" و التذييل هو أن تأتي في الكلام جملة تحقق ما قبلها ".
وهنا قال الله في مطلع الآية {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ}، ثم تحقق الكلام بقوله {وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ}
ثم قال: {فَ?سْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ ?لَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذ?لِكَ هُوَ ?لْفَوْزُ ?لْعَظِيمُ} {فَ?سْتَبْشِرُواْ} التفات إلى خطابهم لزيادة التشريف والاستبشار إظهاراً لسرورهم.
" والالتفات أسلوب بديعي،وهو أن تتغير صيغة الخطاب بين فقرات الجملة الواحدة من مخاطب إلى غائب إلى متكلم ".
وليست السين فيه للطلب، والفاء لترتيبه أو ترتيب الأمر به على ما قبله أي فإذا كان كذلك فاظهروا السرور بما فزتم به من الجنة، وإنما قال سبحانه: {بِبَيْعِكُمُ} مع أن الابتهاج به باعتبار أدائه إلى الجنة لأن المراد ترغيبهم في الجهاد الذي عبر عنه بالبيع، ولم يذكر العقد بعنوان الشراء لأن ذلك من قبله سبحانه لا من قبلهم والترغيب على ما قيل إنما يتم فيها هو من قبلهم، وقوله تعالى: {?لَّذِى بَايَعْتُمْ بِهِ} لزيادة تقرير بيعهم وللإشعار بتميزه على غيره فإنه بيع الفاني بالباقي ولأن كلا البدلين له سبحانه وتعالى، ومن هنا كان الحسن إذا قرأ الآية يقول: أنفس هو خلفها وأموال هو رزقها {وَذَلِكَ} أي البيع الذي أمرتم به {هُوَ ?لْفَوْزُ ?لْعَظِيمُ} الذي لا فوز أعظم منه، وما في ذلك من البعد إشارة إلى بعد منزلة المشار إليه وسمو رتبته في الكمال. والإشارة إلى الجنة التي جعلت ثمناً بمقابلة ما بذلوا من أنفسهم وأموالهم، وفي ذلك إعظام للثمن ومنه يعلم حال المثمن.
واعلم أن هذه الآية {إِنَّ ?للَّهَ ?شْتَرَى? مِنَ ?لْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْو?لَهُمْ} مشتملة على أنواع من التأكيدات:
فأولها: قوله: فيكون المشتري هو الله المقدس عن الكذب والخيانة، وذلك من أدل الدلائل على تأكيد هذا العهد.
والثاني: أنه عبر عن إيصال هذا الثواب بالبيع والشراء، وذلك حق مؤكد.
وثالثها: قوله: {وَعْداً} ووعد الله حق.
ورابعها: قوله: {عَلَيْهِ} وكلمة «على» للوجوب.
وخامسها: قوله: {حَقّاً} وهو التأكيد للتحقيق.
وسادسها: قوله: {فِي ?لتَّوْرَاةِ وَ?لإِنجِيلِ وَ?لْقُرْءانِ} وذلك يجري مجرى إشهاد جميع الكتب الإلهية وجميع الأنبياء والرسل على هذه المبايعة.
وسابعها: قوله: {وَمَنْ أَوْفَى? بِعَهْدِهِ مِنَ ?للَّهِ} وهو غاية في التأكيد.
وثامنها: قوله: {فَ?سْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ ?لَّذِى بَايَعْتُمْ بِهِ} وهو أيضاً مبالغة في التأكيد.
وتاسعها: قوله: {وَذ?لِكَ هُوَ ?لْفَوْزُ}
وعاشرها: قوله: {?لْعَظِيمُ} فثبت اشتمال هذه الآية على هذه الوجوه العشرة في التأكيد والتقرير والتحقيق.
والله أعلم.(/)
كيف لي أن أبدأ رسالتي المتعلقة بترجيحات أحد المفسرين؟
ـ[طالِب]ــــــــ[14 Mar 2006, 05:32 م]ـ
سؤالي وضح جليا شيوخنا الكرام من خلال العنوان
كيف لي أن أبدأ رسالتي المتعلقة بترجيحات أحد المفسرين؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[14 Mar 2006, 08:22 م]ـ
الأخ الكريم
هذه بعض النقاط وأرجو أن تكون مفيدة لك
1 - القيام باستقراء تفسيره أولا وجمع المسائل التي رجح فيها وترقيمها
2 - النظر بعد ذلك في طرق ترجيحه والقواعد التي اعتمد عليها في ذلك من خلال المسائل المجموعة وذلك بالنظر فيها مسألة مسألة.
3 - قراءة ما كتب حول منهجه في تفسيره.
4 - التفريق بين القول الذي رجحه وأشار إلى إمكانية قبول غيره، وبين ما رجحه وحكم بخطأ غيره من الأقوال. وهذه في نظري مهمة جدا، فمن الترجيحات ما يكون ترجيحا للمعنى الأولى أو الأرجح وقد يكون غيره صحيحا مقبولا لكن ليس بدرجة القول المرجَّح.
5 - مقارنة ترجيحاته بترجيحات غيره من المفسرين.
6 - رأيك أنت في ترجيحه هل هوالراجح أم أن غيره أرجح.
ومما يفيدك كثيرا في هذا الجانب كتاب قواعد الترجيح عند المفسرين للدكتور حسين الحربي
ولعل المشايخ الفضلاء يفيدونك ببعض الجوانب الأخرى، فما أنا إلا رضيع لبانهم
وفقك الله
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[14 Mar 2006, 10:36 م]ـ
إليك هذه المنهج المختصر المجمل:
1 - جمع ترجيحات المفسر من تفسيره، أو من جميع كتبه المطبوعة حسب الخطة المعتمدة لك.
2 - دراسة هذه الاختيارات وفق المنهج التالي:
أ - ذكر الآية التي ورد فيها الخلاف.
ب - ذكر اختيار الشيخ في الآية.
جـ - ذكر كلام الشيخ في الاختيار أو الترجيح بنصه إن كان قليلاً، أو اختصاره , وذكر مضمونه، إن كان طويلاً.
د - إذا كان للشيخ عدة نصوص في اختيار مسألة معينة , فاختر نموذجاً , أو أكثر منها، وأشر إلى بقيتها في الحاشية.
هـ - المقارنة بين اختيارات الشيخ واختيارات غيره من أئمة التفسير، مع الاستدلال لكل قول من الأقوال , وذكر ما يرد عليه من اعتراضات. مبتدأً بالقول الراجح , ما لم يقتض الأمر خلاف ذلك , كأن يكون الراجح الجمع بين الأقوال وحمل الآية على كل ما ذكر فيها.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[15 Mar 2006, 11:52 ص]ـ
هناك أمر مهم في نظري، وهو ضابط اختيار الترجيحات، فبعض المفسرين يكون له في تفسيره ترجيحات متعددة؛ كالقرطبي والألوسي وغيرهما، وأرى أن الضابط واضح، وهو أن يكون الترجيح في التفسير فحسب، أما ترجيحاته في الفقه أو الأصول أو النحو أو غيرها، فإنها لا تدخل في التفسير.
ويحسن ـ أصلا ـ وضع ضابط في دراسة الترجيحات على ما يأتي:
1 ـ ما الهدف من جمع الترجيحات؟
2 ـ من المفسر الذي يحسن أن تُدرس ترجيحاته؟
3 ـ هل الباحث عنده الملكة لدراسة ترجيحات المفسر، والخلوص بنتيجة علمية سليمة؟
لأن الأمر في نهاية المطاف سيكون ترجيحات الباحث، وليس ترجيحات المفسر؛ لأن الباحث سيكون حكمًا على ترجيحات المفسر.
ـ[طالِب]ــــــــ[15 Mar 2006, 09:38 م]ـ
شيخنا الكريم / أبو صفوت
أسأل الله العظيم أن يجعل ما قدمته لي من نصح في ميزان حسناتك، وأن لا يحرمك الله الأجر ..
وإن سمحتم لي أود أن أستفسر حيال النقطة الرابعة حيث أتمنى على فضيلتكم شرحها شرحا وافيا.
ـ[طالِب]ــــــــ[15 Mar 2006, 09:42 م]ـ
فضيلة الدكتور / إبراهيم الحميضي
بارك الله بكم وبعلمكم، مع أمنية خاصة أن تتكرموا بالتمثيل للنقطة " د" بشكل أكبر حتى يتسنى لي فهم ذلك فهم دقيقا.
ـ[طالِب]ــــــــ[15 Mar 2006, 09:46 م]ـ
فضيلة الدكتور / مساعد بن سليمان الطيار
نفع الله بكم، والمفسر الذي أريد بحول الله أن أدرس ترجيحاته هو القرطبي، ثم حقظكم الله شيخنا كيف لي أنا اعلم أن لدي ملكة لدراسة ترجيحات المفسر؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[18 Mar 2006, 09:45 ص]ـ
الأخ الفاضل. حفظك الله
4 - التفريق بين القول الذي رجحه وأشار إلى إمكانية قبول غيره، وبين ما رجحه وحكم بخطأ غيره من الأقوال. وهذه في نظري مهمة جدا، فمن الترجيحات ما يكون ترجيحا للمعنى الأولى أو الأرجح وقد يكون غيره صحيحا مقبولا لكن ليس بدرجة القول المرجَّح.
بمعنى أنه قد يكون هناك قولين كلاهما صواب صحيح، والآية تحتملهما لكن أحدهما أرجح وأولى بالقبول من الآخر ففي هذه الحال يكون الترجيح بين قولين صحيحين وذلك مثلا كقوله تعالى " ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل " فقد ورد فيها قولان:
1 - أنهم يقطعون الرحم.
2 - أنها عامة لكل ما أمر الله بوصله فقطعه هؤلاء القوم فيشمل قطع الرحم وغيرها من كل قطيعة كتفريقهم بين رسل الله.
ففي هذه الحال يكون الترجيح للأولى والأرجح، ولا يلزم من ترجيح أحد القولين أن القول الآخر باطل
وأما في حالة ورود قولين او أكثر والآية لا تحتمل إلا قولا واحدا فيكون الترجيح في هذه الحالة حكما على ما عدا هذا القول بالخطأ.
فقوله تعالى " ثم بعثناكم من بعد موتكم " ظاهر أن معناه بعثهم من الموت للحياة، وبالتالي فالقول الوارد أن معناها ثم بعثناكم أنبياء قول باطل. فالترجيح في هذه الحالة بين صواب وخطأ لا بين صوابين كالحالة الأولى
أرجو أن يكون مقصدي اتضح.
وفقك الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله بن عيدان الزهراني]ــــــــ[18 Mar 2006, 12:41 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:فلا أكتمكم أيها الإخوة الفضلاء أنني أشف بالكتابة في هذا الموقع لأول مرة، رغم أن استفادتي منه كثيرة فجزى الله القائمين عليه خير الجزاء ..
غير أن مادفعني للكتابة في هذا الموضوع بالذات هو أني قد ابتدأت البحث في موضوع (ترجيحات القرطبي في التفسير) واول راضي سنة من يسيرها!!
ولي مشاركة حول ماذكر أجملها في النقاط الآتية:
1 - أن موضوع دراسة ترجيحات أي مفسرلاأشك في فائدته للباحث؛ وذلك لأنه يسطّلع -في كل مسألة ورد فيها للمفسر ترجيح- على أقوال غيره من المفسرين المتقدمين منهم والمتأخرين، ومعلومٌ أن التفسير علم كثر فيه الخلاف وتعددت فيه الأقوال في معنى المفردة الواحدة لدرجة أنه لايمكن الجمع -أحيانًا- بين تلك الأقوال، فعلى هذا فالتفسير بحاجة إلى مزيد من تحقيق تلك الأقوال ودراستها.
2 - أن هذا البحث يعرّف الطالب -بدقّة- على مناهج المفسرين من خلال التطبيقات العملية وذلك بمقارنة ترجيحات أحد الأئمة بترجيحات غيره ومعرفة منهج كل واحد منهم وسبب ترجيحه لذلك القول.
3 - أن قواعد الترجيح في التفسير قد أصّل لها، ومثل هذه الدراسة تطبيق لتلك القواعد في بيان أثرها في الدلالة على أرجح الأقوال ..
4 - أن ملكة الترجيح في التفسير يمكن أن يكتسبها الباحث من هذا الموضوع، وذلك بعد اطلاعه على ماقاله المفسرون في المسألة موضع البحث وفهم تلك الأقوال وعرض أدلتها ومناقشة تلك الأدلة.
5 - بالنسبة لما أشار إليه الدكتور مساعد -وفقه الله ونفعنا بعلمه- من أن الأمر في نهاية المطاف سيكون (ترجيحات الباحث وليس ترجيحات المفسر) فلي رأي قابل للخطأ في هذه المسألة وهو أن هذا الأمر مطلوب!!
فلو نظرنا إلى ترجيحات المفسرين أنفسهم لوجدنا بعضهم ينفرد بترجيح في المسألة الواحدة، وقد يرد على غيره من المفسرين ويبين خطأ ماذهب إليه، بل ويشنّع عليه في بعض الأحيان والأمثلة على ذلك معروفة، ومن أسباب ذلك والله أعلم هو مااطلع عليه كل واحد منهم من مراجع في حينه،، أَمَا وقد وقد توفرت لدينا أغلب كتب السابقين ولله الحمد، فمن حقهم علينا -وقد كان مرادهم الحق- جمع تلك الأقوال وتحرير الخلاف فيها؛ شأن التفسير في ذلك شأن غيره من علوم الشريعة المباركة، لاسيما وقد وفر لنا الباحثون قواعد التفسير وقواعد الترجيح فيه وغير ذلك من أصول هذا العلم.
6 - تأكيدًا على ماسبق أن ذكره الإخوة حول طريقة البحث في هذا الموضوع مايلي:
أ-النظر في الترجيحات التفسيرية فقط كما ذكر الدكتور مساعد.
ب-ذكر قول المفسر بنصه في الموضع المراد.
ج-وضع عنوان قبل ذلك يدل على مضمون المسالة.
د-دراسة هذا الترجيح دراسة تفصيلية مقارنة بأقوال غيره من المفسرين، وبيان الموافقين له والمخالفين.
هـ-بيان أوجه القوة والضعف في تلك الأقوال معتمدًا على قواعد الترجيح وأقوال الأئمة.
و-الخلوص إلى نتيجة علمية في كل مسالة مع بيان أدلتها (وتطبيق قواعد البحث العلمي).
6 - بالنسبة لمن يبحث في ترجيحات القرطبي خاصة يمكنه الاستفادة من البحوث الآتية:
أ-ترجيحات أبي بكربن العربي في التفسير
رسالة دكتوراة-محمد بن سيدي عبد القادر- مكتبة الجامعة الإسلامية 1424هـ.
ب-ترجيحات ابن عطيه في تفسيره
رسالة دكتوراة -عبد العزيز الخليفة-مكتبة جامعة الإمام بالرياض 1421هـ.
ج- ترجيحات النحاس في التفسير
رسالة دكتوراة - زيد علي مهارش - جامعة ام القرى 1425هـ.
........ وللحديث بقية ........
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح.
أخوكم /
عبدالله بن عيدان الزهراني
الدراسات العليا - قسم التفسير وعلوم القرآن الكريم
مرحلة الماجستير- جامعة أم القرى
ـ[طالِب]ــــــــ[23 Mar 2006, 10:07 ص]ـ
أبو صفوت شيخنا المفضال / بارك الله فيك ونفعنا بعلمك .. وصلت معلومتكم القيمة واتضحت لي تمام الوضوح .. فجزاكم الله خير الجزاء.
ـ[طالِب]ــــــــ[24 Mar 2006, 11:02 ص]ـ
الأخ المفضال / عبدالله الزهراني
استفدت تمام الفائدة مما سطرته أناملك فزدنا زادك الله خيرا.
ـ[عبدالله بن عيدان الزهراني]ــــــــ[28 Apr 2006, 06:02 م]ـ
أشير على الأخ (طالب) وغيره ممن يبحث في هذا الموضوع بأن يستكمل قراءة التفسير المراد دراسته، أو يستكمل قراءة الجزء المخصص لبحثه على أقل تقدير قبل أن يبدأ البحث في هذا الموضوع، ويسجّل خلال قراءته مايظن أنه له علاقة بخطة موضوعه، وسيظهر للقارئ أنه ليس بحاجة للكثير مما يسأل عنه؛ لأنه سيقف على طريقة مؤلِّف التفسير وأسلوبه في ترجيح بعض الأقوال على بعض، أو ترك الأقوال جميعها في بعض المواضع بدون ترجيح لكونها كلها محتملة.
وصعوبة أي أمر تكون دائمًا في البداية أما إذا ابتدأ هذا الأمر - أيًا كانت قوة هذه البداية -فسيُعان عليه بإذن الله، ثم لايكثر النظر فيما يكتبه لأول مرة لأنه سيظن أن ماكتبه لايصل إلى درجة البحث العلمي، لكن: ابدأ واستعن بالله (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا) ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالِب]ــــــــ[01 May 2006, 08:40 م]ـ
الأخ المفضال / عبد الله شكرا لتواجدك مرة أخرى ولدي استفسار بعد جمع الترجيحات ما الخطوات التي تليها؟ ثم هل أنا مطالب بتنفيذ الخطة بحذافيرها؟ والله يرعاك ويسدد على طريق الخير خطاك.
ـ[عبدالله بن عيدان الزهراني]ــــــــ[02 May 2006, 05:48 م]ـ
الخطوات التي تتبع جمع الترجيحات قد سبقت الإشارة إليها، ونعيدها للاستذكار:
1 - كتابة الآية التي ورد الترجيح فيها.
2 - ذكر الكلمة أو الموضع الذي ورد فيه الترجيح.
3 - ذكر نص كلام المفسر في هذا الموضع.
4 - استعراض كلام المفسرين السابقين واللاحقين للمؤلف وبيان مايلي:
أ- من وافق المؤلف من المفسرين في ترجيح المعنى الذي اختاره تفسيرًا للكلمة أو الآية (بذكر اسم المفسر فقط والإحالة إلى تفسيره في الهامش).
ب- من خالفه في ذلك [بنفس الطريقة السابقة].
ج- بيان أدلّة الفريق الأول (المفسر ومن وافقه).
د- بيان أدلة الفريق الثاني.
هـ- بيان أوجه القوة والضعف في تلك الأقوال معتمدًا على قواعد الترجيح وأقوال الأئمة.
و- الخلوص إلى نتيجة علمية في المسألة (سواءً وافقت المؤلف أوخالفته) وذلك بعد النظر في أدلة الفريقين وبيان أوجه القوة والضعف فيها، وتوضيح سبب اختيار ذلك القول.
أما عن تنفيذ الخطة بحذافيرها؛ فليس ذلك بمطلوب، بل قد يعنّ للباحث التقديم فيها والتأخير والزيادة والنقص حسب ما تقتضيه مصلحة البحث، والله أعلم ...
ـ[طالِب]ــــــــ[18 May 2006, 10:28 م]ـ
الأخ المفضال / عبدالله وفقه الله لكل خير
ما ذكرته واضح تمام الوضوح، ولكن يا أخي الكريم الخوف كل الخوف من النقطتين هـ / و فوالله إنني أحس أن يدي لا تستطيع الكتابة وأن الفكر منشل فبماذا تنصحني وتوجهني؟
أسأل الله أن يوفقك ويسدد على طريق الخير خطاك
ـ[علاء]ــــــــ[10 Jun 2006, 06:09 م]ـ
أولاً: جُزيت خيراً لتواجدك على هذا الموقع وإجابتك على استفساراتنا.
ثانياً: لدي بعض الاستفسارات حول موضوع ترجيحات القرطبي:
1 - ركزت على أن تكون الترجيحات تفسيريه فقط مع العلم بأننا وقت الجمع جمع الترجيحات وارسالها للقسم كنا نجمع جميع الترجيحات في الأصول وفي القراءات وفي النحو وعلى هذا تم التقسيم
ن فإذا اعتمدنا على التفسيرية فقط سيصل عدد الترجيحات الى أقل من (150) ترجيحا وهو العدد المطلوب ألا يقل عنه الترجيحات في الرساله الواحده.
2 - أثناء المقارنه ببقية التفاسير هل يجب أن أقارنها بجميع التفاسير وألتزم بها أم أكتفي بماتيسر لي فقط. علما بأن بعض المفسرين منهم من يسرد الأقوال دون ترجيح وفي بعض الأقوال يرجح فماالذي أفعله حياله.
3 - قد ذكرت في خطتك المقدمه للقسم أن الترجيح من الأمام القرطبي قد يكون ضمنيا بأن يقول مثلا: معنى قوله: (ولايظلم ربك أحدا)
أي لا يأخذ أحدا بجرم أحد ولا يأخذه بما لم يعمله قاله الضحاك
وقيل لا ينقص طائعا من ثوابه ولا يزيد عاصيا في عقابه.
فهو هنا يرجح القول الأول لأنه ذكر الثاني بصيغة التمريض. وهذا الترجيح ضمني وليس صريح وأغلب ما استخرجناه في جزئيتنا من هذا القبيل، ويقع لدينا الشك هل ستقبل لجنة المناقشه بهذه الترجيحات أم ستعتبرها ليست ترجيحا.
4 - بالنسبه للأحالات هل نبحث عندما يحيل القرطبي الى ايات سابقه في غير السوره الملزمين بدراستها كأن يقول وتقدم في البقره وهكذا.
وجزاك الله خيرا على كل ماتقدمه لنا من مساعده.
ـ[عبدالله بن عيدان الزهراني]ــــــــ[11 Jun 2006, 05:58 م]ـ
أشكر للإخوة تفاعلهم مع هذا الموضوع؛ لكني في نفس الأمر أرى أنه لايمكن النقاش في جميع مايعرضه الزملاء؛ وذلك لأن هذا الملتقى (عِلميٌّ)، والأَولى أن يكون عامًّا لامجال للأسئلة الشخصية فيه؛ حتى يستفيد منه كل مطلع عليه، وقد رأيت بعض الأسئلة السابقة في موضوعنا لاتحمل هذه الصفة، فلينتبه لهذا!!
ومحاولةً للخروج من هذه الملاحظة فإني أرى أن يعرض السؤال بصيغة العموم حتى يستفاد منه في موضوعات أخرى مشابهة.
والجدير بالذكر أن كثيرًا مما يُسأل عنه قد تعرّض له الإخوة من قبلنا في أدراج هذا الملتقى المبارك، فلأن يكلّف اللاحق نفسه بالاطلاع على ماكتبه السابق أولى، وذلك بالبحث عن كلمة واحدة مما يُراد السؤال عنه، وستجد –غالبًا- أنه سبق طرح الموضوع في الملتقى فلا معنى لإعادته، وقد جربت ذلك كثيرًا واستفدت منه.
أما قول الأخ علاء:" ركزت على أن تكون الترجيحات تفسيريه فقط مع العلم بأننا وقت الجمع جمع الترجيحات وإرسالها للقسم كنا نجمع جميع الترجيحات في الأصول وفي القراءات وفي النحو وعلى هذا تم التقسيم ... "، فأقول:
أنت مُلزم بالبحث في تخصصك وهو (التفسير وعلوم القرآن الكريم) فقط، أما غيره من العلوم التي امتلأ بها (الجامع) فلا علاقة لك بها في صلب موضوعك إلا حين تعرض للاستشهاد بما يخص ترجيح الإمام لتفسير معيّن واستشهاده بما يعضّد ذلك مما ذكر أولم يذكر من علوم الآلة، أما إذا جمعت كل ما ورد فيه الترجيح- سواءً من التفسير أو غيره – فلن يكون للتخصص فيه معنى، ولا أظن أحدًا يقبل بذلك أَلْبَتَّةَ.
وما ذكرت بأن عدد الترجيحات سيقلّ، فهذا شأنٌ أكاديميٌ بحتٌ يُرجع فيه لأهله، ولا علاقة لنا به هنا.
وبالنسبة للمقارنة بالتفاسير فأرى أن تبدأ البحث لترى أنه ليس لكل المفسرين اختيار في مسألة البحث لديك، وسينحصر نظرك بعد ذلك في أقوال من وافق المفسر الذي تدرس تفسيره وأقوال من خالفه، وسيكون العدد بعد ذلك معقولًا.
أما ذكر المفسر لقول بصيغة الجزم والأقوال الأخرى بصيغة التمريض، فلا يكون ذلك ترجيحًا منه-في نظري- للقول الأول دائمًا، بل لابد من الرجوع لسياق الكلام (وأرجو ألا يُقوّل المفسر مالم يقله!).
وعن الإحالات فلا أرى الرجوع إليها –سابقةً كانت أو لاحقةً- لأنها من نصيب غيرك من الزملاء وهو المعني بدراستها،، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[23 Aug 2006, 02:08 م]ـ
بارك الله في جميع المشاركين وأجزل لهم المثوبة، وأحب أن أضيف نقطة هي:
أن الذي يجعل الأمر صعبا علي الباحث في الترجيح وغيره أن القراءة الآن لدى معظمنا أضحت قراءة موسمية بحسب الوقائع والأحوال، وقد نسينا أن طالب العلم يجب ألا يشبع من العلم أبدا.
كلما أدبني الدهر أراني نقص عقلى وإذا ما زدت علما زادني علمي بجهلي
وطالب الماجستير يجب أن يُترك لقراءة حرة حولين كاملين لتقوية الملكة وصقلها وبذا يخرج بقناعة معينة يضيف عن طريقها جديداً، اما نظام " السِّره " في الرسائل العلمية التي تقع علي خالي الذهن وقوع الصاعقة المرسلة فهذا هو الفقر العلمي الحاصل أو الذي يُخشي، فما أروع هذه الموضوعات التي يغوص بسببها الطالب في لجج البحار العلمية لزمن ما ثم يخرجها غضة ندية طرية ثرية حافلة بقناعته مسيطرة علي فكره ليقوم على خدمتها مبدعا في عرضها، فما أحوجنا إلي مثل هذا النمط الذي يحتاج إلي أستاذ جاد وطالب مستميت في سبيل الوصول إلى معرفة تطابق ميوله وعطاياه العلمية، فليس كل طلاب العلم لديهم الملكات العلمية الصالحة لكل اختيارات القسم العلمي الذي يفرض موضوعا ما فرضا.
وأخيرا نصيحتي في هذا المقام هي: أن يتضلع الباحث أولا من كتب التفسير التى تُعنى بحدود ترجيحاته ومن نفس فصيل ومنهج الكتاب الذي سيعمل من خلاله في رسالته العلمية، وبعد أن يصل إلى قناعة معينة يدخل مباشرة على القطعة التي احتواها موضوعه من التفسير، عند ذلك يستطيع أن يدلي بدلوه، وهذا منهج من الصعوبة بمكان لمن أراد الإفادة والزيادة، في زمن القص واللصق. مع تحياتي.(/)
سؤال عن اللف والنشر
ـ[مهاجر]ــــــــ[15 Mar 2006, 01:19 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
من المعلوم لدى إخواني أعضاء الملتقى أن أسلوب اللف والنشر قد جاء في محكم التنزيل في أكثر من موضع:
فمن المرتب، وهو الأصل، قوله تعالى: (مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع)، فقابل كل صنف بنظيره مع التزام الترتيب، فأتى بالأعمى ثم الأصم، ثم ذكر نقيض الأعمى وهو البصير ثم نقيض الأصم وهو السميع.
ومن غير المرتب، وهو الفرع، قوله تعالى: (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون، وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون)، فأتى أولا بأصحاب الوجوه البيض ثم أتبعهم بأصحاب الوجوه السود، ولما فرع بـ "أما"، ذكر الآخرين أولا والأولين آخرا، فما العلة التي سوغت الخروج عن الأصل في هذه الآية الكريمة، وتحت أي صنف من أصناف علوم اللغة يندرج هذا الأسلوب، هل هو من أساليب البلاغة أم البيان؟ وجزاكم الله خيرا
ـ[روضة]ــــــــ[16 Mar 2006, 12:51 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
اللف والنشر:
وهو أن نذكر عدة أشياء، ثم نذكر لكل واحد ما يناسبه وما يتصل به، وهو قسمان:
1. اللف والنشر المرتب: وهو أن نذكر الأشياء المتعددة، ثم نذكر ما يتصل بها على سبيل الترتيب، الأول للأول، والثاني للثاني، وهكذا ..
2. اللف والنشر المشوش (المعكوس): وهو أن نذكر الأشياء ثم نذكر ما يتصل بها، ولكن لا على سبيل الترتيب، فربما نذكر المتقدم للمتأخر، والمتأخر للمتقدم، وهكذا. (البلاغة فنونها وأفنانها، علم البيان والبديع، د. فضل عباس، ص294).
فمبحث اللف والنشر من مباحث علم البديع الذي هو قسم من أقسام علم البلاغة الثلاثة (المعاني، والبيان، والبديع).
هذه الآية الكريمة من النوع الثاني، وعدم الترتيب فيها لنكتة بيانية، ذكرها المفسرون، كأبي السعود، حيث قال:
{فَأَمَّا ?لَّذِينَ ?سْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ} تفصيلٌ لأحوال الفريقين بعد الإشارةِ إليها إجمالاً، وتقديمُ بيانِ هؤلاءِ لما أن المَقام مقامُ التحذيرِ عن التشبه بهم مع ما فيه من الجمع بين الإجمال والتفصيلِ والإفضاءِ إلى ختم الكلامِ بحسن حالِ المؤمنين كما بُدىء بذلك عند الإجمالِ.
وقال العلامة الألوسي:
{فَأَمَّا ?لَّذِينَ ?سْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ} تفصيل لأحوال الفريقين وابتدأ بحال الذين اسودت وجوههم لمجاورته {وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} وليكون الابتداء والاختتام بما يسر الطبع ويشرح الصدر.
وجاء في التحرير والتنوير:
وقوله تعالى: {فأما الذين اسودّت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم} تفصيل للإجمال السابق، سُلك فيه طريق النشَّر المعكوس، وفيه إيجاز لأنّ أصل الكلام، فأمّا الَّذين اسودّت وجوههم فهم الكافرون يقال لهم أكفرتم إلى آخر: وأمّا الَّذين ابيضّت وجوههم فهم المؤمنون وفي رحمة الله هم فيها خالدون.
قدّم عند وصف اليوم ذكر البياض، الَّذي هو شعار أهل النَّعيم، تشريفاً لذلك اليوم بأنَّه يوم ظهور رحمة الله ونعمته، ولأنّ رحمة الله سبقت غضبه، ولأنّ في ذكر سمة أهل النَّعيم، عقب وعيد بالعذاب، حسرةً عليهم، إذ يعلم السَّامع أنّ لهم عذاباً عظيماً في يوم فيه نعيم عظيم، ثُمّ قُدّم في التفصيل ذكر سمة أهل العذاب تعجيلاً بمساءتهم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[17 Mar 2006, 02:08 ص]ـ
جزاك الله خيرا أيتها الكريمة(/)
لا إعجاز للقرآن إلا بالبلاغة
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[15 Mar 2006, 06:41 ص]ـ
لا إعجاز للقرآن إلا بالبلاغة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة على سيدنا محمد وعلى آله وصحابته والتابعين بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
استثارني موضوع القرآن وإعجازه، وقد انصرف كل منصرف إلى ما يرتئي من أوجه لأعجاز القرآن ومنها:
الوجه العلمي
الوجه التاريخي الماضي (أخبار السابقين)
الوجه الغيبي (المستقبلي)
الوجه العددي
الوجه اللوني (الألوان في القرآن)
الوجه النفسي (التأثير النفسي)
وفي كل يوم جديد قد يخرج الجديد من هذه الأوجه، ومنها أُوجس خيفة، ويتطرق الشك إلى عقلي، وتداهمني الأسئلة المتلاحقة؛ هل يحتاج القرآن إلى كل هذا الكم الهائل من الأوجه التي تسمى إعجازية؟ ولم كل هذا التهافت على هذه الأمور ولحاقها بشكل مستمر؟ وهل يجب البحث عنها واستظهارها؟ ألا يكفينا ما عندنا من إعجاز القرآن ببلاغته وفصاحته بأسلوبه الأخاذ؟ وبما يتمثل في هذا الأسلوب من القوة والوضوح والجمال؟
وللإجابة على هذه الأسئلة امتطيت جواد الجَد، وشمرت عن ساعد الجِد، علَّنِي استطيع أن أواجه كل هذه التيارات المتدفقة، والتي تكاد تكون مجتمعة على جعل هذه الأوجه مظهر إعجاز للقرآن الكريم، والله الكريم أستعين، وبه أستجير، وأسأله التوفيق، وأن يُرِينَا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا، ويرزقنا اجتنابه.والله يُعين ويوفق سبحانه ما أوسع رحمته.
أقول وبالله المستعان:
القرآن هو معجزة للنبي محمد، وأنه وإن كانت هنالك معجزات أخرى للنبي. قد جرت على يده غير القرآن، كما ورد ذلك في القرآن وفي صحاح السنة، فإن النبي لم يتحدَّ بها، بل كان التحدي بالقرآن وحده.
ولذا نقول أن القرآن هو معجزة النبي محمد التي بها ثبتت رسالته منذ نزول القرآن عليه إلى يوم القيامة.
وقد أعجز القرآن العرب عن أن يأتوا بمثله وتحداهم أن يأتوا بمثله،
آيات التحدي
:
قال تعالى في تحديه لهم: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} البقرة. (23) وقال: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}. يونس (38) وقال: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} هود (13).وقد بلغ من تحديه لهم أنه قال لهم لا تستطيعون أن تأتوا بمثله:
{قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} الإسراء (88) وقال:
{أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ (33) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ} الطور (34). فعجز الذين خوطبوا بالقرآن عن أن يأتوا بمثله، وعجزهم هذا ثابت بطريق التواتر ولم يعرف التاريخ ولا روى أحد أنهم أتوا بمثله.
وهذا التحدي ليس خاصاً بالذين خوطبوا بل هو تحد ٍ عام ٍ إلى يوم القيامة. لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. فالقرآن متحد ٍ للبشر كلهم منذ نزوله إلى يوم القيامة أن يأتوا بمثله.ولذلك ليس القرآن معجزاً للعرب الذين كانوا في أيام الرسول فقط، ولا العرب وحدهم في كل زمان ومكان، بل هو معجز للناس أجمعين، لا فرق بين قبيل وقبيل، لأن الخطاب به للناس أجمعين.قال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} سبأ (28).، ولأن آيات التحدي عامة تقول: يشمل الناس جميعاً، ولأن القرآن أخبر عن عجز الإنسان والجن قال تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} الإسراء (88).
.
وهنا ينبغي أن نقف وقفة تأمل ونبحث فيها أمراً مهماً وهو:
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله تعالى مثله أو بمثل، فما هو المثل يا ترى؟
ولكي نعرف المِثْلَ المطلوب ونأتي به يجب أن نعرف القرآن أولاً ما هو، ثم نأتي بمثله.
والقرآن يتحدث عن نفسه بنفسه:
قال تعالى:
{الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)} يوسف.
{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103)} النحل.
{وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (113)} طه.
{وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)} الشعراء.
{وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27) قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28)} الزمر.
{حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3)} فصلت.
{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} (7) (الشورى.
{حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3)} الزخرف.
إذن القرآن كما بينت الآيات أعلاه، هو نصٌ عربي، وهو كتاب هداية، وهو منزلٌ من عند الله، والمطلوب من العرب والناس أجمعين أن يأتوا بمثله، أي بنص ٍ عربي على غراره، أو أعلى منه، وهذا لم يكن ولن يكون، والبحث هنا لا يدور عن البحث في كنهه واستنباط ما فيه من أسرار وعجائب إذ هذا الأمر لا علاقة له هنا، وهنا ليس محل بحثها، فالبحث في هذه الآيات منصبٌ على كونه عربياً ليس غير. ومن ثم ليست آيات التحدي السابقة هذا موضوعها بل الموضوع أن يأتوا بمثله وقد بان لنا (مثله)، وهو نصٌ عربيٌ مبين، صفته الإبانة وليس فيه شيء من العُجمة.
لذا فإن القول بأن القرآن معجزٌ بتشريعه،أو بإخباره عن السابقين، أو بالأمور المستقبلية، أو بمظاهر الأعداد وغيرها، كل هذه لا تظهر في آيات التحدي، ولا تظهر في آيات التي تُبين صفة القرآن من حيث كونه عربياً، ولا يُفهم منها دلالة ولا استنباطاً ولا إشارةً أن التحدي كان بأوجه الإعجازـ تجاوزاً ــ الأخرى. ولا أدري كيف فهم الفاهمون أو المقلدون أن الإعجاز كان مطلوباً بهذه الأوجه الأخرى.
وأما ما يظهر على أن القرآن فيه أوجه إعجاز ٍ أُخرَ، فله تفصيلٌ مهم، وهو أن هذه الأوجه، ومنها الحقائق، نعم الحقائق، تدل على:
1) أن الذي يقول هذا الكلام ليس محمداً. وليس من البشر.
2) أن هذه الحقائق يجب أن تكون حقائق وذلك أن قائل هذا الكلام هو الله، ويستحيل على الله الخطأ والنقص والعجز. فتحصيل حاصل أن تكون في القرآن كل هذه الحقائق والأمور الغيبية، والتشريعية، وغيرها مما يصعب حصرها.
3) أن من أتوا بمثل هذه الأمور لم يُفرقوا بين أن القرآن من عند الله، وبناءً عليه ففيه ما فيه من الحق، ومن الأمور المختلفة. وبين أن الإعجاز هو الإتيان بمثل هذا القرآن، ولو كان يخلو من مثل هذه الأمور الأخرى.
وبعبارةٍ أخرى، أن الله عزّ وجلّ طلب في التحدي أن يأتوا بمثل هذا القرآن سواءً اشتمل على هذه الأمور أم لم يشتمل، والإتيان يكون بنص عربي ٍ مبين على غرار القرآن أو يفوقه، لأن هذا مما يستطيعه الإنسان، وهو عين العدل من الله تعالى، وليس من العدل ان يطلب الله منهم أن يأتوا بما لا يستطيعون من حقائق علمية أو غيبية أو تشريعية، أو غيرها مما لا يستطيع البشر.
أما لماذا لم يستطيع العرب أو غيرهم أو من جاءوا بعدهم أن يأتوا بمثل هذا القرآن؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فالجواب بسيط وهو ان قائل هذا الكلام هو الله، والتحدي مطروح ومستمر، والقرآن هو من جنس كلام العرب وفنونهم، ومما يتداولونه كما البضاعة أخذاً وعَطاءً، ولكن ثبت عجز العرب.ومن الملاحظ عَجْزُ العرب عن أن يأتوا بمثل هذا القرآن، وعَجْزُ الناس جميعاً عن أن يأتوا بمثله، إنما لأمر ذاتي في القرآن نفسه. فإن العرب كانوا إذا سمعوا القرآن أقبلوا عليه مأخوذين بسحر بلاغته، حتى أن الوليد بن المغيرة ليقول للناس وقد سمع النبي يقرأ القرآن ((والله ما منكم رجل أعرف بالأشعار مني ولا أعلم برجزه وقصيده مني. والله ما يشبه الذي يقوله شيئاً من هذا، والله إن لقوله الذي يقوله لحلاوة وإن عليه لطلاوة، وإنه لمورقٌ أعلاه مغدقٌ أسفله، وإنه ليعلوا ولا يُعلى عليه)). مع أن الوليد هذا لم يؤمن وأصرَّ على كفره. فالإعجاز آت ٍ من ذات القرآن، لأن الذين سمعوه والذين يسمعونه إلى يوم القيامة يُشدهون ويتحيرون من قوة تأثيره وقوة بلاغته، بمجرد سماعهم له ولو جملة واحدة.
قال تعالى: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ} غافر (16). وقوله: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} الزمر (67). وقوله: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ} الأنفال (58). وقوله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} الحج (2). وهكذا تُتلى آية من القرآن أو آيات، فإن ألفاظها وأسلوبها ومراميها تستغرق أحاسيس الإنسان وتستولي عليه.
وإعجاز القرآن أظهر ما يظهر في فصاحته وبلاغته وارتفاعه إلى درجة مدهشة. ويتجلى ذلك في أسلوب القرآن المعجز، فإن ما في أسلوبه من:
الوضوح
والقوة
والجمال
ما يعجز البشر عن أن يصلوا إليه.
والأسلوب: هو معاني مرتبة في ألفاظ منسقة. أو هو كيفية التعبير لتصوير المعاني بالعبارات اللغوية.
ووضوح الأسلوب يكون ببروز المعاني المراد أداؤها في التعبير الذي أُديت به قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} فصلت (26).
وقوة الأسلوب تكون باختيار الألفاظ التي تؤدي المعنى بما يتلاءم مع المعنى. فالمعنى الرقيق يؤدى باللفظ الرقيق، قال تعالى: {وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا} الإنسان (18. (والمعنى الجزل يؤدى باللفظ الجزل، قال تعالى: {وإِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآَبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا} النبأ (23). والمعنى المستنكر يؤدى باللفظ المستنكر، قال تعالى: {تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى} النجم (22). وقال تعالى: {إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} لقمان (19).
أما جمال الأسلوب فيكون باختيار أصفى العبارات وأليقها بالمعنى الذي أدته، وبالألفاظ والمعاني التي معها في الجملة والجمل، قال تعالى: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2) ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} الحجر (3).
والمتتبع للقرآن الكريم يجد الارتفاع الشامخ الذي يتصف به أسلوبه وضوحاً وقوة وجمالاً. اسمع هذا الوضوح والقوة والجمال قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ} الحج (9). وقال تعالى: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21 (كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22)} الحج. وقال تعالى {: يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73)} الحج.
أقول قولي هذا واستغفر الله العلي العظيم
ـ[روضة]ــــــــ[15 Mar 2006, 10:22 م]ـ
أخالفك الرأي أخي الفاضل، فالراجح أن للقرآن الكريم وجوهاً عدة للإعجاز، وفي الملف المرفق بيان لآراء العلماء في هذه المسألة، والقول الراجح لدي:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[15 Mar 2006, 11:24 م]ـ
وانا مع رأيك اخي روضة
فالقرآن الكريم لا تنقضي عجائبه
فلايمكن أبداً في وقت لا يهتم بالبلاغة فيه ولا يعرف أغلب الناس ما البلاغة أن نحاججهم بها
فالغرب مثلا لا يهتم للبلاغة وغيرها
لكنه يهتم بالعلم فإن أظهر القرآن حقيقة علمية منذ اربع عشرة قرنا ً من الزمان وقد أكتشفها العلم الحديث
فبذلك يكون القرآن حقق إعجازاً زمنياً من جهة
وإعجازاُ علمياً من جهة أخرى
شكرا لك
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[16 Mar 2006, 01:55 م]ـ
قال الأخ موسى ( ... إذن القرآن كما بينت الآيات أعلاه، هو نصٌ عربي، وهو كتاب هداية، وهو منزلٌ من عند الله، والمطلوب من العرب والناس أجمعين أن يأتوا بمثله، أي بنص ٍ عربي على غراره، أو أعلى منه، وهذا لم يكن ولن يكون، والبحث هنا لا يدور عن البحث في كنهه واستنباط ما فيه من أسرار وعجائب إذ هذا الأمر لا علاقة له هنا، وهنا ليس محل بحثها، فالبحث في هذه الآيات منصبٌ على كونه عربياً ليس غير. ومن ثم ليست آيات التحدي السابقة هذا موضوعها بل الموضوع أن يأتوا بمثله وقد بان لنا (مثله)، وهو نصٌ عربيٌ مبين، صفته الإبانة وليس فيه شيء من العُجمة.
لذا فإن القول بأن القرآن معجزٌ بتشريعه،أو بإخباره عن السابقين، أو بالأمور المستقبلية، أو بمظاهر الأعداد وغيرها، كل هذه لا تظهر في آيات التحدي، ولا تظهر في آيات التي تُبين صفة القرآن من حيث كونه عربياً، ولا يُفهم منها دلالة ولا استنباطاً ولا إشارةً أن التحدي كان بأوجه الإعجازـ تجاوزاً ــ الأخرى. ولا أدري كيف فهم الفاهمون أو المقلدون أن الإعجاز كان مطلوباً بهذه الأوجه الأخرى.
وأما ما يظهر على أن القرآن فيه أوجه إعجاز ٍ أُخرَ، فله تفصيلٌ مهم، وهو أن هذه الأوجه، ومنها الحقائق، نعم الحقائق، تدل على:
1) أن الذي يقول هذا الكلام ليس محمداً. وليس من البشر.
2) أن هذه الحقائق يجب أن تكون حقائق وذلك أن قائل هذا الكلام هو الله، ويستحيل على الله الخطأ والنقص والعجز. فتحصيل حاصل أن تكون في القرآن كل هذه الحقائق والأمور الغيبية، والتشريعية، وغيرها مما يصعب حصرها.
3) أن من أتوا بمثل هذه الأمور لم يُفرقوا بين أن القرآن من عند الله، وبناءً عليه ففيه ما فيه من الحق، ومن الأمور المختلفة. وبين أن الإعجاز هو الإتيان بمثل هذا القرآن، ولو كان يخلو من مثل هذه الأمور الأخرى).
وهذا الكلام ـ في نظري ـ فيه جانب كبير من الصحة، ولا غبار عليه، ويظهر أن المخالفة معه من المعقبين تبرز في عدم التفريق بين مصطلحين:
الأول: التحدي، وهو المنصوص عليه في آيات القرآن بأنه كان بهذا القرآن العربي، والأخ موسى يريد حصر الإعجاز في التحدي، فالمعجز هو المتحدى به، والمتحدى به هو هذا النظم العربي الذي عجز العرب عن الإتيان بمثله من حيث هو نظم عربي.
الثاني: وجوه الإعجاز الأخرى التي حكاها العلماء، وهذه قد يُنازع في تسميتها بهذا الاسم، والمنازعة في التسمية لا تخرجها عما ذكره الأخ موسى في النقاط الثلاث.
وإني ألاحظ أننا ـ معشر المتعلمين ـ قد نتجادل في جهة منفكة، ولا نحرص على بيان وجوه الاتفاق والافتراق، ولا تبيُّن مصطلح الذي نناقشه، فنفهم كلامه على ما استقر عندنا من المصطلحات، ونحاكمه إليها ونحن لا نشعر أن مراده غيرُ مرادنا، وهذه مسألة مهمة للغاية يحسن التنبه لها عند الاعتراض على الأقوال.
ولهذا أدعو الأخ الكاتب للمقال التنبيه على (المعجز المتحدى به)، و (المعجز غير المتحدى به) والفرق بينهما، والرأي الذي يراه فيهما، فهو يذهب إلى هذا فيما يبدو، واتمنى ان يصحح لي ما فهمته من مقاله إن كان فهمي له خطأ. والله الموفق.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[16 Mar 2006, 04:00 م]ـ
بارك الله فيك أخي فقد وضحت ونصحت ....
من شوائب البحث العلمي -كما هو معروف- أمور منها:
-عدم تحرير المصطلح:فيبقى مفتوحا على كل تأويل وكل تحميل فيكون الالتباس هو العاقبة.
-وعدم تحرير الموضوع المشتغل به: فيكون حوار الطرشان.
-وتداخل الصناعات: فيرى الخطأ من جهة صناعة ما حيث لا خطأ في جهة صناعة أخرى.
وفي موضوعنا هذا يجب التمييز بين مقصدين:
(يُتْبَعُ)
(/)
- مقصد علم التوحيد-بالمعنى الذي روج له علماء الكلام أعنى إثبات العقيدة بالادلة العقلية خاصة-
- مقصد علم إعجاز القرآن.
لا مانع من أن يكون الثاني جزءا من الأول.
المقصد الأول يشمل "كل ما من شأنه" أن يثبت به وجود الله تعالى ووقوع الوحي ونزوله على النبي صلى الله عليه وسلم .... فالعلم والتاريخ والجغرافيا والتشريع والأعداد وغيرها كلها مطلوبة لتحقيق الغرض. ولا مانع من القول بحضورها في القرآن لكن بعد التحري والتدقيق وفق القاعدة الدينية العامة من "التحرج من القول في القرآن بغير علم".
أما المقصد الثاني (علم إعجاز القرآن) فيبحث عنه ضمن دائرة "علم اللغة".
باختصار: التحدي غير المعجزة.
فلما سمع العرب الآية الأولى أدركوا أن هذا الكلام جديد على سمعهم ولا يستطيعونه فيما يستطيعون ..... فمن غير الحكمة أن نقول تحداهم بالمعرفة التشريحية والطبية الكامنة في كلمة "علق" ..... فالطب ليس من اختصاصهم ولا يدعونه فكيف يتحدون فيه؟؟؟
وقد يكون في الآية علم غير معروف حينذاك -كما بينه موريس بوكاي-وعرفناه اليوم فالقول إن هذا يصلح دليلا على أن القرآن من عند الله مسلم ولكن إقحامه في مسمى التحدي والمعاجزة شيء آخر.
وما ذكره الاخ مساعد بإجمال له بعض التفصيل في كلام أبي فهر محمود محمد شاكر-رحمه الله-والرجل كما هو معروف من أفضل من اختبر وحرر كلمة "منهج".قال في مقدمته للظاهرة القرآنية:
وحسن أن أزيل الآن لبسا قد يقع فيه الدارس لكتاب الظاهرة القرآنية، ففي مدخل الدراسة وفي بعض فصول الكتاب ما يوهم أن من مقاصده تثبيت قواعد في (علم إعجاز القرآن) من الوجه الذي يسمى به القرآن معجزا. وهو خطأ.
فإن منهج مالك في تأليفه دال أوضح الدلالة على أنه إنما عني بإثبات صحة دليل النبوة وبصدق دليل الوحي وأن القرآن تنزيل من عند الله وأنه كلام الله لا كلام بشر. وليس هذا هو (إعجاز القرآن) كما أسلفت بل هو أقرب إلى أن يكون بابا من (علم التوحيد) استطاع مالك أن يبلغ فيه غايات بعيدة ( ..... ) أما مسألة (إعجاز القرآن) فقد بقيت خارج الكتاب ..... انتهى كلامه رحمه الله.
(وقد أشرت إلى فهمه لإعجاز القرآن في مقال كتبت بعضه في منتدى الانتصار.)
الأستاذ محمود واضح جدا: فهو يميز بين غرض إثبات أن القرآن من عند الله وحده .... وبين إثبات إعجاز القرآن ... ومن هنا نقدر أيما تقدير مصطلح ابن تيمية –رحمه الله-فقد كان يفضل ان تسمى المعجزة "آية ": لأنها التسمية الشرعية ولأنها أعم من المعجزة: فكل ما ثبت منه دليل فهو آية وليس من اللازم أن تكون معجزة .... (يراجع كتابه النبوات)
وبناء على ما تقدم .... فإن كاتب المقال قد قصد بعنوانه: لا تحدي إلا بالبلاغة ......
وهذا صحيح لا غبار عليه –حسب تعبير الاخ مساعد-وكلام المعترضين له وجه فقط وفقط إذا كان مقصود الاخ موسى: لا يوجد في القرآن إلا البلاغة. .....
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[16 Mar 2006, 04:31 م]ـ
السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد الله تعالى أن منَّ علي بعلماء مثلكم أتعلم منهم وأفيد منهم.
محور الموضوع، كما ذكر الفاضلان (الطيار) و (أبو عبد المعز). وهو أن التحدي كان قائما على ان يأتوا بمثل هذا القرآن، ومثله معروف بائن. فإعجاز القرآن من ناحية التحدي هو ببلاغته وبيانه. وهو ما ينسحب على جميع سوره، ولا تحدي بأقل من سورة واحدة.
أما الباب الثاني وهو احتواؤه على أمور علمية وتشريعية وغيبية ... وغيرها. فهو لا ينسحب على جميع سوره، ويجد في بعض الآيات دون سواها. فيمكن لنا ان نثبت ان قائل هذه الآية هو الله. ولا يمكن لنا أن نثبت ان قائل آية أخرى سواها، وقد تكون مجاورة لها؛ قبلها أو بعدها هو الله. وهنا مربط الفرس. فالقرآن كله من عند الله. وكما أسلفت في موضوعي المطروح بين أيديكم، أن وجود هذه الحقائق، هذا إن ثبت انها حقائق. فهو ولا شك لاريب فيه لأن القائل هو الله. ومن باب آخر فإن الحق سبحنه وتعالى لم يطالب في التحدي بان يأتوا بالحقائق العلمية، والتشريعات، والغيبيات، إذ أن هذا ليس هو مكان التحدي ولا مطلبه. وقد يقول قائل ان التحدي ليس شرطا في المعجزة وهذا صحيح، ولكنه في القرآن كان شرطا لازما لا إنفكاك عنه، بخلاف معجزات أُخر للنبي صلى الله عليه وسلم. مثل نبع الماء من بين أصابع يديه الكريمتين وحنين الجذع إليه، وانشقاق القمر، وغيرها مما هو معلوم لكم. ولم تكن هذه مطلب التحدي.
وعود على بدء، لا إعجاز للقرآن إلا بالبلاغة، وكيف ذاك أساتذتي الذين خالفتم رأيي (روضة، و عدنان البحيصي)؟
فلو قلنا أن هناك إعجاز آخر للقرآن، فالضابط في ذلك هو وجوده في كل القرآن لا بعضه دون بعضه الآخر. فبلاغته وفصاحته وبيانه، هو ما انتظم فيه من أوله حتى آخره. ونحن نتحدث عن القرآن بوصفه كلا، ما يصدق على الجزء منه - وأقله سورة - يصدق عليه كله.
أما عن الأوجه الأخرى فلا تتصف بهذا المُمَيَز، وإن كانت تدل كما حررت اعلاه على انها هذه الآية والمحتوية على حقيقة ما بغض النظر عن وجهها وكنهها، هي دالة على أن مصدر هذه الآية لا غيرها من الله.
وقد يحتج البعض بحجة واهية، وهي أن مجرد ثبوت آية انها من عند الله بوجه آخر غير الوجه الرئيس.فهذا معناه أن القرآن بكل آياته هي من عند الله. وفي هذا الكلام ندقق النظر. إذ أنالوجه الذي ثبت في هذه الآية هو من جنس معين له وصفه الذي ينفرد به، ويختلف به عن غيره. وهو بخلاف الوجه اللغوي المتجانس والمتعاضد. وهنا تسقط الحجة من تلقاء نفسها.
وبعد إخواني الكرام، إنه لمما يشرفني ان اكتب في هذا المنتدى الطيب، فأرجوا منكم ألا تبخلوا علينا بالنصح.
موسى الزغاري
طالب علم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[روضة]ــــــــ[17 Mar 2006, 03:05 م]ـ
ما كتبه الأخ موسى ينطوي على:
1. أنه لا وجهَ للإعجاز إلا البلاغة.
2. أنه لا تحديَ إلا بالبلاغة.
ولم يظهر أنه يريد التفريق بين الأمرين.
والذي يدل على الأمر الأول عنوان مقاله: (لا إعجاز للقرآن إلا بالبلاغة)، ثم عدَّد أوجه الإعجاز، وأوجس خيفة من تكاثر أوجه الإعجاز، ثم قال: (هل يحتاج القرآن إلى كل هذا الكم الهائل من الأوجه التي تسمى إعجازية؟) ...... (ألا يكفينا ما عندنا من إعجاز القرآن ببلاغته وفصاحته بأسلوبه الأخاذ؟)
ألا يُفهم من هذا أنه يريد قصر وجوه الإعجاز على البلاغة؟!
ثم قال: (وللإجابة على هذه الأسئلة امتطيت جواد الجَد، وشمرت عن ساعد الجِد، علَّنِي استطيع أن أواجه كل هذه التيارات المتدفقة، والتي تكاد تكون مجتمعة على جعل هذهالأوجه مظهر إعجاز للقرآن الكريم)؟ إذن هو يريد نفي تعدد أوجه الإعجاز ... أليس كذلك؟
وقد ظهر جلياً في باقي مقاله أنه لا يريد التفريق بين التحدي والإعجاز.
من هنا .. ومما ظهر من عنوان المقال: لا إعجاز للقرآن إلا بالبلاغة .. عقبت ببيان رأيي الذي خالفت فيه الأخ موسى، وهو أن للقرآن الكريم أوجه إعجاز متعددة، وكذلك فعل الأخ عدنان.
ثم بعد ذلك بدأ الأخ موسى يفرّق بين الكلمتين: الإعجاز والتحدي .....
وفي مشاركة أخرى قال:
(وعود على بدء، لا إعجاز للقرآن إلا بالبلاغة، وكيف ذاك أساتذتي الذين خالفتم رأيي (روضة، و عدنان البحيصي)؟
فلو قلنا أن هناك إعجاز آخر للقرآن، فالضابط فيذلك هو وجوده في كل القرآن لا بعضه دون بعضه الآخر. فبلاغته وفصاحته وبيانه، هوما انتظم فيه من أوله حتى آخره. ونحن نتحدث عن القرآن بوصفه كلا، ما يصدق علىالجزء منه - وأقله سورة - يصدق عليه كله.
أما عن الأوجه الأخرى فلا تتصف بهذاالمُمَيَز، وإن كانت تدل كما حررت اعلاه على انها هذه الآية والمحتوية على حقيقةما بغض النظر عن وجهها وكنهها، هي دالة على أن مصدر هذه الآية لا غيرها من الله).
أكد الأخ موسى في هذه الفقرة أنه يحصر وجوه الإعجاز في البلاغة بحجة أنها لا تنتظم القرآن كله، ومن العلماء من احتج على أن الإعجاز لا يظهر إلا في البلاغة استناداً إلى ما تفضل به الأخ موسى وهو أن باقي وجوه الإعجاز لا تنتظم آيات القرآن الكريم كلها، وردّ عليهم علماء آخرون بحجج وأدلة، فنشأ الخلاف المعروف بينهم.
إن أخطأت الفهم فصوّبوني بارك الله فيكم.(/)
باحث سعودي: أول نسخة مطبوعة من القرآن في إيطاليا
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[16 Mar 2006, 05:00 م]ـ
كشف باحث سعودي أن أول نسخة مطبوعة من القرآن الكريم، صدرت في القرن السادس عشر ميلادي، لا تزال موجودة في إيطاليا، وأكد الدكتور يحيى محمود جنيد خلال محاضرة ألقاها في سياق ندوة العلاقات العربية الإيطالية والتي نظمها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالتعاون مع السفارة الإيطالية في الرياض مساء أمس، أن هذه النسخة التي كان يعتقد أنها فقدت تبين أنها موجودة في مكتبة الدير الفرنسيسكاني بالبندقية، حيث نشرت الباحثة الإيطالية انجيلا نيوفر بحثاً عنها أرفقته بنماذج مصورة من تلك الطبعة التي صدرت مطبوعة بالحجم الكبير في 232 ورقة وبأحرف عربية مائلة مطبوعة وتشتمل على حواشي كبيرة وقد تضمنت ترجمة لاتينية بين بعض السطور.
وأوضح جنيد أنه شاهد هذه النسخة في إيطاليا وكانت في حالة جيدة جداً ومطبوعة على ورق مصقول قوي بحروف جيدة، ويمنع القائمون على المكتبة تصويرها نظراً لأهميتها، لكن جنيد أكد أن مكتبة مركز الملك فيصل بالرياض تملك نسخة مصورة منها وتعد هذه النسخة الوحيدة الباقية من النسخ التي طبعت لأول مرة في إيطاليا عام 1537 وتولى طباعتها (الإيطالي السندرو باغانيني).
وأقيم على هامش الندوة معرض ضم نسخاً مصورة من بعض المخطوطات العربية الموجودة في المكتبات الإيطالية إلى جانب نماذج من الكتابات التي تبين إثر الثقافة العربية في إيطاليا ومساهمات وإنجازات الأطباء الإيطاليين الخمسة الذين حازوا جوائز الملك فيصل العالمية في سنوات سابقة.
الرابط / http://www.islamtoday.net/albasheer/show_news_content.cfm?id=53197
ـ[* جنان *]ــــــــ[16 Mar 2006, 05:33 م]ـ
جزاك الله خيرا أخوي
ـ[د. أنمار]ــــــــ[17 Mar 2006, 10:09 ص]ـ
مع التنبيه أنه ليست لها قيمة شرعية لأن كتابتها تخالف قواعد الرسم العثماني
وما بدأ التقيد التام بطباعته بالرسم العثماني إلا عام 1917 م عند مصادرة كل ما كتب بخلاف الرسم العثماني على إثر فتوى الأزهر الشريف فطبع بإشراف نخبة على رأسهم شيخ المقارئ محمد علي خلف الحسيني
علما بأنه ظل يطبع مخالفا للرسم العثماني على مدى 57 سنة جنبا إلى جنب مع ما يكتب بالرسم العثماني
وكان ممن اهتم بجانب الرسم العثماني في المرحلة السابقة المشار إليها بعض العلماء الأفاضل كالشيخ المخللاتي
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[17 Mar 2006, 01:10 م]ـ
حياك الله د. أنمار
هذه المعلومات القيمة التي أشرتم إليها فيما يتعلق بتاريخ الطباعة المعاصرة، وما قبلها من كتابة المصاحف في العالم الإسلامي، ومخالفة بعض المصاحف المكتوبة للرسم العثماني مما يحتاج إلى عرض ودراسة، وياليت الذين لهم نَفَسٌ في علم الرسم والضبط يتوجهون إلى دراسة المصاحف ويوازنونها بالرسم العثماني.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Mar 2006, 11:46 م]ـ
شكراً للجميع وفقهم الله.
يقول عبدالرحمن بدوي في موسوعة المستشرقين ص 302 عند حديثه عن طبعات القرآن الكريم في أوروبا: (أول طبعة للقرآن في نصه العربي هي تلك التي تمت في البندقية في وقت غير محدد بالدقة، ولكن المرجح هو أن تاريخها هو سنة 1530 م تقريباً. لكن جميع النسخ التي طبعت أحرقت (راجع اشنور تحت رقم 367) وكانت طبعة كاملة لكل القرآن، ولم يعثر لها على أثر حتى الآن، وأقدم من ذكرها هو إربنيوس في كتابه (مبادئ اللغة العربية) ليدن 1620.
مع التنبيه على ما تفضل به الدكتور أنمار والدكتور مساعد وفقهما الله لكل خير.(/)
لمحة بلاغية
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[16 Mar 2006, 11:40 م]ـ
قال تعالى:
"وما تلك بيمينك يا موسى، قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى" وقول الرسول عليه السلام وقد سئل عن ماء البحر في حديث، هل يجوز الوضوء به: إنا نركب البحر فقال: هو الطهور ماؤه الحل ميتته.
ما هو الوجه البلاغي في هذين النصين؟
حينما قال الله تعالى: ما تلك بيمينك يا موسى؟
كان الجواب: قال هي عصاي. وهنا تمت الفائدة.ولكن الزيادة
* أتوكأ عليها.
** وأهش بها على غنمي.
... ولي فيها مآرب أخرى.
في أي باب بلاغي نصنفها؟
وكذلك الحديث:
كان السؤال حول طهارة مائه.
وكان الجواب:
* هو الطهور ماؤه. وهنا تمت الفائدة.
** الحِل ميتته، وهذا الجواب الثاني، في أي باب بلاغي نصنفها؟
ولكم جزيل الشكر.
ـ[ابو العزايم عبد الحميد]ــــــــ[17 Mar 2006, 01:40 ص]ـ
ذكر على التفصيل والإجمال المنافع المتعلقة بالعصا كأنه أحس بما يعقب هذا السؤال من أمر عظيم يحدثه الله تعالى فقال: ما هي إلا عصا لا تنفع إلا منافع بنات جنسها وكما تنفع العيدان.
ليكون جوابه مطابقاً للغرض الذي فهمه من فحوى كلام ربه ويجوز أن يريد عز وجل أن يعقد المرافق الكثيرة التي علقها بالعصا ويستكثرها ويستعظمها ثم يريه على عقب ذلك الآية العظيمة كأنه يقول له: أين أنت عن هذه المنفعة العظمى والمأربة الكبرى المنسية عندها كل منفعة ومأربة كنت تعتد بها وتحتفل بشأنها وقالوا: إنما سأله ليبسط منه ويقلل هيبته.
وقالوا: إنما أجمل موسى ليسأله عن تلك المآرب فيزيد في إكرامه وقالوا: انقطع لسانه بالهيبة فأجمل (تفسير الكشاف)
ومن لطائف معنى الآية ما أشار إليه بعض الأدباء من أن موسى أطنب في جوابه بزيادة على ما في السؤال لأن المقام مقام تشريف ينبغي فيه طول الحديث.
والظاهر أن قوله) مآرب أخرى (حكاية لقول موسى بمماثله، فيكون إيجازا بعد الإطناب، وكان يستطيع أن يزيد من ذكر فوائد العصا. ويجوز أن يكون حكاية لقول موسى بحاصل معناه، أي عد منافع أخرى، فالإيجاز من نظم القرآن لا من كلام موسى عليه السلام. (التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور)
اما الحديث فيسمى هذا باجابة الحكيم اي اجابة السائل بما ينفعه وليس بما سأل عنه فقط
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[17 Mar 2006, 11:24 م]ـ
أخي أبو العزايم عبد الحميد
هل سمعت بـ (التلفيف).
بإنتظارك
أخوكم
موسى
ـ[ابو العزايم عبد الحميد]ــــــــ[19 Mar 2006, 02:02 ص]ـ
من كتاب تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر لابن ابي الاصبع التلفيف
وهو أن يقصد المتكلم التعبير عن معنى خطر له أو سئل عنه، فيلف معه معنى آخر يلازم كلمة المعنى الذي سئل عنه، كقول الله تعالى مخبراً عن موسى عليه السلام وقد قال سبحانه له: "وما تلك بيمينك يا موسى، قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى" وكقول الرسول عليه السلام وقد سئل عن البحر في حديث أوله: إنا نركب البحر، فحواه السؤال عن ماء البحر هلا تجوز به الطهارة؟ فقال: هو الطهور ماؤه الحل ميتته.
وربما قصدت اخي موسى في سؤالك اسم هذا النوع من البلاغة لكنى قصدت ايراد الحكمة من هذا النوع في هذه الايات وهو التلفيف ايضا
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[19 Mar 2006, 06:44 ص]ـ
أصبت ورب الكعبة
بارك الله فيك(/)
لقط الجوهر من سورة الكوثر
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[17 Mar 2006, 01:32 ص]ـ
لقط الجوهر من سورة الكوثر
بسم الله الرحمن الرحيم.
هذه محاولة لبيان وجه من معجزة سورة الكوثر، وميزته أنه يمكن التأكد منه على نحو قريب من الملموس، وسبيلنا اليه: الاشتغال بلغة النحو الواصفة، والاستناد إلى المقولات والمفاهيم المتداولة عند أهل النحو ....
ورهاننا المأمول: إثبات دعوى مفادها: أن من وجوه إعجاز سورة الكوثر- التي لا سبيل إلى الاحاطة بها كلها- وجها لغويا،لم يفصل فيه حسب علمي، وهو استيعاب سورة الكوثر لجل أبواب اللغة العربية التي يذكرها أهل هذا الشأن في مصنفاتهم ..... فيتأتى التحدي والمعاجزة بهذه السورة لأنه ليس في طاقة الأنسان أن يضمن كل ما سأذكر في مساحة ضيقة جدا لا تتعدى عشر كلمات وهو عدد كلمات السورة الشريفة.
هذا وقد قسمت كلامي إلى شقين:
-استعرضت في الشق الأول الخطوط العريضة لمناهج المفسرين عندما اشتغلوا بتفسير سورة الكوثر ..... مع إيراد نماذج تمثيلية من أقوالهم والتعليق عليها.
-بينت في الشق الثاني اشتمال السورة على كثير من ابواب النحو مما يصعب عادة أن تجتمع في حيز لغوي محدود جدا ...
فعسى أن يوفقني الله لخدمة كتابه العزيز.
المفسرون وسورة الكوثر:
اتخذ المفسرون مسلكين مختلفين:
1 - طائفة من المفسرين تمسكوا بالحياد المنهجي فلم يروا ضرورة لتغيير منهجهم العام في التفسير وهم يشتغلون بسورة الكوثر .... ومن هؤلاء أئمة كبار: كالطبري والبغوي وابن كثير وآخرين من القديم والحديث.
2 - طائفة أخرى اعتبرت تميز الموضوع الجزئي فاستجابت منهجيا بتميز مماثل: فقدرت أن سورة الكوثر هي أصغر سورة في القرآن العظيم ومن ثم فالمناسبة مواتية لاختبار إعجاز القرآن محليا والرد على الطاعنين خاصة وقد تناقل المفسرون أن مسيلمة الكذاب قد عارض هذه السورة بالضبط فلا بد من تسفيه محاولته وإثبات أن سورة الكوثر تعلو ولا يعلى عليها.
وباستقراء ما سطره هؤلاء الأئمة ظهرت ثلاثة توجهات أساسية لإثبات إعجاز سورة الكوثر:
أ-إعجاز السورة داخلي وذاتي، أعني أن تأمل السورة لذاتها وتدبر مفرداتها كافيان لبيان مظاهر الاعجاز.
ب-إعجاز السورة باعتبار غيرها من السور، ومدار هذا التوجه على افتراض علاقات ما بين سورة الكوثر وأخواتها داخل سياق مصغر، تحديدا:سورة الماعون المرتبة في المصحف قبلها وسورة الكافرون المرتبة بعدها .... وطمح بعض المفسرين إلى تأكيد فرضية علاقات مطردة في السياق الموسع، والمقصود هنا المفسر فخر الدين الرازي رحمه الله.
ج-إعجاز السورة باعتبار الواقع الخارجي، ومدار هذا التوجه على تاكيد العلاقة بين سورة الكوثر وأحداث تاريخية معينة وهو المعروف ب"الاخبار بالمغيبات".
هذه التوجهات قد تلحظ مجتمعة عند مفسر واحد، وقد تلحظ متفرقة ..... وهذه نماذج تمثيلية لها:
نموذج للتوجه الأول: تفسير اللباب في علوم الكتاب/ ابن عادل:
قال ابن عادل -رحمه الله-:
(قال أهل العلم: قد احتوت هذه السورة على كونها أقصر سورة في القرآن على معان بليغة، وأساليب بديعة، منها: دلالة استهلال السورة على أنه - تعالى - أعطاه كثيراً من كثير.
ومنها: إسناد الفعل للمتكلم المعظم نفسه، ومنها: إيراده بصيغة الماضي تحقيقاً لوقوعه كـ " أتَى أمْرُ اللهِ ".
ومنها: تأكيد الجملة بـ " إنَّ ".
ومنها: بناء الفعل على الاسم ليفيد بالإسناد مرتين، ومنها: الإتيان بصيغة تدل على مبالغة الكثرةِ، ومنها حذف الموصوف بالكوثر؛ لأن في حذفه من فرط الإبهام ما ليس في إثباته.
ومنها: تعريفه بـ " أل " الجنسية الدالة على الاستغراق، ومنها: فاء التعقيب الدالة على التسبب كما تقدم في " الأنعام " سبب الشكر والعبادة.
ومنها: التعريض بمن كانت صلاته ونحره لغير الله تعالى.
ومنها: أن الأمر بالصلاة إشارة إلى الأعمال الدينية التي هي الصلاة وأفضلها كالأمر بالنَّحر.
ومنها: حذف متعلق " انْحَرْ " إذ التقدير: فصلِّ لربِّك وانحر له.
ومنها: مراعاة السجع، فإنه من صناعة البديع العاري عن التكلُّف.
ومنها: قوله تعالى: {لِرَبِّكَ} في الإتيان بهذه الصفة دون سائر صفاته الحسنى دلالة على أنه المربِّي، والمصلح بنعمه، فلا يلتمس كلَّ خير إلا منه.
ومنها: الالتفات من ضمير المتكلم إلى الغائب في قوله تعالى: {لِرَبِّكَ}.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنها: جعل الأمر بترك الاحتمال للاستئناف, وجعله خاتمة للإعراض عن الشانئ, ولم يسمه ليشمل كلَّ من اتصف - والعياذ بالله - بهذه الصفة القبيحة, وإن كان المراد به شخصاً معيناً, لَعَيَّنَه الله تعالى.
ومنها: التنبيه بذكر هذه الصفة القبيحة، على أنه لم يتصف إلا بمجرد قيام الصفةِ به، من غير أن يؤثر في من شنأه شيئاً - ألبتة - لأن من شنأ شخصاً، قد يؤثر فيه شنؤه.
ومنها تأكيد الجملة بـ " إنَّ " المؤذنة بتأكيد الخبر، ولذلك يتلقى بها القسم، وتقدير القسم يصلح هاهنا.
ومنها: الإتيان بضمير الفصل المؤذن بالاختصاص والتأكيد إن جعلنا " هُوَ " فصلاً، وإن جعلناه مبتدأ فكذلك يفيد التأكيد إذ يصير الإسناد مرتين.
ومنها: تعريف الأبتر بـ " أل " المؤذنة بالخصوصية بهذه الصفة، كأنه قيل: الكامل في هذه الصفة.) انتهى.
تعليق:
هذا النص المنقول بطوله يوضح ما ذكرته من البحث عن إعجاز السورة من الداخل ... وملخصه:سعة السورة لمعان كثيرة بليغة مع صغرها .... لقد جمع ابن عادل هنا ملاحظات أسلوبية وبلاغية ونحوية "عادية" جدا يمكن رصدها في باقي القرآن بل في أي كلام لبلغاء العرب أنفسهم ... لكن مقصود المفسرين أن الملاحظات العادية قد تكوثرت و اجتمعت بصورة غير عادية في سورة الكوثر وهذا هو مناط الاعجاز.
نموذج للتوجه الثاني: تفسير مفاتيح الغيب، التفسير الكبير/ الرازي.
اختار فخر الدين رحمه الله أن يبحث عن لطائف السورة باستعراض السياق الضيق فقال:
(فذكر في هذه السورة في مقابلة تلك الصفات الأربع صفات أربعة، فذكر في مقابلة البخل قوله: {إِنَّا أَعْطَيْنَـ?كَ ?لْكَوْثَرَ} أي إنا أعطيناك الكثير، فأعط أنت الكثير ولا تبخل، وذكر في مقابلة: {?لَّذِينَ هُمْ عَن صَلَـ?تِهِمْ سَاهُونَ} قوله: {فَصَلِّ} أي دم على الصلاة، وذكر في مقابلة: {?لَّذِينَ هُمْ يُرَاءونَ} قوله: {لِرَبّكِ} أي ائت بالصلاة لرضا ربك، لا لمراءاة الناس، وذكر في مقابلة: {وَيَمْنَعُونَ ?لْمَاعُونَ} قوله: {وَ?نْحَرْ} وأراد به التصدق بلحم الأضاحي، فاعتبر هذه المناسبة العجيبة، ثم ختم السورة بقوله: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ?لأَبْتَرُ} أي المنافق الذي يأتي بتلك الأفعال القبيحة المذكورة في تلك السورة سيموت ولا يبقى من دناه أثر ولا خبر، وأما أنت فيبقى لك في الدنيا الذكر الجميل، وفي الآخرة الثواب الجزيل.) انتهى
ثم ذكر بعد ذلك في ما سماه الوجه الثاني من التناسب أمورا موغلة في المنهج الإشاري والتأويل الصوفي المفرط-حتى قلت لعل هذا القسم من التفسير مما زاده من كمل تفسيره-
ثم شرع -رحمه الله-في بيان التناسب معتبرا السياق الموسع منطلقا في ذلك من فرضية مفادها أن السور الممتدة من سورة الضحى إلى نهاية المصحف الشريف مرورا بسورة الكوثر ينتظمها نسق ثلاثي مطرد توضحه عباراته التالية:
(اعلم أن فيه فوائد:
الفائدة الأولى: أن هذه السورة كالتتمة لما قبلها من السور، وكالأصل لما بعدها من السور. أما أنها كالتتمة لما قبلها من السور، فلأن الله تعالى جعل سورة وَ?لضُّحَى? في مدح محمد عليه الصلاة والسلام وتفصيل أحواله، فذكر في أول السورة ثلاثة أشياء تتعلق بنبوته أولها: قوله: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى?}،الضحى:4] وثالثها: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى?} ثم ختم هذه السورة بذكر ثلاثة أحوال من أحواله عليه السلام فيما يتعلق بالدنيا وهي قوله:
{أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَاوَى? وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى? وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى?} [الضحى:6 - 8] ثم ذكر في سورة: {أَلَمْ نَشْرَحْ} أنه شرفه بثلاثة أشياء أولها: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} وثانيها: {وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ ?لَّذِى أَنقَضَ ظَهْرَكَ}، وثالثها: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}.
ثم إنه تعالى شرفه في سورة: التين بثلاثة أنواع من التشريف أولها: أنه أقسم ببلده وهو قوله: {وَهَـ?ذَا ?لْبَلَدِ ?لأَمِينِ}، وثانيها: أنه أخبر عن خلاص أمته عن النار وهو قوله: {إِلاَّ ?لَّذِينَ ءامَنُواْ}، وثالثها: وصولهم إلى الثواب وهو قوله: {فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ}.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم شرفه في سورة اقرأ بثلاثة أنواع من التشريفات أولها: {?قْرَأْ بِ?سْمِ رَبّكَ} أي اقرأ القرآن على الحق مستعيناً باسم ربك وثانيها: أنه قهر خصمه بقوله: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ سَنَدْعُ ?لزَّبَانِيَةَ}، وثالثها: أنه خصه بالقربة التامة وهو: {وَ?سْجُدْ وَ?قْتَرِب}.
وشرفه في سورة القدر بليلة القدر التي لها ثلاثة أنواع من الفضيلة أولها: كونها: خَيْرًا مّن أَلْفِ شَهْرٍ، وثانيها: نزول: ?لْمَلَـ?ئِكَةُ وَ?لرُّوحُ فِيهَا وثالثها: كونها: سَلاَماً حَتَّى? مَطْلَعِ ?لْفَجْرِ.
وشرفه في سورة: لَمْ يَكُنِ بأن شرف أمته بثلاثة تشريفات أولها: أنهم: خَيْرُ ?لْبَرِيَّةِ وثانيها: أن جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبّهِمْ جَنَّـ?تُ، وثالثها: رضا الله عنهم.
وشرفه في سورة إذا زلزلت بثلاث تشريفات: أولها: قوله: {يَوْمَئِذٍ تُحَدّثُ أَخْبَارَهَا} وذلك يقتضي أن الأرض تشهد يوم القيامة لأمته بالطاعة والعبودية والثاني: قوله: {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ ?لنَّاسُ أَشْتَاتاً لّيُرَوْاْ أَعْمَـ?لَهُمْ} وذلك يدل على أنه تعرض عليهم طاعاتهم فيحصل لهم الفرح والسرور، وثالثها: قوله: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ} ومعرفة الله لا شك أنها أعظم من كل عظيم فلا بد وأن يصلوا إلى ثوابها ثم شرفه في سورة العاديات بأن أقسم بخيل الغزاة من أمته فوصف تلك الخيل بصفات ثلاث: {وَ?لْعَـ?دِيَـ?تِ ضَبْحاً فَ?لمُورِيَـ?تِ قَدْحاً فَ?لْمُغِير?تِ صُبْحاً}.
ثم شرف أمته في سورة القارعة بأمور ثلاثة أولها: فمن ثقلت موازينه وثانيها: أنهم في عيشة راضية وثالثها: أنهم يرون أعداءهم في نار حامية.
( ........ ) انتهى. وسرد ثلاثيات أخرى على النسق نفسه.
ليس يهمنا هنا مدى صحة هذه الانساق الثلاثية بقدر ما يهمنا توضيح المسار المنهجي .... مع الإشارة إلى أن هذا النسق على فرض كونه إعجازيا فهو غير خاص بسورة الكوثر وإنما هو متعلق بترتيب المصحف أو بقسم منه.
نموذج للتوجه الثالث: تفسير نظم الدرر في تناسب الآيات والسور/ البقاعي.
بدأ برهان الدين- رحمه الله-تفسير السورة بداية"طبيعية" على قاعدة منهجه في كشف المناسبة وأوجه الارتباط بين السابق واللاحق مكثرا من عبارته العتيدة"ولما ..... "-حتى اقترح بعضهم أن يسمي تفسيره بتفسير" ولما"-ثم خطر للمفسر خاطر غريب جدا هو أن يربط دلالة "إن شانئك هو الابتر" باحداث تاريخية معينة معتمدا على أعداد وإحصائيات فجاء بشيء شبيه بما ابتدعه الحروفيون من السحرة والصوفية، وهذا-كما ترى- عجيب من هذا الإمام الذي لاحقته المصائب بسبب عدائه الشديد للصوفية. فتأمل.
ولا أجد تعليلا ل"شذوذ" برهان الدين عند تفسيره لسورة الكوثر عن نهجه العام السليم من الشطحات غالبا إلا ايمانه أن سورة الكوثر معجزة ولم يكفه ما ذكره العلماء من قبله فبحث عن الخارق الذي تخضع له الأذقان فأتى بالعجائب.
قال رحمه الله:
(ثم إن هذه السورة عشر كلمات في الكتابة إشارة إلى أن تمام بتر شانئه يكون مع تمام السنة العاشرة من الهجرة، وكذا كان، لم تمض السنة الحادية عشر من الهجرة وفي جزيرة العرب إلا من يرى أشرف أحواله بذل نفسه وماله في حبه، وإذا أضفنا إليها الضميرين المستترين كانت اثنتا عشرة، وفي السنة الثانية عشرة من النبوة بايعه صلى الله عليه وسلم الأنصار على منابذة الكفار، وإذا أضيف إلى العشرة الضمائر البارزة الخمسة كانت خمس عشرة، فتكون إشارة إنه صلى الله عليه وسلم عند تمام السنة الخامسة عشر من نبوته يبسط يده العالية لبتر أعدائه وكذا كان في وقعة بدر الرفيعة القدر، ففي ضمائر الاستتار كانت البيعة وهي مستترة، وفي الضمائر البارزة كانت بدر وهي مشتهرة، وإذا أضيف إلى ذلك الضميران المستتران كانت سبع عشرة، وفي السنة السابعة عشرة من نبوته كانت غزوة بدر الموعد، وفى فيها النبي صلى الله عليه وسلم بالوعد في الإتيان إلى بدر للقاء قريش للقتال ومقارعة الأبطال، فآذنهم الله فلم يأتوا، وإنما اعتبر ما بعد الهجرة من أحوال النبوة عندما عدت الكلمات الخطية العشر لكونها أقوى أحوال النبوة كما أن الكلمات الخطية أقوى من الضمائر وإن اشترك الكل في اسم الكلمات، فلذلك أخذ تمام البتر للشانىء وهو ما كان في السنة الحادية عشرة من هلاك أهل الردة وثبات العرب في صفة الإسلام، ولما
(يُتْبَعُ)
(/)
ضمت الضمائر البارزة الخمسة - التي هي أقرب من المستترة - إلى الكلمات الخطية وأضعف من الكلمات الخطية اعتبر من أول السورة لمناسبة ما كان من ضعف الحال فيما كان قبل الهجرة، فوازى ذلك السنة الثانية من الهجرة التي كانت فيها غزوة بدر الكبرى، وهي وإن كانت من العظم على أمر بالغ جداً لكنها كانت على وجه مخالف للقياس، فإن حال الصحابة رضي الله عنهم كان فيها في غاية الضعف، ولكونها أول ما وقع فيه النصر من الغزوات لم تكن نفوس المخالفين مذعنة لأن ما بعدها يكون مثلها، فإذا ضم إلى ذلك الضميران المستتران - وهما أضعف من البارز - انطبق العدد على سنة غزوة بدر الموعد في سنة أربع، وهي وإن كانت قوية لكون قريش ضعفوا عن اللقاء لكن كان حالها أضعف من بدر التي وقع فيها القتال وأستر، وكون كلماتها الخطية والاصطلاحية التي هي أبعاض الكلمات الخطية سبع عشرة مؤذن بأن الأمر في {فصلِّ} مصوب بالذات بالقصد الأول إلى الصلوات الخمس التي هي سبع عشرة ركعة، وأن من ثابر عليها كان مصلياً خارجاً من عهدة الأمر، فإذا قصدت في السفر بما اقتضته صفة التربية بالإحسان نقصت بقدر عدة الضمائر سوى الذي وفى الأمر بها لأن الأمر الناشىء عن مظهر العظمة لا يليق فيه التخفيف بنفسه كلمة الأمر، وإذا أضفنا إليها كلمات البسملة الأربعة كان لها أسرار كبرى من جهة أخرى، وذلك أن الكلمات الخطية تكون أربع عشرة إشارة إلى أن ابتداء البتر للأضداد يكون بالقوة القريبة من الفعل بالتهييء له في السنة الرابعة عشرة من النبوة، وذلك عام الهجرة، فإذا أضفنا إليها الضمائر البارزة التي هي أقرب إلى الكلمات الخطية وهي خمسة كانت تسع عشرة، وفي السنة التاسعة عشرة من النبوة وهي السادسة من الهجرة كان الفتح المبين على الشانئين الذي أنزل الله فيه سورة الفتح، فإذا أضفنا إليها الضميرين المستترين كانت إحدى وعشرين وهي سنة ثمان من الهجرة سنة الفتح الأكبر الذي عم العلم فيه بأن الشانىء هو الأبتر، وإذا اعتبرت حروفها المتلفظ بها كانت أربعة وأربعين حرفاً، فإذا ناظرتها بالسنين من أول حين النبوة كان آخرها سنة إحدى وثلاثين من الهجرة، وهي سنة البتر الأعظم لشانئه الأكبر الذي مزق كتابه، وكان مالكاً لبلاد اليمن، وهو قدر كبير من بلاد العرب وكذا لغيرهم مما قارب بلاده، وكانت قريش تجعله من عدادهم كما مضى بيانه في سورة الروم وهو كسرى ملك الفرس، ففيها كان انقراض ملكهم بقتل آخر ملوكهم يزدجرد، كما أنك إذا اعتبرت كلماتها الخطية مع الضمائر البارزة التي هي كلمات اصطلاحية دون ما استتر - فإن وجوب استتاره منع من عده - كانت تسع عشرة كلمة، فإن اعتبرت بها ما بعد الهجرة وازت وقت موت قيصر طاغية الروم في سنة تسع عشرة من الهجرة أهلكه الله، وقد تجهز إلى قتال العرب بالإسكندرية بنفسه، وأمر ألا يتخلف عنه أحد من الروم فكسر الله بموته شوكة الروم، واستأسدت العرب عند ذلك، فكانت الأحرف مشيرة إلى بتر الشانىء من الفرس، والكلمات مشيرة إلى بتر الشانىء من الروم والفرس أولى بإشارة الأحرف لأنهم ليسوا بذوي علم، والروم بالكلمات لأنهم أهل علم، والكلمات أقرب إلى العلم، وإذا اعتبرت أحرف البسملة اللفظية كانت ثمانية عشر حرفاً، فإذا جعلتها سنين من أول النبوة كان آخرها سنة خمس من الهجرة، وفيها كانت غزوة الأحزاب .... )
انتهى كلام البقاعي-غفر الله له ورفع درجاته- ولا يحتاج إلى تعليق.
-----------
بعد هذا الاستعراض ننتقل إلى إظهر الوجه الإعجازي لسورة الكوثر الذي وعدنا به ومنهجنا شبيه بالتوجه الأول الذي مثلنا له بما نقله ابن عادل مقتنعين أن الاعجاز ذاتي في سورة الكوثر ولربما اعتمدنا على إحصاءات لكلمات أو ضمائر كما فعل برهان الدين لكن بعيدين كل البعد عن منهجه في استنطاق الأرقام لتخبر عن غيب الأيام.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم.
{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} (1) {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} (2) {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} (3)
نبدأ بملاحظات عابرة تتعلق بتناسبات صوتية وحرفية الهدف منها إشعار القاريء أن سورة الكوثر تخفي خلف كلماتها العشر أمورا كثيرة وكثيرة جدا:
-كلمات السورة استنادا إلى الخط والرسم عشر:
(يُتْبَعُ)
(/)
{إِنَّا- أَعْطَيْنَاكَ- الْكَوْثَرَ- فَصَلِّ- لِرَبِّكَ- وَانْحَرْ-إِنَّ- شَانِئَكَ- هُوَ- الْأَبْتَرُ}
-الآية الأولى نسيج حرفي مكون من حروف عشر-بدون اعتبار المكرر منها-:
ا-ن-ع-ط-ي-ك-ل-و-ث-ر.
-الآية الثانية هي أيضا مبنية من عشر حروف-بدون اعتبار المكرر دائما-:
ص-ل-ر-ب-ك-و-ا-ن-ح.
-الآية الأخيرة –كما قد يتوقع القاريء-كاختيها أعني العدد نفسه باعتبار نوع الحرف لا أفراده:
ا-ن-ش-ك-ه-و-ل-ب-ت-ر.
ولعل إشارة أخرى تقلل من فرضية الصدفة وهي أن عدد الحروف التي لم تستعمل إلا مرة واحدة عشرة أيضا وهي:
ع-ط-ي-ث-ف-ص-ح-ش-ه-ت.
فلنقف عند هذا الحد دون أن نبني على ما ذكرنا شيئا فهذا المنهج لا يستهوينا في الحقيقة.
الجمل في سورة الكوثر:
لأهل اللغة تقسيمات كثيرة لأنواع الجملة في اللسان العربي لكن المثير للدهشة أن سورة الكوثر الكريمة قادرة على إعطاء مثال عن كل نوع،وتزداد الدهشة أكثر عندما ندخل في الحسبان أن عدد جمل السورة أربعة فقط. ولكنها "الكوثر": اسما ومسمى.
1 - تنقسم الجمل عند أهل اللسان –عند أهل البيان منهم خاصة-إلى نوعين:
جمل خبرية وجمل انشائية.
وإذا تدبرت سورة الكوثر وجدت فيها النوعين معا:
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ.
إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ.
جملتان خبريتان.
فَصَلِّ لِرَبِّكَ.
وَانْحَرْ.
جملتان إنشائيتان طلبيتان.
2 - تتعاقب الجمل في الكلام العربي وفق نظام الوصل والفصل وقد افرد علماء المعاني هذا النظام بمبحث خاص سموه باب الوصل والفصل واعتبروه أم البلاغة وقلبها .... ويعنينا هنا أن سورة الكوثر قادرة على إعطاء مثالين للمفهومين:
فجملة"انحر" معطوفة بالواوعلى جارتها" فَصَلِّ لِرَبِّكَ."وهذا الوصل.
وهي منقطعة عن الجملة اللاحقة إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ. وهذا الفصل.
3 - يقسم أهل النحو الجملة العربية إلى قسمين:
جمل اسمية وجمل فعلية.
وقد اشتملت السورة الكريمة على النوعين كما لا يخفى على أحد.والجمل التي ذكرناها عن الخبر والانشاء تمثل باعتبار آخر الاسمية والفعلية.
استطراد:
القسمة ثنائية عند الجمهور فالجمل عندهم إما فعلية وإما اسمية ... وقد حاول بعض النحاة قديما وحديثا أن يزيد قسما ثالثا ولكن هذه الزيادة لم تكن مقنعة:
فالزمخشري اقترح نوعا ثالثا هي الجملة الشرطية لكنها لم يرتضها غيره. قال ابن هشام في المغني:
وزاد الزمخشري وغيره الجملة الشرطية والصواب أنها من قبيل الفعلية.
وابن هشام نفسه اقترح في المغني نوعا ثالثا هو الجملة الظرفية لكنها لم تلق قبولا حسنا من الدسوقي، فقال في حاشيته على المغني:
(قوله:إلى اسمية وفعلية وظرفية) هذا تقسيم أصلي للجملة ولكن في الحقيقة أن الظرفية ترجع لما قبلها من الاسمية والفعلية لأنك إما أن تقدر عامل الظرف كائن أو استقر.
والصواب مع الجمهور لأن النوعين الجديدين يمكن إرجاعهما إلى النوعين الأصلين وتقيل الأقسام مطلوب كما هو معلوم.
فصح عندنا أن نقول إن سورة الكوثر احتوت نوعيا كل العربية.
4 - يقسم أهل اللغة الجملة باعتبار بنيتها إلى قسمين: بسيطة ومركبة وقد يعتمدون اصطلاحا مغايرا- قريبا وليس مرادفا-
فيقولون: جملة صغيرة وكبيرة. قال في المغني:
الكبرى هي الاسمية التي خبرها جملة نحو" زيد قام أبوه" و"زيد أبوه قائم"
والصغرى هي المبنية على المبتدأ كالجملة المخبر بها في المثالين.
ولك أن تعجب من سورة الكوثر فهي لم تقدم مثالا عن كل نوع فقط بل قدمت مثالا ثالثا لجملة تحتمل النوعين بحسب وجهة النظر:
- إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ: جملة مركبة أو كبرى ف أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ جملة صغيرة في محل رفع خبر للجملة الأصلية.
- فَصَلِّ لِرَبِّكَ. جملة تامة صغيرة فيها اسناد واحد.
أما جملة: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ..... فهي من المرونة بحيث تضعها حيث شئت: فلو اعتبرت "هو"ضمير فصل و"الأبتر" خبرا عن الشانيء فالجملة بسيطة لا محالة.ولو اعتبرت "هو"مبتدأ و"الأبتر" خبره ومجموعهما خبرا للشانيء فالجملة كبرى ضرورة. فلله در هذه السورة.
الضمائر في سورة الكوثر:
استوعبت سورة الكوثر كل أنواع الضمير في اللغة العربية دون أن تغفل الأحوال الإعرابية المختلفة وهذا من العجب العجاب لأننا نضع نصب أعيننا دائما أن عدد مفرداتها لا تتجاوز عدد أصابع الإنسان، وتفصيله:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - الضمائر بارزة ومستترة:
فمن بارز الضمائر في السورة ما ظهر في فعل "أعطيناك".
ومن مستتره ما كمن في فعل "صل "أو" انحر".
2 - الضمائر متصلة ومنفصلة:
ولك في جملة "أعطيناك" مثال على المتصل من الضمائر.
ولك في جملة هو الأبتر مثال آخر على الضمير المنفصل.
3 - الضمائر في إحالتها على عناصر الخطاب تنقسم إلى ضمائر المتكلم والمخاطب والغائب.
ولا تحتاج إلى غير سورة الكوثر للتمثيل:
-فضمير المتكلم حاضر في" أعطينا"
-وضمير المخاطب في" أعطيناك" و" ربك" و"شانئك" صريحا، و في"صل" و"انحر"مقدرا.
-وضمير الغائب في "هو" صريحا وفي شانيء مقدرا، فتأمل هذه التناسبات اللطيفة.
4 - باعتبار مقولة العدد:
جاء في السورة ضمير المفرد وضمير الجماعة. وقد اجتمعا في كلمة "أعطيناك"
استطراد:
قد يقال إن مقولة العدد في اللسان العربي ذات تمفصل ثلاثي وليس ثنائيا .. فأين ضمير المثنى في سورة الكوثر؟
جوابه من وجهين:
-ليس من شرطنا أن تحتوي السورة على كل أبواب النحو لتحصل المعجزة -فمقولة التأنيث مثلا لا حضور لها في السورة-بل يكفي أن تتعدد الأنواع والتقاسيم بصورة غير عادية،وما ذكرناه كاف إن شاء الله.
-"المثنى" في اللغة العربية باب قلق لا ينضبط ... وكثيرا ما يعبر العرب بصيغة الجمع عنه، فيكون الجمع بديلا عن المثنى كما في كثير من اللغات الحالية.
وفي القرآن المبين أمثلة كثيرة منها:
{إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} (4) سورة التحريم
صدر الآية مثنى وليس كذلك عجزها.
{هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} (19) سورة الحج
رجع ضمير الجمع على مثنى.
{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا} (38) سورة المائدة
حصلت المطابقة في المضاف إليه وما هي بحاصلة في المضاف.
{وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} (9) سورة الحجرات
حصلت المطابقة في "بينهما" لكن بعد أن قال "اقتتلوا".
{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} (11) سورة فصلت
فالحال صيغة جمع وصاحبها مثنى .....
خلاصة القاعدة أنك إذا عبرت عن المثنى بصيغة الجمع فتعبيرك صحيح.
5 - الضمائر باعتبار محلها من الإعراب:
جاءت الضمائر في السورة متنوعة بحسب المحل الإعرابي:
-ضمير فى محل رفع: (أعطيناك) الضمير الأول فيها فاعل مرفوع.
-ضمير في محل نصب: (أعطيناك) الضمير الثاني فيها مفعول به منصوب.
-ضمير في محل جر: ربك الكاف فيها مضاف إليه مجرور.
ومن لطائف السورة في هذا السياق أن الكلمات الدالة على الرب عز وجل ثلاث هي:
-اسم إن.
-فاعل أعطى.
-الرب.
وجاءت على التوالي:
منصوب
مرفوع
مجرور.
وعلى نفس الترتيب الإعرابي جاءت الكلمات التي تدل على الرسول صلى الله عليه وسلم.
"كاف" أعطيناك منصوبة
"صل"الضمير المستتر مرفوع.
"كاف" ربك مجرور.
الأفعال في السورة:
لم يأت في السورة من الأفعال إلا ثلاثة: "أعطى"-"صلى"-"نحر".
لكنها على قلتها مثلت من المقولات الصرفية والتركيبية عددا كبيرا:
1 - الفعل الصحيح: نحر
2 - الفعل المعتل: أعطى.
3 - الفعل المضعف: صلى.
4 - الفعل المجرد: نحر.
5 - الفعل المزيد: أعطى.
6 - الفعل اللازم: صلى.
7 - الفعل المتعدي إلى مفعول واحد: نحر.
8 - الفعل المتعدي إلى أكثر من مفعول: أعطى.
فلله درها من سورة ....
والله أسال أن يعفو عما كان من خطأ أو تقصير ...... وصلى الله على محمد صاحب الحوض والكوثر وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Sep 2010, 03:04 م]ـ
فتح الله عليكم يا أبا عبدالمعز وكتب أجركم على هذه الكلمات الموفقة حول سورة الكوثر.
وهناك تفسير قيم للسورة صدر مؤخراً للشيخ عبدالحميد الفراهي جدير بالمطالعة.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Sep 2010, 04:29 م]ـ
ما شاء الله
هل عاد أبوعبدالمعز للكتابة في الموقع؟
هذه بشرى طيبة، وأسأل الله له التوفيق والسداد.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[02 Sep 2010, 11:46 م]ـ
من اللفتات المهمة والميزات الفريد لسورة الكوثر التي تميزها عن باقي السور القرآنية أن كل آية من آياتها الثلاث تنفرد بموضوع مستقل عما قبله. فهي تحمل ثلاثة مواضيع مستقلة في ثلاث آيات وهذا من نادر السور القرآنية. ولكن الأخ الباحث لم يتطرق كثيراً للفاء التي في الآية الثانية فهل ثمة علاقة بين الآية الأولى والثانية بسبب تلك الفاء؟؟ وإن كان هناك علاقة فهل العلاقة في المعنى أم بتركيب الجملتين؟ وبارك الله بكم(/)
ما توجيه (ولما)، (فلما) في سورة يوسف ..
ـ[صانعة المآثر]ــــــــ[17 Mar 2006, 03:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أود طرح هذا السؤال عليكم إخوتي في الله، لعلي أجد الإجابة أو إحالة إلى مرجع ..
توجيه: ولما، فلما .. في سورة يوسف ..
هل هناك فرق بينهما؟
هل لها توجيه في التفسير، أو عند أهل اللغة؟
أفيدونا بارك الله فيكم ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 Mar 2006, 09:08 م]ـ
إليكم كلّ الآيات التي ورد ت فيها " ولمّا " فلمّا "
--------------------------
فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ 15
---------------
وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي المُحْسِنِينَ22
------------------
فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ28
-----------------
فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً31
----------------------------
وَقَالَ المَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ50
---------------------------------
وَقَالَ المَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ اليَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ54
---------------------
وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ المُنزِلِينَ59
--------------------------
فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ63
-----------------------------
وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ65
-----------------------
وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ68
----------------------------
وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ69
------------------------
فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا العِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ70
------------------------
فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِياً 80
-----------------------------
فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا العَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ 88
--------------------------------------------------
وَلَمَّا فَصَلَتِ العِيرُ قَالَ أَبُوَهُمْ إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلا أَن تُفَنِّدُونِ94
---------------------------------------
فَلَمَّا أَن جَاءَ البَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ96
--------------------------------
فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ99
--------------------------------
ثمّ أعرض عليكم ما جاء في كتاب
"الجنى الداني في حروف المعاني "
ابن أُمّ قَاسِم المرادي
قال (لما التعليقية. وهي حرف وجوب لوجوب. وبعضهم يقول: حرف وجود لوجود، بالدال. والمعنى قريب. وفيها مذهبان: أحدهما: أنها حرف. وهو مذهب سيبويه. والثاني: ظرف بمعنى حين. وهو مذهب أبي علي الفارسي. وجمع ابن مالك في التسهيل بين المذهبين، فقال: إذا ولي لما فعل ماض لفظاً ومعنى فهي ظرف بمعنى إذ، فيه معنى الشرط، أو حرف يقتضي، فيما مضى، وجوباً لوجوب.
والصحيح ما ذهب إليه سيبويه، لأوجه: أحدها أنها ليس فيها شيء، من علامات الأسماء. والثاني أنها تقابل لو. وتحقيق تقابلهما أنك تقول: لو قام زيد قام عمرو، ولكنه لما لم يقم لم يقم. والثالث أنها لو كانت ظرفاً لكان جوابها عاملاً فيها، كما قال أبو علي. ويلزم من ذلك أن يكون الجواب واقعاً فيها، لأن العامل في الظرف يلزم أن يكون واقعاً فيه. وأنت تقول: لما قمت أمس أحسنت إليك اليوم. وقال تعالى "وتلك القرى أهلكنا هم لما ظلموا". والمراد أنهم أهلكوا بسبب ظلمهم، لا أنهم أهلكوا حين ظلمهم، لأن ظلمهم متقدم على إنذارهم، وإنذارهم متقدم على إهلاكهم. والرابع أنها تشعر بالتعليل، كما في الآية المذكورة، والظروف لا تشعر بالتعليل. وبهذا استدل ابن عصفور على حرفيتها. والخامس أن جوابها قد يقترن بإذا الفجائية، كقوله تعالى: "فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون"، وما بعد إذا الفجائية لا يعمل فيما قبلها.
واعلم أن لما هذه لا يليها إلا فعل ماض مثبت، أو منفي بلم. وقد تزاد أن بعدها، كقوله تعالى "فلما أن جاء البشير". وجوابها فعل ماض مثبت، نحو: لما قام زيد قام عمرو. أو منفي بما، نحو: لما قام زيد ما قام عمرو. أو مضارع منفي بلم نحو: لما قام زيد لم يقم عمرو. أو جملة اسمية مقرونة بإذا الفجائية، كما تقدم.)
----------------
بعد كلّ هذا النقل---
هل ياترى يوجد فرق بين "ولمّا " فلمّا" غير الفرق المعروف عندنا من كون الفاء تفيد الترتيب والتعقيب --والواو هي واو الإستئناف؟؟(/)
من هو مؤلف تفسير (المباني في نظم المعاني) الذي نشر آرثر جفري مقدمته؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Mar 2006, 11:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نشر المستشرق الاسترالي الدكتور آرثر جفري كتاباً قيماً سمَّاه (مقدمتان في علوم القرآن). وهما مقدمة كتاب المباني، ومقدمة ابن عطية. وقد نشرته دار غويه عام 1937م. ثم أعيد نشره عن مكتبة البابي الحلبي بعد ذلك بمراجعة وتصحيح عبدالله بن إسماعيل الصاوي.
فأما مقدمة تفسير ابن عطية الأندلسي، فهي لتفسيره المحرر الوجيز، وهي معروفة طبعت بعد ذلك مع التفسير كاملةً. وأما المقدمة الأخرى فلم يعرف المحققُ صاحبَها، وكل الذي عرف عنها أنها مقدمة كتاب المباني، وذلك لفقدان الورقة الأولى من المقدمة والتي عليها العنوان واسم المؤلف.
وقد نشرهما آرثر جفري من المخطوطات المحفوظة في دار الكتب ببرلين، ودار الكتب المصرية، وقد أشار إلى أنه نشر هاتين المقدمتين لأهميتهما، ولحرص المستشرق برجشتراسر من قبله على نشرهما بعد فراغه من نشر كتاب (غاية النهاية) لابن الجزري، ولكن لم يتيسر له ذلك، وأشار إلى أن هذه المخطوطة قد انتفع بها نولدكه في كتابه الشهير (تاريخ القرآن) وغيره من المستشرقين.
والذي عُرف عن مؤلف هذه المقدمة أنه بدأ في تأليف كتابه في سنة أربعمائة وخمس وعشرين من الهجرة، وسماه (كتاب المباني في نظم المعاني) وهو تفسير القرآن الكريم الذي صدره بمقدمة في عشرة أبواب. وقد استظهر المحقق أن المؤلف من أهل المغرب، وخولف في ذلك لوجود قرائن قوية في الكتاب تدل على أنه من أهل المشرق الإسلامي.
ولم أطلع على من حاول الكشف عن مؤلف هذه المقدمة مع شهرتها بين الباحثين في الدراسات القرآنية إلا الدكتور غانم قدوري الحمد في بحث له نشره في مجلة الرسالة الإسلامية (1) ببغداد، في عددين متتاليين هما العدد رقم 164 والعدد 165 عام 1404هـ. تحت عنوان (مؤلف التفسير المسمى: كتاب المباني لنظم المعاني). وقد ذكر في بحثه هذا أدلة ترجح نسبة هذا الكتاب ومقدمته المنشورة إلى الشيخ أبي محمد حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام المتوفى بعد سنة 425هـ.
وأظنه توفي بعد هذه السنة بكثير، حيث أشار في مقدمته إلى أنه شرع في تأليف كتابه في هذه السنة.
وقد توصل الدكتور غانم إلى نسبته لان بسطام بواسطة دراسته لأسانيد كتاب (الإيضاح في القراءات العشر واختيار أبي حاتم وأبي عبيد) لأحمد بن أبي عمر الأندرابي المتوفى بعد سنة 500هـ الذي كان تليمذاً لابن بسطام، وقد وازن الدكتور غانم بين المرويات التي وردت في هذا الكتاب، والروايات التي وردت في كتاب مقدمة المباني، فتوصل إلى أن كتاب المباني لابن بسطام.
وعهدي ببحث الدكتور غانم بعيد، ولعله يتكرم ببسط أدلته على نسبة هذا الكتب لابن بسطام على صفحات هذا الملتقى، حيث لم أجد هذا البحث منشوراً ضمن كتبه المتأخرة التي جمع فيها بحوثه المنشورة من قبل في المجلات والدرويات.
وتفسير المباني هذا يوجد قطعة منه في مكتبة الدولة ببرلين تبدأ من سورة الفاتحة إلى سورة الحجر برقم 1031 كما في الفهرس الشامل الصادر من مؤسسة آل البيت بالأردن قسم التفسير 919. وصورة هذه المقدمة محفوظة بمركز الملك فيصل تحت علوم القرآن برقم (2679 - 2 - ف). ولعل الدكتور غانم لو اطلع على هذه القطعة من التفسير يزداد بصيرة بمؤلف هذه المقدمة، من خلال الأسلوب والأسانيد.
وهذه المقدمة مليئة بالمباحث العلمية الدقيقة، وهي في حاجة ماسة لإعادة نشرها وتحقيقها تحقيقاً يليق بها، ويجلي كثيراً من مسائلها التي تعرضت لها، ويوازنها بما قاله العلماء فيها. وأرجو أن يوفق الله أحد الباحثين للقيام بهذا العمل العلمي.
---------
(1) هي مجلة فكرية إسلامية تصدر عن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في الجمهورية العراقية، ولا أدري هل ما زالت تصدر أم توقفت عن الصدور.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[18 Mar 2006, 12:17 م]ـ
جزاك الله خيرا وقد وجدت فيه كلام نفيس عند بحثي عن موضوع النسخ ايام الجامعة, وقد كنت اتردد في الاقتباس من مقدمة المباني لعدم معرفة صاحباها او صحة نسبتها , واستهل المناسبة في سؤال حول كيف نتعامل مع ما لا نعرف صحة نسبته من أقوال لا تخالف قواعد العلم تكون منسوبة لصاحب الكتاب او كتاب غير معروف النسبة لمن؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فانا ان عرضنا الرأي دون الاشارة لمصدره كان سرقة أدبية. وان عرضناه بذكر صاحبه وقعنا بمشكلة نسبة الكتاب الى صاحبه. وبنسب اليه ما لا يثبت عنه.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Mar 2006, 07:36 م]ـ
تحديد مؤلف الكتاب له شأن في تقويم الروايات والأفكار التي تضمنها الكتاب، وفي وضعها موضعها الصحيح من تاريخ التراث الإسلامي؛ لأن علوم الشريعة الإسلامية لا تنبني على أقوال مجهولة توجد في صحف لا يعرف مؤلفها، ولذا حرص العلماء على الأسانيد، وعزو الأقوال إلى مصادرها، لتمييز الصحيح من غيره.
ولذلك قال الدكتور غانم الحمد في بحثه حول هذا الكتاب: (ومعرفة مؤلف (كتاب المباني) لا تضيف - في الواقع- مادة جديدة إلى الكتاب، ولكنها تعطي قيمة للماة الموجودة أصلاً، فيمكن للباحثين حينئذٍ أن يتعاملوا معها باطمئنان، بعد أن كانت الشكوك تساورهم عند استخدامها في أبحاثهم بسبب عدم معرفة المؤلف). ص 245
والخيط الذي استدل به الدكتور غانم على المؤلف هو شيخ صاحب كتاب المباني أبو عبدالله محمد بن الهيصم، الذي تكرر اسمه في كتاب الإيضاح يروي عنه الاندرابي بواسطة ابن بسطام شيخه. ومن خلال ترجمته في كتاب غاية النهاية لابن الجزري 2/ 274 تأكد للدكتور غانم صحة استنتاجه. حيث قال ابن الجزري: (محمد بن الهيصم أبو عبدالله إمام مقرئ، اعتمد عليه أحمد بن أبي عمر صاحب الإيضاح، وروى عن حامد بن أحمد عنه وأبدى عنه فوائد في كتابه).
* وكتاب الإيضاح في القراءات العشر واختيار أبي عبيد وأبي حاتم لأحمد بن أبي عمر الأندرابي محفوظ في المكتبة المركزية بجامعة الإمام برقم 876، وفي مكتبه المصغرات الفيلميه بقسم المخطوطات بالجامعه الاسلاميه برقم 4368/ 4، وفي معهد المخطوطات العربيه برقم 9 عن نسخة استانبول 1350 Ay وهي التي أشار إليها الدكتور غانم الحمد في بحثه، والكتاب قيم وفي حاجة إلى تحقيق، ذكر الدكتور غانم الحمد أنه (كتاب عظيم الفائدة، لأنه يشتمل على كثير مما يحتاج إليه القارئ والمقرئ، وموضحاً مشروحاً، فقد قدم فيه المؤلف قبل ذكر القراءات أبواباً بلغت أكثر من خمسين باباً، كل باب في صنف من العلم لا يستغني عنه طالب علم القراءة ودارس القرآن).
وقد بعث لي الأستاذ الدكتور غانم الحمد رسالة بريدية صباح اليوم السبت 18/ 2/1427هـ قال فيها:
(بسم الله الرحمن الرحيم.
فضيلة الأخ الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فقد وقفت على عرضكم لقضية مؤلف كتاب " المباني " في ملتقى أهل التفسير، وأحببت أن أنقل إليكم شخصياً نص البحث الذي أشرتم إليه، فقد كان الموضوع محور نقاش بيني وبين بعض الإخوة في الفترة الأخيرة ولدي معلومات أخرى حول الموضوع سوف أعرضها في الملتقى إن شاء الله تعالى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم: غانم قدوري الحمد)
وأنا أشكر الدكتور غانم حفظه الله على رسالته، وأنتظر بيانه وتفصيله على صفحات هذا الملتقى إن شاء الله.
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[19 Mar 2006, 03:51 ص]ـ
السلام عليكم
المؤلف من الكرامية وكذا الاندارابي ومحمد بن الهيصم هو من شيوخهم وتنسب اليه الفرقة الهيصمية وكانت بنيسابور وتقريبا وفاة المؤلف كانت بعد سنة 430 وطبقته من طبقة شيوخ الاندارابي لكن ليس هو حامد الذي أشار اليه الدكتور غانم.
ثم إن هناك تطابقاً تاماً حرفياً في أغلب آراء ابن الهيصم في الكتابين ولعله الذي دفع الدكتور إلى ذلك.
وعموماً تحديد وفاة الاندارابي ب بعد 500 أو حولها هو خطأ توارد عليه من ترجم له بعد الجنابي.
أما وفاته فهي في الحادي والعشرين من شهر ربيع الاول سنة 470
أما كون المؤلف هو حامد شيخ الاندارابي فيمتنع لأنه يكنى بأبي جعفر كما في المخطوط اثناء سورة البقرة.
وعموماً يحتاج الأمر لمزيد بحثٍ، وليت أني أستطيع الاطلاع على بحث الدكتور فهو إمام في هذه الصنعة، وأنت يا دكتور عبدالرحمن المفيد حقاً وصدقاً.
بقيت مسألة الاستدلال بكتابٍ لا يُعرفُ مصنفه، هناك كلامٌ نفيس لابن عبدالهادي في الصارم ص 38 طبعة الانصاري وجزاكم الله خيراً.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[19 Mar 2006, 09:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قد فتحتم الباب ولم تغلقوه فلا زلنا ننتظر البحث حتى تشفى نفوسنا من تحقيق هذه المسالة.
فالبدار البدار يا شيخ عبد الرحمن حفظك الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Mar 2006, 11:04 ص]ـ
أخي العزيز الأستاذ الجنيدالله وفقه الله: شكر الله لك تعقيبك المفيد، وهو يفتح آفاق البحث، ويدعو للمزيد من التمحيص في المسألة، ولم يتسن لي ذلك، وكنت أرغب في تتبع المسألة منذ قديم، لكن ضاق الوقت، فرأيت طرح الموضوع للنقاش وقد يسر الله الأمر كما ترى ولا يزال للحديث بقية معكم ومع الدكتور غانم الحمد.
أخي العزيز الدكتور جمال أسعده الله بطاعته: حياك الله وبياك، وقد كانت رسالتك الهاتفية دافعاً لي لنشر الموضوع بعد انتظار طويل للتنقيح الذي لم يتيسر بعدُ.
وهذا هو بحث الدكتور غانم قدوري الحمد، فاقرأوه واكتبوا ما ترونه حياله، بارك الله في علمكم، وهو مصور بالاسكنر فاطبعوه صورة صورة بحسب ترتيب الترقيم.
مؤلف التفسير المسمى: كتاب المباني لنظم المعاني
د. غانم قدوري الحمد ( http://tafsir.net/books/open.php?cat=90&book=956)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[20 Mar 2006, 06:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله، وبعد فإني أقَدِّرُ للدكتور عبد الرحمن الشهري عنايته بكثير من المسائل التي غفل عنها الدارسون، ومن ذلك إثارته لقضية البحث عن مؤلف التفسير المسمى " المباني لنظم المعاني "، فجزاه الله تعالى خيراً ووفقه.
وتعليقي على الموضوع يتلخص في الآتي:
(1) البحث المذكور منشور في مجلة " الرسالة الإسلامية " في عدد واحد حمل الرقم (164 و165) لأسباب تتعلق بظروف صدور المجلة آنذاك (ص 243 - 255).
(2) كنت قد أعدت كتابة البحث المشار إليه منذ سنوات، تحت عنوان " الشيخ حامد مؤلف التفسير المسمى المباني لنظم المعاني "،على نحو أكثر تنسيقاً ودقة، لكنه لم يتيسر لي نشره، وهو يقع في خمس عشرة صحيفة تقريباً، ويتضمن بعد المقدمة النقاط الآتية:
أولاً: تعريف بكتاب (المباني).
ثانياً: المؤلف كما يبدو في صفحات الكتاب.
ثالثاً: تعريف بكتاب (الإيضاح في القراءات) للأندرابي (والقسم الأول منه محقق في جامعة تكريت في رسالة علمية سنة 2002)
.رابعاً: مؤلف الكتاب من خلال كتاب الإيضاح.
خامساً: مؤلف كتاب (المباني) في كتب التراجم.
(3) يتلخص ما اعتمدت عليه في ترجيح نسبة الكتاب إلى (حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام) في تشابه كثير من النصوص الواردة في كتاب (المباني) وكتاب (الإيضاح) للأندرابي الذي نقل تلك النصوص عن (ابن بسطام) من غير أن يصرح باسم الكتاب الذي ينقل منه، لكن تشابه تلك النصوص في الكتابين واتفاق الأسانيد فيهما يحملان على ترجيح نسبة كتاب (المباني) إلى ابن بسطام.
(4) التقيت في الشهر الماضي بالأستاذ سامر رشواني، وهو يحضر للدكتوراه في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، عن (الرد على المطاعن في القرآن الكريم في القرن الرابع الهجري) وجرى الحديث بيننا إلى ذكر كتاب مقدمة كتاب (المباني)، وكان يتأسف لكون مؤلف هذه المقدمة غير معروف، وحين أخبرته عن بحثي حول مؤلفه رغب في الاطلاع عليه، فأرسلته له، وأثار ما ورد فيه حماسته لمعرفة المزيد عن ابن بسطام، وتوصل من خلال البحث في الشبكة الدولية للمعلومات على معلومات جديدة حول الموضوع أرسلها إليَّ، جزاه الله تعالى خيراً، وأنا أنقل خلاصتها لكم.
(5) تتلخص تلك المعلومات في أن محقق كتاب (زين الفتى في شرح سورة هل أتى) لأحمد بن محمد بن علي العاصمي، المولود سنة 378هـ[ترجم له القفطي في إنباه الرواة 1/ 133]، ذهب إلى أن مؤلف هذا الشرح هو نفسه مؤلف كتاب (المباني)، وأيده في ذلك المستشرق الفرنسي كلود جليو، لكن الأستاذ محمد كاظم رحمتي كتب بحثاً مطولاً بالفارسية أكد فيه أن مؤلف الكتابين هو (ابن بسطام) وقد أرسل إلي الأستاذ سامر نسخة من هذا لبحث، وهو منشور على هذا لرابط:
http://www.shareh.com/persian/modules.php?name=News&file=article&sid=4256 (http://www.shareh.com/persian/modules.php?name=News&file=article&sid=4256)
(6) إن البحث عن مؤلف كتاب (المباني) لا يزال فيه مجال واسع للنظر، من خلال المعلومات الجديدة التي أشرت إليها، لكن عدم معرفتي باللغة الفارسية، وعدم اطلاعي على كتاب (زين الفتى)، وعدم اطلاعي على ما بقي مخطوطاً من كتاب (المباني)، يحول دون قيامي بذلك الآن، وأرجو أن يتواصل البحث من الإخوة المهتمين بالموضوع حتى يبلغ البحث مداه في الكشف عن مؤلف الكتاب.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[21 Mar 2006, 10:16 ص]ـ
الرابط الذي تكرم بارسالة الفاضل الدكتور الحمد جزاه الله خيرا يعمل بالفارسية ونحن بالكاد نعرف العربية فليتكرم اكرمه الله بنقل البحث المشار اليه بالعربية الى الموقع او يرسله الى عنواني متكرما لا مامورا وجزاه الله خيرا عن العلم والعلماء
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Mar 2006, 03:23 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أشكر الأستاذ الجليل الدكتور غانم الحمد على هذه الإضافات القيمة لموضوع البحث الذي ابتدأه قديماً حول الكشف عن مؤلف تفسير المباني لنظم المعاني، وأرجو أن يوفقه الله لإكمال التحري عن هذا المؤلف من خلال البحوث التي أشار إليها. ولعلنا نظفر بمن يترجم لنا البحث المنشور باللغة الفارسية أو خلاصته إن شاء الله.
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[23 Mar 2006, 02:11 ص]ـ
السلام عليكم
هذا بحث محمد كاظم رحمتي مترجما
ــــ
ملاحظات حول النسختين الكراميتين
محمد كاظم رحمتي
تنويه
على الرغم من البحوث العديدة التي تتناول الفرقة الكرامية، إلا أنه لا تزال هناك جوانب رئيسية في هذه الفرقة لم تطلها يد الباحثين، وذلك لتشتت الآثار المتبقية عن هذه الفرقة، ومن هذه الآثار مخطوطة الإيضاح في القراءات لأحمد بن أبي عمر الأندرابي (المتوفى عام 470هـ) موضوع مقالنا هذا، الذي ذيّلناه بنبذة عن الأندرابي وبعض المحطّات المهمة في كتابه، وذلك خلال استعراضنا لبعض نشاطات الفرقة الكرامية في مجال العلوم القرآنية والتفسير، لنختم المقال ببحث حول مخطوطة زين الفتى في تفسير سورة هل أتى.
إنّ تناوب صروف الدهر ودوام تقلّب الأوضاع الاجتماعية في المدن، هي السمات التي امتاز بها العالم الإسلامي، فمدينة نيشابور ظلت لثلاثة قرون (3 - 6 الهجري) حلبة للنزاع الفكري بين كبرى الفرق والنحل المختلفة مثل الأشاعرة والكرامية (نسبة إلى مؤسسها محمد بن كرام المتوفى عام 255هـ) لتكون بذلك واحدة من أهم مراكز الإشعاع الثقافي الإسلامي، و «دار العلم الإسلام» في فترة تألّقها العلمي. تعدّ الفرقة الكرامية الأخيرة من تفريعات الحنفية، لكنّ المدينة المذكورة فقدت موقعها المرموق بسبب تواصل حملات التتار.
لعبت هذه الفرقة طيلة أيام نهضتها دوراً رئيسياً في نشر الثقافة والحضارة الإسلامية في أطراف الشرق الإسلامي، ويعود الفضل في انتشار الإسلام في هذه المناطق لخدمات الكراميين وتعاونهم، ومن أهم خدماتهم تدوين آثار عديدة في مجال ترجمة وتفسير القرآن الكريم إلى اللغة الفارسية، وهو الأمر الذي لم يكن ليحظى باهتمام الباحثين.
والسبب الرئيسي في عدم الاهتمام هذا، ضياع أهم المصادر الرئيسية لهذه النحلة، وغمور رجالها، حيث أنه على الرغم من ورود أسمائهم في بعض النصوص التي وصلت إلينا، إلا أن تراجمهم غابت عن المصادر، مما يحول دون التعرّف على هويتهم الكرامية، كما أن اهتمام الكرامية بالعلوم القرآنية ليس بالأمر العجيب.
من ناحية أخرى، تشير الرعاية التي حظي بها المناخ الأدبي والثقافي في خراسان في ذلك العصر، إلى الاهتمام العظيم الذي أولاه العلماء لمسألة تدوين كتب التفسير، والتي بقي معظمها، وللأسف، على حالته الخطية ولم تطبع، بينما طوى بعضها الآخر الاندثار، ومن أجل الوقوف على أهمية العلوم القرآنية والتفسير عند الكرامية، نورد فيما يلي بعض النقاط:
الكرامية وعلم التفسير:
تتكشف أولى علامات اهتمام الفرقة الكرامية بالتفسير من خلال رواية حول محمد بن كرام. فخلال وجوده عند علي بن إسحاق الحنظلي (المتوفى عام 237هـ) في مرو، استمع إلى تفسير ابن الكلبي، وعلى الرغم من عدم وجود دليل على أنه قام بنفسه بتدوين هذه المسموعات، لكن أتباعه قاموا بالاستفادة مراراً من هذه الرواية، واستمرّ تداولها بينهم، على حدّ علمنا بالنصوص الكرامية، حتى القرنين الرابع والخامس الهجريين، وكان عبدالله بن مبارك الدينوري أول عالم كرامي بعد ابن كرام يقوم بتدوين وجمع هذه الأحاديث، وقد اشتهر تفسيره الواضح، الذي توجد منه عدة نسخ خطية هي: نسخة ليدن برقم 1651 (المدوّنة في عام 726هـ/ 1947م وتضم311 ورقة)، نسخة آياصوفيا برقم 221 (المدوّنة في عام 585هـ/ 1189م وتضم312 ورقة)، نسخة آياصوفيا برقم221 (المدوّنة في عام 578هـ/ 1182م وتضم 234 ورقة)، وأخيراً نسخة آصفية حيدرآباد برقم 5.
من جهة أخرى، يشير الداوودي أيضاً إلى تفسير الواضح، لكن لم يتضمّن كلامه تاريخ الوفاة أو أيّ معلومات أخرى حول المؤلف وهذا التفسير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ينوّه الثعلبي (المتوفى عام427هـ) في تفسيره المعروف إلى هذا الكتاب مشيراً إلى أن أباحنيفة القزويني (الهروي) قد رواه لأحد معاصريه وهو أبو بكر محمد بن يعقوب الاستوائي. بينما يرى سزگين وريبين أن مؤلف تفسير الواضح هو أبو محمد عبدالله بن محمد بن وهب الدينوري (المتوفى عام308هـ).
ولكن حسبما أشار فان أس، فبروكلمان هو مصدر هذا الخطأ، وأنّ الدينوري ليس هو مؤلف تفسير الواضح. وأغرب من ذلك، فقد نُسب هذا الكتاب إلى عدة أشخاص من قبيل ابن الكلبي (المتوفى عام146هـ) والفيروزآبادي (المتوفى عام817هـ). إن ذكر سلسلتي السند في بداية هذا التفسير تتيح لنا أن نتوصل إلى هوية المؤلف. ووجود مخطوطات عديدة لهذا التفسير يرقى تاريخها إلى ما قبل ولادة الفيروزآبادي، تقطع الأمل بانتساب هذا التفسير إلى هذا الأخير.
في إحدى هذه المخطوطات، وهي مخطوطة المتحف البريطاني ( Or.9277) وردت مقدمة لا تشابه أخواتها في النسخ الأخرى، ونقتطف هنا مقطعاً منها:
«يقول أبو محمد الدينوري، مؤلف الواضح وجامعه: إن هذا التفسير نهل من مصادر شتى، واختصرها لأهل العلم والمعرفة ... ».
والسلسلتان الوارد ذكرهما في هذا التفسير هما:
السند الأول: «أخبرنا عبداللّه الثقة بن مأمون المروي (عبدالله بن مأمون الهروي الثقة) قال: اخبرنا ابي (مأمون بن احمد سلمي هروي) قال: اخبرنا ابوعبدالله (محمد بن كرام) قال: اخبرنا ابوعبيدالله محمود رازي قال: اخبرنا عمار بن عبدالمجيد الهروي قال: اخبرنا علي بن اسحاق سمرقندي عن محمد بن مروان (السدي الصغير) عن الكلبي عن ابي صالح عن ابن عباس».
السند الثاني: «عبدالله بن مبارك (الدينوري) قال حدثنا علي بن اسحاق سمرقندي عن محمد بن مروان عن الكلبي عن ابي صالح عن ابن عباس.»
وعبدالله بن مبارك الدينوري هذا هو غير عبدالله بن مبارك المروزي (المتوفى عام181هـ)، حيث يحتمل أنه الوارد اسمه في تاريخ نيشابور والمدفون في الحيرة.
ووفقاً لما ذكر، يمكن أن ننسب تفسير الواضح أو تنوير المقباس إلى عبدالله بن مبارك الدينوري، وهو من علماء الكرامية في نيشابور، وشاهد آخر على انتساب مؤلف التفسير إلى الفرقة الكرامية. كما ورد في ترجمة أبي حاتم محمد بن إسحق الخطبي (المتوفى عام488هـ)، وهو من علماء الكرامية في نيشابور، أنه قد قرأ تفسير الواضح على أبي حنيفة عبدالوهاب الهروي.
إلى جانب التفاسير الروائية، برز الكراميّون في العلوم القرآنية، ويعدّ كتاب
فيه ما فيه لأبي سهل محمد بن محمد بن علي الطالقاني الأنماري، العالم الكرامي الشهير، أقدم أثر وصلنا عنهم، ولم يقتصر على تناول مباحث العلوم القرآنية. ومن سياق عبارات هذا الأثر، يمكن أن نُقرنه بكتاب المباني لأحمد بن محمد العاصمي الذي سنتكلم عنه لاحقاً.
وبالنسبة للأنماري وكتابه التفسيري فيه ما فيه، فإننا عدا ما نقله العاصمي وبعض المنقولات الأخرى، لا نملك أيّ معلومات إضافية.
