لايلف بوصل لام الجر مكسورة وباثبات صورة الهمزة في الأكثر وباثبات الياء التحتانية الساكنة بعدهاوبحذف الألف بين اللام والفاء بالاتفاق كما نص عليه الداني والشاطبي والسخاوي زالسيوطي
قرأه ابن عامر بغير ياء بعد الهمزة على مصدر الف ثلاثيا يقال الف الرجل يالف الفا والافا على فعال
وقرأ أبو جعفر بياء ساكنة من غير همزة فقيل انه لما أبدل الثانية ياء حذفت الاولى حذفا على غير قياس ويحتمل أن يكون الأصل عنده ثلاثيا كقراءة ابن عامر ثم خفف ثم ابدل على أصله ويدل عليه قراءته الحرف الثاني كذلك
قال الجزري في النشر: وقرأ الباقون بهمزة مكسورة بعدها ياء ساكنة كما تقدم على زنة افعال مصدر الف ولايذهب عليك قراءة ابن عامر وابي جعفر ليستا خلاف الرسم لانا نقول ان الحرف رسم على احدى القراءات ولكل أن يرسم على حسب قراءته وقد يرسم ليلف بدون الالف بعد اللام الاولى ايضا ذكره صاحبا الخزانة والخلاصة وهذا موافق لقراءة أبي جعفر بلاريب وتنتطبق عليه قراءة ابن عامر ايضا بأن رسمت الهمزة ياء على مراد الوصل والتليين كما في يومئذ هذا ما سنح لي في توجيه المقام والله الموفق للمرام وعلى الوجو
مضاف
قريش بصيغة التصغير هم بنو فهر بن مالك بن النضر
الفهم رسم بغير ياء بعد الهمزة المكسورة ولا الف بعد اللام بالاتفاق كما نص عليه الداني في المقنع والتيسير وبوصل الضمير مخفوض على تأكيد الأول
قال الداني في التيسير وأجمعوا على اثبات ياء في اللفظ دون الخط بعد الهمزة في الفهم
وتابعه الشاطبي
وقال السخاوي في الوسيلة في تفسير الفهم يقول ان ايلفهم كتب الفهم بغير ياولا الف
قراءة أبو جعفر بهمزة مكسورة من غير ياء
وهي قراءة عكرمة وشيبة وابن عتبة وجاءت عن ابن كثير أيضا قاله الجزري
ووجهها بانه مصدر ثلاثي كقراءة ابن عامر اللفظ الأول فابدل الهمزة ياء ثم حففها
وقرأ الباقون بالهمزة وياء ساكنة بعدها
قال صاحب كنز المعاني في شرح حرز الأماني
واثبات الياء فيه لفظا ليس بخلاف الرسم لان حرف اللين يحذف كثيرا ولايوجب ذلك حذفها في اللفظ لانهم حذفزا الالف من العالمين والكافرين مع اثباتها في اللفظ انتهى
أقول وقع هذا الرسم موافقا لقراءة أبي جعفر ولا مشاحة فيه ويصلح للقراءة بكسر الهمزة وسكون اللام بدون الف بعدها وان كانت شاذة
قال السخاوي قد روي عن ابي بكر انه قرا الفهم بكسر الهاء وعن أبي وابن مسعود كذلك الا انهما ضما الهاء انتهى
وبقوله انهما ضما الهاء انه منصوب بمحذوف وذلك لان كسر الهاء يدل على جر ما قبله وضمها يدل على نصبه
.......
الخ
)
نثر المرجان (7/ 784)
__________________________
نقلا عن ابن وهب؟؟؟؟؟؟؟
جزاك الله خيرا فضيلة الأستاذ ابن وهب.
ـ[د. محمد إبراهيم]ــــــــ[25 Jun 2008, 12:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عفوا اطلعت قبل أيام قلائل على كتاب نثر المرجان في رسم نظم القرآن للأركاتي (7 أجزاء) إذ تتوفر نسخة منه مطبوعة في الهند تصويرا على مخطوط في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي.
بالإضافة إلى أنّ الكتاب موجود في مكتبة الحرم المكي مطبوعا أيضا.
والله ولي التوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
د. محمد إبراهيم
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[25 Jun 2008, 02:45 م]ـ
الكتاب نفيس جدا ويعتبر موسوعة في بابه
وقد رأيت منه نسخة في مكتبة شيخنا الشيخ سعيد العبد الله المحمد رحمه الله في مكة المكرمة
وهي الآن عند أولاده حفغظهم الله
وهي مطبوعة بخط نسخي باكتساني
وإذا سالتم إخواننا الباكستانيين فقد تجدونها متوفرة لديهم في مكتباتهم والله أعلم
وأقول لأخي الأستاذ أيمن شعبان حفظك الله ورعاك
إذا وجدت منه نسخة فاحجز لي نسخة معك وأنا كذلك سأفعل
ـ[همام حسين]ــــــــ[30 Aug 2008, 05:52 م]ـ
وقد حققه الشيخ / عبد الرحيم نبولسي [انظر هنا ( http://www.nbulsi.net/viewpage.php?page_id=2) ] ، ولا أدري طبع تحقيقه أم لا.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[30 Aug 2008, 06:29 م]ـ
السلام عليكم:
أشكر كل ما تفاعل في هذا الموضوع ..
وقد هاتفت المجمع لشأن الحصول على نسخة مصورة من الكتاب فدلوني على وجوده في المكتبة الأزهرية والنسخة خاصتهم مصورة عنها بواسطة فضيلة الشيخ عبد الفتاح القاضي رحمه الله .....
ذهبت إلى المكتبة الأزهرية لكن الكتاب غير موجود؟؟؟؟
فضيلة الدكتور كامل صالح حفظه الله ورعاه عضو لجنة مراجعة المصحف الشريف بالأزهر يملك نسخة .. ووعدني بالحصول على مصورة منها وهو يعمل على تحقيقها فلم أشأ الإلحاح عليه ... غير أن الحقيقة سوف ألح عليها في رمضان طبعا (ابتسامة).
نداء أخير للأعضاء الأفاضل العاملين في الجامعة الإسلامية.
كان عندي رصيد للمخطوطات في الجامعة الإسلامية يقدر بما يزيد عن ألف لوحة إثر تبادل مني للجامعة سنة 1996. لنسخة لسان الميزان بخط الحافظ ابن حجر عن الإسكندرية ونسخة التذييل على ميزان الإعتدال لعلاء الدين مغلطائي وكانت كلها ميكروفيلم وكان مستند التبادل رسالة موثقة من الجامعة لكنها للأسف ضاعت مني.
كان عميد شؤون المكتبات هو فضيلة الدكتور يعقوب تركستاني وهو ما زال موجودا في الجامعة حفظه الله أظنه ما زال يذكر هذا الأمر.
حيث حصلت من الجامعة على إكمال تهذيب الكمال لعلاء الدين مغلطائي جزء حرف الدال عن نسخة أحمد الثالث ولم أحصل على شيء باقي رصيدي هنالك.
فالرجاء من الأحباب أعضاء هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية التواصل مع فضيلة الدكتور يعقوب التركستاني لمحاولة حصولي على نسخة مصورة من كتاب نثر المرجان.
==============================
فضيلة الدكتور يحيى الغوثاني حفظه الله يسر الله لي ومن عيوني نسختك دعواتكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[31 Aug 2008, 01:04 م]ـ
وجدت في احد المعاهد أكثر من نسخة لا يستفيد منها رواد مكتبتهم، ولا يعرف قيمته كثيرون، وطلبت منهم أن آخذ نسخة من الكتاب بمقابل توفير كتاب آخر، لكن النظام لا يسمح!
ـ[أبو زيد الشيباني]ــــــــ[01 Sep 2008, 01:11 ص]ـ
وجدت في احد المعاهد أكثر من نسخة لا يستفيد منها رواد مكتبتهم، ولا يعرف قيمته كثيرون، وطلبت منهم أن آخذ نسخة من الكتاب بمقابل توفير كتاب آخر، لكن النظام لا يسمح!
شوقتنا يا دكتور مساعد!
هذا المعهد محلي أو خارجي!
هلا خاطبتم النظام نفسه!؟!
على كل حال إن ظفرتم بنسخة منه فلا تبخلوا بالرفع!(/)
"ورسوله النبي الأمّي"
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 May 2005, 05:44 ص]ـ
السلام عليكم
قال تعالى
في سورة الأعراف 158، {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السموات والأرض، لا إله إلا هو، يحيي ويميت، فآمنوا بالله "ورسوله النبي الأمّي" الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون}.
ولقد قرأت بحثا لأحد المعاصرين صدّره بقوله (إن ما وصلنا من "آراء" الأولين من المفسرين والمأولين في هذا الباب, لا يطمئن إليها قلب المؤمن السائل المتدبر،))
مع أن ما قاله في تفسير الأمي (فهو بهذا "أم" الرسالة والنبوة، لم يرسل رسول ولا نبي، إلا وأُمر باتباع "الرسول النبي الأمّي", وأن يأمر قومه باتباعه! وهذا ما يشهد له "إمامة" النبي للنبيين في المسجد الأقصى!.))
وجدته عند سابقيه من عظامنا (والأميّ الذي هو على صفة أمة العرب إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب فأكثر العرب لا يكتب ولا يقرأ قاله الزجاج، وكونه أمّياً من جملة المعجز، وقيل: نسبة إلى أم القرى وهي مكة، وروي عن يعقوب وغيره أنه قرأ {الأميّ} بفتح الهمزة وخرج على أنه من تغيير النسب والأصل الضّم كما قيل في النسب إلى أميّة أموي بالفتح أو على أنه نسب إلى المصدر من أم ومعناه المقصود أي لأنّ هذا النبي مقصد للناس وموضع أم،))
ونكمل إن حصل نقاش معه هو بالذات
ـ[ .. فارس .. ]ــــــــ[10 May 2005, 06:35 م]ـ
أي نوع من الرجال أنتم نراكم تكتبون وتسطرون كلاماً من خلف الشاشات ولا تجرؤون على مواجهة هذا الشيخ
وكما ألاحظ من مشاركاتك السابقة أنك متابع لكل بحوث هذا الشيخ الفاضل فلماذا لا تظهر لنا وتخالف ما يقوله الشيخ علانية أمام الحضور في المسجد الأقصى فأنت تعلم أنه ومنذ حوالي ثلاثة سنين وللشيخ درس في كل يوم جمعة من بعد صلاة الظهر وحتى صلاة العصر فأين أنتم لم نرى أحداً منكم
وهنا أشير أيضاً أنه وللأسف لم يظهر لنا من يخالفه بالحجة والبرهان ولكن كل مخالفاتهم مبنية على أن ما أتيت به لم يقله أحد من قبل ... ألم يسمعوا حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام:
(نضر الله امرأ سمع منا شيئا فبلغه كما سمعه، فرب مبلغ أوعى من سامع)
فالخطاب هنا للصحابة رضي الله عنهم جميعاً.
إذا أردت النقاش فاقصد المسجد الأقصى يوم الجمعة فالشيخ لا يمانع أي كان من النقاش والشيخ يحب حديث الرجل للرجل وجها لوجه وها هو في وسط بيت الله الثاني.
واعلم أن الشيخ سحب عضويته من هذا الموقع
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 May 2005, 07:06 م]ـ
فارس
كتبنا لكم بطريقة حضارية---فردوا بطريقة حضارية--وإن كان شيخك لا يكتب هنا فانقل لنا ما يكتب --والاقصى ليس بيت الله الثاني ولا الثالث--ولا ينقص ذلك من قيمته يا فارس
وعلى فكرة الأحاديث النبوية الشريفة لا تؤيد شيخك باستدلاله المسبوق به قطعا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 May 2005, 09:21 م]ـ
أيها الأخوة
الأمّي:"بضم الهمزة " هو الذي لا يقرأ ولا يكتب نسبة إلى الأم فيوم ولدته أمه كان لا يقرأ ولا يكتب--فقيل أمّي تلازما مع وضع المولود حديثا
أما " الأمّي" بفتح الهمزة "_ ولقد ذكر بعض المفسرين أنها قراءة من القراءات _ فهو الذي يقصده الناس ليقودهم ويرشدهم
قال إبن عطية في المحرر الوجيز ((و " الأُّمي " بضم الهمزة قيل نسب إلى أم القرى وهي مكة.
قال القاضي أبو محمد: واللفظة على هذا مختصة بالنبي صلى الله عليه وسلم وغير مضمنة معنى عدم الكتابة، وقيل هو منسوب لعدمه الكتابة والحساب إلى الأم، أي هو على حال الصدر عن الأم في عدم الكتابة، وقالت فرقة هو منسوب إلى الأمة، وهذا أيضاً مضمن عدم الكتابة لأن الأمة بجملتها غير كاتبة حتى تحدث فيها الكتابة كسائر الصنائع، وقرأ بعض القراء فيما ذكر أبوحاتم " الأَمي " بفتح الهمزة وهو منسوب إلى الأم وهو القصد، أي لأن هذا النبي مقصد للناس وموضع أم يؤمونه بأفعالهم وتشرعهم، قال ابن جني: وتحتمل هذه القراءة أن يريد الأمي فغير تغيير النسب.))
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد ظن الأخ الباحث أن وصف الرسول عليه الصلاة والسلام بالأمي منقصة له--فحاول أن يبعد عنه هذا الوصف ميمما صوب المعنى الثاني بأن يكون النبي مقصد الناس وموضع ثقتهم يؤمونه بأفعالهم واستفساراتهم--وهو معنى لطيف لولا أن الأحاديث جاءت لتثبت المعنى الأول وهو أنه عليه الصلاة والسلام كان لا يقرأ ولا يكتب
(ففي صحيح مسلم: حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ الْمِصِّيصِيُّ جَمِيعًا عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ وَاللَّفْظُ لِإِسْحَقَ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ عَنْ الْبَرَاءِ قَالَ لَمَّا أُحْصِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الْبَيْتِ صَالَحَهُ أَهْلُ مَكَّةَ عَلَى أَنْ يَدْخُلَهَا فَيُقِيمَ بِهَا ثَلَاثًا وَلَا يَدْخُلَهَا إِلَّا بِجُلُبَّانِ السِّلَاحِ السَّيْفِ وَقِرَابِهِ وَلَا يَخْرُجَ بِأَحَدٍ مَعَهُ مِنْ أَهْلِهَا وَلَا يَمْنَعَ أَحَدًا يَمْكُثُ بِهَا مِمَّنْ كَانَ مَعَهُ قَالَ لِعَلِيٍّ اكْتُبْ الشَّرْطَ بَيْنَنَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ الْمُشْرِكُونَ لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ تَابَعْنَاكَ وَلَكِنْ اكْتُبْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَأَمَرَ عَلِيًّا أَنْ يَمْحَاهَا فَقَالَ عَلِيٌّ لَا وَاللَّهِ لَا أَمْحَاهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرِنِي مَكَانَهَا فَأَرَاهُ مَكَانَهَا فَمَحَاهَا وَكَتَبَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَأَقَامَ بِهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَلَمَّا أَنْ كَانَ يَوْمُ الثَّالِثِ قَالُوا لِعَلِيٍّ هَذَا آخِرُ يَوْمٍ مِنْ شَرْطِ صَاحِبِكَ فَأْمُرْهُ فَلْيَخْرُجْ فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ فَقَالَ نَعَمْ فَخَرَجَ و قَالَ ابْنُ جَنَابٍ فِي رِوَايَتِهِ مَكَانَ تَابَعْنَاكَ بَايَعْنَاكَ
[ line]
وورد في صحيح البخاريحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ وَهُوَ التَّعَبُّدُ اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إِلَى أَهْلِهِ وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ اقْرَأْ قَالَ مَا أَنَا بِقَارِئٍ قَالَ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اقْرَأْ قُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اقْرَأْ فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَ زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي فَقَالَتْ خَدِيجَةُ كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ابْنَ عَمِّ خَدِيجَةَ وَكَانَ امْرَأً قَدْ تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ يَكْتُبُ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْكِتَابَ الْعِبْرَانِيَّ فَيَكْتُبُ مِنْ الْإِنْجِيلِ بِالْعِبْرَانِيَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ يَا ابْنَ عَمِّ اسْمَعْ مِنْ ابْنِ أَخِيكَ فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ يَا ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرَ مَا رَأَى فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ قَالَ نَعَمْ لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ وَفَتَرَ الْوَحْيُ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَأَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ قَالَ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ بَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ السَّمَاءِ فَرَفَعْتُ بَصَرِي فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فَرُعِبْتُ مِنْهُ فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ إِلَى قَوْلِهِ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ فَحَمِيَ الْوَحْيُ وَتَتَابَعَ تَابَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ وَأَبُو صَالِحٍ وَتَابَعَهُ هِلَالُ بْنُ رَدَّادٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ وَقَالَ يُونُسُ وَمَعْمَرٌ بَوَادِرُهُ)
وأرغب أن أشير إلى أن كون الرسول لا يقرأ ولا يكتب ويأتي بهذا العلم وهذه الأخبار والحكم والتشريعات أدعى لقبولها على أنها من عند الله
ـ[ .. فارس .. ]ــــــــ[11 May 2005, 01:29 م]ـ
هنا لي إخوتي أن أضع بين أيديكم هذه الدراسة التي تخص الشيخ صلاح الدين أبو عرفة لتوضيح ما أورده الأخ جمال بخصوصها الذي أتمناه أن يكون بيننا الجمعة القادم.
"الأمي" .. ليس الذي لا يقرأ ولا يكتب ..
بل هي أعظم صفات الرسول النبي محمد
التي لا تنبغي لغيره!.
إن ما وصلنا من "آراء" الأولين من المفسرين والمأولين في هذا الباب, لا يطمئن إليها قلب المؤمن السائل المتدبر، فهم -جزاهم الله خيراً-، اجتهدوا ما استطاعوا, ولنا نحن المؤمنون أن نضع رحالنا حيث تطمئن قلوبنا, فهي آراؤهم أولاً وأخيراً, ولو كان فيما نقلوه إلينا نص محكم من آية أو حديث, لسلمنا وآمنا, ولكننا نسمع كما يسمعون, ونؤمر كما يؤمرون, ونخاطب بالقرآن كما يخاطبون, فاللهم ليس "الأمي" كما تقول التفاسير, والله أعلم بالحق والمراد.
والحق أن هذه التفاسير تصلح مثلاً لنا لتقعيد مفهوم حديث النبي عليه الصلاة والسلام عمن قال بالقرآن "برأيه" –وإن كان أهل الحديث لا يحتجون به ولا يستندون إليه-، فهذه الاجتهادات، هي قول "برأي" أولاً وأخيراً، بقي قائلوها من صالحينا وأكابرنا على عهدنا فيهم من الهدى والسداد، دون أن يتبوؤا مقاعدهم من النار، كما يفهم من يطلق الحديث لهواه!.
فالحديث مطلق عام عن "من قال برأيه", لا يحابي أحداً ولا يستثني أحداً, بعد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
وأظهر ما وصلنا منهم، أن يحملوا "الأمّي" على الذي لا يقرأ ولا يكتب فهو على حاله التي ولدته فيها "أمه".
أو أن يحملوها على المبعوث من الأمة "الأمّية"، على قاعدة "القرآن" الراسخة في تقسيم الناس الى أمتين، أمة أمّية لم يؤتها الله كتاباً، ولم يرسل إليها رسولاً، وأمّة "كتابية" أتاها الرسول وجاءها الكتاب، كاليهود والنصارى, بدليل الآية, {وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم}، والناس كانوا "أمّة" اختلفت فيما بعد، فأنزل الله إليهم الكتاب {كان الناس أمّة واحدة، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق}، فأصل الناس كما هو ظاهر "أمّيّون" ثم أنزل الله الكتاب.
فقد تكون "كتابياً" وأنت لا تقرأ ولا تكتب ..
وقد تكون "أمياً" وأنت تقرأ وتكتب!.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالأمي عند علمائنا، الذي بعث من "الأميين"، ولكن ظاهر الكتاب للمتدبر على خلاف هذا، ولا يحق لأحد أن يلزم الناس بشيء لم يلزمهم به رسول الله أو صحابته فيما فهموه عنه مجمعين عليه كاتبين له, تقرأه العامة والخاصة.
السؤال الأصل
لم ترد "الأمي" وصفاً لرسول لله في القرآن إلا مرتين، ولم يوصف بها -فيما نعلم- نبياً غير محمد عليه الصلاة والسلام، فوردت مرة في دعوة اليهود والنصارى لوجوب إتباعه على أنه "الرسول النبي الأمّي"، ثم في الآية التي تليها مباشرة من سورة الأعراف 158، {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السموات والأرض، لا إله إلا هو، يحيي ويميت، فآمنوا بالله "ورسوله النبي الأمّي" الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون}.
فبهذه الصفات الثلاث متتالية يوجب الله على الناس جميعاً -بما فيهم أهل الكتاب– أن يتبعوا هذا "الرسول النبي الأمّي" ..
وها هنا أصل السؤال!.
فأن يؤمر الناس جميعاً باتباعه لأنه رسول من الله، أمر معقول واجب, وأن يؤمر الناس جميعاً باتباعه لأنه نبي الله، أمر واجب أيضاً، يستسيغه كل مدعو بهذه الآية, وأما أن يؤمر الناس جميعاً باتباعه، لأنه "لا يقرأ ولا يكتب"، فهمٌ فيه نظر، فلا خلاف أن اتباع "الكتاب" ومن يحمل الكتاب أولى من اتباع ما سواه.
ثم من يضمن لنا ببينة، أنه لم يكن نبي لا يقرأ ولا يكتب غير رسول الله محمد، وأكثر النبيين "أمّيين" على المعنى الثاني في التفسير, حتى الساعة التي يؤتوا فيها صحيفة، أو يؤمروا باتباع كتاب، فلم يعد رسول الله بهذا "أمّيا" بالمعنى الثاني للتفسير, عند أول أية تلقاها.
فوجب أن تكون "الأمّي" كصفة حصريَّة متفردة لهذا الرسول، وجب أن تكون ركناً وشرطاً أساساً في وجوب اتباعه من الناس كافة, كرُكني الرسالة والنبوة، يجد المدعو بهذه الآية نفسه طائعاً مقتنعاً بوجوب اتباعه لأنه "الأمّي" والرسول والنبي!.
إذا ماذا؟.
القرآن أَولى بالتصديق، وظاهرُه أولى بالإتباع، فهو من أوَّلِه كتابٌ عربيٌ مفصَّل مبيَّن.
فـ "الأمّي" أصلها "أُمْ" أضيفت إليها ياءُ النسبة، ك"مكِّي" نسبة لمكة، والأم بلسان القرآن العربي: الأصل والأول، فأم الرجل أصله وأوله ومنشأه، كما في سورة القَصَصْ {وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في "أُمِّها" رسولاً}، أي في أصولها وجمعها, وليس هناك مسلم لا يعرف "أم الكتاب" التي في أول القرآن وأصله, وهي السبع المثاني والقرآن العظيم بوصف النبي المعصوم لها، بكونها "أم الكتاب".
وأية آل عمران دليل آخر "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب" بما تحمله الآية من معاني الأصول والجوهر.
فهو بذلك الرسول النبي "الأصل" و"الأول" بكل ما تعنيه الكلمة من معاني"الأصل" في الرسالة والمنشأ, وحتى "أصل" اللغة واللسان!.
فهو كما في صحيح الحديث: "إني عند الله مكتوب خاتم النبيين وإن آدم لمجندل في طينته", فلم يُبعث نبي ولم يرسل رسول إلا على "لا أله إلا الله محمد رسول الله"، كما تقرره آية آل عمران {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه، قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري، قالوا أقررنا، قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين}.
"وفي الحديث: "لو كان موسى حياً ما حل له إلا أن يتبعني".
تبدو واضحة
فهو بهذا "أم" الرسالة والنبوة، لم يرسل رسول ولا نبي، إلا وأُمر باتباع "الرسول النبي الأمّي", وأن يأمر قومه باتباعه! وهذا ما يشهد له "إمامة" النبي للنبيين في المسجد الأقصى!.
فكان بذلك كل نبي ورسول يرسل الى قومه خاصة وهو يعلم أن محمدا رسول الله، ويأمر بها قومه، حتى إذا أدى كل نبي ما عليه في كل الأمم، بُعث الرسول النبي "الأمّي" عامة لكل الأمم، فكل الرسل والنبيين مقدِّمون "خاصون" للرسالة العامة "الأم" بالرسول النبي "الأمّي".
ثم هي في القراءات القرآنية من غير المتواتر, ولكن لها سند يرفعها, فقد قُرأت "الأَمي", بالألف المفتوحة, كما أوردها ابن جني, وعلق عليها بقوله: هو الذي يأتم به من قبله!. فيما الأصل أن يأتم به من يأتي بعده, ولكن هذه القراءة تؤكد ما ذهبنا إليه, فهو النبي "الإمام" للنبيين الأولين وللناس كافة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا كله لا ينفي أنه لم يكن يقرأ ويكتب، فهو هكذا بعث وهكذا قُبض، ولكن "القرآن" يذْكرها على أنها حالة من حالات نبوته كيُتْمِه وفقره، ولم تكن بحال شرطاً للنبوة ولا شرفاً لحاملها، إنما هي حالة كما قلنا تُعين على التبليغ, {وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون}، ولو كانت شرفاً وشرطاً للنبوة, لما علم الله عيسى بن مريم الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل قبل مبعثه.
أمية أخرى عظيمة
فهو رسول الله الى الناس جميعاً كونه "الأمّي", نسبة الى منشأ الناس الأول، وقريتهم الأم "أم القرى"، كما في الأثر: "كانت الكعبة خشعة على الماء ثم دحى الله الأرض من حولها"، فكانت مكة أول ما تشكل على ظهر البحر، ثم انبسطت الأرض من حولها، {لتنذر أم القرى ومن حولها} و {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة}، فمكة "أم القرى" وأصل نشأة الناس وانتشارهم، ليكون بذلك النبي "الأمّي" للناس جميعاً, كونه من "أم قراهم"، ومن "بيت" أبيهم الأول، وإن تباعدت بهم السبل وتفرقت بهم الأرضون، فهذه أرضهم "وبيت" أبيهم آدم من قبل, فهو لهم كافة.
أمية ثالثة كبيرة
ثم هو النبي "الأمّي" الوحيد الذي تكلم بلغة الناس "الأم"، ولعل هذا الفهم الذي نطرحه، ما قد يحل سؤالاً عظيماً, ألا وهو ..
ما ورد في سورة أية إبراهيم {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم}، فأرسل نوح بلسان قومه ليبين لهم، وكذا موسى وعيسى، وسائر النبيين، فإذا كان رسول الله محمد رسول الى الناس جميعاً، وكتابه الوحي رسالة الناس جميعاً, وجب أن يكون لسانه لسان الناس جميعاً, وهذا ما لم يكن فيما يظهر لنا ونراه, فكيف يستقيم هذا؟! , وكيف يعقل أن موسى النبي الخاص لبني اسرائيل يبعث بآية يعقلها كل أهل الأرض, ومثله عيسى ابن مريم, ويرسل محمد رسول الله إلى الناس جميعاً بآية لا يعقلها إلا خاصته وقومه؟! , هذا إلا أن يكون أمراً آخر وأعظم مما كان يبدو لنا.
فآية إبراهيم تحل مسألة وتفرض فرضاً، نقرأه بالمفهوم اللازم للنص، أنه إن كان كل رسول يرسل بلسان قومه، فيكون لسان القوم لسان نبيهم, وأرسل محمد عليه الصلاة والسلام الى الناس جميعاً, لزم أن يكون لسان الناس جميعاً, لسان نبي الناس جميعاً, محمد عليه الصلاة والسلام بلسانه العربي "الاُم", الذي أرسل به وأنزل به كلام الرب الذي خلق الناس جميعا!.
فهو بهذا أرسل بلسانهم "الأم" الذي كان عليه الناس أول ما كانوا, ثم تبدلت ألسنتهم واختلفت, فعليهم هم أن يرجعوا إلى لسانهم الأم, لسان نبيهم "الأم" محمد.
وليس بين كل إنسان مهما كانت لغته وعمرها وأمته وحضارتها, ليس بينه وبين لسان النبي "الأم" إلا أم هذا الانسان وأبوه, فإن نشأ الغلام الصيني مثلاً بين العرب تكلم بلسانهم كواحد منهم بلا خلاف, دون أن يكون لخمسة آلاف سنة من حضارة قومه شأن ولا مانع.
وفي القرآن شاهد على ما نقول، فالقرآن لا يُقر إلا "لسانين" إما عربي أو أعجمي، فكل الألسن على اختلافها ما لم تكن عربية فهي أعجمية، والأعجمي هو الذي لا يُبين ولا يُفصّل. "والعربي" لغة: ما أبان وفصّل, وهذا ظاهر نصوص القرآن.
وآية سورة "فصلت" تفصل هذا بوضوح، {ولو جعلناه قرآناً أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته، أأعجمي وعربي}، فالأعجمي بنص الآية غير مفصَّل ولا مفصِّل، إنما هاتان الصفتان للسان" العربي, {ولقد نعلم انهم يقولون إنما يعلمه بشر، لسان الذي يلحدون إليه أعجمي، وهذا لسان عربي مبين}، فالأعجمي لا يبين، إنما العربي هو المفصل المبين, {حم، تنزيل من الرحمن الرحيم، كتاب فصلت آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون}.
ولعل هذا الفهم أيضاً بخصوص الفرق بين العربي والأعجمي, قد يحل مشكل آية فصلت، {ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته، أأعجمي وعربي}. فكل من ينظر في التفسير يجد خلافاً في التأويل لا يكاد يشفي سائلاً ولا مستفسراً, أما بهذا الفهم فيمكن حل مشكِلها، فالعربي هو المفصل فقط، فلا يكون أعجميا ومفصلاً، لتفهم الآية بعدها هكذا: "ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته, أأعجمي "ومفصل"؟! , فلا يطلب التفصيل في ما أعجم؛ إنما العربي هو المفصل!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولسان العرب حجة لما نقول، فيقال: رجل مُعرِب إذا كان فصيحاً مبيناً, وإن كان عجمي النسب, والإعراب هو الإبانة، ولمن أراد الاستزادة أن يرجع للأصول!.
بهذا يصبح "الرسول النبي الأمّي" واجب الأتباع بهذه الأركان الثلاثة, أمّية الرسالة والنبيين وإمامتهم، و"أمّية" الأرض والمنشأ في أم القرى، وأمّية اللسان واللغة، فهو للناس جميعا بلسانهم "الأم" وإن تبدلوا بها أي لغة كانت فهذا لسانهم "الأم" أولى بهم أن يتعلموه وأن يرجعوا له، وهذه أرضهم "الأم" وبيت أبيهم الأول.
بهذه الثلاث يصبح الرسول النبي "الأمّي" ملزم الإتباع واجب القبول.
ولنا اليوم -بهذا الفهم لا بالفهم السابق- أن ندعو أهل الكتاب والناس جميعاً لاتباعه, فهو نبيهم "الأم" بكل ما في الكلمة من معاني.
وقد يسأل سائل، إذا كانت من "أمّية" محمد عليه الصلاة والسلام إمامته للناس وللنبيين، فكيف نفهم أية "النحل", {إن إبراهيم كان أمّة .. ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم}؟.
وأحسن قول المفسرين، أن إبراهيم كان إماماً، بدليل ما ينبني عليها من بعد، بالأمر بالاتباع، فإن كان كذلك، فكيف يكون رسول الله هو الإمام "الأم", ثم يؤمر باتباع إبراهيم الإمام؟.
ويجاب عليها: بأنه يستقيم أن يكون رسول الله متبعاً في حال مخصوص في وقت مخصوص, متبوعاً إماماً في عامة الأحوال على أنه خاتم النبيين، مثله في هذا كمن يتبع إماماً ما، في باب ما، ثم يغدوا بعدها إماماً لإمامه وسائر أقرانه. وهذا ما جرى فعلا, وأكد ما ذهبنا إليه, يوم أم النبي محمد عليه الصلاة والسلام النبيين جميعا وفيهم أبراهيم, فهو بهذا إمام النبيين, وهو بهذا النبي "الأمي"!.
سؤال في محله
ولنا أن نطرح سؤالاً على من أحب أن يشاركنا, فإذا كنا نقرأ {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين}. فهل من الممكن أن تكون "خاتم النبيين" بمعنييّها الضد، أي آخر النبيين وأول النبيين، إذ المختوم هو المغلق من أوله وآخره؟.
ولمن نظر في لسان العرب وجد مُسَوغا لما نقول، فالعرب تقول: "ختم الزرع" إذا سقاه أول سقيه، ومحمد عليه الصلاة والسلام صاحب مثل الزرع في القرآن, {ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه} , فأول سقي الزرع هو الختم، ولم نعلم أن أحدا من النبيين من أولهم الى آخرهم كان خاتماً مختوماً بالنبوة إلا رسول الله محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام.
وبهذا يمكن لنا أن نفهم ما معنى "محمد"!
فالاسم وإن كان من ظاهر الحمد، إلا انه وجب علينا أن نقرأ الاسم مصاحباً للصفات الثلاث "الرسول النبي الأمّي".
فهو محمد الرسول النبي الأمّي، أول الرسالة وآخرها وخاتمها، فكان في كتاب الأولين "أحمد" الممتلئ حمداً، فلما بعث، فصار أحمد حقيقة في الآخرين، جمع له حمد الأولين والآخرين فصار محمداً!.
ألا ترون الله يبدأ الأولى بالحمد ويختم الآخرة بالحمد {وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين} ,فالله يجمع بين الأولى والآخرة بالحمد، {وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة، وله الحكم وإليه ترجعون}. كأن الحمد عند الله هي تعرفة التمام والاكتمال.
فالحمد في التمام, والتمام في الحمد، فهو محمد الذي أتم الله به الدين وأكمله, ثم بعثه الله ليتمم به محاسن الأخلاق، وآتاه جوامع الكلم, فهذا الذي يجمع له الله الرسالة الأولى والاخرة, ويؤتيه الجوامع, فيتم له ويتم به, إنما هو "محمد".
ولا عجب أن يفتتح الله خمس سور بالحمد, ويذكر محمداً وأحمد في القرآن خمس مرات مثلها, ويتم الاسلام ويكمله بخمس أركان. ثم يعقد له لواء الحمد يوم القيامة.
محمد: المتمِّم المتمَّم، المكمِّل المكمَّل.
{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}.
اللهم إن أصبنا فبرحمتك, وإن أخطأنا فبجهلنا ونقصنا وضعفنا.
{ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل}.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 May 2005, 02:37 م]ـ
هل نشر البحث يقدم أو يؤخر في النقاش يا فارس؟؟
لا أظن ذلك
فقد قرأناه---وقلنا لك إئتنا بشيخك نناقشه فلم تفعل إلا استنساخ بحثه
وقلنا لك دعه يكتبك ردا على ما قلنا فلم تفعل غير نسخ بحثه!
لا مشكلة عندي
فليحكم القراء إن كانوا سيرضون بتفسيركم للأمّي بأنه مقصد وإمام الناس والذي لا تعضده الأحاديث ولا القراءة المشهورة
وبين تفسير غالبية العلماء بأنه الذي لا يقرأ ولا يكتب والذي تعضده الأحاديث ودلالات العقيدة
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[12 May 2005, 12:33 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب " جمال "
لقد قرأت بحثه بعجالة - و إن شاء الله - سأقراه على مهل قريبا
و بعجالة
لا ارى مانعا من كلامه
فلو جمع هذه الصفات الثلاث مع صفة رابعة و هي الأمية التي يقصدها أكثر المفسرون
بعدم علم الكتابة أو القراءة
لكان عندي الأمر أفضل من ان يثبت الثلاث نقاط أو الأربعة التي توصل إليها
و نفى - تفسير العلماء و الأحاديث النبوية!!
فكون النبي عليه الصلاة و السلام
1 - أمي - أي الأصل في النبوة
2 - أمي اللسان
3 - أمي المكان
فهذا لا يتعارض مع أيضا هو أمي بالمعني المتعارف عليه عند معظم المسلمين. و الله أعلم
/////////////////////////////////////////////////(/)
هل هناك مصنف جمع الشواهد الشعرية في فتح القدير للشوكاني ضبطا وإعراباً؟
ـ[ابواحمد]ــــــــ[11 May 2005, 01:21 م]ـ
أرجو إفادتي فانه يصعب علينا قرائتها حيث إنها غير مشكولة وجزاكم الله خيراً .... ؟؟؟؟
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[11 May 2005, 06:04 م]ـ
ما صَعُبَ عليك قراءته في فتح القدير, اقرأه في الجامع لأحكام القرآن, للقرطبي, والدر المنثور, للسيوطي, فإنه كالمُختَصَر منهما.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 May 2005, 11:56 م]ـ
هناك رسالة علمية بجامعة الملك فيصل درس صاحبها شواهد الشعر في فتح القدير من الناحية النحوية. وهي محفوظة بمركز الملك فيصل. ولم أطلع عليها بعد. وهناك كتاب (الشواهد الشعرية في تفسير القرطبي) للدكتور عبدالعال سالم مكرم في أربعة مجلدات جمع فيها شواهد القرطبي الشعرية وشرحها شرحها موجزاً.
وقد صنعت معجماً للشواهد الشعرية في كتب الدراسات القرآنية (التفسير -معاني القرآن - غريب القرآن وغيرها) وأرجو أن أكمله قريباًَ إن شاء الله على طريقة ينتفع بها الباحثون.
ـ[ضياء الإسلام]ــــــــ[28 Apr 2006, 10:28 م]ـ
أستاذي الفاضل (عبد الرحمن) هل أستطيع الاطلاع على الرسالة العلمية التي ذكرت، والتي تدور حول الشواهد الشعرية في فتح القدير من الناحية النحوية، أو كتاب (الشواهد الشعرية في تفسير القرطبي) ولكن عن طريق النت لأني أعيش خارج المملكة ولن يتسنى لي الوصول إلى مركز الملك فيصل
وجزاكم الله خير الجزاء
.................
فداك نفسي يا حبيبي يا رسول الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Apr 2006, 12:06 ص]ـ
الاطلاع على الرسالة في مركز الملك فيصل يحتاج إلى زيارة المركز، وليس هناك طريقة أخرى للاطلاع على الرسائل المحفوظة هناك إلا هذه الطريقة في الوقت الراهن.
وأما كتاب الدكتور عبدالعال سالم مكرم فهو مطبوع متداول في مكتبات العالم العربي التجارية.(/)
(واذ أسر النبي .... ) إنارات ابن عاشور
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[11 May 2005, 06:08 م]ـ
من فرائد التحرير والتنوير لابن عاشور
عبر ومواعظ وأداب، ومكارم وتنبيهات وتحذيرات اشتملت عليها هذه الآيات وهي عشرين و من معاني ذلك:
الأول:ما تضمنه قوله إلى بعض أزواجه. وذكرت حفصة بعنوان أزواجه للإشارة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم وضع سره في موضعه لأن أولى الناس بمعرفة سر الرجل زوجه.
الثاني: قوله فلما نبأت به. السر أمانة، أي وإفشاؤه خيانة.
الثالث: وأظهره الله عليه. وهذا تنبيه إلى عناية الله برسوله صلى الله عليه وسلم وانتصاره له لأن إطلاعه على ما لا علم له به مما يهمه، عناية ونصح له.
الرابع: عرف بعضه. وربما قد تخلل ذلك كلام في وصف عثور حفصة على ذلك بغتة، أو في التطاول بأنها استطاعت أن تريهن من ميله إلى مارية عرفها النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ليوقفها على مخالفتها واجب الأدب من حفظ سر زوجها
الخامس: وأعرض عن بعض. كرم خلقه صلى الله عليه وسلم في معاتبة المفشية وتأديبها إذ يحصل المقصود بأن يعلم بعض ما أفشته فتوقن أن الله يغار عليه. السادس: قالت من أنبأك هذا. يدل على ثقتها بأن عائشة لا تفشي سرها وعلمت أنه لا قبل للرسول صلى الله عليه وسلم بعلم ذلك إلا من قبل عائشة أو من طريق الوحي فرامت التحقق من أحد الاحتمالين.
السابع: قال نبأني العليم الخبير. وقد حصل من هذا الجواب تعليمها بأن الله يطلع رسوله صلى الله عليه وسلم على ما غاب إن شاء قال تعالى) عالم الغيب فلا يظهر على غيبة أحدا إلا من ارتضى من رسول (وتنبيها على ما أبطنته من الأمر.
الثامن والتاسع والعاشر: إن تتوبا إلى الله (إلى) فإن الله هو مولاه. وفيه إيماء إلى أن فيما فعلتاه انحرافا عن أدب المعاشرة الذي أمر الله به وأن عليهما أن تتوبا مما صنعتاه ليقع بذلك صلاح ما فسد من قلوبهما. (مولاه) في هذا تعريف بأن الله ناصر رسوله صلى الله عليه وسلم لئلا يقع أحد من بعد في محلولة التقصير من نصره
الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر: وجبريل وصالح والمؤمنين والملائكة. في هذا المعنى تنويه بشأن رسول الوحي من الملائكة وشأن المؤمنين الصالحين. وفيه تعريض بأنهما تكونان على تقدير حصول هذا الشرط من غير الصالحين. فالمراد بأهل الأرض فيه المؤمنون الصالحون منهم لأن الذي يحبه الله يحبه لصلاحه والصالح لا يحبه أهل الفساد والضلال. فهذه الآية تفسيرها ذلك الحديث.
الرابع عشر والخامس عشر: عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا. أفاد هذا الإيماء إلى التحذير من عقوبة دنيوية لهم يأمر الله فيها نبيه صلى الله عليه وسلم وهي عقوبة الطلاق عليه ما يحصل من المؤاخذة في الآخرة إن لم تتوبا
السادس عشر: خيرا منكن. وهي موعظة بأن يأذن الله له بطلاقهن وأنه تصير له أزواج خير منهن.
السابع عشر: مسلمات الخ. وهذه الصفات تفيد الإشارة إلى فضل هذه التقوى.
الثامن عشر: سائحات. والمهاجرات أفضل من غيرهن.
التاسع عشر: ثيبات وأبكارا، فالثيب أرعى لواجبات الزوج وأميل مع أهوائه وأقوم على بيته وأحسن لعابا وأبهى زينة وأحلى غنجا، والبكر أشد حياء وأكثر غرارة ودلا وفي ذلك مجلبة للنفس، والبكر لا تعرف رجلا قبل زوجها ففي نفوس الرجال خلق من التنافس في المرأة التي لم يسبق إليها غيرهم فما اعتزت واحدة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بمزية إلا وقد أنبأها الله بأن سيبدله خيرا منها في تلك المزية أيضا.
العشرون: ما في ذكر حفصة أو غيرها بعنوان بعض أزواجه دون تسميته من الاكتفاء في الملام بذكر ما تستشعر به أنها المقصودة باللوم. إشارة إلى أن الملام الأشد موجه إلى حفصة قبل عائشة وكانت حفصة ممن تزوجهن ثيبات وعائشة هي التي تزوجها بكرا. وهذا التعريض أسلوب من أساليب التأديب كما قيل الحر تكفيه الإشارة.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 May 2005, 07:18 ص]ـ
أخي
أشكرك على إبراز هذه الفريدة التي أفادتنا بلا شك
(وَإِذَ أَسَرَّ ?لنَّبِيُّ إِلَى? بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ ?للَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَـ?ذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ ?لْعَلِيمُ ?لْخَبِيرُ) التحريم 3
وأحببت أن أضيف أن الروافض يصبون جام غضبهم على أمهات المسلمين وخصوصا السيدة عائشة بحسب فهمهم المنحاز لمناسبة الآية(/)
حصر الإستشهاد بالآيات في معنى واحد دون غيره
ـ[سلسبيل]ــــــــ[11 May 2005, 08:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرا ما يكون لآية من كتاب الله معنين أو عدة معاني فيُشتهر معنى دون غيره من المعاني الأخرى الصحيحة التي ربما تكون أصح من المعنى المشتهره به في الإستشهاد.
فهل يعد ذلك من الإخلال بفهم هذه الآية عند الكثير أوترجيحا للمعنى المشتهر أو جهلا بالآخر؟ وهل يلزم توضيح المعنى الآخر أو التحمس لنشر المعنى الغير مستخدم في الإستشهاد في مقابل ذلك؟
أمثلة على ذلك:
1 - قوله تعالى في سورة القصص " وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا "
فقد اشتهر الإستشهاد بهذه الآية في موضع الحث على التمتع بما أباح الله في الدنيا من المآكل والمشارب وغيرها وخاصة في النصح لمن يبالغ في الزهد فيها.
ويكاد من لا إطلاع له على كتب التفسير وأقوال المفسرين أن يجزم بأن ليس للآية غير هذا المعنى مع أن لها معنى يكاد يكون مغاير للمعنى السابق ومن ذلك:
1 - وقوله: وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدّنْيا يقول: ولا تترك نصيبك وحظك من الدنيا, أن تأخذ فيها بنصيبك من الاَخرة, فتعمل فيه بما ينجيك غدا من عقاب الله.
عن عون بن عبد الله وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدّنْيا قال: إن قوما يضعونها على غير موضعها. ولا تنس نصيبك من الدنيا: تعمل فيها
بطاعة الله
- عن مجاهد وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدّنْيا قال: أن تعمل في دنياك لاَخرتك. تفسير الطبري
- "ولا تنس نصيبك من الدنيا"، قال مجاهد، وابن زيد: لا تترك أن تعمل في الدنيا للآخرة حتى تنجو من العذاب، لأن حقيقة نصيب الإنسان من الدنيا أن يعمل للآخرة ...... تفسير البغوي
- ولا تنس) تترك (نصيبك من الدنيا) أي أن تعمل فيها للآخرة ..... تفسسير الجلالين
فيتبين لنا من أقوال السلف السابقة أن نصيبك من الدنيا هو ما ينفعك في الآخرة، وليس على ظاهره أنه حظوظك من الدنيا
وشهواتك. ثم إن هذه الآية وردت بعد ذكر قصة قارون وقارون كان متمتعا في الدنيا ولم ينس نصيبه الظاهري منها من زينة ومال فلم يكن زاهدا في الدنيا بحاجة لمن يذكره بحظوظ نفسه منها قال تعالى " إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآَتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)
والسؤال لماذا يكاد يُحصر الإستشهاد بها في معنى دون غيره؟؟؟
المثال الثاني:
" الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46)
كثيرا ما يورد البعض هذه الآية في معرض مدح المال والبنون مع أن الله عز وجل ذكرها بعد قوله تعالى " وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا (45)
فلم يعتبر الكثير هذه الآية أنهامدحا لزينة الحياة الدنيا مع أنها للذم أقرب؟
قال القرطبي في تفسيره:
"ولأن المعنى: المال والبنون زينة هذه الحياة المحتقرة فلا تتبعوها نفوسكم .. "
وفي أضواء البيان:
- والمراد من الآية الكريمة ـ تنبيه الناس للعمل الصالح. لئلا يشتغلوا بزينة الحياة الدنيا من المال والبنين عما ينفعهم في الآخرة عند الله من الأعمال الباقيات الصالحات .... "
-
المثال الثالث:
قال تعالى في سورة البقرة:
" لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا "
. وسئل سفيان بن عيينة عن قوله عز وجل " لا يكلف الله نفساً إلا وسعها " قال: إلا يسرها ولم يكلفها فوق طاقتها، وهذا قول حسن لأن الوسع ما دون الطاقة. .... تفسير البغوي
كثيرا ما يورد الناس هذه الآية للإستدلال بها عند العجز عن إكمال عمل ما ومع أن المعني صحيح إلا أننا قلما نجد من يستشهد بالآية في علو الهمه وضرورة إكمال الأعمال وإتقانها فبما أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها إذن فهي تستطيع أن تأتي بما كلفها الله به على أكمل وجه لأنه في وسعها إن اتخذت الأسباب واستعانت برب الأسباب ... أن تصل إلى ماتريد وتطمح إليه فليس هناك مستحيل وعليها فقط تحرير طاقتها الكامنه.
هذا وما كان من صواب فمن الله وماكان من خطأ فمن نفسي والشيطان والله أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 May 2005, 07:03 ص]ـ
الأخت المحترمة
يدور كلامك حول ما ينتشر بين ألسنة الناس من فهم مباشر لآيات الكتاب بحسب قواعد ليست علمية كما أظن---الأولى أن يندفعوا وبقوة إلى تدبر وفهم آيات الكتاب من مظانها وهي كتب التفسير المعتبرة كالقرطبي والطبري والرازي وإبن عاشور وغيرهم
وأحببت أن أشاركك بجزئية على شاكلة كلامك
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ المُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لاَّ يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ وَلاَ يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) الممتحنة12
فالعامي يدور في ذهنه أن النساء كن يسرقن بمعنى السطو على مال غير الزوج--مع أن المقصود أخذ مال الزوج زيادة على الكفاية كما بينه عليه الصلاة والسلام لهند إذ قال (خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[12 May 2005, 11:01 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتقد يا أختنا الفاضلة
أن المشكلة تكمن في تجاهل السياق القرآني الرباني المعجز
و هذا ما أواجهه مع البعض في حواراتي - للأسف
فهم يبترون النصوص من سياقها - ليستشهدوا بأشياء أخرى لا توافق السياق الذي جاءت بها هذه النصوص (الآيات)
و الله أعلم
جزاك الله خيرا على هذه المشاركة الجميلة
/////////////////////////////////////////////////
ـ[سلسبيل]ــــــــ[12 May 2005, 01:35 م]ـ
جزاكما الله خيرا وأحسن إليكما
ولكن لدى استفسار للأخ الكريم جمال الشرباتي:
هل يمكن أن نقول بأن السرقة المذكورة في الأية التي أوردتها تعم أخذ مال الزوج زيادة على الكفاية كما هو ثابت وكذلك السرقه بمفهومها العام؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 May 2005, 09:05 م]ـ
أختاه
قوله (وَلاَ يَسْرِقْنَ) شامل لأية سرقة---إلا أن المنتشر أو الأظهر بين النساء هو السرقة من مال الزوج---والله أعلم(/)
تحريم الربا بالتدرج ...
ـ[د. سليمان الحصين]ــــــــ[14 May 2005, 12:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة {رباً} الواردة في سورة الروم لا يراد بها الربا المحرم؟
تأملٌ في قول الله تعالى {وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون} الروم 39
الإخوة الكرام في الملتقى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فيسعدني أن أتواصل معكم عبر هذا الملتقى، حيث سبق أن سعدت بمداخلاتكم على الرأي الذي ذكرته حول القصة الباطلة، وقد كتبت إجابة على هذه الردود أرجو قبولها والنظر فيها، وموضوعي اليوم يتعلق بدراسة كلمة لم ترد في كتاب الله تعالى إلا مرة واحدة، وهي كلمة {رباً} فأقول مستعيناً بالله:
الربا في هذه الآية ورد منكراً فهل يراد به الربا المحرم المنصوص على تحريمه معرفاً بالألف واللام في جميع آيات الربا في سورة البقرة الآية 275 {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا} تكررت كلمة الربا هنا معرفة ثلاث مرات، وفي الآية 276 {اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا} وفي سورة آل عمران الآية 130 {لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة} وفي النساء الآية 161 {وأخذهم الربا وقد نهوا عنه} أم يراد به غيره؟.
عند التأمل في آية الروم نجد أن الله سبحانه وتعالى قد أخبر أن ما يعطى من مال لينمو ويزداد فإنه لا يزيد عند الله عز وجل، ومن المعلوم أن المرابي لا يريد بالربا التقرب لله عز وجل حتى ينفى في الآية، وعلى هذا فيكون المراد بالربا في الآية معنى آخر؟
من فسر الآية بمجرد النظر إلى ورود هذه الأحرف الثلاثة {ربا} فقد وقع في الخطأ حيث ظن أن {ربا} تعني الربا المحرم، وهذا أحد أسباب الاختلاف التي أشار إليها شيخ الإسلام رحمه الله في مقدمته حيث قال في النوع الثاني من مستندي الاختلاف وهو ما يعلم بالاستدلال لا بالنقل: "قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ أن يريده بكلامه من كان من الناطقين بلغة العرب، من غير نظر إلى المتكلم بالقرآن، والمنزل عليه، والمخاطب به" مجموع الفتاوى 13/ 355.
لم يختلف المفسرون من الصحابة والتابعين فيما وقفت عليه في أن الآية ليس المراد بها الربا المحرم، وإنما اختلفت عباراتهم وتنوعت في معنى {ربا} في الآية، ومردها إلى أن المراد به: كل ما يحصل للمعطي والمنفق والمهدي من مصالح دنيوية أرادها وقصدها المعطي وإن لم يتم الاتفاق عليها؛ قال ابن جرير ’: "يقول تعالى ذكره: وما أعطيتم أيها الناس بعضكم بعضا من عطية، لتزداد في أموال الناس برجوع ثوابها إليه، ممن أعطاه ذلك {فلا يربو عند الله} يقول: فلا يزداد ذلك عند الله؛ لأن صاحبه لم يعطه من أعطاه مبتغيا به وجهه". ثم قال بعد ذكر عبارات المفسرين واختلافها في ألفاظها واتفاقها على هذا المعنى: "وإنما اخترنا القول الذي اخترناه في ذلك؛ لأنه أظهر معانيه" ابن جرير 18/ 506، ط التركي.
وعلى هذا فلا يستقيم جعل هذه الآية من آيات تحريم الربا، ثم الاستدلال بها على أن تحريم الربا كان بالتدرج كما ذهب إلى هذا د. محمد عبد الله دراز في كتابه: دراسات إسلامية في العلاقات الاجتماعية والدولية ص 157، وكذا د. أبو سريع محمد عبد الهادي، في كتابه: الربا والقرض في الفقه الإسلامي ص 21، ود. عبد الله بن محمد الطيار في كتابه: البنوك الإسلامية ص 56، والقول بالتدرج في تحريم الربا قول لا دليل عليه؛ فالنصوص الشريعة في الربا قاطعة بتحريمه والنهي عنه، والتشنيع على أهله.
فالخلاصة أن كلمة الربا إذا جاءت معرفة في كتاب الله فالمراد بها الربا المحرم، وإذا وردت منكرة فالمراد بها غيره، مما يطلب الإنسان الزيادة فيه، دون اتفاق بين المعطي والآخذ، فهذا لا أجر فيه ولا وزر. والله تعالى أعلم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 May 2005, 03:21 م]ـ
دكتور الحصين
رأيك له قيمته واعتباره وأنا مقتنع به
قال الماوردي في النكت والعيون
((قوله: {وَمَاءَ آتَيْتُم مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَا فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلاَ يَرْبُواْ عِندَ اللَّهِ} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه الرجل يهدي هدية ليكافأ عليها أفضل منها، قاله ابن عباس ومجاهد.
الثاني: أنه في رجل صحبه في الطريق فخدمه فجعل له المخدوم بعض الربح من ماله جزاء لخدمته لا لوجه الله، قاله الشعبي.
الثالث: أنه في رجل يهب لذي قرابة له مالاً ليصير به غنيّاً ذا مال ولا يفعله طلباً لثواب الله، قاله إبراهيم.
ومعنى قوله: {فَلاَ يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ} أي فلا يكون له ثواب عند الله.))
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[14 May 2005, 11:04 م]ـ
د سليمان وفقه الله:
ما رأيك بقول الله تعالى " ياأيها الذين آمنو لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة " ألا تدل على التدرج في تحرم الربا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. سليمان الحصين]ــــــــ[04 Jun 2005, 11:16 ص]ـ
أشكر أخي/ جمال حسني الشرباتي على قراءته لما كتبته حول بطلان القول بتحريم الربا بالتدرج، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا جميعاً الإخلاص في القول والعمل.
وأقول للأخ/ أحمد البريدي: بارك الله فيك ونفع بك على هذا السؤال حول آية {لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة} فأقول وبالله التوفيق: هذه الآية لا تدل على تحريم الربا بالتدرج لأمرين:
1 - أن المفسرين من الصحابة والتابعين لم يشيروا إلى شيء من ذلك؛ لكون تحريم الربا مستقر عندهم لم يقع التدرج فيه كما هو الحال في تحريم الخمر، قال ابن حجر رحمه الله تعالى تعليقاً على قول ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} البقرة 281، قال: المراد بالآخرية: تأخر الآيات المتعلقة بالربا من سورة البقرة، وأما حكم تحريم الربا فنزوله سابق لذلك بمدة طويلة على ما يدل عليه قوله تعالى في سورة آل عمران في أثناء قصة أحد {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة} " فتح الباري 8/ 205.
2 - أن الآية نزلت لبيان الواقع الغالب الذي كان عليه التعامل أيام الجاهلية والتشنيع عليهم بذلك - تفسير أبي السعود 2/ 84، قال سعيد بن جبير رحمه الله تعالى: كان الرجل يكون له على الرجل المال فإذا حل الأجل فيقول: أخر عني وأزيدك على مالك فتلك الأضعاف المضاعفة. زاد المسير 1/ 457 - وهذ ما يؤدي الربا إليه ولو نظرنا في واقع الأفراد والحكومات المتعاملة بالربا لرأينا كيف يتضاعف الربا القليل ليصبح أضعافاً مضاعفة، وانظر ما ذكره الشيخ أحمد شاكر والشيخ محمود شلتوت رحمهما الله تعالى في الرد على المستدلين بهذه الآية على إباحة الربا القليل، في حاشية زاد المسير 1/ 458، المكتب الإسلامي، وعليه فوصف الأضعاف المضاعفة هو كوصف إرادة العفاف المذكور في قول الله تعالى {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصناً} وصف ورد على الأعم الأغلب. والله تعالى أعلم.
ـ[سلطان الدين]ــــــــ[07 Jun 2005, 11:23 ص]ـ
حياك الله شيخنا سليمان
أنا أحد من تشرف بالدراسة عندك حفظك الله , وأقول للأخوة إن شيخنا سليمان الحصين مكسب لهذا الملتقى , نسأل الله ان ينفع بأطروحاته في هذا الملتقى.
وأود أن أسألك ياشيخنا عن تفسير الواحدي الذي حققت جزءًا منه , هل سيطبع؟
ـ[محمد الماجد]ــــــــ[09 Jun 2005, 02:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نفع الله بهذا الطرح المبارك
أسال الله بمنه وفضله ان يجعله في ميزان حسنات قائلة
أما ايراد الدكتور احمد جزاه الله خيرا فأقول إن قوله تعالى {أضعافا مضاعفة} لا تدل على التدرج في الربا. والله اعلم
واود منك ذكر وجه استدلالك بها على التدرج جزاك الله خيرا
ـ[السويلم]ــــــــ[11 Jun 2005, 10:24 ص]ـ
الإخوة المشاركين: السلام عليكم ورحمة الله.
ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن تحريم الربا ورد "في آخر سورة البقرة، وفي سور: آل عمران، والروم، والمدثر. وذم اليهود عليه في سورة النساء" (القواعد النورانية، دار ابن الجوزي، ص169).
فهذا يدل على أن ما ورد في سورة الروم يشمل الربا المعروف. ولا تعارض بين هذا وبين ما ذكره كثير من المفسرين حول هدية الثواب. فإنه إذا كانت الهدية بقصد الثواب من المهدى إليه لا يثاب عليها، فالربا من باب أولى.
وما أشار إليه شيخ الإسلام حول ذكر الربا في سورة المدثر فيريد قوله تعالى: "ولا تمنن تستكثر" وقد جاء في تفسيرها نحو ما جاء في تفسير آية سورة الروم.
والله أعلم.(/)
محاولة لسرقة تفسير يحي بن سلاَّم بتحقيق هند شلبي!!
ـ[عبدالعزيز الضامر]ــــــــ[14 May 2005, 08:39 م]ـ
محاولة لسرقة تفسير يحي بن سلاَّم بتحقيق هند شلبي!!
قرأت مقالاً في المجلة العربية شهر ربيع الآخر (1421هـ) بعنوان: "وشر الناس من سرقا" للدكتور قيس بن محمد آل شيخ مبارك يحكي فيه مواقف عِدَّة عاصر بنفسه مرارتها.
ومنها محاولةٌ بشعةٌ لسرقة تحقيق الدكتورة هند شلبي لتفسير يحي بن سلاَّم الذي خَرَجَ مؤخراً باسمها والحمد لله فأحببت أن أنقله لأحبابي في هذا المُلتقى المبارك للعلم والإحاطة, فيقول: " .. وقد كنت منذ اثنتي عشرة سنة تقريباً في تونس فأخبرتني الباحثة القديرة الدكتورة هند شلبي-وهي من فضليات نساء العصر, وهبها الله عِلماً غزيراً وديناً متيناً وسلوكاً يحكي هدي الصحابيات, ولها موقف رسمت به لوحةً مُشَرِّفةً على تاريخ تونس الحديث- أنها عَثَرت بجامع عُقبة بن نافع بالقيروان على أجزاءٍ مُتفرقة من تفسير يحي بن سلاَّم ... وذكرت أنها أتمت تحقيقه, وطلبت مني إيصاله إلى ناشر من إحدى الدول العربية يُقيم في جدة, فسلمتني الكتاب بعد أن احتفظت بصورةٍ منه لديها, نزولاً عند رغبتي خوفاً من ضياعه, وكنت مُحتسباً أجري عند الله بأن يكون لي مُساهمة في إخراج هذا الكنز ولم يَدر بخلدي أنني سأُقدِمه للصٍ يسرقه, أخذت الكتاب معي ووصلت مطار جدة واتصلت بالناشر, وسَلَّمته النُسخة يداً بيد ثُمَّ غادرت إلى بلدتي الأحساء.
وتمضي الأيام فتكشف الدكتورة هند أنَّ الناشر قد قدَّم الكتاب إلى جامعة أُمِّ القرى باسمه للحصول على درجةٍ علمية, والمرء توّاق إلى مالم ينل, فجزى الله خيراً العلامة الجليل الشيخ محمد الحبيب بن الخوجة حين كشف الحقيقة للجامعة, وأعاد الحق لصاحبه".
ـ[أثرية]ــــــــ[02 Jun 2005, 01:05 ص]ـ
سبحان الله يقدم تفسير لكتاب الله ليحصل على شهادة بالغش والخداع، أعوذ بالله من الخذلان(/)
التحقيق في مسألة اجتماع البدل مع {فصالا} وأخواتها في رواية ورش عن نافع
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[15 May 2005, 06:27 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
من المعلوم أنّ لورش عن نافع ثلاثة أوجه في مدّ البدل وهي القصر والتوسّط والطول. وله الترقيق والتغليظ في لام {فصالا} و {طال} و {أفطال} و {يصّالحا}.
فذهب بعض أهل الأداء إلى أنّه يمتنع تغليظ اللام في {فصالا} وأخواتها على قصر البدل وممن ذهب إلى هذا القول المنصوري والطباخ نقلاً عن شيوخهما. فعلى هذا القول يكون عدد الأوجه خمسة وهي قصر البدل مع الترقيق في {فصالا} والتوسّط والطول في البدل مع الترقيق والتغليظ جميعاً في {فصالا}. ولذلك قال العلامة الميهي:
رقق فصالاً ثلثن للبدل .......... فخّم بلا قصر وعن علمٍ سلْ
وممن أخذ بهذا القول العلامة الخليجي في حلّ المشكلات والشيخ عبد الفتاح القاضي في البدور الزاهرة. وذهب الجمهور إلى عدم المنع أخذاً بظاهر كلام الشاطبي ومن بينهم العلامة الإسقاطي مستدلاً أنّ الشاطبيّ قدّم القصر في البدل والتغليظ في {فصالا} وأخواتها فحينئذ لا وجه لمنع قصر البدل مع تغليظ لام {فصالا} ولذلك قال الإسقاطي (انظر حل المشكلات للخليجي وهداية المريد للعلامة الضباع):
على القصر اجتلى ......... ففخّماً أو رقّقاً لا تسأل
فعلى هذا القول تكون الأوجه ستة وهي ثلاثة البدل في وجهي اللام في {فصالا} وهما التفخيم والترقيق ولا يمنع منها شيء. وهذا المذهب هو المشهور والمقروء به اليوم أخذاً بظاهر الشاطبية حيث هو الذي جرى عليه شرّاح الشاطبية وإلى ذلك جنح العلامة المتولّي والعلامة مصطفى الأزميري في بدائع البرهان حيث قال " ومنع الشيخ -أي المنصوري- في قوله تعالى {فإن أرادا فصالا} تفخيم اللام مع قصر البدل وكذا قرأت على بعض الشيوخ لكنه يظهر من الشاطبية ستة أوجه وكذلك قرأت على أكثر الشيوخ " ص39.
فالمسألة تحتاج إلى تحقيق وتدقيق ولذلك سنحاول إن شاء الله تعالى أن نرجع إلى الكتب التي روت القصر في البدل وننظر هل أُخِذَ في تلك المصادر وجه التغليظ في نحو {فصالا}.
فكلّما ذكرنا القصر أردنا به قصر البدل وكلّما ذكرنا التغليظ أردنا بذلك التغليظ في {فصالا} وأخواتها وهي {يصالحا} و {طال} و {أفطال}.
أ - طرق قصر البدل:
قال صاحب النشر " وذهب إلى القصر فيه أبو الحسن طاهر بن غلبون ..... وبذلك قرأ الداني عليه وذكره أيضاً بن بليمة في تلخيصه وهو اختيار الشاطبي حسب ما نقله أبو شامة عن أبي الحسن السخاوي عنه .... وهو اختيار مكّي فيما حكاه عنه أبو عبد الله الفارسي وفيه نظر وقد اختاره أبو إسحاق الجعبري وأثبت الثلاثة جميعاً أبو القاسم الصفراوي في إعلانه والشاطبي في قصيدته ... " (النشر 1/ 340).
إذاً فطرق قصر البدل على ظاهر النشر هي: التذكرة لابن غلبون وقراءة الداني عليه والتلخيص لابن بليمة والشاطبية والإعلان للصفراوي والتبصرة لمكّي القيسي.
فأمّا القصر من كتاب التبصرة لمكي القيسي ففيه نظر كما ذكر بن الجزري ولقد رجعنا إلى كتاب التبصرة حيث قال مكي " فقرأ ورش بتمكين المدّ فيما روى المصريون عنه وقرأ الباقون بمدٍ متوسط كما يخرج من اللفظ، وكذلك روى البغداديون عن ورش وبالمدّ قرأت " (التبصرة ص66)، فاختلف العلماء في عبار مكي فقرأ صاحب النشر بالإشباع وبه يقول وذهب أبو شامة إلى أنّ عبارته تحتمل الإشباع والتوسط وعن السخاوي الإشباع فقط وعن الفارسي المدّ والقصر وتعقبه بن الجزري والأستاذ يوسف زادة شيخ القرّاء والإقراء باستنبول في وقته. وسبب الخلاف هو حمل المدّ المتوسّط في عبارة التبصرة على التوسّط مع أنّ المراد القصر (انظر المطلوب للعلامة الضباع ص4). وأمّا الإعلان للصفراوي فليس من طرق الطيّبة في رواية ورش كما حققه مصطفى الأزميري في بدائع البرهان حيث قال "أمّا طريق الوجيز والمنتهى والهادي والإعلان فليست من طريق الطيّبة "ص13 وتبعه المتولي في عزو الطرق والضباع في كتابه المطلوب. وأثبت الأزميري طريقاً آخر لقصر البدل وهو طريق الإرشاد لأبي الطيّب عبد المنعم وهو شيخ طاهر بن غلبون صاحب التذكرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذاً فالعلاّمة الأزميري أسقط طريق الإعلان للصفراوي وأثبت طريق الإرشاد لأبي الطيّب عبد المنعم. فلذلك قال في بدائع البرهان في تحرير قوله تعالى {ومن الناس من يقول آمنا} قال " قصر آمنا والآخر من الشاطبية والتذكرة وتلخيص بن بليمة وبه قرأ الداني على بن غلبون وكذا من الإرشاد أبي الطيّب كما ذكره الشيخ سلطان وكذا قرأت على بعض شيوخي." والشيخ سلطان أظنّه الشيخ سلطان المزّاحي والله أعلم.
فالحاصل أنّ طرق قصر البدل لورش على ماحققه الأزميري هي: الشاطبية والتذكرة والتلخيص لابن بليمة وقراءة الداني على بن غلبون صاحب التذكرة والإرشاد لأبي الطيّب عبد المنعم شيخ صاحب التذكرة، وتبعه في ذلك المتولّي والعلامة الضباع. قال المتولي في عزو الطرق:
ولابن بليمة وجه ثانِ ...... قصرٌ كطاهرٍ وعنه الداني
وبهما قيل لعبد المنعم ........ ونقلاً عن نصِّ مكِّيِّهم
والجزري قال بالإشباع من .... طريقه فرأت فادرِ يا فطِنْ
والمدّ لا التوسيط نقل الداني ....... فيما أفدناه قسطلاني
وقال ذا من جامع البيان ......... يُظهِرُ الأزميري دون العرفان
وكلّها الشاطبيّ مكمّلة ........
شرح الأبيات:
البيت الأوّل والثاني: قصر البدل وهو الوجه الثاني من تلخيص بن بليمة، وهو المأخوذ به من التذكرة لابن غلبون وكذا قراءة الداني عليه، وهو مذهب عبد المنعم صاحب الإرشاد، واختلف عن مكّي في التبصرة على إثبات قصر البدل له كما ذكر العلامة الضباع في كتابه المطلوب ص3و4.
البيث الثالث والرابع والخامس:أمّا الداني فقد قرأ بطول البدل لكن من جامع البيان كما أفاد ذلك القسطلاني في كتابه لطائف الإشارات، فإذاً الداني له القصر من التذكرة والتوسّط من كتابه التيسير والمدّ من كتابه جامع البيان. وأثبت الأوجه الثلاثة الإمام الشاطبي.
ب - البحث هل التغليظ في نحو {فصالا} ثابت من طرق قصر البدل؟
1 - كتاب التذكرة لابن غلبون: لما رجعنا إلى كتاب التذكرة لم نجد وجه النغليظ في نحو {فصالا} فلذلك قال صاحب النشر " فروى كثير منهم ترقيقها من أجل الفاصل بينهما وهو في التيسير والعنوان والتذكرة وتلخيص بن بليمة والنبصرة " النشر (2/ 114).
2 - كتاب التلخيص بابن بليمة: ذكر صاحب النشر كما نقلناه آنفاً أنّه لم يذكر وجه التغليظ من التلخيص كما قال رحمه الله " فروى كثيرٌ منهم الترقيقها من أجل الفاصل بينهما وهو الذي في التيسير والعنوان والتذكرة وتلخيص بن بليمة والتبصرة " النشر (2/ 114).
3 - قراءة الداني على طاهر بن غلبون صاحب التذكرة: فبما أنّ صاحب التذكرة لم ينقل التغليظ فلا شكّ أنّ الداني لم يقرأ عليه بالتغليظ. وما ذكره بن الجزري من اختيار الداني التغليظ فهو من طريق جامع البيان وليس من التيسير ولا بما قرأ على صاحب التذكرة لذا قال بن الجزري في تغليظ اللام " وهو اختيار الداني في غير التيسير. وقال في الجامع إنّه الأوجه " (النشر 2/ 114).
4 - الإرشاد لأبي الطيّب: لم يذكر صاحب النشر وجه التغليظ من الإرشاد، لكن من المعلوم أنّ مكي اعتمد في كتابه التبصرة على ما تلقاه عن أبي الطيب عبد المنعم صاحب الإرشاد كما ذكر أول الكتاب (التبصرة ص5). قال صاحب التبصرة في باب ترقيق اللام وتغليظها " والذي قرأت به لورش عن شيخنا أبي الطيّب رحمه الله هو تغليظ اللام المفتوحة .... " (التبصرة ص151)، ثم ذكر أحكام اللام ولم يذكر التغليظ. فالشاهد أنّ صاحب التبصرة لم يذكر التغليظ وهو اعتمد في باب اللامات اعتماداً كلّيا على كتاب الإرشاد لأبي الطيّب وهذا يدل أنّ صاحب الإرشاد لم يذكر التغليظ. وهو الذي أيّده العلامة الضباع في كتابه المطلوب ص12.
5 - التبصرة لمكّي القيسي: سبق أن ذكرنا أنّ صاحب التذكرة لم يذكر وجه التغليظ ولذلك قال صاحب النشر " فروى كثير منهم الترقيق من أجل الفاصل بينهما وهو الذي في التيسير والعنوان والتذكرة وتلخيص بن بليمة والتبصرة " (النشر ص2/ 114).
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - الشاطبية: ذهب الإمام الشاطبي إلى الأخذ بالأوجه الثلاثة في البدل مع تقديم القصر والتغليظ والترقيق في {فصالا} وأخواتها مع تقديم التغليظ. فعلى هذا لا يمتنع التغليظ مع قصر البدل وهو مذهب الجمهور. فلذلك قال العلامة الضباع في المطلوب ص 12: " فروى بعضهم ترقيقها من أجل الفاصل وهو في التيسير والكامل وتلخيص العبارات والعنوان والمجتبى والتذكرة والإرشاد والتبصرة. قال والوجهان في الشاطبية "
ت - مناقشة المسألة:
كلّ الكتب التي ذكرناها والتي روت القصر في البدل وُجِدت قبل الشاطبية والإمام الشاطبي روى من بعضها لأنّها هي مصادر قصر البدل لورش. وبما أنّ مصادر قصر البدل لم يثبت فيها وجه التغليظ في {فصالا} وبالأخص كتاب التذكرة الذي هو طريق الشاطبية في قصر البدل لأنّ سند الإمام الشاطبي ينتهي إلى أبي عمرو الداني وهو لم يقرأ بقصر البدل إلاّ من التذكرة وصاحب التذكرة وغيره ممن روى قصر البدل لم يذكروا وجه التغليظ في {فصالا}. إذاً فمذهب الإمام الشاطبي مخالف لمصادر قصر البدل في تغليظ لام {فصالا}، حتى كتاب التبصرة الذي اختلف فيه في قصر البدل لم يذكر التغليظ.فلذلك يظهر جلياً سبب منع المنصوري قصر البدل مع التغليظ وهو الذي نجنح إليه من خلال بحثنا هذا ولا حرج إن أُخذَ بوجه الإطلاق على مذهب الجمهور ولا ندّعي الكمال فيما ذكرنا والإنسان لا يخلو من الزلل والتقصير كما هو معلوم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحي شريف الجزائري
المراجع:
- النشر في القراءات العشر.
- المطلوب في بيان الكلمات المختلف فيها عن أبي يعقوب للشيخ الضباع رحمه الله.
- تأمّلات حول تحريرات العلماء للقراءات المتواترة للشيخ عبد الرازق علي إبراهيم موسى حفظه الله.
- بدائع البرهان على عمدة العرفان للعلامة مصطفى الأزميري (مخطوط كُتب بيد الشيخ أبو الحسن الكردي حفظه الله).
- التبصرة في القراءات السبع لمكي لبقيسي تحقيق جمال الدين محمد شرف حفظه الله.
- التذكرة في القراءات الثمان لابن غلبون تحقيق أيمن سويد حفظه الله.
- عزو الطرق للمتولي عليه رحمة الله.
- البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة للشيخ القاضي رحمه الله.
- حلّ المشكلات وتوضيح التحريرات للخليجي رحمه الله.
- هداية المريد إلى رواية أبي سعيد للشيخ الضباع رحمه الله.
- أتحاف فضلاء البشر للبنا رحمه الله.
- شرح الطيّبة للنويري رحمه الله.(/)
مصطلحات الإعجاز (العلمي) الحديثة هل نحكم بها على اللغة؟!.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[15 May 2005, 10:56 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ..
كثيراً ما نقرأ أو نسمع لتفريقات يذكرها الإعجازيون بين مفردات قرآنية اتضح معناها في لغة العرب، وهذه التفريقات بزيادة صفات في تلك المعاني تُفَرِّق بين الألفاظ وتجعل معناها أكثر انحصاراً في المدلول، وحجة ذلك التفريق ثبوت ذلك التفريق في العلم الحديث.
ومثال ذلك:
التفريق بين الضياء والنور، وبين الكوكب والنجم.
والمتأمل في هذه الأمثلة يقف أمام الآتي:
1 - كيف تم الاستدلال على أن مقصود تلك اللفظة هو هذا المعنى الجديد، ولم لا يكون هذا المعنى جزءاً من معنى اللفظة الأولى أو غير مراد بها.
2 - أليس قد وضعت تلك الألفاظ لتلك المعاني عند أهل اللغة، وعلى ذلك هم أعلم الناس بمفردات القرآن، فهل يمكن أن يأتي من يذكر قيوداً جديدة في معاني تلك الألفاظ.
3 - ألا يمكن التفريق بين اكتشاف العلماء المعاصرين لفروقات، ثم يناسب ذلك ألفاظ موجودة في القرآن لكل صنف فيتم تسمية تلك الأصناف بتلك الألفاظ دون دلالة اللغة عليها، وبين كون اللغة تدل على التفريق.
والحديث في هذا الموضوع دقيق. والله أعلم ...(/)
عمل رابطة لأهل القرآن والتفسير
ـ[د. محمد إقبال فرحات]ــــــــ[15 May 2005, 11:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأفاضل القائمون على الملتقى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فيسرني في بداية مشاركتي معكم أن أتقدم إليكم باقتراح عمل رابطة للمشتغلين بالقرآن وعلومه إليكترونية، يتم من خلالها التواصل بين جميع المشتغلين بالقرآن الكريم، وذلك عبر وضع السير الذاتية للأعضاء في الموقع، وترتب السير بالطريقة التي ترونها، ويتم من خلال موقعكم التواصل فيما بين الأعضاء لتعم الفائدة المرجوة من الرابطة.
وفي الختام أحب أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى الأستاذ الفاضل الأخ عبد الرحمن الشهري وأشكره على رده الجميل على رسالتي وأبشره بأن الوالد بخير وبصحة جيدة ويدرس الآن في كلية الدراسات الإسلامية والعربية في دبي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[16 May 2005, 03:00 ص]ـ
اقتراح جميل من الدكتور محمد إقبال وفقه الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 May 2005, 07:38 ص]ـ
مرحباً بالشيخ الجليل الدكتور محمد إقبال فرحات وفقه الله. أرحب بكم في ملتقى أهل التفسير، وأسأل الله لكم التوفيق والسداد. وجزاك الله خيراً على تكرمك بالمشاركة معنا، وأسأل الله لوالدكم الكريم التوفيق. والحمد لله أنه بخير وعافية.
وما تفضلتم به من اقتراح إنشاء الرابطة العلمية للمتخصصين أمر في غاية الأهمية، وقد طرح الدكتور مساعد الطيار هذا الأمر في بداية عمل الملتقى فقال: (وإني أطرح فكرة، وهي تكوين رابطة علمية للملتقى، وأتمنى أن يكون من أعضائها مجموعة من الشباب الدارسين في الدراسات العليا، وأن يكون الأعضاء من أنحاء لعالم الإسلامي لتتم الفائدة والنفع، وسيكون لي معكم طرح أفكار هذه الرابطة). غير أن هذا كان إبان انشغال المشرفين بأعمال أخرى صرفتهم عن التوجه لهذا العمل المهم. وقد جددتم وفقكم الله هذه الرغبة، وأعدكم بإذن الله أن ترى قريباً ما يسرك من تنفيذ هذا المقترح بهيئة مرضية للجميع، ولن نستغني عن مساعدتكم ورأيكم ورأي الجميع وفقكم الله لكل خير.
ـ[ garti] ــــــــ[21 May 2005, 09:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الأخ الكريم محمد إقبال فرحات، سعدت كثيرا حينما طالعت موضوعك حول إنشاء رابطة إلكترونية تضم شتات الباحثين المشتغلين بفنون علوم القرءان، وما أحوجنا إلى هذه المبادرة الهادفة، ويسعدني أن اقدم نفسي عضوا فاعلا إن شاء الله بين إخواني الباحثين في العالم الإسلامي من أجل خدمة كتاب الله الكريم، علما – أنني أستاذ باحث بكلية الآداب -المحمدية التابعة لجامعة الحسن الثاني-المحمدية- شعبة الدراسات الإسلامية- تخصص قراءات وتفسير. حاصل على شهادة الدكتوراه في علم القراءات سنة 2001 وعلى الماجستير سنة 1990 والإجازة 1986.
وقد أنجزت عدة بحوث ودراسات في علم القراءات منها ما نشر ومنها ما لا يزال مخطوطا، وأشرف حاليا على مجموعة من الأطروحات الجامعية على مستوى الماجستير أو الدكتوراه في وحدتين دراسيتين لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة وسلك الدكتوراة وهما: وحدة مذاهب القراء في الغرب الإسلامي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية - جامعة محمد الخامس بالرباط ويشرف على تسييرها فضيلة الشيخ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي، ووحدة التكامل المعرفي بين العلوم الإسلامية بكلية الآداب المحمدية ورئيسها الدكتور سعيد بنكروم إضافة إلى بحوث الإجازة في الدراسات الإسلامية.
أخوكم عبد العزيز بن عمر كارتي.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Apr 2010, 06:09 م]ـ
بعد خمس سنوات من كتابة هذه المشاركة التقيتُ في زيارتي الأخيرة للشارقة بالدكتور الفاضل محمد إقبال أحمد فرحات ووالده الكريم الأستاذ الدكتور أحمد حسن فرحات حفظهما الله ورعاهما. وتكرما علي وعلى أخي الدكتور مساعد الطيار بزيارتنا في مقر إقامتنا في فندق الهولدي أنترناشيونال بالشارقة وكانت ليلة ماتعة عرض فيها الأستاذ الدكتور أحمد حسن فرحات مسودة مشروع الرابطة العالمية للدراسات القرآنية وآلية عملها ورغبته في التعاون معه على إنجاحها وتفعيلها.
وأرجو أن ييسر الله بدء هذه الرابطة العالمية لتكون ضمن المؤسسات الراعية للدراسات القرآنية بفاعلية.
وقد سعدتُ بما رأيتهُ من نشاط الأستاذ الدكتور أحمد حسن فرحات، وكنتُ أحسبه قبل لقاءه قد أقعده كبر السنِّ عن التفكير في مثل هذه المشروعات، ولفت نظري أكثر مهارته في التعامل مع التقنية والانترنت، وقد كنتُ أظن أخي الدكتور محمد إقبال هو الطريق الوحيد للتواصل مع الأستاذ الدكتور أحمد والده، ففوجئت بأن الأب الكريم يتابع ملتقى أهل التفسير ويتعامل مع الانترنت بمهارة، وقد جددتُ اشتراكه في الملتقى وأرجو أن يبدأ في مشاركتنا بإذن الله الكتابة في ملتقى أهل التفسير. وسأسعى بإذن الله اليوم لكي يبدأ بكتابة حلقات ذكرياته في الملتقى فهو من أساتذة الدراسات القرآنية الكبار وله جهود مشكورة في التعليم والتدريس والإشراف والبحوث والتحكيم والمناقشات جديرة بأن يستفاد منها.
وسأرفق لكم سيرته العلمية في مشاركة مستقلة.
وأكرر شكري هنا لأخي العزيز الدكتور محمد إقبال أحمد فرحات وقد سعدتُ بالتعرف عليه ولقاءه في الشارقة.
الرياض
14/ 5/1431هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبير ال جعال]ــــــــ[29 Apr 2010, 11:12 م]ـ
اتمنى تفعيل هذا الفكرة في أقرب وقت وجزيتم الفردوس الأعلى من الجنة
ـ[أبو المهند]ــــــــ[29 Apr 2010, 11:30 م]ـ
لعل رابطة المتخصصين التى كانت تثمر إثمارا في هذا الباب.
وبالمناسبة أين ذهبت ياترى؟
مع تحياتى(/)
هل يوجد في المنتدى باحثين من منطقة مكة المكرمة
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[16 May 2005, 12:12 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إخواني الأفاضل من المكيين الرجاء مساعدتي في الحصول على نسخة مصورة من كتاب (نثر المرجان في رسم القرآن) وهو كتاب مطبوعا، يوجد في مكتبة الحرم المكي. وأنا على استعداد لدفع كافة النفقات المطلوبة للتصوير والشحن فالرجاء التفضل بالمساهمة والرد(/)
من ينصف التفسير من الإعجاز العلمي؟
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[16 May 2005, 02:44 ص]ـ
هذا شجنٌ من شجون, اعتمل في نفسي بعد أن شاهدت كامل حلقة "ساعة حوار" في ليلة الأحد 7/ 4/1426هـ, وكانت مع الأستاذ الدكتور: زغلول النجار وفقه الله وسدده, بعنوان: شبهات حول الأعجاز العلمي في القرآن الكريم, وبعد استماعي لحديث الدكتور زغلول في النصف ساعة الأولى أطلَّ الدكتور: مساعد الطيار حفظه الله بأول مشاركة هاتفية حول الموضوع, واستمرت قرابة ربع ساعة في اثني عشر نقطة واضحة, وأقف هنا لأنتقل إلى بضع وقفات حول هذا الموضوع:
الوقفة الأولى:
كرر الدكتور النجار عبارة: (لا يمكن فهم الآيات الكونية في القرآن الكريم باللغة وحدها) أكثر من خمس مرات, وقال أخرى: (اللغة وحدها ليست كافية لفهم النص القرآني في الآيات الكونية) , وهنا أتسائل:
- هل الآيات الكونية في القرآن من كلام الله الذي أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم بلسان عربي مبين؟ الجواب: نعم - ولا شك-.
- فإن كانت كذلك فهل نستطيع فهم ما عدا الآيات الكونية في القرآن الكريم بلغة العرب؟ الجواب: نعم - ولا شك-.
:: فإذا كانت الآيات الكونية نزلت بلسان عربي مبين,
وما عداها من القرآن نزل بلسان عربي مبين,
والذين نزل عليهم القرآن هم أهل هذا اللسان العربي المبين,
فكيف ينفي الدكتور فهم من نزل عليهم القرآن, وبلسانهم خاطبهم الله, لهذه الآيات القرآنية الكونية؟
هذا التفريق بين الآيات الكونية في القرآن وبين غيرها تحكمٌ لا يخفى اختلاله, ويُطَرِّقُ لأهل الرأي - ولأمرٍ ما سمَّاهُم السلف: أهل الأهواء- تناول هذه الآيات بعيداً عن منهاج التفسير القويم من لدن الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم من أهل التفسير.
الوقفة الثانية:
أخشى أن يكون أحد دوافع هذا الإطلاق السابق: أن تفاسير السلف لهذه الآيات القرآنية الكونية بحسب لغتهم وفهمهم, لا تتناسب مع الحقائق العلمية التي يُرَاد تنزيل الآيات القرآنية عليها, فبقي القائل لهذا الأمر بين أمرين عسيرين:
- إما أن يتناول هذه الحقيقة العلمية بعيداً عن القرآن الكريم, وهذا ما لا يريده أبداً, لأنه سماه (الإعجاز العلمي في القرآن) , ولديه خطوات مهمة بعد إثبات هذه الحقيقة في القرآن.
- وإما أن يعيد فهم هذه الآيات القرآنية الكونية بما يتوافق مع الحقيقة التي تنتظر عنده استخراجها من القرآن, ولن يكون ذلك عندما يبقى مُحاصَراً - في نظره - بين فهم السلف وأقوالهم التي لا تخرج عن لسان العرب الذي نزل به القرآن, فيتعين عليه إعلان هذه القاعدة الممهدة للإعجاز المزعوم.
ثم لا أدري لماذا يُصِر الدكتور حفظه الله على جعل الإعجاز العلمي شيئاً آخر غير التفسير؟
لعل لعلم التفسير شروطاً وضوابط تعيق سَيْلَ الحقائق العلمية التي لا بد من استخراجها من القرآن الكريم, فليكن الإعجاز العلمي شيئاً آخرَ غير التفسير, ينطلق من قاعدة أن القرآن كتاب هداية وإعجاز, ولا يعول على اللغة كثيراً, ولا إشكال عنده في العبث بالسياق أو الإعراض عنه بالكلية, وغير ذلك مما سافر فيه الإعجاز العلمي عن مناهج التفسير مسافة أعوام.
الوقفة الثالثة:
قد لا ندرك خطورة تجاوز الأصول المنهجية الشرعية عند تفسيرنا للآيات القرآنية, فنسارع في فَرَحٍ بتنزيل الآيات القرآنية بصورة أو بأخرى على الحقائق العلمية لتحقيق مصالح شرعية لا يعجزنا عدها, ولكن ما النتيجة؟
لو قلت لكم:
(يوجد في القرآن الكريم- أي من الآيات الكونية- ما لم يُفَسر تفسيراً صحيحاً إلى الآن) , و قلت: (حتى نفهم هذه الآيات فهماً صحيحاً لا بد من مراجعة الحقائق العلمية الحديثة) , لاستعظمتم قولي ونسبتموه إلى الجهل بعلم التفسير وقلة الفقه فيه, وحق لكم ذلك, غيرَ أني لا أجرؤ على التفوه بذلك لمَا فيه من تجهيل الصحابة, ومن بعدهم من علماء الأمة ومفسريها.
وللأسف فإن العبارة الأولى نص كلام الدكتور النجار, والثانية معناه الذي يشبه النص.
فإن سألتم عن الأصل الشرعي المنهجي الذي تجاوزه الدكتور هنا, فالجواب هو: ما أجمع عليه العلماء والأئمة من أنه:
لا يجوز إحداثُ قول ثالث في تفسير آية اختلف السلف فيها على قولين. لما في ذلك من نسبة الجهل العام إليهم, وزعم خروج الحق عنهم, وأن الأمة عملت في تلك القرون بخلاف الصواب, وغير ذلك من المحاذير الظاهرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهنا أسأل الشيخ بأدب وأقول: هل يخرج الصواب عن أقوال السلف في تفسير آية قرآنية كونية أو غير كونية؟
الوقفة الرابعة:
قال الدكتور وفقه الله: (لم يشأ الله أن يفزع العقلية البدوية بما لا تحتمله من القضايا الكونية).
وهل سيتحدى الله أبا جهل والوليد بن المغيرة وأمية بن خلف بما لم يسمعوا به من هذه الحقائق؟
لو كان ذلك لوجدوا خير سبيل للطعن في القرآن وتكذيبه؛ لما فيه مما لم يسمع به أحد من العالمين في وقتهم.
فالمسألة إذاً ليست رأفة بالعقلية البدوية, وإنما ليقوم التحدي على أصل عادل صحيح.
والذي يفهم من عبارة الدكتور هذه أن الله لم يشأ أن يتحدى المشركين زمن نزول القرآن بهذه القضايا الكونية؛ لأنهم لا يعرفونها. أقول: ما زال أكثر المسلمين والمشركين اليوم جاهلين بهذه القضايا الكونية, ولا يعلمها إلا القلة من المتخصصين فيها, فكيف يقع الإعجاز والتحدي في هذا الزمان بما لا يعرفه أكثر أهله؟ إن عبارة "الإعجاز" التي تذكر في هذا المقام أكبر بكثير من استخدام الدكتور لها, والواقع أن هذا النوع من الإعجاز الذي يسميه الدكتور" الإعجاز العلمي" في حقيقته إعجاز غيبي يظهر فيه مع الأيام ما كان غائباً عن الإنسان في زمن من الأزمان.
الوقفة الخامسة:
قال الدكتور: (القرآن معجز في كل زمان ومكان).
وهي عبارة جليلة محترمة, غير أني أقول لشيخي الكريم:
ما لم يكن معجزاً في ذلك الزمان لا يكون معجزاً الآن,
والذي أعجزهم في ذلك الزمان هو ما نبغوا فيه إلى الغاية, وتاهوا فيه على الأمم, وهو هذا اللسان والبيان, فنزل القرآن بالبيان المعجز, على أمة بلغت الغاية في التفنن في خطابها, فبهرها وأعجزها, وأسلمت إليه واستسلمت, ورأت هذا الإعجاز مبثوثاً في كل سورة منه.
فإن قيل: أبا بيان: هل تنفي هذه الحقائق العلمية الموجودة في القرآن؟
قلت: وهل يلزم أن نستخرجها من القرآن حتى تكون حقائق علمية؟
وهل كل حقيقة علمية ذكرت في القرآن مُعجزة؟
وهل أتجاوز فهم السلف لكلام الله لأفسر الآية تفسيراً عصرياً أستخرج منه حقيقة علمية؟
وأزيدك فائدة فأقول:
إن من يُحِس همساً, أو يسمع ركزاً, ليدرك أن من وراء هذا السؤال نفساً مهزومةً, رأت كيف أخذت الأمم بحظها من هذه العلوم, فارتقت بها وتصدرت, وأمته قابعة تدور في مكانها إن كانت تدور, فرجع يائساً من نيل تلك الحقائق كما ينبغي أن تُنال, وكما نالها أولئك الذي أخذوا بسنة الله فيها, وأخذ في انتزاعها من القرآن بحق وبدون حق, ليقول للعالم: لا جديد عندكم عَمَّا في القرآن. ولو صدق لقال: لماذا تأخرنا وتقدم غيرنا ما دامت في القرآن؟!
أخي الكريم, لقد أخطأنا الطريق, فحين كان الواجب أن نفهم القرآن كما فهمه أهل العلم من سلف الأمة وأتباعهم, ثم نأخذ بأسباب القوة حيثما كانت وبكل سبيل, تركنا أسباب القوة وسُنَنَها الحسية, وخالفنا فهم الأوائل لكلام الله؛ لنستخرج منه - بعد لَأيٍ شديد- حقيقةً علمية أبلاها الزمان, وصارت من سقط متاع القوم, ومُباح حديثهم.
لماذا يُصِرَُ البعض على إخراج كُلّ شيء بكُلّ سبيل من القرآن؟
هذه مسألة أخرى ذاتُ شجون, وطريقها طويل, ولست لها الآن وقد:
شكى إليَّ جملي طول السُّرى ** يا جملي ليس إلي المشتكى
صبراً جميلاً فكلانا مُبتلى
الوقفة السادسة:
يصر الدكتوركثيراً على عدم التعارض بين الآيات القرآنية, والحقائق الكونية, ويقترح ويرجوا من علماء التفسير أن يشاركوا ويحضروا مؤتمرات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.
وأقول: لاعلاقة لكلا الأمرين السابقين بموقف علماء التفسير المخالفين لهذا التجاوز في تفسير الآيات, فأهل التفسير أكثر الناس إدراكاً لتوافق الآيات القرآنية مع الحقائق الكونية, كما أنهم يعرفون أين يضعون دراسات هذه المؤتمرات؟ ومتى يأتي دورها؟ وكيف يستفيدون منها؟
ولم يغب عنهم بحمد الله فهم شيء من كلام الله حتى ينتظروا فهمه من هذه المؤتمرات.
الوقفة السابعة:
للأسف لم يُجِب الدكتور على اثني عشر إيراداً وملاحظة على هذا الموضوع ذكرها الدكتور مساعد وفقه الله, وقد تعرض لأول فقرة منها إجمالاً, ثم أراد المقدم استعراضها واحدا واحدا فأراحه الدكتور بقوله: أنا أخالف الدكتور مساعد ولا أوافقه في كل ما قال. فتركها المقدم ومضى. وكنت أتمنى من الدكتور الإجابة عليها تقديراً لتساؤلات أهل التفسير في هذا الموضوع, والتي أجاد الدكتور مساعد في عرضها.
الوقفة الثامنة:
من العبارات الجميلة التي ذكرها الدكتور النجار عبارتين:
الأولى قوله: (المقصد الأهم من الإعجاز العلمي حُسن فهم الآيات) , وأقول: ما أجمل الغاية لو عرفنا السبيل, وأي فهم لكتاب الله أحسن من فهم من نزل عليهم القرآن, وبلسانهم, ورسول الله بين أظهرهم يبين لهم, وقد عرفوا قصة الآية, وسببها, وحال من نزل عليهم القرآن؟
والعبارة الثانية: شروط التفسير العلمي العشرة التي ذكرها الدكتور وفقه الله, وهي في مجملها شروط صحيحة مطلوبة في التعامل مع الآيات, غير أنه ينقصها التدقيق, فبعضها يرجع لبعض, كما أنها تقعيد بلا تطبيق صحيح في أغلب صورها, وما فعله الدكتور جزاه الله خيراً في آية التكوير التي ذكرها في الحلقة: {فلا أقسم بالخنس (15) الجوار الكنس} خيرُ دليل على فساد التطبيق, وأكبر تجاوز في تناوله ذلك هو تجاوزه لأقوال المفسرين بكل بساطة, ليذكر حقيقة علمية عنده, لم تكن لتتحملها العقول البدوية, وقد ذكرها أحد الباحثين الغربيين المتخصصين.
وأعتذر للدكتور النجار وفقه الله إن نَدَّ لفظ, أو تجاوز معنى, فلم أرتَض نقص العرض للموضوع الذي اعترى الحلقة, ولا سبيل لبعض الاستدراك والتصحيح فيه إلا بنحو هذا المقال, على قِلَّة قارئيه, والله المستعان.
والله يعلم أني لم أقصد من سماع الحلقة الرد أو الانتقاد, ولكن رجوت أن تكون الفائدة به أكثر, وأرجوا ممَّن يقرأه من الإخوة أن يعلم أن باعثه النصح, والفائدة العلمية, وحماية هذا العلم من جور الزمان, وقلة الأعوان, والله الموفق والمعين, وصلى الله وسلم على نبينا محمد, وآله وصحبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابواحمد]ــــــــ[16 May 2005, 04:51 م]ـ
شكر الله لكم أخي أبا بيان
وأحب أن أضيف الى ماكتبتم هذه المجموعة من فتاوى علمائنا الاجلاء رحم الله من مات وحفظ من بقي فيما يتعلق بموضوع الاعجاز العلمي
أقوال العلماء في تفسير القرآن بالإعجاز العلمي والنظريات التجريبية
السؤال: ماحكم الشرع في التفاسير التي تسمى بالتفاسير العلمية؟ ومامدى مشروعية ربط آيات القرآن ببعض الامور العلمية التجريبية فقد كثر الجدل حول هذه المسائل؟؟
الجواب: إذا كانت من جنس التفاسير التي تفسر قوله تعالى (أو لم يرى الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي) بأن الأرض كانت متصلة بالشمس وجزءً منها ومن شدة دوران الشمس انفصلت عنها الأرض ثم برد سطحها وبقي جوفها حاراً وصارت من الكواكب التي تدور حول الشمس – إذا كانت التفاسير من هذا النوع فلا ينبغي التعويل ولا الاعتماد عليها.
وكذلك التفاسير التي يستدل مؤلفوها بقوله تعالى (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب) على دوران الأرض وذلك أن هذه التفاسير تحرف الكلم عن مواضعه وتخضع القران الكريم لما يسمونه نظريات علمية وانما هي ظنيات أو وهميات وخيالات.
وهكذا جميع التفاسير التي تعتمد على آراء جديدة ليس لها اصل في الكتاب والسنة ولا في كلام سلف الأمة لما فيها من القول على الله بلا علم.
و بالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
عضو عضو نائب رئيس اللجنة رئيس اللجنة
عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز
فتاوى اللجنة الدائمة: 4\ 145.
49ـ سئل فضيلة الشيخ محمد العثيمين: هل يجوز تفسير القرآن الكريم بالنظريات العلمية الحديثة؟
فأجاب بقوله: تفسير القرآن بالنظريات العلمية له خطورته، وذلك إننا إذا فسرنا القرآن بتلك النظريات ثم جاءت نظريات أخرى بخلافها فمقتضى ذلك أن القرآن صار غير صحيح في نظر أعداء الإسلام؛ أما في نظر المسلمين فإنهم يقولون إن الخطأ من تصور هذا الذي فسر القرآن بذلك، لكن أعداء الإسلام يتربصون به الدوائر، ولهذا أنا أحذر غاية التحذير من التسرع في تفسير القرآن بهذه الأمور العلمية ولندع هذا الأمر للواقع، إذا ثبت في الواقع فلا حاجة إلى أن نقول القرآن قد أثبته، فالقرآن نزل للعبادة والأخلاق، والتدبر، يقول الله ـ عز وجل (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (صّ:29) وليس لمثل هذه الأمور التي تدرك بالتجارب ويدركها الناس بعلومهم، ثم إنه قد يكون خطراً عظيماً فادحاً في تنزل القرآن عليها، أضرب لهذا مثلاً قوله تعالى: () يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) (الرحمن:33) لما حصل صعود الناس إلى القمر ذهب بعض الناس ليفسر هذه الآية ونزلها على ما حدث وقال: إن المراد بالسلطان العلم، وأنهم بعلمهم نفذوا من أقطار الأرض وتعدوا الجاذبية وهذا خطأ ولا يجوز أن يفسر القرآن به وذلك لأنك إذا فسرت القرآن بمعنى فمقتضى ذلك أنك شهدت بأن الله أراده وهذه شهادة عظيمة ستسأل عنها.
ومن تدبر الآية وجد أن هذا التفسير باطل لأن الآية سيقت في بيان أحوال الناس وما يؤول إليه أمرهم، اقرأ سورة الرحمن تجد أن هذه الآية ذُكرت بعد قوله تعالى:: () كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ) (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) (الرحمن الايات 26 - 28)
فلنسأل هل هؤلاء القوم نفذوا من أقطار السموات؟
الجواب: لا، والله يقول: (إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض).
ثانياً: هل أرسل عليهم شواظ من نار ونحاس؟
والجواب: لا. إذن فالآية لا يصح أن تفسر بما فسر به هؤلاء، ونقول: إن وصول هؤلاء إلى ما وصولوا إليه هو من العلوم التجريبية التي أدركوها بتجاربهم، أما أن نُحرِّف القرآن لنخضعه للدلالة على هذا فهذا ليس بصحيح ولا يجوز.
المرجع: كتاب العلم للعلامة ابن عثيمين رحمه الله.
* * *
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال العلامة ابن عثيمين عند المسائل في كتاب التوحيد:
باب قول ماشاء الله وشئت.
الثانية: فهم الإنسان إذا كان له هوى. أي: إذا كان له هوى فهم شيئاً، وإن كان هو يرتكب مثله أو أشد منه، فاليهود مثلاً أنكروا على المسلمين قولهم: " ما شاء الله وشئت " وهم يقولون أعظم من هذا، يقولون: عزير ابن الله، ويصفون الله تعالى بالنقائض والعيوب.
ومن ذلك بعض المقلدين يفهم النصوص على ما يوافق هواء، فتجده يحمل النصوص من الدلالات ما لا تحتمل.
كذلك أيضاً بعض العصريين يحملون النصوص ما لا تحمله حتى توافق ما اكتشفه العلم الحديث في الطب والفلك وغير ذلك.
كل هذا من الأمور التي لا يحمد الإنسان عليها، فالإنسان يجب أن يفهم النصوص على ما هي عليه، ثم يكون فهمه تابعاً لها، لا أن يخضع النصوص لفهمه أو لما يعتقده، ولهذا يقولون: استدل ثم اعتقد، ولا تعتقد ثم تستدل، لأنك إذا اعتقدت ثم أستدللت ربما يحملك اعتقادك على أن تحرف النصوص إلى ما تعتقده كما هو ظاهر في جميع الملل والمذاهب المخالفة لما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام، تجدهم يحرفون هذه النصوص لتوافق ما هم عليه، والحاصل أن الإنسان إذا كان له هوى، فإنه يحمل النصوص ما لا تحتمله من أجل أن توافق هواه.
القول المفيد2/ 347.
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان:
((حكم تفسير القران .. بنظريات علمية حديثة.)).
.. تحت هذا العنوان كتب فضيلته بمجلة الدعوة [العدد 1447 الخميس 21 محرم 1415هـ الموافق 30 يونيو 1994] صـ 23، وبعد أن لخّص كلاما لشيخ الإسلام ابن تيميه في التفسير:
انتهى ملخص كلام الشيخ في الرد على من فسّر آية في القران بتفسير لم يرد في الكتاب والسنة،وأنه تفسيرٌ باطلٌ ..
.. وهذا ينطبق اليوم على كثيرٍ من جهّال الكتبة الذين يفسرون القران حسب أفهامهم وآرائهم ..
أو يفسرون القرآن بنظريات حديثة من نظريات الطب أو علم الفلك أو نظريات روّاد الفضاء ويسمّون ذلك: بالإعجاز العلميّ للقرآن الكريم ..
؛ وفي هذا من الخطورة والكذب على الله الشيء الكثير؛ وإن كان بعض أصحابه فعلوه عن حسن نيّة وإظهاراً لمكانة القرآن .. إلاّ أنّ هذا عملٌ لا يجوز ..
قال صلى الله عليه وسلّم: (من قال في القرآن برأيه وبما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار.)
.. والقرآن لا يُفسّر إلاّ بالقرآن أو بالسنة أو بقول الصّحابيّ كما هو معلوم عند العلماء المحققين ..
والله الموفق والهادى إلى سواء السبيل
وصلّى الله وسلّم على نبينا محمدٍ وآله وصحبه.
وكذلك للعلامة الفوزان في كتابه (التبيان في بيان أخطاء بعض الكتاب) ص27 كلاما جميلا حول هذا الموضوع وردا على المنادين بهذا النوع من التفسير فليرجع اليه.
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[24 May 2005, 06:13 ص]ـ
أخشى أن يفهم القارئ لما سطره الأستاذ أبو بيان معارضة المتخصصين في التفسير والدراسات القرآنية بعامة للتفسير العلمي أو الإعجاز العلمي أو ما شئت من تسمية إذا فهم المقصود. لأنه قد يقول قائل: كيف يدعو أمثال الدكتور زغلول النجار إلى الله إذا قيل لهم توقفوا عن فهم القرآن كما تشاءون أو كما تظنون. لأن هناك قواعد للتفسير أغفلتموها لعدم اطلاعكم عليها، أو نسيانها. وهم يرون أنهم باطلاعهم على هذه الحقائق العلمية التي تتعلق بعلم الأرض أو الفيزياء أو الطب أو غير ذلك من العلوم التجريبية يملكون أدوات فعالة للدعوة إلى الله، وخاصة في أوساط غير المسلمين من طبقة العلماء والباحثين، ولهم في ذلك قصص وشواهد تؤيد موقفهم.
ولذلك فإنني أقترح على القائمين على هذا الموقع تخصيص حلقة علمية لنقاش موضوع التفسير العلمي، ويا حبذا لو تفضل الدكتور مساعد الطيار ببسط النقاط التي أشار إليها الأخ أبو بيان حيث لم يظفر بعضنا باستماعها، وفي رأيي أن الحاجة إلى تقريب وجهات النظر في هذا الموضوع أولى من تنافرها واختلافها، إذا الغرض النبيل يجمع الأراء، وشقة الخلاف ليست بعيدة فيما يبدو لي. وإن كان للقرآن جناب ينبغي أن يصان من أن يقول فيه كل أحد بغير علم، وأما صاحب العلم والدليل فحيا هلا به. والله أعلم.
ـ[نصرمنصور]ــــــــ[24 May 2005, 07:32 ص]ـ
أرى أن كل طرف قد بالغ في التحمس لرأيه، مع أنّ الحق بينهما، ولا حاجة لافتعال تناقض واختلاف بين الطرفين
(يُتْبَعُ)
(/)
فكلام الشيخ مساعد في مداخلته فيه بعض المبالغات، كما أن حكم الدكتور زغلول على كلامه [كلام الشيخ مساعد] بأنه كله غير صحيح مبالغة واضحة.
وهذه فتوى جيدة للشيخ عطية صقر، فيها نظرة معتدلة لكلا الرأيين:
السؤال: ما هى الشروط التى وضعها العلماء لتفسير القرآن تفسيرا علميا يتناسب مع روح العصر والمكتشفات العلمية الحديثة؟
الجواب: هذه القضية ثار حولها الجدل والنقاش، وانقسم الناس فيها فريقين:
(أ) فريق يقول: نعم فى القرآن توجد العلوم والمكتشفات الحديثة.
ونحن فى حاجة إلى تفسير علمى، بمعنى استخلاص هذه المحدثات من ألفاظ القرآن، وحمل الألفاظ عليها. واستند هذا الفريق فى رأيه إلى ما يأتى:
1ـ أن الله تعالى قال {ما فرطنا فى الكتاب من شىء} [ا لأنعا م: 38].
أى ليس فى الحياة شىء إلا وهو موجود فى القرآن. فذكرت فيه الميكروبات والكهرباء والذرة والصواريخ والطائرات وغيرها.
ونوقش هذا الدليل بأن المراد بالكتاب هو اللوح المحفوظ الذى أثبت الله فيه مقادير الخلق، ما كان منها وما يكون، حسب النظام المعبَّر عنه بالسنن الإلهية. أو هو علم الله المحيط بكل شىء الثابت فيه كل معلوم، وإذا أريد بالكتاب القرآن فليس لفظ الشىء على عمومه، بل المراد به الشىء الذى هو موضوع الدين، وهو الهداية التى من أجلها نزل القرآن، فالعموم فى كل شئ بحسبه.
2ـ كما استند إلى أن نشر الإسلام فى هذه الأيام يحتاج إلى التحدث عنه بأسلوب العصر وطرائق فهمه، لبيان تجاوب الدين والقرآن مع الحياة فى كل أطوارها.
ونوقش بأن نشر الإسلام لا يتوقف على ذلك، فأصول الهداية فيه، والنصوص الدالة على النظر والبحث وتقديس العقل كافية فى بيان تجاوبه مع أرقى الحضارات وأزهى العصور.
وبهذا نرى أن حجة هذا الفريق واهية أو فيها مناقشة تضعف الاستدلال بها على المقصود.
(ب) والفريق الآخر يقول ليس القرآن كتاب تعليم وتسجيل لمكتشفات العصور بأشخاصها، ولا يحتاج إلى أن نحمل ألفاظه على أسلوب العصر ونضمنها نظرياته وعلومه. وحجتهم فى ذلك:
1ـ عدم حاجة الشريعة فى فهم كتابها وتعرف مبادئها، إلى العلوم الكونية والرياضيات وما إليها. وحمل ألفاظ القرآن عليها فيه تعسف وتحميل لها لما لا تطيق.
2ـ أن القرآن موجَّه أولا إلى من نزل فيهم وهم العرب، وليس لهم عهد بهذه العلوم التى لم تعرفها الدنيا إلا بعد قرون، فإذا قصد القرآن إليها وآياته لا تفهم إلا بالوقوف عليها، كان كلاما غير مطابق لمقتض الحال، وحاشاه أن يكون كذلك، فوجب أن نقف بعباراته عند فهم العرب الخلص، ولا نتجاوز ما ألفوه من علومهم، يقول الشاطبى فى كتابه " الموافقات ج 2 ص 52 ": ما تقرر من أمية الشريعة وأنها جارية على مذاهب أهلها وهم العرب ينبنى عليه قواعد، منها: أن كثيرا من الناس تجاوزوا فى الدعوى على القرآن الحد، فأضافوا إليه كل علم يذكر للمتقدمين أو المتأخرين، من علوم الطبيعيات والتعاليم والمنطق وعلم الحروف وجميع ما نظر فيه الناظرون من هذه الفنون وأشباهها. وهذا إذا عرضناه على ما تقدم لم يصح، ولهذا فإن السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن يليهم كانوا أعرف بالقرآن وعلومه وما أودع فيه، ولم يبلغنا أنه تكلم أحد منهم فى شىء من هذا المدعى سوى ما تقدم من أحكام. . . وما يلى ذلك. ولو كان لهم فى ذلك خوض ونظر لبلغنا منه ما يدلنا على أصل المسألة، إلا أن ذلك لم يكن، فدل على أنه غير موجود عندهم، وذلك دليل على أن القرآن لم يقصد فيه تقرير لشىء مما زعموا.
3ـ أن النظريات العلمية عرضة للتبديل والتغيير، فإذا حملنا عليها ألفاظ القرآن كان فهم آياته عرضة للتغيير والتبديل مما يبعث على الشك ويؤدى إلى البلبلة والاضطراب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد يناقش الدليل الأول بأن عدم احتياج فهم الشريعة وتبليغها إلى العلوم لا ينافى أنها موجودة فى القرآن،، ويكون الغرض منها الشرح والبيان والإيضاح، ويناقش الدليل الثانى بأن القرآن ليس للعرب فقط ولا لعصرهم السابق، بل هو لكل الناس ولجميع العصور، فلا مانع أن يكون فيه من المعلومات ما لا يعرفه العصر الأول، وسيعرف فيما بعد، ولعل مما يشير إلى ذلك قوله تعالى {سنريهم آياتنا فى الأفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق} [فصلت: 53] وعموم رسالة الإسلام لا يجوز معها قصر فهم القرآن على المألوف عند العرب، فليكن فيه قدر يتضح سره بما ينكشف بعد من علوم كونية ونفسية، وذلك لزيادة الإيضاح لأصل الدليل على صدقه فهو صادق بإعجازه وكفى بالله شهيدًا على ذلك {أو لم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد}.
ويناقش الدليل الثالث، بأن حمل الألفاظ القرآنية على النظريات التى لم تثبت بعدُ لا يجوز أبدا، وإذا حملت فإنما يكون على الحقائق العلمية الثابتة، ذلك لأن كلام الله حق لا يفسَّر بغير الحق، وهو ثابت لا يفسر بغير الثابت، فاللائق هو توضيح الثابت بما ثبت وليس ذلك إلا فى الحقائق العلمية المقررة وهذا كله بشريطة عدم التعسف فى التأويل، بل يترك لفظ القرآن على طبيعته القابلة لكل فهم دفعًا للعقل إلى التفكير والبحث.
7ـ والرأى الذى أميل إليه يتلخص فيما يلى: ـ
(أ) أن القرآن فيه بعض الحقائق العلمية، وقد ذكرت للعبرة والموعظة والتأمل، لا على أنها معلومات للاعتقاد والتكليف والتعليم، وقد عبر الله عنها بالألفاظ العربية والأسلوب المعجز.
وما جاء فيه من المقررات العلمية حق لأنه كلام الله، سواء عرفها الناس عند نزولها أم لم يعرفوها، وعدم علمهم بها لا يغض من شأن القرآن، فهو ميسر للذكر يستطيع كل إنسان أن يأخذ منه القدر الكافى لهدايته، مهما كان مستواه العلمى.
(ب) أن ألفاظ القرآن دقيقة محكمة لأنها صنع الله الذى أتقن كل شىء وأن هناك لونًا من ألوان إعجازه هو الحديث عن بعض المسائل العلمية التى لا عهد لمحمد صلى الله عليه و سلم بالذات بعلمها، ولا عهد للعرب الذين ووجهوا بالقرآن بها، ثم ثبت بعد ذلك صدق هذه المسائل، وذلك للدلالة على أن القرآن ليس من عند محمد، بل هو من عند لله العليم الخبير. وبالتأمل فى بعض هذه التعبيرات نجد أنها محايدة فى الأمور التى يختلف الناس عليها ولم يصلوا بعد إلى معرفة أسرارها، وذلك ليدع مجال الفكر مفتوحا للباحثين، ليصلوا إلى آخر شوط ممكن، وكلما جد البحث بشخص نظر إلى الآية فرآها كأنها معه فى كل خطواته تشجعه ولا تصرح على الأقل بكذبه أو إخفاقه، فيغريه ذلك على متابعة البحث إرضاء لشهوة العقل وحب الاستطلاع. حتى إذا وصل إلى الحقيقة العلمية الثابتة وجد الآية معه أيضًا لم يصبها أى تعب فى موقفها المحايد الذى لا ينحاز إلى باحث معين فى أولى خطوات النظر وفى وسطها حتى يبلغ النهاية. وهو بوصوله إلى الحقيقة سيزداد إيمانًا بصدق القرآن وأنه حق من عند الله، لا من عند محمد الذى لم يتعلم أساليب البحث ليصل إلى هذه النتيجة، وإن لم يصل إلى الحقيقة العلمية بعد طول البحث لا يجوز له أن يشك فى القرآن، بل الأجدر أن يتهم نفسه ويعيد النظر فى أسلوب بحثه عل فيه حلقة مفقودة، أو مقدمة لم تثبت لتستطيع أن تنتج نتيجة صادقة.
وحياد الألفاظ القرآنية فى كثير من مواضعها هو الذى أوجد النشاط الفكرى عند علماء الكلام فى بعض المسائل الكلامية، حيث تكون الآية الواحدة كل يدعى أنها تشهد لرأيه، وكذلك كان هذا الحياد سببًا فى نشاط علماء الشريعة فى استنباط الأحكام الفقهية.
(ج) أن أسلوب القرآن مطابق لمقتضى الحال فى خطابه للعلماء والعامة على السواء، على خلاف الكلام العادى للناس، فهو إما أن يخاطب به المستويات العالية باشتماله على الرمز والإشارة والكناية والاستعارة، وإما أن يخاطب به العامة الذين لا يفهمون إلا الواضح المبسط من الكلام، ولو خوطبت إحدى الطائفتين بغير ما يليق بها لم يكن الكلام بليغًا، أما القرآن الكريم فهو وحده الذى يراه البلغاء أوفى كلام بلطائف التعبير، ويراه العامة أحسن كلام وأقربه إلى عقولهم، فهو متعة الخاصة والعامة على السواء. كما قال سبحانه {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدَّكر}
(يُتْبَعُ)
(/)
[القمر: 17، 22، 32، 40].
يقول الراغب الأصفهانى فى مقدمة تفسيره: أخرج تعالى مخاطباته فى محاجة خلقه فى أجل صورة تشتمل على أدق دقيق؛ لتفهم العامة من جلتها ما يقنعهم ويلزمهم الحجة؛ ويفهم الخواص من أثنائها ما يوفى على ما أدركه فهم الحكماء، ومن هذا الوجه كل من كان حظه فى العلوم أوفر كان نصيبه من علم القرآن أكثر، ولذلك إذا ذكر تعالى حجة إلى ربوبيته ووحدانيته أتبعها مرة بإضافتها إلى أولى العقل، ومرة إلى أولى العلم؛ ومرة إلى السامعين، ومرة إلى المتذكرين تنبيها على أن بكل قوة من هذه القوى يمكن إدراك حقيقة منها.
(د) أننا فى حاجة إلى من يفسر لنا القرآن على ضوء المقررات العلمية لتتضح معانيه. ويؤمن بها الذين لا يرضون بغير هذا الأسلوب بديلا، فبمقررات علم الحياة والأجنة يمكن توضيح قوله تعالى {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين. ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين. ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين} [المؤمنون: 12 - 13] وبمقررات علم الطب يتضح لنا معنى الأذى فى قوله تعالى {ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء فى المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن} [البقرة: 222] ويتضح سر التحريم لأكل الميتة والدم ولحم الخنزير والموقوذة والمتردية والنطيحة الوارد فى الآية الثالثة من سورة المائدة فكل ما يساعد على كشف أسرار التشريع من العلوم لا بأس به، بل كل ما يوصل إلى الإيمان بالله وإدراك سر الوجود لا بأس به بل هو مطلوب.
وهذا كله على شريطة أن يكون التفسير بالمقررات الثابتة، لا بالنظريات التى ما زالت قيد البحث ومحل اختلاف العلماء. وعلى ألا يكون هناك تعسف فى التأويل وتحميل الألفاظ معانى لم توضع لها، كما سيتضح من عرض الأمثلة آلاتية بعد.
8 ـ إن تفسير القرآن بالنظريات التى لم تثبت يعد تفسير بالرأى المحض، وقصره على رأى بالذات افتراء للكذب على الله. وفى ذلك خطورة كبيرة، لأنها تخضع آيات القرآن للآراء الخاصة، الأمر الذى ضل به كثير من الفرق التى ظهرت فى الإسلام، ولأنها تمنع صلاحية الإسلام العامة أن تكون لكل البيئات والأجيال وأن تكون مناراً هاديا لكل المفكرين، كما أنها تعرض القرآن للطعن فيه بالتكذيب إن جاء ما يثبت خطأ الرأى الأول الذى فسر به.
والإنسان إذا لم يكن متمكنا مما يقول ويرى لا ينبغى أن يحمل القرآن على جهلة وسفهه، فهو حرم مقدَّس لا يقربه إلا العالمون الموقنون. قال إبراهيم التيمى: سئل أبو بكر الصديق رضى الله عنه عن تفسير الفاكهة والأبِّ فقال: أى سماء تظلنى، وأى أرض تقلنى إذا قلت فى كتاب الله ما لا أعلم. وقال أنس. سمعت عمر بن الخطاب رضى الله عنه قرأ هذه الآية ثم قال: كل هذا قد عرفناه، فما الأبُّ؟ ثم رفع عصا كانت بيده وقال: هذا لعمرو الله التكلف، وما عليك يا بن أم عمر ألا تدرى ما الأبُّ. ثم قال: اتبعوا ما بيِّن لكم من هذا الكتاب، وما لا فدعوه "القرطبى ج 9 1 ص 223 " وذلك كله من وحى قوله صلى الله عليه و سلم " اتقوا الحديث علىَّ إلا ما علمتم، فمن كذب علىَّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، ومن قال فى القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار" رواه الترمذى عن ابن عباس. قال ابن عطية: ومعنى هذا أن يسأل الرجل عن معنى فى كتاب الله عز وجل فيتسور عليه برأيه دون نظر فيما قال العلماء، واقتضته قوانين العلم كالنحو والأصول، وليس يدخل فى هذا الحديث أن يفسر اللغويون لغته والنحويون نحوه، والفقهاء معانيه، ويقول كل واحد باجتهاده المبنى على قوانين علم ونظر، فإن القائل على هذه الصفة ليس قائلا بمجرد رأيه " القرطبى ج 1 ص 32 " وعلى هذا من يفسر القرآن بنظرية غير ثابته فهو يفسر برأيه على غير قوانين العلم والنظر، بخلاف من يفسره بهذه القوانين الثابتة، فهو يعمل عملا مشروعا يوضح ما فى القرآن فقط لا يقصد به إثبات صدقه، فكفى بالله شهيدًا على صدقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
9 ـ إن من قواعد المنهج السليم لتفسير القرآن أن تستقصى آياته فى الموضوع الواحد فهى تفسر بعضها بعضا، وخير ما فسرته بالوارد، فقد يكون العام أو المطلق أو المبهم فى آية مخصصا أو مقيدا أو مبينا فى آية آخرى، وهكذا، على أن يراعى السباق والسياق فى فهم المراد من الآية. والخطأ الذى يقع فيه كثير من الباحثين الآن - وكثير منهم غير أهل للتفسير- أساسه عدم مراعاة هذا المنهج، فهم يبترون الآية بترا ويقطعونها عن سابقتها ولاحقتها ويفسرونها كما يريدون، وهم لا ينظرون إلى مثل هذه الآية فى موضع آخر من القرآن حتى يستعينوا بها على تفسيرها، فلهذا يخطئون كثيرا فيما يزعمون. روى البخارى ومسلم أنه لما نزل قول الله تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} [الأنعام: 82] قال بعض الصحابة:
يا رسول الله وأينا لم يلبس إيمانه بظلم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم " ليس بذلك، ألا تسمع إلى قول لقمان {إن الشرك لظلم عظيم}. فالظلم الذى نزلت به هذه الآية عرف المراد منه بما نزل فى الآية الأخرى، وهو الشرك.
