ـ[أبو تيماء]ــــــــ[06 Nov 2010, 05:34 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً
وأضيف إضافة متطفّل:
كم من كتاب [بسيييييط] جُعل له من القبول والانتشار
ما لم يكن لكتاب محرر منقّر .. والتمثيل لذلك ليس بمنأى عنكم
والنوايا مطايا .. فضل الله يؤتيه من يشاء!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[06 Nov 2010, 06:42 م]ـ
انتشار أي كتاب شيء،وقيمته العلمية شيء آخر ..
والكتاب كما ذكر الشيخ أبو مجاهد، بل لعله أقل، ولا أظن أن كان سيكون للكتاب شهرة لولا إعجاب الشيخ الخضير به، وإعجاب الشيخ-حفظه الله- سواء كان نطاسياً أو ما هو أجل وأعظم = هو الآخر رأي علمي يقبل الصواب والخطأ ..
وإعجاب الشيخ مرده لصلاحية الكتاب للمبتدئين، وهذا نفسه لا يتوارد على محل واحد مع رأي أبي مجاهد في قيمة الكتاب العلمية؛ إذ غرض الترتيب العلمي للمبتدئين يختلف عن معايير التقييم العلمي للكتب، وكم من كتاب هو لا شيء إن قسته إلى ما كتب في العلم، لكنه من أصلح الكتب للمبتدئين، فضرب هذا بهذا، أو ظن مخالفة هذا لهذا = قول غير محقق ..
والهجوم على أقوال الناس بإلباسها ثوب رؤية النفس من غير بينة = ليس من الأدب الشرعي ولا البحث العلمي ولا الخلق السوي في نقير ولا قطمير ..
وكان يسع من يخالف أبا مجاهد أن يقول له: رأيك خطأ وفي الكتاب ميزات فوق ما ذكرت هي كذا وكذا،وما رأيته من مساويء ليست كذلك لأجل كذا وكذا ..
أما غير ذلك فمحض خطاب شعري يستثير العواطف فإذا نفضته نفض الجراب؛لتجد حجة تستحق النظر = ارتد إليك البصر خاسئاً وهو حسير، ولم تحظ بغير غبار النفض المتمثل في اتهام النيات والحديث عن كوائن الحظوظ ورؤية النفس وما شئت مما لا طائل تحته يغني ..
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[06 Nov 2010, 06:53 م]ـ
جزى الله فضيلة الشيخ أبا فهر خير الجزاء على هذه الكلمة الذهبية.
وأظن أن كثيراً من الإخوة الفضلاء ما زالوا ينظرون إلى مكانة القائل والكاتب وعلمه ومنصبه، دون النظر إلى احتمالية الصواب والخطأ في كلامه، أو على الأقل أن يكون كلامه خلاف الأولى، ونحو ذلك.
ـ[سلمان محمد العنزي]ــــــــ[06 Nov 2010, 09:37 م]ـ
قال أبو مجاهد " وكدت أن أنساه حتى انتشر بين طلبة العلم أن الشيخ المحقق الدكتور عبد الكريم الخضير قد أثنى على هذا التفسير في برنامج إذاعي عن مكتبة طالب العلم؛ حتى إن طلبة العلم بدأوا يسألون عن هذا التفسير، وبعضهم صار يوصي به، وكان من نتيجة ذلك أن نفدت النسخ التي تباع في المكتبات.
وقد استغربت حكم الشيخ أول ما سمعته، ودفعني هذا للنظر في هذا البحث من جديد، وراجعت التفسير مرة أخرى، فقد تتغير الصورة التي ظهرت لي عنه سابقاً "
كيف يستغرب حكمَ الشيخ إن كان الكلام كما يقول أحد المعقبين " وإعجاب الشيخ مرده لصلاحية الكتاب للمبتدئين، وهذا نفسه لا يتوارد على محل واحد مع رأي أبي مجاهد في قيمة الكتاب العلمية " لو أن أبا مجاهد حرر الرأي دون الالتفات إلى رأي الشيخ لكان للكلام وجه مقبول ... وهذا من البداهة بحيث لا يحتاج إلى عقل يفكر .. !
ولا بأس أن أذكر بعض الملحوظات على رأي أبي مجاهد:
ذكرت أنه يستدل بالأحاديث الموضوعة والضعيفة دون تمييز، فهل بينت لنا كم نسبة هذه الأحاديث الموضوعة والضعيفة من هذا الكتاب الكبير؟ وأنا أجزم جزما قاطعا لا شك فيه أنه سيكون أقل بكثير مما استشهد به القرطبي في تفسيره .. أما إن جئنا للثعلبي ومن دار في فلكه فحدث عن البحر ولا حرج!
وقد استدللت على ذلك بـ (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الراسخين في العلم؟ فقال:» من برّت يمينه، وصدق لسانه، واستقام قلبه، ومن عف بطنه، وفرجه، فذلك من الراسخين في العلم «وعزاه لابن جرير. وهو حديث موضوع كما ذكر محقق الكتاب عبدالعزيز الزير آل أحمد."
(يُتْبَعُ)
(/)
وأقول: الشيخ – رحمه الله – رضي أن يستدل به لأن هناك من هو أجل قدرا وأكثر فهما وأغزر علما قد استدل به دون أن يذكر إسناده .. جاء في جامع العلوم والحكم لابن رجب " ومِلاكُ الأمرِ كلِّه أنْ يقصِدَ بذلك وجه الله، والتقرُّبَ إليه بمعرفة ما أنزل على رسوله، وسلوكِ طَريقه، والعمل بذلك، ودعاء الخلق إليه، ومَنْ كان كذلك، وفَّقه الله وسدَّده، وألهمه رشده، وعلَّمه ما لم يكن يعلم، وكان من العلماء الممدوحين في الكتاب في قوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء}، ومن الراسخين في العلم، وقد خرَّج ابنُ أبي حاتم في "تفسيره" من حديث أبي الدرداء: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُئِل عن الرَّاسخين في العلم، فقال: (من برَّت يمينُه، وصدق لسانُه، واستقامَ قلبُه، ومن عفَّ بطنُه وفرجُه، فذلك مِنَ الرَّاسخين في العلم) " ... فهلا عبت على ابن رجب وهو من هو في علم الحديث؟ ولا يعني ذلك بحال أن نرتضي ما ثبت بطلانه ولكن عندما يأتيني عالم نحرير محقق مدقق فيستدل بمثل هذا الحديث فإن هذا يورث في النفس شيئا من التريث والتمهل والبحث عن علة هذا الاستدلال ...
ثم نقدته في ذكر أثر السدي في قصة يوسف وهمه بامرأة العزيز وعدم تعليقه على الأثر .. وأقول: الأمر أكبر من السدي، وسأذكر لك ما قال القرطبي (على أنني لا أرتضي هذا القول، ولكن حتى يعذر المخالف وتعرف وجهته): " وقيل: إن هم يوسف كان معصية، وأنه جلس منها مجلس الرجل من امرأته، وإلى هذا القول ذهب معظم المفسرين وعامتهم، فيما ذكر القشيري أبو نصر، وابن الأنباري والنحاس والماوردي وغيرهم. فال ابن عباس: حل الهميان وجلس منها مجلس الخاتن، وعنه: استلقت على قفاها وقعد بين رجليها ينزع ثيابه. وقال سعيد بن جبير: أطلق تكة سراويله. وقال مجاهد: حل السراويل حتى بلغ الأليتين، وجلس منها مجلس الرجل من امرأته ..... "
ومن نقداتك أن الشيخ لم يعتن بفقه الواقع الذي يعيشه وربط ذالك بتفسيره .. هل هذا مما يؤاخذ به الشيخ؟ وهل هو مذهب التزم به المتقدمون ممن يعول عليهم؟
وجاء في مؤاخذاتك أن قراءة الميتدئ في هذا التفسير تشتت ذهنه ... وأقول بأن هذا حكم مظنون ينفيه الواقع فالذين أفادوا من الكتاب في عصر مؤلفه وممن بعده لا يعدون فكيف توصلت إلى هذا الحكم؟ إلا إن كنت قرأت الكتاب في أولياتك فحكمت عليه من واقعك ..
وتقول " أن المؤلف عندما ينقل من التفاسير السابقة لا يميز بين الصحيح والضعيف، ولا الراجح والمرجوح - كما سبق أن أشرت الي ذلك -. وقل أن يذكر شيئاً من الترجيحات أو الحكم على الأقوال ... " ليتك تذكر لنا بعض هذه المواضع التي تحتاج إلى تمييز ليصح بها المعنى فأعرض عنها الشيخ .... وهل هو مطالب بهذا كمنهج للتلخيص والتهذيب والتقريب ... ؟
هذا بعض ما تيسر ولقد كتبت ما كتبت وأنا مستوفز لم أحرره كما أريد ... وبالله التوفيق
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[06 Nov 2010, 11:15 م]ـ
......
وإعجاب الشيخ مرده لصلاحية الكتاب للمبتدئين، وهذا نفسه لا يتوارد على محل واحد مع رأي أبي مجاهد في قيمة الكتاب العلمية؛ إذ غرض الترتيب العلمي للمبتدئين يختلف عن معايير التقييم العلمي للكتب، وكم من كتاب هو لا شيء إن قسته إلى ما كتب في العلم، لكنه من أصلح الكتب للمبتدئين، فضرب هذا بهذا، أو ظن مخالفة هذا لهذا = قول غير محقق ..
...
نعم .. وماذا ستقول أيضاً
إن بارك الله تعالى في كتاب لا يصلح إلاّ للمبتدئين!!!
وحظي بتعليقات وشروح .. ثم اختصارات وتهذيب .. وتحقيقات ومدارسة ..
وبقي ما صنفته من كتب للمنتهين!!! حبيسة عقولهم - إن تجاوزت الرفوف حتى تُرد إلى أرذل العمر
ولأي شيء يُطلب العلم وأي قيمة له .. إن لم يكن هاتفاً للغاية منه
ـ[أحمد علي البراك]ــــــــ[20 Nov 2010, 06:24 م]ـ
صل1جزاك الله خيرا(/)
فتاوى المشرفين في موقع الاسلام اليوم
ـ[الراية]ــــــــ[19 Jul 2005, 02:44 ص]ـ
فتاوى الشيخ د. مساعد بن سليمان الطيار
عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين
http://www.islamtoday.net/questions/expert_question.cfm?id=103
عناوين الفتاوى
حكم إتقان التلاوة
قراءة حفص بقصر المنفصل
هل أمر إبليس بالسجود لآدم؟!
إمام متساهل في أحكام التجويد
دلالة القرآن على عودة عيسى عليه السلام
قطع القراءة قبل تمام المعنى
تسمية سور القرآن بألفاظ فيها
عصمة الرسول – صلى الله عليه وسلم -
قراءة القرآن من غير تجويد
السور المستحب قراءتها كل ليلة
تنكيس الآيات والسور
فتاوى الشيخ د. ناصر بن محمد الماجد
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
http://www.islamtoday.net/questions/expert_question.cfm?id=30
عناوين الفتاوى
كيف علمت الملائكة بأن الإنسان سيفسد في الأرض؟
خصائص الأشهر الحرم
الحكمة من تكرار القصص القرآني
إحياء بني إسرائيل بعد موتهم
( ... إن تنصروا الله ينصركم ... )
القراءة الصامتة للقرآن
ختم القرآن مساءً أو صباحاً
قصة قتل عمر للمنافق
لم قالوا (أنزل من بعد موسى) ولم يذكروا عيسى
القرآن ... ودعوى الإبهام
آية تطرد الحيات!
حول مصحف عبد الله بن مسعود
الدعوة في المنتديات
هل نُسِخَ جزء من سورة الأحزاب؟
تعدد الجماعات الإسلامية
هل هذه الرقية جائزة؟
جهاد النفس والمال وتفاضلهما
نكاح زوجة الأب
لا يعطى إجازة في القرآن حتى يقسم على أن يجيز غيره!
والده يسب العلماء فماذا يفعل
الإعجاز العددي في القرآن
"حتى يغنيهم الله من فضله"
عدم ذكر الأعمام والأخوال في آية النور
متى استفتى؟
بين الإسلام والوطنية
الحكمة في خلق السموات والأرض في ستة أيام
الاقتباس القرآني
هل في القرآن أخطاء إملائية
هل فسر الرسول القرآن
زيارة مدائن صالح
المساجلة بآيات القرآن
هل للموت ملك أم ملائكة؟
رضاع الكبير
إهداء ترجمات معاني القرآن للكفار
صيغة الجمع في القرآن
حضور الدورات المختلطة
علامات الترقيم في كتابة القرآن
هل استماع القرآن يعدل قراءته؟
الأصل في نجمة داود السداسية
حفظ القرآن ثم نسيانه
هل التقى موسى وشعيب؟
البكاء عند تلاوة القرآن
حقيقة البدعة وضوابطها
معنى لا إكراه في الدين
الفرق بين الحسد والعين
الفرق بين المسيحية والنصرانية
كيف أتخلص من وساوس الشيطان؟
الطريق إلى التوبة وتقوية الإيمان
مم خلقت الحور العين؟
معالجة المسحور بالقرآن
المجاز في القرآن
يتبع بمشيئة الله تعالى(/)
الدورات المكثفة لحفظ القرآن الكريم: نظرة تقويمية للدكتور إبراهيم الحميضي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Jul 2005, 10:17 ص]ـ
الدورات المكثفة لحفظ القرآن الكريم: نظرات تقويمية
إن حفظ القرآن الكريم من أجلّ القربات، وأفضل الطاعات، وأهم المهمات.وحملةُ القرآن هم أرفع الناس قدراً، وأشرفهم علماً، وأقومهم طريقاً. وقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته على حفظ القرآن الكريم ومدارسته وتعلمه وتعليمه، وبيّن فضل أهله وحملته، والأحاديث في هذا الباب معلومة مشهورة. وقد اعتنى المسلمون بكتاب ربهم عناية فائقة، تميزوا بها على من سبقهم من الأمم، حيث تنافسوا في قراءته حفظه، وتسابقوا إلى دراسته والعمل به. وقد ظل هذا الكتاب الكريم على مرّ القرون منذ نزوله إلى يومنا هذا محفوظاً في الصدور، كما هو مكتوب في المصاحف، يأخذه اللاحق عن السابق، فالحمد لله على منته وفضله.
وفي هذا العصر وجدت أساليب جديدة لتعليم القرآن الكريم وتحفيظه، نفع الله بها، وكان لها أثر كبير في خدمة هذا الكتاب العزيز وتسهيل تعلمه. وقد ظهرت في السنوات الأخيرة طريقة جديدة لحفظ القرآن الكريم، وهي حفظه عن طريق الدوارت المكثفة في شهر، أو شهر ونصف، أو شهرين، حيث فتحت أبوابها لمن يريد حفظ القرآن الكريم في هذه المدة الوجيزة، ولا سيما في الإجازة الصيفية، وكان من أهم الدواعي لظهور الدورات المكثفة لحفظ القرآن الكريم ما يحصل في بعض حلق ومراكز التحفيظ من إطالة لمدة الحفظ، وعدم عناية بالنابهين والجادين من الطلاب والطالبات.
ونحن نشكر الإخوة الذين القائمين على هذه الدورات على جهودهم، وحرصهم الكبير على دعوة الناس إلى حفظ كتاب الله تعالى، وتيسير السبل الموصلة إلى ذلك، ونسأل الله تعالى أن يثيبهم على ذلك، ويسدد خطاهم.
وقد كان لهذه الدورات ثمرات طيبة أهمها:
1/ إظهار يسر حفظ القرآن الكريم لمن أقبل عليه بعزيمة وصدق.
2/ فتح المجال لمن أرد حفظ القرآن الكريم من أصحاب الأعمال، والمهن، والارتباطات الدائمة، والذين لا يتيسر لهم ملازمة الشيوخ طيلة العام.
3/ بعث الهمم، وإيجاد الفرصة لمن تقدمت به السن، وظن أن وقت الحفظ قد فات، وزمن التحصيل ولَّى.
ولكنْ وجود هذه الميزات لا يلزم منه بقاء هذه الدورات على وضعها الحالي دون تهذيب ومراجعة وتقويم. قد يَبْهرُنا النجاح البسيط الذي نحققه في عمل ما عن الخلل الكبير الذي يتخلل ذلك النجاح. وقد تصرفنا كلماتُ الإطراء التي نسمعها من بعض الفضلاء عن مراجعة أنفسنا وتقويم أعمالنا. إننا نؤيد ونشجع كل جهد مخلص، وأسلوب جديد يساعد في تعليم القرآن وحفظه ودراسته، ولكن بشرط أن يكون مبنياً على دراسة وافية، ورؤية واضحة، وليس على ردود أفعال، أو عواطف جياشة ونظرات قصيرة.
إنني ومن خلال متابعتي لبعض هذه الدورات في مناطق مختلفة، ولقائي بالقائمين عليها وطلابها، وقراءة بعض خريجيها عليَّ، وسماع رأي بعض المتخصصين بتعليم القرآن فيها، أرى أنها بحاجة ماسة لإعادة النظر فيها، وتقويمها تقويماً شاملا،ً وقياس مخرجاتها، ومعرفة مدى ملاءمتها لما يبذل فيها من أموال وجهود.
هذا وقد ظهر لي عدد من الملحوظات والمآخذ العلمية والتربوية على هذه الدورات ومخرجاتها، وقبل بيان هذه الملحوظات أُنبه على أمرين هامين:
الأول: أن كثيراً من طلاب هذه الدورات لا يصدق عليهم أنهم حفظوا القرآن في شهر أو شهرين؛ فإن عدداً غير قليل منهم قد أتموا حفظ القرآن أو أكثره أو نصفه قبل دخولها، حيث أمضوا في حلق التحفيظ بضع سنوات تعلموا فيها وتربوا وتدربوا على الحفظ، حتى إذا ما نضجوا وقَرُبَ زمن الحصاد، التحقوا بهذه الدورات وتخرجوا فيها، وكانوا هم النماذج المقدَّمة لها، ولا شك أن في هذا إيهاماً للطلاب الجدد وأولياء أمورهم، والداعمين لهذه الدورات، كما أن فيه هضماً لجهود مدرسي ومشرفي حلقهم الأصلية الذين تعبوا في تربيتهم وتذليلهم للحفظ وترغيبهم فيه، وهذا الصنف قد لا تنطبق عليهم الملحوظات التي سأذكرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: أني لا أنكر أنه يوجد من يستطيع حفظ القرآن في شهرين أو نحو ذلك، ويكون قادراً على مراجعته وضبطه، وقد ذُكر أن العلامة الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري [ت: 1399] قد حفظ القرآن في شهرين،وذلك حينما اشتكى عينيه، وخشي ذهاب بصره، ورأيت من الطلاب من عنده القدرة الفائقة على الحفظ والاستذكار في مدة وجيزة، ولكن هذا أمر نادر، والملاحظ أن هذه الدورات مفتوحة للجميع رجالاً ونساءً صغاراً وكباراً، بل إن التسجيل في بعضها يتم عن طريق شبكة المعلومات الإنترنت، وهي وإن كانت تضع شروطاً للقبول؛ فإنها غير كافية، ثم إن هذه الشروط كثيراً ما يتساهل فيها لسبب من الأسباب، لا سيما مع كثرة هذه الدورات، والاهتمام بالكم.
وإليكم أهم تلك الملحوظات:
1 ـ عدم إتقان الحفظ، فإن من المعلوم شرعاً وتجربةً أن القرآن سريع التفلت، ولا سيما الحفظ الجديد، فهو يحتاج إلى تكرار كثير، ووقت طويل حتى يثبت، وهذا لا يمكن أن يكون في شهر أو شهرين، مع أن الطالب في هذه الدورات مشغول بالحفظ الجديد الذي يستغرق جلّ وقته، ولا سيما بعد زيادة المحفوظ، وأنا أعلم أن هناك برامج للمراجعة في هذه الدورات، ولكنها غير كافية، ثم إنه يصعب على الطلاب تطبيقها والوفاء بها، ولذلك وجدنا كثيراً من طلاب وطالبات هذه الدورات احتاجوا إلى حفظ بعض الأجزاء من جديد مرةً أخرى، وبذلوا من الجهد والوقت في مراجعة بعضها ما يقارب الجهد والوقت الذي يبذل في المحفوظ الجديد، ومنهم من ضعف وعجز فتبخر حفظه، والخلاصة أنهم لم يصلوا إلى مرحلة الضبط التام إلا بعد سنتين أو أكثر من بداية حفظهم.
2 ـ عدم إتقان التلاوة. يقع للطلاب أثناء الحفظ بعضُ اللحون على تفاوت بينهم في ذلك، ويقوم المدرس بتصحيح هذه اللحون، ولكنْ مع كثرة المحفوظ وتتابعه يصعب على الطالب التخلص منها تماماً لا سيما إذا حفظ على غلط، وقد رأيت بعض طلاب هذه الدورات يقعون في لحون جلية غير قليلة.
3 ـ أن الحفظ في هذه الدورات مكثّف جداً، ويحتاج إلى مجهود ذهني وبدني كبير حتى إن بعض الطلاب لا يستطيع المواصلة، وما أن تنتهي الدورة حتى يتنفس الطالب الصُعداء، ولذلك يحتاج إلى فترة استجمام طويلة، ويعتريه فتور كبير ونُفْرَةٌ عن المراجعة، وهذه الفترة قد تكون كفيلةً بضياع المحفوظ أو بعضه.
4 ـ الحفظ المكثف يُفقد الطالب عدداً من الأمور المهمة، كمعرفة أوائل وأواخر الأجزاء والأحزاب، وترتيب السور، ومواضع السجود والوقوف، والتمييز بين الآيات المتشابهة ونحو ذلك.
5 ـ لم تكن هذه الطريقة معروفة عند السلف مع حرصهم على الخير، وقوة حافظتهم، وعلو همتهم، وحسن إسلامهم، وقد ذكر الإمام ابن الجزري أنهم كانوا يُقرئون ثلاثاً ثلاثاً، وخمساً خمساً، وعشراً عشراً، لا يزيدون على ذلك، وهذا في حالة التلقين أو الحفظ الجديد، أمّا في مقام العرض، والتصحيح فلا حرج في الزيادة إلى ما شاء ([1]).
وعن أبي نُضرة: قال كان أبو سعيد الخدري يعلمنا القرآن خمس آيات بالغداة، وخمس آيات بالعشي، ويخبر أن جبريل نزل بالقرآن خمس آيات،خمس آيات. ([2])
وعن أبي العالية: قال قال عمر - رضي الله عنه-: " تعلموا القرآن خمساً خمساً آيات؛ فإن جبريل نزل بالقرآن على النبي r خمساً خمساً " ([3]).
وعن إسماعيل: قال: كان أبو عبد الرحمن يعلمنا خمساً خمساً. ([4])
و عن علي بن بكار الزاهد قال: " قال بعض أهل العلم: من تعلم خمساً خمساً لم ينسه " ([5]).
وعن إسحاق بن عيسى قال: سمعت مالكاً يوم عاب العَجَلة في الأمور قال: " قرأ عبدالله بن عمر البقرة في ثمان سنين " ([6]).
فعلى من أراد الحفظ والإتقان، والفهم والتحصيل، أن يراعي سنّة التدرج، وأن يترفّق بنفسه، ويقتصر على ما يمكنه إدراكه واستعيابه؛ فإنه بذلك يحصِّل علوماً كثيرة جداً مع راحة نفسه وعدم إملاله، ([7]).
وأنا لست مع من يقول: احفظ في كل يوم آية، وداوم على ذلك، بل ينبغي للطالب أن يستغل وقت الشباب والفراغ، ويجد ويجتهد، ولكنْ لا يرهق نفسه، ويشتت ذهنه، ويتحمل فوق طاقته.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الخطيب البغدادي: وينبغي أن يجعل لنفسه مقداراً كلما بلغه وقف وقفتَه أياماً لا يزيد تعلُّماً، فإن ذلك بمنزلة البُنيان، ألا ترى أن من أراد أن يستجيد البناء بنى أذرعاً، ثم ترك حتى يستقر، ثم يبني فوقه؟ ولو بنى البناءَ كله في يوم واحد، لم يكن بالذي يُستجادُ، وربما انهدم بسرعة. . . فكذلك المتعلم ينبغي أن يجعل لنفسه حدَّاً كلما انتهى إليه وقف عنده حتى يستقرَّ ما في قلبه، فإذا اشتهى التعلُّم بنشاط عاد إليه، وإن اشتهاه بغير نشاط لم يعرِضْ له ([8]). وقال ابن الجوزي: وينبغي أن يريح نفسه من الحفظ في الأسبوع يوماً أو يومين ليكون كذلك كالبناء الذي يُراح ليستقر ([9]). وقد ذكر العلماء أن من حكمة نزول القرآن منجماً تيسير حفظه ([10]).
6 ـ قد يُصاب الطالب بالغرور حينما يحفظ القرآن في هذه المدة الوجيزة، ويتعالى على أقرانه، وربما تصدر، وبدأ بحفظ متون أخرى، وهو لم يضبط ما حفظ فيكتشف فيما بعد أنه كالمنبت، لم يتقن القرآن، ولم يتمكن من العلوم الأخرى. والعلم الشرعي لا ينال إلا بالصبر والدأَب، وطول الزمان. نَعَمْ: الجد، واستغلال الوقت، وانتهاز الفرص، والتنافس في التحصيل مطلوب ومحمود، ولكن لا ينبغي أن يتحول العلم إلى وجبات سريعة يأخذه العجلان في فترات قصيرة متقطعة.
7 ـ من المعلوم شرعاً ونظراً أنه لا يكفي حفظ ألفاظ القرآن، بل لا بد من تدبر آياته وفهم معانيه والعمل بما فيه، والتخلق بأخلاقه، والتحلي بآدابه، ولا شك أن بقاء الطالب مع الأستاذ سنتين أو ثلاثاً له أثر كبير على دينه وأخلاقه، لا سيما وأن أكثر الطلاب يحفظون القرآن في مرحلة المراهقة، وهي مرحلة حساسة كما هو معلوم.
8 ـ قد تكون هذه الدورات سبباً في تسرب الطلاب من بعض حلق التحفيظ طمعاً في سرعة الحفظ، وهذا له أثر سلبي عليهم وعلى بقية زملائهم.
9 ـ أكثر هذه الدورات تحتاج إلى تكاليف باهضة تنفق على الإسكان والإعاشة والجوائز ورواتب المدرسين والعاملين فيها، وهذه المصروفات لا تتناسب مع المُخْرَجَات إطلاقاً، ولو صُرفت في مشاريع قرآنية أخرى دائمة لكان أوْلى بلا شك، فإن تكلفة يعض هذه الدورات تكفي لتشغيل دار نسائية أو مدرسة تحفيظ للبنين لعدة سنوات.
وبعد، فقد يقول قائل: إن هذه الملحوظات أو بعضها موجودة عند الحفاظ في غير هذه الدورات، وهذا صحيح، ولكنْ هناك فروق كثيرة بين الحالين وذلك من وجوه:
1 ـ أن وجوه هذه الملحوظات في غير الدورات المكثفة ليس راجعاً إلى كثافة الحفظ أو قصر المدة، ولكن إلى أسباب أخرى يمكن معالجتها بسهولة.
2 ـ أن حلق التحفيظ مفتوحة للجميع يدخلها القوي والضعيف، الراغب وغير الراغب، ولها أهداف علمية وتربوية متعددة أحدها حفظ القرآن، ولو لم يحصل منها إلا ارتباط الطالب بالمسجد والجلساء الصالحين لكفى، بخلاف هذه الدورات المكثفة، فإنه لا يدخلها في الغالب إلى الجاد الحريص على الحفظ، وهذا يمكن أن يسلم من هذه الملحوظات إذا وضع له برنامج زمني مناسب.
3 ـ يمكن تشخيص هذه الأدواء ومعالجتها في برامج الحفظ الطويلة، أما في الدورات المكثفة، فإن هذه المزالق قد لا تتبين إلا بعد انتهاء الدورة، وإن أمكن معرفتها أثناء الدورة لم يمكن معالجتها لقصر المدة.
وفي الختام أقول إن إيراد هذه الملحوظات على الدورات المكثفة لحفظ القرآن في وضعها الحالي لا يعني بحال الدعوة إلى إلغائها وقعود القائمين عليها كلا، بل إني أدعو وأؤكد على بقائها وانتشارها، ولكن بعد أن تُراجع وتقوم وتنظم وتطور وفق دراسة وافية ومتأنية، ومن البرامج المقترحة التي أرى أنها جديرة بالاهتمام والتطبيق وهي موجودة ولله الحمد في دورات أخرى ما يلي:
1 ـ حفظ أجزاء محدودة من القرآن، ولا أريد أن أحدد القدر المناسب للحفظ في كل دورة، لأمرين:
أ ـ أن هذا يحتاج إلى دراسة وافية كما أسلفت.
ب ـ أن هذا القدر يختلف باختلاف مدة الدورة، ومستوى الطلاب، ومكان الدورة، وغير ذلك من المؤثرات.
2 ـ إقامة دورات للضبط والإتقان، يتخللها بعض البرامج العلمية والتربوية، وفي رأيي أننا بأمس الحاجة إلى هذا النوع من الدورات لأننا لا نشكو من قلة الحفاظ في كثير من البلاد – ولله الحمد – ولكننا نشكو من قلة الحفاظ الضابطين المجودين، المتخلقين بأخلاق القرآن.
3 ـ إقامة دورات في التجويد وحسن الأداء، والتفسير، وعلوم القرآن، وهذه أيضاً مهمة، لأنه يوجد كثير من الحفاظ لا يحسن الأداء، ولا يعرف تفسير قصار السور، ومن المعلوم أن تدبر القرآن موقوف على فهم معناه.
هذا ما أحببت تعليقه حول هذا الموضوع، فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان. وأرجو أن تتسع صدور إخوتي القائمين على الدورات لهذه الملحوظات، فو الله ما دعاني إلى تقييدها إلا النصح لكتاب الله، وأهله، بعد طول تأمل.
وأسأل الله تعالى الهداية والسداد، وحسن القصد وصلاح العمل، كما أسأله - سبحانه - أن ينفعنا ويرفعنا بالقرآن الحكيم، وأن يجعله لنا شفيعاً يوم القيامة، إنه سميع قريب.
كتبه / د. إبراهيم بن صالح الحميضي
الأستاذ المساعد في جامعة القصيم - قسم القرآن وعلومه
---الحواشي -----
(1) انظر منجد المقرئين، ومرشد الطالبين لابن الجزري: ص9، وانظر أخلاق حملة القرآن للآجري: ص186.
(2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 20/ 391، وانظر الإتقان 1/ 124.
(3) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (3/ 346).وروي عن أبي العالية مرسلا، أخرجه البيهقي في الموضع السابق، و ابن أبي شيبة (6/ 118)، وأبو نُعيم (9/ 319).وبعض هذه الآثار يقوي بعضاً.
(4) أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 118)
(5) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان 3/ 347
(6) المصدر السابق (4/ 511، 513)، وانظر موطأ ملك 1/ 205.
(7) انظر هكذا فلنحفظ القرآن لمحمد مصطفى شعيب ص 140، وكيف نحفظ القرآن الكريم للدكتور يحيى الغوثاني ص 57.
(8) الفقيه والمتفقه (2/ 100).
(9) الحث على حفظ العلم وذكر كبار الحفاظ ص 255.
(10) انظر المرشد الوجيز لأبي شامة المقدسي ص 28، والبرهان في علوم القرآن للزركشي 1/ 293 والإتقان للسيوطي 1/ 120
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نصرمنصور]ــــــــ[21 Jul 2005, 07:10 ص]ـ
سئل فضيلته: الدورات المكثفة لحفظ القرآن الكريم تختلف حولها الآراء بين مؤيد ومعارض. إلى أي الرأيين يميل الشيخ سعود؟
فأجاب: ـ الدورات المكثفة لحفظ القرآن الكريم لا تحتمل إلا التأييد والتشجيع؛ لأن القرآن كلام الله، فمهما صار فيه من تكثيف لحفظه ومدارسته فهو خير كله، وقد قال الشاطبي - رحمه الله- وأحسن إليه إذ قال:
وخير جليس لا يمل حديثه وترداده يزداد فيه تجملا
فإن الأوقات مهما شغلت مع القرآن في خير عظيم. إلا أنه ينبغي التأكيد على ألا يكون عهد الحافظ بالقرآن تلك الدورة المكثفة فحسب ‚ بل لا بد من المواصلة والمتابعة.
وأما الذين لا يؤيدون مثل تلك الدورات فحجتهم أن ما يأتي فإنه يذهب سريعا ‚ وهذا ليس على إطلاقه؛ لأن القرآن له خصوصية تتمثل في كونه متعبدا بتلاوته.)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Jun 2006, 10:59 م]ـ
شكر الله لكم يا دكتور إبراهيم هذه المقالة، ولدي سؤال حوله: هل استجد لديكم رأي حول هذا الموضوع، وكيف كان ردُّ الفعل بعد نشر هذا المقال في مجلة البيان وهنا في الملتقى سواء موافقة أو مخالفة؟
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[13 Jun 2006, 03:51 ص]ـ
أسأل الله أن يجزيك خيراً يادكتور إبراهيم على هذه المقالة
وإنني أشاطرك الرأي فيما قلت، فقد عملت فيها فترة وبدا لي مابدا لك،
وإن كنت أتصور أنها ستجد معارضة من القائمين على هذه الدورات،
لكن الحق أحق أن يتبع ...
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[15 Jun 2006, 04:32 م]ـ
لقد ازددت قناعةً برأيي حول هذه الدورات، لاسيما وأنني أرى يوماً بعد يوم من لايملك من الحفظ إلا لقب (حافظ)، لم أحص من مرَّ عليَّ من الطلاب في الجامعة ممن يزعمون أنهم حفاظ ولم يستطيعوا أن يحفظوا الجزء المقرر، وهو جزء واحد من القرآن خلال الفصل الدراسي، وهم من مناطق مختلفة، ويجمعهم أنهم حفظوا في مدة قصيرة جدا سواءً في هذه الدورات أو في غيرها، لم أخف دهشتي وأنا أدخل إحدى البقالات قبل أيام حينما رأيت إعلاناً يقول: هل تحب أن تحفظ القرآن في خمسة أسابيع؟ هل أضحى حفظ القرآن كاملاً بهذه البساطة ويروج له على أبواب البقالات!
قال أبو بكر بن عياش: " تعلمت القرآن من عاصم خمسا خمسا، ولم أتعلم من غيره، ولا قرأت على غيره. وعنه قال: اختلفت إلى عاصم نحوا من ثلاث سنين، في الحر والشتاء والمطر، حتى ربما استحييت من أهل مسجد بني كاهل "
وللأسف فإن بعض هذه الدورات جعلت من ضمن المحفزات لدخولها الحصول على إجازة في رواية حفص وقد حدثني أحد الطلاب الذين حصلوا عليها عن طريق هذه الدورات أنه لايجيد الحفظ ولا يتقن التجويد، وهذا أمر خطير، وأخشى إن طال بنا الزمن أن تكون الإجازة في القرآن كالإجازة في متون السنة تجلس مع الشيخ عشر دقائق ويجيزك في الكتب التسعة أو في جميع مروياته، حيث تهدى هدية لمن لا يستحقها، ومن المعلوم أن الإجازة في القرآن تعني الإذن للُمجاز بالإقراء وإجازة غيره.
وأما بالنسبة لمقالتي السالفة فقد كان لها - بفضل الله - أثر طيب، وقد نالت استحسان كثير من أهل العلم والقراء، وقد كنت عرضتها على عدد منهم قبل نشرها.
وقد استدرك بعض الإخوة القائمين على هذه الدورات هذا الخطأ وجعلوا المقرر حفظ نصف القرآن، أو مراجعته كاملاً مع تقصير المدة، وهم يشكرون على هذه التغيير والتقويم، ومع ذلك أرى أنها بحاجة إلى مزيد من المراجعة والتهذيب؛فإن حفظ نصف القرآن في أربعة أو خمسة أسابيع غير مناسب للوجوه التي ذكرتها في مقالتي السابقة، وأما دورات المراجعة فهي مهمة جداً وقد أيدتها ودعوت إلى زيادتها والتركيزعليها كما سلف في المقالة، ولكن ليس كل حافظ يقوى على مراجعة القرآن كاملاً خلال هذه المدة الوجيزة، ولذلك لابد من اختبار المتقدمين لدورات المراجعة وتصنيفهم؛ فإن من الحفاظ من يحتاج من الجهد مقدار ما يحتاجه صاحب الحفظ الجديد لضعف حفظه.
وفق الله الجميع لخدمة كتابه العزيز.
ـ[ميادة بنت كامل الماضي]ــــــــ[28 Sep 2006, 09:50 م]ـ
شكر الله لك د. إبراهيم على هذه المقالة القيمة، والتي أرى أن يستفاد منها واقعاً وتطبيقاً. ومن يحفظ كتاب الله يفهم ولا بد مقالتك على الوجه الصحيح لها.
وأقول: إلى جميع محبي كتاب الله:
هل من وقفة جادة ونصيحة خالصة لله تعالى مع هذه الدورات والقائمين عليها.
فما زلنا نقرأ ونسمع عن المزيد من هذه الدورات، وقد تم الإعلان عن دورة مكثفة لحفظ القران في عشرة أيام فقط!!!!!! ومتى؟ الآن وفي هذا الشهر الكريم؟ ألا يكون الانشغال بالحفظ السريع، مع ما يحتاج من جهد ووقت، انشغال بمفضول عن فاضل؟؟ ثم وبالتأكيد .. وأقول هذا كحافظة لكتاب الله ومُحفظة له لسنوات طوال: ألن يذهب هذا الوقت والجهد هباء منثورا حيث لا يعقل حفظ ثلاثة أجزاء في اليوم الواحد، ثم لا تراجع! بل تزاد ثلاثة أخرى في اليوم الثاني وهكذا ... ؟؟؟؟؟
هل يعقل هذا يا أهل القرآن؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[02 Oct 2006, 01:24 ص]ـ
أثني بالشكر لأخي الكريم د. إبراهيم على طرح هذه المقالة الماتعة ..
ومنذ أن كتب أخي مقالته،وأنا أشعر أنه عبّر عما في نفسي،وقد شكرته حينها هاتفياً،وها أنا أجدد شكري وأكرره.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[02 Oct 2006, 02:56 م]ـ
أشكر أختي ميادة وأخي الدكتور عمر على اهتمامهما بهذا الموضوع ومشاعرهما الطيبة تجاه ما كتبت حوله، وأسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل القرآن المنتفعين به العاملين بما فيه، وأن يجعله حجة لنا يوم لقائه.
أما الإعلان الذي ذكرته الأخت ميادة [حفظ القرآن الكريم كاملا في عشرة أيام] فهو صحيح، وقد رأيته في أحد المواقع القرآنية، ولم أكن أظن أن الأمر سيبلغ هذا المدى رغم أني رأيت قبل ذلك عناوين تقول: تحدّث الإنجليزية في خمسة أيام، وتعلّم (وورد) في عشر ساعات، ولكني لم أتوقع أن تسري هذا العدوى إلى أهل القرآن، وقد رأيت في ذلك الموقع عدداً كبيراً من العجائب والمعجزات المتاحة لكل من يتصل بالشبكة، منها حفظ إحدى الأخوات عندهم عشرة أجزاء في يوم واحد، وحفظ أخرى للقرآن كاملا في اثني عشر يوما، وحفظ ثالثة لبلوغ المرام في خمس ساعات، وهلمّ جراً ...
والسؤال الذي يطرح نفسه: ألا تنافي هذه الأساليب - بغض النظر عن صدقها – تعظيم القرآن الكريم الذي قال الله تعالى فيه (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا) وقال سبحانه (وقرآنا فرقنا لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا) وقال سبحانه (وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا)
ونظراً لرغبة الإخوة في ذلك الموقع في نشر هذا الإعلان في جميع المواقع والمنتديات، فإني أضع بين أيديكم مقتطفات منه، ملحقاً بها فهارس الإنجازات العظيمة التي تحققت على أيديهم، سائلاً الله تعالى لي ولهم حسن القصد وسداد الرأي وصلاح العمل. علماً أني لم أصلح الأخطاء الطباعية الواقعة في الأصل.
إعلان عن الدورة المكثفة لحفظ القران في عشرة أيام فقط
الى كل طالبة علم والى كل مشتاقة الى الفوز بتاج الرضوان والوقار الى من اسهرن لياليهن بترانيم الايات. الى طامحات المعالي .. وربات العوالي لى صاحبات سمو الهمم
الى طالبات علو القمم الى ذوات الهمم العلية والوجوه الرضية .... نهدي اليكن
الدورة المكثفة لحفظ القرآن الكريم كاملا في عشرة أيام ان شاء الله
كما نبشركن بأنه سيخصص للطالبات المشتركات في هذه الدورة
الشروط:
1 - أن لا تكون الطالبة خاتمة لحفظ القرآن
2 - أن تكون قرائتها صحيحة سليمة خالية من الأخطاء
3 - أن تكون منضبطة ملتزمة بالمواعيد والتسميع اليومي
موعد الإنطلاقة ان شاء الله السبت القادم 1 شعبان 1427هـ – الموافق 25/ 8 / 2006م
كما ندعو كل الاخوة والاخوات إلى نشر هذا الإعلان في كل مكان وعبر كل الوسائل.سواء عبر المنتديات او عبر المواقع أو عبر المراسلات البريدية أو المجموعات البريدية
رب رسالة غيرت أمة فكن صاحبها
الجدول اليومي سيكون 60 صفحة ان شاء الله (3 أجزاء يوميا) وهذا سهل للغاية بعد حضور دورة تغيير العقل ان شاء الله
هناك من وصل حفظها بعد دورة تغيير العقل الى 140 صفحة في اليوم الواحد يراجع قسم دورة تغيير العقل وفق الله الجميع لكل خير
فهارس وتجارب قسم دورات تغيير العقل ... هنا أغلب تجارب دورة تغيير العقل
هبة تختم حفظ الامهات الاربع عشر (10.000) حديث في 30يوم بعد دورة تغيير العقل
تجربتى مع دورة تغيير العقل: تغيرت فارتفع حفظي من 10 أحاديث الى 900 حديث في اليوم
حفظت سورة البقرة في سنة كاملة وبعد دورة تغيير العقل حفظت 16 صفحة في ساعات معدودة
بعد دورة تغيير العقل وصل حفظي إلى 180 صفحة في يوم وختمت القرآن في 9 أيام والحمد لله
خواطر من تجربتي بعد دورة تغيير العقل.ارتفع حفظي من صفحتين إلى 200 صفحة في اليوم
بلغت الدهشة مني مبلغا عظيما ارتفع حفظي من صفحة إلى 100 صفحة في اليوم بعد الدورة
نِقاط العسل من النجاح والفشل.ارتفع حفظي إلى 40 صفحة بعد دورة تغيير العقل
تجربتى مع دورة تغيير العقل: وصل حفظي في اليوم الواحد الى 106 صفحات من القران
موعد حفل ختم الطالبة ريما .. حفظت القرآن في 17 يوم من بعد دورة تغيير العقل
(يُتْبَعُ)
(/)
رسالة ختامها مسك:حفظت 76صفحة في يوم واحد وكنت أسأل الله أن يريني معجزة فوجدتها في رأسي
في اول يوم في دورة تغيير العقل حصل شيء عجيب تغيرت حياتي وزاد حفظي الى21صفحة في اليوم
موعد ختم الطالبة هاجر أحمد .. والتي ختمت القرآن في 12 يوما فقط
البشرى المذهلة: الطالبة: نعيمة تختم حفظ بلوغ المرام في أقل من يوم واحد
بشرى كبيرة لحفاظ الوحيين .. منى سعيد تختم بلوغ المرام في أقل من يوم 7ساعات
عائشة المغربية حطمت الرقم القياسى فى حفظ بلوغ المرام .. حفظته في 5 ساعات فقط
3 طالبات في الأكاديمية ختمن حفظ القرآن في أقل من 15 يوما .. من ثمرات دورة تغيير العقل
بعد دورة تغيير العقل. الاخت فايزة تحفظ في يوم واحد1122 حديث
أم أسامة: وصل حفظي الى 26 صفحة في اليوم وباتقان عجيب لاأكاد أصدق!!
الطالبة زينة .. ختمت حفظ القرآن في 14 يوما من بعد دورة تغيير العقل
أم سلمة السلفية: ارتفع حفظها بعد دورة تغيير العقل من صفحة إلى 200 صفحة في اليوم
رسالة هاجر:ثم المفاجاءة التى كنت لا اتوقعها انى حفظت في اليوم الواحد 60 صفحة
الطالبة شمس .. ارتفع حفظها الى 30 صفحة في اليوم وتختم في اقل من 20 يوما
فاطمة سالم .. حفظت القران كاملا في أقل من 30 يوما.بعد دورة تغيير العقل
شقيقتي منى ختمت الليلة حفظ الأمهات 10,000آلاف حديث.دموع القلب تسبقنى وانا ازف البشرى
الحمد لله وصل حفظى ل20 صفحة قران مع 150 حديث بعد حضورى دورة تغير العقل
عااااجل موعد حفل ختم الطالبة أسماء للأمهات الأربعة عشر في دورة 30 يوماً
رحلتى فى حفظ رياض الصالحين خلال يوم وليلة (ماشاء الله لاقوة الا بالله)
حطمت الرقم القياسى فى حفظ رياض الصالحين فى يوم وليله (الله اكب1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - رر)
تجربة حفظى للقرآن كاملا في 20 يوما بعد دورة تغيير العقل (1 2)
البشارة الكبرى: الطالبة حاملة الوحيين تحفظ رياض الصالحين كاملا في يوم وليلة ادعوالها
بشرى سارة: الطالبة حاملة المسك تختم حفظ رياض الصالحين في يوم وليلة
رسالة أمة الحليم: بعد دورة تغيير العقل حفظت20 صفحة ولدي رغبة أن أحفظ200 صفحة في اليوم
بشارة:الأخت شيرين تختم حفظ الامهات 10،000 آلاف حديث.بعد دورة تغيير العفل
بعد دورة تغيير العقل: الأخت فايزة سعيد تحفظ عشرة آلاف حديث في 30 يوما
طالبة من الامارات وصل حفظها إلى 40 صفحة في اليوم. بعد دورة تغيير العقل
طالبة من أبو ظبي تحفظ 20 صفحة من القرآن في اليوم. لأول مرة بعد دورة تغيير العقل
بعد دورة تغيير العقل: الأخت فتاة الاسلام وصل حفظها في اليوم الى 34 صحفة من القران
بيان رسمي: حول دورة تغيير العقل والتحذير من الخلط مع الـ n.l.b أو ما يسمى بالبرمجة (1 2)
ياسمين تختم كتاب عمدة الأحكام في 5 ساعات وثلث.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[03 Oct 2006, 12:07 ص]ـ
عتبت على بشر فلما جفوته وصاحبت أقواماً بكيت على بشر
ـ[ابو يزيد]ــــــــ[05 Oct 2006, 07:59 ص]ـ
قاعدة عامة: ما حفظ سريعا ذهب سريعا .. والسلام
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[18 Jun 2008, 02:37 ص]ـ
للرفع ...
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[18 Jun 2008, 09:38 ص]ـ
أتفق مع سعادة الدكتور إبراهيم الحميضي في معظم ما ذكره من ملاحظات وخاصة ما اشار إليه من تلك المبالغات التي تحدث في بعض المنتديات من حفظ القرآن في أسبوع وفي ثلاثة أيام!!!!!
وسوف أبدي وجهة نظر فيها إضافة لما تفضل بذكره سعادته
مع ملاحظة أن كلامي عن الدورات المكثفة التي تكون خلال شهرين أو ثلاثة اشهر وليس عن (الدورات الدعائية العجيبة) فهذه الثانية لها بحث أخر
فأقول لقد تتبعت الكثير من تلك الدورات وأشرفت على بعضها بنفسي فوجدت لها إيجابيات وسلبيات والسلبيات قد ذكرتم جلها فأريد في هذه العجالة التركيز على ما لمسته بنفسي من إيجابيات من خلال إشرافي وتتبعي وأعتبر كلامي هذا متتما لكلام سعادة الدكتور إبراهيم الحميضي
فمن الإيجابيات التي لمستها في هذه الدورات ما يلي:
1 ـ العيش مع القرآن لمدة شهرين تلاوة ولا يخفى ما في هذا من الأجر والحسنات
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ التدريب على العديد من معاني الإخوة والإيثار والحب في الله والتعاون على البر
3 ـ التدريب على قيام الليل وزرع ذلك في نفوس الطلبة (حيث يطلب من الطلاب الاستيقاظ مبكرا قبيل الفجر)
4 ـ المحافظة على صلوات الجماعة لمدة شهرين
5 ـ مصاحبة عدد من الأساتذة والشيوخ الصالحين المربين ليلا ونهاراً وهذا لايتأتى وهو في بيت أهله
6 ـ الاعتكاف في أحد الحرمين طيلة هذه المدة أو أغلب الوقت ومضاعفة الأجر
7 ـ حماية العين والأذن واللسان من المعاصي طيلة المدة (وهي منافذ الذاكرة)
8 ـ البعد عن الفضائيات والمسلسلات لمدة شهرين وفي هذا راحة للمخ عجيبة
9 ـ التدريب على حياة الشباب والإخوة بعيدا عن حياة البيت والأسرة
10 ـ معرفة قيمة الوالدين حيث في الابتعاد عنهم هذه المدة يشتاق اليهم شوقا كبيرا
11 ـ تدريب الدماغ على الذاكرة وتقويتها فلو أن هذه الدورة تكررت مرة أخرى نجده يتفاعل معها بشكل ممتاز لان الدماغ تدرب وخاض التجربة سابقا
12 ـ التدريب على الصبر والمصابرة والجهد والتعب في سبيل الله والعلم والتعلم
13 ـ التدريب على مهارة الاعتماد على النفس والاستقلالية
14 ـ التدرب على مهارات شخصية كالجرأة والإقدام وعدم الخوف والتردد
15 ـ التدرب على الغذاء الصحي وعدم الإفراط في الغازيات وسائر المأكولات
16 ـ الدورة ليست فقط في حفظ القرآن وإنما هي دورة في الحياة والنجاح فيها
17 ـ الاستفادة من خبرات زملائه أو مدرسيه من كثرة المجالسة مثل الخطابة وحسن الخط ونظم الشعر والعديد من الخبرات التي يتميزون بها حيث يقدم كل أخ أحسن ماعنده مما يتميز به من مهارات علمية أو رياضية أو فكاهية
18 ـ الاستفادة من اللقاءات والندوات التي تتم مع كبار المشايخ كأئمة الحرم وكبار القراء
19 ـ اذا استطاع الطالب أن يحفظ في يوم واحد كمّا كبيرا من الصفحات حفظا متقنا (10 صفحات مثلا) ولو لمرة واحدة فهذه إيجابية تفيده طول عمره ... تقولون لي كيف ذلك؟؟؟ أقول: حيث تصبح هذه التجربة مرجعا له فيما بعد ... كلما فترت همته يتذكر أنه يوما من الأيام قد أبدع في الحفظ
20 ـ التدرب على المحافظة على أذكار الصباح والمساء وأذكار الصلوات وجميع الأذكار المسنونة على الطعام والدخول والخروج طول اليوم
21 ـ إحياء روح التحدي والتنافس الشريف (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)
أكتفي بهذه الإحدى والعشرين إيجابية ولدي الكثير الكثير غيرها ..... وأقول هذا من خلال تجربة عملية مما لمسته بنفسي
وأتفق مع سعادة الدكتور إبراهيم على ضرورة ترشيد هذه الدورات ووضع الخطط لها لتطويرها وليس على إلغائها ومحاربتها
واقصد الدورات المحترمة القائمة على أسس علمية ومبادئ وبرنامج دقيق ومشرفين تربويين ومشايخ حفاظ يخافون الله تعالى ويراقبونه في كل صغيرة وكبيرة
هذا إن تحقق والله هو المغنم الذي نسعى إليه وندعو إليه
كما أقترح إيجاد استبيان دراسي دقيق جدا حول نتائج هذه الدورات ويقوم به عدد من الباحثين في عدد من بلدان العالم لأن هذه الدورات كثرت في العالم وهي متفاوته في قوتها ونجاحها ومصداقيتها وثمارها
وأسأل الله التوفيق لجميع
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Jun 2008, 09:46 ص]ـ
أحسنت يا دكتور يحي - وفقك الله وجزاك خيراً - في إبراز مثل هذه الإيجابيات والهدف هو التقويم والتطوير لهذه الدورات وتحقيق الاستفادة القصوى منها.
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[18 Jun 2008, 09:57 ص]ـ
جزاكم الله خيرا د عبد الرحمن
وهذه الدورات قابلة للتحسين والتطوير وذلك لأن القائمين عليها نحسبهم من المخلصين والراغبين في الخير
وعلى سبيل المثال في هذا الصيف عندي دورة أشرف عليها في الشام على ثلاثة محاور
1 ـ المحور الأول: حفظ 10 أجزءا متقنة مع الأربعين النووية مع الجزرية في 3 أشهر
2 ـ المحور الثاني ك مراجعة وتثبيت كامل القرآن ويشترط في هذا المحور أن من يدخله يكون حافظا في السابق
3 ـ المحور الثالث: حفظ كامل القرآن خلال 3 اشهر وهذا للنخبة
وقد سجل في هذه الدورة أكثر من 400 طالب
وهناك أيضا دورات حول تدبر القرآن وفهمه وتذوقه
وهناك برنامج على الهواء مباشرة سيبث في رمضان ان شاء الله مثل السنة الماضية من القناة السعودية الأولى والرياضية بعنون ((بالقرآن نحيا)) وهو برنامج لطيف جدا شاركت فيه العام الماضي ولعلي أكون فيه هذا العام أيضا
وهو من أكبر البرامج مشاهدة على مستوى المملكة وقد تأثر به الألاف من الشباب والشابات
وهو مركز على فكرة التخلق بالقرآن والحياة بالقرآن والعيش مع القرآن
فالذي أريد أن أقوله: إن الخير موجود وكثير والحمد لله والأفكار الإيجابية الطيبة سرعان ما يتقبلها الناس ويطبقونها
ولقد طلب مني الإشراف على عشرات الدورات المكثفة في حفظ القرآن في كثير من بلدان العالم هذا الصيف .... في الجزائر وفي الكويت وفي الشام
وفي المدينة المنورة وفي الرياض وغيرها ..... ولكن .....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أريج الأقحوان]ــــــــ[14 Mar 2009, 01:19 ص]ـ
وأنا كذلك أوافق د/إبراهيم, ود/يحيى جزاكما الله خيراً ..
وبارك في علمكما ..
أعجب شيء سمعته إعلان دورة حفظ القرآن في عشر أيام!!!
لا حول ولا قوة إلا بالله. نسأل الله لنا ولكم العافية, والإخلاص في القول والعمل.
وأكرر شكري لك د/إبراهيم, فقد كنت عازمة على دخول دورة من تلك الدورات بمكة وبدأت بالفعل أجمع ما تحصل لي من نقود لتحصيل ثمن رسومها, وقد نهتني والدتي عنها, لكني كنت قد اتفقت مع مجموعة من صديقاتي,,والآن غيرت رأيي, وظهرت لي الصورة الحقيقة, ربما لأني لم أفكر جيداً في الموضوع!! ولا في العواقب, و ...... ,و .......
جزاك الله كل خير, دعواتكم لي بأن يعينني الله على إتمام حفظ كتابه, ويرزقني تدبره وفهمه, وحبه, وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيه عني.(/)
هل من فقيه فيفتينا ..... ؟!!!
ـ[إسلام معروف]ــــــــ[20 Jul 2005, 02:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أحبتي في الله دارت بيني وبين الأستاذ الدكتور مساعد الطيار مناقشة حول موضوع النطق بحرف الضاد وذكر فضيلته أثناء هذه المناقشة ما نصه:
إن اللحن الذي يقع في تجويد اللفظ على مراتب:
الأولى: لحن يخرجه عن عربيته كما يقع من إبدال الحاء هاء في مثل لفظ (الحمد)، ومعلوم أن هذا يقع عند كثير من العجم وهذا النوع من الحن يخرج اللفظ القرآني عن عربيته لذا لا يجوز القراءة به مطلقا، فمن قرأ به فقد ارتكب المحظور، وأثم في قراءته، لأنه لا يقرأ القرآن عربيا كما نزل.
وكان سؤالي لفضيلته عن حكم صلاة من وقع في ذلك الخطأ فقرأ (الهمد لله رب العالمين) بدلا من (الحمد لله رب العالمين) فأجاب أن هذه المسألة تحتاج إلى فقيه.
فهذا نداء مني إلى جميع إخواننا في الملتقى: هل من فقيه فيفتينا!!!!!!!!!
وسؤالي مرة أخرى (ما حكم صلاة من أبدل الهاء مكان الحاء في قوله تعالى (الحمد لله رب العالمين) فقرأ (الهمد لله رب العالمين)؟ هل هذه الصلاة صحيحة أم باطلة؟) أرجو من حضراتكم إجابة واضحة وصريحة.
أجيبونا مأجورين.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[20 Jul 2005, 03:03 م]ـ
أخي إسلام معروف تتبعت جميع مشاركاتك فوجدتها كلها تدور حول مشكلة النطق بالضاد.
ورأيتك تتبنى الرأي القائل ببطلان صلاة من لم يحسن نطق الضاد.
ولما قام الدكتور مساعد حفظه الله ببيان الحق في هذه المسألة لم ترضَ أنت به وأخذت تنال من الشيخ بطريقة غير مباشرة.
فلماذا هذا الغلو في هذه المسألة وكأن الأنبياء لم ترسل إلا لتصحيح النطق بالضاد.
كيف تتجرأ على القول ببطلان صلاة من لم يحسن نطق الضاد؟
وهل من مات ممن لم يحسن نطق الضاد مات على ضلال؟
إذاً فآبائنا وأجدادنا قد ماتوا وهم لم يصلوا صلاة صحيحة قط.
على الرغم من بطلان هذا القول الذي تتبناه فإننا لا زلنا نحترمك ونحترم القائلين به، إلا أن هذا لا يعني أبداً أن تغالي في رأيك وتلزم الآخرين بقبوله، وتذكر أن المشرفين في هذا الملتقى يتعاملون معك بنصح وأدب ولا يريدون إلا الحق وإنشاد الحق.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[20 Jul 2005, 05:10 م]ـ
هذه فتوى فقيه:
قال الفقيه الشيخ مساعد الطيار:
إن كان يستطيع أن يصحح، فإنه يأثم بقراءته، وإن كان لا يستطيع، فهو يدخل في قوله النبي صلى الله عليه وسلم: ((الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران))، فهو يدخل فيمن هو عليه شاقٌ.
ماذا أكثر من الفتوى بدليلها؟
ـ[إسلام معروف]ــــــــ[21 Jul 2005, 12:40 ص]ـ
أحبابي الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دعونا نبتعد بعيدا عن التباغض والمشاحنات، إنني لم أقصد الإساءة لأحد ولم أقصد أن أنل من أحد وما حدث هو سوء تفاهم واضح، و أرجو من حضراتكم حسن الظن بأخيكم في الله، ولكم وللأستاذ الدكتور مساعد الطيار كل احترام وتقدير.
وأما الكلام عن الآباء والأجداد ومن مات ولم يحسن النطق بالضاد فهذا ليس من شأننا، فإنهم قوم قد أفضوا إلى أعمالهم وذاهبون إلى حكم عدل لن يظلمهم، ولو أن آباءنا وأجدادنا قد علموا الحق في هذه المسألة لبادروا بتعلمه وتعليمه لنا.
و أذكركم أن الهدف من هذا الحوار هو عرض المسألة عليكم لا فرضها.
ولكن أحبتي في الله بعيدا عن ذلك كله لماذا لا نتعلم النطق الصحيح للضاد كما نص عليه أئمة القراءات والتجويد (مخرجها وصفاتها) وتنتهي بذلك هذه المسألة؟
أجيبوني حفظكم الله ورعاكم
ـ[د. أنمار]ــــــــ[21 Jul 2005, 08:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد
في فتاوى الشيخ ابن حجر الهيتمي الفقيه الشافعي
أنه سئل - نفع الله به - عمن يصلي ويقول في الفاتحة: ولا الظالين، هل تصح صلاته؟ وهل له أن يؤم بالمسلمين؟ وهل يكون آثما في إمامته أم مثابا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
(فأجاب) بقوله: أما صلاته فلا تصح إلا إن كان عاجزا عن النطق بالضاد، ويلزمه التعلم للنطق بها ما أمكنه، ولو بأجرة لمن يعلمه، ومتى ترك ذلك مع القدرة عليه فصلاته باطلة ويعزر عليه التعزير البليغ الزاجر له عن مثل هذه القبائح التي يفسق مرتكبها. وأما إمامته للناس فلا تصح فيعزر عليها أيضا؛ إلا إن كان المؤتم به مثله في العجز عن النطق بالضاد فحينئذ تصح إمامته به، وكثير من الناس أضاعوا حقوق القرآن وما يجب له من تعلم إخراج الحروف من مخارجها فأثموا بل فسقوا وبطلت صلاتهم وشهادتهم؛ فيتعين عليهم السعي فيما قلناه، وبذل الجهد في التعلم ما أمكنهم، والله تعالى أعلم بالصواب.
قال الإمام شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في كتابه أسنى المطالب شرح روض الطالب للإمام إسماعيل بن المقري (وهو اختصار روضة الطالبين للإمام النووي وهو ما بين الأقواس)
(وإن لحن) فيها (فغير المعنى كضم تاء أنعمت، أو كسرها) وأمكنه التعلم ولم يتعلم (فإن تعمد بطلت صلاته وإلا فقراءته) قال في الكفاية ويسجد للسهو، وبدل الفاتحة كالفاتحة فيما ذكر كما نبه عليه الزركشي وإن لم يغير المعنى كفتح دال نعبد لم يضر، لكنه إن تعمده حرم وإلا كره ذكره في المجموع وعد القاضي من اللحن الذي لا يغير المعنى الهمد لله بالهاء وأقره في الكفاية، لكن عده الماوردي والروياني وابن كج من المغير للمعنى قال الزركشي وهو أصح (ولغير القراءات السبع) من القراءة الزائدة عليها (حكم اللحن) فإن غير معنى وتعمده بطلت صلاته وإن لم يتعمد فقراءته وعبارة الأصل وتصح بالقراءة الشاذة إن لم يكن فيها تغيير معنى ولا زيادة حرف ولا نقصانه ففيها زيادة وقضية كلام المصنف هنا مع ما صرح به في الأحداث تحريم القراءة بها مطلقا وبه صرح في المجموع، والتحقيق وتقدم في الأحداث بيان الشاذة مع زيادة.
وقال العلامة أحمد الرملي الكبير أقصد والد الشيخ محمد في حاشيته على الشرح المذكور
(قوله: لكن عده الماوردي والروياني إلخ) أشار إلى تصحيحه (قوله: قال الزركشي وهو أصح) قال الأذرعي وهو الظاهر كما سيأتي، ثم قال فقد ذكر الرافعي وغيره من اللحن المبطل للمعنى كالمستقين، وليس بلحن بل إبدال حرف بحرف ولا يحتاج إلى ذكره لأنه أسقط حرفا من الفاتحة وهو الميم. ا هـ. وقد أسقط القارئ في مسألتنا حرفا من الفاتحة وهو الحاء ولو أتى بالواو بدل الياء من العالمين كان مضرا، وإن لم يغير المعنى لما فيه من الإبدال قال ابن العماد هذا ضعيف لأن الحرف هاهنا ليس من نفس الكلمة بل هو حرف إعراب ينوب عن الحركة وإذا كان كذلك وجب إلحاقه باللحن الذي لا يغير المعنى فلا تبطل به الصلاة؛ لأنه إذا كان تغيير الحركة لا يضر إذا لم يغير المعنى فتغيير الحرف النائب عن الحركة أولى وهذه غفلة منه عن هذه القاعدة (قوله: وبه صرح في المجموع) والتحقيق، والفتاوى، والتبيان غ.
اهـ
وفيما جمعه ابنه محمد الرملي من فتاوى والده أنه سئل عمن يقول في الفاتحة في الصلاة الهمد لله بالهاء هل تبطل صلاته به أم لا سواء كانت لغته أو لا؟
أجاب في فتاويه: بأنه تبطل صلاته بذلك على الراجح فإن عجز لسانه عن الإتيان بالحمد لله، أو لم يمض زمن إمكان تعلمه فهو أمي فتصح صلاته
اهـ وهي مطبوعة بهامش فتاوى ابن حجر
وهذه فتاوى الشافعية في المسألة وهم أكثر من تشدد في هذه المسألة
=========================
وعند الحنابلة
قال الشيخ المرداوي في الإنصاف
فاللحن الذي يحيل المعنى: كضم التاء أو كسرها من " أنعمت " أو كسر كاف " إياك " قال في الرعاية: وقلنا تجب قراءتها (أي الفاتحة)، وقيل: أو قراءة بدلها انتهى. فلو فتح همزة " اهدنا " فالصحيح من المذهب: أن هذا لحن يحيل المعنى قال في الفروع: يحيل في الأصح قال في مختصر ابن تميم: يحيل في أصح الوجهين وقيل: فتحها لا يحيل المعنى. فائدة: لو قرأ قراءة تحيل المعنى مع القدرة على إصلاحها متعمدا حرم عليه فإن عجز عن إصلاحها قرأ من ذلك فرض القراءة، وما زاد تبطل الصلاة بعمده، ويكفر إن اعتقد إباحته، ولا تبطل إن كان لجهل أو نسيان، أو أنه جعلا له كالمعدوم فلا يمنع إمامته، وهذا الصحيح من المذهب، وعليه أكثر الأصحاب قال في مجمع البحرين: هذا اختيار ابن حامد، والقاضي، وأبي الخطاب
(يُتْبَعُ)
(/)
وأكثر أصحابنا وقدمه في الفروع، ومجمع البحرين، وغيره. وقال أبو إسحاق بن شاقلا: هو ككلام الناس، فلا يقرؤه، وتبطل الصلاة به، وأطلقهما في الرعاية، وخرج بعض الأصحاب من قول أبي إسحاق عدم جواز قراءة ما فيه لحن يحيل معناه، مع عجزه عن إصلاحه، وكذا إبدال حرف لا يبدل فإن سبق لسانه إلى تغيير نظم القرآن بما هو منه على وجه يحيل معناه، كقوله " إن المتقين في ضلال وسعر " ونحوه لم تبطل صلاته على الصحيح ونص عليه في رواية محمد بن الحكم، وإليه ميله في مجمع البحرين، وقدمه ابن تميم، والرعاية ولا يسجد له، وعنه تبطل، نقلها الحسن بن محمد، وهو قول في الرعاية، ومنها أخذ ابن شاقلا قوله، قاله ابن تميم، وأطلقهما في مجمع البحرين. تنبيه: ظاهر قوله " أو يبدل حرفا " أنه لو أبدل ضاد " المغضوب " عليهم و " الضالين " بظاء مشالة: أن لا تصح إمامته. (*) وهو أحد الوجوه قال في الكافي: هذا قياس المذهب، واقتصر عليه وجزم به ابن رزين في شرحه. والوجه الثاني: تصح قدمه في المغني والشرح واختاره القاضي، وأطلقهما في الرعايتين، والحاويين، وقيل: تصح مع الجهل قال في الرعاية الكبرى: قلت: إن علم الفرق بينهما لفظا ومعنى بطلت صلاته، وإلا فلا، وأطلقهن في الفروع
=========================
وعند المالكية في مختصره سيدي خليل
وهل بلاحن مطلقا أو في الفاتحة وبغير مميز بين ضاد وظاء.
قال الدسوقي في شرحه: أي: وهل تبطل صلاة المقتدي بغير مميز بين ضاد وظاء ما لم تستو حالتهما وهو قول ابن أبي زيد والقابسي وصححه ابن يونس وعبد الحق؟ وأما صلاته هو فصحيحة إلا أن يترك ذلك عمدا مع القدرة عليه أو يصح الاقتداء به وهو الذي حكى ابن رشد الاتفاق عليه.
(خلاف) ومحل الخلاف فيمن لم يجد من يأتم به وهو يقبل التعليم ولم يجد من يعلمه أو ضاق الوقت عن التعليم وائتم به من ليس مثله أي: ائتم به من هو أعلى منه في التمييز بين الضاد والظاء لعدم وجود غيره كما في المسألة السابقة، هذا وظاهره جريان هذا الخلاف فيمن لم يميز بين الضاد والظاء في الفاتحة وغيرها. وفي المواق تقييده بمن لم يميز بينهما في الفاتحة. وذكر الحطاب والناصر اللقاني ما يفيد أن الراجح صحة الاقتداء بمن لم يميز بين الضاد والظاء. وحكى المواق الاتفاق عليه. وحكم من لم يميز بين الصاد والسين كمن لم يميز بين الضاد والظاء كما نقله المواق عند قوله " وألكن وكذا بين الزاي والسين "
=========================
أما الأحناف ففي حاشية ابن عابدين
قال في شرح المنية: اعلم أن هذا الفصل من المهمات، وهو مبني على قواعد ناشئة عن الاختلاف لا كما يتوهم أنه ليس له قاعدة يبنى عليها، بل إذا علمت تلك القواعد علم كل فرع أنه على أي قاعدة هو مبني ومخرج، وأمكن تخريج ما لم يذكر فنقول: إن الخطأ إما في الإعراب أي الحركات والسكون ويدخل فيه تخفيف المشدد وقصر الممدود وعكسهما أو في الحروف بوضع حرف مكان آخر، أو زيادته أو نقصه أو تقديمه أو تأخيره أو في الكلمات أو في الجمل كذلك أو في الوقف ومقابله. والقاعدة عند المتقدمين أن ما غير المعنى تغييرا يكون اعتقاده كفرا يفسد في جميع ذلك، سواء كان في القرآن أو لا إلا ما كان من تبديل الجمل مفصولا بوقف تام وإن لم يكن التغيير كذلك، فإن لم يكن مثله في القرآن والمعنى بعيد متغير تغيرا فاحشا يفسد أيضا كهذا الغبار مكان هذا الغراب. وكذا إذا لم يكن مثله في القرآن ولا معنى له كالسرائل باللام مكان السرائر، وإن كان مثله في القرآن والمعنى بعيد ولم يكن متغيرا فاحشا تفسد أيضا عند أبي حنيفة ومحمد، وهو الأحوط. وقال بعض المشايخ: لا تفسد لعموم البلوى، وهو قول أبي يوسف وإن لم يكن مثله في القرآن ولكن لم يتغير به المعنى نحو قيامين مكان قوامين فالخلاف على العكس فالمعتبر في عدم الفساد عند عدم تغير المعنى كثيرا وجود المثل في القرآن عنده والموافقة في المعنى عندهما، فهذه قواعد الأئمة المتقدمين. وأما المتأخرون كابن مقاتل وابن سلام وإسماعيل الزاهد وأبي بكر البلخي والهندواني وابن الفضل والحلواني، فاتفقوا على أن الخطأ في الإعراب لا يفسد مطلقا ولو اعتقاده كفرا لأن أكثر الناس لا يميزون بين وجوه الإعراب. قال قاضي خان: وما قال المتأخرون أوسع، وما قاله المتقدمون أحوط؛ وإن كان الخطأ بإبدال حرف بحرف، فإن أمكن الفصل بينهما بلا كلفة كالصاد مع الطاء بأن قرأ الطالحات مكان الصالحات فاتفقوا على أنه مفسد، وإن لم يمكن إلا بمشقة كالظاء مع الضاد والصاد مع السين فأكثرهم على عدم الفساد لعموم البلوى. وبعضهم يعتبر عسر الفصل بين الحرفين وعدمه. وبعضهم قرب المخرج وعدمه، ولكن الفروع غير منضبطة على شيء من ذلك فالأولى الأخذ فيه بقول المتقدمين لانضباط قواعدهم وكون قولهم أحوط وأكثر الفروع المذكورة في الفتاوى منزلة عليه ا هـ
فهذه نقول عن بعض الكتب المعتمدة عند أتباع المذاهب الأربعة مما عليه الفتوى وجرى به العمل
=========================
وتذكر بأن الأمر كلما ضاق اتسع
والقاعدة الفقهية الأصولية المشهورة بأن المشقة تجلب التيسير كما في الأشباه والنظائر للإمام السيوطي وراجع أدلتها هناك
والله تعالى أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أنمار]ــــــــ[21 Jul 2005, 09:04 ص]ـ
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[21 Jul 2005, 09:54 ص]ـ
السلام عليكم
ماهو حكم صلوات المسلمين من غير العرب الذين يعدون بالملايين ويعسر عليهم نطق الحاء وهذه الضاد التي يدور الخلاف حولها
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[21 Jul 2005, 03:31 م]ـ
قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في الشرح الممتع:
فإنْ قال قائل: ذكرتم أنه إذا أبدل حرفاً بحرف فإنَّها لا تصحُّ، فما تقولون فيمَن أبدَل الضَّادَ في قوله: {وَلا الضَّالِّينَ} بالظاء؟
قلنا: في ذلك وجهان لفقهاء الحنابلة:
الوجه الأول: لا تصحُّ؛ لأنه أبدلَ حَرْفاً بحرف.
الوجه الثاني: تصحُّ، وهو المشهور مِن المذهب، وعلَّلوا ذلك بتقارب المخرجين، وبصعوبة التفريق بينهما، وهذا الوجه هو الصَّحيح، وعلى هذا فمَن قال: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} بالظاء فصلاته صحيحة، ولا يكاد أحدٌ من العامة يُفرِّق بين الضَّاد والظاء.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[25 Jul 2005, 02:12 ص]ـ
هذه فتوى فقيه:
قال الفقيه الشيخ مساعد الطيار:
إن كان يستطيع أن يصحح، فإنه يأثم بقراءته، وإن كان لا يستطيع، فهو يدخل في قوله النبي صلى الله عليه وسلم: ((الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران))، فهو يدخل فيمن هو عليه شاقٌ.
ماذا أكثر من الفتوى بدليلها؟
لا أعتقد وجود فتوى أفضل من هذه: فهي مستقيمة بين سقفين شرعين:
سقف: اتقوا الله ما استطعتم.
وسقف: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
وقد وجدت عند نجم الدين الطوفي الحنبلي رحمه الله في كتابه" الصعقة الغضبية في الرد على منكري العربية "تلخيصا فقهيا جيدا للمسألة ..... فبعد أن أشار الى أنواع التحريفات التي تقع للناس في قراءة الفاتحة ومن جملتها نطق الضاد ظاء قال:
...... ثم إن هذا التحريف المذكور في الفاتحة: من عرف مقتضاه وقاله مختارا كفر, لأنه يكون مستهزئا بآيات الله. وكذا جميع ما في القرآن من التحريف. وإن لم يعرف مقتضاه ,فإن قدر على إصلاحه لم تصح صلاته به مطلقا.
وإن لم يقدر على إصلاحه كان أميا تصح صلاته لنفسه وبمثله ومن دونه ولا تصح بقاريء .. ولا جناح على من حرف شيئا من القرآن عاجزا عن إصلاحه جاهلا بمقتضاه وهذا مفهوم مما قبله.(/)
من فرائد ابن عاشور في التحرير و التنوير: الحلقة الرابعة.
ـ[أبو زينب]ــــــــ[22 Jul 2005, 12:22 ص]ـ
أستأنف - متوكلا على الله -عرض ما انفرد به الشيخ ابن عاشور - رحمه الله - في تفسيره " التحرير و التنوير ".
و أنقل لكم في هذه الحلقة - وهي الرابعة - إحدى بدائعه في تفسير قوله تعالى من سورة الأحزاب الآية 14
{وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُواْ ?لْفِتْنَةَ لآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُواْ بِهَآ إِلاَّ يَسِيراً}
فقد عمد إلى " تشريح " الكلمات و العبارات تشريح الجراح المتقن و البارع بمبضعه.
و قد ضبطت عَشر نقاط في تناوله تفسير الآية:
أولا: يقول:
ولم أجد فيما رأيت من كلام المفسرين ولا من أهل اللغة مَن أفصَحَ عن معنى (الدُخول) في مثل هذه الآية وما ذكروا إلاّ معنى الولوج إلى المكان مثل ولوج البيوت أو المدن، وهو الحقيقة.
والذي أراه أن الدخول كثر إطلاقه على دخول خاص وهو اقتحام الجيش أو المغيرين أرضاً أو بلداً لغزْو أهله، قال تعالى: {وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا} إلى قوله: {يا قوم ادخلوا الأرض المقدَّسة التي كتب الله لكم ولا ترتدُّوا على أدباركم} [المائدة: 21]، وأنه يُعدّى غالباً إلى المغزوِّين بحرف على. ومنه قوله تعالى: {قال رجلان من الذين يخافون أنعَمَ الله عليهما ادْخُلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون} إلى قوله: {قالوا يا موسى إنّا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا} [المائدة: 24] فإنه ما يصلح إلا معنى دخول القتال والحرب لقوله: {فإذا دخلتموه فإنكم غالبون} لظهور أنه لا يراد: إذا دخلتم دخول ضيافة أو تَجول أو تجسس، فيفهم من الدخول في مثل هذا المقام معنى الغزو والفتح كما نقول: عام دخول التتار بغداد،
ثانيا
ولذلك فالدخول في قوله: {ولو دُخِلت عليهم} هو دخول الغزو فيتعين أن يكون ضمير {دُخلت} عائداً إلى مدينة يثرب لا إلى البيوت من قولهم {إن بيوتنا عورة} [الأحزاب: 13]، والمعنى: لو غُزِيت المدينة من جوانبها الخ ...
.. و .... لأن إضافة الأقطار يناسب المدن والمواطن ولا يناسب البيوت. فيصير المعنى: لو دَخَل الغزاة عليهم المدينة وهم قاطنون فيها.
ثالثا:
وقوله {عليهم} يتعلق بـ {دُخلت} لأن بناء {دُخلت} للنائب مقتض فاعلاً محذوفاً. فالمراد: دخول الداخلين على أهل المدينة كما جاء على الأصل في قوله {ادخلوا عليهم الباب} في سورة العقود (23).
رابعا:
وإضافة (أقطار) وهو جمع تفيد العموم، أي: من جميع جوانب المدينة وذلك أشد هجوم العدوّ على المدينة كقوله تعالى: {إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفلَ منكم} [الأحزاب: 10].
خامسا:
وأسند فعل {دُخلت} إلى المجهول لظهور أن فاعل الدخول قوم غزاة. وقد أبدى المفسرون في كيفية نظم هذه الآية احتمالات متفاوتة في معاني الكلمات وفي حاصل المعنى المراد، وأقربها ما قاله ابن عطية على غموض فيه (1)، ويليه ما في «الكشاف» (2). والذي ينبغي التفسير به أن تكون جملة {ولو دُخلت عليهم} في موضع الحال من ضمير {يريدون} [الأحزاب: 13] أو من ضمير {وما هي بعورة} زيادة في تكذيب قولهم {إن بيوتنا عورة} [الأحزاب: 13].
سادسا:
و {ثم} للترتيب الرتبي، وكان مقتضى الظاهر أن يعطف بالواو لا بـ {ثم} لأن المذكور بعد {ثم} هنا داخل في فعل شرط {لو} ووارد عليه جوابها، فعدل عن الواو إلى {ثم} للتنبيه على أن ما بعد {ثم} أهم من الذي قبلها كشأن {ثم} في عطف الجُمل، أي: أنهم مع ذلك يأتون الفتنة،
سابعا:
و {الفتنة} هي أن يفتنوا المسلمين، أي: الكيد لهم وإلقاء التخاذل في جيش المسلمين. ومن المفسرين من فسَّر الفتنة بالشرك ولا وجه له ومنهم من فسرها بالقتال وهو بعيد.
ثامنا:
والإتيان: القدوم إلى مكان. وقد أشعر هذا الفعل بأنهم يخرجون من المدينة التي كانوا فيها ليفتنوا المسلمين، وضمير النصب في {أتوها} عائد إلى {الفتنة} والمراد مكانها وهو مكان المسلمين، أي لأتوا مكانها ومظنتها. وضمير {بها} للفتنة، والباء للتعدية.
تاسعا:
(يُتْبَعُ)
(/)
وجملة {وما تلبثوا بها} عطف على جملة {لأتوها}. والتلبُّث: اللبث، أي: الاستقرار في المكان وهو هنا مستعار للإبطاء، أي ما أبطأوا بالسعي في الفتنة ولا خافوا أن تؤخذ بيوتهم.
عاشرا:
والاستثناء في قوله {إلا يسيراً} يظهر أنه تهكم بهم فيكون المقصود تأكيد النفي بصورة الاستثناء. ويحتمل أنه على ظاهره، أي إلا ريثما يتأملون فلا يطيلون التأمل فيكون المقصود من ذكره تأكيد قلة التلبّث، فهذا هو التفسير المنسجم مع نظم القرآن أحسن انسجام.
وقرأ نافع وابن كثير وأبو جعفر {لأتوها} بهمزة تليها مثناة فوقية، وقرأ ابن عامر وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف {لآتوها} بألف بعد الهمزة على معنى: لأعطوها، أي: لأعطوا الفتنة سائليها، فإطلاق فعل {أتوها} مشاكلة لفعل {سُئِلوا}.
والمعنى العام للآية:
لو دَخلت جيوش الأحزاب المدينة وبقي جيش المسلمين خارجها ـ أي مثلاً لأن الكلام على الفرض والتقدير ـ وسأل الجيشُ الداخلُ الفريقَ المستأذنين أن يُلقوا الفتنة في المسلمين بالتفريق والتخذيل لخرجوا لذلك القصد مُسرعين ولم يثبطهم الخوف على بيوتهم أن يدخلها اللصوص أو ينهبها الجيش: إما لأنهم آمنون من أن يلقَوا سوءاً من الجيش الداخل لأنهم أولياء له ومعاونون، فهم منهم وإليهم، وإما لأن كراهتهم الإسلام تجعلهم لا يكترثون بنهب بيوتهم.
-----------------------------------------------------------------
(1) يقول ابن عطية - رحمه الله - في " المحرر الوجيز ":
{ولو دخلت} المدينة {من أقطارها} واشتد الخوف الحقيقي، {ثم سئلوا الفتنة} والحرب لمحمد وأصحابه لطاروا إليها وأتوها محبين فيها {ولم يتلبثوا} في بيوتهم لحفظها {إلا يسيراً}، قيل قدر ما يأخذون سلاحهم، وقرأ الحسن البصري ثم " سولوا الفتنة " بغير همز وهي من سال يسال كخاف يخاف لغة في سال العين فيها واو.
(2) جاء قول الزمخشري - رحمه الله - في الكشاف: {وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ} المدينة. وقيل: بيوتهم، من قولك: دخلت على فلان داره {مّنْ أَقْطَارِهَا} من جوانبها، يريد: ولو دخلت هذه العساكر المتحزبة التي يفرون خوفاً منها مدينتهم وبيوتهم من نواحيها كلها. وانثالت على أهاليهم وأولادهم ناهبين سابين، ثم سئلوا عند ذلك الفزع وتلك الرجفة {?لْفِتْنِةِ} أي الردة والرجعة إلى الكفر ومقاتلة المسلمين، لأتوها: لجاؤها وفعلوها. وقرىء: «لآتوها» لأعطوها {وَمَا تَلَبَّثُواْ بِهَا} وما ألبثوا إعطاءها {إِلاَّ يَسِيراً} ريثما يكون السؤال والجواب من غير توقف. أو وما لبثوا بالمدينة بعد ارتدادهم إلا يسيراً، فإن الله يهلكهم. والمعنى: أنهم يتعللون بإعوار بيوتهم، ويتمحلون ليفروا عن نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، وعن مصافة الأحزاب الذين ملؤوهم هولاً ورعباً؛ وهؤلاء الأحزاب كما هم لو كبسوا عليهم أرضهم وديارهم وعرض عليهم الكفر وقيل لهم كونوا على المسلمين، لسارعوا إليه وما تعللوا بشيء، وما ذاك إلا لمقتهم الإسلام. وشدة بغضهم لأهله، وحبهم الكفر وتهالكهم على حزبه.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 Jul 2005, 03:08 م]ـ
السلام عليكم
قريب جدا قول إبن عادل في كتابه " اللباب في علوم الكتاب"
قال (قوله: {وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِّنْ أَقْطَارِهَا} ولو دخل عليهم المدينة أو البيوت يعني هؤلاء الجيوش الذين يريدون قتالهم وهم الأحزاب " مِنْ أقْطَارِهَا " جوانبها)
وها هو قول إبن عاشور (والذي أراه أن الدخول كثر إطلاقه على دخول خاص وهو اقتحام الجيش أو المغيرين أرضاً أو بلداً لغزْو أهله،)
وهذه الجيوش عند ابن عادل تتمكن من دخول البيوت إلى جانب دخول المدينة المنّورة
ـ[أبو زينب]ــــــــ[25 Jul 2005, 12:25 ص]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أخي الكريم جمال - جمل الله صورتك يوم القيامة
بل لا أرى فارقا بين كلام ابن عادل
ولو دخل عليهم المدينة أو البيوت يعني هؤلاء الجيوش الذين يريدون قتالهم وهم الأحزاب " مِنْ أقْطَارِهَا " جوانبها
و قول الزمخشري رحمهما الله:
ولو دخلت هذه العساكر المتحزبة التي يفرون خوفاً منها مدينتهم وبيوتهم من نواحيها كلها.
فما انفرد به ابن عاشور هو تركيزه على حرف الاستعلاء " على " لتخصيص معنى الدخول (غير الولوج).
فهو يقول:
وأنه يُعدّى غالباً إلى المغزوِّين بحرف على
و يقول:
فيفهم من الدخول في مثل هذا المقام معنى الغزو والفتح
أما عن الدخول على البيوت أو المدينة فابن عاشور استبعد البيوت في معنى الضمير في " دخلت " و يؤكد ذلك ما جاء في كلامه في النقطة الثانية أعلاه وهي:
والضمير المستتر في {دُخلت} عائد إلى المدينة لأن إضافة الأقطار يناسب المدن والمواطن ولا يناسب البيوت.
و الله تعالى أعلم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 Jul 2005, 05:53 ص]ـ
بارك الله بك وفيك وعليك وحواليك
فواصل أنا من المتابعين(/)
هل تفسر هذه الآية ما ضاع من تراثنا العلمي؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[23 Jul 2005, 12:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
قال ربنا عز وجل:
{أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ} (17) سورة الرعد.
هذا مثل. ومن شان الأمثال أن تطلق وتعمم.
قضت الآية الكريمة أن الزبد الذي لا ينفع الناس يذهب جفاء. وأن الماء الذي ينفع الناس يمكث في الأرض. (في الآية احتباك).
التعبير ب"يمكث في الأرض" بديع يقابل الظهور الناصع للزبد .. فهو اختفاء معه بقاء للماء .. وانتشار معه اندثار للزبد ..
هذا ..
وقد قرأت للأستاذ الكبير مصطفى صادق الرافعي تنزيلا عجيبا للآية:
ذكرت الأستاذة العالمة عائشة بنت الشاطيء وهي تستعرض المؤلفات في موضوع إعجاز القرآن أن الاستاذ الرافعي في كتابه فى الموضوع نفسه أشار الى مؤلفات ضاعت ولم تصل إلينا ... ومنها كتاب ل"ابن سراقة" ضاع فيما ضاع من تراثنا, فيحكم عليه قائلا:
"على أن كتابه لو كان مما ينفع الناس لمكث في الأرض"!
الإحالة فى كلمة الاستاذ الى الآية واضحة .... فكأني به ينزل حكمها على كل كتاب مفقود ... والقياس كما ترون صحيح. مقدمة قرآنية ومقدمة واقعية:
كل ما ينفع الناس يمكث في الأرض.
هذه الكتب لم تمكث في الأرض.
إذن فهي لا تنفع الناس.
ولعلنا نستأنس بوقائع من التاريخ في ضوء قانون الآية:
-حاول المعتزلة استنبات مذهبهم بين المسلمين فلم يفلحوا رغم السلطان والذكاء الخارق والمناظرة المفحمة ..... ومن العجب أن تضيع جل مؤلفاتهم فلا تصلنا إلا بقايا (منها كتابات القاضي عبد الجبار) لكن لاحظوا أن كشاف الزمخشري لم يصبه ما أصاب غيره.
-حاول المناوئون لمنهج السلف إخماد ذكر ابن تيمية بكل وسيلة ... (انظر ما وقع لابن رجب وشارح الطحاوية ابن أبي العز وغيرهما) .. وفعلا بدت الأمور وكأن الرجل أخمد ذكره .. ثم فجأة انبجس الماء وتفجر ... فأصبح اسمه على كل لسان ومؤلفاته تملأ الدنيا سواء لمن يريد علما أو يريد مكسبا ....
لكن ....
هل يطبق القانون القرآني على كل ما ضاع فعلا.
ألم تضع كتب فى الحديث. والفقه.واللغة .... ؟
أليس عندنا جميعا شوق للحصول على شرح ابن رجب لجامع الترمذي؟
واشوقاه إلى معرفة ما خطت أنامل ابن رجب في شرح كتاب الزهد من ذلك الجامع المبارك ...
أفيكون شرح الحنبلي مما لا ينفع الناس ..... أم هو ماكث في االأرض الى أجل مسمى.؟
ما قول الإخوة في الموضوع.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 Jul 2005, 07:51 ص]ـ
وهل الفتوحات المكيّه بما فيها من تخبيصات ممّا ينفع الناس؟
وهل رسائل إخوان الصفا كذلك؟
وهل كتب ابن سينا كذلك؟؟
موضوع جميل ولكني لا أظن ّ أنّ ما نتج منه يصلح كقانون
ـ[د. أنمار]ــــــــ[23 Jul 2005, 10:07 ص]ـ
بل وللرافعي كتاب في إعجاز القرآن العلمي لم أستطع الوصول إليه(/)
مجموعة بحوث عن الثعالبي وتفسيره الجواهر الحسان
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 Jul 2005, 11:05 ص]ـ
افتح هنا للإطلاح على مجموعة بحوث حول الثعالبي وتفسيره الجواهر الحسان ( http://www.marwakf-dz.org/MouhadaratsQ/resumouhadarat.php?nousbouq=4)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Aug 2005, 08:16 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا مجاهد على هذه الفوائد.
تعريف بالشيخ عبد الرحمن الثعالبي:
أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي الجعفري نسبة إلى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عم الرسول صلى الله عليه و سلم، من كبار علماء الجزائر في القرن التاسع الهجري
ولد الثعالبي سنة 784هـ بناحية وادي يسر على نحو ست و ثمانين كيلومترا بالجنوب الشرقي من عاصمة الجزائر، و هو موطن آبائه و أجداده الثعالبة أبناء ثعلب بن علي من عرب المعقل فنشأ نشأة علم و صلاح و تقوى. وتوفي سنة 875هـ.(/)
ملتقى الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 Jul 2005, 11:08 ص]ـ
ملتقى الإعجاز العلمي في القرآن الكريم - مجموعة بحوث متنوعة ( http://www.marwakf-dz.org/MouhadaratsQ/resumouhadarat.php?nousbouq=5)(/)
الجذوراللغوية لألفاظ القران
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[24 Jul 2005, 05:19 م]ـ
يقول الأستاذ الدكتور الفاضل عبد الصبور شاهين في كتابه الجميل (حديث عن القران) ص82 - مطبعة أخبار اليوم:
إن القران قد استعمل جذورا ثلاثية وغير ثلاثية, غير أن الأغلب ثلاثية, فمجموعها 1616 جذرا ثلاثيا. في حين أن ما يفوق الثلاثي بلغ 47 جذرا ثلاثيا, أكثرها رباعي.
حتى أ نسبة استخدام ما فوق الثلاثي إلى الثلاثي لا تزيد عن 2.85%
ونسبة استخدام الثلاثي في القران إلى جذور اللغة عامة قد بلغت 13.87%(/)
ما تعليق السادة المتخصصين على هذه التأملات حول بيت العنكبوت الذي هو أوهن البيوت؟
ـ[نصرمنصور]ــــــــ[25 Jul 2005, 06:08 ص]ـ
تأملات في تفسير معنى قوله تعالي:
(وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)
د. صلاح رشيد
الحمد لله القائل في محكم كتابه: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ*الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
[آل عمران:190،191]. والقائل: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقّ) [فصلت: الآية53].وقال تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ*إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) [العنكبوت:41،43].
لقد استوقفني كثيراً قوله تعالى: (وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ) [العنكبوت: الآية41].
فرجعت إلى كتب التفسير (جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري/ مختصر تفسير القرطبي للقرطبي، تفسير ابن كثير لابن كثير، تفسير البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي، فتح القدير للشوكاني، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي، صفوة التفاسير للصابوني، تفسير أبي السعود للعمادي، فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي البخاري، زاد المسير في علم التفسير للجوزي، الضوء المنير على التفسير للصالحي تنوير الأذهان عن تفسير روح البيان للبروسوي وتفسير القرآن العظيم للقرشي الدمشقي) ووجدت أنها أجمعت على أن المقصود ببيت العنكبوت في هذه الآيات هو البيت المادي بمعنى المسكن الذي تتخذه العنكبوت سكنا لها، وقد وصفت كتب التفسير هذا البيت على أنه لا يغني عنها شيئاً (الطبري) هو أضعف البيوت لا يقيها حراً ولا برداً (القرطبي) ضعيف ووهن (ابن كثير) ضعيف (ابن حيان الأندلسي) لا بيت أضعف منه (الشوكاني) من أضعف البيوت (السعدي) أضعف البيوت لتفاهته وحقارته (الصابوني) لا يرى شيء يدانيه في الوهن (العمادي) لا بيت أضعف منه ولا أوهن (القنوجي البخاري) أوهن البيوت وأضعفها (الصالحي) لا بيت أوهن منه فيما تتخذه الهوام (البروسوي) ضعيف ووهن (ابن كثير القرشي الدمشقي).
غير أن العلم الحديث يثبت أن نسيج العنكبوت هو من أقوى الأنسجة الطبيعية وأن صلابته تزيد على صلابة الحديد الصلب حتى سمي بالصلب الحيوي، وأن بيت العنكبوت- المسن- هو من أقوى البيوت المعروفة من ناحية متانة نسجه الذي يستطيع أن يقاوم الرياح العاتية، ويمسك في نسجه فرائس العنكبوت فلا تستطيع منه فكاكا.
ولإيماني المطلق أن الحقائق العلمية لا يمكن ان تتعارض مع ما ذكر في القرآن الكريم فإن تعارضت فلا شك أن ما أثبته القرآن هو الحق وأن العلم البشري قد جانب الحقيقة، فقد رجعت إلى أن القرآن الكريم وكتب التفسير وقواميس ومعاجم اللغة العربية وللحقائق العلمية عن العنكبوت وبيته ومعيشته وعلاقاته الاجتماعية لأرى إن كان المقصود بالآيات يختلف عن ما ذهبت إليه كتب التفسير.
وكان منهجي في البحث أن قمت بتحديد المواقع التي ذكرت بها كلمة (أولياء) في القرآن الكريم لأرى بين من تكون الولاية، وهل ذكرت الأصنام والأوثان في أي آية على أنهم يتخذون أولياء، ثم بحثت عن معنى كلمة (بيت) في القواميس والمعاجم العربية لأرى هل استعمل العرب كلمة بيت بمعنى أخر غير المعنى الدارج وهو المسكن ليكون هو المقصود بكلمة بيت في هذا المثل الذي ضربه الله - سبحانه وتعالى - في سورة العنكبوت. ثم بحثت في الحقائق العلمية عن نسيج وبيت أو (مسكن) العنكبوت لأرى مدى قوة هذا النسيج وهذا المسكن وهل هو بحق أضعف المساكن كما ذهبت إلى ذلك كتب التفسير؟ ثم بحثت في العلاقات الاجتماعية
(يُتْبَعُ)
(/)
للعناكب لأرى نوع العلاقة بين ذكور العناكب وإناثها وصغارها وهم أل البيت الواحد حيث تطلق العرب كلمة بيت أيضاً على الزوجة والأولاد.
ثم ربطت نتائج ما سبق بعضها ببعض لأرى إذا كان هناك احتمال تفسير آخر للآيات على ضوء ما وجدته.
نتائج البحث:
1 - كلمة أولياء في القرآن الكريم:
وردت كلمة أولياء في القرآن الكريم ثلاثاً وثلاثين مرة، وقد ورد ذكر الأولياء في عشرين موقعا على أنهم: الكافرون، الذين كفروا، المنافقون، اليهود والنصارى، الذين أوتوا الكتاب، الشياطين، إبليس وذريته، الظالمون والذين هادوا، وكذلك الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا والذين آووا ونصروا، والأباء والإخوان من الكفار، والمؤمنون والمؤمنات، وعباد الله الصالحين، ولم ينص في أية آية على أن الأولياء من الأصنام أو الأوثان.
2 - معنى كلمة "أولياء" ومعنى الولاية في القواميس والمعاجم العربية:
القاموس المحيط:
الولي: هو المحب والصديق والنصير.
لسان العرب:
الولي: هو الناصر.
والولاية تعني النصرة قال ابن كثير: وكأن الولاية تشعر بالتدبر والقدرة والفعل.
3 - معنى كلمة "بيت" في القواميس والمعاجم العربية:
كلمة بيت لها استعمالات كثيرة في اللغة العربية فتعني (بيتا من الشعر) وتعني أيضاً (المسكن، وفرش البيت، والكعبة، والقبر) وتطلق الكلمة أيضاً على (امرأة الرجل وعياله) كما ورد في المعاجم التالية:
المعجم الوسيط: بيت الرجل امرأته وعياله.
لسان العرب المحيط: بيت الرجل: امرأته.
قال الشاعر:
ألا يا بيت، بالعلياء بيت ولولا حب أهلك ما أتيت
قال الشاعر:
ما لي، إذا أنزعها، صايت أكبر غيّرتي، أم بيت
ترتيب القاموس المحيط: البيت: عيال الرجل.
الصحاح: البيت: عيال الرجل
4 - الحقائق العلمية عن نسيج العنكبوت ومسكنه:
تتكون خيوط العنكبوت الحريرية من بروتين يتم تصنيعه في غدد الحرير. والحرير المنتج قوي جداً ومتانته أشد من متانة الحديد الصلب وهو قابل للتمدد لضعفي طوله قل أن ينقطع (راجع: الحشرات في القرآن والأحاديث النبوية والتراث الشعبي الكويتي للدكتورة وسيمة الحوطي) وهو يعد من اقوي أنواع الألياف الطبيعية على الإطلاق.
وشبكة العنكبوت من القوة بمكان حتى إنها تستطيع إيقاف نحلة يزيد حجمها عن حجم العنكبوت مرات عديدة وهي تطير بسرعة 22 كلم في الساعة بدون أن تتأثر أو تتمزق (تقرير نكسيا) وتقوم شركة كندية حاليا بإنتاج نسيج العنكبوت لتصنع منه خيوطاً طبية وحبالاً لصيد الأسماك وألبسة واقية من الرصاص (تقرير نكسيا يناير 2002م)، وقد قام سكان جزر السلمون قديما بصنع شباك صيد الأسماك من خيوط العنكبوت.
ومما سبق يتضح أن بيت العنكبوت بمعنى السكن هو بحق من أقوى بيوت المخلوقات المعروفة إن لم يكن أقواها.
5 - الحقائق العلمية عن معيشة العناكب وعلاقاتها الاجتماعية:
العناكب أمة من الأمم ويوجد في العالم أكثر من ثلاثين ألف نوع من العناكب تتفاوت في الأحجام والأشكال ونمط المعيشة ويغلب عليها المعيشة الفردية والعدائية لبعضها بعضاً، ولا يوجد إلاّ أنواع قليلة جداً تعيش في جماعات. والإناث أكبر حجماً من الذكور، والزوجان من العناكب يلتقيان في الغالب وقت التزاوج فقط ويقوم الذكر قبل الجماع برقصات وطقوس معينة أمام الأنثى يقصد منها الحد من الغريزة العدوانية لدى الأنثى، وعند انتهاء عملية التلقيح يغادر الذكر في الغالب عش الأنثى خوفاً من أن تقوم بقتله. وقتل الذكر بعد الانتهاء من عملية التلقيح يحدث بين كثير من أنواع العناكب وأكثرها شهرة عنكبوت الأرملة السوداء التي سميت بذلك لأن الأنثى تقتل ذكرها بعد انتهائه من عملية التلقيح. أما بعض أنواع العناكب فتترك الأنثى الذكر ليعيش في العش بعد عملية التلقيح ليقوم الأبناء بقتله وأكله بعد أن يخرجوا من البيض.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي أنواع أخرى تقوم الأنثى بتغذية صغارها حتى إذا اشتد عودهم قتلوا أمهم وأكلوها. ومما سبق يتضح أن البناء الاجتماعي والعلاقات الأسرية في بيت العنكبوت تتصف بأنها مبنية على مصالح مؤقتة حتى إذا انتهت هذه المصالح انقلب الأفراد أعداء وقام بعضهم بقتل بعض، فهذه أنثى العنكبوت تسمح للذكر بدخول عشها لوجود مصلحة التلقيح حتى إذا قضت أربها منه انقلبت عليه وقامت بقتله وأكله، وأخرى تقدم زوجها طعاماً لأولادها، وفي نوع آخر يأكل الصغار أمهم أول ما تقوى أعوادهم.
وهذا العداء الشديد الذي يتجلى فقط بعد انقضاء المصالح، وهذه العلاقات الهشة الضعيفة بين أفراد بيت العناكب يجعل هذا البيت بحق أوهى بيوت المخلوقات المعروفة.
المناقشة:
ذهبت كتب التفسير إلى أن المقصود بالمثل في الآية (41) من سورة العنكبوت هو أن مثل المشركين في اتخاذهم آلهة من دون الله يرجون نصرهم ونفعهم ورزقهم عند حاجتهم إليهم ويتمسكون بهم في الشدائد كمثل العنكبوت في ضعفها اتخذت بيتاً ضعيفاً لا يغني عنها شيئاً عند حاجتها إليه (الطبري وابن كثير وآخرون). وذهب بعض المفسرين إلى أن الأولياء المقصودين هنا هم الأصنام والأوثان (زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي)، وبمراجعة المواضع التي ذكرت فيها كلمة أولياء في القرآن الكريم نجد أن الآيات نصت على ذكر الأولياء في أغلب المواضع (20 من أصل 33) على أنهم من الأحياء، كما فصل سابقاً ولم تنص أي من آيات القرآن الكريم على أن الأولياء يكونون من الأوثان والأصنام، وهذا يتوافق على معنى كلمة أولياء ومعنى الولاية، كما وردت في لغة العرب حيث تعني الولاية النصرة وهي تشعر بالتدبر والقدرة والفعل، والولي هو المحب والصديق والنصير، وهذه الأفعال والتصرفات لا تصدر عن جماد.
وبمراجعة الحقائق العلمية الحديثة عن نسيج العنكبوت ومسكنه نجد أن العلم الحديث يظهر بما لا يدع مجالاً للشك أن نسيج العنكبوت يعد من أقوى الأنسجة الطبيعية حيث يتصف بالمرونة والصلابة التي تفوق صلابة الحديد الصلب وأن بيت العنكبوت المادي بمعنى المسكن يعد من أقوى المساكن حيث يستطيع إيقاف نحلة تفوق حجم العنكبوت مرات عديدة وتطير بسرعة فائقة بدون أن يصيبه تلف أو تمزق.
وعلى ذلك فإني أرى -والله أعلم- أنه من غير الراجح أن المقصود ببيت العنكبوت الذي وصفه القرآن بأنه أوهن البيوت هو شبكة العنكبوت التي يتخذها سكناً ومصيدة لفرائسه. بل لعل المقصود ببيت العنكبوت -والله أعلم- أسرة العنكبوت التي هي بحق أوهى الأسر ترابطاً وتآلفاً، كما بينا. وقد ذكرنا أن العرب استخدمت كلمة (بيت) بمعنى امرأة الرجل وعياله. وقد أثبت العلم الحديث أن العلاقة الأسرية بين العناكب علاقة تحكمها المصلحة حتى إذا انقضت المصلحة انقلبوا أعداء يقتل بعضهم بعضاً كما فصل سابقاً، ولا تجتمع هذه الخصال السيئة والعلاقات الهشة في أي بيت لمخلوق آخر مما يجعل بيت العنكبوت بمعنى المرأة والأولاد هو أوهن بيوت المخلوقات قاطبة.
وإذا قبلنا أن المقصود في الآية الكريمة هذا المعنى للبيت، أي بمعنى العلاقات الأسرية، فإن وصف القرآن الكريم له بأنه أوهن البيوت يتطابق مع ما بينه الله تعالى لعباده من خلال ملاحظات العلم الحديث لحياة العناكب. ويكون وجه الشبه في المثال المضروب في القرآن الكريم واضحاً جداً حيث إن الذين يتخذون من دون الله أولياء إنما يتخذونهم لمحاولة تحقيق مصالح دنيوية حتى إذا تحققت هذه المصالح انقلبوا أعداء، إما في الدنيا أو في الآخرة، يقول تعالى: (الأَخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ) (الزخرف:67) وهذه العلاقة المؤقتة والمصلحة الآنية تنطبق على العنكبوت وأهل بيته كما ذكرنا.
ومن ناحية أخرى: إذا نظرنا إلى وجه الشبه في المثل المضروب بين الذين اتخذوا من دون الله أولياء وأوليائهم وبين العنكبوت وبيتها بمعنى المسكن، نجد أن الفرق كبير فالعلاقة بين الذين اتخذوا من دون الله أولياء وأوليائهم هي علاقة بين أحياء وهي علاقة محبة وصداقة ونصرة وذلك تحقيقاً لمعنى الولاية. أما العلاقة بين العنكبوت وبيتها المادي بمعنى المسكن فهي علاقة بين كائن حي وجماد فلا تتحقق الولاية بمعنى الصداقة والنصرة لعدم قدرة الجماد على التدبر والقدرة والفعل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتتجلى في هذه الآيات صورة من صور الإعجاز العلمي للقرآن الكريم فهذه الحقائق عن بيوت وحياة العناكب لم يتم اكتشافها إلاّ حديثاً وهي تصف بدقة واقع حال بيت العناكب على أنها أوهن البيوت حيث أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة قبل أكثر من ألف سنة من اكتشافها.
وعند النظر إلى آخر الآية المذكورة نجد أنها ختمت بقوله تعالى (لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) وهذا يوحي بأنهم لم يكونوا يعلمون المقصود لأن هذه الحقيقة العلمية لم تكن معروفة للبشر وقت نزول القرآن الكريم.
وفيما يمكن أن يؤخذ على أنه إيحاء آخر على أن المقصود بالمثل يختلف عن المعنى الظاهر ما جاء في الآية التي تلي المثل وهي قوله تعالى: (وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ) (العنكبوت:43)، جعلنا الله وإياكم منهم.
وأختم بقولي: إن ما تقدم لا يعدو أن يكون خواطر واجتهادات أعرضها على أهل العلم لأستنير برأيهم داعياً الله أن يجعل فيها صلاحاً للإسلام والمسلمين، وهي اجتهادات تحتمل الخطأ والصواب فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
هذا والله أعلم وأصلي وأسلم على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الحمد لله القائل في محكم كتابه: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ*الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
[آل عمران:190،191]. والقائل: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقّ) [فصلت: الآية53].وقال تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ*إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) [العنكبوت:41،43].
لقد استوقفني كثيراً قوله تعالى: (وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ) [العنكبوت: الآية41].
فرجعت إلى كتب التفسير (جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري/ مختصر تفسير القرطبي للقرطبي، تفسير ابن كثير لابن كثير، تفسير البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي، فتح القدير للشوكاني، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي، صفوة التفاسير للصابوني، تفسير أبي السعود للعمادي، فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي البخاري، زاد المسير في علم التفسير للجوزي، الضوء المنير على التفسير للصالحي تنوير الأذهان عن تفسير روح البيان للبروسوي وتفسير القرآن العظيم للقرشي الدمشقي) ووجدت أنها أجمعت على أن المقصود ببيت العنكبوت في هذه الآيات هو البيت المادي بمعنى المسكن الذي تتخذه العنكبوت سكنا لها، وقد وصفت كتب التفسير هذا البيت على أنه لا يغني عنها شيئاً (الطبري) هو أضعف البيوت لا يقيها حراً ولا برداً (القرطبي) ضعيف ووهن (ابن كثير) ضعيف (ابن حيان الأندلسي) لا بيت أضعف منه (الشوكاني) من أضعف البيوت (السعدي) أضعف البيوت لتفاهته وحقارته (الصابوني) لا يرى شيء يدانيه في الوهن (العمادي) لا بيت أضعف منه ولا أوهن (القنوجي البخاري) أوهن البيوت وأضعفها (الصالحي) لا بيت أوهن منه فيما تتخذه الهوام (البروسوي) ضعيف ووهن (ابن كثير القرشي الدمشقي).
غير أن العلم الحديث يثبت أن نسيج العنكبوت هو من أقوى الأنسجة الطبيعية وأن صلابته تزيد على صلابة الحديد الصلب حتى سمي بالصلب الحيوي، وأن بيت العنكبوت- المسن- هو من أقوى البيوت المعروفة من ناحية متانة نسجه الذي يستطيع أن يقاوم الرياح العاتية، ويمسك في نسجه فرائس العنكبوت فلا تستطيع منه فكاكا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولإيماني المطلق أن الحقائق العلمية لا يمكن ان تتعارض مع ما ذكر في القرآن الكريم فإن تعارضت فلا شك أن ما أثبته القرآن هو الحق وأن العلم البشري قد جانب الحقيقة، فقد رجعت إلى أن القرآن الكريم وكتب التفسير وقواميس ومعاجم اللغة العربية وللحقائق العلمية عن العنكبوت وبيته ومعيشته وعلاقاته الاجتماعية لأرى إن كان المقصود بالآيات يختلف عن ما ذهبت إليه كتب التفسير.
وكان منهجي في البحث أن قمت بتحديد المواقع التي ذكرت بها كلمة (أولياء) في القرآن الكريم لأرى بين من تكون الولاية، وهل ذكرت الأصنام والأوثان في أي آية على أنهم يتخذون أولياء، ثم بحثت عن معنى كلمة (بيت) في القواميس والمعاجم العربية لأرى هل استعمل العرب كلمة بيت بمعنى أخر غير المعنى الدارج وهو المسكن ليكون هو المقصود بكلمة بيت في هذا المثل الذي ضربه الله - سبحانه وتعالى - في سورة العنكبوت. ثم بحثت في الحقائق العلمية عن نسيج وبيت أو (مسكن) العنكبوت لأرى مدى قوة هذا النسيج وهذا المسكن وهل هو بحق أضعف المساكن كما ذهبت إلى ذلك كتب التفسير؟ ثم بحثت في العلاقات الاجتماعية للعناكب لأرى نوع العلاقة بين ذكور العناكب وإناثها وصغارها وهم أل البيت الواحد حيث تطلق العرب كلمة بيت أيضاً على الزوجة والأولاد.
ثم ربطت نتائج ما سبق بعضها ببعض لأرى إذا كان هناك احتمال تفسير آخر للآيات على ضوء ما وجدته.
نتائج البحث:
1 - كلمة أولياء في القرآن الكريم:
وردت كلمة أولياء في القرآن الكريم ثلاثاً وثلاثين مرة، وقد ورد ذكر الأولياء في عشرين موقعا على أنهم: الكافرون، الذين كفروا، المنافقون، اليهود والنصارى، الذين أوتوا الكتاب، الشياطين، إبليس وذريته، الظالمون والذين هادوا، وكذلك الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا والذين آووا ونصروا، والأباء والإخوان من الكفار، والمؤمنون والمؤمنات، وعباد الله الصالحين، ولم ينص في أية آية على أن الأولياء من الأصنام أو الأوثان.
2 - معنى كلمة "أولياء" ومعنى الولاية في القواميس والمعاجم العربية:
القاموس المحيط:
الولي: هو المحب والصديق والنصير.
لسان العرب:
الولي: هو الناصر.
والولاية تعني النصرة قال ابن كثير: وكأن الولاية تشعر بالتدبر والقدرة والفعل.
3 - معنى كلمة "بيت" في القواميس والمعاجم العربية:
كلمة بيت لها استعمالات كثيرة في اللغة العربية فتعني (بيتا من الشعر) وتعني أيضاً (المسكن، وفرش البيت، والكعبة، والقبر) وتطلق الكلمة أيضاً على (امرأة الرجل وعياله) كما ورد في المعاجم التالية:
المعجم الوسيط: بيت الرجل امرأته وعياله.
لسان العرب المحيط: بيت الرجل: امرأته.
قال الشاعر:
ألا يا بيت، بالعلياء بيت ولولا حب أهلك ما أتيت
قال الشاعر:
ما لي، إذا أنزعها، صايت أكبر غيّرتي، أم بيت
ترتيب القاموس المحيط: البيت: عيال الرجل.
الصحاح: البيت: عيال الرجل
4 - الحقائق العلمية عن نسيج العنكبوت ومسكنه:
تتكون خيوط العنكبوت الحريرية من بروتين يتم تصنيعه في غدد الحرير. والحرير المنتج قوي جداً ومتانته أشد من متانة الحديد الصلب وهو قابل للتمدد لضعفي طوله قل أن ينقطع (راجع: الحشرات في القرآن والأحاديث النبوية والتراث الشعبي الكويتي للدكتورة وسيمة الحوطي) وهو يعد من اقوي أنواع الألياف الطبيعية على الإطلاق.
وشبكة العنكبوت من القوة بمكان حتى إنها تستطيع إيقاف نحلة يزيد حجمها عن حجم العنكبوت مرات عديدة وهي تطير بسرعة 22 كلم في الساعة بدون أن تتأثر أو تتمزق (تقرير نكسيا) وتقوم شركة كندية حاليا بإنتاج نسيج العنكبوت لتصنع منه خيوطاً طبية وحبالاً لصيد الأسماك وألبسة واقية من الرصاص (تقرير نكسيا يناير 2002م)، وقد قام سكان جزر السلمون قديما بصنع شباك صيد الأسماك من خيوط العنكبوت.
ومما سبق يتضح أن بيت العنكبوت بمعنى السكن هو بحق من أقوى بيوت المخلوقات المعروفة إن لم يكن أقواها.
5 - الحقائق العلمية عن معيشة العناكب وعلاقاتها الاجتماعية:
(يُتْبَعُ)
(/)
العناكب أمة من الأمم ويوجد في العالم أكثر من ثلاثين ألف نوع من العناكب تتفاوت في الأحجام والأشكال ونمط المعيشة ويغلب عليها المعيشة الفردية والعدائية لبعضها بعضاً، ولا يوجد إلاّ أنواع قليلة جداً تعيش في جماعات. والإناث أكبر حجماً من الذكور، والزوجان من العناكب يلتقيان في الغالب وقت التزاوج فقط ويقوم الذكر قبل الجماع برقصات وطقوس معينة أمام الأنثى يقصد منها الحد من الغريزة العدوانية لدى الأنثى، وعند انتهاء عملية التلقيح يغادر الذكر في الغالب عش الأنثى خوفاً من أن تقوم بقتله. وقتل الذكر بعد الانتهاء من عملية التلقيح يحدث بين كثير من أنواع العناكب وأكثرها شهرة عنكبوت الأرملة السوداء التي سميت بذلك لأن الأنثى تقتل ذكرها بعد انتهائه من عملية التلقيح. أما بعض أنواع العناكب فتترك الأنثى الذكر ليعيش في العش بعد عملية التلقيح ليقوم الأبناء بقتله وأكله بعد أن يخرجوا من البيض.
وفي أنواع أخرى تقوم الأنثى بتغذية صغارها حتى إذا اشتد عودهم قتلوا أمهم وأكلوها. ومما سبق يتضح أن البناء الاجتماعي والعلاقات الأسرية في بيت العنكبوت تتصف بأنها مبنية على مصالح مؤقتة حتى إذا انتهت هذه المصالح انقلب الأفراد أعداء وقام بعضهم بقتل بعض، فهذه أنثى العنكبوت تسمح للذكر بدخول عشها لوجود مصلحة التلقيح حتى إذا قضت أربها منه انقلبت عليه وقامت بقتله وأكله، وأخرى تقدم زوجها طعاماً لأولادها، وفي نوع آخر يأكل الصغار أمهم أول ما تقوى أعوادهم.
وهذا العداء الشديد الذي يتجلى فقط بعد انقضاء المصالح، وهذه العلاقات الهشة الضعيفة بين أفراد بيت العناكب يجعل هذا البيت بحق أوهى بيوت المخلوقات المعروفة.
المناقشة:
ذهبت كتب التفسير إلى أن المقصود بالمثل في الآية (41) من سورة العنكبوت هو أن مثل المشركين في اتخاذهم آلهة من دون الله يرجون نصرهم ونفعهم ورزقهم عند حاجتهم إليهم ويتمسكون بهم في الشدائد كمثل العنكبوت في ضعفها اتخذت بيتاً ضعيفاً لا يغني عنها شيئاً عند حاجتها إليه (الطبري وابن كثير وآخرون). وذهب بعض المفسرين إلى أن الأولياء المقصودين هنا هم الأصنام والأوثان (زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي)، وبمراجعة المواضع التي ذكرت فيها كلمة أولياء في القرآن الكريم نجد أن الآيات نصت على ذكر الأولياء في أغلب المواضع (20 من أصل 33) على أنهم من الأحياء، كما فصل سابقاً ولم تنص أي من آيات القرآن الكريم على أن الأولياء يكونون من الأوثان والأصنام، وهذا يتوافق على معنى كلمة أولياء ومعنى الولاية، كما وردت في لغة العرب حيث تعني الولاية النصرة وهي تشعر بالتدبر والقدرة والفعل، والولي هو المحب والصديق والنصير، وهذه الأفعال والتصرفات لا تصدر عن جماد.
وبمراجعة الحقائق العلمية الحديثة عن نسيج العنكبوت ومسكنه نجد أن العلم الحديث يظهر بما لا يدع مجالاً للشك أن نسيج العنكبوت يعد من أقوى الأنسجة الطبيعية حيث يتصف بالمرونة والصلابة التي تفوق صلابة الحديد الصلب وأن بيت العنكبوت المادي بمعنى المسكن يعد من أقوى المساكن حيث يستطيع إيقاف نحلة تفوق حجم العنكبوت مرات عديدة وتطير بسرعة فائقة بدون أن يصيبه تلف أو تمزق.
وعلى ذلك فإني أرى -والله أعلم- أنه من غير الراجح أن المقصود ببيت العنكبوت الذي وصفه القرآن بأنه أوهن البيوت هو شبكة العنكبوت التي يتخذها سكناً ومصيدة لفرائسه. بل لعل المقصود ببيت العنكبوت -والله أعلم- أسرة العنكبوت التي هي بحق أوهى الأسر ترابطاً وتآلفاً، كما بينا. وقد ذكرنا أن العرب استخدمت كلمة (بيت) بمعنى امرأة الرجل وعياله. وقد أثبت العلم الحديث أن العلاقة الأسرية بين العناكب علاقة تحكمها المصلحة حتى إذا انقضت المصلحة انقلبوا أعداء يقتل بعضهم بعضاً كما فصل سابقاً، ولا تجتمع هذه الخصال السيئة والعلاقات الهشة في أي بيت لمخلوق آخر مما يجعل بيت العنكبوت بمعنى المرأة والأولاد هو أوهن بيوت المخلوقات قاطبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا قبلنا أن المقصود في الآية الكريمة هذا المعنى للبيت، أي بمعنى العلاقات الأسرية، فإن وصف القرآن الكريم له بأنه أوهن البيوت يتطابق مع ما بينه الله تعالى لعباده من خلال ملاحظات العلم الحديث لحياة العناكب. ويكون وجه الشبه في المثال المضروب في القرآن الكريم واضحاً جداً حيث إن الذين يتخذون من دون الله أولياء إنما يتخذونهم لمحاولة تحقيق مصالح دنيوية حتى إذا تحققت هذه المصالح انقلبوا أعداء، إما في الدنيا أو في الآخرة، يقول تعالى: (الأَخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ) (الزخرف:67) وهذه العلاقة المؤقتة والمصلحة الآنية تنطبق على العنكبوت وأهل بيته كما ذكرنا.
ومن ناحية أخرى: إذا نظرنا إلى وجه الشبه في المثل المضروب بين الذين اتخذوا من دون الله أولياء وأوليائهم وبين العنكبوت وبيتها بمعنى المسكن، نجد أن الفرق كبير فالعلاقة بين الذين اتخذوا من دون الله أولياء وأوليائهم هي علاقة بين أحياء وهي علاقة محبة وصداقة ونصرة وذلك تحقيقاً لمعنى الولاية. أما العلاقة بين العنكبوت وبيتها المادي بمعنى المسكن فهي علاقة بين كائن حي وجماد فلا تتحقق الولاية بمعنى الصداقة والنصرة لعدم قدرة الجماد على التدبر والقدرة والفعل.
وتتجلى في هذه الآيات صورة من صور الإعجاز العلمي للقرآن الكريم فهذه الحقائق عن بيوت وحياة العناكب لم يتم اكتشافها إلاّ حديثاً وهي تصف بدقة واقع حال بيت العناكب على أنها أوهن البيوت حيث أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة قبل أكثر من ألف سنة من اكتشافها.
وعند النظر إلى آخر الآية المذكورة نجد أنها ختمت بقوله تعالى (لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) وهذا يوحي بأنهم لم يكونوا يعلمون المقصود لأن هذه الحقيقة العلمية لم تكن معروفة للبشر وقت نزول القرآن الكريم.
وفيما يمكن أن يؤخذ على أنه إيحاء آخر على أن المقصود بالمثل يختلف عن المعنى الظاهر ما جاء في الآية التي تلي المثل وهي قوله تعالى: (وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ) (العنكبوت:43)، جعلنا الله وإياكم منهم.
وأختم بقولي: إن ما تقدم لا يعدو أن يكون خواطر واجتهادات أعرضها على أهل العلم لأستنير برأيهم داعياً الله أن يجعل فيها صلاحاً للإسلام والمسلمين، وهي اجتهادات تحتمل الخطأ والصواب فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
هذا والله أعلم وأصلي وأسلم على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[25 Jul 2005, 09:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هذا الذي تقول ليس رايا جديدا بل ذكره غير واحد وقد كنت اسمع هذا التفسير من مولانا العلامة فضل عباس قبل اكثر من عشرين سنة فالاولى التروي قبل بيان ان هذا الراي جديد وبالسؤال ينجلي الجواب ودمتم للخير والعلم
واقبلوا التحيات
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 Jul 2005, 01:26 م]ـ
السلام عليكم
هل أفهم من كلام الدكتور جمال المحترم أنّه يقبل بهذا التفسير؟؟
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[28 Jul 2005, 10:30 م]ـ
انظر النقاش حول ذلك مع أحد الملحدين في منتدى التوحيد
http://70.84.212.52/vb/showpost.php?p=8254&postcount=4
مع محبتي
ـ[المقرئ]ــــــــ[30 Jul 2005, 01:12 ص]ـ
إلى الأخ نصر وفقه الله:جزاكم الله خيرا على هذا النقل
وأما ما ذكره الباحث فلي عنده وقفات:
قلتم سددكم الله: (غير أن العلم الحديث يثبت أن نسيج العنكبوت هو من أقوى الأنسجة الطبيعية وأن صلابته تزيد على صلابة الحديد الصلب حتى سمي بالصلب الحيوي، وأن بيت العنكبوت- المسن- هو من أقوى البيوت المعروفة من ناحية متانة نسجه الذي يستطيع أن يقاوم الرياح العاتية، ويمسك في نسجه فرائس العنكبوت فلا تستطيع منه فكاكا.)
1 - (يثبت أن نسيج العنكبوت هو من أقوى الأنسجة الطبيعية وأن صلابته تزيد على صلابة الحديد الصلب)
الآية تتكلم عن البيوت فبيت العنكبوت أوهى من أي بيت مصنوع
2 - قولكم إن صلابته تزيد على الحديد الصلب
(يُتْبَعُ)
(/)
لم أفهم وجه المقارنة بين نسيج العنكبوت وبين الحديد فهذه مواد صلبة وهذه ليست كذلك وأنا لا أعلم شيئا عن هذا العلم فأرجو توضيح ذلك
3 - قول الباحث وفقه الله: وأن بيت العنكبوت- المسن- هو من أقوى البيوت المعروفة من ناحية متانة نسجه الذي يستطيع أن يقاوم الرياح العاتية، ويمسك في نسجه فرائس العنكبوت فلا تستطيع منه فكاكا.)
أعتقد أنه بالغ في هذا كثيرا بل إن بيت العنكبوت نراه كثيرا يتهالك عند أي عارض ولهذا تحرص العنكبوت أن تختار مكانا مناسبا
4 - رجح الباحث أن البيت بمعنى امرأة الرجل وعياله
وهذا فيه ملاحظتان أرجو أن يتأملها الباحث جيدا:
من المتقرر عند علماء الأحياء أن الأنثى هي من يبني البيت لا الرجل والآية ظاهرها كذلك على أحد القولين في قوله (كمثل العنكبوت اتخذت بيتا) وعلى تفسير البيت بمعنى الزوجة والعيال لا يستقيم ذلك لأنه سيكون بمعنى (كمثل أنثى العنكبوت اتخذوت زوجة وعيالا) وهذا محال
ولذا أرى الباحث استخدم لفظة العلاقة الأسرية وهذا تعميم للمعنى اللغوي وزيادة عليه من أجل أن يتخلص من هذا الإشكال مع أن المعنى اللغوي الذي استخدمه ليس فيه ما يقتضي مادة العلاقة
ونكمل السياق:
(وإن أوهن البيوت) أرى الباحث وفقه الله استخدم لفظة (أوهى) بدلا من (أوهن)
(لبيت العنكبوت) ونعود إلى ربط المعنى الذي وصل إليه الباحث فيكون:
وإن أوهن الأسرة (العلاقة الأسرية) لأسرة (للعلاقة الأسرية)
وهذا معنى متكلف يصعب ربطه ببعضه حقيقة
الثاني: كثيرا تلك المخلوقات التي إذا كبرت قد يأكل أولادها بعضها بعضا بل إنه لا يستغرب أنه إذا كبر انتهت العلاقة بينه وبين أمه أو أبيه أو أخيه بل إن بعض المخلوقات تأكل بيضها وبعضها تعتني ببعض فراخها وتترك بعضهم ولو كان مقتضى التشبيه هو العلاقة الأسرية لما اختصت العنكبوت بهذا فقط
ولذا فأعتقد أن هذا المعنى لا يظهر رجحانه لصعوبة ربطه مع سياق الآية بخلاف المعنى الظاهر منها
المقرئ
ـ[الجعفري]ــــــــ[04 Aug 2005, 06:24 ص]ـ
أحسنت أخي المقرئ على هذا الكلام.
إن صرف الآية عن ظاهرها وترك تفاسير العلماء السابقين من أساطين العلم في هذا الفن أمر غير مقبول , فضلاً عن أن الواقع يشهد بأن المراد ببيت العنكبوت هو ما تنسجه فهو لا يقيها من حر ولا ريح - كما أشارإلى ذلك أخونا المقرئ -
وأشكر الأخ الكاتب الأخ نصر جزاه الله خيرا ....
ولا يعني هذا أن ما نقله الأخ نصر غير صحيح فقد يجتمع الأمران والله أعلم
أنظر الرابط التالي: http://www.55a.net/firas/arabic/index.php?page=show_det&id=161
ـ[أبو علي]ــــــــ[09 Mar 2006, 11:03 ص]ـ
الحمد لله العزيز الحكيم
كلمة (بيت) تطلق في القرآن ويراد بها المسكن، وتطلق ويراد بها الأسرة، وحتى في اللغة تطلق نفس الإطلاقين، ونفس الشيء في العامية يقال: فلان يريد أن يكون بيت، أي يكون أسرة.
قال تعالى عن قرية لوط: ... فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين).
هل المراد بكلمة (بيت) هنا مسكن أم أسرة؟
القرية دمرها الله بكاملها بما فيها بيت (مسكن) لوط عليه السلام ولم ينج منها إلا أسرة لوط باستثناء امرأته، إذن (بيت من المسلمين) أريد به هنا (أسرة من المسلمين).
وقال تعالى: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ).
القرية تتكون من مجموعة من البيوت (مساكن)، ومعنى أخذ القرى وهي ظالمة: إهلاك أهلها بسبب ظلمهم.
نأتي الآن إلى الآية:
(مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ.)
هل المراد ببيت العنكبوت هنا مسكن العنكبوت أم أسرتها؟
لو كان المقصود بذلك هو مسكن العنكبوت وهوانه وأنه هو ذلك النسيج الذي يعرفه جميع الناس أنه لا يقي من برد ولا حر فإن هذا المفهوم لا يتوافق مع عجز الآية الذي يقول: لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، إذ أن هذه الحقيقة يعلمها كل الناس لا تحتاج أن ينبه الله عليها بقوله: (لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ).
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أن ذلك النسيج العنكبوتي الذي نراه ليس هو مسكن العنكبوت وإنماهو مصيدة وكمين يصطاد به العنكبوت فريسته وفي نفس الوقت يستعمله العنكبوت كقاعدة انطلاق يتحرك خلالها كيف يشاء ويتدلى منها إلى الأرض ...
أما مسكن العنكبوت، فهو يسكن في شقوق الجدران، وإذا كان يتواجد في المباني الطينية فإنه يسكن الثقوب والمغارات الصغيرة حيث يفرشها بنسيجه الأبيض الحريري) ويغلق المدخل بالنسيج الأبيض.
إذن فمسكن العنكبوت بيت أبيض لكنه ليس بأهون المساكن بناء أو وقاية من الحر والبر.
أما إذا كان المقصود ببيت العنكبوت أسرة العنكبوت وأن العلماء اكتشفوا أن أسرة العنكبوت هي أسوأ الأسر وأهونها مودة وأن العلاقة الأسرية مبنية على المصلحة فإن هذه الدراسة لا نسلم بها إلا إذا فهمنا الحكمة من ضرب الله لهذا المثل ثم بعد ذلك نرى هل تتطابق مع الواقع.
لنبدأ البحث.
ما هو الغرض من اتخاذ الولي؟
الجواب: هو ابتغاء العزة والحماية والنصرة، وهذا كله لا يمكن أن يحققه الولي بمفرده إلا إذا كان ذا سلطان ونفوذ وأمره مطاع ...
وكل نظام فيه رئيس ومرؤوس فهو كالبيت (أسرة)، أليس البيت (الأسرة) هو النموذج الأول للنظام يتكون من الأب (الرئيس) والزوج والأولاد (مرؤوسين) يطيعون الأمر؟
كل جهاز أو مؤسسة أو حكومة أو حزب أو منظمة أو أي هيئة تتكون من رئيس ومرؤوسين فهي بيت (أسرة).
وكثيرا ما تكون الولاية قائمة على المصلحة، سمعنا عن أمثلة كثيرة من هذا النوع من الولاية: جماعة من المعارضين لنظام بلدهم يلجئون إلى نظام معاد لحكومة بلدهم، وحينما تتحسن العلاقات بين نظامي الدولتين يسلم الولي المعارضين إلى نظام بلدهم أو يطردهم من بلده.
ومن حكمة الله سبحانه في ضربه المثل للولي بال (بيت) أن جعل له واقعا حصل في الماضي ونعيشه في عصرنا هذا.
أما في الماضي فإن القوة المتجبرة التي اتخذها الناس وليا من دون الله اسمها فرعون التي فسرها علماء الآثار أن فرعون تعني: البيت العالي.
والقوة الموجودة حاليا والتي يتسابق زعماء العالم لنيل رضاها وطلب ولايتها اسمها: البيت الأبيض، ومعروف أن العنكبوت بيته أبيض، وكما أن العنكبوت ينسج شبكته لتكون قاعدة يترصد بها لأعدائه، كذلك هذه القوة بنت لها قواعد في أكثر بلدان العالم لتحكم قبضتها عليه ولتترصد لأعدائها.
وشبكة المعلومات هذه التي نتصل فيها مع بعضنا اخترعها البيت الأبيض وسماها الشبكة العنكبوتية. والولاية بين البيت الأبيض وحلفاءه (أولياءه) مبنية على المصلحة.
إذن فكلام العلماء عن هوان أسرة (بيت العنكبوت) يوافق الواقع.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبد القادر يثرب]ــــــــ[09 Mar 2006, 12:24 م]ـ
على هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/index.php?subaction=showfull&id=1140628631&archive=&start_from=&ucat=1&do=maqalat
ـ[ابو العزايم عبد الحميد]ــــــــ[10 Mar 2006, 12:24 ص]ـ
يعرف المبتدؤن من طلاب العربية ان القران جرى على لغة الذين انثو لفظ العنكبوت من قديم جاهليتهم الوثنية كما انثو مفرد النمل والنحل والدود فلم يقولو فى الواحد منها الا نملة ونحلة ودودة وهو تانيث لغوى لا علاقة له بالتانيث البيولوجى كما وهم المفسر العصرى وجرى لسانهم كذلك على تانيث الشمس والارض والسماء والدار والسوق وكل ما يعرف فى المصطلح المجازى دون ان يتصور من له ادنى اتصال بالعربية ان التانيث هنا يحمل على التانيث البيولوجى وقبل ان ينزل القران بايات (واوحى ربك الى النحل ان اتخذى منالجبال بيوتا) (قالت نملة يايها النمل ادخلو مساكنكم) (كمثل العنكبوت اتخذت بيتا) (ان الله لا يستحى ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها) كان اى عربى وثنى (من اجلاف البادية) ينطق بها على التانيث فلا نتصور فى اى ذلك اشارة علمية الى ما اكتشفه عصرنا من بيولوجيا الحيوان ثم تورط المفسر العصرى من هذا الوهم الى وهم اشنع فاضاع السر البيانى للاية تضرب المثل لاوهن البيوت ببيت العنكبوت حين قرر ما وصفه بالحقيقة العلمية (وهى ان خيط العنكبوت اقوى من مثيله من الصلب ثلاث مرات واقوى من بيت واكثر مرونة) وعلى هذا التفسير العصرى لايصلح بيت العنكبوت مضربا للمثل على الوهن لانه ليس اهون من بيت الصلب او من بيت احرير اتخذته دودة القز. نحن علما. ء النصوص واساتذة التخصص نرفض هذا العبث بحرمة كتاب لايحل لنا ان نفهمه الا كما بينه الرسول عليه الصلاة والسلام (كتاب القران والتفسير العصري للدكتورة بنت الشاطىء) اقول لقد تجاوز الاخوة المشاركون حدود التفسير الذي يعرفه العلماء وساروا في طريق لي اعناق النصوص. وتحميلها مالا تحتمل فالبيت في استعمال القران هو السكن وما قول الاخوة فى قوله تعالى (واوحى ربك الى النحل ان اتخذى من الجبال بيوتا) وقوله تعالى (والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الانعام بيوتا ....... الخ) والمراجع جميع الايات التى استخدمت لفظ البيت او البيوت لنقف على معناها القراتى بلا تبديل ولا تحريف قبل ان ننزلق هذا المنزلق الخطير و السؤال المهم الذى يطرح نفسه فى القضية هل نفهم القران كما بينه نبى الاسلام وكما احتملته قواعد اللغة التى نزل بها ام نسير وراء اوهام تريد ان تحررنا من الجمود على فهم الصحابة للقران فى مدرسة النبوة وعصر المبعث
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[10 Mar 2006, 01:11 ص]ـ
أين هو البحث العلمي - بمعناه الحقيقي - بل أين الحقيقة العلمية القائلة إن خيوط أو نسيج بيت العنكبوت أقوى من الحديد الصلب و الفولاذ؟
- هذا ما ينبغي إثباته و التحقق منه أولا قبل التسليم به و البناء عليه،
و يجب عدم التكلف بحمل آيات القرآن الكريم على أقاويل و نظريات و فرضيات لم تثبت و لم تستقر أو لم تصح أصلا، بدعوى الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، تلك الدعوى التي انفلتت من ضوابطها في كثير من الأحيان،
http://www.nooran.org/O/17/17-3.htm
و ما أحسب ما قيل عن قوة خيوط العنكبوت إلا محاولة خبيثة للطعن في القرآن الكريم،
فهذا بيت العنكبوت بخيوطه و نسيجه الواهي الرقيق - على حالته التي خلقه الله عليها، من غير إضافة مواد كيميائية خارجية أو غيرها - أين صلابته المزعومة تلك؟
ـ[حسن عبدالله الخطيب]ــــــــ[10 Mar 2006, 08:18 ص]ـ
الحمد لله القائل: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) والحمد لله الذي منَّ علينا بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترك خيرا إلا أرشدنا إليه وحثنا عليه، وما ترك شرا إلا حذرنا منه ونهانا عنه
أحباب الملتقى الطيب البحث الذي نقله الأخ نصر منصور مشكورا عن الدكتور صلاح رشيد جزاه الله خيرا وما يتعلق بالآيات التي تتحدث عن الذين يتخذون الأولياء من دون الله ومن دون رسوله ومن دون المؤمنين كالذي يتخذ العنكبوت وبيته من دون الله.
وأيا كان كان صاحب الفكرة فالبحث بهذه الفكرة المترابطة والعلمية والمتكاملة يوصلنا إلى المعنى الحقيقي للولاية ويضع الذين يوالون غير الله ورسوله والمؤمنون أمام حقيقة أنفسهم حيث ظنوا أن بعض القوى التي يظن أنها قوية متماسكة من خلال النظر إليها من بعيد تغريهم التحالفات مع مثل هؤلاء وهم لا يعلمون أن مثل هذه البيوت التي غرتهم واهية أركانها ساقط عما قريب بنيانها
إن بيت العنكبوت على جماله ودقة صنعته يغري الكثير من أهل الغرر وبالتالي يسقطون في حبائله ولو كانوا يعلمون حقيقة بيت العنكبوت لما رموا أنفسهم في أحضانه. ولذلك الله يوجهنا إلى هذه الحقيقة العلمية والمثال المتناهي في الدقة بقوله: (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ)
فلا نغتر بجمال نظم ودقة صنعة مبنية على ضلال وباطل فالله تعالى يقول: (لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُبُ الَّذِيَن كَفَرُوا فِي الْبِلَاِد* مَتَاعٌ َقِليلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَاُد*) (آل عمران:196و197)
ختاما جزى الله خيرا من نشر علما لله على مراد الله ورسوله
نفعني الله وإياكم في القرآن العظيم وما فيه من الآيات والمواعظ والذكر الحكيم
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو علي]ــــــــ[10 Mar 2006, 11:11 ص]ـ
أين هو البحث العلمي - بمعناه الحقيقي - بل أين الحقيقة العلمية القائلة إن خيوط أو نسيج بيت العنكبوت أقوى من الحديد الصلب و الفولاذ؟
- هذا ما ينبغي إثباته و التحقق منه أولا قبل التسليم به و البناء عليه،
و يجب عدم التكلف بحمل آيات القرآن الكريم على أقاويل و نظريات و فرضيات لم تثبت و لم تستقر أو لم تصح أصلا، بدعوى الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، تلك الدعوى التي انفلتت من ضوابطها في كثير من الأحيان،
http://www.nooran.org/O/17/17-3.htm
و ما أحسب ما قيل عن قوة خيوط العنكبوت إلا محاولة خبيثة للطعن في القرآن الكريم،
فهذا بيت العنكبوت بخيوطه و نسيجه الواهي الرقيق - على حالته التي خلقه الله عليها، من غير إضافة مواد كيميائية خارجية أو غيرها - أين صلابته المزعومة تلك؟
لم أقصد هذا الذي ذكرته، فهذا لا ينبغي التسليم به والبناء عليه إلا إذا أثبت ببرهان مبين.
وأما ما قالوه حول أسرة العنكبوت وأنها أهون البيوت فهذا هو الذي يبحث في صحته ليرى هل يمكن أن يناسب المثل الذي ضربه الله أم يتعارض معه.
وحيث أنه ورد في القرآن ذكر المكان وأريد به المكين في عدة مواضع مثل: وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ).
هل يسأل القرية أم سكان القرية؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال تعالى: وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا).
هل العذاب والإهلاك للجماد (المساكن) أم لأهل القرية؟
نأتي الآن إلى آية العنكبوت التي ضرب الله فيها المثل ببيت العنكبوت ثم نرى هل المقصود بالبيت المكان أم المكين.
أليس المقصود من ضرب المثل لشيء بشيء آخر هو تشابه الحال؟
لنفرض أن البيت في آية العنكبوت هو مسكنها، فما هو تشابه حال من اتخذ وليا من دون الله بحال اتخاذ العنكبوت مسكنا؟
كل ما قيل في بيت العنكبوت أنه أهون البيوت لأنه لا يقي من حر ولا يقي من البرد، هذا تحليل لما يراه الإنسان في ذلك النسيج العنكبوتي إذا كان هو فعلا مسكن العنكبوت، وما أدرانا أن العنكبوت متكيفة في نسيجها بحيث لا يضرها برد ولا حر!!
كما أن الأمور تقاس نسبيا فمسكن العنكبوت الذي يبدو للإنسان كريشة في مهب الريح هو ليس كذلك بالنسبة لساكنه.
إذن فنحن لا نعلم شيئا عن كيفية هوان بيت العنكبوت، لو كان صحيحا ما يعتقده كل الناس في ما يرونه في هوان نسيج العنكبوت لمااحتاج ذلك إلى تأكيده ب (إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت).
ولما عقب الله بعدها بقوله (لو كانوا يعلمون) التي تفيد: امتناع إدراك أن بيت العنكبوت هو أهون البيوت لامتناع وجود العلم بذلك عند كل الناس.
إذن ففرضية أن بيت العنكبوت هو مسكنها لم نتوصل بها إلى معرفة تشابه حال من اتخذ وليا من دون الله بحال اتخاذ العنكبوت مسكنا ولم تبين لنا كيفية هوان بيت العنكبوت;
لم تبق إلا الفرضية العقلية وهي اعتبار أن المكان أريد به المكين.
ذكرت في المداخلة السابقة تلك الفرضية العقلية التي تتلخص في أن الإنسان لا يتخذ شخصا وليا لذاته ابتغاء العزة والنصرة والحماية لأنه لا يستطيع تحقيق ذلك بمفرده إلا إذا كان رب بيت يأمر أهل بيته ليوفروا الحماية للمستجير، وكل نظام أو جهاز يتكون من رئيس ومرؤوس فهو بيت.
والولي الكافر بالله لا يحقق لمولاه الحماية والنصرة إلا بمقابل، فإن أتته فرصة أخرى يتحقق منها مكاسب أهم من حمايته للمستجير تخلى عنه وباعه بثمن بخس.
إذن فقد يكون حال أسرة العنكبوت قائما على المصلحة كحال الذين يتخذون من دون الله أولياء، وهذه الفرضية يفترضها العقل حتى ولو لم يظهر من يقدم لنا هذه المعلومات عن هوان عالم العنكبوت.
فأي الفرضيتين تفيد العلم بالمثل المضروب وبحقيقة هوان بيت العنكبوت؟
أهي الفرضية الظاهرية أم الفرضية العقلية؟
قال تعالى: وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ.) 43 العنكبوت.
والله تعالى أعلم
ـ[عبد القادر يثرب]ــــــــ[10 Mar 2006, 03:49 م]ـ
قال الله تبارك وتعالى: (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) (العنكبوت/43)
قال السيوطي في الدر المنثور: (أخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن مرة قال: ما مررت بآية في كتاب الله لا أعرفها إلا أحزنتني؛ لأني سمعت الله تعالى يقول: (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ). صدق الله العظيم.
ـ[عبد القادر يثرب]ــــــــ[12 Mar 2006, 05:19 م]ـ
بيت العنكبوت - من مزاعم إعجاز القرآن العلمي
منقول من شبكة اللادينيين العرب
http://ladeeni.net/pn/Article22.html
وانظر هذا الرابط، لترى كيف تلتقي الأفكار مع بعضها.
http://www.yassar.freesurf.fr/stoa/bal081.html
ـ[ام عمر]ــــــــ[15 Mar 2006, 08:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من الامور الاخرى التي ذكرت في اعجاز وهن بيت العنكبوت ان الرسم الهندسي له مسطح اي ما ان يدخل العنكبوت فيه حتى يخرج من الطرف الاخر ... فهذا يحسب ايضا من علامات وهن بيت العنكبوت ... والقران الكريم لا تنقضي عجائبه ولو ان اعجازه متعلق بالبلاغة لنفدت جيوب البلاغيين من مدخرات البلاغة ولبداؤا يلوّن النصوص من اجل استيعاب مصطلحاتهم البلاغية ... كقولهم من معاني حسن التخلص في القران الكريم ومن امثلة الاحتباك في النص القراني كذا وكيت .... ولكن اعجاز القران الكريم يتعلق بالقضايا العلمية المقطوع بصحتها كما يتعلق بالاخبار الصحيحة التي لم تكن قد حدثت في عهد النبوة وهي لدينا الان من التاريخ مثل قولة تعالى " الم. غُلبَت الروم " .. وغيرها من الاخبار المتحققة ... الشيئ الوحيد المخيف والمزعج في ان واحد في مسألة الاعجاز العلمي هو محاولة البعض التعلق بالنظريات التي لم تبلغ شأن الحقائق العلمية واقحامها في اذهان العامة على انها اعجاز جديد للقران الكريم ... وهذا امر قد يتأرجح بفعله ايمان بعض العامة وعقول الاخرين من غير المسلمين .. وهذا من الخطر بمكان ليس بالهيّن ... شكرا اخي الكريم على هذا الموضوع الذي فتح امامنا كل هذه الافاق من النقاش وبيان الاراء أسال الله عز وجل ان يعلمنا ما ينفعنا به في الدنيا والاخرة.(/)
فائدة نفيسة في الحروف المقطعة لابن القيم
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[25 Jul 2005, 04:12 م]ـ
فائدة
السر في حروف ألم:
تأمل سر {ألم} كيف اشتملت على هذه الحروف الثلاثة:
فالألف: إذا بدئ بها أولاً كانت همزة، وهي أول المخارج من أقصى الصدر.
واللام: من وسط المخارج، وهي أشد الحروف اعتمادا على اللسان.
والميم: آخر الحروف، ومخرجها من الفم.
وهذه الثلاثة: هي أصول مخارج الحروف، أعني: الحلق، واللسان، والشفتين، وترتيب في التنزيل من البداية إلى الوسط إلى النهاية.
فهذه الحروف معتمد المخارج الثلاثة التي تتفرع منها ستة عشر مخرجا فيصير منها تسعة وعشرون حرفا، عليها دار كلام الأمم الأولين والآخرين، مع تضمنها سرّاً عجيباً وهو:
أن الألف: البداية
واللام: التوسط
والميم: النهاية
فاشتملت الأحرف الثلاثة على البداية، والنهاية، والواسطة بينهما.
وكل سورة استفتحت بهذه الأحرف الثلاثة: فهي مشتملة على بدء الخلق، ونهايته، وتوسطه: فمشتملة على تخليق العالم، وغايته، وعلى التوسط بين البداية والنهاية من التشريع والأوامر.
فتأمل ذلك في البقرة، وآل عمران، وتنزيل السجدة، وسورة الروم.
وتأمل اقتران الطاء بالسين والهاء في القرآن، فإن الطاء جمعت من صفات الحروف خمس صفات لم يجمعها غيرها وهي: الجهر، والشدة، والاستعلاء، والإطباق، والسين مهموس رخو مستفل صفيري منفتح، فلا يمكن أن يجمع إلى الطاء حرف يقابلها كالسين والهاء.
فذكر الحرفين اللذيْن جمعا صفات الحروف.
وتأمل السور التي اشتملت على الحروف المفردة كيف تجد السورة مبنية على كلمة ذلك الحرف:
فمن ذلك " ق "، والسورة مبنيَّة على الكلمات القافية: من ذِكر القرآن، وذِكر الخلق، وتكرير القول، ومراجعته مراراً، والقرب من ابن آدم، وتلقي الملكين قول العبد، وذكر الرقيب، وذكر السائق والقرين، والإلقاء في جهنم، والتقدم بالوعيد، وذكر المتقين، وذكر القلب، والقرون، والتنقيب في البلاد، وذكر القيل مرتين، وتشقق الأرض، وإلقاء الرواسي فيها، وبسوق النخل، والرزق، وذكر القوم، وحقوق الوعيد.
ولو لم يكن إلا تكرار القول والمحاورة.
وسر آخر:
وهو أن كل معاني هذه السورة مناسبة لما في حرف القاف من الشدة والجهر والعلو والانفتاح.
وإذا أردت زيادة إيضاح هذا:
فتأمل ما اشتملت عليه سورة " ص " من الخصومات المتعددة:
فأولها: خصومة الكفار مع النبي {أجعل الآلهة لها واحداً} إلى أخر كلامهم، ثم اختصام الخصمين عند داود، ثم تخاصم أهل النار، ثم اختصام الملأ الأعلى في العلم وهو الدرجات والكفارات، ثم مخاصمة إبليس واعتراضه على ربه في أمره بالسجود لآدم، ثم خصامه
ثانياً في شأن بنيه: حلفه ليغوينهم أجمعين إلا أهل الإخلاص منهم.
فليتأمل اللبيب الفطن:
هل يليق بهذه السورة غير " ص " وسورة " ق " غير حرفها؟!
وهذه قطرة من بحر من بعض أسرار هذه الحروف.
المصدر: " بدائع الفوائد " (3/ 692، 693).
فائدة أخرى:
قال الإمام ابن كثير:
قلت: مجموع الحروف المذكورة في أوائل السور بحذف المكرر منها أربعة عشر حرفا وهي: ا ل م س ر ك هـ ي ع ط ص ح ق ن يجمعها قولك: " نص حكيم قاطع له سر "!!
وهي نصف الحروف عددا، والمذكور منها: أشرف من المتروك وبيان ذلك من صناعة التصريف.
المصدر: " تفسير ابن كثير " (1/ 38)
وهذا المقال منقول من أحد الإخوة الأفاضل الأصدقاء.
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[25 Jul 2005, 04:14 م]ـ
معنى الأحرف المفردة في القرآن الكريم
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
كيف حالك شيخي الفاضل
يوجد ملحد أو مسيحي أراد مني أن أثبت له أن القرآن لا يحتوي لا كلمات لا معنى لها، و كان يقصد بتلك الأحرف مثل سورة يس و القرآن على حسب قوله ان أحرف " يس" هي مجرد أحرف لا معنى لها و جائت من عبث استغفر الله العظيم
و أردت من فضيلتك بعض من الدلائل التي تثبت أن هذه الأحرف اعجاز عملي لكي يصدق هذا المسيحي و لعلي أكون سبب في هدايته للدين الإسلامي
أرجو الرد للأهمية
و في الختام السلام
يجيب الدكتور مسلم محمد جودت اليوسف
أقول مستعيناً بالله العظيم:
(يُتْبَعُ)
(/)
ورد في القرآن الكريم تسع وعشرون سورة ا فتُتِحَت بحروف هجائية تُقرأ مقطعةً بأسمائها هكذا: ألف – لام – ميم .. و كان منها ما افتتح بحرف واحد مثل: ص – ق – ن.
و منها ما افتتح بحرفين مثل: طه – يس.
و منها ما افتتح بثلاثة أحرف مثل: ألم.
و منها ما افتتح بأكثر من ذلك مثل: كهيعص.
و ليس لهذه الحروف في اللغة العربية سوى مسمياتها التي ينطق بها في الكلمات المركبة. و لم يرد من طريق صحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -بيان للمراد منها , و لذلك اختلف أهل العلم فيها اختلافاً كثيراً , و هذه الأراء على كثرتها و تنوعها ترجع إلى رأيين اثنين:
أولاً: أنها جميعاً مما استأثر الله به و لا يعلم معناه أحد سواه و هذا رأي كثيرمن سلف هذه الأمة.
ثانياً: أن لها معنى , و ذهبوا في معناها مذاهب شتى نُثِرت في كتب التفسير و لعل أقرب هذه الآراء إليَّ هي: أن هذه الأحرف ما هي إلا زيادة في التحدي بالقرآن , بمعنى أن هذه الأحرف ليست مادة غريبة عليكم و لا مجهولة لكم , و رغم هذا فأنتم لا يمكن أن تأتوا بمثلها مما يدل على أن هذا القرآن ليس من صنع البشر إنما هو من عند الله تعالى , قال عز و جل: (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:23)
و قال أيضاً: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (الاسراء:88).
و يقال عزو جل: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (هود:13)
(وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِين * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ) (الشعراء:192 - 193 - 194)
و يدل قو له تعالى: (نزل به الروح الأمين).
دلالة قطعية على عدة أمور عدة منها:
1 - أن هذا القرآن منزل من عند الله تعالى و نزل به الروح الأمين و هو جبريل عليه السلام فأوحاه للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم -.
2 - أن هذا القرآن هو من عند الله عز و جل و ليس فيض من نفس النبي - صلى الله عليه وسلم - أو غير ذلك مما تقول طوائف من الفلاسفة و الملحدين و أمثالهم.
و قد سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء عن بعض معاني الآيات مثل (حم - ألم – ألمص – حم – عسق) (الفتوى رقم 6395) فأجابت بما يلي:
فيه آراء للعلماء , و الراجح أنها ذكرت هذه الحروف – و الله أعلم – في أول السور التي ذكرت فيها , بياناً لإعجاز القرآن , و أن الخلق عاجزون عن معارضة بمثله , هذا مع أنه مركب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها , و هذا هو الذي نصره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله و ارتضاه أبو الحجاج المزي رحمه الله.
و اعلم أخي الفاضل: أننا نبين الحق كما هو فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر والله الهادي إلى سواء السبيل.
قال تعالى في محكم التنزيل: (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً) (الكهف:29).
فنحن يا أخي لا نملك إلا هداية الدلالة لمن في قلبه نور، فنبين له الحق فيهديه الله , و أنت بِّين لهذا السائل الحق كما هو و اسأل الله له الهداية و لا تحزن إن لم يؤمن , فإن آمن فلله الحمد و المنة على هدايته و لك الأجر و الثواب لقاء هذا العمل الجليل , و إن لم يؤمن فا الله جعلك حجة عليه في الموقف العظيم.
و أختم مقالتي هذه بكلام نقلته من كتا ب الفوائد المشوِّق إلى علوم القرآن وعلم البيان لابن قيم الجوزية رحمه الله , حيث قال: (روي أن يهودياً في مجلس المتوكل فأحسن الكلام , و ناظر فعلم أنه من حملة الإعلام و ناضل فتحققوا أنه مسدد السهام فدعاه المتوكل إلى الإسلام فأبى و أقام بفرط الإ باء على مذهب الآباء بعد أ ن بذل له المتوكل ضروباً من الأنعام و صنوفاً من الرفعة والاكرام و راجعه في ذلك مرة بعد أخرى فلم يزده ذ لك إلا طغياناً و كفراً فغاب عنه مدة ثم دخل إلى مجلسه و هو يعلن الإ سلام و يدين دينه فقال له المتوكل: أسلمت؟ قال: نعم. قال: ما سبب إسلامك؟ فقال: لما قطعت من عنقي قلادة التقليد و صرتُ من رتبة الاجتهاد إلى مرتقى ما عليه مزيد نظرت في الأديان و طلبت الحق حيث كان فأخذت التوراة فنظرت فيها و تدبرت معانيها و كتبتها بخطي و زدت فيها و نقصت و دخلت بها السوق و بعتها فلم ينكر أحد من اليهود شيئاً , و أخذت الانجيل و زد ت فيه و نقصت و دخلت به السوق و بعته فلم ينكر أحد من النصارى منه شيئاً , و زدت فيه و نقصت و دخلت به السوق و بعته فلم ينكر أحد من النصارى منه شيئاً , و أخذت القرآن و قرأته و تأملته فإذا: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) فكتبت و زدت فيه و نقصت و دخلت السوق و بعته فنظر فيه المسلمون فعرفوا المواضع التي زدت فيها و نقصت , و ردوا كل كلمة إلى موضعها و كل حرف إلى مكانه , فعلمت أنه الحق لتحقيق وصفه بأنه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد فآمنت به و صدَّ قت ما جاء به.
و الله الهادي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Jul 2005, 05:31 م]ـ
و أختم مقالتي هذه بكلام نقلته من كتا ب الفوائد المشوِّق إلى علوم القرآن وعلم البيان لابن قيم الجوزية رحمه الله
تنبيه: ما مدى صحة نسبة كتاب «الفوائد المشوّق» لابن القيم ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=762)
سؤال عن" الفوائد المشوق ". ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=816&highlight=%C7%E1%DD%E6%C7%C6%CF+%C7%E1%E3%D4%E6%DE )
وثانياً: هذه مناقشة علمية حول مسألة الحروف المقطعة:
الحروف المتقطعه في بداية بعض السور؟؟؟؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1242&highlight=%C7%E1%CD%D1%E6%DD+%C7%E1%E3%DE%D8%DA%C9 )
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[30 Jul 2005, 05:44 م]ـ
الاقتباس الذي ذكره أخي أبو مجاهد إنما هو للدكتور محمد جودت اليوسف.
هذا للتنبيه, وشكرا.(/)
مالفرق بين المشكل والمتشابه؟؟؟؟؟
ـ[طالب المعالي]ــــــــ[28 Jul 2005, 06:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي في الله
هل هناك فرق بين المتشابه والمشكل؟؟؟؟ وماهو الفرق بينهما؟؟؟
ـ[طالب المعالي]ــــــــ[29 Jul 2005, 07:30 م]ـ
ارجو من المشرفين افادتي في هذا السؤال، وجزاكم الله خيرا
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 Jul 2005, 12:42 ص]ـ
ذكر السيوطي في كتابه التحبير في علم التفسير في النوع السادس والأربعين - وهو: المشكل - ما نصه: (والفرق بينه وبين المتشابه: أن المتشابه لا يفهم معناه، والمراد منه.
وهذا يفهم بالجمع؛ إذ المراد منه الآيات التي ظاهرها التعارض المنزّه عنه كلام الله.)
وعندي أن فيما ذكره السيوطي نظراً ...
ولعل الأقرب: أن المشكل هو ما التبس على المتأمل معناه لذاته أو لأمر خارج عنه.
وأما المتشابه فله عدة إطلاقات، وأشهرها المتشابه المقابل للمحكم كما في آية آل عمران. والمحكم هو على الأرجح: هو ما ظهر معناه، وانكشف انكشافاً يرفع الاحتمال.
فالمحكم من القرآن هو ما كان واضح المعنى، ليس فيه خفاء ولا إشكال، ولاتختلف في تأويله أقوال العلماء، بل ليس فيه إلاَّ قول واحد، لايحتمل غيره، وهذا هو معنى قول ابن عبدالبر: (المحكم: المجتمع على تأويله) وقوله: (محكم القرآن الذي لم يختلف العلماء في تأويله) والله أعلم.
وعلى هذا فالمتشابه: هو ما احتمل أكثر من معنى، أو ما طرأ عليه خفاء في المعنى المراد منه، فتشعبت فيه الآراء واختلفت فيه الأقوال.
ولعل فيما ذكرت كفاية، والمسألة تحتاج إلى بسط أكثر، ووقتي الآن ضيق.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 Jul 2005, 09:04 ص]ـ
تتمة: جاء في كتاب التيسير في قواعد علم التفسير للكافيجي ص 187 ما نصه: (وأما المتشابه فهو ما تكون عبارته مشتبهة محتملة، يندرج فيه الخفي والمشكل، والمجمل والمتشابه - على ما هو مصطلح أهل الأصول أيضاً -)
فمفهوم كلامه أن المشكل جزء من المتشابه بالمعنى العام.
ويمكنك الرجوع إلى كتاب: معجم علوم القرآن - تأليف: إبرهيم محمد الجرمي؛ فقد فصل القول في التعريف بالمصطلحين.
ـ[طالب المعالي]ــــــــ[30 Jul 2005, 08:39 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي المبارك
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[31 Jul 2005, 12:35 ص]ـ
المرادُ بِالمُشْكل ما غَمُضَ معناه وأشْكَلَ فهْمُه، وسُمِّيَ بذلك لأنّهُ دَخَلَ شَكْلَ غيرِه فأشْبَهَهُ وشَاكَلَه، فهو أعمُّ من مُوهِمِ التعارُضِ،فإذا أُطْلِقَ المُشْكل دَخَلَ فيه مُوهِمِ التعارُضِ، ولا عكْسَ فالتعارُضُ أَخَصُّ ولِذا فكُلُّ مُتعارضٍ مُشْكِلٌ وليس كلُّ مُشْكِلٍ مُتعارِض , أما الفرق بين المشكل والمتشابه فالمشكل داخل في المتشابه النسبي وهو الذي يخفى على أحد دون أحد دون المتشابه المطلق , ولذا فترتيبها من جهة الأعم: المتشابه النسبي ثم المشكل ثم موهم التعارض , فتبين أنه لا بد من تحرير المراد بالمتشابه عند الحديث عن الفرق بينه وبين المشكل والله أعلم.(/)
لطيفة في تفسير (أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرين) عند الزمخشري
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 Aug 2005, 02:24 م]ـ
في تفسير قوله تعالى (أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ) 54 المائدة
قال الزمخشري فيها قولا وجدته فيه خارجا عن معهوده من تركيز وهدوء
قال (أَذِلَّةٍ} جمع ذليل. وأما ذلول فجمعه ذلل. ومن زعم أنه من الذلّ الذي هو نقيض الصعوبة، فقد غبى عنه أن ذلولاً لا يجمع على أذلة))
أمّا الزركشي فقد قال في البرهان (وقوله تعالى (أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين) فإنه لو اقتصر على وصفهم بالذلة وهو السهولة لتوهم أن ذلك لضعفهم فلما قيل (أعزة على الكافرين) علم أنها منهم تواضع ولهذا عدي الذل بعلى لتضمنه معنى العطف)
أي أن أذلّة عنده جمع ذلول.
وإن كان من ثمة تدخل فقد يقول قائل أنّ أذلّة إذا كانت جمع ذلول فإن الأولى أن يكون السّياق "أذلة للمؤمنين"
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 Aug 2005, 07:07 ص]ـ
هل تجد في الشعر الجاهلي ما يشهد لما قاله الزركشي؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 Aug 2005, 12:43 م]ـ
هل تجد في الشعر الجاهلي ما يشهد لما قاله الزركشي؟
جاء في لسان العرب (والذِّلُّ، بالكسر: اللِّين وهو ضد الصعوبة. والذُّلُّ والذِّلُّ: ضد الصعوبة. ذَلَّ يَذِلُّ ذُلاًّ وذِلاًّ، فهو ذَلُولٌ، يكون في الإِنسان والدابة؛ وأَنشد ثعلب: وما يَكُ من عُسْرى ويُسْرى، فإِنَّني ذَلولٌ بحاجِ المُعْتَفِينَ،)
وهو بالتالي يؤيد ما قاله الزركشي إإلّا أني لم أجد شعرا جاهليا يشهد له--وقد يجد غيري(/)
ما حكم وضع المصحف في الجوال؟
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[03 Aug 2005, 06:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
فقد انتشر كما يعلم الجميع مايسمى بجوال الكميرا , ومعلوم مايمتاز به هذا الجوال من خدمات جميلة , ومفيدة يأتي في مقدمها خدمة تحميل المصحف الشريف في هذا الجوال , وقد انتشرت بين الناس انتشاراً كبيراً ـ ولعل هذا دليل خير ـ ويتسائل كثير من الناس عن بعض الأمور المشكلة في هذا الأمر لعل أهمها:
1ـ وجود الجوال وبداخله المصحف مع المرء دائماً لا بد أن يدخل فيه في الأماكن المستقذرة كدورات المياه حتى ولوكان حريصاً فإمكان النسيان فيه واردة بشكل كبير فهل في هذا الأمر إهانة لكتاب الله؟
2ـ يقول بعضهم أن هذا المصحف لم يكتب على قواعد الرسم العثماني ـ علماً أني لم أتأكد من هذا الأمر ـ فما الحكم فيه مادام لم تراعى قواعد الرسم في كتابته؟
3ـ هل تم التأكد من خلوه من أخطاء؟
وجزاكم الله خيراً.
ـ[الميموني]ــــــــ[05 Aug 2005, 10:26 م]ـ
المقصود من وضع المصحف داخل الجوال هو الاستفادة منه في القراءة لكتاب الله أو المراجعة و هو مقصد عظيم و وضع المصحف فيه هو مثل وضعه في شريط كاسيت أو سيدي كمبيوتر أو جهاز أم بي ثري أو غيرها و هي آلات لا تتعامل مع كتابة ورقية أو غيرها كالمعهود قديما و لهذا عفندما لا تشغل البرنامج لا تراه ولا يشتغل القرآن الموجود على الجوال صوتا أو صورة بمعنى أنه يكون في الذاكرة فقط على صورة غير ممكن القول بأنه يتعرض لإهانة لا سمح الله
و الأصل الجواز و المصلحة تقتضيه بقوة.
و مع هذا فمسألة الدخول للخلاء ببعض الآيات لا بقصد الامتهان كأن يلبس خاتما عليه اسم الله و نحوه هي مسألة معروفة قديما عند العلماء و لم يصح في النهي عنها حديث و فيها اختلاف بين الفقهاء و حديث أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء و ضع خاتمه.
هو حديث منكر ضعفه غير واحد من الحفاظ ......
و بالنسبة للنص و عدم كتابته على الرسم الإملائي الحديث فزالت المشكلة و لله الحمد و يمكنك مثلا تحميل القرآن كاملا في أقل من ثلاثين ميقا و مجانا مصورا عن مصحف مطبعة خادم الحرمين الملك فهد
ابحث عنه على هذا الرابط إن كان لديك جهاز كمبيوتر كفي
www.ce4arab.com
ـ[ابن العربي]ــــــــ[06 Aug 2005, 10:49 ص]ـ
بعض النسخ المحملة على الجوال فيها خطأ في الأية 90 من سورة النساء
والله اعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 Aug 2005, 12:04 م]ـ
ربما هناك نقطة أخرى---وهي أنّ المصحف يجب أن لا يرافقه في الجوال الأمور الخلاعية من أغان وغيرها
أعني إذا كان في الجوّال المصحف لوحده مع أمور جادة أخرى فلا مانع--أمّا إن كان في الجوال بعض الأمور الخلاعية إلى جانب المصحف فهذا أمر لا يليق---وبالطبع لا يليق أن يحتفظ المرء بأغان أو أمور خلاعية في جوّاله
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[06 Aug 2005, 03:07 م]ـ
جزاكم الله خيراً على ما تفضلتم به
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Aug 2005, 07:57 ص]ـ
أشكر الشيخ الكريم عبدالله الميموني على هذا الجواب الكافي، وأسأل الله له التوفيق والسداد.
وأطلب رأيه في فكرة إنشاء ركن مخصص للبرامج التي تخدم القرآن الكريم على برامج الكمبيوترات الكفية والصوتيات ( mp3) والهواتف النقالة ونحوها مما لا يكاد ينقطع سيله من التقنيات الحديثة في الموقع لدينا بحيث يجد من يرغب السؤال عن برامجها المتعلقة بالقرآن الكريم والنسخ الموثوقة منها ونحو ذلك جواباً شافياً ممن له عناية بهذا الأمر لدينا في هذا الموقع. وسؤالي عن أصل الفكرة دون تفاصيلها، وأرجو ممن لديه رأي غير أبي محمد أن يشاركنا مشكوراً مأجوراً.
ـ[الميموني]ــــــــ[11 Aug 2005, 08:51 م]ـ
و جزاكم الله خيرا و لكم فضيلة الشيخ عبد الرحمن الشهري شكري
المنتدى منور بوجودكم و حرصكم على الرقي به
و بالنسبة لهذه الفكرة فهي فكرة طيبة و بالإمكان التعاون بين المنتدى و بين بعض المنتديات المتخصصة بهذا الخصوص
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[16 Aug 2005, 05:07 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى المبارك ولعلها تكون في ما يخص الأجهزة الكفية
أولا: هذه فتوى للعلامة ابن عثيمين عليه رحمة الله بخط يده عن بعض الأسئلة التى أثيرت عن مصحف الأجهزة الكفية وغيرها
http://www.dralhoshan.com/forums/showthread.php?t=178
ثانيا: هذه (مكتبة الجيب) وهي محاولة متواضعة لمكتبة محمولة خاصة بالأجهزة الكفية ومميزاتها وشرحها على هذا الرابط
http://www.dralhoshan.com/forums/showthread.php?t=149
ثالثا: قريبا -إن شاء الله - مصحف المدينة النبوية كما هو على الأجهزة الكفية يسر الله إتمامه
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Aug 2005, 06:07 ص]ـ
أخي الشيخ عبدالله الميموني نور الله بصيرته: أشكرك على حسن ظنك ومشورتك وأرجو أن نوفق في تنفيذ هذا الأمر بالتعاون مع المتخصصين.
أخي أبا عبدالله الدكتور يوسف الحوشان حياه الله ووفقه لكل خير: مرحباً بكم معنا في ملتقى التفسير، وأسأل الله لك التوفيق والسداد في جهودك المتميزة في خدمة إخوانك طلاب العلم عبر موقعكم الالكتروني وغيره، وأرجو أن نستفيد من وجودكم معنا إن شاء الله. وقد بدأت بواكير هذه الفوائد والفرائد بهذه الفتوى المسددة للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وبهذه المكتبة العامرة الخاصة بالأجهزة الكفية التي أرجو أن تستمر في تحديثها وتهذيبها حتى ينتفع بها الجميع.
جزاك الله خيراً وبارك فيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله بن عمر]ــــــــ[17 Aug 2005, 09:33 م]ـ
إضافة إلى ماذكرتم
سئل الشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله في أحد الدروس عن وجوب الوضوء لمس الجوال إن كان فيه المصحف ..
وأجاب الشيخ بعدم الوجوب.
ـ[الجعفري]ــــــــ[20 Aug 2005, 06:14 م]ـ
نشكر الأخوة على طرحهم هذا الموضوع المفيد خصوصاً الأخ الحوشان على ما أورده من فتوى مثبتة من الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
والشكر موصول لجميع الأخوة.
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[21 Aug 2005, 09:01 م]ـ
أهلا بفضيلة أد. .يوسف بن حمود الحوشان .. أستاذ الثقافة الإسلامية بالكلية التقنية بالرياض,
جزاك الله خيرا.
وشكرا على هذه الفوائد التي أتحفتنا بها يا د. يوسف.(/)
هل الجموع المذكرة في القران تدخل فيها الإناث أم لا؟ أرجو الإجابة عاجلا
ـ[طموح]ــــــــ[05 Aug 2005, 03:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأكارم ..
وجدت أن العلماء اختلفوا في (هل ما في القرآن العظيم و السنة من الجموع الصحيحة المذكرة و نحوها مما يختص بجماعة الذكور تدخل فيه الإناث أو لا يدخلن إلا بدليل منفصل) ذكر ذلك الشنقيطي في كتابه الأضواء عند قوله تعالى {فاعف عنهم و استغفر لهم و شاورهم في الأمر}
ثم رحج أنهن لا يدخلن إلا بدليل منفصل ....... السؤال من هم القائلون بالقول الأول و من هم القائلون بالقول الثاني و أين أجد هذا الإختلاف بالتفصيل؟
أرجو الإجابة عاجلا .. و كذلك أرجو أن تدلوني على مراجع لهذا الموضوع .. خصوصًا كتب الأقدمين ...
و بارك الله فيكم و نفع الله بكم ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 Aug 2005, 05:28 م]ـ
السلام عليكم
------------------------------------
ورد في كتاب " الإحكام في أصول الأحكام" لإبن حزم ما يلي
(اتفق العلماء على أن كل واحد من المذكر والمؤنث لا يدخل في الجمع الخاص بالآخر كالرجال والنساء وعلى دخولهما في الجمع الذي لم تظهر فيه علامة تذكير ولا تأنيث كالناس وإنما وقع الخلاف بينهم في الجمع الذي ظهرت فيه علامة التذكير كالمسلمين والمؤمنين هل هو ظاهر في دخول الإناث فيه أو لا؟ فذهبت الشافعية والأشاعرة والجمع الكثير من الحنفية والمعتزلة إلى نفيه وذهبت الحنابلة وابن داود وشذوذ من الناس إلى إثباته احتج النافون بالكتاب والسنة والمعقول: أما الكتاب فقوله تعالى: "إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات" "الأحزاب 35" عطف جمع التأنيث على جمع المسلمين والمؤمنين ولو كان داخلاً فيه لما حسن عطفه عليه لعدم فائدته.
وأما السنة فما روي عن أم سلمة أنها قالت: يا رسول الله إن النساء قلن: ما نرى الله ذكر إلا الرجال فأنزل الله: "إن المسلمين والمسلمات" الآية ولو كن قد دخلن في جمع التذكير لكن مذكورات وامتنعت صحة السؤال والتقرير عليه وأيضاً ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال" "ويل للذين يمسون فروجهم ثم يصلون ولا يتوضؤون" فقالت عائشة: هذا للرجال فما للنساء؟ ولولا خروجهن من جمع الذكور لما صح السؤال ولا التقرير من النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما المعقول فهو أن الجمع تضعيف الواحد فقولنا: قام لا يتناول المؤنث بالإجماع فالجمع الذي هو تضعيفه كقولنا: قاموا لا يكون متناولاً له.
فإن قيل: أما الآية فالعطف فيها لا يدل على عدم دخول الإناث في جمع التذكير قولكم: لا فائدة فيه ليس كذلك إذ المقصود منه إنما هو الإتيان بلفظ يخصهن تأكيداً فلا يكون عرياً عن الفائدة.
وأما سؤال أم سلمة وعائشة فلم يكن لعدم دخول النساء في جمع الذكور بل لعدم تخصيصهن بلفظ صريح فيهن كما ورد في المذكر.
وأما قولكم إن الجمع تضعيف الواحد فمسلم ولكن لم قلتم بامتناع دخول المؤنث فيه مع أنه محل النزاع والذي يدل على دخول المؤنث في جمع التذكير ثلاثة أمور:
الأول: أن المألوف من عادة العرب أنه إذا اجتمع التذكير والتأنيث غلبوا جانب التذكير ولهذا فإنه يقال للنساء إذا تمحضن: أدخلن وإن كان معهن رجل قيل: ادخلوا قال الله تعالى لآدم وحواء وإبليس: "قلنا اهبطوا منها جميعاً" "البقرة 38" كما ألف منهم تغليب جمع من يعقل إذا كان معه من لا يعقل ومنه قوله تعالى: "والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه" "النور 45" بل أبلغ من ذلك أنهم إذا وصفوا ما لا يعقل بصفة من يعقل غلبوا فيه من يعقل ومنه قوله تعالى: "أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين" "يوسف 4" جمعهم جمع من يعقل لوصفهم بالسجود الذي هو صفة من يعقل وكتغليبهم الكثرة على القلة حتى إنهم يصفون بالكرم والبخل جمعاً أكثرهم متصف بالكرم أو البخل وكتغليبهم في التثنية أحد الاسمين على الآخر كقولهم: الأسودان للتمر والماء والعمران لأبي بكر وعمر والقمران للشمس والقمر.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: أنه يستهجن من العربي أن يقول لأهل حلة أو قرية أنتم آمنون ونساؤكم آمنات لحصول الأمن للنساء بقوله أنتم آمنون ولولا دخولهن في قوله أنتم آمنون لما كان كذلك وكذلك لا يحسن منه أن يقول لجماعة فيهم رجال ونساء قوموا وقمن بل لو قال قوموا كان ذلك كافياً في الأمر للنساء بالقيام ولولا دخولهن في جمع التذكير لما كان كذلك.
الثالث: أن أكثر أوامر الشرع بخطاب المذكر مع انعقاد الإجماع على أن النساء يشاركن الرجال في أحكام تلك الأوامر ولو لم يدخلن في ذلك الخطاب لما كان كذلك.
والجواب: قولهم في الآية فائدة التخصيص بلفظ يخصهن التأكيد قلنا: لو اعتقدنا عدم دخولهن في جمع التذكير كانت فائدة تخصيصهن بالذكر التأسيس ولا يخفى أن فائدة التأسيس أولى في كلام الشارع.
قولهم: سؤال أم سلمة وعائشة إنما كان لعدم تخصيص النساء بلفظ يخصهن لا لعدم دخول النساء في جمع التذكير ليس كذلك أما سؤال أم سلمة فهو صريح في عدم الذكر مطلقاً لا في عدم ذكر ما يخصهن بحيث قالت: ما نرى الله ذكر إلا الرجال ولو ذكر النساء ولو بطريق الضمن لما صح هذا الإخبار على إطلاقه وأما حديث عائشة فلأنها قالت هذا للرجال ولو كان الحكم عاماً لما صح منها تخصيص ذلك بالرجال.
قولهم: المألوف من عادة العرب تغليب جانب التذكير مسلم ونحن لا ننازع في أن العربي إذا أراد أن يعبر عن جمع فيهم ذكور وإناث أنه يغلب جانب التذكير ويعبر بلفظ التذكير ويكون ذلك من باب التجوز وإنما النزاع في أن جمع التذكير إذا أطلق هل يكون ظاهراً في دخول المؤنث ومستلزماً له أو لا؟ وليس فيما قيل ما يدل على ذلك وهذا كما أنه يصح التجوز بلفظ الأسد عن الإنسان ولا يلزم أن يكون ظاهرا فيه مهما أطلق.
فإن قيل: إذا صح دخول المؤنث في جمع المذكر فالأصل أن يكون مشعراً به حقيقة لا تجوزاً.
قلنا: ولو كان جمع التذكير حقيقة للذكور والإناث مع انعقاد الإجماع على أنه حقيقة في تمحض الذكور كان اللفظ مشتركاً وهو خلاف الأصل.
فإن قيل: ولو كان مجازاً لزم الجمع بين الحقيقة والمجاز في لفظ واحد لدخول المسمى الحقيقي فيه وهم الذكور وهو ممتنع.
قلنا: ليس كذلك فإنه لا يكون حقيقة في الذكور إلا مع الاقتصار وأما إذا كان جزءاً من المذكور لا مع الاقتصار فلا كيف وإنا لا نسلم امتناع الجمع بين الحقيقة والمجاز كما سبق تقريره.
وأما الوجه الثاني: فإنما استهجن من العربي أن يقول: أنتم آمنون ونساؤكم آمنات لأن تأمين الرجال يستلزم الأمن من جميع المخاوف المتعلقة بأنفسهم وأموالهم ونسائهم فلو لم تكن النساء آمنات لما حصل أمن الرجال مطلقاً وهو تناقض أما أن ذلك يدل على ظهور دخول النساء في الخطاب فلا وبه يظهر لزوم أمن النساء من الاقتصار على قوله للرجال: أنتم آمنون.
وأما الوجه الثالث: فغير لازم وذلك أن النساء وإن شاركن الرجال في كثير من أحكام التذكير فيفارقن للرجال في كثير من الأحكام الثابتة بخطاب التذكير كأحكام الجهاد في قوله تعالى: "وجاهدوا في الله حق جهاده" "الحج 78" وأحكام الجمعة في قوله تعالى: "إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع" "الجمعة 9" إلى غير ذلك من الأحكام ولو كان جمع التذكير مقتضياً لدخول الإناث فيه لكان خروجهن عن هذه الأوامر على خلاف الدليل وهو ممتنع فحيث وقع الاشتراك تارة والافتراق تارة علم أن ذلك إنما هو مستند إلى دليل خارج لا إلى نفس اقتضاء اللفظ لذلك.
) صفحة 213 من الكتاب المنشور في موقع الوراق تحت إسم "الإحكام في أصول القرآن" وهذا خطأ واضح
أمّا في كتابه المطبوع فتجد في الجزء الثالث صفحة 80 فصلا حول الموضوع
ـ[طموح]ــــــــ[06 Aug 2005, 12:41 م]ـ
بارك الله فيكم أخ جمال و نفع الله بعلمكم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 Aug 2005, 01:19 م]ـ
قال القاضي أبي بكر بن العربي الأندلسي المالكي في "المحصول في علم الأصول"
(النساء يندرجن تحت خطاب الرجال بحكم العموم
خلافا لمن قال أنهن لا يدخلن تحته إلا بدليل لأنه إذا ثبت القول بالعموم وثبت صلاح اللفظ للذكور والإناث لم يكن لامتناع تناول اللفظ لهم وجه وكذلك)
وقال (فالمختار عندنا أن جمع الإناث مختص بهن لا يدخل فيه الذكور بحال وجمع الذكور تدخل فيه الإناث وبينا ذلك إذا كان الخطاب صالحا لهن وهذا أمر ثابت في اللغة والشريعة قطعاً في أمثلة الجهتين جميعاً قطعا ويقينا)
ـ[ديم]ــــــــ[06 Aug 2005, 08:49 م]ـ
مراجع المسالة 00ينظر
قواعد التفسير د0خالد السبت 2 - 571
معالم اصول الفقه عند اهل السنة والجماعةد0الجيزاني424
ويستفاد من مراجعهم التي احالوا عليها وهي مراجع متقدمة0
وينظر00
البحر المحيط للزركشي
ارشاد الفحول للشوكاني
الاتقان للسيوطي
جميعهم عند مبحث العام والخاص0
وفق الله الجميع0(/)
من فرائد ابن عاشور في التحرير و التنوير: الحلقة الخامسة.