في زين الفتى، يذكر العاصمي مقتطفات حول موضوع ترتيب نزول القرآن الكريم نقلاً عن كتاب فيه ما فيه:
1. قد ذكره الشيخ أبو سهل محمد بن محمد بن علي الطالقاني الأنماري رحمه الله في كتاب فيه ما فيه أخبرنا عنه الشيخ أبوالقاسم عبدالله بن محمشاذ [بن أسحاق] بهراة قال أخبرني الشيخ أبوسهل الأنماري (زين الفتى، المخطوطة، الورقة أ 15، أ 268).
2. ذكره الشيخ أبو سهل الأنماري رحمه الله في كتاب فيه ما فيه أخبرنا الشيخ عبدالله بن محمشاذ رحمه الله بهراة قال أجاز لي الشيخ أبو سهل محمد بن محمد بن علي الأنماري رحمه الله على يدي أخي أبي عبدالله أحمد بن محمشاذ بكتاب فيه ما فيه قال أخبرنا ... (زين الفتى، المخطوطة، الورقة ب 16).
وقد ذكر الحسكاني هذه السلسلة من الأسانيد باختلاف مهم وهو: قراءة في التفسير تأليف أبي القاسم عبدالله بن محمشاذ بن إسحاق قال كتب إلينا أبو سهل محمد بن محمد بن علي الطالقاني قال ... .
3. أخبرنا الشيخ أبو عبدالله محمد بن هيصم رحمه الله قال أخبرنا أبو النصر محمد بن علي الطالقاني قال حدثنا أبوسهل الأنماري (زين الفتى، الورقة ب 19). من هذه الرواية يمكن أن نستنبط أن أبا النصر محمد بن علي الطالقاني هو راوي كتاب فيه ما فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعبدالله بن محمد بن إسحاق بن محمشاذ الوارد سنده في هذه السلسلة هو أخ أحمد بن محمد بن إسحاق بن محمشاذ الذي دفن في شط الوادي (محلة في هرات) في 445هـ.
يقول العاصمي في كتاب فيه ما فيه: ««وهذه الاحاديث كلها مكتوبة علي وجهها في كتاب فيه ما فيه للشيخ ابي سهل رحمة الله عليه إلا أنه لم يكن عندي اسنادها و وجدت اسنادها فيما اجاز لي الشيخان ابو عبدالله محمد بن علي و الشيخ ابوالقاسم عبدالله بن محمشاذ ... .».
وحول كتاب فيه ما فيه يقول العاصمي: «يمكن الاستنتاج من الأسانيد الكرامية التي تحتويها مقتطفات الأنماري، أنّه مارس نشاطه في أواخر القرن الثالث وبداية القرن الرابع الهجري، وعلى ما يبدو، أنه توفّي في عام 425هـ.
يعتبر هذا الكتاب مصدراً مهماً لكتاب كرامي آخر هو كتاب المباني لنظم المعاني للعالم الكرامي أبي محمد أحمد بن محمد بن علي العاصمي (الذي عاش نحو العام 425هـ)، وهو من المصادر المهمة في الدراسات القرآنية في الغرب، منذ عصر نولدكه وحتى العصر الراهن، ولهذا، نرى من المناسب أن نتناول هنا المباحث المهمة لهذا الكتاب.
يشير آرون زيزو في مقالته «نصّان كراميان مجهولان» إلى كراميّة كتاب المباني وذلك لأول مرة بعد المقالة المتبحّرة لفان أس التي يعرّف فيها المصادر الكرامية المجهولة. وبالنسبة لإثبات كرامية هذا الكتاب، استعان زيزو بأقوال ابن كرام ومحمد بن هيصم الواردة فيه. ويعتبر الأخير شخصية رئيسية في تقنين الفكر الكرامي. ولحفيده أبي الحسن هيصم بن محمد بن عبدالعزيز (المتوفى عام467هـ) أيضاً كتاب في قصص الأنبياء، وتقوم السيدة Cornelia Schoeck بتصحيح النسخة العربية من الكتاب بالاعتماد على المخطوطة الوحيدة الموجودة في مجموعة يهودا (جامعة برينستون)، ويؤمل أن يُطبع قريباً.
على الرغم من أنّ مشكلة مجهولية مؤلف كتاب المباني لا تزال ماثلة، إلا أنّ كلود جيلو، وبالنظر لأهمية الكتاب، كتب مقالة مطوّلة، ذكر فيها مصادر الأحاديث المنقولة في كتاب المباني مع تراجم للرجال الذين يتضمنهم. ويقول جيلو في خلاصة الكتاب: «كتاب المباني لنظم المعاني مقدمة في تفسير القرآن قام بتدوينه مؤلف مجهول (شروع التأليف عام425هـ/1034م)»، ولكن الشيء الأكيد أنّ المؤلف خراساني أو نيشابوري ومتكلم كرامي.
إنّ البحث في سلسلة رواة الأحاديث المذكورين في الكتاب تعيننا على التعرّف على أساتذته، ولكن ليس إلى الحدّ الذي نتمكّن فيه من تشخيص هويّة المؤلف، علاوة على أنّ تمحيص تلك الأحاديث سيتيح لنا فهماً أفضل عن حجم مساهمة كرامييّ خراسان في مجال العلوم القرآنية».
وقد قام آرثر جفري بنشر مقطع من الكتاب ضمن مجموعة أسماها مقدمتان في علوم القرآن، مع مقدمة تفسير ابن عطية (الموجود في بداية تفسير المحرر الوجيز)، وذلك في الطبعة الأولى، في القاهرة عام 1954م. وقد شهد الكتاب طبعة ثانية، في القاهرة أيضاً، على يد عبدالله إسماعيل الصاوي وذلك في عام 1972م.
يتألف كتاب المباني من بابين: يضم الباب الأول 10 فصول مطوّلة حول العلوم القرآنية، أما في الباب الثاني، فيقوم المؤلف بتفسير آيات القرآن الكريم الواحدة تلو الأخرى، مشيراً إلى معانيها بشكل إجمالي، تماماً كما هو منهج النصوص الكرامية. والنص الحالي يضمّ سور القرآن الكريم حتى سورة الأحزاب، وقد استحوذ هذا الكتاب منذ البداية وحتى الوقت الحاضر على اهتمام الغرب في العالم الإسلامي، بالرغم من عدم احتواء المخطوطة الحالية على اسم المؤلف، وقد ظلّ مجهولاً حتى عهد قريب، وقد وفّر طبع كتاب زين الفتى - كتاب آخر للعاصمي- فرصة للتعرّف على مؤلف المباني.
أهمية كتاب المباني:
اتخذت عملية إصلاح النصوص في السنوات الأخيرة طابعاً أكثر جدية ونشاطاً، وتكمن أهمية كتاب المباني في أنه أتاح فرصة لإصلاح أحد النصوص المهمة المفقودة في مجال العلوم القرآنية ألا وهو كتاب الردّ على من خالف مصحف عثمان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ينطوي موضوع الزيادة والنقصان في القرآن الكريم، وكذلك مسألة المدى الذي ذهب إليه الصحابة في تغيير رسم الخط القرآني في القرنين الثالث والرابع – في حال سلّمنا بأن تدوين القرآن الكريم تمّ بعد وفاة الرسول الكريم (ص) - على أهمية خاصة في مجال مباحث العلوم القرآنية، وقد أدّى ذلك إلى تدوين آثار في القراءات والمصاحف على مدى القرنين الثالث والرابع. للأسف، لم يصلنا مصنّف من النوع الأول، اللهم إلا إشارات لابن النديم لأسماء بعضها، مع نقل فقرات منها.
أما بالنسبة لمصنّفات النوع الثاني، ونعني المصاحف، فهناك بعض الكتب المتبقية، حيث أن من مباحثها المهمة القراءات القرآنية المختلفة المنسوبة للصحابة، أما أهم أعلامها فهم: عبدالله بن مسعود وأبي بن كعب. وفقاً لبعض الروايات، فإنّ مصحف ابن مسعود قد غابت عنه ثلاث سور قرآنية هي سورة الفاتحة والناس والفلق. ومصحف أبي بن كعب أيضاً لم يسلم من الادّعاءات، فقد روي أنّه يضمّ سورة باسم حفد.
لقد فجّر أبو الحسن بن أحمد بن أيوب المعروف بابن شنبوذ (المتوفى عام328هـ) أزمة حادّة من خلال إطلاق كتابه، أو لنقل مزاعمه، التي ادّعى فيها أن الخليفة عثمان ومعه الصحابة قد أضافوا إلى القرآن الكريم أجزاء ليست منه في الأصل، وعلى هذا الأساس، قام باختيار قراءات أخرى، وكان يقرأها حتى في الصلاة.
في المقابل، قام أبوبكر بن مجاهد (المتوفى عام333هـ) بتدوين رسالة في الردّ على مزاعم ابن شنبوذ بعنوان الردّ على من خالف مصحف عثمان، لم يصلنا نصّها الكامل، بل مقتطفات كثيرة تضمّنها تفسيري العاصمي والقرطبي. وطبقاً لهذه المرويات، يصبح إصلاح هذه الرسالة ممكناً، ونكون بذلك قد أصلحنا أحد أهم الكتب في مجال تاريخ القرآن الكريم.
لم يشر القرطبي في الفقرات المطوّلة التي نقلها من الرسالة إلى ابن شنبوذ، ويبدو أن ابن مجاهد أيضاً لم يذكره في أصل الكتاب، وسار على خطاهما العاصمي، ما خلا عبارة في موضع معيّن يقصد بها شخص بعينه. بينما يقف شهاب الدين عبدالرحمن بن إسماعيل الشهير بأبي شامة المقدسي (المتوفى عام665هـ) في كتابه عند هذه النقطة طويلاً، حيث يفرد فصلاً مستقلاً ليشرح بالتفصيل موضوع القراءات المختلفة، وردّ آراء ابن شنبوذ، وهو ما يفسّر أهمية الموضوع.
وتزامناً مع أبي محمد العاصمي، ألّف فقيه كراميّ آخر هو أبو محمد عبدالوهاب بن محمد الحنفي (أو الحنيفي) تفسيراً باسم الفصول. وتبيّن أسانيد هذا الكتاب بوضوح إلى أنّه قد استفاد استفادة جمّة من تفسير الواضح. والمثير أن عالماً شيعياً قام بتلخيصه تحت عنوان اللب واللباب وهو القطب الراوندي (المتوفى عام573هـ). هذا التلخيص كان في متناول المحدّث النوري (المتوفى عام1320هـ)، الذي
عدّه أحد مصادر كتاب مستدرك الوسائل. ومن مرويّات المحدّث النوري يمكن أن نستشفّ أنّ الراوندي قام بحذف أسانيد الأحاديث، ليجمع في المقابل طائفة من الأحاديث المرسلة.
من المؤلفات الكرامية الأخرى في مجال العلوم القرآنية والتي ظهرت في أواخر القرن الخامس الهجري، نذكر كتاب الإيضاح لأبي عبدالله أحمد بن عمر الأندرابي (المتوفى عام470هـ)، موضوع هذه المقالة، وتوجد مخطوطة وحيدة لهذا الكتاب، طبع جزء يسير منها
من التفاسير الكرامية الأخرى الموجودة، تفسير لعالم كرامي يدعى عتيق بن محمد السورياني (السورآبادي) (المتوفى عام494هـ)، هذا التفسير مدوّن باللغة الفارسية، ويضم بين دفتيه معلومات هامّة تفيد الدراسات في مجال الفرقة الكرامية، خصوصاً أنّ المؤلف قد استفاد كثيراً من المؤلفات الكرامية التي سبقته. هناك عدّة نسخ من هذه المخطوطة، حيث يبدو أنها تنتمي لمؤلفين.
كتاب الإيضاح:
خلال استعراضه للقراء، يذكر شمس الدين محمد بن محمد، الشهير بابن الجزري (المتوفى عام833هـ) شخصاً يدعى أحمد بن أبي عمر، المعروف بأبي عبدالله الخراساني، مؤلف كتاب الإيضاح في القراءات العشر اختيار أبي عبيد وأبي حاتم. يروي الخراساني القراءات عن أبي الحسن علي بن محمد بن عبيدالله الفارسي من أصحاب ابن مهران، عن أبي عبدالله محمد بن أبي الحسن علي بن محمد الخبازي عن أبيه، عن أبي بكر أحمد بن الحسين الكرماني عن أصحاب الكارزيني عن الحافظ أبي بكر محمد بن عبدالعزيز عن أبي عبدالله محمد بن عبدالحكم وغيرهم. يقول الجزري بأن الخراساني توفي
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد العام 500هـ، في حين يظهر عدم علمه بالأشخاص الذين تتلمذوا على يديه. يُستنبط من مضمون هذه الموضوعات أن ابن الجزري استقى معلوماته من نسخة لكتاب الإيضاح كان يحتفظ بها، ولكن السؤال الآن، من يكون أبو عبدالله الخراساني هذا؟
في موضع آخر، يعرض ابن الجزري معلومات تعتبر رؤوس خيوط يمكن أن توصلنا إلى معرفة هوية أبي عبدالله الخراساني. ففي تعريفه لأبي عبدالله محمد بن هيصم المقري يقول ما يلي: يعدّ أحد الذين يثق بهم أحمد بن أبي عمر، مؤلف الإيضاح. هناك شخص آخر أيضاً روى عن ابن هيصم يدعى حامد بن أحمد، وكذلك لأحمد بن أبي عمر مرويّات عن حامد بن أحمد في كتاب الإيضاح. ثم يعقّب ابن الجزري بعد التعريف بحامد بن أحمد قائلاً: «روى حامد بن أحمد {هنا يوجد حكّ في المخطوطة} ... أبو محمد، القراءات عن الإمام أبي عبدالله محمد بن هيصم. وروى عنه أيضاً ... {هنا يوجد حكّ في المخطوطة} مؤلف الإيضاح.»
تبيّن هذه المرويّات أن مؤلّف كتاب الإيضاح شخص يدعى أحمد بن أبي عمر، وهو من تلامذة محمد بن هيصم وحامد بن أحمد. لحسن الحظ، أنّ ترجمة فريدة لأحمد بن أبي عمر في كتاب يتناول سِيَر علماء نيشابور بقيت لحد الآن. كما أنّ أبا الحسن عبدالغافر بن إسماعيل الفارسي (451 - 529هـ) قد ذكر معلومات نادرة عن أحمد بن أبي عمر في كتابه الشهير السياق. تقول هذه المعلومات أنّ أحمد بن أبي عمر المقري، الشهير بالأندرابي هو من أصحاب أبي عبدالله محمد بن كرام، وقد عُرِف بالوثاقة والزهد والعبادة، وذاع صيته في علم القراءات، وله فيه مؤلفات عديدة. أقام الأندرابي سنوات طويلة في نيشابور، وقد حضر عبدالغافر سماعه لصحيح مسلم وكتب أخرى. وفي يوم الخميس، 21 من ربيع الأول من عام470هـ انتقل إلى جوار ربه، وصلّى على جنازته أبو بكر بن حامد – يحتمل أن يكون ابن حامد بن أحمد الذي ذكره ابن الجزري-، ودفن في مقبرة معمر (في نيشابور).
إنّ مقارنة هذه العبارات مع بعضها، تظهر أن أحمد بن أبي عمر الخراساني الذي ذكره ابن الجزري هو أحمد بن أبي عمر الأندرابي.
أهمية مخطوطة الإيضاح وخصوصياتها:
كما مرّ، فإنّ علماء الكرامية كانت لهم مساهمات مرموقة في مجال تأليف كتب العلوم القرآنية، وأبوسهل محمد بن محمد بن علي الطالقاني الأنماري مؤلف كتاب فيه ما فيه هو أحدهم، والذي لم نعثر على ترجمة له. الكتاب المذكور هو أحد المصادر التي اعتمدها الأنداري في تأليف كتابه، وعدا ذلك، استعان الأندرابي أيضاً كما العاصمي من كتاب أو أكثر من مؤلفات محمد بن هيصم. التفصيل وتحديد بداية العبارات المرويّة ونهاياتها، مزيتان أعطت مرويّات الأندرابي موقعاً متقدماً بالمقارنة مع مرويّات العاصمي، وطبقاً لهذا، توفّرت لنا فرصة تمييز ملاحظات العاصمي عن ابن هيصم.
كما أن الأندرابي قد روى بعض الفقرات عن العالم الكرامي أبي الحسين عبدالرحمن بن محمد (بن محبور التميمي)، ويبدو من سياق العبارات، أنّ الفقرات المنقولة، قد نقلت عنه حتى قبل هذا التصريح. وقد وردت بعد ذكر عدد من الملاحظات حول بعض النصوص المهمة من هذا الكتاب.
بعد بيانه لسبب نزول القرآن على سبعة أحرف، يقول الأندرابي:
«فقد تواترت الأخبار بنزول القرآن على سبعة أحرف وتفسير السبعة الأحرف التي نزل بها القرآن عند أكثر العلماء أنها سبع لغات من لغات قريش يختلف ولا يتضاد بل هي متفقة المعنى وغير جائز عندهم أن يكون في القرآن لغة لا تعرفها قريش لقوله عزّ وجل «وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه لنبيّن لهم» و قوله عزّ وجلّ «بلسان عربي مبين» وإنما كان كذلك لإن قريشاً تجاور البيت وكانت أحياء العرب تأتي البيت للحج فيسمعون لغاتهم ويختارون من كل لغة أحسنها فصفا كلامهم واجتمع لهم مع ذلك العلم بلغة غيرهم لذلك (ص 18).»
وبعد نقله لعدة روايات تدل على نزول القرآن على سبعة أحرف، يستعرض تفسيرات العلماء عن معنى (سبعة أحرف) كما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
«و قال بعض العلماء معنى السبعة الاحرف انها لغة سبع قبائل من العرب: قريش و قيس و تميم و هذيل و اسد و خزاعة و كنانة لمجاورتهم قريشاً و قال آخرون معناها سبع لغات من لغات العرب من أي لغة كان متفرقة في القرآن مختلفة الالفاظ متفقة المعاني يدل على ذلك ما روى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن النبي صلي الله عليه أنه قد وسع لي أن أقرئ كل قوم بلغتهم و قال آخرون معناها أن يقول في صفات الرب تبارك وتعالى مكان قول غفوراً رحيماً، عزيزاً حكيماً، سميعاً بصيراً ونحو هذا يدل على ذلك ما روى جبير عن الضحاك أن النبي صلي الله عليه قال اقرأوا القرآن على سبعة أحرف ما لم تختموا مغفرة بعذاب أو عذابا بمغفرة أو جنة بنار او نارا بجنة وقال آخرون: إن لفظ السبعة في هذا جاء على جهة التمثيل لأنه لو جاء في كلمة أكثر من سبع قراءات جاز أن يقرأ بها كما جاء لمثل ذلك لفظ السبعين في قوله ان يستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ألا ترى أنه لما قال النبي صلي الله عليه لأزيدن علي السبعين أنزل الله تعالى سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم روي هذا عن الحسن ووجه ذلك أن السبعة والسبعين عند العرب أصل للمبالغة في العدد قال علي بن عيسى لأن التعديل في نصف العدل وزيادة واحد لأدنى المبالغة وزيادة اثنين لأقصى المبالغة، فالسبعة وسط من العلة والكثرة قال ولهذا قيل للأسد سبع لأنه قد ضوعف سبع مرات هو وسط بين الصغر والأكبر وقال بعضهم هي سبع لغات في الكلمة وهذا القول لا تصح لأنه لا توجد في كتاب الله عز وعلا حرف قرئ على سبعة أوجه (ص 19).»
بعدها ينتقل إلى نقل عبارة للعالم الكرامي عبدالرحمن بن محمد بن محبور التميمي:
«قال الشيخ الإمام أبوالحسين عبدالرحمن بن محمد رحمه الله المختار من هذه الأقاويل هو القول الأول لأن كل ما ذكر بعده راجع إليه ودال إليه والعرب تسمى لحرف المقطوع من حروف المعجم حرفا والكلمة المنصوصة حرفا ولهذا قيل للقراءة حرف وللغة حرف يدل على ذلك ما روي عن زائدة قال قلت لسليمان يعني الأعمش: أكانوا تكرهون أن تقولوا على قراءة فلان وحرف فلان؟ فقال سليمان: ما زلت أسمع الناس يقولون على حرف عبدالله (ص 20).»
مسألة أخرى ظلّت موضع تأكيد مختلف المصادر ألا وهي شخصية محمد بن هيصم، والدور الذي لعبه في شرح الآراء الكلامية الكرامية، لذا، فلا عجب أن ينقل عنه الأندرابي. تنطوي الفقرة التالية، التي نقل العاصمي معظمها، على ميزتين: الأولى، تصريح رواية الأندرابي بالنقل عن ابن هيصم، الثانية، أنّها أكمل من باقي الروايات. وفي ضوء العبارة المنقولة، ومرويّات العاصمي التي تصدّرت بحث القراءات السبع، تكون عبارة الأندرابي في النص الأصلي لكتاب ابن هيصم قد أتت بعد فقرة العاصمي.
تشكّل بعض آراء الأندرابي القرآنية، نقطة أخرى مثيرة للاهتمام في كتاب الأندرابي. على سبيل المثال، بعد أن يستعرض أخباراً وافرة تفيد أن أبا بكر كان أول من جمع القرآن الكريم (مخطوطة الإيضاح، الورقة20ب- 23أ) يقول:
«واعلموا أسعدكم الله أن القرآن قد كان مجموعاً على عهد رسول الله صلي الله عليه، فانه ما نزلت آية الا و قد امر رسول الله صلي الله عليه من كان يكتب له أن يضعها في موضع كذا من سورة كذا وما نزلت سورة إلا وقد أمر الكاتب أن يضعها بجنب سورة كذا، يدل علي ذلك ما اخبرنا به ابوبكر محمد بن عبدالعزيز ... (مخطوطة الإيضاح، 23أ).»
مسألة درك معاني القرآن كانت أيضاً من النقاط التي لفتت انتباه الأندرابي، فبعد أن يستعرض بعض الأحاديث الشريفة في فضل القرآن الكريم يقول: «قيل والفائدة للقارئ في ذكر ما في هذا الفصل بعد ذكر الفضائل أن يعلم أنه يحتاج إلى العمل بالقرآن مع قراءته وأن لا يرضى لنفسه بإقامة حروفه وإقامة حدوده وأن لا تتكبر على غيره بقراءة ومعرفة علومه بل يتواضع لوجه ربه كي ينال ثوابه». (مخطوطة الإيضاح، الورقة8أ).
مشايخ الأندرابي طبقاً لـ «الإيضاح»
إحدى مزايا مخطوطة الإيضاح، التعريف بمشايخ الأندرابي، وأبرز هؤلاء:
(يُتْبَعُ)
(/)
«أبوبكر محمد بن عبدالعزيز الحيري، المتوفى 451هـ (مخطوطة الإيضاح، الورقة 4 أ، 7 أ، 7ب)؛ أبوالقاسم عمر بن أحمد البستي (نفس المصدر السابق، الورقة 5 أ)؛ أبوسعيد محمد بن علي الخشاب، المتوفى 456هـ (نفس المصدر السابق، الورقة 5 ب)؛ أبوعلي حسن بن حسين المقري البخاري الذي أجاز للأندرابي بالرواية (نفس المصدر السابق 5 ب، 8 ب)؛ أبوعثمان سعيد بن محمد البحيري (نفس المصدر السابق، الورقة19أ)؛ أبوالحسين عبدالرحمن بن محمد (بن محبور التميمي) (نفس المصدر السابق، الورقة 11أ)؛ أبوعمرو محمد بن يحيى، المتوفى 427هـ (نفس المصدر السابق، الورقة9ب).
شخص آخر هو، أبو عمرو محمد بن يحيى له كتاب بعنوان في قوارع القرآن، وصلتنا منه نسخة وحيدة ونادرة. في بداية الكتاب، ذكرت إجازة السماع، حيث ورد اسم الأندرابي ضمن مجموعة الأفراد الذين استمعوا للكتاب.
ومن خلال إلقاء نظرة على مباحث الكتاب ومقارنتها مع مخطوطة الإيضاح يتبيّن بوضوح استعانة الأندرابي بهذا الكتاب. ففي الورقة 38أ، ينقل الأندرابي عن أبي عمرو حديثاً شريفاً حول السبع الطوال، وفضل القرآن على التوراة وكتب أخرى، حيث ورد هذا الحديث الشريف في كتاب في قوارع القرآن (ص29 - 30).
هذا، وقد تعدّدت حالات النقل عن أبي عبدالله محمد بن هيصم في هذا الكتاب. ثمّة حالتان مهمّتان، الأولى، رواية عن كتاب فيه ما فيه دون ذكر هذا الاسم صراحة، لكنّ محتوياتها تطابق تماماً ما نقل عن العاصمي في كتاب المباني، مثلاً، يروي الأندرابي عن الأنماري مقتطفات بهذه السلسلة من الأسانيد:
أخبرنا أبومحمد حامد بن أحمد قال أخبرنا أبوعبدالله محمد بن الهيصم قال حدثنا أبو النصر محمد بن علي الطالقاني قال حدثنا أبوسهل محمد بن علي بن الأشعث الأنماري قال حدثنا عبدالله بن محمد بن سليم قال حدثنا صالح بن محمد الترمذي قال حدثنا محمد بن مروان عن الكلبي .... (مخطوطة الإيضاح، الورقة 42 ب - 44 ب).
وردت هذه الفقرة كاملة في كتاب المباني (ص8 - 16). كما أن الأندرابي ينقل للأنماري عن كتابه فيه ما فيه فقرة تتعلق باختلاف المصاحف، ووفق هذه السلسلة من الأسانيد:
أخبرني أبومحمد [حامد بن أحمد] قال أخبرنا محمد [بن الهيصم] قال أخبرنا أبوالنصر محمد بن علي قال أخبرنا أبوسهل الأنماري قال أخبرنا أبوالعباس أحمد بن محمد ... السجزي (الإيضاح، الورقة 27 ب). لم تذكر هذه الفقرة في المباني.
مخطوطة زين الفتى:
أصدر الأستاذ محمد باقر محمودي أخيراً كتاباً بعنوان العسل المصفى في تهذيب زين الفتى. وقد شرحت هذا الكتاب ومزاياه، لذا، هنا في هذه العجالة اكتفي بذكر بعض النقاط حول المخطوطة الأصلية التي اعتمدها الأستاذ محمودي في عملية التحقيق، والتطرق إلى المحاور التي لم أشر إليها من قبل.
النقطة الأولى الجديرة بالذكر هي المؤلفات التي استعرضها العاصمي في كتابه، وتقسّم إلى مجموعتين: الأولى، مؤلفات الآخرين، وأهمها: كتاب المناقب لمحمد بن أسلم، كتاب أسباب التوبة لأبي سعد عبدالملك بن أبي عثمان الواعظ الخرگوشي، تاريخ الطالبيين للحافظ الجعابي، تاريخ النيسابوريين لأبي محمد عبدالرحمن بن أحمد بن محمد العماري، التلفيق لسهل بن محمد، الجامع لإسحق بن راهويه، الجامع لمحمد بن إسماعيل البخاري، الجامع لمسلم بن الحجاج القشيري، ربيع القلوب لإبراهيم بن أحمد الحلواني، الكامل لأبي العباس المبرد، مسند أحمد بن بليد (كذا)، مشكل الآثار لأبي جعفر الطحاوي، وأخيراً كتاب لأبي العباس أحمد بن سعيد المشهور بابن عقده (المتوفى في 333هـ). بالإضافة إلى مؤلفات أخرى لسلسلة من المؤلفين المجهولين أتى على ذكرها هذا الكتاب، آخر هذه السلسلة والذي كان معاصراً للعاصمي هو أبو سعد عبدالملك بن محمد بن إبراهيم الشهير بأبي سعد الخرگوشي (المتوفى عام 407هـ).
المجموعة الثانية من هذه المؤلفات هي مؤلفات العاصمي نفسه، والتي من جملتها:
- ديباج المذكرين.
- الإبانة والإعراب.
- والمباني لنظم المعاني.
وقد وردت إحالات للعاصمي إلى كتاب المباني في المواضع التالية:
1. يقول في ختام بحثه للآية 143 من سورة البقرة:
(يُتْبَعُ)
(/)
و ما جعلنا القبلة التي كنت عليها، أي كنت عليها قبل أن نولينك قبلة ترضاها وتهواها على ما ذكرنا في كتاب الإبانة [و] الإعراب وفي كتاب المباني لنظم المعاني فذكر [ت] لها وجها من تقديم أو تاخير أو صرف إلى معنى أنت ولم يذكر ذلك ... (مخطوطة زين الفتى، الورقة 41أ؛ العسل المصفى، ج 1 ص 84 - 85).
2. وحول سبب استخدام كلمة فضة في الآية 23 من سورة الحج يقول:
وقد قلنا في كتاب المباني يحتمل أن الله سبحانه ذكر في هذه السورة الفضة لأنه ذكر قبلها السندس الخضر والاستبرق، فذكر بعدها حلي الفضة ... ». (نفس المصدر السابق، المخطوطة، الورقة 48 ب؛ العسل المصفى، ج 1 ص 96).
3. وعن خصائص سورة هل أتى يقول العاصمي:
وأما الذي وعدناه من ذكر نظم هذه السورة بعد ذكر فوائدها فهو أحق ما نفتتح به بعد الفراغ من ذكر الفوائد وإن كنا قد أوردنا لنظم آيات القرآن كتاباً وعنونّاه بكتاب المباني لنظم المعاني و بينّا [هناك] مقدمات الكلام في هذا الفن الذي لا يسع لمن يتكلم في القرآن الاغفال عنها ... (مخطوطة زين الفتى، الورقة 52أ؛ العسل المصفى، ج1، ص 102).
4. في البحث عن أوجه الشبه بين حالتي النبي موسى (ع) والإمام علي بن أبي طالب (ع)، يشير إلى إحدى احتجاجات موسى فيقول:
وقد بيّنت وجوه الاحتجاج التي في هذا الفصل في كتاب المباني لنظم المعاني فكذلك المرتضى رضوان الله عليه ... (زين الفتى، الورقة 206أ؛ العسل المصفى، ج2، ص 8).
مع هذه التصريحات، لا يتبقّى أيّ شك في انتساب كتاب المباني لنظم المعاني- المطبوع من قبل جفري- إلى العاصمي. كما نستنتج أن نص الكتاب هو أكمل من النسخة الحالية المتوفرة.
المسألة الأخرى، هي مخطوطة أو مخطوطات كتاب زين الفتى. المحقق العزيز، في مقدمة الكتاب، لم يجب تقريباً عن السؤال، فكما بيّنت في الذيل، من جملة النسخ المتوفرة من مخطوطة زين الفتى، لعلّ ثمّة نسخة واحدة بمثابة الأصل، وبقية المخطوطات استنساخات متأخرة لها.
يستعرض المُفَهْرِس شمس العلماء محمد هدايت حسين خان في فهرس المخطوطات التابعة لمكتبة بيهار (بوهار) مخطوطة بهذه المواصفات:
مخطوطة زين الفتى في تفسير هل أتى، شرح لهذه السورة المباركة لأبي محمد أحمد بن محمد بن علي العاصمي. السقوط في المطلع هو: وسماته أصدق السمات وأصله أزكى الأصول.
ويقول المؤلف في المقدمة أنه تفسير لسورة الرحمن، وأنّه قام بتدوينه تلبية لطلبات الأصدقاء. الورقة 12ب- 13أ، تضم أحاديث في مناقب الإمام علي (ع). وشمل الكتاب الفصول التالية:
الفصل الأول في ذكر النزول وعدد آيات السورة وحروفها وكلماتها وثواب قارئها (13ب)، الفصل الثاني في ذكر إعراب هذه السورة ووقوفها (38أ)، الفصل الثالث في ذكر بعض فوائد هذه السورة على وجه الايجاز والاختصار (41ب)، الفصل الرابع في ذكر نظم هذه السورة وتلفيق آياتها وخصائصها (أ 63)، الفصل الخامس في ذكر مشابهة المرتضى سلام الله عليه (أ 81)، الفصل السادس في ذكر أسامي المرتضى سلام الله عليه (أ 354)، الفصل السابع في ذكر خصائص المرتضى سلام الله عليه، الفصل الثامن في ذكر خصائص السبطين، الفصل التاسع في فضائل أهل البيت والعترة والفصل العاشر في فضائل الصحابة.
أما الفصول الأربعة الأخيرة، فهي مفقودة في هذه النسخة، الورقتان أ386، أ387 خالية. والجزء الأخير من المخطوطة أتت عليها الأرضة. وقد تداول على كتابتها عدة خطاطين، يرقى تاريخ كتابتها إلى العام 1271هـ.
هذا بالضبط ما ورد من مواصفات للمخطوطة التي اعتمدها السيد محمودي في طبعته المحققة. نعلم أن مخطوطة زين الفتى كانت محفوظة عند أحد علماء الشيعة المعاصرين وهو ميرحامد حسين، مؤلف الكتاب الشهير عبقات الأنوار، وقد أورد حديث الغدير نقلاً عن هذا الكتاب، ومن ثم نقله عن هذا الأخير العلامة الأميني.
ويشار إلى أن النسخة التي كانت بحوزة المرحوم ميرحامد حسين هي أيضاً استنساخ لنسخة السيد محمودي. وعلى هذا الأساس، نتلمّس من ملاحظات السيد عبدالعزيز الطباطبائي الخاصة بالتعريف بمخطوطة زين الفتى، وجود عدّة نسخ لهذا الكتاب، وأنها جميعاً لا تعدو عن كونها استنساخات لمخطوطة بيهار.65
ــــ
انتهى ونسخة زين الفتى عندي وفيها ما ذكره الكاظمي وبقي الرأي لكم.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[23 Mar 2006, 10:45 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بورك فيك ياجنيد على نقل هذا النص المترجم، ففيه فوائد نفيسة في تحقيق اسم مؤلف أكثر من كتاب، ولعل من له عناية بكتاب (الواضح في تفسير القرآن) المنسوب لأبي محمد عبدالله بن محمد بن وهب الدينوري (المتوفى عام308هـ) أن يواصل تحقيق هذه النسبة، والتعريف بالكتاب، فصعوبة إثبات اسم المؤلف ظاهرة من هذا النقل الذي نقله الجنيد حفظه الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Mar 2006, 04:27 م]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. شكر الله للشيخ الفاضل عاصم جنيدالله القارئ هذا الجهد العلمي الدقيق الذي يدل على طول باعه في البحث العلمي في الدراسات القرآنية، ولا غرو فهو من بيت عِلْمٍ وفضلٍ، وهو تلميذٌ ملازمٌ للأستاذ الدكتور المقرئ أبي مجاهد عبدالعزيز بن عبدالفتاح القارئ حفظه الله، وبينهما صلة قرابة وثيقة، وقد استفدت من مشاركاته في هذا الملتقى كثيراً، وقرأت البحث المترجم الذي أتحفنا به أربع مرات فجزاه الله خيراً وأحسن إليه لقاء إحسانه إلى الباحثين وطلاب العلم، وقد حاولت استخلاص أبرز النقاط في البحث السابق، وخرجت بالآتي مع بعض الأسئلة:
- الباحث محمد كاظم رحمتي يرجح أن مؤلف كتاب (المباني في نظم المعاني) هو أبو محمد أحمد بن محمد بن علي العاصمي (الذي عاش نحو العام 425هـ)، ولكن لم يذكر اسم بسطام في اسمه ولا جعفر، كما ذكر الدكتور غانم الحمد في بحثه. ويدور في ذهني سؤال حول احتمال أن يكون العاصمي هذا هو ابن بسطام نفسه، لكن هذا يحتاج إلى تتبع ترجمة العاصمي هذا في موارد كثيرة للكشف عن حقيقته، وقد حاولت ذلك في قاعدة (خزانة التراث) التي أصدرها مركز الملك فيصل مشتملةً على فهارس المخطوطات في العالم، ولم أجد له ذكراً.
- كتاب (زين الفتى في تفسير سورة هل أتى) لأحمد بن محمد العاصمي أيضاً.
- أن كتاب (فيه ما فيه) كتاب تفسير لأبي سهل محمد بن محمد بن علي الطالقاني الأنماري الكرامي.
- تفسير (الفصول) صنفه أبو محمد عبدالوهاب بن محمد الحنفي (أو الحنيفي)، وهو معاصر للعاصمي وقد بحثت عنه في قاعدة (خزانة التراث) التي أصدرها مركز الملك فيصل فوجدتها منسوبة لعبدالوهاب بن محمد بن ابراهيم البوني المتوفى في القرن الخامس برقم 1844 في المكتبة المركزية تحت علوم القرآن، وأظنهم يعنون مكتبة جامعة الإمام بالرياض. ومحفوظة في مركز الملك فيصل برقم 2475 - ف. فلعل هذا هو الاسم الصحيح للمؤلف.
- كتاب (الإيضاح في القراءات العشر واختيار أبي عبيد وأبي حاتم) لأبي عبدالله أحمد بن عمر الأندرابي (المتوفى عام470هـ)، وليس بعد 500هـ.
- لدي سؤال: مالمقصود بقول الباحث: (وتقوم السيدة Cornelia Schoeck بتصحيح النسخة العربية من الكتاب بالاعتماد على المخطوطة الوحيدة الموجودة في مجموعة يهودا (جامعة برينستون)، ويؤمل أن يُطبع قريباً). هل المقصود كتاب (مقدمة كتاب المباني) نفسها؟
- في قول الباحث: (وتكمن أهمية كتاب المباني في أنه أتاح فرصة لإصلاح أحد النصوص المهمة المفقودة في مجال العلوم القرآنية ألا وهو كتاب الردّ على من خالف مصحف عثمان) فائدة مهمة، حيث إن كتاب (الرد على من خالف مصحف عثمان لأبي بكر بن الأنباري) من الكتب المفقودة، وقد كتب الدكتور غانم قدوري الحمد بحثاً بعنوان (كتاب الرد على من خالف مصحف عثمان لابن الأنباري) ألقاه في المؤتمر العلمي الأول لجامعة الأنبار بالعراق عام 1992م، ونشره في مجلة الحكمة بعد ذلك في عددها التاسع. قال فيه: (وكادت أخبار هذا الكتاب تنقطع وآثاره تختفي، فلم نسمع أو نقرأ عن وجود نسخة خطية باقية منه، لولا النصوص التي نقلها أبو عبدالله محمد بن أحمد القرطبي (ت671هـ) في تفسيره المشهور (الجامع لأحكام القرآن) ... ولم أجد من نقل عن الكتاب بعد القرطبي غير السيوطي) [ص 235 من عدد مجلة الحكمة رقم 9] فهو لم يطلع على هذه النصوص التي في كتاب المباني أثناء بحثه هذا كما يظهر لي.
- في قول الأندرابي: (واعلموا أسعدكم الله أن القرآن قد كان مجموعاً على عهد رسول الله صلي الله عليه، فانه ما نزلت آية الا و قد امر رسول الله صلي الله عليه من كان يكتب له أن يضعها في موضع كذا من سورة كذا وما نزلت سورة إلا وقد أمر الكاتب أن يضعها بجنب سورة كذا، يدل علي ذلك ما اخبرنا به ابوبكر محمد بن عبدالعزيز ... (مخطوطة الإيضاح، 23أ).») تأكيد أن الجمع الأول للقرآن الكريم كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا نص ٌ ثمين لقلة من نص على ذلك من المؤلفين المتقدمين.
- أن العاصمي مؤلف كتاب (زين الفتى) قد ذكر في كتابه هذا كتباً أخرى له هي:
1 - ديباج المذكرين.
2 - الإبانة والإعراب.
3 - المباني لنظم المعاني.
وفي كتابه (زين الفتى) إحالات كثيرة إلى كتابه (المباني لنظم المعاني) ولذلك قال الباحث بعد النقولات: (مع هذه التصريحات، لا يتبقّى أيّ شك في انتساب كتاب المباني لنظم المعاني- المطبوع من قبل جفري- إلى العاصمي. كما نستنتج أن نص الكتاب هو أكمل من النسخة الحالية المتوفرة).
وفي الختام يظهر لي - بحسب بحث كاظم رحمتي المنقول - أن نسبة (كتاب المباني في نظم المعاني) لأبي محمد أحمد بن محمد بن علي العاصمي، أرجح من نسبته لأبي محمد حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام المتوفى بعد سنة 425هـ. كما توصل الدكتور غانم قدوري الحمد، لصراحة أدلة نسبته للعاصمي، إلا إن أثبت البحث العلمي بطريقة أو بأخرى أن العاصمي هذا هو ابن بسطام، وأن الأمر لا يعدو أن يكون اختلافاً بين أهل التراجم في اسم هذا المؤلف، وهذا أمرٌ يحتاج إلى بحث طويل في كتب التراجم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[23 Mar 2006, 10:48 م]ـ
السلام عليكم
الدكتور الفاضل المتفضل عبدالرحمن الشهري
شكرالله لك اطراءك وزادك رفعة وعلما واما انا فطويلب سترالله علينا
المراد بتحقيق المستشرقة هو تحقيق كتاب قصص الانبياء لهيصم بن محمد بن عبدالعزيز حفيد محمد بن الهيصم
وحامد بن احمد بن جعفر بن بسطام ابومحمد الطخري له ترجمة بسيطة في المنتخب من السياق مما يدفع الاحتمالية التي ذكرتموها
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Mar 2006, 11:01 م]ـ
إذاً فالكتاب لأبي محمد أحمد بن محمد بن علي العاصمي قولاً واحداً والحمد لله رب العاليمن، والغريب أنني بحثت عن هذا الاسم في خزانة التراث فلم أظفر له بكتاب، مع إنه يظهر من مقدمة المباني أنه مكثر من التأليف.
وفقكم الله وبارك فيكم، وليت الدكتور غانم الحمد يتحفنا برأيه بعد الاطلاع على هذا البحث المترجم.
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[25 Mar 2006, 01:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(1) قد اتضح من خلال عرض بحث السيد رحمتي وتعليق الدكتور عبد الرحمن الشهري عليه أن مؤلف كتاب المباني وكتاب زين الفتى عالم واحد، وترجح أنه أبو محمد أحمد بن محمد بن علي العاصمي، وذلك من خلال الموازنة بين نصوص الكتابين، وإشارة العاصمي في كتابه زين الفتى إلى تأليفه كتاب المباني، وكتباً أخرى ورد ذكرها في كتاب المباني، وهذه نتيجة طيبة طالما انتظرها المهتمون بكتاب المباني.
(2) ولا شك في أن الذي عجَّل في بلوغ هذه النتيجة مبادرة الشيخ عاصم جنيد الله إلى عرض ترجمة لبحث السيد رحمتي، فجزاه الله تعالى خيراً، ولكن لدي استفسار أرجو أن يتفضل الجنيد ببيانه، وهو ما مصدر هذه الترجمة؟ فقد حصل عندي شك في ألا تكون ترجمةً للبحث الذي أرسله إليَّ الأستاذ سامر رشواني , وأشرت إليه في مداخلتي السابقة، ونقلتُ خلاصة لما ورد في رسالته إليَّ، وذلك من خلال متابعتي للنصوص العربية المنقولة فيه، وطبيعة الهوامش والتعليقات المذيَّل بها، وهو يحمل عنوان (زين الفتى ومؤلف آن) بينما موضوع البحث المترجم هو الحديث عن مخطوطة كتاب الإيضاح للأندرابي، على الرغم من أن الباحث تطرق لكتاب زين الفتى وكتاب المباني وبحث عن مؤلفهما فيه، وأرجو أن يدلي الأستاذ راسم بما لديه حول هذا البحث.
(3) وتستوقف المتابع للموضوع قضية غاية في الأهمية، وهي أننا إذا قلنا إن العاصمي هو مؤلف كتاب المباني فلماذا لم يرد له ذكر في كتاب الأندرابي، حسب متابعتي السابقة للكتاب، وهو ينقل أقوال محمد بن الهيصم وأبي سهل الأنماري عن طريق كتاب المباني، كما أشار إلى ذلك السيد رحمتي في بحثه المترجم، لكن أسانيد النصوص يتصدرها دائماً اسم ابن بسطام، وقد قال ابن الجزري في ترجمة محمد بن الهيصم (غاية النهاية 2/ 274):" اعتمد عليه أحمد بن أبي عمر صاحب الإيضاح [هو الأندرابي]، وروى عن حامد بن أحمد عنه ".
(4) وأقول – بناء على ذلك - إذا تأكد أن مؤلف كتاب زين الفتى وكتاب المباني عالم واحد، فإن الجزم بأنه العاصمي لا يزال تعترضه بعض التساؤلات التي ينبغي الإجابة عليها قبل القول بذلك، فلم يتضح لي مما عُرِضَ عن كتاب زين الفتى الأساس الذي تقرر بموجبه نسبة الكتاب إلى العاصمي، وهل ذُكِرَ اسمه في أول الكتاب وفي داخله، وهل الأسانيد في الكتاب تؤيد هذه النسبة وتؤكدها؟ وما مقدار علاقة النصوص التي نقلها الأندرابي عن ابن بسطام بالنصوص الواردة في كتاب زين الفتى؟
(5) إن مبادرة الدكتور عبد الرحمن الشهري إلى طرح الموضوع وما انتهى إليه النقاش من نتائج طال انتظار الباحثين لها، لثمرة طيبة من ثمار هذا الملتقى المبارك، ودليل على ما يمكن أن ينتهي إليه الجهد الجماعي في البحث والنقاش من اختصار للوقت والجهد، وفتح آفاق جديدة للبحث، وأحسب أنه لا يزال هناك مجال رحب للبحث عن مؤلف الكتابين، وعلاقته بالأندرابي وشيوخه، وذلك يحتاج إلى إعادة قراءة كتاب المباني وزين الفتى والإيضاح وما له علاقة بها في ضوء ما تكشَّف من حقائق عن هؤلاء العلماء الذين قلَّت عنهم الأخبار في كتب التراجم، كما أن من المفيد جداً تحقيق هذه الكتب ونشرها، لتكون في متناول يد الدارسين.
(6) بدا لي التعليق على قضية وردت في بحث السيد رحمتي المترجَم إلى العربية، وإن لم تكن في صلب موضوع النقاش، لكن ورودها في البحث قد يترك انطباعات غير دقيقة عن موقف ابن شنبوذ ومذهبه في القراءة، فقد جاء في البحث أن ابن شنبوذ ادعى " أن الخليفة عثمان ومعه الصحابة [رضي الله عنهم جميعاً] قد أضافوا إلى القرآن الكريم أجزاء ليست منه في الأصل، وعلى هذا الأساس قام باختيار قراءات أخرى، وكان يقرؤها في الصلاة"، وهذا غير صحيح، فابن شنبوذ من كبار علماء القراءة الموثقين في القرن الرابع الهجري، لكنه دخلته شبهة فقرأ ببعض القراءات المخالفة لخط المصحف المجمع عليه، مما روي عن بعض الصحابة أنهم قرؤوا به قبل توحيد المصاحف في خلافة عثمان - رضي الله عنه – ثم رجع عن ذلك وأعلن توبته منه، كما ذكر ابن النديم في الفهرست (ص35).
ومما له صلة بذلك، وورد في البحث المشار إليه، نسبة كتاب الرد على من خالف مصحف عثمان إلى ابن مجاهد، وهو من تأليف أبي بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري، كما أشار إلى ذلك الدكتور الشهري في مداخلته، وإن كان لابن مجاهد الدور الأكبر في التصدي لابن شنبوذ ومناقشته وإقامة الحجة عليه في خطئه في مذهبه ورجوعه عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[25 Mar 2006, 03:26 م]ـ
جزاكم الله خيراً على هذا التحقيق والتدقيق الذي هو شأن علمائنا السابقين ... وبارك الله في جهودكم.
ـ[الكشاف]ــــــــ[26 Mar 2006, 07:06 ص]ـ
تحيةٌ أرقُّ من النسيم، وأحبُّ من الوفاء إلى قلب الكريم، لهذا الموضوع، ولكل من شارك فيه بعلمه وأدبه، وأخص الأستاذ الكبير غانم قدوري الحمد لعلمه الواسع، وأدبه الرفيع، وتواضعه للعلم وطلابه، مع كوننا من تلاميذه أنا وأمثالي.
كما أشكر الباحث الجنيد الله على مشاركته البديعة النافعة.
وأختم بشكر المشرف عبدالرحمن الشهري الذي بدأ هذا الموضوع وطرحه للنقاش.
وفق الله الجميع للعلم والمعروف، وما أجمل هذا الملتقى بأمثالكم أيها الأكابر، وما أطيب النقاش العلمي المثمر الهادئ، ونحن في انتظار ما تتوصلون إليه بشوق.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Mar 2006, 06:18 م]ـ
بارك الله في الدكتور غانم قدوري الحمد على هذه التعقيبات النافعة، وهو صاحب سبقٍ للإشارة إلى هذا الموضوع نفع الله به، وجزاه خيراً. ولعل الأخ الكريم عاصم جنيد الله يجلي ما بقي من تساؤلات حول هذا الموضوع، وقد أخبرني أخي الدكتور مساعد الطيار أن أحد الباحثين أخبره بأن له بحثاً حول هذا الموضوع، ووعده بالمشاركة به في الملتقى قريباً إن شاء الله إثراء للبحث، وتسديداً للرأي.
وفق الله الجميع لما فيه الخير والنفع.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[30 Mar 2006, 09:44 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ايها الفحول ولا حرمنا الله من بركاتكم وأكثر في المسلمين امثالكم
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[31 Mar 2006, 03:33 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د/ غانم حفظه الله البحث منشور بمجلة الكتب الاسلامية العدد السادس
http://www.i-b-q.com/ara/06/article/02.htm
وعندي شك مثلك ان يكون مؤلف زين الفتى هو العاصمي وهو مؤلف المباني
وسبب ذلك هو اختلاف عقيدة المؤلفين في الصحابة
فمؤلف زين الفتى واضح انه رافضي
اما مؤلف المباني فلا يظهر ذلك من كتابه وان كان يظهر فيه تشيع لكنه يترضى على عثمان رضي الله عنه وعلى الشيخين وعلى أمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ويستدل باقوالهم
بقي أن أخبرك أن كنية مؤلف المباني أبوجعفر كما جاء أثناء كتابه المباني
وأما الموقع الذي وضعته أنت حفظك الله فلا يفتح معي ولا أعرف لماذا؟
فإن كنت ترى أن هذا البحث غير ذاك فأتمنى أن ترسل لي البحث على الايميل مشكورا وسأترجمه.
وخلاصة الموضوع مايلي:
1 - من هو مؤلف كتاب المباني:
أ- العاصمي وهو مؤلف زين الفتى وذلك لما يلي:
1 - ورود اسم المباني في أثناء زين الفتى وكذلك ورود أسماء مصنفات مشتركة للمؤلف في كلى الكتابين
2 - الاشتراك في النقل عن ابن الهيصم بالنص حرفا حرفا
3 - النقل عن كتاب أبي سهل الأنماري فيه ما فيه
4 - اتحادهما طبقة وبلدا
ب - العاصمي مؤلف زين الفتى واما المباني فلا زال مجهولا او هو حامد
ج - ان العاصمي مؤلف الكتابين ولكن نسخة زين الفتى الموجودة ليست له ولعلها مختصر او تهذيب بدليل وجود نسخة واحدة لها ومتاخرة النسخ جدا
د - ان حامد هو مؤلف الكتابين واما العاصمي فوهم من ناسخ نسخة زين الفتى وهي نسخة غير معتمدة لتاخرها
وذلك لصراحة ذكر الأندارابي لاسم حامد عندما ينقل نفس النصوص الموجودة في الايضاح والمباني حرفا حرفا
ومن كتاب الانماري ايضا
2 - الاندارابي وكتابه الايضاح: اما الاندارابي فوضحت ترجمته كما في المنتخب من السياق للصريفيني
3 - العاصمي وحامد رجلان لا رجل واحد كما في المنتخب من السياق ايضا
4 - جميع الثلاثة الاندارابي وحامد والعاصمي كراميون
وبقي كتاب تاريخ نيسابور بالفارسية وقد طلبت من احدهم ان يترجمه وفيه تراجم للثلاثة هؤلاء
وساعة ان تصلني الترجمة ساضعها هنا
ـ[الجكني]ــــــــ[07 Apr 2006, 08:02 م]ـ
العاصمي ليس هو مؤلف المباني المطبوع ..
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الأخ العزيز والشيخ الفاضل الدكتور: مساعد الطيار حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
يسعدني أن أبعث إليكم نسخة مهداة من بحث كتبته وأنا أظن أنى أبو عذرته؛ويعلم الله أنى لم أعلم أنى سبقت إليه إلا بعد انتهائي منه وإرساله لمجمع الملك فهد يرحمه الله لطباعة المصحف الشريف لتحكيمه ونشره في مجلتهم العلمية ثم فوجئت بالاعتذار عن نشره مع إرسالهم نسخة مصورة من بحث الدكتور غانم الذي توصلت في بحثي إلى نفس النتيجة التي توصل إليها في بحثه مع زيادات علمية مهمة في بحثي لم يتطرق إليها كالتوسع في التعريف بابن بسطام وتصحيح بعض المعلومات التي ذكرها ابن الجزري ووهم فيها وتبعه من جاء بعده حتى الأخ الذي في الملتقى عندكم 0
وإني إذ أكتب إليكم هذه الحروف أتشرف بالمشاركة _إن سمحتم لي _ في الموضوع المطروح المتعلق بمؤلف كتاب المباني لنظم المعاني فأقول وبالله التوفيق:
ابن بسطام هو مؤلف المباني
وهذه حقيقة لا تقبل التغيير-عندي- حتى يؤتى بأدلة معارضة قوية ترقى إلى قوة الأدلة المثبة والتي ذكرها د/غانم الحمد، وذكرتها في بحثي، وحتى لا أكون ممن يلقى الكلام جزافا؛ فإن لي اعتراضات على الأدلة التي جاء بها الباحث مؤكداً بها نسبة الكتاب للعاصمي أعرضها على الباحثين ألخصها كالتالي:
1 - لدينا مصدر محايد نقل المعلومات التي في كتاب المباني وصرح باسم ابن بسطام ولم يذكر أصلا العاصمي؛ وأعنى بالمصدر كتاب الإيضاح للأندرابى.
2 - أنَّ مؤلف كتاب المباني المطبوع لايمكن – عندي – أن يكون هو مؤلف كتاب (زين الفتى) وذلك لأسباب واضحة تظهر من خلال ما في كتاب المباني مع النصوص القليلة التي ذكرت في الموقع نقلا عن كتاب زين الفتى وهي كالتالي:
أ- في كتاب المباني نصوص كثيرة جداً تبين موقف المؤلف من الشيخين الجليلين سيدنا أبى بكر وعمر رضي الله عنهما، وهو موقف التبجيل والتقدير والاحترام وخاصة من سيدنا عمر رضي الله عنه كما في ص 24س8:فأحبّ صلى الله عليه وسلم أن تكون تلك الفضيلة لأبى بكر من بعده ... وفى أخر سطر يقول: (وقد قال صلى الله عليه وسلم:اقتدوا باللذين من بعدى أبى بكر وعمر وقوله ص82س17:وإلا فإن عمر قد كان بحيث لاتأخذه في الله لومة لائم.
ب- اعتماد المؤلف على ما في صحيح البخاري، وهذا لايوافق المذهب الشيعي0
ج- صاحب المباني قسّم الأمة صنفين قال ص50س13:ألا ترى أن الأمة صنفان:صنف هم أهل السنة وصنف هم الشيعة فلو سألتهما جميعاً عن أصدق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلمهم بالحلال والحرام لقال السني أبو بكر وقال الشيعي علي أ. هـ.
د-الرد العنيف على بعض المسائل التي يقول بها بعض الشيعة كقوله ص58س7:ومن زعم أن بعض القرآن سقط على المسلمين وقت جمع المصحف ..... فقد أعظم على الله الفرية ... الخ.
وقوله ص59س20:ولأن القرآن إذا سقط منه شيء بطل الباقي الخ وكما في ص89 - 93
ه- صاحب المباني لا يذكر السيدة عائشة رضي الله عنها إلا ويرضى عنها بل يدافع عنها كما فى ص191س2:وأما ماروي عن عائشة رضي الله عنها ... الخ وكقوله ص203س14: (لأنها رضوان الله عليها أجل من أن تكره شيئا وتنكره ثم تصير إليه لترتكبه وتذكره.
و-في كتاب المباني ذكر كثير لسيدنا علي رضي الله عنه متبوع بصيغة الترضية، وليس فيه موضع واحد أتبعه بصيغة (عليه السلام).
ز- الرد على الروافض وإمامهم تصريحاً كما في ص40و184
وغير هذه النصوص كثير في كتاب المباني يدل دلالة واضحة على أن مؤلفه – أياً كان – يختلف اختلافا ًكبيراً في المشرب الفكري والمذهب العقدي مع صاحب كتاب (زين الفتى) و الذي ظهر لي أنه شيعي المعتقد وذلك من خلال النصوص القليلة، وبيان ذلك كالتالي:
أ- صيغة (عليه السلام) في حق علي رضي الله عنه وأهل البيت،وهذا معلوم أنه ليس شعاراً للكرامية؛ بل هو للشيعة.
ب-الموضوعات المذكورة في كتاب (زين الفتى) كما هو واضح كلها مباحث شيعية ويغلب على ظني أن السبب في إفراد هذه السورة بالتأليف هو ما ذكره بعض المفسرين كالثعلبي والنقاش من أن بعض آياتها نزلت في سيدنا علي وفاطمة رضي الله عنهما ووضعوا لها قصة طويلة وجاءوا بأبيات مصنوعة ذكرها الإمام القرطبي في تفسيره ثم زيّفها، وقال الشيخ الطاهر ابن عاشور: (وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله أهل لأن ينزل القرآن فيهم إلا أن هذه الأخبار ضعيفة أو موضوعة).
ج- وجود الكتاب عند الشيعة فقط مظنة بأنه شيعي خاصة وأنهم اهتموا به.
د- المقارنة بين سيدنا موسى عليه السلام وعلي رضي الله عنه ماذا تعنى؟
ه-ذكر القفطي أن العاصمي "أديب فاضل تميز في النحو والتصريف وأنه شرح المفضليات وله كتاب في التصريف " ومن هذه صفته لايمكن أن يكون كتاب المباني المطبوع من تأليفه لأنه مؤلف بأسلوب بعيد عن الأسلوب الأدبي.
وهناك نقطة يجب الانتباه إليها وذلك ما جاء في العبارة التي نقلها عن كتاب (زين الفتى) في تفسير آية البقرة حيث قال: على ما ذكرنا في كتاب الإبانة والإعراب وفى كتاب المباني لنظم المعاني فذكر (ت) ..... ولم يذكر ذلك انتهى.
وهنا أتساءل:
أ-لماذا وضعت التاء من (فذكرت) بين قوسين؟ وهل هذا من صنيع المحقق أم غيره؟
ب- قوله في آخر العبارة (ولم يذكر ذلك) من هو فاعل (يذكر)؟
أما قول الأخ وأظنه عبد الرحمن:مع هذه التصريحات لا يبقى شك ..... الخ فأقول:
بعد هذا الذي قدمته يجب إعادة النظر ليس فى مسألة أنَّ ابن بسطام ليس هو مؤلف المباني، لا، بل في مسألة أهم من ذلك وهي: هل العاصمي كرامي أم شيعي؟
والخلاصة عندي في الموضوع:
1 - ابن بسطام هو مؤلف المباني لنظم المعاني.
2 - العاصمي شيعي وليس كرامياً.
3 - قد يكون للعاصمي هذا كتاب بنفس العنوان لكن قطعاً ليس هو هذا المطبوع، وهذا أتذكر مثله الآن تشابه اسم شرح شعلة للشاطبية مع نفس اسم شرح الجعبري.
وفى الختام تقبلوا عذري وخطأي وإطالتي عليكم، والله يحفظكم ويرعاكم
والسلام عليكم
محبكم لله وفى الله
د/السالم محمد محمود أحمد الشنقيطي الجكني
الأستاذ المساعد بقسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالمدينة المنورة
9/ 3/1427
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[08 Apr 2006, 02:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم السالم محمد
اتمنى ان تكون بخير وعافية وان يديم عليكم نعمه
لي زمن عنك اخي الكريم ادعو الله لك بالتوفيق
اما عن اختلاف عقيدة العاصمي وابن بسطام فقد نبهت على ذلك قبل ان تكتب ردك حفظك الله وذكرت ان العاصمي شيعي وان صاحب المباني يخالفه في ذلك وانه يترضى على الشيخين وعلى امنا ام المؤمنين عائشة ويستدل باقوالهم
اما قولك اني تبعت وهم ابن الجزري فالظاهر انك لم تقرا الموضوع كاملا فقد نبهت الى تاريخ وفاة الاندارابي وترجمته عند عبدالغافر في السياق وكذا ترجمة ابن بسطام والى تراجمهم في تاريخ نيسابور المترجم
ونبهت الى الفرق بين ابن بسطام والعاصمي ونبهت الى طبقة مؤلف كتاب المباني وكنيته
اتمنى منك قراءة الموضوع من اوله
اما عن البحث المترجم فليس لي رعاك الله هو لباحث كاظم رحمتي اظنه ايراني طلب الدكتور غانم ان يترجم فنقلت ترجمته ونبه الدكتور غانم الى ان هناك بحثا اخر لنفس الباحث ووعدني بارسال البحث لاترجمه له
اما عن كون هذا الباحث عضوا هنا فليس كذلك
دقق حفظك الله فيما كُتب وانت عندي اهل لكل خير وصاحب علم وفضل وان لم ينشر بحثك اولا فلا ضير فالعلم ما عرف وانتشر وتوارد عليه العلماء وطلبة العلم
وحسبك بحديث عمر رضي الله عنه في الاذان هاديا
اما عني فاشكرك لمجرد قراءة ما كتبت فمثلك يستنار برايه وينصت الى علمه
واشكر جميع الاخوان هنا من علق على الموضوع او كتب فيه وفقنا الله لما يحب ويرضى
ـ[الجكني]ــــــــ[10 Apr 2006, 06:38 م]ـ
أخى الكريم والعزيز الشيخ عاصم حفظه الله وسلمه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:كم كنت سعيدا عندما وجدتك مشاركاً فى هذا الملتقى العلمي الذى يحتاجه أهل القراءات والتفسير بل أهل علوم القرآن كلهم،ولا شك عندى أنك أنت الذى هو أهل لكل خير وصاحب علم وفضل وأدب، أما فى ما يتعلق بالموضوع هنا فأقسم بالله العظيم أنى ما قصدتك وما ذاك إلا لمعرفتى وثقتي بما تقدمه من معلومات،وأما أوهام ابن الجزري التى أشرت أنا إليها فليست في تاريخ وفاة الأندرابى لأنى اوافقك على تصحيحك لخطأ ابن الجزرى ومن تبعه،وإنما أقصد بالأوهام فى كلام ابن الجزرى نقطتين:1 - جعله ابن الهيصم من أئمة القراءة وهوليس كذلك بل هو معدود من أئمة علم الكلام.2 - ذكره أن الآندرابى روى عن حامد عن ابن الهيصم فى القراءات،وذلك أيضاً ليس كذلك بل لاتوجد رواية واحدة متعلقة بالقراءات عنه فى كتابه اإيضاح، وليس للأندرابى عن حامد عن ابن الهيصم فى أسانيده للقراءات ذكر أصلاًوإنما فى أبواب أخرى غير أبواب الأسانيد مثل باب الأحرف السبعة وغيرها.وهذا من ابن الجزرى سببه واضح لأن ابن الجزرى في كثير من التراجم إنما يستقيها من كتب القراءات لاكتب التراجم، هذا ما قصدته وقبل أن أختم هذه الرسالة أدعو الله أن يوفقنى وإياك والمهتمين بالقرآن وعلومه إذ كل منا يكمل الآخر ومهما اختلفنا فى هذه المسألة أو في مسألة "نسخة خطية أو مصورة"أو فى غيرها فتأكد أن مكانتكم فى القلب محفوظة ولك منى كل التقدير والإحترام والسلام عليكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Apr 2006, 01:00 ص]ـ
الأخ العزيز الدكتور السالم محمد محمود أحمد الشنقيطي الجكني وفقه الله ورعاه
حياكم الله وبارك فيكم وفي علمكم، ومداخلتكم أضافت معلومات مفيدة للموضوع، وليتكم تتحفون الملتقى ببحثكم حول الموضوع كاملاً إن أمكن، ما دام لم ينشر في مجلة المجمع، حتى نقرأه ونتأمل أدلتكم وفقكم الله وسددكم، فيبدو أن الأمر ما يزال في حاجة إلى مزيد بحث وتدقيق.
ـ[الجكني]ــــــــ[18 Apr 2006, 05:51 م]ـ
كتاب المباني لنظم المعاني
لم يَعُدْ مجهول المؤلِّف
البحث على ملف وورد ( http://tafsir.org/books/open.php?cat=90&book=959)
إعداد
د/السالم محمد محمود أحمد الشنقيطي
الأستاذ المساعد بقسم القراءات
في كلية المعلمين بالمدينة المنورة
1426هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدّمة
الحمد لله الذي علّم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على النبي المكرم، ورضي الله عن صحابته ومن تبعهم بإحسان،،، وبعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
تعتبر معرفة اسم المؤلِّف -أيِّ مؤلِّفٍ- لأي كتابٍ من الكتب من أهمّ الأسباب الداعية إلى الوثوق بمادّته العلميّة وما فيها من تحقيقٍ وتجديدٍ إن وُجد.
وعكس ذلك أيضاً كذلك، فإنَّ الكتاب -أيَّ كتابٍ- إذا كان ((مجهول المؤلِّف)) فإنَّه يفقد كثيراً من الوثوق بمعلوماته حتّى وإن كانت ذات خَطَر وجدّية.
والمطالع لفهارس المخطوطات، وبعض المطبوعات يجد كثيراً منها مصنَّفاً تحت عبارة: ((مجهول المؤلِّف)) أو ((لا يعرف مؤلِّفه)) أو ((مؤلِّفه مجهول)) أو غيرها من العبارات، مع أنَّ ما تحتويه هذه الكتب ((مجهولة المؤلِّف)) قد يفوق في أحايين كثيرةٍ، في جدّة أبحاثه وموضوعاته العلميّة كثيراً من الكتب ((المعروفة المؤلِّف)).
وإنَّ من هذه الكتب ((المجهولة المؤلِّف)) والتي حوت مادّةً علميةً قويةً محبوكة التصنيف، رصينة التأليف، وضمّت أبحاثاً جليلة الفوائد، شريفة المقاصد، الكتاب المعنون بـ:
((كتاب المباني لنظم المعاني))
وهو المطبوع مع مقدمة تفسير ابن عطية رحمهما الله في مجلّدٍ واحدٍ تحت عنوان:
((مقدمتان في علوم القرآن))
ولقد عرفت هذا الكتاب منذ الزمن الذي كنت فيه طالباً في السنة المنهجية لمرحلة الماجستير سنة:1407 - 1408هـ؛ إذ كنت دائم الرجوع إليه خاصةً فيما أكتبه بياناً لتوجيه بعض القراءات التي أنكرها بعض الناس من النحويِّين وغيرهم.
وكنت دائماً ما أستثقل عبارة: ((مجهول المؤلِّف)) عندما أريد توثيق المعلومات من هذا الكتاب، وحتى عندما أقرؤها لغيري من الباحثين؛ ممّا أثار عندي سؤالاً وهو:
أيعقل أن يظلّ هذا الكتاب ومكانته هذه عند الباحثين والدارسين ((مجهول المؤلِّف))؟
فجعلت نصب عيني محاولة الإجابة عن هذا السؤال، حتى ولو طال الزمن، ثمّ اشتغلت ببحثي للدكتوراه، ولزم الأمر الرجوع إلى الكتاب مرات ومرات، والاستثقالُ من العبارة إيّاها هو هو بل يزيد.
ثم بدأت مرحلةً جديدةً وهي مرحلة ((بحوث ما بعد الدكتوراه)) وكثر معها استصحاب الكتاب حتى قرّرت أن أبدأ بالبحث عن هذا ((المؤلِّف المجهول)) وأفرده ببحث خاص، وأُفرّغ له وقتاً لا أشرك فيه غيره من البحوث، فانشرح صدري لذلك، وعاودت قراءة الكتاب من بدايته قراءةً متأنيةً أسجّل فيها ((الملحوظات)) الدقيقة والتي ستكون هي بداية الطريق لمعرفة هذا المؤلف المجهول، أو لنقل حلّ هذا اللغز الغامض الذي دام أكثر من خمسين سنةً.
وإنِّي أسجِّل هنا معترفاً بفضل الله تعالى عليّ أنِّي لم أستمرّ أكثر من ثلاثة أشهر حتَّى وفقني الله تعالى لمعرفة هذا ((المؤلِّف المجهول)) وهداني إلى مصدر آخر فيه التصريح باسمه، وفيه بعض النصوص المنقولة عنه حرفياً.
ولما تمّ ذلك بعون الله وتوفيقه كتبت هذا البحث وسميته:
((كتاب المباني لنظم المعاني لمْ يَعُدْ مجهول المؤلِّف))
فأصبح بإمكاني وغيري ممن يرجعون في أبحاثهم إلى هذا الكتاب أن ينسبوه لصاحبه ومؤلِّفه، راجياً أن أكون قد قدمت لطلاب العلم فائدةً مهمةً.
وقد بنيت البحث على مقدمة وتميهد ومبحثين وخاتمة.
المقدمة: وذكرت فيها أهميّة البحث وأسباب اختياره.
التمهيد: وهو مدخل للبحث، وجعلته مطلبين:
المطلب الأوَّل: تعريفٌ بالكتاب وطبعته.
المطلب الثاني: تصحيح وبيان.
المبحث الأوَّل: التعريف بمؤلِّف الكتاب، وفيه مطالب:
المطلب الأول: اسمه وكنيته ولقبه.
المطلب الثاني: عقيدته.
المطلب الثالث: شيوخه.
المطلب الرابع: تلاميذه.
المطلب الخامس: مؤلفاته.
المطلب السادس: وفاته.
المبحث الثاني: أدلة توثيق اسم المؤلِّف.
الخاتمة: ذكرت فيها أهم نتائج البحث والتوصيات.
وقبل أن أنهي هذه المقدمة أقول هذه الكلمة القصيرة وهي: أنَّ القارئ لهذا البحث سيفاجؤ إذا ما عرف أنِّي رجّحت أنَّ صاحب الكتاب كان ((كرَّامِيَّ)) المعتقد –للأسف- بأدلّةٍ ذكرتها في محلِّها من البحث، مما أوقعني في بداية الأمر إلى رفع القلم وعدم المضي في البحث، ولكن تداركت أنَّ من المهم ومن الأمانة العلمية أن يُعرَف صاحب الكتاب بغض النظر عن عقيدته ومذهبه، تاركاً ما يتعلّق بذلك لباحثين آخرين أدرى وأقوى مني في هذا المجال.
والله تعالى أعلم
التمهيد: مدخل للبحث
المطلب الأوَّل: تعريف بالكتاب وطبعته:
(يُتْبَعُ)
(/)
كتاب: ((المباني لنظم المعاني)) تولت نشره مكتبة الخانجي سنة: 1954م أي قبل (51) إحدى وخمسين سنة تقريباً، ونشر معه في نفس المجلد ((مقدمة تفسير ابن عطية رحمه الله)).
وهاتان الرسالتان، أعني ((كتاب المباني)) و ((مقدمة تفسير ابن عطية)) قام بتحقيقهما لأوَل مرةٍ المستشرق الأسترالي آرثر جيفري ([1])، ثم قام الأستاذ: عبد الله إسماعيل الصاوي بتصحيح الطبعة الثانية ((وقوّم نصها وألحق بها استدراكات وتصويبات للطبعة الأولى)).
هذا وقد كتب كل من ((الصاوي)) و ((جيفري)) مقدمةً لا يحق لأي باحث التقليل منهما؛ نظراً لظروف ذلك الزمن، وهذا الزمن، بل الإنصاف -والله يحب الإنصاف- الاعترافُ بسبقهما -وخاصة جيفري- وتقدير ما تحمّلا من عناء البحث حتى وصلتنا هاتان الرسالتان.
وقد ذكر جيفري في مقدمة تحقيقه ((مقدمةً)) عرّف فيها بالنسخ الخطية للكتابين، ومدى المتاعب التي عاشها، والأسباب التي جعلته يحقق هاتين الرسالتين، ويمكن تلخيص هذه المقدّمة في النقاط الآتية:
أ- أنه أعدّ هاتين الرسالتين لأصدقائه في المشرق والمغرب تلبيةً لرغبةٍ عبّر عنها الأستاذ براجستراسر ([2]) قبل وفاته بسنتين في مصر.
ب- أن براجستراسر ساء في عينيه ألا يوجد سبيل إلى الإفادة من هاتين الرسالتين.
ج- رغبة براجستراسر في نشر هاتين الرسالتين بعد انتهائه من نشر كتاب ((غاية النهاية)) لابن الجزري لكن ظروفاً قاسيةً حالت دون إنجاز قصده.
د- هاتان الرسالتان هما من مصادر المستشرق الألماني نولدكه ([3]) في كتابه ((تاريخ القرآن)).
ه- إنَّ تلميذ نولدكه وهو المستشرق ((شواللي)) ([4]) استعملها بعد شيخه.
و- أنَّ مؤلِّف كتاب ((المباني)) غير معروف.
المطلب الثاني: تصحيح وبيان:
تلك كانت أهم النقاط التي ذكرها ((جيفري)) في أسباب اختياره لنشر هاتين الرسالتين، ولا تعليق على ذلك، لكن ذكر بعد ذلك كلاماً يجدر الوقوف عنده قليلاً، حيث قال:
((ويظهر لنا من لغته -مؤلف ((المباني)) - وأسانيده أنه من علماء المغرب، وكثيراً ما نجد أنَّ ما يدلي به يجلو الأمور الغامضة في كتب أبي عمرو عثمان الداني القرطبي المنتشرة بيننا ... )) ([5]).
وهذا لا شك في أنه استظهار في غير محله، ويجانبه الصواب من طرفيه:
فأمّا من حيث اللغة فواضح الأسلوب المشرقي في عرضها، ولا أبالغ إذا قلت: إنّ الأسلوب اللغوي الذي كتبت به الرسالة بعيد كل البعد عن الأسلوب المغربي -الأندلسي- المتميز بصبغته الأدبية من الجناس وغيره من المحسنات البديعية.
وأما من حيث ((أسانيده)) وأعني شيوخه المباشرين الذين روى عنهم فهم غير معروفين -عندي- ولم أجد لهم ذكراً في المصادر المتوفرة ما عدا شيخيه ابن الهيصم والفارسي الذين لا شك أنهما مشرقيان وليسا مغربيين، كما سيأتي في ترجمتيهما.
المبحث الأوَّل: التعريف بالمؤلِّف، وفيه خمسة مطالب:
المطلب الأوَّل: اسمه وكنيته ولقبه:
وأستسمح عذر القارئ الكريم في القول بأنه الآن جاء موعد الكشف عن اسم هذا ((المؤلِّف المجهول))، ويمكنني بكل ثقة واطمئنان -بفضل الله تعالى- أن أقول ومن الله أستمد العون والتوفيق:
إنَّ كتب التراجم جدّ شحيحة فيما يتعلق بهذا الرجل الذي يظهر من خلال كتابه أنه عالم قوي في قلمه وعلمه وأسلوبه، رغم أنِّي لم أجد له ترجمةً إلا عند الصريفيني ([6]) وابن الجزري ([7]) رحمهما الله، ومن خلال هذين الإمامين مع مصدر ثالث آخر سأكشف عنه بعد قليل ظهر بوضوح أنَّ المؤلِّف:
اسمُه: حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام.
كنيتُه: أبو محمد.
نسبتُه: الطحري.
ويلاحظ هنا أني كتبت اسمه كاملاً كما جاء عند الصريفيني، أما ابن الجزري فقد جاء الاسم عنده هكذا: حامد بن محمد (بياض) اهـ، فلم يذكر ما بعد ((أحمد)) لكنه اتفق معه في الكنية، وليس عنده ذكر للنسبة ([8]).
ولادته: لم أجد من تعرض لها، لكن معروف أنه كان حياً سنة: 425هـ، وهي السنة التي بدأ فيها بتأليف كتابه، حيث قال: وابتدأت بالأخذ في تأليفه واستخراجه يوم الأحد غرة شعبان سنة خمس وعشرين وأربعمائة. اهـ ([9])
والشيء المؤكد عندي أنه ولد بل ونشأ قبل سنة أربعمائة، دليل ذلك تلمذته وصحبته لشيخه ابن الهيصم الذي توفي قبل الأربعمائة فيما يظهر لعدم ترجمته في ((السياق))، و ((منتخبه)).
المطلب الثاني: عقيدته:
(يُتْبَعُ)
(/)
أستطيع القول -بكل أسف- أن هذا العالم القوي القلم والتأليف كان ((كَرَّامياً)) وقبل أن أذكر الأدلة على ذلك يستحسن التعريف بهذه الفرقة إجمالاً، فأقول وبالله تعالى التوفيق:
((الكرامية)) ([10]): فرقة ((كلامية)) تنسب إلى: محمد بن كرّام (255هـ) ولد بسجستان، ثم رحل إلى خراسان في بداية حياته وتعلّم بها، قال عنه الذهبي ([11]) رحمه الله: المبتدع شيخ الكرامية، كان زاهداً عابداً ربانياً، بعيد الصِّيت، كثير الأصحاب، لكنه يروى الواهيات اهـ ([12]).
وقال الشهرستاني ([13]): نبغ رجل متنمس ([14]) بالزهد من سجستان يقال له: أبو عبد الله محمد بن كرّام، قليل العلم، قد قمش ([15]) من كل مذهب ضغثاً ([16]) وأثبته في كتابه، وَرَوَّجه على أغتام ([17]) غزنة وغور وسواد بلاد خراسان، فانتظم ناموسه وصار ذلك مذهباً ... قال: وهو أقرب مذهب إلى مذهب الخوارج وهم مجسِّمة. اهـ ([18])
الأدلة على كرّامية المؤلِّف:
إنَّ من يقرأ كتاب ((المباني لنظم المعاني)) لا يجد ذكراً لمسألة من المسائل العقدية التي تميّز الكرّامية عن غيرها، بل قد يجد عكس ذلك، أعني أنّه سيجد عبارات وأبحاثاً يظنّ قارؤها أنَّ كاتبها من أهل السنة والجماعة، وذلك في مثل دفاعه عن كبار الصحابة كأبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم رضي الله عنهم، وكتسفيهه وإبطاله آراء بعض الفرق التي حاولت بل وطعنت في الصحابة رضي الله عنهم ([19]).
ولقائل أن يقول: إذن كيف حكمت على المؤلِّف بأنّه كرّاميّ.
فالجواب: إنَّ كرّاميّة الرجل تظهر لي من ثلاثة جوانب:
الجانب الأوَّل: من خلال كتابه؛ وذلك في:
1 - اعتماده الكبير والقوي على شيخه ابن الهيصم، الذي هو من أعمدة المذهب الكرّامي كما سيأتي.
2 - الترضي على شيخه.
وهنا قد يقول قائل: إنَّ المؤلِّف استخدم صيغة الترضي مع الصحابة رضي الله عنهم أيضاً، فأقول:
المعلوم والمرجّح عند العلماء هو تخصيص ((الصلاة والسلام)) على الأنبياء والمرسلين، والترضي وهو: ((رضي الله عنه)) أو ((عنهم)) بصحابة رسول الله r، و ((الترحم)) بمن جاء بعدهم، أمّا استعمال بعضها في محل بعض فأصبح ذات دلالات معينة؛ كاستخدام ما هو حق للأنبياء لغير الأنبياء، مما أدى مع مرور الزمن إلى أن صارت شعارات تتميز بها فرق دون أخرى، وكذلك استخدام ما يخص الصحابة لغيرهم أصبح ذات إشارات إلى زيادة نوع من المحبة لدى المستعمِل في حق المستعمَل له، خاصةً إذا كان ذلك لا يطبق في حق جميع العلماء.
وفيما يخص الشيخ حامد هنا أنّه ذكر شيخه بألفاظ تدل على ((مزية)) عنده تختلف عن غيره من العلماء، ومثال ذلك:
1 - قوله: أخبرنا الشيخ الإمام أبو عبد الله بن علي رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة متقلبه ومأواه .... ([20])
2 - وكقوله: أخبرنا الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن علي رضي الله عنه ... ([21])
3 - وقوله: قال الشيخ أبو عبد الله محمد بن الهيصم رضي الله عنه ... ([22])
4 - وقوله: أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن الهيصم رضي الله عنه إجازة ... [23])
5 - وقوله: قال –ابن الهيصم- رضي الله عنه ... ([24])
6 - وقوله: فيما أخبرنا الشيخ محمد بن الهيصم رضي الله عنه ... ([25])
فهذه مواضع تميّز فيها ذكرُ شيخه ابن الهيصم عن غيره من العلماء بصيغة ((الترضي)).
3 - الترضي على شيخ الكرّامية محمد بن كرّام:
وهذا من أقوى الأدلّة -عندي مع قلة المصادر- التي تشير إلى كرّامية مؤلِّف ((المباني لنظم المعاني)) مع أنَّ شيخ الكرّاميّة ليس له ذكر في الكتاب إلاّ في موضع واحدٍ، إلاّ أنَّ هذا الموضع جاء بأسلوبٍ لا يدع مجالاً لقارئ إلاّ أن يتيقّن أنَّ المؤلِّف ((كرّاميّ)) أو على أقلّ تقديرٍ ((محبٌّ للكرامية)) وجاء النص كالتالي: ((وعن الإمام الهادي أبي عبد الله محمد بن كرام رضي الله عنه ... وإنما ذكر الإمام الهادي رضي الله ... وهي التي ذكرها الإمام الهادي رضي الله عنه ... )) ([26]).
وانظر أخي الكريم إلى هذه الألقاب ((الإمام)) ((الهادي)) مع عبارة ((رضي الله عنه)) وما يوحيه كل ذلك من معاني تشير إلى ((عقيدة)) قائلها عفا الله عنا وعنه وعن جميع المسلمين.
الجانب الثاني: من خارج كتابه، وبالتحديد من كتاب: ((المنتخب من السياق)) حيث ذكر الصريفيني أن حامداً هو ((من أصحاب أبي عبد الله)) وأنه ((صحب المهدي بن محمد من كبار أصحابهم)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهنا وقفتان:
الأولى: من هو أبو عبد الله هذا؟
الثانية: من هو المهدي بن محمد هذا؟
أما الأولى: فأبو عبد الله هنا هو: محمد بن كرَّام، شيخ الكرّاميّة، والدليل عندي على ذلك، استخدام الصريفيني هذه العبارة لأناس كثيرين ثبت أنهم ((كرّاميّون)) من ذلك ما ذكره في ترجمته لمحمد بن إسحاق بن محمشاذ، أبي بكر الواعظ، قال: زعيم أصحاب أبي عبد الله ورئيسهم ... وظهرت به دولة الكرّاميّة واعتمده الأمير محمود ([27]).
هذا وقد قرأت كتاب ((المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور)) من أوّله إلى آخره، فوجدته في ثلاثين ترجمة يصرح فيها بـ ((أصحاب أبي عبد الله)) ويزيد في بعضها ((الطائفة)) كقوله عن عتيق بن محمد السورياني: ((شيخ طائفة أبي عبد الله في عصره)) ([28])، وكقوله عن كامل بن أحمد بن جعفر العزائمي: (( ... فتحول إلى الطائفة من أصحاب أبي عبد الله)) ([29])، وكقوله في ترجمة محمشاذ بن أحمد: زعيم طائفة أبي عبد الله ([30]).
وأما الثانية: فـ ((المهدي بن محمد)):
يغلب على الظن أنَّ في العبارة تحريفاً صوابه: حذف كلمة ((ابن)) وتكون العبارة (المهدي محمد)، وإن صحّ هذا التخمين فيكون المراد هو: محمد بن عبد الله بن الهيصم، خاصة وأن الشيخ حامد وصفه بـ ((الهادي)) والله أعلم.
وإذا صحّ أنَّ المراد هو ابن الهيصم، فيكون هذا دليلاً أيضاً على ((كرّامية)) المؤلف.
الجانب الثالث: هذا الشيخ له ترجمة في كتاب ((تاريخ نيسابور)) بدليل وجودها في ((المنتخب)) مما يعني أنه نيسابوري إمّا من أهلها وإمّا من الطارئين عليها ومعلوم أنَّ نيسابور في هذه الفترة كانت مرتعاً للكرّامية وسوقاً نافذاً لهم حتى تبؤوا في دولتها المناصب العالية.
أمّا مذهبه الفقهي فلم أجد من صرح به، إلا أنِّي وجدته يقول: ((أبو حنيفة رضي الله عنه)) ([31]) وذكر مالكاً والشافعي ولم يترحّم عليهما ([32]). والله أعلم.
المطلب الثالث: شيوخه:
لم يذكر المؤلِّف في كتابه غير شيخين له، هما:
الأوَّل: أبو عبد الله: محمد بن علي بن الهيصم، ويلاحظ هنا أنه تفنن في اسمه، فتارةً يسميه ((أبو عبد الله محمد بن علي)) ([33])، وتارةً يسميه ((محمد بن الهيصم)) ([34])، وأخرى ((أبو عبد الله محمد بن الهيصم)) ([35])، وهذا كله تفنن إذ ليس الجميع إلاَّ شخصاً واحداً، ولم أجد ترجمةً له إلاَّ عند الصفدي ([36])، حيث عرفه بأنه:
محمد بن الهيصم، أبو عبد الله شيخ الكرامية، وعالمهم في وقته، وهو الذي ناظره ابن فورك ([37]) بحضرة السلطان محمود بن سبكتكين ([38])، وليس للكرامية مثله في الكلام والنظر، وكان في زمانه رأس طائفته ([39]).
وقال الشهرستاني: وقد اجتهد ابن الهيصم في إرمام مقالة أبي عبد الله في كل مسألة حتّى ردّها من المحال الفاحش إلى نوع يفهم فيما بين العقلاء اهـ ([40])
وقد بيّن الشهرستاني مكانة ابن الهيصم وآرائه في علم الكلام فقال: وهو -المذهب الكرَّامي- أقرب مذهب إلى مذهب الخوارج، وهم مجسّمة وحاش غير محمد بن الهيصم فإنَّه مقارب. اهـ ([41])
مؤلفاته:
له كتاب ((المقالات)) نقل عنه الشهرستاني واعتمد عليه ابن أبي الحديد ([42]) في تقرير مذهب الكرامية في كتابه شرح نهج البلاغة ([43]).
تنبيه: ذكر صاحب ((تاج العروس)) في ما استدركه على القاموس: الهيصمية: ((فرقة من الكرامية أصحاب محمد بن الهيصم)) ([44]).
الثاني: الشيخ أبو القاسم عبد الله بن محمشاذ، لم يذكره إلاّ في موضع واحد جاء في السياق التالي: وهذه الأحاديث كلها مكتوبة على وجهها في كتاب ((فيه ما فيه)) للشيخ أبي سهل رحمة الله عليه، إلا أنه لم يكن عندي إسنادها، ووجدت إسنادها فيما أجازني الشيخان أبو عبد الله محمد بن علي والشيخ أبو القاسم عبد الله بن محمشاذ رويتها عنهما لأكون قد جمعت بين ذكر المشايخ ... الخ ([45]).
وأما في غير كتابه فقد وجدت الأندرابي ذكر شيخين آخرين للمؤلف وهما:
1 - أبو الحسن أحمد بن القاسم الفارسي، قال الأندرابي ([46]): أخبرنا أبو محمد حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن القاسم الفارسي، ثم ذكر سنده إلى عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله r: (( من قرأ القرآن فرأى أن أحداً أعطي أفضل مما أعطي فقد عظّم ما حقّر الله وحقّر ما عظّم الله)) ([47]).
ثم ذكر الأندرابي أيضاً عدّة أحاديث لكنها باسم أبي الحسن الفارسي.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - محمد بن القاسم: قال الأندرابي: أخبرنا أبو محمد حامد بن أحمد رحمه الله قال: أخبرنا محمد بن القاسم ...
وذكره مرةً أخرى هكذا: أخبرنا أبو محمد حامد بن أحمد رحمه الله قال: أخبرني أبو الحسن محمد بن القاسم بن أحمد الفارسي ... ([48]).
والذي يظهر لي أنهما شخص واحدٌ خاصةً في اتفاقهما في الشيوخ المذكورين في أسانيدهما فكلٌّ من الاسمين يروي عن أبي عبد الله محمد بن يزيد المعدل وأبي الحسن عبد الرحمن بن إبراهيم المعدل.
لكن ذلك اختلف في موضعين جاء في أولهما: أبو الحسين محمد بن القاسم الفارسي قال: حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن محمد بن مطر، وجاء في ثانيهما: محمد بن القاسم قال: حدثنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي ... ([49]) والله أعلم.
المطلب الرابع: تلاميذه:
وقفت له على ثلاثة تلاميذ وهم:
الأول: الأندرابي: وهو كما ترجمه صاحب المنتخب: أحمد بن أبي عمر المقرئ، المعروف بالزاهد الأندرابي، من أصحاب أبي عبد الله بهيّ المنظر، مشهور، ثقة، زاهد عابد، عالم بالقراءات، له التصانيف الحسنة في علم القراءات، أقام بنيسابور سنين، رأيت سماعه في ((صحيح مسلم)) وغيره، توفي يوم الخميس الحادي والعشرين من شهر ربيع الأول سنة سبعين وأربعمائة، وصلى عليه أبو بكر بن حامد، ودفن في مقبرة معمر. ([50]) اهـ
هذه أوسع ترجمة وجدتها له، وحسب علمي القاصر لا يوجد إلاَّ هي وترجمة ابن الجزري له ([51])، وهي ترجمة تزيد عما هنا بذكر كنيته وهي ((أبو عبد الله)) ونسبته وهي ((الخراساني)) بدل الأندرابي، وذكرَ شيوخه في القراءات واسم مؤلفه فيها وهو ((الإيضاح في القراءات العشر واختيار أبي عبيد وأبي حاتم)) لكن ليس فيها تحديد سن وفاته، بل قال ابن الجزري: ((مات بعد الخمسمائة)) وهو مرجوح بما ذكر صاحب ((المنتخب)) للمعاصرة.
تنبيه مهم:
معلومٌ بالاستقراء أن الإمام ابن الجزري رحمه الله في كتابه ((غاية النهاية)) قد ذكر تراجم كثيرة تعد بالعشرات، مكتفياً بذكر اسم صاحب الترجمة واسم شيخه وتلميذه ولا يذكر سوى ذلك لا التاريخ ولا المؤلفات.
وهذا المنهج الذي سلكه ابن الجزري سببه واضحٌ جداً وهو أنَّ هذه التراجم عنده إنما هي مأخوذة من كتب القراءات وليست من كتب التراجم.
بعد هذا أقول:
إنَّ مؤلف كتاب ((المباني)) الشيخ حامد بن أحمد ليس له ذكر في ((غاية النهاية)) إلا في موضعين.
الموضع الأول: محل ترجمته وذكر قبل قليل.
الموضع الثاني: في ترجمة شيخه ابن الهيصم، ونصّها: محمد بن الهيصم أبو عبد الله، إمام مقرئ، اعتمد عليه أحمد بن عمر صاحب ((الإيضاح)) وروى عن حامد بن أحمد عنه فوائد في كتابه. ([52]) اهـ
وفي هاتين الترجمتين وقفات:
الأولى: جعل ابن الجزري ابن الهيصم من أئمة القراءة والإقراء.
الثانية: رواية صاحب ((الإيضاح)) عن حامد عن ابن الهيصم.
أمَّا الملحوظة على الوقفة الأولى: فابن الهيصم -كما تقدم في ترجمته- إمام لكن ليس في القراءة، بل هو إمام في علم الكلام ([53]).
وأمَّا الملحوظة على الفقرة الثانية فهي: إن كلام ابن الجزري يُفهم منه أنَّ صاحب ((الإيضاح)) روى عن حامد عن ابن الهيصم في القراءات، وذلك ليس كذلك، فإنِّي تصفَّحت، بل قرأت كل الكتاب وليس فيه رواية واحدة لأي راوي من الرواة العشرين عن القراء العشرة، بمعنى أنَّ صاحب ((الإيضاح)) لم يذكر في ((أسانيده للقراءات)) أي رواية عن حامد بن أحمد، وهذا يعني أنَّ كلاًّ من حامد وشيخه ابن الهيصم ليس من أهل القراءات المذكورين في كتاب ((الإيضاح في القراءات)) للأندرابي.
نعم لهما ذكر كثير -كما قال الحافظ ابن الجزري رحمه الله- لكن في أبواب أخرى غير أبواب الأسانيد والقراءات، مثل حديث الأحرف السبعة، كما سنذكر بعد قليل.
الثاني: صاعد الحسيري: ترجمه الصريفيني بقوله: صاعد بن محمد الحسيري، فاضل، من أصحاب أبي عبد الله صحب حامد بن أحمد في صباه، ثم صار إلى الأستاذ أبي بكر بن الهيصم ([54])، ثم صحب الأستاذ أبا لحسن الهيصم بن محمد بن عبد العزيز ([55]) فحصّل عنده التفسير والمعاني، ثم عاد إلى نيسابور وتولى التدريس بمدرسة بمحلة الرمجاز وتوفى ([56]). اهـ هكذا بدون ذكر تاريخ الوفاة.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثالث: عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز المحمد أباذي، أبو سعد معروف عدل من بيت العدالة حدث عن جماعة من أصحاب أبي عبد الله روى عنه أبو عبد الله الفارسي عن حامد بن أحمد ([57]).
هذا ما وجدته من شيوخه وتلاميذه، وإذا يسر الله تعالى الاطلاع على الجزء الموجود من ((السياق لتاريخ نيسابور)) قد نجد معلومات كافية عن هذا العلم وشيوخه، فهو مظنة لذلك والله أعلم.
المطلب الخامس: مؤلَّفاته:
لم يتعرض الصريفيني ولا ابن الجزري رحمهما الله، وهما الوحيدان اللذان ترجما للمؤلِّف -فيما وقفت عليه- لذكر مؤلَّفاته، لكن ذكر المؤلِّف نفسه أربعة كتب غير هذا الكتاب، وهي:
1 - كتاب الغرر في أسامي السور: أحال عليه أثناء حديثه عن حديث فضائل القرآن، قال: ((الغرر)) .... ([58])
2 - الإبانة والإعراب: أحال عليه أثناء رده على الطاعنين في القرآن، قال: ... فهذا وما أشبهه مما ادعوا على القرآن من الزيادة والنقصان والخطأ والنسيان ذكرنا بعضها وإن كنا قد أودعنا كتابنا المعنون بـ ((الإبانة والإعراب)) ... ([59])
3 - الزينة في سؤالات القرآن: ذكره في نفس السياق الذي ذكر فيه سابقه، مع بيانه أنه ((لم يختمه)) ([60]).
4 - الدرر في ترفيع السور: وقد ذكره في الفصل السابع في ذكر التفسير والتأويل، قال: وقد تقدَّم منا في معنى هذا كتابنا المعنون بـ ((الدرر في ترفيع السور)) ([61]).
ويظهر من عناوين هذه الكتب شدة صلتها بعلوم القرآن مما يجعل الباحث يأسف لعدم معرفة أي شيء عنها، والله المستعان.
المطلب السادس: وفاته: لم يذكر الصريفيني ولا ابن الجزري سنة وفاته، ولكن لا شكّ أنها ما بين سنة: 425هـ وهي السنة التي بدأ فيها بتأليف كتابه ((المباني)) وبين سنة: 470هـ وهي السنة التي توفي فيها تلميذه الأندرابي رحمه الله كما سبق في ترجمته.
ويمكن القول تخميناً أنه توفي سنة: 425هـ والتي ألف فيها كتابه بدليل أن الصريفيني ذكره في الطبقة الأولى وكان قد ذكر أن الطبقة الثانية عنده هم ((الذين اتفقت وفاتهم بعد سنة الخمس والعشرين والأربعمائة إلى نيف وستين وأربعمائة)) ([62]).
لكن يعكر على هذا عندي أنه بمراجعة جميع ((الطبقات الأولى)) في ((المنتخب)) وجدت تراجم موجودة توفي أصحابها بعد الخمس والعشرين والأربعمائة ([63]). والله أعلم.
المبحث الثاني: أدلة توثيق اسم لمؤلف
أدلة توثيق الكتاب:
يعتبر هذا لمبحث هو عمدة هذا البحث وأسه والغرض الأساس من كتابته، وبيان ذلك:
قلت -فيما سبق- إنَّ مؤلِّف كتاب ((المباني لنظم المعاني)) هو: أحمد بن حامد بن جعفر، وقد توصّلت إلى ذلك -بعد عون الله تعالى- عن طريقين:
الأول: ابن الجزري رحمه الله:
وذلك فيما كتبه في ترجمة شيخه ابن الهيصم، والحقيقة أنَّ الذي نبهني في بداية الأمر هو ذكر ((ابن الهيصم)) فهذا الاسم مع غرابته عندي، حيث إنه غير متداول عند أهل القراءات، وكان من الأسماء التي تبقى في الذاكرة، فلما رأيته في ((غاية النهاية)) مصادفةً تذكرت أني رأيت هذا الاسم من قبل.
وأول ما رأيت ((ابن الهيصم)) في ((غاية النهاية)) لم أكن أقصده، بل صادف أني كنت أريد أن أوثق ترجمة للشيخ: حامد بن علي بن حسنويه، أثناء تحقيقي لكتاب ((النشر في القراءات العشر))، وما إن بدأت أقرأ كل من بدئ باسم ((حامد)) وإذا بصاحبنا يذكر في أول من اسمه ((حامد)) وبعده مباشرة بل في السطر الذي تحته حامد بن علي، فأسرعت وعلقت عليه أنَّ هذا الاسم قد مرّ علي في كتاب آخر فليبحث، ثم مضى زمن، ولزم الأمر الرجوع إلى كتاب ((مقدمتان في علوم القرآن)) وذلك في مبحث ((ترتيب القرآن هل هو على ترتيب النزول أم لا؟)) وإذا في الكتاب المذكور: قال الشيخ محمد بن الهيصم رحمه الله ... الخ، فاستوقفني الاسم ثانية وتذكرت أني قد علّقت عليه في ((غاية النهاية)) فرجعت إليها فإذا بالاسم هو هو.
كان هذا هو بداية الطريق للبحث عن هذا المؤلِّف غير المعروف لكتاب ((المباني)) واستخلصت من هذا أنَّ مؤلِّف الكتاب هو: حامد بن أحمد.
الثاني: الأندرابي:
وهو الإمام أبي عمر الذي سبق ذكره قبل قليل، وهو المشهور بـ ((صاحب الإيضاح))، والمراد كتابه ((الإيضاح في القراءات)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأيضاً كنت أرجع إلى هذا الكتاب في أبحاثي المتعلقة بعلم القراءات سواء رسالتيّ العلميتين أم غيرهما، وكان الرجوع إليه مقتصراً على بابي ((الأسانيد)) و ((تراجم القراء ورواتهم)) ولم يكن في ذهني مسألة ((حامد)) ولا ((ابن الهيصم)) حتى طلب منِّي باحث من الرياض يحضِّر رسالة دكتوراه توثيق بعض معلومات متعلقة بالإمام أبي الحسن علي بن محمد الفارسي تلميذ ابن مهران وشارح كتابه ((الغاية)) وهو -الفارسي- أيضاً شيخ للأندرابي، فبدأت أقرأ المخطوط ((الإيضاح)) من أوَّله وما إن وصلت إلى الورقة (9/أ) في باب: ((ذكر نزول القرآن على سبعة أحرف واختلاف العلماء في تفسير ذلك)) فإذا فيه:
أخبرني أبو محمد حامد بن أحمد رحمه الله قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الهيصم ... الخ فاستوقفني هذا الإسنادُ قليلاً، وما ذاك إلاَّ بسبب كلمة ((الهيصم)) ثمّ بدأت القراءة مجدّداً مركّزاً على معلوماتٍ بعينها للباحث السابق الذكر، ثم أرسلتها إليه.
عندئذ بدأت بالتفكير جدياً في هذا البحث وهو معرفة صاحب ((المباني)) خاصةً وأنِّي الآن قد عرفت أنَّ ابن الهيصم مذكور في ثلاثة كتب وهي: ((المباني)) و ((الإيضاح)) و ((غاية النهاية))، وأنَّ حامد بن أحمد مذكور في الأخيرين منهما، وهنا سألت هذا السؤال: ألا يمكن أن يكون حامد بن أحمد هو مؤلِّف المباني، خاصةً وأنَّه تلميذ لابن الهيصم وشيخ للأندرابي، وهذا مذكور في ((غاية النهاية)) و ((الإيضاح))؟
فأجبت نفسي: بأنَّه هو مؤلِّفه قطعاً، لكن لا بدّ من توثيق أكبر قوةً، فعاودت قراءة كتاب ((الإيضاح)) فاستخرجت منه كل ما فيه من ذكر ((لابن الهيصم)) أو ((حامد بن أحمد)) وكم كانت النتيجة مفرحةً وسعيدةً عندما توصلت إلى النتيجة الآتية:
كتاب الإيضاح للأندرابي يجوز أن يعتبر شبه مختصر لكتاب المباني، ولا أعني بذلك أنه كله كذلك، لا بل ما فيه من منقولات عن ((حامد)) فقط.
يعني: أنِّي قابلت جميع الروايات والمعلومات التي نقلها الأندرابي عن حامد عن ابن الهيصم وعن غيره من شيوخه وطابقتها بما في ((المباني)) فإذا هي هي بنصها وفصّها، وتذكرت عندئذ فرح الإمام أبي عمرو ابن العلاء في قصته المشهورة بكلمة ((فرجة)) ([64]).
هذا وقد وجدت الأندرابي نقل في كتابه ((الإيضاح في القراءات)) سبعة وعشرين (27) مسألة ما بين حديث وأثر كلها عن حامد بن أحمد بن جعفر، بعضها بنصها وحروفها في ((المباني)) مما يؤكد صحة نسبة الكتاب إليه، حتى وإن كان الأندرابي لم يصرح باسم الكتاب, وهذه المنقولات هي:
1 - قال الأندرابي [ق 5/أ] رحمه الله: أخبرنا أبو محمد حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام رحمه الله قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن القاسم الفارسي ([65]) قال: ... عن عبد الله بن عمرو ([66]) قال: قال رسول الله r: (( من قرأ القرآن فرأى أنَّ أحداً أعطي أفضل مما أعطي فقد عظَّم ما حقَّر الله وحقَّر ما عظَّم الله)) ([67]).
2 - قال الأندرابي [ق 5/أ] رحمه الله: وأخبرنا أبو محمد ([68]) قال: أخبرنا أبو الحسن قال ... عن أنس بن مالك t قال: قال رسول الله r: (( أفضل العبادة قراءة القرآن)) ([69]).
3 - قال الأندرابي [ق 5/أ] رحمه الله: أخبرنا أبو محمد قال: أخبرنا أبو الحسن ... عن ابن عباس t في قوله تعالى: (} & ouml;@è% È@ôÒxÿÎ/ «!$# ¾ÏmÏFuH÷qt?Î/ur y7Ï9ºxÎ7sù (#qãmt?øÿuù=sù uqèd ×?ö?yz {([70]) قال: ((فضل الله: الإسلام،} ¾& Iuml;mÏFuH÷qt?Î/ur {: أن جعلكم من أهل القرآن)) ([71]).
4 - قال الأندرابي [ق 5/ب] رحمه الله: أخبرنا أبو محمد قال: أخبرنا أبو الحسن الفارسي قال: ... عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ([72]) قال ([73]): قال رسول الله r: (( أعبد الناس أكثرهم تلاوة للقرآن، وأفضل العبادة كلها الدعاء)) ([74]).
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - قال الزاهد الأندرابي [ق 8/أ-ب] رحمه الله تعالى: أخبرني أبو محمد حامد بن أحمد رحمه الله قال: أخبرنا الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن الهيصم بن أحمد قال: ... أنهما سمعا عمر بن الخطاب ([75]) يقول: مررت بهشام بن حكيم بن حزام ([76]) وهو يقرأ ((الفرقان)) / في حياة رسول الله r فاستمعت قراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله r فكدت أساوره ([77]) في الصلاة فنظرت ([78]) حتى سلَّم فلما سلَّم لبَّبْته ([79]) بردائي، فقلت: من أقرأك هذه السورة التي أسمعك تقرأها؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه ([80])، فقلت له: كذبت؛ فوالله إنَّ رسول الله صلى الله عليه له أقرأني هذه السورة التي تقرأها، قال: فانطلقت أقوده إلى النبي صلى الله عليه فقلت: يا رسول الله إنِّي سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها وأنت أقرأتني سورة الفرقان، قال: فقال النبي عليه السلام: ((أرسله يا عمر، اقرأ يا هشام))، فقرأ عليه القراءة التي سمعتُ، فقال النبي عليه السلام: ((هكذا أنزلت))، ثم قال لي: ((اقرأ يا عمر))، فقرأت القراءة التي أقرأني رسول الله صلى الله عليه ثم قال: ((هكذا أنزلت))، ثم قال النبي صلى الله عليه: ((إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤا منه ما تيسر)) اهـ ([81]).
هكذا روى الأندرابي الحديث عن شيخه حامد بن أحمد، ونفس الإسناد والمتن في الكتاب المطبوع ([82]).
6 - قال الأندرابي [ق 8/ب]: وأخبرني أبو محمد ([83]) قال: أخبرنا أبو محمد ([84]) قال: ... عن قتادة قال: قال لي أبي بن كعب: اختلفت أنا ورجلٌ من أصحابي في آية ([85]) فترافعنا فيها إلى النبي صلى الله عليه فقال: ((اقرأ يا أبي))، فقرأت، ثم قال للآخر: ((اقرأ)) فقرأ فقال النبي صلى الله عليه: ((كلاكما محسن مجمل)) فقلت: ما كلانا محسن مجمل ([86])، فدفع النبي صلى الله عليه في صدري وقال: ((أيْ أُبَي: إنَّ القرآن أنزل عليَ، فقيل لي: أعلى حرف أم على حرفين؟ فقلت بل على حرفين، ثم قيل لي: أعلى حرفين أم على أربعة أحرف؟ فقلت: بل على أربعة أحرف، فلم يزل بي حتى انتهى إلى سبعة أحرف كلها شاف كاف، ما لم تختم آية رحمة بآية عذاب أو آية عذاب بآية رحمة، فإذا كانت ((عزيز حكيم)) فقلت: ((سميع عليم)) فإنَّ الله سميع عليم)) اهـ ([87]).
7 - قال الأندرابي [ق 8/أ]: وأخبرني أبو محمد حامد بن أحمد رحمه الله قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الهيصم قال: ... عن أُبي بن كعب قال: لقي رسول الله صلى الله عليه جبريل قال: ((يا جبريل إنِّي بُعثت إلى أمة منهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية والرجل الذي لم يقرأ كتاباً قط))، قال يا محمد: إنَّ القرآن أنزل على سبعة أحرف ([88]).
8 - قال الأندرابي [ق 12/ب]: ولقد أخبرني أبو محمد حامد بن أحمد رحمه الله قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الهيصم قال: ... أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة ([89]) قال: حدثني أبي في قول النبي عليه السلام ((نزل القرآن على سبعة أحرف)) تأويله على سبعة أوجه من اللغات متفرقةً في القرآن ([90]).
9 - قال الأندرابي [ق 18/ب]: وأخبرنا أبو محمد قال: أخبرنا أبو عبد الله قال: ... عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه أجود الناس، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في شهر رمضان كل ليلة فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه حين يلقاه جبريل أجود من الريح المرسلة ([91]).
10 - قال الأندرابي [ق 23/ أ]: أخبرنا أبو محمد قال: أخبرنا محمد بن الهيصم قال: ... عن أنس ([92]) قال: جمع القرآن على رسول الله صلى الله عليه أربعة من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل ([93])، وأبو زيد ([94])، وزيد ([95])، قلت -يعني لأنس-: ومَنْ أبو زيد؟ قال: أحد عمومتي ([96]).
11 - قال الأندرابي: [ق 24/أ] وأخبرنا بجملة الحديث أبو محمد حامد بن أحمد ...
12 - قال الأندرابي: [ق 9/أ] وأخبرني أبو محمد قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الهيصم قال: ... عن أبي بن كعب ...
(يُتْبَعُ)
(/)
13 - قال الأندرابي [ق 26/أ]: وأخبرنا الشيخ العالم الزاهد أبو محمد حامد بن أحمد رحمه الله قال: أخبرنا الشيخ الإمام محمد بن الهيصم قال: ... حدثنا أبو عبد الله إبراهيم بن عرفة النحوي ([97]) في ذكر ما اختلفت المصاحف فيه من أهل الحجاز والعراق والشام.
14 - قال الأندرابي [ق 27/ب]: أخبرني أبو محمد قال: أخبرنا محمد قال: ... قال أبو حاتم سهل بن محمد ([98]): إنَّ عثمان لما كتب المصاحف بعث إلى البصرة بمصحف وإلى الكوفة بآخر وإلى مكة بآخر وإلى الشام بآخر وإلى البحرين بآخر وإلى اليمن بآخر، وحبس بالمدينة واحداً، وهي متفقة إلاَّ في حروف ...
15 - قال الأندرابي [ق 34/أ]: أخبرنا أبو محمد حامد بن أحمد رحمه الله قال: أخبرنا محمد بن القاسم قال: ... عن عبد الله بن الزبير قال: قال رسول الله صلى الله عليه: من قرأ القرآن ظاهراً أو نظراً أعطي شجرةً في الجنة لو أنَّ غراباً أفرخ تحت ورقة من ورقها ثم أدرك ذلك الفرخ فنهض لأدركه الهرم قبل أن يقطع تلك الورقة ([99]).
16 - قال الأندرابي [ق 34/ب]: وأخبرنا أبو محمد قال أخبرنا أبو الحسن الفارسي قال: ... عن عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي ([100]) عن جده ([101]) قال: قال رسول الله صلى الله عليه: ((قراءة الرجل في غير المصحف ألف درجة، وقراءته في المصحف تضاعف ذلك إلى ألفي درجة)) ([102]).
17 - قال الأنداربي [ق39/أ]: وأخبرني أبو محمد حامد بن أحمد رحمه الله قال: أخبرني أبو عبد الله محمد بن الهيصم قال: ... عن قطرب ([103]) أنَّ السبع الطول من البقرة إلى الأنفال ...
18 - قال الأندرابي [ق 39/ب]: أخبرني أبو محمد قال: أخبرنا أبو عبد الله قال: ... سمعت ابن عباس يقول: قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم على أن عمدتم إلى ((براءة)) وهي من المائين وإلى ((الأنفال)) وهي من المثاني فجعلتموها في السبع الطول ولم تكتبوا بينهما بسطر ((بسم الله الرحمن الرحيم))؟ فقال عثمان: كان النبي صلى الله عليه مهما ينزل عليه الآية فيدعوا بعض من كان يكتب له ويقول له: ((ضع الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا))، وينزل عليه الآية والآيتان فيقول مثل ذلك، وكانت ((الأنفال)) من أول ما أنزل عليه بالمدينة وكانت ((براءة)) من آخر ما أنزل من القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها، فمن هناك وضعتها في السبع الطول ([104]) ولم أكتب بينهما ((بسم الله الرحمن الرحيم)) ([105]).
19 - قال الأندرابي [ق 41/ب]: أخبرني الشيخ العالم الزاهد أبو محمد حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام رحمه الله قال: أخبرنا الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن الهيصم قال: ... عن قتادة قال: أنزلت صحف إبراهيم لثلاث مضين ليال من رمضان، وأنزلت التوراة لست ليال مضين من رمضان، وأنزل الزبور لاثني عشرة ليلة مضين من رمضان، وأنزل الإنجيل لثماني عشرة ليلة من رمضان، وأنزل الفرقان لأربع وعشرين من رمضان، قال إبراهيم: وسمعت قتادة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه: أعطيت السبع الطول مكان التوراة، والمائين مكان الإنجيل، والمثاني مكان الزبور، وفضِّلت بالمفصل.
وعنهم ... عن أبي الجلد قال: نزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان، وذكر نزول التوراة والإنجيل والقرآن على نحو ما قال قتادة اهـ
20 - قال الأندرابي [ق 42/ب]: أخبرنا أبو محمد حامد بن أحمد قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الهيصم قال: ... عن عبد الله بن عباس قال: أول شيء نزل بمكة:} ù&t?ø%$# ÉOó™$$Î/ y7În/u‘ ...{...([106])
قال الأندرابي بعد ذلك:
قال أبو سهل: وحدثنا محمد بن حاتم الجوزجاني وغيره قالوا: ... عن ابن عباس قال: أول ما أنزل بمكة ... الخ. ثم ذكر ذلك كما في المطبوع، وزاد فيه إلى قوله: إلا أولياء الرحمن ([107]).
21 - قال الأندرابي [ق 61/ب]: أخبرنا أبو محمد حامد بن أحمد رحمه الله قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم بن أحمد الفارسي قال: ... عن عمر بن الخطاب t قال: قال رسول الله صلى الله عليه: ((من قرأ القرآن فأعربه كتب الله له بكل حرف أربعين حسنةً، ومن قرأ القرآن فأعرب بعضه ولحن في بعض كتب الله له بكل حرف عشرين حسنة، ومن قرأه القرآن فلم يعرب منه شيئاً كتب الله له بكل حرف عشر حسنات)).
(يُتْبَعُ)
(/)
22 - قال الأندرابي [ق 62/أ]: أخبرني أبو محمد حامد بن أحمد رحمه الله قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الهيصم بن أحمد قال: ... عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله صلى الله عليه: اعربوا القرآن والتمسوا غرائبه.
23 - قال الأندرابي [ق 62/أ]: وأخبرني أبو محمد قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الهيصم قال: عن عبد الله بن بريدة ([108]) عن أبيه ([109]) قال: كانوا يؤمرون، أو كنا نؤمر، أن نعلم القرآن ثم السنة ثم الفرائض ثم العربية، الحروف الثلاثة، قلنا: وما الحروف الثلاثة؟ قال: الجر والرفع والنصب.
24 - قال الأندرابي [ق 62/ب]: أخبرنا أبو محمد قال: أخبرنا أبو عبد الله قال: ... مر عمر بن الخطاب بقوم قد رموا رشقاً فقال: بئس ما رميتم، فقالوا: يا أمير المؤمنين إنا قوم متعلمين، فقال: والله لذنبكم في لحنكم أشد علي من ذنبكم في رميكم، سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول: رحم الله رجلاً أصلح لسانه ([110]).
25 - قال الأندرابي [ق 63/ب]: أخبرني أبو محمد حامد بن أحمد رحمه الله قال: أخبرنا أبو الحسن الفارسي قال: ... عن عبد الله بن عمرو ([111]) عن النبي صلى الله عليه قال: ((لن يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث)) ([112]).
26 - قال الأندرابي [ق 65/ب]: أخبرني أبو محمد حامد بن أحمد قال: أخبرنا أبو الحسن الفارسي قال: ... عن أبي هريرة قال: دخل رسول الله صلى الله عليه المسجد فسمع قراءة رجل، فقال: ((من هذا؟)) قيل: عبد الله بن قيس ([113])، قال: ((لقد أوتي هذا مزامير آل داود)) ([114]).
27 - قال الأندرابي [ق 205/أ]: أخبرني أبو محمد حامد بن أحمد قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم الفارسي قال: ... عن زرارة بن أوفى ([115]) قال: قام رجل إلى النبي صلى الله عليه فقال: يا نبي الله أي العمل أحب إلى الله؟ قال: ((الحال المرتحل))، فقال: يا نبي الله ما الحال المرتحل؟ قال: صاحب القرآن يضرب من أوله إلى آخره ومن آخره إلى أوله كلما حل ارتحل)) ([116]).
هذا ما وجدته في كتاب ((الإيضاح)) للأندرابي منقولاً عن شيخه حامد بن أحمد، وبعضه موجود في كتاب ((المباني))، وهناك منقولات أخرى عبارة عن نصوص في ورقات متعددة هي بحروفها في كلّ من ((المباني)) و ((الإيضاح)) مما يؤكّد -لي- تأكيداً غير قابل للشكّ أنَّ مؤلِّف كتاب ((المباني لنظم المعاني)) والمطبوع مع مقدمة تفسير ابن عطية تحت عنوان ((مقدمتان في علوم القرآن)) هو حامد بن أحمد بن جعفر، وذلك ما بيّنته خلال البحث، وهذا من فضل الله عليّ إذ وفقني لمعرفته وتعريف الباحثين به.
والله تعالى أعلم
الخاتمة
أختم هذا البحث الذي وفقني الله تعالى لكتابته بذكر النقاط لتالية:
1 - أنَّ كتاب ((المباني لنظم المعاني)) والمطبوع مع مقدمة تفسير ابن عطية تحت عنوان ((مقدمتان في علوم القرآن)) لم يعد مجهول المؤلِّف.
2 - أن مؤلِّف الكتاب هو: حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام من أهل القرن الخامس الهجري.
3 - يغلب على ظني أنَّ المؤلِّف كان كرَّامياً.
4 - أنَّ المصدر الوحيد الذي وقفت عليه وينقل نصوصاً عن حامد بن أحمد موجودة في كتابه ((المباني)) هو الإمام الأندرابي صاحب كتاب ((الإيضاح في القراءات)).
5 - أنَّ الأندرابي -للأسف- كان كرَّامي المعتقد.
6 - أقترح أن يتولى جمع من الطلاب تحقيق كتاب ((الإيضاح)) للأندرابي لأهميته ومكانته في علم القراءات.
7 - أقترح إعادة تحقيق كتاب ((المباني لنظم المعاني)) حيث إنَّ الطبعة الموجودة الآن والتي لها أكثر من (50) سنة مليئةً بالتحريف والتصحيف، بل وفيها سقط كثير يظهر بمقابلتها مع النصوص التي نقلها الأندرابي عن المؤلف في كتاب ((الإيضاح)).
وفي الختام: آمل أن أكون قد قدّمت للباحثين معلومة تفيدهم في أبحاثهم، وذلك من خلال اكتشاف اسم هذا ((المؤلِّف المجهول)).
والله من وراء القصد
-----------------
[1]- مستشرق أسترالي، عيِّن أستاذاً في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ثم في جامعة كولومبيا له كثير من المؤلفات والبحوث. انظر: المستشرقون: 3/ 517.
[2]- نال شهادة الأستاذية في اللغات السامية والعلوم الإسلامية، له مؤلفات عديدة، منها: معجم قراء القرآن وتراجمهم، وتاريخ قراءات القرآن. انظر: المستشرقون: 2/ 450.
(يُتْبَعُ)
(/)
[3]- ألماني (1836 - 1930م) من أسرة عريقة شغل أفرادها مناصب علمية وإدارية كبيرة، يجيد كثيراً من اللغات، من مؤلفاته: تاريخ نص القرآن. انظر: المستشرقون: 2/ 379
[4]- فريدريخ، ألماني (1863 - 1919م)، من أوسع المستشرقين علماً وإتقاناً للعربية. انظر: المستشرقون:2/ 410.
[5]- انظر: المقدمتان: 3 - 4.
[6]- هو: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد (581 - 641هـ) الحنبلي من تلاميذ الرهاوي وشيوخ الضياء. انظر: سير أعلام النبلاء: 23/ 89.
[7]- هو: أبو الخير محمد بن محمد (751 - 833هـ) خاتمة حفاظ القراءات، انظر ترجمته في كتابه: غاية النهاية:2/ 247.
[8]- انظر: المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور: 224، غاية النهاية: 1/ 202.
[9]- المباني: 6.
[10]- انظر مذهبها والحديث عنها في: الملل والنحل: 108، ما بعدها.
[11]- محمد بن أحمد بن عثمان (673 - 748هـ)، عني بالقراءات واشتغل بالحديث ورجاله. انظر: غاية النهاية:2/ 71.
[12]- انظر: سير أعلام النبلاء: 11/ 523.
[13]- محمد بن عبد الكريم أبو الفتح (467 - 548هـ) شافعي متكلم. انظر: سير أعلام النبلاء: 20/ 286.
[14]- التنميس: التلبيس. القاموس (نمس).
[15]- القمش: الرديئ من كل شيء، والتقميش: جمع الشيء من ههنا وههنا. انظر: تاج العروس (قمش).
[16]- الضغث: الباطل. القاموس.
[17]- الغُتمة: العجمة في المنطق، والأغتم: الأعجم. القاموس والتاج (غتم).
[18]- الملل والنحل: 32 - 33.
[19]- كما في الصفحات: 85، 184.
[20]- كما في ص: 28.
[21]- انظر ص: 17.
[22]- انظر ص: 188
[23]- انظر ص: 207.
[24]- انظر ص: 221.
[25]- انظر ص: 240.
[26]- انظر ص: 209، 210.
[27]- المنتخب لكتاب السياق: 22.
[28]- المنتخب لكتاب السياق:442
[29]- المصدر السابق: 466.
[30]- المصدر السابق: 502.
[31]- المصدر السابق: 230.
[32]- المصدر السابق: 101.
[33]- المباني ص: 17
[34]- المباني ص: 240.
[35]- المباني ص: 207.
[36]- خليل بن أيبك، أديب مؤرخ تلميذ السبكي والذهبي وغيرهما، (696 - 764هـ). انظر: طبقات الشافعية للسبكي: 10/ 1 - 32.
[37]- محمد بن الحسن، شيخ المتكلمين (ت: 406هـ). انظر: سير أعلام النبلاء: 17/ 214.
[38]- صاحب خراسان والهند، تركي (361 - 433هـ). انظر: 17/ 483.
[39]- الوافي بالوفيات: 5/ 171.
[40]- انظر: الملل والنحل: 112.
[41]- انظر المصدر السابق: 33.
[42]- قاسم بن هبة الله (586 - 656هـ) أديب أصولي. انظر: سير أعلام النبلاء: 23/ 274 و 372.
[43]- انظر: شرح نهج البلاغة: 3/ 230، 233، 237 وغيرها.
[44]- تاج العروس: هيصم.
[45]- المباني: 16.
[46]- ستأتي ترجمته بعد قليل.
[47]- الإيضاح في القراءات: ق 5/أ.
[48]- المصدر السابق: ق 34/أ, 61/ب.
[49]- الإيضاح في القراءات: 24/ب.
[50]- المنتخب من السياق: 118.
[51]- انظر: غاية النهاية: 1/ 93.
[52]- غاية النهاية: 2/ 274.
[53]- انظر: شرح نهج البلاغة: 3/ 229.
[54]- هو عبد الله بن محمد بن الهيصم، من وجوه الأئمة من أصحاب أبي عبد الله، توفي أبوه وهو ابن إحدى عشرة سنة، وكان قرأ عليه شيئاً يسيراً ثم قرأ على أخيه عبد السلام وتخرّج به، وتوفي يوم الفطر سنة: 467هـ. المنتخب من السياق: 314هـ وما بعدها.
[55]- من أحفاد محمد بن الهيصم، عالم بالتفسير ومعرفة أسانيد الأحاديث، توفي سنة: 467هـ. انظر: المنتخب من السياق: 425، طبقات المفسرين للداودي: 2/ 356.
[56]- المنتخب من السياق: 282.
[57]- المصدر السابق: 382.
[58]- المباني: 64، وهذا يستدرك على محققه ((جيفري)) حيث لم يذكره في مقدمته له.
[59]- المباني: 116.
[60]- المصدر السابق: 116، وهو مستدرك أيضاً على ((جيفري)) عندما قال: وقد ذكر المؤلِّف في رسالته مصنفين آخرين، ولم يذكره معهما.
[61]- المصدر السابق: 172.
[62]- المنتخب: 30.
[63]- انظر: المنتخب: 129، 225، 351 مثالاً لا استقصاءً.
[64]- قصة مشهورة في كتب الأدب، ويحضرني الآن أن ابن الجزري ذكرها في غاية النهاية: 1/ 290.
[65]- انظر: مبحث شيوخه.
[66]- رواه البيهقي في شعب الإيمان: 2/ 529، رقم: (2617)، وقال الهثيمي: فيه إسماعيل بن رافع وهو متروك. مجمع الزوائد: 7/ 159.
[67]- الإيضاح: ق 5/أ. والحديث: عن ابن المبارك في الزهد: 1/ 275، ونحوه في مجمع الزوائد: 7/ 159.
[68]- هو حامد نفسه.
[69]- الفردوس بمأثور الخطاب: 1/ 353.
(يُتْبَعُ)
(/)
[70]- جزء من الآية: (58) من سورة يونس.
[71]- مصنف ابن أبي شيبة: 6/ 132، رقم: (30068).
[72]- قيل اسمه: عبد الله، وقيل: إسماعيل، ابن الصحابي الجليل توفي عنه وهو صغير، روى عنه وعن غيره من الصحابة (ت: 94هـ). انظر: أخبار القضاة: 1/ 116.
[73]- أبو سلمة لم يدرك النبي r, ولد سنة يضع وعشرين. تقريب التهذيب: 1/ 645، سير أعلام النبلاء: 4/ 287.
[74]- فيض القدير: 1/ 549. وانظر: الفتح الكبير: 1/ 211.
[75]- الفاروق، ثاني خلفاء رسول الله r ( ت:23هـ). الإصابة: 4/ 484.
[76]- ابن خويلد القرشي الأسدي، له ذكر في الصحيح، كان مهيباً ذا فضل. انظر: الإصابة: 6/ 422.
[77]- أي كدت أعلوه وآخذه، وقيل: أواثبه واستشهدوا له بقول النابغة:
فبت كأني ساورتني ضئيلة من الرقش في أنيابها السم ناقع
أي: واثَبَتْني. انظر: الفتح: 9/ 25، التاج: (سور).
[78]- من قولهم: نظر إليه نظراً تأمله بعينيه، وعبارة البخاري ((فتصبرت))، ورواية السند ((فنظرت)) كما هنا. انظر: فتح الباري: 9/ 23، التاج (نظر).
[79]- يقال: لبَّبه تلبيباً: جمع ثيابه في الخصومة ثم جره إليه. القاموس والتاج (لبب).
[80]- كذا في جميع الخطوط بدون ((وسلم))، قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: عبارة: ((صلى الله عليه)) طريقة العلماء المتقدمين في عصر الشافعي وقبله. الرسالة: 25.
[81]- انظر: فتح الباري: 9/ 230.
[82]- انظر: المباني: 207، الإيضاح: ق 8/ أ و ب.
[83]- هو حامد بن أحمد نفسه، وهذا باستقراء كتاب ((الإيضاح)) حيث إنه إذا ذكر شيخه في السند وجاء بعده مباشرة بسند آخر عنه فإنه يكتفي بالكنية.
[84]- هو ابن الهيصم.
[85]- هو ابن مسعود t. انظر: السنن الصغرى للبيهق: 1/ 567، الأحاديث المختارة: 3/ 379.
[86]- انظر: فتح الباري: 9/ 24.
[87]- المباني: 208، الإيضاح: ق 8/ب، وانظر: المصنَّف: 11/ 219.
[88]- انظر: الأحاديث المختارة: 3/ 373، وعند الترمذي زياة: ((أمة أميين)): 5/ 194.
[89]- من كبار أئمة الأدب، حدث عن ابن راهويه وأبي حاتم (ت:276هـ). انظر: المزهر: 2/ 409.
[90]- التأويل بنصه في تأويل مشكل القرآن: 34، وزاد بعده: يدل على ذلك قول رسول الله r: (( فاقرؤا كيف شئتم)).
[91]- انظر: صحيح البخاري: 3/ 1304.
[92]- ابن مالك، الصحابي الجليل خادم رسول الله r ( ت:91هـ). انظر: الإصابة: 1/ 126.
[93]- بن عمرو بن أوس الأنصاري الخزرجي، الإمام المقدم في الحلال والحرام. الإصابة: 6/ 136.
[94]- قيس بن السكن. انظر: الإصابة: 5/ 476، 7/ 158.
[95]- هو زيد بن ثابت بن الضحّاك الخزرجي. الإصابة: 2/ 592.
[96]- صحيح البخاري: 3/ 1386.
[97]- المعروف بنفطويه، كان عالما بالعربية واللغة والحديث، أخذ عن ثعلب والمبرد، (244هـ-323هـ). انظر: معجم الأدباء: 1/ 159.
[98]- السجستاني، مقرئ نحوي لغوي، تلميذ يعقوب الحضرمي وشيخ أبي داود والنسائي (ت:255هـ). انظر: غاية النهاية: 1/ 320.
[99]- المستدرك: 3/ 638، وقال الذهبي في ميزان الاعتدال: 3/ 204: منكر. وانظر: لسان الميزان: 5/ 89.