ومن مظاهر الخطأ فى التفسير لعدم اتباع هذا المنهج أن بعض الباحثين - ولا أقول المفسرين - أراد أن يبرهن على أن الأرض تتحرك وتسير وليست ثابته، فأورد قوله تعالى: {وترى الجبال تحسبها جامدة وهى تمر مر السحاب} [النمل: 88] فمرور الجبال كالسحاب دليل على أن الأرض تتحرك، هكذا يقول. وقد نسى أن الآيات التى اكتنفت هذه الآية تتحدث عن النفخ فى الصور وعن محاسبة الناس على حسناتهم وسيئاتهم، فالجو كله فى يوم القيامة سباقا وسياقا. وليس ذلك فى عالم الدنيا. ونسى أيضًا أن الحديث عن ظاهرة مرور الجبال يوم القيامة ورد فى آيات أخرى من سور القرآن قال تعالى: {يوم تمور السماء مورا.
وتسير الجبال سيرا. فويل يومئذ للمكذبين} [الطور: 9 - 11] وقال {إذا الشمس كوِّرت. وإذا النجوم انكدرت وإذا الجبال سيِّرت. .} [التكوير: 1 ـ 3] والمقام كله فى يوم القيامة.
10 ـ وهذه بعض الكشوف العلمية التى حاول الكاتبون أن يستدلوا عليها بالقرآن:
1 ـ فى غزو الفضاء قالوا: يدل عليه قوله تعالى: {يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان} [الرحمن: 33] فالسلطان هو العلم وبواسطته نفذ الإنس من الأقطار. ويرد عليه بأن هذه الآية تتحدث عن يوم القيامة، وتبين قدرة الله على محاسبة كل من الإنس والجن ومجازاته لا يستطيع أحد أن ينجو منه إلا بسلطان، أى قدرة عظيمة أو ملك قوى، وليس ذلك لأحد إلا لله. أو تتحدث عن القضاء بالموت على كل حى لا يهرب منه أحد فكل من عليها فان، لا ينجو منه إلا بالسلطان المذكور وهو لا يملكه.
وقال ابن عباس فى تفسيرها: إن استطعتم أن تعلموا ما فى السموات وما فى الأرض فاعلموه ولن تعلموه إلا بسلطان أى ببينة من الله، ومعنى هذا أن الغيب لا يعلمه إلا الله، الذى يطلع عليه من يشاء من عباده. فلو فرض أن المراد بالسلطان هو العلم كما يشير إليه قول ابن عباس، فإن هذه الآية ليست نصًّا فى الزعم الذى يقوله المتحدثون. وعلى ذلك لا تصح دليلا لهم، على أنه لو كان ذلك صحيحًا فما المانع أن يطلع الله بعض الناس على علوم الكون بسلطان العلم، ولكن هل نفذ الإنس بعلمهم من أقطار السموات أيضا، أو نفذوا فقط - إلى الآن - من أقطار الأرض وجاذبيتها، وبقيت السموات حجرًا محجوراً؟ إن كل ما أمكن الوصول إليه من معلومات عن طريق الآلات الحديثة لا يعدو أن يكون فى سماء الدنيا، فإن الكشوف الفلكية والكواكب وأبعادها وسرعة ضوئها ودورانها ما زالت فى إحدى السموات وهى الدنيا، الشمس تبعد عن الأرض 93 مليون ميل كما قال تعالى: {إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب} [الصافات: 6] فهل يستطيعون أن ينفذوا من أقطار السماء الدنيا كلها ثم يتطلعون إلى بقية ا لسموا ت؟ على أن المقام، كما ذكرت، هو مقام الحساب والجزاء بدليل السباق والسياق، فأولى أن يحمل اللفظ على ما يليق به، ولا داعى للتعسف وطلب دليل من القرآن، فكم من حقائق علمية ثبتت بغير الاستدلال عليها من الكتاب الكريم، ولا ضير فى ذلك أبدًا، على ما علمت من مهمة القرآن فى الهداية والإعجاز.
(يُتْبَعُ)
(/)
استدل بعض العامة من الناس على كروية الأرض بالآية السابقة قائلا إن التعبير بالأقطار يثبت كروية الأرض وكروية السموات، لأن القطر هو الخط الموصل بين نقطتين على المحيط ماراًّ بمركز الدائرة، والأقطار لا تكون إلا للدوائر وهذا بالتالى يثبت الكروية. ويرد عليه بأن القطر الذى يتحدث عنه هذا الشخص اصطلاح هندسى لم تعرفه العرب فهم يعرفون القطر بأنه الجهة والناحية لا الخط المذكور، والنفاذ من الأقطار يكون بالخروج من الجهات والمنافذ لا من الخطوط التى يتصورها المهندسون.
إن كروية الأرض حقيقة ثابتة، وحياة الناس وتطورها مبنى عليها، والدليل على ذلك ليس من القرآن، ولا داعى لالتماسه منه أبدًا، على ما علمت من مهمته فى الإعجاز وهداية الناس.
(ج) دور الرياح فى تلقيح النبات بحمل مادة الذكورة إلى مكانها الذى تلتقى فيه بمادة الأنوثة فيكون الإخصاب، على ما هو مقرر فى علم النبات. استدل عليه البعض بقوله تعالى: {وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه} [الحجر: 22] فاللواقح جمع لاقح بمعنى حاملة للقاح، أو ملقحة لغيرها بما تحمله، إن دور الرياح فى نقل اللقاح معروف، ولكن فى أخذه من هذه الآية تعسف وتكلف؛ ذلك أنه لو كان المراد تلقيح النبات لجاء عقبها ما يتحدث عن النبات فيقال مثلا: فزكا الزرع وخرج الثمر ولكن الذى حدث أن الذى جاء بعدها قوله تعالى: {فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه} وهذا يشير إلى أن المعنى أن الرياح المحمَّلة ببخار الماء؛ يرسلها الله فتتجمع السحب ويتكاثف البخار ويبرد فى الطبقات الجوية الملائمة فينزل الماء، وهذا هو التنسيق المعقول بين إرسال الرياح اللواقح وإنزال الماء من السماء لسقى الناس. فأولى أن تحمل الآية عليه، ولا يتعسف بحملها على ما يثبت دورها فى تلقيح النبات، فذلك مشاهد بالملاحظة والنظر لا حاجة إلى الدليل النقلى عليه.
(د) قالوا: إن حدود الكون تتسع وتمتد؛ واستدلوا على ذلك بقوله تعالى: {والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون} [الذاريات: 47]؛ لكن العلماء قالوا: إن لفظ {موسعون} مأخوذ من أوسع الرجل إذا صار ذا سعة وغنى؛ ومنه قوله تعالى {ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره} [البقرة: 236] فالآية تدل على قدرة الله، وقدرته تتجلى فى أشياء كثيرة، ولا مانع أن يكون منها توسيع حدود الكون، فهو الذى خلقه بقدرته وعلمه. فلا ينبغى قصر معنى السعة على هذا الذى يريده علماء الفلك والطبيعة.
(هـ) قالوا: إن كل شىء فى السماء يعتريه ازدياد مفاجئ فى حرارته وحجمه وإشعاعه بدرجة لا تتصورها العقول، وعند ذلك يتمدد السطح بما حوى من لهب ودخان، حتى يحصل على توازنه الدائم، والشمس لم تمر بهذا الدور بعد، فإذا مرت به وتمدد سطحها الخارجى حتى وصل القمر يختل توازن المجموعة الشمسية كلها، وذلك يوم القيامة، ويدل عليه قوله تعالى {فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين} [الدخان: 10] قال المفسرون: إن هذا الدخان من علامات الساعة كما فى صحيح مسلم، وقيل إن الدخان هو ما أصاب قريشًا من الجوع بسبب دعاء النبى صلى الله عليه و سلم عليهم؛ كما رواه البخارى فى حديث يصور هذا الجوع جاء فيه: فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد، فأنزل الله {فارتقب. . .} وجاء فيه: أن النبى استقى لهم فسقوا ولكن استمروا على عنادهم فقال الله تعالى: {يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون} يعنى يوم بدر، وقيل إنه غبار الجيش يوم فتح مكة.
(و) قالوا أيضًا مما يشير إلى قلة الأوكسجين فى الطبقات الجوية العليا قوله تعالى: {ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقًا حرجا كأنما يصَّعَّد فى السماء} [الأنعام: 125] وظاهرة ضيق الصدر تحصل عند الارتفاعات العليا، ومثل هذا واضح لا شك فيه، ويفيد فى تصور المعنى المراد دون أن يمس قدسية القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما قالوا: إن الأبعاد والمسافات الشاسعة بين النجوم والتى لا يمكن حساب بعضها يشير إليه قوله تعالى {فلا أقسم بمواقع النجوم} [الواقعة: 75] فإن مجموعات النجوم التى تكون أقرب مجرات السماء منا تبعد عنا بنحو 700 ألف سنة ضوئية، والسنة الضوئية تعادل عشرة ملايين الملايين من الكيلو مترات للضوء يقطع فى العام نحو 88, 5 مليون ميل أى نحو 6 مليون ميل (مجلة العربى يوليو 1970 م) (الضوء يقطع فى الثانية 186000 ميل) 000، 300 ك م فهذه الأبعاد الشاسعة جديرة بأن يقسم الله بها لعظمها، وهذا وجه من وجوه العظمة وقد يكون منها دقة مساراتها وعدم تصادمها وتحديد الجاذبية فى كل منها، فالآية شاملة وعامة.
وقالوا أيضًا: مما يدل على قوة الاستدلال ببصمات الأصابع على شخصية صاحبها قوله تعالى: {بلى قادرين على أن نسوِّى بنانه} [القيامة: 4] لأن دقة الخطوط واتجاهاتها وعددها لا يكاد يتفق فيها شخصان، فتسويتها يوم القيامة على ما كانت عليه بعد أن كانت ترابًا منثوراً موزعا فى أماكن قاصية دليل قدرة الله تعالى، وهذا وجه من وجوه قدرة الله على بعث الناس يوم القيامة بأجسامهم المشخصة لهم بعد فنائها.
مثل هذه الأمثلة الأخيرة لا يضر توضيح آيات القرآن به أبدا، ولكن الممنوع قصرها على هذه المكتشفات، أو التعسف فى التأويل الذى يخرج به اللفظ عن أصل وضعه اللغوى واستعماله العرفى عند العرب الذين نزل القرآن بلغتهم.
وبعد، فهذا عرض موجز لموقف القرآن من الكشوف العلمية الحديثة رأينا فيه تشجيعه للبحث والنظرة ورأينا دقته حين يعرض لشىء علمى كشف عنه البحث أخيرا، وهذا دليل صدقه وأنه من عند الله وحده أيَّد به رسوله محمدًا صلى الله عليه و سلم. والمقررات العلمية الثابتة ستزيد معانى القران وضوحًا، وهذه صورة من صور التعانق بين العلم والدين، أى العلم الثابت الأكيد ودين الله الذى أنزله هداية للناس جميعًا {سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أوَ لم يكف بربك أنه على كل شىء شهيد} فليكن فهمنا له على ضوء لحقائق الثابتة لا النظريات الفجه، ولنحفظ له قدسيته فلا نقول على الله بغير علم، ولا نجعله حمى مستباحا لكل كاتب يجيل فيه قلمه بما ترمى به الأفكار الشاردة،، فليس كل مجال تباح فيه الحرية للجائلين {ألا إنهم فى مرية من لقاء ربهم ألا إنه بكل شىء محيط} [فصلت: 54].
تتمة:
وردت بعض الأحاديث فى مسائل علمية لم يوافق عليها العلم إلى الآن كحديث الذباب إذا وقع فى الإناء والأمر بغمسه كله لأن فى أحد جناحية داء والآخر دواء، وأحاديث أخرى واردة فى الطب.
ويرى ابن خلدون أن الطب المنقول فى الشرعيات ليس من الوحى فى شىء فإن النبى صلى الله عليه و سلم لم يبعث لتعريف الطب ولا غيره من العاديات وقد وقع له فى شأن تلقيح النخل ما وقع فقال أنتم أعلم بأمور دنياكم. وعلى هذا يجوز أن يكون رأى النبى صلى الله عليه و سلم فى مثل هذه الأمور محتملا للخطأ لأنه من أمور الدنيا. لكن لا ينبغى الحكم بذلك إلا بعد البحث الصحيح لمعرفة الرأى الحق العلمى اليقينى فى مثل هذه الأمور والله أعلم.
http://www.islamonline.net/fatwa/arabic/FatwaDisplay.asp?hFatwaID=14694
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[25 May 2005, 05:57 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[30 May 2005, 09:28 ص]ـ
أشكر الإخوة الكرام على مداخلاتهم المفيدة,
وأود التنبيه على أن هذا الموضوع ليس في الحديث عن التفسير العلمي من حيث هو, فقد تكلم الكثير في موضوع التفسير العلمي, وعسى أن تخرج له كتابة واضحة مستقلة في هذا الملتقى من أهل الذكر فيه.
وأرجو أن لا يُفهَمَ من كلامي قبوله بإطلاق ولا ردّه بإطلاق, وما كتبته هنا إنما هو انطباع ووقفات علمية مع الدكتور النجار وفقه الله ونفع به, من خلال حديثه في المسائل السابقة, وليس فيما كتبت- فيما يبدوا لي- تجنٍّ أو تحامل على شيء, ومثل هذا الظن إنما يُمليه حديث العاطفة لا العلم, وأتمنى ممَّن ذكر ذلك من الإخوة المشاركين إيضاح وجه التحامل وموضعه لأكشف عن وجهه باسماً, أو أرجع عنه راغماً , وقد تركت جُملاً من حديث الدكتور في ذلك اللقاء لا تليق بمثله, وآثرت تجاوزها إلى ما هو أولى منها.
وأشير هنا إلى مسألة: الفائدة العظيمة لهذا النوع من الدراسات في دعوة غير المسلمين, وتقوية إيمان المؤمنين.
وهذه فائدة لا تخفى وهي من واجب أهل العلم في كل زمان, ولكنها ليست خارجة عن الأصول الشرعية والمنهجية في فهم كلام الله تعالى والدعوة إليه, فالعلم قبل القول والعمل, ولا يكون العلم علماً ما لم يكن على منهج أهل العلم في كل فنّ, وهذه الغاية النبيلة لا تبرر لنا التجاوز في تفسير الآيات والأحاديث على غير أصلٍ صحيح. ثم إن حملنا للآيات على هذه المسائل العلمية الحديثة بغير الضوابط الشرعية ولو حصل منه مصلحة ففيه تفويت مصالح, وحصول مفاسد لا تُحمَد معها هذه السبيل.(/)
حكم الوقف على المدّ العارض للسكون الذي آخره هاء التأنيث نحو {الصلاة}
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[16 May 2005, 05:37 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
إذا كان المدّ العارض للسكون آخره هاء التأنيث وهي التي في الوصل تاء وفي الوقف هاء نحو {الصلاة} {الزكوة}، {التورة}، {مزجة} ففيه الأوجه الثلاثة القصر والتوسّط والطول بالسكون المحض ولا يجوز فيها الروم والإشمام سواء كانت التاء مكسورة نحو {ببضاعةٍ مزجةٍ} أم مضمومة نحو {أن تُنزَّل التورةُ} لأنّها مستثناة من الروم الإشمام. والعلّة من استثنائها أنّ هاء التأنيث مبدلة من التاء التي كانت في الوصل. والروم الإشمام لايدخلان في حرف كانت الحركة في غيره ولم تكن فيه. وهي لا تكون مفتوحة ولا مضمومة ولا مكسورة لأنّها معربة دائماً وليست مبنيّة (انظر هداية القارئ 1/ 320).
اختلف العلماء في المدّ العارض للسكون الذي يقع قبل هاء التأنيث إلى قولين:
الأوّل: جواز المدّ فيه بالقصر والتوسّط والطول كبقيّة المدود العارضة وذلك لعروض هاء التأنيث لأنّها لا تثبت إلاّ في الوقف والسكون تابع للهاء فيأخذ حكم العروض بالتّبعيّة.
الثاني: يمدّ مداً طويلاً وجهاً واحداً كالمدّ اللازم والحجّة في ذلك أنّ هاء التأنيث وإن كانت عارضة فالسكون الذي فيها لازمٌ لها إذ حيث وُجِدت الهاء وُجد السكون معها، وليس في كلام العرب هاء تأنيث مكسورة أو مضمومة أو مفتوحة، ولمّا كان سبب اللزوم هو السكون لا الحرف وكان السكون ملازم للهاء ولو كانت الهاء عارضة أخذ السكون حكم اللزوم. وممّا يُقوّى هذا المذهب الوقف على كلمة {الئىِ} حيث جاز لورش عند الوقف عليها حذف الياء وإبدال الهمزة ياءاً ساكنة مع إشباع المدّ بقدر ستّ حركات لأجل سكون الياء (الآيْ) وقد اتفق كلّ الرواة عن ورش في ذلك. الملاحظ أنّ كلمة (الآيْ) ككلمة (الصلاة) لأنّ الياء في (الآيْ) عارضة لا تكون إلاّ في الوقف كما في هاء (الصلوة)، والسكون الذي في الياء من (الآيْ) لازم لأنّ الياء لا تتحرّك وقفاً كما في سكون الهاء من (الصلوة). وممن ذهب إلى ترجيح هذا المذهب العلاّمة المارغني في كتابه نجوم الطوالع ص52،و53 والعلاّمة الصفاقصي في كتابه غيث النّفع وأبو عمرو الداني في مفرداته على ما ذكره المارغني من نفس المصدر، والشيخ المرصفي في كتابه هداية القارئ ص (1/ 322).
والذي يظهر والله أعلم أنّ القراءات المقروءة اليوم هي من ّكتاب النّشر في القراءات العشر لابن الجزري رحمة الله وهو تلقّى هذه القراءات بالسند إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ولو كان ما ذكره العلاّمة المارغني وغيره من الترجيح صحيحٌ لسبقه في ذلك إمام الفنّ ابن الجزري وغيره من المحققين القدامى والأصل في القراءة هو الاتّباع، والقياس لا يكون إلاّ في المسائل التي فيها غموض ولم يرد فيها نص كما ذكر بن الجزري في النشر ولذلك قال الشاطبي:
وما لقياسٍ في القراءة مدخلٌ ...... فدونك ما فيه الرضا متكفّلا
فالقياس يُرجع إليه عند الضرورة وهو الغموض في المسئلة وعدم وجود نصوص نحو الإظهار مع السكت في {مالية هلك} إذ لا يمكن أن يتأتى الإظهار إلاّ مع السكت لبعد مخرج الهاء وخفائها وكذلك الوقف على كلمة {شيء} ونحوها بالسكت في رواية حفص من طريق التجريد لابن الفحام والروضة للمالكي والتذكار لابن شيطا وهم من طرق الطيّبة، فأوجب العلماء الوقف على {شيء} ونحوها بالروم ضرورة وأخذاً بالقياس إذ لا يمكن أنّ نقف بالسكون مع السكت.
ومن الملاحظ أنّ الترجيح الذي ذهب إليه العلاّمة المارغني رحمه الله من إشباع العارض للسكون في نحو {الصلاة} مبنيّ على القياس المحض والمسألة ليس فيها غموض ولا ضرورة فلا حاجة للقياس حينئذ، وقد نص جمهور العلماء لا سيما القدامى على جواز القصر والتوسّط والطول في المدّ العارض للسكون من غير قيد فكيف يقابل النص بالقياس، وعلى هذا يقدّم جواز القصر والتوسّط والطول في المدّ العارض للسكون الذي يكون قبل هاء التأنيث وهو المعمول به اليوم في معظم الأقطار الإسلاميّة ولا مانع من الأخذ بالمذهب الثاني والله أعلم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
محمد يحي شريف الجزائري(/)
حكم الغنّة في النون المخفاة من حيث التفخيم والترقيق
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[16 May 2005, 06:23 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول لله وبعد
موضوع تفخيم الغنّة وترقيقها في النون المخفاة موضوع لا بدّ من التحقيق والبحث فيه لأنّه موضوع ظاهره السهوله ولكنّ الحقيقة تبيّن عكس ذلك بما يلي:
أوّلاً: أنّ تفخيم الغنّة وترقيقها لم تذكر في الكتب المعتمدة لا سيما القديمة كالنشر وشروح الشاطبية وغيث النفع والتمهيد لابن الجزري والرعاية لمكي القيسي والموضح للقرطبي وشروح الجزرية وغيرها، ولا أظنّ أنه يفوتهم أمر كهذا خاصّة أنهم كانوا في أشدّ الدّقة في مسائل المخارج والصفات كما هو معلوم.
ثانياً: أنّ الغنّة هي في ذاتها صفة لازمة فكيف توصف بصفة أخرى عارضة كالتفخيم والترقيق ومن المعلوم أنّ الحروف هي التي توصف كما قال بن الجزري " وهو إعطاء الحروف حقّها من صفة لها ومستحقها " ولا شكّ أن الضمير في كلمتي حقّها ومستحقّها يعود على الحروف لا على الصفات وهذا نص صريح أنّ الصفات لاتوصف لأنّها هي بذاتها صفة الحرف وإنّما الحروف هي التي توصف.
ثالثاً: أن النون المخفاة ولو صارت مخفاة فلا يجوز تفخيم صوتها بأي حال كما قال بن الجزري " ورققن مستفلاً من أحرف " إلاّ الراء واللام والألف التي لا توصف بتفخيم ولا بترقيق بل هي تابعة لما قبلها. ولو كانت النون المخفاة تُفخّم لسبقنا إلى هذا القول جهابذة أهل هذا الفنّ الذين ما تركوا صغيرة ولا كبيرة في هذا العلم إلاّ أحصوها.
رابعاً: التفخيم معناه النطق بالحرف مفخّماً بحيث يمتلأ الفم بصدى الحرف وعلى هذا التعريف إذا فخّمنا الغنّة تفخيماً كما نفخّم حروف الاستعلاء فصوتها يخرج مفخّم مبالَغاً إذ يستوي مع تفخيم حروف الاستعلاء وهذا يحتاج إلى دليل ولا يكون بمجرّد رأي.
خامساً: إن كان دليل من قال بتفخيم الغنّة وترقيقها هو التلقّي فنقول كم من مسألة اجتهادية صارت فيما بعد من المُتلقّى بالسند كمسألة الفرجة في الميم المخفاة والإقلاب وغيرها فالعبرة بالنص والدليل لأنّ النصّ لا يتغيّر مهما طال الأمد بخلاف التلقّي الذي قد يعتريه شيءمن التغيير مع مرّ الزمان وما نسمعه اليوم من المخالفات للنصوص والكتب القديمة دلالة على ذلك، فالتلقّى الصحيح المعتبر لا بدّ أن يكون موافقاً للنصوص المعتبرة في هذا الفنّ. والحمد لله أنّه تعالى يسخّر في كلّ زمان علماء يحققون في المسائل ويرجعون إلى المصادر والينابيع الأصلية ليبيّنوا للناس الحق.
ولا بدّ من التوضيح أنّ النون المخفاة المفخّمة هل تفخيمها يكون كتفخيم حروف الاستعلاء فإذا أجيب بنعم فلا بدّ حيئذ من نص صريح في ذلك، وإذا قيل أنّه دون حروف الاستعلاء فلا يصحّ حينئذ أن نسمّي ذلك تفخيماً ولنجد اسماً آخراً بحيث لا يخالف النصوص وأقوال القدامى. وما تلقيناه عن مشايخنا في المدينة النبوية وفي دمشق أنّ الغنّة تفخّم تفخيماً بسيطاً يتلائم مع التلقّي الصحيح بخلاف من يبالغ في ذلك حتى نخرج عن ما كان عليه أسلافنا شيئاً بعد شيء بمجردّ اجتهادات.
فلاّ بدّ من تصحيح المتلقى عن المشايخ بالنص المعتمد ولا أن نجتهد في المسائل ثمّ نلزم الطلبة أن يقرؤا بما اجتهدنا ويصير ذلك فيما بعد من المتلقّى بالسند كمسئلة الفرجة والقول بأنّ الحرف المفخّم الساكن بعد الكسر في مرتبة المكسور إلى غير ذلك من الاجتهادات التي صارت فيما بعد من المتلقى بالسند والله المستعان.
وصلى الله على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
محمد يحي شريف الجزائري
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[16 May 2005, 07:45 م]ـ
الأخ الفاضل / محمد يحيى شريف ... تحية طيبة وبعد:
مسألة تفخيم الغنة وترقيقها لم يتعرض لها العلماء المتقدمين - كما ذكرتَ - ولذا
يكون الفاصل في هذا الأمر هو التلقي والتواتر. وأنا أتفق معك -أخي الكريم- في أن اتباع المتقدمين هو الأساس ... لكن كيف لنا أن نعرف كيف نطق الغنة "ابن الجزري" مثلا طالما
أنه لم يذكرها في كتبه؟!!
لا سبيل إلى معرفة الكيفية إلا بالأخذ من المشايخ المحققين من أهل التواتر. ولا أعلم أن
أحدا من العلماء المتأخرين قد عارض قاعدة "تفخيم الغنة وترقيقها" ... وكلنا يعلم أن هؤلاء
قد أخذوا عن الأوائل بالسند المتصل. وأذكر منهم على سبيل المثال: "السمندوي -
والضباع - وعثمان مراد وغيرهم" .... وقد نظم فضيلة الشيخ عثمان مراد -رحمه الله -
هذه القاعدة في سلسبيله الشافي:
وفَخِّمِ الغُنَّةَ إن تلاها ***** حُرُوفُ الاسْتِعْلاءِ لا سِوَاهَا
فالأمر فيه سَعَة .... وأظنك -أخي الفاضل- لا ترفض هذه القاعدة بل تدعو إلى مزيد
بحث وتقصي ومناقشة ما يمكن أن يكون مشكلا مثل ... "إذا كانت الغنة توصف بترقيق وتفخيم فهل هي حرف أم صفة؟!! "
وأنا بدوري أدعو مشايخنا العلماء في هذا الملتقى المبارك ليتحفونا بما عندهم.
وجزاكم الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[17 May 2005, 11:14 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
بارك الله فيكم على هذه الكلمات المفيدة. والهدف من تعليقي لهذه المسألة ليس مجرّد ردّ وإنكار بل الهدف هو الاستفادة من الردود التي تعرض لنا حتى يزيل الإشكال. وأحيكم علماً أنّ هناك من العلماء من ينكر القول بتفخيم الغنّة كمشايخ الهند وباكستان والأفغان كالشيخ عبيد الله الأفغاني مدرّس في المسجد النبوي والشيخ محمد طاهر الرحيمي الباكستاني وكان مدرّساً في المسجد النبوي وغيرهما. وأعتقد والله أعلم أنّ الخلاف في مسألة تفخيم الغنّة خلاف لفظي أي هل يطلق على الغنّة صفة الترقيق والتفخيم والذي ننكرُهُ اليوم هو المبالغة في تفخيمها كما تفخّم حروف الاستعلاء وسبب هذه المبالغة راجع إلى ما أصّله العلماء المتأخرون في إطلاق التفخيم على الغنّة فلذلك لا بدّ أن تُؤخذَ هذه المسألة بحذر وأن تُضبط جيّداً حتى لا يكون ذلك سبباً للخروف على ما كان عليه الأوائل والعلم عند الله.
وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[17 May 2005, 07:31 م]ـ
الأستاذ الفاضل: محمد يحيى شريف:
بارك الله فيك وجزاك خيرا .... وشكرا لك على الإفادة.
من خلال الاستقراء والتتبع تجد أن القارئ عندما يهيء نفسه للنطق بحرف التفخيم أو
الترقيق تتأثر الغنة بهذا تلقائيا - والله أعلم-، ولذا يكون من الصعب جدا رفض قاعدة "تفخيم الغنة وترقيقها" .... لكن ربما يكون الخلاف خلافا لفظيا فقط كما أشرت أنت إليه مشكورا.
وللأسف "المبالغة" مرضٌ منتشرٌ بكثرة بين المعلمين والمتعلمين ..... خاصة في باب "التفخيم والترقيق" .... نسأل الله تعالى أن يخلصنا منه.
أخي الكريم ... ما رأيك بالرأي الذي يقول بأن تفخيم الغنة خاضع لمراتب التفخيم الخمس (مفتوح بعده ألف - مفتوح - مضموم - ساكن - مكسور)؟
يعني مثلا الغنة في قوله تعالى: "وإن قيل" (النور:2) لا تفخم كما تفخم في قوله تعالى:"من صلصال" (الرحمن:14)
وتقبل تحياتي .....
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[18 May 2005, 11:15 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول وبعد
بارك الله فيكم أخي عمار على هذا الكلام المفيد، وفيما يخصّ خضوع تفخيم الغنّة للمراتب الخمسة على مذهب من يرى أنّ الغنّة تابعة لما بعدها تفخيماً وترقيقاً فيمكن أن نقول بأنّها خاضعة للمراتب لأنها تفخّم والتفخيم لا يخرج عن هذه المراتب والله أعلم. أمّا من يرى أنّ الخلاف لفظي فلا شكّ أنّ الغنّة لا تخضع والعلم عند الله. وأرجوا أن يكون هناك تداخلات في هذه المسألة من طرف العلماء وطلبة العلم لتعمّ الفائدة.
وبالمناسبة أريد أن أثير نقاشاً آخر وهو لماذا يكون الحرف المفخّم الذي بعده ألف أقوى من الحرف المفخّم الذي ليس بعده ألف، وهل هذا يدل أنّ المدّ يزيد قوّةً في الحرف؟ فإن أُجيب بنعم هل يعني هذا أنّه كلّما زيد في المدّ زاد الحرف قوّةً فتكون حينئذ القاف في {قآئم} أقوى من {قال} وهو أقوى من {القمر}. وقد ورد في رواية ورش ما يدلّ على عكس ذلك في نحو {فصالا} و {طال} و {أفطال} و {يصّالحا} حيث جاز الترقيق لأجل الفاصل وهو الألف. فلو كان الألف يزيد الحرف قوّةً لما جاز الترقيق في هذه الكلمات والعلم عند الله.
وأنا في اتظار المريد من التوضيح في هذه المسألة.
وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أخوكم محمد يحي شريف
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[25 Jun 2005, 12:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
أشكر أخويَّ محمد وعمار على مشاركتهما. وما أريد أن أقول هو ما يتعلق بقضيتين:
الأولى: بخصوص القول: بأن الخلاف لفظي في مسألة تفخيم وترقيق الغنة المخفاة. فأقول: إن الخلاف حقيقي، وسمعت الشيخ العلامة الدكتور/ عبدالقيوم السندي – الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى بقسم القراءات يقول: بأن مشائخ الهند وباكستان لا ينكرون على من ترك التفخيم في الغنة المخفاة عند ملاقاة حروف الاستعلاء، بينما نجد أن مشائخ مصر والشام يعتبرون ذلك خطأ وعيباً في الأداء.
الثانية: استشكال الأخ محمد: لماذا يكون الحرف المفخّم الذي بعده ألف أقوى من الحرف المفخّم الذي ليس بعده ألف، وهل هذا يدل أنّ المدّ يزيد قوّةً في الحرف؟ فأقول: إن الألف لا يوصف بقوة ولا ضعف ولا يزيد قوة ولا ضعفاً إلا أنه يُعين على بقاء صفة الحرف الذي قبله ترقيقاً وتفخيماً – ويمكن أن نعتبر من هذه الحيثية أن الألف حرف يزيد في قوة الحرف الذي قبله أو ضعفه - فإذا كان ما قبله مفخماً فإن الألف يساعد على بقاء الصوت المفخم بقدر ما يمد من الحركات. وبذلك يكون الحرف المفخم الذي بعده ألف أقوى من الحرف الذي ليس بعده ألف. لأن الذي ليس بعده ألف ينقطع صوته المخفم بمجرد ما يتخلص من النطق به.
أما استشكالك الثاني عن رواية ورش في مثل (فصالاً)، كيف يكون له وجهان مع أنه كان من المفترض حسب ما تقرر لدينا أن الألف يزيد في قوة الحرف الذي قبله وبالتالي لا يكون له إلا وجه واحد وهو التفخيم. فنقول: صحيح إن الألف حافظ على بقاء الصوت المفخم ولكن ينقطع بمجرد ما ننتهي من النطق به كأن الألف أخذ تفخيم الصاد ورمى به إلى الأعلى حتى تلاشى الصوت شيئاً فشيئاً وما استطاعت اللام أن تلحق به. ولعلك فهمت الصورة التي أقصد. بخلاف مثل (صلاة) فإن اللام اتصلت بالصاد وباشرته حتى اكتسبت منه التفخيم على قاعدة المجاورة.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.(/)
بيع مصحف عثماني من القرن السابع عشر الميلادي
ـ[موراني]ــــــــ[17 May 2005, 03:06 م]ـ
على هذه الصفحة يتم الآن بيع هذا المصحف الجميل:
http://cgi.ebay.com/ws/eBayISAPI.dll?ViewItem&item=7321187625&ssPageName=ADME:B:WN:US:1
في مزاد دولي. المعلومات كلها باللغة الانجليزية. المزاد ينتهي بعد ثلاث ساعات!
أما المشتري الذي عرض الى الآن البلغ الأعلى فانه تاجر فحسب. فمن هنا من المحتمل , بل الأكيد
انه سيبيع هذا المصحف الكامل ورقة ورقة ويمزّق هذا المجلد الجميل على أوراقه!
من عنده الامكانية في الملتقى فليشتر .....
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 May 2005, 05:01 م]ـ
شكراً للدكتور موراني.
يبدو لي أن هذا المصحف عراقي المصدر. وأخشى ما أخشاه أن يكون مما سرق من خزائن العراق في الأيام الماضية، بعد دخول الغزاة الأمريكيين قاتلهم الله. ومن هو البائع الذي يعرضه للبيع في الموقع؟
ـ[موراني]ــــــــ[17 May 2005, 05:22 م]ـ
لا علم لي بالبائع وهو في باريس ويعرض المصحف في الرابط الأمريكي.
كل ما أخشى أن المشتري سيوزع المصحف الى أوراق فيبيعه مرة أخرى ورقة ورقة! مثلا ورقة بعشرة دولارات
وما يزيد على أكثر من 600 صفحة من هذا المصحف سيكون له كسب هائل.
كما جاء في الوصف من جانب البائع فالمصحف من العراق(/)
عقيدة الإمام عبدالرزاق الصنعاني
ـ[محمد الشعراوي]ــــــــ[17 May 2005, 05:28 م]ـ
أريد أن أعرف عقيدة عبد الرزاق كما دل عليه تفسيره، فهل من الأخوة الكرام من له قراءة في تفسيره فيدلني على موقفه من صفة الاستواء
والسلام عليكم
ـ[الجواب الكافي]ــــــــ[19 May 2005, 04:48 ص]ـ
أقوال أهل العلم في الامام عبد الرزاق الصنعاني مع ترجمته من باب الزيادة
عبد الرزاق الصنعاني أبو بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الصنعاني مولى حمير قال أبو سعد ابن السمعاني قيل ما رحل الناس إلى أحد بعد رسول الله مثل ما رحلوا إليه يروي عن معمر بن راشد الأزدي مولاهم البصري والأوزاعي وابن جريج وغيرهم وروى عنه أئمة الإسلام في ذلك العصر منهم
سفيان بن عيينة وهو من شيوخه وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وغيرهم وكانت ولادته في سنة ست وعشرين ومائة وتوفي في شوال سنة إحدى عشرة ومائتين باليمن رحمه الله تعالى والصنعاني بفتح الصاد المهلمة وسكون النون وفتح العين المهلمة وبعد الألف نون هذه النسبة إلى مدينة صنعاء وهي من أشهر مدن اليمن وزادوا النون في النسبة إليها وهي نسبة شاذة كما قالوا في بهراء بهراني وقال أبو محمد عبد الله بن الحارث الصنعاني سمعت عبد الرزاق يقول من يصحب الزمان ير الهوان قال وسمعته ينشد (فذاك زمان لعبنا به * وهذا زمان بنا يلعب)
انظر الى وفيات الاعيان حرف العين
---------------------------
عبد الرزاق بن همام الصنعاني
عبد الرزاق بن همام بن نافع، الإمام أبو بكر الحميري مولاهم الصنعاني. أحد الأعلام، روى عن أبيه، ومعمر، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، وعبيد الله بن عمر، وابن جريج والمثنى بن الصباح، وثور بن يزيد، وحجاج بن أرطاة، وزكريا بن إسحاق، والأوزاعي، وعكرمة بن عمار، والسفيانين، ومالك وخلق. ورحل إلى الشام بتجارة وسمع الكثير من جماعة. ومولده سنة ست وعشرين ومائة، وتوفي سنة إحدى وعشرين ومائتين، وروى عنه شيخاه معتمر بن سليمان، وسفيان بن عيينة، وأبو أسامة وهو أكبر منه، وأحمد بن حنبل، وابن معين، وإسحاق، ومحمد بن رافع، ومحمد بن يحيى، ومحمود بن غيلان، وأحمد بن صالح، وأحمد بن الأزهر، وأحمد بن الفرات، والرمادي، وإسحاق الكوسج، والحسن بن علي الخلال، وسلمة بن شبيب، وعبد بن حميد، وإسحاق الدبري، وإبراهيم بن سويد الشبامي وخلق كثير.
قال أحمد بن صالح، قلت لأحمد بن حنبل: رأيت أحدا أحسن حديثا من عبد الرزاق? فقال: لا. قال أبو زرعة الدمشقي? قلت لأحمد ابن حنبل: كان عبد الرزاق يحفظ حديث معمر? قال: نعم، قيل له فمن أثبت في ابن جريج عبد الرزاق أو محمد بن بكر البرساني? قال: عبد الرزاق، وعمي عبد الرزاق وكان يلقن. قال الأثرم: سمعت أبا عبد الله يسأل عن حديث النار خيار، فقال: هذا باطل ليس من هذا شيء، ثم قال: ومن يحدث به عن عبد الرزاق.
قلت: حدثني أحمد بن شيبوبة، قال: هؤلاء سمعوا بعدما عمي ليس هو في كتبه، وقد أسندوا عنه أحاديث ليست في كتبه كان يلقنها بعدما عمي.
قال ابن معين: سمعت من عبد الرزاق كلاما يوما فاستدللت به على ما ذكر عنه من المذهب، يعني التشيع، فقلت له: إن أستاذيك الذين أخذت عنهم ثقات كلهم أصحاب سنة، معمر ومالك وابن جريج وسفيان والأوزاعي، فعمن أخذت هذا المذهب? فقال: قدم علينا جعفر بن سليمان الضبعي فرأيته فاضلا حسن الهدى فأخذت هذا عنه، وقال سلمة بن شبيب: سمعت عبد الرزاق يقول: والله ما انشرح صدري قط أن أفضل عليا على أبي بكر وعمر، وقال أحمد بن الأزهر: سمعت عبد الرزاق يقول أفضل الشيخين بتفضيل علي إياهما على نفسه، ولو لم يفضلهما لم أفضلهما، كفى بي إزراء أن أحب عليا ثم أخالف قوله، وقال ابن معين: قال لي عبد الرزاق: اكتب عني حديثا واحدا من غير كتاب، فقلت ولا حرف.
(يُتْبَعُ)
(/)
وصنف عبد الرزاق التفسير، والسنن وغير ذلك وعمر دهرا طويلا وأكثر عنه الطبراني وروى له الجماعة. قال زهير بن حرب: لما قدمنا صنعاء أغلق عبد الرزاق الباب ولم يفتحه لأحد إلا لأحمد بن حنبل لديانته، فدخل فحدثه بخمسة وعشرين حديثا، ويحيى بن معين بين الناس جالس، فلما خرج قال له يحيى: أرني ما حدثك، فنظر فيه فخطأه في ثمانية عشر حديثا، فعاد أحمد إلى عبد الرزاق فأراه مواضع الخطأ، فأخرج عبد الرزاق أصوله فوجدها كما قال يحيى ففتح الباب وقال: ادخلوا، وأخذ مفتاح بيت وسلمه إلى أحمد وقال: هذا البيت ما دخلته يد غيري منذ ثمانين سنة أسلمه إليكم بأمانة الله على أنكم لا تقولون ما لم أقل ولا تدخلوا علي حديثا من حديث غيري، ثم أومأ إلى أحمد وقال: أنت أمين الله على نفسك وعليهم، فأقاموا عنده حولا. وقال أبو عبد الرحمن النسائي: عبد الرزاق ابن همام من لم يكتب عنه من كتاب ففيه نظر، ومن كتب عنه بآخرة حدث عنه بأحاديث مناكير.
انظر الى كتاب الوافي بالوفيات للصفدي حرف العين
-------------------------------------
[611] ع الستة عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري مولاهم أبو بكر الصنعاني روى عن أبيه وعمه وهب ومعمر وعبيد الله بن عمر العمري وأخيه عبد الله بن عمر العمري وأيمن بن نابل وعكرمة بن عمار وابن جريج والأوزاعي ومالك والسفيانين وزكرياء بن إسحاق المكي وجعفر بن سليمان ويونس بن سليم الصنعاني وابن أبي رواد وإسرائيل وإسماعيل بن عياش وخلق وعنه بن عيينة ومعتمر بن سليمان وهما من شيوخه ووكيع وأبو أسامة وهما من أقرانه وأحمد وإسحاق وعلي ويحيى وأبو خيثمة وأحمد بن صالح وإبراهيم بن موسى وعبد الله بن محمد المسندي وسلمة بن شبيب وعمرو الناقد وابن أبي عمرر وحجاج بن الشاعر ويحيى بن جعفر البيكندي ويحيى بن موسى خت وإسحاق بن إبراهيم السعدي وإسحاق بن منصور الكوسج وأحمد بن يوسف السلمي والحسن بن علي الخلال وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم وعبد بن حميد ومحمد بن رافع ومحمد بن مهران الحمال ومحمود بن غيلان ومحمد بن يحيى الذهلي وأبو مسعود الرازي وإسحاق بن إبراهيم الدبري وغيرهم قال بن أبي خيثمة عن بن معين وأما عبد الرزاق والفريابي وأبو أحمد الزبيري وعبيد بن موسى وأبو عاصم وقبيصة وطبقتهم فهم كلهم في سفيان قريب بعضهم من بعض وهم دون يحيى بن سعيد وابن مهدي ووكيع وابن المبارك وأبي نعيم وقال أحمد بن صالح المصري قلت لأحمد بن حنبل رأيت أحدا أحسن حديثا من عبد الرزاق قال لا وقال أبو زرعة الدمشقي عبد الرزاق أحد من ثبت حديثه وقال بن أبي السري عن عبد الوهاب بن همام كنت عند معمر فقال يختلف إلينا أربعة رباح بن زيد ومحمد بن ثور وهشام بن يوسف وعبد الرزاق فأما رباح فخليق أن يغلب عليه العبادة وأما هشام فخليق أن يغلب عليه السلطان وأما بن ثور فكثير النسيان وأما عبد الرزاق فإن عاش فخليق أن تضرب إليه أكباد الإبل قال بن أبي السري فوالله لقد أتعبها وقال أحمد حديث عبد الرزاق عن معمر أحب إلي من حديث هؤلاء البصريين كان يتعاهد كتبه وينظر فيها باليمن وكان يحدثهم حفظا بالبصرة يعني معمرا وقال الأثرم سمعت أحمد يسأل عن حديث النار جبار فقال ومن يحدث به عن عبد الرزاق قلت حدثني أحمد عن شبويه قال هؤلاء سمعوا بعدما عمي كان يلقن فلقنه وليس هو في كتبه كان يلقنها بعد ما عمي وقال حنبل بن إسحاق عن أحمد نحو ذلك وزاد من سمع من الكتب فهو أصح وقال أبو زرعة الدمشقي قلت لأحمد من أثبت في بن جريج عبد الرزاق أو البرساني قال عبد الرزاق وقال أيضا أخبرني أحمد أنا عبد الرزاق قبل المائتين وهو صحيح البصر من سمع منه بعدما ذهب بصره فهو ضعيف السماع وقال عباس الدوري عن بن معين كان عبد الرزاق أثبت في حديث معمر عن هشام بن يوسف وكان هشام في بن جريج أقرأ للكتب وقال يعقوب بن شيبة عن علي بن المديني قال لي هشام بن يوسف وكان عبد الرزاق أعلمنا وأحفظنا قال يعقوب وكلاهما ثقة وقال الحسن بن جرير الصوري عن علي بن هاشم عن عبد الرزاق كتبت عن ثلاثة لا أبالي أن لا أكتب عن غيرهم كتبت عن بن الشاذكوني وهم من أحفظ الناس وكتبت عن يحيى بن معين وهو من أعرف الناس بالرجال وكتبت عن أحمد بن حنبل وهو من أثبت الناس وقال جعفر الطيالسي سمعت بن معين قال سمعت من عبد الرزاق كلاما استدللت به على ما ذكر عنه من
(يُتْبَعُ)
(/)
المذهب فقلت له أن استاذيك الذي أخذت عنهم ثقات كلهم أصحاب سنة معمر ومالك وابن جريج والثوري والأوزاعي فعمن أخذت هذا المذهب قال قدم علينا جعفر بن سليمان فرأيته فاضلا حسن الهدي فأخذت هذا عنه وقال محمد بن أبي بكر المقدمي وجدت عبد الرزاق ما أفسد جعفرا غيره يعني في التشيع وقال بن أبي خيثمة سمعت يحيى بن معين وقيل له قال أحمد أن عبيد الله بن موسى يرد حديثه للتشيع فقال كان عبد الرزاق والله الذي لا إله إلا هو أغلى في ذلك منه مائة ضعف ولقد سمعت من عبد الرزاق أضعاف ما سمعت من عبيد الله وقال عبد الله بن أحمد سألت أبي هل كان عبد الرزاق يتشيع ويفرط في التشيع فقال أما أنا فلم أسمع منه في هذا شيئا وقال عبد الله بن أحمد سمعت سلمة بن شبيب يقول سمعت عبد الرزاق يقول والله ما انشرح صدري قط أن أفضل عليا على أبي بكر وعمر رحم الله أبا بكر وعمر وعثمان من لم يحبهم فما هو مؤمن وقال أوثق أعمالي حبي إياهم وقال أبو الأزهر سمعت عبد الرزاق يقول أفضل الشيخين بتفضيل علي إياهما على نفسه ولو لم يفضلهما ما فضلتهما كفى بي ازدراء أن أحب عليا ثم أخالف قوله وقال بن عدي ولعبد الرزاق أصناف وحديث كثير وقد رحل إليه ثقات المسلمين وأئمتهم وكتبوا عنه إلا أنهم نسبوه إلى التشيع وقد روى أحاديث في الفضائل لم يتابع عليها فهذا أعظم ما ذموه من روايته لهذه الأحاديث ولما رواه في مثالب غيرهم وأما في باب الصدق فأرجو أنه لا بأس به قال أحمد وغيره مولده سنة ست وعشرين ومائة وقال البخاري وغير واحد مات سنة إحدى عشرة ومائتين زاد بن سعد في شوال قلت قال النسائي فيه نظر لمن كتب عنه بآخره كتب عنه أحاديث مناكير وقال أبو حاتم يكتب حديثه ويحتج به وذكره بن حبان في الثقات وقال كان ممن يخطىء إذا حدث من حفظه على تشيع فيه وكان ممن جمع وصنف وحفظ وذاكر وقال الآجري عن أبي داود الفريابي أحب إلينا منه وعبد الرزاق ثقة وقال أبو داود سمعت الحسن بن علي الحلواني يقول سمعت عبد الرزاق وسئل أتزعم عليا كان على الهدى في حروبه قال لا ها الله إذا يزعم على أنها فتنة وأتقلدها له هذا قال أبو داود وكان عبد الرزاق يعرض بمعاوية وقال محمد بن إسماعيل الفزاري بلغني ونحن بصنعاء أن أحمد ويحيى تركا حديث عبد الرزاق فدخلنا غم شديد فوافيت بن معين في الموسم فذكرت له فقال يا أبا صالح لو ارتد عبد الرزاق ما تركنا حديثه وروي عن عبد الرزاق أنه قال حججت فمكثت ثلاثة أيام لا يجيئني أصحاب الحديث فتعلقت بالكعبة وقلت يا رب مالي أكذاب أنا أمدلس أنا فرجعت إلى البيت فجاؤوني وقال العجلي ثقة يتشيع وكذا قال البزار وقال الذهلي كان عبد الرزاق أيقظهم في الحديث وكان يحفظ وقال إبراهيم بن عباد الدبري كان عبد الرزاق يحفظ نحوا من سبع عشرة ألف حديث وقال العباس العنبري لما قدم من صنعاء لقد تجشمت إلى عبد الرزاق وأنه لكذاب والواقدي أصدق منه قرأت بخط ذهبي عقب هذه الحكاية هذا شيء ما وافق العباس عليه مسلم قلت وهذا إقدام على الإنكار بغير تثبت فقد ذكر الإسماعيلي في المدخل عن الفرهياني أنه قال حدثنا عباس العنبري عن زيد بن المبارك قال كان عبد الرزاق كذابا يسرق الحديث وعن زيد قال لم يخرج أحد من هؤلاء الكبار من ها هنا إلا وهو مجمع أن لا يحدث عنه انتهى وهذا وإن كان مردودا على قائله فغرض من ذكره الإشارة إلى أن للعباس بن عبد العظيم موافقا ومما أنكر على عبد الرزاق روايته عن الثوري عن عاصم بن عبيد الله عن سالم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى على عمر ثوبا فقال أجديد هذا أم غسيل الحديث قال الطبراني في الدعاء رواه ثلاثة من الحفاظ عن عبد الرزاق وهو مما وهم فيه عن الثوري والصواب عن عمر عن الزهري عن سالم انتهى وقد قال النسائي ليس هذا من حديث الزهري من اسمه عبد السلام
انظر الى كتاب تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر الجزء السادس حرف العين
---------------------------------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
[357] ع عبد الرزاق بن همام بن نافع الحافظ الكبير أبو بكر الحميري مولاهم الصنعاني صاحب التصانيف روى عن عبيد الله بن عمر قليلا وعن بن جريج وثور بن يزيد ومعمر الأوزاعي والثوري وخلق كثير رحل في تجارة الى الشام ولقى الكبار وعنه أحمد وإسحاق وابن معين والذهلي وأحمد بن صالح والرمادى وإسحاق بن إبراهيم الدبرى وأمم سواهم وكان يقول جالست معمرا سبع سنين قال أحمد كان عبد الرزاق يحفظ حديث معمر قلت وثقه غير واحد وحديثه مخرج في الصحاح وله ما ينفرد به ونقموا عليه التشيع وماكان يغلو فيه بل كان يحب عليا رضى الله تعالى عنه ويبغض من قاتله وقد قال سلمة بن شبيب سمعت عبد الرزاق يقول والله ما انشرح صدري قط ان أفضل عليا على أبي بكر وعمر وكان رحمه الله من أوعية العلم ولكنه ما هو في حفظ وكيع وابن مهدى قال بن سعد مات في نصف شوال سنة إحدى عشرة ومائتين قلت عاش خمسا وثمانين سنة ولو ذهبنا نستقصى اخباره لطال الكتاب جدا
انظر الى كتاب تذكرة الحفاظ للأمام الذهبي
--------------------------------------------
(الصنعاني) * (126 - 211 ه = 744 - 827 م) عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري، مولاهم، أبو بكر الصنعاني: من حفاظ الحديث الثقات، من أهل صنعاء. كان يحفظ نحوا من سبعة عشر ألف حديث. له (الجامع الكبير) في الحديث، قال الذهبي: وهو خزانة علم، وكتاب في (تفسير القرآن - خ) و (المصنف في الحديث - ط) ويقال له الجامع الكبير، حققه حبيب الرحمن الاعظمي الباكستاني المعاصر، ونشره المجلس العلمي الباكستاني في 11 جزءا (2). * (الطعمة) *
انظر الى كتاب الاعلام للزركلي
---------------------------------------------
عبد الرزاق الصنعاني (126 - 211 ه) (744 - 826 م) عبد الرزاق بن همام بن نافع الصنعاني، الحميري، اليمني (أبو بكر). محدث، حافظ، فقيه. أخذ عنه البخاري، وتوفي في نصف شوال وله من العمر 85 سنة. له من الكتب: السنن في الفقه، المغازي، تفسير القرآن، الجامع الكبير في الحديث، وتزكية الارواح عن مواقع الافلاح. (خ) ابن عساكر: تاريخ دمشق 10: 149/ 1 - 157/ 1، فهرس مخطوطات الظاهرية (ط) ابن النديم: الفهرست 1: 228، ابن كثير: البداية 10: 265، ابن العماد: شذرات الذهب 2: 27، الذهبي: ميزان الاعتدال 2: 106 - 129، مختصر دول الاسلام 1: 100، الذهبي: تذكرة الحفاظ 1: 331، طلس كبري: مفتاح السعادة 1: 415، حاجي خليفة: كشف الظنون 452، 576، 1008، 1712، البغدادي: ايضاح المكنون 1: 285، سيد: فهرس المخطوطات المصورة 1: 105، أبو علي: منتهى المقال 176، ميرزا محمد: منهج المقال 193، البغدادي: هدية العارفين 1
انظر الى كتاب معجم المؤلفين لكحالة
ـ[الجواب الكافي]ــــــــ[19 May 2005, 05:12 ص]ـ
وقال الحافظ ابن رجب في شرح العلل
فمنهم: عبد الرزاق بن همام الصنعاني:
أحد أئمة الحديث المشهورين، وإليه كانت الرحلة في زمانه في الحديث، حتى قيل: إنه لم يرحل إلى أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما رحل إلى عبد الرزاق.
قال الإمام أحمد في رواية إسحاق بن هانئ: ((عبد الرزاق لا يعبأ بحديث من سمع منه وقد ذهب بصره، كان يلقن أحاديث باطلة، وقد حدث عن الزهري أحاديث كتبناها من أصل كتابه وهو ينظر، جاؤوا بخلافها)).
ونقل الأثرم عنه معنى ذلك.
وقال في النيسابوري يعني محمد بن يحيى الذهلي: ((قدم على عبد الرزاق مرتين: إحداهما بعدما عمي)).
وذكر الأثرم أيضاً أن أحمد ذكر له حديث: ((النار جبار))
فقال: هذا باطل، ليس من هذا شئ. ثم قال: ومن يحدث به عن عبد الرزاق؟ قلت: حدثني [به] أحمد بن شبويه، قال: ((هؤلاء سمعوا بعدما عمي، كان يلقن فلقنه، وليس هو في كتابه، وقد أسندوا عنه أحاديث في كتبه كان يلقنها بعدما عمي)).
قال أبو عبد الله: ((حكوا عنه عن الحلواني أحاديث أسندها)).
وقد ذكر غير واحد أن عبد الرزاق حدث بأحاديث مناكير في فضل علي وأهل البيت، فلعل تلك الأحاديث مما لقنها بعد أن عمي، كما قاله الإمام أحمد، والله أعلم، وبعضها مما رواه عنه الضعفاء ولا يصح عنه.
وقال النسائي: ((عبد الرزاق ما حدث عنه بآخره ففيه نظر)).
وذكر عبد الله بن أحمد أنه سمع يحيى بن معين قيل له: تحفظ عن عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((أنه مسح على الجبائر)) فقال يحيى: ((باطل، ما حدث به معمر قط)).
ثم قال يحيى: ((عليه مائة بدنة مقلدة إن كان معمر حدث بهذا قط، هذا باطل، ولو حدث بهذا عبد الرزاق كان حلال الدم، من حدث بهذا عن عبد الرزاق؟ قالوا: فلان، وفي بعض النسخ قالوا: محمد بن يحيى قال: لا والله ما حدث به معمر، وعليه حجة من ههنا إلى مكة إن كان معمر يحدث بهذا.
قال عبد الله بن أحمد: ((هذا الحديث يروونه عن إسرائيل عن عمرو بن خالد عن زيد عن علي عن أبانه عن علي عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وعمرو بن خالد لا يساوي شيئاً)).
قال عبد الله وسمعت يحيى يقول: ((ما كتبت عن عبد الرزاق حديثاً قط إلا من كتابه، لا والله ما كتبت عنه حديثاً قط إلا من كتابه)).
وذكر بعضهم أن سماع الدبري من عبد الرزاق بآخره.
قال إبراهيم الحربي: ((مات عبد الرزاق وللدبري ست سنين أو سبع سنين)).
نقلا عن مشاركة الشيخ عبد الرحمن الفقيه في ملتقى اهل الحديث
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الشعراوي]ــــــــ[19 May 2005, 03:14 م]ـ
السلام عليكم أيها الأخوة الكرام
شكرا على تلك المعلوما ت القيمة ولكنها لاتخدمني كثيرا فهي تتناول ترجمة الإمام وهي معروفة لدى الجميع ما أقصده هو السؤال عن عقيدة الإمام وتناوله الصفات خصوصا الإستواء كما ينعكس ذلك في تفسيره. فالمعلوم والمشهور عنه أنه كان على عقيدة السلف وأنا أريد إثبات ذلك بالحجة والبرهان فلا سبيل لهذا إلا باستقراء تفسيره وكيف يفسر تلك الصفات ولقذ عمدت بالفغل إلى تفسيره فلم أجده قد فسر الآيات المتعلقة بالاستواء وهي واردة في تسع مواقع في القرآن. فهل من سبيل إلي الوصل لعقيدته في هذه الصفة خصوصا؟ وجزاكم الله خير على الاهتمتم والسلام عليكم.
ـ[فاختة]ــــــــ[18 Jul 2006, 09:58 م]ـ
أود السؤال عن عقيدة المفسر نشوان الحميري
ـ[الجكني]ــــــــ[19 Jul 2006, 01:52 ص]ـ
الأخت فاختة: كتبت لك قبل يومين أو ثلاثة في فقرة "طلب المخطوطات " عقيدة نشوان،وأنه معتزلي وذكرت لك بعض مظان ترجمته(/)
سؤال عن تفسير محمد بن علاء الدين البابلي المصري من علماء القرن الحادي عشر
ـ[عابر سبيل]ــــــــ[18 May 2005, 12:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي سؤال أرجو من أهل العلم المحيطين إجابتي عنه
ذكر أمامي أن للعلامة محمد بن علاء الدين البابلي المصري تفسير مخطوط وهو من أعيان القرن الحادي عشر الهجري فهل هذا صحيح مع أن المعروف عنه اهتمامه بالحديث والفقه ومعروف أيضا بعدم حبه للتأليف بل كان يفضل العكوف على كتب الأقدمين وشرحها فهل لدى أحد منكم معلومات عن ذلك وعن الكتاب إن كان مطبوعا واماكن وجود المخطوطة
دام فضلكم(/)
سؤال عن نسبة بعض الأفعال إلى الله تعالى
ـ[صالح العمري]ــــــــ[19 May 2005, 11:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
عند سماع دروس التفسير قد يتساهل بعض الملقين في نسبة الأفعال التي لم ترد في الكتاب والسنة إلى الله تعالى .. ومن أمثلة ذلك (يركزّ - يستطرد- يشنّع - يلفت النظر- يشرح - يعقّب .. وغيرها مما لاحصر له .. )، وبعضهم ينسب الأفعال ‘لى "السياق القرآني" فما هو الضابط في ذلك؟! وليت من يطلعنا على أقوال السلف بهذا الخصوص ..
نسأل الله أن يعظم لكم الأجر ويجزل لكم المثوبة ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 May 2005, 06:23 ص]ـ
هذه العبارات التي يعبر بها بعض المفسرين أو الفقهاء أو غيرهم كثيرة، وهي في كلام المتحدثين في دروسهم أكثر منها في مؤلفات المفسرين، لقدرة المؤلف على التصرف واختيار العبارات، بخلاف المتحدث فإنه يضطر في مواقف كثيرة إلى التعبير بعبارة موهمة أو يسبق لسانه أو يعتاد على عبارة قد تكون متضمنةً لأمر غير مشروع أو مشكوك في صحته أو نحو ذلك، وقَلَّ مَن يَسلَمُ مِن ذلك إلا من رحم الله.
ولذلك اعتذر ابن عطية في مقدمة تفسيره، وذكر أنه قد يرد في تفسيره بعض العبارات التي اعتاد المفسرون على تكرارها مثل قولهم: حكى الله عن فلان كذا، ونحو هذه العبارة مما هو قريب من الألفاظ المذكورة في السؤال. وخَرَّجها على أن جوازها يرتبط بالقصد منها، وليس المقصود منها نسبة هذه الصفات لله، وإنما نسبتها للآيات القرآنية. وقد ذكرها بقوله: (بابٌ في الألفاظ التي يقتضي الإيجازُ استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى) فذكر أن الباعث على استخدامها طلب الإبجاز والاختصار من المؤلف.
قال ابن عطية تحت هذا العنوان: (اعلم أَنَّ القصد إلى إِيْجازِ العبارةِ قد يسوقُ المتكلمَ في التفسير إلى أَنْ يقولَ: خاطبَ اللهُ بهذه الآيةِ المؤمنين، وشَرَّفَ اللهُ بالذكرِ الرجلَ المؤمنَ من آل فرعونِ، وحكى اللهُ تعالى عن أُمِّ موسى أَنَّها قالت قُصِّيهِ، ووَقَّفَ اللهُ ذريةَ آدم على ربوبيتهِ بقولهِ: ?ألستُ بربِّكمْ? الأعراف 172، ونحو هذا من إِسنادِ أفعالٍ إلى الله تعالى لم يأتِ إسنادُها بتوقيفٍ من الشَّرعِ.
وقد استعملَ هذه الطريقةَ المفسرونَ والمُحدِّثونَ والفقهاءُ واستعملها أبو المعالي في الإرشادِ، وذكر بعضُ الأصوليينَ أَنَّهُ لا يَجوزُ أَن يُقالَ: حكى اللهُ، ولا مَا جَرى مَجراهُ.
قال القاضي أبو مُحمد عبد الحق: وهذا على تقريرِ هذه الصفةِ لهُ وثبُوتِها مستعملةً كسائرِ أوصافهِ تبارك وتعالى، وأَمَّا إذا استعملَ ذلك في سياق الكلامِ، والمرادُ منه حَكتِ الآيةُ، أو اللفظُ فذلك استعمالٌ عَربيٌّ شائعٌ، وعليهِ مَشى الناسُ)
ولكن ابن عطية هنا لا يرى استخدامه، حيث يقول: (وأَنا أَتَحفَّظُ منهُ في هذا التعليقِ جَهْدِي، لكنيِّ قَدَّمْتُ هذا البابَ لِمَا عَسى أَنْ أَقَعَ فيه نادراً واعتذاراً عمَّا وَقَعَ فيه المُفسِّرونَ من ذلك).
ثم أورد ابن عطية من كلام العرب، نثرها وشعرها ما يمكن تخريج هذا الاستعمال لهذه العبارات عليه، وإن لم تكن هذه الشواهد الشعرية دليلاً قاطعاً في مثل هذه المسائل فقال: (وقد استعملت العربُ أشياءَ في ذكر الله تعالى تُحمَلُ على مَجازِ كلامِها فمن ذلك قول أبي عامر يرتَجزُ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم:
فاغفر فداء لك ما اقتفيناوقولِ أُمِّ سلمة: (فعزمَ الله لي) في الحديث في موت أبي سلمة وإبدال الله لها منه رسول الله.
ومن ذلك قولهم: اللهُ يَدْري كذا وكذا. والدراية إِنَّما هي التأَتِي للعلمِ بالشيء حتى يتيسر ذلك.
قال أبو عليِّ: واحتجَّ بعضُ أهلِ النظر على جواز هذا الإطلاق بقول الشاعرِ:
لاهُمَّ لا أَدْري وأَنْتَ الدَّاريْ
قال أبو علي: وهذا لا ثَبتَ فيه؛ لأَنَّهُ يَجوزُ أن يكون من غَلَطِ الأَعْرابِ.
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: وكذلكَ أَقُولُ إِنَّ الطريقةَ كُلَّها عربيةٌ لا يَثبتُ للنظرِ المَنخولِ شيءٌ منها. وقد أَنشد بعضُ البغداديين:
لا هُمَّ إِنْ كنتَ الذي بِعَهْدي * ولَمْ تُغَيْركَ الأمورُ بعديوقد قال العجَّاجُ:
فارتاحَ رَبِّي وأَرادَ رَحْمَتِيوقال الآخرُ:
قدْ يُصْبِحُ اللهُ أَمامَ السَّارِيوقال الآخر:
يا فَقْعَسي لِمَ أَكلتَهُ لِمَهْ * لَو خَافَكَ اللهُ عليهِ حَرَّمَهْوقال أوس:
أَبَنِي لُبَيْنَى لا أُحِبُّكُمُ * وجدَ الإِلَهُ بكمْ كما أَجِدُوقال الآخر:
وإِنَّ اللهَ ذاقَ عُقولَ تَيْمٍ * فلمَّا راءَ خِفَّتها قَلاهاومن هذا الاستعمالِ الذي يُبْنَى البابُ عليهِ قولُ سَعدِ بن معاذٍ: (عَرَّقَ اللهُ وجهَكَ في النَّارِ). يقول هذا للرَّامي الذي رماهُ، وقالَ: خُذها وأَنا ابنُ العَرَقة.
وفي هذه الأمثلةِ كِفايَةٌ فيما نَحونَاهُ، إِذ النظيرُ لذلك كثيرٌ موجودٌ، وإِنْ خُرِّجَ شيءٌ من هذه على حذفِ مضافٍ فذلك متوجهٌ في الاستعمال الذي قصدنا الاعتذارَ عنهُ واللهُ المستعانُ). انظر: المحرر الوجيز (طبعة قطر) 1/ 63 - 67
وقال ابن عباد في رسائله الكبرى: (وقد رأيت في مواضع من كتبكم شيئاً أردت أن أنبهكم عليه، وهو أنكم تقولون فيها: حكى الله عن فلان، وحكى عن فلان كذا، وقد يقع مثل هذا في كلام الأئمة، وهذا عندي ليس بصواب من القول؛ لأن كلام الله تعالى صفة من صفاته، وصفاته تعالى قديمة، فإذا سمعنا الله تعالى يقول كلاماً عن موسى عليه السلام مثلاً وعن فرعون، أو أمة من الأمم، فلا يقال: حكى عنهم كذا؛ لأن الحكاية تؤذن بتأخرها عن المَحكي، وإنما يقال في مثل هذا: أخبر الله تعالى، أو أنبأ، أو كلام معناه هذا مما لا يفهم من مقتضاه تقدم ولا تأخر). انظر: حاشية محقق المحرر الوجيز (طبعة قطر) 1/ 63
وهذه مسألة جديرة بالنقاش والبحث، وإنما أردت فتح باب البحث، لا الجواب عن السؤال والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد إسماعيل]ــــــــ[20 May 2005, 03:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد.
أولاً- سأحكي لك هذه الحكاية، أو سأخبرك عنها، أو سأنبئك بها، فهل تحب سماعها؟ أظن أن لديك الرغبة في السماع.
سألت ابن عباد عن قوله في رسائله الكبرى، الذي ذكرتموه في تعليقكم السابق، فقلت له: يا شيخنا الفاضل! إنك تقول: إنه ليس بصواب عندك أن يقول أحدنا: ((حكى الله عن فلان، وحكى عن فلان كذا))؛ لأن الحكاية تؤذن بتأخرها عن المَحكِيِّ .. وإنما الصواب أن يقال في مثل هذا: ((أخبر الله تعالى، أو أنبأ، أو كلام معناه هذا مما لا يفهم من مقتضاه تقدم ولا تأخر)) ..
ألا ترى يا شيخنا! أنه لا فرق بين قولنا: حكى الله، أو أخبر الله، أو أنبأ الله، من حيث الاستعمال اللغوي، ومن حيث أن كلاًّ من الإخبار عن الشيء، والإنباء عنه مؤذن بتأخرهما عن المخبَر، والمنبَأ؛ كإيذان الحكاية بتأخرها عن المحكي؟
ثم ألا ترى إلى قوله تعالى: {تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أنبائها} (الأعراف:101) كيف أسند الفعل (نقصُّ) إلى ذاته المقدسة؟ فلماذا هذا يجوز في حقه سبحانه، وإذا قلنا نحن في حقه: (حكى الله تعالى كذا) و (قصَّ الله علينا كذا)، قلتم: لا يجوز، ولا يليق .. ؟ أم أن هناك فرق بين القولين، نحن لا نعلمه؟
فقال: هو كما تقول .. لا فرق بينهما في ذلك. فقلت له: ما معنى قولك هذا إذًا؟ فقال: لقد رأينا كثيرًا من العامة ينسبون إلى الله سبحانه صفات لا تليق بجلاله وكماله، فيسيئون إلى الخالق جل وعلا، فأردت بقولي هذا أن أنبه العقلاء على أخذ الحيطة والحذر في استعمالهم لهذه الصفات، ونسبتها إلى الله جل وعلا، وأن يتحروا الدقة في اختيارهم للألفاظ المعبرة عن تلك الصفات اختيارًا لا يدع مجالاً لأحد من العامة أن يفهمها كما يشاء، ثم ينسبها إلى الخالق جل وعلا ...
ثانيًا- ذكر ابن جني في الخاطريات في قوله تعالى: {قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى} [طه:65]: ((أن العدول عن قوله: (وإما أن نلقي) - إلى قولهم: {وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى} - لغرضين:
أحدهما لفظي: وهو المزاوجة لرؤوس الآي. والآخر معنوي: وهو أنه تعالى أراد أن يخبر عن قوة أنفس السحرة، واستطالتهم على موسى، فجاء عنهم بلفظ أتم وأوفى منه في إسنادهم الفعل إليه.
ثم أورد سؤالاً، وهو: إنا نعلم أن السحرة لم يكونوا أهل لسان، فنذهب بهم هذا المذهب من صنعة الكلام. وأجاب بأن جميع ما ورد في القرآن حكاية عن غير أهل اللسان من القرون الخالية؛ إنما هو مُعرِب عن معانيهم، وليس بحقيقة ألفاظهم .. )).
فما رأيك يا أخي أبا عبد الله؟!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 May 2005, 03:50 ص]ـ
هذا كلام جيد أخي أبا الهيثم وفقك الله. والأمر كما تفضلتم، والغرض الذي يتحراه الجميع هو التأدب مع الله سبحانه وتعالى، والعناية بانتقاء الألفاظ المعبرة التي لا تحتمل معاني موهمة ربما لا يجوز استعمالها في حقه سبحانه وتعالى.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[22 May 2005, 08:38 ص]ـ
قد عرضت الى هذه المسالة بشيء من الاختصار في بحث لي سينشر في جامعة مؤتة بالاردن حول موضوع الاتجاهات المنحرفة في التفسيرولعلي ان انسأ الله تعالى في الاجل ان اضعه في هذا الملتقى الطيب بعد نشره في المجلة
ودمتم بخير حال وإلى الله تعالى المآل(/)
مفهوم الأمة عند مفسري القرآن في التراث الإسلامي للباحث الجزائري محمد حرير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 May 2005, 07:55 ص]ـ
توطئة:
مما لا شك فيه أن التنزيل العظيم أقر بوضوح لا لبس فيه أن الناس مصدرهم من أصل واحد، كما حاول الوقوف أمام دعائم مزعومة من طرف الفكر القبلي والإقليمي التعصبي وذلك حين نزوله، سواء عند العرب أو عند من هم في جوارهم من امبراطوريات وأقوام غير عربية. وبالتالي رفض أن يكون أساساً مثل هذه الدعائم عماداً للمجتمع المنشود، بل يجعل من المستحيل أن يقوم عماد بنيان الأمة الجديدة على تلك الأسس التي هي من عزاء الجاهلية، ذلك لأن ما يهدف إليه القرآن في نظرته الشمولية للناس هو تكوينه أمة مفتوحة، وأن مايهدف إليه ذلك العزاء الجاهلي هو إطار مغلق.
والمتتبع منا لنصوص القرآن العظيم، يجد الكثير من آياته لا تقيم أي اعتبار للدعائم الواهية، سواء أكانت تمت بصلة إلى رابطة العرق أم إلى رابطة المصالح والمنافع، أو إلى كل ما يمت بصلة إلى عنصر (الأنا) والذي يصب كله في فضاء ضيق الأفق، هذا ناهيك عما يترتب عن هذا كله من تشتت للشمل وزرع لروح الحقد والتفرقة في أرجاء المعمورة كلها. وعليه فإن القرآن العظيم ليعد بحق أول فاتحة تأسيسية لمفهوم الأمة بمعناها الجديد، ذات الأفق الواسع والمتساوي والقائم على وحدة المستقبل والعقيدة، فهو أول ما انطلق إلى الوجود، انطلق بدعوته الإنسانية الشاملة والرافضة للقبلية والعشائرية فكان خطابه للإنسان من غير النظر إلى زمانه ومكانه.
غير أن الذي يهمنا هنا أكثر، هو أن القرآن العظيم بدأ يستقطب الفكرة الجديدة في تكوين الأمة، رافضاً كل ما سواها بأساليبه الإعجازية، فكان له منطقه الخاص في حل الإشكال القائم حين ذاك، وهذا ما سنقف عنده في معرض حديثنا عن مفهوم الأمة ودلالتها من خلال مفسري القرآن العظيم.
ومن هذا المنطلق نجد بوجه عام، وخاصة لدى أهل التفسير في تراثنا الإسلامي، أنهم واجهوا صعوبات مختلفة شبيهة من جوانب عديدة بتلك الصعوبات التي واجهها الدارسون للمفهوم ذاته أثناء دراستهم الوضعية منذ العصور الوسطى وحتى عصرنا الحاضر، ومن بين تلك الصعوبات التي واجهها أهل التفسير حين تبيينهم لمفهوم الأمة في القرآن العظيم، هو خلو الخطاب القرآني ذاته من أي تعريف لغوي أو اصطلاحي لدلالة لفظ (الأمة) بصيغة صريحة.
غير أن أهل التفسير من جهة أخرى، لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذا الأمر، إذ نراهم في كثير من تفاسيرهم قد عالجوه بطريقة التأويل، وما زاد في إشكالية الأمر كذلك، هو ورود هذا المصطلح (الأمة) في القرآن العظيم بصيغ متعددة وبعدد قد بلغ أربعاً وستين مرة.
وقبل البدء في تفصيل ذلك، نود أن نشير إلى أننا لا ننوي من خلال مقالنا هذا أن نقف عند كل ألفاظ (الأمة) الواردة في آي القرآن العظيم، وإنما آثرنا أن نبين مفهوم الأمة عند المفسرين التراثيين من خلال نماذج تواتر الاستشهاد بها عادة في مثل هذه الدراسات ([1])؛ كما آثرنا من جهة أخرى أن نقترب من مختلف التفاسير من حيث أنواعها، فاتخذنا من التفاسير بالمأثور نماذج، كما اتخذنا من التفاسير بالرأي والاجتهاد نماذج أخرى، وحاولنا في الأخير أن نطرق باب التفسير الصوفي لنرى ما مفهوم الأمة عند القوم من أهل التصوف والعرفان.
تصور الأمة عند أهل التفسير بالمأثور
إن المتأمل في مختلف التفاسير بالمأثور، يجد أن تفسير ابن جرير الطبري يأتي على رأس التفاسير التي تحوي في أغلبها على مميزات وخصائص هذا النوع من التفسير، إذ أنه من المعروف لدينا أن التفسير بالمأثور سواء أكان متواتراً أم غير متواتر "يشمل المنقول عن الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم، والمنقول عن النبي ( e) والمنقول عن الصحابة رضوان الله عليهم، والمنقول عن التابعين رحمهم الله، وعلى هذه الأنواع الأربعة يدور التفسير بالمأثور" ([2]). وهذا أحسبه متوافراً في تفسير ابن جرير الطبري ثم يلي هذا المفسر المشهور، ابن كثير، وهو الآخر لا يقل تفسيره أهمية عن سابقه، لذلك آثرنا أن نتخذهما نموذجاً للتفسير بالمأثور.
يقول تعالى ذكره:] ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم [([3]).
(يُتْبَعُ)
(/)
يذهب الطبري إلى أن لفظ الأمة الوارد في هذه الآية يعني الجماعة المتفقة على دين واحد، هذا مع أنه يقبل تفسير لفظ الأمة في آيات أخر بمعنى الجماعة على وجه الإطلاق، سواء أكانوا من الناس أم للصنف من الناس، وفي ذلك يقول: "وأصل الأمة الجماعة تجتمع علىدين واحد، ثم يكتفى بالخبر عن الأمة من الخبر عن الدين لدلالتها عليه" ([4]).
غير أن الطبري من جهة أخرى نلفيه يورد قولاً مأثوراً يفيد أن المراد بقوله تعالى:] ومن ذريتنا أمة مسلمة لك [ـ الآية"، أنهما عنيا بذلك العرب، ويؤكد ما ذهب إليه بأثر حدثه به أحدهم، وذلك بإسناد منه قال فيه: "حدثنا موسى بن هارون قال: حدثنا عمرو بن حماد قال: حدثنا أسباط عن السديّ:] ومن ذريتنا أمة مسلمة لك [يعنيان العرب" ([5])، في حين نجده يعقب في آخر تفسيره لهذه الآية قائلاً: "وأما الأمة في هذا الموضع، فإنه يعني بها الجماعة من الناس" ([6])، وكأنه بتعقيبه هذا يأخذ المعنى من قوله تعالى:] ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون [. ([7])
هذا وقد نلفى إسماعيل بن كثير يرد على ما أورده ابن جرير الطبري، إذ يذهب إلى أن تخصيص السدّي في قصده من قوله تعالى:] ومن ذريتنا أمة مسلمة لك [أنهم العرب، هذا لا ينفي من عداهم فقال في ذلك "والسياق إنما هو في العرب، ولهذا قال بعده:] ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم [الآية، والمراد بذلك محمد e، وقد بعث فيهم كما قال تعالى:] هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم [، ومع هذا لا ينفي رسالته إلى الأحمر والأٍسود لقوله تعالى:] قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً [، وغير ذلك من الأدلة القاطعة" ([8]).
وعن تأويل ابن جرير الطبري لقوله تعالى:] تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون [([9])، فهو يرى في الأمة التي خلت، المقصود بها هو نبي الله إبراهيم وأبناؤه إسماعيل وإسحاق ويعقوب عليهم السلام، وولدهم ([10]). ثم يفصل ذلك بقوله: "أن الله تعالى يقول لليهود والنصارى: يا معشر اليهود والنصارى، دعوا ذكر إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والمسلمين من أولادهم بغير ما هم أهله، ولا تنحلوهم كفر اليهودية والنصرانية، فتضيفونها إليهم أمة، فإنهم أمة، .. ثم يستطرد بالحديث، إلى أن يقول: ويعني بالأمة في هذا الوضع: الجماعة والقرن من الناس" ([11]). وفي قوله تعالى:] وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا [([12])، يقول الطبري: "كذلك خصصناكم ففضلناكم على غيركم من أهل الأديان، بأن جعلكم أمة وسطا ... إلى أن يقول: وقد بينا أن الأمة هي القرن من الناس والصنف منهم وغيرهم" ([13]).
غير أن الطبري في شأن هذه الآية، لم نلفه يقف كثيراً عند لفظ الأمة كما عهدناه، بقدر ما وقف وفصل كثيراً، هذه المرة في لفظ (الوسط)، إذ نراه يذكر في شأن هذا اللفظ بأن الله تعالى وصفهم بأنهم وسط لتوسطهم في الدين، فلا هم أهل غلو فيه، غلو النصارى الذين غلوا بالترهب وقولهم في عيسى ما قالوا فيه، ولا هم أهل تقصير فيه، تقصير اليهود الذين بدلوا كتاب الله وقتلوا أنبياءهم، وكذبوا ربهم وكفروا به؛ ولكنهم أهل توسط واعتدال فيه، فوصفهم الله بذلك، إذ كان أحب الأمور إلى الله أوسطها ([14]). وكان قبل هذا قد توقف عند المدلول اللغوي لهذا اللفظ وأورد العديد من دلالاته. ومن ذلك نذكر على سبيل المثال قوله: "وأما الوسط فإنه في كلام العرب الخيار، يقال منه: فلان وسط الحسب في قومه، أي متوسط الحسب، إذا أرادوا بذلك الرفع في حسبه" ([15]) وفي آخر تفسيره لهذه الآية، يؤكد القول بأن الوسط هو العدل، ذاهباً إلى ذلك مستشهداً بالأثر الذي حدثه به سلم بن جنادة ([16]) ويعقوب بن إبراهيم، أنهما قالا: حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش، عن أبي صالح عن أبي سعيد، عن النبي e قوله:] وكذلك جعلناكم أمة وسطا [، قال: عدولا ([17]).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولتأكيد ذلك، ودائماً في هذا الشأن، نلفي ابن كثير المفسر يورد حديثاً رواه عن الإمام أحمد في مسنده يقول فيه: "وحدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد؛ قال: قال رسول الله e: يدعى نوح يوم القيامة، فيقال له: هل بلغت؟ فيقول: نعم، فيدعى قومه، فيقال لهم: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير، وما أتانا من أحد، فيقال لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته. قال فذلك قوله:] وكذلك جعلناكم أمة وسطا [، قال: "والوسط: العدل، فتدعون فتشهدون له بالبلاغ ثم أشهد عليكم" ([18]).
وفي شأن قوله تعالى:] كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه [، الآية:" ([19])، فإن كلاً من الطبري و ابن كثير يذهبان إلى أن أهل التأويل قد اختلفوا في معنى لفظ (الأمة)، الوارد في الآية، كما اختلفوا في معنى لفظ (الناس) الموصوفين، بأنهم كانوا أمة واحدة، وفي ذلك يؤكد الطبري بالاستناد إلى قول بعضهم: "هم الذين كانوا بين آدم ونوح وهم عشرة قرون، كلهم كانوا على شريعة الحق، فاختلفوا بعد ذلك" ([20]). ثم يؤيد مذهبه هذا بقوله: "حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا ابن داود قال: حدثنا همام بن منبه عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق، فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين، قال: وكذلك هي في قراءة عبد الله] كان الناس أمة واحدة فاختلفوا [ .. فتأويل (الأمة) على هذا القول الذي ذكرناه عن ابن عباس، الدين .. فكان تأويل الآية على معنى قول هؤلاء: كان الناس أمة مجتمعة على ملة واحدة ودين واحد، فاختلفوا، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين" ([21]).
ولكون ما ذهب إليه الطبري هو عينه ماذهب إليه ابن كثير في هذا الشأن، فإننا نلفيه يعلل مذهبه بقوله: "ولهذا قال تعالى:] وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه [ـ الآية". أي من بعد ما قامت الحجج عليهم، وما حملهم على ذلك إلا البغي من بعضهم على بعض" ([22]).
كما نجد الطبري يقدم تأويلاً آخر، مستنداً فيه على أثر حدثه به محمد بن عمرو فحواه: " ... كان الناس أمة واحدة" قال آدم" ([23])، وهو يؤكد هذا القول معللاً إياه، بكون أن الله تعالى سماه بذلك لأنه ـ أي آدم عليه السلام ـ سبب لاجتماع الأشتات من الناس على ما دعاهم إليه من اختلاف الخير، فلما كان آدم عليه السلام سبباً لاجتماع من اجتمع على دينه من ولده إلى حال اختلافهم سماه بذلك أمة.
غير أن الطبري ما فتئ يورد قولاً آخر يقول بخلاف ذلك كله، إذ ذهب إلى أن القصد من قوله تعالى:] كان الناس أمة واحدة [، أي كانوا على دين واحد، فبعث الله النبيين. والطبري في هذا نراه يميل إلى هذا القول الأخير، إذ أنه يشفعه بالحديث الذي سمعه من محمد بن سعيد الذي حدثه به أباه عن عمه عن أبيه عن جده، عن ابن عباس قوله: "كان الناس أمة واحدة"، قال: كان ديناً واحداً، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين" ([24])، وهو الأمر نفسه الذي نجد الطبري يطمئن إليه في ختام تفسيره لهذه الآية بدليل الأقوال والأحاديث التي قدمها والتي وصلت حد الاستطراد، والتي جميعها تصب في كون المراد بالأمة هنا: الدين الواحد الذي على ملة آدم عليه السلام.
أما عن الآية التي نجد أهل التفسير بالمأثور اختلفوا فيها كثيراً من حيث دلالتها اللغوية أو التأويلية فلعلها قوله تعالى:] كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله [ـ الآية" ([25]). إذ لم نجد آية أخرى تحوي لفظ (الأمة) قد استأثرتهم بالعناية بها أكثر من هذه الآية. ولعل الطبري من الذين ذهبوا فيها كل مذهب، وقد يرجع ذلك عنده بالخصوص لاعتماده أكثر على عنصر الإخبار وإيراد الأحاديث والأقوال، دون أي ترجيح يمكن أن نعتبره ترجيحاً نابعاً من رؤيته الاجتهادية الخاصة، مقارنة بغيره ـ ولو بشيء من الاجتهاد ـ عند أهل التفسير بالرأي.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الطبري نفسه في هذه الآية، يقر بأن أهل التفسير والتأويل قداختلفوا فيها، وهنا لم يجد مناصاً من عرض آراء غيره حول دلالة لفظ الأمة في هذه الآية، ليستأثر بأحد أقوالهم في النهاية. ومن أمثلة ذلك إيراده لقول بعضهم عن شأن الأمة ها هنا: "هم الذين هاجروا مع رسول الله e من مكة إلى المدينة، خاصة من أصحاب رسول الله e"([26]). فالطبري باختياره لهذا القول ـ وذلك بعد ما آثره بروايات أخر عن عمرو بن حماد عن أسباط عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ـ يقر بأن المراد بلفظ (الأمة): هم جماعة المهاجرين دون سواهم من آمن بالدعوة الإسلامية في ذلك الوقت.
والأمر نجده خلاف ذلك عند ابن كثير، إذ القصد من الأمة في هاهنا آية، هي أمة محمد e ذلك بأنهم خير الأمم ... قال البخاري: حدثنا محمد بن يوسف عن سفيان عن ميسرة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة رضي الله عنه:] وكنتم خير أمة أخرجت للناس [قال: خير الناس للناس تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام، وهكذا قال ابن عباس ومجاهد وعطية العوفي وعكرمة وعطاء والربيع بن أنس] كنتم خير أمة أخرجت للناس [، يعني خير الناس للناس، والمعنى: أنهم خير الأمم وأنفع الناس للناس" ([27])
والصحيح عند ابن كثير أن لفظ الأمة في الآية، هو عام في جميع الأمة، كل قرن بحسبه. وبالرجوع إلى الطبري مرة أخرى، نجد فيما ذهب إليه من جملة أقواله المختلفة التي ذكرها: أنه لا يبتعد عما ذهب إليه ابن كثير، فالطبري يرجح من ضمن ما ذكره، الحديث المأثور المسند والمروي له، والقائل: "أن يعقوب بن إبراهيم حدثني قال: حدثنا ابن عطية، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال: سمعت رسول الله e يقول: ألا إنكم وفيتم سبعين أمة، أنتم آخرها وأكرمها عند الله" ([28])
وعليه، فحسب ما ذهب إليه ابن كثير، وحسب القول الذي رجحه الطبري، تكون (الأمة) هاهنا، ذات مدلول ديني ـ وهذا خلاف ما عهدناه فيما مضى عند الطبري إذ يعتبر اللفظ مجرد جماعة من الناس ـ فهي تضم كل أتباع النبي e، سواء من أمة الدعوة أو أمة الإجابة ([29]). أما ما دون هذه الآية، فإن معظم الآيات الأخرى ([30]) التي تحوي لفظ الأمة، فإن الطبري وابن كثير يؤولانها بالجماعة من الناس مطلقاً من جهة، ومن جهة أخرى نلفيهما يجعلانها مرادفة للفظ (الملة)، وهنا تكون عندهما ذات مدلول ديني.
ومما سبق ذكره، وبعد تتبع نماذج من تأويلات هذين المفسرين للفظ، وخصوصاً ما ذهب إليه الطبري، فإننا نجد قد تم التركيز على اعتبار لفظ (الأمة) الوارد في معظم تلك الآيات التي قدمناها سابقاً بأنها الجماعة المتفقة على دين واحد، وملة واحدة، وبعبارة أخرى، وحسب هذين المفسرين، فإن تصور (الأمة) عندهما، إنما هو قائم عن علاقة بين الملة والدين من جهة، وبين الجماعة المطلقة من جهة أخرى.
ومن هذه العلاقة نشأ لديهما تصور وسط، هو أن الأمة معناها: الجماعة المجتمعة على دين وملة واحدة.
تصور الأمة عند أهل التفسير بالرأي
قبل أن نعرج إلى تصفح بعض تفاسير أهل الرأي والاجتهاد لمعرفة مفهوم لفظ الأمة وتصوره عندهم، لا بأس أن نشير إلى أننا سنتخذ من التفسير الكبير للفخر الرازي نموذجاً لذلك، باعتباره يحوي خصائص هذا النوع من التفسير، بالإضافة إلى بعض الوقفات عند تفسير القرطبي، غير أنه لا يفهم من عملي هذا بشأن تقسيم أهل التفسير إلى فريقين، أني أضع حدوداً بين التفسيرين، ذلك أنه من المعروف أن كل المفسرين لكتاب الله تعالى كانوا ينوون من وراء أعمالهم الجليلة، خدمة كتابه العظيم محاولين بذلك إفهامه وتقريبه لجمهور المسلمين، وعامة الناس. وعليه كان اختيارنا للتفسير بالرأي القائم على أركان المعرفة الكافية بشتى العلوم، والذي "لا يعارض نقلاً صحيحاً، ولا عقلاً سليماً، ولا علماً يقينياً ثابتاً مستقراً، مع بذل غاية التوسع في البحث والاجتهاد والمبالغة في تحري الحق والصواب، وتجريد النفس من الهوى والاستحسان بغير دليل، ومع مراقبة الله غاية المراقبة في كل ما يقول" ([31]). وهذه الأركان والدعائم نحسبها موجودة في تفسير الرازي، والقرطبي.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الرازي في تأويله للكثير من الآيات التي تحوي لفظ (الأمة)، نجده يستعمل العقل، مبتعداً كل ما أمكن ذلك عن المنقول والروايات، لذلك نراه في كل ما يذهب إليه، يردفه بالتدليل والبرهان، جاعلاً من المنطق والعقل الطابع الذي يطبع تأويلاته وكل ذلك بالطبع في حدود ما يسمح به الشرع من استحكام العقل فيه. فهو على سبيل المثال يذهب في الآية الكريمة:] ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك [ـ الآية ([32])، بالقول: "وأمة: قيل: هم أمة محمد e، بدليل قوله: وابعث فيهم رسولاً منهم" ([33]).
والقرطبي في تفسيره يرى ما يراه الرازي، فهو يقول في شأن الآية الكريمة:] ومن ذريتنا أمة مسلمة لك [ـ الآية": أي ومن ذريتنا فاجعل؛ فيقال: إنه لم يدع نبي إلا لنفسه ولأمته، إلا إبراهيم فإنه دعا مع دعائه لنفسه ولأمته، ولهذه الأمة؛ كما أنه يورد قولاً آخر يقول فيه: إن المراد بقوله:
] ومن ذريتنا [العرب خاصة وذريتهما العرب، لأنهم بنو نبت بن إسماعيل أو بنو تيمن بن إسماعيل ([34]) ... قال ابن عطية: وهذا ضعيف، لأن دعوته ظهرت في العرب وفي من آمن من غيرهم ([35]).
أما في شأن قوله تعالى:] وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً [ـ الآية ([36]) "، فإن كلاً من الرازي والقرطبي، قد وقفا مطولاً عند تأويل لفظ (وسطاً)، بما في ذلك لفظ (أمة) كذلك. وفي هذا يذكر الرازي على سبيل المثال لا الحصر مسائل كثيرة في قوله تعالى:] أمة وسطا [منها قوله: واختلفوا في تفسير الوسط وذكروا أموراً: أحدهما، أن الوسط هو العدل، والدليل عليه الآية، والخبر والشعر، والنقل، والمعنى .. فهو بعدما يأتي على الأدلة الأربعة الأولى يقول في الدليل الخامس الذي هو "المعنى" بقوله: وأما المعنى فمن وجوه: أحدهما: أن الوسط حقيقة في البعد عن الطرفين، ولاشك أن طرفي الإفراط والتفريط رديئان، فالمتوسط في الأخلاق يكون بعيداً عن الطرفين فكان معتدلاً فاضلاً، وثانيها: إنما سمي العدل وسطاً، لأنه لا يميل إلى أحد الخصمين، والعدل هو المعتدل الذي لا يميل إلى أحد الطرفين، وثالثها: لاشك أن المراد بقوله:] وكذلك جعلناكم أمة وسطا [طريقه المدح لهم لأنه لا يجوز أن يذكر الله تعالى وصفاً ويجعله كالعلة في أن جعلهم شهوداً له، ثم يعطف على ذلك شهادة الرسول إلا وذلك مدح، فثبت أن المراد بقوله: "وسطاً" ما يتعلق بالمدح في باب الدين، ولا يجوز أن يمدح الله الشهود حال حكمه عليهم بكونهم شهوداً إلا بكونهم عدولاً، فوجب أن يكون المراد من الوسط العدالة، ورابعها: أن أعدل بقاع الشيء وسطه، لأن حكمه مع سائر أطرافه على سواء وعلى اعتدال، والأطراف يتسارع إليها الخلل والفساد والأوسط محمية محوطة ([37]).
أما القرطبي في مسألة الوسط فيضيف قائلاً: "ولما كان الوسط مجانباً للغلو والتقصير كان محموداً، أي هذه الأمة لم تغل غلو النصارى في أنبيائهم، ولا تقصير اليهود في أنبيائهم" ([38]).
أما عن معنى الأمة في قوله تعالى:] كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه [الآية: ([39]) "، فإن الرازي يرى في هذه الآية مسائل ـ وذلك بعد ما يفصل في سبب إصرار أولئك الناس على الكفر ـ ومن تلك المسائل يذكر المسألة الأولى قائلاً فيها: "قال القفال: الأمة: القوم المجتمعون على الشيء الواحد يقتدي بعضهم على بعض، وهو مأخوذ من الائتمام" ([40]).
هذا، وبعد تعقيبه على ما ذكر، يستأنف الحديث عن معنى الأمة في الآية ذاتها، ويورد في حديثه ذلك خمسة أقوال، لكل قول أوجه، فهو يقف عند تأويل معنى لفظ (الناس) عوض لفظ: (الأمة)، غير أن وقفته مع لفظ (الناس)، قد بين في دلالته معنى لفظ (أمة واحدة) الذي تلا لفظ (الناس)، بدليل قوله: "إن المراد من الناس ههنا أهل الكتاب ممن آمن بموسى عليه السلام، وذلك لأنا بينا أن هذه الآية متعلقة بما تقدم من قوله: "] يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة [، وذكرنا أن كثيراً من المفسرين زعموا أن تلك الآية نزلت في اليهود، فقوله تعالى:] كان الناس أمة واحدة [، أي كان الذين آمنوا بموسى أمة واحدة، على دين واحد، ومذهب واحد، ثم اختلفوا بسبب البغي والحسد، فبعث الله النبيين وهم الذين جاؤوا بعد موسى عليه السلام، وأنزل معهم
(يُتْبَعُ)
(/)
الكتاب: وهذا القول مطابق لنظم الآية، وموافق لما قبلها ولما بعدها" ([41]).
وعن قوله تعالى:] ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون [([42])، فإن القرطبي يورد قولاً واحداً في شأن لفظ (الأمة) قد اتفق به مع الرازي، والذي يقصد منه: الجماعة من العلماء دون سائر خلق الله، بينما نجد الرازي بالإضافة إلى ذلك، يفصل فيما يذهب إليه بصفته وجهاً من وجوه التعليل، إذ الوجه الذي اتفق به مع القرطبي في شأن معنى لفظ (الأمة) في الآية الكريمة، هوأن القائلين بهذا القول، قد اختلفوا على قولين: أحدهما أن فائدة كلمة (من) هي أن في القوم من لا يقدر على الدعوة ولا على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مثل النساء والمرضى والعاجزين. والثاني أن هذا التكليف مختص بالعلماء، ويدل عليه وجهان، الأول: أن هذه الآية مشتملة على الأمر بثلاثة أشياء: الدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. ومعلوم أن الدعوة إلى الخير مشروطة بالعلم وبالخير وبالمعروف وبالمنكر. فإن الجاهل ربما عاد إلى الباطل وأمر بالمنكر ونهى عن المعروف، وربما عرف الحكم في مذهبه وجهله في مذهب صاحبه فنهاه عن غير منكر، وقد يغلظ في موضع اللين، ويلين في موضع الغلظة، وينكر مع من يزيده إنكاره إلا تمادياً، فثبت أن هذا التكليف متوجه على العلماء، ولاشك أنهم بعض الأمة" ([43]).
لقد تعمدنا الإتيان بهذا النص على الرغم من طول متنه ليتضح لنا مدى اجتهاد كل من الرازي والقرطبي، وطريقة تأويلهما للوصول إلى تأصيل المفهوم عن طريق التدليل العقلي والبرهنة المنطقية عندما تحتاج الضرورة إلى ذلك.
لكن هذا التخريج، وإن كان يبدو أقرب إلى الصحة، إلا أننا يمكن أن نعتقد بدلالة أخرى للفظ الأمة ضمن هذه الآية، إذ قد يكون المراد من ذلك: أصحاب رسول الله e، باعتبارهم كانوا قد أ خذوا العلم من عنده عليه السلام، ليبلغوه إلى الناس، وعليه يؤول [ضم الهمزة] التخريج إلى أن أصحاب رسول الله كانوا أمة مجتمعة على القيام بتعلم الدين وتبليغ رسالته.
ووجه الإجمال في هذا، أن مدلول لفظ (الأمة) ههنا، إنما القصد منه عند هذين المفسرين، هم جماعة العلماء دون سواهم من عامة الناس، وذلك للأسباب التي ذكرها الرازي، والتي نراها نحن أنها أسباب يقبلها العقل، هذا مع العلم أننا رأينا أيضاً أن أصحاب التفسير بالمأثور من قبل، قد قدموا أحاديث مأثورة تقر كلها بأن المقصود بلفظ (الأمة)، هم جماعة العلماء، أو أصحاب رسول الله الذين تعلموا منه، وعلموا من أتوا بعدهم.
أما بشأن قوله تعالى:] كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله [ـ الآية ([44])، فنجد القرطبي في أمر مدلول لفظ الأمة في هذه الآية، قد فصل في الكلام أكثر من كلام الرازي، ففي الوقت الذي اكتفى فيه الرازي بقوله: "والمعنى أنكم كنتم في اللوح المحفوظ خير الأمم، وأفضلهم، فاللائق بهذا أن لا تبطلوا على أنفسكم هذه الفضيلة .. وأن تكونوا منقادين مطيعن، وفي كل ما يتوجه عليكم من التكاليف" ([45]).
أما القرطبي، فيورد في تفسير هذه الآية، ثلاث مسائل يمكن لأي متعرف عليها أن يستثمر منها مدلول لفظ الأمة بطريقة مباشرة لا تستدعي التخمين وإعمال الفكر. ولعل السبب في ذلك، أننا ألفينا القرطبي في ذهابه إلى تأويل هذه الآية، يذهب مذهب أهل التفسير بالمأثور، وكشاهد على ذلك، يقول القرطبي ـ وذلك دائماً في شأن الآية السالفة الذكر ـ:" .. فيه ثلاث مسائل: [ونحن سنورد له مسألتين لأن المسألة الثالثة لها علاقة بتأويل الشطر الثاني من الآية الكريمة]، الأولى: روى الترمذي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، أنه سمع رسول الله e يقول في قوله:] كنتم خير أمة أخرجت للناس [، قال: أنتم تتمون سبعين أمة، أنتم خيرها وأكرمها عند الله .. وقال ابن عباس: هم الذين هاجروا من مكة إلى المدينة وشهدوا بدراً والحديبية، وقال عمر بن الخطاب: "من فعل فعلهم كان مثلهم، وقيل: هم أمة محمد رسول الله e، يعني الصالحين منهم وأهل الفضل، وهم الشهداء على الناس يوم القيامة .. وقال الأخفش: يريد أهل أمة، أي خير أهل دين .. " ([46]).
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن مدلول لفظ الأمة في قوله تعالى:] ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات [ـ الآية ([47])، فإننا نجد كلاً من الرازي والقرطبي يتفقان في مدلولها، بذهابهما إلى القول بأن لفظ الأمة بمعنى الجماعة المتفقة على شريعة واحدة، ودين واحد لا اختلاف فيه، ولكن شاءت قدرته أن جعل الشرائع مختلفة، وذلك بقصد الابتلاء ([48]).
أما عن مدلول اللفظ في قوله تعالى:] وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون [([49])، فقد جاء بثلاثة معان عند القرطبي، وقد وافقه الرازي في معنى واحد، ذلك أن لفظ الأمة عند القرطبي، يعني أمة محمد e؛ كما يحملها معنى النفر الذين آمنوا بالدعوة الإسلامية من أهل الكتاب. هذا بالإضافة إلى معنى آخر يضيفه، وهو أن لفظ الأمة القصد منه قوم من بني إسرائيل تمسكوا بشرع موسى قبل نسخه، ولم يبدلوا ولم يقتلوا الأنبياء ([50]).
ومن الأسباب التي جعلت إبراهيم عليه السلام يتصف بكونه أمة واحدة في قوله تعالى:] إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يك من المشركين [([51])، نلفي الرازي يدلل ذلك بمايلي:
أولها: إنه كان أمة وحده لكماله في صفات الخير كقوله:
وليس على الله بمستكثر
أن يجمع العالم في واحد
ثانيها: قال مجاهد، كان مؤمناً وحده، والناس كلهم كانوا كفاراً، فلهذا المعنى كان وحده أمة.
ثالثها: أن يكون أمة فَعَلة، بمعنى مفعول كالرحلة والبغية، فالأمة هو الذي يؤتم به، ودليله قوله:] إني جاعلك للناس إماما [.
رابعاً: أنه عليه السلام، هو السبب الذي لأجله جعلت أمته ممتازين عمن سواهم بالتوحد والدين الحق ولما جرى مجرى السبب لحصول الأمة، سماه الله تعالى بالأمة، إطلاقاً لاسم المسبب على السبب ([52]).
ومما تقدم ذكره، في شأن تصور الأمة لدى أهل التفسير بالرأي والاجتهاد، فإنهم بوجه عام، قد أوَّلوا [بفتح الواو الأولى] التأويل نفسه الذي ذهب إليه أهل التفسير بالمأثور ـ على الرغم من تلك المقاربة العقلية من لدن أهل التفسير بالرأي ـ فكانت مفاهيمهم للفظ (الأمة) من خلال ما عرضناه من آي القرآن العظيم، تدور في معظمها حول معنى الجماعة المرتبطة بدين أو ملة، سواء كان ديناً أو ملة أو شريعة مطلقاً، أو خاصاً بالدين الإسلامي؛ كما وجدنا الأمة عندهم، إما خاصة بجماعة الإجابة أو خاصة بجماعة الدعوة عموماً.
تصور الأمة عند أهل التفسير الصوفي:
مما لاشك فيه أن الذين اهتموا بالتفسير الصوفي أو ما يسمى بالتفسير الإشاري، هم المتصوفة بالمقام الأول، إذ ذهبوا في تفسيراتهم باعتماد فيوضاتهم وتباريحهم وإلهاماتهم .. فراحوا بذلك يؤَولون [بفتح الهمزة] بعض ما يتعرضون إليه من آي الذكر الحكيم، بعيداً عما يحمله اللفظ من تأويلات أقرها النقل والعقل، وذلك في الكثير من المواضع. وعلى ذلك فإن علماء الدين، فريق منهم من قبل بهذا التفسير وذلك بشروط ([53]). وأنا أحسب أن تلك الشروط يمكن أن تكون قد توافرت إلى حد ما في نوع التفسير الذي اخترناه نموذجاً لهذه الدراسة، وهو تفسير القشيري، والمعروف بـ (لطائف الإشارات).
يعلق الإمام القشيري على الآية الكريمة:] تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون [([54])، بخطابه للأمة المقصودة في الآية بقوله: حالت بينكم وبينهم حواجز من القسمة؛ فهم على الفرقة والغفلة أسسوا بنيانهم، وأنتم على الزلفة والوصلة ([55]) ضربتم خيامكم وعتيق فضلنا لا يشبه طريد قهرنا" ([56]).
وعن قوله تعالى:] وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا [ـ الآية ([57])، نترك القشيري وحده يعبر عن قصده من دلالة الأمة المراد في هذه الآية الكريمة، يقول القشيري: "فجعل هذه الأمة خيار الأمم، وجعل هذه الطائفة خيار هذه الأمة، فهم خيار الخيار فكما أن هذه الأمة شهداء على الأمم في القيامة، فهذه الطائفة هم الأًول وعليهم المدار، وهم القطب ([58]) وبهم يحفظ الله جميع الأمة، وكل من قبلته قلوبهم فهو المقبول، ومن ردته قلوبهم فهو المردود، الحكم الصادق لفراستهم، والصحيح حكمهم، والصائب نظرهم، عصم جميع الأمة عن الاجتماع على الخطأ، وعصم هذه الطائفة عن الخطأ في النظر والحكم، والقبول والرد" ([59]).
(يُتْبَعُ)
(/)
إن دلالة الأمة عند القشيري انطلاقاً مما ذهب إليه لهي بحق جماعة أهل الحقائق دون سواهم، إنهم أصفياء الله الداعون إلى الحق والقائمون عليه.
كما أن الأمة عنده في قوله تعالى:] ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير [ـ الآية ([60]). هي الصفة الصافية من الأمة الإسلامية، فالأمة ههنا متمثلة في أولئك القوم الذين "قاموا بالله لله، لا تأخذهم لومة لائم، ولا تقطعهم عن الله استنامة إلى علة، وقفوا جملتهم على دلالات أمره، وقصروا أنفسهم واستغرقوا أعمارهم على تحصيل رضاه، عملوا لله، ونصحوا الدين لله، ودعوا خلق الله إلى الله، فربحت تجارتهم، وما خسرت صفقتهم" ([61]).
ومن الفيوضات الصوفية التي يعطيها الإمام القشيري للفظ الأمة في قوله تعالى:] كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله [ـ الآية ([62])، قوله: "لما كان المصطفى صلوات الله عليه أشرف الأنبياء، كانت أمته ـ عليه السلام ـ خير الأمم، ولما كان خير الأمم كانوا أشرف الأمم، ولما كانوا أشرف الأمم، كانوا أشوق الأمم، فلما كانوا أشوق الأمم، كانت أعمارهم أقصر الأعمار، وخلقهم آخر الخلائق لئلا يطول مكثهم تحت الأرض، وما حصلت خيريتهم بكثرة صلواتهم وعباداتهم، ولكن بزيادة إقبالهم، وتخصيصه إياهم، ولقد طال المتقدمين بالباب ولكن لما خرج الإذن بالدخول تقدم المتأخرون:
وكم با سطين إلى وصلنا
أكفهم لم ينالوا نصيبا ([63])
أما تصوره للأمة في قوله تعالى:] وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون [([64])، فهي جماعة أولياء الله وأقطاب التصوف، وغياث الخلق، فلقد: "أجرى الحق ـ سبحانه ـ سنته بألا يخلي البسيطة من أهل لها هم الغياث، وبهم دوام الحق في الظهور، وفي معناه قالوا:
إذا لم يكن قطب
فمن ذا يديرها؟
فهدايتهم بالحق أنهم يدعون إلى الحق ويدلون على الحق، ويتحركون بالحق، ويسكنون للحق بالحق، وهم قائمون بالحق، يصرفهم الحق بالحق، أولئك هم غياث الخلق؛ بهم يسقون إذا قحطوا ويمطرون إذا أجدبوا، ويجابون إذا دعوا" ([65]).
فمن هذا الذي عرضناه، يتضح لنا أن لفظ الأمة عند الإمام القشيري، القصد منه الطائفة أو الجماعة الخيار من هذه الأمة الإسلامية، فهو يتصور الأمة ههنا على وجه الخصوص أنهم جماعة أولياء الله تعالى المنتمون إلى ولايته، فهم جماعة الأقطاب والغياث من الذين خصهم الله بعنايته وأثبتهم في الوثاق والمحبة والتوحيد، وهم أهل الضياء، واليقين، والوصلة، والألفة، والمعتكفون على البساط، المنتظرون الدخول إلى حضرته العلية.
خاتمة:
وفي آخر هذا المقام، لا نزعم أننا قد أتينا على جميع ما قاله أهل التفسير في تراثنا الإسلامي في شأن مفهومهم للأمة، ذلك أنه من الصعوبة بمكان أن نرصد جميع ما كان يخلد في أذهانهم عن تصورهم لهذا الموضوع؛ كما أننا لا نزعم أيضاً أننا جئنا على كل الآيات التي احتوت على هذا اللفظ المقصود بالدراسة. وما فعلناه لا يعتبر إلا اجتهاداً متواضعاً حاولنا فيه قدر الإمكان جمع بعض الشتات المتناثر في تفسيراتهم التراثية.
وإن جاز لنا أن نرصد لهذا العمل من نتائج، فإننا نجملها فيما يلي:
1 ـ إن فكرة الأمة نظراً لأهميتها، أخذت معاني مختلفة عبر التراث الإسلامي، وفي جميع جوانبه: اللغوية، والدينية، والتاريخية .. وهذا على الرغم من الإشكالات التي شهدها هذا المصطلح عبر تاريخ الفكر التراثي الإسلامي.
2 ـ من خلال هذا العرض، اتضح لنا، أن النص القرآني قد احتوى على لفظ (القوم)، إلا أنه لم يستأثر عناية أهل التفسير، وقد يكون لهذا الأمر من سبب، يمكن أن نرجعه بلا شك إلى أن لفظ (القوم) ورد ضمن الخطاب القرآني معبراً عن المحدودية المحجمة والقلة، وإن كثر القوم، بينما نجد لفظ (الأمة) يدل في كثير من آي القرآن العظيم على السعة والكثرة؛ فكأننا بلفظ الأمة يدل على الرباط الروحي والمتصف بالديمومة والأزلية غير المحدودة بزمان ولا بمكان، حتى بعد فناء الدنيا، بينما لفظ (القوم) رباطه مادي ويدل على المحدودية المنقطعة بمرور الزمن واندثار المكان.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 ـ حينما نظرنا إلى مفهوم الأمة عند أهل التفسير في تراثنا الإسلامي، وجدناهم قد واجهوا شيئاً من الصعوبات في تحديد المفهوم الكامل للمصطلح، وكان في اعتقادنا أن سبب ذلك يرجع إلى خلو الخطاب القرآني نفسه من نصوص صريحة تعرف معنى لفظ الأمة، غير أن البعض من المفسرين قد تنبهوا لهذا الإشكال، وحاولوا معالجته بطرق مختلفة باعتمادهم النقل تارة والعقل تارة أخرى، بالإضافة إلى العرفان وهذا ما عمل به المفسرون الصوفيون. لكن مثل هذا العمل منهم لم يكن صارماً في وضوحه وبالتالي لم يزيل الإبهامات والالتباسات التي تلازم استعمال ذلك اللفظ، في حين نرى ماتم الاتفاق عليه مجتمعين هو تصورهم للأمة بأنها تلك الطريقة والجماعة المتفقة على دين واحد، الأمر الذي جعلهم على هذا الحال يقدمون معنى الطريقة على معنى الجماعة في كثير من اجتهاداتهم وتأويلاتهم، بحيث تصبح تلك الجماعة متميزة ومعروفة بالطريقة التي تتبعها. بينما عند أهل التفسير الصوفي، فقد ألفينا المفهوم يأخذ منحى آخر، وهو التخصيص لا التعميم؛ فالأمة كما ألفناه عندهم هم فقط خيار الأمة الإسلامية المنتسبون إلى ولايته، والمعروفون بالأقطاب والغياث وأهل الضياء والوصلة والألفة.
قائمة المصادر والمراجع:
1 ـ القرآن الكريم: برواية ورش عن الإمام نافع.
2 ـ الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير. د. محمد بن محمد أبو شهبة، مكتبة السنة القاهرة الطبعة الرابعة 1408هـ.
3 ـ التعبير الفني في القرآن. د. بكري الشيخ أمين. دار الشروق. (د. ط)، (د. ت).
4 ـ تفسير التحرير والتنوير. محمد الطاهر بن عاشور. الدار التونسية للنشر (تونس)، المؤسسة الوطنية للكتاب (الجزائر)، تونس1984، ج1، وج4.
5 ـ تفسير القرآن العظيم. عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن كثير. تقديم: عبد القادر الأرناؤوط. دار الفيحاء، دمشق ـ دار السلام، الرياض. الطبعة الأولى 1414هـ، 1994م، ج1، وج2.
6 ـ التفسير الكبير. الفخر الرازي. دار الكتب العلمية، طهران، الطبعة الثانية (د. ت)، ج4، وج6 وج8، وج12، وج20.
7 ـ جامع البيان في تأويل القرآن. أبو جعفر محمد بن جرير الطبري. تحقيق: محمود شاكر ومراجعة: أحمد محمد شاكر، دار المعارف بمصر، القاهرة، الطبعة الثانية، 1374هـ، ج3 وج4، وج7.
8 ـ الجامع لأحكام القرآن. محمد بن أحمد القرطبي. دار الكتب المصرية بالقاهرة، الطبعة الأولى 1357هـ، 1938م، ج6.
ـ الطبعة الثانية، 1373هـ، 1954م، ج2، وج4.
ـ الطبعة الثالثة 1380 هـ، 1960م، ج7.
9 ـ الكتاب المقدس (العهد القديم والعهد الجديد)، دار الكتاب المقدس في العالم العربي، سفر التكوين.
10 ـ لطائف الإشارات. القشيري. تحقيق: د. إبراهيم بسيوني، دار الكتاب العربي، بالقاهرة (د. ط) (د. ت)، ج1.
11 ـ معجم مصطلحات الصوفية، د. عبد المنعم الحفني. دار المسيرة، بيروت، الطبعة الأولى 1400 هـ، 1980م.
------------
([1]) ـ وذلك مثل ما في سورة البقرة، الآية: (128، 134، 143، 213)؛ وفي مثل ما في سورة آل عمران، الآية: (104، 110، 113)؛ وسورة المائدة، الآية: (48)؛ وكذلك سورة الأعراف الآية (159)؛ وسورة الأنبياء، الآية (92)؛ وسورة المؤمنون، الآية: (52).
([2]) ـ الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير. د. محمد بن محمد أبو شهبة، مكتبة السنة، القاهرة، الطبعة الرابعة 1408هـ، ص 43 ـ 44.
([3]) ـ سورة البقرة، الآية: 127.
([4]) ـ جامع البيان في تأويل القرآن. أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، تحقيق: محمود شاكر، ومراجعة: أحمد محمد شاكر. دار المعارف بمصر، القاهرة، الطبعة الثانية. 1374هـ، ج4، ص: 276؛ وفي المعنى نفسه نلفى صاحب تفسير التحرير والتنوير يذهب إلى أن الأمة هي اسم مشترك يطلق على معان كثيرة، والمراد منها هنا الجماعة العظيمة التي يجمعها جامع له بال من نسب أو دين أو زمان. ويقال أمة محمد مثلاً لأنهم اجتمعوا على الإيمان بنبوة محمد e، وهي بزنة فعله وهذه الزنة تدل على المفعول مثل لفظة وضحكة وقدوة. فالأمة بمعنى مأمومة اشتقت من الأم بفتح الهمزة، وهو القصد، لأن الأمة تقصدها الفرق العديدة التي تجمعها جامعة الأمة كلها؛ ينظر: تفسير التحرير والتنوير. محمد الطاهر بن عاشور. الدار التونسية للنشر (تونس)، المؤسسة الوطنية للكتاب (الجزائر). تونس 1984، ج1، ص: 721.
([5]) ـ م. س، ج3، ص: 74.
(يُتْبَعُ)
(/)
([6]) ـ م. س، ج3. ص: 74.
([7]) ـ سورة الأعراف، الآية: 159.
([8]) ـ القرآن العظيم عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن كثير. تقديم: عبد القادر الأرناؤوط، دار الفيحاء، دمشق ـ دار السلام، الرياض، الطبعة الأولى 1414 هـ، 1994م، ج2، ص: 252.
([9]) ـ سورة البقرة، الآية: 133.
([10]) ـ ينظر: جامع البيان في تأويل القرآن. الطبري. ج3، ص: 100.
([11]) ـ م. س، ج3، ص: 100؛ وعن تأويل الطبري لهذه الآية، أخذ ابن كثير الرأي نفسه؛ ينظر في ذلك: تفسير القرآن العظيم. ابن كثير. ج2، ص: 255.
([12]) ـ سورة البقرة، من الآية: 142.
([13]) ـ جامع البيان في تأويل القرآن. الطبري. ج3، ص: 141.
([14]) ـ ينظر: م. س، ج3، ص: 142.
([15]) ـ م. س، ج3،ص:141.
([16]) ـ هو شيخ الطبري، كثرت رواية الطبري عنه.
([17]) ـ الحديث نقله ابن كثير في تفسيره؛ ينظر: ج2، ص: 261.
([18]) ـ تفسير القرآن العظيم. ابن كثير. ج2، ص: 261.
([19]) ـ سورة البقرة، من الآية: 211.
([20]) ـ جامع البيان في تأويل القرآن. الطبري. ج4، ص: 275.
([21]) ـ م. س، ج4،ص:276.
([22]) ـ تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، ج2، ص: 338.
([23]) ـ ينظر: م. س، ج4،ص:277 ـ 278.
([24]) ـ ينظر: م. س، ج4،ص:.277 ـ 278
([25]) ـ سورة آل عمران، من الآية: 110.
([26]) ـ ينظر: جامع البيان في تأويل القرآن. الطبري. ج7، ص: 100.
([27]) ـ ينظر: جامع البيان في تأويل القرآن. الطبري. ج7، ص: 100.
([28]) ـ جامع البيان في تأويل القرآن. الطبري. ج7، ص: 120.
([29]) ـ ولعل الشيخ الطاهر بن عاشور يذهب هذا المذهب، الطبري. ج7، ص: 120.
ـ ولعل الشيخ الطاهر بن عاشور يذهب هذا المذهب، إذ يؤكد في تفسيره بأن المراد بـ (أمة)، عموم الأمم كلها من أمة الإسلام على تعاقب الأزمنة؛ ينظر: التحرير والتنوير. الطاهر بن عاشور. ج4، ص: 50.
([30]) ـ وهنا لا داعي لعرض الآيات الدالة على ذلك كلها، ولكن يمكننا الإشارة إليها فقط على سبيل المثال، وهي: الآية: 113 من سورة آل عمران، والآية: 50 من سورة المائدة، والآية: 93 من سورة النحل، والآية 91 من سورة الأنبياء، والآية: 53 من سورة المؤمنون، والآية: 22 من سورة القصص، والآية: 6 من سورة الشورى، والآية: 21 و22 من سورة الزخرف ...
([31]) ـ الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير. د. محمد بن محمد أبو شهبة. ص: 82.
([32]) ـ سورة البقرة، من الآية: 127.
([33]) ـ التفسير الكبير. الفخر الرازي. دار الكتب العلمية. طهران. الطبعة الثانية. (د. ت)، ج4، صك 61.
([34]) ـ اسماعيل بن إبراهيم ـ عليهما السلام ـ حسب مواليدهم هي: نبايوت، بكر إسماعيل، وقيدار وأدبئيل، ومبسام ومشماع، ودومة ومسا وحدار، وتيما، ويطور، ونافيش وقدمة. ينظر: الكتاب المقدس (العهد القديم والعهد الجديد). دار الكتاب المقدس في العالم العربي. سفر التكوين، الإصحاح 25: 12 ـ 15.
([35]) ـ ينظر: الجامع لأحكام القرآن. محمد بن أحمد القرطبي. دار الكتب المصرية بالقاهرة، الطبعة الثانية، 1373 هـ 1954م، ج2، ص: 136.
([36]) ـ سورة البقرة، من الآية: 142.
([37]) ـ ينظر: التفسير الكبير. الرازي. ج4، ص: 97.
([38]) ـ ينظر: الجامع لأحكام القرآن. القرطبي، ج2، ص: 154.
([39]) ـ سورة البقرة، من الآية: 211.
([40]) ـ التفسير الكبير. الرازي. ج6، ص: 11.
([41]) ـ م. س، ج6،ص:14.
([42]) ـ سورة البقرة، الآية: 104.
([43]) ـ التفسير الكبير. الرازي. ج8، ص: 167؛ كما ينظر: الجامع لأحكام القرآن. القرطبي، ج4، ص: 165.
([44]) ـ سورة آل عمران، من الآية: 110.
([45]) ـ التفسير الكبير. الرازي. ج8، ص: 177.
([46]) ـ ينظر: الجامع لأحكام القرآن. القرطبي. ج4، ص: 170.
([47]) ـ سورة المائدة، من الآية: 50.
([48]) ـ ينظر: الجامع لأحكام القرآن. القرطبي. دار الكتب المصرية بالقاهرة، الطبعة الأولى. 1357هـ، 1938م، ج6، ص: 211 كما ينظر: التفسير الكبير. الرازي. ج12، ص13.
([49]) ـ سورة الأعراف، الآية: 159.
([50]) ـ ينظر: الجامع لأحكام القرآن. القرطبي. دار الكتب المصرية بالقاهرة. الطبعة الثانية، 1380م، ج7، ص: 306.
([51]) ـ سورة النحل: الآية: 120.
([52]) ـ ينظر: التفسير الكبير. الرازي. ج20، ص: 135.
([53]) ـ من جملة تلك الشروط التي اشترطت: ألا يدعي المفسر أن ما أتى به من تأويل باطني هو وحده دون ظاهره، وأن ما أتى به لا يتعارض مع الشرع، سواء أكان نقلاً أو عقلاً، وألا يكون تفسيره منافياً لظاهر النظم القرآني، كما يجب أن يكون فيما يذهب إليه، من شاهد شرعي يؤيده؛ ينظر: التعبير الفني في القرآن. د. بكري شيخ أمين. دار الشروق، ص: 124.