ـ[أبو زينب]ــــــــ[07 Aug 2005, 12:01 ص]ـ
يقول الحق سبحانه و تعالى في سورة الأنبياء
" و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ": 107
ركز جل المفسرين في كتبهم على معنى الرحمة و على معنى العالمين. و جاءت كتاباتهم بالمعاني التالية:
1 - أنه صلى الله عليه و سلم كان رحمة في الدين لأنه بُعث و الناس في جاهلية و ضلالة
2 - أنه رحمة في الدنيا لأنهم تخلصوا بسببه من كثير من الحروب و ذلك مصداق قوله صلى الله عليه و سلم (إني لم أبعث لعانا و إنما بعثت رحمة) {رواه مسلم عن أبي هريرة}
3 - أنه كان رحمة لأتباعه من المؤمنين فقد جاء بما يسعدهم إن اتبعوه.
4 - أنه كان رحمة لغير المؤمنين بتأخير عقوبتهم بسببه و بأمنهم به من عذاب الاستئصال.
أما ابن عاشور فقد انفرد في تفسيره بما يلي:
1 - الوصف الجامع:
جاءت هذه الآية مشتملة على وصف جامع لبعثة محمد صلى الله عليه وسلم ومزيتها على سائر الشرائع مزية تناسب عمومَها ودوامها، وذلك كونها رحمة للعالمين، فهذه الجملة عطف على جملة {وجعلناها وابنها آية للعالمين} [الأنبياء: 91] ختاماً لمناقب الأنبياء، وما بينهما اعتراض واستطراد.
ولهذه الجملة اتصال بآية {وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون} [الأنبياء: 3].
ووزانها في وصف شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وزان آية: {ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان} [الأنبياء: 48] وآية: {ولقد آتينا إبراهيم رشده} [الأنبياء: 51] والآيات التي بعدهما في وصف ما أوتيه الرسل السابقون.
2 - اثنا عشر معنى خصوصيا في أربعة و عشرين حرفا:
صيغت هاته الآية بأبلغ نظم إذ اشتملت - بوجازة ألفاظها - على مدح الرسول عليه الصلاة والسلام ومدح مرسله تعالى، ومدح رسالته بأن كانت مظهر رحمة الله تعالى للناس كافة وبأنها رحمة الله تعالى بخلقه.
فهي تشتمل على أربعة وعشرين حرفاً بدون حرف العطف الذي عطفت به، ذكر فيه:
الرسول،
ومرسله،
والمرسَل إليهم،
والرسالة،
وأوصاف هؤلاء الأربعة،
مع إفادة عموم الأحوال،
واستغراق المرسل إليهم،
وخصوصية الحصر،
وتنكير {رحمة} للتعظيم، إذ لا مقتضى لإيثار التنكير في هذا المقام غير إرادة التعظيم وإلا لقيل: إلا لنرحم العالمين، أو إلا أنك الرحمة للعالمين. وليس التنكير للإفراد قطعاً لظهور أنّ المراد جنس الرحمة وتنكير الجنس هو الذي يعرض له قصد إرادة التعظيم.
فهذه اثنا عشر معنى خصوصياً، فقد فاقت أجمع كلمةٍ لبلغاء العرب، وهي:
قِفا نَبْككِ من ذِكرَى حبيبٍ ومنزل
إذ تلك الكلمة قصاراها كما قالوا: «أنه وقف واستوقف وبكى واستبكى وذكر الحبيب والمنزل» دون خصوصية أزيد من ذلك فجمَع ستة معان لا غير. وهي غير خصوصية إنما هي وفرة معان. وليس تنكير «حبيب ومنزل» إلا للوحدة لأنه أراد فرداً معيّناً من جنس الأحباب وفرداً معيناً من جنس المنازل، وهما حبيبه صاحب ذلك المنزل، ومنزلُه.
3 – اتحاد الرسول بالرحمة و انحصاره فيها:
... واعلم أن انتصاب {رحمة} على أنه حال من ضمير المخاطب يجعله وصفاً من أوصافه فإذا انضم إلى ذلك انحصار الموصوف في هذه الصفة صار من قصر الموصوف على الصفة. ففيه إيماء لطيف إلى أن الرسول اتحد بالرحمة وانحصر فيها، ومن المعلوم أن عنوان الرسُولية ملازم له في سائر أحواله، فصار وجوده رحمةً وسائر أكوانه رحمة. ووقوع الوصف مصدراً يفيد المبالغة في هذا الاتحاد بحيث تكون الرحمة صفة متمكنة من إرساله، ويدلّ لهذا المعنى ما أشار إلى شرحه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: " إنما أنا رحمة مهداة " وتفصيل ذلك يظهر في مظهرين: الأول تخلق نفسه الزكية بخلق الرحمة، والثاني إحاطة الرحمة بتصاريف شريعته.
.... ولهذا خصّ الله محمداً صلى الله عليه وسلم في هذه السورة بوصف الرحمة ولم يصف به غيره من الأنبياء، وكذلك في القرآن كله، قال تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم} [التوبة: 128] وقال تعالى: {فبما رحمة من الله لنت لهم} [آل عمران: 159] أي برحمة جبلَك عليها وفَطرك بها فكنت لهم لَيِّناً.
4 - العالمين ... حتى الحيوان:
(يُتْبَعُ)
(/)
والتعريف في {العالمين} لاستغراق كل ما يصدق عليه اسم العالم. والعالَم: الصنف من أصناف ذوي العلم، أي الإنسان، أو النوع من أنواع المخلوقات ذات الحياة كما تقدم من احتمال المعنيين في قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين} [الفاتحة: 2]
* فإن أريد أصناف ذوي العلم فمعنى كون الشريعة المحمدية منحصرة في الرحمة أنها أوسع الشرائع رحمة بالناس فإن الشرائع السالفة وإن كانت مملوءة برحمة إلا أن الرحمة فيها غير عامة إمّا لأنها لا تتعلق بجميع أحوال المكلفين، فالحنيفية شريعة إبراهيم عليه السلام كانت رحمة خاصة بحالة الشخص في نفسه وليس فيها تشريع عام، وشريعة عيسى عليه السلام قريبة منها في ذلك؛ وإما لأنها قد تشتمل في غير القليل من أحكامها على شدّة اقتضتها حكمة الله في سياسة الأمم المشروعة هي لها مثل شريعة التوراة فإنها أوسع الشرائع السالفة لتعلقها بأكثر أحوال الأفراد والجماعات، وهي رحمة كما وصفها الله بذلك في قوله تعالى: {ثم آتينا موسى الكتاب تماماً على الذي أحسن وتفصيلاً لكل شيء وهدى ورحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون} [الأنعام: 154]، فإن كثيراً من عقوبات أمتها جعلت في فرض أعمال شاقة على الأمة بفروض شاقة مستمرة قال تعالى: {فبظلم من الذين هادوا حرّمنا عليهم طيبات أحلّت لهم} وقال: {فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم} إلى آيات كثيرة.
لا جرم أن الله تعالى خصّ الشريعة الإسلامية بوصف الرحمة الكاملة. وقد أشار إلى ذلك قوله تعالى فيما حكاه خطاباً منه لموسى عليه السلام: {ورَحمتي وسِعت كل شيء فسأكتبها للذين يتّقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي} [الأعراف: 156ـ157] الآية. ففي قوله تعالى: {وسعت كل شيء} إشارة إلى أن المراد رحمة هي عامة فامتازت شريعة الإسلام بأن الرحمة ملازمة للناس بها في سائر أحوالهم وأنها حاصلة بها لجميع الناس لا لأمة خاصة.
وأما رحمة الإسلام بالأمم غير المسلمين فإنما نعني به رحمته بالأمم الداخلة تحت سلطانه وهم أهل الذمة. ورحمته بهم عدمُ إكراههم على مفارقة أديانهم، وإجراءُ العدل بينهم في الأحكام بحيث لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم في الحقوق العامة.
* وإن أريد بـ {العالمين} في قوله تعالى: {إلا رحمة للعالمين} النوع من أنواع المخلوقات ذات الحياة فإن الشريعة تتعلق بأحوال الحيوان في معاملة الإنسان إياه وانتفاعه به. إذ هو مخلوق لأجل الإنسان، قال تعالى: {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً} [البقرة: 29] وقال تعالى: {والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرؤف رحيم} [النحل: 5ـ7].
وقد أذنت الشريعة الإسلامية للناس في الانتفاع بما يُنتفع به من الحيوان ولم تأذن في غير ذلك. ولذلك كُره صيد اللهو وحرم تعذيب الحيوان لغير أكله، وعدّ فقهاؤنا سباقَ الخيل رخصة للحاجة في الغرو ونحوه.
ورغبت الشريعة في رحمة الحيوان ففي حديث «الموطأ» عن أبي هريرة مرفوعاً: " أن الله غفر لرجل وجد كلباً يلهثُ من العطش فنزل في بئر فملأ خفّه ماء وأمسكه بفمه حتى رقِي فسقَى الكلب فغفر الله له ". أما المؤذي والمضرّ من الحيوان فقد أُذن في قتله وطرده لترجيح رحمة الناس على رحمة البهائم. وهي تفاصيل الأحكام من هذا القبيل كثرة لا يعوز الفقيه تتبعها.
اهـ
رحم الله الشيخ ابن عاشور و جمعنا الله و إياه - برحمته الواسعة - مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Aug 2005, 07:39 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا زينب على مواصلة إتحافنا بهذه الفرائد العلمية التي تميز بها تفسير الطاهر بن عاشور. وفي الحق إن للطاهر بن عاشور نَفَساً علمياً مميزاً، لإجادته وإتقانه لكثير من العلوم، وتوفيق الله له لاستنباط كثير من المسائل والأحكام من الآيات والأحاديث، وفوق ذلك تميزه بصفاء لغته العربية، وجمال ديباجته وبيانه. رحمه الله رحمة واسعة، وأعانك الله يا أبا زينب على تتبع هذه الفوائد العلمية البديعة، في هذه الموسوعة العلمية: (التحرير والتنوير).(/)
من استنباطات ابن عثيمين رحمه الله
ـ[العامر]ــــــــ[09 Aug 2005, 12:49 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العلامه الفقيه المفسر الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله معروف عنه براعته في استنباط الفوائد والاحكام خلال تفسيره للقران وشروحه للاحاديث وهذه بعض الفوائد للشيخ خلال تفسيره للقران لم اجد احد من المفسرين قديما وحديثاً تطرق لها منها:
1 - قوله تعالى (فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ)
قال الشيخ يؤخذ منها ان البلد اذا كان المسيطر عليها هم المسلمون فهو بلد اسلامي وان كان فيه نصارى او يهود او مشركون او شيوعيون لان بيت لوط بيت اسلام مع ان امراءته كافره
2 - قوله تعالى عن هاروت وماروت (وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ)
قال الشيخ يؤخذ منه ان يجب على الانسان ان ينصح للناس حتى وان اوجب ذلك اعراضهم، فاذا كانت عندك سلعة رديئه وارد احد شراءها يجب عليك ان تحذره.
3 - عندما طلب بنو اسرائيل من موسى ان يدعوا الله ان يخرج لهم مما تنبت الارض لانهم لن يصبروا على طعام واحد فقال لهم موسى قوله تعالى (اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ)
قال الشيخ يؤخذ من هذه الايه انه يجوز للانسان ان يعتذر عن الوساطه اذا لم يكن لها داع وكأنه يقول لا حاجة ان ادعوا الله ان يخرج لكم مما تنبت الارض.
4 - قوله تعالى (نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ)
قال الشيخ يؤخذ من هذه الايه انه ينبغي ان يحافظ الانسان على هذه المرأة التي اضيفت اليه كما يحافظ على حرث ارضه.
5 - قوله تعالى (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ)
قال الشيخ يؤخذ من هذه الايه انه لابد ان يكون ذكر الله باسمه اما ذكره بالضمير المفرد فبدعه مثل طريقة الصوفيه عندما يقولون افضل الذكر ان تقول (هو) (هو) لانهم يقولون لانك لاتشاهد الا الله -والعياذ بالله – ولاشك هذا من البدع وليس ذكر بل هو من المنكر.
هذا بعض ما اطلعت عليه والا فهناك الكثير الكثير الذي لم اذكره
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Aug 2005, 07:47 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم على هذه الفوائد، ولا شك أن الشيخ الجليل محمد بن عثيمين رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، كان ذا عناية بهذا الجانب في تفسيره، وقد فتح الله عليه فيه فتحاً كبيراً، وقد سار على هذا المنهج وحرص على الاستقصاء ما استطاع في برنامجه الذي قدمه في إذاعة القرآن الكريم (أحكام من القرآن الكريم)، وقد طبع بعد ذلك ما قدمه من الحلقات في مجلدين، وفيه فوائد كثيرة، ويمكن الاستفادة منه في بقية أجزاء القرآن الكريم والقياس على هذه الطريقة والمنهج. وقد كتب الأخ الكريم أحمد بن محمد البريدي رسالته للدكتوراه عن منهج الشيخ محمد بن عثيمبن في التفسير وآراؤه فيه، وسوف يطبع هذا البحث قريباً إن شاء الله عن طريق مكتبة الرشد، ولعله يكون قد أشبع منهج الشيخ في الاستنباط وألقى ضوءاً كاشفاً على مميزات هذه الطريقة وما تفرد به الشيخ في تطبيقه لهذا المنهج في استنباط الفوائد من آيات القرآن الكريم.
ـ[إمداد]ــــــــ[04 Sep 2005, 01:46 ص]ـ
اخي الكريم لعلك تستمع الى تفسير الأيات التي فيها قصة امراة عمران ومابعدها تجد ان الشيخ استنبط من هذه القصة مايقرب من اربعين فائدة(/)
إصدار (مجلة البحوث والدراسات القرآنية) من مجمع الملك فهد -رحمه الله - لطباعة المصحف
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Aug 2005, 05:06 م]ـ
حول مجلة البحوث والدراسات القرآنية التي يصدرها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة النبوية.
لقاء صحفي مع الأستاذ الدكتور / محمد سالم بن شديد العوفي الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف رئيس تحرير المجلة
** ** **
س1: طرق مسامعنا وأبهج قلوبنا عزم المجمع إصدار مجلة علمية تعنى بالقرآن الكريم وعلومه. فهل ما سمعناه صحيح؟
ج1: نعم، ما ذكرتم وسمعتموه خبر صحيح، فإن المجمع يعتزم إصدار مجلة علمية محكمة متخصصة تعنى بالدراسات القرآنية، وتعد إنجازاً ضمن إنجازات المجمع العلمية، وستصدر بمشيئة الله تعالى تحت اسم (مجلة البحوث والدراسات القرآنية).
[ line]
س2: الأستاذ الدكتور: من المعلوم عند الناس والمستقر في تصورهم أن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف صرح يعنى بطباعة القرآن الكريم ونشره وتوزيعه وترجمة معانيه، فما علاقة المجمع بإصدار مجلة علمية متخصصة؟
ج2: لا شك أن طباعة المصحف الشريف بالروايات المشهورة ونشره وتوزيعه وتفسيره وترجمة معانيه من أهداف المجمع التي أنشيء من أجلها ويسعى لتحقيقها على المستوى العالمي، إلا أن هذه ليست هي الأهداف الوحيدة، فمن أهداف المجمع أيضاً العناية بعلوم القرآن الكريم، وكذلك العناية بالبحوث والدراسات الإسلامية، والعناية بالسنة والسيرة النبوية.
ومن هنا يتضح أن العناية بالجوانب العلمية والبحثية من أهداف المجمع المهمة التي يسعى لتحقيقها، ولعلّ السبب في إثارة مثل هذا السؤال ما أشرتم إليه في البداية أن عموم الناس يعتقدون أن دور المجمع ورسالته وأهدافه تقف عند طباعة المصحف الشريف وتوزيعه ونشره وترجمة معانيه.
والحقيقة أن المجمع صرح قرآني علمي، فهو يعنى بالجوانب العلمية للقرآن الكريم وعلومه وللسنة النبوية وعلومها، ومما يدل على هذه العناية ويؤكدها وجود إدارة متخصصة في المجمع هي إدارة الشؤون العلمية، تعنى بشؤون المجمع العلمية من إصدارات للأبحاث والكتب والمراجع التي يصدرها المجمع في القرآن والسنة النبوية، ومن إصدارات المجمع على سبيل المثال لا الحصر (أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة، الأدعية والأذكار، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، مختصر التبيين لهجاء التنزيل للإمام أبي داود سليمان بن نجاح، تقريب النشر في القراءات العشر لابن الجزري، الإعجاز البياني في القرآن الكريم، التفسير الميسر، الطراز في شرح ضبط الخراز للتنسي، الإتقان في علوم القرآن للسيوطي، المجتبى من مشكل إعراب القرآن الكريم، إضافة إلى أكثر من أربعين ترجمة لمعاني القرآن الكريم إلى اللغات العالمية.
ومن الشواهد على عناية المجمع بالجوانب العلمية والبحثية عقده لثلاث ندوات علمية وعالمية في مجال القرآن الكريم، والترجمات، والسنة النبوية قدمت من خلالها أكثر من مئة وثمانين بحثاً، وقد طبعت ونشرت ووزعت داخل المملكة وخارجها.
وتأتي هذه المجلة العلمية المتخصصة في القرآن الكريم وعلومه إضافة علمية جديدة للمجمع، وخطوة من خطواته الرائدة في خدمة كتاب الله تعالى.
[ line]
س3: ما هي الخطوات التي أنجزت لإصدار المجلة؟
ج3:لا يخفى عليكم أن إصدار مجلة علمية متخصصة في القرآن الكريم وعلومه يتطلب بذل جهود كبيرة ومتواصلة وقد بدأت فكرة إنشاء المجلة وبدأ العمل فيها قبل أكثر من سنة، وكوّنت لجان متعددة لوضع التصورات الأولية ومن ثم اللوائح التنظيمية للمجلة وشروط النشر، وكوّنت هيئة علمية لتحرير المجلة يشرف عليها معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ، وتضم نخبة من الأساتذة أعضاء هيئة التدريس في بعض الجامعات المتخصصين في القرآن الكريم وعلومه، ومن لديهم خبرة في البحث العلمي، والمجلة الآن بصدد إصدار العدد الأول إن شاء الله تعالى بعد أن تقوَّم البحوث التي وصلت إلى هيئة التحرير.
[ line]
س4: ما الأهداف التي تسعى لتحقيقها المجلة، وما الأطر العامة ومجالات الأبحاث إلى ستنشر في الملجة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج4: تهدف مجلة البحوث والدراسات القرآنية إلى تنشيط البحث العلمي، والإسهام في نشر الدراسات والبحوث المعنية بالقرآن الكريم وعلومه؛ مما يثري مكتبة الدراسات القرآنية، ويدعو إلى التواصل العلمي بين المختصين في هذا المضمار. وأما الإطار العام لمواد المجلة، والبحوث التي تنشر فيها فقد حددتها اللائحة التنظيمية في المجالات الآتية:
أولاً: تحقيق المخطوطات المتصلة بالقرآن الكريم وعلومه.
ثانياً: الدراسات والبحوث المتخصصة بالقرآن الكريم وعلومه.
ثالثاً: الدراسات والأعمال الخاصة بترجمات معاني القرآن الكريم.
[ line]
س5:كيف سيتم النشر في المجلة، وهل هناك ضوابط محددّة للنشر فيها؟
ج5: اتخذت هيئة تحرير المجلة عدّة خطوات للإعلان عن عزم المجمع إصدار مجلة علمية متخصصة في القرآن وعلومه، وذلك من خلال مخاطبة الجامعات ومراكز البحث العلمي داخل المملكة وخارجها، ومراسلة المتخصصين في الدراسات القرآنية وعلومها من خلال قواعد المعلومات الموجودة في المجمع وإصدار المجمع مطوية يحتاجها الباحثون للمساهمة بأبحاثهم في المجلة وسيصدر قريباً كتيب تعريفي بالمجلة إن شاء الله.
كما أعلن المجمع على موقعه في الشبكة العالمية عن إصدار المجلة مع لائحتها التنظيمية، وخصص رابطاً خاصاً في الصفحة الرئيسة للموقع عن المجلة، وحدد أرقام هواتف وعناوين المراسلة للمجلة، وقد تفاعل بعض الباحثين مع الإعلان وشكروا المجمع على هذه المبادرة الرائدة، ولا سيما أنها تعدّ أول مجلة علمية متخصصة في القرآن الكريم وعلومه في المملكة - حسب علمي -.
ولا شك أن هناك ضوابط وقواعد محدّدة للنشر في المجلة، حدّدتها اللائحة التنظيمية في مادتها السابعة حيث نصت على القواعد التالية للبحوث المنشورة:
1 - أن تسهم في تحقيق أهداف المجلة.
2 - ألا تكون منشورة أو مقدمة للنشر في جهة أخرى.
3 - ألا تكون جزءاً من بحث منشور للباحث، أو من رسالة نال بها درجة علمية.
4 - أن يراعي الباحث قواعد البحث العلمي الأصيل ومنهجيته، وأصول تحقيق التراث الإسلامي.
5 - أن تصدّر بملخص باللغتين العربية والإنجليزية، لا يزيد على صفحة، يتضمن أهم محاور البحث ونتائجه.
6 - ألا تزيد صفحاتها على خمسين صفحة، ولا تقل عن عشر صفحات.
7 - أن يقدم الباحث تعريفاً موجزاً بسيرته العلمية، وعناوين الاتصال به.
8 - أن يقدم الباحث خمس نسخ مطبوعة من مشاركته، وأن يصاحبها نسخة إلكترونية مدخلة بواسطة برنامج ميكروسوفت وورد (الإصدار 2000) أو ما يتوافق معه.
9 - لا تعاد المادة إلى صاحبها، سواء أنشرت أم لم تنشر.
10 - يمنح صاحب كل بحث مكافأة مالية، ويعطي خمس نسخ من العدد المنشور فيه بحثه، وعشرين مستلة خاصة ببحثه.
11 - لا يحق للباحث إعادة نشر بحثه إلا بإذن خطي من رئيس تحرير المجلة.
12 - ترتيب المشاركات في المجلة يتم وفق ضوابط فنية وموضوعية.
المصدر ( http://www.qurancomplex.org/News/NewsItem.asp?l=arb&CatLang=0&CatID=3&NewsID=490)
ـ[محمد البكري]ــــــــ[10 Aug 2005, 07:12 م]ـ
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
ـ[موراني]ــــــــ[10 Aug 2005, 10:36 م]ـ
كيف يمكن الحصول على هذه المجلة والاشتراك فيها مستقبلا من أجل الحصول على أعدادها القادمة؟
بتحياتي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Aug 2005, 09:19 ص]ـ
الأخ محمد البكري: وأنت جزاك الله خيراً ووفقك لكل خير.
الدكتور موراني: يمكن مراسلة القائمين على المجلة عند طريق رابطهم في موقع المجمع المشار إليه أعلاه، ولديهم طريقة للاشتراك في المجلة، ولكنها لم تبدأ بعد. وستصل المشترك معهم كل الأعداد على بريده.(/)
لقاء مع الدكتور صلاح عبدالفتاح الخالدي وفقه الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Aug 2005, 02:51 م]ـ
أجرت مجلة الفرقان التي تصدرها جمعية المحافظة على القرآن الكريم بالأردن لقاء علمياً مع الدكتور صلاح الخالدي أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين / جامعة البلقاء التطبيقية وذلك في العدد الثالث والأربعين (رجب 1426هـ) وهذا هو نص اللقاء.
حاوره: زهير ريالات
الدكتور صلاح عبدالفتاح الخالدي .. اسم عرفه طلبة العلم ومحبو القرآن وتفسيره، وتابعوا بشغف دروسه ومحاضراته في المساجد، وفي جامعة البلقاء التطبيقية والجامعة الأردنية وكلية العلوم الإسلامية وجمعيات تحفيظ القرآن، وقرأوا كتبه التي وصل عددها إلى نيف وأربعين كتاباً.
وقد قُدّرَ لي أن أتتلمذ على يديه، فرأيت عالماً عاملاً بكتاب الله، تالياً له، صافي المنهج في الولاء والبراء، موالياً لأولياء الله، معادياً لأعدائه، لا تأخذه في الله لومةُ لائم، قوَّالاً بالحق، أخَّاذاً من الكتاب والسنة، ذاق نعمة الحياة في ظلال القرآن، فسخر وقته وقلمه في تعريف الناس بها.
وانطلاقاً من رسالة المجلة في تعريف قرائها بعلماء القرآن، الذين هم أعلام الهدى ومصابيح الدجى، كان لقاؤنا مع شيخنا أبي أسامة في بيته في منطقة صويلح بعمان، لنغترف شيئاً من بحر علمه، ونقتبس شعاعاً من نور كلامه، وكان هذا الحوار ..
** ** **
الفرقان: بداية -فضيلة الدكتور- نرجو منكم التكرم وإعطاءنا تعريفاً موجزاً بكم: نشأتكم، وحياتكم العلمية، ومسيرتكم مع كتاب الله عز وجل.
د. صلاح: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد ولدت في مدينة جنين في (1/ 12/1947م) الموافق (18/محرم/1367هـ)، ودرست في جنين في المدارس الحكومية حتى الصف الثاني الإعدادي، ثم توجهت إلى الدراسة الشرعية، فانتقلت إلى نابلس للدراسة في المدرسة الإسلامية، ودرست فيها سنتين: الثالث الإعدادي والأول الثانوي، وهذه المدرسة كانت مرتبطة مع الأزهر، فكان الطلاب الأوائل يذهبون في بعثة للدراسة في الأزهر. وقد يسر الله لي الحصول على هذه البعثة.
سافرت إلى القاهرة سنة 1965م، وهناك أخذت الثانوية الأزهرية، ثم دخلت كلية الشريعة وتخرجت فيها سنة 1970م، وعدت إلى الأردن لأن الضفة الغربية كانت قد احتلت سنة 1967م. ومن أبرز مشايخي في هذه المرحلة الشيخ موسى السيد رحمه الله –أحد علماء فلسطين-، وقد كان عالماً عاملاً ربانيّاً وخرج من العلماء الكثير. أما مصر فقد سافرت إليها في عز المحنة، وكان هناك حرب على العلماء وكثير منهم في السجون، ومنهم في تلك الفترة الشيخ محمد الغزالي وسيد سابق وعبدالحليم محمود، حيث كان لهؤلاء جهود دعوية في تلك الفترة خاصة الشيخ محمد الغزالي وكنا نحضر محاضراته في مختلف مناطق القاهرة.
ثم سجلت لدراسة الماجستير سنة 1977م في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وكانت الرسالة التي قدمتها بعنوان: (سيد قطب والتصوير الفني في القرآن) وجاءت في قسمين: القسم الأول عن حياة سيد قطب، والثاني عن التصوير الفني في القرآن. وتمت المناقشة سنة 1980م، وتألفت اللجنة من الأستاذ الدكتور أحمد حسن فرحات مشرفاً والأستاذ محمد قطب مناقشاً والشيخ محمد الراوي -العالم المصري المعروف- مناقشاً.
وكانت قاعة المناقشة ممتلئة بالحضور، وجاء عدد كبير منهم جاء ليسمع كلام الأستاذ محمد قطب، الذي أخجلني وهو يثني على الرسالة والجهد المبذول فيها، حتى إنه قال: لو تقدم الطالب بالقسم الأول من الرسالة فقط لاستحق الماجستير عن جدارة! وهذا من فضل الله عليِّ، وأسأله القبول سبحانه.
ثم حصلت على درجة الدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن سنة 1984م من الجامعة نفسها، وكانت الرسالة بعنوان: (في ظلال القرآن – دراسة وتقويم) وأشرف عليها أيضاً الأستاذ الدكتور أحمد حسن فرحات، وناقشني عالمان مشهوران هما الشيخ مناع القطان رحمه الله، والأستاذ الدكتور عدنان زرزور -العالم القرآني المعروف-.
الفرقان: كم مرة قرأت (الظلال) خلال إعدادك لرسالتي الماجستير والدكتوراه؟
د. صلاح: خلال فترة الماجستير قرأته مرتين، وفي الدكتوراه خمس مرات، فمجموع قراءاتي للظلال من أجل الشهادة الأكاديمية سبع مرات، وكانت قراءة حرفية كاملة والحمد لله.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما العلماء الذين درَّسوني أو التقيت بهم في السعودية، فأذكر منهم الشيخ عبدالله الغديان -عضو هيئة كبار العلماء- الذي درّسنا علوم القرآن، ودرّسنا التفسير الدكتور مصطفى مسلم -وهو من العلماء السوريين المعروفين-، وغيرهم. وقابلت أيضاً عدداً من كبار العلماء منهم: السيد أحمد صقر، والأديب السعودي المعروف أحمد عبدالغفور العطار، وقابلت محمد قطب في مكة لإعداد المادة حول سيد وحياته.
هذا بالنسبة لدراستي وطلبي للعلم، أما الوظائف التي عملت بها، فبعد تخرجي من الأزهر عينت بوظيفة واعظ بوزارة الأوقاف في الأردن، وكان تعييني في مدينة الطفيلة. وفي عام 1974م انتقلت إلى مدينة السلط حيث عملت مراقباً للتوجيه الإسلامي (مساعد مدير أوقاف). وفي سنة 1980م -وبعد حصولي على الماجستير- عُيِّنت في كلية العلوم الإسلامية في عمان، وبقيت فيها حتى عام 1991م، وكنت عميداً لها في آخر سنتين، بعدها أصبحت مدرساً في كلية أصول الدين / جامعة البلقاء التطبيقية، وما زلت أعمل فيها إلى الآن. وخلال هذه الفترة من عام 1981م – 1994م عملت خطيباً وإماماً في مسجد عبدالرحمن بن عوف في منطقة صويلح بعمان.
الفرقان: عدد مؤلفاتك وأقربها إلى قلبك؟
د. صلاح: أحمده سبحانه أن منَّ عليَّ بالكتابة والتأليف. عدد المطبوع من مؤلفاتي بلغ (44) كتاباً، أولها طبع سنة 1981م بعنوان (سيد قطب الشهيد الحي). أما أقربها إلى قلبي فكما يقولون: (كلهم أولادي)، لكن هناك سلسلة قرآنية سمَّيتها: (من كنوز القرآن) خرج منها عشر حلقات منها: مفاتيح للتعامل مع القرآن، في ظلال الإيمان، الشخصية اليهودية من خلال القرآن، لطائف قرآنية .. إلخ.
الفرقان: إذا ذكر اسمكم -فضيلة الشيخ- فوراً نذكر الأستاذ سيد قطب. ما العلاقة التي تربطك به رحمه الله، وما هو أول كتاب قرأته له؟
د. صلاح: هي علاقة محبة وتلمذة، أما صلة شخصية فلم يكن بيني وبين الأستاذ سيد قطب صلة شخصية، لم ألتق معه لأني عندما سافرت إلى مصر، كان سفري في شهر (9) سنة 1965م، وكان سيد قد اعتقل في شهر (7) من السنة نفسها، وبعدها أعدم، فلم ألتق معه لقاء شخصيّاً إنما تتلمذت على كتبه، قرأتها كلها. لما سافرت للقاهرة كان قد وقع في محنة فزاد إعجابي بالرجل، فأقبلت على كتبه، رغم أنها كانت ممنوعة وغير متوفرة في المكتبات، لكن كنا نحصل عليها عن طريق بعض الزملاء والمعارف وبطرق خاصة.
أما أول كتاب قرأته لسيد فله قصة .. كنت في المدرسة أحب القراءة والمطالعة، وكنت أتردد على مكتبة المدرسة، فاستهواني اسم كتاب بعنوان: (مشاهد القيامة في القرآن) ومؤلفه سيد قطب، قبل ذلك لم أكن قد سمعت عنه، فأعجبني اسمه (سيد) و (قطب)، وعنوان الكتاب أعجبني، فاستعرت الكتاب من المكتبة وأخذته إلى البيت وقرأته، وأعترف أنني لم أفهم معظم ما فيه إلا أنها كانت أول مرة أسمع فيها عن سيد وأقرأ له.
الفرقان: استشهد سيد قطب أثناء إقامتكم في القاهرة. كيف كان شعوركم يوم بلغكم نبأ استشهاده رحمه الله؟
د. صلاح: حقيقة حزّ في نفوس الجميع استشهاد سيد، كان استشهاده في (29/ 8/1966م) فتألمنا جميعاً، وأذكر منظراً لا أنساه، فقبل استشهاده كنا في كافتيريا المدينة الجامعية في الأزهر، وفيها تلفاز، وكنا نجلس نستمع لنشرة أخبار الساعة الثامنة مساءً، وفي النشرة عرضوا صورة سيد قطب عندما خرج من السجن لتنفيذ حكم الإعدام عليه، فسلَّم على جميع الضباط والجنود الموجودين وصافحهم واحداً واحداً، ولما وقف على باب السجن، صافح الواقفين، وكانت سيارة السجن تنتظره، فركب السيارة والتفت للخلف وحياهم جميعاً، وابتسم ابتسامته الكبيرة التي انتشرت بعد ذلك في الصحف .. كان منظراً مؤثراًً، وهذا ردّ على من يقول: إن سيداً كان رجلاً مكتئباً وسوداويّاً .. بالعكس كان وجهه مشرقاً في الصورة، وكان يسلم على أعدائه الذين حاربوه وعذّبوه، ومع ذلك كان يسعهم بقلبه الكبير.
وأذكر أنني في يوم استشهاده كنت في البيت ولم أخرج .. كان من الصعب أن يخفي أحدنا حزنه وألمه على ما جرى، لكن رجال البوليس المصري آنذاك كانوا يحاسبون الناس على عواطفهم، ففي اليوم التالي لاستشهاده، رأيناهم يعتقلون أي رجل ملتزم تبدو عليه مظاهر الحزن لما حدث! وهذه قمة السوء؛ أن تحارب الناس على عواطفهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
الفرقان: جهودكم الدعوية -سواء بالكلمة أو بالقلم أو بالقدوة الحسنة- متعددة، فطلبة العلم يرون ما تقومون به من محاضرات ودروس ودورات، ومصنفاتكم بلغت (44) كتاباً -كما ذكرتم- كيف تجدون الوقت الكافي لهذا؟ وهل لكم برنامج يومي محدد؟ وإذا كان كذلك حبذا لو أخبرتنا بتفاصيل هذا البرنامج.
د. صلاح: أسأل الله القبول، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى، حقيقة الوقت يذهب بسرعة ولكن ينبغي على الإنسان أن يحسن استغلاله ويحسن تنظيمه، والبركة تأتي من الله تعالى، ذكرت في أحد كتبي -وهو (الخطة البراقة لذي النفس التواقة) - كيف ينظم المسلم وقته ويستفيد منه فائدة جيدة، حقيقة أنا عندي حرص والحمد لله على الوقت، وينبغي على أحدنا أن يستعين بالله سبحانه، ويحرص على أن لا يضيع شيئاً من وقته فيما لا فائدة فيه، يتقلل من الأمور الاجتماعية والمظاهر التي ليس لها داع مثل الزيارات غير المناسبة، وما يتبقى من الوقت يغتنمه بالاشتغال بالأعمال العلمية، ولابد للإنسان أن يجمع بين الكتابة والدعوة، بمعنى أن يخصص جزءاً من وقته للكتابة والتأليف، ويخصص جزءاً آخر لتعليم الناس وإرشادهم عن طريق الدورس والمحاضرات وغير ذلك، لأن المغالاة في الكتابة فقط وترك الناس بدون دعوة غير مناسب، وأيضاً الانشغال بالدروس فقط دون كتابة لمن عنده القدرة عليها أيضاً غير مناسب، فالحل هو الموازنة بين الكتابة والدعوة ليكون الإنسان رجل علم في جانب، ورجل دعوة في الجانب الآخر.
أما بالنسبة لبرنامجي اليومي فأحب أن أقول –بداية-: إنه ثبت من خلال التجربة أن أفضل شيء استغلال وقت ما بعد الفجر، لأن بعض الناس يضيع هذا الوقت في النوم بسبب السهر إلى وقت متأخر من الليل، برنامجي يبدأ بعد الفجر مباشرة، أستيقظ على الأذان الأول، أصلي الفجر في المسجد والحمد لله، وعندي برنامج تفسير القرآن في المسجد -مسجد عبدالرحمن بن عوف- الحمد لله عندي كل يوم درس تفسير حوالي 7 - 8 دقائق، أتناول فيه تفسير آية بشكل مختصر، بدأت بهذا الدرس قبل (16) سنة بتفسير سورة الفاتحة، وأوشكت الآن على إكمال تفسير القرآن كله، حيث وصلت إلى سورة الغاشية، لم أتوقف عن هذا الدرس إلا إذا كنت مسافراً أو مريضاً، ولعل هذا أول مرة يحصل في الأردن أن يكمل تفسير القرآن كله في مسجد واحد، وهذا بفضل الله سبحانه، الشاهد أنه بعد الفجر لا أنام، واستغل هذا الوقت الثمين المبارك، وقت صفاء الذهن، وأنجز فيه أعمالاً جيدة، ثم استغل الفترة من الشروق حتى الظهر بالكتابة والتأليف، ثم أذهب إلى الجامعة وغالباً تكون محاضراتي بين الظهر والعصر، أما فترة ما بعد العصر فتكون للدروس العامة للناس، أما في الليل فأنا لست ليليّاً وأحرص على النوم مبكراً، حتى إني في ليالي الصيف أنام بعد العشاء مباشرة.
الفرقان: صدر لكم كتابان في إعجاز القرآن: (البيان في إعجاز القرآن) و (إعجاز القرآن البياني ودلائل مصدره الرباني). ما الإضافة العلمية التي نجدها في الكتاب الثاني؟
د. صلاح: الكتاب الأول (البيان) كتاب أكاديمي أعد لطلاب كليات المجتمع بغرض التقدم للامتحان الشامل، وقد ألفته سنة 1989م عندما كنت مدرساً لمادة إعجاز القرآن في كلية العلوم الإسلامية، إذن فالكتاب أعد وفق مخطط خاص ولهدف معين. بعد ذلك عندما أصبحت مدرساً في كلية أصول الدين دعت الحاجة لتأليف كتاب بمستوى آخر ولهدف آخر، يليق بمستوى الدراسة الجامعية، وهو يختلف عن الكتاب الأول في المنهاج والخطة، الأول كان كتاباً تاريخيّاً إلى حد ما؛ تناولت فيه (الإعجاز القرآني ومسيرته التاريخية)، أما الكتاب الثاني فيركز على التحليلات القرآنية عن المباحث المختلفة، وهو يقوم على ثلاثة فصول: الفصل الأول مقدمات دراسة الإعجاز، الفصل الثاني -وهو صلب الكتاب- وسميته (الإعجاز البياني في القرآن)، تناولت فيه عشرين مبحثاً من الموضوعات القرآنية: الحذف والذكر، التقديم والتأخير، التعريف والتنكير، الترادف، الزيادة. الفصل الثالث يبحث في الأدلة على أن القرآن كلام الله تعالى (دلائل مصدره الرباني)، فالكتاب الثاني أشمل في الحقيقة وأكثر فائدة، وفيه تحليلات قرآنية أجود.
(يُتْبَعُ)
(/)
الفرقان: من يقرأ الكتابين يلاحظ أنه في الكتاب الأول تكلمتَ عن القضايا العلمية والأخبار الغيبية الموجودة في القرآن وغيرها على أنها من وجوه الإعجاز، أما في الكتاب الثاني فقد اعتبرتها فقط دلائل على ربانية مصدر القرآن. لماذا؟
د. صلاح: في الكتاب الأول ذكرتُ أنها من وجوه الإعجاز، وبينت في المقدمة أن هذا من باب التنازل؛ لأن الكتاب هدفه أكاديمي -كما ذكرنا- وأني لا أرى ذلك، أما الكتاب الثاني فقد كتبته ليكون دراسة منهجية أشمل، ولذلك ذكرت فيه رأيي بدقة وبحرية؛ وهو أن هذه لا أعتبرها من وجوه الإعجاز وإنما هي أدلة على أن القرآن كلام الله سبحانه وتعالى.
الفرقان: ذكرتم في كتابكم الأول (البيان) (ص 65) أن "التحدي بالإتيان بمثل القرآن مستمر، فحيثما يوجد كافر يطعن في مصدر القرآن، فيوجه له التحدي لمعارضته" أقول: لما كان العرب زمن النبي صلى الله عليه وسلم يمتلكون ناصية اللغة كان التحدي بالإتيان بمثله في الفصاحة والبلاغة، ولكن لمَّا ضعفت الملكة البيانية بعد ذلك، فهل يعقل أن يتحدى الناس جميعاً بالبيان وحده؟! لماذا لا نقول بتعدد وجوه التحدي بتعدد وجوه الإعجاز التي ذكرها بعض العلماء؟
د. صلاح: هذا يقودنا إلى وجوب الفصل بين المصطلحات ومعرفة ما هو المطلوب في موضوع الإعجاز والتحدي. نحن متفقون على أن الإعجاز قائم على التحدي، ولا إعجاز إلا بعد التحدي، أيضاً عندما تتحدى طرفاً آخر أنت تطلب منه الإتيان بشيء، إذن هي مراحل ثلاث مترابطة وخطوات ثلاث متدرجة: معاجزة -أولاً-، ثم عَجْز -ثانياً-، ثم إعجاز -ثالثاً-، المشكلة أن بعض من يتكلم في الإعجاز لا يحسن التفريق بين هذه الأمور، ولا يقف أمام قوله تعالى: (فأتوا بسورة من مثله) (البقرة: 23) (فأتوا) الأمر لمن؟ وما هو الهدف؟ وما المراد بالمثلية في الآية؟ في سورة هود يقول الله تعالى: (فأتوا بعشر سور مثله مفتريات) (هود: 13). و (مفتريات) معناها: مكذوبات. لماذا أتى بكلمة (مفتريات) صفة لعشر سور؟! هذا يقودنا إلى أن نذكر الخطوات الثلاث: أولاً المعاجزة .. المعاجزة تعني أن هناك معركة بين القرآن وخصومه، لما سمع الكفار القرآن قالوا: هذا ليس كلام الله بل هو من تأليف محمد r. كانت دعوى النبي أن القرآن كلام الله. لكنهم كذَّبوه في دعواه، ثم ارتقوا خطوة أعلى في التكذيب فقالوا: (لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين)، فزعموا القدرة على الإتيان بمثله، لما ادعوا القدرة على الإتيان بمثله ناسب أن يتحداهم الله فوراً فقال: (فأتوا بسورة من مثله). فالمعاجزة تعني أن القرآن أراد إعجاز المشركين وتعجيزهم، وهم أرادوا تعجيزه. نتيجة المعاجزة هي أن الكفار لم يستطيعوا الإتيان بمثله؛ فصاروا عاجزين أمام القرآن، والقرآن صار معجزاً.
الآن عندما نقول لم لا نوسع موضوع التحدي ونتحدى العالم بالموضوعات الأخرى في القرآن؟! حقيقة هذا كلام خطير جدّاً. أنا أرى أن المثلية المطلوبة في قوله تعالى: (فأتوا بسورة من مثله) هي المثلية البيانية. من لا يعرف العربية لا أتحداه، ولكن أخاطبه بالأدلة الأخرى التي سميناها (دلائل مصدره الرباني). أقول له: أنا عندي في القرآن علم، لكن لا أقول له: هات علماً مثل القرآن .. العلم هذا سبق علوم الناس، وهذا دليل على أنه كلام الله، لكن لا أقول هات علماً مثله، أخشى لو قلت له ذلك أن يأتي بعلم مثله، وينجح في التحدي؛ وبالتالي يصبح عندي مشكلة كبيرة، فإذا هو أصر على موضوع التحدي -هذا الذي لا يتكلم العربية- أقول له: تعال أعطيك دورة لغة عربية. وعندما تتقن العربية كأي عربي أقول لك: (فأتوا بسورة من مثله) وعندها سوف يعجز.
إذن لا إعجاز إلا بعد العجز، ولا عجز إلا بعد التحدي، وعندما تتحدى أنت تطلب شيئاً محدداً، ولكن الذين يتكلمون في الإعجاز العلمي والغيبي وغيره غير منتبهين لهذه النقطة.
الفرقان: هل الخلاف حول هذا المصطلح (الإعجاز العلمي) يمنع من استخدام (الحقائق العلمية الموجودة في القرآن) في الدعوة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
د. صلاح: بل يجب، الخلاف فقط في تسميتها (إعجازاً)، عصرنا هذا عصر التكنولوجيا والعلم والاختراعات، يجب على كل من تكلم في القرآن أن يكون عنده ثقافة علمية واسعة في مختلف التخصصات، حتى عندما يتكلم في تفسير آية يجب أن يقدم للناس مضامينها العلمية المعاصرة، ويجب أن نخاطب الآخرين بعلومهم، فلابد من تأليف كتب عديدة في الحقائق العلمية في القرآن وتترجم للغات المختلفة. ونخاطب الغربيين ونقول لهم أنتم في القرن الحادي والعشرين اكتشفتم هذه المعلومات العلمية بعد تجربة قرون عديدة، وبعد معامل ومختبرات وتجارب، قرآننا ذكر هذا قبل (15) قرناً، وقد نزل على إنسان عربي أمي ليس عنده علم بهذه الأمور. فلو كان من تأليفه لما عرف ذلك، فدل هذا على أنه كلام الله، إذن عدم القول بالإعجاز العلمي لا يعني إلغاء الحقائق العلمية في القرآن. بل يجب تعلمها وتقديمها للناس باعتبارها أدلة على أن القرآن كلام الله.
الفرقان: عرفكم طلابكم بأنكم من العلماء الموسوعيين، فرغم بروزكم في علم التفسير إلا أن علو كعبكم في صنوف العلم المختلفة أمر ظاهر، وهذا لا نجده عند كثير من العلماء، فلماذا أصبحنا -في هذه الأيام - لا نجد عالماً موسوعي الثقافة إلا ما ندر؟
أولاً سامحك الله، أنا لا أدّعي أنني موسوعي ولا غير موسوعي. لكن أقول حقيقة يجب على كل من يتعامل مع القرآن أن يتصف بالاطلاع والثقافة العلمية، يعني لابد أن يأخذ من كل حقل علمي بقبس، هو لن يكون متخصصاً في كل العلوم؛ فهذا يحتاج إلى وقت وجهد وملكة وغير ذلك، لكن الذي يتعامل مع القرآن ويقدمه للناس كتابة ودروساً .. إلخ، لابد أن يكون عنده اطلاعات مختلفة، لأن القرآن -أخي الكريم- ميادينه مختلفة، موضوعاته مختلفة، القرآن ليس مجرد كتاب أدب أو فقه أو إعجاز .. القرآن كتاب موسوعي، وليس هناك حقل من حقول المعرفة إلا تكلم فيه القرآن، فحتى يحسن أحدنا فهم الآيات لابد أن يكون عنده ثقافة واطلاع على هذه الموضوعات، أما إذا اكتفى في تفسير القرآن بذكر ما قاله السابقون، ففي هذه الحالة لا يكون قد أتى بجديد؛ لأن ما قاله السابقون موجود في تفاسيرهم.
أنا من دعاة توسيع مفهوم النص القرآني ومضمونه ليستوعب الثقافات المعاصرة، وتقديمه للمعاصرين حتى يزدادوا إعجاباً بكلام الله سبحانه، فلابد أن يكون عنده اطلاع في ذلك. وكما تفضلت نحن مصابون بمرض التخصص العلمي. وياللأسف بعض الأساتذة في الجامعات لا يجيد حتى تخصصه، هذه عبارة عن ضحالة علمية، فلا بد للعالم المسلم أن يكون عنده ثقافة موسعة؛ أن يتكلم في التاريخ وفي الفقه وفي اللغة وفي العقيدة وفي السياسة والاقتصاد والاجتماع وغير ذلك، أينما يتكلم يبدع ويجيد، لأن القرآن علمه هذا، أما من عنده ضحالة في الفكر فهؤلاء لا يستطيعون فهم كلام الله حقّاً.
الفرقان: نظام التدريس في كليات الشريعة هل له أثر؟
كليات الشريعة وبرامجها وأنظمتها وخططها لها أثر مباشر من زاويتين: زاوية المنهاج نفسه (المادة ووحداتها الدراسية)، وزاوية المدرس نفسه. فالخطط الدراسية في كليات الشريعة بعد سلسلة التقليص والاختصار التي تقوم بها الجامعات أصبحت عبارة عن قشور بدون لباب، وخاصة الآن مع الضغوط الأمريكية لمراجعة المناهج وتنظيفها من (التطرف) و (الإرهاب) والجهاد وغيره، فالآن هذه الخطط الدراسية أصبحت ممسوخة! والله المستعان، وأصبح طالب العلم لا يستفيد منها شيئاً.
الأمر الثاني الأساتذة في الجامعات -إلا من رحم الله- أصبحوا عبيداً لما يسمى وحدات المادة، المدرس حريص على أن لا يخرج من المنهاج بكلمة واحدة في القاعة، أما أن ينصح الطلاب والطالبات ويرشدهم ويتكلم معهم عن أحداث الساعة فنراه يخشى رهباً ورغباً أن يتكلم في هذه الموضوعات، وأن يوسع آفاق الطلاب؛ فيخرج الطالب ليس عنده شيء.
الفرقان: ما هي كتب التفسير التي تنصح بقراءتها؟
د. صلاح: التفاسير كثيرة ولكن هناك شيء اسمه أمهات كتب التفسير، أن أنصح بالبدء بقراءة الأمهات. وأول هذه التفاسير تفسير (في ظلال القرآن) لسيد قطب، هذا الكتاب لا أعتقد أن مسلماً معاصراً يستغني عنه .. سيد رحمه الله ربط الناس بالقرآن، وقدم للناس روح القرآن، فلن تفهم طبيعة القرآن حتى تقرأ الظلال.
الفرقان: ما الميزة التي يتميز بها الظلال عن باقي كتب التفسير؟
(يُتْبَعُ)
(/)
سيد قطب كان عنده مبدأ: ما قاله الناس لا يعيد قوله، إنما كان يضيف إلى ما قاله الناس. فسيد في (تفسيره) لم يقف أمام تحليلات القرآن البيانية واللغوية وغيرها فهذا موجود في التفاسير السابقة، إنما أضاف معاني جديدة غير موجودة في التفاسير السابقة، فلهذا (الظلال) لا يغني عن غيره ولا يغني عنه غيره، (الظلال) هدفه بيان روح القرآن، كيفية الحياة مع القرآن، كيف يدخل المؤمن عالم القرآن، ويخرج منه صاحب رسالة، يحمل رسالة القرآن ويواجه أعداء الله، هذه المعاني ركز سيد عليها، سيد علمنا كيف نواجه الحرب التي شنها الأعداء على القرآن. السابقون لم يتكلموا فيها لأنهم كانوا يكتبون لأناس كانوا يعيشون مع القرآن، فكانوا يقدمون للناس ثقافة تفسيرية. سيد لم يقدم ثقافة تفسيرية، سيد قدم للناس منهجاً تربويّاً حركيّاً مع القرآن، سيد أراد تخريج الشخصية الإسلامية القرآنية، عندما تقرأ (الظلال) تصاغ صياغة قرآنية من جديد؛ فتخرج من الظلال وأنت جاهز لكي تستوعب العلم القرآني بشكل دقيق. بعدها اذهب إلى باقي كتب التفسير، وابدأ من جديد ادرس دراسة ثقافية تفسيرية؛ فعندها تجمع ما بين التربية والحركة في (الظلال)، والعلم التفسيري في التفاسير الأخرى.
ويعجبني كلام الدكتور أحمد حسن فرحات عندما كان يقول: (الظلال) كتب الله له القبول لأنه كتب مرتين: مرة بمداد العالم، ومرة بدم الشهيد. فكان العلم نوراً، والشهادة نوراً، و (الظلال) نور على نور.
نقول بعد (الظلال) لابد من قراءة تفسير ابن كثير؛ فتفسيره كان مرجعاً أساسيّاً لسيد وهو يكتب (الظلال)، كان معه في الزنزانة أثناء كتابته له، فالنقص المأثوري في (الظلال) يستدرك من تفسير ابن كثير، فهما مكملان لبعضهما. وأنصح غير المتخصصين بقراءة أحد مختصرات ابن كثير حتى لا يضيع نفسه مع الروايات المتعدد والأسانيد المختلفة الموجودة في (ابن كثير). بعد ابن كثير هناك من الأمهات تفسير الطبري، وهو مؤسس علم التفسير، وبعده أنصح بقراءة تفسير بياني وليكن الكشاف للزمخشري على صعوبته. أما التفسير الكلامي العقلي (أو ما يسمى بالتفسير بالرأي المحمود) فلا أجد خيراً من تفسير الرازي (مفاتيح الغيب). وأيضاً أنصح بتفسير الإمام القرطبي (الجامع لأحكام القرآن). ولابد أن يدرك القارئ إعراب القرآن؛ فننصحه بقراءة كتاب (الجدول في إعراب القرآن) لمحمود صافي رحمه الله. فمن قرأ هذه الكتب يصبح عنده ملكة تفسيرية، ثم فيما بعد يزود مكتبته بالتفاسير الأخرى.
الفرقان: هل تنوون إكمال مشروعكم المبارك الذي يهدف إلى تهذيب كتب التفسير وتنقيحها وترتيبها؟
د. صلاح: الحمد لله، أخرجت تهذيب تفسير الطبري في سبع مجلدات، وأنجزت تهذيب تفسير ابن كثير وصُفَّ كاملاً قبل خمس سنوات، لكن حتى الآن لم تتيسر طباعته لأسباب مادية، ويقع في حوالي (3500) صفحة، والأحاديث مخرجة، وقد اشتمل على (3000) حديث مرفوع صحيح، والآن ننتظر من يموله من أهل الخير حتى ينشر إن شاء الله. وكنت أنوي تهذيب تفسير الرازي، وشرح وتوضيح (الكشاف) للزمخشري وقطعت فيه مرحلة، لكني عدلت عن هذا المشروع، لأن التهذيب يأخذ من الإنسان جهداً مضاعفاً، عندما يهذب تفسيراً يمكن أن ينتج مكانه عدة دراسات في نفس الفترة الزمنية، ولذلك عدلت عن التهذيب إلى دراسات أخرى.
الفرقان: ما هي مشروعاتكم العلمية في الوقت الحاضر، وهل هناك جديد -كما عودتمونا دائماً -؟
أنا هذه الأيام أقوم بعمل جبهة مع أعداء القرآن، وأنوي إخراج كتابين ضمن سلسلة بعنوان (الانتصار للقرآن). الكتاب الأول رددت فيه على القسيس الأمريكي اليهودي (أنيس شروش) الذي ألف كتاباً سماه (الفرقان الحق)، فأنجزت كتاباً في الرد عليه سميته (تهافت فرقان متنبئ الأمريكان أمام حقائق القرآن). ويقع في (650) صفحة. و سيكون في السوق في أقرب وقت إن شاء الله، كنت أسجل العبارة التي ذكرها (شروش) وأنقضها وأبين من أي موضع من القرآن أخذها، فمشيت معه خطوة خطوة.
أيضاً هناك كتاب أخر لقسيس مصري اسمه عبدالله الفادي وكتابه بعنوان (هل القرآن معصوم؟!) يدعى فيه عدم عصمة القرآن، وأنه بحث في القرآن بموضوعية وحياد فوجد (250) خطأ، ما بين خطأ لغوي وفكري واجتماعي وسياسي وعقيدي وعلمي وغير ذلك، فأنا الآن متفرغ للرد على هذا الكتاب وسأسمّيه (بيان خطأ من خَطَّأَ القرآن).وسيكون في الحلقة الثانية من هذه السلسلة.
الفرقان: هل من نصيحة توجهونها لطلبة العلم الشرعي وخاصة طلبة التفسير وعلوم القرآن؟
د. صلاح: نصيحة نقولها لطلبة العلم أنه لابد أن يعيشوا مع القرآن، وأن يحسنوا فهم القرآن، وأن يكونوا نموذجاً عمليّاً لكتاب الله، نريد أن يحملوا مهمة القرآن، أن يكونوا أصحاب مهمة ورسالة قرآنية، وأن يواجهوا أعداء القرآن. نقول لهم: أنتم تعرفون أن القرآن تشنّ عليه حرب مختلفة الجوانب، ولابد أن ترفعوا أنتم لواء القرآن، هذا يتطلب من الشباب أصحاب العلم أن يهتموا بالدراسة والتحصيل، وأن لا يضيعوا أوقاتهم أبداً، ويستثمروا كل ساعة من أوقاتهم حتى يُكَوِّنوا ثقافة موسوعية يستطيعون بها تقديم القرآن للناس، ثم نقول لهم عيشوا مع القرآن وموتوا معه حتى يكرمكم الله بفضل كلامه سبحانه وتعالى.
الفرقان: لا يسعنا في نهاية هذا اللقاء إلا أن نتوجه بالشكر الجزيل لفضيلتكم على هذه الكنوز التي أتحفتنا بها، ونسأله سبحانه أن يجزيكم خير الجزاء، وأن ينفع بعلمكم إنه سميع مجيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[20 Aug 2005, 02:41 م]ـ
بارك الله بكم شيخنا الشهري على نقل هذه المقابلة ونسأل الله أن يوفق الشيخ الخالدي في مشاريعه التي لم تتم بعد ...(/)
مقال د. مساعد الطيار في ملحق الرسالة بجريدة المدينة عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Aug 2005, 03:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كثرت البحوث والمقالات والمؤتمرات واللقاءات الإعلامية حول الإعجاز في القرآن الكريم ولا سيما ما يسمى بالإعجاز العلمي، وفي هذا السياق نشرت جريدة المدينة السعودية في الملحق التابع لها الذي يصدر كل جمعة باسم الرسالة مقالات حول الإعجاز العلمي في القرآن الكريم تحدث فيه الأستاذ الدكتور زغلول النجار حفظه الله عن أهمية العناية بهذا النوع من التفسير، وما ينبغي على المسلمين في هذا الزمن من الدعوة إلى الله بهذا الأسلوب الدعوي وغيره.
وقد شارك في هذا التحقيق الدكتور مساعد الطيار بمقالة له عن الإعجاز العلمي، رأيت الجريدة قد نشرته تحت عنوان:
تواصلاً مع ما نشر حول الإعجاز العلمي ... المعترضون:
الإعجازيون ينطلقون من ردة فعل ... وينتقصون من قدر العلماء
والذي أعرفه من كتابات وآراء الدكتور مساعد الطيار وفقه الله أنه لا يعترض على الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، وإنما يدعو إلى الأخذ به بضوابط وشروط تحفظ للقرآن الكريم هيبته ومكانته، وتحفظ للتفسير حرمته. وللدكتور مساعد الطيار أن يتحفنا بأي تعليق له في هذه المشاركة إن كان لديه توضيح لما نشرته الصحيفة.
وهذا نص المقال الأصلي الذي نشرته جريدة المدينة.
** ** **
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحديث عن الإعجاز القرآني ـ فضلاً عما يُسمى بالإعجاز العلمي ـ ذو شجون.
لكن مما يحسن التنبيه عليه في بدء هذا الموضوع أن يعلم أن أهل التفسير ليسوا ضد المخترعات الحديثة والعلم التجريبي، ولكن الإشكالية بينهم وبين الإعجازيين في الربط بين هذه المخترعات والمكتشفات وبين النصوص القرآنية، وطريقة ذلك، فهذا الربط فيه محاذير، من أهمها:
أن ما يتوصل إليه الباحثون عرضة للنقض في حالة اكتشاف ما يناقضه، ولا يمكن لأحد من البشر أن يدعي العصمة لأحد من الناس إلا من عصمه الله.
لاسيما وأن كثيرًا من المكتشفات التي تذكر في الإعجاز العلمي هي أمور غير محسوسة، وإنما هي مبنية على استنتاجات ودراسات الله أعلم بصحتها، إذ لا زالات الدراسات إلى اليوم تنقض ما كان يقال بأنه حقيقة لا رجعة فيه، وذلك معروف وواضح من قصور العلم البشري الذي يتطور شيئًا فشيئًا.
ولا يفهم من هذا أننا ندعو إلى عدم دراسة هذه الأمور المفيدة للناس في حياتهم الدنيا وإنما التحفظ على ربطها بالنصوص الشرعية والطريقة المتبعة في ذلك.
لكن لما كان الحديث منصبًّا على مسألة الإعجاز العلمي، فإني سأطرح بعض القضايا المتعلقة به على سبيل الاختصار، فأقول:
1 ـ إن الأصل أن تتفق الحقيقة الكونية مع النص القرآني لأن مصدرهما واحد، ولا يقع الاختلاف إلا في نظر الناظر، فقد يكون نقص علمه من جهة الحقيقة الكونية أو من جهة الحقيقة القرآنية، وفي كلا الحالين لا يمس هذا النقص قدسية القرآن؛ لأن التفسير شيء، وثبوت النص القرآني كلامًا لله شيء آخر.
2 ـ إن قُصارى الأمر في صحة دلالة النص القرآني على الحقيقة الكونية أنها دليل على صدق القرآن، وبهذا يكون مجال الإعجاز العلمي ومآله إلى هذا، وهو لا يختلف بهذه القضية عن دلائل صدق القرآن أو النبوة.
فإذا ثبتت الموافقة قلنا: هذا دليل صدق القرآن وأنه جاء من عند الله وليس من قول البشر، وإذا صحَّت هذه الدعوى طالبنا الناس بالإيمان بها، لكن لا يلزم أنهم سيصدقون، فممن شهِد تنَزُّل القرآن على الرسول صلى الله عليه وسلم كفر به، فما بالك بمن جاء بعده.
ومما يحسن التنبيه عليه هنا أن دلائل صدق القرآن لا يمكن أن تحصر، فكل آية من آياته دليل على صدقه، فالجهل بالاستدلال بها اليوم من قبل بعض الناس لا يعني عدم وجودها إلا في الإعجاز العلمي.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أن مما يحسن ملاحظته هنا أن ما يسمى بالإعجاز العلمي ليس مختصًّا بالقرآن وحده بل هو مخصوص بكلام الله سواءً أكان نازلاً على إبراهيم أم على موسى أم على محمد صلوات الله وسلامه عليهم؛ لأن كلامه لا يتغير ولا يتبدل، فلا يمكن أن تجد في كتابٍ من كتبه أن السموات ستًّا أو ثماني سموات، مع ملاحظة أن غير القرآن قد دخله التحريف والنقص، فقد لا يوجد فيه ما يوافق القرآن في بعض هذه القضايا بسبب التحريف، والله أعلم.
3 ـ لا شكَّ أن الدعوة بالإعجاز العلمي هي أحد طرق الدعوة، وليس هو كل طرقها، بل وليس هو أنجعها وأنفعها، وكون بعضهم يزعم أن الإعجاز العلمي أهم الأسباب التي سوف تنقذ هذه الأمة من تخلفها وعجزها غير دقيق، بل إن الرجوع إلى كتاب ربنا والعمل بما فيه من الآيات التي تدعونا إلى عمارة الأرض والجد والاجتهاد فيما يعود على الإنسان وأمته والناس بالخير والسعادة في الدنيا والآخرة هو الطريق الأمثل في هذا الموضوع.
وأيضًا، فإن طلب قيادة البشرية لا يكفي فيه العلم وحده، بل لابد له من قوة تحميه، فإذا وُجِد العلم ولم توجد له قوة تحميه فإنه يهاجر إلى هذه القوة؛ كما هو الحال في هجرة كثير من علماء المسلمين وغيرهم إلى الدول التي تحميهم في كل المجالات.
ومما يحسن التنبه له في مجال بيان الحق للناس ودعوتهم إليه بالإعجاز العلمي أن تصديق القرآن مرتبط بالاستعداد النفسي والتجرد للحق، فكم من العلماء الغربيين قد سمعوا ما يذكره الإعجازيون ومع ذلك لم يسلموا ولم تتهتز لهم شعرة.
أن هذا الموضوع ضُخِّم وأُعطي أكبر من حجمه من قبل المعتنين به حتى أصبح بعضهم يدعو إلى وضع مادة مستقلة للإعجاز العلمي تدرس في المدارس لعامة الطلاب، وأن تخصص في الجامعات أقسام خاصة له، بل وصل الأمر ببعضهم إلى انتقاص علماء الشريعة الذين لا معرفة لهم بما يسمونه الإعجاز العلمي، ولو أن هذه العناية صرفت إلى فهم كتاب الله وما فيه من حكم ومقاصد أُنزل من أجلها لكان في ذلك من الخير والنتائج أضعاف ما يحصل من العناية بالإعجاز العلمي.
4 ـ إن بعض الإعجازيين دخلوا في هذا المجال بسبب ردود الفعل؛ إما بما رأوا من تنقص بعض الملحدين للمسلمين ودينهم، وإما بسبب ما يرونه من الهجمة الشرسة على الإسلام والدعوى بأنه دين جامد يحارب العلم، ولقد كان لردة الفعل هذه أثرٌ في طريقة تفكيرهم وتناولهم لتفسير الآيات تفسيرًا يتناسب مع ما أُوتوه من علم بشري تجريبي أو كوني.
5 ـ أن الله قد بين لنا المقاصد والغايات التي أنزل من أجلها القرآن، وقد بين لنا سبحانه الدلائل الواضحة والبينة على صدق هذا الكتاب وصدق هذا النبي صلى اله عليه وسلم من حين نزل القرآن فلماذا نهمل كل هذه الأمور ونتَّجه إلى جزئية صغيرة اعتورها كثير من المحاذير، فالعدل والإنصاف يقتضي أن يعطى كل شيء قدره، وأن ينزل كل أمر في منزلته، مالم نفعل فسوف نصرف جهودنا في أمور غيرها أولى منها، ونشتغل بما هو أدنى عما هو خير.
6 ـ إن ما يقوم به الإعجازيون إما أن يكون بحثًا محضًا في العلوم الطبيعية، وأما أن يكون تفسيرًا لكلام الله، فإن كان بحثهم في مجال تخصصهم فلهم أن يبينوا قدرة الله ولطفه في كونه لا يردُّهم بهذا الأمر أحدٌّ، بل تلك طريقهم التي يحسن بهم أن يسلكوها ويدرِّسوا الطلاب على هذا السبيل لكي لا ينفك الطلاب عن النظر والتفكر في قدرة الخالق سبحانه وتعالى.
وإن كان بحثهم في مجال التفسير، فإن تفسير كلام الله عز وجل باب خطير لا يحق للإنسان أن يلجه إلا بعد أن يتأهل لذلك، وقد قرر العلماء أن من فسر القرآن بمجرد رأيه، فإنه يكون مخطئا ولو أصاب في تفسيره، فكيف بمن يدخل في باب التفسير ببضاعة مزجاة ويتجرأ على تفسير كلام الله عز وجل ويتهجم على أهل التفسير الذين أفنوا أعمارهم على تعلم هذا العلم وتعلم أدواته، فللتفسير شروط وطرائق لابدَّ من الإتيان بها ومعرفتها، ومن نقص في معرفتها نقص في وصوله إلى التفسير الصحيح، وطرح هذه الأمور لا تحتمله مثل هذه المقالة، لكن الملاحظ أنَّ كثيرًا ممن دخل في هذا المجال لا يحسن منهج التفسير، ولست أقول ذلك من فراغ حين وصفتهم بالكثرة، بل هذا هو الواقع، والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
7 ـ إنَّه مما يظهر على بعض الإعجازيين فرحهم بما أوتوه من العلم، حتى إنَّ بعضهم ليخطئ كل من سبقه، ويزعم أنهم لم يعرفوا تفسير الآية ولم يأتوا في معناها بما يُقنِع، وهذا الأمر يظهر عند بعضهم صريحًا، ويظهر عند بعضهم بلازم قوله، كمن يزعم (أنَّ الآيات الكونية لا يمكن فهمها فهمًا صحيحًا في إطار اللغة وحدها)، ولازم هذا الكلام أن رسول الله عليه وسلم لم يفهم هذه الآيات، فضلاً عمن عاصره من الصحابة أو جاء بعدهم، ولم تُفهم هذه الآيات حتى ظهرت هذه العلوم الكونية والتجريبية.
وظنيِّ بكثيرٍ ممن صدر منه هذا الكلام حسنٌ جدًّا، وإنما أُتِي ودُخِلَ عليه هذا الفهم بسبب عدم فهمه لطبيعة التفسير ولمنهجه الصحيح، ولو علِمه لأثبت أن ما فهمه السالفون فيه حقٌّ لا مرية فيه، وأنه لا يوجد آية لم يُفهم معناها وحُجِب حتى يأتي هو فيبينها، وإنما الأمر أنه أضاف وجهًا آخر قد يكون صحيحًا في فهم الآية فحسب.
وكل من أتى على تفسير السالفين بالإبطال فليحذر، وليخش على نفسه أن يكون ممن فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ، وتنقُّصوا علم السالفين.
8 ـ ليس سبيل هذه المقال سبيل الوعظ ولا سبيل إثبات سلامة فهم الصحابة والتابعين ومن تبعهم للقرآن، لكن ألا يدل الدليل العقلي على أنَّ من ألَّف كتابًا لطلابه فهم أدرى به من غيرهم ممن يجيء بعدهم، وأنه لو وقع اختلاف في الفهم بين طالب من طلاب الأستاذ ورجل جاء بعده بقرون فإن العقل يدلُّ على قبول قول الطالب وتقديمه لأنه أدرى بكتاب أستاذه وبملابساته.
وهذه الصورة شبيهة بحال في من نزل القرآن بين ظهرانيهم، وتعلموا على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلَّموا أتباعهم هذا الكتاب، فهم أدرى به وبملابساته من غيرهم، فلا يقع في ظنِّ أحدنا أنه فاتهم شيء من فهم هذا القرآن.
9 ـ فإن قلت: ما ظهر لنا في هذا الزمان من تصديق لما في كتاب ربنا مما اكتشفه الباحثون في الأرض والسماء كيف نعمل به مع ما ذكرتَ؟
فالجواب: إن ثبوت فهم السلف لجميع معاني القرآن لا يعني انتهاء هذا الفهم عندهم فقط، لكنه يعني أنهم لم يبقَ عندهم ما يحتاجون إليه ولم يفهموه هذا أولاً.
وثانيًا: أنهم قد ظهر عندهم أفهام جديدة بسبب بعض الحوادث التي حدثت في عصرهم، ونزلوها على الآيات، وعملوا بها، فدل ذلك على أصل المسألة، وهو جواز إحداث قول جديد؛ لأن القول بغير ذلك يلزم منه وقوف التفسير، فأين تقف به؟ أتقف به على الصحابة، أم على التابعين أم على أتباع التابعين، وما الحجة في ذلك، وأين تضع ما صح من تفسيرات للعلماء الذين جاءوا بعدهم؟
ثالثًا: أن ما صح دلالة القرآن عليه من قضايا العلوم المعاصرة لا يُعترضُ عليه بعدم معرفة السلف له، وإنما يُرفضُ لو كانوا عَلِموه فأبطلوه، أو عُلِمَ أنهم علِموه فتركوه، فتركهم مع علمهم به يدل على وجود إشكال في ذلك، وذلك ما لم يقع منهم.
رابعًا: إن تفسير القرآن بما صح واحتملته الآيات من هذه العلوم المعاصرة لا يدل على جهل السلف، بل ليس من باب الأدب أن يُنسبوا إلى ذلك؛ لأن المسألة لا تدخل من هذا الباب، بل هي تدخل في باب تطور العلم البشري، وليس يلزم أن يكون جمهور الصحابة يعلمون كل شيء كان في عصرهم فضلاً عما سيجيء بعدهم؛ ألا ترى لو أن قائلاً قال: (إنَّ عائشة رضي الله عنها لا تعرف أن تطبخ الأكلة الفلانية المعاصرة)، فإن ذلك مدعاة للسخرية من هذا القائل. وهذه المسألة قريبة من تلك، فلا يصح نسب الجهل لهم.
10 ـ إن منهج التفسير الذي سار عليه العلماء، ونصَّ عليه بعضهم أنَّ القول الذي قيل بعد جيل السلف في طبقاتهم الثلاث (الصحابة والتابعون وأتباعهم) يُقبل بضوابط، وهي: أن يكون القول صحيحًا في ذاته، وأن تحتمله الآية، وأن لا يكون في القول به إبطالٌ لتفسير السلف، وأن لا يُقتصر على هذا القول حتى لا يُفهم أن غيره غير صحيح، فإذا وافقَ قولٌ هذه الضوابط فهو قول يدخل في محتملات الآية، ولا يلزم أن يكون هو القول الصحيح الوحيد، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
11 ـ إن بعض من كتب في الإعجاز العملي وكذا بعض مجلاَّت الإعجاز العلمي يشترطون شروطًا صحيحة في ذاتها، لكنها قد تكون مطاطةً غير محددة، فيقع الإخلال بشيء منها عند بعض الإعجازيين من حيث يدري أو لا يدري، فأحدهم يفسر قوله تعالى: (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ 0 وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ 0 ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ 0 فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) فيقول: (والاستواء الإلهي رمز للسيطرة الكلية، والقصد بإرادة الخلق والتكوين، والتسوية للكون بأرضه وسمائه ... )، ويقول في موطن بعد هذا: (والدحو لغة: هو المد والبسط والإلقاء، وهو كناية عن الثورات البركانية العنيفة التي أخرج بها ربنا سبحانه وتعالى من جوف الأرض كلاً من غلافها الغازي والمائي والصخري) وقال في موطن آخر يتكلم فيه عن أيام الخلق الستة: (وإن كان غالبية المفسرين ترى خلاف ذلك لاعتبارهم يومي خلق الأرض داخلين في الأيام الأربعة لجعل الرواسي والمباركة وتقدير الأقوات، إلا أنهم مجمعون على أن حرف العطف " ثم " لا يدل هنا على الترتيب مع التراخي، لكنه يدل على بعد عملية الاستواء والتسوية للسموات السبع من السماء الدخانية الأولى؛ لأن من معاني ثمَّ هنا أنها إشارة إلى البعيد بمعنى هناك في مقابل هنا للقريب ... ).
وقائل هذه التفسيرات من فضلاء من تكلم في الإعجاز العلمي من الإعجازيبن، وهو قد ذكر شروطًا؛ منها:
1 ـ أن الظاهر مقدم على التأويل، فمن أين ظهر له مفهوم الاستواء، ومفهوم الدحو الذي هو تأويل مجازي وليس حقيقة؟
2 ـ أنه اشترط حسن فهم النص من القرآن الكريم وفق دلالات ألفاظ اللغة العربية، فأين وجد في اللغة أن الدحو بمعنى الإلقاء، وأين وجد فيها أن ثمَّ (بضم الثاء) بمعنى الإشارة إلى البعيد؟!
3 ـ أنه اشترط البعد عن القضايا الغيبية، وهل ما يتحدث فيه من القضايا المشاهدة أم من القضايا الغيبية، فمن أين له أن الدحو هو الثورات البركانية العنيفة التي خرجت من جوف الأرض؟!
أليس هذا مخالفًا لما يشترطه؟
وأخيرًا أقول:
إن صِدقَ كثيرين ممن ولج في هذا الباب من الإعجازيين لا يُنكر، وقيامهم بالدعوة إلى الله من هذا السبيل جهد يُذكر ويُشكر، لكن كتاب ربنا ـ تبارك وتعالى ـ أغلى وأعلى من أن نسمح لكل من هبَّ ودبَّ أن يجعل نفسه هو المبين لكلام الله بما يخالف ما جاءت به الشريعة من أجل أن نُثبت للعالم أننا نملك من العلم ما لم يصلوا إليه.
وإن كان هؤلاء جادين في هذه الدعوى فإن الدعوة بالعلم إنما تكون بمثل ما ساروا عليه هم فنجاريهم بالأبحاث والمكتشفات لا أن نقول لهم ما توصلتم إليه فإنه في كتابنا، وهذا يدل على صدقه فآمنوا، فإن هذه الدعوى لا يقبلها كثير من المفكرين من علماء الغرب، بل لقد كانت موضع الاستهجان من بعضهم، فقال: إذا كان هذا عندكم فلم لم تكتشفوه قبلنا؟
وأقول: لا يأخذنا الحماس العاطفي لا يمنة ولا يسرة، وليكن بيننا أدب الخلاف، وأن نتعلم من بعضنا، وأن نتأمل قول من يعترض علينا، فقد يكون الحق معه ونحن لم نصل إلى ما علِمه، لكن لابدَّ أن يكون لنا مرجعٌ نرجع إليه حال الاختلاف، ومن ذلك ما اشترطه هؤلاء الإعجازيون من شروط صحيحة.
كتبه / د. مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار
قسم الدراسات القرآنية / كلية المعلمين بالرياض
ـ[المقرئ]ــــــــ[12 Aug 2005, 03:20 م]ـ
كم أنت رائع يا شيخ مساعد على هذا الطرح الجميل
فلقد مللنا - علم الله - من هذه الدعايات البراقة التي فتحت الباب على مصراعيه للجاهلين والمتعالمين بتفسير كلام الله تعالى دون خوف أو وجل
ولي عودة على هذا الموضوع بإذن الله ولكن أحببت إظهار مشاعري تجاه هذا المقال القيم فبارك الله فيك والشكر موصول لشيخنا عبد الرحمن على نقله لهذا المقال
المقرئ
ـ[أخوكم]ــــــــ[17 Aug 2005, 07:19 ص]ـ
جزاك رب العرش خير ما جازى عالما عن أمته
مقالة تستحق النشر في الانترنت وبقية وسائل الإعلام
فليت المهمتين بجانب الدعوة الانترنتية أن يقوموا بنشر هذا الخير، سواء عن طريق مواقعهم أو مجموعاتهم البريدية أو غير ذلك
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[17 Aug 2005, 06:44 م]ـ
مقال متين ... وهو على وجازته مستغرق للموضوع وله علينا حقان:
-من حقه أن يسلك به مسلك المتون التي تحتاج إلى شروح وحواش .... والكاتب –حفظه الله-وزع مقاصده على فقرات مرقمة ومركزة ... وياليت طلبة العلم المنشغلين بالموضوع يفردوا كل فقرة بما يناسبها من شرح وضرب مثل وغير ذلك ...
-من حقه علىالمشرفين أن يثبت ويفتح المجال لمن شاء إثراء الموضوع.والمتن بتمفصلاته الواضحة يساعد على تمركز وامتداد خيوط المناقشة والبحث.
ولوتم هذا لوفر الملتقى الطيب لمرتادي الشبكة العالمية وثيقة كاملة متكاملة في موضوع "الاعجاز العلمي "قد تغني عن تتبع الشذرات واللمع المنشورة هنا وهناك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[19 Aug 2005, 05:46 ص]ـ
قال الشيخ مساعد في البند الثالث من مقاله:
3 ـ لا شكَّ أن الدعوة بالإعجاز العلمي هي أحد طرق الدعوة، وليس هو كل طرقها.
هذه الجملة –في رأيي –تعتبر من أقوى ما كتبه الشيخ في الموضوع ولها غور منهجي-تخفيه "بساطة" التعبير-فلا ينتبه اليه القاريء ....
فلو تأملنا جيدا منطوق الجملة:
" لا شكَّ أن الدعوة بالإعجاز العلمي هي أحد طرق الدعوة"
لوصل إلى ذهننا منها صدى مفهومي حاسم صياغته:
" ثمة شك في كون الاعجاز العلمي منهجا من مناهج التفسير."
فيكون الشيخ –وفقه الله- قد اتخذ الموقع الوسطي:فهو لم يطوح بالاعجاز العلمي نهائيا -لأنه أناط به وظيفة دعوية- وفي الوقت ذاته حافظ على حرم "علوم القرآن" ومنهج السلف من دخيل محتمل.
هذا المسلك, المنصف والصارم في الوقت ذاته, يذكرني بمسلك الأستاذ الكبير محمود شاكر-أبي فهر- رحمه الله تعالى. ففي مقدمته الماتعة لكتاب "الظاهرة القرآنية" لمالك ابن نبي –رحمه الله- لا يخفي إعجابه بكثير من الفقرات التي صاغها ابن نبي والتي تدرج بسهولة-اليوم- في دائرة الاعجاز العلمي ... لكن الأديب الكبير- المسكون بالمنهج ونصاعته- لم يشأ أن يجامل صاحبه ...
فلم ير في ذلك مذهبا أو منهجا في التفسير فاقصاه دون أن يغيبه قائلا:
" ....... وليس هذا هو (إعجاز القرآن) كما أسلفت بل هو أقرب إلى أن يكون بابا من (علم التوحيد) استطاع (مالك) أن يبلغ فيه غايات بعيدة ........ "
ويعني ابو فهر ب (علم التوحيد) العلم المتداول في نطاق المتكلمين والهادف الى ترسيخ العقيدة و مفرداتها بالجدل العقلي والبرهان المنطقي ...
وهكذا يتفق الباحثان علىالإهمال والإعمال: اهمال الاعجاز العلمي في دائرة تفسير القرآن والكشف عن إعجازه الحق ... وإعماله في آفاق حقول أخرى: حقل عام هو الدعوة أو حقل خاص هو علم الكلام ... ومن الطريف أن يلاحظ اتفاقهما-أسلوبيا- على "شيء من الاحتراس" في هذا الإعمال:
فأحدهما قال:" هي أحد طرق الدعوة، وليس هو كل طرقها." وثانيهما قال:" أقرب إلى أن يكون ... "
وبهذه المناسبة أشير إلى رأي (أبي فهر) في مسالة (الاعجاز العلمي) وهو رأي يسبح ضد تيار "الإعجازيين"-كما يسميهم الدكتور مساعد الطيار- وهذا بعض كلامه في المقدمة السالف ذكرها:
"وإذا صح أن قليل القرآن وكثيره سواء من هذا الوجه [يعني من وجه البيان والنظم] ثبت أن ما في القرآن جملة- من حقائق الأخبار عن الأمم السالفة ومن أنباء الغيب ومن دقائق التشريع ومن عجائب الدلالات على ما لم يعرفه البشر من أسرار الكون إلا بعد القرون المتطاولة من تنزيله- كل ذلك بمعزل عن الذي طولب به العرب وهو أن يستبينوا في نظمه وبيانه انفكاكه من نظم البشر وبيانهم , من وجه يحسم القضاء بانه كلام رب العالمين. وهاهنا معنى زائد , فإنهم إذا أقروا أنه كلام رب العالمين بهذا الدليل [يعني من وجه البيان والنظم] , كانوا مطالبين بان يومنوا بأن ما جاء فيه من أخبار الأمم وأنباء الغيب ودقائق التشريع وعجائب الدلالات على أسرار الكون ,هو كله حق لا ريب فيه, وإن ناقض ما يعرفون وإن باين ما اتفقوا على أنه عندهم أو عند غيرهم حق لا يشكون فيه. وإذن فإقرارهم من وجه النظم والبيان أن هذا القرآن كلام رب العالمين ,دليل يطالبهم بالإقرار بصحة ما جاء فيه من كل ذلك , أما صحة ما جاء فيه , فليست هي الدليل الذي يطالبهم بالإقرار بان نظم القرآن وبيانه مباين لنظم البشر وبيانهم وأنه بهذا من كلام رب العالمين.وهذا أمر في غاية الوضوح .. "انتهى.
هاأنتم ترون كيف يذهب–رحمه الله- مذهبا معاكسا لما هو مألوف .... ويتصرف في الوسائل الغايات على نحو مثير ... فقد درج الاعجازيون على حسبان "الاعجاز العلمي" وسيلة لإثبات صدق القرآن و أنه من الله رب العالمين .... (لهم من كلامهم العبارةالمصكوكة والمتكررة: "من علم محمدا هذا قبل اربعمائة عام .... ") وجاء (ابو فهر) ليقلب الميزان ليصبح "الاعجاز العلمي" مستدلا عليه لا به ... فالاصل في الاعجاز هو البلاغي والبياني .... وهو الوجه الوحيد في متناول وفهم العرب ... الذي يثبت لهم أنه من عند الله .... أما جريان الشمس والسبع الطباق ودحو الأرض فلا يفقهون من أمرها شيئا –فكيف يكون فيها معاجزة؟ - ولكنهم يؤمنون بذلك لأن القرآن المعجز ببيانه أخبرهم كذلك ...
ـ[أبو عدنان]ــــــــ[16 Aug 2008, 06:12 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[راني الثبيتي]ــــــــ[16 Aug 2008, 07:46 ص]ـ
وإن تأخر الرد،
فجزى الله فضيلة الشيخ مساعد خير الجزاء على هذا الطرح الوافي
كما نسأل الله أن يجزي شيخنا عبدالرحمن خيرا على مانقله لنا
اضافة إلى أني أحب أن أنبه إلى أنه قد صدرللشيخ:خالد السبت حفظه الله أربعة أشرطة في هذا السياق أسماها (الاعجاز العلمي والعددي) من اصدارات (التقوى) تكلم الشيخ عن الاعجازا لعلمي والعددي كلاما وافيا كما هي عادته،
وإن شاءالله إذايسر الله عزوجل أن أنقل لكم بعض كلامه ليعم النفع به
وفقكم الله لطاعته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز رافع]ــــــــ[18 Aug 2008, 06:04 م]ـ
والله ياأخوان أنا أعشق التفسير والإعجاز العلمي لكن أتمنى أن أكون علامة في التفسير والله يوفقكم ..
محبكم عبدالعزيز رافع
ـ[نعيمان]ــــــــ[23 Oct 2010, 09:55 ص]ـ
جزاكم الله خيراً الأخ العزيز الدّكتور الشّهريّ على نقلكم لهذه المقالة الماتعة القيّمة للأخ العزيز الدّكتور الطّيّار طيّر الله عليكما كلّ خير وبركة وعلى من في الملتقى.
وأنتم كبعض عادتكم دكتور عبد الرّحمن تؤرّخون لكثير ممّا تكتبون أو تنقلون، ولا يغيبنّ عن مثلكم أهمّيّة التّأريخ والتّوثيق؛ فما تأريخ هذه المقالة حفظكم الله ورعاكم؟(/)
اريد نبذه عن (التفسير القراني للقران) لـ عبدالكريم الخطيب
ـ[العامر]ــــــــ[12 Aug 2005, 04:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تكلم بشكل مختصر عن هذا التفسير الدكتور ناصر عبدالرحمن الخنين واثنى عليه في كتابه الرائع (النظم القراني في آيات الجهاد)
واين يمكنني الحصول على هذا التفسير في مدينة الرياض؟؟؟؟
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[14 Aug 2005, 12:40 م]ـ
الحقيقة ان هذا الكتاب من ابعد الكتب التي تباعد ما بين عنوانها ومضمونها وقد تكلم عنه مولانا الدكتور فضل عباس في رسالته للدكتورراة وقد صدر منها قريبا الجزء الاول وساوافي الباحثين بنبذة عنه في هذا الموقع قريبا ان شاء الله
ـ[العامر]ــــــــ[28 Apr 2006, 01:05 م]ـ
الحقيقة ان هذا الكتاب من ابعد الكتب التي تباعد ما بين عنوانها ومضمونها وقد تكلم عنه مولانا الدكتور فضل عباس في رسالته للدكتورراة وقد صدر منها قريبا الجزء الاول وساوافي الباحثين بنبذة عنه في هذا الموقع قريبا ان شاء الله
السلام عليكم ورحمة الله
لازلنا في انتظار ما وعدتنا به ....
ـ[العامر]ــــــــ[21 Sep 2007, 12:59 ص]ـ
للسنة الثانية ولازلنا في انتظار ما وعدتنا به ....
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[22 Sep 2007, 07:00 ص]ـ
الذي حال بيني وبين ما تشتهون امران الاول قرب صدور الجزء المتعلق بهذا الكتاب من كتاب مناهج المفسرين للاستاذ الدكتور فضل عباس والثاني مراوحتي الطويلة بين الامراض فما اكاد اشفى من واحد الا ويتبعه الاخر فادعوا الله تعالى لي بالشفاء لعله يتيسر ما هو مطلوب
ـ[يسري خضر]ــــــــ[22 Sep 2007, 09:16 ص]ـ
نسال الله لك الشفاء والعافية
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[28 Jan 2008, 09:26 م]ـ
للشيخ العلامة محمد عبد الله بن الصديق الجكني الشنقيطي (المفتي بدائرة القضاء الشرعي بأبو ظبي) رد على بعض ما جاء في هذا التفسير أسماه (من غرائب المفسرين في أواخر القرن العشرين) وهو رسالة صغيرة تقع في 29 صحيفة
طبعت عام 1421هـ، وليس عليها أي معلومات أخرى.
ـ[المنصور]ــــــــ[03 Apr 2009, 08:05 م]ـ
هنا رسالة الشنقيطي
http://www.4shared.com/file/28655765/2a2812bc/3araeeb.html?dirPwdVerified=76a64ef8
وفق الله الجميع
ـ[عبد العزيز لمسلك]ــــــــ[29 Jun 2010, 02:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لشيخنا العلامة الدكتور محمد بن عبد الرحمن المغراوي حفظه الله تعليق على هذا التفسير لعبد الكريم الخطيب في كتابه الماتع "المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات" وهو في أربع مجلدات. تحدث فيه شيخنا عما ينيف عن خمسين مفسرا، مبينا من هو على منهج السلف -خصوصا في باب الصفات- ومن ليس كذلك. قال شيخنا عن هذا التفسير في الجزء الثالث الصفحة 1465 - 1477: "الناظر في عنوان هذا الكتاب "التفسير القرآني للقرآن" يظن أن صاحبه سلك فيه طريق تفسير القرآن بالقرآن، وبالتالي فالكتاب تفسير سلفي، غير أن الحقيقة عكس ذلك، وأن عنوان الكتاب وضع لغير هذا، وقد بين المؤلف في مقدمة كتابه هذا الطريق الذي اعتمده والاتجاه الذي سيسير عليه في أثناء تفسير حيث قال: "إننا لا نفسر القرآن بالمعنى المعروف للتفسير، فى هذه الصحبة التي نصحب فيها كتاب اللّه .. وإنما نحن نرتل آيات اللّه ترتيلا .. آية آية، أو آيات آيات .. ثم نقف لحظات نلتقط فيها أنفاسنا المبهورة، لما تطالعنا به الآية أو الآيات، من عجب ودهش وروعة، ثم نمسك القلم، لنمسك به على الورق بعض ما وقع في مشاعرنا من صور العجب والدهش والروعة .. وإنها لصور باهتة بالنسبة للواقع الذي حملته تلك المشاعر .. فما أبعد الفرق بين الشعور المشتمل علينا ونحن بين يدي كلمات اللّه، وبين الكلمة التي تنقل هذا الشعور!! " (1/ 11 - 12)
قال شيخنا: فهوإذن لم يكتب إلا ما وقع في مشاعره من صور العجب والدهش والروعة عندما يرتل آيات الله ترتيلا؛ ولهذا نجده يعبر بأسلوب إنشائي خال من الدليل في الوقت الذي يقتحم بحث أمور عقدية وفقهية باسلوبه الخاص.
ثم استرسل شيخنا في بيان زلات المفسر في باب الصفات. ينظر بقية كلام العلامة محمد المغراوي في كتابه المشار إليه آنفا.
لتحميل كتاب "المفسرونبين التأويل والإثبات"
http://ia311517.us.archive.org/0/items/almfsron_pdf_book/almfsron.pdf
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه
ـ[يسري خضر]ــــــــ[01 Jul 2010, 08:23 م]ـ
وقد نال أحدالباحثين في جامعة الازهر بمصر رسالة ماجستير في دراسة عنه
ـ[هاني درغام]ــــــــ[27 Sep 2010, 05:43 م]ـ
هل يوجد طبعة محققة لهذا التفسير؟
أو بيان الإنحرافات الموجودة فيه والرد عليها غير رسالة الشنقيطي فهي صغيرة ولم تشف الغليل(/)
تفسير سورة الأعراف للشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله صوتا وكتابة
ـ[إمداد]ــــــــ[14 Aug 2005, 07:44 ص]ـ
تفسير سورة الأعراف للشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله صوتا وكتابة
http://www.ibn-jebreen.com/controller?action=TOCViewer&model=TOCModel&finder=sub&tocID=7090&CategoryID=8(/)
إعجاز القرآن:من الإعجاز العلمي إلى الإعجاز الاقتصادي للدكتور رفيق يونس المصري
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Aug 2005, 11:51 ص]ـ
صدر مؤخراً عن دار القلم بدمشق كتاب (الإعجاز الاقتصادي للقرآن الكريم) للدكتور رفيق يونس المصري وفقه الله، وهو متخصص في الاقتصاد الإسلامي وله في ذلك أكثر من أربعين مؤلفاً، وقد صدر كتابه بفصلٍ سبق نشره في موقع مركز أبحاث الاقتصاد الإسلامي التابع لجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، رأيت نقله للملتقى العلمي للفائدة. وهذا نص الفصل.
[ line]
بسم الله الرحمن الرحيم
إعجاز القرآن هو إثبات عجز الخَلق عن الإتيان بمثله (مناهل العرفان 2/ 331، كيف نتعامل مع القرآن ص 171). ويفرق الشيخ محمد الغزالي بين إعجاز القرآن ودلائل النبوة، فيرى أن الإعجاز هو أمر خارق للعادة يعجز الإنسان عن الإتيان بمثله في كل العصور، أما ما كان معجزًا لعالم الأمس، دون عالم اليوم، فهو من دلائل النبوة (كيف نتعامل مع القرآن، ص 171).
وقد نزل القرآن على نبي أمي، لا يمكن معه أن يتصور عاقل أن القرآن من صنعه، فلا يمكن أن يأتي بهذا القرآن نبي، كما لا يمكن أن يأتي به غيره، مهما علا كعبه في الفهم والعلم واللغة، بل لا يمكن أن يأتي به العلماء حتى لو اجتمعوا وتعاونوا وانهمكوا وعانوا. قال تعالى:] قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا [الإسراء 88.
وللإعجاز وجوه كثيرة لا حصر لها ولا نهاية (معترك الأقران 1/ 3)، ذكر منها العلماء: الإخبارَ عن الغيوب المستقبلة (البرهان 2/ 95، والإتقان 4/ 8)، وجمعَه لعلوم ومعارف لم يجمعها كتاب من الكتب، ولا أحاط بعلمها أحد، في كلمات قليلة، وأحرف معدودة (الإتقان 4/ 20)، والعلومَ المستنبطة منه (الإتقان 4/ 28)، واشتمالَه على جميع أنواع الأدلة والبراهين (معترك الأقران 1/ 456). عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: من أراد العلم فعليه بالقرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين. قال البيهقي: يعني أصول العلم (معترك الأقران 1/ 14).
ومن وجوه الإعجاز الحديثة، بل والقديمة أيضًا، ما عرف بالإعجاز العلمي. وذهب المراغي إلى أن ذلك لا يعني أن القرآن قد اشتمل على جميع العلوم، جملة وتفصيلاً، إنما المعنى أنه أتى بأصول عامة لكل ما يهم الإنسان معرفته لصلاح الدين وإعمار الدنيا (التفسير العلمي ص 128).
وهذا الضرب من التفسير هو موضع خلاف بين العلماء، فمنهم من منعه كالشاطبي (الموافقات 2/ 55)، ومنهم من أجازه بشروط كالغزالي والرازي والسيوطي من القدامى، ومحمد عبده والمراغي وابن عاشور من المعاصرين (التفسير العلمي ص 146 و150 و171 و229). ولا يشترط أن يكون هذا التفسير العلمي على سبيل القطع والجزم، بل يمكن أن يكون على سبيل الظن أو الاحتمال أو الشك، ولاسيما إذا كانت الآية حمَّالة وجوه. وقد يتعين التمييز بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي، لنكون أكثر تشددًا في الإعجاز منا في التفسير. ذلك لأننا إذا قلنا إن هناك إعجازًا في هذه الآية، بناءً على نظرية ما، ثم تغيرت هذه النظرية، فماذا يقال في الإعجاز المدعى؟ ثم إذا قلنا إن في الآية نفسها إعجازًا، بناءً على نظرية ثانية، أو بحثنا عن آية أخرى تؤيد هذه النظرية، فلن يصدقنا أحد بعد ذلك فيما ندعيه ونزعمه من إعجاز، وربما يصير عندئذ الإعجاز للعلم لا للقرآن! والدقة تقتضي أن الثقة بما يدعيه المفسر من إعجاز علمي أو غير علمي إذا تزعزعت، فإن هذا لا يقتضي نزع الثقة بالقرآن نفسه، فالقرآن أمر آخر. كما أن القول بالتفسير العلمي والإعجاز العلمي لا يعني بالضرورة تصويب كل محاولة تفسيرية في هذا الباب.
بيّن الغزالي أن في القرآن مجامع علم الأولين والآخرين، ورموزًا ودلالات يختص أهل العلم بدركها، وأن في معاني القرآن متسعًا لأرباب الفهم (إحياء علوم الدين 1/ 260، وجواهر القرآن ص 46).
يقول الزركشي: "كتاب الله بحره عميق، وفهمه دقيق، لا يصل إلى فهمه إلا من تبحر في العلوم" (البرهان 2/ 153).
ويقول مصطفى صادق الرافعي: "إن في هذه العلوم الحديثة على اختلافها لعونًا على تفسير بعض القرآن والكشف عن حقائقه" (إعجاز القرآن ص 128).
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه هي بعض أقوال المجيزين للتفسير العلمي، أما المانعون له فنذكر منهم الشاطبي، ثم نذكر رد ابن عاشور عليه.
يقول الشاطبي: "إن كثيرًا من الناس تجاوزوا في الدعوى على القرآن الحد، فأضافوا إليه كل علم يذكر للمتقدمين أو المتأخرين، من علوم الطبيعيات والتعاليم والمنطق وعلم الحروف وجميع ما نظر فيه الناظرون من هذه الفنون وأشباهها، وهذا إذا عرضناه على ماتقدم لم يصح. وإلى هذا فإن السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن يليهم كانوا أعرف بالقرآن وعلومه وما أودع فيه ( ... ). وذلك دليل على أن القرآن لم يقصد فيه تقرير لشيء مما زعموا، نعم تضمن علومًا هي من جنس علوم العرب أو ما ينبني على معهودها ( ... ). وربما استدلوا على دعواهم بقوله تعالى:] ونزلنا عليك الكتاب تبيانًا لكل شيء [النحل 89، وقوله:] ما فرطنا في الكتاب من شيء [الأنعام 38، ونحو ذلك. فأما الآيات فالمراد بها عند المفسرين ما يتعلق بحال التكليف والتعبد، والمراد بالكتاب في قوله:] ما فرطنا في الكتاب من شيء [: اللوح المحفوظ، ولم يُذكر فيها ما يقتضي تضمنه لجميع العلوم النقلية والعقلية ( ... ). فليس بجائز أن يضاف إلى القرآن ما لا يقتضيه، كما أنه لا يصلح أن ينكَر منه ما يقتضيه. ويجب الاقتصار في الاستعانة على فهمه على كل ما يضاف علمه إلى العرب خاصة ( ... ). فمن طلبه بغير ما هو أداة له ضلَّ عن فهمه، وتقوَّل على الله ورسوله فيه ( ... ). فلا بد في فهم الشريعة من اتباع معهود الأميين، وهم العرب الذين نزل القرآن بلسانهم ( ... ). فالتعمق في البحث فيها، وتطلّب ما لا يشترك الجمهور في فهمه خروج عن مقتضى الشريعة الأمية، فإنه ربما جمحت النفس إلى طلب ما لا يطلب منها، فوقعت في ظلمة لا انفكاك لها منها ( ... )، لأن ذلك لم يكن من معهود العرب ولا من علومهم ( ... ). فلا يصح الخروج عما حدَّ في الشريعة، ولا تطلُّب ما وراء هذه الغاية، فإنها مظنَّة الضلال ومزلَّة الأقدام " (الموافقات 2/ 55 - 63).
هذا هو كلام الشاطبي، أما ابن عاشور فلا يرى رأيه، بل يرى أن المفسر لا يلام إذا أتى بشيء من تفاريع العلوم، مما له خدمة للمقاصد القرآنية، على وجه التوفيق بين المعنى القرآني والمسائل الصحيحة من العلم، بشرط أن يسلك في ذلك مسلك الإيجاز وعدم الاستطراد. كما يرى ابن عاشور أن كلام الشاطبي: "مبني على ما أسسه من كون القرآن لما كان خطابًا للأميين، وهم العرب، فإنما يُعتمد في مسلك فهمه وإفهامه على مقدرتهم وطاقتهم، وأن الشريعة أمية، وهو أساس واهٍ ( ... )، لأن القرآن لا تنقضي عجائبه، يعنون: معانيه ( ... )، وربَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه" (تفسير ابن عاشور 1/ 42 - 45). وبهذا ميز ابن عاشور بين الشريعة و بين الرسول صلى الله عليه وسلم والعرب وقت نزول القرآن، فقبل أمية الأميين ورفض أمية الشريعة. كما ذهب إلى أن أمية العرب في ذلك الوقت لا تعني أنهم مستمرون على أميتهم في كل وقت.
يرى أنصار التفسير العلمي أن له مزايا، منها:
- تجنب تقييد الحريات الفكرية والعلمية، واتقاء الحجر على العقول؛
- حث المسلمين على حب الاستطلاع والتأمل والبحث والنظر والاجتهاد وعلو الهمة والتفوق العلمي، ومتابعة العلوم والأفكار والمعارف، ومحاولة ضبطها وربطها بالقرآن، واسترشاد المسلمين به في بحوثهم. وبهذا يصبحون أكثر تحفزًا وتشوقًا إلى طلب العلم والتفوق فيه ومزاحمة علماء الأمم الأخرى المتقدمة؛
- تلافي الفكر الخامد، والفهم الجامد، والنظر الضيق الذي يقف بمعاني القرآن عند معهود أمة لا تقرأ ولا تكتب ولا تحسب، عند معهود العرب الأميين القدامى، ومخاطبة الناس في كل عصر على قدر عقولهم وعلومهم، ومواكبة التطور العلمي والفكري، وتقدم أدوات الرصد والملاحظة والتجربة والتحليل. قال القرافي: "الجمود على المنقولات أبدًا ضلال في الدين، وجهل بمقاصد علماء المسلمين والسلف الماضين" (الفروق 1/ 177)، حتى لقد كثر الحفاظ، وقلّ المفكرون، ونضبت القرائح (تفسير طنطاوي جوهري 2/ 203)؛
- دعم حركة التفسير وعلومه، والتعرف على وجوه جديدة للإعجاز، فالقرآن متجدد الإعجاز، لا تنقضي عجائبه، ولا ينضب معينه، ولا يبلى على كثرة الرد (الترداد)؛
(يُتْبَعُ)
(/)
- دعوة غير المسلمين إلى الإسلام، فإنهم يفهمون الإعجاز العلمي أكثر مما يفهمون الإعجاز اللغوي، والقرآن نزل على العرب الأميين، ولكنه ليس لهم وحدهم، بل هو للناس جميعًا (مناهل العرفان 2/ 100): لكل الطبقات ولكل الأمم ولكل الأجيال، فرب مبلَّغ أوعى من سامع، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه. هذا إلى أن كثيرًا من العرب أنفسهم، وربما من علمائهم، ولاسيما في العصور المتأخرة، لم يعودوا يدركون الإعجاز اللغوي، ولا يعرفون من علوم اللغة وآدابها ما يمكنهم من الوقوف جديًا على هذا الإعجاز. كما أن من الجدير بالذكر هنا أن المسلمين غير العرب هم أكثر عددًا بكثير من المسلمين العرب.
- الرد على شبهة القائلين بأن هناك عداوة أو تناقضًا بين الدين والعلم. وإذا كان من الضروري إثبات عدم التناقض بين الدين والعلم، فهذا يقتضي عدم الوقوف عند هذا الحد، ويستتبع أن يكون هناك تفسير علمي مستمر لإثبات عدم التناقض، بل لإثبات الإعجاز. فلا تعارض بين كتاب الله المقروء وكتاب الله المفتوح، لأن مصدرهما واحد، هو منزل القرآن وخالق الكون، هو الحق تبارك وتعالى، والحق لا يتناقض. وإن العقل الصريح لا بد وأن ينسجم مع الدين الصحيح. ذلك أن الدين جاء بما يعجز عقلُ الفرد والمجموع عن دَرْكه، ولم يأت أبدًا بما يناقضه. فالعقل يوصل إلى الدين، والدين يقوي العقل، والعقل والدين نعمتان من نعم الله، لا يجوز لأحد تعطيلهما، أو العمل بما ينافيهما. ثم إن التفقه في الدين (النقل) لا بد أن يكون مقصوده تقويم العقل وتسديده، لا إلغاءه وتعطيله. وإن الإسلام بما فيه من كمال وجمال ما فتئ يشد الناس إليه، إما تثبيتًا لهم عليه، أو تحويلاً لهم من غيره إليه. وما أكثر ما توافر العلماء على دراسة أصوله في القرآن والسنة، سواء أكانوا من المسلمين أو من غيرهم، فكان ذلك سببًا في اكتشاف المزيد من وجوه إعجازه، في ميادين البلاغة والنظم والعقائد والأخلاق والتشريع. ولا تزال هناك دائمًا وجوه جديدة تكتشف مع الأيام، ومع تطور العلوم والمعارف، تشعر الناس بأن هذا الدين هو الدين الحق الذي] لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد [فصلت 42. وكلما زاد العلماء علمًا ومعرفةً واختصاصًا وصفاءً، زاد تقديرهم للإسلام، فإذا ما تراءى لهم شيء يتنافى مع هذا التقدير، فإنه لا يلبث أن يزول بالتمحيص، أو بالوصول إلى أن ذلك ما كان إلا نتيجة تفسير أو شرح أو فقه بشري، فيخطئ البشر، ويدركون يومًا بعد يوم أن للعقل البشري حدودًا، وأن للعلم البشري نهايات، وأن البشر ما أوتوا من العلم إلا قليلاً، وذلك في جنب علم الله الواسع المحيط.
ولو سار الناس في المسار الصحيح، لما زادهم علمهم إلا تمسكًا بدين الله، ولما زادهم دينهم إلا علمًا، ومن لم يوصله إلى الدين عقله أوصلته فطرته، لكنها الأغراض الدنيوية والشهوات هي التي تحول دونهم والرؤية الصحيحة، وهي التي تمنع الإيمان أو تضعفه.
سئل مرة الدكتور غرينييه، المسلم الفرنسي المعروف، والعضو السابق في مجلس النواب، عن سبب إسلامه، فقال: "لو أن كل صاحب فن من الفنون، أو علم من العلوم، قارن كل الآيات القرآنية المرتبطة بفنه أو علمه مقارنة جيدة، كما فعلت أنا، لأسلم بلا شك، إن كان عاقلاً، وخاليًا من الأغراض" (أوروبا والإسلام لعبد الحليم محمود ص 103).
وأعلن ليون روشي، وهو باحث فرنسي مسلم، في كتابه: "ثلاثون عامًا في الإسلام": "أن هذا الدين الذي يعيبه الكثيرون إنما هو أفضل دين عرفته. فهو دين فطري، اقتصادي، أدبي. ولقد وجدت فيه حل المسألتين (الاجتماعية والاقتصادية) اللتين تشغلان بال العالم طرًا: الأولى في قوله تعالى:] إنما المؤمنون إخوة [الحجرات 10، فهي أجمل مبادئ التعاون الاجتماعي، والثانية في فريضة الزكاة في مال كل ذي نصاب، بحيث يكون للدولة أن تستوفيها جبرًا إذا امتنع الأغنياء عن أدائها طوعًا" (الاقتصاد الإسلامي لأحمد جمال، ص 36).
ولقد لخص غارودي سبب إسلامه بأنه وجد في الإسلام إجابة عن الأسئلة التي كان يطرحها دائمًا على نفسه، فراقه:
1 – احترام الإسلام للديانات السماوية السابقة، وتوقيره لأنبيائها ورسلها؛
(يُتْبَعُ)
(/)
2 – وإخضاع الإسلام العلومَ والفنون والتقنيات للمبادئ الدينية الإنسانية السامية، وجعلُها وسائل لسمو الإنسان وارتقائه، لا لانحطاطه وتدميره؛
3 – وشمول الإسلام لكافة جوانب الحياة (مستقبل الإسلام في الغرب، ص 7)
ونحن في هذا البحث، نتأسى بالمجيزين للتفسير العلمي مع مراعاة الشروط، بالبعد عن التكلف والتعسف والإطالة والاستطراد. فالإغراق في التفسير العلمي وحشوه بتفصيلات العلوم لا ريب أنه يخرجنا من نطاق التفسير، ويشغل القراء عن مقاصد القرآن، وربما يصدهم عن التفسير نفسه.
عن أبي جُحيفة قال: قلت لعلي رضي الله عنه: هل عندكم كتاب؟ قال: لا، إلا كتاب الله، أو فهم أعطيه رجل مسلم (صحيح البخاري 1/ 38). وقال ابن عباس، ترجمان القرآن: تفسير القرآن على أربعة أوجه:
- تفسير لا يقع جهله؛
- تفسير تعرفه العرب بألسنتها؛
- تفسير يعلمه العلماء؛
- تفسير لا يعلمه إلا الله تعالى (تفسير أبي حيان 3/ 28).
وتفسير العلماء يختلف باختلاف علومهم، فمن كان عالمًا بالنحو كان تفسيره معنيًا بالنحو، ومن كان عالمًا بالصرف، كان تفسيره معنيًا به، ومن كان عالمًا بالبلاغة أو الفقه فكذلك. ومن كان عالمًا بالنفس أو الاجتماع أو الاقتصاد فإن كلاً منهم يكون أبرع من الآخر في التقاط المعاني المتصلة بعلمه.
سُئل أحد العلماء (لعله ابن باديس): ما خير تفسير للقرآن؟ فأجاب: الدهر، يعني: العلوم والمعارف والأفكار والحوادث والتجارب (مناهل العرفان 2/ 104).
وليس هناك خطر على القرآن نفسه من التفسير العلمي، فالقرآن محفوظ بحفظ الله، أما التفسير فهو اجتهاد بشري يصيب ويخطىء، ولا يخلو تفسير قديم أو حديث من عيب، وإننا لمحتاجون في كل عصر إلى تفسير جديد، فإن تطور العلوم والمعارف يجعلنا ندرك من القرآن ما لم يدركه السابقون، والمفسر إنما يفسر في حدود علمه في كل عصر. ولا يبعد أن كل تفسير سابق قد لاقى مقاومة في وقته. وإذا أسرف بعض المفسرين في الإعجاز العلمي، فهذا لا يقتضي محاربة الإعجاز العلمي كله، بل يقتضي فقط محاربة الإسراف فيه والشطط. ومن اشتغل بمقاومة هذا الإعجاز العلمي، فقد انشغل عن شرف الإسهام فيه وتقويته وتهذيبه وتشذيبه.
إن كل ما نكتبه في التنمية والعمران والاقتصاد الإسلامي إنما هو في نهاية المطاف شرح للسنة وتفسير للقرآن، فمن أنكر الإعجاز الاقتصادي فعليه أن ينكر الاقتصاد الإسلامي من أصله. ومن أنكر الإعجاز العلمي فعليه أن ينكر التفسير بالرأي، وأن يقتصر على التفسير بالمأثور، ومن بالغ فأنكر الإعجاز العلمي فعليه ألا يبالغ فينكر التفسير العلمي أيضًا. وقد تدبرت القرآن فوجدته كتاب تنمية شاملة، تنمية إنسانية وإدارية واقتصادية واجتماعية ودينية وخلقية ... ألم يكن القرآن هو أصل نهضة المسلمين، في جميع الميادين؟ وإذا قيل إن القرآن كتاب هداية، فهذا لا يتضارب مع ما قلناه، لأنه سيهدينا بكل تأكيد إلى التنمية والنهضة والتقدم.
ومن المستحسن ألا يفسر المفسر جميع القرآن، فهناك من فعل ذلِك، واكتفى بالنقل، ولم يضف شيئًا، والأفضل أن يفسر كل عالم ما هو داخل في اختصاصه، وكلما ازداد المفسر علمًا ولغةً ازداد إدراكه لما في القرآن من إعجاز. قال تعالى:] سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق [فصلت 52، وقال أيضًا:] وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون [العنكبوت 48، وقال أيضًا:] قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون [الأنعام 97،] لقوم يفقهون [الأنعام 98.
في جلسات الحوار القادمة، سندخل بإذن الله في التفسير العلمي الاقتصادي، ولعل النماذج المختارة من علم الاقتصاد تعدّ من باب الحقائق والقوانين الاقتصادية، التي إذا ما فسرت بها الآيات المختارة وصلنا إلى الإعجاز الاقتصادي، ولم نقف عند حد التفسير الاقتصادي. فيجب ألا نخلط بين التفسير والإعجاز، فمرتبة الإعجاز أعلى من مرتبة التفسير.
الأربعاء د. رفيق يونس المصري
29/ 12/1425هـ
9/ 2/2005م
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[20 Aug 2005, 12:39 م]ـ
شكرا لك على هذا النقل.(/)
أسانيد الطبري
ـ[عبدالله بن عمر]ــــــــ[14 Aug 2005, 12:07 م]ـ
أخوتي الكرام في هذا الملتقى المبارك ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وبعد:
أقرأ في تفسير الطبري ولكن تشكل علي بعض الأسانيد فلا أفرق بين صحيحها وسقيمها
فما ترون وفقكم الله؟! ...
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[14 Aug 2005, 12:36 م]ـ
ارى ان هذا الموضوع يجب ان يتفرغ له نفر من الباحثين الجادين لتجليته وقد سمعت ان هناك رسالة حول رجال الطبرى ولا ادري هل تفي بالغرض ام لا فلعل بعض من اطلع عليها يتكرم بابلاغ الباحثين
ودمتم في فضل الله
ـ[موراني]ــــــــ[14 Aug 2005, 12:54 م]ـ
الدراسة التحليلية للأسانيد في تفسير الطبري تحتاج الى بذل جهد كبير.
لقد سبق لي أن أخرجت جميع الأسانيد في التفسير التي ترجع الى روايات عبد الله بن وهب المصري
وقارنتها اسنادا ومتنا بما جاء في تفسير ابن وهب نفسه فتبينت لي دقة رواية الطبري لهذه الفقرات بغير استثناء تقريبا.
ـ[عبدالله بن عمر]ــــــــ[15 Aug 2005, 07:48 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ..
وننتظر المزيد ..
ـ[موراني]ــــــــ[15 Aug 2005, 07:50 م]ـ
اضافة بسيطة على ما ذكرته بالأمس:
ألّف ابن وهب تفسيره على غير ترتيب السور والآيات , بل ذكر مصدره (مثلا: ابن لهيعة) وذكر التفاسير باسناده لعدد من الآيات بغير أي ترتيب. ثم ذكر مصدرا آخر له .... وهكذا.
أما أبو جعفر الطبري فذكر تفسير ابن وهب عن ابن لهيعة (مثلا) حسب ترتيب السور والآيات , ومعناه أنّ ما جاء عند ابن وهب على صفحة واحدة أو أكثر عن ابن لهيعة يأتي في تفسير الطبري في عدة المواضع وباعادة ذكر الاسناد في جميع المواضع.
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[16 Aug 2005, 05:37 ص]ـ
هناك مشروع لدى قسم العقيدة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وهو أكثر من ثمان رسائل دكتوراه -نوقشت جميعها- كلها عن آثار تفسير الطبري
وكان من شرط الرسائل جمع الآثار في موضوع عقدي والحكم علييها ودراستها فتحصل الحكم على أكثرها مع البحث والتوثيق كل بحسبه ولو جمع هذا الجهد في مكان واحد لكان نافعا مع الرسائل الأخرى كأسباب النزول في الطبري وغيرها
وعندي الكثير من هذه البحوث آمل تزويد الإخوة في هذا المنتدى بما يسمح به أصحابها
وهناك مخطوط مشهور معاصر (يقال أنه للشيخ أحمد شاكر) فيه الحكم على غالب أسانيد الطبري مرتب على الأسماء من الطبري الى قائل الأثر وقد انتهيت من نسخه ولعلي أتمكن من رفعه للمنتدى
وللشيخ: أكرم زيادة من الاردن -وفقه الله-عناية كبيرة برجال الطبري وله فيها ثلا ث مجلدات كبار (وهي عندي وأحاول الاتصال بالشيخ حتى يسمح بنشرها) وله مختصر ايضا على غرار تقريب التهذيب
وهذا أوله:
1. أبو إسحاق، إبراهيم بن سعيد الجوهري، الطبري، نزيل بغداد، سكن عين زِرْبَةَ، وتوفي مرابطا فيها، في سنة ثلاث وخمسين ومائتين، من العاشرة، ثقة حافظ، تُكِلِّمَ فيه بلا حجة.
• * * * * * *
2. أبو مسلم،إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي، أو الكشي، البصري ولد سنة مائتين، وتوفي سنة اثنتين وتسعين ومائتين، من الثانية عشرة، ثقة ثبت.
• * * * * * *
3. إبراهيم بن عطية بن رديح بن عطية القرشي الشامي المقدسي، لم أعرفه.
• * * * * * *
4. 1ـ تمييز أبو إسماعيل إبراهيم بن عطية الثقفي الواسطي، توفي سنة إحدى وثمانين ومائة واهٍ ضعيف.
• * * * * * *
5. 2ـ تمييز أبو إسحاق، إبراهيم بن عطية، البصري، إمام مسجدها متأخرالوفاة الى القرن السابع.
• * * * * * *
6. أبو إسحاق، إبراهيم بن المستمر، الهذلي، الناجي، العروقي العصفري البصري، من الحادية عشرة، صدوق، يغرب.
وهناك المزيد عن هذا الموضوع إن رغب الأحبة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Aug 2005, 01:27 م]ـ
أخي الكريم الدكتور يوسف الحوشان: فيما يبدو لي أن الدراسة الحديثية في هذه الرسائل التي أشرتم إليها - وأنا أعرف ثلاثة من الباحثين المشاركين في هذا المشروع من زملائنا في الكلية - ليست متوسعة في دراسة الأسانيد على طريقة طلاب قسم السنة والمتخصصين في الصناعة الحديثية، حيث إن طلاب قسم العقيدة لا يسيرون على المنهج المتوسع في دراسة الأسانيد، والهدف الأساسي من هذه الرسائل في قسم العقيدة هو الموضوعات العقدية التي اشتملت عليها الأحاديث بالدرجة الأولى. ولست على يقين من قولي هذا، إن أظن إلا ظناً، ولعله يكون في جوابكم إيضاح للأمر وفقكم الله ورعاكم.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[16 Aug 2005, 02:33 م]ـ
حياك الله أخي يوسف في هذا الملتقى، وأشكرك على رابط المفيد، وأتمنى أن نسعد بفوائدك البحثية والتقنية، ولا زلت أذكر فائدتك العزيزة الطريفة، وهي أن الطبري (ت: 310) لم يرو في تفسيره عن البخاري (ت: 256) إلا رواية واحده، وهي: حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال: ثنا آدم قال ثنا المبارك عن الحسن في قوله {وجوه يومئذ ناضرة} قال: حسنة {إلى ربها ناظرة} قال: تنظر إلى الخالق وحق لها أن تنضر وهي تنظر إلى الخالق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[16 Aug 2005, 03:36 م]ـ
غفر الله للجميع
أخي عبدالرحمن:ماقلته فيه كثير من الصحة ولكن هناك من كتب وبحث كثيرا في تمحيص الأسانيد على طريقة المحدثين وآمل من رفع شئ من ذلك مما لدي من عمل الإخوة الفضلاء (وان لم اكن من اهل التمحيص لكن كان لي شرف الكتابة في أحد تلك الرسائل) وقد يسر الله بناء برنامج كبير يقوم بتخريج جميع آثار الطبري من الكتب المسندة دون الحكم عليها
واما أخي الكبير مساعد فما زلت مفيدا لنا وقد وجدت بعدك أن للطبري روايتين عن الامام أفادني بالثانية الشيخ أكرم زيادة ولعلها مناسبة أن اعرض طريقته في ترجمة رجال الطبري ودقته في ذلك
قال وفقه الله لكل خير
- أبو عبد الله البخاري (35645)
(الترمذي،والنسائي)
(طب: 11ر/7ش) [يقصد عدد رواياته عن الطبري- وعدد شيوخه]
(تف: 2ر / 1ش)، و (تخ: 9ر/6) [يقصد في التفسير وفي التاريخ]
أبو عبد الله،محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة، الجعفي، مولاهم، البخاري، وُلِدَ سنة أربع وتسعين ومائة، وتوفي في شوال، سنة ست وخمسين ومائتين، وله اثنتان وستون سنة، من الحادية عشرة، جبل الحفظ، وإمام الدنيا في فقه الحديث.
روى عن: آدم [بن أبي إياس العسقلاني] (تف: 35645 و35654)، وأمية بن خالد (تخ 2/ 3)، وسعيد بن الحكم بن أبي مريم (تخ: 2/ 4 *)، وعمرو بن عثمان الحمصي (تخ: 1/ 572)، وأبي نعيم الفضل بن دكين (تخ: 2/ 3 و2/ 4) وقتيبة بن سعيد (تخ: 2/ 3 و2/ 4)، وأبي داود سليمان بن داود الطيالسي (تخ: 2/ 3).
روى عنه: أبو جعفر محمد بن جرير الطبري.
التعديل والتجريح: اكتفيت بذكر المواضع التي روى الطبري فيها عنه. والأثران المذكوان في التفسير من طريقه، ليسا في (الصحيح) من طريق (آدم بن أبي إياس)؛ ولم يذكرهما في (الصحيح) لا من طريق مرفوعة، ولا موقوفة، ولا مرسلة، ولا معلقة، وإنما بوب بابا فقال في: (ج:6/ ص: 2703)
باب قول الله تعالى: ? وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ?
وذكر تحت هذا الباب أحاديث الرؤية وهي:-
(6997) من طريق، عمرو بن عون، و (6998) من طريق، يوسف ابن موسى.
و (6999) من طريق، عبدة بن عبد الله، و (7000) من طريق، عبد العزيز بن عبد الله.
و (7001) من طريق، يحيى بن بكير، و (7002) من طريق، حجاج ابن منهال.
وتتبعت مرويات (البخاري) في (الصحيح)، عن (آدم بن أبي إياس) عن (مبارك - وهو بن فضالة -) فلم أقف لـ (آدم) على رواية عنه.
ولم أقف للبخاري على رواية من طريق (مبارك) في «الصحيح»، إلا في موضع واحد من كتاب الكسوف:-
6 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم «يخوف الله عباده بالكسوف» قاله أبو موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذه المتابعة في: الحديث رقم: 1001 ج:1/ص: 356، من طريق موسى وهو بن إسماعيل التبوذكي - قاله، ورجحه (الحافظ) في «الفتح» (1/ 537/1048) – فقال البخاري فيها:-
وتابعه موسى، عن، مبارك، عن الحسن، قال: أخبرني أبو بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم «إن الله تعالى يخوف بهما عباده»، وتابعه أشعث، عن، الحسن. انتهى.
وأما الآثار التي أخرجها عنه في «التاريخ» فقد تابع أثر (أبا نعيم) الأول (2/ 3) محمد بن عبد الله الأسدي عن حيان به.
أخرجه ابن أبي شسبة في «المصنف» (7/ 26/33952). وعزاه الحافظ في «الفتح» (7/ 268/ 3719) إلى تاريخ أبي نعيم.
وأما أثر قتيبة الأول أيضاً (2/ 3) فقد عزاه الحافظ في «الفتح» (7/ 268/ 3719) إلى «الأدب المفرد». ولم أقف عليه فيه.
وإنما سقت ذلك لإثبات روايات الطبري عن البخاري؛ وأما رواية البخاري عن الحمصي؛ فلم أجد في ترجمة الحمصي هذا رواية للبخاري عنه، ولا وجدت في مرويات البخاري رواية له عن الحمصي، وقد ترجمت له في «المعجمين الصغير، والكبير». والله أعلم.
ـ[عبدالله بن عمر]ــــــــ[17 Aug 2005, 09:49 م]ـ
ألا يمكن إضافة هذا الموضوع للمواضيع المقترحة للبحث؟!
وننتظر طرح الشيخ مساعد في هذا الموضوع .....
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[25 Jan 2008, 10:47 ص]ـ
غفر الله للجميع
وقد يسر الله بناء برنامج كبير يقوم بتخريج جميع آثار الطبري من الكتب المسندة دون الحكم عليها
.
أين أجد هذا البرنامج بارك الله فيك؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Jan 2008, 12:41 م]ـ
موضوعات لها صلة ..
- عرض كتاب (معجم شيوخ الطبري الذين روى عنهم في كتبه المسندة المطبوعة) للشيخ أكرم الفالوجي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7038)
- صدور (المعجم الصغير لرواة الإمام ابن جرير الطبري) لأكرم زيادة ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7259) .(/)
أحكام القرآن لاسماعيل بن اسحاق القاضي
ـ[موراني]ــــــــ[14 Aug 2005, 02:57 م]ـ
يسعدني أن أبشر محبي التراث عامة والمختصين بتفسير القرآن وعلومه خاصة أنّ
كتاب أحكام القرآن لاسماعيل بن اسحاق الجهضمي القاضي
(ت 282)
تمّ طبعه وصدر عن دار ابن حزم في بيروت.
وذلك بتحقيق الصديق العزيز الدكتور عامر حسن صبري.
واعتمد في اخراج هذا الكتاب على الأجزاء والأوراق المتبقية منه وهي محفوظة في رصيد المكتبة العتيقة بالقيروان.
هذا , وأتمنى ألا * يلومني * صاحب التحقيق بسبب اسراعي في اعلان هذا الخبر .................
ـ[الميموني]ــــــــ[31 Aug 2005, 01:26 ص]ـ
مشكور جدا
و إذا كنتم قرأتم الكتاب فأعطونا بعض التفاصيل عنه فمن المعلوم أن الموجود منه إنما هو شيء قليل بالنسبة لذلك الكتاب العظيم
ـ[موراني]ــــــــ[31 Aug 2005, 09:18 ص]ـ
عبد الله الميموني المحترم ,
نعم , الأوراق المتبقية قليلة بنسبة الى حجمه في الأصل الا أن ما وجدنا منه هو برواية عن المؤلف مباشرة وانتشر بالقيروان مبكرا وفيه سماع مؤرخ على عام 282 هـ.(/)
سؤال عن ترتيل الاستعاذة عند البدء في القراءة؟
ـ[أبو حسن]ــــــــ[14 Aug 2005, 04:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أمابعد:
ماحكم ترتيل الإستعاذة عند البدء في القراءة وهل هي من الذكر فلا يجوز ترتيلها؟
وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[02 Sep 2005, 08:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. أولا: الاستعاذة قراءتها مستحبة عند إرادة القراءة وهذا هو مذهب الجمهور وذهب بعض العلماء إلى انها واجبة. ثانياً: تقرأ الاستعاذة قبل القراءة وليس بعدها كما فهم البعض وروي هذا عن أبي هريرة، والاستعاذة ليست آية من القرآن بالإجماع.
ثالثاً: الاستعاذة عند التلاوة يكون حكمها في الترتيل حكم التلاوة، لأنها تابعة للتلاوة. ولكن الاستعاذة يسرُّ بها إلا في حالتين:
1 - في المحافل. 2 - في مقام التعليم للبادئ. وفي هاتين الحالتين يجهر بالاستعاذة كما قرره القراء.
ـ[أبو زينب]ــــــــ[04 Sep 2005, 12:42 ص]ـ
أخي الفاضل أبو حسن وفقه الله
إليك هذه المقتطفات من تفسير قوله تعالى "فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم "
أولا من " الجواهر الحسان في تفسير القرآن " للثعالبي
قال الله عز وجل فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم معناه إذا أردت أن تقرأ فأوقع الماضي موقع المستقبل لثبوته
وأجمع العلماء على أن قول القارىء اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ليس بآية من كتاب الله
واجمعوا على استحسان ذلك والتزامه عند كل قراءة في غير صلاة
واختلفوا في التعوذ في الصلاة فابن سيرين والنخعي وقوم يتعوذون في كل ركعة ويمتثلون أمر الله سبحانه بالاستعاذة على العموم في كل قراءة.وابو حنيفة والشافعي يتعوذان في الركعة الأولى من الصلاة ويريان قراءة الصلاة كلها كقراءة واحدة. ومالك رحمه الله لا يرى التعوذ في الصلاة المفروضة ويراه في قيام رمضان. ولم يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تعوذ في صلاة.
وأما لفظ الاستعاذة فالذي عليه جمهور الناس وهو لفظ كتاب الله تعالى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وأما المقرءون فأكثروا في هذا من تبديل الصفة في اسم الله وفي الجهة الأخرى كقول بعضهم أعوذ بالله المجيد من الشيطان المريد ونحو هذا مما لا أقول فيه نعمت البدعة ولا أقول أنه لا يجوز.
ثانيا من " التحرير والتنوير " لابن عاشور:
فأما الذين حملوا تعلق الأمر بالاستعاذة أنها بعد الفراغ من القراءة فقالوا لأن القارئ كان في عبادة فربما دخله عجب أو رياء وهما من الشيطان فأمر بالتعوذ منه للسلامة من تسويله ذلك
ومحمل الأمر في هذه الآية عند الجمهور على الندب لانتفاء أمارات الإيجاب فإنه لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم بينه. فمن العلماء من ندبه مطلقا في الصلاة وغيرها عند كل قراءة. وجعل بعضهم جميع قراءة الصلاة قراءة واحدة تكفي استعاذة واحدة في أولها وهو قول جمهور هولاء. ومنهم من جعل قراءة كل ركعة قراءة مستقلة
ومن العلماء من جعله مندوبا للقراءة في غير الصلاة وهو قول مالك وكرهها في قراءة صلاة الفريضة وأباحها بلا ندب في قراءة صلاة النافلة
ولعله رأى أن في الصلاة كفاية في الحفظ من الشيطان
وقيل: الأمر للوجوب فقيل في قراءة الصلاة خاصة ونسب إلى عطاء. وقد أطلق القرآن على قرآن الصلاة في قوله تعالى (إن قرآن الفجر كان مشهودا)
وقال: الثوري بالوجوب في قراءة الصلاة وغيرها. وعن ابن سيرين تجب الاستعاذة عند القراءة مرة في العمر وقال قوم: الوجوب خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم والندب لبقية أمته
ومدارك هذه الأقوال ترجع إلى تأويل الفعل في قوله تعالى (قرأت) وتأويل الأمر في قوله تعالى (فاستعذ) وتأويل القرآن مع ما حف بذلك من السنة فعلا وتركا
وعلى الأقوال كلها فالاستعاذة مشروعة للشروع في القراءة أو لإرادته وليست مشروعة عند كل تلفظ بألفاظ القرآن كالنطق بآية أو آيات من القرآن في التعليم أو الموعظة أو شبههما خلافا لما يفعله بعض المتحذقين إذا ساق آية من القرآن في غير مقام القراءة أن يقول كقوله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويسوق آية.
اهـ.
ـ[سلسبيل]ــــــــ[08 Sep 2005, 01:35 م]ـ
قال الشيخ د. محمد عبد العزيز الخضيري في محاضراته في الأكادييمية الإسلامية المفتوحة " تفريغ كتابي الدرس الرابع عشر "
" ننبه أيها الأحبة إلى أن الاستعاذة ليست آية من القرآن بل هي ذكر يقال قبل قراءة القرآن الكريم؛ لأن الله قال: ? فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ? [النحل: 98]، فهو ذكر يقال قبل قراءة القرآن الكريم، وبذلك نحن نقول لا ينبغي لمن يقرأ القرآن ـ إذا أراد أن يستعيذ ـ أن يستعيذ بنفس التلاوة التي يقرأ بها القرآن الكريم، بل يقول مثلا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ذكر يقال قبل قراءة القرآن الكريم، ثم يرتل ما يريد أن يقرأه من كلام الله سبحانه وتعالى."
------------
ويفهم من كلام الشيخ باستدلاله بالآية " فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم " أن الله سبحانه وتعالى فصل ما بين قراءة القرآن والإستعاذة فهي ذكر وليست من التلاوة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الدوسري]ــــــــ[08 Sep 2005, 05:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الاستعاذة والبسملة في بعض حالاتها والتكبير والتهليل والتحميد والتأمين كلها ملحقة بالتلاوة وإن لم تكن من القرآن.
وقد درج مشايخنا في تلاواتهم وحال التلقي عنهم الأخذ بذلك، إى إعطاؤها حكم التلاوة من حيث الترتيل.
والخطب في ذلك يسير لأن الترتيل أصلا قدر زائد على التلاوة.
والله أعلم.
ـ[أبو حسن]ــــــــ[10 Sep 2005, 06:26 ص]ـ
فضيلة الشيخ: أحسن الله إليكم أرجوا توضيح قولكم (في بعض حالاتها)
ـ[إبراهيم الدوسري]ــــــــ[15 Sep 2005, 05:07 م]ـ
أي إذا لم تكن آية، ومن الحالات التي اتفق علي أنها ليست بآية تلاوتها في أوساط السور، وهي آية باتفاق في سورة النمل عند قصة سليمان عليه السلام، كما أن البسملة مختلف في كونها آية في سورة الفاتحة وفي أوائل السور.
ـ[أبو حسن]ــــــــ[15 Sep 2005, 05:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا البيان الشافي(/)
الشنقيطي رحمه الله وكلام نفيس عن ((علاج قلة وضعف المسلمين امام الكفار))
ـ[العامر]ــــــــ[15 Aug 2005, 01:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرات لـ الشنقيطي رحمه الله في كتيب يعنوان (الاسلام دين كامل) ما نصه:
المسأله التاسعه: مسألة ضعف المسلمين وقلة عددهم وعددهم بالنسبة الى الكفار
فقد أوضح الله جل وعلا علاجها في كتابه فبين انه ان علم من قلوب عباده الإخلاص كما ينبغي كان من نتائج ذلك الإخلاص ان يقهروا ويغلبوا من هو اقوى منهم، ولذا لما علم جل وعلا من أهل بيعة الرضوان الإخلاص كما ينبغي ونوه بإخلاصهم في قوله (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً).
بين ان من نتائج ذلك الاخلاص انه تعالى يجعلهم قادرين على مالم يقدروا عليه قال (وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً). فصرح بانهم قادرين عليها وانه أحاط بها فأقدرهم عليها وجعلها غنيمة لهم لما علم من إخلاصهم.
ولذلك لما ضرب الكفار على المسلمين في غزوة الأحزاب ذلك الحصار العسكري العظيم المذكور في قوله (إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً) .. كان علاج هذا الضعف والحصار العسكري الإخلاص لله وقوة الإيمان قال تعالى (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً).
فكان من نتاج ذلك الاخلاص ما ذكره الله بقوله (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً (25) وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً (26) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً).
وهذا الذي نصرهم الله به ماكانوا يظنونه وهو الملائكة والريح: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً).
ولاجل هذا كان من الادلة على صحة دين الإسلام أن الطائفة القليلة الضعيفه المتمسكه به تغلب الكثيرة القوية الكافره: (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) ولذلك سمى الله تعالى يوم بدر آيه وبينه وفرقاناً لدلالته على صحة دين الاسلام قال (قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ) وذلك يوم بدر.
وقال تعالى (كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ) وذلك يوم بدر.
وقال (لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ) وذلك يوم بدر.
وهذا العلاج الذي اشرنا اليه انه علاج للحصار العسكري.
واشار تعالى في سورة المنافقون الى انه ايضاً علاج للحصار الاقتصادي وذلك في قوله (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا) وهو الذي اراد المنافقون ان يفعلوه بالمسلمين هو عين الحصار الاقتصادي وقد أشار تعالى الى أن علاجه قوة الإيمان به وصدق التوجه اليه جل وعلا بقوله (وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ).
لان من بيده خزائن السموات والارض لايضيع ملتجئاً اليه مطيعاً له (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ).
وبين ذلك ايضاً (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء).(/)
الناسخ والمنسوخ ....
ـ[البار بوالديه]ــــــــ[15 Aug 2005, 01:56 ص]ـ
ماهي أشمل الكتب المؤلفة عن النَّاسخ والمنسوخ
أسأل عن الكتب التي تناولت هذا الموضوع لمؤلفين من النصف الثاني من القرن العشرين
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Aug 2005, 10:24 ص]ـ
من أشملها كتاب (النسخ في القرآن الكريم) للدكتور مصطفى زيد رحمه الله.
ـ[ marmar_egy2005] ــــــــ[20 Aug 2005, 06:37 م]ـ
اخيرا تم اعتماد اسم لي بعد معاتاة في محاولة للأشتراك في هذا المنتدي
المهم عشان ماطولش عليكم
فيه موضوعان كتبوا في المنتدي أري انهم مهمين اكتر من كده للبحث
الاول هو كتاب المصاحف للسجستاني
والثاني هو موضوع النواسخ في القرأن
انا شايفه ان كتير من علماء المسلمين يتهربون من مناقشة الناسخ والمنسوخ!!!!!!!!!! دون توضيح اي اسباب
سؤالي لماذا كل هذا التعتيم في محاولة لاغراق حقائق وتغيبها؟؟؟؟
سؤالي التاني اين هو اصل المصحف وهل المصحف الموجود حاليا هو المصحف العثماني علي اقل تقدير!!!!!
صحيح ده اول مشاركة لي بس اتمني اكون ضيفة خفيفه علي قلبكم
ائشكركم تحياتي(/)
حول مسألة الحكم بغير ما أنزل الله: في ضوء القران والسنة
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[15 Aug 2005, 06:02 م]ـ
تعد مسألة (الحكم بغير ما أنزل الله) من كبرى مفردات الفكر التكفيري، وأخطرها على الإطلاق، إذ إنَّ أصحابه يطلقون إزاءها القول بالتكفير ولا يفصلون، ويوالون عليها ويعادون. فبات لزاماً أن يكتب في هذه المسألة في ضوء الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة؛ لتهتك تلك الغشاوات التي حجبت عقول شباب الأمة عن التصور الصحيح لهذه المسألة وإنزالها منزلتها من الدين والعقيدة " .. فكان بحثي هذا.
فهل صحيح أن من يقول بالتفصيل في مسألة القوانين الوضعية يعد من المرجئة؟ أم أن هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة الذي تقتضيه أصولهم البينة النيرة .. ؟
وهل هناك نصوص عن أئمة الإسلام مثل ابن راهويه وابن تيمية وابن القيم وابن كثير وابن حزم تدل على كفر من حكم بالقوانين الوضعية دون تفصيل؟ وما حقيقة الإجماعات التي يحكيها مخالفونا عن هؤلاء الأئمة؟ ومتى يُكفّر الحاكم بغير ما أنزل الله؟ وما معنى مصطلحات مثل التبديل والالتزام .. ؟
أسئلة كثيرة ومهمة, تحتاج إلى إجابة شافية قاطعة مُؤَصِلة .. تستأصل شأفة الخلاف بعيدا عن التعصب وضيق الأفق واتباع المتشابهات وترك المحكمات.
وللإجابة على هذه الأسئلة نستعين بالله ونتوكل عليه, ونقول كما قال موسى عليه السلام: "رب اشرح لي صدري, ويسر لي أمري, واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي". ونقول: "ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا إنك أنت الوهاب".
وانظر بحثي كاملا بكل أجزائه (حول مسألة الحكم بغير ما أنزل الله: في ضوء القران والسنة) في الملتفى المفتوح, حيث سأضعه هناك قريبا إن شاء الله.
وسوف أضع هنا ما يتناسب مع هذا القسم من الملتقى.
ولنبدأ بعون الله:
1 - نظرات تأصيلية حول آيات الحكم بغير ما أنزل الله
" لكي يستقيم للمخالف استدلاله بآية المائدة (44) {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} على ما أقام له كتابه من كفر جميع من لم يحكم بما أنزل الله دون تفصيل .. اللهم إلا من حكم منهم في واقعة معينة من غير استحلال. وذهب ينكر كينونة الشمس في رابعة النهار, فادعى أن اليهود (لم يكونوا مستحلين)!! "
أقول ردا على ذلك: الإشكالات والتردد في قضية التكفير وفي تفسير آيات الحكم بغير ما أنزل الله عند كثير من الباحثين- مثل: أن حكم الآية خاص بأهل الكتاب، ولا يتعدى إلى المسلمين. أو أن حكمها عام يدخل فيه الجميع .. إلخ- يقطعه ما سوف سأقوله الآن بإذن الله:
(((هناك فرق كبير جدا وواضح وضوح الشمس في كبد السماء بين دلالة السبب والسياق والقرائن على تخصيص العام وعلى مراد المتكلم, وبين مجرد ورود العام على سبب, فإنه لا يقتضي التخصيص))).
تأمل أخي هذه العبارة جيدا - وقد نبه إلى هذه القاعدة الإمام ابن دقيق العيد (نيل الأوطار 4: 305 - 307) , وعنه العلامة القرضاوي (فقه الصيام ص44) - فهي مهمة جدا وخطيرة, تفصل النزاع في الكثير والكثير من القضايا. مثلا قضية الصوم في السفر وحديثها الشهير (ليس من البر الصيام في السفر) .. , هذا الحديث ليس على عمومه وإطلاقه هكذا, بل اقرأ –لزاما, وقبل أن تكمل تعليقي هذا- سبب ورود الحديث, ثم طبق عليه هذه القاعدة. ثم طبق ذلك على آيات الحكم بغير ما أنزل الله ...
فقد روى مسلم عن البراء بن عازب قال: مر على النبي صلى الله عليه وسلم بيهودي محمماً مجلوداً فدعاهم صلى الله عليه وسلم فقال هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم قالوا نعم .. الحديث.
فتأمل قولهم ((نعم)) , فقد جعلوه ديناً كباقي الشرائع المنصوص عليها في كتابهم، وبهذا النص تفهم معنى التبديل الذي أراده العلماء ويَظهَرُ لك أنّ المقصود بـ (الكافرون) في آية المائدة هو المبدل للشرع .. " فإن حكم إنسان بما عنده على أنه من عند الله فهو تبديل له يوجب الكفر، وإن حكم به هوى ومعصية فهو ذنب تدركه المغفرة على أصل أهل السنة في الغفران للمذنبين". [وانظر لزاما (الباب الثاني- الفصل الرابع من هذا البحث؛ لتعلم المقصود بمصطلح التبديل عند العلماء)].
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الإمام الحافظ إسماعيل بن إسحاق القاضي المتوفى سنة (282هـ) في آيات الحكم بغير ما أنزل الله –فيما نقله عنه أبو رائد المالكي في مقاله: الحكم بغير ما أنزل الله .. مسألة العصر-: " فمن فعل مثل ما فعلوا (أي اليهود) واقترح حكماً يخالف به حكم الله وجعله ديناً يعمل به فقد لزمه مثل ما لزمهم من الوعيد المذكور حاكماً كان أو غيره ".
إليك -ثانية- نص الحديث من صحيح مسلم كاملا فاصلا قاطعا: جعلت تعليقاتي على متن الحديث بين أقواس هكذا (()):
(1700) قال مسلم: حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة. كلاهما عن أبي معاوية. قال يحيى: أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش، عن عبدالله بن مرة، عن البراء بن عازب. قال:
مر على النبي صلى الله عليه وسلم بيهودي محمما ((أي مسود الوجه، من الحممة، الفحمة)) مجلودا. فدعاهم صلى الله عليه وسلم فقا " هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ " قالوا: نعم ((تنبه أخي القارئ إلى هذه الكلمة جيدا)). فدعا رجلا من علمائهم. فقال " أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ " قال: لا. ولولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك. نجده الرجم. ولكنه كثر في أشرافنا. فكنا، إذا أخذنا الشريف تركناه. وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد. قلنا: تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع. فجعلنا التحميم والجلد مكان الرجم ((أي أنهم بدلوا التوراة وحرفوها وغيروا الأحكام الموجودة فيها بتبديلها, فحذفوا حكم الله من التوراة, ووضعوا مكانه ما شرعوا هم بأهوائهم .. ,فتأمل)). فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم! إني أول من أحيا أمرك إذا أماتوه ". فأمر به فرجم. فأنزل الله عز وجل: {يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر. إلى قوله: إن أوتيتم هذا فخذوه} [5 /المائدة /41] يقول ((أي العالم اليهودي الذي سبق ذكره في أول الحديث)): ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم. فإن أمركم بالتحميم والجلد فخذوه. وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا ((كلمة "فاحذروا" واضحة كل الوضوح لكل ذي عينين في أنهم يسخطون على حكم الله ويأنفون منه, بل يفضلون حكم أهوائهم على حكم الله, وهذا هو الكفر بعينه كما يقول أهل السنة والجماعة)). فأنزل الله تعالى: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون [المائدة /44]. ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون [المائدة /45]. ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون [المائدة /47]. في الكفار كلها.
رواه مسلم وأبو داود وأحمد والبيهقي وغيرهم. وهو حديث صحيح جدا صححه مسلم والوادعي (الصحيح المسند ص95) , وهو كما قالا
فتأمل –أخي القارئ- جيدا في الحديث, وما علقتُ عليه.
وتأمل ما جاء في الحديث " فأنزل الله تعالى ((فكان إنزال الله لهذه الآيات مترتبا على ما فعلته اليهود, فدلالة السبب والسياق والقرائن التي وردت في سبب النزول قاطعة كل القطع في أن الآية وردت في من لم يحكم بما أنزل الله جاحداً ومبدلا)): ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ".
وبهذا يتضح أنهم لم يستحلوا ما وضعوه بقولهم ((نعم)) فحسب, بل إنهم ذهبوا إلى ما هو أبعد-كما يقول العنبري- من الاستحلال .. إلى الرضا والتسليم والإقرار بأن هذا هو حكم التوراة.
وبهذا قال أئمة الإسلام: الطبري, والجصاص, وابن كثير, وغيرهم ممن سترى أقوالهم في الفصل الثاني من هذا الباب.
وبهذا تعلم بطلان كلام من يحتج بهذه الآية على كفر من حكم بالقوانين الوضعية من غير التفصيل الذي ذكرناه في الباب الأول: فصل (قبل أن نبدأ).
هداني الله وإياك إلى ما فيه الصواب. والحمد لله أولا واخرا.
2 - حول قول الله عز وجل "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون", وأقوال العلماء فيها.
إن قول الحق تبارك وتعالى: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" فيه عمومان اثنان –كما أشار إلى ذلك فضيلة الشيخ بندر العتيبي-:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول منهما: (من) التي تشمل -بعمومها- كل حاكمٍ بغير ما أنزل الله، فلا تقتصر على القاضي أو ولي الأمر الأكبر أو نائبه فقط؛ بل يدخل في هذا العموم كلُّ أحدٍ حكم بغير ما أنزل الله حتى الأب بين أولاده. لذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وكل من حكم بين اثنين فهو قاض سواء كان صاحب حرب أو متولي ديوان أو منتصبا للاحتساب بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى الذي يحكم بين الصبيان في الخطوط فإن الصحابة كانوا يعدونه من الحكام) مجموع الفتاوى 18/ 170 , فكل من انتصب للقضاء بين الناس فهو حاكم ولا يشترط أن يكون في دار قضاء، فتأمل هذا المعني جيدا.
لذلك هذه الآيات تعم الإمام الأكبر، وتعم القاضي، والمحتسب، والمعلم، والعامل، والزوجة… وهكذا، وأيضاً هي تعم جميع أحكام الله تعالى، فكل حكم أنزله الله تعالى في كتابه أو على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم من الفرائض والواجبات أو الحدود .. ؛ مما علم في الدين بالضرورة، أو ما ثبت من الشرع، وبان بياناً واضحاً لا إشكال فيه ولا شبهة، صغيراً كان أو كبيراً داخل في هذه الآية. فأكل الربا، و الزنا، و شرب الخمر، ووطأ الحائض حال حيضها. لذلك لما فهم السلف رضي الله عنهم ذلك على هذا الوجه جعلوا الكفر في الآية كفر دون كفر, كما أنهم لا يمكن بحال من الأحوال أن يستدلوا بهذه الآية على تكفير حكام المسلمين الكفر الأكبر بدون تفصيل؛ لأنهم لو فعلوا ذلك للزمهم أن يكفروا كل صاحب كبيرة، حيث إن من زنا فقد حكم بغير ما أنزل الله، ومن شرب الخمر متعمداً فقد حكم بغير ما أنزل الله …وهكذا. ولذلك فالأصل في الآية هو كفر دون كفر إلا أن هناك صورة تلحق صاحبها بالكفر الأكبر؛ ما إذا حكم الشخص بغير ما أنزل الله مستحلاً لذلك أو جاحداً به أو مكذباً له أو معانداً أو شاكاً أو غير ذلك من أسباب الكفر, وتحققت فيه شروط التكفير، وانتفت عنه موانعه.
ولسنا نقول هذا تهويناً من شأن الحكم بما أنزل الله, بل نحن نعلم يقيناً أن الحاكمين والمحكومين والمتحاكمين إلى القانون اللعين الذي هو بئس القرين قد أتوا شيئاً إداً؛ تكاد السماوات يتفطرن منه، وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا, وأن هذا الفعل أشد عند الله من القتل والزنى والسرقة وشرب الخمر والربا وجميع الموبقات والمهلكات عدا الشرك بالله. ونحن لا نكتب ما نكتب إلا ردّاً لغلو الغالين، وتكفير المكفرين؛ الذين فتحوا الباب مشرعاً –بأفعالهم وأقوالهم – لكل أعداء الدين ومناوئيه؛ ليصفوا الإسلام بالتطرف، والمسلمين بالإرهاب .. من غير تمييز، وبلا تفصيل .. , فكانوا – بسوء صنيعهم – سداً منيعاً في وجه الدعوة الحقة للإسلام الحق، وسبباً كبيراً للضغط على المسلمين واستنزاف مقدراتهم، وشل قواهم, فالله يصلحهم، ويسدد دربهم.
فلا يهولنك أخي المسلم ما تسمعه من إطلاق لفظ مرجئ على من قال ذلك؛ فهو قول السلف قاطبة, وقد ذكر العلامة أبو الفضل السكسكي الحنبلي رحمه الله تعالى:"أن طائفة المنصورية – وهم مبتدعة ضلال – نبزوا أهل السنة بالإرجاء، لكونهم لا يكفرون تارك الصلاة إذا لم يجحدها!! زاعمين أن هذا يؤدي إلى أن الإيمان عندهم قول بلا عمل". (البرهان في عقائد أهل الإيمان ص69)
والثاني من العمومين: أن (ما) التي تشمل – بعمومها أيضاً- كل حكمٍ لله تعالى، فلا تقتصر فقط على الأمور القضائية ولا الخصومات.
فإن نظرتَ لهذا التقرير المأخوذ من عمومِيْ الآية علمتَ أن هذا يشمل كلّ عاصٍ لله تعالى بأيّ معصيةٍ دقّت أو جلّت, استمر عليها طيلة حياته أو لم يستمر, جعلها مبدأ له طيلة حياته (مع اعترافه بحرمة ما يفعله) أو لم يجعلها؛ فالزاني –مثلاً- حقيقة أمره أنه قد حكّم هواه بدلاً من أن ُيحكِّم ما أنزل الله في شأن نفسه، وكذلك الحالق لحيته والجائر بين أولاده والكاذب متعمدا وشارب الخمر .. فإنهم قد حكّموا الهوى بدلاً من تحكيم شرع الله تعالى في شأن اللحية والعدل في التعامل مع الأولاد واجتناب الزنا والخمر والكذب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولأجل هذه اللوازم الفاسدة التي مآلها التكفير بالذنب جاءت نصوصُ العلماء حاسمةً للمسألة مبيِّنةً للفهم الصحيح للآية من أنها ليست على ظاهرها هذا. فلقد فسر السلف رضي الله عنهم قوله تعالى " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " بأنه كفر دون كفر أو كفر لا يخرج من الملة. فالمعنى الصواب والصحيح للآية أن من لم يحكم بما أنزل الله جاحداً أو مبدلاً فقد كفر. فالكفر المذكور في الآية المعنيون به هم اليهود ومن فعل فعلهم. ويدخل في معنى "الجحودِ والتبديلِ" "الاستخفافَ بأحكام الشريعة والاستهزاءَ بها, أو تفضيلَ غيرها عليها, أو اعتقادَ عدم وجوب العمل بها, أو اعتقادَ جواز الحكم بالقوانين الوضعية المخالفة للشريعة ".
ولا يلزم من ذلك-كما هو واضح بين لكل منصف باحث عن الحق والحقيقة, مفارق لربقة الهوى والتعصب- أنه لا يكفر إلا بالجحود. وقول المرجئة-هداهم الله- يحصر الكفر في الجحود.
وإليك كلام الأئمة, وأعلام الأمة .. كاملا بنصه وحروفه, ليكون هذا الكتاب الذي بين يديك جامعا مستغنيا عن غيره, ولتعلم تواتر ما ذكرت لك في تفسير الآية في أمتنا الإسلامية:
1 - قال الإمام ابن القيم في كتاب الصلاة ص55: " فصل: الكفر نوعان: كفر عمل، وكفر جحود وعناد. فكفر الجحود: أن يكفر بما علم أن الرسول (ص) جاء به من عند الله جحوداً وعناداً من أسماء الرب، وصفاته، وأفعاله، وأحكامه. وهذا الكفر يضاد الإيمان من كل وجه.
وأما كفر العمل: فينقسم إلى ما يضاد الإيمان وإلى ما لا يضاده .. فالسجود للصنم، والاستهانة بالمصحف، وقتل النبي وسبه .. يضاد الإيمان. وأما الحكم بغير ما أنزل الله وترك الصلاة فهو من الكفر العملي قطعاً، ولا يمكن أن ينفي عنه اسم الكفر بعد أن أطلقه الله ورسوله عليه: فالحاكم بغير ما أنزل الله كافر، وتارك الصلاة كافر بنص رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن هو كفر عمل لا كفر اعتقاد. ومن الممتنع أن يسمى الله سبحانه الحاكم بغير ما أنزل الله كافراً ويسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم تارك الصلاة كافراً ولا يطلق عليهما اسم كافر، وقد نفى رسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان عن الزاني والسارق وشارب الخمر وعمن لا يأمن جاره بوائقه، وإذا نفى عنه اسم الإيمان فهو كافر من جهة العمل، وانتفى عنه كفر الجحود والاعتقاد، وكذلك قوله: [لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض] فهذا كفر عمل، وكذلك قوله: [من أتى كاهناً فصدقه أو امرأة في دبرها فقد كفر بما أنزل على محمد] وقوله: [إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما]، وقد سمى الله سبحانه وتعالى من عمل ببعض كتابه وترك العمل ببعضه مؤمناً بما عمل به وكافراً بما وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم?ترك العمل به، فقال تعالى: من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون، ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقاً منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم، أفتأمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟ فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما (البقرة: 84).?تعملون
فأخبر سبحانه أنهم أقروا بميثاقه الذي أمرهم به والتزموه، وهذا يدل على تصديقهم به أنهم لا يقتل بعضهم بعضاً ولا يخرج بعضهم بعضاً من ديارهم. ثم أخبر أنهم عصوا أمره وقبل فريق منهم فريقاً وأخرجوهم من ديارهم. فهذا كفرهم بما أخذ عليهم في الكتاب، ثم أخبر أنهم يفدون من أسر من ذلك الفريق، وهذا إيمان منهم بما أخذ عليهم في الكتاب، فكانوا مؤمنين بما عملوا به من الميثاق، كافرين بما تركوه منه. فالإيمان العملي يضاده الكفر العملي، والإيمان الاعتقادي يضاده الكفر الاعتقادي، وقد أعلن النبي صلى الله عليه وسلم بما قلناه في قوله في الحديث الصحيح: [سباب المسلم فسوق وقتاله كفر] , ففرق بين قتاله وسبابه، وجعل أحدهما فسوقاً لا يكفر به والآخر كفراً، ومعلوم أنه إنما أراد الكفر العملي لا الاعتقادي، وهذا الكفر لا يخرجه من الدائرة الإسلامية والملة بالكلية، كما لا يخرج الزاني والسارق والشارب من الملة وإن زال عنه اسم الإيمان.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا التفصيل هو قول الصحابة الذين هم أعلم الأمة بكتاب الله وبالإسلام والكفر ولوازمهما، فلا تتلقى هذه المسائل إلا عنهم. فإن المتأخرين لم يفهموا مرادهم فانقسموا فريقين: فريقاً أخرجوا من الملة بالكبائر وقضوا على أصحابها بالخلود في النار، وفريقاً جعلوهم مؤمنين كاملي الإيمان. فهؤلاء غلوا، وهؤلاء جفوا. وهدى الله أهل السنة للطريقة المثلى والقول الوسط الذي هو في المذاهب كالإسلام في الملل. فها هنا كفر دون كفر، ونفاق دون نفاق، وشرك دون شرك وفسوق دون فسوق، وظلم دون ظلم. قال سفيان بن عيينة عن هشام بن حجير عن طاووس عن ابن عباس في قوله تعالى {من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} المائدة:44) ليس هو بالكفر الذي يذهبون إليه.
وقال عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال: سئل ابن عباس عن قوله {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} قال: هو بهم كفر، وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله. وقال في رواية أخرى عنه: كفر لا ينقل عن الملة
وقال طاووس: ليس بكفر ينقل عن الملة. وقال وكيع عن سفيان عن بن جريج عن عطاء: كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق.
وهذا الذي قاله عطاء بين في القرآن لمن فهمه، فإن الله سبحانه سمى الحاكم بغير ما أنزله كافراً. وسمى جاحد ما أنزله على رسوله كافراً. وليس الكافران على حد سواء ".
2 - سأل إسماعيل بن سعد الإمام أحمد بن حنبل: (ومن لم يحكم بما أنزل الله .. ) ما هذا الكفر؟
قال: " كفر لا يخرج من الملة ". انظر مسائل ابن هانئ (2/ 192). وقال ابن هانئ في سؤالاته (2042): "وسألته عن حديث طاووس عن قوله: كفر لا ينقل عن الملة؟ قال أبو عبد الله: إنما هذا في هذه الآية: ?ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون? ".
وانظر مرويات الإمام أحمد فى التفسير2/ 45, ومسائل أحمد برواية أبي داود (209) -وقد طبع طبعتان الأولى بتحقيق الشيخ محمد رشيد رضا وتصحيح الأستاذ محمد بهجت البيطار طبع في مصر. والثانية بتحقيق طارق بن عوض الله مكتبة ابن تيمية ط1, 1420هـ -. وهو ما أكده الإمام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (7/ 522): " وقال ابن عباس وغير واحد من السلف ... كفر دون كفر وفسق دون فسق وظلم دون ظلم. وقد ذكر ذلك أحمد والبخاري وغيرهما".
وذكر شيخ الإسلام بن تيمية في "مجموع الفتاوى" (7/ 254)، وتلميذه ابن القيم في "حكم تارك الصلاة" (ص59 - 60): أن الإمام أحمد –رحمه الله- سئل عن الكفر المذكور في آية الحكم؛ فقال: "كفر لا ينقل عن الملة؛ مثل الإيمان بعضه دون بعض، فكذلك الكفر، حتى يجيء من ذلك أمر لا يختلف فيه".
3 - البخاري (انظر السطور السابقة).
4 - يقول الإمام أبو عبيد القاسم بن سلاّم في الإيمان (ص89: 90): " وأما الفرقان الشاهد عليه في التنزيل: فقول الله عز وجل: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" وقال ابن عباس: (ليس بكفر ينقل من الملة) وقال عطاء بن أبي رباح: (كفر دون كفر). فقد تبين لنا إذا كان ليس بناقل عن ملة الإسلام أن الدين باق على حاله وإن خالطه ذنوب فلا معنى له إلا أخلاق الكافر وسنتهم؛ لأن من سنن الكافر الحكم بغير ما أنزل الله. ألا تسمع قوله: " أفحكم الجاهلية يبغون ". وتأوليه عند أهل التفسير: أن من حكم بغير ما أنزل الله وهو على ملة الإسلام كان بذلك الحكم كأهل الجاهلية, إنما هو أن أهل الجاهلية كذلك كانوا يحكمون".
5 - يقول ابن جرير الطبري في "جامع البيان" (6/ 166): "وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب: قول من قال: نزلت هذه الآيات في كفّار أهل الكتاب، لأن ما قبلها وما بعدها من الآيات ففيهم نزلت، وهم المعنيون بها، وهذه الآيات سياق الخبر عنهم، فكونها خبراً عنهم أولى.
فإن قال قائل: فإن الله تعالى قد عمّ بالخبر بذلك عن جميع من لم يحكم بما أنزل الله، فكيف جعلته خاصاً؟! قيل: إن الله تعالى عمّ بالخبر بذلك عن قوم كانوا بحكم الله الذي حكم به في كتابه جاحدين، فأخبر عنهم أنهم بتركهم الحكم على سبيل ما تركوه كافرون، وكذلك القول في كلّ من لم يحكم بما أنزل الله جاحداً به، هو بالله كافر؛ كما قال ابن عباس".
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - يقول أبو عبد الله ابن بطة العكبري "الإبانة" (2/ 723): "باب ذكر الذنوب التي تصير بصاحبها إلى كفر غير خارج به من الملّة"، وذكر ضمن هذا الباب (2/ 733 - 737): الحكم بغير ما أنزل الله، وأورد آثار الصحابة والتابعين على أنه كفر أصغر غير ناقل من الملة".
7 - يقول الإمام محمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (2/ 520): ولنا في هذا قدوة بمن روى عنهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين؛ إذ جعلوا للكفر فروعاً- دون أصله- لا تنقل صاحبه عن ملة الإسلام، كما ثبتوا للإيمان من جهة العمل فرعاً للأصل، لا ينقل تركه عن ملة الإسلامة، من ذلك قول ابن عباس-أي كفردون كفر- في قوله تعالى: ?وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُون?.
وقال (2/ 523) معقباً على أثر عطاء- أي كفر دون كفر، وظلم دون ظلم, وفسق دون فسق-: وقد صدق عطاء؛ قد يسمى الكافر ظالماً، ويسمى العاصي من المسلمين ظالماً، فظلم ينقل عن ملة الإسلام وظلم لا ينقل".
8 - يقول ابن الجوزي في " زاد المسير" (2/ 366): وفصل الخطاب: أن من لم يحكم بما أنزل الله جاحداً له، وهو يعلم أن الله أنزله؛ كما فعلت اليهود؛ فهو كافر، ومن لم يحكم به ميلاً إلى الهوى من غير جحود؛ فهو ظالم فاسق، وقد روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس؛ أنه قال: من جحد ما أنزل الله؛ فقد كفر، ومن أقر به؛ ولم يحكم به؛ فهو ظالم فاسق".
9 - يقول ابن العربي "أحكام القرآن" (2/ 624): " وهذا يختلف: إن حكم بما عنده على أنه من عند الله، فهو تبديل له يوجب الكفر، وإن حكم به هوى ومعصية فهو ذنب تدركه المغفرة على أصل أهل السنة في الغفران للمذنبين". (انظر لزاما معنى التبديل في العنصر الرابع من هذا البحث)
10 - يقول الإمام القرطبي-وهو شيخ القرطبي صاحب التفسير الشهير- في المفهم شرح صحيح مسلم (5/ 117): "وقوله ? وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ? يحتج بظاهره من يكفر بالذنوب، وهم الخوارج!، ولا حجة لهم فيه؛ لأن هذه الآيات نزلت في اليهود المحرفين كلام الله تعالى، كما جاء في الحديث، وهم كفار، فيشاركهم في حكمها من يشاركهم في سبب النزول.
وقال أيضا في المفهم (5/ 117 - 118): "ومقصود هذا البحث، أنَّ هذه الآيات – آيات المائدة – المراد بها: أهل الكفر والعناد، وأنها وإن كانت ألفاظها عامة، فقد خرج منها المسلمون؛ لأنَّ ترك العمل بالحكم مع الإيمان بأصله هو دون الشرك، وقد قال تعالى: ?إن الله لا يَغْفِرُ أن يُشرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ? النساء:48. وترك الحكم بذلك ليس بشرك بالاتفاق، فيجوز أن يغفر، والكفر لا يغفر، فلا يكون ترك العمل بالحكم كفراً".
11 - قال الإمام القرطبي في الجامع لأحكام القرآن (6/ 190): " قوله تعالى: فأوْلئك هم الكافرون, والظالمون, والفاسقون. نزلت كلها في الكفار, ثبت ذلك في صحيح مسلم من حديث البراء (فذكره بطوله). فأما المسلم فلا يكفر وإن ارتكب كبيرة. وقيل: فيه إضمار, أي: ومن لم يحكم بما أنزل الله ردا للقرآن وجحدا لقول الرسول (ص) فهو كافر. قاله ابن عباس ومجاهد ".
12 - قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (3/ 267) في تفسير قوله تعالى " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " (المائدة 44): " أي هو المستحل للحكم بغير ما أنزل الله " أ. هـ
وقال أيضا (7/ 312): (وإن كان من قول السلف أن الإنسان يكون فيه إيمان ونفاق، فكذلك في قولهم أنه يكون فيه إيمان وكفر؛ ليس هو الكفر الذي ينقل عن الملة، كما قال ابن عباس وأصحابه في قوله تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قالوا: كفر لا ينقل عن الملة. وقد اتبعهم على ذلك أحمد وغيره من أئمة السنة.اهـ
وقال أيضا في منهاج السنة (5/ 130): " فهؤلاء إذا عرفوا أنه لا يجوز الحكم بغير ما أنزل الله، فلم يلتزموا ذلك، بل استحلوا أن يحكموا بخلاف ما أنزل الله فهم كفار، وإلا كانوا جهالاً، والحكم بما أنزل الله واجب ".
13 - يقول ابن كثير "تفسير القرآن العظيم" (2/ 61): ? وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ? لأنهم جحدوا حكم الله قصداً منهم وعناداً وعمداً.
(يُتْبَعُ)
(/)
14 - يقول البقاعي " نظم الدرر" (2/ 460): (ولما نهى عن الأمرين وكان ترك الحكم بالكتاب إما لاستهانة أو خوف أو رجاء أو شهوة رتب ختام الآيات على الكفر والظلم والفسق. قال ابن عباس: (من جحد حكم الله كفر ومن لم يحكم به وهو مقر فهو ظالم فاسق).
15 - يقول الشاطبي "الموافقات" (4/ 39): "هذه الآية والآيتان بعدها نزلت في الكفار، ومن غيّر حكم الله من اليهود، وليس في أهل الإسلام منها شيء؛ لأن المسلم –وإن ارتكب كبيرة- لا يقال له: كافر".
16 - يقول ابن حجر العسقلاني "فتح الباري" (13/ 120): "إن الآيات، وإن كان سببها أهل الكتاب، لكن عمومها يتناول غيرهم، لكن لما تقرر من قواعد الشريعة: أن مرتكب المعصية لا يسمى: كافراً، ولا يسمى – أيضاً – ظالماً؛ لأن الظلم قد فُسر بالشرك، فبقيت الصفة الثالثة"؛ يعني الفسق.
17 - يقول الخازن في تفسيره (1/ 310): " قال جماعة من المفسرين: إن الآيات الثلاث نزلت في الكفار ومن غيّر حكم الله من اليهود؛ لأن المسلم وإن ارتكب كبيرة لا يقال إنه كافر. وهذا قول ابن عباس وقتادة والضحاك. ويدل على صحة هذا القول ما روي عن البراء بن عازب).
18 - يقول الجصاص في أحكام القرآن (2/ 439): "المراد: جحود حكم الله، أو الحكم بغيره مع الإخبار بأنه حكم الله. فهذا كفر يخرج عن الملة، وفاعله مرتد إن كان قبل ذلك مسلماً. وعلى هذا تأوله من قال: إنما نزلت في بني إسرائيل، وزجرت فينا. يعنون أن من جحد حكم الله، أو حكم بغير حكم الله, ثم قال: إن هذا حكم الله؛ فهو كافر، كما كفرت بنو إسرائيل حين فعلوا ذلك ".
19 - يقول أبو المظفر السمعاني في تفسيره (2/ 42): " واعلم أن الخوارج يستدلون بهذه الآية، ويقولون: " من لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر، وأهل السنة قالوا لا يكفر بترك الحكم".
20 - يقول ابن عبد البر كما في التمهيد (5/ 74) في صدد الكلام على الكبائر: "وأجمع العلماء على أن الجور في الحكم من الكبائر لمن تعمد ذلك عالماً به رويت في ذلك آثار شديدة عن السلف وقال الله عز وجل (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) و (الظالمون) و (الفاسقون) نزلت في أهل الكتاب. قال حذيفة وابن عباس: وهي عامة فينا. قالوا ليس بكفر ينقل عن الملة إذا فعل ذلك رجل من أهل هذه الأمة حتى يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر".
21 - يقول الإمام ابن حزم في الفصل في الملل والنحل (2/ 227): "وكل معتقد أو قائل أو عامل فهو حاكم في ذلك الشيء، وإن خالفه بعمله معانداً للحق معتقداً بخلاف ما عمل به – قلت: أي الذي لم يجحد بقلبه وإنما عمل بما يضاد الحق وهو يعتقد أن الحق بخلاف ما عمل - فهو مؤمن فاسق، وإن خالفه معانداً بقوله أو قلبه فهو كافر مشرك".
22 - تأمل ما رواه الخطيب -رحمه الله- في (تاريخ بغداد 10/ 183، ترجمة الخليفة المأمون، ترجمة رقم5330):
"أخبرنا أبو محمد يحيى بن الحسن بن الحسن بن المنذر المحتسب، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدّل، أخبرنا أبو بكر بن دريد، أخبرنا الحسن بن خضر قال: سمعت ابن أبي دؤاد يقول: أُدخل رجلٌ من الخوارج على المأمون، فقال: ما حملك على خلافنا؟ قال: آيةٌ في كتاب الله تعالى. قال: وما هي؟ قال: قوله: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)، فقال له المأمون: ألكَ عِلمٌ بأنها مُنزَلة؟ قال: نعم، قال: وما دليلك؟ قال: إجماع الأمة، قال: فكما رضيتَ بإجماعهم في التنزيل فارضَ بإجماعهم في التأويل، قال: صدقتَ، السلام عليك يا أمير المؤمنين."
أقول: قد استجاب هذا (الخارجي) ورجع إلى الحق .. فهلا رجع إلى الحق – أيضاً – أولئك الحدثاء المحدثون، المتأثرون بالخوارج المبهورون بآرائهم السالكون نهجهم, الناسجون على منوالهم .. !! هذا ما نرجوه ونأمله من الله جل وعلا, قال تعالى (فَإِن لّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ فَاعْلَمْ أَنّمَا يَتّبِعُونَ أَهْوَآءهُمْ وَمَنْ أَضَلّ مِمّنْ اتّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مّنَ اللّهِ إِنّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ) القصص 50
وقال تعالى: (إِنّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوَاْ إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلََئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) النور51
(يُتْبَعُ)
(/)
23 - قال الإمام أبو السعود في تفسيره إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الحكيم (3/ 42): "?وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ? كائناً من كان، دون المخاطبين خاصة؛ فإنهم مندرجون فيه اندراجاً أولياً. أي: من لم يحكم بذلك مستهيناً به منكِراً، كما يقتضيه ما فعلوه من تحريف آيات الله تعالى اقتضاءً بيّناً ? فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ? لاستهانتهم به".
24 - يقول علامة الشام جمال الدين القاسمي في محاسن التأويل (6/ 1998): " كفر الحاكم بغير ما أنزل الله بقيد الاستهانة والجحود له, وهو الذي نحاه كثيرون وأثروه عن عكرمة وابن عباس).
وهناك نقول أخرى كثيرة انظرها في البحث هناك في الملتفى المفتوح بإذن الله.
3 - توحيد الربوبية والألوهية ومدى علاقته بالحكم بغير ما أنزل الله
" لقد وقفت على رسالة في مسألة الحكم بغير ما أنزل الله تناقض فيها صاحبها وأتى بما لم يأت به من سبقه من الغرائب، وقد قرر في رسالته أن هنالك فرقاً بين من حكم بغير ما أنزل الله دون أن يشرع قانوناً لذلك وبين من وضع قانوناً. فالأول لا يكفر وأما الثاني فهو وكل من حكَّم قانونه أو عمل به كافر خارج من الملة مادام أنه قد علم بمخالفته لحكم الله –وقد رددتُ على ذلك في كلامي تحت عنوان: قبل أن نبدأ-.
ودليله على ذلك: أن التشريع حق لله وحده وأن من شرَّع فإنه يلزمه أمران: رفض شريعة الله إذ لو لم يرفضها لما استبدل بها غيرها والثاني أنه تعدى على حق من حقوق الله وأن ذلك ينافي التوحيد, وأن الله سبحانه قد اختص بأشياء منها العبادة، ومنها الخلق والرزق التدبير، ومنها الحكم والتشريع أيضاً ... إلى أن قال: فمن صرف شيئاً اختص اللّه به لغيره فقد أشرك شركاً أكبر كالذي يعبد غير الله، أو يدعي علم الغيب من دون الله، أو يشرع من دون الله، وهذه قاعدة مطردة لا استثناء فيها ".
أقول ردا عليه: هذه مجازفة، "فالعزُّ والعظمة والكبرياء من أوصاف الله تعالى الخاصة به التي لا تنبغي لغيره" فيما يقول القرطبي في "المفهم", كما في حديث أبي سعيد وأبي هريرة، قالا: قال رسول الله (ص): "العزُّ إزارهُ، والكبرياءُ رداؤه، فمن ينازعني عذبته".
وقد أخرج الشيخان من حديث أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: "قال الله عز وجل: ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقاً كخلقي؟ فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبَّة، أو ليخلقوا شعيرة".
قال القرطبي في المفهم (5/ 432): "وقد دل هذا الحديث على أن الذم والوعيد إنما علَّق من حيث تشبهوا بالله تعالى في خلقه، وتعاطوا مشاركته فيما انفرد الله تعالى به من الخلق والاختراع".
ومما يؤكد أن المصورين ينازعون الله ما انفرد به، حديث عائشة قالت: "دخل علَّي رسول الله (ص) وقد سترتُ سهوةً لي بقرام فيه تماثيل، فلما رآه هتكه وتلوَّن وجههُ, وقال: "يا عائشة، أشد الناس عذاباً عند الله يوم القيامة الذين يُضَاهُون بخلق الله".
ومع أن المصورين ينازعون الله ما انفرد به، فإن أهل السُّنَّة لم يكفروا منهم إلاَّ من استحل أو قصد العبادة والمضاهاة، أما من لم يستحل، ولم يقصد العبادة والمضاهاة، فليس بكافر.
وأهل السنة كافة لا يكفرون من يستعظم نفسه ويحتقر غيره، وكذلك الخلق والتصوير من خصائصه سبحانه، فنحت التماثيل فيه مضاهاة لخلق الله تعالى, ولم يكفر أهل السنة منهم إلا من استحل ذلك أو قصد العبادة والمضاهاة. وصفوةُ القول أنَّ ثمة أوصافاً إلهية انفردَ اللهُ لها دون خلقهِ، كالكبرياء والعظمة والخلق والتصوير، وأهل السُّنَّة لم يكفروا المنازع له فيها بإطلاق، وإنما سلكوا منهج التفصيل، فكذلك التشريع والحكم إذا لم يكن عن استحلال فليس بكفر، وفاعله فاسق صاحب ذنب كبير، ولا يكفر كسائر الكبائر غير المكفرة –كما يقول الدكتور الفاضل خالد العنبري في هزيمة الفكر التكفيري ص25 - .
(يُتْبَعُ)
(/)
والذي ينبغي التنبيه عليه أن الشرك هنا في توحيد الربوبية بمعنى إعطاء حق التشريع - أي تشريع - لغير الله, وليس بالضرورة أن يكون صاحبه مشركاً شركاً أكبر لأن الشرك في الربوبية منه ما هو شرك أكبر ومنه ما هو شرك أصغر وضابط ذلك في مسألة الحكم بغير ما أنزل الله ما ذكرناه آنفاً وعليه إجماع الأمة أن الأمر يرجع إلى الجحود والاستحلال. ولا يقال أن من اتبع حكم القانونيين وهو يعلم أنه على ذنب أنه قد أعطى المخلوق حق التشريع من دون الله لأن هذا الأمر يتعلق بالاعتقاد كما قررنا وهو بهذه العقيدة الباطلة كافر ولو كان في مسألة يوافق حكمها حكم الله. أما بدون هذه العقيدة كأن يفعل ذلك إتباعاً للهوى أو تحقيقاً لمصلحة دنيوية فليس عندنا ما نكفره به.
أما ما يتعلق بالشرك في توحيد الألوهية فلا شك أنه لا يكون إلا شركاً أكبر لكن هل يقال لمن حكم بغير ما أنزل الله أنه صرف العبادة لغير الله، ليس الأمر كذلك لأنه في حقيقة الأمر خالف حكم الله ولم يصرف شيئاً من العبادة لغير الله, وإلا لزمك التكفير بالذنوب والمعاصي ولو كانت من الصغائر, وهذا باطل عاطل.
وقرر المخالفون أن تحكيم القوانين وجعلها نظاماً عاماً قرينة على الاستحلال القلبي –ويحتجون بكلام (يأتي في الفصل الرابع) مبتور للعلامة ابن عثيمين-.
أقول ردا عليهم: الذي عليه الأئمة قديماً وحديثاً أن كل ذنب دون الكفر (ومنه بالطبع- عند كل من أنصف- تحكيم القوانين وجعلها نظاماً عاماً) لا يعد قرينة على الاستحلال القلبي، فإن المعاصي التي دون الكفر بوجه عام إما أن يستحلها صاحبها عملياً أو قلبياً فبالأول يكون فاسقاً وبالثاني يكون كافراً ومن قال غير هذا فعليه البيان.
تنبيه: "ولا يفوتني التأكيد على أمر مهم, وهو أن الكتاب ليس قُرباناً لحكام المسلمين!! ولست أبتغي به مرضاتهم!! فو الذي نفسي بيده ليس هذا مقصدي؛ بل إنني أرمي لما هو أسمى من ذلك؛ ألا وهو نصرة المعتقد الحقّ؛ معتقدِ أهل السنة والجماعة في تلك المسائل، والتي أساء لها البعض بإيراداتهم وشبهاتهم. ومعاذ الله أن أكون قد كتبتُ ما كتبتُ محاباةً أو مجاملةً أو استماتةً في الدفاع عن الحكام! بل الباعث على تأليف هذا الكتاب هو حمايةُ: أصولِ أهل السنة والجماعة من هجمات المُغرضين, وعُقولِ المسلمينَ من الفكر الضالّ بجميع صوره". اهـ من كلمة لفضيلة الشيخ الفاضل بندر بن نايف بن نصهات العتيبي.
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[15 Aug 2005, 06:30 م]ـ
هذا هو رابط البحث في الملتقى المفتوح, فأرجو تحميله:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=14301#post14301
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[22 Sep 2005, 03:26 م]ـ
أين التنفاعل .. !!(/)
الإعجاز العلمي في سرعة الملائكة
ـ[محمد حامد سليم]ــــــــ[16 Aug 2005, 03:36 م]ـ
أساتذتنا ولإخواننا في المنتدى
أعرض اليوم عليكم بحث بسيط توصلنا اليه مما أفاض الله به علينا عن الإعجاز العلمي في سرعة الملائكة من خلال الآية الكريمة) تَعْرُجُ الْملائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ {4} (المعارج
فكلمة العروج تأتي بمعنى الصعود بتدرج كما:
تَعْرُج الملائكة والرُّوح إِليه؛ أَي تصعد؛ يقال: عَرَج يَعْرُج عُرُوجاً؛ وفيه: من الله ذي المَعارج؛ المَعارِج: المَصاعِد والدَّرَج وقيل: مَعارج الملائكة وهي مَصاعِدها التي تَصْعَد فيها وتعرُج فيها. (لسان العرب)
والروح في القرأن تأتي بمعان كثيرة ولكن هنا في هذه الأية تأتي بأحد معنيين.
أحدهما هو جبريل عليه السلام كما يقول الطبري: تصعد الملائكة والروح, وهو جبريل عليه السلام.
والثاني قد يكون لروح أبن أدم عندما تصعد به الملائكة الي السماء بعد وفاته وذلك لقول ابن كثير في تفسيره:
ويحتمل أن يكون اسم جنس لأرواح بني آدم فإنها إذا قبضت يصعد بها إلى السماء كما دل عليه حديث البراء, وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث المنهال عن زاذان عن البراء مرفوعاً الحديث بطوله في قبض الروح الطيبة قال فيه: «فلا يزال يصعد بها من سماء إلى سماء حتى ينتهي بها إلى السماء التي فيها الله» ....... إنتهي
وهذا الرأي هو الذي نميل اليه وذلك لأن الأية تتكلم عن صعود الملائكة ومعها روح.