[100]- روى عن جده وسليمان بن هرمز والمغيرة بن شعبة، ذكره ابن حبان في الثقات، قال ابن حجر: مقبول من الثالثة. انظر: تقريب التهذيب: 384.
[101]- أوس بن حذيفة، وهو أوس بن أبي أوس، (ت:59هـ). انظر: الإصابة: 1/ 297.
[102]- عزاه الإمام السيوطي إلى الطبراني في الكبير والبيهقي في الشعب وأشار إليه بالضعف. انظر: الجامع الصغير: 2/ 86.
[103]- محمد بن المستنير، نحوي لغوي، أخذ النحو عن سيبويه، وأخذ عنه ابن السكيت، صنف كثيراً، (ت:206هـ). انظر: معجم الأدباء: 5/ 445.
[104]- انظر: المباني: 40.
[105]- الأحاديث المختارة: 1/ 494، وقال: إسناده حسن، وانظر: المستدرك: 2/ 241.
[106]- انظر: الدر المنثور: 8/ 240، وعند البيهقي في السنن الكبرى: 9/ 6 عن عائشة رضي الله عنها. فتح الباري:8/ 678.
[107]- انظر: المباني: 8 - 16، الإيضاح: ق 42/أ-44/أ.
[108]- ابن الحصيب، إمام حافظ، ولد في زمن عمر t، وحدث عن أبيه وكثير من الصحابة. (ت:115هـ). انظر: سير أعلام النبلاء: 5/ 50.
[109]- بريدة بن الحصيب الأسلمي، صحابي جليل (ت:63هـ). انظر: الإصابة: 1/ 286
[110]- انظر: شعب الإيمان: 2/ 257، وقال: روينا عن عمر بإسناد غير قوي، وقال الجوزي في العلل المتناهية: يصح.
[111]- بن العاص السهمي، صحابي جليل. انظر: الإصابة: 4/ 193.
[112]- انظر: سنن الترمذي: 5/ 198، وقال: حسن صحيح، وفيه ((لم)) بدل ((لن)).
[113]- بن سليم، أبو موسى الأشعري القاضي الفقيه المقرئ. الإصابة: 4/ 211.
[114]- مصنف ابن أبي شيبة: 6/ 118، وذكر نحوه البخاري في الصحيح: 4/ 1925.
[115]- النخفي، أبو عمرو. الإصابة: 2/ 558.
[116]- سنن الدارمي: 2/ 560، وذكر الحاكم في المستدرك نحوه عن أبي هريرة: 1/ 758.
البحث على ملف وورد ( http://tafsir.org/books/open.php?cat=90&book=959)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Apr 2006, 03:21 ص]ـ
قرأت بحث أخي الكريم الدكتور السالم محمد محمود أحمد الشنقيطي وفقه الله المعنون بـ: (كتاب المباني لنظم المعاني لم يَعُدْ مجهول المؤلِّف)، والذي رجح فيه نسبة كتاب (المباني في نظم المعاني) للشيخ أبي محمد حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام الطحري، وانتفعت بما ورد فيه من الفوائد والنقولات من كتاب الإيضاح للاندرابي عن شيخه حامد بن أحمد بن بسطام.
ولدي بعض التعليقات والتساؤلات أطرحها على أخي الباحث حفظه الله:
1 - هل الإشارة إلى كتاب المباني في البحث تعني الحصول على الجزء المخطوط من كتاب المباني في نظم المعاني، الذي طبعت مقدمته فقط؟ أم اكتفى الباحث في البحث بالمقدمة المطبوعة، لأنني لم يتحقق لدي الرجوع للجزء المخطوط من الكتاب، ولم أجد بياناً للمراجع في آخر البحث للتحقق من ذلك.
2 - ليس في قول ابن الجزري في ترجمة ابن الهيصم: (اعتمد عليه أحمد بن عمر صاحب ((الإيضاح)) وروى عن حامد بن أحمد عنه فوائد في كتابه) ما يدل على أن الأندرابي روى عن ابن بسطام وابن الهيصم القراءات بالأسانيد كما ظهر من استدراكك عليه، وإنما روى عنهم فوائد متفرقة غير مقيدة. ولذلك لا يظهر لي وجه قولكم (كلام ابن الجزري يُفهم منه أنَّ صاحب ((الإيضاح)) روى عن حامد عن ابن الهيصم في القراءات، وذلك ليس كذلك، فإنِّي تصفَّحت، بل قرأت كل الكتاب وليس فيه رواية واحدة لأي راوي من الرواة العشرين عن القراء العشرة، بمعنى أنَّ صاحب ((الإيضاح)) لم يذكر في ((أسانيده للقراءات)) أي رواية عن حامد بن أحمد، وهذا يعني أنَّ كلاًّ من حامد وشيخه ابن الهيصم ليس من أهل القراءات المذكورين في كتاب ((الإيضاح في القراءات)) للأندرابي) ص 15
3 - في قولكم عن كتاب الإيضاح في القراءات (كتاب الإيضاح للأندرابي يجوز أن يعتبر شبه مختصر لكتاب المباني، ولا أعني بذلك أنه كله كذلك، لا بل ما فيه من منقولات عن ((حامد)) فقط) غرابة مع استدراككم. ولعلكم لو قلتم: إنه من المصادر التي نقلت أقوال حامد بن بسطام لكان أدق، دون القول بكونه مختصراً له، لاختلاف موضوعيهما، فالإيضاح في القراءات، والمباني - فيما يظهر- في التفسير.
4 - لم تتعرض لوصف مخطوط كتاب الإيضاح للاندرابي -الذي اعتمدت عليه في الاستنتاج- ورقمه، وأين يوجد. وقد ذكر الدكتور غانم الحمد في بحثه وصف المخطوط، وصعوبة القراءة في أجزاء منه، وقيام أحد طلاب الدراسات العليا في العراق بتحقيق نصف الكتاب عام 2002م. فهل النسخة التي لديكم تختلف عن النسخة التي وصفها الدكتور غانم، أم هي نفسها وفقكم الله.
5 - ذكرتم أن كنية حامد أبو محمد كما ورد في مواضع كثيرة نقلتموها، ولكن ذكر الأخ عاصم جنيد الله في مشاركته رقم (4) أن كنيته أبو جعفر حيث قال: (أما كون المؤلف هو حامد شيخ الاندارابي فيمتنع؛ لأنه يكنى بأبي جعفر كما في المخطوط أثناء سورة البقرة.) وهو يعني مخطوط كتاب المباني فيما يظهر لي، فما الصواب في الأمر؟ وما معنى قول الأخ الكريم عاصم جنيد الله هذا.
6 - ماذا نصنع بتصريح مؤلف كتاب (زين الفتى في تفسير سورة هل أتى) بأنه قد ذكر في كتابه (المباني في نظم المعاني) كذا وكذا ... في النقول التي ذكرها الباحث محمد كاظم رحمتي، في حال صحت نسبة كتاب (زين الفتى في تفسير سورة هل أتى) للعاصمي؟ وقد ذكر كتابه الآخر (الإبانة والإعراب) الذي ورد في مقدمة تفسير المباني.
بقيت مسألة تحقيق نسبة كتاب (زين الفتى) لمؤلفه تحقيقاً علمياً، ثم التحقق من أن الكتب التي نسبها لنفسه في الكتاب وهي (المباني في نظم المعاني) و (الإبانة والإعراب) ليست من باب تشابه الأسماء. حتى يقطع بنسبة كتاب (المباني) لمؤلفه الصحيح. ولعلنا نظفر بالبحث الذي ذكره الدكتور غانم مترجماً لتتضح الصورة، والأخ الكريم سامر رشواني الكاتب السوري الذي أشار إليه الدكتور غانم الحمد في مشاركته رقم (7) هو أحد أعضاء الملتقى، ولعله يتكرم بذكر ما لديه في الموضوع.
وشكر الله لكم جميعاً أولاً وآخراً، فقد أثريتم الموضوع ثراءاً كبيراً، وأفدتمونا بفوائد عزَّتْ على المتخصصين دهراً كريتاً، وكان الحصول عليها بمثل هذه الصورة مطمعاً بعيد المنال، إلا بشد الرحال، وكثرة التنقيب والسؤال، فالآن جاءت بيسر وسهولة فكانت للباحثين مورداً عذباً عذوبة الماء الزلال، فالحمد لله الكبير المتعال، وحُقَّ لي أن أقول:
كُلَّ المواقعِ قد وردتُ، فلم أَجِدْ = كالمُلتقى شَرَفَاً وأَهْلِ المُلتقى
ومُسَدَّدينِ إلى الصَّوابِ فلا تَرى = إِلا جَواباً مُشِرقاً ومُوَّفقا
وعِبارةً تيَّاهَةً مِنْ حُسنِها =ومَسائِلاً تُهْدَى، ودُرَّاً يُنْتَقى
يا ملتقى التفسيرِ يا مَنْ قَد غدا= بين المواقعِ للمَعارِفِ مَشْرِقا
كمْ زائرٍ مُستعْجِلٍ قَيدَّتَهُ = وأَخَذَتَ مِنه عَلى وِصالِكَ مَوْثِقا
هل زُرتَ أَكرمَ منهُ طِيبةَ مَعْشرٍ = أَمْ هَلْ رأيتَ أَدَقَّ مِنهُ وأَعمقا؟
ما زالَ يَكْبُرُ، والأَكابِرُ منكمُ= تَسْقيهِ بالآدابِ حتى أَوْرَقا
كالنُّورِ شَعَّ بُكلِّ أُفْقٍ بِرُّهُ = مَنْ ذا يَصُدُّ الصُّبْحَ عَنْ أَنْ يُشْرِقا؟!
ما كُلُّ مَنْقبةٍ يُحاوَلُ نَيْلُها= تَدْنو، ولا كُلُّ المَنازلِ تُرْتَقى
شَرِّقْ وغَرِّبْ ما تَشاءُ فإِنَّما = زَادُ القُلُوبِ وطِبُّها في المُلتقى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[22 Apr 2006, 11:56 ص]ـ
أخى العزيز الشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
تشرفت بقراءة الملحوظات التى أبديتموها، ولا شك أنها قيمة وقوية، وهذا الظن بهذا الملتقى الذى نتشرف بقطع وقت ثمين من دراستنا والجلوس مع أبنائنا وأحبابنا لمطالعته والبحث فيه بعيداً عن المجاملات العلمية التى ليس وراءها نفع يعود على الباحثين، فجزاك الله خيراً والقائمين معك عليه، ومن حقى عليك تصويبى فيما أخطأت فيه.
أخى الكريم:
1 - أما النسخة الخطية التى رجعت إليها من (الإيضاح) فهى نفس نسخة د/غانم، ولم أرجع إلا للنسخة المطبوعة من مقدمة المبانى.
2 - أما الاستدراك على غاية النهاية فبنيته على أن الكتاب هو في تراجم أهل القراءات، وعبارة ابن الجزرى (روى) قد يفهم منها أنها فى القراءات، خاصة وأنه ليس من (المنطقى) عندى أن يذكر ترجمة للقارى ويتبعه بذكر شيخ له ويقول (روى) وهو يقصد شيئاً غير القراءات، هذا مافهمته، واستدراككم فى محله إذ كان من الواجب علي التأنى قبل الاستدراك على العلماء.
3 - أما بخصوص كنية حامد بأبى جعفر فلم أقف عليها، وهذا الإشكال أرى أن جوابه عند الشيخ عاصم حفظه الله0هذا والله تعالى أعلم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Apr 2006, 12:38 م]ـ
أخي العزيز الدكتور السالم الجكني.
وأنت كذلك جزاك الله خيراً على حسن جوابك، وأدب خطابك، مع إخوانك وطلابك، ولا غرابة فالشيء من معدنه لا يستغرب، أحسن الله إليك وزادك علماً وفقهاً في كتابه.
ـ[سامر رشواني]ــــــــ[23 Apr 2006, 10:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته .. وبعد ..
لشد ما سعدت إذ دعوتموني للمشاركة في هذا الموضوع الذي انشغلت به زمنا. فقد مضى ردح من الزمن على اشتراكي في هذا الملتقى العلمي الثري، الذي ما فتئت متابعا له منذ بداياته الأولى، ولكن صوارف حالت دون المشاركة في نقاشاته. وهو حقيق بأن يعد في قمة المنتديات العلمية المتخصصة على شبكة الانترنت.
أخلص سريعا إلى موضوع النقاش، وهو التحقيق في مؤلف كتاب المباني في نظم المعاني.
ولكن لا بد قبل أن أذكر ما قد توصلت إليه -حتى الآن- بهذا الشأن، أن أنوه بعدة أمور:
- أنه لم يتح لي الاطلاع على مخطوط الايضاح، ولا على كتاب زين الفتى، فما سأذكره عنهما مقتبس عن الباحثين الذي كتبوا في الموضوع.
- أنني حاولت في مداخلتي هذه تلخيص النقاش الدائر حول هذه المسألة، ولملمة أطرافه، مشيرا إلى مواضع الإشكال والغموض فيه. تاركا للمهتمين متابعة المعلومات التفصيلية التي تحتويها الدراسات التي سأرفقها في نهاية المداخلة.
- إن البحث في التراث الكرامي المتصل بعلوم القرآن والتفسير لا يزال أرضا بكرا، لم تلتفت إليها عناية الباحثين والدارسين بعد – فيما أعلم.
من هو مؤلف كتاب المباني في نظم المعاني؟
1 - للأستاذ محمد كاظم رحمتي بحثان يعرضان للحديث عن مؤلف كتاب المباني:
الأول: (نكاتى درباره دو نسخه كرامى) , فصلنامه كتاب هاى اسلامى, سال دوم, شماره 6، پاييز 1380.
وقد ترجم إلى العربية –محذوفة منه الحواشي- بعنوان (ملاحظات حول النسختين الكراميتين) وهو الذي أشار إليه الاستاذ الأستاذ الجنيدالله ونقله في هذا المنتدى. ولكن إهمال ترجمة الحواشي قد فوت فوائد ومعلومات كثيرة – لا يستغنى عنها في البرهنة على ما توصل إليه الباحث.
الثاني: بعنوان (زين الفتى و مؤلف آن) آينه پژوهش شماره (88).
وهو البحث الذي أشار إليه الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد. وهو أحدث من البحث السابق، وبينهما اختلاف مهم، وزيادات بالغة الأهمية، فضلا عن تصحيح لبعض المعلومات التي وردت فيه، مثل نسبة كتاب "الرد على من خالف مصحف عثمان" إلى أبي بكر بن مجاهد والمعلوم أنه لأبي بكر بن الأنباري.
2 - أن مدار الكشف والتحقيق في اسم مؤلف كتاب المباني على كتابين:
الأول: زين الفتى في شرح سورة هل أتي. المنسوب إلى "أبي محمد أحمد بن محمد بن علي العاصمي".
الثاني: الايضاح في القراءات العشر واختيار أبي عبيد وأبي حاتم. لأبي عبدالله أحمد بن عمر الأندرابي.
3 - أن مؤلف كتاب (زين الفتى) هو نفسه مؤلف كتاب المباني، دل على ذلك أمران:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: التشابه البين بين نصوص كلا الكتابين وأسانيدهما، بل في الوقائع أحيانا مثل:
قول المؤلف في كتاب المباني (ص8): "وأخبرني الشيخ أبو القاسم عبد الله بن محمشاذ رضي الله عنه بهراة".
وقوله في (زين الفتى، المخطوطة، الورقة ب 16) - بحسب نقل رحمتي-: "أخبرنا الشيخ عبدالله بن محمشاذ رحمه الله بهراة قال أجاز لي الشيخ أبو سهل محمد بن محمد بن علي الأنماري".
الثاني: إشارة صاحب (زين الفتى) إلى أنه مؤلف (كتاب المباني في نظم المعاني)، وتحديده لوصفه بما يطابق مقدمة كتاب المباني تماما المطابقة، ونسبته كتابا عنوانه مطابق للذي ذكر في كتاب المباني، وهو كتاب الإبانة والإعراب.
4 - أن أبا عبد الله أحمد بن عمر الاندرابي قد نقل عددا من الروايات عن أبي عبد الله محمد بن الهيصم بواسطة " أبي محمد حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام الطحري (أو الطحيري) "، وبعض هذه المرويات موجود بنصه في كتاب المباني. هذا الكشف – الذي سبق إليه الدكتور غانم- يضعنا أمام احتمالين:
الأول: أن " ابن بسطام" المذكور، هو مؤلف كتاب المباني، الذي نقل كثيرا من مرويات شيخه ابن الهيصم في كتابه، وعنه أخذ الأندرابي مرويات ابن الهيصم.
الثاني: أن " ابن بسطام" ليس إلا أحد تلاميذ أبي الهيصم، الذين نقلوا عنه مروياته، ولا صلة له بكتاب المباني، وعليه يكون صاحب المباني تلميذا آخر روى عن ابن الهيصم ذات المرويات التي جاءت في كتاب الإيضاح عن طريق "ابن بسطام".
ولكن الذي يرجح الاحتمال الأول (الذي مال إليه الدكتور غانم، وقطع به الدكتور الشنقيطي) أن الأندرابي قد نقل بعض أراء ابن الهيصم الموجودة بنصها في كتاب المباني (أنظر النص الثاني الذي نقله الدكتور غانم قدوري الحمد في بحثه ص 250)، كما ذكر الدكتور السالم محمد الشنقيطي أن هناك نصوصا أخرى بحروفها نقلها الأندرابي عن كتاب المباني (وليته ذكرها في بحثه الضافي كي نعلم إن كانت هذه النصوص منقولة عن ابن الهيصم أو لا) وهذا يعني أن الأندرابي ربما كان على مطلعا على كتاب المباني ونقل منه. ولكن هذا لا ينفي أيضا أن الأندرابي ربما نقل ذلك عن كتاب لابن الهيصم مباشرة (وقد تتبع محمد كاظم رحمتي مواطن التشابه بين الأندرابي وكتاب المباني، فوجد أن الفصل السابع من كتاب المباني ملخص من كتاب لابن الهيصم في هذا الموضوع، وأن كتاب الايضاح للأندرابي مصلح لما جاء فيه من الاسانيد مختصرا، ينظر الهامش رقم 50 من "زين الفتى ومؤلف آن").
5 - من هو مؤلف كتاب زين الفتى؟
إن صح نسبة "زين الفتى" إلى أبي محمد أحمد بن محمد بن علي العاصمي، كان كتاب المباني من تأليفه، وكان تلميذا آخر لابن الهيصم، نقل عنه الأندرابي نصوصا في كتابه الإيضاح. ولكن يشكل على هذا أن الأندرابي لم يشر في كتابه إلى العاصمي (حسبما ذكر الدكتور غانم، وحسن أنصارى قمى فيما نقله عنه محمد كاظم رحمتي في مقاله "زين الفتى ومؤلف آن") لاسيما وأنه نصوصا عديدة أوردها في الايضاح هي نفسها مذكورة في كتابي المباني و"زين الفتى"، فضلا عن تشابه التقسيمات وعناوين بعض الموضوعات!!
هذا الاستشكال أثاره حسن أنصاري قمي في بحثه (دو كتاب از يك مؤلف كرامى) , كتاب ماه دين, شماره 25، آبان 1378. – حسب ما ينقل عنه رحمتي - ورآه موجبا لإعادة النظر في مؤلف كتاب "زين الفتى"، وأضاف إلى ذلك أن صفحة العنوان من مخطوط "زين الفتى" مفقودة، وأن اسم العاصمي إنما ورد ذكره في المقدمة فقط. وانتهى إلى أن مؤلف كتابي المباني وزين الفتى هو "أبو محمد حامد بن احمد بن جعفر بن بسطام طحيرى".
6 - الدراسات المرفقة:
- بحثان بالفارسية:
1 - محمد كاظم رحمتي، (نكاتى درباره دو نسخه كرامى) , فصلنامه كتاب هاى اسلامى, سال دوم, شماره 6، پاييز 1380.
2 - محمد كاظم رحمتي، (زين الفتى و مؤلف آن) آينه پژوهش ماره (88).
ولم أتمكن من الحصول على بحث حسن أنصاري قمي.
- بحث بالانكليزية:
- Aron Zysow, Two Unrecognized Karrami Texts, Journal of the American Oriental Society, Vol. 108, No. 4. (Oct. - Dec., 1988), pp. 577-587.
- بحث بالفرنسية:
CLAUDE GILLIOT, LA THÉOLOGIE USULMANE EN ASIE CENTRALE ET AU KHORASAN, Arabica, tome XLIX,2, 2002.
وهناك أبحاث أخرى، تتصل بالتفاسير الكرامية، أرجو أن أضيفها لاحقا.
في النهاية فإنني قد كنت أود أن يتاح لي الوقت فأترجم شيئا من هذه الابحاث، ولكنني بصدد إنهاء أطروحتي للدكتوراه، فعسى الله أن يوفقني لإنهائها سريعا وللإيفاء بذلك، أو أن يتولى ذلك أحد المشاركين في الملتقى، والله ولي التوفيق وهو على كل شيء قدير.
سامر رشواني
مدرس مساعد بكلية الشريعة جامعة دمشق
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[25 Apr 2006, 07:27 ص]ـ
أحسنت أخي الفاضل الأستاذ سامر في مداخلتك القيمة، وأحسب أنك قد خطوت بالبحث عن مؤلف كتاب المباني خطوات إلى الأمام حين نقلت إليَّ بحث السيد محمد كاظم رحمتي الذي أشرت إليه في تعليقي على الموضوع الذي أثاره الدكتور عبد الرحمن، وتداعى الإخوة في الملتقى في التعليق عليه، ولا شك عندي في أن وضعك الأبحاث المتعقلة بالموضوع اليوم بين يدي المهتمين به سوف يعزز الجهود في البحث عن مؤلف الكتاب، ويقرب من الوصول إليه، إن شاء الله تعالى، فجزاك الله خيراً، والإخوة الذين أغنوا الموضوع بمشاركاتهم.
وأود أن أذكر لك أن معهد المخطوطات العربية في القاهرة يحتفظ بصورة من مخطوطة كتاب الإيضاح للأندرابي الموجودة في إستانبول، لعلك تتمكن من الاطلاع عليها، وتفيد منها في متابعة بحث الموضوع مستقبلاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Apr 2006, 04:05 م]ـ
المعلومة بنت البحث، واشتراك العقول النيرة من أمثال هذه العقول بارك الله فيها يجلي الحقيقة في كثير من المسائل المشكلة، وقد أخذ هذا الموضوع أبعاداً علمية موفقة، ودفع أمثالكم من الباحثين الفضلاء للمشاركة، ومن آخرهم الأستاذ سامر رشواني والأستاذ محمد كاظم رحمتي أيضاً.
أشكر أخي الكريم الأستاذ سامر رشواني على هذه الإضافة العلمية، والتلخيص الموفق لأطراف الموضوع. وأرجو أن يأخذ البحث في كشف مؤلف كتاب المباني حقه من التمحيص إن شاء الله، ولو يسر الله ترجمة البحوث المرفقة لكان في ذلك إضافة للموضوع تنير طريق البحث.
وأرحب أيضاً بالأستاذ محمد كاظم رحمتي وارجو أن يوافينا مشكوراً بما لديه في الموضوع، ولا سيما أنه كما بلغني بقوم بتحقيق كتاب المباني ويعد كتاب زين الفتى للنشر.
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[25 Apr 2006, 09:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله حق حمده
كنت أقوم بترجمة بحث الأستاذ محمد كاظم رحمتي، والتي أرسل إليَّ بعضها الدكتور غانم ثم أنزلت بقيتها من هنا، ومادام أنَّ الأستاذ محمد كاظم رحمتي عضو في الملتقى الآن فسيكفى ويوفي، وإذا حضر الماء بطل التيمم.
جزاكم الله خيراً جميعكم، أما عن تحقيق كتاب المباني فيعمل عليه أيضاً أحد الباحثين بالمدينة المنورة وفق الله الجميع.
ـ[الجكني]ــــــــ[27 Apr 2006, 01:51 ص]ـ
أخى عاصم حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد يا حبذا لو تساعدونا بالاتصال بالباحث المذكورونطلع على النسخة الخطية التى لديه 0
ـ[سامر رشواني]ــــــــ[27 May 2006, 03:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حمدا لله وصلاة على رسوله الكريم، وبعد ..
فقد كنت أرفقت في مداخلتي السابقة في هذا الموضوع دراسة للباحث الفرنسي ـ كلود جليوـ المهتم بتراث المسلمين ـ في علوم القرآن وعلم الكلام خاصة ـ في بلدان وسط أسيا. إلا أنها كانت دراسة عن التراث الكلامي في تلك البلاد، تعرض فيه للحديث عن كتاب المباني ومؤلفه تعرضا خاطفا. ولكنني أرفق لكم اليوم بحثا مستفيضا عن أسانيد كتاب المباني، كتبه جليو للتعرف على الرواة والأعلام الذين ورد ذكرهم في كتاب المباني، عسى أن يجعلنا ذلك أدنى للتعرف على شخصيته.
عنوان البحث: (علوم القرآن عند كرامية خراسان: كتاب المباني)
ويقع في أقسام أربعة:
- مقدمة تعريفية بكتاب المباني، ومن كتب عنه، وعني به.
- مبحث للتعرف على مشايخ مؤلف كتاب المباني.
- مبحث خاص عن أبي سهل الأنماري ـ المصدر الأساسي الذي اعتمد عليه مؤلف كتاب المباني في تصنيفه.
- ثم مبحث عن الرواة المذكورين في أسانيد كتاب المباني، إضافة إلى المصنفين الذين نقل عنهم.
لم ينته الباحث الفرنسي إلى قول جازم في تحديد مؤلف كتاب المباني، إلا أن بحثه هذا حري بالنظر، بله الترجمة، لما فيه من فوائد جمة ـ قد لا تخص كتاب المباني وحده فقط، بل تراث الكرامية في بلاد ما وراء النهر.
إشارة:
إن لأحمد بن أبي عمر الأندرابي ـ تلميذ مؤلف كتاب المباني ـ كتابا آخر غير كتاب (الإيضاح) وهو (قراءات القراء المعروفين بروايات الرواة المشهورين) منشور بتحقيق أحمد نصيف الجنابي في مؤسسة الرسالة، وقد قدم له الجنابي معرفا بالأندرابي وشيوخه وتلاميذه. ولم يتح لي الاطلاع على هذا الكتاب بعد، ولكن يبدو ـ من خلال حديث جليو عنه ـ أنه ذو أهمية في التعرف على مشايخ مؤلف كتاب المباني، ومنهم أبو عبد الله محمد بن علي الخبازي ـ وهو ليس بكرامي ـ. هذا فضلا عن أهميته في معرفة آراء الكرامية في علوم القرآن واختياراتهم.
والله أعلم
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[27 May 2006, 04:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم الأستاذ سامر إضافاتك قيمة بارك الله فيك ... وأعادك إلينا سالماً غانماً ...
والسلام
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 May 2006, 11:56 م]ـ
شكراً جزيلاً للدكتور الكريم سامر رشواني على إضافته القيمة، ولكن من لنا بترجمة البحث المرفق للغة العربية؟
وأشكرك بالنسبة للإشارة لكتاب الاندرابي الذي حققه الدكتور الكريم طارق الجنابي، فبالرغم من أنه أمام ناظري في مكتبتي منذ زمن، ولكنني لم أتنبه لمراجعته للاطلاع على ترجمة المحقق للمؤلف ولعلي أنظر فيه وأرى الإضافات التي يمكن أن تفيد في هذا. وفقكم الله ورعاكم.
ـ[الجكني]ــــــــ[28 May 2006, 08:27 م]ـ
كل الشكر والتقدير للدكتور سامر على هذه المعلومات، إلا أنَّ لديَّ ملحوظتين مهمتين وهما بخصوص الكتاب المشار إليه (قراءات القراء المعروفين).
- فالحقيقة الأولى هى أنه ليس كتاباً مفرداً، بل هو باب من أبواب كتاب (الإيضاح) وهو الباب الثانى والثلاثون كا أشار إليه محققه ص26.
- والحقيقة الثانية هى أن سعادة المحقق يظهر لى أنه استعجل فى إخراج هذا الباب وذلك لكثرة التصحيف والتحريف، بل الأدهى من ذلك أمر (السقط) الكبيروالكثير، وقد انتهيت بحمد الله تعالى من بيان كل ذلك وسأنزله فى هذا الملتقى المبارك فى خلال هذا الأسبوع إن شاء الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Jun 2006, 04:39 م]ـ
شكراً جزيلاً للدكتور الكريم السالم الجكني على هذه المبادرة الكريمة لعرض كتاب (قراءات القراء المعروفين بروايات الرواة المشهورين) للأندرابي.
وقد نشره في موضوع مستقل على صفحات الملتقى تحت عنوان:
ملحوظات على تحقيق كتاب (قراءات القراء المعروفين بروايات الرواة المشهورين) للأندرابي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=5748)
وقد أرسلت البحث الذي أرفقه الأستاذ سامر رشوان بالفرنسية لأحد أعضاء الملتقى لترجمته أو تلخيصه بالعربية ولعله يكون قريباً على صفحات الملتقى إن شاء الله، وربما تكون الترجمة على حلقات.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Jun 2006, 11:35 م]ـ
تكرمت الأخت الكريمة الدكتورة أم عاصم بترجمة بحث كلود جيليو (علوم القرآن عند كرامية خراسان) الذي أرفقه الأستاذ سامر رشوان وفقه الله في مشاركته رقم (34).
وهذا الجزء الأول من الترجمة:
[ line]
علوم القرآن عند كرامية خراسان
بقلم: كلود جيليو*
ملخص:
كتاب المباني في نظم المعاني المدروس هنا هو مقدمة لتفسير القرآن لمؤلف مجهول بدأ في تأليفه سنة 425 هـ/ 1034 م.
يُعلم الآن بأن مؤلفه خراساني، غالبا من نيشابور، ومتكلم كرامي.
وبدراسة أسانيد الرواة التي يتضمنها الكتاب استطعنا التعرف على عدد من شيوخ المؤلف ولكن دون التوصل إلى تحقيق هوية المؤلف.
من جهة أخرى، فإن تمحيص عدد من النقول أتاح التعرف بصورة أفضل على الإسهام العظيم لكرامية خراسان في العلوم القرآنية.
كلمات مفتاحية: القرآن، تاريخ القرآن، تفسير القرآن، الكرامية، خراسان، نيشابور.
أولا: مقدمة:
1 – كتاب المباني لنظم المعاني الذي هو مقدمة في علوم القرآن، شرع في تأليفه "يوم الأحد غرة شعبان 425 هـ" (3) أي 3 شعبان 425 هـ/ 23 يونيو 1034 م. وقد وصلَنا في نسخة وحيدة، ومؤلفه غير معروف لدينا لأن الصفحة الأولى من المخطوطة مفقودة.
وكتابته بالخط الأندلسي جعلت آرثر جفري، ناشر هذا المقال، يعتقد بأن مؤلفه أصله من الأندلس (4).
ولتيودور نولدكه (1836 - 1930)، ثم فريدريك شواللي (1863 - 1919) وكوتثلف برجستراسر (1886 - 1933) السبق في الاطلاع على المؤلف ولفت الانتباه إلى أهميته.
ولم يفتح الطريق في وجه البحث من أجل تقويم أفضل لإسهام كرامية خراسان، لاسيما النيسابوريين منهم، سوى في سنة 1980 مع ظهور الدراسة الأساسية لجوزف فان إس للعديد من مقالات الكرامية.
و أظهر ف. سيزكين بعض شيوخ مؤلف كتاب المباني، وأعلن بأنه "في الغالب فارسي أو عاش في فارس".
إن عمل فان إس أتاح لآرون زيزو من جامعة واشنطن إعادة الدراسة عن قرب لكتاب المباني وإظهار الأصل الكرامي وأيضا في الغالب خراسانية هذا المؤلَّف ومؤلفه.
إننا نتبنى الإثبات الذي توصل إليه أ. زيزو حول الوسط المحلي والعقدي الذي ظهر فيه هذا المؤلف ولكن أردنا أن نتتبع سيرة مؤلفه وشيوخه ومصادره بدراسة جميع أسانيد الرواة وإشارات الأشخاص و المؤلفات وحتى الاستشهادات التي تضمنتها.
بخصوص الرواة المذكورين في الأسانيد، فقط لإيجاد مواقع الشبه بين الروايات المذكورة، لن نهتم سوى بمن يمكننا من كشف هوية علماء يقربونا من مؤلفنا أو إلى مصدره الأساسي، أبي سهل الأنماري.
يعترض البحث في أسانيد الرواة الذين يتضمنه كتاب المباني عائقان:
في الواقع وقبل كل شيء، فالعديد من الأشخاص القريبين من المؤلف ومصدره يصعب بل يستحيل التحقق من هويتهم مع حدود معلوماتنا وانعدام التراجم عن خراسان وبلدان ما وراء النهر ( TRANSOXIANE)، ( الاسم القديم لجزء من آسيا الوسطى الواقعة ما وراء نهرأوكسس ( Oxus)، حاليا أمو- دريا ( Amou-Daria)) .
أما العائق الثاني فهو متواجد بكثرة في المؤلفات العربية القديمة. إن مؤلفنا لديه مصدر أساسي -نتحدث عنه لاحقا- ويذكره كثيرا. بخصوص أسانيد الرواة كما هي فإن المؤلف غالبا ما يقوم بالإسناد إلى شيوخه، ولكن مع لعبة الاستشهادات يكون من الصعب في الغالب أن نقرر إن كان هذا السند أو ذاك له أو لأحد شيوخه.
ثانيا: المؤلف وشيوخه:
2 – في سنة 425، وهي السنة التي شرع فيها مؤلفنا في تأليف كتابه. ولكن قبل هذا كان مؤلفنا عالما، سبق له أن ألف أربعة كتب:
- الإبانة والإعراب (11).
(يُتْبَعُ)
(/)
- الدرر في ترفيع السور، وقد فسر، من بين آخرين، معنى الحديث النبوي: "من فسر القرآن برأيه إن أصاب لم يؤجر، وإن أخطأ فليتبوأ مقعده من النار".
- كتاب الغرر في أسامي السور.
- الزينة في سؤالات القرآن (لم يتمه، على الأقل آنذاك).
ومن بين شيوخه:
1 - أبو عبد الله محمد بن الهيصم التميمي النابي (ت: 28 شوال 409/ 9 مارس1019)، كرامي من نيسابور.
يظهر حقا، في فقرتين من كتاب المباني انه من شيوخه المباشرين، خصوصا في نص حيث يروي عن الإمام الهادي أبو عبد الله محمد بن كرام (ت255/ 869) رضي الله عنه (17) عن الثلاثة عشرحرفا للقرآن. وفي أربعة مواضع أخرى روى عنه المؤلف كثيرا، غالبا من خلال مؤلف لم يكن له إجازة الرواية عنه.
إن ابن الجزري الذي ترجم في سطرين لمحمد بن الهيصم يعرف عنه شيئا قليلا ويجهل تاريخ وفاته. وصرح بأنه: "اعتمد عليه أحمد بن أبي عمر، صاحب الإيضاح، وروى عن حامد بن أحمد عنه، وأبدى عنه فوائد في كتابه (20) ".
وحامد بن أحمد هذا هو حامد بن أحمد (بياض) أبو محمد الذي ترجم له ابن الجزري قائلا بأنه قد روى القراءات عن الإمام أبي عبد الله محمد بن الهيصم وأنه: "روى القراءات عنه (بياض)، صاحب الإيضاح". إن البياض الموجود في المقال قد يملأ بسهولة مع ما سبق؛ يجب أن يرى أحمد بن أبي عمر (الراجح أنه الأندرابي؛ ت: الخميس 21 ربيع الأول 470هـ/12 أكتوبر 1077م).
يبدو أن حامد بن أحمد هو محمد حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام الذي يلقبه الأندرابي (24) في كتابه الإيضاح ب: "الشيخ العالم الزاهد" وهي العبارة التي تدل في وسط خراساني معين على توجه كرامي.
في الواقع، فالصريفيني (26) يترجم له بقوله أبو محمد حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام الطحري (الطاهري؟) (27) ويصنفه ضمن الكرامية (من أصحاب أبي عبد الله) ويصفه ب"العالم الزاهد". صحب المهدي بن محمد (ولد في 324) (28) من كبار أصحابهم وتخرج به. ويكمل: "وكان من الزهد والورع من الأفراد". ومع الأسف لم يذكر تاريخ وفاته.
ظهر اثنان من شيوخ ابن الهيصم في كتاب المباني:
أ - أبو علي أحمد بن محمد.
ب- أبو النضر محمد بن علي الطالقاني.
2 - صرح مؤلف كتاب المباني بأن الأحاديث (32) التي يرويها قد وجدها في كتاب أبي سهل (الأنماري) إلا أنه لم يكن عنده إسنادها، ووجد إسنادها فيما أجازه الشيخان أبو عبد الله محمد بن علي (أي الخبازي) وأبو القاسم عبد الله بن محمشاذ، الذي سيأتي ذكره الآن.
أبو عبد الله محمد بن علي (34): يبدو أنه أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن الحسن الخبازي المقرئ النيسابوري (ولد في نيشابور 372 هـ/26 يونيو 982، ت: رمضان 449 هـ/1 نونبر 1057) (35) إمام كبير وكان مقدما في علم القرآن والقراءات بنيسابور. صنف كتاب الإبصار محتويا على أصول الروايات وغرائبها. يذكر أنه كان زاهدا، يحيي الليالي بالقراءة والدعاء والبكاء.
قرأ على والده أبي الحسن علي بن محمد وسمع من أبي أحمد الحاكم (محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق النيسابوري الكرابيسي، ت: ربيع الأول 398 عن 93 سنة) (36)، وأبي الحسن الماسرجسي (محمد بن علي بن سهل النيسابوري الشافعي، ت: جمادى الثانية 384) (37)، وأبي محمد المخلدي (الحسن بن أحمد بن محمد النيسابوري، ت: 389) (38). ورحل لسماع الحديث من أبي الهيثم الكشميهني (ت: 10 ذي الحجة 389/ 22 نونبر 999) (39).
وكان مقربا من رجالات الدولة. استحضره يمين الدولة أبو القاسم محمود بن ناصر الدين (40) إلى غزنة واستمع إلى قراءته وأكرم مورده ورده إلى نيسابور (41). تخرج على يده عدد كثير بنيسابور وغزنة في القراءات القرآنية وأيضا في الحديث. وكان أحد كبار شيوخ القراءات للأندراني -الذي سيأتي الحديث عنه فيما بعد- (42).
إذا رجعنا إلى أسانيد رواة كتاب المباني، نجد من شيوخ أبي عبد الله محمد بن علي:
أ- أبو النضر محمد بن علي الطالقاني (43). أحد تلامذته الكبار في القراءات القرآنية هو الأندرابي.
ب- أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن أبي السّري البكّائي (ت: 13 ربيع الأول 376/ 23 يوليوز 986 عن 99 سنة).
ج- منصور بن العباس البوشنجي. نقرأ في كتاب المباني ص: 18 ما يلي: "قال أبو علي: وفي رواية منصور". نستنتج إذا بأن منصور كان أيضا شيخ أبي علي: أبو علي أحمد بن محمد بن يحيى السجستاني (45).
د- إبراهيم بن محمد الطّرماحي.
(يُتْبَعُ)
(/)
هـ- أبو منصور محمد بن أحمد بن الأزهر الأزهري الهروي الشافعي (ت: ربيع الأول 370/ 14 شتنبر 980).
3 - أبو القاسم عبد الله بن محمشاذ، كان أيضا أحد شيوخ مؤلف كتاب المباني الذي تابع دروسه في العلوم القرآنية بهراة (47). أبو القاسم عبد الله بن محمشاذ من جهته أجاز له أبو سهل محمد بن محمد بن علي الأنماري (48) بكتابه (49).
نذكر من بين المحمشاذ العلماء الآتية أسماؤهم:
أ- محمشاذ بن أحمد بن محمد بن إسحاق بن محمشاذ، حفيد الإمام أبي بكر بن إسحاق، زعيم طائفة أبي عبد الله (أي محمد بن كرام). سمع حضرا وسفرا خصوصا من الوالد (50).
ب- والده أبو عبد الله أحمد بن محمد بن إسحاق بن محمشاذ (ت: الأربعاء غرة شهر رمضان سنة 445/ 15 دجنبر 1053) (51).
ج- والد هذا الأخير، أبو القاسم علي (ت: 452/ 1030) (52).
د- جد (أ): أبو بكر محمد بن إسحاق بن محمشاذ: الزاهد بن الزاهد بن الزاهد، زعيم أصحاب أبي عبد الله ورئيسهم صاحب القول في وقته عند السلطان؛ كان مقربا عند الأمير أمين الدولة محمود، دعا إلى السّنة وهدم المسجد الجديد الذي بناه الروافض وظهرت به دولة الكرامية واعتمده محمود في بناء الرباط بمرحلة (بنيسابور) قائمة على طريق سرخس. عقد له مجلس الإملاء بشط الوادي سنة 405. واستملى عليه الحسكاني (53) وبعده أبو عمر بن يحيى. وكان في الارتفاع إلى أن توفي في شوال 421/ 2 أكتوبر 1030 (54).
******************
الحواشي:
* أستاذ بجامعة بروفانس، قسم اللغة العربية والدراسات الاسلامية، 29 شارع روبرت شومان 13621 اكس ان بروفانس، سيديكس1.
** هذا النص نسخة فرنسية جد مكملة لعرض قدمناه بالالمانية تحت عنوان: " ... " خلال المؤتمر السابع والعشرين للمستشرقين الألمان، بون 28 شتنبر- 2 أكتوبر 1998. ستظهر النسخة الألمانية الموجزة في قرارات المؤتمر. ونعترف بالفضل الكبير للسيد البروفسور جوزف فان اس على إعادة القراءة لإحدى ترجمات هذا المقال والذي قدّم لنا من خلالها عدة اقتراحات نشكره عليها.
3 - كتاب المباني ص: 6
4 - كتاب المباني ص: 2 من الترجمة الإنجليزية؛ ... مازال يظن بأن مؤلف كتاب المباني أصله من الأندلس. بالإضافة إلى أن هذه الدراسة هي عمل مبتدئين وتتضمن الكثير من الأخطاء.
11 - كتاب المباني ص: 116
12 - كتاب المباني ص: 172 وردت أحاديث متقاربة من رواية ابن عباس. انظرابن حنبل، مسند، ج: 1 ص: 232/ ج: 3 ص: 508 رقم: 2069؛ ج: 1 ص: 269/ ج: 3 ص: 108 رقم: 2429؛ الطبري، تفسير ج: 1 ص: 77 - 9 رقم: 73 - 8؛ ابن عطية، مقدمة التفسير في "مقدمتان" لجفري ص: 263؛ القرطبي، تفسير ج: 1 ص: 32؛ ابن كثير، جامع ج: ص: 297 - 5 رقم: 587 - 91؛ السيوطي، إتقان ج: 4 ص: 210 أو لرواية جندب بن عبد الله، ابن كثير، جامع ج: 3 ص: 147 رقم: 1693 أو لرواية أبي هريرة: "من فسر القرآن برأيه وهو على وضوء فليعد وضوءه " الديلمي، فردوس ج: 3 ص: 520 رقم: 5622 حديث موضوع .. .
13 - كتاب المباني ص: 64
14 - كتاب المباني ص: 116. في كشف الظنون يشير إلى كتاب سؤالات القرآن لإبراهيم بن إسحاق الغزنوي.
15 - انظرابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج: 3 ص: 229 الذي يسميه بمتكلم الكرامية؛ الرازي، تفسير ج: 14 ص: 111 (مرتين)، عن القرآن7، 54 (وهو عنده محمد بن الهيثم والصحيح ابن الهيصم)؛ ابن تيمية، منهاج السنة، ج: 2 ص: 285 - 6، ج: 4 ص: 120 - 1. وحسب أبي الحسن البيهقي، غرر الأمثال، ص: 18 - 1 .. : أن حاكم نيشابور استقدم ابن الهيصم وتعجب من كون رجل ذي علم عظيم كيف لا تكون له المكانة العالية التي يستحقها.
16 - كتاب المباني ص: 207 (بداية الفصل التاسع، حول الأحرف السبعة): أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن الهيصم رضي الله عنه إجازة (إذن مع إجازة الرواية)، قال أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد ... ، ثم تابع ص: 208: قال وأخبرنا أبو علي أحمد بن محمد .. ، ما يقابله في الصفحة نفسها، قلنا المؤلف. كتاب المباني ص: 240: فيما أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن الهيصم، رضي الله عنه.
17 - كتاب المباني ص: 209. لكأن عبارة رضي الله عنه تستعمل في كتاب المباني للكرامية خاصة.
(يُتْبَعُ)
(/)
18 - كتاب المباني ص: 47 - 48: قال الشيخ أبو عبد الله محمد بن الهيصم، رحمه الله، ثم قال، ويقابله قلنا المؤلف؛ ص: 170 - 1؛ ص: 188 الرواية التي تواصلت إلى ص: 190، وأيضا 191؛ ص: 217: ابن الهيصم ذكر القتيبي، أي ابن قتيبة. وفي الحالات الأربعة: قال الشيخ.
19 - ابن الجزري، الغاية ج: 2 ص: 274 رقم: 3515
20 - الراجح أنه كتابه الإيضاح.
21 - اعتمد عليه .. وروى عن حامد بن أحمد عنه وأبدى عنه فوائد في كتابه.
22 - ابن الجزري، الغاية ج: 1 ص: 202 رقم: 927 روى القراءة عنه [بياض] صاحب الإيضاح.
24 - سيأتي الحديث عن هذا المؤلف الذي يعد طريقا مهما يقربنا من شخصية مؤلف كتاب المباني.
25 - الجنابي (أحمد نصيف)، "الإيضاح في القراءات للأندرابي" ...
26 - الصريفيني، المنتخب من السياق، ص: 211، رقم 638
27 - نجهل هذه الكنية أو هذا الأصل، الطهري، ربما من المفترض قراءة الطاهري، المنتسب إلى الطاهر بن الحسين، انظر سمعاني، أنساب، ج: 4 ص: 4 - 32 ...
28 - أبو سلمة مهدي بن محمد بن محمد بن مهدي القشيري الصيدلاني النيسابوري؛ انظر البغدادي ج: 13 ص: 185 رقم: 7163، وكان من شيوخ أبي القاسم التنوخي، شيخ الخطيب البغدادي. أتى إلى بغداد ربما متجها للحج، وفي كل الأحوال عاد في ربيع الأول 388.
29 - كتاب المباني ص: 207
30 - كتاب المباني ص: 240
31 - كتاب المباني ص: 16
32 - ليس كلها بل قسم كبير منها.
34 - كتاب المباني ص: 8: أخبرنا الإمام أبو عبد الله محمد بن علي، رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة منقلبه ومأواه؛ ص: 17 استعملت له عبارة رضي الله عنه من جديد.
35 - ابن الجزري: غاية، ج: 2 ص: 207، رقم: 3274؛ الذهبي، معرفة القراء، ج: 1 ص: 332، رقم: 42 (الطبقة 10) .. الصريفيني، المنتخب من السياق ص: 43، رقم: 66 الطبعة فيها كتاب الأبصار والراجح .. الإبصار. ابن نقطة، التقييد، ج: 1 ص: 84، رقم: 90، صلى عليه أبو بكر الصابوني على باب دار الرضى، ودفن بالحيرة بنيشابور.
36 - السير للذهبي ج: ص: 370 - 7
37 - السير للذهبي ج: ص: 446 - 7 الذي يذكر بأنه يعد من أولئك الشافعية الذين يستخرجون الفروع من الأصول (من أصحاب الوجوه). لتعريف " وجوه" في المدرسة الشافعية انظر: النووي، كتاب المجموع. شرح المهذب للشيرازي ج: 1 ص: 107
38 - السير ج: 16 ص: 539 - 41
39 - أبوالهيثم محمد بن مكي المروزي الكشميهني مات في يوم عرفة (9 ذي الحجة) 389/ 21 نونبر999. يعد آخر من حدّث بصحيح البخاري بروايته عاليا بخراسان. كانت له روايته الخاصة المذكورة بكثرة في فتح الباري لابن حجر. السمعاني، الأنساب ج: 5 ص: 76. الذهبي، سير ج: 16 ص: 491 - 2
40 - أي محمود بن سبكتكين ت: 420/ 1030 ..
42 - انظر الجنابي في تقديمه لإيضاح الأندرابي ص: 229
43 - أخبرنا أبو النضر محمد بن علي الطالقاني، كتاب المباني ص: 8، 10، 12، 51. لم نستطع التعرف على هذه الشخصية الذي كان أيضا شيخ محمد بن الهيصم (كتاب المباني ص: 240 .. ) وتلميذ أبي سهل الأنماري ..
44 - انظر ابن الجزري، غاية ج: 1 ص: 93 رقم: 426. هذه الملاحظة أساسية وسيظهر ذلك حين يأتي الحديث عن الأندرابي ..
45 - انظر: أبو علي أحمد بن محمد بن يحيى السجستاني ص: 17. أبو علي فقط: ص: 18، 19، 33، 34، 208. أبو علي بن محمد بن يحيى ص: 37. أبو علي بن محمد ص: 51، 55. أو أيضا نقل أحدهم الرواية عنه إلى مؤلف كتاب المباني ص: 53: أبو عبد الله محمد بن علي .. الراجح أنه الخبّازي/ أبو علي أحمد بن محمد بن يحيى)؛ ص: 207: هنا هو الشيخ أبو عبد الله محمد بن الهيصم، رضي الله عنه، الذي روى عنه، بحيث أن السند يبدأ كما يلي:
أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن الهيصم إجازة قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد ...
47 - وأخبرني الشيخ ... رضي الله عنه بهراة؛ كتاب المباني ص: 8
48 - سنتناول فيما بعد مسألة هوية أبي سهل وكتابه.
49 - قال أجاز لي الشيخ أبو سهل محمد بن محمد بن علي الأنماري بكتابه فيه ما فيه قال؛ كتاب المباني ص: 8
50 - الصريفيني، المنتخب من السياق ص: 459 رقم: 1566 ..
51 - .. الصريفيني، المنتخب من السياق ص: 100 - 1 رقم: 225
53 - ممكن أنه "الجد"، أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسكان الحذاء الحنفي (ت: ربيع الأول 423، الصريفيني، المنتخب من السياق ص: 85 رقم: 187)، أفضل من ابن هذا الأخير، أبو محمد عبد الله (ت: شوال 450) والأرجح من "الحفيد" أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن أحمد [ ... ] بن حسكان الحذاء الحسكاني (ت: بعد 470) .. الذهبي، سير ج: 18 ص: 268 - 9؛ ابن أبي الوفاء القرشي، الجواهرالمضيئة ج: 2 ص: 496 - 7 رقم: 897 ..
54 - الصريفني، المنتخب من السياق ص: 22 - 3 رقم: 13
بقية الترجمة ما زالت لدى المترجمة الدكتورة أم عاصم وفقها الله وسوف تلحقها هنا قريباً إن شاء الله جزاها الله خيراً.
ـ[الجكني]ــــــــ[20 Jun 2006, 02:38 ص]ـ
كل الشكر والتقدير للدكتورة أم عاصم،ونحن بانتظار الباقي حتى تتم الدراسة على الوجه المطلوب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Sep 2006, 01:32 م]ـ
مرت مدة منذ توقف النقاش حول هذا الموضوع، وما زالت الأخت الفاضلة الدكتورة أم عاصم عند وعدها بإتمام ترجمة الجزء الثاني من البحث السابق المنشور بالفرنسية بعد استئناف العام الدراسي الجديد، وها هو العام الآن قد بدأ ولله الحمد. وفق الله الجميع للعلم النافع.
الجمعة 22/ 8/1427هـ
ـ[د. أنمار]ــــــــ[16 Sep 2006, 12:25 ص]ـ
وهذا رابط مقالة الأستاذ كاظم من موقع مجلة الكتب الإسلامية باللغة العربية، غير محتاج إلى ترجمة http://www.i-b-q.com/ara/06/article/02.htm
وبقية أرشيف المجلة http://www.i-b-q.com/ara/a_archive.htm
ـ[د. أنمار]ــــــــ[06 Oct 2006, 04:12 ص]ـ
2 - الاندارابي وكتابه الايضاح: اما الاندارابي فوضحت ترجمته كما في المنتخب من السياق للصريفيني
3 - العاصمي وحامد رجلان لا رجل واحد كما في المنتخب من السياق ايضا
4 - جميع الثلاثة الاندارابي وحامد والعاصمي كراميون
وبقي كتاب تاريخ نيسابور بالفارسية وقد طلبت من احدهم ان يترجمه وفيه تراجم للثلاثة هؤلاء
وساعة ان تصلني الترجمة ساضعها هنا
الدنيا ساعة فاجعلها طاعة.
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[10 Oct 2006, 03:07 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم جزاك الله خيرا على نصيحتك الغالية اعاننا الله على طاعته
واعذرني فلم يتبين لي مرادك من الاقتباس فلو بينته لي وفقك الله لكل خير
ـ[د. أنمار]ــــــــ[10 Oct 2006, 04:25 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هي من باب الشيء بالشيء يذكر
فقد قلت أنت ساعة تصلك الترجمة ستضعها.
فساعة الانتظار تطول علينا خاصة عندما يشوقنا بحاثة لا يأتي إلا بكل جديد مثير.
ـ[أم عاصم]ــــــــ[12 Jan 2007, 07:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية أقدم اعتذاري عن طول الغياب والتأخير في ترجمة الأجزاء المتبقية من مقال "علوم القرآن عند كرامية خراسان" ..
وأشكر أخي الدكتور عبد الرحمن الشهري على تشجيعه على ترجمة هذا المقال مع أني لا أجد نفسي جديرة بلقب "مترجمة" الذي وصفني به -وفقه الله- بل أعتبر نفسي متطفلة على هذا الميدان.
ولعل اهتمامي وتخصصي العلمي في علوم القرآن وتدريسي هذه المادة لطلبتي في الجامعة وكذا معرفتي المتواضعة باللغة الفرنسية من الأسباب التي شجعتني على دخول غمار هذه التجربة؛ هذا بالإضافة إلى رغبتي في الاطلاع على ما يضيفه هذا البحث من معلومات مفيدة.
وأقدم هذا التوضيح لعل الإخوة الكرام يلتمسون لي العذر إن أخطأت في كلمة أو تعبير ..
وأشكر جميع الإخوة الذين أتحفونا في هذا الملتقى بالمعلومات القيمة حول هذا الموضوع الجدير بالبحث والاهتمام.
وأقدم لكم جزءا جديدا من المقال المترجم عسى أن تجدوا فيه بعض الفوائد.
ـ[أم عاصم]ــــــــ[12 Jan 2007, 08:01 م]ـ
ثالثا: أبو سهل الأنماري، المصدر الرئيس لمؤلف كتاب المباني:
الفقرة 3:
يظهر مؤلف المصدر الرئيس لكتاب المباني - في الغالب- بكنية أبي سهل (55)، أو أبي سهل الأنماري (56). ولكن في مستهل الكتاب ظهر اسمه أكثر إتماما: الشيخ أبو سهل محمد بن محمد الطالقاني الأنماري (57). وأحيانا يتبع المؤلف -أو مصدره- اسمه بدعاء: رحمه الله (58).
يظهر لأول وهلة أن أصل الأنماري (59) يرجع إلى إحدى قبائل العرب من خزاعة، الأنمار، كما أشار إلى ذلك الصاغاني، أو أيضا من قبيلة الحبطات (60) حسب الزبيدي نفسه.
وفي موضع آخر، قيل بكل بساطة بأنها قبيلة عربية ضربت خيامها بين أرض مضر ونجران. ومن بين الحملات العسكرية لمحمد [صلى الله عليه وسلم] كانت غزوة ذات الرقاع (61) التي انطلقت بسبب ورود خبر يروى بأن أنمار وثعلبة قد جمعوا رجالا. لكن لم يجدوا أحدا واكتفوا بأخذ النساء أسيرات (62). وهناك أيضا غزوة أخرى متجهة ضد أنمار، سميت غزوة الأنمار أو غزوة غطفان، أو أيضا غزوة ذي أمر (63).
وهناك قبيلة أخرى لأنمار بن مازن بن مالك بن عمر بن تميم .. الخ (64).
وبما أن أبا سهل الأنماري يروي عن تميميّ، هو أبو طلحة سريج بن عبد الكريم الطالقاني التميمي، نستطيع أن نفترض بأن هذه القبيلة هي المقصودة.
يقرأ آخرون اسم مؤلفنا (الأنصاري) بدلاً من (الأنماري) كالأزدي (65) وابن ماكولا.
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن نشك في صحة هذه القراءة حيث على الأقل إن أنماريا ذائع الصيت وموثق في نيشابور أبو الحسن أحمد بن الخضر بن أحمد الأنماري النيسابوري الشافعي (ت: جمادى الثانية 344) الذي كان تلميذا لأبي عبد الله البوشنجي (ت: 1 محرم 291 أو 290) (66).
في الواقع لا ينبغي قراءة الأنصاري، وإنما الأنماري، وربط هذا الأصل بمقاطعة قرب نيشابور.
بالتأكيد أن هذه المعلومة متأخرة بما أنها جاءت عن السبكي وتُمِّمتْ من الآسنوي، إلا أنهما يعرفان جيداً أنساب السمعاني، ولا يسوغ معارضته إذا لم يملكا دليلاً قوياً.
تبقى إمكانية وجود مقاطعة في منطقة نيسابور أخذت اسم أنمار بسبب استقرار عدد كبير من الأنمار العرب هناك.
فيما يخص نسب الطالقاني، يحتمل أنه راجع إلى بلدة طالقان (68) بخراسان، بين مرو الرّوذ وبلخ (وبالتحديد بين مرو الروذ وميمنة) وليس من طالقان قزوين.
يلزم أن يكون الشخص المذكور باسم أكثر إكمالا عن ابن ماكولا (69): محمد بن محمد بن علي بن الأشعث الأنصاري (الأنماري؟) البلخي. وقد نتساءل إن كان متشابها مع أبي سهل محمد بن الأشعث الذي ذكره فان إس (70) الشيء الذي يتطابق أيضا محليا لأن أحد الأشخاص من حرات (لعلها هرات وهي منطقة في أفغانستان اليوم) روى عنه (71) أو هناك علاقة بينه وبين حرات؛ بالإضافة إلى أن السياق، هناك وهنا، كراميّ، والمجال المبحوث فيه هو علوم القرآن. وفي الغالب فإن سلسلة اسم الراوي تكون مختصرة.
من تلاميذه:
أ - أبو النضر محمد بن علي الطالقاني (هو نفسه شيخ الخبازي) (72) والراجح أنه روى كتابه الذي يعد المصدر الرئيس لكتاب المباني (73)؛ ومثله أبو القاسم عبد الله بن محمشاذ (74).
ب - أبو عباس محمد بن محمد الأنماري (سيأتي في الفقرة 25)
الفقرة 4:
يبدو لنا أيضا بان مؤلف المصدر الرئيس لكتاب المباني مطابق لأبي سهل محمد بن محمد [بياض، علي] بن الأشعث الطالقاني الذي يظهر في سند رواية تفسير الأصمّ (أبو بكر عبد الرحمن بن كيسان البصري، ت: 200/ 816 أو 201) في مقدمة تفسير الثعلبي (أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم ت: محرم 427 هـ 5 نونبر 1035) (75) وفي مقدمة غريب الأخفش (76):
بالنسبة لتفسير الأصم:
1 - ابو القاسم الحسن بن محمد بن جعفر النيسابوري (؟).
2 - أبو سهل محمد بن محمد [بياض] بن الأشعث الطالقاني، صاحبنا.
3 - محمد بن عبيد الله القاضي الذي يفترض أن يكون محمد بن عبيد الله بن عبد العظيم القرشي الكريزي أبو عبد الله البصري القاضي (ت: 252 أو 260) (77)، أو أقل ترجيحا: أبو جعفر محمد بن عبيد الله بن يزيد الشيباني الحرّاني القَردواني (أو القُردواني) (ت: 268) قاضي حرّان (78).
4 - الفضل بن عباس بن مهران الذي يحتمل أن يكون: الفضل بن عباس بن إبراهيم بن مهران البغدادي القاضي (البصري) (79).
5 - عن علي بن مسلم الطوسي: أبو الحسن علي بن مسلم بن سعيد الطوسي (ت: 23 جمادى الآخرة 253 ببغداد) (80): قرأت على أصحاب عبد الرحمن بن كيسان أبي بكر الأصمّ (ت: 200/ 816 أو 201).
بالنسبة ل"غريب الأخفش" (ت: 215/ 830) (81):
1 - الحسن بن محمد بن جعفر: الراجح أنه مطابق لما تقدم في رواية الأصم.
2 - أبو سهل محمد بن محمد بن الأشعث الطالقاني، صاحبنا.
3 - علي بن فارس الدينَوْري (؟).
4 - شمر بن حمدويه: أبو عمر الهروي (ت: 255/ 869) (82).
5 - عبد الرحمن بن محمد بن هانئ: غير معروف لدى جولدفلد Goldfeld.
أحد تلامذة الأخفش هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد بن هانئ النيسابوري (ت. في جمادى الآخرة 236/ 850). ربما في مقدمة تفسير الثعلبي وجب قراءة: أبو عبد الرحمن ابن محمد بن هانئ، الذي قيل أن أباه دفع 12000 دينار للأخفش (83).
من خلال ما سبق مباشرة نعرف بأن أحد شيوخ أبي سهل قد مات في 252 أو 260 (أو 268)، والآخر في 255.
الفقرة 5:
يقدّم لنا كتاب المباني كذلك مجموعة أسماء من شيوخ أبي سهل الأنماري، كما في سلسلة الرواة في ص: 13 - 14 (84):
1 - قال الشيخ أبو سهل حدّثنا، يليه أسماء أربعة من شيوخ أبي سهل، مع تتمة سلسلة الرواة، الذين اخذ عنهم رواية طويلة حول ترتيب نزول السور المكية والمدنية:
(يُتْبَعُ)
(/)
2 أ- أبو طلحة سُرَيْح أو سَريح بن عبد الكريم التميمي حسب جفري. يتعلق الأمر في الواقع بـ: أبي طلحة سريج بن عبد الكريم الطالقاني التميمي، حسب ابن ماكولا (85)، الذي يتابع كما يلي: "محمد بن محمد بن علي بن الأشعث الأنصاري (الأنماري؟) البلخي الطالقاني يروي عنه كتاب العروس عن جعفر بن محمد".
يبدو لنا أن مصدره هو الأزدي (ت: 7 صفر 409/ 25 يونيو 1018)، الذي يضيف بعد ذكر جعفر بن محمد: رضي الله عنه (86).
إن هوية جعفر بن محمد وكتاب العروس يخلقان مشكلة. بالفعل، يمكن التفكير في جعفر الصادق (148/ 765)، الذي يعدّ راويا أيضا عند اهل السنة (87).
إلا أن هذا ربما يحيلنا إلى كتاب "العروس" في وثائق الجابرية (88).
لكن ابن حجر (89) خصّ ترجمة لجعفر بن محمد بن جعفر بن علي بن الحسين بن علي. ذكر بأنه روى عن يزيد بن هارون (90) وأبي نعيم (91) وغيرهما، وروى عنه شريح (سريج؟) بن عبد الكريم وغيره. ويضيف أيضا بأن الجوزقاني (الجُورْقاني أو الجَوْرَقاني) (92) قال في كتاب "الأباطيل" بأنه مجروح (93).
لسنا متأكدين إذن من هوية جعفر بن محمد. أما فيما يخص كتاب العروس لا نعرف ما نقوله عنه.
2 ب- محبّر بن محمد (الطالقاني) (94).
2 ج- أبو يعقوب يوسف بن علي (الطالقاني) (95).
2 د- محمد بن فراس (الطالقاني) (؟) (96): يبدو صعبا اعتباره أبا هريرة محمد بن فراس الضبعي الصيرفي البصري (ت: 245 هـ/ 8 أبريل 859).
بالفعل، إذا كان زمنيا يمكن ذلك، فلا شيء يدل على أن أصله من طالقان؟ كان أحد شيوخ أبي حاتم الرازي (محمد بن إدريس، ت: في شعبان 277) في البصرة، خلال السفر الثاني لهذا الأخير (97). يظهر كالراوي الثاني في سند للطبراني (98).
لقب أبو سهل الأنماري شيوخه الأربعة (2 أ- د) "الطالقانيين" يعني ربما من طالقان خراسان، بين مرو الروذ وبلخ، وليس طالقان قزوين (99).
تتمة السلسلة:
3 - أبو الفضل جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي.
هل يكون أبو الفضل جعفر الثائر الذي ذكر اسمه هنا "بالايجاز": جعفر بن محمد بن الحسين بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي (زين العابدين) بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ت: 345/ 956 بطبرستان)؟ (100).
قد يوافق تاريخ وفاته العصر الذي عاش فيه الطالقانيون الأربعة الذين رووا الرواية، ولكن ليس عصر الشخص الذي يلي.
4 - سليمان بن حرب المكّي، الذي يحتمل أن يكون أبا أيوب سليمان بن حرب بن بَجيل الأزدي (الواشحي) (101). ولد سنة 140، وولى قضاء مكة من سنة 214 إلى 219 (102)، مات في ربيع الثاني 224 هـ. 20 فبراير 839 (أو 223، 227) (103) بالبصرة. وكان له مجلس (للحديث) عند قصر المأمون ببغداد (104).
5 - حمّاد بن زيد (ت: 179) (105).
6 - علي بن زيد بن جدعان (حسن القرشي؛ ت: 131) (106).
7 - سعيد بن المسيب (ت: 94/ 713) (107).
8 - علي بن أبي طالب: سألت النبي عن ثواب القرآن: تابع ترتيب نزول السور (108).
شيوخ أبي سهل الأنماري:
أبو طلحة سريج بن عبد الكريم التميمي الطالقاني؛ محبّر بن محمد الطالقاني، أبو يعقوب يوسف بن علي الطالقاني؛ محمد بن فراس الطالقاني (بالنسبة لهؤلاء الأربعة، انظر ما سبق)؛ محمد بن حاتم الجوزجاني (سيأتي ذكره في الفقرة 7، رقم 3)؛ عبد الله بن محمد بن سليم (سيأتي في الفقرة 6)؛ موسى بن عيسى أبو عمران الطالقاني (الفقرة 11 مكرر)، أبو يعقوب يوسف بن موسى الذي يروي عن محمد بن يحيى القطعي (ت: 253) (109) (سيأتي ذكره في الفقرة 41)؛ الحسين بن أحمد بن بسطام الزعفراني الذي يروي عن محمد بن خالد البزار (110)؛ أبو الوليد (سيأتي ذكره في الفقرة 42).
******************
55 - كتاب المباني ص: 13: قال أبو سهل (ثلاث مرات) أو قال الشيخ أبو سهل؛ ص: 16
56 - كتاب المباني ص: 10، 12، 20
57 - كتاب المباني ص: 8، 1. 7 - 8
58 - كتاب المباني ص: 20. يفترض أنه مات 325/ 937، غالبا بالاعتماد على أسانيد الرواة التي يظهر فيها.
59 - موثقة في الذهبي، الكاشف ج: 3 ص: 385، 327: أبو كبشة الأنماري: صحابي، وقيل سعد أو عمرو. روى عنه أبو البختري الطائي وسالم بن أبي الجعد. لابن الأثير، أسد، ص: 261، رقم: 6187 ترجمة عنه يقول فيها بأنه من أنمار مَذحِج.
60 - الزبيدي، تكملة، ج: 3 ص: 176 ب. تاج، ج: 14، ص: 300 .. كحالة، معجم قبائل العرب، ج: 1 ص: 47 - 8، مع مراجع أخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
61 - في محرم 5 حسب الواقدي ..
62 - الواقدي، مغازي، ج: 1 ص: 395
63 - الواقدي، مغازي، ج: 1 ص: 3: في ربيع الأول 3 .. مصادر أخرى: محرم 3
64 - ابن الأثير، لباب ج: 1 ص: 69؛ خليفة بن خياط، طبقات ص: 277: ينتمي إلى هذه القبيلة؛ عبيد الله بن عيزار، من الطبقة الخامسة.
66 - بالنسبة للأنماري، انظر: سمعاني، أنساب ج: 1 ص: 223 وابن الأثير، لباب ج: 1 ص: 90 - 1 يرجع كلاهما هذا النسب إلى قبيلة عربية. وبالنسبة لأبي عبد الله البوشنجي محمد ابن إبراهيم بن سعيد المالكي، انظر الذهبي، سير ج: 13 ص: 581 - 9 الذي عنده "المالكي" ولكن يظهر أيضا في طبقات الشافعية والحنابلة؛ السبكي، طبقات ج: 2 ص: 189 - 207؛ عليمي، المنهج الأحمد ج: 1 ص: 257 - 8 رقم: 103.
67 - السبكي، طبقات ج: 3 ص: 14 رقم: 79 في ترجمته لأبي الحسن أحمد بن الخضر بن أحمد الأنصاري النيسابوري الشافعي (انظر ما سبق): أنمار هو بلدة؛ الاسنوي، طبقات ج: 1 ص: 75 رقم: 55: نسبة إلى بلد يقال لها أنمار من نيسابور.
68 - سمعاني، أنساب ج: 4 ص: 29 - 31: طالْقان (بسكون اللام)؛ ياقوت، بلدان ج: 3 ص: 491 - 3/ج: 4 ص: 6 - 8: طالَقان (بفتح اللام).
69 - ابن ماكولا، إكمال ج: 4 ص: 272.
70 - فان إس UT ص: 44 رقم: 2 وبعده ص: 53 .. يطرح فرضية أنه قد يكون أحد شيوخ ابن عدي أي محمد بن الأشعث الكوفي. هذا غير صحيح لأن هذا الأخير يسمى أبا الحسن محمد بن محمد الكوفي؛ انظر مقريزي، مختصر الكامل في الضعفاء لابن عدي ص: 704 - 5 رقم: 1791.
71 - يتعلق الأمر ب: أبي محمد الهروي، عند فان إس، TU، ص: 44.
72 - انظر ما سبق في الفقرة: 2.
73 - كتاب المباني ص: 8
74 - انظر ما سبق في الفقرة 2 رقم: 3
76 - انظر كولدفلد op.cit. ص: 57 رقم: 34، هنا: أبو سهل محمد بن محمد بن الأشعث.
77 - ابن حجر، تهذيب التهذيب ج: 9 ص: 324: قال بن حبان مات سنة 250 وقال أبو علي الحراني صاحب تاريخ الرقة مات سنة 252.
78 - ابن حجر، تهذيب التهذيب ج: 9 ص: 325: القردواني؛ سمعاني، أنساب ج: 4 ص: 469، بدون هذا الشخص، يعطي: القردواني.
79 - البغدادي، تاريخ بغداد ج: 12 ص: 368 - 9 رقم: 6806: يظهر في هذه الترجمة ضمن سند رواة بصريين. غير أنه في تهذيب التهذيب ج: 8 ص: 279 - 80: الفضل بن العباس بن إبراهيم، ويقال بن المهدي، ويقال بن مهران ويقال بن أحمد أبو العباس الحلبي البغدادي الأصل. وفي تاريخ بغداد ج: 12 ص: 369 رقم: 6807: الفضل بن العباس بن إبراهيم أبو العباس، الذي سكن حلب وحدث بها خصوصا عن بصريين.
يلاحظ حين فحص الترجمة الموجودة في تهذيب التهذيب بأنها تحتوي على عناصر من ترجمتي تاريخ بغداد.
80 - تاريخ بغداد ج: 12 ص: 108 - 9 رقم: 6548؛ تهذيب التهذيب ج: 7 ص: 382 - 3.
81 - الأخفش الأوسط أبو الحسن سعيد بن مسعدة المجاشعي.
82 - أنباري، نزهة، ص: 151 - 2؛ قفطي، إنباه ج: 2 ص: 77 - 8، رقم: 298.
83 - تاريخ بغداد ج: 10 ص: 73 - 3 رقم: 5181؛ قفطي، إنباه، ج: 2 ص: 127 رقم: 339؛ 131 رقم: 345، صنو، لكن مع معلومات أخرى.
84 - هذه السلسلة من الرواة تقدّم رواية طويلة لعليّ الذي قال: "سألت النبي عن ثواب القرآن فأخبرني بثواب كل سورة على نحو ما أنزل من السماء وبأن أول ما أنزل عليه بمكة فاتحة الكتاب"؛ يليه قائمة السور التي نزلت بمكة؛ وما أنزل بالمدينة، وأخيرا عدد السور، والآيات والحروف (ص: 14 - 16).
85 - ابن ماكولا، إكمال ج: 4 ص: 272؛ زبيدي، تكملة ج: 1 ص: 510 أ: أبو طلحة سريج بن عبد الكريم الطالقاني.
86 - أزدي، كتاب المؤتلف والمختلف، (تحقيق: محمد زينهم محمد عزب، القاهرة، دار الأمين، 1994) ص: 117، مادة: سريج؛ ابن حجر، تبصير ج: 2 ص: 779: سرَيْج بن عبد الكريم أبو طلحة الطالقاني عن جعفر بن محمد.
87 - تهذيب التهذيب، ج: 2 ص: 103 - 5: أبو عبد الله الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، الإمام السادس.
89 - ابن حجر، لسان الميزان ج: 2 ص: 126 رقم: 543. إن أقوال ابن حجر قد رويت في "أعيان الشيعة" ج: 4 ص: 154ب بالاسم نفسه ولا شيء أكثر (سطران).
90 - يزيد بن هارون بن زادان الواسطي، ت: 206/ 821
91 - أبو نعيم الفضل بن دكين الملائي، ت: 219/ 834
(يُتْبَعُ)
(/)
92 - أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن حسين بن جعفر الهمذاني الجورقاني (من جُورقان/ جَوْرَقان، موضع قرب همذان)، ت: 16 رجب 543/ 30 نونبر 1148؛ الذهبي، سير، ج: 20، ص: 177 - 8 (مع الملاحظة الطويلة للناشر حول اختلاف ضبط كلمة هذا الموضع وهذا اللقب) الذي تكلم عن هذا الكتاب، المسمى أيضا كتاب الموضوعات، على الأصل الذي كتب عليه ابن الجوزي كتابه؛ إيضاح المكنون ج: 4، تحت كتاب الأباطيل، تعطي: الحسين بن جعفر الهمذاني (حرفيا)، ت: 543؛ ابن العماد، شذرات، ج: 6 ص: 136، الصحيح الهَمَذَاني وليس الهَمْدَاني.
93 - لا ينبغي أن يخلط مع أبي إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، ت: 259/ 873، (كحالة، معجم المؤلفين؛ ج: 1 ص: 128 - 9 .. الذهبي، ميزان، ج: 1 ص: 75 - 6، رقم: 257) الذي ألف كتابا عن الرواة "الضعفاء"، أحوال الرجال ..
96 - من أبي فراس محمد بن فراس بن محمد بن عطاء بن شعيب السامي .. مؤلف كتاب النسب. لا نعرف تقريبا شيئا عنه، سوى أنه كان تلميذا لهشام بن الكلبي وأنه أحد مصادر ابن ماكولا، إكمال؛ الزبيدي، تكملة، ج: 3 ص: 405؛ ابن ناصر الدين، توضيح ج: 3 ص: 151. لا يعرف إن كان هو.
97 - ابن أبي حاتم الرازي، جرح ج: 8 ص: 60 رقم: 272؛ الذهبي، الكاشف ج: 3 ص: 78 - 9 رقم: 5193، الذي يعطي تاريخ وفاته؛ حسيني، تذكرة ج: 3 ص: 6317، يعطي لقب الضبعي.
98 - الطبراني، أوسط، ج: 4 ص: 16 رقم 3496، حيث إن الحسين بن أحمد بن بسطام الزعفراني البصري (سيأتي ذكره في الفقرة 40)، شيخ الطبراني، هو الذي يروي عنه.
99 - انظر الرقم 68
101 - حسب ابن سعد، طبقات ج: 7 ص: 300
102 - حسب ابن خلّكان، وفيات ج: 2 ص: 420
103 - ابن عساكر، المعجم المشتمل، ص: 133 رقم 389؛ الذهبي، سير ج: 10 رقم 330 - 4
104 - الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج: 9 ص: 33 - 7؛ ابن أبي حاتم الرازي، جرح، ج: 4 ص: 108 - 9 رقم: 481: روى عن حمّاد بن زيد الذي يأتي بعد في نفس السند.
105 - ابن الجزري، غاية: ج: 1 ص: 258 رقم: 1168؛ الذهبي، سير، ج: 7 ص: 456 - 66.
106 - الذهبي، سير، ج: 5 ص: 206 - 8
107 - الدارقطني، مؤتلف، ص: 270: المسيّب.
109 - كتاب المباني، ص: 20: وفي لفظ الشيخ أبي سهل الأنماري، رحمه الله/ حدثنا أبو يعقوب يوسف بن موسى، ص: 236: وروى يوسف بن موسى: واضح هنا بأنه أبو سهل الأنماري، الذي يتحدث، ومؤلف كتاب المباني، ذكر ذلك من خلال كتاب أبي سهل المعلَن في الصفحة السابقة: فقد ذكر الشيخ الأجل أبو سهل الأنماري، رضي الله عنه، في كتابه؛ ص: 240.
110 - كتاب المباني ص: 235، 245 (هنا الحسن بن أحمد الزعفراني).
[ملحوظة: لم أذكر المراجع الأجنبية.
انتهى المبحث الثالث ويليه المبحث الرابع عن الرواة المذكورين في أسانيد كتاب المباني، إضافة إلى المصنفين الذين نقل عنهم].
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Jan 2007, 11:04 ص]ـ
بارك الله في الأخت الكريمة الدكتورة أم عاصم على جهدها في ترجمة هذا البحث، وأسأل الله أن يوفقها لكل خير، وأرجو أن يكون في هذا البحث ما يفتح آفاقاً للبحث عن هذا شخصية مؤلف كتاب (المباني في نظم المعاني).
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Jun 2008, 07:00 ص]ـ
التقيت يوم الأربعاء الماضي 30/ 5/1429هـ ببعض الزملاء الباحثين من جامعة أم القرى وأخبرني أحدهم أنه يقوم بتحقيق كتاب الإيضاح للاندرابي وأنه متابع لهذا الحوار في ملتقى أهل التفسير ولعله بإذن الله يشاركنا الحوار حول هذا الموضوع ويضيف ما لديه حول الموضوع الذي أخذ حظاً طيباً من النقاش حوله جزاكم الله خيراً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 May 2009, 12:48 ص]ـ
مررت على هذا الموضوع الآن بعد عام من آخر مرة قرأته فيها، وقرأته مرة أخرى وراجعتُ ما فيه من الفوائد العلمية، ولعل الذين وعدونا بإضافة ما يفيد في هذا الموضوع يتذكرونه فيضيفون ما لديهم إن شاء الله مشكورين مأجورين.
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[07 May 2009, 05:38 ص]ـ
كان يخطر ببالي كلما عَرَضَ بحث موضوع مؤلف كتاب (المباني لنظم المعاني) فكرة الاستفادة من باقي الكتاب المخطوط المحفوظ في دار الكتب في برلين تحت رقم (103 فنشتين)، وأجد أن تذكير فضيلة الدكتور عبد الرحمن بالموضوع فرصة لعرض هذه الفكرة، لينشط بعض الإخوة لإحضار النسخة الخطية أو الاطلاع عليها واستخلاص ما فيها من دلالات على مؤلف الكتاب، عسى أن يؤكد ذلك ما اتجهت إليه المناقشات من أن مؤلف الكتاب هو أبو محمد حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Apr 2010, 10:24 م]ـ
لعلنا نسعى لذلك، ومن لديه قدرة لإحضار هذه النسخة المخطوطة التي أشرتم إليها يا دكتور غانم فليته يساعدنا، وقد تكون متوفرة لدى بعض الباحثين في الملتقى فيتكرم بالإفادة إن شاء الله. وأتوقع أن الأستاذ الدكتور يوسف عمر حمدان له معرفة وقدرة على الوصول للمخطوط لقربه من مكتبات ألمانيا وخبرته بها، وقد أحلت له الموضوع للإفادة عن الموضوع وأرجو أن يفيدنا كعادته بشيء حول هذا الموضوع.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[30 Apr 2010, 04:59 م]ـ
كم أتمنى لو فرغت المداخلات العلمية، وطبع هذا الحوار العلمي في كتاب يحمل اسم مركز تفسير، فهو نموذج لتوارد الباحثين على إنضاج فكرة من الأفكار العلمية.
وفي الملتقى عدد من البحوث والمدارسات بحاجة إلى إخراج، ولعل الله يعيننا في مركز تفسير على إخراجها.
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[15 Sep 2010, 01:35 ص]ـ
وأنا أنقب عن تراثنا الضخم في علم الوقف والابتداء وقفت على أكثر من مصنف في هذا الفن لأبي محمد أحمد بن أبي رجاء محمد بن علي بن أحمد العاصمي الخراساني الكرَّامي المحدث المقرئ المفسر النحوي الأديب الفاضل (378 – نحو 450 هـ).
فدفعني ذلك للبحث عن كل ما كتب حوله، فقرأت جميع ما ورد في هذا الملتقى المبارك بتمعن وتمحيص، كما تتبعت جميع البحوث والدراسات التي قامت حول مؤلف " المباني لنظم المعاني "، و" زين الفتى في شرح سورة هل أتى "، ووقفت على هذه البحوث الثلاثة باللغة الفارسية لم يرد ذكرها هنا، وهي:
1 - دو كتاب از يك مولف كرامى – حسن انصارى قمى ص 8 – 9 - كتاب ماه ( http://translate.googleusercontent.com/translate_c?hl=ar&sl=en&u=http://www.ketab.ir/HomePage.aspx%3FTabID%3D3571%26Alias%3Dketab%26Lan g%3Dfa-IR&prev=/search%3Fq%3D%25DA%25A9%25D8%25AA%25D8%25A7%25D8%2 5A8%2B%25D9%2585%25D8%25A7%25D9%2587%2B%25D9%2585% 25D8%25A7%25D9%2587%25D9%2586%25D8%25A7%25D9%2585% 25D9%2587%2B%25D8%25AA%25D8%25AE%25D8%25B5%25D8%25 B5%25D9%2589%2B%25D8%25A7%25D8%25B7%25D9%2584%25D8 %25A7%25D8%25B9%2B%25D8%25B1%25D8%25B3%25D8%25A7%2 5D9%2586%25D9%2589%2B%25D9%2588%2B%25D9%2586%25D9% 2582%25D8%25AF%2B%25D9%2588%25D8%25A8%25D8%25B1%25 D8%25B1%25D8%25B3%25D9%2589%2B%25D9%2583%25D8%25AA %25D8%25A7%25D8%25A8%26hl%3Dar%26sa%3DG&rurl=translate.google.com.eg&usg=ALkJrhhpQa7aXRH67iALAQttVUt9eVbK1A) ( دين 25) - ماهنامه تخصصي اطلاع رساني و نقد و بررسي كتاب – ماهنامه تخصصي اطلاع رساني و نقد و بررسي - صاحب امتياز: خانه كتاب ايران – تهران - سال سوم – شماره بكم – 30 آبان 1378 – 12 شعبان 1420 – 22 نوامبر 1999.
2 - شخصيت وآثار مؤلف تفسير المباني لنظم المعاني - غلامحسين اعرابى ص 63 – 73 – مقالات و بررسيها – نشريه علمى و بزوهشى – دانشكاه تهران – دانشكده الهيات و معارف اسلامى – سال سي و بنجم – دفتر 71 – تابستان 1423 هـ. ق/ 1381هـ. ش.
3 - به ياد مرحوم سيد عبدالعزيز طباطبايي: اندرابي و کتاب الايضاح في القراءات: متني کهن از کراميان خراسان - آينه ميراث (فصلنامه ويژه نقد كتاب، كتاب شناسى و اطلاع رسانى در حوزه متون) - دوره جديد - سال دوم - شماره چهارم - زمستان 1383 - پياپي 27 - مركز نشر ميراث مكتوب – تهران.
وخلصت إلى ما يلي:
أولاً: مؤلف كتاب " زين الفتى " هو أبو محمد العاصمي، والأدلة على ذلك كثيرة؛ منها: ورود اسم المؤلف في أول الكتاب، نقل بعض علماء القرنين السادس والسابع الهجريين عن كتابه هذا، وتصريحهم بأنه من تصنيفه.
ثانياً: مؤلف الكتاب هو من علماء الفرقة الكرَّامية المبتدعة، وقد صرح بذلك في مقدمة كتابه، بل صرح فيها بأنه من أهل السنة والجماعة، ونفى أن يكون من الرافضة أو النواصب.
ثالثاً: الغرض الرئيس من تصنيفه لهذا الكتاب هو دفع التهمة التي ألصقت بالكرامية؛ من أنهم يستجيزون الوقيعة في علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه -، وأولاده، وأحفاده، وليس في الكتاب ما يدل على تشيع المصنف، وأما العبارات التي قد يفهم منها تشيعه فهي من زيادات مهذب الكتاب محمد باقر المحمودي، أو الباحث محمد كاظم رحمتي الشيعيين.
رابعاً: تتفق نسخة هذا الكتاب مع نسخة كتاب " المباني " في أنهما قد سقط من أولهما جزء من المقدمة، إلا أن السقط من الثانية قد أذهب باسم المؤلف، بخلاف الأولى؛ حيث كان السقط من أولها قليلاً.
خامساً: مؤلف كتاب " المباني " هو العاصمي أيضاً، والأدلة على ذلك كثيرة جداً؛ منها: أن كتب " الدرر في ترفيع السور "، و" الزينة في سؤالات القرآن "، و" الغرر في أسامي السور " التي ذكر مصنف " المباني " أنها من تصنيفه، وأحال عليها قد وردت الإشارة إليها وإلى غيرها في كتاب " زين الفتى " في أكثر من موضع، منسوبة لمؤلفها أبي محمد العاصمي، وأما " الإبانة والإعراب " فقد ذكر في " زين الفتى " باسم " أزمة الإعراب "، وزاد عليها: " ديباج المذكرين "، و" المباني لنظم المعاني "، و" رسالة في بعض فوائد سورة الرحمن ".
كما أن جل الشيوخ الذين روى عنهم مصنف " المباني " روى عنهم العاصمي في " زين الفتى "، ويضاف إلى ذلك: أن أبا عبد الله الأندرابي لم يدع أن كتاب " المباني " من تصنيف شيخه أبي محمد حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام الطحري (الطحيري) الزاهد الورع (ت بعد 427 هـ)، كما لم يذكر أنه نقل عن كتاب له.
سادساً: إن من يقارن بين الكتابين يجد توافقاً كبيراً في المنهج والأسلوب، وسأضع هذين النصين من كتاب " زين الفتى "؛ ليقارن بينهما وبين ما ورد في مقدمة " المباني "، ليتضح بعدها أن الكتابين لا يمكن أن يكونا إلا لمصنف واحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[15 Sep 2010, 02:01 ص]ـ
يقول المؤلف في مقدمة كتابه " زين الفتى في شرح سورة هل أتى "، الذي هذبه وعلق عليه الشيخ/ محمد باقر المحمودي، وسمى التهذيب: " العسل المصفى من تهذيب زين الفَتى في شرح سورة هل أتى "، ونشره مجمع إحياء البحوث الإسلامية في مدينة قم الإيرانية، وصدرت الطبعة الأولى سنة 1418 هـ:
(( ... وسماته أصدق السمات، وأصله أزكى الأصول، وعقله أصفى العقول، ونعته أزهر النعوت، وبيته أطهر البيوت، وأولاده أكرم الأولاد، وأحفاده أعظم الأحفاد، وأوتاده أفخم الأوتاد، وأزواجه خير الأزواج، ومنهاجه أصوب المنهاج، وهو صاحب البراق والمعراج، وكتابه أحسن الكتب، وخطابه أزين الخطب، ورتبته أرفع الرتب.
زيّن اللَّه بهم العالَم، وأنطق بفضلهم اللبيب والعالِم، ونبّه بهم الوسنان والحالم.
فصلوات اللَّه عليه ما دام الخالدان، وكرّ الجديدان، وعلى آله الطاهرين، وأصحابه الزاهرين، وأزواجه أمّهات المؤمنين، وسلامه عليهم أجمعين، وعلى الأنبياء والمرسلين.
قال الشيخ الإمام زين السنّة والإسلام وحيد عصره وفريد دهره أبو محمّد أحمد بن محمّد بن على العاصمي - قدّس اللَّه روحه و نوّر ضريحه -:
أمّا بعد، فقد سألني بعض من أوجبت في اللَّه سبحانه حقّه وذمامه، وألزمت نفسي إتحافه وإكرامه، لمّا اتّفق في الاختلاف إلينا أيّامه، أن أذكر له نكتاً من شرح سورة (الإنسان)، وأجعل ذلك إليه من غرر الصنائع والإحسان، بعد ما رآني لحظت بعض فوائد سورة (الرحمن)، واستخرجت أصولاً في علوم القران، ثمّ راجعني فيه مرّة بعد أخرى؛ ليكون ذلك له عظة وذكرى، فرأيت الاشتغال بإسعافه أولى وأحرى؛ مراعاةً لحقوقه وحقوق أسلافه، ومبادرةً إلى إنعامه وإتحافه، ومحاماةً على أوليائه وأخلافه، فابتدأت بعد الاستخارة، معتصماً باللَّه سبحانه، فإنّه نعم المولى ونعم النصير، وراغباً إليه فيما وعد من الأجر، فإنّ ذلك عليه سهل يسير، وهو على ما يشاء قدير.
ولقد كان من أوكد ما دعاني إليه، وأشدّ ما حداني عليه - بعد الّذي قدّمت ذكره وثبتّ أمره - ظنُّ بعض الجهلة الأغتام، والغفلة الّذين هم في بلادة الأغنام، بنا معاشر آل الكرّام، وجماعة أهل السنّة والجماعة الأحكام، أنّا نستجيز الوقيعة في المرتضى - رضوان اللَّه عليه، وحباه خير ما لديه -، و في أولاده، ثمّ في شعبه وأحفاده.
و كيف أستجيز ذلك؟ وهو الّذي قال [فيه] النبي - صلى اللَّه عليه -: ((من كنت مولاه فعليّ مولاه)). وهذا حديث تلقّته الأمّة بالقبول وهو موافق للأصول.
1 ـ أخبرنا الشيخ الزاهد جدّي أبوعبد اللَّه أحمد بن المهاجر بن الوليد - رضي اللَّه عنه وأرضاه – قال: أخبرنا الشيخ الزاهد أبو علي الهروي الأديب، عن عبد اللَّه بن عروة قال: حدّثنا يوسف بن موسى القطان، عن مالك بن إسماعيل قال: حدّثنا جعفر بن زياد الأحمر، عن يزيد بن أبي زياد، وعن مسلم بن سالم قالا: أخبرنا عبد الرحمان بن أبي ليلى قال: سمعت عليّاً - كرّم اللَّه وجهه - ينشد النّاس [و] يقول: أنشد كلّ امرئ مسلم سمع رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه [و آله وسلم] يوم غدير خمّ يقول: (([ما قال] إلّا قام [فشهد به])).
فقام اثنا عشر بدرياً فقالوا: أخذ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه [و اله وسلّم] بيد عليّ فرفعها، ثم قال: ((أيّها النّاس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟)) قالوا: بلى يا رسول اللَّه. قال: ((الّلهم من كنت مولاه فهذا مولاه، الّلهم وال من والاه وعاد من عاداه)).
.................................................. .................................................. ......
وأنشدني شيخي الإمام أبورجاء رحمه اللَّه:
عليّ رضيّ له دولة ... يقص على دينه مفتر
فمن مبغض أو محبّ له ... ومن ذي وذاك عليّ بري
وأنشدني أيضاً رحمه اللَّه:
ليس الترفض من شأني ولا وطري ... ولا التنصّب من همّي ولا فكري
ولست منطوياً واللَّه يعلمه ... على انتقاص أبي بكر ولا عمر
لكنّ آل رسول اللَّه حبّهم ... يحلّ منّي محلّ السمع والبصر
(يُتْبَعُ)
(/)
فارعني أيّها السائل الحاذق سمعك، ولا تسلّط عليك طبعك، فإنّ العقل ميزان اللَّه في الأرض يتبيّن النقص والرجحان، وعنه يستخرج الفوز والخسران، فطوبى لمن كان عقله أميراً وهواه أسيراً، وإيّاك ثمّ إيّاك أن تتّبع الهوى] فيضلّك عن سبيل اللَّه إنّ الّذين يضلّون عن سبيل اللَّه لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب [.
وتأمّل هذا الكتاب الّذي أسّسنا، وما فيه من الفصول والأبواب على ما رتّبناه؛ فإنّك تقف به على فوائد كثيرة ومعانٍ غفيرة.
و سمّيته: " زين الفتى في شرح سورة] هل أتى [''.
ومدار هذا الكتاب على عشرة فصول:
الفصل الأوّل: في ذكر نزول وعدد آيات السورة وحروفها وكلماتها وثواب قارئها.
الفصل الثاني: في ذكر إعراب هذه السورة ومواضع الوقوف منها.
الفصل الثالث: في ذكر بعض فوائد هذه السورة على وجه الإيجاز والاختصار.
الفصل الرابع: في ذكر نظم هذه السورة وتلفيق آياتها وخصائصها.
الفصل الخامس: في ذكر مشابه المرتضى - رضوان اللَّه تعالى عليه -.
الفصل السادس: في ذكر أسامي المرتضى - كرّم اللَّه وجهه -، وتلخيصها.
الفصل السابع: في ذكر خصائص المرتضى - نور اللَّه حفرته -، وتفصيلها.
الفصل الثامن: في ذكر خصائص السبطين وفضائلهما.
الفصل التاسع: في فضائل أهل البيت والعترة، وبيان الشيعة، وذكر شعار أهل السنّة المرويّة عن أهل البيت، وبسط القول فيها.
الفصل العاشر: في فضائل الصحابة، وفي مذمّة من يطعن فيهم.
فهذه عشرة فصول لكلّ فصل منها قواعد من نكت وأصول ألّفت فيها، اختصرناها ليكون الكتاب نافعاً جامعاً، وعن ظنون السوء بنا دافعاً قامعاً، وباللَّه التوفيق والتأييد ومنه العصمة والتسديد، وهو الملك المجيد المبدئ المعيد)).
وقد سقط من النسخة الوحيدة المعتمدة في التحقيق بعض المقدمة، وتتمة الفصل السادس، ومعها الفصول الأربعة الأخيرة.
ويقول العاصمي في أول (الفصل الرابع: نظم السورة وتلفيق آياتها وخصائصها):
((وأمّا الّذي وعدناه من ذكر نظم هذه السورة بعد ذكر فوائدها فهو أحقّ ما نفتتح به بعد الفراغ من ذكر الفوائد، وإن كنّا قد أوردنا لنظم آيات القران كتاباً عنونّاه بكتاب " المباني لنظم المعاني "، وبيّنّا [هناك] مقدّمات الكلام في هذا الفنّ التي لايسع لمن يتكلّم في القرآن الإغفال عنها؛ إذ لابد له منها، ولا يمكننا ذكرها جميعاً في هذا الكتاب؛ لأنّا أسّسناه في غير ذلك الباب، إلّا أنّا ذكرنا [هاهنا] طرفاً من ذكر النظم، ومن أراد الزيادة عليه فقد هديته إليه، وقد قيل: أنجز حرٌّ ما وعد.
وأقول: لمّا قال اللَّه سبحانه في آخر سورة القيامة [المتقدّمة على سورة] هل أتى []، بعد ذكر دلائل البعث والنشور:] أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى [بلفظ الاستفهام على معنى الإثبات، وإن كان مقارناً بالجحد، و تأويله: أنّ الّذي فعل ذلك من تحويل ... )).
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[15 Sep 2010, 02:24 ص]ـ
سابعاً: قضى الأندرابي جل حياته في نيسابور فأخذ عن الطحري النيسابوري، ولم يقدر له الأخذ عن العاصمي الخراساني
وقد اتفق العاصمي والطحري في الأخذ عن هؤلاء الشيوخ:
1 - الإمام الهادي أبو عبد اللَّه محمّد بن الهَيْصَم بن أحمد التميمي النيسابوري المحدث المفسر الزاهد (ت 411 هـ)
2 - أبو الحسن – ويقال: أبو الحسين - محمّد بن القاسم بن أحمد الفارسي – ويقال: الفلوسي، أو القلوسي - الماوردي النيسابوري الفقيه الأصولي المفسر (ت 422 هـ)، شيخ أبي إسحاق الثعلبي، وأبي بكر البيهقي.
3 - أبو عمرو محمد بن يحيى بن الحسن بن أبي بكر أحمد بن علي بن عاصم الخوري النيسابوري الحنيفي الحافظ المحتسب المحدث الثقة (ت في شهر رمضان سنة 427 هـ).
وقد ترجم الخطيب البغدادي تاريخ بغداد له ولابنه محمد وقال في ترجمته: ((حدثني أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن النيسابوري أن أبا عمرو بن يحيى مات بعد سنة ثلاثين وأربعمائة)).
4 - الشيخ أبو القاسم عبد اللَّه بن محمشاذ بن إسحاق، نزيل (هرات).
5 - أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الخبَّازي النيسابوري (372 – 449 هـ).
فالعاصمي من طبقة شيوخ الأندرابي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثامناً: جاء على صفحة العنوان من النسخة الوحيدة المعروفة لـ " كتاب في قوارع القرآن وما يُستحبّ أن لا يُخلّ بقراءته كلّ يوم وليلة " لأبي عمرو الخوري: ((سمع الجزء من أوله إلى آخره بقراءة الفقيه أبي عبد الله أحمد بن أبي عمر الزاهد صاحب النسخة على العلامة الأوحد أبي محمد حامد بن أحمد بن جعفر الطحيري - أيده الله - العلماء أبو القاسم عبد (عبيد) الله بن أحمد الأندرابي، وعلي بن أبي أبي نصر الملقب بنخبة ........... في مدرسة نيسابور عمرها الله ببقائه ظهر يوم الأحد لإحدى عشرة مضت من شهر رمضان سنة سبع – في قراءة البعض: تسع - وعشرين وأربع مائة وصح لهم السماع)). .
وعلى الورقة الأولى: ((الجزء الأول من " القوارع " تأليف أبي عمرو محمد بن يحيى – رحمه الله -.
بسم الله الرحمن الرحيم. فاتحة الكتاب: أخبرنا الأستاذ العالم الزاهد أبو محمد حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام رضي الله عنه قال: أخبرنا الشيخ الفقيه أبو عمرو محمد بن يحيى بن الحسن – رحمه الله - ...... )).
وعلى الورقة الأخيرة: ((تم الجزء بحمد الله ومنه، وصلى الله على محمد وآله. فرغ من كتابته أبو عبد الله أحمد بن أبي عمر الأندرابي عشية يوم الأحد لثلاث بقين من شعبان سنة سبع – قرأها البعض: تسع - وعشرين وأربعمائة)).
اندرابي و كتاب الايضاح في القراءات ص 66 – 68.
ويستفاد من ذلك: أن مولد أبي عبد الله الأندرابي يرجع إلى أوائل القرن الخامس الهجري، وأنه كان فقيهاً، يكتب بخط يده، وهو خط لا بأس به، وأن شيخه أبا محمد الطحري (الطحيري) كان حياً في الحادي عشر من رمضان سنة (427، أو 429 هـ)، وأن الأندرابي في هذه السنة كان قد تزوج وأنجب ولده أبا القاسم عبد الله بن أحمد الأندرابي، وأنه كان قد بلغ من العمر ما يؤهله للجلوس مع جمع من علماء كرامية نيسابور في مدرستها ليسمع على أبي محمد الطحري كتاب " قوارع القرآن "، من تأليف أبي عمرو الخوري، الذي وافته المنية في شهر رمضان من هذه السنة قبل يوم الحادي عشر؛ حيث ترحم عليه الأندرابي في مقدمة الكتاب، وأن تصنيف أبي عبد الله الأندرابي لكتابه " الإيضاح " كان بعد هذه السنة؛ حيث نقل فيه نقولاً عن كتاب " قوارع القرآن " بسنده عن شيخه المذكور، وترحم فيه أيضاً على مؤلف الكتاب.
وقد طبع " كتاب في قوارع القرآن وما يُستحبّ أن لا يُخلّ بقراءته كلّ يوموليلة " بتحقيق/ قاسم النوري، ونشره مجمع البحوث الإسلامية في مدينة مشهد الإيرانية، وصدرت الطبعة الأولى سنة (1410 هـ)، في (107) صفحة.
ويقول صاحب مقال " قوارع القرآن الكريم " – والذي لم أقف على اسمه - المنشور في مجلة الجندي المسلم، التي تصدر فصلياً عن القوات المسلحة في وزارة الدفاع بالمملكة العربية السعودية - العدد 141، الصادر في 12 آب (أغسطس) سنة (2010 م):
((واتصل بنا في هذا الزمان من هذه الكتب كتاب قوارع القرآن لمحمد بن يحيى بن الحسن بن أحمد بن علي بن عاصم الجُوري الحنيفي المحتسب النيسابوري، المشهور بأبي عمرو بن يحيى النيسابوري، المتوفى سنة (427) بنيسابور.
وقد سمى كتابه: " قوارع القرآن وما يستحب ألا يخل بقراءته كل يوم وليلة ".
وقد وصلتنا منه نسخة صحيحة مضبوطة مكتوبة بعد وفاة المصنف بسنتين، وقد حققت هذا الكتاب وقدمته للطباعة، وسيكون قريباً بإذن الله تعالى في المكتبات)).
والكتاب يوجد منه نسخة مصورة لدى الأخ الظفيري من أعضاء موقع الألوكة، ذكر ذلك في مشاركة له بعنوان: (مخطوطات المصورة لأول مرة على الشبكة (للمبادلة)).
أخيراً .. أنصح جميع إخواني بتكثيف الجهود للبحث عن المفقود من كتاب " الإيضاح " للأندرابي، وإعادة تحقيقه في ضوء ما استجد من بحوث ودراسات جديدة.
والله تعالى أعلى وأعلم.
ـ[الجكني]ــــــــ[15 Sep 2010, 04:16 ص]ـ
سابعاً: قضى الأندرابي جل حياته في نيسابور فأخذ عن الطحري النيسابوري، ولم يقدر له الأخذ عن العاصمي الخراساني
مجهود علمي وقوي، لكن اسمح لي بطرح هذا السؤال: وكيف يأخذ نصوصه بالحرف الواحد وينسبها إلى شيخه الطحري رحمه الله؟
ولو كان بإمكانكم جلب النص الذي فيه الإحالة على المباني لكان أكثر توضيحاً، فالخوف أن يكون هناك كتابان باسم " المباني " لكل من العاصمي والطخري! والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[15 Sep 2010, 12:57 م]ـ
فهذا ما طلبتموه أستاذنا الكريم من النصوص التي فيها الإحالة على " المباني "، بل سائر تصانيفه.
يقول العاصمي في مقدمة كتابه 1/ 2:
((فقد سألني بعض من أوجبت في اللَّه سبحانه حقّه وذمامه، وألزمت نفسي إتحافه وإكرامه، لمّا اتّفق في الاختلاف إلينا أيّامه، أن أذكر له نكتاً من شرح سورة (الإنسان)، وأجعل ذلك إليه من غرر الصنائع والإحسان، بعد ما رآني لحظت " بعض فوائد سورة (الرحمن) "، واستخرجت أصولاً في علوم القرآن .... )).
ويقول في (الفصل الثاني: في إعراب السورة ووقوفها) 1/ 77:
((وقوف السورة: فإنّ الوقوف على ثلاثة أوجه: حسن، وكافٍ، وتمام مختار، وقد بيّنّا وجوهها في " كتبنا المؤلّفة في ذلك الباب "، إلّا أنّا نذكر منها هاهنا على [سبيل] الاختصار، فمن أراد الشرح فقد عرّفته مكانه)).
ويقول في (الفصل الثالث: بعض فوائد السورة) 1/ 95:
((وكذلك قوله: (و ما جعلناه القبلة التي كنت عليها)؛ أي: كنت عليها قبل أن نولينك قبلة ترضاها وتهواها، وعلى ما ذكرناه في كتاب " أزمة الإعراب "، وفي كتاب " المباني لنظم المعاني "، فذكر لهما وجهاً من تقديم أو تأخير أو صرف إلى معنى أنتم، ولم يذكر ذلك في قوله: (كان مزاجها كافوراً)، وأي ضرورة حملته على هذا الكلام وقد أغناه الله عن هذا التخبط في الأحكام)).
ثم يقول في الفصل السابق 1/ 102:
((وقد يصلح رفع: (دانية) على الاستئناف، كأنك قلت: وظلالها دانية عليهم. وقد قيل: إن في قراءة أبيّ: (و دانٍ عليهم ظلالها) بالرفع، وفي قراءة عبد الله: (ودانياً عليهم ظلالها) بالنصب، وكلاهما بالتذكير، والتأنيث، والتذكير في هذا كالذي ذكرت في قوله: (خاشعاً أبصارهم) و (خاشعة أبصارهم) في كتاب " أزمة الإعراب ")).
ثم يقول 1/ 110 – 111:
((وقد قلنا في " كتاب المباني ": يحتمل أن الله سبحانه ذكر في هذه السورة الفضة لأنه ذكر قبلها السندس الخضر والإستبرق، فذكر بعدها حلى الفضة؛ لأن بياض الفضة مع خضرة السندس أحسن، وذكر في سورة الحج الذهب؛ لأنه ذكر معها الحرير، وصفرة الذهب مع الحرير أزين.
ويحتمل أيضا أنه ذكر الفضة في هذه السورة لأنه ذكر قبلها أواني الفضة بقوله: (قوارير من فضة)، (ويطاف عليهم بآنية من فضة) فذكر (أساور من فضة) لتكون الأبواب موافقة، على ما جرت من عادات الملوك إذا اتخذوا مجلسا من بياض جعلوا ما يتعلق به من ذلك الجنس أيضا، وكذلك في الملبس، ثم إذا اتخذوا السواد جعلوا سائر أخواته على ما يوافقه، فذكر الفضة عقيب ذكر الفضة أحسن وأوفق.
و يصلح أن يكون تخصيص الفضة في هذه السورة إشارة مرموزة إلى الجارية التي كانت للمرتضى - رضوان الله عليه - المسماة (فضة)، على ما ذكرناه في الفضة، والرموز تدخل في كلام الحكماء لنوع من الاستظراف والحسن في الإيماء)).
ويقول في أول (الفصل الرابع: نظم السورة وتلفيق آياتها وخصائصها) 1/ 117 – 118:
((وأمّا الّذي وعدناه من ذكر نظم هذه السورة بعد ذكر فوائدها فهو أحقّ ما نفتتح به بعد الفراغ من ذكر الفوائد، وإن كنّا قد أوردنا لنظم آيات القران كتاباً عنونّاه بكتاب " المباني لنظم المعاني "، وبيّنّا [هناك] مقدّمات الكلام في هذا الفنّ التي لا يسع لمن يتكلّم في القرآن الإغفال عنها؛ إذ لابد له منها، ولا يمكننا ذكرها جميعاً في هذا الكتاب؛ لأنّا أسّسناه في غير ذلك الباب، إلّا أنّا ذكرنا [هاهنا] طرفاً من ذكر النظم، ومن أراد الزيادة عليه فقد هديته إليه، وقد قيل: أنجز حرٌّ ما وعد)).
ويقول وهو يتحدث عن (ذكر مشابه موسى الكليم) 2/ 450 – 452:
((وأما المحاماة والدعوة:
فقوله تعالى [حكايةً] عن فرعون: (ألم نربّك فينا وليداً ولبثت فينا من عمرك سنين - وفعلت فعلتك الّتي فعلت وأنت من الكافرين. قال فعلتها إذاً وأنا من الضالّين. ففررت منكم لمّا خفتكم فوهب لي ربّي حُكماً وجَعَلَني من المرسلين. وتلك نعمة تمنّها عليّ أن عَبَّدت بني إسرائيل " بتأويل: (و تلك نعمة) على وجه الاستفهام بمعنى الإنكار، وقد يحذف حرف الاستفهام، والمراد إثباته، إذا كان في موضع يعرف منه، ولا يخفى حكمه، كما قال الشاعر:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن كنت أريتيني بها كذباً ... حرء فلاقيت مثلها عجلاً
أفرح أن أزر الكرام وأن أورث ... ودّاً استضاء بضائيلا؟
يريد [الشاعر] من قوله: [أفرح أي] ألا أفرح، و معنى الآية على هذا التأويل: ليست هذه نعمة تعدّها عليّ، فإنّك استعبدت بني إسرائيل وهم أحرار، واستعباد الأحرار ليس بنعمة!!!
ثمّ قال فرعون: (وما ربّ العالمين)؟ يريد: ومن ربّ العالمين؟ فأجاب [ـه موسى عليه السلام] بأن قال: (ربّ السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين)، أراد [موسى عليه السلام أنّ] المستحقّ للإلهيّة والربوبيّة هو الّذي خلق السماوات والأرض وما بينهما وهو مالكهما لا أنت، فإنّك لم تخلق شيئاً من الأشياء، لا ذرّة ولا بعوضة، ولا تملك من البلاد سوى مصر ونواحيها، ألا ترى أنّ موسى عليه السلام لمّا صار إلى مدين، قال له شعيب: (لا تخف نجوت من القوم الظالمين)، فإنّه لا يد لفرعون عليك، إذ خرجت من ولايته.
[فقال موسى عليه السلام لفرعون:] كيف تدّعي الإلهيّة وأنت لم تملك أقطار الأرض ونواحيها؟!
ثمّ قال فرعون لمن حوله: ألا تستمعون لما يقول موسى؟ فلم يتلكّأ موسى عليه السلام في الجواب والدعوة، و قال: 'ربّكم و ربّ ابائكم الأوّلين'، فعدّد
الآباء الأوّلين لأنّه أراد آباء الّذين لم يدركهم فرعون، ولم يكن في عصرهم، وكيف يكون ربّاً من كان مسبوقاً لا سابقاً، وأنّ آباءهم الأوّلين قد كانوا أقدم منه ومن ولايته، فكيف لا يتأمّلون هذه الحجّة؟!!
و قد بيّنت وجوه الاحتجاج الّتي في هذا الفصل في كتاب " المباني لنظم المعاني ")).
ويقول وهو يتحدث عن (ذكر مشابه نبينا محمد – e - ، الاستسقاء في الجدوبة) 2/ 588:
(([قال العاصمي:] قلت: وذلك لأنّ اللَّه سبحانه عصمه عن الشعر إنشاءً وإنشاداً؛ ليكون ذلك آية ظاهرة على نبوّته، وحجّةً شائعةً زاهرةً لرسالته، وذلك قوله جلّ جلاله: (وما علّمناه الشعر وما ينبغي له)، على ما ذكرناه في سائر كتبنا)).
ثم يقول وهو يتحدث عن (تشبيه التسمية في حال الولادة) 2/ 638:
((فهذه ما ذكر عنها – أي: ما ذكر عن السيدة آمنة بنت وهب من شعر - في ولادة النبيّ - صلي اللَّه عليه -.
فأمّا حديث المولد فقد ذكرناه بتمامه في " كتاب ديباج المذكّرين "؟)).
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[15 Sep 2010, 12:59 م]ـ
وفي إجلال العاصمي لـ " صحيح البخاري "، و" صحيح مسلم "، يقول وهو يتحدث عن (ذكر مشابه موسى الكليم) يقول 2/ 489:
((أمّا الوجه الّذي يسقط العدالة فلا، وذلك لإجماع أهل النقل على الرواية عن معاوية وتوثيقه بذلك [و] عليه المسندان الصحيحان: " جامع البخاري " و" جامع مسلم "، فلو كانت فيه تهمة لهم أو سقوط عدالة لما رويا عنه مع ما قد عرف من شرطهم في الرواية، هذا أصل جامع وبرهان قامع)).
ولم يرض مهذب الكتاب ومحققه الشيعي بهذه العبارة، فراح يقيم الأدلة ويسوق الحجج الواهية على نقضها، مما يؤكد أن العاصمي لم يكن شيعي المعتقد كما استنتج بعض الإخوان، فقد قرأت الكتاب من أوله إلى آخره فوجدت المصنف كثيراً ما يذكر اسم (على بن أبي طالب – كرم الله وجهه) مجرداً، وفي أحيان أخرى يردفه بعبارات: (رضي الله عنه، رضوان الله عليه، كرم الله وجهه)، أما عبارة (عليه السلام)، وكذا (وآله وسلم) فهي من زيادات مهذب الكتاب ومحققه الشيعي، وكان الرجل أميناً؛ حيث وضعها بين معقوفين.
أخيراً .. مؤلف الكتاب نحوي لغوي مقرئ مفسر محدث متكلم، وهو ما يفتح المجال لدراسات كثيرة حول شخصية الرجل من مختلف النواحي.
وهذه نسخة الكترونية من الكتاب موافقة للمطبوع على هذا الرابط:
http://www.haydarya.com/maktaba_moktasah/main.htm
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Sep 2010, 09:32 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أبا يوسف على هذه الفوائد والتتبع الموفق.
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[17 Sep 2010, 08:29 م]ـ
وبارك فيكم أستاذنا الكريم وجزاكم خير الجزاء.(/)
هل ورد هذا عن ابن مسعود رضي الله عنه؟؟؟
ـ[المعظم لربه]ــــــــ[18 Mar 2006, 05:04 م]ـ
"ليس الخطأ أن تُدخل في القرآن ما هو فيه, إنما الخطأ أن تُدخل في القرآن ما ليس فيه"!.
وشكرا لكم
ـ[المعظم لربه]ــــــــ[19 Mar 2006, 02:31 م]ـ
هل ورد ....... ز وأين ورد؟؟
ـ[المعظم لربه]ــــــــ[20 Mar 2006, 01:17 م]ـ
من يعين؟.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[20 Mar 2006, 02:12 م]ـ
حسب تتبعي للآثار عن ابن مسعود لم أقف على هذا الأثر
ومتن هذا الأثر لا يبدو أنه من كلام ابن مسعود والله تعالى اعلم
ـ[المعظم لربه]ــــــــ[20 Mar 2006, 11:35 م]ـ
حدثني من أثق بعلمه أنه قرأه "موثقا", ولكن لعله ليس لابن مسعود رضي الله عنه.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[21 Mar 2006, 12:35 ص]ـ
"ليس الخطأ أن تُدخل في القرآن ما هو فيه, إنما الخطأ أن تُدخل في القرآن ما ليس فيه"!.
وشكرا لكم
---------------------------------------------------------
- كيف ندخل في القرآن الكريم ما هو منه و داخل فيه أصلا؟!
و كيف يوصف ما هو منه و داخل فيه ب (الخطأ)؟!
* ينبغي عليك أن تذكر مصدر نقل (من تثق فيه) أولا،
أو اسأله عن مصدره،
- و هل إدخال ما ليس من القرآن فيه يعدّ (خطأ) أم كفرا و زندقة؟
* و لعل وراء الأكمة ما وراءها،
فافصح عن عن مقصودك، ليسهل الجواب، بدلا من الكلام بالتجزئة.
ـ[عبدالله بن عيدان الزهراني]ــــــــ[21 Mar 2006, 06:24 م]ـ
سؤال آخر: بالنسبة لمن يتتبع آثار ابن مسعود رضي الله عنه؛ ماصحة نسبة الكلام الآتي له:
" ينبغي لقارئ القرآن أن يُعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مستيقظون- أو وبصيامه إذا الناس مفطرون- وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخوضون، وبخضوعه إذا الناس يختالون، وبحزنه إذا الناس يفرحون ".
ثم مامدى توافق بعض عبارات هذا القول مع سنة النبي- صلى الله عليه وسلم- في ذلك؟!
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[21 Mar 2006, 08:30 م]ـ
المعنى صحيح في ذاته،
فقارئ القرآن المتدبر لآياته، و المتأثر حقا بوعده و وعيده - كثير قيام الليل، كثير النشاط و السعي في كل خير بالنهار، كثير الصيام، كثير الفكر و التدبر، و الصمت و عدم اللغو في الكلام
كثير الأحزان لما قد يراه من أفعال و أحوال، و تذكر للموت و للحساب
- هذا ما أفهمه من ذلك الكلام الوضاء
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 Mar 2006, 10:13 م]ـ
"ليس الخطأ أن تُدخل في القرآن ما هو فيه, إنما الخطأ أن تُدخل في القرآن ما ليس فيه"!.
وشكرا لكم
أسلوب العبارة حديث --وقد سمعت كثيرا من العبارات المماثلة بمضامين شتّى---وليس من أسلوب السلف مثل هذه العبارة
وقد انتقد أخي الدكتور د. أبو بكر خليل المتن انتقادا بيّنا فبارك الله به
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[22 Mar 2006, 09:53 م]ـ
و بارك الله فيك أخي الكريم.
و ليت العضو المكنَى ب " المعظم لربه " يكن له من كنيته نصيب،
فقد سبق لي أن بيَنت له تحريفه القول و النقل في مشاركة له من مدة،
هدانا الله و إياه(/)
سؤال حول الاستفهام في القرآن الكريم؟!
ـ[أريام]ــــــــ[18 Mar 2006, 08:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
أرجو ممن لهم باع في علم التفسير الإجابة عن سؤالي وهو ..
س: هل هناك قاعدة ثابتة في معرفة أنواع الإستفهام في القرآن؟!
مع جزيل الشكر ..
أريام ..
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[18 Mar 2006, 11:42 م]ـ
معرفة نوع الاستفهام تعرف من خلال السياق، وليس هناك قاعدة ثابتة للتفريق بين أنواع الاستفهام بحسب علمي واطلاعي. وهناك موضوع نوقش فيه موضوع الاستفهام من هذه الزاوية تقريباً في هذه المشاركة.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2334
وليت الأستاذ محمد عتوك يجيب على هذا السؤال فله نظرات دقيقة في مثل هذه الموضوعات البلاغية.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[19 Mar 2006, 04:18 ص]ـ
إعلم أن الاستفهام أسلوب حواري تداولي من عناصره:
-سائل يجهل المعلومة.
-مسؤول يتوسم فيه امتلاك المعلومة.
-تعبير لغوي موجه بأداة استفهام أو تنغيم صوتي يقوم مقام الأداة.
إذا توفرت الأركان الثلاثة بشروطها ومواصفاتها المذكورة فذلك الاستفهام الحقيقي.
إذا غاب ركن أو غاب القيد الوصفي للركن فذلك مؤشر على كون المراد غير الاستفهام ...... فيبحث عن المراد في قرائن السياق كالتعجب أو السخرية أو التمني أو التوبيخ أو الإرشاد ........ الخ هذه المعاني أو الأغراض المختلفة يسميها الآخرون: الاستلزام الحواري للاستفهام أو خروج الاستفهام عن مقتضاه بتعبير الأولين.
والآن:
فلينظر الإنسان في استفهام القرآن ..... ليرى بمقتضى البند الأول أن كل استفهام يقوله الله عزوجل فلا بد أن يحمل على غير الاستفهام الحقيقي لأن وصف "جهل المعلومة "يستحيل على عالم الغيب والشهادة ... أما الاستفهام الصادر عن غير الله فينظر في شأنه فقد يحتمل ظاهر الاستفهام أو غيره .... وليس هنا ضابط عام لتعين المراد فهو مناط بفهم المتلقي للكلام:
فلو قلت لشخص:
-كم عدد شعر هذا الفرس؟
لعرف المسؤول أن ظاهر الاستفهام غير مراد بسبب البند الثاني. ويبقى تعيين المراد متوقفا على السياق أهو الاستهزاء أم التعجيز.
لو قال شخص لمن هو ماثل أمامه:
-هل جئت؟
كان المراد من صيغة الاستفهام غير معنى الاستفهام قطعا بسبب البند الأول .. وقد يكون المراد التعجب مثلا.
لو قال شخص لنفسه:
-ماذا أنا فاعل الآن؟
لعرفنا أن الاستفهام غير مراد بسبب غياب الركن الثاني ... وقد يكون الاستلزام هو الحيرة أو التردد أو غير ذلك.
ويقاس على هذا .....
والله أعلم.
ـ[سليمان داود]ــــــــ[19 Mar 2006, 12:47 م]ـ
الأخ الفاضل فهد الناصر طلب متمنيًا أن يجيب الأستاذ محمد عتوك على هذا السؤال، فأجاب الأخ أبو عبد المعز- جزاه الله خيرًا- على ذلك جوابًا لم يدع بعده سؤالاً لسائل ... ولكن مع ذلك فإن لي تساؤلاً، أرجو من الأخ أبو عبد المعز أن يجيب عليه لعل الأخ السائل ينتفع بجوابه:
قوله الله عز وجل: (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة/106) ... اختلف المفسرون في معنى الاستفهام فيه:
فقال جار الله الزمخشري: الاستفهام للتقرير، وأيده أبو حيان.
وقال ابن عطية: ظاهره الاستفهام المحض.
وقال الفخر الرازي: المراد بهذا الاستفهام التنبيه.
وقال الزركشي: الأوْلى أن يحمل على الإنكار.
فأي معنى من هذه المعاني هو الصحيح؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[19 Mar 2006, 04:15 م]ـ
سؤالك-أخي-فأي معنى من هذه المعاني هو الصحيح؟
يستدعي التنبيه على أمور:
البلاغة مدارها على الربط بين المقال والمقام. فتنطلق من طرف لتنتهي عند الآخر.
فاستحضار المتلقي للمقام وتصوره له يحمله على تأويل المقال بحيث تحصل المطابقة. ولما كان من المستحيل أن تجد في ذهنين مختلفين صورة موحدة عن المقام كان لا بد من اختلاف التأويل .... ولك أن تعتبر بالمشاهدة البصرية: فلو أن شخصين ينظران من موضع واحد إلى مشهد واحد فهل تقول إنهما يريان شيئا واحدا. كلا. لأن عوامل نفسية معقدة تؤثر في المرئي فينتبه أحدهما إلى ما لا ينتبه له الثاني. بل إن حقل الرؤية-فزياويا –لا محالة مختلف لأن الراصدين لا يمكن أن يحتلا مرصدا واحدا في الزمان والمكان .... هذا والرؤية البصرية مادية في جانبها الكبير فكيف بالرؤية الذهنية التي هي كلها معنوية ...
للتوضيح نتدبر قوله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (28) سورة البقرة.
قد تستحضر المقام التالي:
ناس يرون آيات الله جلية في أنفسهم وهم مع ذلك يكفرون بربهم .... ألا يستدعي صنيع هؤلاء التعنيف واللوم ..... بلى، فليكن الاستفهام في هذا المقام إذن توبيخيا.
قد تستحضر المقام السابق ..... ولكن هذه المرة ينصرف تصورك إلى المفارقة الواضحة بين الآيات التي لا تخفى والإنسان الذي لا يرى ... أليست المفارقة عجيبة. بلى، فليكن الاستفهام إذن تعجبيا.
قد تستحضر المقام السابق ...... ولكن هذه المرة تمتعض من هذا السلوك المشين وتنفر منه فطرتك المفطورة على الاعتراف بالجميل ..... فليكن الاستفهام إذن إنكاريا.
وقد تستحضر المقام السابق ....... وتطفو على سطح ذهنك كل تلك المعاني متزاحمة ومتنافسة فيصعب عليك أن تلغي بعضها فما الحل؟
سهل جدا،قل إن الاستفهام في الآية الكريمة توبيخي تعجبي إنكاري .......
تقول كل ذلك ...... وكل ذلك صحيح.
نعود إلى الآية:
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (البقرة/106) ...
-قول ابن عطية مستبعد جدا بل هو باطل ..... لأن الاستفهام المحض يفترض جهل السائل .. بدليل أن المعنى اللغوي للاستفهام هو طلب فهم (است=طلب) والمعنى الاصطلاحي لا يختلف كثيرا عن الأول ... إ لا أن يكون لابن عطية فهما خاصا للاستفهام ...
-قول الزركشي: الأوْلى أن يحمل على الإنكار.
قوله أقيس وأسعد بكلام أهل النحو والبلاغة الذين ضبطوا الانكار بما يلي:
الاستفهام الإنكاري نفي
وفرعوا عليه:
-ولذا يجيء بعده الاستثناء.
-ولذا لا معادل له.
-ولذا فقوله تعالى (يقولون هل لنا من الأمر من شيء) هل للاستفهام الإنكاري بقرينة زيادة (من) قبل النكرة وهي من خصائص النفي.
فيكون معنى الآية عند الزركشي:
الله تعالى ينكر على من يجهل إطلاق القدرة الإلهية فهذا ليس مما يغتفر فيه الجهل.
تنبيه:
المعنى المختار عند الزركشي يستلزم أن يكون المخاطب عامافي قوله "تعلم" ولا يجوز أن يكون عائدا على الرسول صلى الله عليه وسلم ..... لأنه أعلم خلق الله بالله ...... فتنبه.
قول الزمخشري أن الاستفهام للتقرير معناه أن قدرة الله مما يعلمه المخاطب بلا شك ..... فكأن الآية خبرية مفادها: أنت تعلم أن الله على كل شيء قدير .... ووظف الاستفهام لغرض أن يخرج هذا الاعتراف من فم المسؤول وذلك اقطع للجدل على قاعدة "الاعتراف سيد الأدلة".
ويظهر لي والله أعلم أن الزمخشري لاحظ الاستفهام والنفي مجتمعين ...
فالاقرار على العبارة المثبتة لا المنفية .....
لو كان الاقرار بالنفي يكون المعنى أن المخاطب فعلا يعلم أنه لا يعلم أن الله على كل شيء قدير ... أي الاقرار بالجهل .....
ليس عندي متسع من الوقت للرجوع إلى الكشاف لمعرفة مقصود جار الله ...... فلعل السائل الكريم يفعل.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[19 Mar 2006, 04:33 م]ـ
هناك كتاب ذو أربعة أجزاء واسمه:
التفسير البللاغي الإستفهام
في القرآن الحكيم
للدكتور: عبد العظيم إبراهيم المطعني
وهو أول تفسير موضوعي لـ (1260) استفهاما في القرآن كله.
وهو من نشر
مكتبة وهبة في القاهرة مصر
ـ[عبد القادر يثرب]ــــــــ[20 Mar 2006, 02:49 ص]ـ
جواباً على سؤال الأخ الفاضل سليمان داود أقول، والله المستعان:
أولاً- إذا دخلت همزة الاستفهام على نفي، كما في قوله تعالى: (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة: 106) - (أََلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) (البقرة/ 107) - (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ) (الحج/ 70) - (أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ) (هود/ 78) - أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ) (العنكبوت: 68)، احتمل الاستفهام معنيين:
أولها: طلب الفهم.
والثاني: التنبيه والتذكير.
ويترجح الثاني في الآيات السابقة بكون المستفهم هو الله عز وجل .. ولهذا لم يكن قول ابن عطية مستبعداً حين ذهب إلى أن هذا الاستفهام ظاهره الاستفهام المحض. وكان الرازي على صواب حين ذهب إلى أن الاستفهام للتنبيه.
ثانياً- لا يجوز أن يكون الاستفهام في ذلك ونحوه للتقرير إلا بدخول الباء على (أن واسمها وخبرها)، وعلى الخبر المنفي بليس، كما في قوله تعالى: (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى) (العلق/ 14) - (أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ) (الزمر/ 37).
وأما ما ذهب إليه الزمخشري من أن الاستفهام في آية البقرة للتقرير فيحمل على إرادة الباء، فيكون تقدير الكلام عنده: (أَلَمْ تَعْلَمْ بأَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) .. والله تعالى أعلم!
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[20 Mar 2006, 03:05 ص]ـ
شكراً لكم جميعاً على هذه الأجوبة والتعقيبات، ولي عودة إن شاء الله لهذا الموضوع.(/)
لطيفة---أبو حيّان يتعقب الزمخشري
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 Mar 2006, 09:40 م]ـ
السلام عليكم
في قوله تعالى
((فَلاَ اقْتَحَمَ العَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا العَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ) 11 - 16 البلد
من المعروف أنّ لا النافية إذا دخلت على فعل ماض تكرر كما في قوله تعالى
" ({فلاَ صَدَّق ولا صلَّى} "قال الزمخشريُّ معللا عدم تكرارها في الآية الكريمة
(: هي متكررة في المعنى؛ لأن معنى: " فلا اقتحم العقبة: فلا فكَّ رقبة، ولا أطعم مسكيناً ". ألا ترى أنه فسر اقتحام العقبة بذلك؟)
قال أبو حيَّان معقبا على قوله: ولا يتم له هذا إلا على قراءة: " فكّ " فعلاً ماضياً.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[19 Mar 2006, 04:28 م]ـ
إنه لمن لمن الطبيعي أن يتعقب حتى صغار الناس على العلماء.