([54]) ـ سورة البقرة، الآية: 133.
([55]) ـ وهو أن يرى العبد ذاته متصلة بالموجود الأحدى، وألا يتقيد بوجود نفسه، وأن يرى السالك المدد والجود من غير انقطاع حتى يبقى الموجود باقياً بالله؛ ينظر: معجم مصطلحات الصوفية. د. عبد المنعم الحفني. دار المسيرة، بيروت الطبعة الأولى، 1400 هـ، 1980م، ص: 10.
([56]) ـ لطائف الإشارات. القشيري. تحقيق: د. إبراهيم بسيوني، دار الكتاب العربي بالقاهرة، ج1، ص: 143.
([57]) ـ سورة البقرة، الآية: 142.
([58]) ـ القطب: هو موضع نظر الله تعالى من العالم في كل زمان، ويسمى بالغوث أيضاً، باعتبار التجاء الملهوف إليه، ويسمى أيضاً، بقطب العالم، وقطب الأقطاب، والقطب الأكبر، وقطب الإرشاد، وقطب المدار؛ ينظر: معجم مصطلحات الصوفية. د. عبد المنعم الحفني، ص: 217 ـ 218.
([59]) ـ لطائف الإشارات. القشيري، ج1، ص: 145.
([60]) ـ سورة البقرة، من الآية: 104.
([61]) ـ لطائف الإشارات. ج1، ص: 270.
([62]) ـ سورة آل عمران، من الآية: 110.
([63]) ـ لطائف الإشارات. القشيري. ج1، ص: 282.
([64]) ـ سورة الأعراف، الآية: 182.
([65]) ـ لطائف الإشارات. القشيري. ج2، ص: 287.
المصدر:
مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العدد 96 - السنة الرابعة والعشرون - كانون الأول 2004 - شوال 1425 ( http://www.awu-dam.org/trath/96/turath96-020.htm)(/)
الجودي الجبل الذي استقرت عليه سفينة نوح في القرآن الكريم والكتب المقدسة وكتب التاريخ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 May 2005, 08:00 ص]ـ
للباحث السوري: مختار فوزي النعال
ذكر الإخباريون والرواة حكايات مختلفة متباينة عن الطوفان ومدته، وعن سفينة نوح (، وما حُمل فيها من الناجين ومكان رُسوّها ... وقد شاب هذه الحكايات كثير من المبالغات والأقاويل التي لا تقوم على سند صحيح، حتى كان بعضها ضرباً من الأساطير، كما قيل في قصة السباع والطير والوحش والبهائم التي حملها نوح معه في السفينة، وتعلّقِ الشيطان بذنب الحمار، وقصة الحية والعقرب، والفأر التي قرضت حبال السفينة، وسواها (1) ...
غير أن رجال الدين وعلماء الجغرافية لم يختلفوا في وقوع الطوفان، ولا في مكانه الذي استوت عليه سفينة نوح (، وإن كان هناك خلاف في تسمية هذا المكان، فقد قيل: هو جبل بالجزيرة قرب الموصل، وقيل: إنه بآمِد ـ ديار بكر ـ وقيل: هو جبل يقع في جنوب أرمينية، وقيل: هو جبل مطلّ على جزيرة ابن عُمر، في الجانب الشرقي من نهر دجلة (2). فجميع هذه المسميات هي لمكان واحد تعاورته أسماء جمّة، فآمِد في الجزيرة جنوب أرمينية وقرب الموصل، وجزيرة ابن عمر قرب الموصل جنوب أرمينية، يطل عليها جبل آرارات.
وقد أيدت الكتب المقدسة وعلماء الجغرافية قصة الطوفان ووقوعه، كما حدد بعضهم مكان رسو السفينة، فالطوفان حادثة كونية كبرى شملت أنحاء المعمورة في رأي المفسرين وعند أهل الكتاب، ويؤيد هذا الرأيَ ما عثر عليه الجيولوجيون من المستحاثات والأحافيز، فقد عثروا على أصداف وأسماك متحجرة في أعالي الجبال، وهي لا تكون عادةً إلا في البحار.
والذي انعقد عليه الرأي: أن الطوفان كان شاملاً لقوم نوح الذين لم يكن في الأرض غيرهم يومذاك. فقد كانوا مُقيمين في منطقة الشرق الأوسط، أما في سائر أجزاء الكرة الأرضية، فليس ثمة نص قاطع ـ لا في القرآن الكريم، ولا في سواه ـ يشير إلى تغطية الأرض جميعها بالمياه.
يقول عبد الوهاب النجار: (ليس في هذه المسألة نص قاطع في القرآن، والذي أميل إليه أن يكون الطوفان خاصة، وأن النوع الإنساني لم يكن منتشراً في جميع أنحاء الكرة الأرضية) (3).
ذكر الطوفان في القرآن الكريم بلفظه صراحة مرة واحدة وذلك في قوله تعالى: (ولقد أرسلْنا نوحاً إلى قومه فلبِثَ فيهم ألفَ سنةٍ إلاَّ خمسين عاماً، فأخذهم الطوفانُ وهم ظالمون (العنكبوت /14. وأشير إليه بغير لفظة في سورة القمر بقوله تعالى:
(ففَتْحنا أبوابَ السماءِ بماءٍ منهمرٍ، وفجّرنا الأرضَ عيوناً، فالتقى الماءً على أمر قد قُدِر (القمر /11 ت 12. أما "قصة الطوفان" فقد جاءت موسعة في سورة هود وذلك في قوله تعالى، بعد الكلام على نوحٍ وصُنعه للسفينة: (حتى إذا فارَ التنُّور قلنا احمِلْ فيها من كلّ زوجِيْنِ اثنَيْنِ وأَهْلَكَ، إلاَّ مَن سَبقَ عليه القولُ ومَن آمَنَ، وما آمنَ معه إلاَّ قليل، وقال اركبوا فيها باسم الله مَجراها ومُرساها إنّ ربّي لغفورٌ رحيم* هي تَجري بهم في موجٍ كالجبال، ونادى نوحٌ ابنَه، وكان في مَعزِلٍ يا بنيَّ اركبْ معَنا ولا تكن من الكافرين* قال سآوي إلى جبلٍ يَعصمني من الماء، قال لا عاصمَ اليومَ من أمرِ اللهِ إلاَّ مَن رَحِمَ. وحالَ بينهما الموجُ فكان من المُغرَقين* وقيل يا أرضُ ابلَعي ماءكِ ويا سماءُ اقلِعي. وغِيضَ الماءُ وقُضي الأمرُ واستَوتْ على الجُودِيّ، وقيلَ بُعداً للقوم الظالمين (هود / الآيات 40 ـ 44.
فهذه الآيات تفصّل القول في قصة "الطوفان" دون أن تسميه، كما تشير الآيات الأخيرة إلى أن السفينة استقرّت على "الجودي" .. هكذا أطلق القرآن الكريم اسم "الجودي" على هذا الجبل التي استوت عليه سفينة نوح ... وفي اسم هذا الجبل أقوال تختلف لفظاً باختلاف الأمم التي تعاقبت عليه، وأطلقت كل أمة عليه اسماً وفق لغتها، لكن جميع هذه الأسماء حدّدت له مكاناً مخصوصاً معلوماًن نذكر منها ما جاء في الكتاب المقدس: (وكان الطوفان أربعين يوماً على الأرض، وأَجاءَ اللهُ ريحاً على الأرض، فهدأت المياه وانسدّت ينابيع الغّمْر، ورجعت المياه عن الأرض واستقرّ الفُلك على أراراط (التكوين /7 ـ 8.
(يُتْبَعُ)
(/)
وآراراط هذا لفظ عِبريّ مأخوذ من أصل أكادي (أورارطو) أُطلق على منطقة جبلية في آسية، وهي أعلى مكان في هضبة أرمينية، وعلى أحد هذه الجبال استقرّ فُلك نوح، وقمة هذا الجبل يطلق عليها "أرارات"، واسمها في التركية "اغري داغ" (4)، ويقول ابن الأثير: ( ... انتهت السفينة إلى الجودي، وهو جبل بناحية "قردي" (5) قرب الموصل) (6)، فالجودي جبل في "أرارات" يقع شمال العراق، ولفظ "أرارات" في النصوص الآشورية جاء بصيغة "أورارتو"، ولفظ الجودي في اللغة البابلية والكلدانية من "جدا ـ جوديا" أي علا وشب وارتفع. قال ياقوت الحموي: " ... واستقرّت السفينة على الجودي ... فلما جفّت الأرض خرج نوح ومن معه من السفينة وبنى مسجداً ومذبحاً لله تعالى وقرّب قرباناً، هذا لفظ تعريب التوراة حرفاً حرفاً، ومسجد نوح (موجود إلى الآن، بالجوديّ) (7).وجاء في دائرة المعارف الإسلامية ( ... الجُوديّ جبل شامخ في الشمال الشرقي لجزيرة ابن عُمر، وترجع شهرة هذا الجبل إلى استواء سفينة نوح عليه، وجاء في الكتاب المقدس: أن الفُلك استقر على جبل أرارات، هذا الجبل يعرف بـ (ماسيس) في أرمينيا، وتذهب بعض التفاسير الدينية إلى أن الجبل المعروف بجبل الجودي هو بالأرمينية "كردخ" كما تقول المصادر النصرانية، وهو المكان الذي استقر عليه فُلك نوح) (8).
وجاء في الصفحة 691 من المجلد الأول للموسوعة الأرمنية: "إن لأرارات ثلاثة أسماء هي: الجودي، قردى، أرارات". وقال القرطبي: (الجودي: اسم لكل جبل ... ويقال إنّ الجُوديّ من جبال الجنة، فلهذا استوت عليه [السفينة]، ويقال: أكرم الله ثلاثة جبال بثلاثة نفر: الجوديّ بنوح، وطُور سِيناء بموسى، وحراء بمحمدٍ صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) (9).
وقال الفيروز أبادي: "الجوديّ جبل بالجزيرة استوت عليه سفينة نوح (" (10)). كما وردت قصة الطوفان لدى البابليين في ملحمة "جلجامش". وجاءت قصة الطوفان في التوراة: "إن عدداً من البشر ازدادوا فكثرت شرورهم وآثامهم فعزم الرب على محو الجنس البشري وأمر نوحاً أن يصنع سفينة ضخمة يُدخِل فيها من كل زوجين اثنين، أهله وزوجاته وأبناءه ثم كان الطوفان". وقال الحميري: (جبل الجودي بالجزيرة وهو قبل "قردي" وحدّث من رآه أنه ثلاثة أجبل بعضها فوق بعض .... وهناك بيعتان للنصارى ومسجد للمسلمين ... وفي أسفل هذا الجبل مدينة "ثمانين") (11).
وذهب الأخباريون والمؤرخون ورجال التاريخ القدامى مذهباً بعيداً، فيه شيء من التمحل والتعسف، فذكروا في تاريخ ركون نوح ومن معه من الناجين في السفينة وفي تاريخ استوائها ورسوّها على الجودي أقوالاً لا يُطمأن إليها، فقالوا: كان ركوب نوح ومن معه في السفينة لعشر خلون من رجب، وكان خروجهم منها بعد استوائها على الجودي في العاشر من شهر المحرم أي في عاشوراء، فالشهور العربية في الجاهلية كانت شهوراً منسوبة إلى عاد أو إلى ثمود، وكانت بأسماء أخرى غير هذه الأسماء المعروفة اليوم، فضلاً عن النسيء الذي كانوا يؤرخون به شهراً ويقدمون شهراً آخر ..
نخلص من هذه الأقوال إلى النتائج التالية:
ـ الطوفان حادثة كونية وقعت في زمن نوح (أيدتها الكتب الدينية المقدسة، ورجال العلم.
ـ الطوفان كان خاصاً بقوم نوح، لأنّ النوع البشري لم يكن منتشراً في الكرة الأرضية.
ـ في مكان استواء السفينة ورسوّها تذكر عدة أسماء هي: آراراط، قردي، اغرى داغ، كردخ، ماسيس، الجودي ...
وجميع هذه الأسماء اسم لمكان واحد بعينه استوت عليه سفينة نوح ثم نزل منها هو ومن معه فبنوا حيث نزلوا قرية سماها نوح "ثمانين" بعدد الأشخاص الناجين من الغرق، وبنى مسجداً لا تزال آثاره باقية. وقد ذكرت وكالات الأنباء العالمية إن إحدى طائرات التجسس الأمريكية اكتشفت بقايا سفينة قديمة فوق جبل أرارات قيل إنها سفينة نوح، ولا تزال هذه البقايا موجودة عليه ومتحجرة.
ـ لم يذكر القرآن الكريم مكان الجودي (12)، لأن العبرة ليست في المكان وإنما فيما آلت إليه قصة الطوفان وأسبابه، وما آل إليه مصير الكافرين حيث تمت كلمة الله وقيل بعداً للقوم الظالمين.
ثبت المصادر والمراجع:
1) الجامع لحكام القرآن: أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي ـ دار الكاتب العربي للطباعة والنشر ـ القاهرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
2) حياة الحيوان الكبرى ـ كمال الدين بن محمد الدميري ـ دار التحرير للطباعة والنشر ـ القاهرة.
3) دائرة المعارف الإسلامية ـ لفيف من المستشرقين ـ مركز الشارقة للإبداع الفكري.
4) الروض المعطار في خبر الأقطار ـ محمد عبد المنعم الحميري ـ مكتبة لبنان الطبعة الثانية 1984م.
5) قاموس الكتاب المقدس ـ بطرس عبد الملك وزميلاه ـ منشورات مكتبة المشعل، بيروت 1981م.
6) القاموس المحيط ـ مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز أبادي ـ مؤسسة الرسالة ـ الطبعة الأولى ـ القاهرة 1986 م.
7) قصص القرآن ـ عبد الوهاب النجّار ـ مكتبة وهبة ـ الطبعة الثالثة ـ القاهرة. 0د. ت)
8) الكامل في التاريخ ـ محمد بن محمد بن عبد الكريم، المعروف بابن الأثير ـ نشر وتوزيع دار صادر ـ بيروت.
9) معجم البلدان ـ ياقوت بن عبد الله الحموي ـ دار صادر ودار بيروت للطباعة والنشر ـ بيروت 1955 ـ 1957م.
الحواشي:
(1) حياة الحيوان الكبرى لكمال الدين محمد الدميري ج2 مادة "السنور" وينظر الكامل في التاريخ لابن الأثير الجزء الأول ص 71.
(2) يقول ياقوت في معجم البلدان الجزء الأول ص 138: ((جزيرة ابن عُمر فوق الموصل، يحيط بها نهر دجلة)).
(3) قصص الأنبياء لعبد الوهاب نجار، ص: 36.
(4) قاموس الكتاب المقدس مادة (ارارات) ص 42.
(5) يقول ياقوت الحموي في معجم البلدان الجزء الرابع، مادة (قردي): "قردي قرية قريبة من جبل الجودي وعندها رست سفينة نوح (".
(6) الكامل في التاريخ الجزء 1 ص 73.
(7) معجم البلدان لياقوت الحموي "الجودي" الجزء 2 ص 179.
(8) دائرة المعارف الإسلامية، مركز الشارقة للإبداع الفكري: "الجودي".
(9) الجامع لأحكام القرآن ج9 ص 42 عند الآية 44 من سورة هود.
(10) القاموس المحيط، للفيروز أبادي، مادة (جود) [وزارة الزبيدي في التاج بعد قول الفيروز أبادي "بالجزيرة": "قرب الموصل. وقيل: بالشآم، وقيل: بالهند" ـ هيئة التحرير].
(11) الروض المعطار في خبر الأقطار ص 181 مادة (الجودي).
(12) قال العلامة محمود محمد شاكر في تقديمه للكتاب "جمهرة نسب قريش" للزبير بن بكار ص52 عن ط الجودي":" قالوا: جبلٌ بالجزيرة، استوت عليه سفينة نوح، ولا أقطع القول في أي جبل هو؟ فإنهم ذكروا أن "الجودي" أيضاً جبل آخر بأجأ، أحدِ جبلَيْ طيّء. وقيل أيضاً: إن الجودي اسم لكل جبل. وقيل: الجودي هو جبل الطور. وكل ما لم يأت فيه بيانٌ فصلٌ في كتاب الله، فهو من الحقائق التي لا تُدرك إلاَّ بخبرٍ عن رسول الله (، وهو الذي جعل اله إليه بيان القرآن، فإنْ لم يأت "البيانُ عنه، فالتوقف فيه واجب، أيّ الجبال التي ذكروها هو؟. اهـ. [هيئة التحرير].
المصدر:
مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-العدد 97 - السنة الرابعة والعشرون - آذار 2005 - آذار 1425 ( http://www.awu-dam.org/trath/97/turath97-017.htm)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 Aug 2005, 11:01 م]ـ
أنا قرأت في أحد المواقع عن اكتشاف بقايا لسفينة نوح على جبل الجودي بالذات وهو جبل لا علاقة له بجبل أرارات على ما أظن وإليكم الصور
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[26 Aug 2005, 01:09 ص]ـ
فائدة:
في صحيح البخاري معلقا بصيغة الجزم: قال قتادة أبقى الله سفينة نوح حتى أدركها أوائل هذه الأمة.
كتاب التفسير تفسير سورة القمر باب: (تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر ولقد تركناها آية فهل من مدكر)
ونسبه الحافظ في التغليق 4/ 328: إلى عبد بن حميد عن عبدالرزاق عن معمر عنه به.
وابن أبي حاتم ..
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 Aug 2005, 09:42 ص]ـ
الأثر صحيح إلى قتادة لكن لا يعرف عمن أخذه قتادة
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[14 Sep 2008, 11:47 ص]ـ
أنا قرأت في أحد المواقع عن اكتشاف بقايا لسفينة نوح على جبل الجودي بالذات وهو جبل لا علاقة له بجبل أرارات على ما أظن وإليكم الصور
بالعودة إلى موقع Google Earth وجدت ما يلي:
http://www.qalamoun.com/Forum/attachment.php?attachmentid=1262&stc=1&d=1221031776
هذه الصورة تظهر موقع جبل أرارات وموقع جبل الجودي الذي يقع على مسافة تقارب العشرين ميلا إلى الجنوبي منه
http://www.qalamoun.com/Forum/attachment.php?attachmentid=1263&stc=1&d=1221032141
وهذه الصورة تظهر موقع جبل الجودي وإلى شماله الموقع الأثري المكتشف الذي يظن بأنه الموقع الذي رست فيه سفينة نوح عليه السلام
ـ[ saad379] ــــــــ[14 Sep 2008, 05:45 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا واثابكم
ـ[كاسيمان]ــــــــ[15 Sep 2008, 01:37 م]ـ
سئلت مرة عن سفينة نوح كم كانت حجمها؟
فقلت: الله أعلم
إلا أن القرآن ذكر أن هذه السفينة احتملت في داخلها: "من كل زوجين اثنين"، فكن نستطيع أن نتصور حجم السفينة تحتمل هذا الكم الهائل من عدد الحيوانات
وقلت أيضا:
هذه السفينة تستطيع أن: "تجري في موج كالجبال"
قال أحد المستعمين لإجابتي وهو طالب في قسم صناعة السفن في اليابان: إذن السفينة عريضة وليست طويلة ممتدة، لأن التي تستطيع أن تستقر وسط أمواج متلاطمة كالجبال لا بد أن تكون عريضة، ولكن مشكلة العريضة أنها لا تستطيع أن "تمشي" سريعة
فقلت له: لكن الله سبحانه وتعالى قال: وهي تجري أي تمشي سريعة
فقال الطالب: إذن معجزة لا تدخل في عقلي
فما رأيكم بهذا الحوار، هل إجابتي صحيحة؟
ولي سؤال:
هل ما يظن أنها بقايا سفينة نوح المتحجرة تتلاءم مع هذه الماوصفات؟ أعني
1) تحمل في طيها: "من كل زوجين اثنين"
2) تستقر "في موج كالجبال"
3) مع ذلك لها قدرة في الجري: "وهي تجري بهم"
وأنتظر إفادتكم
وجزاكم الله خيرا كثيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 Sep 2008, 04:56 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
الأخ الكريم أبو حسن الشامي - وفقه الله-
لم تظهر الصور
فوائد
http://www.ararattrek.com/noah.asp
والصور
http://www.ararattrek.com/photos/araratphotos/mountararatphotos.asp
وفي موقع يوتيوب
http://www.youtube.com/watch?v=D4AWmwhoRHU
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 Sep 2008, 05:10 م]ـ
في عمدة القاري
قال قتادة أبقى الله سفينة نوح حتى أدركها أوائل هذه الأمة
هذا التعليق رواه الحنظلي عن أبيه عن هشام بن خالد حدثنا سعيد بن إسحاق قال حدثنا سعيد عن قتادة أبقى الله عز وجل السفينة بباقرين من أرض الجزيرة عبرة وآية حتى نظرت إليها أوائل هذه الأمة وكم من سفينة كانت بعدها فصارت رمادا وعند عبد بن حميد أدركها أوائل هذه الأمة على الجودي
انتهى
والحنظلي هو ابن أبي حاتم
يلاحظ أن في عمدة القاري ذكر اسم الموضع
بينما في تغليق التعليق
(وقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا هشام بن خالد ثنا شعيب بن إسحاق ثنا سعيد عن قتادة قال ألقى الله عز وجل السفينة في أرض الجزيرة عبرة وآية حتى نظرت إليها أوائل هذه الأمة نظرا وكم من سفينة كانت بعدها فصارت رمادا)
ففي تفسير الطبري
(حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة (واستوت على الجودي)، أبقاها الله لنا بوادي أرض الجزيرة عبرة وآية.
----
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله (وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) قال: أبقاها الله بباقَردى من أرض الجزيرة، عبرة وآية، حتى نظرت إليها أوائل هذه الأمة نظرا، وكم من سفينة كانت بعدها قد صارت رمادا.
----.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله (وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً) قال: ألقى الله سفينة نوح على الجوديّ حتى أدركها أوائل هذه الأمة.
)
انتهى
وفي الدر المنثور
(
أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه قال: أبقاها الله بالجودي من أرض الجزيرة عبرة وآية حتى رآها أوائل هذه الأمة، كم من سفينة قد كانت بعدها فهلكت
)
(عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وجعلناها آية للعالمين} قال: أبقاها الله آية فهي على الجودي
أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله {ولقد تركناها آية} قال: أبقى الله سفينة نوح على الجودي حتى أدركها أوائل هذه الأمة
)
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {لنجعلها لكم تذكرة} قال: لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، وكم من سفينة قد هلكت وأثر قد ذهب يعني ما بقي من السفينة حتى أدركته أمة محمد فرأوه كانت ألواحها ترى على الجودي.
،
)
انتهى
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 Sep 2008, 05:15 م]ـ
سعيد الحاج صديق رزفان
ألقسم ألأول المدخل التاريخي
بسم الله الرحمن الرحيم
(واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين)
علاقة حوض الخابور بجبل الجودي
يقع جبل الجودي الى الشمال من مدينة زاخو بحوالي 20 كم والشواهد أن هذا الجبل هو المقصود كثيره , فأسماء القرى والمدن المحيطه بها منسوبه الى نوح عليه السلام
شه هر نوخ – شرنخ – مدينة نوح عليه السلام
فأول قريه تقع الى الجانب الشمالي من الجبل يسمى هشتيان أي قرية الثمانين تيمنا بالعدد الكلي للذين رافقوه في السفينه والى الشمال الشرقي منها مدينة نوح ويسمى شهرنوح – شرنخ الحاليه , وجميع القرى المحيطه بها لها أسماء منسوبه الى نوح فالى الشمال منها وفي منطقة زاخو قرى دورنخ أي ده ر نوخ و به ره خ – به هر نوخ و ده شت نوخ – ده شته ته خ – كه زنه خ – هه رزه خ وخيله خ وأسماء عديده غيرها
ويذكر أن كلمة جودي نفسها مجزومه من كلمة كوتي والمعربه الى جودي وهي نفس ألأسم المعروفه بها ألأمه الكرديه ومن ضمنها منطقة بهدينان
ويستفاد من آراء بعض المؤرخين أن الكوتين هم أصل ألأقوام الساكنين حاليا في نفس المنطقه زاخو وماجاورها وكانوا يقطنون فيها منذ القدم أي قبل الميلاد وعليه فلايستبعد أن يكون أسم جبل الجودي مقتبسا من ألأقوام الجوديه أو الكرديه
وتؤكد الكشوفات الجيولوجيه الحديثه صحة هذه النظريه , ففي العصر البرمي غطى بحر تشس أرض العراق
الكوتيون او الجوديون حملة ألأشراقه الجديده
(يُتْبَعُ)
(/)
وتوجد العديد من من القواقع البحريه المتحجره في الجبال الواقعه الى الشمال من مدينة زاخو. لذا نستطيع ان نقول بكل فخر واعتزاز ان نشوء الحضاره الحاليه قد بدأت جذوتها ألأولى من قمة جبل الجودي لتشرق بنورها وتغمر المعموره على مر ألأزمان, ولقد كان لسكانها من الكوتين او الجودين اجداد ألأكراد شرف نقل هذه ألأشراقه الجديده , عندما هبط حملة هذا الشعاع من الجودي وانتشروا بنورهم في بلاد الرافدين جنوبا وألأناضول شمالا
كهوف المنطقه الشماليه غيرت النظريات القديمه
ومع ان الدراسات القديمه كان تؤكد انتقال الحضاره من جنوب العراق الى شمالها فان الدراسات الجديده اظهرت خلاف ذلك , حيث ظهر ان منطقة شمال بلاد الرافدين كان موطنا للانسان منذ اقدم العصور الحجريه فقد وجد في كهوف المنطقه ألشماليه الغربيه والذي سبق ألأنسان القديم في مناطق زاخو وراوندوز والسليمانيه وعقره وجمجال آثار وشواهد على أن سكان هذه المناطق ينتمون لانسان الكرومانيوم والذي هو أصل مايسمونه بالعرق القوقازي ألأبيض أما في كهف شانه ده ر قضاء الزيبار كشفت عن هياكل آدميه تعود الى اكثر من ستين ألف سنه وانتشر هذا ألأنسان في سهول المنطقه الجبليه من العراق وتعلم الزراعه , ولقد توسعت قراهم الزراعيه حوالي ألألف الخامس ق. م وانتشرت في معظم الهضبه والسول الشماليه.
و تبين من نتائج التنقيبات في موقع سد الموصل شمول المنطقه الشماليه الغربيه بآثار تدل على أقدم استيطان معروف يرجع الى مايقارب النصف مليون سنه , كما في تل نمريك حيث عثر على بقايا ألأنسان القديم وعلى أدوات من حجر الصوان
ألأثار الخابوريه
وفي تل هال قرب قرية هال شمالي جيكان بنحو 3 كم حيث غمرتها مياه اسد حاليا نقبت بعثه أثريه يابانيه فعثرت على فخار يعند الى ألألف السادس قبل الميلاد دور حلف وعلى آثار أخرى ترجع الى ألألف الثاني ق. م عمن فترة نوزي أوالفبره المعروفه ألآن الخابوريه. وفي تل نمريك جنوب فايده عثرت بعثه بولونيه على آثار الى عصر ما قبل الفخار
ألحاشيه
شان ده ر اسم لكهف في قضاء الزيبار وتتكون من مقطعين شان – خلية النحله أم ده ر فيعني الباب, ولقد كشفت فيها هياكل عظميه آدميه لاربعة اشخاص من انسان نيانتردال تمثل اولى بقايا عظميه لانسان العصر الحجري القديم وتشير الى ان الانسان سكن في هذه المنطقه قبل حوالي ستين الف سنه وقد وجد رالف سوليكي مكتشفات مهمه في الطبقه س 2 في كهف شاندير حيث عثر على ادوات كثيره من نوع النصال الذي يميز هذا العصر عادة وقد لوحظ وجود بعض ألأدوات كالازامل لها طابع محلي مما حمل المنقب على تسمية هذا العصر في العراق بالعصر (البرادوستي) ويرجح ان يكون هذه الطبقه بحدود 34000 ألف سنه قبل الميلاد. لقد وجه احد المثقفين في المدينه وهو السيد عبد المجيد عبد الكريم رساله الى البروفيسور سوليكي طالبا منه القدوم الى كردستان لان هناك العديد من الكهوف التي يتوقع الحصول على آثار قيمه فيها ورد عليه بالرغبه في ذلك على ان يتلقى دعوه رسميه من الحكومه العراقيه.
دليل الجمهوريه العراقيه
من هم الكوتيون أوالجوديون وما علاقتهم بألأكرد وحوض الخابور
أكتشفت لوحتان قديمتان يرجع تاريخهما الى عهد توكرليني – تنورتا الملك ألآشوري في أواخر القرن الثالث عشر قبل الميلاد وهما يدلان على حادثه واحده وقد كتب على احداهما أسم طوتي وع ألآخر طورتي وهذا يدل على أن احد ألأسمين مشتق من الآخر وانهما اطلقا على شعب واحد والظاهر ان التسميه ألأقدم هو كورتي وكان الشعب الكوتي أي الكورتي من جمرات شعوب جبال زاغروس الكبرى أيام السومرين.
ألأكراد هم ألأقوام التي نزحت من جبل الجودي
وقد استدل الدكتور سبايزد وهو احد المختصين بتاريخ شعوب ما بين النهرين بالاعلام التاريخيه السومريه, على ان الجيل الكوتي كان عائشا في بلاد سومر قبل ان تنشأ الحكومات فيها. وقد نسب معظم المؤرخين ألأكراد الى ألأقوام النازحه من جبل الجودي لذلك اطلق قديما على ألأكراد كردوئين أو كردوخين أو كردو وكودو وهي لاتختلف كثيرا على مايطلق على الاكراد ألآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويذكر الدمولوجي ان أول من عرف ألأكراد وعبر عنهم بالكاردوكي أو الكاردوخي هو أكسنيفون في كتابه رجعة العشرة آلاف. الا ان ألأبحاث الجديده أرجعت اصلهم الى ما قبل فترة ألأغريق ففي فجر التاريخ كانت الجبال المشرفه على آشور مسكونه من شعب سمته المصادر السومريه وألأكديه ب الكوتو وهو لقب ترجمته محارب والتي يقابلها في اللغه ألآشوريه كاردو أو كارده وهو المسجل في أدبياتهم.
الكرد تواجد في المنطقه قبل 4000 سنه
ويقول الدكتور فوزي رشيد , حقا لقد ذكر الكرد بأسمهم القومي عام 401 ق. م ولكنهم أقدم بكثيرمن هذا التاريخ , فقد ذكرو أيضا قبل ذلك بأساء وصيخ أخرى
أذ تؤكد الموسوعه البريطانيه أقدم ألسجلات السومريه تشير الى الكرد في أو قبل عام 2000 ق. م الى الكورد بصيغة كوتو أو كوتي وسماهم ألآشوريون بعدئذ كورتي مما يؤيد وجود الكرد قبل 4000 سنه وليس 2400 سنه ويذكر ألأستذ صلاح سعدالله , بأنه لايمكن تحديد أصل الكرد بدقه, ولكن أقدم السجلات السومريه لاتترك مجالا للشك ان شعبا سمي كوتو أو, كوتي سمي بعد ئذ كورتي من قبل ألآشورين عاش في او قبل عام 2000 ق. م بمنطقة دجله الوسطى من مقاطعة بوتان المحيطه بجبل كودي حيث يلفظه العرب جودي عبر بزابده –جزيرة ابن عمر الى جبال شنطار في الغرب وسلاسل زاكروس في الشرق وانحدرت مجموعه اخرى من القبائل سميت بالكا شين من الشعب نفسه أو لها صلة قربى به من تلال زاكروس الجنوبيه وحكمت بابل و اكد طوال ستة قرون 1800 - 1200 ق. م ويظهر ان هذه القبائل الكرديه ألأصليه ربما من عرق نقي كانت احدى أقدم الشعوب ألأصليه لهذه المنطقه الجبليه.
ولقد كتب الرحاله التركي اوليا جلبي أن في جبل الجودي بلدا عظيما يقال لها جهدي يحكمها ملك يدعى كردوا من نسل نوح عليه السلام عمر طويلا وسيطر على الجودي شمالا وجنوبا ومنه انتشرألأكراد.
أسماء ألأكراد في مختلف العصور
- كان الكرد عند السومرين معروفين باسم كوتي جوتي جودي
- أما عند ألآشورين فكانوا معروفين باسم كوتي كورتي كارتي كاردو كارداكا كاردان, كاركتان كارداك
- كان الكرد لدى ألأيرانين معروفين باسم كورتيوى سيرتي كوردراك
- أما النونان والرومان فكانوا يسمونهم كارسوى كاردوخي كاردوك كردوكي< كردوخي كاردويكان
- اما عند ألأرمن كودئين كورجيغ
- وألأتراك يسمونهم كورد له ر
- ألأفرنج كورديش.
بازبدي وباقردى وعلاقتهما مع حوض الخابور وجزيرة ابن عمر
ورد في ألأخبار الطوال لابي حنيفه الدينوري ما نصه وكان جنوح سفينة نوح عليه السلام واستقرارها على رأس الجودي جبل بقردي وبازبدي ولقد خرج الرشيد في سنة 174 هجريه الى باقردى وبازبدي وبنى قصرا بباقردى. حيث القى شاعره قصيده في وصفها.
وفي معجم البلدان في مادة باقردى انها قريه قريبه مقابل الجزيره سميت الكوره بأسمها وتتبعها نحو مائتي قريه منها هشتيان.
بازبدي وباقردى – تحظى باهتمام الرشيد
ويذكرصاحب الجزيره الفراتيه ان من اعمال الجزيره جزيرة ابن عمر كورتا شهيرتان هما بازبدي وباقردى تقع بازبدي غرب دجله من ناحية جزيرة ابن عمر ويرى لسترنج ان باقردى تقوم مقام الحصن الروماني في بازبدي. وكورة باقردى شرقي دجله مقابل لبازبدي اللتين حظيت بأهتمام الرشيد والذي زارها سنة 174 هجريه والقى شاعره قصيده في وصفها ويشكل حوض الخابور وعلى امتداد مراحل التاريخ امتدادا طبيعيا مع جزيرة ابن عمر وكانت المنطقه تسمى بازبدي وباقردى وهي التسميه التي كانت تطلق على المنطقه مننذ فجر التاريخ ولم يتم تفسير او معرفة معنى المصطلحين اومكانهما الا مؤخرا حيث تم اكتشاف احداها من قبل المؤرخ رقيب يوسف و هي قرية بازفتى والتي تقع غرب الجزيره بحوالي 16 كم. أما المرحوم المائي فيذكر بخصوص باقردى انها قريه باكرما ن الحاليه والذي يسكنها بعض الساده حيث تقع غرب زاخو بحوالي 6 كم.
باقردا – باكرمان – بيت ألأكراد
ومن ألآراء اعلاه ان المائي قد يكون محقا في تحديد قرية باكرمان من حيث انها تقع الى الشرق من دجله ويقابل بازبدي وتقع اسفل او مكان الحصن الروماني جوسق حيث يطابق ما وصفه المؤرخون, لذا فاما ان يكون قرية باكرما نفسها المقصود بباقردا حيث يوجد فيها منطقه تسمى (ملى قه سرى) او جوسق وهي منطقة فيها آثار سكنيه قديما جدا.
واسم باكرما قد يكون مشتقا من كلمة باكوردا والباء يعني بالآراميه البيت ويستدل من ذلك انها تعني بيت ألأكراد أو بيت كوردا أما آن الملحقه بها فهي للجمع مثل زوزان كرميان هشتيان.
ولقد زارها هرون الرشيد وبنى فيها قصرا وقال شاعره في وصف المنطقه
باقردى وبازبدي مصيف ومربع وعذب يحاكي السلسبيل بروده
وبغداد ما بغداد اما ترابها فجمر واما حرها فشديد
ثم صعد الرشيد الى جبل الجودي لتفقد آثار سفينة نوح عليه السلام.
واذا كانت منطقة باكوردان أو باكرمان الحاليه لاتوحي بشيئ من الجمال حاليا ولكن وبالتأكيد والى عهد قريب كان ذا سحر وجمال تلفت ألأنظار فكانت مغطات بغابات كثيفه من اشجار البلوط وحبة الخضراء وتقع على ارض مرتفعه تنساب من اطرافها المياه الصافيه والعذبه وخاصة في فصلي الربيع والى قسم من فصل الصيف وتسمى سيلاف0كما أنها تشرف على سهل سلوبي والمجرى المشترك لنهري الخابور وهيزل وتقابل جبل الجودي وامتازة المنطقه والى عهد قريب بغاباتها الخضراء مكونة متنزها طبيعيا رائعا وجميع المنطقه من بيشخابير والى زاخو كانت مغطات بهذه الغابات الخضراء الكثيفه الا انها تعرض الى قطع جائر أدى الى انقراضها وانحسارها في مناطق صغيره بسبب وجود ألأضرحه فيها
ألحاشيه
كرد كردستان – محمد امين زكي
المسأله القوميه في العراق – صلاح سعدالله
دليل الجمهوريه العراقيه
مسوده لكتاب - زاحو في ظلال التاريخ – سعيد الحاج صديق رزفان
حملة زينفون أو رجعة العشرة آلاف
حدث تاريخي مهم في حياة وتاريخ الشعب الكردي ومنطقة زاخو على وجه الخصوص وهي ذا مدلولات مهمه
زاخو موطن ألأكراد منذ آلاف السنين
http://www.geocities.com/zakho_delal/zakhohistory0.html
انتهى
المقصود منه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 Sep 2008, 05:31 م]ـ
وقول قتادة أدركها أوائل هذه الأمة فلولا أنه حدد الموضع باقردى لقلنا أن المقصود
هي أرمينية
وأرمينية غزاها المسلمون في أعوام
18 21 24 31
ومن الصحابة الذين لحقهم قتادة ممن غزوا أرمينية وأذربيجان الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه
ومن التابعين جماعة
فالله أعلم
وهذه المنطقة قريبة من أذربيجان
تنبيه: أذربيجان منطقة واسعة أكبر من دولة أذربيجان الحالية
وجزء من أذربيجان في إيران
بل قاعدة أذربيجان تبريز في إيران
وكذا من أهم مدن أذربيجان أردبيل
وتقع في إيران
هنا أذربيجان الغربية
http://en.wikipedia.org/wiki/West_Azarbaijan_Province
وأذربيجان (الإيرانية) تتكون من أذربيجان الشرقية وأذربيجان الغربية وزنجان وأردبيل
http://en.wikipedia.org/wiki/Iranian_Azerbaijan
ـ[عبد الله السعدي]ــــــــ[15 Sep 2008, 07:45 م]ـ
أرى أن ينطلق الباحث في بحثه لتحديد مكان رسو سفينة نوح عليه السلام وهو جبل الجودي من الآية التالية: {وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ} [المؤمنون:29]
فأين هي الأماكن المقدسة في هذه المعمورة , تنحصر الأماكن المباركة - حسب علمي في ثلاث أماكن ..
وهي مكة والأرض المقدسة و جبل الطور , وإن ارتبطت البركة أكثر مع الأرض المقدسة , و الأمن مع مكة , لذلك رأى البعض أن الجبل الذي رست عليه سفينه نوح عليه السلام هو بجوار القدس , و إن كان لفظ مباركا وهو بنفس الصيغة التي أمر الله نبيه نوح بقولها في طلبه مكان النزول , لم يأت في القرآن في إشارة لمكان إلا في وصف أول بيت وضع للناس الذي ببكة ..
والأمر الآخر: أن ينطلق في بحثه عن السفينة وحقيقة كونها الموجودة على جبل أرارات أو لا من قوله تعالى: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ} [العنكبوت:15]
فهل في السفينة المذكورة أي أمر يجعلها آية للعالمين؟
والعلم عند الله ..
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 Sep 2008, 07:45 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
في تفسير البغوي
وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين (29)
29 - {وقل رب أنزلني منزلا مباركا} قرأ أبو بكر عن عاصم (منزلا) بفتح الميم وكسر الزاي أي يريد موضع النزول قيل هو السفينة بعد الركوب وقيل هو الأرض بعد النزول ويحتمل أنه أراد في السفينة ويحتمل بعد الخروج وقرأ الباقون (منزلا) بضم الميم وفتح الزاي أي إنزالا فالبركة في السفينة النجاة وفي النزول بعد الخروج كثرة النسل من أولاده الثلاثة {وأنت خير المنزلين}
انتهى
وفي الدرالمصون للسمين الحلبي
(قوله: {مُنزَلاً مُّبَارَكاً}: قرأ أبو بكرٍ فتح الميم وكسر الزاي، والباقون بضمِّ الميم وفتحِ الزاي. والمَنْزِل والمُنْزَل كلٌّ منهما يحتملُ أَنْ يكونَ اسمَ مصدرٍ وهو الإِنزالُ والنُّزُول، وأَنْ يكونَ اسمَ مكانٍ للنزولِ والإِنزالِ، إلاَّ أنَّ القياسَ "مُنْنزَلاً" بالضم والفتح لقوله "اَنْزِلْني"، وأما الفتح والكسر فعلى نيابةِ مصدرٍ الثلاثي مَناب مصدرِ الرباعي كقوله {أَنبَتَكُمْ مِّنَ الأَرْضِ نَبَاتاً}، وقد تقدم نظيرُه في مَدْخَل ومُدْخَل في سورةِ النساء.
(11/ 37)
)
انتهى
قال الفخر الرازي
(ثم إنه سبحانه بعد أن أمره بالحمد على إهلاكهم أمره بأن يدعو لنفسه فقال: {وَقُل رَّبّ أَنزِلْنِى مُنزَلاً مُّبَارَكاً} وقرىء {مُنزَلاً} بمعنى إنزالاً أو موضع إنزال كقوله ليدخلنهم مدخلاً يرضونه. واختلفوا في المنزل على قولين: أحدهما: أن المراد هو نفس السفينة فمن ركبها خلصته مما جرى على قومه من الهلاك والثاني: أن المراد أن ينزله الله بعد خروجه من السفينة من الأرض منزلاً مباركاً والأول أقرب لأنه أمر بهذا الدعاء في حال استقراره في السفينة، فيجب أن يكون المنزل ذلك دون غيره. ثم بين سبحانه بقوله {وَأَنتَ خَيْرُ المنزلين} أن الإنزال في الأمكنة قد يقع من غير الله كما يقع من الله تعالى وإن كان هو سبحانه خير من أنزل لأنه يحفظ من أنزله في سائر أحواله ويدفع عنه المكاره بحسب ما يقتضيه الحكم والحكمة،
)
انتهى
وتأمل قوله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
(قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ)
وأما الآية الأخرى
({فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ}
قال الطبري
(فأنجيناه وأصحاب السفينة وجعلناها آية للعالمين (15)
يقول تعالى ذكره: فأنجينا نوحا وأصحاب سفينته وهم الذين حملهم في سفينته من ولده وأزواجهم
وقد بينا ذلك فيما مضى قبل وذكرنا الروايات فيه فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع
{وجعلناها آية للعالمين} يقول وجعلنا السفينة التي أنجيناه وأصحابه فيها عبرة وعظة للعالمين وحجة عليهم
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل
ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة قوله {فأنجيناه وأصحاب السفينة} الآية قال: أبقاها الله آية للناس بأعلى الجودي ولو قيل: معنى {وجعلناها آية للعالمين} وجعلنا عقوبتنا إياهم آية للعالمين وجعل الهاء والألف في قوله {وجعلناها} كناية عن العقوبة أو السخط ونحو ذلك إذ كان قد تقدم ذلك في قوله {فأخذهم الطوفان وهم ظالمون} كان وجها من التأويل)
انتهى
قال ابن كثير - رحمه الله
(
وقوله تعالى: {وجعلناها آية للعالمين} أي وجعلنا تلك السفينة باقية إما عينها كما قال قتادة: إنها بقيت إلى أول الإسلام على جبل الجودي أو نوعها جعله للناس تذكرة لنعمه على الخلق كيف أنجاهم من الطوفان كما قال تعالى {وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون * وخلقنا لهم من مثله ما يركبون * وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون * إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين} وقال تعالى {إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية * لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية} وقال ههنا {فأنجيناه وأصحاب السفينة وجعلناها آية للعالمين} وهذا من باب التدريج من الشخص إلى الجنس كقوله تعالى: {ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين} أي وجعلنا نوعها رجوما فإن التي يرمى بها ليست هي زينة للسماء وقال تعالى {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين * ثم جعلناه نطفة في قرار مكين} ولهذا نظائر كثيرة وقال ابن جرير لو قيل إن الضمير في قوله {وجعلناها} عائد إلى العقوبة لكان وجها والله أعلم)
انتهى
أقول ولو قلنا بقول من يقول بأن المقصود عين السفينة
فلا يلزم من ذلك بقاء عين السفينة إلى أول عصر الإسلام
لأن كلمة (العالمين) يمكن حملها على عالم زمانهم لا على أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم
والله أعلم بالصواب
قال الطبري - رحمه الله - في موضع آخر
(فإن في قول الله جل ثناؤه {ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين} (الجاثية: 160) دلالة واضحة على أن عالم كل زمان غير عالم الزمان الذي كان قبله وعالم الزمان الذي بعده إذ كان الله جل ثناؤه قد فضل أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على سائر الأمم الخالية وأخبرهم بذلك في قوله {كنتم خير أمة أخرجت للناس} الآية (آل عمران: 110) فمعلوم بذلك أن بني إسرائيل في عصر نبينا لم يكونوا مع تكذيبهم به صلى الله عليه وسلم أفضل العالمين بل كان أفضل العالمين في ذلك العصر وبعده إلى قيام الساعة المؤمنون به المتبعون منهاجه دون من سواهم من الأمم المكذبة الضالة عن منهاجه)
وذكر
(القول في تأويل قوله تعالى {وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47)}
قال أبو جعفر وهذا أيضا مما ذكرهم جل ثناؤه من آلائه ونعمه عندهم. ويعني بقوله (وأني فضلتكم على العالمين) أني فضلت أسلافكم، فنسب نعمه على آبائهم وأسلافهم إلى أنها نعم منه عليهم، إذ كانت مآثر الآباء مآثر للأبناء،
والنعم عند الآباء نعما عند الأبناء، لكون الأبناء من الآباء، وأخرج جل ذكره قوله (وأني فضلتكم على العالمين) مخرج العموم، وهو يريد به خصوصا; لأن المعنى: وإني فضلتكم على عالم من كنتم بين ظهريه وفي زمانه (1). كالذي:-
868 - حدثنا به محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال حدثنا محمد بن ثور، عن معمر -وحدثنا الحسن بن يحيى، قال حدثنا عبد الرزاق، قال أخبرنا معمر- عن قتادة، (وأني فضلتكم على العالمين) قال فضلهم على عالم ذلك الزمان.
(يُتْبَعُ)
(/)
869 - حدثني المثنى، قال حدثنا آدم، قال حدثنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية (وأني فضلتكم على العالمين) قال بما أعطوا من الملك والرسل والكتب، على عالم من كان في ذلك الزمان، فإن لكل زمان عالما.
870 - حدثنا القاسم، قال حدثنا الحسين، قال حدثني حجاج، عن ابن جريج، قال قال مجاهد في قوله (وأني فضلتكم على العالمين) قال على من هم بين ظهرانيه.
871 - وحدثني محمد بن عمرو، قالحدثنا أبو عاصم، قال حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال على من هم بين ظهرانيه.
872 - وحدثني يونس بن عبد الأعلى، قال أخبرنا ابن وهب، قال: سألت ابن زيد عن قول الله (وأني فضلتكم على العالمين)، قال عالم أهل ذلك الزمان. وقرأ قول الله (وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ))
انتهى
كما في قصة فرعون
قال الطبري - رحمه الله -
(حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة (فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية)، يقول أنكر ذلك طوائف من بني إسرائيل، فقذفه الله على ساحل البحر ينظرون إليه.
17876 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة (لتكون لمن خلفك آية)، قال لما أغرق الله فرعون لم تصدِّق طائفة من الناس بذلك، فأخرجه الله آيةً وعظةً.
)
والله أعلم بالصواب
ولكن قتادة فسر قوله تعالى (لنجعلها لكم تذكرة) بقوله
قال الطبري - رحمه الله
(لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية (12)
وقوله {لنجعلها لكم تذكرة} يقول: لنجعل السفينة الجارية التي حملناكم فيها لكم تذكرة يعني عبرة وموعظة تتعظون بها
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل
ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد عن قتادة قوله {لنجعلها لكم تذكرة} فأبقاها الله تذكرة وعبرة وآية حتى نظر إليها أوائل هذه الأمة وكم من سفينة قد كانت بعد سفينة نوح قد صارت رماد)
انتهى
أيضا
قوله تعالى
({وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِر)
قال ابن كثير - رحمه الله
(وقوله تعالى: {ولقد تركناها آية} قال قتادة أبقى الله سفينة نوح حتى أدركها أول هذه الأمة والظاهر أن المراد من ذلك جنس السفن كقوله تعالى {وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون * وخلقنا لهم من مثله ما يركبون} وقال تعالى {إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية * لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية} ولهذا قال ههنا {فهل من مدكر} أي فهل من يتذكر ويتعظ)
انتهى
والله أعلم بالصواب
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 Sep 2008, 08:38 ص]ـ
قال الحاكم في المستدرك
(حدثنا محمد، ثنا بحر، ثنا ابن وهب، أخبرني معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن جبير بن نفير، عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال «إذا خيرتم بين الأرضين، فلا تختاروا أرمينية، فإن فيها قطعة من عذاب الله تعالى»)
انتهى
موقع الجبل في ولاية A?r?
محافظة
Do?ubeyaz?t
Do?u = الشرق
beyaz?t = بايزيد
حيث أنه حارب الصفويين وغيرهم وهذه منطقة حدودية بين إيران وتركيا
http://turkiye-haritasi.turkiyedestani.com/bolge/harita/b12.jpg
وللباحث أن يدخل كلمة
Do?ubeyaz?t في موقع يوتيوب ويجد ما يسره عن هذه المنطقة الجبلية التاريخية
http://www.tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=1997&stc=1&d=1221543968
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[16 Sep 2008, 12:48 م]ـ
بارك الله بكم شيخنا ابن وهب
أعدت وفع الصورتين هنا في المرفق
ولمن سأل عن حجم السفينة، فإن أبعادها كما يظهرها موقع جوجل:
طول= 150م تقريبا
عرض (في منطقة الوسط) = 36م تقريبا
ـ[جند الله]ــــــــ[16 Sep 2008, 01:38 م]ـ
مكة والقدس .. والوادي المقدس طوى .. فيهم بركات ولا شك!!
فلما نتناسى (يثرب) أنها أرض مباركة .. وأكثر بركة من القدس
بركة يثرب عريقة من قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إليها وزادت بركة بوجوده بها
أليس فيها (روضة من رياض الجنة) وتوجهت إليها ناقته القصواء مأمورة؟!
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وفي الطريق كان الناس يتلقونه، فلا يمر بدار من دور الأنصار إلا دعاه أهلها إلى النزول عندهم ويقولون: أقم عندنا في العدد والعدة والمنعة، ويمسكون بزمام ناقته القصواء وقد أرخى لها زمامها، فيقول لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خلوا سبيلها فإنها مأمورة).
وسار الأنصار حوله حتى إذا أتى دور بني مالك بن النجار بركت الناقة في موضع المسجد النبوي اليوم، وهو يومئذ مربد (وهو الموضع الذي يجفف فيه التمر) لغلامين يتيمين من بني النجار يقال لأحدهما سهل والأخر سهيل.
وصادف إبان الهجرة أن كانت المدينة موبوءة بالحمى، فلم تمض أيام حتى مرض أبو بكر وعامر بن فهيرة وبلال واستوخم الصحابة جو المهجر الذي آواهم واستيقظت غرائز الحنين إلى الوطن المفقود، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء قائلاً: (اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد وصححها وبارك لنا في صاعها ومدها وانقل حماها واجعلها بالجحفة).
وفها جبل أحد (على ترعة من ترع الجنة) (على باب من أبواب الجنة) رواية ضعيفة
وبين لابتيها نخل العالية في عجوتها شفاء من كل داء إلى الموت
ألم تبشر الأمم السابقة بنزول خاتم الأنبياء في يثرب .. فأقام فيها اليهود أملا أن يكون منهم
إذا فيثرب كان لها فضل وبركة معلومة قبل مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فما المانع أن تكون السفينة نزلت قرب المدينة؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمر الشامي]ــــــــ[26 Oct 2008, 04:55 ص]ـ
وقول قتادة أدركها أوائل هذه الأمة فلولا أنه حدد الموضع باقردى لقلنا أن المقصود
هي أرمينية
أين تقع باقردى
وقتادة لم يسمع الا من انس فاسناده مقطوع
ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 Oct 2008, 02:36 م]ـ
أستاذنا أبو حسن الشامي
بارك الله فيكم ونفع بكم
أين تقع باقردى
وقتادة لم يسمع الا من انس فاسناده مقطوع
أخي الفاضل أبو عمر الشامي
أخي الحبيب - وفقك الله -
انظر المشاركة رقم 10
ثم قولكم (وقتادة لم يسمع الا من انس فاسناده مقطوع)
ما معناه؟
قتادة يقول (أدركها أوائل هذه الأمة) يعني الصحابة وغير الصحابة
فهل قال أحد أن قتادة لم يسمع من أحد من غير أنس ممن شهدوا فتح هذه البلاد
فتأمل - رعاك الله -
ـ[أبو عمر الشامي]ــــــــ[04 Nov 2008, 05:27 ص]ـ
الأثر صحيح إلى قتادة لكن لا يعرف عمن أخذه قتادة ... هل أخذه عمن شاهدوها أم أخبره بعض الضعفاء بذلك؟ فهو مدلس كما تعلمون
أما المرحوم المائي فيذكر بخصوص باقردى انها قريه باكرما ن الحاليه والذي يسكنها بعض الساده حيث تقع غرب زاخو بحوالي 6 كم.
[/ COLOR]
http://www.geocities.com/zakho_delal/zakhohistory0.html
انتهى
المقصود منه
بارك الله بك
ـ[أبو عمر الشامي]ــــــــ[06 Oct 2010, 07:11 م]ـ
إذاً فقرية باقَردى هي في شمال العراق في محافظة زاخو، ومع ذلك لا توجد فيها أي سفينة، مما يشكك في مقولة قتادة فضلاً عن أنه لم يذكر أحد الرحالة الموثوقين عن مشاهدته إياها. وباعتبار أن جميع البشر اليوم تقريباً هم من ذرية نوح فبيننا وبينه عهد زمني بعيد جدا والبعض يقدره بملايين السنين. ومع ذلك فهذه السفينة الهائلة لا يذكرها أحد من الأقدمين. فالظاهر أنه الخبر أخذه من أحد الهلكى والله أعلم.(/)
استنباط الأحكام من القرآن (أقل مدة الحمل نموذجاً)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 May 2005, 10:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه أول من تنبه للجمع بين قوله تعالى في سورة البقرة:?والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة? وقوله تعالى في سورة الأحقاف:?وحمله وفصاله ثلاثون شهرا?، ويروى مثل هذا عن عبدالله بن العباس رضي الله عنهما. والدليل المركب من هاتين الآيتين يدل على أن أقل مدة للحمل هي ستة أشهر. حيث تنقص من الثلاثين شهراً أربعة وعشرين وهي مدة الرضاعة فيبقى ستة أشهر.
وقد وجدت دراسة مختصرة حول هذا الموضوع في موقع الإسلام اليوم فأحببت نقلها هنا ليطلع عليها من لم يقرأها هناك. ولتعرضها للموضوع من حيث الفقه والطب والتفسير.
أقل وأكثر مدة الحمل دراسة فقهية طبية
للدكتور عبد الرشيد بن محمد أمين بن قاسم. [أمين مصادر التعلم بتعليم مكة المكرمة]
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
ففي 19جمادي الآخرة عام 1364هـ ألحق القاضي مصطفى عبدالقادر العلوي القاضي بالمحكمة الشرعية بمكة المكرمة نسب طفل ولدته أمه بعد موت زوجها بخمس سنين، وحكم لأختها خديجة بلحوق طفلها بزوجها الذي طلقها قبل أربع سنين (1)، فهذه القضية وأمثالها جعلت عددًا من الباحثين المعاصرين يتناولون هذا الموضوع بدراسة متعمقة كما جعلت بعض الأطباء يكتب ويراجع العلماء في هذه المسألة. فأقصى مدة تقضيها المرأة وهي حامل مما تنازع فيها الفقهاء قديماً.
كما تنازع الأطباء والباحثون فيها حديثًا ومعرفة الرأي الراجح فيها بالغ الأهمية؛ لما ينبني عليه من أحكام عديدة كدرء الحد والإرث والنسب والنفقه والعدة وغيرها من أحكام الأسرة.
وهو ما سنبينه بإذن الله في الأسطر التالية، محاولين الجمع بين ما قاله الفقهاء أصحاب التنظير، والأطباء أصحاب الخيرة والتطبيق، مبينين قبل ذلك أقل مدة لحمل المرأة لما بين المسألتين من علاقة على أن يكون ذلك في مبحثين:
المبحث الأول: أقل مدة للحمل
اتفق العلماء على أن أقل الحمل ستة أشهر (2) ويدل على ذلك ما يلي:
1 – الدليل المركب من قوله تعالى: "وحمله وفصاله ثلاثون شهراً" (3) مع قوله تعالى: "والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين" (4).
وجه الدلالة:
إذا كان مجموع الحمل والإرضاع ثلاثين شهراً وكانت مدة الرضاع منه سنتين كان الباقي في المدة وهو ستة أشهر متعينًا للحمل.
2 – الإجماع حيث أجمع العلماء على أن أقل الحمل ستة أشهر. (5)
3 – الأثر:
عن أبي الأسود أنه رفع إلى عمر أن امرأة ولدت لستة أشهر، فهم عمر برجمها، فقال له علي: ليس لك ذلك. قال الله تعالى: "والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين"، وقال تعالى: "وحمله وفصاله ثلاثون شهراً"
فحولان وستة أشهر ثلاثون شهراً، لا رجم عليها، فخلى عمر سبيلها، وولدت مرة أخرى لذلك الحد " (6).
ويروى مثل ذلك عن عثمان وابن عباس.
4 – الواقع:
حيث إنه وجد حمل ولد لستة أشهر فمما ذكرته كتب التاريخ أن الحسين بن على رضي الله عنهما والخليفة الأموي عبد الملك بن مروان وجرير الشاعر المشهور ولدوا لستة أشهر (7).
قال الشوكاني: " لم يسمع في المنقول عن أهل التواريخ والسير أنه عاش مولود لدون ستة أشهر، وهكذا في عصرنا لم يسمع بشيء من هذا بل الغالب أن المولود لستة أشهر لا يعيش إلا نادراً، لكن وجود هذا النادر يدل على أن الستة الأشهر أقل مدة الحمل وقد كان من جملة من ولد لستة أشهر من المشهورين عبد الملك بن مروان الخليفة الأموي " (8).
موقف الطب
قال ابن القيم: " إن الأدلة على أن أقل مدة للحمل هي ستة أشهر، تظاهرت عليها الشريعة والطبيعة، فالشريعة من خلال الآيتين السابقتين، وأما الطبيعة فقد نقل أقوال الأطباء أصحاب الاختصاص الذين أثبتوا أن أقل حمل كان في مائة وأربع وثمانين ليلة ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أكد الطب الحديث ما ذهب إليه الفقهاء من أن أقل مدة الحمل ستة أشهر إلا أن المولود لها نادراً ما يعيش في الأحوال العادية. ومع تقدم مجالات الطب أصبح بالإمكان إيجاد فرصة أكبر لمثل هؤلاء المواليد في الحياة بعد وضعه في حضانة طبية مناسبة وقد قرر الأطباء إذا ما ولد الطفل ما بين (24 – 36 أسبوعاً) يسمى الطفل خديجاً ( Pematue) ويكون في الغالب قابلاً للحياة، ولكنه يحتاج لعناية طبية خاصة، يقول الطبيب أحمد كنعان: " ويتفق أهل الطب والفقهاء حول أقل مدة الحمل، إذ تؤكد الشواهد الطبية أن الجنين الذي يولد قبل تمام الشهر السادس لا يكون قابلا للحياة، وإلى هذا يذهب أهل القانون أيضاً " (9).
ويقول الطبيب عبد الله باسلامة " فقد غير الأطباء رأيهم الآن وأصبحت أقل مدة الحمل هي ستة أشهر بعد أن كانت سبعة، والواقع أنه إلى الآن لا تزال مذكورة في دائرة المعارف البريطانية أن اقل الحمل الذي يمكن أن يعيش هو 28 أسبوعا أو 169 يوما، ولا أعتقد أنه سوف يجئ يوم من الأيام ويكون في مقدور جنين أن يعيش خارج الرحم ويواصل الحياة إن هو نزل قبل هذه المدة (ستة شهور) " (10).
ويظهر لي أن النصوص تدل على أن أقل الحمل ستة أشهر في الأحوال العادية، أما إذا سقط قبل الشهر السادس ووضع في حاضنة طبية أو (رحم صناعي كما يؤمل العلماء إيجاده مستقبلا) ليتابع رعايته إلى ما بعد الشهر السادس فليس هناك ما يتعارض مع نصوص القرآن فليتأمل.
ومن المسائل التي تبنى على ما سبق فيما لو أتت المرأة بولد بعد نكاحها بخمسة أشهر مثلا، فإن النسب لا يلحق الزوج ويكون الحمل من سفاح.
حمل عيسى عليه السلام
من عقيدة المسلم الإيمان بأن عيسى خلق بغير أب وأنه منسوب إلى أمه مريم العذراء وأنه بشر ونبي من أنبياء الله وكان خلقه آية عظيمة تدل على كمال قدرة الله.
ومن لطائف المعارف التي ذكرتها كتب التفسير مدة حمل عيسى عليه السلام فقد قال ابن عباس –رضي الله عنهما-: " ما هو إلا أن حملت فوضعت في الحال "
وذهب بعض المفسرين إلى أنه ولد لستة أشهر وقيل ثمانية أشهر وقيل تسعة أشهر (11).
وقد رجح القرطبي قول ابن عباس وهو الأظهر لأن الله ذكر الانتباذ عقب الحمل "فحملته فانتبذت به مكاناً قصياً * فأجاءها المخاض ... " (12). والفاء تدل على التعقيب والله أعلم.
المبحث الثاني: أكثر مدة الحمل
قبل بيان أقوال العلماء في أكثر الحمل يجدر بي أن أنقل رأي الطب في كيفية حدوث الحمل.
بعد أن يتصل الرجل بالمرأة وينزل منه المني فإنه يسير في المهبل ويرسب في قعره بالقرب من فوهة عنق الرحم، التي تفرز رائحة تجذبه إليها فيدور حولها ويكون عدد الخلايا المنوية لا يقل عن 20 مليون في المليلتر من السائل المنوي في الرجل الطبيعي.
ثم يمر تباعاً في الفوهة العنقية، ويبلغ طول المدخل العنقي من الفوهة حتى مقر البييضة 15سم وتساوي هذه المسافة بالنسبة للمني سير 8كم عند الرجل ويعتبر هذا الطريق كثير المنعطفات بسبب الأقنية الغددية وثنايا الأغشية المعترضة في الطريق
فتندفع الخلايا المنوية وتساعدها أذنابها للسير وتضطر لقضاء نصف ساعة في اجتياز كل سنتمتر (13).
وتحتاج الخلايا المنوية 4 - 6 ساعات أحياناً لقطع المسافة وتصل إلى البوق حيث تكون البييضة مهيأة وفي الانتظار.
وتحيط بالبييضة مجموعة من الخلايا تكون لها كالتاج المشع وتبقى البييضة 24 – 36 ساعة فإن لم يحصل مجيء للخلية المنوية فسرعان ما تذوي وتموت وعندئذ تدفعها شعيرات قناة الرحم إلى الرحم الذي يطردها إلى المهبل مع إفرازاته.
أما إذا التقت الخلية المنوية مع البييضة فإنها سرعان ما تكوّن جداراً تمنع غيرها من الخلايا المنوية من الوصول والاختراق، فلا تلقح البييضة إلا خلية واحدة فقط، وبعد التلقيح سرعان ما تتحد النواتان لتصل إلى 46 كروموسوم وتحدث تغيرات فسيولوجية وتبدأ الانقسامات في البييضة الملقحة، وفي هذه الأثناء تتحرك النطفة الأمشاج أو البييضة الملقحة ببطء من قناة فالوب وتتجه عبر القناة الرحمية حتى تقترب من الرحم وفي خلال خمسة أيام أو أسبوع على الأكثر تكون قد وصلت إلى الرحم وهناك تنغرز في المكان المناسب بعد أن تهيأ الرحم لاستقبال البييضة حيث جداره مليء بالأوعية الدموية التي سوف تغذي هذه النطفة (14).
(يُتْبَعُ)
(/)
وحين تقترب البييضة الملقحة (النطفة) من الغشاء المخاطي للرحم تكون النطفة فيها خملات دقيقة تساعد على الإنغراس وفيها خلايا خارجية آكلة تثبت النطفة في جدار الرحم وتبدأ النطفة في التعلق وتبدأ مرحلة العلقة فيكون الاتصال بين دماء الأم وخلايا التغذية في الجنين اتصالاً مباشراً وتتغذى العلقة الآن من هذه الدماء وإفرازات الغدد الرحمية، ويظهر كيس السلي (الأمينون) وكيس المُح والغشاء المشيمي (الكوريون) والذي سيكون المشيمة في المستقبل. (15)
أقوال الفقهاء في أكثر الحمل
تنازع الفقهاء في أكثر المدة التي تقضيها المرأة وهي حامل ويمكن إجمالاً أن نلخص الأقوال في قولين الأول: أن أقصى مدة الحمل هي المدة المعهودة تسعة أشهر، وبه قال داود وابن حزم من الظاهرية وأختاره عامة الباحثين المعاصرين. (16)
والقول الثاني: يمكن أن يمتد الحمل أكثر من تسعة أشهر، وأصحاب هذا القول اختلفوا في أكثر الحمل على الأقوال التالية:
1 – أن أقصى مدة الحمل سنة واحدة لا أكثر، وبه قال محمد بن عبد الحكم وأختاره ابن رشد (17).
2 – أن الحمل قد يستمر إلى سنتين، وهو مذهب الحنفية (18).
3 – أنه قد يستمر إلى ثلاث سنين، وهو قول الليث بن سعد (19).
4 – أن أقصى الحمل أربع سنين، وهو مذهب الشافعية والحنابلة وأشهر القولين عند المالكية (20).
5 – أن أكثر الحمل خمس سنين، وهي رواية عن مالك (21).
6 _ أن أقصى الحمل ست سنين، وهي تروى عن مالك والزهري (22).
7 _ أن أقصى الحمل سبع سنين، وبه قال ربيعه وهي رواية عن الزهري ومالك (23).
8 – لا حد لأكثر الحمل، فإذا ظهر بالمرأة حمل أو وجدت القرائن الدالة على الحمل كالحركة في البطن فإننا ننتظر وإن طالت المدة، أما إذا مضت التسعة أشهر ولم يظهر بها علامات الحمل فلا انتظار لأن الأشهر التسعة هي المدة الغالبة وبه قال أبو عبيد والشوكاني (24).
وهذه الأقوال المتعددة إنما حكيت على ما توارد على السمع عندهم من أن هناك حملاً أمتد لهذا الأمد خلا أصحاب القول الأول والثاني الذين استندوا لبعض النصوص
وهنا أسوق أشهر الأدلة التي استدل بها القائلون بامتداد الحمل عن تسعة أشهر:
1 - أن كل ما لم يرد في الشرع واللغة تحديده فإنه يعود في ذلك إلى العرف والواقع فإذا ثبت في الواقع شيء أخذنا به وقد وجد حمل زاد عن تسعة أشهر.
قال الشوكاني: " لم يرد في حديث صحيح ولا حسن ولا ضعيف مرفوع إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أكثر مدة الحمل أربع سنين، ولكنه قد اتفق ذلك ووقع كما تحكيه كتب التاريخ، غير أن هذا الاتفاق لا يدل على أن الحمل لا يكون أكثر من هذه المدة، كما أن أكثرية التسعة الأشهر في مدة الحمل لا تدل على أنه لا يكون في النادر أكثر منها فإن ذلك خلاف ما هو الواقع " (25).
2 - عن الوليد بن مسلم قال: قلت لمالك بن أنس إني حدثت عن عائشة أنها قالت: " لا تزيد المرأة في حملها عن سنتين قدر ظل المغزل " فقال: سبحان الله، من يقول هذا؟ هذه جارتنا امرأة محمد بن عجلان، امرأة صدق وزوجها رجل صدق،
وحملت ثلاثة أبطن في اثنتي عشرة سنة، تحمل في كل بطن أربع سنين " (26).
3 – ما روي عن عمر أنه رفع إليه امرأة غاب عنها زوجها سنتين فجاء - وهي حبلى – فهم عمر برجمها، فقال معاذ بن جبل: يا أمير المؤمنين إن يك السبيل لك عليها، فلا سبيل لك على ما في بطنها، فتركها عمر حتى ولدت غلاما – قد نبتت ثناياه – فعرف زوجها شبهه، فقال عمر: عجز النساء أن يلدن مثل معاذ، لولا معاذ هلك عمر (27).
4 - قوله تعالى) وحمله وفصاله ثلاثون شهراً (حيث جعل سبحانه الثلاثين شهرًا مقصورة على المدتين، فلا يجوز أن تكون إحداهما أكثر من ثلاثين شهرا (28).
أما الأخبار المتعددة التي جاء فيها الحمل زائدا عن تسعة أشهر فمنها:
أ – أن نساء بني العجلان ولدن لثلاثين شهراً.
ب – أن مولاة لعمر بن عبد العزيز حملت ثلاث سنين، وأن الإمام مالك ولد لثلاثة أعوام.
ج _ أن هرم بن حيان والضحاك بن مزاحم حمل بكل واحد منهما سنتين.
د – ما روي عن مالك أنه قال: بلغني عن امرأة حملت سبع سنين (29).
و- روى المبارك بن مجاهد قال: مشهور عندنا، كانت امرأة محمد بن عجلان تحمل وتضع في أربع سنين، فكانت تسمى حاملة الفيل. (30)
موقف ابن حزم من الأخبار السابقة
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن حزم: " وكل هذه أخبار مكذوبة راجعة إلى من لا يصدق، ولا يعرف من هو؟ ولا يجوز الحكم في دين الله تعالى بمثل هذا " (31).
وقد علل الأحاديث السابقة بالضعف والانقطاع والجهالة، وكذلك الشوكاني يرى أنه لم يصح في أكثر الحمل حديث مرفوع كما تقدم.
وقد استدل أصحاب القول الأول القائلون بعدم تجاوز الحمل المدة المعهودة بما يلي:
1 – قوله تعالى: "والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة" (32) وقوله تعالى: "وحمله وفصاله ثلاثون شهراً" (33).
وجه الدلالة:
قال ابن حزم: " فمن ادعى أن حملا وفصالاً يكون في أكثر من ثلاثين شهراً فقد قال الباطل والمحال، ورد كلام الله عز وجل جهاراً " (34).
2 – ما رواه سعيد بن المسيب عن عمر أنه قال: أيما رجل طلق امرأته فحاضت حيضة أو حيضتين ثم قعدت فلتجلس تسعة أشهر حتى يستبين حملها، فإن لم يستبين حملها في تسعة أشهر فلتعتد بعد التسعة الأشهر ثلاثة أشهر عدة التي قعدت عن المحيض (35).
وجه الدلالة: أن عمر لا يرى الحمل أكثر من تسعة أشهر.
موقف الطب من أكثر الحمل
يرى الطبيب أحمد ترعاني – أخصائي الأمراض النسائية والتوليد – أن الحمل قد يصل إلى عشرة شهور، ولا يزيد على ذلك لأن المشيمة التي تغذي الجنين تصاب بالشيخوخة بعد الشهر التاسع، وتقل كمية الأكسجين والغذاء المارين من المشيمة إلى الجنين فيموت الجنين.
كما أكد أيضًا أنه يجب التأكد أنه ليس ثمة خطأ في مدة الحمل؛ لأن المرأة قد تتأخر عنها الدورة الشهرية بسبب الرضاع مثلاً أو غيره ثم تحمل مباشرة دون حدوث طمث وعند ذلك تطول مدة انقطاع الدورة الشهرية، فيجب اعتبار هذه المدة (أي انقطاع الطمث قبل الحمل) (36).
ويرى الطبيب مأمون شقفة أن الولادات التي تحصل بين الأسبوعين 39 – 41 تتمتع بأفضل نسبة سلامة للأجنة فإذا تأخرت عن الأسبوع 42 نقصت وأصبح الجنين في خطر حقيقي، وكذلك إن حصلت مبكرة عن وقتها نقصت نسبة السلامة، فهي قبل الأسبوع 37 أقل منها في تمام الحمل وهي في الأسبوع 35 أقل بوضوح، والوليد الذي يولد قبل ذلك يحتاج إلى عناية خاصة للمحافظة على حياته (37).
وقد تبين في بعض الإحصائيات أن نسبة الحمل المتأخر حتى 42 أسبوع 4 – 14 % أي بمعدل 10 % ونسبة الحمل الذي يبلغ 43 أسبوع 2 – 7 % (38).
وتذكر الإحصائيات أن وفاة المواليد تزداد وتتضاعف بازدياد مدة الحمل عن الأسبوع الثاني والأربعين بسبب تليف المشيمة (39).
وقد بين الطبيب أحمد كنعان سبب استبعاد بقاء الجنين لفترة طويلة في الرحم عن المدة المعتادة فقال: " إن الجنين يعتمد في غذائه على المشيمة فإذا بلغ الحمل نهايته ضعفت المشيمة ولم تعد قادرة على إمداد الجنين بالغذاء الذي يحتاجه لاستمرار حياته، فإن لم تحصل الولادة عانى الجنين من المجاعة فإن طالت المدة ولم تحصل الولادة قضى نحبه داخل الرحم " (40).
وأكد القول بأنه من النادر أن ينجو من الموت جنين بقي في الرحم 45 أسبوعاً، ولاستيعاب النادر والشاذ فإن هذه المدة تُمدَّ أسبوعين آخرين لتصبح 330 يوماً ولم يعرف أن مشيمة قدرت أن تمد الجنين بعناصر الحياة لهذه المدة.
وأهل القانون توسعوا في الاحتياط مستندين إلى بعض الآراء الفقهية بجانب الرأي العلمي فجعلوا أقصى مدة للحمل سنة واحدة (41).
وقد علل الطبيب عبد الله باسلامة و محمد البار توهم بعض النساء أن حملهن قد امتد سنين بإمكان إصابتهن بما يسمى بالحمل الكاذب، وحاصله أن المرأة التي تبحث عن الإنجاب قد تنتفخ بطنها وتتوقف عادتها الشهرية … وتعتقد اعتقاداً جازماً بأنها حامل رغم تأكيد جميع الفحوصات المخبرية والفحوصات الطبية بأنها غير حامل …وقد يحدث لإحدى هؤلاء الواهمات بالحمل الكاذب الذي تتصور أنه بقي في بطنها سنيناً …قد يحدث أنها تحمل فعلا … فتضع طفلا طبيعياً في فترة حمله ولكنها نتيجة وهمها وإيهامها من حولها أنها حملت لمدة ثلاث أو أربع سنوات (42).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم نبه الطبيب البار لاستحالة امتداد الحمل لفترات طويلة فقال: وينبغي أن ينبه من يدرسون في كتب الفقه على استحالة حدوث هذا الحمل الطويل الممتد سنيناً .. وإنه نتيجة لوهم الأم الراغبة في الإنجاب في أغلب الحالات …أو من اختراع القصاص وأساطيرهم. والمشكلة أن المرأة قد تلد بعد وفاة زوجها أو بعد طلاقها منه بعدة سنوات فيحكم لها الفقهاء بأن الولد للفراش وينسبون الولد لزوجها المتوفى عنها بعدة سنوات أو الذي طلقها قبل عدة سنوات (43).
مناقشة الأدلة:
يظهر من خلال استعراض الأقوال أن الأطباء لا يقبلون بأن ثمة حمل يمتد لسنة فضلاً عن سنوات طويلة، أما الفقهاء الذين تعددت آراؤهم في المسألة فبنوا على ما توارد على أسماعهم وما بلغهم عن نساء امتد عندهن الحمل لفترات طويلة، وثمرة الخلاف تظهر في إثبات النسب للزوج المتوفى أو المطلق، وكذلك الإلزام بالنفقة عند من يقول به والميراث للطفل المولود، ولزوم العدة للمرأة وإقامة حد الزنا وغيرها من الأحكام الهامة.
وبالتأمل في الأقوال السابقة يظهر لي أن أقصى مدة الحمل التي تبنى عليها الأحكام الشرعية هي المدة المعهودة تسعة اشهر والتي قد تزيد أسابيع محدودة كما هو الواقع أما المدد الطويلة فهي نادرة والقاعدة الفقهية أن "الاحتمالات النادرة لا يلتفت إليها" والقاعدة "العبرة بالغالب والنادر لا حكم له " (44) والواقع المعاصر يبدد وهم القائلين بامتداد حمل امتد لسنوات حيث يولد في العام الواحد عشرات الملايين من البشر ولو قدر وجود أمثال هذا الحمل لتناقلة وسائل الإعلام والأطباء حيث أنهم يهتمون بنقل ما هو اقل من هذا الحدث بكثير وقد اختار هذا الرأي عامة الباحثين المعاصرين الذين تناولوا هذه المسألة بينما ترك البعض المسألة بدون ترجيح كالباحثة ليلى أبو العلا في رسالة الدكتوراه. وقد استبعد ابن رشد الحفيد امتداد الحمل لسنين حيث قال: " وهذه المسألة مرجوع فيها إلى العادة والتجربة، وقول ابن عبدالحكم والظاهرية هو أقرب إلى المعتاد والحكم إنما يجب أن يكون بالمعتاد لا بالنادر ولعله أن يكون مستحيلا " ولا يعني هذا القطع بنفي وقوع حمل امتد طويلا مع كونه نادر جداً وذلك للأمور التالية:
1 – أن عامة الباحثين المعاصرين لم يتطرقوا لخبر ابن صياد والذي ثبت أنه ولد لسنة ففي حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: لأن أحلف عشر مرارًا أن ابن صائد هو الدجال أحب إلي من أن أحلف مرة واحدة أنه ليس به، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني إلى أمه، سلها كم حملت، قال فأتيتها فسألتها فقالت: حملت به اثني عشر شهرا، قال ثم أرسلني إليها فقال: سلها عن صيحته حين وقع. قال: فرجعت إليها فسألتها فقالت: صاح صيحة الصبي ابن شهر " (45).
وقد يقال بأن ابن صياد هو الدجال وليس كعامة الناس، لكن عامة العلماء على أن الدجال غير ابن صياد فقد دخل مكة والمدينة وله ابن من التابعين الأجلاء الذي روى بعض الأحاديث ومن الثابت أن الدجال لا يولد له (46) ولا يدخل مكة والمدينة إنما كان الرسول r وبعض الصحابة كانوا يشكون في أمره وكان فيه شيء من تلبس الجان.
2 – ذكرت صحيفة (المحقق الطبي) الأمريكية في 27 ديسمبر 1884م امرأة دام حملها 15شهراً و 20 يوماً، وورد في مجلة (تاريخ الأكاديمية) الفرنسية ذكر حمل دام 36 شهراً أي ثلاث سنين (47).
فهذه أخبار منقولة عن مجلة طبية من جهة طبيب معاصر، وقد سألت الشيخ عبد المجيد الزنداني – واضع أسس علم الإعجاز العلمي في القران والسنة _ في 4/ 4/1422هـ الموافق 26/ 6 / 2001م بمكة عن ما جاء في كتب الفقهاء من امتداد فترة الحمل لسنين فأخبرني أنه سأل طبيبًا عالميًا مختصًا في علم الأجنة بكندا وذكر الطبيب أن هذا التأخر يرجع إلى مدى استعداد جهاز المناعة للطفل ولم يرفض مبدأ تأخر الحمل.
3 - وجود الشواذ في الخلق مقطوع به فقد ثبت ولادة سبعة توائم في بطن واحد بخلاف المعهود، ووجود أطفال ولدوا برأسين، وغير ذلك كثير مما هو نادر وواقع، ولا يمتنع أن توجد على جهة الشذوذ مشيمة لها قدرة على إمداد الطفل لفترة طويلة على غير المعهود كما هو حال المعمرين في هذا الزمان والذين تجاوز أعمار البعض قرن ونصف من الزمان.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - حدثني الشيخ الدكتور بكر أبو زيد أنه ثبت لديه حين كان قاضياً بالمدينة حمل دام أربع سنين، وأن الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي عام السعودية – رحمه الله – ثبت لديه حمل دام سبع سنين حين كان يشغل منصب القضاء وحين أورد ذلك على الأطباء في مناقشات مجمع الفقه الإسلامي بالرابطة حاروا في الجواب (38).
فإذا أضفنا هذه الأخبار المعاصرة لما ورد في كتب الفقه والتاريخ من وجود نساء حملن لمدد طويلة أفادت هذه الأخبار وجود هذا النوع من الحمل وإن كان شاذاً ونادراً (49).
وأما استدلال ابن حزم بأن الحمل والفصال لا يزيد عن ثلاثين شهراً ويلزم منه أن الحمل تسعة أشهر فهذا استدلال بعيد؛ لأن الآية خرجت مخرج الغالب لأن المرأة لو أرضعت طفلها سنتين وأتمت الرضاعة "لمن أراد أن يتم الرضاعة" (50) فيبقى من الثلاثين شهراً ستة أشهر ولم يقل أحد أن أكثر الحمل ستة أشهر، وكذلك منقوض من جهة أخرى وهو أن المرأة لو أرضعت طفلها سنة واحدة وارتفع لبنها وفطمته لزم أن تكون حملت به سنة وستة أشهر وهو لا يقول بذلك.
إضافة إلى أن الواقع يرفضه، فالواقع يثبت وجود حمل امتد لعشرة أشهر وهو كثيرٌ جداً.
الخلاصة: أن أقصى الحمل هي المدة المعهودة تسعة أشهر والتي قد تزيد بضعة أسابيع وهو الذي يبني عليه الأحكام الشرعية، وإذا ادعت المرأة وجود حمل تجاوز المدة المعهودة يلزم أن تثبت ذلك بالبينة الموجبة لتصديق قولها كأن تشهد النساء بوجود هذا الحمل وظهور علاماته الواضحة – التي لا تلتبس مع الحمل الكاذب – كحركة الجنين، أو تثبت ذلك عن طريق تحليل البول أو الدم أو الموجات الصوتية (السونار) أو غير ذلك مما يقطع بوجود الحمل من عدمه لأن الأصل عدم امتداد الحمل عن المدة المعهودة، ولقطع باب الادعاء ولكون هذا الحمل ينبني عليه أحكام كثيرة، ويمكن للقضاة في هذا الزمان الاعتماد على الأجهزة الطبية الحديثة التي تحدد عمر الجنين بدقة إضافة إلى البصمة الوراثية والتي تحدد الأبوين بنسبة 99% والله أعلم.
------------------- الحواشي -----------------------
(1) انظر: خلق الإنسان بين الطب والقرآن للبار ص 450
(2) انظر: تفسير القرطبي 9/ 286، شرح زبد ابن رسلان ص 69.
(3) سورة الأحقاف: 15.
(4) سورة البقرة: 233.
(5) انظر: الإجماع لابن المنذر ص 95، المبدع لابن مفلح 8/ 111، تفسير القرطبي 9/ 286، التقرير والتحبير لمحمد بن حسن ص 146.
(6) أخرجه البيهقي 7/ 442 برقم 15326، عبد الرزاق 7/ 351 برقم 13447 وقد قوى ابن عبد البر إسناده كما في الاستذكار 24/ 74.
(7) انظر: تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 215، الحاوي للماوردي 11/ 205، المغني لابن قدامة 1/ 232، المعارف لابن قتيبة ص 595.
(7) انظر: السيل الجرار للشوكاني 2/ 334، وانظر أيضاً: قواعد الأحكام للعز بن عبد السلام 2/ 104.
(8) انظر: التبيان في أقسام القرآن لابن القيم ص 213.
(9) انظر: الموسوعة الفقهية الطبية لأحمد كنعان ص 375، وانظر أيضا رحلة الإيمان في جسم الإنسان لحامد أحمد ص 127، والخديج: هو الطفل الذي ولد ناقصاً عن المدة المعهودة.
(10) انظر: رؤية إسلامية لبعض القضايا الطبية لعبد الله باسلامة ص 59، وانظر أيضاً: الطب النبوي والعلم الحديث لمحمود النسيمي 3/ 364.
(11) انظر: تفسير القرطبي 11/ 92، تفسير الطبري 16/ 65، تفسير ابن كثير 3/ 117، الدر المنثور للسيوطي 3/ 6، مسائل الإمام أحمد ص 328.
(12) سورة مريم: 22 - 23
(13) إذا كانت عدد الخلايا أقل من المليونين أو لم تستطيع الخلايا المنوية المرور من عنق الرحم فإن ذلك من أسباب العقم والتي يمكن معالجته بإذن الله.
(14) انظر: إعجاز القرآن في خلق الإنسان لمحمد كمال ص 20 – 32، الآيات العجاب في رحلة الإنجاب لحامد الأحمد ص 75 – 128.
(15) انظر: المصادر السابقة، أيضاً: موقع صحة sehha.com موقع طبيبي tabeebe.com
(16) انظر: المحلى لابن حزم 10/ 132، تفسير القرطبي 9/ 287. أحكام الجنين لعمر غانم ص76
(17) انظر: تفسير القرطبي 9/ 287، الفقه الإسلامي للزحيلي 7/ 677.
(18) ا نظر: حاشية ابن عابدين 5/ 511، شرح فتح القدير لابن الهمام 4/ 362.
(19) ا نظر: المغني لابن قدامه 7/ 477، شرح فتح القدير لابن الهمام 4/ 362.
(يُتْبَعُ)
(/)
(20) انظر: الأم للشافعي 5/ 212، روضة الطالبين للنووي 6/ 39، الإنصاف للمرداوي 5/ 212، التاج والإكليل للمواق 4/ 149.
(21) انظر: الكافي لابن عبد البر ص 293.
(22) انظر: مختصر اختلاف العلماء للجصاص 2/ 405، تفسير القرطبي 9/ 287.
(23) انظر: المصدر السابق.
(24) انظر: المغني لابن قدامه 9/ 116، السيل الجرار للشوكاني 2/ 334 – 335، لسان الحكام لابن أبي اليمن ص 332.
(25) انظر: السيل الجرار للشوكاني 2/ 334.
(26) نصب الراية للزيلعي 3/ 264، التلخيص الحبير لابن حجر 3/ 235.
(27) أخرجه البيهقي في سننه الكبرى 7/ 443 برقم 15335، وعبد الرزاق في المصنف 7/ 354 برقم 13454.
(28) انظر: الحاوي للماوردي 11/ 205.
(29) انظر هذه الأخبار وغيرها في: سنن البيهقي 7/ 443، التلخيص الحبير لابن حجر 3/ 235، المحلى لابن حزم 10/ 132 – 134، تفسير القرطبي 9/ 287، سير أعلام النبلاء للذهبي 8/ 132، تذكرة الحفاظ للذهبي 1/ 165.
(30) أخرجه الدارقطني 3/ 322 برقم 283، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 443 برقم 15331، أيضاً: نزهة الألباب في الألقاب لابن حجر ص 190.
(31) انظر: المحلى لابن حزم 10/ 132 – 133.
(32) سورة البقرة: 233.
(33) سورة الأحقاف: 15.
(34) انظر: المحلى لابن حزم 10/ 132 – 133، أيضاً: معتصر المختصر ليوسف بن موسى 1/ 317 وفيه توجيه للآيتين بناء على مذهب الحنفية.
(35) انظر: المحلى لابن حزم 10/ 133.
(36) انظر: أحكام المرأة الحامل للخطيب ص 106.
(37) انظر: القرار المكين لمأمون شقفة ص 73.
(38) انظر: Williams Obstetrics ص 730.
(39) انظر: الرؤية الإسلامية لبعض الممارسات الطبية بحث لنبيه الجيار ص 437 وهي متخصصة في أمراض النساء والتوليد.
(40) انظر: الموسوعة الفقهية الطبية لأحمد كنعان ص 376.
(41) المصدر السابق، والحيض والنفاس والحمل لعمر الأشقر ص 95، 96.
(42) رؤية إسلامية لبعض القضايا الطبية لباسلامة ص57، خلق الإنسان بين الطب والقرآن للبار ص 453، 454، أيضاً: الرؤية الإسلامية لبعض الممارسات الطبية ص 672.
(43) المصدر السابق. أحكام التدخلات الطبية لليلى أبو العلا ص356.
(44) انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية 28/ 334، شرح المجلة للباز ص 37، القواعد والضوابط الفقهية عند شيخ الإسلام ابن تيمية في الجنايات والعقوبات لعبدالرشيد قاسم – رسالة ماجستير- ص 265
(45) أخرجه أحمد في المسند 5/ 148 برقم 21357، وابن أبي شيبة 7/ 493 برقم 37485، والطبراني في الأوسط 8/ 242 برقم 8520، قال الهيثمي في المجمع 8/ 2: " ورجال أحمد رجال الصحيح غير الحارث بن حصيرة وهو ثقة " وسكت عنه الحافظ في الفتح 6/ 173.
(46) انظر صحيح الجامع للألباني 1/ 640 برقم 3403 ولفظ الحديث: " الدجال لا يولد له ولا يدخل المدينة ولا مكة " وصححه الألباني.
(47) انظر الموسوعة الفقهية الطبية لأحمد كنعان ص 376 وعزاه لموسوعة المعلومات العامة للأرقام القياسية لغينيس ص 18. وقد اعترض بعض الأطباء على هذه المعلومة بأنها ليست في مصدر طبي معتمد إضافة أن الخبر الأول مضى عيها أكثر من قرن ولم تكن عندهم الوسائل والمختبرات الدقيقة التي تؤكد صحة الخبر.
(48) من خلال مقابلتي له بمكة المكرمة في ذي الحجة 1420هـ
(49) وقد سبق بيان أن الأخبار المذكورة لم تثبت من جهة السند إلا أن كثرتها وتعدد طرقها ووجود الضعف اليسير في بعضها تؤدي للاستئناس بها، ويلا حظ أن الأطباء في هذه الأيام يقومون بعمل الطلق الصناعي أو العملية القيصرية إذا تجاوز الحمل عشرة أشهر، لذا لا غرابة في انعدام وجود أمثال هذا الحمل الطويل أصلاً.
(50) سورة البقرة: 233.
المصدر ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_content.cfm?id=71&catid=73&artid=5632)
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[23 May 2005, 05:23 م]ـ
أكرمك الله أخي الفاضل على هذا الجهد المشكور
لمزيد من الإضاءة حول هذا الموضوع
شبهة النصارى حول الآية الكريمة كما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
جاء في صفحة (قراءة نقدية للإسلام) تحت عنوان " الأخطاء الحسابية: " نجد في القرآن بعض الاخطاء الحسابية التي حاول العلماء المسلمون تفسيرها بشتى الوسائل. ففي سورة البقرة، الآية 233 " والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة". ولكن في سورة الاحقاف، الآية 15 نجد:" ووصينا الانسان بوالديه إحساناً حملته امه كُرهاً ووضعته كُرهاً، وحمله وفصاله ثلاثون شهراً". فمن الواضح هنا ان مدة الرضاعة اقل من سنتين لان الحمل في العادة يكون تسعة اشهر، وبالتالي يكون الرضاع واحداً وعشرين شهراً، لنحصل على المجموع وهو ثلاثون شهراً، كما جاء في الاية الثانية. واختلف العلماء في ايجاد تفسير مناسب لهذه الهفوة. فقال بعضهم اذا استمر الحمل تسعة اشهر، فالرضاعة احدى وعشرون شهراً، ولكن انما قُصد بالثلاثين شهراً اخذ اقل مدة للحمل، وهي ستة اشهر، في الاعتبار. والاشكال في هذا القول هو أن مدة الحمل في الغالبية العظمى من النساء تسعة اشهر، والولادة في ستة أشهر من الشواذ، والتشريع عادة يأخذ في الاعتبار ما هو شائعٌ ومتعارف عليه، ولا يُبنى التشريع على الشواذ. ولكن حتى لو أخذنا الشواذ في الاعتبار فالولادة بعد ستة أشهر تعتبر إجهاضاً لان الجنين لا يكتمل نموه ويصبح قادراً على الحياة خارج رحم أمه الا بعد الاسبوع الثامن والعشرين من الحمل أي بعد سبعة أشهر. وحتى قبل ثلاثة عقود، ومع تقدم الطب الحديث كانت نسبة المواليد الذين يعيشون اذا ولدوا بعد سبعة أشهر من الحمل لا تزيد عن عشرة بالمائة ".
وللرد عليهم، كنت قد درست الموضوع من جهة أخرى، وهي أقوال علماء النصارى المعاصرين في أقل مدة لحمل الجنين، من باب إقامة الحجة عليهم.
واتصلت بإخوة متخصصين في إحدى جامعات كندا وأكدوا لي أن طلاب تلك الجامعة قاموا بعمل دراسة مستفيضة في أقل مدة للحمل ملخصها:
1) على الرابط التالي حوار مع امرأة ولدت بعد حمل دام أربعة وعشرين أسبوعاً (أي ستة أشهر):
http://www.tresors.ca/halte-enfant-premature.htm
2) والرابط التالي يبين تصويراً بالفيديو لمولود عمره ستة أشهر: http://www.chez.com/premature/
3) وبينت الدراسات في تلك الجامعة الكندية أنه نادراً ما يعيش مواليد 22 أسبوع أكثر من 72 ساعة, أما مواليد 23 أسبوع فاحتمال عيشهم يكون 10% في حين أن مواليد 25 أسبوع لديهم فرصة 50% للعيش بلا مشاكل و20 - 35% منهم لديهم مشاكل عصبية (خاصة الشلل الدماغي) ولكن 10% من المصابين تكون حالتهم خطرة. 2 - 3.5 % من الأحياء يتعرضون لمشاكل تستدعي التدخل الطبي انظر: http://www.cps.ca/francais/enonces/FN/fn94-01.htm.
ملاحظة: تم جمع هذه البيانات بتاريخ 24/ 3/2005م.
والمواقع مكتوبة باللغة الفرنسية (خاصة بمقاطعة كيبيك الكندية).
كما أضيف إلى ما ذكره الأخ المكرم بما جاء في المغني لابن قدامة 8/ 97: " وأقل مدة الحمل ستة أشهر، لما روى الأثرم بإسناده عن أبي الأسود، أنه رفع إلى عمر أن امرأة ولدت لستة أشهر، فهم عمر برجمها، فقال له علي: ليس لك ذلك، قال الله تعالى: " والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين " البقرة: 233. وقال تعالى:" وحمله وفصاله ثلاثون شهراً " الأحقاف: 15، فحولان وستة أشهر: ثلاثون شهراً ".(/)
صورة من أقدم مصحف محفوظ في المكتبة البريطانية
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 May 2005, 11:02 م]ـ
بعث لي الدكتور موراني - مشكوراً - بالبريد هذه الصورة من إحدى صفحات أقدم مصحف مخطوط في المكتبة البريطانية.
http://www.tafsirnet.com/Quran.jpg
الكلمة الأولى: (ولا يضربن) سورة النور , الآية 31
الكلمة الأخيرة (والأصال) الآية 36
المخطوط: رق عتيق
الخط: حجازي , مائل (هذا نادر)
تاريخ الكتابة: أواخر القرن الأول الى بداية القرن الثاني هـ. حسب التقدير
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[24 May 2005, 06:20 م]ـ
أخي الفاضل:
هل المصحف كامل؟
فقد كنت في زيارة لمعرض مركز سعود البابطين وأكدوا عدم وجود مخطوطة كاملة للمصحف الشريف
قبل القرن الثالث الهجري وهذا له دلالات مهمة في قضية تواتر القرآن الكريم وتأكيد حفظه من التحريف
وجزاك الله خيرا
ـ[موراني]ــــــــ[24 May 2005, 07:24 م]ـ
للأسف , طبعا , ليس المصحف كاملا. لدي هذه الصورة فحسب وهي الورقة 67 ب من جزء لا أعلم حجمه.
ورقمه في المكتبة البريطانية: Or.2165
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[24 May 2005, 07:46 م]ـ
السلام عليكم ما شاء الله
الملاحظ كتابة لفظ الجلالة بنفس درجة المداد كما أقرته لجنة مراجعة المصحف بالأزهر الشريف قبل بدعة تصغير لفظ الجلالة (كما هو منشور في إحدى مشورات لجنة مراجعة المصاحف بالأزهر).(/)
تبرئة أبي العلاء من معارضة القرآن
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[26 May 2005, 11:46 ص]ـ
ليسَ يُعرَفُ عن أحد من أهل البيان معارضة القرآن, والمذكور من ذلك في التاريخ مُحاولتي: عبد الله ابن المقفع, وأبي العلاء المعري.
فأما ابن المُقفع فلا يوجد له كتاب يدعي مدعٍ أنه عارض فيه القرآن, وإنما يُزعَم أنه قصد إلى تأليف كتاب في ذلك, واشتغل به مُدةً ثم مزق ما جمع واستحيا لنفسه من إظهاره, قال ابن الباقلاني بعد أن أبطل هذا الزعم: (فإن كان كذلك فقد أصاب وأبصر القصد, ولا يمتنع أن يشتبه عليه الحال في الابتداء ثم يلوح له رشده, ويبين له أمله, وينكشف له عجزه, ولو كان بقي على اشتباه الحال عليه لم يَخفَ علينا موضع غفلته, ولم يشتبه لدينا وجه شبهته, ومتى أمكن أن تدعي الفرس في شيء من كتبهم أنه مُعجِز في حسن تأليفه وعجيب نظمه؟!). إعجاز القرآن (ص:61).
وأما شيخُ المعرَّة فلمَّا أَلَّفَ كتابه "الفصول والغايات" قيلَ فيه: (كأنه مُعارَضة منه للسور والآيات). ينظر: معجم الأدباء 1/ 305. وفي تحقيق عنوان الكتاب ينظر مقدمة محققه محمود زناتي, حيثُ سماه:
"الفصول والغايات في تمجيد الله والمواعظ" ط: دار الآفاق الجديدة.
وعن منهجه في الكتاب ينظر ما نقله ياقوت من فهرست مؤلفات أبي العلاء لأحد مستمليه, وفيه:
أن مُراده بالغايات: القوافي؛ لأن القافية غاية البيت أي: منتهاه, وهو كتابٌ موضوعٌ على حروف المعجم ... , وألف عليه كتاب: "السادن" في ذكر غريب هذا الكتاب وما فيه من اللغز, وكتاب: "إقليد الغايات" لطيفٌ مقصورٌ على تفسير اللغز. معجم الأدباء 1/ 327 - 328. ط: إحسان عباس.
وحقيقة الأمر أن المعري قد عانى من فرط ذكاءه, وكثرة حُسَّاده ما عانى مثله عصريه وصاحبه المتنبي, وقد تعرض العلامة محمود شاكر لبعض ما نسب لأبي العلاء وأبطله في كتابه "أباطيل وأسمار" (ص:32 - 80).
وقد عاش العلامة عبد العزيز الميمني الراجكوتي زمناً في بطون كتب المعري, وعاين ولم يسمع, وما راءٍ كمن سمعا, وأبطل تهمة معارضته للقرآن, وكشف كثيراً من مخفي حياة المعري, مما لا يُعلَم إلا من مسطور كتبه, كما فعل عصريه وصديقه محمود شاكر في كتابه الفذ "المتنبي".
وفي هذا النقل المختصر تبيينٌ موجز لهذا الموضوع, قال العلامة عبد العزيز الميمني:
(يقول مرغليوث: قَبِلَ أبو العلاء تحدي القرآن. ويقول نكلسن في "الآداب": كان أبو العلاء يراوده الشك فيما أن القرآن كلام الله؛ ولذا قَبِل تحدي النبي صلى الله عليه وسلم وأَعَدَّ كتاباً في معارضة القرآن الكريم. وقد أعاد هذه الفكرة الأستاذ براؤن في كتابه "التاريخ الأدبي لإيران". والحقيقة أن هذه الفكرة الخاطئة المرفوضة إنما بَثَّها في أوروبا كُلّها: جولد زيهر, بمقالة " z.d.m.g" - مجلة نمساوية -, وقد سبق أن تناولناها بالرد والتفنيد في نقالة نشرتها مجلة "معارف" في عدد فبراير سنة 25م, ولكننا ننقل هنا شهادَةً لأبي العلاء نفسه بإعجاز القرآن, ظهرت بعد فراغه من تأليف "الفصول" بنحو عشر سنين في 414هـ:
(لقد أجمعَ كُلُّ ملحدٍ ومُهتَد, وناكِبٍ عن المحجة ومُقتَد, على أن الكتاب الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الله كتابٌ بَهَرَ بالإعجاز, ولَقِيَ عَدُوَّه بالإرجاز.).
بحوث وتحقيقات 1/ 127.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 May 2005, 04:37 م]ـ
الفصول والغايات ليس في محاذاة السور والآيات ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3279)
ـ[حسام مجدي]ــــــــ[26 May 2005, 06:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين ..
استكمالا للفائدة فقد قام الشيخ على حسن العمارى .. بتحقيق عن مسأله المعارضة المزعومة لأبي العلاء المعرى ...
يقول الشيخ في مجلة " رساله الإسلام " ...
" من الذين نسبت إليهم المعارضة فيلسوف الشعر أحمد بن سليمان المشهور بأبي العلاء المعرى، وقد قالوا إنه عارض القرآن بكتابه (الفصول والغايات) وقد اختار صاحب معجم الأدباء الكلمتين الآتيتين: ـ
1 ـ ((أقسم بخالق الخيل))، والريح الهابة بلَيْل، ما بين الأشراط ومطالع)) ((سهيل، إن الكافر لطويل الويل، وان العمر لمكفوف الذيل، اتق مدارج)) ((السّيْل، وطالع التوبة من قبَيْل، تنج، وما أخالك بناج)).
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ ((أذلت العائذة أباها، وأصاب الوحدة وربّاها، والله بكرمه اجتباها، أولاها الشرف بما حباها، أرسل الشمال صباها، ((ولا يخاف عقباها))، وقد ذكرو أنه قيل له: ما هذا ألا جيد غير أنه ليس عليه طلاوة القرآن.
قال: حتى تصقله الألسن في المحاريب أربعمائة سنة، وعند ذلك انظروا كيف يكون.
وقبل أن نعرض لهذه المعارضات نلمع بشيء من أقوال النّاس في عقيدة أبي العلاء.
قال ياقوت في معجم الأدباء: ((وكان متهما في دينه، يرى رأي البراهمة، لا يؤمن بالرسل، والبعث والنشور، وقد أوردنا من شعره ما يستدل به على سوء معتقده)).
ويقول في موضع آخر: ((والناس في أبي العلاء مختلفون، فمنهم من يقول: إنه كان زنديقاً، وينسبون إليه أشياء مما ذكرناها، ومنهم من يقول: كان زاهداً عابداً متقللا يأخذ نفسه بالرياضه والخشونة والقناعة باليسير، والاعراض عن أعراض
وقال عبد الرحيم العباسي في معاهد التنصيص: ((والنّاس مختلفون في أمره، والأكثرون على إلحاده وإكفاره)).
ومما أورده ياقوت من الشعر قول أبي العلاء:
دين وكفر وأنباء تقال وفر (م) * * * قان يُنصّ وتوراة وانجيل
في كل جيل أباطيل ملفقة * * * فهل تفرد يوما بالهدى جيل
وقوله:
ولا تحسب مقال الرسل حقا * * * ولكن قول زور سطروه
وكان النّاس في عيس رغيد * * * فجاءوا بالمحال (2) فكدروه
وقوله:
وهيهات، البرية في ضلال * * * وقد نظر اللبيب لما اعتراها
تقدم صاحب التوراة موسى * * * وأوقع في الخسار من افتراها
فقال رجاله وحى أتاه * * * وقال الناظرون بل افتراها
وما حجّى إلى أحجار بيت * * * كؤوس الخمر تشرب في ذراها
إذا رجع الحليم إلى حجاه * * * تهاون بالشرائع وإزدراها
إلى غيرذلك مما يدل على استهانته بالنبوات، وإنكاره للحشر، واعتراضه على صنيع الله ـ تعالى علوا كبيرا ـ في الأكوان.
وذكر ياقوت أن القاضي أبايوسف عبدالسلام القزويني حدّث فقال: قال لي المعرى: لم أهج أحدا قط، فقلت له: صدقت، إلا الأنبياء (عليهم السلام)، فتغير وجهه. "
لاحظ معى زميلى أن من نسب إلى أبى علاء تلك الفرية هو فى الأصل ياقوت فى كتابة " معجم الأدباء " ...
نستكمل تحقيق الشيخ ...
" هذا لا يقوله الناقمون على أبي العلاء، في حين يحدث بعض القضاة المعاصرين لأبي العلاء بقصص تدل ـ كما قالوا ـ على صحة دينه، وقوة يقينه ...
وللعلامة كمال الدين بن العديم رسالة نسمى (رفع التّجرى عن المعرى) ذكر فيها محاسنه، وفضائله، وحفظه الخارق للعادة، وقال فيها: إن سائر ما في ديوانه من الأشعار الموهمة فهي إما مكذوبة عليه أو هي مؤولة، وجعل المعرى من أصحاب الكرامات، وخوارق العادات.
ويؤيد قول ابن العديم ما ذكره ياقوت نفسه من أن المعرى كان يرمى من أهل الحسد له بالتعطيل وتعمل تلامذته وغيرهم على لسانه الأشعار يضمنونها أقاويل الملحدة قصد الهلاكة وإيثارا لاتلاف نفسه))
وبعبر أبوالعلاء عن هذا المعنى:
حاول أهوانىَ قوم فما * * * واجهتهم إلا بأهوان
وقوّلونى بمقالاتهم * * * فغيروا نية إخوانى
لو استطاعوا لو شَوْابى الى الْـ * * * مرّيخ في الشُّهْب وكيوان
لكل هذه الأمور تفرقت آراء النّاس في أبي العلاء فرماه قوم بكفر أصلع وجعله قوم في عداد الأبرار، وقال آخرون إنه شاعر قلق لا يكاد يثبت على رأى.
والذي عندي أن بعض الشعر الذي يدل على سوء الاعتقاد واضح بالنسبة لأبي العلاء وفيه ـ على قدر ما أدرك من طريقة الرجل ـ ملامح علانية، كهذه الأبيات التي قدمتها، والتي مطلعها (وهيهات، البرية في ضلال). فلاشك عندي أن أبا العلاء قال شيئا مما يؤخذ، ولعل ذلك كان أولا، ثم استقر أمره على الاستقامة وعمق الايمان بالله، ويبدو أن الرجل كان غير مكترث، فكان يقول كل ما يخطر له، وكثير من المعاني التي دونها، وعيتْ عليه تعرض لكثير من المفكرين فمنهم من يردها عن نفسه، ومنهم من يستجيب لها فيظهرها، وكان أبوالعلاء من هذا النوع الأخير، لاتكاد تخطر له البادرة حتى تجرى على لسانه، ويتلقفها تلامذته، ويذيعونها، ولم تُسمح من دواوينه ـ وإن كان هو الذي أملاها ـ لأنها ذهبت في أفواه النّاس فيستطيع كل من كانت عنده نسخة من اللزوميات أن يضيف إليها مما في حفظه، وبذلك وصلتنا هذه الأشعار وبهذا الفهم في حال أبي اعلاء يمكن بسهولة تعليل التناقض الذي نراه في آثار أبي العلاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما تأكيدى أن أمر هذا الشاعر انتهى إلى الايمان العميق فالدليل عليه النظر في ثبت كتبه، حيث نجد أن أكثرها في تمجيد الله وتعظيمه، وفي الحكم والمواعظ، وتلك الروع التي يحسها من يقرأ آثاره تلك الروح المؤمنة العميقة الايمان، ولا أشك أيضا في أنه أضيف إليه من حساده بعض ما يؤاخذ عليه ((ولعله كان في زمان مثل زماننا)) أعنى كل من أنكر المنكر فيه يرمونه بسوء الاعتقاد ليغروا به الملوك)) ـ كما يقول بعض من نشروا اللزوميات، وعلق عليه ـ وهذا يؤيد مما نقله ياقوت.
هذا عن اعتقاده، ولكن الذي يعنينا هنا هو ما أضيف إليه من أنه عارض القرآن، وإنما قدمنا هذا لنقول أن لا يبعد أن يكون عارض، ولا يبعد أن يكون اتهم بذلك حسدا، والمرجح في ذلك في النظر في الرواية، ورواية معارضته القرآن تتضمن أمرين، الأول أنه عارض، والثاني أنه عارض بكتاب الفصول والغايات، وأخْذُ هذه الرواية جملة يدلنا على أنها مكذوبة فإذا نفينا أن يكون كتابه المشار إليه قد قصد منه المعارضة انتفى أن يكون عارض.
وأول ذلك أن المعرى ذكر في مقدمة هذا الكتاب أنه ألفه ((في الزهد والعظات))، وتمجيدالله سبحانه وتعالى ((وبعيد جدُّ بعيد أن يكون الغرض من الكتاب كله شاهد صدق على هذه النَية عندَ أبي العلاء، ومن هذه الفقرات ((عَلِم ربنا ما علم، أنى ألفت الكلم، آمل رضاه المسِّلم، وأتّقى سخطه المؤلم فهب لي ما أبلغ رضاك من الكلم والمعاني الغِراب)). كما أن ياقوت متحامل على أبي العلاء، ويكفى أنه صاحب هذه العبارة: (قال المؤلف: كان المعرى، حمارا، لا يفقه شيئا). وهذه عبارة لا يقولها إلا أشد المتحاملين، والمتعصبين على الرجل."
أي أن مسأله معارضة المعرى للقرآن هى فرية لا أساس لها من الصحة .... و عن اعتقادة فهو كان كما حقق سليما .. إلا أنة على أقل تقدير ضلّ ثم أنتهى به الأمر إلى الإيمان العميق ... !
و الحقيقة فإن هذا ليس قول الشيخ فقط .. و إنما يقول مصطفى صادق الرافعى أيضا .. ما يرفع ذلك الأمر عن المعرى تماما ..
يقول ...
" ردّ القول بأن أبا العلاء عارض القرآن بدليلين:
الأوّل: أن الرجل ـ يعنى المعرى ـ أبصر بنفسه، وبطبقة الكلام الذي يعارضه، وما نراه إلا أعرف النّاس باضطراب أسلوبه، وإلتواء مذهبه، وأن البلاغة لا تكون مراغمة للغة، وإغتصابا لألفاظها، وتوطينا لغرائبها كما يصنع)).
الثاني: ((على أن المصرى (رحمه الله)، قد أثبت إعجاز القرآن فيما أنكر من رسالته علي ابن الراوندي فقال: وأجمع ملحد ومهتدى، وناكب عن المحجة ومقتدى، أن هذا الكتاب الذي جاء به محمّد صلى الله عليه وسلم (صلى الله عليه وسلم)، كتاب بهر بالأعجاز، ولقى عدوه بالأرجاز، ماحذى على مثال، ولا أشبه غريب الأمثال، ما هو من القصيد الموزون، ولا في الرجز من سهل وحزون، ولا شاكل خطابة العرب، ولا سجع الكهنة ذوى الأرباب .. وأن الآية منه أو بعض الآية لتعترض في أفصح كلم يقدر عليه المخلوقون فتكون فيه كالشهاب المتلألئ في جنح غسق والزهرة البادية في جدوب ذات نسق)).
ولا يعقل أن يكون الرجل قد أسرّ في نفسه غير ما أبدى من هذا القول، ولم يضطره شيء إليه ولا أعجله أمر عن نفسه، ولا كان خلوّ رسالته منه تضيعا ولاضعفا.
قلت: وهذا كلام واضح ومقنع، لو كانت هذه الرسالة إنما جاءت أولا أعنى قبل الزمن الذي روى الرواة أن أبا العلاء عارض فيه القرآن.
وأيا ما كان فلا حجة يمكن أن يعتمد عليها في نسبة هذا الضيع إلى أبي العلاء. "
هذا و الحمد لله رب العالمين ...
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[26 May 2005, 09:33 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي العزيز أبا المها, وقد سعدت بفضيلة التوافق بين ما كتبتُهُ وبين موضوع الأخ الكريم ابن الشجري الذي لم أقرأه قبل الآن, فالحمد لله.
وفي إضافة أخي حسام جزاه الله خيراً خيرٌ كثير.(/)
شيء من منهج السلف في حفظ القرآن الكريم
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[27 May 2005, 10:47 م]ـ
من منهج سلفنا الصالح رضي الله عنهم في أخذ القرآن:
الترفق والتريث، ذلك أحرى إذا وقع في القلب أن يثبت، ويقر فيه.
وهذه بعض الأخبار عن الأولين في الترفق في أخذ الذكر الحكيم:
من ذلك:
أن علقمة بن قيس النخعي، المقرئ الجليل، الذي قال فيه شيخه ابن مسعود: ما أعلم شيئا - أو ما أقرأ شيئا- إلا وعلقمة يعلمه.
قد روى عنه إبراهيم النخعي أنه قال: قرأت القرآن في سنتين (معرفة القراء 1/ 52)،
أي أنه كان لا يتجاوز العشر آيات في اليوم.
و قال أبو رجاء العطاردي: كان أبو موسى يعلمنا القرآن خمس آيات خمس آيات (معرفة القراء 1/ 59).
وغاية التمهل والتريث في أخذ القرآن ما ثبت عن يحيى بن وثاب من أنه حفظ القرآن آية آية، هذا مع أنه أخذ القرآن عرضا عن علقمة والأسود ومسروق والشيباني وأبي عبدالرحمن السلمي.
روى ابو بكر بن عياش عن عاصم قال: تعلم يحيى بن وثاب من عبيد بن نضيلة آية أية، وكان والله قارئا (طبقات ابن سعد 6/ 299).
وقال الذهبي: الثبت أنه قرأ القرآن كله على عبيد بن نضيلة صاحب علقمة كل يوم آية (معرفة القراء 1/ 63).
فإذا علمت أن القرآن في عد أهل الكوفة ستة آلاف ومئتا آية وثلاثون وست آيات، (6236)، يأثرونه عن شيخ الكوفة أبي عبدالرحمن السلمي عن أشياخه من الصحابة رضي الله عنهم (كما في البيان للداني ص80)، فيكون يحيى بن وثاب رحمه الله قد مكث في حفظ القرآن 6236 يوما، أي أنه مكث في حفظ القرآن أكثر من سبع عشرة سنة، وهكذا – وإلا فلا - فلتكن همة أهل القرآن.
ومن الرواة عن القراء السبعة أبو بكر بن عياش المشهور عند القراء بشعبة، فقد كان عاصم يأخذ عليه خمساً خمساً.
روى يحيى بن آدم عن أبي بكر شعبة قال: تعلمت من عاصم خمسا خمسا، ولم أتعلم من غيره، ولا قرأت على غيره، واختلفت إليه نحوا من ثلاث سنين، في الحر والشتاء والأمطار أهـ
فيالله العجب أي صبر هذا الذي تحلو به فرحمهم الله ورضي عنهم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Jun 2005, 09:18 ص]ـ
لا شك أن الترفق والتريث في أخذ القرآن أمر ضروري لتثبيت الحفظ واستمراره وفقه معاني القرآن وأحكام التجويد والأداء، فإن الأناة مظنة لكل ذلك لمن وفقه الله. بيد أن في بعض ما ينقل عن القراء من الاكتفاء في اليوم الواحد بأخذ آية واحدة كما في النقول السابقة مشقة على الطالب في زماننا هذا، لضيق أوقات الشيوخ والطلاب معاً، وتزاحم حاجات الناس، مما يدفع الطلاب إلى اغتنام فرصة التمكين من القراءة، للانتهاء من إتمام القرآن قبل اعتراض العوائق. وهذا ربما يكون خاصاً بعرض القرآن على الشيوخ.
وأما حفظ الطالب للقرآن فكما أشرتم من أن الترفق فيه أمر في غاية الأهمية لاستمرار الحفظ وتثبيته والقدرة على الاحتفاظ به في الذاكرة دون مشقة وعسر، فإن ما يأتي سريعاً يذهب سريعاً في الحفظ وغيره، ولذلك فلا بد من طول النفس في حفظ القرآن، واغتنام الفرص، كما كان يفعل السلف رحمهم الله. وإن كنتَ تجد في سير السلف من القصص ما يدل على سرعة عرضهم وحفظهم للقرآن الكريم، ولكنها حالات قليلة، كما في ترجمة علي بن أبي الأزهر اللاحمي (ت707هـ) في غاية النهاية 1/ 526، وكما في ترجمة يحيى بن المبارك اليزيدي في غاية النهاية 2/ 377
والذي يبدو والله أعلم أن التوسط في الأمر هو الغالب، ولذلك لا يذكر في كتب التراجم، بخلاف طول المدة أو قصرها، وهذا أمر يختلف الناس فيه بحسب القدرات، وتوفيق الله للعبد، والظروف المحيطة بالحافظ من حيث قدرته على المراجعة، ومواظبته عليها، وإتقان الحفظ الأول. والتثريب على من يستعجل الآن في الحفظ أو ينظم الدورات العلمية التي تقام لضبط القرآن أو ضبط الحفظ يجب أن يتوخى فيه الدعوة إلى ترشيد هذه الدورات ومحاولة الإفادة منها على أتم وجه، لا التوقف عنها وتركها؛ حيث لا يتيسر للقائمين عليها وقت آخر أوسع من وقت فراغ الطلاب في الإجازات، وإن كانت بعض الدورات تستمر أكثر من شهرين في السنة، ولكن هناك من يقيم دورات يكتفي القائمون عليها بمدة شهرين أو نحوها في الصيف للانتهاء من حفظ القرآن فيها في الحرم وفي غيره. ولا أشك أن لهم برامج متابعة لطلابهم بعد ذلك، وقد سمعنا طرفاً من أخبارها الحسنة من الناس، نسأل الله لهم التوفيق والسداد، وطلب الكمال وقف عائقاً في طريق إنجاز كثير من جلائل الأعمال، ولكن التسديد والمقاربة.
وقد حدثني الأخ العزيز الدكتور إبراهيم الحميضي أنه حرر في هذا الموضوع مقالاً حافلاً أودعه شيئاً من المقترحات حول هذا الموضوع سينشر قريباً إن شاء الله.
وفق الله الجميع لكل خير، وجزى الله كاتب الموضوع خيراً على إثارته لهذه النقطة المهمة التي تحتاج إلى تظافر الجهود التربوية لتصحيح مسار كثير من الطلاب في حفظهم للقرآن الكريم ورعايته حق رعايته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال العاتري]ــــــــ[18 Sep 2010, 12:39 ص]ـ
والتثريب على من يستعجل الآن في الحفظ أو ينظم الدورات العلمية التي تقام لضبط القرآن أو ضبط الحفظ يجب أن يتوخى فيه الدعوة إلى ترشيد هذه الدورات ومحاولة الإفادة منها على أتم وجه، لا التوقف عنها وتركها؛ حيث لا يتيسر للقائمين عليها وقت آخر أوسع من وقت فراغ الطلاب في الإجازات، وإن كانت بعض الدورات تستمر أكثر من شهرين في السنة، ولكن هناك من يقيم دورات يكتفي القائمون عليها بمدة شهرين أو نحوها في الصيف للانتهاء من حفظ القرآن فيها في الحرم وفي غيره. ولا أشك أن لهم برامج متابعة لطلابهم بعد ذلك، وقد سمعنا طرفاً من أخبارها الحسنة من الناس، نسأل الله لهم التوفيق والسداد، وطلب الكمال وقف عائقاً في طريق إنجاز كثير من جلائل الأعمال، ولكن التسديد والمقاربة.
السلام عليكم ورحمة الله.
جزاكم الله خيرا مشايخنا الافاضل ... ومصداقا لما قاله الشيخ عبد الرحمان فقد سألت أحد المشايخ حفظه الله عن مدى جدوى هذه الدورات وقد ثبت بالتجربة أن ما يأتي سريعا يذهب سريعا وأن الحفظ لابد له من اتقان ومراجعة وحديث النبي صل1 صريح في ان من لا يتعهد القرآن يتفلت منه فأجابني بارك الله فيه بأن ما قلته له صحيح، لكن الهدف من هذه الدورات ليس اتقان حفظ القرآن في هذه المدة القصيرة وإن كان هناك من يوفقه الله تعالى إلى إتقان الكثير من الاجزاء ... وقد بيّن لي أن أهداف هذه الدورات تتفاوت حسب مدّاتها المقررة والاصل في كل ذلك أن من يتقدم إلى هذه الدورات لابد أن يكون متفرغا بالدرجة الأولى حتى يستطيع الاشتراك والحصول على نتائج طيبة ثم أن مراجعة المحفوظ غير مقررة فالاولوية للحفظ والتقدم فيه فقط وأشار بهذا الصدد إلى أن كل أو أغلب من يُقدم على الحفظ بالطريقة المألوفه إذا انتهى مثلا من حفظ سورة البقرة صفحة صفحة ثم عاد ليستعرضها غيبا وجد أنه لم يتمكن من ذلك أو على الاقل لم يتقن الحفظ فربما شعر بإحباط فهو بين أمرين إمّا أن يعيد الحفظ من جديد وهذا كما قال لي سيأخذ منه وقتا ولربما شعر معه بالملل وأدى به ذلك إلى التوقف عن الحفظ او يرى أنه غير قادر على الحفظ بالكلية وربما قال أنه ليس أهلا لذلك ... فلذلك كانت الطريقة كما يلي:
أن يحفظ الطالب كل يوم عددا كبير من الصفحات قابلة للزيادة إلى ان يختم القرآن الكريم دون مراجعة طبعا وعندها سيثبت لنفسه انه حقق حلما كان يظن أنه مستحيل ومر على حفظ القرآن كاملا في شهر أو شهرين فذلك مكسب وجب المحافظة عليه وانتصار عظيم ولا شك،لكن المطلوب كما قال شيخنا عبد الرحمان ترشيد هذه الدورات وتوجيه من وفقه الله تعالى إلى هذا الخير العظيم إلى أنّ ما تحصلوا عليه لابد بدّ له من اعادة بالطريقة المتأنية التي لابد منها لاتقان القرآن الكريم حفظا أولا وكذا تلاوة وفهما وتطبيقا وهذا ما أشار إليه الشيخ الذي سألته فهذه المرحلة الثانية مرحلة اتقان المحفوظ على المدى الاطول ...