فعندما نقرإ هذه الأية فإننا نمر عليها مر الكرام ولا نعرف قدرها فالعروج هو الصعود بطريقة متعرجة أو بتدرج فعلينا أن نتدبرها جيدا ولنستعرض ما قالته بعض كتب التفسير.
تصعد الملائكة والروح إليه, يعني إلى الله جلّ وعزّ والهاء في قوله: إلَيْهِ عائدة على اسم الله في يَوْمٍ كانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ يقول: كان مقدار صعودهم ذلك في يوم لغيرهم من الخلق خمسين ألف سنة, وذلك أنها تصعد من منتهى أمره من أسفل الأرض السابعة إلى منتهى أمره من فوق السموات السبع. الطبري
أي عروج الملائكة إلى المكان الذي هو محلهم في وقت كان مقداره على غيرهم لو صعد خمسين ألف سنة (القرطبي)
"في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة"، من سني الدنيا لو صعد غير الملك وذلك أنها تصعد منتهى أمر الله تعالى من أسفل الأرض السابعة إلى منتهى أمر الله تعالى من فوق السماء السابعة.
وقال محمد بن إسحاق: لو سار بنو آدم من الدنيا إلى موضع العرش لساروا خمسين ألف سنه من سني الدنيا". (البغوي)
وفي شعب الإيمان للبيهقي:
عن مقاتل بن سليمان أنه قال في هذه الآية تعرج يعني تصعد الملائكة من السماء إلى سماء إلى العرش والروح يعني جبريل عليه السلام إليه من الدنيا في يوم كان مقداره عندكم يا بني آدم خمسين ألف سنة ... إنتهى
أي أن المسافة التي تقطعها الملائكة في يوم تساوي مسافة يقطعها البشر أو غيرهم من المخلوقات الأخرى في خمسين ألف سنة لأن الأية لم تحدد من المقصود أهم الجن أم الإنس ولكننا لا نعرف سرعة الجن وإن كانت سرعة الجن فائقة بالنسبة لسرعة البشر لأن الله قد جعل لهم قدرات أعلى من قدرات البشر وكان شياطين الجن يسترقون السمع في السماوات وذلك من الأية الكريمة:
(وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيّنّاهَا لِلنّاظِرِينَ) 16 (وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلّ شَيْطَانٍ رّجِيمٍ (17) إِلاّ مَنِ اسْتَرَقَ السّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مّبِينٌ) 18) (الحجر
وللحديث الشريف:
- عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - زَوْجِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ «إِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَنْزِلُ فِى الْعَنَانِ - وَهْوَ السَّحَابُ - فَتَذْكُرُ الأَمْرَ قُضِىَ فِى السَّمَاءِ، فَتَسْتَرِقُ الشَّيَاطِينُ السَّمْعَ، فَتَسْمَعُهُ فَتُوحِيهِ إِلَى الْكُهَّانِ، فَيَكْذِبُونَ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ». البخاري
ولكي لا ندخل في أمور جدلية لا تؤتي ثمارها
(يُتْبَعُ)
(/)
فسنتكلم عن البشر الذي نحن منهم فنقول والله أعلم أن المسافة التي تقطعها الملائكة في يوم تساوي مسافة يقطعها البشر في خمسين ألف سنة من أقصي سرعة سيصل إليها البشر بأدواتهم التي تمكنهم من ذلك من خلال عمرهم علي الأرض الي أن تقوم الساعة.
والسرعة كما يقول علماء الهندسة:
هي المسافة المقطوعة في زمن معين
فلو حسبنا سرعة الملائكة فعلينا أن نحول عدد السنين الي أيام فالنضرب عدد السنين في عدد أيام السنة الميلادية بالتقريب
50000× 365=18250000 يوم
ولو حسبنا السنوات التي تكون فيها عدد الأيام 366 يوما فإنها ستزيد الي الربع
50000÷ 4=12500 يوم
وبإضافته
18250000+0012500= 18262500 يوما
وبحساب السنة الهجرية فإن النسبة ستقل.
أي أن المسافة التي نقطعها نحن البشر في ما سنتوصل اليه من أقصي سرعة مستقبلا في يوم للصعود الي السماء في مركبات فضائية وليس سرعة سير علي الأرض (لأن الله هنا يتكلم عن عروج أي صعود) فإن سرعة الملائكة تفوقها ب ثمانية عشر مليونا ومئتان وإثنان وستون الفا وخمسمائة يوما تقريبا أي بنسبة 1: 18262500 تقريبا وقد تزيد والله أعلي واعلم.
يقول البعض أن سرعة الملائكة هي سرعة الضوء وذلك لكونهم مخلوقون من نور فليسمحوا لي بالإختلاف قليلا وليس الخلاف
وسأعطي مثالا صغيرا محسوسا لنا ألا وهي الشمس وهي أقرب النجوم الينا والتي نتبعها فإن ضوءها يصل الينا بعد ثمان دقائق
وهناك أقرب نجم الى الأرض عدا المجموعة الشمسية وهو النجم القطبي فإن ضوئه يصل الينا بعد أربعة الاف سنة ضوئية أي بسرعة الضوء وهذا ما تعلمناه من خلال دراستنا
ويقول الأستاذ الدكتور زغلول النجار في كتابه الإعجاز العلمي في القرآن في تفسيره للأية الكريمة (يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا , لا تنفذون إلا بسلطان (33)) الرحمن
فمجرتنا (سكة التبانة) يقدر قطرها الأكبر بمائة ألف سنة ضوئية (100.000*9.5 مليون مليون كيلو متر تقريبا) , ويقدر قطرها الأصغر بعشرة آلاف سنة ضوئية (10.000*9.5 مليون مليون كيلو متر تقريبا) , ومعني ذلك أن الإنسان لكي يتمكن من الخروج من مجرتنا عبر قطرها الأصغر يحتاج إلي وسيلة تحركه بسرعة الضوء (وهذا مستحيل) ليستخدمها في حركة مستمرة لمدة تصل إلي عشرة آلاف سنة من سنيننا , وبطاقة انفلات خيالية لتخرجه من نطاق جاذبية الأجرام التي يمر بها من مكونات تلك المجرة , وهذه كلها من المستحيلات بالنسبة للإنسان الذي لا يتجاوز عمره في المتوسط خمسين سنة , ولم تتجاوز حركته في السماء ثانية ضوئية واحدة وربع الثانية فقط , وهي المسافة بين الأرض والقمر , علي الرغم من التقدم التقني المذهل الذي حققه في ريادة السماء. .. انتهى
وعلينا أن نذكر هنا رحلة الإسراء والمعراج وكيف كانت هذه الرحلة في زمن لا يذكر من صعود رسول الله صلي الله عليه وسلم مع الأمين جبريل الي السماوات العلا وما حدث في تلك الليلة من أيات ثم عودة رسول الله صلي الله عليه وسلم ولا يزال فراشه دافئا ومن هنا يزول الإستغراب والعجب ولتقريب المفهوم نجد ذلك من حديث الإسراء والمعراج:
- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ - وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ - ..... الحديث بطوله (البخاري)
وعلينا أن نقف عند قوله صلى الله عليه وسلم عن البراق وتقريبه لسرعته الجبارة ليصل المفهوم الى صحابته رضوان الله عليهم (يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ) فعلينا أن نتخيل منتهى نظر البراق يصل الى أي مدى ليضع حافره عنده وهو ملك من الملائكة له قدراته التي وهبه الله إياها.
وكذا نذكر أيضا مجادلة المرأة لرسول الله في زوجها
(قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1)) المجادلة
وكيف أن الله قد سمع حوارها مع رسول الله صلي الله عليه وسلم وأنزل الله الوحي جبريل من فوره ولم تأخذ المسألة وقتا من جبريل للنزول من السماء بالأيات لحل هذه القضية.
فما هي هذه السرعة للملائكة؟
فإننا لا نستطيع أن نحسبها في وقتنا الحالي لأنها تفوق سرعة الضوء بمراحل ولا يمكن لإنسان أن يتخيلها أو يحسبها ولكن الله سبحانه قد أعطانا لها نسبة مما نتخيله أو نحسبه لأنه خلق الله المعجز للإنسان ليتضاءل أمام قدرته سبحانه.
وكذا قوله سبحانه:
(يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ (5) (السجدة
فنجد أن الملائكة المدبرات أمرا تتلقف أمر الله وتنزل به لتنفذه وليس هذا وحسب ولكن يتم إعطاء تمام التنفيذ كل هذا في يوم يحسب عند البشر من حساب عمرهم الف سنة
إي أن الأمر الذي تنفذه الملائكة في يوم لا يستطيع البشر تدبيره وتنفيذه إلا في الف سنة
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله تعالى عنه في قوله {يدبر الأمر} الآية. قال: ينزل الأمر من السماء الدنيا إلى الأرض العليا، ثم يعرج إلى مقدار يوم لو ساره الناس ذاهبين وجائين لساروا ألف سنة.
وهذا أيضا يعطي مفهوما لقدرة الملائكة الفائقة في سرعة تنفيذ الأمر ما بين استلام أمر التدبير من عند الله في السماء والنزول به وتنفيذه والعروج مرة أخرىوإعطاء تمام التنفيذ أيضا في السماء
وذلك لأن الله يفتح للناس من الأيات القرأنية العلم ليتفكروا ويتدبروا
(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)) محمد
(أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا (82) (النساء
وذلك من خلال كتاب الملائكة خلق وأسرار وحياة لمؤلفه (محمد حامد سليم)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو علي]ــــــــ[18 Aug 2005, 08:43 ص]ـ
الإنسان خلقه الله من عنصرين:
أرضي (مادي) وهو الجسد.
وسماوي (طاقوي) وهو الروح.
و خلق الله الملائكة من عنصر سماوي،
إذن فالروح من جنس طبيعة الملائكة سرعتها تناسب طبيعتها.
أما المادة فهي لا يمكن أن تصل إلى سرعة الطاقة إلا إذا تحولت إلى طاقة.
مثلا: إذا ضربنا مثلا للروح بنقل صوت الإنسان وصورته من مكان إلى مكان. التلفزيون ينقل لنا صوت الإنسان وصورته مباشرة في نفس اللحظة لكنه لم ولن يستطيع أن ينقل الإنسان بجسمه.
جهاز الإرسال التلفزيوني يرسل صوت وصورة الإنسان بتحويلهما إلى تيار كهربائي أما الجسم المادي فمن المستحيل أن يستطيع أحد تحويله إلى طاقة إلا خالقه فهو على كل شيء قدير.
إذن فلكي يعرج الجسم إلى السماء في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة فإنه يجب أن يتحول إلى طبيعة الروح الطاقوية بحيث يفقد ماديته ويصبح غير قابل لأن تحل فيه الروح إلا بعد وصوله إلى غايته وعودته من جديد إلى طبيعته المادية.
وهذا ما حصل - والله أعلم- لعيسى بن مريم عليه السلام حين رفعه الله إليه. قال تعالى: إذ قال الله يا عيسى إني (متوفيك) و رافعك إلي ... ).
وكذلك لأن الحكمة تقتضي أن يحقق الله معجزة إحياء الموتى بكل الافتراضات الممكنة.
ولتحقيق معجزة إحياء الموتى فرضيتان:
1) أن يأتي العنصر السمواوي (الروح) فتحل في العنصر الأرضي (الجسد)
= الحياة. هذا حققه الله لرسوله عيسى عليه السلام بإحياءه الموتى بإذن الله.
2) أن يرفع الله العنصر الأرضي (الجسد) إلى السماء ليحل فيه العنصر السمواوي (الروح) فتنشأ الحياة. وهذا تشريف ورفعة وفي نفس الوقت آية لعيسى عليه السلام في نفسه.
ـ[محمد حامد سليم]ــــــــ[19 Aug 2005, 06:31 م]ـ
أخي الأستاذ أبو علي
أفهم من كلامك أن معجزة الإسراء والعروج برسول الله صلى الله عليه وسلم لم تتم بالجسد لإستحالة تحمل الجسد (جسد رسول الله) لهذه السرعة الفاقة وأنها تمت بروحه دون جسده
أرجو ردك لنضع النقاط فوق الحروف لهذه القضية
ـ[أبو علي]ــــــــ[20 Aug 2005, 10:11 ص]ـ
أخي الكريم الأستاذ محمد حامد سليم
اختلف العلماء في الإسراء والمعراج: هل كان بروح النبي -صلى الله عليه وسلم- وجسده أو كان بروحه فقط؟
ذهب جمهور العلماء من المحدثين والفقهاء والمتكلمين إلى أن الإسراء كان
بالروح والجسد معاً بدليل قوله تعالى: (أسرى بعبده) ولم يقل أسرى بروح عبده.
وذهب فريق آخر إلى أن الإسراء والمعراج كان بالروح فقط ودليلهم هو قوله تعالى: وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} [الإسراء: 60] حيث قال: إن الرؤيا مصدر "رأى" الحُلْمية لا البصرية، فإن مصدر " رأي " البصرية هو رؤية.
لنناقش هذه المسألة بعقلانية.
هل الملائكة أرواح فقط أم أن لكل ملك روح وجسد نوراني يناسب الحياة في السماء والعروج فيها؟
لا شك أن الملك له روح وجسم نوراني يلائم سرعته، والملائكة تنزل إلى الأرض وقد توجد في المساجد ولا يراهم أحد لأن بصر الإنسان غير قادر على رؤية الملائكة، وكذلك الجن يروننا ولا نراهم.
فإذا أرسل الله ملكا من الملائكة إلى نبي من الأنبياء فإنه يمثله له في صورة بشر، بحيث يصبح جسمه جسم بشري. وكذلك الجن لكي يراه الناس فإنه عليه أن يخرج من جسده الأصلي إلى جسد طيني.
ماذا عن الإنسان إذا أراد له الله أن يعرج إلى السماء؟
إذا كان الملك يتحول من جسده النوراني إلى جسد طيني فإن العكس ممكن. كذلك يتحول جسد الإنسان من مادي إلى نوراني، وبذلك إذا عرج إلى السماء فإن العروج يكون بالروح والجسد النوراني.
إذن - والله أعلم - الإسراء والمعراج كان بالروح والجسد النوراني.
ليست رؤيا منامية كما قالت طائفة من العلماء. وكلمة (رؤيا) هنا
أطلقت لأنه صلى الله عليه وسلم رآى ما رآى ليس وهو بجسده المادي وإنما بجسده النوراني. كما أن الرؤيا المنامية تكون في حالة اللاوعي أما الإسراء والمعراج فقد كان في منتهى الوعي والبصر كان أكثر حدة.
ولقد التقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأنبياء في المسجد الأقصا وصلى بهم والتقاهم في السموات (وهؤلاء الأنبياء متوفين ولهم قبور في الأرض، فهل هم في السماء بنفس أجسادهم الأرضية أم بأجساد أخرى نورانية؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا.
ـ[محمد حامد سليم]ــــــــ[23 Aug 2005, 07:31 ص]ـ
أخي الفاضل
عذرا لتأخري في الرد لعطل قي الخدمة الخاصة بالنت
أخي
إني أحترم كل كلمة قلتها
ولكن هذا يؤدي بنا الى أن الله تبارك وتعالى قد أبدل رسول الله جسدا نورانيا يتحمل مشاق هذه الرحلة العجيبة لكون جسده الطيني لا يتحمله
أو أن الله قد حول هذا الجسد من طيني الى نوراني وهذه فرضية جدلية
أخي الفاضل
علينا أولا أن نعترف بأن لله نواميسه في الحياة وهو القادر على خرق هذه النواميس
ولنا في الأنبياء العبرة والعظة وسأعطي أمثلة فقط ليس على سبيل الحصر منها أهل الكهف، وذا النون في جوف الحوت، ثم إحياء من أماته الله مئة عام ثم بعثه
ولقد خرق ناموس الحرق في النار لنبيه ابراهيم عليه الصلاة والسلام
وخرق قانون استطراق الماء لموسى في شق البحر
ثم الإنتهاء بنبيه عيسى في قدرة إحياء الموتى وهكذا حتى رفعه الله الى السماء
وإني لأعزو الي أن رفع عيسى الى السماء كان تمهيدا للبشر لإستقبال رحلة الإسراء ثم والعروج برسول الله الى السماوات العلا بالتصديق دون مكابرة أو تكذيب لكون عيسى رفع من قبله يجسدة كاملا دون نقصان ولم نقل أو يقول المكذبون من المنافقين أو أهل الكتاب كيف رفع بجسده أوأن هذا الجسد لا يتحمل هذه الرحلة ولكنهم أمنوا لعيسى ولم يؤمنوا لمحمد صلى الله عليهما وسلم
ولكي يزول العجب من هذا أي كيف عرج برسول الله صلى الله عليه وسلم بجسده الذي لا يتحمل هذه السرعة الفائقة للملائكة وكذا نقصان الأكسوجين وباقى الأشياء التي هي سبب الحياة على الأرض علينا أن نذكر شيئا واحدا
ألا وهو شق صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل هذه الرحلة
فلقد كان شق صدر رسول الله بمثابة التجهيز البدني والنفسي لتحمل مشاق هذه الرحلة المعجزة
فالتجهيز البدني كان لتحمل السرعة العالية في الإنتقال وأيضا التنفس لأن الإنسان كلما صعد الى أعلى وجد صعوبة في التنفس للأية الكريمة {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} الأنعام125
والتجهيز البدني كان لتحمل جسد رسول الله الدخول الى سدرة المنتهى وملاقاة ربه مع أن جبريل وهو من هو كرئيس للملائكة لم يستطع الإقتراب وقالها (لو أقتربت أنا لاحترقت)
إن رحلة الإسراء والعروج برسول الله صلى الله عليه وسلم من كبريات الإعجاز لنا نحن البشر ومهما فسرنا أو تأولنا أو تدبرنا كيفيتها ودخلنا فيها بقوة ومهما أوتينا من علم فلن نصل الى شربة ماء لعصفور من بحر علم الله فيها
بارك الله فيك أخي
[ b]
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 Aug 2005, 08:42 ص]ـ
http://arabic.islamicweb.com/sunni/speed_of_light.htm
ـ[محمد حامد سليم]ــــــــ[23 Aug 2005, 02:30 م]ـ
أخي محمد الأمين
بارك الله فيك
أشكرك شكرا جزيلا على ردك وإهتمامك بالموضوع
ولكن لي رد بسيط وهو
إن في القرآن الكريم ثلاث آيات تتكلم عن الزمن
الأولى {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} الحج47
والثانية {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} السجدة5
والثالثة {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} المعارج4
وعلينا أن نفرق بين كل آية من هذه الآيات وأختها ونتدبرها جيدا
الأولى {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} الحج47
يتكلم الحق سبحانه عن فرق توقيتي في الزمن وقال عنه المفسرون أنه يوم القيامة الذي يساوي 1000 سنة على الأرض
والثانية {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} السجدة5
يتكلم عن أمر تأخذه الملائكة لتنفيذه في الأرض ثم تعود مرة ثانية الى السماء لإعطاء تمام التنفيذ
فهنا الملائكة تهبط الى الأرض بالأمر تنفذه ثم تعرج مرة أخرى الى السماء أي أن هناك حركتي هبوط وصعود
وتنفيذ أمر فكيف نقيس السرعة هنا
وما هي المسافة بين السماء والأرض؟
هل نعلمها لنحسب هذه السرعة؟
وعلينا أن نتدارك شيئا أخر وقلته في كتابي أن ضوء الشمس يصل الى الأرض في حوالي ثمان دقائق والرسول عرج به وحدث ما حدث في تلك الليلة وعاد الى الأرض وما زال فراشه دافئا أي لم تتعدي دقيقة أو دقيقتين إن حسبنا وقتا لم حدث
ولقد خالفت من قال أنها سرعة الضوء
ولقد قلت يا أخي أنها نسبة سرعة ودللت عليها لأن سرعة الملائكة لا يمكن تداركها ولا يمكن لأحد أن يعرفها في الوقت الحالي أو المستقبلي لأنها أضعاف أضعاف سرعة الضوء بمراحل لا يمكن تصورها
عليك أخي أن تقرأ ما قلت بتأني [ b]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد حامد سليم]ــــــــ[13 Dec 2005, 05:00 م]ـ
الى د/ محمد الجهني
أردت أن أضع موضوعي هذا هنا للتيسير في قراءته والدخول اليه لمناقشته مرة اخرى
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[18 Dec 2005, 07:54 م]ـ
حسب علمي فإن أقرب نجم لشمسنا هو نجم ألفا من كوكبة قنطورس constelation of CENTURUS ويبعد عنا بأربع سنوات ضوئية فقط
أما النجم القطبي فليس هو بأقرب النجوم للشمس بيقين فاسألوا أهل التخصص تجد الأمر كما دكرت لك
.أما بشأن تفسير آية السجدة فيرجى الرجوع لمقال علمي في موقع http://www.55a.net/firas/arabic/index.php?page=show_det&id=744&select_page=12
والله أعلى وأعلم.
ـ[محمد حامد سليم]ــــــــ[19 Dec 2005, 12:14 ص]ـ
أخي الفاضل د/ سمير القدوري
بارك الله فيك ونفع بك
أولا أشكرك على الإهتمام والرد
ثانيا إسمح لشخصي الضعيف جدا أمام علم العلماء ولكن لي بعض الملاحظات على بحث استاذنا الدكتور حسب النبي
فلقد اعترف سيادته بأننا لن نستطيع حساب سرعة الملائكة وقال بالنص:
أننا لن نستطيع أبداً إحصاء سرعة الملائكة والروح رغم علمنا بقيمة كل من اليوم والسنة القمرية بمقاييسنا ...
وقال أيضا
ويا ليتهم يعرفون الحكمة من ذكر سرعة الملائكة التي لن نستطيع قياسها
ولكنه في نفس الوقت حسبها بأنها أعلى من سرعة الضوء بخمسين مرة فقال بالحرف:
أظنك تستطيع الرد الآن، فالأولى أعطت سرعة قدرها 299792.5 كم / ث، مساوية لسرعة الضوء في الفراغ كحد أقصى للسرعة الكونية في عالم الشهادة، بينما الآية الثانية تعطي خمسين ضعفاً لهذا الرقم للحد الأقصى للسرعة في عالم الغيب، وليس هذا هدماً لنظرية أينشتين التي تسمح بوجود سرعات أعلى من سرعة الضوء فقط في الكون المعكوس أو في عالم الغيب المتكون فرضاً من جسيمات أو أمواج التاكيون،
أخي الكريم لقد أثبت الدكتور حسب النبي من القرأن سرعة الضوء
ولكني أظن أنه لا يوجد حد أقصى للسرعة في ملكوت الله لقوله تبارك وتعالى ((و ما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر)) (القمر)
ولقد رد الأستاذ الدكتور محمد الجهني على هذا الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4132
فأما قولك:
فإن أقرب نجم لشمسنا هو نجم ألفا من كوكبة قنطورس constelation of CENTURUS ويبعد عنا بأربع سنوات ضوئية فقط
أما النجم القطبي فليس هو بأقرب النجوم للشمس بيقين
فإنني لم أقل هذا ولكنه منقول من كتاب للدكتور زغلول النجار
ولقد نوهت اليه في كتابي
أخي الكريم
القرأن الكريم هو كلام الله المنزل على نبيه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم وهو الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو الكتاب الحق الذي فيه قول الصدق وفيه علوم الدنيا والأخرة
فعلينا أن نتدبره ونعمل فيه العقل السليم الموحد المؤمن بالعقيدة السليمة الحقة لقول الحق
(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)) محمد
(أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا (82) (النساء)
وأيات التدبر في القرأن كثيرة
ولا يأخذنا فيه الشطط فنضل وتتوه بنا المسالك والطرق عن هوى في أنفسنا(/)
أرجو تفسير هذا الحديث
ـ[ stealth] ــــــــ[17 Aug 2005, 01:21 ص]ـ
[ siz السلام عليكم ورحمة الله وبركاته [/ font][/size]
قرأت هذا الحديث في إحدى المواقع وأرجو الحصول على تفسير هذا الحديث ومعرفة مدى صحته
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن سنان القزاز، ثنا إسحاق بن إدريس، ثنا محمد بن حازم، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، عن أبيه قال:: (أرسلني رسول الله صلى الله عليه و سلم في غداة باردة فأتيته و هو مع بعض نسائه في لحافه فأدخلني في اللحاف فصرنا ثلاثة.
هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه.).
هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه.
ولكم جزيل الشكر ,,,,,,,,,,
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 Aug 2005, 04:09 ص]ـ
السلام عليكم
لقد وجدته في كتاب السنة لإبن أبي عاصم--باب"ما ذكر عن النبي صلّى الله عليه وسلّم في فضل"
-------------------------------
من الممكن أن تلاحظ النقاط التالية
# مصنّف الكتاب وضعه في باب فضل الرسول عليه الصلاة والسلام--فهذا عمل لا شك في كونه
فاضلا
# الجو بارد مما يدّل على أنّ الجميع في كامل ألبستهم
# ليس عند المصنّف عبارة "صرنا ثلاثة" فيحتمل أنّ الوضع كان جلسة مشتركة باردة مع مجموعة من نسائه يتحدثون وعليهم لحاف يقيهم البرد---وهذه تحصل في القرى حيث يكون ربّ العائلة في الليالي الباردة محتاطا بأغطية يتلفع بها الجميع في السهرات
# لم يكن الوضع وضع فراش نوم وإلّا لا يسمح له الرسول صلّى الله عليه وسلم في الدخول أصلا
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[18 Aug 2005, 01:25 ص]ـ
الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 410)، وابن أبي عاصم في السنة (2/ 611)، كلاهما من طريق إسحاق بن إدريس الأسواري، قال: ثنا أبو معاوية حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير، به.
وهو حديث موضوع، آفته: إسحاق بن إدريس الأسواري. قال يحيى بن معين وابن القيسراني: كذاب يضع الحديث.
انظر: الكامل في ضعفاء الرجال، لابن عدي (1/ 333)، وذخيرة الحفاظ، لابن القيسراني (2/ 1106).
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 Aug 2005, 07:10 ص]ـ
بارك الله بك ياشيخ أحمد---على هذا فلا لزوم لتحليلي للمتن--وكفيتنا شرّ القتال
ـ[حامل المسك]ــــــــ[18 Aug 2005, 05:20 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على زيتأتى سول الله
بالنظر الى سند الحديث ستجد اعلاه عن عبدالله بن الزبير عن ابيه يعنى ان عبد الله سمع القصه من ابيه فرواها فكيف ذلك والقصه حدثت اصلا مع عبد الله رضوان الله عليهما هذا اجتهادى والله اعلم
فضلا عن ان الالبانى رحمه الله ذكره فى السلسلة الضعيفه برقم 2662 وقال موضوع وانصح بقرائة كتاب المنار المنيف لللامام ابن القيم(/)
تطوير شبكة التفسير والدراسات القرآنية وملتقى أهل التفسير: شاركنا برأيك مشكوراً
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Aug 2005, 12:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رأى القائمون على شبكة التفسير والدراسات القرآنية حاجة الموقع بعد مرور هذه المدة إلى التطوير، وإعادة الترتيب، وإضافة بعض الوظائف التي تخدم طلاب العلم المتخصصين الذين يرتادون هذا الموقع بجميع زواياه. ولأنك أخي الكريم / أختي الكريمة أعضاء في هذا الملتقى العلمي فأنتم شركاء للقائمين على الموقع في النجاح الذي حققه الموقع، ولا زلنا نطمح جميعاً في تحقيق الكثير من الأهداف والغايات السامية لخدمتكم وخدمة هذا الجانب العلمي الشريف، وهو الدراسات القرآنية.
ورغبة في تحقيق أكبر قدر من الأهداف فإننا نطلب منكم لزاماً أن تتفضلوا علينا باقتراحاتكم وآرائكم التي ترونها مفيدة للرقي بالموقع، وعدم التهاون بأي فكرة يمكن تطبيقها لخدمة زوار الموقع في إطار الهدف العام والتخصص الذي ندور حوله وهو الدراسات القرآنية حتى يثمر العمل، ويتركز الجهد.
نحن في انتظار رأيك وفقك الله فلا تتردد بتسجيله هنا
أو برسالة بريدية على بريدي الالكتروني am33s@hotmail.com
أسأل الله أن يوفقكم جميعاً لما يحب ويرضى، وأن يرزقنا جميعاً الإخلاص في القول والعمل،، اللهم آمين
ـ[عبدالله بن عمر]ــــــــ[20 Aug 2005, 12:00 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ..
اقترح أن تنسق المواضيع المطروحة وتوضع في برنامج كهيئة برامج أم الكتاب وتحدث دورياً وذلك لجمع الفائدة ولئن يكون دافعاً للإخوة لزيادة الفائدة وللعمل في خدمة كتاب الله سبحانه وتعالى.
والله أعلم.
ـ[الجندى]ــــــــ[20 Aug 2005, 12:21 م]ـ
اقترح عمل قسم للقاءات مع العلماء وطلاب العلم
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[21 Aug 2005, 01:45 ص]ـ
أقترح جمع كل السلاسل والشروح العلمية الصوتية الخاصة بالتفسير وأصوله والقرآن وعلومه حتى تعم الفائدة
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[21 Aug 2005, 09:32 ص]ـ
السلام عليكم جزاك الله خيرا فضيلة الدكتور عبد الرحمن على ما تبذله من جهود لخدمة كتاب الله تعالى أنت والسادة القائمين على هذا المنتدى الرائد.
واقترح:
أقامة أكبر مشروع لخدمة كتاب الله تعالى عن طريق متخصصين في كافة فروع علوم القرآن والفكرة تدور عن عمل موسوعي يغطي هذه كافة هذه العلوم مرتبة على ترتيب المصحف العثماني. آية تلو آية.
الكر على أول كل سورة بما صح فيها من آثار وما لم يصح.
1 - تناسب السور.
1 - الرسم العثماني للنص القرآني. (اختلاف وأو اتفاق المصاحف في الرسم)
2 - العد وما ورد فيه.
3 - القراءات القرآنية المتواترة.
4 - الوقف والابتداء.
5 - أسباب النزول وما صح فيه وما دفعه أهل الأثر.
6 - النسخ والمنسوخ.
8 - العام والخاص.
9 - ما ورد من آثار في تفسير الآية.
10 - تفسير آيات الأحكام وأقوال الفقهاء في الدلالة من الآية.
11 - الإعراب.
وإن شاء الله فور إنتهائي من مصحف ويب سوف أرسل لسيادتكم رؤيتي القاصرة لهذا الأمر .. والله الموفق
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[22 Aug 2005, 09:19 م]ـ
أقترح:
1ـ أن يكون هناك نشاط مكثف من أجل دعوة أكبر عدد من المتخصصين في القرآن وعلومه؛ من أجل مزيد من الفائدة خاصة وأن كثيراً منهم لا يمانع في ذلك لكنه يظن أن الأمر لا يعنيه , وأن الفائدة المترتبة على المشاركة لم تتضح له بعد لبعده , وانشغاله لكن لوكان هناك دعوة عن طريق بطافات , أو ظروف بريدية أو غيرها.
2ـ وضع إذاعة صوتية للدروس في القرآن وعلومه.
شاكرين إتاحة الفرصة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Aug 2005, 10:55 م]ـ
شكر الله لكم جميعاً استجابتكم الكريمة للدعوة، وكل مقترحاتكم محل تقديرنا وعنايتنا، وننتظر البقية وفقهم الله.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[23 Aug 2005, 07:11 م]ـ
أخي عبد الرحمن:
بارك الله فيكم وفي جهودكم وعوضكم الله خيرا عن الوقت الذي تنفقونه لخدمة المسلمين ......
أرى أيها الكريم أن الإكثار من الأقسام قد يفيد من حيث جمع المواضيع المتجانسة ...... ولكنه مضر من جهة تشتيت الأقلام والأذهان ...... فحبذا لو اقتصرتم على أقل عدد من المنتديات فذلك أجمع ..... وقد يكسب معه المتصفح وقتا ثمينا بدل إهداره في فتح الصفحات ......
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيسى الدريبي]ــــــــ[30 Aug 2005, 03:30 م]ـ
أخي أباعبدالله والاخوة مشرفي وأعضاء الشبكة
مامن شك أن هذا الملتقى المتخصص قد أدى دوراهاما في خدمة الدراسات القرآنية والمعتنين بها ونطمح ونطمع في المزيد من التطوير وكنت من فترة أود ان اطرح فكرة لترتيب الملتقى حسب التخصصات الرئيسة لابحاث الدراسات القرآنية ولاأدري هل طرحت من قبل أم لا؟ , هذه الاقتراح يعتمد كما أسلفت على تقسيم الشبكة الى مواضيع متخصصة كالتالي:
1 - قسم أصول التفسير
2 - قسم مناهج التفسيرو المفسرين
3 - قسم علوم القرآن
4 - قسم القراءآت
ثم يدخل في كل قسم مايتعلق به من ابحاث ومقالات وكتب ورسلئل علميةوصوتيات وفتاوى واستفسارات ومناقشات وكشافات للدراسات القرآنية (وهنا لايفوتني الاشادة بالجهدالمتميز لاخينا الدكتور عبدالله الجيوسي في مشروعه الكبيرفي حصر كثيرمن الدراسات القرآنية من بحوث ومقالات ورسائل علمية ومؤتمرات)، وبذلك نقدم خدمة كبيرة للمتخصصين بحيث يصبح هذا الموقع من المراجع التي يؤمها الباحثون بل نأمل أن يكون أول خطوة يفكر فيها الباحث لمعرفة ماكتب في أي موضوع من مواضيع الدراسات القرآنية أن ييمم ماوسه (فارته) شطر هذه القبلة (قبلة الدراسات القرآنية)
وكلنا يدرك أن مواقع الانترنت لكثير من تخصصات العلوم التجريبية تعد من المراجع الهامة للباحثين في تلك العلوم، بينما الدراسات الانسانية وخاصة المكتوبة بالعربية تعاني نقصا حادا في هذا الجانب
اضافة الى وضع قائمة بالمتخصصن في الدراسات القرآنية وتخصصاتهم الدقيقة وعناوينهم إن أمكن بحيث يستطيع المعتني بتخصص أن يتصل أو يقابل من يتوقع أن يفيده في سؤاله
ولاشك أن هذا الجهد يحتاج الى دعم بالاوقات والمال وتعاون من الاخوة الفضلاء والباحثين المهتمين بالرقي بالدراسات القرانية
مع التنيه الى قيام الملتقى بدوره الهام في المناقشات واثراء أبحاث ومواضيع الدراسات القرآنية
بارك الله في جهودالعاملين لخدمة كتاب الله ورزقنا السداد والاخلاص
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[07 Sep 2005, 07:36 م]ـ
شكر الله للإخوة الذين اعتنوا معنا برقي هذا الملتقى، وأود ان أطرح تعليقًا على ما ذكره أخي الدكتور عيسى، فأقول له:
إن هذا الملتقى ـ ولله الحمد ـ قد صار مرجعًا علميا لبعض الدراسات القرآنية، وقد أثبته بعض الباحثين مصدرًا من مصادر بحثهم.
وإن من المشاريع التي نسعى لها ما ذكرته من جمع المتخصصين في الدراسات القرآنية، وبيان ما لهم من نتاج وعمل في هذا التخصص، وقد كنت طرحت فكرة رابطة أعضاء الملتقى، ثم واطأني عليها الدكتور إقبال أحمد فرحات حفظه الله، ولعنا نعمل على هذا قريبًا إن شاء الله تعالى.
وأما تقسيم الملتقى إلى فروع فإنني لا زلت لا أرى ذلك، لأنه سيشتت الملتقى، وإنني ادعو إلى التفكير بطريقة تجمع بين الاثنتين: ان يكون الملتقى واحدًا، وأن يوجد له فهرس تلقائي على الموضوعات، فمن دخله من باب الموضوعات رجع به إلى الملتقى، ومن دخله من الملتقى استطاع ان يعرف فهرس الموضوع، وأين هو من هذه التقسيمات، ولعل إخواننا أصحاب البرمجة يفيدوننا في هذا.
وأفيدكم إن الإخوة المشرفين جادون في تطوير الملتقى والشبكة، ولعل الله يصلح نياتنا، ويوفقنا لما يحب ويرضى.
ـ[سوسن]ــــــــ[20 Sep 2005, 06:34 ص]ـ
السلام عليكم ياأهل التفسير
أرى ان الملتقى بحاجة الى تدبر في آيات الله وتأملات قرآنية
بأن يطرح كل شهر موضوع يشترك جميع الأعضاء بالبحث والتدبرفي نفس الموضوع الواحد
وأسال الله العظيم أن يفتح عليكم فتوح العارفين بحكمته
وجزاكم الله كل خير(/)
سؤال حول تفسيري الوجيز والبسيط للواحدي
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[20 Aug 2005, 11:44 ص]ـ
إخوتي الأكارم
ما صحة نسبة تفسير البسيط إلى الواحدي
وهل هو ذاته تفسيره المعروف بالوجيز؟
وإن كان مستقلاً أين أجده؟
وبارك الله فيكم
ـ[المنصور]ــــــــ[20 Aug 2005, 12:58 م]ـ
هناك أربعة تفاسير مختلفة للواحدي:
الوجيز، وهو مختصر.
الوسيط.
البسيط.
الحاوي.
اثنان مطبوعان وهما الأولان.
والبسيط حقق كاملا في رسائل جامعية.
وبقي الحاوي مخطوطاً.
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[20 Aug 2005, 01:11 م]ـ
أخي الفاضل ..
هل لاحظت الاختلاف بين الوجيز والبسيط
انظر مثلاً تفسير: " ولقد همت به وهم بها لولا ان رأى برهان ربه " في التفسيرين
تكاد تجزم أن التفسيرين لشخصين مختلفين؟؟!!!!
ـ[المنصور]ــــــــ[20 Aug 2005, 07:02 م]ـ
هذا ملاحظ بكثرة في التفسيرين.
وهو موضوع يحتاج لدراسة مستقلة، وليس الحل في أن نشكك في نسبة أحد التفسيرين للواحدي.
فهي كتب مشهورة جدا للواحدي , وعليها شروح وحواشي واستدراكات.
نفعنا الله تعالى وإياك بكتابه الكريم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Mar 2006, 02:52 م]ـ
الذي أعرفه أن للواحدي ثلاثة كتب في التفسير، هي الوجيز، والوسيط، والبسيط. وكل من ترجم له يذكر له هذه التفاسير الثلاثة. [انظر: وفيات الأعيان لابن خلكان 3/ 303، إنباه الرواة للقفطي 2/ 223، معجم الأدباء لياقوت 12/ 159]. وقد سمى الغزالي كتبه الثلاثة في الفقه بأسماء كتب الواحدي في التفسير كما ذكر الذهبي وغيره من أهل التراجم.
فالبسيط أوسعها وأطولها، مأخوذ من البسط وهو الطول والسعة. والوسيط مختصر منه، حيث قال في مقدمته: (وقديماً كنت أطالب بإملاء كتاب في تفسير وسيط، ينحط عن درجة (البسيط) الذي تجر فيه أذيال الأقوال، ويرتفع عن مرتبة الوجيز الذي اقتصر فيه على الإقلال .... أُعفيه من التطويل والإكثار، وأسلِمه من خلل الوجازة والاقتصار، وآتي به على النمط الأوسط، والقصد الأقوم، حسنة بين السيئتين، ومنزلة بين المنزلتين لا إقلال ولا إملال). وهذا يدل على أنه صنفه بعد أن صنف كتابيه الوجيز والبسيط، أو بعد الشروع فيهما ومعرفة منهجهما واتضاحه على الأقل. وقد ذكر القفطي كتابه الوسيط فقال: (وهو مختار من البسيط –أيضاً- غاية في بابه). ومخطوطاته كثيرة جداً أكثر من مخطوطات البسيط والوجيز، فقد نال شهرة واسعة. وله أكثر من طبعة. قال الدكتور محمد بن عبدالعزيز الخضيري عنه: (صدر الجزء الأول منه عام (1406)، بتحقيق محمد حسن الزفيتي، وقد تولت لجنة إحياء التراث لوزارة الأوقاف المصرية طباعته، ثم طبع الكتاب كاملاً بتحقيق وتعليق مجموعة من الباحثين عام (1415) وتولت إصداره دار الكتب العلمية ببيروت، علماً بأن قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة الإمام بالرياض قد قام بتوزيع الكتاب كاملاً بين طلبة الدراسات العليا (الماجستير) وانتهي من تحقيقه، ولم يطبع بعد).
وما أشار إليه الأخ عبدالرحيم يعني به التفسير الوسيط؛ لأن البسيط لم ينشر بعد وهو في طريقه إلى النشر قريباً إن شاء الله. غير أن الخلاف بين الوسيط والوجيز يعود لاختصار الوجيز واقتصاره على رأي واحد، بخلاف الوسيط، وقد صنف الوسيط بعد تصنيف البسيط، فلعله ظهر له ترجيحات لم تظهر له حين صنف الوجيز.
وقد راجعت تفسير الآية التي أشار إليها الأستاذ عبدالرحيم في سورة يوسف، وهي الآية (24) فلم أجد تفاوتاً ولا تعارضاً بين التفسيرين، إلا أنه اكتفى في الوجيز بقول واحد وهو منهجه الذي ارتضاه لكتابه هذا، وتوسع في الوسيط توسعاً قليلاً لم يعارض الأول، ولكنه ذكر أقوال المفسرين فيها، وتوسع في ذكر بعض الروايات التي لم يرتضها المفسرون.
انظر: الوجيز 1/ 543، الوسيط 2/ 607 - 608، ورجعت للبسيط فلم أجده خالف ما ذكره في الوسيط أيضاً بل توسع فيه قليلاً.
وقد ذهب بعض العلماء إلى أنه قد وقع في بعض نسخ الوسيط تحريف وتبديل، ومنهم الشيخ إسماعيل بن محمد بن علي الحضرمي المتوفى سنة 676هـ فصنف كتابه:
عمدة القوي والضعيف
الكاشف لما وقع في وسيط الواحدي من التبديل والتحريف
وأظنه مخطوطاً في مكتبات اليمن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما كتاب الحاوي الذي أشار إليه أخي الكريم الدكتور عبدالله المنصور، فليس كتاباً مستقلاً في التفسير، وإنما ذُكِرعلى أنه كتاب يجمع تفاسير الواحدي الثلاثة. قال الدكتور محمد بن صالح الفوزان عند حديثه عن مؤلفات الواحدي:
(الحاوي لجميع المعاني: هذا الاسم جعله حاجي خليفة عنونا يجمع كتب الواحدي الثلاثة «البسيط والوسيط والوجيز» حيث قال: تفسير الواحدي ثلاثة: «البسيط والوسيط والوجيز» وتسمى هذه الثلاث: «الحاوي لجميع المعاني» (1)، وقال في موضع آخر: «الحاوي لجميع المعاني وهو اسم البسيط والوسيط والوجيز للواحدي» (2). فعلى هذا القول يكون «الحاوي» اسماً لكتب الواحدي الثلاثة في التفسير وليس كتابا مستقلا غيرها، لكن نجد واضع (3) فهرس «مخطوطات الظاهرية» ذكر أنه كتاب آخر حيث قال – وهو يتكلم عن الوسيط -: « ... وهو تفسير القرآن المعروف بالتفسير «الوسيط» للواحدي، وهو وسط بين كتابيه «البسيط» و «الوجيز» في التفسير - أيضاً – وجمعهما كتابه «الحاوي لجميع المعاني» في التفسير» (4).
قال الدكتور جودة محمد: «وقد نص بروكلمان على كتاب «الحاوي» وذكره في ثبت مؤلفات الواحدي .... » (5).
ويترجح لديَّ أن «الحاوي» اسم يجمع كتب الواحدي الثلاثة كما قال حاجي خليفة، وليس كتابا مستقلا. ذلك لأن جميع من كتب عن الواحدي لم يذكر هذا الكتاب مع إجماعهم على ذكر كتبه الثلاثة. ومما ينبه عليه أن كتابا يحوي هذه الثلاثة سيكون ضخم الحجم والقدر لا يخفى، وأول من ذكر كتب الواحدي تلميذه «عبد الغافر» صاحب السياق «لتاريخ نيسابور» ونقل ياقوت (6) لنا كلام عبد الغافر عن مؤلفات الواحدي، فكيف خفي عليه هذا الكتاب، قد يترك ذكر اسم كتاب صغير، لكن كتابا بهذا الحجم لا أظن أنه يتركه، ويبقى مجهولاً إلى هذا الحد). انظر: البسيط للواحدي بتحقيق د. محمد الفوزان 1/ 63 - 64
--الحواشي ---
(1) كشف الظنون 1 /.460
(2) كشف الظنون 1/ 629.
(3) وضعه د / عزة حسن.
(4) فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية ص 320.
(5) الواحدي ومنهجه في التفسير ص 91.
(6) انظر معجم الأدباء 12/ 259.
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[14 Mar 2006, 01:04 ص]ـ
السلام عليكم
عمدة القوي مخطوط بدار الكتب المصرية وعنه ميكروفيلم بمركز الملك فيصل برقم 32496
اما الحاوي فله نسخ قليلة واحدها - وهو الذي لدي مكبرة عنها والباقي لا استطيع الحكم عليه - لا يطابق البسيط ولا الوسيط ولا الوجيز
فالله اعلم ويحتاج الامر لمزيد بحث
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Mar 2006, 01:22 م]ـ
بارك الله فيكم أخي الجنيدالله على هذه المعلومات وليتنا نطلع على مضمون كتاب (عمدة القوي والضعيف) لمعرفة ما ذكره من التحريف في وسيط الواحدي.
وأما الحاوي فليتك تتأكد لنا من طبيعته الحقيقة إن كان الأمر في متناولك وفقك الله، فكلام الباحثين الذين كتبوا عن الواحدي -فيما اطلعت عليه - يذهبون إلى أنه جمع لكتبه الثلاثة.
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[19 Mar 2006, 04:05 ص]ـ
السلام عليكم
الدكتور عبدالرحمن حفظه الله
اما الحاوي فادرسه لك على عجالة وافيدك باذن الله
واما كتب الواحدي الثلاثة هكذا يراد بها الوجيز والوسيط والبسيط ولكن السمعاني قال انه يراد بها الوجيز والوسيط وكتاب تفسير النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر البسيط
واما ان الوسيط هو اختصار للبسيط فليس يصح وهذا ما نص عليه مؤلفه في البسيط
وبالمقارنة تجد ان الوسيط فيه اثار ليست في البسيط
واسم الكتاب الوسيط بين المقبوض والبسيط يوحي انه بعد البسيط
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[28 Dec 2008, 12:13 ص]ـ
في تفسير الوجيز بتحقيق صفوان داوودي، نشر دار القلم:
{الرحمن على العرش} من أنه أعظم المخلوقات {استوى} أي: أقبل على خلقه كقوله: {ثم استوى إلى السماء} مع أنه أعظم المخلوقات أي: استولى. {وما تحت الثرى} ما تحت الأرض. اهـ.
والصواب من نسخة خطية متقنة للوجيز كتبت سنة 690 هـ هو الآتي:
(الرحمن على العرش) مع أنه أعظم المخلوقات (استوى) أي: علا. وقيل: أقبل على خلقه، كقوله تعالى: (ثم استوى إلى السماء وهي دخان).
قوله: (وما تحت الثرى) يعني: ما تحت الأرض. اهـ.
ففي التحقيق المذكور سقط وإضافة .. والأمثلة كثيرة.
ومع أن مذهب الواحدي معروف في ذلك، إلا أنه لا ينبغي أن يحذف من كلامه ما هو منه ويضاف إليه ما ليس منه. فهل للوجيز تحقيق علمي؟؟(/)
"قولوا خاتم النبيين، ولا تقولوا لا نبي بعده." المعنى الحقيقي ل (خاتم النبيين)
ـ[اجمل احساس]ــــــــ[20 Aug 2005, 12:50 م]ـ
معنى الخاتم لغة
من المعلوم أن الفعل "ختم" في اللغة يعني أنهى وأغلق، كما يعني أيضا طبع؛ أي ترك طابعه في شيء أو أعطاه من طابعه أو أثّر فيه. أما "خاتَم" أو "خاتِم" في اللغة فتعني: ما يوضع في الإصبع للزينة؛ ما يستخدم للختم أو التصديق؛ أو ما يستعمل للختم أو الإغلاق.
وإذا أضيف "خاتَم" أو "خاتِم" أو "خاتِمة" إلى جمع العقلاء فلا يكون معناه إلا الأفضل والأكمل الذي جاء بما لم يأتِ ولن يأتي أحد من قبله أو من بعده بمثله. كذلك تعني مَن جَمَع أفضل ما كان للسابقين من أعمال وآثار ومحاسن، ومن ثم صاغها في أزين صورة، ثم ترك أثره وطابعه فيمن جاء بعده. وبهذا يكون قد وصل الكمال فيما نُسب إليه بحيث لا يصل إلى مرتبته أحد ممن كان قبله أو ممن جاء بعده. وهنالك أمثلة يصعب حصرها لهذه الصيغة بهذا المعنى في كتب التراث والآثار.
اقراءة المزيد اضغط على الرابط المعنى الحقيقي لـ (خاتم النبيين) ( http://islamahmadiyya.net/show_page.asp?content_key=12&article_id=46#352)
ما صحة هذا الكلام؟
منقول
ـ[أبو علي]ــــــــ[20 Aug 2005, 06:58 م]ـ
هذا كلام قادياني لتبرير ادعاء غلام أحمد النبوة وزعمه أنه هو المسيح الموعود والمهدي المعهود.
ـ[أبو زينب]ــــــــ[21 Aug 2005, 01:01 ص]ـ
لا أدري ما هدف صاحب هذه المداخلة.
فهذه أول زيارة له للموقع. و أول مشاركة له هو الإعلان المجاني لموقع الفئة الضالة من أحمدية أو قاديانية ..
إحساس جميل .. ؟ أم إفساد كبير .. ؟
على كل إذا كنت تبحث عن الحقيقة فأقترح عليك ما يلي. و إن كنت لا أرى في نفسي الكفاءة للرد على ضلالات هذا الزنديق ففي هذا المنتدى من هو أقدر مني على ذلك و لكن ... على قدر أهل العزم ...
لغة:
جاء في القاموس المحيط:في كلمة ختم ... و من كلِّ شيءٍ: عاقِبتُهُ وآخرَتُهُ كخاتِمَتِه وآخِرُ القَوْمِ كالخاتِمِ ...
أما في لسان العرب فقد جاء ما يلي:
وخَتَم فلان القرآن إِذا قرأَه إِلى آخره ابن سيده خَتَم الشيء يَخْتِمُه خَتْماً بلغ آخرَه وخَتَمَ الله له بخَير وخماتِمُ كل شيء وخاتِمَته عاقبته وآخِرُه واخْتَتَمْتُ الشيء نَقيض افتَتَحْتُه وخاتِمَةُ السورة آخرُها ..
وخِتامُ القَوْم وخاتِمُهُم وخاتَمُهُم آخرُهم عن اللحياني ومحمد صلى الله عليه وسلم خاتِمُ الأَنبياء عليه وعليهم الصلاة والسلام التهذيب والخاتِم والخاتَم من أَسماء النبي صلى الله عليه وسلم وفي التنزيل العزيز ما كان محمد أَبا أَحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتِمَ النبيّين أَي آخرهم قال وقد قرئ وخاتَمَ وقول العَجَّاج مُبارَكٍ للأَنبياء خاتِمِ إِنما حمله على القراءة المشهورة فكسر ومن أَسمائه العاقب أَيضاً ومعناه آخر الأَنبياء.
من التفسير:
و أقتطع من "التحرير و التنوير " بعض ما جاء في تفسير قوله تعالى: {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما}
والمقصود: نفي أن يكون أبا لأحد من الرجال في حين نزول الآية لأنه كان ولد له أولاد أو ولدان بمكة من خديجة وهم الطيب والطاهر " أو هما اسمان لواحد " والقاسم وولد له إبراهيم بالمدينة من مارية القبطية وكلهم ماتوا صبيانا ولم يكن منهم موجود حين نزول الآية.
... وحرف (لكن) مفيد الاستدراك
وعطف صفة (خاتم النبيين) على صفة (رسول الله) تكميل وزيادة في التنويه بمقامه صلى الله عليه وسلم وإيماء إلى أن في انتفاء أبوته لأحد من الرجال حكمة قدرها الله تعالى وهي إرادة أن لا يكون إلا مثل الرسل أو أفضل في جميع خصائصه
وإذا قد كان الرسل لم يخل عمود أبنائهم من نبي كان كونه خاتم النبيين مقتضيا أن لا يكون له أبناء بعد وفاته لأنهم لو كانوا أحياء بعد وفاته ولم تخلع عليهم خلعة النبوءة لأجل ختم النبوة به كان ذلك غضا فيه دون سائر الرسل وذلك ما لا يريده الله به. ألا ترى أن الله لما أراد قطع النبوة من بني إسرائيل بعد عيسى عليه السلام صرف عيسى عن التزوج
فلا تجعل قوله (وخاتم النبيين) داخلا في حيز الاستدراك لما علمت من أنه تكميل واستطراد بمناسبة إجراء وصف الرسالة عليه ...
(يُتْبَعُ)
(/)
.. والآية نص في أن محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وأنه لا نبي بعده في البشر لأن النبيين عام فخاتم النبيين هو خاتمهم في صفة النبوة. ولا يعكر على نصية الآية أن العموم دلالته على الأفراد ظنية لأن ذلك لاحتمال وجود مخصص. وقد تحققنا عدم المخصص بالاستقراء
وقد اجمع الصحابة على أن محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل والأنبياء وعرف ذلك وتواتر بينهم وفي الأجيال من بعدهم ولذلك لم يترددوا في تكفير مسيلمة والأسود العنسي فصار معلوما من الدين بالضرورة فمن أنكره فهو كافر خارج عن الإسلام ولو كان معترفا بأن محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله للناس كلهم. ..
ولذلك لا يتردد مسلم في تكفير من يثبت نبوة لأحد بعد محمد صلى الله عليه وسلم وفي إخراجه من حظيرة الإسلام ولا تعرف طائفة من المسلمين أقدمت على ذلك إلا البابية والبهائية وهما نحلتان مشتقة ثانيتهما من الأولى.
وكان ظهور الفرقة الأولى في بلاد فارس في حدود ستة مائتين وألف وتسربت إلى العراق وكان القائم بها رجلا من أهل شيراز يدعوه اتباعه السيد علي محمد كذا اشتهر اسمه كان في أول أمره من غلاة الشيعة الأمامية. أخذ عن رجل من المتصوفين اسمه الشيخ أحمد زين الدين الأحسائي الذي كان ينتحل التصوف بالطريقة الباطنية وهي الطريقة الملقاة عن الحلاج. وكانت طريقته تعرف بالشيخية ولما اظهر نحلته علي محمد هذا لقب نفسه باب العلم فغلب عليه اسم الباب. وعرفت نحلته بالبابية واعى لنفسه النبوة وزعم أنه أوحي إليه بكتاب اسمه " البيان " وأن القرآن أشار إليه بقوله تعالى (خلق الإنسان علمه البيان) وكتاب البيان مؤلف بالعربية الضعيفة ومخلوط بالفارسية. وقد حكم عليه بالقتل سنة 1266 في تبريز.
وأما البهائية فهي شعبة من البابية تنسب إلى مؤسسها الملقب ببهاء الله واسمه ميرزا حسين علي من أهل طهران تتلمذ للباب بالمكاتبة وأخرجته حكومة شاه العجم إلى بغداد بعد قتل الباب. ثم نقلته الدولة العثمانية من بغداد إلى أدرنة ثم إلى عكا وفيما ظهرت نحلته وهم يعتقدون نبوة الباب وقد التف حوله أصحاب نحلة البابية وجعلوه ليفة الباب فقام اسم لبهائية مقام اسم البابية فالبهائية هم البابية. وقد كان البهاء بني بناء في جبل الكرمل ليجعله مدفنا لرفات " الباب " وآل أمره إلى سجنته السلطنة العثمانية في سجن عكا فلبث في السجن سبع سنوات ولم يطلق من السجن إلا عند ما أعلن الدستور التركي فكان في عداد المساجين السياسيين الذين أطلقوا يومئذ فرحل منتقلا في أوربا وأمريكا مدة عامين ثم عامين ثم عاد إلى حيفا فاستقر بها إلى أن توفي سنة 1340 وبعد موته نشأ شقاق بين أبنائه وإخوته فتفرقوا في الزعامة وتضاءلت نحلتهم.
فمن كان من المسلمين متبعا للبهائية أو البابية فهو خارج عن الإسلام مرتد عن دينه تجري عليه أحكام المرتد. ولا يرث مسلما ويرثه جماعة المسلمين ولا ينفعهم قولهم: إنا مسلمون ولا نطقهم بكلمة الشهادة لأنهم يثبتون الرسالة لمحمد صلى الله عليه وسلم ولكنهم قالوا بمجيء رسول من بعده. ونحن كفرنا الغرابية من الشيعة لقولهم: بأن جبريل أرسل إلى علي ولكنه شبه له محمد بعلي إذ كان أحدهما أشبه بالآخر من الغراب بالغراب " وكذبوا " فبلغ الرسالة إلى محمد صلى الله عليه وسلم فهم أثبتوا الرسالة لمحمد صلى الله عليه وسلم ولكنهم زعموه غير المعين من عند الله. وتشبه طقوس البهائية طقوس الماسونية إلا أن البهائية تنتسب إلى التلقي من الوحي الإلهي فبذلك فارقت الماسونية وعدت في الأديان والملل ولم تعد في الأحزاب.
سياسيا:
تأثيرهم في السياسة الباكستانية:
... وهنا تجدر الإشارة إلى أن زعيم القاديانية «ميرزا طاهر» المقيم في لندن كان أبرز من رحب بتولي برويز مشرف مقاليد الحكم في باكستان، وأن هناك إشاعات قوية حول عدد من كبار المسؤولين في حكومة برويز بأنهم ذوو أصول قاديانية. ومن بين من يقال عنه بكل تأكيد وإصرار إنه ذو أصول قاديانية زوجة الرئيس «صهبا برويز».
كما تجدر الإشارة إلى أن زعيم القاديانية ومؤسسها «ميرزا غلام أحمد» القادياني هو أهم من تبنى وروج نظرية «أن أيام الجهاد المسلح قد تولت، وأنه وضع عن المسلمين فريضة الجهاد بالسيف؛ لأنه هو المسيح الذي من اختصاصاته أنه يضع الجهاد عن المسلمين»، ولم يخف «ميرزا غلام» أنه يؤدي بذلك خدمة للاستعمار الإنجليزي وفاءً له؛ لأنه أفضل من حكم البلاد ولا بد من رد الجميل.
السنة السادسة عشرة - العدد 173 - المحرم 1423 هـ - مارس - أبريل 2002 م
البيان ( http://albayan-magazine.com/bayan-173/ISS/173-19.HTM)
و لمن أراد المزيد فهذه روابط كاشفة:
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9
القاديانية ( http://www.alkashf.net/mthahb/49.htm)
البهائية ( http://www.alkashf.net/mthahb/48.htm)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[22 Aug 2005, 11:59 م]ـ
أحسنت الرد،
جزاك الله خيرا
ـ[أخوكم]ــــــــ[23 Aug 2005, 06:54 ص]ـ
قد اطلعت على موقعهم وبقية كلامهم فلعنة الله عليهم
أهناك أنبياء بعد محمد صلى الله عليه وسلم!؟
قد اتفق المسلمون على أن ((الأفضل)) هو استخدام المفردة التي وردت في القرآن والحديث
لكن الأفضل لا يعني أن غيره لا يجوز!!
فلإن كان الأفضل استخدام كلمة "خاتم النبيين"
فلا يعني أن استخدام كلمة "لانبي بعده " ونحوها من الكلمات المترادفة أمر لا يجوز
فعجبا لمتلازمات أهل البدع التي لا تنقضي ولا ينقضي منها العجب!!
عجمة أفهامهم ومع ذلك يتجرأون!!
إن جميع المفردات المترادفات التي يستخدمها البشر لمفردات النصوص الشرعية .. إنما استخدموها لشرح الكلمات الشرعية
أما إذا خالفت النص الشرعي أو قادت لهجرانه فعندئذ ينهى عنها كما في حديث لا تغلبنكم الأعراب على صلاة العشاء وغيره
نعوذ بالله من شرهم .... قوم سوء(/)
سؤال من اخت فى الله جديدة معكم
ـ[** متفكرة فى خلق الله **]ــــــــ[20 Aug 2005, 06:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ... والحمد لله رب العالمين ... والصلاة والسلام على حبيبنا المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وتابعيه .....
إخوتى فى الله سلام الله عليكم جميعا ورحمته وبركاته .....
كنت اتابع هذا الملتقى الرائع - ما شاء الله لا قوة الا بالله العلى العظيم - واستفدت منه كثيرا جزاكم الله خير الجزاء ...
وكان لى استفسارا حول بعض معانى ايات القرآن الكريم ....
فى قوله تعالى ...
"ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ
مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ
وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ "
سورة البقره 74
لماذا فسر الله ما تفعله الحجارة بعد ان شبه قلوبهم بالحجاره؟؟
هذا السؤال سألته لى إحدى الأخوات ولكننى حقيقة لم اعرف الاجابة عنه ... كل ما اعلمه هنا هو الاستثناء فى قوله تعالى " أو أشد قسوة "
افيدونى افادكم الله تعالى ... وجعل الله ذلك فى ميزان حسناتكم .... اللهم أمين يارب العالمين ....
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ....
فى رحاب الله ....
ـ[نصرمنصور]ــــــــ[23 Aug 2005, 06:13 ص]ـ
أخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ} قال: قست قلوبهم من بعد ما أراهم الله الآية، فهي كالحجارة أو أشد قسوة، ثم عذر الحجارة، فقال {وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}
وأيضاً: بيّن الله عز وجل بعض صفات الحجارة ليبين وجه كون قلوبهم أشد قسوة منها؛ فقلوبهم لا تلين، ولا تخشع، ولا تتأثر.
ـ[** متفكرة فى خلق الله **]ــــــــ[24 Aug 2005, 04:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا .....
ـ[أبو زينب]ــــــــ[25 Aug 2005, 12:30 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أستسمحكم في إضافة بسيطة جوابا على السؤال أعلاه.
فقد طالعت بعض التفاسير فوجدت أن المفسرين عللوا ذكر الأنواع الثلاثة من الحجارة بأمرين:
أولا – الإعذار:
كما سبق أن بينه الأخ نصر – جزاه الله أحسن الجزاء - في المداخلة السابقة.
إذ جاء في تفسير الطبري {جامع البيان}:" معذرة منه جل ثناؤه لها دون الذين أخبر عن قسوة قلوبهم من بني إسرائيل.إذ كانوا بالصفة التي وصفهم الله بها من التكذيب لرسله والجحود لآياته بعد الذي أراهم من الآيات والعبر وعاينوا من عجائب الأدلة والحجج مع ما أعطاهم تعالى ذكره من صحة العقول ومنَََ به عليهم من سلامة النفوس التي لم يعطها الحجر والمدر. ثم هو مع ذلك منه ما يتفجر بالأنهار ومنه ما يتشقق بالماء ومنه ما يهبط من خشية الله. فأخبر تعالى ذكره أن من الحجارة ما هو ألين من قلوبهم لما يدعون إليه من الحق ".
و قد زاد ذلك توضيحا قول أبو السعود في " إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ": .. والمعنى أن الحجارة ليس منها فرد الا وهو منقاد لأمره عز وعلا آت بما خُلق له من غير استعصاء وقلوبهم ليست كذلك فتكون أشد منها قسوة لا محالة."
ثانيا – التفضيل:
أي تفضيل قلوب اليهود على الحجارة في القساوة.
قال صاحب الكشاف:" وقوله: {وَإِنَّ مِنَ ?لْحِجَارَةِ} بيان لفضل قلوبهم على الحجارة في شدّة القسوة، وتقرير لقوله: (أو أشدّ قسوة)."
أما ابن عاشور فقد كتب: " ووجه تفضيل تلك القلوب على الحجارة في القساوة أن القساوة التي اتصفت بها القلوب مع كونها نوعا مغايرا لنوع قساوة الحجارة قد اشتركا في جنس القساوة الراجعة إلى معنى عدم قبول التحول - كما تقدم - فهذه القلوب قساوتها عند التمحيص أشد من قساوة الحجارة لأن الحجارة قد يعتريها التحول عن صلابتها وشدتها بالتفرق والتشقق وهذه القلوب لم تجد فيها محاولة ..... ليتم ظهور تفضيل الحجارة على قلوبهم في أحوالها التي نهايتها الامتثال للأمر التكويني مع تعاصي قلوبهم عن الامتثال للأمر التكليفي ".
و أختم بالتفسير الكبير للرازي الذي يقول فيه: " إنما وصفها بأنها أشد قسوة لوجوه.
أحدها: أن الحجارة لو كانت عاقلة ولقيتها هذه الآية لقبلنها كما قال: {لَوْ أَنزَلْنَا هَـ?ذَا ?لْقُرْءانَ عَلَى? جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَـ?شِعاً مُّتَصَدّعاً مّنْ خَشْيَةِ ?للَّهِ} [الحشر: 21]. وثانيها: أن الحجارة ليس فيها امتناع مما يحدث فيها بأمر الله تعالى وإن كانت قاسية بل هي منصرفة على مراد الله غير ممتنعة من تسخيره، وهؤلاء مع ما وصفنا من أحوالهم في اتصال الآيات عندهم وتتابع النعم من الله عليهم يمتنعون من طاعته ولا تلين قلوبهم لمعرفة حقه وهو كقوله تعالى: {وَمَا مِن دَابَّةٍ فِى ?لأرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ} [الأنعام: 38] إلى قوله تعالى: {وَ?لَّذِينَ كَذَّبُواْ بِايَـ?تِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِى ?لظُّلُمَـ?تِ} [الأنعام: 39] كأن المعنى أن الحيوانات من غير بني آدم أمم سخر كل واحد منها لشيء وهو منقاد لما أريد منه. وهؤلاء الكفار يمتنعون عما أراد الله منهم. وثالثها: أو أشد قسوة، لأن الأحجار ينتفع بها من بعض الوجوه، ويظهر منها الماء في بعض الأحوال، أما قلوب هؤلاء فلا نفع فيها ألبتة ولا تلين لطاعة الله بوجه من الوجوه ...
... ثم إنه سبحانه وتعالى فضل الحجارة على قلوبهم بأن بين أن الحجارة قد يحصل منها ثلاثة أنواع من المنافع، ولا يوجد في قلوب هؤلاء شيء من المنافع. ".
و الله تعالى أعلى و أعلم.(/)
هل يمكن القول بأن سورة التوبة انما هي في جهاد الطلب؟؟
ـ[ابواحمد]ــــــــ[21 Aug 2005, 05:32 م]ـ
وهل قال بهذا احد من المفسرين او غيرهم من اهل العلم وجزاكم الله خيرا.
ـ[ابواحمد]ــــــــ[30 Aug 2005, 06:11 ص]ـ
كنت اتصور ان هذا السؤال سهل، لكن الذي يظهر انه يحتاج الى مزيد بحث ,,
ارجو من الاخوة التفاعل ...
ـ[ابواحمد]ــــــــ[07 Sep 2005, 01:58 ص]ـ
للرفع والتذكير
ـ[ابواحمد]ــــــــ[16 Sep 2005, 06:06 ص]ـ
للمشاركة والاحتساب
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[16 Sep 2005, 02:56 م]ـ
يقول العلامة المستشار فيصل مولوي: علَة القتال: الحرابة وليس الكفر:
بحث الفقهاء في مباحث الجهاد عن العلة التي تبيح للمسلمين قتل الأعداء، فقال جمهورهم من المالكية والحنفية والحنابلة أن علة القتال هي الحرابة - أي المحاربة - والمقاتلة والاعتداء، وليس مجرد الكفر، بينما يرى الشافعي في أحد قوليه أن علة القتال هي الكفر. ورأي الجمهور في هذه المسألة هو الراجح، وقد بنوه على الأدلة التالية:
1. آيات كثيرة صريحة تؤكّد أن سبب قتال المسلمين لغيرهم هو العدوان الصادر منهم. {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحبّ المعتدين} {ألا تقاتلون قوماً نكثوا أيمانهم وهمّوا بإخراج الرسول وهم بدءوكم أول مرة} {وقاتلوا المشركين كافّة كما يقاتلونكم كافّة .. } {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبرّوهم وتقسطوا إليهم، إن الله يحبّ المقسطين}. وقد اتفق أكثر المحققين أن هذه الآيات محكمة وليست من المنسوخ.
2. الأحاديث الصحيحة الكثيرة التي تمنع قتل كثير من الكفّار لأنّهم لم يحاربوا أو لعدم قدرتهم على القتال، منها الأحاديث التي تمنع قتل المرأة لأنها لا تقاتل والصبيان لأنهم لا يقاتلون، وقد ورد هذا المعنى عند البخاري ومسلم وأبي داود وابن ماجه وغيرهم. وقد ذكر أبو داود وابن ماجه منع قتل العسيف وصحح الألباني الروايتين (صحيح سنن أبي داود رقم 2324 وصحيح سنن ابن ماجه2294) والعسيف هو الأجير المستخدم في أمور لا تتصل بالقتال كالفلاحين والعمال في المصانع، وعمال النظافة في الطرقات والأطباء والممرضين وموظفي المستشفيات. وورد في سنن أبي داود منع قتل الشيخ الفاني، كما ورد فيها الأمر بقتل شيوخ المشركين، وجمع الشوكاني بين الروايتين بأن الشيخ المنهي عن قتله هو الفاني الذي لم يبق فيه نفع للكفار، والشيخ المأمور بقتله هو من بقي فيه نفع للكفار ولو بالرأي كدريد بن الصمة الذي كان صاحب رأي في الحرب فقتل وقد نيّف عن المائة.
ولأن علة القتل هي المحاربة وليست الكفر فقد أوصى أبو بكر جيشه أن لا يتعرّضوا لمن حبسوا أنفسهم في الصوامع وأن لا يقتلوا امرأة ولا صبياً ولا كبيراً هرماً. ومع أن الإمام الشافعي يجيز قتل غير النساء والأطفال ولو لم يشتركوا في القتال، إلاّ أنه لا يرى قتل الرهبان اتباعاً لأبي بكر.
وقد ورد في مصنّف أبن أبي شيبة (أنهم كانوا لا يقتلون تجار المشركين).
وقد قاس الفقهاء - الذين يرون أن علة القتال هي الحرابة وليس الكفر - على هذه النصوص كل من كان غير قادر على القتال كالمقعد والأعمى ويابس الشق - أي المشلول - والأعمى ومقطوع الرجل واليد من خلاف ومقطوع اليمنى والمعتوه والراهب في صومعته والسائح الذي لا يخالط الناس والرهبان في الكنائس والأديرة. ويرى المالكية منع قتل سبعة هم: المرأة والصبي والمعتوه والشيخ الفاني والزمن - أي المصاب بمرض مزمن - والأعمى والراهب المنعزل بالدير أو الصومعة وعند الحنابلة لا يجوز قتل الصبي ولا المرأة ولا الشيخ الفاني ولا زمِن ولا أعمى ولا راهب. انتهى
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[16 Sep 2005, 02:58 م]ـ
يقول فضيلة الشيخ حامد العلي: الأصل في دماء الكفار: العصمة
نص السؤال
السلام عليكم ..... شيخنا الفاضل:< تناقش بعض الأخوة في مسألة علةقتل الكفار هل هي الكفر أم المحاربة .. وقد اشتد النقاش بين الفريقين حتى أفضى الى تكفير القائلين بأن علة قتل الكفار المحاربة ... ونرجو أن يكون جوابكم سبباً في إخماد هذه الفتنة وجزاكم الله خيراً ... ؟؟؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد: ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الذين كفروا القائلين بأن علة قتل الكفار هي المحاربة، قد غلطوا غلطا شنيعا، والواجب عليهم التوبة، ذلك أن التكفير في مثل هذه المسائل، من البدع المنكرة، وكبائر الذنوب. وصنيعهم في تكفير المخالفين لهم، يتناوله حديث (إذا قال الرجل لاخيه: يا كافر فقد باء بها أحدهما) رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وحديث (إذا قال الرجل لاخيه يا كافر فهو كقتله، ولعن المؤمن كقتله) رواه مسلم من حديث الثابت بن الضحاك. وينبغي أن يعلم أنه ليس كل من يخطىء في مسائل الاعتقاد، يكفر، بل قد يكون كافرا متردا تارة، وقد يكون مبتدعا ضالا تارة، وقد يكون مخطئا آثما تارة، وقد يكون مخطئا مأجورا أجرا واحدا تارة، وإنما يعرف الفرق يبن ما يحكم فيه بالردة ومالا يحكم بردة قائله، أهل العلم الراسخين، والواجب الاحتياط البالغ في هذا الباب، لان الخطأ فيه مزلة عظيمة والله المستعان. وقد تنازع العلماء في بعض مسائل الحكم بالردة، ولم يكفر بعضهم بعضا، بل عذر بعضهم بعضا. فليتق الله هؤلاء الذين يتجرأون على تكفير من يخالفهم، بغير حق قبل أن يَضلوا ويُضلوا. وأما الجواب على ما اختلفوا فيه، فنضع هنا جوابا عاما يفي بالمقصود إن شاء الله تعالى، فإن حصلت إشكالات أخرى، فأرسلوها لاحقا بارك الله فيكم.
الصحيح أن علة قتل الكافر كونه يقاتلنا إذا أردنا إظهار دين الله تعالى، وليس كفره فحسب، وهذا يقتضي أمرين:
أحدهما: أن نكون نحن في حال إعلان الجهاد لإظهار الدين، وهذا لا يشرع إلا إن ترجحت مصلحة الجهاد، بأن يغلب على الظن تحقيقه لهذا الهدف،أعني ظهور دين الله وإعلاء كلمة الله.
أما إن كان يغلب على الظن أن القتال يأتي بعكس المقصود، كما نهى الله تعالى عن القتال في أول ظهور الإسلام في مكة، فيكون حينئذ الإعداد هو فرض المرحلة.
ولايجوز جعل إعلان الجهاد، منوطا بكل شخص، بل يرجع فيه إلى طائفتين، أهل العلم بالشرع وأهل المعرفة بالحرب، ممن لهم في هذين الشأنين قدم راسخة ومعرفة كافية.
الأمر الثاني: أن الكافر الذي لاشأن له في ممانعتنا في جهادنا لإظهار الدين، لا يقتل.
وبهذا يعلم أن من يجيز قتل الكافر على الإطلاق، حتى لو لم يكن الجهاد قائما، لعدم ترجح مصالحه.
وكذا من يجيز قتل الكافر الذي لاشأن له في ممانعة جهاد المسلمين لو كان الجهاد قائما، قد أخطأ خطأ شنيعا.
وينبغي أن يعلم أن كثيرا من الكفار، يعارضون القتل والقتال مطلقا، ويعتقدون أنه لا يحل في حال من الأحوال، ويعارضون حكوماتهم في كل الحروب، وفيهم من اليهود والنصارى وغيرهم من الملل، وهذا كثير في هذا العصر، وهم أشبه شيء بالرهبان الذين نهينا عن قتلهم في الجهاد مالم يعينوا على قتالنا، هذا في حال الجهاد، فكيف مع عدمه.
وقد ذكر شيخ الإسلام كلاما حسنا في هذا المعنى أنقله هنا بتمامه، لما فيه من الفوائد العظيمة، ومن تأمله انحلت عنه كثير من الاشكالات في هذا الباب إن شاء الله تعالى:
قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله:
والأمر بالجهاد وذكر فضائله في الكتاب والسنة: أكثر من أن يحصر. ولهذا كان أفضل ما تطوع به الإنسان وكان باتفاق العلماء أفضل من الحج والعمرة ومن الصلاة التطوع والصوم التطوع.
كما دل عليه الكتاب والسنة حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم {رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد}.
وقال: {إن في الجنة لمائة درجة ما بين الدرجة والدرجة كما بين السماء والأرض أعدها الله للمجاهدين في سبيله} متفق عليه.
وقال: {من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار} رواه البخاري وقال صلى الله عليه وسلم {رباط يوم وليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه. وإن مات أجري عليه عمله الذي كان يعمله وأجري عليه رزقه وأمن الفتان} رواه مسلم.
وفي السنن: {رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل} وقال صلى الله عليه وسلم {عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرص في سبيل الله} قال الترمذي حديث حسن.
وفي مسند الإمام أحمد: {حرس ليلة في سبيل الله أفضل من ألف ليلة يقام ليلها ويصام نهارها}.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الصحيحين: {أن رجلا قال: يا رسول الله أخبرني بشيء يعدل الجهاد في سبيل الله؟ قال: لا تستطيع. قال: أخبرني به؟ قال: هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تصوم لا تفطر وتقوم لا تفتر؟ قال لا. قال: فذلك الذي يعدل الجهاد}.
وفي السنن أنه صلى الله عليه وسلم قال: {إن لكل أمة سياحة وسياحة أمتي الجهاد في سبيل الله}. وهذا باب واسع لم يرد في ثواب الأعمال وفضلها مثل ما ورد فيه.
وهو ظاهر عند الاعتبار فإن نفع الجهاد عام لفاعله ولغيره في الدين والدنيا ومشتمل على جميع أنواع العبادات الباطنة والظاهرة فإنه مشتمل من محبة الله تعالى والإخلاص له والتوكل عليه وتسليم النفس والمال له والصبر والزهد وذكر الله وسائر أنواع الأعمال: على ما لا يشتمل عليه عمل آخر.
والقائم به من الشخص والأمة بين إحدى الحسنيين دائما. إما النصر والظفر وإما الشهادة والجنة.
فإن الخلق لا بد لهم من محيا وممات ففيه استعمال محياهم ومماتهم في غاية سعادتهم في الدنيا والآخرة وفي تركه ذهاب السعادتين أو نقصهما.
فإن من الناس من يرغب في الأعمال الشديدة في الدين أو الدنيا مع قلة منفعتها فالجهاد أنفع فيهما من كل عمل شديد وقد يرغب في ترفيه نفسه حتى يصادفه الموت فموت الشهيد أيسر من كل ميتة وهي أفضل الميتات.
وإذا كان أصل القتال المشروع هو الجهاد ومقصوده هو أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هي العليا فمن امتنع من هذا قوتل باتفاق المسلمين.
وأما من لم يكن من أهل الممانعة والمقاتلة كالنساء والصبيان والراهب والشيخ الكبير والأعمى والزمن ونحوهم فلا يقتل عند جمهور العلماء؛ إلا أن يقاتل بقوله أو فعله وإن كان بعضهم يرى إباحة قتل الجميع لمجرد الكفر؛ إلا النساء والصبيان؛ لكونهم مالا للمسلمين.
والأول هو الصواب؛ لأن القتال هو لمن يقاتلنا إذا أردنا إظهار دين الله كما قال الله تعالى: {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين} وفي السنن عنه صلى الله عليه وسلم {أنه مر على امرأة مقتولة في بعض مغازيه قد وقف عليها الناس. فقال: ما كانت هذه لتقاتل} {وقال لأحدهم: الحق خالدا فقل له: لا تقتلوا ذرية ولا عسيفا}.
وفيهما أيضا عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: {لا تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا صغيرا ولا امرأة}. وذلك أن الله تعالى أباح من قتل النفوس ما يحتاج إليه في صلاح الخلق كما قال تعالى: {والفتنة أكبر من القتل}.
أي أن القتل وإن كان فيه شر وفساد ففي فتنة الكفار من الشر والفساد ما هو أكبر منه فمن لم يمنع المسلمين من إقامة دين لله لم تكن مضرة كفره إلا على نفسه؛ ولهذا قال الفقهاء: إن الداعية إلى البدع المخالفة للكتاب والسنة يعاقب بما لا يعاقب به الساكت. وجاء في الحديث: {أن الخطيئة إذا أخفيت لم تضر إلا صاحبها؛ ولكن إذا ظهرت فلم تنكر ضرت العامة}.
ولهذا أوجبت الشريعة قتال الكفار ولم توجب قتل المقدور عليهم منهم؛ بل إذا أسر الرجل منهم في القتال أو غير القتال مثل أن تلقيه السفينة إلينا أو يضل الطريق أو يؤخذ بحيلة فإنه يفعل فيه الإمام الأصلح من قتله أو استعباده أو المن عليه أو مفاداته بمال أو نفس عند أكثر الفقهاء كما دل عليه الكتاب والسنة. وإن كان من الفقهاء من يرى المن عليه ومفاداته منسوخا. انتهى والله اعلم.
ـ[ابواحمد]ــــــــ[16 Sep 2005, 04:20 م]ـ
أخي الكريم معذرة فليس في كلامك ونقولاتك جوابا على سؤالي.
بينما سؤالي هو: هل موضوع سورة التوبة انما هو في جهاد الطلب ... ؟؟
وجزاك الله خيرا ..
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[16 Sep 2005, 04:35 م]ـ
أخي الكريم .. تُفهم سورة التوبة في ضوء ما قد أوضحته لك من أصول وفقه.
أما الإجابة التفصيلية, فتحتاج إلى شيء من الوقت لا يتيسر لي الان.
ـ[ابواحمد]ــــــــ[24 Sep 2005, 05:37 ص]ـ
للرفع، رفع الله قدركم بالاسلام والسنة
ـ[ابواحمد]ــــــــ[05 Oct 2007, 06:47 ص]ـ
مرت سنتان بالتمام والكمال ..... !!
ـ[أخوكم]ــــــــ[07 Oct 2007, 05:53 م]ـ
بما أنها سنتان ولم يكتب أحد جوابا
فأتمنى أن يكون جوابي مختصرا صوابا:
سورة التوبة ليست لجهاد الطلب فحسب
لأنه من ضمن آياتها قوله سبحانه وتعالى:
أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13)
والله أعلم وأجل وأحكم(/)
مؤتمر إعجاز القرآن بكلية الشريعة بجامعة الزرقاء الأهلية بالأردن 18 - 20 رجب 1426
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Aug 2005, 07:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بدأت اليوم الثلاثاء (18 رجب 1426هـ) فعاليات المؤتمر السابع الذي تنظمه كلية الشريعة بجامعة الزرقاء الأهلية بالأردن بعنوان:
إعجاز القرآن الكريم
وقد رعى افتتاح المؤتمر وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالأردن الأستاذ الدكتور عبدالسلام العبادي، ورئيس جامعة الزرقاء الأهلية الأستاذ الدكتور إسحاق بن أحمد الفرحان وعدد كبير من العلماء والباحثين وأساتذة الجامعات من مختلف البلاد العربية. وقد افتتح المؤتمر عند الساعة التاسعة صباحاً، وألقيت عدد من الكلمات الترحيبية من القائمين على المؤتمر، ثم ألقى الأستاذ الدكتور زغلول النجار محاضرة مختصرة عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم كانت استهلالاً لأوراق العمل التي تقدم بها الباحثون لهذا المؤتمر، أشار فيها إشارات سريعة لعدد من القضايا العلمية التي أشار إليها القرآن الكريم.
http://www.tafsir.net/images/Ejaaz.jpg
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Aug 2005, 11:39 م]ـ
وقد بدأت الجلسة الأولى للمؤتمر عند الساعة الحادية عشرة صباحاً، وانتهت عند الساعة الواحدة وخمس وأربعين دقيقة بعد الظهر. وقد كان محور الجلسة الأولى هو:
مدخل إلى إعجاز القرآن
وقد رأس هذه الجلسة الأستاذ الدكتور عمر بن سليمان الأشقر عميد كلية الشريعة بجامعة الزرقاء الأهلية. وقدمت في هذه الجلسة مختصرات للبحوث المقدمة حول هذا المحور، استغرق كل منها خمسة عشر دقيقة، وهذه البحوث هي:
- النظريات العامة في الإعجاز. قدمه الأستاذ الدكتور نور الدين محمد عتر، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة دمشق بسوريا.
- آراء العلماء في تحديد أوجه الإعجاز، قدمه الدكتور عبدالله بن مقبل القرني، الأستاذ بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى، وعضو مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه.
- نظرات في الإعجاز والتحديث، قدمه الدكتور عيسى بن ناصر الدريبي، الأستاذ المساعد بكلية المعلمين بالرياض، وعضو الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه وعضو ملتقى أهل التفسير.
- مدخل إلى إعجاز القرآن، للدكتور هارون الشرباتي، الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة الخليل بفلسطين.
- نظرية الصرفة في إعجاز القرآن، قدمه عبدالرحمن بن معاضة الشهري.
- حقيقة المعجزة عند الأشاعرة وشروطها، قدمه الدكتور عبدالله بن محمد القرني، الأستاذ بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى.
- الجهود المبذولة في الإعجاز، قدمه الدكتور عبدالله الجيوسي، الأستاذ بجامعة اليرموك الأردنية.
ثم علق الأستاذ الدكتور زغلول النجار تعليقاً سريعاً على بعض ما ورد في البحوث، ثم تبعه الأستاذ الدكتور فضل حسن عباس فعلق تعليقاً سريعاً على مسائل متفرقة تعرض لها الباحثون، وعلق غيرهم تعليقات مختصرة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Aug 2005, 11:40 م]ـ
بدأت الجلسة الثانية الساعة الثانية وأربعين دقيقة بعد الظهر، وانتهت الساعة الخامسة عصراً، ومحور هذه الجلسة هو الإعجاز البياني للقرآن الكريم. وقد أدار هذه الجلسة الأستاذ الدكتور سمير استيتية عميد كلية الآداب بجامعة اليرموك سابقاً. وقد قدم الباحثون المشاركون في هذه الجلسة ملخصات سريعة للبحوث التي قدموها وهي:
- معالم معجم القرآن اللفظي في الدعاء، قدمه الأستاذ الدكتور مصطفى عليان، الأستاذ بجامعة آل البيت بالأردن.
- الإعجاز البياني في الصوت القرآني، قدمه الدكتور نجيب السَّوْدي، الأستاذ المساعد بجامعة تعز باليمن.
- هندسة البناء القرآني، قدمه الدكتور عبدالقوي بن محمد الحصيني، الأستاذ بجامعة صنعاء، وعميد كلية العلوم بجامعة تعز.
- أسرار التقديم والتأخير في كلام العليم الخبير، قدمه الدكتور الجيلي علي أحمد الأستاذ بكلية الشريعة والقانون بجامعة الإمارات العربية المتحدة.
- الإعجاز البلاغي للتقديم والتأخير، قدمه الدكتور محمد السيد عبدالرزاق موسى، أستاذ الأدب بكلية التربية بالمنصورة بمصر.
- من أسرار التعبير القرآني في سورة الفاتحة، قدمه الدكتور جميل بني عطا، الأستاذ بجامعة الزرقاء الأهلية بالأردن.
ثم عقب على هذه الجلسة الدكتور محمد بن صالح الفوزان رئيس قسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالرياض، والدكتور مساعد الطيار، والدكتور خالد شكري، وغيرهم حول بعض المسائل التي طرحت في البحوث.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Aug 2005, 12:12 م]ـ
بدأت الجلسة الثالثة الساعة التاسعة صباحاً، يوم الأربعاء 19 رجب 1426هـ، بمدرج المؤتمرات بجامعة الزرقاء، وقد أدار هذه الجلسة الأستاذ الدكتور عبد الناصر أبو البصل، عميد كلية الشريعة بجامعة اليرموك بالأردن. وقد قدم الباحثون عرضاً مختصراً لبحوثهم، التي كانت على الترتيب الآتي:
- قضية الإعجاز العلمي وضوابط التعامل معها، قدمه الأستاذ الدكتور زغلول النجار.
- تقويم المفاهيم في مصطلح الإعجاز العلمي، قدمه الدكتور مساعد الطيار.
- تناغم المتغيرات الفيزيائية مع تسخير الكون، قدمه الأستاذ الدكتور عبد القادر عابد، أستاذ الجيولوجيا بالجامعة الأردنية.
- غيض الأرحام، قدمه الدكتور عبدالجواد الصاوي، الطبيب ونائب رئيس تحرير مجلة الإعجاز العلمي، التي تصدرها هيئة الإعجاز العلمي برابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة.
- إعجاز القرآن في خلق الانسان، قدمه الدكتور محمد عبد القادر ابراهيم، أستاذ الأحياء بجامعة بغداد.
- نشأة الذرية بيّنة علمية، قدمه الدكتور محمد دودح، الباحث بهيئة الإعجاز العلمي بمكة المكرمة.
ثم فتح المجال للمناقشة قليلاً، وأجاب الباحثون المشاركون على بعض الأسئلة التي طرحها الجمهور، وانتهت الجلسة الساعة الحادية عشرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Aug 2005, 12:18 م]ـ
بدأت الجلسة الرابعة عند الساعة الحادية عشرة والنصف صباحاً يوم الأربعاء 19 رجب 1426هـ، وقد أدار هذه الجلسة الأستاذ الدكتور عبدالسلام غيث، نائب رئيس جامعة الزرقاء. وقدم الباحثون المشاركون عرضاً مختصراً لبحوثهم الآتية:
- الأرضون السبع، قدمه الأستاذ الدكتور حسين العمري، أستاذ الجيولوجيا بجامعة مؤتة الأردنية.
- نظرة في الإعجاز العلمي للطير في القرآن، قدمه الدكتور ضياء خليل ابراهيم، متخصص في الأحياء بجامعة بغداد.
- أفلا ينظرون إلى الابل كيف خلقت، قدمه الدكتور ناطق حميد القدسي. متخصص في الأحياء بجامعة بغداد.
- سر الداء والدواء في القرآن، قدمه الدكتور شاكر عطا الله العيسى. طبيب شامي يعمل في استراليا.
- إعصار فيه نار، قدمه المهندس محمد عبدالقادر الفقي، باحث مصري يعمل في الكويت.
ثم فتح الباب للنقاش حول بعض المسائل التي طرحها الباحثون في أوراقهم، وأجاب الباحثون عن بعضها بقدر ما تيسر من الوقت، ثم ختم رئيس الجلسة عند الساعة الواحدة والنصف ظهراً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Aug 2005, 12:23 م]ـ
بدأت الجلسة الساعة الثانية والنصف بعد الظهر يوم الأربعاء 19 رجب 1426هـ، وقد أدار هذه الجلسة الدكتور عبدالجبار سعيد، رئيس قسم أصول الدين بكلية الشريعة بجامعة الزرقاء. وقدم الباحثون مختصراً لبحوثهم الآتية:
- إعجاز القرآن في عصر الحاسوب، للأستاذ الدكتور مصطفى مسلم الأستاذ بجامعة الشارقة، وقد اضطر للسفر قبل موعد إلقاء البحث، فأناب الدكتور عيسى الدريبي في إلقاء البحث.
- النظم العددية المنعكسة وتركيب الحامض النووي، قدمه الدكتور الصديق الحاج أبو ضفيرة.
- وقفات مع الإعجاز العددي والمؤلفات فيه، قدمه الأستاذ الدكتور أحمد خالد شكري، الأستاذ بكلية الشريعة بالجامعة الأردنية.
- الإعجاز العددي في القرآن دراسة نقدية، قدمه الدكتور صالح يحيى صواب، الأستاذ المشارك بجامعة صنعاء.
ثم فتح الباب للمناقشة، وختمت الجلسة عند الساعة الرابعة عصراً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Aug 2005, 12:30 م]ـ
بدأت هذه الجلسة عند الساعة التاسعة صباحاً من يوم الخميس 20 رجب 1426هـ، وقد أدار هذه الجلسة الأستاذ الدكتور محمد نعيم ياسين، وقدم الباحثون عرضاً موجزاً لبحوثهم الآتية:
- الإعجاز التشريعي في القرآن، قدمه الأستاذ الدكتور علي الصوا، أستاذ الفقه.
- يضاهئون قول الذين كفروا من قبل، قدمه الدكتور محمد علي البار، المستشار بمجمع الفقه التابع لرابطة العالم الإسلامي بجدة.
- إعجاز القرآن في دلالة الفطرة على الايمان، قدمه الدكتور سعد الشهراني، عضو هيئة التدريس بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى.
- الإعجاز التشريعي في القرآن، قدمه الدكتور عبدالرزاق أبو البصل، الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة اليرموك الأردنية.
- الإعجاز التشريعي، قدمه الدكتور عبدالمجيد ديه، أستاذ الاقتصاد الإسلامي بالأردن.
ثم فتح الباب للمناقشة، وختمت الجلسة الساعة العاشرة وخمس وأربعين دقيقة صباحاً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Aug 2005, 12:35 م]ـ
بدأت هذه الجلسة عند الساعة الحادية عشرة والنصف صباح الخميس 20 رجب 1426هـ، وقد أدار هذه الجلسة الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالرحمن الرومي الأستاذ بقسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالرياض، وقدم الباحثون المشاركون في هذه الجلسة عرضاً مختصراً لبحوثهم على النحو الآتي:
- الإعجاز الغيبي في القرآن، قدمه الدكتور عبدالرحمن جميل قصاص، الأستاذ المشارك بقسم الكتاب والسنة بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى.
- الإعجاز التأثيري، قدمه الدكتور خالد القضاة.
- الإعجاز التربوي، قدمه الدكتور حمدي معمر، الأستاذ بجامعة الأقصى بمدينة غزة بفلسطين.
- إعجاز القرآن في تناول الغضب، قدمه الدكتور محمد النجار، الأستاذ بجامعة الأقصى بمدينة غزة بفلسطين.
ثم ختمت الجلسة الساعة الواحدة ظهراً بعد فتح الباب للمناقشات والمداخلات حول بعض المسائل العلمية التي تعرض لها الباحثون.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Aug 2005, 12:41 م]ـ
بدأت هذه الجلسة الختامية عند الساعة الواحدة ظهراً يوم الخميس 20 رجب 1426هـ، ورأس هذه الجلسة الأستاذ الدكتور عمر سليمان الأشقر، عميد كلية الشريعة بجامعة الزرقاء الأهلية، وشارك معه في هذه الجلسة:
- الأستاذ الدكتور علي الصوا، أمين لجنة التوصيات في المؤتمر.
- الدكتور جمال أبو حسان، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر.
وقد تلا الأستاذ الدكتور علي الصوا التوصيات المقترحة للمؤتمر، والتي صيغت من مجموع ما اقترحه المشاركون والحضور من توصيات رأوا مناسبتها لمثل هذا المؤتمر، وفتح النقاش بعد ذلك لإضافة ما يمكن إضافته من توصيات، أو تعديل بعض التوصيات.
ثم اختتم المؤتمر بقيام سعادة الأستاذ الدكتور عبدالسلام غيث نائي رئيس جامعة الزرقاء بتوزيع الشهادات التقديرية على المشاركين في المؤتمر. وكان ذلك حوالي الساعة الثانية ظهراً من يوم الخميس 20 رجب 1426هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[31 Aug 2005, 12:23 م]ـ
لا ادري يا دكتور عبد الرحمن كيف اشكرك ولكني اسال الله تعالى ان يجزيك عنا الجزاء الاوفى وان يحفظك لنا صديقا وفيا ولتجدني على الوفاء وفيا اكرمك الله
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[31 Aug 2005, 08:17 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الرحمن
ونفع الله بالمؤتمر وبمشاركتم فيها.
هل سُجل المؤتمر بالفيديو؟ وهل سيخرج مكتبوباً قريباً؟
ـ[الياسمين]ــــــــ[02 Sep 2005, 12:43 ص]ـ
جزاك الله خيرا وهل سنرى الابحاث مكتوبة قريبا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Sep 2005, 01:15 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً. بالنسبة للأبحاث التي قدمت للمؤتمر فهي متوفرة، غير أنه ينبغي أن يأذن القائمون على المؤتمر رسمياً لنا بنشرها هنا لكونهم القائمين على إعداد هذا المؤتمر بأكمله. وقد أذن لي بعض الباحثين المشاركين في المؤتمر بوضع أبحاثهم في المكتبة الخاصة بالموقع، غير أنني لا أستجيز فعل ذلك حتى ببحثي الذي قدمته للمؤتمر حتى يأذن القائمون على المؤتمر. إضافة إلى أن معظم الباحثين الذين قدموا هذه الأبحاث للمؤتمر يرغبون تقديم أبحاثهم للترقية الأكاديمية، ونشرها قبل ذلك يؤثر سلباً على هذا الجانب. نسأل الله للجميع التوفيق والسداد، والعلم النافع.(/)
بيان السنة للقرآن
ـ[عبدالرحمن فكري عيسى]ــــــــ[25 Aug 2005, 02:11 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه محمد بن عبدالله أما بعد
فإن الصواب أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبين للأمة كل معاني القرآن ولا ترك تبيينه على الإطلاق وإنما بين ما احتاجوا إليه
أوجه بيان السنة للقرآن:
1 - بيان المجمل: كبيانه صلى الله عليه وسلم لمواقيت الصلاة وعدد ركعاتها ومقادير الزكاة
2 - توضيح المشكل: كتوضيحه صلى الله عليه وسلم لما أشكل على عدي بن حاتم في معنى قوله تعالى "حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر"وأنه بياض الليل وسواد النهار
3 - تخصيص العام: كتخصيصه صلى الله عليه وسلم عموم الظلم في قوله تعالى "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون "بأنه الشرك
4 - تقييد المطلق: كتقييد المطلق في قوله تعالى "والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما " بأنها اليد اليمنى وإلى الرسغ
5 - بيان معاني بعض الألفاظ: كبيانه صلى الله عليه وسلم معنى" المغضوب عليهم"وأنهم اليهود،ومعنى "الضالين " وأنهم النصارى
6 - نسخ أحكام القرآن: كنسخ حكم الثيب الزانية من الحبس في البيوت الوارد في قوله تعالى "حتى يتوفاهن الموت" إلى الرجم(/)
أين أجد تبيانا لمواضع قراءة هشام "إبراهام" من قراءة ابن عامر؟؟
ـ[المعظم لربه]ــــــــ[25 Aug 2005, 02:32 م]ـ
أولا: السلام عليكم .. ونفعكم الله.
أين أجد تبيانا لمواضع قراءة هشام "إبراهام" من قراءة ابن عامر؟؟
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[26 Aug 2005, 12:56 ص]ـ
يقرأ ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان (1) إبراهام في كل المواضع من سورة البقرة فقط.
والله أعلم.
---------
(1) يعني أن له وجها كبقية القراء.
ـ[موراني]ــــــــ[26 Aug 2005, 03:13 م]ـ
ابراهيم: ... هيم بمثابة ها في الرسوم القديمة في المصاحف , في كل من الخط الكوفي القديم والخط الحجازي المائل
مثل شيطان (شاطان)
(مثل اله) اليه في: لا اله الا الله (لا اليه الا الله في الرسم) كما جاء ذكره بمناسبة أخري .....
وهكذا
ـ[الباجي]ــــــــ[27 Aug 2005, 02:55 ص]ـ
قال الإمام أبو داود سليمان بن نجاح < تـ 496 > في كتابه مختصر التبيين لهجاء التنزيل 2/ 205 - 206: (و إبرهيم بحذف الألف بين الراء والهاء حيث وقع هنا، وفي جميع القرآن، وتكرر هذا الاسم فيه في تسعة وستين موضعا، واختلفت المصاحف في حذف الياء بعد الهاء، وفي إثباتها في هذه السورة خاصة.
وجملة الوارد من هذا الاسم في هذه السورة خمسة عشر موضعا، فكتبوا في بعضها إبرهيم بغير ألف ولا ياء، وفي بعضها إبرهيم بإثبات الياء وحذف الألف.
وحكى أستاذنا الحافظ أبو عمرو بن سعيد أنه وجد ذلك في مصاحف أهل العراق والبصرة خاصة بغير ياء، وقال: كذلك رسم مصاحف أهل الشام بغير ياء.
قال أبو داود سليمان بن نجاح: ورسم كذلك - والله أعلم - لقراءتهم ذلك بألف بين الهاء والميم).
قلت: وقراءتهم - أهل الشام - وقعت بما ذكره < إبراهام > في ثلاثة وثلاثين موضعا من القرآن، منها الخمسة عشر موضعا في البقرة - كما ذكر ذلك أخي الشيخ عبد الرحمن - والباقي 18 موضعا متفرقات في الكتاب العزيز تعلم بمراجعة كتب أهل الاختصاص مثل التيسير والإتحاف ..
وقراءتهم هذه إضافة إلى أنها مسموعة كما هو الأصل في القراءات القرآنية؛ فأيضا إبراهام لغة في إبراهيم من ستة لغات فيه - أو أكثر - هي: إبراهيم، وإبراهام - وعليهما اقتصر القراء - إبراهوم، إِبراهِم، إبراهَم، إبراهُم .. كما نقله الفاضل ابن عاشور في تفسيره 1/ 680 عن شرح حرز الأماني لأبي شامة.
وأما حذف الألف من إبرهيم فذلك كما حذف من كل الأسماء الأعجمية في القرآن، مثل إسمعيل، إسحق، كما أشار إليه في المقنع صـ 21.
وأما إليه في إله؛ فشئ لم يعرفه أهل العلم، ولا وجد منصوصا في كتاب .. وأما صحف مبعثرة ليس بها أسمعة، ولا عليها مقابلة .. ولا هي بخط من يوثق به من أهل العلم .. فما أحرانا باطراحها وإهمالها .. وحملها على خطأ كاتبها أوسهوه.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[27 Aug 2005, 08:39 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الشيخ الباجي على البيان
وأستغفر الله عن هذا الخطأ.
ـ[موراني]ــــــــ[27 Aug 2005, 10:05 م]ـ
أرجو ألا ينسب هذا (الخطأ) اليّ
قد جاء بيانه في رابط آخر (مصورا أيضا من المصحف)
وعلى المتخصصين بالعلوم القرآنية الاهتمام بهذه الظواهر مهما كانت والنظر في الرسوم القديمة وهي قريبة من العصر النبوي مثل الحجازي المائل ... وعدم تركها جانبا بحجة ما.
ـ[الباجي]ــــــــ[27 Aug 2005, 10:22 م]ـ
وفقك الله أيها الفاضل السديس ونفع بك.
قال الإمام الجليل أبو زرعة عبد الرحمن بن زنجلة – رحمه الله – في كتابه < حجة القراءات > صـ 113 - 114: (قرأ ابن عامر [إبراهام] بألف، كل ما في سورة البقرة، وفي النساء بعد المئة، وفي الأنعام حرفا واحدا ملة إبراهام، وفي التوبة بعد المئة إبراهام، وفي سورة إبراهيم إبراهام، وفي النحل مريم كلها إبراهام، وفي العنكبوت: الثاني إبراهام وعسق: إبراهام، وفي سور المفصل كلها إبراهام إلا في سورة المودة [الممتحنة] إلا قول إبراهيم بالياء، وفي سبح صحف إبراهيم.
وما بقي في جميع القرآن بالياء، وحجته في ذلك أن كل ما وجده بألف قرأ بألف، وما وجده بالياء قرأ بالياء إتباعَ المصاحف.
واعلم أن إبراهيم اسم أعجمي دخل في كلام العرب، والعرب إذا أعربت اسما أعجميا تكلمت فيه بلغات، فمنهم من يقول: < إبراهام > ومنهم من يقول < أَبْرَهَم > قال الشاعر:
نحن آل الله في بلدته لم يزل ذاك على عهد ابرهم).
قلت: وقد اهتم أئمتنا وعلماؤنا بكل حرف وكلمة في المصحف الإمام ... وما أخذ منه، ولم يفتهم شئ من ذلك أبدا، مع ما صاحب ذلك من الرواية الشفوية .. جماعة عن جماعة منذ تلقيهم القرآن عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى لحظتنا هذه.
أما بقية المصاحف الخاصة - ولا تعد كثرة - فلا تعنيهم في شئ، فهي غير موثقة .. ولا مسندة .. ولم تقابل .. والخطأ وارد على من كتبها .. كأي بشر .. وقد وقع التنبيه على مداخل الخطأ على النساخ من قبل أئمتنا .. ولهم فصول محبرة في آداب كتابة المصاحف .. وغيرها من كتب العلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موراني]ــــــــ[27 Aug 2005, 10:32 م]ـ
واعلم أن إبراهيم اسم أعجمي دخل في كلام العرب،
انّ هذا الموقف لبالغ الخطورة من عدة الجوانب لا أودّ أن أتدخل فيه لأمور لا تحصى.
ـ[الباجي]ــــــــ[28 Aug 2005, 02:55 ص]ـ
هنا تكمن المشكلة نقرأ نصف النص، ونقف عن تمامه، فتكون النتيجة مشوهة، وأمنية غير محققة ...
وَأَيُّ سِهامٍ لَو بَلَغنَ المَرامِيا
قال العالم النحرير:
(واعلم أن إبراهيم اسم أعجمي دخل في كلام العرب ... ) ولم يقف بل أضاف كلاما له معنى، وله مفهوم يعقله كل من قرأ وكتب، ولو لم يكن عربيا .. قال: (والعرب إذا أعربت اسما أعجميا تكلمت فيه بلغات .. ).
وأعربتُه معناه: حولته بلسانها من العجمة إلى لغة العرب فصار عربيا ..
فقرق بين اسم أعجمي خالص ممكن أن يدعى وجوده في لغة العرب، وهو غير موجود إلا باعتبار أصله ... وبين لفظ أعربته العرب .. فأصبح من لغتها .. فهناك لفظ أعجمي .. وهناك لفظ معرب - وجمع الناس فيه كتبا - فالأول غير موجود، والثاني موجود، فأين الخطورة من جانب واحد، فضلا عن جوانب متعددة؟ والمقام لا يحتمل أكثر من هذا ...
ـ[موراني]ــــــــ[29 Aug 2005, 02:02 ص]ـ
قلت:
... عدة الجوانب لا أودّ أن أتدخل فيه لأمور لا تحصى.
وهي ما زالت واردة رغم الشرح المذكور أعلاه لما هو بيّن أصلا.
ـ[الباجي]ــــــــ[29 Aug 2005, 02:14 ص]ـ
التردد لا يحسن في مقام العلم.
قل ما عندك .. وأفصح عما في نفسك .. فإن كان حقا انتفعنا به .. وإن كان خطأ رده أهل العلم .. وهم كثير في الملتقى .. وقد أعدوا أنفسهم لسماع كل قول ... وتجهزوا للتعامل معه بما هو أهله .. وهذا أحد أسباب تواجدهم هنا ... وإنا لمنتظرون ...
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[31 Aug 2005, 12:54 ص]ـ
عدة الجوانب لا أودّ أن أتدخل فيه لأمور لا تحصى ..
لماذا تتكلم إذن؟!
ـ[النجدية]ــــــــ[10 May 2008, 06:34 م]ـ
يقرأ ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان (1) إبراهام في كل المواضع من سورة البقرة فقط.
والله أعلم.
---------
(1) يعني أن له وجها كبقية القراء.
بسم الله ...
ولكن بعد الرجوع إلى عدة كتب منها: أبو عمرو الداني، التيسيرفي القراءات السبع. ص65؛
ابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2.ص166؛
القاضي، عبد الفتاح؛ البدور الزاهر في القراءات العشر المتواترة من طريقي الشاطبية و الدرة (2002م) مكتبةأنس بن مالك، مكة المكرمة. ص49
وجت النتيجة التالية: أن الإمام هشام (245ه) -أحد أشهر رواة قراءة ابن عامر-قرأ كلمة: (إبراهيم) بالألف بعد الهاء، في كل السور، و وافقه بقراءتها على هذا النحو الإمام ابن ذكوان، فقط في سورة البقرة! وانفرد هشام بقراءة (إبراهام) في باقي سور القرآن.
و الله أعلم.
فإن جانبت الصواب؛ فأرشدوني -بورك بكم-
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[10 May 2008, 09:08 م]ـ
في النتيجة التي ذكرتيها نقص وخطأ.
فهشام يقرأ (إبراهام) في ثلاثة وثلاثين موضعا فقط -مبينة في كتب القراءات- وباقي المواضع يقرؤها كالجمهور (بالياء)، وابن ذكوان يقرؤها كالجمهور في جميع المواضع إلا ان له في البقرة وجهين: بالألف وبالياء.(/)
فتوى للشيخ عبد الرحمن البراك:هل تلقى جبريل القرآن عن اللوح المحفوظ؟
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[26 Aug 2005, 09:20 ص]ـ
هل تلقى جبريل القرآن عن اللوح المحفوظ؟
أجاب عليه: عبد الرحمن بن ناصر البراك
السؤال:
هل هذه العبارة صحيحة: (تلقى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القرآن عن جبريل -عليه السلام- عن اللوح المحفوظ، عن رب العزة؟)
الجواب:
الحمد لله، وبعد:
مذهب أهل السنة والجماعة أن القرآن كلام الله تكلَّم به وألقاه إلى جبريل الروح الأمين، فنزل به فأوحاه إلى محمد -صلى الله عليه وسلم- فألقاه على سمعه وقلبه، فابتداء نزول القرآن على النبي -صلى الله عليه وسلم- من ربه بواسطة الرسول الكريم جبريل، قال الله تعالى: (وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين) [الشعراء: 192 - 195]. وقال تعالى: (قل نزله روح القدس من ربك بالحق) [النحل: 102]. وقال تعالى: (إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين) [التكوير: 19 - 20]، وقال تعالى: (تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم) [الزمر: 1].
وهذه العبارة المذكورة في السؤال تقتضي أن جبرائيل -عليه السلام- لم يسمع القرآن من الله، وإنما أخذه من اللوح المحفوظ.
نعم القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ، واللوح المحفوظ هو أم الكتاب، كما قال تعالى: (إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم) [الزخرف: 3 - 4]. وقال تعالى: (بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ) [البروج: 21 - 22].
وبهذا يتبين أن العبارة غير صحيحة؛ لما تتضمنه من المعنى الفاسد، وهو أن جبريل لم يسمع القرآن من الله، وهذا مذهب أهل البدع من الجهمية والمعتزلة ومن تبعهم من الأشاعرة وغيرهم، يقولون: إن الله لا يتكلم وهذا القرآن مخلوق، بل كل كلام يضاف إلى الله فهو مخلوق، والأشاعرة يقولون: إن كلام الله معنىً نفسي قديم لا يُسمع منه ولا تتعلق به مشيئته، وهذا القرآن المكتوب في المصاحف، المتلو بالألسن، المحفوظ المسموع هو عبارة عن المعنى النفسي.
وحقيقة قولهم أن هذا القرآن مخلوق، فشابهوا بذلك المعتزلة، وهذه مذاهب مبتدعة باطلة مناقضة للعقل والشرع، ومناقضة لمذهب أهل السنة والجماعة من السلف الصالح من الصحابة والتابعين -رضوان الله عليهم- والله أعلم.
المصدر: http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=84592
ـ[ديم]ــــــــ[07 Sep 2005, 04:21 ص]ـ
شكرا للأخ ابن الجزيرة على نقل هذه الفتوى المهمة00
وأود ان اشير الى مسألة قريبة منها00وهي نزول القران الى بيت العزة في السماء الدنيا والخطأهو ان يقال ان جبريل عليه السلام نزل بالقران من بيت العزة ....
راجع في ذلك الاتقان في كيفية انزاله00
والذي ينبغي بيانه هو ألا يقال ان جبريل أخذ القران من اللوح المحفوظ او من بيت العزة، وأنه لم يسمعه من الله عزوجل0
لأن هذه المقالة باطلة مبنية على أصل فاسد وهو القول بخلق القران 0
والذي عليه أهل السنة والجماعة أن الله تعالى لم يزل متكلما اذا شاء ومتى شاء وكيف شاء0
وأن جبريل عليه السلام سمع القران الكريم من الله عز وجل وبلغه محمداصلى الله عليه وسلم0
ينظر .. الجواب الواضح المستقيم في التحقيق في كيفية انزال القران الكريم من فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن ابراهيم
رحمه الله.
قال شيخ الاسلام: .. فعلم أن القران العربي منزل من الله لامن الهواء ولامن اللوح ولامن جسم اخر ولامن جبريل
ولامن محمد ولاغيرهما .. )
ثم قال ... وهذا لاينافي ماجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره من السلف في تفسير قوله00انا أنزلناه في ليلة
القدر0
أنه أنزله الى بيت العزة في السماء الدنيا، ثم أنزله بعد ذلك منجما مفرقا بحسب الحوادث0
ولاينافي انه مكتوب في اللوح المحفوظ قبل نزوله، كما قال تعالى:بل هو قران مجيد 0في لوح محفوظ0
وقال تعالى:انه لقران كريم 0في كتاب مكنون 0لايمسه الاالمطهرون00)
الى ان قال00
فان كونه مكتوبا في اللوح المحفوظ وفي صحف مطهرة بأيدي الملائكة لاينافي أن يكون جبريل نزل به من الله سواء
كتبه الله قبل أن يرسل به جبريل أو بعد ذلك0
واذا كان قد أنزله مكتوبا الى بيت العزة جملة واحدة في ليلة القدر فقد كتبه كله قبل أن ينزله .. )
الفتاوى 12/ 126 - 127(/)
سؤال عن قراءة ((الريح)) في سورة إبراهيم عليه السلام
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[26 Aug 2005, 05:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
الإخوة الأفاضل المبحرين في علم القراءات - أعزّكم الله:
لقد أشكلت عليّ قراءة في قوله تعالى: " مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ " (إبراهيم: 18).
حيث وجدت أن مِن المفسّرين مَن يقول إن نافعاً وأبا جعفر قرءا في هذه الآية الكريمة: ((اشتدّت به الرياح)) - بالجمع ..
قال الزمخشري: وقُريء (الرياح))،
وقال الرازي: قُريء ((الرياح))،
وقال البيضاوي: وقرأ نافع ((الرياح))،
وقال ابن عطية: وقرأ نافع وحده وأبو جعفر ((الرياح))، والباقون ((الريح)) بالإفراد،
وقال أبو حيان: وقرأ نافع وأبو جعفر ((الرياح)) على الجمع، والجمهور على الإفراد،
وقال الألوسي: وقرأ نافع وأبو جعفر ((الرياح)) على الجمع،
وقال ابن عاشور: وقرأ نافع وأبو جعفر ((اشتدّت به الرياح)) وقرأ البقية ((اشتدّت به الريح)) بالإفراد، وهما سواء لأن التعريف تعريف جنس.
ولم أجد أحداً غيرهم من المفسّرين مَن يقول بذلك ..
فرجعت إلى كتاب (حُجّة القراءات) للإمام ابن زنجلة المقريء، فلم أجده يذكر هذه القراءة مطلقاً ..
بل وبعد أن تفحّصت جميع الآيات التي جاءت فيها لفظة ((الريح)) في أربع عشرة آية، لم أجد عنده أن أحداً من القرّاء قد قرأ ((الريح)) بالجمع، في جميع الآيات المذكورة، وهي - بحسب ترتيب ورودها في المصحف الشريف:
آل عمران: 117، يونس: 22، يونس: 22، يوسف: 94، إبراهيم: 18، الإسراء: 79، الأنبياء: 81، الحج: 31، سبأ: 12، ص: 36، الشورى: 33، الأحقاف: 24، الذاريات: 41، الحاقة: 6.
مع أننا نجد أن مِن المقرئين مَن قرأ ((الرياح)) بالإفراد، كما في قوله تعالى في سورة البقرة: " إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ " (البقرة: 164). قرأ حمزة والكسائي ((وتصريف الريح)) بغير ألف، وقرأ الباقون ((وتصريف الرياح)).
وقوله تعالى في سورة الحجر: " وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ " (الحجر: 22). قرأ حمزة: ((وأرسلنا الريح لواقح)) بغير ألف، وقرأ الباقون ((الرياح)) على الجمع.
وقوله تعالى في سورة الفرقان: " وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا " (الفرقان: 48). قرأ ابن كثير: ((وهو الذي يرسل الريح)) بغير ألف، وقرأ الباقون بالألف.
وقوله تعالى في سورة الروم: " اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ " (الروم: 48). قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي: (الله الذي يرسل الريح) بغير ألف، وقرأ الباقون: (الله الذي يرسل الرياح).
وقوله تعالى في سورة فاطر: " وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ " (فاطر: 9). قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي: ((والله الذي أرسل الريح)) بغير ألف، وقرأ الباقون بالألف.
وحُجّة مَن قرأ هذه القراءة أن الواحد يدلّ على الجنس فهو أعمّ، كما تقول: (كثر الدرهم والدينار في أيدي الناس)، إنما تريد هذا الجنس. قال الكسائي: والعرب تقول: (جاءت الريح من ((كل)) مكان)، فلو كانت ريحاً واحدة جاءت من مكان واحد، فقولهم (من كل مكان) وقد وحّدوها، تدلّ على أن بالتوحيد معنى الجمع.
وسؤالي هو: هل أن أحداً من القرّاء قرأ ((الريح)) بالجمع؟
وهل قرأ نافع وأبو جعفر في آية سورة إبراهيم: ((اشتدّت به الرياح)) - بالجمع؟
ودمتم لنا سالمين ..
أخوكم
لؤي الطيبي
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[30 Aug 2005, 05:06 م]ـ
السلام على أهل العلم والتفسير ورحمة الله تعالى وبركاته ..
هلا أفدتمونا .. يرحمكم الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[30 Aug 2005, 08:27 م]ـ
أخي الحبيب
لم أفهم مرادك
قولك - وفقك الله
(وهل قرأ نافع وأبو جعفر في آية سورة إبراهيم: ((اشتدّت به الرياح)) - بالجمع)
الجواب
نعم قرأ نافع وأبو جعفر
الرياح
هكذا بالجمع
فما وجه الاستشكال
بارك الله فيك
ـ[ابن وهب]ــــــــ[30 Aug 2005, 08:51 م]ـ
وفي التاء ياء شاع والريح وحدا ... وفي الكهف معها والشريعة وصلا
وفي النمل والأعراف والروم ثانيا ... وفاطر دم شكرا وفي الحجر فصلا
وفي سورة الشورى ومن تحت رعده ... خصوص وفي الفرقان زاكيه هللا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[30 Aug 2005, 08:56 م]ـ
قال في النشر
(واختلفوا) في (الرياح) هنا وفي الأعراف وابراهيم والحجر وسبحان والكهف والأنبياء والفرقان والنمل والثاني من الروم وسبأ وفاطر وص والشورى والجائية فقرأ أبو جعفر على الجمع في الخمسة عشر موضعاً ووافقه نافع إلا في سبحان والأنبياء وسبأ وص ووافقه ابن كثير هنا هنا والحجر والكهف والجاثية، ووافقه هنا والأعراف والحجر والكهف والفرقان والنمل وثاني الروم وفاطر والجاثية البصريان وابن عامر وعاصم، واختص حمزة وخلف بإفرادها سوى الفرقان وافقهما الكسائي إلا في الحجر واختص ابن كثير بالإفراد في الفرقان 0
(واتفقوا) على الجمع في أول الروم وهو (ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات) وعلى الإفراد في الذاريات (الريح العقيم) من أجل الجمع في (مبشرات) والإفراد في (العقيم) واختلف عن أبي جعفر في الحج (أو تهوى به الريح) فروى ابن مهران وغيره من طريق ابن شبيب عن الفضل عن ابن وردان. وروى الجوهري والمغازلي من طريق الهاشمي عن اسماعيل عن ابن جماز كليهما عنه بالجمع فيه والباقون بالإفراد
)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[30 Aug 2005, 09:35 م]ـ
قوله
(من تحت رعده) = سورة إبراهيم
خصوص
رمز بالخاء
خ= القراء السبعة إلا نافعا
دليله
وستتهم بالخاء ليس بأغفلا
عنيت الأولى أثبتهم بعد نافع
والمقصود أن نافع قرأ الرياح
وقرأ بقية القراء = الريح
ـ[ابن وهب]ــــــــ[30 Aug 2005, 09:37 م]ـ
وأما قراءة أبي جعفر
ففي الدرة
(والريح بالجمع (أ) صلا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[30 Aug 2005, 09:40 م]ـ
وفي طيبة النشر
(والريح هم
كالكهف مع جاثية توحيدهم
حجر فتى الأعراف ثانى الروم مع
فاطر نمل دم شفا الفرقان دع
واجمع بإبراهيم شورى إذ ثنا
وصاد الأسرى الأنبيا سبا ثنا
والحج خلفه
)
وتقدم شرحه من النشر
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[31 Aug 2005, 01:21 ص]ـ
الأخ الفاضل ابن وهب - حفظه الله ..
بارك الله فيك على هذه الإشارات الطيبة .. والتي أظن أنني وجدت فيها ضالّتي ..
أما بالنسبة لما أشكل عليّ - أخي الكريم - فألخّصه في أمرين:
الأول: أنني عندما راجعت (حُجّة القراءات لابن زنجلة) لم أجد فيه قراءة (الريح) جمعاً، وذلك في جميع الآيات التي ورد فيها هذا اللفظ بالإفراد .. فلم يتبيّن لي إن كانت هذه القراءة متواترة أم لا ..
الثاني: أن حُجّة مَن قرأ (الريح) بالإفراد - ومنهم الكسائي - قال: العرب تقول: (جاءت الريح من ((كل)) مكان)، فلو كانت ريحاً واحدة جاءت من مكان واحد .. فقولهم (من كل مكان) وقد وحّدوها، تدلّ على أن بالتوحيد معنى الجمع.
فإذا كان لفظ (الريح) بالتوحيد يدلّ على معنى الجمع، فما هي حُجّة مَن قرأ (الريح) بالجمع: (الرياح)؟
والذي أرمي إليه من جرّاء هذا، هو البحث عن الاطراد في قول مَن قال بأن لفظ (الريح) - مفرداً - يأتي للرحمة وللعذاب، كما في قوله تعالى: " حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ " (يونس: 22). في حين أن لفظ (الرياح) - بالجمع - لا يأتي إلا للرحمة.
وأنت ترى - حفظك الله - كيف أن قراءة (الريح) بالجمع في آية إبراهيم - مثلاً - " مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ "، لا يمكن أن تفي بقاعدة الاطراد العام لمعنى الرحمة في (الرياح) ..
وهذا معناه أن لا قاعدة مطردة في استخدام التنزيل للريح أو للرياح ..
ودمتم لنا سالمين ..
ـ[ابن وهب]ــــــــ[31 Aug 2005, 08:50 ص]ـ
أخي الحبيب
بارك الله فيك
في الحجة في القراءات السبعة
المنسوب لابن خالويه
(قوله تعالى وتصريف الرياح يقرأبالافراد والجمع اذا كانت فيه الألف واللام في اثني عشر موضعا فالحجة لمن أفرد أنه جعلها عذابا واستدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اجعلها رياحا لا ريحا والحجة لمن جمع أنه فرق بين رياح الرحمة ورياح العذاب فجعل ما أفرده للعذاب وما جعله للرحمة
والأرواح أربعة أسست أسماؤها على الكعبة فما استقبلها منها فهي الصبا والقبول وما جاء عن يمينها فهي الجنوب وما جاء عن شمالها فهي الشمال وما جاء من مؤخرها فهي الدبور وهي ريح العذاب نعوذ بالله منها وباقيها ريح الرحمة
)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[01 Sep 2005, 01:35 ص]ـ
الأخ الفاضل ابن وهب ..
بارك الله فيك - أخي الكريم ..
ولكن ما استدللت به في مشاركتك الأخيرة لا يحلّ الإشكال في اطراد معنى الرحمة لكلمة (الرياح) ..
ولقد بيّنتُ في مشاركتي الأولى أن مِن القرّاء مَن قرأ (الرياح) بالإفراد ..
وهذا لم يخلّ في القاعدة المذكورة، علماً بأن كلمة (الريح) كما أنها تأتي للرحمة فإنها تأتي كذلك للعذاب ..
أما قراءة (الرياح) في المواطن التي جاءت فيها كلمة (الريح) بالإفراد .. فإنها هي التي تخلّ بالقاعدة التي ذكرتها - حفظك الله ..
إذ ههنا يقع الخلاف ..(/)
ترجمة ابن عاشور المفسر
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[26 Aug 2005, 06:03 م]ـ
الاخوة في ملتقى اهل التفسير
ارجو افادتي في ترجمة العلامة ابن عاشور التونسي المفسر
واشهر المصادر التي ترجمة له
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو زينب]ــــــــ[27 Aug 2005, 11:36 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الأخ الفاضل ابراهيم
قام محمد الطاهر الميساوي بتحقيق و دراسة كتاب الشيخ اين عاشور " مقاصد الشريعة الإسلامية " و قدم له بنبذة عن حياة الشيخ رحمه الله.
وذكر في المراجع - فيما يخص ترجمة الشيخ -:
1 - مقالة " الشيخ محمد الطاهر بن عاشور 1296 - 1393/ 1479 - 1973 " حوليات الجامعة الزيتونية. العدد العاشر.1973
2 - كتاب " شيخ الجامع الأعظم محمد الطاهر بن عاشور " بلقاسم الغالي - بيروت: دار ابن حزم.1996.
أما "مقاصد الشريعة الإسلامية " بتحقيق محمد الطاهر الميساوي فهو من نشر دار النفائس - 1999 - عمان الأردن بالاشتراك مع دار الفجر -كوالا لمبور.
FAJAR ULUNG SDN. BHD.
INTERNATIONAL BOOK CENTER
I.B.C. PUBLISHERS
Akadimi Islam .U.M.Kuala Lampur
Tel Fax (603) 7566015
e-mail : fajaru@tm.net.my
ـ[أبو عبدالرحمن الدارعمي]ــــــــ[29 Aug 2005, 10:50 ص]ـ
مقدمة أطروحة دكتوراة الشيخ الدكتور عبد الرحمن فوده: ((الجهود البلاغية لمحمد الطاهر بن عاشور))، الأستاذ المساعد بقسم البلاغة والنقد والأدب المقارن بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وهي لم تطبع بعد!
وهذا تعريف بالشيخ الفاضل، وصفحته الإلكترونية:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=info&scholar_id=556
وقد أصدرت دار القلم بدمشق - بيروت كتابا يترجم فيه إياد الطباع للشيخ ابن عاشور رحمه الله، ضمن سلسلتها المفيدة:
http://www.alkalam-sy.com/pubs/index.php
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[29 Aug 2005, 12:09 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخي الكريم
على قدمت وبارك الله فيكم(/)
هل القرآن كله محكم أو متشابه؟
ـ[عبدالرحمن فكري عيسى]ــــــــ[26 Aug 2005, 09:57 م]ـ
قال العلامة القرآني محمد الأمين الشنقيطي في كتابه مذكرة في أصول الفقه:
اعلم أن بعض الآيات دل على كون القرآن كله محكما كقوله تعالى: "كتاب أحكمت آياته"، وغيرها من الآيات، وبعضها دل على كونه كله متشابها وهو قوله تعالى:"كتابا متشابها".
وبعضها دل على أن منه محكما ومنه متشابها، وهو قوله تعالى: "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ".
ولا معارضة بين الآيات، لأن معنى كونه كله محكما هو اتصاف جميعه بالإحكام الذي هو الإتقان في ألفاظه ومعانيه.
ومعنى كونه كله متشابها أن آياته يشبه بعضها بعضا في الإعجاز والصدق والعدل والسلامة من جميع العيوب.
ومعنى أن منه آيات محكمات وأخر متشابهات اختلف فيه اختلافا مبينا على الاختلاف في معنى الواو في قوله تعالى:"والراسخون في العلم"، فمن قال أن الواو استئنافية،والراسخون مبتدأ خبره جملة:"يقولون آمنا به"والوقف تام على قوله "إلا الله" فإنه يفسر المتشابه بأنه ما استأثر الله بعلمه، وعلى هذا قول أكثر أهل العلم وعليه درج صاحب المراقي بقوله: وما به استأثر علم الخالق فذا تشابه عليه أطلق.
ومن قال بأن الواو عاطفة فإنه فسر المتشابه بما يعلمه الراسخون في العلم دون غيرهم كالآيات التي ظاهرها التعارض وهي غير متعارضة في نفس الأمر. انتهى كلامه رحمه الله
ـ[أخوكم]ــــــــ[09 Sep 2005, 10:27 م]ـ
حتى يفهم هذا الأمر المهم فدونك مثال على آية تكون مرة من المحكم ومرة من المتشابه ..
فمثلا قوله سبحانه: ما جعل عليكم في الدين من حرج
فالآية محكمة في أن الدين ليس فيه حرج
وفي نفس الوقت تصبح الآية متشابهة إن أسقطنا بها بعض الواجبات الشرعية كالصلاة ونحوها بحجة اليسر وعدم الاحراج
وعلى هذا قس ما تشاء ..(/)
علل أحاديث التفسير [علل أحاديث سورة الفاتحة] (1)
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[27 Aug 2005, 02:27 م]ـ
(علل أحاديث سورة الفاتحة)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فهذه علل أحاديث سورة الفاتحة، نمضي فيها على النهج الذي رسمناه في أول هذه المقالات، والذي شرطنا فيه أن نذكر الحديث المعلول من كل وجه، والحديث الصحيح المعلول، وهذا الحديث الذي نستفتح به علل أحاديث الفاتحة من النوع الثاني، فإلى الشروع في المقصود بعون الله المعبود:
[1] حديث: الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن ـ أو تملأ ـ ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها. هذا لفظ رواية الصحيح.
وشاهدُنا هنا هو قوله (صلى الله عليه وسلم): "والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن (أو تملأ) ما بين السموات والأرض".
الحديث أورده الثعالبي في تفسير [سورة المائدة: 6] آية الوضوء (1/ 449)، وابن كثير فيها (كذلك) (2/ 30 ـ 31)، فقال: ((وروى مسلم في صحيحه: من حديث يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جده ممطور، عن أبي مالك الأشعري: أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والله أكبر تملأ ما بين السماء والأرض، والصوم جنة، والصبر ضياء، والصدقة برهان، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها)). اهـ.
وأورده الثعالبي كذلك في تفسير سورة [الكهف: 46] (2: 384) عند قوله تعالى: {والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا}.
وأورده القرطبي في تفسير الفاتحة (1/ 132)، و [البقرة: 144] (2/ 159) عرضًا، والمائدة: 6] (2/ 106)، والسيوطي في الدر المنثور (1/ 31) في تفسير الفاتحة، فقال: ((وأخرج أحمد ومسلم والنسائي: عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): الطهور شطر الإيما ن {والحمد لله} تملأ الميزان، وسبحان الله تملآن - أو تملأ – ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها)). اهـ.
وأشار له الشوكاني في تفسير الفاتحة (1/ 20)، بقوله: ((وقد ورد في فضل الحمد أحاديث منها ... )) اهـ.
وأشار له الأمين الشنقيطي في أضواء البيان (8: 552) في تفسير سورة الليل، عند قوله تعالى: {وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى} فقال: ((ولذا جاء في الحديث الصحيح (والصدقة برهان) أي على صحة الإيمان)).
وأورده أ. د. حكمت بشير في التفسير الصحيح (1: 77) الحمد لله فضائلها، فقال: ((روى مسلم في صحيحه بإسناده: عن أبي مالك الأشعري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن (أو تملأ) ما بين السموات والأرض ... الحديث)). اهـ.
طرق الحديث
الحديث اشتهر من رواية أبان بن يزيد العطار، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد وهو ابن سلام، عن أبي سلام، عن أبي مالك الأشعري: أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يقول: (فذكره).
وتابعه عليه عن يحيى بن أبي كثير: أبو إسحاق يحيى بن ميمون (يعني العطار).
وخالف يحيى معاوية بن سلام فرواه عن أخيه زيد بن سلام: أنه أخبره عن أبي سلام الحبشي، عن عبد الرحمن بن غنم: أن أبا مالك الأشعري حدثه، عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (فذكره).
ورواه أبو جعفر الرازي: عن هبيرة بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك الأشعري، عن النبي (صلى الله عليه وسلم): (فذكره).
وفي هذا متابعة لرواية معاوية بالنظر لأصل الحديث .. فإلى سياق هذه الطرق وبيان ما فيها من اختلاف سندًا ومتنًا:
(1) ـ فأما حديث أبان بن يزيد العطار:
فرواه عنه: حبان بن هلال، وسهل بن بكار، وعبدالرحمن بن مهدي، وعفان بن مسلم، ومسلم بن إبراهيم الأزدى، وموسى بن إسماعيل، وأبو زكريا يحيى بن إسحاق السيلحيني.
أ ـ فأما رواية حبان بن هلال:
فأخرجها مسلم في صحيحه (1: 203/ برقم 223)، والترمذي في جامعه (5: 535/ برقم 3517): حدثنا إسحاق بن منصور.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرجها ابن الجوزي في التحقيق (1: 136/ برقم 113) من طريق مسلم.
وأخرجها محمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (1: 433/ برقم 435): حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي.
كلاهما (إسحاق بن منصور، وأحمد بن سعيد الدارمي)، حدثنا حبان بن هلال، حدثنا أبان، حدثنا يحيى أن زيدًا حدثه، أن أبا سلام حدثه، عن أبي مالك الأشعري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ((الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن ـ أو تملأ ـ ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها)). اللفظ لمسلم.
وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (1: 211): في أكثر نسخ مسلم ((والصبر ضياء)) وفي بعضها ((والصيام ضياء)).
قلت: ولفظ الترمذي مثله غير أنه قال: ((الوضوء شطر الإيمان)).
واختصره المروزي بلفظ ((الطهور شطر الإيمان)).
وقال أبو عيسى: هذا حديث صحيح.
قال ابن الجوزي: انفرد بإخراجه مسلم.
ب ـ وأما رواية سهل بن بكار:
فأخرجها البيهقي في الشعب (3: 38/ برقم 2805): أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري، ثنا عثمان بن خرزاد، عنه به (فذكره) باختلاف في قوله: ((ولا اله إلا الله والله أكبر تملآ ن مابين السماء والأرض)) بدلاً من ((وسبحان الله والحمد لله)).
ج ـ وأما رواية عبدالرحمن بن مهدي:
فأخرجها النسائي في الكبرى (6: 50/ برقم 9996): أخبرنا عمرو بن علي، عنه به (فذكره) مختصرًأ بلفظ ((الحمد لله تملأ الميزان، ولا إله إلا الله والله أكبر تملأ ما بين السماء والأرض)).
د ـ وأما رواية عفان بن مسلم:
فأخرجها أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (1: 14/ برقم 37)، (6: 171/ برقم 30430)، ومن طريقه أبو نعيم في المستخرج (1: 289/ برقم 534).
وأخرجها أحمد في المسند (5: 342/ برقم 22953).
وأخرجها الحاكم في شعار أصحاب الحديث (1: 35/ برقم 21): أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي، حدثنا محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى البزاز.
وأخرجها ابن منده في الإيمان (1: 374/ برقم 211) أخبرنا محمد بن عبدالله، ثنا جعفر بن محمد بن شاكر. (ح) وأنبأ أحمد بن إسحاق بن أيوب، ثنا موسى بن الحسن النسائي.
وأخرجها البيهقي في السنن الكبير (1: 42/ برقم 185) أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان ببغداد، ثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد القطان، ثنا إسحاق بن الحسين الحربي.
وفي الشعب (3: 3/ برقم 2709) أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، أنا أبو أحمد بكر بن محمد الصيرفي بمرو، ثنا محمد بن علي بن بطحاء.
وحدثنا عبد الله بن يوسف الأصبهاني إملاء، أنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب، أنا محمد بن عيسى بن السكن.
وفي الاعتقاد (1: 176): حدثنا [أبو] محمد بن يوسف، قال: أنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب، قال: أنا محمد بن عيسى بن السكن.
وأخرجها أبو عوانه في المسند الصحيح (1: 189/ برقم 600)، ومن طريقه ابن عساكر في التاريخ (54:314): حدثنا محمد بن علي ابن أخت غزال.
تسعتهم (ابن أبي شيبة، وأحمد، و محمد بن عبد الرحيم، و جعفر بن محمد بن شاكر، وموسى بن الحسن النسائي، وإسحاق بن الحسين الحربي، ومحمد بن علي بن بطحاء، ومحمد بن عيسى بن السكن، ومحمد بن علي ابن أخت غزال) عنه به (فذكره) ومنهم من اختصره، ومنهم من طوله.
وقرن أحمد روايته برواية يحيى بن إسحاق، ونبه إلى اختلاف في لفظ عفان، فقال: ((قال عفان: وسبحان الله والله أكبر ولا إله إلا الله والله أكبر تملأ ما بين السماء وقال عفان: ما بين السماوات والأرض)).
لكن وقع عند أبي عوانه ((وسبحان الله والحمد لله يملآن ما بين السماء والأرض)). وفي لفظه: ((والصوم برهان)). وهذا خطأ.
وروايته مقرونة برواية مسلم بن إبراهيم فلعل الخلاف من قبله وسياقها هو الآتي بعد هذه.
هـ ـ وأما رواية مسلم بن إبراهيم الأزدى:
فأخرجها الدارمي في سننه (1: 174/ برقم 653).
وأخرجها محمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (1: 434/ برقم 436): حدثنا محمد بن يحيى.
وأخرجها أبو عوانه في المسند الصحيح (1: 189/ برقم 600)، ومن طريقه ابن عساكر في التاريخ (54:314): وحدثنا الصغاني.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرجها الطبراني في المعجم الكبير (3: 248/ برقم 3423)، ومن طريقه أبي نعيم في المستخرج (1: 289/ برقم 534): حدثنا علي بن عبد العزيز.
وأخرجها البيهقي في الشعب (1: 45/ برقم 12) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن محمد الأشناني، قالا: أنبا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي.
وأخرجها اللالكائي في أصول الاعتقاد (5: 903/ برقم1619): أنا أحمد بن عبيد، قال: أنا علي بن عبد الله بن مبشر، قال: نا أحمد بن سنان.
سبعتهم (الدارمي، ومحمد بن يحيى، والصغاني، وعلي بن عبد العزيز، وعثمان بن سعيد الدارمي، وأحمد بن سنان) عنه به (فذكره).
اختصره المروزي واللالكائي والبيهقي بمطلعه فحسب.
وساقه الدارمي باختلاف إذ خالف المشهور في موضعين:
الأول: قوله: ((ولا إله إلا الله والله أكبر يملأ ما بين السماوات والأرض)).
والثاني: قوله: ((والوضوء ضياء)).
وقرن الطبراني حديثه بحديث موسى بن إسماعيل.
قال: وقال مسلم في حديثه: ((لا إله إلا الله والله أكبر يملأ ما بين السماء والأرض)). لكنه لم ينبه للفرق المذكور في رواية الدارمي وهو قوله: ((والوضوء ضياء)). وقرنه أبو عوانة بلفظ عفان .. ولم يشر للخلاف.
و ـ وأما رواية موسى بن إسماعيل:
فأخرجها ابن سعد في الطبقات (4: 358).
وأخرجها أبو نعيم في المستخرج (1: 289/ برقم 534): حدثنا محمد بن يحيى بن المنذر.
وأخرجها الطبراني في المعجم الكبير (3: 248/ برقم 3423)، ومن طريقه أبو نعيم في المستخرج (1: 289/ برقم 534): حدثنا محمد بن يحيى القزاز (قرنه بمسلم بن إبراهيم).
ثلاثتهم (ابن سعد، ومحمد بن يحيى بن المنذر، ومحمد بن يحيى القزاز) عنه به (فذكره).
ولفظه: ((الطهور نصف الإيمان، والحمد لله يملأ الميزان، وسبحان الله والله أكبر يملأ ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، وكل إنسان يغدو فمبتاع نفسه فمعتقها أو بائع نفسه فموبقها)).
واختصره ابن سعد بمطلعه فحسب، وقرنه أبو نعيم بغيره ولفظه لعفان.
ز ـ وأما رواية أبو زكريا يحيى بن إسحاق السيلحيني:
فأخرجها أحمد في المسند (5: 342/ برقم 22953) قرنه بحديث عفان.
وأبو نعيم في المستخرج (1: 289/ برقم 534): حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن.
وابن عساكر في التاريخ (54:314): أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنبأنا أبي أبو القاسم، أنبأنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن بن محمد، أنبأنا يعقوب بن إسحاق الحافظ.
كلاهما (محمد بن أحمد، ويعقوب بن إسحاق) عن بشر بن موسى.
كلاهما (أحمد، وبشر بن موسى) عنه به (فذكره).
قال أبو نعيم: وفي رواية بشر ((والصوم ضياء))، موبقها: مهلكها. اهـ.
قلت: هو خطأ ظاهر.
(2) ـ وأما حديث أبو إسحاق يحيى بن ميمون:
فأخرجه أحمد في المسند (5: 344/ برقم 23062): ثنا سريج بن النعمان، ثنا أبو إسحاق يحيى بن ميمون ـ يعني العطارـ حدثني يحيى بن أبي كثير، حدثني زيد بن سلام، عن أبي سلام، حدثه عبد الرحمن الأشعري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ((الطهور شطر الإيمان)) فذكر مثله إلا أنه قال: ((الصلاة برهان، والصدقة نور.
قلت: ذِكرُ عبدالرحمن في الحديث خطأ جزم بهذا ابن منده فقال: ((يحيى بن ميمون: روى عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن أبي عبد الرحمن الأشعري فذكر الحديث. قال: ورواه أبان العطار، عن يحيى، فقال: عن أبي مالك وهو الصواب)). اهـ.
وتبعه أبو نعيم وكذا ابن حجر، وقال: ورواية أبان التي صوبها بن منده أخرجها مسلم. انظر الإصابة (7: 305).
(3) وأما حديث معاوية بن سلام:
فأخرجه محمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (1: 434/ برقم 437): حدثنا محمد بن يحيى.
وأخرجه أبو عوانة في المسند الصحيح (1: 189/ برقم 601): حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني، ويزيد بن عبد الصمد.
ثلاثتهم (محمد بن يحيى، ومحمد بن إسحاق، ويزيد بن عبدالصمد) عن هشام بن عمار.
وأخرجه ابن ماجه في سننه (1: 102/ برقم 280).
وأخرجه الطبراني في الكبير (3: 284/ برقم 3424): حدثنا إبراهيم بن دحيم الدمشقي.
وأخرجه ابن حبان في صحيحه (3: 123/ برقم 844): أخبرنا الحسن بن سفيان.
ثلاثتهم (ابن ماجه، وإبراهيم بن دحيم، والحسن بن سفيان) عن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرجه النسائي في الكبرى (2: 5/ برقم 2217) والصغرى (5: 5/ برقم 2437): أنبأ عيسى بن مساور.
ثلاثتهم (هشام بن عمار، ودحيم، وعيسى بن مساور) عن محمد بن شعيب بن شابور، أخبرني معاوية بن سلام، عن أخيه: أنه أخبره، عن جده أبي سلام، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك الأشعري: أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ((إسباغ الوضوء شطر الإيمان، والحمد لله ملء الميزان، والتسبيح والتكبير ملء السماوات والأرض، والصلاة نور، والزكاة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها)). اللفظ لابن ماجه.
وخالف الطبراني في عامة لفظه مع اتحاد المخرج فعنده: ((الطهور شطر الإيمان، والحمد يملأ الميزان، وسبحان الله والله أكبر يملأ ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء)). والمعنى متجه في سائر ألفاظه.
واختلف لفظ ابن حبان مع اتحاد المخرج (كذلك)، فقال: ((والصدقة ضياء)). والباقي سواء.
وخالف كذلك أبو عوانة في لفظه، فعنده: ((والصوم برهان)) .. ((والقرآن شفاء حجة لك أو عليك كل إنسان بائع نفسه)).
واختصره المروزي بالوضوء فحسب.
أما لفظ النسائي فمثل لفظ ابن ماجه إلا أنه لم يذكر آخر قطعة منه.
وبهذا يظهر جودة لفظ سنن ابن ماجه والنسائي بالنظر للآخرين .. والخلاف المذكور في نظري مؤثر!! وقد يكون من الرواة، وقد يكون من النسخ أو الطباعة فآفاتها كثيرة.
(4) وأما حديث أبي جعفر الرازي:
فأخرجه البخاري في التاريخ (8: 240) في ترجمة هبيرة بن عبدالرحمن: قال لي عبد الله بن محمد الجعفي، سمع محمد بن سعيد الأصبهاني، سمع يحيى بن أبي بكير، قال: نا أبو جعفر الرازي، عن هبيرة بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي مالك الأشعري عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، قال: ((الوضوء شطر الإيمان)).
وقال أحمد بن الخليل، نا يحيى بن أبي بكير، عن أبي جعفر، عن عبد الله بن هبيرة (مثله).
وهبيرة هذا ذكره أيضًا ابن حبان في الثقات (5: 511) فزاد في نسبته: السلمي.
وقال بحشل في تاريخه (ص63): هبيرة بن عبد الرحمن وهو أبو عمر بن هبيرة.
قلت: ليس بالمشهور .. وروايته هذه تؤيد رواية معاوية المشهورة.
وبعد الانتهاء من سياق طرق الحديث، نشير لما فيه من علل:
العلة الأولى: الانقطاع بين يحيى بن أبي كثير وزيد بن سلام.
قال يحيى بن حسان عن معاوية بن سلام: أخذ مني يحيى بن أبي كثير كتب أخي زيد بن سلام. وهذا يشعر أن روايته عنه منقطعة. ولذا قال بن معين لم يلقه يحيى. انظر التهذيب (3: 358).
لكن أثبت سماعه أبو حاتم الرازي، ونقل عنه قوله: كان يجيئنا فنسمع منه. انظر جامع التحصيل (ص572).
وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (ص 211): وقد اختلف في سماع يحيى بن أبي كثير من زيد بن سلام: فأنكره يحيى بن معين، وأثبته الإمام أحمد، وفي هذه الرواية التصريح بسماعه منه. اهـ.
قلت: الرواية التي في الصحيح قاضية بالسماع (والله أعلم).
العلة الثانية: انصب تعليل كثير من النقاد على الانقطاع بين زيد بن سلام وأبي مالك الأشعري .. وأول من رأيته أعل هذا الحديث النسائي: فرواه عن عمرو بن علي، عن عبدالرحمن بن مهدي، عن أبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد، عن أبي سلام، عن أبي مالك الأشعري (وقد مر في رواية عبدالرحمن بن مهدي).
ثم قال: خالفه معاوية بن سلام، رواه عن أخيه زيد، عن أبي سلام، عن عبدالرحمن بن غنم، عن أبي مالك .. ثم ساقه بسنده (وقد مر في رواية معاوية بن سلام).
وقد خرجه مسلم عن إسحاق بن منصور، حدثنا حبان بن هلال، حدثنا أبان، حدثنا يحيى أن زيدًا حدثه، أن أبا سلام حدثه، عن أبي مالك الأشعري).
فتكلم فيه بعض النقاد من هذا الوجه، وذلك لاشتراطه الصحة في كتابه.
قال ابن عمار الشهيد في كتاب علل الأحاديث في كتاب الصحيح لمسلم بن الحجاج (ص45 ـ 48): ((وروى من حديث أبان العطار، عن يحيى بن أبي كثير: أن زيدًا حدثه، أن أبا سلام حدثه، عن أبي مالك الأشعري، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: ((الطهور شطر الإيمان)) ... وفيه كلام آخر.
قال أبو الفضل: بين أبي سلام وبين أبي مالك في إسناد هذا الحديث عبد الرحمن بن غنم الأشعري.
رواه معاوية عن أخيه زيد ومعاوية كان أعلم عندنا بحديث أخيه زيد بن سلام من يحيى)) اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذا ذهب الدارقطني إلى ذلك في التتبع (ص197): ((وخالفه معاوية بن سلام؛ رواه عن أخيه زيد، عن أبي سلام، عن عبدالرحمن بن غنم: أن أبا مالك حدثهم بهذا)). اهـ.
ونقل كلامه أبو مسعود الدمشقي في جوابته فأقره برقم (11)، فقال: ((وأخرج من حديث حبان بن هلال، عن أبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن أبي مالك.
قال: قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (الوضوء شطر الايمان) بطوله، وهذا مرسل.
وقد رواه معاوية بن سلام، عن زيد، عن أبي سلام، عن عبدالرحمن بن غنم، عن أبي مالك.
قال الخطيب أبو بكر - رضي الله تعالى عنه -: لم يذكر أبو مسعود في هذا الحديث شيئاً)). اهـ.
وتعقب ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (2: 377) أبا محمد، فقال: ((لم يعرض له بشيء، واكتفى بأنه من كتاب مسلم ... والذي لأجله ذكرناه، هو انقطاع ما بين أبي سلام وأبي مالك، فقد قال الدارقطني وغيره: إنه منقطع، وأنه إنما يرويه عن عبدالرحمن بن غنم، عن أبي مالك.
وذلك أن معاوية بن سلام يخالف فيه يحيى بن أبي كثير، فيرويه عن أخيه زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن عبدالرحمن بن غنم: أن أبا مالك حدثهم بهذا.
وقد نبه الناس على الانقطاع ما بين أبي سلام، وأبي مالك في هذا الحديث، وعدُّوه من الأحاديث المنقطعة في كتاب مسلم)). اهـ.
ومال شرف الدين النووي في شرحه للصحيح (3: 99 ـ 100) إلى نفي هذه العلة وأنه عند أبي سلام على الوجهين، فقال: ((هذا الاسناد مما تكلم فيه الدارقطني وغيره، فقالوا: سقط فيه رجل بين أبي سلام وأبي مالك، والساقط عبد الرحمن بن غنم، قالوا: والدليل على سقوطه أن معاوية بن سلام، رواه عن أخيه زيد بن سلام، عن جده أبي سلام، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك الأشعري، وهكذا.
أخرجه النسائي وابن ماجه وغيرهما.
ويمكن أن يجاب لمسلم عن هذا: بأن الظاهر من حال مسلم أنه علم سماع أبي سلام لهذا الحديث من أبي مالك، فيكون أبو سلام سمعه من أبي مالك، وسمعه ـ أيضًا ـ من عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك. فرواه مرة عنه، ومرة عن عبد الرحمن، وكيف كان فالمتن صحيح لا مطعن فيه. والله أعلم)). اهـ.
وقد لخص علة هذا الحديث والجواب عليها العلائي في جامع التحصيل (ص137 ـ 138).
وقال ابن حجر في النكت الظراف (9: 282): ((في الرواية المنقطعة (يحيى عن زيد عن جده عن أبي مالك): ((هذه الرواية هي المعتمدة؛ فإن هدبة بن خالد حدث به عن أبان العطار، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، أن الحارث الأشعري حدثه. وأخرجه ابن حبان في (صحيحه) من طريقه، وأما إدخال (عبدالرحمن بن غنم) بين أبي سلام وأبي مالك، فيحتمل أن يكون الحديث عند أبي سلام بإسنادين: أحدهما عن عبدالرحمن بن غنم، عن أبي مالك.
والآخر: عن الحارث بن الحارث الأشعري، والحارث أيضًا يكنى أبا مالك، لكن أبو مالك ـ شيخ عبدالرحمن بن غنم ـ غيره فيما يظهر لي. والله أعلم)). اهـ.
قلت: كلام ابن حجر هذا غير محرر وفيه نظر من وجهين:
الأول: عدم وجود الرواية المذكورة عند الترمذي وابن حبان في المطبوع منهما.
الثاني: قوله: (تقدم في الأسماء منسوبًا للترمذي وحده) لم يتقدم الحديث أصلاً، كما في تعليق محقق تحفة الأشراف (9: 284)، وانظر لنقده حاشية علل الأحاديث (ص47) لعلي بن حسن.
كما أن في الجواب المذكور عن النووي وابن حجر ضعف؛ يتبين من معرفة عدم الإدراك الظاهر المشهور بين أبي مالك وأبي سلام الحبشي هذا، وينبني على هذا معرفة اسم أبي مالك الأشعري، فقد وقع الخلاف في ذلك مما جعله يلتبس بغيره على بعض المؤرخين الكبار، فقد اختلف في صحابي هذا الخبر وعلى هذا الخلاف ينبني وصل الحديث وإرساله:
فقيل: هو الحارث بن الحارث الأشعري الشامي صحابي روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وعنه أبو سلام الأسود أخرج له الترمذي (5: 148) حديث: أن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات .. من طريق موسى بن إسماعيل حدثنا أبان بن يزيد حدثنا يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام أن أبا سلام حدثه أن الحارث الأشعري .. وهذا السند سبق ذكره في طرق الحديث بعينه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذكر هذا مسلم في المنفردات والوحدان برقم (56) فقال: الحارث بن الحارث الأشعري. لم يرو عنه إلا أبو سلام الحبشي وأبو سلام جد زيد ومعاوية ابني سلام بن أبي سلام واسم أبي سلام ممطور. اهـ.
وذكر أبو نعيم في المعرفة رقم (664) أنه يكنى أبا مالك، وذكر في الرواة عنه جماعة ممن يروي عن أبي مالك الأشعري، ومما أوقع أبا نعيم في الجمع بينهما: أن مسلمًا وغيره أخرجوا لأبي مالك الأشعري حديث: ((الطهور شطر الإيمان)): من رواية أبي سلام عنه بإسناد حديث: ((أن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات)) سواء بسواء.
وممن وهم فيه النووي في ((الأذكار)) عند ذكر حديث أبي مالك الأشعري: ((الطهور شطر الإيمان))، فقال: اسمه الحارث بن عاصم وهذا وهم. انظر الإصابة (2: 195).
قلت: راجعت ((الأذكار)) فلم أجد قوله هذا، وإنما وقفت عليه في رياض الصالحين (ص34/ برقم 25) إذ قال: ((وعن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه ... (فذكر الحديث).
وذكر ابن الأثير في أسد الغابة (1: 383ـ 384): أن بعض العلماء ذكر أن الحارث بن الحارث الأشعري ليس هو أبا مالك، وأكثر ما يرد غير مكنى. ثم بين أنه فرق بينهما كثير من العلماء منهم: أبو حاتم الرازي وابن معين وغيرهما. قال: وأما أبو مالك فهو كعب بن عاصم على اختلاف فيه. اهـ.
قال ابن حجر في التهذيب (2: 119) ترجمة الحارث بن الحارث: وقد أخرج أبو القاسم الطبراني هذا الحديث بعينه بهذا الإسناد في ترجمة الحارث بن الحارث الأشعري في الأسماء، فإما أن يكون الحارث بن الحارث يكنى أيضا أبا مالك، وإما أن يكونا واحدًا والأول أظهر؛ فإن أبا مالك متقدم الوفاة. اهـ.
وقال في ترجمة أبي مالك الأشعري (12: 239): ((أبو مالك الأشعري له صحبة، قيل: اسمه الحارث بن الحارث، وقيل: عبيد الله، وقيل: عمرو، وقيل: كعب بن عاصم، وقيل: كعب بن كعب، وقيل: عامر بن الحارث بن هانئ بن كلثوم)).اهـ.
قال ابن حجر في التهذيب (12: 239): والفصل بينهما في غاية الاشكال حتى قال أبو أحمد الحاكم في ترجمته أبو مالك الأشعري أمره مشتبه جدا)). اهـ.
قلت: يحسن هنا أن تنظر تفصيل الخطيب في الموضح (2: 375 ـ 376) في حال كعب بن عاصم. وقد حصل في تسميته وهم لبعض الشراح بسبب هذا الخلاف.
أما وفاته، فقال شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم: طُعن معاذ بن جبل، وأبو عبيدة بن الجراح، وشرحبيل بن حسنة، وأبو مالك الأشعري في يوم واحد.
وقال ابن سعد، وخليفة: توفي في خلافة عمر. انظر تاريخ دمشق (67: 198) والتهذيب (12: 239).
وهذا كاف في التفريق وبيان أن صاحب الحديث متقدم الوفاة.
ولقد أحسن العلائي في جامع التحصيل (ص137 ـ 138) في التفريق إذ قال: ((رجح بعضهم قول الدارقطني: بأن أبا مالك الأشعري توفي في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة، وقد قالوا في رواية أبي سلام عن علي وحذيفة وأبي ذر أنها مرسلة، فروايته عن أبي مالك أولى بالإرسال، وقد وقع في كتابي الترمذي والنسائي (؟ ! (من طريق أبي سلام هذا، قال: حدثني الحارث الأشعري فذكر حديث: "إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات" ... الحديث. وأخرجه ابن حبان في صحيحه هكذا بلفظ حدثنا ثم قال عقبة: الحارث الأشعري هذا هو أبو مالك الحارث بن مالك الأشعري. فعلى هذا لا تكون رواية أبي سلام، عن أبي مالك مرسلة، ولكن في هذا نظر، فقد خالف ابن حبان جماعة منهم: ابن عبد البر وغيره، فقالوا: الحارث هذا في حديث يحيى بن زكريا (عليهما السلام)، هو الحارث بن الحارث الأشعري، وهو غير أبي مالك متأخر عنه، وقد اختلف في اسم أبي مالك هذا، فقيل: كعب، وقيل: عبيد، وقيل: عمرو، وقيل: الحارث. واختلف في اسم أبيه، فقيل: مالك، وقيل: عاصم. والله أعلم)). اهـ.
وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (ص212 ـ213): خرج هذا الحديث النسائي وابن ماجه: من رواية معاوية بن سلام، عن أخيه زيد بن سلام، عن جده أبي سلام، عن عبدالرحمن بن غنم، عن أبي مالك. فزاد في إسناده عبدالرحمن بن غنم، ورجَّح هذه الرواية بعض الحفاظ، وقال: معاوية بن سلام أعلم بحديث أخيه زيد من يحيى بن أبي كثير، ويقول ذلك: أنه قد روي عن عبدالرحمن بن غنم، عن أبي مالك من وجه آخر، وحينئذ فتكون رواية منقطعة، وفي حديث معاوية بعض المخالفة لحديث يحيى بن أبي كثير، فإن لفظ حديثه عند ابن ماجه: "إسباغ الوضوء شطر الإيمان،
(يُتْبَعُ)
(/)
والحمد لله تملأ الميزان، والتسبيح والتكبير تملآن السماء والأرض، والصلاة نور، والزكاة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها"، وخرج الترمذي حديث يحيى بن أبي كثير الذي خرجه مسلم فلفظ حديثه: "الوضوء شطر الإيمان" وباقي حديثه مثل سياق مسلم الذي خرجه الإمام أحمد والترمذي: من حديث رجل من بني سليم، قال عدهن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في يدي أو في يده التسبيح نصف الميزان، والحمد لله تملؤه، والتكبير تملأ ما بين السماء والأرض، والصوم نصف الصبر، و الطهور نصف الإيمان، وقوله (صلى الله عليه وسلم): الطهور شطر الإيمان. اهـ.
قلت: بما سبق يترجح ما ذهب إليه الدارقطني وغيره في ثبوت الانقطاع بين أبي سلام و أبي مالك الأشعري. بقي كيف نعتذر لمسلم (رحمه الله) .. الجواب بأحد وجوه:
الأول: أن مسلمًا علم انقطاع الحديث وإنما ساقه لشهرته متصلاً ومنقطعًا كما يلاحظ من تخريجه.
الثاني: وربما أورد المعلول لفائدة لا توجد في الموصول.
الثالث: وربما كان ذهولاً منه لشهرة الرواية عن يحيى بن أبي كثير فليس بمعصوم، فلا نكابر بالرد والعلة ظاهرة (والله أعلم).
وفي الباب عن: حسان بن عطية، وعروة بن الزبير، وعلي بن أبي طالب:
1 ـ فأما حديث حسان بن عطية (مرسلا):
فأخرجه ابن شيبة في المصنف (1: 156/ برقم 1803) مطولاً، وفي (6: 171/ برقم 30432)، وابن منده في الإيمان (1: 125/ برقم 61) بالطهور فحسب.
2 ـ وأما حديث عروة بن الزبير (قوله) بالطهور.
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1: 15/ برقم 41).
3 ـ وأما حديث علي بن أبي طالب (موقوفًا) بالطهور.
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1: 14/ برقم 38)، و (6: 171/ بالأرقام 30431و30433).
قوله في الحديث: موبقها: الموبق المهلك.
قال أبو نعيم في المستخرج (1: 289): موبقها: مهلكها. اهـ.
فائدة: اختلف في معنى قوله ((الطهور شطر الإيمان)) على أقوال ذكرها ابن رجب في جامع العلوم والحكم (ص211 ـ 212)، وانظر تعظيم قدر الصلاة (1: 435)، و الشعب (3: 3)، والنهاية (2: 473)، وشرح صحيح مسلم (3: 100).
فائدة ثانية: قال الحافظ عبد العظيم في الترغيب (1: 95): ((وقد أفردت لهذا الحديث وطرقه وحكمه وفوائده جزءا مفردا)).
وكتب / يحيى البكري في ليلة السبت الثامن والعشرين من شوال لسنة خمس وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة الشريفة .. ثم أعدت النظر فيه يوم السبت 22 رجب لسنة 1426 للهجرة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Sep 2005, 08:08 م]ـ
جزاكم الله خيراً ونفع بعلمكم، ومرحباً بكم مرة أخرى بعد غياب طويل.
... الحلقات السابقة:
- علل أحاديث التفسير (مقدمة) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3872)
- علل أحاديث التفسير (1) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1478)
- علل أحاديث التفسير (2) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1553)
- علل أحاديث التفسير (3) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1668)
- علل أحاديث التفسير (4) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1824)
- علل أحاديث التفسير (5) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1895)
- علل أحاديث التفسير (6) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2076)
- علل أحاديث التفسير (7) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2350)
- علل أحاديث التفسير (8) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2714)(/)
حول قراءة (فقد كذبوكم)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[29 Aug 2005, 07:14 ص]ـ
جاء عند القرطبي
) وقراءة العامة (بما تقولون) بالتاء على الخطاب وقد بينا معناه وحكى الفراء أنه يقرأ: (فقد كذبوكم) مخففا (بما يقولون) وكذا قرأ مجاهد و البزي بالياء ويكون معنى (يقولون) بقولهم وقرأ بالياء فالمعنى: فما يستطيع الشركاء (
القرطبي - رحمه الله- يعتمد على النحاس في هذا النص
نرجع الى معاني القرآن للنحاس
قال النحاس - رحمه الله
(
ثم قال جل وعز فقد كذبوكم بما تقولون آية 19
أي بقولكم إنهم آلهة
وحكى الفراء أنه يقرأ فقد كذبوكم بما يقولون
قال أبو جعفر والمعنى على هذا فقد كذبوكم بقولهم ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء (
انتهى
فالخلاف هو في يقولون وتقولون
فأظن أن القرطبي -رحمه الله -وهم
وظن أنه في كذبوكم أيضا وأنها مخففة
والدليل على هذا
النص الذي نقلته عن معاني القرآن
أنه لم يذكر هذا أحد غير القرطبي
فابن عطية لم ينقل هذه القراءة
وكتاب النحاس من أهم مصادر ابن عطية - رحمه الله
وقد وعد ابن عطية في مقدمة تفسيره أنه سوف يشير الى القراءات المختلفة المتواترة والشاذة
قال ابن عطية
(وقصدت إيراد جميع القراءات مستعملها وشاذها واعتمدت تبيين المعاني وجميع محتملات الألفاظ كل ذلك بحسب جهدي وما انتهى إليه علمي وعلى غاية من الإيجاز وحذف فضول القول (
والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب
وصلى على نبينا محمد وعلى آل محمد
تنبيه: لم أرد إفراد هذا في موضوع ولكن لم أقف على موضوع أضم هذا اليه
فإن كنت أخطأت في فتح موضوع خاص فمن حق المشرفين ضم هذا إلى اي موضوع يرونه
ـ[أبو زينب]ــــــــ[31 Aug 2005, 12:43 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أخي ابن وهب
فعلا يبدو أن القرطبي رحمه الله التبس عليه الأمر.
راجعت " السبعة في القراءات – ابن مجاهد " لم أجد حول تلك الآية إلا هذا:
قوله " فقد كذبوكم بما تقولون فما تستطيعون صرفا ولا نصرا " 19
قرأ عاصم فى رواية حفص بما تقولون فما تستطيعون بالتاء جميعا
وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم بما تقولون بالتاء فما يستطيعون بالياء
وقرأ قنبل عن ابن أبى بزة عن ابن كثير يقولون. . . يستطيعون بالياء جميعا.
كما أني راجعت " حجة القراءات لابن زنجلة " فما وجدت غير:
" فقد كذبوكم بما تقولون فما تستطيعون صرفا ولا نصرا 19 "
قرأ ابن كثير في رواية قنبل فقد كذبوكم بما يقولون بالياء أي كذبوكم بقولهم وقولهم سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء وقولهم أيضا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء وقولهم أيضا سبحانك أنت ولينا من دونهم ففي قوله أنت ولينا من دونهم دلالة على أنهم لم يعبدوهم لأنهم لو عبدوهم ورضوا بذلك لم يكن الله وليا لهم من دونهم. وقرأ فما يستطيعون بالياء أي فما يستطيع الملائكة لهم صرفا ولا نصرا.
وقرأ حفص فقد كذبوكم بما تقولون بالتاء أي فقد كذبتكم الملائكة بما تقولون أي في قولكم إنهم آلهة وقرأ فما تستطيعون بالياء أي فما يستطيع الشركاء صرفا ولا نصرا لكم.
ولله العلم أولا و آخرا.(/)
"و إن منكم إلا واردها"أى ليس كل الناس؟؟
ـ[شهاب ثاقب]ــــــــ[29 Aug 2005, 04:02 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
"و إن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا"مريم:71 هل يمكن أن تكون "من"تبعيضية فلا تشمل الآية كل الناس؟ أى: منكم يردها و ليس كلكم؟؟ و هل لى سلف فى هذا؟
جزاكم الله خيرا(/)
"و إن منكم إلا واردها"أى ليس كل الناس يردونها؟؟
ـ[شهاب ثاقب]ــــــــ[29 Aug 2005, 04:03 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
"و إن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا"مريم:71 هل يمكن أن تكون "من"تبعيضية فلا تشمل الآية كل الناس؟ أى: منكم يردها و ليس كلكم؟؟ و هل لى سلف فى هذا؟
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالحميد حسن بالفاس]ــــــــ[29 Aug 2005, 11:37 م]ـ
قال الشيخ السعدي: وهذا خطاب لسائر الخلائق برهم وفاجرهم مؤمنهم وكافرهم أنه مامنهم من أحد الا سيرد النار حكما حتمه الله على نفسه وأوعد به عباده فلا بد من نفوذه ولامحيد عن وقوعه واختلف في معنى الورود فقيل ورودها حضورها للخلائق كلهم حتى يحصل الانزعاج من كل أحد ثم بعد ينجى الله المتقين وقيل ورودها دخولها فتكون على المؤمنين بردا وسلاما وقيل الورود هو المرور على الصراط الذي هو على متن جهنم فيمر الناس على قدر أعمالهم فمنهم من يمر كلمح البصر وكالريح وكأجاويد الخيل وكأجاويد الركاب ومنهم من يسعى ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا ومنهم من يخطف فيلقى في النار كل بحسب تقواه. انصحك اخي ان تقتني الكتاب فهو جدا رائع وكان شيخنا العثيمين ينصح به ويقول لايخلو مكتبة طالب علم من هذا الكتاب والشيخ السعدي هو شيخ لشيخنا العثيمين واسم كتاب الشيخ السعدي تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
ـ[شهاب ثاقب]ــــــــ[30 Aug 2005, 10:46 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخ عبد الحميد‘ لكن سؤالى لم يجب.
ما أقوله هو أن "من"هنا للتبعيض، أى أن الذى سيرد جهنم بعض الناس و ليس كلهم، و بهذا ينجو المتقين من العرض عليها"ثم ننجى الذين اتقوا"منذ البداية، أى أنهم لا يردونها أصلا. إنما الذى يردها فئة "من" الناس"و إن (منكم) إلا واردها".أرجو أن أكون قد أوضحت الأمر.
أما بالنسبة لتفسير السعدى فهو عندى بالفعل.
جزاك الله خيرا.
ـ[شهاب ثاقب]ــــــــ[31 Aug 2005, 03:21 م]ـ
للرفع، أرجو الإجابة(/)
يعقوب عليه السلام لم يفقد بصره
ـ[شهاب ثاقب]ــــــــ[29 Aug 2005, 04:06 م]ـ
السلام عليكم
ادعى أحد الخطباء على المنابر أن سيدنا يعقوب عليه السلام لم يفقد بصره لأنه يستحيل أن يصاب نبى بعاهة كالعمى أو الصمم أو البكم، و كان رده على"فارتد بصيرا"أى من ضعف البصر إلى قوته، و على "و ابيضت عيناه"أنه لا يستلزم العمى. و هو فى رأيى تمحل فى تأويل الآيات الكريمة.
و الجمهور على أنه فقد بصره بالفعل و عاد مرة أخرى بآية من الله. و الأدلة كثيرة فى الرد على هذا القول الشاذ، لكن سؤالى: هل لهذا القول الشاذ سلف من أهل السنة.
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[04 Sep 2005, 05:15 م]ـ
على مذهب هذا الخطيب: هل يجوز على النبي أن يضعف بصره؟
ـ[شهاب ثاقب]ــــــــ[06 Sep 2005, 02:39 م]ـ
نعم يجوز
ـ[أخوكم]ــــــــ[09 Sep 2005, 10:20 م]ـ
منذ القدم اتفقت الرسل حتى مع أعدائهم بأنهم "بشر"
فيجوز عليهم ما يجوز على البشر
( ... قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ...
قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ... )
ـ[شهاب ثاقب]ــــــــ[12 Sep 2005, 03:47 م]ـ
أرجو الإجابة عن سؤالى: هل لهذا القول الشاذ سلف من أهل السنة؟؟(/)
الملتقى الثاني للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة من 25 - 27 رجب 1426
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Aug 2005, 03:52 م]ـ
تبدأ اليوم الثلاثاء فعاليات الملتقى الثاني للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمدينة جدة. ويستمر حتى يوم الخميس 27 رجب 1426هـ.
للاطلاع على جدول أعمال هذا الملتقى
الملتقى الثاني للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم
برنامج الملتقى ( http://www.quranjeddah.org/conf/modules/wfsection/article.php?articleid=10)
للاطلاع على أوراق الملتقى الأول للجميعات الخيرية يمكن تنزيله من هذا الرابط ( http://tafsir.org/books/open.php?cat=97&book=942)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Sep 2005, 07:59 م]ـ
اختتم الملتقى أعماله يوم الخميس الماضي 27 رجب 1426هـ. وقد حدثني بعض من حضر فعاليات هذا الملتقى عن المستوى المتميز لتنظيمه، فأسأل الله للقائمين عليه التوفيق والنجاح، وأن ينفع بما قدم فيه من بحوث ولقاءات. ولعلنا نوفق لنشر بعض الأوراق العلمية المهمة المناسبة على صفحات الشبكة قريباً إن شاء الله.(/)
رسالة دكتوراه عن لطائف الإشارات للإمام القشيري
ـ[د. عبدالمجيد إحدادن]ــــــــ[01 Sep 2005, 12:32 ص]ـ
نوقشت هذه الرسالة في جامعة السُّوربون يوم7/ 05/1426 الموافق لـ 14/ 06 / 2005 ونال صاحبها بعد مناقشة دامت قرابة الثلاث ساعات درجة الشرف الأولى مع تهاني اللجنة ( Très honorable avec Félicitations).
الرسالة تناولت بالدراسة لطائف الإشارات لأبي القاسم عبد الكريم القشيري (ت. 465/ 1072) والذي يمكن اعتباره أول تفسير صوفي كامل وصلنا. طُبع هذا التفسير الإشاري في مصر سنة 1969 بتحقيق الدكتور إبراهيم بسيوني وطبع بعد ذلك عدة مرات. التفسير يتكون من ثلاثة مجلدات (أكثر من 2000 صفحة).
تنقسم الرسالة إلى خمسة أبواب.
الباب الأول: يهتم الفصل الأول منه بحياة الإمام القشيري مع عرض الأوضاع التاريخية والثقافية والدينية التي رافقت مسيرته. وتطرق الفصل الثاني بشيء من التفصيل إلى مؤلفات القشيري،التي منها ما طبع و منها ما يزال مخطوطا و منها ما فُقد. مجاله المفضل هو التصوف و التفسير و العقيدة. الفصل الثالث تعرض لتأثير القشيري في ميدان التصوف والحديث وبصفة خاصة التفسير.
الباب الثاني يتطرق إلى مصادر القشيري في ميدان التفسير لأن ما يثير انتباه قارئ هذا المؤلَّف الكبير للوهلة الأولى هو انعدام ذكر أسماء المصادر التي اعتمدها الإمام في تفسيره وهذه المنهجية تختلف تماما عن التي ارتضاها عند تأليف رسالته المشهورة. انطلاقا من فرضية مفادها أن أبا عبد الرحمن السلمي كان له التأثير الكبير على الإمام القشيري، قمنا بمقارنة محتوى لطائف الإشارات مع تفسير السلمي المعروف بحقائق التفسير وزيادات حقائق التفسير وطبقات الصوفية. وكذلك استعنَّا بالرسالة القشيرية وحلية الأولياء لإبي نعيم الإصفهاني. النتيجة كانت مرضية لأننا خَلَصنا بعد هذه الدراسة إلى وضع الأسماء على المئات من النصوص الواردة في لطائف الإشارات.
الباب الثالث اهتم بأنواع التفسير ومناهجه كمقدمة لفهم التفسير الصوفي والظروف التاريخية لنشأته. هذا البحث ركز كذلك على مناقشة الأدلة الشرعية من القرآن والسنة التي يستند عليها الصوفية لتبرير منهجهم التفسيري. بعد ذلك عرضنا لأهم خصائص التفسير الصوفي للقرآن، طرقه ووسائله ولغته. في الأخير، ذكرنا موقف ثلاثة من العلماء من التفسير الصوفي وهم: الإمام ابن تيمية والغزالي وابن عاشور من المعاصرين صاحب التحرير والتنوير.
الباب الرابع خُصِّص لتحليل موضوعي لِلَطائف الإشارات. هذه المواضيع هي:
اللغة والشعر: هذا المبحث حاول فهم طريقة القشيري في استعمال دراسة أصول الكلمات ( etymology) للوصول إلى استخلاص معنى روحي لها وكذلك كيفية استعمال الشعر المعبِّر عن الحب العذري للإفصاح عن تجارب الحب الإلهي.
الحروف المقطعة والبسملة: وهذا الفصل ركز على المعاني الروحية التي يستدعيها سماع هذه الحروف وخاصة البسملة، لأن القشيري يعطي دائما تفسيرا إشاريا لها بحجة اعتبارها آية مستقلة في جميع السور القرآنية (عدا التوبة).
المباحث التاريخية: وقد اهتم هذا الفصل بالقصص القرآني والأنبياء وبصفة خاصة نظرة القشيري للنبي محمد (ص). كما تعرض هذا الفصل لظاهرة غياب أو قلة أدوات التفسير التقليدي في لطائف الإشارات مثل: أسباب النزول والإسرائيليات والأحاديث الشريفة.
العبادات: وهذا الفصل أخذ بالتحليل الأبعاد الروحية لأركان الإسلام من الصلاة والزكاة والصوم والحج. وتناول أيضا المنهج الإشاري في تفسير بعض آيات الأحكام مثل: الطلاق والميراث والأطعمة المحرمة والجهاد.
العقيدة: وهذا أطول الفصول في هذا الباب. وقد تناول بشيء من التفصيل المواقف الكلامية للإمام القشيري كما وردت في لطائف الإشارات والتي تخص الأسماء والصفات والقدر وخلق الأفعال ومصير مرتكب الكبائر ورؤية الله يوم القيامة، الخ ... وهذه المواقف لا تبتعد عن مواقف المدرسة الأشعرية التي ينتمي إليها القشيري ودافع عنها بشدة طول حياته. ويظهر من هذه الدراسة كذلك تأثير ابن فورك والإسفرائيني على تلميذهما القشيري في ميدان العقيدة.
الباب الخامس والأخير تناول بالتحليل عددا من المصطلحات الصوفية وكذلك استعمال اللغة الرمزية في تفسير الأمثال القرآنية والظواهر الطبيعية التي ورد ذكرها في القرآن الكريم. أما المصطلحات الصوفية فقد حرصنا أن نبين في البداية المعنى اللغوي والسياق القرآني الذي ذكرت فيه هذه الكلمات أو العبارات والتي تحولت فيما بعد إلى مصطلحات صوفية. حاولنا أن نفهم كيف ينتقل الصوفي المفسر من سياق قرآني لا علاقة له بالتصوف إلى كلمة أو عبارة لها صبغة روحية يتمكن من خلالها من التعبير عن تجاربه الروحية العميقة والفردية. وقد قمنا في هذا الفصل بوضع كشاف ( index) شامل لكل المصطلحات الصوفية المذكورة في لطائف الإشارات مع ذكر جميع أرقام الآيات التي جاء في تفسيرها هذه المصطلحات.
فيما يخص اللغة الرمزية، فقد كان الهدف هو بيان أهمية الرموز في التفسير الإشاري. بعبارة أخرى، كيف يتمكن الصوفي من تحويل المرئي (الليل، القمر، الرياح ... الخ) والمقروء (الآيات القرآنية مثلا) إلى رموز تشير إلى تجارب روحية. فمنازل القمر مثلا تشير عند القشيري إلى انتقال المريد من مقام روحي إلى آخر وهو ما يعبر عنه المتصوفة بالتلوين وضده التمكين. أما الرياح فإنها تشير إلى الرجاء الذي يسبق العطاء الإلهي كما تسبق الرياح المطر ...
الدكتور عبد المجيد إحدّادن
abdelmadjidfr@yahoo.fr
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Sep 2005, 10:59 ص]ـ
مرحباً بكم يا دكتور عبدالمجيد في هذا الملتقى العلمي الذي يسعد بأمثالكم من طلاب العلم المتخصصين، والذين يزكو العلم ويتغازر بمناقشتهم والتباحث معهم.
وبالنسبة لتفسير لطائف الإشارات للقشيري، فقد درست الشواهد الشعرية فيه، ولعلي أورد هنا في مشاركة لاحقة ما كتبته حوله لأتباحث معكم فيه ولك جزيل الشكر مقدماً.(/)
الإجماع في التفسير
ـ[عبدالله بن عمر]ــــــــ[01 Sep 2005, 01:08 ص]ـ
أيها الأحبة ..
هل كتاب الإجماع في التفسير للشيخ محمد الخضيري (رسالة ماجستير) موجود لدى أحدكم على ملف وورد ..
جزاكم الباري خيرا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Sep 2005, 01:14 ص]ـ
أما كاملاً فلا إخالك تجدها إلا عند المؤلف نفسه. ولكن توجد خاتمته على هذا الرابط.
خاتمة كتاب (الإجماع في التفسير) للشيخ محمد بن عبدالعزيز الخضيري وفقه الله ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=957)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[06 Sep 2005, 06:22 م]ـ
المؤلف أحد أعضاء الملتقى ويمكنك مراسلته.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[21 Dec 2005, 08:20 ص]ـ
وأين يباع الكتاب في الرياض
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[21 Dec 2005, 10:18 ص]ـ
الكتاب من منشورات دار الوطن وهذا رقمهم 4792042(/)
مَن القشيري صاحب [التيسير في علم التفسير]: لأبي القاسم أَمْ لأبي النصر؟
ـ[د. عبدالمجيد إحدادن]ــــــــ[01 Sep 2005, 10:59 ص]ـ
مَن القشيري صاحب [التيسير في علم التفسير]: لأبي القاسم أَمْ لأبي النصر؟
لعدة قرون ظل الخلط بين القشيري الأب أبي القاسم عبد الكريم والقشيري الابن أبي النصر عبد الرحيم في ميدان التفسير. ذلك أن الإمامين الجليلين كليهما كتبا تفسيرا كبيرا للقرآن الكريم أصبح فيما بعد مصدرا لكثير من المفسرين.
نبذة عن حياة الإمام القشيري:
عبد الكريم ابن هوازن ابن عبد الملك ابن طلحة ابن محمد المعروف بأبي القاسم القشيري ولد في عام 375 - 986 في قرية استوا – بضم التاء – المتواجدة في ناحية نيسابور، العاصمة القديمة لخراسان. نسبة القشيري ترجع في أرجح الأقوال إلى قبيلة يمنية [تنتهي إلى قشير ابن كعب]. أما والدته فهي من قبيلة بني سليم. فقد أباه وهو لا يزال صغيرا، لكنه استطاع أن ينتقل إلى نيسابور رغبة في طلب علم الاستيفاء – و ذلك لأن قريته كانت تشكو من ارتفاع الضرائب -. عندما وصل إليها حضر مجلس أبي علي الدقاق [توفي 405 - 1021] فصادف هوى في نفسه فاعتنق التصوف كسلوك إلى الله. أعجب الشيخ الدقاق بهذا الفتى فقربه إليه و نصحه أن يجمع بين علوم الحقيقة و علوم الشريعة. و توطدت العلاقة بينهما حينما تزوج القشيري بابنة الدقاق فاطمة [توفيت 480 - 1087] و التي كانت عابدة و عالمة بالحديث.