وليس من العيب او الحرام ان ينظر كل منا فيما يقرأ ويُخضعه لمنهجه وعقله، لا لهواه. ويُحاكمه، فيأخذ به أو يتركه عن بينة، وحتى ولو كان للمحققين من العلماء، ولكن علينا ان نلتزم جانب الأدب، وان لا نعجل بالحكم، حتى يكون لنا من علمنا ما وصل علمهم. فقد كان للعلماء رحمهم الله منهجية خاصة يلتزمون بها، فإذا عُلم الأصل الذي قام عليه اجتهادهم وفهمهم، اقتربت صورة الغامض عندهم وغير المهضوم عندنا، وانكشفت حُجب العماية، واتضح الأمر كما الشمس في رابعة النهار.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[20 Mar 2006, 06:12 ص]ـ
لاحظت في البحر المحيط تعقبات كثيرة من أبي حيان على الزمخشري يمكن أن تتناول بدراسة خاصة
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 Mar 2006, 07:20 ص]ـ
فكرة ممتازة أن يفرد أحد الباحثين بحثا حول هذه التعقبات
ـ[روضة]ــــــــ[20 Mar 2006, 08:05 م]ـ
هناك بعض الرسائل الجامعية التي تناولت المسائل النحوية في تفسير البحر المحيط والكشاف، منها:
الظاهرة النحوية بين الزمخشري وابي حيان: مسائل من البحر المحيط، لقاسم محمد صالح، رسالة ماجستير قدمت في جامعة اليرموك، بإشراف د. خليل عمايرة.
تعدد اوجه التحليل النحوي عند الزمخشري وابي حيان وابن هشام، لمحمود الجاسم، رسالة ماجستير قدمت في جامعة حلب، بإشراف د. أحمد محمد قدور.(/)
ما معنى قول ابن عباس لأبي الأسود الدؤلي: (واستعن بسورة يوسف)؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Mar 2006, 03:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر القفطي في (إنباه الرواة) 1/ 51 عند ترجمته المطولة لأبي الأسود الدؤلي رحمه الله (ت69هـ) أن أبا الأسود أتى عبدَالله بن عباس، فقال: إني أرى ألسنة العرب قد فسدت، فأردت أن أضع شيئاً لهم يُقَوِّمونَ به ألسنتَهم.
قال: لعلك تريد النحو، أما إنه حق، واستعن بسورة يوسف. أ. هـ.
وعلى افتراض صحة نسبة هذا القول إلى ابن عباس رضي الله عنهما، ما الحكمة في قوله: (واستعن بسورة يوسف)؟
في انتظار أرائكم وفقكم الله.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[19 Mar 2006, 05:56 م]ـ
أخي الدكتور عبد الرحمن-زادك الله توفيقا-:
على افتراض صحة النسبة ظهر لي احتمالان:
1 - ابن عباس رضي الله عنهما قصد أن يرشد أبا الأسود إلى ضرورة اعتماد القرآن متنا أوليا لاستخلاص القواعد فعبر رضي الله عنه بسورة يوسف على عادة العرب في إطلاق الجزء وإرادة الكل .... ويكون اختيار هذه السورة لما ورد في مطلعها: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (2) فحصل التناسب.
قد يقال وهل يخفى على أبي الأسود رحمه الله مثل هذا حتى يرشده إليه حبر هذه الأمة.
الجواب أن تقعيد اللغة العربية يمر من استقراء لغات العرب ولهجاتها، والقرآن نزل بلغة قريش فقط-أو إجمالا- وهي اللغة التي اعتمدت في المصحف العثماني ... فيكون تنبيه الحبر له محل.
2 - ابن عباس الذي أوتي التأويل يعرف أكثر من غيره أن سورة يوسف اشتملت على شواهد لوجوه عديدة من لغة العرب وليس يوجد في غيرها .. فأرشد الباحث في اللغة إلى هذا المصدر الغني الكريم ...... ولعل خلو السورة من الأحكام وتمحضها للبيان المشعر به مفتتحها: الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) وسردها غير المنقطع يرشحها للبحث اللغوي ... فميزة الصفة الأولى أن تكون فيها الكلمات غالبا محافظة على دلالاتها العربية لأن الأحكام تستدعي اصطلاحات شرعية وهي جديدة أو محورة كما هو مقرر في علم الأصول.
والتمحض للبيان يفي بمقصود التلوين البياني وهذا مفيد لمعرفة الأساليب. أما السرد غير المنقطع فمفيد جدا من جهة رصد الأفعال وأنواعها لأن السرد يتبع الزمن والزمن من شأن الفعل والفعل من أهم مقولات اللغة ..
وقد لاحظت أن من مظاهر سورة يوسف ظاهرة الحذف على كل المستويات بما قد لا يوجد في سورة أخرى ..... فمن أدرانا بما لاحظه الحبر القرشي رضي الله عنه ..... وهوالذى دعا له النبي بفهم القرآن ... ودعوة النبي صلى الله عليه وسلم مستجابة.
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Mar 2006, 10:07 م]ـ
جزاك الله خيراً أبا عبدالمعز، وبارك الله في علمكم.
أحسنت التعليل، وما زلت أرجو من الإخوة إعمال أذهانهم طلباً لأوجه أخرى لهذا القول.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 Mar 2006, 07:28 ص]ـ
السلام عليكم
قد يكون أشار عليه بسورة يوسف من حيث الإعتبار بدلالاتها المعنوية كالصبر والتحمل فيوسف تحمل وصبر كثيرا حتّى نال مراده --- من المحتمل أنّ إبن عباس رضي الله عنه يحث أبا الأسود على الإقتداء بالعبر التي تضمنتها السورة
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[20 Mar 2006, 10:00 م]ـ
بسم الله
الحمد لله
اللهم صل على محمد:
ربما أراد ابن عباس رضي الله عنهما الإلماع إلى قوله تعالى:
{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (2) سورة يوسف
فأراد التذكير باعتماد القرآن عند الالتباس في لسان العرب
والله أعلم
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[21 Mar 2006, 12:10 ص]ـ
قول ابن عباس رضي الله عنهما يفيد أن " سورة يوسف " لها خصوصية في تقعيد النحو، أو أنها أكثر شواهد له،
و هو ما لا تنفرد به عن كثير من السور غيرها،
و لعل آخر الكلام المذكور ليس من قوله،
و " المواقع " على شبكة المعلومات العالمية جاء فيها نقل القفطي خاليا من تلك الزيادة - أي: (و استعن بسورة يوسف)؟
و الله أعلم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Mar 2006, 06:39 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعاً على هذه الإضافات العلمية القيمة، وما تفضلتم به جميعاً توجيه وجيهٌ له حظ من النظر والاعتبار وفقكم الله وسدد آرائكم.
وأما خلو النسخ الالكترونية ومواقع الانترنت من هذه الزيادة يا أبا بكر فهذا من عيوب النسخ الالكترونية، وقد نقلت النص من الكتاب المحقق مباشرة.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[27 Mar 2006, 09:53 م]ـ
شيخنا عبد الرحمن أجد في سورة يوسف امرا مميزا من ذكر خطاب الناس بعضهم البعض في امور دينهم و دنياهم في شتى مجالات الحياة ففيها من الايات ما يصلح لتقويم كلام الناس فيما يتداولونه من حديث كلام العوام فيما بينهم أكثر من اي سورة أخرى.لان فساد اللسان يظهر من تعامل الناس في البيع والشراء والخطاب وامور معايشهم اليومية التي يتداولونها.فسورة يوسف فيها اساليب الخطاب والنداء: يوسف لابيه وكلامه مع الملك وحديثه مع أخوته وحديثه مع السجناء وحديثه مع فتيانه ونداء فتيانه لاخوته.
وفيها البيع والكيال والصدق وذكر فيها الفساد والسرقة والقتل و الخبز والسنابل وتأويل الرؤيا والسجن والسقاية والصلب والكيد والصبر والعمى والابصار بعده والزراعة والحصاد والادخار والأكل والسكين والقطع والشكر والاستغفار ...... الى أخر ما يفعله اي انسان في يومه. وكأن سورة يوسف فيها عمل كل اليوم فلا يمر يوم الا ويتكلم الناس بهذه الامور.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[29 Mar 2006, 05:23 م]ـ
أرى أن نبحث في صحة هذا الأثر قبل أن نشتغل بتوجيهه، وما ذكره الإخوة من توجيهات ليست بظاهرة عندي، وعلى كل حال هذه فائدة نفيسة من فضيلة مشرفنا العام؛ فإن المشهور أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو الذي أمره به.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[30 Mar 2006, 01:42 م]ـ
اطلعت على كتاب جديد بعنوان: الأحاديث والآثار الواردة في فضل اللغة العربية وذم اللحن، روايةً ودراية.للدكتور: أحمد بن عبد الله الباتلي. نشر دار كنوز أشبيليا. لكن لم يذكر هذا الأثر، وذكر الاتفاق على أن واضع علم النحو أبو الأسود، وذكر الخلاف فيمن أمره بذلك وخرج الآثارفي هذه المسألة ولم يحكم عليها.
ـ[الغني بالله]ــــــــ[04 Apr 2006, 12:10 م]ـ
من المصادر التي ذكرت هذا الأثر نور القبس - (ج 1 / ص 3) وأورده بصيغة التمريض التي تدل على الضعف فقال:
وقيل: إن أبا الأسود أتى ابن عباس فقال: إني أرى ألسنة العرب قد فسدت، فأردت أن أضع لهم شيئاً يقيمون به ألسنتهم. قال: لعلك تريد النحو، أما إنه حق، وأستعين بسورة يوسف عليه السلام.
ولكن إن أراد الباحث أن يتلمس بعض الأسباب فلعل فيما وقفت عليه مايعين على ذلك.
ذكر الخطيب في تاريخه (ج 4 / ص 13):
أخبرنا بشري بن عبد الله الرومي حدثنا سعد بن محمد بن إسحاق الصيرفي حدثنا عبيد الله بن محمد بن جعفر الرازي وأخبرنا الحسن بن أبي طالب حدثني عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرىء حدثنا أبو علي بن الرازي صاحب الحسين بن فهم قال حدثنا حسين بن محمد بن فهم حدثني خلف بن هشام قال أتيت سليم بن عيسى لأقرأ عليه قال وكان بين يديه قوم فأظنهم سبقوني فلما جلست قال لي من أنت قلت خلف فقال لي بلغني أنك تريد الترفع في القراءة فلست آخذ عليك شيئاً قال فكنت أحضر المجلس ولا يأخذ علي شيئاً قال فبكرت يوماً في الغلس وخرج فقال من ههنا يتقدم يقرأ فتقدمت فجلست بين يديه قال فاستفتحت سورة يوسف وهي من أشد القرآن إعراباً فقال لي من أنت فما سمعت أقرأ منك فقلت أنا خلف فقال لي فعلتها ما يحل لي أن أمنعك اقرأ قال فكنت أقرأ عليه حتى قرأت يوماً حم المؤمن فلما بلغت إلى قوله " ويستغفرون للذين آمنوا " غافر 7 بكى بكاء شديداً ثم قال لي يا خلف أما ترى ما أعظم حق المؤمن تراه نائماً على فراشه والملائكة يستغفرون له.
وقد يستأنس بما ذكره أبونعيم في تاريخ أصبهان - (ج 1 / ص 56)
حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن سياه ثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم ثنا هدبة ثنا أبان بن يزيد عن يحيى بن أبي كثير قال بلغني أن القرآن يرفع يوم القيامة غير سورة يوسف وسورة مريم يتكلم بها أهل الجنة.
ولأبي العباس ابن تيمية رحمه الله قواعد سورة يوسف في مجلد كبيرذكر ذلك الصفدي في أعيان العصر وأعوان النصر - (ج 1 / ص 60)
وفي تفسير البغوي - (ج 4 / ص 209)
{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} يعني: الكتاب، {قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} أي: أنزلناه بلغتكم، لكي تعلموا معانيه، وتفهموا ما فيه
{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ} أي: نقرأ عليك {أَحْسَنَ الْقَصَصِ} والقاصُّ هو الذي يتبع (2) الآثار ويأتي بالخبر على وجهه.
معناه: نبّين لك أخبار الأمم السالفة والقرون الماضية أحسن البيان.
وقيل: المراد منه: قصة يوسف عليه السلام خاصة، سماها أحسن القصص لِمَا فيها من العِبَر والحِكَم والنُّكَتِ والفوائد التي تصلح للدين والدنيا، من سِيَرِ الملوك والمماليك، والعلماء، ومكر النساء، والصبر على أذى الأعداء، وحسن التجاوز عنهم بعد الالتقاء، وغير ذلك من الفوائد.
قال خالد بن معدان: سورة يوسف وسورة مريم يتفكه بهما أهل الجنة في الجنة.
وقال ابن عطاء: لا يسمع (1) سورة يوسف محزون الا استراح إليها.
ومن قرأ تفسير سورة يوسف في التحرير والتنوير أدرك ذلك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Apr 2006, 07:16 م]ـ
الأخ الكريم الغني بالله: أشكرك على هذه المعلومات القيمة نفع الله بعلمكم.
ـ[الجكني]ــــــــ[09 Apr 2006, 08:55 م]ـ
زيادة على ماذكره الغني بالله أحيل على ما ذكره جار الله الزمخشري وهو قوله:تلك الآيات التى أنزلت إليك فى هذه السورة الظاهر أمرها فى إعجاز العرب وتبكيتهم .... التى لاتشتبه على العرب معانيها لنزولها بلسانهم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Oct 2006, 01:18 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً، فقد استفدت فوائد كثيرة من مداخلاتكم وتعقيباتكم حول هذا الموضوع.(/)
شمولية القرآن الكريم
ـ[روضة]ــــــــ[19 Mar 2006, 08:01 م]ـ
من مقدمة كتاب الأستاذ أبي الأعلى المودودي رحمه الله تعالى (تفهيم القرآن، الجزء الأول من الفاتحة إلى آل عمران).
يعرف كل إنسان أن القرآن يقول بتقديمه الهداية للإنسانية كلها، لكنه ما أن يقرأه حتى يجده موجهاً في أساسه إلى العرب الذين كانوا يعاصرون نزوله، ورغم أنه يخاطب غيرهم حيناً ويوجه كلامه إلى البشرية قاطبة أحياناً، إلا أنه يناقش بشكل أساسي تلك الأشياء التي يألفها ذوق العرب، وتتصل ببيئتهم وتاريخهم وعاداتهم، وهذا بالطبع يجعل المرء يتساءل: إذا كان القرآن موجهاً للبشرية كلها، فلماذا يضم بين سوره عديداً من العناصر المحلية والقومية المرتبطة بوقت تنزيله؟ والذين لا يفهمون حكمة هذا الأمر يُجمعون على أن القرآن كان مقصوداً به إصلاح العرب آنذاك، ثم ادعى فيما بعد أنه نزل لهداية البشرية كلها في جميع آونتها ودهورها.
وإذا كان من يثير مثل هذه الاعتراضات لا يدفعه إليها حبه للاعتراض في ذاته، بل يبغي الوصول إلى حقيقة الأمر بالفعل، فإني أسأله أن يقرأ القرآن ويستخرج من بين آياته ما يثير في ذهنه هذا الشك، وينتقي منه عقيدة أو فكرة أو مبدأ قد يكون المقصود به العرب آنذاك دون سواهم، ويتصيد مبدأ أو قاعدة سلوكية خالية من الصبغة العمومية الشاملة وموجهة إلى العرب وحدهم حينذاك.
إن مجرد كون القرآن ـ حقيقة ـ يدحض العقائد الوثنية الكافرة، ويدين العادات المبنية على الشرور والمفاسد في قوم بعينهم يعيشون في وقت ومكان محدد معلوم، ثم يقيم أدلته وبراهينه في إثبات وحدانية الله متخذاً المادة الاجتماعية من بيئتهم عمادة في ذلك، فهذا ليس دليلاً دامغاً يثبت الزعم بأن دعوته كانت محلية مؤقتة، وعلينا أن نتفحص المسألة عن كثب وببصيرة متقدة، ثم نقرر ما إذا كان قوله مقصوراً على كفار الجزيرة وحدهم أم لا، وما إذا كانت دعوته تشكل حقيقة تنطبق وكل زمان ومكان أم لا، وما إذا كنا نستطيع أو لا نستطيع في أي مكان وآن تقديم نفس الأدلة والحجج التي يقدمها القرآن بنفس القوة لإزهاق الكفر ودمغه، وما إذا كان في مقدورنا في أي عصر ووقت استخدام الدلائل التي يعرضها القرآن لإثبات وحدانية الله ـ مع تغيير طفيف ـ أم لا، فإن جاءت إجابة هذه الأسئلة بالقبول والإيجاب فليس هناك ما يدعو لضرورة وصف هذا الوحي العام والتنزيل الشامل، بأنه محلي مؤقت بحجة واهية هي أنه يخاطب مجتمعاً خاصاً في فترة خاصة.
ونحن لا نعرف فلسفة ولا منهج حياة ولا عقيدة قط في العالم تفسر وتشرح كل شيء من مبتدأه إلى منتهاه بالنظر والتجريد دون أن تشير إلى حالات خاصة، أو تستدل بأمثلة وشواهد؛ إذ من المستحيل ـ بداهة ـ أن يتأسس نموذج للحياة على أساس النظر وحده، وحتى إذا فرضنا جدلاً إمكان تحقق هذا، فبالتأكيد أن مثل هذا النظام سيبقى مجرد نظرية مخطوطة على الورق، ولن ترى النور في الواقع العملي.
وفوق هذا، ليس من الضروري ولا من المجدي بدء أية حركة فكرية ـ جعلت لتكون حركة عالمية ـ منذ أول أمرها على خطوط وأسس عالمية، وإنما الطريقة المثلى لبدئها أن تنشأ في بلدها الأصلي الأول، ثم تقدم بوضوح نظرياتها ومبادئها الأساسية التي تكون عمد نظام الحياة المطلوب، وهنا يتحتم على أنصارها وأشياعها أن يقروا مبادئها وأسسها في أذهان شعبهم الذي يتكلم لغة واحدة، وله عاداته، وظروفه الواحدة، ثم ينبغي عليهم قبل كل شيء أن يحققوا مبادئ حركتهم في داخل بلدهم ويبرهنوا على صلاحيتها وكفاءتها بتحقيقهم نظاماً حياتياً سعيداً ناجحاً، وهذا بالطبع سوف يجذب إليه أمماً أخرى وستُقبل أقوامها العاقلة على تفهم الحركة، وتنكب على دراستها وتعقلها ليشرعوا من بعد في تطبيقها بينهم، إن أي نظام فكري لا يصبح ذا صبغة قومية محلية لمجرد أنه قدم أول أمره إلى أمة بعينها ووجهت أدلته وحججه إلى شعب بعينه، والحق أن ما يميز بين النظام المحلي والنظام العالمي، ويفرق بين النظام المؤقت والنظام الدائم أن النظام المحلي يهدف إما إلى بسط سيادته ورفعته أو دعوته الخاصة على الأمم الأخرى، وإما إلى تقديم مبادئ ونظريات لا تصلح ـ من حيث طبيعتها ـ لأن تقدم إلى أمم أخرى غيره، ومن جهة أخرى فإن النظام العالمي يعطي البشرية كلها درجات ورتباً وحقوقاً متساوية ويقدم مبادئ ذات روح عامة وتطبيق شامل، أما النظام المحلي فهو لا يفعل هذا، كذلك تتسم مبادئ النظام الدائم بقابليتها للتطبيق في أي وقت، على حين تفقد مبادئ النظام المؤقت واقعيتها وإمكانية تطبيقها بمرور الزمن وتوالي العصور، ولو تدبر المرء القرآن في ضوء ما تقدم فلسوف يخلص إلى أن تعاليمه ذات سمة عامة وتطبيق شمولي واسع.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[19 Mar 2006, 08:47 م]ـ
الأخت الكريمة روضة
معذرة وألف معذرة فما كان لمثلي أن يتعقب مثله---ولكنّي أرغب من الأخت الكريمة أن ترينا شواهد تشكل مصداقا لكلامه
(لكنه ما أن يقرأه حتى يجده موجهاً في أساسه إلى العرب الذين كانوا يعاصرون نزوله، ورغم أنه يخاطب غيرهم حيناً ويوجه كلامه إلى البشرية قاطبة أحياناً، إلا أنه يناقش بشكل أساسي تلك الأشياء التي يألفها ذوق العرب،)
وحسب علمي أنّ معالجاته تعالج الإنسان كإنسان----
ولا أدري لماذا شعرت بحساسية شديدة تجاه مجمل ما نقلت لنا أختاه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[روضة]ــــــــ[19 Mar 2006, 10:37 م]ـ
الأخ الفاضل جمال ..
أشكرك على تعقيبك، وسأجيبك على سؤالك .. لا تقوّلاً على الأستاذ أبي الأعلى، فهو أعلم بمراده رحمه الله، ولكن حسب فهمي.
من القضايا التي أرى أن القرآن الكريم يناقشها بما يتصل ببيئة العرب وعقائدهم وعاداتهم: قضية الرقيق والإماء، قضية التبني، عادة وأد البنات، دحضه للعقائد الوثنية الخاصة في العرب كالأصنام التي كانوا تحيط بالكعبة المشرفة، عادة التلاعب بترتيب الأشهر في قوله تعالى: (إنما النسيء زيادة في الكفر)، التدرج بتحريم الخمر، فهذا فيه إصلاح للعرب آنذاك.
ومن تفسير الأستاذ أبي الأعلى الذي تطرق فيه إلى عادات العرب، ما قاله عند تفسيره الآية الكريمة: (يسألونك عن الأهلة .. ) [البقرة:189]: والعرب كأمة من الأمم كانت تسود بيئتهم عدة خرافات حولها، فكانوا يستفتونها في الأعمال والأسفار، ويرون فيها طوالعهم في الزواج والحياة، وما إليها، ويؤدون لها بعض الشعائر الخرافية؛ لأنهم كانوا على اعتقاد بأن للأهلة وخسوف القمر تأثيراً في حظوظهم، وسلطاناً على ثرواتهم، من أجل هذا سألوا الرسول عليه الصلاة والسلام عنها فأجابهم الله أنها ليست سوى مواقيت طبيعية.
(وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ... ): هذه كانت واحدة من عاداتهم الخرافية، فكانوا إذا أحرموا للحج لا يدخلون بيوتهم من أبوابها وإنما يتسلقون الأسوار والجدر من الخلف، والله في هذه الآية لم يدحض هذه العادة الخرافية فحسب، بل أخبرهم أن ليس للخير والبر صلة بالعادات والشعائر الخرافية التي تمارسونها مقلدين آباءكم وأجدادكم عمياناً لا تدبر أو تمحيص.
وقال عند تفسيره الآية الكريمة: (فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم ... ): كان العرب قبل الإسلام إذا قضوا مناسك الحج التقوا في منى وراحوا يتفاخرون فيما بينهم بمآثر آبائهم وأجدادهم ومحامد أنسابهم وعروقهم، فأمرهم الله هنا أن يدعوا هذه العادات الجاهلية ويقضوا أوقاتهم في ذكر الله وحمده والثناء عليه لا في الإشادة بمناقب أجدادهم ومحامدهم.
انتهى.
فالمدقق فيما نقلتُه من كلام الأستاذ يجد أن فيه دحضاً لشبهة أن القرآن خاص بأمة العرب، فهو يتحدى أن يستخرج صاحب هذه الشبهة آية واحدة لا توجد فيها صبغة العمومية والشمولية.
وما جاء في بعض الآيات من حديث عن عادات العرب وقت نزول القرآن لا ينفي إمكانية استخراج قوانين عامة ومبادئ تصلح للبشرية كافة.
وقوله رحمه الله:
(لكنه ما أن يقرأه حتى يجده موجهاً في أساسه إلى العرب الذينكانوا يعاصرون نزوله، ورغم أنه يخاطب غيرهم حيناً ويوجه كلامه إلى البشرية قاطبةأحياناً، إلا أنه يناقش بشكل أساسي تلك الأشياء التي يألفها ذوقالعرب). هذا شرح وبسط للشبهة بدليل أنه ردّ عليه.
والله أعلم وبارك الله فيكم.
ـ[سيف الدين]ــــــــ[19 Mar 2006, 10:49 م]ـ
بكثير من الاختصار, نستطيع ان نقول ان عالمية الخطاب القرآني تستند فيما احسب على التالي:
1 - النظرة الشمولية والتكاملية في تحليلها للظواهر الكبرى: الانسان, الكون, والحياة .. وهذه الظواهر الكبرى اخفقت المناهج الوضعية في مناقشتها بالتكامل الذي طرحه القرآن الكريم
2 - المفاهيم الانسانية الفطرية العامة من عدل ورحمة .. هذه المفاهيم التي تتجاوز كل الاطر الى الاطار الانساني العام
3 - تحديد النص القرآني لمفهوم الانسان .. لقد تجاوز النص القرآني في تحديده لمفهوم الانسان التاريخ والجغرافيا .. وأكّد حق هذا الانسان بما يساويه مع الانسان المسلم بغض النظر حتى عن الانتماء الديني ..
ـ[سيف الدين]ــــــــ[19 Mar 2006, 10:51 م]ـ
الاخت روضة , حفظك الله:
نرجو منك مراعاة حجم الخط
وبارك الله فيك(/)
دلوني على مكتبة تبيع المصحف المكتوب بطريقة برايل
ـ[أحمد بن فارس]ــــــــ[19 Mar 2006, 09:13 م]ـ
أريد شراء نسخة من المصحف الكريم المكتوب بطريقة برايل للمكفوفين
فأين أجدها؟؟
في أي مكان في المملكة؟؟؟؟؟
وجزاكم الله خيرا ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Mar 2006, 10:18 م]ـ
أما المكتبات التجارية فلا أعلم مكتبة تبيع هذا المصحف، ولكن معاهد النور تقدمها بأسعار مناسبة، ويمكن الاتصال بهاتف أحد معاهد النور القريبة منكم وسؤالهم عن ذلك، وهذه الأرقام اختر منها ما يناسبك:
- معهد النور بالرياض 4352814/ 01
- معهد النور بالأحساء 5825108/ 03
- معهد النور بمكة المكرمة 5459380/ 02
- معهد النور ببريدة 3231300/ 06
- معهد النور بالمدينة المنورة 8380955/ 04
- معهد النور بأبها 2249731/ 07
- وبقية الأرقام تجدها هنا وفقك الله
دليل هواتف معاهد النور في السعودية ( http://www.gsse.org/dvicont_address.htm)
ـ[أحمد بن فارس]ــــــــ[20 Mar 2006, 10:42 م]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ عبد الرحمن(/)
أريد تقريرًا عن كتاب المصاحف لأبي داود السجستاني
ـ[ماجد الخير]ــــــــ[20 Mar 2006, 11:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمته الله وبركاته أما بعد:
أريد من الأستاذة والمشايخ الكرام تقرير بسيط عن كتاب ((المصاحف)) للمؤلف ((أبي داود السجستاني))
ولكم جزيل الشكر .................................................. ................ ماجد الخير
ـ[عبد الله الفقيه]ــــــــ[20 Mar 2006, 02:09 م]ـ
تجد دلك في تحقيق هدا الكتاب للدكتور محب الدين واعظ ط دار البشائر
ـ[السائح]ــــــــ[20 Mar 2006, 05:35 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أخي الكريم، كتاب المصاحف من تصنيف أبي بكر بن أبي داود السجستاني، وهو ابن صاحب السنن.
وانظر ما في هذا الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=405&highlight=%C7%E1%D3%C8%CD%C7%E4
ـ[الراية]ــــــــ[20 Mar 2006, 10:01 م]ـ
http://www.thamarat.com/images/BooksBig/1612k.jpg
كتاب المصاحف
تأليف: عبدالله بن سليمان بن الأشعث السجستاني، (ابن أبي داود) (230 - 316هـ)
تحقيق: محب الدين عبدالسبحان واعظ
النسخ المعتمدة في التحقيق: اعتمد المحقق في تحقيق هذا الكتاب على النسخ الخطية التالية:
النسخة الأولى:
اسم الناسخ: لم يعلم، لفقدان الورقة الأولى، وعدم وجود ذكر له حتى آخر المخطوط. تايخ النسخ: غير معلوم أيضاً. مقاس الورقة: 14×20 عدد الأوراق: 98 معدل عدد الأسطر في الصفحة:21 سطراً.
حالة المخطوط: عليها سماعات عديدة، أقدمها سماع تاريخه 17 جمادى الأولى عام 541هـ، وعليها ما يدل على المقابلة والتصحيح. مصدره: المكتبة الظاهرية بدمشق. رقمه: 407 حديث وهذا ترقيم قديم بجانبه ترقيم آخر وهو (1198).
النسخة الثانية: اسم الناسخ: محمد المقدسي أقليماً، والنابلسي بلداً. تاريخ النسخ: 19 (أو 29) /11/ 1150هـ. مقاس الورقة: 23×32. عدد الأوراق: 83 ورقة. معدل عدد الأسطر في الصفحة: 21 سطراً. مصدره: مكتبة تشستربتي. رقمه: 3586
الناشر: دار البشائر الإسلامية - بيروت - لبنان
رقم الطبعة: الأولى لدار البشائر
تاريخ الطبعة: 2002
نوع التغليف: أخرى
عدد الأجزاء: 2
عدد الصفحات: 948
أصل الكتاب: رسالة دكتوراه جامعة أم القرى - كلية الدعوة وأصول الدين
نبذة عن الكتاب:
هذا الكتاب موضوعه كتاب الله سبحانه وتعالى، من حيث جمعه بجميع مراحله،
واختلاف مصاحف الأمصار،
وما أثر عن مصاحف بعض الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين،
وما نقل عن بعض التابعين من قراءات،
والحديث عن رسم القرآن ونقطه، وكتابته،
وأخذ الأجرة عليها،
وجملة وافرة من الأحكام المتعلقة بالقرآن الكريم، كمس المصحف على غير طهارة، وبيعه، وارتهانه، والسفر به إلى أرض الكفر،
وإمامة المصلين من القرآن، وغير ذلك.
أما منهج المؤلف فيه / فقد قسم كتابه على أبواب عديدة، أدرج تحت كل باب، بعض الأحاديث والآثار المتعلقة به، والتي رواها عن شيوخه بأسانيدهم.
الملاحظات: 1 - هذا الكتاب قد طبعه المستشرق آرثر جفري في ليدن، ولم يكن له عمل فيه إلا إخراج الكتاب من حيز المخطوط إلى عالم المطبوع، كما ذكر محقق هذه الطبعة، وقد وقع في طبعة المستشرق أخطاء كثيرة بينها محقق هذه الطبعة أيضاً، كما رد على أخطاء المستشرق في مقدمته للكتاب حول تاريخ جمع القرآن والقراءات واختلاف المصاحف ورسمها.
2 - تحقيق الكتاب جيد، وكذلك إخراجه، ومما يمتاز به هذا التحقيق استعمال المحقق الرسم البياني في الحاشية لبيان أسانيد بعض الآثار، وقد جمع رواة الأسانيد وترجمهم في ملحق خاص آخر الرسالة.
3 - وقع في الكتاب أنه طبع طبعته الأولى سنة 1415هـ وأن هذه الطبعة هي الطبعة الثانية له والأولى لدار البشائر.
http://www.thamarat.com/index.cfm?faction=BookDetails&Bookid=2366
هناك طبعة أخرى للكتاب
http://www.thamarat.com/images/BooksBig/nas-844-b.jpg
الناشر: الفاروق الحديثة للطباعة والنشر - القاهرة 2002
وقد اعتمد محقق هذه الطبعة من الكتاب على النسخة الأولى من النسختين اللتين اعتمد عليهما محقق الطبعة السابقة.
كما أنه يقارن في حواشيه بما يسميه (نسخة قرطبة)!!، ويعني نسخة مطبوعة فيما يظهر، حيث لم يوضح المحقق ماهية هذه النسخة إطلاقاً.
ومحقق هذه الطبعة استعان بالطبعة الأولى لتحقيق محب الدين عبد السبحان التي صدرت في قطر عام 1415هـ /1995 م، لكنه لم يشر إلى ذلك!!
فلا يظهر ذلك إلا من خلال هامش صغير في الصفحة الأولى من الكتاب المحقق (ص33) حيث قال "الثلاث أحاديث الأُول سقطوا من نسخة قرطبة ومن المخطوط وأثبتها من نسخة قطر "
http://www.thamarat.com/index.cfm?faction=BookDetails&Bookid=5398
كما ان طبعة دار الفاروق تجلديها رديء(/)
(فأنزل الله سكينته عليه) لأبي بكر، لا للنبي صلى الله عليه وسلم! (شارك)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[20 Mar 2006, 12:50 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد ..
في قوله تعالى في سورة التوبة (إلا تنصروه فقد نصره الله ... فأنزل الله سكينته عليه ... ) الآية
هناك خلاف بين العلماء مدوَّنٌ في كتب التفاسير من المراد بالضمير في قوله: (عليه)
فالأول: النبي صلى الله عليه وسلم.
والثاني: على أبي بكر رضي الله عنه.
فما رأي الإخوة الفضلاء.
وخلاصة ما عندي أن الضمير يعود على أبي بكر رضي الله عنه.
فاتمنى أن تثرى المسألة بشي من تتبع أقوال أهل العلم من المشايخ الفضلاء.
والله أعلم
محبكم
ـ[طالب العلم1]ــــــــ[20 Mar 2006, 06:05 م]ـ
نقول وبالله العون ...
من نسق الألفاظ المتعاقبة وسياقها الدالة دلالة واضحة على إرادة الرسول صلى الله عليه وسلم بالضمير الغائب "هو" في قوله تعالى " تنصروه ... نصره ... أخرجه الذين كفرو .... ثاني اثنين ... إذ يقول لصاحبه ..... فأنزل الله سكينته عليه " ومما يلاخظ أن دلالات الألفاظ المتعاقبة بنفس السياق تدل على إرادته فالرسول هو من أمر الله بنصرته ومن أخرج من قومه ومن كان ثاني اثنين والدليل اللغوي وسياق الحوار واضحين على بون اللفظ بين الصديق الخائف من كيد الكفار وبين النبي المطمئن له ... فمن كل ماسبق يخلص القول إلى انصراف الهاء في قوله "عليه " إلى النبي صلى الله عليه وسلم .. وما يعاضدها قوله تعالى " ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا"ولو أن الرحمة عامة بكل المسلمين وقبلهم سيد الخلق
والله أعلم وأستغفر الله من الزلل ... وأعتذر إن كان من خطا في الكتابة فلقد كنت في عجلة من أمري ...
ـ[روضة]ــــــــ[21 Mar 2006, 03:51 م]ـ
إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (التوبة:40)
******************
من المفسرين من جعل الفاء في قوله: (فأنزل) تعقيبية على قوله تعالى: (إذ يقول لصاحبه)، جعل الضمير في (عليه) راجعة إلى أبي بكر رضي الله عنه، كالإمام الرازي والشيخ أبي حيان رحمهما الله، ومن جعل الفاء للتفريع على قوله تعالى: (فقد نصره الله)، جعل الضمير للرسول عليه السلام، كابن عاشور رحمه الله.
قال الإمام الرازي:
قوله: {فَأَنزَلَ ?للَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ} ومن قال الضمير في قوله: {عَلَيْهِ} عائداً إلى الرسول فهذا باطل لوجوه.
الوجه الأول: أن الضمير يجب عوده إلى أقرب المذكورات، وأقرب المذكورات المتقدمة في هذه الآية هو أبو بكر، لأنه تعالى قال: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ} والتقدير: إذ يقول محمد لصاحبه أبي بكر لا تحزن، وعلى هذا التقدير: فأقرب المذكورات السابقة هو أبو بكر، فوجب عود الضمير إليه.
والوجه الثاني: أن الحزن والخوف كان حاصلاً لأبي بكر لا للرسول عليه الصلاة والسلام، فإنه عليه السلام كان آمناً ساكن القلب بما وعده الله أن ينصره على قريش فلما قال لأبي بكر لا تحزن صار آمناً، فصرف السكينة إلى أبي بكر ليصير ذلك سبباً لزوال خوفه، أولى من صرفها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، مع أنه قبل ذلك ساكن القلب قوي النفس.
والوجه الثالث: أنه لو كان المراد إنزال السكينة على الرسول لوجب أن يقال: إن الرسول كان قبل ذلك خائفاً، ولو كان الأمر كذلك لما أمكنه أن يقول لأبي بكر: {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ ?للَّهَ مَعَنَا} فمن كان خائفاً كيف يمكنه أن يزيل الخوف عن قلب غيره؟ ولو كان الأمر على ما قالوه لوجب أن يقال: فأنزل الله سكينته عليه، فقال لصاحبه لا تحزن، ولما لم يكن كذلك، بل ذكر أولاً أنه عليه الصلاة والسلام قال لصاحبه لا تحزن، ثم ذكر بفاء التعقيب نزول السكينة، وهو قوله: {فَأَنزَلَ ?للَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ} علمنا أن نزول هذه السكينة مسبوق بحصول السكينة في قلب الرسول عليه الصلاة
(يُتْبَعُ)
(/)
والسلام، ومتى كان الأمر كذلك وجب أن تكون هذه السكينة نازلة على قلب أبي بكر.
فإن قيل: وجب أن يكون قوله: {فَأَنزَلَ ?للَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ} المراد منه أنه أنزل سكينته على قلب الرسول، والدليل عليه أنه عطف عليه قوله: {وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا} وهذا لا يليق إلا بالرسول، والمعطوف يجب كونه مشاركاً للمعطوف عليه، فلما كان هذا المعطوف عائداً إلى الرسول وجب في المعطوف عليه أن يكون عائداً إلى الرسول.
قلنا: هذا ضعيف، لأن قوله: {وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا} إشارة إلى قصة بدر وهو معطوف على قوله: {فَقَدْ نَصَرَهُ ?للَّهُ} وتقدير الآية إلا تنصروه فقد نصره الله في واقعة الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها في واقعة بدر، وإذا كان الأمر كذلك فقد سقط هذا السؤال.
وقال الشيخ أبو حيان:
والضمير في عليه عائد على صاحبه، قاله حبيب بن أبي ثابت، أو على الرسول قاله الجمهور، أو عليهما. وأفرده لتلازمهما ........ والظاهر أن الضمير عليه عائد على أبي بكر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان ثابت الجأش، ولذلك قال: لا تحزن إن الله معنا. وأنّ الضمير في وأيده عائد على الرسول صلى الله عليه وسلم كما جاء: {لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه}
يعني الرسول، وتسبحوه: يعني الله تعالى.
وقال الشيخ ابن عاشور:
{فَأَنزَلَ ?للَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ ?لَّذِينَ كَفَرُواْ ?لسُّفْلَى? وَكَلِمَةُ ?للَّهِ هِىَ ?لْعُلْيَا وَ?للَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.
التفريع مؤذن بأنّ السكينة أنزلت عقب الحُلول في الغار، وأنّها من النصر، إذ هي نصر نفساني، وإنّما كان التأييد بجنود لم يروها نصراً جثمانياً. وليس يلزم أن يكون نزول السكينة عقب قوله: {لا تحزن إن الله معنا} بل إنّ قوله ذلك هو من آثار سكينة الله التي أنزلت عليه، وتلك السكينة هي مظهر من مظاهر نصر الله إيّاه، فيكون تقدير الكلام: فقد نصره الله فأنزل السكينة عليه وأيّده بجنود حين أخرجه الذين كفروا، وحِين كان في الغار، وحين قال لصاحبه: لا تحزن إن الله معنا. فتلك الظروف الثلاثة متعلّقة بفعل {نصره} على الترتيب المتقدّم، وهي كالاعتراض بين المفرّع عنه والتفريع، وجاء نظم الكلام على هذا السبك البديع للمبادأة بالدلالة على أنّ النصر حصل في أزمان وأحوال ما كان النصر ليحصل في أمثالها لغيره لولا عناية الله به، وأنّ نصره كان معجزةً خارقاً للعادة.
وبهذا البيان تندفع الحيرة التي حصلت للمفسّرين في معنى الآية، حتّى أغرب كثير منهم فأرجع الضمير المجرور من قوله: {فأنزل الله سكينته عليه} إلى أبي بكر، مع الجزم بأنّ الضمير المنصوب في {أيّده} راجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنشأ تشتيت الضمائر، وانفكاك الأسلوب بذكر حالة أبي بكر، مع أنّ المقام لذكر ثباتِ النبي صلى الله عليه وسلم وتأييد الله إيّاه، وما جاء ذكر أبي بكر إلاّ تبعاً لذكر ثبات النبي عليه الصلاة والسلام، وتلك الحيرة نشأت عن جعل {فأنزل الله} مفرّعاً على {إذ يقول لصاحبه لا تحزن} وألجأهم إلى تأويل قوله: {وأيده بجنود لم تروها} إنّها جنود الملائكة يوم بدر، وكلّ ذلك وقوف مع ظاهر ترتيب الجمل، مع الغفلة عن أسلوب النظم المقتضي تقديماً وتأخيراً.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[16 Aug 2006, 02:21 م]ـ
السادة الكرام
حينما يكون الحديث في مقام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، او في مقام الأنبياء الكرام عليهم السلام، فإن الوضع عندنا يختلف، والحال تدعو إلى التريث في نسب الأمور إليهم إلا ببينة وبرهان.
وكثيرًا ما رأيت العقل المجرد يتقدم على النص في حقوق الأنبياء عليهم السلام، فيردُّ المفسرـ بحجة (تنزيه الأنبياء وعصمتهم) ـ ما أثبته الله بنفسه في كتابه.
والأمر في هذا أن نعود إلى النص، ونأخذ بظاهره، فالله تعالى أعلم بمقام أنبيائه منا.
وإن أدخلنا الاستدلال العقلي، وجعلناه هو الأصل في هذا المقام صرنا كالمعتزلة الذين حكموا العقل في نصوص الكتاب والسنة.
ومن ثَمَّ، هل هناك ما يمنع عقلاً وواقعًا أن تكون السكينة تنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم؟
وهل نزول السكينة عليه يُعدُّ نقصًا حتى ننفيها؟
كيف وقد ثبت نزول السكينة عليه صلى الله عليه وسلم صراحة في ظاهر القرآن في قوله تعالى في سورة الفتح: (فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين).
وأعود إلى مداخلة في كلام الأخت روضه، فأقول:
إن قولها: (أن الضمير يجب عوده إلى أقرب المذكورات) ليس على إطلاقه، بل إن ترتيب الضمائر في عودها على مذكور أولى من تفككيكها، ولهذا أمثلة كثيرة في القرآن الكريم، أورد منها:
ذكر الألوسي الخلاف الوارد في عود الضمير في لفظي (تعزروه وتوقروه) من قوله تعالى: (لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً)، فقال: ( ... والضمير له تعالى أيضًا، وقيل: كلا الضميرين للرسول صلى الله عليه وسلم، وروي عن ابن عباس.
وزعم بعضهم أنه يتعين كون الضمير في (تعزروه) للرسول صلى الله عليه وسلم؛ لتوهم ان التعزير لا يكون له سبحانه وتعالى. كما يتعين عند الكل كون الضمير في قوله تعالى (وتسبحوه) لله سبحانه وتعالى.
ولا يخفى أن الأَولى كون الضميرين ـ فيما تقدم ـ لله تعالى أيضًا؛ لئلا يلزم فك الضمائر من غير ضرورة).
فهذا المثال، وغيره كثير يدل على أنه لا يلزم أن يعود الضمير إلى أقرب مذكور.
وهذا يدخل في باب تنازع قواعد الترجيح في المثال الواحد، فإما أن نقدم قاعدة (عود الضمير إلى أقرب مذكور)، وإما ان نقدم (ترتيب الضمائر في عودها أول مذكور أولى من تفكيكها؛ لأنه يلزم منه تفكيك النظم بلا حاجة).
ولهذا أمثلة في القرآن في مثل عود الضمير في قوله تعالى: (وإنه على ذلك لشهيد)، وقوله تعالى (هو سماكم المسلمين)، وغيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[روضة]ــــــــ[16 Aug 2006, 02:29 م]ـ
وأعود إلى مداخلة في كلام الأخت روضه، فأقول:
إن قولها: (أن الضمير يجب عوده إلى أقرب المذكورات) ليس على إطلاقه، بل إن ترتيب الضمائر في عودها على مذكور أولى من تفككيكها
هذا ليس قولي، وإنما من كلام الإمام الرازي، رحمه الله، ومشاركتي في هذا الموضوع كانت عبارة عن نقل اختلاف المفسرين في عود الضمير، وسبب هذا الاختلاف، ولم أذكر لي رأياً في هذه المسألة.
وما أراه في عود الضمائر هو رجعها إلى أنسب مذكور بما يتناسب مع المعنى، لا إلى أقرب مذكور.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[16 Aug 2006, 02:35 م]ـ
أعتذر، فلم انتبه لكونه نقلاً.
ـ[روضة]ــــــــ[16 Aug 2006, 03:37 م]ـ
العفو .. دكتورنا الكريم ..
جلّ من لا يسهو سبحانه.(/)
أفيدونا في قول المفسرين: .. قال عطاء ... قال مسروق ... قال مجاهد
ـ[طالب العلم1]ــــــــ[20 Mar 2006, 05:47 م]ـ
لدي سؤال وهو أنني صادفت وأن وجدت تفسيرا لآيت من الذكر الحكيم تأويلا .. علما أن التأويل بغير علم في المسألة هو ضرب من المجازفة الخرقاء حيث لا دليل مصوغ ولا قرينة يستأنس بها ... والقول في ذلك للخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه إذ صرح "أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إن أنا قلت في كتاب الله برأيي" فإذا رأينا قول المفسر في بعض المسائل من نسيج بنيات أفكاره واجتهاده ... فهل يؤخذ بقوله أم يعدل عنه علما بأنه من المفسرين ... وما يرويه الأئمة الأعلام في التفسير كـ مجاهد وعطاء والنخعي ومسروق ... هل يحمل على أنه من السنة إذ أنهم كانو من أعلم الناس بها أم يتوقف فيه حتى يثبته ما صح من طريق السند .... أفيدونا بارك الله فيكم .... وجزاكم عن الإسلام خير جزاء ووافر فضل
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[21 Mar 2006, 04:32 م]ـ
1 - يؤخذ تفسير القرآن الكريم مما ورد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في حديثه الشريف عن بعض الآيات، و قد خصص كثير من رواة الحديث (كتابا للتفسير) في مصنفاتهم المشهورة،
2 - فإن لم يوجد تفسير لآية ما من قوله عليه الصلاة و السلام: فينظر في أقوال الصحابة رضوان الله عليهم، لأنهم عايشوا نزول القرآن، و جالسوا الرسول عليه الصلاة و السلام، و أخذوا عنه فهم مقاصد الشرع، فهم في اجتهادهم و استنباطهم أعلم بالمراد،
3 - فإن لم يؤثر عن الصحابة شئ: فينظر في أقوال تلاميذهم من التابعين، حيث تعلموا على يد الصحابة رضوان الله عليهم، و أخذوا من علمهم و فهمهم، فنقلوا عنهم أقوالهم، و كانت لهم اجتهاداتهم كذلك،
كعطاء و مجاهد و غيرهم من كبار التابعين الذين تتلمذوا على ابن عباس رضي الله عنهما، و غيرهم ممن تتلمذوا على ابن مسعود رضي الله عنه،
* و أقوال التابعين في التفسير - مع جلالتها و مكانتهم - لا تعد من السنة المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم، بحيث لا يسع المرء تركها، لأن بعضها كان اجتهادا و استنباطا منهم،
و قد يذكر بعضهم غير الذي يذكره غيره،
و لكن يمكن الترجيح و الاختيار من أقوالهم رضي الله عنهم أجمعين.
4 - و أما تفسير القرآن بالقرآن: فداخل فيما سبق، و هو مقدّم في التفسير و الاستشهاد.
5 - و أما من جاء بعد التابعين من المفسرين، فقد أخذوا عمن تقدمهم، و كانت لهم اجتهاداتهم أيضا،
* و كل من التابعين و من أتى بعدهم ينظر في قوله في تفسيره ممن هو أهل للنظر، ممن استوفي آلات التفسير و شروط الاجتهاد.
هذا و الله أعلم.
**********************
و أما قول سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه: "أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إن أنا قلت في كتاب الله برأيي"، فإليكم ما ذكره الإمام الطبري - في تفسيره - في بيان مقصوده و محموله:
(78 - وحدثني أبو السائب سَلْم بن جُنادة السُّوَائي، قال: حدثنا حفص ابن غياث، عن الحسن بن عُبيد الله، عن إبراهيم، عن أبي معمر، قال: قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: أيُّ أرْضٍ تُقِلُّني، وأيُّ سماءٍ تُظِلُّني، إذا قلتُ في القرآن ما لا أعلم!
79 - حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن سليمان، عن عبد الله بن مرة، عن أبي معمر، قال: قال أبو بكر الصديق: أيُّ أرضٍ تُقِلُّني، وأيُّ سماءٍ تظلّني، إذا قلتُ في القرآن برأيي - أو: بما لا أعلم.
قال أبو جعفر:
وهذه الأخبار شاهدةٌ لنا على صحة ما قُلنا: من أنّ ما كان مِن تأويل آيِ القرآن الذي لا يُدرَك علمه إلا بنَصِّ بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو بنَصْبه الدلالة عليه - فغير جائز لأحد القِيلُ فيه برأيه. بل القائلُ في ذلك برأيه - وإن أصاب الحق فيه - فمخطئ فيما كانَ من فِعله، بقيله فيه برأيه، لأن إصابته ليستْ إصابة مُوقن أنه محقٌّ، وإنما هو إصابة خارصٍ وظانً. والقائل في دين الله بالظنّ، قائلٌ على الله ما لم يعلم. وقد حرَّم الله جلّ ثناؤه ذلك في كتابه على عباده، فقال: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنزلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [سورة الأعراف: 33]. فالقائل في تأويل كتاب الله، الذي لا يدرك علمه إلا ببيان رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي جعل الله إليه بيانه -قائلٌ بما لا يعلمُ وإن وافق قيله ذلك في تأويله، ما أراد الله به من معناه. لأن القائل فيه بغير علم، قائلٌ على الله ما لا علم له به. وهذا هو معنى الخبر الذي:-
80 - حدثنا به العباس بن عبد العظيم العبري، قال: حدثنا حبَّان بن هلال، قال: حدثنا سهيل أخو حزم، قال: حدثنا أبو عمران الجونيّ عن جندب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال في القرآن برأيه فأصاب، فقد أخطأ.
يعني صلى الله عليه وسلم أنه أخطأ في فعله، بقيله فيه برأيه، وإن وافق قِيلُه ذلك عينَ الصَّواب عند الله. لأن قِيله فيه برأيه، ليس بقيل عالم أنّ الذي قال فيه من قول حقٌّ وصوابٌ. فهو قائل على الله ما لا يعلم، آثم بفعله ما قد نُهىَ عنه وحُظِر عليه).
انتهى النقل عن الطبري
__________
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[22 Mar 2006, 03:06 م]ـ
سبحان الله!
حديث جندب الذي أوردتم ضعيف! وانظر ضعيف الجامع، فليرحمك الله.
و أما قول أبي بكر رضي الله عنه، وإن صح فظاهر فيه التركيز على (ما لا أعلم)! ثمّ هو رأيه رضي الله عنه، وقد خالفه في ذلك (جمهور) الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم، بقولهم وفعلهم .. فقول الصديق ليس كقول النبي! فهو ليس بحجة لأحد أو على أحد!
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[22 Mar 2006, 09:42 م]ـ
لا حول و لا قوة إلا بالله!
هل خالف (جمهور) الصحابة أبا بكر الصديق رضي الله عنهم أجمعين في محل قوله هذا - الذي بيَنه الطبري رحمه الله -؟!
نعم: (فقول الصديق ليس كقول النبي!)،
- و لكن لم تجاسرت فقلت إن قول الصديق رضي الله عنه (ليس بحجة لأحد أو على أحد!)؟!
- و ماذا تفعل بقوله صلى الله عليه و سلم: " فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ "؟؟؟
* و قد أبان علماؤنا الأئمة مقصود قول الصديق رضي الله عنه و محموله، فارجع إليهم إن رغبت،
و لا تتعجل القول، و لا تشتط.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 Mar 2006, 10:57 م]ـ
أخي الدكتور أبو بكر
لا تعجب فقد عانينا الكثير ممن يضرب بعرض الحائط أقوال الصحابة والتابعين ولا ينظر في أقوال من خلفهم أيضا
ـ[طالب العلم1]ــــــــ[26 Mar 2006, 01:34 م]ـ
بارك الله فيك أخي الدكتور خليل وجزاك الله خير ا على ردك الذي رفع اللبس والغموض(/)
الإحتباك في القران الكريم – دراسة بلاغية –
ـ[عدنان الاسعد]ــــــــ[20 Mar 2006, 07:32 م]ـ
الخلاصة
يقوم هذا البحث على كشف الحجب عن نوعٍ نفيسٍ من أنواع الحذف في اللغة العربية الكريمة ذكره بعض العلماء والمفسرون في كتبهم دون تفصيل وتبيين.
فقام هذا البحث على جمع هذه النتف القليلة التي وردت في كتب أهل البلاغة والتفسير، وفهم الآلية التي يقوم عليها هذا النوع من الحذف، ومن ثمَّ طبقنا هذه الآلية على القران الكريم، فكان بحثنا (الإحتباك في القرآن الكريم: دراسة بلاغية) وكان اختيارنا للتطبيق في القرآن الكريم عن قصدٍ ليكتمل عقد المنفعة ببركة هذا الكتاب الكريم، وللإحاطة بأنواع هذا النوع من الحذف،حيث عُلِمَ هذا المفهوم من خلال تفسير بعض آيات القران ,فهو علمٌ قراني في بداية أمره لذلك فإن اختياره في القران يزده شرفاً وتبياناً ورفعةً وسماءً.
تناولت الإحتباك في اللغة والاصطلاح والعلاقة بينهما، ومآخذ تسميته، كما تتبعت الإحتباك عند العلماء قديما وحديثا، وبينت أنواعه في القران الكريم وهي خمسة، الإحتباك الضدي، والإحتباك المتشابه، والإحتباك المتناظر، والإحتباك المنفي المثبت، والإحتباك المشترك، ثم بينت بعض شروطه، ثم ختمت البحث بأهم فوائد وبلاغة الإحتباك في الكلام.
وساتناول هذا البحث ان شاء الله بحلقات عدة اسال الله التوفيق والسداد فيها
اخوكم في الله عدنان عبد السلام الاسعد العراقي المدرس المساعد في قسم التربية الاسلامية /
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[20 Mar 2006, 07:55 م]ـ
مجهود طيب أيها الاخ الحبيب عدنان
ننتظرك بكل الود والحب
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Mar 2006, 03:45 م]ـ
حياكم الله أخي الكريم عدنان وننتظر البحث وفقكم الله.
ـ[ابن ماجد]ــــــــ[04 Dec 2006, 04:14 م]ـ
جزاكم الله خيرًا بالانتظار(/)
العلمانية وثقافة السلام
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[21 Mar 2006, 05:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
العلمانية وثقافة السلام
في الوقت الذي كان فيه الإنكليز يحتلون البلاد العربية والإسلامية، ويرتكبون الفظائع من قتل وتدمير وإبادة وتجويع وتجهيل في العراق، والهند، ومصر، كان سلامة موسى يتغزل بالإنجليز فهم ""النظاف الأذكياء "" ([1]). وهم "" أرقى أمة موجودة في العالم، والخلق الإنجليز يمتاز عن سائر الأخلاق، والإنسان الإنجليزي هو أرقى إنسان من حيث الجسم والعقل والخلق"" ([2])، ثم دعا إلى التعاون معهم وهم يحتلون البلاد، ويقتلون العباد فقال: "" فنحن إذا أخلصنا النية مع الإنجليز فقد نتفق معهم إذا ضمنا لهم مصالحهم، وهم في الوقت نفسه إذا أخلصوا النية لنا، فإننا نقضي على مراكز الرجعية في مصر، وننتهي منها، فلنول وجوهنا شطر أوربا "" ([3]).
هذا هو ثمن السلام بنظر سلامة موسى أن نتعاون مع الإنجليز، ونضمن لهم مصالحَهم، ومصالحُهم أن يظلوا جاثمين على صدر مصر، ينهبون خيراتها ويستذلون أهلها، ويدوسون كرامتها، ولكن هذا لا يشكل خطراً على سلامة موسى لأنه سيظل هو والنخبة الربيبة ينعمون بالرفاهية، ويتمتعون بالخيرات ما دام أسيادهم راضين عنهم، آمنين لجانبهم.
والربح الذي يحققه سلامة موسى من التعاون مع الإنجليز هو القضاء على الرجعية، والرجعية المقصودة عنده والتي يحلم بالقضاء عليها هي الأزهر الذي يبث فينا ثقافة القرون المظلمة، وشيوخ الأزهر المأفونين، الذين لا يكفون عن التوضؤ على قوارع الطرق ([4]). أليس هذا هو الفاشيست الذي يتحدثون عنه؟!.
واليوم يدعونا طارق حجي إلى الإيمان بحتمية الوصول إلى السلام مع إسرائيل، وعلينا أن نكافح لترسيخ ثقافة السلام بدلاً من ثقافة العدوان ([5]) وأن نسير على خطا السادات لكي تتجنب المنطقة السقوط في العنف والماضوية والتخلف والفقر، وعلينا أن نقبل قيام دولة ديمقراطية لا دينية على كامل تراب فلسطين يتساوى فيها اليهود والمسلمون والمسيحيون ([6]). ويعني هذا أن يتنازل الفلسطينيون عن مقدساتهم، وعن حق العودة للمشردين من أبنائهم ويرضخوا لما يفرضه منطق القوة الإسرائيلي والأمريكي. إنها دعوة للاستسلام تحت عنوان:" الإيمان بحتمية السلام ".
أما مراد وهبة فالعلمانية بنظره هي الحل لمشكلة الشرق الأوسط في فلسطين ([7]) ذلك أنه يعرف العلمانية بأنها "" النظر إلى النسبي بما هو نسبي وليس بما هو مطلق "" ([8])، ويعني بذلك سيادة النسبية على كافة المستويات، وإقصاء المطلقات من الوجود، لأنه لا وجود لحقيقة مطلقة، والقول بها مجرد خرافة، وسيادة المطلق يهدد السلام العالمي، لأنها ستدخل في صراع كما هو الحال بين المطلقات الثلاثة الإسلامي اليهودي والمسيحي، وليس من وسيلة لحل هذا الصراع إلا بالقضاء على المطلقات، ويتم ذلك بنفي الدوجماطيقية " أي نفي علم العقيدة " لأن مفهوم الحرب كامن في هذا العلم ([9]). لأن هذا العلم قائم على اليقين "" واليقين لا يمكن أن يكون إلا مغلقاً، ولهذا فهو يؤول في المنتهى إلى الدوغمائية التي تُترجَم تعصباً وتحزباً وربما عنفاً وإرهاباً "" ([10]) ومع أن هذا الكلام لا يرضي الناطقين باسم الغائب والمدافعين عن العقائد وحراس النصوص كما يقول الخطاب العلماني ([11]) إلا أنه يقرر ذلك ليؤكد على أن الصراع العربي الإسرائيلي في النهاية هو صراع مطلقات، والحل الوحيد في العلمانية لأنها المضاد الحيوي للأصوليات الدينية التي تغذي المطلقات وتتغذى منها ([12])، وعلى ذلك بدلاً من شعار " الإسلام هو الحل " تصبح " العلمانية هي الحل ".
ولكن تجاهل مراد وهبة هنا أن العلمانية تصالحت مع الصهيونية واليهودية وبررت لهم وجودهم في فلسطين، وشرّعت لاستمرارهم فيها على حساب العرب والمسلمين الذين لم يربحوا شيئاً، ولم يحصلوا على شيء من علمانية مراد وهبة، إلا إذا كان مراد وهبة وأمثاله سيجيبون بأن الربح العربي يتمثل في النجاة من القنابل النووية الإسرائيلية، وهذا ما لا يحسب الأصوليون المسلمون حسابه، لأن الخوف من الموت لا يردعهم عن المطالبة بحقوقهم ولديهم من الآليات والوسائل " الإرهابية " ([13]) ما يجعل إسرائيل تفقد صوابها.
بقي أن نتساءل:
(يُتْبَعُ)
(/)
ألم تتحول علمانية مراد وهبة إلى مطلق هي أيضاً ينفي المطلقات الأخرى؟ فإذا قرر هو وشيعته أن " العلمانية هي الحل " وقرر المسلمون بشكل مطلق أن " الإسلام هو الحل " وقررت إسرائيل أن " التلمود هو الحل " أفلا تدخل العلمانية هنا طرفاً جديداً فيما يسميه " صراع المطلقات "، وبالتالي فإن أية رؤية تُطرح على أنها الحل هي بنظر أصحابها مطلق على الآخرين أن يرضخوا لها، وهكذا فإنه لا خلاص من المطلق، ولا بد من مطلق واحد تذعن له كل الأطراف المعارضة ([14]).
ونتساءل مرة أخرى: هل حربنا مع إسرائيل هي حرب مطلقات؟ في الواقع لا، لأننا نحن لا نحارب إسرائيل لندخلها في مطلقنا الإسلامي، وإسرائيل لا تحاربنا لتدخلنا في مطلقها اليهودي، نحن نريد أن نستعيد أراضينا المغتصبة – في إطار وعود ومؤامرات دبرت – على مرأى ومسمع من كل العالم، ونريد أن يعود الشعب المشرد الطريد في كل بقاع العالم إلى أرضه ودياره، ويريد الشعب المضطهد المقموع أن يتخلص من الاضطهاد والقمع، ويتمتع بحريته وكرامته واستقلاله، فأين المطلقات في هذا الصراع؟ وإذا كانت حربنا مع إسرائيل حرب مطلقات فإن هذا يعني أنه لا يوجد خلاف بين شخصين في محكمة إلا ويمكن تسميته أيضاً " صراع مطلقات "، وأن الإنسان الذي يأتي ليغتصب منزل مراد وهبة أو يعتدي على أسرته أو حتى على حياته، على مراد وهبة ألا يدافع عن نفسه - طبقاً لعلمانيته أو لنسبيته - حتى لا يدخل في صراع المطلقات.
ولكن الأمر المستغرب في هذا العصر عصر الغرائب أن الضحية التي تُذبح وتُخنق هي التي توصم بالعنف والإرهاب والعدوان، أما الجاني فهو داعية الحرية والديمقراطية ورافع لواء التحضر، وراعي السلام!!
أرأيت لو أن شخصاً قام يخنق شخصاً آخر، وبالطبع فإن المخنوق سوف يدافع عن نفسه بأظافره وأسنانه، وربما يتسبب في بعض ال [15] خدوش التي تلحق خانقه،أرأيت لو أن الجاني قام بعد أن يفرغ من ضحيته وعقد مؤتمراً رام فيه أن يقنع الناس بأن الضحية كان إرهابياً عنيفاً عدوانياً، لماذا؟ بسبب هذه الخدوش والجروح التي لحقت به!!. أليس هذه مهزلة!!؟ إن هذا ما يحدث اليوم في غابة البشر، ولكن لا عليك فنحن في عصر المهازل!.
نحن أمة تُذبح وتُباد وتُخنق وبدلاً من أن يتصايح أبناؤها للجهاد، وينفروا خفافاً وثقالاً بأموالهم وأنفسهم، تجد دور النشر ومؤتمرات الحوار ورهط كبير من الباحثين يدعون إلى اللاعنف، واللاإرهاب، واللاعدوان!! رضي الله عن سعد بن معاذ!!.
د. أحمد إدريس الطعان- كلية الشريعة – جامعة دمشق
بريد إلكتروني: ahmad_altan@maktoob.com
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) سلامة موسى " اليوم والغد " ص 239.
([2]) السابق: ص 58 - 63.
([3]) السابق: ص 257.
([4]) انظر: السابق ص 229 - 231.
([5]) انظر: د. طارق حجي " الثقافة أولاً وأخيراً " ص 111.
([6]) انظر: د. طارق حجي " الثقافة أولاً وأخيراً " ص 25. ملاحظة: قد تكون هذه الدولة هي التي دعا إليها القذافي تحت اسم "إسراطين ".
([7]) انظر: د. مراد وهبة " ملاك الحقيقة المطلقة " ص 366.
([8]) السابق ص 29.
([9]) انظر: " السابق " ص 353.
([10]) علي حرب " نقد النص " ص 22.
([11]) انظر: السابق ص 23.
([12]) انظر: " السابق " ص 366.
([13]) إن كلمة إرهاب في القرآن ذات مدلول إيجابي وهو الردع) وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ((الأنفال:60) عندما يكون الإرهاب من أجل الدفاع عن الحق أو الحصول عليه فنعم الإرهاب هو. ولكن الكلمة شُحنت بمعاني سلبية دموية تتبادر إلى الأذهان بسبب الترويج الإعلامي الغربي والعربي المستمر والمتكرر.
([14]) لقد تجلى ذلك فيما آلت إليه العلمانية في أبرز صورها وذلك في الغطرسة الأمريكية التي كشرت عن أنيابها بكل صراحة في غزو العراق ورفضت الإذعان لمقررات الأمم المتحدة التي هم واضعوها ولكنها لم تعد تخدم مصالحهم فأصبحت الرؤية الأمريكية اليوم هي المطلق الذي يجب على كل الآخرين الإذعان له وإلا واجهوا الموت تحت وابل القنابل الذكية. وهكذا لم تجد العلمانية مفراً من المطلق.(/)
هل تحتمل هذه الآية ... هذا المعنى؟
ـ[عماد الدين]ــــــــ[21 Mar 2006, 11:25 ص]ـ
يقول الحق تبارك وتعالى في سورة البقرة:
(وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل ... )
كتب التفاسير أوردت معنى (تولى) أي ذهب أو أدبر عنك أو فارقك .. (على الأقل كتب التفاسير التي لدي) .. ولكن تبادر لذهني معنى آخر بعدما رأيت من أحداث (في العراق مثلا) أن هناك أناسا تنطبق عليهم الآية التي تسبق الآية التي ذكرت (ويشهد الله على ما في قلبه) .. ولكنه إذا أعطي الولاية (تولى) وحكم أخذ يفتك بالآخرين قتلا وتعذيبا وهدما حتى لبيوت الله عز وجل.
السؤال: هل يكون هذا المعنى صحيحا؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[21 Mar 2006, 04:32 م]ـ
أخي الكريم:
المعنى الذي خطر ببالك لا حرج فيه فقد قال السلف به ....
قال أبو السعود:
وإذا تولى أي من مجلسك وقيل إذا صار والياسعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل.
قال النسفي:
أو إذا كان واليا فعل ما يفعله ولاة السوء من الفساد فى الأرض باهلاك الحرث والنسل وقيل يظهر الظلم حتى يمنع الله بشؤم ظلمه القطر فيهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد.
ولخص الشوكاني:
{وإذا تولى} أي أدبر وذهب عنك يا محمد وقيل: إنه بمعنى ضل وغضب وقيل: إنه بمعنى الولاية: أي إذا كان واليا فعل ما يفعله ولاة السوء من الفساد في الأرض والسعي المذكور يحتمل أن يكون المراد به العمل في الفساد وإن لم يكن فيه سعي بالقدمين كالتدبير على المسلمين بما يضرهم وأعمال الحيل عليهم وكل عمل يعمله الإنسان بجوارحه أو حواسه يقال له سعي وهذا هو الظاهر من هذه الآية.
بل إن تفسير تولى بمعنى الولاية قديم جدا فقد ذكره الضحاك ومجاهد كما نقرأ في تفسير البغوي:
قال الضحاك: {وإذا تولى} أي ملك الأمر وصار واليا {سعى في الأرض} قال مجاهد: في قوله عز وجل {وإذا تولى سعى في الأرض} قال إذا ولي فعمل بالعدوان والظلم أمسك الله المطر وأهلك الحرث والنسل {والله لا يحب الفساد} أي لا يرضى بالفساد قال سعيد بن المسيب: قطع الدرهم من الفساد في الأرض.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 Mar 2006, 07:14 م]ـ
السلام عليكم
قد يكون سبب نزول الآية مرجحا لمعنى الإدبار والذهاب
قال الواحدي في " أسباب نزول القرآن" (قال السدي نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي، وهو حليف بني زهرة أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فأظهر له الإسلام وأعجب النبي صلى الله عليه وسلم ذلك منه، وقال: إنما جئت أريد الإسلام، والله يعلم إني لصادق، وذلك قوله ويشهد الله على في قلبه ثم خرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمر بزرع لقوم من المسلمين وحمر، فأحرق الزرع وعقر الحمر فأنزل الله تعالى فيه (وَإِذا تَوَلَّى سَعى في الأَرضِ لِيُفسِدَ فيها وَيُهلِكَ الحَرثَ وَالنَسلَ).
فسبب النزول هذا من مرجحات المعنى الذي يفيد بأنّ تولّى هي أدبر وذهب
ـ[منصور مهران]ــــــــ[21 Mar 2006, 07:41 م]ـ
علماء الأصول اتفقوا على: أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، اتساعا للمعنى وشمولا للحوادث المتعاقبة على مدى الزمن حتى لا يجمد المعنى عند حد واحد فيصطدم بما يطرأ على أحوال الناس، وبالله التوفيق.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[21 Mar 2006, 08:11 م]ـ
و قالوا أيضا إن أسباب النزول قد تفيد في تفسير الآيات، و لا تفيد تخصيصها بما نزلت فيه،
و لما كانت العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب،
لأن العموم مناسب لخلود الشريعة و صلاحها لكل زمان،
كان معنى " تولى " - في قوله تعالى: {(وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل} -: الولاية للأمر و الإفساد فيه أرجح.
و العلم عند الله
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 Mar 2006, 09:58 م]ـ
السلام عليكم
أعرف تماما أنّ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب--ولم أقل بغير هذا---فكلا التفسيرين آخذان بالقاعدة
فإذا قلنا تولّى بمعنى أدبر وذهب فنحن لا نتحدث عن الحادثة المعينة ولا عن الشخص المعيّن الذي تناولته أحداث القصة
وكذلك إذا قلنا تولّى بمعنى تولّى السلطة فنحن لا نتكلم عن الحادثة ولا عن الشخص المعين
أمّا بالنسبة لتفسير هذه الآيات بالذات فإنّه من الأرجح أنّ المعنى ليس تولي السلطة
لسببين
# السياق لا يحتمل المعنى--قال تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ)
فلا يستقيم أن يكون المعنى --"من النّاس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا فإذا تولّى السلطة أفسد"
إنما يستقيم القول بأن يعجبك قوله الذي يقوله أمامك ثم إذا ذهب وأدبر تصرف تصرفات مفسدة تعاكس ما قال أمامك من أقوال
تناسب واضح بين أن يكون قوله أمامك فيه خير وبين أن تكون تصرفاته عندما يتركك فيها فساد
ولا تناسب بين أن يقول أمامك أقوالا فيها خير ثم إذا تولى السلطة أفسد--
-ونسبة من يتولّون السلطة قليلة جدا ليفرد لها السياق هذا المعنى---ربما يكون معنى مقصودا بعد استفراغ كافة المعاني--أي هو من ضمن المعاني لا أرجحها
# ثمّ وأرجو أن تسعفني اللغة فلم أر استخداما لتولّى بمعنى تولّى السلطة بدون تعدية إلى مفعول به وهو الأمر أو السلطة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عماد الدين]ــــــــ[22 Mar 2006, 07:44 ص]ـ
أشكر الإخوة جميعا على جهودهم ومشاركاتهم ..
ولي سؤال للأخ (جمال) عن قوله: (فلا يستقيم أن يكون المعنى --"من النّاس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا فإذا تولّى السلطة أفسد")
السؤال: لماذ ترى ذلك؟ فقد يحدث كثيرا أن أناسا يقولون قولا يعجب الناس ويمنوهم بفعل الخير (كما في الحملات الانتخابية مثلا) وعندما يمسكون السلطة والحكم يهلكون الحرث والنسل .. ؟
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[22 Mar 2006, 10:22 ص]ـ
السلام عليكم
حيث أن الخلاف حول المعنى اللغوي لكلمة (تولى). فنرجع إلى القاموس، أي إلى لسان العرب، جاء في لسان العرب:
والتولي يكون بمعنى الإعراض ويكون بمعنى الاتباع، قال الله تعالى: {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم، أي إن تعرضوا عن الإسلام. وقوله تعالى: ومن يتولاهم منكم فإنه منهم}، معناه من يتبعهم وينصرهم. وتوليت الأمر توليا إذا وليته، قال الله تعالى: {والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم}، أي ولي وزر الإفك وإشاعته.
وعليه نرى أن لفظة (تولى) حمّالة لأوجه من المعاني، وهي: الإتباع، والإعراض، والوزر. وغيرها.وهذا ما أثبته قدماءالمفسرين.
جاء في زاد المسير في علم التفسير. لأبن الجوزي:
قوله تعالى: {وإِذا تولى}. فيه أربعة أقوال. أحدها: أنه بمعنى: غضب، روي عن ابن عباس، وابن جريج. والثاني: أنه الانصراف عن القول الذي قاله، قاله الحسن. والثالث: أنه من الولاية، فتقديره: إذا صار والياً، قاله مجاهد والضحاك. والرابع: أنه الانصراف بالبدن، قاله مقاتل وابن قتيبة.
. انتهى.
فكيف نستطيع حمل معنى دون آخر، وهذا ليس جوابا للأخ السائل، لآن سؤاله كان حول إحتمال تضمن كلمة (تولى) لمعنى الولاية، وهو إن جردنا الآية عن سياقها، فمقبول، ولكنه ضعيف، وإن قال به القدماء، والكثير ممن تبعهم.
والسبب كما قلت آنفا هو أن كلمة (تولى) من المشترك.
وعليه فقد وردت بالعديد من الآيات القرآنية. وأورد بعضها للمثال لا الحصر:
قال تعالى:
{فَمَنْ تَوَلَّى? بَعْدَ ذ?لِكَ فَأُوْلَـ?ئِكَ هُمُ ?لْفَاسِقُونَ} (آل عمران -82).
{مَّنْ يُطِعِ ?لرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ ?للَّهَ وَمَن تَوَلَّى? فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً} (النساء -115).
{فَتَوَلَّى? عَنْهُمْ وَقَالَ يَاقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي ..... } (الأعراف - 79).
{وَتَوَلَّى? عَنْهُمْ وَقَالَ يَ?أَسَفَى? عَلَى يُوسُفَ} (يوسف - 84).
{فَسَقَى? لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى? إِلَى ?لظِّلِّ} (القصص - 24).
{فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى? عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ ?لْحَيَاةَ ?لدُّنْيَا} (النجم - 29).
والذي يكاد يطرد في القرآن لمعنى كلمى (تولى) هو الإعراض، أو التولي من الموالاة.
وإن كان هذا ليس شرطا في إلزامها معنى دون غيره. ولا تحميلها معنى الإعراض في الآية موضع الخلاف.
إلا أن ما أوردته كان لتبيين أنه من الخطأ، حين البحث في هذه الآية الركون إلى المعنى اللغوي وحسب، لأن في ذلك تحيير لمُتَلَقِي التفسير، حيث لا يستطيع حمل رأي دون آخر، هذا فضلا عن المفسرين. وهذا ما حصل.
فكان لا بد من اللجوء إما إلى أسباب النزول، وقد كفيتمونا إياها، أو القول بالعموم وقد ذكرتموه، وبالنسبة للعموم،فهو وجه مقبول وذلك لأن القرآن لكل زمان ومكان، فينطبق على كل من تولى واعرض عن الحق.
وهنا كما ترى لا نستطيع حتى الآن أن نميل مع أحد الآراء.
أما وعن تحميل (تولى) معنى الولاية فهو هنا ما أُضعِّفهُ، وإن كان من عموم لفظها، أن الحاكم المتولي لزمام الأمور قد يتولى عن الحق، وقد لا يتولى عن الحق،ولكنه يبقى متوليا أمور المسلمين.
وهنا لم يبق إلا سبيل واحد نفهم به مراد الله عز وجل من هذه الآية، وهو السياق، السياق القرآني.
قال تعالى:
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207)} البقرة.
إذن، السياق القرآني يبين لنا بوضوح التمايز بين فريقين من الناس، فريق منافق يخاصم الله، ويقطع الطريق، ويفسد، ويهلك .... الخ.
وفريق مؤمن يبيع نفسه لله ابتغاء مرضاته.
وهنا يظهر المعنى المقصود، بكل وضوح ويسر.
بإنه الإعراض عن الرسول بالبدن والقلب. أي على الحقيقة، والمجاز.
أما عن الولاية، واحتمال كونها تدخل تحت هذه الآية، وإن كان المفسرين القدماء قد قالوا بهذا، فهو مما يُعد من آرائهم، وليس هو مما تنزل الوحي به على محمد صلى الله عليه وسلم. وهو كما أسلفت وجه ضعيف.
ونحن إذ ننظر في آرائهم، نقوم بمحاكمتها تبعاً لللغة والسياق وأسباب النزول، ثم نتخير الوجه الأقرب، وهذا ليس قدحا فيهم، بل هم مأجورون، وإنما ترجيح تفسير على تفسير وذاك من معين علمهم، وسابق فضلهم، ليس إلا.
وما لنا نحن سوى أن نقتبس من هذا القِمَطْرِ الثمين، درر العلم المكنون.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[22 Mar 2006, 08:53 م]ـ
* الفعل " تولى " يحتمل المعنيين، كما قال كثير من المفسرين، قال الإمام البيضاوي (ت 685 هـ) في تفسيره " أنوار التنزيل وأسرار التأويل ":
- قوله تعالى:
{وَإِذَا تَوَلَّى? سَعَى? فِي ?لأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ ?لْحَرْثَ وَ?لنَّسْلَ وَ?للَّهُ لاَ يُحِبُّ ?لفَسَادَ}
قال:
({وَإِذَا تَوَلَّى?}: أدبر وانصرف عنك. وقيل: إذا غلب وصار والياً. {سَعَى? فِى ?لأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ ?لْحَرْثَ وَ?لنَّسْلَ} كما فعله الأخنس بثقيف إذ بيتهم وأحرق زروعهم وأهلك مواشيهم، أو كما يفعله ولاة السوء بالقتل والإِتلاف، أو بالظلم حتى يمنع الله بشؤمه القطر فيهلك الحرث والنسل. {وَ?للَّهُ لاَ يُحِبُّ ?لْفَسَادَ} لا يرتضيه فاحذروا غضبه عليه). انتهى النقل.
- و ما دام الاحتمالان واردين، فيؤخذ بأحدهما في الحال و المحل المناسبين لمعناه.
ـ[ابو العزايم عبد الحميد]ــــــــ[24 Mar 2006, 01:30 ص]ـ
خاطرة ولا اقول في القران برأي اقول والله اعلم كما هو واضح من اطراد هذا اللفظ (تولى) في القران انه اذا تعدى لمفعول يكون بمعنى الولاية مثل تولى كبره واذا لم يتعدى لمفعول يكون بمعنى أدبر وذهب عنك وذهابه بعيدا عن جماعة المؤمنين لابد ان يفسد ويهلك الحرث والنسل سواء كان حاكما ام محكوما فهو في حالاته مفسد ولايتوقف الفساد على كونه واليا وهذا اعم واشمل واقرب الى الواقع فكثيرون هم المفسدون اذا تركوا وشأنهم وربما يكون في الاية اشارة الى التخويف من ترك هؤلاء وتعقبهم في اي موقع وحالة يكونون عليها والله اعلم(/)
سؤال حول المصحف المزعوم المنسوب لفاطمة بنت رسول الله رضي الله عنها.
ـ[أم معاذ]ــــــــ[21 Mar 2006, 01:58 م]ـ
أود أن أسأل عن بعض كتب الرافضة التي تتحدث عن مصحف فاطمة رضي الله عنها
وقد بحثت عن هذه الكتب فلم أجدها أرجو ممن يعلم عن أماكن وجودها أن يرشدني إليها ومن هذه الكتب:
1ـ أصول الكافي للكليني.
2ـ بصائر الدرجات.
3ـ بحار الأنوار للمجلسي.
4ـ شواهد التنزيل لـ عبد الله الحسكاني.
5ـ فرائد السمطين للحموئي
وهل كتاب أصول الكافي مترجم إلى العربية.
ـ[أم معاذ]ــــــــ[23 Mar 2006, 04:06 م]ـ
لا يوجد أحد عنده علم بهذه الكتب؟
أفيدوني فأنا في أمس الحاجة لها
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[23 Mar 2006, 10:59 م]ـ
السلام عليكم
هناك مواقع للرافضة تفيدك
لكن هل حقا تحتاجين لكل هذه الكتب؟
سبحان الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Mar 2006, 04:42 ص]ـ
رأيت بعض الباحثين يخلط بين المصحف الذي يزعم الرافضة أنه كتبه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأملاه عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، وبين ما يسمونه مصحف فاطمة الزهراء رضي الله عنها، الذي يزعمون أنه أملاه جبريل عليه السلام على فاطمة رضي الله عنها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكتبه علي بن أبي طالب عنها بإملاء فاطمة له.
وقد أورد الكليني في كتابه الكافي ثمانية آثار عن الأئمة المعصومين – عندهم – تشير صراحةً إلى مصحف فاطمة، وكيف كان جبريل عليه السلام يأتيها، ويوحي إليها به وعلي يكتب، وأن فيه علم ما يكون إلى يوم القيامة.
ومن هذه الآثار ما يرويه الكليني عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام قال: (وإن عندنا لمصحف فاطمة (ع)، وما يدريهم ما مصحف فاطمة (ع)؟ قال: قلت وما مصحف فاطمة؟
قال: مصحف فاطمة فيه مثل قرآنكم ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد. قال: قلت هذا والله هو العلمُ). [الكافي للكليني 1/ 238]. وهذا ليس بمستحيل عند بعض علماء الشيعة الإمامية؛ لأن العقل عندهم لا يمنع من نزول الوحي على الأئمة.
وقد ذكر الخميني مصحف فاطمة هذا في كلمة ألقاها بمناسبة عيد المرأة في إيران يوم الأحد 2/ 3/1986م، وأذاعتها الإذاعة الإيرانية بصوته، ومما قال فيها ما نصه: (إن فاطمة الزهراء كانت بعد وفاة والدها خمسة وسبعين يوماً، قضتها حزينة كئيبة، وكان جبريل الأمين يأتي إليها لتعزيتها، وإبلاغها بالأمور التي ستقع في المستقبل، ويتضح من الرواية – أي التي ذكرها الكليني بهذا المعنى في الكافي – بأن جبريل خلال الخمسة والسبعين يوماً كان يتردد كثيراً عليها، ولا أعتقد بأن رواية كهذه الرواية وردت بحق أحد باستثناء الأنبياء العظام، وكان الإمام علي يكتب هذه الأمور التي تنقل إليها من قبل جبريل، ومن المحتمل أن تكون قضايا إيران من الأمور التي نقلت إليها، ولا نعرف من الممكن أن يكون ذلك أي أن الإمام علي كان كاتب وحي، مثلما كاتب وحي رسول الله صلى الله عليه وسلم ... إلى أن قال: إن هذه الفضيلة لم يحظ بها أحد من بعد الأنبياء غير فاطمة الزهراء).
وقد كنت اشتريت كتاباً يبحث في مصحف فاطمة والروايات التي وردت فيه، وهو لمؤلف شيعي متعصب، ولكنني فقدت هذا الكتاب منذ زمن، ونسيت أين ذهبت به الأيام، وكنت اشتريته من معرض للكتاب في بيروت قبل عشر سنوات تقريباً من مكتبة المفيد، واشتريت معه أقراص ليزر بها معظم تفاسير الرافضة، وهذا القرص عهدي به قريب بين أقراص الليزر التي عندي، وقد بحثت عنه قبل كتابة هذه المشاركة فلم أجده، ولعلي أجده وأنظر في التفاسير التي فيه لعله يكون منها الكتب التي سألتِ عنها إن شاء الله، وهذا القرص نسخته لكثير من الزملاء قديماً ووزعته عليهم للفائدة، فليس من النوادر، ثم جاءت الانترنت بعد ذلك فنسخت ما قبلها، حيث تحتوي الآن على معظم تفاسير الرافضة والله المستعان.
وأما الكتب التي سألت عنها فأعرف منها:
- كتاب أصول الكافي للكليني اسمه: الأصول من الكافي، ليعقوب الكليني، له طبعات منها طبعة دار الكتب الإسلامية بطهران، الطبعة الأولى 1388هـ. وهو مطبوع بالعربية.
- بحار الأنوار للمجلسي، كتاب كبير له طبعة منشورة متداولة في مائة وعشرة مجلدات، ويوجد على سيدي روم، وموجود على الانترنت أيضاً.
وقد بعثت لك على بريدك الخاص عدداً من الروابط التي بها بحوث حول مصحف فاطمة، والكتب التي سألتِ عنها على الانترنت، ولو سألتِ Google (http://www.google.com.sa/) لأجابك بالعجب العجاب حول مصحف فاطمة. فقط اكتبي "مصحف فاطمة".
وهناك بحث قيم للدكتور زيد عمر عبدالله عنوانه (أضواء على سلامة المصحف الشريف من النقص والتحريف) وقد نشره مركز البحوث بكلية التربية بجامعة الملك سعود عام 1414هـ، وفيه كلام قيم مختصر عن مصحف فاطمة، وما يزعمه الرافضة من التحريف في القرآن الكريم، وقد نقلت منه ما كتبته في هذه المشاركة عن مصحف فاطمة، وما قاله الخميني عنه.
هذا ما لدي في هذه العجالة، ولعل الإخوة يتفضلون بكتابة ما لديهم، وأنا كتبت ما كتبت هنا وأنا أتوقع أن أم معاذ إحدى الباحثات في الموضوع، وليست مجرد قارئة، حيث ظهر لي ذلك من خلال السؤال، وأرجو أن يكون ظني في محله، ولعل أخي الكريم عاصم القارئ كتب ما كتب لظنه بأنها مجرد قارئة تريد الاطلاع على هذه الكتب، ويرى أن صرف الوقت في غيرها أولى وهذا من حرصه وفقه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[24 Mar 2006, 05:40 ص]ـ
معلومات قيمة أشكرك عليها حول مصحف فاطمة، وكنت أظنه فعلاً مصحف علي وسمي مصحف فاطمة لأنها هي التي حفظته فقط. زادكم الله من فضله. وأحب أن أشير إلى كتاب مطبوع بعنوان موقف الرافضة من القرآن لباحث أندونيسي نسيت اسمه، وهو في مجلد وأظن رسالة علمية ماجستير أو دكتوراه. لعل الأخت أم معاذ تستفيد منه في هذه المسألة إن كان تعرض لها، إن لم يكن هذا الكتاب بين يديها.
ـ[أم معاذ]ــــــــ[24 Mar 2006, 10:59 ص]ـ
جزاك الله كل خير يا شيخنا عبد الرحمن وجعل عملك خالصا لوجه الله وأشكر أيضا الأخ فهد الناصر والجنيد الله.
وقد أحسنت ياشيخ في ظنك فلدي بحث في هذا الموضوع وسأفيدكم بالمزيد عند انتهائي منه بمشيئة الله تعالى.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Mar 2006, 01:14 م]ـ
الحمد لله، ونرجو لك وللجميع التوفيق والسداد. وفي انتظار نتائج البحث إن شاء الله.
ـ[الكشاف]ــــــــ[13 Apr 2006, 05:28 م]ـ
إن لم أكن واهماً فكتاب (شواهد التنزيل لـ عبد الله الحسكاني) الذي سألت عنه الأخت أم معاذ هو شرح للشواهد الشعرية التي وردت في تفسير الطوسي (التبيان في تفسير القرآن). والله أعلم، وهو مطبوع في مجلدين.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[15 Apr 2006, 12:45 م]ـ
سألت كثيرا ممن أختلط بشيعة العراق عن ذلك المصحف المزعوم فلم يجب أحد بمعرفته والجميع ان الشيعة ليس عندهم الا المصحف الذي بين ايدينا. ولكن مع البحث في صفحات الشبكة عن موضوع آخر وجدت امر عارضا ادهشني.وازال حيرة بشأن المصحف المزعوم. اليكم بعض هذه الفقرات كما هي مع المراجع التي تذكرها الصفحات لمصدر كلامهم:
و رَوى المُحَدِّث الكُليني بأسناده عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السَّلام) يَقُولُ: " إِنَّ عِنْدِي الْجَفْرَ الْأَبْيَضَ ".
قَالَ: قُلْتُ فَأَيُّ شَيْ ءٍ فِيهِ؟
قَالَ: " زَبُورُ دَاوُدَ وَ تَوْرَاةُ مُوسَى وَ إِنْجِيلُ عِيسَى وَ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ (عليه السَّلام) وَ الْحَلَالُ وَ الْحَرَامُ وَ مُصْحَفُ فَاطِمَةَ، مَا أَزْعُمُ أَنَّ فِيهِ قُرْآناً وَ فِيهِ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْنَا وَ لَا نَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ حَتَّى فِيهِ الْجَلْدَةُ وَ نِصْفُ الْجَلْدَةِ وَ رُبُعُ الْجَلْدَةِ وَ أَرْشُ الْخَدْشِ "الكافي: 1/ 240، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني، المُلَقَّب بثقة الإسلام، المتوفى سنة: 329 هجرية، طبعة دار الكتب الإسلامية، سنة: 1365 هجرية / شمسية، طهران / إيران.
و رُوي عن علي بن سعد في حديث قال فيه: " ... و أما قوله في الجفر فإنما هو جلد ثور مذبوح كالجُراب، فيه كتب و علم ما يحتاج الناس إليه إلى يوم القيامة من حلال و حرام إملاء رسول الله (صلَّى الله عليه و آله) و خطه علي (عليه السَّلام) بيده و فيه مصحف فاطمة، ما فيه آية من القرآن، و إن عندي خاتم رسول الله (صلَّى الله عليه و آله) و درعه و سيفه و لواءه و عندي الجفر على رغم أنف من زعم " بصائر الدرجات: 156.
ويزعموا ان هذه الكتب هي مختصة بأئمة آل البيت وحدهم لا يطلع عليها غيرهم.
وهذا ما ازال شكي عن اعتقادهم بوجود المصحف عندما كنا نجدهم يطبعوا نفس مصاحفنا في طهران. فمصحف فاطمة عندهم من اختصاص المعصومين عندهم وليس فيه آية من القرآن ووجدت أحدهم يقول انه وحي جبريل لفاطمة رضي الله عنها.
ـ[أم معاذ]ــــــــ[15 Apr 2006, 05:53 م]ـ
أشكر جميع من تفاعل مع الموضوع وساهم في الكتابة فيه.
إن ما توصلت إليه إلى الآن أن هذا المصحف المنسوب إلى فاطمة يقول عنه الرافضة: إنه مع الإمام المنتظر، وعند خروجه من السرداب سيظهره لهم , ويروون في ذلك روايات ينسبونها إلى الإمام جعفر الصادق، حيث يقولون: قال الإمام جعفر الصادق: تعبدوا بهذا القرآن حتى يظهر الإمام من أبناءنا فيظهر لكم مصحف فاطمة.
وقد وقفت على كثير من كتابات الرافضة المعاصرين ينكرون أن يكون مصحف فاطمة قرآنا , ويقول فضيلة الشيخ سفر الحوالي: إنهم إنما ينكرون ذلك تقية.
هذا ما أردت إيضاحه على عجالة لأني ما زلت في إعداده , أسأل الله التوفيق والإعانة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 May 2006, 08:12 ص]ـ
يمكن الاستفادة من كتاب: (إمامة الشيعة توجب الاعتقاد بتحريف القرآن) لعبدالملك بن عبدالرحمن الشافعي. الناشر مكتبة الرضوان - 1426هـ , موضوع اعتقاد الشيعة بتحريف القرآن موضوع يستحق أن يفرد بمشاركة، يلفت فيها النظر إلى أمور مهمة، وبحوثٍ معاصرة ذهب أصحابها إلى عدم صحة ما ينسب للشيعة في ذلك.
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[23 May 2006, 12:28 ص]ـ
عند اعداد رسالتي للدكتوراه عن اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر حصلت على عدد كبير من كتب الرافضة والاباضية وغلاة الصوفية وبعض الملاحدة ثم حصلت على السي دي لكتب الرافضة خاصة في التفسير والعقيدة والكتب التي ذكرتها ام معاذ وكتب أخرى اعتقد انها في سي دي واحد موجود لدي والاولى عدم نشره الا للباحثين والمختصين وفقها الله واعانها في الذب عن حمى الدين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم معاذ]ــــــــ[29 Jun 2006, 05:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية أشكر الله تعالى على منه وفضله وما يسره لي من بحث هذا الموضوع ثانيا أشكر كل من أسدى إليّ معروفا بالدلالة على الكتب والمراجع وأخص بالذكر شيخنا الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري فلكم منا جزيل الشكر والدعاء.
أود في البداية قبل أن أنشر هذا البحث البسيط أن أبين عدة أمور:
أولا: اقتصرت على بيان عقيدة الشيعة في مصحف فاطمة, ونقلت ذلك من كتبهم أو مقالات لهم دون أن أعلق على شئ من ذلك هنا.
ثانيا: أضربت عن ذكر بعض المراجع لأسباب معينة.
ثالثا: هذا الاعتقاد إنما هو اعتقاد الإمامية الاثنا عشرية , ومعلوم كفرهم وقد حكم عليهم بهذا كثير من العلماء, ومما يؤسف له ما نشاهده من تساهل بعض المتخصصين ـ لا أقصد العامة ـ في الحكم على كفرهم وضلالهم, ومن أراد الاستزادة ومعرفة ضلالهم فعليه بمراجعة كتب العقيدة كذلك هناك مجموعة أشرطة للشيخ ممدوح الحربي بعنوان سلسلة فرق الشيعة من إصدار دار التوحيد وأنصح بسماعها.
أما خلاصة اعتقادهم بهذا المصحف فهي كالتالي:
الروايات التي يحتج بها الرافضة في إثبات وجود مصحف فاطمة والرد عليها:
1.عن أبي عبيدة عن أبي عبد اللّه: ( ... أن فاطمة مكثت بعد رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم خمسة وسبعين يوما, وكان دخلها حزن شديد على أبيها, وكان جبريل عليه السلام يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها, ويطيب نفسها, ويخبرها عن أبيها ومكانه، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها, وكان علي عليه السلام يكتب ذلك، فهذا مصحف فاطمة سلام الله عليها). أصول الكافي 1/ 241 , بحار الأنوار 26/ 41
2.عن حماد بن عثمان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (إن الله تعالى لمّا قبض نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم دخل على فاطمة من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلاّ الله عز وجل، فأرسل الله إليها ملكاً يسلّي غمّها ويحدثها، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي فأعلمته بذلك، فجعل أمير المؤمنين عليه السلام يكتب كلّما سمع حتّى أثبت من ذلك مصحفاً، قال: ثم قال: أما إنه ليس فيه شيء من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون). أصول الكافي 1/ 240
3.عن أبي حمزة أن أبا عبد اللّه قال: (مصحف فاطمة ما فيه شيء من كتاب اللّه وإنما هو شيء ألقي إليها بعد موت أبيها صلوات اللّه عليهما). بحار الأنوار 26/ 48 , بصائر الدرجات ص159
4.عن عنسبة بن مصعب عن أبي عبد اللّه: ( .. ومصحف فاطمة، أما واللّه ما أزعم أنه قرآن). بحار الأنوار26/ 45 , بصائر الدرجات ص154
5.عن الحسين بن أبي العلاء قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول: (إن عندي .. ومصحف فاطمة ما أزعم أن فيه قرآنا). بحار الأنوار 26/ 37 , بصائر الدرجات ص150
6.عن محمد بن عبد الملك عن أبي عبد اللّه: ( .. وعندنا مصحف فاطمة سلام الله عليها أما واللّه ما هو بالقرآن). بحار الأنوار 26/ 47 , بصائر الدرجات ص151
7.عن علي بن سعيد عن أبي عبد اللّه عليه: ( ... وفيه مصحف فاطمة ما فيه آية من القرآن). بحار الأنوار 43/ 26ـ 47/ 272 , بصائر الدرجات ص156
8.عن علي بن أبي حمزة عن الكاظم قال: (عندي مصحف فاطمة، ليس فيه شيء من القرآن). بحار الأنوار 26/ 45 , بصائر الدرجات ص154
9.عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه أنه قال: ( .. وإن عندنا لمصحف فاطمة سلام الله عليها، وما يدريهم ما مصحف فاطمة سلام الله عليها)؟ قال، قلت: وما مصحف فاطمة سلام الله عليها؟ قال: (مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، واللّه ما فيه من قرآنكم حرف واحد). أصول الكافي 1/ 239/ بحار الأنوار 26/ 39 , بصائر الدرجات ص152
ويعلِّق محب الدين الخطيب على الرواية الأخيرة بقوله: أبو بصير مخترع هذه الأكذوبة هو ليث بن البختري, وقد اعترف علماء الإمامية بأنه مطعون في دينه لكنهم قالوا: إنه ثقة والطعن في دينه لا يوجب الطعن, وقال علماؤهم في الجرح والتعديل: كان الإمام جعفر الصادق يتضجر من أبي بصير ليث بن البختري ويتبرم. انظر قول المحقق على مختصر التحفة الإثنى عشرية ص115
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تصدى فضيلة الشيخ أبوالفضل ابن الرضا البرقعي للرد على الرافضة من خلال نقضه لكتاب الكليني ومما قاله في هذا الموضوع: "أشكر الله أن الرواة الكذابين جعلوا علم الإمام من الأمور المذكورة في هذا الباب هنا ـ يعني من مصحف فاطمة ومن الصحف الأخرى من الجفر والجامعة ـ وهذا تكذيب ضمني للأخبار الواردة في الأبواب الأخرى التي قالت بأن علم الإمام بالإلهام أو بالوحي أو بالوراثة, وإن كان الرواة لم ينتبهوا إلى ذلك لشدة جهلهم مع أن رواة هذا الباب إما مجهولو الحال كعبد الله الوضاع أو الشاك في الدين كأحمد بن محمد البرقي أو كعلي بن الحكم راوي سلسلة الحمار وكأحمد بن أبي بشر الواقفي وأمثالهم.
وأما متونها فالحديث رقم 2 يقول: جاء ملك إلى فاطمة رضي الله عنها ليؤنسا وحدثها مع أن الشيخ مفيد ادعى الإجماع بأنه لا يوحى لأحد بعد خاتم الأنبياء, وقال علي في نهج البلاغة في خطبة رقم 131: (ختم به الوحي) ومعنى ختم النبوة يعني قطعت الأخبار من السماء". كسر الصنم أو ما ورد في الكتب المذهبية من الأمور المخالفة للقرآن والعقل ص120
وجود المصحف:
يقول الشيعة: أن مصحف فاطمة بقي عند أئمة أهل البيت يتوارثونه مع بقية الكتب المتضمنة لعلوم الانبياء والرسل الماضين, ولم تنتقل إلى غيرهم ولم تصل إلى شيعتهم.
وقال بعضهم: يعتبر مصحف فاطمة من جملة ودائع الإمامة قال الإمام الرضا وهو يَعُدُّ علامات الإمام المعصوم: " .. ويكون عنده مصحف فاطمة عليها السلام" وبالتالي يقولون: أنه موجود عند الإمام المهدي المنتظر (ـ عجل الله بفرجه ـ كما يدعون) في السرداب.
اضطراب الرافضة فيمن أملى هذا المصحف:
اضطرب الرافضة واختلفوا فيمن أملى مصحف فاطمة, فمنهم من قال بأنه من إملاء الرسول صلى الله عليه وسلم, ومنهم من قال بأنه من إملاء جبريل عليه السلام, وكلٌ يستدل بالروايات التالية:
1.عن علي بن سعيد عن أبي عبد اللّه: ( ... وعندنا واللّه مصحف فاطمة، ما فيه آية من كتاب اللّه وإنه لإملاء رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم وخط علي عليه السلام بيده). بحار الأنوار 26/ 41 , بصائر الدرجات ص153
2.عن محمد بن مسلم عن أحدهما: ( ... وخلفت فاطمة مصحفا ما هو قرآن ولكنه كلام من كلام اللّه أنزل عليها, إملاء رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم وخط علي). بحار الأنوار 26/ 42 , بصائر الدرجات ص155
3.عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد اللّه: ( ... وعندنا مصحف فاطمة سلام الله عليها أما واللّه ما فيه حرف من القرآن، ولكنه إملاء رسول اللّه وخط علي). بحار الأنوار 26/ 48 , بصائر الدرجات ص161
وقد حاول بعض علمائهم الجمع بين هذه الروايات فقالوا: قال العلامة الأمين: والأولى أن يقال إنّهما مصحفان: أحدهما: من إملاء رسول الله صلّي الله عليه وآله وسلّم، وخطّ علي عليه السلام , والآخر: من حديث جبريل عليه السلام.
ويعقب بعد ذلك آية الله الحاج السيد محمد حسين الحسيني الطهراني بقوله: وأنا أقول: ما ضرَّ لو كان مصحفاً واحداً بخطّ علي عليه السلام؟ غاية الأمر أنّ مقداراً منه كان بإملاء الرسول الأكرم في حياته، ومقداراً كان من حديث جبريل بعد مماته. معرفة الإمام 14/ القسم 9
كاتبُ المصحف:
يقول الرافضة: أن المستفاد من الأحاديث الشريفة التي مرَّ ذكرها أنَّ الزهراء، رضي الله عنها، كانت تحسُّ بالملك، وتسمع صوته، ولم تكن تشاهده، فبمجرَّد أن حصل ذلك، شكت إلى أمير المؤمنين عليٍ، رضي الله عنه، حيث لم تكن تتوقَّع هذا الأمر بهذه الصورة المستمرَّة.
وقالوا: ويستفاد أيضاً: أنَّ الذي اكتشف بالفعل أنَّ المُحدِّث مع الزهراء رضي الله عنها هو جبريل الأمين هو أمير المؤمنين عليه السلام كيف وهو الذي كان يلازم رسول الله في جميع حالاته فكان مأنوساً بصوت جبريل، فكان هو صاحب فكرة كتابة المصحف، حيث يسمع صوت جبريل الأمين، فيكتب كلما يسمعه، إلى أن اجتمع في مصحف متكامل، وهو مصحف الزهراء رضي الله عنها.
محتوى المصحف:
يقول الرافضة: إنَّ المصحف يشتمل على أمورٍ كثيرةٍ وهي:
• استيعابه لجميع الحوادث الخطيرة الآتية، خصوصاً ما سيواجه ذريتُها، من المصائب والبلايا، وأيضاً الانتصارات.
(يُتْبَعُ)
(/)
• ويشتمل على أسماء جميع الملوك والحكّام إلى يوم القيامة، ويستدلون بهذه الرواية: (ما من نبي و لا وصي ولا ملك إلا وفي مصحف فاطمة). بحار الأنوار ج47 ص32.
و في الإمامة والتبصرة لابن بابويه القمي: صحيفة فاطمة أو مصحف فاطمة، أو كتاب فاطمة، ورد التعبير بكل ذلك عن كتاب ينسب إليها، كان عند الأئمة وردت فيه أسماء من يملك من الملوك. الإمامة والتبصرة ص12ويحتوي على أمور ترجع إلى شخص رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، وأيضاً يشتمل على وصيتها رضي الله عنها ويستدلون بما يلي: عن ابن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن رجل عن سليمان بن خالد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ( .. فإن فيه وصية فاطمة عليها السلام .. ). بحار الأنوار ج26 ص43
و قال الإمام الصادق: " ... و ليخرجوا مصحف فاطمة فإن فيه وصية فاطمة ". بحار الأنوار 26/ 43
ومن الطبيعي أنَّ الوصيَّة تشتمل على أمورٍ خاصَّة، تتعلَّق بحزنها عليها السلام، وبالمصائب الواردة عليها، من أعدائها, قال الإمام الصادق: " ... و كان جبريل يأتيها فيُحسن عزاءَها على أبيها، و يُطيب نفسها و يخبرها عن أبيها و مكانِه، و يخُبرها بما يكون بعدها في ذريتها ... ". أصول الكافي 1/ 241 , بحار الأنوار 22/ 545
و قال المجلسي: الظاهر من أكثر الأخبار اشتمال مصحفها على الأخبار فقط. بحار الأنوار 26/ 40
• ليس فيه شيء من الحلال والحرام أصلاً، ومن تلك الأحاديث التي استدلوا بها: قال الإمام الصادق: " ... أما إنه ليس فيه شيء من الحلال و الحرام، و لكن فيه علم ما يكون ". أصول الكافي 1/ 240, بحار الأنوار 22/ 44
إنكار بعض الرافضة لمصحف فاطمة:
ينكر بعض الشيعة المعاصرون مصحف فاطمة, لكن هذا موجود في كتبهم ولم يتبرأ منها علمائهم على رؤوس الأشهاد وبين الشيعة أنفسهم, مما يوحي أن هذا الإنكار هو من باب التقية التي يطبقونها مع بعض الفرق الإسلامية الأخرى مثل التظاهر بأداء بعض العبادات علانية ومخالفتها سرا. الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة 1/ 59.
هل مصحف فاطمة هو القرآن عند الرافضة؟
قالوا: إن جعفر الصادق قال: تعبدوا بهذا القرآن حتى يظهر الإمام من أبنائنا, فيظهر لكم مصحف فاطمة.
لكن الرافضة المعاصرين ينكرون أن يكون مصحف فاطمة هو القرآن ويقولون: عندنا الإجماع على أن القرآن كامل ثم يقولون مصحف فاطمة ليس فيه حرف من القرآن, وإنكارهم هذا من باب التقية وإن رجعنا إلى ترجمة عبد الله بن سبأ مؤسس دينهم نجد أن ما قاله الكليني في الكافي هو ما قاله عبد الله بن سبأ من قبل في القرآن وأنه محرف بل عبد الله بن سبأ يقول: إن القرآن الحقيقي هو مصحف علي وهو عشرة أضعاف هذا القرآن فكيف يقولون بأنهم مجمعون على أن القرآن كامل, لكن هناك زيادة عليه. فالتقية دائما يستخدموها ليلبسوا علينا ديننا. محاضرة للشيخ سفر الحوالي في موقعه على الشبكة العالمية.
النتيجة الحقيقية لهذا الاعتقاد الباطل:
لا يمكن أن تكون إلا كما يلي:
1.الاستغناء عن كتاب الله تعالى وهو كفر صراح.
2.اختصاص آل البيت بعلوم ومعارف دون سائر المسلمين، وهو خيانة صريحة تنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، كفر لا شك فيه ولا جدال.
3. تكذيب علي رضي الله عنه في قوله الثابت الصحيح:" لم يخصنا رسول الله آل البيت بشيء" والكذب على عَلي، كالكذب على غيره، حرام لا يحل أبدا.
4.الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من أعظم الذنوب، وأقبحها عند الله، إذ قال عليه الصلاة والسلام: (إن كذبا علي ليس كَكَذِب على أحد، من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار). أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الجنائز باب ما يكره النياحة على الميت 1/ 434 ح1229, وأخرجه مسلم في صحيحه باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم 1/ 10 ح 4
4.الكذب على فاطمة رضي الله عنها، بأن لها مصحفاً خاصاً يعدل القرآن ثلاث مرات، وليس فيه من القرآن حرف واحد.
5.صاحب هذا الاعتقاد لا يمكن أن يكون من المسلمين، أو يُعَد من جماعتهم، وهو يعيش على علوم ومعارف، وهداية ليس للمسلمين منها شيء.
وأخيراً فهل مثل هذا الهراء، الباطل والكذب السخيف، تصح نسبته إلى الإسلام، دين الله الذي لا يقبل الله دينا غيره, قال تعالى: (ومَن يَبْتَغِ غَيْر الإسْلاَمِ ديناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وهُوَ في الآخِرَة منَ الخاسِرين). هذه نصيحتي إلى كل شيعي للشيخ أبو بكر الجزائري ص10
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Jun 2006, 07:52 م]ـ
جزاكِ الله خيراً وبارك فيك يا أم معاذ.
ـ[مسلم السعدون]ــــــــ[05 Jul 2006, 04:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
انا شيعي من العراق اسكن ايران للدراسة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اخواني الاعزاء , يا علماء الامة وملاذها وحصنها المنيع , اني في الوقت الذي يشرفني ان انتمي لهذا الموقع المبارك اسال الله الكريم ان يوفقنا لحماية الاسلام ونصرته.
اخواني نحن في هذا العصر يجب ان يكون بحثنا عن المعاصر والمفيد للامة وما تحتاج اليه لا ان نرجع في البحث الى مسائل قد قد تكون تاريخية ,اهيب بكم روح التفاعل مع الامة وحاضرها لا الاهتمام بشئ او الكتابة بموضوع يناسب القرن الرابع او الثالث. فالنظر ماذا يبحث الازهر والجامعات وما هي النقوص في المسيرة العلمية او الاجتماهية او ... . اعز الله بكم الدين وايانا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. حسن خطاف]ــــــــ[07 Jul 2006, 06:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله بك أخي الدكتور عبد الرحمن الشهري على المعلومات القيمة المتصلة بمصحف فاطمة
د. حسن الخطاف / كلية الشريعة جامعة دمشق
ـ[الكشاف]ــــــــ[28 Apr 2007, 07:29 ص]ـ
حقيقة مصحف فاطمة (مناظرة) ( http://www.alburhan.com/articles.aspx?id=1396&page_id=0&page_size=5&links=False&gate_id=0)
ـ[محمد الطاسان]ــــــــ[28 Apr 2007, 08:38 ص]ـ
ينظر أصول مذهب الشيعة للدكتور ناصر القفاري: (1/ 327 - 328وما قبله) و (2/ 713 - وما بعده).(/)
"ارجوا الرد عاجلا" ماهي أصغر حاشية مطبوعة للبيضاوي والجلالين .. ؟
ـ[طويلب]ــــــــ[21 Mar 2006, 03:48 م]ـ
الإخوة رواد المنتدى ومشرفيه ارجوا منكم التكرم بإفادتي عن مايلي:
1ـ أصغر حاشية حجما مطبوعة لتفسيرالبيضاوي.
2ـ أصغر حاشية حجما مطبوعة لتفسيرالجلالين.
مع التكرم بذكر الطبعة والناشر لكل منهما
ارجوا أن يكون الرد سريعا للحاجة الماسة
جزاكم الله خيرا
ولكم مني وافر التقدير والإحترام
ـ[منصور مهران]ــــــــ[21 Mar 2006, 07:32 م]ـ
لعل أصغر حاشية مطبوعة على تفسير البيضاوي هي حاشية الكازروني، أما الحواشي المطبوعة على تفسير الجلالين وعددها ثلاث حواش فكلها تقع في 4 مجلدات ولا أستطيع تحيد الصغرى منها، وهي: 1 - حاشية الجمل المسماة:الفتوحات الإلهية. 2 - حاشية الخلوتي. 3 - حاشية النبراوي المسماة: قرة العين ونزهة الفؤاد. هذا، وبالله التوفيق.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[09 Aug 2006, 10:28 م]ـ
وهناك "حاشية الجمالين على تفسير الجلالين" للملا علي القاري -رحمه الله تعالى-، وهي حاشية مختصرة ومركّزة، جاءت بحجم تفسير الجلالين تقريبا، وقد واشك تحقيقها على الانتهاء، حيث قسمت على ثلاث رسائل علمية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، نوقش أحد هذه الأجزاء قريبا، والجزءان الآخران في طريقهما للمناقشة.
ولعل الله ييسر إضافة تعريف مناسب بالحاشية وقيمتها العلمية، مع عرض لعمل الباحثين فيها عن طريق هذا المنتدى المبارك.
ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[10 Aug 2006, 06:58 ص]ـ
هناك أيضًا حاشية الصاوي على الجلالين، لعلها أصغرها. الطبعة التي رأيتها لدار الكتب العلمية.(/)
الخرَّاصون و الحبك في القرءان
ـ[ابو بصير]ــــــــ[21 Mar 2006, 04:35 م]ـ
لا إله إلا الله محمد رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد فاعلم يرحمك الله أن هذا الزمن هو زمن بعث الخراصين الملعونين بلعنة القتل في سورة الذاريات .. وهو أيضا زمن المقتسمين الذين جعلوا القرآن عضين لإقعاد صراط الله المستقيم .. ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..
وهذا عملنا نرفعه إلى الله ورسوله عليه الصلاة والسلام ثم نرفعه إلى علماء الأمة ودعاتها المتقين الواعين بزمانهم .. فإن شئت الاطلاع عليه للاستفادة وإفادة الأمة بعربها وعجمها فإليك برمز الوصل والتواصل بيننا:
abouselmanabder@yahoo.fr
houbok@hotmail.com
يتألف عملنا من تقرير في 426 صفحة بالإضافة إلى عمل خاص بعنوان: ألواح Tableaux ويحمل هذا العمل الخاص 70 لوحة منتقاة من التقرير. لكل لوحة ما يناسبها من الآيات القرآنية بالعربية والفرنسية حتى تكون أبلغ في دحض كل تلك الصور الشيطانية الدنمركية وغيرها من الصور المسيئة لرسول الله عليه الصلاة والسلام.
نرجو من الله سبحانه وتعالى أن ينصرنا على كل أعدائه وأن يذيقنا طعم النصر ويرزقنا الحفاظ عليه إنه سميع مجيب. وصلى الله على نبيه الأمي الحبيب محمد وعلى آله وصحبه وأمته أجمعين وسلم تسليما كثيرا طيبا مباركا فيه إلى أبد الآبدين.
19 صفر 1427/ 19 مارس 2006
أبو بصير عبد الله بن أحمد العربي
http://www.4shared.com/file/1020682/d505f065/Rapport1.html
rapport1
http://www.4shared.com/file/1021072/eeacf77d/Rapport10.html
rapport10
http://www.4shared.com/file/1020717/756fd594/Rapport2.html
rapport2
http://www.4shared.com/file/1020758/81bc0d01/Rapport3.html
rapport3
http://www.4shared.com/file/1020777/23357212/Rapport4.html
rapport4
http://www.4shared.com/file/1020781/4dcecbe8/Rapport5.html
rapport5
http://www.4shared.com/file/1020783/a3c0aac4/Rapport6.html
rapport6
http://www.4shared.com/file/1020889/484904e7/Rapport7.html
rapport7
http://www.4shared.com/file/1020950/85f9a839/Rapport8.html
rapport8
http://www.4shared.com/file/1021003/d6ea512c/Rapport9.html
rapport 9
http://www.4shared.com/file/1021508/47f34a4f/Tableaux.html
ابو بصير العربي
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[21 Mar 2006, 06:11 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفقكم الله إلى كل خير(/)
نادرة عجيبة ذكرها الزمخشري عن شخص استهزأ بالقرآن!
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[21 Mar 2006, 10:44 م]ـ
نقل العلامة الكبير الطاهر ابن عاشور التحرير والتنوير 15/ 234 في آخر تفسير سورة الملك عند قوله تعالى (فمن يأتيكم بماء معين) ما نصه:
"ومن النوادر المتعلقة بهذه الآية ما أشار إليه في «الكشاف» [4/ 125] مع ما نقل عنه في «بيانه»، قال:
وعن بعض الشُطَّار (هو محمد بن زكرياء الطبيب كما بينه المصنف فيما نقل عنه) أنها (أي هذه الآية) تُليت عنده فقال:
تجيء به (أي الماء) الفُؤوس والمَعاول، فذهب ماء عينيه.
نعوذ بالله من الجرأة على الله وعلى آياته. والله أعلم" انتهى كلام ابن عاشور،وهو في الكشاف لكن بدون تسمية الرجل،لذا نقلته بواسطة ابن عاشور رحمه الله.
قلت: جزاء وفاقاً،فقد استهزأ بقدرة الله على ذهابه بالماء وتغويره للآبار،فغوّر الله ماء عينيه!!
وهذا عقابه العاجل في الدنيا،فإن لم يكن تاب،فمن عند الله أشد وأبقى!!
نعوذ بالله من الخذلان،والاستهزاء بآيات الرحمن!!
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[21 Mar 2006, 11:20 م]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا عمر على هذه النادرة العجيبة, وهكذا تعودنا منك على هذه اللمسات المباركة.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[24 Mar 2006, 11:52 م]ـ
جزيت خيراً ..
والواجب أن يحذر الإنسان من فلتات اللسان عندما يتعلق الأمربشيء عظيم وجميع أمور الدين عظيمة، سيما الحديث في عظمة الله تعالى وقدرته ...
نسأل الله السلامة والعافية ...
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[25 Mar 2006, 12:46 م]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا الحبيب
بارك الله فيك
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[23 Nov 2007, 11:52 م]ـ
في هذا العصر كثر المستهزئون بكتاب رب العالمين،ويكثر هذا في مجالس غلاة الليبراليين،بل والله لقد ثبت عندي عن ليبرالي تائب وعائد إلى المنهج الحق ـ منهج أهل السنة ـ أنه قال:
كنت في مجلس من مجالسهم ـ يعني هؤلاء الليبراليين ـ أيام افتتاني بعض اطروحاتهم، فجاء في المجلس ذكر بعض اساطين الفلاسفة القدماء والمتأخرين،كأرسطو،ونتشه،وأضرابهما،فإذا بهم يتبادلون كلماتهم وآراءهم بالتحليل،يتخلل ذلك تعجب،وانبهار،وابتسامات!!
فلما قلت لهم: لكن الله تعالى يقول في كتابه كذا وكذا، فوالله لقد اختفت تلك ابتسامات،وانقلب انبساط وجوههم إلى انكماش،وكأنني ـ والعياذ بالله ـ أحدثهم حديثا منكراً!!
عندها تذكرت قول الله تعالى: (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ [الزمر/45]).
نعوذ بالله من زيغ القلب،وانتكاس الفطرة،ونسأل الله الثبات على الحق حتى الممات،وأن يرزقنا تعظيم كتابه،وفهمه،والعمل به،إنه سميع مجيب.
ـ[محمد براء]ــــــــ[24 Nov 2007, 12:25 م]ـ
قال الإمام العالم أبو زكريا النواوي رحمه الله تعالى في بستان العارفين:
1) أخبرنا الأنباري عبد الحافظ، أخبرنا عبد القادر الرهاوي، أخبرنا عبد الرحيم بن علي الشاهد، أخبرنا محمد بن طاهر المقدسي الحافظ، أخبرنا أبو الفتح المفيد، أخبرنا أبو الحسن بن علي بن محمد بن طلحة، حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال: سمعت أبا يحيى زكريا بن يحيى الساجي رحمه الله قال:
"كنا نمشي في أزقة البصرة إلى باب بعض المحدثين فأسرعت المشي، وكان مع رجل منهم ماجن في دينه فقال: ارفعوا أرجلكم عن أجنحة الملائكة، لا تكسروها! - كالمستهزئ -.
فما زال في موضعه حتى جفت رجلاه وسقط!.
وقال الحافظ عبد الحافظ: إسناد هذه الحكاية كالوجد، أو كرأي العين، لأن رواتها أعلام أئمة.
وبالاسناد إلى المقدسي قال: أخبرنا أبو الحسين يحيى بن الحسين العلوي، أخبرنا ابن الحسين الضبعي قال: سمعت عبد الله بن محمد بن محمد العكبري يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب المَتُّوثي يقول: سمعت أبا داود السجستاني يقول:
كان في أصحاب الحديث رجل خليع إلى أن سمع بحديث النبي صلى الله عليه وسلم أن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، فجعل في عقبيه مسامير حديد، وقال: أريد أن أطأ أجنحة الملائكة!.
فأصابه أكلة في رجليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: (المتوثي) بميم مفتوحة ثم تاء مثناة من فوق مشددة مضمومة وواو ساكنة ثم ثاء مثلثة ثم ياء النسب.
وذكر الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي رحمه الله في كتابه شرح صحيح مسلم هذه الحكاية، فيها: وشلت رجلاه ويداه وسائر أعضائه.
2) قال: وقرأت في بعض الحكايات أن بعض المبتدعة حين سمع قول النبي صلى الله عليه وسلم: ") إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإِناء حتى يغسلها فإنه لا يدري أين باتت يده ". قال ذلك المبتدع على سبيل التهكم: أنا أدري أين باتت يدي؛ في الفراش!.
فأصبح وقد أدخل يده في دبره إلى ذراعه.
قال التيمي: فليتق المرء الاستحفاف بالسنن، ومواضع التوقيف، فانظر كيف وصل إليهما شؤم فعلهما.
قلت: ومعنى هذا الحديث ما قاله الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه وغيره من العلماء رضي الله تعالى عنهم أن النائم تطوف يده في نومه على بدنه، فلا يأمن أنها مرت على نجاسة من دم بثرة أو قملة أو برغوث أو على محل الاستنجاء، وما أشبه ذلك والله أعلم.
قوله: (شُلَّت يداه) أي: يبست وبطلت حركتها. - وهو بفتح الشين على اللغة الفصيحة وفيها لغة أخرى بضمها - والله أعلم.
3) قلت ومن هذا المعنى ما وجد في زمامنا هذا، وتوارثت به الأخبار، وثبتت عند القضاة أن رجلا بقرية ببلاد بصرى في أوائل سنة خمس وستين وستمائة كان شاب سيئ الاعتقاد في أهل الخير، وله ابن يعتقد فيهم، فجاء ابنه يوما من عند شيخ صالح ومعه مسواك، فقال: ما أعطاك شيخك؟. - مستهزئا -.
قال: هذا المسواك.
فأخذه منه، وأدخله في دُبُره احتقاراً له!.
فبقي مدة، ثم ولد ذلك الرجل الذي أدخل المسواك في دبره جرواً قريب الشبه بالسمكة، فقتله، ثم مات الرجل في الحال، أو بعد يومين.
عافانا الله الكريم من بلائه، ووفقنا الله لتنزيه السنن وتعظيم شعائره ".
قال أبو الحسنات: آمين .. آمين ..
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[27 Nov 2007, 05:03 م]ـ
جزاكم الله خيراً
احذر لسانك أن تقول فتبتلى
إن البلاء موكل بالمنطق
لكن هؤلاء جاوزوا حد الكلام إلى تعمد الاستخفاف والسخرية النابعة من جذر قلوبهم والعياذ بالله
ومن أعجب ما قرأت في ذلك ما أورده ابن كثير في البداية والنهاية نقلاً عن ابن خلكان حيث قال: (وحكى ابن خلكان فيما نقل من خط الشيخ قطب الدين اليونيني قال: بلغنا أن رجلا يدعى أبا سلامة من ناحية بصرى، كان فيه مجون واستهتار، فذكر عنده السواك وما فيه من الفضيلة، فقال: والله لا أستاك إلا في المخرج - يعني دبره - فأخذ سواكا فوضعه في مخرجه ثم أخرجه، فمكث بعده تسعة أشهر؛ فوضع ولدا على صفة الجرذان له أربعة قوائم، ورأسه كرأس السمكة، وله دبر كدبر الارنب.
ولما وضعه صاح ذلك الحيوان ثلاث صيحات، فقامت ابنة ذلك الرجل فرضخت رأسه فمات، وعاش ذلك الرجل بعد وضعه له يومين ومات في الثالث، وكان يقول هذا الحيوان قتلني وقطع أمعائي، وقد شاهد ذلك جماعة من أهل تلك الناحية وخطباء ذلك المكان، ومنهم من رأى ذلك الحيوان حيا، ومنهم من رآه بعد موته).
ـ[أحمد الحمادي]ــــــــ[27 Nov 2007, 07:17 م]ـ
نعوذ بالله من شرور أنفسنا ..
ـ[الجعفري]ــــــــ[27 Nov 2007, 07:27 م]ـ
جزاك الله خيراً.
ونعوذ بالله من الاستهتار بدين الله.
ـ[محمد براء]ــــــــ[27 Nov 2007, 09:49 م]ـ
ومن أعجب ما قرأت في ذلك ما أورده ابن كثير في البداية والنهاية نقلاً عن ابن خلكان حيث قال: (وحكى ابن خلكان فيما نقل من خط الشيخ قطب الدين اليونيني قال: بلغنا أن رجلا يدعى أبا سلامة من ناحية بصرى، كان فيه مجون واستهتار، فذكر عنده السواك وما فيه من الفضيلة، فقال: والله لا أستاك إلا في المخرج - يعني دبره - فأخذ سواكا فوضعه في مخرجه ثم أخرجه، فمكث بعده تسعة أشهر؛ فوضع ولدا على صفة الجرذان له أربعة قوائم، ورأسه كرأس السمكة، وله دبر كدبر الارنب.
ولما وضعه صاح ذلك الحيوان ثلاث صيحات، فقامت ابنة ذلك الرجل فرضخت رأسه فمات، وعاش ذلك الرجل بعد وضعه له يومين ومات في الثالث، وكان يقول هذا الحيوان قتلني وقطع أمعائي، وقد شاهد ذلك جماعة من أهل تلك الناحية وخطباء ذلك المكان، ومنهم من رأى ذلك الحيوان حيا، ومنهم من رآه بعد موته).
هذه نفس القصة التي ذكرها النووي ولكن بسياق آخر. لأنه ذكرها في حوادث سنة 655هـ(/)
ما القول الراجح في المدد في الآية الكريمة هل هو في أحد أو في بدر
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[21 Mar 2006, 11:07 م]ـ
الأخوة الأعضاء هذا سؤال أرجو الإجابة عليه
قال الله تعالى {إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم ربكم بثلاثة الآف من الملائكة منزلين ـ بلى إن تصبروا وتتقوا} الآية [آل عمران: 123] , ما القول الراجح في المدد في الآية هل هو في أحد أو في بدر؟ أرجو المشاركة وإبداء الرأي, ولكم جزيل الشكر.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[28 Mar 2006, 07:03 م]ـ
هل من جواب؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 Mar 2006, 07:54 م]ـ
الأخوة الأعضاء هذا سؤال أرجو الإجابة عليه
قال الله تعالى {إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم ربكم بثلاثة الآف من الملائكة منزلين ـ بلى إن تصبروا وتتقوا} الآية [آل عمران: 123] , ما القول الراجح في المدد في الآية هل هو في أحد أو في بدر؟ أرجو المشاركة وإبداء الرأي, ولكم جزيل الشكر.