والحقيقة اني كنت أحمل انطباعا سيئا حول هذه الدورات لكن كما قيل الحكم عن الشيء فرع من تصوره ولأن هذه الدورات غير متوفرة في بلادنا بكل أسف ولمّا أزال هذا الشيخ المفضال جزاه الله خيرا هذا الغموض ونوّرني بما لها من محاسن وإيجابيات سلّمت بأنها على قدر كبير من الفائدة والنفع.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى حفظ القرآن والعمل به وأن ينفع بمشايخنا ويجزيهم عنّا خير الجزاء.
والشكر موصول إلى صاحب الموضوع والشيخ عبد الرحمان الشهري. وكل عام وانتم في طاعة وكل عام وانتم بخير.(/)
سؤال عن مختصر تفسير الثعلبي للطرطوشي؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 May 2005, 12:14 م]ـ
وصلني على البريد:
(سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
أما بعد:
فلدي استفسار عن مخطوط بعنوان (مختصر تفسير الثعلبي) لمؤلفه محمد بن الوليد الطرطوشي المتوفى سنة 520 هـ.
هل لديكم علم به، أو أي معلومات عن أماكن وجوده في أي مكان في العالم، حيث أن هذا المخطوط هو موضوع رسالتي لنيل درجة الدكتوراة، فأود منكم المساعدة ولكم الشكر وجزاكم الله خيراً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته)
فهل من خبر عن هذا المختصر أيها الإخوة الفضلاء؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 May 2005, 04:41 م]ـ
انظر: الفهرست لابن النديم 285، الغنية للقاضي عياض 63، فهرسة ابن خير 53، نفح الطيب 2/ 88، كشف الظنون 1/ 456، هدية العارفين 2/ 85، تاريخ الأدب العربي 6/ 154، الأعلام 7/ 134، معجم المفسرين 2/ 646، الفهرس الشامل (التفسير وعلومه) 150.
http://www.qurancomplex.org/tbooks/default.asp?l=arb&job=item&mode=tafseer&ID=1313
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[28 May 2005, 10:28 م]ـ
الأخ عبدالرحمن وفقه الله
هل موضوع بحثك هو تحقيق الكتاب أم دراسة عنه؟
لأني أود أن ألفت انتباهكم يا فضيلة الشيخ إلى أن الأصل وهو تفسير الثعلبي يحتاج إلى تحقيق ودراسة، فإن النسخة المطبوعة مليئة بالتصحيف ولا تكاد تمر على سطر من الكتاب إلا وفيه تصحيف أو تحريف.
وأما الأسانيد فلا تكاد تجد فيه إسنادا قائما بل التصحيف هو الأصل، مع أن المحقق ليس من أهل السنة ولا من أهل الخبرة.
والكتاب مهم بالنسبة للتفسير بالمأثور كما لا يخفى عليكم، والله يوفقنا وإياكم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[29 May 2005, 12:59 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ما معنى قولهم
(انظر: الفهرست لابن النديم 285)
انا لم ارجع الى هذا الموضع في الفهرست
ولكن صاحب الفهرست قديم والكتاب مؤلفه أو مختصره ت 520
أظن أن هناك خطأ ما
والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 May 2005, 01:41 ص]ـ
الأخ العزيز الدكتور أحمد بن فارس وفقه الله. ليس لي عناية بهذا المختصر وليس موضوعاً لبحثي، بيد أن رسالة الكترونية وردتني من أحد الإخوة الفضلاء وهو يقوم بتحقيق هذا المختصر في دراسته للدكتوراه، وما أوردته أعلاه هو نص رسالته، وقد كان في طرحها هنا نفع وفائدة من مداخلاتكم جميعاً.
وأما تفسير الثعلبي نفسه فقد انتهى عدد من الباحثين من تحقيقه كاملاً في جامعة أم القرى في رسائل علمية للماجستير والدكتوراه. وممن شارك في تحقيقه الزميل الدكتور أحمد البريدي والدكتور ناصر المنيع من المشاركين في ملتقى التفسير ولعلهم يتكرمون بزيادة الإيضاح.
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[30 May 2005, 04:38 م]ـ
فضيلة الشيخ
هل لدى الاخوة نية بطبع تفسير الثعلبي، أم سيبقى عملهم في مكتبات الجامعة لا يتعداها.
ـ[المنصور]ــــــــ[31 May 2005, 08:54 ص]ـ
هناك كتاب البدع للطرطوشي بتحقيق دكتور تركي - هذا اسمه وليس جنسيته، ولكني نسيت أول الاسم - ذكر فيه أن قطعاً من كتاب الطرطوشي موجودة في مصر.
وهذا أكتبه من الذاكرة، فلعل أحد الإخوة يتوثق من الكلام.
وجزاكم الله تعالى خيرا(/)
أشكلت عليَّ عبارة الشوكاني في تفسير هذه الآية ... فهل استشكالي في محله؟؟
ـ[ابواحمد]ــــــــ[28 May 2005, 10:28 م]ـ
قال الشوكاني رحمه الله في فتح القدير عند تفسيره لقوله تعالى (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض .... ) الآية 253 البقرة
حيث قال: (فإياك أن تتقرب إليه صلى الله عليه وسلم بالدخول في أبواب نهاك عن دخولها فتعصيه وتسيء وأنت تظن أنك مطيع محسن).
أولا: أشكل عليَّ عود الضمير الى الرسول عليه الصلاة والسلام، فهل يستقيم أن يكون التقرب الى الرسول؟؟؟
ثانيا: أن بعض النسخ التي إطلعت عليها لم أجد جملة (صلى الله عليه وسلم) بعد قوله (أن تتقرب اليه).مما أكد عندي أن استشكالي كان في محله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Jun 2005, 10:24 ص]ـ
إيراد الكلام السابق لهذا المنقول يوضح الأمر أخي أبا أحمد وفقكم الله.
جاء في تفسير (فتح القدير) للشوكاني وهو يناقش مسألة تفضيل الأنبياء بعضهم على بعض في تفسير قوله تعالى: (ورفعنا بعضهم درجات) قوله وهو يخالف من تعرض لتعيين المراد بقوله (بعضهم) بأنه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: (وقد جزم كثير من أئمة التفسير أنه نبينا صلى الله عليه وسلم، وأطالوا في ذلك، واستدلوا بما خصه الله به من المعجزات، ومزايا الكمال، وخصال الفضل، وهم بهذا الجزم بدليل لا يدل على المطلوب قد وقعوا في خطرين، وارتكبوا نهيين، وهما:
1 - تفسير القرآن بالرأي.
2 - والدخول في ذرائع التفضيل بين الأنبياء.
وإن لم يكن ذلك تفضيلاً صريحاً، فهو ذريعة إليه بلا شك ولا شبهة؛ لأن من جزم بأن هذا البعض المرفوع درجات هو النبي الفلاني، انتقل من ذلك إلى التفضيل المنهي عنه، وقد أغنى الله نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم عن ذلك بما لا يحتاج معه إلى غيره من الفضائل، والفواضل. فإياك أن تتقرب إليه - صلى الله عليه وسلم - بالدخول في أبواب نهاك عن دخولها، فتعصيه، وتسيء وأنت تظن أنك مطيع محسن) أ. هـ.
فالضمير في قوله (تتقرب إليه) يحتمل عوده على:
- لفظ الجلالة في قوله (وقد أغنى الله ... ) فيكون حذف قوله: (صلى الله عليه وسلم) التي هي محل السؤال هو الموافق لهذا التوجيه، ويكون معنى معصية الله هنا، مخالفة نهي نبيه صلى الله عليه وسلم عن التفضيل بين الأنبياء.
- النبي محمد صلى الله عليه وسلم فيكون الصواب إثبات لفظ الصلاة والسلام عليه.
والذي يبدو لي - والله أعلم - أن الثاني هو الأقرب لسياق كلام الشوكاني رحمه الله، وأن الضمير يعود على النبي صلى الله عليه وسلم، وإثبات لفظ السلاة والسلام هو الصحيح كما في أكثر النسخ، وذلك لقول الشوكاني بعد ذلك ( ... نهاك عن دخولها، فتعصيه .. ) فالذي نهى عن التفضيل بين الأنبياء هو النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (لا تفضلوني على الأنبياء) بألفاظه المتعددة التي ذكرها الشوكاني في أول تفسيره للآية. وأما الله سبحانه وتعالى فليس في قوله: (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم اللهُ ورفع بعضهم درجات) ما يدل على النهي عن تفضيل بعض الأنبياء على بعض، بل ربما تكون دليلاً على جواز التفضيل، وللعلماء في كون هذه الآية ناسخة للنهي عن التفضيل كلام أشار إليه الشوكاني.
ويبقى بعد ذلك توجيه معنى التقرب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه بمعنى طاعته صلى الله عليه وسلم واتباعه وطلب التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بذلك، لا أن العبادة تصرف له صلى الله عليه وسلم. ويؤيد ذلك قوله تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ... الآية) ويكون هذا حملاً للمتشابه من كلام الشوكاني على المحكم المعروف عنه رحمه الله من سلامة معتقده.(/)
مركزية الإيمان
ـ[علي جاسم]ــــــــ[30 May 2005, 05:18 م]ـ
مركزية الإيمان
من مألوفات حياتنا اليومية أن نرى طفلا ينفجر باكيا أو يبكي منفجرا حين يؤخذ من بين يدي أمه ولن تهدأ هذه الثورة منه حتى يعاد إليها , وهذه الحالة ليست مع الإنسان وحسب بل حتى مع الحيوان , فنرى فيما نرى صغير الماعز أو الضأن حين ينفصل عن قطيعه وعن أمه بالتحديد إذا به يصدر أصواتا ونداءات أشبه ما تكون بالاستغاثة والاستنجاد لا تختلف عن بكاء الطفل إلا من حيث الكيفية أما من حيث الباعث- على الأرجح- فهو واحد, وهذا الآخر لن ينقطع عن إصدار هذه الأصوات حتى يلحق بقطيعه ويرجع لأمه.
والمسألة ليست عرضية - كما يظن – لأنها من الكثرة التي يضيق بها حيز الصدفة والعرض , وتكرار مشاهدتها في حياتنا اليومية وكثرتها بنفس الوقت مدعاة للتأمل والبحث عن أصل هذه العلّة.
ولنا في هذه الحالة رأي قصارى ما نقول فيه أن مخالفونا لن يأتوا بحجة أقرب زلفى لمكسر هذه الظاهرة من حجتنا , على أنا لا ندعي أن حجتنا فيها هي الصواب ولكنها كلمة تقال ورأي نزجيه فإن أصبنا بالقول الحقيقة فمن توفيق الله وفتحه, وإن أخطأنا فحسبنا أنا أبدينا رأيا رأيناه, وفي معرفة الخطأ بعد ذلك ما نجد به عزاء لأنفسنا ومنفعة في آن واحد وحسبنا به عزاء لو تعزينا وحسبنا منه منفعة حين نرومها و نبتغيها.
أولا الضعف في الإنسان فطرة , وعليه فالشعور بالضعف من فطرة الإنسان أيضا , وبهذا فالمركزية بالنسبة للإنسان ضرورة تقضي بها فطرته عن حس صادق وسليقة سليمة قبل أن يرتأيها عقله عن بحث وتأمل , وأعني بالمركزية هنا ضرورة ركون الإنسان لما يعزز به ضعفه الفطري وإلا فهو أضعف من ذبابة لقوله تعالى {وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب} فقدم سبحانه ضعف الإنسان على ضعف الذبابة , ومن كان بهذه الدرجة من الضعف هو – لعمر الله – أحوج ما يكون لركن شديد, بل أفقر إليه من تلك الذبابة.
وهذا الركن الذي سيأوي إليه الإنسان لا بد أن يكون أقوى من الإنسان وإلا فلا يصح أن نجوّز الركون لما هو أضعف , وهذا الركن الشديد هو ما أراده الله تعالى بقوله {وإذ أخذ الله من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسكم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا لغافلين} وأعني به هنا الإيمان وأريد بذلك صلة الإنسان بالله ..
و ما بين الطفل والبالغ هو أن الطفل محكوم بتصرفاته وأفعاله لفطرته وسليقته دون ضوابط غير ضوابط الفطرة فإن جاع بكى وإن شبع لعب وإن غشّاه النعاس نام وإن انفصل عن أمه – مركزيته – أحس بضعفه – فطرة- فاضطرب عندئذ فاستحال اضطرابه بكاء , ولو أودع الله في الإنسان آلة يعبر بها عن شعوره بالضعف لما أخفتها فطرته , بينما البالغ فمحكوم لضوابط الحياة واعتبارات بلوغه , فإن انفصل عن مركزيته وأعني بها الإيمان اضطربت حركة حياته , لأن ضعفه سينكشف حينها بل سيكون الشعور بالضعف مضاعفا, فيستحيل هذا الاضطراب إلى تخبط في حياته قد يستحيل بعد ذلك لعلّة نفسية- مرض نفسي – أو حالة من عدم التوازن وعدم اعتدال نسق الحياة , وقد يفضي به هذا الاضطراب آخر الأمر إلى الركون لغير الله علّه يعزز ضعفه , فإذا به يركن للمال باعتبار أن المال قوة وفيها ما يعزز به ضعفه وفي هذا النوع من الركون يضرب الله أمثلة قرآنية فيقول {إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم} ثم بعد ذلك قال {قال إنما أوتيته على علم عندي} ,لكنها قوة لا تكاد تنهض بصاحبها حتى تهوي به لواد سحيق إذ كلما كثر المال كثر الانشغال به والاستغراق في المحافظة عليه وهذا ضرب من الشقاء الذي لا يبتلى به أفقر الفقراء بفقره بقدر ما يبتلى به أغنى الأغنياء بماله.
ولون آخر من ألوان الركون لغير الله , وأعني هنا لون من ألوان التخبط والاضطراب التي تعتري من ينفصل عن مركزية الإيمان , هذا اللون الآخر هو الركون إلى قوة الجاه والسلطان وفيها يقول تعالى في النمرود {إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت} وفي فرعون {يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي} ويقول تعالى في ملكة سبأ وقادة جيشها {نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد} وهذه كتلك لا تؤمن عليها دول الأيام وصروف الدهر وإذا بالأمير أسير , وإذا بعزيز قومه ذليل حقير.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد يركن أيضا لتخاريف العقل وأضاليله ظنا منه أن العقل قوة قد تغنيه عن الله وكما قال تعالى في قوم من هؤلاء {وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر} وهذه أدهى وأمر من سابقتيها , إذ العقل مرتبط بطبيعة النفوس من صلاح أو فجور , والنفوس مرتبطة بالإيمان باعتبار التزكية الإيمانية للنفس , وانتفاء الإيمان انتفاء التزكية وانتفاء هذه الأخيرة يعني رجوع النفس لطبيعتها – بظلمها وفجورها وأهواءها – والعلم بيد هذه النفوس وبال على الإنسانية وشقاء , ويصير الجهل حينئذ غاية تنشد ومطلب يرام.
* * *
وفي موضع آخر من القرآن يعرض الحق سبحانه دور هذه المركزية – مركزية الإيمان – في تقوية النفس وشد العزيمة وتثبيت الأقدام , يعرض الحق سبحانه دورها في رفع قدرات النفس وطاقاتها لفوق مستواها حين تتصل بالله , ففي قصة موسى يذكر تعالى {ويا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين} وهنا تنكشف طبيعة صلة قوم موسى بالله ومدى رسوخها وثباتها في نفوسهم , فإذا بها ضعيفة واهية وإذا بهم منفصلون عن هذه المركزية ,فأفضى بهم هذا الأمر إلى الجبن والخوف {قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون} وهنا يعرض الحق سبحانه صورة إيمانية تقابل هذه الصورة فجاء وصف من استعلج عودهم بالإيمان وثبتت أقدامهم بالتقوى وقويت نفوسهم بصدق الصلة بالله {قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين} , لكن مركزية الإيمان إذا انتفت من القلب عمي ذلك القلب وبقي صاحبه يتكفأ كالذي يتخبطه الشيطان من المس {قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون} وهنا يلوذ موسى بإيمانه وربه {قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين} , فماذا كانت نتيجة الانفصال عن مركزية الإيمان؟؟؟
نتيجتها التيه والعماءة {قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين}.
وهكذا في كل من ينفصل عن مركزية الإيمان على صعيد الفرد أو المجتمع أو حتى الأمة يفضي هذا الانفصال آخر ما يفض لاضطراب وتعثّر بمجريات الحياة , وقد يختلف انعكاس هذا الاضطراب من حيث الكيفية , فهو في الطفل بكاء وهو في البالغين سوء تدبير ووقوع في الخطأ وتخبط لكنه - من حيث أصل العلة- واحد , وهي ضعف الإنسان , وحاجته الملحة لمركزية يقوي بها ضعفه.
وهذا الشعور هو ما أبكى الطفل حين انفصل عن أمه , وهذا ما زلزل النفوس وأربكها عند الكبار فاضطربت حين انفصلت عن الله فبقيت ضعيفة تتحسس من الحياة مواطن القوة فلا تجدها , وإن وجدت ما تصانع به نفسها أنه قوة , فهي مؤمنة في قرارة نفسها- شاءت أم أبت- أن حقيقة القوة التي يعوّل عليها في الحياة لا يمكن أن تكون سوى التقوى وحسن الصلة بالله ..(/)
وقفة مع أية ..
ـ[علي جاسم]ــــــــ[30 May 2005, 05:25 م]ـ
وقفة مع آية ..
يقول الحق سبحانه {ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم} محمد 30
هنالك صلة وثيقة بين ظاهر المرء وباطنه , أقول , أن هنالك توافقا - ولو نسبيا- بين ما يختلج في النفس وبين انعكاس هذه الخوالج على ظاهر الإنسان , لذلك قيل قديما " من أسرّ سريرة أبداها الله على وجهه" والمسألة كما ذكرت نسبية , إذ من الناس من يملك زمام نفسه للحد الذي يواري فيه ما يعتلج في طويته حتى لا يكاد الأريب المتفرس يلمس أثرة تلك الصفة على وجهه , والمسألة نسبية كذلك في حسابات المتفرس كما هي في حسابات المتفرس به, إذ أن قوة الفراسة من قوة النفس وهذه الأخيرة من قوة الإيمان , والعلم الذي يعنى باستكناه بواطن الناس وسبر أغوار طواياهم يسمى بالفراسة.
وإن كان مبتدأ الفراسة رؤية عينية فهي في الحقيقة انطباع يترك على صحيفة القلب على أثر تلك الرؤية , فهي إذن رؤية قلبية بحتة , ولهذا السبب اقترنت الفراسة – إن لم نقل اقتصرت – على الصالحين والعارفين بالله لصفاء صحيفة قلوبهم وهذا يعني بالمقابل صدق الانطباع ووضوح الأثرة المتولدة في القلب , ومن مأثوراتهم " إذا جالستم الصالحين فجالسوهم بصدق فإنهم جواسيس القلوب ".
وإذا كان الانطباع صادقا كلما كانت صحيفة القلب صقيلة بالإيمان فهو بالمقابل أقل وضوحا مع الذنب لما للذنب من أثر على القلب والله يقول {كلا بل ران على قلوبهم} وهكذا كلما كثرت الذنوب كلما غشيت القلب طبقا عن طبق غشاوة تحول دون وضوح الرؤية وعفوية الانطباع , حتى ينتهي القلب آخر ما ينتهي بالختم {ختم الله على قلوبهم} وهذه مرحلة عمى البصيرة والله يقول {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} , وهي مرحلة لا تستدرك في الغالب .. إلا ما رحم ربك.
وللفراسة مواضع , كما لدخائل النفوس منافذ , والحقّ , أنّّّّ منافذ الأخيرة هي عين مواضع الأولى , أي أنّا قد نقرأ المكر في عين المقابل كما قد نلمس أثرة الخسّة على ملامح الوجه, أو قد نجد روح الأنانية أو الضغينة من منطق المقابل وكلامه , وهذه المنافذ قد ذكرها الله تعالى فقال في العين {يعلم خائنة الأعين} وفي الكلام قال تعالى {قد بدت البغضاء من أفواههم} وقال أيضا {ولتعرفنهم في لحن القول} وفي سحنة الوجه والملامح قال {ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم} وفي يوسف {إنا نراك من المحسنين} ومن اللطائف أن الحق سبحانه ما ذكر صنفا من هذه الأصناف إلا وذكر بعده مباشرة -أو قبله- خفايا الصدور فقال في الأولى {وما تخفي الصدور} وقال في الثانية {وما تخفي صدورهم أكبر} وفي الثالثة ذكر قبلها {أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم}.
وهكذا في كل صفة من صفات النفس , فلها – ولا بد – أثرة تنعكس على الظاهر , و لا ينفذ لقرار هذه الأثرة إلا من نفذ لقرارة نفسه قبلها وزكاها , ولا تنطبع هذه الصفة إلا في مرآة نقية صقيلة ترى من الحقائق عينها , وتنفذ عبر القشور للبابها , وتسفر عن القلوب أسرارها , وهذا هو وجه القوة بهذا العلم الأنيق , ووجه الذوق بهذا الحس الدقيق , وهذه بعد ذلك صفة من ينظرون بنور الله ..(/)
سلسلة معالم الشخصية القرآنية ..
ـ[علي جاسم]ــــــــ[30 May 2005, 05:27 م]ـ
سلسلة معالم الشخصية القرآنية ..
أولا .. من حيث مفهوم النفس
النفس في عالم القرآن عدو يتقى وليست صاحبة تؤمن , وفي هذا يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم ((أعدا أعدائك نفسك التي بين جنبيك)) , وأكيس الناس وألبّهم ذاك الذي صحبها وهو لها محاذر يتقي شطط أهواءها وجموح اندفاعها وثورتها ولا يكون منها إلا كما يكون الحاذر الفهم, وأقل الناس عقلا وأشقاهم حظا ذاك الذي صحبها صحبة العاشق المدنف لعشيقته المدللة إذا ما التمست شيئا أتى به ... قبل أن تقوم من مقامها!!!
وما بين المفهومين من البعد كما بين النجم ورائيه , والخلد ومبتغيه , إذ كل مفهوم منهما له عالمه الذي يناسبه , وله غايته التي يرومها ومقصده الذي يبتغيه.
فالمفهوم الأول أي – كون النفس عدو – يحفظ للإنسان مساحة كبيرة من اهتماماته التي قد توجه بعد ذلك للخير والصلاح على صعيد المجتمع وعلى صعيد الفرد , بينما المفهوم الثاني أي – كون النفس صاحبة – يبدد الكثير من الطاقات والاهتمامات التي يبتغي بها مرضاة نفسه الممعودة , وليته بعد ذلك يدرك غايته ويريح نفسه فيكون عزاءه منها أنها رضيت, وليتها حين رضيت أبقت على ما بقي من طاقاته واهتماماته علّه يقصد بها منفعة شخصه .. على الأقل!!!
والمفهوم الأول عن النفس يرتفع بالإنسان للمرتبة التي توافق قدره باعتباره حامل الأمانة وخليفة الله في أرضه , فهو بهذا أجدر أن لا يجنح لأهوائه ويأتمر بأمر نفسه وهو يقرأ قوله تعالى {إن النفس لأمارة بالسوء} , وهذا يعني بالمقابل أن المفهوم الثاني للنفس قد ينحدر بالإنسان لما دون مرتبته , وما دونها إلا الحيوانية الغريزية التي تتحرك بباعث الشهوات والنزوات.
وإذا كان إثبات الشيء إثبات لنقيضه – كما يقول الفلاسفة- فالمفهوم الأول على هذا الأساس يوقظ في القلب روح الصلاح ويوقد جذوة الخير لان نقيضه أي المفهوم الثاني يحيي في النفس حس الأنانية وحب الذات ومتى ما ارتفع الإنسان عن هذه النزعة ارتفع لمرتبة الصلاح وحب الخير وغلبت على نفسه روح التعاون , وهذا ما المجتمعات أحوج ما تكون له.
فهذه بعض الفوارق بين المفهومين عن النفس, وأقصد بالمفهومين هنا, المفهوم القرآني للنفس والمفهوم الدنيوي لها, على أن الموضوع يحمل في ثناياه من التفصيل والإجمال ما قد يضيق به هذا المقام , ولكن حسبنا من اقتضاب القول أنا قد بلغنا من قارئنا مبلغ الفهم وهذا عهدنا به , ونعتذر له عن الإطالة .. ونمضي .. لعل لقاء به يتجدد مع معلم آخر من معالم الشخصية القرآنية ..(/)
هل لأئمة المذاهب الأربعة تفاسير (مطبوعة)؟
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[31 May 2005, 09:49 ص]ـ
ومكان الحصول عليها
وفقك الله لكل خير
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[31 May 2005, 02:13 م]ـ
هناك كتاب أحكام القرآن للامام الشافعي وهو مطبوع عدة طبعات متداولة
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[01 Jun 2005, 01:42 ص]ـ
فضيلة الأستاذ العوضي في ظني أنه لم يفرد للأئمة الأربعة تصنيف مستقل بالتفسير ولكن يمكن القول بكون هذا ممكن باستقراء كافة كتبهم صحيحة النسبة لهم مع وضع شرط في الاستقساء فمثلا لو طالعت الزهد لأحمد لوجدت الكثير من تفسير التابعين يسقه الإمام بسنده وكذا ابنه في الزيادات فلو اعتبرت هذا على شرطك لجمعت في هذا البابة الكثير لكنه من باب الرواية المسندة عن الإمام،و لو جعلت شرطك في الجمع كل ما يتعلق بترجيحات وتفسير الآئمة دون ما سواه فسوف تدبج كتابا خاصًا في تفسير آيات الآحكام خاصة لتعلقها الواضح بالفقه، وبالله التوفيق
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[01 Jun 2005, 05:47 ص]ـ
بارك الله فيكما
الذي أقصده هل هناك من قام بجمع تفسير الأئمة مثلما فعل الشيخ طارق عوض الله عندما جمع تفسير ابن رجب الحنبلي؟ وأعتذر لأني لم أبين مطلبي من البداية
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Jun 2005, 12:28 م]ـ
نعم هناك من قام بجمع أقوال الأئمة الأربعة في التفسير، وأذكر منها:
- جمع تفسير الإمام مالك في كتاب (الإمام مالك مفسراً) جمع وتحقيق وتقديم حميد لحمر أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة سيدي محمد بن عبدالله بمدينة فاس بالمغرب في مجلد واحد، وأصله رسالة جامعية للباحث.
- وجمع تفسير الإمام الشافعي فقد جمعه وحققه مجدي بن منصور بن سيد الشوري في كتابه (تفسير الإمام الشافعي) في مجلد واحد طبعته دار الكتب العلمية. وقد دفعه إلى هذا العمل والجمع لأقوال الشافعي في التفسير قول الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على فهرس الآيات القرآنية لكتاب الرسالة للشافعي: (لو صنع مثل هذا [يعني فهرس آيات القرآن التي تعرض الشافعي لتفسيرها] لكل كتب الشافعي كانت لنا مجموعة نفيسة رائعة من قول الشفعي وفقهه في تفسير القرآن، لا نكاد نجد مثلها في كتاب من كتب التفسير). الرسالة ص 612
- جمع الدكتور حكمت بشير ياسين حفظه الله (مرويات الإمام أحمد بن حنبل في التفسير) في عدة مجلدات، وغالبها روايات عن السلف السابقين من طريق الإمام أحمد، وليست تفسيرات مباشرة للإمام أحمد. غير أنه قد نسب للإمام أحمد تفسير خاص للقرآن الكريم ذكره الزجاج في معانيه وذكر أنه رواه عن عبدالله بن الإمام أحمد، وأنكر الذهبي هذا التفسير بحجة عدم وصوله مع شهرة مؤلفه، وقد سبق أن تعرض الدكتور مساعد الطيار وفقه الله وغيره إلى هذا الموضوع في ملتقى أهل التفسير من قبل.
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[25 Jun 2005, 07:47 ص]ـ
بارك الله فيكم على ما زودتموني به
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[01 Jul 2005, 10:51 م]ـ
وهناك ايضا مرويات الامام مالك بن أنس في التفسير جمع وتحقيق محمد بن رزق وحكمت بشير , في مجلد واحد طبع دار المؤيد.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Dec 2005, 02:34 م]ـ
أعلنت المكتبة التدمرية بالرياض (014925192) عن قرب صدور تفسير الإمام الشافعي في ثلاثة مجلدات، وهو رسالة قدمت لدرجة الدكتوراه. ولم تذكر في الإعلان اسم الباحث الذي قام بجمع هذا التفسير ودراسته.
انظر: مجلة البيان - العدد 219 - ذو القعدة 1426هـ، الصفحة 37
ـ[برعدي الحوات]ــــــــ[20 Jun 2006, 03:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد: في البداية أشكرالأستاذ الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري على إفادته المباركة حول كتب التفسير لأئمة المذاهب الفقهية، هذه التفاسير بعضها جمع في المشرق وبعضها في المغرب، وعملية الجمع للمفقود هي سنة حميدة، لكونها تستحضر علم السلف ليستفيد منه الخلف ... إذن فالشكر الجزيل لكل الباحثين الذين جمعوا لنا هذه الدرر النفيسة من تفاسير أئمة مذاهب الأمة الإسلامية.
والذي أود أن أشير إليه أستاذنا عبد الرحمن الشهري حفظكم الله هو أن (الإمام مالك مفسراً/جمع وتحقيق وتقديم) للدكتور أبي إسماعيل حميد لحمر هو عنوان تجاري.
أما العنوان الصحيح للعمل هو: (تفسير الإمام مالك/جمع وتحقيق وتقديم)، وبهذا العنوان ناقش المؤلف عمله بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس، وذلك بإشراف فضيلة الدكتور الشاهد البوشيخي حفظه الله.
هذا وأن الدكتور حميد لحمر أشار أكثر من مرة في عدة لقاءات إذاعية بفاس إلى العنوان الصحيح لعمله السالف الذكر.
وللوقوف على إفادتي هاته يمكن الرجوع إلى مقدمة الكتاب (ص: ك)، حيث يقول الأستاذ حميد لحمر: (وموضوع بحثنا هو: تفسير الإمام مالك بن أنس/جمع وتحقيق وتقديم) .... راجياً من الشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري العفو، وللجميع جزيل الشكر، والسلام عليكم.
*الدكتور الهاشمي برعدي الحوات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[منصور مهران]ــــــــ[20 Jun 2006, 11:17 ص]ـ
ما أشار إليه الدكتور عبد الرحمن الشهري، من أن المكتبة التدمرية بالرياض ستصدر تفسير الشافعي في ثلاثة أجزاء. أقول: نعم، و صدر منذ شهور، وهو جمع وتحقيق ودراسة قام بها الدكتور أحمد بن مصطفى الفران، وقد وجدت في هذه الطبعة ما لم أجده في العمل الي أصدرته دار الكتب العلمية، فاحرصوا - بصركم الله بالخيرات - على طبعة الفران لتدركوا ماذا فيها من المحاسن وما عليها من المآخذ، ولن تندموا على اقتنائها وجهد القراءة فيها، وبالله التوفيق.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Jun 2006, 12:05 م]ـ
الأخ الكريم الدكتور برعدي الحوات: جزاكم الله خيراً على هذا التنبيه.
الأخ الأستاذ البحاثة منصور مهران: أحسن الله إليكم على هذه الإشارة، وقد كنت عرضت تلكم الرسالة في مشاركة قديمة، تجدها مشكوراً تحت عنوان:
جمع (تفسير الإمام الشافعي) في رسالة علمية لأول مرة ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4778)
ـ[أحمد مصطفى الفران]ــــــــ[20 Jan 2007, 11:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
((إضاءات عن تفسير الإمام الشافعي))
ـ رسالة دكتوراة في التفسير وعلوم القرآن.
ـ جمع وتحقيق ودراسة: الدكتور / أحمد بن مصطفى الفرّان.
ـ يقع في ثلاثة مجلدات، استغرق العمل فيها أربع سنوات ونصف تقريباً.
ـ الطبعة الأولى عام (1427 هـ/2006م)، صدر عن الدار التدمرية بالرياض.
ـ تمت مناقشة هذه الرسالة علناً في جامعة القرآن الكريم والدراسات الإسلامية ـ كلية الدراسات الإسلامية في جمهورية السودان / بالخرطوم في صيف عام 1425هـ / 2004م.
ـ نال عليها جامعها ومحققها درجة " ممتاز " مع التوصية بطباعتها، وتبادلها بين الجامعات.
يمتاز هذا التفسير بما يلي:
1ـ بيان منهج الإمام الشافعي في تفسير كلام الله تعالى.
2ـ أقدم تفسير يصلنا جامعاً لآيات الأحكام، حيث تركز 60% من التفسير في الأحكام الفقهية، معظمها في السور الطوال.
3ـ فيه مجموعة قيمة من الثروات الفقهية، والأصولية، والحديثية، واللغوية، يستفيد منها كل باحث.
4ـ تأسيس الشافعي لقواعد مهمة في علم التفسير، استفاد منها من عاصره من المفسرين، ومن أتى بعدهم.
5ـ يعتبر مرجعاً ثرياً في اللغة، والشعر، والأدب، نظراً لما يتمتع به الشافعي من ضلاعة فيها.
6ـ من أوائل من وضع ضوابط للناسخ والمنسوخ في كتاب الله عز وجل.
7ـ سبق أقرانه في التنبيه إلى معنى العام والخاص، والمطلق والمقيد، وبيان تفصيلاتها بقواعد وأمثلة منضبطة.
8ـ يعتمد في تفسيره على المأثور: (من كتاب، فسنة، فأقوال الصحابة، فالإجماع ــ إذا وجد ــ) وإلا اتجه إلى اللغة.
9ـ أخرج لنا مدرسة جديدة في التفسير والفقه وغيرهما، وقعّد القواعد على أساسها سابقا غيره في هذا المضمار.
10 - جمع هذا التفسير كل ما أثر عن الشافعي من آيات فسرها من كتبه، ومن كتب أهم تلاميذه، وقد بلغ عدد الآيات المفسرة (745آية) مبثوثة في (95 سورة).
هذه إضاءات موجزة، والمطلع على التفسير يجد أكثر مما ذكر ...
نسأل الله الرضى، ونرجو منه القبول، إنه سميع مجيب.
الرياض: 10/ 11/1427هـ و كتبه
الدكتور: احمد بن مصطفى الفرّان(/)
الاشتغال بدراسة الإعجاز العلمي في القرآن ... تقدمٌ أم تخلف؟
ـ[نصرمنصور]ــــــــ[02 Jun 2005, 10:13 ص]ـ
الإعجاز العلمي هو بيان أن ما توصلت إليه الحضارة الغربية من أفكار علمية موجود لدينا في نصوص القرآن والسنة، على قاعدة "سبقناكم"، وهذا يدل على إعجاز القرآن والسنة وانهما من الله.
فهل في هذا ما يؤدي إلى أي تقدم علمي يمكن أن تحصله الأمة الإسلامية؟ أم يا ترى أنه يمكن أن يؤدي إلى تخلفها كما حصل مع منطق اليونان ولو بشكل غير مباشر؟ ذلك أن العمل في الإعجاز العلمي يمكن أن يؤدي إلى مزيد من النوم والاسترخاء بانتظار ما يجود به علينا الوسط العلمي الغربي، وما علينا الا مجرد الانتظار والفهم والمطابقة مع النصوص.
ثمة فرق بين المتبنين للإعجاز العلمي ومن تبنى المنطق الأرسطي، في أنهم في الإعجاز العلمي يقولون بأنهم يستندون إلى الحقائق العلمية التي ينتجها الغرب. كما أنهم لم يجعلوا ذلك في صلب العقيدة وانما اعتبروه وسيلة للدعوة، لا سيما لمن يفهم لغة الإعجاز العلمي كي يدخلوا في الدين.
لقد فتح الإعجاز العلمي الباب على مصراعية لتحقيق مقولة السبق، حتى ولج فيه الكثيرون وتعرضوا لأمور نخشى أن تتحول إلى أن تكون نقمة على الدين بدلاً من أن تكون منقبة كما أريد لها. لقد اصبح المشتغلون في هذا المجال يتصيدون أية فكرة ثم يبحثون عن نص فيه شبهة منها، ثم يخرجون بفكرة السبق في هذا المجال، حتى لم تسلم منه أمور الفها الناس وعرفوها في عصر النبوة ويعلمها أهل الطب والخبراء في ذلك المجال.
إذا كان على المشتغلين بالإعجاز العلمي أن يثبتوا مصداقية ما يقولون، فعليهم أن يقلبوا المنهج الذين يشتغلون به. اننا نطالبهم أن يكتشفوا حقائق جديدة بناء على تأملاتهم في القرآن الكريم أو السنة بدلاً من الانتظار على أبواب العلم الغربي ثم مقارنته بالنصوص والإدعاء أننا سبقناهم إليه منذ قرون.
فهل يا ترى سيفلحون في ذلك؟، وإذا أفلحوا فهل ستمر أبحاثهم دون موافقة المؤسسات العلمية الغربية على ذلك؟
قد يكون من المفيد أن نفكر في العمل على الإعجاز الفكري الذي هو اقرب لحضارة الأمة وتراثها، بدلاً من انتظار أفكار ينتجها غيرنا ثم ندعي أنها عندنا وأننا سبقناهم إليها.
منقول من صيد الفوائد: http://www.saaid.net/arabic/33.htm(/)
من من القبائل يقصرون الممدود دائما
ـ[عابر سبيل]ــــــــ[02 Jun 2005, 01:14 م]ـ
قرأت كتابا خطيا غير منسوب لصاحبه وأحتاج إلى هذه النسبة ومن ملاحظاتي عليه أنه دائما يقصر الممدود في كلامه العادي وليس لضرورة الشعر.
أشك أن كاتبه يمني أو سعودي فهل يستطيع الإخوة مساعدتي في الإجابة عن السؤال المطروح وهو عن القبائل التي تقصر الممدود مطلقا فتقول
السما، العلما، الحكما
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Jun 2005, 02:34 م]ـ
الأخ العزيز عابر سبيل وفقه الله
كثير من المخطوطات تكتب فيها الكلمات التي تنتهي بالهمزة مثل السماء ونحوها مما ذكرت بدون همزة، وليس في هذا دليل على أن كاتبها ينطقها هكذا، وإنما هو طلباً للاختصار ولعدم اللبس في مثل هذه الكلمات فيما يبدو لي والله أعلم.
وقد وجدت مثل هذا في مخطوطات كتبت في العراق وفي مصر وفي اليمن أيضاً، ولذلك فإن المحققين ساروا على عدم الوقوف عند مثل هذه العبارات لبيان رسم الأصل ويكتبونها بالهمزة في المتن دون إشارة، ويكتفون بالإشارة إلى ذلك في مقدمة التحقيق.
ـ[عابر سبيل]ــــــــ[02 Jun 2005, 04:18 م]ـ
الأخ عبد الرحمن الشهري وفقك الله
أعجز عن شكرك لاهتمامك لكن هل ما تفضلت به ا أمر مستقر لدى الدارسين والباحثين أم هو مجرد تصور تراه حضرتك؟
ـ[إبراهيم الدوسري]ــــــــ[12 Jun 2005, 05:33 م]ـ
قرأ بعض القراء بترك الهمز حالة الوقف على الكلمة التي فيها همزة، حيث نقل ذلك عن أئمة القراءات، مع أنه لغة العرب،كما أن الوقف مظنة استراحة القارئ، إذ لا يقف إلا وقد وهنت قوة لفظه وصوته ونَفَسِهِ فيما قرأ قبل الوقف، والهمز صعبٌ اللفظ به، فخفف الهمز في الوقف للحاجة إلى التسهيل والتخفيف على القارئ.ينظر الكشف لمكي رحمه الله.
وفي ذلك يقول أبو شامة رحمه الله: عند قول الشاطبي (أجذم العلا): (والعلاء بفتح العين يلزمه المد وهو الرفعة والشرف وأتى به في قافية البيت على لفظ المقصور وليس هو من باب قصر الممدود الذي لا يجوز إلا في ضرورة الشعر بل يمكن حمله على وجه آخر سائغ في كل كلام نثرا كان أو نظما وذلك أنه لما وقف أسكن الهمزة ثم إنه قلبها ألفا فاجتمع ألفان فحذف أحدهما كما يأتي في باب وقف حمزة وهشام على نحو السماء والدعاء وهكذا نقول في كل ما ورد في هذه القصيدة من هذا الباب في قوافيها كقوله فتى العلا أحاط به الولا فتنجو من البلا وإن افتحوا الجلا بعد على الولا عن جلا أماما يأتي في حشو الأبيات كقوله وحق لوى باعد ومالي سما لوى ويا خمس أجرى فلا وجه لذلك إلا أنه من باب قصر الممدود) وقال في موضع آخر (قال وقال بعضهم لغة أكثر العرب الذين هم أهل الجزالة والفصاحة ترك الهمزة الساكنة في الدرج والمتحركة عند السكت).
فالحاصل أنه لغة فصيحة لكن حالة الوقف.
وللفائدة فإنه ما من همزة في القرآن الكريم إلا ورد تخفيفها إما من قراءة متواترة وأو شاذة وقفا ووصلا أو وقفا دون الوصل، وذلك كله في لغات العرب. والله أعلم(/)
نبذة مختصرة عن أنوار الحقائق الربانية في تفسير اللطائف القرآنية
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[03 Jun 2005, 01:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فإن القرآن الكريم منهج هذه الأمة، وصلاحها، وسبب سعادتها في الدنيا والآخرة؛ لما حوى من مقومات السمو والرقي، والشمول والبناء،والإصلاح ...
فلا غرو أن يعنى علماء هذه الأمة بالقرآن الكريم غاية العناية، وتمام الاهتمام: يبذلون قصارى جهدهم، وغاية مرامهم في بيان ألفاظه، واستنباط أحكامه، وإيضاح هداياته.
وقد كان من بين هؤلاء الأجلاء: أبو الثناء، محمودبن عبدالرحمن الأصفهاني، المتوفى سنة 749هـ.
حيث ألف تفسيره: (أنوار الحقائق الربانية في تفسير اللطائف القرآنية)
وقد انبرى قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض لتبني تحقيق هذا السفر التفسيري في رسائل علمية لنيل العالمية العالية (الدكتوراه) حتى انتهى بعون الله وتوفيقه تحقيقه كاملاً.
وتعود أهمية تفسير الأصفهاني إلى أمور عدة منها:
أولا: منزلة أبي الثناء الأصفهاني العلمية في زمانه، حيث كان أهل العلم يترجمون له ويعظمونه ويعتبرونه (الشيخ، الإمام، العالم،العلامة، المحقق، الفريد، الحجة، جامع اشتات الفضائل، ووارث علوم الأوائل) كما قال الصفدي في (الوافي بالوفيات).
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية يسكِّتُ الناسَ له إذا تحدث ويقول: (اسكتوا حتى نسمع كلام هذا الفاضل الذي ما دخل البلاد مثله).
ثانياً: قيمة هذا التفسير العلمية، والمتمثلة في أصالته، وعمقه، وغزارة مادته نظراً لأهمية مصادره.
ثالثاً: هذا التفسير جمع بين منهجي التفسير المشهورين: التفسير بالأثر، والتفسير بالنظر.
رابعا: أنه تفسير جامع لأنواعٍ من علوم القرآن المتعلقة بالتفسير كالقراءات، وأسباب النزول، والمكي والمدني، ونحو ذلك.
خامساً: حسن جمعه وعرضه، وجودة ترتيبه وتصنيفه، على الرغم من اعتماده الأكبر في جمع مادته العلمية التفسيرية على ثلاثة تفاسير: (الكشف والبيان) للثعلبي، و (الكشاف) للزمخشري، و (مفاتيح الغيب) للرازي، مع تباين مناهج مؤلفيها، واختلاف أساليبهم، كما قدَّم لتفسيره بثلاث وعشرين مقدمة، حوت كثيراً من الفوائد والجوانب المتعلقة بالتفسير.
سادسا: عدم تعصبه لمذهبه الشافعي، مع عرضه لأقوال العلماء والمذاهب الفقهية عند تفسيره لآيات الأحكام.
وعلى الرغم مما ذكر سلفاً، فإنه لم يخل من بعض الملحوظات، ومنها:
1 - سلوكه مسلك المتكلمين في بعض المسائل العقدية وخصوصاً في الصفات، والقدر.
2 - إيراده لبعض الأخبار الإسرائيلة، والأحاديث الضعيفة والموضوعة.
3 - استعماله لبعض العبارات الصوفية والفلسفية في تفسيره.
4 - كثرة النقل من غير عزو، مما يوهم أنه من كلامه، وليس كذلك.
هذا ما أحببت ذكره - باختصار- عن كتاب الأصفهاني وتفسيره. وأستغفر الله من كل خطأ وزلل، وما توفيفي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب.
وصلى الله وبارك على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Jun 2005, 01:44 ص]ـ
أرحب بالأخ العزيز، والزميل الكريم الدكتور عبدالرحمن اليوسف وفقه الله، وأعد بدء مشاركته لنا في ملتقى أهل التفسير كسباً علمياً، لما أعلمه من عنايته بالتفسير وعلومه ومصنفاته، وحرصه على التدقيق في مسائله.
كما أبارك له انتهائه من تحقيق نصيبه من هذا السفر العلمي (أنوار الحقائق الربانية في تفسير اللطائف القرآنية) لأبي الثناء محمود بن عبدالرحمن الأصفهاني، المتوفى سنة 749هـ. وأرجو أن يتحفنا الدكتور عبدالرحمن اليوسف في حلقات علمية قادمة بزيادة بيان منهج أبي الثناء الأصفهاني، كما أرجو أن يتبنى الدكتور عبدالرحمن التنسيق مع زملائه الذين سبقوه إلى تحقيق بقية أجزاء هذا التفسير لطباعته ونشره لينتفع به طلاب العلم، إما عن طريق عمادة البحث العلمي لتدرجه ضمن مشروع وزارة التعليم العالي لطباعة ألف رسالة علمية، أو ضمن منشورات الجمعية العلمية للقرآن الكريم وعلومه أو عن طريق دار من دور النشر.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[04 Jun 2005, 09:16 ص]ـ
نكرر الترحيب بالدكتور عبد الرحمن اليوسف حياه الله
ولدي سؤال عن التفسير المذكور:
مَنْ مِن الباحثين درس القسم الأول من التفسير والمشتمل على المقدمة؟ وهل نوقشت رسالته أم لا؟
ـ[عبدالعزيز الضامر]ــــــــ[12 Jun 2005, 10:00 م]ـ
إلى أخي العزيز أبي بيان وبقية رواد الملتقى ... مع التحية:
إجابة على استفساركم حول تفسير أبي الثناء الأصفهاني (ت:749هـ) المسمى بـ"أنوار الحقائق الربانية في تفسير اللطائف القرآنية" فالذي أعلمه أنه مشروع علمي قدمه مجموعة من الدارسين لنيل درجة الدكتوراه ومنهم الآتي:
الدكتور: إبراهيم بن سليمان الهويمل سنة (1410هـ) وقد اشتمل تحقيقه على مقدمة التفسير وسورتي الفاتحة والبقرة.
الدكتور: بدر بن ناصر البدر, وذلك من أول تفسير سورة الأنعام إلى آخر تفسير سورة الأعراف.
الدكتور: رياض المسيميري.
الدكتور: عبد الله الحكمة.
الدكتور: عبد الرحمن اليوسف.
وهناك أيضاً طالبتان.
الدكتور: عبد المنعم بن حواس الحواس وذلك من سورة القمر إلى آخر القرآن.
وقد احتوى التفسير على مقدمة طويلة تناولت شرح الاستعاذة والبسملة وشيئاً من موضوعات علوم القرآن, وكذلك ما الذي ينبغي على المُفَسِّر ونحو ذلك.
كما احتوى التفسير أيضاً على خاتمة يسيرة أوضح فيها المصنف تأريخ شروعه في التفسير ومكانه, وكذلك تأريخ انتهائه منه ومكانه وغيرها من المعلومات التي تُفيد الدارسين.
وقد أفرد الدكتور: بدر البدر رسالة مستقلة تربو على مائة صفحة تتحدث عن حياة أبي الثناء الأصفهاني وتفسيره, نشرتها دار المسلم بالرياض سنة (1422هـ).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[13 Jun 2005, 01:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله،والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أعتذرلك أخي نايف عن تأخرالجواب، وأشكرلك أخي عبدالعزيزهذه الإجابة؛ وأحب أن أضيف مايلي:
قام بالمشاركة في تحقيق هذا السفر العظيم من التفسير نخبة من الباحثين، وعلى رأسهم فضيلة الأستاذالدكتورإبراهيم بن سليمان الهويمل الذي بذل جهداً في جمع المخطوطات، وحازشرف السبق بتحقيق مقدماته وسور الفاتحة والبقرة وآل عمران، ثم تتابع الباحثون في تحقيق الكتاب، وهم على النحو التالي
1 - د. عبدالرحمن اليوسف، وتحقيقي من أول سورة النساءإلى آخرسورة المائدة.
2 - د. بدرالبدر، وتحقيقه من أول سورة الأنعام إلى آخرسورة الأعراف.
3 - د. عبدالله الحكمة، وتحقيقه من أول سورة الأنفال إلى آخرسورة يونس.
4 - د. رياض المسيميري، وتحقيقه من أول سورة هودإلى آخرسورة النحل.
5 - د. جمال الدين القادري، وتحقيقه من أول سورة الإسراءإلى آخرسورة الحج.
6 - د. وفاءالعساف،،وتحقيقها من أول سورة المؤمنين إلى آخرسورة العنكبوت.
7 - د. الزهراءالتويجري،وتحقيقها من أول سورة الروم إلى آخرسورة ص.
8 - د. صلاح الدين زيطرة، وتحقيقه من أول سورة الزمر إلى آخرسورة النجم.
9 - د. عبدالمنعم الحواس، وتحقيقه من أول سورة القمرإلى آخر القرآن الكريم.
والله ولي التوفيق.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[14 Jun 2005, 12:53 ص]ـ
شكر الله لكما جميعاً ما أضفتماه من فوائد.
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[27 Jun 2005, 12:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على نبينامحمد، وآله وصحبه، وبعد:
فاستكمالاًلماذكرت عن تفسيرالأصفهاني، أحب أن أضيف مايلي:
قدم الأصفهاني لتفسيره بثلاثٍ وعشرين مقدمةً حوت كثيراً من الفوائد والجوانب المتعلقة بالتفسير، قام بتحقيقها فضيلة الأستاذ الدكتور إبراهيم بن سليمان الهويمل، وهي على النحو التالي:
المقدمة الأولى: في بيان احتياج الإنسان إلى النبي - في أمر الدنيا والآخرة (45 – 60).
المقدمة الثانية: في أنه كيف كان بدء الوحي (61 – 74).
المقدمة الثالثة: في تعريف القرآن (75 – 81).
المقدمة الرابعة: في بيان إعجاز القرآن (82 – 90).
المقدمة الخامسة: في وجوب تواتر القرآن (91 – 94).
المقدمة السادسة: في بيان القراءات السبع (95 – 98).
المقدمة السابعة: فيما قيل في قول النبي - ? -: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف)) (99 – 111).
المقدمة الثامنة: في بيان جمع القرآن (112 – 123).
المقدمة التاسعة: في الحاجة إلى وضع الألفاظ (124 – 129).
المقدمة العاشرة: في بيان التفسير، والتأويل، والمحكم، والمتشابه (130 – 149).
المقدمة الحادية عشرة: في الحقيقة والمجاز (150 – 170).
المقدمة الثانية عشرة: في مباحثَ متعلقةٍ بعلم البيان (171 – 209).
المقدمة الثالثة عشرة: في باب الخاص والعام (210 – 216).
المقدمة الرابعة عشرة: في تعريف الإدراك، والعلم، والمعرفة، والشعور، والتصور، والتصديق، والظن، واليقين، والفكر، والنظر، وما يتقارب منها (217 – 235).
المقدمة الخامسة عشرة: في فضل العلم وشرفه (236 – 255).
المقدمة السادسة عشرة: في شرف علم التفسير (256 – 258).
المقدمة السابعة عشرة: في بيان العلوم التي يحتاج إليها المفسر (259 – 269).
المقدمة الثامنة عشرة: في بيان أن تحصيل علم التفسير فرض (270).
المقدمة التاسعة عشرة: فيمن أخذ منهم علم التفسير من الصحابة – رضي الله عنهم– (271 – 274).
المقدمة العشرون: في أقسام الأسماء الواقعة على المسميات (275 – 301).
المقدمة الحادية والعشرون: في أفعال الله تعالى وتقدس (302 – 307).
المقدمة الثانية والعشرون: في بيان أفعال العباد (308 – 325).
والله ولي التوفيق.
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[09 Aug 2008, 12:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى
هل يمكن معرفة النسخ المعتمدة في هذا العمل النفيس؟
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[21 Jan 2009, 03:37 م]ـ
وهل من أمل لصدور هذا التفسير النادر بعد تشتته وتوزعه على أيدي الباحثين؟ < br /> ثم أليس من سلبيات العمل الجماعي تأخر صدور أمثال هذه الكتب النافعة أو عدم صدورها أصلا؟ وما فائدة التراث الإسلامي القرآني إذا كان لنيل الشهادات العلمية فقط وغير متاح للباحثين والدارسين لعلوم القرآن في شتى أنحاء العالم، ثم لم لا تعطى الأولية لصدور كل تفسير نافع كهذا لكتاب الله تعالى تم إنجازه في الجامعات واكتمل؟ ولا أظن الإشكال ماديا.
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[22 Jan 2009, 10:58 ص]ـ
< br /> وقد انبرى قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض لتبني تحقيق هذا السفر التفسيري في رسائل علمية لنيل العالمية العالية (الدكتوراه) حتى انتهى بعون الله وتوفيقه تحقيقه كاملاً.< br /> <br /> نقل التاج السبكي تلميذ الأصفهاني وغيره أن هذا التفسير لم يتم، وتوفي صاحبه شمس الدين الأصفهاني قبل إتمامه، وذكر السبكي أنه وقف على بعضه، في حين أن التفسير كما أشار الدكتور عبد الرحمن اليوسف قد حققه جميعه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Nov 2009, 01:19 م]ـ
لعل د. عبدالرحمن اليوسف يسعى لطباعة هذا التفسير في جامعة الإمام.
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[13 Nov 2009, 02:16 م]ـ
نسأله سبحانه وتعالى أن يعين الدكتور على اخراجه لطلاب العلم والباحثين اللهم آمين ...
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[13 Nov 2009, 10:57 م]ـ
بإذن الله أبادر, وأسأله التوفيق والتسديد.(/)
علوم الطاقة وعلم الخوارق (الباراسيكولوجي)
ـ[حفصة]ــــــــ[03 Jun 2005, 11:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني وأخواتي في الله
علم الطاقة وعلم الخوارق (الباراسيكولوجي)
هذا العلم يتضمن فيه الكثير من المسميات لكن أذكر لكم بعض ما جاء فيه وهو (التخاطر، الخروج من الجسد، الإسقاط النجمي وغيره ... ) وحاليا يقوم بعض الإخوة بإنشاء الدورات التعليمية لها والتي تأخذ من كتب أجنبية غربية ..
في الحقيقة ..
أود معرفة المنظور الإسلامي لهذا العلم؟؟ ورأي أهل العلم فيها؟؟ وخاصة في من أقام الدورات التعليمية لها؟؟
فهذه أول مرة أعرف أن هذا العلم يدرب!!
إلا أنني لا أنكر حدوث بعضه (لا إراديا) كالتخاطر أو الإحساس بحدوث أمر مثلا .. أما بالنسبة للخروج من الجسد فأيضا قد أتوقع حدوثه (لا إراديا) واعتقد أنه شبيه (بالمنام أو الرؤيا) والله أعلم هذا ما أظنه بعد قرائتي .. أما أن تدرب!! فهذا ما استغربه!!
فما رأي أهل العلم والمنظور الإسلامي والعلمي له؟؟ وهل تحدث عنها الإعجاز العلمي؟؟ وهل حقا يدرب؟؟
أرجوا من الإخوة والأخوات الأفاضل من لديه العلم
والدراية عن هذه الأمور أن يبين لنا .. وجزاه الله خيرا
........
ثم إن لي بعض ما اجتهدت بالبحث عنه في القرآن والأحاديث واعتقد أن له صلة بهذه الأمور اعتقد والله أعلم ولدي بعض الأسئلة فيها إن شاء الله .. أود إطلاعكم عليها ..
مع العلم أنه ليست لدي أي دراية أو معرفة بأمور التفسير وغيره واجتهادي اجتهاد سطحي فلا تنبهروا من طول ما كتبت .. ثبتكم الله .. فمن وجد مني أي خطأ فاليبلغني ويبين لي وسأقوم إن شاء الله بتعديل الخطأ ..
وفي نقلي لكم سأستدل إن شاء الله من كتاب المختصر لابن كثير رحمه الله ..
من سورة يوسف ..
بدأت بتسلسله على حسب الرقم للآيات ..
وأتمنى أن تكملوا قراءته إلى قصة المراودة ..
نبدأ بقول الله تعالى، مخبرا عن نبيه يعقوب عليه السلام: {قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون}
قد يكون هنا شيء من التنبؤ قبل حدوث الأمر أو نوع من الإحساس كما هو معروف لدى الوالدان .. والله أعلم
ثم قول الله تعالى: {فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون}
في الحقيقة قبل قراءتي للتفسير ظننت أن كلمة (وأوحينا إليه) عائدة على يعقوب عليه السلام ..
سؤال: لما هي عائدة على يوسف عليه السلام؟؟
بينوا لنا ثبتكم الله ..
وقول الله تعالى: {وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون} ..
لمحة بسيطة عن تذكر يوسف عليه السلام وذكر السيد ..
فأنا أرى أنه من تذكر شخصا إما ..
بشوق أو خوف + إحساس صادق = تصويره وتشكيله في الذهن
(وأعتقد أن الأغلبية من الناس مروا بهذا) .... والله أعلم
ثم قول الله تعالى: {ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين}
بحثت عن البرهان في التفسير فلم أجد قول يبين الأمر وتوجد أقاويل كثيرة لأهل العلم ...
قول الله تعالى: {واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم} ...
قرأت لمن ذكر علم التخاطر أنه قد يرى الشخص صورة شخص آخر ويرسل له رسائل ذهنية .. فيقوم الطرف الآخر المستقبل إما بالرفض أو القبول والإتصال به ... والله أعلم
قول الله تعالى: {اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين، ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون}
وهذه أيضا أجد فيها شيء مما سبق ذكره .. والله أعلم ..
أيضا بعض الآيات في السورة لم أقم بنقلها وأرى فيها ما سبق ذكره ..
قول الله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون} ...
قرأت في التفسير أنه إنما أرسل رسله من الرجال لا من النساء هذا قول جمهور العلماء ... وأعتقد وهذا رأيي أن كلمة أرسلنا تبين حمل الرسالة وهي خاصة بالرجال .. وما (أرسلنا) من قبلك إلا رجالا (نوحي) إليهم .. أما كلمة (نوحي) فجاء ذكرها للرجال والنساء .. وقول الله تعالى: {وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه} .. أعتقد أن كلمة أوحينا فيها شيء من هذا التنبؤ أو التخاطر فالتخاطر أنواع ... والله أعلم
سورة الإسراء .. ممكن توضيح ..
قول الله تعالى: {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}
ما المقصود بـ (وما أوتيتم من العلم)؟؟
هل المقصود العلم بالروح أم جميع العلوم؟؟
....
أيضا ممكن توضيح ما المقصود بـ ...
. (الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة)
.... (لم يبق من النبوة إلا المبشرات). قالوا: وما المبشرات؟ قال: (الرؤيا الصالحة).
ماهي (الستة وأربعين) جزءا من النبوة؟؟؟ وهل المقصود بـ (المبشرات) هي الرؤيا فقط؟؟
....
وفي الأخير أود أن أذكر لكم أنه توجد قصة مشهورة
ذكرها الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عن (سارية الجبل)
والبعض يقول أنها تدل على هذا النوع من العلم ..
هذا والله أعلم .. ووفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى من صالح القول والعمل ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حفصة]ــــــــ[19 Aug 2005, 07:46 م]ـ
118 زائر ولا يوجد 1 رد
الله المستعان ..
سؤالي غير مرغوب فيه!!!
طيب .. سؤال سهل إن شاء الله ..
هل أطالب المشرفين بحذفه؟؟
وبارك الله في الجميع
أختكم في الله
ـ[محمد حامد سليم]ــــــــ[20 Aug 2005, 01:28 ص]ـ
أختنا حفصة
بالنسبة لأسئلتك سأجيب عن جزء فيها بداية من المراودة وذلك من خلال كتابنا (القول الفصل في قضية الهم بين يوسف وإمرأة العزيز) لمؤلفه محمد حامد سليم على هذا الرابط
http://saaid.net/book/open.php?cat=2&book=1448
عسى أن يكون فيه بعض ما تسألين عنه
ـ[حفصة]ــــــــ[20 Aug 2005, 02:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ الفاضل / محمد حامد سليم
جزاكم الله خيرا على هذا الكتاب ..
قول الله تعالى: {ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين}
"لولا أن رآى برهان ربه" ..
"جائز أن تكون تلك الآية صورة يعقوب.
وجائز أن تكون صورة الملك.
وجائز أن يكون ما رآه مكتوبا من الزجر عن ذلك،
ولا حجة قاطعة على تعيين شيء من ذلك، فالصواب أن يطلق كما قال الله تعالى"
وهذا ما توصلت إليه في تفسير مختصر ابن كثير رحمه الله وطابقه كتابكم ..
جزاكم الله خيرا
ـ[حفصة]ــــــــ[20 Aug 2005, 02:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام علكيم ورحمة الله وبركاته
إخواني وأخواتي في الله ..
أُعيد السؤال تبسيطا لكم ..
أود معرفة المنظور الإسلامي لهذا العلم؟؟ ورأي أهل العلم فيها؟؟
وخاصة في من أقام الدورات التعليمية لها؟؟ (كدورات التخاطر والخروج من الجسد وغيره .. )
فهذه أول مرة أعرف أن هذا العلم يدرب!!
وجزاكم الله خيرا
ـ[حسين الخالدي]ــــــــ[25 Aug 2005, 02:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أختنا حفصة
حسب قاصر علمي أن هذا العلم له ثلاث زوايا
الزاوية الأولى: الدعوى النظرية القائمة على إدعاء القدرة على اكتساب القوة الروحانية الخارقة لعادة بني آدم من خلال طرق تأملية ورياضة نفسية فهو وجه جديد للسحر ومحطة مستحدثة لقافلة العبث الشيطاني.
الزاوية الثانية:طرق إثبات هذه الدعوى تعتمد على أمور ثلاثة أولها المبالغة في استثمار صدفة توارد الخواطر ثانيها التهويل من دقائق في علم النفس ليست من الخوارق بسبيل لكن العامة تجهلها ثالثها دعاوى وقصص لا يمكن التحقق منها
الزاوية الثالثة: حكم تعلمها وتعليمها أعتقد أن الفتوى لهل رجالها لكن حسب إطلاعي لا أظن لجوازها منفذ وأقل ما فيها التذرع لفنون السحر
والله أعلم مع الإعتذار لذوي الشأن في المشاركة
ـ[حفصة]ــــــــ[02 Sep 2005, 05:17 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل على التعقيب ..
ـ[حفصة]ــــــــ[02 Sep 2005, 05:24 م]ـ
بارك الله فيكم .. دلوني على مشايخ أو أهل العلم في هذا المجال ..
نستطيع سؤالهم وأخذ العلم الصحيح منهم؟؟
من هم ذوي الشأن؟؟
ـ[حسين الخالدي]ــــــــ[04 Sep 2005, 03:12 ص]ـ
من صيد الشبكة:
علم الطاقة الباطني
طريق تطبيقات "الطاقة الكونية "إلى أين؟؟
انتشر في السنوات الأخيرة في العالم ومنه عالمنا الإسلامي مصطلح "الطاقة" بمدلولات جديدة غير التي كنا نعرفها، فليس المقصود منها الطاقة الحرارية، ولا الكهربائية وتحولاتها الفيزيائية والكيميائية المختلفة سواء الكامنة منها أوالحركية أو الموجية، وليس كذلك ما يعبر عنه بـ"الطاقة الحيوية الانتاجية" أو"الطاقة الروحية" التي نفهمها من نشاط للعمل والعبادة واحتساب الأجر وعظيم التوكل على الله ونحو ذلك.
إن الطاقة المرادة هي "الطاقة الكونية" حسب المفاهيم الفلسفية والعقائد الشرقية، وهي طاقة عجيبة يدّعون أنها مبثوثة في الكون، وهي عند مكتشفيها ومعتقديها من أصحاب ديانات الشرق متولدة منبثقة عن "الكلي الواحد" الذي منه تكوّن الكون وإليه يعود، ولها نفس قوته وتأثيره؛ لأنها بقيت على صفاته بعد الانبثاق (لا مرئي، ولا شكل له، وليس له بداية، وليس له نهاية) بخلاف القسم الآخر الذي تجسّدت منه الكائنات والأجرام،وهذه هي عقيدة وحدة الوجود بتلوناتها المختلفة " العقل الكلي، الوعي الكامل، الين واليانج ". أما المروجون لها من أصحاب الديانات السماوية ومنهم المسلمون فيفسرونها بما يظهر عدم تعارضه مع
(يُتْبَعُ)
(/)
عقيدتهم في الإله، فيدّعون أنها طاقة عظيمة خلقها الله في الكون، وجعل لها تأثيراً عظيماً على حياتنا وصحتنا وروحانياتنا وعواطفنا وأخلاقياتنا، ومنهجنا في الحياة!!
وهذه الطاقة غير قابلة للقياس بأجهزة قياس الطاقة المعروفة، وإنمايدّعى قياسها بواسطة "البندول"، فبحسب اتجاه دورانه تُعرف الطاقة السلبية من الطاقة الإيجابية، وبعضهم يستخدم "كاميرا كيرليان" التي تصور التفريغ الكهربائي أو التصوير "الثيرموني"، أو تصوير شرارة "الكورونا"، أو جهاز الكشف عن الأعصاب ويزعمون أن النتائج الظاهرة هي قياسات "الطاقة الكونية" في الجسد!! في محاولة منهم لجعل "الطاقة الكونية" شيئاً يقاس كالطاقة الفيزيائية؛ لتلبس لبوس العلم، ولتوحي ببعدها عن المعاني الدينية والفلسفات الوثنية، مستغلين جهل أغلب الناس بهذه الأجهزة وحقيقة ما تقيس.
ومن ثم فهذه الطاقة المسماة "الطاقة الكونية" لا يعترف بها العلماء الفيزيائيون فليست هي الطاقة التي يعرفون، ولا يعترف بها علماء الشريعة والدين، فليست الطاقة التي قد يستخدمونها مجازاً بمعنى الهمة أو الإيمانيات العالية ونحوه، إذ كلا الطاقتين لاعلاقة لها بطرائق الاستمداد التي يروج لها أهل "الطاقة الكونية"، وهي عقائد أديان الشرق وبخاصة الصين والهند والتبت وهي ما يروج له حكمائهم الروحانيين وطواغيتهم قديماً وحديثاً.
وتسمى هذه الطاقة بأسماء مختلفة بحسب اللغة، وتمرين الاستمداد فهي طاقة "التشي"، وطاقة "الكي"، وتسمى "البرانا" و"مانا". ويزعم مروجوها من المسلمين -جهلا أو تلبيساً-: (أنها المقصودة بمصطلح "البركة" عند المسلمين!! فهي التي تسيّر الأمور بسلاسة، ويستشعرها المسلم في وقته وصحته وروحانيته) وتعجب عندما ترى هؤلاء المروجين يؤكدون أنها "بركة" ليست خاصة بدين معين، ولا تختص بالمسلمين دون غيرهم، بل إن حظ "المستنيرين" من أهل ديانات الشرق منها أكبر بكثير من أكثر المسلمين اليوم لغفلة المسلمين عن "جهاز الطاقة" في "الجسم الأثيري"، وعدم اهتمامهم بـ"شكراته ومساراته"!!
وتنقسم "الطاقة الكونية" إلى طاقة إيجابية وهي الموجودة في الحب والسلام والطمأنينة ونحوها، وطاقة سلبية وهي الموجودة في الكره والخوف والحروب ونحوها.لذا يطالب معتنقوها بمن فيهم من المسلمين بتصفية النفوس والعالم من (الطاقات السلبية) أي لابد من القضاء على الكره والخوف من قلوب العالمين!!! والقضاء على مسبباتها من النقد والجدال والحروب!! والأمر لدى المسلم في غاية الوضوح - بفضل الله الذي تكفل بحفظ الدين فتربت الأمة على نصوص الوحيين - فلا يمكن أن يقوم إيمان إذا انتهت هذه العواطف الإيمانية من قلوب المؤمنين، قال صلى الله عليه وسلم: "وما الإيمان إلا الحب والبغض " وكيف تقوم العقيدة بلا ولاء وبراء، وكيف ترفع راية "لا إله إلا الله" بلا جهاد! وكيف تتحقق الخيرية في الأمة بلا أمر بالمعروف ولا نهي عن المنكر؟! وقد سمى الشيخ "محمد قطب" هذه المشاعر في كتابه "منهج التربية الإسلامية": الخطوط المتقابلة في النفس البشرية، وأكد بفكره النيّر، وفهمه لنصوص الوحيين أنه لابد من تربية هذه "الخطوط المتقابلة" بصورة متوازنة بما أسماه التربية بتفريغ الطاقة، فلابد أن يحافظ على الحب في النفس نابضاً محركاً ولابد من تفريغه في حب الله ورسوله والمؤمنين، وحب الطاعات. كما يجب أن يحافظ على الكره والبغض ويفرغ في اتجاه المعاصي وأعداء الله من المشركين، ولابد من حرب على الذين يحادون الله ورسوله -وفق الأحكام المفصّلة في مظانها - وإلا لما قام الإيمان ولا تم الإسلام.ومن المؤسف أن ينخدع بفكر "الطاقة الكونية" فئام من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، بل ويتصدون لنشر تطبيقاته في المجتمع المسلم وهذه البلاد الطيبة. مما ينذر بعودة الوثنية والقضاء على عقيدة الولاء والبراء تدريجياً.
طرق استمداد الطاقة الكونية (وسائل الحلول والاتحاد):
يتم استمداد الطاقة الكونية بعدد من الوسائل والتدريبات والأنظمة الحياتية والاستشفاءات. وكلما تعاضدت الوسائل كانت النتيجة فاعلة أكثر وكان الوصول أسرع –بزعمهم- للاستنارة " enlightment" . وفيما يلي سأذكر الطرق التي يتم التدريب عليها عندنا في هذه البلاد المباركة وللأسف!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
1. عن طريق نظام "الماكروبيوتيك":
وهو نظام شامل وفلسفة فكرية للكون والحياة، تفسّر ماهية الوجود، ومن الموجود الأول؟ وكيف وجدت الكائنات؟ وهي فلسفة الديانة الطاوية والفلسفة الإغريقية القديمة وبوذية زن،التي تعتقد بكلي واحد فاضت عنه الموجودات بشكل ثنائي متناقض متناغم "الين واليانغ"، وعلى أساس فهم هذه الفلسفة،وكيفية تكون الكائنات واطراد "الين واليانغ" في سائر الموجودات،وأهمية الوصول للتناغم ليعود "الكل"واحداً،ويتناغم الكون في وحدة واحدة؛ لا فرق بين خالق ومخلوق ولا بين إنسان وحيوان أو نبات وجماد، ولا بين جنس وجنس ودين ودين، في عالم يحفه السلام والحب، ويحكمه فكر واحد يعتمد فلسفة "تناغم الين واليانغ "من أجل وحدة عالمية!!
وتُقدم فلسفة "الماكروبيوتيك" في بلاد التوحيد الحبيبة في صورة دورات توعية غذائية تنبه على نظام الكون وفلسفة النقيضين "الين واليانغ" مع محاولة أسلمة هذا الفكر الفلسفي الملحد بليِّّ أعناق الأدلة، أو فهمها من منطلق تلك الفلسفة فيزعم المدربون المسلمون أن مفهوم النقيضين "الين واليانغ" هو الزوجية المطردة في مخلوقات الله] ومن كل شيء خلقنا زوجين [فكل الأشياء مكونة من ذكر وأنثى،وموجب وسالب، وأبيض وأسود، وحار وبارد ورطب ويابس (لاحظ أن الكلام يبدو حقاً! وهكذا سائر الشبه، وعند التحري تجد أن المضمون مختلف واللفظ المستخدم معروف لتمرير المعتقدات الباطنية) وتتغير قوى "الين واليانغ" بحسب قوى العناصر الخمسة: الماء والمعدن والنار والخشب والأرض، والتي تتغير بحسب تأثيرات الكواكب وروحانياتها؛ فيصبح الذكر أنثى والأنثى ذكر، ويتحول الموجب سالب والسلب موجب! (لاحظ الفرق بين المعاني الظاهرة التي نعرفها للزوجية والذكر والأنثى، ولاحظ المعاني الباطنية التي تتلبس بالمعاني الظاهرة للتلبيس على الناس فيما يعرفون). ووفق هذه الفلسفة يتم اعتماد حمية غذائية يغلب عليها الحبوب "الشعير والحنطة " والخضروات الورقية وجذور النباتات والطحالب البحرية، وتدعو لتجنب الأغذية الحيوانية ومنتجاتها من الألبان وكذلك تجنب العسل والفواكه والتزام "الميزو"وهو شعير مخمر تحت الأرض 3سنوات ويزعمون له خصائص تتعدى جسد الإنسان وصحته وروحانيته إلى حماية منزله من الإشعاعات النووية لو تعرض العالم لحرب من هذا النوع!! والنظام الغذائي الماكروبيوتيكي طوره الفيلسوف الياباني "جورج أوشاوا " جامعاً فيه بين بوذية زن مع تعاليم النصرانية مع بعض سمات الطب الغربي- وهو يتضمن –بلا شك- عادات غذائية وحياتية نافعة كالاهتمام بنوع الغذاء ومحاربة الشره، وأهمية مضغ الطعام جيداً (وفيه مبالغة عجيبة حيث تقام دورات للتدريب على المضغ فلا تبلع اللقمة من إنسان صحيح قبل مضغها 40 - 60 مرة، بينما يجب على المريض بأي مرض أن يمضغها مالا يقل عن 200 مضغة قبل بلعها!!) وشكلت هذه المنافع لباس الحق الذي على جسد الباطل فاشتبهت على كثيرين ممن فتنوا بها فحاولوا دراستها وتفسير النصوص والهدي النبوي في الغذاء على ضوئها، غافلين أو متغافلين عن المصادمات الفلسفية لأسسها "الين واليانغ" مع معتقد المسلمين، وما يتبع ذلك من عقيدة "العناصر الخمسة" و"الأجسام السبعة" و"جهاز الطاقة" و"الشكرات"، بالإضافة لوصايا تجنب الألبان واللحوم والعسل!! الذي يتعارض مع منهج الإسلام في التغذية المبني على الحلال والحرام وفق الشريعة الغراء، فاللحوم طيبة والألبان مباركة، والعسل نافع فيه شفاء، مع قاعدة لا إفراط ولا تفريط و"ثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه "وسائر آداب الطعام في هدي المصطفى عليه الصلاة والسلام.
وتتعدى دورات "الماكروبيوتيك " الحميات الغذائية والتوعية الصحية لتشمل كل الحياة، فتقدم تمارين التنفس التحولي، وتمارين الاسترخاء والتأمل التجاوزي، وتدعو لتعلم مهارات وتدريبات التعامل مع "جهاز الطاقة" و"شكراته" من خلال "الريكي" و"التشي كونغ" و"اليوجا" وغيرها مع الاهتمام بالخصائص الروحانية المزعومة والطبائع لجميع الموجودات فالشموع – بزعمهم- تجلب المحبة، وحجر الكهرمان يجلب الثقة بالنفس، واللون الأخضر يشفي الكلى، والمانترا (أوم ... أوم ... أوم) - وأوم اسم طاغوت هندوسي باللغة السنسكريتية- تمكن من شفاء هذا المرض أو ذاك (المانترا
(يُتْبَعُ)
(/)
كلمة خاصة- وهي غالباً اسم طاغوت في أديان الشرق - تردد عند فتح كل "شاكرا" أو عند التأمل والرغبة في جمع الطاقة في عدسة قوية للتصرف بقوة الطاقة في الأشياء المحسوسة وغير المحسوسة بل المجيدين لها يستطيعون أن يقولوا للرجل:كن مريضاً فيكون مريضاً، كن معافى؛ فيكون معافى!!) كما يزعمون ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولابد من تصميم المنزل بطريقة "الفونغ شوي" الصيني أو (الستهابايتا فيدا) الهندوسي أو بالطريقة الفرعونية المؤسلمة"البايوجيوماتري"!! وهي طرق تصميم وديكور تعتمد استعمال الخصائص الروحانية المزعومة للأحجار والتماثيل "أسدي المعبد للحماية، الضفدع ذو الأرجل الثلاثة للثروة .... " والأشكال الهندسية وخصائصها في جلب الطاقة الإيجابية "طاقة الحب والسلام" وطرد الطاقات السلبية "الكره والبغض"، مع الأهرامات التي تعمل كهوائيات لجلب طاقة "تشي" الكونية. وعند أسلمة هذه الوثنيات عند المصممين المسلمين تستبعد التماثيل – من بعضهم - وتضاف بعض المفاهيم الإسلامية كالاهتمام باتجاه القبلة في تصميم الحمامات وفي وضعية أسرة النوم!!
فالماكروبيوتيك فلسفة شاملة يدخل تحتها أنواع الشرك والوثنية والسحر والدجل من الوثنيات القديمة والحديثة. ومع هذا يروج لها كثير ممن ظاهرهم الخير والصلاح في هذه البلاد مفتونين ببعض نفع حصل لهم باتباع حميته الغذائية، مع أن دراسات علمية كثيرة أثبتت ضرر التزامه على الصحة والعقل لعدم وجود توازن صحيح في الحمية بين المجموعات الغذائية التي يدل العقل السليم على أهميتها، وهي المتوافقة مع هدي النقل الصحيح في الأطعمة والأشربة. ولكن الشيطان زين لهم نسبة الأثر إلى الماكروبيوتيك فقط!! ولو علموا أن تحكمهم في غذائهم واتباعهم لأي حمية مع التزام رياضة يؤثر لا شك على الصحة ومن ثم الحيوية وصفاء الذهن، فكيف وهم مسلمون يجمعون مع هذا دعاء وصلاة!!.
2. عن طريق تدريبات الريكي:
بدأت ”الريكي“ في اليابان على يد "ميكاوا يوسوي"، كان أصلها دراسة معجزات الإبراء في النصرانية، وعند بوذا، وخرج بعد دراستها وصيام 21 يوم بمبادئها: فقد استطاع أن يدخل "طاقة الإبراء الكونية" في داخله ومن ثم خرج ليعالج الآخرين – هكذا يزعمون-!!
فـ"الرِي" طاقة قوة الحياة في الجسم والموجودة في جهاز الطاقة في الجسم الأثيري، و"الكي" الطاقة الكونية الإلهية "طاقة الإبراء" وبعد أن يتم فتح "الشكرات" من قبل خبير الطاقة "المشعوذ" يتم التدرب على تسليك مسارات الطاقة في الجسم الأثيري لضمان تدفق كامل للطاقة في الجسم تعتمد التنفس التحولي والتأمل الارتقائي، وفي جو هادئ وضوء خافت وفي وضعية استرخاء تام يتم التخاطب مع أعضاء الجسم عضواً عضواً بصوت رتيب خفيض "كيف حالك رئتي أنت سعيدة وبصحة جيدة، كيف حالك معدتي .... " مع التركيز على الداخل وتخيل العضو وتأمل لونه وما يحيط به، مع المحافظة على الشعور بالسلام والحب لكل الناس وكل الأرض بلا استثناء ومحو كل "الطاقات السلبية" من الجسم. وبعدها – كما يزعمون - يتناغم الإنسان مع جسده وتتدفق "الطاقة الكونية" بسلاسة فيه، ويشعر بتحسن عام في صحته، ونشاط وسمو روحي!! ومع التدريب اليومي، مع التخلق بما يدعونه من مثاليات الريكي؛ يصبح الإنسان صاحب روحانية عالية تمكنه من الصلاة بخشوع وطمأنينة لاسيما إذا أعطى اهتماماً خاصاً "للشكرات" العلوية الخاصة بالروحانيات! كما تصبح صحته جيدة بدون أدوية وجراحات، ولن يحتاجها غالباً لأن جسمه أصبح صديقه، وأصبح متوافقاً مع عقله وروحه ونفسه، وستصبح أخلاقياته عالية لتأثير التدريبات على الشهوة الغضبية، وتخليص الجسم من الطاقات السلبية كالبغض وغيره. وبالتدريج يصبح المتدرب أكثر روحانية وسمواً وسلاماً وحباً لكل الناس! ويصبح ذا طاقة عجيبة تمكنه من علاج المرضى بلمسة علاجية من يده! أو طاقة قوية يرسلها له عن بعد، ولو عبر الشبكة العنكبوتية، أو عبر الهاتف إذا تم اتفاق على الوقت وعرف المدرب اسم المريض واسم أمه!!
3.عن طريق تدريبات التشي كونغ:
(يُتْبَعُ)
(/)
والتشي كونغ تدريبات صينية تعتمد على إدخال طاقة "التشي" الكونية، وتدفيقها في الجسم الأثيري للإنسان ليتم توافقه مع أجسامه الأخرى، وتناغمه مع الطاقة الكونية. وتقدم دورات "التشي كونغ" في عدد من المستويات ولكل مستوى أجزاء يختص كل منها بتدريبات خاصة تبدأ بدراسة الجسم الأثيري والتعرف على مواضع "الشكرات" وممارسة تدليك كامل لها تدريجي مع الأيام، وفهم فلسفة النقيضين المتناغمين "الين واليانغ" مع الالتزام بحمية وآداب "الماكروبيوتيك" الغذائية.
ثم التدرب على استرخاء "فان سونغ كونغ" في ضوء خافت وهدوء مع صوت رتيب وتنظيم للتنفس مع تركيز التأمل على الداخل فلا يسمع إلا صوت المدرب وصوت النفس. ثم تدريبات "كونغ جي فا " الرياضية الهادئة مع أهمية الشعور بالسلام والحب لكل العالم، وطرد الطاقة السلبية من الجسم، ثم استمداد الطاقة الكونية من الأعلى، ولابد من تخيلها وهي تدخل بشكل قوي من المنفذ العلوي في الرأس "الشاكرا" مع إغماض العينين وتحريكهما مغمضتين بشكل دائري. مع التنقل بالتركيز ووضع اليد من منفذ لمنفذ من منافذ الطاقة "الشكرات" وتخيل العضو الخاص بكل "شكرا" مع محيطه وهو يمتلئ مع الشهيق بطاقة "التشي" مع كل المشاعر الإيجابية، ويطرد الطاقة السلبية مع كل زفير. إلا أنه يجب الانتباه عند تدريب القلب والدماغ فلا ينبغي تخيل طاقة "التشي" متجهة لهما مباشرة لأن ذلك خطر ويسبب تلف فيهما!!
هذه تدريبات الجزء الأول من المستوى الأول من مستويات دورات "التشي كونغ" التي تقدم ويتهافت عليها مجموعات من الخائفين والخائفات على الصحة والأمراض المستعصية وأمراض تقدم السن، وفئام من الدعاة والداعيات والتربويين والتربويات لتنشيط الطاقة والشعور بالروحانية لمواصلة الحياة على درب التربية والدعوة الشاق!!
ويزعم المدربون أنه مع مواصلة التدريب والترقي في مستويات التدريبات يصبح الجسم صحيحاً والروحانية عالية والأخلاق فاضلة والذهن وقاداً (ومالا يقوله المدربون المسلمون: أن المآل يصبح كذلك مأمون ومضمون إذ فرص الوصول للتنور، والنجاة من جولان الروح تزيد مع مشاعر السلام والحب التي تغمر النفس والعقل والروح فتصرفه عن البغض والجدال والحروب).
4. عن طريق تدريبات وطب الطاقة:
وهي دورات تقدم إما بتقنيات "البرمجة اللغوية العصبية" أو مستقلة عنها، تحتوي دوراتها على شرح مفصّل للجسم الأثيري وجهاز الطاقة وللدماغ وتقسيمات الواعي واللاواعي. وتتضمن تدريبات التخيل والاسترخاء والتركيز على العين الثالثة"بين الحاجبين" واستمداد "طاقة الطبيعة الإيجابية "من الكون والشعور بها تتدفق في الجسم ويمكن –حسب ما يدعون- إرسالها من شخص لآخر من بُعد بنفس التركيز وتخيلها شعاعاً أبيضاً ينساب منه إلى من يريد مع أهمية إلغاء كل ماحول الشخص المرسل من أفكار أو أصوات أو أشخاص!! ويدّعون أنه يمكن تجميع الطاقة الإيجابية بين راحتي اليد لصنع "كرة المحبة" وقذفها على من نشاء برفق، وسنجده ينجذب إلينا بقوة طاقة المحبة الإيجابية ؟! وهم يؤكدون على ضرورة التدرب على يد مدرب طاقة خبير، وفي مكان ترتاح له النفوس لأنها تقنيات خطيرة، قد تصيب المتدرب بأضرار صحية ونفسية إذا زادت كمية الطاقة عن حدود تحمله! ويزعمون أن هناك من أصيبوا بشلل من جراء التدفق غير المتوازن للطاقة الكونية في جسدهم!!
ولكل يوم تدريب خاص يركز على "شاكرا"خاصة ومعرفة لونها المفضل، والعضو والحاسة المؤثرة فيها لتمام الاستفادة والوصول لتناغم كلي مع الكون والطبيعة؛ يشعر المتدربون بعده بالسلام والحب ينطلق من الأعماق لكل الكون ولكل الناس من أي جنس أو بلد أودين!!!!
5. عن طريق التأمل التجاوزي والارتقائي:
(يُتْبَعُ)
(/)
تعتمد على تدريبات التنفس العميق الذي يضمن دخول طاقة "البرانا" إلى داخل الجسم "البطن"، ويكون من الفم لا الأنف لأن الفم أكبر مع إغماض العينين وتحريك الحدقة بشكل دائري والتركيز على عملية الشهيق والزفير، ويجب أن يتم تحت يد مدرب خبير لنتظيم وقت الشهيق والزفير والتحول من الفم للأنف، ثم التبادل بين فتحتي الأنف لضمان تغذية متوازنة لشقي الدماغ من طاقة "البرانا" الكونية. كما تعتمد على تمارين الاسترخاء عن طريق تأمل الذات من الداخل للوصول للنشوة والنرفانا "التناغم مع الطاقة الكونية"- المزعومة - فدورات التأمل الارتقائي هي: تمارين رياضية روحية من أصول ديانات الشرق وممارسات دينية هندوسية وضع المهاريشي يوجي (مدعي الألوهية الهندوسي) عام 1955م طريقتها المعاصرة، وكلمة ( Transcendental Meditatio) ويرمز لها بـ ( TM) أي التأمل الارتقائي مسجلة عالمياً باسم "المهاريشي يوجي"، ولهذا صنفته محكمة مقاطعة نيوجيرسي الأمريكية في شهر اكتوبر 1977م كممارسات وعلوم دينية ومنعت تعليمه والتدريب عليه في المدارس العامة.
والتأمل الارتقائي ممارسة تهدف – عند أهلها - إلى الترقي والسمو، والوصول للاسترخاء الكامل، ومن ثم النرفانا، فالارتقاء المقصود هو الارتقاء عن الطبيعة الإنسانية، وتجاوز للصفات البشرية إلى طبيعة وصفات الآلهة "الطواغيت" – كما يزعمون -، ودوراته تعتمد على إتقان التنفس العميق مع تركيز النظر في بعض الأشكال الهندسية والرموز والنجوم (رموز الشكرات) وتخيل الاتحاد بها مع ترديد ترانيم، أو سماع أشرطة لها بتدبر وهدوء وتتضمن كثير من هذه الترانيم استعانة بطواغيت عدة مثل:” أوم ... أوم ... أوم.) وصورة التأمل الارتقائي المقدمة في بلاد التوحيد لاتختلف عن ذلك إلا في بعض محاولات "الأسلمة" فستبدل الترانيم بكلمة لا معنى لها نحو:"بلوط .. بلوط .. بلوط"، أو كلمة لها معنى روحي عند المسلم: "الله .. الله .. الله " "أحد .. أحد .. " ويزعمون تدليساً أو جهلا – هداهم الله – أن هذه "مانترا" إسلامية عرفها الرسول والصحابة وكان يرددها بلال بن رباح رضي الله عنه في بطحاء مكة فأمدته بطاقة كونية جعلته يتحمل البلاء الشديد في تلك الفترة!!
6 - عن طريق دورات البرمجة اللغوية العصبية:
" البرمجة اللغوية العصبية " واختصارها الغربي " NLP" وهي خليط من العلوم والفلسفات والاعتقادات والممارسات، تهدف تقنياتها لإعادة صياغة صورة الواقع في ذهن الإنسان من معتقدات ومدارك وتصورات وعادات وقدرات؛ بحيث تصبح في داخل الفرد وذهنه لتنعكس على تصرفاته. يقول المدرب وايت ود سمول: " الـ NLP عبارة عن مجموعة من الأشياء. ليس هناك شيء جديد في الـ NLP ، أخذنا بعض الأمور التي نجحت في مكان معين، وشيء آخر نجح في مكان آخر وهكذا ". وظاهر تقنيات البرمجة تهدف إلى تنمية قدرة الفرد على الاتصال مع الآخرين، وقدرته على محاكاة المتميزين. ولها باطن يركز على تنويم العقل الواعي بإحداث حالات وعي مغيّرة لزرع بعض الأفكار (إيجابية أو سلبية) في ما يسمونه "اللاوعي" بعيداً عن سيطرة نعمة العقل. وعند أهله الغربيين دعاة الوثنية الجديدة تبين أهمية الخروج من "الوعي المنتبه" إلى "الوعي غير المنتبه" بحالات "الوعي المغيرة" التي تُشعر النفس بالسكينة والاطمئنان والاندماج مع "الوعي التام" في الكون!
وفي بعض المستويات المتقدمة - عند بعض مدراس البرمجة- تُعتمد فلسفة الطاقة وجهازها الأثيري –المزعوم- ويُدرب فيها على تمارين التنفس والتأمل لتفعيل النفع به.
وبالإضافة إلى مافي دورات "البرمجة اللغوية العصبية " من خطورة فهي تشكل البوابة للدخول في الدورات الأخرى التي تعتمد فلسفة استمداد "الطاقة الكونية" -المزعومة- ضمن سلسلة تقنيات "النيوإييج"والوثنية الجديدة، فبعد تمام تفعيل الطاقات الكامنة يُندب إلى التدرب على تمارين استمداد "الطاقة الكونية" ومن بعدها يكون الشخص مؤهلا لدورات التدريب على استخدام الطاقات والقوى السفلية من خلال تعلم الهونا والشامانية والتارو وغيرها تقول (كريستين هولبوم) في مقالة بعنوان " الاستشفاء بطب الطاقة، والشامانية والبرمجة اللغوية العصبية" في مجلة (أنكور بوينت) الخاصة بالـ NLP، في عدد اغسطس 1998م: "
(يُتْبَعُ)
(/)
إن طب الطاقة لم يؤسس على علم الأمراض، إنما أسس على التساؤلات التالية:
ماهي رسالتك في الحياة؟ لماذا وجدت في هذه الحياة وفي هذا الجسد؟ ماهي آمالك وكيف يمكنك تحقيقها؟ " مما يبين أن التسمية بطب وعلاج واستشفاء ماهي إلا تسمية باطنية ظاهرها ما يعرفه الناس وباطنها فلسفات الشرق والغرب.
والذي يجب التنويه إليه أن هذه "الطاقة الكونية" المزعومة منبعها فلسفة "الطاوية" دين الصين القديم، وفق تصورهم المشوه للكون والحياة، وتقدح في توحيد الربوبية فضلا عن الألوهية وكذا في توحيد الأسماء والصفات. كما أن هذه التطبيقات تقدم نماذج الدجاجلة والمجاديب قديماً وحديثاً على أنهم حكماء ومعلمين "مستنيرين" فعبر الفضائيات التي تبث هذا الفكر وتروج له وبالذات قناة "نيو" في برامج دجّالة العصر "مريم نور" التي لاتفتأ تعظّم الحلاج وابن عربي، وبوذا من القدماء وتذكرهم بالخير جنباً إلى جنب مع علي بن أبي طالب ومحمد صلى الله عليه وسلم والمسيح عليه السلام! بالإضافة إلى رؤوس دجاجلة العصر الحالي كا "الساي بابا"، و"المهاريشي" و"الدلاي لاما" ممن وصلوا لـ"التنور"!! ويدعون الألوهية ويتبعهم ملايين في الشرق والغرب! !!
كما أنه من المهم الإشارة إلى أن المتبنين لهذه التطبيقات والمروجين لها بصورها التدريبية والاستشفائية في العالم هم طائفة "النيواييج" "العصر الجديد" وهي من أكبر الطوائف الوثنية الجديدة في الغرب، ذكرت مجلة النيويورك تايمز في عددها الصادر 29 سبتمبر 1986م في مقالة بعنوان " المبادئ الروحية تجتذب سلالة جديدة من الملتزمين" تعريفاً لهم ولطريقتهم ملخصه:
" يدعي"النيواييج" أنهم أصحاب عصر جديد من الفهم والنضوج الذهني شبيه بعصر النهضة التي تلت القرون الوسطى في أوربا، ولا يهتمون بما يوجد أو يتبقى في أذهان أتباعهم من الأفكار والمعتقدات ومنها الديانات السماوية وغيرها إنما يهتمون بما يضاف إليه من أفكار وتطبيقات. ويرجع عدم اهتمامهم إلى قناعتهم أن منهجهم الجديد مع الزمن كفيلان بترسيخ المفاهيم الجديدة وتلاشي المفاهيم القديمة، ومن هنا نلاحظ تركيزهم على الأدوات المدروسة بعناية مثل: التأثير على العقل من خلال برامج تشبه الـ ( NLP) .
التأثيرعلى النفس من خلال الـ ( Reiki) وماشابهه من برامج الطاقة.
التأثير على الجسد من خلال برامج الماكروبيوتيك والآيروفيدا وما شابهها.
التأثير على الجسد من خلال برامج مثل المايكروبايوتيك
التأثير على الروح من خلال برامج مثل اليوغا والهونا.
ويفسر علماء الاجتماع ظاهرة انتشار طائفة "النيو إييج" بأنها تتبع حاجة المؤسسات الانتاجية الحديثة إلى القيم كموجه أساسي للدافعية والانتاج على مستوى الفرد أولاً والمؤسسة ثانياً. وأنهم قد وجدوا ضالتهم ضمن أهدافهم " الدولارية " في فكرة " قوة طاقة الحياه" ( Life Energy Force) التي إن تناغمنا معها حصلت السعادة والسلام والوحدة في العالم الجديد. ولكي يتم تغيير الناس يتم تغيير إدراكهم ووعيهم بإضافة بعض التقنيات السايكولوجية في حياتهم مثل التأمل (بمفهوم البوذية)، والتنويم، والترنيم (بمفهوم الهندوسية)، والتغذية (بمفهوم الطاوية)، والعزلة، والاستهداء بالأرواح والكائنات ذات القوى الروحية (كالأصنام والأحجار الكريمة والألوان و gods والجوديسات).
ويرى علماء النفس الذين درسوا هذه البرامج أن المشاركين فيها يكونوا في "حالة من التحول" ( Altered State) يُمكن قادة مجموعاتهم من التأثير على طريقتهم في التفكير وزرع ما يرغبون فيه من أفكار (لزيادة الانتاج) ".
وبعد فهذه أبرز الطرق والتدريبات التي تقدم في بلاد العالم ومنها بلاد التوحيد الغالية بصورة دورات تدريبية، أو علاجات استشفائية، ورياضات، وهناك غيرها كثير كالقراءة الضوئية والسفر خارج الجسد ضمن منظومة العلوم الباطنية المعتمدة على فلسفات "الطاقة الكونية" التي تهدف مباشرة –كما يزعمون - لتناغم الجسد والروح والعقل والنفس مع الكون والترقي فيه والاتحاد به، واستمداد الطاقة الكونية منه . يقول مدرب الريكي المسلم " تدرب حتى تتحد بالعقل الكلي فيما الريكي تتدفق في داخلك ".
ويقول مدرب البرمجة العصبية والطاقة المسلم: هدفنا من الاسترخاء التنويم الإيحائي الوصول إلى "النرفانا".
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما جاء في كتاب التنفس التحولي الذي ترجمته مدربة التنفس التحولي المسلمة: "المرحلة النهائية في الجلسة التنفسية تتمثل بارتقائك إلى مستويات أعلى من الإدراك. ويمكن بلوغ هذه المرحلة من خلال الدعاء الواعي والفراغ الحيوي الذي تولد بفعل التنفس. ولا شك في أنك ستجد نفسك في حالة استرخاء وتأمل عميق، لا بل وقد تخوض تجربة روحانية ما ".
ويقول خبير الطاقة والماكروبيوتيك المسلم في تعريفه لكتابه المترجم "علم الطاقات التسع":
(ستكتشف في هذا الكتاب إلى أي نوع من النجوم تنتمي وأي فئات من الناس تنسجم معها أكثر من غيرها، ومن هو الشريك المثالي لك، وستكتشف أيضاً، أي مجال عمل أو مهنة تناسبك أكثر، ومتى وفي أي اتجاه تسافر أو لا تسافر، وأي سنوات وأشهر هي الأفضل لجعل حلمك حقيقة ... ).
وصدق الإمام ابن تيمية عندما قال تعليقاً على صنيع فلاسفة عصره في ترويجهم لهذه الفلسفات: "وهذه الاختيارات لأهل الضلال بدل الاستخارة التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين، وأهل النجوم لهم اختياراتهم" وقال مبيناً حقيقة صنيع هؤلاء وما يجرّونه على الأمة من خطر: " كذلك كانوا في ملة الإسلام لا ينهون عن الشرك ويوجبون التوحيد بل يسوغون الشرك أو يأمرون به أو لا يوجبون التوحيد ... كل شرك في العالم إنما حدث برأي جنسهم إذ بنوه على ما في الأرواح والأجسام من القوى والطبائع وإن صناعة الطلاسم والأصنام لها والتعبد لها يورث منافع ويدفع مضار فهم الآمرون بالشرك والفاعلون له ومن لم يأمر بالشرك منهم فلم ينه عنه ".
ويقول الإمام الذهبي محذراً من طريقة هؤلاء مبيناً الطريق الأمثل للصحة والسعادة والروحانية:
" الطريقة المثلى هي المحمدية، وهو الأخذ من الطيبات، وتناول الشهوات المباحة من غير إسراف .. وقد كان النساء أحب شيء إلى نبينا صلى الله عليه وسلم، وكذلك اللحم والحلواء والعسل والشراب الحلو البارد والمسك، وهو أفضل الخلق وأحبهم إلى الله تعالى ثم العابد العري من العلم متى زهد وتبتل وجاع، وخلا بنفسه، وترك اللحم والثمار، واقتصر على الدقة والكسرة، صفت حواسه ولطفت، ولازمته خطرات النفس، وسمع خطاباً يتولد من الجوع والسهر ... ، وولج الشيطان في باطنه وخرج، فيعتقد أنه قد وصل، وخوطب وارتقى، فيتمكن منه الشيطان ويوسوس له ... وربما آل به الأمر أن يعتقد أنه ولي صاحب كرامات وتمكن!! "
وبعد فالنداء موجه إلى عقلاء الأمة من العلماء في الطب والنفس والعلوم الطبيعية بالإضافة إلى علماء الشريعة والعقيدة لأخذ الموضوع بعين الاعتبار، وتوعية الناس والمؤسسات الإعلامية، والتعليمية والتربوية، والجهات الحكومية والهيئات الرقابية بحقيقة هذه الوافدات الفكرية وخطورتها على الدين والنفس والعقل والمجتمع، وضرورة التصدي لها:كل بحسب تخصصه، وطريقته ومنبره فقد أخذت بالانتشار تحت مظلات متنوعة وبصور متلونة مما يتطلب توعية سريعة لحماية عقول وقلوب الأمة والذود عن جناب التوحيد.
كاتبته: فوز بنت عبداللطيف كردي
أستاذة العقيدة والأديان والمذاهب المعاصرة بكلية التربية للبنات
15 شعبان 1424 هـ
ـ[حفصة]ــــــــ[11 Sep 2005, 03:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ الفاضل حسين الخالدي ..
جزاكم الله خيرا على هذه المقالة .. لكن سؤالي ليس في المعتقدات الدينية الأخرى أو المسميات المذكورة ..
أعيد السؤال لكم إن شاء الله بتوضيح:
أود معرفة المنظور الإسلامي لعلم الطاقة؟؟ ورأي أهل العلم فيه؟؟
وخاصة في من أقام الدورات التعليمية لها؟؟ (كدورات التخاطر والخروج من الجسد وأضيف عليها الجلاء البصري وغيرها .. )
فهذه أول مرة أعرف أن هذا العلم يدرب!!
فقد خطر على فكري أنه لدينا طاقة تسمى الحسد وقد نهينا عنها ألا توجد طاقة نقيضها أو ضدها تكون في الحلال .. كما هو حال مشربنا ومأكلنا .. فقد أحل لنا الشراب إلا الخمر وما يذهب العقل .. وأحل لنا المأكولات إلا محرمه الله ورسوله وقد ذكره الشرع!!
أما عن الحسد فقد أقيمت عليها دراسات أثبتت أنها طاقة تخرج من العين وقد نهينا نحن المسلمين عنها من قبل ولله الحمد والمنة .. ألا توجد طاقة في الحلال!! تزيد وتنقص على حسب الإيمان واليقين!!
والأسئلة التي في الأعلى .. لا أقصد بها ما ورد من المعتقدات الأخرى (كاليوجا وغيرها من المسميات والإسترخاء) إنما أقصد القدرات الموجودة فينا ولا تحتاج إلى الإسترخاء كالتخاطر وغيرها كطاقة (الحسد) فهي لا تحتاج إلى استرخاء أو ما ذكر في مقال الأستاذة فوز فهي تحدث لا إراديا .. وكما ورد أيضا عن حادثة الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وسارية الجبل ..
أتمنى عرض هذا السؤال على مشايخنا الأفاضل فقد كثر الإعتراض منهم على هذا العلم .. وأريد التفصيل فيه لمعرفة ما هو الصحيح ..
وجزاكم الله خيرا مرة أخرى على المقال ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسين الخالدي]ــــــــ[12 Sep 2005, 01:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم إن كان المراد البدائل الشرعية فهناك الفراسة الإيمانية وهي نور إيماني يقذفه الله في قلب العبد يورثه فطنة وقد إستدل لها ابن القيم بالحديث القدسي " وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره اللذي يبصر به " الحديث رواه البخاري
وهناك الكرامات وهي أن تنخرق العادة لشخص ما في جانب العلم أو التأثير بسبب صلاحه تكريما من الله ,
ولكن أنبه إلى أمرين:
أحدهما: أن هذه الخوارق تكون من الله متى شاء كيف شاء ولا تكون سجية للعبد يستصحبها أبدا ويصرفها بإختياره خلافا لما تعتقده الصوفية ومن لف لفهم من قبوريين
الثاني: أن الإستزادة من التقوى بغرض تحصيل الكرامات يقدح في الإخلاص ففي النسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وإبتغي به وجهه " سنده جيد
ويبقى أن تفسير (الحسد) والفراسة والكرامات تفسيرا ماديا وعلى أساس قوانين الطاقة في نظري أنه لا يصح ولا ينبغي الخوض فيه فإن هؤلاء الماديين ينطلقون من منطلق جحد الخوارق الإلهية وجحد وجود الملائكة ووجود الشياطين ويخضعون كل شيء للتفاسير المادية وهذا لا يتأتى مع الإيمان بالغيب الذي ندين به(/)
بعض الأمور الأساسية التي يرد بها على من خالف أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته
ـ[صالح الصاهود]ــــــــ[03 Jun 2005, 05:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد
قبل البداية في ذكر أهم عناصر الرد أود التنبيه إلى أن:
الأصل في مثل هذه الردود هو قول النبي صلى الله عليه وسلم (الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم) أخرجه خ رقم (52) وليس المقصود التشفي أو الانتقاص أو الحط من شأن الآخرين أو التعالي عليهم عياذاً بالله وأسأله أن يعصمني من ذلك.
أن ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته هو الحق الذي أدين الله تعالى به لا تقليداً لما عليه الآباء والأجداد ولا تعصباً لعالم ولا مدافعة عن الباطل، وإنما الحق أحق أن يتبع والحق أكبر من كل مخلوق، ومخاطبة الخلق به كافة من باب تكميلهم وعصمتهم لا من باب انتقاصهم واحتقارهم.
الأشاعرة (وهم الذين ينتسبون إلى أبي الحسن الأشعري رحمه الله تعالى) إنما يثبتون لله تعالى سبع صفات فقط وهي ((العلم،الإرادة، القدرة،،السمع، البصر، الكلام، الحياة، ويؤولون بقية الصفات) قد صار بيني وبين بعضهم أخذ ورد من طريق مباشر أو غير مباشر ولذلك سوف يكون الحوار معهم-وإن جاء بشكل رد-فالرد إلى الحق من المحب محبة مع أن غير الأشاعرة ممن سلك مذهباً آخر في صفات الله تعالى أو أسمائه يرد عليه بنفس هذه الردود أو بعضها وإن اختلف الرد في بعض النقاط أوالعناصر اختلافاً قليلا.
أن الأشاعرة عندما أولوا بقية الصفات إنما فروا بذلك من تشبيه الله تعالى بخلقه في زعمهم وقد وقعوا في شر مما فروا منه، فهم حيارى فبعضهم وقع في التعطيل مطلقا والبعض الآخر وقع في الكلام على الله بغير علم وذلك بتأويل صفاته فأدى به ذلك إلى نفي بقية صفاته تعالى قال تعالى ((ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا))
بداية الرد
1 - من المعلوم بالضرورة أن العبد عنده علم وقدرة وإرادة وسمع وبصر وكلام وحياة، ومع هذا فإن علم العبد ليس كعلم الله وقدرته ليست كقدرة الله وإرادته ليست كإرادة الله وسمعه وبصره وكلامه وحياته ليس كسمع الله وبصره وكلامه وحياته، وهذا لازم لجميع العقلاء، فمن أول صفة من صفات الله تعالى أو نفاها زاعماً أن ذلك يستلزم التشبيه أو التمثيل أو التجسيم كصفة الرضا أو الغضب أو المحبة أو البغض ونحو ذلك، قلنا له فأنت تثبت له الإرادة والكلام والسمع والبصر، مع أن ما تثبته له ليس مثل صفات المخلوقين فقل فيما نفيته وأثبته الله ورسوله مثل قولك فيما أثبته إذ أنه لافرق، ولذلك نفى الله عن نفسه المثل وأثبت لنفسه الصفة في نفس الآية تأكيدا لإثبات صفته قال سبحانه (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
انظر شرح العقيدة الطحاوية لأبي العز الحنفي (1/ 157)
2 - أن التفويض عند أهل السنة والجماعة وهو قولهم (أمروها كما جاءت بلا تفسير) يراد به أحد معنيين:
أ - أمروها بلا تفسير مبتدع وهو تفسير الجهمية كما قال إسحاق بن راهويه رحمه الله إمام أهل السنة والمحدث الكبير (161هـ ـ238هـ) (فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير مافسر أهل العلم وقالوا: إن الله لم يخلق آدم بيده، وقالوا إن معنى اليد هنا القوة) وهذا الكلام صريح من الإمام إسحاق حيث أنكر تفسير الجهمية وأثبت اليد حقيقة لله تعالى وكذلك ورد عن الإمام أحمد،وقال ابن خزيمة الملقب بإمام الأئمة أحد الحفاظ المتقنين (22هـ - 311هـ): نزول الرب كل ليلة بلا كيفية نزول نذكره) فأثبت المعنى وهو النزول ونفى علمه بالكيفية.
ب - وأما المعنى الثاني فهو أن تمر بلا كيفية وهذا معنى قولهم أمروها بلا كيف، ويدل عليه قول أبي عبيد بن سلام رحمه الله تعالى الإمام الحافظ من كبار الأئمة وأحد أحفاد عبد الله بن عباس توفي سنة219هـ انظر السير (10/ 625) (ولكن إذا قيل كيف وضع قدمه؟ وكيف ضحك؟ قلنا لا يفسر هذا ولاسمعنا أحدا يفسره) فهو قد أنكر تفسير كيفية وضع القدم والضحك ولم ينكر نفس الصفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
انظر التدمرية (112)،وشرح أصول أهل السنة للالكائي (1/ 164) ومقدمة الرد على الجهمية (6)
لعبد الله بن حنبل.
3 - أن القول بأن، نصوص الصفات ظاهرها غير مراد يلزم منه لوازم باطلة وهي:
أ - أن يكون قائل هذه المقولة قد مثل أولا،إذ هو قد اعتقد أن ظاهرها التمثيل والتشبيه ثم عمد إلى النص فعطله عن دلالته على الحق وعطل الصفة الثابتة في نفس الأمر لله تعالى.
ب - أن القول بتفويض المعنى ثم الزعم بأن ظاهر النصوص غير مراد تناقض إذ لا يعقل الادعاء بأن المعنى مما لا يعلمه إلا الله مع الزعم بأن الظاهر غير مراد إذ الذي لا يعلمه إلا الله لا يكون ظاهرا لنا.
انظر التدمرية (79 - 80)
4 - أن الأئمة رحمهم الله مع قولهم أمروها كما جاءت،صرحوا بأن ظواهر النصوص مرادة مع قطع الطمع عن إدراك الكيفية وهذا يتعارض مع زعم الأشاعرة وغيرهم بأن الظاهر غير مراد،وكل ما ورد من أقوال الصحابة والتابعين والأئمة الأعلام يرد هذا الزعم مثل قول عائشة رضي الله عنها في صفة السمع (الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات) أخرجه البخاري معلقا (13 - 384) ووصله النسائي
(6/ 168) وابن ماجه رقم (188) وكقول زينب رضي الله عنها (زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سموات) أخرجه البخاري (13 - 415) وكقول عمر رضي الله عنه إنما الأمر من هاهنا وأشار بيده إلى السماء) رواه أبن أبي شيبه (13 - 40) وقال الذهبي إسناده كالشمس في كتاب العلوصفحة62.
5 - إجماع أهل السنة والجماعة على أن الصفات تحمل على الحقيقة لا المجاز كما نقل ذلك ابن عبدالبر المالكي حافظ المغرب وأحد كبار المالكية (368 هـ - 463هـ) قال (أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة والإيمان بها وحملها على الحقيقة لاعلى المجاز) التمهيد (7/ 145).
6 - أن الأشاعرة لهم مذهبان ويدعون صحتهما وهما التأويل والتفويض وهذا تناقض إذ كيف يدعون تفويض المعنى والكيفية ثم يقولون بالتأويل وهو تفسير للصفة بدون نقل من الكتاب أو السنة.
انظر معرفة المحكم والمتشابه لحامد العلي (102) رسالة ماجستير
7 - حيرة كبار علماء الأشاعرة ورجوع كثير منهم عما كانوا عليه ومنهم:
أ - حيرة أبي الحسن الأشعري ورجوعه إلى مذهب أهل السنة والجماعة، قبل وفاته ب (24) سنة وحتى توفي رحمه الله.
ب - حيرة إمام الحرمين الجويني في مسألة العلو ورجوعه عن مذهب التأويل وندمه على الاشتغال بعلم الكلام.
ج - حيرة أبي حامد الغزالي وتنقله في علوم كثيرة ورجوعه عن علم الكلام.
د - حيرة الشهرستاني وإقراره بأن أبا الحسن الأشعري قد خرق الإجماع بقوله بالكلام النفسي
ه - حيرة الفخر الرازي وقدحه في أدلة المتكلمين وتسليمه واقتناعه بأدلة القران.
انظر طبقات الشافعية للسبكي (5/ 165،6/ 191)،والبداية والنهاية (13/ 60 - 62)،العلو للذهبي
(188)، سير الأعلام (18/ 468 - 477)،شذرات الذهب (4/ 149)،نهاية الإقدام للشهرستاني (236)،
الإبانة لأبي الحسن الأشعري (26 - 30) رسالة أهل الثغر (227)
8 - أن أهل السنة والجماعة مجمعون على أن صفات الله حقيقة ولها معنى نفهمه ويفوضون الكيفية وأما الأشاعرة فمختلفون فيما بينهم فمنهم من أثبت سبع صفات حقيقية فقط ومنهم يجعلها أكثر ومنهم من يجعلها أقل بل إن هناك صفات أثبتها أبوالحسن الأشعري رحمه الله قد نفاها المتأخرون من الأشاعرة والمفوضة ومن ذلك النزول والاستواء والوجه واليدان والعينان والأصابع والمجيء والقرب.
9 - أن القول بالتفويض مطلقا يقدح في حكمة الرب سبحانه وتعالى حيث إنه أنزل كلاماً لا يتمكن المخاطبون به من فهمه ومعرفة معناه ومراد المتكلم به فأي فائدة لهم فيه؟! والحكمة وضع الأمور في مواضعها الصحيحة ولا يخفى أن توجيه الكلام لمن لا يفهم المراد منه فضلا أن يكون الفهم ممتنعاً عليه أصلاً يعتبر سفه وعبث ينزه الله تعالى عنه.
انظر الإكليل في المتشابه والتأويل (17)،منهج أهل السنة ومنهج الأشاعرة لخالد نور (2/ 670 - 692)
10 - أن إثبات ألفاظ الصفات دون ما دلت عليه من المعاني يكون تعطيلا لتلك الصفات التي أثبتها الله لنفسه. مجموع الفتاوى (5/ 6)
11 - أن تفويض معاني الصفات يعتبر طعنا في القرآن لأن الله وصف القرآن بأنه فرقان، ونور، ومبين، ومفصل، وبيان وتبيان، ونفى الله عن القرآن الجهل واللبس فيه دون استثناء فمن زعم أن القرآن لاسبيل إلى فهمه فقد طعن في القرآن فكيف يكون فرقاناً ما لا يمكن التفريق فيه بين الحق والباطل،وكيف يكون برهانا ما لا يمكن أن تقوم به حجة ويبقى الأمر ملتبسا، وكيف يكون نوراً، وقارؤه يتخبط في ظلمات الجهل ..... الخ
12 - مصادمة النصوص الدالة على إثبات الصفات واعتقاد أن ظواهرها تدل على مالا يليق به سبحانه مع أن الله هو نفسه المتكلم بها وكذلك رسوله.
13 - تجهيل النبي صلى الله عليه وسلم والسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار فكانت النتيجة أن النبي صلى الله عليه وسلم جاهلا بما وصف الله به نفسه ولا يعلم معنى ما أنزل إليه فكيف يتأتى له البيان الذي من أجله أنزل إليه الذكر ..
انظر درء تعارض العقل والنقل (1/ 204 - 205)،التفويض للقاضي (153 - 162)
14 - مخالفة طريقة السابقين الأولين وسبيل المؤمنين من سلف هذه الأمة ....
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الماجد]ــــــــ[10 Jun 2005, 04:01 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك وبهذا الطرح
ـ[صهيل المجد]ــــــــ[12 Jun 2005, 11:47 ص]ـ
جزاك الله خيراً ونفع الله بك وجعلها في موازين حسناتك
ـ[الجندى]ــــــــ[12 Jun 2005, 10:27 م]ـ
جزاك الله خيراً(/)
سؤال: لماذا سميت سورة يونس بهذا الاسم؟
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[03 Jun 2005, 09:23 م]ـ
إخوتي الأفاضل:
صحيح أن الراجح أن أسماء السور توقيفي، ولكن هل تحدث أحد عن الحكمة من تسمية سورة يونس بهذا الاسم؟
مع محبتي
ـ[أبو علي]ــــــــ[11 Jun 2005, 09:42 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
سورة يونس من السور التي تتضمن نبوءات مستقبلية، وهي تلك المشار إليها في بداية السورة بقوله تعالى: تلك آيات الكتاب الحكيم.
والكتاب الحكيم هو القرآن الكريم، فكيف تكون قصص قوم نوح وآل فرعون وقوم يونس آيات الكتاب الحكيم والقرآن الحكيم أنزل من بعدها!!
إذن فهي أمثال ضربت لما سيحدث في عهد الكتاب الحكيم، إنها قصص لها علاقة بالماء.
فقد ضربت قصة قوم نوح مثلا لقوم سيهلكهم الله بالماء (وما أدرانا أنها قد تكون تحققت بكارثة تسونامي الذي ضرب شرق آسيا مؤخرا!!).
وضربت قصة غرق فرعون مثلا لفرعون آخر سيهلكه الله بالغرق.
ومن رحمة الله تعالى أن بين لهؤلاء طريق الوقاية والنجاة حيث ذكر قصة قوم يونس ليدلنا على أن هؤلاء عليهم أن يقتدوا بقوم يونس فيعودوا إلى الإيمان لينفعهم إيمانهم كما نفع قوم يونس إيمانهم فينجيهم
الله من العذاب، ولو أنهم أنابوا إلى الله واعترفوا بظلمهم لنجاهم الله
، ولهم في يونس عليه السلام قدوة حسنة إذ نجاه الله من الغرق فبعث الله إليه حوتا ليلتقمه، فلو لم يلتقمه الحوت لما استطاع أن يصمد كثيرا فوق الماء حتى ولو كان يحسن السباحة لأن قواه ستخور إذا كان بعيدا عن الشاطئ، ثم أنجاه الله مرة أخرى بأن ألقاه الحوت على الشاطئ.
إذن فالسورة سميت بسورة يونس ليقتدي هؤلاء المنبأ بإهلاكهم بالماء بسيدنا يونس وبقومه. .
والله تعالى أعلم
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[11 Jun 2005, 09:58 م]ـ
بارك الله فيك أخي ونفع بك.
ولكن: ما هو المميز في قصة سيدنا يونس عليه السلام في السورة التي حملت اسمه؟
وتميزت به سورة يونس عن باقي السور التي ذكرت قصته؟
أكرمكم الله
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[12 Jun 2005, 08:26 ص]ـ
أخي الكريم / عبدالرحيم
بارك الله فيك، لهذا السؤال ..
فنحسب خلفه تدبر، وتعظيم لله سبحانه ..
والحق أن هذا السؤال يبدأ من ثاني سور القرآن:
فان كانت الفاتحة لافتتاح الكتاب بها!
فلم البقرة؟ ثم آل عمران ثمّ النساء ... ثمّ ... ثمّ محمد!!!
لم يونس أول الكتاب، و تكون سورة نوح في آخره؟
وبينهما سورة ابراهيم صاحب الملة والبرهان؟!
معكم، في التساؤل .. بارك الله فيكم.
ـ[أبو زينب]ــــــــ[25 Aug 2005, 08:26 ص]ـ
سميت في المصاحف وفي كتب التفسير والسنة سورة يونس لأنها انفردت بذكر خصوصية لقوم يونس أنهم آمنوا بعد أن توعدهم رسولهم بنزول العذاب فعفا الله عنهم لما آمنوا. وذلك في قوله تعالى (فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين). وتلك الخصوصية كرامة ليونس عليه السلام وليس فيها ذكر ليونس غير ذلك. وقد ذكر يونس في سورة الصافات بأوسع مما في هذه السورة ولكن وجه التسمية لا يوجبها
والأظهر عندي أنها أضيفت إلى يونس تمييزا لها عن أخواتها الأربع المفتتحة بـ (ألر). ولذلك أضيفت كل واحدة منها إلى نبي أو قوم نبي عوضا عن أن يقال: آلر الأولى وألر الثانية. وهكذا فإن اشتهار السور بأسمائها أول ما يشيع بين المسلمين بأولى الكلمات التي تقع فيها وخاصة إذا كانت فواتحها حروفا مقطعة فكانوا يدعون تلك السور بآل حم وآل ألر ونحو ذلك.
" التحرير و التنوير"
ـ[أبو زينب]ــــــــ[26 Aug 2005, 12:51 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي الفاضل عبد الحميد حسن وفقك الله
أوافقك أن لا فائدة في معرفة اسم امرأة فرعون أو في البحث عن كيفية موتها أو السؤال عن مكان كهف أصحاب الكهف .. و بما أن الله أخفى عناهذه الأمور فلا نشك أن لا فائدة مرجوة في معرفتها و أننا لن نُسأل عن ذلك يوم القيامة. و هذا من باب: علم لا ينفع و جهل لا يضر.
كما أوافقك على أن أسماء السور أمر توقيفي
و لكن
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا لا يمنع أن نبحث عن سبب تسمية هذه السورة بسورة يونس مثلا. لقد كان السلف يتفكرون في القرآن فكانوا يبحثون عن سبب وجود آية ما بين آيتين مثلا أو عن الرابط بين سورة معينة و التي تليها إلى غير ذلك. مع أنهم كانوا يعلمون أن ترتيب الآي و السور أمر توقيفي.