بعد دراسة الأدب على يد أبي القاسم اليمني، طلب الفقه عند الشافعي أبي بكر محمد الطوسي [ت 420 - 1029] و علم الكلام و أصول الفقه على يدي أبي بكر ابن فورك [ت 406 - 1015] و أبي اسحاق الاسفرائيني [ت 418 - 1027] و الحديث مع أبي الحسن ابن بشران و أبي الحسن الخفاف [ت 392 - 1001]. سافر إلى بغداد و الحجاز لطلب الحديث، و عقد لنفسه مجلس الإملاء في بغداد عام 437 - 1045 و في نيسابور عام 455 - 1063 إثر عودته من المنفى. يجب التنبيه أيضا إلى أن أبي عبد الرحمن محمد ابن الحسين ابن موسى الأزدي السلمي [ت 412 - 1021] كان من شيوخ القشيري في طريق التصوف و كذا في علم الحديث. يمكن الإشارة إلى أن القشيري رغم تصوفه و تفرغه للعلم إلا أنه كان يهوى الفروسية حتى برع فيها و كان يحسن كتابة الخط المنسوب.
يعرف عن القشيري ذوده عن المذهب الأشعري و ذلك في كتاباته و مواقفه الجريئة أمام سلطان السلاجقة. فلا يمكن ذكر الفتنة التي تعرض لها الأشاعرة في تلك الفترة دون ذكر اسمه و اسم الجويني. بعد أن وقعت نيسابور تحت الهيمنة السلجوقية استطاع الوزير الكندري أن يؤلب ضد الأشاعرة _ الشافعية السلطان نفسه طغرلبك [في الحكم بين 1038 - 1063] فأمر بلعنهم على المنابر. كانت مسألة خلق القرآن التي ظننا أنها انتهت و خمدت نيرانها تثير الفتنة و القتال بين المسلمين. كتب القشيري رسالة وجيزة سماها شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من المحنة دفاعا عن أبي الحسن الأشعري و مذهبه، وهي رسالة حفظها لنا تاج الدين السبكي في الطبقات. بعد محاولة يائسة لإقناع السلطان السلجوقي و تفنيد ادعاءات الكندري رمي به في السجن بضعة أيام، لكن أنصاره استخرجوه بالقوة و لم يجد بدا من الهجرة إلى بغداد ليبقى فيها عشرة أعوام. في منفاه أكرمه الخليفة العباسي القائم بأمر الله [ولي الخلافة بين 1031 - 1075] و عقد مجلسا للوعظ و الحديث. بعد أن استطاع الوزير نظام الملك [ت 485 - 1092] أن يعيد توازن القوى بين الأشاعرة و الأحناف و خاصة بعد إعدام الكندري عاد القشيري إلى نيسابور عام 456 هـ و عاش فيها إلى أن توفاه الله يوم الأحد 16 ربيع الثاني 465 هـ الموافق لـ 30 ديسمبر 1072 م و دفن قريبا من ضريح شيخه الدقاق.
خلف القشيري سبعة أولاد عرفوا بالعلم و العبادة. و يعتبر ولده الرابع أبو النصر عبد الرحيم (ت، 514 - 1120) أشهرهم. و هو الذي درّس في المدرسة النظامية بعد أن كان تلميذا للجويني. لكن تعصبه لمذهب الأشعرية أدى إلى إشعال نار الفتنة بين أنصاره و الحنابلة مما أدى إلى الاقتتال بينهم. استطاع نظام الملك أن يسكن هذه الفتنة بعزل ابن القشيري عن التدريس في النظامية.
(يُتْبَعُ)
(/)
مما لا شك فيه أن أبا النصر القشيري ألف تفسيرا للقرآن الكريم، وذلك لأن المصادر التاريخية ذكرته أكثر مما ذكرت تفسير القشيري الأب، مما أدى إلى الخلط بينهما. و قد استدل به القرطبي أكثر من مرة في تفسيره و كذا ابن حجر العسقلاني في فتح الباري و غيرهما. .
مؤلفات القشيري الأب:
يعرف عن القشيري عدد لا بأس به من المؤلفات، منها ما طبع و منها ما يزال مخطوطا و منها ما فقد. مجاله المفضل هو التصوف و التفسير و العقيدة. من هذه المؤلفات:
_ الرسالة: المعروفة بالرسالة القشيرية في علم التصوف و هي التي عرف بها القشيري. ترجمت إلى عدة لغات منها التركية، الفارسية، الألمانية، الإنجليزية و الفرنسية …الخ. و قد ذيلها زكريا الأنصاري بحاشية شرح فيها المصطلحات الصوفية التي وردت فيها. هذه الرسالة تناول فيها القشيري أهم المصطلحات الصوفية من مقامات و أحوال، و كذا نبذة عن حياة ثلة من شيوخ التصوف و أقوالهم. و قد لقيت قبولا واسعا عند العامة و الأوساط العلمية لتميزها بالاختصار و الوضوح، ناهيك عن كون مؤلفها معروفا بالاعتدال و طول باعه في العلوم الشرعية. و قد ذكر اا
_ لطائف الإشارات: و هو تفسير إشاري صوفي للقرآن الكريم. و هو أول تفسير كامل للقرآن بلغنا إلى هذا اليوم. طبعه في مصر الدكتور ابراهيم بسيوني و هي الطبعة العلمية المعتمدة. طبع طبعات أخرى في الأعوام الأخيرة و لكنها لم تعتمد مخطوطات أخر بل التزمت إلى حد ما طبعة بسيوني. كتبه القشيري عام 434 – 1042. ذكره السيوطي في طبقات المفسرين و رفع من قيمته.
-التيسير في علم التفسير: و يعرف أيضا بـ التفسير الكبير، و هو تفسير كامل للقرآن لا يزال مخطوطا. قال عنه السيوطي أنه من أحسن التفاسير. هذا التفسير هو أول ما كتبه القشيري [عام 410 – 1019] و اهتم فيه بالجانب اللغوي و أسباب النزول و الحديث …الخ. و هذا التفسير رجح المستشرق ريتر كونه من تأليف ابن القشيري: أبي النصر عبد الرحيم [توفي 514 هـ – 1120] أما التفسير الكبير فهو من تأليف القشيري الأب. و هو ما يعتقده المستشرق بوورينج [ Bowering . G] بعد مقارنة مخطوطة ليدن [ Leiden] تحت رقم 1659 و مخطوطة جامعة اسطنبول [ Istanbul universitesi] تحت رقم 3228. و هو قول وارد خاصة إذا علمنا أن أبا النصر القشيري قد ذكره السيوطي في طبقات المفسرين و السبكي في الطبقات الكبرى و ابن خلكان كمفسر للقرآن.
المراجع
عن حياة القشيري يمكن الرجوع إلى:
- ابن عساكر، تبيين كذب المفتري، مطبعة التوفيق، دمشق، 1347، ص. 271 - 276.
- شمس الدين الذهبي، سير أعلام النيلاء، مؤسسة الرسالة، 1993، ج 18، ص 227 - 233.
- تاج الدين السبكي، طبقات الشافعية الكبرى مطبعة هجر، 1992، ج 5، ص 153 - 162.
- ابن خلكان، وفيات الأعيان، دار الثقافة، 1968، ج 3، ص 207 - 208.
- ابراهيم بسيوني، الإمام القشيري، سيرته آثاره، مذهبه في التصوف، مجمع البحوث الإسلامية، 1972.
- و الترجمة الألمانية للرسالة القشيرية [وهي ترجمة ممتازة و موثقة]، ريشارد غرامليش
- Das sendschreiben al-Qushayris uber das sufitum, Franz Steiner, Verlag Wiesbaden GMBH, 1989.
أبو الفرج ابن الجوزي: المنتظم، دار صادر، 1939، ج 8، ص 157.
هذا النوع من الخط العربي بدأ في بغداد في القرن الثالث للهجرة على يد ابن مقلة [ت 328 - 940] ثم بعد ذلك مع ابن البواب [413 - 1022] و ياقوت المستعصمي.
السيوطي: طبقات المفسرين، ج 1، ص 65. ابن خلكان: وفيات الأعيان، ج 3، 208.
رغم أسبقية تفسير سهل التستري و حقائق التفسير لعبد الرحمن السلمي إلا أن حجم الآيات التي تعرض لها القشيري يفوق بكثير التفسيرين المذكورين. و تفسير جعفر الصادق [توفي 148 - 765] و إن كان بعضه مطبوعا إلا أنه يبقى غير كامل [طبعه بول نويه تحت عنوان:
le tafsir mystique attribué à Ja ‘far as-Sadiq, édition critique, mélanges de l’université saint-Joseph , tome XLIII .
السيوطي: طبقات المفسرين، ص 126. و ذكره أيضا: تاج الدين السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، ج 5، ص 159. شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 18، ص 229.
ذكر ابراهيم بسيوني في مقدمته لكتاب التحبير في التذكير للقشيري أنه صور المخطوطة السوفياتية لهذا التفسير ليتولى طبعه بعد ذلك، لكننا لم نعثر في بحوثنا عن أية طبعة لهذا الكتاب القيم. المخطوطة الأخرى موجودة في جامعة اسطنبول [تحت رقم 3228 A].
المصدر السابق: ص 126 و ذكره أيضا: ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج 3، ص 206. الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 18، ص 229. .
Bowering . G ; The light verse : Qur’anic text and sufi interpretation, ORIENS ( Journal de la société internationale d’études orientales ) , Volume 36, Brill, Lieden, 2001, pp. 113-144.
Bowering . G ; The mystical vision of existence in classical islam , the Qur’anic hermeneutics of the sufi Sahl at-Tustari , Walter de Gruyter, Berlin-New York, 1980, p. 31.
المرجع السابق.
ابن خلكان: وفيات الأعيان، ج 3، ص 208.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الميموني]ــــــــ[09 Sep 2005, 03:32 ص]ـ
اطلعت على ما كتبتموه -جزاكم الله- خيرا عن تفسير أبي القاسم عبد الكريم القشيري الأب باهتمام، و أحب أن أفيدكم أنني أعمل على تحقيقه بعضه لرسالة الدكتوراة و سأكمل باقيه إن شاء الله كعمل خاص فيما بعد و أرجو أن يكون قريبا و أفيدكم أنه قد أخذ سورة آل عمران و النساء زميل آخر بعدي بعد الموافقة على موضوعي.
و هو كتاب نفيس جدا وصفه بأنه من أحسن التفاسير ابن خلكان و السبكي ثم السيوطي و صاحب كشف الظنون و لكن لم نعثر عليه كاملا ووقفت منه على أوله إلى سورة الأنعام و هو مقدار 312ورقة و لا زلت أرغب بشدة في الحصول على مخطوطة طاجكستان و مخطوطة أخرى للكتاب في الهند علما أنه وقع في الفهرس الشامل أخطاء في الخلط بين تفسير الأب و الابن ...
و بالنسبة لتفسير أبي نصر الذي ينقل منه بالتصريح القرطبي في مواطن عديدة فهو كتاب مفيد في التفسير لأبي نصر القشيري الابن. وقد وقفت في مشاركة سابقة لكم على أنكم حققتم أو اشتغلتم على التفسير الآخر للأب عبد الكريم المسمى لطائف الإشارات المطبوع قديما و حديثا بأخطاء جمة عند ذكركم لرسائل الدكتوراة في جامعات فرانسا.
و إنْ وقفتم على فائدة تتعلّق بمخطوطات الكتاب فأرجو أن تفيدوني هنا أو على الخاص أو في بريدي مع دعائي وتقديري و شكري.
ـ[د. عبدالمجيد إحدادن]ــــــــ[09 Sep 2005, 10:33 ص]ـ
أخي الكريم السلام عليك ورحمة الله ...
استبشرت خيرا بإقدامكما (أنت وزميلك) على تحقيق هذا التفسير النفيس وأرجو لكما من الله التوفيق والتيسير.
فيما يخص مخطوطات [التفسير الكبير] للقشيري الأب (أبي القاسم عبد الكريم) فهي نادرة كما أكد على ذلك المتخصصون. لكن أصبح الآن من المؤكد أن مخطوطة [ليدن Leiden : تحت رقم 1659] واحدة منها. للأسف، هذه المخطوطة غير مكتملة إلى حد بعيد، لأنها تبدأ من الآية (21) من سورة الحديد إلى الآية (12) من سورة التحريم. لكن حجمها (297 ورقة) يعبر عن سبب اختيار صفة [الكبير] لهذا التفسير. هذا الأخير عبارة عن دروس أسبوعية قدمها القشيري من شهر ذي الحجة 413 هـ إلى شهر ربيع الأول 414 هـ. وهذا مذكور في الورقة الأولى والأخيرة من هذه المخطوطة.
الدكتور أحمد راشد من الذين درسوا هذه المخطوطة في رسالته عن أعمال القشيري لنيل درجة الدكتوراه. ومما جعله يفرق بين التفسير الكبير والتيسير في علم التفسير هو مقارنته لما جاء ذكره في الجامع لأحكام القرآن للقرطبي مع التفسيرين (يمكن أن تلاحظ أن القرطبي رحمه الله يميز بين القشيري الأب والابن. فعند ذكره الأول يكتفي بالنسبة -القشيري- أما حين يذكر الابن فهو يصرح بالكنية في أغلب الأحيان). هذه المقارنة أظهرت أن ما يعزوه القرطبي للقشيري الأب مأخوذ من التفسير الكبير وليس من التيسير في علم التفسير.
المستشرق جرهارد بوورينج [ Gerhard Bowering] الأستاذ في جامعة يال الأمريكية يشاطر أحمد راشد رأيه وقام بدوره بمقارنة بين مخطوطة ليدن المذكورة ومخطوطة جامعة اسطنبول [ Istanbul Universitesi . تحت رقم: 3228، 303 ورقة، نسخ عام 866 هـ] التي تحمل اسم (التيسير في علم التفسير). هذه المقارنة أكدت على أن المخطوطتين اللتين تحملان الاسم نفسه تمثلان تفسيرين مختلفين. واستبعد كذلك احتمال أن يكون التيسير في علم التفسير عبارة عن ملخّص للتفسير الكبير، لأن منهجهما مختلف إلى حد بعيد.
يمكنك الاستزادة من هذه المقالات:
1. AHMAD. R. Ab? l-Q?sim al-Qushayr? as a theologian and commentator; a critic of his age and of his work on the Qur’anic Exegesis, in. Islamic Quarterly, The Islamic cultural center, London, vol. 13, 1969.
2. Gerhard Böwering : The Light verse : Qur’anic text and s?f? interpretation , Oriens (Journal de la société internationale d’études orientales ), Volume 36, Brill, Leiden, 2001, p. 137.
3. RITTER. H.; Arabische Handschriften in Anatolien und Istanbul, in. Oriens, Lieden, vol. 3, 1950, pp. 46-47.
ـ[د. عبدالمجيد إحدادن]ــــــــ[10 Sep 2005, 12:34 ص]ـ
نسيت أن أنبهك أخي الكريم على مخطوط لكتاب التيسير في علم التفسير موجود في مكتبة جامعة برنستون ( Princeton Library ) تحت رقم 1261: يبدأ من سورة الإسراء وينتهي عند سورة المؤمنون. عدد أوراقه 202 ونسخ عام 564 هـ. ويظهر على المخطوط أن مؤلفه هو أبو النصر القشيري. [صفحة: 386 - 387 من الفهرس الآتي ذكره]
يمكنك الاطلاع على فهرس المخطوطات العربية لمكتبة برنستون وهو من تأليف: فيليب حِتّي، نبيه أمين فارس، بطرس عبد الملك، على هذا الرابط: http://libweb2.princeton.edu/rbsc2/arabic/Hitti.pdf
وللتذكير فإن هذا الفهرس يحوي مجموعة كبيرة من الكتب التي تهم دارسي التفسير وعلوم القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الميموني]ــــــــ[11 Sep 2005, 01:26 ص]ـ
جزاكم الله خيرا سرني سرعة ردكم و أحب أن أنبه على الآتي - على وجه من الإيجاز -.
1 - بالنسبة لنسخة مكتبة جاريت 386 - 387 (( H 643 / )) ج5 (في 203) ورقة. و التي تبدأ من سورة الإسراء إلى سورة المؤمنون. فاطلعت عليها وليست لأبي القاسم عبد الكريم و لكنها لابنه أبي نصر عبد الرحيم و قد كنت قبل أكثر من سنة ونصف اعتقدت أنها لأبي القاسم ثم تبيّن لي أنها لابنه.
2 - وبالنسبة لمخطوطة جامعة ليدن 358 (في 294 ورقة) – 535هـ - من الآية21 من الحديد إلى سورة التحريم فتحتاج لتأني في دراستها و نسبتها و ليست بحوزتي و أرغب الحصول عليها و لم أطّلع على رسالة الدكتور: أحمد راشد و لا أعلمُ عنها شيئا وانتظر منكم إفادة بخصوص رسالته علما أنه كتبت عدة رسائل أكاديمية عن أبي القاسم و كتبه و بخاصة لطائف الإشارات. منها ثلاثة رسائل تتعلق بكتابه لطائف الإشارات و الرابعة رسالتكم التي علمت بها أمس من مشاركة لكم.
3 - كنتُ قد أجريت مقابلة لكل ما نقله القرطبي عن القشيري فثبت لدي أنه إنما ينقل عن أبي نصر الابن.
4 – بالنسبة للمصادر التي أشرتم إليها فهي بالإنجليزية كما أنها ليست في متناولي.
و أخيرا فأخبركم أني لازلت مغتبطا بهذا الكتاب و بما يسره الله لي من الاستدلال عليه و بيان أهميته و قد كان بودي أن يكون كاملا أو متيسر النسخ أكثر و ليستفيد إخوان آخرون غير الأخ الذي دللته على الموضوع وسجل بعدي و لأنني أعمل على تحقيق ما هو موجود منه و لكن لا زلت آملا أن ييسر الله العثور على ما بقي منه كاملا.(/)
رسائل الدكتوراه التي نوقشت في جامعات فرنسا: من 1980 إلى 2005
ـ[د. عبدالمجيد إحدادن]ــــــــ[01 Sep 2005, 05:43 م]ـ
رسائل الدكتوراه عن القرآن الكريم التي نوقشت في جامعات فرنسا: من 1980 إلى 2005.
1. سورة البقرة في تفسير الطبري: جيليو كلود، الدراسات الإسلامية، باريس 3، 1982.
2. اسم الإشارة في القرآن: بوريجه تيجاني،كلية الآداب، باريس 3، 1982.
3. بناء الصور الرمزية في القرآن: بناني سعيد،دراسات إسلامية، باريس 3، 1982.
4. استعمال الماضي والمضارع في عربية القرآن وعبرية التوراة: كوهين دافيد،اللسانيات، باريس 3، 1983.
5. عقيدة النسخ في التفسير وأبعادها الإجتماعية: التيجاني الهاشمي،كلية الآداب، باريس 4، 1984.
6. تأويل قرآني للتاريخ: حسن سعيد سلمان، الآداب، باريس 1، 1984.
7. القرآن واللغة في الخطاب التفسيري-النحوي الإسلامي: علوي أحمد، الآداب، ليون 3، 1985.
8. مغازي الرسول في القرآن والشعر: علم عبد النبي، دراسات عربية، باريس 4، 1986.
9. النحو الوظيفي في عربية القرآن: نجار بهماني، اللسانيات، باريس 5، 1986.
10. دراسة تاريخية ومقارنة لترجمات القرآن: دوجردان تيرنو ريجين، اللسانيات، باريس 3، 1987.
11. جوانب من التخيل الإسلامي الجمعي في تفسير الطبري: جيليو كلود، الدراسات الإسلامية، باريس 3 1987.
12. مفهوم العمل في القرآن: جاء بالله أحمد، التاريخ، باريس 4، 1987.
13. مفهوم (سنة الله) في تفسير المنار: فان نيسبن توت سيف كريستيان، دراسات عربية وإسلامية، باريس 3، 1987.
14. موسى ورسالته في القرآن ومفسريه: المالي عبد الرحمن، علم الديانات، باريس 4، 1988.
15. تحقيق ودراسة تفسير النصف الثاني من سورة البقرة للشهرستاني: عبد الله محمد حافظ، الشرق والعالم العربي، باريس 3، 1988.
16. دراسة سيميائية لسورة الأعراف: اليعقوبي بودراوي، الآداب، باريس 3، 1989.
17. الاستفهام في القرآن: مسعودي الحواس، اللسانيات، باريس 5، 1991.
18. المصدر في القرآن: حسين حسن، الشرق والعالم العربي، باريس 3، 1991.
19. مفهوما الصواب والخطأ في القرآن: عقيل الشيخ حسين، دراسات إسلامية، باريس 1، 1992.
20. زيارة أخرى للقرآن، النار، الماء، الهواء، الأرض: هيدي طويل، علوم اللغة، بروفنس، 1992.
21. موازين القوى في القرآن: لذري سعاد، العلوم الدينية، باريس (المدرسة التطبيقية للدراسات العليا)، 1993.
22. مورفولوجيا القصة في النص القرآني، سورة يوسف: لحواني عبد الفتاح، اللسانيات، باريس 5، 1993.
23. دراسة سيميائية ولغوية لقصص سبعة أنبياء في القرآن: بلمجاهد نصيرة، اللسانيات، تولوز 2، 1993.
24. أسطورة أصحاب الكهف في التفاسير: أولستاد أوف،علوم الديانات، ستراسبورغ 2، 1994.
25. دراسة مقارنة للترجمات الفرنسية للقرآن: آدم حميد عبد الرحمن، دراسات عربية وإسلامية، ليون 3، 1995.
26. حروف الجر في القرآن: غزوي مريم، اللسانيات، باريس 7، 1995.
27. تفسير القرآن وعلم الإمامة في تفسير جعفر الصادق: خضرا زينب، دراسات إسلامية، باريس (المدرسة التطبيقية للدراسات العليا)، 1996.
28. قراءة القرآن وحياة محمد في عصر التنوير: سورزاده ماندانا،الأدب الفرنسي، نانسي 2، 1996.
29. قصص الأنبياء كفن قصصي، نموذج (عرائس المجالس) للثعلبي، مرداس عبد الباسط، (غير مذكور)، باريس 4، 1996.
30. القرآن كنص موجَّه: بن طيبي مصطفى، اللسانيات، باريس 5، 1999.
31. الحيوانات في القرآن: لييبرت ليتسيا، الطب البيطري، باريس 12، 2000.
32. التفسير من الطبري إلى القرطبي: لعتيق بوعزة، دراسات عربية وإسلامية، ستراسبورغ 2، 2002.
33. دراسة لبعض جوانب اللغة والمعرب في القرآن: المرتجي المصطفى، دراسات على العالم العربي، بوردو3، 2002.
34. إشكالية الحوار في النص القرآني: بلباي حاتم،فلسفة، غرونوبل 2، 2002.
35. تفسير القرآن، لطائف الإشارات لأبي القاسم القشيري (ت. 465 - 1072): إحدادن مجيد، دراسات إسلامية، السوربون، 2005.
ملحوظة: لم أضف إلى كلمة (القرآن) صفة (الكريم) في هذه القائمة لأنني قمت بترجمة عناوين الرسائل كما هي في اللغة الفرنسية.
وسأقوم إن شاء الله بتحديث القائمة كلما استجد أمر.
يمكن كذلك الاطلاع على هذا الرابط ( http://cuivre.sudoc.abes.fr/LNG=FR/DB=2.1/IMPLAND=Y/DB_START ) لمن شاء أن يتعمق في البحث.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Sep 2005, 10:50 ص]ـ
جزى الله الدكتور عبدالمجيد خيراً على هذا الإحصاء للرسائل العلمية التي قدمت في الدراسات القرآنية للجامعات والمعاهد الفرنسية خلال خمس وعشرين سنة خلت، وهو جهد مشكور، يدل على نصيب الدراسات القرآنية في الجامعات الفرنسية. وأرجو من الدكتور الفاضل عبدالمجيد بصفته قد درس في فرنسا ويُدرِّس الآن في أحد معاهدها أن يلقي مزيداً من الضوء على مناهج الدراسات العليا في الدراسات القرآنية في فرنسا، وأبرز الأساتذة المتخصصين هناك، وأبرز البحوث التي قدمت باللغة الفرنسية في الدراسات القرآنية، والمقالات المنشورة في المجلات والصحف، فهذا باب بكر لم يطرق في هذا الملتقى من قبل، وهو دائم الاطلاع على مثل هذه الدراسات والجهود.
أسأل الله للجميع التوفيق والسداد، وللدكتور عبدالمجيد العون والتوفيق للقيام بمثل هذه الأعمال العلمية التي لا أشك في إجادته لها، وتمكنه منها وفقه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[27 Jul 2009, 03:04 ص]ـ
كيف اعرف إن كانت هذه الرسائل ماجستير أو دكتوراه؟
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[28 Jul 2009, 05:22 ص]ـ
كيف اعرف إن كانت هذه الرسائل ماجستير أو دكتوراه؟
رعاك الله يا أبا خطاب
وفضلا أعد النظر في عنوان الموضوع تجد إجابة شافية.(/)
ما رأي الأخوة بطبعة دار عالم الكتب لتفسير ابن كثير
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[02 Sep 2005, 05:09 م]ـ
رأيت بالأمس طبعة دار عالم الكتب لتفسير ابن كثير بتحقيق: مصطفى السيد محمد , و محمد فضل العجماوي , و محمد السيد رشاد , و علي أحمد عبدالباقي , و حسن عباس قطب , وأريد رأي الأخوة في هذه الطبعة.
وأي معرفة أفضل طبعة لتفسير الكشاف؟
والله الموفق
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[02 Sep 2005, 05:55 م]ـ
يقول الشيخ عبدالكريم الخضير أنها أفضل الطبعات لتفسير ابن كثير تحقيقاً نقل هذا فضيلة شيخنا الدكتور مساعد الطيار ـ حفظ الله الجميع ـ وتقع بخمسة عشر مجلداً ووجدتها في مكتبة التدمرية بسعر جيد 170 ريال فقط.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Sep 2005, 05:58 م]ـ
انظر
طبعات تفسير ابن كثير ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=103&page=2&pp=15)
وخاصة المشاركة رقم 22 ( http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=11958&postcount=22)(/)
ما أفضل كتاب يهتم بدراسة مناهج المفسرين؟؟
ـ[أبو حسن]ــــــــ[03 Sep 2005, 11:12 م]ـ
ما أفضل كتاب يهتم بدراسة مناهج المفسرين؟؟
ـ[إمداد]ــــــــ[04 Sep 2005, 12:47 ص]ـ
من الكتب التي بحثت هذا الموضوع (كتاب التفسير والمفسرون) للدكتور محمد حسين الذهبي رحمه الله وهو من المعاصرين
وهو بحث تفصيلي عن نشأة التفسير وتطوره وألوانه ومذاهبه مع عرض شامل لأشهر المفسرين وتحليل كامل لأهم كتب التفسير من عصر الني صلى الله عليه وسلم الى عصرنا الحاضر والكتاب مجلدان ويظهر أن المؤلف متأثر بالمذهب الأشعري
وممايؤخذ عليه في المجلد الثاني بالذات عرضه لتفاسير بعض الفرق البعيدة عن منهج أهل السنة والجماعة
ومن الكتب التي ألفت في هذا المضوع كتاب مناهج المفسرين من العصر الأول إلى العصر الحاضر للدكتور محمود النقراشي السيد علي وفقه الله نشرته مكتبة النهضة بالقصيم بريدة
ومن الكتب القيمة في هذا المجال كتاب (المفسرون بين التأويل والأثبات في ايات الصفات) للشيخ محمد بن عبد الرحمن المغراوي وفقه الله
طبعته دار طيبة للنشر والتوزيع بالرياض
وفيه دفاع عن منهج أهل السنة والجماعة ورد للتأويل الذي لادليل عليه
كتاب بهجة الناظرين في مناهج المفسرين
صدر عن مكتبة الرشد، الطبعة الأولى (1426هـ) من كتاب (بهجة الناظرين في مناهج المفسرين) للأستاذ الدكتور توفيق علوان الأستاذ بكلية البنات بالرياض. وقد تعرض فيه للفرق بين التفسير والتأويل. ثم تحدث عن التفسير بالمأثور، والتفسير بالرأي، ثم تحدث عن المناهج المعاصرة في تفسير القرآن، وختم كتابه بفصل عن المنهج الموضوعي لتفسير القرآن الكريم. والكتاب يقع في 238 صفحة.
http://www.tafsir.net/index.php?subaction=showfull&id=1111752864&archive=&start_from=&ucat=2&maqal=full
ومن الكتب الألكترونية الموجودة على الشبكة
كتاب مناهج المفسرين
وهي محاضرة مفرغة للشيخ صالح آل الشيخ وزير الشئون الأسلامية والأوقاف بالمملكة العربية السعودية وضح فيها طرق التفسير واتجاهاته ومناهج المفسرين.
http://www.sahab.org/books/count.php?book=42&action=download&goto=files/tafseer/mofasreen.zip
للاستماع الى المحاضرة
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=19435
رابط من هذا الملتقى
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=26
ـ[أبو حسن]ــــــــ[04 Sep 2005, 04:11 م]ـ
بارك الله فيك ورزقك العلم النافع
ـ[أبو حسن]ــــــــ[08 Sep 2005, 10:50 م]ـ
ما رأيكم في كتاب بهجة الناظرين في مناهج المفسرين لتوفيق علوان
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[09 Sep 2005, 08:03 م]ـ
كتاب التفسير و المفسرون - د. محمد حسين الذهبى pdf
د. محمد حسين الذهبى - التفسير و المفسرون - الجزء الاول
348 صفحه - 26 ميجا
http://www.ahlalhdeeth.com/twealib/mofaseroon1.rar
د. محمد حسين الذهبى - التفسير و المفسرون - الجزء الثانى
465 صفحه - 36 ميجا
http://www.ahlalhdeeth.com/twealib/mofaseroon2.rar
د. محمد حسين الذهبى - التفسير و المفسرون - الجزء الثالث
240 صفحه - 21 ميجا
http://www.ahlalhdeeth.com/twealib/mofaseroon3.rar
ـ[أبو حسن]ــــــــ[10 Sep 2005, 12:16 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو حسن]ــــــــ[26 Nov 2005, 10:23 م]ـ
ما رأيكم في كتاب بهجة الناظرين في مناهج المفسرين لتوفيق علوان
ـ[خادم الكتاب والسنة]ــــــــ[28 Nov 2005, 10:42 م]ـ
إضافة لما سبق ..
هناك كتاب جيد في مناهج المفسرين وهو "تعريف الدارسين بمناهج المفسرين" لشيخنا الدكتور صلاح عبدالفتاح الخالدي المحاضر بكلية أصول الدين بالأردن
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[29 Nov 2005, 09:48 ص]ـ
ان هيأ الله تعالى الوقت فسيكون كتاب شيخنا العلامة فضل عباس من خير ما يقتنى في هذا الباب وقد صدر القسم الاول منه والقسم الثاني والثالث يتدارك احدهما الآخر الى المطبعة
ـ[حافظ عبدالمنان]ــــــــ[29 Nov 2005, 10:19 م]ـ
هل أحد من المذكورين من اهتم بدراسة تفسير البيضاوي ومنهجه؟
وفي أي جزء الكتاب لأحمله فقط؟
جزاكم الله خيرا
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[29 Nov 2005, 11:10 م]ـ
نحن بحاجة ماسة إلى كتاب جامع محرر في مناهج المفسرين، وأما التفسير والمفسرون للدكتور محمد حسين الذهبي فهو كتاب قيم ولا شك وقد استفاد منه كل دَِرَسَ مناهج المفسرين بعده،ولكن نظراً لأنه لم يسبقه أحد في التأليف على منهجه، ولكونه استقرأ مناهج المفسرين بنفسه، ولظهور عدد من كتب التفسير بعد وفاته، ولأن مناهج أكثر المسرين المشهورين قد درست في أبحاث مستقلة لم يعد الكتاب وافيا بالمقصود، وحبذا لو توافر أكثر من باحث على إعداد كتاب محررشامل في أصول التفسير ومناهج المفسرين يكون عمدة للدارسين، وهذا الأمر ليس بعسير فالمادة العلمية فيه وافرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[30 Nov 2005, 10:02 ص]ـ
ستجد بغيتك ان شاء الله تعالى فيما يكتبه مولانا العلامة فضل عباس اطال الله تعالى بقاءه
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[02 Dec 2005, 09:47 م]ـ
أتفق مع ما طرحه الدكتور إبراهيم الحميضي ولم لا يكون هذا الملتقى بداية لإنطلاق هذا المشروع خاصة أن كثيراً من المشاركين قد قام بدراسة منهج مفسر ما , وكنت قد ناديت بما هو أعم من هذا عبر هذا الرابط: مشروع: سلسلة التعريف بكتب التخصص ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1566)
فليت أحداً يبدأ وستتابع إن شاء الله القطرات حتى يكون غيثاً منهمراً.(/)
تفسيرآيات من سورة التوبة صوتا وكتابة للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله
ـ[إمداد]ــــــــ[03 Sep 2005, 11:59 م]ـ
تفسيرآيات من سورة التوبة صوتا وكتابة للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله
مؤلف كتاب أضواء البيان في إيضاح القران بالقران والمدرس بالمسجد النبوي والجامعة الأسلامية
تفسير قوله تعالى: إنما النسيء زيادة في الكفر ومابعدها
من موقع الشيخ بن جبرين وفقه الله
http://www.ibn-jebreen.com/controller?action=PageViewer&model=PageModel&finder=pk&pageID=6324&tocID=7188&CategoryID=8(/)
هل (آزر) اسم لإبي إبرهيم عليه السلام أم عمه؟
ـ[القلم]ــــــــ[04 Sep 2005, 12:31 ص]ـ
أرجو التوضيح.
ـ[أبو زينب]ــــــــ[04 Sep 2005, 01:53 ص]ـ
الأخ الفاضل القلم هداني الله و إياه
لقد اختلف المفسرون في معنى كلمة آزر.
إليك أولا ما ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير":
في آزر أربعة أقوال
أحدها أنه أسم أبيه روي عن ابن عباس والحسن والسدي وابن إسحاق
والثاني أنه اسم صنم فأما اسم أبي إبراهيم فتارح قاله مجاهد فيكون المعنى أتتخذ آزر اصناما فكأنه جعل أصناما بدلا من آزر والاستفهام معناه الإنكار
والثالث أنه ليس باسم إنما هو سب بعيب وفي معناه قولان أحدهما أنه المعوج كأنه عابه بريغه وتعويجه عن الحق ذكره الفراء والثاني أنه المخطئ فكأنه قال يا مخطئ أتتخذ أصناما ذكره الزجاج
والرابع أنه لقب لأبيه وليس باسمه قاله مقاتل بن حيان قال ابن الانباري قد يغلب على اسم الرجل لقبه حتى يكون به أشهر منه باسمه
أما ابن عاشور فقد استدل بالنصوص التوراتية و التاريخية فقال:
و (آزر) ظاهر الآية أنه أبو إبراهيم. ولا شك أنه عرف عند العرب أن أبا إبراهيم اسمه آزر فإن العرب كانوا معتنين بذكر إبراهيم عليه السلام ونسبه وأبنائه. وليس من عادة القرآن التعرض لذكر أسماء غير الأنبياء فما ذكر اسمه في هذه الآية إلا لقصد سنذكره. ولم يذكر هذا الاسم في غير هذه الآية. والذي في كتب الإسرائيليين أن اسم أبي إبراهيم " تارح " بمثناة فوقية فألف فراء مفتوحة فحاء مهملة. قال الزجاج: لا خلاف بين النسابين في أن اسم أبي إبراهيم تارح. وتبعه محمد ابن الحسن الجويني الشافعي في تفسير النكت. وفي كلامهما نظر لأن الاختلاف المنفي إنما هو في أن آزر اسم لأبي إبراهيم ولا يقتضي ذلك أنه ليس له اسم آخر بين قومه أو غيرهم أو في لغة أخرى غير لغة قومه. ومثل ذلك كثير. وقد قيل: إن (آزر) وصف
قال الفخر: قيل معناه الهرم بلغة خوازرم وهي الفارسية الأصلية. وقال ابن عطية عن الضحاك: (آزر) الشيخ. وعن الضحاك: أن اسم أبي إبراهيم بلغة الفرس " آزر ". وقال ابن إسحاق ومقاتل والكلبي والضحاك: اسم أبي إبراهيم تارح وآزر لقب له مثل يعقوب الملقب إسرائيل وقال مجاهد: " آزر " اسم الصنم الذي كان يعبده أبو إبراهيم فلقب به. وأظهر منه أن يقال: أنه الصنم الذي كان أبو إبراهيم سادن بيته
وعن سليمان التيمي والفراءك " آزر " كلمة سب في لغتهم بمعنى المعوج أي عن طريق الخير. وهذا وهم لأنه يقتضي وقوع لفظ غير عربي ليس بعلم ولا بمعرب في القرآن. فإن المعرب شرطه أن يكون لفظا غير علم نقله العرب إلى لغتهم. وفي تفسير الفخر: أن من الوجوه أن يكون " آزر " عم إبراهيم وأطلق عليه اسم الأب لأن العم قد يقال له: أب. ونسب هذا إلى محمد بن كعب القرظي. وهذا بعيد لا ينبغي المصير إليه فقد تكرر في القرآن ذكر هذه المجادلة مع أبيه فيبعد أن يكون المراد أنه عمه في تلك الآيات كلها
قال الفخر: وقالت الشيعة: لا يكون أحد من آباء رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجداده كافرا. وأنكروا أن " آزر " أب لإبراهيم وإنما كان عمه. وأما أصحابنا فلم يلتزموا ذلك. قلت: هو كما قال الفخر من عدم التزام هذا وقد بينت في رسالة لي في طهارة نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الكفر لا ينافي خلوص النسب النبوي خلوصا جبليا لأن الخلوص المبحوث عنه هو الخلوص مما يتعير به في العادة. والذي يظهر لي أنه: أن " تارح " لقب في بلد غربة بلقب " آزر " باسم البلد الذي جاء منه ففي معجم ياقوت آزر بفتح الزاي وبالراء ناحية بين سوق الأهواز ورامهرمز. وفي الفصل الحادي عشر من سفر التكوين من التوراة أن بلد تارح أبي إبراهيم هو " أور الكلدانيين ". وفي معجم ياقوت " أور " بضم الهمزة وسكون الواو من أصقاع رامهرمز من خورستان ". ولعله هو أور الكلدانيين أو جزء منه أضيف إلى سكانه. وفي سفر التكوين أن " تارح " خرج هو وابته إبراهيم من بلده أور الكلدانيين قاصدين أرض كنعان وأنهما مرا في طريقهما ببلد " حاران " وأقاما هناك ومات تارح في حاران. فلعل أهل حاران دعوه آزر لأنه جاء من صقع آزر. وفي الفصل الثاني عشر من سفر التكوين ما يدل على أن إبراهيم عليه السلام نبئ في حاران في حياة أبيه
ولم يرد في التوراة ذكر للمحاورة بين إبراهيم وأبيه ولا بينه وبين قومه.
كما أن لابن عاشور رأي آخر في كلمة آزر فهو يقول في فقرة " مبتكرات القرآن " من المقدمة العاشرة "في إعجاز القرآن": "ومن هذا القبيل حكاية الأسماء الواقعة في القصص فإن القرآن يغيرها إلى ما يناسب حسن مواقعها في الكلام من الفصاحة مثل تغيير شاول إلى طالوت وتغيير اسم تارح أبي إبراهيم إلى آزر ".
خلاصة القول آزر هو أبو إبراهيم عليه و على نبينا أفضل الصلاة و أزكى السلام.
و الله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Sep 2005, 10:39 ص]ـ
سبق أن طرح هذا الموضوع بتفصيل في الملتقى، ولم يتسن لي البحث عنه الآن، غير أنني أود الإشارة إلى أن من أفضل من بحث هذه المسألة - حسب اطلاعي - هو العلامة أحمد محمد شاكر رحمه الله وأحسن إليه، وذلك في ذيل تحقيقه لكتاب (المعرب) للجواليقي من ص 407 - 413 من الطبعة الثانية بمطبعة دار الكتب المصرية 1389هـ. وقد كان وعد عند تعليقه على كلمة آزر في كلام الجواليقي باستيفاء البحث فقال تعليقاً على قول الجواليقي: (ليس بين الناس خلاف أن اسم أبي إبراهيم تارح، والذي في القرآن يدل على أن اسمه آزر). قال شاكر: (وهذه الأقوال التي حكى أبو منصور - الجواليقي - وغيرها مما ذهب إليه بعض المفسرين لا تستند إلى دليل، وأقوال النسابين لا ئقة بها، وما في الكتب السالفة ليس حجة على القرآن، فهو الحجة وهو المهيمن على غيره من الكتب، والصحيح أن آزر هو الاسم العَلَم لأبي إبراهيم، كما سماه الله في كتابه، وقد فصلنا القول في هذا في بحث وافٍ سنذكره في آخر الكتاب) ص 77 حاشية رقم 5
ولعلكم أخي الكريم تراجعون هذا المبحث في موضعه من تحقيق الشيخ أحمد شاكر للمعرب للجواليقي وفقكم الله ونفع بكم وشكر الله لأخي العزيز الدكتور أبي زينب على جوابه ومبادرته الدائمة في هذا الملتقى العلمي.
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[06 Sep 2005, 05:48 م]ـ
الأخ الكريم لعل القول بأنه عمه تأويل بعيد لا دليل يصححه ولا شيء يأطر عليه.
ـ[القلم]ــــــــ[07 Sep 2005, 07:21 م]ـ
شكراً لك من شارك.
ـ[القلم]ــــــــ[07 Sep 2005, 07:21 م]ـ
لو قلنا أن (آزر) اسم عمه ما الذي يترتب على ذلك؟، وبعبارة أوضح: ما الذي يريده أولائك الذي يقولون أنه اسم عمه؟.
ـ[أبو حازم الكناني]ــــــــ[13 Sep 2005, 02:53 م]ـ
وومن سمعته يقول بأن الشخص الذي حاوره ابراهيم بقوله يا ابت ليس والد ابراهيم، الشيخ الشعراوي غفر الله له حيث سمعت ذلك بأذني رأسي والله على ما أقول شهيد فغفر الله له.
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[14 Sep 2005, 06:05 م]ـ
الأخ الكريم القلم
مما يترتب عليه تقرير بعضهم تناقل الأنبياء في أصلاب المؤمنين الطاهرة يعنون من الشرك والكفر، فيحاول بأمثال هذا أن يحكموا على من ثبت كفرهم بالإيمان، لا لشيء غير الغلو الذي ليس له دليل، ولا ينبغي أن يكون عليه تعويل. ولعل هذا أهم مقصد يرمي إليه بعض من ينصر هذا القول عن اعتقاد ويحسب بذلك أنه ينزه الأنبياء.
وبعضهم يذكره من قبيل الملحة والإغراب دون أن يبني اعتقاد عليه، والله أعلم.
ـ[أبو زينب]ــــــــ[15 Sep 2005, 12:59 ص]ـ
انقسم المفسرون في تناولهم موضوع آزر إلى ثلاثة أقسام:
1 - منهم من أقر أن أبا إبراهيم هو آزر كما هو واضح و جلي بصريح القرآن و بدون تأويل
2 - منهم من أراد التوفيق بين ما جاء في القرآن (آزر) و ما جاء من النسابين (تارح) و أيدوا أن الحوار الوارد في القرآن هو فعلا بين إبراهيم عليه السلام و أبيه.
3 - الفريق الثالث (و أغلبهم من الرافضة: الطوسي – الفيض – الجنابذي - و معهم الشيخ الشعراوي غفر الله لنا و له - ص 3732 - 3734 ... ) رفضوا أن يكون أبو إبراهيم عليه السلام هو آزر بل هو عمه أو جده من أمه و ذلك للسببين الآتيين:
أولا: لا يمكن (؟) أن ينحدر نبي من مشرك. و قد اعتمدوا على أثر ينسب للنبي صلى الله عليه و سلم يقول فيه " لم يزل ينقلني الله تعالى من أصلاب الطّاهرين إلى أرحام الطاهرات حتى أخرجني في عالمكم هذا لم يدنّسني بدنس الجاهلية " (لم أعثر له على سند ولكن في الأوسط للطبراني: عن على ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خرجت من نكاح ولم اخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدنى ابي وامي). كما اعتمدوا على الآية " و تقلبك في الساجدين".
فإذا ثبت أن والد إبراهيم عليه السلام ما كان مشركا و ثبت أن آزر كان مشركا فوجب القطع بأن والد إبراهيم كان إنسانا آخر غير آزر.
ثانيا: الحوار الذي دار بين إبراهيم و آزر لا يمكن أن يصدر من الخليل الأواه الحليم و ذلك لما فيه من الغلظة و الجفاء تجاه آزر.فإذا كان المسلم مطالبا باللين و الرفق في الدعوة فما بالك إذا كان رسولا و ناصحا أباه.
وهذا الرأي مردود من عدة وجوه:
أولا –
(يُتْبَعُ)
(/)
جاء في سورة الأنعام نفسها بعد أقل من 20 آية من الحوار الإبراهيمي قوله تعالى " إن الله فالق الحب و النوى يخرج الحي من الميت و مخرج الميت من الحي ... " و قد فُسرت " يخرج الحي من الميت " بإخراج المؤمن من صلب الكافر. فلا عجب أن يولد إبراهيم من صلب رجل كافر. و لا عجب أن يولد كافر من نبي (ولد نوح).
ثانيا:
: أن اسم والد إبراهيم عليه السلام هو آزر، وأما قولهم أجمع النسابون على أن اسمه كان تارح. فنقول هذا ضعيف لأن ذلك الإجماع إنما حصل لأن بعضهم يقلد بعضاً، وبالآخرة يرجع ذلك الإجماع إلى قول الواحد والاثنين مثل قول وهب وكعب وغيرهما، وربما تعلقوا بما يجدونه من أخبار اليهود والنصارى، ولا عبرة بذلك في مقابلة صريح القرآن. (الرازي).
ثالثا:
. واعلم أن هذه التكلفات إنما يجب المصير إليها لو دل دليل باهر على أن والد إبراهيم ما كان اسمه آزر وهذا الدليل لم يوجد البتة، فأي حاجة تحملنا على هذه التأويلات، والدليل القوي على صحة أن الأمر على ما يدل عليه ظاهر هذه الآية، أن اليهود والنصارى والمشركين كانوا في غاية الحرص على تكذيب الرسول عليه الصلاة والسلام وإظهار بغضه، فلو كان هذا النسب كذباً لامتنع في العادة سكوتهم عن تكذيبه وحيث لم يكذبوه علمنا أن هذا النسب صحيح. (الرازي)
رابعا:
أختم بهذا النقل من كتاب " أدلة معتقد أبي حنيفة الأعظم في أبوي الرسول عليه الصلاة والسلام" -علي بن سلطان محمد القاري:
.. أنه قال تعالى في كلامه القديم ما يدل على كفر أبي إبراهيم والأصل في حمل الكلام على الحقيقة ولا يعدل عنه إلى المجاز إلا حال الضرورة عند دليل صريح ونقل صحيح يضطر منه إلى ارتكاب المجاز فبمجرد قول إخباري تاريخي يهودي أو نصراني كما عبر عنه بـ "قيل إن آزر لم يكن والد إبراهيم عليه السلام بل كان عمه " كيف يعدل عن آيات مصرحة فيها إثبات الأبوة منها قوله تعالى "وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر" وهو عطف بيان أو بدل بناء على أنه لقب له أو نعت بلسانهم ونحو ذلك ومنها قوله تعالى " ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم.وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه " وفي قراءة شاذة " أباه".ومنها قوله تعالى حكاية عن إبراهيم "يا أبت" مكررا ومنها قوله تعالى" قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء "
وأقول زيادة على ذلك وهو أنه كان مبينا للكتاب وممهدا الطريق الصواب فلو كان المراد بأبي إبراهيم عمه لبينه ولو في حديث للأصحاب ليحملوا الأب على عمه بطريق المجاز في هذا الباب.
ثم دعوى أن آباء الأنبياء عليهم السلام لم يكونوا كفارا تحتاج إلى برهان واضح ودليل لائح فاستدلاله بقوله تعالى "وتقلبك في الساجدين " بناء على قيل في غاية من السقوط كما يعلم من قول سائر المفسرين في الآية. فقد ذكر البيضاوي وغيره في تفاسيرهم أن معنى الآية وترددك في تصفح أحوال المتهجدين كما روي أنه لما نسخ فرض قيام الليل طاف تلك الليلة بيوت أصحابه لينظر ما يصنعون حرصا على كثرة طاعاتهم فوجدها كبيوت الزنابير لما سمع لها من دندنتهم بذكر الله تعالى.
ونقل الإمام أبو حيان في البحر عند تفسير قوله تعالى " وتقلبك في الساجدين " أن الرافضة هم القائلون إن آباء النبي كانوامؤمنين مستدلين بقوله تعالى "ونقلبك في الساجدين " وبقوله عليه الصلاة والسلام لم أزل انقل من اصلاب الطاهرين. . . الحديث
ولا يخفى أنه لم يثبت به الظن فضلا عن القطع بل إنما هو في مرتبة الشك أو الوهم.
ثم الاستدلال على أن آباء محمد ما كانوا مشركين بقوله ولم أزل أنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات إلى آخر ما ذكره مردود عليه بما أشرنا إليه وبأن المراد بالحديث ما ورد من طرق متعددة منها ما أخرجه البيهقي في دلائل النبوة عن أنس رضي الله عنه أن النبي قال ما افترق الناس فرقتين إلا جعلني الله تعالى في خيرهما فأخرجت من بين أبوين فلم يصبني شيء من عهر الجاهلية وخرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم عليه السلام حتى انتهيت إلى أبي وأمي فأنا خيركم نفسا أي روحا و ذاتا وخيركم أبا أي نسبا وحسبة.
ومنها ما أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا "لم يلتق أبواي قط على سفاح لم يزل الله عز وجل يتقلبني من الأصلاب الطيبة والأرحام الطاهرة صافيا مهذبا لا يتشعب شعبتان إلا كنت في خيرهما"
ومنها ما أورده البيهقي في سننه "ما ولدني من سفاح الجاهلية شيء ما ولدني إلا نكاح كنكاح الإسلام"
وأما ما ذكر ابن حجر المكي تبعا للسيوطي من أن الأحاديث مصرحة لفظا في أكثره ومعنى في كله أن آباء النبي غير الأنبياء وأمهاته إلى آدم وحواء ليس فيهم كافر لأن الكافر لا يقال في حقه إنه مختار ولا كريم ولا طاهر فمردود عليه إذ ليس في الأحاديث لفظ صريح يشير إليه وأما المعنى فكأنه أراد به لفظ المختار و الكريم والأطهار وهو لا دلالة فيه على الإيمان أصلا وإلا فيلزم منه أن تكون قبيلة قريش كلهم مؤمنين لحديث "إن الله اصطفى بني كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة " ولم يقل به أحد من المسلمين وكذا حديث "فاختار منهم العرب " ولا يصح عموم إيمانهم قطعا بل لو استدل بمثل هذا المبنى لزم أن لا يوجد كافر على وجه الأرض لقوله تعالى " ولقد كرمنا بني آدم. . ." إلى أن قال "وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا"
فتأمل فإنه موضع زلل ومقام خطل
واحذر أن تكون ضالا مضلا في الوحل.
ثم ما أبعد قوله في حديث مسلم 347 " إن أبي وأباك في النار"وقصد بذلك تطييب خاطر ذلك الرجل خشية أن يرتد إن قرع سمعه أولا أن أباه في النار. وهذا نعوذ بالله وحاشاه أن يخبر بغير الواقع ويحكم بكفر والده لأجل تألف واحد يؤمن به او لا يؤمن
فهذه زلة عظيمة وجرأة جسيمة
حفظنا الله عن مثل هذه الجريمة.
اهـ.
و الله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القلم]ــــــــ[17 Sep 2005, 05:35 ص]ـ
الإخوة الفضلاء:
* أبو زينب
* حارث الهمام
* أبو حازم الكناني
أسأل الله أن يبارك لكم في علمكم وعملكم _ آمين _.(/)
إقتراح على أهل الملتقى
ـ[حسين الخالدي]ــــــــ[05 Sep 2005, 11:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يخفى على طلبة العلم ما تميز به تفسير ابن عاشور رحمه الله ومن أهم ما فيه مما يعز وجوده في غيره أمران:
الأول: العناية ببلاغة القرآن وليس المقصود بذلك ما أولع به المتأخرون من الوقوف على رسوم الإصطلاحات البلاغية بل الأهم والأكمل هو تذوق البلاغة القرآنية بملكة القارئ وجعل الحدود والإصطلاحات البلاغية تابعة للذوق لا العكس
الثاني: إبداء المناسبات الرفيعة بين الآيات والتدقيق في مناسبات التراكيب والمفردات للسياق والمقصد
بيد أن الكتاب تبنى كاتبه المعتقد الأشعري كما لا يخفى
والإقتراح هو:
1 - تجريد البلاغة والمناسبات وما يتصل بهما من لغويات بلفظ المؤلف بلا تصرف إلا بحذف مكرر أو تقصير مطول
2 - حذف كل ما يصادم عقيدة السلف
3 - حذف كل العلوم التي تطرق لها المصنف عرضا أو أصالة مما يتصل يالفقهيات والقصص وأسباب النزول مما أودعه المفسرون في مصنفاتهم وكذلك التحقيقات العلمية في مختلف الفنون من نحو وبلاغة وصرف وأصول ونحو ذلك مما محله الكتب المتخصصة
وبالتالي نحصل على كتاب مختصر نسبيا وشامل لبلاغة القرآن وهو مقصد جليل وعظيم ولولا إنشغالي بسواه لما ترددت في صناعته
ملاحظة: أشرت فيما تقدم إلى البلاغة الذوقية وأشرت إلى مفارقتها للبلاغة الشكلية _ أو سمها ما شئت_ وهو موضوع مهم حقيق بالدراسة فهل من مشمر
بإنتظار ردودكم وتعليقاتكم فالمؤمن قليل بنفسه كثير بأخوانه
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Sep 2005, 01:34 ص]ـ
هذا الاقتراح يدل على ذوق السائل الرفيع، ومعرفته بقيمة هذا التفسير النفيس وهو (التحرير والتنوير) للعلامة التونسي محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله، المتوفى سنة 1393هـ. وقد عني كثير من الباحثين بدراسة منهجه في التفسير، والفقه وغيرها من الجوانب التي تميز بها هذا التفسير. ويعد جانب البلاغة القرآنية في هذا التفسير من أغنى الجوانب لما لمؤلفه من رسوخ في معرفة البلاغة الاصطلاحية من جهة، وما تميز به من ذائقة لغوية فريدة، وحس أدبي نادر ظهر في تفسيره، وفي مؤلفاته الأدبية وشروحه لبعض الدواوين الشعرية المتقدمة كديوان بشار بن برد، وبعض مقالاته النقدية في المجلات.
وما تفضلتم به من اقتراح توفر بعض الباحثين على استلال كلام الطاهر بن عاشور في بلاغة القرآن (الذوقية) - على حد قولك - من تفسيره اقتراح في مكانه، فلا أعرف بحسب اطلاعي من تصدى لهذا الموضوع على وجه الاستقصاء في كتابه بحيث يخرج كلامه كله على هذا النسق.
وقد سبق أن صنع الدكتور بشار عواد وأحد الباحثين بتفسير الطبري ما يشبه هذا، فاستخرجوا نص كلام الطبري في التفسير من تفسيره، وأغفلوا الروايات المأثورة التي استند عليها في تفسيره، رغبة في إظهار عبارة الطبري للقارئ لنفاستها وجودتها، فكانت القراءة فيه أدل على أسلوب ابن جرير الطبري في التعبير من القراءة في التفسير كاملاً لاختلاط عبارته بالنقولات الكثيرة، وسموا عملهم هذا (تفسير الطبري من جامع البيان في تأويل آي القرآن) ونشرته مؤسسة الرسالة في عدة مجلدات.
وربما قام أهل البلاغة المعاصرون من الباحثين التونسيين أو غيرهم بعمل قريب من هذا الذي اقترحتموه، غير أن ضعف الصلات بين الباحثين في الأقطار الإسلامية حال دون بلوغ خبره، ولعل أخي الكريم الدكتور أبا زينب - الذي توفر على اختيار ما تفرد به الطاهر بن عاشور من الآراء في تفسيره، وإتحافنا بها في ملتقى أهل التفسير في حلقات متصلة (1) - يشاركنا في التعليق على اقتراحكم الكريم. والله الموفق.
_______________
(1) انظر هذه الحلقات حتى الآن على الروابط الآتية:
- من بدائع التحرير و التنوير: في قوله تعالى "إنا عرضنا الأمانة على السموات و الأرض" (1) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3050)
- من بدائع التحرير و التنوير في قوله تعالى" إن الذين آمنوا و الذين هادوا و الصابئون (2) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3133)
- من بدائع التحرير و التنوير: الحلقة الثالثة. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3252)
- من فرائد ابن عاشور في التحرير و التنوير: الحلقة الرابعة. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3654)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3712 (- من فرائد ابن عاشور في التحرير و التنوير: الحلقة الخامسة.(/)
مقالات عن القرآن الكريم باللغات الأجنبية (فرنسية - انجليزية - إيطالية)
ـ[د. عبدالمجيد إحدادن]ــــــــ[06 Sep 2005, 04:21 م]ـ
مقالات عن القرآن الكريم باللغات الأجنبية (فرنسية، انجليزية، إيطالية) [يتبع إن شاء الله]
حرصت على أن أحافظ على عناوين المقالات باللغة الأصلية لكي يسهل على الباحثين الرجوع إليها في مظانها.
1. مسألة تحريف القرآن في تفسير الشيعة الإمامية
La question de la falsification du Coran dans l'exégèse chiite duodécimaine ; BRUNNER Rainer;
Arabica (Paris)., 2005 , vol. 52 , no 1 , pp. 1 - 42 .
2. اللغة والقرآن، قراءة سيريانية آرامية للقرآن
Langue et Coran : Une lecture syro-araménne du Coran; GILLIOT Claude;
Arabica., 2003 , vol. 50 , no 3 , pp. 381 – 393.
3. عن بعض أساليب الإقناع في القرآن
: De quelques procédés de persuasion dans le Coran; URVOY Marie-Thérèse
: Arabica. 2002 , vol. 49 , no 4 , pp. 456 - 476
4. العهد الجديد في سورة المائدة
La nouvelle alliance dans la sourate Al-Ma'ida; COMERRO Viviane;
Arabica., 2001 , vol. 48 , no 3 , pp. 285 - 314
5. تصوير الطبيعة في تفسير القرآن أثناء القرون الوسطى
The portrayal of nature in a medieval Qur'an commentary; MOURISON Robert G
Studia islamica : (Paris). 2002 , vol. 94 , pp. 115 - 137 .
6. التفسير والدلالية (المؤسساتية؟) في تفسير الطبري
Exégèse et sémantique institutionnelle dans le Commentaire de Tabari, GILLIOT Claude
Studia Islamica., 1993, vol. 77, p. 41-94.
7. مناهج تأويل القرآن: مقارنة بين سيد قطب وبنت الشاطئ
Methods of interpreting the Qur'an : A comparison of Sayyid Qutb and Bint al-Shati'; KAFRAWI S.
Islamic studies (Pakistan), 1998 , vol. 37 , no 1 , pp. 3 - 17 .
8. ترجمات وطبعات واستعمالات القرآن في جنوب القارة الهندية
Traductions, impressions et usages du Coran dans le sous-continent indien (1786-1975); GABORIEAU Marc;
Revue de l'histoire des religions.(France), 2001 , vol. 218 , no 1 , pp. 97 - 111
9. القرآن، اللغة والأدب
Coran, langue et littérature , LARCHER Pierre , AUDEBERT Claude France , MARZOLPH Ulrich , GILLIOT Claude
Arabica., 2000 , vol. 47 , no 3-4 , pp. 441 – 500.
10. القرآن عند تكوّنه وبداياته
Le Coran en sa genèse et en ses débuts NAGEL Tilman , ORY Solange , IMBERT Frédéric , DE PREMARE Alfred-Louis , TOELLE Heidi , SANDER Paul
Arabica., 2000 , vol. 47 , no 3-4 , pp. 329 - 437
11. تفسير الطبري لمصطلح الكتاب في القرآن
TABARI'S EXEGESIS OF THE QUR'ANIC TERM AL-KITAB; BERG H
JOURNAL OF THE AMERICAN ACADEMY OF RELIGION., 1995 , vol. 63 , no 4 , pp. 761 - 774
.
12. استعمال القرآن كرقية
L'usage talismanique du Coran; HAMES Constant;
Revue de l'histoire des religions, 2001 , vol. 218 , no 1 , pp. 83 - 95
13. ابن مجاهد وإثبات القراءات السبعة للقرآن
Ibn Mujahid and the establishment of seven Qur'anic readings; MELCHERT Christopher
Studia islamica , 2000 , vol. 91 , pp. 5 – 22.
14. استعمالات حديثة ومعاصرة للقرآن
Usages modernes et contemporains du Coran; JONES-PAULY Chris , BERGER Lutz;
Arabica., 2000 , vol. 47 , no 3-4 , pp. 539 - 562 .
15. مصادر التأويل عند فخر الدين الرازي: بين الوحي والعقل
Fakhr al-Din al-Razi's sources of Ta'wil : Between revelation and reason; KAFRAWI S
The Islamic quarterly (United Kingdom), 1999 , vol. 43 , no 3 , pp. 186 – 202.
.
16. شخصية قايين في القرآن
La figure de Caïn dans le Coran; ZILIO-GRANDI I. , ZIMMERMANN G
Revue de l'histoire des religions. 1999 , vol. 216 , no 1 , pp. 31 - 85 .
17. التأويل الأدبي للقرآن: فواصل الآيات والقسم والاستفهام، ثلاثة أمثلة من تفسير بنت الشاطئ
(يُتْبَعُ)
(/)
Literary interpretation of the Qur'an : Fawasil al-ayat, Qasam and Istifham, three examples from Bint al-Shati''s Tafsir, JAROT WAHYUDI MH
Islamic studies (Pakistan). 1998 , vol. 37 , no 1 , pp. 19 - 28 .
18. آدم وحواء في القرآن والإنجيل
Adam and Eve in the Qur'an and the bible; ABDEL HALEEM M
The Islamic quarterly. 1997 , vol. 41 , no 4 , pp. 255 – 269.
19. ثلاث ترجمات لاتينية للقرآن في العصور الوسطى
: Trois traductions médiévales latines du Coran : Pierre le Vénérable-Robert de Ketton, Marc de Tolède et Jean de Segobia ; MARTINEZ GAZQUEZ José
Revue des études latines : (Paris)., 2002 , vol. 80 , pp. 223 – 236.
20. لودوفيكو ماراشي وترجمته اللاتينية للقرآن
: Ludovico Marracci et sa traduction latine du Coran; BORRMANS Maurice
: Islamochristiana (Roma). 2002 , no 28 , pp. 73 - 86
21. جمع القرآن: مراجعة لنظرات الغرب على ضوء ما استجد من المناهج:
The collection of the Qur'an. A reconsideration of western views in light of recent methodological development; MOTZKI Harald
Der Islam : (Berlin). 2001 , vol. 78 , no 1 , pp. 1 – 34.
22. إشكالية ترجمة القرآن: دراسة مقارنة لأربع ترجمات فرنسية لسورة النور
: La problématique de la traduction du Coran : étude comparative de quatre traductions françaises de la sourate « La lumière»; TRABELSI Chédia
Meta : (Montréal). ] , 2000 , vol. 45 , no 3 , pp. 400 – 411.
23. من القرآن المرتل إلى القرآن المخطوط
Du coran récité au coran calligraphié ; ORY Solange
Arabica. 2000 , vol. 47 , no 3-4 , pp. 366 – 380.
24. القرآن: المصدر الأول للفقه
The Qur'an : The primary source of fiqh; HASAN A.
Islamic studies. 1999 , vol. 38 , no 4 , pp. 475 - 502 .
25. تفسير القرآن في آسيا الوسطى وفي خراسان
L'exégèse du Coran en Asie Centrale et au Khorasan; GILLIOT C
Studia islamica. 1999 , vol. 89 , pp. 129 – 164.
.
26. مفهوم التاريخ في القرآن والقدر الإنساني
The notion of history in the Qur'An and human destiny; KAZMI Y
Islamic studies.1998 , vol. 37 , no 2 , pp. 183 – 200.
.
27. تحليل تفسيري للآيات المتعلقة بأهل الكتاب في القرآن
Exegetical analysis of the Ahl al-Kitab verses of the Qur'an; JAROT WAHYUDI MH
Islamic studies. 1998 , vol. 37 , no 4 , pp. 425 – 443.
28. ألكسندر روس والترجمة الانجليزية الأولى للقرآن
Alexander Ross and the first English translation of the Qur'an; ABDUL RASHID MOTEN
The Muslim world : (Hartford). 1998 , vol. 88 , no 1 , pp. 81 - 101 .
29. مريم العذراء في القرآن
LA VIERGE MARIE DANS LE CORAN; ZILIO-GRANDI I. , ZIMMERMANN G
REVUE DE L'HISTOIRE DES RELIGIONS. 1997 , vol. 214 , no 1 , pp. 57 - 103
30. القرآن باللاتينية لفيشينو وكتب القرآن بالعربية لبيكو ومونكاتس
Il corano latino di Ficino e i Corani Arabi di Pico e Monchates; PIEMONTESE A. M
Rinascimento : (Firenze). 1996 , vol. 36 , pp. 227 - 273
31. طبيعة وجود الله كما فُهمت في الإنجيل والقرآن
THE NATURE OF GOD'S EXISTENCE AS UNDERSTOOD BY THE BIBLE AND THE QUR'AN; OPELOYE M. O
THE ISLAMIC QUARTERLY. 1995 , vol. 39 , no 1 , pp. 36 - 48
32. التحليل البلاغي: منهجية جديدة لتأويل القرآن
L'analyse rhétorique: Une nouvelle méthode d'interprétation du Coran; CUYPERS Michel
Mélanges de sciences religieuses (France). 2002 , vol. 59 , no 3 , pp. 31 - 57 .
33. علوم القرآن عند كرّامية خراسان
Les sciences coraniques ches les Karramites du Khorasan : Le livre des fondations; GILLIOT Claude
Journal asiatique (France), 2000 , vol. 288 , no 1 , pp. 15 - 81
34. قراءة سامية للقرآن حسب ابن برّجان
La « lecture supérieure» du coran selon Ibn Barragan; GRIL Denis
Arabica, 2000 , vol. 47 , no 3-4 , pp. 510 – 522.
35. تفسير صوفي للقرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
Un commentaire mystique du coran; BACHMANN Peter
Arabica, 2000 , vol. 47 , no 3-4 , pp. 503 - 509
36. اقتباسات بعض شعراء القرن الثاني الهجري من القرآن
Emprunts faits au coran par quelques poètes du IIe/VIIIe siècle; AUDEBERT Claude France
Arabica. 2000 , vol. 47 , no 3-4 , pp. 457 – 477.
37. القرآن والنظرية اللغوية للتلفظ
Coran et theorie linguistique de l'enonciation; LARCHER Pierre
Arabica, 2000 , vol. 47 , no 3-4 , pp. 441 - 456
38. ماهو استعمال القرآن لنباتات الجزيرة العربية
Quel usage le coran fait-il de la flore d'Arabie? TOELLE Heidi
Arabica, 2000 , vol. 47 , no 3-4 , pp. 409 - 419
39. من نص التلاوة إلى الشريعة مرورا بالطقوس
Du texte de récitation au canon en passant par la liturgie; NEUWIRTH A. , HERZOG T
Arabica. 2000 , vol. 47 , no 2 , pp. 194 - 229
.
40. النبي محمد في تأويلات الصوفية لآية النور
The prophet Muhammed in Sufi interpretations of the light verse (Aya Nur 24 :35). (Part I); HERMANSEN M. K
The Islamic quarterly, 1998 , vol. 42 , no 2 , pp. 144 – 155.
.
41. الآيات القرآنية كمصدر لحلِّية أو حرمة الفنون في الإسلام
The quranic verses as a source for legitimacy or illegitimacy of the arts in Islam; GHABIN A. Y
Der Islam : (Berlin). 1998 , vol. 75 , no 2 , pp. 193 - 225
42. تفسير القرآن لهود بن محكم
LE COMMENTAIRE CORANIQUE DE HUD B. MUHAKKAM/MUHKIM, GILLIOT C.
ARABICA. 1997 , vol. 44 , no 2 , pp. 179 – 233.
43. الجنس والكلام والجريرة في قصة بدء الخلق القرآنية
SEXE, PAROLE ET CULPABILITE DANS LE RECIT CORANIQUE DE L'ORIGINE; BOUNFOUR A
: STUDIA ISLAMICA., 1995 , vol. 81 , pp. 43 - 70
.
44. نقد لست ترجمات انجليزية للنص القرآني
: A critique of six english translations of a Qur'anic text; BASIM MUFTIN BADR
: Islamic culture. 1994 , vol. 68 , no 3 , pp. 1 - 17
45. تأويل القرآن: مشكلات وآفاق
Qur'anic hermeneutics: problems and prospects; FARID ESACK
(The) Muslim world : (Hartford). , 1993 , vol. 83 , no 2 , pp. 118 - 141
46. بعض التصويبات المقترحة لنص القرآن
Some proposed emendations to the text of the Koran ;BELLAMY J. A
Journal of the American Oriental Society. [ J. Am. Orient. Soc.. ] , 1993 , vol. 113 , no 4 , pp. 562 - 573
47. دراسة التفاسير الأولى
STUDYING EARLY TAFSIR TEXTS; RIPPIN A
Der Islam : (Berlin) , 1995 , vol. 72 , no 2 , pp. 310 - 323 .
.
48. تأويل القرآن في التراث الإسلامي
L'ermeneutica del corano nella tradizione islamica; RIZZARDI Giuseppe
Euntes docete. 2004 , vol. 57 , no 3
49. قصص الأنبياء لابن مطرف الطرفي
: The Qisas al-anbiya' of Ibn Mutarrif al-Tarafi (d. 454/1062) : Storiesof the prophets from al-Andalus; TOTTOLI R
Al-Qantara : (Madrid). 1998 , vol. 19 , no 1 , pp. 131 – 160.
50. الصوت والمعنى في سورة القارعة
Sound and meaning in Surat al-Qaria; SELLS M.
Arabica. 1993 , vol. 40 , no 3 , pp. 403 - 430
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[06 Sep 2005, 05:01 م]ـ
الدكتور عبد المجيد إِحَدَّادَن
بارك الله بكم على ما تبذلونه من جهد وسدّدكم لكل خير ...
هل من روابط لهذه المقالات على الشبكة؟
ـ[د. عبدالمجيد إحدادن]ــــــــ[06 Sep 2005, 07:34 م]ـ
الأخ أبو حسن الشامي السلام عليك ورحمة الله
إذا كنت تقصد إمكانية قراءة هذه المقالات على الشبكة، فهذا للأسف متعذر. وهذا حال أغلب المقالات العلمية.
للاطلاع عليها، يجب إذن الرجوع إلى المجلات المذكورة.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه وزادك علما ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Sep 2005, 03:56 م]ـ
جزاك الله خيراً يا دكتور عبدالمجيد على هذه الفوائد، ويا حبذا الاستمرار في إطلاعنا على البحوث والمقالات التي كتبت باللغة الفرنسية والجهود المبذولة في الدراسات القرآنية في الأقسام العلمية المتخصصة في الجامعات والمعاهد الفرنسية بحكم عملك واتصالك بها، ولك فضل السبق والمبادرة في هذا وفقك الله ونفع بكم. ومثل هذه الجهود تكاد تكون مجهولة تماماً عند المتخصصين في الدراسات القرآنية في البلاد العربية المشرقية خاصة، لعدم معرفة اللغة الفرنسية من جهة، ولعدم التواصل العلمي بين الجامعات الفرنسية والجامعات العربية في هذا الجانب.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[07 Sep 2005, 04:23 م]ـ
أتمنى على الدكتور الفاضل عبدالمجيد إن كان لديه شيء من هذه المقالات مطبوعا ( tapé) أو مرقما ( scanné) أن يضيفه هنا في هذا الملتقى ليستفيد منها الأخوة الذين يتكلمون الفرنسية، وأنا واحد منهم. وجزاه الله كل خير ...(/)
جهود أبي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري في الدراسات القرآنية
ـ[عبدالعزيز الضامر]ــــــــ[06 Sep 2005, 04:31 م]ـ
جهود أبي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري في الدراسات القرآنية
تلقيت من شقيقي كتاباً بعنوان "شيخ الكَتَبَة أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري ... ", وهو عبارة عن ببليوجرافية تشتمل على مؤلفات وتحقيقات الموسوعي أبي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري, وكذلك ما كُتِب عنه من قِبل بعض المثقفين, مع التنبيه إلى أنَّ هذا الاستقراء لأعمال ابن عقيل كان حتى نهاية شهر جمادى الآخرة لعام 1424هـ- أغسطس 2003م. .
والكتاب من تأليف الدكتور. أمين سليمان سيدو وهو من إصدارات النادي الأدبي في الرياض, الطبعة الأولى 1425هـ-2004م.
وقد لاحظت أنَّ ابن عقيل ساهم بدراسات ومقالات تخص الدراسات القرآنية, أحببت أن أقوم بنشر عناوينها في هذا الملتقى المبارك حتى ينتفع منها الدارسون والباحثون.
ويمكن تقسيم جهوده في النقاط الآتية:
(1) الكتب المستقلة:
- مراتب الجزاء يوم القيامة على ما جاءت به نصوص القرآن ... , لأبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي الظاهري, "تحقيق" في (48ص).
- المعاني المستنبطة من سورة الفاتحة ط1, دار ابن حزم- الرياض, 1423هـ-2002م, في (130ص).
(2) البحوث والدراسات المنشورة في الدوريات:
- أُوصيكم بفهم الإعجاز الغيبي- المجلة العربية- عدد (217) صفر 1416هـ-يوليو 1995م, ص66 - 67.
- السياق القرآني من عاد قوم هود- الفيصل- عدد (247) محرم 1418هـ, مايو-يونيو 1997م, ص48 - 50.
- شيء من التحشية على تفسير ابن جرير- اليمامة- عدد (1746) 5محرم 1424هـ, 8مارس 2003م, ص8 - 9.
- معنى أن الأرجل منصوبة في آية الوضوء –الفيصل- عدد (235) محرم 1417هـ, مايو-يونيو 1996م, ص48 - 50.
(3) المقالات المنشورة في الصحف اليومية:
- أمر الله للمترفين بين الزمخشري وابن قيم الجوزية –الجزيرة- عدد (7471) 20 رمضان 1413هـ, 13 آذار 1993م, ص8.
- تفسير قصة أيوب بيقين أو رجحان –الجزيرة- عدد (10313) 27 رمضان 1421هـ, 23 كانون الأول 2000م, ص13.
- الجَصَّاص .. ونية الوضوء – المسائية- عدد (3951) 3 رمضان 1415هـ, 2شباط 1995م, ص11.
- الجن أهل الأرض قبل بني آدم "ومقتضى ذلك, وحوار الله للملائكة" –الجزيرة- عدد (7926) 2 محرم 1415هـ, 11 حزيران 1994م.
- سورة التكوير وغوامض التأويل –الجزيرة- عدد (7828) 23رمضان 1414هـ, 5 آذار 1994م, ص8.
- سورة عبس وتبكيت الإنسان –الجزيرة- عدد (7821) 16 رمضان 1414هـ, 16شباط 1994م, ص7.
- سورة النازعات وتأكيد البعث – الجزيرة- عدد (7814) 9 رمضان 1414هـ, 19شباط 1994م, ص8.
- سورة النبأ عن اليوم الحق – الجزيرة- عدد (7807) 2 رمضان 1414هـ, 12شباط 1994م, ص8.
- معنى الآيات المحكمات –الجزيرة- عدد (8885) 2 محرم 1409هـ, 14 آب 1988م, ص7.
(4) التفسير الإذاعي:
شارك ابن عقيل في إذاعة القرآن الكريم السعودية ببرنامج تفسير القرآن الكريم وسمَّاه "تفسير التفاسير" حيث فَسَّر فيه سورتي الفاتحة وأول البقرة, وذلك قبل خمس عشرة سنة تقريباً وقد استغرق ما يُقارب ثلاث إلى أربع سنوات.
وقد أطال في هذا التفسير فلم يدع شاردةً ولا واردةً إلا ذكرها, فتناول الجوانب الفقهية والبلاغية والنحوية والدعوية وغير ذلك, وتوسع في النقل عن المتقدمين من الصحابة والتابعين إلى المعاصرين في وقته أمثال سيد قطب وعبد الرحمن الدوسري, وهذا واضحٌ من خلال اسمه فهو تفسير التفاسير.
حُرِّر في عصر الثلاثاء (2/ 8/1426هـ)
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[19 Sep 2006, 11:44 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Nov 2009, 02:49 م]ـ
هذه ثلاث مقالات بقلم أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري وفقه الله وختم لنا وله بخاتمة حسنة، وفيها كثير من العبر والذكريات المفيدة لطالب العلم، وفيها بعض الفوائد المتعلقة بتفسيره الإذاعي (تفسير التفاسير) الذي أشار إليه أخي عبدالعزيز الضامر في موضوعه هذا. وأشكر أخي د. عمر المقبل الذي أفادني بهذه المقالات المنشورة في جريدة الجزيرة السعودية في أعدادها (13567) بتاريخ الجمعة 3/ 12/1430هـ، ورقم (13568) بتاريخ السبت 4/ 12/1430هـ، ورقم (13569) بتاريخ الأحد 5/ 12/1430هـ
وأترككم مع المقالات ..
أكرموا آل البيت
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو عبدالرحمن: هذا البَثُّ العلميُّ النفسي الأدبي الفني أرجو الله أن ينفع به دنياً وآخرة، وكذلك ما تعلق به من ذُيول .. ولقد أخذ مني وقتاً كبيراً وأنا في إِثْرِ مرض يتجدَّد ما بين 2 - 7 - 1430هـ و23 - 10 - 1430هـ لم أَنْقَهْ منه إلا قريباً (وذلك خبر لا شكوى)، وكنت أعمل في غيره عن طارش من الطيور وفد من الشام، وحلَّ في بلدي، فأُعطي رعوية سعودية، ولا يزال والده سوري الجنسية، وكان منتسباً إلى جماعة من آل عقيل بشقراء أهل (القُطْعَة) وسط البلد، ثم زحف إلى أبناء عمي الأدنين، ثم علَّمهم ما لم يعلموه من التزوير والزعم الكاذب أنه نقيب آل عقيل الأشراف في نجد، وهذا كذب ليس عندنا نقباء ألبتة، بل نحن من عباد الله الضعفاء، بل لا تعرف المنطقة الوسطى مهنة النقيب ألبتة، والنقابة في مثل الحجاز إرث يستند إلى سجلات ضبطٍ من نقيب سابق؛ وإنما أحدث هذا الوافد فتنة، وربما كانت له أهداف غامضة .. وهو استخفَّ بعض ضعفاء العقول من آل عقيل فأطاعوه، والمنطقة الوسطى لا تعرف في كل أُسَرِها بالإجماع شيئاً اسمه نقابة .. ولقد ردعته في الرد على الكتاب الأول المزوَّر، وإذا به يتجدَّد بتزوير آخر، ووراءه تزوير ثالث، وقد أراد السفهاء صدِّي عن دحض تزويره ورضاهم به بإرسال أحد أبناء عمي إليَّ يبلغونني تهديدهم لي بالضرب .. والجعلان أحقر من ذلك، وليتهم يخبرونني عن الموعد لأنام لهم عند الباب، ولن أخرج لهم مثل ابني عبدالوهاب السبع الخادر، وكم عندي من أمثال عبدالوهاب .. ولقد اتصل بي جمهور آل عقيل بالوسطى (وهم العقلاء الأخيار) وغيرها يتظلمون من افتراء الوافد، ويستنجدون بزعماء الأشراف معلنين براءتهم من النسب المزوَّر، داعين إلى إكرام آل البيت وحفظ نسبهم .. المهم أنني إن شاء الله مصمم على فضح تزوير الوافد، وتسفيههم ببيان ضعف عقولهم باتباعه، ومحاربتهم لشرع الله المكفر من انتسب إلى غير أبيه .. وكنت أعمل في (أكرموا آل البيت) على مهلٍ وبتعب؛ لما أعانيه من إجهاد مرضي، ثم انثال عليَّ موضوع (الآن اكتشفت نفسي)؛ فكانت الأفكار والأشجان والأحاسيس تُسابق قلمي؛ فتفرغتُ له حتى أنجزته، وقلت في نفسي: (ليكن من حظ جريدة الجزيرة هذا الحديث النافع دنيا وآخرة) .. وأما (أكرموا آل البيت) فأنقل معركتها إلى جريدة أقرب اتصالاً بهذا الموضوع، وأردتُ أن يكون الموضوع رسالة للشريف حقيقةً الدكتور عصام الهجاري؛ ليقوم بما يجب عليه (شرعياً، وإدارياً) من حفظ نسب آل البيت الطاهر من التزوير والادِّعاء وإدخال البُعَداء الغُرباء فيه أفواجاً بغير حق .. وأما دور أبي عبدالرحمن علمياً وبمرافعةٍ شرعية وإدارية: فيكون واجباً عليَّ من جهة تبرئة أبناء العم عقيل بن عمر، وأبناء العم الأقرب أهل شقراء أبناء (عمر بن عبدالرحمن) جدي الخامس رحمهم الله جميعاً، وإيقاف المزور عند حدِّه، وردعه إدارياً وشرعياً عن الفتنة والتزوير، أو إعادة النظر في تجنيسه؛ لأن نظام الجنسية يلغي التجنيس إذا أخل المجنَّس بحق المواطنة، وسيرى هذا البيان العلمي النور قريباً إن شاء الله في كتاب مستقل بعد النشر في الجريدة التي اخترتها؛ فلما قفز موضوع (الآن اكتشفت نفسي) على موضوع (أكرموا آل البيت)، وأن يكون هو نصيب جريدتي الجزيرة: تذكرت قول العامة، وهو قول صحيح المعنى، ولا أعلمه مأثور اللفظ .. جاء على صيغة الحديث القدسي، ونصه: (تُرِيد يا عبدي وأنا أريد، وليس لك يا عبدي إلا ما أريد)؛ فهو صحيح المعنى، لأنه مقتضى قوله تعالى: {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (سورة التكوير:29)؛ فهنيئاً لي بإنجاز هذا الموضوع الإيماني الأهمِّ، وهنيئاً لي بكونه أول نشاط لي بجريدتي الجزيرة بعد الانقطاع القسري منذ أول شهر رجب؛ فإلى ممهدات هذا الموضوع، وهو هذا الحديث الذي هو هذا الخليط من العلم الشرعي، والعلم اللغوي, والإبداع الأدبي الحديث، والأدب الحداثي، وفن الغناء والرسم .. وكل هذا الخليط يصب في مصب واحد هو ابتغاء مرضاة الله بمعرفة مراده الشرعي، وتنبيه الأذهان عن المَلَلِ بالإحماض؛ فاصبروا واعجبوا واضحكوا معي وابكوا؛ فأنتم على خير إن شاء الله .. ومن هذا الاستكشاف الذي استجدَّ لي أنه مضى عمري لم أصدر عملاً متخصِّصاً مستوعباً لفن بعينه؛ لأن مزاجي عنيد لا يخضع للأَرْشفة (1)؛ فلما أردت
(يُتْبَعُ)
(/)
أن أرثي نفسي وجدتُ أنني غير محروم من الخير، وأن المنهج الذي أريده منقاد لي طوعاً بإذن الله لو أردتُ سلوكه؛ لأنني مزيج مركَّب من أخلاط المعارف النظرية، وما ينتج عنها من علم يُغذِّي كل حقل معرفي، وهو ما يظهر من الفروق والعلاقات بين المعارف .. ويصحب ذلك حسٌّ جمالي مفرط الشفافِيَّة، وتحديثٌ بنعمة الله عن موهبة فكرية لا تخلط الأوراق .. ثم حرصت أن لا أَحْرِمَ نفسي من التخصُّص في جناحين للمعرفة لا ثالث لهما: هما أسرار اللغة، والتأصيل الفكري .. ويلتقي مع كل ذلك ذكريات غير محمودة خَلَّفتْ ندماً وامْتعاضاً، ولذَّةُ إنابةٍ انبثق عنها شفافية أيضاً مفرطة في التورُّع؛ ولاختلاط الماضي بالحاضر يحار المتلقي: هل أنا واعظ، أو مُطْرِب، أو نديم .. وليس في الجمع بين ذلك تناقض؛ لاختلاف الزمان .. كما أنه لا يوجد تضاد؛ لأنه جائز أن لا أكون شيئاً من ذلك، وجائز أن أكون شيئاً غيرَ ذلك .. والنديم صيغة مبالغة لفعل المنادمة؛ فذلك هو الوجود بالفعل .. والنَّدْمان عن بلوغ الغاية في الذات، وذلك هو الوجود بالقوة الذي يظهر منه الوجود بالفعل مثل شبعان وملآن، فالملآن عنده قوة على أن يملأ غيره مِمَّن هو دونه على أقل تقدير، وأما بمعنى بلوغ الغاية فالفَعْلان لا ينقص مهما ملأ غيره .. وأما فيما يتعلق بربنا سبحانه فالرحيم لغاية الكمال في فعله جلّ وعلا الرحمةَ لخلقه، والرحمان لبلوغ غاية الكمال للاتصاف بهذه الصفة التي يصدر عنها رحمته لخلقه من غير أن ينقص شيئ من كمال الاتصاف تعالى الله .. وأما بعد فلقد أثْنَى عبدالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم على شاب ليست له صبوة، وبشَّره بأنه من الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله؛ فعصيتُ سلوكاً وتقصيراً وغلبةَ هوىً لا عقيدةً؛ فامتلأتْ حياتي بالصَّبوات وإن كان لي فيئات كأفاويق (2) الناقة .. وقال ربنا سبحانه وتعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (سورة الأحقاف -15)؛ فكان أهل المدينة المنورة - بلَّغني الله قضاء حياتي بها - يشدُّون المئزر للعبادة إذا بلغوا هذا العمر؛ فعصيتُ سلوكاً لا عقيدة، وأوضعتُ وأرْقلتُ (3) في الغفلة والتقصير والتسويف وإن كانت أفاويقي أكثر .. وأخبر الرسول أن الله أعْذَر لابن ستين عاماً؛ فعصيتُ سلوكاً لا عقيدة، ولكن الألم يعصر قلبي؛ فلما بلغتُ سبعين عاماً إلى هذا العام الرابع بعد السبعين استيقظتُ، وأخذتُ نفسي بالرياضة تدريجياً ولَمَّا أبلغ ما أريده؛ فلماذا هذا الإيضاع والغفلة وأنا ابن الفطرة ومن مدينة شقراء بين رجال جباههم مُطَيَّبات من ثفنات السجود؟!.
قال أبو عبدالرحمن:: الجواب من ثلاثة أمور:
أولها: أنني منذ نضجتْ مداركي سلَّمتُ قيادي لابن حزم بالتتلمذ الأعمى، وهو إمام عالم مجاهد متين الدين أدَّاه اجتهاده الخاطئ إلى ورطات غطستُ فيها غطسة الغريق، ولبيئته رحمه الله أثَرٌ في ذلك، ولكن أي بيئة لي مثل بيئته وأنا من بيئة الحرمل والحنظل .. لا عطورَ، ولا نوافيرَ، ولا أوتارَ زرياب، ولا حسناوات النورمان؛ فتكلَّفتُ التَّصابي تقليداً له حتى كان التطبُّع طبعاً؛ فتوحَّلْتُ في الحب والطرب، وإن كان مرَّ بي أزمة عاطفية في زواج فاشل فهي لا تُبيح لي تلك الورطات لو ظللتُ على فطرة النشأة في مدينتي شقراء مدينة الفطرة، ومدينة مسجد الحسيني المبارك .. قرأتُ طوق الحمامة، وقرأت إباحته للغناء الملهي في رسالة خاصة، وفي مسألة من كتاب البيوع بالمحلى؛ فانْماع قلبي ووجداني، وتقاطر طرسي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وثانيها: الإيغال في العمل الفكري، وهو خير وبركة، ولكن بعد أن يرقَّ القلبُ بممارسة أشواق الروح مما صحَّ من ممارسات الربانيين ككتب ابن قيم الجوزية رحمه الله في الرقائق، وكشيئ من مُبكيات القلوب آخُذُه بحذرِ من تجربات القشيري والمحاسبي وأبي طالب المكي وغيرهم بعد تحقيق الدلالة والثبوت؛ لأن المرجع إلى نصوص الشرع وسِيَر قدوة الأمة من السلف كالصحابة رضوان الله عليهم .. ولكن أنَّى لقلب يرقُّ ويَهَشُّ (4) لهذه الرياضة وقد أُفعم بالطرب والحب؛ فكان علمي فكرياً عقلياً لا يلامس القلب إلا في الأفاويق التي ذكرتها.
وثالثها: التعلم لذات العلم مع شوائب من الرياء وطلب السمعة؛ فكانت قراءتي الشرعية تتسرَّب من الذاكرة بسرعة؛ لأن وعاء العلم القلبُ لا العقلُ العابر المتغطرس، وكانت صناعتي الجدل، وأَقْبِحْ بها من حرفة تُقَسِّي القلب!! .. ولكن ربي جلّ جلاله لم يحرمني من الخير؛ لأن للفطرة والنشأة والميل للعلم الشرعي (وإن كان بتلك الصفة) أثراً مباركاً؛ فكان لطف الله بي كزخَّات المطر في الأفاويق التي ذكرتها، وأذكر نماذج:
مرة أكون في بلد أجنبي، ونافذتا غرفتي الكبيرتان تُطلان على البحر، والقوم - وليس بعد الكفر ذنب - في رقص وزمر وغناء خواجي أجمل منه صوت الحمير، فتنقبض نفسي، وأقفل النوافذ، وأتوضأ وأقرأ ما تيسر من القرآن، وربما قدَّمتُ بركعتين لقصة سلمان الفارسي رضي الله عنه كلما توضأ تنفَّل (5)، ثم يمر بي آيات مؤثرة تقترن بوضعيَّة حياتي، فأطبق المصحف، وأرفع رأسي إلى السماء (ودعوة المسافر مُجابة)، وأذهل عن نفسي فلا أذكر إلا قليلاً من الدعاء الذي يفتحه الله عليَّ, ومنه: (أعوذ بوجهك الكريم الذي أشرقت بنوره السموات والأرض أن تقذفني في النار طرفة عين؛ فإني عبدك الضعيف لا أقوى على ذلك)، وأستعيذ بالله من عذاب القبر وضغطته ووحشته، وأشفق من الموقف العظيم؛ فلا تمنعني إساءتي من دعاء ربي بإلحاح أن يظلني تحت ظل عرشه .. ومما كنت أقوله تلقائياً وليس كلُّه مأثورَ اللفظ: (اللهم اجعلني ممن طال عمره وحسن عمله .. اللهم أحيني حياة سعيدة مديدة تكسب عملاً صالحاً عامرة بالعلم النافع والعمل الصالح إلى يوم ألقاك غير مبدِّل ولا مُغِّير، وأنت راضٍ عني، وأنا مشتاق إلى لقائك، واثق بعفوك، غير مستوحش من ذنوبي) .. وأسأله تعالى العصمة من الذنوب كبيرها وصغيرها ولمَمِها، وأسأله حسن الثناء عليه، وصدق التوكل عليه؛ فوجدت أثر ذلك عاجلاً وآجلاً؛ فالعاجل أنه ينزاح عني كابوس، وينشرح صدري؛ فأتفاءل بأن ذلك من بشرى المؤمن في حياته على الرغم من ظلمي نفسي، لقوله تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (سورة يونس 62 - 64)، ومن الآجل أن الله أنعم عليَّ في وقتٍ قصير بحفظ مأثوري من الأدعية الشرعية الصحيحة الموظَّفة والمطلقة، واستزدت بحفظ ما لم أكن أحفظه؛ فهذه بشرى من الله أن وفَّقني لحسن الثناء عليه، وبدأت أنخل كتب الأدعية رواية ودراية، وأُنقِّيها من أو شاب علماء زهاد أرادوا الخير؛ فتزيدوا بغير المأثور، وحملوا بعض المعاني على آثار من الزهد تأتَّت إليهم من متصوفين ليسوا علماء في الشريعة يُلَقَّبون بالعارفين بالله، وبدأت بكتاب العالم الورع أبي بكر الطرطوشي رحمه الله؛ فهو خليق بالتنقية، وأما كتب أبي حامد الغَزَّالي في الزهد والذكر ففيها خيٌر يُعين على الرياضة، ولكنَّ تنقيتها أشق .. ومن ذلك الآجل أن الله بغضَّ إليَّ الطرب في وقت قصير؛ فوجدتُ قبحه في الأذن والنفس، وآليتُ على نفسي بِأَخرة أن لا أُجامل أحداً فيه؛ فإن كان سماعه لا استماعه ضربة لازب سبَّحتُ ربي في قلبي، ولن أكرر ما نشرته عن الطرب في هذه الجريدة، ولكن براءةً لذمتي، وتكفيراً لما سوَّدته من أوراق خاسئة: أُشهد الله، وملائكته، وحملة عرشه الكرام، وجميع خلقه - من غير جدال في تصحيح حديث وتضعيف آخر، بل الأمر تجربة نفسية -: أن الغناء مهما كابر المكابرون يُقسِّي القلب، ويُعين على هجر القرآن الكريم وحديث رسول الله وسير الصالحين؛ فإن عانى ذلك بالرياضة حصل له فهم وإدراك عقلي،
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم يحصل انفعال قلبي كما ينفعل مع أصوات خنافس البشر وعلب الليل .. وأشهد ثانية أنه ليس مَجْلبة سرور وفرح وطمأنينة، بل هو كباطِيَّة (6) أبي نواس يتداوى منها بها، وهي تزيد هماً وحسرة، وتصدُّ عن خير كثير .. وأشهد ثالثة أنه ليس غاية المسلم أن يدخل الجنة بعد تطهير بالنار، بل غايته أن يدخل الجنة بدءاً، ثم غايته أن يزداد مُلْكاً كبيراً في يوم التغابن، وهذا يحصل بعفو الله ورحمته والاستكثار من المستحب بعد الواجب، والعزوف عن المكروه؛ ليجبر نقصه في الواجب؛ فرحم الله شيخي الإمام أبا محمد ابن حزم، وجمعني به ووالديَّ وأحبابي وعامة المسلمين في دار كرامته؛ فقد ضَلَّلني في الانمياع في حب من ذكريات شبابه تراجع عنه، ومن تصميم على إباحة الغناء باجتهاد خاطئ وإن صرَّح بأن ترك سماعه أفضل، وأسال الله تعالى أن يجعله ممن يحصل على أجر ومغفرة في هذا الاجتهاد الخاطئ؛ فالمعروف عنه رحمه الله أنه ليس صاحب هوى، وأنه لا تأخذه في الحق لومة لائم؛ فأَحْمِلُ هفواته وهفوات غيره من العلماء الفضلاء على خطإ الاجتهاد.
قال أبو عبدالرحمن: هذا هو مقياس الفضائل الأُخْروية الذي ينبغي أن يكون معيارنا في دنيانا، وبالمقياس الدنيوي أقول: لو كان الغناء خيراً - وهو لا خير فيه بيقين - لوجب على السِّميعة في هذا العصر أن يرحموا أنفسهم؛ فالفن الآن قُبح أصباغٍ وتجاعيدَ، وعفنُ هز وغمز بلا ملاحة، وكلمات عامية بلهجات قبيحة، ومخارج للحروف تجلب الغثيان، وشعر رعاة خليٌّ من الفكر والوجدان المجنِّح والثقافة الآسرة، وضحولة طبقات صوتية تليق بشعر عامي قصير النَّفَس ضعيف النبر .. ومن العجب أن يُطلَق اليوم لقبُ (مطرب العرب) على صوتٍ شعبي غنَّى بالشعر العامي؛ فرفعوا شأنه؛ لأنه لغة الجمهور .. وهو عاجز عن مسايرة ألَقِ الشعر الفصيح، مع مداخل موسيقية صاخبة مُلفَّقة أو مسروقة هي في وادٍ واللحن الساذَج في واد .. حقاً لقد فسدت الأذواق؛ فإذا كانت هذه الحشرجةُ العاميةُ كلمةً، الشعبيةُ أداءً هي صفة المطرب للعرب: فأين نضع مثل (محمد عبدالوهاب) الذي ما رأيت في حياتي أسرع منه بديهة، ولا أجمل منه نبرة؟! .. إذا تحدَّثَ خلتَه من عرب الجاهلية في فصاحتهم وإعطائهم مخارج الحروف حَقَّها، وما رأيت أوعى منه ذاكرةً لشعر الفحول أمثال شيخه أحمد شوقي، وهو الذي أعاد للَّحن العربي مجده، وأرضى أَثْرى المؤدِّين طبقات صوتية .. تمنَّيتُ لو قلتُ ذلك مُبكِّراً، وأما اليوم فسلوتي الكريمة المعيارية في غير هذا؛ فيا مَنْ لا ترون بأساً في الطرب ارحموا أنفسكم، وحَسِّنوا أذواقكم بكلمات: تُرْهِف المشاعر، وتصقل اللسان، وتُورث المُتْعَة .. وارحموا أنفسكم باختيار الثلاثي العبقري (الشاعر، والمُلَحِّنُ، والمؤدِّي)، وإن تبتم فهو خير لكم .. واعلموا أن اللهجات المحلية في جزيرة العرب على الرغم من صلتها الحميمة بالفصحى ليست جميلة الأداء من قِبَلِ الناطق بها مخرجاً ونبْراً؛ فستظل لهجة محلية مثل عامية لبنان والشام ونصف أفريقيا الشمالي، وما أَصْعَد من بلاد العرب جنوباً .. ولعل أكل القُعْقاع (ثمر العاقول)، ومَضْغَ طَلْع النخل - وهو أصل القنو (العِذْق) الذي تسميه العامة كافوراً - أثَّر في حناجرنا بالبُحَّة والحشرجة .. وليست كذلك عامية أرض الكنانة (باستثناء أعماق الصعيد)؛ فتلك العامية هي الوسيط الثالث الذي يجتمع عليه فهمُ النُّخبِ والعاديين، وهو الذي تجتمع عليه أذواق كل شرائح المجتمع في الوطن العربي .. وأشدُّ أهل الكنانة عامية أهل الأرياف؛ فالمسحَّراتي مثلاً وهو عامي يترنَّم بالفصيح مثل:
(أيها النُّوام قُوموا للفلاح.
واذكروا الله الذي أجرى الرياح .. إلخ)
ويغني بالعامية فلا ينبو عنه ذوق ولا فهم مثل:
(قومي يا أم محمد وصحي جوزك.
بلاش كسل.
وأنت يا سي فؤاد: هو النوم مالوش آخر).
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد كسى الله نطق عوامهم ملاحةً وجاذبية تأخذ بتلابيب القلوب، وليس كذلك عامية السواحل ووسط الجزيرة .. وأما زجل أمثال أحمد رامي وعبدالوهاب محمد وبيرم التونسي فهو لغة المثقفين .. وفي أيام الصبوة بثثتُ شكواي من فساد الذوق في حلقة نشرتها بعنوان: (بكائية لأم الملايين)، ثم توقَّفتُ عن نشر الباقي؛ مخافةَ أن أجرح بعض المشاعر .. وهكذا فعلتُ في قصائد لي من الشعر المُبَعْثر إلا أنه يحكمها قفزات الخبَبِ النِّزاريَّة .. وذوق بعض السِّمِّيعة في بلادي إنما هو تَذَوُّقُ شعر عامي قصير النفس تردح به الطَّقَّاقات الأُمِّيَّات في الأعراس، وردحهن كلعب الفطَّر الشِّيب (الإبل)، والعامة تقول: (يا شين لِعْبِ الفطَّر)!! .. يعجبون من القبح .. وردح الطقاقات يجعل الأرض تراب صِير الباب (7) , ولا جمال فيه أداء, ولا مخارج، ولا نبراً .. ولا جمال في رقص الإبل فتبارك الله أحسن الخالقين!! .. ولو أنصفوا لقالوا: (مطرب العامية، أو المطرب الشعبي).
قال أبو عبدالرحمن: ومن ذلك العاجل أنني كنت أحفظُ كثيراً من القرآن الكريم، وأنوب عن الإمام في صلاة التراويح فيما بين عام 1382هـ و1388هـ، وكان أحد المشايخ الفضلاء من أترابي يأتي إليَّ بعد صلاة الفجر لنُكْمل حفظ القرآن الكريم .. ولكن لتعاطي الغناء والانمياع مع الظرفاء والمطربين كبليغ حمدي ومحمد سلطان وغيرهما، وبتأثير المُجَّان: تراجعت القهقرى عن المسجد إلا لِمَاماً، وقطعتُ مواصلة حفظ القرآن، واستوحشتُ من مجالسة الصالحين سوى عدد من المشايخ يأنسون بي، وشعرتُ أني عندهم من المؤلَّفة قلوبهم يستألفونني، ومن أكثرهم تَخَوُّلاً لي بالموعظة سماحة الشيخ عبدالله ابن حميد (8) بعد شيىء من الممازحة، وسماحة الشيخ صالح ابن غصون، وشيخي الدكتور عمر ابن مترك رحمهم الله جميعاً .. وأما سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله فقد انقطعتُ عن درسه بالجامع الكبير قبل أن يكثر جمهوره من طلبة العلم لما كان يأمُّ المصلين أحياناً قبل تفرُّغ ابن هُدَيَّان رحمه الله للإمامة، ثم عاودتُ ذلك في آخر حياته على استحياء، ولا أزوره إلا لماماً لحاجة، وكان أشدهم عتباً وتعنيفاً، ولكن يتبع ذلك البكاء والدعاء .. وقد ذكرت في التباريح أن سماحة الشيخ محمد ابن عودة متعه الله بالصحة والعافية اتصل بي هاتفياً وبيتي شرق شارع جرير؛ فقال: (السلام عليكم)، فرددت عليه بتحية الإسلام ولم أعرف صوته، فقال: (يا شيخ محمد)؛ فعاجلته قبل أن يتم كلامه بعجرفة (9)، وقلت: (لست شيخاً، ولا أحب المشايخ) .. فقال: أنا أخوك محمد ابن عودة، وعدم حبك للمشايخ سلمك الله لن يضعهم، وحبك لهم لن يرفعهم، ولكنني مدعوٌّ عندك الليلة (وكان عندي معالي الشيخ ناصر الشثري، وسماحة الشيخ راشد ابن خنين متعهما الله بالصحة والعافية، والشيخ محمد البواردي رحمه الله، وآخرون نسيتهم): فخجلتُ أشد الخجل، وغصصتُ بريقي، وقلت: يا شيخ محمد: لا تؤاخذني فإنني كثير المزاح .. فقال: عذرك مقبول، ولكن صِف لي البيت!! .. وقبل أن تنقطع عني أخباره كان يذكرني دائماً بهذا الموقف .. ومن تأثير أولئك المُجَّان أنني أُنسيتُ ما حفظته من القرآن الكريم، وعَسُر عليَّ جداً استذكاره، بل كانت معاناتي لحفظ سورة جديدة أيسر؛ وبفضل الله كان من الأثر العاجل الذي أسلفته أن يسر الله لي استعادة كثير مما أُنسيته مع مواصلة حفظ جديد .. ولكنَّ تلاوتي للقرآن مطالعة أو حفظاً على غير ما أعهده؛ بل كانت قراءة واعية يَرِقُّ لها قلبي، وتدمع لها عيني على خلاف سنوات الغفلة والانهماك؛ فقد كانت عيني جامدة، وقلبي قاسياً إلا في لحظات نادرة، وكان الله يفتح عليَّ من فهم المعنى ما كان يمرُّ سابقاً من حنجرتي من غير وعي .. ومن ذلك العاجل أنني أتابع إذاعة القرآن الكريم إن كنت في عملٍ حِرفي كترتيب مكتبتي، وأضع الراديو على مكتبي بصوت خافت؛ فإذا لفت نظري تلاوة أو حديث رفعت الصوت وأصغيت .. وكنت أتأذى أحياناً من أحاديث ودروس غير محققة، ومن بعض التمعلُم، ومن بعض أصوات لا تلج معانيها في قلبي، وسأذكر شيئاً من ذلك إن شاء الله .. ولكن في مرات أخرى أسبح مع بعض المتحدِّثين بخشية؛ لأن ما خرج من القلب دخل في القلب كسماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله؛ وإنني لأعجب كيف يهزني حديثه بعد لقائه ربه ولم أُلْقِ له بالاً في حياته؟!! ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا سماحة المفتي، ومعالي الدكتور الشيخ صالح الفوزان؛ فإنه كما يهزني حديثُهم فأشتدُّ حسرة، وأكاد أبصق على لحيتي، وأقول في نفسي: كيف قضيت حياتك وقضى هؤلاء حياتهم؟ .. وهكذا شيخي عبدالعزيز الداود متعه الله بالصحة والعافية على نُدْرة لقائي له تدمع عيني من حديثه العادي لورعه وعلمه وبعده عن الفضول .. اللهم إني أحبهم في الله وكفى بالله عليَّ حسيباً، وتحسُّري بجانبهم إنما هو غِبطة مأجورة وليس حسداً مأزوراً .. وكم قرأتُ وقرأتُ مما يُلْقونه ولكن الذي استجدَّ التأثر والانفعال .. ثم راجعتُ ما أنا فيه من ميل فكري، وغربلتي مسألة واحدة وإن جهلت عشر مسائل؛ فما رأيتُ الفكر عيباً، ولا التحقيقَ مثلبةً، ولكن بشرط الاستيعاب ونزاهة القصد، وتحرِّي مراد الله، والبُعْد عن الحميَّة لمذهب أو إِلْف أو عالم بعينه أو ابتغاء السمعة والشهرة؛ فآليتُ على نفسي أن أصدع - حيثما تسمح الظروف - بما أعتقده حقاً لا تأخذني في الله لومة لائم .. مُصْغِياً إلى ما عند معارضي من حق، وأن أبتعد عن شهوة الجدال غير المشروع؛ فأعرض عمن يتكلم بغير علم، أو من يتحدث بعلم غيره لا بتحقيقه هو، ولا أشْتَدُّ في النزاع، بل أُبَيِّن وجهة نظري وبراهيني، وكل واحد مؤتمن على ما استقر في نفسه عن علم وبرهان إلا ما يتعلق بتقديس الرب سبحانه من تعطيل أو تشبيه، وما يمس جوهر الديانة في ثبوتها وحجيتها وأنها من عند الله، وما يتعلق بكيان أمتي تاريخاً ولغة ورقعة؛ فهذا لا مساومة فيه ألبتة (10)، ولا مسامحة في الحقائق. ولي تجربات نفسية قبل الإنابة وبعدها هي أكبر برهاناً من براهين العلماء الربانيين والمتكلمين والفلاسفة على الإيمان بالله الكبير المتعال بصفات الكمال المطلق .. عرفت بها ربي وأحببته مع غفلتي, وعلمت أنني بين يدي قدير رؤوف بالعباد لا تخفى عليه خافية ولا يعجزه شيء، وأحببت من جرَّاء ذلك أنبياءه ورسله عليهم الصلاة والسلام وعباده الصالحين وشرعه .. ووجوه ذلك البرهان لا أحصيها، ولكنني أذكر ما يعنِّ لي؛ فمن ذلك أنه يمرُّ بي ما يمر بالآخرين من هموم زوجية أو عائلية أو عقوق ولد أو ضائقة مالية أو ظلم اجتماعي أو ما يتنافس فيه الناس من حظوظ الدنيا التافهة التي لا تستحق أن يرفع بها المسلم رأساً .. وهذه الأمور إذا حزبت يحدث بها انتحار في عالم الكفر، وعند من ضَعُف يقينه وإيمانه؛ فيا غوثاه، ولا حول ولا قوة إلا بالله؛ فالحي لا تؤمن عليه الفتنة، فاللهم عصمتك؛ فلا ملجأ منك إلا إليك .. أعوذ بوجهك الكريم من سوء القضاء، ودرك الشقاء، وجهد البلاء، وأسألك حسن الخاتمة؛ فإذا حزبتني هذه الأمور وأنا فرد وحيد ضعيف بنفسي .. ضعيف برهطي: فإنني أَفِرُّ إلى ربي بإحسانِ وضوءٍ وصلاة، وعند مضجعي أريد النوم, وفي أوقات الإجابة، وربما لازمت الأماكن المقدسة كالحرمين الشريفين؛ فأستمطر رحمة ربي بتسبيحه وتقديسه واستغفاره، وربما طال انتظاري النوم من الهم في مضجعي؛ فيأخذني النوم على غرة بعد ما لا أحصيه من تهليل وتحميد وتسبيح وتكبير ودعاء .. وفي الصلاة مثل ذلك، وأُقدِّم بين يدي ذلك الدعاء بأن يكون ما أنعم الله به عليَّ من صحة ونشاط ورزق وفراغ وعلم عوناً لي على طاعته, وأن لا يكون استدراجاً, وأستقيل ربي من ذنوبي معترفاً باستحقاقي العقوبة، وأسأله الرحمة قائلاً: (عافيتك يا ربي أوسع لي)، وأعلم أنه لابد من ابتلاء المسلم وامتحانه من ربه؛ ليظهر لجنده الكرام صدق إيمانه؛ فإن أصابني شيىء بذنبي ألححتُ في الحمد والشكر بأن جعل إصابته مني على قدر تحمُّلي؛ فإن حصل لي طُمأنينة عرفتُ أن ذلك بشرى وانتظرت الفرج؛ فإن لم أجد لعبادتي طعماً، ولا حضورَ قلب، ولا بشرى طمأنينة: علمت أن الله مُعْرِضٌ عني، وأن عملي مردود؛ فأنسى ما حزبني من الأمر, ويحزبني ما هو أدهى من ذلك من خوفي من الطرد والرد, فأعاود دعاء الغنيِّ الحميد الحَييِّ الكريم الذي لا يردَّ يدي عبده صفراً إذا رفعهما، وأُلح بدعاء علَّمني إياه أبي في الصغر مع ما غذَّيته في وعاء قلبي بالتعلم .. وكنت تعلمت من أبي رحمه الله - وهو رجل شبه عامي - دعاءً غير مأثور، وهو أن أقول إذا استعجم لساني ما قالته الجارية: (ربي إني لقيتك سوادي وأنت تعلم ما في فؤادي)، وربما سبق إلى خاطري سهواً بعد أن استبدلته بالدعاء المأثور، ولقد نفعني الله به على الرغم
(يُتْبَعُ)
(/)
من أنه غير مأثور؛ فهو دعاء مجرَّب نفع الله به العوام؛ لضعف تعبيرهم، وقلة تحصيلهم العلمي، وأحسبهم خيراً منا وأزكى على عاميتهم؛ فألح في الدعاء، وأتخلله بما سمَّاه العلماء بالباقيات الصالحات - وهي تسبيح معيَّن -، والحق أنها نوع من الباقيات الصالحات وإن قال بتعيينها بعض العلماء لورود أحاديث بذلك، وألَّفوا في ذلك الكتيِّبات .. والصواب من القول ما ذهب إليه الإمام ابن جرير رحمه الله تعالى: أن الباقيات الصالحات كل عمل خيرٍ من واجب ومندوب يُقَرِّب إلى الجنَّة؛ لأن هذا هو عموم مقتضى سياق قوله تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً} (سورة الكهف - 46)، وقوله تعالى: {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً)} (سورة مريم - 76)؛ فكل نية صالحة، وقول صالح، وعمل صالح بنية العبادة لله وحده سبحانه يُقَدِّمه المكلَّف لآخرته؛ فيكون خيراً له أملاً وخيراً له مرداً: فهو موصوف بضرورة اللغة بأنه من الباقيات الصالحات .. والأحاديث التي ذكرت الباقيات الصالحات مُعَيَّنة في التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل: محالٌ في دين الله بضرورة الشرع أن تنفي صفة الباقيات الصالحات عما هو صالحٌ آخَرُ كالصلوات والصوم والزكاة الواجبة والصدقة المستحبة وإكرام الضيف والجار وصلة ذوي القربى وإطعام الطعام وإفشاء السلام؛ فصحَّ أن تلك الأحاديث تعني ما هو من أنواع الباقيات الصالحات .. كما كنت أتخلَّل الدعاء باللجوء إلى الله، والبراءة من الحول والقوة، والاستعاذة من مقته وغضبه وسخطه ومكره، وهو جل وعلا خير الماكرين لا يمكر إلا بمن مكر به وحادَّ شرعه؛ فأول برهان لي على أنني في عناية رب كريم غني حميد لا يعجزه شيىء زوال الهمِّ عني؛ فلا أعبأ بما حزبني، ولا أحزن على فائت، ولا أخاف من آت إلا لقاء ربي الكريم ما دمتُ سليم الأديم والإدراك، فإذا عجزتُ فليس لي إلا حسن الظن بربي، والله يلهم عبده في الضراء نتيجة إيمانه في السراء .. وأظل في أنس وابتسام ضامناً الفرج من ربي وأنا لا أعلم كيف سيكون عليه الأمر، ولكنني بانتظار الفرج يقيناً؛ فيأتي الفرج بأسهل الأسباب، ولا أحصي المرات التي حصلتُ فيها على بشرى من ربي طمأنينة، وعلى فرج بقضاءٍ كوني من ربي رحمةً منه؛ فأُحِسُّ الوجدانَ في قلبي محبةً وشوقاً وشكراناً لما أولاني إياه مع ضعفي وتقصيري، والله يرحم عبده المضطر اللاجئ إليه مهما علم العبد من نفسه من شنيع الذنوب .. ولولا خوف الحِنْث من غياب شيىء لا أعلمه لأقسمت بالله أن مثل هذه التجربة النفسية دلتني على ربي أكثر مما كنت أحذقه من البراهين الفكرية العلمية حتى لكأني أرى ربي بعين قلبي رعاية ولطفاً ورحمة وعلماً كما قال حملة العرش عليهم السلام فيما قصه الله عنهم بقوله سبحانه وتعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} (سورة غافر - 7)، وكما قال سبحانه عن إبراهيم الخليل عليه السلام: {وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً} (سورة الأنعام - 80) .. مع أنني أقلُّ من الجُزْءِ الذي لا يتجزَّأ عند الفلاسفة في كون ربي الوسيع العريض؛ فخيَّب الله المعتزلة الذين لم يقدروا المولى الجليل حق قدره، وقالوا قبحهم الله: (إن الله لا يعلم الجزئيات)؛ فسبحان المولى الكريم (عدد خلقه، وزنة عرشه، ورضا نفسه، ومداد كلماته)، السميعِ نداء عبده الضعيف في ملكوته الواسع العظيم الذي لا تبلغ كنهه الظنون .. ثم يعتريني غفلة وتقصير وكثرة دعابة ومزاح إلا أنني اعترافاً بفضل ربي وتحديثاً بنعمته لم أفقد في حياتي - والله المستعصم فيما بقي - شيئاً من يقيني القلبي؛ فأعود إلى ربي بالاستغفار والتمجيد؛ فيعاودني باللطف والرحمة .. إن من شرع الله ما هو خبر يُصدَّق به على ظهر الغيب من قِبَل المؤمن، ويُكذِّب به مَن كفر، ولكنَّ وجدانَ آثاره في نفس المؤمن برهانٌ عظيم على معرفة
(يُتْبَعُ)
(/)
الرب سبحانه أكبرُ أثراً من البراهين العلمية العقلية .. ومن أخبار الشرع المطهر التي يمتحن الله بها عباده تكذيباً أو تصديقاً خبره الكريم عن الشيطان الرجيم المغيَّب عن حواسنا الظاهرة، وهو عدونا منذ أبوينا عليهما السلام: يعدنا الفقر، ويأمرنا بالفحشاء, ويزيِّن لنا سوء أعمالنا، ويلبِّس علينا في عبادتنا .. هذا خبر؛ فليحمله الحاملون على ما شاؤوا، ولكن لي تجارب عجيبة ثبَّتتْ إيماني بأن الله الحق، وقوله الحق؛ حتى أيقنت أن العناء في العبادة الذي سأذكره بعد قليل إن شاء الله في جهاد الشيطان عند العبادة هو في ذاته نوع عظيم كريم من أنواع العبادة، فمرة كنت في بلاد الخواجات عند النافذتين اللتين أسلفتهما، وربما حكمت ظروفي ولاسيما الصحية أن أصلي الظهر والعصر جمعاً وقصراً منفرداً؛ فيكثر سهوي، ولا أدري كم صليت، ولا أعلم ما ذا قرأت، ويكثر سجودي للسهو، وأحياناً تحضرني نكتة سخيفة فأبتسم في صلاتي، وأحياناً تحضرني مقطوعة أدبية ماجنة لا أعي بها لبَّ الصلاة من التلاوة والدعاء، وأتذكر أشياء بعيدة المدى، وأشياء أريدها قبل الصلاة وأنساها فإذا شرعت في الصلاة ذكرتها؛ فلا أكتفي بسجود السهو بل أعيد صلاتي .. ولما طالت معاناتي لاب ببالي - وإني لأميِّز في قلبي بين لمَّة المَلك الكريم، ووسواس الشيطان الرجيم - أن لا أكتفي بالإقامة، بل الأذان أفضل الذكر في بلاد الفسق والكفر؛ فأذنت .. وأقسم لكم بالله العلي العظيم، ولعنة الله على الكاذبين (وقد أقسم لكم أبو عبدالرحمن وعمره أربعة وسبعون عاماً لا يدري متى يلقى ربَّه؛ فصدِّقوه, ولا تستكثروا بما يُخيَّل إليكم من حصافة عقولكم): أنه (11) أصابتني وحشة عظيمة، وما أعرف الوحشة في حياتي، بل كنت مِدْباس (12) ليل، وأحسستُ أن مخلوقاً يفرك قلبي بأصابعه، وأنا أدافع ذلك قبل الشروع في الصلاة بالتهليل والتقديس والتعوُّذ؛ فشرعت في الصلاة وأنا على وحشتي كأن الغرفة تدور بي، وكانت تلتبس علي قراءة سورة الفاتحة، ولا أكاد أحصي من صلاتي شيئاً، وكرهتُ أن أقطع صلاتي وأنا على نية إعادتها، فلما فرغتُ من صلاتي ثاب إليَّ رشدي، وصرت كأنني أحاور رجلاً عن يساري, وأقول: أنت عدو الله تأمرنا بالفحشاء، وتعدنا الفقر، وتُلَبِّس علينا ديننا, وتصدنا عن الأنس بالله .. إن شيطان المؤمن هزيل، والله قسماً برب كريم لأدحرنَّك ولأحرقنَّك؛ فنهضت بنشاط كأني شاب ابن عشرين عاماً؛ فرفعت عقيرتي بالأذان مرة أخرى بجهُوريَّةٍ وأناة وترجيع, فانزاح عن نفسي كابوس عظيم، وأديت صلاتي بخشوع وطمأنينة.
وكانت هذه الغُريفة سكينة أنسي بالله، وأعمرها بتلاوة كلام الله أطراف الليل وأطراف النهار، فيحصل لي وعيٌ بمعاني كلام الله لم يحصل لي بالبحث والتنقيب في كتب التفسير مما كنت أُعانيه أيام شهوة التمظهر العلمي في برنامجي (تفسير التفاسير) - الذي هو مماحكةٌ علميةٌ وليس ذوقاً قلبياً - .. وأحياناً تخضلُّ لحيتي بالدموع رعشة وقشعريرة، وقد قلت لكم كثيراً: (إن لملائكة الرحمن السُّياح عليهم السلام أثراً في ذلك؛ فهم يحضرون مجالس الذكر، ويستغفرون للمسلم مسيئاً أو محسناً)، وكان يُفتح عليَّ بدعاء حفظه الله لي، فوجدت أثره وحلاوته في ثمالة عمري، وأسأل الله أن يصحبني صدق الإنابة إليه، والتوكل عليه, وأن يمنحني العصمة حتى ألقاه راضياً عني؛ فهذه تجربة نفسية حَدَث بها برهان علمي على صدق خبر ربي عن الخناس الوسواس .. ومنذ ذلك اليوم علمتُ يقيناً أن الشروع في العبادة ليس اعتباطاً، وأن جهاد الوسواس الخناس ليس سهلاً؛ فعدو الله يُشامُّك في كل أنواع العبادة كما يشامُّ الذئبُ الغنم؛ فتعهدت نفسي إن كنت مأموماً أن أسدَّ الفُرج، وإن كنت منفرداً أن أباعد ما بين رِجْليَّ بقدر ما يحصل به اتِّزاني في الوقوف، وفي كلتا الحالتين لا يتعدى بصري موضع سجودي حتى لا أحسَّ بشيئ حولي، وتكون يداي أعلى صدري، فهذا أجمع للفكر والخشوع .. فإن كنت منفرداً أطلت القيام والركوع والسجود والجلوس الأخير معادلاً بين أحوال الصلاة في المدة الزمنية بقدر ما تسمح به مدة الدعاء المشروع إلا القيام والسجود وما بعد التشهد الأخير فلا حدَّ له إلا بمقدار ما تنصب وتتعب، وإلى لقاء بحول الله.
ــــــــــــــ الهوامش ـــــــــ:
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) قال أبو عبدالرحمن: جائزٌ أَخْذُ الفعلِ من اسم (الأرشيف)؛ لأنه لما عُرِّب صار ملكاً للغة العرب .. وليس هذا نحتاً، ولكنه تحوُّلٌ إلى صيغة (وزن) موجودة في اللغة.
(2) قال أبو عبدالرحمن: الأفاويق جمع فَيْقَة، وهي ما اجتمع من الماء في السحاب على التشبيه بفُوَاق الناقة، وهو رجوع اللبن في ضرعها، واستُعيرت لقِصَر المدة؛ لأن الفواق رجوع اللبن شيئاً بعد شيئ، ولهذا أُثر في الحديث: (أتفوَّق القرآن شيئاً بعد شيئ) أي لا أقرأ الجزء مرة واحدة .. والأحاديث التي يرويها اللغويون عزيزة التخريج تحتاج إلى ذوي اختصاص مثل اختصاص الذين حققوا مسند الإمام أحمد رحمه الله في خمسين مجلداًَ رحم الله ميتهم ومتَّع بحيِّهم ورحمه .. والصواب مجلداً؛ لأن المراد الجزء المجلد، ولو قيل: (مجلدة) لكان المراد أن كل الأجزاء في جلد واحد.
(3) الإيضاع: حمل الدابة والنفس على العدو السريع، وهي مجاز من (وضع) اشتق منها كل أمر غير محكم؛ فغلب الإيضاع على خبط عشواء .. وأما الإرقال فالمحقَّق عندي أن الأصل فيه تتابع حركات يحصل بها الصعود؛ ولهذا سُمِّي الكرُّ (وهو الحبل الذي تصعد به إلى حِجْر نخلة عالية تُسمَّى رَقْلَة) راقولاً، وشُبِّه بذلك تتابع حركات يتحقَّق بها قطع المسافة وإن لم يكن عن سرعة بخلاف ما ظنه اللغويون من كون الإرقال للسرعة، ثم تكون السرعة بعد ذلك مجازاً؛ وإنما الإرقال نوع من السير فوق الخبب، والخبب ليس سريعاً، ولكنه إيقاع حركات متقاربة كل إيقاع من حركتين متساويتي الكَمِّ والمسافة .. ثم توسَّعت المادة في عامية نجد بجعلها اسماً للفراغ وحكاية صوت كقولهم: (جاء فلان يرقل) أي تسمع حركته في مَشْيه وليس معه شيئ، ثم توسَّعوا بها للاهتزاز وعدم الثبات؛ فقالوا: (ضرس يرقل) أبي يهتزَّ مؤذناً بالسقوط .. ثم توسعوا بها لتقليب الشيئ؛ فيقولون مثلاً: (ارقل المراصيع) أي اجعل عاليها سافلها؛ ليختلط بها الإدام من دهن وحليب وبصل .. إلخ.
(4) قال أبو عبدالرحمن: الهشاشة انقياد عن ارتخاء ولين، ومن ذلك طلاقة المُحيَّا.
(5) قال أبو عبدالرحمن: نبهني الشيخ علي إدريس جزاه الله خيراً إلى أن القصة لبلال رضي الله عنه كما في جامع الترمذي: حدثنا الحسين بن حريث أبوعمار المروزيُّ: حدثنا علي بن الحسين بن واقد قال: حدثني أبي قال: حدثني عبدالله بن بريدة قال: حدثني أبي بريدة قال: أصبح رسول اللهفدعا بلالاً فقال: (يا بلال بم سبقتني إلى الجنة؟ .. ما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشخشتك أمامي، دخلت البارحة الجنة فسمعت خشخشتك أمامي) .. فقال بلال: يا رسول الله: ما أذَّنت قط إلا توضأت عندها ورأيت أن لله عليَّ ركعتين .. فقال رسول الله: (بهما) .. قال الترمذي حديث حسن صحيح غريب - جامع الترمذي ص839/ طبعة دار السلام للنشر والتوزيع/ ط2 المحرم 1421هـ/ طبعة خاصة بجهاز الإرشاد والتوجيه بالحرس الوطني رقم الحديث (3689) .. ووردت القصة عند مسلم بلفظ (يا بلال: حدثني بأرجى عمل عملته عندك في الإسلام منفعة؛ فإني سمعت الليلة خشف نعليك بين يديَّ في الجنة) .. قال بلال: ما عملت عملاً في الإسلام أرجى عندي منفعة من أني لا أتطهر طهوراً تاماً في ساعة من ليل أو نهار إلا صلَّيت بذلك الطهور ما كتب الله لي أن أصلي .. صحيح مسلم حديث رقم 6324 ص1081 /باب من فضائل بلال/ طبعة دار السلام للنشر والتوزيع طبعتهم الثانية المحرم 1421هـ.
قال أبو عبدالرحمن: وأضيف أن القصة وردت عند البخاري في باب فضل الطهور بالليل والنهار وفضل الصلاة بعد الوضوء بالليل والنهار قال: حدثنا إسحاق بن نصر: حدثنا أبوأسامة: عن أبي حيان: عن أبي زرعة: عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبيقال لبلال عند صلاة الفجر: (يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام؛ فإني سمعت دفَّ نعليك بين يدي في الجنة) .. قال: ما عملت عملاً أرجى عندي أني لم أتطهَّر طهوراً في ساعة ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي .. صحيح البخاري /دار ابن حزم للطباعة والنشر/ طبعتهم الأولى عام 1424هـ رقم الحديث (1149) ص200.
(6) قال أبو عبدالرحمن: الباطيَّة وعاء خمر.
(يُتْبَعُ)
(/)
(7) قال أبو عبدالرحمن: الصير من استعمال العامة، وهي صحيحة مجازاً، لأن صيغة (فِعْل) للاسم من صار، وبفتح الفاء للمصدر .. وصير اسم لما صار إليه الشيىء من المآل .. وصير الباب الحفرة السفلى لعمود الباب من يسار، فالباب يصير إليها عند فتحه وإغلاقه، ولهذا يكون تراب الصير دقيقاً جداً كتراب المَرَاغة .. وفي الفصحى فالصير لمطلق شق في الباب، وصير الباب له صوت حكايته (صَرِير) إذا لم تُعمَّق الحفرة ويُرشُّ تُرابها بالماء، وقد لوحظت حكاية الصوت في (الصِّيار) بالصاد المشدَّدة المكسورة المهملة، وهو صوت الصنج.
(8) قال أبو عبدالرحمن: إذا كان الأب غير مباشر وجب إثبات ألف (ابن).
(9) قال أبو عبدالرحمن: العجرفة في لغة العرب الفصحى بمعنى الجفوة في الكلام، واللفظ منحوت من (جرف) و (عجر) بمعنى عَقَّد، ثم توسعت بها العامة للمزاح بعلاقة المراد؛ كأنهم يريدون بالجفوة الممازحة.
(10) قال أبو عبدالرحمن: ألبتة اسم ناب عن المفعول المطلق على نِيَّة حذف الفعل، والتقدير لا أُساوم ما أُبتَّ ألبتة؛ فناب اسم ألبتة عن الفعل المطلق؛ لأن أصل الأبت المقطوع؛ فلما جُعل اسم (البتة) بلا همزة للمرة الواحدة الدائمة بمعنى الأبد استحقت بالتضمين قطع الألف .. أي همزها .. هذا ما يتعلق بالإعراب، وأما همز ألف (البتة) فقد حكى سماعها عن العرب الصاغاني في العباب والدماميني في شرح التسهيل، وتابعهما جمهور من اللغويين وهما ثقتان رحمهم الله جميعاً .. وليس وجه همز ألف ألبتة على أن معنى (أل) وأصلَها الألفُ المهموزة كما عند ابن جني، ولا على وجه همز ألف اسم الجلالة (ألله) كما في قول حسان بن ثابت رضي الله عنه:
لتسمَعُنُّ وشيكاً في ديارهمُ ... ألله أكبر يا ثارات عثمانا
فذلك ميزة للاسم الكريم الذي لا يطلق إلا على الرب سبحانه .. وشاع اسم (الله) بالألف غير المهموزة؛ لأنه شاع إطباقاً استعماله لله وحده سبحانه؛ فاستغنوا عن الهمزة مع جوازها؛ وإنما وجه ذلك أن (ألبتة) نُقِلَت بتخصيص (ألبتة) لمعنى الأبدية الدائمة؛ فإذا أردتَ المرة الواحدة من (بتَّ، وأبتَّ) لم تهمز؛ فلما كانت بمعنى الأبدية اكتسبت قطع الهمزة .. قال الخليل بن أحمد رحمه الله تعالى: (أبتَّ فلان طلاق فلانة)، وقال الكسائي رحمه الله تعالى: (كلام العرب أْبتَتُّ عليه القضاء)، وأهل الحجاز يقولون: (بتَّ) .. انظر ديوان الأدب للفارابي (-350هـ) رحمه الله تعالى 2/ 153، ومقاييس اللغة لابن فارس (-395هـ) رحمه الله تعالى 1/ 170؛ فمعنى أبته جعله مؤبَّداً، والهمزة في الأفعال تفيد عموم نقل المعنى ومنه التعدية، فلا عجب إذا أفادت التسمية فيما نقل معناه؛ فأصبح ماكان نائباً مناب المصدر اسماً، وإنما امتنعت همزة الأسماء في أسماء لا تتعدى عشرة أسماء ليست مما يعمل عمل الفعل كالمصدر مثل ابن واسم .. ويدل على معنى التأبيد قول الإمام ابن فارس رحمه الله تعالى عن ألبتة: (غير أنه مستعمل في كل أمر يُمضى ولا يُرجع فيه) .. ووقع بيدي رسالة نفيسة بعنوان (استدراك الفلتة على مَن قطع بقطع همزة ألبتة) للعلامة أحمد المأمون البلغيثي (- 1348هـ) رحمه الله تعالى، وقد نشرت في مجلة (آفاق الثقافة والتراث) في العدد (33) عام1428هـ بتحقيق الأستاذ عبدالقادر أحمد عبدالقادر، وقد أجاد البلغيثي وأفاد واستوعب، ولكن فاته وجه التخصيص بالاسمية، ولم يدفع الأصل في رواية العدول عن العرب .. كما أن ذهاب جمهور علماء اللغة إلى همز ألف ألبتة لا يُسَمَّى فلتة!!.
(11) قال أبو عبدالرحمن: الصواب ضمير المذكر؛ لأنه يسمى ضمير الشأن.
(12) قال أبو عبدالرحمن: معنى (مِدْباس) عامي عند الجمهور، وهو وصفٌ لرجل يطأ الأرض بعنف في حلك الليل الداجي لا يخاف .. مأخوذة من الدبابيس جمع دبوس بمعنى مقامع الحديد الثقيلة؛ فَخُطَى المدباس تؤثر في الأرض كأثر الدبابيس .. والدبوس تعريب (دبوز) بالزاي، وقد جاءت في شعر لقيط بن زرارة من أهل السليقة .. وتوسعوا بها للدبوس والدباسة - إن لم تكونا مُعَرَّبتين -؛ لأن لهما تأثيراً بالثقب وإن كان أقل من تأثير المِعْول .. ولصحة (مِفعال) صيغة، وصحة الاشتقاق من مُعَرَّب استعمله الفصحاء أرى صحة (مدباس) لغةً للمعنى الذي أسلفته.
(يُتْبَعُ)
(/)
المقالة على هذا الرابط: الجزيرة - الآن اكتشفت نفسي ( http://www.al-jazirah.com/125868/ar6d.htm).
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Nov 2009, 02:54 م]ـ
الآن اكتشفتُ نفسي (2 ـ 3)
قال أبو عبدالرحمن: مع المقاومة العنيفة التي أسلفتها للوسواس الخناس فإنه لا ينقطع عني عدو الله كأنه رجل عن يساري يحاورني .. تارة يشككني في ديني؛ فإذا قلت في سجودي الدعاء المأثور الصحيح: (اللهم إني أسألك رضاك والجنة، وأعوذ بك من سخطك والنار، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك)؛ قال لي: (أما تخاف الله تستعيذ من ربك؟!)؛ فأمازح عدو الله، وأقول: (شكراً يا عدو الله على هذه النصيحة الإيمانية)، ثم أعيد هذا الدعاء أكثر من مرة بتصميم، وأُعْقِب ذلك قولي:
(سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رب الملائكة والروح .. اللهم لك الحمد ولك الشكر يا ربي لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك)؛ فيخنس عدو الله، ونفسي ترتاح لهذا الدعاء؛ لأن الله سبحانه كذلك سبوح قدوس مهما كفر به الجاحدون، ثم أُتبعه بتسبيح لساني؛ فأقول: (سبحان الملك القدوس رب الملائكة والروح .. سبحان الله وبحمده .. سبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله) .. وتارة يدخل عليَّ العجب والرياء؛ فيوسوس في صدري: (ليت ذلك الوجيه أو الزعيم يشهد عبادتك؛ فَيَعْظُمُ جاهك عنده!!)، أو (لقد أديت عمل المحسنين!!)؛ فينطلق لساني بسبحان ربي الغني الحميد له الفضل والمنة إذ هداني، وله الحمد في الأولى والآخرة، وأي غَناء (1) لي عند ذلك المخلوق وفقره إلى ربي كفقري؟ .. ومرة أُشير بأصبعي إلى قلبي كناية عن علم ربي بما في قلبي، ومرة أحرك رأسي تسخُّطاً من هذه الوسوسة، وكل ذلك النطق والحركات تأتي تلقائياً من غير قصد .. وتارة يُلَبِّس عليَّ عدد الركعات؛ فصرت إذا ختمت سجوداً بمثل (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) ختمت السجود الآخر بمثل (اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك)؛ فأعلم عدد الركعات بسيما الدعاء في آخر كل سجدة .. وفي الركعتين الأوليين أعرفهما بطولهما وختامهما، فأختم الأولى بمثل (سبحان ذي الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة)، وأختم الثانية بمثل (اللهم إني لك ركعت، ولك أسلمت .. إلخ)، وهكذا وهكذا .. وتارة تزدحم في قلبي الأدعية التي أريدها في السجود أو في الجلوس للتشهد الأخير فأنساها، فأبقى صامتاً لا أستحضر شيئاً؛ فصرت أَكيدُ عَدُوَّ الله بالأناة والتمهل، ولا يكون ببالي أن أستكثر من الأدعية، فينثال عليَّ ما أريده من الدعاء والتقديس بلمة مَلَك كريم .. وكنت ألتذُّ بجهاد عدو الله، وأراه من لُبِّ العبادة؛ فصار يضعف كيده لي على المدى؛ فهذه تجربة نفسية أخرى هي برهان على صدق خبر الله سبحانه عن وسواس خناس ليس في قبضة حسنا .. وعن ممازحتي حتى لعدوِّ الله أسجِّل ظاهرة في حياتي، وهي أن الله فطرني على حبِّ الدعابة والنكتة ولو على نفسي، وأجد بعد ذلك سروراً ونشاطاً، ولقد كنتُ أَرْقي قريباً لي شديداً قوياً يستطيع أن يقبض عليَّ ويهشِّم أضلاعي بقبضة يده الشمال، وكان ينفر من القراءة، فأضمُّه إليَّ من كتفه الأيسر، وأزجره .. والله سبحانه سخَّره لي كما سخر الإبل، وكنت أحاور نفسي: (كيف أقاوم هذا الجند من جنود الله)، وقبل أن أنفث عليه بآية توقَّفتُ عندها إذْ أنا أنفث سهواً بقوله تعالى: {سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} (13) سورة الزخرف، وليست هذه الآية مما يُرْقى به، ولكنه تداعي الخواطر .. وإذا كنتُ في وِردي أسبِّح أو أتلو قرآنا لازمني الخناس الوسواس؛ ليشوش عليَّ في ضبط كلمات الورد وأعداده، وينقل فكري عن الاتعاظ بمعاني التلاوة؛ فأنفث عن شمالي وأتعوذ من الشيطان الرجيم، فيخنس ثم يعود بعد قليل، ومن ثم تأتي الممازحة؛ فأقول هامساً: (كأنك استحليت البصاق!! .. خذ هذه، وعندي لك كنوز من التفلات .. فيخنس مدة أكثر ثم يعود، فأهمس له: خذ ثالثة .. وهكذا دأبي معه حتى يخنس مدة طويلة .. وكنت أحس بعيان كالشمس لذة العبادة وطعمها، وعكس ذلك أحس بوحشة أشعر فيها بإعراض الله عني؛ لذنب ارتكبته، أو لكلمة لم ألق لها بالاً، أو لمجاملة مخلوق في أمر ديني، أو لسمرٍ مع بعض الأحباب ارتفعت فيه الكلفة؛ فكثر اللغط واللمم؛ فأول ما أحسه غلبة
(يُتْبَعُ)
(/)
النوم عن فريضة أو نافلة، ثم قيامي لإحداهما بتثاقل وكسل، ثم أداؤها بغفلة وعجلة؛ فلا أحس للعبادة والتلاوة طعماً ولا خشية؛ فأعلم أن ذلك إنذار بالطرد والحرمان؛ فألجأ إلى الدعاء، وأستحيي من ربي في عدد من الفرائض أو النوافل فلا أدعوه في حوائج دنياي؛ وألح على الاستغفار والتسبيح والتهليل والاستعاذة والبراءة من الحول والقوة إلا بالله؛ فيعود إليَّ إيماني، ويذهب خجلي، وربما أغمضت عيني في السجود، وذلك مكروه من فعل اليهود ولكنه عمل غير إرادي، وربما قبضت على أصابعي أو اتكأت بها على الأرض أو الصدر بشدة كما يعتري من يخجل، وما هي إلا بضع صلوات فأجد حلاوة العبادة، وينطلق لساني بما أرجوه من ربي في دنياي .. ومرة تأخر نومي، وقلقتُ، فألحفت في الاستغفار بلساني مرة وبقلبي مرة حتى بلغ استغفاري فيما أظن أكثر من ألف مرة، وأكثرت من التهليل والتسبيح والتحميد، وألظظت ب (يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام) والحديث ضعيف، ولكنه نافع بالتجربة؛ فأخذني النوم سُويعات قليلة، ثم قمت مبكراً، ودعوت دعاء اليقظة، ثم أحسنت الوضوء، ثم وقفت على باب يطل على مزيرعة صغيرة في البيت فقرأت آخر سورة آل عمران ابتداءً من: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ... }؛ فما مر بحياتي قط على الرغم من إرهاقي وقلة نومي أبرك من ذلك اليوم؛ فقد قضيته في نشاط عظيم على ما شاء الله من شؤوني، وأنجزت أعمالاً كثيرة دينية ودنيوية وما نمت إلا بعد العشاء الآخر .. وأشفقت في هذه السنوات من أن أكون فررت من طرب إلى طرب؛ فكنت يومياً لا آنس إلا بتلاوة الحفلات التي يعتريها شيء من المحدثات، فأستمع إلى تلاوة الحفلات لعبدالباسط والطبلاوي والشيخ محمد رفعت رحمهم الله، وكان التذاذي بجمال الصوت، فدبلجتُ بعض الأشرطة، وأخليتها من صفير السِّميعة، وكان أحبهم إليَّ الشيخ محمد رفعت رحمه الله، وكل تلاوته حفلات، ولم يُحفظ تسجيله للقرآن كاملاً، وكان صوته جميلاً، ويزداد جماله باتكائه على مخارج الحروف، وطولِ نَفَسَه، وما في نغماته من تحزين، وإسراف في المدود حتى شابها شيء من المقامات العراقية (2)، وذلك في أدائه الأذان أظهر، وتلذذت بكلام الله، ولكن التذاذي بالصوت الجميل أكثر؛ فقلت في نفسي: (هذا فرار من طرب إلى طرب)، ومع هذا كنت أستمع إليه كلما صدئت، وأُقاطعه باستماع إذاعة القرآن حتى يأتي ما لا يعجبني فأخفض الصوت؛ فوجدت تأثري بالتلاوة أعظم؛ لأنه لا يبث في الإذاعة إلا أداء شرعي للتلاوة الكريمة .. ثم كانت لي تجارب مع بعض المشايخ الفضلاء كشروح سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله للمنتقى للجد ابن تيمية رحمه الله، وكتعليقات الشيخ صالح الفوزان على كتاب للإمام ابن تيمية (3) رحمه الله تعالى .. وكانا يُلقيان كلامهما على كبر، وتكاد تخرج الحروف من مخرج واحد كما أفعل أنا لما أدركني الكِبَر؛ فأدركني خشوعان وخشيتان معاً:
أولهما: التأثر بالنصوص نفسها، وليست غريبة عليَّ، وطالما قرأتها وقرأت شروحها، ولكن التفاعل مع معانيها لم يحصل في عمري بمثل تلك اللحظات.
وثانيها: التأثر بشخصية الملقين أنفسهم: كيف فنيت أعمارهم في طاعة الله عملاً وعلماً نافعاً، وكيف قضيت عمري رادحاً (4) فيما تعظم الندامة عليه إن لم يتداركني ربي برحمته وعفوه؟؟! .. وكنت أدعو ربي أن يخلف عليَّ ما مضى من عمري بثمالة مُنيبة صادقة؛ فإذا اطمأننت وحصلت لي سكينة عاودني الندم، وقلت: أي شيء بقي مني أعوِّض عنه ما فات: أفي بقية عمر صلاتي في بيتي أكثر من صلاتي مع المسلمين جماعة؛ لما أعانيه من آثار المليِّنات بسبب الإمساك الشديد والدزنطاريا المزمنة المتكيِّسة، فإذا تركتها لم أصبر على الجوع؟!، أو في بقية عمر نومي فيه أكثر من يقظتي، أو في بقية عمر لا أنشط فيه للعمل الصالح الجاد، واستيعاب العلم النافع بسرعة كما كنت في شبابي؟! .. فإذا خشيتُ اليأس والقنوط تذكرتُ أن الله لم يحرمني الخير في سنوات المنعطف في حياتي، ولا في أيام نشأتي: إما لشيء أنعم الله عليَّ به بدءاً: إما جزاء منه سبحانه لي على عملٍ قاصر، وهو كلُّه نعمة من الله عليَّ ابتداء فضلا منه سبحانه ومنَّة بلا حول مني ولا قوة، وهو العمل الصالح الذي هو جزاء من الله سبحانه عائد إلى العمل الصالح الذي كان منه سبحانه
(يُتْبَعُ)
(/)
ابتداء، فهو ثمرة له، فهو نعمة من الله مبتدأه .. وإما ابتداء منه سبحانه قبل أن يكون لي عمل؛ وذلك هو الإيمان بالله على صفات الكمال المطلق، وإيمان بملائكته عليهم السلام، وبكتبه الكريمة، ورسله وأنبيائه صلوات الله وسلامه عليهم، وباليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره .. وهذا هو النعمة الكبرى .. وهذا بحمد الله هو إيمان لم يتزحزح بفضل الله ومنته، والله المستعصم فيما بقي من عمري مع تقصير في العمل، وظُلمي لنفسي، وكثيراً ما توسلتُ إلى ربي بهذه النعمة التي أنعم بها عليَّ .. ومنها ملازمتي مع أبي عمر -رحمه الله- مسجد الحسيني بشقراء قبل المنعطفات، وتلذُّذي بتلاوة مشايخ من العوام في صلاة التراويح والقيام والصلوات الجهرية كالمشايخ شقران وسليمان بن علي وحمد ابن عباس، وغيرهم في غير مسجد الحسيني مثل ابن حنطي وابن شيحة وإبراهيم بن ناصر في حليوة وسديرة - رحمهم الله- ونضَّر وجوههم .. وكان الشيخ إبراهيم بن ناصر -رحمه الله- بطيء الحركة ذا أناة، وكان يُغمِّق لحيته الكريمة بالحناء؛ فزاده ذلك بهاء وبهجة، ولا تزال ترنُّ في أذني تلاوته بعد صلاة العشاء لآيات من سورة يونس ابتداء من قوله تعالى: {فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ} (83) سورة يونس، وإني لأحس بجمال تلك التلاوة حتى يومي هذا مع أن القوم لا يحسنون التلاوة تجويداً؛ فحفظت سورة يونس من جرَّاء ذلك .. وصليت مرة مع الشيخ ابن داوود -رحمه الله- في مسجد الظهيرة أو السويلم -نسيتُ- صلاة المغرب، وكان يريد تلاوة آخر سورة البقرة في الركعتين؛ فنسي وتلاها في ركعة واحدة؛ فاستفتح الركعة الثانية بأول سورة آل عمران، ولم يكن ذا تجويد، ولكنه يُؤثر في القلب .. فقلت في نفسي: ما شاء الله .. حفظةُ كتاب الله لا يُحرجون؟! .. فحفظت ما تيسر من سورتي البقرة وآل عمران؛ فعوقبت بإنسائهما أيام المنعطفات؛ فاصطنعت خشبة طويلة ذات مقعد من فوق مربَّع كبير أضع عليه مصحفاً كبيراً جداً لا أحتاج معه إلى نظارات، فكنت في بعض الصلوات أصلي على بُعدٍ من الخشبة، وأتلو حفظي من القرآن؛ فإذا شككت في آية قربتُ من المصحف؛ فكانت الآيات الكريمة تثبت في قلبي تدريجياً؛ فأنا على يقين إن شاء الله أنني لن أُحرم بركات تلك النشأة؛ فالله يدَّخر لعبده المؤمن العمل الصالح ويضاعفه، ويكتب السيئة سيئة واحدة، ويمحو كبار الذنوب ومحقَّراتها بنعم منه من عمل صالح لم يأبه به الإنسان، وبما ينكِّد حياة المسلم من هَمٍّ وضيق وقلة ذات يد وأعباء رعية وهضم وغبن وظلم وانتهاش لعرضه بالغيبة أو النميمة .. ويلطف ربي بعبده فيصيب منه على قدر تحمُّله؛ ليطهِّره، وما أطمعني في رحمة ربي إلا سعة عفوه؛ فهو الرحيم الودود الرؤوف بالعباد، وهو سبحانه لا يُخيِّب عبده المؤمن إذا علم منه صدق الإيمان .. وقد أسلفتُ لكم في حديث سابق أيام النشأة أنه يصيبني دُوار أو زُكام أو عارض مرضي فلا يكون بين عيني إلا ما بعد الموت؛ إذ ليس في دنياي ما آسى على فقده؛ فأبادر بالتوبة، وغسل ثيابي جديدها وأسمالها، ثم بالاستحمام بالأشنان ثم حدث عوضا عنه بعده صابون أبوعنز .. هذا ديدني؛ فنفعني الله بذلك؛ لأن الله لا يخيب عبدا يخافه؛ وإنني بالله جل وعلا ثم ببركة هذه الظواهر في النشأة لأرجو من ربي حسن الخاتمة، ودموع العصاة تعدل قربات أهل الطاعات .. وفي أيام المنعطفات غير المباركات (الوصف للمنعطفات) لم أخل من فيئات وندم .. كنت عام 1398هـ مع لمة من الأصحاب منهم الأستاذ حمد القاضي -حفظه الله- في العراق في رحلة رسمية انتهت بنزوى في عُمان، ولم نمارس مأثماً بحمد الله، ولكننا منهمكون في المزاح والدعابة، وربما تجاوز المزاح اللمم كموقف طريف للأستاذ حسن القرشي مع أحد المشايخ رحمهما الله تعالى في العلم بقطر لا يخلو من تهكُّم واستغباء (وهذا أمر جارح)، وكان أُنسي بما يستحسنه الجمهور كقصيدة لي عن نجد ألقيتها بالعراق وأخرى بقطر عن (عُود الطرب) على خببٍ نزاري .. وهذه غفلة؛ لأن الأُنس عند المسلم بالله ثم بشرعه ثم بالمباح لا بثناء الناس على عمل دنيوي .. وفي انصرافنا في السيارة كنا نتراجع الحديث والدعابة؛ فأدركني شرود؛ فظن القوم أنني في نعاس، ولم يكدروا عليَّ، وإنما رفعتُ رأسي إلى السماء بحركة تلقائية أدعو ربي في سرِّي أن لا يخترمني كافراً ولا عاصياً ولا
(يُتْبَعُ)
(/)
مفرطاً، وأن يرفعني إلى درجات المحسنين، وكلما أردت الإخلاد إلى الراحة لم تطاوعني نفسي؛ فأعيد الدعاء السابق، ويُفتح لي بغيره، ودعوة المسافر مجابة، ولله في أيام دهرنا نفحات؛ فهذه نفحات من ربي أشعر أنها لن تضيع وأن الله سينفعني بها بقية عمري .. ومنها أنني أجد مصادفة رجلاً من العوام ذوي الفطرة والثفنات الذين لا يعرفون بنوكاً تلوث المأكل والمشرب والملبس والمركب والمسكن، ولا يعرفون فلسفات تلوث العقول؛ فينشرح صدري لرؤيتهم ومحادثتهم، وأدعوهم إلى منزلي بإلحاح حباً لهم في الله، وحباً لكلماتهم الفطرية المباركة، ودعواتهم وابتهالاتهم الكريمة .. وبعكس أولئك خواجات أحادثهم في الرياض بترجمة الأستاذ سراج الدين إبراهيم رحمه الله، وخواجات في الخارج أحادثهم بواسطة المترجم ممازحة ومجاملة خاسئة، ووجوههم تقطر بالعافية .. ولكن قلبي يلعنهم لكفرهم .. وهناك أدباء عالميون وعرب أُعجب بعطائهم الأدبي فنياً لا دينياً ولا خلقياً؛ فإذا رأيت صور بعضهم استعذت بالله وبصقت عليها .. والحب في الله ذو أثر عجيب في النفس.
وأدركني شيء من مصادر الدادية والسريالية (مع بغضي لعفن هاتين المدرستين)، وقبل ذكر شيء عندي من عناصر السريالية فلا بد من الإحماض بشيء عن الأدب السريالي؛ فهي فلسفة إبداع أدبي وليست إبداعاً أدبياً؛ لأن النموذج الأدبي عقيم فيما تُرجم من شعر الخواجات، وهو معدوم في الأدب العربي الحديث، ولقد رأيت للدكتور محمد عبدالمنعم خفاجي رحمه الله تعالى تسطيحاً عن السريالية زعم فيه أن السريالية موجودة في أدبنا الحديث، وعدَّ أشخاصاً منهم الشاعر محمود حسن إسماعيل (5)؛ وإنهم لبريئون من السريالية إبداعاً وتفلسفاً، وإنما رام بعض الحداثيين المنتسبين إلى أمة العرب وهم من أهل الثقوب .. راموا الهذر بالسريالية تفلسفاً، وأغربوا بهذر في النموذج الإبداعي لا يختص بالسريالية لو ارتبطت بمعناها اللغوي؛ وإنما هي من مدارس أدبية متناثرة كالوجودية والمثالية واللامعقول والانغلاق الذاتي عند بعض الرومانسيين؛ فإن صنعوا من رومانسيتهم وأحلامهم وأمانيهم ومخاوفهم عوالم خيالية يتصورها الذهن وإن لم يحتملها الواقع فهم سرياليون حقيقة، ولكنهم أندر من الكبريت الأحمر؛ وإنما عند الحُواة أفكار فلسفة سريالية؛ ولكل جديد لذة، ودعوى السريالية جديدة في عصرنا؛ فحاول خنَّاس إنسي هو أدونيس أن يُزيِّن للأدباء الشطح الصوفي فناء ومشاهدة وحلولاً واتحاداً؛ فاستشهد بها، وحملها على نثار (6) من الفلسفة السريالية في كتابه (الصوفية والسريالية)؛ فلما تأملته وجدته عاجزاً عن حمل ما اقتطفه من نماذج صوفية على حقيقة الأفكار السريالية؛ وإنما سوَّد الورق بالهذر والادعاء والمغالطات .. وإبداع أدب سريالي شعراً ونثراً سهلٌ إذا جُرِّدت مصادر السريالية عما استُرحلتْ له من تخريب وشُغل للمواهب بما تتخم به وتقطع به العمر من زخم فلسفي لا يتحصل إلا بعد شدة معاناة مثل السريالية التي تزعم أنها تُبدع أدباً ليس سوى ما تتذكر من عناصر أحلام النوم، وما يشغلنا من أحلام اليقظة، وسأذكر إن شاء الله مصدريهما، وهو في هذر (فرويد) عطاء من (اللاشعور)، وظلت هذه الكلمة بمدلولها المخترع مادة لغوية محفوظة في معاجم (والمعجمات تنطُّع) علم النفس .. وليس في الواقع شيء اسمه (اللاشعور) يكون مصدراً لأي عطاء، وإنما (غير الشعور) الذي سُمِّي اللاشعور يصدق على ثلاثة أمور:
أولها: ما جاء تلقائياً ومصدره الشعور حقيقة إلا أن الإنسان لا يشعر بكيفية اللحظة التي صدر عنها عطاؤه .. وليس المعنى أن العطاء لم يصدر عن شعور.
وثانيها: العجز عن تشخيص عناصر المشعور به بعبارات تحدده كلذة الجِماع مثلاً .. هي شعور لذيذ في النفس تُعبِّر عنه باللذة والشهوة، ولكن لا تستطيع تشخيصه بالوصف.
(يُتْبَعُ)
(/)
وثالثها: شيء لم يحصل وِجدانه في المشاعر، أو وُجِدَ ولكن الذاكرة نسيت صورته .. وكما يعمل الفنان لوحته التشكيلية بملكة الخيال التي تُجَرِّدُ أجزاء الصور المشهودة وما بينها من علاقات وفوارق، ثم يُركِّب منها بملكة الخيال أيضاً صورة أخرى لعلها لم تُشاهد في الواقع بذلك التركيب: فكذلك يفعل الخيال السريالي بالأحاسيس الباطنة .. وكلاهما مصدره الحس الظاهر أو الباطن، وفيهما معاً إشباع لِنَهَمِ الخيال وإرادة النفس الحالمة .. والفرد الموهوب في جوع دائم بدافع الطموح، وجوعه أن يُكوِّن لنفسه شخصية فريدة حالمة من مثالية يتمناها .. وخيالُ الموهوبِ أيضاً في جوع دائم إلى إيجاد عوالم غير معهودة التركيب بدافع لذة الإبداع والتجديد، وإذا لم يكن الموهوب الطموح ذا إيمان وعقل حصيف قد يصاب بداء ما يسمونه (انفصام الشخصية)، فيعمى عن واقعه الذي يراه الناس، ولا يبصر إلا مثالية كاملة يتخيلها، ويتكوَّن لديه كبرياء وازدراء للناس وسخط عليهم، إذ لم يقدِّروه حقَّ قدره!! .. وذلك جنون غير مباشر؛ لأنه من وساوس الشيطان لا من مَسَّه .. وكلا الحالمين مصدرهما نِثار من الحس الظاهر والمشاعر الباطنة، والخيالُ يُؤلِّف بينها بالتركيب وإحلال الفوارق والعلاقات التي جَرَّدها من الواقع .. وأداتُه لهذا المطلب من أمرين:
أولهما: عناصر من أحلام النوم التي هي من أضغاث لا رُؤيا تجمعت من ذكريات أماكن وأشخاص مختلفة، وأزمان متباعدة؛ فوحَّد الخيال هُوُيِّتها بأشخاص وأماكن يجمعها زمان محدد أقصر من الأزمنة المتباعدة في حياة الفرد.
وثانيهما: عناصر أحلام اليقظة التي يقتنصها الخيال من طموح الفرد وما يسعده من آمال، وما يؤذيه من آلام .. وهناك باعث غير الطموح المشكور يتعلق بالشهوة وعناصر الهيبية، ولقد نشطت بحمد الله لمداخلة مع السريالية تلي هذا البحث إن شاء الله بجريدة الجزيرة .. وسرياليتي بحمد الله من المباح أو المستحب؛ فأسمع مثلاً بصلاة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه بالناس وهو جُنُب تيمَّم بالتراب؛ فلما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أصليت بالناس وأنت جنب؟) أجاب بما معناه: يا رسول الله: هذا قدر استطاعتي؛ فإني وجدت قول الله تعالى: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} (195) سورة البقرة؛ فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه الشريفة .. فمن سروري بضحكة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن إعجابي باستنباط سعد رضي الله عنه تمنيت أنني طرف في ذلك المشهد؛ فهذا أول عنصر سريالي من أمنية دافعها المحبَّة .. وأسمع أو أقرأ مواقف للصديق أبي بكر رضي الله عنه كدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم له ليحكم بينه وبين عائشة رضي الله عنهما في خلاف نشب بينهما؛ فقال صلى الله عليه وسلم: إن شئتِ تكلمتُ، وإن شئتِ فتكلمي أنتِ .. فقالت رضي الله عنها: بل تكلم أنتَ، ولا تقل إلا حقاً .. فغضب أبو بكر رضي الله عنه، وشجَّها حتى أدمى وجهها الكريم، وقال: أوَيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم غير الحق يا عدوة نفسها؟ .. فلاذت برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كانت تخاصمه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما جئنا بك يا أبا بكر لهذا .. وصالحها؛ فاختلط عندي بكاء ونشوة ومحبة وإعجاب بالأطراف؛ فتمنيتُ لو كانت عائشة رضي الله عنها بنتي وأني صاحب ذلك الموقف؛ فهذا عنصر سريالي آخر، ولكنه مُحال للفارق الزمني .. ومرَّ بي مشهد آخر حينما دخل أبو بكر رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في جدال مع عائشة رضي الله عنها تقول: إنما تذكر كثيراً عمر بن الخطاب ولا تذكر أبي -رضي الله عنهم جميعاً-، فأقبل إليها أبو بكر مغضباً يريد ضربها وهو في إقباله يتمتم بكلمة تعيير لضعف فصيلتها من بني تميم، فحال بينهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما خرج أبو بكر -رضي الله عنه- قال - صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها مسترضياً لها: ألا ترين أنني خلصتك من الرجل؟! ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وموقف ثالث دخل فيه أبو بكر رضي الله عنه ووجه عائشة إلى خلال تطل منها على الأحباش وهم يزفنون ووجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الجدار، فقال أبو بكر رضي الله عنه في غضب شديد: مزمار الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ .. فقال صلى الله عليه وسلم: دعها أو دعهم فإنهم في يوم عيد .. وموقف رابع إذ فقدت عائشة رضي الله عنها خاتمها في سفر فأناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن معه للبحث عن الخاتم في الإسفار، فجاء الصديق رضي الله عنه يرتعش ورسول الله صلى الله عليه وسلم نائم على فخذ عائشة، فكان الصديق (رضي الله عنهم جميعاً ووهب إساءتي لإحسانهم، لمحبتي لهم) ينخس شاكلتيها بسبابته، ويعنف عائشة باللوم بمثل: أتحبسين رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل خاتمك؟! .. فكانت عائشة رضي الله عنها تتصبر على ألم، ولا تتحرك تخشى أن يستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وموقف خامس: في مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله: (مروا أبا بكر فليصل بالناس)، وتكريره ذلك وغضبه لما تعلل بعض الصحابة بأن أبا بكر رجل أسيف .. أي بكّاء من خشية الله تحشرج التلاوة في صدره .. إلى آخر القصة عندما قال الصديق: ما كان لابن أبي قحافة أن يؤم بحضور رسول الله أو يؤم برسول الله - نسيت، وكل ذلك من الذاكرة - رضي الله عنه وعن أبي قحافة؟! ..
وموقف سادس: عندما أيقظ الناس وقد ذهلوا بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفقد عمر بن الخطاب رضي الله عنه صوابه وهو يخطب ويتوعد من قال: (إن محمداً مات)، فأراد من عمر أن يسكت، وقال له: (أيها الحالف على رِسلك)، فأبى عمر السكوت، فقام أبو بكر رضي الله عنه وخطب، وانصرف الناس إليه، وارتجل خطبته الكريمة التي ذكر فيها الناس، واستدل بقوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ} (144) سورة آل عمران.
وموقف سابع وثامن وتاسع ... عن صلابة الصديق رضي الله عنه - على الرغم من ضعفه وكبر سنه - مع مانعي الزكاة، وتجهيز جيش أسامة رضي الله عنهم، وذهابه إلى فاطمة رضي الله عنها يستعتبها ويرضيها ويشهد لها بما سمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وشهد به الآخرون: (إنا معاشر الأنبياء لا نورث ما تركنا صدقة) حتى بكي وبكى آل هاشم رضوان الله عليهم، وكان عمر رضي الله عنه مشفقاً من ذهابه وحده إلى بني هاشم، فانفتل منه الشيخ وكأنه في الفتوة ..
وموقف عاشر: عن إسلام خالد بن الوليد رضي الله عنه .. وموقف فوق العاشر: عندما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة المكرمة فاتحاً منتصراً مطأطئاً برأسه الشريف إلى الأرض تواضعاً وحمداً لربه وأسود النهار رهبان الليل رضي الله عنهم يحفون به من كل جانب .. ومواقف أمثالها كثيرة لا أحصيها عداً، فهذه مواقف أقرؤها أو أسمعها فتهزني، ويحصل لي إجهاش ونشوة وتفدية ومحبة، ثم تراكمت هذه المواقف في ذاكرتين وتراكمت مشاعرها في قلبي، فكنت في وحدتي وخلوتي أسرح في الخيال، وأركب من تلك المواقف والمشاعر مواقف كأنها واقعية أحلم بها في يقظتي بابتداع موقف نلت به ابتسامة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو دعاء، أو ثناء، وكل ذلك من أماني المحال، للبعد الزمني .. والخناس الوسواس أذل وأحقر من أن يوسوس لي بهذه السريالية الخيرة حتى تنفصم بها شخصيتي، لأنها منبثقة من إيمان ومحبة وأماني خير أرجو أن أثاب عليها .. ونية المؤمن خير من عمله, وذلك حديث قرأته في أحد شروح الإمام ابن عبد البر رضي الله عنه وفي غيره، وهو حديث ضعيف، ولكنه صحيح المعنى، فالنية الصالحة لا يدخلها نقص ولا رياء والعمل يدخله ذانك، والله سبحانه يكتب للمسلم أجر نيته، ويكتب له ما كان يعمله من الخير إذا أقعده مرض، لأن ذلك العمل في نيته وعادته يوم كان صحيحاً .. ولكنني أقطع هذه السريالية ولا أصوغها في عمل أدبي، لأن ذلك تزكية للنفس، وإنما كتبت سرياليتي في أمر مباح نشر أو سينشر في احدى الدوريات بعنوان: (الحية من الحياة).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو عبدالرحمن: وكنت كررت القول عن خفضي لصوت الراديو في محطة إذاعة القرآن الكريم، ولذلك أسباب منها أنني أسمع أحياناً وعظاً منمقاً مع محاولة التحلية ببعض الملح، ولكن ذلك لا يدخل قلبي لأسباب أعرفها، فتنقبض نفسي .. ومنها أنني أسمع أحياناً تمعلماً يؤذيني عن علم غير محقق، فتسمع أحدهم يقول: (قال فلان كذا، وقال فلان كذا)، ثم يعطف بقوله: (والصواب كذا)، فتشرئب للبرهان، فإذا هو يقول: (قال فلان كذا)، وكل براهينه: (قال فلان كذا) والنقل من كتاب واحد، فأولى به أن يكون كلامه بعنوان: (قراءة في كتاب فلان)، فإن كان من أهل العلم فليعط الاستيعاب وفهم المعنى والبراهين حقها من البسط والتبسيط .. وآخر يتعرض للمجاز، فينفيه، ويستدل بأدلة من شبه غيره، فإذا مر بمثال لا مخرج عن حمله على المجاز قال: (والحق أن هذا من أساليب العرب)، فمن قال للمسكين إن المجاز لم يكن أهم وأكثر أساليب العرب؟ .. وإذا كان البدعيون افتروا دعوى المجاز في موضع فالربانيون يلجؤون إلى ما صح من المجاز في مواضع كما في الدعاء الصحيح: (اللهم أنت عضدي وأنت نصيري)، ومثل: (من تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً)، فمحال في حق متق لربه أن يحمل مثل هذه النصوص على غير الصحيح من مجاز لغة العرب، والتمحل في جعل المعاني المجازية حقيقة جمع بين النقيضين، ولا يحصل منه تصور، والتكلف فيه كالتكلف في حمل نص الشرع على غير معناه على ما يفعله الباطنيون وأدعياء الكشف وأهل الأهواء .. وهكذا يؤذيني من يتحاكى بعلم غيره ولا يغوص في كتب العلماء فيحقق ويدقق، ثم يبث علمه هو ببراهينه ونتيجة استقرائه .. ومما يؤذيني وعاظ يتفننون في إثارة المشاعر بالتهويل، وتغلبهم العامية أحياناً، ويسيرون على منهج القصاص وسرد ما لم يوثق لأجل التأثير على القلوب، ويذكرون نصوصاً بمداخلات وإضافات غير مأثورة، ومثلهم كمن يتلو شيئاً من الشعر العامي المطبوع على أنه رواية، ثم يسف ويمل بمقدمات يفسر بها بعض أبيات القصيدة و لا وجود لما ادعاه، وربما غير لهجتهن وربما أسرف في الإغراب واصطناع الملح!.
قال أبو عبدالرحمن: الذي أدين لله به أن الاحتجاج بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال ليس من دين الله في شيء وإن قال بذلك عدد من العلماء الأفذاذ الربانيين العباد إلا أن يكون الحديث صحيح المعنى، فتذكر ضعف إسناده وتبرهن على معناه من النصوص الصحيحة، وحكم الحديث الضعيف التوقف حتى يقوم البرهان من نص آخر صحيح أو نصوص صحيحة تشهد له، فيكون حسناً رجح ثبوته بالتعضيد، أو يكون صحيحاً لغيره .. وأما ما يسرده الزهاد المتلمذون على بعض مشايخ الطرق من نص عن رجل في القرن الثاني مثلاً: عن عيسى بن مريم أو داوود أو موسى عليهم وعلى نبينا محمد وعلى جميع أنبياء الله ورسله أفضل الصلاة والسلام، وكذلك ما يوردونه من حكايات ومنامات واستنباطات ذوقية غير علمية: فكل ذلك ليس من دين الله قطعاً، وقد وجدت في كثير منه ما يخالف الشرع، ووجدته رهبانية ليست في الشرع، وحكم كل ذلك الرد، لأن الله سبحانه لم يتعبدنا بالتكثر بالباطل، ولأن في صحيح الشرع غني عن غيره من الادعاء، ولأن المؤمن مفطور على تصحيح العلم رواية ودراية حتى يذعن عقله المتربي على شرع الله، فينفعل بعد ذلك قلبه، ولأن صحة التصور تسبق دائماً السلوك وتزكيه .. وكنت أصغي في إذاعة القرآن على كره إلى محاضرة وعظية عن بر الوالدين مشحونة بالتكلف في الأداء، والزيادة في المداخلة، مع ذكر قصص معاصرة يذكر أنها واقعية، وفي النفس منها شيء حتى يقوم برهان وقوعها، ولكم تأذيت في حياتي من التباكي، وإنما يأتي البكاء خشية لله، وتأثراً بالمعاني من النصوص الشرعية على الرغم (7) من المسلم، وأكثر ما يكون ذلك في الخلوة، وربما بدأ من الفرد بعض التأثر مع الجماعة، فيكتم ذلك حسب القدرة .. وبكاء الخلوة الذي يغلب المسلم ليس صراخاً ولا عويلاً، كما كنت أسمعه منذ عشر سنوات في صلوات التراويح، وأخشى أن يكون رياء، والصديق أبو بكر رضي الله عنه خير الأمة بعد عبدالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم (وأنوف مبغضي الصحابة راغمة واحلة)، وهو (الأسيف) لم يكن بكاؤه غير أزيز وحشرجة في الصدر، فهو يغالب نفسه رضي الله عنه .. ومما سمعته في خطبة الواعظ قصة أمية ابن الأسكر وابنه كلاب رحمهما الله تعالى، فاضطررت إلى استقراء
(يُتْبَعُ)
(/)
أخبار آل الأسكر باستقصاء حسب القدرة، لأعلم مدى صحة القصيدة القافية التي هي من موضوع محاضرته، فسجلت رسالة عن آل الأسكر من ناحية حياتهم وحديثهم وشعرهم، وعنيت بالقصيدة القافية المتعلقة بعمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعتب أمية بن الأسكر عليه ليرد عليه ابنه كلاباً، أو ابنيه كلاباً وأبياً وهما في الغزو والجهاد، وكان أمية قد أوشك عمره على مئة وعشرين عاماً، وقد خرف، فوجدت في المصادر على مدى ستة قرون اختلافاً كثيراً. واضطراباً شديداً، والقصة لها أصل ضعيف محدود، فتورمت بالاضافات والنسيج من قبل كل راو كابن الكلبي وابي اليقظان وإبراهيم البيهقي صاحب كتاب المحاسن والمساوئ، وهو رجل مجهول العين والحال، فمثل هذا الوعظ تنقبض منه نفسي للمبالغة في الأداء، ولأن النص غير موثق، بل فيه تناقض واضطراب .. وإن في النصوص الشرعية الصحيحة ثبوتاً ودلالة ما يغني ويرضي العقل ويستجيش المشاعر .. كما أسمع في رمضان برامج وعظية تستفتح بنوع من الضجيج والتباكي الذي يجلب الغثيان، ودين الله صدق لا تكلف فيه ولا تعمل.
قال أبو عبدالرحمن: وقد يوجد من يتورم عقله بالغرور، فيعتقد أن آثار الخناس الوسواس شيء تخيله الإنسان فصدقه .. وربما زم شفته أمام تجارب المسلمين المتواترة وقال: (أين أهل العقول؟!)، فهذا بين له البراهين العلمية برفق إن وجدت منه اضغاء، ولا تزده جدالاً، بل أجبه عما يسأل عنه برفق، فذلك أرفق به، وادع الله له بالهداية، لأن من بلغ منه الغرور بعقله الفردي إلى هذا الحد في مكابرة الشرع والتجارب المتواترة يخاف عليه أن يتمادى به العناد، فينحرف إلى ردة، وإنما أمرنا أن نكون مبشرين لا منفرين .. وسبق هؤلاء المغرورين زنادقة افتروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب مثل: (لو اعتقد أحدكم في حجر لنفعه)، ليجعلوا الإيمان سكوناً إلى أمر غير صحيح تنتفع به النفس إذا اعتقدته .. مع أن المؤمنين إنما يقيمون إيمانهم على البراهين العلمية، ولا يأنسون بالباطل، والله المستعان.
هوامش
(1) قال أبو عبدالرحمن: الغَنَاء بفتح الغين المعجمة اسم لكفاية وإجزاء من يقوم بكفايتك ما تريده من مال أو فعل.
(2) قال أبو عبدالرحمن: لاحظتُ بعض المرات تعمد الشيخ محمد رفعت رحمه الله طمر آيات الإيعاد بالنار، وحرصه على ترديد آيات الوعد بالجنة .. وتلك طريقة غير محمودة انتهجها التبليغيون، وهذا تجهيل منهم لربهم سبحانه الذي أرسل رسله عليهم الصلاة والسلام مبشرين ومنذرين، وما في ذلك من حكمة قهر الذنوب بالخوف من الله، والإكثار من الخير طلباً لمزيد النعم، وهذه حال العباد الصالحين كما قال سبحانه عن آل زكريا عليهم السلام: {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} (90)، سورة الأنبياء (89 - 90) بل يُغلب المسلم جانب الخوف حال صحته ونشاطه؛ فإذا ضعف وكانت عبادته على قصدٍ وكُلفة فليغلّب جانب الرحمة والعفو وحُسن الظن بربه مهما علم من نفسه من ذنوب وتقصير .. ومن نماذج ما لاحظته على الشيخ ههنا أنه تلا من سورة المائدة ابتداء من قوله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ .. } حتى وصل إلى قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُواْ بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (36) يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ} (37) سورة المائدة (36 - 37)، فلم يقرأ هاتين الآيتين في الإيعاد، ثم تعوذ وبسمل، وتلا ما بعدهما .. وكان يقرأ في سورة هود إلى أن وصل إلى قوله تعالى: {وَأُتْبِعُواْ فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (99) ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَآئِمٌ وَحَصِيدٌ (100) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي
(يُتْبَعُ)
(/)
يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ مِن شَيْءٍ لِّمَّا جَاء أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101) وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ (103) وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ (104) يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} (107)، سورة هود (99 - 107) فلم يقرأهن؛ لأن هذه الآيات الكريمات في الإيعاد، ثم أخذ يردد كثيراً بتفنن في الأداء قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ} (108) سورة هود. ولم يقرأ غيرها!!
(3) قال أبو عبدالرحمن: (شيخ الإسلام) أُطلقت على الإمام ابن تيمية وعلى من هو دونه في العلم، وكان الشهاب الخفاجي في حاشيته على البيضاوي رحمهم الله تعالى ينكر هذه الألقاب الحادثة، ولكنني كرهتُ هذا اللقب باجتهادي؛ لأنه لا شيخ للإسلام إلا مبلّغه ومبيّنه، وهو رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؛ وإنما للمسلمين كافة من أحيائهم وأمواتهم شيوخ هم الأئمة الأربعة الراشدون رضي الله عنهم الذين أمرنا باتباع سنتهم، ومع هذا لم يطلق على أحد منهم رضي الله عنهم (شيخ الإسلام)، فلو جاز هذا اللقب لكانوا أحق به وأولى .. وإضافة (شيخ) إلى مسلمين جائز لجماعة من المسلمين لهم شيوخ في عصر ومصر، وهم المبرزون في العلم .. وشيخ الإسلام تعني العصمة؛ فاعتقادي الذي أدين به أن هذا اللقب مبتدع لا يجوز إطلاقه على كبير من العلماء، وإنما هو شيخ لمن قلده، وليس شيخاً للإسلام .. وهو شيخ في الإسلام لا له؛ لما يبثه من أحكام الديانة الراجحة في اجتهاده، وهو شيخ لمن تلقى عنه العلم في حياته .. وحصلت مني في صلف الشباب هفوة أستغفر الله منها؛ إذ لقبت الإمام ابن حزم رحمه الله بإمام الدنيا؛ فهذا لقب أكبر شناعة.
(4) قال أبو عبدالرحمن: الرادح بمعنى الراقص عامية مأخذها من معنى الانبساط في مادة (ردح)؛ فكأنه ينبسط خاطره بالرقص، أو من ترديح الشعر بمعنى بسطه واستوائه وزناً وفصاحة، وإيقاع الشعر يصاحب الرقص أحياناً أو يُحاكيه .. والرَّدَح بفتح الدال المهملة انبساط الأيام بطولها .. تقول: (أقام عندنا رَدَحاً من الزمن) .. ومن معاني (ردح) ثِقل السحاب بالماء في السحابة المنداحَة، والرقص الشعبي من راقصين ذوي سِمَن يُسرفون في دكِّ الأرض عند الرقص؛ فكأنهم يهضمونها عن ثِقَل.
(5) انظر كتابه مدارس النقد الأدبي الحديث ص176/ الدار المصرية اللبنانية عام 1416هـ.
(6) قال أبو عبدالرحمن: النثار بكسر النون اسم للمنتثِر، والمصدر لنثر (نَثْرٌ)، وجُعل النثار مصدراً ثانياً، وقد حققتُ في غير هذا الموضع أن مصدر الفعل واحد لا غير، ثم يعمل عمل المصدر غيره من الأسماء؛ فقال النحاة بتعدُّدِ المصادر لأجل ذلك.
(7) قال أبو عبدالرحمن: من المعلوم أن الرغم والرغام بمعنى التراب، ويظهر لي من سياق استعمال المادة أن المراد التراب الدقيق لا عموم التراب، لأنه هو الذي يحصل به تعفير الأنف وإذلاله .. والأفصح أن تقول: (على الرغم) بضم الراء المهملة المشددة، للدلالة على الاسمية، وأما فتح الراء المشددة فهو للمصدر.
المصدر: الجزيرة: الآن اكتشفتُ نفسي (2 - 3) ( http://search.al-jazirah.com.sa/2009jaz/nov/21/ar1.htm)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Nov 2009, 02:59 م]ـ
الآن اكتشفت نفسي (3 ـ 3)
قال أبو عبدالرحمن: أسلفتُ شيئاً مما يغيظني من الوعظ في إذاعة القرآن الكريم، وأذكر ههنا برنامجاً سمعته يوم جمعةٍ مباركة بين الظهر والعصر عن عبادة رائعة هي (التسبيح) لرجل علمٍ فاضل مبارَك .. إلا أنني عزمتُ أن لا أعود إلى سماع مثله؛
(يُتْبَعُ)
(/)
ففيه أوَّلاً تقليد محض لأحدِ علماء المسلمين في أمرٍ غيبي، وهو أن الجبال تسَبِّح رَّبها، وأنها مشفقة من تفتُّتها يوم البعث عالمةً بذلك؛ فمثل هذا لو صح لن يقنع به المستمع إلا ببرهان شرعي صحيح الدلالة والثبوت، لا بقول عالم بعينه؛ لأن هذه الدعوى لا تصح إلا بخبر معصوم صحيح صريح، وليس لهذا الأمر الغيبيِّ أيُّ مجالٍ في ظُنونٍ من استنباط بعيد، بل نعلم أن كل شيئ يسبح بحمد ربه، وأن السموات والأرض عندما قال لهما ربهما سبحانه وتعالى: {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} (11) سورة فصلت، وأن الأيدي والأرجل تشهد يوم القيامة، وأن السموات والأرض أشفقتا من حمل الأمانة .. ولا نعلم حقيقة ذلك؛ وإنما عندنا الإيمان بكلام الله على مراد الله، وأن التسبيح كائن حقيقة من الجمادات والعجماوات بالكيفية التي لا يعلمها إلا ربنا، وكفى قول الله سبحانه: {وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} (44) سورة الإسراء .. وأما أن الجبال عالمة بأنها ستكون كالعهن، وأنها عالمة بأنها ستندكُّ يوم البعث فأمر لا نثبته ولا ننفيه إلا بنص شرعي صحيح صريح؛ فإن وُجِدَ فذلك هو الحق المتَّبع، وإن لم يوجد فلا يجوز الاحتجاج بظنون عالم من العلماء مثلاً، وأريد بظنون الاستنباط البعيدة أن يقول قائلٌ مثلاً: (سخط الهدهد من عبادة الشمس دلالة على اعترافه بالله سبحانه)؛ فهذا حقٌّ، ولكن ليس فيه دلالة على أن الهدهد يعلم أنه سيبعث .. وقل مثل ذلك عن إشفاق السموات والأرض من حمل الأمانة، وشهادة الأعضاء التي لا تكون إلا يوم القيامة وليس فيها دلالة على علم الجوارح الجماد أنها ستبعث.
ورأيت ثانية تكلُّفاً غير مشروع في إحصاء عدد التسبيح في العام بواسطة الآلة الكاتبة!! .. ما هذا، وهل جاء دين الله بمثل هذا التكلف، وما نتيجته؟! .. وإنما يُقْبل الإحصاء من خبر الشرع المطهَّر أو أمره كخبره بأن ليلة القدر خير من ألف شهر .. وما كانت السِّبحة الألفية بدعة، والعد بالحصى بدعة إلا لأن الإحصاء غير مطلوب، وقد أنكر ابن مسعود رضي الله عنه ذلك، ووعظهم ب {سبِّحوا ولن تُحْصوا}، وردَّهم إلى المشروع من العدِّ بالأصابع المستنطقات، وليس ذلك من أجل إحصاء فضائل نجزم بها؛ فكم من مرةٍ نُشْفِق ونخاف من ردِّ أعمالنا وعدم قبولها؛ وإنما الغرض تأدية العدد الذي أَمَرنا به الشرع مثل ثلاث وثلاثين تسبيحة، ومثلها تحميدة، ومثلها تكبيرة، ونختم بالتهليل فتكون مئةً .. ومثلُ إحصاءِ ما ندبنا الله سبحانه وتعالى إليه من ذكرٍ يطرد الشيطان، وهو (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير) مئة مرة في الصباح، ومئة مرة في المساء؛ فتَعْقِد عَشْراً بيمينك، ثم تعقد الخُنصر في اليسرى عن عشر، ثم البنصر مثل ذلك، ثم الأوسط مثل ذلك، ثم السبَّابة مثل ذلك، ثم الإبهام مثل ذلك؛ فتنعقد أصابع اليسرى على خمسين، ويبقى خمسون تُحصيها بعدَ عدِّ أصابع اليمنى عشر تهليلات فترفع الخنصر من اليسرى، ثم البنصر ... إلخ .. والأصابع أولى؛ لأنها مستنطقات، والغرض اليقين أو الرجحان بحصول العدد الذي نُدِبنا إليه شرعاً.