# الآيات هي
(وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ 123 إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاثَةِ آلافٍ مِّنَ المَلائِكَةِ مُنزَلِينَ 124 بَلَى إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ المَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ125)
النصر كان في بدر وقد قاتلت الملائكة مع المسلمين في بدر--وهذا القول صدر منه عليه الصلاة والسلام في بدر--وقد وعدوا حينها إن صبروا أن يمدّهم الله بخمسة آلاف من الملائكة في معارك قادمة--ولمّا لم يصبروا في أحد لم يمدّوا بمدد من الملائكة
وإليك قول ابن عطية في المحرر الوجيز كأساس لحوار قادم
(وقال ابن عباس: لم تقاتل الملائكة في يوم من الأيام إلا يوم بدر، وكانوا يكونون في سائر الأيام عدداً ومدداً لا يضربون،
ومن ذلك قول أبي سفيان بن الحارث لأبي لهب: ما هو إلا أن لقينا القوم فمنحناهم أكتافنا يقتلون ويأسرون، وعلى ذلك فوالله ما لمت الناس، لقينا رجالاً بيضاً على خيل بلق بين السماء والأرض ما تليق شيئاً ولا يقوم لها شيء،
ومن ذلك أن أبا اليسر كعب بن عمرو الأنصاري أحد بني سلمة أسر يوم بدر العباس بن عبد المطلب وكان أبو اليسر رجلاً مجموعاً وكان العباس رجلاً طويلاً جسيماً فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لقد أعانك عليه ملك كريم، الحديث بطوله "،
وقد قال بعض الصحابة: كنت يوم بدر أتبع رجلاً من المشركين لأضربه بسيفي فلما دنوت منه وقع رأسه قبل أن يصل سيفي إليه فعلمت أن ملكاً قتله،
وقال قتادة ابن دعامة: أمد الله المؤمنين يوم بدر بخمسة آلاف من الملائكة،
قال الطبري: وقال آخرون: إن الله وعد المؤمنين يوم بدر أن يمدهم في حروبهم كلها إن صبروا واتقوا، فلم يفعلوا ذلك إلا في يوم الأحزاب، فأمدهم حين حاصروا قريظة، ثم أدخل تحت هذه الترجمة عن عبد الله بن أبي أوفى أنه قال: حاصرنا قريظة مدة فلم يفتح علينا فرجعنا، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دعا بغسل يريد أن يغسل رأسه، إذ جاءه جبريل عليه السلام فقال: وضعتم أسلحتكم ولم تضع الملائكة أوزارها فلف رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه بخرقة ولم يغسله، ونادى فينا فقمنا كالين متعبين، حتى أتينا قريظة والنضير، فيؤمئذ أمدنا الله بالملائكة بثلاثة آلاف، وفتح لنا فتحاً يسيراً، فانقلبنا بنعمة من الله وفضل،
وقال عكرمة: كان الوعد يوم بدر، فلم يصبروا يوم أحد ولا اتقوا، فلم يمدوا ولو مدوا لم يهزموا،
وقال الضحاك: كان هذا الوعد والمقالة للمؤمنين يوم أحد، ففر الناس وولوا مدبرين فلم يمدهم الله، وإنما مدوا يوم بدر بألف من الملائكة مردفين،
وقال ابن زيد: قال المسلمون لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وهم ينتظرون المشركين: يا رسول الله أليس يمدنا الله كما أمدنا يوم بدر؟ فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: {ألن يكفيكم} الآية وإنما أمدهم يوم بدر بألف قال ابن زيد: فلم يصبروا،)
فكما تلاحظ انفراد الضحاك وابن زيد بالقول بأنّ الوعد كان يوم أحد---إلّا أنّ مسألة حصول مدد يوم بدر لا خلاف فيها والله أعلم
ـ[کوثر]ــــــــ[29 Mar 2006, 06:53 م]ـ
(وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ 123 إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاثَةِ آلافٍ مِّنَ المَلائِكَةِ مُنزَلِينَ 124 بَلَى إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ المَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ125)
بظني أنك فضيلة الأستاذ جئت بالآية123 لتقول لأن الآية124 و ما بعدها في سياق هذه الأية
فالسياق يوحي لنا بأنها كانت ببدر
أنا معاك في أنها ببدر و لكن لا أقدر أن اتفق معك في بيانك هذا
(و إذ نجينكم من ءال فرعون يسومونكم .... و إذ فرقنا بكم البحر ... و إذ وعدنا موسي ... ثم .. وإذ
ءاتينا ..... ) وكل ذلك خلال تاريخ بني إسرائيل و ما حدث لهم خلال حياتهم كلا
و يمكن أن يكون هذا (إذ تقول) في أحد و هذا ما دعي للنقاش فيه
ولكن إن هذا البحث و يسمونه ( coronology) للقرآن
يستعين من علوم عدة لبحث عن تاريخ الأيات القرآنية و أ السورة أو الآية مكية أو مدنية
ومن هذه العلوم علم الحديث وعلم التاريخ الذي له صلة خاصة بعلم الحديث خاصة في القرون الاولي
فلم أجد حديثا أو قولا من الصحابة الكرام يدل حتي علي شيئ عجيب في الغزوة أحد
ولكن ما ورد في غزوة بدر فهو كثير
و من الله التوفيق(/)
أبحث ـ خاصة المالكية منهم ـ حول قرآءة القرآن جماعة
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[22 Mar 2006, 01:37 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ارجوا من الاخوة الافاضل ان يوفيدونا في هذا الموضوع فكل من وقف على كلام لأهل العلم فلا يبخل به علينا خاصة المالكية منهم
وقد و قفت بالقريب العاجل على كلام في ملتقى أهل الحديث إلا انه قليل شيئا ما.
فظاهرة قراءة القرآن جماعة عندنا بالمغرب متفشية قديما و حديثا و قد وفق الله طالب علم بالدندنة حول هدا الموضوع فساعدوه بارك الله فيكم
واني اسال الله جل في علاه ان يوفقه و اياكم لكل خير انه و لي ذلك ومولاه
abo_lhassan@hotmail.com
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[22 Mar 2006, 02:16 ص]ـ
هذا كلام شيخنا تقي الدين الهلالي-رحمه الله- مستل من كتابه الحسام الماحق:
(بدعة قراءة القرآن جماعة بنغمة واحدة) اعلم أن الاجتماع لقراءة القرآن في المسجد في غير أوقات الصلاة مشروع لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((و ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله و يتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة و غشيتهم الرحمة و حفتهم الملائكة و ذكرهم الله فيمن عنده، و من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه)). رواه مسلم من حديث أبي هريرة.
لكن الاجتماع لقراءة القرآن الموافقة لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - و عمل السلف الصالح أن يقرأ أحد القوم و الباقون يسمعون، و من عرض له شك في معنى الآية استوقف القارئ، و تكلم من يحسن الكلام في تفسيرها حتى ينجلي تفسيرها، و يتضح للحاضرين، ثم يستأنف القارئ القراءة. هكذا كان الأمر في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - و بعده إلى يومنا هذا في جميع البلاد الإسلامية ما عدا بلاد المغرب في العصر الأخير، فقد وضع لهم أحد المغاربة و يسمى ((عبد الله الهبطي)) وقفاً محدثاً ليتمكنوا به من قراءة القرآن جماعة بنغمة واحدة، فنشأ عن ذلك بدعة القراءة جماعة بأصوات مجتمعة على نغمة واحدة و هي بدعة قبيحة تشتمل على مفاسد كثيرة:
الأولى: أنها محدثة و قد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة)).
الثانية: عدم الإنصات فلا ينصت أحد منهم إلى الآخر، بل يجهر بعضهم على بعض بالقرآن، و قد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك بقوله: ((كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن، و لا يؤذ بعضكم بعضاً)).
الثالثة: أن اضطرار القارئ إلى التنفس و استمرار رفقائه في القراءة يجعله يقطع القرآن و يترك فقرات كثيرة فتفوته كلمات في لحظات تنفسه، و ذلك محرم بلا ريب.
الرابعة: أنه يتنفس في المد المتصل مثل: جاء، و شاء، و أنبياء، و آمنوا، و ما أشبه ذلك فيقطع الكلمة الواحدة نصفين، و لا شك في أن ذلك محرم و خارج عن آداب القراءة، و قد نص أئمة القراءة على تحريم ما هو دون ذلك، و هو الجمع بين الوقف و الوصل، كتسكين باء ((لا ريب)) و وصلها بقوله تعالى: {فيه هدى} قال الشيخ التهامي بن الطيب في نصوصه:
الجمع بين الوصل و الوقف حرام .......... نص عليه غير عالم همام.
الخامسة: أن في ذلك تشبهاً بأهل الكتاب في صلواتهم في كنائسهم، فواحدة من هذه المفاسد تكفي لتحريم ذلك، و الطامة الكبرى أنه يستحيل التدبر في مثل تلك القراءة و قد زجر الله عن ذلك بقوله في سورة محمد: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} و نحن نشاهد معظم من يقرأ على تلك القراءة لا يتدبر القرآن و لا ينتفع به، و تا الله لقد شاهدت قراء القرآن على القبر فلم يتعظوا بمشاهدته و لا برؤية القبور و لا بما يقرؤونه من القرآن، فقبح الله قوماً هذا حالهم ((و بعداً للقوم الظالمين)).
قال أبو إسحاق الشاطبي في ((الاعتصام)): ((و اعلموا أنه حيث قلنا: إن العمل الزائد على المشروع يصير وصفاً له أو كالوصف فإنما يعتبر بأحد أمور ثلاثة: إما بالقصد، و إما بالعبادة، و إما بالزيادة أو بالنقصان.
(يُتْبَعُ)
(/)
إما بالعبادة كالجهر و الاجتماع في الذكر المشهور بين متصوفة الزمان، فإن بينه و بين الذكر المشروع بوناً بعيداً إذ هما كالمضادين عادة، و كالذين حكى عنهم ابن وضاح عن الأعمش عن بعض أصحابه قال: ((مر عبد الله برجل يقص في المسجد على أصحابه و هو يقول: سبحوا عشرا و هللوا عشرا، فقال عبد الله: إنكم لأهدى من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - أو أضل؟ بل هذا ((يعني أضل)))).
و في رواية عنه: أن رجلاً كان يجمع الناس فيقول: رحمه الله من قال كذا و كذا مرة ((الحمد لله)). قال فمر بهم عبد الله بن مسعود فقال لهم: ((هديتم لما لم يهد نبيكم، و إنكم لتمسكون بذنب ضلالة))، و ذكر لهم أن ناساً بالكوفة يسبحون بالحصى في المسجد فأتاهم و قد كوم كل رجل بين يديه كوماً من حصى قال: فلم يزل يحصبهم بالحصى حتى أخرجهم من المسجد و يقول: ((لقد أحدثتم بدعة و ظلماً و كأنكم فقتم أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - علما)))) انتهى.
تعليق: و قد روى هذا الحديث عن ابن مسعود من طرق كثيرة بعبارات مختلفة لفظاً و متفقة معنى، بعض الروايات مطول و بعضها مختصر و فيه فوائد:
الأولى: هذا الحديث موقوف و لكنه في حكم المرفوع، لأن ابن مسعود صرح بأن ذلك مخالف لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - ففي بعض الروايات: ((و يحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم، هذه ثيابه لم تبل، و أوانيه لم تكسر، و نساؤه شواب، و قد أحدثتم ما أحدثتم))، و في رواية أخرى أن عبد الله بن مسعود لما طردهم من مسجد الكوفة و رماهم بالحصباء، خرجوا إلى ظاهر الكوفة و بنوا مسجداً و أخذوا يعملون ذلك العمل، فأمر عبد الله بن مسعود بهدمه فهدم.
الثانية: أن البدعة و إن كانت إضافية شر من المعاصي كما حققه أبو إسحاق الشاطبي فهي حرام، إنما كانت شراً من المعاصي لأن المعصية يفعلها صاحبها و هو معترف بذنبه فيرجى له أن يتوب منها.
الثالثة: أن المبتدع يستحق العقاب و الطرد من المسجد إن كان الابتداع فيه.
الرابعة: أن كل مسجد بني على قبر أو بني لارتكاب البدع فيه يجب هدمه؛ لأنه مثل مسجد الضرار الذي أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهدمه و إحراقه، فهدمه أصحابه و جعل كناسة ترمي في الجيف، و قد نقل غير واحد عن ابن حجر الهيثمي أنه قال: ((إن هذه المساجد المبنية على القبور هي أحق بالهدم من مسجد الضرار))، و ابن حجر هذا كان مبتدعاً ضالاً و لكنه في هذه المسألة قال الحق، و الحكمة ضالة المؤمن، يأخذها حيث وجدها.
أما الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني فهو إمام محقق لم يشرح أحد صحيح البخاري مثل شرحه المسمى بـ ((فتح الباري)) و لذلك قال العلماء: ((لا هجرة بعد الفتح)). أي لا شرح للبخاري يستحق الاعتبار بعد فتح الباري، ثم قال أبو إسحاق عاطفاً على البدع المنكرة: ((و من أمثلة ذلك أيضاً: قراءة القرآن على صوت واحد، فإن تلك الهيئة زائدة على مشروعية القراءة، و كذلك الجهر الذي اعتاده أرباب الرواية)) انتهى.
قال محمد تقي الدين: و العجب من هؤلاء المشركين المبتدعين الضلال، فإنهم يتلونون تلون الحرباء لا يستقرون على حال أبداً، فتارة يدعون أنهم مقلدون لمالك، و يرون من خالف مذهبه كمن خالف القرآن و السنة الثابتة المحكمة، و يغلون في ذلك إلى أن يجعلوا البسملة و التعوذ و قراءة الفاتحة خلف الإمام في الجهرية و الجهر بالتأمين و وضع اليمنى على اليسرى و رفع اليدين عند الركوع و الرفع منه و بعد القيام من التشهد الأول، و السلام تسليمتين (السلام عليكم و رحمة الله و بركاته) و ما أشبه ذلك من السنة الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - التي يراها من له أدنى إلمام بالفقه في الدين كالشمس في رابعة النهار كأنه يشاهد النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعلها لا يشك في ذلك و لا يرتاب فيه، يجعلون ذلك من المنكرات التي يجب أن تغير، و يكتب فيها من بلد إلى بلد مع أن مالكاً في الحقيقة قائل ببعضها تفصيلاً و بسائرها إجمالاً، ثم يخالفون فيما ينهى عنه و يكرهه كراهة تحريم من البدع التي لا تسند إلى أي دليل كعبادة القبور و زيارتها زيارة بدعية، و قراءة القرآن على الميت بعد موته و على قبره، و قراءة القرآن جماعة بصوت واحد، و قراءة الأذكار و الأوراد كذلك، و قد صرح بذلك خليل الذي يعدون مختصره قرآناً يتلى غلواً منهم و ضلالاً.
قال في مختصره عاطفاً على المكروهات: ((و جهر بها في مسجد كجماعة))، و لا يبالون بخلافه فيما اعتادوه من البدع، فيحلونه عاماً و يحرمونه عاماً، و ما أحسن قوله تعالى في سورة القصص يخاطب رسوله - صلى الله عليه وسلم -: {فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم. و من أضل ممن اتبع هواه بغير هدىً من الله. إن الله لا يهدي القوم الظالمين} (1).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[22 Mar 2006, 02:40 ص]ـ
........ ومن كلامه -رحمه الله- في سيرته الدعوية:"الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة" هذا النص بطوله حيث تجد البحث الفقهي والسرد المشوق والفائدة التاريخية:
…و ذلك أنهم علموا أني حين أقمت بشفشاون وعظة قراء القرآن جماعة بلسان واحد أن يتركوا ذلك العمل لأنه مخالف للسنة و ذكرت لهم حديث أبي داود عن أبي سعيد الخدري قال: اعتكف صلى الله عليه و سلم في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة, فكشف الستر و قال: {ألا إن كلكم يناجي ربه فلا يؤذين بعضكم بعضا و لا يرفع بعضكم على بعض في القراءة} و روى مالك في الموطأ عن فروة بن بياضة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج على الناس و هم يصلون و قد علت أصواتهم بالقراءة فقال: {إن المصلي يناجي ربه لينظر بما يناجيه به و لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن} قال ابن عبد البر: حديث البياضي و أبي سعيد ثابتان صحيحان. فاستمعوا لنصحي و تركوا القراءة على تلك الصورة ثم تبعهم أهل المساجد الأخرى.
…فوجد أمير شفشاون و نائب قاضيها باتفاق مع الوزير الوازر أنهم يدخلون علي من هذا الباب, فأعد الوزير و أعوانه فتوى في صحيفة طولها نحو ذراعين ـ أراني إياها الوزير فيما بعد ـ وزعموا أن الراجح في مذهب مالك أن القراءة برفع الصوت جماعة في المسجد ـ و إن كان الناس في كل لحظة يدخلون و يصلون تحية المسجد ـ جائزة بل مستحبة, و كل من درس مذهب المالكية في هذه المسألة يعرف أنهم كاذبون, و قد نص خليل على ذلك بقوله: (و جهر بها في مسجد كجماعة و أقيم القارئ في المسجد يوم الخميس أو غيره) و بسط في ذلك شراحه خصوصا المواق. فضربوا بذلك عرض الحائط و اتبعوا بنيات الطريق.
…و لما أعدوا الفتوى و أطلعوا على ذلك سادتهم المستعمرين رضوا عنهم و قالوا لهم: لله دركم من عبيد ناصحين مخلصين, فإن هذه المكيدة لم تخطر لنا على بال و بها يبقى أمرنا سرا مكتوما, فاتفقوا مع أمير شفشاون أن يأمر القراء بالعود إلى تلك المخالفة لأنهاهم أنا فيتخذ ذلك وسيلة للقبض علي و إيداعي السجن بدعوى التشويش في أمور الدين, فجاءني النذير من أصحابنا و أخبرني بأن الأمير و نائب القاضي و أعوانهما سينصبون هذا الفخ الشيطاني في الجامع الكبير يوم الجمعة و سيأتي الأمير بالشرطة ليقبضوني.
…و كنت في ذلك الوقت أقاسي من شدة الربو و الضعف الشيء الكثير فقال لي: وازع النفس الأمارة بالسوء: اترك صلاة هذه الجمعة و أنت مريض عذرك نعك و لا تجعل لهم سبيلا عليك فما بك قدرة على السجن و التعديب!! فقال لي وازع الله في قلبي: أنت خضت هذه المعركة منذ زمان طويل و لم تبال بما يصيبك في سبيل الله فكيف تجبن البوم؟! فغلبت النفس اللوامة على النفس الأملرةو و ذهبت و أنا أظن أنني لا أتم صلاة ركعتين تحية المسجد حتى يصعد الخطيب على المنبر و لا يبقى مجال لتغيير المنكر, و لكن ماكتب على المرء لا بد من وقوعه, فتوجهت إلى الجامع الكبير و وجدت جماعة القراء قد عادت إلى القراءة جماعة رافعين أصواتهم بأقوى ما يستطيعون, فصليت ركعتين ثم ذهبت إليهم و وقفت على حلقتهم و رفعت صوتي و قلت: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: {كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن و لا يؤذ بعضكم بعضا} فما كدت أنتهي من هذا الحديث حتلا سمعت صوتا و هو صوت الأمير يقول: اشت اسكت, فقلت: اسكت أنت يا جاهل يا ظالم أما تستحيي من الله أن تقبل حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم بمثل هذا من سوء الأدب؟! فما شعرت إلا و خمسة من الشرطة يدفعونني إلى باب المسجد, فمروا بي على نائب القاضي الحسن العمرتي فقام واقفا و قال بأعلى صوته: اضربوا الكلب الكافر. هذا أمر من الخليفة ففضح سرا دون أن يشعر, و لم يمهلوني أن أبحث عن حذائي فقلت لهم: أنا لا أمشي حافيا فذهب بعضهم و جاءني بأحذية متعددة حتى وجدت من بينها حذائي فاحتذيته, فصار أحدهم يدفعني في كتفي و يقول (زيد زيد) و معنى ذلك بالغة المغربية امش امش, فقلت: يا هذا هون عليك فإنك لا تستطيع أن ترعبني و لست بنادم على ما صنعت و لا خائف مما تبيتونه لي و الله غالب على أمره و لكنكم قوم تجهلون. قلت معنى ذلك باللغة المغربية, حتى أوصلوني إلى غرفة التوقيف التابعة لمكتب الأمير و أدخلوني و أغلقوا علي الباب, و كان معي مصلاي فبسطته و صليت الظهر أربع ركعات, و كانت رائحة كريهة تنبعث من أركان تلك الغرفة و إن كنت لم أر نجاسة فيها.
…و بعد نصف ساعة أي بعدما رجع الأمبر من الصلاة و علم أن أعوانه حبسوني في غرفة الموقوفين و هو يعلم خبثها تحركت فيه عاطفة الرفق, فأمر أحد الكتاب أن ينضم إلى موظف آخر و يترك غرفته حسبما سمعت و أمرني أن ينقلوني إلى غرفته, فسمعت صلصلة المفتاح في القفل ففتح الباب و دخل شرطي و قال لي: قم و اتبعني فانطلق بي إلى غرفة نظيفة فيها مقعد خشبي فجلست عليه و أغلق علي الباب بالمفتاح, فبعد قليل فتح الباب و دخل أحد الموظفين و هو من أقارب الأمير و هو المسمى ابن اليماني فجاءني بطعام فأكلت منه قليلا, و قال لي: إن الأمير نادم على عمله و لكنك أهنته أشد الإهانة على رؤوس الأشهاد فصار مضطرا إلى أن يعاملك بمثل هذه المعاملة فقلت له {اعملوا على مكانتكم إنا عاملون و انتظروا إنا منتظرون} هود:121,122.
…ثم علمت زوجتي بما وقع فبعثت لي فراشا و طعاما مع أخيها فلم أستطع أن آكل سيئا فقلت له: رده و آتني بالمصحف, لأن أحب أن أقرأ فيه لأكون أقوى على التدبر مني لو قرأت من حفظي فجاءني به.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[23 Mar 2006, 12:09 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخنا أبو عبد المعز وبارك فيك و في وقتك
لقد و قفت سالفا على كلام شيخنا محمد تقي الدين الهلالي-رحمه الله-
إن كان عندك فتاوى لعلماء الماليكة فلا تبخل بها علي جزيتم خيرا
محبكم في الله أحمد أبو الحسن
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[31 Mar 2006, 09:16 م]ـ
أخي أبا الحسن ..
يبدو أن التراث المالكي في هذه المسألة بعينها شحيح جدا .... فلو تكلم فيها الفقهاء لنقله الشيخ تقي الدين خاصة لو تعلق الأمر بالمعترضين على القراءة الجماعية لأنه رحمه الله يود لو يقيم عليهم الحجةمن أنفسهم ...
وسبب ندرة الفتاوى قد تعود إلى انحصار هذه البدعة في المغرب فلو شاعت في المشرق لقامت حولها المناظرات نظرا لتعدد المذاهب هناك ..... أما المغرب كما تعرف فقد تميز عموما بالوحدة المذهبية ... فقل المعترضون.
ويخيل إلي أن الونشريسي قد ذكر هذه النازلة في فتاويه .... لكني لست متأكدا فلعلك تتثبت بنفسك بالرجوع إلى فتاويه ...
وفقك الله ..... وأعانك في مرادك.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Apr 2006, 12:19 ص]ـ
كتب الدكتور الحسن بن أحمد وكاك في تقديمه النفيس لتحقيق كتاب تقييد وقف القرآن الكريم للشيخ محمد بن أبي جمعه الهبطي السماتي (الصماتي) (ت: 930)؛ كتب عن طرق الأداء المعروفة في المغرب بعد عصر الهبطي، وذكر فيه هذه الطريقة وغيرها، ولعلها تفيد من الجهة التاريخية في هذا الموضوع.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[03 Apr 2006, 03:32 م]ـ
هناك فتوى في الموضوع-ما يقرب من اربع صفحات-في كتاب الفتاوى للشيخ محمد كنوني المذكوري رحمه الله ..... وهو كتاب شائع في مكتبات المغرب وأظنك اطلعت عليه.
ـ[أبو مجاهد المغربي]ــــــــ[05 Apr 2006, 02:27 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أخي بارك الله فيك.
راجع كتاب المعيار المعرب للونشريسي مأذكر الجزء 11 أو 12 و لكن إستعن بالفهرس ففيه بعض فتاوي المالكية و نقول عن الإمام مالك ببدعية هذا العمل و هذا الكتاب من مطبوعات الأوقاف المغربية فأرجو الله أن تجد مبتغاك فيه
و السلام عليكم
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[05 Apr 2006, 11:17 م]ـ
هذا كلام شيخنا تقي الدين الهلالي-رحمه الله- مستل من كتابه الحسام الماحق:
(بدعة قراءة القرآن جماعة بنغمة واحدة) اعلم أن الاجتماع لقراءة القرآن في المسجد في غير أوقات الصلاة مشروع لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((و ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله و يتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة و غشيتهم الرحمة و حفتهم الملائكة و ذكرهم الله فيمن عنده، و من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه)). رواه مسلم من حديث أبي هريرة.
لكن الاجتماع لقراءة القرآن الموافقة لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - و عمل السلف الصالح أن يقرأ أحد القوم و الباقون يسمعون، و من عرض له شك في معنى الآية استوقف القارئ، و تكلم من يحسن الكلام في تفسيرها حتى ينجلي تفسيرها، و يتضح للحاضرين، ثم يستأنف القارئ القراءة. هكذا كان الأمر في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - و بعده إلى يومنا هذا في جميع البلاد الإسلامية ما عدا بلاد المغرب في العصر الأخير، فقد وضع لهم أحد المغاربة و يسمى ((عبد الله الهبطي)) وقفاً محدثاً ليتمكنوا به من قراءة القرآن جماعة بنغمة واحدة، فنشأ عن ذلك بدعة القراءة جماعة بأصوات مجتمعة على نغمة واحدة و هي بدعة قبيحة تشتمل على مفاسد كثيرة:
.............................
........................... .
قال محمد تقي الدين: و العجب من هؤلاء المشركين المبتدعين الضلال، فإنهم يتلونون تلون الحرباء لا يستقرون على حال أبداً، فتارة يدعون أنهم مقلدون لمالك، ............... ).
----------------------------------------------------------
- هل من تأول الاجتماع على قراءة القرآن الكريم - الوارد في الحديث المذكور - على الصورة المذكورة أعلاه على تقدير بدعيته يكون من المشركين؟!
و كيف يفعل بقوله صلى الله عليه و سلم: " ثَلَاثٌ مِنْ أَصْلِ الْإِيمَانِ: الْكَفُّ عَمَّنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَلَا نُكَفِّرُهُ بِذَنْبٍ وَلَا نُخْرِجُهُ مِنْ الْإِسْلَامِ بِعَمَلٍ، وَالْجِهَادُ مَاضٍ مُنْذُ بَعَثَنِي اللَّهُ إِلَى أَنْ يُقَاتِلَ آخِرُ أُمَّتِي الدَّجَّالَ لَا يُبْطِلُهُ جَوْرُ جَائِرٍ وَلَا عَدْلُ عَادِلٍ، وَالْإِيمَانُ بِالْأَقْدَارِ".
(أخرجه أبو داود في " سننه ").
- و أخرج الإمام البخاري في " صحيحه ":
(حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَا حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا ").
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[05 Apr 2006, 11:58 م]ـ
لو تسأل الله أن يرزقك الفهم خير لك ......
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[06 Apr 2006, 04:09 ص]ـ
اللهم ارزقني و إياك الفهم و التقوى،
و جنبنا رمي المسلمين الموحدين بالشرك و الضلال
اللهم آمين، يا رب العالمين
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[06 Apr 2006, 06:38 ص]ـ
و إذا كان الإمام ابن حجر الهيثمي - صاحب " مجمع الزوائد " - ضالا في زعم من نقلت عنه، و وافقته، فلا مؤاخذة عليك بعد ذلك في شئ، إذ لم أكن أعرف مذهبك الفكري،
و إليك ترجمته كما جاءت في " موسوعة الأعلام " - (ج 1 / ص 125)
ابن حجر الهيثمى توفى سنة 974 هجرية
أحمد بن محمد بن على السعدى الأنصاري شيخ الإسلام أبو العباس فقيه، باحث مصرى مولد. فى محله أبو الهيثم غربية وإليها نسبته، تعلم فى الأزهر وله تصانيف كثيرة، منها كتب كثيرة منها تحفة المحتاج لشرح المنهاج).
(
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[06 Apr 2006, 07:13 ص]ـ
د. أبو بكر خليل ....
لا تبتئس ..... فلست أول -ولن تكون آخر-من يخلط بين الحافظ نور الدين علي بن أبي بكرالهيثمي وبين الفقيه ابن حجر الهيتمي ....
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[06 Apr 2006, 03:54 م]ـ
جلَ من لا يسهو، سبحانه جلَ شأنه
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[15 Apr 2006, 03:14 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
اخي الحبيب أبو عبد المعز جزيت خيرا وإني اسئله جل في علاه ان يوفق لكل خير إنه و لي ذلك و القادر عليه
اخي الفاضل د. أبو بكر خليل:الا تتقي الله في نفسك
لقد عنونت بعنوان ضخم على مشاركتك تدعوا فيه على الدكتور محمد تقي الدين
أهكذا علمتك السنة حقا؟ هل هذا ما استفدته من طول تجارب؟ تدعوا عليه و له فضل عليك
و بعدها تنتقل بالطعن في علمه ومن زامن الشيخ او قرا له تصانيفه لعلم قدره.
فمن تتبع كلام الشيخ ظهر له أنه قيد كلامه بأوصاف لو اتصف بها أي انسان لرمي بالشرك و الابتداع و الضلال
و ما استشهدت به من الاحاديث هوخلاف ما ذكر فهي تنصب كلها في التكفير
أم انك لا تفرق بين الشرك و الكفر. و الله المستعان
ثم تسرعت في الحكم عليه ثانية بدعوى انه لا يفرق بين الحافظ نور الدين علي بن أبي بكرالهيثمي وبين الفقيه ابن حجر الهيتمي. و العكس هو الصحيح. فعليك بالتريث
واستغفر الله
و الله شاهد أني ما اردت بكلامي هذا الرد عليك بقدر ما اردت منه النصح
اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه و ارنات الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[15 Apr 2006, 03:52 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا ابا الحسن وهدى الله الاخ ابو بكر خليل
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[15 Apr 2006, 09:02 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اليك اخي د. ابو بكر خليل ترجمة موجزة لشيخنا محمد تقي الدين الهلالي الحسني - رحمه الله -
لتعرف قدر من طعنت فيه و لا حول ولا قوة الا بالله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7186
نسال الله ان يهدي الجميع
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[16 Apr 2006, 12:41 ص]ـ
لا يعرف الحق بالرجال، و إنما تعرف الرجال بالحق،
و لقد نظرت إلى القول بشرك قراء القرآن الكريم جماعة فأنكرته، بصرف النظر عن قائله،
و الأمر المؤسف ألا يتصدى أحد هنا للنكير على تكفير قراء القرآن الكريم،
و لست بداخل في جدال التفرقة بين الشرك و الكفر،
و لست بمجادل من يرمي الناس بالشرك لذلك الفعل،
فاللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن.
اللهم آمين.
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[16 Apr 2006, 03:42 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخي د. ابو بكر خليل اسئل الله لك الهداية
فو الله لا نعرف من الرجل الا انه رجل حق لا غير ولا يظهر خلاف ذلك الا لمتبعي الهوى و لا اراك الا كذلك
و الناظر في ما كتبته يوهم له ان الشيخ تكفيري حقا وهو بريء من ذلك براءة الذئب من دم يوسف و القارء لكتبه يستحيل تماما ان يقف على ما افتريته عليه
اناشدك الله ان تأتيني بكلمة كفرية اطلقها الشيخ في مقاله المذكور
و الظاهر عليك انك لا تفرق بين الشرك و الكفر لأنه ليس بجدال فاهل السنة و الجماعة يصطلحون على مفهوميهما ولا يختلفون، فان كنت من اهل السنة علمت قصدي
اخي الحبيب اولا و اخيرا لست هنا لأجادلك
إنما جذبني اليك النصح لا غير لحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم " الدين النصحية ... الحديث "
ولا يسعني الا ان ادعوا لك بما دعى لك به اخونا ابو عبد المعز
أسأل الله أن يرزقك الفهم
تحياتي ......
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[16 Apr 2006, 03:57 ص]ـ
اخي الفاضل ابو بكر خليل اني وجدت الاخ ابو الحسن منصف معك وهو يحبك ويبغي لك الخير فعض على نصيحته بالنواجذ.
فالنصيحة والتواصي بالحق اصل من اصول الدين الاربع.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[16 Apr 2006, 07:30 ص]ـ
كنت أتمنى أن تكون لغة الحوار أو الجدال بين أعضاء الملتقى أرقى من ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[16 Apr 2006, 07:06 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخي ابو بكر خليل ان اطلاق و صف الشرك على من يقرءون القران جماعة لم يأتي من غلو ولا تنطع فالشيخ رحمه الله يعلم حال اهل البدع في بلده و عانى من محاربتهم لدعوته فاكثرهم يحضرون مواسم الأولياء و الصالحين و يذبحون للمخلوقين و يستغيثون بالأحجار و الأشجار و يكتبون القران في حروز وطلاسيم بل منهم من يبيع كلام الله سبحان الله تبارك و تعالى بثمن بخس ولو اردت ان احكي واقع كثير ممن ينصرون القراءة الجماعية و غيرها من البدع لطال المقام لذا فعليك ان تحمل كلام الشيخ على أمثال هؤلاء أما من قرأه بهذه الطريقة متأولا او مجتهدا فيعذره الله ان شاء
و كما يقال أهل مكة ادرى بشعابها فالشيخ من جلدتنا مغربي الأصل
ورحم الله من قال: تكلم بعلم أو اسكت بحلم
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[16 Apr 2006, 07:49 م]ـ
أبا الحسن-بارك الله فيك وزادك من العلم والحلم-
كلام الشيخ تقي الدين ليس فيه ما يفهم تكفير قراء القرآن جماعة ..... ولا يحتاج إلى حمل أو تأويل ....
نقلت عنه من الحسام:
فقد وضع لهم أحد المغاربة و يسمى ((عبد الله الهبطي)) وقفاً محدثاً ليتمكنوا به من قراءة القرآن جماعة بنغمة واحدة، فنشأ عن ذلك بدعة القراءة جماعة بأصوات مجتمعة على نغمة واحدة و هي بدعة قبيحة تشتمل على مفاسد كثيرة:
الأولى: أنها محدثة و قد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة)).
الثانية: عدم الإنصات فلا ينصت أحد منهم إلى الآخر، بل يجهر بعضهم على بعض بالقرآن، و قد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك بقوله: ((كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن، و لا يؤذ بعضكم بعضاً)).
الثالثة: أن اضطرار القارئ إلى التنفس و استمرار رفقائه في القراءة يجعله يقطع القرآن و يترك فقرات كثيرة فتفوته كلمات في لحظات تنفسه، و ذلك محرم بلا ريب.
الرابعة: أنه يتنفس في المد المتصل مثل: جاء، و شاء، و أنبياء، و آمنوا، و ما أشبه ذلك فيقطع الكلمة الواحدة نصفين، و لا شك في أن ذلك محرم و خارج عن آداب القراءة، و قد نص أئمة القراءة على تحريم ما هو دون ذلك، و هو الجمع بين الوقف و الوصل، كتسكين باء ((لا ريب)) و وصلها بقوله تعالى: {فيه هدى} قال الشيخ التهامي بن الطيب في نصوصه:
الجمع بين الوصل و الوقف حرام .......... نص عليه غير عالم همام.
الخامسة: أن في ذلك تشبهاً بأهل الكتاب في صلواتهم في كنائسهم، فواحدة من هذه المفاسد تكفي لتحريم ذلك، و الطامة الكبرى أنه يستحيل التدبر في مثل تلك القراءة و قد زجر الله عن ذلك بقوله في سورة محمد: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} و نحن نشاهد معظم من يقرأ على تلك القراءة لا يتدبر القرآن و لا ينتفع به، و تا الله لقد شاهدت قراء القرآن على القبر فلم يتعظوا بمشاهدته و لا برؤية القبور و لا بما يقرؤونه من القرآن، فقبح الله قوماً هذا حالهم ((و بعداً للقوم الظالمين)).
فقد سمى القراءة الجماعية بدعة -وهي كذلك -ولم يسمها شركا أو كفرا.وذكر مفاسدها .... ولم يعد منها الخروج من الدين كما فهم من لم يرزق الفهم.
قال محمد تقي الدين: و العجب من هؤلاء المشركين المبتدعين الضلال، فإنهم يتلونون تلون الحرباء لا يستقرون على حال أبداً، فتارة يدعون أنهم مقلدون لمالك، و يرون من خالف مذهبه كمن خالف القرآن و السنة الثابتة المحكمة، و يغلون في ذلك إلى أن يجعلوا البسملة و التعوذ و قراءة الفاتحة خلف الإمام في الجهرية و الجهر بالتأمين و وضع اليمنى على اليسرى و رفع اليدين عند الركوع و الرفع منه و بعد القيام من التشهد الأول، و السلام تسليمتين (السلام عليكم و رحمة الله و بركاته) و ما أشبه ذلك من السنة الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - التي يراها من له أدنى إلمام بالفقه في الدين كالشمس في رابعة النهار كأنه يشاهد النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعلها لا يشك في ذلك و لا يرتاب فيه، يجعلون ذلك من المنكرات التي يجب أن تغير، و يكتب فيها من بلد إلى بلد مع أن مالكاً في الحقيقة قائل ببعضها تفصيلاً و بسائرها إجمالاً، ثم يخالفون فيما ينهى عنه و يكرهه كراهة تحريم من البدع التي لا تسند إلى أي دليل كعبادة القبور.
لقد فهم المعترض من قولنا: المشركون يقرؤون القرآن جماعة ..... أن قراءتهم سبب لشركهم.
فهلا فهم من قول العربي: البخيل استيقظ باكرا. أن الاستيقاظ سبب لاتصافه بالبخل.
وهل فهم من قول الناس: المرأة ضحكت.أن ضحكها كان سببا في كونها امراة .. وبدون ضحكها يستصحب الحال فهي رجل على الأصل ..
فهلا فهم من قول العقلاء: السيارة تملأ بالبنزين وتسير في الصحراء وتطلق الصفير ... أن كونها سيارة مناط بما ذكر ....
والمصيبة أنه يشتكي من أسلوب الحوار ...... وقد آذى هو الأحياء والأموات.
فإلى الله المشتكى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[17 Apr 2006, 12:19 ص]ـ
لى ملاحظات: 1 - منذ متى والمشركون يقرؤن القرآن؟ ياأخى (الشرك) مصطلح شرعي لايملكه أحد ليرميه على المسلمين جزافاً فإذا كان الكفر -وهو أهون من الشرك، وكلاهما لاخير فيه - لايوصف به المسلم إلا بشروط منها اعتقاده الكفر فى ذلك العمل فكيف يحق لشخص مهما بلغ من العلم وصف المسلمين به فى مسائل هى من باب الاجتهاد عند من يرى جوازها، وأنا هنا لا أتكلم فى المسألة من حيث جوازها وعدمه أومن حيث بدعيتها وشركيتها، لا، ولكن أرى أن الحكم بالشرك والبدعة والضلال على المسلمين بفتوى رجل واحد يعتريه ما يعترى الناس أمر جد خطير وبعيد من الفقه 02 - من قال من المالكية أو غيرهم أن مختصر الشيخ خليل رحمه الله تعالى (قرآنا يتلى غلواً منهم)؟؟؟ 3 - أما ابن حجر الذى نقلت كلامه مستدلا به مع وصفك له (يأنه مبتدع وضال) فقد قدم للأمة الأسلامية الكتب النافعة المفيدة فماذا قدمت أنت لها؟؟؟ وليكن فى العلم أنى لست حنفياً ولامتصوفاً 0والله من وراء القصد
ـ[الجكني]ــــــــ[17 Apr 2006, 12:23 ص]ـ
4 - وأما الشيخ الهبطى رحمه الله فأرى أنه لايقال له (أحد المغاربة) فالشيخ ليس نكرة على الأقل عند بنى قومه؛ وقد آن الأوان لأسلوب اللمز والغمز أن ينتهى بين المسلمين المختلفين فى الفروع، والله يحفظ الجميع0
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[17 Apr 2006, 10:29 ص]ـ
أبا الحسن-بارك الله فيك وزادك من العلم والحلم-
كلام الشيخ تقي الدين ليس فيه ما يفهم تكفير قراء القرآن جماعة ..... ولا يحتاج إلى حمل أو تأويل ....
نقلت عنه من الحسام:
فقد وضع لهم أحد المغاربة و يسمى ((عبد الله الهبطي)) وقفاً محدثاً ليتمكنوا به من قراءة القرآن جماعة بنغمة واحدة، فنشأ عن ذلك بدعة القراءة جماعة بأصوات مجتمعة على نغمة واحدة و هي بدعة قبيحة تشتمل على مفاسد كثيرة:
الأولى: أنها محدثة و قد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة)).
الثانية: عدم الإنصات فلا ينصت أحد منهم إلى الآخر، بل يجهر بعضهم على بعض بالقرآن، و قد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك بقوله: ((كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن، و لا يؤذ بعضكم بعضاً)).
الثالثة: أن اضطرار القارئ إلى التنفس و استمرار رفقائه في القراءة يجعله يقطع القرآن و يترك فقرات كثيرة فتفوته كلمات في لحظات تنفسه، و ذلك محرم بلا ريب.
الرابعة: أنه يتنفس في المد المتصل مثل: جاء، و شاء، و أنبياء، و آمنوا، و ما أشبه ذلك فيقطع الكلمة الواحدة نصفين، و لا شك في أن ذلك محرم و خارج عن آداب القراءة، و قد نص أئمة القراءة على تحريم ما هو دون ذلك، و هو الجمع بين الوقف و الوصل، كتسكين باء ((لا ريب)) و وصلها بقوله تعالى: {فيه هدى} قال الشيخ التهامي بن الطيب في نصوصه:
الجمع بين الوصل و الوقف حرام .......... نص عليه غير عالم همام.
الخامسة: أن في ذلك تشبهاً بأهل الكتاب في صلواتهم في كنائسهم، فواحدة من هذه المفاسد تكفي لتحريم ذلك، و الطامة الكبرى أنه يستحيل التدبر في مثل تلك القراءة و قد زجر الله عن ذلك بقوله في سورة محمد: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} و نحن نشاهد معظم من يقرأ على تلك القراءة لا يتدبر القرآن و لا ينتفع به، و تا الله لقد شاهدت قراء القرآن على القبر فلم يتعظوا بمشاهدته و لا برؤية القبور و لا بما يقرؤونه من القرآن، فقبح الله قوماً هذا حالهم ((و بعداً للقوم الظالمين)).
فقد سمى القراءة الجماعية بدعة -وهي كذلك -ولم يسمها شركا أو كفرا.وذكر مفاسدها .... ولم يعد منها الخروج من الدين كما فهم من لم يرزق الفهم.
.
---------------------------------------------------------------
- لا لوم عليك، و لكن اللوم على من غض الطرف عن استرسالك في التطاول بالقول،
و ما أحسب هذا الإغضاء إلا رضاء ضمنيا عن تلك الطرق المعيبة في مخاطبة و محاورة مختلفي الرأي،
و كل ما يؤخذ علينا أننا من قوم لا نذهب إلى القول بتكفير المسلمين إلا بما لا يحتمل إلا الكفر، و العياذ بالله
و الأمر المؤسف أن يتحول مثل هذا الملتقى الذي كنا نحسبه على مستوى اسمه إلى ملتقى للبذاءات من القول و التدني في لغة الحوار و الجدال، و إلى ملتقى " للمكفراتية " الجدد،
* و لا يطوفن بعقل أحد القول بأن هذا ملتقانا، و من لا تعجبه طريقتنا فليذهب إلى غيرنا من الملتقيات الأخرى، ففيها سعة و مستراد!
-أولا: لأن هذا ليس من شيم أهل العلم،
و ثانيا: لأن من ينشر أقوالا على الملأ و علانية لا يحق له أن يمنع غيره من الرد عليها،
و إنما يكون له ذلك إذا قالها في بيته و مجلسه الخاص،
و الملتقيات العامة و العلمية غير البيوت و المجالس الخاصة.
* * *
أقول هذا بسبب تكرار التطاول عليَ و التعريض بقلة الفهم و غير ذلك من بذاءات لا تحتاج من قائلها سوى التخلي عن الأدب و الحياء،
و سكوت المشرف العام على ذلك
و حسبنا الله و نعم الوكيل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Apr 2006, 04:45 م]ـ
أتابع الحوار وفقكم الله، وأرجو الالتزام بأصوله من الجميع، وإن كنت أرى أن سبب الخروج بالحوار عن مساره هو أخي الدكتور أبو بكر عندما دعا على العلامة تقي الدين الهلالي، وساءني هذا كثيراً لسببين:
- أن هذه عادة الأخ أبو بكر في كثير من نقاشاته، وقد طلبت منه قديماً التخلي عن هذا الأسلوب.
- جلالة قدر الشيخ تقي الدين الهلالي وفضله رحمه الله، ولعل السبب هو عدم معرفة الدكتور أبو بكر به.
والموضوع المطروح للنقاش موضوع علمي لا مبرر فيه لكي يخرجنا الدكتور أبو بكر من سياق البحث العلمي، إلى التنابز والشتائم، ثم عندما يقابل بمثل فعله يلوم المشرفين على الموقع.
أرجو التقيد بالأدب من الجميع، وعدم الكلام بغير علم، تَسْلم وتَغْنم إن شاء الله.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[17 Apr 2006, 06:37 م]ـ
أي كلام مني بغير علم؟!
هل إنكاري قول قائل - أيا كان - بشرك من يقرأ القرآن جماعة، و مقابلة تكفيره المسلمين بقولي: قاتله الله - فيه تنابز و شتائم؟
و هل ترى أن يقابل قولي بمثل تلك السفاهات في القول؟!
-و تقول إن هذه عادتي في النقاش، و أنك طلبت مني التخلي عن هذا الأسلوب؟!
و مشاركاتي موجودة و شاهدة على عكس ما تقول،
و ما تحذفه أنت منها فهو مما لا يوافق هواك، و إلا فاذكر لي مثلا على دعواك،
أو نبهني على ما قد تراه غير مناسب على بريدي أو في رسالة خاصة،
أليس ذلك أولى و أجدى؟
- و أود ألا يكون دفاعي عن التوسل برسول الله صلى الله عليه و سلم و نحوه مما حملك على عدم الارتياح ناحيتي، و إغضائك الطرف عن تطاولات في حقي و سكوتك عنها مدة ليست بالقصيرة،
و كم أود مخلصا أن يكون هذا الملتقى خير مثال لأهل العلم و طلابه و محبيه،
بعيدا عن التعصب المذهبي الممقوت،
فالعلم رحم بين أهله، مهما تكن مذاهبهم في الفروع.
... و ختاما أشكرك على تقبلك لعتابي،
و أدعوك إلى حسن الظن بأخيك،
فما حمله على الشدة في الإنكار إلا قسوة الرمي بالشرك لمسلمين موحدين،
و وصف أئمة متقدمين بالضلال كابن حجر الهيثمي، و سكوتك على ذلك الإفك!
و سلام الله عليكم و رحمته و بركاته
ـ[أمين نورشريف]ــــــــ[18 Apr 2006, 12:18 م]ـ
أحبابي في الله لقد تابعت معكم هذا النقاش ولا بد من الإلتزام بأدب الحوار وحسن الظن بالآخر
وأما ما ذكره الأخ الفاضل الدكتور أبو بكر فهو في الحقيقة بعيد عن الإنصاف إذ أن الشيخ رحمه الله تحدث عن منكري السنة الذين يحاربون السنة والعقيدة الصحيحة ويتولون البدع والشركيات من مواسم الأولياء والذبح لغير الله وتعليق الرقى والتمائم ويلبسون على الناس بتلاوة بعض آيات القرآن التي لا تتجاوز تراقيهم فبالله عليك أهذا هو التوحيد؟
أما عوام الناس فقد ذكر الشيخ رحمه الله نصحه لهم واستجابتهم له عندما سمعوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والحق أولى أن يتبع.
وقد سبق للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله بأن أفتى في هذا الأمر وبين بدعيته.
وقد حصل لأحد الأخوة الأفاضل موقف عندما دخل المسجد فوجدهم يقرؤون القرآن جماعة وبغنة واحدة فلم يشاركهم في بدعتهم وعندما فرغوا قرأ الإمام بصوت مرتفع:
إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ
دمتم لمحبكم في الله
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[18 Apr 2006, 06:54 م]ـ
يا أخي الفاضل
هل أيدت أنا ما ذكرته أنت عنهم في أول كلامك هذا؟
كل إنكاري كان منصبا على وصفهم بالشرك بدعوى قراءتهم القرآن جماعة!
و كان ذلك المحل الأصل للمشاركة التي عقَبت عليها
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[20 Apr 2006, 06:01 م]ـ
لا حول ولا قوة الا بالله
اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا فغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا أنت
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[20 Apr 2006, 06:24 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخي عبد الرحمن الشهري،اخي أيمن نور شريف جزاكما الله خيرا على اهتمامكم بالموضوع و دفاعكما عن عرض الشيخ تقي الدين الهلالي
اخي ابو بكر الا زلت تتقلب في لباس الترفع
* و لا يطوفن بعقل أحد القول بأن هذا ملتقانا، و من لا تعجبه طريقتنا فليذهب إلى غيرنا من الملتقيات الأخرى، ففيها سعة و مستراد!: هل تطردنا من الملتقى لاننا ننصحك
ام انك قد اعتدت ان تقابل النصح بالعكس
قولي: قاتله الله - فيه تنابز و شتائم؟: غفر الله لك، ان لم يكن هذا شتم فماذا يكون
و الناظر الى ما كتبته في حقك و ما عقبته به علينا ينصف بين من ينظر بالنظر الشزر و يرمق بعين النقص
اخيرا اخي الحبيب انصحك ان تمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك. وابك على ما أخطأت فيه فإن العلم النافع ما جاء إلا عن أمثال هؤلاء، وإنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذوو الفضل. فمن اتقى الله راقب الله واعترف بنقصه.
ومن تكلم بالجاه أو بالجهل أعرضنا عنه، وذرناه في غيه، فإنما عقباه وبال. و رحم الله امرءاً أقبل على شأنه وقصر من لسانه، وأقبل على تلاوة قرآنه وبكى على زمانه وأدمن النظر في الصحيح، وعبد الله قبل أن يبغته الأجل
هذا و سبحانك اللهم و بحمد اشهد الا اله الا انت استغفرك و اتوب اليك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[20 Apr 2006, 08:51 م]ـ
لقد فهمت أنت - مما جعلت تحته خطا - عكس ما أردت أنا منه،
و مرادي به: ألا يوجه لي مثله،
بدعوى الإشراف على الملتقى،
و الحمد لله أن الإخوة القائمين عليه تقبلوا عتابي بصدر رحب،
فلم تأتي أنت الآن لتثير الأمر من جديد؟!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Apr 2006, 09:13 م]ـ
أيها الإخوة الفضلاء أحسن الله إليكم.
قد نوقش الموضوع بما يكفي، وبقي الموضوع الأصلي وهو حكم قرآءة القرآن جماعةً دون إضافة، وهو ما طلبه الأخ أبو الحسن الأكاديري ابتداءً. فليتنا مستقبلاً نحرص على البقاء في دائرة المشاركة بقدر المستطاع وفقكم الله وغفر لنا ولكم، ونفعنا جميعاً بهذا العلم.
ـ[الجكني]ــــــــ[21 Apr 2006, 01:34 ص]ـ
قال الإمام ابن قدامة رحمه الله فى المغنى:000ولنا ما ذكرناه وأنه إجماع المسلمين فإنهم فى كل عصر ومصر يجتمعون ويقرأون القرآن ويهدون ثوابه إلى موتاهم من غير نكير0 (3/ 522) تحقيق / د/تركى وزميله
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[21 Apr 2006, 02:50 ص]ـ
فرق بين اجنماع المسلمين للقراءة- الذي لا ينازع فيه أحد- والقراءة الجماعية للمسلمين وهو محل النزاع. فتنبه
ابن قدامة يتكلم عن مسألة وصول الثواب إلى الميت ولا يشير لا من قريب ولا من بعيد إلى كيفية القراءة.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[21 Apr 2006, 08:26 ص]ـ
ذكر صاحب كتاب "مواهب الجليل في شرح مختصر خليل" .. في كتاب الصلاة:
" قال في المدخل: لم يختلف قول مالك أن القراءة جماعة والذكر جماعة من البدع المكروهة" اهـ
ـ[الجكني]ــــــــ[21 Apr 2006, 02:42 م]ـ
يا أخى حفظنى الله وإياك تفطن للعبارة (البدع المكروهة) ولم يقل لامالك ولاغيره من أئمة مذهبه (البدع المحرمة) وغني عن القول أن المالكية لايعترضون على التقسيم المشهور للبدع خلافاً للمتأخرين من بعض المذاهب الأخرى،وأسثنى من المالكية الإمام الشاطبى رحمه الله فى رده على العز رحمه الله0وأيضاً يا أخىلو قرأت شرح المواق لعبارة الشيخ خليل (كجماعة) وهى بفس العبارة التى نقل الحطاب رحمه الله عندها قول صاحب المدخل رحمه الله لعرفت اختلاف وخلاف العلماء وأخص المالكية منهم فى تفسير وفهم كلام مالك رحمه الله تعالى 0والاختلاف لايفسد للود قضية
ـ[ابوخولة]ــــــــ[21 Apr 2006, 06:34 م]ـ
لعل هذا الرابط للملف الصوتي يفيدك
http://www.mashhoor.net/inside/Lessons/d05-7-19-hilaly.mp3
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[21 Apr 2006, 07:22 م]ـ
الأخ الجكني جنبني الله وإياك اتباع الهوى:
ذكر الأخ عمار-وفقه الله-" قال في المدخل: لم يختلف قول مالك أن القراءة جماعة والذكر جماعة من البدع المكروهة" اهـ
ثم اقحمت –رعاك الله- مسألة البدعة المكروهة والبدعة المحرمة .. ولا أظن أن ذلك سيفيد المجوزين
فيكفينا وصف مالك لها بالكراهة ..... حتى لو كانت الكراهة هنا كراهة تنزيه وليس كراهة تحريم ......
وتأويل أو توجيه مقلدة الإمام مالك –مهما كانت أسماؤهم- يلزم عنه عدم الثقة في لغة الامام مالك ولا في العربية نفسها ..... وهاك التفصيل:
1 - قال الامام مالك بدعة مكروهة ......
2 - سواء كانت الكراهة للتحريم أو قريبا من التحريم ... فالثواب منعدم قطعا .... لأن الفقهاء يميزون المكروه من المحرم في كون الثاني يستوجب العقاب .... وليس كذلك المكروه ..... والقدر المشترك بين القسمين هو انعدام الثواب .... فلا يوجد عاقل يقول إن فعل المكروه فيه حسنات .....
3 - قراءة القرآن عند جميع المسلمين قربة وطاعة ويرجو من ورائها القاريء ثوابا وحسنات.
4 - إذن فأدنى درجة للعبادة أن تكون فويق المباح ...... وقد نص على ذلك أئمةالاسلام منهم ابن تيمية الذي قال إن أقل درجة لها أن تكون من المندوب ...... لأن العابد يرجو ثوابا.
-فعلى ماذا يحمل قول مالك الآنف؟
يلزم مقلدته أمران:
-شذوذ الإمام عن كل المسلمين فلا يرى قراءة القرآن عبادة ....
-أو أنه استعمل المكروه وهو يقصد المندوب ...... فلا ثقة بعد ذلك في كلام عربي!!!
وبلغة اوضح أقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
-يقال لهؤلاء إذ صححتم نسبة القول بالكراهة إلى إمامكم فلا بد من أن تقولوا إن مذهبه الكراهة فبطل ما تصنعون ..... أو تقولوا هو أطلق الكراهة وقصد المندوب .... لأن أقل درجة العبادة أن تكون كذلك -إلا أن تكون القراءة الجماعية عندكم من العادات وليس من العبادات فحق لكم هنا أن تقولوا قصد الامام بالمكروه المباح-
باختصار:
على مقلدة الامام مالك أن يعتبروا القراءة الجماعية خروجا عن إمامهم في هذه المسالة ...... ولن يجنوا من التمحل إلا الجناية على فقه مالك أو لغته ........ ورحم الله الجميع.
ـ[الجكني]ــــــــ[22 Apr 2006, 01:14 ص]ـ
أخى أبو عبد المعز رزقنى الله وإياك الفهم والتأنى لا أدري هل أنا وأنت أدري من علماء المذهب بعبارات إمام المذهب حتى تأتي وتلزمهم بأنهم إما يفهموا كما فهمت وإلا للزم عدم الثقة بلغة الإمام وياليتك اقتصرت على ذلك بل طغى بك القلم وتعدى الى العربيةنفسها؟؟؟ وأقول لك ياأخى مالدليل على هذا الإلزام؟ القضية أوضح وأسهل من كل ذلك،الإمام مالك رحمه الله كما يقول ابن لب رحمه الله كره ذلك خشية تقطيع الكلام،وذلك على عادته رحمه الله فى إيثار الآتباع،أما غيره من أتباعه فخالفوه بسبب الحديث الشريف (ما اجتمع قوم0000) وثانياً:العبارة التى نقلهاالأخ عمار عن المدخل فيها نظر وهو أن المشهور عن الإمام مالك فى هذه المسألة هو القول بالكراهة فقط،أما القول بالبدعة فياليته يأتينا بمصدر آخر غير المدخل، وهذا ليس طعناً أو تقليلاً من كتاب المدخل ومؤلفه،حاشا لله،ولكن حتى نعلم هل العبارة له أم لمالك رحمه الله0وثالثاً: أما قولك (فالثواب منعدم قطعاً) فيقال لك:التعبير بنفي الثواب لايلزم منه نفي الصحة إلا على قول من يرى أنهما مترادفان،والجمهور على أن الصحة أعم، وأيضاً:الصحة لاتستلزم الثواب بل يكون الفعل صحيحاًولا ثواب فيه،ولهذا قال الشافعي رحمه الله:الردة بعد الحج تحبط الثواب ولا تجب الإعادة 0ورابعاً:قولك (لايوجد عاقل يقول إن فعل المكروه فيه حسنات) إذن هل نفهم أن من يقول بأن المكروه فيه عقاب هو مجنون أم ماذا؟ وخامساً: أما من قولك (فعلىماذا يحمل 000000) الخ فهو إلزام منك للمالكية لايلزمهم،وأخيراً يا أخى: والله مادخلت فى هذه المسألة إلا لأبين -حسب علمى القاصر أنها مسألة (فقهية) تحتمل الخطأ والصواب لتنازع الأدلة فيها، وليست مسألة (عقدية) يحكم على من قال بها ب000وهذا آخر كلام لى فيها (ربنا لاتؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[22 Apr 2006, 05:17 م]ـ
الشيخ الفاضل / د. السالم محمد محمود أحمد الشنقيطي - حفظه الله -:
جزاكم الله خيرا على تعقيبكم المبارك والاختلاف لا يفسد للود قضية والمسألة فيها سعةٌ إن شاء الله .. طالما أن المذاهب لم تجمع على كراهة أو بدعيّة من يقرأ القرآن جماعة.
.................................................. .....................................
قلتم - حفظكم الله -: "العبارة التى نقلهاالأخ عمار عن المدخل فيها نظر وهو أن المشهور عن الإمام مالك فى هذه المسألة هو القول بالكراهة فقط،أما القول بالبدعة فياليته يأتينا بمصدر آخر غير المدخل " اهـ
إليك هذا النقل - شيخنا الكريم -: " وكره مالك الاجتماع لقراءة سورة واحدة لما فيه من المنافسة في حسن الصوت والتلحين ولا يقرأ جماعة على واحد لما فيه من عدم الفهم عن كل واحد غلطه ولأن القرآن يتعين الاستماع له وكذلك آية من هذه السورة وآية من أخرى ويكره قراءة جماعة على جماعة لعدم الاستماع واستخفافهم بالقرآن والاجتماع في سورة واحدة بدعة لم يختلف قول مالك فيه " (1)
..................................................
الهوامش:
(1) الذخيرة في الفقه المالكي (13/ 349)
================================================== =
وجدتُ هذه الفتوى - بحمد الله - للدكتور. عبد الله الفقيه، وفيها ما يروي الظمأ إن شاء الله:
السؤال: هل يجوز قراءة القرآن جماعة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن قراءة القرآن جماعة لها أربع صور:
(يُتْبَعُ)
(/)
الصور الأولى: أن يقرأ واحد والباقون يستمعون له، فهذه الصورة مستحبة لا تكره بغير خلاف، لما في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: اقرأ علي، قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟! قال: فإني أحب أن أسمعه من غيري، فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً، قال: أمسك فإذا عيناه تذرفان.
قال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى 5/ 345: وأما قراءة واحد والباقون يستمعون له فلا يكره بغير خلاف وهي مستحبة، وهي التي كان الصحابة يفعلونها كأبي موسى وغيره.
الصور الثانية: أن يقرأ قارئ ثم يقطع ثم يعيد غيره ما قرأ الأول لأجل مدارسة القرآن، فهذه الصورة مستحبة باتفاق الفقهاء لأن جبريل كان يدارس النبي صلى الله عليه وسلم برمضان يعرض كل منهما على الآخر. قال الحافظ في الفتح: يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، هذا عكس ما وقع في الترجمة لأن فيها أن جبريل كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم، وفي هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض على جبريل وتقدم في بدء الوحي، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فيحمل على أن كلا منهما كان يعرض على الآخر.
وقال في مطالب أولي النهى 1/ 598: وأما لو أعاد ما قرأه الأول وهكذا فلا يكره؛ لأن جبريل كان يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن برمضان وهذا ما قرره البهوتي رحمه الله في كشاف القناع انظر 1/ 433.
وقال الخرشي في شرحه على مختصر خليل 1/ 353: كما لا نكره المدارسة بالمعنى الذي كان يدارس به جبريل النبي صلى الله عليه وسلم برمضان من قراءته وإعادة النبي صلى الله عليه وسلم. انتهى
الصورة الثالثة: أن يقرأ قارئ ثم يقطع ثم يقرأ غيره بما بعد قراءته، فذهب جمهور أهل العلم إلى أن ذلك حسن لا يكره، وذهب الحنابلة إلى كراهة تلك الصورة، قال ابن مفلح في الفروع 1/ 554: وكره أصحابنا قراءة الإدارة، وقال حرب: حسنة، وحكاه شيخنا -أي ابن تيمية رحمه الله- عن أكثر العلماء.
والراجح في هذه الصورة أنها لا تكره، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده. رواه مسلم وأبو داود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وإذا اتفق الحنابلة مع الجمهور على استحباب الصورة الأولى فلا وجه للكراهة هنا .. إذ لا فرق بين أن يعيد القارئ ما قرأ الأول أو أن يقرأ من حيث ما وقف الأول.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى الكبرى 5/ 345: وقراءة الإدارة حسنة عند أكثر العلماء.
وقال الإمام النووي في التبيان: فصل في الإدارة بالقرآن وهو أن يجتمع جماعة يقرأ بعضهم عشراً أو جزءاً أو غير ذلك ثم يسكت ويقرأ الآخر من حيث انتهى الأول، ثم يقرأ الآخر وهكذا، وهذا جائز حسن. وقد سئل مالك رحمه الله تعالى عنه فقال: لا بأس به. انتهى
الصورة الرابعة: أن يقرأ الكل مجتمعين بصوت واحد.
فمذهب الحنابلة والشافعية استحباب ذلك وهو القول الثاني عند الأحناف، قال البهوتي رحمه الله في شرح منتهى الإرادات 1/ 256: ولا تكره قراءة جماعة بصوت واحد.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى 5/ 345: وقراءة الإدارة حسنة عند أكثر العلماء ومن قراءة الإدارة قراءتهم مجتمعين بصوت واحد، وللمالكية قولان في كراهتها. انتهى
وقال محمد بن محمد الخادمي في بريقه محمودية: وكره أن يقرأ القرآن جماعة لأن فيه ترك الاستماع والإنصات المأمور بها، وقيل لا بأس به ولا بأس باجتماعهم على قراءة الإخلاص جهراً عند ختم القرآن، والأولى أن يقرأ واحد ويستمع الباقون. انظر 3/ 270
القول الثاني: كراهة قراءة الجماعة معاً بصوت واحد لتضمنها ترك الاستماع والإنصات، وللزوم تخليط بعضهم على بعض، وهو المعتمد عند الحنفية والمالكية.
قال صاحب غنية المتملي: يكره للقوم أن يقرءوا القرآن جملة لتضمنها ترك الاستماع والإنصات وقيل: لا بأس به.
وقد أثبت المالكية القول بالكراهة في كتبهم وشنعوا على القائلين بالجواز بلا كراهة، وقد عقد ابن الحاج رحمه الله فصلاً في المدخل 1/ 94 وما بعدها رد فيه على الإمام النووي رحمه الله، وما نقله من أدلة وآثار عن السلف فليراجع.
وقال الطرطوشي في الحوادث والبدع: لم يختلف قوله -يعني الإمام مالكاً - أنهم إذا قرؤوا جماعة في سورة واحدة أنه مكروه.
ونقل عن مالك كراهة القراءة بالإدارة وقوله: وهذا لم يكن من عمل الناس.
وقال أبو الوليد ابن رشد: إنما كرهه مالك للمجاراة في حفظه والمباهاة والتقدم فيه. انتهى
ولهذا ينبغي ترك هذه الصورة الأخيرة، فإن الخير في اتباع من سلف، وحذراً من المجاراة والمباهاة واختلاط الأصوات وترك الإنصات.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[22 Apr 2006, 09:00 م]ـ
لا يمكن قراءة القران جماعة الا بالجهر وعادة بالمساجد.
وقد وجدت في " مواهب الجليل في شرح مختصر الشيخ خليل"عن الجهر ما يلي:
(وَجَهْرٌ بِهَا بِمَسْجِدٍ) ش: أَيْ بِالْقِرَاءَةِ قَالَ فِي الْمَدْخَلِ وَكَرِهَ مَالِكٌ رَفْعَ الصَّوْتِ بِالْقِرَاءَةِ وَالتَّقْرِيبَ فِيهِ انْتَهَى بِالْمَعْنَى.
وَقَالَ بَعْدَهُ: الْمَسْجِدُ إنَّمَا بُنِيَ لِلصَّلَاةِ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ تَبَعٌ لِلصَّلَاةِ مَا لَمْ تَضُرَّ بِالصَّلَاةِ، فَإِذَا أَضَرَّتْ بِهَا مُنِعَتْ، ثُمَّ قَالَ: وَهَذِهِ الْمَسْأَلَةُ لَا يُعْلَمُ فِيهَا خِلَافٌ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ مُتَقَدِّمِي أَهْلِ الْعِلْمِ أَعْنِي رَفْعَ الصَّوْتِ فِي الْقِرَاءَةِ وَالذِّكْرِ فِي الْمَسْجِدِ مَعَ وُجُودِ مُصَلٍّ يَقَعُ لَهُ التَّشْوِيشُ بِسَبَبِهِ انْتَهَى.
ثُمَّ قَالَ: وَلَيْسَ لِقَائِلٍ أَنْ يَقُولَ: إنَّ الْقِرَاءَةَ وَالذِّكْرَ جَهْرًا أَوْ جَمَاعَةً تَجُوزُ فِي الْمَسْجِدِ لِنَصِّ الْعُلَمَاءِ أَوْ فِعْلِهِمْ، وَهُوَ أَخْذُ الْعِلْمِ فِي الْمَسْجِدِ؛ لِأَنَّ مَالِكًا سُئِلَ عَنْ رَفْعِ الصَّوْتِ بِالْعِلْمِ فِي الْمَسْجِدِ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ، وَقَالَ: عِلْمٌ وَرَفْعُ صَوْتٍ فَأَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ عِلْمٌ فِيهِ رَفْعُ صَوْتٍ، وَفِيهِ كَانُوا يَجْلِسُونَ فِي مَجَالِسِ الْعِلْمِ كَأَخِي السِّرَارِ، فَإِذَا كَانَ مَجْلِسُ الْعِلْمِ عَلَى سَبِيلِ الِاتِّبَاعِ فَلَيْسَ فِيهِ رَفْعُ صَوْتٍ فَإِنْ وُجِدَ فِيهِ رَفْعُ صَوْتٍ مُنِعَ، وَأُخْرِجَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ انْتَهَى.من الشاملة 2
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[22 Apr 2006, 10:12 م]ـ
لا يمكن قراءة القران جماعة الا بالجهر وعادة بالمساجد.
وقد وجدت في " مواهب الجليل في شرح مختصر الشيخ خليل"عن الجهر ما يلي:
من الشاملة 2
نعم أخي مجدي .....
لا تتصور القراءة الجماعية إلا بصوت مرتفع واحد .......
وقد جرت العادة عندنا في المغرب أن يتحلق المقرؤون لقراءة حزب بعد صلاة المغرب مباشرة ..... ثم يقرؤون حزبا ثانيا بالطريقة نفسها بعد صلاة الفجر ..... وبذلك يختمون القرآن في كل شهر ....
وفي رمضان عندما لا يمكن قراءة الحزب بعد المغرب مباشرة لانصراف الناس للإفطار يجعلون القراءة بعد العصر ...
كل هذا في المسجد ....
ولهم قراءة جماعية في غير المساجد بمناسبة من المناسبات .... كالعزاء والعقيقة والرجوع من الحج .... يقرؤون القرآن بتناوب مع الأمداح كالبردة وغيرها ....
ومن مصائب هذه القراءة الجماعية في بيوت الله ....... أنها تمنع المصلين من الخشوع في الصلاة .... خاصة المسبوقين والمتأخرين فلا يدرون ما يقولون بعد ارتفاع الأصوات بالقرآن .....
هؤلاء احتلوا بيوت الله وفرضوا أصواتهم على القائمين والعاكفين وابتدعوا قراءة جماعية كرهها مالك إمامهم .... وخصصوا أوقات معينة تشريعا من عند أنفسهم
وخالفوا النبي صلى الله عليه وسلم كما خالفوا إمامهم مالك ......
فلا حول ولا قوة إلا بالله ......
قال في الموطأ:
177 - وحدثني عن مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي حازم التمار عن البياضي:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال إن المصلي يناجي ربه فلينظر بما يناجيه به ولا يجهر {بعضكم على بعض} بالقرآن.
-رواية يحيى-
ـ[الجكني]ــــــــ[22 Apr 2006, 11:07 م]ـ
أخى الشيخ عمار حفظه الله: وجزاك خيراً على ماقدمته لنا من نقول العلماء فى هذه المسألة،فالله نسأل أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا إنه سميع مجيب
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[23 Apr 2006, 11:01 م]ـ
حكم قراءة القرآن جماعةً على طريقة "الحزب الراتب"
د. محمد عيسى
القرآن الكريم كلام الله تبارك وتعالى، هو الذي لم تنته الجنّ إذ سمعته أن قالوا: ?إنا سمعنا قرآنا عجبا? [الجن/ 01] من علم علمَه سبق، ومن قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم.
رغّب الله تعالى في تلاوته فقال: ?ورتل القرآن ترتيلا? [المزمل/ 04]، وقال في آية أخرى: ?فاقرءوا ما تيسر من القرآن? [المزمل/20].
(يُتْبَعُ)
(/)
بينما حذّر من هجره وجعلَه من شكاوى الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ربه يوم القيامة، فقال: ?وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا? [الفرقان/30].
فقراءة القرآن الكريم وتلاوته عبادة من أعظم العبادات وأجلّها عند المولى عزّ وجلّ لذلك رتّب عليها الأجر العظيم والرضوان العميم، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)) [الترمذي وقال: حسن صحيح غريب].
وحتى لا يحرم الأميُّ أو المريض من هذا الخير بسبب العجز عن القراءة فقد رغّب الشارع في بذل المجهود ورتّب عليه أجرا مضاعفا.
عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن يتعتع فيه، وهو عليه شاقّ له أجران))، وفي رواية: ((والذي يقرؤه وهو يشتد عليه له أجران)) [البخاري ومسلم واللفظ له، وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه].
وهذا تأكيد ظاهر على أن تلاوة القرآن أمر مرغوب فيه على كل حال
ولقد درجت الجزائر كغيرها من بلاد المغرب على قراءة القرآن الكريم جماعة فيما يعرف "بالحزب الراتب" جريا على العرف الجاري بهذه الديار.
لكن غزتنا بدعة الحكم بمنع الاجتماع لقراءة القرآن جماعة في المسجد، حتى أن بعض المنتسبين للعلم الشرعي شنّعوها تشنيعا عظيما فبلغ الأمر ببعضهم إلى الاعتداء على القراء، ومنعهم بالقوة، وجارى بعض ضعاف الأئمة هذا التيار اتقاءً للإذاية والتشهير.
وسأحاول في هذه الدراسة المقتضبة أن أحقق هذه المسألة تحقيقا علميا موضوعيا، وأن أبحث عن وجه الحق فيها.
تأصيل الموضوع:
يجب أن نؤكد حقيقة دينية تاريخية أولاُ، وهي أن فكرة منع قراءة القرآن الكريم على طريقة "الحزب الراتب" وافدة على نظام ديني اجتماعي قائم من قرون خلت بالمجتمع الجزائري خاصّة وبالمجتمع المغربي عامة، بل وبالعالم الإسلامي بوجه من الوجوه.
وإنّ الأصل في النقاش والمناظرة أن يورد الوافد أدلة رأيه، ذلك أنه لا يتصور أن تتمالأ الأمة على مدى أعصار متعاقبة وتجتمع على الضلالة ومخالفة أمر الله تعالى وفيها العلماء والصالحون.
فقد ثبت –كما أفاده ابن لبّ () -: «أن العمل بذلك تضافر عليه أهل هذه الأمصار والأعصار، وهي مقاصد من يقصدها فلن يخيب من أجرها» ().
دليل المانعين:
إن الذين يمنعون هذه الطريقة أساساً هم الكُتبيون الذين لا شيخ لهم إلا أوراق الكتب والرسائل، وهم أيضا أنصار بدعة دخيلة على السنة الجارية في طلب العلم الشرعي وهي ثقافة الأشرطة والهواتف، تجدهم يتفقهون بسماع الأشرطة يوم الخميس ويدرّسون محتواها يوم الجمعة ليفتوا بمقتضاها يوم السبت?
وبالجملة فإن أدلتهم لا تخرج عن أمرين اثنين:
- نصوص من السنة النبوية الشريفة فهموها على عمومها وإطلاقها.
- نصوص في المذهب المالكي يحاجّون بها من باب: إذا لم تحترموا نبيّكم فاحترموا على الأقل مذهبكم.
أما الأمر الأوّل:
وهو أقوى ما يستدل به المانعون فأن الاجتماع لقراءة القرآن بدعةٌ، إذ لم يثبت على زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من أصحابه. ويستدلون لذلك بأدلة منها:
- ما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أحدث في ديننا ما ليس منه فهو ردٌّ)) [متفق عليه].
- وما بيّنه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من أن الإحداث في أمر الدين شرُّ الأمور إذ قال: ((إن أحسن الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرّ الأمور محدثاتها)) [البخاري].
- وهو ما رواه جابر رضي الله عنه مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمّى فيه الإحداث ابتداعا بلفظ: ((إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرّ الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة)) [مسلم].
ومقتضى هذا الاستدلال أن قراءة القرآن الكريم جماعة على الطريقة المعهودة محدثة ولا أشرّ من الإحداث في أمر الدين، فهو الابتداع المنهي عنه.
التحقيق العلمي:
إن التحقيق العلمي ينتهي إلى أن البدعة المنهي عنها في دين الله عزّ وجلّ لها شرطان:
الأول: أن تكون حادثة لم تكن في الصدر الأول.
(يُتْبَعُ)
(/)
والثاني: أن تناقض أصلاً من أصول الإسلام قرآنًا أو حديثًا نبويًّا شريفًا أو إجماعاً.
فإذا اجتمع الشرطان كان الأمر المحدَث هو البدعة الضلالة الذي يُحمل عليه حديث ((كل بدعة ضلالة)) [سبق تخريجه].
ويحمل عليه أيضا قولُ الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه فيما رواه عنه ابن الماجشون ():» مَن ابتدع في الإسلام بدعة يَراها حسنة فقد زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة؛ لأنّ الله يقول: ?اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ورَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا? [المائدة/03] فما لم يكن يومئذ دينا، فلا يكون اليوم دينا «().
أما إذا لم يجتمع الشرطان فإما أن يكون الأمر غير محدث أصلا بل كان موجودا في الصدر الأول فلا يكون بدعة، أو أن يكون محدثا ولكنه لا يناقض أصلا من كتاب أو سنة أو إجماع فلا يكون حينئذ بدعة أيضا.
وإن أطلق اسم البدعة عليه فإنما هو إطلاق بالمعنى اللغوي لا بالمعنى الديني الاصطلاحي.
- ويستدل لذلك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من سنّ في الإسلام سنّة حسنةً يعمل بها من بعده كان له أجرها، ومثل أجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا؛ ومن سنّ في الإسلام سنة سيئة يعمل بها من بعده، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص شيئا)) [مسلم والنسائي].
فالأمر المحدث إن كان حسنا فمقبول وإن كان قبيحا فممنوع؛ والقبيح ما ناقض أصلا من أصول الشريعة، والحسن ما وافقها.
- ويستدل أيضا بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن صلاة التراويح: [نعمت البدعة هذه] [البخاري].
وقد حمل العلماء قوله على المعنى اللغوي للبدعة. فقال شيخ الإسلام ابن تيمية () رحمه الله:» وهذا الذي فعله هو سنة لكنه قال ((نعمت البدعة هذه)) [سبق تخريجه.] فإنها بدعة في اللغة لكونهم فعلوا ما لم يكونوا يفعلونه في حياة رسول الله «().
- وعلى نفس هذا الوجه يتأوّل إحداث عثمان بن عفان رضي الله عنه للأذان الثالث لصلاة الجمعة كما روى ذلك السائب بن يزيد رضي الله عنه: ((كان النداء يوم الجمعة إذا جلس الإمام على المنبر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فلما كان زمان عثمان وكثر الناس زاد النداء الثالث على الزوراء)) [البخاري والنسائي].
فالقاعدة في كل أمر محدث قبل أن نصدر حكم الله فيه، أن نعرضه على أدلة الكتاب والسنة والإجماع، فيكون حكمه ما نصت عليه هذه الأدلة بغضِّ النظر عن كونه محدثا أو غير محدث.
قال شهاب الدين القرافي ():» البدعة إذا عَرضت تُعْرض على قواعد الشريعة وأدلتها، فأي شيء تناولها من الأدلة والقواعد ألحقت به «().
وربّ تصرف محدث يصحّ إطلاق اسم البدعة عليه في اللغة، ولكنه في ميزان الشرع سنّةٌ أو واجبٌ.
قال مجد الدين بن الأثير ():» البدعة بدعتان بدعة هُدًى وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم فهو في حِيِّز الذم والإنكار، وما كان واقعًا تحت عموم ما ندب الله إليه وحضّ عليه الله أو رسوله فهو في حيِّز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنوع من الجود والسخاء وفعل المعروف، فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما ورد الشرع به؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد جعل له في ذلك ثوابًا فقال: ((مَنْ سَنَّ سُنّة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها)) [سبق تخريجه] وقال في ضده: ((ومَن سَنَّ سُنّة سَيئة كان عليه وزرها ووزر مَن عَمل بها)) [سبق تخريجه]، وذلك إذا كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله صلّى الله عليه وسلم «().
وعلى هذا فهل قراءة القرآن الكريم جماعة على طريقة الحزب الراتب بدعة؟
لِنَرَ إن كان شرطا البدعة الضلالة متوفرين فيها:
- أمّا أنها محدثة، فلا يناقش في ذلك أحد، فهي طريقة لم تكن على زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك قال عنها الإمام مالك رضي الله عنه: [لا أعرفه عن السلف] ().
- أما أنها تناقض نصا في كتاب الله تعالى أو سنة النبي صلى الله عليه وسلم فالعكس هو الصحيح:
فقد استند من اعتمد على القراءة الجماعية للقرآن الكريم على طريقة "الحزب الراتب" إلى أدلة من النقل والعقل منها:
(يُتْبَعُ)
(/)
- الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده)) [مسلم وأبو داود وغيرهما].
- ومنها ما ثبت عن معاوية رضي الله عنه قال: ((خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على حلقة من أصحابه فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله تعالى ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنّ به علينا، قال: آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله تعالى يباهي بكم الملائكة)) [مسلم].
- ومنها ما روي عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه: [كان يدرس القرآن معه نفر يقرؤون جميعا].
- ومنها استحسان العلماء الذين عليهم المدار في الفتوى لهذه الطريقة. فقد نقل الإمام أبو العباس الونشريسي () أنه «شوهد الإمام ابن عرفة () رحمه الله يجمع الثلاثة والأربعة في حزب واحد للتجويد، وشوهد أبو الحسن البطرني () يجمع الثلاثة في القراءة» ().
- ومنها أن القراءة بهذه الكيفية المعهودة عادة حسنة لا تخالف الشرع، والعادة الحسنة إذا لم تخالف الشرع ولم تناقض أصلا من أصوله فلها اعتبارها، ولهذا قال العلماء: (الثابت بالعرف كالثابت بالنص) ().
فهذه الكيفية مما جرى به العمل، ولا يصحّ تغيير هذا العمل إلا إذا صادم وناقض أدلة الشريعة الصريحة.
يشهد على ذلك تصريح الجمّ الغفير من العلماء الأعلام، من ذلك:
قول عيسى السكتاني (): «فإذا اتّضح لك توجيه ما جرى به العمل لزم إجراء الأحكام عليه لأن مخالفة ما جرى به العمل فتنة وفساد كبير» ().
قول أبي إسحاق الشاطبي (): «والأَولى عندي في كل نازلة يكون فيها لعلماء المذهب قولان، فيعمل الناس فيها على موافقة أحدهما، وإن كان مرجوحا في النظر، أن لا يعرض لهم، وأن يجروا على أنهم قلّدوه في الزمان الأول وجرى به العمل، فإنهم إن حملوا على غير ذلك كان في ذلك تشويش للعامة وفتح لأبواب الخصام» ().
وقول ابن عبد البر (): «إذا رأيت الرجل يعمل بالعمل الذي اختلف فيه وأنت ترى غيره فلا تنهه» ().
وقول أبي العباس الونشريسي: «والاستشهاد بعمل أهل البلد ببعض الأقوال الفقهية دون بعض أمر معروف شهير عند الخاص والعام لا يجهله من له بالطلب أقلّ تلبس» ().
وغير هذه النصوص كثيرة في المذهب المالكي وفي غيره من مذاهب الأمصار، وتستند كلها على أدلة من نصوص الكتاب العزيز والسنة النبوية الشريفة.
وهي تدل في مجموعها أن ما جرى به العمل في الأمصار له سلطان ولو كان مرجوحا شرط ألا يصادم ويناقض أصلا من أصول الشريعة.
وما قراءة القرآن الكريم على هذه الطريقة المعهودة إلا عمل جارٍ منذ قرون بهذه الديار، ففيما النزاع؟
- ومن أدلتهم أيضا أن هذه الطريقة فيها منافع جمّة، ومصالح لا تعدّ إذا أحسن القارئ القراءة وتأدب بآدابها، واحترم الوقوف، وأحكام الترتيل، ومخارج الحروف.
والعمل إذا تضافر عليه أهل الأمصار والأعصار، ولم يرد من الشرع ما يمنعه أو يقرُّه، فهو من المصالح المرسلة التي تأكدت فيها المصلحة.
والمنافع والمصالح المترتبة على كيفية "الحزب الراتب" أكثر من تحصر، منها:
أولا: تعهد القرآن الكريم، فهي تساعد على حفظه وضبطه ومراجعته وعدم نسيانه، وهي بذلك تحقق الاستجابة للأمر النبوي الوارد فيما رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تعاهدوا القرآن، فو الذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عُقُلها)) [مسلم].
وقد حمل بعض المفسرين قوله تعالى: ?ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى، قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا، قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى? [طه/125 - 126]، على نسيان القرآن بعد حفظه.
ثانيا: تسميع كتاب الله تعالى لمن يريد سماعه من عوام المسلمين، إذ لا يقدر العامي على تلاوته فيجد بذلك سبيلا إلى سماعه، ثم إن كثيرين حفظوا القرآن من خلال مواظبتهم على الحزب مع الجماعة.
ثالثا: ومنها التماس الفضل المذكور في حديث: ((ما اجتمع قوم ... )) [سبق تخريجه]، فقد استفيد منه أن كل قوم اجتمعوا لما ذكر حصل لهم الأجر من غير اشتراط وصف خاص فيهم من علم أو صلاح أو زهد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالجملة فإن الذين أحدثوا طريقة "الحزب الراتب" لحفظ القرآن الكريم واستدامة استحضاره لم يبتدعوا البدعة الضلالة التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أحدثوا طريقة علمية تربوية في الحفظ والاستحضار مثلما أحدث عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما طرقا في حفظ الدين. وأنه نشأ عن هذا الاختيار نظام ديني اجتماعي يعتبر الخروج عنه فتنة وفسادا كبيرا.
الأمر الثاني:
يدّعي هؤلاء أن الذين يعتمدون كيفية الحزب الراتب قد خالفوا مذهبهم الذي نهى عن هذا الفعل، ومما يستند إليه هؤلاء:
- ما ورد عن الإمام مالك عندما سئل عن هذه المسألة فقال: [لا أعرفه عن السلف].
ولكن التحقيق أن المراد بهذه العبارة كما قال ابن رشد (): «أن هذا العمل لم يثبت فيه نص» ().
فقول الإمام مالك على هذا لا يحمل على النهي والتحريم، ولكنه يحمل على أمرين:
الأول: تأصيل المسألة ببيان أن الطريقة محدثة ومن ثمّ تعتريها الأحكام المذكورة سابقا.
الثاني: أن هذا منهجه في إيثار الاتباع، وكراهة مخالفة السلف.
- كما يستند المخالف إلى ما تناقله بعض فقهاء المذهب من المنع عن قراءة القرآن جماعة.
ولكنّه متأوّل من وجهين:
1/ حملوا المنع على الكراهة وعلّلوها بالتقطيع، والحكم يدور مع علته وجودا وعدما، فقد قال محمد البناني (): «وقد عللوا النهي عن قراءة القرآن جماعة بالتقطيع، ومع ذلك قالوا النهي للكراهة لا أنه منع» ().
قال ابن لبّ: «أما قراءة الحزب في الجماعة على العادة فلم يكرهه أحد إلا مالك على عادته في إيثار الاتباع، وجمهور العلماء على جوازه واستحبابه وقد تمسكوا في ذلك بالحديث الصحيح» ().
2/ حملوا المنع على المعلم يغرر في تعليم تلامذته قراءة القرآن، فإنهم إن قرأوا جماعة لا يعرف الحافظ منهم من غير الحافظ؛ وبالتالي فإنه لا يفي بحقهم في التعلم في مقابل الأجر الذي يتقاضاه. فسّر ذلك القابسي () عندما سئل فأجاب: «إن اجتماعهم على القراءة بحضرته يخفي عليه القوي الحفظ من ضعيفه» (). فإذا زالت علة الغرر زال الحكم بزوالها.
لذلك علّق أبو العباس الونشريسي على اشتهار ذلك عن بعض الأعلام بقوله: «لكن إنما يقرؤون لله تعالى، فلا يدركهم هذا الحكم المذكور، وهذا بعد تسليم جواز الاجتماع على القراءة وهو مذهب الجمهور، وتعضده الآثار الصحيحة» (). أي أنهم لا يتقاضون على تعليمهم أجرا، فلا يلحقهم حكم الكراهة؛ أما جواز القراءة الجماعية في غير وجه التعليم المأجور فهو مسلَّم كما ترى.
- وعلى فرض عدم التسليم، واستصحاب الخلاف، فقد سبق سوق عبارات الفقهاء الصريحة في أنه [لا إنكار في مورد الخلاف] ().
ونضيف عليها قول أبي عبد الله السجلماسي (): «وإذا كان القول المعمول به راجحا بالعمل، لم يجز للقاضي ولا المفتي العدول عنه إلى غيره، وإن كان مشهورا» ().
وقول القاضي المجاصي (): «وخروج القاضي عن عمل بلده ريبة قادحة، لكن يقتصر من العمل على ما ثبت، ويسلك المشهور فيما سواه» ().
وخلاصة القول:
إنّ الأدلة التي ساقها أدعياء البدعية، على قوتها، لا تتوجه على موضوعنا، وهي استدلال في خارج محلّ النزاع؛ فشروط البدعة غير متوفرة في قراءة القرآن جماعة على طريقة "الحزب الراتب". بل إنّ الأدلة التي استند إليها معتمدو هذا المنهج من القوة والتنوّع بحيث تنفي كل ريب أو شك في مشروعية الطريقة.
إن أقلّ ما يمكن أن يقال: إنّ قراءة القرآن جماعة بصوت واحد جائزة إن لم تكن مندوبة ومستحبة، وذلك إذا كانت القراءة صحيحة خالية من اللحن ومن الكبر والرياء، بحيث يراد منها الحفظ والضبط والمراجعة، ولا يعتقد فاعل ذلك أنه يقدم على مكروه تقليدا لمالك، بل يعتقد معنى الحديث النبوي الشريف المتقدم وتقليد من يستحب ذلك ويستحسنه والله أعلم بالصواب.
أما هجر هذه الطريقة ومنعها حتى أمسى بعض الأئمة يؤمون التراويح من المصاحف، وآخرون يلحنون في القراءة، ولا يكادون يحفظون من كلام الله إلا قليلا، بل يعجزون عن الاستشهاد بآي القرآن فخطير خطورة هجر القرآن ذاته.
وإننا نحذر هؤلاء من مثل هذا الغلو، فإن نسيان القرآن فيه وعيد شديد محتمل، ألم يقل عليه الصلاة والسلام: ((إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب)) [الترمذي وقال: حسن صحيح؛ والحاكم وقال: صحيح الإسناد]؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لطف الله بنا، ومنّ علينا بصلاح أحوالنا بجوده وفضله وكرمه. أمين.
الهوامش
انظر أيضا: فتوى الشيخ أحمد حماني رحمه الله، في جريدة "العقيدة" الصادرة بتاريخ: 03 جمادى الأولى 1414هـ الموافق 17 نوفمبر 1993م.
() هو أبو العباس فرج بن لب الغرناطي، مفتي محقق، ولد في 701هـ وتوفي في حدود 782هـ.
() المعيار المعرب لأبي العباس الونشريسي: 1/ 155.
() هو أبو مروان، عبد الملك بن الماجشون، فقيه مالكي شهير، توفي في حدود 213هـ.
() الاعتصام لأبي إسحاق الشاطبي: 1/ 49.
() هو أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني الحنبلي، ولد في 661هـ وتوفي في 718هـ.
() فتاوى ابن تيمية في الفقه: 22/ 234 - 235.
() هو أبو العباس، أحمد بن إدريس القرافي الصنهاجي، رئيس المالكية في وقته، توفي في 684هـ.
() أنوار البروق في أنواء الفروق لشهاب الدين القرافي: 4/ 204.
() هو المبارك بن الأثير، محدث، ولد في 544هـ وتوفي في 606هـ؛ وهو أخو ابن الأثير المؤرخ.
() النهاية في غريب الحديث والأثر لمجد الدين ابن الأثير: مادة بدع.
() البيان والتحصيل لأبي الوليد ابن رشد.
() هو أبو العباس، أحمد بن يحيى الونشريسي؛ من أعلام المذهب المالكي، توفي في 914هـ.
() هو أبو عبد الله، محمد بن عرفة الورغمي التونسي، ولد في 716هـ وتوفي في 748هـ.
() هو محمد بن أحمد البطرني التونسي، فقيه ومحدث، ولد في 702هـ وتوفي في 793هـ.
() المعيار المعرب: 8/ 249.
() حاشية ابن عابدين: 4/ 364؛ المبسوط للسرخسي: 13/ 14؛ قواعد الفقه للمجددي: 1/ 74.
() هو أبو مهدي عيسى السكتاني، متكلم وفقيه مالكي، ولد بمراكش، وبها أفتى وقضى، توفي سنة 1062هـ.
() فتح الجليل الصمد في شرح التكميل والمعتمد لأبي عبد الله محمد السجلماسي: ص.6.
() هو إبراهيم بن موسى الغرناطي الشهير بالشاطبي، أصولي من أئمة المالكية؛ توفي في 790هـ.
() فتاوى الإمام أبي إسحاق الشاطبي: 150.
() هو أبو عمر، يوسف بن عبد الله النمري، محدث نظار، ولد في 368هـ وتوفي في 463هـ.
() العرف والعمل في المذهب المالكي ومفهومهما لدى علماء المغرب، د. عمر الجيدي: 362.
() المعيار المعرب: 2/ 196.
() هو أبو الوليد، محمد بن رشد، قاضي الجماعة بقرطبة ومفتيها؛ له كتاب "البيان والتحصيل"، توفي في 520هـ.
() البيان والتحصيل لابن رشد.
() هو أبو عبد الله محمد البناني، من كبار الفقهاء، تولى قضاء طنجة والصويرة وغيرها، توفي في 1307هـ.
() حاشية الدسوقي: 1/ 198
() المعيار المعرب: 1/ 155. والمراد بالحديث: "ما اجتمع قوم ... " السابق تخريجه.
() هو أبو الحسن، علي المعافري، المعروف بالقابسي، أول من أدخل صحيح البخاري إلى افريقية، وسنده مذكور في أوائل "فتح الباري"، ولد في 324هـ وتوفي في: 403هـ.
() المصدر السابق: 8/ 249.
() نفسه.
() الأشباه والنظائر للسيوطي: 175.
() هو أبو عبد الله محمد بن الفلاني السجلماسي، فقيه بارع في تحرير الأحكام والنوازل، توفي في 1214هـ.
() فتح الجليل: ص.6.
() هو أبو محمد عبد الله المجاصي، محدث وفقيه أصولي، كان خطيبا بتلمسان، وهو من شيوخ المقري الجد.
() المصدر السابق.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[23 Apr 2006, 11:15 م]ـ
الأخ عمر .....
من حسن أخلاق المسلم أن يسلم على أهل المنزل الذي يحل به تحية من الله مباركة طيبة ..... ومشاركتك الأولى بدون سلام ولا كلام ...... ونحن - إحسانا بالظن -نحمل ذلك على السهو لا على أمر آخر.
مرحبا بك لك أن تناقش كما تشاء بدل وضع روابط لمواقع فيها الغث والسمين والعقلاء والسفهاء ......
ثم كيف تريد ردودا علمية وأنت تنبز مخالفيك بقولك:
لكن ما يعرف بالسلفيين الجدد قالوا ببدعية ذلك ......
وأنبهك أن "ما"تقال لغير العاقل .....
(هذه المشاركة لا تعبر إلا عن رأيي الخاص)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[25 Apr 2006, 11:53 ص]ـ
أخي ابو الحسن الأكاديري ووجدت لك ايضا هذا النقل من فتاوي الامام الشاطبي رحمه الله وهي نقل من كتاب فتاوي الامام الشاطبي (من صفحة 197 الى صفحة 200
فتاوي الاملام الشاطبي الطبعة الثالثة تحقيق محمد ابو الاجفان) (لست بارعا في الكتابة على الحاسب فارجع الى المصدر مع ما نقلته لك)
قراءة الكهف بعد عصر الجمعة:
48 - الثالثة: قراءة الكهف يوم الجمعة سئل عنها فقال:
(يُتْبَعُ)
(/)
الحمد لله: سأل سائل عن حكم قراءة سورة الكهف بعد صلاة العصر من يوم الجمعة يقرؤها الناس على صوت واحد كهيئة قراءة الحزب في المساجد الجامعة ,وهل هو مكروه أو جائز أو محرم؟
والقول في ذلك –والله المستعان- أن قراءة القرآن على الجملة اما تذكرا لحفظه, او للتفقه في معانيه, أو الاعتبار في آياته.أو لتعلمه وتحفظ مطلوبه, وجاء في فضل ذلك كثير من القرآن والسنة.والأجر في قراءته على هذا الوجه معلوم من دين الاسلام , ولا اشكال فيه على الخاص والعام. وعلى هذا الوجه كان الصحابة رضي الله عنهم والتابعون لهم يقرؤونه وُيقرؤنه.
وأما قراءةته بالارادة وفي وقت معلوم على ما نص السؤال وما أشبهه, فأمر مخترع وفعل مبتدع , لم يجر مثله قط في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا زمان الصحابة رضي الله عنهم حتى نشأبعد ذلك اقوام خالفوا عمل الأولين ,وعملوا في المساجد بالقراءة به على ذلك الوجه الاجتماعي الذي لم يكن قبلهم ,فقام عليهم العلماء بالانكار وأفتوا بكراهيته , وأن العمل به كذلك مخالف لمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ,وذلك أن قراءة القرآن عبادة اذا قرأه الانسان على الوجه الذي كان الأولون يقرؤون, فاذا قرأ على غيره كان قد غيرها عن وجهها , فلم يكن القاريء متعبدا الله بما شرع له , لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:<<كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد>>معناه: مردود على صاحبه غير مقبول منه.
ونقل عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال: كل عبادة لم يتعبد بها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تتعبدوها , فان الاول لم يدع للآخر مقالا ,فاتقوا الله يا معشر القراء ,وخذوا بطريق من كان قبلكم.
وقال الزبير بن بكار: سمعت مالك بن أنس ,وأتاه رجل فقال: يا أبا عبد الله من أين أُحرم؟ قال من ذي الحليفة من حيث أحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم.فقال اني أريد أن أحرم من المسجد ,يعني مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال: لا تفعل. قال: اني اريد ان أحرم من المسجد من عند القبر. قال: لا تفعل, فاني أخشى عليك الفتنة.قال: وأي فتنة هذا؟ انما هي اميال أزيدها. قال:وأي فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقت الى فضيلة قصر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم! اني سمعت الله يقول: (فليحذر الذين يخافون عن أمر أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب اليم) الاية.
فهكذا يقال لمن التزم قراءة الحزب دائما على ذلك الوجه: أفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فلا بد له ان أن يقول: لم يفعلها , فيقال له: فلا تفعل ما لم يفعله خير الخلق , لأنه يُخشى عليك الفتنة في الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة ,لأنك تزعم أنك سبقت الى فضيلة قصر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال مالك لا يجتمع القوم يقرؤون في سورة واحدة كما يفعل أهل الاسكندرية , هذا مكروه ولا يعجبني.
وقال ايضا: لم يكن من عمل الناس يعني من عمل السلف الصالح والصحابة ومن تبعهم باحسان.
وقال في مثله أيضا: ذلك مكروه ومنكر.
قال الباجي: انما كرهه مالك للمجارة في حفظه والمباهاة بالتقديم فيه.
وقال الطرطوشي: ومن البدع قراءة القريء يوم الجمعة عشرا من القرآن عند خروج السلطان. قال: وكذلك الدعاء بع الصلاة , وقراءة الحزب في جماعة , وقراءة سورة الكهف بعد العصر في المسجد جماعة.انتهى.
فهذه القراءة من الأمور المحدثة. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال << كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة>>انتهى.
السيد: عمر تهامي أحمد: يبدوا انك لم تقرأ العنوان ولم تدرك المسألة فالنقل عن مالك والشاطبي وخليل بن إسحاق الجندي ومن غيرهم كالطرطوشي وكذا نقل لك الأخ عمار جملة من المانعين.
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[25 Apr 2006, 05:33 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم ربي خيرا لما قدمتموه لي من يد المساعدة
اما فيما نقله اخي عمر تهامي احمد فقد و قفت عليه سالفا و لا ارى انه موضوع علمي ففه ما فيه و قد سبقني بذكر اخي ابو عبد المعز
و إني أسئله جل في علاه ان يوفقكم لكل خير إنه على كل شيء قدير
محبكم في الله / أبو الحسن أحمد
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[25 Apr 2006, 07:52 م]ـ
السلام عليكم
يا أبا العز كفاك تعاليا فليس من أخلاق المسلم التهكم والإستخفاف بمن يخالفه.
لا يجوز التعريض بالمسلم كما تعرض بأهل منتدى الأصلين في قولك: { .. مرحبا بك لك أن تناقش كما تشاء بدل وضع روابط لمواقع فيها الغث والسمين والعقلاء والسفهاء ...... }
يأ أبا العز لو كان أهل الملتقى على شاكلتك سنقول سلاما على التفسير وأهله
نحن لم نحذف الرابط المشير إلى ملتقى التفسير ومازال مثبتا إلى اللحظة أما أنتم فإنكم تخافون من فكر المخالف فقمتم بحذف الرابط المشير إلى الموضوع بسرعة وكأنكم تحجرون على عقول زواركم ..
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[26 Apr 2006, 04:38 ص]ـ
قال ابن لبّ: «أما قراءة الحزب في الجماعة على العادة فلم يكرهه أحد إلا مالك على عادته في إيثار الاتباع،
هذا القول لابن لب - رحمه الله -عليه مآخذ:
-المأخذالأول: فيه تهوين لمذهب الامام مالك ووصف له بالشذوذ.
الماخذ الثاني: سوء تعبير أو سوء تقرير لمذهب مالك ... فاتباع مالك ليس عادة من العادات بل منهج راسخ متجذر في نفس إمام المدينة.
الماخذ الثالث: إيثار الاتباع تعبير غير موفق ... كان عليه ان يقول إيجاب الاتباع .... هذا هو مذهب مالك رحمه الله.
الماخذ الرابع: مفهوم هذا الكلام-وابن لب مالكي يقول بالمفهوم- أن من يجوز قراءة الحزب ليس من عادته إيثار الاتباع ..... وهذا يكفي من يمنع القراءة الجماعية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[26 Apr 2006, 04:39 م]ـ
يا أبا العز اتق الله فى نفسك أولا ثم بالعلماء الذين -حسب ظنى - هم أعلم منك باللازم والملزوم وما يلزم من كل ذلك،حيث إنى لاحظت عليك يا أخى أنك تفهم من النص شيئاً ثم تلزم من يخالفك بأشياء لاتلزمه، وكأنك يا أخى بهذا تجعل رأيك وفهمك هو الدليل الشرعى فى المسألة وعلى الناس القول به وإلا لزمهم كذا،اين أنت يا أخى من قول الإمام الشافعى رحمة الله عليه الذى لم يقل عليك بكذا وإلا لزم كذا،وأخيراً ناقش بموضوعية وافتح صدرك لمن يخالفك ولاتلزم الناس بالمخالفة الشرعية لمجرد أنهم خالفوا إمامنا وإمام المسلمين مالكاً رحمه الله فليس اختيار قول لإمام يعتبر كما فهمت وتحاول بأسلوبك (المتهكم) والمشوب ب (السخرية) التأثير على الناس،يا أخى الشرع شرع الله تعالى فما دلت عليه النصوص واحتملته ولم يك نص آخر يخالفه لايحق لك ولا لغيرك إلزام الناس به 0وعند الله تجتمع الخصوم) والله المبتغى
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[26 Apr 2006, 07:33 م]ـ
الأخ الجكني .....
أسمي أبو عبد المعز .....
دعوتني أبا العز ..... لأنك قلدت أحدهم في ذلك ...... ولو اجتهدت قليلا لأصبت الاسم الصحيح .....
لكن قاتل الله التقليد ......
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[26 Apr 2006, 10:04 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخوتي الأفاضل كفاكم جدالا بارك الله فيكم
و من اراد النقاش فليناقش بعلم او ليسكت بحلم
ـ[الجكني]ــــــــ[27 Apr 2006, 01:21 ص]ـ
أخى أبو عبد المعز: أستغفر الله إن كنت أخطأت فى كلمة قرآنية،والمرجو أن لا (تلزمنى) بشيء،
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[27 Apr 2006, 02:20 ص]ـ
الأخ أبا الحسن ........ هذه بعض النقول قد تفيدك في بحثك .. لعلك ترجع إلى مصادرها.
قال الشيخ الدردير في الشرح الكبير:
(و) كره (جهر) أي رفع صوت (بها) أي بالقراءة (بمسجد) والأولى تأخير هذا عن قوله
(و) كره (قراءة بتلحين) أي تطريب صوت لا يخرجه عن حد القراءة وإلا حرم ليكون الضمير عائدا على مذكور (ك) كراهة قراءة (جماعة) يجتمعون فيقرؤون معا إن لم يؤد إلى تقطيع الكلمات وإلا حرم ....
الشيخ أبو البركات رحمه الله ..... جعل القراءة الجماعية في وضع بين الكراهة والتحريم .... وفيه الرد على من اعتبر علة كراهة مالك للقراءة الجماعية هو ما قد يصاحبها من تقطيع الكلمات .... فهذه علة للتحريم. ويفهم من ذلك أن القراءة في أفضل أحوالها لا تنزل عن درجة الكراهة ...
قال صاحب التاج والاكليل عند شرح قول الشيخ خليل (كجماعة):
من ابن يونس: كره مالك اجتماع القراء يقرؤون في سورة واحدة وقال:لم يكن من عمل الناس ورآها بدعة ....
يستفاد منه أن كراهة مالك بسبب الابتداع وليس سدا للذريعة .... بمعنى كراهية لذات القراءة لا لغيرها أي تقطيع الكلمات.
ويستفاد من توجيه ابن رشد الذي أورده الشارح بعد ذلك أن الكراهة للامرين معا:
وتأول ذلك بعض أصحابنا ابن رشد: إنما كرهه مالك لأنه أمر مبتدع ولأنهم يبتغون به الألحان على نحو ما يفعل في الغناء فوجه المكروه في ذلك بين.
قال الشيخ الصاوي في حاشيته على الشرح الصغير:
(و) كره (قراءة جماعة) يجتمعون فيقرؤون شيئا من القرآن معا نحو سورة يس.
ومحل الكراهة (إذا لم تخرج) القراءة (عن حدها) الشرعي في المسألتين وإلا حرمت وهذا القيد زدناه عليه.
(و) كره (جهر بها): أي بقراءة القرآن (بمسجد) لما فيه من التخليط على المصلين والذاكرين مع مظنة الرياء ....
استفدنا من قول الصاوي أن القراءة الجماعية مكروهة عند الإمام مالك مرتين:
-قراءة جماعية.
-قراءة جهرية.
والله أعلم.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[27 Apr 2006, 10:08 ص]ـ
اود ان أعلق على بعض ما ذكره د محمد عيسى:
**قال: وهذا تأكيد ظاهر على أن تلاوة القرآن أمر مرغوب فيه على كل حال بل يكره القراءة في عدة أحوال منها ما يخص القاريء.كالطهارة: قال الآجري (,ولا يقرأ الجنب ولا الحائض القرآن ولا آية ولا حرفاً واحداً وإن سبح أو حمد أو كبر فلا بأس بذلك).ويكره ذلك في الصللاة الجهرية عند جهر الامام امتثالا لامر الله عز وجل: (وَإِذا قُرِئَ القُرآنُ فَاِستَمِعوا لَهُ وَأَنصِتوا لَعَلَكم تُرحَمون).وعند النعس. لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا نعس أحدكم فليرقد فإن أحدكم يريد أن يستغفر فيسب نفسه.)
**قال:"لكن غزتنا بدعة الحكم بمنع الاجتماع لقراءة القرآن جماعة في المسجد، "
هل يقال عن المنع بدعة؟ لقد ذكر الشيخ خليل بن إسحاق الجندي رحمه الله في مختصره كراهة ذلك وكلام مالك قبله ونقل الشاطبي وكلامه فيما سبق.
اما ان اعتدى أحد على قاريء لانه يخالف السنة فهي مشكلة من اعتدى وليست مشكلة من منع
**قال"يجب أن نؤكد حقيقة دينية تاريخية أولاُ، وهي أن فكرة منع قراءة القرآن الكريم على طريقة "الحزب الراتب" وافدة على نظام ديني اجتماعي قائم من قرون خلت بالمجتمع الجزائري خاصّة وبالمجتمع المغربي عامة، بل وبالعالم الإسلامي بوجه من الوجوه." فعل الناس الشيء او امتناعهم عنه ان كان تعبديا لا يؤخذ دليلا الا اذا عقد اجماع على المسألة وهذا امر فيه نظر.
** قال"وإنّ الأصل في النقاش والمناظرة أن يورد الوافد أدلة رأيه، ذلك أنه لا يتصور أن تتمالأ الأمة على مدى أعصار متعاقبة وتجتمع على الضلالة ومخالفة أمر الله تعالى وفيها العلماء والصالحون"
أمرالممنوع هو اجتماع الأمة على ضلالة اما اجتماع اهل بلد او بعض الامة فليس هذا له مستند واجماع أهل بلد على بدعة لا يجعلها مباحة كقيام أهل بلاد ببناء قبور بالمساجد او طواف بعض الناس ببعض القبور. وانما تعرض على الشرع فان خالفت الشرع نضرب بها عرض الحائط وان وافقت الشرع كان اجتماع الناس عليها مما يطمئن له القلب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[27 Apr 2006, 05:54 م]ـ
الأخوة الأفاضل:السلام عليكم ورحمة الله وبعد:لا أدرى لماذا لم يتعرض أحد منكم لما قاله الشيخ الخرشي على المختصر فى نفس المسألة،وهو قوله1/ 352:وفى كره قراءة الجماعة؛أي مازادعلى الواحد دفعة على الواحدإذ لابد أن يفوته ما يقرأ بعضهم بالإصغاء إلى غيره فقد يخطىء فى ذلك الحين ويظن أنه قد سمعه فيحمل عنه الخطأ أو يظنه مذهباً له،وعدم كراهتها للمشقة الداخلة على القراءة بانفراد كل واحد إذ قد يكثرون فلا يعمهم فجمعهم أحسن من القطع ببعضهم روايتان،كان مالك يكرهه ولا يراه صواباًثم رجع وخففه0انتهى وقال الشيخ العدوي فى حاشيته عليه مانصه: (قوله ثم رجع وخففه) أي تخفيفاً وصل إلى درجة الراجحية بدليل قوله أحسن (فإن قلت) حيث رجع وخففه كان الواجب عدم ذكر الرواية الأولى لأن رجوعه بمثابة النسخ؟ قلت: المرجوع عنه لما كان غير خارج عن قواعده لم يلغ أصلاًكما ذكروا 0انتهى
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[28 Apr 2006, 03:36 م]ـ
الأخ الجكني
رزقنا الله وإياك حسن الفهم ....
ما نقلته عن الخرشي لا علاقة له بالموضوع .... فكلام الشيخ الخرشي عن قراءة الجماعة على واحد ..... وليس على القراءة جماعة والفرق عظيم فتنبه عفا الله عنك!
قال صاحب مواهب الجليل- حيث تجد التميز-:
قال في المدخل لم يختلف قول مالك أن القراءة جماعة والذكر جماعة من البدعة المكروهة انتهى.
(وفي كره قراءة الجماعة على الواحد روايتان)
ماذكرته عن الخرشي يتعلق بالمسالة الاخيرة ...... وهو نفسه قد فرغ من المسالة الأولى قبل ذلك .....
ويظهر لأدنى تأمل أن ما ذكرته عن الخرشي يتعلق بتعليم القرآن .... وإلا ما علاقة قوله:
فقد يخطىء فى ذلك الحين ويظن أنه قد سمعه فيحمل عنه الخطأ أو يظنه مذهباً له ......
بما نحن فيه: أي البحث في مشروعية القراءة الجماعية بصوت واحد.
ـ[الجكني]ــــــــ[28 Apr 2006, 11:42 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذا التنبيه،ويعلم الله أنى سعدت به،واستفدت منه درساً بعدم الآستعجال، وأرجو أن يكون دعاؤك الذى صدرت به ردك نابعاً من الأخوة الإيمانية الصادقة المبرءة من السخرية والآسخفاف،وعلى كل فأنت فى حل منى
ـ[الجكني]ــــــــ[28 Apr 2006, 11:50 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذا التنبيه،ويعلم الله أنى سعدت به،واستفدت منه درساً بعدم الاستعجال، وأرجو أن يكون دعاؤك الذى صدرت به ردك نابعاً من الأخوة الإيمانية الصادقة المبرءة من السخرية والاسخفاف،كما أرجو أن تدعو لمن خالفك بالتوفيق من الله تعالى كما هو ملاحظ عليك فى دعواتك لمن يوافقك فى الرأي وليس بالهداية -وهي مطلب كل مسلم -والفهم وهو مبتغى كل شخص؛حتى تتسع الصدور ويغلق على الشيطان الملعون باب يدخل منه لسوء الظن بين أهل العلم،وعلى كل فأنت فى حل منى(/)
التعاون بين الدراسات العليا ومنتجي البرامج الإلكترونية
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[22 Mar 2006, 06:19 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فكثيراً مايواجه الباحثون وغيرهم ممن يستخدم الموسوعات الإلكترونية مشاكل كثيرة معلومة لدى الجميع سواء أخطاء لغوية, أو إملائية, أو غيرها الكثير. وقد سمعنا بعض القائمين على هذه البرامج يقول بأنهم يتقبلون الملاحظات بل ويفرحون بها؛ لكن المشكلة عندهم في إعادة تصحيح هذه الأخطاء حيث أنها تكلفهم كثيراً من الجهود البشرية, والأموال.
وقد رأيت أن أبدي للأخوة رأي؛ وهو بما أن كثيراً من طلاب الدراسات العليا يكلفون ببحوث فصلية مما يضظر بعضهم إلى أن يأخذ موضوعاً طرق كثيراً ويعلم أنه لن يأتي بجديد فيه لكن من باب إسقاط الواجب, وممارسة البحث, فيأخذ منه جهداً, ووقتاً ولا يستفيد من هذا الجهد إلا هو على أحسن حال؛ فلو كُلف بعضهم بالإشراف على بعض أجزاء هذه البرامج سواء كان هذا كتاباً, أو مجلداً, أو غيرها, وقام بتصحيح ما يرى فيه من أخطاء, وأضاف ما يحتاج إلى إضافة (حواشي مثلاً) لكان عائد النفع عليه, وعلى العلم أفضل من بحث يكون نهايته أدراج مكتبته, وقد يقال هذا كذلك في الأطروحات لكن بشكل أوسع, ومنهج يوضع لمثل هذه الجهود؛ فنكون بهذه الطريقة وفرنا على إخواننا القائمين على هذه البرامج الجهد, والمال, وكما تعلمون حاجة هذه البرامج للمتخصصين الذين توفرهم هذه الطريقة, وساهمنا في التعجيل بإخراج ما نأمل إليه من برامج عالية الجودة , والله الموفق.
وأعتذر إن كان أحدٌ قد طرح مثل هذا الموضوع.
وأعتذر كذلك على الإختصار.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Mar 2006, 04:43 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذا الاقتراح، ولا أخفيك أنني قد اقترحت هذا يوماً، لكن لم يجد له صدى عند القائمين على الدراسات العليا في الكلية. ولعله بإثارتك له مرة أخرى يدفع الإخوة الأساتذة القائمين على الدراسات العليا للشروع في تطبيقه، والاستفادة من جهود الطلاب في أمرٍ مثمر للجميع، وكلٌ في مجال تخصصه.
بل إنني أقول الآن لعل التعاون مع الدكتور نافع في مراجعة (المكتبة الشاملة) وتدقيق ما فيها وموافاته بذلك، يكون أنفع لنا نحن طلاب العلم، لكونها مجانية، وسهلة، والتعامل معها أسهل من التعامل مع غيرها من البرامج المماثلة، واستجابته للاقتراحات أقرب من الشركات التي لا يتعاون بعضها إلا بصعوبة.
وفقكم الله وسدد آرائكم.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[01 Apr 2006, 05:57 ص]ـ
شكراً مشرفنا الكريم على مرورك وتعقيبك اليتيم , وقد كنت أظن وأتمنى أن يكون التفاعل أكثر في مثل هذا الموضوع الذي أعتقد أنه يهم غالب المهتمين في العلم عموماً والعلم الشرعي خصوصاً لما له من خاصية معلومة , ولعل في مشاركة شيوخنا الكرام والأخوة الأفاضل من الأعضاء مايعطي الموضوع أهمية أكثر؛ كي يتسنى عرضه على أهل الشأن من طلبة العلم وأصحاب هذه البرامج من أجل تفعيل هذا الموضوع.
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[02 Apr 2006, 07:14 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلة عمل اداري تعقيداته وروتينه
لكن مثل هذه الفكرة يمكن ان تطبق هنا مثلا في المنتدى مع اعضائه الكرام فبدلا من مناقشات في امور مفروغ منها او ليست ذات اهمية يقوم الاعضاء بذلك وعموما نفعك الله واثابك(/)
ماهي الكتب التي تعارض علم المناسبات في القران؟
ـ[سائل]ــــــــ[23 Mar 2006, 04:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أريد أقوال من عارضوا علم المناسبات وحجتهم, والرد عليها.
ووجدت مقال للدكتور: عبدالرحمن بن معاضة الشهري
كلية الشريعة وأصول الدين بجامعة الملك خالد
على هذا الرابط
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=884&highlight=%E3%E4%C7%D3%C8%C7%CA
وذكر من المعارضين لهذا الفن ثلاثة في مقاله وهم:
1 - ولي الدين الملوي، ذكره السيوطي في معترك الأقران.
2 - العز بن عبدالسلام حيث شرط للقول بالمناسبة أن يقع الكلام في أمر متحد مرتبط أوله بآخره ...
3 - الإمام الشوكاني رحمه الله حيث قال في تفسيره فتح القدير عند تفسيره للآية رقم 42 من سورة البقرة ...
وقد بحثت في الشبكة العنكبوتة ولم أجد غير كتاب فتح القدير فياليت تدلوني على الكتب التي تعنى في هذا
طلبي: أريد أقوال من عارضوا علم المناسبات وحجتهم, والرد عليها.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Mar 2006, 04:40 م]ـ
هناك بحث للدكتور أحمد الشرقاوي لعلك تطالعه ففيه فوائد حول هذا الموضوع الذي كتب حوله كثيراً.
موقف الإمام الشوكاني من المناسبات ( http://tafsir.org/books/open.php?cat=90&book=859)
وليس قولي بأن هؤلاء معارضون للمناسبات بصحيح، والصواب أنهم يعارضون التكلف في البحث عن المناسبات في بعض المواطن الخفية. ولعلك تتكرم بالنظر في هذا الرابط:
علم المناسبات في القرآن الكريم ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=884)
ـ[سائل]ــــــــ[07 Apr 2006, 03:40 م]ـ
عبدالرحمن الشهري
ما أقول الا جزاك الله ألف خير وماقصرت, وآسف جداً على تأخري بالرد لقلة دخولي بالشبكة.(/)
طريفة تفسير و .......... تفسير طريفة.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[23 Mar 2006, 11:05 م]ـ
طريفة تفسير ....... وتفسير طريفة.
طريفة التفسير:
رأى عليان أبا يوسف يمشي فقال له: يا أبا يوسف،مسألة؟ فقال أبو يوسف:سل.
فقال عليان: يا أبا يوسف أليس الله قال (وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم مافرطنا في الكتاب من شيء)
فقال أبو يوسف نعم.
قال عليان: وأليس الله قال (وإن من أمة إلا خلا فيها نذير)
فقال أبو يوسف نعم.
فقال عليان: فمن نذير الكلاب يا أبا يوسف؟
فنظر أبو يوسف متأملا ومتعجبا! وقال .. لا أعلم أخبرني من (نذير الكلاب)
فقال عليان لا حتى تأمر لي بفالوذج .. فأمر أبو يوسف من يحضر له طلبه ثم أخذه للمسجد وجلس أبو يوسف وطلابه ينتظرون عليان المجنون حتى يفرغ من الطعام، فلما فرغ قال أبو يوسف .. هيه يا عليان أخبرنا من نذير الكلاب؟
فأبتسم عليان ثم أخرج من جيبه (حجرا) وقال .. هذا نذير الكلاب يا أبا يوسف!
تفسير الطريفة:
قال ابن ماكولا في الإكمال:
أما عليان بضم العين وفتح اللام وتشديد الياء وفتحها فهو عليان الموسوس كوفى له اخبار.
قلت:ومن أخباره ما جاء في مختصر تاريخ دمشق
عن عطاء السلمي قال:
مررت في أزقة الكوفة فرأيت عليان المجنون على طبيب يضحك منه وما كان لي عهد بضحكه فقلت: ما يضحكك؟ قال من هذا العليل السقيم الذي يداوي غيره وهو مسقام. قلت: فهل تعرف له دواء ينجيه مما هو فيه؟ قال: نعم شربة إن هو شربها رجوت برأه. قلت: صفها قال: خذ ورق الفقر وعذق الصبر وهليلج التواضع ويلنلج المعرفة وغاريقون الفكر ودقها دقا ناعما بهاون الندم واطبخها في طبخة التقى وصب عليها ماء الحياة وأوقد تحتها حطب المحبة حتى يرغو الزبد ثم أفرغها في جام الرضا وروحها بمروحة الجهد واجعلها في قدح القكرة وذقها بملعقة الاستغفار فلن تعود إلى المعصية أبدا قال: فشهق الطبيب وخر مغشيا عليه وفارق الدنيا
قال عطاء: ثم رأيت عليان بعد حولين في الطواف فقلت له: وعظت رجلا فقتلته قال: بل أحييته قلت: وكيف؟ قال: رأيته في منامي بعد ثلاث من وفاته عليه قميص أخضر ورداء وبيده قضيب من قضبان الجنة قلت له: حبيبي ما فعل الله بك؟ قال: يا عليان وردت على رب رحيم غفر ذنبي وقبل توبتي وأقالني عثرتي.
2 - عجيب أمرمجنون الكوفة:
فكأن الرجل يتقن علم المعقول وهو المجنون!!
جند للإيقاع بأبي يوسف فنين:
-فن صناعة المنطق كما هو موروث عن الحكيم أرسطو.
-فن الاستدراج كما هو مأثور عن الحكيم سقراط.
فعن الأول يقال هنا قياسان:
كل الأمم الدابة على الأرض أمم أمثال الناس.
الكلاب أمة تدب على الأرض
فالكلاب أمثال الناس.
ثم يسلسل القياس:
الكلاب أمثال الناس
الناس جاءهم نذير
فالكلاب جاءها نذير
ويمكن صياغة ما سبق في نسق قياس واحد مركب موصول أو منفصل .... المقصود أن أرسطو سيرضى على تطبيق الصنعة ..... بل سيرضى بأقل من ذلك على رأي الحيص بيص:
[من الوافر]:
إذا شُورِكْتَ فِي حالٍ بدُونٍ ... فلا يغشاك عارٌ أو نفورُ
تشارك فِي الحياة بغير خُلفٍ ... اْرِسْطاليسُ والكلب العقور.!!
لكن عليان ارتقى فوق ارسطو درجة: فلم يقدم قياسه بالشكل الجاف الميت بل مزجه بطريقة شيخ شيوخ أرسطو –سقراط- فأضحى المنطق جدليا توليديا .... ولم يكن الضحية إلا أبا يوسف رحمه الله.
فقال عليان: فمن نذير الكلاب يا أبا يوسف؟
وما عساه أن يجيب!
فقد سلم له بالمقدمتين وأقره عليهما ولا بد من حصد النتيجة وإلا فهو الخروج عن العقل و المنطق ....
عليان لم يسأل هل للكلاب نذير ..... فهو عاقل جدا ويعلم أن السؤال عنه عي، وفضول قول،وتحصيل حاصل، لكنه يسأل عن هوية النذير.هذا هو الخليق بالسؤال عنه.
3 - فنظر أبو يوسف متأملا ومتعجبا! وقال .. لا أعلم أخبرني من (نذير الكلاب).
-هل كان عليان داهية؟
-لماذا وقع اختياره على أبي يوسف بالضبط؟
-ثم لماذا وقع اختباره في مضمار القياس؟
-هل كان عليان متعاطفا مع المدرسة الأثرية في الفقه؟
-هل أراد التنبيه على أن التوسع في القياس -على منهج أهل الرأي-قد يؤدي إلى الكارثة؟
أم كان مراده ساذجا بريئا هو الحصول على وجبة طعام فقط.؟
متأملا.
لعله يتأمل المقدمات وإفضاءها إلى النتيجة.
متعجبا .....
(يُتْبَعُ)
(/)
لعله تعجب من القياس الصحيح الذي لا غبار عليه ......
لا أعلم ....
لأن مسايرة الاستدلال يفضي إلى الوقوع في الكفر. (انظر الفقرة الخامسة)
على كل حال فالشيخ عليان وهو من عقلاء المجانين أفضل بكثير من مجانين العقلاء الآتي ذكرهم.
4 - فابتسم عليان ثم أخرج من جيبه (حجرا) وقال .. هذا نذير الكلاب يا أبا يوسف!
ظل عليان منطقيا إلى آخر القصة ..... فبالنظر إلى المقدمات الصحيحة لا بد من نذير في أمة الكلاب ...... لكن الكوفي خبأ لأبي يوسف مخرجا لا يثير الضحك فقط بل يثير الإعجاب أيضا ...... فهاهو عليان يوظف في نهاية القصة ما يسميه النظار بالقول بالموجب .... نعم لا بد من نذير للكلاب ولكن ليكن نذير مناسب لهذه الأمة ..... وليس أنسب من الحجر ..... وهل ثمة شيء يخيف الكلب أكثر من الحجر!!
حل عجيب فيه دمج رائع بين الوجهين: القول بالموجب وقياس الأولى ...
5 - لكن بعض العقلاء من المعتزلة والصوفية نصروا المذهب الذي هو ممجوج حتى عند عليان المجنون ....... ولله في خلقه شؤون!
قال ابن حزم رحمه الله في الفصل:
الكلام على من قال أن في البهائم رسلا
قال أبو محمد رضي الله عنه ذهب أحمد بن حابط وكان من أهل البصرة من تلاميذ ابراهيم النظام يظهر الإعتزال وما نراه إلا كافرا لا مؤمنا وإنما استخرنا اخراجه عن الإسلام لأن أصحابه حكوا عنه وجوها من الكفر منها التناسخ والطعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنكاح وكان من قوله أن الله عز وجل نبأ أنبياء من كل نوع من أنواع الحيوان حتى البق والبراغيث والقمل وحجته في ذلك قول الله تعالى وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء.
لعل تكفير ابن حزم لابن حابط كما يستفاد من كلامه ليس بسبب هذا القول ولكن بسبب أقوال أخرى ....
لكن القاضي عياض رحمه الله لم يتردد في تكفير من قال بقول ابن حابط ولو لم تكن معه أقوال كفرية اخرى.
قال في الشفا:
كذلك نكفر من ذهب مذهب بعض القدماء في أن في كل جنس من الحيوان نذيرا ونبيا من القردة والخنازير والدواب والدود ويحتج بقوله تعالى 35: 24 وإن من أمة إلا خلا فيها نذير إذ ذلك يؤدي إلى أن توصف أنبياء هذه الأجناس بصفاتهم المذمومة وفيه من الإزراء على هذا المنصب المنيف ما فيه مع إجماع المسلمين على خلافه وتكذيب قائله انتهى.
وقال الألوسي في تفسيره للآية:
وأغرب من هذا دعوى الصوفية ونقله الشعراني عن شيخه علي الخواص قدس الله تعالى سره أن الحيوانات مخاطبة مكلفة من عند الله تعالى من حيث لا يشعر المحجوبون ثم قال: ويؤيده قوله تعالى وإن من أمة إلا خلا فيها نذير حيث ذكر سبحانه وتعالى الأمة والنذير وهم من جملة الأمم.
ونقل عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه كان يقول: جميع ما في الأمم فينا حتى أن فيهم ابن عباس مثلي وذكر في الأجوبة المرضية أن فيهم أنبياء وفي الجواهر أنه يجوز أن يكون النذير من أنفسهم وأن يكون خارجا عنهم من جنسهم وحكى شيخه عن بعضهم أنه قال: إن تشبيه الله تعالى من ضل من عباده بالأنعام في قوله سبحانه وتعالى: إن هم كالأنعام ليس لنقص فيها وإنما هو لبيان كما مرتبتها في العلم بالله تعالى حتى حارت فيه فالتشبيه في الحقيقة واقع الحيرة لا في المحار فيه فلا أشد حيرة من العلماء بالله تعالى فأعلى ما يصل إليه العلماء بربهم سبحانه وتعالى هو مبتدأ البهائم الذي لم تنتقل عنه أي عن أصله وان كانت منتقلة من شؤونه بتنقل الشؤون الألهية لأنها لا تثبيت على حال ولذلك كان من وصفهم الله عز وجل من هؤلاء القوم أضل سبيلا من الأنعام لأنهم يريدون الخروج من الحيرة من طريق فكرهم ونظرهم ولا يمكن ذلك لهم والبهائم علمت ذلك ووقفت عنده ولم تطلب الخروج عنه وذلك لشدة علمها بالله تعالى. انتهى.
ونقل الشهاب عن ابن المنير أن من ذهب الى أن البهائم والهوام مكلفة لها رسل من جنسها فهو من الملاحدة الذين لا يعول عليهم كالجاحظ وغيره وعلى اكفار القائل بذلك نص كثير من الفقهاء والجزاء الذي يكون يوم القيامة للحيوانات عندهم ليس جزاء تكليف على أن بعضهم ذهب إلى أن الحيوانات لا تحشر يوم القيامة وأول الظواهر الدالة على ذلك وما نقل عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما لا أصل له.
والله إن عليان الكوفي لأعقل وأعلم بالقرآن من هؤلاء ...
وأشهد أن منهجه في التفسير أفضل من مناهج فئة من المعاصرين ....
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[24 Mar 2006, 08:31 ص]ـ
رائعة اخي
شكر الله لك يا ابا عبد المعز
ـ[المعظم لربه]ــــــــ[24 Mar 2006, 09:59 م]ـ
أعذرني أخي عبد المعز ... ولكنها تخريفة أكثر من كونها طريفة!!.
وفيها شقلبة ... فمرة نورد قصص الدهاء لمن نريد, ومرة نجعلهم "عصافير"!!