ألا يدخل هذا في معنى قوله تعالى " أفلا يتدبرون القرآن "؟
إلى الإخوة الأكارم عبد الرحيم و أبو علي و خالد
بارك الله فيكم على إثارة هذا الموضوع. و قد رأيت من الصالح أن أنقل لكم ما كتبه ابن عاشور في آخر المقدمة الثامنة (من التحرير و التنوير) و الخاصة باسم القرآن و آياته و سوره و ترتيبها و أسمائها. وهي جديرة بالقراءة و التأمل. فإليكموها مختصرة:
... وتسوير القرآن من السنة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. فقد كان القرآن يومئذ مقسما إلى مائة وأربع عشرة سورة بأسمائها ولم يخالف في ذلك إلا عبد الله بن مسعود فإنه لم يثبت المعوذتين في سور القرآن وكان يقول " إنما هما تعوذ أمر الله رسوله بأن يقوله وليس هو من القرآن " وأثبت القنوت الذي يقال في صلاة الصبح على أنه سورة من القرآن سماها سورة الخلع والخنع. وجعل سورة الفيل وسورة قريش سورة واحدة.وكل ذلك استنادا لما فهمه من نزول القرآن. ولم يحفظ عن جمهور الصحابة حين جمعوا القرآن أنهم ترددوا ولا اختلفوا في عدد سوره وأنها مائة وأربع عشرة سورة روى أصحاب السنن عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نزلت الآية يقول: ضعوها في السورة التي يذكر فيها كذا. وكانت السور معلومة المقادير منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم محفوظة عنه في قراءة الصلاة وفي عرض القرآن فترتيب الآيات في السور هو بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك عزا ابن عطية إلى مكي بن أبي طالب وجزم به السيوطي في الإتقان وبذلك يكون مجموع السورة من الآيات أيضا توقيفيا ولذلك نجد في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في الصلاة سورة كذا وسورة كذا من طوال وقصار ومن ذلك حديث صلاة الكسوف وفي الصحيح أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يزوجه امرأة فقال له النبي: هل عندك ماتصدقها؟ قال: لا فقال: ما معك من القرآن؟ قال: سورة كذا وسورة كذا لسور سماها فقال " قد زوجتكها بما معك من القرآن " ....
وأما أسماء السور فقد جعلت لها من عهد نزول الوحي والمقصود من تسميتها تيسير المراجعة والمذاكرة وقد دل حديث ابن عباس الذي ذكر آنفا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا نزلت الآية " ضعوها في السورة التي يذكر فيها كذا " فسورة البقرة مثلا كانت بالسورة التي تذكر فيها البقرة. وفائدة التسمية أن تكون بما يميز السورة عن غيرها. وأصل أسماء السور أن تكون بالوصف كقولهم السورة التي يذكر فيها كذا ثم شاع فحذفوا الموصول وعوضوا عنه الإضافة فقالوا سورة ذكر البقرة مثلا ثم حذفوا المضاف وأقاموا المضاف إليه مقامه فقالوا سورة البقرة. أو أنهم لم يقدروا مضافا - وأضافوا السورة لما يذكر فيها لأدنى ملابسة.
وقد ثبت في صحيح البخاري قول عائشة رضي الله عنها " لما نزلت الآيات من آخر البقرة الحديث " وفيه عن ابن مسعود قال قرأ رسول الله النجم. وعن ابن عباس أن رسول الله سجد بالنجم.
وما روى من حديث عن أنس مرفوعا " لا تقولوا سورة البقرة ولا سورة آل عمران ولا سورة النساء وكذلك القرآن كله ولكن قولوا السورة التي يذكر فيها آل عمران وكذا القرآن كله " فقال أحمد بن حنبل هو حديث منكر وذكره ابن الجوزي في الموضوعات ولكن ابن حجر أثبت صحته. ويذكر عن ابن عمر أنه كان يقول مثل ذلك ولا يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذكره البيهقي في شعب الإيمان وكان الحجاج بن يوسف يمنع من يقول سورة كذا ويقول قل السورة التي يذكر فيها كذا والذين صححوا حديث أنس تأولوه وتأولوا قول ابن عمر بأن ذلك كان في مكة حين كان المسلمون إذا قالوا: سورة الفيل وسورة العنكبوت مثلا هزأ بهم المشركون وقد روى أن هذا سبب نزول قوله تعالى (إنا كفيناك المستهزئين) فلما هاجر المسلمون إلى المدينة زال سبب النهي فنسخ وقد علم الناس كلهم معنى التسمية. ولم يشتهر هذا المنع ولهذا ترجم البخاري في كتاب فضائل القرآن بقوله " باب من لم ير بأسا أن يقول سورة البقرة وسورة كذا وسورة كذا " وأخرج
(يُتْبَعُ)
(/)
فيه أحاديث تدل على أنهم قالوا سورة البقرة سورة الفتح سورة النساء سورة الفرقان سورة براءة وبعضها من لفظ النبي صلى الله عليه وسلم وعليه فللقائل أن يقول سورة البقرة أو التي يذكر فيها البقرة وأن يقول سورة والنجم وسورة النجم وقرأت النجم وقرأت والنجم كما جاءت هذه الإطلاقات في حديث السجود في سورة النجم عن ابن عباس.
والظاهر أن الصحابة سموا بما حفظوه عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أخذوا لها أشهر الأسماء التي كان الناس يعرفونها بها ولو كانت التسمية غير مأثورة فقد سمى ابن مسعود القنوت سورة الخلع والخنع كما مر فتعين أن تكون التسمية من وضعه وقد اشتهرت تسمية بعض السور في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وسمعها وأقرها وذلك يكفي في تصحيح التسمية.
واعلم أن أسماء السور إما أن تكون بأوصافها مثل الفاتحة وسورة الحمد وإما أن تكون بالإضافة لشيء اختصت بذكره نحو سورة لقمان وسورة يوسف وسورة البقرة وإما بالإضافة لما كان ذكره فيها أوفى نحو سورة هود وسورة إبراهيم وإما بالإضافة لكلمات تقع في السورة نحو سورة براءة وسورة حم عسق وسورة حم السجدة كما سماها بعض السلف وسورة فاطر. وقد سموا مجموع السور المفتتحة بكلمة حم " آل حم " وربما سموا السورتين بوصف واحد فقد سموا سورة الكافرون وسورة الإخلاص المقشقشتين.
واعلم أن الصحابة لم يثبتوا في المصحف أسماء السور بل اكتفوا بإثبات البسملة في مبدأ كل سورة علامة على الفصل بين السورتين وإنما فعلوا ذلك كراهة أن يكتبوا في أثناء القرآن ما ليس بآية قرآنية فاختاروا البسملة لأنها مناسبة للافتتاح مع كونها آية من القرآن وفي الإتقان أن سورة البينة سميت في مصحف أُبي سورة أهل الكتاب وهذا يؤذن بأنه كان يسمى السور في مصحفه. وكتبت أسماء السور في المصاحف باطراد في عصر التابعين ولم ينكر عليهم. قال المازري في شرح البرهان عن القاضي أبي بكر الباقلاني: إن أسماء السور لما كتبت المصاحف كتبت بخط آخر لتتميز عن القرآن وإن البسملة كانت مكتوبة في أوائل السور بخط لا يتميز عن الخط الذي كتب به القرآن ....
.... وفي حديث غزوة حنين لما انكشف المسلمون قال النبي صلى الله عليه وسلم للعباس " اصرخ يا معشر الأنصار يا أصحاب السمرة يا أصحاب سورة البقرة " فلعل الأنصار كانوا قد عكفوا على حفظ ما نزل من سورة البقرة لأنها أول السور النازلة بالمدينة وفي أحكام القرآن لابن العربي عن ابن وهب عن مالك كان شعارهم يوم حنين يا أصحاب سورة البقرة
وقد ذكر النحويون في الوقف على تاء التأنيث هاء أن رجلا نادى: يا أهل سورة البقرة بإثبات التاء في الوقف وهي لغة فأجابه مجيب " ما أحفظ منها ولا آية " محاكاة لِلُغته.
اهـ.(/)
خطأ لغوي مزعوم في سورة يوسف!!
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[03 Jun 2005, 09:35 م]ـ
تطيل مواقع الإنترنت لغير المسلمين من ضرب الأمثلة على ما تزعم أنه أخطاء لغوية (!!!!!!) في القرآن الكريم.
بعد استقصائها (من 35 موقعاً تنصيريا و (ليبرالياً!!!) عربياً) تم حصر 24 خطأً نحوياً و44 خطأً بلاغياً مزعوماً ..
منها ما ورد في سورة يوسف: " فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (15) ". حذفَ جواب لما، ولو حذف الواو ـ قبل كلمة (أَوْحَيْنَا) ـ لاستقام المعنى.
تخيلوا: غير المسلمين يقترحون على المسلمين حذف حرف من كتاب الله تعالى ...
هل يهمهم كثيراً تصحيح الخطأ المزعوم؟!
وجواب تلك الشبهة: هذا من الحذف البلاغي المعجز (1) إن حذف جواب " لما " هنا المراد منه تهويل وتفظيع ما حدث من إخوة يوسف ليوسف، بعد أن أذن لهم أبوهم بالذهاب به للعب معهم.
لذلك حذف جواب " لما " لتذهب النفس في تصوره كل مذهب، وحذف هذا الجواب فيه دلالة على طول ما حدث من إخوة يوسف، وعلى غرابته وبشاعته. (2)
أما اقتراحم حذف " الواو " في " وأوحينا " ليستقيم المعنى خطأ جسيم؛ لأن " أوحينا " ليس جواب " لما "، وإنما معطوف على الجواب المقدر؛ لأن جواب " لمَّا " هو ما حدث ليوسف من إخوته، بمجرد خروجهم به من عند أبيهم وبعدهم عنه قليلا. ودليل ذلك هو العطف بالفاء في " فلما " لأنها تفيد الترتيب والتعقيب الفوري.
إخوتي: هذا يبين خطر ما قد يقع فيه بعض النحويين في دعوى الزيادة في القرآن الكريم، وما يسبب ذلك من طعون للكتاب العزيز.
حاشية
================================
1) قال الجرجاني في دلائل الإعجاز ص146: " هو بحث دقيق المسلك، لطيف المأخذ، عجيب الأمر، شبيه بالسحر، فإنك ترى به ترك الذكر أفصح من الذكر، والصمت عن الإفادة أزيد للإفادة، وتجدك أنطق ما تكون إذا لم تنطق، وأتم ما تكون بياناً إذا لم تُبن ".
هذا الحذف لا تكاد تخلو منه سورة من سوره، ولا آية من آياته. وينتمي الحذف البلاغي إلى فن بلاغي حصر بعض العلماء جميع البلاغة فيه، وهو " فن الإيجاز " أي قلة الألفاظ مع كثرة المعاني.
2) انظر تفصيل ما تعرض إليه سيدنا يوسف من أذى على يد إخوته، في الكشاف للزمخشري2/ 424 وذكر غيره عدة أصناف أخرى من الأذى، كلها مراد وكلها مقصود؛ فالحذف البلاغي هنا مراده: إفادة التوسع في المعنى.
مع محبتي
ـ[محمد إسماعيل]ــــــــ[05 Jun 2005, 05:33 م]ـ
أولاً- جزاك الله خيرًا أخي الفاضل عبد الرحيم على طرق هذا الموضوع، الذي أعادني إلى الكتابة بعد أن أخذت عهدًا على نفسي ألا أكتب ثانية، وبعد أن طلبت حذف بعض المشاركات التي تخصني في هذا الملتقى، ومنها مقال تحدثت فيه عن سر دخول هذه الواو في قوله تعالى: {وأوحينا إليه}، ورأيت أنه من واجبنا كمسلمين أن ندافع عن قرآننا، مع العلم أنه لا يطلب منا أن ندافع عنه، بقدر ما يطلب منا أن نتدبره- كما أمرنا الله سبحانه-حق التدبر؛ وإلا فما ينفع الدفاع شيئًا.
ثانيًا- استوقفني قولك: ((تخيلوا: غير المسلمين يقترحون على المسلمين حذف حرف من كتاب الله تعالى ... ))، وما أعقبه من سؤالك: ((هل يهمهم كثيراً تصحيح الخطأ المزعوم؟!)).
جاء ذلك تعليقّا منك على قول صاحب كتاب (أكذوبة الإعجاز العلمي) تحت عنوان (تعليقات على القرآن):
((منها ما ورد في سورة يوسف: " فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (15) ". حذفَ جواب لما، ولو حذف الواو ـ قبل كلمة (أَوْحَيْنَا) ـ لاستقام المعنى)).
والعبارة؛ كما وردت على لسان المؤلف وهو يعلق على الآية الكريمة: (فأين جواب لمّا؟ ولو حذف الواو التي قبل أوحينا لاستقام المعنى).
فهو يسأل: (فأين جواب {لما}؟ لأنه لم يجد لها جوابًا في الآية الكريمة، ثم يقول، وكأنه يجيب عن سؤاله: (ولو حذف (الواو) التي قبل {أوحينا}، لاستقام المعنى).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثًا- والحقيقة- التي نغمض أعيننا عنها حتى لا نراها، ونسد آذاننا نحوها حتى لا نسمعها- هي أنه ليس في سؤال هذا الخنزير النجس، وجوابه عما يسأل ما يثير الدهشة والاستغراب والتعجب. وهل أتى بشيء من عنده؟!
فما سأل عنه، وأجاب به كان علماء المسلمين قد سألوا عنه، وأجابوا بمثل جوابه، منذ أربعة عشر قرنًا، مع ملاحظة الفرق في التوجه بالسؤال، والقصد منه. ولو أنك رجعت إلى ما قاله علماء النحو والتفسير في هذه الواو وغيرها، لوجدتهم قد اختلفوا فيها على قولين:
القول الأول: أنها (زائدة). أو: (صلة)، دخولها في الكلام، وخروجها منه سواء، وهو قول جمهور الكوفيين.
والقول الثاني: أنها واو العطف، وهو قول جمهور البصريين والمتأخرين، وتأولوا الآية الكريمة على حذف الجواب، وعدوا ذلك الحذف- كما تنقل أنت عنهم- من الحذف البلاغي المعجز.
وهذا القول الثاني ما هو إلا هروب من القول الأول، وفرار منه، وهو كالمستجير من الرمضاء بالنار فهو عندي أشد خطرًا من القول الأول؛ لأنه يعطيهم الذريعة؛ ليطعنوا في قرآننا أكثر، وأكثر. وليت الأحباب الغيورين والمتحمسين أن يتأملوا هذا الكلام جيدًا من قبل أن يقذفوا فيقذوا، ولكم عبرة فيما قاله هذا الخنزير وأمثاله من الحاقدين في مقدمة كتابه (أكذوبة الإعجاز العلمي)، وفي فصل (الإعجاز اللغوي للقرآن) من ذلك الكتاب. اقرؤوا كلامه جيدًا، واستوعبوه، فستجدونه يعلم عن قرآننا أكثر مما نعلم نحن، ويعرف من أنَّى تؤكل الكتف، وفي إيِّ مكان يدس سمومه؟. فكيف نرد عليه، وعلى أمثاله، وبماذا؟
اقرؤوا قوله في مقدمته يسأل: (لقد تحدى القرآن الكريم جميع البشر فلم يستطع أحد ان يقاوم ذلك التحدي.
والسؤال هو: ما هي شروط هذا التحدي؟ لا يعقل أن تتحدى شخصاً ما بأن يأتي بمثله دون أن تحدد الشروط، ودون أن تحدد " بمثله " في ماذا؟ اللغة، الشرائع، ...
مجرد سؤال:
هل الإعجاز في المعنى أم في بناء الجملة أم في النحو أم البلاغة أم أنه في جميعها؟
وهل هو خاص بالعربية وأهلها فقط أم أنه أيضاً قائم في حال الترجمة؟)).
رابعًا- والآن اسألوا أنفسكم:
1 - ما الفرق بين سؤاله وجوابه، وبين سؤال الفرَّاء وجوابه عند تفسير قوله تعالى: {َلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ} (الصافات:103 - 104)، قال:” ويقال: أين جواب قوله {فلما}؟
وجوابها في قوله {وناديناه}. والعرب تدخل الواو في جواب {فلما} و {حتى إذا}، وتلقيها؛ فمن ذلك قول الله {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ}، وفي موضع آخر {وَفُتِحَتْ}، وكل صواب “.
وقوله:” وربما أدخلت العرب في مثلها الواو، وهي جواب على حالها؛ كقوله في أول السورة: {فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ}، والمعنى والله أعلم: أوحينا إليه .. “.
2 - ثم اسألوا: ما الفرق بين قوله، وقول الطبري:” وقوله: {فلما ذهبوا به وأجمعوا} فأدخلت (الواو) في الجواب؛ كما قال امرؤ القيس:
فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى ... بنا بطن خبت ذي قفاف عقنقل
فأدخل (الواو) في جواب (لما)؛ وإنما الكلام: فلما أجزنا ساحة الحي، انتحى بنا، وكذلك: {فلما ذهبوا به وأجمعوا}؛ لأن قوله: {أجمعوا} هو الجواب “.
3 - ثم اسألوا: ما الفرق بين قوله وقول الشيخ محي الدين الدرويش في كتابه (إعراب القرآن) حين وصف لنا قول الطبري والفراء، وأمثالهما بأنه قول جيِّد، لو ساعدت اللغة على زيادة الواو ..
4 - ثم اسألوا: هل في قول الدكتور فضل حسن عباس:” يرى الكوفيون أن الواو زائدة، والتقدير: فلما ذهبوا به، وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب، أوحينا إليه .. فالواو في {وأوحينا} هي الزائدة عندهم .. ولا شك أن في هذا القول خروجًا عن الصواب، وجرأة على كتاب الله، وابتعادًا بالآية الكريمة وبالنظم المحكم عن المعنى المراد “.
ثم في قوله بعد ذلك:” إن حذف الجواب في مثل هذه المواضع، لم يأت عبثًا؛ وإنما هو أمر يقصده القرآن قصدًا “.
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: هل في هذا القول، وأمثاله ما يرد على تلك الشبهة المسمومة، ويسكت صاحبها، أم نحاول أن نبحث عن سر وجود هذه الواو في هذا المكان، الذي ترفض قواعد البصريين أن توجد في هذا المكان؛ لأنه جواب (لما)، والقاعدة التي وضعوها: (لا يجوز أن يقترن جواب الشرط بالواو). وإلى هذا أشار النحاس بقوله عند تفسير آية الصافات، قال:” وجواب {لما} محذوف عند البصريين. أي: فلما أسلما، سعدا، وأجزل لهما الثواب .. وقال الكوفيون: الجواب {وناديناه}، والواو زائدة .. والواو من حروف المعاني فلا يجوز أن تزاد “.
فالقضية ليست قضية إعجاز؛ وإنما هي قضية قاعدة نحوية، وضعها النحاة البصريون، وتبعهم فيها المتأخرون، والمعاصرون .. ولو كانت قضية إعجاز، لما سمحوا لأنفسهم بأن يقولوا بزيادة كثير من الحروف في القرآن الكريم بحجة التأكيد، وهم لا يقولون ذلك إلا في المواضع، التي يتعذر عليهم فيها تقدير كلام محذوف، كقولهم لزيادة (لا) في قوله تعالى: {ما منعك ألا تسجد}، ونحو ذلك كثير، لا يخفى على المشتغلين بعلم النحو والبلاغة والتفسير.
خامسًا- أنقول هذا، أو نقول ذاك؟؟؟ أم نقول: الواو ليست بزائدة، وليس الجواب بمحذوف؛ وإنما الجواب هو كما قال الفرَّاء {أوحينا}؛ ولكن ليس على زيادة الواو ..
ومعنى الآية الكريمة: أن الله سبحانه، لما أراد أن يطمئن يوسف- عليه السلام- ويؤنسه في وحشة البئر، بشَّره بما سيؤول إليه أمره. وقد تم ذلك في الوقت الذي ذهب به إخوته، وأجمعوا على أن يجعلوه في غيابة الجب، في هذا الوقت جاءته البشرى من ربه جل وعلا، والواو الجامعة هي التي دلت على هذا المعنى .. والدليل على ذلك:
أولاً- قوله تعالى في آخر السورة: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ} (يوسف:102 (.
ثانيًا- قوله تعالى: {فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ} (يوسف:70). فالجواب هنا هو قوله تعالى: {جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ}، وهذا لا يختلف عليه اثنان.
اسمعوا ما قاله الفرَّاء في تفسير هذه الآية الكريمة، قال:” وربما أدخلت العرب في مثلها الواو، وهي جواب على حالها؛ كقوله في أول السورة: {فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ}، والمعنى والله أعلم: أوحينا إليه .. وهي في قراءة عبد الله: {فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ وجَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ}، وفي قراءتنا بغير واو. ومثله في الكلام: لما أتاني، وأثب عليه .. وكأنه قال: لما أتاني، وثبت عليه. وربما أدخلت العرب في جواب (لما) (لكن)، فيقول الرجل: لما شتمني، لكن أثب عليه؛ فكأنه استأنف الكلام استئنافًا، وتوهم أن ما قبله فيه جوابه. وقد جاء في الشعر كل ذلك، قال امرؤ القيس:
فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى ... بنا بطن خبت ذي قفاف عقنقل .. “
ومثل ذلك ما قلته في جواب قوله تعالى {فلما أسلما وتله للجبين}: قلت: الجواب هو قوله تعالى: {وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا}، ولكن ليس على زيادة الواو. والدليل على ذلك:
أولاً- ما رواه الطبري عن عكرمة- رضي الله عنه- فقال:” حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا الحسين عن يزيد عن عكرمة، قوله: {فلما أسلما وتله للجبين}، قال: أسلما جميعًا لأمر الله، ورضي الغلام بالذبح، ورضي الأب بأن يذبحه، فقال: يا أبت! اقذفني للوجه؛ كيلا تنظر إلي، فترحمني، وأنظر أنا إلى الشفرة، فأجزع؛ ولكن أدخل الشفرة من تحتي، وامض لأمر الله. فذلك قوله: {فلما أسلما وتله للجبين}. فلما فعل ذلك {ناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين“.
ثانيًا- ما حكاه الفخر الرازي عن المفسرين من قولهم:” لما أضجعه للذبح نودي من الجبل: أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا “ ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وقلت لولا هذه الواو، التي جيء بها قبل فعل النداء، لتم ذبح إبراهيم- عليه السلام- لولده، ولرأيتم دم إسماعيل- عليه السلام- يجري حتى الآن. ولكن الله سبحانه لما أراد أن يوقف هذا الذبح، أدخل الواو الجامعة على فعل النداء، فجمع بذلك بين الفعلين، بمعنى أن فعل {وتله}، والفعل {ناديناه} قد وقعا في وقت واحد، ولولا هذه الواو، لم ينفع النداء شيئًا؛ لأن وقوعه سيكون بعد وقوع الذبح .. هذا هو سر الإعجاز البياني في هذه الواو!!! وشواهدي عليه من القرآن، ومن أقوال السلف.
{سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}
ـ[عبد القادر يثرب]ــــــــ[12 Aug 2005, 01:01 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أحضر درسًا في إعراب القرآن للدكتور فخر الدين قباوة مدرس النحو والأدب في جامعة حلب فسمعت أحد الحضور يطرح عليه هذه المشكلة التي أثارها الأخ عبد الرحيم مع تعليق الأستاذ محمد عليها فكان جواب الدكتور على ذلك:
أن هذا الكلام لا علاقة له بإعجاز القرآن لأن جواب (فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يلقوه في غيابة الجب) هو قوله تعالى (وأوحينا إليه) والواو زائدة للتأكيد. ثم ذكر أن القرآن يستعمل الحروف الزائدة كثيرا لأغراض بلاغية .. ومن هذه الأغراض البلاغية أن الحرف الزائد يقوم مقام تكرار الجملة كهذه الواو في قوله تعالى: (وأوحينا).
فبدلاً من أن نقول: فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يلقوه في غيابة الجب أوحينا إليه .. فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يلقوه في غيابة الجب أوحينا إليه .. فنكرر الجملة الشرطية نأتي بالواو الزائدة فنقول كما قال الله تعالى: (فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يلقوه في غيابة الجب وأوحينا إليه). فقامت الواو الزائدة مقام تكرار الجملة مرة ثانية. وكذلك نقول في بقية الآيات ... وهذا من بلاغة القرآن ..
هذا قول الدكتور ذكرته عنه بشيء من التصرف. وهو في رأيه الجواب العلمي المقنع لأولئك الملحدين والمارقين والمعادين للإسلام. وأما ما أجيب به من كلام لا يصلح أن يكون جوابًا.
ولما كان الدكتور فخر الدين لا يقبل النقاش لأنه يتبنى قضية الحروف الزائدة في القرآن ويعلل لوجودها بمثل هذه التعليلات رأيت أن أطرح رأيه على الإخوة المهتمين بتفسير القرآن وعلومه لعله يلقى صدى عندهم ..
ـ[المقرئ]ــــــــ[12 Aug 2005, 03:03 م]ـ
إلى الأخ الفاضل: محمد بن إسماعيل عتوك وفقه الله:
شكر الله لك غيرتك على كلامه جل وعلا
ولكن: أعتقد انك هولت من الأمر وركبت مركبا لم تؤمر به بل نهيت عنه
كوننا نرد ما تكلم به أهل اللسان وننسف القواعد التي عليها نحتكم من أجل أن غيرنا ممن لا يحسنون لساننا ولا لغتنا يفهمون منه شيئا لا نريده = أعتقد أن هذا خوف وخنوع وخضوع ولقد تذكرت وأنا أقرأ كلامك قول الله تعالى لنبيه ومصطفاه " فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير "
فليست القضية أن نبحث لأقوالنا أمورا يقتنع بها المخالف على حساب هدم المرتكزات التي قامت عليها ألسنة العرب
والقضية في نظري محسومة ما دام الكلام بيني وبينك وأما هؤلاء المستشرقون فبالله عليك لا تفسد المقال بذكرهم فوالله لقد تعجبت كثيرا لدخولهم في معضلات لا يحسنونها ومن البدهي أن يخرجوا بنتائج مغلوطة
وأما النقاش بيننا - أهل الإسلام - فالكلام محسوم وسيدور على ما خرج به الأوائل
ةالسؤال: هل في لغة العرب حروف زائدة؟ وما فائدتها؟
وإذا كان الجواب يالإثبات ولاشك ونصوص العلماء لا أعتقد انها خافية عليك
والقرآن نزل بهذه اللغة وعندهم أن هذه الحروف لها معانيها ودلالاتها إذا لماذا نعترض على نزول القرآن بهذه اللغة؟
فزيادة (لا) مثلا في مواضع كثيرة كقوله تعالى " ألا تسجد) وقوله (ألا تشركوا به شيئا) وقوله (لا أقسم بيوم القيامة) وغيرها
وزيادة (ما) كقوله تعالى (فبما رحمة من الله لنت لهم) وقوله (فبما نقضهم ميثاقهم) وقوله (وإذا ما أنزلت سورة) وغيرها كثير
وغير ذلك من الحروف
وكذلك حرف (الواو) بعد (لما) ثبت أنها تزاد بدلالة شعر العرب وكلامهم فما المانع من اعتبار هذا القول والاعتماد عليه ومدرسة البصريين ليست وحدها من يمثل لغة العرب بل المدارس غيرها كثير وعليه فمن استدل لكلامه بلغة العرب فقد احتج بحجة قائمة
أما الفائدة من زيادة الحروف؟ فلا عجب ولا غرو ألا يتذوق هؤلاء المستشرقون معانيها وجمالها ففاقد الشيء لا يعطيه وغير الصيرفي لا يفرق بين الذهب والنحاس
أما نحن العرب فدلالتها تهز الأشجان وبراعة سبكها ونظامها تشنف الآذان، وأعظم جمال لها هو وضوح التأكيد وتكرار الكلام ولولا أني أحس أنك في غنى عن ذكر كلام المفسرين حول فائدة التأكيد في الحروف الزائدة لنقلتها لك
وعليه يا أخي: فإن كنت فهمت مقالتك على وجهها فلا أرى باعثا لهذا العطن
المقرئ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان داود]ــــــــ[12 Aug 2005, 10:44 م]ـ
ليتك يا أخي المقرىء وفرت نصائحك لنفسك، وتركت الناس وشأنهم إلى مناقشة ما يطرحون من أفكار تقوم على الحجة والبرهان. وهل هناك أعظم حجة وبرهانًا من تفسير القرآن بالقرآن، وأقوال الصحابة والتابعين، وأقوال من يعتد بآرائهم من المفسرين؟ وهل هذا هو المركب المنهي عنه الذي ترى أن الأستاذ محمد إسماعيل ركبه؟؟؟
لو كنت مقرئًا حقًّا- كما تسمي نفسك- لقرأت ما طرح من أفكار، وتدبرته كما أمرك الله تعالى حق التدبر- ولأرحت نفسك من إلقاء هذا الخطاب الإنشائي علينا. والعجب منكم تأخذون ببعض الأقوال، وتنسفون قول جمهور العلماء، ثم تتهمون غيركم بالطعن في السلف وأقوالهم دون تبصر وروية.
وكان يجدر بك يا أخي أن تناقش هذا القول الذي أتى به الأخ عبد القادر يثرب في تفسير الآية الكريمة، وأن تحتج له بالقرآن وأقوال السلف لتقنع الناس بأنه القول الصحيح الذي لا غبار عليه، ثم تسقط غيره من الأقوال دون أن تتعرض لشخص القائل بغض النظر عمن هو ومن يكون.
وأما بخصوص ما تدعيه من قولك: ((والقضية في نظري محسومة ما دام الكلام بيني وبينك وأما هؤلاء المستشرقون فبالله عليك لا تفسد المقال بذكرهم فوالله لقد تعجبت كثيرا لدخولهم في معضلات لا يحسنونها ومن البدهي أن يخرجوا بنتائج مغلوطة.
وأما النقاش بيننا - أهل الإسلام - فالكلام محسوم وسيدور على ما خرج به الأوائل
فالسؤال: هل في لغة العرب حروف زائدة؟ وما فائدتها؟
وإذا كان الجواب يالإثبات ولاشك ونصوص العلماء لا أعتقد أنها خافية عليك .. إلخ))، فمن قال لك إن هذه القضية محسومة؟))
وإذا كانت القضية محسومة في نظرك فقط، فلماذا لم تسأل الطبري إمام المفسرين؟ كيف تقول يا إمام في ردك على من قال بزيادة الواو في قوله تعالى (وفتحت أبوابها): وغير جائز أن يكون في كتاب الله زائد .. ثم تقول بعد هذا بزياد الواو في قوله: (وأجمعوا) على أنه جواب (لما)؟؟؟
ولماذا لم تسأل إمام البلاغة عبد القاهر الجرجاني: كيف خرجت يا إمام على قول من قال بزيادة الواو من العلماء، وقلت: إن جواب لما محذوف، وأن حذفه من إعجاز القرآن؟؟؟
ولماذا لم تسأل الإمام فخر الدين الرازي: كيف تقول يا إمام: إن القول بزيادة حرف من القرآن لا يجوز. وكيف تنكر وجود الزيادة في القرآن مع أنها قضية مسلم بها؟؟؟
ولماذا لم تسأل جمهور البصريين والتابعين والمعاصرين من أئمة علماء النحو والتفسير، والذين يقولون بزيادة الحروف في القرآن ولغة العرب ويعللون لزيادتها بالتأكيد دون الكوفيين: لماذا قلتم: إن الواو هنا حرف عطف، وإن جواب لما محذوف؟؟؟
ولماذا لم تسأل الدكتور فضل حسن عباس: كيف ترد يا دكتور فضل على الكوفيين قولهم بزيادة الواو، ثم تقول:” ولا شك أن في هذا القول خروجًا عن الصواب، وجرأة على كتاب الله، وابتعادًا بالآية الكريمة وبالنظم المحكم عن المعنى المراد .. إن حذف الجواب في مثل هذه المواضع، لم يأت عبثًا؛ وإنما هو أمر يقصده القرآن قصدًا “.
وهناك الكثير من الأسئلة التي كان ينبغي عليك أن تسألها لنفسك أولاً من قبل أن تسأل غيرك، ومن قبل أن تقرر ما تقرر، وتقول ما تقول.
أليس الأجدر بنا أن ندع الناس وشأنهم ونكتفي بمناقشة ما يطرحون من أفكار، وما يأتون به من أدلة وبراهين .. ؟؟؟ أليس هذا أجدى وأنفع للجميع.
والمسألة المثارة هنا هي: حول الواو في قوله تعالى: (وأوحينا إليه). ونحوها. وهذه الواو:
1 - إما أن تكون زادة في جواب لمَّا .. وهو قول الكوفيين، ويسميها الفراء صلة. ومعنى الصلة عنده: أن دخولها في الكلام وخروجها منه سواء. ووافقه الطبري. وهذا يعني أنها ليست للتوكيد لأن التوكيد من مصطلح البصريين.
2 - وإما أن تكون عاطفة، أو حالية، والجواب محذوف .. وهذا قول جمهور البصريين والتابعين والمعاصرين.
3 - وإما أن لا تكون زائدة، ولا عاطفة أو حالية.
فإذا كانت زائدة، فما الدليل على زيادتها؟؟؟
وإن كانت عاطفة .. والجواب محذوف، فما الدليل على ذلك؟؟؟
وإذا لم تكن زائدة، ولا عاطفة، فما الدليل على ذلك؟؟؟
هذا ما ينبغي أن يعرف، ويترجح أحد هذه الأقوال بما يعتمد عليه من دليل بغض النظر عن قائله من هو ومن يكون. وأعظم الأدلة وأقواها هو القرآن الكريم والسنة النبوية، ثم أقوال الصحابة والتابعين، ثم أقوال الأئمة من المفسرين الذين يعتد بأقوالهم.
اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول، فيتبعون أحسنه، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، ونور بصائرنا، فإنها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
ـ[المقرئ]ــــــــ[13 Aug 2005, 12:27 ص]ـ
يا أخي: سليمان هداك الله:
أعجب من قولك (ليتك وفرت النصيحة لنفسك)
فما هكذا أمرت بمن أدى لك النصيحة أن ترد عليه هكذا فكل منا يحتاج إلى النصيحة والتعالي والتكبر ليس من شيم المؤمن وإن كنت من أهل القرآن فماهذه أخلاقهم مع من نصحهم
وقولك هداك الله: (لو كنت مقرئًا حقًّا- كما تسمي نفسك)
لست مقرئا وإنما تسميته تشبها بالإمام المقرئ المعروف وهو لقب فقط
وأما القضية فيحق لي أن أقول لك (رمتني بدائها وانسلت)
أظن أنك لم تقرأ ما كتبت وإنما رددت لما رأيت اسم (المقرئ)
فما تنادي به أنادي به أنا
فالخلاف يا فاضل بين أكابر أهل العلم إذا القضية محسومة من حيث أن الخلاف معتبر ولا يحق لأحد أن يتشنج على الآخر وإذا كنت بهذه النبرة فدونك الآيات المشكلة والخلاف الطويل الذي أصله إما لغوي أو فقهي أو أصولي إلى غير ذلك من أسباب الخلاف أعلن على رؤوس الأشهاد وقل الرأي ما أرى
وأنا أرد عليك بما كتبته سابقا:
لا تستطيع أنت ولا غيرك ولا من بعدك ولا من قبلك أن تحصر الحق برأيك وتطلب مصادرة الخلاف فمن استدل بلغة العرب وأقوال المفسرين لا يمكن أن ترد عليه بقولك إنه يفهم منه كذا وكذا لذا لابد أن نخبأه ونستره ونرده ولا نرتضيه أي عقلية هذه
أرجو أن تكون فهمت وأما كلامك فلن أعلق عليه وأرجو أن تتأمله بعد فترة من الهدوء لتجد أنك كررت كلام الأخ محمد قبلك
والله يتولاك
المقرئ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان داود]ــــــــ[15 Aug 2005, 08:14 م]ـ
دعك من كلام العجزة هذا أيها المقرى، ولا تتحدث عن أخلاق أهل القرآن، فما نطق به لسانك في خطابك الرنان، وما ينطق به الآن من كلام لا يدل على أنك من أهل القرآن، وها أنت تعترف بلسانك أنك تتشبه بهم في الإسم فقط. وكيف تكون منهم وأنت تستخف بمن هو أعلم منك، وتفتري على الله الكذب، حين تؤيد القول بوجود الزيادة في كلام الله سبحانه؟؟؟
ومن أنت حتى تغلق بابًا للاجتهاد قد فتحه الله لعباده إلى يوم القيامة؟؟؟ ألم تسمع قول الله تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)؟؟؟ فإن كنت قد رضيت أن تكون من أهل الخضوع والخنوع ممن سلبهم الله العقل والفهم والتدبر، فكيف تسمح لنفسك أن تفرض ذلك على من هم أعلم منك، ثم تصف غيرك بأوصاف لا تليق إلا بأمثالك؟؟؟
فإذا كنت من أهل القرآن حقًّا، وتتخلق بأخلاقهم، فدعك من قذف الناس أولاً، وأجب عن الأسئلة المطروحة أمامك .. فمن حقك وحق كل إنسان أن يناقش فكرة لم تعجبه، أو يعترض على كلام قد يجزم بأنه خطأ، وأن يثبت بالدليل والبرهان خلافه .. ولكن ليس من حقك أن تعلم الناس كيف يفكرون، وماذا يقولون .. وإذا كنت لا تفهم ما يقولون، ولا تحسن مناقشته، فليس الذنب ذنبهم، وإنما هو ذنبك ..
وأدعوك أخيرًا إذا أردت أن تتكلم أن تنظف لسانك قبل أن يقذف بما يسيء إليك قبل أن يسيء إلى غيرك. وأن تدعو بالهداية لنفسك، لأن غيرك قد هداه الله بعد أن كان ضالاً مثلك .. وتذكر أن الجزاء بمثله، فإن عدت سيكون الجزاء مضاعفًا ..
والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتديَ لولا أن هدانا الله!!!
ـ[المقرئ]ــــــــ[15 Aug 2005, 10:11 م]ـ
تكرار غير مفيد، وعدم قبول للنصيحة، ولا حول ولاقوة إلا بالله
صدقني يا أخي سليمان:
أنني منذ سنتين تقريبا وأنا أدخل في مثل هذه المنتديات لأجل أن أجد أمثالك الذين لم أجدهم في واقعي = ذلك أنني أريد أن أعود نفسي على سماع مثل هذا الخطاب وإن كان فيه تجن أو ازدراء لي
وبفضل من الله أنني أحرص كثيرا على وزن ألفاظي وعباراتي حتى لا تخرج بمثل مقالك هذا والذي سيأتي أيضا
فتكلم بما تشاء فكل شيء مسجل ومحاسب عليه والمرء خصيم نفسه وعند الله تلتقي الخصوم
وعليه فعبارتك هذه (فإن عدت سيكون الجزاء مضاعفًا.) لست ممن يخاف مثل هذا لأنني أعرف قدر نفسي جيدا
وكما قلت: (لا تستطيع أنت ولا غيرك ولا من بعدك ولا من قبلك أن تحصر الحق برأيك وتطلب مصادرة الخلاف فمن استدل بلغة العرب وأقوال المفسرين لا يمكن أن ترد عليه بقولك إنه يفهم منه كذا وكذا لذا لابد أن نخبأه ونستره ونرده ولا نرتضيه أي عقلية هذه)
والله يتولاك
المقرئ
ـ[خالد- طالب علم]ــــــــ[17 Aug 2005, 11:16 م]ـ
لا تعبأ بهذا المقرىء وبما يقول، ولا تشغل نفسك به وبأمثاله، ولا تضيع وقتك في الرد عليهم. فوالله لا يستحقون مني ومنك ردّاً لولا تطاولهم على من شهد له كل منصف في هذا الملتقى بإبداعه، وفي مقدمتهم الشيخ الفاضل عبد الرحمن الشهري.
وتأكد أنك لن تسمع منهم سوى جعجعة، ولا ترى طحناً .. ولذلك لا تأمل منه أن يرد على سؤال من الأسئلة المطروحة عليه، وليس في جعبته سوى تكرار قوله: ((لا تستطيع أنت ولا غيرك ولا من بعدك ولا من قبلك أن تحصر الحق برأيك وتطلب مصادرة الخلاف فمن استدل بلغة العرب وأقوال المفسرين لا يمكن أن ترد عليه بقولك إنه يفهم منه كذا وكذا لذا لابد أن نخبأه ونستره ونرده ولا نرتضيه أي عقلية هذه)).
وكأن هذا هو مصدر خلافك معه. لقد نسي قوله في خطابه:
((أعتقد انك هولت من الأمر وركبت مركبا لم تؤمر به بل نهيت عنه))
ثم قوله:
((أعتقد أن هذا خوف وخنوع وخضوع ولقد تذكرت وأنا أقرأ كلامك قول الله تعالى لنبيه ومصطفاه " فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير)).
((والقضية في نظري محسومة ما دام الكلام بيني وبينك وأما هؤلاء المستشرقون فبالله عليك لا تفسد المقال بذكرهم فوالله لقد تعجبت كثيرا لدخولهم في معضلات لا يحسنونها ومن البدهي أن يخرجوا بنتائج مغلوطة)).
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا الكلام لا يقوله إلا كل من رضي لنفسه أن تكون للشيطان مركباً، ولأولئك المستشرقين الذين يتحدث عنهم .. وليس هناك من هو أعظم سوءاً ممن يكون جاهلاً، ثم يتهم غيره بالجهل، وممن يخضع ويخنع، ثم ينعت غيره بالخنوع والخضوع، وممن يطعن في كلام الله سبحانه، ثم يتهم من ينزه القرآن الكريم من الزيادة بأنه يطعن في أقوال السلف، ويخاطبه بهذا الخطاب الذي ينم عن جهل صاحبه وحقده وكراهيته لكل من يدافع عن القرآن ضد أعداء القرآن!!!
لقد مر هذا المقرىء بكل الأقوال التي ذكرها أستاذنا الفاضل محمد إسماعيل، والتي ذكرتها له أنت يا أخي سليمان، وبخاصة القول الأخير الذي ذكره الأخ عبد القادر، والذي لم يقل به إلا جاهل مهما بلغت درجته العلمية .. نعم لقد مر بكل هذه الأقوال، وكأنه عمي عنها فلم يبصرها .. حتى قول مولانا الدكتور الشيخ فضل حسن عباس، لم يره ولم يسمع به، وأعني قوله: (يرى الكوفيون أن الواو زائدة، والتقدير: فلما ذهبوا به، وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب، أوحينا إليه .. فالواو في {وأوحينا} هي الزائدة عندهم ... ولا شك أن في هذا القول خروجًا عن الصواب، وجرأة على كتاب الله، وابتعادًا بالآية الكريمة وبالنظم المحكم عن المعنى المراد“.
أرأيت كيف يخرج هؤلاء عن الصواب .. ويتجرؤون على كتاب الله .. ويبتعدون بالآية الكريمة وبالنظم المحكم عن المعنى المراد، أرأيت كيف يعبثون بكلام الله سبحانه، فيزعمون أن الواو قامت مقام تكرار الجملة الشرطية، فبدلاً من أن يقال:
((فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يلقوه في غيابة الجب أوحينا إليه .. فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يلقوه في غيابة الجب أوحينا إليه)) ..
يقال اختصاراً؛ كما قال الله تعالى: ((فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يلقوه في غيابة الجب وأوحينا إليه)). فتكون الواو زائدة في الجواب، قائمة مقام تكرار الجملة مرة ثانية .. ثم يزعمون بعد هذا العبث أنهم يدافعون عن القرآن ضد من ينزه القرآن من ذلك العبث الذي لا ينطق به العامة من الناس، ويتجاهلون، أو يجهلون أن كلام الله الخالق الذي أعجز الثقلين من الإنس والجن عن أن يأتوا بمثله، أو بسورة من مثله، لا يؤول بهذا التأويل الغريب الذي يدل على عجز صاحبه عن إدراك سر الإعجاز في هذه الواو!!!
وهذا القول الذي يصف هؤلاء وأمثالهم بالخروج عن الصواب، والجرأة على كتاب الله تعالى، والابتعاد بالآية وبالنظم المحكم عن المعنى المراد .. ليس هو قول الأستاذ محمد إسماعيل، وليس هو قولك، ولا قولي، ولكنه قول شيخ جليل مشهود له بالعلم والفضل والتقى من القائمين على إدارة هذا الملتقى، ومن كل من عرفه، وقرأ له.
وقد جاء توجيه هذا العالم الجليل للآية الكريمة بتوجيه جمهور البصريين والمتأخرين الذين يقولون بحذف الجواب في هذه الآية وأمثالها، ويرفضون القول بزيادة الواو؛ لأنها من حروف المعاني، كما قال النحاس.
ثم جاء توجيه الأستاذ محمد إسماعيل- كما بينه ووضحه- بأن الجواب ليس محذوفاً؛ وإنما هو قوله تعالى: (وأوحينا)، والواو ليست زائدة ولا عاطفة، وإنما هي واو الجمع، وسر وجودها أنها جمعت بين وقوع حدثين في وقت واحد: إجماعهم على إلقاء أخيهم في غيابة الجب، وإيحاء الله تعالى له .. واستشهد على ذلك بقوله تعالى في السورة نفسها: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ} (يوسف:102)، مع ما ذكر فضيلته من شواهد ... فأي خطأ في هذا يا مقرىء؟؟؟ أهذا هو المركب الذي ركبه، ولم يؤمر به، بل نهي عنه؟؟؟ ما هذا الكلام يا مقرىء، ألا ترعوي، وأنت الذي تقول:
((وبفضل من الله أنني أحرص كثيرا على وزن ألفاظي وعباراتي))؟؟؟
ألم تعلم أن هذا المعنى للواو ذكره ابن جني في كتابه الخصائص تحت عنوان (باب خلع الأدلة)، فقال: (ومن ذلك واو العطف؛ فيها معنيان: العطف، ومعنى الجمع. فإذا وضعت موضع مع، خلصت للاجتماع، وخلعت عنها دلالة العطف؛ نحو قولهم: استوى الماء، والخشبة).
فدلت الواو هنا على الجمع بين حدثين: استواء الماء، واستواء الخشبة، وكذلك الواو في الآية الكريمة دلت على الجمع بين حدثين وقعا في وقت واحد. وهذا ما فسرته بعد ذلك الآية الكريمة التي أشرت إليها. وهذا ما فصَّل القول فيه الأستاذ محمد إسماعيل جواباً على أحد استفسارات الشيخ الفاضل عبد الرحمن الشهري على مقاله الممتع والرائع (سر دخول الواو على جواب حتى إذا) في قوله تعالى: (حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها) الموجود في هذا الملتقى.
فهل سمعت بمثل هذا الكلام؟؟؟ وهل وصل بك علمك إلى مثل هذه المرتبة من الفهم لآيات الله تعالى؟؟؟ وهل سمعت بما دار من حوار حول القول بزيادة (لا) في قوله تعالى: (لا أقسم بيوم القيامة) الموجود على هذا الرابط؟؟؟ أم أنك- كما يقال- عدو لما تجهل؟؟؟
فحسبي الله فيك، ونعم الوكيل عليك!!!(/)
سؤال مهمّ إلى فضيلة الشيخ إبراهيم الدوسري حفظه الله تعالى
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[04 Jun 2005, 12:03 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
لي عظيم الشرف أن أتقدّم لفضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم الدوسري أسأل الله تعالى أن يبارك له في علمه وأن يحفظه من كلّ شرّ وأذي وأن يجمعنا جميعاً في مستقرّ رحمته يوم نلقاه والسؤال هو كالتالي:
إنّ واحداً من المقرئين عندنا في الجزائر العاصمة يُقرئ برواية ورش من طريق الأصبهاني من كتاب المصباح لأبي الكرم الشهرزوري وكان يُلزِم الطلبة أن يقرؤوا من هذا الطريق بإظهار الميم الساكنة عند الباء ودليله في ذلك أنّ صاحب المصباح عراقي وقد ذكر ابن الجزري أنّ جمهور أهل العراق على إظهار الميم الساكنة عند الباء ونحيطكم علماً أنّه قرأ بوجه الإخفاء عن مشايخه في الشام وهو الذي قرأتُ به أيضاً وهو المقروء به في جميع الأقطار كما هو معلوم.
فالسؤال هو ما حكم هذا القول من جهة ومن جهة أخرى هل إظهار الميم عند الباء واردٌ من كتاب المصباح وهو الكتاب الذي قمتم بتحقيقه.
ونشكركم يا شيخنا على جهودكم في خدمة القرءان الكريم وعلى تحقيق كتاب المصباح ونحن ننتظر بفارغ الصبر طبعه.
وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحي شريف الجزائري
ـ[إبراهيم الدوسري]ــــــــ[12 Jun 2005, 05:12 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
شكر الله لفضيلتكم تشريفي بهذا السؤال، وأسأل الله أن يهدينا فيه إلى سواء السبيل.
وأقول حامدا لله مستعينا به: إنه ومن خلال تحقيقي للمصباح فإنه تبين لي أنه تضمن حروفا منها ما هو على شرط ابن الجزري في النشر إلا أنه لا يقرأ بها أحد الآن البتة، ومنها الإخبار في (أأسجد) في سورة الإسراءلحفص، وغير ذلك كثير، إلا أن الاعتبار بما في الطيبة وبما تشافه به قراء العصر.
علما أن المنصوص عليه في المصباح هو الإخفاءكما في فصل الميم من باب الإدغام الكبير، حيث تعرض رحمه الله لهذه المسأله من قبيل الاستطراد، ونص على الإخفاء مع التمثيل والتوضيح على أنه من المسلمات لديه عند القراء العشرة.
وأما عبارة (العراقيين) ونحوها عند ابن الجزري فإنه تطلق على وجه التغليب.
وعليه فإن ما يفعله هذا القارئ مجانب للصواب نصا وأداء.
نسأل الله له الهداية.
وأبشركم أن المصباح في طريقه إلى النشر، فلا تنسونا من صالح الدعاء. جعلكم الله من أهل القرآن وبارك فيكم وحفظكم من كل سوء ومكروه، وجمعنا بكم في دار كرامته تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله تحت لواء المتحابين والمحبين للقرآن الكريم.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[12 Jun 2005, 05:51 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
جزاكم الله خيراً شيخنا الكريم على هذا الجواب المبارك ونسأل الله تعالى أن لا يحرمنا من الاستفادة منكم وأن يجمعنا جميعاً في مستقرّ رحمته.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين(/)
سؤال حول كتاب: "إعراب القرآن" للزجاج. (النسخة الأولى)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[04 Jun 2005, 06:11 م]ـ
امتثالاً لإشارة من لا يسعني مُخالفته أعيدُ إضافة هذا الموضوع في نسخته القديمة قبل ضياع ما فات منه:
[ line]
مسك
عضو نشيط تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 60
سؤال حول كتاب إعراب القرآن للزجاج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
كل عام والجميع بخير ..
سؤالي حول كتاب إعراب القرآ، للزجاج ..
ابحث عن تعريف علمي بالكتاب ..
وماذا حول نسبة الكتاب للزجاج!
[ line]
عبدالرحمن الشهري
المشرف العام تاريخ التّسجيل: Mar 2003
الإقامة: الرياض
المشاركات: 895
بارك الله فيكم أخي الكريم مسك وجزاكم عنا خيراَ
كتاب إعراب القرآن المنسوب للزجاج، الذي حققه الأستاذ إبراهيم الأبياري رحمه الله قد كتب حوله كثير من الكتابات خلاصتها:
- العنوان الصحيح للكتاب هو (الجواهر). ولكن سقطت الورقة الأولى من المخطوط الوحيد مع جزء من المقدمة التي توضح المؤلف وعنوان الكتاب فجاء أحد المتبرعين وكتب (إعراب القرآن للزجاج) بغير علم! فلما جاء المحقق أخرجه هكذا ولكنه نفى نفياً أن يكون مؤلفه هو الزجاج، وربما يكون مكي بن أبي طالب.
- الذي حقق اسم الكتاب، وخطأ نسبته للزجاج هو العلامة أحمد راتب النفاخ في مقالين نفيسين نشرهما في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق عام 1973 في المجلد 48 الجزء 4.
- مؤلف الكتاب الصحيح هو جامع العلوم النحوي أبو الحسن علي بن الحسين الباقولي رحمه الله المتوفى سنة 543هـ.
- تحدث الدكتور عبدالقادر السعدي في الجزء الأول صفحة 27 - 48 من تحقيقه لكتاب: (كشف المشكلات وإيضاح المعضلات في إعراب القرآن وعلل القراءات) للباقولي الذي نشرته دار عمار بالأردن بما لا مزيد عليه من الأدلة على خطأ نسبة الكتاب إلى الزجاج ونسبته للباقولي مشيراً إلى صنيع النفاخ رحمه الله ومثنياً عليه.
- جمع كل ذلك الدكتور محمد الدالي وجعله مقدمة لتحقيق كتاب (الجواهر) للباقولي ووعد بإصداره. تجد ذلك في تقديمه لتحقيق كتاب كشف المشكلات للباقولي أيضاً الذي حققه هو وطبعه في مجمع دمشق اللغوي صفحة 40 - 41 من المقدمة.
إذاَ الكتاب عنوانه (الجواهر) وهو للباقولي وليس للزجاج.
__________________
عبدالرحمن بن معاضة البكري الشهري
المحاضر بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة الملك خالد
[ line]
مسك
عضو نشيط تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 60
جزاك الله خيرا يا شيخ عبدالرحمن ...
الكتاب موجود عندي على ملف ورد جاهز للتحميل ..
فإلى من أنسب الكتاب حتى أقوم بنشرة!
وبأي أسم يكون العنوان ...
وماهي النبذة المقترحة للكتاب ...
اذا سمح لكم الوقت.
[ line]
أبو بيان
عضو فعال تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 115
استفسار:
هل الكتاب المقصود هنا هو: ((معاني القرآن وإعرابه))؟
أم هو كتاب آخر بعنوان: (إعراب القرآن) فقط؟
__________________
أبو بيان
نايف بن سعيد الزهراني
الدراسات العليا - قسم التفسير وعلوم القرآن
مرحلة الماجستير - جامعة أم القرى
[ line]
عبدالرحمن الشهري
المشرف العام تاريخ التّسجيل: Mar 2003
الإقامة: الرياض
المشاركات: 895
أخي أبا بيان وفقه الله
الكتاب ليس (معاني القرآن وإعرابه) المشهور والمعروف للزجاج منذ عهد مؤلفه والذي حققه الدكتور عبدالجليل شلبي وأخرجه في خمسة مجلدات (1)، وإنما هو كتاب آخر طبع بتحقيق الأستاذ إبراهيم الأبياري في ثلاثة مجلدات، وصدرعن الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية بالقاهرة.
http://www.tafsir.net/images/zajjaj.jpg
وقد أخرج المحقق الجزء الأول والثاني دون أن يشير إلى تحقيق نسبة الكتاب للزجاج من عدمها، ثم في الجزء الثالث رجح عدم نسبته للزجاج لكثرة النقول التي فيه منسوبة للزجاج، وأشار إلى احتمال نسبته لمكي بن أبي طالب على أنه مختصر من كتابه المشكل في إعراب القرآن.
وإضافة لما سبق أن أشرت إليه أعلاه في سؤال الأخ الكريم مسك وفقه الله، أضيف للفائدة ما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
في الجزء الأول من المجلد السادس والستين من مجلة المجمع اللغوي السوري صفحة 77 حتى 106 عاد الدكتور محمد الدالي مرة أخرى وأفاض في القطع بنسبة الكتاب لجامع العلوم. ومناقشة الدكتور الأبياري الذي تجاهل كلام النفاخ وكلامه وأعاد طبع الكتاب مرجحاً نسبته لمكي بن أبي طالب ونافياً نسبته لجامع العلوم مع اطلاعه على كلام النفاخ ونقله بعض كلامه!
وقد أشار الدكتور عبدالعال سالم مكرم في كتابه (القرآن الكريم وأثره في الدراسات النحوية) ص 273 إلى مخطوطة هذا الكتاب وأثبت أنه ليس للزجاج، وأشار إلى تحقيق صديقه الأستاذ الأبياري للكتاب وقتها.
وأشار له كذلك الدكتور إبراهيم عبدالله رفيدة في كتابه القيم (النحو وكتب التفسير) 1/ 134 وذكر أنه قد كتب خطأ على غلافه في مكتبة الأوقاف بطرابلس (الإغفال في إعراب القرآن) وأنه قد حققه أحمد عمايرة ونسبه لأبي علي الفارسي!
فالظاهر أن الورقة الأولى سقطت من الأصل، فتبرع أحدهم في القاهرة فنسبه للزجاج، وتبرع صاحبه في ليبيا فنسبه للفارسي.
وللفائدة أيضاُ فإن فكرة هذا الكتاب فكرة جميلة، هي أنه تتبع آيات القرآن التي أعربها النحويون، وقسمها على أبواب النحو، ليدرس النحو من خلال القرآن فجاء الكتاب في تسعين باباً، ناقش في كل باب منه الآيات التي تناولها النحويون وأعربوها وكانت مداراً لبحثهم. وقد ذكر الدكتور عبدالعال سالم مكرم إلى أن هذه الفكرة كانت تراوده، وأنه قد شرع في وضع الخطة لتنفيذها، فلما رأى هذا الكتاب علم أنه قد سبق إليها، فاتجه إلى غيرها. وانظر كلامه هذا في كتابه السالف ص 273.
قلت: ليت شعري لو كانت وصلت كتب القدماء جميعاً، كم من بحث من البحوث المتأخرة كان سيعدل عنه إلى غيره؟! رحم الله أولئك العلماء، ورزقنا برهم والوفاء بحقهم ولو بالدعاء لهم بصدق وإخلاص جزاء ما قدموا لنا من العلم، وحفظوا من الحق.
وأختم بالإشارة إلى أن الدكتور محمد الدالي بصدد إخراج كتاب الجواهر هذا، وإنا إلى رؤيته بالأشواق.
---------
(1) في تحقيق الدكتور عبدالجليل شلبي لكتاب الزجاج ملحوظات كثيرة في قراءة النص مع تقديري لجهده في إخراج الكتاب، ومعاناته التي اشار إليها في المقدمة، وقد نبه على بعض الأخطاء فيه أخونا البحاثة الدكتور مساعد الطيار - نفعنا الله بعلومه - في كتابه (التفسير اللغوي للقرآن الكريم) 170 الهامش رقم 1، 2
__________________
عبدالرحمن بن معاضة البكري الشهري
المحاضر بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة الملك خالد
[ line]
عبدالرحمن الشهري
المشرف العام تاريخ التّسجيل: Mar 2003
الإقامة: الرياض
المشاركات: 895
يمكن الاطلاع على الكتاب من خلال الرابطين:
1 - المصدر الرئيسي. مكتبة مشكاة - إعراب القرآن المنسوب للزجاج.
2 - الفرع. الجواهر للباقولي (كتاب ثمين في نحو القرآن). من مكتبة شبكة التفسير والدراسات القرآنية.
__________________
عبدالرحمن بن معاضة البكري الشهري
المحاضر بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة الملك خالد
[ line]
أبو بيان
عضو فعال تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 115
شكر الله لك شيخنا الحبيب هذه الفوائد,
وقد كنت أعددت جراميزي, وشددت حبالي لو كان المراد غير ما ذَكَرتَ,
ولكن الحمد لله الذي مسخه كتاباً آخر, وكفانا حرباً.
ونشكر لك حُسنَ إشرافِك, مع إشرافِك على أواخر رسالتك, وفقك الله وأعانك.
__________________
أبو بيان
نايف بن سعيد الزهراني
الدراسات العليا - قسم التفسير وعلوم القرآن
مرحلة الماجستير - جامعة أم القرى
[ line]
فهد الناصر
عضو تاريخ التّسجيل: Feb 2004
المشاركات: 21
الأخ عبدالرحمن: شكراً لك هذه الأجوبة التي ينتفع بها الجميع وأولهم أنا وأمثالي.
الأخ مسك: جزاك الله كل خير على جهودك الملموسة في الملتقى وفي موقع مشكاة ومكتبتها خاصة.
الأخ أبا بيان: شكراً لك على دفعي للبحث في معنى (الجراميز) وقد عدت بهذا المعنى ..
قال في تهذيب اللغة: رمى فلان الأرض بجراميزه وأوراقه، إذا رمى بنفسه.
ويقال: جمع فلان لفلان جراميزه إذا استعدّ له، وعزم على قصده.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الليث: والجَرْمَزَةُ: الانقباض عن الشيء، قال: ويقال: ضمّ فلان إليه جراميزه، إذا رفع ما انتشر من ثيابه، ثم مضى، وإذا قلت: الثور ضمّ جراميزه، فهي قوائمه، والفعل منه: اجرَمّزَ، إذا انقبض في الكِناس: وأنشد:
مُجْرَمِّزاً كَضَجْعَةِ الْمَأْسُورِ
أبو عبيد، عن الأصمعي: المجرنمز والمجرنجم: المُجتمع.
قلت: الحمد لله الذي كفى الشيخ عبدالرحمن تجرمزك، وأظن الأولى بك أن تقول: شددت جراميزي، وأعددت حبالي لا العكس. زادك الله من فضله.
أخوكم الصغير/
فهد
__________________
فهد بن عبدالرحمن الناصر
مدرس لغة عربية
[ line]
أبو بيان
عضو فعال تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 115
الأخ فهد الناصر سلمه الله ونصره:
لو قلتُ: (شددت جراميزي, وأعددت حبالي) كما أفدتَ؛ لَمَا سَلِم الشيخ عبد الرحمن,
ولكن الحمد لله أني أخطأت,
وذكَّرتني بهذه الإفادة قاعدةً جميلةً من أحسن ما سَمعتُ من شيخنا الجليل: د. محمد محمد أبو موسى- أطال الله في النعمة بقاءه-, قال ما معناه:
(صِحَّة البيان في اللفظ, صورة لصِدق المعنى في النفس ورسوخه فيه)
(فصادقُ الوعظ, صادقُ البيان عنه؛ لتَمَكُّنِه في قلبه)
وذكر قِصَّةً, أذكر منها:
قال أحدُ الكُتَّاب (أبو بكر الخوارزمي) لأمير- بعدما جافاه-:
إذا أردت أن تعرف منزلتك عندي, فانظر في مدحي لك تجده بارداً سخيفاً,
وانظر في هجوي لك تجِده قَويَّاً موجعاً؛
لأني صادقٌ فيه,
والصادقُ مُعان.
ولو نظرت في تهديدي لأبي عبد الله السابق لوجدته بارداً سخيفاً؛ لأنه للمسامرة فقط,
ولم أستشر فيه قلبي, وإلا لصدقني, وأعانني ببيان الصادقين.
أخوك:
أبو بيان.
________________
[ line]
ثُمَّ أضاف شيخنا أبو المها وفقه الله هذه الإضافة في النسخة الجديدة:
مؤلف كتاب (إعراب القرآن المنسوب إلى الزجاج)
وصلني على بريدي من الأستاذ الكريم عبد العزيز بن إبراهيم الدباسي وفقه الله ورعاه هذه الإضافة القيمة للموضوع.
خُدم القرآن الكريم بالكثير من البحوث والدراسات القديمة والحديثة، ومن أهم تلك البحوث وأكثرها ما ألفه القدماء من كتب في إعراب مفرداته، ولعل الناظر للكتب التي تزخر بها المكتبة ليلفت انتباهه كثرة ما طبع في إعراب القرآن من تلك الكتب (إعراب القرآن) للنحاس، و (مشكل إعراب القرآن) لمكي بن أبي طالب، و (البيان في إعراب القرآن) للأنباري، و (التبيان في إعراب القرآن) للعكبري.
ويندرج تحت تلك القائمة الطويلة الكتاب الذي طبع باسم (إعراب القرآن المنسوب إلى الزجاج) بتحقيق الأستاذ إبراهيم الأبياري، وعن هذا الكتاب قرأت في موقع (أهل التفسير) مقالة يستفسر فيها كاتبها عن مؤلف هذا الكتاب، وهل ذلك الكتاب هو للزجاج حقيقة؟
وبما أن هذه المسألة كانت أحد المباحث التي بحثتها في رسالتي المقدمة لنيل درجة الماجسير لقسم النحو والصرف في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والتي كانت بعنوان:
آراء أبي الحسن الباقولي النحوية: جمعًا ودراسة
فقد آثرت أن أدلي بدلوي في هذا الحديث؛ ليُقطع الشكُ باليقين، فأقول:
من المؤكد أن هذا الكتاب ليس للزجاج؛ لأن فيه ذكرًا لأعلام متأخرين عن الزجاج كالفارسي وابن جني والجرجاني، ولهذا ذكر محقق الكتاب الأستاذ إبراهيم الأبياري عبارة (المنسوب للزجاج)، وعقد مبحثًا آخِر الكتاب أكد فيه أن الكتاب ليس للزجاج، ورجح أنه لمكي بن أبي طالب القيسي ([1])، غير أنه لم يوفق في هذا التخمين، وظل مؤلف الكتاب مجهولًا إلى أن سطر الأستاذ محمد راتب النفاخ _ رحمه الله _ في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق مقالًا ذكر فيه أن الكتاب ليس للزجاج ولا لمكي القيسي، وإنما هو لعلي بن الحسين الباقولي الأصفهاني، وأنه بعنوان (الجواهر) ([2])، وذكر أدلة قوية على ذلك، وأيد الأستاذَ النفاخَ مجموعةٌ من الأساتذة المختصين، كالدكتور محمد الدالي ([3]) والدكتور إبراهيم أبو عباة ([4]) والدكتور صالح العايد ([5]) والدكتور عبد الرحمن العمار ([6])، والدكتور نبوي عشماوي ([7])، وكل من هؤلاء الأستاتذة استدل بأدلة دامغة لا تقبل المراء، ولعل من أبرزها ما ذكره الدكتور العايد من أنه وقف على نسخة مخطوطة من الكتاب نفسه كتب عليها اسم المؤلف علي بن الحسين الباقولي.
وبما أن بحثي كان في هذه الشخصية فقد ظهرت لي أدلة أخرى تعضد وتؤكد ما توصل إليه أولئك الأساتذة الفضلاء ([8])، ولولا خشية الإطالة لذكرت بعضًا من تلك الأدلة.
وخلاصة المقال أن كتاب (إعراب القرآن) لعلي بن الحسين الباقولي الأصفاني، وهذه النسبة قطعية لا يتطرق إليها الشك.
كتبه عبد العزيز بن إبراهيم الدباسي - المحاضر بقسم النحو والصرف بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود.
---------------------
([1]) إعراب القرآن: 3/ 1095.
([2]) ينظر: مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق المجلد الثامن والأربعين، الجزء الرابع: 841.
([3]) محقق كتاب كشف المشكلات للباقولي ينظر: 1/ 41 من قسم الدراسة من الرسالة.
([4]) محقق كتاب شرح اللمع للباقولي، ينظر: 1/ 63 من قسم الدراسة من الرسالة.
([5]) ينظر: مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود، العدد الثاني، محرم 1410 الجزء الأول: 191.
([6]) محقق كتاب كشف المشكلات ينظر: 1/ 47 من قسم الدراسة من الرسالة.
([7]) محقق كتاب كشف المشكلات، ينظر: مجلة معهد المخطوطات العربية المجلد الثاني والأربعين، الجز الأول: 191.
([8]) آراء أبي الحسن الباقولي النحوية جمعًا ودراسة: 29.
*****
شكر الله لكم يا أبا إبراهيم هذه الإضافة، ويسعدنا انضمامكم للملتقى للمشاركة مع إخوانكم وفقكم الله فيما يتعلق بلغة القرآن وفقهها.
__________________
عبدالرحمن بن معاضة البكري الشهري
المحاضر بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة الملك خالد
am33s@hotmail.com
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السائح]ــــــــ[23 Jun 2006, 01:41 م]ـ
الحمد لله.
ما شاء الله، فوائد نفيسة تترى، وتنبيهات دقيقة يتبع بعضها بعضا كأنها عِقْدٌ منثورٌ، فجزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
وقد أفاض الأستاذ أحمد حسن فرحات في بيان عدم صحة نسبة الكتاب إلى المُقري المتقن مكي رحمه الله تعالى، في كتابه القيّم (مكي بن أبي طالب وتفسير القرآن ص136 - 143).
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Jun 2006, 08:25 م]ـ
حياك الله أخي الكريم السائح، وجزى الله أخي أبا بيان خيراً على حفظه لهذه المشاركات وليست هذه بأول بركات أبي بيان أدام الله توفيقه.
وهذا الكتاب الذي دار حوله الحديث كتاب قيم من نوادر الكتب في المكتبة العربية، وفيه فوائد كثيرة لا تكاد تجدها في غيره، ولا أعرف له نظيراً في فكرته عند المتقدمين، ولم أطلع على مثله عند المتأخرين. وفي جهد العلامة محمد عبدالخالق عظيمة في موسوعته القيمة (دراسات لأسلوب القرآن الكريم) جمع أدق من جمع أبي الحسن الباقولي، غير أن الباقولي يتناقش المسائل العلمية التي اشتملت عليها الآيات، ويرجح ويختار فتميز من هذا الجانب، ولعلنا نراه منشوراً باسمه الحقيقي واسم مؤلفه قريباً إن شاء الله فقد وعد الدكتور محمد الدالي بهذا منذ زمن طويل أعانه الله، فقد علمتُ أنه يقوم بتحقيق ديوان الفرزدق الآن أيضاً على نسخ خطية، والأعمال العلمية إذا تراكمت على الباحث أطالت أمد خروجها في وقتٍ قريب.
بقي أن أشير إلى صاحب الفضل الأول في خروج هذا الكتاب، وتكليف الأستاذ إبراهيم الأبياري بتحقيقه، وهو العلامة النحوي إبراهيم مصطفى رحمه الله، الذي صنف كتاب (إحياء النحو)، وكان أحد أعضاء مجمع اللغة العربية حينها، فطلب من المجمع تصوير المخطوطة الوحيدة للكتاب من دار الكتب المصرية، وتكليف أحد الباحثين في المجمع بتحقيقها. وقد كان ذلك رحمه الله وجزاه خيراً.
ـ[السائح]ــــــــ[12 Jul 2006, 02:46 م]ـ
حياك الله وبياك أيها الفاضل الكريم، وجزاك خيرا وبارك في جهودك.(/)
(الإعجاز اللغوي للقرآن) منقول من كتاب (أكذوبة الإعجاز العلمي في القران)
ـ[محمد إسماعيل]ــــــــ[05 Jun 2005, 03:27 ص]ـ
هذا المقال منقول من كتاب: (أكذوبة الإعجاز العلمي في القران)
وقد أجبت عن سؤالين من الأسئلة التي اعترض بها هذا الخبيث على بلاغة القرآن، وأرجو من الإخوة العلماء، وأخصُّ علماء البلاغة، والباحثين المتحمسين أن يشاركوا في الرد على هذه المطاعن الخبيثة، على القرآن الكريم، الذي هو الأعلى في الفصاحة والبلاغة وحسن النظم رغم أنف الكفرة والملحدين والمنافقين.
ـــــــــ
الإعجاز اللغوي
في اعتقاد المسلمين ان القرآن معجزة , وهو معجزة لأنه كلام الله المباشر, وهو معجزة في بيانه وبديعه , أي في نظمه وتأليفه ورصفه وفصاحته وبلاغته والى كل ما من هنالك من إعجاز لغوي.
مع كل تلك الرغبة في تعجيز الإنسان واستغبائه , وكل تلك الرغبة في مصادرة الحقيقة وتعميتها عن عقول بني البشر , لنا ان نتساءل لو تركنا للعقل شيئا من دوره وحقه في ان يسال:
نسأل: أي إعجاز في قول القرآن: {أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما}؟ والتركيب الصحيح هو: انزل على عبده الكتاب قيما، ولم يجعل له عوجا.
وأي أعجاز في فوله: {أرنا الله جهرة}؟ والصحيح كما قال ابن عباس وابن جرير: (قالوا جهرة: أرنا الله). أي: ان سؤالهم كان جهرة.
ونسأل: أي أعجاز في قوله: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه}؟ والصحيح هو: (من اتخذ هواه الهه؛ لأن من اتخذ الهه هواه فهو غير مذموم –
ونسأل: أي إعجاز في قوله: {فضحكت فبشرناها}؟ والصحيح هو: فبشرناها فضحكت.
وأيضا أي إعجاز في قوله: {لولا كلمة من ربك لكان لزاما وأجل مسمى}؟ والصحيح هو: ولولا كلمة واجل مسمى لكان لزاما ....
وأين الأعجاز في قوله: {فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم وإنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا}؟ والصحيح:" لا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا, إنما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة.
وفي القرآن غرابات (هكذا وردت) منها شبهة في مرجع الضمائر إلى أصحابها , فيحتار المرء في المعنى المقصود مثلا في قوله: {إليه يصعد الكلام الطيب , والعمل الصالح يرفعه}.
فالضمير في " يرفعه " كقواعد لغة يجب ان يعود فيما عاد إليه ضمير "إليه " وهو الله , ولكن لا يستقيم المعنى إلا بان يعود إلى " الكلام الطيب". أو إلى " العمل الصالح ". ولكنها إحدى حزا زير القرآن.
وأما قوله: {ولا تستفت فيهم منهم أحدا} فإرجاع الضمائر لأصحابها فيها الكثير من الخلط فهل كل هذا الخلط فيه من الإعجاز شيء؟؟!!!
وهل هو جائز في اللغة والمنطق؟؟!!!
ومن غرابات القرآن مثلا في قوله: {هو الله أحد , الله الصمد}؟ لماذا جاءت لفظة " أحد " في صيغة النكرة و"الصمد " جاءت في صيغة المعرفة؟!!
وفي قوله: {ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا و محرم على أزواجنا} لماذا جاءت لفظة خالصة مؤنثة , ومحرم مذكرة؟؟؟!!!! فقد بحث لها المفسرون عن حجة فما استطاعوا إلا ان يبرروا بأن " محرم " ترجع إلى "ما" ,وكلمة "خالصة " ترجع إلى الأنعام" .. فهل هذا مقبول من العقل؟!!
ولماذا أجاز القرآن التأنيث في مكان ولم يجزه في مكان آخر, فمثلا في قوله: {أعجاز نخل خاوية}، ثم يقول في مكان آخر: {وأعجاز نخل منقعر} , وفي قوله: {السماء منفطر}، وفي مكان آخر: {إذا انفطرت السماء} , والى ما هنالك من غرائب كثيرة في القرآن.
ثم أيضا أيهما أصح في الأعجاز؟! قوله: {ادخلوا الباب سجدا وقولوا: حطة}. أم قوله: {قولوا حطة وادخلوا الباب سجدا}؟؟!!!
أو قوله: {ما أهل به لغير الله}. أم قوله: {ما أهل لغير الله به}؟!!
أو قوله: {ولن تمسنا النار أياما معدودة}. أ م قوله: {أياما معدودات}؟؟!!!
أو قوله: {ان هدى الله هو هدى}. أم قوله: {ان الهدى هدى الله}؟؟!!!!
أو قوله: { ...... وما أنزل إلينا}. أم قوله: { ..... وما أنزل علينا}؟؟؟!!!
أو قوله: {ولا تقتلوا أولادكم من إملاق}. أم قوله: { ..... خشية إملاق "؟؟!!!
هذا جزء بسيط من غرائب القرآن التي سأعود وأتكلم عن بعض الآخر منها في المرة القادمة
إن المسلمين لا يتعلقون بأرقام كدليل على وحي القرآن من رب العباد وإن ظهر علينا باحثون بهذه المعارف فلا حرج في التأمل بها من دون الاتكال عليها كدليل رباني على مصدر القرآن ..
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد حاول، وما يزال يحاول المسلمون اثبات ان القرآن كلام الله، تارة بفكرة التعجيز القرآني، وتارة بمعجزات محمد (مع ان القرآن واضح بتعجيز صاحب الناقة عن كل معجزة)، وتارة بالحديث الإسرائيلي المدسوس على المسلمين، وتارة بأنباء الغيب التي كانت معروفة قبل أيام محمد، وتارة بأساطير الأولين، وتارة بأسماء القرآن مع أنها مأخوذة من الذكر الحكيم (تبعنا)، وتارة بسيرة محمد (القدسية) رغم استغفار محمد لذنبه، وتارة بقوة محمد الجنسية، الخ الخ، مع ان الصحيح، ان هناك معجزة وحيدة لمحمد لم يستطع أي نبي او رسول ان يصطنع مثلها، وهي معجزة الحديد الذي به بأس شديد ومنافع للناس، بعد ان فشلت الدعوة بالحسنى والموعظة الحسنة!
وبلغة أصعب بعض الشيء: المسلمون يقولون ان القرآن كلام الله، كما يقول في أيامنا عبد الكريم الخطيب (إعجاز القرآن 1: 340): " إن القرآن، وهو كلام الله، لا يمكن أن يوازن به كلام، فهو لهذا معجز في ذاته ".
وقد رد هذه المقالة (التي هي مقالة معظم المسلمين) نفس المسلمين، مثل مصطفى صادق الرافعي (إعجاز القرآن ص 164): " قال (ابن حزم): " وهذا برهان كاف لا يحتاج إلى غيره" – نقول: بل هو فوق الكفاية، وأكثر من أن يكون كافيا أيضا، لأنه لما قاله ابن حزم وجعله رأيا له، أصاره كافيا لا يحتاج إلى غيره ... وهل يُراد من اثبات الإعجاز للقرآن، إلاّ إثبات أنه كلام الله تعالى"؟ يعني ان منطق المسلمين منطق معكوس. إنهم يثبتوا ما يُراد إثباته بدون برهان!!!!
وبلغة القرآن المبينة، نعيد ما نطالب ويطالب به الجميع إلى هذا اليوم، ما هي معجزة محمد التي تثبت بها الادعاء ان القرآن كلام الله؟
عودة
نشر في جريدة البيان: -11 - 01 00:12:0 2004 Uae
الاعجاز البياني
لم يجعل له عوجاً
قال الله تعالى: «الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً. قيماً لينذر بأساً شديداً من لدنه ... » الكهف/ 1 ـ 2.وصف الله تعالى، في هاتين الآيتين الكريمتين، الكتاب بصفتين: الأولى: هي قوله تعالى: «ولم يجعل له عوجاً». والثانية: هي قوله تعالى: «قيماً»، والأولى نفي، والثانية إثبات.
والأولى اشارة إلى كون هذا الكتاب كاملاً في ذاته، لأن نفي العوج عنه يعني أنه مستقيم في ألفاظه ومعانيه، صادق في أخباره، عدل في أحكامه، سالم من جميع العيوب، لأن «عوجاً» نكرة في سياق النفي، فهي تعم نفي جميع أنواع العوج .. وأما الصفة الثانية فهي إشارة إلى كون هذا الكتاب مكملاً لغيره، لأن «القيم» عبارة عن القائم بمصالح الغير، كما قال الرازي، خلافاً لمن ذهب إلى أن معنى كونه قيماً هو عبارة عن انتقاء العوج عنه، وأنه بدل من قوله:
«ولم يجعل له عوجاً»، أو أنه حال من الكتاب وأن في الآية تقديماً وتأخيراً، والأصل: «أنزل على عبده الكتاب قيماً. ولم يجعل له عوجاً. والصواب ما ذهب إليه الرازي. وعليه يكون المراد من قوله: «قيماً»: أنه قيم بمصالح العباد الدينية والدنيوية. ولهذا جاء مكملاً لقوله تعالى: «ولم يجعل له عوجاً» الذي دل على أانه كامل في ذاته.
قال الرازي: «وكونه كاملاً في ذاته متقدم بالطبع على كونه مكملاً لغيره، فثبت بالبرهان العقلي أن الترتيب الصحيح هو ما ذكره الله تعالى. وأما القول بأن في الآية تقديماً وتأخيراً ففاسد يمتنع العقل من الذهاب إليه».
ونظير ذلك ـ كما قال الرازي ـ قوله تعالى: «ذلك الكتاب لا ريب فيه» البقرة /2 ـ فقوله «لا ريب فيه»، إشارة إلى كونه بالغاً في الصحة وعدم الإخلال إلى حيث يجب على العاقل ألا يرتاب فيه، وقوله: «هدى للمتقين»، إشارة إلى كونه سبباً لهداية الخلق، وإكمال حالهم. فقوله تعالى: «ولم يجعل له عوجاً»، قائم مقام قوله: «لا ريب فيه»، وقوله تعالى: «قيماً» قائم مقام قوله: «هدى للمتقين».
وعلى ما تقدم يكون قوله تعالى: «لم يجعل له عوجاً»، في موضع نصب على الحال من الكتاب، وقوله تعالى: «قيماً» إما حال ثانية من الكتاب، وإما مفعول به لفعل محذوف، قدره الزمخشري بقوله: «ولم يجعل له عوجاً، وجعله قيماً». وروى انه جاء في بعض مصاحف الصحابة:
(يُتْبَعُ)
(/)
«ولم يجعل له عوجاً، ولكن جعله قيماً، وعقب أبو حيان على ذلك بقوله: «ويحمل ذلك على تفسير المعنى، لا أنها قراءة». وذكر الشنقيطي اختلاف علماء العربية في إعرابه، ثم قال: «وأقرب أوجه الإعراب: أنه منصوب بمحذوف، أو حال ذاتية من الكتاب». وكونه حالاً ثانية هو الأقرب إلى الصواب، والله اعلم .. وروي عن حفص أنه كان يسكت على قوله: «عوجاً» سكتة خفيفة، ثم يقرأ: «قيماً».
ويذكر علماء اللغة أن «العِوج» بكسر العين يكون في المعاني كالعوج في الدين والعقل، فإذا كان في الأعيان، جاء بفتح العين. وأما قوله تعالى: «لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً»، مع كون الجبال من الأعيان فللدلالة على انتقاء ما لا يدرك بحاسة البصر، بل إنما يوقف عليه بوساطة استعمال المقاييس الهندسية، ولما كان ذلك مما لا يشعر به بالمشاعر الظاهرة، عدَّ من قبيل ما في المعاني. فتأمل ذلك!!
محمد إسماعيل عتوك
جميع الحقوق محفوظة - مؤسسة دبي للإعلام© 2005
من إعجاز القرآن
استعمال صفتين لموصوف واحد
قال الله تعالى حكاية عن اليهود:1ـ «وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله مالا تعلمون» (البقرة 80).2ـ «ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون» (آل عمران 34).
ولسائل أن يسأل: لم وصفوا (الأيام) في الآية الأولى، بقولهم: (معدودة) بصيغة المفردة المؤنثة، وفي الآية الثانية بقولهم: (معدودات) بصيغة جمع الإناث، والموصوف في الآيتين واحد؟ وهل بين الصفتين من فرق في المعنى؟ ولم عبروا عن عذابهم في النار بالمس دون اللمس؟
وأجاب جمهور المفسرين عن السؤال الأول والثاني بان الأصل في جمع التكسير، إذا كان واحده مذكرا، أن يقتصر في وصفه على الواحدة المؤنثة، نحو قوله تعالى: «فيها سرر مرفوعة وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة، وزرابي مبثوثة» (الغاشية 13ـ 16).
ثم قالوا: وقد تأتي هذه الصفة مجموعة بالألف والتاء، فيقال سرر مرفوعات، وأكواب موضوعات، ونمارق مصفوفات، وزرابي مبثوثات، إلا أن ذلك ليس بالأصل فجيء بها في البقرة على الأصل، وفي آل عمران على الفرع.
وعلل ابن جماعة لذلك بقوله: «لان قائل ذلك فرقتان من اليهود: إحداهما: قالت: إنما نعذب بالنار سبعة أيام، عدد أيام الدنيا والأخرى قالت: إنما تعذب عدة أيام عبادة آبائهم العجل، ثم قال «فآية البقرة تحتمل قصد الفرقة الثانية، حيث عبر بجمع الكثرة، وآية آل عمران تحتمل قصد الفرقة الأولى حيث أتى بجمع القلة» ومراده بجمع الكثرة: الأيام وبجمع القلة: معدودات.
وذكر الألوسي في الآية الثانية أن ذلك من باب التفنن في القول ثم قال: «وخص الجمع ـ هنا ـ لما فيه من الدلالة على القلة كموصوفة، وذلك أليق بمقام التعجب، والتشنيع»
وأجاب احدهم عن ذلك بان (معدودة) يراد بها: العدد الكثير أما (معدودات) فيراد بها: العدد القليل.
والصحيح الذي عليه علماء اللغة والتفسير أن معنى كل من (معدودة)، و (معدودات): قلائل، يحصرها العد. اقلها ثلاثة، وأكثرها أربعون، وان المراد بالأيام. الأيام التي عبد اليهود فيها العجل، وان اليهود طائفة واحدة، لا طائفتين.
قال الراغب الأصفهاني في مفرداته: «ويتجوز بالعدد على أوجه. يقال: شيء معدود ومحصور للقليل مقابلة لما لا يحصى كثرة وعلى ذلك: «أياما معدودة» أي قليلة لأنهم قالوا: نعذب الأيام التي عبدنا فيها العجل» وقال الفخر الرازي: «قيل في معنى (معدودة): قليلة كقوله تعالى: (وشروه بثمن بخس دراهم معدودة) والله اعلم.
وفي تفسير (دراهم معدودة) قال الزمخشري: «تعد عدا، ولا توزن لأنهم كانوا لا يزنون إلا ما بلغ الأوقية، وهي الأربعون ويعدون ما دونها» ثم علل لذلك بقوله: «وقيل للقليلة: معدودة لان الكثيرة يمتنع من عدها لكثرتها».
فثبت بذلك أن معنى معدودة: قليلة، أو قلائل .. وكذلك معدودات لأنها جمع قلة، ولكن يبقى بينهما فرق لابد أن يراعى وهو: أن معدودة تدل على عدد غير معين. أما معدودات فتدل على عدد معين.
والدليل على ذلك ما حكاه أبو حيان عن بعضهم في تفسير معدودة من قوله: «أي قلائل يحصرها العد لا أنها معينة العد في نفسها» ومثلها في ذلك قوله تعالى: «وشروه بثمن بخس دراهم معدودة» (يوسف 20).
ولهذا اختلفوا في تحديد عدد الأيام المعدودة والدراهم المعدودة، قال الزجاج في الأولى: «قيل في عددها سبعة أيام، وقيل: أربعون يوما» وقال في الثانية: «جاء في التفسير: انه بيع بعشرين درهما وقيل: باثنين وعشرين درهما اخذ كل واحد من إخوته درهمين وقيل: بأربعين درهما».
فثبت بذلك أن (معدودة) تدل على عدد غير معين. أما (معدودات) فتدل على عدد معين والى هذا ذهب بعض المفسرين وذكره الزمخشري في تفسير قوله تعالى: «أياما معدودات» (البقرة 184) فقال: معدودات: مؤقتات بعدد معلوم وتابعه في ذلك الفخر الرازي والدليل عليه أن المراد بالأيام المعدودات في آية البقرة: أيام شهر رمضان.
ومثل ذلك قوله تعالى: «واذكروا الله في أيام معدودات» (البقرة 203) «ويذكروا الله في أيام معلومات» (الحج 28) فالمعدودات: هي ثلاثة أيام بعد النحر. والمعلومات: عشر ذي الحجة، وعند بعض الفقهاء: المعدودات: يوم النحر، ويومان بعده. فعلى هذا يكون يوم النحر من المعدودات والمعلومات.
بقي أن تعلم أن وصف اليهود لهذه الأيام بأنها (معدودة) مرة وأنها (معدودات) مرة أخرى ـ وهي الأيام التي عبدوا فيها العجل ـ دليل على كذب قولهم، واضطراب نفوسهم وفساد معتقدهم لأنهم لم يثبتوا على قول واحد، وبهذا يظهر لك سر الإعجاز القرآني في استعمال هاتين الصفتين لموصوف واحد، فتأمل عظمة هذا القرآن العظيم!
ثالثا: أما السؤال الثالث فيجاب عنه بان المس في اللغة كاللمس، إلا أن المس يدل على اتصال الشيء بالبشرة بحيث تتأثر الحاسة به. أما اللمس فهو إدراك بظاهر البشرة ويعبر به عن طلب الشيء ولذلك يقال: ألمسه، فلا أجده .. ومن الفروق بينهما أيضا: أن المس يقال في كل ما ينال الإنسان من أذى بخلاف اللمس. وتأمله في القرآن تجده على ما ذكرنا، إن شاء الله تعالى .. ، فسبحان الله الذي خلق الإنسان، وعلمه البيان!!
محمد إسماعيل عتوك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد القادر يثرب]ــــــــ[18 Jun 2005, 12:43 ص]ـ
جزاك الله خيراً أستاذي الفاضل أبا الهيثم على دفاعك عن القرآن بكل ماتكتب وتقول وتوجه.
جعل الله ذلك كله في ميزان حسناتك يوم الحساب، ولقاك نضرة وسرورا(/)
التحقيق في مسألة مراتب التفخيم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[06 Jun 2005, 11:34 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
هناك مسألة مهمّة خفِيَت أهمّيتها على كثير من أهل الأداء، ألا وهي مسألة مراتب التفخيم وهذه الأهمّية تكمل في أنّ المسألة اجتهادية حيث اختلف فيها العلماء إلى مذاهب وللأسف أنّ هذا الخلاف ترتّب عليه تغييرٌ في الصوت وليس مجرّد خلاف لفظي كما يتوقّعه البعض، ومن هنا تظهر خطورة الموضوع، لأنّ الاجتهاد في المسائل الخلافية لفظاً لا يضرّ ولكنّ الاجتهاد في المسائل الخلافية التي يترتّب عليها تغييرٌ في الصوت مذموم لقول الإمام الشاطبي رحمه الله:
وما لقياسٍ في القراءة مدخل…… .. فدونك ما فيه الرضا متكفّلا
ولا شكّ أنّ القياس هو عبارة عن اجتهاد وقد ذكر بن الجزري في النشر أنّ القياس لا يكون إلاّ في المسائل التي فيها غموض ولم يرد فيها نصّ. فكيف إذا خالف النصوص أو خالف ما تلقّاه الناس عن مشايخهم بالسند فيكون المنع من باب أولى.
لذلك يختلف الصوت مثلاً في القاف في كلمة {اقترب}. فعلى مذهب من جعل الساكن قبل الكسر في مرتبة المكسور تكون أقلّ تفخيماً من المذهب الذي يرى أنّ للساكن مرتبة مستقلّة لا يتبع الحرف الذي قبله. فنشأ الخلاف في الصوت جرّاء مسألة اجتهادية تحتمل الخطأ والصواب. فالأصل هو الاتباع والتلقي من المشايخ ثمّ تُقعّد القواعد وفق التلقّي كما كان يفعل القدامى. ولكن في هذه المسألة وقع العكس وهو الاجتهاد أوّلاً ثمّ التلقّي يتبع الاجتهاد فختلف الصوت القرءاني على نحو اختلاف عدد المذاهب الاجتهادية وهذا السبب الذي أدّى إلى الخلاف الواقع في هذه المسألة وفي غيرها في الوقت الحالي.
1 - مذاهب العلماء في مراتب التفخيم:
1 - المذهب الأوّل: ثلاثة مراتب: المفتوح ثمّ المضموم ثمّ المكسور. والساكن يتبع ما قبله فإن كان بعد فتح فمرتبته مع المفتوح وإن كان بعد ضمّ فمرتبته مع المضموم وإن كان بعد كسر فمرتبته مع المكسور. وهو مذهب المتولّي حيث قال:
ثُمَّ المفخّماتُ عنهم آتِيَهْ ....... على مراتبٍ ثلاثٍ وَهِيَهْ
مفتوحُهَا، مضمومُها مكسورُها ....... وتابِعٌ ما قَبْلَهُ ساكِنُهَا
فَمَا أتَى من قَبْلِهِ من حَرَكَهْ ........ فافرِضْهُ مُشْكَلاً بتلك الحركهْ
- المذهب الثاني: خمسة مراتب وهي: المفتوح الذي بعده ألف نحو {طال} ثمّ الفتوح الذي ليس بعده ألف ثمّ المضموم ثمّ المكسور أمّا الساكن فحكمه مثل المذهب الأوّل أي تابع لما قبله. وهذا فيه نظر لأنّه إن كان تابع لما قبله فلا يكون مرتبة مستقلّة فيكون عدد المراتب أربعة كالمذهب الأوّل مع زيادة المفتوح الذي بعده ألف. وهو مذهب أخذ به الكثير من المعاصرين كالعلامة المرصفي في هداية القارئ والشيخ عبد الرازق إبراهيم موسى في الفوائد التجويدية وغيرهم. وهو مذهب العلامة إبراهيم شحاته السمنودي حيث قال:
أعلاهُ فيه كطائفٌ فصَلّى .... فَقُرْبَةٌ فَلاَ تُزِغْ فظِلاَّ
والمتولّي في السكونِ فَصَّلاَ .... فمثلُ مفتوحٍ ومضمومٍ تَلاَ
ثمّ سكوناً بعدَ كَسْرٍ جَعَلاَ ..................................
- المذهب الثالث: خمسة مراتب كالمذهب الثاني إلاّ أنّ الساكن يكون في مرتبة مستقلّة لا يتبع ما قلبه وهي المرتبة الرابعة مابين المضموم والمكسور وهذا المذهب هو المأخوذ به عند مشايخ الشام وهو مذهب محمود بن سبويه البدوي في كتابه الوجيز والدكتور يحي الغوثاني في كتابه علم التجويد وإليه أشار العلامة المتولّي:
وقيل بل مفتوحها مع الألفْ ....... وبعدهُ المفتوحُ من دون الألِفْ
مضمومها، ساكِنُهاَ مكسورُها ....... فهذهِ خَمْسٌ أتاكَ ذِكْرُهَا
وهو مذهب ابن الجزري على مانقله ملا القارئ والمرعشي. فقال صاحب المنح الفكرية: " وعند المصنّف خمسة ما كان بعده ألف ثمّ ماكان مفتوحاً من غير ألف بعدها ..... ثمّ ما كان مضموماً ثمّ ماكان ساكناً ثمّ ما كان مكسوراً (المنح الفكرية ص33). ونقل هذا الكلام المرعشي في جهد المقلّ ص 155). ولم يقيّد الساكن بكونه تابع لما قبله وهذا يدّل أنّ ابن الجزري يرى أنّ الساكن يكون في مرتبة مستقلّة لا يتبع ما قبله حيث لم يقيّد الساكن باتّباع ما قبله.
(يُتْبَعُ)
(/)
- المذهب الرابع: خمسة مراتب ولكن على ترتيب التالي: المفتوح الذي بعده ألف ثمّ المفتوح الذي ليس بعده ألف ثمّ المضموم ثمّ الساكن بعد الكسر ثمّ المكسور. أمّا الساكن بعد الفتح فكالمفتوح الذي ليس بعده ألف، والساكن بعد الضمّ كالمضموم. وهو مذهب الشيخ عثمان بن سليمان مراد صاحب السلسبيل الشافي حيث قال:
أشدُّها المفتوح الذي بعدهُ ألفْ ...... ودونَهُ المفتوح من غير ألفْ
مضمومها وساكنٌ عن كَسْرِ ........ مكسورُها فَخَمْسَةٌ بالحصْرِ
وساكنٌ عن فتحةٍ كفتحةِ ....... وساكنٌ عن ضمّةٍ كضمّةِ
المذهب الخامس: وهي ستة مراتب وقد نقل ذلك الدكتور حامد بن خير الله سعيد شارح كتاب السلسبيل الشافي عن الشيخ محمود علي بسة في كتابه العميد في علم التجويد. وهذه المراتب هي:
المفتوح الذي بعده ألف ثمّ المفتوح الذي ليس بعده ألف ثمّ المضموم ثمّ الساكن الذي قبله فتح أو ضمّ ثمّ الساكن الذي قبله كسر إن كان مطبَقاً أو قافاً ثمّ المكسور مطلقاً والغين والخاء المسبوقتان بكسرٍ أو ياء. (انظر هامش السلسبيل الشافي ص114).
مناقشة الخلاف في مراتب المدود:
أ - لم يختلف العلماء في كون المفتوح أقوى من المضموم والمضموم أقوى من المكسور وقد نقل ابن الجزري هذا القول لابن طحان الأندلسي حيث قال " قال ابن طحان الأندلسي في تجويده: المفخّمات على ثلاث أضرب: ضرب يتمكّن التفخيم فيه وذلك إذا كان حرف الاستعلاء مفتوحاً، وضرب دون ذلك وهو أن يكون مضموماً وضرب دون ذلك وهو أن يكون مكسوراً.انتهى " (النشر 1/ 218).وسبب ذلك أنّ في المفتوح ينفتح الفمّ حيث يجد الصوت منفذاً متّسِعاً فقَوِيَ الصوت بذلك، وفي المضموم تُضمّ الشفتين فيخرُجُ الصوت من منفذٍ ضيّق وهي الفرجة التي تكون بين الشفتين حال الضمّ فينحصر الصوت في ذلك المنفذ الضيّق لذا كان المضموم دون المفتوح في القوّة، وفي المكسور ينخفض الفمّ أي الفكّ السفلي إلى الأسفل فينخفض الصوت معه لذا كان في أدنى المراتب.
ب - اختلف العلماء في المفتوح فمنهم من فرّق بين الذي بعده ألف وبين الذي ليس بعده ألف وهو مذهب بن الجزري (النشر 1/ 218) وهو مذهب الجمهور ومنهم من لمّ يفرّق كابن ضحان الأندلسي والمتولّي. فمن لم يفرّق يرى أنّ الألف لا يزيد قوةً في الحرف إذْ لو كان كذلك لتقوّى الحرف كلّما كان مقدار المدّ أطول فيكون القاف في {قآئم} أقوى من {قَال} وهو يكون أقوى من {القَمر} ولما جاز الترقيق في {طال} و {فصالا} و {يصّالحا} في رواية ورش لأجل الفاصل، إذ لو كانت الألف تزيد الحرف قوّةً لما جاز الترقيق في هاته الكلمات. ومن فرّق بينهما يرى أنّ الحرف المفخّم يكتمل قُوّته في النطق إذا جاء بعده ألف ولا يكتمل إذا لم يقع بعده ألف لانقطاع الصوت عند الحركة وهي الفتحة بخلاف إذا وقع الألف بعدها فإنّ الصوت يكتمل لأنّ حروف المدّ تنتهي بانتهاء الهواء فتكتمل قوة الصوت مع انتهاء الهواء والله أعلم. والترجيح بين القولين صعب ولا يؤدّي إلى فائدة كبيرة إذ الخلاف في هذه المسألة لفظيّ ولا يترتب عليه تغيير في الصوت والعلم عند الله.
ج - اختلف العلماء المعاصرون في مرتبة الساكن هل هي في مرتبة مستقلّة أم هي تابعة لما قبله وهذه المسألة هي المهمّة في هذا البحث لأنّ الخلاف فيها يترتّب عليه تغيير في الصوت حيث أنّ صوت الحرف من حيث قوّة التفخيم يختلف بحسب القولين كما هو ظاهر في المثال الذي ضربناه في المقدّمة. نحن نتّفق أنّ المفتوح أقوى من المضموم وهو أقوى من المكسور. ونتّفق أيضاً أنّ سبب ذلك هو انفتاح الفمّ في المفتوح وضمّ الشفتين في المضموم وانخفاض الفكّ في المكسور. وعلى هذا الأساس نحاول أن نعالج هذه المسألة فنقول وبالله التوفيق:
أوّلاً: كيف نجعل مرتبة الساكن بعد الفتح في مرتبة المفتوح مع أنّ في الساكن لا ينفتح الفمّ وقد علمنا أنّ المفتوح كان الأقوى لأجل انفتاح الفمّ فيه؟.
ثانياً: كيف نجعل مرتبة الساكن بعد الضمّ في مرتبة الضموم مع أنّ في الساكن لا تُضمّ الشفتين وقد علمنا أنّ المضموم كان في المرتبة الثانية لأجل ضمّ الشفتين عند النطق بالحرف؟.
ثالثاً: كيف نجعل مرتبة الساكن بعد الكسر في مرتبة الكسور مع أنّ في الساكن لا ينخفض فيه الفمّ أو الفكّ وقد علمنا أنّ المكسور كان في أدنى المراتب لأجل انخفاض الفكّ؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعاً: وكيف يمكن أنّ نجعل القاف في {اقْتَرب} في نفس المرتبة مع القاف في {قِيل} حيث لو قمنا بتطبيق ذلك في القراءة لأنكره معظم المشايخ حتّى الذين يقولون بذلك. وقد سمعنا الكثير من المشايخ يأمرون الطلبة بترقيق - إن صحّ التعبير - الغين والخاء في نحو {تُزِغْ} {إخْواناً} ويبالغون في ترقيقها حتّى تصير كالمكسورة ولا دليل لهم في ذلك وقد علمنا أنّ في الساكن لا ينخفض الفك فلماذا التسوية؟ وقد قرأت بذلك علىالشيخ عبيد الله الأفغاني وعلى الشيخ محمد طاهر الرحيمي الباكستاني وعلى مشايخ دمشق فأنكروا عليّ ذلك. وزيادة على ذلك ليس هناك نصّ من نصوص القدامي يؤيِّدُ ذلك بل هو مخالف للنصوص المعتبرة فقال ابن الجزري "وحرف الاستعلاء فخّم .... " والتفخيم هو امتلاء الفم بصدى الحرف إلاّ أنّ في المكسور لا يمتلأ الفم كثيراً بصدى الحرف لأجل انخفاض الفكّ فيه وقد علمنا أنّ الفكّ لا ينخفض في الساكن.
وللأسف ما نسمعه اليوم من ترقيق الغين في {تُزِغْ} والخاء في {إِخْواناً} مع التعمّد والمبالغة في ذلك يجعلنا ننكرُ ذلك لمخالفته النصوصَ أوّلاً ولمخالفة ما تلقّاه الناس عن مشايخهم، فالتفخيم الصحيح في نحو {إخْوانكم} و {تُزِغْ} يكون تفخيم متوسّطاً لا يبالغ فيه من الناحيتين أي لا من ناحية التفخيم ولا من ناحية الترقيق بحيث يخرج الصوت معتدلاً موافقاً لما ذكره القدامى والله أعلم.
وعلى ما تقدّم من البيان نخلُصُ أنّ المذهب الثالث هو الأقرب إلى الصواب لموافقته لما تلقّيناه عن أكثر مشايخنا وحيث لا يعارض ذلك نصاًّ من النصوص المعتبرة وهو ظاهر كلام ابن الجزري وليس هناك نصّ يدلّ على أنّ الساكن تابع لما قبله وهذا الذي أدّى صاحب السلسبيل الشافي إلى التفريق بين الساكن بعد الكسر والمكسور والعلم عند الله، ولا ندّعي الكمال فيما ذكرنا وصلّى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحي شريف الجزائري.(/)
تاريخ القرآن
ـ[موراني]ــــــــ[07 Jun 2005, 11:34 ص]ـ
صدر أخيرا
تاريخ القرآن
تاليف تيودور نولدكه
تعديل فريدرش شوالي
الاجزا الثلاثة في مجلد واحد
نقله الى العربية د. جورج تمر بالتعون مع فريق عمل مؤلف من ......
دار نشر جورج ألمس , هلدسهيم
باذن دار نشر ومكتبة ديترش , ويسبادن
2004
هذا , والفقرات المكتوبة باللغات العبرية والحبشية والسيريانية بقيت كما هي في الأصل.
ومن هنا قد يصعب على القاريء العربي متابعة ما جاء في هذه الدراسات المقارنة بين تلك اللغات.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Jun 2005, 12:07 م]ـ
هذا خبر مفرح يا دكتور موراني أشكرك عليه، ولكن كيف نحصل على نسخة منه؟ وهل هو الذي سألتكم عنه سابقاً الذي صدر في الأردن؟
ـ[موراني]ــــــــ[07 Jun 2005, 01:42 م]ـ
جاء على وجه الكتاب:
الطبعة الأولى. بيروت 2004
صدر الكتاب بالمعونة من مؤسسة Konrad Adenauer
ربما يمكن طلب الكتاب من هناك.
ـ[موراني]ــــــــ[07 Jun 2005, 06:31 م]ـ
على هذا الرابط تجدون المكتب للمؤسسة المذكورة أعلاه في عمان (الاردن)
ربما توجهون الاستسفارات حول الكتاب الى هناك.
أما دار النشر المذكورة في عنوان الكتاب فلا ذكر لهذا الكتاب المترجم في رابطها الألماني.
حاول الاتصال من هنا:
http://www.kas.de/proj/home/home/76/2/index.html
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[10 Jun 2005, 03:18 ص]ـ
شكرا لك د. موراني
وهل لهذا الكتاب نسخة إلكترونية على الشبكة العنكبوتية؟
ولقد دخلت على الرابط فوجدته بالإنجليزية! فهل من وسيلة أخرى لشراء هذا الكتاب؟
ـ[موراني]ــــــــ[10 Jun 2005, 09:59 ص]ـ
لقد اتصلت بدار النشر (أولمس) في ألمانية قبل ثلاثة أيام بالبريد الألكتروني في هذا الشأن
فلم أتلق جوابا الى الآن.
لا أظن أنّ للكتاب نسخة ألكترونية على الشبكة.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[11 Jun 2005, 05:40 ص]ـ
د. موراني وفقه الله
هل يمكن أن نعرف الكتب التي كتبها المستشرقون في الدراسات القرآنية، وكان لها حظ الترجمة إلى العربية؟
وكتاب نولدكه هل له ترجمة عربية سابقة؟
ـ[موراني]ــــــــ[12 Jun 2005, 05:38 م]ـ
مساعد الطيار وفقه الله ,
ليست هناك ترجمة سابقة لكتاب نوادكه هذا. أما الكتب الأخرى في الدراسات القرآنية فقد ترجم
كتاب جولدزيهر (الاتجاهات في التفسير) غير أنني لم أره.
ـ[موراني]ــــــــ[14 Jun 2005, 06:56 م]ـ
اتصلت اليوم بمترجم الكتاب (وهو مقيم في جامعة أرلانجن في ألمانية)
فأخبرني أن الكتاب قد نفد وستأتي الطبعة الثانية له في وقت لاحق غير محدد.
ـ[الباجي]ــــــــ[28 Jun 2005, 10:39 م]ـ
د. موراني وفقه الله
هل يمكن أن نعرف الكتب التي كتبها المستشرقون في الدراسات القرآنية، وكان لها حظ الترجمة إلى العربية؟
وكتاب نولدكه هل له ترجمة عربية سابقة؟
ليسمح لي الدكتور موراني.
من الكتب المترجمة في هذا المجال كتاب ريجيس بلاشير، المولود 1900 [القرآن نزوله، تدوينه، ترجمته، تأثيره .. ] ترجمة: رضا سعادة، بيروت 1974م.
أما كتاب جولدزيهر المطبوع تحت اسم [مذاهب التفسير الإسلامي] فمشهور متداول، ترجمه عبد الحليم النجار.
ـ[الباجي]ــــــــ[28 Jun 2005, 11:02 م]ـ
قال تيودور نولدكه في المقدمة التي كتبها للطبعة الثانية من كتابه [تاريخ القرآن] xxxl :
( فاجأني الناشر المحترم عام 1898 بسؤاله إذا كنت أريد تحضير طبعة ثانية من كتابي تاريخ القرآن، أو أود أن أسمي من العلماء من يعيد النظر فيه!! إذا لم يكن باستطاعتي ذلك، وإذا لم يكن في وسعي، لأسباب عديدة، أن أمنح هذا العمل الشكل الذي يرضيني إلى حد مّا، اقترحت بعد تفكير يسير تلميذي القديم وصديقي الأستاذ شفالي ليقوم به، فأعلن استعداده لذلك، وقد قام بقدر الإمكان بجعل الكتاب الذي أنجزته بسرعة!! قبل نصف قرن مراعيا المستلزمات الحاضرة!! أقول: < بقدر الإمكان > لأن آثار الوقاحة الصبيانية لن يمكن محوها بالكلية، من دون أن يعاد تأليف الكتاب من جديد، بعض ما قلته حينذاك بقليل أو كثير من الثقة، انعدمت ثقتي به لاحقا!!
كتبت في نسختي الخاصة أحيانا، ومن دون تتابع، ملاحظات مفردة استطاع شفالي استعمالها، وقد صححت ما ترونه الان أمامكم مطبوعا، فكتبت الكثير من الملاحظات في الهوامش وتركت له حرية استعمالها أو عدمه، إلا أني لم أفحص كل شئ بتدقيق، ولم أقم بما كان ينبغي أن أقوم به من أبحاث لو أني كنت أقوم بمعالجة جديدة كاملة للنص، هكذا تتميز الطبعة الثانية، من جهة، بأنها تحمل نتائج حصل عليها باحثان معا، إلا أن فيها ضعفا!! من جهة أخرى، وهو أن مسؤليتها يتقاسمها اثنان.
أما إذا كان سيتسنى لي أن أصحح الجزء الثاني من الكتاب فأمر غير مؤكد، لآن ضعف ناظري المتزايد يجعل من القراءة أمرا يرهقني).
هرنألب (فرتمبرغ) في آب 1909.
ت. نولدكه
أضع هذه المقدمة السريعة لنولدكه لينظر فيها الأحباب بعين فاحصة، من أجل تحليلها و نقدها.
ومن تم معرفة القيمة الحقيقية للكتاب ومنهج مؤلفه فيه، وما تعرض له من زيادة وربما نقص ...
وترجمة الكتاب عندي من المهمات المستفادة في هذه السنوات بالنسبة للمسلمين، بعد أن حجب عنهم لسنوات عديدة، كان فيها مرجعا مهما لكل من جاء بعد مؤلفه من الباحثين الغربيين، حتى قارب أن يصل حد القداسة عند بعضهم، كما كان مرجعا أيضا لبعض الشرقيين ممن علم لغة القوم، يستفيدون منه، وينقلون عنه بعزو أحيانا، وبدون عزو أحيانا كثيرة، و بهذا فقد أتيح لعلماء المسلمين الإطلاع على الكتاب لدراسته دراسة علمية دقيقة، ونقده بمنهجية صارمة ... فهم أولى بهذا من كل أحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباجي]ــــــــ[28 Jun 2005, 11:18 م]ـ
د. موراني وفقه الله
وكتاب نولدكه هل له ترجمة عربية سابقة؟
إلحاق:
بالنسبة لكتاب نولدكه فقد علمت دكتور مساعد من أمر ترجمته ما أفاده الدكتور موراني، وأضيف أن الأستاذ عمر لطفي العالم من طرابلس الغرب يقوم منذ مدة بترجمة الكتاب، وقد أوشك على التمام، وربما تكون ترجمته لو قدر لها أن تطبع أفضل من ترجمة جورج تامر وأدق، لعلمه الممتاز بلغة القوم، ولقيامه بترجمة بعض الأعمال السابقة عن الألمانية. ثم مساعدة بعض من لهم اهتمام واسع ببحوث المستشرقين عموما، ومناهج دراستهم خصوصا، إضافة لمعرفة ممتازة بالعلوم الشرعية.
ثم قد قام أحد الأفاضل بعرض لكتاب نولدكه في عدة صفحات وعدني بنسخة منه، لو تحصلت عليها فسأنشرها في هذا الملتقى العلمي - إن شاء الله - كما ان الأستاذ الفاضل يفكر في كتابة دراسة نقدية موسعة حول الكتاب، بعد أن يكمل ما بقي له من ترجمة ونقد لكتبي شاخت [أصول الفقه المحمدي] وجولدزيهر [دراسات محمدية].
ـ[موراني]ــــــــ[28 Jun 2005, 11:19 م]ـ
بارك الله فيك.
للأسف لا يمكننا أن نضيف الى ذلك ما جرى بين نولدكه وجولدزيهر من المراسلات رغم أن جميع الرسائل التي كتبها الأول الى جولدزيهير موجودة.
الصحيح أن كتابه (تاريخ القرآن) صدر بمشاركة طلابه وكتبت أسمائهم في عنوان الكتاب.
ـ[الباجي]ــــــــ[29 Jun 2005, 03:22 ص]ـ
د: موراني.
جاء في الصفحة الأولي: تيودور نولدكه
تاريخ القرآن
نقله إلى العربية وحققه
جورج تامر
في الصفحة التي تليها: تاريخ القرآن
ثم التي تليها: تاريخ القرآن
تأليف:
تيودور نولدكه
تعديل
فريديريش شفالي
بقية البينات
بعد عدة صفحات:
تاريخ القرآن
تأليف
تيودور نولدكه
الطبعة الثانية
عدّلها تعديلا تاما
فريدريش شفالي
الجزء الأول
في أصل القرآن
وقراءة مقدمة المعدِّل تفيد بأن التعديل كبير جدا لدرجة أنه لو نسب الكتاب للمعدِّل لكان أحسن.
وأما بقية الأسماء فتأتي في الجزء الثاني والثالث من الكتاب، مع المحافظة على اسم نولدكه.
وقد بين الأمر المترجم؛ حيث ذكر أسماء من تعاقبوا على صناعة الكتاب وهم - غير نولدكه الذي اختفى عمله في تعديل شفالي-: أوغوست فيشر والذي يبدو أن عمله محدود، غوتهلف برغشترسر الذي كتب الجزء الثالث ناقصا، فأتمه تلميذه أتو بريتسل.
ومع كل هذا فقد نسب الكتاب إلى نولدكه واشتهر به نولدكه فقط!!
د: بمناسبة الحديث عن نولدكه وكتابه؛ فقد جاء في بعض كلامك في غير هذا الرابط: أن تلاميذه كانوا بصدد جمع مجموعة من نسخ القرآن لتحقيقه، وفق المنهجية الشاملة لدراسة النصوص ... ، فهل تتفضل ببيان ما المراد بتحقيق القرآن؟ ثم ماهي المنهجية الشاملة ... ؟ فهذا أمر تطلبته منذ مدة وما عرفت له معنى. ويرجع هذا طبعا لعدم معرفتي باللغات الأجنبية.
ـ[الباجي]ــــــــ[27 Sep 2005, 04:25 م]ـ
حصلت للتو على العرض السريع الذي كتبه الأستاذ الصديق نصر لكتاب < تاريخ القرآن > لنولدكه، وأرسله على هيئة ملف مرفق، إذ لم أتمكن من كتابته على ملف وورد للأسف، وقد راسلت كاتبه فلم أجد عنده مقاله على هيئة ملف وورد.
ـ[الباجي]ــــــــ[27 Sep 2005, 04:39 م]ـ
بقية المقال:
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Sep 2005, 10:36 م]ـ
شكر الله لكم أخي الباجي هذا الإبداع في نقل هذه المقالة التي عرضت الترجمة العربية للكتاب بإيجاز، ونتطلع للترجمة الأخيرة للأستاذ عمر لطفي العالم إن شاء الله.
ـ[الباجي]ــــــــ[28 Sep 2005, 01:38 ص]ـ
الشكر موصول لك أيها الفاضل ولإخوانك المشرفين على ما تبذلونه من جهد في سبيل نشر العلم، ونفع طلبته، فأسأل الله العلي القدير أن يجزيكم عن الجميع خير الجزاء، وأن يبارك لكم جميعا في أهليكم وأوقاتكم، وأبشر شيخي الفاضل بنسخة من الكتاب أول صدوره - إن شاء الله -.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[28 Sep 2005, 10:37 ص]ـ
كتاب تاريخ القران ترجم الى العربية في الاردن وكما قال المترجمون فانهم نقلوه من الالمانية الى العربية دون اي تعليق وقد منعت دائرة المطبوعات والنشر تداول هذا الكتاب لما فيه من اغاليط وسمحت للهيئات الرسمية والجامعات باقتناء نسخه لكنني سمعت انه يسرب على شاكلة اهداءات الى بعض المعنيين وبالطبع ليس بتارخ القران وانما باشياء اخرى والله تعالى اعلم بحقيقة الحال
ـ[موراني]ــــــــ[28 Sep 2005, 01:43 م]ـ
الدكتور جمال أبو حسان كتب:
وكما قال المترجمون فانهم نقلوه من الالمانية الى العربية دون اي تعليق .................
هذا الأمر غريب , اذ ليس من واجبات المترجم أن يعلق شيئا على ما يقوم بترجمته!
ـ[الباجي]ــــــــ[29 Sep 2005, 06:46 م]ـ
كتاب تاريخ القران ترجم الى العربية في الاردن وكما قال المترجمون فانهم نقلوه من الالمانية الى العربية دون اي تعليق وقد منعت دائرة المطبوعات والنشر تداول هذا الكتاب لما فيه من اغاليط وسمحت للهيئات الرسمية والجامعات باقتناء نسخه لكنني سمعت انه يسرب على شاكلة اهداءات الى بعض المعنيين وبالطبع ليس بتارخ القران وانما باشياء اخرى والله تعالى اعلم بحقيقة الحال
الدكتور جمال أيده الله: نعم مهمة التعليق على الكتاب، وبيان الأخطاء العلمية التي حواها .. مهمتكم أنتم يا من تخصصتم في علوم القرآن ... والأهم من ذلك بيان تهافت المنهجية العلمية على يدي مؤلفي هذا الكتاب .. والتي ما فتئ المستشرقون يفخرون بها علينا .. صباح مساء ... فإذا نظرنا إلى الواقع العملي في مثل هذا الكتاب مثلا .. وجدنها هواء وخواء .. فلعل بعض الدكاترة ينشط لبيان كل ذلك .. ففي نقض الأساس الذي بني عليه هذا الكتاب هدم لجُلّ ما كتبه المستشرقون حول القرآن من بحوث مجانبة للمنهجية العلمية السوية ..
ملحوظة: الكتاب وصلني بطلب خاص من الشام (دمشق) كما هو بعنوانه المعروف به.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[02 Oct 2005, 10:33 ص]ـ
كان الذي اوده يا دكتور موراني ان يعرض الكتاب بعد ترجمته على هيئة علمية او عالم متخصص فيعلق عليه كما فعل الدكتور النجار في تعليقاته على كتاب جولد زيهر لا انني اطلب من الذين ترجموه هذا الفعل فاني اعلم انهم ليسوا من اهل الاختصاص
ـ[أحمد العنزي]ــــــــ[25 Feb 2006, 08:22 م]ـ
أخي الباجي ..
كتاب (تاريخ القرآن) كم طبعة موجودة حالياً لهذا الكتاب ?
هل الطبعة المترجمة التي في الأردن، هي الوحيدة، والمنشورة في بيروت!!
كم طبعة موجودة الآن لهذا الكتاب، لأنني في صدد الحصول على هذا الكتاب ..
وأريد الطبعة الجيّدة أو المعتمدة
بارك الله فيك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Feb 2006, 01:32 ص]ـ
الأخ الكريم أحمد العنزي وفقه الله
حسب علمي ليس للكتاب إلا هذه الترجمة العربية التي قام بها الدكتور جورج تامر وآخرون. وقد صدرت الطبعة الأولى لهذه الترجمة العربية عن مؤسسة كونراد - أدناور في بيروت عام 2004م. والكتاب في حاجة ماسة لدراسة نقدية متخصصة يسر الله ظهورها.
ـ[أحمد العنزي]ــــــــ[26 Feb 2006, 01:12 م]ـ
هل سعر 500 ريال مبالغ فيه!!؟
وهل الكتاب ممنوع؟ (يعني طبع ولكنه لم ينشر)!؟
ـ[الباجي]ــــــــ[26 Feb 2006, 08:08 م]ـ
وفقكم الله.
المعذرة على تأخر التواصل.
بالنسبة لطبعات الكتاب المترجمة فالأمر كما ذكر الشيخ الفاضل عبد الرحمن ... وإذا كانت المعروضة عليك نسخة أصلية فالأمر فيه بعض المغالاة ... أما إذا كانت مصورة ... فالسعر مرتفع جدا ... فقد أحضرها لي بعضهم من الشام بما يعادل 25 دولارا لا غير مع تجليدها تجليدا جيدا.
وللكتاب ترجمة جديدة أرجو أن تكون أفضل بكثير من سابقتها كنتُ أشرت إليه فيما تقدم من مشاركات ... وهي الآن في الطباعة ويتوقع صدورها خلال الشهرين القادمين إن شاء الله أو هو أقرب ...
والكتاب منع من التداول في الشام والأردن ...
وفقكم الله.
ـ[الكشاف]ــــــــ[26 Feb 2006, 09:53 م]ـ
بشرك الله بالخير. نحن في الانتظار أخي الباجي للترجمة الجديدة، ولا تنسنا هنا من الإشارة إليها فور صدروها حتى ندركها قبل نفادها.
ـ[أحمد العنزي]ــــــــ[27 Feb 2006, 11:53 م]ـ
بل هي نسخةٌ أصلية ...
بارك الله فيك وفي الأخ عبدالرحمن وزادكم الله علما وتقى(/)
معاني القرآن عند ابن الشجري (إهداء للأخ الكريم ابن الشجري)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Jun 2005, 12:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وقع في يدي العدد السابع والعشرين بعد المائة من مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بتاريخ 1425هـ فوجدت ضمن بحوثه المنشورة بحث ماتع بعنوان:
معاني القرآن عند ابن الشجري للزميل الكريم الدكتور شايع بن عبده الأسمري
الأستاذ المشارك بقسم القرآن وعلومه بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة الملك خالد وقد ذكر في صدر بحثه هذا أنه قد اطلع على أمالي العلامة ابن الشجري - رحمه الله تعالى - فرآها قد حوت علوماً متنوعة، أربعة منها تتصل بالقرآن الكريم، وهي: التفسير، وإعراب القرآن، والقراءات، والبلاغة. فرأى أن يؤلف أشتات ما يتعلق بتفسير القرآن من الأمالي، ومن سائر كتب ابن الشجري التي طبعت، لأسباب ذكرها.
والبحث يقع في المجلة من ص 111إلى ص 288. ولعلي أطلبه منه - وفقه الله- على هيئة ملف وورد وأضعه هنا إن شاء الله. وقد أحببت أن أهدي هذه المشاركة للأخ النبيل الأديب ابن الشجري تقديراً لعلمه وأدبه الذي يطل علينا بين الحين والآخر بفرائده، متعه الله بالصحة والعافية، وجميع الإخوة والأخوات في هذا الملتقى العلمي.
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[07 Jun 2005, 07:57 م]ـ
هديتكم أباعبدالله مقبولة، وبحفظ الله مصونة، وكم تهزني هدايا الكرام، ويهولني ثناء الكبار.
وإن كان هذا العالم النحرير ليس لنا من علمه إلا اسمه، فنعوذ بالله من التشبع بماليس لنا ولم نعطه، ولكن هي زلة من أنملة اتبعت هواها وتمنت على الله الأماني، وتسترت بستر الله وراء هذا الاسم الفخم، في ساعة لم تحسب لها حسابها، ساعة كان الهوى يقظان والرأي نائم، صعب معها التأخر كماهو صعب عليها التقدم، فماذا تصنع وقد ركبت موج بحر فيه من بحاريه وباحثي مكنوزه العدد الوفير، وكيف تنجو وقد دخلت أجمة ليوث المعاني وأرباب الفصاحة واللسن، فمارعت ضربة لازب أو زبية هزبر , إن أقدمت غرقت أو أحجمت حرقت، فليس لها إلا الدعاء بأن يكسوها الله من ستره الجميل، وأن يسدد نأنأة طريقها في هذه المأسدة والمسلك الوعر.
أسمع أنه لايعرف لأهل الفضل فضلهم، إلا من كان في الفضل مثلهم أو فوقهم، فكيف بمن هو حائز قصب السبق في ميادين الأدب، وشأنه شأن الفيخمان في بطن العرب، فالحمد الله الذي وفق وأجزتني بهذه الإجازة، التي هي في الحقيقة الشهادة العلمية، فمن توفيق الله وبركاته أن صادفت هذه الأيام، التي يقطف فيها الطلبة محصول عام من الدرس والتحصيل، سقاها الله من أيام.