وتأذَّيت ثالثة من نغمة التَّمعلُم والوثوق العارِم بأن عبادة التسبيح مهملة لم يبحثها على وجهها إلا فلان المعاصر .. مع أنها الشُّغْل الشاغل لعلماء اللغة، وعلماء الورع غير البدعيين، وعلماء التصوف.
وتأذيت رابعة من التَّمعلم في تحقيق أصل اشتقاق التسبيح من الإبعاد على سبيل الجزم؛ وهذا حرَّكني إلى تحقيق هذه المسألة، ولا يتَّسع المقام إلا لنبذة موجزة، وقبل ذلك أُبَيِّن أن التسبيح ليس هو العبادة العجيبة، بل هو خَرَزَة رابعة في سِمْط التحميد والتهليل والتكبير، وهو من فضائل الأعمال، ومكفِّرات الذنوب، ولكن لا شيئ أعجب من الركن الثاني العملي بعد الشهادتين وهو الصلاة، ثم النوافل منها كالتهجد؛ فهي أم العجائب، وهي التي تشمل التسبيح وغيره، وهي على الوجوب، ومن نوافلها ما هو على التأكيد، ومن رغائبها ما هو أفضل من غيره على الإطلاق؛ وإنما وَجَدَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- الراحة في الصلاة، وكم من الدراويش معهم سِبْحات ألفية يعدون بها ويُحرِّكون رؤوسهم وهم -لو كانوا غير بدعيين، فما بالك بكونهم بدعيين- من أكسل الناس في التهجد والسنن الرواتب .. إن المبالغات والتكلف ليست من دين الله في
(يُتْبَعُ)
(/)
شيئ .. وأما الذي أحققه لكم في أمر التسبيح: أنه جاء في القرآن الكريم بالنص على أن يكون التسبيح بحمد ربنا كقوله تعالى: {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} (44) سورة الإسراء فهذا خبر عن شيئين لا شيئ واحدٍ هما التسبيح والتحميد معاً؛ لأن معنى الباء التي في {بِحَمْدَهِ} وهو الذي لا يصح غيره من الوجوه التي ذكرها بعض النحويين: إنما هو للمصاحبة الدالة على الحال .. أي نسبح متلبسين بحمدك، وأنتم تعلمون أن الحمد أمران هما: مدح الله بصفاته وأفعاله المقدَّسة التي فيها أسماؤه؛ لأنها على الكمال المطلق لا يستحقها غيره بينما الأوصاف في المخلوقين إما عارضة وإما محدودة الأثر .. وثاني الأمرين الشكر على نعم الله وآلائه الصادرة عن كماله جل جلاله في صفاته وأفعاله؛ فهم يسبِّحون الله بتنزيهه عن النقائص -وهذا هو التخلية بالخاء المعجمة- مستصحبين حمد ربهم مدحاً وشكراً (وهذا هو التحلية بالحاء المهملة) .. والتسبيح من لوازم معنى الحمد؛ لأن الحمد اعتراف بالكمال المطلق الذي لا يُتصَوَّر معه سلبٌ أو إضافة؛ فتضمَّن ذلك التسبيح لزوماً .. وفي غير التعجب بكلمتي (سبحان الله) يأتي التسبيح في الشرع مع الحمد إما عطفاً مثل (سبحان الله، والحمد لله)، وإما بما سلف من معنى مصاحبة التسبيح للتحميد .. وزادت السنة المطهرة الواو مع باء المصاحبة في مثل حديث السجود والركوع في صحيح البخاري وغيره من حديث عائشة رضي الله عنها: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك)، وقد جاءت الواو من تأوُّلِ الرسول -صلى الله عليه وسلم) للآية -كما في نص الحديث- من قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} (3) سورة النصر؛ فالمعنى أسبحك يا ربي وأسبح بحمدك، ومآل المعنى أسبحك بنفي النقائص، وأسبحك بالاعتراف بحمدك مدحاً وشكراً .. وأما الوجه الثاني فقد ضعَّفه بحقّ القاضي عياض رحمه الله وقال: (قيل: (وبحمدك) ابتدائي) (1) فضعيف جداً لا يليق بالسياق؛ لأن التنزيه مقدم؛ ولهذا قال ربنا سبحانه: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ} (256) سورة البقرة فقدَّم التخلية بالمعجمة على التحلية بالمهملة. ورأى الواعظ حفظه الله أن معنى التسبيح بحمد الله أن يكون التسبيح بما شرعه الله من الحمد؛ فأخذ بأبطل الأقوال؛ لأن التسبيح لا يُغني عن الحمد لثلاثة براهين:
أولها: الاختلاف في المعنى؛ فالتسبيح تنزيه لله بنفي النقائص؛ ولهذا جاء في القرآن مثل: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ} ((180 سورة الصافات؛ فنفى سبحانه وتعالى ما ادَّعاه الكفار من نقصٍ بالتسبيح، ثم جاء مقتضى التسبيح في مثل قوله تعالى: {لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ} (255) سورة البقرة، و {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} (64) سورة مريم، وقوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} (58) سورة الفرقان .. والحمد إثبات كمالٍ كما في قوله تعالى في أكثر من موضع: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (137) سورة البقرة، و {وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (11) سورة الشورى، و {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (3) سورة الحديد.
وثانيها: أنه جاء التسبيح وحده، ثم عُطِف عليه الحمدُ في مثل الحديث الصحيح: (سبحان الله، والحمد لله).
وثالثها: أن التسبيح والحمد جاءا مقترنين؛ فحُمِل الحمدُ على المعهود، وهو أن يقترن التحميد بالتسبيح؛ فهما مأمور بهما معاً .. ومع أن التسبيح من لوازم التحميد إلا أن التسبيح مقدَّم؛ لأن هناك كمالاتٍ في عُرْف البشر ولم ترد توقيفاً كالمفكِّر والعاقل والشجاع ومهندس الكون؛ فأنت تردُّ اللفظ بلا تردُّدٍ، ثم تنفي من المعاني ما لا يليق بكمال الله الثابت بأسماء الحمد التوقيفية، فالتسبيح مقدَّم اعتقاداً وقولاً، وهو فكراً من لوازم الحمد، والحمد التوقيفي هو مرجع التنزيه .. وجاء التسبيح في القرآن معلَّلاً بأنه من أجل الله في مثل قوله تعالى: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (1) سورة الحديد، و {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ} (44) سورة الإسراء؛ فالتسبيح له سبحانه، ومن أجله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاء في القرآن الكريم الكريم إضافة التسبيح إلى الله سبحانه لا إلى اسمه كما في قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} (سورة الفتح 8 - 9)؛ فهذا نفي لِما لا يجوز في حقِّه من الصفات أصلاً كالنسيان .. وجاء التسبيح باسمه سبحانه وتعالى في مثل قوله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} (1) سورة الأعلى .. فهذا تنزيه الاسم الثابت لله من النقص، ومَن لم يفعل فقد ألحد في أسماء الله تعالى بمقتضى قوله تعالى: {وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ} (180) سورة الأعراف؛ فمن شبَّهها بصفات مخلوق، أو قدَّرها وحدَّدها، أو عطَّلها فقد ألحد فيها، وهكذا من نقص منها كقول المعتزلة عن علم الله: (لا يعلم الله الجزئيات) تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً .. والأكثر في الشرع اقتران الحمد بالتسبيح لله سبحانه بإطلاق .. وأما (سبحان) فيأتي الكلام عنها إن شاء الله .. وزادت السنة المطهرة (سُبُّوحٌ) بضم السين والباء المشدَّدة المضمومة، ويأتي الكلام عنها إن شاء الله.
وأما اشتقاق التسبيح فاختار جمهور اللغويين أنه مأخوذ من التَّبْعيد، وأصَّل ذلك الإمامُ الراغب الأصفهاني رحمه الله بكلام لا يصح لغةً ولا شرعاً، فقال: السبح المرُّ السريع في الماء أو في الهواء .. ثم قال: (والتسبيح تنزيه الله تعالى .. وأصله المر السريع في عبادة الله) (2).
وأما الإمام ابن فارس رحمه الله (وهو قبل الراغب زمناً) فقد جعل للتسبيح أصلين هما: العبادة، والعوم في الماء (3)، وهذه الثنائية صحيحة لأمرٍ سأذكره إن شاء الله، وإنما الخطأ في ذكره (العوم).
قال أبو عبدالرحمن: وبعد هذه الجولة أحقق لكم المسألة بعدد من الوقفات:
الوقفة الأولى: المحقَّق عندي بيقين كالشمس أن التسبيح والتقديس كلمات شرعية توقيفيَّة عند أهل الأديان؛ فنَقلتْ لغةُ العرب معانيهما من اللغة التوقيفية؛ فأما التقديس فإذا تصفحت معانيها وجدت أصلها شرعياً توقيفياً، ثم وسَّع العرب المادة بالمجاز (4)، وقد لاب بعض هذا ببال الإمام ابن فارس رحمه الله تعالى فقال: (وأظنه من الكلام الشرعي الإسلامي) (5)، ولو قال: (من كلام شرائع الله التوقيفية)؛ لكان أصوب؛ لأنه ليس للشرع الإسلامي معانٍ ليستْ مأخوذة من لغة العرب؛ فهي: إما لغة العرب نفسها مثل قام وعلم، وإما اصطلاح شرعي من معاني لغة العرب كالحج لخصوص قصدٍ ذي هيئات مُعَيَّنة .. وأما التسبيح فتجد عند النصارى السبح صلوات للقديسين والعذراء، وعيد السبح أحد الشعانين (6)، وصلاة السَّحَر (7)، وتصدق أيضاً على تراتيلهم في الكنيسة.
والوقفة الثانية: أن أصل سبح في لغة العرب مرور الإنسان على الماء ببطنه أو ظهره، أو على جنبه، وهو مشتق من معاني السبح التوقيفية في الشرائع بمعنى التنزيه؛ لأن الإنسان في عرف العقلاء لا يرتاض بالسباحة إلا في ماء نظيف نزيه.
والوقفة الثالثة: لا تصحُّ دعوى أن السبح مَرٌّ سريع على الماء؛ وإنما هو لمطلقِ المرور ومنهم غير المسرع لعدم القدرة، أو لعدم القصد مع وجود القدرة.
والوقفة الرابعة: جاء معنى السرعة مثل (فرس سابح) -وفي السرعة معنى البعد- على التشبيه بهيئة السابح في الهواء لا على التشبيه بسرعته؛ فهو مشبَّه بمن يسبح في الهواء، والسبح في الهواء مشبَّه بالسبح في الماء؛ فكأن الفرس سابح في الهواء لا يلمس الأرض، بل أرضه الفضاء .. كما أن السابح تكون أرضه الماء؛ وإنما جاء معنى السرعة لأن هذه الحال مرصودة من أقصى سرعة للفرس.
والوقفة الخامسة: السبح في الهواء على التشبيه بالسبح في الماء، وهو لا يقتضي السرعة، وقد حقَّقْتُ في كتابي (من أحكام الديانة) الطبعة الأولى الضخمة أن أول سورة النازعات كلَّه عن الملائكة الكرام حسب مدى سرعتهم؛ فالسابحات من الملائكة عليهم السلام هم الدرجة الثالثة في السرعة، وفوقهم السابقات، وفوقهم المدبرات كجبريل عليه السلام ومَن أهلكوا قوم لوط بأمر الله لهم.
والوقفة السادسة: اتَّضح أن البعد معنى مجازي في سَبَحَ لا أصلٌ، ثم إنه لا يصح وصف العبادة بالمرِّ السريع إلا ما جاء استثناءً بنص شرعي، والأصل في العبادات الأناة، والأجْرُ على قدر النَّصَب (التعب).
(يُتْبَعُ)
(/)
والوقفة السابعة: لا نستطيع تحديد أصل الاشتقاق للتسبيح العِبادي ما دمنا لا نعرف أصل اشتقاق معاني المادة التي جاءت إلى لغة العرب من كلمة شرعية توقيفية متوارثة، ولكن بالتَّتَبُع لمعنى التسبيح والتقديس في الشرع وجدنا التسبيحَ أعمَّ؛ لكونه لنفي كل نقصٍ وعيب بما فيه ما يُخالف الطُّهر .. وهو أخص من جهة اقترانه في مواضع كثيرة بالتعجب .. والتقديس لخصوص تنزيه، وهو تنزيهه سبحاته عما يخالف الطهارة؛ ولهذا لما قال الصحابة رضوان الله عليهم: (إن الرجل يحب أن يكون ثوبه نظيفاً): قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله جميل يحب الجمال)؛ فدخلت النظافة في الجمال، وهي من عناصره في علم الجمال؛ لأن الدنس والقذارة قبح .. وسبحات ربنا جل جلال أنوار وجهه الكريم، وذلك غاية الطهر؛ لأن النور نصوع؛ ولهذا اشتُقَّت بالجذر الثُّنائي -الواو والضاد- الوضاءةُ وفِعْلها وضُؤَ من الوضوء؛ لأنه نور وضياء يظهر أثره دنياً في العُبَّاد، وتتجلَّى آثار السجود ضياءً يوم القيامة بالنصوص الشرعية الصحيحة؛ فأصبحت (وَضُؤَ) بمعنى (أضاء) بالجِذْر الثنائي، ومن معاني خصوص التطهير نفي الولد والوالد والزوجة عنه سبحانه، وتطهيره سبحانه من دنس كفرة أهل الحلول كقول ملحدهم:
وكلُّ كلامٍ في الوجود كلامُهُ *سواء علينا نَثْرُه ونظامُهُ
فجعلوا مثلَ نبحِ الكلاب ونهيق الحمير كلامَه تقدَّس ربي وجلَّ وعلا، وقبح الله أهل الحلول والاتحاد وخيَّبهم.
والوقفة الثامنة: لا صحة لتقييد الإمام ابن فارس رحمه الله تعالى السبح بالعَوْم في الماء، بل هو لِمُرور العاقل على سطح الماء على ظهره أو بطنه أو جنبه، وأما العوم لما يطفو على السطح فهو لِمَنْ لا يعقل، وهذا عليه جمهور اللغويين والمفسرين المتأخرين لا سيما تفسير البيضاوي وحواشيه وحواشي حواشيه؛ ولهذا خطَّأوا الفيروزآبادي رحمهم الله تعالى في توحيده بين سبح وعام؛ ولهذا أيضاً جعل العربُ سَيْرَ الإبل التي لا تعقل عَوْماً، والعُوْمة -بضم العين المهملة وسكون الواو- دويبة لا تعقل تسبح في الماء .. وهذا هو الصحيح في الاشتقاق بجِذْرَي العين المهملة والميم في عَمِيَ وعمهِ وعَام، ووُفِّقَتْ عاميةُ نجد في وصف من لا يَفقه من الناس بكلمة (عُوْمة)؛ فهو يخلط ويملط على غير هدى.
والوقفة التاسعة: القُدُّوس بضم القاف والدال المهملة المضمومة المشدَّدة من أسماء الله الحسنى بيقين كما في سورة الحشر، وهي اسم لبلوغ الغاية في الطهر، والسُّبُّوح بالسين المهملة المشدَّدة المضمومة والباء الموحدة من تحت المشدَّدة المضمومة كذلك لبلوغ الغاية في النزاهة، وحديث (سُبُّوحٌ قُدُّوس رب الملائكة والروح) مشعر بذلك؛ لأن السبوح والقدوس صفة للرب سبحانه .. ومن ضبط حاء سبوح وسين قدوس بغير تنوين فقد أخطأ، بل هو بالتنوين، وهكذا من جعله منصوباً منوَّناً؛ لأنه في سياق وصفٍ لا إضافة .. ولم أجد اسماً عُبِّدَ للسبُّوح، ولم أجدها في الدعاء .. وأما حديث (سبوحٌ قدوسٌ) فهو اعترافٌ عقيدةً بذلك وإن جحده سبحانه الجاحدون؛ فلعلها من أسماء الله الحسنى التي نَدَّت عن بعض المحصين لأسمائه سبحانه؛ فإن الله سبحانه جعل الوعد بالجنة لمن أحصى تسعة وتسعين من أسماء الله الحسنى اختباراً لدرجات الراسخين في العلم .. وأما (سبحان الملك القدوس) فهي إقرار باللسان، ونحن إنما نسبِّح ربنا سبحانه بفعل ألسنتنا وقلوبنا باعترافٍ مُضْمرٍ أو مُظهرٍ باللسان، ولا فعلَ لنا في تنزيه الغنيِّ الحميد جل جلاله؛ فهو الذي يهب النزاهة لمن يشاء، ولا تملك المخلوقات إلا الاعتراف فقط.
والوقفة العاشرة: حكى جمهورٌ من اللغويين جوازَ فتح السين المشدَّدة هكذا (السَّبوح)، ولم يُورِدُوا دليلاً على ذلك، وإنَّما وجدوا الضم قليلاً على وزن (فُعُّول) بضم الفاء وتشديد العين المهملة المضمومة مُهملاً .. وبتتبعي ما ورد في الصيغتين وجدت الفتح يعني بلوغ الغاية في الفعل، ولهذا جاء لما هو آلةٌ مثل السَّفُّود والتَّنُّور والشَّبُّور للبوق الذي هو آلة غناء .. وأما الضم فلم يرد إلا للسبوح القدوس، فهو لصفات الفاعل سبحانه، ولم يرد على الضم (على التحقيق) غير سبوح وقدوح صفةً للرب سبحانه؛ فهو جلَّ جلاله المتميِّز بذلك الكمال في صفاته وأفعاله .. ولما استُعْمِلَتْ المبالغةُ في العرف الأدبي المتأخِّر عن لغة السليقة
(يُتْبَعُ)
(/)
للادِّعاء والتهويل كان الصواب في حق الله سبحانه (بلوغ الغاية) لا (المبالغة) .. والقول بأنه لم يرد على وزن (فُعُّول) بضم الفاء والعين المهملة المشدَّدة غير سبوح وقدوس هو الصحيح، وإليه ذهب القاضي عياض رحمه الله تعالى (8)، وأما (الذُّرُّوح) التي ذكرها أبوإبراهيم الفارابي رحمه الله تعالى (9) فهو حشرة في حجم الذباب، وأصله فتح الذال المعجمة المشدَّدة، وإنما جاء الضم في بعض اللهجات لمراعاة أمرين: أولهما أن المفرد مضموم الحرف الأول مثل ذُرَحْرَح، وثانيهما وجود النون في بعض اللهجات مثل (ذُرنوحة)؛ فهو مفرد ذرانيح في قولك (الذُّروح)، ولم يُقصد به بلوغ الغاية في الصيغة من غير إرادة الجمع، وأصلها (ذُرنوح) على وزن (فُعْنُول)؛ فحُوِّلت إلى (فُعُّول) تخفيفاً .. وعند العامة وصف الصبي بالذرنوح؛ لدقة حركاته، والذرنوح عندهم أيضاً كحلٌ عُنَّابي للاستشفاء به لا للزينة يُسَمُّونه حُمْرَة.
والوقفة الحادية عشرة: كلمة (سبحان) على وزن (فُعْلان) بضمِّ الفاء وسكون العين المهملة تأتي في لغة العرب اسماً جامداً مثل ثُعبان وبستان وعثمان وركبان جمع راكب، وأكثر ما تُستعمل جمعاً، ولما كان السبحان اسماً للتسبيح لا جمعاً له دل على أنه لبلوغ الغاية في التسبيح ما دامت معاني الصيغة في جمهورها للجمع، وقد أُنيبَ مناب المصدر، وهذا جائز؛ لكون الصيغة في لغة النحاة مشتقة، وإنما نابت مناب المصدر لَمَّا أريد معنى بُلوغ الغاية، وأما المصدر حقيقة فهو التسبيح (سَبَّح تسبيحاً) .. مصدر للفعل الرباعي (سبَّح) بتشديد الباء.
والوقفة الثانية عشرة -وهي الأخيرة-: أخطأ بعضُ النَّقَلة على سيبويه في زعمه أن سيبويه لم يذكر غير الفتح في سَبُّوح قَدُّوس، والصواب أنه ذكر الوجهين؛ فقال: (ومن العرب مَن يرفع فيقول: سُبُّوح قُدُّوس) (10)، وذلك بعد أسطر من قوله: (وأما سَبُّوحاً قَدُّوساً ربَّ الملائكة والروح) فليس بمنزلة (سبحان الله) (يعني في العمل عملَ المصدر خلاف الاسم المجرَّد للاسمية)؛ لأن السَّبُّوح والقَدُّوس اسم، ولكنه على قوله (أي على إضمار مقدر في قولهم: ذكرتُ سَبُّوحاً) .. وقد ضبطها قلمياً لا تنصيصاً في هذا الموضع محقِّق الكتاب الأستاذ عبدالسلام محمد هارون رحمه الله بضم سين سبوح وقاف قدوس .. وهذا خطأ من وجوه:
أولها أنهما جاءا وصفاً ل (ربَّ) بفتح الباء المشددة غير مضافين إليها، وثانيها أن كلام سيبويه لَحَنَ إلى أنهم ظَنُّوها عاملةً عملَ المصدرِ (تسبيحاً) وهذا يقتضي الفتح؛ فبيَّن لهم سيبويه أنها اسم مجرَّد .. وما كذب الإمام سيبويه رحمه الله في حكاية الرفع والنصب عن العرب إذْ قال: (وكل هذا على ما سمعنا من العرب تتكلم به رفعاً ونصباً) (11) .. إلا أن المسموع بالفتح خطأ مبنيٌّ على توهُّم بعض العرب أن سَبُّوحاً بفتح السين بمنزلة (تسبيحاً) و (سبحانَ) .. وثالثها أن سيبويه ذكر بعد ذلك الضم، فقال: (ومن العرب مَن يرفع، فيقول: سُبُّوحٌ) يعني ضمَّ السين لا الحاء؛ لأن آخر الكلمة ليس محل إشكال؛ فهو خاضع للإعراب؛ فدلَّ ذلك على أن (سَبُّوحاً) التي ذكرها أوَّلاً بفتح السين .. والوجهان اللذان حكاهما عن العرب لا يُعقل أن يكون المراد بهما آخر الكلمة؛ لأن المرجع في ذلك للإعراب النحوي لا لنقل البُنْية عن العرب. قال أبوعبدالرحمن: وأسلفت في حديثي السابق القول عن سريالية الحلم، وههنا أستدرك القول بأنه (12) لا قيمة لإخبار شخص ما بوقائع حلمه في النوم، ولا بوقائع حلمه في اليقظة، ولا بتعبيره المباشر بأنه يحلم بكذا بمعنى يتمناه؛ فقول معالي الدكتور غازي القصيبي حفظه الله - الذي عجزتُ أن أُخرجه من دائرة صمته إلا أن أَهْجُوَه بقصيدة رنانة فوق ما يُبدع هو!! - في قوله الذي سأسوقه إن شاء الله بعد مقدمة فاطمة الرومي؛ إذ قالت: (الحلم واحة خضراء في صحراء الحياة اللاهثة؛ فماذا عسانا نجد في تلك الواحة، وماذا عساهم يغرسون في بستان أحلامهم؟؟ .. هذا ما سنعرفه في بابنا آفاق الحلم الذي نلتقي من خلاله مع عدد من المبدعين والمبدعات؛ لنرافقهم (في) رحلة حالمة إلى مدائن الحلم الجميل)، ثم يأتي كلام معالي الدكتور بعد كل سؤال لفاطمة هكذا:
ما الذي يعنيه لك الحلم؟:
الحلم هو انتصار الخيال المبدع الجميل على الواقع الغبي الكئيب.
بماذا تحلم؟:
(يُتْبَعُ)
(/)
* .. بورود أكثر شذى .. بآفاق لم أرها من قبل .. بتجرية لا تشبه التجارب.
يصف الشاعر حلمه بقوله: (يا حلمي المر العذب؛ فما نكهة الأحلام لديك؟:
لها ألف نكهة ونكهة ونكهة!. ما الذي تفعله لحظة أن يغتال حلمك؟:
من طبيعة الأحلام أنها غير قابلة للاغتيال؛ ولهذا يقف أعظم الطغاة والجلادين أمام الأحلام يائسين!.
أحلام طفولتك ماذا تحقق منها؟:
كان لي في طفولتي ألف حلم لم أعد أذكر معظمها، وتَحقَّق حلم واحد كبير: أن أستطيع أن أقرأ وأكتب.
حلم ما زال يداعب مخيلتك؟:
أن أصبح إنساناً أفضل، بعاطفة أرق، وبقلب أكثر تسامياً، بعقل أكثر انفتاحاً.
لو عدتَ صغيراً: ترى هل ستحلم بأحلامك نفسها؟:
أرجعيني إلى الطفولة وسوف أخبرك .. أليس هذا حلماً جميلاً؟!.
أهمية الأحلام أين تكمن؟:
تكمن في أنها لصيقة بالحياة ما دامت هناك أحلام فهناك حياة، وعندما تلفظ الأحلام أنفاسها الأخيرة تتبعها الحياة.
بأي الألوان ترسم لوحة أحلامك؟:
بألوان قوس قزح، وبألوان الظلام الدامس، وبألوان الفجر المشرق .. أعني بكل لون يمكن أن نحلم بوجوده.
متى تتخلى عن حلمك؟:
لا يمكن أن أتخلى عن حلمي .. هذا التوأم يرفض الانفصال!.
لماذا يستبيح الآخرون أحلامنا؟:
قد يحاولون .. ولكنهم لا ينجحون .. ولن ينجحوا.
لماذا نجتهد أحياناً في تفسير أحلام مناماتنا؟:
التفسير في أعمق أعماقنا لا في مفسري القنوات الفضائية .. جعل الله أحلامنا خفيفة على أجفانهم) (13).
قال أبوعبدالرحمن: هذه أخبار بأمانٍ مثالية كريمة، وبأمانٍ جماليَّة، ولكن ليس هذا هو الحُلْم الإبداعي .. الحلم الإبداعي مثل قصة (الحيَّة من الحياة) لما كان أبوعبدالرحمن يعاني أموراً مؤلمة أشدُّها سقوطُ أسنانه حتى كان يسيل كل ما يتناوله بشدقيه، وتخرج حروف الهجاء من مخرج واحد، ويتحاشى ما أمكن الأكل مع الكبراء؛ لأن الشفة السُّفْلى تُجاور أرنبة أنفه، ولحيته تجاور أهداب عينيه؛ فابتدع وقائع خيالية، وجعل بطل القصة الربيع بن خريف القناعَ الذي تقمَّص شخصيته؛ فكانت تلك الأمانيُّ الخياليةُ (وأكْثَرُها همومٌ تساوره دائماً)، ولكنه لم يسرد ما يحلم به؛ وإنما جعل عناصر الحلم أمشاجاً لبناء وقائع إبداعية صنعها الخيال المُضْنَى .. والحلم الإبداعي يظهر على صورٍ، ولكن أفضلها ما كان أسطورةً يتصورها العقل، ولا يقوى على احتمالها واقعاً .. ألا ترى أن (السندباد) شخصيتان (السندباد الحمَّال الفقير) و (السندباد البحري) ذو الأساطير العجائبية السبع التي يقصها بعد كل مغامرة بَحْرية على السندباد الحمَّال الفقير، وكلُّ رحلة يأتي فيها سندباد البحر بما لا يُصدِّقه عقلٌ من الثراء الفاحش بالبضائع والأموال؛ فترك السندباد الحمال المسكين وظيفته، واستغنى عنها بمنادمة السندباد البحري يتلهَّف إلى أخبار كل رحلة، ولم ينل من نديمه مالاً ولا زاداً ولا كساءً ولا سكناً ولا مركباً .. إن البطل واحد هو السندباد الحمال الشخصية الأصلية، والسندباد البحري هو الصورة والقِناع!! .. فإن سألتَ عن البرهان قلتُ: ليس عند سندباد البحر غير أساطير يتخيَّلها ويعيشها، وهو نفسه السندباد الحمَّال الذي استغنى بلذة الاستماع لأماني الخيال عن وظيفته التي هي مصدر رزقه، فتعانق الأصل والصورة على الإفلاس إلا من الأحلام!! .. وحالة سندباد البحر قبل الثراء بأحلام الخيال هي نفسها واقع السندباد الحمال، كما أن مآلهما واحد؛ فكلاهما غنيٌّ بأحلام الأساطير ابتداعاً واستماعاً .. والفرق بين (السندباد) و (الحية من الحياة) أن بطل الأخيرة واحد هو (الربيع بن خريف) المتحدث باسم كاتب النص، وكاتب السندباد جعل قناعه شخصيَّتين يكمِّل بعضهما بعضاً، وكلاهما متحدث باسم كاتب النص؛ فسندباد البحر يعيش إفلاسه بأمانيَّ اخترعها خياله، والسندباد الحمَّال يعيش إفلاسه في تلذُّذه بسماع ما لم يرفع له رأساً من الأماني الخيالية؛ فكان ذلك العِوَض عن وظيفته التي هي مصدر رزقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعناصر الأحلام -مناماً ويقظة التي تكون أمشاجاً للعمل الإبداعي- لابد من تغذيتها بمقومات جمالية كالرمز مثل رمز الحية في حلم النوم، ورمز الشخصيات، فهو ابن خريف سابق، وهو ربيع بالحلم، وهكذا بقية الشخصيات كالنماء والخصب .. وبإيجاز فكل الأساطير التي يسمونها (عجائبيات) تكون أدباً سريالياً إذا كانت حال كاتب النص وحال بطل الأسطورة واحدة، وليست أصول الحلم السريالية اللامعقول (غير المعقول) بإطلاق، بل يكون معقولاً بتصوُّر الذهن، وغير معقولٍ احتمالُه في الواقع .. أما اللامعقول في التصور فعبث مجرد كالحماقة التي ارتكبها تقليداً توفيقُ الحكيم في مسرحيته (يا طالع الشجرة) ولا سيما الأغنية التي فيها:
يا طالع الشجرة
هات لي معاك بقرة
تُحلب وتسقيني
بالملعقة الصيني
ولم يستحِ توفيق الحكيم من تسويغ هذا العبث التقليدي في مقدمته للمسرحية؛ فهو يعلن بأن المغنواتي الشعبي العربي أسبق من الأوربيين في العبث؟! .. فهنيئاً للحكيم هذا السبق مع أنه افتراءٌ على أبناء الفطرة من مغنينا الشعبيين في بلاد العرب .. إن هذا العبث يبصق عليه الإحساس الجمالي؛ لأن أعْمق حس جمالي لأرقى فئة مثقفة لا يندرج في قيمة الجمال حتى يكون له تزكية من العقل في (قيمة الحق).
قال أبو عبدالرحمن: ورأيت محمد قطب (وهو غير الشيخ محمد) لم يستوعب حقيقة الرؤى والأحلام في الإبداع الأدبي؛ فقد أدرج (أولاد حارتنا) لنجيب محفوظ في كتابه (الرؤى والأحلام- قراءة في نصوص روائية) الذي صدر عام 1995م عن الهيئة المصرية العامة للكتاب بالقاهرة .. وصادف ذلك أن (أولاد حارتنا) من قراءتي الأولى في هذا الفن العربي - وإن كان هيامي بالروايات الرومانسية الخواجية المعرَّبة-، والرواية التي قرأتها ليس فيها أدنى وشيجة بفاعلية الأحلام في الإبداع، بل هي من الروايات الواقعية الأقرب لمفهوم القصة، صوَّر فيها زملاء له في الدراسة قبل تبدُّل الأحوال بعد ثورة عام 1953م (أي حين تسلم عبدالناصر المقاليد) .. وأما ما أورده محمد قطب من نقد لأولاد حارتنا فإنما يتعلق بعفن إلحادي اقترفه نجيب محفوظ في حق الله جل جلاله وأنبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام، وما قصةُ التلميعِ ونوبل إلا من أجل هذا .. ولكن هذا العفَنَ الكافرَ لا علاقة له بتأثير الأحلام والرؤى في الإبداع، ولا يُغَيِّر شيئاً من الواقعية الأدبية لأشخاص متخيَّلين ولذوي سلوك مختلف؛ فإن لم يقع ذلك فيقع مثله، وعبثُ ضلالاتِ جيلِ النهضة الحديثة الأوائل كطه حسين وأبناء عصره أو من سبقوه قليلاً على خِسَّته أرحم من تدفُّق العفن الحداثي الذي ترعرع في ظلال ثورة 1953م، وكفى بنجيب محفوظ رائداً للإبداع الإلحادي .. أما الإباحية التي أخْدَجَتْ بها روز اليوسف منذ إحسان عبدالقدوس فهي فسق شنيع دون الكفر ما لم يكن عقيدة، فهو يُسَمَّى خلاعة؛ فإذا كان استباحة عقيدية (14) فهو كفر، وهذا هو الماثل في الفلسفة الإباحية؛ لأنها عقيدة كما في كل فلسفات الحق الطبيعي منذ (روسو) في العقد الاجتماعي إلى (اسبينوزا) في رسالة اللاهوت، وكلاهما مُعرَّبٌ .. كما أنه لم يكن لريادة (إحسان) ديمومة القبول، وإنما نشط لذلك حداثيون مُلَغِّمون.
وأما ما كتبه الدكتور فايز الداية في كتابه (جماليات الأسلوب-الصورة الفنية العربية) عن السندباد في الشعر المعاصر فهو كما تفضَّل الكاتب مجرَّد رمز، ولكنه يُثري المادة اللغوية، وليس الشاعر الرامز بالسندباد مبدعاً وقائعَ خيالية اخترعها خياله من أحلامه؛ وإنما الإبداع من حظ كاتب نص السندباد، والشاعر المعاصر أثرى لغته بالرمز من إبداع سابق، وهو إبداع نسج من الأحلام عوالمَ يحتملها الذهن.
قال أبو عبدالرحمن: إن كنتُ قَدَرْتُ (فتح الدال المهملة هو أصح الوجوه للفعل الذي بمعنى استطاع) على إضحاككم وترقيق قلوبكم معاً، وعلى إتخامكم علمياً وإطرابكم أدبياً: فادْعُوا لي ولكم بأن نكون مِمَّن طال عمرُه وحَسُن عملُه، والله المستعان، وإلى لقاء إن شاء الله مع السريالية.
ـــــــ الهوامش ــــــــــ:
(1) انظر مشارق الأنوار على صحاح الآثار 1 - 200 - المكتبة العتيقة بتنوس، دار التراث بالقاهرة.
(2) مفردات القرآن ص392 - دار القلم بدمشق- الطبعة الثالثة عام 1423هـ.
(3) مقاييس اللغة ص380 - دار إحياء التراث العربي ببيروت- طبعتهم الأولى عام 1422هـ.
(4) قال أبو عبدالرحمن: فيكون على هذا المعنى الجامع في لغة العرب الذي هو الأصل منقولاً من معنى أصليٍّ توقيفي نجهله من جهة كونه أصل الاشتقاق المعنوي، وانظر معاني المادة من القاف والدال والسين المهملتين عند النصارى في تكملة المعاجم العربية 8 - 197 - 198.
(5) مقاييس اللغة ص847.
(6) انظر تكلمة المعاجم العربية لرينهارت دوزي بترجمة الدكتور محمد سليم النُّعيمي 6 - 19 - الطبعة الأولى - ط. دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد.
(7) المصدر السابق ص20.
(8) انظر مشارق الأنوار 2 - 203.
(9) انظر ديوان الأدب 1 - 338. (10) الكتاب 1 - 327 ط. م المدني -نشر الخانجي- تصدير دار الكتب العلمية (السَّروقة) ببيروت عام 1408هـ.
(11) المصدر السابق.
(12) قال أبو عبدالرحمن: لا توضع هنا النقطتان الرأسيتان علامةً لمجيئ مقول القول؛ لأنه ليس في السياق نَقْلٌ حرفيٌّ بالتنصيص عن قائل، وإنما هو حكاية للمعنى؛ فثمة فرق بين (قال: كذا وكذا) وبين (قال بكذا وكذا) فالأول تنصيص فتوضع علامة مقول القول، والثاني حكاية معنى قول فلا توضع العلامة.
(13) المجلة العربية - ربيع الآخر عام 1424هـ ص116.
(14) قال أبو عبدالرحمن: هذا هو الصواب حسب الاستقراء اللغوي السماعي لا التقعيد النحوي الاجتهادي .. و (العقدي) بدون ياء قبل الدال المهملة يبقى خاصاً لما وُجِد أو سيوجد من اسم أو صفة من العقد بالتحريك.
المصدر: الجزيرة - الآن اكتشفتُ نفسي (3 - 3) ( http://search.al-jazirah.com.sa/2009jaz/nov/22/ar1.htm)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[19 Jul 2010, 04:32 م]ـ
من جهود ابن عقيل القادمة في الدراسات القرآنية:
1 - كتاب براهين القرآن وقوانين الاستنباط
2 - كتاب تفسير التفاسير، وهو عبارة عن برنامج إذاعي بلغ 1131 حلقة من عشر دقائق.
قال أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري في مقاله الجديد تحقيق أصولي وإيضاح نفسيٌّ لا غير .. وَصَفْحٌ جميل:
"فصار كلام الله متعتي أختمه في الأسبوعين مرة لا ختم هذرمة، بل ختم تأمل وتسجيل وريقات في المصحف أراجع بها كتب التفاسير والتحقيق؛ ليكون كتاباً بعنوان (براهين القرآن، وقوانين الاستنباط) سأجعله إن شاء الله مصاحباً لتدريسي مقاييس اللغة للإمام ابن فارس في المسجد ابتداء من أول سبت من نصف شوال بعد الإجازة، وهو في غاية الاستيعاب والتحقيق ... وقام فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز الدغيثر بتهذيب بعض كتبي الخطية، وبدأ حفظه الله بتفريغ كتابي (تفسير التفاسير) البالغ 1131 حلقة من عشر دقائق مع بعض زملائه، ثم التوثيق والملاحظات، ثم إكمال ذلك من قبلي بالمراجعة، وبمراجعة ما استجد لي من مصادر مطبوعة وخطية كتفسير مكي بن أبي طالب الهداية، وهو كتاب نفيس جداً، وهكذا ما لم يطبع من كتب التفسير وحواشي الزمخشري والبيضاوي".
المصدر ( http://www.al-jazirah.com/20100713/rv1d.htm)
ـ[طالبة العلم الأحسائية]ــــــــ[20 Jul 2010, 03:46 م]ـ
أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
هذه الشخصية
تعجبني جداً
و أحرص على اقتناء جميع كتبه
و من أجمل ماقيل في مدح الشيخ الفاضل:
فأنتم ظاهريُّ الاسم لكن
ظهرتُم بالفعال لنا جهارا
نطقتم بالفصيحة في بيانٍ
(لقسّ) بدّهُ، إذ ماتبارى
فكم في القاف من تنضيد شعرٍ
أحطتم معصم الفصحى سوارا
صدحتم بالقوافي في جمالٍ
فجاءت من أديبٍ,, لايُجارى
http://www.al-jazirah.com.sa/2001jaz/jan/8/rv1.htm(/)
ما أفضل كتاب في فضائل القرآن يعتمد على الأحاديث الصحيحة؟
ـ[أبو حسن]ــــــــ[06 Sep 2005, 10:12 م]ـ
ما أفضل كتاب في فضائل القرآن يعتمد على الأحاديث الصحيحة؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Sep 2005, 09:48 ص]ـ
- يعد كتاب (فضائل القرآن ومعالمه وآدابه) للعلامة أبي عبيد القاسم بن سلام الهروي (157 - 224هـ) من أول وأهم الكتب المؤلفة في هذا الموضوع، ومعظم المؤلفين بعده ينقلون عنه رحمه الله. وهو يروي الأحاديث والآثار بسنده، فيقع فيه الصحيح وغيره، وللكتاب تحقيقات متفرقة، منها تحقيق مروان العطية وزملائه ونشرته دار ابن كثير بدمشق، وتحقيق أحمد بن عبدالواحد الخياطي في رسالته للماجستير ونشرته وزارة الأوقاف المغربية في جزأين. وهذا الكتاب لا يستغنى عنه بغيره لإمامة مؤلفه.
- ومن أجمع كتب فضائل القرآن - إن لم يكن أجمعها على الإطلاق - كتاب (لمحات الأنوار ونفحات الأزهار وري الظمآن لمعرفة ما ورد من الآثار في ثواب قارئ القرآن) لمحمد بن عبدالواحد بن إبراهيم الغافقي الأندلسي رحمه الله (549 - 619هـ)، وقد حققه الدكتور رفعت فوزي عبدالمطلب بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، ونشرته دار البشائر الإسلامية في ثلاثة مجلدات. وقد جمع من الروايات ما يقرب من ألفي رواية في ثلاثمائة وأربعة وثلاثين باباً من أبواب فضائل القرآن الكريم. كما جمع ما في الكتب التي صنفت قبله، فقد جمعه مؤلفه من سبعين كتاباً كما ذكر في المقدمة، وقد أودع كتاب فضائل القرآن لأبي عبيد في كتابه هذا، وكثير من الكتب التي اشتمل عليها أو على معظمها مفقودة حتى اليوم مثل كتاب فضائل القرآن لأبي ذر الهروي، وابن صخر، وابن حبيب وغيرهم. وقد زادت قيمة الكتاب بتحقيق المحقق له، وتخريجه لأسانيده ورواياته، والحكم عليها من حيث الصحة وغيرها. ولو اكتفى الطالب بهذا الكتاب لكان فيه غنية، ولنفعه بإذن الله.
وهناك من عني بالكتابة في فضائل القرآن من المتقدمين مثل ابن الضريس، والآجري، والنووي، وابن كثير. ومن المتأخرين الدكتور محمد رزق طرهوني في كتاب صغير اقتصر فيه على ما صح عنده في ذلك.
ـ[إمداد]ــــــــ[07 Sep 2005, 02:31 م]ـ
جزاك الله خيرا
ويمكنك أيضا الأستفادة من كتاب فضائل القران من صحيح البخاري رحمه الله
ـ[أبو حسن]ــــــــ[07 Sep 2005, 02:52 م]ـ
جزاكم الله خيرا وجعل ماقلتم في ميزان حسناتكم يوم تلقون الله
ـ[أبو حسن]ــــــــ[16 Sep 2005, 06:57 م]ـ
هل ثمت كتاب للعلامة الألباني رحمه الله؟
ـ[ابو المكارم العربي]ــــــــ[24 Sep 2005, 09:31 م]ـ
للتنبيه.
كتاب الشيخ محمد الطرهوني في مجلدين كبيرين وليس في كتاب صغير.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Sep 2005, 08:28 م]ـ
شكر الله لكم أخي الكريم أبا المكارم.
للدكتور محمد الطرهوني كتابان:
- أحدهما الذي أعنيه صغير الحجم مختصر، اقتصر فيه على ما صح مختصراً.
- والثاني الذي أشرتم إليه في مجلدين كبيرين بعنوان (موسوعة فضائل سور وآيات القرآن)، وهو القسم الصحيح أيضاً، ونشرته مكتبة العلم بجدة.
ـ[الراية]ــــــــ[05 Dec 2005, 01:58 م]ـ
فضائل سور القرآن
http://saaid.net/Doat/yahia/36.htm
ـ[مرهف]ــــــــ[11 Dec 2005, 01:31 م]ـ
مما كتب في فضائل السور رسالة علمية لدرجة الكتوراه بعنوان:
الأحاديث والآثار الواردة في فضائل سور القرآن الكريم دراسة ونقد، تأليف د إبراهيم علي السيد علي عيسى وقد طبعت في دار السلام القاهرة والطبعة الأولى عام 2001 م وهي رسالة جديدة الطرح في بابها مفيدة الدراسة في أسلوبها
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[12 Dec 2005, 09:52 ص]ـ
جزاكم الله خيراً(/)
تقرير موجز عن كتاب (معجم الدراسات القرآنية) للدكتورة إبتسام مرهون الصفار
ـ[المزمل]ــــــــ[07 Sep 2005, 12:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اسم الكتاب: معجم الدراسات القرآنية.
* تأليف الدكتورة: إبتسام مرهون الصفار.
* سبب التأليف: 1 - خدمة القرآن المجيد واللغة العربية.
2 - جمع الشتات من الدراسات القرآنية المتشعبة.
3 - تيسير الإطلاع على ما نشر وما لم ينشر من هذه الدراسات.
* عمل المؤلفة في الكتاب ومنهجها فيه:
1 - تسجيل كل ما تعثر من أسماء المؤلفين في أي موضوع من مواضيع علوم القرآن.
2 - لم تفرق بين المؤلف قديما ً كان أو حديثاً، وعلى هذا فإنها كتبته إلى عصر تأليف الكتاب.
3 - قسمت الدراسات حسب الموضوعات التالية ورتبتها حسب الحروف الهجائية:
أسباب النزول. إعجاز القرآن. إعراب القرآن.
تفسير القرآن. جمع القرآن وتدوينه. علوم القرآن.
فضائل القرآن. القراءات. المعاجم القرآنية.
القصص القرآني. متشابه القرآن. الناسخ والمنسوخ.
4 - قسمت كل باب من الموضوعات إلى فرعين: تبدأ بالمطبوع ثم تثني بالمخطوط.
5 - ذِكر مكان الطبع وسنته بالنسبة للمطبوع، وذكر اسم المخطوط ورقمه ومكانه إن كان مخطوطا وذِكر المفقود والإشارة إلى من ذكره من المؤلفين القدامى.
6 - تبدأ بذكر اسم الكتاب أولاً، ثم المؤلف. فمعلومة عن الكتاب _ سنة الطبع وتاريخه_ مرتباً على حروف المعجم.
* ملاحظات على الكتاب:
1) عدم الدقة في تبويب أبواب الكتاب تبويبا دقيقاً، فتجد مثلا في باب التفسير عناوين تتعلق بـ
_ بإعجاز القرآن. _ أحكام القرآن وعددها في المطبوع 13 وفي المخطوط 15.
_أصول التفسير. _ دراسات في التفسير. مثل:ابن عطية مفسرا.
_ غريب القرآن.
2) إدخال بعض العناوين التي لا تختص بعلوم القرآن الكريم مثل:
الآيات الجلية في رد شبهات الوهابية لمؤلفه: مرتضى كاشف الغطاء ..
اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم. لشيخ الإسلام ابن تيمية.
الزينة في الكلمات العربية الإسلامية لمؤلفه: الرازي ابن أبي حاتم. وغيرها.
2) إدخال المذكرات و المقالات المنشورة في بعض المجلات المتعلقة بعلوم القرآن ضمن الكتب.
3) ذكر عنوان الكتاب مرتين في المخطوط والمطبوع، في مواضع قليلة مثل: المفردات للراغب الأصفهاني.
4) عدم وجود فهرس خاص بأسماء المؤلفين وعناوين الكتب.
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[22 Aug 2006, 06:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا، هل يمكن الوقوف على هذا الكتاب في الانترنت؟(/)
ما هو القول الراجح في نسخ الكتاب بالسنة؟
ـ[سلسبيل]ــــــــ[07 Sep 2005, 02:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز نسخ الكتاب بالسنة؟ وهل يجوز نسخ المتواتر بالآحاد؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[08 Sep 2005, 11:42 ص]ـ
هذه المسألةَ اختلفَ فيها أهل العلم على قولينِ خُلاصتُهَا ما يلي:
القول الأول: عدم جوازِ نسخِ القرآنِ بالسنّةِ، وبه قال الثوريُّ والشافعيُّ وأحمدُ – في روايةٍ – وطائفةٌ مِن أصحابِ الإمام مالكٍ.
قال الإمام الشافعيُّ:" وأبانَ الله لهم أنّه إنّمَا نسخَ ما نسخَ مِن الكتابِ بالكتابِ، وأنّ السنّةَ لا ناسخة للكتابِ وإنّمَا هي تَبَعٌ للكتابِ ". (1)
وسُئِلَ الإمام أحمد: تنسخُ السنّةُ شيئًا مِن القرآنِ؟ قال:" لا يُنْسَخُ القرآنُ إلاّ بالقرآنِ ". (2)
ورجَّحَ هذا القولَ ابنُ قدامةَ (3) وابنُ تيميةَ. (4)
وأشهر أدلّتهم ما يلي:
1 – قول الله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} (البقرة: من الآية106) والسنّةُ لا تساوي القرآنَ ولا تكونُ خيرًا مِنه. (5)
2 – قول الله تعالى: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ ? قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقّ} (النحل: 101 - 102).
3 – احْتَجَّ بعضهم بحديث جابرٍ رضي الله عنه أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلمقال: [كَلامِي لا يَنْسَخُ كَلامَ الله، وكَلامُ الله يَنْسَخُ كَلامِي، وكَلامُ الله يَنْسَخُ بَعْضُهُ بَعْضَه] (6).
وهذا الحديثُ لو صَحَّ لكانَ قاطعًا للنزاعِ لكن لَمْ يَصِحَّ. بل حُكِمَ عليه بالوضْعِ.
القول الثاني: جواز نسخِه، وهو رأيُ أبي حنيفةَومالك وأكثر أصحابه ورواية عن الإمام أحمد وهو قولُ الأكثر (7) ورجّحه الشنقيطيّ (8).
ودليلهم أنّ الكُلَّ مِن عند الله، والناسخُ حقيقةً هو الله ? على لسانِ رسوله ? بِوَحْيٍ غيرِ نَظْمِ القرآنِ. (9)
وبَسْطُ هذه المسألةِ بِذكْرِ أدلّةِ كُلِّ قولٍ وجواب كُلِّ فريقٍ عن أدلّةِ الآخر يَطُولُ وليس هذا مقامه (10)، وسواءً قُلنَا بالجوازِ أو بالمنعِ مِنه فإنّ هذه المسألةَ لا وجودَ لها أصلاً، فلَمْ يَرِدْ نَصٌّ مِن السنّةِ نسخَ نَصًّا مِن القرآنِ، والذينَ قالوا بالجوازِ لَمْ يذكرُوا مثالاً صحيحًا يؤيّدُ ما قالوه، وما ذكرُوه مِن الأمثلةِِ - وهو قليلٌ جدًّا – غيرُ مسلّمٍ لهم، إذْ هو مِن قَبِيلِ البيانِ أو التخصيصِ، لا مِن قَبِيلِ النسخِ. أو هو مَنسوخٌ بآياتٍ أخرى مِن القرآنِ يعضدها ما ذكرُوه مِن السنّةِ
قال الزركشيُّ:" كُلُّ ما في القرآنِ مِمّا يُدَّعَى نَسْخُه بالسنّةِ عند مَن يراه فهو بيانٌ لحكمِ القرآنِ ". (11)
وقال أبو الوفاءِ بن عقيل:" واختلفَ القائلونَ بذلك والمانعونَ مِنه هل وُجِدَ ذلك؟ فقال قومٌ: لَمْ يُوجد ذلك، وإليه ذهب شيخنا الإمام أبو يعلى، وابن سريج مِن أصحابِ الشافعيّ، وقومٌ مِن المتكلّمين ". (12)
وقال شيخُ الإسلام ابن تيمية:" وبالجملةِ فلَمْ يثبت أنّ شيئًا مِن القرآنِ نُسِخَ بِسُنَّةٍ بلا قرآنٍ ". (13)
وقال الزرقانيّ بعد أنْ ذكر أمثلةَ القائلينَ بِنَسْخِ القرآنِ بالسنّةِ وأجاب عنها:" ومِن هذا العرْضِ يخلص لنا أنّ نسخَ القرآنِ بالسنّةِ لا مانعَ يمنعهُ عقلاً ولا شرْعًا،غايةُ الأمرِ أنّه لَمْ يقعْ لعدمِ سلامةِ أدلّةِ الوقوعِ كما رأيت ". (14)
وقال البعليُّ () في الاختيارات الفقهيّة:" جميعُ ما يُدَّعَى مِن السنّةِ أنّه ناسخٌ للقرآنِ غَلَط ". (15)
وإذا تقرَّرَ هذا فإنّ الخلافَ في هذه المسألةِ خلافٌ لا يترتّبُ عليه أثرٌ كبير، والخَطْبُ فيه يسير والله اعلم.
[ line] الحاشية
(1) الرسالة للشافعي صـ (106).
(2) انظر: جامع بيان العلم وفضله (2/ 564).
(3) انظر: روضة الناظر صـ (78).
(4) انظر: مجموع فتاوى ابن تيمية (17/ 195، 197) و (19/ 202) و (20/ 398).
(5) انظر: روضة الناظر صـ (78)، الواضح في أصول الفقه (4/ 260).
(6) الحديث رواه الدارقطنيّ في سننه في كتاب: النوادر (4/ 145) برقم (9)، ورواه ابن عديّ في الكامل في ضعفاء الرجال (2/ 443)، ورواه ابنُ الجوزيّ في العلل المتناهية مِن طريق ابن عدي (1/ 125) برقم (190). قال ابنُ عديّ في الموضع المتقدّم:" حديثٌ مُنكر وفي إسناده جبرون بن واقد الأفريقي ".
وقال الذهبيّ عنه:" ليس بثقةٍ روى بقلّةِ حياءٍ عن سفيانَ عن ابي الزبير عن جابرٍ فذكر الحديث " انظر: المغني في الضعفاء (1/ 199).
وقال ابنُ حجرٍ:" مُتّهمٌ " ونَقَلَ عن الذهبيّ أنّ الحديثَ موضوعٌ. انظر: لسان الميزان (2/ 117).
وانظر: شرح مختصر الروضة (2/ 322)، مذكرة في أصول الفقه صـ (83).
(7) انظر: إرشاد الفحول (3/ 639).
(8) انظر: مذكرة في أصول الفقه صـ (83).
(9) انظر: روضة الناظر صـ (78).
(10) راجعه إن شئتَ: مِن كُتُبِ أصول الفقه: الرسالة صـ (106)، الواضح في أصول الفقه (4/ 258)، روضة الناظر صـ (78)، شرح مختصر الروضة (2/ 320)، تقريب الوصول صـ (318)، مجموع فتاوى ابن تيمية (17/ 195، 197) و (19/ 202) و (20/ 398)، إرشاد الفحول (3/ 639)، مذكرة اصول الفقه صـ (83)، معالم أصول الفقه عند أهل السنّة والجماعة صـ (267).
ومِن كُتُبِ علوم القرآن: البرهان في علوم القرآن (2/ 37)، الإتقان في علوم القرآن (2/ 701)، مناهل العرفان في علوم القرآن (2/ 237) وقد توسّعَ في الحديثِ عن المسألة.
(11) البرهان في علوم القرآن (2/ 50).
(12) الواضح في أصول الفقه (4/ 260).
(13) مجموع فتاوى ابن تيمية (20/ 398).
(14) مناهل العرفان في علوم القرآن (2/ 243 - 244).
(15) الاختيارات الفقهية صـ (13).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سيف الدين]ــــــــ[14 Jan 2006, 05:54 م]ـ
نظرت في النسخ على وجه العموم فلم اجد في القرآن ولا في السنة قولا فاصلا (مصدره القرآن والسنة) بان هذه الاية نسخت تلك او هذا الحديث نسخ ذلك ... وانما مدار النسخ على اجتهادات .... فهل ينسخ الاجتهاد القرآن؟ ... هل ينسخ (بضم ا لياء) القرآن الذي هو كلام الله المثبت تواترا لفظيا باجتهاد؟ هذا اذا حملنا النسخ على رفع الحكم ...
ـ[ابو يزيد]ــــــــ[14 Jan 2006, 09:48 م]ـ
وللفائدة زيادة على ما ذكره اخونا:احمد البريدي، انظر هذه المسألة في أضواء البيان حيث قال الشيخ محمد الأمين - رحمه الله - مانصه:
المسألة السادسة اعلم أنه لا خلاف بين العلماء في نسخ القرآن بالقرآن ونسخ السنة بمتواتر السنة واختلفوا في نسخ القرآن بالسنة كعكسه وفي نسخ المتواتر بأخبار الآحاد وخلافهم في هذه المسائل معروف وممن قال بأن الكتاب لا ينسخ إلا بالكتاب وأن السنة لا تنسخ إلا بالسنة الشافعي رحمه الله
قال مقيده (صاحب الأضواء) عفا الله عنه: الذي يظهر لي والله تعالى أعلم هو أن الكتاب والسنة كلاهما ينسخ بالآخر لأن الجميع وحي من الله تعالى فمثال نسخ السنة بالكتاب نسخ استقبال بيت المقدس باستقبال بيت الله الحرام فإن استقبال بيت المقدس أولا إنما وقع بالسنة لا بالقرآن وقد نسخه الله بالقرآن في قوله) فلنولينك قبلة ترضاها (ومثال نسخ الكتاب بالسنة نسخ آية عشر رضعات تلاوة وحكما بالسنة المتواترة ونسخ سورة الخلع وسورة الحفد تلاوة وحكما بالسنة المتواترة وسورة الخلع وسورة الحفد هما القنوت في الصبح عند المالكية وقد أوضح صاحب (الدر المنثور) وغيره تحقيق أنهما كانتا سورتين من كتاب الله ثم نسختا
وقد قدمنا (في سورة الأنعام) أن الذي يظهر لنا أنه الصواب هو أن أخبار الآحاد الصحيحة يجوز نسخ المتواتر بها إذا ثبت تأخرها عنه وأنه لا معارضة بينهما لأن المتواتر حق والسنة الواردة بعده إنما بينت شيئا جديدا لم يكن موجودا قبل فلا معارضة بينهما ألبتة لاختلاف زمنهما، يدل بدلالة المطابقة دلالة صريحة على إباحة لحوم الحمر الأهلية لصراحة الحصر بالنفي والإثبات ... انظر أضواء البيان
فصل وشروط النسخ خمسة أحدهما أن يكون الحكم في الناسخ والمنسوخ متناقضا فلا يمكن العمل بهما والثاني أن يكون حكم المنسوخ ثابتا قبل ثبوت حكم الناسخ والثالث أن يكون حكم المنسوخ ثابتا بالشرع لا بالعادة والعرف فإنه إذا ثبت بالعادة لم يكن رافعه ناسخا بل يكون ابتداء شرع آخر والرابع كون حكم الناسخ مشروعا بطريق النقل كثبوت المنسوخ فأما ما ليس مشروعا بطريق النقل فلا يجوز أن يكون ناسخا للمنقول ولهذا إذا ثبت حكم منقول لم يجز نسخه بإجماع ولا بقياس والخامس كون الطريق الذي ثبت به الناسخ مثل طريق ثبوت المنسوخ أو أقوى منه ولهذا نقول لا يجوز نسخ القرآن بالسنة انظر المصفى من علم الناسخ والمنسوخ ج1/ 13 تحقيق الدكتور / صالح الضامن
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Jan 2006, 10:52 م]ـ
وقفات حول النسخ في القرآن لأبي مجاهد العبيدي ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=25&highlight=%C7%E1%E3%CC%E1%D3+%C7%E1%CE%C7%E3%D3)
ـ[مرهف]ــــــــ[15 Jan 2006, 06:38 م]ـ
لقد مرت النقول في قول الإمام الشافعي رحمه الله أن السنة لا تنسخ القرآن، وفي الحقيقة أن قول الإمام الشافعي رضي الله عنه اختلف المتأخرون من الشافعية في تفسيره، بل وقال بعضهم بخلاف قول الإمام، ويتلخص اختلافهم في أن الإمام الشافعي هل قال بعدم جواز نسخ السنة للقرآن عقلاً أم شرعاً، والذي يترجح لي بعد دراسة مفصلة للموضوع أن الإمام الشافعي رضي الله عنه يقول بعدم الجواز شرعاً لا عقلاً، وذلك لعدم وقوع النسخ في الواقع، أي لم يثبت لدى الإمام الشافعي أن السنة نسخت القرآن، وما قيل في نسخ آية الوصية في سورة البقرة بحديث (لا وصية لوارث) إنما هي ـ أي الآية ـ عند الإمام الشافعي منسوخة بآية المواريث في سورة النساء والحديث مخصص لها ولا يخفى معنى هذا الكلام على المختصين والله أعلم. (هذا ملخص بحث كتبته من سنوات بعنوان: قراءة في نسخ السنة للقرآن عند الشافعي، وهو ما يزال مكتوباً بخط اليد).
ـ[الجندى]ــــــــ[16 Jan 2006, 08:41 م]ـ
للفائدة:
الناسخ و المنسوخ في القرآن الحكيم والسنة المطهرة ... سلسلة حلقات
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3858
ـ[خادم الكتاب والسنة]ــــــــ[16 Jan 2006, 08:50 م]ـ
يقولون: خير الكلام ما قل ودل
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وأتيت جوامع الكلم، واختص الحديث لي اختصارا"
فعلى هذا الجواب بقول شيخنا الامام العلامة الهمام محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- في رسالته المختصرة "الأصول من علم الأصول":
الثاني: نسخ القرآن بالسنة، ولم أجد له مثالا صحيحا
وقد بين شيخنا في الشرح رحمه الله أن هذا يعني أن بعض الأصوليين استدلوا ببعض الامثلة لكنه لم يجد مثالا سليما منها، وقال وممكن يجد اخرين امثلة في المستقبل
رحم الله الامام وغفرله
والله تعالى أعلم(/)
التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا للدكتور محمد بن رزق بن طرهوني
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Sep 2005, 03:48 م]ـ
صدر عن دار ابن الجوزي بالدمام – السعودية الطبعة الأولى من كتاب:
التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا
http://www.tafsir.net/images/Tarhoony.jpg
من تأليف الدكتور محمد بن رزق بن طرهوني. ويقع في مجلدين من القطع العادي، وعدد صفحات المجلدين 1017 صفحة، وهو رسالته التي تقدم بها لكلية أصول الدين بالأزهر، وقد ترجم فيه لثلاثمائة وستين مفسراً من غرب أفريقيا (المغرب – الجزائر – تونس – موريتانيا) منهم مائتان وخمسون مفسراً من غرب أفريقيا، ومائة وخمسة مفسرين من الوافدين على غرب أفريقيا. وهي تراجم جيدة مركزة، وبعضهم لا تجد له ترجمة إلا في هذا الكتاب.
وأما بالنسبة للتفاسير المدروسة كنماذج، فقد حرص المؤلف (أن تستوعب المناهج الفكرية التي سادت فيها، فذكرت التي سادت فيها، فذكرت أمثلة للتفسير بالمأثور، وللتفسير بالرأي المحمود كالتفسير الفقهي واللغوي والبياني، وللتفسير بالرأي المذموم كتفسير الشيعة الإسماعيلية والخوارج والصوفية الإشارية والصوفية الاتحادية) وذكر أيضاً أنه حرص (على أن يكون ضمن النماذج ما هو مفقود وما هو موجود، وما هو مخطوط وما هو مطبوع، وما هو من تفاسير المتقدمين وما هو من تفاسير المتأخرين، وما هو من تفاسير أبناء المنطقة وما هو من تفاسير الوافدين عليها) كما توخى (جمع المادة التفسيرية للمفسر من كتابه في التفسير ومن غيره – إن أمكن – ليساعد ذلك على استيعاب منهجه، وذلك كله حرصاً على بيان معطيات تلك المدرسة في شتى صورها).
طريقته في دراسة التفسير:
شملت دراسة كل تفسير التقديمَ بنبذة عن المدرسة التابع لها إن اقتضى الأمر، وذلك في الخوارج والشيعة والصوفية، ثم التعريف بمؤلفه والإحالة على ترجمته، ثم التعريف بالكتاب وبيان هل هو مطبوع أم مخطوط، ثم إعطاء نبذة عن الباعث على تأليف ذلك التفسير إن وجد، وذكر شيء من مقدمته إن أمكن، ثم بيان المنهج العام للمؤلف في ذلك التفسير، ثم المنهج التفصيلي له ويتضمن: اهتمامه بأسماء السور وعد الآي وأماكن الوقوف وبيان المناسبات بين السور وبين الآيات، ثم محاولة دراسة موقفه من النقاط التالية حسب الاستطاعة:
- موقفه من العقيدة.
- موقفه من تفسير القرآن بالقرآن.
- موقفه من تفسير القرآن بالسنة (ويتضمن ذلك موقفه من فضائل السور والآيات ومن أسباب النزول ومن الروايات الضعيفة والموضوعة).
- موقفه من تفسير القرآن بأقوال السلف.
- موقفه من تفسير القرآن بروايات السيرة والتاريخ.
- موقفه من الإسرائيليات.
- موقفه من اللغة (ويتضمن الشعر والمسائل النحوية والبيان والمعاني وإعجاز القرآن).
- موقفه من القراءات (ويتضمن القراءة المعتمدة في تفسيره إن أمكن، ثم ذكره للقراءات المتواترة وغيرها وتوجيهها).
- موقفه من الفقه وأصوله.
- موقفه من المواعظ والآداب والتوجيه الاجتماعي.
وتتخلف بعض تلك النقاط ويظهر غيرها في دراسة بعض التفاسير المنحرفة، كتفاسير الخوارج والشيعة والصوفية.
ـ[أبو حسن]ــــــــ[07 Sep 2005, 10:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا البيان الشافي
ـ[الراية]ــــــــ[08 Sep 2005, 04:13 ص]ـ
تصفحت الكتاب في إحدى المكتبات
فوجدت أن الكلام في الجانب التاريخي والجغرافي أخذ قسماً كبيراً من الرسالة.
كذلك يلاحظ ارتفاع سعر الكتاب
وعلى غير الجودة المعروفة لما تطبعه دار ابن الجوزي
والله اعلم
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[08 Sep 2005, 02:22 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[25 Jul 2007, 10:46 م]ـ
لتحميل الرسالة اذهب إلى هذا الرابط:
تعريف برسالة الدكتوراه (التفسير والمفسرون غرب افريقيا) لمحمد بن طرهوني - مع التحميل ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=9058)(/)
حديث ذو شجون
ـ[حسين الخالدي]ــــــــ[07 Sep 2005, 04:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحكم بغير ما أنزل الله موضوع طويل الذيول يطل علينا بإلحاح بين فترة وأخرى وقد كتب الأخوة في هذا المنتدى بحوثا فيه وليس غرضي البحث ذاته وإنما أريد الإشارة إلى إشكال المرجو من طلبة العلم إبداء الرأي فيه
هب أنك تبنيت القول بأن الحكم ب (القوانين الوضعية) كفر أكبر مطلقا - وهو قول لطائفة معتبرة من العلماء المعاصرين - وأن (تنزيله على المعين) متحقق الشروط منتفية عنه الموانع - وهو إحتمال قريب جدا بالنظر للواقع - ودخلت في مرحلة (إشهار الحكم على المعين) فإنك أمام مفسدتين إحداهما إندفاع الشباب لمواجهات خاسرة مع الأنظمة الظالمة في حال الإشهار والثانية معاملة الناس لهؤلاء الحكام بمقتضى حقوق الولاة الشرعية ومنها الحكم بالخروج (فعلا أو لسانا) على من يفرط في تلك الحقوق أو يرفضها رأسها فينتج بذلك من الشقاق والإفتراق في صفوف الموحدين مالله به عليم - وهو واقع - في حال عدم الإشهار فأي الموقفين أرجح الإشهار وما يكتنفه من فتن دموية أم الإسرار وما فيه من تزييف لمفاهيم شرعية وما يترتب عليه من فرقة بغير حق
ثم لو إخترت موقف الإسرار فهل ستلتزم بلوازم سكوتك من إضفاء الشرعية على أنظمة طاغوتية
ملاحظة: بالنظر إلى أفراد حقوق الولاة يتبين إنسحاب قرار البت في المسألة على مسائل لا حصر لها في حياة المسلم فهي مسألة حقيقية وليست جدلية فارغة أو السلامة في تركها كما يظن البعض - على الأقل من وجهة نظري
ـ[حسين الخالدي]ــــــــ[07 Sep 2005, 04:41 م]ـ
و أضيف هنا أن في حالة إختيار أي الموقفين هل ستعامل المخالفين فقهيا (في الحكم أو تنزيله على المعين أو في الأقرب للحكمة في الموقف من الحكام) معاملة المجتهد أم لا؟ في نظري الأول أصوب لكن هذا البحث من مستتبعات الإشكال الأول فوجب التنبيه عليه.(/)
هل هناك فرق بين الاختيار والترجيح في التفسير؟
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[07 Sep 2005, 05:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل هناك فرق بين الاختيار والترجيح في التفسير؟
قبل الإجابة على هذا السؤال أحب أن أذكر تعريف الاختيار والترجيح على وجه الاختصار.
تعريف الاختيار:
الاختيار لغة: قال ابن فارس: " الخاء , والياء , والراء , أصله العطف , والميْل , ثمَّ يحمل عليه , فالخير خلافُ الشر , لأن كلَّ أحد يميل إليه ويعطف على صاحبه " ([1]).
وقال بعض أهل اللغة: " الاختيار: هو طلب ما هو خير , وفعله.
وقال بعضهم: الاختيار: الإرادة مع ملاحظة ما للطرف الآخر , كأن المختار ينظر إلى الطرفين , ويميل إلى أحدهما " ([2]).
والاختيارُ: الاصطفاء ([3]) , وخار الشيءَ واختاره: انتقاه ([4]).
وفي الاصطلاح: ترجيح الشيء , وتخصيصه , وتقديمه على غيره ([5]).
تعريف الترجيح:
الترجيح لغة: قال ابن فارس: " الراء , والجيم , والحاء: أصل واحد , يدلُّ على رَزَانةٍ , وزيادةٍ , يقال: رَجَحَ الشيء , وهو راجح , إذا رَزَن ,وهو من الرجحان " ([6]).
ويقال: أرْجَحَ الميزان: أي أثقله حتى مال , وأرجحت لفلان , ورجَّحتُ ترجيحاً , إذا أعطيته راجحاً ([7]).
ومن تعريفاته عند الأصوليين: " تقوية إحدى الأمارتين على الأخرى لدليل " ([8]).
وقال بعضهم: بيان اختصاص الدليل بمزيد قوَّة عن مقابله ليعمل بالأقوى ([9]).
والاختيار والترجيح في التفسير بمعنى واحد , والمراد بهما: تقوية أحد الأقوال في تفسير الآية , وتقديمه على غيره , لدليل.
وقد فرَّق بينهما بعض الباحثين ([10]) , فجعل الترجيح تقوية أحد الأقوال في تفسير الآية على غيره لدليل , أو تضعيف , ما سواه من الأقوال.
والاختيار: الميْل إلى أحد الأقوال في تفسير الآية، مع تصحيح بقية الأقوال.
ولم أرَ من فرَّق بينهما من المتقدمين , بل إنهم يوقعون أحدهما بمعنى الآخر، ويعبرون بهما معا في بعض المواضع ([11]) , والتعريف اللغوي يعضد ذلك؛ فإن الميل إلى أحد الأقوال يقتضي تضعيف غيره، بغض النظر عن درجة التضعيف؛ إذْ لو كان القولان متساويين عند الناظر فيهما لم يختر، أو يرجح أحدَهما , بل يتوقف.
نعم الاختيار والترجيح درجات ([12]) , فأحياناً يقطع المفسَّر بصواب أحد الأقوال , ورجحانه على غيره , ويبطل ما سواه أو يضعَّفها تضعيفاً شديداً , وأحياناً لا يتوفر له من الأدلة ما يجعله يقطع بصوابه وصحته , ولا يقوم بأدلة الأقوال الأخرى من الضَّعفِ ما يجعلها غير معتبرة , ولكنْ عند الموازنة تَرْجِحُ كفَّةُ أحد الأقوال , وهذا هو الترجيح.
وقد درج على عدم التفريق بين هذين المصطلحين الفقهاء والنحويون وغيرهم.
ويمكن للإخوة الذين يبحثون في دراسة أقوال وترجيحات المفسرين أن يقوموا باستقراء مناهج المفسرين في هذا الباب ويفيدونا.
-----------------------------
([1]) معجم مقاييس اللغة 1/ 232؛ مادة (خير).
([2]) الكليات للكفوي ص62.
([3]) الصحاح للجوهري 2/ 652 مادة (خير).
([4]) لسان العرب 4/ 257 مادة (خير).
([5]) كشاف اصطلاحات الفنون للتهاوني 1/ 119
([6]) معجم مقاييس اللغة 2/ 489 مادة (رَجَحَ).
([7]) انظر: لسان العرب 5/ 142 , والقاموس المحيط 4/ 616 مادة (رجح).
([8]) شرح الكوكب المنير 4/ 616 , وانظر: التعارض والترجيح للبرزنجي 1/ 78.
([9]) البحر المحيط للزركشي 6/ 130.
([10]) وهو الدكتور حسين الحربي في ترجيحات ابن جرير في التفسير ص66 , وتبعه آخرون.
([11]) أما تعبيرهم عن القول الراجح الذي قد ضعِّف غيره بأنه اختيار فهو كثير جداً، انظر على سبيل المثال: تفسير ابن كثير 4/ 563 , الناسخ والمنسوخ للنحاس 2/ 540 , , وتفسير القرطبي 15/ 67 , تفسير ابن جزي2/ 269والشوكاني4/ 650 وتفسير الألوسي 24/ 135 , ومن أمثلة إطلاقهم الترجيح على الاختيار الذي ليس فيه إشارة إلى تضعيف بقية الأقوال ما ذكره ابن كثير 1/ 188 , في تفسير قوله تعالى: حيث ذكر الأقوال في معنى ثم قال عن القول الأخير: " وقد رجحه ابن جرير مع توجيه غيره " , وحينما نذهب إلى ابن جرير نجد أنه يقول في تفسيره لهذا الموضوع 1/ 406: " ولكلًّ مما قيل من هذه الأقوال التي حكينا وجه ومخرج في كلام العرب , غير أن أعجب الأقوال إلىَّ في
(يُتْبَعُ)
(/)
ذلك ما قلناه أولاً ... " وأحينا يعبرون بقولهم المختار الراجح، ونحو ذلك من العبارات، انظر تفسير ابن عطية 9/ 304، والرازي 4/ 133.
([12]) انظر مقدمة تفسير ابن جُزي ص 1/ 4
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[07 Sep 2005, 07:20 م]ـ
أخي الكريم إبراهيم
إن مشكلة المصطلحات مشكلة علمية قلَّ من درسها كظاهرة علمية في العلوم والفنون، ولعلك تلاحظ أن كثيرًا من المصطلحات تنشأ بعد حدوث ما يقع عليه الاصطلاح، وقلَّ من المصطلحات ما يكون موازيًّا للقضية العلمية، أو يجتمع قوم فيصطلحوا على شيء ويسير على من بعدهم.
لذا تجد الخلاف في المصطلحات له أثر علمي لأن كل واحد من المناقشين يحمل المصطلح المعين على ما يعرفه، وقد لا يكون هو ما يريده صاحبه، ولعله لا يغيب عن بال مثلكم مصطلح النسخ بين السلف والمتاخرين.
واليوم يأتي بعض الباحثين ليحدد بعض المصطلحات على ما يريده دون أن يكون قد سبقه إليه أحد، فقد يوفَّق في صُنع المصطلح ويأخذ به جمهور الباحثين، وقد يخالف فيبقى قولاً غير مقبول.
ولعل من الأمور المعينة على تتبع المصطلح واستنباطه هو استقراء عمل المفسرين من السلف مثلاً؛ إذ قد نجد عندهم من المصطلحات ما يتفقون عليه، ونجد عندهم ما يختلفون فيه، وإن كانت نتيجته العلمية ثابته لا تتغير، وإنما يتغير استعمال المصطلح فقط.
وما ذكرتموه من لفظ الاختيار أو الترجيح يدخله النظر والاستدلال على اختلاف ظاهر بين الناظرين:
فالاختيار والترجيح يتفقان في وجود متعدد يختار منه او يرجح فيه.
ولا يمكن ان يكون الاختيار إلا بدليل أو قرينة، وكذا الترجيح لا يكون إلا بذلك.
كما أن العالم قد يذكر مستند ترجيحه او اختياره، وقد لا يذكر.
واستعمالات العلماء ـ كما ذكرت ـ لا تفرق بينهما، وهذا هو الظاهر. وقبول هذا التفريق من جهة الاصطلاح يحتاج إلى شيوعه بين الباحثين واستعمالهم له على جهة القبول والموافقة، فلو اتفق جمهور الباحثين على ما ذهب إليه الدكتور حسين الحربي فإنه يكون اصطلاحًا موضوعًا يُحتكم إليه، كما هو الشأن في اصطلاحات البحث العلمي المعاصرة التي تميزت عن اصطلاحات البحث العلمي عند علمائنا السابقين، وقد يكون الذي بدأ بعض هذه الاصطلاحات شخص واحد، فسارت بعده بين جمهور الباحثين من غير نكير.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 Oct 2005, 04:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما يسّر الله تقييده وتحريره في هذه المسألة في بحثي: "اختيارات ابن القيم وترجيحاته في التفسير - دراسة وموازنة "
(- تعريف الاختيار والترجيح، والفرق بينهما:
أولاً: تعريف الاختيار:
الاختيار في اللغة مصدر اختار يختار، و (الخاء والياء والراء أصله العطف والميل) ([1])، وخار الشيءَ واختاره: انتقاه، واخْتَرْت فلاناً على فلان: عُدِّيَ بعلى لأَنه في معنى فَضَّلْتُ.
والاختيار: الاصطفاء، وكذلك التَّخَيُّرُ. ([2])
والاختيار كذلك: طلبُ ما هو خيرٌ، وفعلُه. قال الله U : ? وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ? (الدخان:32)، أي: قدمناهم على غيرهم، واصطفيناهم من بينهم. ([3])
قال الإمام ابن تيمية: (والاختيار في لغة القرآن يراد به التفضيل، والانتقاء، والاصطفاء كما قال تعالى: ? فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى = إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى = وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى ? (طه:11 - 13) ... ) ([4])
وتعريف الاختيار في الاصطلاح لا يختلف عنه كثيراً في اللغة؛ وأكثر من يستعمل الاختيار كاصطلاح علمي له مدلوله أئمة القراءات؛ فالاختيار عندهم يراد به: (ملازمة إمام معتبر وجهاً أو أكثر من القراءات؛ فينسب إليه على وجه الشهرة والمداومة، لا على وجه الاختراع والرأي والاجتهاد.) ([5])
ومعلوم أن اختلاف القراء يفترق عن اختلاف غيرهم من أهل العلوم الأخرى؛ فإن اختلاف القراء يكون بين قراءات كلها حق وصواب. ([6]) وهذا يدل على أن اختيار أحدهم القراءة لا يعني ردّ أي قراءة ثابتة غيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الاختيار في اصطلاح المفسرين؛ فلم أرَ من حرره من المتقدمين، واستعمالُ المفسرين له يدل على أنه بمعنى الترجيح، حيث يستعملونه في ترجيح قول على آخر، سواء على وجه التقديم واختيار الأولى أم على وجه تصحيح القول المرجّح، ورد القول الآخر.
وقد عرّف أحد الباحثين الاختيار بقوله: (والمراد بالاختيار في التفسير: الميل إلى أحد الأقوال في تفسير الآية، مع تصحيح بقية الأقوال.) ([7])
وفي هذا التعريف نظر لوجهين:
الأول: أن مجرد الميل إلى أحد الأقوال لا يصلح أن يكون سبباً للاختيار؛ لأن الاختيار المعتبر لا يكون إلا بعد بذل الجهد، والنظر في الأقوال التي يتخير منها، ثم يختار ما يرى أنه الأولى والأقوى. فلا يكون للاختيار قيمة إلا إذا كان مبنياً على التروي والتفكر والنظر، وليس ناشئاً عن ميل سابق أو هوى غالب.
جاء في تفسير الرازي: (الاختيار هو أخذُ الخير من أمرين، والأمران الّذان يقع فيهما الاختيار في الظاهر لا يكون للمختار أولاً ميل إلى أحدهما، ثم يتفكر ويتروى، ويأخذ ما يغلبه نظره على الآخر.) ([8])
وقال ابن عاشور: (فالاختيار هو تكلف طلب ما هو خير.) ([9])
والوجه الثاني: قوله: (مع تصحيح بقية الأقوال) يحصر الاختيار في تفسير الآيات التي صحت جميع أقوالها. ومعلوم أن من الآيات ما يكون في تفسيرها عدة أقوال، بعضها صحيح مقبول، وبعضها ضعيف مردود؛ فهذا القيد لا يناسب هذه الآيات، ولا يصلح لها.
والأنسب في تعريف الاختيار، والأولى أن يقال: هو تقديم أحد الأقوال المقبولة في تفسير الآية لسبب معتبر.
ثانياً: تعريف الترجيح:
الترجيح في اللغة مصدر رجّح، و (الراء والجيم والحاء أصل واحد، يدل على رزانة وزيادة. يقال: رجح الشيءُ، وهو راجح، إذا رَزَن.) ([10])
والترجيح في الاصطلاح: تقوية أحد الدليلين بوجه معتبر. ([11])
وعرفه بعضهم: بالتقوية لأحد المتعارضين، أو تغليب أحد المتقابلين. ([12])
وفي اصطلاح الأصوليين: تقوية إحدى الإمارتين على الأخرى. وقيل: الترجيح إظهار الزيادة لأحد المثلين على الآخر. وقيل: بيان اختصاص الدليل بمزيد قوة عن مقابله ليُعمل بالأقوى. ([13]) وقيل: تقوية أحد الدليلين المتعارضين. ([14])
وأما المفسرون فليس للترجيح عندهم حدّ أو تعريف متفق عليه، ولم أرَ من ذكر له تعريفاً من المتقدمين. واستعمالهم للترجيح في تفاسيرهم يدل على توسعهم في إطلاقه، فهو عندهم يشمل كلّ تقديم لقول على آخر، سواء كان تقديماً يلزم منه ردّ الأقوال الأخرى، أم كان تقديماً لا يلزم منه ذلك.
وعلى هذه فالترجيح عند المفسرين يفترق عن الترجيح بين القراءات عند القراء؛ فمن شرط جواز الترجيح بين القراءات المتواترة عند من يجيزه: عدم ردّ القراءة المرجوحة. ([15])
وأما الترجيح الذي سرت عليه في هذا البحث فهو: اعتماد أحد الأقوال في تفسير الآية لدليل، أو لتضعيف وردّ ما سواه. ([16])
ثالثاً: الفرق بين الاختيار والترجيح:
سبق التنبيه على أن عمل المفسرين يدل على عدم تفريقهم بين الاختيار والترجيح، وقد نهجت بعض الدرسات العلمية المتأخرة منهج التفريق بينهما؛ لأن كل لفظ له دلالته في اللغة، كما أنّ ذلك يفيد في التمييز بين الترجيحات الواردة في كتب التفسير؛ فإنها ليست على مرتبة واحدة.
ومن خلال التعريفين السابقين للاختيار والترجيح، الّذَيْن اعتمدتهما في هذه الدراسة يتضح أن بينهما فرقاً من وجهين:
أحدهما: أن الترجيح تقوية لأحد الأقوال؛ ليُعلم الأقوى؛ فيُعمل به، ويُطرح الآخر. بخلاف الاختيار؛ فإنه ميل إلى المختار، وليس فيه طرح للأقوال الأخرى.
ومما يؤيد هذا التفريق ما ذكره الأصوليون في مسائل الترجيح؛ فقد نص بعضهم على أنه إذا تحقق الترجيح وجب العمل بالراجح وإهمال الآخر. ([17])
كما يؤيده أيضاً ما اتفق عليه الأصوليون من كون الجمع بين الدليلين أولى من الترجيح؛ لأن في الترجيح إسقاطاً لأحدهما. ([18])
والثاني: أن الترجيح يكون بين الأقوال المقبولة وغير المقبولة، والصحيحة والضعيفة. وأما الاختيار فلا يكون إلا بين الأقوال المقبولة في تفسير الآية.
ويُبنى على هذا أن الاختلاف بين الأقوال في الترجيح يكون في الغالب من اختلاف التضاد، بخلاف الاختيار؛ فإن الاختلاف بين الأقوال فيه إنما يكون من اختلاف التنوع.) انتهى المراد نقله
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) معجم مقاييس اللغة لابن فارس 2/ 232.
([2]) انظر لسان العرب لابن منظور، مادة» خير «.
([3]) انظر مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني ص301، وعمدة الحفاظ للسمين الحلبي 1/ 630.
([4]) جامع الرسائل 1/ 137.
([5]) معجم الاصطلاحات في علمي التجويد والقراءات للدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري ص21.
([6]) انظر النشر في القراءات العشر لابن الجزري 1/ 52.
([7]) رسالة: ترجيحات الإمام ابن جرير في التفسير للدكتور حسين الحربي ص66.
([8]) التفسير الكبير 19/ 134.
([9]) التحرير والتنوير 16/ 198.
([10]) معجم مقاييس اللغة لابن فارس 2/ 489.
([11]) انظر كتاب التوقيف على مهمات التعاريف للمناوي 1/ 170.
([12]) المصدر السابق 1/ 170.
([13]) انظر البحر المحيط للزركشي 8/ 145.
([14]) انظر مذكرة أصول الفقه للشنقيطي ص538.
([15]) انظر معجم مصطلحات علمي التجويد والقراءات للدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري ص40 - 41.
([16]) ذكره الدكتور حسين الحربي في كتابه قواعد الترجيح عند المفسرين 1/ 35 بلفظ: (تقوية أحد الأقوال في تفسير الآية لدليل أو قاعدة تقويه، أو لتضعيف أو ردّ ما سواه).
([17]) انظر تقرير ذلك في البحر المحيط للزركشي 8/ 145.
([18]) انظر الجامع لأحكام القرآن 10/ 305.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[31 Dec 2005, 04:35 م]ـ
ماهي الكتب التي تكلمت عن الفرق بين الترجيح والاختيار من المتقدمين والتأخرين , وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[31 Dec 2005, 06:27 م]ـ
يظهر لي -والله أعلم-أن بين المصطلحين عموما وخصوصا مطلقا:
فالاختيار هو الأخذ برأي أو شيء عن دليل معتبرأو عن غير دليل.أقصد قد يكون السند هو العقل أو الذوق أو مجرد المشيئة. مثل الاختيار بين الأثواب والألوان والأطعمة ..... ومنه قوله تعالى: {وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ} (20) سورة الواقعة
أما الترجيح فيكون -والله أعلم-في المعنويات ,ولا بد فيه من سند فلا يرجح الشخص أمرا إلا وله دليل معتبر "يثقل"كفة الأمر الراجح ....
هنا فرق آخر وهو أن الاختيار يكون في مواضع تكافئ الأدلة وغيرها ...... أما الترجيح -كما يدل عليه اسمه-فلا يكون إلا حيث تتفاوت الأدلة.
هذا اجتهاد مني فقط .. وقد يكون غير صحيح.
ـ[مرهف]ــــــــ[06 Jan 2006, 01:00 ص]ـ
بوركت أيديكم على ما كتبتم ولكني أميل إلى ما ذهب إليه الدكتور مساعد، مع ملاحظة أن شأن المصطلحات هو ضبط المعنى العلمي وبلورة الصورة العلمية للفظ ما لا من أجل التحاكم إليه عند الاختلاف، وقد يكون هذا المصطلح قد استنبط استنباطاً من عمل العلماء، كما لوحظ استخدام النسخ على معنى التخصيص عند المتقدمين، وقد يكون المصطلح أتى عن طريق التواطؤ بين الباحثين مع شيء في الاختلاف في التفاصيل الفرعية، ومن الباحثين من له اصطلاح خاص يقدمه في أول بحثه ليضبط مسيرته العلمية ثم يشيع هذا المصطلح من خلال الاستخدام، ومن الباحثين من يكتب ويستخدم مصطلحات غير مضبوطة فيحاكم إلى المصطلحات العلمية الشائعة، ولا أرى في الواقع أن (الترجيح والاختيار) مصطلحات لها مدلول اختصاصي يختلف عن مدلولهما اللغوي المتعارف عليه، وكما تقدم فالعلماء لا يفرقون ـ في الواقع العملي ـ بينهما والله أعلم.
ولكن أرى من الضروري البحث في مدلول مصطلحات أخرى لها أثر على سير المسيرة العلمية في التفسير، وذلك من خلال دراسى تاريخ استخدامها وتطور دلالتها من الناحية اللغوية والاختصاصية كمصطلح التأويل مثلاً. فهذا المصطلح له أثر كبير في الدراسات التفسيرية والحديثية والعقائدية واللغوية،وإن تتبع مدلوله وتطور مصطلحه على الأهمية بمكان، وما كتب في شأنه من الدراسات ما تزال برأيي لا تخرج عن حيز النقولات المجردة والموظفة لغايات ضيقة لا تتعدى المجال المرسوم للبحث المكتوبة فيه، وقل مثل ذلك في غيره من المصطلحات والله أعلم
ـ[طالِب]ــــــــ[27 May 2006, 09:04 ص]ـ
شيوخنا:
إذا وجدت مفسرا يذكر قولا واحدا في تفسير آية معينة ثم رجعت لمفسر آخر ووجدته يذكر قولين أو أكثر هل أعتبر قول المفسر الأول صاحب القول الواحد اختيارا؟ وإذا كان كذلك هل يمكن ان يكون ترجيحا معتمدا؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 May 2006, 09:11 ص]ـ
الأخ الكريم: طالب وفقه الله وزاده علماً
هذا يختلف من مفسر لآخر، فإذا علم أن منهج مفسر ما اعتباره ما يذكره من الأقوال اختياراً لهذا القول وتقديماً له على غيره؛ فهذا داخل في الاختيار.
كما أن الباحث في الترجيحات لا بد أن يحدد هذا في منهجه. فإذا كان يدخل في بحثه كل آية فيها خلاف فإنه يتعين عليه أن يدخل مثل هذا النوع.
وإن اقتصر في بحثه على ما نص المفسر فيه على الترجيح أو الاختيار وصرح بذلك؛ فلا يدخل ما سألت عنه في البحث.
والمسألة تختلف من بحث لآخر، ومن مفسر آخر.(/)
ما أفضل اختصار لتفسير الحافظ ابن كثير رحمه الله
ـ[أبو حسن]ــــــــ[07 Sep 2005, 09:15 م]ـ
ما أفضل اختصار لتفسير الحافظ ابن كثير رحمه الله؟
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[08 Sep 2005, 11:17 ص]ـ
لقد تعددت مختصرات هذا الكتاب ولكل مختصر ميزة تميزبها عن بقية المختصرات , وأفضلها بحسب ما اطلعت عليه هو مختصر العلامة أحمد شاكر: عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير ومميزاته كثيرة خاصة اتفاق صاحب الأصل والمختصر بالعناية بالسنة , ولعلي أشير إلى بقية مميزات هذا المختصر ان شاء الله في مشاركة قادمة.
ـ[أبو حسن]ــــــــ[08 Sep 2005, 03:19 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[عماد الدين]ــــــــ[11 Oct 2005, 01:57 م]ـ
وما رأيكم بمختصر تفسير ابن كثير للشيخ كريِّم
نرجو إبداء رأيكم
جزاكم الله خيرا
ـ[عماد الدين]ــــــــ[22 Oct 2005, 11:21 ص]ـ
نذكر الإخوة الكرام
هل من تعليق على مختصر تفسير ابن كثير
للشيخ محمد كريّم راجح؟
ـ[أبو حسن]ــــــــ[23 Oct 2005, 04:28 م]ـ
مارأيكم في (تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير) للشيخ محمد نسيب الرفاعي.
و (أصول التفسير وقواعده) لخالد العك
ـ[أبو حسن]ــــــــ[23 Mar 2006, 01:50 م]ـ
هل من مجيب(/)
قائمة ببليوجرافية بكشافات آيات القرآن الكريم للدكتور مساعد بن صالح الطيار
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Sep 2005, 03:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في زيارة لسعادة الدكتور مساعد بن صالح الطيار عميد شؤون المكتبات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، جرى الحديث حول شبكة التفسير والدراسات القرآنية، والخدمات العلمية التي تقدمها هذه الشبكة للمتصفحين وطلاب العلم المختصين، فأشار إلى أنه سبق له أن نشر بحثاً في مجال تخصصه (المكتبات والدراسات الببلوجرافية) بعنوان:
كشافات آيات القرآن الكريم
دراسة للاتجاهات النوعية والعددية وطرائق الترتيب
وذلك في مجلة مكتبة الملك فهد التي تعنى بنشر مثل هذه الدراسات المكتبية المتخصصة. فطلبت منه تزويدنا بنسخة من هذا البحث القيم لنشره عبر صفحات الموقع، فوافق مشكوراً، وزودني بنسخة الكترونية من البحث. والبحث طويل يمكن لك تحميله، وقد اقتطفت منه هذه الفائدة وهي:
قائمة ببليوجرافية بكشافات آيات القرآن الكريم
(عينة الدراسة)
1. إرشاد الحيران لمعرفة آي القرآن/ إبراهيم بن عبد الله الأنصاري
2. إرشاد الراغبين في الكشف عن آي القرآن المبين/ محمد منير الدمشقي
3. أعلام القرآن/ خزائلي
4. تبويب آي القرآن من الناحية الموضوعية /أحمد إبراهيم مهنا
5. ترتيب زيبا (تركي) (الترتيب الجميل) / حافظ محمد الورداري
6. ترتيب نصوص آي الذكر الحكيم في أبوب الدين القويم/ محمد سلامة
7. الترتيب والبيان عن تفصيل أي القرآن/ محمد زكي صالح
8. الترجمان والدليل لآيات التنزيل/ أحمد محمود الشنقيطي
9. تصنيف آيات القرآن الكريم/ محمد محمود إسماعيل
10. تفسير مفردات ألفاظ القرآن الكريم/ سميح عاطف الزين
11. تفصيل آيات القرآن الحكيم/ جول لابوم، ويليه المستدرك لإدوار مونتيه
12. الجامع لمواضيع آيات القرآن الكريم /محمد فارس بركات
13. دليل آيات العبادات والأحكام والتوجيه في القرآن الكريم/ ذخر الدين شوكة
14. الدليل الأبجدي لآيات القرآن/ محمد زهدي يكن
15. دليل الآيات القرآنية بالأرقام والأبجدية/ عبد العزيز سعيد هاشم
16. دليل الباحثين في الموضوعات القرآنية/ محمد محمود
17. دليل الحيران في الكشف عن آيات القرآن/ ترتيب صالح ناظم
18. دليل القرآن الكريم/ مصطفى محمود أبو صالح
19. الدليل الكامل لآيات القرآن الكريم/ حسين محمد فهمي الشافعي
20. الدليل المفهرس لألفاظ القرآن الكريم/ محمد هويدي
21. الدليل لمعرفة آي التنزيل/ عطية عبد الرحيم عطية
22. زاد المؤلفين من كتاب رب العالمين/ عبد الله محمد درويش
23. عنوان الآيات /عبد الغني النابلسي (مخطوط)
24. فتح الرحمن لطالب آيات القرآن (ملحق) / علمي زاده فيض الله الحسني
25. فهارس القرآن الكريم/ محمد حسن الحمصي (ملحق ب تفسير وبيان مفردات القرآن)
26. فهرس آيات الأحكام وأنوار التمثيل في القرآن الكريم/ محمد عبد الحافظ عوض
27. الفهرس الموضوعي لآيات القرآن الكريم/ محمد مصطفى محمد
28. قائمة معجمية بألفاظ القرآن الكريم ودرجات تكرارها/ محمد حسين أبو الفتوح
29. قاموس القرآن الكريم: معجم النبات/ مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
30. القاموس القويم للقرآن الكريم/ إبراهيم أحمد عبد الفتاح؟؟؟
31. قاموس قرآني/ حسن محمد موسى
32. قاموس مفردات آيات القرآن المحتاجة للبيان/ إدارة المطبعة المنيرية
33. الكشاف الاقتصادي لآيات القرآن الكريم/ محي الدين عطية
34. الكشاف الرقمي لآيات القرآن العظيم/ محمد أحمد السعودي
35. الكشاف الموضوعي لآيات القرآن: ج1: السنن الإلهية في الكون والأنفس والأمم زينب عطية، إشراف جمال الدين عطية (2 مج)
36. كشف آيات القرآن/ الحاج إبراهيم سوري نخابي
37. كشف الآيات عن القرآن الكريم والتفاسير (فارسي) / حسن المعصومي
38. مرآة القرآن/ عاكف تشريفاتي
39. المرشد إلى آيات القرآن الكريم وكلماته/ محمد فارس
40. مصبح الأخوان لتحر آيات القرآن/ يحي حلمي قسطموني
41. معجم أعلام القرآن .. / محمد التونجي
42. معجم ألفاظ القرآن الكريم/ مجمع اللغة العربية بمصر
43. معجم آيات الاقتباس/ حكمت فرج البدري
44. معجم آيات القرآن/ حسين نصار
45. معجم الأدوات والضمائر في القرآن/ اسماعيل أحمد عمايرة وعبدالحميد مصطفى السيد
46. معجم الأرقام في القرآن الكريم/ محمد السيد الدواي
(يُتْبَعُ)
(/)
47. معجم الأعلام والموضوعات في القرآن الكريم/ عبد الصبور مرزوق
48. معجم الألفاظ والأعلام القرآنية/ محمد إسماعيل إبراهيم
49. معجم التعبيرات القرآنية/ محمد عتريس
50. المعجم الجامع لغريب مفردات القرآن الكريم/ عز الدين اليروان
51. معجم القرآن: وهو قاموس مفردات القرآن وغريبه/ عبد الرؤوف المصري
52. المعجم الكبير لآيات الله القدير/ سعد الدين زيدان
53. المعجم المفسر لألفاظ القرآن الكريم/ حسن على كريمة
54. المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم/ محمد فؤاد عبد الباقي
55. المعجم المفهرس لآيات القرآن الكريم .. /عكاشة عبد المنان الطيبي وأشرف محمد الوحش
56. المعجم المفهرس لكلمات القرآن الكريم/ عبد الوحيد نور أحمد
57. المعجم المفهرس لمعاني القرآن العظيم/ محمد باسم ورشدي الزبن
58. المعجم الموضوعي لآيات القرآن الكريم/ صبحي عبد الرءوف عصر
59. المعجم الميسر لألفاظ القرآن الكريم حسب بداية الكلمة/ إبراهيم رمضان
60. معجم بأسماء وألفاظ النباتات في القرآن .. / محمد بن إبراهيم علىالله
61. معجم حروف المعاني في القرآن الكريم .. / محمد حسن الشريف
62. معجم كلمات القرآن العظيم/ محمد عدنان سالم ومحمد وهبي سليمان
63. معجم مفردات القرآن العظيم/ عبد المعين محمود عبارة
64. معجم مفهرس ألفبائي لفظي لألفاظ القرآن/ روحي البعلبكي
65. مفتاح القرآن/ أحمد شاه
66. مفتاح كنوز القرآن/ ميرزا كاظم بك
67. مفردات القرآن في مجمع البيان/ إلياس كلانتري
68. مفصل آيات القرآن: ترتيب معجمي/ عبد الصبور شاهين؛ فكرة نوح أحمد محمد
69. الموسوعة القرآنية الميسرة/ إبراهيم الأبياري
70. نجوم الفرقان في أطراف القرآن/ عوستاف فلوجل
71. نموذج لكشاف موضوعي للجزء الثلاثين/ محي الدين عطية
72. نور الفرقان بمشارق التبيان/ محمود مختار
73. هداية الرحمن لألفاظ وآيات القرآن .. / إشراف محمد صالح البنداق
للاطلاع على البحث كاملاً ..
كشافات آيات القرآن الكريم
دراسة للاتجاهات النوعية والعددية وطرائق الترتيب ( http://tafsir.org/books/open.php?cat=97&book=943)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Feb 2010, 02:08 م]ـ
يوجد البحث في المرفقات لمن لم يتمكن من تحميله.
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[18 Feb 2010, 04:03 م]ـ
بارك اله بك يا فضيلة الدكتور
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[18 Feb 2010, 04:07 م]ـ
السلام عليكم ....
الرابط في المشاركة الأولى لا يعمل، بعيارة أنه يتم التحويل إلى مكتبة شبكة التفسير، غير أنّ البيانات غير موجودة ....
ولكن التحميل فقط من خلال المشاركة الثانية في المرفقات ...(/)
آية الزينة ودلالتها في شكل الحجاب
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[08 Sep 2005, 05:07 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام علي أشرف خلق الله سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- ومن والاه إلى يوم الدين وبعد:
فهذا موضوع علمي بحت قابل للنقاش العلمي فقط مع الإخوة الأفاضل في أكثر المنتديات على الشبكة أدبا -من وجهة نظري- وهو هذا الملتقى.
وسيكون النقاش حول قوله تعالى "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها" وهي الآية التي اصطلح على تسميتها بآية الزينة.
وستشمل مشاركتي هذه على تفسير الصحابة والتابعين ومن بعدهم (ما كان صحيحا منها فقط) لهذه الآية وأقوال المفسرين أيضا دون المعاصرين منهم لأنهم -في معظمهم- ناقلين ما ورد لهم-.
والآن نشرع فيما بدأنا فيه.
أولا: ما جاء عن الصحابة -عليهم الرضوان-:
... ما جاء في أن الاستثناء راجع للوجه والكفين أو زينتهما:
1 - ما جاء عن سيدنا عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-:
قال ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (3\ 546):
حدثنا زياد بن الربيع، عن صالح الدهان، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس:
(ولا يبدين زينتهن) قال: الكف ورقعة الوجه.
وقد أخرجه أيضا عبد بن حميد وابن أبي حاتم كما ذكر السيوطي في الدر المنثور.
قال الشيخ الألباني في كتابه الرد المفحم:
وهذا إسناد صحيح، لا يضعفه إلا جاهل أو مُغرض، فإن رجاله ثقات، فأبدأ بشيخ ابن أبي شيبة زياد بن الربيع، فهو ثقة دون أي خلاف يذكر، وقد احتج به البخاري في "صحيحه".
وصالح الدهان ثقة أيضاً، كما قال ابن معين. وقال احمد في "العلل" (2/ 33):
" ليس به بأس ".
وذكره ابن حبان في "الثقات" (6/ 457).
وأما جابر بن زيد –وهو أبو الشعثاء الأزدي-فهو أشهر من أن يذكر، ومن ثقات التابعين المشهورين بالأخذ عن ابن عباس، وخرَّج له الشيخان، وشهد له ابن عباس بأنه من العلماء بكتاب الله.انتهى كلامه.
قلت (الأزهري الأصلي):
وقد كتم هذا الأثر كل من تكلموا عن وجوب النقاب كالشيخ التويجري والشيخ المقدم والشيخ العدوي والسندي غيرهم.
وهذا الأثر لا يستطيع أي شخص أن يضعفه.
2 - ما جاء عن سيدنا عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-:
قال ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (3\ 546):
حدثنا شبابة بن سوار، قال: حدثنا هشام بن الغاز، قال: حدثنا نافع، قال ابن عمر: الزينة الظاهرة: الوجه والكفان.
ورواه أيضا يحي بن معين كما في (الجزء الثاني من حديث يحيى بن معين برواية المروزي عنه) ص 90 رقم (14) قال ابن معين ثنا يحيى بن يمان ثنا هشام بن الغاز عن نافع عن ابن عمر قال: الكف والوجه.
قلت:
وهذا إسناد ظاهر الصحة صححه ابن حزم في المحلى والألباني في الرد المفحم.
3 - ما جاء عن أمنا عائشة -رضي الله عنها-:
ذكر السيوطي في الدر المنثور:
أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد، وابن المنذر، والبيهقي في سننه، عن عائشة رضي الله عنها: أنها سئلت عن الزينة الظاهرة فقالت: القلب والَفَتخ، وضمت طرف كمها.
وأعلى هذه الأسانيد فيما أعرف سند ابن أبي شيبة حيث قال:
حدثنا وكيع عن حماد بن سلمة عن أم شبيب عن عائشة به.
وتابع وكيع (وهو لا يحتاج لمتابعة) عند البيهقي روح وهو بن عبادة وهو ثقة مصنف.
وهذا السند سند لا مطعن فيه:
فحماد بن سلمة إمام ثقة تغير حفظه بآخره ولا مخالف له هنا.
وأم شبيب صحابية راوية عن عائشة ذكرها ابن سعد في الطبقات في طبقات البدريين من الأنصار وذكرها أبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة.
وقد صحح هذا الأثر ابن حزم في المحلى.
4 - ما جاء عن سيدنا أبي هريرة -رضي الله عنه-:
جاء في التمهيد لابن عبد البر:
وقد روى عن أبي هريرة في قوله تعالى ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها قال القلب والفتخة رواه ابن وهب عن جرير بن حازم قال حدثني قيس بن سعد أن أبا هريرة كان يقول فذكره قال جرير بن حازم القلب السوار والفتخة الخاتم.
قلت (الأزهري الأصلي):
وابن وهب هو العلامة صاحب رواية الموطأ التي قال فيها العلامة الخليلى: ثقة متفق عليه، و موطأه يزيد على كل من روى عن مالك. اهـ.
وسنده صحيح إلى أبي هريرة -رضي الله عنه- وهو على شرط مسلم -رحمه الله-.
... ما جاء في أن الاستثناء راجع للثياب:
أثر وحيد عن سيدنا عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-:
أخرج ابن جرير -وغيره- في تفسيره (18\ 92) من طريق: شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، من عبد الله، قال: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) قال: الثياب.
وهذا إسناد صحيح لا مطعن فيه إلا ما جاء في تدليس أبي إسحاق ولكنه من رواية شعبة عنه، وشعبة لا يروي عن شيوخه الذين وصفوا بالتدليس إلا ما ثبت له أنهم سمعوه.
وبهذا نكون قد انتيهنا من إيراد الآثار الواردة عن الصحابة -الصحيح منها فقط- وذكرنا أن ممن قالوا بأن الاستثناء الوارد في الآية راجع إلى جواز إبداء الوجه والكفين أو زينتهما: سيدنا عبد الله بن عباس وأمنا عائشة وسيدنا عبد الله بن عمر وسيدنا أبا هريرة -رضي الله عن الجميع-.
وممن قالوا بأن الاستثناء عائد على الثياب: سيدنا عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-.
يتبع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[08 Sep 2005, 05:12 م]ـ
ثانيا: ما جاء عن التابعين ومن بعدهم من السلف -عليهم الرضوان-:
... ما ورد عن التابعين في أن المستثنى هو الوجه وزينته والكف وزينتها:
1 - عطاء بن أبي رباح -رحمه الله-:
أخرج ابن أبي شيبة بسند صحيح عن هشام بن الغاز قال: سمعت عطاء يقول: الزينة الظاهرة الخضاب والكحل.
,وأخرج الطبري بسند صحيح عن عطاء أنه قال في قوله تعالى "إلا ما ظهر منها": الكفان والوجه.
2 - قتادة بن دعامة -رحمه الله-:
أخرج عبد الرزاق في تفسيره بسند صحيح عن قتادة في قوله تعالى "إلا ما ظهر منها": المسكتان والكحل.
ورواه من طريقه ابن جرير في تفسيره بسند صحيح عنه.
,وأخرج الطبري في التفسير بسند صحيح عن قتادة في قوله تعالى "إلا ما ظهر منها": الكحل والسواران والخاتم.
3 - عبد الرحمن الأوزاعي -رحمه الله-:
أخرج الطبري في تفسيره بسند حسن أن الأوزاعي سئل عن قوله تعالى "إلا ما ظهر منها" قال: الكفين والوجه.
4 - عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -رحمه الله-:
أخرج الطبري في تفسيره بسند صحيح عنه أنه قال في قوله تعالى "إلا ما ظهر منها" من الزينة الكحل، والخضاب والخاتم؛ هكذا كانوا يقولون وهذا يراه الناس.
وابن زيد بن اسلم وإن كان ضعيفا في روايته عن غيره كما هو معلوم إلا أنه صاحب تفسير كما قال الذهبي وصالح في نفسه كما قال أبو حاتم وهذا رأيه.
5 - الحسن البصري -رحمه الله-:
أخرج ابن أبي الدنيا في العيال بسند صحيح عن الحسن قال: ما ظهر منها الوجه والثياب.
,وأخرج الطبري بسندين صحيحين عن الحسن أنه قال: الوجه والثياب.
والسند الأول لا خلاف فيه وقد احبننا أن نذكر السند الثاني فقد يتهور عليه بعض المتطفلين:
قال الطبري: حدثنا ابن بشار (وهو ثقة روى له الجماعة)، قال ثنا ابن أبي عدي (ثقة روى له الجماعة وشذ أبو حاتم في الحكم عليه)، وعبد الأعلى (وهو ابن عبد الأعلى وهو ثقة)، عن سعيد (هو ابن أبي عروبة ثقة معروف)، عن قتادة (وهو ثقة ربما دلس إلا أنه أعلم أصحاب الحسن كما قال أبو زرعة وأكبرهم كما قال أبو حاتم)، عن الحسن، في قوله: {ولا تبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} قال: الوجه والثياب.
وهذا سند صحيح.
6 - الشعبي -رحمه الله-:
أخرج ابن أبي شيبة بسند صحيح عن الشعبي قال في قوله تعالى "إلا ما ظهر منها": الكحل والثياب.
7 - مكحول -رحمه الله-:
أخرج ابن أبي شيبة بسند صحيح أن مكحول قال: الزينة الظاهرة الوجه والكفان.
8 - عكرمة -رحمه الله-:
أخرج ابن أبي شيبة بسند صحيح عن عكرمة قال: "ما ظهر منها" قال: الوجه وثغرة النحر.
,وفي جزء يحيى بن معين بسند صحيح عن عكرمة في قوله تعالى "إلا ما ظهر منها" قال: ثيابها وكحلها وخضابها.
... وقد وقفت على آثار أخرى لا تصح في هذا الرأي عن مجاهد (وقد وهم بعضهم في تصحيحه ولم ينتبه لعلته) ,وسعيد بن جبير ,والضحاك وغيرهم ولكن كل هذا لا يصح عنهم.
... ما ورد عن التابعين في أن المستثنى هو الثياب:
1 - إبراهيم النخعي -رحمه الله-:
جاء في تفسير الإمام سفيان الثوري بسند صحيح عن إبراهيم النخعي في قوله تعالى "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها" قال: هو ما فوق الذراع.
,وفي مصنف ابن أبي شيبة بسند صحيح عن إبراهيم قال: الثياب.
,وفي تفسير الطبري بسند صحيح عن إبراهيم قال: الثياب.
2 - عبيدة السلماني -رحمه الله-:
في جزء يحيى بن معين بسند صحيح عن محمد بن سيرين عن عبيدة "ولا يبدين زينتهن غلا ما ظهر منها" قال: الثياب.
3 - أبو الأحوص عوف بن مالك الجشمي -رحمه الله-:
أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه بسند صحيح عنه في قوله تعالى "إلا ما ظهر منها" قال: الثياب.
4 - أبو إسحاق السبيعي -رحمه الله-:
رواه ابن جرير [التفسير 17/ 257] بسنده: عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود قال: {إلا ما ظهر منها}، قال: الثياب.
قال أبو إسحاق: "ألا ترى أنه قال: {خذوا زينتكم عند كل مسجد} ".
وهذا سند فيه تدليس أبي إسحاق وليس من رواية شعبة عنه فهذا السند ضعيف.
وإن كان الشاهد هو رأي أبي إسحاق الموافق لتفسير ابن مسعود -رضي الله عنه-.
هذا معظم ما صح ولم نقف على شئ صحيح غير هذا.
... وما ادعاه البعض من أنه ورد عن الحسن فهذا لم يصح عنه فإن في سنده مجهول وهو مخرج عند الطبري في التفسير وفوق هذا فقد صح عنه أن المستثنى هو الوجه والثياب وسيأتي.
وما ورد عن ابن سيرين فهو في غير هذه الآية وسيأتي كما أنه يروي عن غيره ولا يلزم أن يكون هذا رأيه كما هو معروف.
وأما ورد عن أبي الجوزاء لم نجد له أثر ولا سند فهل يدلنا أحد على سنده؟!!
... بعد ان أوردنا أقوال الصحابة والتابعين -رضي الله عنهم- في الآية وأنهم على رأيين نلخص ما سبق:
أولا:
رأي جمهورهم على جواز إبداء الوجه والكفين زينتهما وهو رأي:
من الصحابة:
عبد الله بن عباس -عبد الله بن عمر -عائشة -أبو هريرة رضي الله عنهم.
ومن التابعين:
عطاء بن أبي رباح- قتادة بن دعامة -الأوزاعي-عبد الرحمن بن زيد بن أسلم-الحسن البصري -الشعبي- مكحول -وكيع رحمهم الله تعالى.
وقد أورد الحافظ ابن كثير أثرا رواه مالك عن الزهري ولم أقف على سنده وهناك أثران آخران أشار إليهما ابن كثير وغيره عن أبي الشعثاء وعن إبراهيم النخعي لم أقف على سندهما أيضا.
ثانيا:
رأي الآخرين على عدم جواز ما سبق وأن المقصود بالمستثنى هو الثياب:
من الصحابة:
عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-.
ومن التابعين:
إبراهيم النخعي -عبيدة السلماني-أبو الأحوص- أبو إسحاق السبيعي. رحمهم الله تعالى.
وهناك أثر عن أبي الجوزاء أشار إليه ابن كثير وغيره ولم أقف له على سند.
وسنبدأ من المشاركة القادمة في إيراد أقوال المفسرين -رحمهم الله- في هذه الآية.
... ملحوظة: لم نراع الترتيب فيما ذكرنا بأي حال فنأسف على هذا.
والله تعالى أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[08 Sep 2005, 05:17 م]ـ
بسم الله:
نشرع الآن في ذكر أقوال المفسرين لهذه الآية:
أولا: رأي من أجاز للمرأة أن تبدي وجهها وكفيها:
1 - الطبري في تفسيره "جامع البيان":
بعد أن حكى الطبري الخلاف قال:
((وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: عنى بذلك الوجه والكفين، يدخل في ذلك ـ إذا كان كذلك ـ الكحل والخاتم والسوار والخضاب، وإنما قلنا: ذلك أولى الأقوال في ذلك بالتأويل، لاجتماع الجميع على أن علىكل مصلٍّ أن يستر عورته في صلاته، وأن للمرأة أن تكشف وجهها وكفيها في صلاتها، وأن عليها أن تستر ماعدا ذلك من بدنها، إلا ما روي عن النبي e أنه أباح لها أن تبدي من ذراعها قدر النصف، فإذا كان ذلك من جميعهم إجماعاً، كان معلوماً بذلك أن لها أن تبدي من بدنها ما لم يكن عورة كما ذلك للرجال، لأن ما لم يكن عورة فغير حرام إظهاره، وإذا كان لها إظهار ذلك؛ كان معلوماً أنه مما استثنى الله تعالى ذكره بقوله: {إلا ما ظهر منها} [النور:31]، لأن كل ذلك ظاهر منها)).
2 - ويؤيده أيضاً ما في ((تفسير القرطبي)) "الجامع لأحكام القرآن":
((وقال ابن عطية: ويظهر لي بحكم ألفاظ الآية أن المرأة مأمورة بأن لا تبدي، وأن تجتهد في الإخفاء لكل ما هو زينة، ووقع الاستثناء فيما يظهر بحكم ضرورة حركة فيما لا بد منه، أو إصلاح شأن، ونحو ذلك فـ {ما ظهر} على هذا الوجه مما تؤدي إليه الضرورة في النساء فهو المعفو عنه)).
قال القرطبي:
((قلت: هذا قول حسن، إلا أنه لما كان الغالب من الوجه والكفين ظهورهما عادة وعبادة، وذلك في الصلاة والحج، فيصلح أن يكون الاستثناء راجعاً إليهما، يدل على ذلك ما رواه أبو داود عن عائشة رضي الله عنها: أن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما دخلت عل رسول الله e وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها رسول الله e ، وقال لها: يا أسماء! إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يُرَى منها إلا هذا، وأشار إلى وجهه وكفيه، فهذا أقوى في جانب الاحتياط ولمراعاة فساد الناس، فلا تبدي المرأة من زينتها إلا ما ظهر من وجهها وكفيها، والله الموفق لا رب سواه)).
3 - البغوي في تفسيره "معالم التنزيل":
واختلف أهل العلم في هذه الزينة الظاهرة التي استثناها الله تعالى قال سعيد بن جبير والضحاك والأوزاعي هو الوجه والكفان وقال ابن مسعود هي الثياب بدليل قوله تعالى (خذوا زينتكم عند كل مسجد) وأراد بها الثياب وقال الحسن الوجه والثياب وقال ابن عباس الكحل والخاتم والخضاب في الكف فما كان من الزينة الظاهرة جاز للرجل الأجنبي النظر إليه إذا لم يخف فتنة وشهوة فإن خاف شيئا منها غض البصر وإنما رخص في هذا القدر أن تبديه المرأة من بدنها لأنه ليس بعورة وتؤمر بكشفه في الصلاة وسائر بدنها عورة يلزمها ستره.
4 - الزمخشري في "الكشاف":
الزينة: ما تزينت به المرأة من حلي أو كحل أو خضاب فما كان ظاهراً منها كالخاتم والفتخة والكحل والخضاب فلا بأس بإبدائه للأجانب وما خفي منها كالسوار والخلخال والدملج والقلادة والإكليل والوشاح والقرط فلا تبديه إلا لهؤلاء المذكورين.
وذكر الزينة دون مواقعها: للمبالغة في الأمر بالتصون والتستر لأن هذه الزين واقعة على مواضع من الجسد لا يحل النظر إليها لغير هؤلاء وهي الذراع والساق والعضد والعنق والرأس والصدر والأذن فنهى عن إبداء الزين نفسها. ليعلم أن النظر إذا لم يحل إليها لملابستها تلك المواقع - بدليل أن النظر إليها غير ملابسة لها لا مقال في حله - كان النظر إلى المواقع أنفسها متمكناً في الحظر ثابت القدم في الحرمة شاهداً على أن النساء حقهن أن يحتطن في سترها ويتقين الله في الكشف عنها. فإن قلت: ما تقول في القراميل هل يحل نظر هؤلاء إليها؟
قلت: نعم.
فإن قلت: أليس موقعها الظهر ولا يحل لهم النظر إلى ظهرها وبطنها وربما ورد الشعر فوقعت القراميل على ما يحاذي ما تحت السرة
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: الأمر كما قلت ولكن أمر القراميل خلاف أمر سائر الحلي لأنه لا يقع إلا فوق اللباس ويجوز النظر إلى الثوب الواقع على الظهر والبطن للأجانب فضلاً عن هؤلاء. إلا إذا كان يصف لرقته فلا يحل النظر إليه فلا يحل النظر إلى القراميل واقعة عليه. فإن قلت: ما المراد بموقع الزينة ذلك العضو كله أم المقدار الذي تلبسه الزينة منه قلت: الصحيح أنه العضو كله كما فسرت مواقع الزينة الخفية وكذلك مواقع الزينة الظاهرة: الوجه موقع الكحل في عينيه والخضاب بالوسمة في حاجبيه وشاربيه والغمرة في خديه والكف والقدم موقعا الخاتم والفتحة والخضاب بالحناء. فإن قلت: لم سومح مطلقاً في الزينة الظاهرة قلت: لأن سترها فيه حرج فإن المرأة لا تجد بداً من مزواولة الأشياء بيديها ومن الحاجة إلى كشف وجهها خصوصاً في الشهادة والمحاكمة والنكاح وتضطر إلى المشي في الطرقات وظهرو قدميها وخاصة الفقيرات منهن وهذا معنى قوله:
(إلا ما ظهر منها) يعني إلا ما جرت العادة والجبلة على ظهوره والأصل فيه الظهور.
5 - قال أبو بكر الجصاص رحمه الله في (أحكام القرآن) (3/ 316):
(وقول ابن مسعود في أن (مَا ظَهَرَ مِنْهَا) هو الثياب؛ لا معنى له؛ لأنه معلوم أنه ذكر الزينة، والمراد العضو الذي عليه الزينة، ألا ترى أن سائر ما تتزين به من الحلي والقُلب والخلخال والقلادة يجوز أن تظهرها للرجال إذا لم تكن هي لابستها، فعلمنا أن المراد مواضع الزينة، كما قال في نسق الآية بعد هذا: (ولا يُبْدِيْنَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ)، والمراد موضع الزينة، فتأويلها على الثياب لا معنى له، إذ كان مما يرى الثياب عليها دون شيء من بدنها كما يراها إذا لم تكن لابستها).
6 - الواحدي في تفسيره "الوجيز":
(ولا يبدين زينتهن) يعني الخلخالين والقرطين والقلائد والدماليج ونحوها مما يخفى، (إلا ما ظهر منها) وهو الثياب والكحل والخاتم والخضاب والسوار فلا يجوز للمرأة أن تظهر إلا وجهها ويديها إلى نصف الذراع.
7 - في تفسير السمعاني:
على هذا يجوز النظر إلى وجه المرأة وكفيها من غير شهوة، وإن خاف الشهوة غض البصر، واعلم أن الزينة زينتان: زينة ظاهرة، زينة باطنة، فالزينة الظاهرة هي الكحل والفتخة والخضاب إذا كان في الكف، وأما الخضاب في القدم فهو الزينة الباطنية، وأما السوار في اليد، فعن عائشة أنه من الزينة الظاهرة، والأصح أنه من الزينة الباطنة، وهو قول أكثر أهل العلم، وأما الدملج [والمخنقة] والقلادة، وما أشبه ذلك فهو من الزينة الباطنة، فما كان من الزينة الظاهرة يجوز للأجنبي النظر إليه من غير شهوة، وما كان من الزينة الباطنة لا يجوز للأجنبي النظر إليها، وأما الزوج ينظر ويتلذذ، وأما المحارم ينظرون من غير تلذذ.
8 - رأي السمرقندي في تفسيره "بحر العلوم":
والنظر إلى النساء على أربع مراتب:
في وجه يجوز النظر إلى جميع أعضائها وهي النظر إلى زوجته وأمته
وفي وجه يجوز النظر إلى الوجه والكفين وهو النظر إلى المرأة التي لا يكون محرما لها ويأمن كل واحد منهما على نفسه فلا بأس بالنظر عند الحاجة
وفي وجه يجوز النظر إلى الصدر والساق والرأس والساعد وهو النظر إلى إمرأة ذي رحم أو ذات رحم محرم مثل الأخت والأم والعمة والخالة وأولاد الأخ والأخت وإمرأة الأب وإمرأة الإبن وأم المرأة سواء كان من قبل الرضاع أو من قبل النسب
وفي وجه لا يجوز النظر إلى شيء وهو أن يخاف أن يقع في الإثم إذا نظر.
انتهى كلامه.
9 - رأي أبي السعود في تفسيره "إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم":
(ولا يبدين زينتهن) كالحلى وغيرها مما يتزين به وفيه من المبالغة في النهي عن إبداء مواضعها ما لا يخفى (إلا ما ظهر منها) عند مزوالة الأمور التي لا بد منها عادة كالخاتم والكحل والخضاب ونحوها فإن في سترها حرجا بيننا وقيل المراد بالزينة مواضعها على حذف المضاف أو ما يعم المحاسن الخلقية والتزيينة والمستثنى هو الوجه والكفان لأنها ليست بعورة
انتهى كلامه.
10 - رأي الرازي في تفسيره "مفاتيح الغيب":
اعلم أن العورات على أربعة أقسام عورة الرجل مع الرجل وعورة المرأة مع المرأة وعورة المرأة مع الرجل وعورة الرجل مع المرأة
ثم قال بعدها في عورة المرأة مع الرجل
ما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
أما عورة المرأة مع الرجل فالمرأة إما أن تكون أجنبية أو ذات رحم محرم، أو مستمتعة، فإن كانت أجنبية فإما أن تكون حرة أو أمة فإن كانت حرة فجميع بدنها عورة، ولا يجوز له أن ينظر إلى شيء منها إلا الوجه والكفين، لأنها تحتاج إلى إبراز الوجه في البيع والشراء، وإلى إخراج الكف للأخذ والعطاء، ونعني بالكف ظهرها وبطنها إلى الكوعين، وقيل ظهر الكف عورة.
واعلم أنا ذكرنا أنه لا يجوز النظر إلى شيء من بدنها، ويجوز النظر إلى وجهها وكفها، وفي كل واحد من القولين استثناء.
أما قوله يجوز النظر إلى وجهها وكفها، فاعلم أنه على ثلاثة أقسام لأنه إما أن لا يكون فيه غرض ولا فيه فتنة، وإما أن يكون فيه فتنة ولا غرض فيه، وإما أن يكون فيه فتنة وغرض أما القسم الأول: فاعلم أنه لا يجوز أن يتعمد النظر إلى وجه الأجنبية لغير غرض وإن وقع بصره عليها بغتة يغض بصره، لقوله تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم}
وقيل يجوز مرة واحدة إذا لم يكن محل فتنة، وبه قال أبو حنيفة رحمه الله ولا يجوز أن يكرر النظر إليها لقوله تعالى: {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولائك كان عنه مسؤولا} (الإسراء: 36) ولقوله عليه السلام: «يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الآخرة» وعن جابر قال: «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة فأمرني أن أصرف بصري» ولأن الغالب أن الاحتراز عن الأولى لا يمكن فوقع عفوا قصد أو لم يقصد
أما القسم الثاني: وهو أن يكون فيه غرض ولا فتنة فيه فذاك أمور: أحدها: بأن يريد نكاح امرأة فينظر إلى وجهها وكفيها، روى أبو هريرة رضي الله عنه: «أن رجلا أراد أن يتزوج امرأة من الأنصار، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم انظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئا» وقال عليه الصلاة والسلام: «إذا خطب أحدكم المرأة فلا جناح عليه أن ينظر إليها إذا كان إنما ينظر إليها للخطبة»
وقال المغيرة بن شعبة «خطبت امرأة فقال عليه السلام نظرت إليها، فقلت لا، قال فانظر فإنها أحرى أن يدوم بينكما» فكل ذلك يدل على جواز النظر إلى وجهها وكفيها للشهوة إذا أراد أن يتزوجها، ويدل عليه أيضا قوله تعالى: {لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن} (الأحزاب: 52) ولا يعجبه حسنهن إلا بعد رؤية وجوههن
وثانيها: إذا أراد شراء جارية فله أن ينظر إلى ما ليس بعورة منها وثالثها: أنه عند المبايعة ينظر إلى وجهها متأملا حتى يعرفها عند الحاجة إليه ورابعها: ينظر إليها عند تحمل الشهادة ولا ينظر إلى غير الوجه لأن المعرفة تحصل به
أما القسم الثالث: وهو أن ينظر إليها للشهوة فذاك محظور، قال عليه الصلاة والسلام: «العينان تزنيان» وعن جابر قال: «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة فأمرني أن أصرف بصري» وقيل: مكتوب في التوراة النظرة تزرع في القلب الشهوة، ورب شهوة أورثت حزنا طويلا. أما الكلام الثاني: وهو أنه لا يجوز للأجنبي النظر إلى بدن الأجنبية فقد استثنوا منه صورا
إحداها: يجوز للطبيب الأمين أن ينظر إليها للمعالجة، كما يجوز للختان أن ينظر إلى فرج المختون، لأنه موضع ضرورة. وثانيتها: يجوز أن يتعمد النظر إلى فرج الزانيين لتحمل الشهادة على الزنا، وكذلك ينظر إلى فرجها لتحمل شهادة الولادة، وإلى ثدي المرضعة لتحمل الشهادة على الرضاع،
وقال أبو سعيد الإصطخري لا يجوز للرجل أن يقصد النظر في هذه المواضع، لأن الزنا مندوب إلى ستره، وفي الولادة والرضاع تقبل شهادة النساء فلا حاجة إلى نظر الرجال للشهادة وثالثتها: لو وقعت في غرق أو حرق فله أن ينظر إلى بدنها ليخلصها
هذا آخر كلامه.
يتبع.
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[08 Sep 2005, 05:21 م]ـ
11 - رأي الثعلبي في تفسيره "الكشف والبيان":
قال بعد أن حكى الخلاف مرجحا راي عائشة وابن عباس رضي الله عنهما:
وإنما رخص الله سبحانه ورخص رسوله في هذا القدر من بدن المرأة أن تبديها لأنه ليس بعورة فيجوز لها كشفه في الصلاة وسائر بدنها عورة فيلزمها ستره
انتهى كلامه وله كلام آخر في نفس الآية
فقد قال في تفسير "ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو ... " الآية
قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يبدين زينتهن الخفية التي أمرن بتغطيتها ولم يبح لهن كشفها في الصلاة وللأجنبيين وهي ما عدا الوجه والكفين وظهور القدمين إلا لبعولتهن أو آباء بعولتهن ......... إلخ كلامه.
12 - رأي ابن العربي في "أحكام القرآن":
ذكر في الآية ثمانية مسائل، قال في المسألة الرابعة
وَاخْتُلِفَ فِي الزِّينَةِ الظَّاهِرَةِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْوَالٍ: الْأَوَّلُ: أَنَّهَا الثِّيَابُ يَعْنِي أَنَّهَا يَظْهَرُ مِنْهَا ثِيَابُهَا خَاصَّةً؛ قَالَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ. الثَّانِي: الْكُحْلُ وَالْخَاتَمُ؛ قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَالْمِسْوَرُ. الثَّالِثُ: أَنَّهُ الْوَجْهُ وَالْكَفَّانِ.
. وَهُوَ وَالْقَوْلُ الثَّانِي بِمَعْنًى، لِأَنَّ الْكُحْلَ وَالْخَاتَمَ فِي الْوَجْهِ وَالْكَفَّيْنِ، إلَّا أَنَّهُ يَخْرُجُ عَنْهُ بِمَعْنًى آخَرَ، وَهُوَ أَنَّ الَّذِي يَرَى الْوَجْهَ وَالْكَفَّيْنِ هِيَ الزِّينَةُ الظَّاهِرَةُ يَقُولُ ذَلِكَ مَا لَمْ يَكُنْ فِيهَا كُحْلٌ أَوْ خَاتَمٌ، فَإِنْ تَعَلَّقَ بِهَا الْكُحْلُ وَالْخَاتَمُ وَجَبَ سَتْرُهَا، وَكَانَتْ مِنْ الْبَاطِنَةِ.
. فَأَمَّا الزِّينَةُ الْبَاطِنَةُ فَالْقُرْطُ وَالْقِلَادَةُ وَالدُّمْلُجِ وَالْخَلْخَالِ وَغَيْرِهِ. وَقَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ عَنْ مَالِكٍ: الْخِضَابُ لَيْسَ مِنْ الزِّينَةِ الظَّاهِرَةِ. وَاخْتَلَفَ النَّاسُ فِي السِّوَارِ؛ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: هِيَ مِنْ الزِّينَةِ الظَّاهِرَةِ؛ لِأَنَّهَا فِي الْيَدَيْنِ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: هِيَ مِنْ الزِّينَةِ الْبَاطِنَةِ؛ لِأَنَّهَا خَارِجَةٌ عَنْ الكفين وإنما تكون في الذراع. وَأَمَّا الْخِضَابُ فَهُوَ مِنْ الزِّينَةِ الْبَاطِنَةِ إذَا كَانَ فِي الْقَدَمَيْنِ. وَالصَّحِيحُ أَنَّهَا مِنْ كُلِّ وَجْهٍ هِيَ الَّتِي فِي الْوَجْهِ وَالْكَفَّيْنِ، فَإِنَّهَا الَّتِي تَظْهَرُ فِي الصَّلَاةِ. وَفِي الْإِحْرَامِ عِبَادَةً، وَهِيَ الَّتِي تَظْهَرُ عَادَةً.
انتهى كلامه.
13 - تفسير النسفي "مدارك التنزيل وحقائق التأويل":
في تفسيره لآية "إلا ما ظهر منها" قال:
(إلا ما ظهر منها) إلا ماجرت العادة والجبلة على ظهوره وهو الوجه والكفان والقدمان ففى سترها حرج بين فإن المرأة لا تجديدا من مزاولة الأشياء بيديها ومن إلى كشف وجهها خصوصا فى الشهادة والمحاكمة والنكاح وتضطر إلى المشى فى الطرقات وظهور قدميها وخاصة الفقيرات منهن.
14 - تفسير مراح لبيد "التفسير المنير لمعالم التنزيل" لنووي الجاوي:
{وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} وهي ثلاثة أمور:
أحدها: الثياب.
وثانيها: الحلي كالخاتم والسوار والخلخال، والدملج، والقلادة، والإكليل، والوشاح، والقرط.
وثالثها: الأصباغ كالحكل والخضاب بالوسمة في حاجبيها، والغمزة في خديها، والحناء في كفيها وقدميها.
{إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا} عند مزاولة الأمور التي لا بد منها عادة كالخاتم والكحل، والخضاب في اليدين، والغمزة، والثياب. والسبب في تجويز النظر إليها إن في سترها حرجاً بيناً، لأن المرأة لا بد لها من مناولة الأشياء بيديها والحاجة إلى كشف وجهها في الشهادة، والمحاكمة والنكاح، وفي ذلك مبالغة في النهي عن إبداء مواضعها كما لا يخفى. انتهى.
15 - الإمام ابن عطية (ت 541 ه) ... في تفسيره (المحرر الوجيز)
{ويظهر لي في محكم ألفاظ الآية المرأة مأمورة بأن لا تبدي وأن تجتهد في الإخفاء لكل ما هو زينة ووقع الاستثناء في كل ما غلبها فظهر بحكم ضرورة حركة فيما لا بد منه أو إصلاح شأن ونحو ذلك فما ظهر على هذا الوجه فهو المعفو عنه فغالب الأمر أن الوجه بما فيه والكفين يكثر فيهما الظهور وهو الظاهر في الصلاة ويحسن بالحسنة الوجه أن تستره إلا من ذي حرمة محرمة ويحتمل لفظ الآية أن الظاهر من الزينة لها أن تبديه ولكن يقوي ما قلناه الاحتياط ومراعاة فساد الناس فلا يظن أن يباح للنساء من إبداء الزينة إلا ما كان بذلك الوجه والله الموفق} ا. هـ
والإمام ابن عطية قد استحسن ستر الوجه ... استحسانا وليس وجوبا .. وهذا رأي كثير من العلماء أيضا لا يمكن إنكار هذا.
16 - الإمام الخازن (ت 741) في تفسيره (لباب التأويل في معاني التنزيل)
(يُتْبَعُ)
(/)
{فما كان من الزينة الظاهرة يجوز للرجل الأجنبي النظر إليه للضرورة مثل تحمل الشهادة ونحوه من الضرورات إذا لم يخف فتنة وشهوة فإن خاف شيئاً من ذلك غض البصر وإنما رخص في هذا القدر للمرأة أن تبديه من بدنها لأنه ليس بعورة وتؤمر بكشفه في الصلاة وسائر بدنها عورة} ا. هـ.
17 - الإمام أبو حيان الأندلسي (ت 745 هـ) في تفسيره (البحر المحيط)
أنا اعتقد يا أخي الفاضل أنه رجح تفسير ابن عباس أيضا
فقد قال تحت قوله (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم)
({وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ} أي من الزنا ومن التكشف. ودخلت {مِنْ} في قوله {مِنْ أَبْصَـ?رِهِمْ} دون الفرج دلالة على أن أمر النظر أوسع، ألا ترى أن الزوجة ينظر زوجها إلى محاسنها من الشعر والصدور والعضد والساق والقدم، وكذلك الجارية المستعرضة وينظر من الأجنبية إلى وجهها وكفيها وأما أمر الفرج فمضيق) ا. هـ
ثم قال تحت آية الزينة
{واستثنى ما ظهر من الزينة، والزينة ما تتزين به المرأة من حليّ أو كحل أو خضاب، فما كان ظاهراً منها كالخاتم والفتخة والكحل والخضاب فلا بأس بإبدائه للأجانب} ا. هـ
ثم ذكر بعد هذا أقوال السلف في المسألة.
18 - الإمام البقاعي (ت 885 ه) في تفسيره (نظم الدرر في تناسب الآي والسور):
{إلا ما ظهر منها} أي كان بحيث يظهر فيشق التحرز في إخفائه فبدا من غير قصد كالسوار والخاتم والكحل فإنها لا بد لها من مزاولة حاجتها بيدها ومن كشف وجهها في الشهادة ونحوها} ا. هـ
19 - الإمام جلال الدين السيوطي (ت 911 هـ) في (تفسير الجلالين):
{(زينتهن إلا ما ظهر منها) وهو الوجه والكفان فيجوز نظره لأجنبي إن لم يخف فتنة في أحد وجهين والثاني يحرم لأنه مظنة الفتنة ورجح حسما للباب} ا. هـ
وبرغم ترجيحه كون الزينة الظاهرة هي الوجه والكفان ولم يفرض على المرأة سترهما إلا أنه حرم النظر إليهما مطلقا ... وفي هذا القول شرح يأتي إن شاء الله.
20 - الإمام الشوكاني (ت 1255 هـ) ... في تفسيره (فتح القدير)
{ولا يخفى عليك أن ظاهر النظم القرآني النهي عن إبداء الزينة إلا ما ظهر منها كالجلباب والخمار ونحوهما مما على الكف والقدمين من الحلية ونحوها، وإن كان المراد بالزينة مواضعها كان الاستثناء راجعاً إلى ما يشق على المرأة ستره كالكفين والقدمين ونحو ذلك. وهكذا إذا كان النهي عن إظهار الزينة يستلزم النهي عن إظهار مواضعها بفحوى الخطاب، فإنه يحمل الاستثناء على ما ذكرناه في الموضعين، وأما إذا كانت الزينة تشمل مواضع الزينة وما تتزين به النساء فالأمر واضح، والاستثناء يكون من الجميع} ا. هـ
الإمام الشوكاني أرجع الزينة إلى إحدى أمرين
إما أنها مواضع الزينة نفسها ... وإما أنها المواضع مضافا إليها الزينة ...
وهذا ما لا يتفق مع تفسير ابن مسعود لأنه ذكر الزينة فقط دون أن يذكر لها مواضعا ...
... هذا ما وقفنا عليه من المرجحين لجواز أن تبدي المرأة وجهها وكفيها من المفسرين بناء على هذه الآية وقد اعتمدنا هنا كما قلنا على من صرح ولم يحتمل كلامه أكثر من وجه وتركنا ما عدى هذا.
وسنذكر في المشاركة القادمة من صرح بترجيح عدم جواز الإظهار.
والله أعلم.
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[08 Sep 2005, 05:27 م]ـ
ثانيا: رأي المانعين من إبداء الوجه والكفين:
1 - ابن الجوزي في زاد المسير:
قوله تعالى: {وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} أي: لا يظهرنها لغير مَحْرَم. وزينتهن على ضربين، خفية كالسوارين والقرطين والدملج والقلائد ونحو ذلك، وظاهر وهي المشار إليها بقوله {إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا} وفيه سبعة أقوال.
أحدهما: انها الثياب، رواه أبو الأحوص عن ابن مسعود، وفي لفظ آخر قال هو الرداء.
والثاني: أنها الكف والخاتم والوجه.
والثالث: الكحل والخاتم، رواهما سعيد بن جبير عن ابن عباس.
والرابع: القُلْبان، وهما السواران والخاتم والكحل، قاله المسور بن مخرمة.
والخامس: الكحل والخاتم والخضاب، قاله مجاهد.
والسادس: الخاتم والسوار، قاله الحسن.
والسابع: الوجه والكفان، قاله الضحاك.
قال القاضي أبو يعلى: والقول الاول أشبه، وقد نص عليه احمد، فقال: الزينة الظاهرة: الثياب، وكل شيء منها عورة حتى الظفر، ويفيد هذا تحريم النظر إلى شيء من الأجنبيات لغير عذر، فان كان لعذر مثل ان يريد أن يتزوجها أو يشهد عليها، فانه ينظر في الحالين إلى وجهها خاصة، فأما النظر إليها بغير عذر، فلا يجوز لا لشهوة ولا لغيرها وسواء في ذلك الوجه والكفان وغيرهما من البدن.
فان قيل: فلم لا تبطل الصلاة بكشف وجهها.
فالجواب: أن في تغطيته مشقة، فعفي عنه. انتهى.
2 - البيضاوي في تفسيره "أنوار التنزيل وأسرار التأويل":
ولا يبدين زينتهن كالحلي والثياب والأصباغ فضلا عن مواضعها لمن لا يحل أن تبدى له إلا ما ظهر منها عند مزاولة الأشياء كالثياب والخاتم فإن في سترها حرجا وقيل المراد بالزينة مواضعها على حذف المضاف أو ما يعم المحاسن الخلقية والتزيينية والمستثنى هو الوجه والكفان لأنها ليست بعورة والأظهر أن هذا في الصلاة لا في النظر فإن كل بدن الحرة عورة لا يحل لغير الزوج والمحرم النظر إلى شيء منها إلا لضرورة كالمعالجة وتحمل الشهادة.انتهى.
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[08 Sep 2005, 05:34 م]ـ
السلام عليكم:
وبعد الانتهاء من الموضوع نورد بعض ما اعترض به بعض العلماء الأفاضل على ما سبق.
ذكر بعض العلماء كالشيخ ابن عثيمين والشيخ إسماعيل المقدم وغيرهما بعض الاعتراضات على تفسير ابن عباس السابق وكان منها (نقلا عن رسالة الحجاب للشيخ ابن عثيمين):
((أحدها: محتمل أن مراده أول الأمرين قبل نزول آية الحجاب كما ذكره شيخ الإسلام.
الثاني: يحتمل أن مراده الزينة التي نهى عن إبدائها كما ذكره ابن كثير في تفسيره ويؤيد هذين الاحتمالين تفسيره رضي الله عنه لقوله تعالى: {يأَيُّهَا النَّبِىُّ قُل لاَِزْوَجِكَ وَبَنَتِكَ وَنِسَآءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَبِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً}.
الثالث: إذا لم نسلم أن مراده أحد هذين الاحتمالين فإن تفسيره لا يكون حجة يجب قبولها إلا إذا لم يعارضه صحابي آخر. فإن عارضه صحابي آخر أخذ بما ترجحه الأدلة الأخرى، وابن عباس رضي الله عنهما قد عارض تفسيره ابن مسعود رضي الله عنه حيث فسر قوله: {إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءَابَآئِهِنَّ أَوْ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى أَخَوَتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَنُهُنَّ أَوِ التَّبِعِينَ غَيْرِ أُوْلِى الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى عَوْرَتِ النِّسَآءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. بالرداء والثياب وما لابد من ظهوره فوجب طلب الترجيح والعمل بما كان راجحاً في تفسيريهما)) انتهى كلامه -رحمه الله-.
الرد على هذه الاعتراضات:
الاعتراض الأول:
هذا مجرد احتمال لا يصح إلا بدليل خاصة إذا عرفنا أن ابن عباس يفتي متأخرا عن ابن مسعود -رضي الله عنهما-.
يقول الشيخ الألباني -رحمه الله- في كتابه جلباب المرأة المسلمة:
(ثم تأملت فبدا لي أن قول هؤلاء العلماء (الطبري والقرطبي) هو الصواب وأن ذلك من دقة نظرهم رحمهم الله وبيانه أن السلف اتفقوا على أن قوله تعالى (إلا ما ظهر منها) يعود إلى فعل يصدر من المرأة المكلفة غاية ما في الأمر أنهم اختلفوا فيما تظهره بقصد منها فابن مسعود يقول هو ثيابها أي جلبابها وابن عباس ومن معه من الصحابة وغيرهم يقول: هو الوجه والكفان منها. فمعنى الآية حينئذ: إلا ما ظهر عادة بإذن الشارع وأمره. ألست ترى أن المرأة لو رفعت من جلبابها حتى ظهر من تحته شيء من ثيابها وزينتها ـ كما يفعل ذلك بعض المتجلببات السعوديات ـ أنها تكون قد خالفت الآية باتفاق العلماء فقد التقى فعلها هذا مع فعلها الأول وكلاهما بقصد منها لا يمكن إلا هذا فمناط الحكم إذن في الآية ليس هو ما ظهر دون قصد من المرأة ـ فهذا مما لا مؤاخذة عليه في غير موضع الخلاف أيضا اتفاقا ـ وإنما هو فيما ظهر دون إذن من الشارع الحكيم فإذا ثبت أن الشرع سمح للمرأة بإظهار شيء من زينتها سواء كان كفا أو وجها أو غيرهما فلا يعترض عليه بما كنا ذكرناه من القصد لأنه مأذون فيه كإظهار الجلباب تماما كما بينت آنفا.
وقال أيضا في نفس الكتاب (قلت: فابن عباس ومن معه من الأصحاب والتابعين والمفسرين إنما يشيرون بتفسيرهم لآية (إلا ما ظهر منها) إلى هذه العادة التي كانت معروفة عند نزولها وأقروا عليها فلا يجوز معارضة تفسيرهم بتفسير ابن مسعود الذي لم يتابعه عليه أحد من الصحابة لأمرين اثنين:
الأول: أنه أطلق الثياب ولا قائل بهذا الإطلاق لأنه يشمل الثياب الداخلية التي هي في نفسها زينة كما تفعله بعض السعوديات كما تقدم فإذن هو يريد منها الجلباب فقط الذي تظهره المرأة من ثيابها إذا خرجت من دارها.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: أن هذا التفسير ـ وإن تحمس له بعض المتشددين ـ لا ينسجم مع بقية الآية وهي: (ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن ... ) الآية فالزينة الأولى هي عين الزينة الثانية كما هو معروف في الأسلوب العربي: أنهم إذا ذكروا اسما معرفا ثم كرروه، فهو هو، فإذا كان الأمر كذلك، فهل الآباء ومن ذكروا معهم في الآية لا يجوز لهم أن ينظروا إلا إلى ثيابهن الباطنة؟! ولذلك قال أبو بكر الجصاص رحمه الله في أحكام القرآن (3/ 316):
"وقول ابن مسعود في أن (ما ظهر منها) هو الثياب، لا معنى له، لأنه معلوم أنه ذكر الزينة والمراد العضو الذي عليه الزينة، ألا ترى أن سائر ما تتزين به من الحلي والقلب والخلخال والقلادة يجوز أن تظهرها للرجال إذا لم تكن هي لابستها، فعلمنا أن المراد مواضع الزينة، كما قال في نسق الآية بعد هذا: (ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن)، والمراد موضع الزينة، فتأويلها على الثياب لا معنى له، إذ كان مما يرى الثياب عليها دون شيء من بدنها كما يراها إذا لم تكن لابستها").
قال الشيخ أحمد بن محمد الشنقيطي في كتابه مواهب الجليل من أدلة خليل (1/ 148):
(من يتشبث بتفسير ابن مسعود: (إلا ما ظهر منها) يعني الملاية يجاب بأن خير ما يفسر به القرآن القرآن، وأنه فسر زينة المرأة بالحلي، قال تعالىولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن)، فتعين حمل زينة المرأة على حليها).
ويقول الشيخ القرضاوي:
(الإستثناء في الآية يفهم منه قصد الرخصة والتيسير، وظهور الثياب الخارجية كالعباءة والملاية ونحوهما أمر اضطراري لا رخصة فيه ولا تيسير).
ويقول بعض طلبة العلم:
(مع فرض النسخ فإن آية الحجاب لم تنزل بعد آية الزينة كما ذكر شيخ الإسلام و لكن العكس هو الذي حدث، فآية الحجاب نزلت لما تزوج النبي صلى الله عليه و سلم بزينب بنت جحش رضي الله عنها و كان هذا في السنة الخامسة للهجرة أي في عام الأحزاب أما آية الزينة فنزلت بعد غزوة المصطلق في العام السادس للهجرة و خصوصاً بعد حادثة الإفك، فيصبح النسخ هنا عكسياُ، بمعنى أنه تم التشديد على النساء أولاً ثم تم التخفيف عنهن، هذا إذا فرضنا أن هناك ما يوجب على نساء المسلمين أن يغطين وجوههن أصلاً، سواء في آية الحجاب أو آية الإدناء، بالرغم ما أثبته أخي الأزهري في الموضوعين الآخرين بأنه لا يوجد دليل على وجوب التغطية.
و يؤكد ذلك ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها عن حادثة الإفك من قولها:
ورجعت إلى المعسكر وما فيه من داع ولا مجيب، فتلففت بجلبابي واضطجعت في مكاني وعرفتُ أنهم يرجعون إليّ إذا افتقدوني. قالت: فوالله إني لمضطجعة إذْ مَرّ بي صفوان بن المُعَطّل السلمي وقد كان تخلف عن العسكر لحاجته فلم يبت مع الناس فلما رأى سوادي أقبل حتى وقف عليّ فعرفني، وكان رآني قبل أنْ يُضْرَبَ الحجاب، فلما رآني استرجع وقال: ما خلفكِ؟ قالت: فما كَلَّمْتُه تم قَربَ البعير
وقال: اركبي فركبتُ، وأخذ برأس البعير مسرعاً، فلما تزل الناس واطمأنوا أطلع الرجل يقود بي فقال أهل الأفك: ما قالوا، فارتعج العسكر ولم أعلم بشيء من ذلك.
و هذا يدل على أن آية الحجاب قد نزلت قبل حادثة الإفك و هي خاصة بأمهات المؤمنين كما هو معروف.
و تقول أيضاً:
وكان كِبَر ذلك عند عبد الله بن أبيّ بن سلول في رجال من الخزرج مع الذي قال مسطح وحمنة بنت جحش، وذلك أنّ زينب أختها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشاعت من ذلك ما أشاعت تضارني لاختها
و هذا يدل على أن السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها كانت من أمهات المؤمنين حينها و انه مرت مدة من الزمن و لو يسيرة على صلة الضرارة بين امرأتين حتى تنشأ في القلوب مثل هذه النزاعات.
و تقول أيضاً:
فلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك المقالة قال أسيد بن حضير: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنْ يكونوا من الأوس نكفكهم، وإن يكونوا من إخواننا الخزرج فمرنا بأمرك. فقال سعد بن عبادة، والله ما قلتَ هذه المقالة إلا وقد عرفت أنهم من الخزرج ولو كانوا من قومك ما قلتَ هذا، فقال أسيد: كذبت ولكنك منافق تجادلُ عن المنافقين. وتثاورَ الناس حتى كاد يكون بينهم شر،
و هذا يدل على أن زعيم الأوس حينها كان أسيد بن الحضير رضي الله عنه و لم يكن سعد بن معاذ رضي الله عنه لكونه استشهد في غزوة بني قريظة بعد غزوة الأحزاب مباشرة،
بالتالي نستنتج أنه لا مجال للقول بالنسخ أو ما شابه و أن الرأي الراجح هو ما عليه الجمهور إن شاء الله) انتهى كلامه.
الجواب على الاعتراض الثاني:
كونه يحتمل أنه أراد به الزينة التي نهين عن إبدائها احتمال غير صحيح ولو سلمناه في تفسير ابن عباس فما قولكم في تفسير ابن عمر -رضي الله عنهم- فقد قال إن الزينة الظاهرة هي الوجه والكفان؟ وقد مر في الآثار الواردة عن الصحابة وعد باقي الصحابة الاستثناء في الآية راجع إلى زينة الوجه والكفين (وقد قدمنا الآثار الواردة عن عائشة وأبي هريرة -رضي الله عنهما-).
وكذا فسرها أكابر التابعين وقد قدمنا هذا.
أما الاعتراض بوجود تفسير لابن عباس يعارض ما ذهب إليه فهو أثر ضعيف لا يصح.
الجواب على الاعتراض الثالث:
نحيل فيه إلى ما قاله الشيخ الألباني والشيخ الشنقيطي والشيخ القرضاوي في الجواب على الاعتراض الأول.
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمر الشامي]ــــــــ[13 Jan 2009, 11:48 م]ـ
وقد روى عن أبي هريرة في قوله تعالى ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها قال القلب والفتخة رواه ابن وهب عن جرير بن حازم قال حدثني قيس بن سعد أن أبا هريرة كان يقول فذكره قال جرير بن حازم القلب السوار والفتخة الخاتم.
قلت (الأزهري الأصلي):
وابن وهب هو العلامة صاحب رواية الموطأ التي قال فيها العلامة الخليلى: ثقة متفق عليه، و موطأه يزيد على كل من روى عن مالك. اهـ.
وسنده صحيح إلى أبي هريرة -رضي الله عنه- وهو على شرط مسلم -رحمه الله-.
كيف صار صحيح؟؟ وهل سمع قيس بن سعد من ابي هريرة؟
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[16 Jan 2009, 07:56 م]ـ
السلام عليكم:
جزاكم الله خيراً أخي الكريم وقد نبهني بعض الإخوة قبل أيام على هذا الخلل وكنت أنوي تصحيحه فجزاكم الله خيراً.
وفي انتظار النقاش.
أخوكم.
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[19 Jan 2009, 10:42 م]ـ
قلت (الأزهري الأصلي):
وقد كتم هذا الأثر كل من تكلموا عن وجوب النقاب كالشيخ التويجري والشيخ المقدم والشيخ العدوي والسندي غيرهم.
وهذا الأثر لا يستطيع أي شخص أن يضعفه.
والسند الأول لا خلاف فيه وقد احبننا أن نذكر السند الثاني فقد يتهور عليه بعض المتطفلين:
أقول: جزاك الله خيرا ووفقنا لما فيه الخير والصواب، بحث طيب بذلت فيه ما نسال الله تعالى ان يجعله في موازين حسناتك، وأنت تريد الوصول للحق إن شاء الله تعالى، ولكن هل لابد من ذكر العبارات التي نقلتها أنا من بحثك هنا لترجيح ما تراه راجحا؟
قولك: وقد كتم هذا الأثر ....
هل علمت بنياتهم وحكمت عليها بعلم؟ ألم تجد لهم عذرا غير التهمة؟
قولك: بعض المتطفلين
أقول: هذا يتناقض مع قولك في أول بحثك:
فهذا موضوع علمي بحت قابل للنقاش العلمي فقط مع الإخوة الأفاضل في أكثر المنتديات على الشبكة أدبا -من وجهة نظري- وهو هذا الملتقى.
وأجزم أن ملحوظاتي هذا ستجد من علمك وأدبك محلا وقبولا
وفقك الله وسددك
ـ[يسري خضر]ــــــــ[20 Jan 2009, 01:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
لقد كتب الاستاد احمد عبد الحليم ابو شقة موسوعة بعنوان "تحرير المرأة في عصر الرساله" قدم لها الشيخ محمد الغزالي والدكتور القرضاوي وصدرت عن دار القلم في ستة أجزاء وقد نقل فيها جل ما قيده المفسرون والفقهاء حول تلك المسأله فلتراجع
ـ[أبو عمر الشامي]ــــــــ[05 Mar 2009, 08:50 م]ـ
هل علمت بنياتهم وحكمت عليها بعلم؟ ألم تجد لهم عذرا غير التهمة؟
أظن الكلام للألباني وليس للأزهري الأصلي ... ثم لا يحتاج معرفة هذا لشق القلب بل هو ظاهر بحمد الله(/)
من تفاسير الأباضية على النت
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[10 Sep 2005, 01:32 ص]ـ
كتب الأباضية نادرة,
والمطبوع منها نادر,
والاطلاع على المطبوع منها غير يسير,
وتفاسير الأباضية من مجموع ذلك نادرة, فكيف السبيل؟
هذه بعض تفاسير الأباضية على النت:
1 - هميان الزاد إلى دار المعاد, لابن أطفيِّش.
2 - تيسير التفسير, له أيضاً, وهو مختصر من هميان الزاد.
كلاهما في هذا الموقع:
http://www.altafsir.com/Tafasir.asp
3- جَواهِرُ التفسير أنوار من بيان التنزيل,
لأحمد بن حمد الخليلي, المفتي العام لسلطنة عمان.
(غير مكتمل)
على هذا الرابط:
http://alnadwa.net/alkhalili/altfseer/altafseer.htm
ـ[طالب المعالي]ــــــــ[08 Nov 2005, 03:34 م]ـ
اخي الكريم
لو بينت لنا هل هؤلاء المؤلفين معاصرين، وان لم يكن كذلك فلو بينت تواريخ وفياتهم
وفقنا الله واياك لكل خير(/)
أفضل طبعات تفسير النسفي
ـ[خلود]ــــــــ[10 Sep 2005, 12:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ماهي أفضل طبعة لتفسير النسفي؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Sep 2005, 01:50 م]ـ
هي طبعة دار النفائس في أربعة مجلدات.
ـ[خلود]ــــــــ[10 Sep 2005, 10:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا، وبارك فيكم
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[07 Mar 2006, 01:38 ص]ـ
السلام عليكم
هل هي افضل من الطبعة التركية القديمة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Mar 2006, 12:31 م]ـ
لم أطلع على الطبعة التركية، وإنما اطلعت على طبعة البابي الحلبي للكتاب، وهي الطبعة المشهورة التي صورتها دور النشر بعد ذلك. وقد اعتمد محقق التفسير الشيخ مروان محمد الشعار على أقدم مخطوطتين للتفسير، وهما مخطوطة الأحمدية في حلب والظاهرية في دمشق، إضافة إلى طبعة البابي الحلبي. ولم يشر إلى الطبعة التركية التي أشرتم إليها، ولا أدري ما تميزت به الطبعة التركية أخي الكريم.
لكن تميزت طبعة دار النفائس هذه بجمال الطباعة، والاعتماد على مخطوطات موثوقة (للكتاب أكثر من 147 نسخة مخطوطة)، وخدمة النص خدمة جيدة، وتخريج النصوص، والتعريف بالأعلام، وموازنة النسخ المخطوطة، وتخريج الشواهد الشعرية وغير ذلك مما لم يكن في الطبعة السابقة.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[07 Mar 2006, 09:43 م]ـ
لا أزال أقرأ هذا التفسير في طبعة نادرة رائعة التصحيح، وهي طبعة المطابع الأميرية بمصر، وقد صدرت سنة 1943 م في ثلاثة أجزاء، وقيمتها العلمية تكمن في دقة التصحيح ووجود آيات القرآن الكريم في أعلى الصفحات على الرسم العثماني كما صنعوا في الطبعة المصرية المعروفة من المصحف، وأيضا من تنظيم هذه الطبعة أن القائمين على ضبطها جعلوا تفسير النسفي على شكل تعليقات مفصولا بينها وبين آيات القرآن بجدول (يعني بخط فاصل) وعند كل موضع من الآيات المفسرة جعلوا رقما يطابق الرقم الذي يخصه من التفسير، ولقد أقمت موازنة بين هذه الطبعة وطبعة دار النفائس في مواضع عشوائية فوجدتهما على درجة واحدة من الصحة، هذا، وبالله التوفيق.
ـ[ابو المكارم العربي]ــــــــ[25 Oct 2006, 05:06 م]ـ
ماذا عن حواشي تفسير النسفي؟(/)
فهم جديد لقوله تعالى: " ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى .. "
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[10 Sep 2005, 01:53 م]ـ
قال تعالى: " لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (86) ".
يرقص كثير من ((النصارى)) طرباً ويشمخون برؤوسهم حين يسمعون ما يزعمون أنه مدح لهم.
ولكن فلنتوقف قليلاً عند التعبير المعجز في قوله تعالى " الذين قالوا إنا نصارى .. ".
بينما قال عن اليهود: " اليهود ". ولم يقل: " الذين قالوا إنا يهود .. ".
فاليهودي يعتز بمناداتك له " يا يهودي ".
فهم يقولون: " نحن يهود ". ونحن أيضاً نسميهم يهود.
ولعل القارئ اللبيب فهم بالقياس رأيي بالمقصود بـ " الذين قالوا إنا نصارى ".
فالذين نسميهم (نصارى) يرفضون أن تنادي أحدهم (يا نصراني). بل يقول بفخر واعتزاز (أنا مسيحي).
وحاول أن تخاطب نصرانياً في أي منتدى حوار ديني ستجد سيل الانتقادات وردود الفعل المتشنجة ...
نحن لسنا نصارى ... بل مسيحيين.
هنا وجه الإعجاز في الآية الكريمة: الأقرب مودة لنا هم الذين قالوا إنا نصارى.
أيضاً: لما كان أولئك القوم (((((يستكبرون))))) عن التعبير بـ " إنا نصارى "
إذن: الآية الكريمة لا تعنيهم ..
إضافة إلى الصفات الأخرى ويمكن إجمالها بما يلي ..
1. الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى
2. لَا يَسْتَكْبِرُونَ
3. تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ
4. يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ
5. يقولون: " وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ ".
قد يقول قائل: أين هم أولئك؟!
فالرد: أنهم أقرب النصارى إلى التوحيد (الإسلام) مما يسمون " الهراطقة "!! وكلهم دخلوا إلى الإسلام، فاندثر وجودهم كنصارى بشكل عام.
انظر مثلاً إلى سرعة إسلام نصارى نجران.
يضاف إليهم: عقلاء مختلف طوائفهم الذين يسلمون بالمئات يومياً بفضل الله تعالى ثم جهود أبطال الإسلام من الدعاة.
فكلما كان (النصراني) قريباً من التوحيد، كان أقرب إلى الإسلام ... والعكس.
ولا يجوز القول بأن القرآن الكريم يتحدث عن فئة اندثرت ... وهذا يعني أنه ليس لكل زمان ومكان ...
فلعله يدخل معهم النصارى الذين يسلمون حديثاً، بالمئات. ثم يكونون بالآلاف بعد نزول المسيح ـ عليه السلام ـ آخر الزمان .. حين يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ..
فمن صفات أولئك في القرآن الكريم تجدهم قريبين جداً من الإسلام وخاصة عقيدة التوحيد (لا الشرك) ...
بهذا يكون التوفيق بين هذه الآية الكريمة والتعبير القرآني الموحَّد لهم بمناداتهم (بالنصارى) مع الواقع المشاهَد حالياً من كون من نسميهم نصارى ولكنهم لا يسمون أنفسهم بذلك هم ليسوا الأقرب مودة .. بل عداوتهم مع أشد العداوات لأنهم داخلون مع (((((الذين أشركوا)))))
وهنا نتذكر قول عبد الله بن عمر رضي الله عنه: لا أجد أشد شركاً ممكن زعم أن لله ولداً.
نعم كثير ممن نسميهم نصارى هم أشد عداوة من اليهود، فهم داخلون في ((الذين أشركوا)) بدليل أنهم يرفضون القول " إنا نصارى ".
اعذروني إخوتي على الإطالة .. ولكن .. ما رأيكم؟!
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[13 Nov 2005, 11:23 ص]ـ
إخوتي الأفاضل:
(يُتْبَعُ)
(/)
حتى تتبين لكم وجهة نظري في فهم الآية الكريمة سأسير في مقدمات ونتائج منطقية كما يلي:
المقدمة الأولى: ليس كل من زعم أنه غير مشرك، يُسلَّم له بذاك .. فقد يكون مشركاً وهو يظن نفسه موحداً.
قال تعالى: ": " وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ". [يونس: 18].
فأولئك القوم ضنوا أنهم لم يكونوا مشركين .. لكن ((واقع الحال)) يقتضي أنهم مشركون.
لهذا لا يُلتفَت يوم القيامة لصراخهم: " وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ " [الأنعام: 23].
وكحال من يتوسل بالأولياء والشفعاء من غلاة الصوفية والشيعة، حيث يظنون في أنفسهم التوحيد لكن في حقيقتهم مشركون.
المقدمة الثانية:
بدعة التثليث ظهرت في (المسيحية) على يد بولس. ورفض كثير من طوائفهم ذلك كالأبيونية و ... و ... و (الناصريين).
بل كانت طائفة (الناصريين) أقدم من طائفة (المسيحيين) حيث بنيت أول كنيسة في القدس بعد [صلب يسوع] على يد يعقوب (أخو يسوع) وبطرس اللذان كانا من أشد الموحدين (الناصريين) .. فلم يختلفوا مع دين اليهود إلا في الإيمان بنبوة المسيح فقط .. واستمر الموحدون مسيطرين على كنيسة القدس (أول كنيسة في العالم) حتى عام62م. حين قتل الرومان رئيسها (شمعون).
انظر كتاب: " بولس وتحريف الكنيسة ( http://mysite.verizon.net/muhtadoon/books/a/A003.zip) ".
ثم حاربت طائفة (المسيحيين) الأقرب إلى الوثنية باقي الطوائف وخاصة الناصريين والأبيونيين .. في مجازر مات خلالها الآلاف.
وهاجر قليل ممن نجا منهم إلى شتى بقاع العالم.
المقدمة الثالثة:
يرفض من يسمون أنفسهم (مسيحيين) مناداتهم بـ (النصارى) حتى لا يُنسبوا إلى تلك الطائفة.
كما (مع فارق التشبيه) يرفض المسلم أن تناديه يا قادياني يا بهائي .. فالقاديانية والبهائية ليس إسلاماً بأي حال.
لكن اليهود لا يرفضون ذلك .. فهم يهود ويفرحون حين تناديهم يهود ... وإلا لاتهموك بمعادة السامية!!
النتيجة:
من نسميهم (نصارى) هم عدة أصناف:
- صنف قريب من اليهود ويسمون المحافظون الجدد ويسميهم بعض النصارى: المسيحيين المتصهينين. أولئك لا يمكن أن يكونوا أقرب مودة إلى المسلمين من اليهود .... لأنهم ببساطة .... يهود!!
بل خدماتهم للأفكار اليهودية ومشاريعها .. وإخلاصهم لهم أشد من إخلاص كثير من اليهود ..
- صنف يكابر ويعاند في دعوى التثليث .. ويستخدمون أبشع طرق التنصير بالإكراه والإغراء (الذي في حقيقته إكراه!!).
وهؤلاء أقرب إلى (الذين أشركوا) وإن قالوا إنهم موحدين ما يسمى (الوحدانية الجامعة) وانظر مثلاً هل المؤمن بالنص التالي موحد أم مشرك:
جاء في الإنجيل: " يسوع الذي في الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس .. " [أعمال10/ 38]. بحسب الوحدانية المزعومة، فإن النص يصبح هكذا: ((مَسَحَ اللهُ اللهَ باللهِ)) فكيف يكون الله ـ سبحانه وتعالى عما يصفون ـ ماسحاً وممسوحاً وممسوحاً به في الوقت ذاته؟
وتأمل النصّ التالي في أنجيل متى [21/ 37]: " فأخيراً أرسَلَ إليهم ابنه قائلاً: يهابون ابني ". أي أن اليهود لم يهابوا الله، فأرسل ابنه ليهابوه ـ حيلةً منه!! ـ .. ولكن لماذا لجأ الأب الى تلك الحيلة؟ وكيف لمن لم يخشى الأب أن يهاب الابن؟ ومن الذي أكسَبَ الابن الهيبة؟! وأي هيبة للابن وقد علقوه على الصليب، وأهانوه قبل ذلك وبعده؟!!
والأهم: لولا أن الآب وابنه (شخصيتان) منفصلتان لما أرسله بدلاً منه حين فشل!!
و صرح بولس بأنه دعى النصارى إلى الشرك: " أمين هو الله الذي به دعيتم إلى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا " [كورنثوس الأولى1/ 9]. تأمل لفظ (شركة)، فقد جعل الابن شريكاً لله. إنه الشرك بالله، الشرك الواضح ..
إن لم يكن كل ذلك شرك .. فما هو الشرك إذاً؟
- طوائف قليلة متفرقة من عقلاء النصارى الموحدين الرافضين القبول بشركيات التثليث وغالب علمائهم (في الطبيعيات) كذلك.
بل هم أقرب إلى الإسلام من طوائف في حقيقتها تنتسب إلى (اليهود والذين أشركوا) هؤلاء لا يستكبون فعلاً.
وقد عاشرت عدداً كبيراً منهم كان إذا أسلم وعرف الحق تدمع عينه مباشرة ..
صدقوني إخوتي كانوا يبكون ويُبكون من يسمعهم في غرف (البالتوك) على الإنترنت .. بل منهم رئيسة غرفة تنصيرية.
=======================
فهمي للآية الكريمة:
كلما كان (المسيحي) أقرب إلى (النصرانية) كان أقرب مودة إلى المسلمين.
وما سوى ذلك من (المسيحيين) هم في الحقيقة من اليهود أوالذين أشركوا .. على تفصيل.
ومن ثم: هم أشد الناس عداوة للمسلمين.
ملاحظة أخيرة: لا يعني أن النصارى أقرب مودة من اليهود أن النصراني يودك.
وللتوضيح: لو قلنا إن اليهودي يبغض المسلم (85%)
فإن النصراني يكره المسلم (75%)
ومن ثم فإن كلاهما لا يود المسلمين في الحقيقة.
فضلاً عن بعض (المسيحيين اليهود) الذين يبغضون المسلمين (95%)
فهو (ود دون ود ... وبغض أشد من بغض ... )
والله أعلم
هذا ما يسر الله به .. وأسأله التوفيق والسداد والرشاد ..
واعذروني على الإطالة إخوتي
مع محبتي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مرهف]ــــــــ[13 Nov 2005, 05:20 م]ـ
أخي الكريم عبد الرحيم جزاك الله خيراً على ما قدمته في هذه القراءة وأرجوا أن تكون محل عناية ونظر من الأخوة أعضاء الملتقى، ولكني أحببت أن أشارك برؤوس أقلام في هذه الآية وأرجوا التمعن والتأني فيها، فهذه الآية يستدل بها كثير من دعاة وحدة الأديان إلى ما يريدون، وكذلك يستغلها ـ مع بترها عما بعدها ـ المستشرقون لاستمالة المؤمنين والتشكيك بالإسلام وتدعيم المسيحية التي يعتنقونها، فكان لا بد من أن تأخذ دراسة تفسيرية واسعة.
قال تعالى: ((" لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (86) ".))
أولاً: قسمت الناس اتجاه المؤمنين إلى قسمين أساسيين من حيث العداوة والمودة:
القسم الأول: المعادون المبغضون، وأوضحت الآية أنهم على درجات ولكن أشدهم عداوة اليهود، والذين أشركوا.
القسم الثاني: الموادون وهم أيضاً على درجات، ولكن أقربهم مودة الذين قالوا إنا نصارى.
ثانياً: الملفت للنظر أن الله تعالى ذكر اليهود والمشركين باسمهم الحقيقي (اليهود والذين أشركوا)، بينما ذكر من الموادين للمؤمنين الذين قالوا إنا نصارى، ولم يقل النصارى، وذلك لأن المدعين تبعية السيد المسيح فئات متعددة، وهنا أجد في التفريق بين الذين قالوا إنا مسيحيون وبين الذين قالوا إنا نصارى مناسبة لا باس بها، ولكن هل كان أهل الكتاب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من يقول إنا نصارى وإنا مسيحيون؟ فيه نظر.
ثالثاً: لفهم معنى الود في الآية لا بد من مقابلتها مع ضدها في نفس الآية، فالله قارن موقف المعادين من الناس للمؤمنين، وموقف الموادين، ونحن نفهم العداوة بالمحاربة فناسب معنى السلم للموادة بالمقابلة مع معنى المعاداة.فعلى ذلك يكون المعنى: لتجدن أشد الناس محاربة للمؤمنين للنيل منهم والصد عن سبيل الله: اليهود والذين أشركوا، ولتجدن أقرب الناس مسالمة للمؤمنين الذين قالوا إنا نصارى.
فصار بذلك بيان أن الأصل في اليهود والمشركين العداوة، والأصل في الذين قالوا إنا نصارى السلم.
ولذلك أرى أن مقارنتها بقوله تعالى (وجعل بينكم مودة ورحمة) فيها بعد فالمفردة القرآنية يتعدد مدلولها بحسب سياقها والأسلوب الذي جاءت فيه في الآية وفي السورة،وهذا من التوسع الذي عجز عنه العرب في أقوى مراحل لسانهم والله أعلم.
فالمودة في الآية الثانية (مودة ورحمة) قرنت بالرحمة وهذا يدل على أن الود هنا فطري وهذا ما يدل عليه سياق الآية ((ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا)) فالإنسان يميل بطبعه الذي خلقه الله فيه إلى جنسه وهو بعيد عنه فكيف إذا ارتبط به بميثاق غليظ؟
أما في عداوة اليهود والمشركين، ومودة الذين قالوا إنا نصارى فهذا موقف عقائدي فكري وهو ما يسمى اليوم بالأيدلوجي، وقد علل الله تعالى موقف الذين قالوا إنا نصارى بقوله: ((ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ)) فالقسيس عالم بدينه ويلحق به
(يُتْبَعُ)
(/)
الراهب ولكنهم يعرفون النصرانية على حقيقتها وما فيها ويبحثون عن الحق بدون استكبار، مع أن القسيس والراهب وظيفته أن يدافع عما يعتقده ولكنهم يبحثون عن الحق ((وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ))، و ((يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ)) فهذا الكلام يدل على بواطنهم وأهدافهم ولعلهم الذين مشوا على هدي الحواريين الذين قالوا نحن أنصار الله وصدقوا في ذلك والله أعلم قال تعالى: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ * رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} (53ـ 52) سورة آل عمران.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} (14) سورة الصف.
فيدخل في ذلك من آمن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب دخولاً أولياً والله أعلم.
وأخيراً ينبغي أن نفرق بين الموقف العقائدي والتعامل الأخلاقي الإسلامي، فنحن في مواقفنا العقائدي لا نحارب من سالمنا فلهم دينهم ولنا ديننا، بل عقيدتنا تفرض علينا تعاملاً أخلاقيا رفيعاً من باب الرحمة بخلق الله لا من باب الميل لعقيدتهم،تماماً كما تعلمنا من نبينا صلى الله عليه وسلم الذي أرسل رحمة للعالمين، وهكذا كان صلى الله عليه وسلم يعامل الطفل اليهودي بالرحمة وغير ذلك من الأمثلة في سيرته صلى الله عليه وسلم.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[14 Nov 2005, 04:46 ص]ـ
يا صاحب " الفهم الجديد "
لقد كان لك فيما ذكره الأئمة أصحاب ذلك العلم بالتفسير و أصوله و أدواته -عصمة لك من ذلك " الفهم " " الجديد " لتلك اللفظ" النصارى " التي أتيت في مدلولها بالغريب بل بالمريب،
قال الإمام القرطبي رحمه الله:
" لا يقبل الاحتجاج و لا الاستدلال إلا بالرجوع إلى التفاسير التي كتبها الأئمة الأعلام و الثقات المشاهير من علماء الإسلام ".
هذا من ناحية،
و من ناحية أخري:
هذه الآية نزلت في شأن أناس معينين من النصارى: أمنوا بمحمد - صلى الله عليه و سلم-
نبيا و رسولا، و بالله تعالى ربا، و بالقرآن الكريم وحيا و كتابا، و ذلك في حياته عليه الصلاة و السلام،
فلفظ " النصارى " الذين نزلت فيهم تلك الآية الكريمة خاص بأناس بعينهم - أمنوا بالإسلام فعلا - و ليس عاما في " النصارى "،
أو هو " عام أريد به الخصوص "، على اصطلاح علماء أصول الفقه،
و يلحق بحكمهم - من حيث الثناء الشرعي - من آمن من أهل الكتاب مثلهم، ممن حذا حذوهم،
و هذا لا يعني الثناء على أي من طوائفهم - أيا كانت و أيا كانوا - قبل إسلامهم، ما داموا على كفرهم،
* و لذا فقد أخطأتم خطأ عظيما في قولكم:
((النتيجة:
من نسميهم (نصارى) هم عدة أصناف:
1 - صنف .....
2 - صنف .........
3 - طوائف قليلة متفرقة من عقلاء النصارى الموحدين الرافضين القبول بشركيات التثليث وغالب علمائهم (في الطبيعيات) كذلك.)).
- فالخطأ هو وصفكم لهؤلاء " النصارى " - قبل اعتناقهم الإسلام - ب " الموحدين "؟؟؟
- و خطأ مثله قولكم:
((هنا وجه الإعجاز في الآية الكريمة: الأقرب مودة لنا هم الذين قالوا إنا نصارى.)).
((فكلما كان (النصراني) قريباً من التوحيد، كان أقرب إلى الإسلام ... والعكس)).
((فمن صفات أولئك في القرآن الكريم تجدهم قريبين جداً من الإسلام وخاصة عقيدة التوحيد) لا الشرك .. ).)).
*********************************************
أما الطامة الكبرى: فهي قولك أو نقلك معتقدهم على سبيل الاحتجاج و الاستدلال، و هو ما سميته، أنت " مقدمة " من " مقدمتين بنيت عليهما " نتيجتك " تلك،فقد قلت:
((المقدمة الثانية:
(يُتْبَعُ)
(/)
بدعة التثليث ظهرت في (المسيحية) على يد بولس. ورفض كثير من طوائفهم ذلك كالأبيونية و ... و ... و (الناصريين)
بل كانت طائفة (الناصريين) أقدم من طائفة (المسيحيين) حيث بنيت أول كنيسة في القدس بعد [صلب يسوع] على يد يعقوب (أخو يسوع) وبطرس اللذان كانا من أشد الموحدين (الناصريين) .. فلم يختلفوا مع دين اليهود إلا في الإيمان بنبوة المسيح فقط .. واستمر الموحدون مسيطرين على كنيسة القدس (أول كنيسة في العالم) حتى عام62م. حين قتل الرومان رئيسها (شمعون).)).
((النتيجة:
من نسميهم (نصارى) هم عدة أصناف:
1 - صنف ..... ))
* فأنت ذكرت أو قلت بعد [صلب يسوع]،
و لم تذكر اعتراضا و إنكارا، بل جاء قولك هذا احتجاجا و استدلالا؟؟
و هذا خلاف معتقد المسلمين كافة قطعا و يقينا،
قال الله تعالى في شأن عيسى عليه السلام: {و ما قتلوه يقينا}.
- قلتم: (وبطرس اللذان كانا من أشد الموحدين):
فهل " بطرس " - صاحب أحد أناجيل القوم - كان كذلك؟؟؟
- و قلتم " الإبن " و " الأب "، فأنكرتم اشتراك الثاني مع الأول في المنزلة،
و لم تذكروا إنكارا لأصل زعم أو زيف مجرد وجود " الإبن "؟؟؟
* فهل هذه معتقدات المسلمين و ألفاظهم،
و هل نحن في كنيسة سان خريستو أم في ملتقى إسلامي اسمه " ملتقى أهل التفسير "؟
-----------------------------------------------
أتمنى أن أكون أنا المخطئ في فهم " فهمك الجديد " لآي الذكر الحكيم،
فإن كان الأمر كذلك فأنت الملوم، لما أوقعت فيه نفسك من الشبهات الشديدات،
و أن كانت الأخرى: فالأمر جد خطير، و شر مستطير،
أترك علاجه للإخوة مشرفي الملتقى، أعانهم على ملاحقة شطحات " ولد الديرة " و من نحا نحوه،و حذا خذوه
... و نصيحة عامة: من أدمن " غرف البالتوك " هذه فلا يلومن إلا نفسه، إلا إذا كان متمكنا من أمره و علمه،
و انظروا: فقد كانت هذه الشطحات المذكورة آنفا ثمرة مرَة لمحادثاتها،قال:
(وقد عاشرت عدداً كبيراً منهم كان إذا أسلم وعرف الحق تدمع عينه مباشرة ..
صدقوني إخوتي كانوا يبكون ويُبكون من يسمعهم في غرف (البالتوك) على الإنترنت .. بل منهم رئيسة غرفة تنصيرية)
و قال:
فهمي للآية الكريمة:
... كلما كان (المسيحي) أقرب إلى (النصرانية) كان أقرب مودة إلى المسلمين.)).
فأي " نصرانية " هذه يدعو إليها تلميحا و تلويحا لا تصريحا
بسم الله الرحمن الرحيم
{قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد و لم يولد * و لم يكن له كفوا أحد *}
صدق الله العظيم
ا
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[14 Nov 2005, 10:11 ص]ـ
سبحان الله!!!!!!!!
لقد كان لك فيما ذكره الأئمة أصحاب ذلك العلم بالتفسير و أصوله و أدواته -عصمة لك من ذلك " الفهم " " الجديد " لتلك اللفظ" النصارى " التي أتيت في مدلولها بالغريب بل بالمريب،
قال الإمام القرطبي رحمه الله:
" لا يقبل الاحتجاج و لا الاستدلال إلا بالرجوع إلى التفاسير التي كتبها الأئمة الأعلام و الثقات المشاهير من علماء الإسلام ".
الدكتور أبوبكر هو من يتحدث بلغة الكنيسة!! في تنصيب "بابا" يمتلك حق القول في الكتاب على عامة جهلة (لا يرتقون)!
و أثني على أخي عبدالرحيم، و أميل إلى فهمه .. وكان أجدر بك أن تضع خلف جملة (صلب يسوع) كلمة تخفف وطأها ..
و أما الكتاب الذي أشرت إليه عن بولس فقد قرأت قريباً منه كتاب (الأصول الوثنية للمسيحية) وفيه مما يحتاجه المناظر الكثير.