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[26 Mar 2006, 06:06 م]ـ
على كل حال ..... أخي المعظم لربه ...... لا بد أن تعترف أن الحكاية خفيفة مع كونها خرافة .... وأن الشيخ عليان لم يتجرأ على القرآن مع قياسه الشكلي الصحيح ..... فهو افضل حالا من "العرفانين" الذين حولوا القرآن إلى غابة من "الأسرار" تختلط فيها الوجوه والمعالم ..... واعتمدوا قياسا فاسدا عند عليان نفسه:مفاده أن الشخص في المنتديات إذا كان قادرا على اتخاذ أسماء مختلفة فلم لا يجوز ذلك على الأنبياء ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد- طالب علم]ــــــــ[26 Mar 2006, 06:34 م]ـ
الحقيقة أن الأستاذ أبو عبد المعز قد أحسن في إيراد هذه الطرفة الممتعة عن عليان المجنون. فلا شيء يصلح أن يكون نذيرًا للكلاب سوى الحجر .. ولكن ألا يرى أن هذا النذير لا ينفع مع هذه الكلاب؛ لأن من طباع الكلاب دوام اللهث؛ لأنها منقطعة الفؤاد، كمن لا فؤاد له، إن حملت عليها بحجر أو نحوه تلهث، وإن تركتها تلهث؛ ولهذا شبه الله تعالى بها الذي آتاه الله آياته، فانسلخ منها؛ كما تنسلخ الحية من جلدها، فقال عز من قائل:
(فمَثَلُه كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ)
قال ابن قتيبة:” كل شيء يلهث؛ فإنما يلهث من إعياء، أو عطش إلا الكلب، فإنه يلهث في حال الكلال، وحال الراحة، وحال الصحة، وحال المرض والعطش، فضرَبه الله مثلاً لمن كذَّب بآياته “.
فهل ينفع هذا النذير المسمَّى بالحجر مع هذه الكلاب المنقطعة الفؤاد؟؟؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[26 Mar 2006, 07:21 م]ـ
الأستاذ خالد .....
من غرائب سلوك الكلاب أنك إذا قذفتها بحجر تعتقد أن الحجر طعاما أو شيئا صالحا للأكل فتهرع إلى حيث السقط ...... فتأخذ ما ضرب بها على أنه ألقي إليها ... حتى إذا تأكدت من أنه لا يصلح للأكل وعادت تنبح من جديد. وإذا ضربتها مرة أخرى مضت لتتأكد من جديد أ حجر ألقي إليها أم طعام ...... وهلم جرا ....
فاعجب لهذا الكلب الذي يعتقد أنه أذكى من نذيره .. لكنه الطمع الطمع ... حمله على إدراك الواقع على غير ما هو عليه ..... وهو مع غروره عنيد: إذا خنس لحظة لا تعتقدن أنه بلع ريقه وانصرف ..... سيناوشك من جديد لا محالة بغتة أو على توقع ......
ـ[خالد- طالب علم]ــــــــ[26 Mar 2006, 08:17 م]ـ
المهم يا أبا عبد المعز أن الكلاب لا تنفع معها النذر .. ومن الغريب أن تضرب بها الأمثال في الأمانة والوفاء لأصحابها. ولعلك سمعت بقول أحد الشعراء في مدح أحد الخلفاء:
فإنك كالكلب في الأمانة === وكالتيس في قراع الخطوب(/)
التعريف بكتاب (معارج التفكر ودقائق التدبر) للشيخ عبدالرحمن حبنكة رحمه الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Mar 2006, 01:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر عن دار القلم بدمشق (الطبعة الأولى 1427هـ)، كتيبٌ صغيرٌ في 64 صفحة من القطع الصغير، من إعداد الشيخ الفاضل مجد مكي، بعنوان:
التعريف بكتاب (معارج التفكر ودقائق التدبر)
للعلامة عبدالرحمن حبنكة الميداني رحمه الله تعالى
1345 - 1425هـ
http://www.tafsir.net/images/maarej.jpg
وقد عرض فيه الباحث لتعريف موجز بالشيخ عبدالرحمن حبنكة رحمه الله تعالى، ثم تحدث عن كتابه معارج التفكر، ومنهجه في كتابته، وذكر أنه قد انتهى المؤلف من تفسير السور المكية، وتوفي بعد بدايته في تفسير سورة البقرة.
وهذا التفسير أقامه مؤلفه على ترتيب نزول القرآن الكريم، حيث يقول مبيناً سبب اختياره هذا المنهج: (وقد رأيت بالتدبر الميداني للسور أن ما ذكره المختصون بعلوم القرآن الكريم من ترتيب النزول، هو في معظمه حق، أخذاً من تسلسل البناء المعرفي التكاملي، وتسلسل التكامل التربوي، واكتشفت في هذا التدبر أموراً جليلة تتعلق بحركة البناء المعرفي لأمور الدين، وحركة المعالجات التربوية الربانية للرسول صلى الله عليه وسلم، وللذين آمنوا به واتبعوه، وللذين لم يستجيبوا لدعوة الرسول مترددين، أو مكذبين كافرين).
وقد حاول المؤلف تطبيق ما ذكره في كتابه (قواعد التدبر الأمثل للقرآن الكريم) في تفسيره هذا، يقول رحمه الله: (وبعد فقد فتح الله عز وجل علي خلال تدبري الطويل لكتابه المجيد، باستخراج أربعين قاعدة من قواعد التدبر الأمثل لكتابه، قابلة للزيادة عليها، وهذه القواعد تقدم للمتدبرين أصول التفسير الأقوم للقرآن، ولم أجد في المفسرين من اهتم بالتزام مضمونها، ولا بالتزام كثير منها.
وقد رأيت من الواجب علي أن أقدم ما أستطيع تقديمه من تدبر لسور هذا الكتاب العزيز المعجز، ملتزماً على مقدار استطاعتي بمضمون القواعد التي فتح الله بها عليَّ، مع الاعتراف بأن التزامها التزاماً دقيقاً وشاملاً عسيرٌ جداً، بل قد يكون بالنسبة إلى متدبر واحد متعذراً).
*أقسام الكتاب المطبوعة:
- صدر من الكتاب اثنا عشر مجلداً في أربع مجموعات، كل مجموعة في ثلاثة مجلدات، وقد صدرت المجلدات الثلاثة الأولى (1 - 3) من هذا التفسير التدبري عام 1420هـ. واشتملت على تدبر 28 سورة من السور المكية، ابتداء من سورة العلق، وانتهاء بسورة ص.
- وصدرت المجلدات الثلاثة (4 - 6) من المجموعة الثانية عام 1421هـ، وقد اشتملت على تدبر سورة الأعراف والجن، ويس والفرقان.
- وصدرت المجلدات الثلاثة (7 - 9) من المجموعة الثالثة عام 1423هـ، واشتملت على تدبر سور فاطر ومريم، وطه والواقعة والشعراء والنمل والقصص والإسراء.
- وصدرت المجلدات الثلاثة (10 - 12) من المجموعة الرابعة عام 1425هـ، وقد اشتملت على تدبر سور يونس وهود ويوسف، والحجر والأنعام والصافات ولقمان، وسبأ والزمر وغافر وفصلت والشورى والزخرف.
والمجلدات السابقة من 1 - 12 قد صدرت عن دار القلم بدمشق.
وبقي ثلاثة مجلدات من 13 - 15 انتهى الشيخ منها وستدصر قريباً، وقد اشتملت على تدبر السور الآتية: الدخان، والجاثية، والأحقاف، والذاريات، والغاشية، والكهف، والنحل، ونوح، وإبراهيم، والأنبياء، والمؤمنون، والسجدة، والملك، والحاقة، والمعارج، والنبأ، والنازعات، والانفطار، والانشقاق، والروم، والعنكبوت، والمطففين).
نسأل الله أن يتغمد الشيخ عبدالرحمن حبنكة برحمته، وأن يجزيه خيراً على ما قدمه لطلاب العلم من المؤلفات الرضينة الماتعة، ومن آخرها كتابه هذا الذي دار الحديث حوله (معارج التفكر ودقائق التدبر) الذي استخدم فيه كلمة التدبر بدلاً من كلمة التفسير.
ـ[الراية]ــــــــ[24 Mar 2006, 02:12 م]ـ
http://www.thamarat.org/images/BooksBig/599k.jpg
عبدالرحمن حبنكة الميداني العالم المفكر المفسر
تأليف: عائدة راغب الجراح
الناشر: دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع - دمشق - سوريا
رقم الطبعة: الأولى
تاريخ الطبعة: 2001
نوع التغليف: عادي (ورقي)
عدد الأجزاء: 1
اسم السلسلة: علماء ومفكرون معاصرون
عدد الصفحات: 160
مقاس الكتاب: 14 × 20 سم
نبذة عن الكتاب:
بدأت الكاتبة حديثها عن الشيخ عبدالرحمن حسن حبنكة الميداني نسبه وبيئته ونشأته، ومسيرته العلمية، والتعليمية، ومنهجه في التأليف وأثر إنتاجه الفكري والعلمي في الساحة الثقافية والدعوية.
ثم استعرضت الكاتبة مؤلفات الشيخ،
حيث عرفت بكل مؤلف تعريفاً موجزاً ومنها:
العقيدة الإسلامية وأسسها،
والأخلاق الإسلامية وأسسها،
وبراهين وأدلة إيمانية،
والصيام رمضان في السنة والقرآن والحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وغيرها.
http://www.thamarat.org/index.cfm?faction=BookDetails&Bookid=789
رحمه الله وغفر له
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Sep 2006, 06:03 ص]ـ
جزيت خيراً أخي الكريم الراية.
سألني بعض الإخوة عبر البريد الالكتروني: هل بحث أحدُ منهج الشيخ حبنكة في تفسيره هذا بحثاً أكاديمياً؟ فأجبته أنني لا أعرف سوى هذا الكتاب الذي أشرت إليه أعلاه.
فهل يعلم أحد منكم دراسة علمية أخرى لهذا التفسير؟
ـ[روضة]ــــــــ[18 Sep 2006, 04:58 م]ـ
قام فضيلة الأستاذ الدكتور فضل حسن عباس ـ حفظه الله ـ بالكتابة حول منهج الشيخ عبد الرحمن الميداني في كتابه (اتجاهات التفسير ومناهج المفسرين في العصر الحديث/ الجزء الثاني)، والذي سيتم نشره قريباً إن شاء الله تعالى.
ـ[أبو عادل المقدسي]ــــــــ[18 Sep 2006, 11:24 م]ـ
السلام عليكم
فقد بحثت مطولا في مراكز ايداع الرسائل فلم اجد بحثا اكاديميا حول منهج الشيخ حبنكة الميداني في تفسيره فتقدمت اليوم بخطة حول هذا الموضوع بعد ان قمت باستشارة الشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله
كما انني بعثت الى الاستاذين الدكتور احمد البريدي والدكتور مساعد الطيار اسالهما عن الموضوع نفسه وانتظر الرد منها
ـ[أبو عادل المقدسي]ــــــــ[18 Sep 2006, 11:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
تعقيبا على ما اوردته في رسالتي الاخيرة فانني قد تقدمت بهذا الموضوع الى جامعة ملايا الماليزية وذلك انني حصلت على قبول في برنامج الدكتوراة في تخصص التفسير
وقد شجعني على الاستمرار في متابعة هذا الموضوع ما ارسله الي الاخ الدكتور عبد الرحمن عندما بعثت اليه ببريد الكتروني اساله عن هذا الموضوع لا سيما انني من خلال اطلاعي لم اقف على من كتب فيه في اطار الرسائل العلمية الاكاديمية
ومن وقف على رسالة علمية في هذا التفسير فساكون له من الشاكرين ان اخبرني بها
وبوركت جهود المخلصين
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Dec 2006, 11:50 م]ـ
صدر حديثاً ثلاثة أجزاء من هذا التفسير وهي 13، 14، 15، وقد اشتملت على تدبر السور الآتية:
الدخان، والجاثية، والأحقاف، والذاريات، والغاشية، والكهف، والنحل، ونوح، وإبراهيم، والأنبياء، والمؤمنون، والسجدة، والملك، والحاقة، والمعارج، والنبأ، والنازعات، والانفطار، والانشقاق، والروم، والعنكبوت، والمطففين.
الرياض 28/ 11/1427هـ
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[20 Dec 2006, 01:26 ص]ـ
رحم الله شيخنا الشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني ورحم الله أباه الشيخ حسن حبنكة الميداني الذي كان شيخ الشام بلا منازع مهابة وقدرا ومكانة في قلوب الناس
ولقد تعرفت بالشخ الأب ونحن طلبة علم صغار في دمشق وكان من فضل الله علي أنه هو الذي سلمني شهادة النجاح من إحدى سنوات الدراسة في معهد الفرقان ولعلي أفرد ترجمة للأب والابن ولعمه الشيخ صادق حبنكة الذي يعتبر اليوم في مكانة الشيخ حسن حبنكة ولا زال على قيد الحياة أمد الله في عمره
واسرة حبنكة اسرعة علمية دمشقية
وقد التقيت بولده الشيخ عبد الرحمن حبنكة مرارا وكان يشرح فكرة كتابه معارج التفكر .... قبل أن يطبع
فالحمد لله على أنه ظهر ولو أنه خالف منهج العلماء في مسالة التفسير على حسب النزول ولكن له وجهة نظر قوية وهي جديرة بالدراسة وإنني أشد على يد الأخ الباحث عادل منذر الحمد في أن يسجل موضوعه سريعا
ـ[معروفي]ــــــــ[20 Dec 2006, 06:29 ص]ـ
للشيخ الأستاذالدكتور مصطفى مسلم حفظه الله تعالى مقال يرد فيه على أصحاب منهج تفسير القرآن الكريم حسب ترتيب النزول، و يخص الشيخ مصطفى مسلم هذا التفسير بنقد موضوعي.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Dec 2006, 07:08 ص]ـ
الأخ الكريم الأستاذ معروفي وفقه الله: ليتك تتكرم علينا بنقل مقالة أستاذنا الدكتور مصطفى إن أمكنك ذلك، فهذا موضوع جدير بالمناقشة والمدارسة.
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[20 Dec 2006, 08:53 ص]ـ
نعم أستاذ معروفي
ففي مصر ظهرت الفكرة على يد الشيخ دروزة وعارضه كثيرون من علماء الأزهر في ذلك الوقت
بل هناك من نادى بإعادة ترتيب المصحف على حسب النزول ولا يخفى ما في هذه الفكرة من خطر على كتاب الله
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[24 Dec 2006, 11:56 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهل الملتقى الطيب بارك الله في الجميع
ونشكر الملتقى والقائمين عليه جزيل الشكر لما يقدمه من معرفة وخدمة للباحثين
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه أول مشاركة لي هنا لأقول
نوقشت في الجامعة الأردنية رسالة ماجستير بعنوان منهج عبد الرحمن حبنكة الميداني في التفسير.
بتاريخ 12/ 4/2006 للباحث نادي صبرا وإشراف الأستاذ الدكتور محمد المجالي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Dec 2006, 12:04 م]ـ
حياكم الله يا أبا عمرو بين إخوانكم. وجزاك الله خيراً على تعقيبك النافع حول الموضوع.
ـ[معروفي]ــــــــ[24 Dec 2006, 08:02 م]ـ
شيخنا الحبيب عبدالرحمن الشهري وفقه الله تعالى و سدده:
فقد سألتني آنفاً عن مقال شيخنا الدكتور مصطفى مسلم حفظه الله تعالى، فهو موجود ضمن مجموعة بحوث مقدمة لمؤتمر خدمة القرآن الكريم في القرن الرابع عشر الهجري، و الذي نظمته كلية الشريعة و الدراسات الإسلامية في جامعة الشارقة، من 22 - 23 صفر 1424 الموافق 23 - 24 أبريل 2004، و قد طبعت الأوراق المشاركة في خمسة محاور في مجلدين.
... و البحث الذي ذكرته في مشاركتي موجود في الجزء الثاني / من الصفحة 514 حتى 526، بعنوان:
(التفاسير حسب ترتيب النزول في الميزان)
و قد قسم الشيخ بحثه إلى تمهيد و ثلاثة مباحث و خاتمة.
فالتمهيد ذكر فيه الشيخ: ترتيب القرآن بين التوقيف و التوفيق.
و في المبحث الأول: ذكر الشيخ الدوافع التي دعت كلاً من المفسرين الثلاثة لانتهاج هذا النهج - و هم:
1 - ملا حويش
2 - دروزة
3 - حبنكة
و في المبحث الثاني: ناقش فضيلة الشيخ دوافع كل من المفسرين الثلاثة.
و في المبحث الثالث: ناقش فضيلة الشيخ جدوى هذا المنهج في التفسير.
و في الخاتمة: نتائج و توصيات.
و لعل الله تعالى ييسر لي نقل البحث كاملاً، عن طريق كتابتي له، أو الاتصال بفضيلة الشيخ ليرسل لكم منه نسخة
إلكترونية، إن شاء الله تعالى.
علماً بأن عنوان الجزأين هو: (كتاب الوقائع - القرآن الكريم و الجهود المبذولة في خدمته من بداية القرن الرابع عشر
إلى اليوم) - النشر العلمي 19 - جامعة الشارقة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Dec 2006, 08:14 م]ـ
أحسن الله إليك أخي الكريم معروفي على تجشمك عناء نقل هذه المعلومات حول البحث، وليتنا نظفر به كاملاً إن شاء الله بقدر استطاعتكم عن طريق أبي مصعب حفظه الله. لكن أليست أوراق المؤتمر محفوظة على هيئة الكترونية أيضاً؟ ربما يكون البحث عنها بهذه الصيغة أسهل من إعادة طباعته ففي ذلك مشقة عليكم أخي الكريم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Aug 2007, 01:30 م]ـ
أود هنا إضافة تعلقيين حول هذا الموضوع:
الأول: أنني بعد قراءة طويلة في كتاب معارج التفكر، فقد قرأت أكثر مجلداته الخمسة عشر ربما ثمانية أو أكثر قليلاً وجدته من أنفع التفاسير، وللمؤلف فيه استنباطات دقيقة، وتوجيهات موفقة لا تجدها في غيره. فأنصح به إخواني الباحثين المعنيين بدروس التفسير وتدريسه.
الثاني: بالنسبة لبحث الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم وفقه الله الذي أشار إليه مشكوراً أخي معروفي فقد وعدني الدكتور مصطفى مسلم بطرحه في الملتقى كاملاً قريباً بإذن الله. فالحمد لله رب العالمين، ونسال الله العلم النافع.
في 26/ 7/1428هـ
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[09 Aug 2007, 04:27 م]ـ
أثني على قول أخي الشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري فكتاب "معارج التفكر" هو آية في التأمل والتدبر في كتاب الله عز وجل وفيه استنباطات دقيقة للغاية لكن للأسف أنه غير مكتمل ولا أدري هل أكمله الشيخ رحمه الله فمنه مخطوط لم يطبع؟ أرجو من له معرفة بالأمر إفادتنا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Aug 2007, 06:34 م]ـ
الأخ العزيز الدكتور عبدالله الهتاري حفظه الله: للأسف أن الكتاب لم يكتمل، وقد توفي المؤلف بعد انتهائه من العهد المكي، وشرع في تفسير سورة البقرة .. وأتم منها جزءاً ولم تكتمل. وقد طبع هذا بعد وفاته وهو إلى المجلد الخامس عشر وبه يكتمل عمل المؤلف الذي أنجزه رحمه الله.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[09 Aug 2007, 11:44 م]ـ
هلا أكرمنا أحدكم بذكر القواعد الأربعين من قواعد التدبر الأمثل التي استنبطها المؤلف وبنى عليها تفسيره؟
وله جزيل الشكر.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Aug 2007, 01:44 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
استجابة لطلب أخي العزيز الأستاذ محمد بن جماعة وفقه الله هذه هي القواعد الأربعون التي بنى عليها الشيخ عبدالرحمن حسن حبنكة الميداني رحمه الله كتابه في التفسير. وقد شرحها في كتابه:
http://www.tafsir.net/images/tdbor.jpg
القاعدة الأولى: حول ارتباط الجملة القرآنية بموضوع السورة، وارتباطها الموضوعي بما تفرق في القرآن المجيد.
القاعدة الثانية: حول وحدة موضوع السورة القرآنية.
القاعدة الثالثة: حول أوجه النص التي يهدف إليها.
القاعدة الرابعة: حول بيئة نزول النص البشرية والزمانية والمكانية.
القاعدة الخامسة: حول التفسيرات الجزئية والمعنى الكلي.
القاعدة السادسة: حول تكامل النصوص القرآنية في الموضوعات التي اشتمل عليها القرآن، واستبعاد التكرار لمجرد التأكيد ما أمكن.
القاعدة السابعة: حول تتبع التفسير المأثور لمعنى النص.
القاعدة الثامنة: حول تكأفو النصوص القرآنية ووجوب الجمع بينها في نسق فكري متكامل وعدم اللجوء إلى الحكم بالنسخ إلافيما نسخه بدليل صحيح صريح.
القاعدة التاسعة: حول تتبع مراحل التنزيل.
القاعدة العاشرة: حول الحكمة من وضع آيات مدنية التنزيل في سورة مكية، ووضع آيات مكية في سور مدنية.
القاعدة الحادية عشرة: حول النظر فيما ورد من أسباب النزول.
القاعدة الثانية عشرة: حول لزوم فهم الآية وفق ترتيب نظمها.
القاعدة الثالثة عشرة: حول أن القرآن لا اختلاف فيه ولا تناقض، وأنه لا تناقض بينه وبين الحقائق العلمية الثابتة بالوسائل الإنسانية.
القاعدة الرابعة عشرة: حول اقتضاءات النص ولوازمه وروابطه الفكرية، ومحاذيفه التي حذفت للإيجاز والتضمينات التي يضمنها.
القاعدة الخامسة عشرة: حول التكرير وأغراضه.
القاعدة السادسة عشرة: حول ضرورة البحث في معاني الكلمات القرآنية بحثاً علمياً لغوياً.
القاعدة السابعة عشرة: حول الربط بين الآيات وخواتيمها.
القاعدة الثامنة عشرة: حول النظر في الألفاظ المتقاربة المعنى أو المترادفة.
القاعدة التاسعة عشرة: حول تردد النص بين دلالتين أو أكثر.
القاعدة العشرون: حول القَسَم في القرآن.
القاعدة الحادية والعشرون: حول النظر في ملاءمة الأسلوب البياني للهدف منه.
القاعدة الثانية والعشرون: حول البحث عن الوجوه البلاغية والغرض الفكري من الصور البلاغية في القرآن المجيد.
القاعدة الثالثة والعشرون: حول الاستغناء في الأداء البياني بتعبيرات مختلفات موزعات على الأشباه والنظائر للدلاله على التكامل البياني فيما بينها وطرد استعمالها في سائرها.
القاعدة الرابعة والعشرون: حول التنويع في أساليب الأداء البياني.
القاعدة الخامسة والعشرون: حول البحث عن أغراض الاختلاف في التعبير في مختلف النصوص.
القاعدة السادسة والعشرون: حول ضرورة ملاحظة قواعد اللغة العربية ومفاهيم الصيغ الصرفية. ولزوم البحث عن سر مخالفة الإعراب لمقتضى الظاهر.
القاعدة السابعة والعشرون: حول رعاية فواصل الآيات اهتماما بالنسق اللفظي.
القاعدة الثامنة والعشرون: حول استعمال الكلام في أكثر من معنى.
القاعدة التاسعة والعشرون: حول التعليل بأن المصدرية وما بعدها في الآيات القرآنية، وفي لزوم تقدير المحذوفات قبلها.
القاعدة الثلاثون: حول استعمال الفعل الماضي:
1 - فيما له الكينونة الدائمة.
2 - وفيما حصل فعلا ً
3 - وفيما هو مقتضي مقدر
4 - وفيما هو معلوم لله وقوعه في المستقبل ولو لم يكن له إرادة جبرية في وقوعه، إنما له به علم تمكين وتسخير.
القاعدة الحادية والثلاثون: حول النظر في توجيه الخطاب الرباني.
القاعدة الثانية والثلاثون: حول كلمة (لعل) الواردة في القرآن في مثل (لعلكم تتقون)
القاعدة الثالثة والثلاثون: حول كلمة (بلى) في القرآن.
القاعدة الرابعة والثلاثون: حول صيغة (وما أدراك ما ... ؟) في القرآن.
القاعدة الخامسة والثلاثون: حول تعدية فعل (أراد- يريد) في القرآن.
القاعدة السادسة والثلاثون: حول تعبيرات: (من بين يديه ومن خلفه ونحوهما – الأمام الوراء).
القاعدة السابعة والثلاثون: حول إسناد الفعل أو ما في معناه إلى فاعله أو من قام به أو مسببه أو الآمر به والداعي له،أو المهتم به، أو الحاكم أو القاضي به، أو واجده والعاثر عليه والواصل إلى العلم به، أو غير ذلك، أو الراغب في حصوله.
القاعدة الثامنة والثلاثون: حول ما يسمى بالاستثناء المنقطع.
القاعدة التاسعة والثلاثون: حول لفظ (كذلك) في القرآن.
القاعدة الأربعون: حول القراءات العشر.
ـ[الجعفري]ــــــــ[20 Aug 2007, 06:49 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[20 Aug 2007, 05:22 م]ـ
أحسن الله إليك، شيخنا.
وستكون لي عودة إلى هذا الموضوع بإذن الله.
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[29 Sep 2008, 05:42 ص]ـ
السلام عليكم
قلتم أن بعض الإخوة سيطرح كتاب الشيخ حبنكة رحمه الله فى الملتقى هنا للتحميل
فهل حدث ذلك أم لم يحدث؟؟
أرجو الإفادة أفادكم الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[01 Mar 2009, 04:54 م]ـ
عبد الرحمن حسن حبنكة صاحب لواء أهل التفسير في عصره ونتمنى أن نرى تفسيره على الشبكة ففيه غرر، ووالله ما اطلعت عليه في حل أو في حضر أو في قرار أو في سفر إلا وتنمنيت أن يكون بين طلاب العلم وبين ظهرانيهم بل يكون في حلهم وترحالهم فتفسيره من أفضل ما كتب في التفسير بعد ابن عاشور، ووالله ما حظى العصر الحديث إلا بأربعة تفاسير: تفسير التحرير والتنوير لابن عاشور وذاك التفسير وتفسير أضواء البيان وتفسير المنار إن لم أحنث
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[03 Mar 2009, 12:14 ص]ـ
للأسف أن الكتاب لم يكتمل، وقد توفي المؤلف بعد انتهائه من العهد المكي، وشرع في تفسير سورة البقرة .. وأتم منها جزءاً ولم تكتمل ..
لعل الله أن يهيئ لهذا السِّفر عالمًا واعيًا بصيرًا بما جرى عليه المصنف=ليُتِمَّ الشطر الثاني من الكتاب (أعني به السور المدنية)
وكما سخّر الله تعالى لجلالِ الدين المحلي جلالَ الدين السيوطي فأتم تفسيره ..
فأسأله سبحانه أن يسخر لابن حنبكة من يتم له تدبره ..
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[22 Jun 2009, 10:53 م]ـ
ما طابت نفسي حتى قرأت هذا التفسير، وعندي في خزانتي 89 تفسيراً قرأت كثيراً منها، فلم أر مثل تفسير الشيخ، ثم اشتريت جميع مؤلفاته فوجدتها في غاية الدقة.
رحم الله المؤلف رحمة واسعة، وأجزل الله له الأجر والمثوبة ورفع درجته في الفردوس الأعلى.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[22 Jun 2009, 11:55 م]ـ
اعتمد الشيخ مجد مكي في تفسيره:" المعين على تدبر الكتاب المبين " على كتاب حبنكة كثيرا في السور المكية وحاول اقتفاء أثره في القسم المدني أيضا فلعل في كتابه بعض ما طلبه الأخ أبو عبد العزيز
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jul 2009, 08:47 م]ـ
اعتمد الشيخ مجد مكي في تفسيره:" المعين على تدبر الكتاب المبين " على كتاب حبنكة كثيرا في السور المكية وحاول اقتفاء أثره في القسم المدني أيضا فلعل في كتابه بعض ما طلبه الأخ أبو عبد العزيز
أحسن الله إليكم يا دكتور محمد على هذه الإضافة، وقد كنت أثناء تعريفي بكتاب المعين على تدبر الكتاب المبين ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=55265) نقلت قوله في مقدمته تصديقاً لقولكم:
وذكر أنه كان أثناء عمله في الكتاب كان يتابع ما يصدره الشيخ عبدالرحمن حبنكة الميداني رحمه الله من تفسيره (معارج التفكر ودقائق التدبر) وأنه كان يراجعه فيما يكتبه، ويعجب بمنهجه وبما فتح الله عليه من فهم عميق، وتدبر دقيق لكتاب الله، فدفعه ذلك إلى إعادة النظر فيما كتبه من التفسير مستفيداً مرحلة بعد مرحلة مما كان يكتبه في تفسيره الذي اصدره تباعاً وفق مراحل النزول حتى انتهى من التنزيل المكي. (2)
ثم أشار إلى محاولته السير على منهج الميداني في تفسيره فقال: (ونظراً لطول الكتاب، وكثرة مباحثه، وسعة موضوعاته أولاً، ولاقتصاره على مرحلة التنزيل المكي ثانياً، أحببت أن أقدم للقارئ المعاصر خلاصة وافية مركزة لما كتبه الشيخ في (تفسيره التدبري) ليكون معيناً لمن أراد التعمق في التدبر بالرجوع إلى تفسيره، واستجلاء المعاني الدقيقة منه، وقد التمست خطى الشيخ فيما كتبه في تدبر السور المدينة، مستنيراً ببعض (قواعد التدبر الأمثل) ومستفيداً مما دونه في بعض كتبه الأخرى مثل (ظاهرة النفاق) و (فقه الدعوة) و (أمثال القرآن) و (الأخلاق الإسلامية) ... وكلها تدور حول التفسير الموضوعي الذي يتابع مراحل النزول، ويجمع الآيات في موضوع واحد بتناسق وترابط). [/ url].
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[09 Nov 2009, 06:12 م]ـ
وللفائدة حمل:
نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي
معارج التفكر ودقائق التدبر
حمل "المجموعة الأولى" من خمس مجموعات
الغلاف
المجلد الأول
المجلد الثاني
المجلد الثالث
صفحة الأرشيف
والشكر للأستاذ أبي عبد الله الحجازي من المجلس العلمي (الألوكة)
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=44441
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[09 Nov 2009, 06:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[20 May 2010, 05:13 م]ـ
ما طابت نفسي حتى قرأت هذا التفسير،
وعندي في خزانتي 89 تفسيراً قرأت كثيراً منها، فلم أر مثل تفسير الشيخ،
ثم اشتريت جميع مؤلفاته فوجدتها في غاية الدقة.
رحم الله المؤلف رحمة واسعة، وأجزل الله له الأجر والمثوبة ورفع درجته في الفردوس الأعلى.
د / ماهر بارك الله فيكم
هل تعنى أن هذا التفسير للشيخ حبنكة قد كان على درجة من الدقة فى ما يتعلق بالعلوم
التفسيرية المتعلقة بالرواية مثل القراءات وترتيب النزول للآيات و أسباب النزول و التفسير بالرواية؟
بمعنى آخر هل تناولها بالنقد الحديثى بشكل رائع و دقيق؟
أم تناولها مثل أكثر المفسرين بالمرور عليها فقط دون المفاضلة و المقارنة بينها؟
أم لم يتعرض لأكثرها بكثير عناية أو ذكر؟
أرجو جوابى بدقتكم المعروفة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[21 May 2010, 02:00 م]ـ
والشكر للأستاذ أبي عبد الله الحجازي من المجلس العلمي (الألوكة)
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=44441
كان هذا يعمل أحيانا بالأمس ولكنه لا يعمل اليوم 21 - 5 - 2010 م
المجلد الأول
المجلد الثاني
المجلد الثالث
صفحة الأرشيف
وهذه الروابط لا تعمل
أرجو رفعه هنا و بعيدا عن المجلس العلمي
ـ[خلوصي]ــــــــ[21 May 2010, 09:44 م]ـ
جزاكم الله خيراً استاذنا الشهري على ما تتحفنا به دوماً من الدلالة على الدرر ..
و قد كنت أعتبر من قديم أن وفاة الشيخ العلامة الميداني بعد العهد المكي إشارة ربانية .. ! و ذلك بما رأيت عن كثب آثار التركيز على ما ركز عليه الصحب الكرام طوال ثلاثة عشر عاماً مكياً .. من السحر الحلال في إشعال نار الإيمان في هشيم القلوب!؟! و ما لذلك من وثيق الصلة بمشاكل العالم أجمع!
و في هذين الرابطين مزيد إيضاح لهذا المفهوم:
http://www.tafsir.net/vb/showpost.php?p=99533&postcount=7
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19194
ـ[الدارمي]ــــــــ[21 May 2010, 11:13 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم ياشيخ عبدالرحمن
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[22 May 2010, 09:16 ص]ـ
جزاكم الله خيراً مشرفنا الفاضل د. عبد الرحمن على عرض هذه المجلدات القيمة ورحم الله تعالى الشيخ حبنكة وجزاه عن الإسلام خيراً.
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[22 May 2010, 02:14 م]ـ
[/ URL]
روابط لا تعمل
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء أحمد بن طراد http://www.tafsir.net/vb/styletafsir/buttons/viewpost.gif (http://www.tafsir.net/vb/member.php?u=7321)
______________________________________________
والشكر للأستاذ أبي عبد الله الحجازي من المجلس العلمي (الألوكة)
[ URL]http://majles.alukah.net/showthread.php?t=44441
__________________________________________________ __________
كان هذا يعمل أحيانا بالأمس ولكنه لا يعمل اليوم 21 - 5 - 2010 م
____________________________________________
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء أحمد بن طراد http://www.tafsir.net/vb/styletafsir/buttons/viewpost.gif (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=90667#post90667)
المجلد الأول
المجلد الثاني
المجلد الثالث
صفحة الأرشيف
__________________________________________________ _________
وهذه الروابط لا تعمل
أرجو رفعه هنا و بعيدا عن المجلس العلمي
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[22 May 2010, 05:40 م]ـ
حل مشكلة التحميل فى هذه المشاركة , (روابط للتحميل و مفهرس):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1194023&postcount=9
ـ[خلوصي]ــــــــ[22 May 2010, 06:33 م]ـ
[و قد كنت أعتبر من قديم أن وفاة الشيخ العلامة الميداني بعد العهد المكي إشارة ربانية .. !]
حتى توقيت الوفاة جُعل من الإشارات!
http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif لكان شو مفكر .. لسّا ما شفت شي .. جاييك بالحكي .. بإذن الله جاييك!؟! موضوع كامل مكمل .. و شخصي جداً! شغل كرامات http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon10.gif بس جهّز مفارقك للشيب http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif
و بعدين يا حبيب .. ليش ما لفت انتباهك بقية الكلام و خطورته؟
...
و ذلك بما رأيت عن كثب آثار التركيز على ما ركز عليه الصحب الكرام طوال ثلاثة عشر عاماً مكياً .. من السحر الحلال في إشعال نار الإيمان في هشيم القلوب!؟! و ما لذلك من وثيق الصلة بمشاكل العالم أجمع!
و في هذين الرابطين مزيد إيضاح لهذا المفهوم:
http://www.tafsir.net/vb/showpost.php?p=99533&postcount=7
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19194
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[22 May 2010, 08:00 م]ـ
أخ خلوصى أنا أيضا لا أفهم ما عنيت بكل كلامك هذا
ـ[خلوصي]ــــــــ[23 May 2010, 06:26 م]ـ
أخ خلوصى أنا أيضا لا أفهم ما عنيت بكل كلامك هذا
أهلاً بالأخ الفاضل أ. باحث عن الحق ..
أخي العزيز:
نحن آمنا بالله بعد أن ولدنا مسلمين فجاء إيماننا تقليدياً ضعيفاً خاصة في هذا الزمان الذي اشتدت فيه الغفلة , و تغيرت كثير من المفاهيم الشرعية حتى عند ذوي الاختصاص الشرعي!؟! و كان لضعف الإيمان نفسه أثره في ذلك!
لم تخالط بشاشة الإيمان قلوبنا بعد .. و إلا لوجدتنا نحطم ما نسميه نظام الأسباب الذي صرنا نحتمي به و نسوّغ به تقصيرنا في حق العالمين ... نعتقد وجوب إحياء زروعنا و حرمة إهلاكها! و قد كانوا يرون الهلكة في إحيائها بترك الجهاد!؟!
فهل عرفنا مراتب الجهاد التي فصلها الإمام ابن القيم لنكتشف اننا لن نبدأ بعد المرحلة الأولى منها!؟!
بل و أكثر نهاجم القائمين بها و من منطلق القواعد الشرعية - زعمنا -!!
و لتلك المراتب المكية من الجهاد دورها الأعظم في علاجنا و علاج من خلفنا ..
و الحديث طويل أخي الكريم .. و أرجو العودة ثانية إلى تلك الأبحاث و هذا المقال كذلك:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19670
و ليتك تعلق على المواطن التي تود النقاش فيها لنبدأ رحلة جميلة بإذن الله نقطة نقطة ... و اشكرك جداً على حوارك .. بارك الله فيك.
أبداً حبيبي خلوصي
أنا معكم .. أقطف من دوحتكم المتفرعة اليانعة
ولكن يعترضني بعض الشوك
فأُحاذر وأُحذّر ..
إنما أصف دوحة و أشتاق إليها ... فإن اشتقت مثلي فلنكن معاً نبحث في أرض الإيمان عن تراب العبودية!؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يسري خضر]ــــــــ[24 May 2010, 04:42 م]ـ
كما كتب الدكتور محمد عبد الله دراز رحمه الله نقدا لمحاوله ترتيب القران حسب نزوله ونشرته دار القلم بالقاهرة
ـ[يسري خضر]ــــــــ[25 May 2010, 07:52 م]ـ
يقول الدكتور عبد الرحمن معاضه حفظه الله: كتب أحدهم كتاباً للجامع الأزهر يدعو فيه إلى إعادة ترتيب القرآن بحسب ترتيب النزول، فأحيل كتابه للعلامة الجليل الدكتور محمد عبدالله دراز رحمه الله وغفر له. فكتب جواباً علمياً هادئاً جداً يدل على علمه وعقله واتزانه وبعد نظره، بين فيه غاية البيان عدم جواز هذا الأمر، وما يؤدي إليه من سلبيات. وقد نشر بحثه هذا ضمن مقالاته (حصاد قلم) الذي نشر مؤخراً بعناية أحد محبيه "
قلت:وقد جددت الدعوة منذ أعوام في مصر ورد عليها الدكتور محمد رجب البيومي حفظه الله
ـ[خلوصي]ــــــــ[27 May 2010, 01:44 م]ـ
ربما كان التخوف من منهج هذا " التفسير " على ترتيب النزول يدخل في مسألة نشوء الأوهام من طريق الألفاظ .. و هو إحدى كبرى بواباته!؟!
و ربما جاء عنوان الكتاب لطيفة ربانية في دفع هذا التوهم .. إذ لم يجعله المؤلف " تفسيراً " مع أنه تفسير!
أي لم يجعله كبقية التفاسير المعروفة و التي تدور مع الكتاب العزيز مكتملاً لا معه و هو ينزل .. فتنشأ المخاوف إذا ظهرت تفاسير تخالف ترتيب القرآن .. لشدة لصوق التفسير به!
فكيف إذن تشتد الحاجة لعمل المؤلف؟ مع شدة الحذر من منهجه!؟ و كيف يتساوق ذلك مع ادعاء الوهم عند المحذّرين؟ و يكون منشأ الوهم اللفظ و المصطلح؟!
و أود قبل التعليق الإشارة إلى كلام جميل جداً للإمام الرباني أبي الحسن الندوي في مقدمته لكتاب " بين التصوف و الحياة " .. قال رحمه الله:
" إن لجناية المصطلحات على الحقائق قصة طويلة "!
لو أن المؤلف رحمه الله - فضلاً عن عزوفه عن عنونة كتابه الجليل بالتفسير - قال بأنه ألف كتاباً في السيرة النبوية الدائرة مع التنزيل - و بطبيعة الحال بترتيب النزول - ثم راح يركز على ما كان يتنزّل تدبّراً و تفكّراً .. و ما فعله القرآن و هو يتنزل في قلوب القوم .. ...... و مدى حاجتنا إلى استلهام ذلك في واقعنا المعاصر .. ! هل كنا سنرى تخوفاً كالذي نراه؟
و في المرة القادمة بإذن الله أروي لكم انطباع د. المربي النابلسي حفظه الله لما احتك قليلاً بقوم كل همهم هو ذلك ....
" الإيمان المكي "!؟!
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[01 Jun 2010, 04:12 ص]ـ
بارك الله فيك أخى خلوصى و أشكرك على كلامك الجميل لى
ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[07 Jun 2010, 07:51 ص]ـ
بل هناك من نادى بإعادة ترتيب المصحف على حسب النزول ولا يخفى ما في هذه الفكرة من خطر على كتاب الله
السلام عليكم
للرد على من زعم هذا انظر هنا
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19963
ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[07 Jun 2010, 08:07 ص]ـ
هل نُشر نقد الدكتور مصطفى هنا أم لابعد؟
أرجو مساعدتي في الوصول اليه
لأن الموضوع مهم جدا
اذ الله هو الذي أنزل القرآن حسب الترتيب الذي نعلمه الان ترتيب النزول، والنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة فهموا القرآن وفسروه بحسب ترتيب النزول، فيلزم من قول الناقدين، أن ينقدوا النبي والصحابة أيضا! والا فمالفرق؟!
أما اقتراح ترتيب القرآن في مصحفنا بحسب ترتيب النزول (سوره وآياته)
فهذا أظنه كفر بواح باجماع أهل العلم وانكار لمعلوم من الدين بالضرورة! صحيح كلامي أم ماذا؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jul 2010, 08:10 ص]ـ
يمكن تحميل كتاب (قواعد التدبر الأمثل للقرآن الكريم) للشيخ عبدالرحمن حبنكة رحمه الله من هذا الرابط:
- الغلاف من هنا ( http://www.archive.org/download/qtalka/qtalka00.pdf) .
- الكتاب من هنا ( http://www.archive.org/download/qtalka/qtalka01.pdf) .(/)
علوم القرآن عند شيخ الإسلام بن تيمية - جمعاً ودراسة-رسالة ماجستير
ـ[الراية]ــــــــ[24 Mar 2006, 01:30 م]ـ
علوم القرآن عند شيخ الإسلام بن تيمية - جمعاً ودراسة
للباحث/ بجاد حمود العماج
د. سعيد جمعة الفلاح / مشرف
الجامعة: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الكلية: أصول الدين
القسم: القرآن وعلومه
الدرجة العلمية: ماجستير
تاريخ التسجيل: 1424
تاريخ المناقشة: لم تنناقش
هل من مخبر عنها؟
ـ[الراية]ــــــــ[24 Mar 2006, 01:35 م]ـ
وهذه رسالة أخرى عن ابن تيمية
ابن تيمية ومنهجه في تفسير القرآن
للباحث/ناصر محمد الحميد
المشرف/د. احمد حسن فرحات
الجامعة: جامعة الامام
الكلية: أصول الدين
القسم: القرآن وعلومه
الدرجة العلمية: دكتوراه
تاريخ المناقشة: 1405هـ
الأبعاد: 1132ص
المستخلص:
تحتوي الرسالة على مقدمة وأربعة أبواب وخاتمة,
يبدأ الباحث في الباب الأول عن حياة ابن تيمية وآثاره العلمية وعصره من الناحية السياسية والعلمية والدينية وطلبه للعلم وشيوخه وعقيدته ومذهبه الفقهي وشجاعته في الحرب ومحنته ووفاته ثم آثاره العلمية في التفسير وعلوم القرآن والعقيدة والفقه وتلاميذه ومدرسته الفكرية،
وفي الباب الثاني
مدخل لتفسير ابن تيمية وفيه مقدمات في علوم القرآن وفي أصول التفسير وفي التعريف بتفسير ابن تيمية،
وفي الباب الثالث
منهج ابن تيمية في التفسير وفيه التفسير بالمأثور , القرآن بالقرآن والقرآن بالحديث، والقرآن بأقوال الصحابة والتابعين، ثم اعتماده على العربية ,
وفي الباب الرابع مكانة ابن تيمية العامة وأثره في التفسير وفي المفسرين ومنهم ابن القيم وابن كثير ورشيد رضا , ثم الخاتمة والفهارس والمراجع
هل من مخبر عنها؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Mar 2006, 01:56 م]ـ
الرسالة الأولى ما زال الباحث الأخ الكريم أبو عبدالرحمن بجاد العماج - المعيد بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض يعمل بها، ولعله يسلمها قريباً إن شاء الله.
وأما الثانية فهي محفوظة في قاعة الرسائل الجامعية بالجامعة والقسم، ولم تطبع بعدُ. والدكتور ناصر الحميد أستاذ بكلية الشريعة بجامعة القصيم.
ـ[الراية]ــــــــ[24 Mar 2006, 02:01 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا عبدالرحمن على هذه الافادة(/)
رسالة الماجستير والدكتوراة للدكتور: عبد السلام المجيدي
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[24 Mar 2006, 02:09 م]ـ
باذن الله سنضع رسالتي الماجستير والدكتوراه للدكتور: عبد السلام المجيدي (للتحميل) الأولى بعنوان:
(تلقي النبي صلى الله عليه وسلم ألفاظ القرءان من جبريل عليه السلام). والثانية: (كيفية تلقي الصحابة القرءان من النبي صلى الله عليه وسلم)).
وكتاب آخر اسمه: (السلسبيل المورود ... ) وسنذكر سيرة الدكتورالشخصيه بإذن الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Mar 2006, 03:00 م]ـ
جزاكم الله خيراً، ولعلي أنقلها إن شاء الله لمكتبة الشبكة بعد رفعكم لها.
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[24 Mar 2006, 06:25 م]ـ
وأنتم جزاكم الله خيراً يا دكتور عبد الرحمن على اشرافكم على هذا الملتقى المبارك.نسأل الله أن يعينكم ويبارك فيكم.(/)
المؤلفات في مناهج العلماء في ((التفسير)) وَ ((علوم القران))
ـ[الراية]ــــــــ[24 Mar 2006, 09:05 م]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد و صحبه أجمعين
اما بعد
فسأجمع هنا ما اقف عليه من مؤلف في منهج عالم في التفسير او علوم القران،
اما المؤلفات في منهج صاحب تفسير فسأجعل له موضوعا خاصا بمشيئة الله تعالى.
واشير الى ماطبع منها ان علمت بذلك.
واتمنى من كل من يعلم شيئا ان يضيفه ليستفيد الجميع
وقد كتبت موضوعا شبيه بهذا الموضوع في ملتقى أهل الحديث
(عن الرسائل في مناهج العلماء في الحديث وعلومه وَ مناهج العلماء في العقائد)
وفقنا الله للعلم النافع والعمل الصالح
علوم القرآن عند الإمام ابن عبدالبر
للشيخ / محمد بن عبدالله بن جابر العبيدي القحطاني (أبو مجاهد)
هذا البحث هو رسالة الماجستير التي تقدم بها الباحث لقسم القرآن بكلية أصول الدين بالرياض.
وقد حصل عليها بتقدير ممتاز مع التوصية بطباعتها،1416هـ
وقد تكرم بإهدائها لمكتبة شبكة التفسير جزاه الله خيراً.
http://tafsir.org/books/open.php?cat=90&book=869
جهود ابن فارس في التفسير وعلوم القرآن. جمعا ودراسة
للشيخ /عبدالرحمن بن معاضة البكري الشهري
ماجستير القرآن و علومه أصول الدين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 1417 هـ
جهود ابن الأنباري في التفسير وعلوم القرآن الكريم.
الباحث/فرج بن فريج بن فرج العوفي
دكتوراه التفسير كلية القرآن الكريم الجامعة الإسلامية 1417 هـ
موارد ابن حجر العسقلاني في علوم القرآن من كتاب فتح الباري.
الباحث/محمد أنور صاحب بن محمد عمر
ماجستير التفسير كلية القرآن الكريم الجامعة الإسلامية 1414 هـ
الراغب الأصفهاني وجهوده في التفسير وعلوم القرآن.
الباحث/عبدالله بن عواض بن لويحق المطيري
ماجستير التفسير كلية القرآن الكريم الجامعة الإسلامية 1410 هـ
الإمام الدهلوي منهجه في التفسير وآراؤه في مباحث من علوم القرآن
الباحث/خليل الرحمن سجاد
1402 هـ ماجستير كلية القرآن الكريم الجامعة الإسلامية
علوم القرآن عند الحافظ ابن حجر من خلال كتابه فتح الباري. جمعا ودراسة.
إبراهيم بن محمد دومري
ماجستير1418هـ القرآن و علومه أصول الدين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
علوم القرآن عند ابن حزم. جمعا ودراسة.
ناصر بن محمد آل عشوان الدوسري
ماجستير1418هـ القرآن و علومه أصول الدين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
علوم القرآن عند أبي إسحاق الشاطبي. جمعا ودراسة.
عبد الله بن محمد بن إسماعيل الرفاعي
ماجستير1418هـ القرآن و علومه أصول الدين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
آراء الإمام أحمد في التفسير وعلوم القرآن
خالد بن سليمان المزيني
ماجستير 1417هـ القرآن و علومه أصول الدين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
ابن القيم وآثاره في التفسير
قاسم أحمد القثردي
ماجستير 1403هـ القرآن و علومه أصول الدين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
جهود الشيخ ابن عثيمين في التفسير وعلوم القرآن: عرضا ودراسة
للشيخ احمد البريدي
دكتوراه 1425هـ القرآن و علومه أصول الدين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
طبعتها مكتبة الرشد
ـ[روضة]ــــــــ[24 Mar 2006, 10:06 م]ـ
بارك الله فيكم على هذه الجهود الطيبة في جمع المؤلفات حول هذا الموضوع، وهناك أربع رسائل موجودة في مكتبة الجامعة الأردنية حول هذا الموضوع:
قضايا علوم القرآن والتفسير عند الامام الشاطبي في كتاب الموافقات، عايش علي محمد لبابنة، 1996، ماجستير، إشراف: د. فضل حسن عباس، الجامعة الأردنية.
جهود الإمام الطحاوي في التفسير وعلوم القرآن في كتابه شرح مشكل الآثار، علي محمد عبد قدادة، 2000، ماجستير، إشراف: د. مصطفى إبراهيم المشني، الجامعة الأردنية.
التفسير وعلوم القرآن في مؤلفات الإمام ابي حامد الغزالي: دراسة وتحليل، زكريا علي محمود الخضر، 2001، ماجستير، إشراف: د. مصطفى المشني، الجامعة الاردنية.
الإمام جابر بن زيد الازدي (ت 93ه/713م) ومروياته في التفسير وعلوم القرآن الكريم: جمع, توثيق, ودراسة، عبدالله بن علي الرويشدي، 2002، ماجستير، جامعة آل البيت.(/)
فالجَوَابُ عَلَيْهِ مِنْ وُجُوهٍٍ ....
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[24 Mar 2006, 09:53 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا ومولانا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه إلى يوم الدين ثمَّ أما بعد
فإن الناظر لدوواين العلوم الشرعية من كتب التفسير والفقه وشروح الحديث والفقه وأصوله يجد من بعض العلماء رحمنا لله وإياهم استرسالا في البسط والتوضيح فيقول أحدهم - مثلا-:
1 - ولو اعتُرِض على هذا القول بكذا فالجواب عليه كذا ..
2 - ورده قوم بحجة كذا وأجيبوا بكذا ..
3 - فإن قيل كذا فالجواب كذا ..
إلى غير ذلك مما لايمكن حصره في كتبهم , وغالب هذه الإشكالات- أو الاستشكالات إن صح التعبير- يطرحها العالم من تلقاء نفسه ليدرأ بها ما يتوقع وروده على ذهن القارئ من الإشكالات خصوصا بعض كتب التفسير والفقه والأصول ..
والسؤال: - عذرا إن كنت جعلت الأسئلة على شكل اختبار-
هل ترى في نظرك جدوى للقيام بذلك؟؟ ولم؟؟
هل من أهل العلم رحمنا الله وإياهم من جمع استشكالات من سبقه من العلماء في أي فن من تلك الفنون؟؟
وهل من الباحثين المعاصرين من سعى لذلك وقام به؟؟
وإن لم يكن ثمة أحد قام بذلك فهل في جمعها وإفرادها بالتصنيف فائدة علية محققة؟؟
وهل إفرادها بالتصنيف يعتبر تفريغا لأصولها من المحتوى أو غالب المحتوى؟؟
أرجو من المشايخ والسادة الفضلاء الإجابة على ما طرحت من أسئلة والزيادة عليها بكل ما من شأنه إيضاح الصورة كاملة في هذا الموضوع
والله يسلك بي وبكم مسالك المهتدين ... إنه سميع مجيب
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[24 Mar 2006, 11:12 م]ـ
أسلوب أئمة وعلماء الإسلام في التصنيف فريد لا مثيل له ويستجيب لاعتبارات عقدية وخلقية وظرفية .....
-المصنف المسلم يرى النظر أو الفكر لا يكون فعالا إلا إذا كان متعددا ومتبادلا ومن ثم لا يكاد ينفصل النظر عن المناظرة.
فكر المسلم حواري بالدرجة الأولى وحتى عندما يكون المصنف منفردا فهو يفترض محاورا يسأل ويجيب.
-هذه الحوارية لها أصل في المنهج النبوي فكم من عقيدة أو فقه أو نصيحة بلغها النبي عليه السلام من خلال الحوار مع الصحابة رضي الله عنهم ..... بل إن القرآن دعا إلى مثل هذا التفكير المتبادل عندما أرشد الناس: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} (46) سورة سبأ
ولعل تقديم مثنى على فرادى له أكثر من دلالة.
-افتراض المعارض عند التصنيف يدل على خلق رفيع وتحصين للنفس:
1 - إعطاء الحق للآخر في الاعتراض يحصن النفس من الوقوع في الغرور والابتعاد عن المنهج الفرعوني: {قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} (29) سورة غافر
2 - اعتبار وجود المحاور يمنع الناظر من التمادي مع الخطأ أو الهوى لأنه يحس أنه مراقب ولا ينطق بقول إلا ولديه رقيب عتيد.
3 - المصنف المسلم يضطر إلى التفكير مرتين:
يفكر لنفسه
ويفكر لخصمه.
والتفكير مرتين أفضل من مرة واحدة.
4 - المصنف المسلم يفكر وينقد نفسه في الوقت ذاته على لسان الخصم المفترض.
ثم إن التنوع الفكري والمنهجي في تاريخ الإسلام وتعدد المدارس والمذاهب كان وراء هيمنة المناظرة ...... وتشبع العلماء بمقتضياتها حتى أصبح الناظر لوحده بالفعل مناظرا لغيره بالقوة.
وللفائدة أذكر هنا بعض الفوائد اقتضاها المقام وكنت كتبتها في ملتقى اهل الحديث:
فوائد جليلة لا يستغني الطالب عنها ...
1 - قولهم:تأمل, فتأمل, فليتأمل, تدبر, فتدبر.
هذه العبارات يذيل بها المصنفون مناقشاتهم, وينهون بها تعقباتهم ,وهي متداولة بكثرة مما يتعين على الطالب أن يفهم مرادهم منها والفروق الدقيقة فى استعمالاتها .....
التأمل هو إعمال الفكر ....
التدبر هو النظر في الدلائل ....
الأمر بالتدبر بغير "فاء" للسؤال .... فقول المصنف "تدبر" هو سؤال في المقام.
الأمر بالتدبر ب"الفاء"يكون بمعنى التقرير والتحقيق لما بعده .... فقول المصنف "فتدبر"يشبه أن يكون حملا للمخاطب على الإقرار بما قيل في المقام .... والفرق بين التعبيرين كالفرق بين الاستفهام الحقيقي والاستفهام الذي يراد به الإقرار.
وكذلك الفرق بيت "تأمل" و "فليتأمل":الأول سؤال والثاني دعوة للإقرار على ما قيل.
وذهب بعضهم إلى الفروق التالية:
تأمل بلا"فاء" إشارة إلى الجواب القوي.
"فتأمل" إشارة إلى الجواب الضعيف.
"فليتأمل" إشارة إلى الجواب الأقوى.
وقيل أيضا:
معنى "تأمل"أن في هذا المحل دقة.
ومعنى"فتأمل" أن في هذا المحل أمرا زائدا على الدقة بتفصيل.
ومعنى "فليتأمل"كما في السابقة مع زيادة, بناء على أن كثرة الحروف تدل على كثرة المعنى.
2 - فيه بحث وفيه نظر:
التذييل بعبارة "فيه بحث" معناه أعم من أن يكون في المقام تحقيق أو فساد ... بعبارة أخرى أن تعقب على قول ب "فيه بحث" لا يدل على أن ذلك القول صحيح أو فاسد ...
أما عبارة "فيه نظر"فتستعمل في لزوم الفساد.
3 - لقائل , فإن قيل, لا يقال ...... وأخواتها:
-إذا كان السؤال قويا ..... تستعمل عبارة "فإن قلت" وجوابه "قلت" أو "قلنا".
-إذا كان السؤال أقوى .... تستعمل عبارة "لقائل" ويكون الجواب "أقول" أو "نقول".
-وإذا كان السؤال ضعيفا .... تستعمل عبارة "فإن قيل" ويكون الجواب "أجيب" أو "يقال".
-وإذا كان السؤال ضعيفا جدا ..... تستعمل عبارة "لا يقال" ويكون جوابه "لأنا نقول".
وقيل:
"فإن قلت" سؤال عن القريب ..... "وإن قلت " سؤال عن البعيد ....
وقيل:
تستعمل عبارة "وقيل" فيما فيه اختلاف ...
وعبارة "فيه" إشارة إلى ضعف ما قالوا.
وعبارة "لنا" شائعة عند ذكر الدليل على المدعي.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[روضة]ــــــــ[24 Mar 2006, 11:24 م]ـ
بارك الله في علمكم أخي الأستاذ أبا عبد المعز، هذه فوائد ولطائف تخفى على الكثير منا، فجزاكم الله خيراً على إفادتنا بها.
ولمزيد الفائدة والتوسع: ما هي الكتب التي تُعنى بهذه الأساليب وبيان الفروق بينها؟
وشكر الله لكم.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[25 Mar 2006, 09:34 ص]ـ
أحسن الله إليك وجزاك خيرا أخي أبا عبد المعز على هذه الدرر والطرف العلمية ولكن لم تجبني على ما طرحت من أسئلة بارك الله فيك
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[08 Apr 2006, 01:17 م]ـ
ألا هل من مجيب؟؟؟؟(/)
كيف نوفق بين هاتين الآيتين؟؟؟
ـ[المعظم لربه]ــــــــ[24 Mar 2006, 10:01 م]ـ
آية {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم .. } ,
وآية {ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى}؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[روضة]ــــــــ[24 Mar 2006, 11:03 م]ـ
(وَلَنْ تَرْضَى? عَنكَ ?لْيَهُودُ وَلاَ ?لنَّصَارَى? حَتَّى? تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى ?للَّهِ هُوَ ?لْهُدَى? وَلَئِنِ ?تَّبَعْتَأ َهْوَآءَهُمْ بَعْدَ ?لَّذِي جَآءَكَ مِنَ ?لْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ ?للَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ) [البقرة:120].
(لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ?لنَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ ?لْيَهُودَ وَ?لَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ ?لَّذِينَ قَالُو?اْ إِنَّا نَصَارَى? ذ?لِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ) [المائدة:82].
التوفيق بين الآيتين الكريمتين أن يقال: إن اليهود والنصارى على السواء من حيث عدم الرضا بعقيدة المسلمين، وعدم رضا النصارى لا يتعارض مع كونهم أقرب مودة من اليهود والمشركين للمسلمين، فقد جاء التعبير القرآني بصيغة أفعل التفضيل (أقربهم)، فلا يعني أنهم يكنون المودة للمسلمين، ولكنهم أفضل من غيرهم، فاليهود والمشركون على أشد درجات العداوة للمسلمين، ـ كما هو ثابت في التاريخ ـ، لذلك جاء "التعبير بقوله سبحانه وتعالى: {?لَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَـ?رَى?} دون النصارى إشعاراً بقرب مودتهم حيث يدعون أنهم أنصار الله تعالى وأودّاء أهل الحق وإن لم يظهروا اعتقاد حقية الإسلام" [روح المعاني].
وقال أبو حيان: " {ولتجدنّ أقربهم مودّة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى} أي هم ألين عريكةً وأقرب ودًّا. ولم يصفهم بالودّ إنما جعلهم أقرب من اليهود والمشركين، وهي أمّة لهم الوفاء والخلال الأربع التي ذكرها عمرو بن العاص في صحيح مسلم، ويعظمون من أهل الإسلام من استشعروا منه ديناً وإيماناً، ويبغضون أهل الفسق، فإذا سالموا فسلمهم صافٍ، وإذا حاربوا فحربهم مدافعة، لأن شرعهم لا يأمرهم بذلك، وحين غلب الروم فارس سُرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لغلبة أهل الكتاب لأهل عبادة النار، ولإهلاك العدوّ الأكبر بالعدوّ الأصغر إذ كان مخوفاً على أهل الإسلام، واليهود ليسوا على شيء من أخلاق النصارى، بل شأنهم الخبث والليّ بالألسنة، وفي خلال إحسانك إلى اليهودي يترقب ما يغتالك به ألا ترى إلى ما حكى تعالى عنهم
{ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأمّيين سبيل}، وفي قوله تعالى: {الذين قالوا إنا نصارى} إشارة إلى أنهم ليسوا متمسكين بحقيقة النصرانية، بل ذلك قول منهم وزعم. . . وظاهر الآية يدلّ على أنّ النصارى أصلح حالاً من اليهود وأقرب إلى المؤمنين مودة" أ. هـ.
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[25 Mar 2006, 01:14 م]ـ
من الممكن التوسع هنا
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3898
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 Mar 2006, 08:28 م]ـ
الأخ الأستاذ الدكتور أبو بكر المحترم
يعجبني فيك احترامك الكامل لأقوال من سبقنا من الأفذاذ إذ لا يبلغ علمنا عشر معشار علمهم
وأحبّ ان أستميحك عذرا لكوني ارتأيت من قال بأنّ النصارى في الآية ليسوا نصارى آمنوا بالإسلام
فلو كانوا نصارى آمنوا لنقلهم السيّاق من مربع النصارى إلى مربع المؤمنين--إلّا أنّه فرّق بينهما فقال (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ ?لَّذِينَ قَالُو?اْ إِنَّا نَصَارَى? ذ?لِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ)
أرأيت أخي هما فريقان---فريق كافر وهم النصارى أقرب مودة لفريق المؤمنين من غيرهم من الفرقاء
على هذا فقد رأيت إبن عاشور يصرّ إصرارا على أنّ الآية تتناول النصارى المعروفين عند العرب في زمن الرسالة
قال (والمراد بالنصارى هنا الباقون على دين النصرانية لا محالة، لقوله: {أقربهم مودّة للذين آمنوا}. فأمّا من آمن من النصارى فقد صار من المسلمين)
وقال (وظاهر قوله {الّذين قالوا إنّا نصارى} أنّ هذا الخُلُق وصف للنصارى كلّهم من حيث إنّهم نصارى فيتعيّن أن يحمل الموصول على العموم العُرفي، وهم نصارى العرب، فإنّ اتّباعهم النصرانية على ضعفهم فيها ضَمّ إلى مكارم أخلاقهم العربية مكارمَ أخلاق دينية، كما كان عليه زهير ولبيد ووَرقة بنُ نوفل وأضرابهم.)
ـ[کوثر]ــــــــ[29 Mar 2006, 06:53 م]ـ
الأستاذ جمال حسني الشرباتي
قولك رائع جدا
و برأيي أن هذا يرجع إلي قوانين شرعهم
فاليهود يزعمون أنفسهم أبناء الله و لكن ليس لهم أي التزام شرعي
ولكن النصاري و هم حتي الآن فلهم من الأعمال ما يرقق القلب
و يجعلها تهوي الحق و تعشقها كما فطرت عليها
و بظني أن الآية تشير إلي هذا كما قلت
و شكرا جزيلا(/)
ما رأي الاخوة بهذا التوجيه؟
ـ[يوسف خالد]ــــــــ[24 Mar 2006, 11:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يقول تعالى: " والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم " (يس - 39)
والعرجون هو فرع النخل القديم اليابس لا خضرة فيه ولا ماء ولا حياة وهو تشبيه حرفي للقمر الذي أثبت العلماء انه لا خضرة فيه ولا ماء ولا حياة.
فما رأى الاخوة في هذا التوجيه؟ هل هناك أي اعتراض أو ملاحظة؟ ..
وجزاكم الله خيرا ...
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[24 Mar 2006, 11:50 م]ـ
الأخ الفاضل يوسف خالد
إن القمر لا خضرة فيه ولا ماء ولا حياة على الدوام .. في كل أيامه ولياليه ..
أما العرجون فهو تشبيه لصورة القمر في الليالي الأخيرة من الشهر، وهي التي يعقبها المحاق، ولصورته في الليلة الأولى من الشهر التالي (الهلال).
فكيف نوفق بين هذا وذاك؟
ودمتم
ـ[يوسف خالد]ــــــــ[25 Mar 2006, 10:13 م]ـ
اشكرك أخي لؤي واتمنى ان اسمع رأيك حول هذا التوجيه أيضا:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=20207#post20207(/)
ذكر كلمة الملك في سورة يوسف
ـ[يوسف خالد]ــــــــ[25 Mar 2006, 10:11 م]ـ
ذكر كلمة الملك في سورة يوسف:
السادة الأفاضل حبذا لو نسعد برأيكم حول هذا التوجيه لكلمة الملك في سورة يوسف:
عندما يذكر القرآن حكام مصر القدامى لا يذكرهم إلا بلقب (فرعون) وذلك في حوالي ستين آية كريمة إلا في سورة واحدة ذكر فيها حاكم مصر بلقب (ملك) وذلك في سورة يوسف، قال تعالى: (وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ) (1)، وقوله تعالى: (وقال الملك ائتوني به) (2). إنها سورة يوسف … لم يذكر فيها لقب فرعون مع أن يوسف عليه السلام عاش في مصر … وذكرت السورة في ثلاث آيات هي (43 و 50 و 54) أن حاكم مصر كان لقبه ملكاً وليس فرعوناً فكيف هذا؟ ..
بقيت هذه الآيات الثلاث إعجازاً قرآنياً، حتى فكك (شامبليون) حجر رشيد وتعرف على الكتابة الهيرروغلوفية في أواخر القرن التاسع عشر، فتعرف العالم على تاريخ مصر في مطلع القرن الحالي بشكل دقيق فظهرت المعجزة.
إن حياة يوسف عليه السلام في مصر كانت أيام (الملوك الرعاة: الهكسوس) الذين تغلبوا على جيوش الفراعنة، وظلوا في مصر من 1730 ق. م إلى 1580 ق. م حتى أخرجهم أحمس الأول وشكل الدولة الحديثة (الإمبراطورية).
لذلك كان القرآن العظيم دقيقاً جداً في كلماته لم يقل: قال فرعون ائتوني به، ولم يقل: وقال فرعون إني أرى سبع بقرات سمان، بل قال: (وقال الملك).
لأن يوسف عليه السلام عاش في مصر أيام (الملوك الرعاة) حيث تربع على مصر ملوك بدل الفراعنة الذين انحسر حكمهم إلى الصعيد وجعلوا عاصمتهم طيبة.
أليس هذه معجزة قرآنية تاريخية تشهد بدقته وصحته… وتشهد بالتالي بنبوة محمد بن عبدالله؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 Mar 2006, 07:35 ص]ـ
السلام عليكم
قولك أخي (إن حياة يوسف عليه السلام في مصر كانت أيام (الملوك الرعاة: الهكسوس) الذين تغلبوا على جيوش الفراعنة، وظلوا في مصر من 1730 ق. م إلى 1580 ق. م حتى أخرجهم أحمس الأول وشكل الدولة الحديثة (الإمبراطورية).)
هل هو ناجم من ترتيب منطقي هو
# القرآن ذكر صاحب مصر ملقبا إيّاه بالملك أيّام يوسف عليه السلام
# الملوك في مصر هم ملوك الهكسوس الذين تغلبوا على الفراعنة وظلّوا في مصر من 1730 ق. م إلى 1580 ق. م
# إذن لا بد أن يكون يوسف عاش في فترة ملوك الهكسوس
أجبني لو تكرمت
ـ[يوسف خالد]ــــــــ[26 Mar 2006, 02:40 م]ـ
اخي الكريم جمال
لم افهم ماذا تقصد من كلامك ارجو ان تعيد السؤال بشكل آخر ....
ثانيا: هل ترى اعجاز في استخدام كلمة (الملك) أم لا ترى في الكلمة أي اعجاز؟
تحياتي
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 Mar 2006, 07:55 م]ـ
السلام عليكم
هل قمت بالإستدلال التالي---
(لمّا ذكر الله اسم صاحب مصر بلفظة الملك ولمّا حكم مصر ملوك الهكسوس في فترة معينة فإن الزمن الذي وجد فيه يوسف هو زمن حكم ملوك الهكسوس)
هل ما صغته أنا في الأعلى هو ما أردت قوله
ودمت
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[26 Mar 2006, 09:59 م]ـ
قال تعالى مخبرا بأن يوسف عليه السلام انما بعث ايضا في القوم الذين بعث فيهم موسى عليه السلام.
"وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ"
"وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا
تبصرون"
قال ابن جريرفي تفسير الاية 49 من سورة البقرة:"وأما"فرعون" فإنه يقال: إنه اسم كانت ملوك العمالقة بمصر تسمى به، كما كانت ملوك الروم يسمى بعضهم"قيصر" وبعضهم"هرقل"، وكما كانت ملوك فارس تسمى"الأكاسرة" واحدهم"كسرى"، وملوك اليمن تسمى"التبابعة"، واحدهم"تبع"."
فقد يكون احداث الاسم انما كان بعد يوسف عليه السلام. والله تعالى اعلم.
ـ[يوسف خالد]ــــــــ[27 Mar 2006, 10:50 ص]ـ
الاخ الكريم مجدي
السلام عليكم ورحمة الله،،
لم افهم ما تقصده ...
(يُتْبَعُ)
(/)
هل انت مع الاعجاز في استعمال كلمة (ملك) أم لا؟
اتمنى ان يكون رأيك واضحا ومباشرا وكذلك الاخ جمال ..
بانتظار ردك
ـ[أبو إسحاق]ــــــــ[27 Mar 2006, 07:19 م]ـ
السلام عليكم
أخي العزيز يوسف خالد, ان قولك:"بقيت هذه الآيات الثلاث إعجازاً قرآنياً، حتى فكك (شامبليون) حجر رشيد وتعرف على الكتابة الهيرروغلوفية في أواخر القرن التاسع عشر، فتعرف العالم على تاريخ مصر في مطلع القرن الحالي بشكل دقيق فظهرت المعجزة" .. يدل على ان هذه الآيات كانت معجزة ثم بطل اعجازها ... او لم تكن معجزة واصبحت معجزة بعد قراءة الخط الهيروغليفي.
والخقيقة هي انها معجزة وسوف تظل كذلك الى ان يرث اللهُ الارض ومن عليها ...
قال ابن عاشور في تفسيره "التحرير والتنوير":والتعريف في {الملك} للعهد، أي ملك مصر. وسماه القرآن هنا ملكاً ولم يسمه فرعونَ لأن هذا الملك لم يكن من الفراعنة ملوك مصر القبط، وإنما كان ملكاً لمصر أيامَ حَكَمَها (الهِكسوس)، وهم العمالقة، وهم من الكنعانيين، أو من العرب، ويعبر عنهم مؤرخو الإغريق بملوك الرعاة، أي البَدو. وقد ملكوا بمصر من عام 1900 إلى عام 1525 قبل ميلاد المسيح ـــ عليه السّلام ـــ. وكان عصرهم فيما بين مدة العائلة الثالثة عشرة والعائلة الثامنة عشرة من ملوك القبط، إذ كانت عائلات ملوك القبط قد بقي لها حكم في مصر العليا في مدينة (طِيبة) كما تقدم عند قوله تعالى:" وقال الذي اشتراه ", [سورة يوسف: 21]. وكان ملكهم في تلك المدة ضعيفاً لأن السيادة كانت لملوك مصر السفلى. ويقدّر المؤرخون أن ملك مصر السفلى في زمن يوسف عليه السّلام كان في مدة العائلة السابعة عشرة.
فالتعبير عنه بالملك في القرآن دون التعبير بفرعون مع أنه عبّر عن ملك مصر في زمن موسى عليه السّلام بلقب فرعون هو من دقائق إعجاز القرآن العلمي. وقد وقع في التوراة إذ عبر فيها عن ملك مصر في زمن يوسف عليه السّلام فرعون وما هو بفرعون لأن أمته ما كانت تتكلم بالقبطية وإنما كانت لغتهم كنعانية قريبَة من الآرامية والعربية، فيكون زمن يوسف عليه السّلام في آخر أزمان حكم ملوك الرعاة على اختلاف شديد في ذلك.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[27 Mar 2006, 08:09 م]ـ
أخي الكريم هل تتفضل بعرض ما ذكرته من التاريخ المزعوم.
فالاية تتكلم عن مؤمن آل فرعون انه قال لهم "وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ" فهل يعقل ان يكون الكلام موجه لهم وان يكون يوسف عليه السلام جاء أعدائهم بالبينات الى أعدائهم!! امرلا يبدوا لي صحيحا.
بل ان يوسف انما ارسل لنفس القوم وقد يكون لقب فرعون احدث بعد الملك او بعد عصر الهكسوس الذين ارجح انهم من بني اسرائيل لدلالات الايات في سورة يوسف عليه السلام " ورفع ابويه على العرش " والعرش هو سرير. و"رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ" فأن كان العرش هو عرش الحكم ومن الملك ملك ملك لجزمنا ان الهكسوس هو بنو اسرائيل حكموا مصر فترة من الزمن. ولكنها ليست قطعية الدلالة.
على اي حال لم يرد لفظ فرعون في القرأن الا للدلالة على الفرعون الذي ارسل له موسى عليه السلام وانما أغلب الايات تذكر قومه نسبة له (اقصد فرعون).
وغالبا ما تكون التسمية عامة ولكن يشتهر بها انسان دون غيره. فان قيل هرقل فمن المعروف ان الفكر يصرف الى هرقل الشام الذي ارسل له النبي رسالة دون غيره من حكام الشام واذا راجعت امر هرقل في الصحيح ومنتهى امره تعرف انه قصد به دون غيره وخصوصا ما ذكره ابوا سفيان عنه الى ان قال وكان ذلك أخر امر هرقل. وكذا فرعون فان قيل فرعون انصرف الفكر الى الذي ارسل له موسى دون غيره.
و يوسف عليه السلام عاش قبل عصر الهكسوس في مصر فيوسف عليه السلام هو حفيد ابراهيم عليه السلام الذي عاش على الأغلب قبل 2000 قبل الميلاد والهكسوس 1730 ق. م إلى 1580 ق. م ولم تدم فترتهم الا 150 عاما فقط. وقد يكون الهكسوس كالبرامكة في الدولة العباسية في عهد الرشيد وما فعله بهم بعد أن كان لهم ما لهم من نفوذ وسلطة. وان يكون أحمس الأول قضى على نفوذ الهكسوس لان الذي يذكره من تكلم عن تاريخ مصر القديمة انهم خرجوا مع موسى عليه السلام.
اما الاعجاز فلا يتوقف على ما ذكرت.
الأخ ابو اسحاق لم انتبه لما تفضلت به من كلام ابن عاشور رحمه الله. وان كان الكلام على ما ذكرت بأن فترت الهكسوس هي:من عام 1900 إلى عام 1525 فأغلب الظن ان بني اسرائيل هم الهكسوس.
والله اعلم
ـ[کوثر]ــــــــ[29 Mar 2006, 06:53 م]ـ
أخي العزيز يوسف خالد
إن إخبار القرآن عن قصة يوسف هو الإعجاز و ما تذكره من دراسات الهيرروغلوفية
فإنا نستفيد منها في تفسير القرآن ولكننا لا نبني القرآن عليها
لأن خاصية العلم البشري أنه سيبطل و يأتي حديث ينفي هذا و هلم جرا
فإذا بنينا كل فهمنا من القران علي هذا الرأي العلمي فإذا اُفسد فما تفعل بالقرآن
الذي هو كلام الله
و بصورة ذكري أقول لك أن اولا تعالج البحث حول الإعجاز العلمي لنفسك
و انظر هل تقدر أن تتقبله
ولكن لا تذهب فيه بقول إبطال أي نتيجة علمية و أي تفسير هو دائر علي تفسير علمي
و ابتغ بين ذلك سبيلا
ومن الله التوفيق
___________________
لا تنظر لمن قال و انظر إلي ما قال
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[30 Mar 2006, 10:22 ص]ـ
لعل لكلام ابن عاشور المنقول وجاهة ظاهرة.(/)
هل يمكن أن نناقش "إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ "
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 Mar 2006, 07:04 ص]ـ
السلام عليكم
واضح لي أنّ المفسر بن عاشور لا يعتبر أنّ قوله تعالى (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ (27) /الأعراف قد سيق لبيان خاصية من خواص الشيطان وقبيله من حيث تمكنهم من رؤيتنا
قال رحمه الله
((وجملة: {إنه يراكم هو وقبيله} واقعة موقع التّعليل للنّهي عن الافتتان بفتنة الشّيطان، والتّحذير من كيده، لأنّ شأن الحَذِرِ أن يَرصد الشّيء المخوف بنظره ليحترس منه إذا رأى بَوادره، فأخبر الله النّاس بأنّ الشّياطين تَرى البشر، وأنّ البشر لا يرونها، إظهاراً للتّفاوت بين جانب كيدهم وجانب حذر النّاس منهم، فإنّ جانب كيدهم قويّ متمكّن وجانب حذر النّاس منهم ضعيف، لأنّهم يأتون المكيد من حيث لا يدري.
فليس المقصود من قوله: {إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم} تعليم حقيقة من حقائق الأجسام الخفيّة عن الحواس وهي المسمّاة بالمجرّدات في اصطلاح الحكماء ويسمّيها علماؤنا الأرواح السفليّة إذ ليس من أغراض القرآن التّصدّي لتعليم مثل هذا إلاّ ما له أثر في التّزكية النّفسية والموعظة.
والضّمير الذي اتّصلت به (إنّ) عائد إلى الشّيطان وعُطف: {وقبيله} على الضّمير المستتر في قوله: {يراكم} ولذلك فصل بالضّمير المنفصل. وذُكر القبيل، وهو بمعنى القبيلة، للدّلالة على أنّ له أنصاراً ينصرونه على حين غفلة من النّاس، وفي هذا المعنى تقريب حال عداوةِ الشّياطين بما يعهده العرب من شدّة أخذِ العدوّ عدوّه على غرّة من المأخوذ، تقول العرب: أتَاهم العَدوّ وهم غَارّون.
وتأكيد الخبر بحرف التّوكيد لتنزيل المخاطبين في إعراضهم عن الحذر من الشّيطان وفتنته منزلة من يتردّدون في أنّ الشيطان يراهم وفي أنّهم لا يرونه.))
وواضح من قوله أنّه فهم تعبير" يراكم هو وقبيله" على أنّه كناية عن شدة كيدهم وتمكّنهم من الإيقاع في بني آدم
وها هو قوله مرة أخرى
(فليس المقصود من قوله: {إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم} تعليم حقيقة من حقائق الأجسام الخفيّة عن الحواس)
فالآية عنده لا تعني أنّهم يروننا حقيقة
ترى
هل فهمت توجيهه للآية فهما صحيحا؟؟
وإن كنت كذلك--فهل رأيه مرجوح؟؟
بالإنتظار
ـ[البحر الرائق]ــــــــ[26 Mar 2006, 11:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل /جمالالسلام عليكم ورحمة الله و بركاته، وجزاك الله خير الجزاء ,أما بالنسبة لقول الله تعالى (إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم) وتفسير الطاهر بن عاشور لها فمن المعلوم أن اللفظ يطلق ويراد به المعنى الحقيقى الظاهر إلا إذا وردت قرينة تصرفه عن هذا المعنى الحقيقى إلى المعنى المجازى أو غير ذلك , و القرينة قد تكون لفظية أو سياقية أو حالية , وهو ما نفتقده هنا , و ليت الامام ابن عاشور قد دلل على صحة قوله بأن المراد ليس الرؤية بل هو كناية عن العداوة وقوة الكيد , ونحن نتساءل ما الذى يمنع أن تكون الرؤية هنا حقيقية؟ وإلى أن يظهر لنا أجابة على هذا السؤال يجب علينا أن نحمل اللفظ على معناه اللغوى الحقيقى. ثم لنا أن نتساءل هل ورد فى نصوص من نصوص الشرع (قرآن وسنة) ما يفيد بعدم رؤية الجن و الشياطين للإنسان؟ مع العلم بأن النبى صلى الله عليه وسلم قال لعمر لوسلكت فجا وسلك الشيطان فجا لسلك الشيطان فجا غير فجك يا عمر، أو كما قال صلى الله عليه وسلم , وهذا الحديث يقتضى الرؤية وإلا فكيف يوسوس الشيطان للإنس و هو لا يراه؟
و أمام هذه التساؤلات و عدم ورود إجابة عليها من الطاهر بن عاشور فلا مندوحة أمامنا من أن نحمل اللفظ على المعنى الحقيقى المراد , خاصة مع كون الطاهر بن عاشور قد أورد هذا التفسير على أنه اجتهاد شخصى منه فلم يدلل على صحته بقرآن و لا سنة ولا بقول من أقوال السلف ولم ينسبه لأحد من العلماء , وهذا لايقلل من شأنه , فهو مجتهد فى ذلك , وله اجر الاجتهاد.
أضف غلى ذلك التدقيق اللغوى للأية فالآية وردت مؤكدة ب (إن) , و الضمير المنفصل هو فلم يقل انه يراكم وقبيله ولكن قال انه يراكم هو و قبيله , و ورد الفعل يرى بصورة المضارع الدال على التجدد و الاستمرار, و انظر حفظك الله إلى تتمة الآية (إنه يراكم هو و قبيله من حيث لا ترونهم) من حيث لا ترونهم , وعدم رؤية الانس للجن ظاهرة معروفة , و هنا نتساءل لماذا نؤول الرؤية الاولى على انها كناية ثم نحمل الرؤية الثانية على المعنى اللغوى الحقيقى؟ وما القرينة التى تحملنا على ذلك؟
هذا و ما كان من صواب فمن الله وحده و ما كان من خطأ او سهو أو نسيان أو ذلل فمنى و من الشيطان و الله و رسوله منه براء.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين
ـــــــــــــــــــــــــ
أحمد محمود على أحمد
ليسانس لغة عربية(/)
سؤال ووقفه
ـ[سلسبيل]ــــــــ[26 Mar 2006, 03:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
س: هل القول بأن عبارة (العبره بعموم اللفظ لا بخصوص السبب) على اطلاقها أم لها ضوابط؟؟
:::::
وقفه: (تنبيه كان في هامش كتاب فتح المجيد استوقفني)
لماذا يقول المفسرون عند تفسيرهم لقوله تعالى (قل) أي يامحمد لم لا يقولون بدلا عنها ياأيها النبي حيث أن رب العزة جل شأنه لم يخاطب الرسول عليه الصلاة والسلام باسمه إلا أربع مرات أفلا يكون الأولى أن يفعل المفسرون كذلك؟
وجزاكم الله خير الجزاء
____________
ـ[خادم الكتاب والسنة]ــــــــ[28 Mar 2006, 03:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
س: هل القول بأن عبارة (العبره بعموم اللفظ لا بخصوص السبب) على اطلاقها أم لها ضوابط؟؟
:::::
وقفه: (تنبيه كان في هامش كتاب فتح المجيد استوقفني)
لماذا يقول المفسرون عند تفسيرهم لقوله تعالى (قل) أي يامحمد لم لا يقولون بدلا عنها ياأيها النبي حيث أن رب العزة جل شأنه لم يخاطب الرسول عليه الصلاة والسلام باسمه إلا أربع مرات أفلا يكون الأولى أن يفعل المفسرون كذلك؟
وجزاكم الله خير الجزاء
____________
الحمد لله وبعد:
الأصل في الألفاظ أنها لا تختص بأسبابها بل تتعدى لتكون تشريعا عاما، لذا قال الآمدي في الأحكام: أكثر العموميات وردت على أسباب خاصة، ومعنى هذا أن كثيرا من الأحكام جاءت أو نزلت بعد حدث معين ومع ذلك فإن الاحكام التي جاءت في مضامينها صارت أحكام عامة وهذا هو الأصل ... لكن هذا الأصل ينتقل عنه في أحد الحالتين:
الأولى: أن ترد القرينة الصريحة على ان هذا الحكم مختص بفلان ومثاله قول النبي صلى الله عليه وسلم للسائل عن الاضحية: (تجزؤك ولا تجزئ أحدا بعدك) فهذا نص صريح وقرينة ظاهرة أن الحكم هذا مختص بصاحبه فلا يتعدى إلى غيره
الثاني: أن يكون لصاحب الفعل الذي نزلت بسببه الاية او جاء لاجله الحديث أن يكون له حالة أو وصف معين يخالف حال الأصل فهنا يكون الحكم لصاحب السبب ولمن ماثله في حاله: ومثال ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس من البر الصيام في السفر" فهذا النص لا يحمل على عمومه لكنه مختص بصاحب القصة وايضا يتعدى لكل رجل ماثلت حالته صاحب هذه القصة أي من يجد في السفر مشقة شديدة تؤثر فيه، والدليل ثبوت صيام النبي صلى الله عليه وسلم في السفر وإن النبي لا يفعل ما ليس برا والله الموفق
بالنسبة للسؤال الثاني فلا أرى فيها أي إشكال والأمر فيه سعة سواء قيل محمد أو أحمد أو النبي أو الرسول ... فما دام المدلول هو هو فلا إشكال ولا حرج .. فالمسألة مسألة لفظية لا أكثر والله تعالى أعلم
ـ[سيف الدين]ــــــــ[28 Mar 2006, 08:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اقتباس
-----------------------
س: هل القول بأن عبارة (العبره بعموم اللفظ لا بخصوص السبب)
على اطلاقها أم لها ضوابط؟؟
-------------------
هذا القول لا ينطبق على السنة النبوية المشرّفة الا اذا كان هناك قرائن تدل على العموم, لأن السنة النبوية يختلط فيها العام بالخاص من اوجه كثيرة .. ان حكم النبوي على مسألة معينة ينطلق من امرين:
1 - الوحي الالهي
2 - ملاحظة الواقع الاجتماعي
ولما كان الواقع الاجتماعي قد تتداخل فيه خصوصيات كثيرة من عادات وتقاليد واعتبارات نفسية وغير ذلك, نقول بأن ما جاء من احكام في السنة النبوية يجب ان نقف عنده بعميق التأمل ولا نأخذ الحكم من العبارات اللغوية التي جاءت بها الاحاديث .. حيث ان الفاظ العموم في النص الحديثي قد يتداخل فيها:
1 - عدم الاحاطة بظرفية الحديث المنقول
2 - نقل الحديث بالمعنى
فلو اخذنا مثلا حديث تحريم اللعب بالنرد, نجد ان معظم من ذهب الى التحريم قد تعلّق بالناحية اللغوية للحديث واغفل الواقع الاجتماعي لمفهوم النرد .. فكما اسلفنا نقول: ان النص المنقول والذي تضمّن حكما عن النرد لا يمكن ان يؤخذ بعين الاعتبار دون الرجوع الى الواقع الاجتماعي لمفهوم النرد في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم .. وما ينطبق على هذا المثال ينطبق على امثلة كثيرة اخرى في السنة النبوية المشرّفة ...
اما بالنسبة للقرآن الكريم, فيجب مراعاة السياق اشد المراعاة, ولا يجوز اجتزاء الايات اجتزاء فنكون ممن وصفهم الله تعالى بانهم اتخذوا القرآن عضين .. وقد عجبت مثلا لمن يستشهد بكراهة استخدام الخادمة الكافرة بقوله تعالى: {ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم} حيث ان السياق القرآني يتعلق بأمر الزواج ..
والله تعالى اعلم
ونسأل الله الهداية
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 Mar 2006, 08:41 م]ـ
-------------------
السلام عليكم أيّها الفاضل
قولك أخي (هذا القول لا ينطبق على السنة النبوية المشرّفة الا اذا كان هناك قرائن تدل على العموم, لأن السنة النبوية يختلط فيها العام بالخاص من اوجه كثيرة)
فقط أرغب بأن أعرف قول الأصولي الذي قال بقولك--فما أعرفه أنّ " العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب "عبارة تشمل نصوص الوحيين إذا تعلّقا بحادثة معينة أو بشخص معين وكانت عبارة أيّ من الوحيين عامة
وما مثال النرد الذي قلته من الأمثلة على العبارة المقصودة---بل هو من أمثلة تحقيق المناط
أي --نهى الرسول عن لعب النرد--فما هي لعبة النرد المنهي عنها--وهل هي نفس اللعبة التي نلعبها في ايامنا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سيف الدين]ــــــــ[28 Mar 2006, 09:03 م]ـ
الاخ الكريم جمال حسني الشرباتي
اقتباس
--------------
فقط أرغب بأن أعرف قول الاصولي الذي قال بقولك
-----------------
في حقيقة الامر, لم اقف على من قال بهذا القول صراحة, غير اننا نستطيع ان نستشف ذلك من اقوال بعض الفقهاء كأبي حنيفة
- روى الموفق بسنده الى محمد بن شجاع المروزي قال: كان الفضل بن عطية عند ابي حنيفة, فقال له ابو حنيفة: ولدك محمد الى من يختلف؟ فقال: يدور على المحدثين فيكتب عنهم, فقال: ائتني به حتى أنظر في أي شيء هو. قال: فجاء به, فألطفه وقرّبه, فقال: يا محمد, الى من تختلف وتكتب؟ فأخبره, ورأى معه كتابا, فقال: ناولنيه, فناوله فنظر فيه, فاذا في اوله حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ان ولد الزنا شر الثلاثة" فقال: يا محمد, ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم:"ولد الزنا شر الثلاثة"؟ قال: هو كما هو في الحديث, فقال: انا لله, نسبت الى النبي صلى الله عليه وسلم ما لا يحلّ ولا يجوز, وفي هذا نقض لكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم, والقول بالجور, قال الله سبحانه: {كل نفس بما كسبت رهينة} وقال تعالى: {ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا} وقال تعالى: {وأن ليس للانسان الا ما سعى} وقال تعالى: {ولا تجزون الا ما كنتم تعملون} وقال تعالى: {ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا} وقال تعالى: {وما ربك بظلام للعبيد} وقال تعالى: {وما انا بظلام للعبيد} وقال تعالى: {ان الله لا يظلم مثقال ذرة} وقال تعالى: {نضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا} وقال تعالى: {وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين} وقال تعالى: {لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت} وقال تعالى: {ان احسنتم احسنتم لأنفسكم وان اسأتم فلها} وقال تعالى: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} في أمثال هذه الايات. فمن قال بهذا القول الذي قلته فقد خالف القرآن وأوجب العذاب بذنب غيره, وقال بالظلم والجور. وقال له الفضل بن عطية, ما معناه يرحمك الله؟ قال ابو حنيفة: هذا عندنا في ولد زنا خاص كان يعمل عمل والديه, وكان يقرن الى ذلك اعمالا سيئة من القتل والسرقة الى غير ذلك؛ فقيل: هو شر الثلاثة اذا كان ما عمل والداه من الزنى غير كفر, وكان عمله كفرا فكان الكفر شرا من الزنى, فقيل: هو شر الثلاثة. قال: فقال الفضل بن عطية: هذا العلم!! وقال لابنه محمد: سمعت؟! فقال ابوحنيفة: يا محمد من طلب الحديث ولم يطلب تفسيره ومعناه ضاع سعيه وصار ذلك وبالا عليه. وقال رحمه الله تعالى: مثل من يطلب الحديث ولا يتفقه مثل الصيدلاني يجمع الادوية ولا يدري لأي داء هي حتى يجيء الطبيب. (ابو حنيفة النعمان لـ وهبي سليمان غاوجي ص178 - 179)
أقول: لم اقصد هنا ان ابا حنيفة يقول بما ذهبت اليه, الاّ اني رأيت ان استشهد بهذه الواقعة كمثال على وجهة النظر التي ذهبت اليها ..
وعلى اي, ان كان ما ذهبت اليه خطأ, فأرجو منك تحرير الخطأ في ذلك بالحجّة والبيّنة ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 Mar 2006, 09:23 م]ـ
أخي الفاضل سيف
جعلك الله سيفا على أعداء الدين
أود أن أفهمك وجهة نظري من حيث تقديري البالغ لأقوال العلماء السابقين--لذلك رغبت منك بإسناد قولك بأقوالهم
أمّا بالنسبة لما أوردت من قصة أبي حنيفة--فهي قصة تدل على عظم عقلية هؤلاء المجتهدين
وما أكثر الذين من بيننا ما إن يحفظوا حديثا إلّا وقالوا عن أنفسهم نحن رجال وهم رجال
المهم في الأمر--أنا تتلمذت كطالب علم على مقولة "العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب"
وأنّها تنطبق في حالة ورود نص عام حول مناسبة أو سبب نزول--فلا نقصر الحكم على تلك الحادثة إن كانت الألفاظ في النص عامة
ثمّ---ليتهم يصلحون عنوان هذا الرابط!!(/)
تفسير خَلَفِ السجستاني (ت399هـ):تَجرِبةٌ قَديِمَةٌ للتفسير الموسوعيِّ الجماعي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Mar 2006, 06:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حَفَلت الحضارةُ الإسلاميةُ على امتدادها طولاً وعرضاً على مساحات واسعة من الأرض والتاريخ بصنوف أعاجيب الهمم العالية، والتصانيف المدهشة، وقد انصرفت عناية العلماء والأمراء إلى القرآن وخدمته انصرافاً ظاهراً في عهود الإسلام الزاهرة. ومنذ زمنٍ قرأت في ترجمة أحد ملوك سجستان (1)، وهو خَلَفُ بنُ أَحْمد بن مُحمَّد بن الليث السِّجستاني المولود سنة 326 هـ والمتوفى مسجوناً سنة 399هـ أنه قد جَمعَ عدداً من العلماء والباحثين في دارٍ للبحث العلمي يشرف هو بنفسه عليها، لتصنيف تفسير موسوعي شامل للقرآن الكريم.
وقد وصفه أهل التراجم بالعلم ومحبته ومحبة أهله، فقال ابن الأثير في ترجمته في حوادث سنة 393هـ: (وكان خَلَفُ مشهوراً بطلبِ العلمِ، وجَمعِ العُلماءِ).، وقال الذهبي في ترجَمتهِ: (المَلِكُ المُحدِّثُ، صاحبُ سِجستان خَلَفُ بن أحمد بن محمد بن الليث السجستاني الفقيهُ، مِنْ جِلَّةِ المُلوكِ، لَهُ إِفضالٌ كثيرٌ على أهل العلم مولده في سنة ست وعشرين وثلاث مئة، وسَمِع من مُحمَّد بن علي الماليني صاحب عثمان بن سعيد الدارمي، ومن عبد الله بن محمد الفاكهي المكي، وأبي علي بن الصواف، وعلي بن بندار الصوفي. روى عنه أبو عبد الله الحاكم، وأبو يعلى بن الصابوني، وطائفةٌ، وانتخب عليه الدارقطني، وامتدت دولتهُ، ثُمَّ حاصره السلطان محمود بن سبكتكين في سنة ثلاث وتسعين، وآذاه، وضيَّقَ عليه، فنَزَل بالأمان إليه فبعثه مكرماً في هيئةٍ جيدةٍ إلى الجوزجان، ثُمَّ بعد أربع سنين وُصِفَ للسلطان أَنَّهُ يُكاتب سلطانَ ما وراء النهر أيلك خان فضيق عليه) [سير أعلام النبلاء 17/ 117]. وقال ابن كثير في ترجمته: (وخَلَفُ بن أحمد كان أميراً على سِجستان، وكان عالِماً). [البداية والنهاية 354هـ]
* قصة تصنيف التفسير الموسوعي:
بعد توليه ملك سجستان بعد عام 350 من الهجرة، رأى الملكُ العالمُ خلفُ السجستاني كثرةَ ما نُقِلَ وصُنِّفَ حتى زمانهِ من تفاسير القرآن، وما استجدَّ من العلوم المتعلقة به، فبدا له أن يصنف تفسيراً موسوعياً يشتمل على كل ما قيل في تفسير القرآن، مع ترتيبه وتهذيبه، وتبويبه على خطة علمية محكمةٍ، استشار في وضعها العلماء في وقته، ثم شرع في مشروعه العلمي الكبير الذي لم يصنعه قبله أحدٌ لطوله، وكلفته المالية العالية. وربما يضاف إلى ذلك ضعف الهمم عن كتابته وتحصيله.
وفكرةُ تصنيف تفسيرٍ جامعٍ للقرآن لا يَدَعُ شيئاً إلا أتى عليه خَطَرَتْ لكثيرٍ من العلماء والباحثين قديماً وحديثاً (2)، ولعلَّ مِنْ أولِ من فَكَّر في هذا الأمر الإمامُ الطبريُّ عندما قال لطلابه: هل تنشطون لتفسير القرآن؟ قالوا: كم يكون قدره؟ قال: ثلاثون ألف ورقة، فقالوا: هذا مِمَّا تفنى الأعمارُ قبلَ تَمامهِ، فاختصره فى نَحو ثلاثةِ آلافِ ورقة. وكذلك قال لهم فى التاريخ، فأَجابوه بِمثلِ جوابِ التفسير.
وقد كان الملك خلف موصوفاً بالجود والكرم، والعلم وحب العلماء، يقول الذهبي: (وكان في أَيَّامهِ مَلِكاً، جَواداً، مَغشيَّ الجنابِ، مُفضِلاً، مُحسناً، مُمَدَّحاً، جَمَع عِدَّةً من الأئمةِ على تأليفِ تفسيرٍ عَظيمٍٍ، حَاوٍ لأقوالِ المُفسِّرينَ، والقُرَّاءِ، والنُّحاةِ، والمُحدِّثينَ. فقال أبو النضر في كتاب (اليميني): (بلغني أَنَّهُ أَنفق عليهم في أسبوعٍ عشرين ألف دينارٍ، قال: والنُّسخةُ به بنيسابور تستغرقُ عُمْرَ الناسخِ).سير أعلام النبلاء 17/ 117
ويحدثنا المؤرخ أبو نصر العتبي عن هذا الكتاب ومكان وجوده في وقته فيقول: (وقد كان – يعني خَلفَ بنَ أحمد – جَمَعَ العلماءَ على تصنيفِ كتابٍ في تفسير كتاب الله تعالى، لم يُغادِر فيه حرفاً من أقاويل المفسرين، وتأويل المتأولين، ونُكَتِ المُذكِّرين، وأَتبعَ ذلك بوجوه القراءاتِ، وعِللِ النَّحوِ والتصريفِ، وعلامات التذكير والتأنيث، ووشَّحها بِما رواهُ عن الثقات الأثبات من الحديث. وبلغني أَنَّه أَنفقَ عليهم مدةَ اشتغالِهم بِمعونتهِ على جَمعِه، وتصنيفهِ عشرين ألف دينارٍ، ونسختها بنيسابور في مدرسة الصابونية
(يُتْبَعُ)
(/)
، لكنَّها تَستغرقُ عُمرَ الكاتبِ، وتستنفدُ حِبْرَ الناسخِ، إِلا أَن يتَقاسَمها النُّسَّاخُ بالخطوطِ المختلفة). أ. هـ.
وهذا التفسير الموسوعي يقع في مائة مجلد، كما نقل المنيني (ت1172هـ) في كتابه (الفتح الوهبي على تاريخ أبي نصر العتبي) 1/ 375 عن الكرماني قوله: (تفسيرُ خَلَفٍ مشهورٌ مذكورٌ، وهو مائة مُجلَّد، وبعضُ مُجلداتهِ نُقل إلى خزانة الكتب بالمسجد المنيفي – كذا في المطبوع والصواب: المنيعي – من مدرسة الصابوني بعد خرابِها، وهي الآن فيها). أ. هـ
وقال ابن الأثير يصف هذا التفسير: (وله كتابٌ صنَّفَهُ في تفسيرِ القُرآنِ من أكبرِ الكتب).
وقال ابن خلدون في تاريخه 4/ 481: (ثُمَّ هَلَك خَلَفُ سنة تسعٍ وتسعين وثلثمائة ... وكان خَلَفُ كثيرَ الغاشيةِ من الوافدين والعلماءِ، وكان مُحسناً لهم. أَلَّف تفسيراً جَمعَ له العلماءَ من أهل إِيالتهِ، وأنفق عليهم عشرين ألف دينارٍ، ووضعه في مدرسة الصابوني بنيسابور، ونَسخُهُ يستغرقُ عمرَ الكاتبِ إِلا أن يُستغرقَ في النَّسخِ).
وإذا كان تفسير الطبري المختصر في ثلاثة الآف ورقةٍ، وقد طُبِعَ الآنَ عدة طبعاتٍ، منها ما هو في ثلاثين جزءاً، ومن آخرها ما يقع في أربعة وعشرين مجلداً، فثلاثين ألف ورقةٍ ستكون في مائتين وستين مُجلَّداً تقريباً، وهوحَجمٌ - إِن صَحَّت طريقتي في الحسابِ أو قاربت – يفوقُ ما كُتِبَ فيه تفسيرُ خَلَفٍ السجستانيِّ الذي كتبَ في مائة مُجلَّدٍ، غير أن الطبري كان وحده من جهةٍ، وكان ضعف همة طلابه عن الكتابة مانعاً من جهة أخرى، وأما خلف فقد جمع لذلك لجنةً علمية من العلماء، وأشرف على الأمر بنفسه، وكان ذا مال وافرٍ أنفق منه على هذا المشروع.
وتفسير خلفٍ هذا مفقودٌ اليوم حسب علمي، ولعل هذا التفسير الذي أشرف عليه خلف السجستاني المَلِكُ العالِمُ، وأَنفق عليه بنفسهِ، وشارك فيه ولا بد لكونهِ من العلماء كما ذكر أهلُ التراجم، يكون قد استوعبَ – أوكاد -ما كتب في التفسير قبله، ومعظمها فقدت في الأزمنة المتأخرة، ولو عُثِر على هذا السِّفرِ الطويل لأضاف شيئاً كثيراً لكتب التفسير؛ لأنَّ منهجه الاستيعاب والاستقصاء فيما يظهر والله أعلم. وكان في نيتي تتبع أسماء العلماء الذين أعانوا خلفاً على تصنيف هذا التفسير، ولكن لم أتمكن من ذلك بعدُ.
* وصف الكتاب ومنهجه:
ذكر أبو نصر العتبي أَنَّ هذا التفسير:
- لم يُغادِر فيه حرفاً من أقاويل المفسرين.
- وتأويل المتأولين.
- ونُكَتِ المُذكِّرين.
- وأَتبعَ ذلك بوجوه القراءات.
- وعِللِ النَّحوِ والتصريفِ، وعلامات التذكير والتأنيث.
- ووشَّحها بِما رواهُ عن الثقات الأثبات من الحديث.
وذكر الذهبي في وصف التفسير أَنَّه:
- حَاوٍ لأقوالِ المُفسِّرينَ.
- والقُرَّاءِ.
- والنُّحاةِ.
- والمُحدِّثينَ.
فتبيَّنَ لنا مِن وَصفِهم لهذا التفسيرِ الموسوعيّ:
1 - أنه قد جَمعَ ما روي من تفسير النبيِّ صلَّى الله عليه وسلم، وتفسير الصحابة والتابعين وتفسير السلف مِمَّن جاءَ بعدهم، وجَمع أَقوالَ المُفسِّرينَ قَبلَهُ، وتأويل المتأولين الذين صنفوا في التفسير قبله كالطبري وغيره.
2 - وأنه جَمعَ وجوهَ وأَقوال عُلماءِ القراءات في توجيه القراءات القرآنية، فجاء حافلاً بهذا، والوقت الذي صنف فيه هذا التفسير معاصر لزمن أبي علي الفارسي الذي يُعَدُّ من أوسعِ مَنْ صنَّف في تَوجيه القراءاتِ، ولَهُ في ذلك كتابُ الحُجَّة وغيره.
3 - وجَمع أَقوال النحويينَ وتوجيهاتِهم لآيات القرآنِ الكريم، وهذا الأمر قد حفلت به كتب التفسير المعاصرة له والتي جاءت بعده كالبسيط للواحدي، ولست أدري هل هذا التفسير كان من مصادر الواحدي في تفسيره أم لا، وهل نصَّ على النقل منه أحد من المفسرين.
4 - وجَمعَ أقوالَ أَهلِ اللغةِ في غريب القرآنِ، وتصريفِ الألفاظِ، وهذا الجانب من أولى الجوانب بالعناية في كتب التفسير، فكيف بمثل هذا الكتاب الذي بناه صاحبه على الاستقصاء والاستيعاب.
ومن الأمور التي لم يُشَر إليها في وصفه ولعله أغفلها:
1 - أوجه البلاغة في التفسير لم ينص عليها من وصف التفسير، ولعل العناية بهذا الجانب في ذلك الوقت لم تكن كبيرة عند المفسرين بخلاف من جاء بعدهم إلى زماننا هذا الذي كثرت العناية به، وصنفت في ذلك المصنفات.
2 - أحكام القرآن الفقهية، فلم يرد ذكر لأقوال الفقهاء واستيعابه لها، مما قد يشير إلى أنه كان يرى أن هذه ليست من شأن كتب التفسير كما حدث بعد ذلك في الجامع لأحكام القرآن للقرطبي وغيره، وهذا يفيدنا في معرفة مدلول كلمة التفسير عند المتقدمين وأنها مقتصرة برغم سعتها على جوانب معروفة ليس منها التوسع في أحكام الفقه والبلاغة.
3 - أوجه إعجاز القرآن المختلفة التي لم تكن قد تحررت في زمنه بشكل ظاهرٍ، وقد توسع العلماء في بيان أوجه الإعجاز بعد ذلك، ولعل الدعوات المعاصرة للتصنيف الموسوعي في التفسير تضع من أولوياتها بيان أوجه إعجاز القرآن البلاغية والعلمية وغيرها، مما يدل على أن الحاجة لتفسير القرآن حاجة متجددة، وأنَّ هناك أوجهاً حديثة ظهرت الحاجة إلى تناولها في كتب التفسير.
وليت أحد الباحثين يدرس بيئة نيسابور وأثر علمائها في الدراسات القرآنية، فمؤلفاتهم في التفسير كثيرة، كما يمكن تناول جهود الملوك والسلاطين في تفسير القرآن أو الإعانة عليه، فلا أعلم مَلِكاً عالماً من ملوك الإسلام جمع له بين العلم والمال، قام بمثل مشروع خلف السجستاني رحمه الله وغفر له.
ــــ الحواشي ــــــ
(1) هي منطقةٌ قديِمةٌ بين إيران وأفغانستان الآن، وقاعدتها مدينة نصر آباد.
(2) طرح الأخ الكريم الفقير إلى ربه فكرة مماثلة لهذا في مشاركة له بعنوان: هل يعتبر هذا الاقتراح حلماً؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1871)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مسك]ــــــــ[28 Mar 2006, 09:34 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[08 Apr 2006, 08:03 م]ـ
فكرة جميلة كنت أظنها من الأفكار المعاصرة. ولكن للأسف أنه قد ضاع هذا الكتاب.
شكراً وبارك الله فيك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Mar 2007, 12:01 ص]ـ
كان الملك الأشرف ملك زبيد يرغب في أن تصنف باسمه الكتب والموسوعات العلمية، فاقترح على الفيروزأبادي صاحب القاموس أن يؤلف كتاباً جامعاً في التفسير يشتمل على العلوم والمعارف السائدة في زمانه، حتى التي لم تكن من اختصاص الفيروزأبادي، على أن يستعين الفيروزأبادي فيها بأهل العلم العارفين بها، والمختصين بها. وقد سمى منها الفيروزأبادي منها أربعين علماً.
والملك الأَشرف هو إِسماعيل بن العباس، ولى الملك سنة 778، وكان كريما ممدَّحا مقبلا على العلم والعلماء، يكرم الغرباءَ ويبالغ فى الإِحسان إِليهم، اشتغل بفنون من الفقه والنحو والأَدب والتاريخ والأَنساب والحساب وغيرها، كما فى ترجمته فى الضوءِ اللامع، ومات بزبيد سنة 803هـ.
غير أن الملك الأشرف توفي قبل تمام التفسير، ولم يكن ابنه الناصر الذي خلفه صاحب عناية بالعلم وأهله، فلم يعر هذا المشروع العلمي اهتماماً، كما أهمل الفيروزأبادي بعد أن كان مكرماً في زمان من قبله، فغادر الفيروأبادي زبيداً وأكمل تأليف الكتاب مقتصراً على جزء من فكرة المشروع.
وصنف كتابه الشهير (بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز) بعد أن اقتصر على جزء من الفكرة.
والقارئ لخطبة الكتاب يرى أَن المؤلِّف يقدّم كتابا جامعاً لمقاصد العلوم والمعارف فى عصره، حتى العلوم المدنية التى لم يكن للمؤلف بد فيها ولا بصر بها، كالهندسة والموسيقى والمرايا المحرِقة.
ويذكر فى الخطبة أَن الكتاب مرتَّب على مقدمة وستين مقصدا. والمقاصد الستون فى علوم العصر، كل مقصد فى علم منها.
ونراه فى الخطبة يسرد عنوانات المقاصد؛ ليكون ذلك فهرسا إِجمالياً للكتاب. فالمقصد الأَول فى لطائف تفسير القرآن. والثانى فى علم الحديث النبوى، ويستمر هكذا فى السَّرْد، حتى يصل إلى المقصد الخامس والخمسين فى علم قوانين الكتابة. ثم نرى: "المقصد السادس والخمسون فى علم .... " ولا نرى ما يضاف إليه (علم) ولا بقيّة المقاصد الستين؟ ولعله ترك ليضاف له ما يجد من مقاصد.
وهو يذكر أَن الذى رسم بتأْليف الكتاب على هذا النحو الجامع لسلطان الأشرف إِسماعيل بن العباس الذى دعاه إِلى حضرته بزبيد، وولاَّه القضاء ورئاسته.
ونراه يقول: "قصد بذلك - نصره الله - جمع أَشتات العلوم وضمَّ أَنواعها - على تباين أَصنافها - فى كتاب مفرد؛ تسهيلا لمن أَراد الاستمتاع برائع أَزهارها، ويانع أَثمارها الغضّ المصون، فيستغنى الحائز له، الفائز به، عن حمل الأَسفار، فى الأَسفار ... ".
وقد كان السلطان الأَشرف مضطلعا بالعلوم، كما وصفه من عاصره. وكان يبعث العلماءَ على التصنيف.
وقد يضع منهج الكِتاب وخِطَّته، ويكل إِتمامه إِلى بعض العلماءِ. ويذكر السخاوىّ فى الضوءِ اللامع فى ترجمته "أَنه كان يضع وضْعا، ويحدّ حدّا، ثم يأْمر من يتمُّه على ذلك الوضع، ويعرض عليه. فما ارتضاه أَثبته، وما شذَّ عن مقصوده حذفه، وما وجده ناقصا أَتمَّه".
وبعد هذا لا يعجب من وقف على حَيَاة المجد واقتصاره على علوم الرواية، من تعرضُّه للعلوم الفلسفيَّة والمدنيَّة، ووضع منهج الكتاب على أَن يذكر مقاصدها. فإِن الواضع للخطَّة الأَشرف إِسماعيل، وقد كان واسع المعرفة. ومما ذكر من العلوم التى كان يتقهنا الحساب، وقد يكون عارفا بما هو من باب الحساب، كالهندسة والمرايا المحرقة، وما إِلى ذلك. وكان الملْك والعُمْران يقتضى هذه العلوم، بالإِضافة إِلى العلوم الدينية والعربية.
ولكن كيف يكل الأَشرف إِعداد هذا المنهج الواسع إِلى الفيروز ابادى قاضى الأَقضية، وهو لا يحسن تلك العلوم التى كانوا يسمُّونها علوم الأَوائل؟
الظاهر أَنه كلَّفه هذا على أَن يستعين فيما لا يعرفه من يعرفه من أَهل الاختصاص؛ وله من خبرته ومنصبه ما يعينه على ذلك، فيكون العمل جماعياً متقناً، كما صنع الملك خلف السجستاني من قبل.
وبعد هذا لا نرى من آثار هذا المنهج العام إِلا المقدّمة التى تتعلق بفضل العلم و تمييز العلوم، ثم المقصد الأَول، وهو لطائف التفسير الذى سمى فيما بعد: بصائر ذوى التمييز. فهذا الوضع الجامع لم يقدِّر للمجد أَن يتمَّه وحده، أو مستعينا بغيره.
والظاهر أَن الأَشرف مات بعد تمام المقصد الأَول، ففترت همَّة المجد فى عهد ولده الناصر؛ إِذ كان لا يلقى من البرِّ والكرم، ما كان يلقاه فى عهد صهره السلطان الأَشرف، ولم يجد من المال ما يجزى به من يشتغل فى هذا العمل الواسَع الجليل، وهذا مع أَنه قد علته كَبْرة، وأَدركه فتور الشيخوخة.
لا نرى هذا العنوان فى الكتاب. إِنما العنوان فى الكتاب فى الإِجمال والتفصيل: "المقصد الأَول فى لطائف تفسير القرآن العظيم". وقد أَصبح هذا العنوان لا مكان له بعد عدول المجد عن بقية المقاصد، فكان من المستسحن أَن يكون له اسم يشعر باستقلاله، وأَنه ليس جزءًا من كتاب جامع. وكان المؤلف جعل عنوان كل بحث فى هذا المقصد: "بصيرة" فأَصبح الكتاب جملة بصائر، ومن هذا استمدَّ الاسم الجديد: "بصائر ذوى التمييز، فى لطائف الكتاب العزيز". وتراه غيَر "العظيم" بالعزيز ليسجِّع مع العبارة التى اجتلبها.
وقد كان يحسن به أَن يعدل عن خطبة الكتاب الجامع، ويستأَنف خطبة خاصة بهذا الكتاب. وكأَنه كان يرجو أَن يقدَّر له يوما إِنجاز ما اعتزمه من المقاصد الستين، فأَبقى الخطبة على حالها الأَول.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سالمين]ــــــــ[12 Jul 2010, 08:39 ص]ـ
سبحان الله
جهد كبير رحمهم الله.
هل يمكن إعادة تأليف مثل هذا التفسير اليوم بعد توفر الوسائل المعينة على ذلك؟
أرجو الإجابة يا دكتور
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[12 Jul 2010, 09:07 ص]ـ
مما يدل على أن الحاجة لتفسير القرآن حاجة متجددة، وأنَّ هناك أوجهاً حديثة ظهرت الحاجة إلى تناولها في كتب التفسير.
هل يمكن أن يكون من الأوجه المتجددة التي يمكن أن تتناول في التفسير: تصحيح المفاهيم المعاصرة التي اصبح فيها خلط كبير أو جدل كثير في الساحة الفكرية, وكذلك: تصفية التفسير من التأويلات الغير مبنية على قواعد صحيحة, خصوصا لمن أراد أن يكتب في التفسير الموسوعي؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Jul 2010, 09:17 ص]ـ
هل يمكن إعادة تأليف مثل هذا التفسير اليوم بعد توفر الوسائل المعينة على ذلك؟
أرجو الإجابة يا دكتور
نعم يُمكنُ ذلك، بل وأوسع منه باستكمال الجوانب التي أغفلتها اللجنة العلمية تلك، ولكن قطعاً سيفوتنا الكثير من الجانب المتعلق بالرواية الذي كان متاحاً بين يدي تلك اللجنة لقرب عهدهم من زمن الرواية والآثار وعلمائها.
هل يمكن أن يكون من الأوجه المتجددة التي يمكن أن تتناول في التفسير: تصحيح المفاهيم المعاصرة التي اصبح فيها خلط كبير أو جدل كثير في الساحة الفكرية, وكذلك: تصفية التفسير من التأويلات الغير مبنية على قواعد صحيحة, خصوصا لمن أراد أن يكتب في التفسير الموسوعي؟
فكرةٌ سديدةٌ يا أبا عبدالرحمن، ومثل هذه الموسوعات في التفسير هي ميدان مناسب لتصحيح الأخطاء، والرد على الشبهات الفكرية وغيرها، وكم هي الأمنيات في تأليف مثل هذه الموسوعة العلميَّة في التفسير، نسأل الله أن ييسر مثل هذه الأعمال خدمة للقرآن الكريم وطلاب علمه الذين يزيدون يوماً بعد يوم.(/)
تنويه , وملاحظة , واستشارة من أخيكم معمر العمري
ـ[معمر العمري]ــــــــ[27 Mar 2006, 02:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
تنويه: ستبث حلقة جديدة من برنامجكم " مبادئ العلوم " مساء الأربعاء حوالي الساعة التاسعة _ الوقت الأصلي للبرنامج العاشرة والنصف , لكن هذا الأسبوع سيقدم _ وهي خاصة بأهم الكتب في علوم القرآن , مع فضيلة الشيخ أ. د فهد بن عبدالرحمن الرومي , حفظه الله , وقد تكلم عن قرابة اثنين وأربعين كتاباً من كتب علوم القرآن.
ملاحظة: الحلقات القادمة ستشمل لقاءات مع الشيخين؛ د. مساعد الطيار , د. عبدالرحمن الشهري إن شاء الله تعالى.
استشارة: لاشك أن هذا المنتدى من أهم المنتديات المتخصصة في الدراسات القرآنية , ويضم العديد من المتخصصين , فلا أستغني عن مشورتكم وتوجيهاتكم , فقد تم الحديث في هذا البرنامج عن العلوم المتعلقة بالدراسات القرآنية التالية؛ علم التجويد , والقراءات , والتفسير , وأصوله , وعلوم القرآن. وقريباً ستشاهدون حلقات عن الوقف والابتداء , وعن غريب القرآن , وأتمنى أن لا ننتقل إلى علوم الحديث حتى نعرض أهم العلوم المتعلقة بكتاب الله تعالى، فأسعد _هنا _ باستقبال مرئياتكم عن بقية علوم القرآن التي ترون ضرورة عرضها , ومن ترون أنه سيخدمها من المتخصصين , لا حرمكم الله الأجر.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Mar 2006, 06:30 ص]ـ
شكر الله لكم يا أبا لجين عنايتكم بالدراسات القرآنية في هذا البرنامج الناجح (مبادئ العلوم)، وقد أحسنتم بعرضكم لمبادئ هذه العلوم المتعلقة بكتاب الله، والتي يحتاجها المسلمون بكافة طبقاتهم، لسؤالهم الدائم عنها، وحاجتهم المستمرة إليها، لارتباطهم بالقرآن الكريم في عبادتهم وغدوهم ورواحهم، والتفصيل في تناول مبادئ العلوم المتعلقة بالقرآن ليس كالتفصيل في مبادئ العلوم الأخرى، لحاجة الناس الماسة لمعرفة العلوم القرآنية، أما بعض العلوم الأخرى فالحاجة خاصة ببعض المتعلمين المتخصصين دون غيرهم في رأيي فيمكن الاكتفاء بعرض أصول تلك العلوم.
وما دمتم فتحتم باب المشورة في العلوم التي يمكن الحديث عنها في بعض حلقات برنامجكم مما له صلة وثيقة بالقرآن الكريم، ويهم طالب العلم والمسلم عموماً قبل الانتقال للحديث عن مبادئ علم السنة النبوية ما يأتي:
1 - رَسْمُ المُصحف. حيث يمكن عرض أهم موضوعات رسم المصحف، وبيان هذا للجميع بأسلوب يجمع بين اليسر ليفهمه الجميع، والإشارة إلى موضوعات تهم طلاب العلم بشأنه وعرض ما كتب فيه من الكتب قديماً وحديثاً، وسيبقى في ذهن المشاهد أهم مسائل الرسم العثماني للمصحف وظواهره المشهورة التي يراها كل قارئ للقرآن أثناء قراءته.
2 - مناهج المفسرين. وذلك بعرض المقصود بدراسة مناهج المفسرين، والطريقة المثلى لدراسة منهج المفسر، وأهم المؤلفات في تأصيل هذا العلم الخاص بكتب التفسير، وعرض نماذج من الكتب والدراسات التطبيقية التي صنفت في مناهج المفسرين.
3 - إعجاز القرآن. وذلك بعرض نشأة هذا العلم، وكيف تطور حتى الوقت الراهن، وأهم أنواعه والدراسات فيه، والقواعد المنظمة لدراساته، مع الإشارة إلى أهم المؤلفات والمؤلفين الذين كتبوا فيه.
4 - الناسخ والمنسوخ في القرآن. وهذا العلم من علوم القرآن قد صنفت فيه مصنفات قديمة وحديثة، ومسائله متفرعة، وهو من أهم علوم القرآن، وقد تعرض له الدكتور فهد الرومي وفقه الله في أثناء حديثه عن علوم القرآن من باب التمثيل له.
هذا ما ظهر لي في هذه العجالة، ولو شئتَ يا ابا لجين التطرقَ إلى علوم القرآن الأخرى لوجدتَ مجالَ القول فيها ذا سَعةٍ، ولاستغرق ذلك وقتاً ربما لا يكون متاحاً للبرنامج، لكن هذا الذي يبدو لي أنه يهم طالب العلم المبتدئ والمسلم عموماً من الدراسات القرآنية، وهي كما يدل عليه عنوان البرنامج "مبادئ العلوم"، ومن أراد الاستزادة فدونه كتب العلم.
اقتراح مكرر:
- هناك كثير من علوم هذا الزمان، تشعبت مسائلها، وأنشئت لها الأقسام العلمية المتخصصة، وكثر الدارسون والمتخصصون فيها بيننا، وأنا وأظن الكثير من أمثالي نجهل أصولها ومبادئها، مع الحاجة إليها في حياتنا العامة، وتكرر مصطلحاتها على مسامعنا دوماً دون معرفة بمقاصدها ومعانيها الدقيقة التي يريدها المتخصصون فيها، فليتكم يا أبا لجين تواصلون عرض مبادئ هذه العلوم العصرية في حلقات متتالية، فليس العلم مقصوراً على علوم الشريعة والعربية، وإنما يحتاج الناس هذا وهذا، ومن هذه العلوم التي تظهر لي فائدة تناول مبادئها بالعرض والشرح:
1 - علم الاقتصاد. وما أحوج الناس إلى معرفة أهم أصول هذا العلم، ولا سيما الاقتصاد الإسلامي الذي يجهل المسلمون ما فيه من التفاصيل الدقيقة التي تدل على عراقته وشموله.
2 - علم السياسة. وأعني بذلك المبادئ العامة التي تهم المتابع العادي من أمثالي، ليعرف أهم نظريات السياسة، والمؤلفات فيها، والدراسات الاستراتيجية التي تهم العالم الإسلامي وحاضره ومستقبله.
3 - علم الفلك.
4 - علم الفيزياء، فما أكثر ما نتعامل مع ظواهر الفيزياء ومخترعاتها، دون معرفة أصول هذا العلم ومبادئه، وهناك كتب في الفيزياء لغير المتخصصين.
5 - علم الإدارة.
6 - علم الاجتماع، ولو لم يعرض فيه إلا أهم ما تعرض له ابن خلدون رحمه الله في مقدمته البديعة لكفى، فكيف لو عرض الجديد في علم الاجتماع وأهم مدارسه ومؤلفاته؟
7 - علم الطب. وما أحوج الناس إلى عرضه لهم بطريقة تقربه إليهم للاستفادة منه ومعرفة أصوله العامة وتخصصاته بطريقة يفهمها الجميع.
وهناك علوم أخرى غير هذه، وأنا عن نفسي سأكون حريصاً جداً على مشاهدة تلك الحلقات لو قررتم طرحها للمشاهد، لما أؤمله من الفائدة من ذلك، وللحاجة إلى فهم أهم مبادئها. أسأل الله أن يسدد خطاكم، وأن ينفع بكم وبما تقدمونه أنتم وإخوانكم في هذه القناة العلمية العالمية الرائدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[27 Mar 2006, 06:45 ص]ـ
الأخ معمر العمري بارك الله فيكم
بعد هذا الكلام الطيب لشيخنا عبد الرحمن، أقول: لا عطر بعد عروس
ولكن هناك نقطة مهمة أرى ضروة عرضها وهي: كيفية استفادة من يريد الاشتغال بالتفسير من العلوم الأخرى، أعني ما هي الأساسيات التي ينبغي على طالب علم التفسير أن يتعلمها من العلوم الأخرى فمثلا ما هي مراحل التدرج في النحو والصرف والبلاغة وعلم الصوتيات وعلم الدلالة والأدب ونحو ذلك، وطبعا العلوم كثيرة ومتشعبة فما هو القدر الذي - على الأقل- يقيم صلب المفسر في هذه العلوم ويفيده في دراسته للتفسير، فالزمن قصير والعلم كثير، لكن في نظري لو رسمت خطة لاحتياجات المفسر لهذه العلوم وكيفية تدرجه فيها لكان في هذا نفعا كبيرا، لأنه يعسر على طالب العلم أن يحيط بكل هذه العلوم.
أرجو أن تكون فكرتي اتضحت لكم
وفقكم الله لمرضاته
ـ[معمر العمري]ــــــــ[27 Mar 2006, 02:58 م]ـ
شكر الله لكما ...
بالنسبة لمقترحاتكم د. عبدالرحمن , في علوم القرآن , فستكون ضمن حلقاتنا , بإذن الله , وأما العلوم غير الشرعية والعربية فكانت فكرتها تراودني منذ بدء البرنامج , ولعل في اقتراحكم لها في احدى الحلقات وهنا سيكون له أثر كبير في التخطيط لها من الآن.والله المسدد.
وما أشرتم به أخي الكريم أبو صفوت , فجميل جدا وستكون حلقات خاصة لهذه العلوم , ولعلي بإذن الله أطرح على ضيوفي هذا المحور الهام الذي ذكرتموه وهو القدر الذي يحتاجه المفسر من هذه العلوم.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[27 Mar 2006, 10:10 م]ـ
لا أرى عرض العلوم غير الشرعية؛ لأنها ليست من اختصاص القناة حسب علمي، ثم إن حاجة الناس ولا سيما متابعي القناة إنماهي في العلوم الشرعية التي زهد كثير من المسلمين فيها، وأخذت تتقلص في مناهج التعليم النظامي في عامة البلدان الإسلامية، أما علوم اللغة العربية فهي وثيقة الصلة بالعلوم الشرعية بل هي آلة فهمها.
لا أرى التوسع في عرض مواضيع أخرى من علوم القرآن؛ لأن هذا النهج لا يتوافق مع عنوان البرنامج، إلا إذا اعتبرنا كل موضوع من علوم القرآن علما مستقلاً بذاته وهذا غير وجية، بل تطرح موضوعات علوم القرآن بالتفصيل في مادة علوم القرآن.
أرى أن يطرح موضوع: (كيفيية أداء القرآن الكريم) بأسلوب مبسط؛ فإن الحاجة إليه ماسة حسب علمي، ولا يغني عنه الموضوع الذي ألقاه الدكتور عبد الرحمن الشهري بل هو مكمل له وفرع عنه وخلاصة مبسطة فيه.
وفق الله القائمين على هذه القناة لما يحب ويرضى ونفع بجهودهم وسدد أعمالهم.
ـ[معمر العمري]ــــــــ[27 Mar 2006, 11:38 م]ـ
أشكر لكم مروركم د. ابراهيم , وجزاكم الله خيرا على ما أشرتم به , وسيكون في الاعتبار بإذن الله.
وأذكر فضيلتكم بأن اسم البرنامج " مبادئ العلوم " , وليس "مبادئ علوم الدين " كما فهمه البعض عندانطلاقته , فآمل أن يكون في الأمر متسع للإحاطة بعلوم شتى , رغم أن البرنامج لن يتعرض لها إلا بعد المرور على جميع العلوم الشرعية , والعلوم الخادمة لها.
ـ[معمر العمري]ــــــــ[28 Mar 2006, 05:17 م]ـ
عفوا ... تغير موعد الحلقة , وستبث اليوم , الثلاثاء , إن شاء الله
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[30 Mar 2006, 07:48 ص]ـ
شكراً جزيلاً للأستاذ معمر العمري على جهده واستضافته للمشايخ الكرام، وقد تابعت حلقتين من حلقات الدكتور مساعد الطيار والدكتور فهد الرومي واستفدت منها كثيرا فبارك الله في علم مشايخنا الكرام.