ولن أحاول هنا أن ألبسك حلل التقريض، لكني لنسمات تشجيعك سأحث خطى تعلم الكتابة والقريض.
فعليك سلام الله وبركاته تحل معك حيث حللت وترحل لرحيلك حيث رحلت.
إذا نحن أثنينا عليك بصالح ... فأنت كما نثني وفوق الذي نثني
وإن جرت الألفاظ يوما بمدحة ... لغيرك إنسانا فأنت الذي نعني [/ align](/)
من أسرار الإعجاز البياني في القرآن
ـ[محمد إسماعيل]ــــــــ[08 Jun 2005, 05:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تبارك وتعالى: {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} (آل عمران:152 (.
ولسائل أن يسأل: أين جواب قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا}؟ .. ولماذا قال الله تعالى هنا: {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ}، فقدم الفشل على التنازع، وعكس ذلك في قوله تعالى: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (الأنفال:46).
أولاً- وقبل الإجابة عن ذلك أودُّ أن أذكر الإخوة المهتمين بتفسير القرآن الكريم، والذود عنه بقول صاحب كتاب (أكذوبة الإعجاز العلمي في القرآن)، الذي ذكرناه سابقًا عند الحديث عن قول الله جل وعلا {فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ} (يوسف:15)؛ وهو قوله:
” فأين جواب لمّا؟ ولو حذف الواو التي قبل {أوحينا}، لاستقام المعنى“.
ثم قوله في قول الله جل وعلا: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا * قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ} (الكهف:1 - 2):
” أيُّ إعجاز في قول القرآن: {أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا}؟ والتركيب الصحيح هو: أنزل على عبده الكتاب قيمًا، ولم يجعل له عوجًا “.
وقد أجبت عن الاعتراض الأول، والاعتراض الثاني بعون الله وتعليمه بما رأيته صوابًا، ملتمسًا عنده وحده سبحانه وتعالى الأجر إن أصبت، والمغفرة إن أخطأت. والجوابان موجودان على هذين الرابطين:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3474
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3489
ثانيًا- وكنت قد طلبت من الإخوة العلماء أن يردوا على بقية ما اعترض به ذلك الإنسان على بلاغة القرآن الكريم، وعلى كونه كلام الله المعجز، الذي تحدَّى به الإنس والجن على السواء، فلم يفعل أحد منهم. وقد ذكرني هذا الموقف بموقف آخر شبيه به، حدث بعد اغتيال الأخ المجاهد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي من قبل الصهاينة المجرمين عندما وجه أحد أعضاء الملتقى (دعوة لأهل الملتقى) يدعونا: ((أن نعمل في ملتقى التفسير على نشر الآيات القرآنية التي تبعث في الأمة الأمل، وتبعدها عن اليأس والقنوط من خلال قراءات بيانية لهذه الآيات، تدل على أننا نعيش القرآن واقعًا، لا مجرد تلاوة من غير تدبر))، فلم يستجب أحد منهم، تجدون ذلك على هذا الرابط:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1715
والآن أتوجه من جديد، أدعوهم للمشاركة بما تفضل الله تعالى به عليهم من علم، شكرًا له سبحانه على هذه النعمة، التي لم يعطها سائر مخلوقاته، وليتذكروا قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ * وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ * وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} (النمل:15 - 19).
(يُتْبَعُ)
(/)
فحق الله علينا أن نحمده، وأن نشكره على نعمة العلم، التي أنعم بها علينا. وشكر الله تعالى على هذه النعمة، التي لا تعدلها نعمة، لا يكون بالتصدي لعلماء المسلمين المخلصين في أقوالهم وأفعالهم؛ وإنما يكون بالتصدِّي لأعداء المسلمين، الذين يعملون ليل نهار، وبدون كلل أو ملل، للنيل من دين الإسلام، والقرآن الكريم. وهذا واحد من المئات منهم يطعن في قرآننا، وينكر ما فيه من روعة الإعجاز، على جميع المستويات، ولم يقتصر على جانب واحد من جوانب الإعجاز .. إنه يتحدانا، ويقول لنا بأعلى صوته: (فأين الإعجاز .. )؟ ويقول: (وأي إعجاز في .. ؟). فلم لا نرد عليه قوله، ونبين له ما خفي عن قلبه وبصره، ونكتم صوته بإظهار ما في هذا القرآن العظيم من إعجاز، لا قبل للبشر جميعًا أن يأتوا بسورة من مثله. ولتكون أقوالنا مقنعة، ومفحمة لكل من تسوِّل له نفسه أن يطعن في قرآننا من الحاقدين، أودُّ منكم أن تقفوا على بعض ما قاله علماؤنا في هذه الآية الكريمة:
أولاً- اختلف علماء النحو والتفسير في قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ .. } على أقوال ذكرها القرطبي عند تفسيره لهذه الآية الكريمة، فقال:” وجواب «حتى» محذوف، أي حتى إذا فشِلتم امْتُحِنتم. ومثل هذا جائز كقوله: {فَإِن ?سْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي ?لأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي ?لسَّمَآءِ} (الأنعام:35)، فافعل.
وقال الفراء: جواب {حتى}: {وتنازعتم}، والواو مقحمة زائدة؛ كقوله: {فلما أسلما وتله للجبين وناديناه}. أي: ناديناه .. وقال امرؤ القيس:
فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى.
أي: انتحى .. وعند هؤلاء يجوز إقحام الواو من {وعصيتم}. أي: حتى إذا فشلتم، وتنازعتم عصيتم .. وعلى هذا فيه تقديم وتأخير. أي: حتى إذا تنازعتم وعصيتم فشلتم.
وقال أبو علي (الفارسي): يجوز أن يكون الجواب {صرفكم عنهم}، و {ثم} زائدة. والتقدير: حتى إذا فشلتم وتنازعتم وعصيتم، صرفكم عنهم.
وجوز الأخفش أن تكون زائدة كما في قوله تعالى: {حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم} .. وقيل: حتى بمعنى: (إلى)، وحينئذ لا جواب له. أي: {صدقكم الله وعده} إلى أن {فشلتم}. أي: كان ذلك الوعد بشرط الثبات“.
ثانيًا- وقال الفرَّاء في تفسير الآية ما نصُّه:” وقوله: {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ .. } يقال: إنه مقدَّم ومؤخر؛ ومعناه: حتى إذا تنازعتم في الأمر، فشلتم .. فهذه الواو معناها السقوط؛ كما يقال: {فلما أسلما وتله للجبين وناديناه} معناه: ناديناه، وهو في (حتى إذا) و (فلما أن) مقول، ولم يأت في غير هذين. قال الله تعالى: {حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون}، ثم قال: {واقترب الوعد الحق}، ومعناه: اقترب .. “.
ثالثًا- وواضح من قول الفرَّاء السابق (يقال: إنه مقدَّم ومؤخر .. ) أنه يحكي قول من سبقه، ويؤكد ذلك أن الإمام الطبري نقل قول الفرَّاء السابق، ولم ينسبه إلى الفرَّاء- كعادته عندما كان يقول: (وقال بعض نحويي الكوفة)، ويعني: الفرَّاء- خلافًا لقوله هنا. وهذا نصُّ قوله بعد أن ذكر بعض أقوال أهل التأويل:” وقيل معنى قوله {حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون}: حتى إذا تنازعتم في الأمر، فشلتم وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون، أنه من المقدم، الذي معناه التأخير، وأن الواو دخلت في ذلك، ومعناها السقوط؛ كما قلنا في: {فلما أسلما وتله للجبين وناديناه}، معناه: ناديناه.
وهذا مقول في {حتى إذا}، وفي {فلما أن} .. ومنه قول الله عز وجل: {حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج}، ثم قال: {واقترب الوعد الحق}، ومعناه: اقترب .. “.
رابعًا- وقال الألوسي:” وفي (حتى) هنا قولان: أحدهما: أنها حرف جر بمنزلة (إلى)، ومتعلقها {تَحُسُّونَهُمْ} أو {صَدَقَكُمُ}، أو محذوف، تقديره: دام لكم ذلك. وثانيهما: أنها حرف ابتداء دخلت على الجملة الشرطية من (إذا وما بعدها)، وجواب {إِذَا} قيل: {تَنَازَعْتُمْ}، والواو زائدة واختاره الفراء، وقيل: {صَرَفَكُمْ}، و {ثُمَّ} زائدة، وهو ضعيف جداً. والصحيح: أنه محذوف، وعليه البصريون “ .. ثم حكى اختلافهم في تقدير هذا الجواب المحذوف.
(يُتْبَعُ)
(/)
خامسًا- واختار ابن عاشور القول الأول من القولين، الذين ذكرهما الألوسي، ووصف القول الآخر، الذي يقول بأن الجواب محذوف بالتكلف، فقال:” وقوله: {حتى إذا فشلتم}. (حتَّى) حرف انتهاء وغاية، يفيد أنّ مضمون الجملة الَّتي بعدها غاية لمضمون الجملة الَّتي قبلها، فالمعنى: إذ تقتلونهم بتيسير الله، واستمرّ قتلكم إيّاهم إلى حصول الفشل لكم والتنازع بينكم.
و (حتَّى) هنا جارّة و (إذا) مجرور بها. و (إذا) اسم زمان، وهو في الغالب للزمان المستقبل وقد يخرج عنه إلى الزمان مطلقاً كما هنا، ولعلّ نكتة ذلك أنَّه أريد استحضار الحالة العجيبة تبعاً لقوله: {تحسونهم}.
و (إذا) هنا مجرّدة عن معنى الشرط لأنَّها إذا صارت للمضيّ انسلخت عن الصلاحية للشرطية، إذ الشرط لا يكون ماضياً إلاّ بتأويل لذلك، فهي غير محتاجة لجواب، فلا فائدة في تكلّف تقديره: انقسمتم، ولا إلى جعل الكلام بعدها دليلاً عليه وهو قوله: {منكم من يريد الدنيا} إلى آخرها “.
سادسًا- أما الدكتور فضل حسن عباس فقال:” التقدير عندهم: حتى إذا فشلتم، تنازعتم في الأمر؛ لكن الفرَّاء، لم يرتض القول بالزيادة فحسب، بل غيَّر النظم الكريم، وقدَّم فيه، وأخَّر“.
ثم قال:” فقد ذكر الفرَّاء- هنا- عدة آيات عدَّ الواو فيها زائدة، وقال: إن الواو مآلها السقوط. والحق أن كلامه هو الذي يجب أن يكون مآله السقوط .. ولقد كان الفرَّاء توعَّد أبا عبيدة صاحب (مجاز القرآن) أن يضربه، إن هو لقيه على ما له من تأويلات لكتاب الله تعالى، لا تستقيم .. ولا أدري: أكان أبو عبيدة وحده، الذي يستحق أن يضرب على تأويلاته؟! “.
وانتهى من ذلك إلى القول: والواو في الآيات، التي ذكرها الفرَّاء جاءت في محلها غير قلقة، ولا نابية، وليس في النظم كذلك تقديم، أو تأخير .. أما آية آل عمران: {حتى إذا فشلتم .. } فقد قال الزمخشري فيها: فإن قلت: أين متعلَّق {حتى إذا}؟ قلت: محذوف، تقديره: حتى إذا فشلتم .. منعكم نصره .. فالواو إذن عاطفة .. “.
وهنا أذكِّر ثانية بأن الفرَّاء يحكي قول من سبقه، وبه أخذ الإمام الطبري، وإلى ذلك أشار الألوسي. وهذا يعني أن ما قاله الدكتور فضل عباس حسن لا يصيب الفرَّاء وحده، بل يصيب الطبري، وغيره من المتقدمين .. وشيء آخر أذكِّر به، وهو أن الإمام الطبري، حين اختار القول بحذف الجواب، لم يدفع قول الفرَّاء، ولم يخطِّئه، وهذا نصُّ قوله في تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} (الزمر:73):” وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب قول من قال: الجواب متروك، وإن كان القول الآخر غير مدفوع “.
وهذا القول غير المدفوع عند الإمام الطبري هو قول الفرَّاء، وهو القول، الذي قال فيه الدكتور فضل حسن عباس:” عدَّها الفرَّاء زائدة، قياسًا على الآية الأخرى: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} (الزمر:71). وهذا أمرٌ من الخطورة بمكان؛ فعلى هذا يمكن أن نعدَّ كل حرف ذكر في آية، ولم يذكر في أخرى زائدًا، وهذا إهمال للمعنى والسياق“. وكان هذا منه بعد أن اتهم الفرَّاء بسوء النظر والفكر، وتوعده بالضرب.
هذا غيض من فيض ذكرته لكم من أقوال علماء النحو والتفسير في آية واحدة من آيات القرآن الكريم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه، والذي أنزله الله تعالى علينا بلسان عربي مبين .. فبأي قول من هذه الأقوال نأخذ؛ لنردَّ به على قول الطاعنين في بلاغة القرآن؟ وأيُّ الأقوال هو الأولى بالصواب؟ أقول الطبري الذي اختاره في تفسير قوله تعالى: {حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها}؟ أم القول الآخر، الذي اختاره الفرَّاء، والذي قال الطبري فيه: (والقول الآخر غير مدفوع)، أم القول الذي اختاره ابن عاشور، وهو القول الذي يجعل من (حتى) - هنا- حرف جر، ومن (إذا) بعدها اسم مجرور؟ أم ... ؟
أم أن هذه الأقوال كلها مآلها السقوط- كما قال الدكتور فضل حسن عباس- وأن القول الذي اختاره هو القول المنزَّه من السقوط؟ وهل هذا القول يعتمد على منهج علمي صحيح، يكون فيه الرد الكافي الشافي على من يطعن في بلاغة هذه الآيات، وأمثالها؟ وإذا كان هذا القول يقنعنا نحن كمسلمين- مع أننا مقتنعين بعظمة القرآن بدونه- فهل يمكن أن يقنع أعداء المسلمين؟؟؟
أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات، فهل من مجيب؟
ولا يفوتني في الختام أن أتوجه إلى الأخ الفاضل (ناصر الماجد) بالتهنئة الصادقة، لحصوله على درجة الدكتوراه، متمنيًّا له كل خير وتوفيق. وله ولكل العاملين المخلصين خالص تحياتي وتقديري، ولمن ظن أنني أسأت إليه عن قصد، وتجنيَّت عليه من غير سبب أسفي واعتذاري، والحمد لله وحده لا شريك له، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Jun 2005, 12:21 م]ـ
شكر الله لكم يا أبا الهيثم هذه المناقشات العلمية الموفقة، والنقول التي تدل على سعة الاطلاع، ودقة النظر. وأتفق معك في كل ما ذكرته من وجوب العناية برد شبهات الطاعنين في إعجاز القرآن وبلاغته، غير أن هذا يا أبا الهيثم لا يتسنى لكل أحد من المشاركين، وإنما يكون للقليل منا، ممن رزقه الله بسطة في العلم بلغة القرآن وتفسيره وبلاغته من أمثالكم وفقكم الله، وإن كانت المشاركة في رد مثل هذه الطعون شرفاً لكل من يذب عن كتاب الله هذه السهام الحاقدة التي لا تتوقف إلا ريثما تعود.
نسأل الله أن يرزقنا حسن التدبر والتأمل في كتابه الكريم، وأن يوفقنا لفهمه على وجهه، وجزاكم الله خيراً يا أبا الهيثم مرة أخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد إسماعيل]ــــــــ[21 Jun 2005, 03:59 ص]ـ
قال الله تعالى في حق بني إسرائيل:? وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آَلُ مُوسَى وَآَلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ? (البقرة:248)
أولاً- وقف صاحب كتاب (أكذوبة الإعجاز العلمي في القرآن) عند قوله تعالى:? فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ ? من الآية الكريمة السابقة في فصل (تعليقات على القرآن)، فقال:” سكينة: تعريب العبراني (شخينة). أي: الحضرة الإلهية في التابوت (خروج: 25/ 22)، ثم قال معلقًا: فانظروا، كيف فهموها؟ “.
وأضاف قائلاً:” اختلفوا في معنى {السكينة}: عن علي بن أبي طالب: هي ريح خجوج هفافة، لها رأسان، ووجه كوجه الإنسان .. وعن مجاهد: هي شيء، يشبه الهرة، له جناحان .. وعن ابن عباس: هي طشت من ذهب الجنة، كان يُغسل فيه قلوب الأنبياء .. قال وهب: هي روح من الله، تتنبأ لهم .. وقال قتادة الكلبي: هي فَعيلة، من السكون. أي: طمأنينة “.
ثانيًا- هذه الأقوال التي ذكرها هذا الإنسان موجودة في كتب التفسير، وكل قول منها منسوب إلى صاحبه كما يقول. وقد قال الإمام القرطبي معقبًا عليها:” وفي صحيح مسلم عن البراء قال: كان رجل يقرأ سورة الكهف وعنده فرس مربوط بشطنين، فتغشته سحابة، فجعلت تدور وتدنو، وجعل فرسه ينفر منها، فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فقال: تلك السكينة تنزلت بالقرآن. وفي حديث أبي سعيد الخدري: أن أسيد بن الحضير بينما هو ليلة يقرأ في مربده الحديث، وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تلك الملائكة كانت تستمع لك، ولو قرأت لأصبحت يراها الناس ما تستتر منهم. أخرجه البخاري ومسلم.
فأخبر صلى الله عليه وسلم عن نزول السكينة مرة، ومرة عن نزول الملائكة، فدل على أن السكينة كانت في تلك الظلة، وأنها تنزل أبدًا مع الملائكة. وفي هذا حجة لمن قال: إن السكينة روح، أو شيء له روح؛ لأنه لا يصح استماع القرآن إلا لمن يعقل .. والله أعلم “.
هذا ما قاله الإمام القرطبي، والله سبحانه وتعالى ذكر {السكينة} في القرآن الكريم في ستة مواضع؛ منها آية البقرة هذه. قال الإمام السيوطي:” وكل سكينة في القرآن طمأنينة؛ إلا التي في قصة طالوت؛ فهي شيء كرأس الهرة له جناحان “ (الإتقان1:/418).
وقال ابن قيَّم الجوزية:” قال ابن عباس رضي الله عنهما: كل سكينة في القرآن فهي طمأنينة؛ إلا التي في سورة البقرة “.
وكان الإمام الطبري قد حكى تلك الأقوال وغيرها، ثم قال كعادته:” وأولى الأقوال بالحق في معنى (السكينة) ما قاله عطاء بن أبي رباح من الشيء، تسكن إليه النفوس من الآيات التي تعرفونها؛ وذلك أن {السكينة} في كلام العرب (الفعيلة)، من قول القائل: سكن فلان إلى كذا وكذا، إذا اطمأن إليه وهدأت عنده نفسه، فهو يسكن سكونًا وسكينة؛ مثل قولك: عزم فلان هذا الأمر عزمًا وعزيمة، وقضى الحاكم بين القوم قضاء وقضية “.
وانتهى الإمام الطبري من ذلك إلى القول:” وإذا كان معنى {السكينة} ما وصفت، فجائز أن يكون ذلك على ما قاله علي بن أبي طالب على ما روينا عنه، وجائز أن يكون ذلك على ما قاله مجاهد على ما حكينا عنه، وجائز أن يكون ما قاله وهب بن منبه، وما قاله السدي؛ لأن كل ذلك آيات كافيات تسكن إليهن النفوس، وتثلج بهن الصدور .. وإذا كان معنى السكينة ما وصفنا، فقد اتضح أن الآية، التي كانت في التابوت، التي كانت النفوس تسكن إليها لمعرفتها بصحة أمرها؛ إنما هي مسماة بالفعل، وهي غيره، لدلالة الكلام عليه “ ..
فتأملوا قبل أن تحكموا!!
ـ[عبد القادر يثرب]ــــــــ[26 Jun 2005, 01:20 م]ـ
من حوار العلماء في منتديات الفصيح حول (السكينة التي في التابوت):
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=6973(/)
للوصول إلى موضوع أطروحتك العلمية!!
ـ[عبدالعزيز الضامر]ــــــــ[10 Jun 2005, 10:53 م]ـ
للوصول إلى موضوع أطروحتك العلمية!!
يقع البعض من الدارسين في حيرة كبيرة أثناء اختيارهم موضوعاً لأطروحتهم العلمية, فتجد الواحد منهم يستغرق الأيام والشهور في البحث عن موضوعٍ مناسب له؛ ولعل السبب في ذلك ناتج عن أمور أهمها الآتي:
(1) ضعف التكوين العلمي لدى الدارس, وعدم تطوير نفسه.
(2) اعتماده على شخصياتٍ علميةٍ قد تُيَسر له مطلوبه دون بذل الجهد والطاقة بالتأمل والتفكير, مما يؤدي به إلى الإتكالية وعدم الاعتماد على النفس, وقد لاحظت بعضاً من هؤلاء النوع أثناء دراستي معهم, فتجدهم طفيلين يأكلون على موائد الغير, ويظهر ذلك جلياً في ضعف موضوعاتهم أو هشاشة طرحها.
(3) انشغاله بأمورٍ أخرى تُعيقه عن التفكير في قضايا البحث العلمي, وقد قالوا قديماً: "لو كُلفتُ شراء بصلة ما فهمت مسألة", فليت الأمر يقتصر في زماننا هذا على شراء البصل أو حاجيات البيت بل أصبح بعض الدارسين منشغلاً بنشاطات مختلفة لا تمت للبحث بصلة كالتجارة, أو بيع وشراء العقار أو المشاركة بالأسهم ونحو ذلك, أو بتجمعات مستمرة مع الأسرة أو الأصدقاء, أو المشاركة ببعض الأعمال الدعوية والخيرية, فهذه الأمور مما تشتت العقل وتُلهيه عن الحياة العلمية.
ولذلك فإني أنصح الدارسين بأن يبتعدوا عن كُلِّ ما يُشَوِّش أذهانهم ويُكَدِّر صَفوها, وأُحبُ أن أرشدهم إلى بعض الطرق التي تُوصلهم للحصول على فكرة موضوع أطروحتهم العلمية وذلك في أمرين:
الأول: حَدِّد الموضوع العام الذي تميل إليه (مناهج المُفسرين, التفسير, علوم القرآن, أصول التفسير, تاريخ التفسير, موضوعات قرآنية .. وهكذا) , ثُمَّ ابدأ بقراءة كل ما كتب –قدر الاستطاعة- حول هذا الموضوع, وسجل كل ما يطرأ على فكرك من المعلومات والأفكار والنتائج, ثُمَّ حاول أن تنظر وتتأمل فيما سجلت وسوف تجد بإذن الله تعالى خيوطاً ذهبية تُرشدك إلى ما تصبو إليه!!
الثاني: اغتنم المواطن التي هي مظان الأفكار العلمية لتخصصك, فقد تجد فيها فكرة أو مشروعاً قد لا تجده في مكانٍ غيره, كالحوار على مقاعد الدرس العلمي مع الأستاذ, أو أثناء المحادثة واللقاء مع أصحاب التخصص في المجالس العلمية أو المنتديات كهذا الملتقى المبارك.
وختاماً: فهذه بعض الأفكار أحببت أن أضعها بين أيديكم علَّها أن تجد قبولاً أو نفعاً فيعمني الأجر والبركة.
حُرر ليلة السبت 3/ 5/1426هـ
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[11 Jun 2005, 05:32 ص]ـ
بورك فيك أخي عبد العزيز، ولقد طرحت موضوعًا جديرًا بالمتخصصين العناية به مرة بعد مرة.
ولقد يؤلمك حينما ترى بعض المتخصصين الذين تميزوا برسائلهم العلمية لكن لا تجد لهم أثرًا بعدها، فقد انشغلوا بأمور الحياة، وانخرطوا في مساعيها.
وليس ذلك مما يؤخذ عليهم من حيث الأصل، إذ لابد من السعي والعمل، لكن أن يشغلهم عن متابعاتهم العلمية ذلك هو المعيب.
وكم يؤلمك أيضًا صورة قد عشتها، حيث كنت مع بعض المتخصصين نتجاذب أطراف الحديث العلمية، وكان معنا أحدهم، وقد انشغل بجواله طوال لقائنا، وتسمعه هامسًا بين فترة وفترة: (بع)، ومرة (اشتر)، ومرة (انظر أسهم الشركة الفلانية)، وهكذا طوال جلستنا، فهل هذا يمكنه أن يقدم لنفسه ولتخصصه شيئَا؟!
والمشكلة أن مثل هذا من القضاة في أمور الرسائل العلمية الذين يكون لهم صوت في القبول والرفض، وياليته يعطي مخططات طلاب الدراسات العليا وبحوثهم هذه الأهمية التي يوليها لأسهمه.
أعود فأقول: إن المبالغة في الانخراط في أمور الحياة وترك الجانب العلمي الذي تخصص فيه الإنسان عيب أي عيب، فهل ياترى كانت النية فاسدة من قبل؟ أم يا ترى حدث هذا الانصراف بعدُ؟ اللهم استعملنا في طاعتك.
كم نتمى أن يكون عندنا مثل عبد الله ابن المبارك العالم العابد المجاهد التاجر الكريم، لكن كم منا سيكون هكذا؟
إنك لتأسف كل الأسف حينما تجد المتخصصين يعملون في غير تخصصاتهم، ثم يأتي من يتطاول على تخصصهم، ويلقي دروسًا فيه، ويلقي محاضرات، ويكتب كتبًا، ويكون أحسن المتخصصين حالاً من يكون قد اطلع على مثل هذا وانتقده شفاهًا قي مجالسه.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن هذا الذي تسلق سور تخصصكم ما دعاه لذلك إلا لأنه لم يوجد فيكم من يسد تلك الثغرة، ولا أحب أن أذكر أمثلة، فالخبير بأمور الكتب وما يُطرح في الإذاعات والأشرطة يظهر له ذلك جليًّا.
فالله الله يا أهل التخصص، فأنتم متخصصون في أمر لا يجادل مسلم في فضله، فأين أنتم؟
ـ[محمد الماجد]ــــــــ[22 Jun 2005, 03:50 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي الفاضل عبد العزيز على تناولك هذا الموضوع ولقد تذكرت خطبة لفضيلة الشيخ محمد الهبدان تناول ذلك ولكن من جانب آخر.
وأقول إن طالب العلم هذا الزمان قليل والصادق والمهتم والعازم على اكمال مشواره اقل
ولا شك ان استبعاد الهدف وهو الابحار في تخصص ما والنظر فيما يحمله وما هي عجائبه كان أهم اسبابه عدم القصد له
فالحياة قصيرة ولا تلبي جميع الاحتياجات فمن لقاء دعوي الى مجلس احتسابي الى محاضرة الى صلة رحم الى درس الى عمل الى مواعيد الى الى والكثير مما تعتريه حياة الطالب فينشغل كثيرا
ولا شك ان مخالطة الناس والصبر على اذاهم افضل من عدم مخالطتهم وعدم الصبر على اذاهم
وعلى ذلك كله فيجب على الطالب أن يتمسك بهدفه حق التمسك ويعمل على تحقيقه ويهمش غيره إلا في الضروريات ويعمل على استغلال الثانية فإن كانت البصلة قد شغلتهم فما بالك اليوم بنا
ومن حهة اخرى أقول في الطلب كم يقضي الطالب في الماجستير والدكتوراه من وقت ثمين في البحث على مسألة واحدة الجواب سنوات
فلو كانت تلك السنوات في قراءة امهات الكتب كالمغني والمجموع والمحلى والمبسوط وغيرها في علم الفقه مثلا لأنهاها وجمع بذلك علوما كثيرة جدا
وعليه فقس أحيانا يقف الطالب على مسألة معينة يقضي فيها الشهور كالتصوير مثلاً بينما لو توصل الى حد ما في البحث فيها وانتقل الى غيرها لكان في وجهة نظري افضل ولا يعني ذلك تركها بالكلية ولكن استغلال الوقت فيما فيه نفع اكثر.
وأعجب كثيرا عندما يتصل طالب علم يسأل عن مسألة ببسيطة تجدها في متناول يده على رف مكتبته ويسأل عنه نعم لو كان يريد التأكد او هو على عجل أو نحو ذلك لقلنا نعم لكن الى الله المشتكى
ومثل هذه الامور هي التي تجعل البعض يطلب من غيره مقالا او اسناد حديث ودرجة صحته ونحو ذلك او بحث مسألة ما وهو مشغولا على الاسهم او ..
واقول الله الله في التخصص مع عدم اهمال غيره وكذا مخالطة الناس مع عدم مضيعة الوقت والهدف المطلوب
والله تعالى اعلم.(/)
توضيح بارك الله فيكم
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[13 Jun 2005, 02:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
اثناء تجولي في الشبكة الاسلامية اشكل علي امر لم افهمه
المسألة الثالثة مرت في هذه السورة قراءتان: إحداهما قوله: " وأنذر عشيرتك الأقربين. ورهطك منهم المخلصين ". والثانية قوله تعالى: تبت يدا أبي لهب وقد تب.
وهما شاذتان , وإن كان العدل رواهما عن العدل , ولكنه كما بينا لا يقرأ إلا بما بين الدفتين واتفق عليه أهل الإسلام
http://www.islamweb.net/ver2/library/BooksCategory.php?idfrom=2568&idto=2568&bk_no=46&ID=2620
مالمقصود بالرواية الشاذه ولماذا سميت شاذه
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Jun 2005, 02:51 م]ـ
يمكنكم البحث بكلمة (الشاذة) في الملتقى وستجدون عدداً من الموضوعات التي تناولت القراءة الشاذة وتعريفها. ومن ذلك هذه المشاركة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=208
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[14 Jun 2005, 09:44 ص]ـ
شكرا ياشيخ عبد الرحمن بارك الله فيك(/)
نصّ في انطباق الشفتين في الميم المخفاة والإقلاب
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[14 Jun 2005, 12:36 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
قال القرطبي (ت461) في كتابه الموضح: " وأمّا حروف الغنّة فالنون ساكنةً ومتحرّكة والميمُ إلاّ أنّ الميم أقوى من النون لأنّ لفظها لا يزول ولفظ النون قد يزول فلا يبقى منها إلاّ الغنّة ... " الموضح ص97.
فقوله رحمه الله أنّ الميم لا تزول يعني أنّ الشفتين تنطبقان في الميم في جميع الأحوال حتّى في الإخفاء لذلك لم تزُلْ بخلاف النون المخفاة فإنّها تزول عند الإخفاء لانفصال طرف اللسان عن الحنك فلا بيقى من صوتها إلاّ الغنّة.
ولو تركنا الفرجة في إخفاء الميم لزالت كما في النون، فإخبار صاحب الموضح أنّ الميم لا تزول دلّ على أنّ الشفتين تنطبقان في الميم في جميع الحالات. والله أعلم
محمد يحي شريف الجزائري
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[22 Jun 2005, 03:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
أقول: إن الأخ / محمد قد استنبط من عبارة الإمام القرطبي صاحب (الموضح) بأن الشفتين لا تكون بينهما فرجة في حالة الإخفاء، وذلك من قوله: "لأنّ لفظها لا يزول ولفظ النون قد يزول فلا يبقى منها إلاّ الغنّة".
وهذا الاستنباط خطأ وعليل من وجهين:
أولاً: إن المراد هو: أن النون قد تزول في حالة الإدغام فلا يبقى لها أثر إلا الغنة (1) التي هي إحدى صفات النون، أما الميم في حالة الإدغام فإننا نجد الشفتين منطبقتين ولن يحدث أي انفراج بينهما وذلك لأن الحرف الذي يليها هو نفس الميم. أما النون فيأتي بعدها في حالة الإدغام ستة أحرف منها النون. فإذا أتى بعدها النون فإن لفظ النون لا يزال موجوداً ولذلك عبر الإمام بـ "قد" وأما إذا أتى بعدها ما عداها من الأحرف فإن لفظ النون يزول.
ثانياً: إن العلماء حينما عرفوا الإخفاء لم يقولو: إن المخفى يزول فلا يبقى إلا الغنة بل هو حكم بين الإظهار والإدغام، فلا يظهر الحرف تاماً ولا يزول بل بينهما. وعلى هذا فإن الميم لا تزول في جميع الأحوال، أما النون فإنها تزول في حالة الإدغام سواء كان الزوال تاماً أم ناقصاً.
وفي الختام أقول: لا بد من وجود انفراج بين الشفتين في الإخفاء الشفوي، لأننا إذا أطبقناهما فإننا أظهرنا الميم وأخرجناها من مخرجها فلا يسمى حينئذ بالإخفاء، أما إذا كانت هناك فرجة فإن الإخفاء يتم على الوجه الصحيح فتأمل.
----------------------------------------------------
1 - وهذا إذا كان الإدغام ناقصاً أما إذا كان كاملاً وذلك في حروف "نرمل" فإن النون تزول بالكلية ذاتاً وصفةً.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[25 Jun 2005, 11:02 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فقد ذكر الأخ أبو عمّار أنّ مراد الإمام القرطبي عند قوله " لأنّ لفظها لا يزول - أي الميم - ولفظ النون قد يزول فلا يبقى منها إلاّ الغنّة " أي زوال النون يكون في حالة الإدغام فقط. وهذا خطأ من عدّة أوجه:
أوّلاً: أنّ غنّة النون تبقى في الإدغام الناقص فقط دون الإدغام الكامل وذلك عند إدغام النون الساكنة والتنوين في الواو والياء وقد قرأ خلف عن حمزة بالإدغام الكامل.
ثانياً: أنّ إدغام النون الساكنة في اللام والراء والنون يكون كاملاً فلا يبقى أثر للغنّة، ولو كان القرطبي رحمة يريد من كلامة زوال النون بالإدغام لقيّده بالإدغام الناقص وقد رأينا أنّ في الإدغام الكامل يزول ذات النون والغنّة جميعاً والقرطبي رحمه الله ذكر أنّ الغنّة لا تزول وذلك عند قوله " فلا يبقى منها إلاّ الغنّة ".
ثالثاً: ما ذكره القرطبي رحمه الله من أنّ النون لا يبقى منها إلاّ الغنّة ينطبق اطباقاً تامّاً على الإخفاء حيث إنّ الإخفاء يذهب ذات النون فلا يبقى منها إلاّ الغنّة فلم أفهم لماذا قيّد الأخ أبو عمّار المليباري كلام القرطبي بالإدغام دون الإخفاء حيث في الإخفاء تبقى غنّة النون في جميع الحالات أمّا في الإدغام فلا تبقى الغنّة إلاّ في الإدغام الناقص على غير رواية خلف عن حمزة وقد عدّ بعض القدامى الإدغام الناقص ضمن الإخفاء كما سيأتي. وسأوضّح ما ذكرت بشيء من التفصيل فأقول وبالله التوفيق.
فالحرف إمّا أن يكون في حالة إظهار أو إدغام أو إخفاء. والإقلاب داخل في الإخفاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ففي المدغم يزول الحرف بالكلّية ذاتاً وصفةً بحيث لا يبقى له أثر إلاّ في الإدغام الناقص فإنّ صفة الحرف المدغم تبقى لذا لم يكتمل التشديد وقد جعله بعض القدامى في باب الإخفاء وأنكروا أن يكون إدغاماً إذ لو كان إدغاماً لذهبت الغنّة ولااستكمل التشديد في المدغم فيه وهو قول ابن باذش في الإقناع (1/ 252) وابن مجاهد (كتاب السبعة ص646).
وفي الإظهار لا يزول الحرف مطلقاً بل يبقى ذاته وصفته وهذا لا يحتاج إلى تفصيل.
وأمّا الإخفاء فإنّ ذات الحرف يزول مع بقاء صفته. فلذلك كان في منزلةٍ بين الإظهار والإدغام لأنّ في الإدغام يزول بالكلّية وفي الإظهار بيقى بالكليّة وفي الإخفاء ذهب الذات وبقي الوصف لذا كان بينهما. ومن المعلوم أيضاً أنّ للنون مخرج عضويٌّ وهو طرف اللسان مع الحنك الأعلى ومخرج خيشومي وهو مخرج الغنّة وللميم كذلك مخرج عضويٌّ وهو ما بين الشفتين ومخرج خيشومي وهو مخرج الغنّة. ففي حالة إخفاء النون ينفصل طرف اللسان عن الحنك الأعلى فتزول ذات النون بزوال مخرجها العضوي ويبقى صوت الغنّة الذي هو المخرج الخيشومي وهذا يتحقق أيضاً في الإدغام الناقص وذلك عند إدغام النون الساكنة والتنوين في الواو والياء حيث ينفصل طرف اللسان من الحنك ويدغم في الواو أوالياء مع بقاء الغنّة ففي كلا الحالتين -أي الإخفاء والإدغام الناقص - ينفصل طرف اللسان من الحنك مع بقاء صفة الغنّة فلذلك لم أفهم لماذا قام الأخ أبو عمار بتقييد زوال النون ذات بالإدغام دون الإخفاء. ومما يؤكّد ذلك قول مكيّ القيسي (ت437) "فتذهب النون عند الإخفاء وتبقى الغنّة من الخياشيم ظاهرة اهـ" (الرعاية ص267). وهذا دليل على زوال ذات النون المخفاة وبقاء غنّتها كما ذكر الإمام القرطبي رحمه الله. وقال أبو عمرو الداني: " فأخفيا - أي النون الساكنة والتنوين - فصارا عندهنّ لا مظهرتين ولا مدغمتين، وغنّتهما مع ذلك باقية ومخرجهما من الخيشوم خاصّة، ولا عمل للسان فيهما ... '" التحديد ص115
لذلك قال المرعشي " أقول: فليس بين العين والكاف في {عنك} إلاّ غنّة مجرّدة. والإظهار إبقاء ذات الحرف وصفته معاً، والإدغام التام إذهابهما معاً، فالإخفاء حالة بينهما ... " (جهد المقلّ ص203).
فمن خلال هذه النصوص يتبيّن جلياً أنّ النون تزول عند الإخفاء فلا يبقى منها إلاّ الغنّة المجرّدة وسبب ذلك هو انفصال طرف اللسان عن الحنك الأعلى إذ لا عمل للسان في الإخفاء. وأمّا الإدغام فيزول الحرف بالكلّية إلاّ في الإدغام الناقص الذي أدخله بعض القدامى مع الإخفاء.
وعلى ما تقدّم فمراد الإمام القرطبي من أنّ النون قد تزول فلا يبقى منها إلاّ الغنّة هي النون المخفاة ويمكن إدراج الإدغام الناقص لما بينهما من التشابه حيث هناك من لم يفرّق بينهما كما سبق.
وفي جميع الكتب القديمة والمعتمدة التي اطلعت عليها ككتاب الرعاية لمكي القيسي والموضح للقرطبي والتمهيد للهمذاني والتحديد للداني والتمهيد وشروح المقدّمة لابن الجزري وغيرها لم أجد من وصف بأنّ الميم المخفاة تزول كما وصفت النون المخفاة بالزوال لذا صرّح القرطبي بعدم زوالها مطلقاً. وسبب زوال النون كما سبق هو انفراج طرف اللسان عن الحنك. فلو كان انفراج الشفتين في إخفاء الميم صحيحاً لوصفت الميم المخفاة بالزوال كما وصفت النون المخفاة.
والذي يظهر جلياً أنّ الميم المخفاة لا تزول وعليه فلا انفراج للشفتين عند إخفاء الميم بل لا بدّ من أطباقهما بلطف مع إظهار الغنّة وهذا لا يعارض كون الإخفاء بين الإظهار والإدغام وذلك لأنّ في الإدغام لا بدّ من تشديد المدغم فيه وفي الإظهار كزّ الشفتين بغير غنّة وفي الإخفاء أطباق الشفتين بلطف مع خروج الغنّة فهي بين الإدغام والإظهار وهو الموافق للنصوص والمتلقّى بالسند إلى النبيّ صلى الله عليه وسلّم حيث لا يُعلم قبل وقت الشيخ عامر السيّد عثمان رحمه الله أنّ واحداً على وجه الأرض قرأ باانفراج الشفتين.
أمّا قول أبي عمّار حفظه الله " فلا يظهر الحرف تامّاً ولا يزول بل بينهما ". أقول: يبدو أنه لم يفهم مراد القرطبي بزوال النون. فالمراد من ذلك هو زوال ذات الحرف وبقاء الغنّة وليس زوال النون بالكلّية كما في الإدغام ولا إبقاء الذات والصفة معاً كما في الإظهار فهي منزل بينهما وهو زوال الذات وبقاء الصفة.
وأريد أن أطرح سؤال على من يقرأ بالفرجة في الإخفاء الشفوي والإقلاب والسؤال هو:
لو أخْفَيْنَا مثلاً النون عند الباء من غير إقلاب نحو {من بعد} فنقرأ بالإخفاء النون مباشرة من غير إقلابها ميماً، فلا شكّ أنّ في هذه الحالة تكون الشفتين في حالة انفراج كما هو الحال في إخفاء النون عند الحروف الأخرى. فلو كان انفراج الشفتين صحيحاً عند الإقلاب كما هو الحال عند إخفاء النون بدون القلب فما الفائدة من الإقلاب إذ الشفتين تنفرجان في كلتا الحالتين. فأقول أنّ للتفريق بين الحالتين لا بدّ من إطباق الشفتين عند القلب وإلاّ فلا فائدة من الإقلاب فنكتفي فالإخفاء من غير قلب.
هذا ما أردتّ قوله جواباً على أخي أبي عمّار أسأل الله تعالى أن يوفّقنا لمعرفة الحقّ واتّباعه ونعوذ بالله من التعصّب والعناد والفُرقة بين أهل القرءان خاصّة وبين المسلمين عامّة وأسأله أن يجمعنا جميعاً في مستقرّ رحمته يوم نلقاه وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحي شريف الجزائري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[02 Jul 2005, 05:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين: قرأت رد الأخ الفاضل / محمد يحيى شريف الجزائري حول موضوع إطباق الشفتين حال الإخفاء الشفوي أو الإقلاب مع عبارة الإمام القرطبي.
أقول: إن سبب تقييدي لعبارة القرطبي بالإدغام هو قوله: (لأنّ لفظها لا يزول ولفظ النون قد يزول ... ). وذلك لأن ذات النون لا تزول في حالة الإخفاء زوالاً كلياً مثل ما يحصل في الإدغام. وأقصد بالإدغام هنا كما بينت في الهامش الإدغام الناقص فلا داعي لاستشكال الأخ محمد لعبارتي. أما النون في حالة الإدغام الناقص فإن لفظها يزول بالكلية وتبقى صفتها وفي الإدغام الكامل تزول ذاتها وصفتها معاً.
وبهذا تبين مراد الإمام القرطبي، وأنه يقصد الإدغام الناقص بدليل قوله: (لأنّ لفظها لا يزول ولفظ النون قد يزول) أي أن الميم لا يزول لفظها بالكلية في جميع الحالات أي في الإظهار والإدغام والإخفاء. أما النون فيزول لفظها بالكلية في حالة الإدغام الناقص. وإنما قيدت بالناقص لأن عبارته أفادت الحصر (فلا يبقى منها إلاّ الغنّة) أي لم يبق من لفظ النون شيء إلا الصفة فإنها بقيت، وإذا نظرنا إلى أحكام النون الساكنة فإننا نعلم أنه لا ينطبق هذا الحصر إلا على الإدغام الناقص. أما في الإدغام الكامل فلا تبقى معه الغنة، وأما في حالة الإخفاء فإن النون لا تزول ذاتها بالكلية كما زعم الأخ محمد بل تزول حتى كادت أن تكون زائلة ولكن لم تزل.
إذاً الدليل على تقييدي بالإدغام الناقص هو قوله: (لأنّ لفظها لا يزول). أي لا يزول بالكلية. أما الزوال الناقص فإن العلماء قرروا أن الإخفاء الشفوي فيه زوال نسبي وإن لم يزل بالكلية. قال الشيخ العلامة محمد مكي نصر في (نهاية القول المفيد ص122): "ومعنى إخفاء الميم ليس إعدام ذاتها بالكلية بل إضعافها وستر ذاتها في الجملة بتقليل الاعتماد على مخرجها وهو الشفتان، لأن قوة الحروف وظهور ذاته إنما هو بقوة الاعتماد على مخرجه".
ولكن اتضح لي فيما بعد أن مراد الإمام القرطبي هو النون المخفاة، وذلك من عبارة الشيخ العلامة عبدالفتاح المرصفي في (هداية القاري إلى تجويد كلام الباري 1/ 169) حيث قال مثل ما قال الإمام القرطبي: "فالإخفاء في الميم لا يتحقق كتحققه في النون والتنوين لأن في الميم الساكنة مطلقاً تبعيض للحرف وستر لذاته في الجملة بخلافه في النون والتنوين فإن ذاتهما تكاد تكون معدومة ولم يبق منهما إلا الغنة فقط كما يشهد بذلك النطق بنحو "منشوراً" و "ينبت" فنجد أن الميم من "ينبت" وإن كانت مخفاة مع الغنة إلا أنها ليست معدومة بالكلية كانعدام النون في "منشوراً" بل هي مستورة بعض الشيء ". وأشكر الأخ محمد يحيى على أن لفت انتباهي إلى التشابه الحاصل بين الإدغام الناقص والإخفاء في كونهما يتفقان في ذهاب الذات وبقاء الصفة، كذلك إيراده لعبارات العلماء كانت سبباً في اقتناعي لما قرر أن الإخفاء الحقيقي فيه ذهاب لذات الحرف.
ولكن يبقى النظر في استنباطه. وذلك إن الأخ محمد حصل منه شيئان بعد إيراده لعبارة القرطبي: 1) الفهم: وقد أصاب فيه وأخطأت أنا وجزاه الله خيراً 2) الاستنباط: حيث استنبط منها أن الشفتين تكونان منطبقتين تماماً بدون فرجة في حالة الإخفاء الشفوي.
وهذا الاستنباط خطأ لما يلي:
1) صحيح أن الميم لا تزول ذاتها بالكلية في حالة الإخفاء الشفوي ولكن هناك زوال نسبي وإضعاف لذاتها وذلك حاصل بضعف الاعتماد على المخرج، أرجو للاتضاح قراءة عبارة الشيخ محمد مكي نصر في النهاية السابقة. أقول: لا يتأتى هذا الإضعاف ولا الستر لذات الميم إلا بالفرجة اليسيرة بين الشفتين. لأن الشفتين إذا أطبقتا فإن الميم تخرج وتظهر ظهوراً تاماً مع الغنة بسبب قوة الاعتماد على المخرج كما قال الشيخ محمد مكي: " لأن قوة الحروف وظهور ذاته إنما هو بقوة الاعتماد على مخرجه" فكيف يحصل الإخفاء إذاً بالإطباق؟!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
2) إن وصفهم لهذا الحكم بـ "الإخفاء" فيه سر، وهو الإشارة إلى الفرجة بين الشفتين. ولكن كانت الفرجة يسيرة حتى كادت أن تكونا منطبقتين نظراً لأن ذات الميم لم تزل كما زالت النون في الإخفاء الحقيقي. ومن هنا نعرف لماذا وصفوا الثاني بالحقيقي، لأن الإخفاء في النون متحقق أكثر من الإخفاء في الميم وذلك واضح من عبارة المرصفي.
3) إن قول الأخ محمد (لا يُعلم قبل وقت الشيخ عامر السيّد عثمان رحمه الله أنّ واحداً على وجه الأرض قرأ باانفراج الشفتين) غريب وعجيب!!. ما أدراه ذالك؟ بل أقول كانوا يقرؤون بالفرجة لما قررناه من أن الإخفاء يقتضي الانفراج بين الشفتين وإلا لما حصل إخفاء بل يكون حينئذ إظهار بغنة وهذا الحكم لا وجود له في القرآن الكريم. فإذا كانت الميم ظاهرة لَما كان العلماء وصفوا الحكم بالإخفاء. وإن كان هناك وجه صحيح في الميم الساكنة التي بعدها الباء وهو: الإظهار ولكن بدون غنة.
4) ولقد عجبت أشد العجب من سؤاله الأخير الذي طرحه ليستدل على إطباق الشفتين في حالة الإخفاء الشفوي: حيث ذكر أن فائدة الإقلاب هي إطباق الشفتين. قلت: وهذا الاستنباط غريب جداً ولا أعلم أحداً من الأئمة قال بذلك. بل قد قرر العلماء فائدة الإقلاب في كتبهم وهي التهيئة للنطق بالباء وذلك لأجل المؤاخاة الحاصلة بين الميم والباء. قال الإمام ابن الجزري رحمه الله في (التمهيد 155): "وهي أخت الباء – أي الميم- لأن مخرجهما واحد، فلولا الغنة في الميم وجريان النفس معها لكانت لكانت باءً، والميم أيضاً مؤاخية النون للغنة التي في كل منهما تخرج من الخيشوم ولأنهما مجهورتان، ولذلك أبدلت العرب إحداهما من الأخرى". وقال العلامة محمد مكي نصر في (نهاية القول المفيد 123): "ووجه قلبهما ميماً عند الباء أنه لم يحسن الإظهار لما فيه من الكلفة ... ولم يحسن الإدغام للتباعد في المخرج والمخالفة في الجنسية .. ولما لم يحسن وجه من هذه الأوجه أبدل من النون والتنوين حرف يؤاخيها في الغنة والجهر، ويؤاخي الباء في المخرج والجهر وهو الميم فأمنت الكلفة الحاصلة من إظهار النون قبل الباء".
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[03 Jul 2005, 12:48 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
استدلالكم بكلام الشيخ العلامة محمد مكي نصر في (نهاية القول المفيد ص122): "ومعنى إخفاء الميم ليس إعدام ذاتها بالكلية بل إضعافها وستر ذاتها في الجملة بتقليل الاعتماد على مخرجها وهو الشفتان، لأن قوة الحروف وظهور ذاته إنما هو بقوة الاعتماد على مخرجه". هو استدلال عليكم لا لكم لسببين:
أوّلاً هل كلامه رحمه الله يدلّ على ترك الفرجة؟ هذا وَهْمٌ لأنّه قال " بتقليل الاعتماد على مخرجها وهو الشفتان " ولا شكّ أنّ القراءة بالفرجة ليس فيها اعتماد أصلاً على المخرج لوجود فراغٍ بين الشفتين الناتج عند الفرجة. فالاعتماد القليل الذي يكون بين الشفة العليا والسفلى حال الإخفاء ينفي الفرجة تماماً فقوله رحمه الله بتقليل الاعتماد على مخرجها هو أطباق الشفتين بلُطف من غير كزٍ شديد بخلاف النون فإنّه لااعتماد علي مخرجها مطلقاً لانفصال طرف اللسان عن الحنك الأعلى وهذا هو السرّ في كون أنّ الميم لا يزول ذاتها لبقاء الاعتماد على الشفتين في الإخفاء وإن كان قليلاً وكون النون يزول ذاتها مطلقاً لعدم الاعتماد المطلق على مخرجها حال الإخفاء. ولأجل ذلك قال رحمه الله " لأن قوة الحروف وظهور ذاته إنما هو بقوة الاعتماد على مخرجه" أقول فالمسألة دائرة بين قوّة الاعتماد وضعف الاعتماد والفرجة تنفي الاعتماد بالكلّية.
ثانياً: عبارة الشيخ مكي نصر رحمه الله "الستر" لا تدلّ على ترك الفرجة أبداً. فالمراد بالستر هو قلّة الاعتماد على مخرج في الميم المخفاة مع تمكين الغنّة مقارنة مع الإظهار الذي لا يكون إلاّ بالاعتماد الكلي على المخرج من غير الغنّة ويؤيّد ذلك قوله رحمه الله "بتقليل الاعتماد على مخرجها وهو الشفتان " فهذا هو المراد بالستر.
أمّا القول بأنّ الفرجة لم تعرف قبل الشيخ عامر عثمان هو كلام متواترٌ لا يحتاج إلى بيان فقد سأل الشيخ أيمن سويد السيّد عامر والشيخ إبراهيم شحاته السمنودي والشيخ الزيات هل قرءوا بالفرجة فأجابوا " بلا" والقراءة بانطباق الشفتين هي قراءة أهل الشام بالإجماع وقد يستثنى منهم الشيخ عبد العزيز عيون السود الذي قرأ على المصريين. وهي قراءة قراء الاستنبول والأفغان وباكستان وغيرهم.
وأمّا بالنسبة للسؤال الذي طرحته عليكم فلا غرابة فيه لمن فهم جيّداً مخرج الميم والباء حيث يخرجان بانطباق الشفتين أقول بانطباق الشفتين لأنّ المؤاخاة بين الحرفين حاصلة في التجانس الذي أدي إلى انطباق الشفتين عند النطق بهما فلو تركنا الفرجة زالت المؤاخات التي كانت بينهما ولزال سبب الإقلاب.
ياأخي الكريم علينا أن نتّبع النصوص وأقوال القدامى وأنّ التلقّي لا بدّ أن يوافق النصوص وأنّ مسألة الفرجة ناتجة عن اجتهادٍ محض يحتمل الخطأ والصواب وذلك بقياس الميم المخفاة بالنون المخفاة فكما أنّ في النون ينفصل طرف اللسان بالحنك وكذلك الميم لا بدّ من فصل الشفتين. والقياس مذموم في القراءة، كما قال الشاطبيّ رحمه الله:
وما لقياسٍ في القراءة مذخل ...... فدونك ما فيه الرضا متكفّلا
والقياس لا يكون إلاّ في المسائل التي فيها غموض ولم يرد فيها نص كما حقق ذلك ابن الجزري في النشر نحو السكت على {ماليه هلك} حيث لا يُتمكّن من الإظهار إلاّ بالسكت لبعد مخرج الهاء خاصّة إذا تكررت فالسكت أخذ به ضرورة لعدم وجود حلّ آخر سوى ذلك. وكذلك السكت على {شيء} في أحد طرق حفص من الطيّبة حيث يستحيل السكت عند الوقف. فاجتهد العلماء وأجازوا السكت بالروم ضرورة لعدّم وجود حلّ آخر. أمّا مسألة الفرجة فهل نحتاج إلى قياس فيها؟ هل هناك ضرورة؟ وزيادة على ذلك أنّه مخالف للنصوص وللمتلقّى بالسند قبل عهد الشيخ عامر رحمه الله.
هما ما أردتّ قوله وصلّى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
أخوكم محمد يحي شريف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[04 Jul 2005, 12:05 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
عندي توضيح آخر في السؤال الذي قمت بطرحه والذي وصفه أخي الكريم أبو عمار بكونه عجيب جداً فأقول وبالله التوفيق:
كما هو معلموم أنّ الميم والنون يتفقان في الصفات ويختلفان في المخرج فالفرق بينهما في الصوت ناتج عن اختلافهما في المخرج. ففي حالة إخفاء النون ينفصل طرف اللسان من الحنك الأعلى فتنعدم ذات النون ويبقى صوت الغنّة الذي يخرج من الخيشوم. ولو تركنا الفرجة في الميم المخفاة ينعدم ذات الميم لانفصال الشفتين من بعضهما ويبقى صوت الغنّة من الخيشوم. فلو تأملنا جيّداً هذا الحالة نجد أنّه لا يوجد فرق بين النون والميم المخفاتين في الصوت لعدّة أسباب:
أوّلاً: انعدام ذاتهما إذ المخرج الذي كان سبباً في اختلافهما قد زال بانفصال طرف اللسان من الحنك بالنسبة للنون وانفصال الشفتين بالنسبة للميم.
ثانياً: أتفاقهما في الصفات
ثالثاً: بقاء الغنّة كاملة عند أخفائهما
رابعاً: ليس هناك فؤق في الصوت عند إخفاء النون عند الباء بالإقلاب وبدون الإقلاب وهذا ملموس تطبيقياً لمن تأمّل. ولو وُجِد فرق قليل كان بسبب تحريك الشفة فقط.
خامساً: سبب إخفاء الميم عند الباء هو انطباق الشفتين فيهما ولولا ذلك لامتنع الإخفاء كما امتنع إخفاء الميم عند الواو حيث أنّ الواو تخرج من بين الشفتين لكن بانفتاحهما وهذا الانفتاج سبب في تباعد الحرفين وهذا الذي أدّى إلى الإظهار. وعلى هذا يتبيّن جلياً من أنّ سبب الإخفاء هو انطباق الشفتين في الميم والباء وليس مجرّد خروج الحرفين من بين الشفتين إذ لو كان كذلك لأخفيت الميم عند الواو خاصّة أنّ الواو أقرب إلى الميم من حيث الصفات مقارنة مع الباء.
فتبيّن إذاً أنّ سبب إخفاء الميم عند الباء هو انطباق الشفتين. فبالله عليك كيف نزيل هذا الانطباق بالترك الفرجة وهو كان سبباً في الإخفاء؟
وعلى ما تقدّم فلا غرابة في السؤال الذي قمت بطرحه وصلّى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحي شريف الجزائري
خامساً:(/)
الوحي هو المصدر الوحيد للقراءات والتجويد
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[16 Jun 2005, 04:36 م]ـ
الوحي هو المصدر الوحيد للقراءات والتجويد
سبق وقد تعرفنا في مبحث سابق معنى التجويد لغة وفي اصطلاح المجودين , وتتميما للفائدة لابد من تعريف المقصود بمصطلح (علم القراءات) , وقد فصَّلْتُ القول آنفا أن قراءة القرآن عبادة توقيفية , فإذا عُلِم ذلك وجب عليك أن تتيقن أن النبي e تلقى القراءات والتجويد عن الوحي , ويعتبر الوحي هو المصدر الوحيد في ثبوت أصول القراءات والتجويد , وما قواعد التجويد إلا جزء من علم القراءات , وقد تقدم تصنيف كتب القراءات على كتب التجويد , إذن يؤخذ من ذلك أن علم قواعد التجويد من الناحية العملية والأدائية يسمى بعلم الرواية لأنه جزء لا يجزأ من علم القراءات. والأصل فيها أن رب العزة أنزله مجودا , وقد سطر الحافظ ابن الجزري ذلك بيمينه فقال:
والأخذ بالتجويد حتم لازم ** من لم يصحح القران آثم
لأنه به الإله أنزلا ** وهكذا منه إلينا وصلا
والشاهد من كلامه رحمه الله " لأنه به الإله أنزلا ".
" والقراءات جمع قراءة؛ من قرأ , وجرى إطلاق السلف لفظة (قراءة) للتعبير عن صنيع القرَّاء في أداء نص القرآن المجيد.
وقرأه يقرؤه قِرءاُ وقرآنا , والقراءة في اللغة الجمع , وكل شئ جمعته فقد قرأته – وسمى القرآن قرآنا لأنه جمع القصص والأمر والنهي والوعد والوعيد " وقد وجد الاصطلاح سبيله إلى هذا المعنى , والقراءات في اصطلاح القراء حدد معالمها الحافظ ابن الجزري في كتابه منجد المقرئين بقوله: " القراءات علم بكيفية أداء كلمات القرآن واختلافها بعزو الناقلة. خرج النحو واللغة والتفسير ... والمقرئ العالم بها رواها مشافهة , فلو حفظ التيسير مثلا ليس له أن يقرئ بما فيه إن لم يشافهه من شوَّفه به مسلسلا لأن في القراءات أشياء لا تحكم إلا بالسماع والمشافهة " وعرفها الزرقاني بقوله في مناهل العرفان: " ... وفي الاصطلاح مذهب يذهب إليه إمام من أئمة القراء مخالفا به غيره في النطق بالقرآن الكريم , مع اتفاق الروايات والطرق عنه , سواء أكانت هذه المخالفة في نطق الحروف أم في نطق هيئاتها ... " وعرَّف هذا المصطلح الرزكشي بقوله: " والقراءات: هي اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في الحروف وكيفيتها من تخفيف وتشديد , وغيرها " وعرفها شيخ شيوخنا أحمد البنا في الإتحاف بقوله: " علم بكيفية أداء الكلمات القرآن واختلافها , معزوا إلى ناقله " وقد نصَّ ابن الطحان الأندلسي الإشبيلي (ت 561 هـ) أن الأصول الدائرة في القراءة على اختلاف القراءات عشرون أصلا يحققها الإقراء ويحكمها الأداء وهي: " البسملة , والتسمية , والمد , واللين , والمط , والقصر , والاعتبار , والتمكين , والإشباع , والإدغام , والإظهار , والبيان , والإخفاء , والقلب , والتسهيل , والتخفيف , والتثقيل , والتتميم , والتشديد , والنقل , والتحقيق , والفتح , والفَغْرُ , والإرسال , والإمالة , والبطح , والإضجاع , والتغليظ , والتفخيم والترقيق , والروم , والإشمام , والاختلاس " والمتأمل في كلام ابن الطحان يجد أصول أبحاث علم التجويد داخلة في أصول علم القراءات مثل: المد , واللين , والإخفاء , والقلب , والإظهار والإدغام., والتفخيم والترقيق .... وإلخ.
وبعد التعريف بمصطلح القراءات والأصول الدائرة عليها نرجع إلى موضوع التجويد والقراءات بقواعدهما الكلية والجزئية تعلمها النبي e من الوحي.
وينبغي أن ننبِّه هنا على أن أي جهد نبذله في خدمة القراءات وقواعد التجويد هو في الحقيقة؛ جهد في خدمة الوحي الأمين الذي جاءت عبره القراءات المتواترة والتجويد جزء من علم القراءات ,؛ ذلك أن القراءات القرآنية المتواترة جميعا , قرأ بها النبي e اُصولا وفرشا , وقد تلقاها عنه e خيار أصحابه من بعده وأقرؤوا بها الناس , وبذلك فإن سائر القراءات المتواترة توقيفية , والتجويد جزء من علم القراءات فهو أيضا توقيفي , لا مجال فيه لأدنى اجتهاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالنبي e هو الذي أقرأ أصحابه بتحقيق الهمزات وبتسهيلها , وكذلك بالفتح والإمالة , وبالإدغام وبالإظهار , وبتطويل زمن الغنة في محلها , وبتطويل الصوت بحروف المد , وبقلقلة حروف (قطب جد) , وغير ذلك من أبواب القراءة المأذون بها والمروية بالتواتر , وهو الذي أذن بقراءة هذه الكلمة بوجه وهذه بوجهين , وتلك بثلاث , وغيرها بأربع ... إلخ.
وجرى كل وجه جاء به النبي e في القراءة والأداء على أنه وحي معصوم.
وهكذا فإن القراءات المتواترة جميعا هي قراءة النبي e , لا قيمة لأي قراءة لم تحظ بالإسناد المتواتر , المتصل إلى النبي e وليس للأئمة القراء أدنى اجتهاد أو تحكم في نص القراءة المقبولة , بل إن مهمتهم تنحصر في ضبط الرواية وتوثيق النقل , وكان غاية ما فعله هؤلاء الأئمة أن تخصص كل واحد منهم بنوع من أنواع القراءة التي سمعها عن أصحاب النبي e كما نقلوها عنه e , وخدمها , وتفرغ لإقرائها وتلقيها , فنسبت إليه لا على سبيل أنه أنشأها ابتكرها؛ بل على سبيل أنه قرأ بها وأقرأ عليها , وإلا فالمنشأ واحد وهو المصطفى e عن الروح الأمين عن رب العالمين , وهذه القضية محل إجماع من علماء الأمة قاطبة.
روى الحافظ السخاوي تلميذ الشاطبي في كتابه جمال القراء عن حمزة الزيات أنه لم يقرأ حرفا من كتاب الله إلا بأثر , وفي ذلك يقول رحمه الله: " وكان حمزة رحمه الله يقرا في كل شهر خمسا وعشرين ختمة , ولم يلقه أحد قط إلا وهو يقرأ. وقال حمزة رحمه الله: ما قرات حرفاً إلا بأثر " فالشاهد من كلامه ما قرأت حرفا إلا بأثر , وهذا هو الشأن مع جميع القراء السبع أو العشر.
قال السخاوي: " وعن شعيب بن حرب أنه قرأ على حمزة بالكوفة وبالجبل , فختم ختمات وقال: يا أبا صالح , إلزم هذه القراءة , فما منها حرف قرأته إلا ولو شئت رويت لك فيه حديثا.
وقال شعيب بن حرب: لو أردت أن أسند قراءة حمزة حرفا حرفا لفعلت.
وقال عبد العزيز بن محمد: كنا عند الأعمش فمرّض حمزة فقال الأعمش ترون هذا الفتى , ما قرا حرفا إلا بأثر.
وعن الوليد بن بكير: أتيت سفيان الثوري أعوده , فأتاه حمزة , فلما ولَّى قال سفيان: ترون هذا , ما أراه قرأ حرفا إلا بأثر "
وهناك قضية أخرى لابد من تسليط الأضواء عليها لأهميتها في الوقت المعاصر فقد ذكر فضيلة الشيخ المتقن أيمن سويد في رسالته لنيل درجة الماجستير والتي بعنوان " التذكرة في القراءات الثمان " للحافظ طاهر بن غلبون , وعنون الدكتور أيمن لهذه القضية بعنوان " ليس كل ما ينسب إلى واحد من القراء السبعة أو العشرة متواترا " وتحت هذا العنوان فصّل القول حول هذه القضية بقوله (حفظه الله):" اقصد من هذا المبحث دفعُ شبهة شاعت بين كثير من الدارسين للعلوم الشرعية والعربية , وهي أن يَحكم الواحد منهم على قراءة من القراءات بأنها سبعية أو عشرية بمجرد أن وجدها في أحد كتب التفسير أو اللغة أو النحو منسوبةً إلى قارئ من القراء السبعة أو العشرة , أو إلى رواتهم المشهورين.
والحق أن لا توصف قراءة بأنها سبعية أو عشرية إلا إذا كانت مذكورة في واحد من الكتب الثلاثة ... وذلك أن لكل إمام من القراء العشرة قد قرأ عليه عدد كثير من الرواة , وهؤلاء الرواة قرأ عليهم خلق كثيرون , وهلمَّ إلى المصنفين في القراءات , فذكر كل واحد منهم ما وصل إليه بالإسناد ... فلا يغترن امرؤ بما يراه في بعض كتب التفسير والنحو واللغة من قراءات منسوبة إلى واحد من الأئمة السبعة أو العشرة , دون أن يتحقق من وجودها في (الشاطبية) أو (الدُّرَّة) أو (النشر) إذ لا فرق ما شذ عن هؤلاء الأئمة السبعة أو العشرة وبين ما شذ عمن فوقهم من القراء والله أعلم " إذن يتقرر من سياق هذا الكلام أن التواتر اليوم محصور في رواية القراءات على ثلاث كتب الشاطبية والدرة و الطيبة.(/)
الان منظومة الزمزمي موجودة في .....
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[16 Jun 2005, 06:00 م]ـ
تم بحمد الله طباعة منظومة التفسير للزمزمي من مكتبة التفسير والدراسات القرانية ووضع لها غلاف وتم وتصويرها ونشرها في المكتبات التالية:
1/ مكتبة أجندة - الروضة 2 شارع عبادة بن الصامت.
2/ مكتبة التدمرية مخرج 15 الدائري الشرقي.
3/ مكتبة دار الأخيار للكتاب المستعمل - الروضة 2 شارع الحسن بن علي.
نرجوا منك الدعاء. صورة الغلاف: http://www.rmooosh.net/up-pic/uploads/407a9b3f1c.jpg (http://www.rmooosh.net/up-pic)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Jun 2005, 09:34 م]ـ
أحسن الله إليك يا أبا حنيفة ووفقك لكل خير لقاء جهدك وحبك للخير.
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[09 Jul 2005, 11:03 ص]ـ
ولمن أراد شرحها المسمى الفيض الخبير حاشية على نهج التيسير
فهو موجود في مكتبة دار كندة على شارع الزبير بن العوام في حي السلام
الوصف:
من طريق خريص وانت متجه لجهة الشرق - مخرج عبدالرحمن بن عوف
تسير في شارع عبدالرحمن بن عوف حتى تصل الى ثالث اشارة - هذا هو شارع الزبير بن العوام - تلف يمين ليصبح وجهك غرب - تأتي المكتبة على يدك اليسار بعد تقريبا 100 متر
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[16 Jul 2005, 03:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كذلك ينصح بالاستعانة بشرح الشيخ العلامة عبدالكريم الخضير على أصل منظومة الزمزمي، إذ نظم الزمزمي رسالة في أصول التفسير للإمام السيوطي. والرسالة هي إحدى الرسائل الموجودة في كتاب (النقاية) الذي اشتمل على أربعة عشر فناً للإمام السيوطي حسبما ذكره الشيخ الخضير في شرحه على رسالة السيوطي في أصول التفسير. وإني قد وجدته شرحاً مفيداً لطلاب العلم. وجزاكم الله خيراً.(/)
عرض كتاب: (مشكل القرآن الكريم) للشيخ عبدالله بن حمد المنصور وفقه الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Jun 2005, 09:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.tafsir.org/images/Mushkel.jpg
صدرت عن دار ابن الجوزي بالدمام الطبعة الأولى من كتاب
مُشْكِلُ القرآن الكريم بحث حول استشكال المفسرين لآيات القرآن الكريم
أسبابه، وأنواعه، وطرق دفعه
للشيخ عبدالله بن حمد المنصور
وقد ساعدت الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه على طباعة هذا الكتاب الذي يعد أول مشاركة للجمعية الناشئة في طباعة الرسائل العلمية المتخصصة ونشرها، وهذه خطوة موفقة للجمعية أرجو لها الاستمرار إن شاء الله. وقد بلغني أن رسالة أخرى تطبع الآن بمساعدة الجمعية أيضاً هي رسالة الزميل الفاضل بريك بن سعيد القرني بعنوان (كليات القرآن) ولعلها تخرج قريباً إن شاء الله.
ويأتي نشر هذه الرسالة العلمية التي تقدم بها الباحث لنيل درجة الماجستير ضمن سلسلة مطبوعات دار ابن الجوزي (رسائل جامعية) تحت رقم (40) وهو مشروع رائد لدار ابن الجوزي نشرت خلاله عدداً من الرسائل العلمية المتميزة في مختلف التخصصات نسأل الله لهم التوفيق.
ويقع هذا الكتاب في مجلد واحد، يشتمل على 489 صفحة من القطع العادي، وورقه من الورق الأصفر الفاخر. وأصل هذا الكتاب أطروحة علمية نال بها المؤلف درجة الماجستير من كلية أصول الدين، قسم القرآن وعلومه، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بإشراف فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور علي بن سليمان العبيد وفقه الله.
وقد قدم المؤلف لكتابه ببيان أهمية دراسة موضوع مشكل القرآن، والدراسات السابقة التي تعرضت لهذا الموضوع. وبين خطته التي سار عليها وهي تشتمل على المقدمة، والتمهيد، وأربعة فصول وخاتمة، وهي على النحو الآتي:
- المقدمة. وفيها بيان أهمية البحث، وأسباب اختياره، والدراسات السابقة، وخطة البحث، ومنهج الباحث فيه.
- التمهيد. وفيه مبحثان:
المبحث الأول: أهمية دراسة علم المشكل القرآني.
المبحث الثاني: أعلام الإسلام الذين صنفوا في هذا الفن، وذكر مؤلفاتهم فيه.
الفصل الأول: مشكل القرآن الكريم. وفيه أربعة مباحث:
المبحث الأول: تعريف مشكل القرآن من حيث اللغة والاصطلاح.
المبحث الثاني: وجود المشكل في القرآن الكريم.
المبحث الثالث: حكمة وجود المشكل في القرآن الكريم.
المبحث الرابع: حكم البحث عن المشكل في القرآن الكريم.
الفصل الثاني: أسباب وقوع الإشكال في القرآن الكريم. وفيه أربعة عشر مبحثاً:
الأول: اعتقاد أمرٍ مخالف للكتاب والسنة.
الثاني: اختلاف الموضوع في الآيات.
الثالث: اختلاف الموضع والمكان للآيات.
الرابع: وقوع المخبر به على أحوال وأطوار مختلفة.
الخامس: اختلاف جهة الفعل.
السادس: تعدد القراءات في الآية.
السابع: توهم تعارض الآية أو الايات مع الأحاديث النبوية.
الثامن: توهم استحالة المعنى.
المبحث التاسع: خفاء المعنى.
العاشر: غرابة اللفظ.
الحادي عشر: مخالفة المشهور من قواعد النحو والعربية.
الثاني عشر: الإيجاز والاختصار.
الثالث عشر: احتمال الإحكام والنسخ للآية.
الرابع عشر: تردد الآية بين أن يكون لها مفهوم مخالفة أو لا.
الفصل الثالث: أنواع مشكل القرآن الكريم. وفيه أربعة مباحث:
الأول: ما يظن فيه تعارض واختلاف.
الثاني: المشكل للتشابه، فيه مطلبان:
المطلب الأول: المتشابه اللفظي.
المطلب الثاني: المتشابه المعنوي.
المبحث الثالث: المشكل اللغوي. وفيه ستة مطالب:
الأول: ما يتعلق بالإعراب.
الثاني: ما يتعلق بغريب اللغة.
الثالث: ما يتعلق بالمجاز.
الرابع: ما يتعلق بالكناية.
الخامس: ما يتعلق بالتقديم والتأخير.
السادس: خفاء وجه الحكمة من استخدام بعض الأساليب اللغوية، وفيه أربعة فروع:
الفرع الأول: الالتفات.
الفرع الثاني: الإضمار في موضع الإظهار وعكسه.
الفرع الثالث: التكرار.
الفرع الرابع: الحصر.
المبحث الرابع: المشكل من حيث القراءات ورسم المصحف.
الفصل الرابع: طرق دفع الإشكال عن آيات القرآن الكريم. وفيه أحد عشر مبحثاً:
الأول: تحرير وجه الإشكال.
الثاني: معرفة سبب النزول.
الثالث: رد المتشابه المشكل إلى المحكم، وإلى العالم به، مع الإيمان والتصديق.
الرابع: اعتبار طريقة القرآن وعادته في دفع الإشكال.
الخامس: جمع الآيات ذات الموضوع الواحد.
السادس: النظر في السياق.
السابع: تلمس الأحاديث والآثار الصحيحة الدافعة للإشكال.
الثامن: الإعراب وأثره في بيان المشكل.
التاسع: الجمع بين الآيات بإعمال قواعد الترجيح عند المفسرين.
العاشر: النسخ.
الحادي عشر: التوقف.
الخاتمة، وفيها أهم نتائج البحث.
الفهارس العامة للبحث.
وقد ذكر الباحث بعد ذلك منهجه الذي سار عليه في كتابة بحثه، من حيث النقل والعزو وتحرير المسائل العلمية في البحث. والبحث جهد موفق في دراسة موضوع (مشكل القرآن الكريم) من الناحية التأصيلية. نسأل الله للمؤلف التوفيق والسداد في بحوثه القادمة، والشيخ عبدالله بن حمد المنصور يكتب الآن رسالة الدكتوراه، وهو أحد أعضاء هذا الملتقى العلمي، فلعله يتكرم بإيضاح أبرز نتائج بحثه هذا إن أمكن ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المنصور]ــــــــ[18 Jun 2005, 12:51 م]ـ
أشكر أخي الفاضل: الشيخ عبد الرحمن الشهري، وأسأل الله تعالى لي وله ولإخواني المسلمين التوفيق والسداد، وأن يرزقنا الإخلاص فيما نأتي ونذر.
أما بالنسبه لعرض أهم النتائج، فبعضها موجود في آخر البحث، إلا أنني أحب أن أركز الحديث حول نقطة مهمة تم استنتاجها من البحث:
كنت أتمنى أن تتم الموافقة على أن أكمل البحث في مرحلة الدكتوراه، بحيث إنه بعد التأسيس النظري للموضوع يبدأ التطبيق العملي في مرحلة الدكتوراه.
ولكن قدر الله تعالى وما شاء فعل.
ومع ذلك فقد قمت بجمع الآيات المشكلة على المفسرين ضمن مشروع خاص، دون دراسة الإشكال ودفعه، ويصح أن يسمى هذا الأمر: فهرس الآيات المشكلة، وذلك تمهيداً لدراستها بتوسع، وبدأت بسورة البقرة، وبعد تتبع النصف من السورة: ظهر لي أن الموضوع عميق جداً لدرجة أنك تقرأ الآية ولاتظن أن أحدا من المفسرين قد يستشكل فيها شيئاً، ولكن عندما تتوسع في دراستها يظهر لك من المفسرين من يورد أسئلة حول الآية تحتاج لمزيد من النظر والتأمل.
لذلك، كان لابد من التفكير في طريقة لحل هذا الأمر، خاصة في نطاق أهل السنة والجماعة، فرصدت عدداً من المقترحات، أطرحها على إخواني في هذا المنتدى المبارك، لعل النفع يعم - إن شاء الله تعالى -،:
لابد من التعرف على جهود العلماء المتقدمين والمتأخرين فيما يتعلق بدفع الإشكال حول الآيات، وذلك عن طريق إعداد فهرس متكامل حول الآيات؛ مثال ذلك:
سورة الفاتحة / هناك إشكال حول طلب الهداية للصراط المستقيم، والقارئ للسورة هو من أهل الهداية إن شاء الله تعالى، وذلك لكونه من أهل الأسلام، وقد أورد بعض المفسرين الإشكال وجوابه، والمطلوب في الفهرس الذي أشرت إليه سابقاً هو عدد من الخطوات كالتالي:
السورة---------- رقم الآية-------- نوع الإشكال -------- من تكلم عليه من المفسرين ضمن التفاسير ------------من تكلم عليه من العلماء بمؤلفات مفردة واسم كتابه.
هذا الفهرس سوف يختصر العمل علينا بشكل كبير، لكونه سيعرف بجهود السابقين في دفع الإشكالات الواردة عند بعض المفسرين.
وأود كذلك التنبيه إلى نقطة مهمة:
قد يرى البعض أن آية كذا ليست مشكلة عنده، وهذا لأسباب كثيرة، ولكن ليس له أن يقول إن هذه الآية لاينبغي أن تشكل على أحد، وذلك لكون المسلمين فيهم العالم وفيهم الجاهل، والمطلوب هو بيان القرآن الكريم لهم.
بعد إعداد الفهرس ننتقل إلى مرحلة أكبر: وهي دراسة الاستشكال، ومعرفة مدى صحته، لأن بعض الاستشكالات باطلة من أساسها، فلاينبغي بذل الجهد في دفعها، مثال ذلك:
ماتوهمه البعض حول قوله تعالى (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) فقال: إننا نرى بعض أصحاب الفحشاء والمنكر وهم من المصلين.
قال الألوسي مامعناه: هي تنهاهم وقد يستجيبون وقد لايستجيبون، مثلها مثل بقية الأوامر الإلهية الأخرى، فالصلاة تنهى فقط، ولكن ليس في الآية أن الصلاة تمنعهم من الفحشاء والمنكر قسراً وإجباراً.
ومثال آخر: استشكال أصحاب المذاهب المنحرفة لبعض الآيات بناءً على عقيدتهم، وأمثلته كثيرة، فمثل هذا يذكر فيه أن الإشكال مبني على عقيدة كذا وكذا، أما نحن أهل السنة فليس في الآية إشكال.
ثم بعد التعرف على الإشكال وتحريره ننتقل إلى: دفع الإشكال: وهي مرحلة تحتاج إلى عدة أمور:
منها: استعراض أجوبة العلماء، وترتيبها، وتقديم الأقوى، مع الإشارة لبقية الأجوبة وعدم إهمالها، لأن ماتراه قوياً قد لايراه غيرك كذلك، ويلزم الإجلبة عن الإيرادات العلمية على الترجيح المذكور.
ومنها: ذكر الآيات المتعلقة بهذا الإشكال عند أول ورود لهذا الإشكال، وذلك حتى تكمل الصورة، وتندفع بقية الإشكالات التي ستطرأ بعد جمع الآيات في مكان واحد، ولايبقى لمتعقب مجال.
ولاشك عندي أن خير من يقوك بهذا العمل: هم طلاب الدراسات العليا في رسائلهم العلمية، إلا أن ينشط له أحد من يجتبيهم الله تعالى لذلك.
هذا ماسنح بالبال، ولعل لمتعقب مجال، فالموضوع مهم وطويل الذيول.
أسأل الله تعالى للجميع التوفيق والسداد،،،
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 Jun 2005, 03:17 ص]ـ
نفع الله بك يا شيخ عبدالله، وزادك توفيقاً وسداداً.
أشكل علي تمثيلك للاستشكالات الباطلة من أساسها، والتي لاينبغي بذل الجهد في دفعها؛ بآية العنكبوت: (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر). فهي مشكلة عند كثير من الناس، وهذا يعارض ما نبهت عليه في أول كلامك، بقولك: (قد يرى البعض أن آية كذا ليست مشكلة عنده، وهذا لأسباب كثيرة، ولكن ليس له أن يقول إن هذه الآية لاينبغي أن تشكل على أحد، وذلك لكون المسلمين فيهم العالم وفيهم الجاهل، والمطلوب هو بيان القرآن الكريم لهم.)
والذي يظهر والله أعلم أن المراد بالنهي هنا: المنع؛ ويدل على ذلك ما روى أحمد وابن حِبّان والبيهقي عن أبي هريرة قال: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن فلاناً يصلي بالليل فإذا أصبح سرق، فقال: سينهاه ما تقول» أي صلاته بالليل. أي ستمنعه.
وقد يكون توجيه أبي حيان أقرب من توجيه الألوسي، فقد قال أبو حيان: (ولا يدل اللفظ على أن كل صلاة تنهى، بل المعنى، أنه يوجد ذلك فيها، ولا يكون على العموم. كما تقول: فلان يأمر بالمعروف، أي من شأنه ذلك، ولا يلزم منه أن كل معروف يأمر به.)
وليس هذا محل بسط هذه المسألة، وإنما التنبيه فقط.
وعلى كل حال، فموضوع الكتاب مهم جداً، وهو من أهم مباحث التفسير،و أدقها. ولو أن أحد الأقسام العلمية تبنت مشروعاً لتفسير ما أشكل من الآيات، وقسمته على رسائل عديدة لكان مشروعاً نافعاً.
وكنت قد اقترحته قبل سنوات على بعض أساتذة قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[25 Jun 2005, 08:42 م]ـ
جزى الله الشيخ عبد الله المنصور خير الجزاء على هذه الرسالة المفيدة الماتعة
وجزاك الله خيرا يا شيخ عبد الرحمن
وبارك الله في هذا المنتدى الرائع
ـ[المنصور]ــــــــ[26 Jun 2005, 03:31 م]ـ
كلامك صحيح. ويبدو أنني أخطأت في نفي وقوع الإشكال على كل أحد في هذه الآية. وإنما كان مقصدي هو قرب مأخذ الإشكال من الدفع. وبالتالي الجهد الذي سيبذله الباحث لدفع الإشكال يقل كثيراً عن غيره من الإشكالات.
أما مانقله فضيلتكم عن أبي حيان؛ فهو في حقيقته تقييد لعموم الآية، إذ معنى كلامه: إن الصلاة تنهى عن بعض الفحشاء والمنكر؛ وهذا لادليل عليه، فالآية خبر، وأحسن توجيه لها هو الفصل بين النهي والانتهاء كما قال الألوسي.
الإشكال المتوهم حول الآية: أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر بحيث ينتفي وجود المصلي وهو مقارف للفحشاء والمنكر، أو تكون الآية مشكلة من جهة وجود المصلي وهو مقارف للفحشاء والمنكر.
هذا هو تحرير وجه الإشكال.
والألوسي يقول: إن النهي لايستلزم الانتهاء. بمعنى أن الصلاة تنهى وقد يستجيب العبد وقد لايستجيب.
وشكر الله تعالى لكم حول التوضيح.
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[26 Jun 2005, 11:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لانبي بعده، وبعد:
فقد سررت كثيرًا أخي عبدالله بصدور كتابكم (مشكل القرآن الكريم) وهي رسالة قيمة، حق لها أن تطبع وتنشر، نفع الله بها وبصاحبها. آمين
وقدذكرتم - حفظكم الله - في تعريف المشكل اصطلاحًا بأنه (الآيات القرآنية التبس معناها واشتبه على كثيرمن المفسرين، فلم يعرف المراد منها إلا بالطلب والتأمل).
وأحب أن أقف مع التعريف وقفتين:
الوقفة الأولى: أن اشتراط الكثرة قيد غيرمنضبط، فهو أمر نسبي.
الوقفة الثانية: أن المشكل لايقتصرفقط على المعنى - كمافي التعريف - بل قد يكون راجعًا إلى اللفظ، مما يتعلق بالإعراب، والإضمار، ونحوذلك.
ولعل الأقرب في نظري أن يعرف المشكل بأنه (ما اشتبه لفظه أومعناه؛ فلم يدرك إلابعد النظر والتأمل) والله أعلم.
ـ[المنصور]ــــــــ[08 Jul 2005, 08:11 م]ـ
جزاكم الله خيراً ياشيخ عبد الرحمن اليوسف على المشاركة والتفاعل، وإجابة لما أوردتموه، أقول:
أهل اللغة يقولون: الألفاظ قوالب المعاني.
والإعراب خادم المعنى، فتمثيلك جزاك الله خيراً بالإعراب أو الإضمار داخلٌ كله _ في نظري _ في المعنى.
والمتشابه اللفظي قد أشرت له في البحث، وبينت ارتباطه بالمشكل.
أما اشتراط كثرة المفسرين، فقد ذكرت سببه في البحث، وهو: أنه قد تشكل الآية على عدد من المفسرين الذين يجمعهم مذهب عقدي معين؛ كالمعتزلة أو غيرهم، فاشتراط الكثرة كان هذا هو الغرض منه، فتنوع المشارب العقدية يتوفر غالباً في الكثرة المشترطة في التعريف، وبالتالي لن يتحقق استشكال آية ليست مشكلة على الحقيقة في ظل وجود هذا القيد، والله تعالى أعلم.
ويدخل في ذلك: مايقع لكثير من العامة من الجهل ببعض معاني القرآن الكريم، فهل يقال في مثل هذا: إنه مشكل قرآني، قطعاً لا، حتى لو استشكله جماعة منهم.
ولنتدارس التعريف الذي أورده فضيلتكم: قلتم حفظكم الله تعالى:
ما اشتبه لفظه أومعناه؛ فلم يدرك إلابعد النظر والتأمل:
وطبعاً قصدتم: من الآيات القرآنية.
فيقال: اشتبه على مَنْ.
هذا هو المقصود، فنحن أمام عدد من الخيارات:
إما أن يقال: على المفسرين --- وفي هذه الحالة فإن الصيغة توحي اشتراط كل المفسرين.
أو نقول: على بعض المفسرين --- فنخشى في هذه الحالة أن يجمعهم مذهب فاسد، والحق أنه لاإشكال في الآية على الحقيقة.
أو نقول: على أحد المفسرين --- وينطبق هنا ماقلته في الفقرة السابقة.
فلذلك آثرت التعريف الذي ذكرته.
هذا ماعندي، راجياً من الله تعالى إصابة الحق، وأشكر للجميع تفاعلهم، سائلاً الله تعالى لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح.
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[13 Jul 2005, 03:34 م]ـ
رسالة قيمة اقتنيتها وأفدت منها
جزاك الله خيرا ونفع بك
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[14 Sep 2005, 10:19 ص]ـ
الشيخ الفاضل عبد الله المنصور
وردني سؤال عن الفرق بين (مشكل القرآن) و (مشكل التفسير)، هل هما سواء؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كانا سواء فهل الأولى أن ننسب المشكل إلى القرآن أو إلى التفسير؟
فأرجو أن تتحفنا بجوابك لما لك من عناية بهذا الموضوع.
ـ[المنصور]ــــــــ[14 Sep 2005, 11:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر شيخنا الفاضل الدكتور مساعد الطيار على طرح السؤال، وللإجابة أقول – سائلاً الله تعالى السداد -:
لم يعجب مصطلح " مشكل القرآن " بعض المشايخ الفضلاء وطلبة العلم، لكونه قد يوحي بنسبة الإشكال لآيات الكتاب العزيز حقيقة، وهو أمر منفي قطعاً، وإنما هو متعلق بفهم القارئ لهذه الآيات.
والظاهر أن مصطلح " مشكل التفسير " أو مصطلح " مشكل التفاسير " يراد به مشكل القرآن الكريم، وأقول هذا من نفسي، وليس نقلاً عن أحد.
ولكننا نجد استخدام أهل العلم لمصطلح " مشكل القرآن الكريم " هو الدارج، ونظرة سريعة إلى أسماء المؤلفات التي ذكرتها في بداية بحثي " مشكل القرآن الكريم " تُظْهِر ذلك جلياً، ونحن نسير مع ركاب أهل العلم في هذا الباب، ولا مشاحة في الاصطلاح مادمنا نتفق على الأساس الذي ذكرته، وهو أن: الاستشكال متعلق بفهم القارئ للآيات، وليس أصلاً في الآيات.
وأنا أحب أن أشير إلى أن المتشابه موجود في القرآن، فبالتالي: المشكل موجود في القرآن، قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
((ولهذا كان السلف - رضي الله تعالى عنهم - يسمون ما أشكل على بعض الناس حتى فهم منه غير المراد: متشابهاً)).
وهذا النقل موجود في ((نقض أساس التقديس)) مخطوط/ الجزء الثاني / (ص495).
و يقول أبوالوليد الباجي: ((المتشابه: هو المشكل الذي يُحتاج في فهم المراد به إلى تفكر وتأمّل)).
((إحكام الفصول في أحكام الأصول)) لأبي الوليد الباجي 1/ 176.
ويقول الشاطبي: ((ومعنى المتشابه: ما أشكل معناه، ولم يبيّن مغزاه)).
((الاعتصام)) للشاطبي 2/ 736.
وقد فصلت الكلام حول هذه النقطة في البحث (ص 82 - 86).
وبذلك يتبين أنه لا إشكال – عندي – إن شاء الله تعالى في استخدام هذا المصطلح – أعني مشكل القرآن -، والقائل بخلاف ذلك يلزمه نقد قائمة طويلة من أهل العلم استخدموا هذا اللفظ واصطلحوا عليه سواءً في أسماء كتبهم أو في ثناياها.
ومع أنني لست ممن يحتج بأفعال العباد في مثل هذا الأمر، إلا أنني ألفت النظر مرة أخرى لوصف الله تعالى للقرآن الكريم في قوله تعالى: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} (7) سورة آل عمران.
وقد ذكرت النقول السابقة عن بعض العلماء والتي فيها الإشارة إلى أن السلف كانوا يسمون ما أشكل على بعض الناس حتى فهم منه غير المراد: متشابهاً.
و مع ذلك؛ ففي تسمية هذا النوع: مشكل تفسير القرآن الكريم، إشكال في نظري:
ذلك أن المعترض لو قال: كيف يكون في تفسير القرآن إشكال، لقلنا له: إن المفسرين أشكل عليهم معنى الآية، وسيقول المعترض: وهل يشكل معنى الآية على الناس؟.
فعاد الأمر في نظري إلى إثبات المشكل القرآني بالمعنى الذي نتفق عليه جميعاً.
هذا ما ظهر لأخيكم العبد الضعيف، فإن كان صواباً فمن الله تعالى، وإن كان خطأً فمن النفس والشيطان نعوذ بالله تعالى من ذلك.(/)
التحقيق في مسألة مراتب القلقلة
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[18 Jun 2005, 10:56 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
اختلف المتأخّرون في مراتب القلقلة إلى مذهبين.
فالمذهب الأول يرى أنّ للقلقلة مرتبتان وهي الصغرى و الكبرى. فالصغرى هي التي تكون في الساكن لغير الوقف نحو الباء في {يبْتغون} والقاف في {خلقْنا} والكبرى تكون للوقف في الحرف المتطرّف نحو الباء في {أبي لهب} والقاف في {الحقّ} والدال في {قل هو الله أحد} {الله الصمد} ونحو ذلك. وعلى هذا القول تختصّ القلقلة بالحرف الساكن فقط دون المتحرّك وعليه فصفة القلقلة إذاً صفة عارضة حيث تعرض للحرف حال سكونه فقط، وهو مذهب أهل الشام حالياً.
المذهب الثاني: أنّ للقلقلة أربعة مراتب وهي:
- الحرف الساكن المشدّد الموقوف عليه نحو الباء في {الجبّ} و {تبّ} والقاف في {الحقّ}.
- الحرف الساكن المخفف الموقوف عليه نحو القاف في {خلاق} والدال في {أحد}، و {الصمد}.
- الحرف الساكن لغير الوقف نحو الباء في {يبتغون} والقاف {خلقنا}.
- الحرف المتحرّك نحو القاف في {القمر}، والباء والطاء في {وبَطَلَ}.
فصفة القلقلة في المراتب الثلاثة الأولى تكون كاملة وفي المرتبة الأخيرة أصلها.
وهو المذهب المشهور والمأخوذ به اليوم وهو الصحيح كما سيأتي، وهو امتاز عن الأوّل بالتفريق بين المشدّد والمخفف وإثبات أصل القلقلة في المتحرّك.
مناقشة أدلّة كلّ مذهب:
استدلّ المذهب الأوّل بقول ابن الجزري رحمه الله:
وبيّنن مقلقلاً إن سكنا ....... وأن يكن في الوقف كان أبينافاستدلوا بهذا البيت على أنّ المقلقل لا يكون إلاّ في الساكن لقول ابن الجزري رحمه الله (إن سكنا) من جهة، ومن جهة أخرى أنّ ظاهره يدلّ على أن للقلقلة مرتبتان وهما الساكن لغير الوقف والساكن للوقف الذي يكون أبين.
وهذا الاستدلال غير صحيح لعدّة أسباب:
السبب الأوّل: أنّ قول ابن الجزري رحمه الله (وبيّناً مقلقلاً إن سكنا) لا يدلّ على منع أصل القلقلة في المتحرّك بل مراده بيّنها وأشبعها في الساكن. وهو كقوله (وأظهر الغنّة في نون ميم إذا ما شدِّدا) أي مكّن الغنّه وأشبعها عند تشديد الميم والنون، ولا شكّ أنّ ما قاله رحمه الله لا يدلّ على امتناع الغنّة في النون والميم المتحرّكتين أو الساكنتين المظهرتين كما هو معلوم.
السبب الثاني: من المعلوم أنّ القلقلة ناتجة عن صفتين لازمتين وهما الشدّة والجهر، فالشدّة منعت الصوت من الجريان والجهر منع النفس من الجريان، فاحبس الصوت والنفس جميعاً، فاحتاج الحرف إلى نبرة وهي التي تسمّى بالقلقلة حتّى يتمكّن الصوت من الخروج ليكون مسموعاً. فبالله عليك كيف تنشأ صفة عارضة عن صفتين لازمتين؟ فإن كان الحرف شديداً ومجهوراً حال تحرّكه فما الذي يمنع من وجود أصل القلقلة في المتحرك إذ إنّ القلقلة نائشة عن الشدّة والجهر كما سبق. ولذلك قال المرعشي في جهد المقل ص149 " واعلم أنّ القلقلة باجتماع الشدّة والجهر كما في بعض الرسائل - شرح الدر اليتيم - يشير إلى أنّ حروف القلقلة لا تنفكّ عن القلقلة عند تحرّكها وإن لم تكن القلقلة عند تحرّكها ظاهرة، كما أنّ حرفي الغنّة وهما النون والميم لا يخلوان عن الغنّة عند تحرّكهما وإن لم تظهر" اهـ. وقال الشيخ محمد مكّي نصر " والحاصل أنّ القلقلة صفة لازمة لهذه الأحرف الخمسة لكنّها في الموقوف عليه أقوى منها في الساكن الذي لم يوقف عليه وفي المتحرّك قلقلة أيضاً لكنّها أقلّ فيه من الساكن الذي لم يوقف عليه لأنّ تعريف القلقلة باجتماع الشدّة والجهر .. اهـ" (نهاية القول المفيد ص55).
السبب الثالث: أنّ في جميع الكتب القديمة والحديثة نجد أنّ القلقلة منصوصة ضمن الصفات اللازمة كالاستعلاء والرخاوة والجهر وغيرها إذ لو كانت صفة عارضة لوجدناها منصوصة ضمن الصفات العارضة كالتفخيم والترقيق والإدغام والإظهار وغيرها وهي الصفات التي اختلف القراء فيها بخلاف الصفات اللازمة ومن بينها صفة القلقلة لا خلاف فيها بين القراء بل ولا عند أهل اللغة.
أمّا التفريق بين المشدّد والمخفف فملموس سمعاً وأداءاً ونصاً حيث أنّ المشدّد بمثابة حرفين مخففين لذلك كان أقوى من المخفف وقد نصّ القدامي على ذلك فقال القرطبي (ت461) في الموضح وهو يتكلّم عن المشدّد: " إلاّ أنّ مُكثُهُ واحتباسُهُ في المشدّد لما حدث من التضعيف أكثر من مكثِهِ واحتباسه في المخفف ... " الموضح ص140 وقال ابن الجزري " فينبغي للقارئ أن يبيّن المشدّد حيث وقع، ويعطيه حقّه ليميّزه عن غيره " التمهيد ص204 ونكتفي بهذين النصّين دلالةً أنّ المشدّد أبين من المخفف فلا مانع إذاً من التفريق بينهما في مراتب القلقة كما في الغنّة حيث أقوى المراتب في الغنّة هي مرتبة النون والميم المشددتين.
وعلى ما ذكرنا يظهر جلياً أن المذهب الثاني هو الأقرب إلى صواب لكونه لا يخالف نصاً من النصوص المعتبرة وهو الملموس من الناحية العملية.
ثمّ إنّ الخلاف في هذه المسألة لايضرّ لأنّ الخلاف فيه لفظيّ لا يترتّب عليه تغييرٌ في الصوت القرءاني وإنّما ذكرناه من باب الفائدة.
هذا ما أردتّ قوله باختصار في هذه المسألة ولا أدّعي الكمال فيما ذكرت وصلّى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحي شريف الجزائري.(/)
عرض كتاب: كتابة القرآن الكريم في العهد المكي تأليف: عبد الرحمن عمر محمد اسبينداري
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[19 Jun 2005, 02:51 م]ـ
http://www.tafsir.net/images/alahdalmaky.jpg أولاً فهرس الكتاب:
• تقديم
• ملخص البحث
• الفصل الأول: مقدمة البحث
• الفصل الثاني: الخط العربي وانتقال الكتابة إلى الحجاز
• الفصل الثالث: حالة الكتابة في الجزيرة العربية
• الفصل الرابع: الأدلة على كتابة القرآن الكريم في العهد المكي
• الفصل الخامس: أدوات الكتابة ومصير القرآن المكي المكتوب
• خاتمة
• المراجع
.......................................
ثانياً: مقدمة البحث
الفصل الأول: مقدمة البحث
...............................................
• توطئة
• أهمية البحث
• الدراسات السابقة
• أسئلة البحث
• منهجية البحث
............................................
توطئة
الحمد اللّه رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين، أما بعد:
فقد أنزل اللَّه سبحانه وتعالى القرآن الكريم على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، ليكون الرسالة الأخيرة، والدستور الدائم للناس جميعاً، بحيث لاتحده حدود الزمان والمكان، فلقد كفل اللَّه سبحانه وتعالى حفظ لفظه ومعناه بحيث لايتطرق إليه احتمال نقص أوزيادة أو تحريف أو تغيير بقوله تعالى: {إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإنَّا لَهُ لَحَافِظُون} (1).
وتحقق وعد اللَّه سبحانه بحيث حفظ لهذه الأمة معجزتها الخالدة على ما كانت عليه يوم أنزلت على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وهيأ لحفظ هذا النص طرقاً ووسائل عدة لا يجدها الباحث قد توفرت لكتاب من الكتب أو لنص من النصوص سواء أكان سماوياً أم وضعياً في تاريخ البشرية جمعاء، وإلى جانب ذلك فقد بذل العلماء المسلمون في العصور المختلفة جهوداً جبارة في كتابة البحوث وإجراء الدراسات الكثيرة حول القرآن الكريم، حيث فَصَّلوا القول في كل مايتعلق بالقرآن الكريم من علوم وموضوعات، من نزول وتاريخ، وتدوين، وجمع، وترتيب، وإعجاز، ومكي ومدني، وناسخ ومنسوخ .. الخ.
ولم يكن القرآن الكريم محل اهتمام العلماء والباحثين المسلمين فقط، وإنما أخذ القرآن الكريم مكانة بارزة في دراسات المستشرقين، الذين اهتموا بدراسة الأديان والكتب المقدسة والإسلاميات على مختلف مشاربهم وجنسياتهم، وعلى رأسهم جولد زيهر، ونولدكه، وبلاشير، وغيرهم كثير، حيث أثار بعضهم من الشبهات الشيء الكثير حوله، وكان ذلك عن سوء نية في حين أثار بعض آخر منهم الشبهات لأسباب منهجية أو لغوية فكانت النتيجة أن وقع الفريقان في أخطاء كثيرة.
ومما يؤسف له هو انخداع الكثير من الكتاب المسلمين بدراساتهم القرآنية بما يشاع من أن العلماء أو الباحثين الغربيين أو بالأحرى المستشرقين متَّصفون بصفة البحث العلمي وبالموضوعية وتحري الصِّدق والدقة في الاستنتاج وعدم التعصب للآراء والأفكار.
إلا أنه عند دراسة ما كتبه المستشرقون بإمعان حول القرآن الكريم بصفة خاصة، وحول الإسلام بصفة عامة، يجد الباحث أنهم ابتعدوا كثيراً عن هذه الحقيقة، حيث يحاولون بكل الوسائل طمس الحقائق الثابتة والواضحة وضوح الشمس في كبد السماء فيما يتعلق بالقرآن والإسلام. فهم مغرضون تدفعهم إلى الكتابة حول الإسلام دوافع وأغراض تجعلهم خارجين عن دائرة العلماء طلاب الحقيقة العلمية فيها، وتتحكم فيهم الأهواء والتعصب ضد الإسلام.
قد يكون من بين المستشرقين من هو متصف بالموضوعية وتحري الصدق والأمانة العلمية، أو هناك من يتصف بالإنصاف إذا كان البحث دائراً حول موضوع لاعلاقة له بالإسلام والمسلمين، ولكنهم عندما يأتون إلى الإسلام والمسلمين نجد أن أغلبهم يحاولون تشويه صورة الإسلام الصافية والنقية، والتشكيك في مصدريه الأصليين: القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف. إلى جانب التقليل من القيمة الذاتية للفقه وأصوله القائِمَيْنِ عليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولايعني هذا أنه لا يوجد على الإطلاق مستشرقون منصفون، وإنما المقصود أن الصفة العامة والمشتركة بين المستشرقين هي عدم الإنصاف وعدم الموضوعية في الإسلاميات. ولكن لابد أن يشار في هذا المجال إلى حقيقة تاريخية وهي أن كثيراً من المؤرخين تغلب عليهم صفة إطلاق الأحكام العامة والشاملة وعدم الدقة في بعض من الأحيان في إصدار الأحكام، أو في نقل الروايات المتناقضة في الحادثة الواحدة من غير تمييز الصحيح منها من السقيم، فربما يأخذ بواقعة معينة ويبني عليها حكماً عاماً تخالفه وقائع أخرى، وهو ما سيظهر في الدراسة هذه بشكل جلي وواضح، وقد مهّد هذا التوجه لأن يبني المستشرقون على ماصدر من المؤرخين المسلمين من هذا القبيل شبهات خطيرة وافتراءات تمس صلب الإسلام والقرآن الكريم وشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم، فنجد أن جل الشبهات والافتراءات التي تمسك بها المستشرقون قد كان لها أصل في بعض كتب المسلمين.
ومن الأخطاء التي صدرت عن بعض المستشرقين من أمثال بلاشير (2) ادعاء أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعط أهمية لكتابة النص القرآني في حياته، ولاسيما في العهد المكي الذي امتد حوالي ثلاثة عشر عاماً، وبقي مفهوم القرآن المكي النازل بمكة والمحفوظ في ذاكرة المسلمين المكيين. وإنما بدأ بكتابة المقاطع الهامة من القرآن المنزل عليه في السنوات الأولى من العهد المدني.
وبما أن هذا الموضوع لم تتم دراسته من قبل بشكل مستقل ومفصل فقد صدر من عدد من الباحثين المسلمين ما يفهم منه بأن القرآن المكي لم يكتب، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد بدأ بكتابة القرآن بشكل فعلي في أوائل العهد المدني.
ومن جانب آخر حاول بعض الباحثين المسلمين إثبات كتابة القرآن الكريم في العهد المكي والرد على مثل هذه الادعاءات، إلا أنه لم تتضح الصورة عند بعضهم، وصرح بعضهم بأن المسألة لا تزال غير واضحة عندنا (3)، وقال آخرون إن النصوص التي بين أيدينا لا تثبت الكتابة في العهد المكي على وجه قاطع (4).
أهمية البحث
تكمن أهمية هذا البحث في نقاط عديدة منها:
1. توضيح مسألة كتابة القرآن الكريم في العهد المكي، وفي الوقت نفسه الرد على من ذهب إلى أن القرآن الكريم لم يكتب إلا في السنوات الأولى من العهد المدني، بقصد إثارة الشبهات حول سلامة النص القرآني وحفظه من الضياع، بناء على أن القرآن المكي يمثل ثلثي القرآن الكريم تقريباً.
2. محاولة إزالة اللبس والغموض حول مسألة كتابة القرآن الكريم في مكة، وذلك لأن أغلب الذين كتبوا في علوم القرآن وتاريخه، ولاسيما من القدماء لم يشيروا إلى مسألة كتابة القرآن في العهد المكي.
وفي العصر الحديث أشار قلة من الباحثين إلى هذه المسألة، على أنها لم تكن واضحة عند بعضهم حتى ذهب بعضهم ـ سبق الإشارة إليه ـ إلى القول: >إننا لانستطيع أن نجزم أن القرآن لم يدون في الفترة المكية .. <، وقال آخر ـ قد سبق ذكره ـ إن المسألة غير واضحة.
3. بيان الأسباب التي أدت إلى غموض حركة الكتابة في العهد المكي مقارنة بما كان عليه الحال في العهد المدني.
4. تسليط الضوء على نوعية الأساليب والأدوات التي بها وعليها تمت الكتابة في العهد النبوي بصورة عامة، لما لذلك من أهمية كبيرة في تحديد مصير القرآن المكي المكتوب. وتوضيح مدى صحة المقولة الشائعة بأن القرآن الكريم كان يكتب على العُسُب وقطع الأحجار والعظام وبيان نسبة الحقيقة في ذلك.
5. السعي لبيان الطريقة التي تم بها نقل القرآن المكتوب من مكة إلى المدنية.
الدراسات السابقة
لم يجد الباحث عند بحثه وتصفحه لكتب علوم القرآن وما يتعلق بها مَنْ أَخَذَ من الباحثين بالدراسة موضوع "كتابة القرآن الكريم في العهد المكي" دراسة شاملة تحيط بجميع جوانب الموضوع. بل إنه لم يجد من تناوله ولو في فصل واحد أو مبحث مستقل، حيث إن أكثر الذين كتبوا في علوم القرآن وتاريخه من القدامى لم يشيروا إلى موضوع كتابة القرآن الكريم في العهد المكي، إنما تناولوا موضوع جمع القرآن الكريم وكتابته على إطلاقه في العهد النبوي، ولا يشيرون أو لا يذكرون شيئاً عن المرحلة المكية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي العصر الحديث وجد الباحث أن بعض المؤلفين في كتبهم ـ ولا سيما الكتب ذات العلاقة نوعاً ما بالرد على المستشرقين ـ يشيرون إلى موضوع كتابة القرآن الكريم في مكة، من خلال إشارات تكاد تكون غير واضحة، حيث إنهم في معرض كلامهم عن سلامة النص القرآني من الضياع، وتحت باب الجمع الكتابي للقرآن الكريم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يشيرون إلى الموضوع بإشارات طفيفة.
فمن هؤلاء الباحثين محمد حسين هيكل في كتابيه: "حياة محمد" (5)، و"الصديق أبو بكر" (6)، ومن خلال أسطر قلائل يشير إلى أن القرآن الكريم كان يكتب في العهد المكي، ويستشهد بقصة إسلام عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه والصحيفة المشهورة التي كانت سبباً في إسلامه، ولايتجاوز ما كتبه في الكتابين عشرة أسطر.
ومنهم الأستاذ محمد صبيح في كتابه: "بحث جديد عن القرآن الكريم"، حيث يشير إلى الموضوع وتحت عنوان "النبي والقرآن"، ولا يتجاوز ما كتبه صفحة واحدة، إلا أن المسألة تبدو غير واضحة عنده تمام الوضوح حيث يقول: >لا نستطيع أن نجزم بأن القرآن الكريم لم يدون في الفترة المكية، ونلجأ إلى بعض الفروض ونستند إلى إشارات خفيفة مفرقة في بعض المراجع كقصة إسلام عمر بن الخطاب، للاستدلال على كتابة القرآن الكريم في مكة ... < (7).
ثم يعود في فصل آخر وتحت عنوان: "التدوين بين النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة" فيقول: >إن النصوص التي بين أيدينا لا تقطع بأن القرآن كان يدون في العهد المكي<، ثم يقول بعد عدة أسطر: >وكل مانرجحه أن صحفاً معينة كانت تكتب من القرآن ويتداولها المسلمون سراً ليتدارسوها في بيوتهم بعيداً عن أعين قريش ... < (8).
ويشير بدوره إلى نوعية الأدوات التي تمت الكتابة عليها، وهل الصحيح أنها كانت بدائية كما أشارت إليه كثير من المصادر. ولكن مثله مثل غيره لم يعط الموضوع حقه من البحث، إضافة إلى أنه يترك القارىء في حيرة من أمره، حيث لا يأتي بأدلة كافية وشافية.
وأشار الأستاذ محمد علي الأشيقر في كتابه: "لمحات عن تاريخ القرآن" (9)، إلى الأدوات التي تمت الكتابة عليها، وحاول تحقيق مدى صحة المقولة المشهورة أن القرآن الكريم كان يكتب على العُسُب واللخاف والأكتاف (10). وقلما تجد من يتطرق إلى هذا الموضوع ممن كتب في علوم القرآن، وهو ما سيأتي عليه الباحث في هذه الدراسة ويجمع الأدلة عليه بتفصيل أكثر، وسيبيِّن مدى الصحة في إطلاق هذا القول.
ومنهم الأستاذ محمد خليفة في كتابه: "الاستشراق والقرآن العظيم" (11). تحت عنوان: "كتابة القرآن وحفظه المبكر"، حيث استشهد ببعض الآيات القرآنية المكية، وكذلك ببعض الألفاظ التي وردت فيها كالقلم والكتاب، وكذا بقصة إسلام عمر بن الخطاب ولبيد الشاعر على إثبات كتابة القرآن في العهد المكي، ولكنه لم يفصل في الموضوع ولم يعطه حقه من البحث ولم تكن أدلته كافية.
وقد تطرق الدكتور محمد عزة دروزة في كتابه: "القرآن المجيد" (12) إلى موضوع كتابة القرآن في العهد المكي في عدة صفحات أثناء حديثه عن كتابة القرآن ومسألة ترتيب الآيات والسور في العهد النبوي. ومن خلال الإشارة إلى آيات قرآنية مكية احتوت على كلمات مثبتة للكتابة، أو تلهم حسب تعبيره ـ دروزة ـ بأن القرآن كان يكتب بموازاة نزوله في العهد النبوي سواء في العهد المكي أو العهد المدني.
وتطرق أيضاً إلى مسألة الأدوات التي كانت تتم كتابة القرآن عليها بصورة عامة. وأن ما اشتهر من أن القرآن الكريم كان يكتب على أدوات بدائية مختلفة لا تمثل كل الحقيقة. وأشار إلى أن العرب قد عرفوا أدوات الكتابة اللينة القابلة للطي والسهلة الحمل من خلال إشارات وردت في نفس تلك الآيات القرآنية المكية، ومن خلال الواقع التاريخي الذي يثبت معرفة العرب لأدوات الكتابة اللينة مثل الجلود والورق البردي المصري. وقد جاء حديث الدكتور عرضاً ولم يكن شاملاً أو كافياً للإجابة على ما يطرح من أسئلة حول كتابة ومصير القرآن المكي المكتوب بعد الهجرة النبوية، حيث اقتصر على بعض الآيات القرآنية المكية فقط.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويشير الدكتور غانم قدوري الحمد في كتابه: "رسم المصحف" (13)، إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مهتماً بتسجيل النص القرآني في العهد المكي، ولكنه يقتصر فقط على الإشارة إلى قصة إسلام عمر بن الخطاب وإلى خبر عبد اللَّه بن أبي سرح أول كاتب للوحي في مكة.
ومن الذين أشاروا إلى الموضوع من غير سرد للأدلة وتفصيل: محمد حميد اللَّه في كتابه باللغة التركية: "تاريخ القرآن" (14)، ومحمود راميار في كتابه باللغة الفارسية: "تاريخ القرآن" (15). حيث ذكر أول آيات قرآنية مكية تضمنت ألفاظا مثبتة للكتابة، في حين تطرق الثاني إلى ذكر عدد من كُتَّاب القرآن في العهد المكي.
وفي الدراسة التي نشرتها الإيسيسكو تحت عنوان "القرآن الكريم دراسة لتصحيح ما ينشر عن الإسلام والمسلمين من معلومات خاطئة رقم 2" (16)، محاولة لإثبات كتابة القرآن الكريم في العهد المكي، من خلال سرد بعض الآيات القرآنية المكية، وقصة عبد اللَّه بن أبي سرح، محاولة منها الرد على دائرة المعارف الإسلامية الصادرة في ليدن.
وفي كتاب "المستشرقون والقرآن" يحاول الأستاذ إسماعيل سالم عبد العال في صفحة واحدة الرد على بلاشير بعد أن يعرض لكلامه في نفي كتابة القرآن المكي، ولكنه بدلا من أن يأتي بأدلة مقنعة على الكتابة في مكة يسأل الكاتب بلاشير بأنه لا دليل له في نفي الكتابة، ويصف ما صدر منه على أنه تخرصات وافتراءات صدرت من مراكز الاستشراق ليس إلا. ثم يحاول إثبات الكتابة في مكة من خلال الاستشهاد بأنه كان للنبي صلى الله عليه وسلم عدد من الكتاب المكيين. والغريب أن الكاتب ذكر أسماء لعدد من كتاب النبي صلى الله عليه وسلم المكيين والذين تأخر إسلامهم إلى ما بعد الهجرة وبعضهم إلى قريب من فتح مكة حيث يقول: >إنه ـ بلاشير ـ يعلم أن هناك كتبة للوحي، بل يعلم أن منهم مكيين كالخلفاء الأربعة ومعاوية وخالد بن الوليد وعبد الله بن الزبير< (17). ومعلوم أن إسلام خالد ومعاوية رضي اللَّه عنهما كان بعد الهجرة بسنوات.
ويبدو أن المسألة كانت غامضة عند الدكتور فاروق حمادة في كتابه: "مدخل إلى علوم القرآن والتفسير"، حيث يقول ما نصه: >ولا يفوتني أن أشير إلى أن القرآن الكريم قد لقي نفس المنهج من الحفظ والتدوين في مكة، وإن كانت عملية التدوين لما تتضح لي بعد كثيراً، إلا أنه ورد في بعض الآثار ما يدل على ذلك منها قصة إسلام سيدنا عمر .. < (18). هذا كل ما كتبه عن الموضوع.
ولإزالة هذا اللبس والغموض عن موضوع ذي أهمية بالغة، حيث يتعلق بثلثي القرآن الكريم وهو مانزل في العهد المكي، ولجمع المادة بعد التقاطها واستخراجها واستنباطها من بطون أمهات الكتب في مكان واحد يسهل الرجوع إليه، ولإعطاء القارىء صورة كاملة وشاملة وواضحة حول عملية كتابة القرآن الكريم في العهد المكي ومصير القرآن المكي المكتوب، يجتهد الباحث في دراسة هذا الموضوع بعد التوكل على البارىء عز وجل، ومن خلال دراسة بعض الألفاظ التي وردت في القرآن المكي، وتحليل الآيات المكية والأحاديث النبوية وسرد أحداث السيرة النبوية وتتبعها.
أسئلة البحث
يتتبع الباحث في هذه الدراسة مسألة كتابة القرآن الكريم في العهد المكي ويدرسها دراسة تحليلية نقدية، من خلال الرجوع إلى أمهات كتب التاريخ الإسلامي، والسيرة النبوية، وعلوم القرآن، والتفاسير، وكتب الحديث، والتراجم، واللغة، والكتب المتعلقة بتدوين وحفظ الشعر الجاهلي، محاولاً إزالة اللبس والغموض عن هذا الموضوع المهم، وأن يجمع كل ما يتعلق بموضوع كتابة القرآن الكريم في العهد المكي في مكان واحد، مما هو متناثر في بطون الكتب، محاولاً الإجابة على سؤال مركزي شغل الباحث وهو: هل كتب القرآن الكريم في العهد المكي أم بدىء بكتابته بعد الهجرة النبوية؟ ويتبع هذا السؤال المركزي أسئلة فرعية وهي: هل تمت كتابة كل ما نزل من القرآن الكريم في العهد المكي، وهو ما يمثل ثلثي القرآن الكريم، أو أنه كتب بعضه ولم يكتب بعضه الآخر؟ وما هي الوسائل والأدوات التي تمت الكتابة عليها في العهد النبوي؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
أسئلة تضع مقولة المستشرق الفرنسي بلاشير Blachere عند حديثه عن مراحل تكوين المصحف: "خلال المرحلة الأولى المشتملة على الأعوام العشرين من الدعوة الإسلامية التي قام بها محمد نفسه، لم تزل المنزلات بكاملها تودع الذاكرة، وتنقلها الألسن إلى الآذان، ولا شك أن مفهوم النصّ المكتوب كان حاضراً في أذهان المهتدين المكيين الذين لم يتجاوز عددهم المئة إبان الهجرة سنة 622م. ويبدو أن فكرة تدوين مقاطع الوحي الهامة التي نزلت في السنوات السالفة على مواد خشنة من الجلود واللخاف، لم تنشأ إلا بعد إقامة محمد في المدينة (19). أقول تضع تلك الأسئلة مقولة بلاشير هذه تحت محك الدراسة والتحليل، كما تضع ترديدات دائرة المعارف الإسلامية الصادرة في ليدن لمقولة المستشرق بلاشير عند تناولها لمادة القرآن (20). وكذا ما ردده بعض الكتاب المسلمين من أقوال تدور في هذا الفلك، مثل محمود عباس حمودة حيث يقول: >ويمكن القول إن التدوين الفعلي للقرآن قد بدأ في المدينة بعد الهجرة ـ وحتى بالنسبة للمدينة نجد أن الروايات تختلف ـ فمنها من (21) ينكر أن القرآن دوِّن في عهد النبي، ومنها من (22) يقول إن القرآن كان في صحائف وراء فراش النبي ... < (23).
منهجية البحث
المنهج الذي يتبعه الباحث في معالجة هذا الموضوع هو المنهج التاريخي القائم على التحليل والنقد. وفي سبيل ذلك تهتم الدراسة بتتبع الآيات القرآنية المكية المثبتة لألفاظ التدوين: (الكتاب ـ الصحف ـ القرطاس ـ الرق ـ السجل)، ودراستها دراسة تحليلية ثم الرجوع إلى أمهات المصادر في التاريخ والسير والتفاسير والحديث النبوي وعلوم والقرآن والكتب المتعلقة بالاستشراق. ومن ثم مناقشة الآراء الواردة حول كتابة القرآن الكريم في العهد المكي، ولاسيما من قبل بعض المستشرقين وبعض الباحثين المسلمين المعاصرين.
الحواشي:
(1) سورة الحجر، الآىة 9.
(2) بلاشير، ريجيس: القرآن نزوله وتدوينه وترجمته وتأثيره، ترجمة: رضا سعادة، (بيروت: دار الكتاب، ط 1، 1974م) ص 29 - 27. وهو ما سيذكر لاحقا.
(3) حمادة، فاروق: مدخل إلى علوم القرآن والتفسير، (د. م: مكتبة المعارف، ط 1، 1979م) ص 72.
(4) صبيح، محمد: بحث جديد عن القرآن الكريم، (القاهرة: دار الشروق، ط 8، 1983م) ص 68.
(5) هيكل، محمد حسين: حياة محمد، القاهرة، مكتبة النهضة المصرية، ط 13، 1968م، ص 33 - 32.
(6) هيكل، محمد حسين: الصديق أبو بكر، د. م، مطبعة مصر، د. ط، 1942م، ص 308 ـ 309.
(7) صبيح: بحث جديد عن القرآن الكريم، ص 68.
(8) المرجع السابق، ص 167.
(9) الأشيقر، محمد علي: لمحات عن تاريخ القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي، ط 2، 1988م، ص 28 - 25.
(10) العُسُب: وهو جريد النخل يكتب في الطرف العريض منه، واللخفة: صفائح الحجارة الرقيقة. والكتف: عظم الحيوان.
(11) خليفة، محمد: الاستشراق والقرآن العظيم، ترجمة: مروان عبد الصبور شاهين، القاهرة، دار الاعتصام، ط 1، 1944 م، ص 79.
(12) دروزة، محمد عزة: القرآن المجيد، بيروت، المكتبة العصرية، د. ط. ت، ص 98 - 91.
(13) الحمد، غانم قدوري: رسم المصحف دراسة لغوية تاريخية، العراق، اللجنة الوطنية، ط 1، 1982م، ص 97 - 96.
(14) Muhammad Hamidullah : Kur ص ani kerim Tarihi, Ceviri : Salih Tug. (Istanbul. 1993). pp. 41-42.
(15) راميار، محمود: تاريخ قران، تهران، مؤسسة انتشارات أمير كبير، د. ط، 1369، ص 65.
(16) القرآن الكريم دراسة لتصحيح الأخطاء الواردة في الموسوعة الإسلامية الصادرة عن دار ليدن، رقم 2، المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ إيسيسكو ـ مطبة المعارف الجديدة، الرباط، 1997م، ص 63.
(17) عبد العال، إسماعيل سالم: المستشرقون والقرآن، د. م، رابطة العالم الإسلامي، العدد120، 1991م، ص 24.
(18) حمادة، د. فاروق: مدخل إلى علوم القرآن والتفسير، ص 72.
(19) بلاشير: القرآن نزوله وتدوينه وترجمته وتأثيره، ص 29 - 27.
(20) Bosworth C.E, van Donzel, lewis, B,& pellat, CH, (eds). 1986, the Encyclopaedia of Islam, Leiden, E.J. Brill. V 5, p. 403.
(21) والصحيح ما، وليس من.
(22) والصحيح ما، وليس من.