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[14 Nov 2005, 10:53 ص]ـ
* تنبيه
جملة (بعد [صلب يسوع]): هي من كلام أخيك " عبد الرحيم "، و ليست من كلامي،
و هي من ضمن ما أنكرته - أنا - عليه،
و كل ما هو مذكور في مشاركتي - هو من كلام " أخيك عبد الرحيم "، و ليس من كلامي،
فإن كان هذا معلوما لديك: فأنت في " ثنائك " على " إخيك " - هذا - مثله،
* أما ما نقلته - كاتب هذا - حكاية عن الإمام القرطبي فهو نص كلامه - و هو صحيح في ذاته - و ليس من كلامي،
و هو بلا ريب لا " يتحدث بلغة الكنيسة "،كما طعنت و أنكرت،
و إنما هم من يرددون كلامها استدلالا و إقرارا،
* هذا دفعا للالتباس عمن حسنت نيته في فهم كلامي،
(يُتْبَعُ)
(/)
أما من لم يلتبس عليه الكلام و أدرك أنه جاء على سبيل الإنكار، فاعترض و أثبت و أقر القول ب [صلب يسوع] فلا يعد مسلما قطعا و جزما،و إنما يكون " متحدثا بلسان الكنيسة "
و لا حول و لا قوة إلا بالله العليّ العظيم
ـ[أبو لبابة]ــــــــ[14 Nov 2005, 02:55 م]ـ
أود أن أثبت هاهنا نقاطا لعلها تسهم بشئ من الإيضاح:
• محاولة الاستدلال بالتعبير القرآني عن النصارى بأنهم قالوا إنا نصارى وأما اليهود بأنهم يهود وكذلك الذين أشركوا هي محاولة لا تخدم الموضوع الأساسي الذي نتكلم فيه.
• المقصود بالذين قالوا إنا نصارى ليس مجموع النصارى قطعا، سواء في ذلك أولئك الذين كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أو بعده، وإنما المقصود أولئك الذين كانوا نصارى حقا وآمنوا بالإنجيل وصدقوا بما فيه ومن ذلك التصديق بنبينا صلى الله وذلك مصداقا لقوله تعالى في سورة المائدة:
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68)
• وبالتالي فلا اليهود بعمومهم ولا المشركون بعمومهم ولا النصارى بعمومهم أقرب مودة للمؤمنين؛
• والأقرب مودة للمؤمنين الذين تتحدث عنهم الآية الكريمة هم فئة مخصوصة من الناس معروفون بأعيانهم في عهده صلى الله عليه وسلم وكانوا نصارى ويلحق بهم كل من كان على شاكلتهم من أهل الكتاب ممن أقام التوراة والإنجيل وصدق بما فيهما وآمن بالنبي صلى الله عليه وسلم؛
• وكل ما عدا هؤلاء ممن أقاموا التوراة والإنجيل وآمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم سواء ممن عرفوا الحق كما يعرفون أبناءهم وجحدوه استكبارا (كاليهود عموما) أو ممن ضلوا عن الحق لجهلهم وقصور معرفتهم (كالنصارى عموما) فهم ليسوا بأقرب مودة للمؤمنين، وليسوا مشمولين بمدلول الآية الكريمة والله أعلم
• ليس هذا مكان الحديث عن ضلال المتوسلين بالأنبياء والأولياء والصالحين، وفرق كبير بين المجمع على ضلال الخارجين عن الملة والمختلف فيهم والله أعلم
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[15 Nov 2005, 01:14 م]ـ
شكراً لاهتمامكم إخوتي الأحبة والسادة الأفاضل .. وخاصة الدكتور (أبو بكر خليل) حماه الله ..
وهذا القول إنما طرحته لكم لإثبات مواطن النقص فيه والخلل فالمعصوم من عصمَ الله
لذا فإني أشكر الفاضل (الدكتور أبو بكر خليل) الذي تتبع مواطن الزلل في كلامي
بل لهذا وضعته في ملتقاكم الطيب.
فجزاه الله كل خير ووفقه وسدد على الخير خطاه.
لكني كنت أعددت الرد على الأخ مرهف ... وسأناقش ما ذكره الدكتور أبو بكر خليل في مداخلتي القادمة بإذن الله تعالى ...
ولكنني مقدما أعتذر عن عبارة: " صلب يسوع " وأرجو من الأخ المشرف استبدالها بعبارة (صلب يسوع بزعمهم)
مرة أخرى أعترف بخطئي .. ولا عصمة بعد الأنبياء.
والآن إلى الرد على مداخلة الأخ مرهف ...
================
شكراً لك أخي الكريم ..
------------------
اقتباس:
ولكن هل كان أهل الكتاب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من يقول إنا نصارى وإنا مسيحيون؟ فيه نظر.
-----------------
أخي الحبيب:
من الأسلوب المعجر للقرآن الكريم، أنه إذا خاطب ديانة من الديانات الرئيسة في وقت نزول القرآن الكريم، فإنه يخاطبها ويخاطب أيضاً أشهر فرقها (المتفرعة عنها) بذكر مخالفاتها العقدية والمنطقية والتشريعية المختلفة.
تأمل أصناف اليهود والنصارى المخاطبين هنا: " وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ". [التوبة30]
هل كل اليهود يقولون إن عزير ابن الله؟ وهل كل العرب الكفار مشركون؟
انظر مثلاً خطاب القرآن الكريم للكفار العرب في شبه الجزيرة العربية بمختلف أصنافهم (الملحدين " الدهريين "، المشركين ـ وهم أقسام ـ، عبدة الكواكب .. بل ويدخل فيهم: المنافقون والمرتدون) ... الخ
وفي المسألة تفصيل ...
والآن لنعد إلى النصارى ...
(يُتْبَعُ)
(/)
هل النصارى المخاطَبون في القرآن الكريم (الذين نسميهم نحن نصارى) هم ذاتهم الذين يسمون أنفسهم مسيحيين (وهم مختلف أتباع كنائس الفاتيكان والقسطنطنية والبروتستانت .. )؟
أم أتباع فرق (هراطقة) كاليعاقبة والنسطوريين والأبيونيين والنصرانيين ... ؟
التاريخ يبين أن غالب النصارى في جزيرة العرب وما حولها شمالاً وجنوباً وغرباً هم من أتباع تلك الفرق .. وأنهم كانوا مضطهدين من (المسيحيين) لدرجة شارفت على إفنائهم تماماً قبل الإسلام. فهم رفضوا عقائد المسيحيين الشركية.
تأمل ملياً ما قال علي رضي الله عنه في نصارى تغلب: أنهم لم يأخذوا من النصرانية سوى شرب الخمر.
ولكن أين أولئك النصارى؟ ولماذا هم أقلية نادرة جداً هذه الأيام؟
والله أعلم غالبيتهم العظمى دخلت في الإسلام بسرعة عجيبة دون أدنى اعتراض لما وجدت في الإسلام خلاصاً حقيقياً لهم من بدع الإشراك (التثليث).
ويدخل فيهم الكثير من الموجودين في عصرنا ممن يكتم اقتناعه بالتوحيد وعدم اقتناعه بشرك التثليث لأسباب مختلفة
أما وجهة نظري تقسيم أولئك إلى ثلاثة أقسام ..
1. القريب منهم إلى التوحيد .. ويقولون إنا نصارى (أي على ملة أصدق تلك الفرق " الهراطقة " وأقربها إلى الحق، ومقتنعين بأفكارها التوحيدية ... ) سواء قالوا بذلك بألسنتهم أم نطق واقع حالهم بذلك. فلسان الحال أبلغ من لسان المقال. = لهم حكم خاص في طريقة الدعوة، الزواج منهم ..
2. القريب من اليهود (المسيحية المتصهينة، المحافظون الجدد، شهود يهوه، السبتيين، متشددي البروتستانت .. ) = لهم حكم اليهود
3. القريب من الذين أشركوا = لهم حكم المشركين في الدعوة والمعاملة
بل وحتى في الزواج كما فصل ذلك القرضاوي في كتابه فتاوى معاصرة .. موفِّقا بين قول ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ وجمهور الفقهاء في حكم الزواج من الكتابيات .. ومبيناً وجوب فحص عقيدتها بدقة فإن كانت في حقيقتها مشركة لا يجوز الزواج منها.
لنعد الآن إلى سؤال وهو: هل حارب القرآن عقيدة المسيحيين أم النصارى؟ أي: هل علِمَ القرآن بوجود عقائد المسيحيين الحقيقية (بحسب زعمهم) أم بني أحكامه على ما شاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدعٍ لفرقهم الخارجة عنها (الهراطقة)؟!
تلك شبهة معروفة للنصارى ناقشتها بتوسع في أطروحتي وفي عدد من أندية الحوار الديني .. وأعرضها هنا بإيجاز ..
نص الشبهة حرفياً:
" يجهلون الثالوث الأقدس
س 7 جاء في سورة المائدة 116 "وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ؟ ". وجاء في سورة النساء 171 "يَا أَهْلَ الكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلا الحَقَّ إِنَّمَا المَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرَوُحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرا لكُمْ إِنَّمَا اللهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلاً". وجاء في سورة المائدة 73 "لَقَدْ كَفَرَ الذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ".
يتضح من هذه الآيات أن محمداً سمع من بعض أصحاب البدع من النصارى أنه يوجد ثلاثة آلهة، هم الله ومريم وعيسى، فردَّ على هذه البدعة وكرر المرة بعد الأخرى أن الله واحد. وكل من له إلمام بالتوراة والإنجيل يعرف أن وحدانية الله هي أساس الدين المسيحي، فقد قالت التوراة والإنجيل: "الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ" (تثنية 4 ومرقص 1/ 29). ولم يقل مسيحي حقيقي قط إن العذراء مريم إله [1] (مع كل التقدير والمحبة لها) فالمسيحيون لا يعبدون ثلاثة آلهة، بل إلهاً واحداً في وحدانية جامعة: هو الآب والابن والروح القدس. أو بعبارة القرآن "الله وكلمته وروحه" [2]. والكل في ذات واحدة ".
وللرد على شبهتهم أقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
اختلف النصارى واضطربوا في تحديد معنى التثليث اضطراباً شديداً، والقرآن الكريم يحارب الشرك الذي يمثله التثليث بشتى أشكاله. فقد صرح القرآن الكريم بكفر من يعتقد تأليه المسيح في أكثر من آية، كقوله تعالى: " لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ " [المائدة: 17]، وقال تعالى: " لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " [المائدة: 73]، وقال تعالى: " .. وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ، اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ " [التوبة: 31].
وبهذا يدخل المسيحيون فيهم.
ومن مميزات أسلوب الخطاب الدعوي للقرآن الكريم، أنه يذكر الخطأ المنطقي والعقدي والتشريعي ... بغض النظر عن قائله.
فالمهم هو القول لا قائله. [3]
أي: لو قال القرآن: يا كاثوليك أنتم مخطئون لاعتقاد كذا، ويا أرثذوكس قولكم كذا مغلوط .... سيقول البروتستانت أو السريان أو الموارنة أو الأقباط .... نحن غير مخاطبون، والقرآن لا يديننا.
بل سيجادل حتى الكاثوليك والأرثذوكس (كعادتهم) في أننا لم نقصد كذا ولكننا قصدنا كذا ... فنُدخِل القرآن المجيد في مهاترات مع أولئك القوم وجدل بيزنطي لا طائل من ورائه ..
لكن القرآن الكريم أجلّ وأسمى من كل مهاتراتهم .. لذا ترك للدعاة الجدل والمناقشة في الفروع، بينما حدد القرآن الكريم الأصول العامة لموضوعات حوارهم.
وفي الآيات الكريمة ملحظ دقيق وهو: إن النصارى وإن كانوا أقرب مودة من غيرهم .. إلا أنهم في النتيجة: كفار ..
وإن قالوا بأنهم مسيحيين لكن الأصل في مناداتهم (نصارى) .. حتى لو كان ذاك يغيظهم [وخاصة في منتديات الحوار] فالنص الشرعي أولى بالاتباع.
اقتباس
-----------------
ولعلهم الذين مشوا على هدي الحواريين الذين قالوا نحن أنصار الله وصدقوا في ذلك
------------------
صحيح أخي العزيز وصدقت في شرطك: " وصدقوا في ذلك ".
وذاك ما أقوله: أقرب رجال الدين النصارى إلى الإسلام هم أكثرهم التزاماً بتعاليم الإنجيل ((الأخلاقية)) (من غير الشركيات) ... وتأمل كلام محمد رشيد رضا في تفسير المنار عندما فسَّر سبب مودتهم للمسلمين بأنها: " بسبب التعاليم التي تحض على محبة الأعداء وإدارة الخد الأيسر لمن ضرب الخد الأيمن .. عكس اليهود الذين يضمرون الكيد والمكر، وإن أظهروا الرضا والاقتناع غالباً ".
وهذا جربته عملياً حين كنت أتحدث مع أصدقاء مستقيمين ومؤدبين جداً (منهم) في المدرسة والجامعة كانوا شديدي الغضب على مختلف تجاوزات (رجال دينهم) وعندما أتحدث معهم عن تناقضات وأخطاء كتابهم المقدس ومميزات عقيدتنا ... فيطرقون رأسهم خجلاً ويقولون: إن أسلمنا هل تحمينا من القتل ... !!
لذا قد لا أبالغ إن قلت إن القائمين على الكنائس العالمية يفرحون بجرائم قساوستهم الجنسية وفضائح اختلاساتهم بل ومشاركتهم في مجازر جماعية في إفريقيا .. الخ لأنهم عندما درسوا حال رجال دينهم الذين أسلموا وجدوهم في غالبهم من المستقيمين أخلاقياً ..
فـ " خياركم في الجاهلية، خياركم في الإسلام ".
=================
=================
تعليقاً على كلام الدكتور (أبو بكر خليل) في أن من يدخل غرف البالتوك فلا يلومن إلا نفسه تذكرت تعقيب الحبيب د. منقذ السقار على قول شيخ الإسلام: " فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه، ولا وفّى بموجب العلم والإيمان، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس، ولا أفاد كلامه العلم واليقين".
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال العزيز د. منقذ: " وكأني به - رحمه الله - يرد على ما سيقول الصفدي في ترجمته، فقد قال: "وضيّع الزمان في رده على النصارى والرافضة ومن عاند الدين وناقضه، ولو تصدى لشرح البخاري أو لتفسير القرآن العظيم لقلّد أعناق أهل العلوم بدرِّ كلامه النظيم".
ثم ذكر قول تلميذه الهمام ابن القيم:"جواز مجادلة أهل الكتاب ومناظرتهم، بل استحباب ذلك، بل وجوبه إذا ظهرت مصلحته من إسلام من يرجى إسلامه منهم وإقامة الحجة عليهم، ولا يهرب من مجادلتهم إلا عاجز عن إقامة الحجة، فليولِ ذلك إلى أهله، وليخلِ بين المطي وحاديها، والقوس وباريها ".
انظر كتابه الحوار: ص22.
وأطلب من العزيز د. أبو بكر أن يبحث في (جوجل) عن اسم: " وسام عبد الله " أو " منقذ السقار " ويجد كيف أن الأخ وسام أسلم على يديه أكثر من 600 نصراني في غرف المحادثة (البالتوك).
بينما نحن مشغلون مشغولون ... بأمور أهم!!
هوامش
=====================
[1] بل يقدس الكاثوليك مريم، وإن لم يعدوها أحد أطراف الثالوث الأقدس (الآب، والابن، والروح القدس)، ويعتمدون في تقديسها على ما جاء في النص الكاثوليكي لإنجيل لوقا، وفيه: " فلما دخل إليها الملاك قال: السلام عليك يا ممتلئة نعمة، الرب معك، مباركة أنت في النساء " (لوقا 1/ 28).
وقد تمثلت عبادة الكاثوليك لمريم في عدد من الصلوات التي تؤدى لها، ومنها "صلاة مريم" وفيها يقولون: " يا خطيبة مختارة من الله، يا أيتها المستحقة الاحترام من الجميع .. يا باب السماء .. يا ملكة السماء التي جميع الملائكة يسجدون لها، وكل شيء يسبحها ويكرمها .. فاستمعينا يا أم الله، يا ابنة، يا خطيبة الله، يا سيدتنا ارحمينا وأعطينا السلام الدائم .. لك نسجد ولك نرتل ".
وفي مجمع أفسس 431م سميت مريم " والدة الإله "، وزيد في نيقية فقرة: " نعظمك يا أم النور الحقيقي، ونمجدك أيتها العذراء القديسة، والدة الإله .. ".
يقول الأنبا غريغوريوس الأرثوذكسي عن مريم: " إننا لن نرفعها إلى مقام الألوهية كما فعل الكاثوليك .. وكما أخطأ الكاثوليك فرفعوها إلى مقام الألوهية والعصمة، كذلك ضل البروتستانت ضلالاً شنيعاً حين احتقروها، وجهلوا وتجاهلوا نعمة الله عليها وفيها، ولكن الكنيسة الأرثوذكسية قد علمت العذراء تعليماً مستقيماً، فلا نؤلهها ولا نحتقرها ".
انظر كتاب: الله واحد أم ثلاثة للدكتور منقذ السقار. ص120
[2] تدليس وتحريف بقصد خبيث، فلا يوجد في كل القرآن الكريم ما زعم وجوده. ونص آية النساء: " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (171) ". فلو كانت الآية الكريمة تدل على ما يزعم حقاً، فلماذا لم يذكرها كاملة؟! بل الآية الكريمة تنقض ما ذهب إليه نقضاً تاماً ـ كعادة شبهاتهم ـ. وماذا يقول بما ورد في الآية التي بعدها مباشرة: " لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172) "؟
[3] وهو الأصل في (تكفير المُعَيَّن)، فأنت لا تقول مثلاً: فلان الشيعي كافر. بل تقول: من اتهم أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ في عرضها .. فهو كافر؛ لأنه كذّب صريح القرآن في براءتها ..... الخ
ومنه القول المنسوب لعلي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ: لا يعنيني من قال، بل يعنيني ماذا قال.
--------------------------
مع محبتي
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[15 Nov 2005, 03:38 م]ـ
الأخ عبد الرحيم
شكر الله لكم حسن ظنكم بأخيكم، و ما دفعه للاعتراض، و هو ما قبلتموه و اعتذرتم عنه،
و بقي الإنكار على ذكر " الأب و الابن " بدون إنكار، و تقديرها الصحيح - كما قلتم - " في زعمهم "،
و هو ما أردت التنبيه عليه،
* و بقي أمر آخر - أخي الفاضل - و هو - كما أشرتم - الاهتمام بأمور أهم، و عدم ضياع الوقت في فحص طوائفهم و بيان الفروق بينها، فكلهم في أصلهم ملة واحدة هي: النصرانتة "، و بصرف النظر عن اختلافهم في أي أمر،
فيكفي اجتماعهم على رفض و إنكار نبوة رسول الله صلى الله عليه و سلم، فهذا فيصل في معرفة أصل الحكم على عامة أهل الكتاب المعاصرين منهم، و كذا من سبقهم منذ بعثة رسول الله صلى الله عليه و سلم، فحتى لو سلمنا " قرب " بعضهم من " التوحيد " - فإيمانهم بنبينا عليه الصلاة و السلام كاف في بيان حالهم،
و هذا لا يتعارض مع دعوتهم و مجادلتهم و محاورتهم، و لكن بشرط التمكن من علوم الشرع الحكيم
ن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[15 Nov 2005, 03:55 م]ـ
أشكرك مرة أخي أخي الحبيب د. أبو بكر
وإزالة للاستشكال وعملاً بحقي في الرد أرجو أن يتسع صدركم للرد على استشكالات وشبهات أنتم تفضلتم وأعلنتموها ولكن غيركم قد لا يعلنها
فليس كل الناس من أمثال أفضالكم
في بداية مناقشتي لما تفضل به الدكتور أبو بكر خليل أعتذر عما يسببه أسلوبي في طرح ما أود استفامه منكم .....
عن دقة هذا الفهم الجديد لما قد يلتبس من معنى: أن النصارى أقرب مودة.
فقد تجاوزت تقرير أمور ظننت أن حسن الظن بالمسلم سيكون رائدنا دائماً في تقييم الأشخاص وأهدافهم ظاهراً وباطناً.
لذا لا بد من توضيح أمور تجاوزت بيانها اعتماداً على ظني بحسن ظنكم بي .. منها:
- كل النصارى (أبيونيين ويعاقبة ونصرانيين ... ) كلهم كفار خالدون مخلدون في جهنم، لا تجوز ولايتهم ولا محبة عقيدتهم ولا نصرتهم ولا إقرارهم على (مثقال ذرة) مما يخالف ديننا.
- الحديث كان في سياق الأقرب مودة من حيث الدعوة والزواج .. ولا أتكلم عن الحكم الشرعي فيهم وخاصة ما يتعلق بنظرة الدولة الإسلامية إليهم.
- لا ينبغي لمسلم أن يدعو إلى النصرانية ومن يفعل ذلك فإنه منهم ولا كرامة.
- لا يعني أن النصراني أقرب مودة من اليهودي أنني أدعو إلى النصرانية (!!!!) وحاشا لله .. وأستغفر الحي القيوم الواحد الأحد الفرد الصمد من أن يخطر هذي ببالي ولو خاطراً أو حلماً.
وإن كنت أطمع بحسن ظنك بي أخي المكرم.
- كل ما أردته، الرد على النصارى الذين يزعمون أن الآية تنص بوضوح على أن الإسلام أصله مسيحي ويحب المسيحيين ...
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3485
ولكي أقول لهم: إن الآية تدينكم لا توافقكم فهم يرفضون أن نناديهم (نصارى) ومن ثم لا تنطبق الآية عليهم، لأن الآية تتحدث عن (الذين قالوا إنا نصارى). وهؤلاء يرفضون (القول إنا نصارى) بل يقولون (نحن مسيحيين).
إذن أخي المكرم .. نحن نتحدث عن قضية محددة وهي: هل ينطبق قوله تعالى: " الذين قالوا إنا نصارى " على المسيحيين الحاليين الذين يرفضون أن يقولوا: " إنا نصارى "؟
هذا ما أرجو منكم التكرم بالرد عليه.
============
تعقيبات سريعة:
اقتباس:
-------------
(وبطرس اللذان كانا من أشد الموحدين):
فهل " بطرس " - صاحب أحد أناجيل القوم - كان كذلك؟؟؟
------------
لا أعلم إنجيلاً اسمه إنجيل بطرس ... أرجو التكرم ببيانه.
أما الحكم على عقيدة الحواريين (تلاميذ المسيح عليه السلام) لا يمكننا التأكيد عليها اعتماداً على كتب القوم، لأنهم حرفوها فمن الممكن أن يكون يعقوب أو برنابا أو بطرس أو يوحنا ... موحدون لكن القوم شوَّهوا عقيدتهم.
فإن شوهوا تاريخ المسيح عليه السلام وقاموا بتحريفه، أيعجزون عن تشويه تاريخ تلاميذه؟!
وأكرر مرة أخرى: لا يعنيني الحكم على الأشخاص (وأكلهم إلى الحكم العدل سبحانه وتعالى) بقدر ما يعنيني الحكم على العقائد والأقوال.
اقتباس:
--------------------
و لم تذكروا إنكارا لأصل زعم أو زيف مجرد وجود " الإبن "؟؟؟
----------------
آسف أخي الكريم فقد كنت معتمداً على حسن الظن بي!!
على كل حال أقول: " أنا والله الذي لا إله إلا هو أنكر وجود (الابن) وأعتقد بأن كل من قال به فهو خالد مخلد في النار لا يقبل الله له صرفاً ولا عدلاً ".
اقتباس:
--------------
أترك علاجه للإخوة مشرفي الملتقى،
------------------
وأنا وقاف عند حكمهم، وأشهِدُ الله بأني أحبهم كلهم في الله وأسأله عز وجل أن يعصمنا جميعاً من الشطحات وسوء الظن ... والأهم: فهم قاعدة: ((الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره))
اقتباس:
------------------
كلما كان (المسيحي) أقرب إلى (النصرانية) كان أقرب مودة إلى المسلمين.)).
فأي " نصرانية " هذه يدعو إليها تلميحا و تلويحا لا تصريحا
--------------
يعلم الله أخي المكرم كم أفنيت من عمري شهوراً وليالي وأنا أدافع عن القرآن الكريم ضد (النصرانية) والله الأعلم كم حرمت نفسي وأولادي من شهوات هذه الدنيا بل وضرورياتها وعرضت نفسي لمختلف المخاطر .. من أجل تتبع شبهاتهم حول القرآن الكريم والرد عليها ...
لن أطيل الحديث عن نفسي ولكن: رحم الله امرءاً جب الغيبة عن نفسه .. وأما بنعمة ربك فحدث.
وأسألُ الأجر من العلي القدير يوم لا ينفع مال ولا بنون ...
وأسألك أخي: ما تفسير الآية الكريمة إذاً ... الآية قالت إن أقربهم مودة الذين قالوا إنا نصارى ... فهل يدعو إلى النصرانية كل العلماء الذين فسروا الآية الكريمة بأنها (لا تخص نصارى نجران في زمن النبي صلى الله عليه وسلم) لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب؟
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أكرر أخي المكرم .. نحن نتحدث عن قضية محددة وهي: هل ينطبق قوله تعالى: " الذين قالوا إنا نصارى " على المسيحيين الحاليين الذين يرفضون أن يقولوا: " إنا نصارى "؟
هذا ما أرجو منكم التكرم بالرد عليه.
مع محبتي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[16 Nov 2005, 10:29 ص]ـ
أخي العزيز أكرمكم الله
معذرة لكم لما سببه سهوكم عن الإنكار أو الاستدراك على القول ب [صلب يسوع] و غيره،
و أما " بطرس ": فلم أشغل نفسي بمعرفته، و كون أن ليس هناك إنجيل باسمه فهذا أمر لا يقدم و لا يؤخر، و ما سمعته عنه أنه قسيس أو " قديس " لديهم اليوم، و لم " يقدسوه كونه " موحدا "، و هذا بيّّّّن، و على أي حال فهو كما قيل " علم لا ينفع و جهل لا يضر " في مسألتنا تلك،
هذه واحدة
- و أما سؤالكم لي و قولكم: (أكرر أخي المكرم .. نحن نتحدث عن قضية محددة وهي: هل ينطبق قوله تعالى: " الذين قالوا إنا نصارى " على المسيحيين الحاليين الذين يرفضون أن يقولوا: " إنا نصارى "؟
هذا ما أرجو منكم التكرم بالرد عليه).فقد قمتم أنتم بالرد عليه في أول مقالتكم المعنونة ب " فهم جديد "، قلتم:
(فالذين نسميهم (نصارى) يرفضون أن تنادي أحدهم (يا نصراني). بل يقول بفخر واعتزاز (أنا مسيحي).
وحاول أن تخاطب نصرانياً في أي منتدى حوار ديني ستجد سيل الانتقادات وردود الفعل المتشنجة ...
نحن لسنا نصارى ... بل مسيحيين.
هنا وجه الإعجاز في الآية الكريمة: الأقرب مودة لنا هم الذين قالوا إنا نصارى.
أيضاً: لما كان أولئك القوم (((((يستكبرون))))) عن التعبير بـ " إنا نصارى "
إذن: الآية الكريمة لا تعنيهم .. )
- إذن: الآية الكريمة لا تعنيهم .. ) كما قلتم أنتم، و هو في ذاته كاف في الرد عليهم من هذه الحيثية،
فإذا كان هؤلاء ال (إنا نصارى) - كما ذكرتم أنتم - و كذا يرفضون أن يقال لهم (يا نصارى):فكيف لهم أن يستدلوا بما جاء في " النصارى "؟
- و أما من حيث انطباق ما جاء في تلك الآية عليهم - بصرف النظر عن أقوالهم تلك - فقد تقدم بيان أنها نزلت في قوم آمنوا فعلا و حقا و صدقا بنبوةرسول الله محمد صلى الله عليه و سلم،
* فإن كانت هناك شبهة عرضت أو أثيرت، فأود بيانها،
و فقني الله و إياكم للسداد و الرشاد
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[19 Nov 2005, 11:48 ص]ـ
شكراً لك مرة أخرى أخي ..
بعث أحد غير المسلمين برسالة مطولة معقباً فيها على الموضوع، كتب فيها مقدمة طويلة عن الوحدة الوطنية .. الخ
((وزعَمَ)) أن المسلمين يحرِّفون (أدلة)!! النصارى ـ التي نعدها شبهات ـ الكثيرة في الأصل المسيحي للقرآن من القرآن.
وهنا الخطورة إخوتي .. الاستدلال من القرآن على الأصل المسيحي له .. والانطلاق منه لمخاطبة عوام المسلمين وهم أكثر الموجودين في غرف المحادثة على الإنترنت كما أشار الفاضل د. أبو بكر خليل .. وهو صادق في هذا.
وهم يعتمدون في ذلك على ضعف التأصيل الشرعي ـ بشكل عام ـ عند المسلمين وفهم القرآن الكريم ـ بشكل خاص ـ في هذا الزمن .. زمن الفتن المتتالية كقطع الليل المظلم.
ملخص أدلته دليل واحد هو أنَّ: (مِن) في قوله تعالى: " إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ " [النساء: 171] تبعيضية.
وللتسهيل أكثر ـ بما أنه ثبت أن غير المسلمين يطلعون على الملتقى ـ وحرصا على الموضوعية العلمية أذكر موضع الشاهد من شبهته ..
-----------------
السيد عبدالرحيم ....................................
وذكرت في هامش2 في رد 8 أن المسيحيين يعتمدون في إثبات الاصل المسيحى للقران على اية واحدة واغفلت الاية الاهم وهى إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ
,, هذا المسيح النازل من السماء لم يأت من زرع بشر ونتاج الشهوة بل جاء من الله فهو كلمة الله وروحه، وقد تجسد في شكل إنساني بمعجزة فريدة من نوعها, وأصبح صورة الله غير المنظور وليجعله منظوراً في شخصه المبارك, ولن يستطيع أحد من البشر أن يتوصل لمعرفة الله إلا بالمسيح لأنه هو والله واحد
------------------
وللرد عليه بحثت في الإنترنت (اللغة التي يفهمها) ووجدت الرد الجميل في موقع الشبكة الإسلامية وهذا ملخصه:
(يُتْبَعُ)
(/)
كلمة الله " مركبة من كلمتين: " كلمة " و " الله ". فهي مركَّبة من مضاف ومضاف إليه؛ وإذا كان الأمر كذلك، فإما أن نقول: إن كل مضاف لله تعالى هو صفة من صفاته، أو نقول: إن كل مضاف لله ليس صفة من صفاته. وبعبارة أخرى، إما أن نقول: إن كل مضاف لله مخلوق، أو إن كل مضاف لله غير مخلوق.
وإذا قلنا: إن كل مضاف لله صفة من صفاته، وهو غير مخلوق، فإننا سنصطدم بآيات في القرآن، وكذلك بنصوص في الإنجيل، يضاف فيها الشيء إلى الله، وهو ليس صفة من صفاته، بل هو مخلوق من مخلوقاته، كما في قوله تعالى: " نَاقَةُ اللَّهِ" [الأعراف:73] وكما نقول: " بيت الله "، و " أرض الله " .. وغير ذلك.
وإذا عكسنا القضية وقلنا: إن كل مضاف لله مخلوق، فإننا كذلك سنصطدم بآيات ونصوص أخرى؛ كما نقول: " علم الله "، و "حياة الله "، و " قدرة الله " .. إذن لا بد من التفريق بين ما يضاف إلى الله؛ فإذا كان ما يضاف إلى الله شيئًا منفصلاً قائمًا بنفسه، كالناقة والبيت والأرض فهو مخلوق، وتكون إضافته إلى الله تعالى من باب التشريف والتكريم؛ أما إذا كان ما يضاف إلى الله شيئًا غير منفصل، بل هو صفة من صفاته، فيكون من باب إضافة الصفة إلى الموصوف. ومن البديهي أن يكون هذا غير مخلوق، إذ الصفة تابعة للموصوف ولا تقوم إلا به، فلا تستقل بنفسها بحال.
وإذا عدنا إلى الجزء الذي معنا هنا فإننا نجد أن (كلمة الله) هي من باب إضافة الصفة إلى الموصوف، فـ (الكلمة) هي صفة الله تعالى، وليست شيئًا خارجًا عن ذاته حتى يقال إن: المسيح هو الكلمة، أو يقال: إنه جوهر خالق بنفسه كما يزعم النصارى.
فخلاصة هذا الوجه أن (كلمة الله) صفة من صفاته، وكلامه كذلك، وإذا كان الكلام صفة من صفاته فليس هو شيء منفصل عنه، لما تقرر آنفًا من أن الصفة لا تقوم بنفسها، بل لا بد لها من موصوف تقوم به. وأيضًا فإن (كلمة الله) ليست هي ـ بداهة ـ جوهر مستقل، فضلاً عن أن تتجسد في صورة المسيح، كما يزعم النصارى.
ثانياً: إن أبى المعرضون ما سبق، وقالوا: بل المسيح هو (الكلمة) وهو الرب، وهو خالق وليس بمخلوق، إذ كيف تكون الكلمة مخلوقة؟ فالجواب: إذا سلمنا بأن المسيح هو (الكلمة) وهو الخالق، فكيف يليق بالخالق أن يُلقى؟! إن الخالق حقيقة لا يلقيه شيء، بل هو يلقي غيره، فلو كان خالقًا لَمَا أُُلقي، ولَمَا قال الله تعالى: " وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا ".
ثالثاً: إن المراد من (كلمة الله) يشتمل على معنيين، كلاهما صحيح، ولا يعارض أحدهما الآخر:
الأول: أن قوله: " وَكَلِمَتُهُ " الكلمة هنا من باب إضافة الصفة إلى الموصوف؛ ومعنى الآية على هذا: أن كلمة الله - التي هي صفته - ألقاها إلى مريم عليها السلام لتحمل بعيسى عليه السلام، وهذه الكلمة هي الأمر الكوني الذي يخلق الله به مخلوقاته، وهي كلمة: " كن" ولهذا قال تعالى في خلق آدم: " إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ " [آل عمران:59] كما أن آدم عليه السلام خُلِق بكلمة: " كن" فكذلك عيسى عليه السلام، فـ (الكلمة) التي ألقاها الله إلى مريم هي كلمة: " كن". وعيسى عليه السلام خُلق بهذه (الكلمة) وليس هو (الكلمة) نفسها.
المعنى الثاني: أن قوله (كلمته) هو من باب إضافة المخلوق إلى خالقه، فـ (الكلمة) هنا عيسى عليه السلام، وهو مخلوق لأنه منفصل، وقد سبق بيان أن إضافة الشيء القائم بذاته إلى الله تعالى، هو من باب إضافة المخلوق إلى خالقه، فيكون المراد بـ (الكلمة) هنا عيسى، وأضافه الله إلى نفسه تشريفًا له وتكريمًا. فإن قلتم: كيف يسمي الله تعالى عيسى (كلمة) والكلمة صفة لله؟ فالجواب: أنه ليس المراد هنا الصفة، بل هذا من باب إطلاق المصدر، وإرادة المفعول نفسه، كما نقول: " هَذَا خَلْقُ اللَّهِ" [لقمان: 11]، ونعني: هذا مخلوق الله؛ لأن خلق الله نفسه فعل من أفعاله، لكن المراد هنا المفعول، أي المخلوق، ومثل ما تقول أيضًا: " أَتَى أَمْرُ اللَّهِ" [النحل: 1]، يعني المأمور، أي ما أمَرَ الله به، وليس نفس الأمر، فإن الأمر فعل من الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمعنى الثاني للآية راجع ـ عند التحقيق ـ إلى المعنى الأول؛ فإننا إذا قلنا: إن عيسى (كلمة الله) بمعنى أنه نتيجة (الكلمة) ومخلوق بـ (الكلمة) فهذا يدل على (الكلمة) أساسًا، وهو فعل الله، ويدل على عيسى عليه السلام، وهو الذي خُلق بـ (الكلمة).
فحاصل هذا الجزء من الآية أن (كلمة الله) تعالى ألقاها الله إلى مريم، وكانت الكلمة هي أمر التكوين، أي قوله: " كن " فكان عيسى عليه السلام، ومن هنا صح إطلاق الكلمة على عيسى من باب إطلاق المصدر على المفعول، وكما يسمى المعلوم علمًا، والمقدور قدرة، والمأمور أمرًا، فكذلك يسمى المخلوق بالكلمة كلمة.
هذا جواب ما يتعلق بالجزء الأول من الآية، أما الجزء الثاني، وهو قوله تعالى: " وَرُوحٌ مِنْهُ " فليس فيه أيضّا دلالة على ألوهية المسيح أو بنوته، وبيان ذلك فيما يلي:
أولاً: إن قول الله سبحانه: " وَرُوحٌ مِنْهُ " ليس فيه ما يدل على أن عيسى جزء من الله تعالى، أو أن جزءًا من الله تعالى قد حلَّ في عيسى؛ وغاية ما في الأمر هنا أننا أمام احتمالين لا ثالث لهما: فإما أن نقول: إن هذه (الروح) مخلوقة، وإما أن نقول: إنها غير مخلوقة؛ فإذا كانت الروح مخلوقة، فإما أن يكون خلقها الله في ذاته ثم انفصلت عنه، ولهذا قال عنها: " منه " أو خلقها الله في الخارج؛ فإذا كانت هذه الروح غير مخلوقة، فكيف يصح عقلاً أن تنفصل عن الله تعالى لتتجسد في شخص بشري؟ وهل هذا إلا طعن في الربوبية نفسها، لتجويز التجزء والتبعض على الخالق جل وعلا؛ وإذا كانت الروح مخلوقة، وخلقها الله في ذاته ثم انفصلت عنه، فهذا معناه تجويز إحداث الحوادث المخلوقة المربوبة في ذات الإله سبحانه، وهذا عين الإلحاد والزندقة، أما إذا كانت الروح مخلوقة وخلقها الله في الخارج، فهذا يدل على أن الله تعالى خلق الروح، ونفخها في مريم، ليكون بعد ذلك تمام خلق عيسى عليه السلام ومولده، وهذا هو عين الصواب، أما ما سوى ذلك فهو مجرد ترهات تأباها الفِطَر السليمة، فضلاً عن العقول المستقيمة.
ثانيًا: ما دمتم تقرِّون أنه ليس ثمة أحد يحمل صفات الألوهية أو البنوة لله تعالى إلا المسيح عليه السلام، وتستدلون على ذلك بقوله تعالى: " وَرُوحٌ مِنْهُ " فحينئذ يلزمكم أن تقولوا: إن آدم أحق بالبنوة من عيسى ـ عليهما السلام ـ، حيث قال الله في آدم عليه السلام: " سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي" [الحجر:29] ولا شك أن القول بهذا حجة عليكم لا لكم؛ فإذا كان قوله سبحانه: " مِنْ رُوحِي " في حق آدم معناه الروح المخلوقة، وأن هذه الروح ليست صفة لله عز وجل، فهي كذلك في حق عيسى، إذ اللفظ واحد، بل إن الإعجاز في خلق آدم بلا أب ولا أم أعظم من الإعجاز في خلق عيسى بأم بلا أب، وحسب قولكم يكون آدم حينئذ أحق بالبنوة والألوهية من عيسى، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيراً.
ثالثاً: لو سلمنا بأن الروح في الآية هي جزء من الإله، فهذا يقتضي أن يكون في الإله أقنومان - حسب اعتقاد النصارى - أقنوم الكلمة، وأقنوم الروح، وفي هذا تناقض في موقف النصارى، إذ إنهم لا يقولون إلا بأقنوم (الكلمة) ولا يقولون بأقنوم (الروح).
رابعاً: لو كان معنى " مِنْهُ " أي: جزء من الله تعالى، لكانت السماوات والأرض وكل مخلوق من مخلوقات الله جزءاً من الله سبحانه وتعالى؛ ألم يقل الله تعالى: " وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ " [الجاثية:13] وقال تعالى: " وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ " (النحل:53)؟
إن معنى " مِنْهُ " وفق السياق القرآني، أي: منه إيجادًا وخلقًا، فـ " من" في الآية لابتداء الغاية، وليس المعنى أن تلك الروح جزء من الله تعالى عما يشركون علواً كبيراً ".
وللتتميم أقول لك
يعرف كتابك المقدس (الذي تؤمن أنت به) إضافة الروح إلى الرب إضافة تشريف، انظر مثلاً النصين التاليين: " يا ليت كل شعب الرب كانوا أنبياء، إذا جعل الرب روحه عليهم" [سفر العدد 11/ 29]. " يقول الله: ويكون في الأيام الأخيرة إني أسكب من روحي على كل بشر، فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويرى شبابكم رؤى ويحلم شيوخكم أحلاماً " [سفر الأعمال 2/ 17].
==========
ثم دعاني في النهاية لدخول النصراينة .. بكلام شاعري يدندن حول الراحة والسعادة في الدنيا والملكوت (بزعمه).
وهذا ليس غريباً في رسائل كهذه ولكن الغريب فيها استشهاده (دون أمانة علمية) بتوقيعٍ للطبيب الحبيب الأخ الفاضل د. هشام عزمي في منتدى التوحيد
وهو: " لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره، ويؤكد الجهل عليك. ولكن افهم عنه، فإذا فهمته فأجبه. ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم، فإن الجواب قبل الفهم حُمْق ". [جامع بيان العلم لابن عبد البر1/ 148].
وسبحان الله!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[21 Nov 2005, 06:39 م]ـ
هاتان شبهتان -و ليست شبهة واحدة - و لا أدري ما الصلة بينهما؟:
1 - فإحداهما - كما ذكرت أنت -: الادعاء الباطل بالأصل " المسيحي " للقرآن الكريم،و هذا بطلانه بيّن، فكل ما في القرآن الكريم ينقض و يناقض " أصول الإيمان المسيحي " من نفي للقول "بالتثليث " في الآلهة - و إنما هو إله واحد لا شريك له و لا شبيه، سبحانه - و كذا نفي البنوة
له، تعالى الله عن ذلك، ثم نفي الإيمان عمن لم يؤمن برسالة النبيّ محمد صلى الله عليه و سلم.
2 - و الثانية: زعمهم بان عيسى عليه السلام ابن الله. افتراء على الله.
************************************************
و للرد على ذلك - و بيان البهتان فيما اعتقدوه، و البطلان فيما ادعوه مؤيدا لهم من القرآن بزعمهم - نقول لهم:إن ما احتججتم أنتم به حجة عليكم، و ليس حجة لكم فيما ادعوتموه، فاقرأوا تلك الآية من أولها وكذا الآية التي بعدها (و هما الآيتان 171، 172 من سورة المائدة) ففيهما وحدهما نقض لكل
زعمهم و معتقدهم، قال اللِه عزَ و جلَ مخاطبا أسلافهم و من لحقهم على ملتهم تلك:
{يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم و لا تقولوا على الله إلا الحق، إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله و كلمته ألقاها إلى مريم و روح منه، فأمنوا بالله و رسله، و لا تقولوا ثلاثة، انتهوا خيرا لكم، إنما اللَه إله واحد، سبحانه أن يكون له ولد، له ما في السماوات و ما في الأرض، و كفى باللَه وكيلا * لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا للَه و لا الملائكة المقربون، و من يستنكف عن عبادته و يستكبر فسيحشرهم إليه جميعا *}،
ثم بيَن اللَه عقب ذلك مباشرة مصير المؤمنين و مصير هؤلاء الكافرين المعاندين، فقال سبحانه:
{فأما الذين أمنوا و عملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم و يزيدهم من فضله، و أما الذين استنكفوا و استكبروا فيعذبهم عذابا أليما و لا يجدون لهم من دون اللَه وليا و لا نصيرا}. . [سورة النساء: 173]
صدق الله العظيم
************************************************** **
و أود أن أشير على الإخوة بعدم ملاءمة هذه الموضوعات للنقاش في هذا الملتقى، و إنما هناك منتديات خاصة بالرد عليهم و محاورتهم، مثل ما ذكر عن " منتدى التوحيد "، و فيه قسم عن " النصرانية "، و رابطه لمن لا يعرفه:
http://www.eltwhed.com/vb/forumdisplay.php?f=2
* و نصيحة غالية ثبَتتها إدارة ذلك المنتدى، أحسبها ضرورية لكل من يرتاد " منتديات الحوار الديني " و " غرف البالتوك " و المحادثة " الشات " أن يعوا:
[ناظر وأنت مؤهل، وحاور وأنت مؤمل]
ـ[القلم]ــــــــ[25 Nov 2005, 12:52 ص]ـ
نماذج من تحريفات العلمانيين والعصرانيين لنصوص الكتاب الكريم
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[12 Mar 2007, 10:46 م]ـ
الله أكبر ما أروع أمتي، حقاً أنها تستحق أن تكون أمة إقرأ.(/)
رأي في كتاب قواعد التفسير
ـ[حسين الخالدي]ــــــــ[12 Sep 2005, 02:04 ص]ـ
كتاب قواعد التفسير لفضيلة الشيخ والأخ الكبير خالد السبت من أفضل ما كتبه المعاصرون في خدمة التفسير وقد رتبه الشيخ ترتيبا يتوافق مع كونه مصنفا مستقلا في قواعد هذا العلم وهو ترتيب من الواضح أن الشيخ بذل جهدا ذهنيا شاقا في الوصول إليه
وشفع الرسالة بكتيب للقواعد مجردة عن الدليل والتمثيل والتعليق لتسهيل حفظها فأحسن في ذلك أيما إحسان
وهذا الكتاب في نظري أخذ صفة الإستقصاء وهو ميدان له أهله وسلعة لها راغبوها ولكن لي رأي أن يعيد الشيخ النظر في الكتاب لتهذيبه وإختصاره وذلك بالإقتصار على أمات القواعد والأصول التي تصلح بعد تجريدها للتدريس كمتن في أصول التفسير للمبتدئين مع المحافظة على الأمثلة ففي ذلك يعم نفعها ويتداولها عدد أكبر من الراغبين ولا شك أن الشيخ أولى الناس بهذا العمل لأن صاحب البيت أدرى بما فيه
وشكرا(/)
بشرى لطلبة العلم: تفسير عبدالرحمن بن أبي حاتم الرازي (ت327هـ) محققاً تحقيقاً علمياً
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Sep 2005, 01:23 م]ـ
في الورقة الأخيرة من الجزء الثاني من كتاب (التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا) الذي سبقت غلإشارة إليه في الملتقى، والذي أصدرته دار ابن الجوزي بالدمام، كتبوا هذه البشرى:
ترقبوا قريباً بإذن الله
تفسير ابن أبي حاتم
تحقيق
مجموعة من الباحثين
رسائل جامعية
وأرجو أن تكون هي سلسلة الرسائل العلمية التي قدمت لجامعة أم القرى وطبع بعضها قديماً ثم توقفت بعد ذلك. ومن كان لديه مزيد بيان عن هذه البشرى فليتفضل بها مشكوراً.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[12 Sep 2005, 04:56 م]ـ
نعم هو هي، وسيصدر عن دار ابن الجوزي بالدمام، وهو في طور المراجعة النهائية.
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[13 Sep 2005, 08:13 ص]ـ
وهذا ما أخبرني به الدكتور عيادة الكبيسي عن الأجراء التي بتحقيقه بأنها ستطبع في دار ابن الجوزي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Aug 2007, 01:31 م]ـ
هل من جديد حول الكتاب وخروجه من دار ابن الجوزي؟
ـ[عبد العلي الحضيري]ــــــــ[10 Oct 2007, 09:59 م]ـ
للرفع بارك الله فيكم
ـ[سامي السلمان]ــــــــ[16 Oct 2007, 11:05 ص]ـ
ما زال الكتاب في مرحلة التنسيق والصف , وللأسف هذه حال كثير من دور النشر يعلن عن الكتاب ولا يخرج إلا بعد سنوات , وما خبر تحقيق تفسير الشوكاني لأبي اسحاق الحويني! والاعتصام للشاطبي تحقيق الحميد وآخران عنا ببعيد فقد أعلنت عنهما دار ابن الجوزي من سنوات؛ فسال لهما لعابنا لكن ....
وللإنصاف فقد أخبرني بعض المقربين من الدار أن تحقيق الاعتصام فيخرج قريباً
ـ[خليل إسماعيل الياس]ــــــــ[13 Dec 2007, 10:45 ص]ـ
كان قد صدر جزءا محققا من تفسير ابن ابي حاتم من بداية المصحف الى الاية 141 من سورة البقرة للدكتور احمد الزهراني عن دار طيبة بالرياض 1408
وقد وقفت على بعض الملاحظات بخصوص ما كنت ابحث عنه في رسالتي عن كعب الاحبار اذكر بعضها للفائدة من ذلك:
1 - عن كعب قال ((من قال الحمد لله فذاك ثناء على الله))
وقد رواه ابن ابي حاتم بسنده قال حدثنا ابي ثنا موسى بن إسماعيل ثنا وهيب ثنا سهيل بن ابي صالح به
والمحقق الزهراني الذي نقل في متن الرواية ((وهيب)) ترجم له في نهاية الكتاب وسماه ((وهب بن خالد)) واظنه خطأ مطبعيا.
2 - قال ابن ابي حاتم: [حدثنا أبي ثنا أبو سلمة ثنا حماد- يعني ابن سلمة- عن عبد الجليل عن شهر بن حوشب قال عبد الله بن عمرو لرجل سل كعبا عن البرق؟ فقال كعب: البرق تصفيق ملك البرد]
قال د. احمد العماري تعليقا على هذه الرواية (الخبر لم اقف عليه عند غير المؤلف) يقصد ابن ابي حاتم.
قلت: هو موجود في كتاب العظمة لأبي الشيخ من رواية شهر عن كعب وهي مرسلة، وبلفظ (والبرق تصفيق الملك للبرق). وهو موجود في الدر المنثور أيضاً، وعزاه إلى ابن ابي حاتم وابي الشيخ.
3 - قال ابن ابي حاتم: [حدثنا احمد بن عصام الأنصاري ثنا موصل ثنا سفيان ثنا يزيد بن ابي زياد عن عبد الله بن الحارث قال: قال كعب ما من موضع خرمة إبرة من الأرض إلا وملك موكل بها يرفع علم ذلك إلى الله وان ملائكة السماء لأكثر من عدد التراب، وان حملة العرض ما بين كعب أحدهم إلى مخه مسيرة مائة عام].
تنبيه: قول الرواي موصل فهو خطأ محض والصواب مؤمل وهو المؤمل بن إسماعيل العدوي، علماً أن محقق الكتاب د. احمد الزهراني لم ينتبه الى ذلك.
ودليلنا على انه مؤمل من وجهين:
الاول ورد هذا الأثر في مواضع أخرى من تفسير ابن ابي حاتم بنفس السند وفيه عن المؤمل.
الثاني ان أبا الشيخ الأصبهاني ذكره في سنده قال حدثنا محمد بن العباس بن أيوب حدثنا محمد بن المثنى حدثنا مؤمل به.
ثم ان الزهراني قال بخصوص الاثر المذكور بأنه لم يقف عليه عند غير ابن ابي حاتم
قلت: وهو موجود عند غير ابن أبي حاتم فقد أورده أبو الشيخ في كتابه العظمة بسنده إلا انه قال (مسيرة خمسمائة عام) وأورده ابن كثير في تفسيره والسيوطي في الدر المنثور أيضا
وهنا احب ان انبه ايضا الى انه كانت قد صدرت طبعة من تفسير ابن ابي حاتم بتحقيق اسعد محمد الطيب مكتبة نزار مصطفى الباز- مكة المكرمة- الرياض- ط1 - 1417هـ- 1997م
وهي نسخة ركيكة وأخطاءها كثيرة جدا واخطاءها في المتون والأسانيد على حد سواء فليعلم.
ـ[الراية]ــــــــ[14 Oct 2008, 09:32 م]ـ
تفسير ابن أبي حاتم- سورة البقرة.
تحقيق: عبد الله علي أحمد الغامدي
http://www.mediafire.com/download.php?weq5zwj3rzi
ـ[عبد الله العمر]ــــــــ[16 Oct 2008, 09:18 م]ـ
مشكورين على الموضوع
بودي يالراية أن تحملنا تفسير ابن ابي حاتم تحقيق الغامدي من رابط آخر لأنه لم يشتغل عندي
وودي اذا كان عندك تحقيق الزهراني فزودنا فيه
ـ[مُتَّبِعَة]ــــــــ[16 Oct 2008, 10:13 م]ـ
وهنا احب ان انبه ايضا الى انه كانت قد صدرت طبعة من تفسير ابن ابي حاتم بتحقيق اسعد محمد الطيب مكتبة نزار مصطفى الباز- مكة المكرمة- الرياض- ط1 - 1417هـ- 1997م
وهي نسخة ركيكة وأخطاءها كثيرة جدا واخطاءها في المتون والأسانيد على حد سواء فليعلم.
اقتنيتُ هذه النسخة أول صدورها (10 مجلدات من الحجم المتوسط) وحاولت الاستفادة منها والنقل عنها، فقارنتُ ما أردتُ نقله بما نقله السيوطي من تفسير ابن أبي حاتم في الدر المنثور، فإذا المتون تختلف وإذا الأسانيد تضطرب، فتركتها
ثم عرضتُ أحد أجزائها آنذاك على أستاذة متخصصة في المخطوطات فأنبأتني أن التحقيق تجاري بحت
وأنبأني أحد أساتذة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة بوجود نسخة مصورة من المخطوطة في مكتبة الجامعة، وهي بالرغم من تآكلها من أطرافها وعدم وضوح الخط نسبيا كما ذكر فضيلته إلا أنها جيدة للاستفادة مما بقي منها وهو أكثر مما تآكل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Jun 2010, 05:13 ص]ـ
واليوم بعد أكثر من ست سنوات من الإعلان عن المشروع لم ينته بعدُ.(/)
سؤال حول ماخرج مخرج الغالب
ـ[محمد البكري]ــــــــ[12 Sep 2005, 06:10 م]ـ
إلى الأساتذة الفضلاء:
قرأت حول تفسير قول الله تعالى " وإذاضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا .... الآية
وجاء التعليق على "" إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا "" فذكر المفسر رحمه الله أنها خرجت مخرج الغالب وأن المنطوق إذا خرج مخرج الغالب فلا مفهوم له.
أرجو التكرم من المشرفين _ وفقهم الله __ تسليط الضوء على هذه النقطة ومدى اطرادها في غيرها من الآيات وجزاكم الله خيراً.(/)
عرض جهود الدكتور عبدالله الجيوسي (الببلوجرافية) في الدراسات القرآنية
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Sep 2005, 01:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
-1 -
اشتملت الجلسة الأولى من جلسات مؤتمر إعجازالقرآن بجامعة الزرقاء الأهلية ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3795) التي كانت عن مداخل إعجاز القرآن على ورقة مهمة بديعة بعنوان (الجهود المبذولة في الإعجاز) قدمها الأخ الكريم الدكتور عبدالله بن محمد الجيوسي، وأجاد في تلخيصها وعرضها على الحضور، بأسلوب ممتع، وعرض شيق، مع ضيق الوقت المتاح حينها. وقد أشار الدكتور عبدالله الجيوسي إلى أن العلماء والباحثين قد أكثروا من التصنيف في إعجاز القرآن قديماً وحديثاً، وضرب أمثلة كثيرة لتلك المصنفات والبحوث، بل إنه أحصى المؤتمرات التي عقدت حول إعجاز القرآن وذكر أنها أربعة عشر مؤتمراً طرح فيها مئات البحوث.
وقد أشار الباحث في نهاية عرضه للبحث إلى أنه قد انتهى تقريباً من عدد من المشروعات العلمية في فهرسة المصنفات والرسائل الجامعية والبحوث والمقالات المنشورة في الدوريات في تخصص الدراسات القرآنية. وقد أعجب الجميع بهذا الجهد العلمي المتميز، والعمل الدؤوب المتواصل الذي استمر وما يزال منذ أكثر من اثنتي عشرة سنة خلت، ودعونا له بالتوفيق والسداد. ثم رأيت أنه من واجبي أن أنوه بهذا الجهد العلمي، وأذكره بخير في هذا الملتقى العلمي المتخصص الذي يرتاده أمثالكم من طلاب العلم النابهين، والذين يقدورن مثل هذه الجهود الرائدة حق قدرها.
وإنني أرى من حق طلاب العلم النابهين الذين قدموا أعمالاً علمية رائدة أن يعرف بهم ليستمروا في العطاء والبحث، وتقديم المزيد من الدراسات الهادفة، ولينتفع بهم الدارسون، ويطلعوا على جهودهم ومؤلفاتهم.
وقد توفر الدكتور عبدالله الجيوسي على حقل الدراسات القرآنية فتتبع جميع الدراسات والبحوث والمقالات التي نشرت فيه في الدوريات والمؤتمرات والرسائل الجامعية، وأودعها في فهارس مختصة بكل منها، ورتبها بطريقة احترافية متخصصة، وقبل أن أبدأ في عرض هذه الكشافات والفهارس ومناهجها، أطلعكم على طرف من خبر هذا الباحث المتميز. فمن هو عبدالله الجيوسي؟
-2 -
هو الدكتور عبدالله بن محمد بن طلب الجيوسي، المولود بناحية كتم بمدينة إربد الأردنية في 8 - 4 - 1966م (1386هـ)، حصل على البكالوريوس في أصول الدين من الجامعة الأردنية عام 1988م، ثم الماجستير في التفسير من الجامعة الأردنية عام 1994م، ثم حصل على دبلوم عالي في القراءات القرآنية من الجامعة الأردنية عام 1996م، ثم دبلوم عالي في التأهيل التربوي من الجامعة الأردنية، ثم حصل على الدكتوراة في التفسير وعلومه من الجامعة الإسلامية بماليزيا عام 2001م.
عمل الدكتور عبدالله الجيوسي إماماً وخطيباً في القوات المسلحة الأردنية من 1988م حتى 1990، ومدرساً للتربية الإسلامية والثقافة الإسلامية في وزارة التربية والتعليم من 1991م- 1996م، ومحاضراً في جامعة اليرموك، بقسم أصول الدين منذ 1997م-1998، ويعمل الآن أستاذاً مساعداً بجامعة اليرموك بمدينة إربد الأردنية. وله عدد من المؤلفات منها:
- رسالته للماجستير (الجزاء الدنيوي في القرآن الكريم) دراسة موضوعية.
- رسالته للدكتوراه (التعبير القرآني والدلالة النفسية)
له عدد من الأبحاث المنشورة مثل:
- الفساد: صوره وسبل مكافحته: رؤية قرآنية.
- الحوار في القرآن: خصائصه الإعجازية، وأسراره النفسية.
- خروج الكلام على مقتضى الظاهر مظهر من مظاهر الإعجاز وأسراره النفسية.
- الإعجاز (عرض بإيجاز) مخصص للدورات التي يعقدها المعهد العالمي للإعجاز القرآني.
- وله مشروعه الكبير:
كشاف الدراسات القرآنية بأقسامه الأربعة:
- قسم المقالات.
- قسم الرسائل الجامعية.
- قسم الكتب.
- قسم اللغة الانجليزية.
كما شارك الدكتور عبدالله الجيوسي في عدد من المؤتمرات العلمية والندوات المتخصصة، وله عدد من المشاركات الإعلامية في الصحف والمجلات.
-3 -
(يُتْبَعُ)
(/)
مشروعه الرائع في فهرسة المقالات والبحوث والرسائل الجامعية والكتب في الدراسات القرآنية جهد مشكور مذكور، ربما عجزت عنه كثير من المؤسسات التي تصدت لخدمة القرآن الكريم، غير أن خلوص النية، وصدق العزيمة - بعد توفيق الله عز وجل - كانا وراء هذا الإنجاز المتميز الذي ظهر ولله الحمد للنور بعد سنوات طويلة من العمل زادت على اثنتي عشرة سنة. وقد تولت عمادة البحث العلمي والدراسات العليا بجامعة اليرموك الأردنية طباعة ونشر الجزء الأول من المشروع وهو كشاف الدراسات القرآنية – قسم المقالات، وسوف أورد مقدمة هذا الكشاف كاملة ليطلع الجميع على منهج هذا الكشاف، ومدى ما بذل فيه من الجهد والوقت.
وقد خرج هذا الجزء في مجلد كبير الحجم بلغ عدد صفحاته 912 صفحة من القطع العادي، ويشتمل على فهرس المقالات المنشورة في المجلات والدوريات حتى نهاية عام 1424هـ. ويتابع الدكتور عبدالله الجيوسي المقالات المنشورة بعد هذا التاريخ ليخرجها في ملحق بعد مدة مناسبة، يكون قد اجتمع له منها قدر صالح من المقالات.
وسوف أخصص هذا الموضوع لمتابعة أخبار صدور بقية أجزاء هذا المشروع العلمي للدكتور عبدالله، حيث لم يبق عن إصدار كشاف الدراسات القرآنية (الرسائل الجامعية) إلا القليل، حيث أوشك على الصدور بإذن الله، ومثله بقية أجزاء المشروع.
وإنني نيابة عن المتخصصين في الدراسات القرآنية أشكر أخي العزيز أبا البراء الدكتور عبدالله بن محمد الجيوسي على هذا الجهد الواضح، والعمل الموفق، الذي أسدى به خدمة جليلة للباحثين في حقل الدراسات القرآنية، وأرجو أن ينال هذا الفهرس حظه من الانتشار والتوزيع حتى يعم نفعه بإذن الله، وأدعوه للاستمرار في هذا العمل احتساباً لوجه الله الذي يجزل العطاء للعاملين المخلصين، وليس هناك أشرف من خدمة كتاب الله وعلومه، ولعله يجد في هذا الملتقى من يدله على مقالات وبحوث نشرت في أقاصي البلاد في الغرب وفي الشرق يضيفها لفهارسه وكشافاته.
كما أقترح على أخي الدكتور عبدالله الجيوسي أن ينتخب من المقالات التي جمعها أندرها وأنفسها ويعيد نشرها بالاتفاق مع إحدى دور النشر الجيدة لينتفع بها الباحثون، حيث إن بعض هذه المقالات أصبحت من الندرة بحيث عادت في حكم المخطوطات أو المفقودات.
وأحب قبل أن أنتقل لعرض مقدمة كشاف المقالات أن أبشر الإخوة الباحثين إلى أن الدكتور عبدالله الجيوسي قد وافق مشكوراً على نشر قاعدة البيانات التي اشتملت عليها كشافاته على قرص الكتروني تتولى شبكة التفسير والدراسات القرآنية توزيعه إن شاء الله، ويبقى النظر إن شاء الله في إتاحة هذه القاعدة التي تشتمل على أكثر من اثني عشر ألف عنوان على موقع شبكة التفسير والدراسات القرآنية بإذن الله منسوبة لصانعها الدكتور عبدالله الجيوسي شكر الله له، على أن يتم تحديثها آلياً بإذن الله، وستحقق بهذا الفائدة المرجوة منها على أوسع مدى بإذن الله تعالى.
شكر الله للدكتور عبدالله الجيوسي هذا العمل، وبارك فيه لقاء ما قدمه للباحثين في مشارق الأرض ومغاربها، وإن الدراسات القرآنية لتفخر بأمثاله من الباحثين المخلصين، الذين جمعوا مع نبل المقصد، وسعة العلم، تواضع العلماء، وأخلاق النبلاء.
في الرياض 9/ 8/1426هـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Sep 2005, 01:30 ص]ـ
http://www.tafsir.net/images/MagalatJeusy.jpg
مقدمة
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على أشرف المخلوقات سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد:
لعل أبرز ما يمكن أن يوصف به العصر الحاضر انه عصر تفجر المعلومات وتدفقها في شتى مجالات الحياة، ساعد في ذلك وسائل التكنولوجيا الحديثة واتساع دائرة المعرفة مما شكل صعوبة أمام الفرد عن متابعة الجديد في اختصاصه الذي اختص فيه فضلا عن متابعة الجديد في غير اختصاصه، هذا وطالب العلم أكثر حاجة من غيره في الوصول إلى المعلومة التي يريد، ولما كانت الدوريات " Journals" من أغنى المصادر بما هو جديد في ميدان العلوم المختلفة لما تمتاز به الدورية عموما من جوانب يمكن إجمالها في الآتي:
(يُتْبَعُ)
(/)
· كونها تقدم لقرائها أحدث المعلومات وأبرز الأفكار التي تجد في أذهان القراء والباحثين في الميادين المختلفة، تأتي هذه السرعة من كونها تصدر بشكل دوري في الغالب (سنوية، فصلية، شهرية، نصف شهرية، أسبوعية).
· كون الدورية من الوسائل التي تسهم في نشر الانتاج الفكري الفردي.
· طبيعة ما تعرضه من موضوعات يمتاز بالاختصار وسرعة الوصول إلى المعلومة في الغالب.
· الإفادة مما ظهر من كتب ومصنفات حديثة، لم تكن معروفة من قبل، كما نلمس ذلك من خلال مراجعات الكتب التي تتم في زوايا كثير من المجلات.
إلى غير ذلك من المزايا التي يهتدي إليها طالب العلم في الغالب، فكم من فكرة بحث علمي كانت نواتها في مقالة من المقالات، كما تصعب المتابعة بالنظر إلىصعوبة الوصول إلى محتويات الدوريات، فهي تحتاج إلى جهد كبير في المتابعة من قبل الباحثين والقراء على حد سواء، وقد نشطت الحركة التكشيفية في الفترة الأخيرة، كما يزيد من صعوبة المتابعة: تعدد الدوريات الصادرة من جهة وتوالي صدور أعدادها من جهة ثانية واختلاف مواعيد صدورها من جهة ثالثة، خاصة إذا ما أخذت بعين الاعتبار تلك المشكلات العامة التي تعاني منها المعلوماتية بشكل عام، والتي يمكن إرجاعها إلى عوامل عدة، منها:
1. التكدس في نتاج المعلومات وتراكمها، وهذا أمر لا يمكن التغلب عليه إلا بتجزئة العلوم.
2. التشتت والتنوع في نتاج المعلومات.
3. التعدد اللغوي لنتاج المعلومات.
4. تشابه المعلومات المنتجة من بلد لآخر.
5. وجود فجوة بين منتجي المعلومات وقرائها من جهة، وبين الحصول على مصادر المعلومات والمحتاجين إليها من جهة أخرى، هذا فضلا عن الوصول إلى المعلومة التي تشير إلى وجود المعلومة التي يحتاجها الباحث أو لا.
6. صعوبة الاطلاع على كل ما يصدر من معلومات في شتى المجالات.
كل هذا يؤكد الحاجة إلى وجود دليل يعين طالب العلم في الوصول إلى المعلومة، ولما كان مثل هذا الجهد صعبا على الهيئات العلمية والمؤسسات إذا كان سيستوعب روافد العلم جميعها إنه - بلا شك - بالنسبة للأفراد سيكون أشق وأصعب، لذا كان لا بد من تحديد مجال من المجالات التي تدخل في هذا الدليل، وبحكم اختصاص الباحث فقد أختار ميدان الدراسات القرآنية ليكون ميدان التكشيف، حيث يعد ميدان الدراسات القرآنية من أغنى الميادين التي تتركز حولها الدراسة فلا تخلو -في الغالب- دورية من وجود مقالة في جانب الدراسات القرآنية، ويعد هذا الكشاف حلقة مهمة للباحثين والعاملين في ميدان التصنيف والضبط (البيولوجرافي) خاصة في ميدان الدراسات القرآنية ويمكن حصر أهداف هذا الكشاف في الأمور الآتية:
1 - التعريف بالإنتاج الفكري المنشور في الدوريات في ميدان الدراسات القرآنية.
2 - خدمة الباحثين وطلبة العلم بتيسير البحث واسترجاع المعلومات الموجودة في الدوريات.
ويرجو الباحث في عمله هذا أن يكون قد وفق إلى حسن الوسيلة وشرف الغاية، فأما حسن الوسيلة فتتمثل في جمع مفاتيح البحث وتيسيرها لدى طالب العلم، وأما شرف الغاية فهو خدمة القرآن الكريم، وهذا الجهد الذي يقوم به الباحث بشكل فردي كان قد استغرق من عمره قرابة أحد عشر عاماً ما بين جمع وترتيب وتنقيح، وهو كما لا يخفى أولاً وآخراً يبقى جهدا فرديا يعتري صاحبه النقص والقصور، لذا يرجو الباحث من قارئ هذا الدليل أن يعذره فيما يقع عليه من أخطاء غير مقصودة، عائدة إلى امور متعلقة بالطباعة كانت أو منهجية أو إلى غير ذلك، إذ لا يخفى أن أغلب هذا الجهد متمثل في الأرقام، ولا يخفى صعوبة ضبط هذه الأرقام والبقاء عليها لدى انتقالها من كاتب إلى طابع إلى مراجع ومدقق، ثمة عقبة أخرى تتمثل في صعوبة ملاحقة أصول المقالات جميعها فضلا عن قراءتها وتصنيفها حسب محتواها، وقد كان الباحث حريصا كل الحرص على ذلك وقد بذل قصارى جهده في تصنيفها تحت أقرب العناوين التي تدخلها هذه المقالة أو تلك.
طريقة عمل الفهرسة:
(يُتْبَعُ)
(/)
· قام الباحث بجمع مادة الدليل بنفسه حيث تم الرجوع إلى الدوريات المعنية في مظانها إلا ما ندر أو تعذر، كما كان يستعين بمصادر أخرى لتغطية ما هو ناقص -إما لصعوبة الوصول إلى العدد المعني أو لفقدانه أساساً- كالكشافات التي تقوم بإصدارها الدوريات ما بين الحين والآخر، وحرصاً من الباحث على دقة المعلومات فقد كان يبذل قصارى جهده في الوصول إلى المعلومة من أكثر من جهة -كما هو الحال في الكشافات العامة للدوريات المثبتة في مراجع هذا الدليل- فقد قام بالآتي:
· تبويب المقالات وفهرستها حسب الموضوعات التي تدخل تحتها، حيث قام الباحث أولا بوضع العناوين الرئيسة التي تضم أغلب موضوعات هذا الميدان ثم قام بوضع العناوين الفرعية المناسبة حسب الأصول المعروفة لدى مصنفي الفهارس، وحسب ما هي معروفة لدى أهل الاختصاص في ميدان الدراسات القرآنية، ويود الباحث الإشارة إلى أن هذه العملية كانت قد أخذت منه جهدا كبيرا، وقد لا يكون ضربا من المبالغة إن قيل بأن فرز العناوين على الموضوعات لا يقل عن جهد البحث عن معلومات المقالة، وذلك أن بعض هذه المقالات تتعدد الموضوعات التي يدخل تحتها، فكان البحث عن الصقها بالعنوان المذكور، فمثلا: (منهج الطبري في القراءات والنحو)، هل الموضوع المناسب هو القراءات أو النحو أو مناهج المفسرين القدامي أو أعلام ومفسرون، وهكذا فكان الاجتهاد بحسب اطلاع الباحث على مادة البحث من جهة وما تغلب عليه صبغة المقال المعني.
· اعتماد ترتيب الألف باء للمقالات المدخلة وإعطاءها أرقاماً ثابتة لغرض سرعة الوصول إلى المقالة المعنية عند عمل الفهرسة، حيث يمكن الرجوع إليها تحت العناوين الفرعية مرتبة على الترتيب الهجائي المعروف.
· حرصا من الباحث على أن تكون خدمة هذا الدليل شاملة وبغرض سهولة الرجوع إلى المقالة المعنية فقد قام الباحث بعمل كشافات عدة في نهاية هذا الكشاف لتقوم بتزويد القارئ بالمعلومة بالسرعة الممكنة وحسب الأصول، وكان عددها خمسة، هي:
أولا: كشاف المؤلفين الذين وردت أسماؤهم في المقالات التي تم ترميزها، حيث تمت فهرستهم حسب الترتيب الألفبائي، وقد كان يوضع إزاء كل اسم الرقم أو الأرقام التي تعود إلى صاحب المقالة، توضيح ذلك في المثال التالي:
5 - إبراهيم أنيس 458، 4041
الرقم 5 يشير إلى الرقم المتسلسل للباحثين حسب الفهرست، أما الرقم 458، والرقم 4041، فهما يشيران إلى عناوين المقالات التي تعود إلى الباحث المذكور كما هي مثبتة في الدليل.
ثانيا: كشاف العناوين، حيث تم وضع عناوين المقالات التي تم تكشيفها في هذا الكشاف والتي كان عددها (5756) مقالة، ثم وضع الرقم الذي يخص كل مقالة، ولما كان بعض هذه المقالات ربما يكون على شكل حلقات فإنه قد وجد أكثر من رقم عائد إلى العنوان الواحد، هذا فضلا عن كون بعض المقالات كانت قد نشرت في أكثر من مجلة بالعنوان ذاته، توضيح ذلك في المثال التالي:
2 - أبو الثناء الألوسي الإمام البحاثة المفسر 2774
فالرقم 2 يشير إلى الرقم المتسلسل للعناوين حسب الفهرس، أما الرقم 2774 فهو الرقم الذي يعنينا فهو يشير إلى رقم المقالة الواردة في الكشاف للحصول على التفاصيل التي تخص العنوان المذكور.
ثالثا: كشاف الموضوعات، حيث تم ذكر العناوين الرئيسة والفرعية التابعة لكل عنوان ثم ذكرت الأرقام التي تشمل كل موضوع من الموضوعات المذكورة، وذلك بذكر الرقم الذي يرمز إلى مكان بدء المقالات التي تضم الموضوع ثم الإشارة إلى الرقم الذي يشير إلى نهاية الموضوع المذكور، كما هو موضح في المثال التالي:
أولا: الإعجاز
إعجاز القرآن - آراء علماء ونقد 1 - 42
فالرقم 1 يشير إلى أول مقاله تحت هذا العنوان، والرقم 42 يشير إلى آخر مقالة تحت هذا العنوان، وهذا يعني أن المقالات المعنية تأتي ما بين الرقمين المذكورين.
رابعا: قائمة تضم أسماء المجلات التي تم الرجوع إليها، مع إثبات ما أمكن أهم المعلومات التي تخص المجلة بحسب ما توافر لدى الباحث من معلومات عن كل مجلة، وقد زاد بفضل الله عدد المجلات التي تم الرجوع إليها على (350) مجلة ودورية وحولية، وقد حرص الباحث في هذا الفهرست على تزويد الباحث ما أمكن بالمعلومات التالية عن كل مجلة:
(يُتْبَعُ)
(/)
اسم الدورية- مكان صدور الدورية- جهة إصدار الدورية- كيفية صدور الدورية (سنوية، شهرية، فصلية، أو غير ذلك) - ثم أول عدد صدر للدورية- ثم مجال واهتمامات المجلة وأبرز ما تعنى به.
خامسا: قائمة تضم أسماء المؤتمرات والندوات والملتقيات التي تم الإشارة إليها في الكشاف لتعم الفائدة ويسهل الرجوع والتوثيق.
· اعتمد الباحث في كتابة المعلومات التي تخص كل مقالة الترتيب المبين في المثال التالي:
آراء العرب الذين عاصروا النبوة في اعجاز القرانـ -3
خفاجي، محمد عبد المنعم، مجلة الأزهر (نور الإسلام)، جمهورية مصر العربية:
القاهرة، 1370هـ- 1951م، س 22،ص543 - 658)
الرقم المتسلسل: هو الرقم الذي يعتمد عليه في حال الرجوع إلى الفهارس المتقدم ذكرها، عنوان المقالة: يضم العنوان كما هو مذكور في المجلة، كاتب المقالة كما هو مذكور في المجلة، اسم الدورية (ويضم أيضا مكان صدورها)، معلومات المقالة، حيث تشير إلى ما يأتي: (العدد، سنة الصدور أو المجلد، الصفحة التي تدل على بداية المقالة ونهايتها، ثم تاريخ الصدور بالتقويمين الهجري والميلادي –إن وجد-) وفي حالة مراجعات الكتب فإن اسم كاتب المقال أو المحقق أو المراجع يتبع اسم صاحب الكتاب المذكور بين قوسين، هكذا ().
أما إذا لم تتوافر معلومة أي حقل من الحقول السابقة فإن الإشارة التالية تحل مكانها ـ، وبالتالي يمكن للمتصفح معرفة المعلومة الناقصة في المقالة من خلال النظر إلى هذه الإشارة: _.
** ** **
مجالات الكشاف:
أما المجالات التي يقوم بتغطيتها (يشملها) هذا الدليل فيمكن تصنيفها على النحو الآتي:
1. حدود المجال الزماني: من يقلب صفحات هذا الكشاف يدرك أن المدة الزمنية التي يستوعبها هذا الكشاف تزيد على المائة عام، وذلك بحسب أقدم المجلات التي كانت قد دخلت في الفهرسة، ومعلوم أن الدوريات لم يكن لها حضور إلا في القرنين الأخيرين، وقد كانت أقدم مجلة دخلت هذا التصنيف: مجلة الدليل الهولندية التي كان العدد الأول منها قد صدر عام (1814م)، ومنها: المجلة الآسيوية عام (1837م)، ومنها مجلة المقتطف عام 1857م، ومنها نشرة المتحف الفني في بوسطن عام (1877)، ولمزيد من تفصيلات المقالات ينظر في الأرقام المتسلسلة التالية: (4892، 4422، 2687، 4751)، ولا يعني هذا أن الدليل استوعب أعداد المجلات المذكورة جميعها، فما توافر منها واستطاع الباحث الحصول عليه من جهة، ثم ما كان من المقالات له صلة بالدراسات القرآنية كان قد دخل الفهرسة، أما بالنسبة لأحدث المقالات التي دخلت الفهرسة فقد كان تاريخ نشرها في عام: (2002م)، وهذا يعني أن ما صدر من المقالات بعد التاريخ المذكور فغير داخل، ويود الباحث التأكيد على أن هذا لا يعني أن الكشاف يستوعب كل ما كتب بين التاريخين المذكورين، كما لا يعني أنه استوعب جميع الأعداد التي صدرت لكل مجلة ورد ذكرها في الكشاف، وإنما تحقق ذلك في حدود الإمكانات التي توافرت وأتيحت للباحث سواء في توافر الأعداد أم في توافر المعلومات الضرورية للتصنيف، وما يحصل عليه الباحث من عناوين بعد صدور هذا الكشاف سيخرجه بإذن الله تعالى لاحقا على شكل مستدرك ومتمم للعمل الحالي – شأن كل الإصدارات التي تدخل ضمن التصنيف البيليوغرافي-.
2. المجال الجغرافي: يشمل هذا الكشاف العناوين التي حوتها الدوريات الصادرة في الأقطار العربية بدرجة أساسية ثم بعض البلدان الأجنبية مثل (الهند، باكستان، ماليزيا، انجلترا، ألمانيا، فرنسا)، وذلك بحسب اهتمام المجلة بما يدخل في ميدان الدراسات القرآنية، ويكفي هذا للإشارة إلى أنه ليس بالضرورة أن تدخل جميع الدوريات التي تصدر عن الأقطار العربية، فما كان منها في العلوم البحتة مثلا ولا علاقة له بميدان الدراسات القرآنية لم يدخل، وهذا الذي يفسر به غياب أسماء بعض المجلات الصادرة في البلدان العربية عن هذا الكشاف، وقد تعبر قائمة أسماء المجلات المثبتة في نهاية الكشاف عن مقدار وحجم المجلات التي دخلت هذا الكشاف، فقد حوى ما يزيد على 500 دورية.
(يُتْبَعُ)
(/)
3. المجال اللغوي: تشمل هذه البيلوغرافية المقالات التي تمت كتابتها باللغة العربية بغض النظر عن مكان صدور هذه الدورية حتى ولو كانت في بلد غير عربي، ففي الكشاف بعض المقالات التي صدرت في مجلات مشتركة باللغتين العربية والانكليزية، لكن المقالة المعنية كانت باللغة العربية -كما هو الحال في مجلة إسلاميات (الصادرة في ماليزيا) – علما أن الباحث سيتبع هذا الجهد بما كتب باللغات الأخرى إن شاء الله تعالى.
4. المجال الموضوعي: المقالات والبحوث المتصلة بالدراسات القرآنية أي القرآن وعلومه ويشمل ذلك علوم القرآن والإعجاز واللغة والبلاغة والتفسير والقراءات والقصص وغير ذلك، وقد يكون في كشاف الموضوعات الملحق بهذا الكشاف ما يوضح بدقة الموضوعات التي شملها الكشاف.
** ** **
5. الحدود الوعائية: يغطي الكشاف محتويات الأنواع الآتية من الدوريات لما لها من قيمة علمية في ميدان البحث:
أ- المجلات المتخصصة.
ب- المجلات العامة.
ت- الحوليات والأكاديميات المتخصصة سواء منها المحكّمة وغير المحكّمة.
والجدير بالذكر أن الدليل استبعد ما صدر في الصحف اليومية، أو المجلات الأسبوعية إلا ما ندر منها – كما هو الحال في مجلة المجتمع والبلاغ نظراً للأهمية وكثرة المقالات التي تدخل في ميدان الدراسات القرآنية- كما شمل المؤتمرات والندوات والملتقيات والحلقات الدراسية والمحاضرات الموسمية التي عقدت فيما يخص الدراسات القرآنية، ومن أجل عموم الفائدة فقد ألحق الباحث قائمة خاصة بأسماء وعناوين هذه المؤتمرات والندوات.
6. المجال النوعي: نظراً لكون العنوان يشير إلى ما كتب في الدراسات القرآنية فإنه من الصعب استبعاد أية مقالة كان العنوان فيها يشير إلى هذا الميدان حتى ولو كان في واقع الأمر دون المطلوب، إذ لا يخفى تفاوت المقالات المدرجة في الدوريات من حيث قيمتها العلمية ومن حيث عدد صفحاتها، لذلك فإن مقالات هذا الدليل تتراوح ما بين المقال الذي لا يتجاوز الصفحة وبين المقالات التي تربو على المائة صفحة، ولهذا فإن الباحث لم يكن ليهمل تلك المقالات على صغرها لأنها قد تضيف فكرة إلى جانب الدراسة التي يهدف إليها الباحث، وبالطبع فإن أغلب مادة هذا الدليل كانت من البحوث العلمية القيمة والمحكمة علمياً.
** ** **
ترتيب الكشاف:
روعي في عرض مادة هذا الكشاف الترتيب الهجائي (الألفبائي):
اولا: للموضوعات التي تمت فهرستها والتي تضم مجموعة من العناوين، فمثلا كان أولا الموضوعات: الإعجاز، وذلك أنه يبدا بحرف الألف، وتحت هذا العنوان الكبير عناوين فرعية، روعي فيها كذلك الترتيب الهجائي، ولعل النموذج التالي المقتطع من الفهرست يوضح الأمر:
أولا: الإعجاز
إعجاز القرآن - آراء علماء ونقد
إعجاز القرآن - المعجزة والتحدي
ثانيا: التفسير
التفسير وعلومه - تفسير موضوعي-أصول وضوابط
التفسير وعلومه - تفسير موضوعي-الوحدة الموضوعية (تناسق وترابط أجزاء السورة)
وهكذا .. أما بالنسبة لترتيب العناوين الفرعية داخل كل موضوع من الموضوعات الفرعية فقد روعي فيه ما أمكن الترتيب الهجائي لأول كلمة من عنوان المقالة حسب صدورها في المجلة المعنية، وقد أهملت (ال) التعريف في الترتيب، وقد كان هذا يحصل في كل عنوان فرعي، ويرجو الباحث من القارئ أن يقبل العذر فيما لو تبين ما خرج عن قاعدة الترتيب المتبعة أملا في تدارك كل ما يتوصل إليه خارجا عن أصول الترتيب، الجدير بالذكر أن الباحث كان قد أعطى كل عنوان من العناوين المذكورة رقما متسلسلا خاصا به من أجل أن يكون مرجع القارئ في حال استخدام كشاف الموضوعات أو كشاف المؤلفين أو غير ذلك من الكشافات المتاحة، وهذا الرقم يساعد الباحث في الوصول إلى مبتغاه في أسرع السبل، وخلاصة قواعد الترتيب الهجائي الذي تم اعتماده في هذا الدليل يمكن إجمالها في الآتي:
1 - الترتيب الهجائي حسب ترتيب حروف المعجم.
2 - الوحدة في الترتيب الهجائي هي الكلمة.
3 - تم احتساب أل التعريف في الترتيب، وعومل كغيره من الحروف وذلك لصعوبة إعادة النظر في الترتيب دونه خاصة بعدما استقرت عليه الأرقام المحال عليها في الفهارس الملحقة.
** ** **
رموز الكشاف:
ج = جزء.
س = سنة المجلة.
ص = صفحة.
ص ص = صفحة بداية المقال ونهايته.
مج = مجلد.
ع = عدد.
م = التاريخ الميلادي.
هـ = التاريخ الهجري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ علامة على فقدان معلومة الحقل المذكور، فإن كانت في حقل التاريخ مثلا، فهذا يعني أن تاريخ المقالة غير متوافرـ، وإن كانت في حقل الصفحات فهذا يعني لم تتوافر معلومات عن صفحات المقالة.
/ = للفصل بين عنوان الكتاب ومؤلفه في مراجعات الكتب.
+ = علامة تعني وجود المقال في مكان آخر.
أهداف الكشاف:
لا يخفى على أحد تلك الضخامة في الإنتاج في ميدان الدراسات القرآنية على مستوى العام الواحد، فضلاً عن عشرات السنين، والمتتبع لحركة الإنتاج الفكري هذه يلمس تلك الضخامة والكثرة، لكن ليس كل ما كتب أو يكتب في الدراسات القرآنية يمكن أن تكون له الصفة العلمية أو القيمة البحثية المطلوبة، كما تشير إليها بعض العناوين، فكم من عناوين تبهر الباحثين والمشتغلين في ميدان العلم لكن لدى التدقيق لا يجدها شيئاً ذا قيمة، فيأتي هذا الدليل – على الأقل ليكشف للباحث عن مدى جدية العناوين التي تم صدورها وهل كانت في المستوى المطلوب أم دون ذلك؟ - وبالتالي يدل على الكيفية التي بها يمكن أن يأخذ الموضوع حقه.
هذا التبويب الموضوعي لما كتب يفسح المجال للمقارنة بحيث يسهل تقييمها من جهة ويكشف عن اتجاهات الكتابة والتأليف في هذا الميدان من جهة ثانية – خاصة إذا ما أُخذت بعين الاعتبار تلك الفترات الزمنية.
يأتي هذا الدليل ليكشف عن تلك الجهود المستمرة لكتاب المسلمين والإسهامات التي قاموا ويقومون بها في خدمة هذا الدين، خلافاً لما يدعيه المفترون والمستشرقون.
والباحث إذ يرجو أن يقدم هذا العمل محاولة جدّية وخدمة حقيقية لطالب الدراسات الإسلامية، فهو يرجو منه في الوقت نفسه أن لا يبخل عليه بالنصيحة أو الاستدراك إن كان لديه ذلك، كما يرجو أن لا يبخل عليه بالدعاء.
ولا ينسى الباحث أن يقوم بتوجيه الشكر إلى عمادة البحث العلمي في جامعة اليرموك حيث كان لها دور في إبراز هذا العمل وإخراجه بالصورة الحالية.
إحصائيات
· كان عدد المقالات التي تم إدخالها في هذا الدليل قرابة (5756) مقالة، علماً أن بعض المقالات كانت تصدر على شكل سلسلة في أكثر من عدد وربما تصل إلى عشرة أعداد حيث كانت تحتسب مقالة واحدة.
· عدد المؤلفين ومن في حكمهم بغض النظر عن عدد المقالات التي تخص كل واحد (2797) باحثا.
· عدد الدوريات التي تم الرجوع إليها كان يزيد على 350 مجلة.
· عدد المؤتمرات والندوات التي تم إدخال بعض مقالاتها قرابة (40).
· عدد العناوين الرئيسة التي يضمها الكشاف خمسة، على النحو التالي:
أولا: الإعجاز: ويضم (16) عنوانا فرعيا.
ثانيا: التفسير: ويضم (57) عنوانا فرعيا.
ثالثا: القرآن وعلوم البلاغة: ويضم (25) عنوانا فرعيا.
رابعا: القصص القرآني: ويضم (6) عناوين فرعية.
خامسا: علوم القرآن: ويضم (26) عنوانا فرعيا.
الدراسات السابقة:
حظي ميدان الدراسات القرآنية بما لم يحظ به غيره من الميادين من حيث الخدمة والكتابة، وظهور المعاجم والموسوعات وغير ذلك، وقد لمسنا كثيرا من هذه الجهود، خاصة في الآونة الأخيرة، فمثلا نجد بعض المعاجم التي اختصت بفهرسة الكتب والمخطوطات في هذا الميدان، وهو ما نلمسه في عمل مؤسسة مآب (مؤسسة آل البيت لمجمع البحوث والحضارة في الفهرس الشامل للتراث، وهو ما نلمسه أيضا في معجم مصنفات القرآن الكريم/ د. علي إسحاق شواخ، وهو معجم يقع في 4 مجلدات، بذل فيه المصنف مجهودا ضخما أودع فيه أسماء كتب كثيرة في هذا الميدان، وهو كذلك يختص في نطاق الكتب، والجدير بالذكر أنه يضم ما كان قد طبع قبل عام 1984م، وهو العام الذي طبع فيه هذا الكتاب، والملاحظ أنا لا نجد فيهما عنوانا واحدا يخص المقالات أو الرسائل الجامعية، وبهذا ندرك ما يختص به هذا الكشاف، فعمل هذا الكشاف يختص في ميدان المقالات، وهو ما تضمه صفحات هذا الكتاب، والثاني وهو ما يأمل الباحث ظهوره في أقرب فرصة حيث يضم ما كتب على نطاق الرسائل الجامعية.
وفي الآتي ذكر لبعض الجهود التي بذلت في هذا النطاق:
(يُتْبَعُ)
(/)
· معجم الدراسات القرآنية/ الدكتورة ابتسام مرهون الصفار (كتاب يقع في 638) صفحة من القطع المتوسط، حيث كان قد صدر على شكل مقالات في مجلة المورد الصادرة في بغداد، ثم نشرته جامعة الموصل عام 1984م، استعرضت فيه الباحثة جهود كثير من العلماء الأقدمين في ميدان الدراسات القرآنية مشيرة إلى وجود كثير من المخطوطات والكتب المصنفة في هذا الفن قديما وحديثا، كما نجد فيه ذكرا لبعض الرسائل الجامعية وبعض المقالات التي صدرت في الدوريات وهو ما يعنيا في هذه الدراسة، فقد كان عدد المقالات التي ضمها هذا المعجم قليلة نسبيا إذا ما قيست بغيرها من مواد المعجم، وقد قمت بإحصاء المقالات التي حواها هذا المعجم فوجدتها قرابة (294) مقالة، وقرابة (100) رسالة جامعية، فإذا علمنا أن هذا الكشاف الذي بين أيدينا (كشاف الدراسات القرآنية) قد وصل عدد المقالات المذكورة إلى (5756) مقالة استطعنا بسهولة الحكم على ما يضيفه هذا العمل، هذا عدا عن كون الكتاب طبع عام 1984م.
· الدراسات القرآنية بالمغرب (خلال القرن الرابع عشر الهجري) إبراهيم عبد الوافي: هو كتاب يخبر عنوانه عن محتواه، فقد قام مؤلفه بجهد طيب كشف عن تلك الجهود التي أنتجها أهل المغرب في ميدان الدراسات القرآنية، شمل مخطوطات وكتب وعدد من المقالات وبعضا من الرسائل الجامعية في هذا الإطار، ويهمنا من هذا الكتاب القسم المتعلق بالمقالات وهو جزء قليل من هذا الكتاب فضلا عن أن الكتاب كان يحدثنا عن بعض ما يحويه العنوان، وهو – بلا شك – من تمام الفائدة، لكن هذا الصنيع أحد الأسباب التي كانت وراء قلة عدد المقالات المذكورة نسبيا.
· معجم الدراسات القرآنية عند الشيعة الإمامية/ عامر الحلو، وهو كتاب طبع عام 1991م في بيروت (دار الموسم للإعلام)، وقد ضم هذا المعجم أبرز الجهود التي كتبها علماء الشيعة الإمامية سواء أكانت من الكتب أم من المخطوطات في القديم والحديث، وكان من بينها مجموعة من المقالات التي صدرت في المجلات، وهو جهد قيم بلا شك، وفيما يخص المقالات فهي محصورة فيم كتب من أهل الشيعة الإمامية، فهي قليلة نسبا إلى حجم الكتاب.
· بعض ما تم نشره في المجلات وتفصيله على النحو التالي:
1. مجلة المسلم المعاصر، حيث كان لها اهتمامات بارزة وجهود مشكورة في ميدان (الوراقيات)، كالتي قام بها الشيخ محي الدين عطية في ميادين مختلفة، وكان منها ما يخص الدراسات القرآنية، فقد صدر في العدد 39 من السنة العاشرة للمجلة عام 1984م مجموعة من المقالات التي تدخل تحت ميدان الدراسات القرآنية (دليل الباحث إلى الدراسات القرآنية جاء في 20 صفحة من المجلة، وقد ذكر ما يقارب 191 مقالة، وصنفها حسب الموضوعات الدقيقة لها.
2. مجلة عالم الكتب (السعودية) حيث كانت لها جهود مماثلة في ميدان (الوراقيات)، فقد كانت تخصص جزءا لا بأس به من صفحاتها لهذا اللون، ويعنينا من ذلك ما صدر في العدد الرابع من المجلد الخامس للمجلة تحت عنوان: (إعجاز القرآن قائمة بيلوغرافية مختارة) للكاتب المذكور آنفا: الشيخ محي الدين عطية، وهو جهد طيب، ذكر فيه (43) مقالة، وقد كان محصورا في الفترة ما بين (1401 - 1404هـ)، كما توجد قائمة أخرى مماثلة بعنوان (التفسير والمفسرون قائمة بيلوغرافية مختارة، صدرت في العدد الثالث من المجلد الخامس من المجلة من ص (534 - 542)، وقد ضمت القائمة ما يقارب 106 عنوانا، وبعض عناوين متعلقة بالرسائل الجامعية.
3. مجلة رسالة القرآن (إيران)، حيث ضمت في بعض أعدادها بعض القوائم البليوغرافية في ميدان الدراسات القرآنية، منها: قائمة بيلوغرافية/ للشيخ فرقاني، في العدد 2 من السنة الأولى للمجلة عام 1411هـ ص 182 - 199، والعدد 3 من السنة المذكورة ص 160 - 191، هذا في المقالات، وقد صدرت قائمة بيلوغرافية تضم عناوين بعض الرسائل الجامعية/ لعبد الجبار الرفاعي، في العدد الثامن من عام 1412هـ) ص 193 - 208.
(يُتْبَعُ)
(/)
· كما توجد بعض العناوين التي حوتها بعض الكشافات، كما في كشاف الدوريات العربية/ عبد الجبار عبد الرحمن، وهو كتاب يقع في 3 مجلدات، وضم هذا الكشاف الموضوعات المختلفة التي حوتها الدوريات وكان من بينها موضوع القرآن وعلومه، وهو عمل ضخم وجهد مشكور، وقد حوى قرابة 30 صفحة من الكتاب، لكن الكتاب مطبوع عام 1984م، فهو من جهة يعني أنه لا يضم أي عنوان بعد التاريخ المذكور، كما انه لا يزودنا إلا بما صدر في الدوريات الصادرة في الدول العربية، بخلاف ما يحويه هذا الكشاف.
هذا وقد اطلع الباحث بعد أن تم إخراج هذا الكشاف بصورته النهائية على كتاب يدخل في هذا الميدان وكم كان يتمنى لو كان اطلاعه عليه قبل انتهاء العمل ليفيد منه في ميدان المقارنة، عنوانه: معجم الدراسات القرآنية (قسم المقالات) / عبد الجبار الرفاعي، إصدار مركز الثقافة والمعارف القرآنية – قم، ط 1 - 1993م، شكلت العناوين مع محتوياتها منه قرابة 650 صفحة من القطع المتوسط، وقد لاحظت أنه يضم العناوين باللغتين العربية والفارسية، اتبع بفهارس عدة منها للمؤلفين ومنها للعناوين ومنها للمجلات قرابة 200 صفحة، جهد قيم بلا شك، وقد حرصت على المقارنة فوجدت بفضل الله تعالى أن كشاف الدراسات القرآنية قد استوعب مادة هذا المعجم وزاد عليها قرابة 3000 عنوانا باللغة العربية، أما عناوين المقالات بالفارسية فالمعجم المشار إليه بلا شك قدم مادة ضخمة مستوعبة، نطمئن الباحث على أنه لم يفت الباحث شيء من مادة المعجم، وبهذا يتبين للقارئ ما يقدمه الكشاف من جديد في هذا الميدان، خاصة إذا ما أضيف إليه أن المعجم المذكور مطبوع عام 1993م، يعني أن الكشاف الذي نقدمه يستوعب المقالات حتى عام 2002م أي 9 سنوات أخرى.
· هذه أبرز ما تمكن الباحث من الاطلاع عليه من الجهود المبذولة في هذا الميدان، في حدود الطاقة البشرية ويرجو أن يكون في المذكور ما يشير إلى حاجة الميدان إلى مثل هذا الجهد والعمل خاصة وأنه يضم العناوين التي دخلت ميدان الدراسات القرآنية من أول مجلة ظهرت وحتى عام (2000) م، ويعني هذا أنه يغطي ما يقارب المائة سنة ولو عدنا إلى المكتبة نتلمس ما يكون جهدا بحجم واتساع هذا المشروع في ميدان الدراسات القرآنية فيما يخص المقالات فإننا بلا شك سندرك حاجتها الماسة لذلك.
مراجع البحث:
تتعدد مراجع هذ المشروع بحسب اتساع ميدانه، ويدخل فيها أولا ما مر ذكره في الدراسات السابقة، لكن مع المقارنة وتوثيق البيانات بغيرها، ويمكن إجمال المراجع الرئيسة لهذا المشروع في الآتي:
1. الدوريات المعنية، المودعة في المكتبات العامة.
2. الكشافات التي تصدر عن الدوريات المعنية.
3. الكشافات العامة مثل: كشاف الدوريات العربية.
4. ما تصدره بعض الدوريات بشكل دوري من قوائم تضم مجموعة من العناوين في الميادين المختلفة.
5. بعض المجلات التي تعنى عموما بالفهرسة، وخصوصا فيما يخص الدوريات، مثل: مجلة الفهرست (اللبنانية)، عالم الكتب (السعودية)، المورد (العراقية) وغيرها مما أمكن الوصول إليه.
والحمد لله رب العالمين
د. عبدالله بن محمد الجيوسي
جامعة اليرموك - الأردن
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[14 Sep 2005, 08:51 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
على هذه المعلومات الرائعة
ونسأل الله ان ينفع بها
ـ[الميموني]ــــــــ[16 Sep 2005, 01:21 ص]ـ
جزاكم الله خيرا هل الكتاب متوفر في مكتبات المملكة للبيع
وفقكم الله
ـ[عمر الدهيشي]ــــــــ[19 Sep 2005, 05:11 م]ـ
كيف يمكن أن نحصل على الكتاب؟
ـ[أبو العالية]ــــــــ[19 Sep 2005, 11:21 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
لا شك أنه جهدٌ مبذول مباركٌ في باب علوم القرآن من الدكتور عبد الله الجيوسي فجزاه الله خيراً
وجزى الله الشيخ المفضال عبد الرحمن الشهري والذي تكحلت به العيون لما رأيناه، على هذا التعريف بهذا الجهد الكبير والمتميز.
ثم يا لله ما أروع سهرة كنا بصحبة الشيخ عبد الرحمن والشيخ المفضال الدكتور مساعد الطيار
فنسأل الله أن ينفع الجميع وأن يوفقهم لخدمة دينه وكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
محبكم في الله
أبو العالية
عفا الله عنه
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[26 Sep 2005, 01:39 م]ـ
جزاك الله خيرا على دررك يا شيخ عبد الرحمن ...
ونحن بانتظار المزيد حول هذا الكشاف البديع ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Sep 2005, 05:37 م]ـ
بالنسبة لنسخ الكتاب فهي متوفرة حالياً في الأردن. وقد طلبت من المؤلف بناء على رغبتكم توفير خمسين نسخة أو أكثر لبيعها في السعودية. فوافق ولعلنا ننسق الآن لذلك، ونسخة أخي أبي محمد الميموني محفوظة إن شاء الله.
ـ[محمد الطبراني]ــــــــ[04 Oct 2005, 12:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يقدر هذا الجهد المشكور إلا من عانى العمل على مخطوط نادر أوموضوع محدد، ظانا أنه أبو عذره، حتى إذا استوى عمله على سوقه، سقط في يده بأن ألفاه مبثوثا في بطن مجلة نادرة، أو دورية عفى على صدورها الزمن، فإذا هو قد أهدر وقتا ثمينا وجهدا جهيدا، ولو كان في مكنته أن يتصفح مثل هذا الكشف، لاختزل كل ذلك. فمرحبا بصدور هذا الكتاب، وحبذا لو استطعنا أن نحصل على نسخه في المغرب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[03 Nov 2005, 10:13 ص]ـ
أشكر الاخوة الكرام على ما قاموا من تعريف بالعمل الذي نرجو من الله العلي القدير أن ينفع به طلبة العلم، وأسأل الله تعالى أن يجعل هذا الموقع منبرا للعلم ومنارة لأهل القرآن، وارجو ان ازف للأخوة الكرام البشرى بقرب صدور القسم الثاني من الكشاف، وهو القسم الذي يضم الرسائل الجامعية، وختاما أرجو من لأخوة الكرام الا يبخلوا علينابالنصح والمقترحات وجزاكم الله خيرا
ـ[الميموني]ــــــــ[19 Nov 2005, 02:32 م]ـ
تفضل أخي الكريم الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري بإهدائي نسخة من الكتاب
أجزل الله مثوبته
فجزاه الله خيرا وجزى د/ عبد الله الجيوسي خيرا
و قد تبين لي اتساع مصادره التي اعتمد عليها و تنوعها
و الكتاب مكسب للمكتبة الإسلامية عموما و لمكتبة الدراسات القرآنية خصوصا
و قد عنّت لي بعض التساؤلات و الملاحظ سأذكرها في وقت لاحق
فإني قدمت اليوم من سفر و لم أرتب أموري
مشكور يا دكتور عبد الرحمن أنت والمصنف الكريم
خالص الود و محض الصفا أفضل ما يهديه أمثالي
ـ[نورة]ــــــــ[13 Sep 2006, 12:40 م]ـ
الدكتور الفاضل عبدالرحمن الشهري
جزاك الله خيراً على هذا البحث القيم والجهد الجبار
وننتظر منك أن تبشرنا بصدور باقي الأجزاء
وطريقة إيجادهافي السعودية
وبارك الله فيك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Sep 2006, 06:05 ص]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
كتاب (كشاف الدراسات القرآنية):
- قسم المقالات. صدر عن جامعة مؤتة، ويمكن الحصول عليه إن شاء الله في معرض الكتاب القائم حالياً (اليوم الخميس 21/ 8/1427هـ) في جدة عن طريق إحدى المكتبات الأردنية فيما أتوقع. ومثله الجزء الآخر الجديد وهو (كشاف الدراسات القرآنية - قسم الرسائل الجامعية) كما أخبرني بذلك الدكتور عبدالله الجيوسي وفقه الله قبل يومين.
جزاه الله خيراً وأجزل له المثوبة على هذا الجهد العلمي الفردي غير المدعوم لا مادياً ولا علمياً، وإنما هو الرغبة الصادقة في خدمة الدراسات القرآنية، والإخلاص لوجه الله سبحانه ثم لوجه العلم.
ـ[نورة]ــــــــ[14 Sep 2006, 11:45 ص]ـ
الشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري
بارك الله بجهودكم ونفع بكم
وسوف أذهب اليوم إلى معرض الكتاب المقام في جدة
-بإذن الله-
وسوف أبحث عنه وأخبركم بالجديد
ونفع الله بكم
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[15 Sep 2006, 10:04 ص]ـ
جزاكم الله خيرا سعادة الدكتور الشيخ عبد الرحمن
ونبشركم بأن كشاف الدراسات القرآنية (الرسائل الجامعية)
الآن في التجليد وسيصدر قريبا بإذن الله عن دار الغوثاني للدراسات القرآنية
والذي يحتوى على قرابة أربعة آلاف رسالة
وقد أنشأت مكتباً لتحقيق التراث مبتدئا بالدراسات القرآنية ونشرها
ولعلكم ترشحون لنا ما ترونه هاما وضروريا من رسائل الدكتوراه المتميزة والتي حازت على مرتبة الشرف
ولا تنسونا من الدعاء
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Sep 2006, 11:23 ص]ـ
جزاكم الله خيراً يا دكتور يحيى، وهذه بشرى طيبة وسأوافيك بإذن الله بعناوين مناسبة لاحقاً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Apr 2007, 07:48 ص]ـ
كشاف الدراسات القرآنية (الرسائل الجامعية في الدراسات القرآنية حتى 1425هـ) للـ د. الجيوسي ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=34442)
ـ[عبدالعزيز العمار]ــــــــ[14 Apr 2007, 12:30 م]ـ
إلى الأخ والأستاذ الكريم المشرف على الموقع لقد أعياني البحث عن الكتاب فأرجو منك تكرماً أن تدلني على الحصول عليه، وإن كان بالإمكان الحصول على نسخة منه من النسخ الخمسين فأكون لك من الشاكرين، فأرغب بالحصول على نسخة منه أيا كان سعره، دعواتي لك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Apr 2007, 01:13 م]ـ
أبشر يا أبا يزيد وفقك الله.
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[09 Feb 2008, 11:37 م]ـ
فعلا هذا الجهد مشكور للدكتور الجيوسي وانا عندي نسخة من كشافه المسمى بكشاف الرسائل الجامعية في الدراسات القرآنية وانا اقوم الآن بصياغته على شكل برنامج يسهل على الباحث الاستفادة فغذا أراد الباحث معرفة موضوع ما هل كتب في املا فقط يدخل على
البرنامج ويبحث فيه وللأسف لا ازال اعمل بالرنامج ولما انتهي منه وحالما نتهي ساقدمه لأخواني في هذا المنتدى هدية أرجو الثواب من الله عليها وما عملي إلا ثمرة جهد الدكتور الجيوسي وليس لي فضل في الجمع فرجاء دعوة صالحة ان يتم الله هذا العمل
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[09 Feb 2008, 11:42 م]ـ
فعلا هذا الجهد مشكور للدكتور الجيوسي وانا عندي نسخة من كشافه المسمى بكشاف الرسائل الجامعية في الدراسات القرآنية وانا اقوم الآن بصياغته على شكل برنامج يسهل على الباحث الاستفادة فإذا أراد الباحث معرفة موضوع فما هل كتب فيه أم لا فإنه فقط يدخل على
البرنامج ويبحث فيه وللأسف لا ازال اعمل بالرنامج ولما انتهي منه وحالما نتهي ساقدمه لأخواني في هذا المنتدى هدية أرجو الثواب من الله عليها وما عملي إلا ثمرة جهد الدكتور الجيوسي وليس لي فضل في الجمع فرجاء دعوة صالحة ان يتم الله هذا العمل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[10 Feb 2008, 12:03 ص]ـ
كشاف الدراسات القرآنية يباع في دار الغوثاني وفقكم الله جميعاً وقد اقتنيت منه نسخة ولله الحمد ...
جزى الله الدكتور الجيوسي خيراً على جهوده المتميزة، وآثاره الطيبة، وأسأل الله عز وجل أن يبارك في علمه وعمله.
ـ[عبدالله المصطفى]ــــــــ[27 Feb 2008, 08:42 م]ـ
جزاكم الله خيرا الكتاب موجود في مكتبة الغوثاني في دمشق(/)
حتى إذا بلغ مغربَ الشمس وجدها تغرب فى عينٍ حَمِئَةٍ
ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[13 Sep 2005, 12:22 م]ـ
(رد على رسالة من أحد نصارى المهجر تدعونا إلى ترك الإسلام واعتناق التثليث)
بعث لى أحد نصارى المهجر فى الأسبوع الماضى برسالة مشباكية (مكتوبة بلغة إنجليزية لا بأس بها، وإن لم تخل من الأخطاء) يعقّب فيها على مقالى: "إعلان سيد القمنى الاعتزال: خواطر وتساؤلات"، الذى نُشِر يوم الجمعة الموافق 20/ 8/ 2005م، لكنه ترك تقريبا كل ما قلته فى مقالى المشار إليه فلم يردّ على شىء منه، اللهم إلا ما كتبته عن المعجزات وأن غيابها عن النسق العقيدى عندنا لا يضر الإسلام فى شىء، ورغم هذا جاء تناوله للموضوع على نحو لم أجد معه داعيا إلى الخوض فيه كَرّةً أخرى، وبخاصة أنه لم يحقِّق جيدا ما كتبته فى هذه النقطة. ثم ثنَّى فتحدَّى المسلمين أن يستطيعوا الرد على ما يوجَّه للقرآن من انتقادات علمية منها ما يتعلق مثلا بما جاء فى الآية 86 من سورة "الكهف" عن ذى القرنين ومشاهدته الشمس وهى تغرب فى عين ماء، مما يخالف حقائق علوم الفلك كما قال. وفى نهاية الرسالة لم ينس أن يرجو لنا أن نفيق من الغاشية التى تطمس على أبصارنا منذ أربعة عشر قرنا من الظلام وأن نعود إلى المسيح بعد أن بيَّن لنا هو وأمثاله مقدار الجهل الكبير الذى يتصف به الله ومحمد حسبما قال. يا شيخ، فأل الله ولا فألك! أتريدنا أن نرتد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله ونعود إلى العصر الحجرى فى مسائل العقيدة والعبادة، ونترك التوحيد إلى التثليث، وندع الاحترام والتقدير العظيم الذى نكنّه فى أعماق قلوبنا للسيد المسيح عليه السلام بوصفه رسولا وجيهًا فى الدنيا والآخرة ومن المقرَّبين ونتخذه وثنا نشركه مع الله سبحانه وتعالى كما يفعل الكافرون؟ ألم تقرأ قول الحق تبارك وتعالى: "وقالت اليهود: عُزَيْرٌ ابنُ الله، وقالت النصارى: المسيحُ ابنُ الله! ذلك قولهم بأفواههم، يضاهئون قول الذين كفروا من قبل. قاتلهم الله! أَنَّى يُؤْفَكون؟ " (التوبة/ 30)؟ لا يا عم، يفتح الله! خّلِّك فيما أنت فيه، ولْنَبْقَ نحن أيضا فى النور والهدى الذى أكرمنا الله به على يد سيد النبيين والمرسلين، صلَّى الله وسلَّم عليه وعليهم أجمعين. وقد كتبتُ هذه الكلمة على الطائر وأنا على جناح سفر، ولم يرنِّق النوم فى عينى طوال الليل إلا لساعة أو أقلّ دون سببٍ واضح، فلم يتسنّ لى تدقيق مراجعتها، ولعلى لم أخطئ فيها أخطاء فاحشة، وإلا فإنى أعتذر مقدما من الآن.
والآية التى يشير إليها صاحب الرسالة هى قوله تعالى: "حَتَّى إِذَا بَلَغَ (أى ذو القرنين) مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا ... ". وأَدْخُل فى الموضوع على الفور فأقول: من المعروف فى كتب اللغة أن حروف الجر ينوب بعضها عن بعض، بمعنى أن هناك توسعا فى استعمالها، بل إن فى اللغة توسعات كثيرة فى غير حروف الجر أيضا، وإن لم تكن هذه التوسعات دون ضوابط حتى لو لم نستطع فى بعض الأحيان أن نتنبه لها، أو على الأقل حتى لو لم نتفق عليها. وقد تُسَمَّى هذه التوسعات بـ"المجاز"، وهو ما يعنى أن الكلام لا ينبغى أن يؤخذ على ظاهره أو حرفيته. وهذا، كما سبق القول، معروف عند دارسى اللغات. ولْنأخذ حرف الجرّ "فى" (الموجود فى الآية) لنرى ماذا يقول النحاة فى استعمالاته: فهم يقولون إنه يُسْتَخْدَم في عشرة معانٍ: الأول: الظرفية، زمانًا أو مكانًا، حقيقةً أو مجازًا، ومن الزمانية: "حضرتُ إلى الاجتماع فى العاشرة مساء"، ومن المكانية: "سكنتُ فى هذا البيت أعواما طوالا". الثاني: المصاحبة، نحو قوله تعالى: "ادخلوا فى أُمَمٍ"، أى بمصاحبتها (الأعراف / 38). الثالث: التعليل، نحو: "فذلكم الذى لمتُنَّنى فيه"، أى بسببه (يوسف / 32). الرابع: الاستعلاء، نحو قوله تعالى: "ولأُصَلِّبَنَّكم فى جذوع النخل"، أى عليها (طه/ 71). الخامس: مرادفة الباء، نحو: "فلان بصير فى الموضوع الفلانى"، أى بصير به. السادس: مرادفة "إلى " نحو قوله تعالى: "فرَدّوا أيديهم فى أفواههم"، أى مَدَّ الكفار أيديهم إلى أفواه الرسل ليمنعوهم من الدعوة إلى الهدى والنور (إبراهيم / 9). السابع: مرادفة " مِنْ ". الثامن: المقايسة، وهي الداخلة بين مفضولٍ سابقٍ وفاضلٍ لاحقٍ،
(يُتْبَعُ)
(/)
كما فى قوله سبحانه: "فما متاع الحياة الدنيا فى الآخرة إلا قليل"، أى أن متاع الحياة الدنيا بالقياس إلى الآخرة قليل (التوبة / 38). التاسع: التعويض، كما فى قولنا: "دفعتُ فى هذا الكتاب عشرين جنيها". العاشر: التوكيد، وأجازه بعضهم في قوله تعالى: "وقال: اركبوا فيها"، أى أن الركوب لا يكون إلا فى السفينة، ولذلك لا ضرورة للنص على ذلك إلا من باب التوكيد (انظر فى ذلك مثلا "مغنى اللبيب" لابن هشام).
وفى القرآن الكريم نقرأ قوله عز وجل: "يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حَذَرَ الموت" (البقرة/ 19)، والمقصود أن كلا منهم يضع طرف إصبع واحدة من أصابعه عند فتحة الأذن، لا فى داخلها. ونقرأ: "وإذ قال ربك للملائكة إني جاعلٌ في الأرض خليفة" (البقرة/ 30)، وطبعا لم يجعل المولى الإنسان خليفة فى الأرض، أى فى باطنها، بل على سطحها. ونقرأ: "وأُشْرِبوا في قلوبهم العِجْل بكفرهم" (البقرة/ 93)، وليس المقصود العجل نفسه بل عبادته، وهى لا تُشْرَب ولا تدخل فى القلب بالمعنى الذى نعرفه. ونقرأ: "قل: أتحاجّوننا في الله، وهو ربنا وربكم" (البقرة/ 139)، أى أتحاجّوننا بشأن الله؟ ونقرأ: "قد نرى تقلُّب وجهك في السماء، فلنولينَّك قِبْلَةً ترضاها" (البقرة/ 144)، أى صوب نواحى السماء، وليس فى السماء فعلا. ونقرأ: "ليس البِرَّ أن تُوَلُّوا وجوهكم قِبَل المشرق والمغرب، ولكن البِرَّ من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حُبّه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب" (البقرة/ 177)، والإنسان لا ينفق ماله فى الرقاب، بل يعتق به الرقاب. ونقرأ: "يا أيها الذين آمنوا، كُتِب عليكم القِصَاص في القتلى" (البقرة/ 178)، أى مقابل جريمة القتل وتعويضا لأهل القتيل. ونقرأ: "وإذا تولَّى سَعَى في الأرض ليُفْسِد فيها" (البقرة/ 205)، أى فوقها. ونقرأ: "هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظُلَلٍ من الغمام والملائكةُ وقُضِيَ الامر؟ " (البقرة/ 217)، أى يقع بهم عقاب الله فى هيئة ظلل من الغمام. ونقرأ: "والذين يُتَوَفَّوْن منكم ويَذَرُون أزواجا وصيةً لأزواجهم متاعًا إلى الَحْول غيرَ إخراج. فإن خرجن فلا جُناح عليكم في ما فعلن في أنفسهن من معروف" (البقرة/ 234)، أى فعلن بأنفسهن. ونقرأ: "وكتبنا له في الألواح من كل شيءٍ موعظةً وتفصيلاً لكل شيء" (الأعراف/ 145)، أى على الألواح. ونقرأ: "وإذ يُريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقلِّلكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا" (الأنفال/ 44)، أى أمام أعينكم وأعينهم. ونقرأ: "يا أيها النبي، قل لمن في أيديكم من الاسرى: ... " (الأنفال/ 70)، ولا يمكن إنسانا أن يكون فى يد إنسان آخر بالمعنى الحرفى كما هو واضح. ونقرأ: "الذين كانت أعينهم في غطاءٍ عن ذِكْرِي" (الكهف/ 101)، والعيون لا تكون فى الغطاء، بل تحت الغطاء. ونقرأ: "وأَذِّنْ في الناس بالحج يأتوك رجالا" (الحج/ 27)، أى أذِّن بحيث يسمعك الناس. ونقرأ: " ... وتقلُّبك في الساجدين" (الشعراء/ 219)، أى معهم. ونقرأ: "فإذا أُوذِيَ في الله جَعَل فتنة الناس كعذاب الله" (العنكبوت/ 10)، أى أُوذِىَ بسبب إيمانه بالله. ونقرأ: "لقد كان لسبإٍ في مسكنهم آيةٌ: جنتان عن يمينٍ وشِمال" (سبأ/ 15)، والجنتان لم تكونا فى مساكن سبإ، بل حولها أو قريبا منها. "أَوَمَنْ يُنَشَّا في الحِلْيَة وهو في الخصام غير مُبِين؟ " (الزخرف/ 18)، والنساء لا ينشأن فى الحلية بل مرتديات لها ومستمتعات بها. ونقرأ: "إن المتقين في جنّات ونَهَر" (القمر/ 94)، والمتقون فى الآخرة سيكونون فعلا فى الجِنَان، لكنهم بكل تأكيد لن يكونوا فى الأنهار، بل ستجرى الأنهار فى الجِنَان. ونقرأ: "في سِدْرٍ مخضود" (الواقعة/ 28)، وهم لن يكونوا فى الجنة فى شجر السِّدْر، بل سيأكلون منه. ونقرأ: "أولئك كَتَب في قلوبهم الإيمان" (المجادلة/ 22)، ولا كتابة فى القلوب بالمعنى الظاهرى بطبيعة الحال ولا حتى فوقها. ونقرأ: "ثم في سلسلةٍ ذَرْعُها سبعون ذراعا فاسلكوه" (الحاقة/ 32)، أى اربطوه بها. ونقرأ: "في جِيدها حبلٌ من مَسَد" (المسد/ 5)، أى حَوْل جيدها ... وهكذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفى الكتاب المقدس عند اليهود والنصارى أمثلة كثيرة على ما نقول، وهو أمر طبيعى، فهذه هى طبيعة اللغة، سواء فى كتاب الله أو فى كلام أهل الكتاب أو فى أى كلام آخر. وهذه بعض الأمثلة من الكتاب المذكور: " كل شجر البرية لم يكن بعد في الارض" (تكوين/ 2/ 5)، " وكان قايين
عاملا في الارض" (تكوين/ 4/ 2)، "واما نوح فوجد نعمة في عيني الرب" (تكوين/ 6/ 8)، " كان نوح رجلا بارا كاملا في اجياله" (تكوين/ 6/ 9)، "تنجح طريقي الذي انا سالك فيه" (تكوين/ 24/ 42)، "فوضعت الخزامة في انفها" (تكوين/ 24/ 47)، "فاحب اسحق عيسو لان في فمه صيدا" (تكوين/ 25/ 28)، "فتعاظم الرجل وكان يتزايد في التعاظم" (تكوين/ 26/ 13)، "فالآن يا ابني اسمع لقولي في ما انا آمرك به" (تكوين/ 27/ 8)، "ويتبارك فيك وفي نسلك جميع قبائل الارض" (تكوين/ 28/ 14)، "وخلع فرعون خاتمه من يده وجعله في يد يوسف والبسه ثياب بوص ووضع طوق ذهب في عنقه" (تكوين/ 41/ 42)، "فتقدموا الى الرجل الذي على بيت يوسف وكلموه في باب البيت" (تكوين/ 43/ 19)، "أليس هذا هو الذي يشرب سيدي فيه؟ " (تكوين/ 44/ 5)، "وحمل بنو اسرائيل يعقوب اباهم واولادهم ونساءهم في العجلات التي ارسل فرعون لحمله" (تكوين/ 46/ 5)، "ومرّروا حياتهم بعبودية قاسية في الطين واللبن وفي كل عمل في الحقل" (خروج/ 1/ 14)، "خرج الى اخوته لينظر في اثقالهم" (خروج/ 2/ 11)، "ما بالكنّ اسرعتنّ في المجيء اليوم" (خروج/ 2/ 18)، "وقال الرب لموسى: عندما تذهب لترجع الى مصر انظر جميع العجائب التي جعلتها في يدك واصنعها قدام فرعون" (خروج/ 4/ 21)، "فذهب والتقاه في جبل الله وقبّله" (خروج/ 4/ 27)، "هما اللذان كَلّما فرعون ملك مصر في اخراج بني اسرائيل من مصر" (خروج/ 6/ 27)، " الدمامل كانت في العرّافين وفي كل المصريين" (خروج/ 9/ 11)، "تخبر في مسامع ابنك وابن ابنك بما فعلتُه في مصر وبآياتي التي صنعتها بينهم" (خروج/ 10/ 2) ... إلخ، وهى بالمئات، إن لم تكن بالألوف. ومن هنا كان من السهل أن ندرك معنى قول القرطبى مثلا فى الآية المذكورة: "وَيَجُوز أَنْ تَكُون الشَّمْس تَغِيب وَرَاءَهَا (أى وراء العَيْن الحَمِئَة) أَوْ مَعَهَا أَوْ عِنْدهَا، فَيُقَام حَرْف الصِّفَة مَقَام صَاحِبه". يقصد أن حروف الجر قد ينوب بعضها عن بعض، بمعنى أن يُسْتَعْمَل بعضها فى مكان بعضها الآخر. وفى نفس المجرى يجرى ما نجده عند البغوى وأبى حيان، إذ نقرأ فى تفسير الأول نقلا عن القتيبى أنه بجوز أن يكون المعنى هو أنه كان "عند الشمس" أو "فى رأى العين" عين حمئة، أما الثانى فقد ذكر أن بعض البغداديين يفسر قوله تعالى: "فى عين حمئة" بمعنى "عند عين حمئة".
بل إن فى الكتاب المقدس عبارات كثيرة من نوع الآية القرآنية التى بين أيدينا بل أَوْغَل فى مضمار الاستخدامات المجازية، ويقرؤها هؤلاء الذين يرددون تخطئة القرآن كما تفعل الببغاوات الغبية، لكن دون فهم أو تمييز، ومن ثم لا يخطر فى بالهم أن يقفوا ويتدبروا ويفكروا فى أمر هذا التشابه فى الاستعمالات الأسلوبية وأنه مسألة عادية جدا لأنه هكذا كانت اللغة وهكذا ستظل إلى يوم يبعثون. وهم فى هذا كالكلب الذى ربّاه صاحبه على نباح المارة وعضِّهم، فكلما رأى شخصا مارًّا من أمام البيت نبحه وعضه دون تفكير. لنأخذ مثلا الشواهد التالية: "اما هما في عبر الاردن وراء طريق غروب الشمس في ارض الكنعانيين ... " (تثنية/ 11/ 30)، "هكذا يبيد جميع اعدائك يا رب. واحباؤه كخروج الشمس في جبروتها" (قضاة/ 5/ 31)، "هكذا قال الرب: هانذا اقيم عليك الشر من بيتك وآخذ نساءك امام عينيك واعطيهنّ لقريبك فيضطجع مع نسائك في عين هذه الشمس" (صموئيل 2/ 12/ 11)، "وقلت لهما: لا تفتح ابواب اورشليم حتى تَحْمَى الشمس" (نحميا/ 7/ 3)، "قدام الشمس يمتد اسمه" (مزامير/ 72/ 17)، "ثم رجعت ورأيت كل المظالم التي تجرى تحت الشمس" (الجامعة/ 4/ 1)، "ويخجل القمر وتَخْزَى الشمس" (إشعيا/ 24/ 23)، "واظلمت الشمس وانشقّ حجاب الهيكل من وسطه" (لوقا/ 23/ 44)، "انك قد طردتني اليوم عن وجه الارض ومن وجهك اختفِي واكون تائها وهاربا في الارض. فيكون كل من وجدني يقتلني" (تكوين/ 4/ 14)، "وفسدت الارض امام الله وامتلأت الارض ظلما" (تكوين/ 6/ 11)، "الآن قم اخرج من هذه الارض" (تكوين/ 31/
(يُتْبَعُ)
(/)
13)، "وادخِلكم الى الارض التي رفعت يدي ان اعطيها لابراهيم" (خروج/ 6/ 8)، "واستراحت الارض من الحرب" (يشوع/ 14/ 15)، "دور يمضي ودور يجيء والارض قائمة الى الابد" (جامعة/ 1/ 4)، "فوجدها ملاك الرب على عين الماء في البرية. على العين التي في طريق شور" (تكوين/ 16/ 7). ومن الواضح أن هذا كله على خلاف الواقع وينبغى ألا يأخذه القارئ مأخذا حرفيا، وإلا لم يكن للكلام معنى: فمثلا ليس هناك للشمس تحتٌ ولا فوقٌ، وإنما هو تعبير بشرى، فنحن أينما كنا على الأرض نتصور أن الشمس فوقنا، ومن ثم فنحن تحتها، على حين أنه لو كان الأمر كذلك لكان ينبغى إذن أن نكون "فوق" الشمس بعد ستة أشهر من ذلك حين تدور الأرض نصف دورتها السنوية، وهذا لا يصير. كذلك فليس للشمس عين (ولا أذن ولا أنف) أصلا حتى نكون أوْ لا نكون فى عينها، كما أنها ليس لها طريق تسير فيه على الأرض، ودَعْك من أننا يمكن أن نسير نحن فيه أيضا. وبالنسبة لقول قابيل إنه هرب فى الأرض، فهو مجرد تعبير بشرىّ، وإلا فقولنا: "فى الأرض" إنما يعنى حرفيا: "داخل الأرض"، وهو ما لا يقصده قابيل ولا أى إنسان آخر فى مثل وضعه ... وهكذا.
وقبل كل ذلك فإن الكلام هنا ليس كلاما فى علم الطبيعة أو الجغرافيا أو الجيولوجيا، بل هو كلام أدبى يقوم فى جانب منه على التعبيرات المجازية والتجسيدية والتشخيصية وما إلى ذلك. باختصار: هذه هى طبيعة اللغة، أما الكلاب التى تنبح المارة وتعضهم لا لشىء سوى أنه قد قيل لها: انبحى أىّ مارٍّ من هنا وعضّيه، فإنها لا تفهم هذا ولا تفقهه ولا تدركه ولا تتذوقه، إذ متى كانت الكلاب تستطيع أن تتذوق شيئا غير العظم المعروق الذى أُكِل ما عليه من لحم، ثم أُلْقِىَ به لها تعضعضه وتمصمصه تحت الأقدام؟ وعلى هذا فليس هناك أى متعلَّق لأى إنسان كائنا من كان كى ينتقد الآية القرآنية إلا إذا كان يريد النباح والعضّ والسلام، ولا يبغى فهما أو معرفة. فالحرف "فى" فى الآية الكريمة لا يعنى "داخل العين الحمئة" لأن الآيات القرآنية التى تذكر الشمس (كما سنوضح لاحقا) تتحدث عنها على أنها جِرْمٌ موجودٌ فى الفضاء لا يغادره أبدا، بل يعنى أنه قد تصادف وقوع غروب الشمس حين كان ذو القرنين فى ذلك المكان عند العين الحمئة، وإن كان ما شاهده بعينه يوحى أنها قد غربت فى تلك العين. وحتى لو قيل إنها لم تغرب فى العين بل وراء العين أو عند العين أو ما إلى ذلك، فإن هذا كله لا يصح من الناحية العلمية، فالشمس لا تبتعد ولا تختفى، بل الأرض هى التى تتحرك حولها، فتبدو الشمس وكأنها هى التى تغيب. لكنى قد عثرت أثناء تقليبى فى المشباك بمن يقول معترضا على الآية إن مثل هذا التوجيه كان يمكن أن يكون مقبولا لو أن الآية فالت إن ذا القرنين "رأى" أو "شاهد" الشمس تغرب فى العين، أمّا والآية تقول إنه "وجدها" تغرب فى عينٍ حمئةٍ فمعنى هذا أن المقصود هو أنها كانت تغرب فى العين فعلا. وقد جعلنى هذا أفكر فى استعمال هذا الفعل فى مثل ذلك السياق فى العربية لأرى أهو حقا لا يعنى إلا أن الأمر هو كذلك فى الواقع لا فى حسبان الشخص وإدراكه بغضّ النظر عما إذا كان هذا هو الواقع فعلا أو لا. وقد تبين لى أن الأمر ليس كما ذهب إليه ذلك المعترض الذى سمى نفسه: "جوتاما بوذا" أو شيئا كهذا، فنحن مثلا عندما يُسْأَل الواحد منا السؤال التالى عن صحته: "كيف تجدك اليوم؟ " (أى "كيف حالك؟ ") يجيب قائلا: "أجدنى بخير وعافية"، وقد يكون هذا القائل مريضا لكنه لا يدرى لأن أعراض المرض ليست من الوضوح أو لأنه من الاندماج فى حياته اليومية بحيث لا يتنبه لحالته الصحية الحقيقية. وبالمثل يمكن أن يقول الواحد منا (صادقا فيما يظن) إنه وجد فلانا يضرب ابنه عند البيت، بينما الحقيقة أنه كان يداعبه أو كان يضرب ابن الجيران مثلا، لكن المتكلم توهم الأمر على ما قال. كذلك فالمصاب بعمى الألوان قد يقول إنه وجد البطيخة التى اشتراها خضراء على عكس ما أكد له البائع، ثم يكون العيب فى الشارى لا فى البائع ولا فى البطيخة. أما المتنبى فى قوله:
ومن َيكُ ذا فمٍ مُرٍّ مريضٍ ** يجدْ مُرًّا به الماءَ الزُّلالا
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد كفانا مؤنة التوضيح بأنّ وجْداننا الشىء على وضعٍ ما لا يعنى بالضرورة أنه على هذا الوضع فى الحقيقة والواقع. وفى القرآن مثلا: "فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقضّ فأقامه" (الكهف/ 77)، وليس هناك فى أى مكان فى الدنيا جدار عنده إرادة: لا للانقضاض ولا للبقاء على وضعه الذى هو عليه، لأن الجدران من الجمادات لا من الكائنات الحية ذوات الإرادة. كذلك فعندنا أيضا قوله عز شأنه: "والذين كفروا أعمالُهم كسرابٍ بقِيعَةٍ يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفّاه حسابه" (النور/ 39)، ولا يمكن القول أبدا بأن الآية على معناها الحرفى، فالله سبحانه لا ينحصر وجوده فى مكان من الأمكنة، بل الكون كله مكانا وزمانا وكائنات فى قبضته عز وجل، ومن ثم لا يمكن أن ينحصر وجوده عند السراب، وهذا من البداهة بمكان لأنه سبحانه وتعالى هو المطلق الذى لا يحده حد. والطريف أن بعض المفسرين الذين رجعت إليهم بعد ذلك قد وجدتهم يقولون إنه لو كانت الآية قالت إن الشمس "كانت تغرب" فى العين فعلا لكان ثم سبيل لانتقادها، أما قولها إن ذا القرنين "وجدها تغرب" فى العين فمعناه أن ذلك هو إدراكه للأمر لا حقيقته الخارجية. ومن هؤلاء البيضاوى، وهذه عبارته: "ولعله بلغ ساحل المحيط فرآها كذلك إذ لم يكن في مطمح بصره غير الماء، ولذلك قال: وجدها تغرب، ولم يقل: كانت تغرب"، وهذا الذى قاله أولئك المفسرون هو الصواب. وفى الكتاب المقدس لدى اليهود والنصارى شىء مثل ذلك، ومنه هذا الشاهدان: "واما نوح فوجد نعمة في عيني الرب" (تكوين/ 6/ 8)، "فوجدها ملاك الرب على عين الماء في البرية. على العين التي في طريق شور" (تكوين/ 16/ 7). فالنعمة لا توجد فى عين الرب على سبيل الحقيقة، فضلا عن أن الله لا يمكن أن يُرَى ولا أن تُرَى عينه (إن قلنا إن له سبحانه عينا لكنها ليست كأعيننا). كما أن المرأة التى وجدها ملاك الرب لم تكن "على" العين، بل "عند" العين. أى أن الحقيقة الخارجية فى كلا الشاهدين لم تكن على حَرْفِيّة ما جاء فى العبارتين.
وعلى هذا النحو يمكننا أن نقرأ الشواهد الشعرية التالية: قال الأسعر الجعفى:
إِنّي وَجَدتُ الخَيلَ عِزّاً ظاهِراً ** تَنجي مِنَ الغُمّى وَيَكشِفنَ الدُجى
وقال الحارث بن عباد:
وَاِمتَرَتهُ الجَنوبُ حَتّى إِذا ما ** وَجَدَت فَودَهُ عَلَيها ثَقيلا
وقال امرؤ القيس:
أَلَم تَرَياني كُلَّما جِئتُ طارِقاً ** وَجَدتُ بِها طيباً وَإِن لَم تطَيَّب؟ ِ
وقال الدحداحة الفقيمية:
* مِنْ معشرٍ وجدتهم لئاما *
وقال حاتم الطائى:
إِذا أَوطَنَ القَومُ البُيوتَ وَجَدتَهُم ** عُماةً عَنِ الأَخبارِ خُرقَ المَكاسِبِ
وقال سلامة بن جندل:
فَإِن يَكُ مَحمودٌ أَباكَ فَإِنَّنا ** وَجَدناكَ مَنسوباً إِلى الخَيرِ أَروَعا
وقال النابغة الذبيانى:
مَتى تَأتِهِ تَعشو إِلى ضَوءِ نارِهِ ** تَجِد خَيرَ نارٍ عِندَها خَيرُ مَوقِدِ
وقال مالك بن عمرو:
متى تفخَرْ بزَرْعَةَ أو بحِجْرٍ ** تجدْ فخرا يطيرُ به السناءُ
وقال الحصين بن الحمام الفزارى:
تَأَخَّرتُ أَستَبقي الحَياةَ فَلَم أَجِد ** لِنَفسي حَياةً مِثلَ أَن أَتَقَدَّما
ذلك أن وِجْدانك الشىء على وضع من الأوضاع إنما يعنى إدراكك له على هذا الوضع رؤيةً أو سماعًا أو شمًّا أو لمسًا أو شعورًا باطنيًّا أو استدلالا عقليًّا كما فى العبارات التالية: "نظرتُ فوجدتُه قائما"، أو "حينما اقتربتُ من الحجرة وجدتُه يغنى"، أو "قرّبت الزهرة من أنفى فوجدتها مسكيّة العبير"، أو "احتكت يدى بالحائط فوجدته خشن الملمس"، أو "وجدتُ وقع إهانته لى عنيفا"، أو "أعاد العلماء النظر فى هيئة الأرض فوجدوها أقرب إلى شكل الكرة"، ثم سواء عليك بعد هذا أكان هو فعلا فى الواقع والحقيقة كذلك أم لا. وفى ضوء ما قلناه نقرأ قول الزبيدى صاحب "تاج العروس": "وقال المُصَنّف في البصائرِ نقلاً عن أَبي القاسم الأَصبهانيّ: الوُجُودُ أَضْرُبٌ، وُجُودٌ بِإِحْدى الحَوَاسِّ الخَمْسِ، نحو: وَجَدْتُ زَيْداً وَوَجَدْتُ طَعْمَه ورائحتَه وصَوتَه وخُشُونَتَه، ووجُودٌ بِقُوَّةِ الشَّهْوَةِ نحو: وَجَدْتُ الشبع ووجوده أيده الغضب كوجود الحَرْبِ والسَّخَطِ، ووُجُودٌ بالعَقْل أَو بِوسَاطَة العَقْلِ، كمَعْرِفَة الله تعالى، ومَعْرِفَة النُّبُوَّةِ. وما
(يُتْبَعُ)
(/)
نُسِب إِلى الله تعالى مِن الوُجُود فبمَعْنَى العِلْمِ المُجَرَّدِ، إِذ كان اللهُ تعالَى مُنَزَّهاً عن الوَصْفِ بالجَوَارِحِ، والآلاتِ، نحو قولِه تَعالى: "وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ"، وكذا المعدوم يقال على ضِدّ هذه الأَوْجُهِ. ويُعَبَّر عن التَمَكُّنِ من الشيءِ بالوُجُودِ نحو: "فَاقْتُلُوا المُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ" أَي حَيْثُ رَأَيْتُمُوهُم، وقوله تعالى: "إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ"، وقوله: "وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ للشَّمْسِ" وقوله: "وَوَجَدَ اللهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ"، ووجود بالبصيرة، وكذا قوله: "وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا" وقوله: "فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا"، أَي إِن لم تَقْدِروا على الماءِ".
ولقد كفانا مؤنة المضىّ أبعد من ذلك (على كفايته فى حد ذاته) كاتبان ألّفا بحثا عثرت عليه فى المشباك بعنوان: " Islam and the Setting of the Sun: Examining the traditional Muslim View of the Sun’s Orbit" يهاجمان فيه القرآن ويزعمان أن الرسول حين قال ما قال فى الآية التى نحن بإزائها هنا إنما كان يقصد فعلا أن الشمس تغرب فى عينٍ حمئةٍ على حرفية معناها، ومع هذا فقد بدءا كلامهما بالقول بما معناه أن تعبيرا مثل التعبير الذى فى الآية الكريمة لا يدل بالضرورة على أن صاحبه قد اجترح خطأ علميا أو أنه يعتقد أن الشمس تغرب فعلا فى العين. ثم أضافا أننا، حتى فى عصرنا هذا حيث يعرف الجميع تمامًا أن الشمس فى الواقع لا تشرق ولا تغرب، ما زلنا نقول إنها تشرق وتغرب. والكاتبان هما: Sam Shamounn و Jochen Katz، وهذا نَصّ ما قالاه:
we do need to make it clear that statements about the sun rising or setting do not, in and of themselves, prove that a person or author held to erroneous scientific views, or made a scientific error. One can legitimately argue that the person or author in question is using everyday speech, ordinary language, or what is called phenomenological language. From the vantage point of the person who is viewing the sun from the earth, the sun does indeed appear to be rising and setting. In fact, even today with all our advanced scientific knowledge we still refer to sunrise and sunset .Hence, an ancient book or writer may have not intended to convey actual scientific phenomena when describing the sun as rising or setting any more than today’s meteorologists, or newscasters, are speaking scientifically when referring to the rising and setting of the sun.
وقد أخذتُ أنقّر فى النصوص الإنجليزية والفرنسية الموجودة فى المشباك حتى عثرتُ على طائفة من الشواهد النثرية والشعرية يتحدث فيها أصحابها لا على أن الشمس تشرق وتغرب فحسب، بل عن سقوطها أو غوصها أو غروبها فى البحر أو فى السهل أو ما إلى هذا. وإلى القارئ عينةً مما وجدته من تلك النصوص: " Alone stood I atop a little hill, And beheld the light-blue sea lying still, And saw the sun go down into the sea " ( من قصيدة بعنوان: " AN EPISTLE" لـ Numaldasan)، "The sun sinks down into the sea" ( من رواية " The Water-Babies" لـ Charles Kingsley)، " The Sun came up upon the left, out of the sea came he! And he shone bright, and on the right Went down into the sea " ( من قصيدة " The Rime of the Ancient Mariner" لكوليردج)، " The red sun going down into the sea at Scheveningen" ( من " Letter from Theo van Gogh to Vincent Gogh van Auvers-sur-Oise, 30 June 1890")، "The sun sank slowly into the sea" ( من مقال " The Light Of The Setting Sun" لـ Rocky)، " Just then the sun plunged into the sea it popped out from behind the gray cloud screen that had obscured the fiery disk" ( من مقال بعنوان " Taps for three war buddies" فى موقع " sun-herald.com")، "le soleil descendre dans l'ocean…" ( من " L'ILE DES PINGOUINS" لأناتول فرانس)، " Le
(يُتْبَعُ)
(/)
soleil, disparu dans la mer, avait laissé le ciel tout rouge, et cette lueur saignait aussi sur les grandes pierres, nos voisines" ( من " En Bretagne" لجى دى موباسان)، " Spectacle saisissant, que le soleil couchant dans ces dunes impressionnantes" ( من مقال " RAID EN LIBYE " لـ Roger Vacheresse)، "On comprend aussi que la blessure de Réginald a quelque chose du Soleil plongeant dans la mer" ( من " LES CHANTS DE MALDOROR " لـ le comte de Lautréamont ).
هذا، ومن معانى "العين" فى العربية (فيما يهمنا هنا) حسبما جاء فى "لسان العرب": "عين الماء. والعين: التي يخرج منه الماء. والعين: ينبوع الماء الذي ينبع من الأرض ويجري ... ويقال: غارت عين الماء. وعين الركية: مَفْجَر مائها ومنبعها. وفي الحديث: "خير المال عينٌ ساهرةٌ لعينٍ نائمة"، أراد عين الماء التي تجري ولا تنقطع ليلا ونهارا، وعين صاحبها نائمة، فجعل السهر مثلا لجريها ... وعين القناة: مصب مائها ... والعين من السحاب: ما أقبل من ناحية القبلة وعن يمينها، يعني قبلة العراق ... وفي الحديث: إذا نشأت بحرية ثم تشاءمت فتلك عينٌ غديقة ... والعين: مطر أيام لا يُقْلِع، وقيل: هو المطر يدوم خمسة أيام أو ستة أو أكثر لا يُقْلِع، قال الراعي:
وأنآء حيٍّ تحت عينٍ مطيرةٍ ** عظام البيوت ينزلون الروابيا
... والعين: الناحية". وعلى هذا فعندما يقول عبد الفادى (اقرأ: "عبد الفاضى") مؤلف كتاب "هل القرآن معصوم؟ " (وهو جاهل كذاب من أولئك الجهلاء الكَذَبة الذين يَشْغَبون على كتاب الله المجيد) إن القرآن، بناء على ما جاء فى تفسير البيضاوى، يذكر أن الشمس تغرب فى بئرٍ، فإننا نعرف فى الحال أنه يتكلم بلسان الكذب والجهل: فأما الجهل فلأن المسألة، حسبما رأينا فى "لسان العرب"، أوسع من ذلك كثيرا بحيث تَصْدُق كلمة "العين" على البحر والسحاب والمطر أيضا. ولذلك وجدنا من المترجمين من يترجمها بمعنى "بحر" أو "بحيرة"، فضلا عن أنه من غير المستبعد أن يكون المعنى فى الآية هو ذلك النوع المذكور من السحاب أو المطر. وأما الكذب فلأن البيضاوى لم يقل هذا، بل قال: "حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عينٍ حمئةٍ: "ذات حمأ"، من "حَمِئَتِ البئر" إذا صارت ذات حمأة. وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر: "حامية"، أي حارة، ولا تنافي بينهما لجواز أن تكون العين جامعة للوصفين، أو "حَمِيَة" على أن ياءها مقلوبة عن الهمزة لكسر ما قبلها. ولعله بلغ ساحل المحيط فرآها كذلك إذ لم يكن في مطمح بصره غير الماء. ولذلك قال: "وجدها تغرب"، ولم يقل: "كانت تغرب" ... ". فكما ترى ليس فى البيضاوى أنها غربت فى بئر، بل كل ما فعله المفسر الكبير أنه اتخذ من "البئر" مثالا لشرح كلمة "حمئة"، لكنه لم يقل قط إن معنى "العين" هو "البئر"، بل قال ما نصه: لعل ذا القرنين قد بلغ ساحل المحيط فرآها كذلك. وحتى لو قال ذلك فإن كلامه يبقى مجرد اجتهاد منه قد يصح أو لا يصح، ولا يجوز حمله على القرآن أبدا، وبخاصة أن كثيرا من المفسرين كذلك لم يفسروا العين بهذا المعنى. بيد أننا هنا بصدد جماعة من الطَّغَام البُلَداء الرُّقَعاء الذين كل همهم هو الشَّغْب بجهل ورعونة، إذ هم فى واقع الأمر وحقيقته لا يعرفون فى الموضوع الذى يتناولونه شيئا ذا بال، ومع هذا نراهم يتطاولون على القرآن الكريم! فيا للعجب! إن الواحد من هؤلاء الطَّغَام يتصور، وهو يتناول الكلام فى كتاب الله، أنه بصدد كراسة تعبير لطفل فى المرحلة الابتدائية، بل إن معلوماته هو نفسه لا تزيد بحال عن معلومات طفل فى تلك المرحلة كما تبين لى وبينته للقراء الكرام فى كتابى: "عصمة القرآن الكريم وجهالات المبشرين"، الذى فَنَّدْتُ فيه كلام هذا الرقيع، ومسحت به وبكرامته وكرامة من يقفون وراءه الأرض!
(يُتْبَعُ)
(/)
وهأنذا أسوق أمام القارئ الكريم بعض ما جاء فى كتب التفسير القديمة: ففى القرطبى مثلا: "وَقَالَ الْقَفَّال: قَالَ بَعْض الْعُلَمَاء: لَيْسَ الْمُرَاد أَنَّهُ انْتَهَى إِلَى الشَّمْس مَغْرِبًا وَمَشْرِقًا ووَصَلَ إِلَى جُرْمهَا وَمَسّهَا، لأَنَّهَا تَدُور مَعَ السَّمَاء حَوْل الأَرْض مِنْ غَيْر أَنْ تَلْتَصِق بِالأَرْضِ، وَهِيَ أَعْظَم مِنْ أَنْ تَدْخُل فِي عَيْن مِنْ عُيُون الأَرْض، بَلْ هِيَ أَكْبَر مِنْ الأَرْض أَضْعَافًا مُضَاعَفَة، بَلْ الْمُرَاد أَنَّهُ اِنْتَهَى إِلَى آخِر الْعِمَارَة مِنْ جِهَة الْمَغْرِب وَمِنْ جِهَة الْمَشْرِق، فَوَجَدَهَا فِي رَأْي الْعَيْن تَغْرُب فِي عَيْن حَمِئَة، كَمَا أَنَّا نُشَاهِدهَا فِي الأَرْض الْمَلْسَاء كَأَنَّهَا تَدْخُل فِي الأَرْض. وَلِهَذَا قَالَ: "وَجَدَهَا تَطْلُع عَلَى قَوْم لَمْ نَجْعَل لَهُمْ مِنْ دُونهَا سِتْرًا"، وَلَمْ يُرِدْ أَنَّهَا تَطْلُع عَلَيْهِمْ بِأَنْ تُمَاسّهُمْ وَتُلاصِقهُمْ، بَلْ أَرَادَ أَنَّهُمْ أَوَّل مَنْ تَطْلُع عَلَيْهِمْ. وَقَالَ الْقُتَبِيّ: وَيَجُوز أَنْ تَكُون هَذِهِ الْعَيْن مِنْ الْبَحْر، وَيَجُوز أَنْ تَكُون الشَّمْس تَغِيب وَرَاءَهَا أَوْ مَعَهَا أَوْ عِنْدهَا، فَيُقَام حَرْف الصِّفَة مَقَام صَاحِبه. وَاَللَّه أَعْلَم". وفى ابن كثير: "وَقَوْله: "حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِب الشَّمْس"، أَيْ فَسَلَكَ طَرِيقًا حَتَّى وَصَلَ إِلَى أَقْصَى مَا يُسْلَك فِيهِ مِنْ الأَرْض مِنْ نَاحِيَة الْمَغْرِب، وَهُوَ مَغْرِب الأَرْض. وَأَمَّا الْوُصُول إِلَى مَغْرِب الشَّمْس مِنْ السَّمَاء فَمُتَعَذِّر، وَمَا يَذْكُرهُ أَصْحَاب الْقَصَص وَالأَخْبَار مِنْ أَنَّهُ سَارَ فِي الأَرْض مُدَّة، وَالشَّمْس تَغْرُب مِنْ وَرَائِه، ِ فَشَيء لا حَقِيقَة لَهُ. وَأَكْثَر ذَلِكَ مِنْ خُرَافَات أَهْل الْكِتَاب وَاخْتِلاق زَنَادِقَتهمْ وَكَذِبهمْ. وَقَوْله: "وَجَدَهَا تَغْرُب فِي عَيْن حَمِئَة"، أَيْ رَأَى الشَّمْس فِي مَنْظَره تَغْرُب فِي الْبَحْر الْمُحِيط. وَهَذَا شَأْن كُلّ مَنْ اِنْتَهَى إِلَى سَاحِله يَرَاهَا كَأَنَّهَا تَغْرُب فِيه، ِ وَهِيَ لا تُفَارِق الْفَلَك الرَّابِع الَّذِي هِيَ مُثْبَتَة فِيهِ لا تُفَارِقهُ". وفى الجلالين: " ... "حَتَّى إذَا بَلَغَ مَغْرِب الشَّمْس": مَوْضِع غُرُوبهَا "وَجَدَهَا تَغْرُب فِي عَيْن حَمِئَة": ذَات حَمْأَة، وَهِيَ الطِّين الأَسْوَد. وَغُرُوبهَا فِي الْعَيْن: فِي رَأْي الْعَيْن، وَإِلاّ فَهِيَ أَعْظَم مِنْ الدُّنْيَا". وأرجو ألا يغيب عن ناظر القارئ الحصيف كيف أن ابن كثير يلقى باللوم فى أمر التفسيرات الخرافية فى الآية على زنادقة أهل الكتاب وكذابيهم، مما يدل على أن القوم هم هكذا من قديم لم تتغير شِنْشِنَتهم، وأن فريقا من علمائنا كانوا واعين بالدور الشرير الذى كانوا يضطلعون به لتضليل المسلمين بإسرائيلياتهم، وكانوا يعملون على فضح سخفهم ومؤامراتهم.
أما الرازى فإنى أود أن نقف معه قليلا لنرى كم يبلغ جهل عبد الفاضى وبلادته وتدليسه هو وأشباهه، إذ إن مفسرنا العظيم قد أشبع القول فى هذا الموضوع بما يكفى لقطع لسان كل زنديق كذاب. قال العلامة المسلم عليه رضوان الله: " {حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب فى عين حمئة ووجد عندها قوما قلنا: يا ذا القرنين، إما أن تعذِّب وإما أن تتخذ فيهم حُسْنا* قال: أما من ظَلَم فسوف نعذبه ثم يُرَدّ إلى ربه فيعذبه عذابا نُكْرا* وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاءً الحسنى وسنقول له من أمرنا يُسْرا* ثم أَتْبَعَ سببا}: اعلم أن المعنى أنه أراد بلوغ المغرب فأتبع سببا يوصله إليه حتى بلغه، أما قوله: {وجدها تغرب فى عينٍ حَمِئَة} ففيه مباحث: الأول: قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم "في عين حامية" بالألف من غير همزة، أي حارة ... وهي قراءة ابن مسعود وطلحة وابن عامر، والباقون: "حمئة"، وهي قراءة ابن عباس ... واعلم أنه لا تنافي بين "الحمئة" و"الحامية"، فجائز أن تكون العين جامعة للوصفين جميعا. البحث الثاني: أنه ثبت بالدليل أن الأرض كرة وأن السماء محيطة بها، ولا شك أن الشمس في الفلك، وأيضا قال: {ووجد عندها قوما}، ومعلوم أن جلوس قوم في قرب الشمس غير موجود،
(يُتْبَعُ)
(/)
وأيضا الشمس أكبر من الأرض بمرات كثيرة، فكيف يعقل دخولها في عين من عيون الأرض؟ إذا ثبت هذا فنقول: تأويل قوله: {تغرب فى عين حمئة} من وجوه. الأول: أن ذا القرنين لما بلغ موضعها في المغرب ولم يبق بعده شيء من العمارات وجد الشمس كأنها تغرب في عينِ وهدةٍ مظلمةٍ، وإن لم تكن كذلك في الحقيقة، كما أن راكب البحر يرى الشمس كأنها تغيب في البحر إذا لم ير الشط، وهي في الحقيقة تغيب وراء البحر. هذا هو التأويل الذي ذكره أبو علي الجبائي في تفسيره. الثاني: أن للجانب الغربي من الأرض مساكن يحيط البحر بها، فالناظر إلى الشمس يتخيل كأنها تغيب في تلك البحار، ولا شك أن البحار الغربية قوية السخونة فهي حامية، وهي أيضا حمئة لكثرة ما فيها من الحمأة السوداء والماء، فقوله: {تغرب فى عين حمئة} إشارة إلى أن الجانب الغربي من الأرض قد أحاط به البحر، وهو موضع شديد السخونة. الثالث: قال أهل الأخبار: إن الشمس تغيب في عين كثيرة الماء والحمأة، وهذا في غاية البعد، وذلك لأنا إذا رصدنا كسوفا قمريا فإذا اعتبرناه ورأينا أن المغربيين قالوا: "حصل هذا الكسوف في أول الليل"، ورأينا المشرقيين قالوا: "حصل في أول النهار"، فعلمنا أن أول الليل عند أهل المغرب هو أول النهار الثاني عند أهل المشرق، بل ذلك الوقت الذي هو أول الليل عندنا فهو وقت العصر في بلد، ووقت الظهر في بلد آخر، ووقت الضحوة في بلد ثالث، ووقت طلوع الشمس في بلد رابع، ونصف الليل في بلد خامس. وإذا كانت هذه الأحوال معلومة بعد الاستقراء والاعتبار، وعلمنا أن الشمس طالعة ظاهرة في كل هذه الأوقات كان الذي يقال: إنها تغيب في الطين والحمأة كلاما على خلاف اليقين. وكلام الله تعالى مبرَّأ عن هذه التهمة، فلم يبق إلا أن يُصَار إلى التأويل الذي ذكرناه. ثم قال تعالى: {ووجد عندها قوما}. الضمير في قوله: "عندها" إلى ماذا يعود؟ فيه قولان: الأول: أنه عائد إلى الشمس، ويكون التأنيث للشمس لأن الإنسان لما تخيل أن الشمس تغرب هناك كان سكان هذا الموضع كأنهم سكنوا بالقرب من الشمس. والقول الثاني: أن يكون الضمير عائدا إلى العين الحامية، وعلى هذا القول فالتأويل ما ذكرناه ".
ومع هذا كله يريد الكاتبان المذكوران آنفا ( Sam Shamoun و Jochen Katz) أن يعيدانا مرة أخرى إلى المربع رقم واحد، إذ يقولان إن مؤلف القرآن (يقصدان بالطبع الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. نعم عليه الصلاة والسلام رغم أنفهما وأنف رشاد خليفة وتابِعه قُفّة) قد ذكر أن ذا القرنين وجد الشمس تغرب فى عين حمئة، ولم يقل إنها كانت تبدو له كذلك. وهذا رغم قولهما إننا لا نزال حتى الآن، ورغم كل التقدم العلمى والفلكى والجغرافى، نقول إن الشمس تشرق وتغرب، ولم يقولا إن على الواحد منا أن يوضح أن الأمر إنما يبدو فقط كذلك. فلماذا الكيل بمكيالين هنا؟ ترى أى خبث هذا الذى أتياه حين أرادا فى البداية أن يتظاهرا بالموضوعية والحياد والبراءة كى يخدّرا القارئ ويوهماه أنهما لا يريدان بالقرآن شرا ولا تدليسا، ثم سرعان ما يستديران بعد ذلك ويلحسان ما قالاه؟
ثم يمضى العالمان النحريران فيقولان إن القرآن يؤكد أن ذا القرنين قد بلغ فعلا المكان الذى تغرب فيه الشمس، وهو ما لا وجود له على الأرض، مما لا معنى له البتة إلا أن مؤلف القرآن قد ارتكب خطأ علميا فاحشا بظنِّه أن القصة الخرافية التى وصلت إلى سمعه هى حقيقة تاريخية: " However, the Quran goes beyond what is possible in phenomenological language when it states that Zul-Qarnain reached the place where the sun sets, i.e. the Quran is speaking of a human being who traveled to the place of the setting of the sun. Such a statement is wrong in any kind of language, since such a place does not exist on this earth. This is a serious error that was introduced into the Quran because the author mistook a legend to be literal and historical truth". أى أن سيادتهما يريان أن كلمة "مغرب الشمس" لا تعنى إلا مكان غروب الشمس، وأن معنى الكلام لا يمكن أن يكون إلا ما رأياه بسلامتهما. فلننظر إذن فى هذا الكلام لنرى نحن أيضا مبلغه من العلم أو الجهل: فأما أن "غروب الشمس" لا تعنى هنا إلا المكان الذى تغرب فيه الشمس فهو
(يُتْبَعُ)
(/)
كلامٌ غبىٌّ كصاحبيه، إذ إن صيغة "مَفْعل" (التى جاءت عليها كلمة "مغرب") قد تعنى المكان، أو قد تعنى الزمان، بل قد تعنى المصدرية فقط، وهو ما يجده القارئ فى كتب الصرف والنحو فى بابَىِ "اسم الزمان والمكان" و"المصدر الميمى". أى أن الآية قد يكون معناها أن ذا القرنين قد بلغ مكان غروب الشمس أو أن يكون قد بلغ زمان غروبها، إذ البلوغ كما يقع على المكان فإنه يقع على الزمان أيضا (فضلاً عن الأشياء والأشخاص). جاء فى مادة "بلغ" من "تاج العروس": "بَلَغَ المَكَانَ، بُلُوغاً، بالضَّمِّ: وَصَلَ إليْهِ وانْتَهَى، ومنْهُ قوْلُه تعالى: لَمْ تَكُونُوا بالغِيهِ إلا بشِقِّ الأنْفُسِ. أو بَلَغَه: شارَفَ عليْهِ، ومنه قولُه تعالى: فإذا بَلَغْنَ أجَلَهُنَّ. أي قارَبْنَهُ. وقالَ أبو القاسِمِ في "المُفْرَداتِ": البُلُوغُ والإبْلاغُ: الانْتِهَاءُ إلى أقْصَى المَقْصِدِ والمُنْتَهَى، مَكَاناً كان، أو زَماناً، أو أمْرَاً منَ الأمُورِ المُقَدَّرَةِ. ورُبَّمَا يُعَبَّرُ بهِ عن المُشارَفَةِ عليهِ، وإن لم يُنْتَهَ إليْهِ، فمنَ الانْتِهَاءِ: "حتى إذا بَلَغَ أشُدَّهُ وبَلَغ أرْبَعِينَ سنَةً"، و"ما هُمْ ببالغِيه"ِ، "فلما بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ"، و"لَعلِّي أبْلُغُ الأسْبَاب"َ، و"أيْمانٌ عَلَيْنَا بالِغَةٌ"، أي مُنْتَهِيَةٌ في التَّوْكيدِ، وأمّا قَوْلُه: "فإذا بَلَغْنَ أجَلَهُنَّ فأمْسِكُوهُنَّ بمَعْرُوفٍ"، فللمُشارَفَةِ، فإنّهَا إذا انْتَهَتْ إلى أقْصَى الأجَلِ لا يَصِحُّ للزَّوْجِ مُرَاجَعَتُهَا وإمْسَاكُها. وبَلَغَ الغُلامُ: أدْرَكَ، وبَلَغَ في الجَوْدَةِ مَبْلَغَاً، كما في "العُبَاب"ِ، وفي "المُحْكَمِ": أي احْتَلَمَ، كأنَّهُ بَلَغَ وَقْتَ الكِتابِ عليْهِ والتَّكْليفِ، وكذلكَ: بَلَغَتِ الجارِيَةُ ... ".
فإذا كان بلوغ الزمان (أو حتى بلوغ الحدث، أى المصدر) هو المقصود فى الآية الكريمة فلا مشكلة، إذ سيقال حينئذ إن ذا القرنين حين أتى عليه وقت المغرب قد وجد كذا وكذا. لكن ماذا لو كان مكان غروب الشمس هو المراد؟ والجواب هو أن الكاتبين الألمعيين أنفسهما قد ذكرا ما معناه أنه لا غضاضة فى أن يقول المتكلم حتى فى عصرنا هذا إن الشمس قد غربت فى البحر أو فى السهل أو فيما وراء الجبل ... إلخ. أليس كذلك؟ فهذا إذن هو مغرب الشمس طبقا لما تجيزه اللغة الظاهراتية ( phenomenological language) حسب تعبيرهما، وعليه فإنه يجوز أيضا أن يقال إن فلانا أو علانا أو ترتانا قد بلغ مغرب الشمس، أى وصل إلى البحر أو الجبل أو السهل الذى رآها تغرب عنده. وعلى هذا أيضا فلا مشكلة! وأنا أحيلهما إلى ما سقتُه فى هذا المقال من تعبيرات مشابهة فى الكتاب المقدس، ومنها ما هو أبعد من الآية القرآنية فى انتجاع هذه الاستعمالات المجازية! فما قول سيادتهما إذن؟ ألا يرى القارئ معى أن الأسداد قد ضُرِبت عليهما تماما فلا يستطيعان أن يتقدما خطوة ولا أن يتأخرا؟ وبالمناسبة فقد تكرر الفعل "بلغ" فى صيغتى الماضى والمضارع هنا سبع مرات، وهو ما لم يتحقق لأية سورة أخرى غيرها. كما تعددت صيغة "مفعل" فيها: "مسجد، موعد (مرتين)، موبق، مصرف، موئل".
والعجيب أنهما يُورِدان بعد ذلك عددا من النصوص القرآنية المجيدة التى تتحدث عن لزوم الشمس والقمر مسارا سماويا دائما لا يخرجان عنه، وهو ما يعضد ما قلناه من أن الأمر فى قصة ذى القرنين إنما هو استعمالٌ مجازىٌّ أو وَصْفٌ لما كان يظنه ذلك الرجل فى نفسه بخصوص غروب الشمس لا لما وقع فعلا خارج ذاته لأن القرآن يؤكد وجود مسارات سماوية دائمة لهذين الجِرْمَيْن، بَيْدَ أنهما كعادتهما يحاولان عبثا لىّ الآيات الكريمة عن معناها كى تدل على ما يريدان هما على سبيل القسر والتعنت! وعلى هذا فقول المؤلفين إنه إذا كان المفسرون المسلمون يشرحون الآية القرآنية بما يصرفها عن معناها الحرفى فذلك لأنهم يعرفون أن الشمس أكبر من الأرض، ومن ثم يستحيل أن تسعها أى عين فيها، ولأنهم أيضا يؤمنون بعصمة القرآن مما يدفعهم من البداية إلى تأويل الآية بحيث لا تدل على أن ثمة خطأ علميا قد ارتُكِب هنا، أكرر أن قول المؤلفين هذا هو قول متهافت بناء على ما أورداه هما أنفسهما من آيات قرآنية تنص على أن لكل من الشمس والقمر مسارا فلكيا دائما لا يفارقه، ومن ثم فمن المضحك أن
(يُتْبَعُ)
(/)
نتمسك بحرفية المعنى فى الآية المذكورة بعد كل الذى قلناه وقالاه هما أيضا. والعجيب أيضا أن المؤلفين يَعْمَيَان، أو بالحرى: يتعاميان عن أنه كان أولى بهما، بدلا من تضييع وقتهما فى محاولتهما الفاشلة لتخطئة القرآن الكريم، أن يحاولا إنقاذ الإنجيل مما أوقعه فيه النص التالى مثلا من ورطة مخزية ليس لها من مخرج. قال متى: "ولما وُلِد يسوع في بيت لحم في أيام هيردوس الملك إذا مجوس من المشرق قد جاءوا إلى أورشليم قائلين. أين هو المولود ملك اليهود؟ فإننا رأينا نجمة في المشرق وأتينا لنسجد له… وإذا النجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم حتى جاء ووقف فوق حيث كان الصبي، فلما رأوا النجم فرحوا فرحاً عظيماً جدا" (متى/ 2/ 1 - 10)، فها نحن أولاء إزاء نجمٍ حجْمه ضِعْف حجم الأرض مراتٍ ومراتٍ ومراتٍ ... يتحرك من مكانه فى الفضاء ويهبط مقتربا منها إلى حيث البيت الذى كان فيه الطفل الرضيع مع أمه وخطيبها السابق يوسف النجار، وهذا هو المستحيل بعينه، ولا يمكن توجيهه على أى نحوٍ يخرج كاتبه من الورطة الغبية التى أوقعه سوء حظه العاثر فيها. إن النص لا يقول بأى حال إن النجم قد صدر منه مثلا شعاع اتجه إلى المكان المذكور، بل قال إن النجم نفسه هو الذى اقترب من البيت، كما أنه لم يقل إن جماعة المجوس وجدوا النجم يقترب أو بدا لهم أنه يقترب، بما قد يمكن أن نقول معه إنهم كانوا يُهَلْوِسُون، ومن ثم ننقذ كاتب الإنجيل من ورطته ولو على حساب جماعة المجوس المساكين، وأمْرنا إلى الله، بل كان الكلام واضحا قاطعا فى أن النجم هو الذى تحرك هابطًا حتى بات فوق المكان تماما!
وإلى القارئ شيئا من النصوص القرآنية التى تبين أن هناك مسارا سماويا دائما للشمس والقمر: "فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا" (أى بنظام وحساب دقيق: الأنعام/ 96)، "هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ (يونس/ 5)، "وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَار" (إبراهيم/ 33)، "وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى" (لقمان/ 29)، "لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَار" (يس/ 40)، "وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا" (أى فى السماوات السبع)، "إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ" (أى خُلِعَتْ من مسارها يوم القيامة، بما يعنى أنها لا تفارق هذا المسار قبل ذلك الحين: التكوير/1). وقد صادفتُ بحثا فى المشباك بعنوان " Orbits of Earth, Moon, & Sun: 18 RELEVANT VERSES REGARDING THE SUN’S & MOON’S: ORBIT, ROTATION AND LIFE " لكاتب وقَّع باسم " Frank" يستشهد بهذه الآيات وأمثالها على ما قلناه هنا، ويردّ من خلالها على من يتهمون القرآن بأن ثمة أخطاء علمية فى حديثه عن الشمس والقمر والأجرام السماوية. ثم إنه يؤكد أيضا أننا ما زلنا نقول حتى الآن إن "الشمس غربت فى البحر" كما جاء فى الآية التى يدور حولها هذا المقال: " we still use expressions such as the sun set into the sea, as is used in verse 18:86". وفى النهاية أحب أن أقول للقارئ إن هناك وجها آخر فى تفسير الآية الكريمة يجنِّبها كل هذا اللغط رأيت ابن حزم فى كتابه العبقرى العظيم: "الفِصَل فى الملل والنِّحَل" يقول به ويرفض كل ما سواه، وهو أن الذى كان فى "عينٍ حمئةٍ" ليس هو الشمس، بل ذو القرنين نفسه. والمعنى حينئذ هو أن الرجل قد أدركه المغرب (أو أدرك هو المغرب) وهو فى العين الحمئة. وتركيب الجملة يسمح بهذا بشىء غير قليل من الوجاهة، وإن لم يكن هو المعنى الذى يتبادر للذهن للوهلة الأولى. وشِبْه جملة "فى عين حمئة" فى هذه الحالة سيكون ظرفًا متعلقًا بفاعل "وجدها" وليس بالمفعول، أى أنه يصور حال ذى القرنين لا الشمس، وإن كان من المفسرين من يرفض هذا التوجيه كأبى حيان فى "البحر المحيط"، إذ يرى فيه لونا من التعسف. وسأضرب لهذا التركيب مثلا أَبْسَط يوضح ما أقول، فمثلا لو قلنا: "ضرب سعيدٌ رشادًا واقفا" لجاز أن يكون المعنى هو أن سعيدا ضرب رشادا، وسعيد واقف، أو أن يكون المعنى هو أن سعيدا ضرب رشادا، ورشاد واقف.
(يُتْبَعُ)
(/)
والسياق هو الذى يوضح ما يراد.
وأخيرًا أختم المقال بإيراد نص الرسالة التى بعث بها الأخ النصرانى المهجرى إلى العبد لله، والتى يصلنا منها الكثير منه ومن أمثاله لكننا نُغْضِى عنها عادة ولا نحب أن نشير إليها حتى لا يتحول الأمر إلى مسألة شخصية. وهذا هو النص المذكور:
Mr. Ibrahim Awad
Articles Writer
Online El Shaab Newspaper August 24,2005
Cairo, Egypt.
In your article titled, 'Sayed Qumni retires', in the 8/20/05 issue of the Online El Shaab Newspaper. Even though the article subject was a critical review of Mr. Qumni's response to a threat on his life, you could not help but inject your venomous hate to Christianity, Christians and the West at large. What concerns me here is that you made two, equally absurd, Claims.
First claim : Christianity needs Islam ,because it is the only religion that witness to the legitimacy of the lord Jesus Christ.
Second claim : Denying miracle occurrence, matters not to Islam, Muhammad or the Quran because of its absence in their make up. Unlike Christianity with it's theology that relies heavily on belief in miracles.
To address the first claim: Make no mistake, Christianity never admitted that Islam is a God inspired religion, nor Christians ever appealed to
Muslim's god 'Allah', his prophet Muhammad or the Quran to vouch for it's legitimacy.. It would be absolutely inappropriate for God, Jesus Christ, to ask a human to testify for Him. In the Gospel of John chapter 5, the lord Jesus Christ explained what would be acceptable as witness for Him. I chose 3 verses to quote. John 5:31 "If I bear witness to myself, my witness is not true." He goes on to say in 5:34 "But I receive not testimony from man, but these things I say that you may be saved." then He drives in the point in 5:36 " But I have greater witness than that of John (the Baptist). For the works which the Father has given me to finish. The same works that I do bears witness of Me that the Father has sent me."
You Are a writer and your works are articles and books. we know you as good or bad writer through your works, likewise a taxi driver, his works is to drive safely his customers, a teacher's work is to teach and so on..., God's work is to create. and all his works to us humans are supernatural.
No one else but Him can do it, we call it miracles.
The works that Jesus Christ did, Mr. Awad, bears witness to Him, and all His works can only be explained as the works of God. No sane person can deny that God's work s are miracles.
Responding to your second claim : By contrast you claim that denying miracles, matters not to Islam.
A close examination of this statement reveals fast that it is unfounded. on account that Hadith and Sunnah recite that Muhammad experienced a miracle at the start of his mission. Whereupon, while in a cave in the mountain an angel Gabriel appeared to him Then holding Muhammad three times and ordering him to read in the name of Allah, Sura 96:1-5. He Muhammad-an illiterate man-learned to read. Would not you say that was a miracle of substantial importance to the advent of Islam.
However the internal evidence within the Quran reveals that it was a lie....!, Because if Allah the creator had performed the miracle of causing Muhammad learned to read. It would have stayed with him for the rest of his life....! Alas a short while later when Muhammad had doubts about what Allah says to him. Allah in Sura Yunis 10:94 says If you Muhammad had doubts about what I said to you then ASk those who read the
(يُتْبَعُ)
(/)
Book before thee.. This clearly shows that if Allah had taught him how to read, then He would have told him in this Sura to read what is written in the Book. The truth always has a funny way of being shouted out loud from the roof top of buildings and it prevails.
Without miracles, how else can you explain the events of the Israa and Mi'raj ?
No discussion of the Quran miracles is complete without talking about what I call the 'MOTHER' of all miracles. Most miracles we know of are recitation of a single supernatural event that ceased to occur anymore and there are no ways to verify it. Not so,with the Mother of all miracles because it is an event that recurs once daily since the creation of earth and will keep going on strong until the hereafter. It is out there for every one to see and verify, should He/she will. If you are now anxious enough to know about it, read Sura El-Kahf 18:83-85. In response To the people curiosity about where does the sun go at night...? The all knowing Allah creator of the Earth and heavens provided the answer in the above said sura (18)
in which Allah instructed his macho man "'Zul Qurnain" to follow the sun, so he followed it until he saw it submerse in a hot murky spring.
The American philosopher Mark Twain said:" It is better to keep your mouth shut and appear stupid, than to open it and remove all doubts."
Little did Allah and his prophet Muhammad know neither about mark Twain, nor that the sun that appears to the human as big as a Basketball or a big round water melon, if you will, in the sky is actually the largest body in the solar system.
Consider these scientific facts before you embark on doing unwise thing.:
The sun's diameter is : 1,390,000 kilometers
The Earth's diameter is : 12,106 kilometers
That means that the sun is 115 times bigger than the earth.
downscale it to visualize it. The sun would be the size of a Basketball or a large round water melon, then the earth would be the size of one grapes and the hot murky spring, may be a dot, if can see it all, on the outer skin of this one grapes.
need I say anything more to show how hopelessly impossible the situation is and how pathetically ignorant Allah and Muhammad turned to be.
Tank you Mr. Awad, for giving me the challenge to respond to your unfounded allegations about Christianity and I pray that Lord Jesus Christ would break the shackles and locks that holds a steal veil of darkness upon Muslim people mind, so they would come out from 1400 years of ignorance to the light of knowing the one and only true God; the Father; His Word (Jesus Christ);and the Holy Ghost.
ـ[عبدالله حسن]ــــــــ[14 Sep 2005, 01:24 ص]ـ
جزاك الله كل خير على هذا المقال واسال الله ان يجعله في ميزان حسناتك
هل من رابط لمقالتك في سيد القمني؟
ـ[الجندى]ــــــــ[14 Sep 2005, 10:16 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا المقال القيم
ـ[الجندى]ــــــــ[14 Sep 2005, 10:46 ص]ـ
جزاك الله كل خير على هذا المقال واسال الله ان يجعله في ميزان حسناتك
هل من رابط لمقالتك في سيد القمني؟
تفضل أخى رابط المقال وهو على جزئين:
http://www.shbabmisr.com/XPage.asp?browser=view&newsID=1101
http://www.shbabmisr.com/XPage.asp?browser=view&newsID=1148
ـ[سليمان داود]ــــــــ[14 Sep 2005, 05:34 م]ـ
أولاً- مسألة نيابة حروف الجر مناب بعضها في لغة العرب والقرآن مسألة فيها نظر. وإن كان الكوفيون قد قالوا بذلك فإن البصريين قد منعوه، وتأولوه على تضمين معنى الفعل معنى فعل آخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وابن هشام الذي ذكر للحرف (في) عشرة معان في كتابه مغني اللبيب، فإنه في الكتاب نفسه وفي (الباب السادس: في التحذير من أمور اشتهرت بين المعربين، والصواب خلافها، وهي كثيرة، والذي يحضرني الآن منها عشرون موضعًا)
ومن هذه المواضع التي ذكرها الموضع:
الثالث عشر: قولهم: (ينوب بعض حروف الجر عن بعض). وهذا أيضًا مما يتداولونه، ويستدلون به .. وتصحيحه بإدخال (قد) على قولهم (ينوب)، وحينئذ فيتعذر استدلالهم به؛ إذ كل موضع ادعوا فيه ذلك، يقال لهم فيه: لا نسلم أن هذا مما وقعت فيه النيابة. ولو صح قولهم، لجاز أن يقال: مررت في زيد، ودخلت من عمرو، وكتبت إلى القلم، على أن البصريين، ومن تابعهم يرون في الأماكن، التي ادعيت فيها النيابة أن الحرف باق على معناه، وأن العامل ضمن معنى عامل يتعدى بذلك الحرف؛ لأن التجوُّز في الفعل أسهل منه في الحرف). (مغني اللبيب:1/ 861)
وسيبويه في كتابه لم يذكر لـ (في) غير معنى واحد وهو الظرفية والوعاء. وعلى هذا القول كثير من النحاة من أهل التحقيق.
يقول ابن جني في كتابه (اللمع في العربية:1/ 72):
(ومعنى في الوعاء والظرفية تقول: زيد في الدار، والمال في الكيس).
ويقول في كتاب (اللباب في علل البناء والإعراب:1/ 358):
(وأما في فحقيقتها الظرفية كقولك: المال في الكيس. وقد يتجوز بها في غيرها كقولك: فلان ينظر في العلم؛ لأن العلم ليس بظرف على الحقيقه. ولكن لما قيد نظره به وقصره عليه، صار العلم كالوعاء الجامع لما فيه .. وقد تكون بمعنى السبب كقوله صلى الله عليه وآله وسلم: في النفس المؤمنة مائة من الإبل. أي: تجب بقتلها الإبل. ووجه المجاز أن السبب يتضمن الحكم والحكم يلازمه فصار للحكم كالظرف الحافظ لما فيه).
ويقول الزمخشري في كتابه (المفصل في صنعة الإعراب:1/ 381):
(وفي معناها: الظرفية كقولك: زيد في أرضه، والركض في الميدان. ومنه: نظر في الكتاب، وسعى في الحاجة. وقولهم في قول الله عز وجل: {ولأصلبنكم في جذوع النخل}: إنها بمعنى (على) عمل على الظاهر، والحقيقة إنها على أصلها لتمكن المصلوب في الجذع تمكن الكائن في الظرف فيه)
ويقول ابن الأنباري في كتاب (أسرار العربية:1/ 236):
(وأما في فمعناها الظرفية كقولك: زيد في الدار. وقد يتسع فيها فيقال: زيد ينظر في العلم).
ثانيًا- قال أبو حيان في تفسيره (البحر المحيط:7/ 216):
(ومعنى {تغرب في عين حمئة}: أي: فيما ترى العين، لا أن ذلك حقيقة كما نشاهدها في الأرض الملساء .. كأنها تدخل في الأرض .. وزعم بعض البغداديين أن في بمعنى عند. أي: تغرب عند عين).
لاحظ قوله: كأنها تدخل في الأرض .. وقوله: زعم بعض البغداديين .. وزعم- عندهم- مطية الكذب. وهذا يعني: أن (في) في الآية معناها الظرفية وكذلك هي فيما نقله الدكتور إبراهيم عوض من قول البيضاوي.
ولو كانت (في) في الآية بمعنى (عند) لما حسن أن يأتي بعدها (عند): {وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا} فقولهم: وجدها تغرب عند عين حمئة ووجد عندها قومًا غير مستساغ ..
ثالثًا- كل ما ذكره الدكتور عوض من آيات فإن (في) فيها بمعنى الظرفية والوعاء وهو معنى لا يفارقها أينما وجدت.
ولهذا أرجو من الدكتور عوض- مع احترامي له وتقديري لأهمية ما يكتب- أن يراجع معلوماته في النحو، وأن يراجع معنى (في) فيما استشهد به من آيات في كتب التفسير، فسيجد أن معنى (في) هو الظرفية الحقيقية، أو المجازية، وسيعلم حينئذ أن كل ما ذكره في ذلك من معان غير صحيح. وحينئذ يكون رده على أولئك المتطفلين أنجع .. والله الهادي إلى الصواب.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[26 Sep 2005, 02:38 م]ـ
الدكتور الفاضل إبراهيم عوض
أرسلت لكم رسالة على الخاص فهل وصلتكم؟(/)
مقدمة معالم التفسير عند السعدي
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[13 Sep 2005, 03:03 م]ـ
مقدمة معالم التفسير عند السعدي (1)
د. محمد عمر دولة
الحمد لله الذي (علّم القرآن خلق الإنسان علّمه البيان)، والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، إنّ أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
وبعد، فإنّ تفسير الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله -الموسوم بـ (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنّان) مدعاةٌ للفخر، ورائعةٌ من روائع هذا العصر؛ وذلك مما يزيد من ثقة هذه الأمّة بعلمائها، ويقينها بأنّ الخير فيها دائمٌ إلى يوم القيامة.
ولا ريب أنّ القارئ المتأمّل لهذا التفسير يجد فيه من الفائدة والانتفاع ما لم يكن يخطر له على بال؛ مما نبيِّن بعض معالمه فيما يلي:
الأول: أنّ هذا التفسير قد جاء موافقاً لروح العصر: في صِغَر حجمه، وخفّة حمله، وقلّة صفحاته؛ بحيث لم تبلغ ألفاً.
الثاني: أنّ (التيسير) قد أبدى من روعة التفسير والبيان ما أوحى بهذا العنوان: (روائحُ الوردِ المنبعثةُ من روائعِ السَّعْدي).
الثالث: أنّ هذا التفسير قد رُزِق حظّاً من اسمه؛ فكان ميسَّراً في عبارته سهلاً في معانيه. وقد شهد بذلك تلميذه العلامة العثيمين - رحمه الله - تعالى -[1].
الرابع: أنّ الشيخ عبد الرحمن السعدي قد اعتنى في كتابه بقضايا العقيدة الإسلامية على منهج السلف الصالح؛ فاهتم بإثبات الصفات [ص 49، 64، 94، 109، 132]، والأسماء الحسنى [ص 110]، وقضايا الإيمان مثل: دخول العمل في مسمى الإيمان [ص 71]، وعدم تخليد الموحّدين في النار [ص 46، 117]، وأنّ العبد قد يكون فيه خصلةُ كفرٍ وخصلةُ إيمان [ص 156]، وأدلّة التوحيد النقلية والعقلية [ص 125]، وخلق الجنة والنار [ص 46]، والرد على القدرية [ص 44]، وذكر صفات الأنبياء [ص 109، 110، 112]، والأدلّة على صحة النبوّات [ص 138].