بالنسبة لاقتراح الدكتور عبدالرحمن الشهري فهو اقتراح جميل أوافقه عليه لحاجتنا للتعرف على كثير من مبادئ العلوم النظرية والتطبيقية، إلا إذا كان البرنامج محكوماً بعدد معين من الحلقات وينتهي، فحينها يختار ما لا بد منه كما تفضل الدكتور الحميضي جزاه الله خيراً.
رجاء من الأخ معمر العمري: ليتك تتكرم بالإعلان عن الحلقة هنا قبل بثهاء لنتمكن من متابعتها. وجزاكم الله خيراً على المواعيد الجديدة فهي أنسب.
ـ[معمر العمري]ــــــــ[30 Mar 2006, 08:02 ص]ـ
حياك الله أخي الكريم (فهد) وأشكرك على طيب مشاعرك
والبرنامج مستمر بإذن الله تعالى حتى يشمل علوما كثيرة
وبالنسبة للإعلان عن الحلقات القادمة فأبشر , أعدك بأن أعلن في هذا الملتقى العلمي عن بقية حلقات علوم القرآن , وقريبا سترى حلقات عن الوقف والابتداء , وغريب القرآن , والناسخ والمنسوخ , ومناهج المفسرين و ... و .. (دعواتك وتوجيهاتك)(/)
هل هذا التوجيه صحيح، (فادخلوا أبواب جهنم) حُذف منها (من)
ـ[مهاجر]ــــــــ[27 Mar 2006, 05:05 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
هل يمكن أن يقال في قوله تعالى: (فادخلوا أبواب جهنم)، بأن هناك محذوفا مقدرا تقديره: من، فيكون تقدير الكلام: فادخلوا من أبواب جهنم، لأن الدخول يكون من الأبواب، والحذف هنا إنما أتى للدلالة على المبالغة في تأكيد هذا الدخول، فكأنهم دخلوا في نفس الأبواب؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 Mar 2006, 06:04 ص]ـ
السلام عليكم
جاء تعبير "الدخول من أبواب" مرة واحدة في سورة يوسف في قوله (وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ) 67
أمّا في باقي آيات الكتاب فقد جاء فعل الدخول متعديا بنفسه
# قال في النحل 29 (فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى المُتَكَبِّرِينَ)
# قال في الزمر 72 (قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى المُتَكَبِّرِينَ) # قال في غافر 76 (ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى المُتَكَبِّرِينَ)
# قال في الأعراف 161 (وَادْخُلُوا البَابَ سُجَّداً نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ المُحْسِنِينَ)
# قال في البقرة 58 (وَادْخُلُوا البَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ المُحْسِنِينَ)
وتوجيهك مقبول أخي---إلّا أنني ارتأيت أنّ كون التعبير "ادْخُلُوا أَبْوَابَ " متعديا بنفسه يشير إلى سرعة الدخول-وكأنه أراد منهم أن يكونوا في داخل جهنم مسرعين-فأنت تقول آمرا ولدك أدخل الباب وتعني أنّ عليه أن يكون داخل المنزل--أمّا قولك له إدخل من الباب فأنت تقوله عندما يتوفر مدخل آخر غير الباب للمنزل
ومداخل جهنم أبوابها ويتم الدخول إليها من أبوابها ولا دخول إلّا من أبوابها لقوله (لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ)
ـ[روضة]ــــــــ[28 Mar 2006, 09:50 م]ـ
وَ?دْخُلُواْ ?لْبَابَ سُجَّداً [البقرة:58]
وَقُلْنَا لَهُمُ ?دْخُلُواْ ?لْبَابَ سُجَّداً [النساء:154]
قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ ?لَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ ?للَّهُ عَلَيْهِمَا ?دْخُلُواْ عَلَيْهِمُ ?لْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ [المائدة:32]
وَ?دْخُلُواْ ?لْبَابَ سُجَّداً [الأعراف:161]
فَ?دْخُلُو?اْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى ?لْمُتَكَبِّرِينَ [النحل:29]
قِيلَ ?دْخُلُو?اْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى ?لْمُتَكَبِّرِينَ [الزمر:72]
جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ [الرعد:23] وَقَالَ ي?بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَ?دْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ .... وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم [يوسف:67،68].
===============
أيُّ الصورتين هي الأصل: تعدي الفعل (دخل) بنفسه، أم بحرف (من)؟
الأصل أن الفعل (دخل) يتعدى بنفسه، قال الراغب الأصفهاني في المفردات: يقال: دخل مكان كذا وكذا.
ويُستأنس على أن هذا هو الأصل بما جاء في (البحر المحيط) عند قوله تعالى: (وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا (80) [الإسراء]: .... ويجوز أن يكونا اسم المكان وانتصابهما على الظرف، وقال غيره: منصوبان مصدرين على تقدير فعل أي {أدخلني} فأدخل {مدخلَ صدق} {وأخرجني} فأخرج {مخرج صدق}.أ. هـ.
ولم يقدر: فأدخل من مدخل.
وإذا صحَّ أن الأصل هو عدم التعدي بحرف، فلا نبحث بسبب مجيء التعبير القرآني بـ: (ادخلوا أبواب جهنم)، لأنه هو القاعدة والأصل، وإنما نبحث في الآيات التي تعدى فيها فعل (دخل) بحرف (من)، وما المعنى الذي أفاده هذا الحرف.
وقد جاء في آيتين، الأولى في الرعد والثانية في يوسف، كما هو مبين أعلاه.
فما هو السر البياني الذي أفاده هذا الحرف (من)؟ هل يمكن أن يكون للابتداء؟
(يُتْبَعُ)
(/)
بانتظار تعليقاتكم وملاحظاتكم .... وخصوصاً المهتمين والمختصين بعلوم اللغة.
وبارك الله فيكم.
ـ[عبد القادر يثرب]ــــــــ[29 Mar 2006, 04:34 ص]ـ
أولاً- يجب التفريق بين قول القائل: دخلت المسجد من الباب، وقوله: دخلت في المسجد من الباب؛ لأن الأول يتعدى إلى المفعول بنفسه، والثاني يتعدى إلى المفعول بأداة الجر (في). والمفعول في الموضعين هو (المسجد) .. أما (الباب) في الموضعين فهو اسم مجرور بـ (من)، وهي هنا لابتداء الغاية المكانية.
ثانياً- الفعل (دخل) يتعدى إلى المفعول بـ (في)، ولا يتعدى بـ (من)؛ لأن المجرور بـ (من) ليس مفعولاً في المعنى، بخلاف المجرور بـ (في). والذي يتعدى بـ (من) هو الفعل (خرج) نقيض (دخل). يقال: دخلت في الكوفة، وخرجت منها.
ثالثاً- الدخول يعني: الانتقال من مكان بسيط من الأرض إلى مكان منها غير بسيط. فإذا كان المنقول إليه مكانًا غير مختصٍّ، وجب إدخال (في) قبله. وإذا كان مكانًا مختصًّا، جاز إدخال (في) قبله، وجاز إسقاطها. وإسقاطها أبلغ من إدخالها، لما فيه من دلالة على سرعة الدخول.
ومثال الأول قولك: دخل في عالم الغيب. ومثال الثاني قولك: دخل في المسجد، ودخل المسجد.
وعلى الأول جاء قوله تعالى: (ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم) (الأعراف/ 38) - (وأدخلني في عبادك الصالحين) (النمل/19). فهنا لا يحوز إسقاط (في)؛ لأن ما بعدها مكان غير مختص.
وعلى الثاني جاء قوله تعالى: (ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ) (المائدة/ 21) - (ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (النحل/ 32). فلو قيل: ادخلوا في الأرض المقدسة، وادخلوا في الجنة، لكان ذلك جائزاً؛ لأن كلاًّ من الأرض والجنة مكان مختص.
وقد اجتمع ذكر (في)، وإسقاطها في قوله تعالى: (فادخلي في عبادي* وادخلي جنتي) (الفجر/29 - 30).
رابعاً- قوله تعالى: (فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ) (النحل/29) ليس كقوله تعالى: (وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ) (يوسف/67)؛ لأن الأبواب في الأول مفعول به، وهي المدخول فيه. ولهذا قال المفسرون: المعنى: فادخلوا جهنم .. وأصل الكلام: ادخلوا جهنم من أبوابها. فقدمت الأبواب على (جهنم) بعد إسقاط (من)، وحلت محلها في المعنى، وفي الإعراب. ويقاس على ذلك بقية الآيات. والدليل قوله تعالى عقب ذلك: (فَلَبِئْسَ مَثْوَى ?لْمُتَكَبِّرِينَ) (النحل/29)، فقال: مثوى وهو مكان يراد به جهنم، لا أبوابها.
أما الأبواب الثانية في آية يوسف فهي اسم مجرور، والمفعول به محذوف، تقديره: ادخلوا مصر من أبواب متفرقة. ومن قبلها لابتداء الغاية المكانية.
وبذلك يتضح الفرق بين قول القائل: ادخلوا الباب .. وقوله: ادخلوا من الباب. فالأول دخول في الباب، والثاني دخول من الباب .. ولهذا يجوز في الأول: دخلت في الباب.
قال تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) (البقرة/ 58).
والمعنى: ادخلوا في هذه القرية ... وادخلوا في الباب سجداً. ثم أسقطت (في) تنبيهاً على سرعة الدخول .. وإنما جاز ذلك في القرية والباب؛ لأن كلاًّ منهما مكان مختص. وجاز ذلك في الباب: لأنه في معنى القرية .. والدليل قوله تعالى: (?دْخُلُواْ عَلَيْهِمُ ?لْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ) (المائدة/ 32)، فقال: دخلتموه. والمراد: دخلتم فيه .. والله تعالى أعلم!!!
ـ[روضة]ــــــــ[29 Mar 2006, 06:17 ص]ـ
زادكم الله علماً على علم .. كلامكم مفيد جداً وقوي، أفادني كثيراً، فجزاكم الله خيراً.
ـ[عبد القادر يثرب]ــــــــ[29 Mar 2006, 09:10 ص]ـ
وجزاك أنت أيضاً أختي الكريمة ..
(وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)!!!
ـ[خالد- طالب علم]ــــــــ[29 Mar 2006, 11:26 م]ـ
جزى الله الأستاذ الفاضل عبد القادر خير الجزاء على هذا الجواب، وزاده علماً. وإن أسلوبه في عرض المسائل، والاستدلال لها ليذكرني بأسلوب أستاذنا الكبير محمد إسماعيل عتوك حفظه الله؛ فقد تعلمنا منه الكثير .. وأود أن أضيف إلى ما ذكره فضيلته:
أن الفعل (دخل) كما يتعدى بـ (في)، فكذلك يتعدى بـ (إلى). يقال: دخل في البيت .. ودخل إلى البيت .. والأول هو الأصل، وهو الأكثر في الاستعمال .. والفرق بينهما هو الفرق بين (في) الدالة على الظرفية، و (إلى) الدالة على انتهاء الغاية. وهذا يعني: أن البيت في المثال الأول هو مظروف للدخول، وليس كذلك البيت في المثال الثاني.
وشيء آخر، وهو أنه إذا قيل: دخل البيت، أو المسجد، أو المدينة، فإن كثيرًا من يذهب إلى أن المنصوب بعد فعل الدخول منصوب على الظرفية المكانية .. وليس كذلك؛ لأن من شروط الظرف أن يكون مبهماً، وهذه الأسماء الدالة على المكان هي أسماء مختصة .. ولهذا لا يجوز انتصابها على الظرفية؛ وإنما هي منصوبة بإسقاط الجار. أي: بنزع الخافض. وتعرب مفعولاً به توسُّعاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد القادر يثرب]ــــــــ[30 Mar 2006, 11:05 ص]ـ
الأخ الفاضل خالد
إن ما ذكرته من قولك: ((أن الفعل (دخل) كما يتعدى بـ (في)، فكذلك يتعدى بـ (إلى). يقال: دخل في البيت .. ودخل إلى البيت .. والأول هو الأصل، وهو الأكثر في الاستعمال .. والفرق بينهما هو الفرق بين (في) الدالة على الظرفية، و (إلى) الدالة على انتهاء الغاية)) هو قول صحيح لا غبار عليه .. وللسبب الذي ذكرتَ أنت لم يستعمل المتعدي بـ (إلى) في القرآن على حسب علمي .. ولهذا لم أذكره في جوابي السابق.
وأما ما ذكرته ثانياً من قولك إن الأسماء المنصوبة في نحو قولهم: ((دخل البيت، أو المسجد، أو المدينة ... إنما هي منصوبة بإسقاط الجار. أي: بنزع الخافض. وتعرب مفعولاً به توسُّعاً))
فهذا موضع نزاع بين النحاة: فمن قال بالنصب على نزع الخافض فلأنه يرى أن الفعل (دخل) لازم .. ومن قال بالنصب على المفعول به فلأنه يرى أن الفعل (دخل) متعدٍّ .. وما ذكرته من تفصيل في استعمال هذا الفعل هو الأنسب .. والله تعالى أعلم.
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[30 Mar 2006, 11:41 ص]ـ
كلامك جميل مع احتمال الأمرين
شكرا لك
ـ[محمد إسماعيل]ــــــــ[31 Mar 2006, 01:00 ص]ـ
أولاً- الفعل في النحو العربي من حيث التعدي واللزوم ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: يكون فيه الفعل لازمًا، وهو الذي يتعدى إلى المفعول بوساطة حرف الجر .. والقسم الثاني: يكون فيه الفعل متعديًا، وهو الذي يتعدى إلى المفعول بدون وساطة حرف الجر.
ثانيًا- قد يحذف حرف الجر مع بعض الأفعال اللازمة، فينتصب الاسم على المفعول به اتساعًا؛ كقول العرب: ذهبت الشام. ومررت الديار. والأصل فيهما: ذهبت إلى الشام. ومررت على الديار، ومررت بالديار. قال الشاعر:
تمرون الديار ولم تعوجوا ... سلامكم علي إذن حرام
فهذا ممَّا حذف منه حرف الجر اتساعًا، لسر بلاغي من أسرار البيان، فانتصب الاسم بعده على نزع الخافض؛ إذ الأصل فيه اللزوم.
ومنه قوله تعالى:? وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً ? (الأعراف: 155). والأصل فيه: واختار موسى من قومه سبعين رجلاً. فكأن قومه كلهم هذا العدد المذكور.
ثالثًا- قد ترد بعض الأفعال المتعدية متعدية بأنفسها تارة، ومتعدية بحرف الجر تارة أخرى؛ كقول العرب: سبَّح اللهَ، وسبَّح لله. وشكر الله، وشكر لله. ونصح القوم، ونصح للقوم. فانتصاب الاسم مع هذه الأفعال على المفعول به؛ لأن الأصل فيها التعدي. وأمثلتها في القرآن كثيرة لمن أراد أن يتتبعها.
رابعًا- الفعل (دخل) يستعمل لازمًا تارة. ومتعديًا تارة أخرى. ومتعديًا ولازمًا تارة ثالثة:
أما كونه لازمًا فلأن مصدره على: فعول، وهو غالب في الأفعال اللازمة؛ ولأن نظيره ونقيضه كذلك: عبرت، وخرجت، وكلاهما لازم. ويتعين كونه لازمًا، إذا كان المدخول فيه مكانًا غير مختص؛ كقوله تعالى:? ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم ? (الأعراف: 38). وقوله تعالى:? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السَّّلْمِ كَآفَّةً ? (البقرة: 208).
فإذا كان المدخول فيه مكانًا مختصًّا فإما أن يكون ذلك المكان متسعًا جدًّا، بحيث يكون كالبلد العظيم. أو يكون ضيِّقًا جدًّا، بحيث يكون الدخول فيه ولوجًا وتقحمًا. أو يكون وسطًا بينهما.
فإذا كان الأول، لم يكن من نصبه بدٌّ؛ كقول العرب: دخلت الكوفة، والحجاز، والعراق. ويقبُح أن يقال: دخلت في الكوفة، وفي الحجاز، وفي العراق، مع جوازه. ومنه قوله تعالى:? يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ ? (المائدة: 21). وقوله تعالى:? ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ? (النحل: 32).
وإن كان الثاني، لم يكن من جره بدٌّ؛ كقولهم: دخلت في البئر.
وإن كان الثالث، جاز فيه النصب، والجر؛ كقولهم: دخلت المسجد، وفي المسجد. ونصبه أبلغ من جره. وانتصابه على المفعول به، لا على نزع الخافض؛ لأن الأصل في الفعل (دخل) المتعدي إلى المكان المختص التعدي بنفسه، خلافًا للفعل (ذهب) في قولهم: ذهبت الشام؛ لأن الأصل في هذا اللزوم. ومنه قوله تعالى:? يَا أيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ ? (النمل: 18).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يدل على ما ذكرنا: أن الفعل (ذهب) مقصور على مكان معين، وهو (الشام). فلما كان (دخل) شائعًا في سائر الأمكنة، دل على أنه متعد. أما (ذهبت) فمتفق على كونه غير متعد بنفسه، وقد حذف منه حرف الجر اتساعًا.
ولهذا الذي ذكرناه لا يجوز في أسماء الأمكنة المختصة بعد الفعل (دخل) النصب على نزع الخافض؛ لأن الأصل فيه التعدي ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[31 Mar 2006, 01:34 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم جميعاً، وأخصّ بالذكر الأخ عبد القادر يثرب على توجيهه الموفّق بإذن الله .. والأستاذ محمد عتوك على ما أثرانا به من بيان ماتع ..
واسمحوا لي - أيها الأفاضل - أن أضيف إلى ما ذكرتم أن الفعل (دخل) قد جاء أيضاً متعدّياً بـ (على) في الذكر الحكيم. وحين تعدّى فعل الدخول بـ (على) دلّ حرف الاستعلاء على ارتفاع المكان وإشرافه وعلوّه، وأن الداخل أو المأمور بالدخول فيه مطالَب بمزيد من التحمّل والصبر على ما يلاقيه من الضرر والمشقّة، وإن بقي لكلّ سياق مزيد خصوصية بما تشيعه تراكيبه من الدلالات والأغراض التي لا نجدها في السياق الآخر.
وقد أوضح ابن السيد البطليوسي حقيقة حرف الاستعلاء بقوله: " اعلم أن أصل (على) العلو على الشيء وإتيانه من فوقه، كقولك: أشرفت على الجبل، ثم يعرض فيها إشكال في بعض مواضعها التي تتصرّف فيها، فيظنّ الضعيف في هذه الصناعة أنها قد فارقت معناها، فمن ذلك قول القائل: زرته على مرضي، وأعطيته على أن شتمني، وإنما جاز استعمال (على) ها هنا، لأن المرض من شأنه أن يمنع من الزيارة، وكذلك الشتم يمنع المشتوم من أن يعطي شاتمه شيئاً، والمنع قهر للممنوع، واستيلاء عليه، فهي إذن لم تخرج عن أصلها بأكثر من أن الشيء المعقول شبه بالشيء المحسوس، فخفي ذلك على من لا دربة له في المجازات والاستعارات " (الاقتضاب في شرح أدب الكتاب، 2/ 282).
وبتأمّل مواطن تعدية الدخول بـ (على) في القرآن الكريم نجد له الدلالة التي ذكرناها آنفاً في قوله تعالى: (وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً) [آل عمران: 37]. فـ (على) بدلالته على الاستعلاء يشير إلى ارتفاع المكان الذي فيه مريم عليها السلام وعلوّه، وقد نصّ المفسّرون على أن زكريا عليه السلام بنى لها محراباً في المسجد، أي غرفة يُصعد إليها بسلّم (انظر الكشاف 1/ 417). أو أن (على) توحي بمشقّة زكريا عليه السلام وهو شيخ كبير في الوصول إليها، ومعاناته في كفالته لها، والقيام على رعايتها حقّ الرعاية على أكمل وجه.
ولنفس الغرض جاءت (على) حين تعدّى بها فعل الدخول في قصّة يوسف عليه السلام في أربعة مواطن، منها قوله تعالى: (وَجَاء إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ) [يوسف: 58]، وقوله تعالى: (وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ) [يوسف: 69]. فهي تدلّ على مكان ارتفاع يوسف وعلوّه، وأنهم قد وجدوا من المشقّة والصعاب ما وجدوه في سبيل الوصول إليه والدخول عليه.
أما (على) في قوله تعالى: (قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ) [المائدة: 23]، فإن الاستعلاء فيها مع دلالته على علوّ مكان العدوّ يدلّ على التمكّن والقهر والغلبة، وهو في الوقت نفسه يطالب المخاطبين بمزيد من التحمّل والصبر على ملاقاة هؤلاء الأعداء.
ولقد كشف السياق عن رغبة هذين الرجلين اللذين أنعم الله عليهما في تشجيع قومهما على قتال العدوّ من خلال التعبير بحرف الاستعلاء ومن خلال تأكيد وعدهما لهم بالفوز والغلبة على العدوّ بقولهما كما حكاه القرآن الكريم: (ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ).
ـ[محمد إسماعيل]ــــــــ[31 Mar 2006, 05:52 ص]ـ
أخي لؤي! أحسن الله إليك، وجزاك كل خير، ووفقك إلى ما فيه الصواب.
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً- أحب أن تعلم أن الأصل في الفعل (دخل) هو أن يتعدى إلى المفعول بـ (في)، وأن مفعوله لا يكون إلا اسمًا مختصًا، أو غير مختص؛ كما هو واضح في الأمثلة والآيات التي استشهد بها. والمنصوب منه لا يكون إلا على تقدير (في). وقد يتعدى بـ (إلى)، والفرق بينهما ما ذكره الأخ خالد.
تقول: دخلت البيت، ودخلت في البيت. هذا هو الأصل .. ثم تقول: دخلت البيت عليه، فتذكر (عليه) زيادة في التوضيح والبيان. وما ذكرته ليس أصلاً؛ وإنما هو فضلة، ذكرت تتميمًا للكلام.
ومثل ذلك قوله تعالى:? كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ ? (آل عمران: 37). فالمفعول به هو المحراب. والمفعول في قوله تعالى:? ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ ? (المائدة: 23) هو الباب.
وفي قوله تعالى:? فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ ? (يوسف: 58) المفعول به محذوف للعلم به. أي: دخلوا عليه القصر، أو المدينة. وكذلك قوله تعالى:? وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ ? (يوسف: 69). وهذا واضح.
أما (على) فهو فضلة، الفائدة منه بيان الغرض من الدخول، وهو كيفيته. وهذا كما تقول: دخلت المحراب للصلاة. فقولك: للصلاة، لا يعني أن الفعل يتعدى باللام؛ وإنما هي فضلة الغرض منها بيان سبب الدخول.
وقوله تعالى:? لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ ? (يوسف: 67) المفعول محذوف للعلم به. و (من باب) بيان للطريقة أو الوسيلة التي يتم بها الدخول.
وتقول: دخلت الكوفة على أهلها من أبوابها لقضاء بعض الحاجات .. فالمفعول هو الكوفة، وهو الأصل، وما ذكر بعده فإنما ذكر لأغراض أخرى بلاغية.
ثانيًا- ومما يدلك على أن الفعل (دخل) لا يتعدى بهذه الأحرف أنه لا يجوز حذفها، ونصب الأسماء بعدها؛ كما حذفت (في)، وانتصب الاسم بعدها .. ومن شروط تعدي الفعل بالحرف أن يكون المجرور به في المعنى مفعولاً به.
وتأمل ذلك في قوله تعالى:? ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ ? (المائدة: 23)، كيف تعدى الفعل (دخلتموه) إلى ضمير (الباب)؛ لأنه هو المفعول. ولو كان الضمير المجرور بـ (على) في (عليهم) مفعولاً به، لوجب أن يعود عليه هذا الضمير في (دخلتموه).
ثالثًا- التعدي إلى المفعول يعني: وقوع الحدث عليه. فإذا قلت: دخلت في البيت، فمعناه: أن حدث الدخول وقع على البيت ... وإذا قلت: قعد على الأرض، فمعناه: أن حدث القعود وقع على الأرض. ولهذا كان المجرور- هنا- مفعولاً به في المعنى.
فإذا قلت: دخلت البيت على زيد، فمعناه: أن حدث الدخول وقع على البيت؛ لأنه المدخول فيه. فإن كان ثمة وقوع من الفعل على زيد، فلأنه داخل البيت، فالبيت مشتمل عليه. ولو كان مفعولاً في المعنى، لصح أن يكون هو المفعول. بمعنى أن يكون هو المدخول فيه .. فهل هذا معقول يا أستاذ لؤي؟؟؟
وفي الختام تقبل تحياتي، وتمنياتي لك بالتوفيق
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[31 Mar 2006, 07:23 ص]ـ
معلِّمي الفذّ الأستاذ الفاضل / أبو الهيثم
قد بالغت إسعادي وسروري بالمعلومات الثمينة، التي بذلتها وما زلت تبذل حُبّاً في نشر العلم .. أسأل الله - عزّ وجلّ - أن يجزيك عني وعن كل قاريء خير الجزاء، وأن يجعل التيسير حليفك دائماً .. وأشكرك كل الشكر على تصحيحك، وكلّي فخر وسعادة أن أظلّ تلميذاً لك ينهل من نبع علمك الصافي.
أستاذي الفاضل - أكمل الله أمانيك فيما يحبّه ويرضاه ..
في قوله تعالى: (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً) [آل عمران: 37]، يقول العكبري: " فحقّ (دخل) أن يتعدّى بـ (في) أو (إلى)، لكنه اتسّع فيه، فأوصل بنفسه إلى المفعول " (إعراب القرآن، 1/ 74). وعلى هذا التوسّع مدار الحديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد قرأت قبل سنوات بحثاً للدكتور يوسف الأنصاري عن أسرار تعدية الفعل في القرآن الكريم، جاء فيه أن الفعل (دخل) ورد في القرآن متعدّياً بـ (على) و (في) و (من) و (الباء) و (مع)، كما وأذكر أنه - حفظه الله - ضرب في بحثه المذكور أمثلة على كل وجه من أوجه "التعدّي" بحروف الجرّ، ومنها ما ذكرته في مشاركتي السابقة. وكان هدفه من ذلك بيان المعاني والدلالات التي تشيعها حروف الجرّ في سياقاتها المختلفة مع الفعل (دخل).
وليس هدفي من هذه المشاركة أن أعرض للخلاف بين سيبويه والمبرد - رحمهما الله - حول تعدية هذا الفعل، ولكني أقول: لابدّ من وقفة على الفعل (دخل) واستعماله في لغة التنزيل، وهذا لا يتأتّى إلا باستقراء الآيات التي اشتمل عليها ..
وإذ ذاك نجد اختلافاً واسعاً في استعمالاته، منها:
أولاً: في المحسوسات من الأسماء الدالّة على الأمكنة والظروف المكانية.
وثانياً: في الدخول على العاقل من الآدميين.
وثالثاً: في الأمور العقلية أو ما يُدعى بأسماء المعاني.
ورابعاً: في تجاوز حقيقته مجازاً لعلاقة من العلاقات ..
ففي الحالة الأولى يصل الفعل إلى مدخوله من غير أداة واسطة كحروف الخفض، كما جاء في قوله تعالى: (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا) [القصص: 15]، وقوله: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم) [البقرة: 214]، وقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ) [الأحزاب: 53]، وقوله: (ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ) [الحجر: 46].
وحين يُطوى اسم المكان الذي يصير إليه الداخل، ويكون الدخول على الآدميين، فنلاحظ أنه يستعمل حرف الجرّ (على)، كما في قوله تعالى: (وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ) [يوسف: 69]، وقوله: (إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ) [ص: 22]، وقوله: (وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ) [الرعد: 23]. وقد يظهر المكان المدخول فيه مع ذكر الآدميين، كقوله تعالى: (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً) [آل عمران: 37].
كما نلاحظ أن فعل الدخول استعمل أيضاً في بضع آيات قاصراً لازماً غير متّصل بمتعلّق به، كقوله تعالى: (كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا) [الأعراف: 38]، وقوله: (وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا) [الأحزاب: 53]، وقوله: (لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ) [يوسف: 67]. ومن غير شكّ أن المتعلّق وهو الاسم المكاني، أو المدخول عليهم من الآدميين قد طُوي ذكره في هذه الآية لعدم الحاجة إليه ..
أما إذا كان الدخول في الأمور العقلية، أو ما يُدعى بأسماء المعاني، فنلاحظ أن الفعل يتطلّب في هذه الحال حرف الجرّ (في) أو (الباء)، كما في قوله تعالى: (وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا) [النصر: 2]، وقوله: (وَقَد دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ) [المائدة: 61]. كما وقد يُحمل استعمال الفعل في الأمور المعنوية، كقوله تعالى: (فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي) [الفجر: 29 - 30]. فالمراد بالدخول في العباد الاتصال بهم والعيش بينهم، فجاز استعمال (في)، في حين عُطف عليه قوله (وادخلي جنتي)، وذلك لأن المدخول فيه من الأسماء الدالّة على المكان.
وأما حين يتجاوز استعمال الفعل (دخل) حقيقته مجازاً لعلاقة من العلاقات، فنلاحظ أنه يتطلّب في هذه الحال حرف الجرّ (الباء)، كما في قوله تعالى: (فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ) [النساء: 23] فالدخول بالزوج هنا هو كناية عن الجماع.
وغير خافٍ من هذه الاستعمالات أنها تكشف عمّا تومض به حروف الجرّ من المعاني والأسرار في البيان القرآني، فلكل حرف دلالات بلاغية ينشرها على السياق، كما أن لكل حرف استعماله المطرد في آي الذكر الحكيم ..
فما رأيكم - حفظكم الله؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 Mar 2006, 01:15 م]ـ
درر والله ما تفضلت به أخي لؤي
زادك الله علما على علم
ـ[عبد القادر يثرب]ــــــــ[31 Mar 2006, 03:58 م]ـ
هذه الدرر التي يتحدث عتها فضيلة الأستاذ جمال شرباتي حفظه الله مبنية على فهم غير صحيح لما نقله الأستاذ لؤي الطيبي عن العكبري من قوله: ((في قوله تعالى: (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً) [آل عمران: 37]، يقول العكبري: " فحقّ (دخل) أن يتعدّى بـ (في) أو (إلى)، لكنه اتسّع فيه، فأوصل بنفسه إلى المفعول " (إعراب القرآن، 1/ 74). وعلى هذا التوسّع مدار الحديث).
وقول العكبري أوضح من أن يفسر، فهو ينص على أن حق الفعل (دخل) أن يتعدى بـ (في) أو (إلى)، لكنه اتسّع فيه، فأوصل بنفسه إلى المفعول .. وهذا ظاهر في قولك:
دخل في المسجد، وإلى المسجد، ثم تقول: دخل المسجد، فتسقط حرف الجر توسعًا. وهذا التوسع هو مدار الحديث، لا التوسع الذي فهمه الأخ لؤي من قول العكبري.
وعلماء النحو كسيبويه، والمبرد، الأخفش، والفارسي، وغيرهم لم يفهموا هذا التوسع كما فهمه الأخ لؤي، وبنى عليه هذه الدرر الفريدة في نظر الأستاذ جمال الشرباتي. وهي بالفعل درر، ولكن لا علاقة لهذه الدرر بما هو موضع الخلاف .. وكنت أتمنى من الأخ جمال أن يأتي بمثلها مع أن الأخ لؤي يصرح بأنها ليست من عنده ومن ابتكاره. بل هي أقوال ينقلها عن غيره.
وهؤلاء العلماء الأفذاذ لم يختلفوا أبدًا في أن الفعل (دخل): هل يتعدى بـ (في)، أو (إلى)؟؟؟ أم يتعدى بـ (على)، أو (الباء)، أو اللام)؟؟؟ لأن تعديه بـ (إلى)، و في) من الأمور المسلمة التي لا يختلف فيها اثنان ... وإنما كان خلافهم: هل هذا الفعل لازم، أم هو متعد؟؟؟ وإذا كان متعديًا: فهل الاسم المنصوب بعده: مفعولاً به، أو ظرف مكان، أو منصوباً على نزع الخافض؟؟؟ وما صاحب بعد ذلك الفعل (دخل) من حروف الجر، فلأغراض بلاغية يتطلبها السياق. وهذا ما وضحه أستاذنا الفاضل محمد إسماعيل بمثال بسيط قبل أن يسأل عنه الأخ لؤي، وهو قوله: ((دخلت الكوفة على أهلها من أبوابها لقضاء بعض الحاجات .. فالمفعول هو الكوفة، وهو الأصل، وما ذكر بعده فإنما ذكر لأغراض أخرى بلاغية)).
والعجيب في الأمر أن يغير العنوان من (هل هذا التوجيه صحيح) إلى العنوان (هل هذا التوجيه صحيح، (فادخلوا أبواب جهنم) حُذف منها (من)، ليتلائم مع نظر الأستاذ شرباتي، وقوله بحذف من قبل (أبواب جهنم). ولو شارك الذي غيره إلى هذه الصورة برأيه، وأبدى وجهة نظره، لكان أفضل له من أن يقوم بهذا التغيير.
والآية قد شرحتها بما لا يدع مجالاً لأحد أن يلتبس عليه الأمر، وقلت أن الدخول في هذه الآية هو دخول في الأبواب .. وفي قوله تعالى: (وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ) هو دخول من الأبواب، فقوله تعالى: (فادخلوا أبواب جهنم) أبلغ من قولنا: فادخلوا جهنم من أبوابها؛ حيث جعلت الأبواب هي جهنم نفسها .. والفرق بين التعبيرين واضح، ومع ذلك فإن هذا لا يفهمه كل أحد. ومن العجيب أن تفهمه الأخت الفاضلة روضة، وهي طالبة مبتدئه في دراسة التفسير وعلومه- مع احترامي وإكباري لها- ولم يفهمه الأستاذ جمال، وهو مدرس للغة العربية منذ أكثر من ثلاثين سنة!!!
وأود أن أشير هنا إلى أن ما ذكرته في مداخلتي الأولى إنما هو من فضل الله وتعليمه أولاً، ثم من فضل وتعليم الأستاذ محمد إسماعيل عتوك الذي تتلمذت عليه أكثر من عشر سنوات تعلمت فيها منه الكثير. وهذا ليس مدحاً بقدر ما هو اعتراف بالجميل، وأنا أعلم أن الأستاذ محمد لا يحب أن يمدح، ولا يريد أن تكون له منة على أحد.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 Mar 2006, 06:57 م]ـ
وكنت أتمنى من الأخ جمال أن يأتي بمثلها مع أن الأخ لؤي يصرح بأنها ليست من عنده ومن ابتكاره. بل هي أقوال ينقلها عن غيره.
-----
والعجيب في الأمر أن يغير العنوان من (هل هذا التوجيه صحيح) إلى العنوان (هل هذا التوجيه صحيح، (فادخلوا أبواب جهنم) حُذف منها (من)، ليتلائم مع نظر الأستاذ شرباتي، وقوله بحذف من قبل (أبواب جهنم). ولو شارك الذي غيره إلى هذه الصورة برأيه، وأبدى وجهة نظره، لكان أفضل له من أن يقوم بهذا التغيير.
-
(يُتْبَعُ)
(/)
----------------------------------------------
ولم يفهمه الأستاذ جمال، وهو مدرس للغة العربية منذ أكثر من ثلاثين سنة!!!
.
-------------------------------------------
والظلم ظلمات يوم القيامة
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[01 Apr 2006, 12:24 ص]ـ
الأخ عبد القادر يثرب ..
عطف الله قلبك علينا، وألهمك الإحسان إلينا ..
بداية أقول: ينبغي إذا وعَظتَ - أخي الفاضل - ألا تتشكّل بشكل منتقم من عدوّ، ولكن بشكل مَن يُسعِط أو يكوي بعلاجه داءً بصديق له، وإذا وُعِظتَ أيضاً بشيءٍ فيه صلاحُك، فينبغي أن تتشكّل بشكل المريض للطبيب. أما أن تنتقص من شأن فلان وشخص علان، فما هكذا يكون شأن صاحب العلم مع المتعلّم، وما هكذا تورد الإبل ..
وبخصوص ما جاء في مداخلتك عن (الدرر)، فأقول إنها من " ابتكاري " ولا فخر .. ولا يخفى عليك - أخي عبد القادر - أنه من السهل على الإنسان أن يتتبّع المواضع التي تردّد فيها الفعل (دخل) في القرآن الكريم من خلال المعجم المفهرس - رحم الله صاحبه - وأن يستقريء المواضع التي اقترن فيها هذا الفعل بحروف الجرّ، ليخلص إلى نفس النتيجة التي انتهيتُ إليها، والتي لم تنل منك إلا إعجاباً دون أي تعقيب .. الأمر الذي كنت أرجوه من أستاذي الفاضل أبي الهيثم - حفظه الله ..
وأما ما يخصّ تعدية الفعل (دخل) بحروف الجر (مع) و (في) و (من) و (على) و (الباء)، فقد رجعت إلى بحث الدكتور يوسف الأنصاري من جديد، وأنا أوثّق لك جزءاً منه ها هنا .. ولئن واجهتَ إشكالاً ما في بحثه، فما عليك إلا أن تتوجّه لفضيلته - حفظه الله - وأن تخبره بأن كلامه باطل جملة وتفصيلاً ..
عنوان البحث: من أسرار تعدية الفعل في القرآن الكريم.
عدد الصفحات: 39.
اسم الباحث: الدكتور يوسف الأنصاري - الأستاذ المشارك بقسم البلاغة والنقد - كلية اللغة العربية - جامعة أم القرى.
الإصدار: مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابها، ج15، ع27.
تاريخ النشر: جمادي 1424هـ.
الفصل الثاني: من أسرار تعدية الفعل في القرآن الكريم
دخل:
الفعل " دخل" /1/ تنوعّت دلالاته تبعا لتعدد تعديته بحروف الجر التي يكتسب معها الفعل من معانيها الأصلية من الدلالات الموحية التي يعين على إبرازها السياق والمقام. وقد جاء في القرآن الكريم متعديا بنفسه كما في قوله تعالى (وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ) [الكهف 35]، وقوله تعالى (قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا) [النمل 34]، وورد متعديا بعلى وفي ومن والباء ومع، فدل على معان متباينة طبقا للحرف المتعدى به.
والدخول: نقيض الخروج، ويستعمل ذلك في المكان والزمان /2/، وحقيقته كما يقول الطاهر بن عاشور " نفوذ الجسم في جسم أو مكان محوط كالبيت والمسجد " /3/. وحين تعدى فعل الدخول بعلى دلّ حرف الاستعلاء على ارتفاع المكان وإشرافه وعلوه، وأن الداخل أو المأمور بالدخول فيه مطالب بمزيد من التحمل والصبر على ما يلاقيه من الضرر والمشقة، وإن بقي لكل سياق مزيد خصوصية بما تشيعه تراكيبه من الدلالات والأغراض التي لا تجدها في السياق الآخر.
وقد أوضح ابن السيد البطليوسي حقيقة حرف الاستعلاء بقوله " اعلم أن أصل (على) العلو على الشيء وإتيانه من فوقه كقولك: أشرفت على الجبل، ثم يعرض فيها إشكال في بعض مواضعها التي تتصرف فيها، فيظن الضعيف في هذه الصناعة أنها قد فارقت معناها، فمن ذلك قول القائل: زرته على مرضي، وأعطيته على أن شتمني، وإنما جاز استعمال (على) ها هنا، لأن المرض من شأنه أن يمنع من الزيارة، وكذلك الشتم يمنع المشتوم من أن يعطي شاتمه شيئا، والمنع قهر للممنوع، واستيلاء عليه، فهي إذن لم تخرج عن أصلها بأكثر من أن الشيء المعقول شبه بالشيء المحسوس، فخفي ذلك على من لا دربة له في المجازات والاستعارات /4/.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبتأمل مواطن تعدية الدخول بعلى في القرآن الكريم نجد له الدلالة التي ذكرناها آنفا في قوله تعالى (وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً) [آل عمران 37]. فعلى بدلالته على الاستعلاء يشير إلى ارتفاع المكان الذي فيه مريم عليها السلام وعلوه وقد نصّ المفسرون على أن زكريا عليه السلام بنى لها محرابا في المسجد أي غرفة يصعد إليها بسلم /5/.
أو أن (على) توحي بمشقة زكريا عليه السلام وهو شيخ كبير في الوصول إليها، ومعاناته في كفالته لها، والقيام على رايتها حقّ الرعاية على أكمل وجه. ولنفس الغرض جاءت (على) حين تعدى بها فعل الدخول في قصة يوسف عليه السلام في أربعة مواطن /6/، منها قوله تعالى (وَجَاء إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ) [يوسف 58]، وقوله تعالى (وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ) [يوسف 69]، فهي تدل على ارتفاع مكان يوسف وعلوه، وأنهم قد وجدوا من المشقة والصعاب ما وجدوه في سبيل الوصول إليه والدخول عليه.
أما (على) في قوله تعالى (قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ) [المائدة 23] فإن الاستعلاء فيها مع دلالته على علو مكان العدو يدل على التمكن والقهر والغلبة، وهو في الوقت نفسه يطالب المخاطبين بمزيد من التحمل والصبر على ملاقاة هؤلاء الأعداء.
وقد كشف السياق عن رغبة هذين الرجلين اللذين أنعم الله عليهما في تشجيع قومهما على قتال العدو من خلال التعبير بحرف الاستعلاء ومن خلال تأكيد وعدهما لهم بالفوز والغلبة (ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ) على العدو بقولهما كما حكاه القرآن وهل كنت تجد هذه المعاني والدلالات التي يشيعها حرف الاستعلاء في سياقاته المختلفة لو قيل: إن (على) بمعنى (من) في قوله تعالى (ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَاب) أي ادخلوا من الباب أو أنه بمعنى (إلى) في قوله تعالى (وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُف) أي ولما دخلوا إلى يوسف؟
وحين تعدى بفعل الدخول (في) دل حرف الظرفية على التمكن والاستقرار كما في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) [البقرة 208].
ذهب المفسرون إلى أن المراد بالسلم الإسلام /7/، ومعنى الدخول في الإسلام كما يكشف عنه حرف الظرفية زيادة التمكن منه والتغلغل في فهم شرائعه وأحكامه، كما أنه يوحي بأن الإسلام حصن منيع للداخلين في كنفه يحيط بهم من جميع الجوانب كإحاطة الظرف بمظروفه /8/ ونظيره قوله تعالى (يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا) [النصر 2] وفي قوله تعالى (فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي) [الفجر 29 - 30] ونظائرها كما في قوله تعالى (وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) [النمل 19]، وقوله تعالى (ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ) [الأعراف 38].
ذهب كثير من المفسرين والنحويين إلى القول بتناوب حروف الجر بعضها مكان بعض، وأن (في) بمعنى (مع) وفي هذا الصدد يقول الهروي:" وتكون أيضا بمعنى (مع) قال جل ثناؤه (فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي) ومعناه مع عبادي، وقال (وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) /9/.
وغير خاف أن القول بتناوب حروف الجر لا يكشف عما تومض به حروف الجر من المعاني والأسرار في البيان القرآني لأنه ليس إلا محاولة لإيضاح المعنى وبيانه وليس مستساغاً أن يقال باستواء الحرفين دون أن تكون لأحدهما دلالات بلاغية ينشرها على السياق، نرى البليغ من أجلها يؤثر في كلامه التعبير بأحدهما دون الآخر، فما بالك بالبيان المعجز. وفي إيثار القرآن التعبير بحرف الظرفية دون كلمة المصاحبة (مع) من الأسرار البلاغية التي لا تستطيع الوفاء بأدائها كلمة المصاحبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ففي قوله تعالى (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي) [الفجر 27 - 30] ثناء وتطمين وتكريم من الله تعالى لهذه النفس المطمئنة إلى طريقها ونهايتها بسبب إيمانها وما قدمته من العمل الصالح، وحسبها أن يستقبلها الله راضيا عنها راضية عنه، فإذا جاء أمر الله تعالى لها بالدخول كان نهاية التكريم أن تكون هذه النفس في الصدر من هؤلاء العباد يحيطون بها ويحتفون بوفادتها وليست في الحاشية من هؤلاء العباد كما تدل عليه كلمة المصاحبة الموحية بإتباعهم لهم وإلحاقهم بهم، ولعل في تقديم دخولهم في هؤلاء على دخولهم الجنة ما يؤكد هذا التكريم بما يدل على أنهم لم يسبقوا بدخول الجنة، وكأن السابقين من عباد الله الصالحين في انتظارهم قبل دخولها.
ومثله قوله تعالى في دعاء سليمان عليه السلام (وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) [النمل 19] فإن منزلة سليمان عليه السلام ومقام الضراعة والرجاء يجعلانه في الصدر من عباده الصالحين وليس مصاحبا لهم ملحقا بهم.
أما قوله تعالى (حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُواْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ * قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا) [الأعراف 37 - 38]. فإن السياق ينبض بالإهانة والتحقير لهؤلاء الكافرين، والسخرية منهم، وممن أشركوهم مع الله آلهة، وتعدية الفعل (ادخلوا) بحرف الظرفية بقوله (ادخلوا في أمم) يوحي بأن المخاطبين يتوارون في غمار الأمم التي كفرت بربها وألقى الله بها في نار جهنم، وهو غني عنهم وعن عبادتهم /10/.
ولا يخفى أن التعبير القرآني (ادخلوا في أمم) يوضح شدة عذابهم، وعظيم حقارتهم، فهم في وسط تلك الجموع يقاسون العذاب، والكل يراقبهم ويراهم، وأن عذابهم سيكون على تلك الصفة يوم القيامة مظروفين في وسط الأمم للدلالة " على كثرة الكافرين وحقارة شأن الداخلين فيهم " /11/. ولو عبر القرآن بكلمة المصاحبة (مع) بدلا من حرف الظرفية لدل التعبير على أن هؤلاء المعذبين دخلوا النار في صحبة ومعية أمم كثيرة، والمصاحبة في العذاب ربما تخففه لا تزيده.
وإذا كان حرف الظرفية - كما رأيت - قد نشر على سياقه من المعاني التي اقتضاها السياق والمقام، فإن لكلمة المصاحبة ظلالا وأسرارا لا يستطيع أن يؤديها حرف غيره كما في قوله تعالى (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ) [يوسف 36] فدلت كلمة المصاحبة (مع) على أن دخول هذين الفتيين السجن كان بمعية يوسف مصاحبين له ملحقين به، ولو رمت حذف (مع) من هذه الآية الكريمة فلن تجد هذه المعاني التي أومأت إليها كلمة المصاحبة من أن دخول الثلاثة السجن في آن واحد /12/.
ونشرت الباء بدلالتها على الإلصاق والملابسة على فعل الدخول حين تعدى بها معنى الجماع في قوله تعالى (وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ) [النساء 23]، يقال دخل بعروسه: جامعها، ومعنى دخلتم بهن: جامعتوهن /13/، وهو كناية عن الجماع، وقد أعانت الباء على تحقيق الكناية في قوله (دخلتم بهن) بما لا يمكن أن تنهض به الحقيقة كما قدرها الزمخشري بقوله " يعني أدخلتموهن الستر " /14/ مما يدل على قدرة هذه اللغة على الوفاء بآداب الإسلام، وما يوجبه من الترفع عن التصريح بما يستحسن الكناية عنه، إلى جانب ما جسدته الباء بما فيها من اللصوق والملابسة من الدلالة على شدة الارتباط والقرب الروحي، والمخالطة النفسية بين الزوجين، بما يحقق الغاية من قوله تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا) [الروم 21] /15/.
انتهى.
--------------------
/1/ ستقوم الدراسة باختيار بعض الأفعال مراعية ما بينها من تناسب أو تضاد.
/2/ انظر المفردات ص 309.
/3/ التحرير والتنوير 2/ 275.
/4/ الاقتضاب في شرح أدب الكتاب 2/ 282 وما بعدها.
/5/ انظر الكشاف 1/ 417.
/6/ انظر المعجم المفهرس 253 وما بعدها وسورة يوسف الآية 88، 99.
/7/ انظر الكشاف 1/ 353 والتفسير الكبير 5/ 324 وتفسير المنار 2/ 256.
/8/ انظر نظم الدرر 3/ 179 والتحرير والتنوير 2/ 277 وتفسير المنار 2/ 256.
/9/ الأزهية ص 268 وراجع التفسير الكبير 14/ 77 والبحر المحيط 3/ 295.
/10/ انظر من أسرار حروف الجر ص 155 بتصرّف يسير.
/11/ المرجع السابق ص 156.
/12/ راجع نظم الدرر 10/ 80.
/13/ انظر معجم ألفاظ القرآن الكريم 1/ 397 وما بعدها.
/14/ الكشاف 1/ 517.
/15/ الروم 21 وانظر من أسرار حروف الجر ص 174 وما بعدها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد إسماعيل]ــــــــ[01 Apr 2006, 12:44 م]ـ
أولاً- أعتذر إليك عن الأخ عبد القادر مع أنني أرى أنه لم يسىء إليك. وإن قال: إن ما أتيت به ليس من ابتكارك، فلأنك قلت: إنك اعتمدت على بحث الدكتور يوسف الأنصاري، الذي تشير إليه.
ثانيًا- عنوان المشاركة قد تغير فعلاً، وقد تزامن هذا مع مداخلة الأخ جمال. وكلنا يعلم أنه لا يملك هو حق هذا التغيير. فالذي قام به لم يقم به مصادفة. ولست أدري ماذا يقصد من وراء ذلك. ولعل هذا هو السبب، الذي أثار الأخ عبد القادر، ويضاف إلى ذلك الدعوة التي وجهها إليك الأخ جمال في منتديات الفصيح الأسبوع الماضي، ولم تجبه إليها، وأظنك تذكرها.
ثالثًا- لقد قرأت مداخلتك الأولى وأجبتك عنها، ثم قرأت مداخلتك الثانية، فرأيتك تكرر الذي قلته أولاً، وها أنت تكرره ثالثًا. فماذا تريدني بعد هذا أن أقول لك، وأنا أراك تتعب نفسك وتجهدها بذكر هذه النقول، التي تجعلك تبتعد عن الموضوع مع أنها نقول جيدة ومفيدة.
وإذا أردت أن أصارحك دون مجاملة، فأقول لك: إنني لم أر في كل ما ذكرته درة واحدة ألتقطها؛ وربما يكون السبب أنني لست كغيري ماهرًا في التقاط الدرر. وأحب أن تعلم أنني لم أقل لك ذلك انتقاصًا منك، ولا مما تكتب .. ولكنني لا أحب المجاملات، وبخاصة تلك التي تفصح عن جهل صاحبها .. ولست أدري ما علاقة ما نقلته عن ابن السيد البطليوسي من قوله في حقيقة حرف الاستعلاء (على) بما نحن فيه؟ أم أنك تظن أنني لا أعلم شيئًا عن معاني الحروف؟
رابعًا- إذا كنت تعتمد في آرائك على بحث الدكتور الأنصاري، وتتبنى آراءه فهذا من حقك. وكنت أتمنى منك أن تنقل عنه شيئًا ممَّا ذكره من أمثلة في تعدية الفعل (دخل) بالباء، ومع .. وغيرهما مما ذكرت من الحروف.
خامسًا- إذا سألك سائل: ما إعراب (من أبواب) في قوله تعالى: (وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ)؟ فأظنك ستقول له: جار ومجرور متعلقان بفعل (دخل). أليس كذلك؟
فإذا سألك: ما إعراب (أبواب) في قوله تعالى: (فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ)، فماذا ستقول له؟
لا شك أن جوابك سيكون: ظرف مكان ... أو: مفعولاً به ... أو: منصوبًا بنزع الخافض (من).
فإذا كانت الأبواب ظرف مكان، أو: مفعولاً به، كانت مدخولاً فيها ... وهذا يعني: أن أبواب جهنم ليست كـ (أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ) في الآية السابقة .. وكان الدخول الأول دخول في الأبواب، والثاني دخول من الأبواب؛ كما فصل في ذلك القول الأخ عبد القادر.
وإذا كانت الأبواب منصوبة على نزع الخافض، فهذا يعني: أن المفعول محذوف، وأن الأبواب اسم مجرور، حذف حرف الجر منها .. وسيكون تقدير الكلام حينئذ: فادخلوا جهنم من أبواب جهنم .. وكلا القولين باطل؛ لأنه يخل بنظم الكلام، ومعناه. وإن لم يكن المفعول محذوفًا، فستكون الأبواب هي المفعول به. وهذا يعيدك إلى القول الأول .. وعلى هذه الأقوال كلها لا يجوز أن تقول: إن الفعل (دخل) متعديًا بـ (من)؟؟؟ وقس على ذلك بقية الأمثلة. وهذا كله واضح يا أخ لؤي لمن تأملَّه أدنى تأمل، ولا يحتاج إلى كل هذا الأخذ والرد؟
سادسًا- إذا كان أخ لك في كهف تحت الأرض، وطلب منك الدخول عليه، فماذا تقول: أتقول: دخلت فيه، أو: دخلت معه، أو دخلت به، أو دخلت عليه ... ؟؟؟ من البدهي أنك ستقول: دخلت عليه .. فهل يشير (على) هنا مع فعل الدخول إلى ارتفاع المكان الذي فيه أخوك، وعلوه؟
ألا ترى أن (في) تدل على الظرفية، وأن (مع) تدل على المصاحبة، وأن الباء تدل على الإلصاق، وأن (على) تدل على الاستعلاء ... وأن دلالاتها هذه ليست مقتصرة على مصاحبتها للفعل (دخل)؛ وإنما هي هيَ مع كل الأفعال؟!
وينبغي أن نفرق بين: أشرفت على الجبل، ودخلت على القوم .. فالأول متعد بـ (على)؛ لأنه لازم .. والثاني متعد بنفسه؛ لأنه متعد، ومفعوله محذوف، تقديره: دخلت المجلس على القوم .. والعجب ممن لا يفرق بين القولين على الرغم من وضوح الفرق بينهما.
سابعًا- الفعل من حيث التعدي واللزوم ينقسم إلى أربعة أقسام:
الأول: أن يكون متعديًا بالحرف .. وهذا هو الفعل اللازم؛ كقولك: أشرفت على الجبل، وذهبت إلى المدينة، وخرجت منها. ودخلت في أمم .. والحرف هنا لا يجوز حذفه بحال من الأحوال.
(يُتْبَعُ)
(/)
والثاني: أن يكون متعديًا بنفسه .. وهذا هو الفعل المتعدي .. والأكثر أن يتعدى إلى مفعول واحد، وقد يتعدى إلى مفعولين ..
والثالث: أن يكون متعديًا بنفسه تارة، وبحرف الجر تارة أخرى؛ كقولك: شكرك، وشكرت لك.
والرابع: أن يكون متعديًا إلى مفعول واحد بنفسه، وإلى مفعول آخر بحرف الجر؛ كقولك: اخترت من الرجال لؤيًّا .. وتقول ذلك؛ لأن (الرجال) مفعول به تعدى إليه الفعل. وهذا كقولك: أشرفت على الجبل، من النوع الأول؛ لأن الجبل- وهو اسم مجرور- هو في أصله مفعول به؛ ولكن لما كان الفعل معه قاصرًا توصل إليه بحرف الجر، فأصبح اسمًا مجرورًا.
والفعل (دخل) الذي يتعدى إلى الأماكن غير المختصة هو من النوع الأول .. والذي يتعدى إلى الأماكن المختصة هو من النوع الثالث الذي يكون فيه الفعل متعديًا إلى مفعول واحد.
ثامنًا- ألا ترى أن قولك هذا: ((والدخول: نقيض الخروج، ويستعمل ذلك في المكان والزمان، وحقيقته كما يقول الطاهر بن عاشور: نفوذ الجسم في جسم أو مكان محوط كالبيت والمسجد)) هو دليل عليك، لا دليل لك، كما كان قولك الأول كذلك؟؟؟ وأعني به الذي نقلته عن العكبري.
لاحظ: (الدخول نقيض الخروج) .. تقول: دخلت في البيت .. وخرجت من البيت .. فهما نقيضان .. فكيف يجتمع نقيضان في فعل واحد: دخلت في البيت .. ودخلت من البيت؟؟؟ يا سبحان الله!!!
ثم لاحظ قول ابن عاشور: (وحقيقة الدخول: نفوذ الجسم في جسم أو مكان محوط كالبيت والمسجد). هذا هو معنى الدخول، فلماذا تخرجونه إلى معان ما أنزل الله بها من سلطان؟؟؟
تاسعًا- تقول: ((ذهب كثير من المفسرين والنحويين إلى القول بتناوب حروف الجر بعضها مكان بعض، وأن (في) بمعنى (مع) وفي هذا الصدد يقول الهروي:" وتكون أيضا بمعنى (مع) قال جل ثناؤه: (فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي) ومعناه: مع عبادي، وقال: (وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) /9
لا أظن أنه يخفى عليك أن هذا مذهب الكوفيين، وأنه مذهب باطل، وأن مذهب البصريين على خلافه .. اقرأ ذلك على هذا الرابط، إن شئت:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4332&highlight=%C7%E1%CA%D6%E3%ED%E4
عاشرًا- أعيد وأقول: الأصل في الفعل (دخل) أن يتعدى ب (في)، وألحق به (إلى)، ولا يتعدى إلى المفعول بغيرهما، وأن ما يصاحبه من أحرف الجر يصاحب غيره من الأفعال لأغراض بلاغية يتطلبها السياق، ولكل منها معناه الذي يستقل به عن غيره من الحروف، ولا يجوز أن ينوب حرف مناب حرف آخر.
وأخيرًا- قلت: الأصل في الفعل (دخل) أن يتعدى بـ (في)، وألحق به (إلى) .. فهل تعلم لماذا جاز تعديته بـ (إلى)، دون غيره من الحروف؟! مع تمنياتي لك بالتوفيق
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[02 Apr 2006, 04:01 ص]ـ
أخي وأستاذي الفاضل أبا الهيثم ..
وسّع الله عليك العيش .. وشدّ بالعصمة والتوفيق أزرك ..
كن على بصيرة - أخي الكريم - أن ما جاء في كلامي لَهُوَ من المسائل التي عقدتُ عليها خِنصري منذ زمن .. وأعتذر إن كان التكرار في مشاركاتي قد سبّب لك الملل، ولكنّي أذكّرك بقول الأوائل: أبالي البلاءَ وإنّي امرؤٌ ***** إذا ما تَبيّنتُ لمْ أَرْتَبِ.
وإن كنتَ قد أحلتني في مداخلتك إلى دراسة تتناول موضوع التضمين، إلا أنك لو أمعنت النظر في ذلك الذي كتبتُه لتبيّن لك - حفظ الله روحَك - أنني أعتمد رأياً ثالثاً، لا هو كوفي يلجأ إلى التناوب، ولا هو بصري يلجأ إلى التضمين، وإنما هو قول يعتبر أن بعض الصيغ قد تلزم حروفاً بعينها ولا تتجاوزها إلى غيرها، ولكنه في الوقت نفسه لا يسمح بتعميم هذه القاعدة على جميع الصيغ، فلا يعتبر العلاقة بين صيغة معيّنة وحرف مخصوص علاقة تلازمية وإلزامية، لا يفارق أحدهما الآخر.
وهذا رأي له وجاهته، ويستمدّ برهانه وأدلّته من القرآن الكريم ولغة العرب شعراً ونثراً، ويتبنّاه اليوم كثير من علماء اللغة - منهم الدكتور يوسف الأنصاري (جامعة أم القرى)، والدكتور محمد الأمين الخضري (جامعة الإمارات العربية)، والدكتور الصادق خليفة راشد (جامعة قاريونس - بنغازي) وآخرون ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فهؤلاء الأساتذة الكرام يرون أن التناوب والتضمين - مع أنهما وردا في كلام العرب شعره ونثره وفي البيان القرآني نفسه - إلا أنهما محاولة لتصحيح وجوه التعدية، وأن منشأ الاختلاف في استعمالهما اللغوي يرجع في حقيقته إلى عدم دراسة العلاقة بين الصيغة الفعلية والحرف، دراسة أسلوبية وافية تخرجه من هذه الإشكاليات، وتقف به عند الاستعمال الفعلي للمتعاملين باللغة تعاملاً مباشراً حيّاً.
وهم يرون أن تحديد الحرف المعدّي للفعل يجب ألا يتمّ والكلمات خارج السياق، وإنما يتحدّد عندما يكون الفعل مرتبطاً مع مجموعة أخرى من الألفاظ التي تحكم علاقاته بغيره من الأسماء والحروف. ووفقاً لهذا الرأي، فإن اختلاف الحرف، وتبادله على الصيغة الواحدة، لم يحصل عبثاً، أو لمجرّد إيجاد باب للتأويل، وشحذ الذهن في مجال التفسير اللغوي، وإنما مردّ ذلك إلى اختلاف المعاني التي تتنوّع باختلاف الحرف.
فكثيراً ما نجد أحكاماً مطلقة تلحق بالصيغ وهي منفردة، لتطبق عليها في حالة التركيب، على نحو ما نجد في أنّ (سأل) - مثلاً - يتعدّى بحرف الجرّ (عن)، وأنّ (شرب) يتعدّى بنفسه، وبحرف الجرّ (من)، وما إلى ذلك من الأحكام المشابهة، دون أن نراعي أن الكلمة قد تكتسب بالتركيب أحكاماً تختلف مع الحالة التي نجعلها قاعدة، أو أصلاً لها في الاستعمال ..
وما أوضح الردّ الذي أثبته السيوطي على تأويل أبي نزار، لقوله تعالى: (وَقَدْ أَحْسَنَ بَي) [يوسف 100] بمعنى: لطف، لا لشيء إلا لأنه رأى أن أحسن لا يتعدّى بالباء، وإنّما يتعدّى بـ (إلى) فقط، ورفضه لهذا التأويل بقوله: نقلت معنى الكلمة عما وضعت له ... وأما نقل الكلمة فهو تأولك (أَحْسَنَ بَي) على لطف بي، وإنما حملك على ذلك أنك وجدت أحسن يتعدّى بإلى في مثل قول القائل: قد أحسنت إليه ولا يقول قد أحسنت بي، وجهلت أن الفعل قد يتعدّى بعدّة من حروف الجرّ على مقدار المعنى المراد من وقوع الفعل، لأن هذه المعاني كائنة في الفعل وإنما يثيرها ويظهرها حروف الجرّ، وذلك أنك إذا قلت: خرجت، فأردت أن تبيّن أن خروجك مقارن لاستعلائك قلت: خرجت على الدابّة، فإن أردت المجاوزة للمكان قلت: خرجت عن الدار، وإن أردت الصحبة قلت: خرجت بسلاحي ... فقد وضح بهذا أنه ليس يلزم في كل فعل أن لا يتعدّى إلا بحرف واحد، ألا ترى أن (مررت) المشهور فيه أن يتعدّى بالباء، نحو: مررت به، وقد يتعدّى بإلى وعلى، وتقول: مررت إليه ومررت عليه، وكذلك قوله سبحانه (وَقَدْ أَحْسَنَ بَي) ". (الأشباه والنظائر في النحو: 3/ 175 - 176).
ما أريد قوله إن الحكم على علاقة الحرف بالصيغة ودور الحرف في التعدّي يجب أن يكون من خلال السياق، وأن الحكم على فعل ما بأنه يتعدّى بحرف كذا أو بنفسه - هكذا بإطلاق الحكم - أمر لا تقبله طبيعة اللغة التي تتجدّد كل لحظة في تراكيبها للوفاء بالمعاني المتجدّدة.
ولن أطيل عليك، ولكني أضع أمامك المراجع التي أعتمد عليها في نصرتي لهذا الرأي:
- دور الحرف في أداء معنى الجملة، للدكتور الصادق خليفة راشد، ط1، 1996، منشورات جامعة قاريونس، بنغازي.
- من أسرار حروف الجرّ في الذكر الحكيم، للدكتور محمد الأمين الخضري، ط1، 1989، مكتبة وهبة.
كما وأحيلك إلى بحث الدكتور يوسف عبد الله الأنصاري على هذا الرابط:
من أسرار تعدية الفعل في القرآن الكريم ( http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag27/pdf/doc013.pdf)
ثم أعتذر لك مجدّداً .. وأضْمِرُ لك في نفسي ألا يقطع الله عنك أكمل الخير ..
ودمتم ..
تلميذكم
لؤي الطيبي
ـ[محمد إسماعيل]ــــــــ[02 Apr 2006, 12:19 م]ـ
دعك من هذا الذي تقوله، ولا تخاطبني بمثل قول شاعرك .. وتذكر أنت أن الوقت أثمن من أن يفرط به ... وأقول: إن لك الحق كله في أن تتبنى من الآراء ما تتبناه، فأنا لم ولن أحملك على رأي أيًّا كان .. ولكن عندما تسأل عن شيء فلا تتهرَّب من الإجابة عنه، وتدخل نفسك في متاهات يصعب عليك الخروج منها .. فأنت حتى الآن لم تجب عن سؤال واحد من الأسئلة المطروحة عليك، وكلما استشهدت بقول بينت لك أن هذا القول هو دليل عليك، لا دليك لك .. والآن تذكر قول السيوطي الذي يرد فيه تأويل أبي نزار، لقوله تعالى:? وَقَدْ أَحْسَنَ بَي
(يُتْبَعُ)
(/)
? (يوسف: 100) بمعنى: لطف .. فيقول:
((وأما نقل الكلمة فهو تأولك (أَحْسَنَ بَي) على لطف بي، وإنما حملك على ذلك أنك وجدت أحسن يتعدّى بإلى في مثل قول القائل: قد أحسنت إليه ولا يقول قد أحسنت بي، وجهلت أن الفعل قد يتعدّى بعدّة من حروف الجرّ على مقدار المعنى المراد من وقوع الفعل، لأن هذه المعاني كائنة في الفعل وإنما يثيرها ويظهرها حروف الجرّ، وذلك أنك إذا قلت: خرجت، فأردت أن تبيّن أن خروجك مقارن لاستعلائك قلت: خرجت على الدابّة، فإن أردت المجاوزة للمكان قلت: خرجت عن الدار، وإن أردت الصحبة قلت: خرجت بسلاحي ... فقد وضح بهذا أنه ليس يلزم في كل فعل أن لا يتعدّى إلا بحرف واحد، ألا ترى أن (مررت) المشهور فيه أن يتعدّى بالباء، نحو: مررت به، وقد يتعدّى بإلى وعلى، وتقول: مررت إليه ومررت عليه، وكذلك قوله سبحانه (وَقَدْ أَحْسَنَ بي) ". (الأشباه والنظائر في النحو: 3/ 175 - 176))
ويتبين من أقوالك السابقة، ومن هذا القول الذي تستشهد به هنا على رأيك، الذي عقدتَ عليه خِنصرك منذ زمن- كما تقول- أنك حتى الآن لم تميِّز بين الفعل اللازم الذي يتعدى بحرف الجر، وبين الفعل المتعدي الذي يتعدى بنفسه .. مع أنني لفت نظرك إلى وجوب التفريق بينهما أكثر من مرة، وبينت لك الفرق بين الفعل (دخل)، والفعل (خرج)، و (ذهب)، و (مرَّ)، وأمثالها.
وقلت لك: إن هذه الأفعال تتعدى إلى المفعول بحرف الجر، وذكرت منها: الفعل (مرَّ) وذكرت أنه يتعدى بـ (على)، و (الباء)، ثم قلت: ويحذفون حرف الجر توسعًا، فيقولون: مررتك، وذكرت قول الشاعر:
تمرون الديار ...
وذكرت لك أن الفعل (دخل) ينقسم في الاستعمال اللغوي إلى ثلاثة أقسام، وشرحتها لك شرحًا وافيًا، لا تجده في كتب من تذكر، ولا في كتب غيرهم .. وقلت لك: إن الفعل (دخل) في نحو قوله تعالى:? ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم ? هو فعل لازم تعدى إلى المفعول بحرف الجر .. وإنه في نحو قوله تعالى:? فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ ?، فعل متعد تعدى إلى المفعول بنفسه .. وقلت: إن ما صاحب الفعل بعد ذلك من حروف الجر فإنما هو لأغراض بلاغية يتطلبها السياق كالاستعلاء، والمصاحبة، والإلصاق .. وغيرها ..
وبينت: أن الفعل (دخل) إذا كان متعديًا بنفسه، لا يجوز أن يقال: إنه متعد بـ (على)؛ كما في قوله تعالى:? ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ?. فالفعل هنا متعد بنفسه إلى (الباب). وقد دل على ذلك عود الضمير في (دخلتموه) عليه .. والذين يفهمون أسرار البيان، ويعرفون جوهر الكلام، يفرقون:
بين قوله تعالى:? ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم ?، وقوله تعالى:? ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ?؛ لأن الفعل الأول لازم، تعدى إلى المفعول بـ (في)، والثاني متعد، تعدى إلى المفعول بنفسه.
وليس بعد هذا البيان بيان لمن أراد الهدى .. وأما من لم يرد فلن ينفع معه أي بيان مهما عظمت حجته.
السيوطي في النص السابق يذكر أفعالاً ثلاثة: (أحسن)، (خرج)، (مرَّ) .. وهذه أفعال لازمة تتعدى إلى المفعول بحرف الجر، ومثلها الفعل (دخل) اللازم، الذي يتعدى إلى المفعول بحرف الجر.
تقول: أحسن إليَّ .. وأحسن بي .. فتعدى إلى المفعول بـ (إلى)، و (الباء).
وتقول: خرج عليه .. وخرج عنه .. وخرج به .. فتعدى بـ (على)، و (عن)، و (الباء).
وتقول: مررت به .. ومررت عليه .. ومررت إليه .. فتعدى بـ (الباء)، و (على)، و (إلى).
وتقول: دخل في الشيء .. ودخل إلى الشيء .. فتعدى بـ (في)، و (إلى).
ليتك يا أستاذ لؤي تفرق بين هذا النوع من الأفعال، التي تتعدى إلى المفعول بوساطة حروف الجر، وهي التي يطلق عليها: (أفعال لازمة)، وبين الأفعال المتعدية إلى المفعول بأنفسها، فتريح نفسك وتريح غيرك .. وليتك تعلم أيضًا أن الباء في قوله تعالى:? وَقَدْ أَحْسَنَ بي ? ليست بمعنى (إلى) كما قال السيوطي .. وليس الفعل (أحسن) مضمنًا معنى (لطف) كما قال غيره؛ وإنما هو على أصله الذي استعملته فيه العرب والقرآن الكريم .. وأن الباء على أصلها من الدلالة على الإلصاق .. وليتك تتخذ لنفسك منهجًا، لم تقلد فيه غيرك ... وليتك تعيد إرسال بحث الدكتور الأنصاري بطريقة أخرى تمكنني من الدخول إليه، وفيه!!!
أقول قولي هذا، وأستغفر الله .. وأسأله سبحانه أن يلهمنا الصواب، ويرزقنا حسن الفهم لكلامه .. والحمد لله رب العالمين.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[02 Apr 2006, 01:29 م]ـ
أستاذي الفاضل أبا الهيثم ..
أظنّ أنك في واد وأنا في واد .. فأسأل الله أن يجمع بين قلوبنا ..
وإليك رابط بحث الدكتور الأنصاري من جديد:
http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag27/pdf/doc013.pdf
فإن لم تستطع الدخول إليه وفيه، فحاول على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=5792
وأشكرك كل الشكر على ما بذلت من جهد ووقت ومعلومات ثمينة ..
فجزاك الله عني وعن كل قاريء خير الجزاء ..
ودمتم للعلم وطالبيه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد إسماعيل]ــــــــ[02 Apr 2006, 04:11 م]ـ
الرابطان لم يعملا مع الأسف الشديد
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 Apr 2006, 07:15 م]ـ
السلام عليكم
أمّا عندي في القدس فهما ظاهران---وإن تفضل أحد الأخوة بإرشادي إلى مركز نظيف لتحميل الملفات أحمّلهما لأخينا الدكتور الفاضل عتوك بكل سرور
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 Apr 2006, 04:09 ص]ـ
أخي أبا الهيثم ..
لقراءة وتحميل البحث يجب استخدام برنامج Acrobat Reader ..
للحصول على نسخة من هذا البرنامج إضغظ هنا ( http://www.adobe.com/products/acrobat/readstep2.html)(/)
أبحث عن تعريف متقدم لعلم التفسير.
ـ[سعد آل محمود]ــــــــ[27 Mar 2006, 06:24 ص]ـ
بحثت في كتب المتقدمين فلم أجد أي تعريف للتفسير عندهم
فمن هو أول من عرف التفسير من العلماء، وما تعريفه، وما
هو التعريف الجامع لهذا العلم.
أرجو الإفادة، وأشكر لكم مروركم
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[27 Mar 2006, 11:52 ص]ـ
في الاتقان باب"في معرفة التفسير" ستجد عن التفسير والبيان. وفي أول فصل علم التفييسرفي البرهان
فسر:"الفَسْرُ: التَفْسِيْرُ؛ وهو بَيَانٌ؛ وتَفْصِيْلُ الكُتُبِ، يُقال: فَسَرْتُ القُرْآنَ وفَسَّرْتُه. وما تَفَسرْتُ عن هذا: أي ما سَالْمتُ عن تَفْسِيْرِه، وهي كقَوْلِكَ: ما اسْتَفْسَرْتُه."المحيط في اللغة للصاحب بن عباد 2/ 258
" (فسر) الفَسْرُ البيان فَسَر الشيءَ يفسِرُه بالكَسر وتَفْسُرُه بالضم فَسْراً وفَسَّرَهُ أَبانه والتَّفْسيرُ مثله ابن الأَعرابي التَّفْسيرُ والتأْويل والمعنى واحد وقوله عز وجل وأَحْسَنَ تَفْسيراً الفَسْرُ كشف المُغَطّى والتَّفْسير كَشف المُراد عن اللفظ المُشْكل والتأْويل ردّ أَحد المحتملين إلى ما يطابق الظاهر واسْتَفْسَرْتُه كذا أَي سأَلته أَن يُفَسِّره لي والفَسْر نظر الطبيب إلى الماء وكذلك التَّفْسِرةُ قال الجوهري وأَظنه مولَّداً وقيل التَّفْسِرةُ البول الذي يُسْتَدَلُّ به على المرض وينظر فيه الأطباء يستدلون بلونه على علة العليل وهو اسم كالتَّنْهِيَةِ وكل شيء يعرف به تفسير الشيء ومعناه فهو تَفْسِرَتُه "لسان العرب 5/ 55
ـ[سعد آل محمود]ــــــــ[27 Mar 2006, 01:46 م]ـ
أشكر لك مرورك وإجابتك، لكن ما أحب معرفته هو تعريف اصطلاحي للتفسير
عند قدماء المفسرين، من أمثال الطبري، أو القرطبي، أو غيرهم من علماء التفسير
المعروفين
ـ[طالب العلم1]ــــــــ[27 Mar 2006, 05:55 م]ـ
أنظر قول المتقدمين من المفسرين في قوله عز وجل "ولايأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا"
ـ[أبو إسحاق]ــــــــ[27 Mar 2006, 07:24 م]ـ
السلام عليكم
التفسير فى الإصطلاح: يرى بعض العلماء: أن التفسير ليس من العلوم التى يُتكلف لها حد، لأنه ليس قواعد أو ملكات ناشئة من مزاولة القواعد كغيره من العلوم التى أمكن لها أن تشبه العلوم العقلية، ويُكتفى فى إيضاح التفسير بأنه بيان كلام الله، أو أنه المبيِّن لألفاظ القرآن ومفهوماتها.
ويرى بعض آخر منهم: أن التفسير من قبيل المسائل الجزئية أو القواعد الكلية، أو المَلَكات الناشئة من مزاولة القواعد، فيتكلَّف له التعريف، فيذكر فى ذلك علوماً أخرى يُحتاج إليها فى فهم القرآن، كاللغة، والصرف، والنحو، والقراءات ... وغير ذلك.
وإذا نحن تتبعنا أقوال العلماء الذين تكلَّفوا الحد للتفسير، وجدناهم قد عرَّفوه بتعاريف كثيرة، يمكن إرجاعها كلها إلى واحد منها، فهى وإن كان مختلفة من جهة اللفظ، إلا أنها متحدة من جهة المعنى وما تهدف إليه.
فقد عرَّفه أبو حيان فى البحر المحيط بأنه: "علم يبحث عن كيفية النطق بألفاظ القرآن، ومدلولاتها، وأحكامها الإفرادية والتركيبية، ومعانيها التى تُحمل عليها حالة التركيب، وتتمات لذلك".
ثم خرَّج التعريف فقال: "فقولنا: "علم"، هو جنس يشمل سائر العلوم، وقولنا: "يُبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن"، هذا هو علم القراءات، وقولنا: "ومدلولاتها" أي مدلولات تلك الألفاظ، وهذا هو علم اللغة الذى يُحتاج إلأيه فى هذا العلم، وقولنا: "وأحكامها الإفرادية والتركيبة"، هذا يشمل علم التصريف، وعلم الإعراب، وعلم البيان، وعلم البديع، وقولنا: "ومعانيها التى تُحمل عليها حالة التركيب"، يشمل ما دلالته عليه بالحقيقة، وما دلالته عليه بالمجاز، فإن التركيب قد يقتضى بظاهره شيئاً ويصد عن الحمل على الظاهر صاد فيحتاج لأجل ذلك أن يُحمل على الظاهر وهو المجاز، وقولنا: "وتتمات لذلك"، هو معرفة النَسْخ وسبب النزول، وقصة توضح بعض ما انبهم فى القرآن، ونحو ذلك".
وعرَّفه الزركشى بأنه: "علم يُفهم به كتاب الله المُنَزَّل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وبيان معانيه، واستخراج أحكامه وحكمه".
وعرَّفه بعضهم بأنه: "علم يُبحث فيه عن أحوال القرآن المجيد، من حيث دلالته على مراد الله تعالى، بقدر الطاقة البشرية".
والناظر لأول وهلة فى هذين التعريفين الأخيرين، يظن أن علم القراءات وعلم الرسم لا يدخلان فى علم التفسير، والحق أنهما داخلان فيه، وذلك لأن المعنى يختلف باختلاف القراءتين أو القراءات، كقراءة: {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً} - بضم الميم وإسكان اللام،. وكقراءة {حَتَّى? يَطْهُرْنَ} - بالتسكين، فإن معناها مغيرة لقراءة مَن قرأ: "يطهَّرن" - بالتشديد، كما أن المعنى يختلف أيضاً باختلاف الرسم القرآنى فى المصحف، فمثلاً قوله تعالى: {أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً} بوصل "أمَّن"، يغاير فى المعنى: {أَمْ مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً} - بفصلها، فإن المفصولة تفيد معنى "بل" دون الموصولة.
وعرَّفه بعضهم بأنه: "علم نزول الآيات، وشئونها، وأقاصيصها، والأسباب النازلة فيها، ثم ترتيب مكيها ومدنيها، ومُحكمها ومتشابهها، وناسخها ومنسوخها، وخاصها وعامها، ومُطلقها ومُقيدها، ومُجملها ومُفسِّرها، وحلالها وحرامها، ووعدها ووعيدها، وأمرها ونهيها، وعِبَرها وأمثالها".
وهذه التعاريف الأربعة تتفق كلها على أن علم التفسير علم يبحث عن مراد الله تعالى بقدر الطاقة البَشرية، فهو شامل لكل ما يتوقف عليه فهم المعنى، وبيان المراد.
المصدر: التفسير والمفسرون. وهاكم الرابط: http://www.altafsir.com/MiscellaneousBooks.asp
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعد آل محمود]ــــــــ[27 Mar 2006, 10:35 م]ـ
جزاكم الله خيرًا
لا حرمكم الله الأجر(/)
اسئلة للمتخصص بعلم التفسير، وله دعوة بالفردوس:)
ـ[ورقات]ــــــــ[27 Mar 2006, 12:05 م]ـ
باسم الله والحمد لله ....
إخواني تحية طيبة عطره بمساء الإثنين .. أكرمكم ربي بعمل مقبول عند رب كريم جواد ...
لدي سؤال أحببت ان أسأل التخصصين في التفسير وعلومه ...
أولا: من برنامج البحث للقرآن كله مزود بخدمة البحث الكلمي والبحث الموضوعي والبحث النصي ...
ثانيا: وسؤال آخر لو أردت البحث عن كلمة في كتاب الله تعالى ولها الكلمة في اللغة اطلاقات عدة وأما بالشرع فإطلاقه مقيد ... بخاصية الشارع ... ولكن ينطبق معناه في القرآن أكثر من وجود ذات اللفظ ... فكيف هي الطريقة العلمية للبحث؟
ثالثا: أهم كتب التفسير الأثرية لسلفنا الصالح بطريقة التفسير بالمعنى أو التحليلي؟؟
ـ[طالب العلم1]ــــــــ[27 Mar 2006, 05:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما السؤال الأول فما فقهت مقصوده!!
- وأما بالنسبة للثاني فاعلم أن الحاسوب لديه طريقة رقمية في البحث عن الكلمات إذ أنه يقوم بتشقيرها إلى أرقام ومن ثم مطابقة الأرقام في الملف الجاري فيه البحث .. لذى فالحاسب لايمكن أن يفرق بين الكلمة من حيث كونها مصطلحا شرعيا أو لغوي أوعلميا.
- أما فيما يخص أهم كتب التفسير الأثرية لسلفنا الصالح بطريقة التفسير بالمعنى أو التحليلي فقد
أجابت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، برئاسة الشيخ عبد العزيز بن باز- رحمه الله- بالفتوى رقم 2677 فكانت الإجابة كالتالي:
أجود كتب التفسير يختلف باختلاف طاقة القارئ ووسعه، وعلى كل حال فإن أجودَها في نفسها كتاب تفسير ابن جرير الطبري، وكتاب تفسير ابن كثير ونحوهما من كتب التفسير بالأثر، فإنها أسهل تعبيراً وأعدل في فهم المراد، وألمس لمعاني القرآن، وأقرب إلى إصابة الحق وبيان مقاصد الشريعة، مع ذكر ما يشهد لذلك من الأحاديث والآثار الثابتة، ورد المتشابه من الآيات إلى المحكم منها. ا. هـ
ومما يُذكّر به أيضاً أن كتب التفسير تختلف بحسب حاجة القارئ إليها؛ فمن كان يبحث عن المسائل الفقهية، أو استنباطات ودلالات الأحكام فإن تفسير القرطبي وكتب تفسير آيات الأحكام تفيده.
ومن كان يبحث عن الأمور اللغوية فإن التفاسير التي يغلب عليها هذا الجانب؛ تفسير أبي حيّان ونحوه تفيده.
وهكذا بحسب الفنون التي يقصدها القارئ. ومعاني كتاب الله – عز وجل- من السعة والشمول بحيث لا يحيط بها كتاب من كتب التفسير مهما عظُم قدْر مؤلِّفه.
وإن من جوانب الإعجاز التي ينبغي ألا يغفل عنها أن كل مفسر يرى أنه سيضيف جديداً في تفسيره، ويرى أن كتب التفسير التي سبقته لم توفّ ما وفّاه ويظل هذا الكتاب المعجز متجدداً بفيوض معانيه على تعاقب الأجيال، لا يخلق من كثرة الردّ.
بقي أن نذكّر أن من كتب التفسير المتأخرة الميسرة المفيدة، تفسير الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي – رحمه الله -. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاتنسونا من خالص دعاءكم
ـ[ورقات]ــــــــ[27 Mar 2006, 08:37 م]ـ
جزاك الله خير اخانا فحفاح؟؟ عذرا أحببت أن أسألك سلمك الله هل أنت متخصص بالتفسير؟
تعرف اخانا طبيعة البحث العلي غالبا لا بد فيه من الرجوع لكتب الأصول أكثر إلا من فائدة جديدة يأتي بها المعاصر، من تطبيق وتنزيل على الواقع والحوادث ...
وما رايك بتفسير الطاهر عاشور؟ توجه فيه إلى التفسير المقاصدى أو المصلحي .. ؟؟
والسؤال الذي لم تفقه_ فقهك الله بدينه وقربك وادناك _ إن بحثت عن كلمة في كتاب الله، وتلك الكلمة لم ترد بلفظها في القرآن بل ورد معانيها ودلائلها أكثر ... فما هي الطريقة العلمية هنا للبحث وإعطاء إجمالي شرعي عنها؟؟
وووولك العذر كله أن لم أستطع أن أوصل لك المراد .. وأشكر مرورك وتكرمك بالإجابة
ـ[طالب العلم1]ــــــــ[28 Mar 2006, 03:33 م]ـ
وفيك بارك الله ياأخي ... فأما عن سؤالك فإني لست من أهل التخصص.فتخصصي هو فقه وأصوله .. لكني ولله الحمد بعدما أتممت حفظ القرآن أقبلت على بعض التفاسير فاتجهت لدراست علوم القرآن والسنة .. إن شاء الله
أما بالنسبة لكتاب تفسير التحرير والتنوير فأنصحك بشراء كتاب قيم - وأحسبه كذلك- من بتأليف "حواس بري" تحت عنوان المقاييس البلاغية في تفسير التحرير والتنوير لمحمد الطاهر ابن عاشور. المؤسسة العربية للدراسات والنشر تاريخ النشر: 01/ 06/2002
قام فيه بدراسة المقاييس البلاغية التي اعتمدها ابن عاشور، في تفسيره، كدلائل على تثبيت فكرة الإقناع والتبليغ من جهة، وعكرة الإعجاز من جهة أخرى. وقد جعل دراسته تنصب حول مقاييس معينة، تم اختيارها على سبيل القصد، وذلك لما تميزت به، من عمق، يؤكد علوّ النظم القرآني ودقته، ويشهد على خصوبة وثراء النص القرآني على مستوى التراكيب وعلى مستوى الألفاظ ودلالتها التي تجد لها متنفساً أسلوبياً في النص القرآني لا تجده في غيره. وقد أثبتت دراسة الباحث الخاصة بالمقاييس التي اختارها هذه المميزات وغيرها، على امتداد صفحات الدراسة المقسمة إلى مقدمة وثلاثة أما الباب الأول فقد خصصه الباحث للحديث عن المفسر وتفسيره وتناول في الفصل الثاني علم المعاني مقاييس للبلاغة القرآنية في تفسير التحرير والتنوير.
بالنسبة لسؤالك الثالث: فأنصح أخي بكتابة قائمة من المعاني والدلائل التي يود البحث عنها, ثم يجري عملية البحث في التفسيرات قبل المصاحف وفي كتب الأصول والمقاصد , وأنظرالآيات القرآنية الموجودة في كتاب مقاصد الشريعة للطاهر بن عاشور وحاول أن تستقرئ تفاسيره من خلال إستدلاله بالآية في الحكم والمقصد المراد تبيانه ... وفقك الله ورعاك, وسدد خطاك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[29 Mar 2006, 12:46 ص]ـ
ألأخ الكريم ورقات سلمك الله ورعاك
بالنسبة لسؤالك الثاني فإن أكثر الكلمات في اللغة العربية لها عدة معاني والكلمة إذا أطلقت لم يتحدد المقصود ويتعين أحد تلك المعاني، وعليه فاختيار أحد المعاني لا بد فية من قرينة تعينه وتبعد غيره.
وبالنسبة عن سؤالك عن تفسير الطاهر بن عاشور فعن أي شيء تسأل؟ فقد أطال في بيان الأوجه البلاغية، وتحدث عن الإعجاز وعرض لأمور كثيرة فحدد السؤال لتتحدد الإجابة، وللمعلومية يا أخي فأنا أشرف على أحد طلاب الدراسات العليا وموضوع رسالته عن الإعجاز عند الطاهر بن عاشور.
ـ[ورقات]ــــــــ[29 Mar 2006, 12:51 ص]ـ
سلمت يمناك اخانا المبارك ..
عل موضوعي لا يتعلق بالناحية البلاغية فيما يخص التفسير بقدر ما يتعلق بالمقاصد والمصالح،والأحكام قبلهما،،
لكني سمعت ان هناك ثمت ملاحظات على كتاب الطاهر عاشور يرحمه الله في التفسير ... وهو المشهور في بكتابه ((مقاصد الشريعة))
طيب اخانا انا الأن عندي كل مشتقات اللفظة المراد البحث عنها،على الأوجه التى وردت في القرآن ..
ولكن كما ذكرت لك سلفا ... أن دلالة اللفظ في كتاب الله أكثر من اللفظ ذاته ....
أشكر لك أن منحتنى وقتا من أوقاتك وجهدابذلته جعله ربي في ميزانك يوم العرض ..
وأنا ايضا متخصص في أصول الفقه .. أسأله أن يتم عليه نعمه .. ويسددني وإياك ..
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[29 Mar 2006, 01:09 ص]ـ
أخي الكريم
اكتب اللفظة التي تريد بيان المراد بها ولعلي استطيع أن أخدمك
ـ[ورقات]ــــــــ[29 Mar 2006, 08:45 م]ـ
جزاك ربي خيري الدنيا والأخره ...
أخانا الكريم أبوحذيفة .. الكلمة التي اريد البحث عنها هي: المصلحة وهي المنفعة وزنا ومعنى أو معنى دون الوزن، ولها في اللغة معنى مجازي ومعنى حقيقي (المنافع)،والمجازي أوسع وقد يطلق على الوسيلة الموصلة للمنفعة أو االسبب .. وعلىالبر والحسنة ووو .... ووتجد أشتقاقها اللغوي في كتاب الله .. بألفاظ عدة وقد لا تكون بمعنى المنافع ..
ومعناه ودلالته أوسع ... من ذات اللفظ كما أشار إلى ذلك العزبن عبدالسلام يرحمه الله وغيره ممن سبقة وممن لحقه ..
وحاصل اطلاق المصالح شرعا وهو يوافق اللغوي تكون على:
1.ذات المنفعة (الفعل مع تنوعه وتباينه.
2.الوسيلة أو السبب أو الفعل الموصل للمنفعة.
3.الأثرالمترتب على ذات الفعل،
فهذه كلها منافع ومصالح ...
فهنا ما هي المنهج العلمي للبحث عن تلك الكلمة في كتاب الله ...
أنا بانتظار ردك سلمك الله وحفظك ...
أجد لدي خلطا ولبسا؟؟؟ أسأله الفهم الفهم ...
لك أطيب الدعااااء
ـ[ورقات]ــــــــ[03 Apr 2006, 09:38 ص]ـ
الموضوع للرفع
ـ[ورقات]ــــــــ[07 Apr 2006, 09:00 م]ـ
للرفع لعل اجد من يجيب؟؟
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[10 Apr 2006, 01:14 ص]ـ
أخي ورقات
معذرة على عدم الرد والسبب أنني مسافر وبعيد عن مكتبتي ن ولعلي أفيدك بعد العودة من السفر إن وفق الله لذلك.(/)
سؤال عن مقررات الماجستير (القرآن وعلومه) بجامعة أم القرى.
ـ[طالب العلم1]ــــــــ[27 Mar 2006, 01:56 م]ـ
هل من الممكن إفادتي ببعض مواضيع الإمتحانات الخاصة بمسابقة الماجستير .. كتاب وسنة
بارك الله فيكم
ـ[وائل حجلاوي]ــــــــ[28 Mar 2006, 01:09 ص]ـ
نحيلك أخي الكريم إلى أعضاء هيئة التدريس في الكلية التي سيتم فيها امتحان الماجستير
لعلمهم بمقررات جامعتهم ومستوى طلابهم
وأسأل الله لك ولكل الطلاب التوفيق والسداد إنه جواد كريم
ـ[عبدالله بن عيدان الزهراني]ــــــــ[28 Mar 2006, 12:18 م]ـ
اقرأ كتابًا في علوم القرآن الكريم مثل: (دراسات في علوم القرآن الكريم - للدكتور: فهد الرومي)، وآخر في مصطلح الحديث مثل: (تيسير مصطلح الحديث - للدكتور: محمود الطحان) ويكفيك هذا بإذن الله تعالى ..
ـ[طالب العلم1]ــــــــ[28 Mar 2006, 03:02 م]ـ
بارك الله فيكم على الرد .. ولكن أريد الإطلاع عن بعض صيغ الأسئلة الواردة في المسابقات .. جزاكم الله خيرا(/)
المعارضون للإعجاز العلمي في القرآن والسنة
ـ[خالد- طالب علم]ــــــــ[28 Mar 2006, 01:35 ص]ـ
http://55a.net/firas/arabic/index.php?page=show_det&id=847&select_page=17
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[28 Mar 2006, 10:56 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي ...
لتكتمل صورة فهم الجو الذي نُشِرت فيه المقالة، فقد أرسل أحد الإخوة مقالاً ثم أتبعه بمكالمة هاتفية ـ بعد يومين ـ تكلم فيها كلاماً شديداً وقاسياً محذراً من الشر المستطير، وعندما حاولنا تعداد نماذج من الذين أسلموا بسبب الإعجاز العلمي، مبينين أن الخلاف يجب ألا يتحول إلى تفسيق ـ كما كرر عدة مرات في مكالمته ـ أقفل الخط!!
وإليكم نص المقالة التي أرسلها الأخ الكريم:
الابتعاد عن الاعجاز في القران فقد حذر العلماء منها وعليكم بتقوى الله
وهذة من خطبه لجمعه للشيخ العلامه يحيى الحجوري حفظه الله وهو على المنبر ينصح الامه
واترككم مع الخطبه
الإيجاز في ضلال دعاة الإعجاز / للحجوري
الإيجاز في ضلال دعاة الإعجاز
الخطبة الأولى
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
? يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ?
? يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تسألون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً ?
? يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يُصلح لكم أعمالكم ويَغفر لكم ذنوبكم ومن يُطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً ?.
أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أيها الناس إن الله سبحانه وتعالى أرسلَ رَسوله محمداً صلى الله عليه وسلم مُخرجاً لهذه الأمة من ظُلمات الجهل والتيه، إلى نور الحق والبرهان والاستقامة.
? هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويُعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبلُ لفي ضلالٍ مبين ?.
? لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عندتم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم * فإن تَولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ?.
? فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن أتبع هواه بغير هدىً من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين ?.
وجعله في غايةٍ من الحرص على أن يُوصلَ الحق إلى الناس، وعلى أن يُوصلَ الهداية إلى الناس، بل إن الله عز وجل قد عتب عليه في مواضع كثيرة في كتابه لشدة حرصه على الناس وعلى هدايتهم ? فلا تذهب نَفسك عليهم حَسَرات إن الله عليمٍ بما يصنعون ?، ? فلعلك باخعٌ نفسك إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً ?، فيخبر ربنا سبحانه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كاد أن يايخئ نفسه وأن يقتل نفسه حسرةً على أنها من شدة الحسرة على الناس لِمَ لم يستجيبوا لشرع الله، ولقد كان يَسعى في أسواق الجاهلية وفي أيان الحج فيقول عليه الصلاة والسلام: (ألا من يؤويني فأبلغ دين ربي) وهذا في غاية الحرص على إيصال الخير للناس.
وفي < الصحيحين > أنه ذهب إلى ابن عبد ياليل فعرض نفسه عليه ليؤويه حتى ينصر دين الله، فرد عليه دعوته، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مغمومٌ، حتى بلغ قرن الثعالب ورفع رأسه، وإذا جبريل يناديه يا محمد إن هذا ملك الجبال يناديك إن شئت أن أطبق عليهم الاخشبين فعلت قال: (لا إني أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله) الحديث عن أم المؤمنين عائشة في < الصحيحين >.
(يُتْبَعُ)
(/)
كل هذا يَدل على حرصه الشديد على إيصال الخير للناس، وما توفاه ربه سبحانه حتى أكمل به هذه الملة المعوجة، ففتح به أعيناً عمياً وآذاناً صماً وقلوباً غلفاً، كانت تدعو غير الله كانت تَعتقد الضَر والنفع في غير الله، ربما كان أحدهم يعبد حجراً وبلا شك ولقد كان في مكة أكثر من ثلاثمائة صنم ? وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً ?، وجاء الحق بتحطيم ذلك الباطل على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاء رسول الله باخراج الناس من ظلمات الأهواء إلى نور الحق والسنة إلى نور الحق والهداية ? اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ? فما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلت هذه الآية، وقال بعض يهود: لو علينا نزلت لتخذنا ذلك اليوم عيداً، لأن عندهم الأعياد من تلقاء أنفسهم من غير توقيف عن دليل، وهي نزلت في يوم عرفة ولم يَلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نحو ثمانين يوماً حتى قَبضه الله ? ما فرضنا في الكتاب من شيء ? مما يحتاج إليه الناس في دينهم، لم يكن ليترك رب العالمين الناس إلى عقول العقلانيين، ولا إلى هلوسة المهلوسين، ولا إلى استحسان المستحسنين، فأكمل الله سبحانه وتعالى دينه، وفي < الصحيحين > من حديث سهل بن سعدٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه قال لعلي بن أبي طالب: (ادعهم إلى ما نحن عليه، والله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم)، والذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أن يدعو الناس إلى كتاب الله وإلى ما أوحى الله إليه من السنة، ? والنجم إذا هوى * مضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحيٌ يوحى * ?
? وأنزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء ?.
? ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثيرٌ منهم فاسقون ?، وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من تمام نصحه وغاية محبته للمسلمين ولأهل الإسلام، حذر من جميع البدع صغيرها وكبيرها ودقيقها وجليلها لما فيها من الأضرار على الناس في دينهم في معتقداتهم في عباداتهم في جميع أحوالهم، فقال عليه الصلاة والسلام في خُطَبه وكان يكرر ذلك: (ألا وإن كل بدعةٍ ضلالة وكل ضلالة في النار) وهو القائل عليه الصلاة والسلام: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، فأبان صلوات الله وسلامه عليه أن من جاء في باختراع في الدين ليس له مثالٌ سابق من الشرع فهو وبال على صاحبه مردودٌ عليه، وروى الترمذي وغير من أهل السنن والمعاجم والمسانيد من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم وعظهم موعظةً بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقالوا يا رسول الله: كأنها موعظة مودعٍ فأوصنا قال: (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبدٌ، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن محدثة بدعة) سمعاً وطاعةً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ألا وإن من أعظم البدع، وأقبح البدع، وأرذل البدع في هذه الأيام، وفي هذه العصور الجديدة، لما أحدثه بعض الناس مما يدعونه علماً، ويسمونه بالأعجاز العلمي، يضخمونه في أعين الناس، يعضمونه في صدور الناس، والواقع أنه جهلٌ محظ، والواقع أنه تجهيل للمسلمين، والواقع أنه مزاحمة لكتاب رب العالمين وسنة سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة والتسليم، يأتون بأفكار الكفار وأفكار أولئك الحيارى من اليهود والنصارى يصححون بها ويصدقون بها كلام رب العالمين سبحانه وتعالى، فترى أحدهم يقول: وهذا الفعل مصداق قوله تعالى كذا، يأتي باكتشافاتٍ من اكتشافات الكفار ثم يزعم أنه يُصدق القرآن، ويدل على صدق القرآن، وأولئك حيارى وأولئك يَتَلمسون لهم ما يجعلهم في أي جانبٍ من الجوانب، وهؤلاء على شريعة من الأمر أعرضوا عنها ? ثم جعلناك على شريعةٍ من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين ? نعم والله، يقول
(يُتْبَعُ)
(/)
الرسول صلى الله عليه وسلم: (قبل الساعة، يظهر الجهل، وتكثر الفتن، ويفشو الزنا، ويقل الرجال، وتكثر النساء) والحديث من حديث أنس وأبي موسى وآخرين في < الصحيحين > وغيرهما وشاهدنا من هذا أنه يكثر الجهل باسم الجهل والتعالم، وما ارتكبت الشركيات إلا بالجهل بالله، وما ارتكبت الفواحش إلا بالجهل بالله سبحانه وبشرعه ودينه، يقول الله سبحانه وتعالى في قوم موسى لما كانوا يطلبون منه أن يجعل لهم إلهاً من غير الله: ? أجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قومٌ تجهلون ? وحصلت هذه الحادثة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين كانوا ذاهبين إلى حنين، قالوا يا رسول الله: أجعل لنا ذات أنواطٍ كما لهم ذات أنواط؟ شجرة نعلق فيها سيوفنا للبركة، قال: (الله أكبر إنها السَنَن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى ? أجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قومٌ تجهلون ? فأبان موسى عليه الصلاة والسلام أنهم سألوا الشرك بالله وهكذا النبي أبان عليه الصلاة والسلام أنهم سألوا تلك البركة التي لا دليل عليها بسبب الجهل بالله سبحانه وبدينه وبكتابه وبشرعه، وهكذا قوم لوط يسألون الفاحشة فيقول عليه الصلاة والسلام: ? إني أراكم قوماً تجهلون ? وهكذا عاد ? وأذكر أخا عادٍ إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يومٍ عظيم * قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين * قال إنما العلم عند الله وأبلغكم ما أرسلت به ولكني أراكم قوماً تجهلون ?، ولو استعرضت القرآن والسنة لرأيت فيهما من هذه الأدلة الكثيرة ما يُبين أن جرائم الدنيا تقترف بسبب الجهل والهوى ونعوذ بالله من ذلك، حتى إن موسى عليه السلام يَستعيذُ من الجهل فيقول: ? أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ?.
ويوسف يقول: ? وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين ? فيبين أن الزنا يحصل بسبب الجهل بالله وبشرعه وبعظمته سبحانه وتعالى.
وهؤلاء القوم في هذه الأزمنة يكونون مساعدين للشيطان على تجهيل المسلمين، وإيقاع المسلمين في الجهل حتى يسيطر عليهم الضلال والباطل الذي أفاد عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في < الصحيحين > من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (حتى إذا لم يبقي عالماً، أتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسألوا، فأفتوا بغير علمٍ فضلوا وأضلوا)، فإذا جنح الناس، وهرع الكثير منهم، وأنتشر الباطل، واستولت البدع، واضمحلت السنن، وسيطر الهوى، رأيت ذلك الصنف يُبجح ما هو عليه، ويذم ما كان عليه الآخرون، ولو كان كتاباً وسنة.
إن ما يتعلق بهذه البدعة أضرارها كثيرة وشرورها مستطيرة على المجتمعات الإسلامية نعم والله، فإنها تقليدٌ للكافرين ليس لهم أصلٌ من المرسلين عليه الصلاة والسلام، ولا من سلفنا الصالح، فقد نزه الله السلف الصالح أن يكون منهم من يدعو إلى أفكار الكفار يُسميها أعجازاً عليماً ونعوذ بالله.
وهكذا تقرأ في القرآن والسنة ترى التحذيرات الكثيرة، والزواجر الشديدة من تقليد الكافرين في أقوالهم وأفعالهم، وهؤلاء لما لم يقبل منهم الناس دعوتهم إلى التوحد ودعوتهم إلى الاتفاق ودعوتهم إلى التقارب مع اليهود والنصارى، عمدوا وهرعوا وانطلقوا ساعين إلى تبريرات أفكارهم، وتعظيمات أقوالهم في صدور جهال المسلمين، فيقولون هذه الآية يصدقها قول فلان الكافر، وهذا الحديث يدل هذا على أنه إعجازٌ علمي أعني أن قول الكافر يصدق كلام رب العالمين، نعوذ بالله من أن يعتقد أناس هذا المعتقد الوخيم ? ومن أصدق من الله حديثاً ? ? ومن أصدق من الله قيلاً ? ? فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ?، إن الكفار عليهم لعائن الله قد ذمهم الله في كتابه، وعلى لسان رسوله عليه الصلاة والسلام ? لُعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكرٍ فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ?،
? لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذابٌ أليم * أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفورٌ رحيم ?.
? لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ?، فهم في غاية من التردد والارتباك والشك ولا ريب والحيرة، حتى إنهم يعتقدون أن عيسى هو الله، ويعتقدون أنه ابن الله، ويعتقدون أنه ثلاث ثلاثة، ? وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ? هكذا يخبر الله سبحانه أنهم في غاية من الضلال ? يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطاناً مبيناً * إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً ?.
? يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين * فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يَقولون نخشى أن تُصيبنا دائرة ? إنهم أناسٌ مخادعون لله يجب بيان سبيلهم كما أمر ربنا سبحانه ? وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين ?.
يقول الله: ? أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريقٌ منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون ? وقد سلك أتباعهم في تحريم النصوص ولي أعناقها إلى ما يزعمون أنه أعجازاً علمياً مسلك أولئك الكفار، قولوا حطة قالوا حنطة وحبةٌ في شعرة، ونهى الله سبحانه وتعالى عن الهرولة بعدهم، وعن السلوك في سيرهم، فإنهم ضالون كما يقول ربنا سبحانه: ? أهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ? نعم عباد الله هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد- طالب علم]ــــــــ[28 Mar 2006, 01:54 م]ـ
إذا كان ما يقوله هذا العلامة الحجوري في خطبته العصماء صحيحاً، فلم يهاجم إذن الملاحدة، واللادينييون من العرب وغيرهم علماء الإعجاز العلمي الذين يدافعون عن القرآن الكريم، وأنه كلام الله المنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟؟؟
أليس من المفارقات العجبية أن تلتقي أفكار أولئك الملاحدة واللادينيين مع أفكار هذا العلامة الحجوري، وأمثاله من الذين يهاجمون علماء الإعجاز، ويتهمونهم بالكفر، والعياذ بالله؟؟؟
ليت الدكتور مساعد الطيار، والدكتور عبد الرحمن الشهري يجيبان على هذين السؤالين، لما عرف عنهما من اعتدال واتزان ورجاحة عقل!!!
وبالمناسبة فإني أشكر الدكتور عبد الرحمن على ما فعله ليلة أمس، وأقول له: خيراً فعلت!
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[28 Mar 2006, 04:15 م]ـ
أشكرك أخي على حماسك، ولكني لا أسمح لك بأي غمز بفضيلة الشيخ الحجوري في غيبته، خاصة وأنه الآن في جوار أرحم الراحمين وأعدل العادلين .. وهو بحاجة كل دعاء له بالخير والرحمة ..
نعم، أنا تضررت شخصياً من كلام فضيلة الشيخ، فقد حمل اتصال أحد (مقلديه) تهديداً ببذل أقصى الجهد لإغلاق موقعنا المخصص للإعجاز القرآني!!! ولكنني في الوقت ذاته، أترحم على فضيلة الشيخ.
ما يهم هنا أين نحن من دعوى أننا ((دعاة))، هل الداعية هو فقط مَن يُفسِّق ويُبدِّع المسلمين .. الخ، أم الداعية في الحقيقة من يوجه خطابه الدعوي إلى غير المسلمين ودعوتهم إلى الإسلام؟
مازال صوت فضيلة الشيخ سلمان العودة حفظه الله ورعاه يتردد في سمعي وهو يقول إن حق الإسلام على كل فرد مسلم أن يُسهِمَ في هداية شخص واحد من غير المسلمين إلى الإسلام على الأقل، وبماذا ستجيب الله يوم القيامة إن سألك كم شخصاً من غير المسلمين دعَوته إلى الإسلام ..
تلك المحاضرة لفضيلة الشيخ سلمان جعلتني أتوجه لغير المسلمين بالدعوة، وأترك ما كنت عليه من تقييم الأشخاص والجماعات وأنا في حماس الشباب في المرحلة الثانوية من الدراسة ...
وليت الإخوة الدعاة يلتفتون إلى دعوة غير المسلمين،،، وتخيلوا لو أن كل احد من المسلمين دعا شخصاً واحداً من غير المسلمين ..
إني أعجب والله لمن يجد وقتا لهجوم المسلمين ولا يجد وقتاً للانتصار للقرآن الكريم، فضلاً عن الدعوة إليه.
اللهم وفقنا لما تحب وترضى!
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[28 Mar 2006, 05:35 م]ـ
اظن ان فارق كبيرا بين انكار الاعجاز وبين كلام الشاطبي او غيره من العلماء. ففارق بين من يفسر القران ضمن الضوابط العلمية , وبين من يلصق الى القران كل شيء.
فهل ينكر الشاطبي الاعجاز مطلقا ام انه يضع له حدود وضوابط؟
اريد ان اعطي مثال على ذلك.
توجد نظرية علمية تقول ان السماء باتساع مستمر. قابل هذه النظرية بعض علمائنا بقولهم ان في قوله تعالى {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47)} بان الاية تدل على اتساع مستمر في السماء.
اين المشكلة؟
* بداية هذه النظرية ليست امرا علميا مسلما به بل هي نظرية قد تصبح مكانتها كنظرية النشوء والترقي ونظرية دارون. فهل عندها سنغير التفسير؟
** القول باتساع السماء انما اعتمد فيه على حركة النجوم. وحركة النجوم داخل السماء لا تعني ان السماء تتسع. بل تعني ان النجوم تتحرك داخلها وهذا امر معروف في القران " وكل في فلك يسبحون " انما هي افلاك داخل السماء , والحركة داخل الوعاء لا تؤثر في حجم الوعاء.
... الامر الاهم ان العلم لم يثبت نهاية للسماء او بمعنى آخر لم يعرف حد السماء التي فيها هذه النجوم. فكيف يقال باتساعها ونحن لا نعلم اصلا سعتها؟
****هناك امور منطقية لا يمكن تصورها لانها تخالف المنطق السليم. فاتساع السماء يعني تقلص ضغط الغاز بين النجوم والمجرات وهذا لم يقل به احد من العلماء بل ان الغاز كما هو يعني ثبات حجم الوعاء الذي هو السماء. الامر المنطقي الأخر ان المكان هو شيء موجود فاين تتوسع السماء؟ فلا يمكن ان تتوسع في العدم دون خلق مكان.
بالطبع يمكن الرد على بعض النقاط بأن السعة تحصل بخلق الله للمكان والغاز فيها وهو رد منطقي. ولكن كيف نقول ذلك ونحن لا نعلم نهاية للسماء الدنيا والنظرية لم تثبت؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ملخص الأمر ان الشاطبي وغيره من العلماء انما انكروا الغلو في التفسير. وان القول بالاعجاز العلمي يجب ان يكون وفق الضوابط الشرعية.
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[28 Mar 2006, 07:22 م]ـ
صِدق وعدلٌ أخي مجدي
فكل علم ليس له ضوابط وأصول يضعها أكابر أهل العلم المختصين به سيكثر مدعوه، ومن ثم تكثر أخطاء المنتسبين إليه.
وقد كتب الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم حفظه الله حول ضوابط الإعجاز العلمي وكتبَ غيره، لكن أين التطبيق، بل وأين من قرأ تلك الضوابط؟
كما في الفقه، كتبت مئات الكتب في أصول الفقه، لكن كثيراً من المتصدين للفتيا لا يعلمون اسم كتابين في الأصول، فضلاً عن معرفة بعض القواعد الفقهية والالتزام بأصول الفقه.
ولا يوجد في القرآن الكريم أي نص يخالف حقيقة علمية ثابتة واحدة ـ على الأقل ـ، بعكس كتب الديانات المحرفة. قال تعالى: " فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " [الزخرف: 43] صدق الله العظيم.
بل سبَقَ العلم الذي نزل به القرآن الكريم، علوم البشر كما سلف بيانه، والنص قطعي الثبوت قطعي الدلالة، مقدَّم على النظريات العلمية التي تتغير وتتبدل، وهو الحكَمُ عليها لا العكس؛ " فأين العلم المُتلقى من الوحي النازل، إلى الظن المأخوذ عن الرأي الزائل؟ وأين العلم المأخوذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن الله عز وجل، إلى الظن المأخوذ عن رأي رجل لم يستنر قلبه بنور الوحي طرفة عين وإنما معه حدسه وتخمينه؟ ونسبةُ ما يدركه العقلاء قاطبة بعقولهم إلى ما جاءت به الرسل كنسبة سراج ضعيف إلى ضوء الشمس، ولا تجد لو عُمِّرتَ عمر نوح عليه السلام مسألةً واحدةً أصلاً اتفق فيها العقلاء كلهم على خلاف ما جاءت به الرسل من الأمور البتة، فالأنبياء لم تأت بما يخالف العقل البتة ". (1)
والوحي ـ القرآن الكريم وصحيح السنة ـ ما نزل إلا لتصحيح ما فسد من عقائد الناس وتوجيه نظرهم إلى الحق والعدل.
عن خالد الجهني رضي الله عنه قَالََ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ ـ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنْ اللَّيْلَةِ ـ فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ، فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي، وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ. وَأَمَّا مَنْ قَالَ: بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي، وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ ". (2)
فيجب على المسلم الاعتزاز بما جاء به الوحي، وينادي إليه الناس، فهو الحق وإن لم تكشف علوم الإنسان ذلك.
----------
(1) تحفة المودود، ابن قيم الجوزية، ص 211
(2) رواه البخاري الآذان باب يستقبل الإمام الناس إذا سلَّم (846) ومسلم في الإيمان باب بيان كُفر من قال: مطرنا بقول كذا (71). والكوكب في الحديث: هو نجم (الدَّبران): وهو نجم أحمر صغير .. ويحسَبون أن أشد النجوم احمراراً، أشدها غزارةً. انظر: فتح الباري، ابن حجر العسقلاني 2/ 524.
ـ[أبو إسحاق]ــــــــ[28 Mar 2006, 08:35 م]ـ
السلام عليكم
هناك فرق شاسع بين اعجاز القرآن والعلوم قديمة وحديثة, الفرق بين المعجزة والابتكار العلمي:
,فالمعجزة:كل امر خارق للطبيعة وقوانينها.
واما الابتكار العلمي: معرفه القوانين الطبيعية وتسخيرها من اجل الوصول الى نتيجة معينة عن طريق التجربة،وهو ليس تحدياً للقانون، وانما تطبيق للقانون الطبيعي، وقد يتحدى عالم بذلك زملاءه الذين عجزوا عن اكتشاف القانون قبله.
وعلية فلا يمكننا أن نطلق صفة الاعجاز على الاكتشافات والابتكارات العلمية, ولا على ما يسمى بالاعجاز العددي!
مُعْجِزَةٌ - ج: ات. [ع ج ز]. 1.\"كَانَ النَّبِيُّ (يَأْتِي بِالْمُعْجِزَاتِ\": أَمْرٌ خَارِقٌ لِلْعَادَةِ غَيْرُ مَأْلُوفٍ حُدُوثُهُ أَوْ رُؤْيَتُهُ.
والعادة: عَادَةٌ - ج: اتٌ، عَوَائِدُ. [ع و د]. 1.\"مِنْ عَادَتِهِ أَنْ يَزُورَ أَهْلَهُ\": مِنَ الْمَأْلُوفِ، مَا يَعْتَادُهُ الْمَرْءُ وَيُكَرِّرُهُ. 2.\"هَذَا مَا جَرَتْ بِهِ الْعَادَةُ\": هَذَا مَا جَرَى بِهِ التَّقْلِيدُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمعجزة هي امر يظهر بخلاف العادة على يد مدعي النبوة عند تحدي المنكرين على وجه يعجزوا عن الاتيان بمثله وعند ظهورها يحصل التصديق وبأنها لا تحصل من البشر.
وهناك فرق بين معجزات الرسل ومعجزة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام, وذلك أن معجزاتهم آنيه وصالحة في عصرهم فقط ,وامامعجزة الاسلام فهي باقية آبد الدهر لأنها معجزة بلاغية.
اما العلم وإكتشافاته قد اتت من انسان وهي كما اتت منه يمكن ان تأتي من غيره, إذن هي ليست معجزه.
قال تعالى: \" سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ \" (فصلت: 53).
وقول الله تعالى: \"هُوَ الَّذي أَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لكم مِنهُ شَرابٌ وَمِنهُ شَجَرٌ فِيهِ تُِسيمُون* يُنبِتُ لكم بِهِ الزَّرعَ وَالزَّيتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعنَابَ وَمِن كُلِّ الَّثمَراتِ إِنَّ في ذلِكَ لآيةً لِقَوم يَتَفَكَّرُون* وَسَخَّرَ لكم اللَّيلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمسَ وَالقمرَ وَالنُّجومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمرِهِ إِنَّ في ذلِكَ لآيات لِقَوم يَعقِلُون* وَمَا ذَرَأَ لَكُم فيِ الأرضِ مِختَلِفاً أَلوانُهُ إِنَّ في ذلِكَ لآيةً لِقَوم يَذِّكَّرُون\" (الآيات 10 ـ 13).
وقوله تعالى:\"إنَّ في خَلقِ السَّمواتِ وَالأرضِ وَاختِلافِ اللَّيلِ وَالنَّهارِ وَالفُلكِ الَّتِي تَجري في البَحرِ بِما يَنفَعُ الناسَ وَمَا أَنزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِن ماء فَأحيا بِهِ الأرضَ بَعدَ مَوتِها وَبَثَّ فِيها مِن كُلِّ دابَّة وَتَصرِيفِ الرِيّاحِ وَالسَّحابِ المُسَخَّرِ بَينَ السَّماءِ وَالأرضِ لآيات لِقَوم يَعْقِلون\" (الآية 164).
الآية في اللغة: العلامة الدالّة على الشيء بحيث إذا ظهرت العلامة اتضح وجود ذلك الشيء. ما آتى الله الأنبياءَ من سلطة على النظام الكونَّي بحيث إذا اقتضت مشيئة الله أن يغيرِّ النبيُّ شيئاً يسيراً من النظام الذي جعله الله للكون استطاع أن يفعله بإذن الله تعالى، كما حكى الله تعالى ذلك في وصف عيسى (ع) في سورة آل عمران، وقال:
\"وَرَسولا إلى بَني إسرائيلَ أنِّي قَد جِئتُكُم بِآية مِن ربِّكُم أنّي أخلُقُ لَكُم مِنَ الطِّين كَهَيئَةِ الطَّيْر ... \" (الآية 49).
ويسمَّى هذا النوع من آيات الله في العرف الإسلامي بالمعجزة، لأنَّ سائر البشر يعجزون عن الإتيان بمثلها، وهي خارقة للنظام الطبيعي للخلق، مثل خلق عيسى (ع) من الطين طيراً بإذن الله لتكون دليلا أوَّلا على أنَّ الله الربَّ هو الذي أعطى الأشياء خواصَّها ونظامَها الطبيعي، ومتى اقتضت حكمته أن يسلب أيَّ شيء خواصه، إستطاع أن يفعل ذلك; مثل أن يسلب النار خاصة الإحراق لإبراهيم (ع) حين اُلقِيَ فيها، ومتى اقتضت حكمته أن يغيّر النظام الطبيعي الذي جعله لبعض خلقه، استطاع أن يفعل ذلك; مثل خلق الطير من الطين بيد عيسى (ع) بدل إنشائه من أُنثى الطير بعد اللِّقاح من الطير الذكر وفقاً للنظام الطبيعي الذي جعله في تسلسل خلق ذوات الأرواح.
ومعجزات الأنبياء: خرقٌ للنظامِ الطبيعي وليست طيّاً لمراحل انتقال المادة من حال إلى حال وصورة بعد صورة حتى تستقرَّ في الصورة الأخيرة، أي ان خلق الطير من الطين يتحقق ضمن سلسلة مراحل يكون قريباً من سير النور، يطويها الله لنبيّه بأسرع من زمانه الطبيعي وتدرُّجه في الإنتقال.
واما آيات التحدي لم تظهر الا في معجزة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام,
وإن كُنتُم في رَيب مِمّا نَزَّلْنا على عَبدِنا فَأْتوا بِسُورَة مِن مِثْلِهِ وِادعُوا شُهداءَكُم مِن دونِ اللهِ إنْ كُنتُم صادِقين* فَإنْ لَمْ تَفعَلوا وَلَن تَفعَلوُا فَاتَّقُوُا النّارَ الّتي وَقوُدُها النّاسُ وَالحِجارَةُ أُعِدتَّ لِلكافِرين) (الآيتان 23 ـ 24).
وقد أخبر الله تعالى في سورة الإسراء عن أنواع تعنُّتِهم وقال:
(يُتْبَعُ)
(/)
(قُلْ لَّئِنِ اجتَمَعَتِ الإنسُ وَالجِنُّ عَلى أَن يَأتُوا بِمِثلِ هذا القُرآنِ لا يَأتُونَ بِمِثلِهِ وَلَو كانَ بَعضُهُم لِبَعض ظَهيراً* وَلَقَد صَرَّفنا لِلنّاس في هذا القُرآنِ مِن كُلِّ مَثَل فَأَبى أَكثَرُ النّاسِ إلاّ كُفُوراً* وَقالُوا لَن نُّؤمِنَ لَكَ حَتى تَفجُرَ لَنا مِنَ الأرضِ يَنبُوعاً* أَو تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِن نخِيل وعِنَب فَتُفَجِّرَ الأنهارَ خِلالَها تَفجِيراً* أو تُسقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمتَ عَلَينا كِسَفاً أو تَأْتَيِ بِاللهِ وَالمَلائِكَةِ قَبِيلا* أَو يَكُونَ لَكَ بَيتٌ مِن زُخرُف أَوْ تَرقى في السَّماءِ وَلَن نؤمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَينا كتاباً نَقرَؤهُ قُل سُبحانَ رَبِّي هَل كُنَتُ إلاّ بَشَراً رسُولا* وَما مَنَعَ النّاسَ أَن يُؤمِنُوا إِذ جاءَهُمُ الهُدى إلاّ أَن قالُوا أَبَعَثَ اللهُ بَشَراً رسُولا * قُل لَو كانَ في الأرضِ مَلائِكَةٌ يَمشُونَ مُطمَئِنِّينَ لَنَزِّلنا عَلَيهم مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسولا* قُل كَفى بِاللهِ شَهيداً بَيني وَبَينَكُم إِنّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً) (الآيات 88 ـ 96).
فأتمّ اللهُ عليهم الحجّة، وقال: (إن كُنتُم في رَيب ممّا نَزلنا عَلى عَبدِنا فَأتوا بِسُورَة مِن مِثْلِهِ وَادعوا شُهَداءَكُم)، وَأَخْبَرَ أَنَّ الإنس والجنّ لو اجتمعوا لَمَا استطاعوا أن يأتوا بمثله وإنْ كان بعضهم لبعض ظهيراً، وأكَّد ذلك وقال: لَنْ تستطيعوا أن تأتوا بمثله، وحتى عصرنا الحاضر لم يستطع خصوم الإسلام ـ على كثرتهم وما يملكون من قوى ضخمة ومتنوعة ـ أن يأتوا بسورة من مثل القرآن. بعد هذا التحدِّي الصارخ وإتيان الأمر المعجز للإنس والجنّ، وعجز قريش عن الإتيان بمثله، طلبوا من الرسول (ص) أن يغيِّر مناخ مكّة وأن يكون له بيتٌ من ذهب، أو يأتي بالله والملائكة قبيلا، أو يرقى في السماء ولا يؤمنون لِرقيِّه حتى ينزِّل عليهم كتاباً يقرؤونه، وكان في ما طلبوا الأمرُ المحالُ وهو أن يأتيَ باللهِ وَالمَلائِكَةِ قَبيلا تَعالى اللهُ عمّا قالَه الظّالِمونَ عُلُوّاً ... وكان فيه ما يخالف سنن الله في إرسال الأنبياء بأن يرقى أمامهم إلى السماء ويأتي لهم بكتاب وهو ما خصَّ اللهُ رسله من الملائكة وليس من شأن البشر، واستنكروا أنْ يبعث الله لهم بشراً رسولا، في حين أنّ الحكمة تقتضي أن يكون الرسل من جنس البشر ليكونوا في عملهم قدوةً وأُسوةً لقومهم، ولم تكن سائر طلباتهم موافقة لمقتضى الحكمة، مثل طلبهم أن ينزِّل عليهم العذاب، ولذلك أمر أن يُجيبهم ويقول: (سُبحانَ رَبِّي هَل كُنتُ إلاّ بَشَراً رَسُولا).(/)
"لاَ تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ"
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 Mar 2006, 07:07 ص]ـ
السلام عليكم
أرغب أن أعرف توجيهكم لقوله تعالى (لاَ تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ) 233 البقرة من حيث استخدام الحق للتركيب "مَوْلُودٌ لَّهُ " وعدم استخدامه للفظة "والد"
وقد وردت لفظة والد في الكتاب دالة على من له صفة الوالدية من حيث التناسل ذكرا كان أو أنثى كما في قوله (("واخشوا يوماً لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئاً" لقمان: 33،)
فهل يمكن لي أن أفهم أنّ القرآن الكريم إن أراد ذكر الأب البيولوجي استخدم التركيب "مَوْلُودٌ لَّهُ " وإن أراد الحديث عمن يحمل صفة الوالدية ذكرا أو أنثى استخدم لفظة "والد"
بالإنتظار
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[28 Mar 2006, 07:29 م]ـ
الأخ الفاضل جمال
السلام عليكم ورحمة الله
قد يراد بقوله تعالى: (المولود له)، الحُكم بأن الولد يُنسب للأب وليس للأم، فمع أن الوالدة هي التي ولدت، لكن المولود للأب.
ثم إن الولد ينتسب لوالده برابطة التوالد والنسب، فهو المسؤول عنه، وهو الذي يتكفله ويرعاه، فهو ليس مولوداً للأم، وإنما مولود للأب، فالأم والدة والأب مولود له!
ولما كان من المحتمل أن يكون للمولود له أكثر من زوجة، قال تعالى: (والوالدات) بالجمع لتشمل كل الزوجات، وقال: (وعلى المولود له) خاصّة بواحدة من الزوجات.
وكما ترى فإن لفظة (والد) لا تفي بهذه المعاني، لأنها قد تُطلق في القرآن الكريم على الأب والأم معاً، كما في قوله تعالى: (وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون)، وقوله: (وبالوالدين إحساناً).
والله أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 Mar 2006, 08:07 م]ـ
الأستاذ الفاضل لؤي
قولك (قد يراد بقوله تعالى: (المولود له)، الحُكم بأن الولد يُنسب للأب وليس للأم، فمع أن الوالدة هي التي ولدت، لكن المولود للأب.)
لا أظنّ أنّه مراد السياق بأيّ نوع من أنواع الدلالات---لأنّ الآية تناولت جانبين متساويين من علاقة كل منهما بولده
"لاَ تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا "
"وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ"
فلا يستخدم الولد من قبل المرأة للإضرار بالوالد "الأب"
ولا يستخدم الولد من قبل الرجل للإضرار بالوالدة
فلا أجد مسوغا أنّ السياق أراد أن يشعرنا بأفضلية الوالد من حيث ترسيخ فكرة أنّ الولد له فاستخدم تركيب "مولود له"
أنت مؤدب جدا معي ولا تنتقد قولي مع أنّي أريدك أن تفعل
ـ[روضة]ــــــــ[28 Mar 2006, 08:47 م]ـ
(وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ (233) البقرة
جاء في القرآن الكريم لفظ (الأمهات) في بعض المواضع، ولفظ (الوالدات) في مواضع أخرى، وأحياناً يعبر القرآن بكلمة (الوالد)، ومرتين جاءالتعبير القرآني بـ (المولود له).
في الآية الكريمة السابقة أتى القرآن الكريم بلفظة (الوالدات) ولم يأتِ بلفظة (الأمهات) التي جاء بها في سياق الحديث عن المحرمات من النساء، لما أن كل كلمة ملتحمة في سياقها، تنتظم فيه انتظامَ الدرة في سلكها، وعن الحكمة البيانية وراء هذا الاختيار قال الأستاذ الدكتور فضل عباس: "إن كلمتي (آباء وأمهات) في قول الله تعالى: (وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاء سَبِيلاً (22) حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ (23) النساء، لاشك بأنهما أجمل إيقاعاً، وأعذب نطقاً من كلمتي (والدات) و (والدين)، ولكننا نقرأ قول الله تعالى: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِلِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)، فنجد أن هاتين الكلمتين: (والدات)، و (المولود له) جاءتا من حيث الخفة والجرس بما لا مزيد عليه من جمال وروعة، ولكن ليس من أجل تلك الخفة وذلك الجمال الإيقاعي فحسب جاءت كل كلمة في موضعها، ذلك لأن (الآباء) و (الأمهات) جاءا في سياق التحريم، ففيهما من الإجلال والتنفير ما لا مزيد عليه، وكذلك كلمتا (الوالدات) و (المولود له)، فيهما من العاطفة والحنان والتذكير والرحمة ما لا مزيد عليه كذلك" أ. هـ. [بحث (الكلمة القرآنية)، مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية، ص56].
وأُضيف إلى هذا أنه أتى في سياق التحريم باللفظة التي تدل على الأصل، وهي (الأمهات)؛ للإشارة إلى سبب التحريم، حيث إنها هي الأصل، فكيف يتزوج الفرعُ الأصلَ! أما في سياق الرضاعة فجاء بما هو أصل الرضاع وسببه، وهو الولادة، فقال: (والوالدات).