(23) حمودة، محمود عباس: تاريخ الكتاب الإسلامي المخطوط، الرياض: دار ثقيف، ط 2، 1991م، ص 100.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[19 Jun 2005, 02:53 م]ـ
يختم الباحث دراسته بتسجيل النتائج الآتية التي توصل إليها وبتقديم توصياته ومقترحاته المتعلقة بالموضوع:
النتائج
1. ما ذهب إليه الإخباريون العرب من أن الخط العربي توقيفي محاولة منهم إضفاء نوع من القدسية على الخط العربي أو حروفه لم يستند إلى أسس علمية أو أخبار صحيحة، و ما ورد في ذلك من أخبار جلها إن لم نقل كلها موضوع أو ضعيف. والكتابة العربية المعروفة اليوم إنما اشتقت من الكتابة النبطية والتي انحدرت بدورها من الكتابة الآرامية المتطورة عن الكتابة الفينيقية، ومع ذلك فهذا لا ينفي احتمال استخدام العرب قبله لأقلام أخرى كالقلم الحميري أو المسند.
2. استناد كثير من المؤرخين والباحثين ولا سيما المعاصرين في إلصاق صفة الجهل بالقراءة والكتابة بالعرب في ردودهم على المستشرقين القائلين بمعرفة العرب لهما على لفظ (الأمي) و (الأميين) في القرآن الكريم ولفظة (أمية) في الحديث النبوي المشهور، استناد يرده السياق الواضح لتلك الآيات القرآنية. والحديث محمول على نفي نوع خاص من الكتابة والحساب وهو نفي افتقار العرب في معرفة عباداتهم إلى كتابة وحساب، وليس النفي العام للكتابة. وحمل الحديث على النفي العام يعارض أحاديث أخرى صحيحة وصريحة.
3. ماذكره المؤرخون كالبلاذري والقلقشندي وغيرهم من أن الإسلام دخل مكة وفيها بضعة عشر رجلا يكتبون لم يكن وصفاً دقيقاً ولا علمياً لما كانت عليه حالة الكتابة في مكة، ولم يكن مبنياً على الجرد والاستقصاء، ولا سيما أنها كانت ذات مركز تجاري مزدهر وديني مرموق.
4. ما ادَّعاه بعض المؤرخين أمثال ابن قتيبة الدينوري وبعض المعاصرين من أن الصحابة عليهم الرضوان لم يكن يعرف منهم الكتابة والقراءة إلا الواحد أو الاثنان ولا سيما في المدينة، كلام غير صحيح ومناقض تماماً لما كان عليه حال الصحابة من معرفة العديد منهم للكتابة ولا سيما بعد غزوة بدر، ولما ثبت من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له من الكتبة قرابة الأربعين.
5. أن العرب قد استخدموا الكتابة لأغراض عدة وإن كانت النسبة في ذلك متفاوتة بحيث يقف في القمة المراسلات بأنواعها المختلفة، ومن ثم كتابة العهود والمواثيق والحقوق ويقف في الأخير كتابة الشعر.
6. أن القرآن قد جمع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كتابة كما جمع حفظاً، وأن الاعتماد في حفظ القرآن الكريم كان على الوسيلتين معاً على السواء من قِبَلِ النبي صلى الله عليه وسلم. وما تواتر في الكتب من أن الكتابة كانت شيئاً ثانوياً، أمر يفتقر إلى برهان، فقد ثبت أن زيد بن ثابت ومن كُلِّفَ معه للقيام بجمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق لم يقبلوا من أحد شيئاً إلا جاء به مكتوباً، حتى الآية التي فقدها زيد ثم وجدها مع أبي خزيمة لم يكن المقصود بفقدها حفظاً بل فقدها كتابةً.
7. أن ما اشتهر من أن القرآن الكريم كان يكتب على أدوات خشنة مثل الأحجار والأكتاف وجريد النخل لا يمثل كل الحقيقة. وإنما يمثل جزءاً من حقيقة الأدوات التي كتب عليها القرآن الكريم. وما جاء في البخاري على لسان زيد بن ثابت (فتتبعت القرآن أجمعه من الأعساب ... الخ) إنما جاء في مجال تتبع القرآن وجمعه في عهد الصديق. وذلك لإشهاد وإشراك كل من عنده شيء ولو كان مكتوباً على قطعة عظم أو حجر أو نحوه، ويحمل على صعوبة ودقة المنهج المتبع من قبل اللجنة بريادة زيد وحرصهم على ألا يتركوا شيئاً كتب عليه القرآن ولو قطعة حجر أو عظم كتب عليه القرآن لطارئ طرأ أو كتبه صحابي لنفسه بحالة فردية بعيداً عن مؤسسة كُتَّاب الوحي التي كان يشرف عليها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه، ولم يصدر ذلك منه في مجال التأليف والجمع في العهد النبوي، حيث ثبت عنه في مجال التأليف في عهد النبي صلى الله عليه وسلم قوله: >كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع< والرقاع كما فسرها العلماء جمع رقعة وهي إما من جلد أو ورق أو كاغد.
8. إن المسلمين قد استخدموا نوعاً من الورق ولاسيما الورق البردي المصري وقد جاء ذكره في الشعر الجاهلي، وأن ما يذكر من عدم معرفة المسلمين للورق إلا في القرن الثاني الهجري محمول على الورق الذي أدخله الصينيون إلى العالم الإسلامي.
(يُتْبَعُ)
(/)
9. لم يكن المسلمون ليفرطوا في أمر القرآن المكي بحيث يأتي في عصر من العصور من يدعي أن مفهوم القرآن كان حاضراً في أذهان المسلمين المكيين ليس إلا، وعليه فقد توصلت الدراسة إلى أن القرآن المكي مثله مثل القرآن الذي نزل في المدينة قد كتب كله، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان له في مكة عدد من الكتبة إلى درجة أن الباحثين اختلفوا في تحديد أسبقهم كتابة للنبي صلى الله عليه وسلم. والأدلة متضافرة على أن المكي كله قد كتب من خلال الآيات المكية التي تلمح أحياناً وتصرح أحيانا أخرى بذلك، إضافة إلى أدلة أخرى كثيرة حوتها بطون كتب التراث تدل بوضوح على أن كتابة القرآن الكريم كانت تسير متوازية مع الحفظ بعد نزول الآية أو الآيات غير متخلفة، تنضاف إليها أدلة عقلية عدة. فما ذهب إليه بعض الباحثين من أن الظروف الأمنية الحرجة بسبب الملاحقة المستمرة حالت دون إمكان كتابة القرآن الكريم في مكة، لم يكن مستندا إلى أدلة بل هو مجرد تكهنات غير مؤسسة على قواعد علمية. والأدلة قائمة على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصطحب معه أدوات الكتابة ولم يهمل الكتابة في فترة من الفترات، بل وفي ظروف أشد حرجاً، كما كان الحال في هجرته حيث جلب معه ما يحتاج إليه من أدوات الكتابة إضافة إلى أن مُرافِقَيْه كانا من الكتبة.
01. القرآن المكي المكتوب كان يتم ابتعاثه من القيادة المتمثلة في النبي صلى الله عليه وسلم في مكة عن طريق الصحابة الذين كانوا ينتقلون بين مكة والمدينة من الأنصار، أمثال: رافع بن مالك ومصعب معلم القرآن وغيرهما، إلى المسلمين في المدينة الذين كانوا يسيرون على خطى النبي صلى الله عليه وسلم و ما كان يرسمه القرآن النازل. وعليه فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يبلغهم الآيات النازلة التي تحمل أموراً جديدة متعلقة بالدين باستمرار.
11. إن بعض المؤرخين المسلمين كثيراً ما يطلقون الأحكام العامة بناء على وقائع جزئية، وكثيراً ما أدى عدم دقتهم في ذلك وفي نقل الروايات إلى خلق فجوات وترك ثغرات استغلها المستشرقون ومن لف لفهم بإثارة الشبهات، بحيث تمس صلب عقيدة الإسلام والقرآن الكريم وشخص النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. ويظهر التناقض واضحاً في أقوال كثير منهم حيث يدعي أحدهم في موضع قولاً ثم يناقض نفسه في مواضع أخرى بما يخالفه تمام المخالفة. يضاف إلى ذلك عدم موضوعية المستشرقين ودقتهم وفرضيتهم فيما يتعلق بالإسلاميات.
التوصيات والمقترحات
لقد ظهر للباحث في أثناء الدراسة والبحث أن هناك جزئيات ذات صلة قوية بموضوع إثبات سلامة النص القرآني من التحريف والتبديل تحتاج إلى دراسة جادة، وبما أن البحث قد التزم بحدود البحث المرسومة له، وهي مسألة كتابة القرآن في العهد المكي، فإن الباحث يرى ضرورة دراسة هذه الجزئيات منها:
موضوع تحت عنوان: "عبد الله بن أبي السرح ودعوى تحريف النص القرآني" حيث يحاول بعض المستشرقين أمثال بلاشير وكولد زيهر استغلال ما نقله بعض المفسرين من تلاعبه بالنص القرآني، وتغييره الكلمات القرآنية حينما كان يكتب الوحي في مكة حسب مزاجه ويعلم من النبي صلى الله عليه وسلم دون التبيين لمدى صحة ذلك. تأتي أهمية هذه الدراسة من كون المُوْمَأ إليه من أوائل الذين كتبوا القرآن في مكة.
ومنها: أن تتم كتابة بحث تحت عنوان "دواعي اختيار زيد بن ثابت لجمع القرآن" في عهد أبي بكر وعثمان، وذلك لوجود من هو أقدم منه كتابة وصحبة للنبي صلى الله عليه وسلم كعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وغيرهما. والتطرق إلى أهم الشبهات المثارة في هذا الجانب من قبل المستشرقين في الأسباب التي أدت إلى اختياره، حيث إن الدراسات التي أجريت في هذا المجال لم تكن شاملة.
المصدر ( http://www.isesco.org.ma/pub/ARABIC/Quran/Menu.htm)(/)
التفسير الفقهي النشأة والخصائص
ـ[مولاي عمر]ــــــــ[20 Jun 2005, 02:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
التفسير الفقهي: النشأة والخصائص
د. مولاي عمر بن حماد
كلية الآداب ـ المحمدية
يعتبر المقصد التشريعي في القرآن الكريم من أهم المقاصد التي نزل من أجلها، و هو أمر أجمعت عليه الأمة فاتخذت من القرآن الكريم المصدر الأول للتشريع فكان قطب الرحى الذي تدور عليه أحكام الشريعة و ينبوع ينابيعها و المأخذ الذي اشتقت منه أصولها و فروعها. وهذا المعنى تؤكده نصوص قرآنية و حديثية كثيرة.
فمن ذلك قوله تعالى:" و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء" قال مجاهد في معنى كل شيء:كل حلال وكل حرام.وقد قال الشافعي:"فليست تنزل بأحد من أهل دين الله نازلة إلا وفي كتاب الله الدليل على سيبل الهدى فيها قال الله تبارك وتعالى:"كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد" ولقد عد القرطبي من وجوه الإعجاز " ما تضمنه القرآن من العلم الذي هو قوام جميع الأنام في الحلال والحرام وفي سائر الأحكام".
و من ذلك قوله تعالى:"إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم" يقول الشاطبي:"أي الطريقة المستقيمة و لو لم يكمل فيه جميع معانيها (أي معاني الشريعة) لما صح إطلاق هذا المعنى عليه حقيقة و أشباه ذلك من الآيات الدالة على أنه هدى و شفاء لما في الصدور،و لا يكون شفاء لجميع ما في الصدور الا وفيه تبيان كل شئ "
ومن الأحاديث التي استدل بها الشاطبي في هذا المعنى قوله صلى الله عليه وسلم:" يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله " و بين وجه الاستدلال بالحديث بقوله: "وما ذاك إلا أنه أعلم بأحكام الله فالعالم بالقرآن عالم بجملة الشريعة".
ومما يؤكد أهمية القرآن الكريم من الناحية التشريعية ما يسميه الشاطبي"التجرية" انطلاقا من واقع تعامل العلماء المسلمين مع القرآن الكريم:"وهو أنه لا أحد من العلماء لجأ إلى القرآن في مسألة إلا وجد لها فيه أصلا وعلى رأس هؤلاء أهل الظاهر ولم يثبت عنهم أنهم عجزوا عن الدليل في مسألة من المسائل وقال ابن حزم الظاهري كل أبواب الفقه ليس منها باب إلا وله أصل في الكتاب والسنة"
هذا الجانب التشريعي من القرآن الكريم هو الذي اهتم به علماء التفسير في ما يعرف بالتفسير الفقهي أو تفاسير الأحكام.
التفسير الفقهي و تنوع أحكام القرآن
التفسير الفقهي مركب من التفسير والفقه، أما التفسير فمن أجمع ما قيل في تعريفه أنه "علم يفهم به كتاب الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحكمه" وأما الفقه فأجمع تعريف له أنه" العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسب من أدلتها التفصيلية" وعليه فالتفسير الفقهي هو تفسير ماله صلة بالأحكام الشرعية العملية في القرآن الكريم وهو ما يسمى تارة آيات الأحكام و تارة فقه الكتاب.
أما أحكام القرآن فتنقسم إلى أنواع ثلاثة تمثل الأحكام الفقهية أو العملية نوعا واحدا منها، أما الأنواع الثلاثة فهي على التفصيل:
أولا: الأحكام الاعتقادية التي تتعلق بما يجب على المكلف اعتقاده في الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وهو ما يدرس ضمن مباحث العقيدة.
ثانيا: الأحكام الخلقية التي تتعلق بما يجب على المكلف أن يتحلى به من الفضائل ويتخلى عنه من الرذائل. وهو ما يتعلق بالجوانب التربوية من القرآن الكريم.
ثالثا: الأحكام العملية وهي التي تتعلق بما يصدر عن المكلف من أقوال و أفعال وعقود وتصرفات. وهدا النوع هو فقه القرآن وهو الذي اهتم به المفسرون ضمن ما عرف بالتفسير الفقهي وهو يتضمن نوعين أساسيين:
1. أحكام العبادات: من صلاة وصيام وزكاة وحج ونذر ويمين ونحو دلك من العبادات التي يقصد بها تنظيم العلاقة بين الإنسان وربه.
2. أحكام المعاملات: من عقود وتصرفات وعقوبات وجنايات وغيرها مما يقصد به تنظيم علاقات الناس بعضهم ببعض سواء كانوا أفرادا أم جماعات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كانت هذه الأمور من المسلمات فإن أنصار الاتجاه العلماني يبذلون جهدا استثنائيا لنفي المقصد التشريعي في القرآن إما كليا أو جزئيا ليفصل بين القرآن والحياة فلا يعطي للقرآن أكثر من أثر أخلاقي، ومن ذلك ما يقوله أحدهم و هو يلخص دراسته للجانب التشريعي في القرآن الكريم:"إذا نظرنا إلى الحصيلة النهائية لدارستنا للأحكام القرآنية …فإن الاستنتاج الأول الذي يبرز بكل وضوح هو أن القرآن لم يشرع بالأساس للمعاملات بين الناس" وهو هنا ينفي جانب المعاملات ككل فلا يجعل التشريع للمعاملات مقصدا من مقاصد القرآن الكريم،وفي موضع آخر يخص من ذلك الجانب السياسي فينفي وجود أي تصور سياسي في القرآن يقول:"كل هذا يدل على أن القرآن الكريم لم يأت بأي تصور سياسي … كما أن مراجعة الكتاب العزيز وخاصة آيات الأحكام منه تدل على أن القرآن الكريم لم يعتن عموما بالتنظيم السياسي" أما التبرير الذي يقدمه لما يظنه نتيجة علمية فيلخصه في قوله:"ذلك أن الإسلام والقرآن الكريم دعوة إلى قيم روحانية" وهكذا يتحول الإسلام والقرآن في نظره إلى قيم روحانية خالية من الجانب التشريعي الملزم.مما لا يمكن معه الحديث عن الشريعة الإسلامية لتحل محلها القوانين الوضعية ما دام الجانب التشريعي على حد زعمه ليس مقصدا من مقاصد القرآن!!
ومما يكشف إصرار أمثال هؤلاء على آرائهم المسبقة أن هذا الباحث اعتمد في مصادره على كتاب فجر الإسلام لأحمد أمين لكنه في هذه النقطة خالفه، لأنه لا يدعم توجهه العلماني.أما أحمد أمين فيؤكد ما قرره العلماء من اشتمال أحكام القرآن على كل مجالات النشاط الإنساني بقوله:"تعرض القرآن في آيات الأحكام إلى جميع ما يصدر عن الإنسان من أعمال:إلى العبادات من صلاة وصوم وزكاة وحج، إلى الأمور المدنية كبيع وإجارة وربا، إلى الأمور الجنائية من قتل وسرقة وزنا وقطع طريق، إلى نظام الأسرة من زواج وطلاق وميراث،إلى الشؤون الدولية كالقتال وعلاقة المسلمين بالمحاربين وما بينهم من عهود وغنائم الحرب". والذي ذكره أحمد أمين هنا هو عين ما يجحده كثير من العلمانيين فقد جهلوا أو تجاهلوا أن القرآن تعرض لكل ما يصدر عن الإنسان من أعمال.
التفسير الفقهي بين الأثر و الرأي
يميز العلماء عادة بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي وهو تمييز يقوم على التقريب والتغليب ذلك أنه عند التحقيق لا تكاد تجد تفسيرا قام على الأثر وحده ولا تجد تفسيرا قام على الرأي وحده. و التفسير الفقهي ليس استثناء من هذه القاعدة وإن كان إلى الرأي أقرب لما فيه من إعمال للعقل وبذل للجهد لاستنباط الدلالات البعيدة والقريبة للآية على الحكم. ولعل مما يستدل به في هذا الباب استثناء ابن عطية التفسير الفقهي من التفسير بالرأي الذي ورد النهي عنه في حديث جندب ابن عبد الله البجلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ " قال ابن عطية:" و ليس يدخل في هذا الحديث أن يفسر اللغويون لغته والنحاة نحوه و الفقهاء معانيه و يقول كل واحد باجتهاده المبني على قوانين علم و نظر فإن القائل على هذه الصفة ليس قائلا بمجرد رأيه." واستثناء تفسيرالفقهاء و اللغويين والنحاة إنما كان منه لأنه يعد كل ذلك من التفسير بالرأي إلا أن التحذير الوارد في الحديث لا يشمله لأنه رأي مبني على قوانين علم ونظر.
ولقد عد محمد الطاهر ابن عاشور مشروعية التفسير الفقهي دليلا على جواز التفسير بغير المأثور قال:"وهل استنباط الأحكام التشريعية من القرآن خلال القرون الثلاثة الأولى من قرون الإسلام الا من قبيل التفسير لآيات القرآن بما لم يسبق تفسيرها قبل ذلك"
وإذا كان التفسير الفقهي من التفسير بالرأي فهناك من عده لأجل ذلك من الاجتهاد في الشريعة الإسلامية يقول:" التفسير الفقهي كما نراه يعد لونا من ألوان الاجتهاد في الشريعة الإسلامية يهدف إلى تفهم النصوص ومعرفة مراميها ودلا لتها على الأحكام في كافة حالاتها وفق قواعد وضوابط تحفظ المجتهد من الخطأ."
التفسير الفقهي من تفاسير الاختصاص
(يُتْبَعُ)
(/)
يعد التفسير الفقهي من بين ما يمكن تسميته بتفاسير الاختصاص، وهو التحول الذي عرفه علم التفسير بالانتقال من الإحاطة والشمول إلى الاختصاص ولقد انعكس ذلك على العناوين التي عرفت بها هذه التفاسير.وهكذا وجدت كتب معاني القرآن و إعراب القرآن وغريب القرآن وأحكام القرآن… وهي كتب اختص كل واحد منها بجانب من جوانب القرآن في مقابل الكتب الجامعة مثل جامع البيان للطبري ونحوه. و هذا التطور يشير إليه السيوطي و هو يتحدث عن اهتمام كل ذي علم من العلوم الإسلامية بالتفسير و سعيه إلى إيجاد الحجة من القرآن الكريم لما يذهب إليه يقول:"ثم صنف بعد ذلك قوم برعوا في علوم فكان كل منهم يقتصر في تفسيره على الفن الذي يغلب عليه: فالنحوي ليس له هم إلا الإعراب و تكثير الأوجه المحتملة فيه و نقل قواعد النحو ومسائله و فروعه وخلافياته كالزجاج و الواحدي في البسيط و أبى حيان في البحر و النهر. و الإخباري ليس له شغل إلا القصص و استيفاؤها و الإخبار عمن سلف، سواء كانت صحيحة أو باطلة كالثعلبي. والفقيه يكاد يسرد فيه الفقه من باب الطهارة إلى أمهات الأولاد،وربما استطرد إلى إقامة أدلة الفروع الفقهية التي لا تعلق لها بالآية، والجواب على أدلة المخالفين كالقرطبي " ومع ما يلاحظ على قول السيوطي من مبالغة إلا أنه يبقى مع ذلك محددا لخاصية من خصائص التفسير الفقهي وهي تناول القرآن الكريم من زاوية فقهية محضة على غرار تناول علماء آخرين القرآن من زاوية اختصاصاتهم العلمية ضمن ما أسميناه تفاسير الاختصاص.
الاختلاف في عدد آيات الأحكام
يختص التفسير الفقهي كما تقدم بآيات الأحكام وقد اختلف العلماء في تحديد عددها، وتأتي إشارتهم لهذا الموضوع عند الحديث عن شروط المجتهد ومن ذلك ما قاله الغزالي في المستصفى:"لا يشترط معرفة جميع الكتاب بل ما تتعلق به الأحكام منه وهو مقدار خمسمائة آية" وتابع الغزالي في هذا العدد الرازي وابن العربي.
في حين ذكر غيرهم أنها لا تتعدى المائة والخمسين أو المائتين ومن أولئك صديق بن حسن القنوجي الذي يقول:" وقد قيل إنها خمسمائة آية وما صح ذلك و إنما هي مائتا آية أو قريب من ذلك وإن عدلنا عنه وجعلنا الآية كل جملة مفيدة يصح عن أن تسمى كلاما في عرف النحاة كانت أكثر من خمسمائة آية "
وممن تعرض لعدد آيات الأحكام وحددها في مائتين أحمد أمين الذي يسميها الآيات القانونية فيقول:"هذه الآيات القانونية أو كما يسميها الفقهاء آيات الأحكام ليست كثيرة في القرآن، ففي القرآن نحو ستة آلاف آية ليس منها مما يتعلق بالأحكام إلا نحو مائتين وحتى بعض ما عده الفقهاء آيات أحكام لا يظهر أنها كذلك "
وفي مقابل الاتجاه إلى تحديد عدد آيات الأحكام إتجه فريق آخر من العلماء إلى عدم حصرها بعدد محدد ومن هؤلاء الشوكاني الذي يقول:" ودعوى الانحصار في هذا المقدار إنما هي باعتبار الظاهر للقطع بأن في الكتاب العزيز من الآيات التي تستخرج منها الأحكام الشرعية لأضعاف أضعاف ذلك بل من له فهم صحيح وتدبر كامل يستخرج الأحكام من الآيات الواردة لمجرى القصص والأمثال، قيل ولعلهم قصدوا بذلك الآيات الدالة على الأحكام دلالة أولية بالذات، لا بطريق التضمن والالتزام"
ويؤكد نفس المعنى العز بن عبد السلام بقوله إن معظم آي القرآن لا تخلو من أحكام مشتملة على آداب حسنة و أخلاق جليلة وان الله جلت قدرته إنما ضرب الأمثال تذكيرا ووعظا فما اشتمل منها على تفاوت في ثواب أو على إحباط عمل،أو على مدح أو ذم أو نحو ذلك فإنه يدل على الأحكام.
هذا ولعل السبب في الاختلاف في تعداد آيات الأحكام يرجع إلى نقطتين رئيسيتين:
الأولى:ما هو المراد بالحكم الفقهي؟ إن كان المراد به كل شيء مأمور به أو منهي عنه يقرب من الله أو يبعد عنه فان عدد آيات الأحكام يكون كثيرا جدا مثلا قوله تعالى:"ولا تلبسوا الحق بالباطل " فمن نظر إلى التعميم في الحكم بأن جعله يشمل كل المأمورات وكل المنهيات جعل هذه الآية من آيات الأحكام. و بهذا المقياس تعتبر آيات القصص والأمثال وما يتعلق بالنفس الإنسانية وغيرها من آيات الأحكام.أما إذا استثني ما عدا ما هو صريح باشتماله على أحكام فقهية خالصة فإن عددا مهما من الآيات لا يلتفت إليها في التفسير الفقهي. فتضيق دائرة آيات الأحكام.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثانية:اختلاف العصور وتعاقب المذاهب والنظرات المختلفة للفقه وللأصول وللأحكام جعل الأنظار تختلف والمقاييس تتعدد، حيث إن كثيرا من الآيات التي يظن أنها مجرد قصة ربما أخذها فقيه وجعلها من آيات الأحكام. وذلك مثلا قوله تعالى في قصة شعيب مع موسى على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام:" قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج،فإن أتممت عشرا فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين " استدل بها الفقيه على أن المهر يمكن أن يكون منفعة.
والذي أراه راجحا في هذه المسألة قول من قال بعدم حصر آيات الأحكام بعدد معين ما دام الأمر يرجع إلى ملكة العالم وطاقته وقدرته على الاستنباط، في ارتباط مع متطلبات كل عصر وما يجد فيه من القضايا والنوازل.
وهذه المسألة وإن بدت ثانوية فإن لها أهمية خاصة، ويتأكد ذلك كلما استحضرنا من يحاول جاهدا نفي المقصد التشريعي من القرآن الكريم معتمدا في ذلك على عدد آيات الأحكام. التي يتجه إلى التقليل منها مستعينا بكل ما يخدم غرضه ومقصده مثل توظيف الناسخ والمنسوخ لتقليل العدد ما أمكن! وهكذا وجدنا أحدهم يقول مثلا:"يجب اعتبار منظومة الناسخ والمنسوخ فمفعولها لا يكون إلا بالتخفيض في عدد آيات الأحكام…إن الآيات التشريعية …تبلغ 200 آية فقط نسخ (ألغي) منها حوالي مائة وعشرين آية والباقي من الآيات التشريعية السارية حتى الآن مجرد ثمانين آية" وهكذا بحسب هذا الزعم ليس في القرآن أكثر من ثمانين آية تشريعية! وهو قول بعيد كل البعد عن الصواب.
نشأة التفسير الفقهي
تعود نشأة التفسير الفقهي إلى بداية الفقه وهو الذي بدأ مع هذه الأمة منذ نشأتها و ظل يوجهها حتى في أحلك فترات التخلف و التردي العلمي و ذلك راجع إلى الحاجة الملحة إليه إذ هو الضابط لسير الحياة.و بداية التفسير الفقهي كانت مع نزول القرآن الكريم وفي هذا المعنى يقول الدكتور محمد قاسم المنسي:"ومما لاشك فيه أن الاتجاه إلى فهم نصوص التشريع في القرآن و التعرف على مراد الشارع من المكلفين قد وجد مع بدء نزول هذه النصوص ذاتها ".ويمكن القول بأن أول من فسر القرآن فقهيا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك من البيان الذي دل عليه قوله تعالى:" وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم" ثم كان عصر الصحابة رضوان الله عليهم والذين اجتهدوا في استنباط الأحكام الشرعية من القرآن الكريم للقضايا التي جدت في عصرهم و الكتب التي تؤرخ للتشريع الإسلامي تحفظ الكثير من المسائل التي اختلف فيها الصحابة، مثال ذلك قول عمر بن الخطاب إن الحامل المتوفى عنها: عدتها وضع الحمل و قال علي تعتد بأبعد الأجلين وضع الحمل أو أربعة أشهر و عشرا.و سبب الخلاف أن الله جعل عدة المطلقة الحامل وضع الحمل و جعل عدة المتوفى عنها أربعة أشهر و عشرا من غير تفصيل،فعلي في فتواه عمل في المتوفى عنها بالآيتين جميعا و عمر جعل آية الطلاق حكما على آية الوفاة يعني مخصصة "
والصحابة كانوا القدوة لغيرهم في بدل الجهد في استنباط الأحكام من القرآن الكريم فعن أبي عبد الرحمن السلمي وهو من كبار التابعين قال:"كنا إذا تعلمنا عشر آيات من القرآن لم نتعلم العشر بعدها حتى نعرف حلالها من حرامها وأمرها ونهيها "
ومع الاتساع الذي عرفته الرقعة الإسلامية و ما استجد من قضايا ونوازل ازدادت الحاجة إلى استنباط الأحكام من القرآن الكريم باعتباره أول ما يرجع إليه المجتهد في عملية البحث عن أي حكم فكثرت آيات الأحكام ولم يعد الحديث عن آية وآيتين و إنما عن آيات للأحكام جمعت في
مؤلفات مستقلة تحت عنوان تفاسير الأحكام.
يغلب عنوان أحكام القرآن على المصنفات الخاصة بالأحكام الفقهية في القرآن الكريم وهذه المصنفات متأخرة بالنسبة لتدوين المذاهب الفقهية المتبعة وأول كتاب عرف في هذا الشأن هو " أحكام القرآن " لأبى النصر محمد بن السائب بن بشر بن عمرو بن الحارث الكلبي الشيعي ت146هـ حسب ما أثبته عبد الله عبد الحميد في رسالة الماجستير (أحكام القرآن من سورة الفاتحة إلى الآية العاشرة بعد المائتين من سورة البقرة لابن فرس) تحت إشراف الدكتور عبد العزيز الدر دير موسى.
(يُتْبَعُ)
(/)
و بالنسبة لحاجي خليفة فإن أول من وضع مؤلفا في هذا الفن هو الإمام الشافعي،وفاته أن أحكام القرآن للإمام الشافعي إنما هو من جمع البيهقي المتوفى سنة 485هـ. وجاء في مقدمة كتاب أحكام القرآن للكيا الهراسي أن أول كتاب عرف في هذا الشأن هو (أحكام القرآن) للشيخ أبى الحسن علي ابن حجر السعدي المتوفى سنة 244هـ.وهو بهذا لاحق لأبي النصر محمد بن السائب المتوفى سنة 146هـ وليس سابقا عليه.
المؤلفات في التفسير الفقهي
قبل الحديث عن أهم كتب التفسير الفقهي تحسن الإشارة إلى أن هذه الكتب لم تكن وحدها مهتمة بجانب الأحكام فبي القرآن بل شاركتها في ذلك كل كتب التفسير تقريبا، فالفرق إذن بينها وبين غيرها أنها اختصت بالأحكام أساسا و شاركها فيها غيرها. وإذا أخذنا تفسير الطبري مثلا فهو لا يخلو من أحكام فقهية لذلك قال عنه خليل محيي الدين الميس:" للطبري كتاب اختلاف الفقهاء … فهو فقيه دارس للمذاهب كلها بل مجتهد صاحب مذهب اختاره لنفسه ومن البداهة أن يعرض للآراء الفقهية ويناقشها في مناسباتها من آيات الأحكام".ومن ذلك ما قاله القنوجي عن كتابه فتح البيان، فهو وإن كان أفرد أحكام القرآن بالتأليف في كتابه نيل المرام فقد أشار إلى انه تناولها أيضا في فتح البيان قال:" وألفت بعد ذلك تفسيرا لمقاصد القرآن المسمى فتح البيان جامعا للرواية والدراية والاستنباط والأحكام."
ومن جهة أخرى فإن كتب أحكام القرآن لم تخل من الإشارة إلى جوانب في التفسير غير الأحكام فلقد احتوت على مباحث لغوية وعقدية وغيرها وإذا أخذنا مثالا على ذلك أحكام القرآن لابن العربي المعافري فإن المسائل التي يتناولها تتجاوز الجانب الفقهي، بل في كتابه الأحكام الصغرى رغم اختصاره تناول بعض ذلك وهو مما أشار إليه محققه بقوله:"ضمنه نحوا من خمسمائة آية من آيات الأحكام ونحو ألف حديث من الأحاديث الصحيحة… فهو كتاب فقه القرآن وفقه السنة معا"
ومن ذلك أيضا ما فعله محمد علي الصابوني الذي يشير إلى عشرة وجوه يتناول بها آيات الأحكام التي فسرها لا تمثل الأحكام الشرعية إلا وجها منها يقول:"فتناولت الآيات التي كتبت عنها من عشرة وجوه على الشكل الآتي: أولا التحليل اللفظي …ثانيا المعنى الإجمالي …ثالثا سبب النزول …رابعا وجه الارتباط بين الآيات السابقة واللاحقة، خامسا البحث عن وجوه القراءات…"إلى أن يذكر الوجه الثامن وهو " الأحكام الشرعية وأدلة الفقهاء مع الترجيح بين الأدلة" وعليه فما يذكر من كتب أحكام القرآن إنما هو ما اختص بالأحكام حتى عرف بها.
وإذا كان التمييز يتم عادة بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي فإن تفاسير الأحكام تتنوع بتنوع المذاهب الفقهية المعروفة فأحكام القرآن للجصاص يعبر عن اختيار الأحناف و أحكام القرآن لابن العربي يعبر عن اختيار المالكية و أحكام القرآن للهراسي يعبر عن اختيار الشافعية …و هذا التنوع عند محمد حسين الذهبي مما طرأ على التفسير الفقهي الذي سبق المذاهب ونشأ مستقلا عنها ثم أصبح كما يقول: "يسير تبعا للمذاهب ويتنوع بتنوعها …وكل فريق من هؤلاء يجتهد في تأويل النصوص القرآنية حتى تشهد له أو لا تعارضه على الأقل مما أدى ببعضهم إلى التعسف في التأويل والخروج بالألفاظ القرآنية عن معانيها ومدلولاتها" وإذا كان التنوع مسلما فإن تعميم القول بتأويل النصوص لتشهد للمذهب فيه نظر و التسليم به يفقد كتب التفسير الفقهي علميتها والأمر تابع لشخصية المفسر وقدرته الاجتهادية ثم إن الاختلاف الفقهي كانت له مبرراته العلمية.
أما عن أهم ما كتب في التفسير الفقهي ففي ما يلي عرض لطائفة من هذه الكتب مرتبة حسب المذاهب الفقهية الأربعة المشهورة:
فعلى مذهب المالكية نذكر من ذلك:
• أحكام القرآن: لأبي عبد الله محمد بن سحنون القيرواني المتوفى 255 هـ.
• أحكام القرآن: القاضي أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل المالكي المتوفى282 هـ
• أحكام القرآن: القاضي أبو بكر بن محمد بن بكير البغدادي المالكي المتوفى305 هـ
• أحكام القرآن: لأبي الحكم منذر بن سعيد بن عبد الله بن نجيح القاضي البلوطي المالكي المتوفى355 هـ
• أحكام القرآن: لأبي بكر محمد بن عبد الله المعروف بابن العربي المتوفى 543 هـ
• الجامع لأحكام القرآن: لأبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المتوفى 671 هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أما على مذهب الحنفية فنذكر:
• أحكام القرآن في ألف ورقة: لأبي جعفر احمد بن محمد بن سلمة الازدي الطحاوي الحنفي المتوفى 321هـ
• أحكام القرآن: لأبي الحسن علي بن موسى بن يزداد القمي الحنفي المتوفى 350هـ
• أحكام القرآن: لأحمد بن علي الرازي، المشهور بالجصاص الحنفي المتوفى 370هـ
• تخليص أحكام القرآن، تهذيب أحكام القرآن: جمال الدين محمود بن مسعود المعروف بابن سراج القونوي الحنفي المتوفى 770 هـ
• التفسيرات الأحمدية في بيان الآيات الشرعية: احمد بن أبى سعيد بن عبيد الله الحنفي الميهوي المعروف بملاجيون المتوفى1130 هـ
أما على مذهب الشافعية فنذكر:
• أحكام القرآن: للإمام الشافعي المتوفى204 جمعه الإمام أبو بكر احمد بن الحسن البيهقي النيسابوري المتوفى458
• أحكام القرآن: لأبي ثور إبراهيم بن خالد الكلبي البغدادي الشافعي المتوفى240
• أحكام القرآن: لعماد الدين أبى الحسين علي بن محمد الطبري المعروف بالكيا الهراسي الشافعي المتوفى 504
• الإكليل في استنباط التنزيل:جلال الدين السيوطي الشافعي المتوفى المتوفى911 هـ
• أحكام الكتاب المبين: علي بن عبد الله بن محمود الشنفكي الشافعي المتوفى890 هـ
• هداية الحيران في بعض أحكام تتعلق بالقرآن عبد الله بن محمد المغربي ثم القاهري الشافعي المعروف بالطبلاوي المتوفى1027 هـ
أما على مذهب الحنابلة فنذكر:
• أحكام القرآن: لأبي يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن الفراء الحنبلي المتوفى 458هـ
• أحكام الراي في أحكام الآي: شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن الصائغ الحنبلي المتوفى776 هـ
• أزهار الفلاة في آية قصر الصلاة: مرعي بن يوسف بن ابي بكر الكرمي المقدسي الحنبلي المتوفى 1033هـ
خاتمة
إن الحاجة إلى التفسير الفقهي لا تبرز إلا بدرجة احتكامنا للقرآن الكريم ونظرا لكون أحكام الشريعة معطلة في أغلب الدول الإسلامية فإن ذلك انعكس على المباحث الفقهية ومنها التفسير الفقهي. وفي الوقت الذي يتزايد فيه إقبال الناس على ما يسمى بالتفسير العلمي وهو الذي يعنى بتتبع الآيات الكونية وتفسيرها على ضوء ما تنتجه المختبرات ومراكز البحث في العلوم الدقيقة من معارف وحقائق علمية فإن لفت الانتباه إلى الجانب التشريعي في القرآن الكريم يعتبر خطوة منهجية لا يمكن تجاوزها.خاصة وقد وجدنا من يحاول لي أعناق الآيات ليبرر مواقفه المسبقة في كثير من القضايا ومن ذلك قضية تعدد الزوجات حيث يستدل بقوله تعالى:"ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم " لإثبات استحالة العدل المشروط في قوله تعالى:" وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة" مع أن كتب التفسير الفقهي تبين بجلاء العدل المقصود في الآيتين مع التمييز بين العدل المأمور به الذي هو في مقدور الإنسان ويكون في المبيت والنفقة ونحوهما، و العدل المنفي الذي لا يطيقه أحد وهو العدل في المحبة القلبية. وقل نفس الشيء عن آيات الربا التي يحاول البعض التحايل عليها لتبرير واقع فاسد نشأ بعيدا عن تعاليم القرآن الكريم، والتفسير الفقهي هو المؤهل من بين اتجاهات التفسير لحسم النزاع في هذه القضايا وغيرها.
لائحة المصادر والمراجع
1. الإتقان في علوم القرآن، جلال الدين السيوطي، الطبعة الثانية، دار ابن كثير دمشق 1993م
2. الأحكام الصغرى، أبو بكر بن العربي المعافري، تحقيق سعيد أحمد أعراب منشورات الإيسيسكو 1412هـ 1991م
3. أحكام القرآن، الكيا الهراسي، الطبعة الأولى،دار الكتب العليمة بيروت 1983م
4. أصول الفقه الإسلامي وهبة الزحيلي الطبعة الأولى دار الفكر 1986م
5. تاريخ التشريع الإسلامي، محمد الخضري، الطبعة التاسعة، المكتبة التجارية مصر 1390هـ1970م
6. التحرير والتنوير للشيخ محمد الطاهر بن عاشور الدار التونسية للنشر 1984م
7. تفسير القرآن العظيم، أبو الفداء إسماعيل بن كثير، الطبعة الأولى 1406هـ 1986م دار الكتب العلمية بيروت
8. التفسير والمفسرون لمحمد حسين الذهبي دار القلم بيروت لبنان
9. جامع البيان عن تأويل آي القرآن لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري دار الفكر1988م
10. الجامع لأحكام القرآن لأبي عبد الله محمد بن أحمد القرطبي دار الفكر 1422ه 2002م
11. الرسالة للإمام محمد بن إدريس الشافعي تحقيق محمد أحمد شاكر، دار الفكر
12. روائع البيان تفسير آيات الأحكام، محمد علي الصابوني الطبعة الثالثة، دار إحياء الترث العربي 1400هـ 1980م
13. سنن أبي داود، دار إحياء التراث العربي، بيروت
14. سنن الترمذي و هو الجامع الصحيح لأبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي، الطبعة الثانية دار الفكر 1403هـ 1983م
15. صحيح البخاري، دار الفكر 1401هـ 1981م
16. صحيح مسلم، الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري تحقيق وترقيم محمد فؤاد عبد الباقي، دار الفكر 1403هـ1983م.
17. فجر الإسلام، أحمد أمين، الطبعة السابعة مكتبة النهضة، القاهرة،1374هـ 1955م.
18. فواتح الرحموت شرح مسلم الثبوت عبد العلي محمد بن نظام الدين الأنصاري مطبوع على هامش المستصفى للغزالي، الطبعة الأولى المطبعة الأميرية ببولاق بمصر 1324هـ.
19. في التفسير الفقهي، الدكتور محمد قاسم المنسي الطبعة الأولى مكتبة الشباب مصر 1416هـ 1996م.
20. القرآن والتشريع (قراءة جديدة في آيات الأحكام) الصادق بلعيد، مركز النشر الجامعي تونس 2000م.
21. كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، مصطفى بن عبد الله الشهير بحاجي خليفة، مكتبة المثنى بيروت.
22. المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للقاضي أبي محمد عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي 546 تحقيق المجالس العلمية بالمغرب طبعة وزارة الأوقاف 1975م.
23. مدخل إلى علوم القرآن والتفسير، الدكتور فاروق حمادة،الطبعة الأولى، مكتبة المعرف الرباط 1399هـ 1979م.
24. المستصفى من علم الأصول، أبو حامد الغزالي، الطبعة الأولى المطبعة الأميرية ببولاق بمصر 1324هـ.
25. الموافقات في أصول الشريعة لأبي إسحاق الشاطيبي المكتبة التجارية مصر.
26. نيل المرام من تفسير آيات الأحكام، محمد صديق حسن خان، دار المعرفة بيروت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 Jun 2005, 05:14 م]ـ
فضيلة الدكتور. مولاي عمر بن حماد حياك الله بين إخوانك، وشكر الله لك على هذا البحث الطيب.
ونحن هنا ننتظر المزيد من أمثالكم، وبلغ سلامنا إخواننا في المغرب الحبيب.
ولعلك تفيدنا بما كتب عن هذا الموضوع من رسائل في جامعات المغرب، وهل طبع شيء منها؟
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[22 Jun 2005, 04:00 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا دكتور مولاي عمر على هذا البحث القيم
وهل يمكن وضعه على ملف وورد حتى نتمكن من تحميله؟
ـ[طالب علوم القرآن]ــــــــ[09 Jan 2006, 02:14 ص]ـ
جزاك الله خيرا(/)
ابن برجان وتفسيره " تنبيه الأفهام إلى تدبر الكتاب والتعرف على الآيات والأنباء العظام"
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 Jun 2005, 06:41 م]ـ
تزخر الخزائن المغربية بكم هائل من المخطوطات،وللأسف لم تحض هذه المخطوطات بالعناية الكاملة من قبل المهتمين والباحثين،وقد أردت نفض الغبار عن واحد من هذه المخطوطات وأعرف بها وبصاحبها.
فاما صاحب المخطوطة فهو أبو الحكم ابن برجان عالم له مشاركة في فنون مختلفة وهو أحد العارفين الأقطاب الذي شغل الناس في أواخر القرن السادس، وقد حاولت تتبع أخبار هذا الرجل من مختلف المصادر للتعريف به.
أما كتابه الموسوم ب"تنبيه الأفهام إلى تدبر الكتاب والتعرف على الآيات والأنباء العظام ".فهو من أهم المؤلفات التي تركها لنا هذا العالم، وقد وقفت عليه مخطوطا بالخزانة العامة بالرباط في المملكة المغربية، وقد حاولت التعريف بهذا المخطوط واصفا إياه من حيث خطه وحجمه واسمه، وقد أفاد بعض الباحثين بوجود نسخة أخرى منه في ألمانيا. أما المجال المعرفي للمخطوط، فهو من أهم التفاسير التي أنتجها علماء الغرب الإسلامي، وقد تتبعت منهج المؤلف في تفسيره هذا وتعرضت للأدوات التي وظفها وكذا القضايا التي تناولها وأهمها اهتمامه بالمناسبة بين السور والآيات القرآنية.
يعتبر تفسير ابن برجان من أهم التفاسير التي أنتجها الغرب الإسلامي، ومؤلفه شغل الساحة الفكرية والسياسية مدة طويلة، ورغم الأهمية العلمية والتاريخية لهذا التفسير فإنه لم يدرس بعد،بل إنه لم يطبع حتى الآن، والأحرى أن يحقق،وقد ارتأى البحث أن يلقي نظرة عن هذا التفسير ويعر بصاحبه:
المبحث الأول:التعريف بالإمام ابن برجان:
لقد لحق هذا الرجل عدة ظلامات في حياته وحتى بعد وفاته:فقد تضاربت آراء المترجمين له في اسمه، فمن سماه عبد الرحمان، ومن سماه عبد السلام، ومنهم من جعل الاسمين لشخصين منفردين، ومنهم من اعتبره اسما لشخص واحد،وأغلب المترجمين له يطلقون عليه أبا الحك عبد السلام بن عبد الرحمان بن محمد بن عبد الرحمان.ويجعلون وفاته سنة ستة وثلاثين وخمسمائة، وطائفة منهم يطلقون عليه عبد السلام بن عبد الرحمان بن عبد السلام بن عبد الرحمان بن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمان ويجعلون وفاته سنة سبع وعشرين وستمائة،وطائفة تترجم لشخصي وتنعتهما بأوصاف متقاربة، فميزت بين عبد الرحمان وعبد السلام.
والمصدر الأصيل الذي يمكن أن يفزع إليه لرفع الإشكال وهو ابن الأبار سماه عبد الرحمان بن أبي رجال، وأبو الرجال هذا هو: محمد بن عبد الرحمان،وجعل وفاته بعد سنة ثلاثين وخمسمائة، ويكاد جمهور المترجمين له يتفقون مع ابن الأبار في سنة الوفاة، إلا أنهم يختلفون معه في الاسم1، رغم أن بعضهم صرح بالنقل عنه كالذهبي في السير، واليافعي في مرآة الجنان .... ويظهر أنهما شخصان متميزان خلط بينهما بعض المترجمين، ويزكي هذا الاحتمال السيوطي فقد ترجم للمفسر في الطبقات، وترجم للغوي في البغية وجعلهما مختلفين في الاسم وسنة الوفاة، بينما طابق بينهما في اللقب فقط (ابن برجان) معتبرا أن هذا اللقب مخفف من أبي الرجال،وقد ضبطه ابن خلكان قبله فقال:برجان بفتح الياء الموحدة وتشديد الراء بعدها جيم وبعد الألف نون.
وذهب الباحثون المعاصرون مع الجمهور، معتبرين أن أبا الحكم عبد السلام بن عبد الرحمان بن برجان هو الذي شغل المغرب والأندلس في الثلث الأول من القرن السادس،ومعهم كذلك الدكتور إبراهيم الوافي الذي نسب إليه هذا التفسير الذي سنقدمه هنا لكنه ذكر من بين المؤلفين في التفسير في القرن السابع الهجري عبد السلام بن عبد الرحمان بن عبد السلام بن برجان وقال:أنه حفيد المترجم ونسب إليه تفسيرا للقرآن (تفسير الفاتحة) وذكر أنه موجود بالخزانة التيمورية،و اتفق المترجمون أنه من أهل إشبيلية ويرجعون أصله إلى إفريقية، أما تكوينه العلمي والثقافي فقد ذكر ابن الأبار انه كان من أهل المعرفة بالقراءات والحديث والتحقق بعلم الكلام والتصوف مع الزهد والاجتهاد في العبادة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما عن شيوخه فلم يذكرو إلا أن ابن منظور الذي سمع الحديث منه، وذكروا له من التلاميذ أبا القاسم القنطري وأبا محمد عبد الحق الإشبيلي، الذي اشتهر في علم الحديث والرجال، وأبا محمد عبد الغفور بن إسماعيل ابن خلف السكواني اللبي وأبا عبد الله بن خليل القيسي وهو آخر من روي عنه حسب ابن الزبير.
وهكذا فقد جمع ابن برجان بين الحديث، وعلم الكلام،والتصوف،ووصفه ابن الزبير بأنه: «أخذ من كل علم بأوفر حظ، مؤثر لطريقة التصوف وعلم الباطن، متصرفا في ذلك، عارفا بمذاهب الناس، متقيدا في نظره بظواهره الكتاب والسنة،بريئا من مردى تعمق الباطنية، بعيدا عن قحية الظاهرية شديد التمسك بالكتاب والسنة».
أما مؤلفاته فإن المترجمين ينسبون له ثلاثة مؤلفات وهي:
- كتاب في التفسير قال ابن الأبار عنه:لم يكلمه،وصفه ابن الزبير بانه: «جرى فيه على طريقة لم يسبق إليها واستقرأ من آيات عجائب وكرائن من الغيوب إلا انه أغمض في التعبير، فلا يصل إلى مقصوده إلا من فهم كلامه وألف إشارته وإلهامه».
ونقل ابن خلكان بعد ذكر تنبؤ ابن برجان بفتح بيت المقدس سنة 598هـ، أنه لم يزل يطلب هذا التفسير حتى وجده، غير أن القصة مذكورة في الحاشية بخط غير الأول، ونقل محققه إحسان عباس في الأسفل قال:"بهامش المختار قلت أعني كاتبها موسى بن أحمد لطف الله به وقفت في القاهرة ودمشق على ثلاثة نسخ من التفسير المذكور،وهذا الفصل المشار إليه، لكنه مكتوب على الجميع على الحاشية بعد خط الأصل "قال: واخبرني الشيخ تقي الدين محمد بن زين الدين الشافعي قاضي القضاة بالديار المصرية رحمه الله تعالى أنه رأى هذا الفصل في نسختين على صورة ما ذكرناه والله أعلم».وهذا يدل على اعتناء المشارقة بهذا التفسير، وأنه قد دخل إلى المشرق في وقت مبكر وتعددت نسخه هناك.
- وله كتاب في تفسير الأسماء الحسنى وصفه ابن الزبير بالشهير وقد ذكره المفسر الألمعي ابن عاشور ونقل منه، وذكر أبو العلا عفيفي أن المخطوطين:"شرح معاني أسماء الله الحسنى "و "ترجمان لسان الحق المبثوث في الأمر والخلق " الموجودين بألمانيا وفرنسا كتاب واحد.وقد أشار ابن برجان إلى هذا الكتاب في عدة مناسبات في تفسره،وبذلك يظهر أنه هذا الكتاب قبل التفسير.
- وله كتاب آخر وهو" الإرشاد " قيل عنه: «أنه قصد فيه على استخراج أحاديث صحيح مسلم بن الحجاج من كتاب الله تعالى فتارة يريك الحديث من نص آية، وتارة من محتواها ومفهومها،وتارة من إشارتها أو من مجموع آيتين مؤتلفتين أو مفترقتين، ومن عدة آيات إلى أشباه هذه المآخذ»
هذه بعض المؤلفات التي نسبت لابن برجان وليس من المستبعد أن تكون له تأليف أخرى ضاعت في أيام فتنة المريدين.
لقد عاش ابن برجان في أيام دولة المرابطين وهي الدولة التي بوأت الفقهاء مكانة عليا وأحرقت كتب أبي حامد الغزالي وعرفت في نهايتها ثورة المريدين يتزعمهم ابن قسي في الأندلس لكن يصعب أن تجد حلقة وصل بين أقطاب التصوف في تلك الفترة خاصة بين ابن برجان وابن العريف وابن قسي، وقد حقق الباحثون الرسائل التي تبادلها هؤلاء الأقطاب وكشفوا لنا خلالها خلالها أن ابن برجان يمثل الاتجاه الوسط بينما يميل ابن العريف إلى المهادنة وينحو ابن قسي إلى الثورة وهو الذي تزعمها فيما بعد هذا وقد وصف ابن العريف الإمام ابن برجان في رسائله"بالشيخ الفاضل الإمام "والامام أبي الحكم شيخي وكبيري ".
وإذا كان بعض الباحثين قد أشار إلى الجفوة الحاصلة بين ابن العريف وابن برجان، فإن الدكتور عبد السلام الغرميني استشف من الرسائل التي وجهها ابن العريف لابن برجان، أن أبا الحكم بن برجان أرفع مكانة حتى وصف بأنه (غزالي الأندلس)، ومن المدرسة البرجانية انبثقت المدرسة العريفية.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا النشاط الفكري وهذه العلاقات التي تجمع بين أقطاب الصوفية بالأندلس والخطورة التي شكلتها ثورة المريدين دفعت بالدولة المرابطية إلى استقدام ابن العريف وابن برجان وغيرهم إلى مراكش «وعقدت لابن برجان مناظرة أورد عليه الفقهاء مسائل ينكرونها فأجاب وخرجها مخارج محتملة فلم يرضوا منه بذلك لكونهم لم يفهموا مقاصده وقرروا عند السلطان انه مبتدع، فاتفق أنه مرض بعد أيام ومات في المحرم» سنة 536هـ، ويظهر أنه لم يقتل حسبما وصلنا من الأخبار عنه، إذ لم يصرح المؤرخون بسبب وفاته.
تلكم بعض أخبار الإمام ابن برجان، جمعت الزبدة منها وطرحت الزبد، ويتراءى لنا أن المترجمين لم يظهروا حرصا كبيرا على تتبع أخباره وتدوينها فكانت إحدى الظلامات التي لحقت هذا الرجل فمعاصره ابن بشكوال لم يترجم له، ولم يترجم له إلا من تأخر عنه كابن الزبير وابن الابار وأضاف الباحثون المعاصرون ظلامة إليه أخرى فلم يعتنوا بتراثه ومؤلفاته وبقيت في الرفوف تآكلها الأرضة والله المستعان.
المبحث الثاني:التعريف بتفسير الإمام ابن برجان:
سأحاول أن أقف على أهم المضامين والقضايا التي تميز هذا التفسير والتي تهيمن عليه بشكل واضح ما استطعت إلى ذلك سبيلا:
1 - وصف النسخة:
توجد نسخة من هذا التفسير في الخزانة العامة بالرباط تحث رقم (242ك) تبدأ بسورة الأعراف وتنتهي عند تفسير قوله تعالى: «لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ» من سورة النور وقد كتب فوق الصفحة الأولى بخط غير الناسخ تفسير ابن بلجان (هكذا) كما كتب فوقها صك الراء يتضمن اسم المشتري مشطوبا عليه وتاريخ الشراء وهو:1270هـ، ومكان الشراء:الذي هو تونس واسم الدلاء أيضا، كما يوجد فوق هذه الصفحة ختم محمد عبد الحي الكتاني.
وتقع هذه النسخة في 388صفحة من الحجم المتوسط في كل صفحة 27سطرا وفي كل سطر مابين 12و13 كلمة، كتبت بخط مشرقي مقروء، ميزت فيه بعض العناوين باللون الأحمر ونجد طرر وحواشي بعض الصفحة تعليقات بخط غير خط الناسخ، والنسخة سليمة على العموم إلا ماكان فيها من بتر في الورقة الأولى وكذا في سورة التوبة عند قوله تعالى: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ» ففيه بتر إذ يبدأ التفسير بعدها بقوله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» وكذلك في سورة الحج فلا نعثر على بداية السورة وإنما يبدأ التفسير بقوله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا».
2 - تسمية الكتاب:
أغلب المترجمين لابن برجان ينسبون له التفسير بالإطلاق بدون وصفه باسم يميزه، وسماه حاجي خليفة:"الإرشاد في تفسير القرآن " وكذلك فعل إسماعيل باشا البغدادي ويعكر على هذا ما ذكر ابن الزبير من أن له كتاب "الإرشاد"قصد فيه إلى استخراج أحاديث صحيح مسلم بن الحجاج من كتاب الله تعالى والذي يظهر إن اسمه هو:"تنبيه الأفهام إلى تدبر الكتاب والتعرف على الآيات والأنباء العظام "تبعا للباحثين الذين وقفوا على نسخة من هذا التفسير في ألمانيا.
والمخطوط الذي بين أيدينا إنما يبدأ كما قلنا في سورة الأعراف وينتهي قبل إتمام سورة النور، فلم يذكر فيهما يفيد اسما بعينيه بل إن النسخة التي بين أيدينا –أعني نسخة الخزانة العامة بالرباط –لم يقم دليل علمي على أنها تفسير لابن برجان وإنما عولنا على المفهرسين للخزانة وما كتب على ظهر الصفحة الأولى:"تفسير ابن بلجان " حملناه على أنه تصحيف للاسم.
3 - منهج الإمام ابن برجان في تفسيره:
يبدأ الإمام بان برجان في تفسيره هذا بذكر البسملة فاسم السورة ثم يشير إلى مكية أو مدنية السورة وعدد المنسوخ فيها،ثم بعد يبدأ بتفسيرها، ففي سورة مريم مثلا نجد البداية كالتالي: «بسم الله الرحمن الرحيم، سورة مريم فيها من المنسوخ أربع آيات»؛ثم يبدأ بتفسير الآيات في السورة مقسما إياها إلى جمل يقدم معناها دون استطراد،ففي سورة الإسراء قال: «قوله تعالى: «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا» إلى قوله: «إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ»»، ثم شرع يفسر التسبيح وبعده فسر قوله تعالى: «أَسْرَى بِعَبْدِهِ» لينتقل إلى ما بعده «لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ» وفي كل يقدم المعني الدقيقة بدون نزوع نحو إيراد القراءات واوجه اللغة وأسباب النزول فهو وإن كان يعتمدها إلا أنه لا
(يُتْبَعُ)
(/)
يتوسع في إيرادها كثيرا كما سنرى فيما بعدكما أن تفسيره هذا خال من الحشو حتى الأحاديث فإنه غالبا يشير إلى معناها، كما في حديث الإسراء مثلا.لكن أهم ما يمتاز به هذا التفسير بشكل لافت للنظر،اهتمام ابن برجان فيه بالمناسبة بين السور والآيات واهتمامه بالمعاني الدقيقة فهو يشد القارئ في بعض الأحيان إلى معنى ربما يكون هذا المفسر هو الذي سبق إليه وتميز به فمثلا في سورة الإسراء عند الحديث عن بركة المسجد الأقصى قال: «ربما سميت تلك الأرض مقدسة لتجلي المبارك القدوس عزوجل فيها لموسى عليه السلام وتكليمه إياه فيما هنالك، قال عزوجل:"نودي أن بورك من في النار ومن حولها "وقال:"إنك بالواد المقدس طوى " فليس يبعد مع هذا أن يكون الله عزوجل ذكره أبقى بركة تجليه فيما هنالك إلى يوم القيامة».
وفي قصة موسى رد ما أورده المفسرون من سبب عقدة لسان موسى وإرجاعهم ذلك السبب إلى الجمرة قائلا: «والصحيح والله اعلم بما ينزل أنه كان رجلا عبرانيا في مجاورة القبط في جحورهم فكان ظاهر لسانه لغة القبط ثم تغرب إلى أرض مدين وجاور العرب فتعرب من أجل مدة سنين كان فيها هنالك قال عز وجل: «فلبتث سنين في أهل مدين» فكانت من أجل ذلك لكنة لسانه فلم يكن فصيحا في لسانهم كأخيه هارون عليها السلام».
وفي ثنايا هذا التفسير نجد الاهتمام بالأمثال والعبر فعند قوله تعالى: «لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ» نجده يفصل في العبرة وأنواع الاعتبار ويستعمل مصطلحات:فصل، تنبيه، إما ليأتي بآية أو حديث يستدل به على ما سبق أو ينبه على فكرة دقيقة؛وأنظر إلى ذلك ف سورة الإسراء حيث قال فيه: «فصل:قرن جل جلاله بين ذكر الإسراء بعبده بذكر الليل من المسجد الحرام إلى المسجد الأقى وذكر رسول الله ? اتصال الإسراء بالعروج إلى العلا ولم يصف بالإسراء إلا مابين المسجدين أراد بذلك والله اعلم لعد الليل في السماوات العلا فوصف بالإسراء مايسكن فيه الليل والنهار» وتأمل كيف اول قوله تعالى: «ولايزالون مختلفين إلامارحم ربك ولذلك خلقهم» قال: «مختلفين أي في التوحيد والنبوة فمنهم من كذب بها ومنهم من صدق بعضا إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم أي للرحمة والتوحيد والتصديق».هذه بعض معالم المنهج الذي سلكه ابن برجان في تفسيره وسنتعرف عليه أكثر عند وقوفنا على الأدوات التي وظفها في تفسيره وعلى القضايا التي تميز بها تفسيره عن غيره من التفاسير.
4 - بعض الأدوات والقضايا التي تميز تفسير الإمام ابن برجان:
أ-الاهتمام بتفسير القرآن بالقرآن:
يهتم ابن برجان بتفسير القرآن بالقرآن اهتماما واضحا فقد يأتي ليؤيد بها معنى محتمل من آية أخرى حيث قال في سورة الإسراء بعد الحديث هل كان الإسراء بعبده صلى الله عليه وسلم أم بروحه قال: «فصل، قال الله عز وجل: «ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى» فأخبر جل جلاله نصا غير محتمل أنها كانت منه رؤية بصر»
وأحيانا يقارن معاني الآيات ليقدم المعني الأوضح على الواضح قال: «قوله تعالى:" من كان يريد العاجلة " ففي هذه الآية والتي في سورة الشورى سواء، قوله: «من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه» الآية غير أن التي في هذه السورة أجلى و أبين، وجاءت آية سورة هود وفيه بعض الإشكال قوله:"من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون " وهي أخبار لا يجوز عليها النسخ، والتوفية في هذه الآية والله أعلم بما ينزل هو: أن يطعم بعمله ويسقى فيحس عليه الفوافي، ونعم السمع والبصر والحواس فتكون ذلك توفية لعمله،ويعطيه ربه من الدنيا ما شاء ولربما زاده على مراده ثم يحتسب له من ذلك فيما ذكرناه، دل على هذا التأويل قوله تعالى: «من يعمل سوء يجزيه»» فأنظر كيف سوى بين الآيتين في معنييهما وأشار على ورود الإشكال في الأخرى مبينا تأويل ذلك كله وقوى تأويله بآية أخرى،إن الإمام ابن برجان يكثر من إيراد الأدلة حول المعنى الذي يسوقه في بعض الأحيان حتى تظن أنه يحاول أن يقنع شخصا آخر حول مدلول النص القرآني، وفي بعض الأحيان يستعين بفهم الصحابة ويستدل له بآية أخرى كما في تفسيره "للرقيم " قال: «كثر الاختلاف فيه من علماء السلف رحمة الله عليهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ما هو، فمن قائل يقول:الرقيم الكهف ومن قائل يقول: الرقيم القرية التي خرجوا منها حتى آووا إلى الكهف، قال ابن عباس:لا أدري أهو كتاب أم بيان وروي عنه انه هو الكتاب،وهذا أولى الوجوه إن شاء الله والله يقول الحق ويهدي السبيل قال رسول الله ?:اللهم حفظه الكتاب وعلمه التأويل، الرقيم هو المكتوب فيه الأعمال قال الله عز وجل: «إن كتب الأبرار لفي عليين وما أدرك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون» وقال: «إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم» وسمي بذلك الغار الذي ذكره رسول الله ?: الرقيم لحكمة جل ذكره الثلاثة نفر الذين آووا إليه بأعمالهم المكتوبة لهم فيها هنالك»
فابن برجان في هذه الآية استعان بتفسير الصحابة وتفسير القرآن بالقرآن لبين دلالة الرقيم ثم بين وجه تسمية الغار به.
اعتماد التفسير النبوي وأقوال الصحابة والتابعين:
يستعين الإمام ابن برجان بالتفسير النبوي للوقوف على مراد الله في كتابه ويتضح ذلك في عدة مواضع من تفسيره ولكن نقتصر على بعض الأمثلة، فعند قوله تعالى: «ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر» الآيات قال: «قرأ النبي? الآيتين فقال:يدعي أحدهم فيعطي كتابه بيمينه
ويمد له في جسمه ستون ذراعا ويبيض وجهه ويجعل على رأسه تاج من لؤلؤ يتلألأ فينظر إلى أصحابه فيرونه من بعيد فيقولون اللهم آتينا بهذا وبارك لنا في هذا حتى يأتيهم فيقول: ابشروا لكل رجل منكم مثل هذا ثم ذكر حال الكفار ... » وقد يستعمل عبارة أوضح مثل:"فكان ذلك ما فسره قوله عليه السلام ". ومن مميزاته التي يمتاز بها تدخله لتصحيح الأحاديث واعتبار ذلك في تفسيره كما عند قوله تعالى: «حصب جهنم أنتم له واردون» "روي عن جابر بن عبد الله أن النبي ? قال الورود الدخول حتى لا يبقى بر ولا فالجر إلا دخلها فتكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم ثم ينجي الله الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا وروي نحو ذلك عن ابن عباس وروي عن ابن مسعود أن قال: وإن منكم إلا واردها يعني الصراط،وروي أنه قال يردونها ويصدرونها بأعمالهم وقال قتادة ورودها الممر عليها؛أما روي عن جابر عن النبي ?فإنه لو ثبت لكان الحجة البالغة، وطريق هذا العلم،ولا يصح العلم ولا يتحصل بطريق الآحاد كيف وقد ضعفت نقلة هذا الحديث،فانهم مجهولون،وللقائلين بمقتضى هذا الحديث ثمن ظاهر العموم قوله عز وجل: «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ( ... ) أجمعين» ونظيرتها في سورة السجدة قوله تعالى: «ولنرى إذ المجرمون ناكسوا رءوسهم (000) أجمعين» فعم بذكر الجنة والناس و أما القائلون بان الورود هنا بمعنى المرور والجواز فلهم حجة التخصيص قال الله عز وجل لإبليس لما قال له: «فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين (000) أجمعين» وقال في موضع آخر: «اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاءا موفورا» هذا النص من تفسير ابن برجان يستفاد منه عدة إفادات:فابن برجان استدل بالحديث النبوي واتبعه بأقوال الصحابة،ثم أقوال التابعين، وهو منهج السلف في التفسير،لكن رد الحديث بأنه غير ثابت، مردفا بان هذا العلم لا يتحصل بطريق الآحاد مخالفا الجمهور،وربما شعر بعدم اقتناع المحاور فأضاف بان رجال السند موصوفون بالضعف، لم يقتنع بعد، فأتى باحتمالين اللذين يستفاد من النص القرآني،مستدلا لهما بالقرآن مع أنه رجح القول الثاني متمسكا بالتخصيص تاركا العموم.
لقد وظف ابن برجان ثلاثة علوم لتفسير هذا النص:علم التفسير وعلم الحديث وعلم الأصول،مما يبين قيمة الرجل وعلو كعبه في العلم ويمكن أن نضيف إلى ذلك علم الفقه؛وإن كان تفسيره هذا يكاد يكون خاليا من الأحكام الفقهية، ففي حم داود وسليمان في الحرث قال: «وهذا ان صح الحكم فيه عن رسول الله بسند يقطع العذر فهو الحجة،وإنما الحديث المروي في ذلك عن النبي?غير ثابت،ولوكان ذلك كذلك فقد نسخه بقوله عليه السلام: «من استهلك شيئا فعليه قيمته» فهذا هو الحكم الحق وهو الذي صحبه العمل،وه والذي ألهمه سليما عليه السلام والله أعلم» والشيء الجديد الذي جاء به في هذا النص هو توظيفه لعلم الناسخ والمنسوخ مع مصطلح "صحبه العمل "وهو أصل من أصول مذهب مالك،وهو السائد في الأندلس في وقته.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد مر معنا كيف يولي الأمام ابن برجان الأهمية لتفسير القرآن بالقرآن، وللتفسير النبوي مع إيراد أقوال الصحابة والتابعين.
الاهتمام القراءات:
يلاحظ أن ابن برجان يهتم بالقراءات بل إنه من أهل المعرفة بالقراءات كما سبق وذكره ابن الجزري في غاية النهاية في طبقات القراء،وطبيعي أن يوظف هذا الإمام علومه ومعارفه في التفسير خاصة تلك العلوم التي لها علاقة وطيدة بالتفسير والقراءات،فلا غرابة إذن أن نجد ذكرا لقراءات الصحابة والتابعين:كابن عباس وابن مسعود ومجاهد وعكرمة والشعبي وغيرهم،والقراء السبع وغير السبع،لكن اهتمامه بقراء الصحابة والتابعين اكثر وضوحا كما في الأمثلة التالية:
- قال تعالى: «وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ» قال ابن برجان: «قرأها ابن كثير في الكتب على الجمع» وفي لتفسدن قال:قرأها ابن عباس لتفسدن بتاء مضمومة وفتح السين،وفي قوله: «يخرج له كتابا منشورا» قال:قرأها مجاهد والحسن ويعقوي ويخرج بفتح الياء» وفي قوله تعالى: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ» قال قرأها أبو حيوة ووصى وكذلك ابن عباس قال كانت ووصى فارتقت الواو الثانية فقرؤوها وقضى،وابن مسعود قراها كذلك ووصى.
-وفي قوله تعالى «وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ» قال: «قرأها ابن عباس وقتادة وعكرمة وابن محيصن والشعبي فرقناه بالتشديد أي فرقنا تنزيله قال: من خفف معناه بيناه وفي قراءة أبي وابن مسعود فرقناه لتقرأه على الناس قال:فإن كان فيه عليك فهو بالتشديد،ثم جمع بين القراءتين فقال:والجمع بينها وبين قراءة التخفيف أن إنزاله إلى بيت العزة جملة فيما فيه من القراءة ثم فرق إنزاله بعد على نجومه ومنازله ليقراه على الناس على مكث» وهكذا حمل قراءة التشديد على التنزل الأول وقراءة على التخفيف على التنزل الثاني وهكذا يجمع الإمام ابن برجان بين القراءات ويوظفها ليستدل بها على المعاني، كما يأتي بالقراءات الشاذة كما في قوله تعالى: «أياما تدعوا فله الأسماء الحسنى» قال:قرأطلحة:أيا من تدعون كأنه قال:من دعوت بهذين الاسمين فهو الله جل ذكره» وأتى:بقراءة ابن عباس وأبي، «واما الغلام فكان كافرا وكان ابواه مومنين» قال ابن برجان:قرأ الخدري وأما الغلام فكان فاجرا وكان أبواه مومنبن» إن المتأمل في تفسير ابن برجان يجد أنه يعتمد على قراءة الصحابة والتابعين فلا تجد عنده ذكر للقراء السبع وغيرهم إلا قليلا.
قضايا في تفسير الإمام ابن برجان:
إن أم القضايا التي اشتغل عليه الإمام ابن برجان في تفسيره هذا هو الاهتمام بالمناسبة بين السور والآيات.
- المناسبة بين السور:
لم يبين الإمام ابن برجان المناسبة بين جميع السور بل أشار إليها في بعض السور فقط ومن السور التي ذكر مناسبتها لما سبق ففي سورة النحل قال: «أول هذه السورة منظم بالسورة التي تقدمت في أنهما معا للتذكار و الذكر وخص جل هذه أي التذكير بالنعم على أن قال:ولما انقسم الإعلام باسم اليقين في أخذ الحي إلى الموت وإلى ما هو وعد الله بالنصر والتأييد وإظهار الدين وكل ذلك يشمله اسم الأمر قال جل وعز في مفتتح هذه «أتى أمر الله فلا تستعجلوه» فأنت ترى الإمام ابن برجان يبين المناسبة بين السورتين من حيث موضوعها ومن حيث نهاية هذه السورة ببداية التي بعدها وقد يقتصر على بيان المناسبة بين بداية ونهاية السورتين فقط كما فعل في سورة الإسراء قال: «انتظم اول هذه السورة بمعنى آخر سورة النحل من ذكر إبراهيم وذكر أصحاب السبت وذكر نبوة محمد ? وأمره إياه بأن يدعوا إلى سبيل ربه عز وجل يمدح نفسه بعد وإتيانه موسى الكتاب وجعله هدى لبني إسرائيل ثم قال:لا تتخذوا من دوني وكيلا من معنى التوحيد وخالص التعبد الذي حاله التوكل ثم قال:ذرية ممن حملنا مع نوح ذكر بسننه القديمة إذ لم يجعله من الهالكين بالكفر وعرض باقتضاء الشكر بقوله: إنه كان عبدا شكورا».
فهو لم يكتف ببيان المناسبة بين نهاية وبداية السورتين فأضاف بعض الأغراض التي جاءت سورة الإسراء بها ولم يأتي هذا الكلام إلا بعد أن أتم الغرض الأول الذي جاءت به السورة وهو المدح بالإسراء بالعبد.
- المناسبة بين الآيات:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الإمام ابن برجان في بيانه للمناسبة بين الآيات إما أن يذكر مناسبة الآية لما فبلها وما بعدها أو يبين مناسبة لآية أخرى بعيدة عنها في الموضع وقد تكون في سورة أخرى كما في الأمثلة التالية:
«والأنعام خلقها، عطف هذا الخطاب على ما تقدم لاتصال ذكر الخلق بالأمر وتقارب معنييهما لصدورهما في الأمر وتقارب معنييهما لصدورهما في الأمر الخالق جل وعلى» وقال بعد قوله تعالى: «إن ربك هو الخلاق العليم» «هذا منتظم لذكر الحق الخلق والسماوات والأرض» وفي قوله تعالى: «ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها» قال: «انتظام هذه الآية بالتي تقدمتها معنى أنه ليس بشيء كائن ما كان مؤمن أو كافر أو حيوان أو نبات بخارج عن التعبد لله عز وجل والقنوت لعظمته» وعند قوله تعالى:"ولقد أتيناك سبع من المثاني "قال: «هذا منتظم بما في صدر السورة من قولهم يا أيها الناس الذي نزل عليه الذكر انك لمجنون إلى قوله:إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون فذكر انواع التذكار ومايقع عليه اسم الذكر ثم عطف على ذلك قولهم: ولقد أتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم» فهو يلاحظ العلاقة بين الآيات ويوضح المناسبة بينها بشكل دقيق قد لا ينتبه إليه القارئ في بادئ الأمر فيحتاج معه إى مزيد تأمل وكل هذه الآيات في سورة واحدة،وقد تكون الآيات في سور مختلفة كما في المثال التالي:قال عند قوله تعالى: «وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه»: «انتظم هذا الخطاب بقوله في سورة النحل وغيرها: «وتجعلون لله البنات سبحانه» بقوله جل من قائل:ولقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا، أي الحق الكائن في قلوبهم الحاصل من آثاره الفطرة فما يزيدهم تنويع التصريف وتكرير التبيان إلا نفورا عن حقيقة ما يراد بهم من الهداية، نظم ذلك قوله: «لوكان معه آلهة» كما تقولون فسلم لهم جل وتعالى تجويز ظلالهم تسليم جدل وهذا من فرض ما لا يجوز كونه لتيبين ما لا يجوز سواه يقول وهو اعلم:لو كان معه آلهة كما زعمتم لم يكونوا إلا مخلوقين ولا خالق إلا الله».
بالإضافة إلى ما سبق من اهتمام ابن برجان بالمناسبة بين السور والآيات يعتني كذلك بذكر أغراض السورة ومحاورها العامة يقول في سورة الحجر: «الغرض المقصود الأول في هذه السورة والله أعلم الذكر والتذكير فابتدأ بقوله:"الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين على قوله وما يستاخرون "فسرد على ذلك: وقال يآيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون لوما تأتينا بالملائكة عن كنت من الصادقين "ثم نظم بهذا جميع فصول السورة أو جلها .. » هكذا يسترسل في بيان المحاور التي جاءت بها السورة فهو يرى أن السورة القرآنية وحدة متكاملة ينطلق بناؤها من المحور العام لذلك قال:الغرض المقصود الأول فعبر بالأول ليعشب هذا المحور إلى المواضيع الأخرى،بل إنه يرى أن القرآن كله وحدة متكاملة،قال بعد حديثه عن السبع المثاني: «فهذا يؤيد ما تقدم ذكره من العبرة والقول بان القرآن كله واحد فرد لم يتفصل بعد على كل شيء» فالقرآن عند ابن برجان إن فصل نستطيع أن نستخرج منه كل شيء، وأعطانا مثال لذلك في فاتحة الكتاب قال بعد كلامه السابق: «عبر عن ذلك قوله في مفتتح أم القرآن وأم الكتاب:الحمد لله فجاء بالحمد الذي هو جامع الثناء والمدائح والذكر أجمعه وأضافه إلى اسمه جل وذكره،والذي جميع الأسماء له شارحة ثم تفصلت عنه الأسماء جميعا كما تفصلت عن الحمد الأذكار كلها أتبع ذلك رب العامين،فذكر الوجود كله الواقع اسم العالمين، وهو كل مخلوق وكل مذكور وموجود سوى الله عز وجل فظهر بذلك ما فصله إيجادا كما أظهر بتغاير الأسماء ما فصله عن اسمه الواحد الأحد» فانظر إلى هذه الكليات التي عبر بها هذا المفسر،وكيف يفصلها ويشير إلى ما يندرج تحتها وبهذه الطريقة يفسر القرآن،إلا أنه أودع في تفسيره إشارات وإيماءات واغمض في التعبير عنها في بعض الأحيان وبذلك يستعصي فهمه وإن صرح أن حمل اللفظ على ظاهره أولى.
الإشارة في تفسير ابن برجان:
(يُتْبَعُ)
(/)
يصدر الإمام ابن برجان في بعض تلاحيان إشارات فلا يكاد يعرف مراده كما في قوله تعالى: «قال الله عز وجل: إِنَّا خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً» فإن الذي أنشأه من كونه نطفة مهينة وجمع خلقته من أمشاج آثاره [لفتح والفتحتين] في طبقات الخلقة في خزائن السماوات والأرض إلى أن جعله سميعا بصيرا قادرا على أن ينشئه نشأة أخرى إنما هو النوم التي يصير إليها الموت،وفي الموت والحياة وينشأ ذلك منها الرؤيا،والرؤيا ينشأ إلى الإسراء كما الحياة حياتان حياة الأجسام تنشأ إلى الحياة الكبرى في الدار الآخرة،والحياة حال الموت شبيه باليقظة ( ... ) وفيما أومأنا إليه من تدبره أعظم دليل على أن الأمر يسير غير عسير».وكأن الإمام ابن برجان يستشعر من يستغلق عبارته فنصحه بالتأمل والتدبر، وقد يستعمل عبارة "فافهم "قال عن الفرقان: «لذلك سماهم فرقانا لما جعل فيه من معنى الفرقان الموجود في الروح الموحى به مع الملك إلى قلب الرسول ?،ولما جعل في قلوب أهل العلم والإيمان من القرآن المذكور بقوله:"إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا " وهو تمييز صور المعني في الباطن كتصوير الصور في الظاهر فافهم»
بعض مصادر الإمام ابن برجان:
أشرنا فيما سبق إلى بعض العلوم التي يوظفها الإمام ابن برجان،ونذكر هنا بعض المصادر التي صرح بها في تفسيره وناذرا ما يصرح بها ومنها:
- أشار إلى كتابه "شرح أسماء الله الحسنى "في عدة مواضع يقول:واما كونه ساجدا من حيث هو حيونا فقد تقدم في غير هذا الكتاب في شرح اسمه الجبار".
- ونقل عن الترمذي حديث أبي هريرة في حفر ياجوج وماجوج السد.
- ونقل عن الإمام أحمد في مسنده تفسير النبي ? الرقيم
- ونقل عن أبي عبد الله بن أبي مسرة في "تخريجه "حديث الدجال
- ونقل نصوصا طويلة من التوراة والإنجيل
تلك بعض المصادر التي ينقل منها وأغلبها يتعلق بالحديث النبوي،ويلاحظ في نقوله عن التوراة والإنجيل استعمل صيغة تفيد الاحتياط فقد استعمل فعل يذكر على البناء للمجهول
خاتمة:
رغم الاتجاه الإشاري لذي سلكه ابن برجان فان تفسيره يعتبر مفتاحا للوقوف على المعاني الدقيقة للقرآن يقول: «فكلام الله عز وجل لا يدركه بالكيف البشر،وإنما يدرك أمره ونهيه بالمثالات والأمثال والأسماء والحروف،وبذلك استبان لهم كلامه كما تقدم ( ... ) وبها أي بالحروف والأمثال والأسماء يستدل على كلامه تعالى وأمره ونهيه»
بل إننا نستطيع أن نقول إنه وضع منهجا لفهم وتدبر القرآن العظيم يقول: «لمعرفة الأسماء والبحث عن سلوكها مسالكها من العالم يوقف على تفصيل جمل ما أنبأنا به في الكتاب العزيز وأن ذلك لامطمع فيه إلا بلزوم التقوى وتقديم صحيح الإيمان واطراح الحول والقوة ونبذ الحرص على حسن الثناء،بل ملازمة الخمول [ ... ] اذ هو نوع من العلم لا تسومه النفوس من ذاتها ولا تشعر به ولا يتعرفه إلا بهداية وتوفيق واشعار وإلهام إلى ماهو الصواب»
لائحة المصادر والمراجع:
1 - القرآن برواية ورش
2 - تفسير الإمام ابن برجان الموسوم:"تنبيه الأفهام إلى تدبر القرآن الكتاب والتعرف على الآيات العظام "مخطوطة الخزانة العامة بالمملكة المغربية بالرباط تحث رقم:242ك
3 - التحرير والتنوير:الإمام الطاهر بن عاشور
4 - الاعلام:خيرالدين الزركلي،دار العلم للملايين، الطبعة الرابعة،لبنان سنة 1979م
5 - الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام:العباس بن إبراهيم، تحقيق عبد الوهاب بن منصور،ط
6 - الاستقصا لإخبار المغرب الأقصى:أبو العباس أحمد بن خالد،تحقيق وتعليق:الأستاذ جعفر والأستاذ محمد الناصري،طبع بدار الكتاب بالدا رالبيضاء بالمملكة المغربية سنة 1959م
7 - بغية الوعاة في طبقة اللغويين والنحاة:جلال الدين السيوطي:تحقيق الدكتور محمد أبوالفضل دار الفكر،الطبعة الثانية 1399هـ-1979م
8 - التكملة لكتابالصلة:ابو عبدالله محمد بن الأبار طبعة روخس1987م
9 - الحلة السيراء:أبو عبد محمدبن الأبار،تحقيق:حسين مؤنس طبعة أولى بالقاهرة 1963
10 - سيرأعلام النبلاء:شمس الدين الذهبي،تحقيق:شعيب الأرناؤط ومحمد نعيم العرقسوسي،مؤسسة الرسالة الطبعةالحادي عشر 1416هـ-1996م
(يُتْبَعُ)
(/)
11 - شذرات الذهب في اخبار من ذهب لعبد الحي بن العماد الحنبلي،متشورات دار الآفاق الجديدة بيروت دون تاريخ
12 - شجرة النور الزكية في طبقات المالكية:ابن مخلوف طبعة دارالفكر،دون تاريخ
13 - صلة الصلة:أبو الجعفر أحمد بن الزبير الغرناطي، تحقيق الدكتور عبد السلام الهراس،والأستاذ سعيد أعراب
14 - طبقات المفسرين:جلال الدين السيوطي،دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى بيروت 1403هـ-1983م
15 - طبقات المفسرين:الداودي،دار الكتب العلمية الطبعة الأولى بيروت 1403هـ-1983
16 - غاية النهاية في طبقات القراء: ابن الجزري،دار الكتب العلمية بيروت الطبعة الثالثة تشره براجستر 1402هـ-1982م
17 - فوات الوفيات والذيل عليها:محمد بن شاكر الكتبي،تحقيق الدكتور إحسان عباس،دار صادر بيروت دون تاريخ
18 - كشف الظنون عن أسامي تب الفنون: حاجي خليفة،دار الفكر1402هـ-1982م
19 - الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية،والمعروف بطبقات المناوي الكبرى تحقيقالدكتور: عبد الحميد صالح حمدان المكتبة الازهرية للتراث،د-ت
20 - مرآة الجنان وعبرة اليقضان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان:عبدالله بن أسعد بن علي اليافعي،دار الكتا ب الإسلامي الطبعة الثانية 1413هـ-1993م
21 - المدارس الصوفية المغربية والأندلسية في القرن السادس الهجري:الدكتور عبد السلام الغرميني،دار الرشاد الحديثة بالدار البيضاء1420هـ-2000م
22 - مفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوعات العلوم:أحمد بن مصطفى الشهير بطاش كبرى زاده،دار الكتب العلمية،بيروت 1405هـ-1985م
23 - معلمة المغرب:إنتاج الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر نشر مطابع سلا،1411هـ-1991م
24 - مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية:مراكش العدد2سنة 1995م
25 - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة:يوسف بن تغري بردي،دار الكتب العلمية بيروت،1413هـ-1992م
26 - هدية العارفين على أسماء المؤلفين وآثار المصنفين من كشف الظنون:إسماعيل باشا البغدادي،دار الفكر 1402هـ-1982م
27 - وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان:ابن خلكان،تحقيق الدكتور: إحسان عباس،دار صادر، بيروت دون تاريخ
إعداد الباحث: أحمد صليح
منقول من أحد المواقع على الشبكة العالمية.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[13 Jun 2006, 06:16 م]ـ
هل يعلم أحدٌ شيئاً عن هذا التفسير؟ هل حقق أو لا زال مخطوطاً؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[13 Jun 2006, 07:56 م]ـ
شكر الله سعيك أبا مجاهد وجزاك خيراً
لقد طرحت قبل أيام سؤالاً عن هذا المخطوط وغيره (أرجو أن تطلع عليه علك أن تفيدني) واجابني الأخ/ إبراهيم الحميضي بأن لديه قطعة منه وأنه اشترى منه نسختين خطيتين من تركيا ولم تصله ...
وفي مركز الملك فيصل بالرياض نسخة منه (لم أطلع عليها) ..
ولا زلنا نتطلع إلى معرفة حاله هل تمت دراسته وتحقيقه أم لا؟؟
ـ[منصور مهران]ــــــــ[13 Jun 2006, 08:19 م]ـ
كثيرا ما يرد في كلامنا (لا زال) بقصد إفادة الاستمرار؛ مثل: لا زال الكتاب مخطوطا، وذلك مما يخالف نهج العربية؛ لأن الفعل (زال) بصيغة الماضي إذا استعمل ناقصاً وسبقته (لا) ينصرف إلى الدعاء، كقولنا: لا زلت ممتعا بالصحة والعافية؛ فهذا دعاء لا غير، والصواب في المثال الأول: لا يزال الكتاب مخطوطا، أو ما زال الكتاب مخطوطا. فإذا جاء الفعل بصيغة المضارع صح دخول النفي بما أو لا لإفادة معنى الاستمرار بلا حرج، وبالله التوفيق.
ـ[المنصور]ــــــــ[14 Jun 2006, 11:24 ص]ـ
يرد تفسيره في فهارس المخطوطات باسم: الإرشاد
ـ[منصور مهران]ــــــــ[14 Jun 2006, 05:14 م]ـ
ما تفضل به أخي الأستاذ عبد الله المنصور، هو ما درجت على نقله كتب الفهارس نقلا عن حاجي خليفة في (كشف الظنون) 1/ 69 - 70، وتبقى هنالك مشكلة التحقق من أن (الإرشاد) يقصد به التفسير، أو هو كتابه الآخر الذي جعله لاستخراج أحاديث صحيح مسلم من كتاب الله، فكلا الكتابين يحمل اسم (الإرشاد)، وقد يرى قوم أنهما كتاب واحد، والمسألة تقتضي تأملا وتثبتا وهذان لن يكونا إلا بوجود المخطوطات بين أيدي الدارسين، والله الموفق.
ـ[القعقاع محمد]ــــــــ[22 Jun 2006, 10:43 ص]ـ
أكرمكم الله
من أشهر القضايا التي تتداول عن ابن برجان استعماله لـ"علم الحرف"
وينسبون إليه "التنبؤ" بفتح القدس، وأنه استخرج ذلك من قوله تعالى {الم* غلبت الروم .... }
فهل هذا موجود حقيقة في تفسير ابن برجان؟؟؟
أم هو أمر ألصق به وهو منه بريء؟؟؟
أرجو أن يسعفنا أحد الإخوة الكرام في هذه المسألة بما يشفي الغليل
وبارك الله في الجميع
ـ[أبو محمد النجدي]ــــــــ[02 Sep 2007, 05:54 ص]ـ
مما يدلُّ أن الارشاد غير التفسير، بل هو استخراج أحاديث مسلم من القرآن: قول الزركشي:
قال في البرهان 2/ 129:
النوع الأربعون فى بيان معاضدة السنة للقرآن
اعلم أن القرآن والحديث أبدا متعاضدان على استيفاء الحق وإخراجه من مدارج الحكمة حتى إن كل واحد منهما يخصص عموم الآخر ويبين إجماله
ثم منه ما هو ظاهر ومعه ما يغمض وقد اعتنى بإفراد ذلك بالتصنيف الإمام أبو الحكم ابن برجان فى كتابه المسمى بالإرشاد
والله أعلم
هل طبع الكتاب؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[02 Sep 2007, 03:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
أما بعد، فإني أحمد الله إليكم أن وفقكم للاهتمام بالتراث التفسيري بالغرب الإسلامي، وأحيطكم علما أنني أشتغل على تحقيقه منذ سنوات و أنني قد فرغت من تحقيق بعض السور، علما أن التفسير ناقص، و توجد له نسخة فريدة بالخزانة العامة بالرباط. و سنعمل على نشره تباعا ـ، على أن ينشر مجموع ما هو موجود منه لاحقا إن شاء الله تعالى.
و تفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[04 Sep 2007, 06:30 م]ـ
تفسير الإرشاد يتميز بميزات منها:
- سهولة الأسلوب
- الاهتمام بالمأثور
- الاهتمام بالقراءات
- ذكر المناسبات
-الترجيح
-الرد على المعتزلة
الاهتمام باللغة
-الاهتمام بالأحكام الفقهية.
ويؤخذ عليه التصوف الغالي في مواضع عديدة.
ولذلك يجب على من أراد نشره أن يتعقب مؤلفه في جميع المواضع التي زلَّ فيها، مع التنبيه على ذلك في مقدمة التحقيق.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[10 Jan 2010, 10:20 م]ـ
نوقشت رسالة دكتوراه بجامعة اليرموك بالاردن تحت عنوان ابن برجان ومنهجه في التفسير وذلك في نهاية العام الماضي
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[30 Jan 2010, 04:25 ص]ـ
الجزء الثاني من مخطوط تفسير ابن برجان. ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?p=95327)
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[31 Jan 2010, 03:23 ص]ـ
كثيرا ما يرد في كلامنا (لا زال) بقصد إفادة الاستمرار؛ مثل: لا زال الكتاب مخطوطا، وذلك مما يخالف نهج العربية؛ لأن الفعل (زال) بصيغة الماضي إذا استعمل ناقصاً وسبقته (لا) ينصرف إلى الدعاء، كقولنا: لا زلت ممتعا بالصحة والعافية؛ فهذا دعاء لا غير، والصواب في المثال الأول: لا يزال الكتاب مخطوطا، أو ما زال الكتاب مخطوطا. فإذا جاء الفعل بصيغة المضارع صح دخول النفي بما أو لا لإفادة معنى الاستمرار بلا حرج، وبالله التوفيق.
طالع غيرَ مأمور:
الكتاب لا زال مخطوطا .. تعبير فاحش الخطأ للكاتب محمد بن القاضي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82218)
وقد قال أبو مالك العوضي وفقه الله في إحدى مشاركاته في هذا الموضوع:
وأشير إلى أن بعضهم قد أجاز مثل هذا الأسلوب، وإن لم يكن هو الجادة في كلام العرب.
واستشهد ببعض الشواهد على ذلك، وعلى جميعها إيرادات، منها قوله تعالى: {فلا اقتحم العقبة}.
وقد كنتُ قديما جمعتُ بعض الأبيات التي قال فيها الشعراء (لا زال) فجمعت أكثر من مائة بيت، وكلها دعائية، ولم أجد بيتا واحدا فيه (لا زال) نفيا، إلا ما كان في كلام بعض المتأخرين جدا!
ـ[الجنوبي]ــــــــ[24 Nov 2010, 01:27 م]ـ
http://www.tafsir.net/vb/showpost.php?p=129459&postcount=145(/)
من يعلق لي على قول الفراهي هذا
ـ[العرباض]ــــــــ[20 Jun 2005, 06:45 م]ـ
من يعلق لي على قول الفراهي هذا
عبد الحميد الفراهي الهندي المتوفى سنة 1349هـ يقول في رسالته التكميل في أصول التأويل فيما نقلته عن أحمد حسن فرحات في مجلة رسالة القرآن المغربية العدد الثاني -وهو آخر عدد صادر- حيث قال د. فرحات: يرى الفراهي أن السبيل السوي إنما يكون بتعلم الهدي من القرآن، وأن تبني عليه دينك، ثم بعد ذلك تنظر في الأحاديث: فإن وجدت ما كان شاردا عن القرآن – حسب بادي الرأي أولته إلى كلام الله، فإن تطابقا قرت عيناك، وإن أعياك توقف في أمر الحديث واعمل بالقرآن وقد أمرنا أولا بإطاعة الله ثم بإطاعة رسوله، ولا شك أن الأمرين واحد، فإن لم يرد الله أن نقدم كلامه على ما روي عن رسوله فماذا إذن أراد بهذا الحكم. التكميل في أصول التأويل: 65 - 66.
هل يتوقف المفسر في شأن الحديث إذا بدا له أنه معارض للقرآن- كما قال الفراهي-، وإذا لم يكن قوله صوابا ما هو السبيل السوي في ذلك.؟
وتجدر الإشارة إلى أن الفراهي كان علامة زمانه اجتمع به العلامة تقي الدين الهلالي المغربي قبل موته بسبع سنوات فقال: إنه لا يوجد مثله لا في العرب ولا في العجم. وقد كان له اهتمام خاص بالقرآن الكريم.
ـ[عبد اللطيف سالم]ــــــــ[21 Jun 2005, 01:28 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا القول له شروط ثلاثة:
1 - هذا القول يقال في الحديث إذا كان ثبوته عن رسول الله ثبوتا ظنيا محتمل الضعف أو الخطأ.
2 - أن يكون الدليل من القرآن واضح الدلالة، غير محتمل التأويل.
3 – استحالة التوفيق بينهما
ولقد ثبت لدى العلماء العاملين عدم الاختلاف، وتبين لهم تأويل ما ظنه الناس اختلافا.
حتى أنهم بينوا عدم الاختلاف في الأحاديث الصحيحة مطلقا، ووضعوا الكتب في شرح ما ظنه الناس اختلافا.(/)
ماذا عن التفسير الكبير للبخاري
ـ[العرباض]ــــــــ[20 Jun 2005, 06:48 م]ـ
ماذا عن التفسير الكبير للبخاري
أشار الأستاذ محمد الفاضل بن عاشور في كتابه: "التفسير ورجاله" إلى أن للإمام البخاري تأليفا مستقلا سماه "التفسير الكبير" لم يصل إلينا ولا إلى أهل القرون التي مرت قبلنا، وأن حاجي خليفة صاحب "كشف الظنون" ذكره، وأسند ذكره إلى صاحب الإمام البخاري محمد بن يوسف الفربري
و قد ذكر هذا الكتاب أيضا الأستاذ يوسف الكتاني، و ذكر أن الإمام البخاري ألفه أثناء إقامته بفربر، و أن نسخة خطية منه توجد بالجزائر، و أخرى في مكتبة باريس، ناقلا ذلك عن بروكلمان. (البخاري و جامعه الصحيح، ذ. يوسف الكتاني ص: 46، و قد أحال فيه على "دائرة المعارف الإسلامية" مجلد 3/ 421 - التعريف بالإمام البخاري).
و قد تبين لي من مقارنة النقلين أن بينهما تناقضا؛ إذ ينفي الكلام المنقول عن حاجي خليفة أن يكون الكتاب وصل إلينا أو إلى القرون التي مرت قبلنا، بينما نقل الكتابي عن بروكلمان أن الكتاب موجود، و أن منه نسختين.
ماذا يعرف الإخوة حول هذا المخطوط. المرجو منهم إفادتي في الموضوع.(/)
الدورات القرآنية الصيفية بين القبول والرفض
ـ[محمد البكري]ــــــــ[20 Jun 2005, 07:59 م]ـ
الحمد لله اللطيف الخبير والصلاة والسلام على الهادي البشير
أما بعد
فقد امتازت هذه الأمة بالقرآن الكريم وامتازت بحفظ الله تعالى له قال تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)
ومن وسائل الحفظ للكتاب الخالد حفظ الفئام من هذه الأمة له وعنايتهم به على مر العصور ويبدو جلياً ما في أيامنا هذه من إقامة للحلقات في المساجد وإنشاء الجمعيات وبدا واضحاً في السنوات الأخيرة وعلى وجه التحديد إقامة الدورات القرانية في القرآن في فترات محدودة يتراوح زمنها من الشهر إلى ثلاثة أشهر، ولأن النفس طبعت على حب العاجل فإننا نرى الإقبال الشديد من الناس من مختلف الأعمار على هذه الدورات وبعد نهاية الدورة تكون النتيجة مختلفة من مسجد لآخر ومن حلقة لأخرى فربما خرجت بعض المساجد العشرات في حين لا نجد في بعض المساجد أي خريج و يعود ذلك إلى أسباب كثيرة ليس هذا هو محل بحثها.
الذي أحب أن أصل إليه أن إقامة هذه الدورات في فترات وجيزة قد تنازع في إمكانية نجاحها فريقان مؤيد ومعارض ولكل فريق استدلالاته وحججه لكن الذي دعاني إلى الكتابة هو معرفتي لرأي شيخ القراء بالمسجد النبوي إبراهيم الأخضر بن علي القيم الذي وصفها بالعبث في صحيفة المدينة في معرض سؤال الصحفي له عنها،
والذي أرجوه من القائمين على الشبكة أو غيرهم من الأخوة الأعضاء أن تقدم دراسة منهجية عن مدى نجاحها وعن النقاط الإيجابية فيها لمعرفتها ودعمها بالإضافة إلى النقاط السلبية لتلافيها،
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 Jun 2005, 08:16 م]ـ
كتب الدكتور إبراهيم الحميضي مقالاً درس فيه طريقة هذه الدورات دراسة تقويمية، وقد أرسله إلى مجلة البيان، وكان ينبغي أن يعجلوا بنشره، إلا أنه لم ينشر إلى الآن، فلعله يرى النور قريباً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Jul 2005, 03:06 م]ـ
المقال الذي عناه أخي أبو مجاهد العبيدي بعنوان:
الدورات المكثفة لحفظ القرآن الكريم (نظرة تقويمية) للدكتور إبراهيم بن صالح الحميضي عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين بجامعة القصيم. وقد نشر بمجلة البيان العدد (214).
وقد ذكر ما لهذه الدورات من ثمرات طيبة، ثم أتبع ذلك بعدد من الملحوظات والمآخذ العلمية والتربوية على هذا الدورات ومخرجاتها، ودعى في ختام مقاله إلى استمرار هذه الدورات مع أخذ ما ذكره من التوصيات بعين الاعتبار. والمقال جيد ولولا طوله وبطئي في الكتابة لنقلته، غير أنه سيوضع في موقع المجلة بعد أسبوعين أو نحوها وننقله إن شاء الله هنا لمدارسته.
ـ[أم عاصم]ــــــــ[18 Jul 2005, 02:48 ص]ـ
نشر موقع إسلام أون لاين مقالا يتعلق بالدورات المكثفة لتحفيظ القرآن الكريم، بعنوان: حفظ القرآن في شهرين .. عبث أم إبداع؟! تعرض فيه لانتقاد فضيلة الشيخ إبراهيم الأخضر القيم، شيخ قراء المدينة المنورة، وإمام المسجد النبوي الشريف سابقا.
ففي حديثه مع "إسلام أون لاين. نت" قال: "إن هذه الدورات المكثفة عبث، والقرآن يأبى هذه التصرفات. فهذه الدورات يقوم عليها من لا يحظى بأي نوع من التجارب في خدمة القرآن الكريم .. فالقرآن لا يقبل بهذه القيود التي تفرض، القرآن نور من الله، يريد برامج مفتوحة، كل حسب ما قدر الله له وحسب ما يستطيع .. كثير من الأذكياء عندهم قدرة كبيرة على الحفظ، ومع ذلك لم يستطيعوا حفظ كتاب الله، وكثير ممن نقول عنهم شبه أغبياء تمكنوا من حفظ كتاب الله".
وأضاف الشيخ إبراهيم الأخضر: "إن وضع القرآن في قالب معين لحفظه خلال ثلاثة أشهر أو أقل هو عبث وتضييع للوقت، وهو عبارة عن إعلانات للدعاية لا أكثر ولا أقل. إن إقامة دورات لحفظ القرآن الكريم وتعليمه شيء مطلوب، ولكني أرفضها بهذا الشكل المكثف؛ لأنها بذلك تكون عبثا وليس لها أي نصيب من الإحسان للقرآن الكريم".
(يُتْبَعُ)
(/)
ورد على هذا الانتقاد -في المقال نفسه- حسن بن عبيد باحبيشي، أمين جمعية القرآن الكريم بمنطقة مكة المكرمة، قائلا: "هذه الدورات ما زالت في بداياتها، ومن الطبيعي أن أي عمل في بداياته لا يكون متكاملا، ومع مرور الزمن سيتم بإذن الله تعالى تطوير هذه الدورات وتنظيمها، وتطوير إيجابياتها وتلافي سلبياتها، فالكمال لله وحده سبحانه، والمجتهد مأجور ولو أخطأ والحمد لله؛ لذلك أدعو المسئولين والمهتمين بالأنشطة القرآنية لكي يجتمعوا ويتدارسوا ما يخص الدورات المكثفة ووضع أنظمة ولوائح خاصة بها".
وأضاف باحبيشي: "إذا كان الحوار الآن مطلوبا من الجميع وفي كل الاتجاهات، فهو فيما يتعلق بالقرآن وأهله أولى، وإذا كان اجتماع الكلمة هدفا عاما فهو في المجال القرآني من أمس الاحتياجات. وإن كانت محاربة الإرهاب واجبة فلن نجد أسلحة أمضى وأفضل من العودة الصادقة إلى كتاب الله الكريم. حري بالذات بمن ينتسبون إلى القرآن الكريم خاصة إذا كانوا على مستوى عالٍ من الخبرة والتخصص والوجاهة أن يكونوا قدوة في كل شيء، وبالذات في النصح والحوار بالحكمة، متبعين في ذلك قدوتهم وأسوتهم صلى الله عليه وآله وسلم، حيث وسعت رحمته ورفقه ونصحه ليس المؤمنين فقط وإنما أيضا المنافقين والمشركين واليهود".
من جانبه أكد الشيخ فريد بن سالم المنتاخ، المشرف العام على الدورة القرآنية المكثفة التي أقيمت بالمسجد الحرام، أن الذين ينتقدون مشروع الدورة القرآنية المكثفة للموهوبين يجهلون حقائق الأمور، وهم يسعون لإفشال المشروع وليس لهم سابق تجربة فيه، مشيرا إلى أن إقامة هذه الدورات بشكل متوالٍ يؤكد نجاحها.
وقال المنتاخ: "إن هذه الدورات فكرتها قديمة، وهي متجددة ولله الحمد، ومن ليس له تجارب ربما يصف هذا المشروع بالفشل أو لا فائدة من خلاله، ويظن أن كثرة المحفوظ تنسي بعضها البعض، وأنا أقول: نحن في مشروعنا هذا لا نطلب أن يكون الطالب متقنا أو ضابطا خلال شهرين، لكن كانت هناك أعجوبة نسمعها عن السلف أن هناك من حفظ القرآن الكريم في ستة أشهر، فلما هيئت الأجواء وأصبح البرنامج ولله الحمد قائما من خلال تجارب مع الطلاب، أصبح الأمر فيه سهولة".
وأضاف المنتاخ: "أثبت الواقع أنه يمكن للطالب حفظ القرآن كاملا في شهرين، إذا رُتب له برنامج متميز، وكانت هناك إدارة تتابع هذا البرنامج، مع تفريغ الطالب من بعض أشغاله، وتهيئة الأجواء الإيمانية. بل إنه عندنا بعض الطلاب حفظوا القرآن في 35 يوما و40 يوما، والمجرب غير من لم يجرب. فأنا أعجب من كثير من الإخوة الذين يصف هذا المشروع بأنه فاشل".
ووجه المنتاخ دعوة لمنتقدي هذه الدورات للوقوف عليها قائلا: "إنني أدعو إخواني المنتقدين للمشروع بدلا من هذا التخبيط ووضع العراقيل التي يستفيد منها الأعداء، أدعوهم أن يحفزوا، ويجعلوا لهذا البرنامج أهمية، في أماكنهم، ونحن استفدنا من تجارب بعض الدورات المشابهة، ووجدناها ولله الحمد ناجحة، وكانت التجربة خير برهان".
لقراءة المقال بأكمله المرجو الضغط على هذا الرابط:
http://www.islamonline.net/arabic/daawa/2004/09/article08.shtml
في انتظار مقال الدكتور إبراهيم الحميضي عن الدورات المكثفة لحفظ القرآن الكريم.
ـ[الراية]ــــــــ[19 Jul 2005, 02:10 ص]ـ
بموقع المجلة وجدت ان آخر عدد تم وضعه بالموقع هو 213
للمتابعه هذا موقع المجلة
http://www.albayan-magazine.com/
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Jul 2005, 10:22 ص]ـ
وصلني على بريدي اليوم الأربعاء 14/ 6/1426هـ مقال الشيخ إبراهيم الحميضي فآثرت إفراده بموضوع مستقل على هذا الرابط:
الدورات المكثفة لحفظ القرآن الكريم: نظرة تقويمية للدكتور إبراهيم الحميضي ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=13851#post13851)(/)
مصحف العريس للنشر المكتبي
ـ[ Mohmmad] ــــــــ[21 Jun 2005, 12:30 ص]ـ
هل سبق وان جرب أحدكم برنامج مصحف النشر المكتبي من شركة العريس الاصدارالرابع ... ؟؟؟
أرجو إفادتي عن البرنامج .. وجودة الخط المستخدم فيه .. ؟؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Jun 2005, 01:42 ص]ـ
أخي الكريم محمد وفقه الله
جربت برنامج (مصحف النشر المكتبي لحرف) وبرنامج مصحف النشر لشركة العريس الإصدار الرابع، فوجدت أن مصحف النشر المكتبي لشركة العريس في إصدارته رقم 4 أفضل من حيث جودة الخط وقربه الشديد من خط عثمان طه لمصحف المدينة النبوية. ومن الملاحظات التي رأيتها فيه من حيث الاستخدام:
- لا بد أن تحدد الدقة التي تكتب بها كل مرة تفتح البرنامج حتى تكون الطباعة على طابعة الليزر واضحة. وهي 2400 بدل 300 التي هي الدقة الافتراضية للبرنامج. وقد كتبت للشركة المبرمجة بذلك فذكروا لي أنهم قد تلافوا هذا في النسخة رقم 4.2 ولعلها صدرت هذه الأيام.
- أن الآيات فيه تكون على هيئة صورة، ويكبر حجم الملف من أجل ذلك. فمثلاً: لو كتبت بحثاً في 900 صفحة مثلاً في ملف وورد، وهذا الملف محفوظ تحت مجلد سميته (الرسالة) فإنه حجم مجلد الرسالة يصل إلى 35 جيجا تقريباً. ولا تستطيع حفظه على قرص ليزر مثلاً. ولكنك لو نظرت إلى حجم ملف الوورد فقط تحت المجلد لوجدت حجمه لا يتجاوز 300 ميجا بايت. والسبب في ذلك حجم الملفات المخفية للصور التي تمثلها الآيات القرآنية لمصحف العريس. فيكون الحل في هذه الحالة هو أن تحفظ ملف الورود بمفرده دون المجلد.
- ثقل تعامل الجهاز مع البرنامج، وتقل هذه المشكلة إذا كانت مواصفات الجهاز متقدمة.
- رأيت الأخ أيمن صالح شعبان وفقه الله، ذكر بعض الأخطاء في مصحف النشر لشركة العريس في مشاركة سابقة في الملتقى ولم يتسن لي مراجعتها والتحقق منها فلعلك تفعل ذلك وفقك الله.
وانظر المشاركة هنا
بيان بالأخطاء التي وقعت في برنامج العريس للرسم العثماني ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3184)
ـ[ Mohmmad] ــــــــ[22 Jun 2005, 09:42 م]ـ
حقيقة لم اقتن البرنامج ... ولذلك سالت عنه ... من باب البحث عن الأجود ...
والواقع أنني طلبت من الأخ أيمن أن يضع لنا نسخة مكتملة من البرنامج الذي قام بإعداده بخط عثمان طه ..... لكن يبدو أنه شغل بمصحف ويب .... وفي تقديري الخاص أن حاجتنا للمصحف الذي هو بخط عثمان طه ..... أكبر من حاجتنا لمصحف ويب ... هذه وجهة نظري ...
وفقك الله
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[23 Jun 2005, 10:56 م]ـ
أخي الفاضل ..
هل جربت مصحف الدوالج؟
http://arabiasoftware.com/as/Software/DefaultA.asp?CatId=4&SubCatId=401&SoftId=178
جربته في أطروحتي ووجدته يسيراً جداً
ـ[ Mohmmad] ــــــــ[25 Jun 2005, 05:04 م]ـ
جربته .. لكن خطه ليس بذاك(/)
هل اسماء السور توقيفي
ـ[أبو عمر القحطاني]ــــــــ[21 Jun 2005, 12:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أعلم ان بعض السور لها أكثر من اسم، ومن هذه الاسماء التوقيفي ومنها الاجتهادي. لكن، هل ورد لكل سورة اسما توقيفيا أم أن بعض السور ليس لها اسما توقيفيا؟ وجزيتم خيرا.
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[24 Jun 2005, 10:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل أن أجيب على السؤال: أود أن أقول: إن ثمة خطأ في صيغة السؤال، لأنه ليس هنالك اسم توقيفي أو اسم اجتهادي بل نقول التسمية توقيفية أو اجتهادية، أي لا يجوز فيها الاجتهاد أو يمكن فيها الاجتهاد، أو نقول: إن أسماء السور توقيفية أي لا مجال فيها للاجتهاد بل لا بد أن تثبت بالأدلة. وثمة ملاحظة أخرى لغوية بسيطة قد تحدث من سرعة الكتابة: وهو أنه نصب اسم (ليس) والصحيح: (ليس لها اسم توقيفي) بالرفع.
وأما مراد السائل واضح وهو: هل ورد في كل اسم نصٌّ يدل على أن أسماء جميع السور توقيفية؟
والجواب هو: إن علينا أولاً معرفة أصل المسألة وهو: هل أسماء السور توقيفية؟ الجواب: نعم. إن أسماء السور جميعاً ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وما ورد عن الصحابي بخصوص أسماء السور دليل على أنه تلقاه عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي رحمه الله في (الإتقان في علوم القرآن): "وقد ثبتت جميع أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار".
قلت: والدليل على ذلك أمران:
1 - حديث ابن عباس قال: قلت لعثمان بن عفان: (ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطول؟ ما حملكم على ذلك؟ فقال عثمان: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وإذا نزلت عليه الآية فيقول ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ... ) الحديث رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والحاكم وابن حبان والطبراني والبيهقي، قال العلامة المحدث الشيخ محمد عبدالرحيم المباركفوري في (تحفة الأحوذي 8/ 379): " هذا حديث حسن وأخرجه أحمد وأبو داود والنسائي وابن حبان والحاكم وقال صحيح ولم يخرجاه". ووجه الدلالة هو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر كتاب المصاحف من الصحابة أن يضعوا الآية الفلانية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، أي التي يذكر فيها البقرة والنساء وآل عمران وهكذا. وبذلك يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد سمى جميع أسماء السور، وقد تلقى عنه تلك الأسماء أصحابه رضي الله عنهم فيذكرون تلك السور بأسمائها، ففي الصحيحين عن ابن مسعود أنه قال من بطن الوادي: "هذا والذي لا إله غيره مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة" إلى غيرها من الآثار التي تدل على أنهم تلقوا من النبي صلى الله عليه وسلم.
2 - الأحاديث التي وردت فيها السور بأسمائها، وإني أنصح القراء للتأكد من صحة هذا الكلام بالرجوع إلى التفاسير بالمأثور كتفسير الطبري وابن كثير والدر المنثور وغيرها من كتب التفاسير كتفسير القرطبي كما يستفيد من كتب علوم القرآن.
ولعلي أكتفي بهذا المقال المتواضع وأرجو أن يكون وافياً بالمقصود. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Jun 2005, 02:11 ص]ـ
8) من هو الذي سمى سور القرآن الكريم؟ هل هو الرسول صلى الله عليه وسلم، أما ماذا؟
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .. وبعد:
لا نعلم نصّاً عن رسول الله،عليه الصلاة والسلام يدلّ على تسمية السور جميعها، ولكن ورد في بعض الأحاديث الصحيحة تسمية بعضها من النبي، عليه الصلاة والسلام، كالبقرة، وآل عمران، أما بقية السور فالأظهر أن تسميتها وقعت من الصحابة – رضي الله عنهم -.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
عضو عبد الله بن قعود
عضو عبد الله بن غديان
نائب الرئيس عبد الرزاق عفيفي
الرئيس عبد العزيز بن باز
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[25 Jun 2005, 01:31 م]ـ
قد كنت بحثت هذه االمسألة، ونظرت فيها فظهر لي أنه يمكن أن نقسم تسميات سور القرآن إلى ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى: ما ثبتت تسميته عن النبي صلى الله عليه وسلم، البقرة وآل عمران، أخذً من قوله: اقرءوا الزهراوين: البقرة وآل عمران.
المرتبة الثانية: ما ثبتت تسميته عن الصحابي، مثل ما رود في صحيح البخاري عن سعيد بن جبير: قلت لابن عباس سورة الحشر، قال: تلك سورة بني النظير.
المرتبة الثالثة: ما سمَّاه من بعد الصحابة من التابعين إلى يومنا هذا، والمشهور من ذلك أن المسلمين يسمون السور بحكاية مبادئها، فيقولون مثلاً: سورة إنا أعطيناك الكوثر، سورة قل هو الله أحد، إلى غير ذلك.
ومما ترتَّب من فوائد تحتاج إلى تحرير ما يأتي:
1 ـ لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ولا نهي بتسمية سورة باسم ما.
2 ـ ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم مما يحتاج إلى عناية ودراسة، وذلك أنه لا يختار اسمًا إلا لحكمة، فيحسن أن نبحث عن مناسبة التسمية، وذلك مبحث مهم في أسماء السور التي ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
3 ـ يتلوه في الرتبة ما ثبت عن الصحابي، إذ احتمال سماعه لهذا الاسم من النبي صلى الله عليه وسلم واردٌ، فحسُن بحث علة التسمية من هذه الجهة.
4 ـ ما بعد الصحابة كثر تسمية السور بمبادئها ومطالعها، وذلك من عمل الناس فيما يظهر، وهو مما لا يحتاج إلى بحث مناسبته، والله أعلم.
5 ـ ورد لبعض السور أكثر من اسم، وذلك مما يحتاج إلى بحث من جهة المسمِّ، ومن جهة الحكمة إن كان من تسمية النبي صلى الله عليه وسلم أو من جهة الصحابي، والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[02 Jul 2005, 02:58 م]ـ
للدكتور/ إبراهيم الهويمل بحث بعنوان: "المختصر في أسماء السور", في مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية, العدد: 30, ربيع الآخر, 1421هـ.(/)
التخليد بالنار للمسلم او المؤمن - الأباضية
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[21 Jun 2005, 12:54 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الأعزاء
أنا في منتدى حواري للأباضية (سبلة الدين)
و عندي حوار عن معتقد تخليد صاحب الكبيرة من المسلمين أو المؤمنين
فهم يقولون - بأن الله سبحانه و تعالى جعل للنار اهل و للجنة أهل
و أهل الجنة في الجنة لا يخرجون منها
و أهل النار في النار لا يخرجون منها
و أن إذا كانت هناك توبة لعبد ما - ستكون قبل دخوله النار
يعني ما أن حكم عليه بدخول النار - فهو لن يخرج منها ابدا
فعندهم - هذا ينطبق على المسلم المؤمن
فلا يفيده عمله أو عبادته من صلاة و حج و زكاة و قتال في سبيل الله و ........... الخ
إذا إرتكب كبيرة و مات دون توبة
فأن أعماله ستحبط و سيجعلها الله سبحانه و تعالى له هباء منثورا
و بالطبع - يستدلون بآيات كثيرة على معتقدهم هذا
فأرجو من الإخوان أن أقرأ خواطرهم في الرد على هذا المعتقد
جزاكم الله خيرا
/////////////////////////////////////////////////
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[21 Jun 2005, 02:27 م]ـ
أخي الكريم، افتح هذا الرابط: http://www.khayma.com/kshf/R/Rdood.htm
ثم افتح موضوع: ارشاد ذوي البصائر إلى مصير أهل الكبائر
ففيه رد على كتاب شيخ الإباضية: الخليلي في هذه المسألة.
أرجو لك التوفيق.
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[21 Jun 2005, 02:44 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا يا أخي الحبيب على هذه الإستجابة السريعة
و إن كنت أطمع - لطرح جديد على مزاعمهم بتخليد صاحب الكبيرة من المسلمين و المؤمنين
سأقرأ ما في الرابط بإذن الله
/////////////////////////////////////////////////
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[23 Jun 2005, 11:36 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما زلت يا إخواني الأعزاء - بأن أطمع بطرح جديد لكي تساعدوني بالرد على هذه الشبهة
للرفع
/////////////////////////////////////////////////
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[11 Oct 2006, 02:40 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع قديم
أرفعه:)
/////////////////////////////////////////////////(/)
ظاهرة الوضع في التفسير
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[22 Jun 2005, 03:43 م]ـ
ظاهرة الوضع في التفسير
المقصود بالوضع في الاصطلاح هو تلك المرويات التي اختلقها الوضَّاعون، ونسبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو لبعض الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
وقد نشأت ظاهرة الوضع أولاً في الحديث النبوي، ثم ظهرت تبعاً لذلك في التفسير، نتيجة لتوسع الدولة الإسلامية، وظهور الخلافات السياسية والمذهبية في إطار الأمة الإسلامية.
والواقع، فإن ظاهرة الوضع عموماً ظهرت نتيجة لأسباب عديدة لا مجال للخوض فيها هنا، بيد أننا نستطيع أن نُجمل تلك الأسباب في ثلاث نقاط رئيسة هي:
الأولى التعصب المذهبي، فقد كان التعصب المذهبي الذي ابتليت به هذه الأمة نتيجة حتمية لانقسامها إلى فرق مختلفة ومذاهب متعددة.
أما النقطة الثانية وراء تلك الظاهرة فكانت التقسيم السياسي للدولة الإسلامية، واختلاف الولاء السياسي فيها؛ فبعد أن انقضى عهد الخلافة الراشدة بدأ عهد الملوك والذي تمثل في الخلافة الأموية ثم العباسية، وقد اختلفت ولاءات الناس باختلاف توجهات هاتين الخلافتين، فكان لهذا التقسيم واختلاف التوجهات والولاءات دوراً في ظهور هذه الظاهرة وامتدادها.
ثم إن أصحاب الأغراض والأهواء - وهذه النقطة الثالثة - أسهموا كذلك في بروز هذه الظاهرة، وسعوا ما استطاعوا لاستغلالها؛ لتحقيق أغراضهم وأهدافهم العدائية لهذا الدين ... وهكذا وجد أعداء الإسلام في ظاهرة الوضع ضالتهم، للنيل من هذا الدين وأهله فأخذوا يضعون من الأحاديث، ويختلقون من الأقوال ما يلبي أغراضهم، ويحقق طموحاتهم ومخططاتهم.
لقد كان لنشوء ظاهرة الوضع وانتشارها أثر سلبي على التراث العلمي لهذه الأمة عمومًا، والتفسير خصوصًا، فهي من ناحية أفقدت البعض الثقة بمخزونها الثقافي، وأورثت البعض الآخر التشكيك فيه أو الاستخفاف به.
وهكذا فقد لعبت هذه الظاهرة دوراً سلبياً في اختلاط كثير من الأقوال التي لم يصح سندها بما كان قد صح سنده وثبت نقله، فضلاًَ عن أن هذه الظاهرة كانت المدخل الذي دخل منه المستشرقون، والباب الذي ولج منه المغرضون للنيل من هذا الدين وتراثه وعلمائه، فعملوا على نزع الثقة من الأمة في تراثها، بدعوى عدم ثبوت كثير من الأسانيد فيه، أو بدعوى وجود التناقض، أو بدعاوى أخرى لا تخفى على المتابع لكتابات وأعمال أولئك القوم.
لكن ما لا بد من التنبيه إليه، والتركيز عليه، أن ظاهرة الوضع قد مثَّلت جانبًا من علم التفسير فحسب، وليست هي التفسير في مبتداه ومنتهاه؛ وبيان ذلك أن الله سبحانه قد قيضَّ لعلم التفسير من العلماء الذين شمروا عن ساعد الجد، وصرفوا جُلَّ أوقاتهم، فتتبعوا أحوال الرواة، ووضعوا قوانين الرد والقبول، ورحلوا في البلاد؛ ليبينوا الطيب من الخبيث، ويعلموا الصالح من الفاسد، ويقيموا الصحيح من السقيم؛ فذادوا بعملهم هذا عن حِمَى علم التفسير، ودفعوا عنه وضع الواضعين، وتحريف المحرِّفين، ومغالاة الغالين، بحيث لم يبق في هذا العلم من الدخيل إلا القليل، وهو معروف عند أهل ذلك الشأن، وعند من رزقه الله علمًا وفهمًا في دينه. وبذلك تحقق وعد الله في حفظ هذه الشريعة، وحمايتها من كل ما أصاب غيرها من الشرائع، من عوامل التحريف والبطلان.
وبناءً على ما سبق، فليس الهدف فيما جاء في هذا المقال، التقليل من أهمية ومصداقية ما جاء في التفاسير من أقوال وآراء لأهل العلم، فليس هذا ما أردنا وليس هذا ما نريد، بل المرام من ذلك التنبيه على ظاهرة تاريخية وقعت، فاقتضى المقام التعرض إليها بإيجاز واختصار.