الخامس: أنّ هذا التفسير قد عمل على ترسيخ الإيمان بالقدر، وبيان ثمراته كالتوكُّل على الله، والتسليم بحكمة الله - تعالى - في ذلك:
ـ فمن ذلك قوله في تفسير: (إنْ ينصرْكم الله فلا غالب لكم وإنْ يخذلْكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فلْيتوكّل المؤمنون) [آل عمران: 160]:"أي إنْ يُمددْكم الله بنصره ومعونته؛ (فلا غالب لكم)؛ فلو اجتمع عليكم مَن في أقطارها، وما عندهم من العَدَد والعُدَد؛ لأنّ الله لا مُغالبَ له، وقد قهر العبادَ وأخذ بنواصيهم؛ فلا تتحرّك دابّةٌ إلا بإذنه، ولا تسكن إلا بإذنه (وإنْ يخذلْكم) ويَكِلْكم إلى أنفسكم (فمن ذا الذي ينصركم من بعده)؛ فلا بُدّ أن تنخذلوا ولو أعانكم جميعُ الخلق؛ وفي ضمن ذلك الأمرُ بالاستنصار بالله، والاعتمادِ عليه، والبراءةِ من الحول والقوة؛ ولهذا قال: (وعلى الله فلْيتوكّل المؤمنون) ... ففي هذه الآية الأمرُ بالتوكّل على الله وحده، وأنه بِحَسَب إيمانِ العبد يكون توكّلُه" [ص 154 - 155].
ـ وكذلك قوله في تفسير: (أَوَ لما أصابتكم مصيبةٌ قد أصبتم مثليها قلتم أنَّى هذا قلْ هو من عند أنفسكم إنّ الله على كل شيء قدير) [آل عمران: 165]:"هذا تسليةٌ من الله - تعالى - لعباده المؤمنين، حين أصابهم ما أصابهم يوم أُحُد، وقُتِل منهم نحو سبعين ... (قلتم أنَّى هذا) أي من أين أصابنا ما أصابنا وهُزِمْنا؟ (قلْ هو من عند أنفسكم) حين تنازعتم وعصيتم من بعد ما أراكم ما تُحِبّون؛ فعودوا على أنفسكم باللّوم، واحذروا من الأسباب المُرْدية (إنّ الله على كل شيء قدير)؛ فإيّاكم وسوءَ الظنّ بالله؛ فإنّه قادرٌ على نصركم، ولكنْ له أتمّ الحكمة في ابتلائكم ومصيبتكم؛ (ذلك ولو يشاء الله لانتصر منكم ولكن ليبلو بعضكم بعض) " [ص 156].
السادس: أنّ الشيخ قد وُفِّق في إحكام التعريفات والتقاسيم؛ مما يؤكّد مَلَكَته المنطقية، ومعرفته التربوية:
ـ فقد عرّف (الحكمة) بأنها:"وضع الشيء في موضعه اللائق به" [ص 49]، و"هي العلم النافع والعمل الصالح ومعرفة أسرار الشرائع ... فكمال العبد متوقِّفٌ على الحكمة؛ إذ كماله بتكميل قوّتيه العِلْميّة والعَمَليّة ... وبذلك يتمكن من الإصابة بالقول والعمل وتنزيل الأمور منازلها في نفسه وفي غيره؛ وبدون ذلك لا يُمكنه ذلك" [ص 115].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ وأما التقسيم المنطقي الذي يستفيد منه طالب العلم في الحفظ والفهم فحَدِّثْ ولا حرج؛ فقد ذكر (التربية العامة والخاصة) [ص 39]، و (هداية البيان والتوفيق) [ص 40]، و (مرض الشهوات والشبهات) [ص 42] , وبيّن أنّ (الفسق نوعان) [ص 47]، و (توبة الله على العبد نوعان) [ص 50]، و (إذن الله نوعان: قدريّ وشرعيّ) [ص 61]، و (الإحسان نوعان) [ص 148 - 149]، و (له ضدّان) [ص 57 - 178]، و (القنوت نوعان) [ص 64]، و (الحفظ نوعان) [ص 71]، و (المعيّة عامةٌ وخاصّةٌ)، و (الناس عند المصائب قسمان) [ص 76]، و (البدعة نوعان) [ص 77 - 88]، و (الدعاء نوعان والقرب نوعان) [ص 87]، و (الرزق دنيويٌّ وأُخرويٌّ) [ص 95]، و (الظلم ثلاثة أقسام) [ص 102]، و (معاملة الناس فيما بينهم على درجتين) [ص 105]، و (النفقة يعرض لها آفتان) [ص 114]، و (الخسران منه ما هو كفرٌ ومنه ما هو دون ذلك) [ص 48].
السابع: أنّ الشيخ قد اهتمّ بتربية النفوس وتزكية الأرواح؛ لعلمه بأنّ وظيفة الدعاة هداية الناس إلى الخير، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر. وقد سجّل الشيخ - رحمه الله -مواعظَ بليغةً توجل منها قلوب الصالحين، وتذرف منها العيون؛ مما يدلّ على صلاحه، ورسوخ علمه:
ـ كما في قوله في تفسير (كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكّيكم) [البقرة: 151]:"أي: يطهّر أخلاقكم ونفوسكم, بتربيتها على الأخلاق الجميلة, وتنزيهها عن الأخلاق الرذيلة, وذلك كتزكيتهم من الشرك إلى التوحيد, ومن الرياء إلى الإخلاص, ومن الكذب إلى الصدق, ومن الخيانة إلى الأمانة, ومن الكِبْر إلى التواضع, ومن سوء الخلق إلى حسن الخلق, ومن التباغض والتهاجر والتقاطع إلى التحابّ والتواصل والتوادد, وغير ذلك من أنواع التزكية" [ص 74].
ـ وكما في قوله في تفسير (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة) [البقرة: 153]:"فالصبرُ هو: حبسُ النفسِ وكفُّها على ما تكره، فهو ثلاثة أقسام: صبرُها على طاعةِ الله حتى تؤدِّيَها، وعن معصيةِ الله حتى تتركَها، وعلى أقدارِ الله المؤلمة فلا تتسخّطها" [ص 75].
ـ ومثل قوله في تفسير (ولا يكلّمهم الله يوم القيامة) [البقرة 174]:"بل قد سخط عليهم، وأعرض عنهم؛ فهذا أعظم عليهم من عذاب النار! " [ص 82].
ـ وكذلك تعبيره عند قول الله - تعالى -: (ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله وتثبيتاً من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابلٌ فآتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابلٌ فطل) [البقرة: 265] بقوله:"فيالله لو قُدِّر وجودُ بستانٍ في هذه الدار بهذه الصفة؛ لأسرعتْ إليه الهِمَم، وتزاحم عليه كلّ أحدٍ، ولحصل الاقتتال عنده، مع انقضاء هذه الدار وفنائها، وكثرة آفاتها وشدّة نَصَبها وعنائها؛ وهذا الثواب الذي ذكره الله كأنّ المؤمن ينظر إليه بعين بصيرة الإيمان، دائمٌ مستمرٌّ فيه أنواع المسرّات والفرحات؛ ومع ذلك تجد النفوسَ عنه راقدة، والعزائم عن طلبه خامدة! أتُرى ذلك زهداً في الآخرة ونعيمها؟ أم ضعف إيمان بوعد الله ورجاء ثوابه؟! وإلا فلو تيقّن العبد ذلك حقَّ اليقين، وباشر الإيمان به بشاشة قلبه؛ لانبعثتْ من قلبه مُزعِجات الشوق إليه، وتوجّهتْ هِمَم عزائمه إليه، وطوّعتْ نفسه له بكثرة النفقات؛ رجاء المثوبات! " [ص 114].
الثامن: أنّ الشيخ قد اهتم بشأن الموعظة البليغة، والذكرى النافعة؛ حتى يستفيد منها المسلمون في هذا العصر الذي طغتْ فيه المادّة، وقستْ فيه القلوب، وكثرت فيه المعاصي والخَبائث:
ـ فقد قال رحمه الله:"قوله - تعالى - (صُمٌّ) أي: عن سماع الخير, (بُكْمٌ) أي: عن النطق به, (عُمْيٌ) عن رؤية الحق, (فهم لا يرجعون)؛ لأنهم تركوا الحق بعد أن عرفوه, فلا يرجعون إليه" [ص 44].
ـ وقال عند قول الله - تعالى -: (ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون) [البقرة: 42]:"من لَبَس الحق بالباطل؛ فلم يميِّز هذا من هذا، مع علمه بذلك، وكتم الحق الذي يعلمه وأُمِر بإظهاره؛ فهو من دُعاة جهنّم لأنّ الناس لا يقتدون في أمر دينهم بغير علمائهم؛ فاختاروا لأنفسكم إحدى الحالتين! " [ص 51].
ـ وقال عند قول الله - تعالى -: (ألم تعلم أنّ الله له ملك السموات والأرض):"فالعبدُ مُدَبَّرٌ مسخَّرٌ تحت أوامر ربّه الدينيّة والقدريّة؛ فما له والاعتراض؟! " [ص 62].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ وقال في تفسير (إني جاعلك للناس إماماً):"أي: يقتدون بك في الهدى, ويمشون خلفك إلى سعادتهم الأبدية, ويحصل لك الثناء الدائم والأجر الجزيل, والتعظيم من كل أحد. وهذه ـ لَعَمْر الله ـ أعظم درجة تنافس فيها المتنافسون, وأعلى مقام شمَّر إليه العاملون, وأكمل حالة حصّلها أولو العزم من المرسلين" [ص 65].
التاسع: أنّ الشيخ قد أُوتي من جمال الأسلوب وحلاوة اللغة ما يُوجب الحُبَّ، ويأخذ اللُّبَّ، ويسحر القلب؛ فجمع ـ لله درُّه ـ بين كمال المبنى وجلال المعنى: متمثِّلاً ما شرح به قول الله - تعالى -: (وإنّ فريقاً منهم ليكتمون الحقَّ وهم يعلمون) [البقرة: 146]:"فالعالم عليه إظهارُ الحقِّ وتبيينُه وتزيينُه، بكلِّ ما يقدِر عليه من عبارةٍ وبُرهانٍ ومثالٍ, وغير ذلك" [ص 72].
ـ فمن أمثلة ذلك قولُه - رحمه الله -في الذي استوقد ناراً:"فبينما هو كذلك إذ ذهب الله بنوره, فذهب عنه النور وذهب معه السرور, وبقي في الظلمة العظيمة والنار المحرقة, فذهب ما فيها من الإشراق, وبقي ما فيها من الإحراق, فبقي في ظلمات متعددة: ظلمة الليل, وظلمة السحاب, وظلمة المطر, والظلمة الحاصلة بعد النور, فكيف يكون حال هذا الموصوف؟ فكذلك هؤلاء المنافقون" [ص 44].
ـ ومنه قوله:"فيكون بذلك من الصالحين الذين يصلحون لمجاورة الرحمن في جنته" [ص 46].
ـ وكذلك قوله في تفسير: (فأينما تُوَلُّوا فثَمَّ وجه الله) [البقرة: 115]:"فيه إثباتُ الوجهِ لله - تعالى - على الوجه اللائق به - تعالى -، وأنّ لله وجهاً لا تُشبهه الوجوه" [ص 63 - 64].
ـ وقوله في تفسير (والسّحاب المسخَّر) [البقرة: 164]:"فيُنزله رحمةً ولُطفاً, ويصرفه عِنايةً وعطفاً, فما أعظمَ سلطانَه! وأغزرَ إحسانه! وألطفَ امتنانَه! " [ص 79].
ـ وقوله في تفسير (وإذا قيل لهم اتّبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتّبع ما ألفينا عليه آباءنا) [البقرة: 170]:"فاكتفَوْا بتقليد الآباء, وزَهِدوا في الإيمان بالأنبياء! " [ص 81].
ـ وكذلك الحال فيما ينقله عن غيره بنقدٍ وذوقٍ؛ كقوله عليه رحمة الله في تفسير آل عمران (إنّ أوّل بيتٍ وُضع للناس لَلذي ببكّة مبارَكاً وهدىً للعالمين):"وقد رأيتُ لابن القيّم هاهنا كلاماً حسناً أحببتُ إيراده؛ لشدّة الحاجة إليه ... "فذكر مقالةً طويلةً في نحو صفحتين، جاء في آخرها"ولو لم يكن له شرفٌ إلا إضافته إياه إلى نفسه بقوله: (وطهِّرْ بيتي)؛ لكفى بهذه الإضافة فضلا وشرفاً، وهذه الإضافة هي التي أقبلت بقلوب العالمين إليه، وسلبت نفوسهم حباًّ له وشوقاً إلى رؤيته؛ فهذه المثابة للمحبِّين يثوبون إليه ولا يقضون منه وطراً أبداً! كلما ازدادوا له زيارةً ازدادوا له حبّاً وإليه اشتياقاً! فلا الوصال يشفيهم، ولا البعاد يسليهم. كما قيل:
أطوف به والنفس بعدُ مشوقةٌ ... إليهِ وهل بعد الطوافِ تدانِ؟!
وألثم منه الركن أطلب برد ما ... بقلبيَ من شوقٍ ومن هَيَمانِ!
فواللهِِ ما أزدادُ إلا صَبابةً ... ولا القلبُ إلا كثرة الخَفَقانِ! "
حتى ذكر اثني عشر بيتاً من عُيون الشعر! [ص 140 - 141].
العاشر: أنّ التيسير قد تضمّن روح الشفقة على الخلق، والعطف على الفقراء، ومحبّة المساكين؛ وهذا يبيّن لنا مقدار الوعي بضرورة الإصلاح الاجتماعي عند السعدي - رحمه الله - تعالى -:
ـ واسمعه حين يقول عند قول الله - تعالى -: (وآتى المال على حبّه ذوي القربى واليتامى والمساكين) [البقرة: 177]:"ومن اليتامى الذين لا كاسب لهم، وليس لهم قوةٌ يستغنون بها؛ وهذا من رحمته - تعالى - بالعباد؛ الدالة على أنه - تعالى - أرحم بعباده من الوالد بولده، فالله قد أوصى العباد، وفرض عليهم في أموالهم الإحسان إلى من فُقِد آباؤهم؛ ليصيروا كمن لم يفقد والديه، (والمساكين) وهم الذين أسكنتهم الحاجة، وأذلّهم الفقر؛ فلهم حقٌّ على الأغنياء بما يدفع مَسْكَنَتهم، أو يخفّفها؛ بما يقدرون عليه وبما يتيسّر، (وابن السبيل) وهو الغريب المنقطع به في غير بلده؛ فحثّ الله عباده على إعطائه من المال ما يُعينه على سفره؛ لكونه مَظِنّة الحاجة، وكثرة المصارف؛ فعلى من أنعم الله عليه بوطنه وراحته وخوّله من نعمته، أن يرحم أخاه الغريب الذي بهذه الصفة على حَسَب استطاعته، ولو بتزويده أو إعطائه آلةً لسفره، أو دفع ما ينوبه من المظالم أو غيرها" [ص 83].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ وقال في تفسير (والصابرين في البأساء) [البقرة: 177]:"أي الفقر؛ لأنّ الفقير يحتاج إلى الصبر من وُجوهٍ كثيرةٍ: لكونه يحصل له من الآلام القلبيّة والبدنيّة المستمرّة ما لا يحصل لغيره؛ فإنْ تَنَعّم الأغنياء بما لا يقدر عليه تألّم، وإنْ جاع أو جاعتْ عيالُه تألّم، وإنْ أكل طعاماً غيرَ مُوافقٍ لهواه تألّم، وإنْ عري أو كاد تألّم، وإنْ نظر إلى ما بين يديه وما يتوهّمه من المستقبل الذي يستعدّ له تألّم، وإنْ أصابه البردُ الذي لا يقدر على دفْعه تألّم. فكل هذه ونحوها مصائبُ يُؤمَر بالصبر عليها، والاحتساب ورجاء الثواب عليها من الله" [ص 83].
ـ وقال - رحمه الله - في تفسير (وأحسنوا إنّ الله يُحبّ المُحْسنين) [البقرة 195]:"يدخل فيه الإحسان بالجاه بالشفاعات ونحو ذلك، ويدخل في ذلك الإحسان بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعليم العلم النافع، ويدخل في ذلك قضاء حوائج الناس: من تفريج كرباتهم، وإزالة شدّاتهم، وعيادة مرضاهم، وتشييع جنائزهم، وإرشاد ضالّهم، وإعانة من يعمل عملاً، والعمل لمن لا يُحْسن العمل، ونحو ذلك مما هو من الإحسان الذي أمر الله به، ويدخل في الإحسان أيضاً الإحسان في عبادة الله" [ص 90].
ـ وقال في تفسير (زُيِّن للناس حبُّ الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسوَّمة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حُسْن المآب) [آل عمران: 14]:"في هذا تسليةٌ للفقراء الذين لا قدرة لهم على هذه الشهوات التي يقدر عليها الأغنياء، وتحذيرٌ للمُغْترّين بها، وتزهيدٌ لأهل العقول النيِّرة بها" [ص 124].
الحادي عشر: أنّ الشيخ السعديَّ قد اعتنى بتفسير القرآن بالقرآن؛ حتى إنه ليذكّر طالب العلم بطريقة ابن كثير - رحمه الله -؛ وذلك ما يجعل التفسير أقرب ما يكون إلى تفسير السلف الصالح رضوان الله عليهم:
ـ فمن أمثلة ذلك قول السعدي في تفسير الفاتحة:"هذا (الصراط المستقيم) هو: (صراط الذين أنعمت عليهم) من النبيِّين والصّدّيقين والشهداء والصّالحين" [ص 39].
ـ وفي البقرة:"وفي قوله عن المنافقين: (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً) بيانٌ لحكمته - تعالى - في تقدير المعاصي على العاصين؛ وأنه بسبب ذنوبهم السابقة, يبتليهم بالمعاصي اللاحقة الموجبة لعقوباتها، كما قال: (ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة)، وقال - تعالى -: (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم)، وقال - تعالى -: (وأما الذين في قلوبهم مرضٌ فزادتهم رجساً إلى رجسهم)؛ فعقوبة المعصية المعصيةُ بعدها, كما أنّ من ثواب الحسنة الحسنة بعدها, قال - تعالى -: (ويزيد الذين اهتدوا هدى) " [ص 42].
ـ وكذلك قول السعدي في آية التحدّي (وإن كنتم في ريبٍ مما نزّلنا على عبدنا) [البقرة: 23]:"في وصف الرسول بالعبودية في هذا المقام العظيم, دلالةٌ على أنّ أعظم أوصافه - صلى الله عليه وسلم -, قيامه بالعبودية التي لا يلحقه فيها أحدٌ من الأولين والآخرين. كما وصفه بالعبودية في مقام الإسراء, فقال: (سبحان الذي أسرى بعبده)، وفي مقام الإنزال, فقال: (تبارك الذي نزَّل الفرقان على عبده) " [ص 46].
ـ وكذلك قوله:"وإذا كان لا أظلم ممن منع مساجد الله أن يُذكَر فيها اسمه؛ فلا أعظم إيماناً ممن سعى في عمارة المساجد بالعمارة الحسية والمعنوية، كما قال - تعالى -: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر). بل قد أمر الله برفع بيوته وتعظيمها وتكريمها، فقال - تعالى -: (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه) " [ص 63].
ـ وكذلك قوله:" (وقال الذين لا يعلمون لولا يكلّمنا الله أو تأتينا آية) يعنون آيات الاقتراح التي يقترحونها بعقولهم الفاسدة وآرائهم الكاسدة، التي تجرؤوا بها على الخالق، واستكبرا على رسله كقولهم: (لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرةً)، (يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتاباً من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك) الآية، وقالوا: (لولا أنزل معه ملك فيكون معه نذيراً أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة) الآيات، وقوله: (وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً) الآيات، فهذا دأبهم مع رسلهم, يطلبون آيات التعنت, لا آيات الاسترشاد" [ص 64].
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني عشر: أنّ هذا التفسير المبارك قد اهتم بذكر أساليب القرآن وطرائقه؛ مما يدلّ على مَلَكةٍ عاليةٍ من التدبُّر؛ فهو يذكر الأشباه والنظائر:
ـ كما في قوله:"كثيراً ما يجمع الله - تعالى - بين الصلاة والزكاة في القرآن؛ لأنّ الصلاة متضمِّنةٌ للإخلاص للمعبود, والزكاة والنفقة متضمِّنةٌ للإحسان على عبيده, فعنوان سعادة العبد إخلاصه للمعبود, وسعيه في نفع الخلق, كما أنّ عنوان شقاوة العبد عدم هذين الأمرين منه فلا إخلاص ولا إحسان" [ص 41].
ـ وقوله - رحمه الله -:"وكثيراً ما يقرن بين خلقه للخلق وإثبات علمه كما في هذه الآية، وكما في قوله - تعالى -: (ألا يعلم مَنْ خلق وهو اللطيف الخبير)؛ لأنّ خلقه للمخلوقات أدلّ دليل على علمه وحكمته وقدرته" [ص 48].
ـ وقوله - رحمه الله - في تفسير (فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كفروا وكذّبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) [البقرة 38 - 39]:"في هذه الآيات وما أشبهها انقسام الخلق من الجنّ والإنس إلى أهل السعادة وأهل الشقاوة وفيها صفات الفريقين والأعمال الموجبة لذلك، وأنّ الجنّ كالإنس في الثواب والعقاب" [ص 50].
ـ وبيانه في تفسير (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين) [البقرة: 43] أنّ في ذلك جمعاً"بين الأعمال الظاهرة والباطنة، وبين الإخلاص للمعبود والإحسان إلى عبيده، وبين العبادات القلبية والبدنية والمالية" [ص 51].
ـ كما أشار إلى"طريقة القرآن في ذكر العلم والقدرة عَقِبَ الآيات المتضمّنة للأعمال التي يُجازى عليها" [ص 69].
ـوأما عِنايته بطريقة القرآن في إزالة الأوهام من الأذهان؛ فحدِّثْ ولا حرج: فإنّ السعديَّ لا يكاد يغادر موضعاً من هذا القبيل إلا نصّ عليه [كما تراه في ص 54، 71، 73، 86، 89، 138، 155، 165].
الثالث عشر: أنّ السعديَّ - رحمه الله -قد سجّل في تفسيره تجاربَ نافعةً من آداب السلوك، وزهراتٍ يانعةً من فقه الدعوة:
ـ كما في قوله:"فإنّ النفوس مجبولةٌ على عدم الانقياد لمن يخالف قولُه فعلَه؛ فاقتداؤهم بالأفعال أبلغ من اقتدائهم بالأقوال المجرَّدة" [ص 51].
ـ وكذلك قوله:"هكذا كلُّ مُبْطلٍ يحتج بآيةٍ أو حديثٍ صحيحٍ على قوله الباطلٍ؛ فلا بدّ أن يكون فيما احتَجّ به حجة عليه" [ص 57].
ـ ومنه قوله في تفسير (ولئن أتيتَ الذين أُوتوا الكتابَ بكلّ آيةٍ ما تبعوا قِبلتَك) [البقرة: 145]:"فالآياتُ إنما تنفع وتفيد مَن يتطلّب الحقَّ وهو مُشْتَبِهٌ عليه, فتوضح له الآيات البيّنات, وأما من جزم بعدم اتباع الحق فلا حيلة فيه" [ص 72].
الرابع عشر: أنّ المصنّف - رحمه الله -قد اعتنى بالمسائل الاجتماعيّة ومعرفة العوائد والسنن:
ـ كما في قوله:"من العوائد القدرية والحكمة الإلهية أنّ مَن ترك ما ينفعه وأمكنه الانتفاع به فلم ينتفعْ؛ ابتُلي بالاشتغال بما يضرّه! " [ص 60].
ـ وكما قال في تفسير (إذْ قالوا لنبيٍّ لهم ابعثْ لنا ملِكاً نُقاتلْ في سبيل الله) [البقرة: 246]:"لعلّهم في ذلك الوقت ليس لهم رئيسٌ يجمعهم؛ كما جرتْ عادة القبائل أصحاب البيوت، كل بيتٍ لا يرضى أن يكون من البيت الآخر رئيسٌ؛ فالتمسوا من نبيّهم تعيين ملكٍ يُرضي الطرفين، ويكون تعيينه خاصّاً لعوائدهم، وكانت أنبياء بني إسرائيل تسوسهم كلما مات نبيٌّ خلفه نبيٌّ آخر" [ص 107].
ـ وكما قال في تفسير (ليقطع طرفاً من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين) [آل عمران: 127]:"يُخْبر - تعالى - أنّ نصره عبادَه المؤمنين لأحد أمرين: إمّا أن يقطع طرفاً من الذين كفروا: أي جانباً منهم وركناً من أركانهم: إما بقتلٍ، أو أسْرٍ، أو استيلاءٍ على بلدٍ، أو غنيمة مالٍ؛ فيقوى بذلك المؤمنون ويذلّ الكافرون ... الأمر الثاني: أن يريد الكفار بقوّتهم وكثرتهم طمعاً في المسلمين ويُمنّوا أنفسهم ذلك ... فينصر الله المؤمنين عليهم ويردّهم خائبين لم ينالوا مقصودهم، بل يرجعون بخسارةٍ وغمٍّ وحسرةٍ؛ وإذا تأمّلتَ الواقع رأيتَ نصرَ الله لعباده المؤمنين دائراً بين هذين الأمرين، غيرَ خارجٍ عنهما: إما نصرٌ عليهم، أو خذلٌ لهم" [ص 146].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ وكما قال في تفسير (هم للكفر يومئذٍ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم) [آل عمران: 167]:"هذه خاصّة المنافقين؛ يُظهرون بكلامهم وفِعالهم ما يُبطنون ضدّه في قلوبهم وسرائرهم" [ص 156].
الخامسَ عشر: أنّ الشيخ السعدي كان عارفاً بواقعه، وما يكيده أعداء الإسلام لهذا الدّين:
ـ كما تراه في تفسير قول الله - تعالى -: (ولا يزالون يُقاتلونكم حتى يردُّوكم عن دينكم إن استطاعوا):"هذا الوصفُ عامٌّ لكلّ الكفار: لا يزالون يُقاتلون غيرهم؛ حتى يردّوهم عن دينهم، وخصوصاً أهل الكتاب من اليهود والنصارى، الذين بذلوا الجمعيّات، ونشروا الدعاة، وبثُّوا الأطبّاء، وبنوا المدارس؛ لجذب الأمم إلى دينهم، وتدخيلهم عليهم كل ما يُمْكنهم من الشُّبَه التي تُشكِّكهم في دينهم" [ص 97].
ــــــــــــــــــــــــ
[1] انظر مقدمة (تيسير الكريم الرحمن) [ص 11]، تحقيق عبد الرحمن بن معلا اللويحق، مؤسسة الرسالة، ط1، 1421هـ.
-----------------------------
-----------------------------
مقدمة معالم التفسير عند السعدي (2)
د. محمد عمر دولة
السادسَ عشر: أنّ هذا الشيخ الصالح قد بثّ في تفسيره روح الجهاد، ونصر فيه عقيدة الولاء للمسلمين والبراء من المشركين:
ـ فما أحسنَ قولَه في تفسير (ولا تقولوا لمن يُقتَل في سبيل الله أمواتٌ بل أحياءٌ ولكن لا تشعرون) [البقرة: 154]:"في هذه الآية أعظمُ حَثٍّ على الجهاد في سبيل الله وملازمةِ الصّبرِ عليه؛ فلو شعر العبادُ بما للمقاتلين في سبيل الله من الثواب لم يتخلّفْ عنه أحدٌ! ولكنّ عدمَ العلمِ اليقيني التامِّ هو الذي فتٍٍّّر العزائم، وزاد نومَ النائم، وأفاتَ الأجورَ العظيمة والغنائم؛ لِمَ لا يكون كذلك والله - تعالى - قد (اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون)؟! فواللهِ لو كان للإنسانِ ألفُ نفسٍ تذهب نفساً نفساً في سبيل الله, لم يكن عظيماً في جانب هذا الأجر العظيم؛ ولهذا لا يتمنى الشهداء بعد ما عاينوا من ثوابَ الله وحُسْنَ جزائه إلا أن يُرَدّوا إلى الدنيا حتى يقتلوا في سبيله مرةً بعد مرةً! " [ص 75].
ـ وكما في قوله في تفسير (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم) [البقرة: 216]:"وذلك مثل القعود عن الجهاد لطلب الراحة؛ فإنه شرٌّ؛ لأنه يعقب الخذلان وتسلّط الأعداء على الإسلام وأهله، وحصول الذلّ والهوان، وفوات الأجر العظيم، وحصول العقاب" [ص 97].
ـ وكما في قوله في تفسير (قد كان لكم آيةٌ في فئتين التقتا فئةٌ تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة) [آل عمران 13]:"فنصر الله المؤمنين وأيّدهم بنصره؛ فهزموهم ... وما ذاك إلا لأنّ الله ناصرٌ من نصره، وخاذلٌ من كفر به؛ ففي هذا عِبْرةٌ لأولي الأبصار: أي أصحاب البصائر النافذة والعقول الكاملة على أنّ الطائفة المنصورة معها الحقُّ والأخرى مُبْطِلةٌ، وإلا فلو نظر الناظر إلى مجرّد الأسباب الظاهرة والعَدد والعُدد؛ لجزم بأنّ غَلَبَة هذه الفئة القليلة لتلك الفئة الكثيرة من أنواع المحالات، ولكنْ وراء هذا السببِ المشاهدِ بالأبصار سببٌ أعظمُ منه لا يُدركه إلا أهلُ البصائر والإيمان بالله والتوكّلِ على الله والثقةِ بكفايته: وهو نصرُه وإعزازُه لعباده المؤمنين على أعدائه الكافرين" [ص 123].
ـ وما أحسنَ إشارتَه البديعة في تفسير (لتبلونّ في أموالكم وأنفسكم ولتسمعنّ من الذين أُوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإنّ ذلك من عزم الأمور) [آل عمران: 186]:"أي إن تصبروا على ما نالكم في أموالكم وأنفسكم من الابتلاء والامتحان وعلى أذيّة الظالمين، وتتقوا الله في ذلك الصبر؛ بأن تنووا به وجه الله والتقرّب إليه، ولم تتعدّوا في صبركم الحدَّ الشرعيَّ من الصّبر في موضعٍ لا يحلّ لكم فيه الاحتمالُ، بل وظيفتُكم فيه الانتقامُ من أعداء الله! " [ص 160].
السابعَ عشر: أنّ هذا التفسير قد تضمّن لفتاتٍ بارعةً وإشاراتٍ مُسْتَلهَمَةً من وحي السياق القرآني:
ـ مثل قول السعدي - رحمه الله -عند قول الله - تعالى -: (بل أكثرهم لا يؤمنون):"ولو صدق إيمانهم؛ لكانوا مثل من قال الله فيهم: (من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه) " [ص 60].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ وكذلك قوله في تفسير (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يُذكر فيها اسمه وسعى في خرابها):"الحسّي والمعنوي؛ فالخراب الحسّي: هدمُها وتخريبُها وتقذيرُها، والخراب المعنوي: منعُ الذاكرين لاسم الله فيها! " [ص 63].
ـ وكذلك قوله في تفسير: (قولوا آمنّا بالله):"وفي قوله: (قولوا) إشارةٌ للإعلان بالعقيدة, والصدع بها، والدعوة لها؛ إذ هي أصل الدين وأساسه. وفي قوله: (آمنَّا) ونحوه مما فيه صدور الفعل منسوباً إلى جميع الأمة إشارةٌ إلى أنه يجب على الأمة الاعتصام بحبل الله جميعاً والحث على الائتلاف؛ حتى يكون داعيهم واحداً, وعملهم متحداً" [ص 67].
الثامنَ عشر: أنّ الشيخ السعدي قد أبان ملَكةً عظيمةً من دقة الاستنباط وروعة الاحتجاج؛ بما يذكِّر طالبَ العلم بتفنُّن البخاري في تراجم جامعه الصحيح:
ـ فقد قال - رحمه الله -في قول الله - تعالى -: (فإن طلّقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنّا أن يُقيما حدود الله):"في هذا دلالةٌ على أنّه ينبغي للإنسان إذا أراد أن يدخل في أمرٍ من الأمور خصوصاً الولايات الصغار والكبار؛ أن ينظر في نفسه؛ فإن رأى من نفسه قوّةً على ذلك، ووثق بها؛ أقدم، وإلا أحجم" [ص 103].
ـ واستنبط - رحمه الله -من قول الله - تعالى -: (قولوا آمنَّا) أنّ في ذلك"إشارة للإعلان بالعقيدة, والصدع بها، والدعوة لها؛ إذ هي أصل الدين وأساسه"، و"إشارة إلى أنه يجب على الأمة الاعتصام بحبل الله جميعاً والحث على الائتلاف؛ حتى يكون داعيهم واحداً, وعملهم متحداً, وفي ضمنه النهي عن الافتراق, وفيه أنّ المؤمنين كالجسد الواحد" [ص 67].
ـ ولك أنْ تتأمّل شفوف نظره؛ حيث قال في تفسير (فاستبقوا الخيرات) [البقرة: 148]:"يُستدَل بهذه الآية الشريفة على الإتيان بكل فضيلة يتصف بها العمل: كالصلاة في أول وقتها, والمبادرة إلى إبراء الذمة من الصيام والحج, والعمرة, وإخراج الزكاة, والإتيان بسنن العبادات وآدابها, فلله ما أجمعها وأنفعها من آية! " [ص 73].
التاسعَ عشر: أنّ الشيخ قد استفرغ الوُسْعَ في عُمْق التدبُّر للآيات، وشدّة العناية بالفوائد والعِظات:
ـ كيف وقد استنبط من آية الدَّيْن [البقرة: 282] خمسين فائدةً ثم قال مُعْتذراً:"فهذه الأحكام مما يُسْتنبَط من هذه الآية الكريمة على حَسَب الحال الحاضرة والفهم القاصر؛ ولله في كلامه حِكَمٌ وأسرارٌ يخصّ بها من يشاء من عباده" [ص 119].
ـ ولَكَ أن تتأمّل هذه العِبَر التربوية والسياسية والاجتماعية النفيسة التي استنبطها من قصة داود وجالوت في سورة البقرة:"
أولاً: أنّ اجتماع أهل الكلمة والحلّ والعقد، وبحثهم في الطريق الذي تستقيم به أمورهم وفهمه، ثم العمل به؛ أكبر سببٍ لارتقائهم وحصول مقصودهم.
ثانياً: أنّ الحقَّ كلما عُورِض وأُورِدَتْ عليه الشُّبَه ازداد وُضوحاً؛ وتميّز، وحصل به اليقين التام.
ثالثاً: أنّ العلم والرّأي مع القوّة المنفِّذة بهما كمال الولايات؛ وبفقدهما ـ أو بفقد أحدهما ـ نُقْصانها وضررها.
رابعاً: أنّ الاتّكال على النفس سببٌ للفشل والخذلان، والاستعانة بالله والصّبر والالتجاء إليه سبب النصر.
خامساً: أنّ من حكمة الله - تعالى - تمييز الخبيث من الطّيِّب، والصادق من الكاذب، والصابر من الجبان.
سادساً: أنه - تعالى - لم يكن ليذر العباد على ما هم عليه من الاختلاط وعدم التمييز.
سابعاً: أنّ من رحمته - تعالى - وسننه الجارية أن يدفع ضرر الكفار والمنافقين بالمؤمنين المقاتلين.
ثامناً: أنه لولا ذلك لفسدت الأرض؛ باستيلاء الكفر وشعائره عليها" [ص 109].
العشرين: أنّ الشيخ السعديَّ - رحمه الله - قد اعتنى بأصول الفقه:
ـ فقد ذكر الشيخ أنّ (المحرَّم نوعان) [ص 80]، وأنّ (النهي للتحريم) [ص 49].
ـ وأنّه (إذا ارتفع الجناح؛ رجع الأمر إلى ما كان عليه) [ص 82]، وقد نصّ على (الإباحة) [ص 80]، وأنّ (الضرورات تبيح المحظورات) [ص 82]، وأنّ (الأصل في الأشياء الإباحة والطهارة) [ص 48]، وأنه (إذا أُبيح كلا الأمرين؛ فالتأخّر أفضل لأنه أكثر عبادةً) [ص 93].
ـ وأنّ (حكم الحاكم لا يبيح محرَّماً ولا يحرّم حلالاً) [ص 88]، و (النهي عن الجائز إذا كان وسيلةً إلى محرَّم) [ص 61، 104،108]، وأن ّ (إخبار التقرير يدلّ على الجواز) [ص 118].
ـ وأنّ (الأمر بالشيء نهيٌ عن ضدّه) [ص 57، 71].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ كما ذكر السعدي (العام) و (الخاص) [ص 84، 90، 92، 102]، والعام المخصوص [ص 104]، وأنّ (العبرة بعموم اللّفظ لا بخصوص السبب) [ص 51، 65]، وأنّ (النكرة في سياق النفي تعمّ) [ص 57].
ـ كما ذكر (المطلق والمقيَّد) [ص 66، 70]، وأن ّ (حمل المطلق على المقيَّد مقدَّمٌ على إجراء العموم) [ص 106].
ـ كما نصّ على (الإجماع) [ص 70، 71]، و (النسخ) و (الحكمة) من تشريعه، و (إنكار اليهود له) [ص 62]، و (ما لا يدخله النسخ) [ص 57]، وأنه (لا يُصار إلى النسخ مع إمكان الجمع) [ص 85].
ـ وأنّ (الحكم يدور مع علّته وُجوداً وعَدَماً) [ص 77].
ـ كما ذكر (الرخصة) [ص 86، 87]، وأنه (إذا حصل بعض الأعذار التي هي مَظِنّة المشقّة؛ حصل التخفيف) [ص 120].
الحادي والعشرين: أنّ هذا التفسير قد اهتمّ بعلم المقاصد، والقواعد الشرعيّة:
ـ كما في قوله:"فالمنهيّات كلّها إمَا مضرّةٌ محضةٌ، أو شرّها أكبر من خيرها. كما أنّ المأمورات إما مصلحةٌ محضةٌ، أو خيرها أكبر من شرّها" [ص 61].
ـ وكذلك قوله عند قول الله - تعالى -: (لا تقولوا راعِنا):"وكان اليهود يريدون بها معنىً فاسداً؛ فانتهزوا الفرصة، فصاروا يخاطبون الرسول بذلك، ويقصدون المعنى الفاسد؛ فنهى الله المؤمنين عن هذه الكلمة سدّاً لهذا الباب؛ ففيه النهيُ عن الجائز إذا كان وسيلةً إلى محرَّم" [ص 61]. ومنه قوله:"قد يُنهى عن كثرة الصداق؛ إذا تضمّن مفسدةً دينيّةً، وعدم مصلحةٍ تُقاوِم" [ص 173].
ـ وأشار إلى (مراعاة المصلحة) [ص 118]، وأنّ (ترتيب الصّدقات يرجع في ذلك إلى المصلحة) [ص 116]، وأنه (يُرْتكَب أخفَّ المفسدتين لدفع أعلاهما) [ص 89]، و (فعل أدنى المصلحتين؛ للعجز عن أعلاهما) [ص 156]، وأنّ (الوسائل لها حُكْم المقاصد) [ص 99، 103]، و (اعتبار المقاصد في الأقوال كما هي مُعْتَبَرَةٌ في الأفعال) [ص 101]، وأنه (إذا تزاحمت المصالح قُدِّم أهمّها) [ص 100].
ـ وقد ذكر بعض القواعد الشرعيّة، مثل: (من استعجل شيئاً قبل أوانه؛ عُوقِب بحرمانه) [ص 169].
الثاني العشرين: أنّ الشيخ السعديَّ قد وُفِّق في إدراك أسرار التراكيب؛ وما ذاك إلا لشدّة إلمامه بفنون البلاغة وقواعد اللغة وأسرار العربيّة:
ـ فالتفسير زاخرٌ بالصناعة اللغويّة المُعينة على فهم القرآن، فقد قال في تفسير (أولئك على هدى من ربّهم):"أي: على هدًى عظيم؛ لأنّ التنكير للتعظيم, وأيُّ هداية أعظم من تلك الصفات المذكورة المتضمِّنة للعقيدة الصحيحة والأعمال المستقيمة ... وأتى بـ (على) ـ في هذا الموضع ـ الدَّالة على الاستعلاء, وفي الضلالة يأتي بـ (في) كما في قوله: (وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين)؛ لأنّ صاحب الهدى مستعلٍ بالهدى, مرتفعٌ به, وصاحب الضلال منغمسٌ فيه محتَقَرٌ! " [ص 41].
ـ وقال في تفسير (ولئن اتبعتَ أهواءهم) [البقرة: 145]:"إنما قال: (أهواءهم)؛ ولم يقل (دينهم) لأنّ ما هم عليه مُجَرَّدُ أهويةِ نفسٍ، حتى هم في قلوبهم يعلمون أنه ليس بدينٍ، ومن ترك الدِّينَ اتبع الهوى ولا محالة؛ قال - تعالى -: (أفرأيتَ من اتخذ إلهه هواه) " [ص 72].
ـ وقال في تفسير (صبغةَ الله ومَن أحسنُ مِن الله صبغةً ونحن له عابدون):"في قوله: (ونحن له عابدون) بيانٌ لهذه الصبغة, وهي القيام بهذين الأصلين: الإخلاص والمتابعة ... والإخلاص: أن يقصد العبد وجه الله وحده في تلك الأعمال؛ فتقديم المعمول يُؤْذِن بالحصر" [ص 69]، كما ذكر أنّ التقديم للاهتمام [ص 167].
ـ كما ذكر الفروق اللغوية: بين (الجور) و (الجنف) و (الإثم) [ص 86]، وبين (كسب) و (اكتسب) [ص 120]، وبين (الخطأ) و (النسيان) [ص 120].
ـ ونصّ على أنّ من معاني (الاستفهام) التعجُّب والإنكار والتوبيخ [ص 48]، وأنّ (حتى) للغاية [ص 87]، و (كلما) تقتضي التكرار [ص 60]، و (الباء) للسببيّة [ص 136].
ـ واسم الفاعل يدلّ على الثبوت والاستقرار [ص 69، 72].
ـ كما ذكر الدلالة البلاغيّة لورود التخصيص بعد التعميم [ص 48، 50].
ـ ودلالة الإبهام وعدم التعيين؛ على إرادة العموم [ص 161، 176].
الثالث والعشرين: أنّ هذا التفسير قد زخر بالنظر الثاقب إلى أهميّة السياسة الشرعيّة، والمسائل الإدارية وضرورة أن يُعِدّ المسلمون الكفاءات اللازمة لأداء وظيفتهم الرساليّة:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ فقد ذكر - رحمه الله -أنّه بقوة الرأي والجسم"تتمّ أمور الملك؛ لأنه إذا تمّ رأيه وقوي على تنفيذ ما يقتضيه الرأي المصيب؛ حصل بذلك الكمال، ومتى فاته واحدٌ من الأمرين؛ اختلّ عليه الأمر، فلو كان قويَّ البدن مع ضعف الرأي حصل في الملك خرقٌ وقهرٌ ومخالفةٌ للمشروع: قوة على غير حكمة، ولو كان عالماً بالأمور وليس له قوةٌ على تنفيذها؛ لم يُفِدْه الرأي الذي لا يُنفّذه شيئاً" [ص 108].
ـ"اجتماع أهل الكلمة والحلّ والعقد، وبحثهم في الطريق الذي تستقيم به أمورهم وفهمه، ثم العمل به؛ أكبرُ سببٍ لارتقائهم وحصول مقصودهم"، وأنّ"العلم والرّأي مع القوّة المنفِّذة: بهما كمال الولايات؛ وبفقدهما ـ أو بفقد أحدهما ـ نُقْصانها وضررها" [ص 109].
ـ وكذلك قوله - رحمه الله -ـ الذي سبق ذكره ـ في قول الله - تعالى -: (فإن طلّقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنّا أن يُقيما حدود الله):"في هذا دلالةٌ على أنّه ينبغي للإنسان إذا أراد أن يدخل في أمرٍ من الأمور خصوصاً الولايات الصغار والكبار؛ أن ينظر في نفسه؛ فإن رأى من نفسه قوّةً على ذلك، ووثق بها أقدم، وإلا أحجم" [ص 103].
ـ ومن ذلك قوله - رحمه الله -في تفسير قول الله - تعالى -: (وما محمّدٌ إلا رسولٌ قد خلتْ من قبله الرسلُ أَفَإنْ مات أو قُتِل انقلبتم على أعقابكم) [آل عمران 144]:"في هذه الآية الكريمة إرشادٌ من الله - تعالى - لعباده أن يكونوا بحالةٍ لا يُزعزعهم عن إيمانهم ـ أو عن بعض لوازمه ـ فقدُ رئيسٍ؛ ولو عظُم، وما ذاك إلا بالاستعداد في كل أمرٍ من أمور الدّين بعدّة أُناسٍ من أهل الكفاءة فيه؛ إذا فُقِد أحدُهم قام به غيُره، وأن يكون عموم المؤمنين قصدهم إقامة دين الله، والجهاد عنه، بحسب الإمكان، لا يكون لهم قصدٌ في رئيسٍ دون رئيسٍ؛ فبهذه الحال يسْتتبّ لهم أمرهم، وتستقيم أمورهم" [ص 151].
ـ ومثل قوله عليه رحمة الله عند تفسير (فبما رحمة من الله لنت لهم):"الأخلاق الحسنة من الرئيس في الدين؛ تجذب الناس إلى دين الله، وترغّبهم فيه، مع ما لصاحبه من المدح والثواب. والأخلاق السيّئة من الرئيس في الدين؛ تنفّر الناس عن الدين، وتبغّضهم إليه؛ مع ما لصاحبها من الذمّ والعقاب الخاصّ؛ فهذا الرسول المعصوم يقول الله له ما يقول؛ فكيف بغيره؟! " [ص 154].
ـ ومن ذلك ذِكْرُهُ"ما في الاستشارة من الفوائد والمصالح الدينية والدنيوية"؛ حيث قرّر"أنّ فيها تسميحاً لخواطرهم، وإزالةً لما يصير في القلوب عند الحوادث؛ فإنّ من له الأمر على الناس إذا جمع أهل الرأي والفضل وشاورهم في حادثةٍ من الحوادث، اطمأنت نفوسهم وأحبّوه، وعلموا أنه ليس بمستبدٍّ عليهم، وإنما ينظر إلى المصلحة الكلّيّة العامّة للجميع؛ فبذلوا جهدهم ومقدورهم في طاعته؛ لعلمهم بسعيه في مصالح العموم؛ بخلاف من ليس كذلك فإنهم لا يكادون يحبّونه محبةً صادقةً، ولا يطيعونه، وإن أطاعوه فطاعةٌ غير تامّة ... " [ص 154].
ـ كما نصّ على منهج القرآن في الجمع"بين تعليم الأحكام، وما به تُنفَّذ الأحكام، وما به تُدرك فوائدها وثمراتها! " [ص 155].
ـ ومن ذلك قوله في تفسير (وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكنّ البرّ من اتقى وأْتُوا البيوت من أبوابها) [البقرة: 189]:"يُستفاد من إشارة الآية أنه ينبغي في كلّ أمرٍ من الأمور أن يأتيه الإنسان من الطريق السّهل القريب الذي قد جعل له موصلاً: فالآمر بالمعروف والناهي عن المنكر ينبغي أن ينظر في حالة المأمور، ويستعمل معه الرفق والسياسة التي بها يحصل المقصود أو بعضه، والمتعلّم والمعلّم ينبغي أن يسلك أقربَ طريقٍ وأسهلَه يحصل به مقصوده؛ وهكذا كلُّ من حاول أمراً من الأمور وأتاه من أبوابه وثابر عليه؛ فلا بد أن يحصل له المقصود بعون الملك المعبود" [ص 88 - 89].
الرابع والعشرين: أنّ السّعديَّ قد تميّز بطول النفَس، وسعة الباع في ذكر المعاني الكثيرة المحتَمَلة [كما تراه في ص 48، 65، 66،89، 113، 117، 131]:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ فقد قال في تفسير (واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة) [البقرة 231]:"أي السُّنّة اللَّذَيْن بيّن لكم بهما طرق الخير، ورغّبكم فيها وطرق الشرّ وحذّركم إياها، وعرّفكم نفسه ووقائعه في أوليائه وأعدائه، وعلّمكم ما لم تكونوا تعلمون، وقيل: المراد بالحكمة أسرار الشريعة؛ فالكتاب فيه الحِكَم، والحكمة فيها بيان حكمة الله في أوامره ونواهيه. وكلا المعنيين صحيحٌ" [ص 103].
ـ وقال في تفسير (هذا بيانٌ للناس وهدى وموعظةٌ للمتقين) [آل عمران: 138]:"لأنهم هم المُنْتفعون بالآيات؛ فتهديهم إلى سبيل الرشاد، وتعظهم وتزجرهم عن طريق الغيّ، وأما باقي الناس فهي بيانٌ لهم، تقوم به عليهم الحجّة من الله؛ ليهلك من هلك عن بيِّنةٍ، ويحتمل أنّ الإشارة في قوله: (هذا بيانٌ للناس) للقرآن العظيم، والذكر الحكيم، وأنه بيانٌ للناس عموماً، وهدى وموعظةٌ للمتّقين خصوصاً، وكلا المعنيَيْن حقٌّ" [ص 149].
ـ وكذلك قوله في تفسير (وليُمحِّص الله الذين آمنوا) [آل عمران 119]:"يمحِّص بذلك المؤمنين من ذنوبهم وعيوبهم ... وليمحّص الله أيضا المؤمنين من غيرهم من المنافقين" [ص 50].
الخامس والعشرين: أنّ هذا التفسير الماتع قد حثّ على كل علمٍ نافعٍ: كقوله في شأن التاريخ عند قول الله - تعالى -: (يا أهل الكتاب لم تحاجّون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون ها أنتم هؤلاء حاججتم في ما لكم به علم فلِمَ تحاجّون فيما ليس لكم به علمٌ والله يعلم وأنتم لا تعلمون) [آل عمران 65 - 66]:"فيها ... حثٌّ على علم التاريخ، وأنه طريقٌ لردّ كثيرٍ من الأقوال الباطلة والدعاوى التي تُخالف ما عُلِم من التاريخ" [ص 134].
السادس والعشرين: أنّ السّعدي قد وُفِّق في عدم التعويل على الإسرائيليات، والانسياق وراء أوهام أهل الكتاب وأباطيلهم:
ـ فقد صرّح بمنهجه في ذلك بقوله:"اعلم أنّ كثيراً من المفسّرين ـ رحمهم الله ـ قد أكثروا في حشو تفاسيرهم من قصص بني إسرائيل، ونزّلوا عليها الآيات القرآنية، وجعلوها تفسيراً لكتاب الله، مُحْتجّين بقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((حدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)). والذي أراه أنه وإن جاز نقل أحاديثهم على وجهٍ تكون مُفردةً غير مقرونةٍ، ولا منزّلةٍ على كتاب الله؛ فإنه لا يجوز جعلها تفسيراً لكتاب الله قطعاً إذا لم تصحّ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وذلك أنّ مرتبتها كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تصدّقوا أهل الكتاب ولا تُكذِّبوهم))؛ فإذا كانت مرتبتها أن تكون مشكوكاً فيها، وكان من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام أنّ القرآن يجب الإيمان به، والقطع بألفاظه ومعانيه؛ فلا يجوز أن تُجْعَل تلك القصص المنقولة بالروايات المجهولة ـ التي يغلب على الظنّ كذبها أو كذب أكثرها ـ معانيَ لكتاب الله، مقطوعاً بها، ولا يستريب بها أحد؛ ولكن بسبب الغفلة عن هذا حصل ما حصل! " [ص 55 - 56]. وانظرْ كذلك [ص 112، 138].
السابع والعشرين: أنّ هذا التفسير قد استلهم رُوحَ السنةِ النبوية؛ حتى إنّ القاريء ليستحضر أحاديثَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بمجرَّد أن يسمع بعض المعاني التي يربط بها السعدي بين القرآن والسنة:
ـ كما مرّ في الكلام على الإسرائيليات، وكما في قوله - رحمه الله -في تفسير (لتكونوا شهداء على الناس) [البقرة: 143]:"ومن شهادة هذه الأمة على غيرهم أنه إذا كان يوم القيامة وسأل الله المرسلين عن تبليغهم, والأمم المكذِّبة عن ذلك, وأنكروا أنّ الأنبياء بلّغتهم, استشهدت الأنبياء بهذه الأمة, وزكّاها نبيّها" [ص 71]. فهذا يذكِّر طالب العلم بما رواه البخاري في كتاب (أحاديث الأنبياء) باب قول الله - عز وجل - (ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه) [هود: 25]، وفي كتاب (التفسير) باب (وكذلك جعلناكم أُمّة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً) [البقرة: 143]، وفي كتاب (الاعتصام بالكتاب والسنة) باب (وكذلك جعلناكم أُمّة وسطاً) عن أبي سعيد الخدري - رضي الله تعالى - عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يُدعى نوحٌ يومَ القيامة فيقول: لبّيك وسعديْك يا ربّ! فيقول: هل بلّغتَ؟ فيقول: نعم. فيُقال لأمته: هل بلّغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذيرٍ! فيقول: من يشهد لك؟ ـ وفي رواية الاعتصام: من شُهودُك؟ ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
فيقول: محمّدٌ وأُمّته؛ فيشهدون أنه قد بلّغ، ويكون الرسول عليكم شهيداً؛ فذلك قوله جل ذكره (وكذلك جعلناكم أُمةً وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً).
ـ وكذلك قوله في تفسير (فلنُولّينّك قبلةً ترضاها) [البقرة: 144]:"أي: تحبّها وهي الكعبة, وفي هذا بيانٌ لفضله وشرفه - صلى الله عليه وسلم -, حيث إنّ الله - تعالى - يسارع في رضاه" [ص 71]؛ فإنّ هذه العبارة مُسْتوحاةٌ من قول أمّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنه -لما نزل (تُرْجي من تشاء منهن وتُؤوي إليك من تشاء) [الأحزاب: 51]:"ما أرى ربَّك إلا يُسارع في هواك"كما في الصحيحين.
الثامن والعشرين: أنّ الشيخ السعديَّ يلهج ـ كثيراً ـ في تفسيره بحمد الله وشكره على عظيم نعمائه؛ وهذا ـ لعمري ـ مما يزيد الأعمال بركةً وصلاحاً وفلاحاً؛ وما هذا التفسيرُ البديعُ إلا ثمرةً من ثمرات قول الله - تعالى -: (لئنْ شكرتم لأزيدنّكم):
ـ فمن أمثلة ذلك ما قاله السعديّ في تفسير (ومما رزقناهم يُنفقون) [البقرة: 3]:"في قوله: (رزقناهم) إشارةٌ إلى أنّ هذه الأموال التي بين أيديكم, ليست حاصلة بقوتكم ومِلْككم, وإنما هي رزق الله الذي خوَّلكم, وأنعم به عليكم, فكما أنعم عليكم وفضّلكم على كثير من عباده؛ فاشكروه بإخراج بعض ما أنعم به عليكم, وواسُوا إخوانكم المُعدَمِين" [ص 41].
ـ وما قاله في تفسير (ولأتمّ نعمتي عليكم) [البقرة: 150]:"قد أعطاه الله من الأحوال والنعم, وأعطى أمته, ما أتم به نعمته عليه وعليهم, وأنزل الله عليه: (اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي, ورضيتُ لكم الإسلام ديناً)؛ فللّه الحمدُ على فضله, الذي لا نبلغ له عَداً, فضلاً عن القيام بشكره" [ص 74].
ـ وكذلك في تفسير (ولعلكم تهدون) [البقرة: 150]:"أي: تعلمون الحق, وتعملون به؛ فالله تبارك و- تعالى - ـ من رحمته بالعباد ـ قد يسّر لهم أسبابَ الهداية غايةَ التيسير, ونبّههم على سلوك طُرُقها, وبيّنها لهم أتمَّ تبيين؛ حتى إنّ من جملة ذلك أنه يقيّض الحق للمعاندين له فيجادلون فيه, فيتضح بذلك الحق, وتظهر آياته وأعلامه ... ولولا الباطل ما اتضح الحق اتضاحاً ظاهراً؛ فلله الحمد على ذلك" [ص 74].
ـ وقوله في تفسير (فاذكروني أذكركم واشكروا لي) [البقرة: 152]:"أي: على ما أنعمتُ عليكم بهذه النعم, وصرفتُ عنكم صنوف النقم. والشكر يكون بالقلب: إقراراً بالنعم واعترافاً, وباللّسان: ذكراً وثناءً, وبالجوارح: طاعةً لله وانقياداً لأمره واجتناباً لنهيه؛ فالشكر فيه بقاءُ النعمة الموجودة، وزيادةٌ في النِّعَم المفقودة، قال - تعالى -: (لئن شكرتم لأزيدنّكم). وفي الإتيان بالأمر بالشكر، بعد النعم الدينية: من العلم، وتزكية الأخلاق، والتوفيق للأعمال، بيان أنها أكبر النعم، بل هي النِّعَم الحقيقيةُ التي تدوم إذا زال غيرها؛ وأنه ينبغي لمن وُفِّقوا لعلمٍ أو عملٍ أن يشكروا الله على ذلك؛ ليزيدهم من فضله، وليندفع عنهم الإعجاب؛ فيشتغلوا بالشكر! " [ص 74].
ـ وكذلك قوله في تفسير (إنّ في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار) [البقرة 164]:"أليس من القبيح بالعباد أن يتمتّعوا برزقه, ويعيشوا ببرّه, وهم يستعينون بذلك على مساخطه ومعاصيه؟! أليس ذلك دليلاً على حِلْمِهِ وصَبرِه وعفوِه وصَفحِه وعَميمِ لُطفِه؟! فله الحمد أولاً وآخراً, وظاهراً وباطناً." [ص 79].
التاسع والعشرين: أنّ الشيخ السعديَّ - رحمه الله -قد اعتنى بمفهوم الآيات، دون اقتصار على منطوقها؛ وفي هذا إثراءٌ لفقه دلالات القرآن:
ـ فمن ذلك قوله في تفسير (ويُحبّون أن يُحْمَدوا بما لم يفعلوا) [آل عمران 188]:"دلّت الآية بمفهومها على أنّ من أحبّ أن يُحمد ويُثنى عليه بما فعله من الخير واتباع الحق؛ إذا لم يكن قصده بذلك الرياء والسمعة: أنه غير مذمومٍ؛ بل هو من الأمور المطلوبة التي أخبر الله أنه يجزي بها المحسنين له الأعمال والأقوال، وأنه جازى بها خواصّ خلقه، وسألوها منه: كما قال إبراهيم - عليه السلام -: (واجعلْ لي لسانَ صدقٍ في الآخرين)، وقال: (سلامٌ على نوحٍ في العالمين إنا كذلك نجزي المحسنين)، وقد قال عباد الرحمن: (واجعلنا للمتقين إماماً)؛ وهي من نعم الباري على عبده، ومِنَنِهِ التي تحتاج إلى الشكر" [ص 161].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ ولـ (تيسير الكريم الرحمن) بحمد الله عنايةٌ فائقةٌ بالمفاهيم: مثل (مفهوم الموافقة) [ص 53، 72، 92]، و (مفهوم المخالفة): سواء كان وصفاً [ص 77، 113، 119]، أو شرطاً [ص 65، 102، 103]، أو ظرفاً [ص 91] ...
ـ وقد نبّه الشيخ - رحمه الله -على بعض المفاهيم المُلْغاة: مثل تقريره أنّ"القيد الذي خرج مخرج الغالب لا مفهوم له" [ص 173، 174].
الثلاثين: أنّ هذا التفسير الجليل قد شوّق الصالحين إلى بلوغ جنّات النعيم:
ـ فمن ذلك قوله في تفسير (الذين يظنّون أنهم ملاقو ربّهم وأنهم إليه راجعون) [البقرة: 46]:"فهذا الذي خفّف عليهم العبادات، وأوجب لهم التسلّي في المصيبات، ونفّس عنهم الكربات، وزجرهم عن فعل السيّئات؛ فهؤلاء لهم النعيمُ المقيمُ في الغرفات العاليات! " [ص 52].
ـ وكما جاء في قوله عند تفسير (أحياءٌ عند ربّهم يُرزقون) [آل عمران: 169]:"لفظ (عند ربّهم) يقتضي علوَّ درجتهم، وقربهم من ربّهم (يُرزقون) من أنواع النعيم الذي لا يعلم وصفه، إلا من أنعم به عليهم؛ ومع هذا (فرحين بما آتاهم الله من فضله) أي مغتبطين بذلك قد قرّتْ عيونهم، وفرحتْ به نفوسهم؛ وذلك لحُسنه، وكثرته، وعظمته، وكمال اللّذّة في الوصول إليه، وعدم المُنغِّص؛ فجمع الله لهم بين نعيم البدن بالرزق، ونعيم القلب والروح بالفرح بما آتاهم من فضله؛ فتمّ لهم النعيم والسرور! " [ص 157].
ـ وكذلك قوله في تفسير (فاستبقوا الخيرات) [البقرة: 148]:"ومن سبق في الدنيا إلى الخيرات فهو السابق في الآخرة إلى الجنات! " [ص 73].
نسألك اللهم يا ذا الجلال والإكرام: (تيسير) العلم النافع، والعمل الصالح، وأن توفقنا إلى معرفة (تفسيرِ كلام المنّان)، وأن تنفعنا، وتنفع بنا، وتجعلَنا سبباً لمن اهتدى، وأن تجمعَنا و (الشيخَ السعديَّ) في جنةِ الفردوس؛ إنك أنتَ (الكريم الرحمن):
"في جنّةٍ طابتْ وطاب نعيمها ... من كلّ فاكهةٍ بها زوجان
أنهارها تجري لهم من تحتهم ... محفوفةً بالنخل والرّمّان
غرفاتُها من لؤلؤٍ وزبرجدٍ ... وقصورُها من خالصِ العقيان
قُصرتْ بها للمتقين كواعبٌ ... شُبِّهنَ بالياقوتِ والمرجان
بيضُ الوُجوهِ شُعورُهنّ حَوالكٌ ... حُمْرُ الخدودِ عواتقُ الأجفان
فُلْجُ الثغورِ إذا ابتسمن ضواحكا ... هيفُ الخصورِ نواعمُ الأبدان
خُضرُ الثياب ثديهنّ نواهد ... صُفر الحليّ عواطرُ الأردانِ"
[نونيّة القحطاني ص 87 - 88]
والحمد لله والصلاة على رسول الله.(/)
أفيدونى أفادكم الله ....
ـ[** متفكرة فى خلق الله **]ــــــــ[13 Sep 2005, 03:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..... والحمد لله رب العالمين ..... والصلاة والسلام على حبيبنا المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه وعلى آله وصحبه
وتابعيه ......
اخوتى فى الله سلام الله عليكم جميعا ورحمته وبركاته ......
فى قوله تعالى فى سورة البقره
? ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ......... ?
أهذا يعنى أنه لا يجوز للمسلم أن ينكح نصرانية أم ماذا؟؟؟؟؟
وجزاكم الله خيرا كثيرا .....
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .....
فى رحاب الله .....
ـ[أبو حسن]ــــــــ[13 Sep 2005, 04:11 م]ـ
قريبا الإجابة بإذن الله
ـ[أبو زينب]ــــــــ[14 Sep 2005, 12:23 ص]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
دلت الآية على أن زواج المسلم بالمراة المشركة كالوثنية و البوذية و الملحدة لا يصح. أما المرأة الكتابية (اليهودية و النصرانية) فقد أباح الشرع التزوج بها لقول الله تعالى " و المحصنات من المؤمنات و المحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين " (المائدة 5)
و الفرق بين المشركة والكتابية هو أن المشركة لا تؤمن بدين أصلا أما الكتابية فتشترك مع المسلم بالإيمان بالله و اليوم الآخر و بوجوب فعل الخير و الفضائل و تجنب الشر و الرذائل.
و ليس هناك تعارض بين آية البقرة و آية المائدة لأن ظاهر لفظ الشرك لا يتناول أهل الكتاب لقوله تعالى " ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب و لا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم " البقرة 105 - " لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب و المشركين " البينة1. ففرق بينهم في اللفظ و العطف يقتضي المغايرة.
و لكن ..
ذهب بعضهم إلى أن لفظ " المشركات " يعم كل مشركة سواء كانت وثنية أو يهودية أو نصرانية. فقد روي عن ابن عباس أنه قال " إن الآية عامة في الوثنيات و المجوسيات و الكتابيات و كل من على غير الإسلام حرام. فعلى هذا تكون آية البقرة ناسخة لآية المائدة. و قد جاء في الموطأ عن ابن عمر أنه قال: و لا أعلم إشراكا أعظم من أن تقول المرأة " ربها عيسى ".
و إليك ما جاء في " الجامع لأحكام القرآن " للقرطبي:
واختلف العلماء في تأويل هذه الآية فقالت طائفة: حرم الله نكاح المشركات في سورة (البقرة) ثم نسخ من هذه الجملة نساء أهل الكتاب فأحلهن في سورة (المائدة) وروي هذا القول عن ابن عباس وبه قال مالك بن أنس و سفيان بن سعيد الثوري و عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي وقال قتادة و سعيد بن جبير: لفظ الآية العموم في كل كافرة والمراد بها الخصوص في الكتابيات وبينت الخصوص آية (المائدة) ولم يتناول العموم قط الكتابيات وهذا أحد قولي الشافعي وعلى القول الأول يتناولهن العموم ثم نسخت آية (المائدة) بعض العموم وهذا مذهب مالك رحمه الله ذكره ابن حبيب وقال: ونكاح اليهودية والنصرانية وإن كان قد أحله الله تعالى مستقل مذموم
وقال إسحاق بن إبراهيم الحربي: ذهب قوم فجعلوا الآية التي في (البقرة) هي الناسخة والتي في (المائدة) هي المنسوخة فحرموا نكاح كل مشركة كتابية أو غير كتابية قال النحاس: ومن الحجة لقائل هذا مما صح سنده ما حدثناه محمد بن ريان قال: حدثنا محمد بن رمح قال: حدثنا الليث عن نافع أن عبد الله بن عمر كان إذا سئل عن نكاح الرجل النصرانية أو اليهودية قال: حرم الله المشركات على المؤمنين ولا أعرف شيئا من الإشراك أعظم من أن تقول المرأة ربها عيسى أو عبد من عباد الله! قال النحاس: وهذا قول خارج عن قول الجماعة الذين تقوم بهم الحجة لأنه قد قال بتحليل نكاح نساء أهل الكتاب من الصحابة والتابعين سعيد بن المسيب و سعيد بن جبير و الحسن و مجاهد و طاوس و عكرمة و الشعبي و الضحاك وفقهاء الأمصار عليه وأيضا فيمتنع أن تكون هذه الآية من سورة (البقرة) ناسخة للآية التي في سورة (المائدة) لأن (البقرة) من أول ما نزل بالمدينة و (المائدة) من آخر ما نزل وإنما الآخر ينسخ الأول وأما حديث ابن عمر فلا حجة فيه لأن ابن عمر رحمه الله كان رجلا متوقفا فلما سمع الآيتين في واحدة التحليل وفي أخرى التحريم ولم يبلغه النسخ توقف ولم يؤخذ عنه ذكر النسخ وإنما تؤول عليه وليس يؤخذ الناسخ والمنسوخ بالتأويل
وذكر ابن عطية وقال ابن عباس في بعض ما روي عنه: إن الآية عامة في الوثنيات والمجوسيات والكتابيات وكل من على غير الإسلام حرام فعلى هذا هي ناسخة للآية التي في (المائدة) وينظر إلى هذا قول ابن عمر في الموطأ: ولا أعلم إشراكا أعظم من أن تقول المرأة ربها عيسى وروي عن عمر: أنه فرق بين طلحة بن عبيد الله وحذيفة بن اليمان وبين كتابيتين وقالا: نطلق يا أمير المؤمنين ولا تغضب فقال: لو جاز طلاقكما لجاز نكاحكما! ولكن أفرق بينكما صغرة قماة قال ابن عطية: وهذا لا يستند جيدا وأسند منه أن عمر أراد التفريق بينهما فقال له حذيفة: أتزعم أنها حرام فأخلي سبيلها يا أمير المؤمنين؟ فقال: لا أزعم أنها حرام ولكني أخاف أن تعاطوا المومسات منهن وروي عن ابن عباس نحو هذا وذكر ابن المنذر جواز نكاح الكتابيات عن عمر بن الخطاب ومن ذكر من الصحابة والتابعين في قول النحاس وقال في آخر كلامه ولا يصح عن أحد من الأوائل أنه حرم ذلك .... اهـ
و الله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[** متفكرة فى خلق الله **]ــــــــ[16 Sep 2005, 09:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..... والحمد لله رب العالمين ..... والصلاة والسلام على حبيبنا المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه وعلى آله وصحبه
وتابعيه ......
جزاكم الله خيرا كثيرا أخى الكريم أبو زينب ونفع الله بكم الإسلام والمسلمين .....
اللهم أمين يارب العالمين ......
ولى سؤال آخر بعد إذنكم ...
لماذا سميت سورة الإسراء بهذا الاسم رغم ان حادثة المعراج أكبر فى إعجازها من حادث الإسراء؟؟؟؟؟؟
أو بمعنى أدق هل هناك بين اسم السورة بنى اسرائيل والاسم الآخر الاسراء؟؟؟؟؟؟
وجزاكم الله خيرا ....
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .........
فى رحاب الله .....
ـ[أبو زينب]ــــــــ[26 Sep 2005, 04:03 م]ـ
سميت سورة الإسراء بسورة بني إسرائيل في عهد الصحابة فعن عائشة رضي الله عنها " قالت " كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ الزمر وبني إسرائيل" (جامع الترمذي في " أبواب الدعاء "). وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود أنه قال في بني إسرائيل والكهف ومريم: " إنهن من العتاق الأول وهن من تلادي ".
يقول ابن عاشور في سبب تسميتها سورة بني إسرائيل: " و وجه ذلك أنها ذكر فيها من أحوال بني إسرائيل ما لم يذكر في غيرها. وهو استيلاء قوم أولى بأس " الآشوريين " عليهم ثم استيلاء قوم آخرين وهم " الروم " عليهم وتسمى أيضا سورة (سبحان) لأنها افتتحت بهذه الكلمة."
أما عن العلاقة بين الإسراء و بني إسرائيل فقد تناولها المفسرون بالتحليل فذكروا عدة نقاط منها:
1 - ذكر فيها الإسراء إلى المسجد الأقصى تنويها بالمسجد الأقصى و تذكيرا بحرمته.
يقول الرازي في تفسيره: والمسجد الأقصى هو طرف الرحلة. والمسجد الأقصى هو قلب الأرض المقدسة التي أسكنها الله بني إسرائيل ثم أخرجهم منها. فسيرة موسى وبني إسرائيل تجيء هنا في مكانها المناسب من سياق السورة في الآيات التالية:
{وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألا تتخذوا من دوني وكيلاً؛ ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبداً شكورا. وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيراً. فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار، وكان وعداً مفعولاً. ثم رددنا لكم الكرة عليهم، وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيراً. إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم، وإن أسأتم فلها. فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم، وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة، وليتبروا ما علوا تتبيراً. عسى ربكم أن يرحمكم، وإن عدتم عدنا، وجعلنا جهنم للكافرين حصيراً} ..
وهذه الحلقة من سيرة بني إسرائيل لا تذكر في القرآن إلا في هذه السورة. وهي تتضمن نهاية بني إسرائيل التي صاروا إليها؛ ودالت دولتهم بها. وتكشف عن العلاقة المباشرة بين مصارع الأمم وفشو الفساد فيها، وفاقاً لسنة الله.
2 - في ذلك رمز إلى أن إعادة بناء المسجد الأقصى ستكون على يد أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
و أنقل هنا لطيفة لابن عاشور: و في هذا الوصف بصيغة التفضيل باعتبار أصل وضعها معجزة خفية من معجزات القرآن إيماء إلى أنه سيكون بين المسجدين مسجد عظيم هو مسجد طيبة الذي هو قصي عن المسجد الحرام فيكون مسجد بيت المقدس أقصى منه حينئذ.فتكون الآية مشيرة إلى جميع المساجد الثلاثة المفضلة في الإسلام على جميع المساجد الإسلامية والتي بينها قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد الحرام ومسجد الأقصى ومسجدي " (أحمد 11755)
3 - المسجد الأقصى لم يكن آنذاك مسجدا لكن هذا إشارة إلى أنه سيكون مسجدا.
4 - الإيماء إلى أن الله تعالى جعل هذا الإسراء رمزا إلى أن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ستهيمن على سائر الشرائع و تختمها.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الرازي: والرحلة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى رحلة مختارة من اللطيف الخبير، تربط بين عقائد التوحيد الكبرى من لدن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، إلى محمد خاتم النبيين ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتربط بين الأماكن المقدسة لديانات التوحيد جميعاً. وكأنما أريد بهذه الرحلة العجيبة إعلان وراثة الرسول الأخير لمقدسات الرسل قبله، واشتمال رسالته على هذه المقدسات، وارتباط رسالته بها جميعاً. فهي رحلة ترمز إلى أبعد من حدود الزمان والمكان؛ وتشمل آماداً وآفاقاً أوسع من الزمان والمكان؛ وتتضمن معاني أكبر من المعاني القريبة التي تتكشف عنها للنظرة الأولى.
5 - كل أنبياء بني إسرائيل صلوا خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم و في هذا إيماء إلى أن النبوة انتقلت من بني إسرائيل إلى هذه الأمة المحمدية و التي أصبحت رافعة راية التوحيد وهي التي عليها البلاغ ...
6 - الحكمة من إسرائه من بيت المقدس دون مكة لأنه محشر الخلائق فيطؤه بقدمه ليسهل على أمته يوم القيامة وقوفهم ببركة أثر قدمه أو لأنه مجمع أرواح الأنبياء فأراد الله أن يشرفهم بزيارته صلى الله عليه وسلم أو أسوى به منه ليشاهد من أحواله و صفاته ما يخبر به كفار مكة صبيحة تلك الليلة فيكون إخباره بذلك مطابقا لما رأوا و شاهدوا و دليلا على صدقه في الإسراء. (فتح الرحمن -الأنصاري)
7 - سر الربط بين المسجدين (من كتاب "حقائق قرآنية حول القضية الفلسطينية" تأليف: د. صلاح الخالدي):
ربطت سورة الإسراء ربطاً دقيقاً بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، وهناك سر بديع لطيف للربط بين المسجدين، فمن بعض حِكم هذا الربط:
أ - المسجد الأقصى وما حوله شهد وجود رسالات سابقة، منها اليهودية والنصرانية، كان أصحابها هم الخلفاء على الناس، والأمناء على الدين والإيمان، والوارثين للأرض المباركة. والمسجد الحرام شهد بداية الرسالة الجديدة الخاتمة، وولادة الأمة الإسلامية أمة الخلافة والوراثة والأمانة. فبما أن الأمة الجديدة تقيم حول المسجد الحرام، فلا بد لها كي تحقق خلافتها وأمانتها على البشرية من أن تتملك ما حول المسجد الأقصى، وأن ترثه هي من الذين يقيمون حوله.
ب - أن السورة تريد من المسلمين أن يُحسنوا النظر للمسجد الأقصى وما حوله فهو مبارك ومقدس كبركة وقدسية المسجد الحرام وما حوله.
ج - تحذير المسلمين من المؤامرات المعادية ضد المسجدين، ومن أطماع الأعداء الكافرين في المسجدين، وأن الخطر الذي يتهدد المسجد الأقصى، هو الخطر الذي يتهدد المسجد الحرام. فلما أخذ الصليبيون الأقصى وما حوله، واستقروا فيه، توجهت أنظارهم وبرامجهم ومطامعهم نحو المسجد النبوي في المدينة المنورة، والمسجد الحرام في مكة المكرمة، فقام " أرناط، ملك الكرك الصليبي، بعدة محاولات لاحتلال بلاد الحجاز، كادت تنجح لولا أن الله هيأ لهذه الأمة صلاح الدين الأيوبي.
د - أن السورة تقدم للمسلمين المستضعفين في مكة المحاربين هناك بشرى ربانية، بالفرج والنصر والتمكين، فستنتهي تلك المرحلة الحرجة التي يعيشونها في مكة، وسيكتب الله لهم التمكين، فيفتحون البلاد، ويصلون للمسجد الأقصى والأرض المباركة، متابعين خطى رسولهم صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء، ويفتحون تلك البلاد، ويقيمون عليها حكم الله، ويعيدون تشييد المسجد الأقصى وبناءه. فالرسول صلى الله عليه وسلم كان ممهداً لفتح بلاد الشام، وكان إسراؤه إلى المسجد الأقصى إرهاصاً ربانياً بفتح المسلمين الحقيقي القادم لهذه الأرض.
أما المعراج فقد وقع ذكره في سورة النجم و لم يذكر في سورة الإسراء و ذلك لـ:
1 - تعجيز المشركين بحادثة الإسراء فقد كانت الرحلة من مكة إلى بيت المقدس تستمر شهرا كاملا و هم يعرفون أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يذهب إليها قط لذلك أنكروا " الحادثة الأرضية" و لم يستطيعوا إنكار " المعراج ".
2 - تخصيص الإسراء دون المعراج في هذه السورة (بني إسرائيل) للتأكيد على علاقة الإسلام (مكة) بالشرائع السابقة (القدس) و هيمنته عليها.
و الله أعلم.(/)
ليدبروا آياته
ـ[ماجد العريفي]ــــــــ[13 Sep 2005, 11:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ليدبروا آياته
إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله، الذي خصه بالقرآن المبين، والكتاب المستبين الذي هو أعظم المعجزات، و أكبر الآيات البينات، صلى الله على من أنزله عليه وعلى آله المختصين بالزلفى لديه.
وبعد:
أنزل الله تعالى كتابه هاديا لطريق السداد، وكافيا لمصالح العباد.
فهو نورٌ نهتدي به إذا أظلمت الأمور، وسورٌ نتحصن به عند نزول المحذور، وضياء تستمده البصائر فلا تزيغ عن الحق و لا تجور ((كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته و ليتذكر أولو الألباب))
أنزل الله تعالى كتابه ليكون منهجاً للحياة، و مشعلا للحق، فبه تنجلي ظلم الشكوك، وينحسر لثام الشبهات.
أودع فيه نصوص الأحكام، وبيان الحلال و الحرام، و المواعظ النافعة و العبر الشافية، والحجج الدامغة البالغة.
فكلما ازداد العبد تأملاً فيه، ازداد علماً وعملاً و بصيرة.
قال تعالى ((كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكرا أولو الألباب))
أحبتي في الله ... لذلك أنزله الله و أوحاه.
فلا يكتفي المسلم بهذِّه دون وعي، أو حفظه دون فهم، بل لابد من تأمله و تدبره و التفكر فيه.
قال السعدي _ رحمه الله _ في تفسيره ((كتاب أنزلناه إليك مبارك)) أي، فيه خير كثير وعلم غزير.
((ليدبروا آياته)) أي هذه الحكمة من إنزاله، ليتدبر الناس آياته فستخرجوا علمها ويتأملوا أسرارها وحكمها.
فإنه بالتدبر فيه و التأمل لمعانيه، وإعادة الفكر فيه مرة بعد مرة تدرك بركته وخيره، وهذا يدل على الحث على تدبر القرآن، وأنه من أفضل الأعمال)) تفسير السعدي سورة ((ص 29))
قال عبد الله بن مسعود ((لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذّ الشعر، قفو عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة)) أخلاق حملة القرآن 10_11
و في مسند الإمام أحمد عن عائشة _ رضي الله عنها _ ((أنه ذكر لها أن ناسا يقرأون القرآن في الليلة مرة أو مرتين، فقالت: أولئك قرأوا ولم يقرأوا، كنت أقوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة التمام فكان يقرأ سورة البقرة، و آل عمران، والنساء، فلا يمر بآية فيها خوف إلا دعا الله و استعاذ و لا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا الله ورغب إليه))
و في صحيح مسلم عن حذيفة قال ((صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلت يركع عند المائة ثم مضى، فقلت يصلي بها في ركعة، فمضى فقلت يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ)) صلاة المسافر رقم 772
وفي صحيح مسلم عن أبي وائل قال ((جاء رجل إلى عبدالله بن مسعود و فيه قال: إني لأقرأ المفصل في ركعة، فقال عبد الله: هذّاً كهذّا الشعر؟!!! إن أقواما يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم))
أتى أحدهم إلى ابن عباس _ حبر هذه الأمة _ رضي الله عنه فقال ((إني سريع القرأة إني أقرأ القرآن في ثلاث))
فقال ابن عباس _ العالم الرباني رضي الله عنه _ مربياً هذا الرجل ((لأن أقرأ سورة من القرآن في ليلة فأتدبرها و أرتلها أحب إلي من أن أقرأ القرآن كما تقرأ)) ذكرته بتصرف من ابن القيم في مفتاح دار السعادة 1/ 554
أراد ابن عباس أن يبين له أن القرآن لم ينزل للقرأة فقط حتى يفتخر بسرعة قرائته
إنما أُنزل ليتدبره و يعمل بما فيه.
هذا قول ابن عباس
وأما فعله فأقرأوا أيها الناس
عن ابن مليكة قال ((صحبت ابن عباس _ يعني في السفر فإذا نزل قام شطر الليل و يرتل القرآن يقرأ حرفاً حرفا، ويكثر في ذلك من النشيج و النحيب)) ذكره محمد موسى نصر في كتاب فضائل القرآن من كتاب المرشد الوجيز لأبي أسامة
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول ابن القيم _ رحمه الله _ لو علم الناس ما في قرأة القرآنبالتدبر لا اشتغلوا بها عن كل ما سواها، فإذا قرأة بتفكر حتى مر بآية هو محتاج إليها في شفاء قلبه كررها ولو مائة مرة، ولو ليلة، فقراءة آية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر و تفهم، و أنفع للقلب، و ادعى إلى حصول الإيمان و ذوق حلاوة القرآن.
وهذه كانت عادة السلف يردد أحدهم الآية إلى الصباح و قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام بآية يرددها حتى الصباح، و هي قوله ((إن تعذبهم فإنهم عبادك و إن تغفرلهم فإنك أنت العزيز الحكيم)) مفتاح دار السعادة 1/ 553 - 554
وقال عبادة ((دخلت على أسماء _ رضي الله عنها _ وهي تقرأ ((فمن الله علينا و وقانا عذاب السموم)) فوقفت عندها فجعلت تعيدها وتدعو فطال على ذلك فذهبت إلى السوق فقضيت حاجتي ثم رجعت و هي تعيدها وتدعو)) التبيان 61
وعن مسروق ((قال لي رجل من مكة: هذا مقام أخيك تميم الداري، صلى ليلة حتى أصبح أو كاد، يقرأ آية يرددها، ويبكي ((أم حسب الذين اجترحوا السيئات أنجعلهم كالذين آمنوا و عملوا الصالحات)) الجاثية 20 ((سير أعلام النبلاء 2/ 425))
يرددون الآية ليلهم كله
ليذوقوا لذتها
ويستطعمو حلاوتها
رحم الله السلف علموا فعملوا، فأين نحن منهم.
واعلم أخي أن قاصد التدبر في كتاب الله، يحتاج إلى عدة أمور، منها:
1 - النظر في كلام أهل العلم: و قرأة ما كتبوا في تفسير القرآن الكريم، فلا يأتي التدبر دون فهم المعاني، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في فتاويه ((وتدبر الكلام بدون فهم معانيه لايمكن)) فتاوى ابن تيمية 13/ 331_332
وقال أيضا _ رحمه الله _ في مقدمة التفسير ? يجب أن يعلم أن النبي ? لأصحابه معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه، كقوله تعالى ? لتبين للناس ما نُزِّل إليهم ? سورة النحل الآية 44 يتناول هذا و هذا. شرح مقدمة التفسير لابن عثيمين 21
و عليك أخي بتفسير ابن كثير والطبري والسعدي رحمهم الله
2 - معايشة معاني الآيات: وهو من أعظم سبل تدبر القرآن.
عن عبد الله بن شداد بن يقول: ((سمعت نشيج عمر بن الخطاب رضي الله عنه وإني لفي آخر الصفوف إنما أشكو بثي وحزني إلى الله)) سنن سعيد بن منصور كتاب التفسير باب تفسير سورة يوسف الآية (86) قوله تعالى قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون.
3 - الوقوف عند الآيات: عن أم سلمة _ رضي الله عنها _ قالت: و كان الرسول صلى الله عليه وسلم ((يقطع قراءته آية آية)) ((الحمدلله رب العالمين)) ثم يقف ((الرحمن الرحيم)) ثم يقف. رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم ((5000))
4 - الترسل بالقراءة: قال تعالى ((وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث)) قال ابن الجوزي ((على تؤدة و ترسل ليتدبروا معناه)) زاد المسير 5/ 97
و عن حفصة أم المؤمنين _ رضي الله عنها _ قالت: ((كان صلى الله عليه وسلم يقرأ بالسورة فيرتلها، حتى تكون أطول من أطول منها)) أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين و قصرها، باب جواز النافة قائما وقاعدا وفعل بعض الركعة قائما و بعضها قاعداً
و لكي يتضح المقال نضرب المثال
دعونا نقف مع سورة من سور القرآن و هي سورة الحديد فنتدبر آياتها ونتأمل أسرارها وحكمها.
و قبل أن نبدأ بهذه السورة أسمعوا هذه القصة
أخرج البزار وابن عساكر ابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في الدلائل عن عمر- بن الخطاب - قال: ((كنت أشد الناس على رسول الله ?
فبينا أنا في يوم حار بالهاجرة في بعض طريق مكة إذا لقيني رجل فقال: عجبا لك يا بن الخطاب أنك وأنك،وقد دخل عليك الأمر في بيتك،
قلت: وماذا ذاك؟
قال: هذه أختك قد أسلمت،
فرجعت مغضباً حتى قرعت الباب،
فقيل من هذا؟
فقلت عمر،
فتبادروا،
فاختفوا مني،
وقد كانوا يقرأون صحيفة بين أيديهم تركوها أو نسوها فدخلت حتى جلست على السرير،
فنظرت إلى الصحيفة فقلت: ما هذه؟ ... ناولينيها،
قالت: إنك لست من أهلها إنك لا تغتسل من الجنابة، ولا تطهر وهذا كتاب لا يمسه إلا المطهرون،
فمازلت حتى ناولتنييها ففتحتها فإذا فيها ((بسم الله الرحمن الرحيم))،
فلما قرأت الرحمن الرحيم ذعرت، فألقيت الصحيفة من يدي،
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم رجعت إلى نفسي فأخذتها فإذا فيها بسم الله الرحمن الرحيم ((سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 1 لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 2 هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ 3 هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ 4 لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ 5 يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ 6 آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ 7))
فكلما مررت باسم من أسماء الله ذعرت ثم ترجع إلى نفسي حتى بلغت ((آمنوا بالله ورسوله و انفقوا مما جعلكم مستخلفين فية)) فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، فخرج القوم مستبشرين فكبروا. الدر المنثور ج8/ص46
كان عمر بن الخطاب شديداً على المسلمين قبل إسلامه، متعصباً لدينة، حتى أنهم قالوا: لو أسلم حمار آل الخطاب ما أسلم عمر.
فلماذا أسلم عمر؟!!!
هل أسلم خوفا من أحد؟
هل أسلم بالقوة؟
هل أسلم لغرض شخصي؟
كلا، والله.
بل أسلم بعد أن قرأ هذه السورة، فوقع في قلبه، وأثر في نفسه، فعلم أنه ليس كلام البشر بل كلام رب البشر سبحانه وتعالى.
أيها الأحبة دعونا نتأمل في هذه الأيات لعل قلوبنا ترق من خشيته
يقول سبحانه و تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم
((سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ))
ـ[سوسن]ــــــــ[18 Sep 2005, 08:52 م]ـ
لقد وجدت في كتب الدكتور عبدالرحمن حسن حبنكة الميداني
فوائد كثيرة في التدبر وهي:
1 - قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله عزوجل
وهو عبارة عن أربعين قاعدة.
2 - معارج التفكر ودقائق التدبر
وهو تفسير تدبري للقرآن الكريم حسب ترتيب النزول.
ـ[ماجد العريفي]ــــــــ[22 Sep 2005, 07:25 ص]ـ
أشكرك على مشاركتك
والسلام(/)
سرقة علمية من العيار الثقيل!!!
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Sep 2005, 10:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بينما كنت أتجول بين رفوف الكتب في مكتبة دار طيبة - الفرع الجديد - بين مخرجي 11 - 10 الدائري الشرقي بالرياض وقفت على كتاب كبير الحجم في مجلدين كبار بعنوان:
فتح من الرحيم الرحمن
في بيان كيفية تدبر كلام المنان
تأليف أ. د أحمد بن منصور آل سبالك
عضو جمعية علماء الأزهر - ومدير مركز البحث العلمي للدراسات وإحياء التراث - وعميد معهد علوم القرآن والحديث للدراسات الإسلامية والعربية.
ففرحت بالكتاب، خاصة وهو لرجل يحمل مثل هذه الألقاب الطويلة العريضة، وتصفحته سريعاً، فكانت المفاجأة التي آلمتني كثيراً
المجلد الثاني الكبير منه خصصه لوسائل التدبر، وذكر أربعين وسيلة بالتفصيل والتمثيل ..... فما المفاجأة؟
هذه الوسائل هي بكل تفاصيلها: قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله عز وجل للأستاذ الكبير عبدالرحمن حبنكه الميداني - وهي من أنفس ما قرأت في باب التدبر وقواعده -
سرقها آل سبالك كلها، من غير خجل ولا استحياء، ولم يذكر ما يدل على أنه فعل ذلك لا من قريب ولا من بعيد، فلم يذكر في المقدمة ولا في الخاتمة ولا في مراجع الكتاب أنه نقلها أو اقتبسها من كتاب الميداني.
ولم يذكر كتاب الميداني إلا عندما أشار في مقدمته إلى بعض الكتب التي ألفت في هذا الموضوع.
وهذه السرقة تعتبر من أسوأ ما رأيت من السرقات؛ لأنه كتابه هذا ما هو إلا صورة من كتاب الميداني، صورها ثم نسبها إلى نفسه بكل جرأة.
فأين الأمانة العلمية؟
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[15 Sep 2005, 04:57 ص]ـ
لا حول ولا قوة الا بالله
ـ[محمد حامد سليم]ــــــــ[15 Sep 2005, 09:48 ص]ـ
أخي ابو مجاهد
بارك الله فيك
هل من طريقة لإبلاغ المسؤلين عن هذه الواقعة الخطيرة
وخصوصا أن هناك من الأزهر من يزورونك في الجامعة (جامعة الملك خالد) [ u]
ـ[سوسن]ــــــــ[26 Sep 2005, 10:31 م]ـ
فعلا لا حول ولا قوة الا بالله
ولكن با أخي أبو مجاهد
بالنسبه للكتاب الأول ماهي مواضيعه؟
وهل يستفاد منه في التدبر؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Sep 2005, 11:46 م]ـ
كتاب الميداني: قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله عز وجل من أفضل الكتب التي قرأتها في هذا الموضوع، وقد أورد فيه أربعين قاعدة تعين على تدبر كلام الله عز وجل.
وهو من منشورات دار القلم، ويقع في مجلد كبير.
ـ[سوسن]ــــــــ[27 Sep 2005, 05:25 ص]ـ
شكرا لك
كتاب قواعد التدبر في كتاب الله عز وجل
الحمدلله عندي ,
ولكني ا قصد المجلد الأول من كتاب أ.د. احمد بن منصور آل سبالك
لإنك كما بينت إن المجلد الثاني نسخه طبق الأصل من كتاب الأستاذ عبدالرحمن حبنكه الميداني
فحبيت أن استفسر عن المجلد الأول
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[02 Oct 2005, 07:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أبا مجاهد على ما ذكرت
ولكن أحد محبي الشيخ (آل سبالك) اعترض على وصفك لشيخه بالسارق على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38510
وهذا كلامه في المشاركة رقم (18)
إخواني الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقد ألمني كثيرا ما قرأت في هذا الموضوع مع العلم أن الكثير ممن كتبوا بلا شك لم يقرأوا كتب الشيخ التي تحدثوا عنها
لن أطيل في ذكر محاسن الشيخ و فضله وسعة علمه وحافظته القوية الرائعة
لكن الاتهام لابد أن يرد لأن هذا الموضوع يعبر عن أفة حقيقية لطلاب العلم والملتزمين في هذا الزمن، إذ أنهم ينقدون الكتاب ويجرحون مؤلفه من غير أن يطلعوا عليه، ولقد ذكر العلماء قديما أن مقدمة الكتاب هي من أهم ما يوجد في الكتاب لأنها تعرف القارئ بمنهج صاحب الكتاب فيه والغاية من تأليفه
وفي مقدمة كتاب (فتح من الرحيم الرحمن في بيان تدبر كلام المنان) لفضيلة الشيخ أحمد سبالك قال في ص (12) من المقدمة:
(وجمعت وسائل من كتب أهل العلم سلفاً، فقد تيسر في مكتبتي الخاصة جمع كل ورقة تقريباً طبعت لخدمة كتاب الله تعالى ولله الحمد والمنة، وزاد هذا العزم عندي عندما أردت أن أطبع كتابي (سبيل الجنان في علوم القرآن) طبعة أخرى في أثناء مراجعتي له، وجمعت كل ما كتب من دراسات سابقة ضمن هذا الكتاب، ليتسنى للقارئ الكريم جمعٌ يفيد في كيفية تدبر كتاب الله تعالى (وجمعت كل ما كتب من دراسات سابقة ضمن هذا الكتاب، ليتسنى للقارئ الكريم جمعٌ يفيد في كيفية تدبر كتاب الله تعالىثم ذكر في ص (13) أمثلة للكتب التي جمع منها هذه الوسائل ومنها كتاب (التدبر الأمثل للميداني)
فعجبا لسارق يذكر ممن سرق منه، لكن أين من يقرأ ومن يفهم بعد أن يقرأ
فما قولك بارك الله فيك خاصَّة أني لم أر الكتاب
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[06 Oct 2005, 01:52 ص]ـ
ولم يذكر كتاب الميداني إلا عندما أشار في مقدمته إلى بعض الكتب التي ألفت في هذا الموضوع.
كتاب الميداني ذكره في سياق ذكر لبعض الكتب التي ألفت في الموضوع فقط، ولم أره ذكره في مراجع كتابه، ولا ذكر أنه نقل قريباً من ستمائة صفحة منه بلا عزو
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Oct 2005, 04:05 م]ـ
أخي الكريم أبا مجاهد وفقه الله وجميع الإخوة والأخوات
الأمر في زماننا هذا أشبه بقول أبي الطيب المتنبي:
إنا لفي زمن ترك القبيح به * من أكثر الناسِ إجمالٌ وإفضالُ
وذلك أنك تجد من بعضهم جرأة غريبة على التصنيف، والجمع، والاختصار، وكل ذلك على غير بينة ولا بصيرة. ويستجيز أصحابها نسبة جهود الآخرين ومشروعاتهم إلى أنفسهم، دون إشارة تذكر، أو إشارة سريعة لا يتنبه لها إلا القليل في مقدمة مقتضبة للكتاب، أو حاشية صغيرة لا يراها إلا القارئ المدقق، حتى تكون هذه الإشارة مخرجاً عند المحاسبة بقولهم: قد ذكرنا هذا في الموضع الفلاني.
والدكتور أحمد آل سبالك وفقه الله يغلب على الكتب التي تطبع باسمه، الجمع غير الموفق، والأسلوب غير المرتب لمؤلفات كاملة سابقة، وعندما يقول في مقدمة كتابه: وقد رجعت إلى الكتاب الفلاني، فمعنى ذلك أنه قد أودعه بكامله في كتابه بحواشيه، وتعليقاته.
وقد أشار في تقديمه للكتاب إلى أنه قد استفاد من عدد من الكتب، وهذه العبارة لا تدل على أنه نقل الكتاب بكامله مع طوله، لكن هذا الذي حدث مع كتاب الميداني وغيره.
وما استغربته أنت من نقله لكتاب الشيخ الميداني رحمه الله في الجزء الثاني من الكتاب، ليس بغريب، فهو في الجزء الأول قد صنع هذا بكتاب الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالرحمن الرومي (خصائص القرآن الكريم) حيث توكل على الله ونقله كاملاً، إلا بعض المقاطع القليلة في المقدمة، والتي أشار فيها الدكتور فهد الرومي إلى أن أصل الكتاب حلقات إذاعية قدمها لإذاعة القرآن الكريم. فبدأ في النقل من بدء الحديث عن خصائص القرآن الكريم، ووازن بين كتاب الدكتور فهد الرومي (خصائص القرآن الكريم) من ص 18 فما بعدها من طبعة مكتبة العبيكان (الطبعة التاسعة 1417هـ) وكتاب (فتح من الرحيم الرحمن) للدكتور أحمد آل سبالك 1/ 163 وما بعدها.
وقِفْ معي عند قول الدكتور فهد الرومي وهو يتحدث عن خصائص أسلوب القرآن ص 20: (ولستُ بالقاصد هنا حصراً لصور خصائص أسلوبه، ووجوه إعجازه، ولكني ذاكرٌ منها شيئاً بلاَّ للشِّفاهِ، وتَغمُّراً (1) للقلوب، ونَضْحاً (2) للأكباد). وشرح الدكتور فهد الرومي العبارتين فقال:
(1) التغمر: أقل درجات الشرب، فقه اللغة للثعالبي ص 168
(2) النضح: أول الري، فقه اللغة للثعالبي ص 168
أما الأستاذ الدكتور أحمد آل سبالك فنقلها كما يلي:
(ولست بالقاصد هنا حصراً لصور خصائص أسلوبه، ووجوه إعجازه، ولكننا سنذكر منها شيئاً بلاً للشفاه، وتغمراً للقلوب، ونطحاً للأكباد) 1/ 165
وشرح النطح في الحاشية فقال: (النطح: أول الرَّي).
وقد نطح أكبادنا حقاً بهذا الفعل سامحه الله.
ولعله يعتذر بقوله: إن العلماء المتقدمين كانوا ينقلون من الكتب دون عزو، ولم يثرب عليهم أحد. فيقال له: هذا كان يقبل منهم فيما مضى رحمهم الله، وأما الآن فما العذر، والمناهج قد اتضحت، والكتب المنقول منها مطبوعة منشورة؟
وأظنه قد صنع مع بقية المراجع مثل هذا، ولذلك تجد كل جزء من الكتاب مختلفاً عن الآخر، ولو تُرِكَ الخيار لأجزاء الكتاب أن تعود من حيث أتت، لما بقي إلا غلاف العنوان، والله المستعان على هذا الزمان، على حد قول الشاعر:
وشِعْري نِصْفُه مِنْ شِعْرِ غيري
ـ[أبو أسامة الغالبي]ــــــــ[26 May 2006, 01:20 ص]ـ
الموضوع يتداول هنااا
http://alsaha.fares.net/sahat?128@171.4RAFdD9azsx.8@.2cc0fd97
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[28 May 2006, 12:04 ص]ـ
أما أنا فأقول اللهم اغفر لنا وله وتجاوز عن زلاتنا وقد فعل غيره مثله أو قريبا منه في بعض كتبي كالأتجاهات ومنهج المدرسة العقلية والدراسات والخصائص وهو أكثرها عرضة للنقل بلا عزو غفر الله لهم أجمعين
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 May 2006, 06:23 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا دكتور فهد على هذه الروح المتسامحة، ورزقنا جميعاً سلامة الصدر والقلب.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[01 Feb 2008, 07:56 ص]ـ
.. أما الأستاذ الدكتور أحمد آل سبالك فنقلها كما يلي: (ولست بالقاصد هنا حصراً لصور خصائص أسلوبه، ووجوه إعجازه، ولكننا سنذكر منها شيئاً بلاً للشفاه، وتغمراً للقلوب،ونطحا للأكباد) 1/ 165 .. وشرح النطح في الحاشية فقال: (النطح: أول الرَّي).
وقد نطح أكبادنا حقاً بهذا الفعل سامحه الله.
..
وأظنه قد صنع مع بقية المراجع مثل هذا، ولذلك تجد كل جزء من الكتاب مختلفاً عن الآخر، ولو تُرِكَ الخيار لأجزاء الكتاب أن تعود من حيث أتت، لما بقي إلا غلاف العنوان، والله المستعان على هذا الزمان، على حد قول الشاعر:
وشِعْري نِصْفُه مِنْ شِعْرِ غيري
.
أضحك الله سنك شيخنا:)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[02 Feb 2008, 01:08 م]ـ
أما عن سبالك فلا أعرفه لا من هذا الوجه ولا من غيره {مزحة}
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[02 Feb 2008, 02:19 م]ـ
الأخ أبو مجاهد العبيدي، الأخ عبد الرحمان الشهري، الإخوة الكرام سلمكم الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فلقد استأنست بتعليقاتكم وسررت بها ذلك أنها جزء من تحرير البحث العلمي المجرد من العاطفة والتقليد، وجزء من التحرير الذي تفتقد أمتنا الإسلامية إليه في كل شيء من تراثها، الذي يعني في مصطلحاتي الخاصة فهم الرجال ورائهم حول الكتاب المنزل والاحاديث النبوية ذلك الوحي المقدس.
إن التراث قد حوى مئات الالاف من الكتب المستنسخة بأمانة وبغير أمانة كما هو المثال المذكور غفر الله لنا وصاحبه وجزى أبا مجاهد العبيدي خيرا على توضيح هذه الجزئية أو هذا المثال من استنساخ المكتبة الإسلامية الذي لا يعني شيئا سوى الكذب والتلبس بما لم يعط لابس ثوب الزور ز
إن الأمة المستضعفة اليوم لا تحتاج إلى ملايين الكتب واستنساخها وإنما تحتاج إلى قلة تتدبر الكتاب المنزل والأحاديث النبوية لاستخراج أسباب النجاة في الدنيا والأخرة منهما وأسباب القوة والعزة منهما وأسباب الأمن ورغد العيش منهما، والله يهدينا بالقرآن العجب إلى الرشد وإلى التي هي أقوم.
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[03 Feb 2008, 11:43 م]ـ
فعلا هي كذلك، أليس من الواجب على كل قادر الكشف عن أمثال هؤلاء،وفضحهم على الملأ وفي كل مكان وموقع؛ فلا يلتبس أمرهم على أحد؟
وبارك الله فيمن كشف أو شارك. ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم.
ـ[مها]ــــــــ[04 Feb 2008, 12:30 ص]ـ
الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاه به.
إن سرقة العلم أشد وقعا على النفس من سرقة المال، والملتبس بما لم يعط كلابسي ثوبي زور.
شكر الله لكاتب الموضوع و من شارك فيه، والشكر موصول لأخينا محمد بن جماعة؛ لبعثه الموضوعات المفيدة.
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[04 Feb 2008, 02:25 ص]ـ
الله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[04 Feb 2008, 12:06 م]ـ
أما أنا فأقول اللهم اغفر لنا وله وتجاوز عن زلاتنا وقد فعل غيره مثله أو قريبا منه في بعض كتبي كالأتجاهات ومنهج المدرسة العقلية والدراسات والخصائص وهو أكثرها عرضة للنقل بلا عزو غفر الله لهم أجمعين
فضيلة الدكتور فهد الرومي، لا زال محفوظا. آمين
هل توجد كتبكم على النت مصورةً؟
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[04 Feb 2008, 03:02 م]ـ
لقد وجدتُ كتابين من كتبكم في موقع المكتبة الوقفية. جزاكم الله خيرا.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[04 Feb 2008, 07:42 م]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
النطح: أول الرَّي
لكن ما أجمل قولك شيخ عبد الرحمن
(وقد نطح أكبادنا حقاً بهذا الفعل سامحه الله).
ـ[نعيمان]ــــــــ[10 Feb 2008, 10:01 ص]ـ
1 - الشيخ أبو مجاهد حفظه الله ورعاه:
إنا لله وإنا إليه راجعون، لو كان الأستاذ الدكتور طالب علم مبتدئ، لقلنا: جهول أو غرور، أما أن يكون بهذه الرتبة العلميّة، فإن الشكّ يدور حولها دوراناً تترك الخالي شجيّاً!
جزاك الله خيراً شيخنا أبا مجاهد على فعلتك التي فعلت وأنت من المهتدين - نحسبك، والله حسيبك، ولا نزكي على الله احداً - إذ لو اتخذ العلماء هذه الطريقة لما فكّر باحث أو أستاذ أن - يلطش - جهد غيره، وسهر لياليه، وكدّ جبينه وهو على أريكته، وتحت مكيّفه، بهذه الأريحيّة، والسهولة، والحصول على الترقّي في الدرجات الدنيوية الدنيوية.
فمن أمن العقوبة أساء الأدب، ومن لم يخف الله من كل سوء اقترب.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولقد اطعلت فيما اطلعت -على قلة ما اطلعت - أستاذاً يحمل شهادة الدكتوراه، في رسالته للدكتوراه، وقد منع أن يُصَوّر من كتابه شيء إلا بإذنه خطيّاً، وذلك في مكتبة جمعة الماجد بدبي، فعكفت على هذا الكتاب الممنوع تصويره، فإن هذه التحذيرات احياناً تستهوي القراء، وتثير فيهم الفضول العلميّ، وغيره!
فاطلعت فيما عرفت حين ذاك - على قلة بضاعتي في العلم - على أن الدكتور! قد استوعب كتاب الدكتور أحمد حسن فرحات - حفظه الله -:
الأمة في دلالتها العربية والقرآنيّة كاملاً، ولعلّ باقي كتابه كذلك، لمن كان له بصيرة بالكتب، ومتابعة للكاتبين، ومعرفة بهم.
2 - الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله ورعاه
(وقد نطح أكبادنا حقاً بهذا الفعل سامحه الله.)
والدكتور خضر حفظه الله ورعاه:
(أما عن سبالك فلا أعرفه لا من هذا الوجه ولا من غيره {مزحة})
أضحكتماني أضحك الله سنيكما
ولا أنا والله أعرفه، فإن لم يستغفر سبالك ربه، ويعتذر عن سرقته، ويسحب من السوق كتابه!!! فإنه لعمرك هالك؟
فمن مبلغ عن أبي مجاهدٍ العبيديِّ سبالكاً؟
3 - الأخ زكريّا توناني - حفظه الله ورعاه:
قال: (فضيلة الدكتور فهد الرومي، لا زال محفوظا. آمين)
آمين؛ لكن هل الصواب لغة حسب السياق أن نقول: لا زال محفوظاً، أم ما زال محفوظاً؟
وجزيتم خيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[19 Apr 2010, 01:28 م]ـ
يوجد كتاب للدكتور سبالك بعنوان:
" البرهان على سلامة القرآن من التحريف والتبديل والزيادة والنقصان "
طبع عام 1427هـ / 2006م
ويحوي 528 صفحة من الحجم العادي، ولفت نظري خلو الكتاب من الهوامش، ولعله استعاض عن ذلك بفهرس للمصادر العربية والأجنبية.
فالمرجو من المشايخ الكرام بيان حال الكتاب، وتجلية وجه الشبه بينه وبين كتابه في التدبر.(/)
بحث في القنوت على ضوء القرآن الكريم
ـ[ابنة الإسلام]ــــــــ[15 Sep 2005, 12:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيوخي الأفاضل لدي بحث في القنوت فأرجوا منكم أن تدلوني على كتب تفيدني في البحث
وجزاكم الله خيرا
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[15 Sep 2005, 02:06 م]ـ
أختي الكريمة: هناك بعض البحوث القصيرة والمختصرة في بحث هذا الموضوع من الناحية الفقهية منها:
1/ بحث للعلامة الشيخ بكر أبو زيد ضمن كتابه: تصحيح الدعاء.
2م بحث للشيخ عدنان عرعور بعنوان: أحكام القنوت.
3/ بحث بعنوان: دعاء القنوت، بقلم علي العايد.
4/ هناك أيضا رسالة ماجستير في أحكام القنوت مسجلة في المعهد العالي للقضاء تقدم بها ابن أخي عبد الله الحميضي وهي في طور الإعداد.
ويمكن الاستفادة من رسالة الدعاء في القرآن الكريم، ولم أطلع عليها.
ويبدو أن بحثك في التفسير الموضوعي؛ فإن كان كذلك فلا بد من جمع موارد هذه الكلمة في القرآن ثم ترتيبها ترتيبا موضوعيا، ثم تفسيرها، واستنباط ما فيها من المعاني والهدايات والفوائد، حسب المنهج المرسوم لك.(/)
صدر حديثاً: أحكام القرآن للإمام القاضي إسماعيل بن إسحاق (ت282هـ)
ـ[موراني]ــــــــ[16 Sep 2005, 03:40 م]ـ
صدر هذا الكتاب الجليل أخيرا عن دار ابن حزم (بيروت)
بتحقيق:
الدكتور عامر حسن صبري (جامعة الامارات العربية المتحدة بالعين)
على 290 صفحة.
لقد قام المحقق مشكورا بتقديم ترجمة مفصلة لصاحب الكتاب وهو القاضي المالكي الشهير اسماعيل بن اسحاق الجهضمي كما أشار الى أهمية دراسة كتب التراث حول أحكام القرآن عامة والى مكانة كتاب اسماعيل القاضي خاصة.
اعتمد المحقق في أعماله في اخراج الكتاب على هذه الصورة الجميلة على الأوارق المتفرقة , وعددها اثننان وثلالثون ورقة ذات وجهين , وهي محفوظة في المكتبة العتيقة بالقيروان. وعلى احدى صفحات الكتاب سماع مؤرخ على جمادى الآخرة من سنة اثنتين وثمانين ومائتين. وذلك يدلّ على أن النسخة القيروانية كتبت في حياة القاضي اسماعيل ودرسها أهل القيروان في حلقات علمية فيها.
قابل المحقق نص هذا الكتاب بعدة كتب أخرى ألّفت في هذا الفن , منها مختصر أحكام القرآن لبكر بن العلاء كما خرّج الأحاديث والآثار تخريجا حسنا ودقيقا كما تعودنا منه في أعماله السابقة في اخراج التراث.
وكذلك وضّح المحقق الجليل ما قد يشكل على القاريء (كما يقول) من بعض كلماته وعباراته منه: اضافة كلمة (وسلّم) بعد صلى الله عليه التي حذفها الناسخ في الأصل.
كما حذف المحقق اسم القاضي اسماعيل في بداية كثير من الأسانيد غير أن الناسخ ذكره في المخطوط.
غير أنني شخصيا لا أرى فائدة في هذين الأمرين , بل رأيت من المستحسن ترك النص كما هو في الأصل.
نشرت من المخطوط 6 صفحات نموذجية في آخر المقدمة.
تشمل الفهارس فهرس الآيات , أطراف الأحاديث النبوية , الأعلام , وفهرس بأهم مصادر التحقيق والدراسة وفهرس الموضوعات.
لا شكّ في أن كل من المحقق الجليل ودار ابن حزم وصاحبها قاما بخدمة عظيمة في سبيل احياء التراث القديم عندما بادرا في اخراج هذا الكتاب القيم الفريد لكي يكون في تناول الجميع بعد ما ظل في حكم الضياع أكثر من 1100 سنة!
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[16 Sep 2005, 04:38 م]ـ
نعم, جزاهما الله خيرا. وشكرا على المعلومة يا د. موراني.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Sep 2005, 08:59 م]ـ
بشرى سارة أشكرك عليها يا دكتور موراني، وأرجو أن يكون في خروج المتبقي من هذا الكتاب إضافة قيمة لكتب أحكام القرآن الكريم المطبوعة.
ـ[موراني]ــــــــ[25 Sep 2005, 10:08 م]ـ
لا شك في أننا خطونا خطوات في سبيل إحياء تراث أهل القيروان , وهو تراث البشرية كلها , بعد ما جمعنا طوال الأعوام السابقة الطويلة كل ما كان موجودا من الأوراق المتبقية من هذا الكتاب النفيس في هذه المكتبة المباركة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Nov 2005, 04:00 م]ـ
http://www.tafsir.net/images/Ismaeel.jpg
ـ[محمد الشعراوي]ــــــــ[14 Nov 2005, 06:35 م]ـ
ما القيمة العلمية لهاذا الكتاب هل هناك منهج خاص يتبعه أهل القيروان في تعاملهم مع القرآن بحيث يتميزون عن أهل الأمصار الأخرى في هذه الفترة المتقدمة، أفيدونا وشكرا
ـ[موراني]ــــــــ[14 Nov 2005, 06:55 م]ـ
هذا الكتاب ليس من ثمرات أهل القيروان في التفسير , بل هو أصلا من بغداد.
كما ليس لدينا دليل على أن أهل القيروان كان يتميز بمنهج ما في التفسير لانعدام مثل تلك الكتب بالقيروان. كتب التفسير الموجودة الآن بالقيروان كلها من تآليف المشارقة: الجهضمي ويحيى بن سلام وابن وهب.
ـ[مرهف]ــــــــ[14 Nov 2005, 08:53 م]ـ
هل هناك كتاب في أحكام القرآن ألفه أحد علماء الحنابلة يظهر فيه منهج الحنابلة في استنباط الأحكام من القرآن؟
ـ[الراية]ــــــــ[15 Nov 2005, 01:58 م]ـ
هل هناك كتاب في أحكام القرآن ألفه أحد علماء الحنابلة يظهر فيه منهج الحنابلة في استنباط الأحكام من القرآن؟
انظر كتاب /
آثار الحنابلة في علوم القران
د. سعود الفنيسان
ـ[مرهف]ــــــــ[16 Nov 2005, 02:44 م]ـ
جزاك الله خيرا ولكن هلا أمددتني بالدار الطابعة
ـ[الراية]ــــــــ[16 Nov 2005, 05:06 م]ـ
ولا أدري هل هناك كتاب للدكتور الطريقي عن آثار الحنابلة في علوم القران؟
بالنسبة لكتاب الفنيسان فلا اذكر الدار الناشر له
ـ[الراية]ــــــــ[01 Dec 2005, 02:56 م]ـ
ولا أدري هل هناك كتاب للدكتور الطريقي عن آثار الحنابلة في علوم القران؟
الان تذكرت كتاب د. الطريقي
عنوانه ((«معجم مصنفات الحنابلة» من وفيات «241هـ حتى سنة 1420هـ»
في ثمانية مجلدات.
الجزء الثامن منها فهارس الكتاب))
للمزيد انظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26643&highlight=%DA%E1%E3%C7%C1+%E4%CC%CF
ـ[الراية]ــــــــ[05 Dec 2005, 02:02 م]ـ
جزاك الله خيرا ولكن هلا أمددتني بالدار الطابعة
دار البشير للنشر
اثار الحنابلة في علوم القران
د. سعود الفنيسان
السعر $5.50
غلاف
http://www.daralbashir.com/quran1.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الراية]ــــــــ[22 Dec 2005, 11:32 ص]ـ
عرضٌ لكتاب: آثار الحنابلة في علوم القرآن .. جمع: سعود الفنيسان
بسم الله الرحمن الرحيم
آثار الحنابلة في علوم القرآن
الحمدلله رب العالمين والصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين أمّا بعد،،،
فبين يديَّ رسالةٌ موسومةٌ بـ: آثار الحنابلة في علوم القرآن.
تأليف: سعود بن عبدالله الفنيسان
الطبعة الأولى - كتب مقدّمتها عام 1409 - تقع في 233 صفحة - تباع بـ12ريالاً
وذكر المؤلف في مقدمة الكتاب أنه التزم ألا يذكر في كتابه إلا من هو حنبليّ المذهب.
وطريقة المؤلف أن جمع ما توفّر لديه من كتبٍ لحنابلة في علوم القرآن، ورتب الأسماء حسب التسلسل الزمني، وبعد ذكره للاسم يعقبه بترجمةٍ موجزة ويهمّش لها بتوثيق ترجمته و أماكنها، وبعد ذلك يذكر نتاجه في علوم القرآن،
فإن كان مطبوعاً وضع بجانبه (مط)
و إن كان مخطوطاً وضع بجانبه (مخ)
وإن كان مفقوداً تركه مهملاً و ذكر من نسب له الكتاب
وسأقوم هنا بنشر بعض ما هو موجودٌ في الكتاب .. فليس لي إلا الانتقاء ولا طلب لي إلا الدعاء ..
ونبدأ باسم الله و على بركته باختيار بعض الحنابلة وما كان منهم من آثار في علوم القرآن:
1/ الإمام المبجّل أحمد بن حنبل - رضي الله عنه - (164 - 241)
واسمه يغني عن ترجمته، له:
1 - التفسير. ذكره ابن النديم في الفهرست، وابن أبي يعلى.
2 - الناسخ و المنسوخ ذكره ابن النديم في الفهرست و الكتاني في الرسالة المستطرفة
3 - المقدّم و المؤخر في القرآن. ذكره الذهبي، والروداني في: صلة الخلف بموصول السلف
4 - جوابات القرآن. ذكره الذهبي
5 - بيان ما ضلّت به الزنادقة في متشابه القرآن. ذكره ابن النديم و عامة من ترجم له، وهو مخطوط في عدد من المكتبات. انظر تاريخ التراث لسزكين 2/ 103.
ويوجد مخطوطاً في المكتبة الظاهرية برقم 7659 ضمن مجموع، وقدطبعه الشيخ حامد الفقي في الجزء الأول من شذرات البلاتين عام 1375 ولكن هذه الطبعة تحتاج إلى تحقيق
2/ أبو عبيد القاسم بن سلام (150 - 227)
3/أبو داود (202 - 275)
صاحب السنن، له:
1 - الناسخ و المنسوخ. ذكره الذهبي وابن خير الأشبيلي في فهرسته، و الروداني في صلة الخلف، وصاحب كشف الظنون، ونقل منه السيوطي في تفسيره.
4/ أبوحاتم الرازي (151 - 277)
له: تفسير القرآن. ذكره البغدادي و الزركلي وكحالة وعادل نويهض، ويوجد الجزء الثالث منه مخطوطاً في المكتبة المحمودية في المدينة المنورة برقم (49 تفسير)
5/أبو إسحاق الزجّاج (230 - 311)
له: معاني القرآن و إعرابه (مط) طبع أخيراً بتحقيق عبدالجليل شلبي
6/ عبدالله بن أبي داود (230 - 316)
له كتاب: المصاحف (مط)
7/ الوفاء بن عقيل (432 - 513)
له: مسألة الحرف و الصوت في القرآن ردّاً على الأشاعرة. ذكره ابن رجب و إسماعيل البغدادي ن وقد نشرت الرسالة في مجلة المعهد العلمي الفرنسي بدمشق - المجلد 24 عام 1971، نشرها: جورج مقدسي.
8/ أبو الفرج بن الجوزي (519 - 597)
1 - تذكرة الأريب في تفسير الغريب (مط) بتحقيق: د. علي الحسن البواب.
2 - زاد المسير (مط)
3 - فنون الأفنان في عيون علوم القرآن (مط) بتحقيق: د. حسن ضياء الدين عتر
4 - المصفى بأكف أهل الرسوخ من علم الناسخ و المنسوخ (مط) بتحقيق: د. حاتم الضامن
9/ أبو البقاء العكبري (538 - 616)
1 - التبيان في إعراب القرآن (مط) باسم: إملاء ما منَّ به الرحمن في إعراب القرآن.
10/ الموفّق ابن قدامة (541 - 620)
1 - البرهان في بيان القرآن (مط) بتحقيق: الفنيسان، في مجلة البحوث العلمية، عدد 19
2 - البيان في حروف القرآن (أو) الصراط المستقيم في بيان الحرف القديم (مخ)
3 - ذم التأويل (مط) بلا توثيق و لا تحقيق.
11/ الناصح ابن الحنبلي (554 - 634)
له: استخراج الجدل من القرآن الكريم (مط) بتحقيق د. زاهر الألمعي
12/ شعلة: أبوعبدالله أحمد بن محمد بن حسين الموصلي (623 - 656)
له: شرح الشاطبية في القراءات (مط) في دار التأليف ولكنها ضعيفة الطبع
13/ عبدالرزاق الرسعني (589 - 661)
(يُتْبَعُ)
(/)
له: تفسير القرآن (رمز الكنوز) (مخ) ويوجد مخطوطاً في جامعة أم القرى وجامعة الإمام، والكتاب - كما يقول محمد العثيمين مدير مركز البحث العلمي - أنه تام، ولا ينقصه سوى الفاتحة و البقرة
14/ محمد الاسفراييني (؟ - 684)
له: فاتحة الإعراب بإعراب الفاتحة (مط) بتحقيق حسين البدري.
15/ نجم الدين الطوفي (657 - 716)
1 - الإشارات الإلهية و المباحث الأصولية في التفسير (مخ) في دار الكتب المصرية، ومكتبة الحرم المكي
2 - الإكسير في قواعد التفسير (مط) باسم: الإكسير في علم التفسير، بتحقيق: عبدالقادر حسين
16/ أحمد بن تيمية (661 - 728)
1 - الإكليل في المتشابه و التأويل (مط) عدة طبعات
2 - تفسير سورة المعوّذتين (مخ) في جامعة برنستن
3 - جواب سؤال في قوله {إنما أمرنا لشئ .. إلخ} (مخ) في جامعة أم القرى
4 - مقدمة في أصول التفسير (مط) أكثر من مرة
17/ ابن هشام النحوي (708 - 761)
1 - إعراب مواضع من القرآن (مط) بتحقيق علي البواب
2 - رسالة في قوله تعالى {إنَّ رحمة الله قريب من المحسنين} (مط) بتحقيق الدكتور: عبدالفتاح الحموز، مطبوعة باسم: مسألة الحكمة في تذكير و تأنيث "إن رحمة الله قريب من المحسنين".
18/ عبدالرحمن بن رجب (736 - 795)
1 - تفسير سورة الإخلاص
2 - تفسير سورة الفلق
3 - تفسير سورة النصر
ولكها مطبوعة
19/ ابن عادل الحنبلي (كان حيّاً سنة 880)
له: اللباب في علوم الكتاب (مخ) في جامعة الإمام، وقد سجّل أول الكتاب في رسالة دكتوراه في اصول الدين في جامعة الإمام
20/ مرعي الكرمي (؟ - 1033)
1 - إتحاف ذوي الألباب في تفسير قوله تعالى {يمحو الله ما يشاء ويثبت و عنده أمّ الكتاب} (مخ) في الجامعة الإسلامية
2 - أقاويل الثقات في تأويل الأسماء و الصفات والآيات المحكمات و المتشابهات (مط) بتحقيق شعيب الأرناؤوط، ومنه مخطوطة مصورة في جامعة الملك سعود
3 - قلائد المرجان في الناسخ و المنسوخ من القرآن (مط) طبعة تجارية سيئة و محرفة، وقد حقق في رسالة ماجستير في جامعة الإمام.
وقد ذكر الشيخ سعود الفنيسان 120 حنبلياً كانت لهم آثار في علوم القرآن، وذكر آثارهم:
فإن كان مفقوداً أهمله،
وإن كان مخطوطاً ذكر نسخه و أماكن وجوده،
وإن كان مطبوعاً فيذكر من طبعه.
وختم كتابه بفهرسٍ قسمه إلى:
1 - فهرس الكتب المطبوعة
2 - فهرس الكتب المخطوطة
3 - فهرس الكتب المفقودة (وهذه الثلاثة على الفهرس الأبجدي)
4 - فهرس المؤلفين الحنابلة في علوم القرآن (بحسب ترتيبه و التسلسل الزمني)
5 - فهرس المراجع
و الكتاب فيه تجاوزٌ في عدّ الحنابلة و اختيارهم، خصوصاً في المعاصرين لأحمد، ولا أدري ما الضابط في عد (المتقدمين) في كونهم حنابلة أم لا!.
مثلما عدّ: أبو حاتم، وأبوعبيد من الحنابلة (و أنا لا أنفي ذلك، بل أستفسر) ..
ومن التجاوزات في عدّ الحنابلة حين قال [وما بين المعقوفتين منّي] في صفحة 183:
109 - أحمد الساعاتي (كان حيّا قبل 1342 هـ)
أحمد فوزي بن أحمد الساعاتي الدمشقي، باحث متكلم، له تأليف يدافع فيه عن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب: (الإنصاف في دعوة الوهابية وخصومها بدفع الخلاف). لم أجد من ذكر مذهبه [!!!!]، ولكن من يدافع عن هذه الدعوة الإصلاحية الغالب على الظن [!!!] أنه حنبليّ المذهب [!!!].
له: البرهان في إعجاز القرآن (مط). اهـ
وعجبي كيف أدخله! ألأنه دافع عن دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب!
عموماً .. الكتاب لطيفٌ و نافع .. وفيه جمعٌ حسن لأئمتنا الحنابلة، ومالهم من باع في خدمة هذا الفن (علوم القرآن) ...
جزى الله مؤلّفه خير الجزاء ..
ولا أدري: هل مؤلفه سيعيد طبعه أم لا؟
أرجو أن أكون قد وفّقتُ في عرض الكتاب، نفعني الله و إياكم
أخوكم
أحمد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28376&highlight=%C2%CB%C7%D1(/)
عروض تقديمية لمادة علوم القرآن (د. محمد بن عبد العزيز الخضيري)
ـ[سلسبيل]ــــــــ[16 Sep 2005, 09:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دروس فضيلة الدكتور/ محمد بن عبد العزيز الخضيري لمادة علوم القرآن من موقع الأكاديمية الإسلامية المفتوحة
1 - الدروس كاملة مفرغة صوتيا
http://www.islamacademy.net/library/mviewer.asp?fId=705&lang=Ar
2- العرض التقديمي لمادة علوم القرآن
للحصول على العرض الذي عن طريق الضغط على الرابط الموجود عند عنوان الدرس بزر الفأرة الأيمن ثم اختر save target as ...
ويتم الإنتقال من شريحة إلى أخرى عن طريق الضغط على زر الفأرة الأيسر أو عن طريق المسطرة " space".
الدرس الأول مقدمة في علوم القرآن ( http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/ppt/AQR101/download.gif)
الدرس الثاني بيان بعض مدارس علوم القرآن ( http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/ppt/AQR101/download.gif)
الدرس الثالث الإيمان بالوحي ( http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/ppt/AQR101/download.gif)
الدرس الرابع كيفية وحي الله لرسوله ( http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/ppt/AQR101/download.gif)
الدرس الخامس نزول القرآن الكريم ( http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/ppt/AQR101/download.gif)
يتبع بقية العروض إن شاء الله تعالى
ـ[سلسبيل]ــــــــ[26 Sep 2005, 08:42 ص]ـ
الدرس السادس أول ما نزل من القرآن وآخر ما نزل ( http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/ppt/AQR101/download.gif)
الدرس السابع الأوائل والأواخر المخصوصة ( http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/ppt/AQR101/download.gif)
الدرس الثامن أسباب النزول ( http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/ppt/AQR101/download.gif)
الدرس التاسع قواعد و مسائل فى أسباب النزول ( http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/ppt/AQR101/download.gif)
الدرس العاشر السور المكية والمدنية ( http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/ppt/AQR101/download.gif)
الدرس الحاي عشر جمع القرآن فى عهد النبوة, وفي عهد أبي بكر ( http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/ppt/AQR101/download.gif)
الدرس الثاني عشر جمع القرآن في عهد عثمان ( http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/ppt/AQR101/download.gif)
الدرس الثالث عشر سور القرآن الكريم ( http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/ppt/AQR101/download.gif)
الدرس الرابع عشر آيات القرآن الكريم ( http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/ppt/AQR101/download.gif)
الدرس الخامس عشر القراءات القرآنية والقراء ( http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/ppt/AQR101/download.gif)
الدرس السادس عشر الأحرف السبعة ( http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/ppt/AQR101/download.gif)
الدروس كاملة مفرغة كتابيا
http://www.islamacademy.net/library/bviewer.asp?fId=720&lang=Ar(/)
هل تفسير عمر بن محمد بن أحمد النسفي (ت537هـ) مطبوع؟
ـ[طويلب]ــــــــ[16 Sep 2005, 10:53 م]ـ
إخواني تعلمون أن للنسفي، عمر بن محمد بن أحمد (ت 537 هـ) كتابان في التتفسير وهما:
1 ـ التيسير في علم التفسير.
2ـ الأكمل والأطول.
وهما محققان كرسائل علمية، ولكن سؤالي هل هما مطبوعان، وأين أجدهما؟ أرجو التكرم بافادتي وجزاكم الله خيرا.
وسؤال ذا صلة: ماهو أفضل موقع لمعرفة الكتب المطبوعة (القديم منها والحديث)، وأفضل طباعات أي كتاب مطبوع.
ـ[ابو المكارم العربي]ــــــــ[24 Sep 2005, 09:25 م]ـ
هناكتفسير مشهور متوفر بالاسواق اسمه تفسير النسفي ول ادري هل هناك تفسير لنسفي آخر؟
هناك تفسير سورة الناس بتحقيق د. عيادة الكبيسي طبعت في درا جمعة الماجد بالامارات أظنه من التفسير المذكور
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Dec 2005, 11:30 م]ـ
إذا أطلق النسفي عند الباحثين انصرف الذهن لأبي البركات عبدالله بن أحمد بن محمود النسفي، المتوفى سنة 710هـ، صاحب كتاب (مدارك التنزيل وحقائق التأويل) في التفسير، وهو كتاب مطبوع في أربعة مجلدات، نشرته دار النفائس في لبنان قبل مدة. وهو تفسير مختصر من الكشاف للزمخشري، ومن تفسير البيضاوي، وجرده من اعتزاليات الزمخشري كما يقول.
وأما النسفي الذي في السؤال فكما تفضل الأخ السائل هو أبو حفص، نجم الدين عمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل، المولود سنة 461هـ والمتوفى سنة 537هـ، فهو متقدم على صاحب مدارك التنزيل، وهو من طبقة الزمخشري، وقد لقيه بمكة، وتوفي قبله بسنة، حيث توفي الزمخشري عام 538هـ.
وله كتابان في التفسير:
الأول: التيسير في علم التفسير. وهو كتاب جيد، اطلعت على الجزء المحقق منه قديماً، وقد قام بتحقيقه الزميل الفاضل الدكتور يحيى بن علي فقيهي، الأستاذ المساعد بكلية الشريعة بجامعة الملك خالد. فقد حقق التفسير من أوله حتى الآية رقم 74 من سورة البقرة. ولا أدري عن بقية الكتاب هل حقق أم لا. والكتاب قيم، وموسع، وفيه نظرات جيدة للمؤلف في جوانب لم يتوقف عندها غيره. وأحياناً يفسر الآية ثم يقول وهي بالفارسية كذا. ثم يكتبها بالفارسية، والمحقق جزاه الله خيراً، كان يستعين بمن يترجمها له. وقد كنت صورت مقدمته لما فيها من اللطائف في تعريف التفسير، وتأصيل مشروعية الاستنباط من القرآن الكريم، ولعلي أنقلها في الملتقى إن شاء الله.
الثاني: الأكمل الأطول في التفسير. وهو في أربعة مجلدات، كما أشار الزركلي وغيره، ولا علم لي به وتحقيقه.
والكتابان غير مطبوعين حسب علمي. وليتك تفيدنا أكثر عن مَنْ أكمل تحقيقَ الأول، وقام بتحقيق الثاني منهما وفقكم الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Jan 2006, 02:19 م]ـ
أما قول أخي الكريم أبي المكارم العربي: (هناك تفسير سورة الناس بتحقيق د. عيادة الكبيسي طبعت في دار جمعة الماجد بالامارات (1) أظنه من التفسير المذكور).
فإن هذا قطعة من تفسير الإمام محمد بن محمد بن برهان الدين النسفي المتوفى سنة 687هـ في بغداد، وهو نَسَفي آخر، فمدينة نسف قد خرج منها عدد من العلماء.
واسم تفسيره الذي حقق الدكتور عيادة الكبيسي منه سورة الناس - وهو يقوم بتحقيق التفسير كاملاً ولعله يطبع قريباً -: (كشف الحقائق وشرح الدقائق من كلام رب العالمين). وهو تهذيب لتفسير مفاتيح الغيب للرازي، ويرى المحقق أنه ليس مجرد اختصار لتفسير الرازي، حيث قد خالفه وزاد عليه في كثير من المواضع، ولذلك يرى المحقق أنه يعد تفسيراً مستقلاً وإن كان قد اعتمد على تفسير الرازي كثيراً.
وعلى هذا يكون التمييز بين المفسرين النسفيين كالآتي:
1 - أبو حفص، نجم الدين عمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل، المولود سنة 461هـ والمتوفى سنة 537هـ صاحب تفسير (التيسير في علم التفسير) وتفسير (الأكمل الأطول). وأظنه صاحب متن العقائد النسفية المشهورة، التي شرحها سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني المتوفى سنة 793هـ.
2 - محمد بن محمد بن برهان الدين النسفي المتوفى سنة 687هـ صاحب تفسير (كشف الحقائق وشرح الدقائق من كلام رب العالمين).
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - أبو البركات عبدالله بن أحمد بن محمود النسفي، المتوفى سنة 710هـ، صاحب كتاب (مدارك التنزيل وحقائق التأويل) في التفسير، وهو المشهور بين طلاب العلم لطباعة تفسيره منذ مدة.
---------
(1) الكتاب مطبوع في دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث بإمارة دبي بالإمارات العربية المتحدة ضمن سلسلة الدراسات القرآنية، وليس صادراً عن مركز جمعة الماجد.
ـ[الميموني]ــــــــ[29 Jan 2006, 05:55 ص]ـ
جزاكم الله خيراً يا دكتور عبد الرحمن كعادتك تفيد ..
اسمح لي بهذه الإضافة:
ترجمة النسفي بأوجز عبارة:
العلامة عمر بن محمد بن أحمد النسفي السمرقندي نجم الدين أبو حفص الحنفي مفسر ومحدث و فقيه أصولي يقال له مائة مصنف. (461 هـ - 537 هـ). () ترجمة عمر بن محمد النسفي رحمه الله في: التحبير: 2/ 58، و معجم الأدباء: 16/ 70 وسير النبلاء: 20/ 126 و مرآة الجنان 3/ 268 و معجم المؤلفين: 2/ 571 و في هامش سير أعلام النبلاء بقية مصادر ترجمته. .وليس هو -كما هو معلوم- بالنسفي صاحب مدارك التأويل المطبوع فذاك متأخر ومتوفى سنة: 710 هـ.
قال في كشف الظنون:
(التيسير في التفسير لنجم الدين أبي حفص عمر بن محمد النسفي الحنفي المتوفى بسمرقند سنة: 537 سبع وثلاثين وخمسمائة أوله: الحمد لله الذي انزل القرآن شفاء. الخ. ذكر في الخطبة مائة اسم من أسماء القرآن ثم عرَّف التفسير والتأويل ثم شرع في المقصود وفسر الآيات بالقول وبسط في معناها كل البسط وهو من الكتب المبسوطة في هذا الفن) اهـ.
وكتاب نجم الدين عمر بن محمد النسفي (537هـ) محقق بعضه في رسائل منها: حقق الدكتور: يحيى بن علي فقيهي:
التيسير في التفسير لأبي حفص عمر النسفي: من أول الكتاب إلى نهاية تفسير - سورة البقرة: تحقيق ودراسة.
الجامعة المانحة للدرجة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أصول الدين، القسم القرآن وعلومه مستوى الرسالة دكتوراه تاريخ التسجيل1410هـ. تاريخ المناقشة1417هـ.
و حققت بعضه: أسماء محمد أحمد بن ياسين: عنوان الرسالة: التيسير في علم التفسير للإمام نجم الدين عمر بن محمد النسفي: من أول سورة - الواقعة إلى آخر سورة المرسلات ماجستير، تاريخ التسجيل1407هـ. تاريخ المناقشة1409هـ. كليات البنات.
و الخلاصة أنه كتاب مفيد و هو مع مجموعة من التفاسير المفيدة لعلي أن أجد فسحة فأصف بعضها و أسميه ... لم تلق من يخرجها لينتفع بها أهل العلم إخراجا لا كإخراجهم للثعلبي ...
ـ[البحر الرائق]ــــــــ[14 Mar 2006, 10:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة و السلام على من لا نبى بعده،
أخوانى الأعزاء: اشهد الله الذى فلق الحبة و برأ النسمة، أنى أحبكم فى الله
و أود أخوانى أن أحيطكم علما بأن تفسير الاكمل الاطول للإمام النسفى كان موضوع رسالة دكتوراه لأخ فاضل بكلية اصول الدين بجامعة الازهر الشريف و هو الدكتور صبرى ابراهيم سالم و تناول الاجزاء السبعة الاولى بالتحقيق و يغلب على ظنى ان الرسالة لم تطبع بعد و لكن اعتقد انه يمكن الرجوع اليها على مكتبة الكلية
و للعلم الدكتور صبرى الان يعمل بجامعات المملكة و لا اعرف اسم الجامعة بالتحديد و لعلى اكلمه هاتفيا و ادعوه الى رفع الكتاب على المنتدى
و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
ـــــــــــــــــــ
احمد محمود على احمد
ليسانس تربية قسم اللغة العربية و الدراسات الاسلامية
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Mar 2006, 06:45 ص]ـ
الأخ الكريم أحمد محمود على جزاكم الله خيراً على تعقيبكم، وأحبكم الله الذي أحببتمونا فيه.
وليتك تهاتف الدكتور صبري أو تبعث لي بهاتفه لقربه منا هنا في السعودية، لعله يتكرم بموافاتنا ولوبمقدمة الكتاب وأهم ما يتعلق بمنهجه فيه. بارك الله فيكم وأحسن إليكم.
ـ[البحر الرائق]ــــــــ[27 Mar 2006, 11:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده , و الصلاة والسلام على من لا نبى بعده ,
أستاذنا الفاضل عبدالرحمن الشهرى:بارك الله فيك و فى علمك و أمتعنا بطول حياتك،
أود أن أعطيك نبذه عن الشيخ صبرى لتكلمه وانت على علم به:
الاسم صبرى ابراهيم سالم،
الماجستير كانت فى موضوع (ترجيحات الامام الشوكانى)
الدكتوراه كانت فى موضوع (تفسير النفسى المسمى الأكمل الأطول)
و عمل الشيخ فى مجال الدعوة فى مصر فكان إماما و خطيبا بوزارة الأوقاف المصرية
و أسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقك إلى كل خير , و أن يجعل جهدك هذا فى ميزان حسناتك , و أشهد الله أنى أحبكم فى الله , و حالى فى هذا كما قال الإمام الشافعى:
أحب الصالحين ولست منهم = لعلى أن أنال بهم شفاعة
و أكره من تجارته المعاصى = و إن كنا سويا فى البضاعة
بيد أنه - رحمه الله يقولها تواضعا، و لا أجعل نفسى فى مرتبته، و لكن التشبه بالصالحين فلاح.
ـــــــــــــــــــ
أحمد محمود على أحمد
ليسانس آداب وتربية
قسم اللغة العربية و الدراسات الاسلامية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Mar 2006, 12:54 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أستاذ أحمد على هذه المعلومات، وقد حفظت رقم هاتفه وسأهاتفه إن شاء الله بخصوص هذا الموضوع.(/)
هل أريحا قديما كانت داخلة في نطاق قرية بيت المقدس؟ وهل كان يطلق على قرية بيت المقدس
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[18 Sep 2005, 01:00 ص]ـ
هل أريحا قديما كانت داخلة في نطاق قرية بيت المقدس؟ وهل كان يطلق على قرية بيت المقدس أريحا
قال جرير:
رَيابِيل البلادِ يَخَفْنَ منِّي وحَيّةُ أَرْيَحاء ليَ اسْتَجابا
قال ابن بري البيت في شعر جرير شَياطِينُ البلاد يَخَفْن زَأْرِي. وأَريحاء بيت المَقْدِس لسان العرب 3/ 1532
وفي البحر المحيط لأبي حيان في قوله تعالى " وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية "
" والقرية هنا بيت المقدس، في قول الجمهور، قاله ابن مسعود وابن عباس وقتادة والسدّي والربيع وغيرهم. وقيل: أريحا، قاله ابن عباس أيضاً، وهي بأرض المقدس. قال أبو زيد عمر بن شبةالنمري: كانت قاعدة ومسكن ملوك، وفيها مسجد هو بيت المقدس وقد قال ابن كثير
" هي أريحاء وكذا ذكر غير واحد من المفسرين وفي هذا نظر لأن أريحاءليست هي المقصودة بالفتح ولا كانت في طريقهم إلى بيت المقدس، وقد قدموا من بلاد مصر حين أهلك الله عدوهم فرعون اللهم إلا أن يكون المراد بأريحاء أرض بيت المقدس كما قاله السدي فيما رواه ابن جرير عنه لا أن المراد بها هذه البلدة المعروفة في طرف الطور شرقي بيت المقدس
فهل كان يطلق على بيت المقدس أريحا أم ماذا؟
أرجو الإفادة
ـ[موراني]ــــــــ[22 Sep 2005, 11:26 ص]ـ
في معجم البلدان لياقوت:
أريحا مدينة الجبارين في الغور من أرض الأردن بالشام بينها وبين بيت المقدس يوم للفارس
ويقول المشرف بن المرجّى في فضائل بيت المقدس والخليل وفضائل الشام:
انّ عطاء الخراساني هلك بأريحا فحمل الى بيت المقدس (أنظر أيضا المزي , ج 20 , ص 114)
وفي بيت المقدس باب أريحا فحسب.
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[22 Sep 2005, 11:50 ص]ـ
أخي الفاضل ..
أسماء البقع الجغرافية تتأثر يتغير الخرائط السياسية. فقد تكون منطقة ما تابعة لإقليم معين، في زمن. ثم تتبع غيره في زمن آخر. مثلاً قد تكون منطقة سيناء التابعة لإقليم مصر الحالية كانت سابقاً تابعة لإقليم بلاد الشام الحالي. ويؤكد ذلك ما ورد في المزامير 68/ 17: " مركبات الله ربوات ألوف مكررة. الرب فيها. سينا في القدس ".
وانظر كذلك ما ذكر الإمام النووي في شرحه لكتاب الجهاد من صحيح الإمام مسلم حينما حدد فلسطين والأردن
فجعل منطقة فلسطين ما وقع أسفل البحر الميت (شرقاً وغرباً) مما جعل الخليل والكرك داخل فلسطين
بينما الأردن ما وقع أعلاه (شرق النهر وغربه) فكانت نابلس وجرش داخل الأردن
أي أن حدود فلسطين مع الأردن شمال وجنوب
بينما هي حالياً شرق وغرب
والله أعلم(/)
تأملات حول القلم
ـ[سوسن]ــــــــ[18 Sep 2005, 09:27 م]ـ
قوله تعالى
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ, خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ, اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)
القلم ثلاث
القلم الأول:
قلم الله، أول ما خلق الله القلم، ثم قال له إكتب فكتب ما يكون إلى يوم القيامة. فهو عنده في
الذكر فوق العرش، وأول ما كتب القلم (رحمتي غلبت غضبي)
القلم الثاني:
قلم الملائكة، تكتب المقادير والكائنات وما يكون من تدبير وتكتب بقلمها أعمال العباد وأقوالهم
(مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).
القلم الثالث:
وهو القلم الذي يكتب به الناس منذ بدئ الخليقة،
سواء ما كان يكتب به حجرا أو عود من شجر أو قلم من أقلام اليوم.
فلولا القلم ما تكلمنا بشئ من العلوم
ولولا القلم لظل الإنسان بلا تطور، غائب في ظلمات الجهل لا يصنع شيئا،
ولا تنتقل العلوم، ولا تدون الأديان، ولا تكتب الشرائع، وما كان الإنسان أن يعلم شئ لولا القلم.
القلم ذاك الإعجاز في الأداة الصغيرة به إنتقلت علوم الأولين، وإنتقلت شرائع المرسلين، وبنى المتأخرين
على ما فعله المتقدمين، فالعلوم تبنى على العلوم والإختراعات تتطور من إلى بنقل العلوم كل ذلك بالقلم
تلك الأداة البسيطة.(/)
هل يقرأ بقراءة ابن عباس (- يطوقونه -فدية طعام مسكين)؟
ـ[عبدالله بن عمر]ــــــــ[20 Sep 2005, 09:16 م]ـ
هل يقرأ بقراءة ابن عباس (- يطوقونه -فدية طعام مسكين)؟
مع العلم أنها في البخاري ..
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[21 Sep 2005, 11:36 ص]ـ
يطوقونه هذه القراءة قراءة شاذة لكن يستفاد منها في الأحكام
أما فدية ففيها قراءتان بتوين فدية ورفع طعام وجمع مساكين والثانية حذف التنوين وجر الطعام وإفراد مساكين وهما قراءتان متواترتان(/)
مباحث في علوم القرآن لمناع القطان
ـ[أبو حسن]ــــــــ[21 Sep 2005, 12:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ارجوا من الأحبة في المنتدى كل يدلي بدلوه بالحديث عن هذا الكتاب القيم
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[24 Sep 2005, 01:22 م]ـ
هو كتاب قيم جدا، وهو من أفضل الكتب المعاصرة في هذا الباب إن لم يكن أفضلها، وقد طبع عشرات المرات، وقد تميز بالشمول، وجمال الأسلوب، وعدم الاستطراد، وهو من أنسب الكتب الدراسية للطلاب،وما هو بالمعصوم، رحم الله مؤلفه.
ـ[أبو حسن]ــــــــ[17 Oct 2005, 01:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الرد
وأرجوا من الأخوة الكلام عن هذه الكتاب وفاء لهذا الشيخ الفاضل رحمه الله
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 Oct 2005, 07:37 م]ـ
معذرة فأنا مع أنّي قرأته إلّا أنني لا أميل إلّا إلى كتب الأولين الأفذاذ كالزركشي
ـ[أبو حسن]ــــــــ[19 Oct 2005, 12:22 ص]ـ
نحن نتكلم أيها المبارك عن هذا الكتاب بالنسبة للكتب المعاصرة وإلا فهذه الكتب من المراجع الأصيلة وكل من ألف من المعاصرين فهو عالة على من سبق
كما ذكر ابن رجب رحمه الله في فضل علم السلف على الخلف
ـ[صالح صواب]ــــــــ[19 Oct 2005, 11:42 م]ـ
(مباحث في علوم القرآن) للشيخ/ مناع القطان رحمه الله، من الكتب القيمة النافعة، وقد أدى هذا الكتاب دورا هاما في التعليم النظامي الجامعي، حيث يدرس الكتاب في أكثر من جامعة.
لكن ما يؤخذ على الكتاب أن المؤلف - رحمه الله تعالى - اعتمد في كتابه هذا على النقل عمن سبقه، وبخاصة الزركشي والسيوطي.
ففي الكتاب نقل وتقليد في كثير من المسائل، ويبدو أن المؤلف - رحمه الله - كتبه ابتداء على عجلة من أمره ليسد فراغا في بعض الجامعات الإسلامية، ولم يتيسر له تنقيحه وتصحيحه.
وأنصح بدراسة مقارنة في علوم القرآن، وأن يستفاد من كتاب (مناهل العرفان) للشيخ/ محمد عبدالعظيم الزرقاني، فقد خالف مناع القطان في كثير من المسائل.
كما أدعو الأساتذة الكرام الذين اعتمدوه منهجا دراسيا أن يرجحوا ويقارنوا بين الأقوال، فلا ينبغي الاعتماد على كتاب باعتبار أن كل ما فيه قول راجح، وهذا - مع الأسف - ما تعودنا عليه، أن نعتبر ما في الكتاب المنهج هو القول الراجح، مع أن الراجح قد يكون غيره.
ولعل من الأمثلة على الموضوعات التي تحتاج إلى تحقيق موضوع (الأحرف السبعة) ..
ـ[أبو حسن]ــــــــ[20 Oct 2005, 12:49 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا البيان الشافي(/)
أبحث عن موضوع لرسالة ماجستير حول مناهج المفسرين
ـ[سالم العلوي]ــــــــ[23 Sep 2005, 10:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالب دراسات عليا / ماجستير في جامعة الشارقة في الإمارات
وقد اختار الله لي أن أكون ضمن قسم التفسير
وأشعر أن المهة ثقيلة جدا ..
ومطلوب مني هذه الأيام أن أقدم موضوع الرسالة وخطة البحث
ونفسي تميل إلى الكتابة في منهج مفسر من المفسرين
لكنني أجد صعوبة في الاختيار وخاصة أني ربما أختار مفسرا ثم أكتشف أنه قد كتب فيه فلا يقبل الموضوع ولا تكون له فائدة أصلا ..
وأنا إذ أتشرف بمخاطبتكم، أرجو - شاكرا ومقدرا- مساعدتي في اختيار اسم مفسر من مفسرينا العظام لدراسته، وليكون عملي مفيدا ونافعا، أسأل الله القبول ..
مثلا .. فكرت في الكتابة عن الخازن لكن فاجأني الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم أستاذ التفسير في الجامعة بأن الموضوع قد كتبت فيه رسالة دكتوراة في جامعة محمد بن سعود الإسلامية، رغم أني لم أجد الكتاب عندنا في مكتبات جامعة الإمارات وجامعة الشارقة وغيرها من المكتبات الجيدة في الدولة ..
وهكذا أجد نفسي غير قادر على الاختيار .. فهل من معين
أسأل الله العلي القدير أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وأن لا يجعل لأحد فيها نصيبا، وأن يستعملنا في طاعته ونصرة دينه وكتابه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وشكر الله لكم، وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Sep 2005, 11:20 ص]ـ
أخي الكريم سالم وفقه الله وأعانه
حياك الله وبياك في ملتقى التفسير، وأسأل الله لك النفع والفائدة.
أما ما ذكرته عن دراسة تفسير الخازن دراسة منهجية، فكما تفضل الدكتور مصطفى مسلم وفقه الله، فقد بحث هذا الموضوع في قسم القرآن بكلية أصول الدين، والذي بحثه هو شيخي الفاضل الدكتور قاسم بن أحمد القثردي الأستاذ المساعد بقسم القرآن وعلومه بكلية الشريعة وأصول الدين بأبها، وذلك في مرحلة الدكتوراه عام 1409هـ تقريباً. وهذه الرسالة لم تنشر بعد، وإنما تجدها في مكتبة الرسائل الجامعية بالمكتبة المركزية بجامعة الإمام، أو بمكتبة قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين.
وأما المفسرون الذين لم تدرس مناهجهم بعد فهم كثيرون، غير أن هذا لا يعني أن ما درس منهجه ليس في حاجة إلى إعادة دراسة منهجه مرة أخرى، فبعض الدراسات التي كتبت قد كتبت قبل نشر التفسير، وكتبت بناء على اطلاع الباحث على جزء من التفسير أو نحو ذلك. فيمكنك الرجوع للدراسات التي كتبت قديماً في مناهج المفسرين فتعيد النظر فيها بناء على المعطيات الجديدة التي تناولت هذا التفسير أو درات حوله. فمثلاً: تفسير ابن عطية الأندلسي، جدير بإعادة دراسة منهجه دراسة علمية عميقة، تستفيد مما كتبه الدكتور عبدالوهاب فايد في منهجه، وكتبه غيره، وتبني عليها. أضف إلى ذلك أن المنهج الذي نسير عليه في دراسة مناهج المفسرين يحتاج إلى عمق علمي أكثر، دون الاكتفاء بما اعتدناه من عناصر، والغوص في دراسة لغة المفسر العلمية، وقدرته الاستنباطية، وقدرته النقدية، بحيث يمكن تدريس خطوات هذه الأساليب والمناهج للطلاب ليسيروا على هداها في النقد والفهم والتدبر، وليجتمع لنا من مجموع مناهج المفسرين منهج علمي دقيق موحد يصلح منهجاً معتمداً يدرس بناء عليه تفسير القرآن الكريم.
أسأل الله أن يوفقكم للخير، وأن يرزقكم العلم النافع، والأجر المتصل.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[24 Sep 2005, 01:11 م]ـ
أخي الكريم: يمكن دراسة كتاب (التفسير والمفمسرو ن) للدكتور الذهبي - رحمه الله - دراسة تقويمية فهو بحاجة إلى ذلك، وهو كتاب قيم وفيه مسائل عديدة تحتاج مزيد دراسة وتحرير، وفقك الله.
ـ[موراني]ــــــــ[24 Sep 2005, 03:28 م]ـ
أعتذر اذا كان تعقيبي هذا في غير محله , وهذا وارد في رأيي بسبب عدم معرفتي وتجربتي في القضايا التعليمية في أغلب البلاد الاسلامية العربية كما لم تتضح لي المتطلبات التي يجب ان يخضع لها طالب العلم في سبيل نيل درجة ما (دكتوراه كانت أو ماجستير). الا أنّ الموضوع واضح وهو منهج مفسر من المفسرين وهنا اقترح التالي: دراسة منهج المسفرين القدماء على هذا الترتيب: عبد الله بن وهب ويحيى بن سلام وهود بن محكم وعبد الرزاق الصنعاني دراسة مقارنة بين مناهجمهم وفقا لتفاسيرهم المطبوعة.
وأرجو لك التوفيق
ـ[نورة]ــــــــ[24 Sep 2005, 05:44 م]ـ
الله ييسرلك ويوفقك
ـ[سالم العلوي]ــــــــ[24 Sep 2005, 11:27 م]ـ
الأخوة الأفاضل .. الأخوات الكريمات
شكر الله لكم تفاعلكم وسديد نصحكم
والحقيقة .. ما زلت أنتظر ما تجودون به من نصائح غالية
وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى
ـ[طويلب]ــــــــ[05 Oct 2005, 12:00 ص]ـ
الأخ الكريم سالم
أرجو من الله أن ييسر لنا ولك الحصول على مواضيع للدراسات الجامعية، ولكن حتى لا تبحث موضوعا سبق طرحه وسبقت فيه بالكتابة فأنصحك أن تبحث في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في السعودية والذي يحوي كثيرا من الرسائل الجامعية التي نوقشت في السعودية وبعض الأقطار العربية وإليك الموقع على هذا الرابط
اضغط هنا ( http://213.150.161.217/kfcris/login.htm)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب المعالي]ــــــــ[08 Nov 2005, 03:09 م]ـ
السلام عليكم
ذكر لي احد المشايخ في التفسير ان منهج ابن الجوزي في كتابه (زاد المسير) لم يتناوله احد حتىالآن
فلو تناولته، ففيه خير كثير
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 Nov 2005, 11:27 م]ـ
بل قد دُرس منهج ابن الجوزي في تفسيره زاد المسير قديما؛ فقد كان موضوعاً لإحدى رسائل الشيخ الدكتور عبدالرحيم الطحان في جامعة الأزهر.
ـ[طالب المعالي]ــــــــ[10 Nov 2005, 02:24 م]ـ
انار الله بصيرتك شيخنا ابو مجاهد
ولعل الشيخ يقصد انه لم يدرس في نطاق الديار السعودية(/)
** نظم مشتركات القرآن ** من كلّيّات المباني في القرآن الكريم .. (نسخة الإهداء)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[26 Sep 2005, 04:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً, أما بعد:
فهذه هدية متواضعة أقدمها لإخواني الكرام في هذا الملتقى, وقد ادَّخرتُها منذ زمن طويل لمناسبة جليلة أختارها في هذا الملتقى المبارك, فرأيت من أحسن المناسبات نعمةُ الله تعالى على أخينا الفاضل أبي عبد الله عبد الرحمن الشهري, بحصوله على درجة الدكتوراه في فَنِّ التفسير, بعنوان: (الشاهد الشعري في تفسير القرآن الكريم).
وإنها لمن محاسن المناسبات أن تكون هذه الهدية شعراً يجمع تفسيراً, وهي:
نَظْمُ مُشْتَرَكَاتِ القُرْآنِ
(من كليات المباني في القرآن الكريم)
نظم:
العلامة عبد الهادي الأبياري
أحد علماء الأزهر (ت:1305هـ)
وقد أفردها من مجموعٍ مخطوط, وضبط نَصَّها الشيخ المُحَدث الفاضل: صالح بن عبد الله بن حمد العصيمي, غفر الله له ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين.
وقد أهداني وفقه الله نسخةً منها, مكتوبةٌ بخط جميل, وهي منظومة في (59) بيتاً, جمع فيها الناظم كُلِّيَّات المباني التي ذكرها السيوطي في الإتقان, والمُراد بِها: كُليَّات القرآن, وهي: الألفاظ والأساليب التي اطَّردت معانيها في جميع القرآن الكريم, أو في طائفةٍ منه. نحو قول ابن عباس رضي الله عنه: كل (رجز) في القرآن فهو: عذاب. وقول أبي العالية: كل (أليم) في القرآن فهو: موجع. وكثيراً ما يُستَثنى منها مواضع.
ولهذا المصطلح اطلاقات عديدة, تقترب منه وتبتعد, وتتشاكل وتتخالف, نحو: كُليَّات التفسير, ومصطلحات القرآن, وعادات القرآن, وقواعد القرآن, ومشتركات القرآن, ومُشَرَّكات القرآن, وطريقة القرآن, ومنهج القرآن, ومن شأن القرآن.
وقد يسر الله لي جمع كلَّ ما كان من هذا القبيل في ما اطلعت عليه من كتب التفسير, وأرجو أن ييسر الله تعالى ذكر بعض الفوائد في هذا النوع الجامع من التفسير.
نَظْمُ مُشْتَرَكَاتِ القُرْآنِ
(من كليات المباني في القرآن الكريم)
حمداً لمن أنزل القرآن فيه هُدى = للمتقين وذكرى للذي ادَّكرا
ثم الصلاة على الهادي وشيعته = ما لاح نجمٌ وما بدرٌ بدا وسرى
وبعد: فاصغِ إلى نظم لمُشتَرك = من القران كزهر الروض مُزدهرا
كُلُّ الذي في كتاب الله من أسفٍ = فالحزن, إلا الذي في زُخرف أُثِرا
فإن معناه فيها: اغضبوا وكذا = ما كان من نبإٍ فيه أتى خبراً
إلا فعُمِّيَت الأنباء يومئذ = فبالأدلة والآيات قد فُسِرا
وبالندامة فًسِّر حسرةً أبداً = لا حسرةً في قلوب حُسنها ظهرا
وكُلُّ ما فيه من بخسٍ فذاك بنقـ=ـصٍ فسَّروا, غير ما في يوسفٍ ذُكِرا
فذاك قد عَبَّروه بالحرام وما = فيه من البعل فهو الزوج حيثُ جَرى
إلا أتدعون بعلاً فالمراد به = معبودُهم صنمٌ بالبعل قد شُهِرا
ثم البروج التي فيها الكواكب ما = عدا التي في النِّسا فهي القُصور تُرى
وكل ما فيه من بَرٍّ ومن بَحَرٍ = فالماء والترب, لا في الروم فاعتبرا
إذ المراد به العمران مع خَِرَبٍ = وكل رجزٍ عذابٌ غيرَ ما هُجِرا
أعني المُسَطَّرَ في مُدَّثرٍ فلقد = قالوا هو الصنم احفظ واتبع الأثرا
وكل ما فيه من سُخرٌ فبالاسـ=ـتهزاء فُسِّرَ لا سُخريّاً استطرا
في زُخرف فبتسخيرٍ يُفسر والشـ=ـيطان فيه بإبليس كما اشتهرا
إلا الذي في سنام الذِّكر أوَّلَه = فإنه: الرُّؤسا كُفراً لمن كَفرا
وكل زورٍ فبُهتانٌ يُصاحبه = كفرٌ سوى ما بفرقان فلا وزراً
وكل رجمٍ فقتلٌ جاء غير لأر = جُمَنَّك اعلم فجا بالشتم مُنتشرا
كذاك بالغيب رجماً فَسَّروه بظَنـ=ـنٍ ثم كل ورود فالدخول طرا
إلا الكليم فهجمٌ كان منه ولم = يدخل بما مدينٍ فاستتبع الخبرا
وكل ريبٍ بشك فسروه سوى = ريب المنون فكيد الدهر ما خطرا
وحيث جاء زكاةٌ في الكتاب فأ = وِّلنه بالمال إلا ما قد استَطَرا
في توبة وكذا في مريم فبطهـ=ـرٍ ثُمَّ بالمَيْلِ لفظُ الزيغ قد فُسِرا
إلا وإذ زاغت الأبصار أي: شخصت = ثُمَّ القُنوت به في الطاعة انحصرا
سوى وكُلٌّ له مع قانتون فمعـ=ـناهُ مُقِرُّون, فاقفُ الإثرَ مُختَبرا
وكل ما جاء فيه من سكينة اعـ=ـلم أن معناه الاطمئنان حيثُ طرا
إلا الذي جاء في التابوت فهو على = ما قيل شيءٌ كرأس الهِّرَّة اختُبِرا
(يُتْبَعُ)
(/)
له جناحان, واليأس القنوط سوى = ما جاء في الرعد فهو العلم قد نَدرا
وكل كنْزٍ فمالٌ ما عداه بكهـ=ـفٍ فالصحيفةُ من علمٍ كما أُثِرا
وأينما جاء مصباحٌ فكوكبٌ إلـ=ـلا ما يجيء بنورٍ فالسراج يُرى
وأينما صممٌ يأتي فعن سمْعِ الـ=ـقرانِ إلاهُ في الإسرا فما اشتهرا
ثم العذاب فتعذيبٌ يفسره = إلا عذابَهُما بالنور قد ذُكِرا
كذا يُعذِّبهم في توبةٍ فبقتـ=ـلٍ فسِّرنهُ وإن يغدوا لنا أُسَرا
وكل ما فيه من نورٍ ومن ظُلَمٍ = فالكفر معناه والإيمان مُعتَبَرا
إلا الذي أوَّل الأنعام فالحدثا = ن اعلم وما جاء من صبرٍ فقد شُكِرا
إلا الذي جاء في الفرقان ثم متى = أتى نكاحٌ فتزويجٌ بغير مِرا
إلا بأولى النسا أعني إذا بلغوا النـ=ـكاح فالحلم عند المُمْعِن النظرا
وإن صلاةٌ أتت فيه فرحمةٌ أو = عبادةٌ غيرما بالحج قد صَدرا
أي التي بعدها ذِكرُ المساجد إذ = هي الكنائس بالعبريَّةِ اشتهرا
وفسِّرَنَّ بنارٍ للسعيرِ سوى = ما في ضلالٍ وسُعرٍ فالعناءُ سرى
وكل أصحابُ نارٍ فيه فهو بأهـ=ـلها يُفَسَّر إلا واحداً قُصِرا
على الملائكِ في مُدَّثِّرٍ فهُمُ = خُزَّانها ومتى ما للطعام جرى
ذِكرٌ فقَدِّر بنصفِ الصاعِ ثم بكَذْ = بٍ فسَّروا الإفك مهما كان مُستَطَرا
وكلُّ تسبيحةٍ جا للصلاة كذا = ك الدِّين فيه حسابٌ كلَّما ذُكِرا
بحُجَّةٍ فسَّروا سلطانه وبخمـ=ـرٍ فسَّروا كاسهُ أيضاً وكل ورا
هو الأمامُ سوى حرفين في فمن ابـ=ـتغى, أُحِلَّ لكم إذ بالسِّوى فُسِرا
وكل ما فيه من حفظ الفروج فمن = زنا سوى يحفظوا فروجَهُم سُطِرا
في النور ثم متى الشهيد جاء سوى الـ=ـقتلى فمعناه مَنْ للأمر قد حضرا
إلا بوادعوا الذي من بعده شُهدا = ءكم فبالشُّركا فَسِّر كما أُثِرا
وليس بعدُ لمعنى قبلُ فيه سوى الز = زبور من بعد مع والأرض بعدُ يُرى
وكل كِسْفٍ عذابٌ ثم ما كِسَفٌ = أتى فبالسُّحْب ِ فسِّره وما مَطَرا
سَمِعتَهُ فعذابٌ غيرُ ما وَلِيَ الـ=ـأذى كذا كُلُّ ريحٍ فيه قد ذُكِرا
أما الرياحُ فلا بل رحْمةٌ وبِلَعْـ=ـنٍ فسَّروا قتلَ الآتي لمن كَفَرا
هذا مُحَصِّلُ ما أبداهُ حافِظَ عصـ=ـره السيوطيُّ في «الإتقان» مُقتَصِرا
وزِدتُ مهما أتى الطاغوتُ فَسِّرَ بالشـ=ـيطانِ واستَثْنِ ثانٍ في النساءِ جرى
إذ المُرادُ به كعبٌ للاشرافِ يُنـ=ـمَى كان بالبغي والطُغيان مشْتَهِرا
فاحفظْ فديتُكَ هذا النظم ترقَ إلى = أوجِ المعالي وتظفر بالذي عَسُرا
ثم الصلاة على الهادي وشيعته = ما فاحَ مِسكُ خِتامٍ قد ذَكا أَثَرا
** تَمَّتْ **
وحَرِّك شفتيك بالدعاء.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Sep 2005, 06:18 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا بيان على هذا النظم الرائق، وأنت صاحب طرائف وفرائد ليست هذه بأولهنَّ، رزقك الله الفهم والفقه في كتابه. وشكر الله لك هذا الإهداء.
وقد أرفقت المنظومة على ملف وورد ليتمكن القارئ من طباعته منسقاً إن شاء.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[17 Dec 2005, 08:47 م]ـ
وجدت في مجلة المورد العراقية, مجلد9, عدد4, 1980م, ص:727, مقالاً لابتسام مرهون الصفار, بعنوان: (معجم الدراسات القرآنية المطبوعة والمخطوطة - القسم الأول) , وذكرت فيه- حفظها الله-:
(حسن البيان في نظم مشترك القرآن) ,
لـ: عبد الهادي نجا بن رضوان الأبياري ت: 1305هـ,
وقالت: طُبع مع كتاب (نفحة الأحكام) طبعة حجرية سنة 1276هـ.(/)
أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى
ـ[سوسن]ــــــــ[26 Sep 2005, 11:17 م]ـ
أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10)
كنت في زيارة لصديقة لي وهي داعية كبيره عندنا في الكويت وكانت المفاجئة عندما تأخرت الشغاله عن إحضار الشاي لنا بسبب إنها كانت تصلي المغرب فنهرتها الداعية وأمرتها أن لا تصلي إذا كان عندها ضيوف.
و تذكرت الآيه سريعا
لذا أحببت أن اذكر الأخوة والأخوات في هذا الملتقى المبارك ونحن مقبلين على الشهر الفضيل أن ينتبهوا ولا يمنعوا الخدم من الصلاة بسبب كثرة المشاغل حتى لا يدخلوا تحت التهديد في هذه السورة لانكم كما تعلمون العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Sep 2005, 11:02 ص]ـ
جزاك الله خيراً أختي الكريمة على هذا التنبيه. ولعل الأخت الكريمة -إحساناً للظن بها - لم تنهها عن الصلاة، وإنما عن تأخير الصلاة حتى جاء الضيوف وتأخرت عن عملها هذا. ونسأل الله أن يرزقنا جميعاً حسن الخلق، والتعامل مع الجميع.(/)
ما حكم استخدام الإسرائيليات في اتجاه (التفسير العلمي) للقرآن الكريم
ـ[مرهف]ــــــــ[27 Sep 2005, 07:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
دار بيني وبين أحد المتخصصين حوار حول الإسرائيليات وأثرها في التفسير حتى وصلنا إلى دخول الإسرائيليات في التفسير العلمي وحكم استخدامها فيه، وكان رأيي الآتي:
كان العرب أمة أمية وليست من أهل الكتاب،فلما نزل القرآن الكريم وفيه من الآيات التي تتحدث عن مظاهر الكون وأسراره بإشارات بلاغية تتضمن دلالات عميقة تصحح تصور الإنسان عن الكون والحياة والإنسان، وكانت النفوس بطبعها البشري تتشوف إلى معرفة الأسرار،فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يبين بعضها ويترك بعضها ليكون للعقل والبحث مكان في الاجتهاد إلى معرفتها، وكل أهل زمان يفسرون من القرآن بقدر ما أوتوا من العلم،فكانوا يسألون اليهود لأنهم أهل كتاب لظنهم أن عندهم ما يبحثون عنه، والذي سمح لهم بهذا السؤال هو الدليل الشرعي (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) أخرجه البخاري، و حديث (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم) أخرجه البخاري، فكانوا يسألونهم ولكن لا يصدقوهم ولا يكذبوهم،وكان من ذلك سؤالهم عن بدء الخليقة وبعض غيبيات هذا الكون مما له رواية عند اليهود خاصة بحكم مجاورتهم للمسلمين في الجزيرة العربية،ومما ليس له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، واستمر الأمر هكذا إلى أن ظهر المسلمون على البلاد وفتحوها وانفتحوا على ثقافتهم ترجمة وقراءة وتقويما وكان من ذلك الفلسفات وما يسمى بعلم الهيئة التي قومها المسلمون وأبدعوا فيها، فخف استخدام الإسرائيليات في تفسير الآيات التي تتحدث عن المظاهر الكونية بالإسرائليات بل استخدم المفسرون العلوم في عصرهم ووظفوها في تفسير القرآن وصرنا نلحظ هذا في تفسير الرازي مثلآ،ونحن اليوم في عالم يعتمد على التقنيات التي تكشف بعضاً من أسرار الكون والإنسان وما شابه ذلك، ويمكننا أن نوظف ما اعتمده العلماء المتخصصون في تفسير القرآن بضوابط وأصول التفسير ودون تكلف، فلسنا بحاجة إلى هذه الروايات، خاصة وأن أمامنا تجربة عملية تثبت ما في التوراة والإنجيل ـ وهما الكتاب المقدس والمعتمد عند أصحابهما ـ من الخرافات والمخالفات لما وقع فيهما من التبديل والتحريف، فكيف بالتفسيرات الشفهية والمكتوبة عليهما؟!، وهذه التجربة هي ما كتبه الطبيب الفرنسي موريس بوكاي في مقارنته بين التوراة والإنجيل والعلم، هذا مع تحفظنا نحن المسلمين من هذه المقارنة إذا قام بها مسلم بين العلم والقرآن لأنها تجعل القرآن وهو كلام الله محكوماً عليه باسم العلم والتجارب البشرية أما إن قام بذلك غير المسلم ليتوصل للحق فهذا شأنه وحبذا كل العقلاء في الغرب يتبعون الحق الذي يدعون الموضوعية في البحث عنه!!.
فقد ثبت في هذا الكتاب لموريس بوكاي بطلان ما في هذه الكتب ـ وهي المعتمدة عندهم ـ بالمطابقة على العلوم الثابتة لديهم،فالأولى بنا أن نكون أبعد عنها وعن تناقلها، فلذلك لا يجوز استخدام الإسرائيليات في ما يسمى التفسير العلمي إذا ـ أي التفسير العلمي ـ كان سليماً.
أما ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث التي تتحدث عن بني إسرائيل فإن أكثرها في قصصهم وتاريخهم والمواعظ والعبر المستفادة منها وليست في خصوص الحديث عن غيبيات هذا الكون والإنسان [وينبغي التنبه هنا إلى أن الكلام عن الإسرائيليات فقط].
فما رأي السادة المختصين في هذا الرأي، والحقيقة إنما طرحته للمدارسة والوصول إلى الصواب ما أمكن والله الموفق.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[28 Sep 2005, 02:57 م]ـ
لا شك أنه لايجوز لاحتمال أن تكون كاذبة، وهي ليست من مصادر التفسير، وإنما تجوز روايتها للخبر الثابت في ذلك،للاستشهاد لا للاعتقاد، ولا سيما في أخبار الأمم السابقة.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Oct 2005, 11:22 ص]ـ
حياك الله أخي مرهف، وأشكرك على هذا التواصل، لي مداخلة سريعة حول موضوعك، فأقول:
1 ـ إن من يقرأ في أسفار بني إسرائيل (العهد القديم والعهد الجديد) يقطع يقينًا بأنهما ليسا الذي أنزل الله، وإن اشتملا على عبارات قد تكون مما نزل، كما أنهما اشتملا على أحكام وأخبار نزلت من عند الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ إن الشكَّ في كتبهم بدأ من عندهم، وباحثوهم المشككون في أخبار أسفارهم لا زالوا في تزايد وتنامي.
3 ـ إن عندنا نحن المسلمين أصلاً نقيس عليه، وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك مما لم أجد من اعتمد عليهما في النقل والتقويم من كثير من الباحثين الغربيين وغيرهم ممن سار على خطاهم، فضلاً عن أن يجعلهما حجة يحتكم إليهما.
4 ـ إنَّ قضايا الكون في كتب الله لا يمكن أن تتغير، فلا يمكن أن تكون السموات في التوراة ـ مثلا ـ ستًّا، فلو كانت كذلك لعلمنا بما صح عندنا من النقل خطأ ذلك، ووقوع التحريف فيه.
وأقول: إن ورود بعض قضايا العلوم الكونية والعلوم التجريبية في كتبهم ـ إذا صحت هذه القضايا ـ فهي من بقايا الحق الذي عندهم فحسب، وإلا فأنت تعلم ما قامت به الكنيسة من محاربة علماء الطبيعة وقتلهم بزعم أنهم كفرة مهرطقون، ولا زالت تلك السبة عارًا على الكنيسة بعد أن تخلى عنها أهلها، واتجهوا إلى هذه العلوم، ففقدتهم بسبب جهل أربابهم ورهبانهم وقساوستهم.
5 ـ إن قضايا العلم التجريبي والكوني ـ مهما ادعى أصحابها بكونا حقيقة ـ لا يمكن الوثوق بها؛ لأن الناس يرون ما في العلم من تطور متسارع ينقض آخرُه أولَه، وكان ذلك الأول ـ فيما يزعمون ـ حقيقة علمية لا رجعة فيها. فإذا كان الأمر كذلك، فإن الحكم بصحة ما جاء في كتب بني إسرائيل لا يكفي فيه مطابقته للعلوم المعاصرة، وأقصد من ذلك أن العلوم المعاصرة ليست ميزانًا نزن به صحة الأقوال من عدمها؛ لأن أصحابها يختلفون فيها، ويأتي الواحد منا فيختار الذي يتناسب مع الوحي الذي عنده على أنه هو الحق الذي لا مرية فيه، وقد يكون الحق خلافه، والوحي الذي يُستدل به لا يدل على هذه القضية، بل هو بمعزل عنها.
ولا أريد أن يُفهم عني أنه لم يقع مطابقة بين العلوم المعاصرة وما في كتابنا، بل لقد وقع ذلك، وذلك مما يدل على صدق كتابنا، لكن الملاحظ أن بعض الناس يزعم أن تلك القضية من قضايا العلم المعاصر حقيقة علمية لا رجعة فيها، وهو لا يستطيع أن يثبت أنه لا رجعة فيها حتى نثق بذلك، فأقول: إن الأَولى بمثل من يتكلم في ذلك أن يبين ثبوت هذه القضية، ولا يكفي في ثبوتها نقل واحد يحتمل قوله الخطأ والصواب، وقد يكون فهمه قاصرًا عن إدراك الحقيقة العلمية أو الحقيقة القرآنية، ثم بعد ذلك يُنظر في صحة احتمال القرآن لتلك القضية المعاصرة.
6 ـ إن مما يخفى على بعض من أعتنوا بالتفسير العلمي أن الصحابة كانوا يعلمون من دقائق هذا الكون ما لايعلمونه هم اليوم، ولقد سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء كثيرة، ومما سألوا عنه أول الخلق كيف كان، فقد روى البخاري بسنده، قال:حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن جامع بن شداد عن صفوان بن محرز عن عمران بن حصين قال: ((إني عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه قوم من بني تميم فقال (اقبلوا البشرى يا بني تميم). قالوا بشرتنا فأعطنا فدخل ناس من أهل اليمن فقال (اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم). قالوا قبلنا جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان قال (كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السماوات والأرض وكتب في الذكر كل شيء). ثم أتاني رجل فقال يا عمران أدرك ناقتك فقد ذهبت فانطلقت أطلبها فإذا السراب ينقطع دونها وايم الله لوددت أنها قد ذهبت ولم أقم)).
فانظر في هذا الحديث، لقد سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف بدأ الخلق، فأجابهم ولم يردهم لضعف عقولهم أو علومهم، كما يزعم بعض من ضعفت معرفته بعلم الصحابة، فيظن أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يخبر الصحابة عن قضايا الكون لأن عقولهم قد لا تحتمل ذلك.
فانظر في العلوم الكونية اليوم، هل تجد مثل هذا العلم النبوي عن الكون؟!
وتأمل سؤال هؤلاء الصحابة الكرام عن هذا الكون، وكيف أخذوا من المصدر الموثوق وتلقوا ذلك بالقبول، ولم يكذبوا به، وأنَّى لهم ذلك، وقد آمنوا بما هو اعظم من ذلك، وهو الوحي الذي ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم.
7 ـ ليتك ذكرت مثالاً على قضيتك التي طرحتها، فهل يوجد من اعتمد على الإسرائيليات في التفسير العلمي؟ وما أمثلة ذلك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
8 ـ إن استخدام العلوم الكونية في التفسير لم يظهر ظهورًا بارزًا عند المتقدمين إلا عند الرازي، ولا أظن أن ظهوره عند مفسر يجعله ظاهرة في التفسير، بل هو مما يُحكى كميزة من مميزات ذلك المفسِّر، سواءً أعددناها سلبية أم إيجابية.
وأما عند غير الرازي، فتجد أن بعض الفلاسفة الذين عشوا في ظل الإسلام يستخدمون بعض الآيات في كتبهم الفلسفية ـ وليست كتب تفسير ـ فيجتهدون في الموافقة بين ما في علومهم وما في القرآن.
ـ[مرهف]ــــــــ[01 Oct 2005, 07:40 م]ـ
شكر الله لكم فضيلة د. مساعد ونفع بكم بالنسبة لما قدمتموه من ملاحظات حول العلم ومدلوله ومصداقيته فإني أوافقكم في ذلك تماماً مع بعض التوضيحات، ولعل صدرك يسعني وتقرؤون ما كتبته بصبر.
كما تعلمون أن مفهوم العلم عند الغرب نشأ مضطرباً وفي حالة نزع وولادة، في حالة نزع للإرهاب الذي مارسته الكنيسة على العلماء وما كانت تفرضه من تصورات يغلب عليها المصالح الشخصية باسم الدين، وفي حالة ولادة لمادية مفرطة جاءت ردة فعل على التاريخ السابق فكان المولود قزما، وكان الجو العام في أوربا هو الهزيمة النفسية والعلمية أمام العالم الإسلامي امتدت هذه الهزيمة قروناً،وكان أثر هذه الهزيمة يؤثر حتى على أدبهم وشعرهم،وبما أن ولادة العلم عندهم كانت قيصرية وغير ناجحة فقد رافق المولود الجديد ـ وهو العلم ـ تشوهات ولادية ما زلنا نعاني من خلفياتها الوراثية المعدية من جيل إلى جيل إلى وقتنا الحاضر وصار تعريف اسم المولود ـ العلم ـ هو التجربة المشاهدة المحسوسة وكل شيء لا يخضع للحس والمشاهدة والتجربة لا يعد علمياً، ثم انقسم العلم عندهم إلى الأدبيات والعلميات، وجعلوا الدين في الأدبيات ثم حرصت المدارس الاستشراقية على تعزيز هذا المعنى من خلال التركيز على بشرية القرآن وإخضاعه لدراسة الأدبية وإسقاط النظريات الأدبية الناشئة على القرآن، وأما مفهوم العلم في الإسلام فكان واضحاً واسعاً مقسماً،ولئن اختلف العلماء في كون العلم هل يحد أم لا يحد إلا أنهم اتفقوا على تقسيمات العلم الأساسية وهي العلوم اليقينية والعلوم الظنية والعلوم الاستقرائية ... وغيرذلك مما جعل مسيرة العلم في الخط العريض لها غير متعثرة مع وجود الأخذ والرد في جوانب منها.
وأني أوافقكم أيضاً في لزوم الحذر من الانخداع بكل ما يقال عنه ثوابت علمية أو حقائق علمية كما حصل في نظرية نشأة الكون التي حاول كثير من المتخصصين عرضها على أساس أنها حقيقة علمية وأراد أن يبين إعجاز القرآن في هذه الحقيقة المزعومة ـ وهي ما زالت تبحث إلى الآن ـ فأسقط المصطلحات البشرية على النصوص القرآنية في أحد المؤتمرات
وأما عن استخدام العلوم عند المتقدمين في تفسير القرآن لم يظهر بارزاً إلا عند الرازي يمكنني القول أن الغزالي سبقه نظرياً في ذلك وطبقه الرازي عملياً،ولكن لم يأخذ التفسير بالعلوم الكونية دوراً كبيراً في التفسير في بدايات الأمر لعدم ضلوع المسلمين بعد فيها ولكن كان له منحى آخر ذكرتم منه وهو ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن وذكر أسرار الخليقة مع أننا نتفق أنه ليس من العلوم التجريبية وإنما هو وحي من عند الله، ولكن المطلع في تفسير الصحابة والتابعين يجد أنهم كانوا يستنبطون من القرآن علوماً نقرؤها نحن الآن تفصيلاً
وبالطريقة التي ذكرتم مثالاً لها في خلق الكون بحديث النبي صلى الله عليه وسلم ألف الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله ـ وهو محدث مفسر فقيه من حلب ـ ألف كتاب هدي القرآن إلى العوالم، وذكر العوالم التي وردت في القرآن الكريم وتفسيرها من أحاديث البشير صلى الله عليه وسلم
وأما عن نماذج من الإسرائيليات في التفسير العلمي فسوف أوافيك ببعض منها إن شاء الله
ـ[مرهف]ــــــــ[01 Oct 2005, 07:43 م]ـ
من سورة طه الآيات 6، من تفسير القرطبي:
قوله تعالى: "له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى" يريد ما تحت الصخرة التي لا يعلم ما تحتها إلا الله تعالى وقال محمد بن كعب يعني الأرض السابعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ابن عباس: الأرض على نون والنون على البحر وأن طرفي النون رأسه وذنبه يلتقيان تحت العرش والبحر على صخرة خضراء خضرة السماء منها وهي التي قال الله تعالى فيها "فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض" [لقمان: 16]؛ والصخرة على قرن ثور والثور على الثرى وما تحت الثرى إلا الله تعالى.