================
أما (المولود له) فهو الوالد، وعبّر به للإعلام بعلة الوجوب، فهذا الولد يُنسب لأبيه، ومنافعه تعود على إليه، فهو الحقيق بهذا الحكم، الجدير برعايته، قال أبو حيان: "ولطيفة في قوله: (وعلى المولود له) وهو أنه لمّا كُلّف بمؤن المرضعة لولده من الرزق والكسوة، ناسب أن يُسلَّى بأن ذلك الولد هو وُلِد لك لا لأمه، وأنك الذي تنتفع به في التناصر وتكثير العشيرة، وأن لك عليه الطواعية كما كان عليك لأجله كلفة الرزق والكسوة لمرضعته" [البحر المحيط، (500:2)].
واللام مشعرة بالنفع الحاصل من الولد، فهي تُستعمل في النفع [ينظر: فوائد في مشكل القرآن، ابن عبد السلام، ص100].
ودلالة اسم المفعول (المولود له) أكثر توكيداً للمعنى وإثباتاً له وتقريراً من دلالة الفعل في (وُلد له).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[کوثر]ــــــــ[29 Mar 2006, 08:55 م]ـ
الإخوة الكرام
هذا رأيي و ما أعرف أيستحمل النص القرآني هذا التعبير:
إنه أراد بقوله هذا أن يشمل حتي الذي ولد من الزنا
فإن هنا الأب لا يسمي أبا وإن كان أبا
فبنسبة نظر الناس إنه لا يسمي أبا و لكن المولود له
و اعتبر هذا من الأدب القرآني
و إنه أيضا أخرج بقوله هذامن تولي عن يتيم
أو بأي عنوان أخر يتولي عن طفل
وكما قلت هذا مما أظنه-والله أعلم-
و يحتاج إلي دراسة أكثر
و من الله التوفيق
ـ[روضة]ــــــــ[29 Mar 2006, 10:09 م]ـ
أظن أن هذا بعيد، لأمرين:
الأول: أنه لا يتناسب مع سياق الآيات الكريمة، حيث انتقل الحديث عن أحكام الطلاق إلى الحديث عما نتج من النكاح، وهو الأولاد، فشرع في بيان حكم الإرضاع ومدته، وحكم الكسوة والنفقة، وغيرها من الأحكام، فالسياق يتحدث عن طلاق ناتج عن زواج شرعي.
الثاني: هذه الأحكام تترتب على الزواج الشرعي الصحيح.
فقوله تعالى: (وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن): إلزام للزوج بتوفير المطعم والملبس بما يكفي حاجة الولد* والزوجة.
ومعلوم أن الحقوق لا تثبت للولد ولا عليه إن كان ابن زنا ـ والعياذ بالله ـ، وكذلك الزوجة تفقد حقوقها إن كانت العلاقة زنا لا زواجاً شرعياً.
=================
* عدل النظم القرآني عن رزق الأولاد وكسوتهم إلى رزق الأمهات وكسوتهن؛ لأنهن السبب في توصيل ذلك إليهم.
والله تعالى أعلم.
ـ[البحر الرائق]ــــــــ[02 Apr 2006, 12:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده،و الصلاة والسلام على من لانبى بعده،
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
إن التعبير القرآنى هو أدق و أنسب تعبير بما يناسب المراد و الحال، وكما يقول العلماء أن البلاغة هى مطابقة الكلام لمقتضى الحال، فإننا نعترف بأن القرآن هو أبلغ أسلوب، كيف لا؟ و هو كلام العليم الحكيم.
و بالنظر إلى الآية موضع النظر من حضراتكم يتبين لنا صحة ما نقول، و لعلى أكون موفقا حينما اقول أن فى المناقشات السابقة سؤالين أساسيين هما
1 - لماذا عبر البيان القرآنى عن كلمة الأمهات بالوالدات؟
2 - لماذا عبر البيان القرأنى عن الآباء بالمولود له؟
و للإجابة على السؤالين ينبغى التدقيق فى السياق القرآنى، فالسياق يتحدث عن أحكام الطلاق، وهنا نجد ان الحديث عن تحديد مسؤلية الرضاعة بين الزوج والزوجة إذا حدث الانفصال وبينهما أطفال رضع،وهنا اختلف العلماء،فمنهم من قال أن الوالدات هنا تعنى الأمهات سواء كن فى عصمة أزواجهن ام مطلقات لأن اللفظ عام فى الكل و لا يوجد ما يقتضى تخصيصه و الفريق الأخر يقول ان المراد بالوالدات هنا خصوص المطلقات لأن سياق الآيات قبل ذلك فى أحكام الطلاق،و لأن المطلقة عرضة لإهمال العناية بالولد و ترك إرضاعه، ولعلى ارى أن القولين لا يتعارضان فالكلمة عامة تشمل جميع الوالدات و إن كان يراد التركيز على المطلقات بصفةخاصة لأنهن اكثر عرضة للإهمال.
و نعود إلى صلب سؤالنا؛لماذا عبر عن الامهات بالوالدات؟
يقول الشيخ سيد طنطاوى (و عبر عن الأمهات بالوالدات للإشارة إلى أنهن اللائى ولدن أولادهن، و أنهن الوعاء الذى خرجوا منه إلى الحياة، و منهن يكون الغذاء الطبيعى المناسب لهذا المولود الذى جاء عن طريقهن).
و انا ارى أن التعبير بلفظ الوالدة فيه تذكير للمرأة حينما تهم فى الإهمال فى ولدها انتقاما من أبيه الذى طلقها و أهملها انها والدة هذا المولود و فيه تذكير بالمشاق التى تعرضت لها أثناء الولادة فيهون عليها القيام بإرضاع ولدها، و يؤكد لنا هذا ورود التعبير القرآنى (و الوالدات يرضعن أولادهن) فالوالدات: مبتدأ مرفوع، وخبره الجملة الفعلية يرضعن أولادهن و هى جملة خبرية اللفظ انشائية المعنى أى عليهن إرضاع أبنائهن، و عبر عن الطلب بصفة الخبر، للإشعار بأن إرضاع الأم لطفلها أمر توجبه الفطرة و تنادى به طبيعة الامومة، و لا يحتاج لأن يكون أمرا صريحا من الله تعالى.
والإجابة على السؤال الثانى يجيب عنها الزمخشرى بقوله (فإن قلت لم قيل: المولود له دون الوالد؟ قلت ليعلم أن الوالدات إنما ولدن لهم، لأن الأولاد للأباء لا للأمهات، لذلك ينسبون إليهم لا إلى أمهاتهم، كما قال المامون بن الرشيد:
فإنما أمهات الناس أوعية = مستودعات و للآباء أبناء
فكان عليهم أن يرزقوهن و يكسوهن إذا ارضعن و لدهم.
و لعلنا نلحظ من طرف خفى ذلك التذكير الإلهى للرجل بأن المرأة قد ولدت له، و اللم هنا للملكية و يترتب على الملكية حصول المصلحة، و بما ان المرأة قد عادت عليك بالنفع و المصلحة و قد ولدت لك ولدا، و كأنه يقول له فلا ينبغى عليك بعدها أن تبخل عليها برزقها و كسوتها
هذا و ما كان من صواب فمن الله وحده، و ما كان من خطأ أو أو سهو أو نسيان فمنى و من الشيطان و الله و رسوله منه بريئان،
ـــــــــــــــــــــــــ
أحمد محمود على أحمد
ليسانس آداب و تربية
قسم اللغة العربية و الدراسات الاسلامية
ــــــــــــــــــــــ
شكوت إلى وكيع سوء حفظى = فأرشدنى إلى ترك المعاصى
و أخبرنى بأن العلم نور= و نور الله لا يهدى لعاصى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[کوثر]ــــــــ[05 Apr 2006, 03:52 م]ـ
شكرا جزيلا علي الإيضاح
و الله يوفقكم(/)
المواعيد الجديدة لبرنامج (مبادئ العلوم)
ـ[معمر العمري]ــــــــ[28 Mar 2006, 05:16 م]ـ
البث الرئيس: الثلاثاء , العاشرة والربع مساء.
الإعادات:
الأربعاء , الثالثة عصرا.
الخميس , السادسة والنصف صباحا!!
الجمعة , الرابعة إلا ربع فجرا!!
.........................................
الوقتان الأخيران يناسبان المشاهدين في بلاد أخرى.
حلقة الشيخ أ. د فهد الرومي , الليلة إن شاء الله , الثلاثاء , لكن بعد العشاء مباشرة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Mar 2006, 05:19 م]ـ
أحسنت وفقك الله على هذا التنبيه.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[28 Mar 2006, 06:09 م]ـ
بارك الله في جهودك, وجهود ضيوفك الكرام, ونسأل الله أن يعلي من شأن هذا البرنامج.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[28 Mar 2006, 06:34 م]ـ
شكر الله لكم: فهذه المواعيد أنسب بكثير من المواعيد السابقة , من وجهة نظري.
ـ[معمر العمري]ــــــــ[29 Mar 2006, 12:13 ص]ـ
د. عبدالرحمن الشهري , ابن الجزيرة , د. أحمد البريدي
أشكر لكم مروركم ,, ولا تحرموا فريق عمل البرنامج من توجيهاتكم وملاحظاتكم.(/)
سؤال عن تفسير الخطابي
ـ[عبدالله بن عيدان الزهراني]ــــــــ[28 Mar 2006, 11:18 م]ـ
ما هو اسم تفسير الخطابي؟ وهل هو مطبوع؟
ـ[السائح]ــــــــ[29 Mar 2006, 09:49 ص]ـ
ليتك تذكر المصدر الذي وجدت فيه ذكر تفسير الخطابي.
ولم أر من ذكر للخطابي كتابًا في تفسير القرآن.
والذي رأيته مذكورًا من كتبه مما قد يكون سببًا في وقوع الالتباس:
1 - تفسير اللغة التي في مختصر المزني.
2 - تفسير الفطرة.
3 - تفسير الأسماء والدعوات = شرح الأسماء الحسنى = شرح الأدعية المأثورة = الدعاء و معاني أسماء الله تعالى = شأن الدعاء، وهو شرح لكتاب الدعوات لإمام الأئمة ابن خزيمة.
نعم؛ له بيان إعجاز القرآن، ويَحتمِل أنه جزء من كتابه شعار الدين.
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Mar 2006, 10:06 ص]ـ
جواب أخي العزيز الأستاذ السائح جواب مسددٌ وفقه الله وأجزل له الثواب. وليأذن لي بهذه الإضافة.
سألت الأخ الفاضل، والعالم الجليل الأستاذ الدكتور أحمد الباتلي عن هذا الكتاب لأنه قام بدراسة واسعة عن الإمام الخطابي في مرحلة الماجستير بقسم السنة وعلومها في كلية أصول الدين بالرياض، بعنوان:
الإمام الخطابي وآثاره الحديثية ومنهجه فيها
وقد طبعت الرسالة مؤخراً (1426هـ) في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، في مجلدين، فكان جوابه كما تفضل الأستاذ السائح. ولعلهم يقولون: قال الخطابي في كتابه التفسير، يعنون به: تفسير اللغة التي في مختصر المزني. والله أعلم.
وأحب أن أضيف:
- كان الأخ سعد بن عبد الرحمن المغيربي قد قدم في مرحلة الماجستير بحثاً بعنوان: (أقوال أبي سليمان الخطابي في التفسير. جمعاً ودراسة)، وذلك في قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض.
- ودرس أحد الباحثين في قسم العقيدة بكلية أصول الدين بالرياض منهج الإمام الخطابي في العقيدة.
فخدمت كلية أصول الدين الإمام الخطابي بجميع أقسامها، وهذا لم يتهيأ إلا لقلل من العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وربما ابن القيم أيضاً.
ـ[السائح]ــــــــ[29 Mar 2006, 10:35 ص]ـ
بارك الله في الشيخ الفاضل الكريم أبي عبد الله الشهري، ونفعنا بعلمه.
ممن درس منهج الخطابي في العقيدة: الشيخ الفاضل الحسن بن عبد الرحمان العلوي المغربي، وقد طبع كتابه بدار الوطن سنة 1418.
وأصل كتابه أطروحة تقدم بها إلى الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية.
ـ[عبدالله بن عيدان الزهراني]ــــــــ[29 Mar 2006, 03:46 م]ـ
أشكر للشيخين الكريمين تفضلهما بالإجابة، وإذا كان لهما أو لغيرهما إضافة أخرى حول هذا الأمر فليتحفنا بها، أما المصدر الذي وجد فيه نقلٌ عن الإمام الخطابي في التفسير فهو مخطوط لشيخ الإسلام بن تيمية يعمل على تحقيقه أحد الإخوة، وجزيتم خيرًا ...(/)
أين أجد كلام السيوطي: بأن القرآن وافق عمر في عشرين مسألة؟؟
ـ[ابواحمد]ــــــــ[29 Mar 2006, 06:26 ص]ـ
مأجورين؟؟؟؟
ـ[الكشاف]ــــــــ[29 Mar 2006, 09:15 ص]ـ
لم أجد أن عمر وافق ربه في عشرين مسألة في كتب السيوطي، لكن لعلك تقصد ما ذكره السيوطي في كتابه الإتقان في علوم القرآن. في النوع العاشر:
فيما نزل من القرآن على لسان بعض الصحابة.
قال السيوطي فيه: (هو في الحقيقة نوع من أسباب النزول، والأصل في موافقات عمر، وقد أفردها بالتصنيف جماعة.
وأخرج الترمذي عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه). قال ابن عمر: (وما نزل بالناس أمر قط فقالوا وقال، إلا نزل القرآنُ على نحو ما قال عمر.
وأخرج ابن مردويه عن مجاهد قال: كان عمر يرى الرأي فينزل به القرآن.
وأخرج البخاري وغيره عن أنس قال: قال عمر: وافقت ربي في ثلاث:
1 - قلت يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت: (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى).
2 - وقلت: يا رسول الله إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر فلو أمرتهن أن يحتجبن فنزلت آية الحجاب.
3 - واجتمع على رسول الله صلى الله عليه وسلم نساؤه في الغيرة فقلت لهن: عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن فنزلت كذلك.
وأخرج مسلم عن ابن عمر عن عمر قال: وافقت ربي في ثلاث: في الحجاب، وفي أسرى بدر، وفي مقام إبراهيم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس قال: قال عمر: وافقت ربي، أووافقني ربي في أربع: نزلت هذه الآية (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين) الآية، فلما نزلت قلت أنا: فتبارك الله أحسن الخالقين، فنزلت (فتبارك الله أحسن الخالقين).
وأخرج عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن يهودياً لفي عمر بن الخطاب فقال: إن جبريل الذي يذكر صاحبكم عدوٌّ لنا، فقال عمر: من كان عدواً لله وملائكته ورسله وجبريل وميكائيل فإن الله عدو للكافرين، قال: فنزلت على لسان عمر). أنتهى كلام السيوطي.
ولعل موافقات عمر أكثر من هذه التي ذكرها، وقد ذكر أنه أفردها بعض العلماء بالتصنيف، مما يدل على كثرتها، وأنها ليست أربعاً فحسب والله أعلم.
ـ[السائح]ــــــــ[29 Mar 2006, 09:57 ص]ـ
وممن أفردها: السيوطي نفسه في قطف الثمر في موافقات عمر، وهو مطبوع متداول.
ـ[الكشاف]ــــــــ[29 Mar 2006, 10:11 ص]ـ
جزاك الله خيراً أيها السائح على هذه الفائدة.
لكن هل بلغت عشرين موافقة في كتاب قطف الثمر؟
ـ[ابواحمد]ــــــــ[29 Mar 2006, 10:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا وقد وجدت رسالة اخرى بهذا العنوان:
فيض الوهاب في موافقات سيدنا عمر بن الخطاب
تأليف: محمد بدر الدين الحسني
تحقيق: عبد الله بدران - عبد الرحيم برمو
النسخ المعتمدة في التحقيق: اعتمد المحققان في إخراج هذه الطبعة على النسخة المطبوعة التي نشرها الشيخ محمود الرنكوسي والتي ذكر المحققان أنه اعتمد في ضبطها على نسخة مكتوبة بخط حفيد المؤلف محمد فخر الدين، وعليها تصحيحات بخط المؤلف ومقابلة على مسودة المؤلف بحضوره ولكن نظراً لكثرة أخطاء هذه النسخة المطبوعة عمد المحققان إلى إخراجها هذا الإخراج الجيد (جزاهما الله خيراً)
الناشر: دار المكتبي للطباعة والنشر والتوزيع - دمشق - سوريا
رقم الطبعة: الأولى
تاريخ الطبعة: 2002
نوع التغليف: عادي (ورقي)
عدد الأجزاء: 1
عدد الصفحات: 105
مقاس الكتاب: 17 × 24 سم
السعر: 22.5 ريال سعودي ($6.00)
التصنيف: / فقه / مذاهب فقهية / فقه أهل السنة
نبذة عن الكتاب: هذا كتابٌ لطيف، مُؤنِس، مفيد، يتحدث عن الأحكام التي وردتْ في القرآن والسنة، تلك التي وافق فيها الوحي رأي عمر بن الخطاب – رضي الله عنه –.
وقام الإمام السيوطي – رحمه الله – بإحصاء هذه الموافقات، فوصلتْ إلى عشرين موافقة، ثم استطرد فذكر موافقتين لأبي بكر الصديق – رضي الله عنه –.
وقد صاغ ذلك في منظومة لطيفة -سماها " قطف الثمر في موافقات عمر " - ليسهل على كل طالب علم حفظها، وفهمها.
وقام العلامة محمد بدر الدين الحسني – مُحدِّث الديار الشامية – بشرح هذه الأبيات، وبيان مدلولها، وتوضيح معانيها.
وتتميماً للفائدة قام المحققان بتحقيق الكتاب، وضبطه، وتوثيقه، فخرج الكتاب بأبهى حلّة.
في هذا الموقع:
http://www.thamarat.org/english/index.cfm?faction=BookDetails&Bookid=5539
وقد وجدت الرسالة قطف الثمر على النت يمكنكم تحميلها:(/)
سلسلة (وقفات إيمانيه مع آيات قرآنية)
ـ[سعيد محمد]ــــــــ[29 Mar 2006, 09:21 م]ـ
سلسلة آيات ووقفات
آيات ووقفات (الحلقة الأولى)
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد فإنني أتشرف أيه الإخوة أن أتوقف معكم في تفسير بعض الآيات، ولآ أدعي أنني عالماً، ولكن حسبي أن أجمع ما قاله العلماء، وأضعه بين أيديكم، بشرح عصري، وعبارات سهلة جلية، واسلوب مبسط، ولعدم تفرغ الكثير منا لهذا الأمر، وانشغالهم عن الجلوس في المكتبة سواء في المنزل، أو خارجه، لذلك أحسست أن حاجة الأمة لتناول بعض معاني الآيات في أسطر قليلة في الصحيفة التي ضمت بين صفحاتها نور إيماني، وإشراقه مضيئة للحق، وأهله، وبصيص من الأمل لعل الله أن ينفع أمتنا بما نقول ونسمع.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال أبن كثير رحمه الله في تفسير البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم) افتتح بها الصحابة كتاب الله واتفق العلماء على أنها بعض آية من سورة النمل، وجاء في سنن أبي داود بإسناد صحيح عن بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يعرف فصل السورة حتى ينزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم. أخرجه الحاكم في مستدركه. قال السعدي:أي أبتدئ بكل أسم لله تعالى، وقد جاء في الحديث في صحيح البخاري عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإنه أن يقدر بينهما ولد لم يضره الشيطان أبداً (1). وهكذا يتبين لنا أن هذا الفضل العظيم الذي منَّ الله به على عباده، وأحسن إليهم بتعليمهم أياه ومن منا لا يريد أن لا يضره الشيطان ولا يضر أولاده، ولكن كثيراً من الناس يغفلون عن هذه التعاليم الربانية، وعن هذا الهدي النبوي الذي أرشدنا إليه الرحمة المهداة للبشرية فحظ من أخذ من معينه، ويا حسرة من أعرض عنه. (الرحمن الرحيم) قال السعدي:هما اسمان مشتقان من الرحمة والرحمن مشدد وفيه المبالغة أشد من الرحيم، ونفهم من هذا أنه تعالى ذو الرحمة العظيمة التي وسعت كل شي، وعمت كل حي. قال ابن عباس: هما اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر أي أكثر رحمة. وهكذا يتبين لنا أن البسملة أمر له شأن عظيم، وكذلك أسماءه الحسنى ومنها الرحمن والرحيم حينما تضاف إليها تكون ذا معنى أشمل وأوضح، وعليه فإن على المسلم أن يكون متنبهاً لهذا الأمر، وأن لا يغفل عن البسملة في أي شأن من شئون حياته.
الوقفات
1 - البسملة شأنها عظيم في كل أمر.
2 - ورد في الحديث أن سترنا عن أعين الجن قول بسم الله.
3 - الحث على البسملة عند الجماع لكي نتجنب ذرية أبليس الذي أقسم بالذات الإلهية ليشارك آدم في ذريته وفي أموالهم، فكم نرى والعياذ باله من الشباب الذي يكره الحق، ومنغمس في الشهوات، وكم نرى من غرق في أوحال الربا والتي شاركهم أبليس في تلك الأموال وأضلهم عن طريق الهدى والصلاح.
4 - كل عبد من عباد الله يرجوا الرحمة من الله عز وجل، و قد جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لن يدخل أحداً الجنة بعمله، قالوا حتى أنت يا رسول الله قال حتى أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته.
____________________
(1) صحيح البخاري (141). صحيح مسلم (1434).
_____________________________________
آيات ووقفات (الحلقة الثانية)
الحمد لله رب العالمين
الله عز وجل أنزل هذه السورة العظيمة، وفيها من الألفاظ العقائدية، والبلاغة الربانية، وتهذيب ألسننا، وتعليم أنفسنا، وخضوع أرواحنا لله عز وجل، فعلمنا كيف الأدب مع الله، فالحمد والثناء أولاً، ثم الدعاء، وفيها أقسام التوحيد الثلاثة، توحيد الربوبية، وتوحيد العبادة (الإلوهية)، وتوحيد الأسماء والصفات، فلنتمعن في آياتها، ونبحر في معانيها، ونستشف بعض أسرارها، ونغرف من منابعها الرقراقة، قال الله تعالى (الحمد لله) وتعني هذه الكلمة الثناء على ربنا الله بصفات الكمال، والشكر لله خالصاً دون سائر ما يعبد من دونه. عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما أنعم الله على عبد نعمة فقال: الحمد لله إلا كان الذي أعطى أفضل مما أخذ (2).
(يُتْبَعُ)
(/)
فلله الحمد والشكر والثناء الحسن على أكبر نعمة أنعم علينا بأن أنزل على رسوله قرأناً نتلوه، ومنهجاً ننهجه، وعلماً ننهل منه، وشفاءً للأسقام، ونوراً للأفهام، وانشراحاً للصدور، ونوراً في القبور، وشفيعاً لقارئه، وحجة للعبد أو عليه نسأل الله أن يجعله حجة لنا وقائدنا إلى الفردوس الأعلى من الجنة.
وقوله (رب العالمين) فمعناها هو الرب المربي جميع العالمين، وهم الذين أعد الله لهم النعم العظيمة، والالاء الجسيمة، التي تستقيم بها الحياة، وتنعم بها البشرية، ونعمه كذلك على العالم الآخر عالم الجن، الذي يشاطر البشر في قوله تعالى (سنفرغ لكم أيه الثقلان) وقول (يا معشر الإنس والجن) وقول (وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون) قهم مكلفون تماماً كالبشر، فأيضاً لهم أرزاقهم ونعائم الله عليهم لا ينكر ذلك إلا كافر، فهم أيضاً من العالمين الذين ذكرهم الله في الآية، قال ابن كثير رحمه الله: ففي رواية سعيد بن جبير وعكرمة وعن ابن عباس: أي رب الجن والأنس. وقال الفراء وأبو عبيد: العالم عبارة عما يعقل وهم الأنس والجن والملائكة والشياطين. قال السعدي رحمه الله: للتربية الربانية نوعان عامة وخاصة، فالعامة هي خلقه للمخلوقين ورزقهم وهدايتهم لما فيه مصالحهم التي فيها بقاؤهم في الدنيا، أما الخاصة فهي تربيته لأوليائه، فيربيهم بالإيمان ويوفقهم له ويكملهم ويدفع عنهم الصوارف والعوائق الحائلة بينهم وبينه. وهكذا يتبين لنا معنى من المعاني العظيمة، التي يقر الله فيها أن الفضل له والمنة علينا إذ أنه هو ربنا المربي لنا، والمعلم لنا، والهادي لنا، والذي أخرجنا بفضله وإحسانه من الظلمات إلى النور، وهدانا إلى صراطه المستقيم، فهو الرب المعبود، والإله المألوه الذي تعبده هذه العوالم من الأنس والجن والملائكة والشياطين، و لكن الكثير من الناس لا يعترفون برب العالمين كالملاحدة وغيرهم من أصحاب العقائد الأرضية، الشيطان رغم عصيانه وتمرده على الله إلا أنه لا ينكر بأن الله هو رب العالمين ولكنه حينما تمرد وعصى أمر الله بالسجود لآدم أخرجه الله من جنته، وحل عليه غضب الرب،ولكنه يعترف ويقر بان الله هو رب العالمين ولا ينكر هذا، قال الله تبارك وتعالى (كمثل الشيطان إذ قال للإنسان أكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين) وهذا لا ينكره أحد بأنه هو المعبود، أما الملحدين والعياذ بالله من حالهم فهم ينكرون الرب تبارك وتعالى فيقولون لا إله والحياة مادة. وتدل هذه الآية دلالة واضحة على إنفراد الله بالخلق وتدبيره لهم وإنعامه عليهم وهو سبحانه له كمال الغنى، والعباد مفتقرون إليه لقوله تعالى (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد) (1).
الوقفات
1 - فضل سورة الفاتحة وأنها لا صحة لصلاة المرء إلا بها.
2 - الرب سبحانه وتعالى هو المربي لنا بنعمه ومنها نعمة الإسلام الذي هدانا إليه بفضله وإحسانه.
3 - التربية الربانية لنا حيث علمنا ربنا كيف نتأدب معه سبحانه فنحمده ونثني عليه ثم ندعوه.
________________
(2) صحيح: الألباني في صحيح الجامع (5563).
(1) سورة فاطر 15.
___________________________
آيات ووقفات (الحلقة الثالثة)
ننتقل الآن إلى المرحلة الثانية، والجانب الآخر من هذه السورة، والذي نتعرف فيها على أسرار جديدة، وحكم عديدة، فبعدما علمنا الله عز وجل كيف نحمده ونثني عليه، فيذكر لنا صفاته العظيمة، وهي الرحمة، قال الله سبحانه وتعالى (الرحمن الرحيم) شرحت معناها في الحلقة الأولى،ثم قال سبحانه (مالك يوم الدين) هو الملك المتصرف في عباده، ويظهر ملكه وأمره ونهيه، وثوابه وعقابه، وحكمه وعدله، في يوم الدين وهو يوم القيامة، يوم الحساب على الأعمال التي قدمها العباد إما خيراً، وإما شراً والعياذ بالله من سوء المنقلب. وقد جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" يقبض الله الأرض ويطوي السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض؟ أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ " (2). الله أكبر هناك اليوم الفصل، هناك تستوي البشرية، فلا فرق بين راع ومرعي، ولا شريف ووضيع، ولا سيد وعبد، ولا غني وفقير، ولا خادم ومخدوم، الجميع سواسية في الحساب والجزاء،يأخذ كل مظلوم حقه من
(يُتْبَعُ)
(/)
ظالمه، الله هو الملك في هذا الكون، ولكنه يتجلى ملكه في يوم القيامة بحكمه وعدله وقضائه، ويرون العباد كل ذلك مشاهدة، قال تعالى (لقد كنت في غفلة من هذا فبصرك اليوم حديد).
الوقفات
1 - ذكر الله سبحانه صفتين عظيمتين الرحمن والرحيم.
2 - ذكر الله سبحانه ملكه وعظمته المتجلية في يوم الدين فلا ينفع ملوك الأرض ملكهم، ولن ينفع أي مخلوق مخلوق آخر بل الجميع تحت حكم ملك الملوك سبحانه وتعالى.
3 - إثبات أن لله يد سبحانه وتعالى كما جاء في الحديث، ونثبت ذلك من غير تأويل (3)، ولا تكييف (4)، ولا تشبيه (5)، ولا تعطيل.
4 - هذه الآيات تشعرنا بهول الموقف بين يدي الرب عز وجل، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، ولكنه كما جاء في الحديث يخفف على المؤمنين كصلاة أحدكم. (6)
__________________
(2) صحيح: البخاري (7413)، مسلم (2788). قال القاضي عياض في شرح هذا الحديث "في هذا الحديث يقبض ويطوي، كله بمعنى الجمع، لأن السموات مبسوطة، وألأرضين مدحوة وممدودة، ثم يرجع ذلك إلى معنى الرفع والإزالة وتبديل الأرض غير الأرض والسموات، فعاد كله إلى ضم بعضها إلى بعض، ورفعها وتبديلها بغيرها.
(3) أي نفسرها كما نشاء.
(4) أي نقول كيف او نسأل عن كيفيتها.
(5) أي نشبهها بأيدينا مثلاً، بل نقول (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير). أنظر كتاب شرح العقيدة الواسطية- لمحمد بن عثيمين رحمه الله.
(6) أي قدر مدة وقوف المؤمنين يخفف حتى يصير مقدار صلاة فريضة في هذه الدنيا فلله الحمد والمنة.
______________________________________
آيات ووقفات (الحلقة الرابعة)
إياك نعبد وإياك نستعين
وننتقل الآن إلى المرحلة التربوية الربانية التي لفتنا الرب إليها، فكيف نستغيث به، وكيف نذكر أنفسنا، ونذلها بين يديه، وكيف نبتهل إليه بصالح أعمالنا، إنها حقاً تربية عظيمة، يذكرنا بها الرب جل وعلا، ويهذب نفوسنا بالتعلق به، واللجوء إليه لهذا قال سبحانه وكأنه يقول قولوا يا عبادي: (إياك نعبد وإياك نستعين) أي لا نعبد إلا إياك ولا نستعين بأحد سواك، وهذه التربية الربانية، من أجل السعادة الإنسانية، وإلا فالله عز وجل هو الغني ونحن الفقراء إليه، ولكنه سبحانه يربينا، ويعلمنا كي تقوم علينا الحجة، فلا يلوم العبد بعد هذه التربية إلا نفسه، لأنه عرف طريق الحق، وطريق الضلال، وعرف الظلمات والنور، والشقاء والحبور، وما علمنا بتلك الأقوال والأفعال، وأرسل رسوله، وانزل كتابه، إلا لكي نتبع المنهج الرباني الذي ارتضاه لعباده كي ننال مرضاته، ونصل إلى حبه ومغفرته، فمن للمسلمين من ناصر في حروبهم مع من اعتدى عليهم، وخرب دورهم، وأهلك الحرث والنسل، من المستعان في قضاء الحوائج؟ وتفريج الكربات؟ وشفاء المرضى؟ والرحمة بالأموات؟ من يتولى تلك الشئون كلها غير الله الواحد القهار، علَّمنا ربنا كيف تكون العبادة لله وحده، فهو الخالق الرازق، الناصر، المدبر للأمور كلها، ومجيب المضطرين، وكاشف البلايا والمصائب، فتكون له وحده العبادة، والاستعانة جزء من العبادة فالعبادة أسم جامع لكمال المحبة لله والخضوع له والخوف منه.
الوقفات
1 - الاستعانة جزء من العبادة، ونوع من أنواعها الكثيرة، فمن صرف نوعاً منها لغير الله فقد أشرك بالله عز وجل، وكما هو معلوم (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).
2 - التربية الربانية أعظم حافزاً لنا للوصول إلى العمل الصالح الذي نعمله مخلصين فيه لوجه الله (1) عز وجل.
3 - كمال الخضوع والاستغاثة بالعمل الصالح وتقرير العبودية الخالصة لله وحده جاءت كلها في هذه الآية.
________________
(1) قال الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله ومعنى يعمل المسلم العمل لوجه الله أي ليدخل الجنة فيرى وجه الله انتهى كلامه. وهذا معروف والدليل قوله تعالى (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة)، وقال سبحانه (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) قال المفسرون الزيادة أي النظر إلى وجه الله عز وجل.، وقال سبحانه (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون، كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون) فرؤية المؤمنين لله ستكون حقيقة وشرفاً للمؤمنين، ومن لا يؤمن بهذا فقد كفر. (كتاب شرح رياض الصالحين).
_____________________________________
آيات ووقفات (الحلقة الخامسة)
اهدنا الصراط المستقيم
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه لمحة أخرى من التربية الربانية لعباده المؤمنين كيف يكونون في جميع أحوالهم خاضعين لله، متذللين لعظمته، وناكسي رؤوسهم بين يديه، فماذا علمهم أن يقولوا بعدما أثنوا عليه وحمدوه وأجلَّوه؟ وقرروا أنهم عبيدٌ له وحده، لا يعبدون إلا الله، ولا يستعينون إلا به، أمرهم بأن يقولوا اهدنا الصراط المستقيم، أي يارب اهدنا طريق الحق المبين، طريق الهدى والصلاح، طريق المغفرة والرحمة، الطريق المؤدي لرضا الرب وعفوه، وهو دين الإسلام. فما أحوجنا إلى هداية الله، وما أحوجنا إلى تعلم ديننا، وأركانه ووسائل الخير التي تدلنا على رضا ربنا، ما أحوجنا أن نعرف صراط الله المستقيم، ونعرف كيف سلكه الذين من قبلنا من السلف الصالح، ما أحوج الأمة اليوم أن تعيش حياة الصالحين، الذين أرادوا الخير فعملوه، وأرادوا السلام فحققوه، وأردوا الكرامة فنالوها، وذلك لأنهم اتبعوا ما يرضي الله فرضي الله عنهم، قال تعالى (رضي الله عنهم ورضوا عنه)، إنهم الذين سكبوا دمائهم في سبيل الله إرضاء لله، ونشراً لدينه، وليس كما يقول المستشرقون بأنهم نشروا الدين بالسيف، فالسيف لا يدخل الإيمان في القلوب، ولكنهم عرضوا على رؤساء الكفار من فارس والروم، عرضوا عليهم أن يسمحوا لهم بتعليم الناس دين الإسلام، أو أن يدفعوا الجزية، أو الحرب، فكانت خياراتهم المتكبرة المتغطرسة دائماً تنادي بالحرب، فكان لهم ما اختاروه، وماذا كانت النتيجة؟ هزمهم الله، ونصر المؤمنين، حتى وصل الإسلام إلى بقاع كثيرة من العالم، وهناك دول تدين بالإسلام اليوم لم ينتشر فيها الإسلام عن طريق معارك، بل انتشر بأخلاق التجار المسلمين، وهذه صفات العباد الصالحين الذين كانوا أمثلة رائعة في التحلي بالإسلام ديناً، وخلقاً. قال السعدي رحمه الله "فاهدنا إلى الصراط واهدنا في الصراط فالهداية إلى الصراط لزوم دين الإسلام، وترك ما سواه من الأديان، والهداية في الصراط تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علماً وعملاً".
الوقفات
1 - تقرير ضعف وافتقار العبد لهداية الله، فكما قال ابن رواحه فوالله لولا الله ما اهتدينا ولا صمنا ولا صلينا.
2 - وجوب مسألة الله الهداية والصلاح لقوله صلى الله عليه وسلم (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك).
3 - تربية الله للمؤمنين أعظم مسألة، وهي مسألته سبحانه الهداية والثبات على الصراط المستقيم، وهو الإسلام فلله الحمد والمنة أن هدانا إلى الإسلام حيث نعبد الله وحده بدون وسطاء أو أولياء بيننا وبينه.
______________________________
آيات ووقفات (الحلقة السادسة)
صراط الذين أنعمت عليهم
ننتقل الآن إلى معرفة جديدة، وصفة مجيدة، لأي صراط يريد ربنا أن نسلكه، وأي هدى يريدنا أن نتبعه، وأي سلوك يريدنا سلوكه، هل هو سلوك عبدة البقر، أو سلوك عبدة العجل، أو الساجدين لصنم العذراء مريم، او صنم المسيح، كما يزعمون، أو للصليب، أو للكاهن، أي صراط يا رب تريد أن نتبعه، هل هو سبيل عبدة بوذا، أو عبدة النار، أو عبدة الشمس، قال الله عز وجل (صراط الذين أنعمت عليهم) وهم النبيون والصديقون والصالحون، وقال وكيع هم المسلمون. الله أكبر آية واضحة المعالم، دقيقة اللفظ، محددة الهوية، آية توقظ القلوب، وتحفز الهمم، و تنور الأبصار، وتجلي الغشاوة، آية تدفع المرء للتنافس مع إخوانه كي يصل إلى ما وصل إليه هؤلاء، آية تحرك الإيمان، وتجعل صاحب القلب السليم يزيد يقيناً بفضل الله، والغافل تجعله يصحوا من غفلته، ويندم لخطيئته، لقد علمنّا الله في هذه الآية أن هناك سبيل واحد يقودنا لرضاه سبحانه وتعالى ألا وهو سبيل المؤمنين الموحدين العبادة لله وحده لا شريك له، وهم النبيون من نوح إلى محمد عليهم الصلاة والسلام، ومن تبعهم وصدقهم واتبع منهجهم، أما الذين يعتقدون أن ما يسمى في عصرنا الحاضر مسيحيون (والحقيقة أن الله سماهم نصارى) لزعمهم إتباعهم للمسيح عيسى، فهم غير متبعي عيسى عليه الصلاة والسلام، والمسلمين هم حقيقة متبعي دين عيسى عليه السلام، لأن عيسى عليه السلام كان يدعوا لعبادة الله الواحد الأحد، ولكن كتب النصارى حرفت، وعقيدتهم تبدلت، وسير أنبياء الله شوهت، حيث قالوا زعماً منهم أن عيسى هو أبن الله، وهذا زعم باطل، وعقيدة باطلة، وإشراك بالله، وطمس لحقيقة التوحيد، فهم
(يُتْبَعُ)
(/)
مشركون بالله، حائدون عن الطريق القويم، والصراط المستقيم، قال تعالى (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة) وقال سبحانه يؤنب عيسى عليه السلام وهو سبحانه أعلم (أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله) فقال عيسى منكراً هذا الأمر (ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن أعبدوا الله ربي وربكم) وهذا بطبيعة الحال سيكون سؤالاً موجها لعيسى عليه السلام أمام تلك الملايين من البشر الذين أعدهم الله من أهل الظلال كما سيأتي في الآية القادمة. أما اليهود فهم الذين أفسدوا عقائد الناس، لحبهم للربا، وتمردهم وعصيانهم لأوامر الله، فكانوا يشوهون في توراتهم الرب عز وجل (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء) وكانوا يشوهون سمعة الأنبياء، ويتهمونهم بالزنا والجرائم التي لا تليق بالناس الأسوياء فضلاً عن الأنبياء، فقد اتهموا مريم العذراء بالزنا، والقصة معروفة حين برأها الله بكلام أبنها عيسى في المهد، وقد قالوا عن نبي الله لوط أنه ضاجع ابنتيه بعدما شرب الخمر وسكر، ولا يزال الكثير يعتقد أن هذه آية من آيات الإنجيل، وهذا والعياذ بالله من الجهل وإلا كيف يليق أن يتكلم الرب بهذا الكلام، أو يصف أحد أنبيائه بهذه الصفة، ويؤمنون بقناعة وجود هذا، ولما أرادوا أن يخرج نبي الله الذي وعدهم ربهم بخروجه من مكة، زوجوا بناتهم للعرب في مكة، وجنوب الجزيرة، وفي المدينة المنورة وغيرها كي تأتي الرسالة مرة أخرى من بني إسرائيل، و يكون النبي من سلالتهم، ولكن الله نزع الرسالة منهم لعدم كفاءتهم، لها ولشدة إعراضهم عن أوامر الله، فكانت الرسالة لنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، وهو يأتي نسبه من إسماعيل أبن إبراهيم وأمه هاجر، ولم يأتي هذه المرة نبي من بشارة الله لإبراهيم وهو أبنه إسحق الذي ينحدر من سلالته كل اليهود، لذلك حقد اليهود على نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام، حتى أتى المنافقين وعلى رأسهم عبد الله ابن أبي أبن سلول الذي أسلم نفاقاً، وحرف المفاهيم الإسلامية، حتى غلا في الخلافة فقال بفرضية وجوب أحقيتها لآل البيت حتى افترقت الأمة فأصبح سنة وشيعة، وتمزق الصف الإسلامي، وظهرت الفرق المختلفة، وتفرعت، ولكن بقي المؤمنون أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، وهم أهل السنة والجماعة بقوا على الحق المبين، والصراط المستقيم.
الوقفات
1 - تعليم الرب لنبيه وأمة محمد التهذب في السؤال الموجه للرب سبحانه وتعالى، وهو الهداية للصراط المستقيم.
2 - تعليم الرب لنا عن طريق نبيه أوصاف الذين أنعم الله عليهم قال تعالى (أولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً) فهذه تفسر قوله تعالى أنعمت عليهم.
3 - تبين هذه الآية نعمة الله وفضله و هدايته لعباده الصالحين وحثهم على سلوك مسالكهم للنجاة يوم القيامة والخلود في الجنة.
_______________________________________
آيات ووقفات (الحلقة السابعة)
غير المغضوب عليهم ولا الضالين
بعدما بين الله لنا صراط الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وعرفنا أن لا نجاة لنا إلا بإتباع منهجهم، وسلوك مسلكهم، جاءت هذه الآية بالصفة الأخرى والجانب الثاني، النقيض تماماً لأهل الهدى والحق، فالمغضوب عليهم هم اليهود، فلم يتعظوا بالمواعظ، ولم يقروا بنعم الله عليهم، ولم يحترموا أنبيائهم، بل ظاهروهم بالعداء، وبارزوهم بالحرب، وجزوا رأسي نبي الله زكريا، وأبنه يحيى عليهما السلام، ولما نجا الله موسى من البحر ورأوا أناس يعبدون أصناماً لهم، سألوا موسى أن يجعل لهم آلهة مثلهم، وأرادوا قتل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وسحره لبيد بن الأعصم بأثر من شعره ورماه بمشطه في بئر ذروان، وسممته اليهودية في ذراع الشاة الذي ظلت تلك الغدرة تضايقه عليه الصلاة والسلام حتى مات، وذلك ليموت عليه الصلاة والسلام شهيداً، ويكون قدوة لنا في الشهادة، تلك الأعمال وتلك السبل كانت سبباً في غضب الله على اليهود، وحل بهم ذلك الغضب لأسباب كثيرة سنجدها إن شاء الله في بقية السور، أما (الضالين) فهم النصارى الذين ضلوا عن دينهم، واتبعوا أهوائهم، فالكثير منهم يعرف أن دين الإسلام هو دين الحق، وأن محمد خاتم النبيين خصوصاً في زماننا هذا الذي كثرت فيه الكتب،
(يُتْبَعُ)
(/)
والمعارف، واختلطت الشعوب ببعضها، وانتشر العلم في مجالات كثيرة، وأصبح الذي في المشرق يعرف ماذا يحدث في المغرب، عن طريق وسائل الإعلام، والكتب والاتصالات، ولكنهم أعرضوا عن كل ذلك تعصباً لتأريخهم الأسود، الذي جاء بالكوارث، والمصائب على المسلمين، فهم لا يرون أن يدخلوا دين الإسلام فهو يحرمهم من كبريائهم، وزعاماتهم، وشهواتهم، فالإسلام في نظر الكثير منهم عائقاً أمام الكثير من الشهوات التي يريدون أن يفصلوا بين دين الله وبين شئون الحياة فصلاً تاماً، فالربا يؤيدونه، والزنا لا حكم ولا حد على من فعله، واللواط حرية شخصية، وهناك المنظمات واللجان، والمحاكم التي تعقد الزواج للوطيين، نعوذ بالله من الضلال.
قال ابن كثير في معنى الآية: أي غير صراط المغضوب عليهم وهم الذين فسدت إرادتهم فعلموا الحق وعدلوا عنه، ولا صراط الضالين وهم الذين فقدوا العلم فهم هائمون في الضلالة لا يهتدون إلى الحق.
الوقفات
1 - تقرير غضب الله على اليهود لتمردهم على أوامر الله وقتل أنبياءه.
2 - التحذير من سلوك أو إتباع نهج اليهود والنصارى، ولقد جاء في آيات عدة حرصهم على إضلالنا كقوله تعالى (وودوا لو تكفرون) وقال سبحانه (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم) وقال سبحانه (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) فهذه الآيات تكشف لنا مكائدهم وإراداتهم الحثيثة على إفساد عقيدتنا النقية الصحيحة.
3 - تقرير ضلال النصارى فاليهود عرفوا الحق وعدلوا عنه، والنصارى ضلوا الطريق وجهلوه لكنهم لا يعذرون الآن مع الانفتاح العالمي، وثورة الاتصالات، وتواصل الشعوب، وانتشار وسائل الإعلام، فأصبحت تلك الوسائل كلها حجة عليهم، لأن فيها إشارات وبرامج، ومواقع دينية بلغات مختلفة تنشر دين الإسلام.
4 - الحق هو ما جاء به الأنبياء كلهم، ولكن اليهود هم من تسبب في إلحاق التحريف في التوراة والإنجيل، ففسدت عقائدهم، وحفظ الله القرآن الكريم.
______________________________________
آيات ووقفات (الحلقة الثامنة)
سورة البقرة
ألم (1) ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين (2)
ألم الله العالم بمعناها، وقال المفسرون أن تلك الحروف التي جاءت في مقدمة بعض السور، إنما هي تعجيز لكفار قريش الذين لم يؤمنوا بالقرآن الكريم، وكذبوا به، بل حتى أنهم كانوا يقفون في الطرقات ويحذرون الناس أن لا يستمعوا لمحمد، (وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن وألغوا فيه) كانت تلك هي الأساليب العدوانية، والسلوكيات الشائنة، والأعمال القبيحة التي استقبلوا بها محمد وأصحابه، وعملوا كل فضيع، واقترفوا كل شنيع، ومزقوا جلود العبيد بالسياط، لأنهم وحدوا الله عز وجل، وأتبعوا سبيل الرشاد، لأنهم خرجوا من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، فيقول الله هذه الأحرف تعجيزاً لهم، إن كنتم تقولون إن هذا القرآن أساطير الأولين (فأتوا بسورة من مثله) فاستخدموا مثل هذه الأحرف، وأتوا بكتاب مثله، وذلك تعجيزاً لهم ولن يستطيعوا قال تعالى (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله) وقال سبحانه (ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم) لقمان 27. لذلك فالله عز وجل أنزل هذا الكتاب معجزة خارقة، وهداية باهرة، وشفاء لما في الصدور، ونوراً وبهاء، ويقيناً وضياء، طمأنينة لقلوب المؤمنين، وتعريف لهم بوعد الله ووعيده. ثم قال الله تعالى عن كتابه العزيز (ذلك الكتاب) أي هذا الكتاب وهو القرآن، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، الكتاب الذي شرح الله به صدور العباد، وعرف الناس بأنه الوحي المنزل من الله عز وجل، فأسلموا، واهتدوا، لا ريب فيه ولا شك، فهو الحق المبين نزله الله على نبيه محمد بواسطة الملك جبريل عليه السلام قال تعالى (وقرأنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً) وقال سبحانه (قل من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله) البقرة97. وهذا دليل على تنزيل القرآن، وتلقين جبريل لمحمد صلى الله عليه وسلم، فقد كان أمياً لا يكتب، ولكنه يحفظ القرآن حينما يسمعه من جبريل، إلى أن جمع القرآن في عهد الخليفة الراشد أبي بكر
(يُتْبَعُ)
(/)
الصديق رضي الله عنه، وفي عهد الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه، فلله الحمد والمنة، وقوله تعالى هدى للمتقين فيه إقرار من الرب تبارك وتعالى على أن هذا القرآن هدىً للمتقين، سبحان الله وهل المتقي يحتاج هداية، فهو مهتدي ولكن أقول إن الإنسان مهما بلغ من قوة الإيمان، ودرجات الإحسان، وثقل الميزان بالدرجات، فهو ليس بمعصوم، وليس منزه من الخطأ والمعصية، بل هو معرض لكل ذلك، لذلك فإن الإيمان يزيد وينقص عند المسلم، فذكرنا الله سبحانه في هذه الآية أن من أخذ بتعاليم القرآن، ورفع به رأسه استفاد من هدايته، وكان تقياً متبعاً لأوامر ربه، ومجتنباً لنهيه. قال السعدي فالمتقون هم المنتفعون بالآيات القرآنية والآيات الكونية، ولن الهداية نوعان: هداية البيان، وهداية التوفيق، فالمتقون حصلت لهم الهدايتان وغيرهم لم تحصل لهم هداية التوفيق، وهداية البيان بدون توفيق للعمل بها ليست هداية حقيقية تامة. لذلك فالتقوى أمرها عظيم، فبها تتهذب النفس، وتستقيم الروح، وبها تعرف النفس قدر خالقها، قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله: و التقوى أن يعمل الرجل بطاعة الله على نور من الله يرجو رحمة الله وأن يترك معصية الله على نور من الله يخاف عذاب الله ولا يتقرب إلى الله إلا بأداء فرائضه ثم بأداء نوافله قال تعالى (وما تقرب إلي عبدى بمثل أداء ما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه .. الحديث) (1). إذاً التقوى ركيزة من ركائز العمل الصالح، وهي الدافع والحافز لكل عمل فيه الخير، وترك الإثم، وعلى ذلك يكون المسلم طوال حياته إن كان يريد سعادة الدارين، قال تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب)، وكذلك قال تعالى فاتقوا الله ما استطعتم سورة التغابن 16 قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:فأوجب التقوى بحسب الاستطاعة فلو كان من لم يتق الله لم يستطع التقوى لم يكن قد أوجب التقوى إلا على من اتقى ولا يعاقب من لم يتق وهذا خلاف المعلوم بالاضطرار من دين الإسلام وهؤلاء إنما قالوا هذا لأن القدرية والمعتزلة وغيرهم قالوا القدرة لا تكون إلا قبل الفعل لتكون صالحة للضدين الفعل والترك وأما حين الفعل فلا يكون إلا الفعل فزعموا أو من زعم منهم أنه حينئذ لا يكون قادرا لأن القادر لا بد أن يقدر على الفعل والترك وحين الفعل لا يكون قادرا على الترك فلا يكون قادرا وأما أهل السنة فإنهم يقولون لا بد أن يكون قادرا حين الفعل ثم أئمتهم قالوا ويكون أيضا قادرا قبل الفعل وقالت طائفة منهم لا يكون قادرا إلا حين الفعل وهؤلاء يقولون إن القدرة لا تصلح للضدين عندهم فإن القدرة المقارنة للفعل لا تصلح إلا لذلك الفعل وهي مستلزمة له لا توجد بدونه إذ لو صلحت للضدين على وجه البدل أمكن وجودها مع عدم أحد الضدين والمقارن للشيء مستلزم له لا يوجد مع عدمه فإن وجود الملزوم بدون اللازم ممتنع وما قالته القدرية فهو بناء على أصلهم الفاسد وهو أن إقدار الله المؤمن والكافر والبر والفاجر سواء فلا يقولون إن الله خص المؤمن المطيع بإعانة حصل بها الإيمان بل يقولون إن إعانته للمطيع والعاصي سواء ولكن هذا بنفسه رجح الطاعة وهذا بنفسه رجح المعصية كالوالد الذي أعطى كل واحد من ابنيه سيفا فهذا جاهد به في سبيل الله وهذا قطع به الطريق أو أعطاهما مالا فهذا أنفقه في سبيل الله وهذا أنفقه في سبيل الشيطان وهذا القول فاسد باتفاق أهل السنة والجماعة المثبتين للقدر فإنهم متفقون على أن لله على عبده المطيع المؤمن نعمة دينية خصه بها دون الكافر وأنه أعانه على الطاعة إعانة لم يعن بها الكافر كما قال تعالى ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون سورة الحجرات 7 فبين أنه حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم فالقدرية (1) تقول هذا التحبيب والتزيين عام في كل الخلق أو هو بمعنى البيان وإظهار دلائل الحق والآية تقتضي أن هذا خاص بالمؤمنين ولهذا قال أولئك هم الراشدون والكفار ليسوا راشدين وقال تعالى فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء سورة الأنعام 125، و قال تعالى إن أكرمكم عند الله أتقاكم فكل من كان أتقى كان أفضل مطلقا وإذا تساوى اثنان في
(يُتْبَعُ)
(/)
التقوى استويا في الفضل سواء كانا أو أحدهما غنيين أو فقيرين أو أحدهما غنيا والآخر فقيرا وسواء كانا أو أحدهما عربيين أو أعجميين أو قرشيين أو هاشميين أو كان أحدهما من صنف والآخر من صنف آخر وإن قدر أن أحدهما له من سبب الفضيلة ومظنتها ما ليس للآخر فإذا كان ذاك قد أتى بحقيقة الفضيلة كان أفضل ممن لم يأت بحقيقتها وإن كان أقدر على الإتيان بها فالعالم خير من الجاهل وإن كان الجاهل أقدر على تحصيل العلم والبر أفضل من الفاجر وإن كان الفاجر أقدر على البر، والمؤمن الضعيف خير من الكافر القوى وإن كان ذاك يقدر على الإيمان أكثر من المؤمن القوي وبهذا تزول شبه كثيرة تعرض في مثل هذه الأمور (2).
وقال ابن تيمية أيضاً: " أن التقوى وتصفية القلب من اعظم الأسباب على نيل العلم لكن لا بد من الاعتصام بالكتاب والسنة في العلم والعمل ولا يمكن ان احدا بعد الرسول يعلم ما اخبر به الرسول من الغيب بنفسه بلا واسطة الرسول ولا يستغني احد في معرفة الغيب عما جاء به الرسول وكلام الرسول مبين للحق بنفسه ليس كشف احد ولا قياسه عيارا عليه فما وافق كشف الانسان وقياسه وافقه وما لم يكن كذلك خالفه بل ما يسمى كشفا وقياسا هو مخالف للرسول فهذا قياس فاسد وخيال فاسد وهو الذي يقال فيه نعوذ بالله من قياس فلسفي وخيال صوفي (3). وقد تكلم في فضل التقوى الكثير من العلماء المتقدمين والمتأخرين، وصنفت فيها المصنفات، وأرجوا أن تكون اتضحت معانيها في هذه الجمل.
الوقفات
1 - عرفنا الرب سبحانه وتعالى على أن القرآن الكريم هو الكتاب الذي لا شك ولا مرية بأنه منزل من الله على نبيه محمد.
2 - إخبار الله سبحانه وتعالى أن المؤمنين المتقين هم الذين يهتدون بكتاب الله.
3 - من شك أو أعتقد أن هناك تشريع أو قانون (4)، أو حكم أفضل مما جاء في القرآن فقد كفر لقوله تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون).
_____________________________
(1) القدرية: الذين يجعلون أفعال العبد خارجة عن قدرة الله وخلقه وملكه.
(2) منهاج السنة النبوية 3/ 42.
(3) الرد على المنطقيين 1/ 511.
(4) كالذين ينادون بالتعددية الحزبية في الحكم، والديمقراطية، والانتخابات وغيرها كل ذلك مخالف للإسلام لأن حكم الإسلام يكون عن مبايعة أهل الحل والعقد، ومجلس شورى المسلمين، باختيار من هو أهلٌ للحكم الإسلامي الذي يكون من خيار القوم من العلماء المخلصين لدينهم ورعاياهم فيتم مبايعته، وليس كما ينادي البعض بالمشاركة من جميع الأطراف والمذاهب والنحل.
_______________________________________
آيات ووقفات (الحلقة التاسعة)
الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون
وهذه هي الصفة الثانية التي أمتدح الله بها عبده المؤمنين، الأتقياء الأوفياء، فوصفهم بأنهم (يؤمنون بالغيب) والغيب كل ما غاب من الأشياء غير المشاهدة، والتصديق التام بما أخبرت به الرسل، ولا يشاهد بالحس، فهذا الفرق بين المسلم والكافر، لأنه تصديق مجرد لله ورسله (1) فالمؤمن يؤمن بصفات الله ووجودها ويتيقنها، حتى لو لم يفهم كيفيتها. ثم قال (ويقيمون الصلاة) ويكون إقامتها بإتمام أركانها وواجباتها وشروطها، هذه إقامة الصلاة، وليس مجرد أدائها، وهذا هو الفرق، والتفاضل بين المؤمنين في تلك الميزة، التي خص الله بها عباده المتقين، لهذا وجب على المسلم أن يؤدي الصلاة، ويقيمها مع جماعة المسلمين بكامل أركانها وشروطها كي ينال الأجر العظيم من الله سبحانه وتعالى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت) (2). ثم قال سبحانه (ومما رزقناهم ينفقون) ومعناها من ما رزقناهم أي ينفقون النفقات الواجبة كالزكاة، والنفقة على الأهل، وكذلك النفقات المستحبة في أوجه الخير، لهذا جاء بمن التبعيضية أي جزء بسيط من أموالكم، ولكنه خير كثير. وجاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما تصدق أحد بصدقة من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كانت ثمرة فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل كما يربي أحدكم فلوَّه أو فصيله (3). وعن عدي بن حاتم قال: سمعت رسول الله صلى الله
(يُتْبَعُ)
(/)
عليه وسلم يقول:" من استطاع منكم أن يستتر من النار ولو بشق تمرة فليفعل" (4). وفي هذين الحديثين دلالة واضحة جلية عن فضل الصدقة، ولو بالشيء اليسير، ولو علم أصحاب الأموال بتلك المنزلة العالية، والثواب الجزيل، والعطاء العظيم، من الرب الرحيم، وبلوغ الجنة بالعمل اليسير مثل الصدقة لما بخلوا بأموالهم التي والله أنهم سيحاسبون عليها من أين أتت وفيما أنفقت، فمن أنفقها في سبل الخير، وتجهيز الغزاة في سبيل الله، وإغاثة الفقراء، وإطعام الجياع، أو المساهمة في طباعة الكتب الطيبة، ودعم مراكز الدعوة، والمدارس الدينية في أنحاء العالم، كل ذلك من أعظم القربات إلى الله (إن الله لا يضيع أجر المحسنين) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما نقص مال من صدقة).
الوقفات
1 - تقرير الإيمان بالغيب ويكون بالتصديق التام بكل ما أخبرت به الرسل مما لم نشاهدهم من الجنة والنار، و حياة البرزخ في القبر، وعذاب القبر والنار، ونعيم المؤمنين الأبرار، ودقة الصراط، ونعيم الجنة، وسعة الكرسي، وكبر راس الكافر، وعمق قعر جهنم، وأنهار الجنة، وغساق النار وغيرها.
2 - إن أداء الصلاة يكون في إقامة أركانها شروطها وواجباتها وليس في السجود والركوع دونما خشوع وسكينة، وتكون إقامتها في بيوت الله مع جماعة المسلمين.
3 - الزكاة فريضة وركن من أركان الإسلام من تركها كفر، وقد عرفنا في السيرة النبوية كيف أن الصديق الخليفة أبا بكر رضي الله عنه قاتل المرتدين الكفار الذين تركوا دفع الزكاة، قال له عمر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإذا قلوها عصموا مني دمائهم .. الحديث) فقال القائد المظفر، الخليفة الراشد أبا بكر: " والله لأقتلن من فرق بين الصلاة والزكاة" وقال " والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه إلى رسول الله لقاتلتهم عليه" فالمؤمنين الصادقين يدفعون الزكاة، وكذلك يتصدقون على المحتاجين المعوزين.
___________________
(1) من كلام السعدي رحمه الله بتصرف.
(2) صحيح: البخاري (8)، مسلم (16).
(3) صحيح: مسلم (1014) ومعنى فلوَّه أي المهر الصغير، وفصيلة أي البعير المفصول عن أمه. قال القاضي عياض عبر باليمين هنا عن جهة القبول والرضا إذ الشمال بضده في هذا قال: المراد بكف الرحمن هنا ويمينه كف الذي تدفع إليه الصدقة، وإضافتها إلى الله تعالى إضافة ملك واختصاص لوضع هذه الصدقة فيها لله عز وجل. قال: وقد قيل في تربيتها وتعظيمها حتى تكون أعظم من الجبل أن المراد بذلك تعظيم أجرها وتضعيف ثوابها، قال: ويصح أن يكون على ظاهره، وأن تعظم ذاتها ويبارك الله تعالى فيها ويزيدها من فضله حتى تثقل في الميزان، وهذا الحديث نحو قول الله تعالى (يمحق الله الربا ويربي الصدقات).
(4) صحيح: مسلم (1016). قال النووي رحمه الله وفيه الحث على الصدقة، وشق التمرة نصفها وجانبها، وأنه لا يمتنع منها لقلتها وأن قليلها سبب للنجاة من النار.
__________________________________________________
آيات ووقفات (الحلقة العاشرة)
والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون
بعدما قرأنا، وعرفنا صفات المؤمنين الذين امتدحهم الرب جل وعلا، بأنهم يؤمنون بالغيب، ويقيمون الصلاة، ويدفعون أموالهم في سبل الخير من زكاة، أو صدقة، أتى الله بهذه الآية، وفيها صفات أخرى، تقرب إلى أفهامنا صفات أهل الحق الذين أحبوا الله، وأحبهم الله، فهم المؤمنين الذين يؤمنون بالكتاب الذي أنزل الله عليك، والحكمة (السنة النبوية) التي علمك الله إياها، كما قال سبحانه وتعالى (وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تعلم) (1). وهذه لمحة أخرى، وصفة فضلى، وخلة حميدة، يتصف بها عباد الله المتقين، الذين يؤمنون بكتاب الله المجيد، ومعاني آياته، ومعالم هداياته، ومقاصد عباراته، يؤمنون بأن هذا القرآن هو كلام الله الرب العظيم الذي أوحاه إلى نبيه عن طريق جبريل عليهما الصلاة والسلام، لذلك فهم يعظمون آياته، ويدرسون معانيها، ويقدسون أسرارها، ويحكمون بموجبها، ويتعاملون مع الخلق وفقاً لتعاليمها، على منهج أهل السنة والجماعة، ويؤمنون كذلك بالحكمة وهي السنة النبوية المتمثلة في أفعال رسول الله صلى الله
(يُتْبَعُ)
(/)
عليه وسلم، وأقواله فلا علم للمؤمنين بكيفية الصلاة، وصفات الركوع والسجود، وكم ركعات الصلوات، وكيفية الوضوء، ومتى أوقات الصلوات إلا بفهم صحيح للأحاديث النبوية، والهدي النبوي الذي كان حاضراً مع الصحابة يعلمهم تلك الأمور كلها، وكان يقول صلى الله عليه وسلم (صلوا كما رأيتموني أصلي)، فمن لا يؤمن بذلك ويتبع سبيلاً غير هذا، ويؤمن بالقرآن ولا يؤمن بالحكمة فهو كافر، لانتفاء إيمانه بالهدي النبوي قولاً وعملاً. وكذلك يقتضي إيمان أولئك المتقين الإيمان بالكتب السماوية المنزلة من الله سبحانه على أنبيائه الكرام صلوات الله وسلامه عليهم، قال تعالى (وما أنزل من قبلك) ويتضمن هذا الإيمان بجميع الكتب، وجميع النبيين، وهذه صفة أخرى لعباد الله المتقين، وذلك لتصديقهم بنزول تلك الكتب، وبعثة أولئك الرسل إلى قومهم، أما نبي الله محمد فقد بعثه الله للناس أجمعين قال تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) (2). لذا فإن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعثه الله إلى جميع البشر.
ومن صفات المؤمنين المتقين أيضاً أنهم (وبالآخرة هم يوقنون) أي إنهم يؤمنون باليوم الآخر وما فيه من الجزاء والنكال، والثواب والعقاب، والسعادة والشقاء، وأصحاب النعيم، وأشقياء الجحيم، والآتيان بجهنم، وسجود الأنبياء، وذلة العصاة، وتبيض الوجوه المؤمنة، وتسود الوجوه الكافرة، يؤمنون برؤية الله، ويكلمهم الله سبحانه من غير ترجمان، كل بلغته ويقرهم بأعمالهم، ويؤمنون بتطاير الصحف، فتؤخذ باليمين أو بالشمال، أو من وراء الظهور، فلما أيقنوا بحدوث ذلك من إخبار الله لنا ورسوله في القرآن والسنة، ولما عرفوا واستيقنت قلوبهم (3) بحدوث كل ذلك، كان ذلك ركناً ركيناً من أركان الإيمان الستة، وأضحى من أعظم الدوافع للقيام بالأعمال الصالحة رهبة ورغبة لما عند الله.
الوقفات
1 - تقرير الإيمان بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم من جميع البشر، فلا حجة اليوم لأحد فالأغلبية الآن من الناس يعرف أو يسمع عن دين الإسلام.
2 - تقرير الإيمان بالكتب السماوية كلها، بأنها أنزلت في وقت ما على أنبياء الله، ولكن هل بقيت على حالها، هل ما في أيدي اليهود والنصارى الآن من كتب هل هي نفس الكتب السماوية المنزلة، كلا فالقرآن يكذب زيفهم ويكفر منهجهم، في قوله (وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون).
3 - وجوب الإيمان بالآخرة وما فيها يقيناً وتلك صفة من صفات المؤمنين.
_________________
(1) سورة آل عمران 113.
(2) سورة الأنبياء 107.
(3) قال السعدي رحمه الله واليقين: هو العلم التام الذي ليس فيه أدنى شك الموجب للعمل.
______________
آيات ووقفات (الحلقة الحادية عشر)
إن الذين كفروا سواءٌ عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون (7)
خلق الله عز وجل الإنسان، وأعطاه الحواس كي تدرك ما ينفعه فيأخذ به، ويترك ما يضره ويبتعد عنه، فمن استمع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، و عرف الحق، وبلاغة القرآن، واهتدى بهديه، أفلح ونجا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، والعرب كان معلوم لديهم الشعر، فكان بمثابة الإعلام في عصرنا الحاضر، وكان مهماً جداً في نظرهم، فلما سمعوا القرآن عرفوا بأن ذلك ليس شعراً، وليس بطلاسم المشعوذين والسحرة، وإن فيه من البيان العظيم، والفصاحة البليغة، واخبار الأمم السابقة، لذلك أسلم الكثير ممن فتح الله على قلوبهم، وأنار بصائرهم، أما الذين أعرضوا عن سماع الحق، وتولوا عن مخالطة الصحابة الذين اعتبروهم في زعمهم صابئة لأنهم تركوا دين آبائهم، وانخرطوا في دين لم تعترف به قلوب كفار قريش كفراً وجحوداً، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتألم على حالهم، وهو الرحمة المهداة للبشرية، صلى الله عليه وسلم، ولكنه كان يسليه ربه ويقول له (إنما عليك البلاغ) ويقول سبحانه (إنك لا تهدي من أحببت) ويقول سبحانه (فإن لم يستجيبوا لك فاعلم إنما يتبعون أهواءهم) (1). ويقول سبحانه (فلا تذهب نفسك عليهم حسرات) (2). لذلك جاءت هذه الآية في شدة المعترك بين الحق والباطل، وبين نصرة الحق وأهله، ودحض الباطل وأهله، وكانت الفرقان بينهما، فجاء فيها وصف هؤلاء الكفار المعاندين لدين الله، وأعني هنا أن كفار قريش كانوا وثنيين يعبدون الأصنام، وهي في واقع الأمر كانت صوراً منحوتة في الصخور لرجال صالحين كانوا يعبدون الله على دين الحنيفية، دين إبراهيم عليه السلام، ولكن مع طول الأمد، وغواية الشيطان لهم، أخذوا يعتقدون فيها وأنها تقربهم إلى الله ببركة أصحابها الصالحين، فأخذوا يقربون القرابين لها، ويعبدونها مع الله، فأصبحوا بذلك مشركين، فمنهم من أسلم مع النبي، ومنهم من بقي على كفره وعناده، فقال الله سبحانه وتعالى (إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) أي الأمر عندهم سيَّان لأنهم لم ترد قلوبهم سماع الحق ولا إتباعه.
الوقفات
1 - الكفر هو الغطاء الذي يغطي القلب فهؤلاء مغطاة قلوبهم عن الحق.
2 - مهمة الرسل البلاغ فقط، وفي هذا درس للدعاة لدين الله.
3 - الران الذي على قلوب الكفار من شدة إعراضهم عن دين الله جعل قلوبهم منكرة للحق مقبلة على الباطل فأصبحت الأمور لديها متشابهة سواء دعيت وأنذرت أم لم تنذر فلن تفتح للإيمان.
______________
(1) سورة القصص: 50.
(2) سورة فاطر: 8.
_____________
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعيد محمد]ــــــــ[29 Mar 2006, 09:23 م]ـ
آيات ووقفات (الحلقة الثانية عشرة)
ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم (8)
وهذا هو المانع الشديد، والحائل المحيد، عن الطريق السديد، ذلك الطبع وهو الختم الذي جعله الله بسبب كفرهم (2). فلا يدخلها الإيمان، ولا تقر به أنفسهم، ولا تعرف الطريق إليه، قال مجاهد (ختم الله على قلوبهم) قال: الطبع ثبتت الذنوب على القلب فحفت به من كل نواحيه حتى تلتقي عليه فالتقاؤها عليه الطبع والطبع الختم. وجاء في حديث حذيفة رضي الله عنه في الصحيح أن رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تعرض الفتن على القلب كالحصير عوداً عوداً فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض، والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً" (3). أما أسماعهم فجعلها مغلقة عن سماع الحق، معرضة عنه، فلا يهتدون إليه، وأبصارهم عليها غشاوة، فلا ترى الحق، ولا تتحقق من وجوده، إذ هي معمية عنه فيكون الكافر والعياذ بالله أعمى البصر، ومطموس البصيرة. ولكن ذلك لم يحدث إلا بعد الوعظ والبلاغ، فقد نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم من على الصفا لما أمره الله بالجهر بالدعوة فجمع أهل قريش، وقال لهم إني لكم نذير بين يدي عذاب شديد، فقال له أبا لهب: تباً لك ألهذا جمعتنا؟، والحوادث كثيرة، وإيذاء أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، ومحاولات قتل النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا والعياذ بالله زيغ منهم فكان جزاء لهم أن أضل الله قلوبهم (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم) لأنهم لم تفدهم المواعظ، وأساليب الدعوة المختلفة، حتى أن رسول الله بقي يدعوا قومه ثلاثة عشر عاماً، فما آمن معه إلا قليل، ومعروفه قصته حينما ذهب إلى الطائف، وأدموا جهلتها قدماه الشريفتان، وفي هذا تذكير للدعاة، أن الطريق شائك، والأعداء كثير، والشهوات محفوفة بالنار، والجنة محفوفة بالمكاره، والطريق غير ممهد، والقلوب مختلفة، فلا يحسب الداعية أن الدعوة سهلة المنال، ولا أن يتوقف عنها لأن هؤلاء الناس لن يهتدوا لختم الله على قلوبهم، ولكن يجب عليه التحلي أولاً بالعلم الشرعي الصحيح، ثم بالحلم، والصفات العظيمة التي كان يتصف بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن لا يضع في باله أنه يجب على من بلغ أن يهتدي، كلا الأمر ليس كذلك، ولكن عليه أن يبلغه بالعلم الشرعي، والوسائل المتاحة اليوم، من وسائل الاتصالات المختلفة، فبالإمكان الآن أن ترسل أي ملف صوتي أو مرئي إلى أي جهة في العالم، ومن أي جهاز حاسوب كان فالدعوة ليست مقصورة في مكان معين، أو بطريقة واحدة فقط. إننا اليوم نتمتع ولله الحمد بالبرامج الكثيرة، والكتب الموضوعة في شبكة الإنترنت، والتي اختصرت الكثير من الأوقات في البحث، والتأصيل، والتخريج، والتفسير، والترجمة كل ذلك موجود في البرامج الحاسوبية، والمواقع المنتشرة في الإنترنت.
فلا يعني أبداً أن نيأس من دعوة الكفار، أو تبليغهم ديننا، وتعاليمنا التي ننعم بها ولله الحمد والمنة، لهذا فحري بنا أن نقوم بكل ما بوسعنا القيام به كي تنتشر الدعوة، وينتشر الإسلام، والذي أصبحت صورته اليوم مشوهة، وأخبار الناس عنه غريبة وعجيبة، فلقد اقض مضاجع اليهود، والنصارى الحاقدين، انتشار الإسلام، ومعرفة الناس لأسراره، وروحانية النفس في ظلاله، فأغاظهم ذلك، وحاربوه أشد المحاربة، وشنوا الحملات تلوا الحملات للقضاء عليه ولكنهم لم ولن يستطيعوا فالله عز وجل هو حافظه.
الوقفات
1 - الختم على القلوب نعوذ بالله من ذلك يكون بتجمع الذنوب والمعاصي على القلوب حتى تصبح مغطاة بها تماماً، فلا تقبل موعظة، ولا تهتدي لهدى الله، ويكون على الكفار نتيجة إعراضهم وشدة جحودهم وعنادهم للحق. ولكن باب التوبة مفتوح للتائبين و التوبة تجب (1) ما قبلها.
2 - وجوب الدعوة إلى الله لإقامة الحجة على المدعوين.
3 - يجب على المسلم أن يستمع للمواعظ، والقرآن فكما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد، وجلائها كتاب الله).
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - الله عز وجل يختم على القلوب المعرضة عن سبيله، فيجعلها أشد إعراضاً ثم يعذبها نتيجة لذلك.
_____________
(2) الكفر في اللغة هو الغطاء، أي مغطاة قلوبهم عن إدراك الحق.
(3) صحيح: مسلم (144).
(1) أي يتجاوز الله عن جميع الذنوب التي قبل التوبة، وورد في القرآن أن الله يبدل سيئاتهم حسنات.
____________
آيات ووقفات (الحلقة الثالثة عشرة)
ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين (8) يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون (9)
هذه الآية جاءت تعبر عن نفوس غريبة، وأمزجة عجيبة، ظهرت في الساحة الإسلامية، ظهرت في أروقة المكر والمكيدة للنبي وأصحابه، إنها نفوس المنافقين الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، يظهرون حب الله ورسوله، ويدفنون البغض لدين الله، ولم يكن هذا الصنف معروفاً في مكة، فكان هناك إما مسلم وإما كافر، أما النفاق فما عرف عن وجوده النبي صلى اله عليه وسلم إلا بعد نزول هذه الآيات، لكي يستعد رسول الله لمواجهة الأعداء من داخل الصف المسلم نفسه، فهناك من يدعي الإسلام وقلبه أبعد ما يكون عنه، لهذا أظهر الله صفات هؤلاء، وبينها أيما تبيين، فهم يقولون (آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين) بل هم منافقين، قال ابن كثير: النفاق هو إظهار الخير وإسرار الشر، وهو أنواع: اعتقادي، وهو الذي يخلد صاحبه في النار وعملي وهو من أكبر الذنوب. وهكذا عرفنا كيف أن هؤلاء كانوا يستترون بلا إله إلا الله كي يحموا أنفسهم من القتل، وإلا فهم أصلاً كفار (يخادعون الله والذين آمنوا) قال بن كثير أي بإظهارهم ما أظهروه من الإيمان مع إسرارهم الكفر يعتقدون بجهلهم أنهم يخدعون الله بذلك وأن ذاك نافعهم عنده، وأنه يروج عليه كما قد يروج على بعض المؤمنين قال تعالى (يوم يبعثهم جميعاً فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون) ولهذا قابلهم على اعتقادهم ذلك بقوله (وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون) يقول: وما يغرون بصنيعهم هذا ولا يخدعون أنفسهم وما يشعرون)، هذه بعض أوصاف هؤلاء المتمردون على شريعة الله، المبغضين لدين الله، ولرسول الله عليه الصلاة والسلام، إنهم يريدون أن يخادعوا رسول الله ويظهروا له الإسلام ولكنهم يبطنون الكفر، فيوصفه الله بجهلهم بأنهم يريدون مخادعة الله، وهو العليم سبحانه بذات الصدور، والعليم سبحانه بما توسوس به النفوس، فكيف يظن هؤلاء بربهم، كيف لا يعظمون الله خصوصاً بعد نزول هذه الآيات التي فضحت أوارهم، وعرت مكائدهم وخداعهم.
الوقفات
1 - تقرير حماية الله لرسوله وكشف أحوال المنافقين.
2 - سوء الظن بالله عند المنافقين فيحسبون أن بإمكانهم التخطيط، وضرب الإسلام من داخل الصف بدون علم الرسول، وتغافلوا عن الوحي الموحى للنبي عن طريق جبريل والذي كان يكشف بالآيات كل ما يحاك لضرب المسلمين.
3 - الإيمان لا يكون فقط بالكلام، فمن خالف عمله قوله فلا تنفعه قوله الشهادتين، كمن يشد الرحال إلى غير الأماكن التي يشد الرحال إليها، أو يطوف بمكان لم يرد في القرآن أو السنة ما يتعلق بها فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى).
4 - فضح الله المنافقين، وأخبر رسوله بأنهم صنف يجالسون الصحابة، ويخالطونهم، وهم والعياذ بالله كفار لبسوا لباس الإسلام، وقلوبهم حاقدة على الدين وأهله.
___________
آيات ووقفات (الحلقة الرابعة عشرة)
في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذابٌ أليم بما كانوا يكذبون (10) وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون (11) ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون (12)
(يُتْبَعُ)
(/)
يضيف الرب سبحانه وتعالى المزيد من الصفات التي اتصف بها المنافقين، واتسموا بمعالمها، إنها صفات غريبة الطابع، صفات ليست ظاهرة للعيان، إنها صفات داخلية عميقة، صفات تتعلق بقلوب مريضة، شنت الحرب بالتحريض على محمد وحزبه، وبالحقد على الإسلام لضربه من الداخل قبل العدو الخارجي، ولكن هل يهزم من كان الله معه؟ هل يذل من أعزه الله؟ لا والله فما بالك في نبي الله، ما بالك في نبي الرحمة للبشرية هل يذل أو يخزى؟ وهو يكشف الله له مخططات المنافقين، هل يذل وهو الذي قال الله فيه (بالمؤمنين رءوف رحيم)، ولكن هؤلاء المنافقين كانت قلوبهم مريضة، وأنفسهم معبأة بالحقد والغل، فماذا كان مرضها؟ هل كان مرض جسدي؟ قال ابن عباس: (في قلوبهم مرض) أي شك (1). قال زيد بن أسلم مرض في الدين وليس مرض في الجسد، وهم المنافقون والمرض الشك، الذي دخلهم في الإسلام فزادهم الله مرضاً، قال تعالى (فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً وهم يستبشرون، وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم). إذاً تلك هي الصفة الأولى التي بينها الله عز وجل للمسلمين كي يكونوا على حذر، ويكونوا على بينة من أمرهم، وأن لا تختلط عليهم الأمور، وتنتشر الثقة بكل البشرية، فأمثال هؤلاء يتحينون الفرصة تلوا الفرصة، للقضاء على الدعوة، وللحيلولة دون قيام الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، ومع ذلك فتراهم يظهرون التقوى، ويظهرون المسكنة، والخشوع رياءً وسمعة، ثم جاءت الصفة الأخرى المتسمة بالثقة الزائدة بالنفس، وإظهار الصلاح، والله يرصد ويكشف أسرارهم (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون) قال سلمان الفارسي رضي الله عنه إن أصحاب هذه الآية لم يظهروا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم والله أعلم. و قال بن عباس رضي الله عنهما أي إنما نريد أن نصلح بين الفريقين من المؤمنين وأهل الكتاب. ولكن حقيقة ما يقومون به هو الإفساد بعينه ولكنهم بجهلهم لا يشعرون. قَالَ اِبْن جَرِير فَأَهْل النِّفَاق مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْض بِمَعْصِيَتِهِمْ فِيهَا رَبّهمْ وَرُكُوبهمْ فِيهَا مَا نَهَاهُمْ عَنْ رُكُوبه وَتَضْيِيعهمْ فَرَائِضه وَشَكّهمْ فِي دِينه الَّذِي لَا يُقْبَل مِنْ أَحَد عَمَل إِلَّا بِالتَّصْدِيقِ بِهِ وَالْإِيقَان بِحَقِيقَتِهِ وَكَذِبهمْ الْمُؤْمِنِينَ بِدَعْوَاهُمْ غَيْر مَا هُمْ عَلَيْهِ مُقِيمُونَ مِنْ الشَّكّ وَالرَّيْب وَمُظَاهَرَتهمْ أَهْل التَّكْذِيب بِاَللَّهِ وَكُتُبه وَرُسُله عَلَى أَوْلِيَاء اللَّه إِذَا وَجَدُوا إِلَى ذَلِكَ سَبِيلًا فَذَلِكَ إِفْسَاد الْمُنَافِقِينَ فِي الْأَرْض وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ بِفِعْلِهِمْ ذَلِكَ مُصْلِحُونَ فِيهَا (2).
الوقفات
1 - مرض الشك في الإعتقاد مرض خطير، وداء فاتك بالنفس البشرية، قال الشعراوي رحمه الله، المسلم مقتنع بدينه، والنصراني مقتنع بدينه كذلك، أما المنافق ففي صراع مع نفسه، ففي قلبه بغض الدين وأهله، وظاهره الصلاح والخير، فيظل في صراع ومخافة أن يفتضح أمره.
2 - الإصلاح يكون بنشر الخير والمعرفة، و العلم النافع، وليس بالإفساد في الأرض.
3 - كشف الله لنفوس المنافقين وقلوبهم المريضة والتي تتباهى في كل زمان ومكان بالتقوى
والصلاح وهي حقيقة كافرة خارجة عن الدين، ويحسبون أن الله غافلاً عنهم.
_______________
(1) من تفسير ابن كثير.
(2) تفسير ابن كثير.
____________
آيات ووقفات (الحلقة الخامسة عشرة)
وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنومن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون (13).
ثم بين الله تبارك وتعالى لنا صفة أخرى من صفات المنافقين، وفيها تتجلى الصورة الواضحة لبغضهم، واستخفافهم بأصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، واعتبارهم لهم بأنهم ضعفاء العقول، أو كما يقال ضعفاء النفوس يصدقون الناس سريعاً، ولا يعرفون مصالحهم، لكن المعرضين عن شريعة الله، وعن منهج الإسلام، فهم في نظرهم القاصر حكماء، ويميزون الخير من الشر، ويعرفون مقادير الأمور هكذا كانت صفات المنافقين، يقول الله سبحانه (وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس) يعني لماذا لا تؤمنون كما آمن أصحاب رسول الله، لماذا لا تسلمون، وتتبعوا الحق الذي جاء به المصطفى صلى الله عليه وسلم، قال ابن كثير
(يُتْبَعُ)
(/)
رحمه الله: وَإِذَا قِيلَ لِلْمُنَافِقِينَ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاس أَيْ كَإِيمَانِ النَّاس بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَته وَكُتُبه وَرُسُله وَالْبَعْث بَعْد الْمَوْت وَالْجَنَّة وَالنَّار وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا أَخْبَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِهِ وَعَنْهُ وَأَطِيعُوا اللَّه وَرَسُوله فِي اِمْتِثَال الْأَوَامِر وَتَرْك الزَّوَاجِر." قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء " يَعْنُونَ - لَعَنَهُمْ اللَّهُ - أَصْحَابَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ قَالَهُ أَبُو الْعَالِيَة وَالسُّدِّيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ عَنْ اِبْن عَبَّاس (انتهى). إذاً هؤلاء يرون إلى أتباع محمد بأنهم سفهاء، وأنهم ضعفاء الرأي، والأوصاف التي لا تليق بمسلم، فما بالك في صحابي، تلك النفوس المريضة، والتي أزدادت عداوة، وشراسة ضد الإسلام وأهله، يحذر الله النبي وأصحابه منها لأنها خطيرة، ومن داخل الصف الإسلامي، فيرد الله عز وجل (ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون) نعم وأي سفه أشد من أناس يعايشون النبي، ويجالسونه، ويسمعون منه، ومن أصحابه الكرام، ولا يتبعون الهدى، وقلوبهم معرضة عنه، فأخبر الله نبيه بمكرهم، وتكذيبهم والعياذ بالله بالرسالة، ورسول الله يصبر، ويتعلم من ربه مكر هؤلاء، ولكنه ألتزم الحكمة، والتزم الصبر من أجل نجاح الدعوة، وبناء الدولة الإسلامية في المدينة، وانتشار الإسلام فيها، فرفض فكرة قتل المنافقين، وكان يعرف أعيانهم، وقادتهم، إلا أنه كان يقول: أتريدون أن يقولوا الناس أن محمداً يقتل أصحابة، أنظر إلى الحكمة، والنظرة المستقبلية للدعوة، كيف سيكون مصير الدعوة إذا سعى المرجفون وما أكثرهم بنشر مثل تلك الحقائق إذا حدثت؟، كيف سيكون مصير الدعوة إذا تمت تلك التصفيات لتلك الفئة الدخيلة على المجتمع الإسلامي، ولكنه صلى الله عليه وسلم، كان يكفيه أن يستقبل الوحي، ويقرأه على أصحابه، ويتدارسونه بينهم، ويكتفي بذلك من أجل الدعوة الإسلامية.
الوقفات
1 - ذكر الله المنافقين بتسفيههم لأحلام الصحابة وتكبرهم على الحق.
2 - أفضلية الصحابة على جميع الخلق، وأن السفهاء حقاً هم المنافقون.
___________
آيات ووقفات (الحلقة السادسة عشرة)
وإذا لقوا الذين أمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون (14)
لا يزال السياق القرآني يصف لنا أوصاف نفوس المنافقين، ويخبرنا أنها نفوس ماكرة خبيثة، فإذا لقوا وقابلوا المؤمنين، قالوا آمنا، واتبعنا الهدى، ويقومون بالشعائر الدينية مثلهم تماماً، ولكن إذا واجهوا سادتهم اليهود والمشركين قالوا لهم مطمئنينهم نحن معكم، وموالينكم، ومؤيدينكم، ولكننا نستهزأ، ونجامل أولئك السفهاء،ولكن لا تخافون فنحن معكم وسنعاضدكم، ولن نكون في صف هؤلاء أبداً، تلك هي الصورة الجديدة التي فهمها محمد عليه السلام، وفهم منها أنه أمام مواجهة صفاً خطيراً من ألد الأعداء، والعقبات الكأداء، إذا أنهم في داخل الصف الإسلامي، ويتحدثون بلغة القوم، ويقرأون القرآن، ويؤدون الأعمال تقية من القتل، ولكن كل ذلك كانت تكشفه الآيات البينات.
إن تلك الصفات الغريبة في المجتمع المدني، فتحت باباً آخر لحرب الدعوة بإسم الإسلام، وهذه والله من الصعوبة بمكان، حيث الرسول صلى الله عليه وسلم تتنزل عليه تلك الآيات، وهو صابر بحكمة بالغة، فهو لا يريد أن يفتح جبهة مع بني عقيدته، وهذا قد يجر على الأمة الفتنة في دينهم ودنياهم، ويكون عقبة في نشر الدعوة الإسلامية، فالناس بطبيعتهم لا تقبل الظلم، ولا سفك الدماء خصوصاً في مثل تلك الظروف العصيبة، فكيف لو سمع الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتل أناس من أصحابه، فهل ذلك سيخدم الدعوة، هل ذلك سيصدقه الناس خصوصاً في عصور الجهل بدين الإسلام، هل ذلك العمل سيخدم دين الله أم أنه سيجر الويلات على المجتمع، ويحول دون دخول الناس في الدين؟ وهذه خطوة خطيرة لو أقدم عليها الداعية الأول محمد صلى الله عليه وسلم، وحاشاه أن يفعل ذلك فلقد كان قائداً للأمة الإسلامية في الحكم، وفي الميدان، وفي حفر الخندق، وفي الشورى، وفي كل أمور المسلمين كانت له البصيرة الثاقبة لكل ما تحتاجه دعوته، لذلك كان هو الإمام المنصف، والنبي
(يُتْبَعُ)
(/)
المرسل، والمقاتل الشجاع، وإن العبارات حقيقة لا أستطيع أن أوفيه عليه الصلاة والسلام حقه في المدح والتبجيل في هذه العجالة.
إن المنافقين كانوا معرضين عن الدعوة متبعين غير هدى الله، وذلك نزولاً لرغباتهم، وشهواتهم، التي حالت دون وصل قلوبهم للحق، فهم يستهزءون بالمؤمنين، ويقولون آمنا ومن تلك العبارات التي يعتقدون أنها تنطلي على النبي وأصحابه، ونسوا أن الله معز جنده، وهازم أعداء الدعوة في كل زمان ومكان.
الوقفات:
1 - المخادعة والمجاملات على حساب الدين صفة من صفات المنافقين.
2 - كشفت الآيات تولي المنافقين لأحبار اليهود والمشركين (شياطينهم).
3 - الاستهزاء بالدين وأهله، وتسفيه عقول الصالحين من طبيعة المنافقين.
___________
آيات ووقفات (الحلقة السابعة عشرة)
وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنومن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون (13).
ثم بين الله تبارك وتعالى لنا صفة أخرى من صفات المنافقين، وفيها تتجلى الصورة الواضحة لبغضهم، واستخفافهم بأصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، واعتبارهم لهم بأنهم ضعفاء العقول، أو كما يقال ضعفاء النفوس يصدقون الناس سريعاً، ولا يعرفون مصالحهم، لكن المعرضين عن شريعة الله، وعن منهج الإسلام، فهم في نظرهم القاصر حكماء، ويميزون الخير من الشر، ويعرفون مقادير الأمور هكذا كانت صفات المنافقين، يقول الله سبحانه (وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس) يعني لماذا لا تؤمنون كما آمن أصحاب رسول الله، لماذا لا تسلمون، وتتبعوا الحق الذي جاء به المصطفى صلى الله عليه وسلم، قال ابن كثير رحمه الله: وَإِذَا قِيلَ لِلْمُنَافِقِينَ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاس أَيْ كَإِيمَانِ النَّاس بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَته وَكُتُبه وَرُسُله وَالْبَعْث بَعْد الْمَوْت وَالْجَنَّة وَالنَّار وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا أَخْبَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِهِ وَعَنْهُ وَأَطِيعُوا اللَّه وَرَسُوله فِي اِمْتِثَال الْأَوَامِر وَتَرْك الزَّوَاجِر." قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء " يَعْنُونَ - لَعَنَهُمْ اللَّهُ - أَصْحَابَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ قَالَهُ أَبُو الْعَالِيَة وَالسُّدِّيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ عَنْ اِبْن عَبَّاس (انتهى). إذاً هؤلاء يرون إلى أتباع محمد بأنهم سفهاء، وأنهم ضعفاء الرأي، والأوصاف التي لا تليق بمسلم، فما بالك في صحابي، تلك النفوس المريضة، والتي أزدادت عداوة، وشراسة ضد الإسلام وأهله، يحذر الله النبي وأصحابه منها لأنها خطيرة، ومن داخل الصف الإسلامي، فيرد الله عز وجل (ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون) نعم وأي سفه أشد من أناس يعايشون النبي، ويجالسونه، ويسمعون منه، ومن أصحابه الكرام، ولا يتبعون الهدى، وقلوبهم معرضة عنه، فأخبر الله نبيه بمكرهم، وتكذيبهم والعياذ بالله بالرسالة، ورسول الله يصبر، ويتعلم من ربه مكر هؤلاء، ولكنه ألتزم الحكمة، والتزم الصبر من أجل نجاح الدعوة، وبناء الدولة الإسلامية في المدينة، وانتشار الإسلام فيها، فرفض فكرة قتل المنافقين، وكان يعرف أعيانهم، وقادتهم، إلا أنه كان يقول: أتريدون أن يقولوا الناس أن محمداً يقتل أصحابة، أنظر إلى الحكمة، والنظرة المستقبلية للدعوة، كيف سيكون مصير الدعوة إذا سعى المرجفون وما أكثرهم بنشر مثل تلك الحقائق إذا حدثت؟، كيف سيكون مصير الدعوة إذا تمت تلك التصفيات لتلك الفئة الدخيلة على المجتمع الإسلامي، ولكنه صلى الله عليه وسلم، كان يكفيه أن يستقبل الوحي، ويقرأه على أصحابه، ويتدارسونه بينهم، ويكتفي بذلك من أجل الدعوة الإسلامية.
الوقفات
1 - ذكر الله المنافقين بتسفيههم لأحلام الصحابة وتكبرهم على الحق.
2 - أفضلية الصحابة على جميع الخلق، وأن السفهاء حقاً هم المنافقون.
_________
آيات ووقفات (الحلقة السابعة عشرة)
وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنومن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون (13).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم بين الله تبارك وتعالى لنا صفة أخرى من صفات المنافقين، وفيها تتجلى الصورة الواضحة لبغضهم، واستخفافهم بأصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، واعتبارهم لهم بأنهم ضعفاء العقول، أو كما يقال ضعفاء النفوس يصدقون الناس سريعاً، ولا يعرفون مصالحهم، لكن المعرضين عن شريعة الله، وعن منهج الإسلام، فهم في نظرهم القاصر حكماء، ويميزون الخير من الشر، ويعرفون مقادير الأمور هكذا كانت صفات المنافقين، يقول الله سبحانه (وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس) يعني لماذا لا تؤمنون كما آمن أصحاب رسول الله، لماذا لا تسلمون، وتتبعوا الحق الذي جاء به المصطفى صلى الله عليه وسلم، قال ابن كثير رحمه الله: وَإِذَا قِيلَ لِلْمُنَافِقِينَ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاس أَيْ كَإِيمَانِ النَّاس بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَته وَكُتُبه وَرُسُله وَالْبَعْث بَعْد الْمَوْت وَالْجَنَّة وَالنَّار وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا أَخْبَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِهِ وَعَنْهُ وَأَطِيعُوا اللَّه وَرَسُوله فِي اِمْتِثَال الْأَوَامِر وَتَرْك الزَّوَاجِر." قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء " يَعْنُونَ - لَعَنَهُمْ اللَّهُ - أَصْحَابَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ قَالَهُ أَبُو الْعَالِيَة وَالسُّدِّيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ عَنْ اِبْن عَبَّاس (انتهى). إذاً هؤلاء يرون إلى أتباع محمد بأنهم سفهاء، وأنهم ضعفاء الرأي، والأوصاف التي لا تليق بمسلم، فما بالك في صحابي، تلك النفوس المريضة، والتي أزدادت عداوة، وشراسة ضد الإسلام وأهله، يحذر الله النبي وأصحابه منها لأنها خطيرة، ومن داخل الصف الإسلامي، فيرد الله عز وجل (ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون) نعم وأي سفه أشد من أناس يعايشون النبي، ويجالسونه، ويسمعون منه، ومن أصحابه الكرام، ولا يتبعون الهدى، وقلوبهم معرضة عنه، فأخبر الله نبيه بمكرهم، وتكذيبهم والعياذ بالله بالرسالة، ورسول الله يصبر، ويتعلم من ربه مكر هؤلاء، ولكنه ألتزم الحكمة، والتزم الصبر من أجل نجاح الدعوة، وبناء الدولة الإسلامية في المدينة، وانتشار الإسلام فيها، فرفض فكرة قتل المنافقين، وكان يعرف أعيانهم، وقادتهم، إلا أنه كان يقول: أتريدون أن يقولوا الناس أن محمداً يقتل أصحابة، أنظر إلى الحكمة، والنظرة المستقبلية للدعوة، كيف سيكون مصير الدعوة إذا سعى المرجفون وما أكثرهم بنشر مثل تلك الحقائق إذا حدثت؟، كيف سيكون مصير الدعوة إذا تمت تلك التصفيات لتلك الفئة الدخيلة على المجتمع الإسلامي، ولكنه صلى الله عليه وسلم، كان يكفيه أن يستقبل الوحي، ويقرأه على أصحابه، ويتدارسونه بينهم، ويكتفي بذلك من أجل الدعوة الإسلامية.
الوقفات
1 - ذكر الله المنافقين بتسفيههم لأحلام الصحابة وتكبرهم على الحق.
2 - أفضلية الصحابة على جميع الخلق، وأن السفهاء حقاً هم المنافقون.
______________________
آيات ووقفات (الحلقة الثامنة عشرة)
وإذا لقوا الذين أمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون (14)
لا يزال السياق القرآني يصف لنا أوصاف نفوس المنافقين، ويخبرنا أنها نفوس ماكرة خبيثة، فإذا لقوا وقابلوا المؤمنين، قالوا آمنا، واتبعنا الهدى، ويقومون بالشعائر الدينية مثلهم تماماً، ولكن إذا واجهوا سادتهم اليهود والمشركين قالوا لهم مطمئنيهم نحن معكم، وموالينكم، ومؤيدينكم، ولكننا نستهزئ، ونجامل أولئك السفهاء،ولكن لا تخافون فنحن معكم وسنعاضدكم، ولن نكون في صف هؤلاء أبداً، تلك هي الصورة الجديدة التي فهمها محمد عليه السلام، وفهم منها أنه أمام مواجهة صفاً خطيراً من ألد الأعداء، والعقبات الكأداء، إذا أنهم في داخل الصف الإسلامي، ويتحدثون بلغة القوم، ويقرأون القرآن، ويؤدون الأعمال تقية من القتل، ولكن كل ذلك كانت تكشفه الآيات البينات.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن تلك الصفات الغريبة في المجتمع المدني، فتحت باباً آخر لحرب الدعوة بإسم الإسلام، وهذه والله من الصعوبة بمكان، حيث الرسول صلى الله عليه وسلم تتنزل عليه تلك الآيات، وهو صابر بحكمة بالغة، فهو لا يريد أن يفتح جبهة مع بني عقيدته، وهذا قد يجر على الأمة الفتنة في دينهم ودنياهم، ويكون عقبة في نشر الدعوة الإسلامية، فالناس بطبيعتهم لا تقبل الظلم، ولا سفك الدماء خصوصاً في مثل تلك الظروف العصيبة، فكيف لو سمع الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتل أناس من أصحابه، فهل ذلك سيخدم الدعوة، هل ذلك سيصدقه الناس خصوصاً في عصور الجهل بدين الإسلام، هل ذلك العمل سيخدم دين الله أم أنه سيجر الويلات على المجتمع، ويحول دون دخول الناس في الدين؟ وهذه خطوة خطيرة لو أقدم عليها الداعية الأول محمد صلى الله عليه وسلم، وحاشاه أن يفعل ذلك فلقد كان قائداً للأمة الإسلامية في الحكم، وفي الميدان، وفي حفر الخندق، وفي الشورى، وفي كل أمور المسلمين كانت له البصيرة الثاقبة لكل ما تحتاجه دعوته، لذلك كان هو الإمام المنصف، والنبي المرسل، والمقاتل الشجاع، وإن العبارات حقيقة لا أستطيع أن أوفيه عليه الصلاة والسلام حقه في المدح والتبجيل في هذه العجالة.
إن المنافقين كانوا معرضين عن الدعوة متبعين غير هدى الله، وذلك نزولاً لرغباتهم، وشهواتهم، التي حالت دون وصل قلوبهم للحق، فهم يستهزءون بالمؤمنين، ويقولون آمنا ومن تلك العبارات التي يعتقدون أنها تنطلي على النبي وأصحابه، ونسوا أن الله معز جنده، وهازم أعداء الدعوة في كل زمان ومكان.
الوقفات:
1 - المخادعة والمجاملات على حساب الدين صفة من صفات المنافقين.
2 - كشفت الآيات تولي المنافقين لأحبار اليهود والمشركين (شياطينهم).
3 - الاستهزاء بالدين وأهله، وتسفيه عقول الصالحين من طبيعة المنافقين.
________________
آيات ووقفات (الحلقة التاسعة عشرة)
الله يستهزئُ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون (15) أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين (16)
بعدما وصف الله عز وجل حال المنافقين، وأن ظاهرهم يخالف باطنهم، وأنهم إذا اجتمعوا مع المؤمنين أظهروا الورع، والتقوى، وإذا اجتمعوا بأشرار اليهود والمشركين وسادتهم المنافقين، قالوا لهم إننا فقط نجاملهم و نسخر منهم، وإلا فإننا معكم، ولا تخشوا تزحزحنا عنكم أبداً، تلك النفوس المريضة بمرض الشك، وبغض الحق وأهله، أصبحت غارقة في أوحال الضلال، فلم تعد تنفعهم موعظة، ولا توقظ غفلتهم الآيات، فلأنهم يستهزئون بالمؤمنين الصادقين (الله يستهزئ بهم) قال السعدي رحمه الله: فمن استهزائه سبحانه بهم أن زين لهم ما كانوا فيه من الشقاء والأحوال الخبيثة حتى ظنوا أنهم مع المؤمنين نوراً ظاهراً، فإذا مشى المؤمنون بنورهم طفئ نور المنافقين وبقوا في الظلمة بعد النور متحيرين، فما أعظم اليأس بعد الطمع (ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم)، وقوله (يمدهم) أي يزيدهم (في طغيانهم) أي في فجورهم وكفرهم (يعمهون) أي حائرون انتهى. لقد جازاهم الله عز وجل بأن زين لهم باطلهم، وأعمى بصيرتهم، وأفسد مخططاتهم، وأخفض رايتهم، ومزق شملهم، وكشف زيفهم، وتركهم غارقون في فجورهم، غائضة صدورهم، فللمؤمنين النور التام يوم القيامة، ولهؤلاء الظلام والندامة، للمؤمنين السعادة والحبور، وللمنافقين الشقاء والثبور، جزاء لهم على سوء صنيعهم والعياذ بالله (أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى) هذا هو وصفهم بالخسران المبين، فهو كمن دفع أمواله لشراء شيء ثم وجد ذلك الشيء تالفاً، فهو خاسر، كمن بذل جوهرة وأخذ عنها درهماً، فبئست التجارة وبئست الصفقة، هكذا حال المنافقين، استبدلوا الهداية بالضلال، واستحبوا سوء الخلال. قال الطبري رحمه الله: عَنْ ابْن عَبَّاس وَابْن مَسْعُود مِنْ تَأْوِيلهمَا قَوْله: {اشْتَرَوْا الضَّلَالَة بِالْهُدَى} أَخَذُوا الضَّلَالَة وَتَرَكُوا الْهُدَى. وَذَلِكَ أَنَّ كُلّ كَافِر بِاَللَّهِ فَإِنَّهُ مُسْتَبْدِل بِالْإِيمَانِ كُفْرًا بِاكْتِسَابِهِ الْكُفْر الَّذِي وُجِدَ مِنْهُ بَدَلًا مِنْ الْإِيمَان الَّذِي أُمِرَ بِهِ. أَوْ مَا تَسْمَع اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ يَقُول فِيمَنْ اكْتَسَبَ كُفْرًا بِهِ مَكَان الْإِيمَان بِهِ وَبِرَسُولِهِ: {وَمَنْ يَتَبَدَّل الْكُفْر بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيل} 2 108 وَذَلِكَ هُوَ مَعْنَى الشِّرَاء , لِأَنَّ كُلّ مُشْتَرٍ شَيْئًا فَإِنَّمَا يَسْتَبْدِل مَكَان الَّذِي يُؤْخَذ مِنْهُ مِنْ الْبَدَل آخَر بَدَلًا مِنْهُ , فَكَذَلِكَ الْمُنَافِق وَالْكَافِر اسْتَبْدَلَا بِالْهُدَى الضَّلَالَة وَالنِّفَاق , فَأَضَلَّهُمَا اللَّه وَسَلَبَهُمَا نُور الْهُدَى فَتَرَك جَمِيعهمْ فِي ظُلُمَات لَا يُبْصِرُونَ. وعَنْ قَتَادَةَ: {فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتهمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} قَدْ وَاَللَّه رَأَيْتُمُوهُمْ خَرَجُوا مِنْ الْهُدَى إلَى الضَّلَالَة , وَمِنْ الْجَمَاعَة إلَى الْفُرْقَة , وَمِنْ الْأَمْن إلَى الْخَوْف , وَمِنْ السُّنَّة إلَى الْبِدْعَة.
الوقفات
1 - بيان أن عدم معاقبة المنافقين حال ظهور نفاقهم كان لزيادة فجورهم وعذابهم في الآخرة.
2 - بيان استبدال المنافقين وأخذهم للضلال وترك الهدى وهم أصلاً ليسوا بمؤمنين حتى يستبدلوا الإيمان بالضلال ولكن لعدم أخذهم الهدى أساساً وهو المفترض من الإنسان أخذه اعتبره الله بأن أولئك المنافقون تركوا الهدى واتخذوا الضلال فبئس المكسب.
3 - بيان أن تجارة المنافقين خاسرة، وقد ضلوا الطريق القويم.
_________
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعيد محمد]ــــــــ[29 Mar 2006, 09:25 م]ـ
آيات ووقفات (الحلقة العشرون)
مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17).صم بكم عمي فهم لا يرجعون (18)
لا يزال الرب سبحانه وتعالى يورد الأوصاف الدونية التي يتصف بها المنافقون، والتي جعلتهم مكشوفين، مفضوحين أمام النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، فشبههم الله في هذه الآية برجل استوقد ناراً لكي يبصر طريقه، ومكانه الذي هو فيه فلما أطمأن لنور ذلك القبس الناري، فإذا به يفقده فجأة ويذهب الله به، فذلك تماماً حال المنافقين الذين رأوا الآيات القرآنية، والبينات والهدى، فرأوا نور الهداية، ثم انتكسوا وكفروا فعادوا إلى ظلمات الكفر والنفاق (1). أما وصفهم بأنهم (صم بكم عمي) فكما قال ابن عباس رضي الله عنهما: لا يسمعون الهدى, ولا يبصرونه ولا يعقلونه. لا حول ولا قوة إلا بالله، علماً بأن حواسهم موجودة، ولكن لشدة طغيانهم وتمردهم على أوامر الله، وبغضهم لما أنزل الله على رسوله، والتآمر على الكيد للرسول وأصحابه، أفقدهم الله خواص تلك الحواس فلا تسمع الحق ولا تبصره ولا تعقله، مع وجود أدوات الحس، ولكنهم بسلوكهم المشين استحقوا أن تكتب عليهم الضلالة والعياذ بالله (فهم لا يرجعون) أي لا يتوبون ولا يعودون إلى الصواب. هذه هي نتيجة الإعراض عن الله، وعن أوامره، والكيد لدين الله أن المرء يحبط الله عمله، ويجعله لا يعد يسمع الحق أو يعقله، إذ إن مدارك الإحساس في عقله تفتقد التمحيص، والتدقيق في الآيات البينات، والهدايات الواضحات، فلا يستطيع أن يميز ما ينفعه مما يضره، ولا يستطيع أن يعرف أين طريق الحق المبين، إنها والله الحياة المريرة، وخراب السريرة من أولئك المنافقين، فقد حال الله بينهم وبين ادراكاتهم الحسية فلا يستطيعون التوبة، أو الرجوع إلى الحق، إلا أن يتوبوا توبة نصوحاً فباب التوبة مفتوح.
الوقفات
1 - خطورة النفاق وأنه طريق للهلاك.
2 - ضرب الأمثلة والتشبيه في القرآن أسلوب تربوي من الله عز وجل يقرب الفكرة للأذهان.
3 - إذا أصبح الإنسان لا يؤمن بالآيات الواضحات والمعجزات البيَّنات، ولا يستطيع أن يميز عقله ويتمعن في تلك الأمور فإن ذلك يعني أن الختم على القلوب قد بلغ مبلغه.
_________
(1) تفسير الطبري
____________
آيات ووقفات (الحلقة الواحدة والعشرون)
أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين (19) يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير (20)
وهذه صورة أخرى يوضح فيها الرب معالم تلك النفوس التي تمردت على دين الله، وتنكرت للهدي الرباني، وتنكرت لأمة محمد، فضلت عن الطريق القويم، إنها في ترددها، وشكها. يذكر الله عز وجل المنافقين في هذه الآية كأنهم مجموعة رجال يمشون في ليلة ظلماء ممطرة فالصيب هو المطر، والرعد هو ملك من الملائكة يزجر السحب (1).أما البرق فكما قال الطبري هي مخاريق بأيدي الملائكة يزجرون بها السحب (2). والمقصود أن حال المنافقين حينما يسمعون القرآن يضعون أصابعهم في آذانهم لأنهم ينزعجون من وعده ووعيده، فكأنهم يشبهون الرجل الذي أمطرت السماء وهو يمشي في الظلمات ويضع أصابعه في أذنيه خشية الموت، وإذا أنار البرق له الطريق مشى فيه، وإذا أظلم عيه وقف فيرجوا السلامة من ذلك، أما المنافقون فلا يحسبون أنهم ناجون من عذاب الله لأنه سبحانه محيط بهم، ولا يستطيعون فكاك أنفسهم من عذابه وغضبه، وفي هذه الآية أشد الوعيد للمنافقين ومن سار على دربهم، بأنهم لن يعجزوا الله، والله سيحاسبهم في الدنيا والآخرة، فكأن البرق هو الإيمان والإقرار الذي أقروه بألسنتهم بالله وبرسوله، يخطف أبصارهم يأخذها من شدة لميعة، كلما أضاء لهم مشوا فيه، أي إنهم في إيمانهم يراعون مصالحهم فحسب فيريدون النصرة، والغنائم الدنيوية، فكأن قوله يمشون فيه أي البرق أي يواصلون إيمانهم حينما تكون الأمور في مصالحهم، وإذا أظلم عليهم قاموا أي توقفوا مكانهم كذلك الماشي في ظلمة الليل والمطر، وفي هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
دلالة على أن المنافقين إذا فقدوا أو توقفت أمورهم ومصالحهم الدنيوية يتوقفون تماماً كذلك الماشي في الظلمة الذي افتقد لميع البرق فهو متحير في طريقه، وأولئك متحيرون في ضلالتهم وغيهم فيفتقدون المنهج الصحيح الذي ينبغي إتباعه، ثم جاء التهديد في قوله ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم، أي يستطيع الرب سبحانه وتعالى لو شاء أن يفقدهم حواسهم السمعية والبصرية (إن الله على كل شيء قدير) أي قادر سبحانه على فعل كل شيء،" وفي هذا رد على القدرية الذين يرون أن أفعالهم غير داخلة في قدرة الله تعالى، لأن أفعالهم من جملة الأشياء الداخلة في قوله تعالى (إن الله على كل شيء قدير) " (1).
الوقفات
1 - تشبيه المنافقين في إيمانهم كأنهم يتتبعون المصالح فقط.
2 - إيمان المنافقين يدور حول مصالحهم قال تعالى (ومن الناس من يعبد الله على حرف فإذا أصابه خير أطمأن به).
3 - ذكر الله مثل الماشي في ظلمات الليل والمطر كمثل إيمان المنافق فإذا رأى البرق وهي مصالحه الإيمانية من غنائم وغيرها مشى واتبع، وإذا أظلم وتعارضت أمور الدين مع مصالحه توقف كالماشي فاحتار في أي منهج يسير.
______________
(1) من كلام الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله.
_________________________________
آيات ووقفات (الحلقة الثانية والعشرون)
يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون (21) الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناءً وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون (22).
في هذه الآية أمر عام للناس بعبادة الله الرب العظيم، فذلك المنهج القويم، والصراط المستقيم، فلا تكون العبادة لأحد غيره، ولا لرب سواه، والل ه عز وجل يذكرنا في هذه الآية انه سبحانه وتعالى هو خالقنا، وخالق من قبلنا، فهذه منة منه سبحانه وتعالى، الذي أوجدنا من العدم، وجعل في أجسادنا ارواح تقر وتعترف بأن خالقها هو الله عز وجل لقول النبي صلى الله عليه وسلم (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه إما يهودانه، أو يمجسانه، أو ينصرانه) أي أن الله عز وجل يضع الفطرة في عباده وهي التوحيد، ولكنه ينحرف بانحراف والديه عن الفطرة فوالداه هما اللذان يجعلانه نصرانياً أو يهودياً، أو مجوسياً، وإلا فالأصل فهو مسلم، فنحمد الله عز وجل أن خلقنا مسلمين موحدين لله تبارك وتعالى. وجاءت هذه الآيات بعدما ذكر سبحانه الختم على قلوب المنافقين وتشبيههم بالماشي في الظلمة والذي فقد منهجه فتارة يؤمن المنافق كإضاة البرق للماشي في ظلمة الليل والمطر، وتارة يعود لضلاله وشكه كالماشي حينما يفقد البرق،فيذكر الله البشرية جمعاء بأن تعبده وحده فهو خالقهم ومن قبلهم، وهو خالق حجارتهم التي يعبدونها من دون الله، ولا تضرهم ولا تنفعهم، فكيف يعبدونها ويتركون عبادة الله الواحد الأحد سبحانه وتعالى (لعلكم تتقون) أي تنجون منم عذابه وسخطه. ثم منَّ سبحانه وتعالى على عباده بأنه وحده هو الذي جعل الأرض للبشرية مفروشة ممهدة سهلة وخاصة بالعيش فلا حياة على أي كوكب آخر إلا هي لقوله تعالى (ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين) وقوله (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى) فليت شركة ناسا وغيرها أن يوفروا ملايينهم التي ينفقونها على مشاريع ستبوء بالفشل لأن ليس هناك حياة إلا على هذا الكوكب الأرض، فلوا صرفوا تلك الأموال لمعالجة المرضى، أو إغاثة الفقراء في العالم لكان أولى من ضياعها في شيء ورد فيه دليل بعدم صحة حياة للبشر في غير الأرض. وقال سبحانه (والسماء بناءً) السماء كل ما علا فوق الإنسان فهو سماء، وقال المفسرون هي السحاب (وأنزل من السماء ماءً) أي غيثاً، وإلا فالمطر عادة يذكر مع المصائب كقوله تعالى (فأمطرنا عليهم مطراً فساء مطر المنذرين) وعندما نصح نوح عليه السلام قومه قال (يرسل السماء عليكم مدراراً) فلم يقل تمطر عليكم السماء والله أعلم. (فأخرج به من الثمرات) الحبوب والثمار من النخيل والفواكه وغيرها، وهي من أرزاق الله علينا نحمده سبحانه ونشكره، (فلا تجعلوا لله أنداداً) أي لا تجعلوا له أشباهاً تعبدونهم، وتتقربون إليهم بالقرابين والعياذ بالله من ذلك، فكم من تلك المشاهد والمزارات في العالم الإسلامي، حينما انتشرت البدع والضلالات، فهناك من
(يُتْبَعُ)
(/)
يستغيث بالأموات، ويشد الرحال إلى المقابر والمزارات فأشركوا بالله آلهة أخرى وجعلوا له أشباهاً وآلهة أخرى مع الرب سبحانه، فنعوذ بالله من العمى بعد الهدى، (وأنتم تعلمون) " أن ليس لله شريك ولا نظير، لا في الخلق، ولا في الرزق، ولا في التدبير، ولا في العبادة، فكيف تعبدون معه آلهة أخرى مع علمكم بذلك "؟ (1).
الوقفات
1 - بيان أن العبادة لا تصرف إلا للرب سبحانه وتعالى.
2 - الله عز وجل له الفضل سبحانه بإيجادنا من العدم، ولكن ذلك لم يكن للعبث بل للعبادة قال تعالى (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون).
3 - تذكير الله لعباده بالنعم فذلك يجدد الشكر الله على نعمة ويجدد الإيمان في القلب.
__________
(1) من كلام الشيخ السعدي (بتصرف).
_________________________________
آيات ووقفات (الحلقة الثالثة والعشرون)
وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين (23) فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين (24)
يخاطب الله في هذه الآيات الكفار، وهو يذكرهم ويعلمهم أنه سبحانه وتعالى أرسل رسوله محمد إليها، وأنه سيكون في إتباعه الخير الكثير، ومعصيته سبباً لدخول جهنم والعياذ بالله، وهذا تهديد شديد، ووعد ووعيد، من الحميد المجيد، (وإن كنتم في ريب) أي هل تشكون في أن ما أنزل على محمد ليس من عند الله، وليس وحي أوحاه الله إليه، وإن كنتم تدعون أن هذا كلام أكتتبه، (فأتوا بسورة من مثله) أي اكتبوا من العربية، فأنتم أهل الشعر والفصاحة، فاجمعوا الحروف وأتوا بسورة واحدة فقط، وهذا تعجيز من الله فلن يستطيعوا ذلك أبداً، وكذلك اجتمعوا مع أعوانكم، وشهدائكم إن صدقتم أنهم آلهة لكم من دون الله، قال ابن كثير: " وقال مجاهد وادعوا شهداءكم قال ناس يشهدون به يعني حكام الفصحاء وقد تحداهم الله تعالى بهذا في غير موضع من القرآن فقال في سورة القصص " قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين " وقال في سورة الإسراء " قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا " وقال في سورة هود " أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين" وقال في سورة يونس " وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة من مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين " وكل هذه الآيات مكية ثم تحداهم بذلك أيضا في المدينة فقال في هذه الآية " وإن كنتم في ريب " أي شك " مما نزلنا على عبدنا " يعني محمدا صلى الله عليه وسلم " فأتوا بسورة من مثله " يعني من مثل القرآن قاله مجاهد وقتادة واختاره ابن جرير والطبري والزمخشري والرازي.
ثم قال تعالى (فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا) وهذا في تحدٍ كبير من الله عز وجل منزل الكتاب لأولئك المكذبين بأنهم لن يستطيعوا الإتيان بسورة مثل هذا القرآن، فإذا كان الحال كذلك (فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة) وهذه لمحة ربانية رحيمة، ودعوة لتلك النفوس المتكبرة، لعلها تعود إلى الرشد، وتتوق إلى الخلد، في جنة الله، وتخشى نار الله التي حطبها ووقودها الناس، "والمراد بالحجارة هي هاهنا حجارة الكبريت العظيمة السوداء الصلبة المنتنة وهي أشد الأحجار حرا إذا حميت أجارنا الله منها" (1). هذا هو التخويف القرآني، والآيات المحركة لكوامن الخشية في القلوب، ومزعزة كبرياء النفوس، والتي يتفكر فيها يدرك مدى خطورة الإعراض عن منهج الله، ويعلم علم اليقين ان هذا كلام رب العزة والجلال يهدد فيه من أعرض عن منهج الله، فيحدد الله عز وجل أن تلك النار على عظمتها، وهول حرارتها، معدة ومهيأة للكافرين المعاندين لدين الله.
الوقفات
1 - وجوب اليقين التام بأن هذا القرآن منزل من عند الله عن طريق جبريل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم.
2 - الإعجاز اللغوي البلاغي التام للقرآن واستحالة الإتيان ولو بسورة من مثله لأنه كلام الرب تبارك وتعالى.
3 - إثبات وجود نار جهنم أجارنا الله منها، وإعدادها للكافرين كي تكون نزلاً لهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
_________
(1) من كلام الإمام أبن كثير رحمه الله.
___________
آيات ووقفات (الحلقة الرابعة والعشرون)
وبشر الذين آمنوا أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابهاً ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون (25)
عندما ذكر الله عز وجل صفات الكافرين، والمنافقين، وأحوالهم ومصيرهم الذي سيئولون إليه، وتهديدهم بأن مصيرهم للنار إن لم يتبعوا دين الإسلام، وستكون جهنم المعدَّة لأمثالهم هي دارهم ونزلهم والعياذ بالله من ذلك، تلك الصورة المرعبة لأولئك المتمردين على منهج الله هي ومآلهم زرعت في القلوب المؤمنة مخافة الله، والتعوذ من مصير أولئك الكفار، وحفزت همم المؤمنين للعدول عن كل ما يغضب الله للنجاة من النار، لأن قلوبهم حية تشعر وتستشف وعد الله ووعيده، لذلك فإن الله عز وجل يذكر في كتابه العزيز، حال الكفار ثم يعقب عليه بحال المؤمنين المتقين، أو العكس، وهذا معنى تسمية القرآن مثاني*، لكي يختار الإنسان السلوك، والعمل الذي يريده (إما شاكراً وإما كفوراً) لذلك أتت هذه الآية لتزيد من يقين وطمع المؤمنين برحمة الله، والوصول إلى رضاه عز وجل ودخول جنته، فقال سبحانه (وبشر الذين آمنوا) أي بشرهم يا محمد، وأخبرهم بطريقة تبشيرية لتفرح بها قلوبهم، وأن أعمالهم لا تضيع عند الله عز وجل (إن الله لا يضيع أجر المحسنين) وأخبرهم بأن الجنة معدَّة ومهيأة للمؤمنين المتبعين لمنهج الله ورسوله، (أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار) أي تجري الأنهار من تحت أشجارها، وهي أنهار الماء، واللبن، والعسل، والخمر، وقد جاء في الحديث (ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر)، ففهيا كل ما تحبه النفس، وتتوق إليه، فما يتمنون في هذه الآية سيرونه عياناً بياناً، وصدقاً في الدار الآخرة إن هم رضي الله عنهم ورحمهم، (كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل) أي يرون الفاكهة التي في الجنة فيعرفون أنها تشابه التي كانت في الدنيا، قال عكرمة: وأتوا به متشابها " قال: يشبه ثمر الدنيا غير أن ثمر الجنة أطيب،وقوله تعالى " ولهم فيها أزواج مطهرة " قال ابن أبي طلحة عن ابن عباس مطهرة من القذر والأذى. وقال مجاهد من الحيض والغائط والبول والنخام والبزاق والمني والولد وقال قتادة مطهرة من الأذى والمأثم (1). وهذا يبين لنا كيف تلك الآلاء العظيمة التي يتمتع بها المسلم في جنة الله، وكيف أن الله عز وجل يوفر لهم كل ما تشتهيه أنفسهم، سواء الروحية، أو الجسدية، فجمال الخضرة، والأنهار، والفواكه، والزوجات، والمأكل والمشرب، وكل ماتتمناه النفس موجود، فيا من أغرق نفسه في شهوات الدنيا، يا من نسيت الآخرة ونعيمها، وغرقت في المعاصي والآثام، يا من أردت حياة قصيرة، وتناسيت حياة دائمة خالدة، متى تستيقظ وتعود إلى رشدك، متى تترك جميع ما يغضب الله من كبائر أو صغائر، متى تعرف أن الجنة للمعرضين عن الحرام، فهلا صحوت من غفلتك، هلا عرفت أن الحق واضح ناصع وأن الباطل مزين من شياطين الإنس والجن، نسأل الله أن يشملنا برحمته وعفوه، لهذا فإن هذه الآية فيها دعوة عظيمة لإيقاظ القلوب الغافلة عن تلك النعم التي لا يشابهها نعم في الحياة الدنيا فقد جاء في الحديث (يغمس أنعم أهل الأرض في النار غمسه فيقول له الرب هل ذقن نعيم قط، فقال لا وعزتك يارب، ويؤتى بأشقى أهل الأرض فيغمس في الجنة غمسه فيقول له الرب هل ذقت شقاءً قط قال لا وعزتك يارب)، ثم قال سبحانه وتعالى (وهم فيها خالدون) أي مخلدون إلى الأبد ولا يخرجون منها ويحل عليهم رضا الرب سبحانه فلا يغضب عليهم أبداً.
الوقفات
1 - تبشير المؤمنين بالجنة ونعيمها فيه الحث على فعل الصالحات.
2 - ما في الجنة لا يشابه الذي في الدنيا إلا بالمسميات فقط وإلا ففي الجنة يختلف كل شيء في جماله وفضله.
3 - الخلود التام في الجنة وتذكر ذلك يجعل المسلم يستحقر هذه الدنيا القصيرة فيعرض عنها وعن ارتكاب المعاصي والآثام كي لا يتردى في جهنم أعاذنا الله والمؤمنين منها.
آيات ووقفات (الحلقة الخامسة والعشرون)
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلاً يضل به كثيراً ويهدي به كثيراً وما يضل به إلا الفاسقين (26)
إن الله عز وجل يعلمنا في هذه الآية كيف يكون الأسلوب في تعليم الناس، بضرب الأمثلة، وتبسيط الأمور، وشرحها كي يتفهمها الناس، فالله عز وجل يرد في هذه الآية على من أنكر كيف أن الله يذكر ألأمثال في الأشياء قليلة الشأن، وليس الأمر يقتضي الإنكار بل هذا من التربية الربانية، وحسن التعليم الرباني لعباده، فما علينا إلا التسليم والقبول لذلك (فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم) المؤمنين يقرون، ويعترفون بمراد الله، ومشيئته، ويتفهمون مقاصده، وتعليمه لهم.
وفي المقابل ينكر الله عز وجل على أفعال الكفار، وأقوالهم حيث قالوا (ماذا أراد الله بهذا مثلاً) فيزدادون بذلك الإعتراض كفرا، وبعداً عن منهج الله، والمؤمنين يزدادون إيماناً وقرباً لله. فإن علم المؤمنين ما تضمنته الآيات، والأمثلة المذكورة فيها، أزدادوا إيماناً، وإن لم يعلموا مقصد الله فيها، وخفي عليهم ذلك أيقنوا بأن الله لم يضرب تلك الأمثال عبثاً، بل لحكمة أرادها سبحانه وتعالى.
فعلى العبد أن يسلم لله أموره، ويضبط سلوكياته على المنهج الذي يريده سبحانه وتعالى، وأن يخضع لأوامر الله، ويجعل في قرارة نفسه أن الله لم يضرب تلك الأمثال إلا لحكمة بالغة، ولكنه سبحانه يضل المعرضين عن منهجه، المعاندين لشرعه، وذلك بعدله سبحانه وتعالى (وما يضل به إلا الفاسقين) المعاندين لله، والذين صار الفسق صفة من صفاتهم التي يتصفون بها. قال السعدي رحمه الله: الفسق نوعان: مخرج من الدين كالمذكور في هذه الآية، وغير مخرج من الدين كالذي جاء في قوله (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا).
الوقفات
1 - الله يضرب الأمثال لتقريب المعاني في عقول البشر ليفهموا مقاصد الله.
2 - وجوب الرضوخ لأوامر الرب تبارك وتعالى.
3 - الضلال لا يكون إلا على من استحقه ممن تمرد وعصى أوامر الله، إلا أن يتوب.
_____________
آيات ووقفات (الحلقة السادسة والعشرون)
الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون (27)
عندما علمنا ربنا سبحانه وتعالى وجوب التسليم، والقبول لما يذكره من أمثال، وأنه لم يذكرها عبثاً سواء عرفنا مقاصده فيها، أم لم نعرف وذلك لحكمة يريدها سبحانه وتعالى، فلعلنا فهمنا كيف نتأدب مع الآيات، ونقر بأن ربنا سبحانه وتعالى يريد تقريب الأفكار، والمعاني من أذهاننا كي يزداد إيماننا، وبذلك تزيد أعمالنا الصالحة، ثم أوضح سبحانه وتعالى كيف يضل الفاسقين، وفي هذه الآية وصف لأولئك الفاسقين (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه) أعوذ بالله، هذه زلة شنيعة، لأنفس وضيعة، وقلوب معرضة عن الحق، مقبلة على الباطل، لا تعرف معروفاً ولا تنكر منكراً. أولئك القوم ينقضون ما عاهدوا الله عليه سواء كان ميثاقاً بينهم وبين الله سبحانه، أو بينهم وبين الناس، فهم ينقضون عهدهم مع الله بارتكاب الجرائم، والآثام وهم منهيون عن ذلك، وكذلك ينقضون مواثيقهم مع الخلق، وهكذا نعرف كيف أن نقض المواثيق صفة من صفات الفسقة، وسمة لا يتخلون عنها والعياذ بالله ثم جاءت الصفة الثانية وهي لا تقل عن الأولى وهي (ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل) هذه لمحة أخرى حول سمات الفسقة أنهم يقطعون صلتهم بكل ما أمر الله بوصاله، فيقطعون صلتهم بالله عز وجل، وصلتهم بالنبي صلى الله عليه وسلم من إيمان به، ومحبته وتعزيره والقيام بحقوقه، وكذلك يقطعون صلتهم بوالديهم وأقاربهم، وكان حالهم إلى الخسارة والبوار (أولئك هم الخاسرون) أي في الدنيا والآخرة.
الوقفات
1 - الفسق شأنه خطير.
2 - تحريم نقض العهد، وقطع الصلة بين العباد وخالقهم، أو بينهم وبين أقاربهم.
3 - تقرير الخسران العظيم لمن خالف أمر الله.
___________
آيات ووقفات (الحلقة السابعة والعشرون)
كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون (28)
(يُتْبَعُ)
(/)