وقال وهب بن منبه: على وجه الأرض سبعة أبحر و الأرضون سبع بين كل أرضين بحر فالبحر الأسفل مطبق على شفير جهنم ولولا عظمه وكثرة مائه وبرد لأحرقت جهنم كل من عليها.
قال وجهنم على متن الريح ومتن الريح على حجاب من الظلمة لا يعلم عظمته إلا الله تعالى وذلك الحجاب على الثرى وإلى الثرى انتهى علم الخلائق.
وقال السيوطي في الدر المنثور في تفسير سورة لقمان [لقمان: 16]: (أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الأرض على نون، والنون على بحر، والبحر على صخرة خضراء، فخضرة الماء من تلك الصخرة قال: والصخرة على قرن ثور، وذلك الثور على الثرى، ولا يعلم ما تحت الثرى إلا الله. فذلك قوله: {الله له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى} (طه، الآية 6) فجميع ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى في حرم الرحمن، فإذا كان يوم القيامة لم يبق شيء من خلقه، قال: {لمن الملك اليوم} فيهتز ما في السموات والأرض فيجيب هو نفسه فيقول: {لله الواحد القهار}.)
وفي تفسير ابن كثير صـ 841 طبعة مؤسسة الرسالة تحقيق الشيخ أنس مصطفى الخن:عند تفسير هذه الآيات: (قال محمد بن كعب: أي ما تحت السماء السابعة، وقال الأوزاعي: إن يحيى بن أبي كثير حدثه أن كعباً سئل فقيل له:ما تحت هذه الأرض؟ فقال الماء،
قيل وما تحت الماء؟ قال: الأرض،
قيل وما تحت الأرض؟ قال الماء،
قيل وما تحت الماء؟ قال: الأرض،
قيل وما تحت الأرض؟ قال الماء،
قيل: وما تحت الماء؟ قال: الأرض،
قيل وما تحت الأرض؟ قال الماء
قيل: وما تحت الماء؟ قال: الأرض
قيل وما تحت الأرض؟ قال الصخرة،
قيل وما تحت الصخرة؟ قال ملك،
قيل وما تحت الملك؟ قال: حوت معلق طرفاه بالعرش،
قيل: وما تحت الحوت، قال الهواء والظلمة وانقطع العلم.)
في هذه الروايات المذكورة نجد الآتي:
أن السؤال حاصل من بعض السلف الصالح لمن عنده علم من الكتاب عن الأمور المغيبة عنهم من الكونيات وكانوا يتلمسون معرفتها منهم، وكانوا يروونها لأنها لا تؤثر على العقيدة ولا على الشريعة ولا يصدقونها ولا يكذبونها، ثم من النصين المنقولين من القرطبي وابن كثير نجد اختلاف الروايات الإسرائيلية في بيان الثرى وما تحته، وهذا يبين مدى التناقض الذي انطوت عليه الروايات الإسرائيلية، سواء قلنا أنها المروية شفاهاً أو هي المنقولة من كتبهم.
وهناك نماذج أخرى سأعرض بعضها إن شاء الله
ـ[مرهف]ــــــــ[01 Oct 2005, 07:46 م]ـ
أما بالنسبة لنماذج الإسرائيليات في التفسير العلمي فلعل أوضح نموذج وأقربه في كتاب البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله وقبل أن أذكر أمثلة منه أود أن أنقل جزء من مقدمته التي تتعلق بمنهجه في الإسرائيليات التي يوردها ومحل إيراده لها، يقول رحمه الله:
(ولسنا نذكر من الإسرائيليات إلا ما أذن الشارع في نقله مما لا يخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهو القسم الذي لا يصدق ولا يكذب مما فيه بسط لمختصر عندنا أو تسمية لمبهم ورد به شرعنا مما لا فائدة في تعيينه لنا فنذكره على سبيل التحلي به لا على سبيل الاحتياج إليه والإعتماد عليه وإنما الاعتماد والاستناد على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صح نقله أو حسن وما كان فيه ضعف نبينه وبالله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم العلي العظيم
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد قال الله تعالى في كتابه ((كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْرًا)) [طه: 99]، وقد قص الله على نبيه صلى الله عليه وسلم خبر ما مضى من خلق المخلوقات وذكر الأمم الماضين وكيف فعل بأوليائه وماذا أحل بأعدائه وبين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته بيانا شافيا سنورد عند كل فصل ما وصل إلينا عنه صلوات الله وسلامه عليه من ذلك تلو الآيات الواردات في ذلك فأخبرنا بما نحتاج إليه من ذلك وترك ما لا فائدة فيه مما قد يتزاحم على علمه ويتزاحم في فهمه طوائف من علماء أهل الكتاب مما لا فائدة فيه لكثير من الناس إليه وقد يستوعب نقله طائفة من علمائنا ولسنا نحذو حذوهم ولا ننحو نحوهم ولا نذكر منها إلا القليل على سبيل الإختصار ونبين ما فيه حق مما وافق ما عندنا وما خالفه فوقع فيه الإنكار
فأما الحديث الذي رواه البخاري رحمه الله في صحيحه عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج وحدثوا عني ولا تكذبوا علي ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) فهو محمول على الإسرائيليات المسكوت عنها عندنا فليس عندنا ما يصدقها ولا ما يكذبها فيجوز روايتها للإعتبار وهذا هو الذي نستعمل في كتابنا هذا فأما ما شهد له شرعنا بالصدق فلا حاجة بنا إليه استغناء بما عندنا وما شهد له شرعنا منها بالبطلان فذاك مردود لا يجوز حكايته إلا على سبيل الإنكار والإبطال
فإذا كان الله سبحانه وله الحمد قد أغنانا برسولنا محمد صلى الله عليه وسلم عن سائر الشرائع وبكتابه عن سائر الكتب فلسنا نترامى على ما بأيديهم مما وقع فيه خبط وخلط وكذب ووضع وتحريف وتبديل وبعد ذلك كله نسخ وتغيير
فالمحتاج إليه قد بينه لنا رسولنا وشرحه وأوضحه عرفه من عرفه وجهله من جهله كما قال علي بن أبي طالب (كتاب الله فيه خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله)، وقال أبو ذر رضي الله عنه (لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يطير بجناحيه إلا أذكرنا منه علما)، وقال البخاري في كتاب بدء الخلق: (وروي عن عيسى بن موسى غنجار عن رقية عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال سمعت عمر بن الخطاب يقول قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه)، قال أبو مسعود الدمشقي في أطرافه (هكذا قال البخاري وإنما روه عيسى غنجار عن أبي حمزة عن رقية، وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في مسنده حدثنا أبو عاصم حدثنا عزرة بن ثابت حدثنا علباء بن أحمر اليشكري حدثنا أبو زيد الأنصاري قال قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر ثم نزل فصلى الظهر ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر ثم نزل فصلى العصر ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غابت الشمس فحدثنا بما كان وما هو كائن فأعلمنا أحفظنا). انفرد بإخراجه مسلم فرواه في كتاب الفتن من صحيحه عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي وحجاج بن الشاعر جميعا عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل عن عزرة عن علباء عن أبي زيد عمرو بن أخطب بن رفاعة الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه).
ومن أمثلة منهج ابن كثير بالإسرائيليات في البداية والنهاية فيما يتعلق بموضوعنا:
وفي الجزء الأول من البداية والنهاية لابن كثير عند ذكر خلق السموات والأرض قال رحمه الله: (وقال الإمام أحمد بن حنبل حدثنا حجاج حدثني ابن جريج أخبرني إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد عن عبدالله بن رافع مولى أم سلمة عن أبي هريرة قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال خلق الله التربة يوم السبت وخلق الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم الإثنين وخلق المكروه يوم الثلاث وخلق النور يوم الأربعاء وبث الدواب يوم الخميس وخلق آدم بعد العصر يوم الجمعة آخر خلق خلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل. وهكذا رواه مسلم عن سريج بن يونس وهرون بن عبدالله والنسائي عن هرون ويوسف بن سعيد ثلاثتهم عن حجاج بن محمد المصيصي الأعور عن ابن جريج
(يُتْبَعُ)
(/)
به مثله سواء.
وقد رواه النسائي في التفسير عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني عن محمد بن الصباح عن أبي عبيدة الحداد عن الأخضر بن عجلان عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدي فقال يا أبا هريرة إن الله خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش يوم السابع وخلق التربة يوم السبت وذكر تمامه بنحوه فقد اختلف فيه على ابن جريج وقد تكلم في هذا الحديث على ابن المديني والبخاري والبيهقي وغيرهم من الحفاظ قال البخاري في التأريخ وقال بعضهم عن كعب وهو أصح، يعني أن هذا الحديث مما سمعه أبو هريرة وتلقاه من كعب الأحبار فإنهما كان يصطحبان ويتجالسان للحديث فهذا يحدثه عن صحفه وهذا يحدثه بما يصدقه عن النبي صلى الله عليه وسلم فكان هذا الحديث مما تلقاه أبو هريرة عن كعب عن صحفه فوهم بعض الرواة
فجعله مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأكد رفعه بقوله أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي ثم في متنه غرابة شديدة فمن ذلك أنه ليس فيه ذكر خلق السموات وفيه ذكر خلق الأرض وما فيها في سبعة أيام وهذا خلاف القرآن لأن الأرض خلقت في أربعة أيام ثم خلقت السموات في يومين من دخان وهو بخار الماء الذي ارتفع حين اضطرب الماء العظيم الذي خلق من ربذة الأرض بالقدرة العظيمة البالغة كما قال إسماعيل بن عبدالرحمن السدي الكبير في خبر ذكره عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات قال إن الله كان عرشه على الماء ولم يخلق شيئا مما خلق قبل الماء فلما أراد أن يخلق الخلق أخرج من الماء دخانا فارتفع فوق الماء فسما عليه فسماه سماء ثم أيبس الماء فجعله أرضا واحدة ثم فتقها فجعل سبع أرضين في يومين الأحد والإثنين وخلق الأرض على حوت وهو النون الذي قال الله تعالى (نون والقلم وما يسطرون) والحوت في الماء والماء على صفات والصفات على ظهر ملك والملك على صخرة والصخرة في الريح وهي الصخرة التي ذكرها لقمان ليست في السماء ولا في الأرض فتحرك الحوت فاضطرب فتزلزت الأرض فأرسى عليها الجبال فقرت وخلق الله يوم الثلاثاء الجبال وما فيهن من المنافع وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء والمدائن والعمران والخراب وفتق السماء وكانت رتقا فجعلها سبع سموات في يومين الخميس والجمعة وإنما سمي يوم الجمعة لأنه جمع فيه خلق السموات والأرض وأوحى في كل سماء أمرها ثم قال خلق في كل سماء خلقها من الملائكة والبحار وجبال البرد وما لا يعلمه غيره ثم زين السماء بالكواكب فجعلها زينة وحفظا يحفظ من الشياطين فلما فرغ من خلق ما أحب استوى على العرش هذا الإسناد يذكر به السدي أشياء كثيرة فيها غرابة وكان كثير منها متلقي من الإسرائيليات فإن كعب الأحبار لما أسلم في زمن عمر كان يتحدث بين يدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأشياء من علوم أهل الكتاب فيستمع له عمر تأليفا له وتعجبا مما عنده مما يوافق كثير منه الحق الذي ورد به الشرع المطهر فاستجاز كثير من الناس نقل ما يورده كعب الأحبار لهذا ولما جاء من الأذن في التحديث عن بني إسرائيل لكن كثيرا ما يقع مما يرويه غلط كبير وخطأ كثير
وقد روى البخاري في صحيحه عن معاوية أنه كان يقول في كعب الأحبار وإن كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب أي فيما ينقله لا أنه يتعمد ذلك والله أعلم
ونحن نورد ما نورده من الذي يسوقه كثير من كبار الأئمة المتقدمين عنهم ثم نتبع ذلك من الأحاديث بما يشهد له بالصحة أو يكذبه ويبقى الباقي مما لا يصدق ولا يكذب وبه المستعان وعليه التكلان).
وفي البداية والنهاية أيضاً في ذكر الأرضين السبع يقول ابن كثير رحمه الله:
(وأما ما ذهب إليه بعض المتكلمين على حديث طوقه من سبع أرضين أنها سبعة أقاليم فهو قول يخالف ظاهر الآية والحديث الصحيح وصريح كثير من ألفاظه مما يعتمد من الحديث الذي أوردناه من طريق الحسن عن أبي هريرة ثم إنه حمل الحديث والآية على خلاف ظاهرهما بلا مستند ولا دليل والله أعلم وهكذا ما يذكره كثير من أهل الكتاب وتلقاه عنهم طائفة من علمائنا من أن هذه الأرض من تراب والتي تحتها من حديد والأخرى من حجارة من كبريت والأخرى من كذا فكل هذا إذا لم يخبر به ويصح سنده إلى معصوم فهو مردود على قائله وهكذا الأثر المروي عن ابن عباس أنه قال في كل أرض من الخلق مثل ما في هذه حتى آدم كآدمكم وإبراهيم كإبراهيمكم فهذا ذكره ابن جرير مختصرا واستقصاه البيهقي في الأسماء والصفات وهو محمول إن صح نقله عنه على أنه أخذه ابن عباس رضي الله عنه عن الإسرائيليات والله أعلم
وقال الإمام أحمد حدثنا يزيد حدثنا العوام بن حوشب عن سليمان بن أبي سليمان عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما خلق الله الأرض جعلت تميد فخلق الجبال فألقاها عليها فاستقرت فتعجبت الملائكة من خلق الجبال فقالت يا رب هل من خلقك شيء أشد من الجبال قال نعم الحديد قالت يا رب فهل من خلقك شيء أشد من الحديد قال نعم النار قالت يا رب فهل من خلقك شيء أشد من النار قال نعم الريح قالت يا رب فهل من خلقك شيء أشد من الريح قال نعم ابن آدم يتصدق بيمينه يخفيها من شماله تفرد به أحمد
وقد ذكر أصحاب الهيئة أعداد جبال الأرض في سائر بقاعها شرقا وغربا وذكروا طولها وبعد امتدادها وارتفاعها وأوسعوا القول في ذلك بما يطول شرحه هنا .. )
وللاستزادة ينظر ما في البداية والنهاية في فصل البحار والأنهار(/)
وقفات مع سورة الحديد
ـ[ماجد العريفي]ــــــــ[28 Sep 2005, 06:42 م]ـ
ان الحمدلله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمدا عبده ورسوله.
و بعد
وقفات مع كتاب الله
نقفها لكي نأخذ الدروس والعبر،
نقفها لكي نعرف أحوال من غبر.
إن تدبر كتاب الله والوقوف عند آياته نعمة عظيمة نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها.
كيف لا!!!!
وهو يسمع كلام الله الواحد الأحد، الجبار الصمد، يتحدث إليه ويخاطبه بهذا القرآن وهو العبد الصغير المهوان.
أخواني ... وقفتنا اليوم مع أول آية في سورة الحديد.
وقفتنا مع قول الله عز وجل ((سبح لله ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم))
أفتتح الله السورة الكريمة، بالإخبار عن عظمته وجلاله، وسعة سلطانه.
فكل ما في الكون يسبحه، ويمجده، ويقدسه،
السموات السبع، والأرضين، والأنس والجنّ، و الجبال، والبحار، والأنهار، والاشجار والبهائم ... ،
الكل يسبح بحمده، و إن لم ندرك هذا التسبيح، ولم نفهم سره، لأنه بغير لساننا، وبمنطق غير منطقنا ((و إن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم)).
تسبحه تسبيحا حقيقا و لكن لا نفقه تسبيحهم.
ولا عجب في ذلك!!!
فقد ثبت عن النبي ? أنه قال ((إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم على قبل أن ابعث إني لأعرفه الآن)). ((رواه مسلم في كتاب الفضائل باب فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم وتسليم الحجر عليه قبل النبوة 15/ 41))
حجر ينطق بل يسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم
من أنطق الحجر؟!!!!
أنطقه الذي أنطقني و أنطقك و أنطق كل شيء.
وذراع تخبر الرسول ? بأنها مسمومة حتى لا يأكلها والصحابي بجانبه يأكل معه، و مع ذلك لم يسمع، _ كما جاء في الحديث الصحيح _ ((عن أبي سلمة ولم يذكر أبا هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ولا يأكل الصدقة زاد فأهدت له يهودية بخيبر شاة مصلية سمتها فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم منها وأكل القوم فقال ارفعوا أيديكم فإنها أخبرتني أنها مسمومة فمات بشر بن البراء بن معرور الأنصاري)) كتاب الديات باب فيمن سقى رجلا سما أوأ طعمه فمات، أيقاد منه؟ _ صححه الالباني في صحيح سنن أبي داود وقال حسن صحيح
لماذا لم يسمع؟!!!
لأن الله لم يرد ذلك.
وعندما أراد الله سبحانه و تعالى ذلك، جعل الصحابه يسمعون ويفقهون تسبيح الطعام. روى الترمذي عن علقمة عن عبد الله قال ((لقد كنا نأكل الطعام مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نسمع تسبيح الطعام)) رواه الترمذي كتاب المناقب رقم الحديث ((3633)) وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، صححه الألباني. صحيح الترمذي 3/ 492 - 493.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ? يقول ((قرصت نملة نبيا من الأنبياء فأمر بقرية النمل فأحرقت، فأوحى الله إليه أن قرصتك نملة أحرقت أمّة من الأمم تسبح لله)) _ أخرجه البخاري في كتاب الجهاد باب 153 _
قال ابن حجر في الفتح ((استدل به على أن الحيوان يسبح الله تعالى حقيقة، ويتأيد به قول من حمل قوله ((و إن من شيء إلا يسبح بحمده)) على الحقيقة. _ فتح الباري 6/ 413 _
فإذا علم أن الحجر والشجر يسبح الله عز وجل ويقدسه
فماذا يقال فيمن عبد حجرا أو شجرا أو وثنا أو صرف نوعا من العبادة لغير الله إن هذا من الضلال المبين ? ياأيها ألناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ?
((إذا فجميع مافي السموات والأرض يسبح بحمد ربه، قانتا لربه، منقادا لعزته، قد ظهرت فيه آثار حكمته، ولهذا قال ((وهو العزيز الحكيم)). _ تفسير السعدي بتصرف _
و ((العزيز)) هو: الذي له العزة كلها:
عزة القوة، عزة الغلبة، وعزة الإمتناع)) _ أسماء الله الحسنى سعيد بن علي بن وهف القحطاني _
((فامتناع أن يناله أحد من المخلوقات، وقهر جميع الموجودات، ودانت له الخليقة، وخضعت لعظمته)). _ النهج الأسمى 1/ 137 نقلا عن الشيخ السعدي _
أنت العزيز و لا عزيز سواكا كل الخلائق يطلبون رضاكا
و ((الحكيم)) هو الموصوف بكمال الحكمة،
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي يضع الأشياء مواضعها، وينزلها منازلها اللائقة بها في خلقه و أمره.
فلا يتوجه إليه سؤال،
و لا يقدح في حمكته مقال.
فكيف إذا يعترض أحد على حكم شرعي بأشياء عقلية أو قناعة ذاتية.
اخواني في الله إذا كانت هذه الحجارة الصماء، وهذه الجمادات من أشجار و جبال تسبح لله و تقدسه، فأين نحن من ذلك!!!
قال ابن المبارك رحمه الله: الدابة والثوب يسبح وأنت غافل ((العظمةج5ص1750))
وقال ماهان رحمه الله تعالى: أما يستحي أحدكم أن تكون دابته أو ثوبه أكثر تسبيحا منه. ((العظمة ج5ص1751))
أحبتي في الله أين نحن من التسبيح!!!!!!!
وقد قال عليه الصلاة والسلام _ لأصحابه رضي الله عنهم _ أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة فسأله سائل كيف يكسب أحدنا ألف حسنة قال يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة. ((أخرجه مسلم عن أبي مصعب ابن سعد / كتاب الذكر و الدعاء والتوبة والإستغفار // باب فضل التهليل و التسبيح و الدعاء))
قيل لأبي الدرداء ? وكان لا يفتر من الذكر، كم تسبح في كل يوم؟ قال مائة ألف، إلا أن تخطئ الأصابع. سير أعلام النبلاء 2/ 348
سُئل عليه الصلاة والسلام أي الكلام أفضل قال ماصطفى الله لملائكته أو لعباده سبحان الله و بحمده. رواه مسلم في كتاب الذكر والدعاء باب فضل سبحان الله وبحمده
رحمك الله يابن سرين قال عنه عاصم الأحول كان عامة كلامه سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده ((صفوة الصفوة ج3ص246))
كان أحمد بن حرب إذا جلس بين يدي الحجام ليحفي شاربة يسبح، فيقول له الحجام اسكت ساعة،
فيقول اعمل أنت عملك،
وربما قطع من شفته و هو لا يعلم. ((سير أعلام النبلاء ج11 ص33))
وماسكت أحمد بن حرب بل استمر في التسبيح والغرس
و كيف يسكت، و الرسول ? يقول ((من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة)) ((أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات باب 60، مرفوعا لنبي صلى الله عليه وسلم من حديث جابر، وصححه الألباني))
وعن ابي هريرة ? أن رسول الله ? قال ((من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حُطت خطاياه و إن كانت مثل زبد البحر)). رواه البخاري ومسلم
كان راوي هذا الحديث يسبح كل يوم اثنى عشر ألف تسبيحة، يقول أسبح بقدر ديتي. سير أعلام النبلاء 2/ 610
((كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم)). رواه البخاري مرفوعا لنبي عليه الصلاة والسلام
نصيحة من البشير عليه الصلاة والسلام لأمته،
فهل من مطبق ... ؟،
فهل من عامل بها ... ؟.
عمل بها خالد بن معدان، كان يسبح كل يوم أربعين ألف تسبيحة سوى ما يقرأ من القرآن، فلما مات وضع على سرير ليغسل فجعل يشير بأصبعه يحركها بالتسبيح. سير أعلام النبلاء 4/ 540
أخي ما أكثر أحاديث الذكر
وقد صنف العلماء فيها عدة مصنفات.
فاحرص على ماثبت عن النبي ? و احذر من الاحاديث التي لا تصح عنه عليه الصلاة والسلام.
((سبحانه سبحانه، ما أعظم شأنه.
سبحانه سبحانه، ما أدوم سلطانه.
سبحانه، ما أوضح برهانه.
سبحانه، ما أقدم سلطانه.
سبحانه، ما أوسع غفرانه.)). الله أهل الثناء و المجد 104
سبحان الله و بحمده عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، و سلام على المرسلين، و الحمدلله رب العالمين.
ـ[سوسن]ــــــــ[30 Sep 2005, 08:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خير يا أخ ماجد على هذه الوقفه
كنت أود أن أعيش لحظات مع التدبر في اوائل سورة الحديد
ولكن لم أجد شئ يميز هذه الآيات عن اوائل سورة الصف او سورة الحشر او سورة الجمعة وغيرها من سور التسبيح
فلما خصيت سورة الحديد بالذكر؟
لا أقصد شئ من تعليقي الا إني أحب التدبر وأبحث عن مواضيع للتدبر
وياحبذا لو تزودنا دائما بمواضيع في التدبر
أسال الله الكريم أن يفتح عليك وعلينا معك في تدبر كتابه العظيم
ـ[ماجد العريفي]ــــــــ[08 Oct 2005, 09:10 م]ـ
اشكرك على تواصلك وتشجيعك
وأما الجواب على سؤالك
ليس هناك سبب معين جعلني اختار هذه السورة
وجزاك الله خير
والسلام
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[08 Oct 2005, 09:33 م]ـ
شكرا لك.
ـ[ماجد العريفي]ــــــــ[13 Oct 2005, 01:56 م]ـ
شكرك أخي على هذا التواصل
وجزاك الله ألف خير
والسلام
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Oct 2005, 03:20 م]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم ماجد. وقد قرأت لكم بعض المقالات في مجلة الجندي المسلم إن لم أكن واهماً وفقكم الله ونفع بكم.
ـ[ماجد العريفي]ــــــــ[16 Oct 2005, 06:50 م]ـ
ماشاء الله عليك ياشيخ عبدالرحمن ذاكرتك جيده
وجزاك الله ألف خير
والسلام(/)
هل هناك دراسه حول منهج شيخ الإسلام ابن تيمية في التفسير واختياراته
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[30 Sep 2005, 06:24 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الإخوة الأفاضل (وفقهم الله)
كلنا قرأ ما قاله شيخ الإسلام عن نفسه يقول رحمه الله: "ربما طالعت على الآية الواحدة نحو مائة تفسير، ثم أسأل الله الفهم وأقول: يا معلم آدم علمني" العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية (26).ولا شك أن هذا سيميزه عن غيره فهل يعرف منكم أحد قد كتب في اختيارات شيخ الإسلام في التفسير أو كتب عن منهجه
والله يحفظكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Sep 2005, 10:56 ص]ـ
نعم أخي الكريم أبا مهند وفقكم الله
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كتب في منهجه في التفسير واختياراته وترجيحاته عدد من الباحثين الفضلاء على النحو الآتي:
- ابن تيمية ومنهجه في تفسير القرآن، رسالة دكتوراه، للدكتور ناصر بن محمد الحميد، كلية أصول الدين بالرياض 1399هـ. ولم تطبع بعد.
- ابن تيمية ومنهجه في التفسير، رسالة ماجستير بكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية للباحث علي سيف عبدالقادر. ولم تطبع بعد.
- اختيارات ابن تيمية في التفسير. (1) من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة النساء. جمعا ودراسة، رسالة دكتوراه للأخ الفاضل الدكتور محمد زيلعي هندي وفقه الله وهو الآن رئيس قسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالطائف. ورسالته الآن تحت الطباعة بدار ابن الجوزي بالدمام.
- اختيارات ابن تيمية في التفسير. (2) للزميل الدكتور محمد بن عبدالعزيز المسند، رسالة دكتوراه.
- اختيارات ابن تيمية في التفسير. (3) للزميل الدكتور إبراهيم بن صالح الحميضي، رسالة دكتوراه.
وليت الزميلين الفاضلين الدكتور محمد المسند والدكتور إبراهيم الحميضي ينشران رسالتيهما في الدار نفسها وتخرج ككتاب واحد يشتمل على اختيارات ابن تيمية في التفسير.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[30 Sep 2005, 05:38 م]ـ
كتب في منهج الشيخ في التفسير عدد من الباحثين،ومما أفرد في ذلك ما يلي:
أ- ابن تيمية ومنهجه في تفسير القرآن , رسالة دكتوراه في جامعة الإمام محمد سعود الإسلامية أعدها الدكتور ناصر بن محمد الحميد , مطبوعة على الآلة الكاتبة في ألف ومائة صفحة وهي أوسع ما كتب في هذا الموضوع.
ب- ابن تيمية وجهوده في التفسير , لإبراهيم خليل بركة , رسالة ماجستير في جامعة الأزهر , وهي مطبوعة.
جـ- منهج ابن تيمية في تفسير القرآن , لصبري المتولي , رسالة ماجستير مطبوعة.
د- أصول التفسير بين ابن تيمية وغيره من المفسرين , لعبد الله ديرية أبتدون , رسالة ماجستير في الجامعة الإسلامية مطبوعة على الآلة الكاتبة.
هـ- منهج ابن تيمية في التفسير , لسعدي أحمد زيدان , رسالة دكتوراه في جامعة بغداد. ذكرها صاحب كتاب دليل الرسائل الجامعية في علوم شيخ الإسلام ابن تيمية.
وأما اختياراته في التفسير فقد قمت أنا واثنين من زملائي بجمعها ودراستها كما أشار إلى ذلك د. عبد الرحمن، يسر الله خروجها.
وأمَّا قوله: " رُبَّما طالعت في الآية الوحدة نحو مائة تفسير ثم أسأل الله الفهم ... ".
فمراده بذلك آيات معينة حصل فيها إشكال , وهذه الآيات المشكلة التي يطالع فيها هذا العدد الكبير من كتب التفسير ,ثم يسأل الله تعالى الهداية إلى معناها، حينما يذكرها فإنه يستوعب الأقوال المذكورة فيها , ويطيل النفس في الاستدلال , ومناقشة الأقوال وينص على الراجح فيها , ولذلك أمثلة كثيرة، وليس هذا منهجاً له في كل آية يفسرها , أو يستدل بها , وهذا أمر لا يخفى على أي ناظر في تفسيره. والشيخ في الغالب يعتمد على تفسير ابن الجوزي زاد المسير في علم التفسير, وكأنه يحفظ الكتاب عن ظهر قلب ,وهو أحياناً يصَّرح بذكره ,وأحياناً يسوق كلامه بنصَّه ولا يشير إلى ذلك.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[25 Jul 2007, 10:24 م]ـ
ومما يضاف أيضا:
ابن تيمية مفسراً، للدكتور ة/ سمية عبد الرحيم عبد الله، رسالة دكتوراة في جامعة أم درمان الإسلامية - كلية أصول الدين - التفسير وعلوم القرآن، 2001م.
منهج ابن تيمية في تفسير القرآن، للباحث / الريح المكي دفع الله، رسالة ماجستير في جامعة الخرطوم - كلية الآداب - الدراسات الإسلامية، 1998م.
ـ[جنى]ــــــــ[28 Jul 2007, 01:39 م]ـ
ومن الكتب التي تساعد على فهم منهج ابن تيمية رحمه الله تعالى:
- ابن تيمية السلفي ونقده لمسالك المتكلمين، لمحمد خليل هراس. المطبعة اليوسفية، مصر.
-منطق ابن تيمية ومنهجه الفكري، لمحمد حسني الزين، المكتب الإسلامي.
-ابن تيمية للشيخ محمد أبو زهرة، دار الفكر العربي.
وقد كتبت بحثا مصغرا في السنة المنهجية بعنوان (منهج ابن تيمية في تفسيره) تناولت فيه عدة مباحث منها:
-الأصول المنهجية العامة التي سار عليها الإمام ابن تيمية.
-القواعد المنهجية في تفسير آيات الصفات.
موقفه من التفسير بالرأي.
-منهجه في رواية الإسرائليات.
- موقفه من الخلاف في التفسير.
أسأل المولى الكريم التوفيق للباحث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[28 Jul 2007, 02:03 م]ـ
أختي الكريمة جنى: هل بحثك هذا مبني على استقراء تفسير الشيخ رحمه الله أم هو مستفاد من الدراسات التي كتبت حوله، وحبذا لو أطلعتينا على هذا البحث أو مختصره، وشكرا لك.
ـ[النجدية]ــــــــ[06 Aug 2007, 08:18 ص]ـ
بسم لله، و بعد ...
فهذا كتاب آخر؛ تحدث فيه مؤلفه عن شيخ الإسلام -رحمه الله -و منهجه في التفسير:
التفسير بالرأي، محمد زغلول، مكتبة الفارابي، الطبعة الأولى، سنة 1420ه.
و دمتم في حفظ الله ..
ـ[الراية]ــــــــ[06 Aug 2007, 10:22 م]ـ
- اختيارات ابن تيمية في التفسير. (1) من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة النساء. جمعا ودراسة، رسالة دكتوراه للأخ الفاضل الدكتور محمد زيلعي هندي وفقه الله وهو الآن رئيس قسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالطائف. ورسالته الآن تحت الطباعة بدار ابن الجوزي بالدمام.
.
هل من جديد حول طبعها؟
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[08 Aug 2007, 06:06 م]ـ
نعم تم الاتفاق مع دار المحدث لطبع الرسائل الثلاث ونرجو ألا يتأخر صدورها.(/)
سؤال عن مراجع لتفسير آية الكرسي.
ـ[بنت السنة الطاهرة]ــــــــ[30 Sep 2005, 12:16 م]ـ
ساعدوني الله يرحم والديكم
السلام عليكم والرحمة
اخواني و اخواتي الاعزاء
طلب مني دكتور الاسلاميات ان أتي بأية قرأنية تدل على معاني كثيرة
فأخترت أية الكرسي وأريد منكم مساعدتي في تفسيرها وتحليلها
وبيانها كاملا مثلا اية السجدة (ام يقولون افتراه) أم منقطعة بمعنى بل .. الخ
وان أتي بعدة مصادر لهذا البحث من كتب ابن عاشور التحرير والتنوير والشوكاني والكثير من المفسرين التحليليين. وذكر المصدر والجزء.
علما بأن هذا البحث لا يقل عن 15صفحة
يااهل الكرم ساعدوني ولكم مني جزيل الشكر والامتنان المعذبة
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[30 Sep 2005, 03:09 م]ـ
اختيارك لآية الكرسي موفق يا بنت السنة، لكن هل تريدين أن نكتب البحث نيابةً عنك؟ هذا لا ينبغي، هناك كتب كثيرة في تفسير هذه الآية، وقد تكلم عنها المفسرون بما يكفي ويشفي، فاستعيني بالله وراجعي ماتيسر من كتب التفسير، وإن واجهتي أي مشكلة في البحث فلن يقصر الإخوة في مساعدتك، ومن المراجع المناسبة لك: تفسير ابن جرير، وابن كثير، والتفسير المنير للزحيلي، وتفسير السعدي، وتفسير آية الكرسي لابن عثيمين.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Sep 2005, 04:22 م]ـ
يمكنك أختي الكريمة الاستفادة من هذا البحث الجاد للدكتور أحمد الشرقاوي، مع الإحالة إليه عند استفادتك منه وفقك الله لكل خير. ومع التأكيد على ما تفضل به أخي الكريم الدكتور إبراهيم الحميضي من ضرورة مراجعة المصادر الأصلية التي أشار إليها وفقه الله.
المنهل القدسي في فضل آية الكرسي ( http://tafsir.org/books/open.php?cat=88&book=914)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[02 Oct 2005, 01:59 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
وهناك أيضاً لشيخنا المفضال الدكتور خالد السبت شرح للأية في شريط، واظنه موجود على النت في موقع طريق الاسلام من التسجيلات.
وليت أخي الكريم الحبيب الشيخ أبو معاذ البخيت يتفضل بإنزاله على الموقع لتعم الفائدة منه.
وهذا موقع جميل جداً، فقد تجدين بغيتك:
كتب مجانية قيمة جداً ( http://www.islamiyyat.com/books.htm)(/)
لماذا تفسير السعدي؟!
ـ[سوسن]ــــــــ[30 Sep 2005, 09:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والله من وراء القصد
لا أعرف لماذا يستشهد الكثير من الأخوات والإخوان في تفسير الشيخ عبدالرحمن السعدي - رحمه الله -
(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)
مع إنه تفسير مختصر جدا
هل وصل بهم الامر أن من يستشهد بتفسير الشيخ يكون أكثر حرصا ودقة في النقل؟
او يكون أكثر ثقة لدى المستمعين؟
لقد وجدت هذه الظاهرة تزداد وتنتشر وكأنه لا يوجد علماء ومفسرين.
هذا لا يعني أني لا اقرأ تفسير الشيخ السعدي او لا أستشهد به
ولكن لا يكون هو القصد للمستمعات لكسب الثقه ولإدلال على سلامة عقيدتي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Oct 2005, 08:17 ص]ـ
الأخت الكريمة سوسن وفقها الله
لست أدري مبلغك من العلم، ولكن للفائدة فإن تفسير الشيخ عبدالرحمن السعدي ليس هو أفضل التفاسير ولا أشهرها، ولكن مؤلفه من أفاضل العلماء المتأخرين، وكثيراً ما يوصى بقراءة تفسيره لأسباب، منها سهولة عبارته، واختصاره، وسلامته من الانحرافات التي يخشى منها في باب صفات الله التي ترد كثيراً في القرآن الكريم، وكثرة الفوائد والاستنباطات التي يستنبطها من الآيات.
وليس الرجوع إليه للغرض الذي ذكرتِ وهو كسب الثقة. وإن كان البحث عن الكتب التي تكسب طالب العلم الثقة والقبول أمراً مقبولاً ومطلوباً، فالقراءة في التفاسير الأمهات كتفسير الطبري وابن كثير أدل على الثقة، ولكن مستويات القراء ليست واحدة، وأفهام الناس كذلك. فليتك بارك الله فيك تعرفين قيمة كتب التفسير كما ينبغي،وليتك تحسنين الظن بأخواتك في مثل هذه المواطن والأعمال، فإن هذا يعينك على الاستفادة والانتفاع إن شاء الله. وفقك الله لكل خير وزادك حرصاً على فهم كتابه.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[01 Oct 2005, 04:40 م]ـ
أختي الكريمة: إن كلامك كلام من لم يعرف قيمة هذا التفسير , ولم يسبر أغواره , إن هذا التفسير المختصر من يقارنه بغيره من كتب التفسير أمثاله يرى علو كعبه وتمكن مؤلفه في علم التفسير , نعم هذا لا يظهر لكل أحد لأن المؤلف فسر ولم يذكر اعتماده وسبب اختياره في كل موضع , وانا ادعوك لاختيار موضع من تفسير السعدي ودراسته دراسة مقارنة تجديه قد وفق في الغالب , وقد جربت هذا بنفسي ومن جرب عرف.
ـ[سوسن]ــــــــ[02 Oct 2005, 05:46 ص]ـ
جزاكم الله خير
ومنكم نستفيد
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[02 Oct 2005, 09:18 ص]ـ
ولعل من الأسباب أيضاً أن كثيراً من مسائل التفسير تتعلق بأبواب في الاعتقاد، سواء في الصفات أو القدر أو الكسب أو الإلهية أو غيرها مما اختلفت فيه فرق المسلمين، وكذلك بأبواب من السنن وضدها، فالقرآن الكريم شامل لموضوعات الدين، وما من طائفة تنتسب إلى الإسلام إلاّ وقد تمسكت منه بحروف وفق أهوائها، والناظر يجد انتصار الرازي في ما كتبه من مفاتيح الغيب (التفسير الكبير) لاعتقاده، وانتصار الزمخشري من قبله لأصحابه بحمله أوجه التأويل على ما قالوا، وكذلك ابن عصره صاحب الأندلس ابن عطية، وغيرهم. ومن سلم من أصحاب المطولات والمتوسطات من الانتصار لفرقة لم يسلم من التأثر بها في جوانب، ومن سلم من التأثر بها لم يسلم له جانب تمييز المنقول صحيحه من سقيمه.
أما تفاسير المحققين من أهل السنة مع وجودها فقل أن تبلغ همة كثير من طلاب العلم وطالباته استقراءها، على أن المطولات منها لم تعنى بنقد المنقول وربما اكتفى بعضهم بذكر الإسناد، فلم يبق إلاّ ما يسره العلامة عبدالرحمن السعدي عليه رحمة الله وبضعة اختصارات وكتب أخرى جلها صدرت مؤخراً من أناس لم يبلغوا درجة الشيخ على الأقل عند الناس ولكنها تناسب طلاب علم القرن العشرين وتاليه! ومن ارتفعت همته قليلاً طالع تفسير ابن كثير لاعتنائه ببيان حال كثير من النقول، ولاعتماده الصحيح في الغالب وهو من أئمة هذا الشأن أعني التفسير ومعرفة الصحيح من السقيم.
أما من له آلة نظر وله قدرة على التمييز بين مشرب قول كل مفسر وآخر، وله القدرة بعد ذلك على تقييم الأسانيد والحكم عليها، ثم علم من أصول التفسير وعلوم القرآن ما يؤهله للموازنة بين الأقوال، وعنده من آلة اللغة ما يميز بها الأصول عن التأويلات المنقولة، ثم آتاه الله فهماً يميز به بين الإشارات الأولوية الصحيحة الحقة، وبين الإشارات الباطنية أو البعيدة السمجة. فمثل هذا حري به أن يطالع ما كتب في التفسير، وأن يتخير منها الأوجُه الأوجَه، ولكن أين مثل هذا؟!(/)
طلب الآيات الواردة في ذم التقليد
ـ[بنت السنة الطاهرة]ــــــــ[01 Oct 2005, 06:29 م]ـ
السلام عليكم
عندي طلب لوسمحتون
أيات قرأنيه تذم التقليد الاعمى للاباء والاجداد
ومسامحة على الازعاج
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[01 Oct 2005, 07:01 م]ـ
من الايات قوله تعالى:" أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم " واحسن من أذكر لك الآيات أحيلك إلى مرجع لهذا الموضوع وغيره: وهو كتاب تصنيف آيات القرآن لمحمد اسماعيل ففيه بغيتك.
ـ[بنت السنة الطاهرة]ــــــــ[01 Oct 2005, 07:20 م]ـ
مشكور اخي لكن ماحصلت
هذا الكتاب
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[01 Oct 2005, 09:43 م]ـ
هذا مقال في ذم التقليد وقد ذكر جملة من الايات والأحاديث:هنا ( http://aliman.org/figtab2/takled.htm)
وكذلك هذا الرابط هنا ( http://alimam.ws/index.php?pg=artv&ref=232)
وارجعي ايضا إلى جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر في باب ذم التقليد
ـ[بنت السنة الطاهرة]ــــــــ[02 Oct 2005, 01:02 م]ـ
أخي الكريم الرابط الاول لم يشتغل
عشر أيات فقط عن ذم التقليد(/)
هل يوجد كتب تكلمت عن أحاديث الأحكام وصلتها بكتب التفسير؟
ـ[طالب علم صغير]ــــــــ[02 Oct 2005, 12:05 ص]ـ
أحسن الله إليكم يافضيلة الشيخ مساعد الطيار وفقكم الله
هل يوجد كتب تكلمت عن أحاديث الأحكام وصلتها بكتب التفسير للكتاب العزيز أو كتب أصول التفسير؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[02 Oct 2005, 07:30 ص]ـ
أخي الكريم
أشكرك على حسن ظنك، وليت السؤال وُجِّه للجميع، فإن كان عندي فيه شيء أجبتك.
أما عن سؤالك، فلا أعرف شيئًا في هذا الموضوع الذي طرحته، لكن هناك رساله للدكتور الفاضل علي العبيد عن كتب آيات الأحكام، ولعله يكون تعرض ـ ولو بإشارة ـ إلى موضوعك.(/)
مصادر ابن عادل في تفسيره (اللباب من علوم الكتاب):
ـ[مرهف]ــــــــ[02 Oct 2005, 12:59 ص]ـ
مصادر ابن عادل في تفسيره (اللباب من علوم الكتاب):
كنت قد كتبت منذ زمن في هذا الملتقى المبارك عن حياة ابن عادل ولم يقدر لي أن أكمل لظروف ما،ولكن الذي شجعني لأعود وأكتب شيئاً يعرف بتفسير اللباب من علوم الكتاب لابن عادل الدمشقي الحنبلي هو أخي الكريم الدكتور أحمد البريدي في لقاء علمي معه جزاه الله خيراً وكان فيه سؤال عن مصادر ابن عادل في تفسيره فبادرت مستعيناً بالله لتلبية طلبه والإجابة له فأقول وبالله التوفيق:
يمكننا تقسيم مصادر ابن عادل في تفسيره اللباب إلى قسمين:
الأول: مصادر استقى ابن عادل منها النصوص مباشرة،أي:رجع إليها ونقل عنها مباشرة، وهي المصادر المباشرة.
الثاني: مصادر نقل النصوص منها بواسطة المصادر المباشرة،وهي المصادر غير المباشرة.
ثم إن من المصادر المباشرة ما يصرح ابن عادل باسمها،ومنها ما لا يصرح باسمه وإنما عرفت عن طريق التتبع والسبر.
أ ـ المصادر المباشرة:
اعتمد ابن عادل في تفسيره الكبير على أربع تفاسير بشكل رئيسي،وهي:
1 - معالم التنزيل للإمام أبي محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي الشافعي (516)
2 - مفاتيح الغيب، المعروف بالتفسير الكبير للإمام محمد بن عمر الرازي (606).
3 - الجامع لأحكام القرآن للإمام أبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي (671).
4 - الدر المصون في علوم الكتاب المكنون لأحمد بن يوسف،السمين الحلبي (756)
فأما طريقة النقل عنهم فإنه سبك كتاب الدر المصون للسمين الحلبي بأكمله في تفسيره، حتى كنت أقول بأنه يمكننا اعتبار اللباب نسخة مخطوطة إضافية للدر المصون وبالفعل فقد صححت نصوصاً وتداركت سقطاً عند مقارنة نصوص الدر المصون التي نقلها ابن عادل في تفسيره مع الدر المصون المحقق للدكتور الخراط بعد التحري بأن هذه الزيادات ليست من غيره، وأما نقله عن القرطبي فإنه ينقل عنه المسائل الفقهية مختصراً لها غالباً وبعض المسائل اللغوية، وأما نقله عن الرازي يمكن القول أننا لو جردنا ما نقله ابن عادل من اللباب لخرجنا بتفسير مختصر للرازي فيه أهم مسائل وقضايا تفسير الرازي بشكل عام، وأما البغوي فغالباً ما ينقل عنه الروايات الحديثية والأقوال المأثورة، و أما الخازن فينقل عنه غالباً ما يتعلق بخصائص السورة كعدد الآيات وعدد أحرف السورة وهكذا.
ولكن هذا لا يعني أنه لم ينقل عن غيرها،فقد وجدته ينقل من مصادر أخرى –في القسم المخصص لي من رسالة الماجستير - ولكن بقلة بشكل لا يتعدى النص أو النصين وهذه المصادر هي:
5 - تفسير القرآن العظيم للإمام أبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي (774)
6 - الفتاوى للإمام أبي زكريا يحيى بن شرف النووي الشافعي (676)
7 - المحرر في الفقه الحنبلي للإمام عبد السلام بن عبد الله مجد الدين ابن تيمية (653هـ) على ما رجحته، والله أعلم.
8 - لباب التأويل في معاني التنزيل للإمام علي بن محمد البغدادي الشهير بالخازن (725)
9 - الرسالة القشيرية للإمام عبد الكريم بن هوازن القشيري (465).
10 - ديوان الأدب، اسحاق بن إبراهيم الفارابي (350 هـ).
11 - و نقل ابن عادل أيضاً عن أحمد بن عمار أبي العباس المقرئ المهدوي (430هـ)، وقد ذكر ابن عادل اسمه مرة واحدة في القسم المخصص لي في سورة النحل فقال: (وقال أبو العباس أحمد بن المقرئ)، وينقل أيضاً عنه بقوله: (و قال أبو العباس المقرئ).
إن مجموع هذه المصادر لتعطي أهمية لهذا التفسير الموسوعي و تنبئ عن دراية ابن عادل لهذه الكتب.
ب ـ المصادر غير المباشرة:
وهذه المصادر منها ما يذكر ابن عادل اسمه،ومنها ما لا يذكر اسمه أيضاً ولكن عرفتها أيضاً عن طريق التتبع للنص تارة وعن طريق المصادر المباشرة تارة أخرى، وسأرتبها حسب الموضوعات،مع مراعاة تاريخ الوفاة لمؤلفيها في كل موضوع:
ـ التفسير بالمأثور:
1 - تفسير الحسن البصري (110 هـ)
2 - جامع البيان في تفسير القرآن لأبي جعفر محمد ابن جرير الطبري (310 هـ).
3 - الكشف والبيان عن تفسير القرآن لأبي إسحاق أحمد بن محمد الثعلبي النيسابوري (427 هـ).
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - 5 - 6 – التفسير البسيط،والتفسير الوسيط،والتفسير الوجيز،ثلاثتها لأبي الحسن علي ابن أحمد الواحدي النيسابوري (468 هـ).
ـ التفسير بالرأي:
1 ـ التفسير الكبير لأبي بكر محمد بن أحمد القفال الشاشي (365 هـ).
2 ـ الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل،لأبي القاسم محمود ابن عمر الزمخشري (538 هـ).
3 ـ المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لأبي محمد عبد الحق بن عطية (542 هـ).
4 ـ البحر المحيط لأبي حيان محمد بن يوسف الأندلسي (745 هـ).
ـ المعاني والإعراب،واللغة والقراءات:
1 ـ معاني القرآن لأبي زكريا يحيى بن زياد الديلمي (207 هـ).
2 ـ مجاز القرآن،لأبي عبيدة معمر بن المثنى التميمي (209 هـ).
3 - معاني القرآن لأبي الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش المجاشعي (215 هـ).
4َ- نظم القرآن لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ البصري (255 هـ (
5 –6 - غريب القرآن،, تأويل مشكل القرآن،لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، (276 هـ).
7 ـ معاني القرآن وإعرابه لأبي إسحاق إبراهيم بن السري بن سهل الزجاج (315 هـ)
8 ـ التبيان في إعراب القرآن، المشهور بـ إملاء ما منّ به الرحمن لأبي البقاء، عبد الله ابن الحسين العُكْبَري (616 هـ).
9 ـ إعراب القرآن لأبي جعفر أحمد بن إسماعيل النحاس (338 هـ).
10 ـ تهذيب اللغة لأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري (370 هـ)
11 – 12 - مشكل إعراب القرآن، , الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها لأبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي (437 هـ).
13ـ اللوامح لأبي الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي (454 هـ).
14 ـ المفردات لأبي القاسم الحسين بن محمد الأصبهاني (حوالي 520هـ (.
ـ النحو:
1 ـ الكتاب لسيبويه، أبو بشر عمرو بن عثمان (180 هـ).
2 ـ شرح موجز الرماني (هـ (.
3 - شرح التسهيل، للسمين الحلبي.
ـ تفاسير المعتزلة:
1 ـ تفسير الجبائي أبو علي محمد بن عبد الوهاب (303 هـ).
2 ـ تفسير أبي مسلم، محمد بن مسلم الأصبهاني (322 هـ).
3 ـ تفسير الرماني،علي بن عيسى (384 هـ).
4 ـ تفسير القاضي عبد الجبار بن أحمد الهمذاني (415 هـ).
ولا بد من التنبيه:
على أنه نقل في تفسيره هذا عن الشيعة في موضع واحد في القسم المخصص لي من رسالة الماجستير ويتضمن سورة الحجر والنحل والإسراء،وكذلك ينقل عن الفلاسفة وأهل الطبائع والهيآت والفرق كالمعتزلة والجبرية وغيرهما،ونقل ذلك كله عن الرازي.
والحمد لله رب العالمين
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[03 Oct 2005, 06:04 م]ـ
جزاك الله خيرا
ولقد سمعت قبل فترة أن كتاب اللباب لابن عادل قد حقق في أكثر من عشرين رسالة علمية في السودان؟
ـ[مرهف]ــــــــ[04 Oct 2005, 02:10 م]ـ
هذا صحيح بل في خمس وعشرين رسالة في كلية أصول الدين قسم الدراسات العليا في التفسير وعلوم القرآن ولكن في فرع دمشق وكان صاحب الفكرة في تحقيقه في رسائل علمية فضيلة الدكتور نور الدين عتر وكان قصده أن يحيي نشر فقه الأحكام على المذهب الحنبلي الذي كان شائعاً في بلاد الشام وموجوداً خاصة في دمشق،خاصة أنه لا يوجد كتاب أحكام القرآن على المذهب الحنبلي فظن أن الكتاب اللباب فيه ذلك ولكن كان يشعر بعضنا أن ابن عادل شافعي المذهب وبعضنا الآخر مالكي المذهب والذي يظهر لي أنه حنبلي المذهب ولكنه لا قدم له في المذهب كغيره والله أعلم(/)
قراءة سورة الإخلاص ثلاثاً هل تعدل ختم القرآن؟
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[02 Oct 2005, 07:37 ص]ـ
د. محمد بن عبد الله القناص
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
أخرج البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ –رضي الله عنه- أَنَّ رَجُلاً سَمِعَ رَجُلاً يَقْرَأ: ُ"قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" يُرَدِّدُهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، وَكَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ". فهل يكفي أن نقرأ سورة الإخلاص ثلاث مرات في اليوم بدلاً من قراءة أجزاء كثيرة من القرآن؟ وهل يجب التسمية عند كل قراءة للسورة إذا قرأتها ثلاث مرات متتابعةً؟.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله، وبعد:
في هذا الحديث دليل على فضل: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)، وبيان أنها تعدل ثلث القرآن الكريم، قال بعض أهل العلم: "هي ثلث القرآن باعتبار معاني القرآن الكلية، لأنه أحكام، وأخبار، وتوحيد، وقد اشتملت هي على القسم الثالث، وهو أشرف المعارف وأفضلها، فكانت ثلثاً بهذا الاعتبار، ويستأنس لهذا بقوله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ جَزَّأَ القُرْآنَ ثَلاَثَةَ أَجْزَاءٍ فجعل (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) جُزْءاً مِنْ أَجْزَاءِ القُرْآنِ" [فتح الباري (9/ 61)].
وقال أبو العباس بن سريج لما سئل عن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن"، فقال: "معناه أنزل القرآن على ثلاثة أقسام: ثلث منها الأحكام، وثلث منها وعد ووعيد، وثلث منها الأسماء والصفات، وهذه السورة جمعت الأسماء والصفات " [ينظر: مجموع الفتاوى (17/ 103)].
وقال القرطبي: " اشتملت هذه السورة على اسمين من أسمائه تعالى يتضمنان جميع أوصاف كماله تعالى, لم يوجدا في غيرها من السور وهما "الأحد"، "الصمد"؛ لأنهما يدلان على أحادية الذات المقدسة الموصوفة بجميع أوصاف الكمال، وبيان ذلك أن "الأحد" يشعر بوجوده الخاص الذي لا يشاركه فيه غيره، وأما "الصمد": فهو المتضمن لجميع أوصاف الكمال، فإن "الصمد" هو الذي انتهى سؤدده بحيث يصمد إليه في الحوائج كلها، أي يقصد، ولا يصح ذلك تحقيقاً إلا ممن حاز جميع خصال الكمال حقيقة، وذلك لا يكمل إلا لله –تعالى- فهو الأحد الصمد الذي: (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ)، فقد ظهر أن لهذين الاسمين من شمول الدلالة على الله تعالى وصفاته ما ليس لغيرهما من الأسماء، وأنهما ليسا موجودين في شيء من سور القرآن، فظهرت خصوصية هذه السورة بأنها ثلث القرآن" [المفهم (2/ 441 - 442)].
وقد ورد في فضل هذه السورة أحاديث أخرى، منها: حديث عائشة - رضي الله عنها - في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بَعَثَ رَجُلاً عَلَى سَرِيَّةٍ، وَكَانَ يَقْرَأُ لأصْحَابِهِ فِي صَلاتِهِمْ فَيَخْتِمُ بـ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) فَلَمَّا رَجَعُوا ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: "سَلُوهُ لأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ؟ " فَسَأَلُوهُ فَقَالَ: لأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ" أخرجه البخاري (7375)، ومسلم (813).
وهذه السورة المباركة إذا قرأها المسلم حصل له ثواب بقدر ثواب ثلث القرآن، ولكن لا يكتفى بتلاوتها ثلاث مرات عن تلاوة بقية القرآن، وذلك لتنوع الثواب والأجر، وحاجة المسلم إلى قراءة بقية القرآن لما فيه من الأحكام والقصص التي يحتاج المسلم إلى تدبرها والانتفاع بما تضمنته من أوامر ونواهٍ وتوجيهات حتى يعبد الله على بصيرة وهدى، ويوفق للاستقامة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: فإذا قرأ الإنسان "قل هو الله أحد" حصل له ثواب بقدر ثواب ثلث القرآن، لكن لا يجب أن يكون الثواب من جنس الثواب الحاصل ببقية القرآن، بل قد يحتاج إلى جنس الثواب الحاصل بالأمر والنهي والقصص، فلا تسد (قل هو الله أحد) مسد ذلك ولا تقوم مقامه، .... بل يبقى فقيراً محتاجاً إلى ما يتم به إيمانه من معرفة الأمر والنهي والوعد والوعيد، ولو قام بالواجب عليه فالمعارف التي تحصل بقراءة سائر القرآن لا تحصل بمجرد قراءة هذه السورة، فيكون من قرأ القرآن كله أفضل ممن قرأها ثلاث مرات من هذه الجهة لتنوع الثواب، وإن كان قارىء (قل هو الله أحد) ثلاثاً يحصل له ثواب بقدر ذلك الثواب، لكنه جنس واحد ليس فيه الأنواع التي يحتاج إليها العبد، كمن معه ثلاثة آلاف دينار وآخر معه طعام ولباس ومساكن ونقد يعدل ثلاثة آلاف دينار، فإن هذا معه ما ينتفع به في جميع أموره، وذاك محتاج إلى ما مع هذا وإن كان ما معه يعدل ما مع هذا، وكذلك لو كان معه طعام من أشرف الطعام يساوي ثلاثة آلاف دينار فإنه محتاج إلى لباس ومساكن وما يدفع به الضرر من السلاح والأدوية وغير ذلك مما لا يحصل بمجرد الطعام. " [مجموع الفتاوى (17/ 138)].
والبسملة عند افتتاح كل سورة مستحبة إلا عند قراءة سورة التوبة، هذا والله أعلم.
الرابط http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=88412(/)
وقفات مهمة حول قراءة القرآن (بمناسبة شهر رمضان)
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[02 Oct 2005, 04:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنعم علينا بالقرآن، وما فيه من العلوم والمواعظ ما تستقيم به حياتنا، وتطمئن به قلوبنا، والصلاة والسلام على رسول الله الذي كان خلقه القرآن، وعلى أصحابه الذين كان أحدهم قرآنا يدب على الأرض أما بعد
فهذه وقفات دعا إليها حق التذكرة بين الإخوان، ومناسبة الزمان بقرب شهر رمضان بلغنا الله إياه، وهي تتعلق بقراءة القرآن، أشير في طليعتها إلى أمرين:
1.أن القصد من هذه الوقفات ما خفي العلم به، أو قل العمل به، فخرج بهذا ماكان معلوما معمولا به عند الأكثر.
2.أنني لم أراع ترتيبا معينا في سردها بل كيفما اتفق، والجامع هو الفائدة - إن شاء الله - في إطار هذا الموضوع.
الوقفة الأولى: السواك وتطهير الفم.
وهذه - أيها الإخوة - نغفل عنها قبل القراءة، وقد جاء عن علي رضي الله عنه أنه أمر بالسواك وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن العبد إذا تسوك ثم قام يصلي قام الملك خلفه فيستمع لقراءته فيدنو منه - أو كلمة نحوها - حتى يضع فاه على فيه، فما يخرج من فيه شيء من القرآن إلا صار في جوف الملك، فطهروا أفواهكم للقرآن "
قال المنذري في الترغيب والترهيب 1/ 102: رواه البزار بإسناد جيد لا بأس به، وروى ابن ماجه بعضه موقوفا ولعله أشبه.والحديث جوّد إسناده الألباني في الصحيحة 3/ 215.
وقال قتادة رحمه الله:" ما أكلت الكراث منذ قرأت القرآن ".
وجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يكون بين يديه تور فيه ماء إذا تنخع تمضمض ثم أخذ في الذكر، وكان كلما تنخع تمضمض. (القرطبي 1/ 27)
قال الآجري:" أحب لمن أراد قراءة القرآن من ليل أو نهار أن يتطهر وأن يستاك، وذلك تعظيم للقرآن، لأنه يتلو كلام الرب عز وجل " (أخلاق حملة القرآن ص73).
الوقفة الثانية: الانشغال عن قراءة القرآن.
كان السلف رحمهم الله يعتنون بالحزب أو الورد اليومي من القرآن عناية عظيمة، ولهم في ذلك أخبار عجيبة.
أما اليوم فما أقل من قطع على نفسه حزبا يوميا، وما أقل - من هذا القليل - من يحافظ على حزبه محافظته على الفريضة لايخل به، بل الواقع أنه يقع الإخلال به لأدنى شغل.
جاء في (البداية والنهاية) 9/ 162:" قال إبراهيم بن أبي عبلة: قال لي الوليد بن عبد الملك - الخليفة الأموي - يوما: في كم تختم القرآن؟ قلت: في كذا وكذا، فقال: أمير المؤمنين على شغله يختمه في كل ثلاث - وقيل في كل سبع قال - وكان يقرأ في شهر رمضان سبع عشرة ختمة ".
وقال أبو العالية: كنا عبيدا مملوكين، منا من يؤدي الضرائب ومنا من يخدم أهله، فكنا نختم كل ليلة مرة، فشق ذلك علينا فجعلنا نختم كل ليلتين مرة، فشق علينا فجعلنا نختم كل ثلاث ليال مرة، فشق علينا حتى شكا بعضنا إلى بعض، فلقينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمونا أن نختم كل جمعة أو قال كل سبع، فصلينا ونمنا ولم يشق علينا. (طبقات ابن سعد 7/ 113)
ومما يدل على مواظبتهم ما جاء عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال:" ما تركت حزب سورة من القرآن من ليلتها منذ قرأت القرآن "
وكان عروة يقرأ ربع القرآن في كل يوم نظرا في المصحف، ويقوم به بالليل فما تركه إلا ليلة قطعت رجله ثم عاوده من الليلة المقبلة. شعب الإيمان 2/ 410
ويحكي إبراهيم النخعي عن حالهم فيقول: كان أحدهم إذا بقي عليه من حزبه شيء فنشط قرأه بالنهار أو قرأه من ليلة أخرى، قال: وربما زاد أحدهم.
ولهذا شرع قضاؤه إذا فات، كما روى عمر بن الخطاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل " رواه مسلم.
بل كان أحدهم يتأثر غاية التأثر إذا فاته حزبه، كما روى أبوداود الجفري قال دخلت على كرز بن وبرة بيته فاذا هو يبكي فقلت له ما يبكيك قال ان بابي مغلق وان ستري لمسبل ومنعت حزبي أن أقرأه البارحة وما هو إلا من ذنب أحدثته. حلية الأولياء 5/ 79.
الوقفة الثالثة: الإخلال بالترتيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
أمر الله تعالى بترتيل القرآن وأكده بالمصدر في قوله عز وجل: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) (المزمل: من الآية4)، ومحل الإخلال الملحوظ في هذا: حينما يقرأ المرء بمفرده، بخلاف القراءة الجماعية على طريقة الإدارة بالقرآن. فتقع العجلة والهذرمة، وعدم توضيح الحروف، وإعراب الكلمات، وحسن الوقوف على الجمل.
عن حفصة أنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في سبحته قاعدا حتى كان قبل وفاته بعام، فكان يصلي في سبحته قاعدا، وكان يقرأ بالسورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها. أخرجه مسلم - والشاهد آخره -
وعن يعلي بن مملك أنه سأل أم سلمة عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلاته، قالت: مالكم وصلاته، ثم نعتت قراءته فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا.أخرجه أحمد والترمذي والنسائي بسند صحيح
وجاء رجل إلى ابن عباس فقال: إني سريع القراءة وإني أقرأه في ثلاث، فقال: لأن أقرأ البقرة فى ليلة فأتدبرها وأرتلها أحب إلى من أن أقرأ كما تقول. أخرجه البيهقي وغيره
وقال رجل له: أني رجل سريع القراءة وربما قرأت القرآن في ليلة مرة أو مرتين، فقال ابن عباس: لأن أقرأ سورة واحدة أعجب إلى من أن أفعل مثل الذي تفعل، فإن كنت فاعلا لا بد، فاقرأه قراءة تسمع أذنيك ويعيه قلبك. أخرجه البيهقي
وعن الشعبي قال: إذا قرأت القرآن فاقرأه قراءة تسمع أذنيك ويفقه قلبك، فان الأذن عدل بين اللسان والقلب. أخرجه ابن المبارك في (الزهد)
الوقفة الرابعة: الخشوع حال القراءة.
إلى الله المشتكى من قسوة القلوب التي لاتوجل، وقحط العيون التي لاتدمع حال قراءة القرآن، ورحم الله القائل:
ولو أن عينا ساعدت لتوكفت
سحائبها بالدمع ديما وهطلا
ولكنها عن قسوة القلب قحطها
فيا ضيعة الأعمار تمشي سبهللا
قال تعالى (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) (الزمر:23)
وقال ربنا سبحانه: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) (الحديد:16)
وقال عز وجل: (وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً * قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّداً * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً (الاسراء: 106 - 109)
فحسبنا هذه الآيات السالفات، وخبر النبي صلى الله عليه وسلم مع ابن مسعود في قراءته سورة النساء مشهور عند الجميع.
وهكذا كان سلف الأمة من الصحابة فمن بعدهم كما جاء عن عبد الله بن عروة بن الزبير قال: قلت لجدتي أسماء رضي الله عنها: كيف كان يصنع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأوا القرآن؟ قالت: كانوا كما نعتهم الله تعالى؛ تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم. قلت: فإن ناسا ههنا إذا سمعوا ذلك تأخذهم عليه غشية، فقالت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. أخرجه سعيد بن منصور وابن المنذر وغيرهما
الوقفة الخامسة: التفاعل مع القراءة.
وهذا من أسباب التدبر، وحضور القلب حال القراءة.
ومن صور ذلك: السؤال والتعوذ والتسبيح في مواضعها، كما في قصة صلاة حذيفة مع النبي صلى الله عليه وسلم وفيه: " يقرأ مترسلا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ " رواه مسلم
وعن ابن عباس أنه قال: " إذا قرأ أحدكم (سبح اسم ربك الأعلى) فليقل: سبحان ربي الأعلى، وإذا قرأ (أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى) فليقل: اللهم بلى، أو: اللهم سبحان ربي بلى " أخرجه البيهقي في الشعب.
وعن عائشة رضي الله عنها أنها كانت إذا قرأت (فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم) قالت: اللهم من علي، وقني عذاب السموم. أخرجه البيهقي في الشعب
والأمثلة في هذا كثيرة
ومن صور التفاعل: أن تتصور توجه الخطاب لك مباشرة، وأنك المعني بالكلام.
ومن صور التفاعل: تكرار الآية، وإمرارها على القلب، كما كرر النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (المائدة:118).
والله أعلم.(/)
من أحكام الصيام .. بحث مهدى للقراء الكرام ......
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[02 Oct 2005, 05:21 م]ـ
استأذن المشرفين الكرام بمناسبة قرب شهر رمضان المبارك في وضع هذا الرابط لبحث مختصر أعددته عام 1418 وأهديه لملتقى أهل التفسير
وأتقبل الملحوظات ..
(وضعته هنا لكثرة المشاركين في الملتقى العلمي)
للتحميل:
http://www.saaid.net/mktarat/ramadan/seam.zip
كما يمكن التحميل مع الاطلاع على عناصر البحث من الرابط:
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=32&book=2042
وتقبلوا فائق التحيات ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Oct 2005, 12:04 ص]ـ
بارك الله فيك أبا مبارك على هذا البحث القيم، فقد أعدت قراءته اليوم مرة أخرى فانتفعت به كثيراً. لا حرمك الله الأجر والثواب
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[16 Oct 2005, 11:27 م]ـ
وبورك فيك ولا حرمك الأجر شيخنا الكريم(/)
الآلوسي وتفسيره (روح المعاني)
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[03 Oct 2005, 12:17 م]ـ
من التفاسير التي كان لها حضور في الثقافة الإسلامية تفسير "روح المعاني" لمؤلِّفه محمود الآلوسي البغدادي، أبو الثناء شهاب الدين، من علماء القرن الثالث عشر الهجري، ويلقب بـ "الآلوسي الكبير" تمييزًا له عن باقي العلماء الآلوسيين الذين انحدروا من هذه الأسرة التي اشتهر أهلها بالعلم.
كان الآلوسي - رحمه الله - شيخ العلماء في العراق في عصره، ونادرة من النوادر التي جادت بها الأيام؛ جمع كثيراً من علوم المنقول والمعقول، وأحكم فهم علمي الفروع والأصول ... وكان مع هذا وذاك مفسراً لكتاب الله لا يبارى، ومحدثًا للسنة لا يُجارى ...
ومع أنه - رحمه الله - كان شافعي المذهب إلا أنه في كثير من المسائل كان يقلد الإمام أبا حنيفة، وكان عالماً باختلاف المذاهب، ومطلعاً على الملل والنحل، وكان في آخر حياته يميل إلى الاجتهاد، وقد خلَّف ثروة علمية كبيرة ونافعة، يأتي في مقدمتها تفسيره المسمى (روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني) وهو محور حديثنا في هذا المقال.
وهذا التفسير - كما يتبين للناظر فيه - قد أفرغ فيه مؤلِّفه وسعه، وبذل جهده، حتى أخرجه للناس تفسيراً جامعاً، لآراء السلف رواية ودراية، ومشتملاً على أقوال الخلف بكل أمانة وعناية، فهو تفسير - و الحق يقال - جامع لخلاصة ما سبقه من التفاسير.
ثم إن المؤلف - رحمه الله - إذ ينقل من تفاسير من سبقه من المفسرين، لم يكن مجرد ناقل فحسب، بل كان يُنَصِّب من نفسه حكماً عدلاً، على كل ما ينقل، ويجعل من نفسه ناقداً مدققاً وممحصاًَ لكل رأي وقول، ثم هو بعدُ يُبدي رأيه حراً فيما ينقل.
ويلاحظ على مؤلِّفنا أنه كان كثيراًَ ما يتعقب الرازي في العديد من المسائل الفقهية، ويخالفه الرأي فيها ... لكن إن استصوب رأياً لبعض من ينقل عنهم انتصر له، ونافح عنه بكل ما أوتى من قوة.
لكن مما يؤخذ على الآلوسي أنه كان مترددًا في مسائل الأسماء والصفات بين مذهبي السلف والخلف؛ فهو أحيانًا يميل إلى مذهب السلف ويقرره وينسب نفسه إليه، كما فعل عند تفسيره لصفة الحياء، في قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا} (البقرة:26). وأحيانًا أخرى نجده يميل لمذهب الأشاعرة وينتصر لهم، كما فعل عند تفسيره لصفة الكلام، في قوله تعالى: {منهم من كلم الله} (البقرة:253) ونحن في حين ثالث نجده يُظهر نوعًا من التحفظ وعدم الصراحة الكاملة، كما فعل عند حديثه على صفة الفوقية، في قوله تعالى {يد الله فوق أيديهم} (الفتح:10) وفي حين آخر نجده يقرر مذهب السلف والخلف ويرجح مذهب الخلف، كما فعل في صفة الاستواء في قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} (طه:5) وهكذا نجده مترددًا - رحمه الله - بين مذهب السلف والخلف؛ ولأجل هذا عدّه بعضهم من أصحاب التفسير بالمعقول.
ثم إننا نلحظ من منهجه في تفسيره - فوق ما تقدم - الأمور التالية:
- استطراده كثيرًا في المسائل الكونية، التي ليس لها علاقة وثيقة بعلم التفسير.
- وكان له استطراد أيضًا في ذكر المسائل النحوية، إذ كان يتوسع بها أحيانًا إلى درجة يكاد يخرج بها عن وصف كونه مفسرًا.
- أما المسائل الفقهية فمنهجه فيها أن يستوفيَ أقوال أهل العلم في المسألة موضوع البحث، ومن ثَمَّ يختار منها ما يؤيده الدليل، من غير تعصب لمذهب معين، بل رائده في ذلك: أن الحق أحق أن يُتَّبع.
- وكانت للمؤلف - رحمه الله - عناية ملحوظة بنقد الروايات الإسرائيلية، وتفنيد الأخبار المكذوبة، التي ساقها بعض المفسرين السابقين له؛ فنحن - مثلاً - نجده يُعَقِّب بعد أن ساق قصة من القصص الإسرائيلي، فيقول: " وليس العجب من جرأة من وضع هذا الحديث، وكذب على الله تعالى، إنما العجب ممن يُدخل هذا الحديث في كتب العلم من التفسير وغيره، ولا يُبيِّن أمره .. " وعلى هذا المجرى يجرى في تفنيده لتلك المرويات والأخبار.
- وكغيره من المفسرين السابقين، نجد الآلوسي يعرض للقراءات القرآنية الواردة في الآية الكريمة، بيد أنه لا يتقيد بالمتواتر منها، بل ينقل غير المتواتر لفائدة يراها، ولكن يُنبِّه عليه.
- ويُلاحظ أن لـ الآلوسي عناية ملحوظة بذكر أوجه المناسبات بين الآيات والسور، مع تعرضه لذكر أسباب النزول، لفهم الآيات وفق أسباب نزولها.
وأخيراً، فإن الآلوسي في تفسيره كان ميَّالاً إلى التفسير الإشاري، وهذا ما أُخذ عليه؛ فهو بعد أن يفرغ من الكلام عن كل ما يتعلق بظاهر الآيات، تُراه يذكر لها تفسيراًَ إشارياً، أي يفسرها تفسيراً يخرج بها عن ظاهرها، وهذا منه فيه ما هو مقبول، وفيه ما هو مردود، لا يوافق عليه.
ومهما يكن، فإن تفسير (روح المعاني) يبقى موسوعة تفسيرية قيِّمة، جمعت جُلَّ ما قاله علماء التفسير المتقدمين، وامتازت بالنقد الحر، والترجيح المعتمد على الدليل، والرأي البنَّاء، والاتزان في تناول المسائل التفسيرية وغيرها، مما له ارتباط بموضوع التفسير. فجزى الله مؤلِّفه خير الجزاء، ونفع المسلمين بعلمه.
رابط الموضوع في موقع الشبكة الإسلامية ( http://www.islamweb.net/ver2/Archive/readArt.php?lang=A&id=40355)(/)
نظرة في نشأة علوم القرآن الكريم
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[04 Oct 2005, 11:20 ص]ـ
نظرة في نشأة علوم القرآن الكريم
أثناء تعليقي على كتاب الاتقان للسيوطي، جمعت مقدمة في تاريخ علوم القرآن، فظهر لي في بحث النشأة معلومات جديدة من جهة تقسيم النشأة، وطرائق العلماء في التدوين في علوم القرآن، وما حدث لهذا المصطلح من تعدد في المرادات، فأحببت أن تشاركوني فيها الرأي؛ لأني سأعمد إلى تأليف كتاب مستقل في نشأة علوم القرآن الكريم، وقد جمعت بعض الأفكار، وسأطرح بعضها ملخصة لعلها تفيد كاتبها وقارئها، فأقول:
إن مما يحسن تقريره أول الأمر أنني سأبحث عن مصطلح علوم القرآن كما نشأ تاريخيًّا، وليس كما استقرَّ في أذهننا من خلال ما كتبه الزركشي (ت: 794) أو السيوطي (ت: 911)؛ لأنه بسبب تصورنا عن علوم القرآن من خلال ما كتباه قد يَمُرُّ ما يعارضه فلا يُنتبه إليه؛ لأن الأفكار المسبقة التي كوَّنَّها من خلال غلبة هذا علينا = قويةٌ ومؤثرةٌ بحيث صار العقل ينكر ما يتعارض مع هذه الأفكار أو يتجاهلها، فإذا دخلتْ هذه الموضوعات إلى محل النقاش والجدل العلمي بان ما فيها من حاجة إلى تحرير وتنقيح.
وقد ظهر أثر استقرار المصطلح على ثلاثة أمور:
الأول: الغفلة عن تعدد إطلاقات هذا المصطلح عند العلماء، حيث ظهر لي أنهم يطلقونه مرة على علم القراءات، ومرة على التفسير، ومرة على جملة علوم القرآن، ودونك بعض الأمثلة من كتب التراجم:
1 ـ قال عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت: ((سمعت الشعبي ـ وقيل له: إن اسماعيل السدي قد أعطي حظا من علم القرآن ـ قال: إن اسماعيل قد أعطي حظا من جهل بالقرآن)).
2 ـ عن الأصمعي قال: ((قال لي أبو عمرو: لو تهيأ لي أن أفرغ ما في صدري من العلم في صدرك لفعلت. لقد حفظت في علم القرآن أشياء لو كُتِبَتْ ما قدر الأعمش على حملها، ولولا أن ليس لي أن أقرأ إلا بما قُرىء لقرأت كذا وكذا، وذكر حروفًا)) معرفة القراء الكبار 1: 103.
3 ـ قال عمارة بن زيد المدني: ((كنت صديقا لمحمد بن الحسن، فدخلت معه إلى الرشيد، فسأله عن أحواله، فقال: في خير يا أمير المؤمنين، ثم تسارَّا، فسمعت محمد بن الحسن يقول: إن محمد بن إدريس الشافعي يزعم أنه للخلافة أهل.
قال: فغضب الرشيد، وقال: عليَّ به. فأُتِي به، حتى وقف بين يدي الرشيد، فَكَرِهَ الرشيد أن يعجل عليه من غير امتحان، فقال له: هيه؟ قال: وما هيه يا أمير المؤمنين، أنت الداعي وأنا المدعو. وأنت السائل وأنا المجيب.
قال: فكيف علمك بكتاب الله؟ فإنه أولى أن يُبتدأ به؟ قال: جمعه الله في صدري وجعل جنبي دفتيه.
قال: فكيف علمك به؟ قال: أي علم تريد يا أمير المؤمنين؟ أعِلْم تأويله أم عِلْم تنزيله؟ أم مَكِّيُّه أم مدنيُّه؟ أم ليليه أم نهاريه؟ أم سفريه أم حضريه؟ أم هجريه أم عربيه.
فقال: له الرشيد: لقد ادعيت من علوم القرآن أمرا عظيما)). تاريخ دمشق. (51: 319 ـ 320).
الثاني: عدم الاعتداد في أول مؤلَّف بما لا يحمل مصطلح (علوم القرآن).
إذا كانت العبرة في مصطلح علوم القرآن بما كُتب لا بعنوان المكتوب، فإن (فهم القرآن) للحارث المحاسبي (ت: 243) هو أول ما دُوِّن في علوم القرآن؛ لأنَّ موضوعاته كلها في علوم القرآن، وهي (فضائل القرآن، فضائل القراء، فقه القرآن، المحكم والمتشابه، النسخ ـ وهو أطولها ـ التقديم والتأخير، الإضمار، الحروف الزوائد، المفصَّل والموصول).
أما إذا كنا نبحث عن كتاب معنون بعلوم القرآن أو أحد مرادفاته، فإن ظهورأول مدون في علوم القرآن سيتأخر، وفي ذلك التأخير نظر؛ لأن الأصل مادة الكتاب وليس عنوانه فقط، لذا عدَّ بعض الباحثين المعاصرين كتاب (جمال القراء وكمال الإقراء) للسخاوي (ت: 643) من كتب علوم القرآن ـ وإن لم يرد في عنوانه هذا المصطلح، لكنه يتضمن جملة من علوم القرآن المتعلقة بالإقراء ـ، فلم لم يعدوا كتاب (فهم القرآن) من كتب علوم القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يلاحظ على بعض الكتب التي ذكرت في عنوانها (علوم القرآن) أو احد مرادفاتها أنها كتب تفسير؛ أي أنها سارت على طريقة تفسير الآيات تفسيرًا تحليليًا، وهي لا تختلف في طريقتها عن كتب التفسير الأخرى، ككتاب (الجامع لعلم القرآن)، للرماني (ت: 384)، وكتاب (اللباب في علوم الكتاب)، لابن عادل الحنبلي (ت: 880).
الثالث: عدم ذكر مؤلفات ـ كانت حلقة من حلقات الكتابة في علوم القرآن ـ سارت على تفسير الآيات وذكرت جملة من علوم القرآن ذكرًا مقصودًا، وهي على نوعين:
النوع الأول: أن يكون المؤلف رتَّب كتابه ترتيبًا يُظهر بعض علوم القرآن، كما فعل الحوفي (ت: 430)، والمهدوي (ت: 440)، وغيرهما.
وإليك مقدمة المهدوي (ت 440)، قال ـ في كتابه (التحصيل لما في التفصيل الجامع لعلوم التنزيل) ـ: ((وأنا مبتدئ إن شاء الله في نظم هذا المختصر الصغير، مجتهد أن أجمع فيه جميع اغراض الجامع الكبير من الأحكام المجملة، والآيات المنسوخة، واحكامها المهملة، والقراءات المعهودة المستعملة، والتفسير والغريب والمشكل والإعراب والمواعظ والمثال والآداب، وما تعلق بذلك من سائر علو م التنزيل المحتملة للتأويل، ويكون المحذوف من الأصل ما أنا ذاكره في هذا الفصل فأحذفه من الحكام الذي هي أصول الحلال والحرام أكثر تفريع المسائل المنثورة مما ليس بمنصوص في السورة، وأقتصر من ذكر الاختلاف على الأقوال المشهورة، وأذكر الناسخ والمنسوخ بكماله وأورده مختصرًا على أتم أحواله، وأذكر القراءات السبع في الروايات التي اقتصر عليها اهل الأمصار، سوى من لم يبلغ مبلغهم من الاشتهار إلا ما اختلاف فيه بين السبعة القراء، فإني أذكره منسوبًا إلى بعض من روى عنه القراء ليعرف من هذا الاختصار ما هو من القراءات المروية مما لم يُقرأ به قارئ، وإن كان جائزًا في العربية، وأذكر من مسائل الإعراب الخفية ما يحتاج إليه، مما اختلف القراء فيه، او كان جائزًا في المقاييس العقلية، فإذا أكملت السورة من هذا المختصر جمعت في آخره أصول القراءات واختصار التعليل فيها، وأصول مواقف القراءة ومبادئها؛ ليجمع ـ بعون الله وتوفيقه ـ هذا الاختصار ما لم تجمعه الدواوين الكبرى، ولتكون أغراض الجامع مضمنة فيه، ومجملة في معانيه.
وأجعل ترتيب السور مفصلاً، ليكون أقرب متناولاً، فأقول: القول من أول سورة كذا إلى موضع كذا منها، فأجمع من آيِهَا عشرين آية أو نحوها، بقدر طول الآية وقصرها.
ثم أقول الأحكام والنسخ وأذكرهما.
ثم أقول التفسير فأذكره.
ثم اقول القراءات فأذكرها.
ثم أقول الإعراب فأذكره.
ثم أذكر الجزء الذي يليه حتى آتي على آخر الكتاب إن شاء الله على ما شرطته فيه، وأذكر في آخر كل سورة موضع نزولها، واختلاف اهل المصار في عددها، وأستغني عن تسمية رؤوس آيها، وأبلغ غاية الجهد في التقريب والقصد ... )).
(التحصيل، تحقيق الفاتحة والبقرة، تحقيق علي بن محمود بن سعيد هرموش، رسالة مرقومة على الآلة الكاتبة ص: 5 ـ 6).
النوع الثاني: أن يذكر المؤلف من مقاصده الإلمام ببعض علوم القرآن، لكنه يذكرها منثورةً خلال تفسيره للآيات، وليس كسابقه الذي يرتب كل نوع على حده، وإليك مثالٌ لمؤلف قصد هذا المقصد:
كتاب (البستان في علوم القرآن)، لأبي القاسم هبة الله بن عبد الرحيم بن إبراهيم الجهيني الحموي (ت: 738)
قال الحموي: ((أما بعد: فهذا كتاب (البستان في علوم القرآن)، قصدت فيه الاختصار مع البيان، وجمع الفوائد مع الإتقان، راجيًا به ـ لي ولمحصليه ـ الغفران، والرحمة من الله والرضوان، ويشتمل على أنواع من علوم الكتاب العزيز؛ المسمى بالفرقان:
النوع الأول: معرفة تفسير غريب اللفظ والمعنى، وأسباب النُّزول، والقصص، وما صحَّ من المنسوخ على ما ذهب إليه في ذلك كل من يُعتمد عليه.
النوع الثاني: معرفة المبهمات من الأسماء والأنساب، وضمائر الغيبة والخطاب، والعدد، والمدد، واختلاف الأقوال في ذلك ...
الثالث: معرفة قراءات الأئمة السبعة رحمة الله عليهم، ولكل إمام منهم راويان ...
(يُتْبَعُ)
(/)
الرابع: معرفة الوقوف والموقوف عليه إن لم يتوقف فهمه على ما بعده وبالعكس، فالوقف لازم إن اختلَّ المعنى بالوصل، وتامٌّ إن لم يختل، ولم يكن للثاني تعلق بالأول ...
الخامس: معرفة خط الإمام مصحف عثمان بن عفان ...
السادس: معرفة عدد آي كل سورة (العدد الكوفي)، وكونها مكية أو مدنية أو مختلفًا فيها، وذلك مذكور في أول كل سورة.
السابع: معرفة رؤوس الآيات وأخماسها وأعشارها، والمختلف في كونه آية أو غير آية بين الكوفيين وغيرهم ...
الثامن: معرفة أجزائه الثلاثين وأخماسها وأنصافها وأنصاف أسداسها وأسباع القرآن وأرباع الأسباع ... ))، ثم شرع في تفسير الاستعاذة والبسملة والفاتحة حتى ختم كتابه بتفسير سورة بالناس.
(البستان في علوم القرآن / مخطوط بمكتبة الحرم المكي، لوحة 1 أ ـ ب).
ولا يعني أن هذه التفاسير تختلف في مادتها العلمية عن التفاسير السابقة، لكن المقصود أن مؤلفيها قد رتبوها ترتيبًا متوافقًا مع أنواع علوم القرآن، أو قصدوا ذكر جملة من علوم القرآن قصدًا مباشرًا، وهذا مما لا يحسن إغفاله في نشأة علوم القرآن.
...............
ومن باب تتميم الفائدة في هذا الموضوع أذكر ما يأتي:
أولاً: إن هناك إضافات مرادفة لعلوم القرآن يحسن التنبه لها، وهي (علم القرآن، علوم التنزيل، علم التنزيل، علوم الكتاب، علم الكتاب) إذ قد يرد في كتب التراجم أو في عناوين بعض الكتب أحد هذه الألفاظ.
ثانيًا: إن أضافة علوم للقرآن تحتمل أن يكون المراد به أي معلومة تنتسب للقرىن او تخرج منه، ومن ثمَّ فإن علوم القرآن على هذا المعنى لا يمكن حصرها، بل هي مما يتنامى مرة بعد مرة، وهذا المعنى افضافي ليس هو المراد عند من كتب في علوم القرآن، وإن كان بعضهم قد يشير إليه إشارة من باب التنبيه عليه فحسب.
ثالثًا: إنَّ علوم القرآن التي استقرَّت التسمية عليها الآن تشمل جملة العلوم:
ـ المنبثقة منه، كعلم القراءات.
ـ أو المتعلقة به ويشترك معه فيها غيره، إما لكونه نصَّا تشريعيًّا فتشترك معه السنة في بعض الموضوعات؛ كالناسخ والمنسوخ والعام والخاص وغيرها من مسائل أصول الفقه.
وإما لكونه نصًّا عربيًا، فتشترك معه علوم العربية والبلاغة؛ كعلم غريب القرآن من جهة المعنى اللغوي، وعلم إعجاز القرآن من جهة المعنى البلاغي.
وستلاحظ أن طرح هذه العلوم في كتب علوم القرآن قد اتخذ صورًا متعددة.
رابعًا: إن بعض الروايات عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن بعض أصحابه تشير إلى (علوم القرآن)، وإن لم تبيِّن المراد به على وجه التحديد، وإليك بعض هذه الأحاديث والآثار:
1 ـ دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمه عبد الله بن العباس رضي الله عنهما لما قال: ((اللهم فقه في الدين، وعلمه الكتاب)) رواه البخاري وغيره.
وهذا الحديث يشير إلى أن للكتاب علومًا والرسول صلى الله عليه وسلم يدعو لابن عمه في أن يعلمه الله إياها، ولقد تحقق ذلك له، وصار ترجمان القرآن، وأكثر الصحابة تفسيرًا له.
2 ـ قوله صلى الله عليه وسلم: ((خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه)) رواه البخاري.
وهذا يشملُ جُملةَ علومِ القرآنِ من قراءته وحفظه وتفسيره وغيرِها؛ لأنَّه خبر مطلقٌ غير محدَّدٍ بنوعِ من أنواع تعلُّمِ القرآنِ وتعليمه.
3 ـ من الآثار ما رواه ابن أبي شيبة بسنده عن أبي البختري عن علي قالوا: أخبِرْنا عن عبد الله.
قال: علم القرآن والسنة، ثم انتهى، وكفى بذلك علمًا «().
وهذه الأضافات (علم القرآن، علوم القرآن، علم الكتاب، علوم الكتاب، علم التنزيل، علوم التنزيل) أو ما يشير إليها في الأحاديث والآثار تحتاج إلى دراسة مستقلة؛ لاستجلاء المراد بها.
........................
فائدة: قال ابن خير الإشبيلي (ت: 575) في (فهرسة ما رواه عن شيوخه): ((ذكر ما رويته عن شيوخي رحمهم الله من الدواوين المؤلفة في علوم القرآن)) ص: 23.
وقد ذكر كثيرًا من كتب القراءت وما يتصل بها، وكتب التفسير وغيرها، ومما ذكر فيها ما يأتي: ((كتاب البرهان في علوم القرآن، في مائة سفر، لأبي الحسن الحوفي ... )) ص: 71.
ونستفيد من هذا النقل فائدتان:
الأولى: النظر في أنواع علوم الكتب التي ضمنها ابن خير فهرسة ما رواه في علوم القرآن، فيظهر لنا مراده بعلوم القرآن، وهو على ما استقر عليه المصطلح عندنا.
الثاني: أن الاختلاف في تسمية كتاب الحوفي (ت: 430) لازالت قائمة تحتاج إلى تحرير، فابن خير يروي الكتاب بسنده إلى المؤلف، ويسميه بهذا الاسم، لا باسم (البرهان في تفسير القرآن) كما جاء في بعض المصادر، وقد قال ابن خير في آخر روايته لهذا الكتاب: (( ... قال شريح بن محمد: وحدثني به أيضًا ـ إجازة ـ الفقيه أبو محمد عبد الله بن إسماعيل بن محمد بن خزرج اللخمي رحمه الله، قال أجازني أبو الحسن علي بن إبراهيم بن علي الحوفي المقرئ النحوي جميع روايته وأوضاعه بخط يده على يدي أبي صاحب الوردة في ربيع الآخر سنة 421)) ص 71.
وهذ يفيد في معرفة زمن تأليف كتاب البرهان، وانه متقدم على تاريخ هذه الإجازة.
تنبيه: ورد في مطبوعة فهرست ابن خير (الجوفي) بالجيم، وهو تصحيف، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مرهف]ــــــــ[05 Oct 2005, 12:47 ص]ـ
جزاكم الله خيراً فقد أثرتم في نفسي أموراً كنت أقوم بمقارنتها قديما،وهي تعريف علوم القرآن بين المصطلح الذي يذكره العلماء ممن ألف في (علوم القرآن) وبين الواقع العملي لمن استخدم هذا المصطلح،وقد أحببت أن أكتب لكم ما كتبه الدكتور نور الدين عتر في كتابه الذي درسناه أثناء الكلية واسمه (علوم القرآن الكريم) ففيه برأيي كلام نفيس لعله يفيد لمن دقق في قراءته، فقد ذكر في الفصل الأول عنوان: التعريف العام بعلوم القرآن، فقال صـ 7و8: (هذا التعبير "علوم القرآن" يدل لغةً على أنواع العلوم التي تتصل بالقرآن الكريم، وهكذا كان يستعمل في عصور المتقدمين، فيراد به علوم تؤخذ من القرآن من علوم الشرع كالعقيدة أوالفقه أو الأخلاق أو من المعارف العامة حول الإنسان والكون والطبيعة والنبات والسماء والأفلاك.
كما يراد بـ " علوم القرآن" لغة علوم تخدم معاني القرآن مباشرة، وتوصل إليها، أو تدور حوله، أو تستمد منه، فيدخل تحت هذا التعبير بهذا الاستعمال اللغوي الثاني علوم ضخمة: مثل علم التفسير، وعلم القرآت، وعلم الرسم العثماني، وعلم إعجاز القرآن، وعلم إعراب القرآن، وسائر علوم الدين واللغة والبلاغة، وغير ذلكمن علوم درس العلماء في تآليفهم فيها القرآن كله في ضوء كل علم دراسة تفصيلية.
ثم جعل العلماء هذه العبارة: "علوم القرآن" اسم علم، يراد به معنى خاص يدل على علم خاص غير ما سبق كله، لأن هذا المعنى الجديد يختص بأنه علم واحد يجمع ضوابط تلك العلوم المتصلة بالقرآن من ناحية كلية عامة، وأما علوم القرآن بالمعنى اللغوي فإن كل علم منها يدرس القرآن كله من زاوية اختصاصه آية آية دراسة تفصيلية.
وبناء على ذلك يمكن أن نعرف " علوم القرآن" باعتباره اسماً لعلم واحد فنقول: " علوم القرآن في الاصطلاح: هو المباحث الكلية التي تتعلق بالقرآن الكريم من ناحية نزوله وترتيبه وجمعه وكتابته وتفسيره وإعجازه وناسخه ومنسوخه وغير ذلك".) انتهى كلام الدكتور.
ثم علق الدكتور نور الدين في الحاشية على التعريف فقال: (ومن هنا ندرك الخطأ الواضح الذي وقع فيه من عرّف علوم القرآن فقال: هي جميع المعلومات والبحوث التي تتعلق بالقرآن ... .فقد خلط بين المعنى اللغوي، وهو يدل على علوم كثيرة، والمعنى الاصطلاحي، وهو علم واحد، ألا ترى إلى قوله "هي" .. وهكذا استمر الخطأ ... ) انتهى التعليق.
ثم قال الدكتور تحت عنوان " التصنيف في علوم القرآن صـ 8: (وبالنظر لأهمية هذا العلم كثرت الدراسات فيه في القديم والحديث، فكتب كثير من المفسرين في مقدمات تفاسيرهم بحوثاً هامة في علوم القرآن، عنوا فيها بما يتعلق بأصول التفسير وإعجازه، على مثال مقدمة الطبري لتفسيره جامع البيان، والقرطبي " الجامع لأحكام القرآن".
وصنف العلماء مؤلفات مستقلة تشمل كل علوم القرآن مثل هذه الكتب الهامة:
ـ فنون الأفنان في عيون علوم القرآن للإمام أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي المتوفى سنة 597 هـ ... ) ثم ذكر الدكتور حفظه الله البرهان للزركشي والإتقان للسيوطي، وكان قد ذكر الدكتور في كتابه محاضرات في علوم القرآن الذي يدرس في كلية الشريعة في دمشق قبل كتاب ابن الجوزي، ذكر كتاب ابن الأنباري ولم يذكره في الكتاب الذي أنقل منه.
ثم قال: (وفي هذا العصر اقتصر الباحثون في هذا العلم على أهم ما يحتاج إليه الدارس في هذا العصر، اعتماداً على تكملة بحوث أخرى من علوم شرعية ولغوية واعتقادية مقررة في مناهج معاهد العلوم والدراسات القرآنية.)
ثم ذكر الدكتور صـ 9 بعض الأسماء المهمة في علوم القرآن في العصر الحديث ثم قال: (وقد قسم بعضهم كتابه أبواباً منها تاريخ علوم القرآن وباب " علوم القرآن"، ونرى في هذا التقسيم خلالاً وضغفاً، لأن العنوان الثاني " علوم القرآن" يوهم أن الأبحاث الأخرى ليست من علوم القرآن، وهي قطعاً من علوم القرآن، فكيف تستبعد عن هذا العنوان ولا تدرج تحته؟!.
ونود التنبيه إلى أن التصنيف في علوم القرآن بالمعنى الأول مستمر أيضاً لم ينقطع وذلك تلبية لحاجة العصر من كشف دسائس وفضح أباطيل، أو تفصيل مسائل واستيفائها بالبحث، أو لإظهار مزيد من أوجه الإعجاز الذي أفاد تقدم العلوم، الأمر الذي يزيد اليقين بأن هذا القرآن كتاب الله المعجز على الدوام.) انتهى.
أقول: ولعل ما ذكرتموه من أمثلة يصدق كلامه في ذلك والله أعلم، فأحببت أن أنقله بحرفه منه لإثراء الموضوع والاستفادة، والله أعلم.
ـ[مرهف]ــــــــ[05 Oct 2005, 12:50 ص]ـ
الأمر الثاني الذي أريد بيانه أن ابن عادل لم يتوفى عام 880 يقيناً كما ذكرتم وكما ذهب إلى ذلك الدكتور الشايع ومن تابعه،وإنما وفاته في القرن الثامن الهجري ويغلب على الظن أنها حوالي 750 هـ وسأكتب مختصراً في ذلك قريباً إن شاء الله.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[05 Oct 2005, 09:59 ص]ـ
أشكرك يا أخي مرهف على هذه المداخلة الماتعة، ولقد أفدتني بها كثيرًا.
أما عن وفاة ابن عادل، فهذا هو المشهور في الترجمة له، وقد اخذتها من كتاب (معجم المفسرين) لعادل نويهض، وياليتك تكتب لنا ما تبين لك من وفاته؛ لأن في هذا أثرًا على جملة من المعلومات، من أقلها ترتيب طبقة المؤلف، فبدلاً من جعله من علماء القرن التاسع، فإنه سيكون من علماء القرن الثامن، وهذا يؤثر فيما لو كان الباحث يرتب المصنفات ترتيبًا زمنيًّا، ويبني عليها أحكامًا علمية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[05 Oct 2005, 04:14 م]ـ
بارك الله فيكما ونفع بكما المسلمين.
ـ[حسين المطيري]ــــــــ[13 Oct 2005, 01:31 م]ـ
هذا موضوع جدير بالنظر، ولعلي أتمكن من المداخلة لاحقًا، لطرح بعض الأفكار فيه.
والملاحظ أن الكتابة في نشأة علوم القرآن لا زالت تحتاج إلى تحرير.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[05 Jan 2008, 12:01 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
كتاب ابن الانباري المسمَّى: (عجائب علوم القرآن) نسبته له خطأ!
والصواب أنه صحيح النسبة لابن الجوزي، وهو المسمى بـ: (فنون الأفنان) ويعرف هذا بالمقارنة بينهما، وبدلائل لامجال لذكرها في هذا الموضع) أهـ
قاله شيخنا د. خالد السبت.في دراسته للمناهل (1/ 42) الحاشية
وكتب الدكتور حازم حيدر مقالة نبَّه فيها على عدم صحة هذه النسبة لابن الأنباري، ونُشرت في مجلة عالم المخطوطات (مج 1 / ع 2 / ص 403 - 416)
وبين سبب الخطأ في النسبة، في كتابه: (علوم القرآن بين البرهان والإتقان) (100)
والله أعلم
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[06 Jan 2008, 07:55 ص]ـ
مما فاتني في الحديث عن نشاة علوم القرآن الكريم في هذا المقال، وفي كتابي المحرر في علوم القرآن، ثم استدركته في محاضرة لي في نشاة علوم القرآن التي ألقيتها في الشارقة بتاريخ (22: 11: 2007)، أقول: مما فاتني أن المحدثين كان لهم مشاركة في بعض علوم القرآن، وذلك بإفرادهم لبعض أنواع علوم القرآن باب أو كتاب في كتبهم التي سارت على الأبواب أو تحت عنوان (كتاب)، وأذكر على سبيل المثال:
أولاً: صحيح الإمام البخاري رحمه الله تعالى:
1 ـ بدء الوحي.
2 ـ سجود القرآن.
3 ـ التفسير.
4 ـ فضائل القرآن.
ثانيًا: سنن أبي داود رحمه الله تعالى:
1 ـ سجود القرآن.
2 ـ الحروف والقراءات.
ثالثًا: سنن الترمذي رحمه الله تعالى:
1 ـ فضائل القرآن.
2 ـ القراءات.
3 ـ تفسير القرآن.
رابعًا: سنن الدارمي رحمه الله تعالى:
1 ـ فضائل القرآن.
خامسًا: المستدرك للحاكم رحمه الله تعالى:1
ـ فضائل القرآن.
2 ـ التفسير.
هذه بعض أمثلة من كتب المحدثين، ولو تمَّ استقراء ذلك، ثم التعليق عليه لكان مقالاً نافعًا إن شاء الله.
ولا أدري؛ هل التفت أحد الباحثين إلى هذه القضية حال حديثه عن نشأة علوم القرآن؟
ـ[أبو العالية]ــــــــ[06 Jan 2008, 01:57 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
نعم هذه نظرة صحيحة جداً، ووِقفة نافعة؛ فإبعاد مصنفات أهل الحديث وجهودهم في علوم القرآن غير سديد.
وأقدم من وقفت عليه، وقد أشار إلى ذلك الأستاذ الدكتور سعود الفنيسان في كتابه الرائع (اختلاف المفسرين) فقال في حديثه عن نشأة التفسير (39): (فدوِّنت السنة، وخصّّص العلماء في مؤلفاتهم أبواباً وكتباً خاصة باسم (كتاب التفسير) يُساق التفسير فيها غير مرتب) أهـ
وممن أشار _ أيضاً _ إلى هذه المسألة شيخنا الدكتور خالد السبت، ولكنها إشارة عابرة؛ إذ يقول في دراسته للمناهل (1/ 30) حين تكلم عن المراحل التي مرت بنشأة علوم القرآن: (وكان الغالب في التأليف في ذلك العصر الرواية والنقل، وربما أُدْمِج التفسير بغيره من كتب الحديث في كتابٍ واحد) أهـ.
أما الدكتور حازم حيدر فكان أكثر تفصيلاً وإثارة؛ فقد ذكر في كتابه (علوم القرآن بين الإتقان والبرهان) (73) وذلك حين تحدَّث عن المراحل التي مرت بنشأة علوم القرآن؛ فقال:
(وإذا تفحَّصنا الكتب الستة، وجدناها تحوي جملة جيدة من أنواع علوم القرآن.
فنجد صحيحي البخاري ومسلم، قد ضمَّا كتابين لهما تعلُّق بعلوم القرآن من مجموع الكتب فيهما، هما:
_ كتاب التفسير.
_ وكتاب فضائل القرآن.) إلى آخر ما ذكره مما جاء في ثنايا الكتب الستة.
ثم ذكر (75) تنبيهاً على أن كتب المغازي والسير ضمت في تضاعيفها طائفة صالحةمن أسباب النزول، والمكي والمدني، والناسخ والمنسوخ، والتفسير.
ويُنظر: مناهل العرفان (1/ 30 _ 31) ط: زمرلي.
والله أعلم
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[07 Jan 2008, 07:12 ص]ـ
أحسنت يا أبا العالية، أعلى الله قدرك، وأشكرك على تنبيهك لي على هذه المواضع من هذه المصادر. والأمر كما قال ابن مالك في ألفيته:
(وهو بسبق حائز تفضيلا ... مستوجب ثنائي الجميلا)
(والله يقضي بهبات وافره ... لي وله في درجات الآخره)
فأسأل الله أن لا يحرمني وإياك وإياهم فضله وسعة رحمته.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[09 Jan 2008, 09:39 ص]ـ
الأمر الثاني الذي أريد بيانه أن ابن عادل لم يتوفى عام 880 يقيناً كما ذكرتم وكما ذهب إلى ذلك الدكتور الشايع ومن تابعه،وإنما وفاته في القرن الثامن الهجري ويغلب على الظن أنها حوالي 750 هـ وسأكتب مختصراً في ذلك قريباً إن شاء الله.
في كتاب: هِدْيَة العارفين؛ للبابانيّ:
(ابن عادل: عمر بن علي بن عادل الدمشقي أبو حفص الحنبلي النعماني من تصانيفه اللباب في علوم الكتاب؛
في تفسير القرآن فرغ من تأليفه في رمضان من سنة 879 ... ).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مرهف]ــــــــ[14 Jan 2008, 05:44 م]ـ
حبذا أخي الدكتور مروان لو اطلعتم على ما كتبته حول وفاة ابن عادل ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4039&highlight=%E6%DD%C7%C9+%C7%C8%E4+%DA%C7%CF%E1) وفقكم الله(/)
القران الكريم: واتساع الكون ونبات الرمان
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[04 Oct 2005, 05:22 م]ـ
أولاً: القران الكريم واتساع الكون
أهم اكتشاف في سنة 1929 كان وقعه كالقنبلة عندما نشر في الأوساط العلمية، حتى اللحظة كان الاعتقاد السائد أن المجرات تسير في حركة عشوائية تشابه حركة جزئيات الغازات بعضها في تقارب والبعض الآخر في تباعد ولكن هذا الاكتشاف قلب ذلك الاعتقاد رأسا على عقب، لقد اكتشف هابل أن كل هذه الملايين المؤلفة من المجرات في ابتعاد مستمر عن بعضها بسرعات هائلة قد تصل في بعض الأحيان إلى كسور من سرعة الضوء وكذلك بالنسبة لنا فكل المجرات التى نراها حولنا - ما عدا الأندروميدا وبعض المجرات الأخرى القريبة - في ابتعاد مستمر عنا. ولنا الآن أن نتساءل عن معنى هذا الاكتشاف. إذا كانت وحدات الكون كلها في ابتعاد مستمر عن بعضها فإن ذلك لا يعنى إلا شيئا واحدا وهو أن الكون في تمدد حجمي أو اتساع مستمر قال تعالى: (وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) الضوء كما نعلم مركب من سبع ألوان وكل لون منهم له موجة ذات طول وذبذبة معينة وأقصر موجة أعلى ذبذبة هي موجة اللون الأزرق وأطولها أوطاها ذبذبة هي موجة اللون الأحمر وعندما حلل هابل الضوء الصادر من المجرات التي درسها وجد أنه في جميع الحالات - ماعدا في حالة الأندروميدا وبعض المجرات الأخرى القريبة يحدث إنزياح تجاه اللون الأحمر وكلما زاد مقدار الإنزياح الأحمر زادت بُعدا المجرات عنا وبعد اكتشاف هذا الأمر ظهرت دلائل كميات كبيرة من الفجوات المظلمة وخلف هذه الفجوات جاذب هائل يؤدي بنا إلى الانزياح الأحمر يتمدد الكون ويتسع من نقطة البداية إلى الإشعاع الأحمر .. قد تبدو الآن معاني الآية الكريمة قريبة إلى أذهاننا بعد توصل العلم الى حقيقة أن الكون له بداية يتسع منها ويتمدد (وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) يقول سبحانه إنا بنينا السماوات وإنا لموسعون قول لا يحتمل التأويل، وهذا ما يحدث للكون الآن بل ومنذ بلايين السنين إتساع وتمدد مستمر السماوات تتسع والكون يتمدد وكما لاحظنا أن هذه الحقيقة ليست قائمة على نظرية أو إفتراض أو نموذج فحسب ولكن المشاهدات قد أثبتت هذه النظرية وإتفاق التجارب التي قام بها الكثير من الفلكيون في أزمان وأماكن مختلفة قد جعلت من هذه النظرية حقيقة علمية , إذ لم يظهر حتى الآن ما قد يعارضها أو ينال من صحتها فأصبحت حقيقة اتساع الكون كحقيقة دوران الأرض حول الشمس أو كروية الأرض.
المصدر "آيات قرآنية في مشكاة العلم" د. يحيى المحجري
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[04 Oct 2005, 05:24 م]ـ
تأثير الرمان
التأثير المضاد للالتهاب وارتفاع درجة حرارة الجسم لمستخلصات قشور وبذور الرمان على أرجل فئران التجارب
د. ليلى يوسف العياضي
الخلاصة
تنتشر فاكهة الرمان بكثرة في منطقة البحر الأحمر، وقد استعملت بتوسع في الطب الشعبي في العديد من بلاد العالم. واعتبرت مقدسة في بعض الأديان. وقد ذكرت عدة مرات بالقرآن بما في ذلك وصف الجنة بالحدائق ذات الظلال الوارفة الغناء الممتلئة بالفاكهة ومنها العنب والرمان. في هذه الدراسه تم فحص قدره مستخلصات فاكهه الرمان من القشرة و البذور, على تقليل الانتفاخ في أرجل الفئران. أثبتت هذه الدراسة إن خلاصة قشر الرمان المستخلصة بالبتروليم ايثر والكلوروفورم , وخلاصة بذور الرمان المستخلصة بالكلورفورم, لها القدرة على تقليل الانتفاخ و الالتهاب في مفاصل حيوانات التجارب بصورة ملحوظة وذات دلاله من الناحية الإحصائية. وتلك القدره مشابهة لقدرة بعض الأدوية المعروفة في علاج التهاب المفاصل في الإنسان مثل الديكلوفيناك. النتائج توضح أن هذه المستخلصات لديها الخاصية المضادة لالتهاب المفاصل والتي يمكن في المستقبل بمزيد من التجارب والبحث المعملي الوصول إلى نوعية جديدة وآمنة (ان شاء الله) نباتية المصدر للسيطرة على التهاب المفاصل ولله حكمه عظيمة سبحانه وتعالى عندما يقرن وصف الجنان بوجود أشجار الرمان.
الكلمات الدالة: خلاصه الرمان, الخاصية المضادة للالتهاب , الانتفاخ في أرجل الفئران, كاراجينان
المقدمة:
(يُتْبَعُ)
(/)
تعتبر فاكهة الرمان من الفواكه المنتشرة بكثرة في منطقة البحر الأحمر، واستعملت بتوسع في الطب الشعبي لكثير من بلاد العالم. واعتبرت مقدسة في بعض الأديان وقد ذكرت عدة مرات بالقرآن بما في ذلك وصف الجنة التي دائما ما توصف بالجنان ذات الظلال الوارفة والحدائق الغناء الممتلئة بالفاكهة ومنها العنب والرمان. قال الله تعالى ((فيها فاكهة ونخل ورمان، فبأي آلاء ربكما تكذبان)) سورة الرحمن آية (68). وفي سورة الأنعام ورد ذكر الرمان في قوله تعالى ((وهو الذي أنزل من السماء ماءً فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضراً نخرج منه حباً متراكباً ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان متشابهاً وغير متشابه)) آية (99). وقوله تعالى في سوره الانعام ((وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفاً أكله والزيتون والرمان متشابهاً وغير متشابه،كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده، ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين)) آية (141).
أما بالنسبة للاستعمالات الشعبيه الطبية للرمان, فقد استخدمت اجزاءه المختلفه (بما في ذلك الزهره و الثمره والجذوع) لعلاج حالات مختلفة من أهمها علاج اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل علاج التقرحات و للقضاء على الديدان الشريطية، ولتخفيف آلام الأسنان ولتخفيف حرارة الجسم. ومن استعمالات الرمان الأخرى إعادة صحة الجسم, والتقليل من دوالي القدمين وتحفيز عمل المخ, وتقليل ألالتهابات بالإضافة إلى كونه فاكهة منعشة ومبردة للجسم خاصة في فصل الصيف. يعتقد إن المطفرات الجينية والمواد المسرطنه تعمل من خلال زيادة إنتاج الجذور الحرة, والتي بدورها تلعب دور مهم في حدوث الكثير من الأمراض مثل السرطان وأمراض القلب والالتهابات أمراض الكبد وأمراض الكلية وعملية التقدم في العمر .. وعاده ما يكون هناك عملية دفاعية داخلية و التي عن طريقها يتم التخلص من هذه الجذور الحره المنتجه. بالاضافه فإن غذاء الإنسان يحتوي على أنواع متعددة من مضادات السرطان ومضادات المطفرات الجينية مثل الألياف الطبيعية ومركبات البوليفينولك ومركبات الفلافونويد والأيسوفلافون، وفيتامين ه (توكوفيرول) , وفيتامين ج (حمض الأسكوربيك) ومركبات أخرى عديدة ولكن أهمها حمض الإلاجيك. ويعتبر هذا الحمض من المركبات الطبيعية الموجودة في الفواكه والمكسرات ((4, 3, 2, 1
بما ان الالتهابات المختلفه منتشرة وبكثره في العالم عامه, وفي منطقه الخليج خاصه, وحيث انه لم تتم تجربة قدرة مستخلصات نبات الرمان على التهاب المفاصل إلى الآن، لذا هدفت هذه الدراسه, دراسة تأثير خلاصة الرمان (القشرة و البذور) على الالتهاب و الانتفاخ في ارجل فئران التجارب. في هذه الدراسه تم تجربه ستة أنواع من الخلاصات, خلاصه بالبتروليم ايثر وبالكلوروفورم وبالميثانول من القشرو البذور. ثلاث منها مستخلصه من قشر الرمان و ثلاث اخرى مستخلصه من بذور الرمان.
منهج البحث
-1مستخلصات الرمان:
تم شراء فاكهه الرمان من السوق المحلي, حيث كانت متوفره في فترة الصيف. وتم فصل البذور من القشره باليد, ثم تجفيفه تحت اشعه الشمس, ثم طحنه للحصول على بودره ناعمه. تم تنقع بودره القشور والبذور كل على حده كالتالى (بالمذيبات التاليه بالتوالي, 6 ساعات لكل مذيب): بسائل البتورليم ايثر , ثم بالكلوروفورم, ثم سائل الميثانول, حيث يتم تدويره لمده ستة ساعات لكل منقوع بجهاز سوكسهولت اكستراكتر. بعد ذلك يؤخذ السائل المتبقي بعد كل عمليه نقع, يتم استخراج المادة النهائيه من عن طريق عمليه التقطير على الماء الحار تحت الضغط الجوى والباقي تتم ازالته تحت ضغط منخفض من خلال مبخر دوار. و في النهايه يتم تذويب كل 500 جم من الخلاصه في 10مل ماء ليعطي سائل تركيزه 50 مج/مل, يتم تخفيفه فيما بعد حسب الجرعه المطلوبه.
- 2ا لحيوانات
(يُتْبَعُ)
(/)
تم استخدام فئران الوستار, وزنهم يتراوح بين 200 - 300 جم , اخذت من مركز حيوانات التجارب بمركز الدراسات الجامعيه للبنات , التابع لجامعه الملك سعود. و تم وضع 5 فئران بكل قفص بغرفه درجه حرارتها 1±22 درجه مئويه, ولهم حريه الوصول للماء والغذاء, و تم تقسيمهم بطريقه عشوائيه الى مجموعات من عشره فئران لكل مجموعه. الدراسه تم انجازها بطريقه متوافقه مع الاسس المتبعه بدليل عنايه حيوانات التجارب التابع لمركز ابحاث الكليه.
-3دراسه التاثير المضاد للالتهاب
تم حقن ماده الكاراجينان بتركيز 1? في ارجل الفئران (وذلك لتكوين التهاب وانتفاخ) بحقنه ذات مقاس 27 وطولها نصف انش, تم الحقن 30 دقيقه بعد حقن الدواء او المستخلص (حسب التجربه) , بعد ذلك تم قياس نسبه الانتفاخ في الارجل بواسطه جهاز بلسثموميتر (من يوجو باسيل- ايطاليا) مباشره بعد حقن الكاراجينان ثم كل 3 , 6 , و 24 ساعه. ومدى الانتفاخ تم حسابه عن طريق مدى زياده الانتفاخ بعد حقن الكاراجينان مقارنه بما قبل الحقن لكل حيوان. اما بالنسبه للمستخلصات السته, تم حقنها عن طريق التجويف البريتونى بالترتكيزات التاليه 400, 200, 100 مج/كج من وزن الحيوان, حوالي ثلاثين دقيقه قبل حقن الكاراجينان. ويحسب تاثير الدواء او المستخلص عن طريق مقارنه القيم قبل وبعد الحقن. وعند الانتهاء من التجربه, يتم التخلص من الفئران عن طريق حقن جرعه قاتله من ماده البنتوباربيتول داخل التجويف البطني.
- 4 طرق الاحصاء
النتائج تم عرضها عن طريق المعدل و الخطأ المعياري للمعدل ( Mean ±SEM) . النتائج تم تحليلها عن طريق ال t-test للمقارنه بين المجموعات, وتم احتساب الدلاله الاحصائيه عندما تكون قيمه ال P<0.05 ( 95? مستوى احصائي دال).
-5 المواد
تم شراء الكاراجينان, و البتروليم ايثر, و الكلوروفورم, و الميثانول, من شركه سيجما (الولايات المتحده الامريكيه). و الديكلوفيناك من شركه الصناعات الدوائيه (الكويت)
النتائج
القدره المضاده للالتهاب للمستخلصات السته المنتجه من قشور و بذور الرمان على الانتفاخ في ارجل الفئران معروضه في الجداول 1 و 2. جدول رقم 1 يبين ان هناك زياده ملحوضه تدريجيه في الانتفاخ في ارجل الفئران للفئه الظابطه, والتي لم تتلقى اي من المستخلصات. من ناحيه اخرى فقد احتوت المستخلصات التاليه , مستخلص القشره و البذور من الكلوروفورم و مستخلص القشره من البتروليم ايثر, على القابليه المضاده للالتهاب و ذلك بتخفيف الانتفاخ في ارجل الفئران الملتهبه.
جدول رقم 1 , يبين ان مستخلص القشرة من البتروليم ايثر ادى الى انخفاض في معدل انتفاخ الارجل المنتفخه بطريقه معتمده على الجرعه. فالتركيزات400, 200, 100 مج/ كج اعطت نسبه 30%,33 %, 37%, بالتوالي, تثبيط في تكوين الالتهاب وبالتالي درجه الانتفاخ في ارجل الفئران, بمستوى ذو دلاله احصائيه. بينما انتج مستخلص القشره من الكلوروفورم بالجرعات400, 200, 100 مج/كج قدره مضاده للالتهاب والانتفاخ بالنسب 30%,51 %, 55%, بالتوالي, وكانت النتائج ذات دلاله احصائيه.
اما بالنسبه لمستخلص البذور من الكلوروفورم بالجرعات التاليه, 400, 200, 100 مج/كج انتج 33%, 40%, 60%, بالتوالي, تثبيط في تكوين الانتفاخ والالتهاب في ارجل الفئران, وكان التاثير ذو دلاله احصائيه (جدول 2).
هذا التاثير لمستخلص القشره و البذور من الكلوروفورم ولمستخلص القشره من البتروليم ايثر, تاثير مشابه للدكلوفيناك, وهو دواء شائع استعماله كدواء مضاد للالتهاب في المفاصل. بينما لم تظهر اى من المستخلصات الاخرى اي تاثير مضاد للالتهاب تاثيرآ ذو دلاله احصائيه.
المناقشه
استنادآ للاهميه التاريخيه لفاكهه الرمان كدواء شافي لعلاج الكثير من الامراض مثل قرحه المعده و الاثنى عشر. ولتسكين آلام الاسنان. و اعتمادآ على بعض الدواعي الطبيه الشعبيه لاستعمالات فاكهه الرمان مثل تنشيط الدوره الدمويه, وتقليل انتفاخ دوالى الساقين, وصحه و نضاره البشره, وتنشيط الذاكره. لذلك كان هدف هذه الدراسه هو وضع قدره فاكهه الرمان تحت الاختبار لفحص الخاصيه المضاده للانتفاخ و للالتهاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
النتائج اثبتت ان ليست كل المستخلصات تمتعت بهذه الخاصيه. فقط مستخلص القشره و البذور من الكلوروفورم و مستخلص القشره من البتروليوم ايثر, قد تمتعوا بالقدره المضاده للالتهاب. و التي كانت تقريبآ بقوه قدره الدكلوفيناك المضاده للالتهاب. واحتوت تلك المستخلصات من القشره بالخاصيه بصوره اكبر من تلك التى من البذور. مما يدل على ان الماده النشطه المسببه لهذا التاثير متواجده بصوره اكبر في القشره مقارنه بالبذور. و يدل ايضا على ان افضل مذيب لفصل هذه المواد ذات النشاط المضاد للالتهاب هو الكلوروفورم.
ان زيادة إنتاج الجذور الحرة الناتجه عن المطفرات الجينية والمواد المسرطنه, والتي بدورها تلعب دور مهم في حدوث الكثير من الأمراض مثل السرطان وأمراض القلب والالتهابات و أمراض الكبد وأمراض الكلية وعملية التقدم في العمر. و لكن في نفس الوقت يحتوي جسم الانسان على عملية دفاعية داخلية, و التي عن طريقها يتم التخلص من هذه الجذور الحره المنتجه, وهي عمليه انتاج الاجسام المضاده للاكسده (5, 2, 1). وبصوره عامه فانه من خلال انتاج مضادات الأكسدة للقضاء على الجذور الحرة , بالإضافة إلى أن تناول الأغذية المحتوية على مضادات الأكسدة مثل توكوفيرول وحمض الاسكوربيك والكارتينويدز ومركبات الفينول والتي هي موجوده في فاكهه الرمان, تلعب دور مهم في الحماية ضد آثار الجذور الحرة، وتتضاعف فرصة حدوث أغلب أنواع السرطانات عندما يقل استهلاك الفواكه والخضار و ذلك مقارنه بافراد يستهلكون كميات كبيره منها (6). و قد أثبت فريق بحثي علمي ياباني سنة 2002م دور مهم يلعبه الرمان في الحماية من سرطان الثدي. لقد عرض الفريق البحثي 90 % إحباط نمو خلايا ظهارة الثدي البشرية و75 % إحباط في عملية هجرة الخلايا من خلال الغشاء الماترجيل (7).
للرمان أيضاً قدرة أخرى على استرجاع التركيب النسيجي الطبيعي لأنسجة الكبد بعد التأثير السمي لمركب كربون رباعي الكلور ( ccl4)(8) . إن نبات الرمان مصدر غني بمركبات الـ الأنثوسانيدينس. ويعتبر الـ دلفينيدينز من أهمها. بينما تحتوي قشور ثمرة الرمان على مركبات البوليفينول مثل الإلاجيك تانينى وحمض الإلاجيك، هذه المركبات استخدمت لتحضير عقاقير مختلفة مثل الصبغات ومستحضرات التجميل وبعض الأدوية ووصفات تحضير بعض الأطباق المختلفة. (10, 9) و لعصير الرمان القدره على تقليل تصلب الشرايين في الإنسان والفئران و ذلك لاحتوائه على مضادات الاكسده (11, 12).
ان لمركبات منع الأكسدة القدره بفعالية و بصورة جيدة لمنع أكسدة دهون البلازما (التي يعتقد أنها من أسباب تصلب الشرايين).وقد نشرت دراسة في النشره الدورية للتغذية الإكلينيكية, حيث تمت الدراسة على أشخاص أصحاء وعلى حيوانات التجارب، حيث تم إعطاء الأصحاء عصير الرمان لمدة أسبوعين والحيوانات لمده 14 أسبوعاً وذلك بهدف معرفة تأثير عصير الرمان على أكسدة البروتينات الشحمية وتكدسها، وتصلب الشرايين عند الأصحاء أو حيوانات مصابة بتصلب الشرايين. ووجد الفريق البحثي أن عصير الرمان يعمل على التقليل من تكدس البروتينات الشحمية الضارة بالجسم وأكسدتها عند المتبرعين الأصحاء. كما أنه يؤدي إلى تقليل حجم مشكلة تصلب الشرايين في فئران التجارب.وخلصت الدراسة بنتيجة مفادها أن لعصير الرمان مفعولا قوياً كمضاد لتصلب الشرايين عند الأشخاص الأصحاء، وكذا عند الحيوانات المصابة بتصلب الشرايين. وهذا المفعول يرجع بصورة أساسية لوجود مضادات الأكسدة في الرمان. (16, 15, 14, 13)
من خلال هذه الدراسه تم اثبات ان لبعض مستخلصات الرمان من القشره و البذور (من الكلوروفورم و البتروليم ايثر) الخاصيه المضاده للالتهابات بصوره قويه. الخطوه القادمه باذن الله, ستكون مركزه على اجراء الكثير من الدراسات المخبريه لفصل المستخلصات لمركبات اصغر وذلك لتحديد الماده المحتويه النشاط المانع للالتهاب, من طريق الفحص الكروماتوجرافي تحت الضغط العالي ( High pressure liquid chromatography). وذلك رغبة منا في معرفه الميكانيكيه التي تعمل بها هذه المستخلصات. من الممكن ايضأ توسيع الدراسه لتشمل مرضى يعانون من التهاب اامفاصل, لتجربه تاثير هذه المستخلصات و خاصه انها آمنه و من مصدر نباتي. والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
جدول رقم (1). التأثير المضاد للالتهاب في أرجل الفئران المنتفخة لمستخلصات الرمان من القشرة بالبتروليم ايثر و بالكلوروفورم و بالميثانول
جرعه المستخلص /الدواء (مج/كج) الوقت (ساعة) 3 6 24 معدل حدوث الانتفاخ معدل التغير %
الفئة الضابطةالديكلوفيناك (5) مستخلص بالبتروليم ايثر (100) (200) (400) مستخلص بالكلوروفورم (100) (200) (400) مستخلص بالميثانول (100) (200) (400) 0.73 ± 0.020.69 ± 0.020.70 ± 0.030.73 ± 0.040.71 ± 0.020.69 ± 0.030.60 ± 0.020.61 ± 0.070.80 ± 0.020.89 ± 0.020.78 ± 0.07 0.89 v 0.040.44 ± 0.040.65 ± 0.060.66 ± 0.020.53 ± 0.050.60 ± 0.010.43 ± 0.020.32 ± 0.070.73 ± 0.040.90 ± 0.090.89 ± 0.07 1.12 ± 0.060.42 ± 0.020.59 ± 0.020.46 ± 0.070.35 ± 0.030.65 ± 0.040.34 ± 0.020.30 ± 0.070.98 ± 0.070.97 ± 0.051.2 ± 0.07 0.91 ± 0.060.51 ± 0.020.64 ± 0.030.61± 0.040.57 ± 0.030.64± 0.020.45 ± 0.020.41 ± 0.060.83 ± 0.040.92 ± 0.050.99 ± 0.07 _ -43 %- 30 % - 33 % - 37 % - 30 % - 51 %- 55 %- 9 %+ 1 %+ 9 %
القيم هي المعدل و الخطا المعياري للمعدل, ( P<0.05)
جدول رقم (2). التأثير المضاد للالتهاب في أرجل الفئران المنتفخة لمستخلصات الرمان من البذور بالبتروليم ايثر و بالكلوروفورم و بالميثانول
جرعه المستخلص /الدواء (مج/كج) الوقت (ساعة) 3 6 24 معدل حدوث الانتفاخ معدل التغير %
الفئة الضابطةالديكلوفيناك (5) مستخلص بالبتروليم ايثر (100) (200) (400) مستخلص بالكلوروفورم (100) (200) (400) مستخلص بالميثانول (100) (200) (400) 0.73 ± 0.020.69 ± 0.020.77 ± 0.030.70 ± 0.030.79 ± 0.020.54 ± 0.010.44 ± 0.020.40 ± 0.050.80 ± 0.020.72 ± 0.030.79 ± 0.06 0.89 ± 0.040.44 ± 0.040.97 ± 0.060.94 ± 0.040.89 ± 0.030.66 ± 0.010.67 ± 0.030.39 ± 0.010.88 ± 0.020.92 ± 0.090.87 ± 0.06 1.12 ± 0.060.42 ± 0.021.1 ± 0.091.09 ± 0.021.3 ± 0.040.67 ± 0.020.54 ± 0.070.32 ± 0.041.2 ± 0.070.98 ± 0.040.90 ± 0.07 0.91 ± 0.060.51 ± 0.020.94 ± 0.090.94 ± 0.040.99 ± 0.030.62± 0.010.55 ± 0.040.37 ± 0.030.96 ± 0.030.87 ± 0.050.85 ± 0.06 _- 43 % -3 % + 3 % + 9 % - 33 % - 40 %- 60 %+ 5 %+ 4 %+ 7 %
القيم هي المعدل و الخطا المعياري للمعدل, ( P<0.05)
References
1- Ames, B.N., 1983. Dietary carcinogens and anticarcinogene: oxygen radicals and degenerative diseases. Science 221, 1256-1263.
2- Halliwell, B., Gutteridge, J.M.C., Cross, C.E., 1992. Antioxidant and human disease: where are we?. J. Lab. and Clinical Med. 119, 598-620.
3- Kim, S.B., Kim, I.S., Yeum, D.M., Park, Y.H., 1991. Mutagenicity of Maillard reaction products from D-glucose-amino acid mixtures and possible roles of active oxygen in mutagenicity. Mutation Research 254, 65-69.
4- Ueno, H., Nakamuro, K., Sayato, Y., Okada, S., 1991. Characteristics of mutagenesis by glyoxal in Salmonella typhimurium: contribution of singlet oxygen. Mutation Res. 251, 99-107.
5- Hodnick, W.F., Kung, F.S., Roetger, C.W., Bohmont, C.W., Pardini, R., 1986. Inhibition of mitochondrial oxidation and production of toxic oxygen radicals by flavonoids: a structure activity study. Biochemical Pharmacology 35, 2345-2357.
6- Ames, B.N., Shigenaga M.K., Hage, T.M., 1993. Oxidative antioxidant and degenerative disease of aging. Proceeding of the national Academy of Science USA. 90, 7915-7922.
7- Kim, N.D., Mehta, R., Yu, W., Neeman, I., Livney, T., Amichay, et. al. 2002. Chemoprevention and adjuvant therapeutic potential of pomegranate (Punica granatum) for human breast cancer. Breast Cancer Res. Treat. 71(3), 203-217.
8- Kotamballi, N., Chidambra, M., Guddadarangavvhally, K., Ravendra, P.S., 2002. Studies on antioxidant activity of pomegranate (Punica granatum) peel extract using in vivo model. J. Agric. Food Chem. 50(17), 4791-4795.
(يُتْبَعُ)
(/)
9 - Harborne, J.B., 1967. the anthocyanin pigments. In comparative Biochemistry of the Flavonoids; Academic Press: New York, 1967; 1-30.
10- Noda, Y., Kaneyuki, T., Mori, A., Packer, L., 2002. Antioxidant activities of pomegranate fruit extract and its anthcyanidins: delphinidin, cyaniding and pelargonidin. J. Agr. Food Chem., 50(1), 166-171.
11- Gaziano, J.M., Manson, J.E., Branch, L. G., Golditz, G.A., Willett, W.C., Buring, J.E., 1995. Prospective study of consumption of cartenoids in fruits and vegetables and decreased cardiovascular mortality in the elderly. Ann. Epidemiol., 5, 255-260.
12- Naser, C.B., Ayed, N., Meche, M., 1996. Quantitative determination of the polyphenolic content of pomegranate peel. Zeit. Leben. Unterch. Forsch. 203, 374-378.
13- Gill, M.I., Tomas-Barberan, F.A., Hess Pierce, B., Holcroft, D.M., Kader, A.A., 2000. Antioxidant activity of pomegranate juice and its relationship with phenolic composition and processing. J. Agricultural & Food chemistry 48, 4581-4589.
14- Aviram, M., Dorafeld, L., Rosenblat, M., Volkova, N., Kaplan, M., Coleman, R., et. Al. 2000. pomegranate juice consumption reduced oxidative stress, atherogenic modification to LDL and platelets aggregation : studies in human and in atherosclerotic apolipoprotien E-deficient mince. Am. J. Clinical Nutr. 71, 1062-1076.
15- Kaplan, M., Hayek, T., Raz, A., Coleman, R., 2001. pomegranate juice supplementation to atheroscelerotic mice reduces macrophages lipid peroxidation, cellular cholesterol accumulation and development of atherosclerosis. J. Nut., 131, 2082-2089.
16- Aviram, M., Dornfeld, L., Rosenblat, M., Volkova, N., Kaplan, M., Coleman, R., et. al. 2003. Pomegranate juice consumption reduces oxidative stress, atherogenic modification to LDL, and platelets aggregation: studies in human and in atherosclerotic apolipoprotein E-deficient mice. Am. J. Clinical Neut. 71(5), 1062-1076.
السيرة الذاتية
د. ليلى يوسف العياضي
أستاذ مساعد كليه الطب جامعه الملك سعود المملكة العربية السعودية.
الجنسيه: سعوديه.
بكالوريوس العلوم الطبيه الاساسيه BBMS جامعه الكويت 1988.
شهاده البكالوريوس في الطب و الجراحه MB ChB جامعه جلاسجو, اسكتلندا, المملكه المتحده 1992م
شهاده الدكتوراه PhD في فسيواوجيه المخ و الاعصاب جامعه لستر, انجلترا, المملكه المتحده1999م.
التخصص الحالي:
فسيولوجيه المخ و الاعصاب
فسيولوجيه المخ الهرمونيه
فسيولوجيه الجذور الحره
فسيولوجيه الالتهابات
أبحاث منشوره:
1 - Laila A-ayadhi, Ali Altuwajri, A. bekairi. Ischemia- Reperfusion on acute inflammation of the joint in rats: Experimental model, Medical science symposium. January, 2000, USA.
2- AL-Ayadhi L. The influence of academic stress on free radicals on of blood in students during exams. Laila Al-ayadhi, annals of Saudi Medicine, March, 2003.
3- AL-Ayadhi L.. Free radicals and neurodegenerative disease (accepted for publication in Saudi Medical Journal)
4- AL-Ayadhi L., AL-Tuwajri A.. The synergistic effect of adenosine A2a receptors agonist and type IV phosphodisterase inhibitors and K channels activators on PMNLs free radicals production. (Accepted by Pharmacological Research)
5- AL-Ayadhi L. Sex hormones, personalty characters and professional statuse among Saudi females (Accepted by Saudi Medical Journal)
6- ليلى يوسف العياضي. التأثير المضاد لالتهاب المفاصل لمستخلصات قشور ولب الرمان علي أرجل فئران التجارب. المؤتمر السابع للإعجاز العلمي في القرآن والسنه. دبي, الإمارات العربية المتحدة 1 - 4 صفر 1425هـ.(/)
الخنس الجوار الكنس
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[04 Oct 2005, 05:29 م]ـ
(لفضيلة العلامة د. زغلول النجار)
الخنس الجوار الكنس
" فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس "
والمدلول اللغوي لهاتين الآيتين الكريمتين: أقسم قسما مؤكدا بالخنس الجوار الكنس , والسؤال الذي يتبادر إلي الذهن هو: ماهي هذه الخنس الجوار الكنس التي أقسم بها ربنا (تبارك وتعالي) هذا القسم المؤكد , وهو (تعالي) غني عن القسم؟
وقبل الاجابة علي هذا التساؤل لابد لنا:
أولا: من التأكيد علي حقيقة قرآنية مهمة مؤداها أن الآية أو الآيات القرآنية التي تتنزل بصيغة القسم تأتي بمثل هذه الصياغة المؤكدة من قبيل تنبيهنا إلي عظمة الأمر المقسوم به , وإلي أهميته في انتظام حركة الكون , أو في استقامة حركة الحياة أو فيهما معا , وذلك لأن الله (تعالي) غني عن القسم لعباده.
ثانيا: أن القسم في القرآن الكريم بعدد من الأمور المتتابعة لا يستلزم بالضرورة ترابطها , كما هو وارد في سورة التكوير , وفي العديد غيرها من سور القرآن الكريم من مثل سور الذاريات , الطور , القيامة , الانشقاق , البروج , الفجر , البلد , الشمس , والعاديات , ومن هنا كانت ضرورة التنبيه علي عدم لزوم الربط بين القسم الأول في سورة التكوير:
فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس
والقسم الذي يليه في الآيتين التاليتين مباشرة حيث يقول الحق (تبارك وتعالي):
والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس
(التكوير:18,17)
وهو ما فعله غالبية المفسرين للأسف الشديد , فانصرفوا عن الفهم الصحيح لمدلول هاتين الآيتين الكريمتين.
ثالثا: تشهد الأمور الكونية المقسوم بها في القرآن الكريم للخالق (سبحانه وتعالي) بطلاقة القدرة , وكمال الصنعة , وتمام الحكمة , وشمول العلم , ومن هنا فلابد لنا من إعادة النظر في مدلولاتها كلما اتسعت دائرة المعرفة الانسانية بالكون ومكوناته , وبالسنن الإلهية الحاكمة له حتي يتحقق وصف المصطفي (صلي الله عليه وسلم) للقرآن الكريم بأنه: لا تنتهي عجائبه , ولا يخلق علي كثرة الرد , وحتي يتحقق لنا جانب من أبرز جوانب الإعجاز في كتاب الله وهو ورود الآية أو الآيات في كلمات محدودة يري فيها أهل كل عصر معني معينا , وتظل هذه المعاني تتسع باتساع دائرة المعرفة الإنسانية في تكامل لا يعرف التضاد , وليس هذا لغير كلام الله.
رابعا: بعد القسم بكل من الخنس الجوار الكنس والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس يأتي جواب القسم:
إنه لقول رسول كريم (التكوير:19)
ومعني جواب القسم أن هذا القرآن الكريم ـ ومنه الآيات الواردة في مطلع سورة التكوير واصفة لأهوال القيامة , وما سوف يصاحبها من الأحداث والانقلابات الكونية التي تفضي إلي إفناء الخلق , وتدمير الكون , ثم إعادة الخلق من جديد ـ هو كلام الله الخالق الموحي به إلي خاتم الأنبياء والمرسلين (صلي الله عليه وسلم) بواسطة ملك من ملائكة السماء المقربين , عزيز علي الله (تعالي) , وهذا الملك المبلغ عن الله الخالق هو جبريل الأمين (عليه السلام) , ونسبة القول إليه هو باعتبار قيامه بالتبليغ إلي خاتم الأنبياء والمرسلين (صلي الله عليه وسلم).
خامسا: إن هذا القسم القرآني العظيم جاء في سياق التأكيد علي حقيقة الوحي الإلهي الخاتم الذي نزل إلي خاتم الأنبياء والمرسلين (صلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه أجمعين وعلي من تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين) , والذي جاء للناس كافة لينقلهم من ظلمات الكفر والشرك والضلال إلي نور التوحيد الخالص لله الخالق بغير شريك ولا شبيه ولا منازع , ومن فوضي وحشية الإنسان إلي ضوابط الايمان وارتقائها بكل ملكات الإنسان إلي مقام التكريم الذي كرمه به الله , ومن جور الأديان إلي عدل الرحمن , كما جاء هذا القسم المؤكد بشيء من صفات الملك الذي حمل هذا الوحي إلي خاتم الأنبياء والمرسلين (صلي الله عليه وسلم) , وعلي شيء من صفات هذا النبي الخاتم الذي تلقي الوحي من ربه , وحمله بأمانة إلي قومه , رغم معاندتهم له , وتشككهم فيه , وادعائهم الكاذب عليه (صلي الله عليه وسلم) تارة بالجنون (وهو المشهود له منهم برجاحة العقل وعظيم الخلق) , وأخري بأن شيطانا يتنزل عليه بما يقول (وهو المعروف بينهم بالصادق الأمين) , وذلك انطلاقا من خيالهم المريض الذي
(يُتْبَعُ)
(/)
صور لهم أن لكل شاعر شيطانا يأتيه بالنظم الفريد , وأن لكل كاهن شيطانا يأتيه بالغيب البعيد. وقد تلقي رسول الله (صلي الله عليه وسلم) كل ذلك الكفر والجحود والاضطهاد بصبر وجلد واحتساب حتي كتب الله تعالي له الغلبة والنصر فأدي الأمانة , وبلغ الرسالة , ونصح البشرية , وجاهد في سبيل الله حتي أتاه اليقين.
وتختتم سورة التكوير بالتأكيد علي أن القرآن الكريم هو ذكر للعالمين وأن جحود بعض الناس له , وصدهم عنه , وإيمان البعض الآخر به وتمسكهم بهديه هي قضية شاء الله تعالي أن يتركها لاختيار الناس وفقا لارادة كل منهم , مع الايمان بأن هذه الإرادة الانسانية لا تخرج عن مشيئة الله الخالق الذي فطر الناس علي حب الايمان به , ومن عليهم بتنزل هدايته علي فترة من الرسل الذين تكاملت رسالاتهم في هذا الوحي الخاتم الذي نزل به جبريل الأمين علي قلب النبي والرسول الخاتم (صلي الله عليه وسلم) , وأنه علي الرغم من كل ذلك فإن أحدا من الناس ـ مهما أوتي من أسباب الذكاء والفطنة ـ لا يقدر علي تحقيق الاستقامة علي منهج الله تعالي إلا بتوفيق من الله. وهذه دعوة صريحة إلي الناس كافة ليطلبوا الهداية من رب العالمين في كل وقت وفي كل حين.
والقسم بالأشياء الواردة بالسورة هو للتأكيد علي أهميتها لاستقامة أمور الكون وانتظام الحياة فيه , وعلي عظيم دلالاتها علي طلاقة القدرة الإلهية التي أبدعتها وصرفت أحوالها وحركاتها بهذه الدقة المبهرة والاحكام العظيم.
الخنس الجوار الكنس في اللغة العربية
جاء في معجم مقاييس اللغة لابن فارس (المتوفي سنة 395 هـ) , تحقيق عبدالسلام هارون (الجزء الخامس , الطبعة الثانية 1972 م , ص 141, ص 223) وفي غيره من معاجم اللغة تعريف لغوي للفظي الخنس والكنس يحسن الاستهداء به في فهم مدلول الخنس الجوار الكنس كما جاءا في آيتي سورة التكوير علي النحو التالي:
أولا: الخنس:
خنس: الخاء والنون والسين أصل واحد يدل علي استخفاء وتستر , قالوا: الخنس الذهاب في خفيه , يقال خنست عنه , وأخنست عنه حقه.
والخنس: النجوم تخنس في المغيب , وقال قوم: سميت بذلك لأنها تخفي نهارا وتطلع ليلا , والخناس في صفة الشيطان , لأنه يخنس إذا ذكر الله تعالي , ومن هذا الباب الخنس في الأنف انحطاط القصبة , والبقر كلها خنس.
ومعني ذلك أن الخنس جمع خانس أي مختف عن البصر , والفعل خنس بمعني استخفي وتستر , يقال خنس الظبي إذا اختفي وتستر عن أعين المراقبين.
والخنوس يأتي أيضا بمعني التأخر , كما يأتي بمعني الانقباض والاستخفاء. وخنس بفلان وتخنس به أي غاب به , وأخنسه أي خلفه ومضي عنه.
ثانيا: الجوار:
أي الجارية. (في أفلاكها) وهي جمع جارية , من الجري وهو المر السريع.
ثالثا: الكنس:
(كنس) الكاف والنون والسين تشكل أصلين صحيحين , أحدهما يدل علي سفر شئ عن وجه شئ وهو كشفه والأصل الآخر يدل علي استخفاء , فالأول كنس البيت , وهو سفر التراب عن وجه أرضه , والمكنسه آلة الكنس , والكناسة مايكنس.
والأصل الآخر: الكناس: بيت الظبي , والكانس: الظبي يدخل كناسه , والكنس: الكواكب تكنس في بروجها كما تدخل الظباء في كناسها , قال أبو عبيدة: تكنس في المغيب.
وقيل الكنس جمع كانس (أي قائم بالكنس) أو مختف من كنس الظبي أي دخل كناسه وهو بيته الذي يتخذه من أغصان الشجر , وسمي كذلك لأنه يكنس الرمل حتي يصل إليه. وعندي أن الكنس هي صيغة منتهي الجموع للفظة كانس أي قائم بعملية الكنس , وجمعها كانسون , أو للفظة كناس وجمعها كناسون , والكانس والكناس هو الذي يقوم بعملية الكنس (أي سفر شيء عن وجه شيء آخر , وإزالته) , لأنه لا يعقل أن يكون المعني المقصود في الآية الكريمة للفظة الكنس هي المنزوية المختفية وقد استوفي هذا المعني باللفظ الخنس , ولكن أخذ اللفظتين بنفس المعني دفع بجمهور المفسرين إلي القول بأن من معاني فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس: أقسم قسما مؤكدا بالنجوم المضيئة التي تختفي بالنهار وتظهر بالليل وهو معني الخنس , والتي تجري في أفلاكها لتختفي وتستتر وقت غروبها كما تستتر الظباء في كناسها (أي مغاراتها) وهو معني الجوار الكنس , قال القرطبي: هي النجوم تخنس بالنهار , وتظهر بالليل , وتكنس وقت غروبها أي تستتر كما تكنس الظباء في المغار وهو الكناس , وقال مخلوف: أقسم الله تعالي بالنجوم التي تخنس بالنهار أي يغيب ضوؤها فيه عن الأبصار مع كونها فوق الأفق , وتظهر بالليل , وتكنس أي تستتر وقت غروبها أي نزولها تحت الأفق كما تكنس الظباء في كنسها .. وقال بعض المتأخرين من المفسرين: هي الكواكب التي تخنس أي ترجع في دورتها الفلكية , وتجري في أفلاكها وتختفي.
ومع جواز هذه المعاني كلها إلا أني أري الوصف في هاتين الآيتين الكريمتين: فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس. ينطبق انطباقا كاملا مع حقيقة كونية مبهرة تمثل مرحلة خطيرة من مراحل حياة النجوم يسميها علماء الفلك اليوم باسم الثقوب السود
( Black Holes).
وهذه الحقيقة لم تكتشف إلا في العقود المتأخرة من القرن العشرين , وورودها في القرآن الكريم الذي أنزل قبل ألف وأربعمائة سنة بهذه التعبيرات العلمية الدقيقة علي نبي أمي (صلي الله عليه وسلم) , في أمة كانت غالبيتها الساحقة من الأميين , هي شهادة صدق علي أن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق الذي أبدع هذا الكون بعلمه وحكمته وقدرته , وعلي أن سيدنا محمدا بن عبدالله كان موصولا بالوحي , معلما من قبل خالق السماوات والأرض , وأنه (صلي الله عليه وسلم) ما كان ينطق عن الهوي , إن هو إلا وحي يوحي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[04 Oct 2005, 05:30 م]ـ
الخنس الجوار الكنس في نظر بعض الفلكيين المسلمين المعاصرين
يري بعض الفلكيين المسلمين المعاصرين في الوصف القرآني: الخنس الجواري الكنس أنه وصف للمذنبات
( Comets),
وهي أجرام سماوية ضئيلة الكتلة (لا تكاد تصل كتلتها إلي واحد من المليون من كتلة الأرض) ولكنها مستطيلة بذنبها إلي ما قد يصل إلي 150 مليون كيلو متر مما يجعلها أكبر أجرام المجموعة الشمسية , حيث تتحرك في مدارات حول الشمس , بيضاوية تقع الشمس في أحد طرفيها ونحن نراها كلما اقتربت من الشمس , وهذه المدارات لا تتبع قوانين الجاذبية بدقة , وتتميز بشئ من اللامركزية , وبميل أكبر علي مستوي مدار الأرض , مما يجعل المذنبات تظهر وتختفي بصورة دورية علي فترات تطول وتقصر. والمذنبات تتكون أساسا من خليط من الثلج والغبار , وللمذنب رأس وذنب , وللرأس نواة يبلغ قطرها عدة كيلو مترات قليلة عبارة عن كرة من الثلج والغبار تحيط بها هالة من الغازات والغبار , وتحيط بالهالة سحابة من غاز الإيدروجين قد يصل قطرها إلي مليون كيلو متر.
والغبار المكون للمذنبات شبيه في تركيبه الكيميائي والمعدني بتركيب بعض النيازك , وأما الثلج فهو خليط من ثلج كل من الماء , وثاني أكسيد الكربون , والأمونيا , والميثين.
وبالتفاعل مع كل من أشعة الشمس والرياح الشمسية يندفع من رأس المذنب ذيل من الغازات والأبخرة والغبار قد يصل طوله إلي 150 مليون كيلو متر , ومن هنا كانت التسمية بالمذنبات , وللكثير من المذنبات ذيلان أحدهما ترابي ويبدو أصفر اللون في أشعة الشمس , والآخر مكون من غازات متأينة في حالة البلازما (أليكترونات وأيونات) ويبدو أزرق اللون في أشعة الشمس , والذنب الغازي يندفع بفعل الرياح الشمسية في خط مستقيم خلف رأس المذنب بينما ينعقف منثني الذنب الترابي بلطف خلف رأس المذنب إلي أعلي , وهذان الذنبان قد يتواجدان معا أو يتواجد أحدهما في المذنب الواحد , في عكس اتجاه أشعة الشمس بانحراف قليل نظرا لدوران نواة رأس المذنب (التي تتراوح كتلتها بين مائة مليون , وعشرة مليون مليون طن) وللمذنب مجال مغناطيسي ثابت علي طوله.
ووجه الشبه الذي استند إليه هذا النفر من الفلكيين المسلمين المعاصرين بين المذنبات والوصف القرآني الخنس الجواري الكنس هو أن المذنب يقضي فترة تتراوح بين عدة أيام وعدة شهور مجاورا للشمس في زيارة خاطفة , فيظهر لنا بوضوح وجلاء ولكنه يقضي معظم فترة دورانه بعيدا عن الشمس فيختفي عنا تماما ويستتر , فإذا ما اقترب من الشمس ظهر لنا وبان , ولكن سرعان ما يقفل راجعا حتي يختفي تماما عن الأنظار , واعتبروا ذلك هو الخنوس , ولكن الوصف القرآني بالخنس يعني الاختفاء الكامل , ولا يعني الظهور ثم الاختفاء.
( The Missing Mass in the universe)
ما هي الثقوب السود؟:
يعرف الثقب الاسود بأنه أحد أجرام السماء التي تتميز بكثافتها الفائقة وجاذبيتها الشديدة بحيث لا يمكن للمادة ولا لمختلف صور الطاقة ومنها الضوء أن تفلت من اسرها , ويحد الثقب الاسود سطحا يعرف باسم أفق الحدث
( The Event Horizon),
وكل ما يسقط داخل هذا الأفق لا يمكنه الخروج منه , أو إرسال أية إشارة عبر حدوده.
وقد أفادت الحسابات النظرية في الثلث الاول من القرن العشرين إلي إمكانية وجود مثل هذه الأجرام السماوية ذات الكثافات الفائقة والجاذبية الشديدة [كارل شفارز تشايلد 1916 م , روبرت أوبنهاير
1934 ( Karl schwars child,1916 Robert oppenheimer,1934)
إلا أنها لم تكتشف إلا في سنة 1971, بعد اكتشاف النجوم النيوترونية بأربع سنوات ففي خريف سنة 1967 م أعلن الفلكيان البريطانيان توني هيويش
( Tony Hewish)
وجوسلين بل
( Jocelyn Bell)
عن اكتشافهما لأجرام سماوية صغيرة الحجم (بأقطار في حدود 16 كيلو متر) تدور حول محورها بسرعات مذهلة بحيث تتم دورتها في فترة زمنية تتراوح بين عدد قليل من الثواني إلي اجزاء لاتكاد تدرك من الثانية الواحدة وتصدر موجات راديوية منتظمة أكدت أن تلك الأجرام هي نجوم نيوترونية
( Neutron Stars)
ذات كثافة فائقة تبلغ بليون طن للسنتيمتر المكعب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي سنة 1971 م اكتشف علماء الفلك أن بعض النجوم العادية تصدر وابلا من الاشعة السينية , ولم يجدوا تفسيرا علميا لذلك إلا وقوعها تحت تأثير أجرام سماوية غير مرئية ذات كثافات خارقة للعادة , ومجالات جاذبية عالية الشدة , وذلك لأن النجوم العادية ليس في مقدورها إصدار الأشعة السينية من ذاتها , وقد سميت تلك النجوم الخفية باسم الثقوب السود
( Black Holes),
وقد سميت بالثقوب لقدرتها الفائقة علي ابتلاع كل ما تمر به أو يدخل في نطاق جاذبيتها من مختلف صور المادة والطاقة من مثل الغبار الكوني والغازات والاجرام السماوية المختلفة , ووصفت بالسواد لأنها معتمة تماما لعدم قدرة الضوء علي الإفلات من مجال جاذبيتها علي الرغم من سرعته الفائقة المقدرة بحوالي الثلاثمائة ألف كيلو متر في الثانية (299792,458 كم / ث) وقد اعتبرت الثقوب السود مرحلة الشيخوخة في حياة النجوم وهي المرحلة التي قد تسبق انفجارها وعودة مادتها الي دخان السدم دون ان يستطيع العلماء حتي هذه اللحظة معرفة كيفية حدوث ذلك.
كيف تتكون الثقوب السود؟
تعتبر الثقوب السود كما ذكرنا من قبل مرحلة الشيخوخة في حياة النجوم , ولكي نفهم كيفية تكونها لابد لنا من معرفة المراحل السابقة في حياة تلك النجوم.
والنجوم هي أجرام سماوية غازية التركيب في غالبيتها , شديدة الحرارة , ملتهبة , مضيئة بذاتها , يغلب علي تركيبها غاز الايدروجين الذي يكون أكثر من 74% من مادة الكون المنظور , والذي تتحد ذراته مع بعضها البعض في داخل النجوم بعملية تعرف باسم الاندماج النووي
( Nuclear Fusion)
مطلقة الطاقة الهائلة ومكونة عناصر أعلي في وزنها الذري من الأيدورجين (أخف العناصر المعروفة لنا علي الإطلاق وأبسطها من ناحية البناء الذري ولذلك يوضع في الخانة رقم واحد في الجدول الدوري للعناصر التي يعرف منها اليوم 105 عنصرا) و والنجوم تتخلق ابتداء من الغبار (الدخان) الكوني الذي يكون السدم , وينتشر في فسحة السماء ليملأها وتتكون النجوم في داخل السدم بفعل دوامات عاتية تؤدي الي تجاذب المادة تثاقليا وتكثفها علي ذاتها حتي تتجمع الكتلة اللازمة لتخليق النجم , وتبدأ عملية الاندماج النووي فيه , وتنطلق منه الطاقة وينبعث الضوء , وبعد الميلاد تمر النجوم بمراحل متتابعة من الطفولة فالشباب فالشيخوخة والهرم علي هيئة ثقب أسود يعتقد ان مصيره النهائي هو الانفجار والتحول الي الدخان مرة أخري , وإن كنا لا ندري حتي هذه اللحظة كيفية حدوث ذلك , ومن المراحل المعروفة لنا في دورة حياة النجوم ما يعرف باسم نجوم النسق العادي
( Main Sequence Stars)
والعمالقة الحمر
( Red Giants),
والأقزام البيض
( White Dwarfs),
والأقزام السود
( Black Dwarfs)
والنجوم النيوترونية
( Neutron Stars),
والثقوب السود
( Black Holes)
فعندما تبدأ كمية الإيدروجين بداخل النجم في التناقص نتيجة لعملية الاندماج النووي , وتبدأ كمية الهيليوم الناتجة عن تلك العملية في التزايد تبدأ طاقة النجم في الاضمحلال تدريجيا وترتفع درجة حرارة قلب النجم إلي عشرة ملايين درجة كلفن (الصفر المئوي يساوي 273 درجة كلفن) مؤديا بذلك إلي بدء دورة جديدة من عملية الاندماج النووي وإلي انبعاث المزيد من الطاقة التي تؤدي الي مضاعفة حجم النجم الي مئات الأضعاف فيطلق عليه اسم العملاق الاحمر
( Red Giant),
وبتوالي عملية الاندماج النووي يأخذ النجم في استهلاك طاقته دون إمكانية انتاج المزيد منها مما يؤدي الي تقلصه في الحجم وانهياره اما الي قزم أبيض
( White Dwarf)
أو إلي نجم نيوتروني
( Neutron Star)
أو الي ثقب أسود
( Black Hole)
حسب كتلته الأصلية التي بدأ تواجده بها.
فإذا كانت الكتلة الابتدائية للنجم أقل من كتلة الشمس فإن الإليكترونات في مادة النجم تقاوم عملية تقلصه ابتداء ثم تنهار هذه المقاومة ويبدأ النجم في التقلص حتي يصل الي حجم أقل قليلا من حجم الارض , متحولا إلي قزم أبيض , وهذه المرحلة من مراحل حياة النجوم قد تتعرض لعدد من الانفجارات النووية الهائلة والتي تنتج عن تزايد الضغط في داخل النجم , وتسمي هذه المرحلة باسم النجوم الجديدة أو النجوم المستجدة
( Novae)
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا زاد تراكم الضغط في داخل القزم الابيض فإنه ينفجر انفجارا كاملا محدثا نورا في السماء يقارب نور بليون شمس كشمسنا , وتسمي هذه المرحلة باسم النجم المستعر الأعظم
( Supernova)
يفني علي إثرها القزم الابيض وتتحول مادته الي دخان , وتحدث هذه الظاهرة مرة واحدة في كل قرن من الزمان لكل مجرة تقريبا , ولكن مع الأعداد الهائلة للمجرات في الجزء المدرك لنا من الكون فإن هذه الظاهرة تحدث في الكون المدرك مرة كل ثانية تقريبا.
أما إذا كانت الكتلة الابتدائية للنجم أكبر من كتلة الشمس فإنه ينهار عند استهلاك طاقته متحولا الي نجم نيوتروني وفيه تتحد البروتونات والأليكترونات منتجة النيوترونات , وهذا النجم النيوتروني ينبض في حدود ثلاثين نبضة في الثانية الواحدة ومن هنا يعرف باسم النجم النابض
( Pulsating Star
أو النابض
( Pulsar).
وهناك من النجوم النيوترونية ما هو غير نابض
( Non-Pulsating Neutron Star)
وقد يستمر هذا النجم النيوتروني في الانهيار حتي يصل الي مرحلة الثقب الأسود إذا كانت كتلته الابتدائية تسمح بذلك فإذا كانت الكتلة الابتدائية للنجم تزيد علي كتلة الشمس بمرة ونصف المرة تقريبا (1,4 قدر كتلة الشمس) ولكنها تقل عن خمسة أضعاف كتلة الشمس فإن عملية التقلص تنتهي به إلي نجم نيوتروني لا يزيد قطره علي عشرة كيلو مترات تقريبا , ويسمي بهذا الاسم لأن الذي يقوم بعملية مقاومة التقلص التثاقلي
( Gravitational Contraction)
فيه هي النيوترونات لأن الإليكترونات في داخل كتلة النجم تعجز عن ذلك.
أما إذا زادت الكتلة الابتدائية للنجم علي خمسة أضعاف كتلة الشمس فلا يتمكن أي من الإليكترونات أو النيوترونات من مقاومة عملية التقلص التثاقلي للنجم فتستمرحتي يصل النجم إلي مرحلة الثقب الأسود , وهذه المرحلة لا يمكن إدراكها بصورة مباشرة , ولكن يمكن تحديد مواقعها بعدد من الملاحظات غير المباشرة من مثل صدور موجات شديدة من الأشعة السينية من الأجرام الواقعة تحت تأثيرها , واختفاء كل الأجرام السماوية بمجرد الاقتراب من مجال جاذبيتها.
ومع إدراكنا لانتهاء حياة النجوم بالانفجار علي هيئة نجم مستعر أو نجم مستعر أعظم , أو بفقدانه للطبقات الخارجية منه وتحوله إلي مادة عظيمة الكثافة شديدة الجاذبية مثل النجوم النيوترونية أو الثقوب السود , إلا أن طبيعة تلك الثقوب السود وطريقة فنائها تبقي معضلة كبري أمام كل من علماء الفلك والطبيعة الفلكية , فحسب قوانين الفيزياء التقليدية لا يستطيع الثقب الأسود فقد أي قدر من كتلته مهما تضاءل , ولكن حسب قوانين فيزياء الكم فإنه يتمكن من الإشعاع وفقدان كل من الطاقة والكتلة وهي سنة الله الحاكمة في جميع خلقه , ولكن تبقي كيفية تبخر مادة الثقب الأسود بغير جواب , وتبقي كتلته , وحجمه , وكثافته , وطبيعة كل من المادة والطاقة فيه , وشدة حركته الزاوية , وشحناته الكهربية والمغناطيسية من الأسرار التي يكافح العلماء إلي يومنا هذا من أجل استجلائها.
فسبحان الذي خلق النجوم وقدر لها مراحل حياتها ...
وسبحان الذي أوصلها إلي مرحلة الثقب الأسود , وجعله من أسرارالكون المبهرة ...
وسبحان الذي أقسم بتلك النجوم المستترة , الحالكة السواد , الغارقة بالظلمة ... وجعل لها من الظواهر مايعين الإنسان علي إدراك وجودها علي الرغم من تسترها واختفائها , وسبحان الذي مكنها من كنس مادة السماء وابتلاعها وتكديسها , ثم وصفها لنا من قبل أن نكتشفها بقرون متطاولة بهذا الوصف القرآني المعجز فقال (عز من قائل)
فلا أقسم بالخنس * الجوار الكنس.
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[04 Oct 2005, 05:32 م]ـ
ولا أجد وصفا لتلك المرحلة من حياة النجوم المعروفة باسم الثقوب السود أبلغ من وصف الخالق (سبحانه وتعالي) لها بالخنس الكنس فهي خانسة أي دائمة الاختفاء والاستتار بذاتها , وهي كانسة لصفحة السماء , تبتلع كل ما تمربه من المادة المنتشرة بين النجوم , وكل ما يدخل في نطاق جاذبيتها من أجرام السماء , وهي جارية في أفلاكها المحددة لها , فهي خنس جوار كنس وهو تعبير أبلغ بكثيرمن تعبير الثقوب السود الذي اشتهر وذاع بين المشتغلين بعلم الفلك ..
ومن أصدق من الله قيلا
(النساء:122)
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن العجيب أن العلماء الغربيين يسمون هذه الثقوب السود تسمية مجازية عجيبة حين يسمونها بالمكانس العملاقة التي تبتلع (أو تشفط) كل شيء يقترب منها إلي داخلها:
( Giant Vaccum Cleanersthat Suckineverythinginsight)
وتبقي الثقوب السود صورة مصغرة للجرم الأول الذي تجمعت فيه مادة الكون ثم انفجر ليتحول إلي سحابة من الدخان , وأن من هذا الدخان خلقت السموات والأرض , وتتكرر العملية اليوم أمام أنظار المراقبين من الفلكيين حيث تتخلق النجوم الابتدائية من تركز المادة في داخل السدم عبر دوامات تركيز المادة
( Accretionwhirls)
أو
( Accretion Vertigos)
ومنها تتكون النجوم الرئيسية
( Main Sequeence Stars)
والتي قد تنفجر حسب كتلتها إلي عمالقة حمر
( Red Giants)
أو نجوم مستعرة
( Novae)
أو فوق مستعرة
( Supernovae),
وقد يؤدي انفجار العمالقة الحمر إلي تكون سدم كوكبية
( Planetary Nebulae)
والتي تنتهي إلي تكون الأقزام البيض
( White Dwarfs)
والتي تستمر في التبرد حتي تنتهي إلي مايعرف باسم الأقزام السود
Black Dwarfs)
وهي من النجوم المنكدرة , كما قد يؤدي انفجار فوق المستعرات الي تكون نجوم نيوترونية نابضة أو غير نابضة
( Non-Pulsating or Pulsating Neutron Stars or Pulsars)
أو ثقوب سود
( Black Holes)
حسب كتلتها الابتدائية , وقد تفقد الثقوب السود كتلتها إلي دخان السماء عن طريق تبخر تلك المادة علي هيئة أشباه النجوم المرسلة لموجات راديوية عبر مراحل متوسطة عديدة
ثم تتفكك هذه لتعود مرة أخري إلي دخان السماء مباشرة أو عبر هيئة كهيئة السدم حتي تشهد لله الخالق بالقدرة الفائقة علي أنه وحده الذي يبدأ الخلق ثم يعيده , وأنه وحده علي كل شيء قدير. ومن المبهر حقا أن يشهد علماء الفلك بأن 90% من مادة الكون المنظور (ممثلة بمادة المجرات العادية) هي مواد خفية لا يمكن للإنسان رؤيتها بطريقة مباشرة , وأن من هذه المواد الخفية: الثقوب السود , والأقزام البنية غير المدركة
( Undetected Brown Dwarfs),
والمادة الداكنة
( Dark Matter)
واللبنات الأولية للمادة
( Subatomic Particles)
وغيرها , وأن كتلة الجزء المدرك من الكون تقدر بأكثر من مائة ضعف الكتلة الظاهرة.
أما عن القسم التالي في السورة والذي يقول فيه الحق (تبارك وتعالي): والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس فهما قضيتان مستقلتان عن الخنس الجوار الكنس سنعرض لهما إن شاء الله تعالي في مقام آخر وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصلي الله وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين.
أولا: الخنس:
خنس: الخاء والنون والسين أصل واحد يدل علي استخفاء وتستر , قالوا: الخنس الذهاب في خفيه , يقال خنست عنه , وأخنست عنه حقه.
والخنس: النجوم تخنس في المغيب , وقال قوم: سميت بذلك لأنها تخفي نهارا وتطلع ليلا , والخناس في صفة الشيطان , لأنه يخنس إذا ذكر الله تعالي , ومن هذا الباب الخنس في الأنف انحطاط القصبة , والبقر كلها خنس.
ومعني ذلك أن الخنس جمع خانس أي مختف عن البصر , والفعل خنس بمعني استخفي وتستر , يقال خنس الظبي إذا اختفي وتستر عن أعين المراقبين.
والخنوس يأتي أيضا بمعني التأخر , كما يأتي بمعني الانقباض والاستخفاء. وخنس بفلان وتخنس به أي غاب به , وأخنسه أي خلفه ومضي عنه.
ثانيا: الجوار:
أي الجارية. (في أفلاكها) وهي جمع جارية , من الجري وهو المر السريع.
ثالثا: الكنس:
(كنس) الكاف والنون والسين تشكل أصلين صحيحين , أحدهما يدل علي سفر شئ عن وجه شئ وهو كشفه والأصل الآخر يدل علي استخفاء , فالأول كنس البيت , وهو سفر التراب عن وجه أرضه , والمكنسه آلة الكنس , والكناسة مايكنس.
والأصل الآخر: الكناس: بيت الظبي , والكانس: الظبي يدخل كناسه , والكنس: الكواكب تكنس في بروجها كما تدخل الظباء في كناسها , قال أبو عبيدة: تكنس في المغيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقيل الكنس جمع كانس (أي قائم بالكنس) أو مختف من كنس الظبي أي دخل كناسه وهو بيته الذي يتخذه من أغصان الشجر , وسمي كذلك لأنه يكنس الرمل حتي يصل إليه. وعندي أن الكنس هي صيغة منتهي الجموع للفظة كانس أي قائم بعملية الكنس , وجمعها كانسون , أو للفظة كناس وجمعها كناسون , والكانس والكناس هو الذي يقوم بعملية الكنس (أي سفر شيء عن وجه شيء آخر , وإزالته) , لأنه لا يعقل أن يكون المعني المقصود في الآية الكريمة للفظة الكنس هي المنزوية المختفية وقد استوفي هذا المعني باللفظ الخنس , ولكن أخذ اللفظتين بنفس المعني دفع بجمهور المفسرين إلي القول بأن من معاني فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس: أقسم قسما مؤكدا بالنجوم المضيئة التي تختفي بالنهار وتظهر بالليل وهو معني الخنس , والتي تجري في أفلاكها لتختفي وتستتر وقت غروبها كما تستتر الظباء في كناسها (أي مغاراتها) وهو معني الجوار الكنس , قال القرطبي: هي النجوم تخنس بالنهار , وتظهر بالليل , وتكنس وقت غروبها أي تستتر كما تكنس الظباء في المغار وهو الكناس , وقال مخلوف: أقسم الله تعالي بالنجوم التي تخنس بالنهار أي يغيب ضوؤها فيه عن الأبصار مع كونها فوق الأفق , وتظهر بالليل , وتكنس أي تستتر وقت غروبها أي نزولها تحت الأفق كما تكنس الظباء في كنسها .. وقال بعض المتأخرين من المفسرين: هي الكواكب التي تخنس أي ترجع في دورتها الفلكية , وتجري في أفلاكها وتختفي.
ومع جواز هذه المعاني كلها إلا أني أري الوصف في هاتين الآيتين الكريمتين: فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس. ينطبق انطباقا كاملا مع حقيقة كونية مبهرة تمثل مرحلة خطيرة من مراحل حياة النجوم يسميها علماء الفلك اليوم باسم الثقوب السود
( Black Holes).
وهذه الحقيقة لم تكتشف إلا في العقود المتأخرة من القرن العشرين , وورودها في القرآن الكريم الذي أنزل قبل ألف وأربعمائة سنة بهذه التعبيرات العلمية الدقيقة علي نبي أمي (صلي الله عليه وسلم) , في أمة كانت غالبيتها الساحقة من الأميين , هي شهادة صدق علي أن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق الذي أبدع هذا الكون بعلمه وحكمته وقدرته , وعلي أن سيدنا محمدا بن عبدالله كان موصولا بالوحي , معلما من قبل خالق السماوات والأرض , وأنه (صلي الله عليه وسلم) ما كان ينطق عن الهوي , إن هو إلا وحي يوحي.
الخنس الجوار الكنس في نظر بعض الفلكيين المسلمين المعاصرين
يري بعض الفلكيين المسلمين المعاصرين في الوصف القرآني: الخنس الجواري الكنس أنه وصف للمذنبات
( Comets),
وهي أجرام سماوية ضئيلة الكتلة (لا تكاد تصل كتلتها إلي واحد من المليون من كتلة الأرض) ولكنها مستطيلة بذنبها إلي ما قد يصل إلي 150 مليون كيلو متر مما يجعلها أكبر أجرام المجموعة الشمسية , حيث تتحرك في مدارات حول الشمس , بيضاوية تقع الشمس في أحد طرفيها ونحن نراها كلما اقتربت من الشمس , وهذه المدارات لا تتبع قوانين الجاذبية بدقة , وتتميز بشئ من اللامركزية , وبميل أكبر علي مستوي مدار الأرض , مما يجعل المذنبات تظهر وتختفي بصورة دورية علي فترات تطول وتقصر. والمذنبات تتكون أساسا من خليط من الثلج والغبار , وللمذنب رأس وذنب , وللرأس نواة يبلغ قطرها عدة كيلو مترات قليلة عبارة عن كرة من الثلج والغبار تحيط بها هالة من الغازات والغبار , وتحيط بالهالة سحابة من غاز الإيدروجين قد يصل قطرها إلي مليون كيلو متر.
والغبار المكون للمذنبات شبيه في تركيبه الكيميائي والمعدني بتركيب بعض النيازك , وأما الثلج فهو خليط من ثلج كل من الماء , وثاني أكسيد الكربون , والأمونيا , والميثين.
وبالتفاعل مع كل من أشعة الشمس والرياح الشمسية يندفع من رأس المذنب ذيل من الغازات والأبخرة والغبار قد يصل طوله إلي 150 مليون كيلو متر , ومن هنا كانت التسمية بالمذنبات , وللكثير من المذنبات ذيلان أحدهما ترابي ويبدو أصفر اللون في أشعة الشمس , والآخر مكون من غازات متأينة في حالة البلازما (أليكترونات وأيونات) ويبدو أزرق اللون في أشعة الشمس , والذنب الغازي يندفع بفعل الرياح الشمسية في خط مستقيم خلف رأس المذنب بينما ينعقف منثني الذنب الترابي بلطف خلف رأس المذنب إلي أعلي , وهذان الذنبان قد يتواجدان معا أو يتواجد أحدهما في المذنب الواحد , في عكس اتجاه
(يُتْبَعُ)
(/)
أشعة الشمس بانحراف قليل نظرا لدوران نواة رأس المذنب (التي تتراوح كتلتها بين مائة مليون , وعشرة مليون مليون طن) وللمذنب مجال مغناطيسي ثابت علي طوله.
ووجه الشبه الذي استند إليه هذا النفر من الفلكيين المسلمين المعاصرين بين المذنبات والوصف القرآني الخنس الجواري الكنس هو أن المذنب يقضي فترة تتراوح بين عدة أيام وعدة شهور مجاورا للشمس في زيارة خاطفة , فيظهر لنا بوضوح وجلاء ولكنه يقضي معظم فترة دورانه بعيدا عن الشمس فيختفي عنا تماما ويستتر , فإذا ما اقترب من الشمس ظهر لنا وبان , ولكن سرعان ما يقفل راجعا حتي يختفي تماما عن الأنظار , واعتبروا ذلك هو الخنوس , ولكن الوصف القرآني بالخنس يعني الاختفاء الكامل , ولا يعني الظهور ثم الاختفاء.
( The Missing Mass in the universe)
ما هي الثقوب السود؟:
يعرف الثقب الاسود بأنه أحد أجرام السماء التي تتميز بكثافتها الفائقة وجاذبيتها الشديدة بحيث لا يمكن للمادة ولا لمختلف صور الطاقة ومنها الضوء أن تفلت من اسرها , ويحد الثقب الاسود سطحا يعرف باسم أفق الحدث
( The Event Horizon),
وكل ما يسقط داخل هذا الأفق لا يمكنه الخروج منه , أو إرسال أية إشارة عبر حدوده.
وقد أفادت الحسابات النظرية في الثلث الاول من القرن العشرين إلي إمكانية وجود مثل هذه الأجرام السماوية ذات الكثافات الفائقة والجاذبية الشديدة [كارل شفارز تشايلد 1916 م , روبرت أوبنهاير
1934 ( Karl schwars child,1916 Robert oppenheimer,1934)
إلا أنها لم تكتشف إلا في سنة 1971, بعد اكتشاف النجوم النيوترونية بأربع سنوات ففي خريف سنة 1967 م أعلن الفلكيان البريطانيان توني هيويش
( Tony Hewish)
وجوسلين بل
( Jocelyn Bell)
عن اكتشافهما لأجرام سماوية صغيرة الحجم (بأقطار في حدود 16 كيلو متر) تدور حول محورها بسرعات مذهلة بحيث تتم دورتها في فترة زمنية تتراوح بين عدد قليل من الثواني إلي اجزاء لاتكاد تدرك من الثانية الواحدة وتصدر موجات راديوية منتظمة أكدت أن تلك الأجرام هي نجوم نيوترونية
( Neutron Stars)
ذات كثافة فائقة تبلغ بليون طن للسنتيمتر المكعب.
وفي سنة 1971 م اكتشف علماء الفلك أن بعض النجوم العادية تصدر وابلا من الاشعة السينية , ولم يجدوا تفسيرا علميا لذلك إلا وقوعها تحت تأثير أجرام سماوية غير مرئية ذات كثافات خارقة للعادة , ومجالات جاذبية عالية الشدة , وذلك لأن النجوم العادية ليس في مقدورها إصدار الأشعة السينية من ذاتها , وقد سميت تلك النجوم الخفية باسم الثقوب السود
( Black Holes),
وقد سميت بالثقوب لقدرتها الفائقة علي ابتلاع كل ما تمر به أو يدخل في نطاق جاذبيتها من مختلف صور المادة والطاقة من مثل الغبار الكوني والغازات والاجرام السماوية المختلفة , ووصفت بالسواد لأنها معتمة تماما لعدم قدرة الضوء علي الإفلات من مجال جاذبيتها علي الرغم من سرعته الفائقة المقدرة بحوالي الثلاثمائة ألف كيلو متر في الثانية (299792,458 كم / ث) وقد اعتبرت الثقوب السود مرحلة الشيخوخة في حياة النجوم وهي المرحلة التي قد تسبق انفجارها وعودة مادتها الي دخان السدم دون ان يستطيع العلماء حتي هذه اللحظة معرفة كيفية حدوث ذلك.
كيف تتكون الثقوب السود؟
تعتبر الثقوب السود كما ذكرنا من قبل مرحلة الشيخوخة في حياة النجوم , ولكي نفهم كيفية تكونها لابد لنا من معرفة المراحل السابقة في حياة تلك النجوم.
والنجوم هي أجرام سماوية غازية التركيب في غالبيتها , شديدة الحرارة , ملتهبة , مضيئة بذاتها , يغلب علي تركيبها غاز الايدروجين الذي يكون أكثر من 74% من مادة الكون المنظور , والذي تتحد ذراته مع بعضها البعض في داخل النجوم بعملية تعرف باسم الاندماج النووي
( Nuclear Fusion)
(يُتْبَعُ)
(/)
مطلقة الطاقة الهائلة ومكونة عناصر أعلي في وزنها الذري من الأيدورجين (أخف العناصر المعروفة لنا علي الإطلاق وأبسطها من ناحية البناء الذري ولذلك يوضع في الخانة رقم واحد في الجدول الدوري للعناصر التي يعرف منها اليوم 105 عنصرا) و والنجوم تتخلق ابتداء من الغبار (الدخان) الكوني الذي يكون السدم , وينتشر في فسحة السماء ليملأها وتتكون النجوم في داخل السدم بفعل دوامات عاتية تؤدي الي تجاذب المادة تثاقليا وتكثفها علي ذاتها حتي تتجمع الكتلة اللازمة لتخليق النجم , وتبدأ عملية الاندماج النووي فيه , وتنطلق منه الطاقة وينبعث الضوء , وبعد الميلاد تمر النجوم بمراحل متتابعة من الطفولة فالشباب فالشيخوخة والهرم علي هيئة ثقب أسود يعتقد ان مصيره النهائي هو الانفجار والتحول الي الدخان مرة أخري , وإن كنا لا ندري حتي هذه اللحظة كيفية حدوث ذلك , ومن المراحل المعروفة لنا في دورة حياة النجوم ما يعرف باسم نجوم النسق العادي
( Main Sequence Stars)
والعمالقة الحمر
( Red Giants),
والأقزام البيض
( White Dwarfs),
والأقزام السود
( Black Dwarfs)
والنجوم النيوترونية
( Neutron Stars),
والثقوب السود
( Black Holes)
فعندما تبدأ كمية الإيدروجين بداخل النجم في التناقص نتيجة لعملية الاندماج النووي , وتبدأ كمية الهيليوم الناتجة عن تلك العملية في التزايد تبدأ طاقة النجم في الاضمحلال تدريجيا وترتفع درجة حرارة قلب النجم إلي عشرة ملايين درجة كلفن (الصفر المئوي يساوي 273 درجة كلفن) مؤديا بذلك إلي بدء دورة جديدة من عملية الاندماج النووي وإلي انبعاث المزيد من الطاقة التي تؤدي الي مضاعفة حجم النجم الي مئات الأضعاف فيطلق عليه اسم العملاق الاحمر
( Red Giant),
وبتوالي عملية الاندماج النووي يأخذ النجم في استهلاك طاقته دون إمكانية انتاج المزيد منها مما يؤدي الي تقلصه في الحجم وانهياره اما الي قزم أبيض
( White Dwarf)
أو إلي نجم نيوتروني
( Neutron Star)
أو الي ثقب أسود
( Black Hole)
حسب كتلته الأصلية التي بدأ تواجده بها.
فإذا كانت الكتلة الابتدائية للنجم أقل من كتلة الشمس فإن الإليكترونات في مادة النجم تقاوم عملية تقلصه ابتداء ثم تنهار هذه المقاومة ويبدأ النجم في التقلص حتي يصل الي حجم أقل قليلا من حجم الارض , متحولا إلي قزم أبيض , وهذه المرحلة من مراحل حياة النجوم قد تتعرض لعدد من الانفجارات النووية الهائلة والتي تنتج عن تزايد الضغط في داخل النجم , وتسمي هذه المرحلة باسم النجوم الجديدة أو النجوم المستجدة
( Novae)
فإذا زاد تراكم الضغط في داخل القزم الابيض فإنه ينفجر انفجارا كاملا محدثا نورا في السماء يقارب نور بليون شمس كشمسنا , وتسمي هذه المرحلة باسم النجم المستعر الأعظم
( Supernova)
يفني علي إثرها القزم الابيض وتتحول مادته الي دخان , وتحدث هذه الظاهرة مرة واحدة في كل قرن من الزمان لكل مجرة تقريبا , ولكن مع الأعداد الهائلة للمجرات في الجزء المدرك لنا من الكون فإن هذه الظاهرة تحدث في الكون المدرك مرة كل ثانية تقريبا.
أما إذا كانت الكتلة الابتدائية للنجم أكبر من كتلة الشمس فإنه ينهار عند استهلاك طاقته متحولا الي نجم نيوتروني وفيه تتحد البروتونات والأليكترونات منتجة النيوترونات , وهذا النجم النيوتروني ينبض في حدود ثلاثين نبضة في الثانية الواحدة ومن هنا يعرف باسم النجم النابض
( Pulsating Star
أو النابض
( Pulsar).
وهناك من النجوم النيوترونية ما هو غير نابض
( Non-Pulsating Neutron Star)
وقد يستمر هذا النجم النيوتروني في الانهيار حتي يصل الي مرحلة الثقب الأسود إذا كانت كتلته الابتدائية تسمح بذلك فإذا كانت الكتلة الابتدائية للنجم تزيد علي كتلة الشمس بمرة ونصف المرة تقريبا (1,4 قدر كتلة الشمس) ولكنها تقل عن خمسة أضعاف كتلة الشمس فإن عملية التقلص تنتهي به إلي نجم نيوتروني لا يزيد قطره علي عشرة كيلو مترات تقريبا , ويسمي بهذا الاسم لأن الذي يقوم بعملية مقاومة التقلص التثاقلي
( Gravitational Contraction)
فيه هي النيوترونات لأن الإليكترونات في داخل كتلة النجم تعجز عن ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)