ثم إننا نلفت الانتباه أخيرًا إلى أن الحديث عن هذه الظاهرة وتفصيل القول فيها عادة ما يَرِد عند الحديث عن تاريخ تدوين الحديث النبوي، وما رافق ذلك من تطورات ومظاهر. ونحن بدورنا نُحيل من أراد التوسع في معرفة هذه الظاهرة وما يتعلق بها، إلى كتب تدوين الحديث النبوي وعلومه، ففيها فَضْل قول لمن أراد الاستزادة. والله الموفق والهادي إلى السبيل المبين، والحمد لله رب العالمين.(/)
جامع التفاسير .. ثبت بالتفاسير المسندة لأهل السنة والجماعة
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[22 Jun 2005, 03:45 م]ـ
جامع التفاسير .. ثبت بالتفاسير المسندة لأهل السنة والجماعة
1 - ترجمان القران للسيوطي, وهو في حكم المفقود. يقول الأخ أبو تيمية: تحدثت في هذه المسألة مع شيخنا عبد القادر الأرنؤوط قديما فأنكر ما ذكر عن وجوده.
2 - تفسير ابن جرير مطبوع كاملا
3 - تفسير ابن المنذر, طبع بدار الثريا لكنه ناقص جدا، طبع مجلد من أوائله على نسختين منها النسخة المكتوبة على هامش تفسير ابن أبي حاتم. وهناك نسخة جوتا بألمانيا. ثم قلت: القطعة الموجودة منه طبعت منذ عام 1423هـ طبعته دار المآثر بالمدينة المنورة, وقدم له د: عبد الله التركي.
4 - تفسير عبد بن حميد لم يطبع، بل لا يعرف مخطوطا .. و كأنه مفقود. ولكن توجد منه قطعة بحاشية تفسير ابن أبي حاتم الرازي .. القطعة الموجودة بتركيا. ونزل السوق أخيراً قطعة من تفسير الإمام عبد بن حميد, اعتنى به / مخلف بن بنيه العرف- من الكويت- وفيه تفسير سورتي آل عمران والنساء. وبلغ عدد الروايات فيه (463) رواية.وأصله المخطوط مكتوب بهامش مخطوطة تفسير ابن أبي حاتم، حصل عليه المحقق من أبناء الشيخ حماد الأنصاري, نشرته دار ابن حزم.
5 - تفسير آدم بن أبي إياس العسقلاني, وقد انتهى من تحقيقه الأخ أبو تيمية إبراهيم الميلي بفضل الله. وهو تفسير مهم، اعتمده البخاري في صحيحه في مواطن، ومن مصنفاته أيضا كتاب العلم والحلم، وهو مخطوط, ولا أعلم أين.
6 - تفسير ابن أبي حاتم مطبوع أكثره, طبعته دار الباز في عشرة مجلدات وهو ناقص، وقد أكملوا النقص من الدر المنثور، ومن تفسير ابن كثير.
7 - تفسير سعيد بن منصور، و هو ضمن السنن له
8 - تفسير عبد الرزاق الصنعاني
9 - تفسير البستي و قد حقق أكثره بالجامعة الإسلامية
10 - تفسير أبي بكر بن مردويه الأصبهاني.
11 - تفسير أبي الشيخ الأصبهاني. يوجد نسخة منه بتركيا.
12 - تفسير الوليد بن ابان. وقد اكثر عنه أبو الشيخ.
13 - تفسير إسحاق بن راهويه.
14 - تفسير ابن شاهين.
15 - تفسير محمد بن إسحاق الصغاني
16 - التفسير للامام احمد
17 - تفسير ابن ابي داود
18 - تفسير سنيد بن داود، وهو مفقود.
19 - تفسير سفيان بن عيينة.
20 - تفسير وكبع بن الجراح, وقد نقل الحافظ ابن كثير عنه في تفسيره عدة مواضع بأسانيدها.
21 - تفسير ابن ماجه القزويني صاحب السنن، وهو يوجد عند بعض إخوة أحمد بن الصديق الغماري لعله حسن (جازاهم الله بما يستحقون)، ولا أعلم له نسخة ثانية.
22 - تفسير محمد بن يوسف الفريابي شيخ البخاري.
23 - تفسير يحيى بن سلام المغربي, وهو متكلم فيه، وقد اختصر ابن أبي زمنين تفسيره فجوده و قد طبع أخيرا بمصر كما قال أبو تيمية الميلي. وهو كتاب عالي الأسانيد جدا أعني الأصل و المختصر جميعا.
24 - تفسير أبي سعد عبد الملك بن أبي عثمان النيسابوري.
25 - تفسير سفيان الثوري، وهو مطبوع كما أ ُخبرت برواية أبي حذيفة النهدي.
26 - تفسير أبي الليث السمرقندي، وهو مخطوط.
27 - تفسير الكشف والبيان للثعلبي، وهو مطبوع.
28 - تفاسير الواحدي الثلاثة.
29 - تفسير ابن جريج، مفقود.
30 - تفسير أبي سعيد النقاش، مفقود
31و 32و 33و 34 - جزء فيه تفسير يحيى بن يمان، وتفسير مسلم بن خالد الزنجي، وتفسير نافع بن أبي نعيم، وتفسير عطاء الخراساني، مطبوع في المدينة النبوية.
35 - تفسير مقاتل بن سليمان البلخي، وهو متروك. وطبع في خمس مجلدات بدار إحياء التراث العربي, وهو مطبوع منذ سنوات في مصر, ثم طبعته دار الكتب العلمية عام 1424هـ.
36 - احكام القران للطحاوي. وقد طبع جزء منه في تركيا في مجلدين, وهو موجود بمكتبة دار السلام بالأزهر.
37 - احكام القران لاسماعيل القاضي ولااعلم عنه شيئا غير أنه يوجد قطعة منه وهي تحت التحقيق لدى احد طلاب العلم (ولا أعلم أين هو). وقال أبو إسحاق التطواني: "أخبرني بعض الثقات أن منه قطعة مكتوبة على رق الغزال في الإمارات". ويوجد مختصر أحكام القرآن لبكر بن محمد القشيري، وهو مختصر كامل لكتاب القاضي إسماعيل، يحقق في رسالتين في جامعة الامام، وبالمناسبة فهو يسند الأحاديث من طريقه أو ينقل أسانيد إسماعيل القاضي.
انتهى. ومن كان عنده معلومة فلا يبخل علينا, وإلا قطعناه إربا إربا .................. (ابتسامة)
ـ[لطفي الزغير]ــــــــ[22 Jun 2005, 10:54 م]ـ
لم تذكر أخي الكريم تفسير البغوي وهو مسند ٌ أيضاً، وكذلك تفسير عبد الرزاق الصنعاني وهو مطبوع في مجلدين، وتفسير السلمي عبد الرحمن المسمى حقائق التفسير، بالرغم من مشرب مؤلفه الصوفي، وتفسير السمعاني، وتفسير القرآن لسفيان الثوري وفي ظني أن القائمة أطول مما ذُكر بكثير، ثم إن تفسير يحيى بن سلام قد طُبع أولاً بتحقيق د.هند شلبي، وهي أول من اكتشف مخطوطته فيما أعلم، وتفسير أبي الليث السمرقندي قد طبع منه جزآن والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[23 Jun 2005, 03:04 م]ـ
أخي الكريم أبا صلاح
فكرة جمع التفاسير المسندة فكرة طيبة، ولا زالت القائمة بحاجة إلى تتمييم، أما ما ذُكر من بعض التفاسير؛ كتفسير السمعاني فليس مسندًا، وإن كان من تفاسير أهل السنة، وبذا يخرج عن قيد أبي صلاح، وطرح هذا الموضوع هنا فرصة للكتابة عن تفاسير أهل السنة المسندة؛ لأنها تبين مدى كثرة كتبهم في التفسير، الأمر الذي ينتج عنه معرفة مدى حرصهم على تفسير كتاب الله تعالى، وأن مدوناتهم في عصر التابعين وأتباع التابعين ومن بعدهم كانت كثيرةً جدًّا، وليس كما يظنه بعض من كتب في تاريخ التفسير، حيث أخَّر ظهور علم التفسير إلى القرن الثالث، وذلك خطأ يبينه طرح مثل هذا الموضوع.
تنبيه: يحسن ذكر سنة الوفاة عند كل علم ليُستفاد من ذلك في معرفة عدد التفاسير في كل فترة زمنية من تلك القرون الإسنادية، فيُعرف من سنة (50) إلى سنة 100) مثلاً كم تفسيرًا لهم؟.
: ملاحظة ك
لعله يتبع كل تفسير بكلام موجز عتنه مما قاله العلماء فيه، ومما هو على سبيل النقل والرواية، أو أن يكون صاحبه ممن له رأي مع روايته ن حيث تجد اختلاط الرأي بالرواية في تفاسير تلك العصور المتقدمة، وبهذا سيجتمع للباحثين من الفوائد النفيسة الشيء الكثير.
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[23 Jun 2005, 03:21 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا, وهكذا يكون التفاعل والتعليق.
والله إني لأحب هذا المنتدى مذ وقعت عيناي على اسمه.
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[26 Jul 2005, 10:31 ص]ـ
أين التفاعل, أكملوا القائمة .. , فهي مهمة.
ـ[الميموني]ــــــــ[28 Jul 2005, 06:19 م]ـ
شكرا لك و لكنك لم تذكر المصدر الذ اقتبست منه ذلك على الانترنت:
و هو: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3200
و ذكر مصدر المعلومة أفضل
و التفاسير المفقودة كثيرة فاتك منها العشرات؟
كتفسير بقي بن مخلد
و تفسير إسحاق بن إبراهيم الحنظلي
وتفسير إسحاق بن إبراهيم الأنماطي
و تفسير عبد الله بن حامد الأصبهاني الحافظ و هو من التفاسير المبسوطة
و تفسير محمد بن يوسف الفراتي
و تفسير عبد الله بن وهب
و غيرهم ممن يطول ذكرهم
و تفسير البستي هكذا مبهما لا يصلح أبدا و الذي قصده الإخوان بتفسير البستي
كتبت عنه أنا قبل ذلك في هذا المنتدى أو منتدى أهل الحديث شيئا فبودي أن تعرف به تعريفا واضحا
و هو غير كامل في المخطوطة الوحيدة
و قد بقيت ملاحظات قد أعود إليها لا حقا
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[28 Jul 2005, 08:20 م]ـ
شكرا جزيلا على اهتمامك بالموضوع.
لقد قلت-أنا- في المقال: يقول الأخ أبو تيمية, يقول أبو تيمية إبراهيم الميلي, قال أبو إسحاق التطواني .. إلخ.
وكل هذا معلوم أنهم من ملتفى أهل الحديث.
ثم إني قد (((نسقت الموضوع ورتبته وهذبته, وأضفت إليه الكثير)) مما هو ليس بموجود في ملتقى أهل الحديث.
فعلى سبيل المثال-لا الحصر-:
((أحكام القران للطحاوي. وقد طبع جزء منه في تركيا في مجلدين, وهو موجود بمكتبة دار السلام بالأزهر)).
ولقد قصدت في طرح الموضوع هنا أن نحوال ذكر بقية التفاسير المسندة؛ ليكون هذا الموضوع نواة لفهرس حولها.
ـ[الميموني]ــــــــ[30 Jul 2005, 03:59 م]ـ
جزاك الله خيرا على ما بذلته في الترتيب و الموضوع مهم و مفيد و يحتاج للتتبع
ـ[ fahd077] ــــــــ[01 Nov 2005, 03:58 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[15 Mar 2006, 06:06 ص]ـ
السلام عليكم
تفسير ابن جريج ليس مفقودا بل يوجد معظمه
تفسير ابن المنذر طبع الجزء الموجود بجوتا (وكنت أحضرت مصورته عام 1412 هـ من ألمانيا) وبقي له جزءان آخران مخطوطان
تفسير ابن ماجه لايوجد لدى ال الغماري وهذا عن مصدر له صلة بهم
تفسير آدم بن أبي إياس مطبوع ولكن باسم تفسير مجاهد
ـ[ابوخولة]ــــــــ[15 Mar 2006, 11:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
ممكن هدا الموقع تكتشفون مايشفي غليلكم
www.altafsir.com
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[15 Mar 2006, 03:10 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
شكرا على فتح هذا الباب لمن فتحه واود الاضافة بان تفسير ابي الليث السمرقندي مطبوع كاملا باسم بحر العلوم وليس في جزاين كما اشار الفاضل لطفي الصغير واما تفسير ابن جريج فهو موجود في الخزانة التونسية وقد اشار الى هذا الشيخ محمد الفاضل بن عاشور في كتابه القيم التفسير ورجاله وقد سمعت منذ زمن بانه قيد التحقيق ولم يات من ينف هذه المعلومة او يؤكدها نسال الله تعالى السلامة
ـ[السائح]ــــــــ[16 Mar 2006, 03:17 ص]ـ
1 - ترجمان القران للسيوطي, وهو في حكم المفقود. يقول الأخ أبو تيمية: تحدثت في هذه المسألة مع شيخنا عبد القادر الأرنؤوط قديما فأنكر ما ذكر عن وجوده.
ذكر عمر العمروي أنه جلب منه نسخة، لكنها أُخِذَتْ منه؛ فالله أعلم.
3 - تفسير ابن المنذر, طبع بدار الثريا لكنه ناقص جدا، طبع مجلد من أوائله ...
بل طُبع منه مجلدان.
45 - تفسير آدم بن أبي إياس العسقلاني, وقد انتهى من تحقيقه الأخ أبو تيمية إبراهيم الميلي بفضل الله. وهو تفسير مهم، اعتمده البخاري في صحيحه في مواطن، ومن مصنفاته أيضا كتاب العلم والحلم، وهو مخطوط, ولا أعلم أين.
قد سبقني أخونا الجنيد إلى التنبيه إلى أنه قد طبع ...
أما العلم والحلم لآدم؛ فتوجد منه قطعة بمركز جمعة الماجد.
6 - تفسير ابن أبي حاتم مطبوع أكثره, طبعته دار الباز في عشرة مجلدات وهو ناقص
بل طبع في 14 مجلدا.
11 - تفسير أبي الشيخ الأصبهاني. يوجد نسخة منه بتركيا.
الرجاء ذكر المصدر، أو اسم المكتبة التي تحويه، جزاكم الله خيرا.
30 - تفسير أبي سعيد النقاش، مفقود.
المشهور بالتصنيف في التفسير: أبو بكر محمد بن الحسن النقاش، مؤلف شفاء الصدور!
أما أبو سعيد محمد بن علي النقاش الأصبهاني الحنبلي؛ فلم أر من ذكر أنه صنف تفسيرا؛ فمن وقف على شيء محقق؛ فليتفضل بالإفادة، أحسن الله جزاءه.
37 - احكام القران لاسماعيل القاضي ولااعلم عنه شيئا غير أنه يوجد قطعة منه وهي تحت التحقيق لدى احد طلاب العلم (ولا أعلم أين هو). وقال أبو إسحاق التطواني: "أخبرني بعض الثقات أن منه قطعة مكتوبة على رق الغزال في الإمارات".
أصل القطعة من تونس، وقد اعتنى بالكتاب الأستاذ عامر بن حسن صبري، وقد نشرته دار ابن حزم.
ـ[برعدي الحوات]ــــــــ[25 May 2006, 12:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في إطار الحديث عن تفاسير أهل السنة والجماعة، هناك تفسير للإمام النسائي طبع في جزئين بمكتبة السنة / القاهرة، ط1 1990 - 1410هـ، بتحقيق الأستاذين الجليلين: صبري بن عبد الخالق الشافعي وَ سيد بن عباس الجليمي.
أما تفسير ابن جريج -باعتبار أنه من التفاسير المفقودة- فقد جمعه الأستاذ الفاضل: علي حسن عبد الغني، وذلك اعتماداً على كتب التفسير التالية:
1 - جامع البيان عن تأويل القرآن لأبي جعفر الطبري (ت310هـ)
2 - معالم التنزيل لأبي محمد الحسن الفراء البغوي (ت516هـ)
3 - الجامع لأحكام القرآن لأبي عبد الله محمد بن أحمد القرطبي (ت 671هـ)
4 - تفسير البحر المحيط بي عبد الله محمد بن يوسف بن علي بن عيان الأندلسي (ت740هـ)
5 - تفسير القرآن العظيم لإسماعيل بن عمر بن كثير (ت774هـ)
6 - الدر المثور بالتفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطي (911هـ)
..........................................
قال د. جمال أبوحسان: [وأما تفسير ابن جريج فهو موجود في الخزانة التونسية وقد اشار الى هذا الشيخ محمد الفاضل بن عاشور في كتابه القيم التفسير ورجاله وقد سمعت منذ زمن بانه قيد التحقيق ولم يات من ينف هذه المعلومة او يؤكدها نسال الله تعالى السلامة].
*المعلومة جميلة جداً-مشكور عليها- ففي أي صفحة من الكتاب ذكر ذلك الشيخ محمد الفاضل بن عاشور؟؟؟ ص: ... ؟؟
والذي وقفت عليه في كتاب الشيخ (التفسير ورجاله، ص: 30 - 31) وهو يقول: ( ..... فلما استهل القرن الثاني ودخلت العلوم الإسلامية في دور التدوين، انبرى أحد الأئمة الثقاة من رجال الحديث: وهو عبد الملك بن جريج، المتوفى 149هـ إلى جمع تلك الأخبار في كتاب، فكان أول من ألف في التفسير، وهو على ثقته، المشهود بها عن ابن سعد ومن بعده من علماء الرجال، لم يتحر آثار تلك النقول ............ إلخ) ولم يشر الشيخ رحمه الله إلى أن تفسير ابن جريج مخطوط وموجود في الخزانة التونسية. العفو د. جمال أبوحسان
ولجميع الإخوة بالملتقى جزيل الشكر.
ـ[السائح]ــــــــ[25 May 2006, 06:13 م]ـ
هناك تفسير للإمام النسائي طبع في جزئين بمكتبة السنة
جزاك الله خيرا.
هذا التفسير جزء من السنن الكبرى للإمام النسائي رحمه الله.(/)
تفسير قول الله تعالى: {وَمَن لَم يَحكم بِما أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِك هُمُ الكافرون}
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 Jun 2005, 08:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد يسر لي لي كتابة بحث مختصر في تفسير قول الله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}، فأحببت أن أنشره في هذا الملتقى لعلي أجد نصحاً من إخواني، أو توجيهاً، أو تأييداً.
والبحث مرفق في ملف وورد، وهذه نتيجة الدراسة:
(بعد العرض السابق لأقوال المفسرين، واختياراتهم في تأويل الكفر في قول الله تعالى: ? وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ? يظهر أنه ليس هناك قول سالم من إشكال يرد عليه، والأقرب إلى الصواب – فيما ظهر لي – هو أن الكفر هنا هو الكفر الأكبر المخرج من الملة، وأن المعنيّين بالآية هم اليهود أصالة، ومن فعل فعلهم فلم يحكم بما أنزل الله رداً لحكم الله، أو استخفافاً به، أو تفضيلاً لغيره عليه، أو اعتقاداً لعدم وجوبه.
أو يقال: إن الآية على عمومها وظاهرها، تقرر أن كل من لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر وتبقى بعض الحالات المعينة لا يحُكم فيها بالكفر على من لم يحكم بما أنزل الله في وقائع معينة لقيام مانع من موانع الحكم بتكفيره، أو لعدم توفر الشروط اللازمة حتى يحكم بكفره؛ وذلك بناءً على القاعدة المعروفة: أن من فعل فعلاً يوجب الكفر فلا يحكم بكفره حتى تتوفر الشروط، وتنتفي الموانع. والله أعلم)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Jun 2005, 04:45 م]ـ
يهمني رأي مشايخنا الكرام في النتيجة التي توصلت إليها؛ فلا تبخلو بالتعليق والمشاركة .....
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[25 Jun 2005, 05:49 م]ـ
شيخنا -حفظك الله.
أود لو وضحت لي مذهب من ينزل حكم الآية على أهل الكتاب. لأنني أستشكل أمرين:
- في الآيات دعوة الى الحكم بالتوراة والانجيل. لكن أي توراة وأي انجيل؟ فإن كان المراد الحقيقين المنزلين على النبيين فلا سبيل الى ذلك اعتبارا للتبديل والتحريف الذى أكده القرآن نفسه. ونصت عليه السنة الشريفة عندما أمرت بعدم تصديق أو تكذيب أهل الكتاب.فإن قيل المقصود بالخطاب هم من كانوا زمن أصالة الوحيين نزلت درجة الخطاب الى الخصوص الشديد.
وإن كان المراد هو التوراة والانجيل الموجودين بين أيدى الناس. فلا يصدق على الحاكم بهما أنه حكم بما أنزل الله.فيكون التكليف بمحال.
-أما الامر الثاني فهو ما نقلته عن القرطبي فقلت- حفظك الله-
وبدأ القرطبي كلامه بقوله: (قوله تعالى: ? وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ? و ? الظَّالِمُونَ ? و ? الْفَاسِقُونَ ? نزلت كلها في الكفار؛ ثبت ذلك في صحيح مسلم من حديث البراء () .. وعلى هذا المُعظَم. فأما المسلم فلا يكفر وإن ?رتكب كبيرة.) ()، ثم صرح بعد إيراده لبعض الأقوال الأخرى بأن هذا القول هو الصحيح.
فهل يفهم من كلام القرطبي أن فهم الآية على وجهين:
-حكموا بغير ما أنزل الله فكفروا.
-كفروا فحكموا بغير ما أنزل الله.
ويكون القرطبي قد رجح الاحتمال الثاني ذاهبا الى أن الحكم بغير ما أنزل الله ليس سببا للكفر بل نتيجة له.
وير د عليه أن تخصيص الكفر باهل الكتاب لا ينفع من يريد إنقاذ المسلمين من "الكفر"لو حكموا بغير ما أنزل الله. بسبب قياس الأولى.
فاليهود مثلا كتابهم:
1 - محرف.
2 - منسوخ.
فإن كفروا عند عدم تحكيمه فالمسلمون أولى بالكفر لأن حكم الله عندهم ناسخ وأصيل.
الحقيقة ما زلت أتخبط فى توجيه الآيات. فلعل الجواب عندك أو عند الاخوة.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Jun 2005, 01:42 ص]ـ
أخي أبا عبد المعز؛ أعزك الله بطاعته:
بخصوص الأمر الأول؛ لعل في هذا النقل ما قد يزيل الإشكال عنك، أو بعضه: قال ابن القيم في إغاثة اللهفان: (فصل في اختلاف أقوال الناس بالتوراة
وقد اختلفت أقوال الناس في التوراة التي بأيديهم: هل هي مبدله، أم التبديل والتحريف وقع في التأويل دون التنزيل؟.
على ثلاثه أقوالا: طرفين، ووسط.
فأفرطت طائفة وزعمت أنها كلها أو أكثرها مبدلة مغيرة. ليست التوراة التي أنزلها الله تعالى على موسى عليه السلام، وتعرض هؤلاء لتناقضها وتكذيب بعضها لبعض.
(يُتْبَعُ)
(/)
وغلا بعضهم، فجوز الاستجمار بها من البول.
وقابلهم طالفة أخرى من أئمة الحديث والفقه والكلام. فقالوا: بل التبديل وقع في التأويل، لا في التنزيل.
وهذا مذهب أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري.
قال في صحيحه: يحرفون: يزيلون. وليس أحد يزيل لفظ كتاب من كتب الله تعالى ولكنهم يحرفونه: يتأولونه على غير تأويله.
وهذا اختيار الرازي في تفسيره.
وسمعت شيخنا يقول: وقع نزاع في هذه المسأله بين بعض الفضلاء. فاختار هذا المذهب ووهن غيره؟ فأنكر عليه، فأحضر لهم خمسة عشر نقلا به.
ومن حجة هؤلاء: أن التوراة قد طبقت مشارق الأرض ومغاربها، وانتشرت جنوبا وشمالا. ولا يعلم عدد نسخها إلا الله تعالى. ومن الممتنع أن يقع التواطؤ على التبديل والتغيير في جميع تلك النسخ، بحيث لا يبقى في الأرض نسخة إلا مبدلة مغيرة. والتغيير على منهاج واحد. وهذا مما يحيله العقل، ويشهد ببطلانه.
قالوا: وقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله تعالى عليه وسلم محتجا على اليهود بها: " قل فاتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين ".
قالوا: وقد اتفقوا على ترك فريضه الرجم، ولم يمكنهم تغييرها من التوراة، ولهذا لما قرءوها على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وضع القارىء يده على آية الرجم. فقال له عبد الله بن سلام: ارفع يدك عن آيه الرجم فرفعها. فإذا هي تلوح تحتها. فلو كانوا قد بدلوا ألفاظ التوراة لكان هذا من أهم ما يبدلونه.
قالوا: وكذلك صفات النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ومخرجه هو في التوراة بين جدا. ولم يمكنهم إزالته وتغييره. وإنما ذمهم الله تعالى بكتمانهم. وكانوا إذا احتج عليهم بما في التوراة من نعته وصفته يقولون: ليس هو. ونحن ننتظره.
قالوا: وقد روى أبو داود في سننه عن ابن عمر قال: أتى نفر من اليهود، فدعوا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إلى القف. فأتاهم في بيت المدراس، فقالوا: يا أبا القاسم إن رجلا منا زنا بامرأة، فاحكم، فوضعوا لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وسادة، فجلس عليها. ثم قال: ائتونى بالتوراة. فأتي بها. فنزع الوسادة من تحته، ووضع التوراة عليها. ثم قال: آمنت بك وبمن أنزلك. ثم قال: ائتوني بأعلمكم. فأتى بفتى شاب ثم ذكر قصة الرجم.
قالوا: فلو كانت مبدلة مغيرة لم يضعها على الوسادة، ولم يقل: آمنت بك وبمن أنزلك.
قالوا: وقد قال تعالى:" وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم " والتوراة من كلماته.
قالوا: والآثار التي في كتمان اليهود صفة رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم في التوراة ومنعهم أولادهم وعوامهم الاطلاع عليها مشهورة، ومن اطلع عليها منهم، قالوا له: ليس به. فهذا بعض ما احتجت به هذه الفرقة.
وتوسطت طائفة ثالثة. وقالوا: قد زيد فيها، وغير ألفاظ يسيرة، ولكن أكثرها باق على ما أنزل عليه. والتبديل في يسير منها جدا.
وممن اختار هذا القول شيخنا في كتابه الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح.
قال: وهذا كما في التوراة عندهم: أن الله سبحانه وتعالى قال لإبراهيم عليه السلام: اذبح ولدك بكرك، ووحيدك إسحاق فـ إسحاقا زيادة منهم في لفظ التوراة.
قلت: وهي باطلة قطعا من عشرة أوجه.) ثم ذكر هذه الوجوه، ثم قال:
(والمقصود: أن هذه اللفظه مما زادوها في التوراة.
ونحن نذكر السبب الموجب لتغيير ما غير منها، والحق أحق ما اتبع، فلا نغلو غلو المستهينين بها، المتمسخرين بها، بل معاذ الله من ذلك.
ولا نقول: إنها باقية كما أنزلت من كل وجه، كالقرآن.
فنقول، وبالله التوفيق:
علماء اليهود وأحباركم يعتقدون أن هذه التوراة - التي بأيديهم - ليست هي التي أنزلها الله تعالى على موسى بن عمران بعينها. لأنا موسى عليه السلام صان التوراة عن بني إسرائيل، خوفا من اختلافهم من بعده في تأويلها، المؤدي إلى تفرقهم أحزابا. وإنما سلمها إلى عشيترته أولاد لاوى.
ودليل ذلك قوله في التوراة: وكتب موسى هذه التوراة ودفعها إلى بني إسرائيل إلى الأئمة من بني لاوى
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان بنو هارون قضاة اليهود وحكامهم، لأن الإمامة وخدمة القرابين وبيت المقدس كانت موقوفة عليم، ولم يبذل موسى عليه السلام من التوراة لبني إسرائيل إلا نصف سورة، وهي التي قال فيها: وكتب موسى هذه السورة وعلمها بني إسرائيل.
هذا نص التوراة عندهم قال: وتكون لي هذه السورة شاهدة على بني إسرائيل.
وفيها: قال الله تعالى: إن هذه السورة لا تنس من أفواه أولادهم.
يعني أن هذه السورة مشتملة على ذم طبائعهم، وأنهم سيخالفون شرائع التوراة، وأن السخط يأتيهم بعد ذلك، وتخرب ديارهم، ويسبون في البلاد. فهذه السورة تكون متداولة في أفواههم، كالشاهد عليهم، الموقف لهم على صحة ما قيل لهم.
فلما نصت التوراة أن هذه السورة لا تنسى من أفواه أولادهم، دل ذلك على أن غيرها من السور ليس كذلك، وأنه يجوز أن ينسى من أفواههم.
وهذا يدل على أن موسى عليه السلام لم يعط بني إسرائيل من التوراة إلا هذه السورة. فأما بقيتها فدفعها إلى أولاد هارون، وجعلها فيهم، وصانها عمن سواهم.
وهؤلاء الأئمة الهارونيون - الذين كانوا يعرفون التوراة، ويحفظون أكثرها - قتلهم بختنصر على دم واحد، يوم فتح بيت المقدس. ولم يكن حفظ التوراة فرضا عليهم، ولا سنة. بل كان كل واحد من الهارونيين يحفظ فصلا من التوراة.
فلما رأى عزرا أن القوم قد أحرق هيكلهم، وزالت دولتهم، وتفرق جمعهم، ورفع كتابهم جمع من محفوظاته، ومن الفصول التي يحفظها الكهنة ما اجتمعت منه هذه التوراة التي بأيديهم ولذلك بالغوا في تعظيم عزرا هذا غاية المبالغة.
فزعموا أن النور الآن يظهر على قبره، وهو عند بطائح العراق. لأنه جمع لهم ما يحفظ دينهم.
وغلا بعضهم فيه حتى قال: هو ابن الله. ولذلك نسب الله تعالى ذلك إلا اليهود، إلى جنسهم، لا إلى كل واحد منهم.
فهذه التوراة التي بأيديهم في الحقيقة كتاب عزرا. وفيها كثير من التوراة التي أنزلها الله تعالى على موسى عليه الصلاة والسلام. ثم تداولتها أمة قد مزقها الله تعالى كل ممزق، وشتت شملها فلحقها ثلاثة أمور.
أحدها: بعض الزيادة والنقصان.
الثاني: اختلاف الترجمة.
الثالث: اختلاف التأويل والتفسير.
ونحن نذكر من ذلك أمثلة تبين حقيقة الحال .... )
أما المسألة الثانية؛ فلا أعتقد أن مقصد القرطبي أنهم كفروا فحكموا بغير ما أنزل الله؛ لأن هذا لا يتفق مع أسلوب الشرط والجزاء الذي جاءت به الآية، فالحكم بالكفر جواب للشرط، الذي هو الحكم بغير ما أنزل الله.
ولي رجاء أخي أبا عبد المعز، وهو أن تقرأ ما كتبتُه كاملاً قراءة متأنية؛ لأني قد بذلت جهدي في تحرير هذه المسألة، وخلصت إلى النتيجة السابقة بعد عناء. ومع ذلك فإن كل قول لا يخلو من بعض الإشكالات التي قد ترد عليه - وقد ذكرت ذلك في نتيجة الدراسة -.
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[09 Jul 2005, 04:00 م]ـ
أولا: بارك الله فيكم, وفي تحليلاتكم وفي مجهودكم. لقد ظهر من خلال عملكم في هذا البحث مدى المنهجية التي تتمتعون بها, ومدى قوة البحث العلمي الأكاديمي الرصين الذي يدل على غزارة علم وسعة اطلاع. بارك الله فيك, وجعلك زخرا للإسلام.
ثانيا: الإشكالات والتردد في قضية التكفير عند كثير من الناس والباحثين يقطعه ما سوف أقوله الآن بإذن الله:
((((هناك فرق كبير جدا وواضح وضوح الشمس في كبد السماء بين دلالة السبب والسياق والقرائن على تخصيص العام وعلى مراد المتكلم, وبين مجرد ورود العام على سبب, فإنه لا يقتضي التخصيص.))))
تأمل أخي هذه العبارة جيدا, فهي مهمة جدا وخطيرة, تفصل النزاع في الكثير والكثير من القضايا. مثلا قضية الصوم في السفر, وحديث (ليس من البر الصيام في السفر) ليس على عمومه وإطلاقه هكذا, بل اقرأ –لزاما, وقبل أن تكمل تعليقي هذا- سبب ورود الحديث, ثم طبق عليه ما ذكرته أنا في أول كلامي. ثم طبق ذلك على ما نحن فيه من قضية التكفير ....
إليك هذا ليكتمل المراد: سبب نزول الآية فقد جاء عند مسلم (كتاب الحدود) ما يبين حال من نزلت فيهم الذين قالوا " ائتوا محمداً صلى الله عليه وسلم فإن أمركم بالتحميم والجلد فخذوه وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا فأنزل الله تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) ", إليك الحديث:
(يُتْبَعُ)
(/)
عن البراء بن عازب قال مر على النبي صلى الله عليه وسلم بيهودي محمماً مجلوداً فدعاهم صلى الله عليه وسلم فقال هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم قالوا نعم .. الحديث.
فتأمل قولهم ((نعم)) , فقد جعلوه ديناً كباقي الشرائع المنصوص عليها في كتابهم، وبهذا النص وغيره تفهم معنى التبديل الذي أراده العلماء ويظهر لك ضابط الحكم بالخروج من الملة لمن حكم بغير ما أنزل الله. فإن حكم إنسان بما عنده على أنه من عند الله فهو تبديل له يوجب الكفر، وإن حكم به هوى ومعصية فهو ذنب تدركه المغفرة على أصل أهل السنة في الغفران للمذنبين.
قال الإمام الحافظ إسماعيل بن اسحاق القاضي المتوفى سنة (282هـ) في آيات الحكم بغير ما أنزل الله " فمن فعل مثل ما فعلوا (أي اليهود) واقترح حكماً يخالف به حكم الله وجعله ديناً يعمل به فقد لزمه مثل ما لزمهم من الوعيد المذكور حاكماً كان أو غيره ".
إليك -ثانية- نص الحديث من صحيح مسلم كاملا فاصلا قاطعا: جعلت تعليقاتي على متن الحديث بين أقواس هكذا (()):
(1700) قال مسلم: حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة. كلاهما عن أبي معاوية. قال يحيى: أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش، عن عبدالله بن مرة، عن البراء بن عازب. قال:
مر على النبي صلى الله عليه وسلم بيهودي محمما ((أي مسود الوجه، من الحممة، الفحمة)) مجلودا. فدعاهم صلى الله عليه وسلم فقا " هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ " قالوا: نعم ((تنبه أخي القارئ إلى هذه الكلمة جيدا)). فدعا رجلا من علمائهم. فقال " أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ " قال: لا. ولولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك. نجده الرجم. ولكنه كثر في أشرافنا. فكنا، إذا أخذنا الشريف تركناه. وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد. قلنا: تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع. فجعلنا التحميم والجلد مكان الرجم ((أي أنهم بدلوا التوراة وحرفوها وغيروا الأحكام الموجودة فيها بتبديلها, فحذفوا حكم الله من التوراة, ووضعوا مكانه ما شرعوا هم بأهوائهم .. ,فتأمل)). فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم! إني أول من أحيا أمرك إذا أماتوه ". فأمر به فرجم. فأنزل الله عز وجل: {يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر. إلى قوله: إن أوتيتم هذا فخذوه} [5 /المائدة /41] يقول ((أي العالم اليهودي الذي سبق ذكره في أول الحديث)): ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم. فإن أمركم بالتحميم والجلد فخذوه. وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا ((كلمة "فاحذروا" واضحة كل الوضوح لكل ذي عينين في أنهم يسخطون على حكم الله ويأنفون منه, بل يفضلون حكم أهوائهم على حكم الله, وهذا هو الكفر بعينه كما يقول أهل السنة والجماعة)). فأنزل الله تعالى: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون [المائدة /44]. ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون [المائدة /45]. ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون [المائدة /47]. في الكفار كلها.
رواه مسلم وأبو داود وأحمد والبيهقي وغيرهم. وهو حديث صحيح جدا صححه مسلم والوادعي (الصحيح المسند ص95) , وهو كما قالا.
فتأمل –أخي القارئ- جيدا في الحديث, وما علقت أنا عليه.
تأمل ما جاء في الحديث " فأنزل الله تعالى ((فكان إنزال الله لهذه الآيات مترتبا على ما فعلته اليهود, فدلالة السبب والسياق والقرائن التي وردت في سبب النزول قاطعة كل القطع في أن الآية وردت في من لم يحكم بما أنزل الله جاحداً أو مستحلا أو ما شابه ذلك)): ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ".
هداني الله وإياك إلى ما فيه الصواب. والحمد لله أولا واخرا.
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[19 Jul 2005, 09:50 ص]ـ
وهذه إجماعات أهل السنة والجماعة .. , فلتقر بها عينك أيها المسلم السلفي
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - يقول القرطبي في المفهم (5/ 117 - 118): "ومقصود هذا البحث، أنَّ هذه الآيات – آيات المائدة – المراد بها: أهل الكفر والعناد، وأنها وإن كانت ألفاظها عامة، فقد خرج منها المسلمون؛ لأنَّ ترك العمل بالحكم مع الإيمان بأصله هو دون الشرك، وقد قال تعالى: ?إن الله لا يَغْفِرُ أن يُشرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ? النساء:48. وترك الحكم بذلك ليس بشرك بالاتفاق، فيجوز أن يغفر، والكفر لا يغفر، فلا يكون ترك العمل بالحكم كفراً".
2 - يقول ابن عبد البر كما في التمهيد (5/ 74) في صدد الكلام على الكبائر: "وأجمع العلماء على أن الجور في الحكم من الكبائر لمن تعمد ذلك عالماً به رويت في ذلك آثار شديدة عن السلف وقال الله عز وجل (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) و (الظالمون) و (الفاسقون) نزلت في أهل الكتاب. قال حذيفة وابن عباس: وهي عامة فينا. قالوا ليس بكفر ينقل عن الملة إذا فعل ذلك رجل من أهل هذه الأمة حتى يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر "
3 - ما رواه الخطيب -رحمه الله- (تاريخه10/ 183، ترجمة الخليفة المأمون، ترجمة رقم5330):
"أخبرنا أبو محمد يحيى بن الحسن بن الحسن بن المنذر المحتسب، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدّل، أخبرنا أبو بكر بن دريد، أخبرنا الحسن بن خضر قال: سمعت ابن أبي دؤاد يقول: أُدخل رجلٌ من الخوارج على المأمون، فقال: ما حملك على خلافنا؟ قال: آيةٌ في كتاب الله تعالى. قال: وما هي؟ قال: قوله: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)، فقال له المأمون: ألكَ عِلمٌ بأنها مُنزَلة؟ قال: نعم، قال: وما دليلك؟ قال: إجماع الأمة، قال: فكما رضيتَ بإجماعهم في التنزيل فارضَ بإجماعهم في التأويل، قال: صدقتَ، السلام عليك يا أمير المؤمنين."
4 - يقول أبو المظفر السمعاني-كما نقلناه عنه كاملا ومرارا- في تفسيره (2/ 42): " وأهل السنة قالوا لا يكفر بترك الحكم –أي بغير ما أنزل الله- ".
- سئل الإمام أحمد بن حنبل (ومن لم يحكم بما أنزل الله .. ) ما هذا الكفر؟
قال: " كفر لا يخرج من الملة ". انظر مرويات الإمام أحمد فى التفسير2/ 45 ومسائل ابن هانئ (2/ 192) حيث قال ابن هانئ في سؤالاته (2042): " وسألته عن حديث طاووس عن قوله: كفر لا ينقل عن الملة؟ قال أبو عبد الله: إنما هذا في هذه الآية: ?ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون? ". ومسائل أحمد برواية أبي داود (209) -وقد طبع طبعتان الأولى بتحقيق الشيخ محمد رشيد رضا وتصحيح الأستاذ محمد بهجت البيطار طبع في مصر. والثانية بتحقيق طارق بن عوض الله مكتبة ابن تيمية ط1, 1420هـ -. وهو ما أكده الإمام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (7/ 522): " وقال ابن عباس وغير واحد من السلف ... كفر دون كفر وفسق دون فسق وظلم دون ظلم. وقد ذكر ذلك أحمد والبخاري وغيرهما ".
- البخاري (انظر السطر السابق).
والحمد لله أولا و آخرا على توفيقه.(/)
مهم جداً
ـ[محمود الحسن]ــــــــ[23 Jun 2005, 11:15 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد,,,
الإخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آمل منكم المساعدة في الإجابة عن الأسئلة التالية:-
1 - ما الفرق بين معجزة اليد ومعجزة العصا فقد لاحظت أن استخدام موسى عليه السلام لليد لم يكن له ذكر سوى ما كان في الواد المقدس. هل هناك من سر في هذا؟
2 - ما السر في قوله تعالى: " ما تلك بيمينك " ولم يقل بيدك؟
3 - ما علاقة " طه " كحروف مقطعة بالسورة الكريمة؟
أفيدوني مأجورين
mshhdy66@yahoo.com
mshhdy66@hotmail.com
ـ[القاضي الأثري]ــــــــ[05 May 2007, 10:09 ص]ـ
للرفع
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[05 May 2007, 08:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إجابة السؤال الثاني - كما ذكر النيسابوري في غرائب القرآن - لئلا يلتبس عليه الأمر، لاحتمال أن يكون في يساره خاتم أوشيئ آخر.(/)
بحث الدكتور رمضان عبد التواب (مشكلة الضاد العربية وتراث الضاد والظاء)
ـ[إسلام معروف]ــــــــ[24 Jun 2005, 01:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبابي الكرام أهل القرآن وحملته:السلام عليكم ورحمة الله
من خلال تجوالي خلال المنتديات لاحظت اهتمامكم في بموضوع حرف الضاد لذلك يشرفني أن أشارك معكم في هذا الحوار حول هذا الحرف وحتى لا أطيل عليكم أقول بأن حرف الضاد على الرغم من اهتمام علماء التجويد القدامى به وعلماء القراءات (حيث أنه ذكر في فاتحة الكتاب مرتين) فقد اهتم به أيضا علماء اللغة العربية، ومساهمة أولى مني أرجو أن يقرأ هذا البحث بعناية حيث أنه لأستاذ متخصص في اللغة العربية وباحث محقق لحرف الضاد وهو الأستاذ رمضان عبد التواب - رحمه الله - رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة عين شمس بالقاهرة والله أسأل أن يجعل اهتمامكم خالصا لوجهه الكريم وإليكم البحث:
مشكلة الضاد العربية وتراث الضاد والظاء
للأستاذ الدكتور رمضان عبد التواب
مستل من المجلد الحادي والعشرين من مجلة المجمع العلمي العراقي - مطبعة المجمع العلمي العراقي - 1391 هـ ـ 1971 م
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)
تخلط بعض الشعوب العربية بين صوتي الضاد والظاء خلطاً كبيرًا في النطق والكتابة، كما هو الحال في بعض بلاد العراق وشمالي أفريقيا. وليس صوت الضاد الشائع في مصر وبلاد الشام بأسعد من صنوه في العراق وبلاد المغرب؛ إذ أنه تطور في اتجاه آخر من صوت الضاد القديم، وإن لم يختلط هنا بصوت الظاء، كما حدث في تلك البلاد.
فالضاد التي ننطقها الآن في مصر، عبارة عن صوت أسناني لثوي انفجاري (شديد) مجهور مفخم، ينطق بأن تلتصق مقدمة اللسان باللثة والأسنان العليا التصاقا يمنع مرور الهواء الخارج من الرئتين، كما ترتفع اللهاة والجزء الخلفي من سقف الحلق (وهو المسمى بالطبق) ليسد التجويف الأنفي، في الوقت الذي تتذبذب فيه الأوتار الصوتية، وترتفع مؤخرة اللسان قليلاً نحو الطبق، ثم تزال هذه السدود فجأة، فيندفع الهواء المحبوس إلى الخارج، فنسمع صوت الضاد.
والضاد بهذا الشكل، تعدّ المقابل المطبق، أو بعبارة أخرى المقابل المفخم لصوت الدال. غير أننا إذا نظرنا إلى وصف القدماء لها، من النحويين واللغويين وعلماء القراءات. عرفنا أن الضاد القديمة تختلف عن الضاد التي ننطقها الآن، في أمرين جوهريين:
أولهما: أن الضاد القديمة ليس مخرجها الأسنان واللثة،
بل حافة اللسان أو جانبه.
وثانيهما: أنها لم تكن انفجارية شديدة،بل كانت صوتاً احتكاكياً رخواً فقد عدّها الخليل بن أحمد في حيز الجيم والشين، وهما من الأصوات الغارية، التي تخرج من الغار وهو سقف الحنك الصلب، فقال في كتاب العين (1/ 64) وهو يذكر أحياز الحروف (ثم الجيم والشين والضاد في حيز واحد)
كما يقول سيبويه في الكتاب (2: 405/ 8): (ومن بين أول حافة اللسان وما يليه من الأضراس مخرج الضاد). ويوضح ذلك المبرد، فيقول في كتاب المقتضب (1/ 193): (ومخرجها من الشدق، فبعض الناس تجري له في الأيمن، وبعضهم تجري له في الأيسر)، كما يقول ابن جني في سر صناعة الإعراب (1/ 52): (ومن أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس مخرج الضاد، إلا أنك إن شئت تكلفتها من الجانب الأيمن، وإن شئت من الجانب الأيسر).
يتضح من هذه النصوص الفرق بين الضاد القديمة والضاد التي ننطقها الآن:
الفرق الأول: أنها كانت جانبية، وليست أسنانية لثوية.
أما الفرق الثاني: هو أنها لم تكن انفجارية، بل احتكاكية أو رخوة، فيتضح من قول سيبويه (1: 406/ 3) في تقسيم الحروف: (ومنها الرخوة وهي: الهاء والحاء والغين والخاء والشين والصاد والضاد والزاي والسين والظاء والثاء والذال والفاء). ومعنى الاحتكاك أو الرخاوة هنا أن الهواء يتسرب عند النطق بالصوت محتكاً بنقطة تضييق في مجراه، بعكس الانفجار أو الشدة؛ إذ يقوم عائق أو سد في مجرى الهواء عند مخرج الصوت، ثم يزول هذا العائق فجأة فيخرج الهواء مندفعاً فيحدث الصوت.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد عرفنا من قبل أن الضاد التي ننطقها اليوم في مصر، هي المقابل المطبق أو المفخم للدال، فالدال صوت ينطق بنفس الطريقة التي ينطق بها صوت الضاد، مع فارق واحد، وهو أن مؤخرة اللسان ترتفع قليلاً في اتجاه الطبق عند نطق الضاد، ولا يحدث مثل ذلك مع الدال. أما الضاد القديمة، فلا يقابلها شئ من الأصوات؛ إذ يقول سيبويه (2: 406/ 23): (ولولا الإطباق. . لخرجت الضاد من الكلام؛ لأنه ليس شئ من موضعها غيرها).
[/ SIZE]
وعلى هذا فالضاد التي ننطقها اليوم، ليست هي الضاد
القديمة التي كانت عند العرب القدماء، وإنما هي تطور عنها
ولنسمع في هذه الضاد القديمة آراء بعض العلماء:
يقول المستشرق (شاده) "" عن سيبويه إنه (عدّ من الرخوة حرفاً خرج منها بعده في كثير من اللهجات العربية وهو الضاد، فإنها ليست الآن من الرخوة إلا من لفظ من قال: ضرب مثلاً بضاد جانبية المخرج،
وأما في النطق المعتاد في مصر، يعني بضاد مقدمة المخرج، فقد لحقت فيه الشديدة)
ويقول المستشرق (برجشتراسر) "": (أما الضاد فهي الآن شديدة عند أكثر أهل المدن، وهي رخوة (عند القدماء) كما هي الآن عند أكثر البدو، ومع ذلك فليس لفظها البدوي الحاضر نفس لفظها العتيق؛ لأن مخرج الضاد (عند القدماء) من حافة اللسان. ومن القدماء من يقول: من جانبه الأيسر، ومنهم من يقول: من الأيمن، ومنهم من يقول: من كليهما؛ فمخرجها قريب من مخرج اللام من بعض الوجوه.
والفرق بينهما هو: أن الضاد من الحروف المطبقة كالصاد وأنها من ذوات الدويّ، واللام غير مطبقة صوتية محضة؛ فالضاد العتيقة حرف غريب جداً غير موجود _ حسبما أعرف _ في لغة من اللغات إلا العربية، ولذلك كانوا يكنون عن العرب بالناطقين بالضاد. ويغلب على ظني أن النطق العتيق للضاد لا يوجد الآن عند أحد من العرب، غير أن للضاد نطقاً قريباً منه جداً عند أهل حضرموت، وهو كاللام المطبقة. ويظهر أن الأندلسيين كانوا ينطقون الضاد مثل ذلك؛ ولذلك استبدلها الأسبان بصوت ID في الكلمات العربية المستعارة في لغتهم، مثال ذلك أن كلمة (القاضي) صارت في الأسبانية: alcaide ومما يدل أيضاً على أن الضاد كانت في نطقها قريبة من اللام أن الزمخشريّ ذكر في كتابه (المفصل) أن بعض العرب تقول: (الطجع) بدل: (اضطجع). ونشأ نطق الضاد عند البدو من نطقها العتيق بتغيير مخرجها من حافة اللسان إلى طرفه.
ونطقها عند أهل المدن نشأ من هذا النطق البدوي؛ بإعماد طرف اللسان على الفك الأعلى، بدل تقريبه منه فقط، فصار الحرف بذلك في نطقه شديداً، بعد أن كان رخواً.
ويرى (كانتينو) "": أن (النطق القديم كان ((ظْ لْ)) أي ظاء ذات زائدة انحرافية، أي بتقريب طرف اللسان من الثنايا، كما في النطق بالظاء، وبأن يجري النفس لا من طرف اللسان، بل ومن جانبيه أيضاً).
كما يقول المستشرق (هنري فليش) "": (ولقد كان العرب يتباهون بنطقهم الخاص لصوت الضاد، وهو عبارة عن صوت مفخم، يحتمل أنه كان ظاء جانبية، أي أنه كان يجمع الظاء واللام في ظاهرة واحدة. وقد اختفى هذا الصوت، فلم يعد يسمع في العالم العربي، وأصبح بصفة عامة صوتاً انفجاريا، هو مطبق الدال، وإما صوتاً أسنانياً هو الظاء).
وأخيراً يرى الدكتور إبراهيم أنيس"" أنه (يستدل من وصف القدماء لهذا الصوت على أن الضاد كما وصفها الخليل ومنْ نَحَوْ نَحْوَه، تخالف تلك الضاد التي ننطق بها الآن فالضاد الأصلية: كما وصفت في كتب القراءات، أقل شدة مما ننطق بها الآن، إذ معها ينفصل العضوان المكونان للنطق انفصالاً بطيئاً نسبياً، ترتب عليه أن حل محل الإنفجار الفجائي انفجار بطئ، نلحظ معه مرحلة انتقال بين هذا النوع من الأصوات وما يليه من صوت لين، فإذا نطق بالضاد القديمة وقد وليتها فتحة مثلاً، أحسسنا بمرحلة انتقال بين الصوتين، تميز فيها كل منهما تميزاً كاملاً. هذا إلى أن الضاد، كما وصفها القدماء، كانت تتكون بمرور الهواء بالحنجرة، فيحرك الوترين الصوتيين، ثم يتخذ مجراه في الحلق والفم، غير أن مجراه في الفم جانبي ـ عن يسار الفم عند أكثر الرواة، أو عن يمينه عند بعضهم، أو من كلا الجانبين، كما يستفاد من كلام سيبويه. . . والذي نستطيع تأكيده هنا، هو
(يُتْبَعُ)
(/)
أن الضاد القديمة قد أصابها بعض التطور حتى صارت إلى ما نعهده لها من نطق في مصر. . ولا يزال العراقيون حتى الآن وبعض البدو ينطقون بنوع من الضاد يشبه إلى حدّ ما الظاء كما يشبه إلى حد كبير ذلك الوصف الذي رويّ لنا عن الضاد القديمة. والذين مارسوا التعليم في بلاد العراق يذكرون كيف يخلط التلاميذ هناك بين الظاء والضاد. والضاد القديمة ـ كما أتخيلها ـ يمكن النطق بها بأن يبدأ المرء بالضاد الحديثة ثم ينهي نطقه بالظاء، فهي إذن مرحلة وسطى، فيها شئ من شدة الضاد الحديثة، وشئ من رخاوة الظاء العربية؛ ولذلك يعدها القدماء من الأصوات الرخوة).
هذه هي بعض الآراء التي قيلت في الضاد العربية القديمة. ويبدو من وصف القدماء لها، ومن تطورها في بعض اللهجات واللغات، أنها كانت لاماً مطبقة، كما يقول برجشتراسر، كما يبدو أنه كان فيها بعض الشبه بالظاء والضاد الحديثة، وإلا ما تطورت في اتجاه كل واحد من هذين الصوتين في اللهجات العربية الحديثة.
أما ما ذهب إليه الدكتور كمال بشر"" من احتمال أن يكون القدماء قد (وصفوا الضاد المولدة، لا الضاد العربية الأصلية)، وترجيحه هذا الاحتمال بقوله: (ربما لكثرة استعمال هذا الصوت وشيوعه على الألسنة عند قيام حركة التأليف اللغوي) ـ فقد بنى مذهبه هذا على نص مُصَحَفْ في الترجمة العربية لكتاب (العربية) للمستشرق يوهان فك (ص 102/ 9) وهو (كما يتعلق بهذا أيضاً تغيير حرف الضاد، وهذا الصوت الذي هو في أصله الحرف المطبق القسيم للدال، خاص بالعربية). هذا النص يفهم منه أن الضاد في الأصل هي النظير المفخم للدال، أي أنها حينئذ ـ كما يقول الدكتور بشر (كانت تشبه ضادنا الحالية أو هي هي). غير أن الترجمة العربية بها تصحيف في هذا الموضع للأسف، كما في الأصل الألماني ( Arabiya,S.58,35 ) : ( الحرف المطبق القسيم للذال). وقد حدث مثل هذا التصحيف مرة أخرى في الترجمة العربية (103/ 2): (كالدال المفخمة). وصوابه كما في الأصل الألماني Arabiya,S.58,35 )) ( كالذال المفخمة).
وإذا نظرنا إلى اللغات السامية، وجدنا أن الضاد العربية تقابل صاداً في اللغة الأكادية والأوجاريتية والعبرية؛ فكلمة (أرض) في العربية، تقابل كلمة ersetu في الأكادية، وكلمة ars في الأوجاريتية، وكلمة eres في العبرية. كما تقابل الضاد غيناً في السريانية مثل ar a بمعنى (أرض) كذلك. ولم تبق ضاداً إلا في العربية الشمالية والعربية الجنوبية (السبئية والمعينية) والحبشية، مثل كلمة rd في العربية الجنوبية بمعنى (أرض) كذلك "". وكلمة: dahny بمعنى (الشمس ـ الضحى) في الحبشية "".
وتقول (مارية هنفر ""): إن هذه الضاد احتكاكية في الحبشة، ولابد أنها كانت كذلك في العربية الجنوبية. والدليل على صحة ذلك ورود بعض الكلمات التي كتبت بالضاد في بعض النقوش، وبالزاي في بعضها الآخر، فلو كانت هذه الضاد انفجارية، لما التبست على الكاتب إطلاقاً، فدلت كتابته إياها بصورة الزاي على أنها كانت احتكاكية.
وإذا كانت الضاد بهذه الصورة توجد في بعض اللغات السامية كما رأينا، كان من التجوز قول ابن جني: (واعلم أن الضاد للعرب خاصة، ولا يوجد من كلام العجم إلا في القليل "").
أما السر في إطلاق (لغة الضاد) على اللغة العربية، فإنه يكمن لي أن هذه الضاد كانت مشكلة عويصة بالنسبة لمن يريد أن يتعلم العربية من الأعاجم. ويقول الدكتور إبراهيم أنيس: (يظهر أن الضاد القديمة كانت عصية النطق على أهالي الأقطار التي فتحها العرب، أو حتى على بعض القبائل العربية في شبه الجزيرة، مما يفسر تلك التسمية القديمة ((لغة الضاد)) كما يظهر أن النطق القديم بالضاد، كان إحدى خصائص لهجة قريش "")
ويقول ابن الجزري "": ((والضاد انفرد بالاستطالة، وليس في الحروف ما يعسر على اللسان مثله، فإن ألسنة الناس فيه مختلفة، وقل من يحسنه، فمنهم من يخرجه ظاء، ومنهم من يمزجه بالذال، ومنهم من يجعله لاماً مفخمة، ومنهم من يشمه الزاي. كل ذلك لا يجوز)
(يُتْبَعُ)
(/)
وكل هذا الذي حكاه ابن الجزري، روت لنا كتب الإبدال طرفاً منه؛ فمن أمثلة الضاد والظاء ما حكاه أبو الطيب اللغوي في كتابه الإبدال (2/ 270) من قوله: (الحَضَل والحَظَل: فساد يلحق أصول سعف النخل). ومن أمثلة الضاد والذال (الإبدال 2/ 16): (ما ينبض له عِرْقٌ نبضاً، وما ينبِذ له عرق نبذاً. وقد نَبَض العرق ينبض، ونبذ ينبذ: إذا ضرب) ومن أمثلة الضاد واللام (الإبدال 2/ 277): (تقيَّض فلان أباه وتقيَّله تقيَضاً وتقيّلا: إذا نزع إليه في الشبه). ومن أمثلة الضاد والزاي (الإبدال 2/ 138): (أنا على أوفاز وعلى أوفاض: أي على عجلة).
ويحدثنا اللغويون عما سموه (بالضاد الضعيفة) وهو من مظاهر عدم تمكن بعض العرب القدماء من نطق الضاد التي عرفنا وصفها من قبل؛ يقول ابن يعيش: (والضاد الضعيفة من لغة قوم اعتاصت عليهم، فربما أخرجوها طاء وذلك أنهم يخرجونها من طرف اللسان وأطراف الثنايا، وربما راموا إخراجها من مخرجها، فلم يتأت لهم فخرجت بين الضاد والظاء "").
وقد وصلت إلينا بعض الأخبار التي تؤكد لنا أن الناس كانوا يخلطون الضاد بالظاء في بعض الأحيان؛ فقد روى أبو علي القالي أن رجلاً (قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين أيضحى بضبي؟ قال: وما عليك لو قلت: بظبي؟! قال: إنها لغة. قال: انقطع العتاب ولا يضحى بشيء من الوحش "".
كما سجل الجاحظ مثل هذا الخلط بين الضاد والظاء في كتابه البيان والتبيين (2/ 211): (فقال: وزعم يزيد مولى ابن عون، كان رجل بالبصرة له جارية تسمى ظمياء، فكان إذا دعاها قال: يا ضمياء بالضاد، فقال ابن المقفع: قل ياظمياء، فناداها: ياضمياء، فلما غيّر عليه ابن المقفع مرتين أو ثلاثاً، قال له: هي جاريتي أو جاريتك؟).
ويذهب المستشرق (برجشتراسر) إلى (أن نطق الظاء كان قريباً من نطق الضاد وكثيراً تطابقتا وتبادلتا في تاريخ اللغة العربية. وأقدم مثل لذلك مأخوذ من القرآن الكريم، وهو ((الضنين)) في سورة التكوير، فقد قرأها كثيرون بالظاء مكان الضاد التي رسمت بها في كل المصاحف. وممن قرأها بالظاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي، وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم كما قال مكي في كتاب الكشف "": ومما لا شك فيه أن العرب القدامى في البيئة القرشية، كانوا يفرقون بين الضاد والظاء، بدليل أن الكتابة العربية التي شاعت أول ما شاعت في قريش""، فرقت بين الصوتين في الصورة الموضوعة لكل منهما).
ويقول الدكتور إبراهيم أنيس "": (لا يخالجنا الآن أدنى شك في أن العرب القدماء كانوا في نطقهم يميزون هذين الصوتين تمييزاً واضحاً، ولكنهم فيما يبدوا كانوا فريقين: فريق يمثل الكثرة الغالبة، وهؤلاء هم الذين كانوا ينطقون النطق الذي وصفه سيبويه. أما الفريق الآخر فكان يخلط بين الصوتين. وهذا الخلط الذي وقع في بعض اللهجات المغمورة، إنما كان سببه أن هذين الصوتين ـ على حسب وصف سيبويه لهما ـ يشتركان في بعض النواحي الصوتية، أو بعبارة أخرى كان وقعهما في الآذان متشابها. ولعل مما يستأنس به لهذا التشابه بين الصوتين في النطق القديم، وقوعهما في فاصلتين متواليتين من فواصل القرآن الكريم ""، مثل ما جاء في سورة فصلت (41/ 50 ـ 51) قال تعالى: (وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ؛ وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْأِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ).
ولعل هذا الخلط بين صوتي الضاد والظاء كان قد شاع في القرن الثالث الهجري، وكان هو السر فيما ذهب إليه أبو عبد الله محمد بن زياد الأعرابي اللغوي المشهور (توفي سنة 231 هـ) من أنه يجوز عند العرب أن يعاقبوا بين الضاد والظاء؛
فقد روى ابن خلكان "" أن ابن الأعرابي كان يقول: (جائز في كلام العرب أن يعاقبوا بين الضاد والظاء، فلا يخطئ من يجعل هذه في موضع هذه. وينشد:
(يُتْبَعُ)
(/)
إلى الله أشكو من خليل أوده * ثلاث خلال كلها لي غائض
بالضاد (بدل غائظ)، ويقول: هكذا سمعته من فصحاء العرب).
ويزعم ابن جني أن ذلك ليس من باب المعاقبة، وإنما هي مادة أخرى فيقول: (وأما قول الشاعر:
إلى الله أشكو من خليل أوده * ثلاث خلال كلها لي غائض
فقالوا: أراد (غائظ) فأبدل الظاء ضاداً.
ويجوز عندي أن يكون غائض غير بدل، ولكنه من غاضه: أي أنقصه، فيكون معناه: أي ينقصني ويتهضمني).
ولقد كانت محاولات بعض من ألف في موضوع الضاد والظاء من اللغويين العرب، منحصرة أحياناً في تنبيه الكتاب حتى لا يخلطوا الضاد بالظاء في خطوطهم متأثرين في ذلك بنطقهم الذي كان من العسير إصلاحه، فنحن نرى مثلاً الزنجاني (انظر فيما يلي حديثنا عن تراث الضاد والظاء) يقول: (هذا كتاب معرفة ما يكتب بالضاد والظاء معاً والفرق بينهما في الخط والهجاء، إذا كانا على بناء واحد وصورة واحدة في اللفظ) كما يقول الحريري: (ما اشتبه لفظه واختلف كتابه لاختلاف معناه). كما تذكر المصادر عن القفطي أنه ألف (كتاباً في الضاد والظاء، وهو ما اشتبه في اللفظ، واختلف في المعنى والخط).
ولم يحاول منهم إلا أبو بكر الصدفي أن يفرق بوضوح بين نطق الضاد والظاء حين قال: (. . لتستدل به على بعض ما التبس على بعض المسلمين بالفرق بينهما من إبانة الظاء بإظهار طرف اللسان في النطق بها، ورفعك رأسها عند كتابتها، وضم الأسنان على الضاد، وميلك باللسان إلى الأضراس من ناحية الشمال، فيفرق بينهما في خطهما).
ونحن نرى أثر هذا الخلط بين الضاد والظاء في بعض البلاد العربية في أيامنا هذه، فقد سبق أن أوردنا ما حكاه الدكتور أنيس عن نطق العراقيين للضاد نطقاً مشابهاً لنطق الظاء.
وليس هذا الأمر خاصاً بالعراقيين فحسب، بل إن أهل تونس يخلطون في أيامنا هذه بين الضاد والظاء، فينطقونها قريبين من الظاء، وكان زميل تونسي بجامعة ميونخ يسألنا إن كانت هذه الكلمة أو تلك تكتب بالظاء المشالة أو غير المشالة! وهو يقصد بالمشالة التي فوقها ألف، وهي الظاء المعروفة، وبغير المشالة: الخالية من هذه الألف في الخط، وهي الضاد المعروفة.
كما يقول كانتينو "": (وقد صارت الضاد ظاء في الألسن العربية الدارجة العصرية عادة واستوت تماما في الظاءات الأصلية في اللغة، فنشأ عن ذلك كيفيات مختلفة في نطق الضاد مماثلة لمختلف كيفيات نطق الظاء في العالم الناطق بالعربية، فتنطق في اللهجات المغربية ظاء ودالاً مضخمة وطاء، نحو: ظرب وضرب وطرب، في: ضرب). وفي كلامه هذا تعميم لا يصح، وإن كان مأخوذاً من اللهجات المغربية. غير أنه يعود فيقول: (وأكثر أنواع نطق الضاد في الفصحى شيوعاً هو نطقها كالظاء، إذا كان في لهجة المتكلم حروف ما بين الأسنان " الذال والثاء والظاء "، وكالدال المضخمة إذا انعدمت من لهجته تلك الحروف).
أما الضاد القديمة فقد عرفنا من قبل أن هناك نطقاً يشبهه عند أهل حضرموت، وهو كاللام المطبقة، فيما ذكره المستشرق (برجشتراسر).
ويضيف الدكتور خليل نامي إلى ذلك أن (هذا النطق موجود أيضاً في لهجات منطقة ظفار كالمهرية والشحرية، كما هو مجود أيضاً في منطقة دثينة بجنوب بلاد العرب، وهو موجود أيضاً في لهجات الجزيرة بالسودان "").
ونختم هذا البحث بمناقشة الحديث الذي ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أنا أفصح من نطق بالضاد)، فنقول: لم يرو هذا الحديث في كتب الحديث الصحيحة. وقال عنه ابن الجزري "": (والحديث المشهور على الألسنة: أنا أفصح من نطق بالضاد، لا أصل له، ولا يصح).
وقد رواه ابن هشام في مغني اللبيب (1/ 114): (أنا أفصح من نطق بالضاد، بيد أني من قريش واسترضعت في بني سعد بن بكر). وقال عنه صاحب حاشية الأمير (1/ 97): (والحديث غريب لا يعرف له سند).
وفي صبح الأعشى (1: 202/ 7)! (والفصاحة والبلاغة إذا طلبت غايتها، فإنها بعد كتاب الله في كلام من أوتي جوامع الكلم، وقال: (أنا من أفصح من نطق الضاد).
وفي المزهر للسيوطي (1: 209/ 3): (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أفصح العرب، رواه أصحاب الغريب، ورووه أيضاً بلفظ أنا أفصح من نطق بالضاد بيد أني من قريش).
(يُتْبَعُ)
(/)
ويبدو أن هذا الحديث قد غيرت ألفاظه بعد أن شاعت تسمية اللغة العربية (بلغة الضاد) فقد وجدت في سيرة ابن هشام (1/ 167) قوله: (قال ابن إسحاق: وكان رسول الله صلى الله عيه وسلم يقول لأصحابه: أنا أعربكم، أنا قرشي، واسترضعت في بني سعد بن بكر).
ورواه ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث (1/ 177) بلفظ: (أنا أفصح العرب، بيد أني من قريش). كما رواه السيوطي في الجامع الصغير (1: 107/ 12): أنا أعرب العرب ولدتني قريش، ونشأت في بني سعد بن بكر).
**************
تراث الضاد والظاء
**************
ألف كثير من اللغويين العرب في موضوع الضاد والظاء، وقد ضاعت بعض هذه المؤلفات ولم يتبقى لنا منها إلا اسمها، غير أنه قد سلم لنا من عواد الزمن الكثير منه. وفيما يلي نحصي ما نعلمه من هذه المؤلفات، وندل على المطبوع والمخطوط منها إن وجد:
1 ـ أبو بكر القيرواني، أحمد بن إبراهيم بن أبي عاصم اللؤلؤي النحوي (توفي سنة 318 هـ انظر ترجمته في بغية الوعاة 1/ 293): الضاد والظاء: ذكره الزبيدي في طبقاته 266 فقال: (وألف كتاباً في الضاد والظاء حسنه وبينه)، كما ذكره السيوطي في بغية الوعاة 1/ 293 والبغدادي في هدية العارفين 1 / ولم يذكروا له غيره.
2 ـ أبو الفهد النحوي البصري (تلميذ أبي بكر بن الخياط، المتوفى سنة 320 هـ، والذي كان من أصحاب المبرد. انظر شيئاً من أخباره في الفهرست 132 وطبقات الزبيدي 129 وبغية الوعاة 2/ 249): الظاء والضاد والذال والسين والصاد: ذكره ابن خير في فهرسته 363.
3 ـ أبو عمر الزاهد، محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم المعروف بغلام ثعلب (توفي سنة 345 هـ. انظر ترجمته في إنباه الرواة 3/ 171): الفرق بين الضاد ولظاء: ذكر بروكلمان 183 GAL,S I أن منه مخطوطة في مكتبة لا للي برقم 3141 وانظر كذلك دفتر كتبجانة لا للي (المطبوع سنة 1311 هـ) ص 216
4 ـ الصاحب ابن عباد، أبو القاسم إسماعيل (توفي سنة 358 هـ. انظر العبر للذهبي 3/ 18): الفرق بين الضاد والظاء: لم يذكر هذا الكتاب أحد ممن ترجموا للصاحب بن عباد. ومنه مخطوطة بمكتبة الفاتح باستانبول رقم 5413 ومصورة عنها بمعهد المخطوطات 194 لغة.
وقد نشره الشيخ محمد آل ياسين، ببغداد سنة 1958 عن مصورة لهذه النسخة.
5 ـ أبو الفتح المصري، أحمد بن مطرف بن إسحاق القاضي (كان في الدولة المصرية في أيام الحاكم بأمر الله الفاطمي 386 ـ 411 ومات بعده في سنة 413 هـ. انظر ترجمته في معجم الأدباء 5/ 63 وهدية العارفين 1/ 72): رسالة في الضاد والظاء: ذكرها ياقوت في معجم الأدباء 5/ 63 وقال إنه (كتب بها إلى الشريف أبي الحسن محمد بن القاسم الحسيني عامل تنيس)، كما ذكرت في بغية الوعاة 1/ 391 وهدية العارفين 1/ 73
6 ـ أبو عبد الله محمد بن جعفر القزاز القيرواني (توفي سنة 412 هـ. انظر ترجمته في بغية الوعاة 1/ 71): الضاد والظاء: ذكر في بغية الوعاة 1/ 71 وكشف الظنون 1534 وهدية العارفين 2/ 61 وقال عنه في معجم الأدباء 18/ 109 إنه (مجد). وسماه ابن خير في فهرسته 362 (كتاب الظاء)، وذكر أنه في ثلاثة أجزاء، وتحدث عن الطريق الذي رواه به فقال: (كتاب الظاء من تأليف أبي عبد الله محمد بن جعفر النحوي المعروف بالقزاز. . . في ثلاثة أجزاء، وكتاب الحروف في النحو من تأليفه أيضاً، حدثني بهما أبو محمد بن عتاب رحمه الله، عن أبي محمد مكي بن أبي طالب المقرئ، عن أبي عبد الله محمد بن جعفر النحوي مؤلفهما في برنامجه: سمعت عليه كتاب الظاء من تأليفه ثلاثة أجزاء).
7 ـ أبو القاسم مرجي بن كدثر المعري المقرئ النحوي (كان حياً قبل سنة 449 هـ انظر ترجمته في معجم المؤلفين 12/ 317): الضاد والظاء ذكره في معجم الأدباء 19/ 146 وبغية الوعاة ومعجم المؤلفين 12/ 217 وهدية العارفين 2/ 426
(يُتْبَعُ)
(/)
8 ـ أبو الحسن علي بن أبي الفرج بن أحمد القيسي الصقلي (كان قاضياً لمكة. انظر اللباب لابن الأثير 2/ 58 كما روي عن أبي ذر الأنصاري المتوفى سنة 434 هـ. انظر العبر للذهبي 3/ 314): الفرق بين الضاد والظاء: منه مخطوط بالمتحف العراقي ببغداد رقم 1063 في مجموعة. ويحققه الدكتور محسن جمال الدين (انظر المخطوطات اللغوية في مكتبة المتحف العراقي 58 والمباحث اللغوية 73).
9 ـ أبو القاسم سعد بن علي بن محمد الزنجاني (توفى بعد سنة 470 هـ انظر ترجمته في الأنساب للسمعاني (6/ 325): معرفة ما يكتب بالضاد والظاء: منه نسخة مخطوطة في المكتبة التيمورية بدار الكتب المصرية رقم 202 لغة، تقع في 14 صفحة من القطع الصغير، مكتوبة بخط تعليق، أولها بعد إسناد الرواية: (أنبأنا أبو القاسم سعد بن علي بن محمد الزنجاني، قال: هذا كتاب معرفة ما يكتب بالضاد والظاء معاً، والفرق بينهما في الخط والهجاء، إذا كانا على بناء واحد وصورة واحدة في اللفظ، ولكل واحد منهما معنى يخالف صاحبه في كلام العرب، وكانا يشتبهان على من لا يعلم، فيظنهما بمعنى واحد فلا يفرق بينهما وإنما ينبغي للكاتب أن يعرف معنى كل واحد منهما، فيخالف بينهما في الخط لاختلاف معناهما في اللفظ. وقد فسرنا كل واحد منهما. . . الخ).
وقد عالج الزنجاني في هذا الكتاب 29 كلمة بالضاد وما يقابلها بالظاء وأول هذه الكلمات: (العض والعظ) وآخرها: (القريض والقريظ).
ومن هذا الكتاب نسخة أخرى في ثلاث صفحات ينقص من آخرها كلمات: (التقريض والتقريظ، والقريض والقريظ) برقم 4701 هـ في دار الكتب المصرية، وهي نسخة مصورة ملحقة بكتاب ديوان الأدب للفارابي.
10 ـ أبو محمد بن علي بن محمد الحريري (توفى سنة 516 هـ انظر ترجمته في نزهة الألباء 379): الفرق بين الضاد والظاء: منه نسخة بالمكتبة التيمورية بدار الكتب المصرية برقم 543، كتبت سنة 1306 هـ، تقع في 9 صفحات من القطع الصغير، مكتوبة بخط نسخ ردئ. أولها: (بسم الله الرحمن الرحيم. الفرق بين الضاد والظاء، إملاء الإمام أبي محمد القاسم بن علي الحريري رحمه الله تعالى. لما كان الفرق بين الضاد والظاء مما لا يستغني الكاتب عن معرفته، ولا يعذر في الجهالة. بحقيقته، لم أجد طريقاً في إيضاحه خيراً من إثبات ما يكتب بالظاء، ليعرف به أن ما عداه يكتب بالضاد. وقد رتبته على حسب ما جاء منه في حروف المعجم، وشفعته بإثبات ما اشتبه لفظه واختلف كتابه، لاختلاف معناه، ولم يشذ من حصر الأمر عني إلا التلفظ من وحشي اللغة، وبالله التوفيق).
وآخرها: (والظراب اسم الهضاب، يكتب بالظاء. والله أعلم بالصواب).
ومن الكتاب نسخة أخرى في برلين (أهلورت 7022) كتبت حوالي سنة 880 هـ انظر بروكلمان. GAL I 227
هذا وقد نظم الحريري قصيدة في الظاءات، وضمنها المقامة السادسة والأربعين، وهي المقامة الحلبية، وتقع في 19 بيتاً.
11ـ أبو محمد عبد الله بن محمد السيد البطليوسي (توفى سنة 521 هـ انظر ترجمة في وفيات الأعيان 2/ 282): الفرق بين الأحرف الخمسة الظاء والضاد والذال والصاد والسين: ذكر هذا الكتاب ابن خير في فهرسته 363 فقال: (كتاب الفرق بين الحروف الخمسة الظاء والضاد والذال والصاد والسين. تأليف أبي محمد بن السيد البطليوسي، حدثني به الشيخ أبو الحسين عبد الملك بن محمد بن هشام القيسي رحمه الله، عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن السيد البطليوسي مؤلفه) كما ذكر في وفيات الأعيان 2/ 282 وهدية العارفين 1/ 454
ومنه مخطوطة بمكتبة راغب باشا باستنبول رقم 1431 (انظر بروكلمان GALS I 1758 ) ، ومنها مصورة بمعهد المخطوطات رقم 128 لغة، وهي مكتوبة سنة 1106 هـ وتقع في 137 ورقة من القطع المتوسط، وخطها نسخي مشكول. وأولها: (بسم الله الرحمن الرحيم. قال عبد الله بن محمد بن السيد البطليوسي رحمه الله: الحمد لله الذي باسمه يبدأ الذكر ويختم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. هذا كتاب قصدت فيه ذكر الفرق بين الأحرف الخمسة التي يغلط فيها كثير من الناس فضلاً عن عوامهم، وهي الظاء والضاد والذال والصاد والسين. . . ووجدت لبعضه قياساً يعين على ضبطه فنبهت عليه، وأما أكثره فلا قياس له، وإنما يضبط
(يُتْبَعُ)
(/)
بالحفظ. . .) وآخرها: (والسلسبيل عين في الجنة انتهى. . .).
ومن اقتباسات في المزهر للسيوطي 1/ 469؛ 1/ 562؛ 2/ 94
12 ـ أبو عبد الله محمد بن علي بن أحمد المعروف بابن حميدة النحوي (توفى سنة 550هـ انظر ترجمته في بغية الوعاة 1/ 173): الفرق بين الضاد والظاء: ذكر في معجم الأدباء 18/ 252 وبغية الوعاة 1/ 173 وهدية العارفين 2/ 92 (كتاب الظاء والضاد). وفي كشف الظنون 1435 في حرف الطاء المهملة أن له (كتاب الطاء) .
13 ـ أبو الفضل يحيى بن سلامة الحصكفي (توفى سنة 551 هـ. انظر ترجمته في وفيات الأعيان 5/ 251): ما يقرأ بالضاد المعجمة: منه مخطوطة بالمكتبة التيمورية بدار الكتب المصرية برقم 327 لغة في مجموع بخط أحمد تيمور باشا كتبه سنة 1322 هـ (26 ـ 36). وهو عبارة عن قصيدة في 67 بيتاً تجمع الكلمات التي فيها حرف الضاد.
وأول الكتاب: (بسم الله الرحمن الرحيم. قال الشيخ العالم العلامة البحر الفهامة سيدنا ومولانا الشيخ أبو سالم يحيى بن سلامة الحصفكي بآمد سنة سبع وخمسمائة: هذه قصيدة جمعت فيها أكثر ما نطق الناس من حروف الضاد الجارية في اللغة العربية، وأخللت بحروف قلما تستعمل. وقصدي أن يعرف المتكلم أن ما كان مذكوراً فهو بالضاد، وما ليس مذكوراً فيها فهو بالظاء. والله المسئول يوفقنا نعود إلى طاعته ونذود عن معصيته.
خذ من الضاد ما تداوله النا* س وما لا يكون عنه إعتياض
وآخره:
وافترضها ستين بيتاً تليها * سبعة وافتراضها افتراض
تمت القصيدة بحمد الله وعونه وحسن توفيقه. . .). ومن الكتاب نسخة أخرى لم أتمكن من رؤيتها، في المكتبة التيمورية كذلك برقم 466 لغة.
14 ـ أبو نصر محمد بن أحمد بن الحسين بن محمود الفروخي (توفى سنة 557 هـ. انظر ترجمته في فوات الوفيات 2/ 343): منظومة في الفرق بين الظاء والضاد: منها مخطوطات كثيرة تنسب في بعض الأحيان إلى غر صاحبها؛ فهي للفروخي في مجموع بالمكتبة التيمورية رقم 328 لغة (ص 100 ـ 103) وفيه أنه (تعرض في القصيدة لمدح الوزير ابن هيبرة). وفي ترجمته في فوات الوفيات أنه (كان كاتباً على أعمال السواد من قبل الوزير ابن هيبرة) كما تنسب للفروخي في مجموع برقم 327 لغة تيمور (ص 21 ـ 26)
كما تنسب لمن يسمى الشيخ شحادة في مجموع برقم 534 لغة تيمور (ص 6 ـ 8)، وقال عنها أحمد تيمور في أول المجموع إنها للفروخي. وتنسب للشيخ مهذب الدين الخلوي في آخر مخطوط الفاتح 5413 (معهد المخطوطات 256 لغة. ونشرت منسوبة لابن قتيبة في مجلة لغة العرب، سنة 1929 في الجزء السادس من السنة السابعة ـ يونية (461 ـ 463) نشرها الدكتور داود الجلبي الموصلي. ولم تنسب في مجموع 54 لغة ش بدار الكتب (ص 5 ـ 14) وكذلك في 510 مجاميع طلعت بدار الكتب (ورقة 138 ـ 139) وأولها في جميع هذه المخطوطات:
أفضل ما فاه به الإنسان * وخير ما جرى به اللسان
غير أن طولها يتراوح في هذه النسخ من 17 بيتاً إلى 58 بيتاً. ومنها 42 بيتاً في مجموعة أوراق دشت في المكتبة الزكية بدار الكتب المصرية برقم 955 تبدأ بالبيت الثاني في القصيدة، مع سقط في سلسلة نسب الفروخي.
15 ـ أبو محمد سعيد بن المبارك، المعروف بابن الدهان النحوي (توفى سنة 569 هـ. انظر ترجمته في بغية الوعاة 1/ 587): الغنية في الضاد والظاء: ذكر في وفيات الأعيان 2/ 124 وبغية الوعاة 1/ 587 ومعجم الأدباء 11/ 221 وكشف الظنون 2121 وهدية العارفين 1/ 391
16 ـ أبو البركات عبد الرحمن بن محمد بن الأنباري (توفى سنة 577 هـ انظر ترجمتنا المفصلة له في مقدمة كتب البلغة في الفرق بين المذكر والمؤنث): زينة الفضلاء في الفرق بين الضاد والظاء: وهو مذكور في مصادر كثيرة (انظر مقدمة البلغة ص 26 رقم 37). ومنه مخطوطة في مجموع بمكتبة أحمد الثالث باستانبول رقم 2729 وقد حققناه عنها، وسننشره في القريب العاجل إن شاء الله تعالى.
17 ـ محمد بن نشوان بن سعد بن نشوان الحميري (توفى سنة 610 هـ. انظر هدية العارفين 2/ 109): الفرق بين الضاد والظاء: نشره الشيخ محمد حسن آل ياسين، مع كتاب أبي حيان الآتي بعد، في مجلد واحد. بغداد 1961
(يُتْبَعُ)
(/)
18 ـ أبو القاسم عيسى بن عبد العزيز بن سليمان اللخمي الأسكندراني (توفى سنة 629 هـ. انظر ترجمته في هدية العارفين 1/ 808): المراد في كيفية النطق بالضاد: ذكر في بغية الوعاة 2/ 236 وهدية العارفين 1/ 808.
19 ـ أبو الفتوح نصر بن محمد الموصلي (توفى سنة 630 هـ. انظر ترجمته في بغية الوعاة 2/ 315): رسالة في الضاد والظاء: ذكرت في كشف الظنون 876 ووصفها السيوطي في بغية الوعاة بأنها رسالة بديعة.
20 ـ أبو بكر الصدفي، محمد بن أحمد الصابوني (توفى سنة 634 هـ انظر ترجمته في الأعلام 6/ 215): معرفة الفرق بين الظاء والضاد: منه مخطوطة في مكتبة الفاتح باستانبول رقم 5413 ومصورة عنها بمعهد المخطوطات التابع لجامعة الدول العربية رقم 275 لغة، تقع في 70 صفحة من القطع الصغير، مكتوبة بخط نسخي جميل مشكول. أولها: (بسم الله الرحمن الرحيم. قال أبو بكر الصدفي القروي: أما بعد فإنك سألتني أن أشرح لك طرفاً من حروف الظاء والضاد، لتستدل به على بعض ما التبس على بعض المسلمين بالفرق بينهما من إبانة الظاء بإظهار طرف اللسان في النطق بها، ورفعك رأسها عند كتابتها، وضم الأسنان على الضاد، وميلك باللسان إلى الأضراس من ناحية الشمال، فيفرق بينهما في خطهما فكتبت لك من ذلك أمثلة لتحتذي بها،وأصولاً لتقتدي بها باتباع من كتاب الله تعالى وشواهد من الشعر.
وقد عالج الصدفي في هذا الكتاب 27 كلمة بالظاء، وأخرى مثلها بالضاد.
أولها: (العظة والعضة) وآخرها: (الحنظل والحنضل). وبآخر الكتاب قصيدة الفروخي السابقة، منسوبة للشيخ مهذب الدين الخلوي في 17 بيتاً.
21 ـ أبو الحسن علي بن يوسف القفطي (توفى سنة 646 هـ انظر ترجمته في معجم الأدباء 15/ 186): كتاب الضاد والظاء وهو ما اشتبه في اللفظ واختلف في المعنى والخط: ذكر في فوات الوفيات 2/ 192 ومعجم الأدباء 15/ 186 وبغية الوعاة 2/ 213 وكشف الظنون 1434 هـ وهدية العارفين 1/ 709.
22 ـ أبو عبد الله جمال الدين محمد بن عبد الله بن مالك النحوي صاحب الألفية المشهور (توفى سنة 672 هـ. انظر ترجمته في بغية الوعاة 1/ 130): نظم ابن مالك أرجوزة وقصيدتين في الضاد والظاء، كما شرح القصيدتين كذلك. وقد وصل إلينا كل ذلك:
أما الأرجوزة فتوجد كاملة في 173 بيتاً في مجموعة مخطوطة بمكتبة طلعت بدار الكتب المصرية رقم 545 مجاميع (ص 15 ـ 20). وأولها:
أقول حامداً إلهاً صمدا * مصلياً على النبي أحمدا
ومنها مخطوطتان ناقصتان من الآخر، إحداهما في مجموع بالمكتبة التيمورية برقم 259 مجاميع (ص 113 ـ 121) والأخرى في مجموع آخر بالمكتبة التيمورية برقم 530 لغة (ص 187 ـ 194).
وأما أولى القصيدتين فمنها مخطوطة بدار الكتب المصرية برقم 5830، بعنوان: كتاب في الفرق بين الضاد والظاء في 44 صفحة من القطع الصغير بخط نسخي جميل مضبوط بالشكل. والقصيدة عبارة عن 74 بيتاً مشروحة شرحاً مستفيضاً به روايات عن كثير من العلماء كالليث والأزهري وثعلب وابن دريد وغيرهم، وبه شواهد كثيرة. وتبدأ القصيدة بقول ابن مالك:
الحمد لله ما عم الورى بنعم * وما ارتجى شاكر منه مزيد كرم
وأما القصيدة الثانية فاسمها: (الإعتضاد في الفرق بين الظاء والضاد) وقال عنها ابن مالك في أولها: (هذه قصيدة تجمع ضوابط مميزة للظاء من الضاد، بحصر رزقت الإعانة عليه، وخصصت بالسبق إليه). وتبدأ بالبيت التالي:
بسبق شين أو الجيم استبانة ظا * أو كاف أو لام أيضاً كظ متلمظا
ومن هذه القصيدة مخطوطات كثيرة في بلاد العالم (انظر بروكلمان GAL I 300., S I 526 وزد على ما ذكره نسختين بالمكتبة التيمورية، الأولى برقم 409 لغة، والأخرى برقم 349 مجاميع).
ومن كتاب (الإعتضاد) اقتباس في المزهر للسيوطي 2/ 282 ـ 286 وقد أشار إلى الأرجوزة والقصيدتين أحد الشعراء بقوله، ذاكراً مؤلفات ابن مالك (بغية الوعاة (1/ 132):
وفي الضاد والظا قد أتى بقصيدة * وأتبعها أخرى بوزنين أصّلا
وبيّن في شرحيهما كل ما غدا * على الذهن معتاصاً فأصبح مجتلى
وأرجوزة في الظاء والضاد قد حوى * بها لهما معنى لطيفاً وحصّلا
23
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ أثير الدين أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن حيان الأندلسي (توفى سنة 745 هـ. انظر ترجمته في فوات الوفيات 2/ 555): الارتضاء في الفرق بين الضاد والظاء: وهو كتاب لخصه أبو حيان من (الإعتضاد) لابن مالك، ورتبه على ما فيه من ظاء من حروف المعجم. وهو مذكور في بغية الوعاة 1/ 282 وفوات الوفيات 2/ 561 وهدية العارفين 2/ 152 ومنه مخطوطة في مجموع بالمكتبة التيمورية رقم 349 مجاميع (ص 174 ـ 194)
كما نشره الشيخ محمد آل ياسين مع كتاب محمد بن نشوان الحميري، السابق بغداد 1961.
24 ـ عبد الله بن أحمد بن علي الكوفي الهمذاني المعروف بابن الفصيح (توفى سنة 745 هـ. انظر ترجمته في بغية الوعاة 2/ 32): قصيدة في الفرق بين ظاءات القرآن وضاداته، تسمى بعمدة القراء وعدّة الإقراء: منها مخطوطة في مجموع بالمكتبة التيمورية رقم 349 مجاميع (ص 196 ـ 202) مع شرح للمؤلف عليها، فرغ منه في سنة 734 هـ. وأوله: (بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله على ما أولى من عطائه. . . وبعد، فإن الفقير إلى الله تعالى عبد الله بن أحمد بن علي الكوفي الهمذاني نظم هذه القصيدة، للفرق بين ظاءات القرآن المجيد وضاداته وسماها: عمدة القراء وعدّة الإقراء، فنظر فيها نحارير العلماء، وأجالوا فيها الأفكار، فوجدوها من أنفس الدرر الأبكار، وافية بالمراد المطلوب، كافلة بالنفيس المرغوب، فاستحسنوها استحسان من خبرها، وأثنوا عليها ثناء من تدبرها، فأمرني منهم من افترض الله طاعته عليّ، وضاعف نعمه لديّ، أعلق لها شرحاّ يقوم بحلها أحسن القيام، ويبلغ حافظها غاية المرام، فلم يسعني إلا قبول أمره المطاع). وأول أبيات القصيدة:
حفظت وعظاً عظيماً مظهر الظفر * ظعنت يقظان عن ظلم على ظفر
ومن الكتاب مخطوطة أخرى في برلين (أهلورت 10326). انظر بروكلمان GAL II 465 .
يحيى بن عمر بن محمد المكي القرشي (توفى سنة 885 هـ. انظر ترجمته في الضوء اللامع 10/ 238) ما يكتب بالضاد والظاء مع اختلاف المعنى: منه مخطوطة في مجموع بالمكتبة التيمورية رقم 259 مجاميع (ص 29 ـ 58). مكتوبة بخط رقعة حديث جميل جداً. وقد رتب ابن فهد الكلمات على حروف المعجم. أوله: (باب الألف: الإظراب هو الحسد. والإضراب: الإعراض). وآخره: (والوضف واحد الأوضاف وهي خيوط تعمل شبه القلاع، ويرمى فيها بالحجارة. . .). ومن الكتاب مخطوطتان أخريان في المكتبة التيمورية، في مجموع برقم 324 لغة (ص 2 ـ 16)، والأخرى في مجموع آخر برقم 530 لغة (277 ـ 289).
26 ـ نور الدين علي بن محمد بن علي بن غانم المقدسي المصري (توفى سنة 1004 هـ انظر ترجمته في ريحانة الألباء 2/ 52): بغية المرتاد لتصحيح الضاد: منه مخطوطات في أماكن عدة. انظر بروكلمان GAL II 342., S II 395, 429 ، وقد ذكر في كشف الظنون 868 كما طبع مع كتاب المقايسات لأبي حيان التوحيدي (انظر معجم المطبوعات لسركيس ص 197).
27 ـ عبد المجيد بن علي بن محمد بن علي الحسني المناوي (توفى سنة 1163 هـ انظر ترجمته في بروكلمان ( GAL S II 676 : منظومة في الفرق بين الظاء والضاد: منها نسخة ضمن مجموعة بدار الكتب المصرية برقم 524 مجاميع، ولم أتمكن من رؤيتها.
28 ـ أحمد عزت، مميز قلم تحريرات ولاية بغداد (توفى سنة. انظر المباحث اللغوية ص 72): فصل القضاء في الفرق بين الضاد والظاء: مطبوع في بغداد سنة 1328 هـ. ويقع في 108 صفحة من القطع الصغر، عالج فيه مؤلفه نحو 1850 كلمة بالضاد أو بالظاء. وقد جعله قسمين: الأول فيما يكتب بالضاد، والآخر فيما يكتب بالظاء وفسر كل كلمة بالعربية والتركية والفارسية. وهناك شخصان مجهولان هما:
29 ـ أبو الحسن علي بن سالم بن محمد العبادي الشنيني: قصيدة في الظاءات: منه نسخة كتبت في القرن السادس الهجري تقريباً، في مكتبة برلين (أهلورت 7021). انظر بروكلمان. GALS II 949
30 ـ الإمام محمد الخزرجي: منظومة في الفرق بين الظاء والضاد: منها نسخة في مكتبة برلين (أهلورت 7024). انظر بروكلمان GALS II 923
وهي بلا نسبة في مجموع بالمكتبة التيمورية رقم 298 مجاميع (ص 245 ـ 249) عبارة عن 43 بيتاً. وتسمى: (المرصاد في ضابط الظاء والضاد) وأولها:
(يُتْبَعُ)
(/)
الحمد لله العظيم الواحد * ذي الفضل والإحسان والمحامد
وآخرها:
وأشرقت في فلك نجوم * واتسعت في سلك رجوم
****************************
مصادر البحث
*********************
أولاً: المصادر العربية:
ـــــــــــــــ
1. الإبدال،2. لأبي الطيب اللغوي ـ تحقيق عز الدين التنوخي ـ دمشق1969
3. الأصوات اللغوية،4. للدكتور إبراهيم أنيس ـ القاهرة 1961
5. الأعلام،6. لخير الدين الزركلي ـ القاهرة 1954 ـ 1959
7. أنباه الرواة على أنباه النحاة،8. للقفطي تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ـ القاهرة 1950 ـ 1955
9. الأنساب،10. للسمعاني ـ حيدر آباد الدكن بالهند 1962 وما بعدها
11. بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة للسيوطي ـ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ـ القاهرة 1964 ـ 1965
12. البلغة في الفرق بين المذكر والمؤنث،13. لأبي البركات بن الأنباري ـ تحقيق الدكتور رمضان عبد التواب ـمركز تحقيق التراث بالقاهرة 1970
14. البيان والتبيين،15. لأبي عمر الجاحظ ـ تحقيق عبد السلام هارون ـ القاهرة 1948 ـ 1950
16. التطور النحوي للغة العربية،17. للمستشرق الألماني برجشتراسر ـ القاهرة 1929
18. تفسير القرطبي ـ الجامع لأحكام القرآن،19. للقرطبي ـ القاهرة 1967
20. الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير،21. للسيوطي ـ القاهرة 1954
22. حاشية الأمير على كتاب مغني اللبيب،23. لابن هشام ـ القاهرة 1328 هـ
24. حرف الضاد وكثرة مخارجه في اللغة العربية،25. للدكتور خليل نامي ـ مقالة في كلية الآداب بجامعة القاهرة ـ المجلد 21 العدد الأول. مايو 1959
26. الخط العربي وأثره في نظرة اللغويين القدامى إلى أصوات العلة ـ مقالة للدكتور رمضان عبد التواب،27. بمجلة المجلة بالقاهرة ـ يوليه 1968
28. دروس في علم أصوات العربية،29. لجان كانتينو ـ ترجمة صالح القرماوي ـ تونس 1966
30. ذيل الأمالي والنوادر،31. للقالي ـ بولاق 1324 هـ
32. ريحانة الألباء وزهرة الحياة الدنيا،33. لشهاب الدين الخفاجي ـ تحقيق عبد الفتاح الحلو ـ القاهرة 1967
34. سر صناعة الإعراب،35. لابن جني ـ تحقيق مصطفى السقا وآخرين ـ القاهرة 1954
36. سيرة ابن هشام = السيرة النبوية،37. لابن هشام ـ تحقيق مصطفى السقا وآخرين ـ القاهرة 1955
38. شرح ابن يعيش للمفصل ـ القاهرة (بلا تاريخ)
39. صبح الأعشى في صناعة الإنشا،40. للقلقشندي ـ مطبعة دار الكتب المصرية،41. بالقاهرة 1920 وما بعدها
42. الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع،43. للسخاوي ـ نشر القدسي ـ القاهرة 1353
44. طبقات النحويين واللغويين،45. للزبيدي ـ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم القاهرة 1954
46. العبر في خبر من غبر،47. للذهبي ـ تحقيق صلاح الدين المنجد وآخرين ـ الكويت 1960
48. العربية،49. ليوهان فك ـ ترجمة الدكتور عبد الحليم النجار ـ القاهرة 1951
50. العربية الفصحى،51. للأب هنري فليش اليسوعي ـ ترجمة الدكتور عبد الصبور شاهين ـ بيروت 1969
52. علم الأصوات عند سيبويه وعندنا ـ محاضرة للمستشرق الألماني (شاده) ألقاها في قاعة الجمعية الجغرافية الملكية،53. ونشرت بصحيفة الجامعة المصرية ـ السنة الثانية 1931
54. علم اللغة العام ـ الأصوات،55. للدكتور كمال محمد بشر ـ القاهرة 1970
56. الفهرست،57. لابن النديم ـ القاهرة 1348 هـ
58. فهرسه ما رواه عن شيوخه،59. لابن خير الإشبيلي ـ القاهرة 1963
60. فوات الوفيات،61. لابن شاكر الكتبي ـ تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ـ القاهرة 1951
62. الكتاب،63. لسيبويه ـ بولاق 1316 ـ 1317 هـ
64. كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون،65. لحاجي خليفة. استانبول 1934
66. اللباب في تهذيب الأنساب،67. لابن الأثير ـ القاهرة 1257 ـ 1369 هـ
68. المباحث اللغوية في العراق،69. للدكتور مصطفى جواد ـ 1965
70. المخطوطات اللغوية في مكتبة المتحف العراقي،71. لأسامة ناصر النقشبندي ـ بغداد 1969
72. المزهر في علوم اللغة وأنواعها،73. لجلال الدين السيوطي ـ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم وآخرين ـ القاهرة 1958
74. معجم الأدباء،75. لياقوت الحموي ـ تحقيق أحمد فريد رفاعي ـ القاهرة 1936
76. معجم المطبوعات العربية والمعربة،77. ليوسف إليان سركيس ـ القاهرة 1928
(يُتْبَعُ)
(/)
78. معجم المؤلفين،79. تراجم مصنفي الكتب العربية،80. لعمر كحالة ـ دمشق 1957
81. معنى القول المأثور: لغة الضاد،82. للدكتور إبراهيم أنيس ـ مقالة في الجزء العاشر من مجموعة البحوث والمحاضرات لمجمع اللغة العربية بالقاهرة 1966 ـ 1967
83. مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،84. لابن هشام المصري ـ تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ـ القاهرة (بلا تاريخ)
85. المقتضب،86. لأبي العباس المبرد ـ تحقيق محمد عبد الخالق عضيمة ـ القاهرة 1963 ـ 1968
87. نزهة الألباء في طبقات الأدباء،88. لأبي البركات بن الأنباري ـ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ـ القاهرة 1967
89. النشر في القراءات العشر،90. لابن الجزري ـ وقف على تصحيحه الشيخ علي محمد الضباع ـ القاهرة (بلا تاريخ)
91. النهاية في غريب الحديث والأثر،92. لابن الأثير ـ تحقيق محمد محمود الطناحي ـ القاهرة 1963 ـ 1965
93. هدية العارفين في أسماء المؤلفين والمصنفين،94. لإسماعيل باشا البغدادي ـ استانبول 1955
95. وفيات الأعيان،96. وأنباء أبناء الزمان،97. لابن خلكان ـ تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ـ القاهرة 1948
*************
ثانياً: المصادر الإفرنجية:
ــــــــــــــــــــــ
C. Brockelmamann, GAL ( S ) = Geschichte der Arabisehen Litteratur, Bd, I. II, Leiden 1943 - 1949 und Suppl. I- III Leiden 1937 - 1942 .
C.Brockelmann,Grundriss der Vergleichenden Gran matik der semitischen Sprachen ,Bd.I.II,Berlin 1908-1913
G.Fuck,Atabiya,Untersuchungen zur arbischen Sprach –und Stilgeschte Berlin 1950
C.H.Gordon, Ugaritic Manual ,Rom 1935
M.Hofner,Aliudarabische Grmmatik, Leipzig 1943
S.Moscati, An introduction to the comparatve grammar of the semitic Languages …pb S.Moscati,
A.Spitaler ,E. Ullendorff and W .von Soden , Wiesbaden 1964
F. Praetorius Aethiopisehe Grammatik ,New York 1955
ـ[إسلام معروف]ــــــــ[26 Jun 2005, 03:11 ص]ـ
بناء على رغبة إخواننا طلاب العلم تم إضافة بحث الدكتور رمضان عبد التواب منسقا على الوورد حتى يعم ما فيه من الفائدة.
http://tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=83&stc=1
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Jun 2005, 01:15 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الكريم إسلام على هذا البحث القيم للأستاذ الدكتور رمضان عبدالتواب وفقه الله، وقد سبق نقاش مسائل ذات صلة بحرف الضاد ونطقه في الملتقى العلمي هنا.
- سؤال حول نطق حرف الضاد. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=173).
ـ[إسلام معروف]ــــــــ[28 Jun 2005, 02:49 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
فهذه رسالة مني إلى شيخنا الفاضل عبد الرحمن الشهري - حفظه الله ورعاه - وإلى كل إخواني في الملتقى
جزاكم الله خيرا ياشيخنا على اهتمامكم ببحث الدكتور رمضان عبد التواب - رحمه الله - وكما ذكرت فضيلتكم أنه دارت مناقشات على هذا المنتدى حول حرف الضاد وكيفية نطقه - وأيضا على غيره من المنتديات - فالهدف من المنشود من هذا البحث وما سوف يليه إن شاء الله ليس النقاش ولكن رد المسألة لأصلها ورد العلم إلى أهله وأهل التخصص فيه، فقد كثر الكلام في هذه المسألة في صورة جدالات أو محاولة لدفاع عن شيخ أو اثبات خطأ شيخ وكانت تشوبها رائحة تعصب وعدم الكلام في صلب الموضوع.
فالهدف الرئيسي من عرض هذه الأبحاث هو بيان الحق بالحجج القاطعة والأدلة الشرعية الواضحة التي لاتشوبها شائبة، فالحق أحق أن يتبع وهناك مسائل لابد من فصلها حتى نتعبد لله على بصيرة وعلى هدى فالقرآن متعبد بتلاوته قال تعالى: (الذين ءاتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولائك يؤمنون به)
باختصار شديد نريد العودة إلى أصل الأصول ألا وهو اتباع الدليل، نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى مايحبه ويرضاه وأن يصلح لنا نوايانا ويهدينا إلى سبيل الرشاد
والسلام عليكم ورحمة الله(/)
كيف أخرج مثل هذا الأثر في تفسير الطبري؟
ـ[أصيل]ــــــــ[24 Jun 2005, 04:14 ص]ـ
من المعلوم أن الإمام الطبري - رحمه الله تعالى - يجمع الأسانيد بمتونها أو بذكر ألفاظ الروايات في تفسيره للآية ....
كقوله: " حدثني محمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث, قال: حدثنا الحسن, قال: حدثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قول الله: (مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ) قال: بمكة بالبلد.
ثم قال: حدثني القاسم , قال: حدثنا الحسين , قال: ثني حجاج , عن ابن جُرَيج , عن مجاهد , نحوه "
كيف أخرج الأثر الثاني؟
أأنسب متن الذي قبله له؟(/)
من أسرار البيان في أمثال القرآن- فمثله كمثل الكلب
ـ[محمد إسماعيل]ــــــــ[25 Jun 2005, 12:41 م]ـ
قال الله تبارك وتعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ * سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ * مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} (الأعراف: 175 - 178)
أولاً- هذه الآيات الكريمة نزلت في إنسان كان عالمًا بدين الله تعالى وتوحيده، ثم خرج منه إلى الكفر والضلال. وظاهر الموصول المفرد {الَّذِي} يشير إلى أن صاحب الصلة واحد معيّن، وأن مضمون الصلة حال من أحواله التي عرف بها. وإذا كانت الآية الكريمة- كما ترى- قد أبهمت اسمه، واقتصرت على الإشارة إلى إجمال قصته، فإنها مع ذلك ظاهرة في أنه نبأ واقع، لا مجرد تمثيل؛ كما ذهب إليه بعضهم.
وقد اختلف المفسرون في تعيينه على أقوال، أقربها إلى الحقيقة أن يكون صاحب هذا النبأ ممّن كان للعرب إلمام بمجمل خبره؛ كأمية بن أبي الصلت الثقفي؛ وذلك أن أمية كان- فيما روي عنه- ممن أراد اتباع دين غير الشرك طالبًا دين الحق، ونظر في التوراة والإنجيل، فلم يرَ النجاة في اليهودية، ولا النصرانية، وتزهَّد وتوخَّى الحنيفية دينَ إبراهيم- عليه السلام- وأخبر أن الله يبعث نبيًّا في العرب، فطمع أن يكونَه هو ذلك النبي، ورفض عبادة الأصنام، وحرم الخمر، وذكر في شعره أخبارًا من قصص التوراة، ويروى أنه كانت له إلهامات ومكاشفات وكان يقول:
كل دين يوم القيامة عند اللَّه إلا دين الحنيفيةُ زُورُ
فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم، أسف أن لم يكن هو الرسول المبعوث في العرب. وقد اتفق أن خرج إلى البحرين قبل البعثة، وأقام هنالك ثمان سنين، ثم رجع إلى مكة، فوجد البعثة، وتردد في الإسلام، ثم خرج إلى الشام، ورجع بعد وقعة بدر، فلم يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم حسدًا، ورثى من قُتل من المشركين يومَ بدر، وخرج إلى الطائف بلاد قومه فمات كافرًا.
وقد قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم ” كاد أمية بن أبي الصلت أن يُسلم “. وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: ” آمن شعره وكفر قلبه “. يريد أن شعره كشعر المؤمنين، وذلك أنه يوحد الله في شعره، ويذكر دلائل توحيده من خلق السموات والأرض، وأحوال الآخرة، والجنة والنار، والثواب والعقاب، واسم الله وأسماء الأنبياء .. وروي عن أمية أنه قال لما مرِض مَرض موته:” أنا أعلم أن الحنيفية حق، ولكن الشك يداخلني في محمد “.
وذهب كثير من المفسرين إلى أنه رجل من الكنعانيين، وكان في زمن موسى عليه السلام، يقال له: بلعام بن باعُور. أو بلعَم بن باعوراء- كما روي عن ابن عباس وابن مسعود ومجاهد رحمهم الله- وذكروا قصته فخلطوها وغيَّروها واختلفُوا فيها.
والتحقيق- كما قال ابن عاشور- أن بلعام هذا، أو بلعم، كان من صالحي أهل مَدْيَن وعرَّافيهم في زمن مرور بني إسرائيل على أرض (مُؤاب)؛ ولكنه لم يتغير عن حال الصلاح، وذلك مذكور في سفر العدد من التوراة في الاصحاحات (22ـ 23ـ 24)، فلا ينبغي الإلتفات إلى هذا القول لاضطرابه واختلاطه.
وقال الفخر الرازي:” وجائز أن يكون هذا الموصوف فرعون، فإنه تعالى أرسل إليه موسى وهارون، فأعرض وأبى، وكان عاديًا ضالاً متبعًا للشيطان“ .. وقيل:” هو عام فيمن عرض عليه الهدى، فأعرض عنه“. وهو قول قتادة وعكرمة وأبي مسلم. وقيل غير ذلك.
ومناسبة هذه الآيات لما قبلها إشارة إلى العبرة من حال أحد الذين أخذ الله عليهم العهد بالتوحيد والامتثال لأمر الله، وأمده الله بعلم يعينه على الوفاء بما عاهد الله عليه في الفطرة، ثم لم ينفعه ذلك كله حين لم يقدر الله تعالى له الهدى المستمر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيًا- وقوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ} خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم. واتل من التلاوة، وهي القراءة. والنبأ هو الخبر المرويُّ. أو القصة المطلوب تلاوتها عليهم.
وشأن القصص المفتتحة بقوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ} أن يقصد منها وعظ المشركين بصاحب القصة بقرينة قوله تعالى بعد ذلك: {ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}.
ويحصل من ذلك- أيضًا- تعليم مثل قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ} (يونس:71)، وقوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ} (الشعراء:69)، وقوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ} (المائدة:27)، وقوله تعالى: {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ} (الكهف:27).
ونظائر ذلك كثير. فالضمير في {عَلَيْهِمْ} عائد على حاضري محمد صلى الله عليه وسلم من الكفار وغيرهم من المشركين، الذين وجهت إليهم العبر والمواعظ من أول هذه السورة، وقصت عليهم قصص الأمم مع رسلهم.
ومناسبة فعل التلاوة لهم أنهم كانوا قومًا تغلب عليهم الأمية، فأراد الله تعالى أن يبلّغ إليهم من التعليم ما يُساوون به حال أهل الكتاب في التلاوة، فالضمير المجرور بـ (على) عائد إلى معلوم من السياق وهم المشركون، وغيرهم.
والمراد بقوله تعالى {آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا}: علمناه حجج التوحيد، وفهمناه أدلته، حتى صار عالماً بها .. والإيتاء هنا مستعار للإطْلاَع وتيسير العلم.
وتأمل قوله تعالى: {آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا}، فأخبر سبحانه أن ذلك؛ إنما حصل له بإيتاء الرب له، لا بتحصيله هو. وقال تعالى: {آَتَيْنَاهُ}، ولم يقل: (أعطيناه)، لما في الإيتاء من سرعة الإعطاء، وسهولته؛ كما في قوله تعالى: {وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ} (البقرة:251)، وقوله تعالى: {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً} (الكهف:84).
وقوله تعالى: {فَانْسَلَخَ مِنْهَا}. الانسلاخ من الشيء عبارة عن البراءة منه، والانفصال والبعد عنه؛ كالانسلاخ من الثياب والجلد. ويقال لكل من نبذ شيئًا، وكفر به، وفارقه بالكلية: انسلخ منه.
وحقيقة الانسلاخ هي خروج جسد الحيوان من جلده، حينما يُسلخ عنه جلده. يقال: انسلخت الحية من جلدها، إذا خرجت منه، واستعير في الآية للانفصال المعنوي، وهو ترك التلبس بالشيء، أو عدم العمل به.
وقوله تعالى: {انْسَلَخَ مِنْهَا} يدل على أنه كان فيها، ثم خرج منها. والتعبير عن ذلك بالانسلاخ، المنبىء عن اتصال المحيط بالمحاط خلقة، وعن عدم الملاقاة بينهما أبدًا، للإيذان بكمال مباينته للآيات بعد أن كان بينهما كمال الاتصال.
وقيل: معنى الانسلاخ عن الآيات: الإقلاع عن العمل بما تقتضيه؛ وذلك أن الآيات أعلمته بفساد دين الجاهلية ومع ذلك فقد انسلخ منها؛ كما ينسلخ الإنسان، أو الحيوان من جلده، فخرج بذلك من محبة الله إلى معصيته، ومن رحمة الله إلى سخطه، ونزع منه العلم، الذي كان يعلمه.
وفي الجامع الكبير (2/ 469) للسيوطي:” عن النبي صلى الله عليه وسلم: العلم علمان: علم في القلب؛ فذلك العلم النافع. وعلم على اللسان؛ فذلك حجة الله تعالى على ابن آدم“. فهذا مثل علم هذا الإنسان وأشباهه، نعوذ بالله منه، ونسأله التوفيق.
وتأمل كيف قال تعالى: {فانسلخ منها}، ولم يقل: (فسلخناه)؛ بل أضاف الانسلاخ إليه، وعبَّر عن براءته منها بلفظة الانسلاخ، الدالة على تخليه عنها بالكلية، وهذا شأن الكافر. وأما المؤمن، ولو عصى الله تبارك وتعالى ما عصاه، فإنه لا ينسلخ من الإيمان بالكلية.
وقال تعالى: {فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ}، ولم يقل: (فتَبِعَهُ)؛ فإن في {أتْبَعَهُ} إعلامًا بأنه أدركه ولحقه؛ كما قال الله تعالى: {فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ} (الشعراء:60). أي: لحقوهم ووصلوا إليهم. وكذلك قوله تعالى: {فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ} (الحجر:18)، وقوله تعالى: {فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ} (يونس:90).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقرأ الحسن- فيما روى عنه هارون-: {فَاتَّبَعَهُ}، بصلة الألف، وتشديد التاء، وكذلك طلحة بن مصرف بخلاف، وكذلك الخلاف عن الحسن، على معنى: لازمه. اتبعه بالإغواء؛ حتى أغواه.
وقوله تعالى: {فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ}. أي: كان من المتصفين بالغي؛ وهو الضلال، وهو أشد مبالغة في الاتصاف بالغواية من أن يقال: وغوى، أو كان غاويًا. وإنما كان قوله تعالى: {مِنَ الْغَاوِينَ} أشدَّ مبالغة من قولك: فلان كان غاويًا؛ لأنَّه يشهد له بكونه معدودًا في زمرتهم ومعروفة مساهمته لهم في الغواية.
والغي والغواية هي الضلال، كأنه خروج من الطريق للقصور عن حفظ المقصد، الذي يوصل إليه الطريق؛ ففيه نسيان المقصد والغاية. فالمتحير في أمره، وهو في الطريق غوي، والخارج عن الطريق، وهو ذاكر لمقصده ضال، وهو الأنسب لمورد الآية؛ فإن صاحب النبأ بعد ما انسلخ عن آيات الله وأتبعه الشيطان، غاب عنه سبيل الرشد، فلم يقوَ على إنجاء نفسه من ورطة الهلاك.
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم:” إن أخوف ما أخاف عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم، ومضلات الفتن“ .. فإن الغي والضلال يجمع جميع سيئات بني آدم فإن الإنسان كما قال تعالى: {وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} (الأحزاب:72)، فبظلمه يكون غاويًا، وبجهله يكون ضالاً. وكثيرًا ما يجمع بين الأمرين، فيكون ضالاً في شيء، غاويًا في شيء آخر؛ إذ هو ظلوم جهول، ويعاقب على كل من الذنبين بالآخر؛ كما قال تعالى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} (البقرة:10)؛ وكما قال سبحانه: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} (الصف:5).
وجاء ترتُّب أفعال الانسلاخ، والإتباع، والكون من الغاوين بفاء العطف على حسب ترتيبها في الحصول؛ فإنه لما عاند ولم يعمل بما هداه الله إليه، حصلت في نفسه ظلمة شيطانية مكنت الشيطان من استخدامه، وإدامة إضلاله، فكان الانسلاخ عن الآيات أثرًا من وسوسة الشيطان له. وإذا أطاع المرء الوسوسة، تمكن الشيطان من مقاده، فسخره وأدام إضلاله، وهو المعبر عنه بـ {أَتْبَعَهُ}، فصار بذلك من زُمرة الضالين الراسخين في الغواية بعد أن كان من المهتدين.
وقال تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا}، فأخبر سبحانه أن الرفعة عنده ليست بمجرد العلم؛ وإنما هي باتباع الحق وإيثاره وقصد مرضاة الله تعالى: فان هذا الإنسان كان من أعلم أهل زمانه، ولم يرفعه الله بعلمه، فالرفعة بالعلم قدر زائد على مجرد تعلمه.
والرافع هو الله تعالى، يرفع عبده، إذا شاء، بما آتاه من العلم، وإن لم يرفعه الله، فهو موضوع لا يرفع أحد به رأسًا. وذلك منوط بمشيئة الله تعالى، والله سبحانه لا يشاء ذلك لمن أعرض عنه، وأقبل إلى غيره؛ لأن الإعراض عن الله سبحانه، وتكذيب آياته ظلم، وقد حق القول منه سبحانه أنه {لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (البقرة:258).
ولذلك عقب تعالى على قوله: {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا} بقوله: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ}، فأخبر عن السبب، الذي منعه أن يرفع بهذه الآيات.
وقوله: {أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ}. أي: سكن إليها، ونزل بطبعه إليها، فكانت نفسه أرضية سفلية، لا سماوية علوية، وبحسب ما يخلد العبد إلى الأرض، يهبط من السماء. وقوله: {وَاتَّبَعَ هَوَاهُ} معناه: أنه أعرض عن التمسك بما آتاه الله من الآيات، وانقاد لما دعاه إليه الهوى.
والمعنى: لكنا لم نشأ ذلك؛ لأنه أخلد إلى الأرض، واتبع هواه، فبات في قلق دائم، وانشغل بالدنيا وأعراضها، وكان ذلك موردًا لإضلالنا، لا لهدايتنا كما قال تعالى: {وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ} (إبراهيم:27).
وأصل الإخلاد من الخلود، وهو الدوام والبقاء. يقال: فلان أخلد، ولاذ بالمكان، إذا أقام فيه مع الاطمئنان به، ظانًّا أنه مخلد فيه. ومنه قوله تعالى: {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ} (الواقعة:17). أي: قد خلقوا للبقاء؛ لذلك لا يتغيرون، ولا يكبرون، وهم على سن واحد أبدًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
والخلد هو دوام البقاء في دار لا يخرج منها؛ كالدار الآخرة، وسمِّيت بدار الخلد، لبقاء أهلها فيها. وقوله تعالى: {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ} (الهُمَزَة:3). أي: يعمل عمل من لا يظن مع يساره أنه يموت.
وقوله تعالى: {إِلَى الْأَرْضِ} يحتمل أن يراد بالأرض: شهواتها ولذاتها وما فيها من الملاذ، قاله السدي وغيره. ويحتمل أن يراد بها: العبارة عن الأسفل والأخسِّ؛ كما يقال فلان في الحضيض. ويتأيد ذلك من جهة المعنى المعقول؛ وذلك أن الأرض وما ارتكز فيها هي الدنيا، وكل ما عليها فان، من أخلد إليه فقد حرم حظ الآخرة الباقية.
وعلى ذلك يكون الإخلاد إلى الأرض كناية عن الميل إلى التمتع بنعيم الدنيا وشهواتها وملذاتها. ويكون الكلام تمثيلاً لحال المتلبس بالنقائص والكفر بعد الإيمان والتقوى، بحال من كان مرتفعًا عن الأرض، فنزل من اعتلاء إلى أسفل. فبذكر (الأرض)، عُلمَ أن الإخلاد هنا ركون إلى السفل. أي: تلبس بالنقائص والمفاسد.
فإن قيل: الاستدراك بـ {لَكِنَّه} يقتضي أن يثبت بعدها نفي ما قبلها. أو ينفي ما أثبت؛ كما تقول: لو شئت لأعطيته؛ لكني لم أعطه، ولو شئت لما فعلت كذا؛ لكني فعلته. فالاستدراك يقتضي: ولو شئنا لرفعناه بها؛ ولكنا لم نشأ. أو فلم نرفعه. فكيف استدرك بقوله: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ} بعد قوله: {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا}؟
قيل: هذا من الكلام الملحوظ فيه المعنى، المعدول فيه عن مراعاة الألفاظ إلى المعاني؛ وذلك أن مضمون قوله: {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا} أنه لم يتعاط الأسباب، التي تقتضي رفعه بالآيات من إيثار الله ومرضاته على هواه؛ ولكنه آثر الدنيا، وأخلد إلى الأرض، واتبع هواه.
ثالثًا- قوله تعالى: {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ} تصوير لحال ذلك الكافر الضال، بحال الكلب الموصوف باللّهث، دلَّ على ذلك لفظ المثل بعد كاف التشبيه. والتقدير: فمثله في أحواله السابقة كحال الكلب في لهثه.
وإيثار الجملة الاسمية على الفعلية، بأن يقال: (فصار مثله كمثل الكلب .. الخ}، للإيذان بدوام اتصافه لتلك الحالة الخسيسة، وكمال استقراره واستمراره عليها.
قال السدي وغيره: إن هذا الرجل عوقب في الدنيا بأنه يلهث؛ كما يلهث الكلب، فشبه به صورة وهيئة، وقال الجمهور: إنما شبه به في أنه كان ضالاً قبل أن يؤتى الآيات، ثم أوتيها، فكان أيضاً ضالاً، لم تنفعه؛ فهو كالكلب في أنه لا يفارق اللهث في حال حمل عليه، أو لم يحمل عليه.
وتحرير المعنى: أن الشيء، الذي تتصوره النفوس من حاله هو كالذي تتصور من حال الكلب. وبهذا التقدير يحسن دخول الكاف على مثل. واستعمال القرآن لفظ المثل بعد كاف التشبيه مألوف بأنه يراد به تشبيه الحالة بالحالة.
والكلب- مع ما عرف عنه من أمانة وإخلاص وذكاء- هو من أخبث الحيوانات، وأوضعها قدرًا، وأخسِّها نفسًا، وأشدها شرهًا وحرصًا. ومن شدة حرصه وشرهه أنه لا يمشي إلا وخطمه في الأرض، يتشمَّم، ويستروح حرصًا وشرهًا، ولا يزال يشم دبره دون سائر أجزائه، وإذا رميت إليه بحجر رجع إليه؛ ليعضه من فرط نهمته، وهو من أمهن الحيوانات، وأحملها للهوان، وأرضاها بالدنايا. والجيفُ القذرة المُرْوِحَة أحبُّ إليه من اللحم الطري، وإذا ظفر بميتة تكفي مائة كلب، لم يدع كلبًا واحدًا يتناول منها شيئًا إلا هرَّ عليه وقهره، لحرصه وبخله وشرهه. ومن أبرز صفاته الذميمة، التي لا تفارقه إنكاره الضيف، واللَّهَث على أيِّ حال.
وفي لسان العرب:” اللَّهَث واللَّهاث واللَّهَثان، بفتح اللام المشددة فيها، واللُّهَاث، بالضم: حرُّ العطش في الجوف. وقال الجوهري: اللَّهثان، بالتحريك: العطش، وبالتسكين: العطشان. وقال: الجوهري: لهث الكلب، بالفتح، يلهث لَهَثًا ولََُهاثًا، بالضم، إذا أخرج لسانه من التعب أو العطش؛ وكذلك الرجل إذا أعيا .. وفي التنزيل العزيز: {كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}؛ لأنك إذا حملت على الكلب، نبح وولَّى هاربًا، وإن تركته شدَّ عليك ونبح، فيتعب نفسه مقبلاً عليك ومدبرًا عنك، فيعتريه عند ذلك ما يعتريه عند العطش من إخراج اللسان“.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أبو محمد بن قتيبة:” كل شيء يلهث؛ فإنما يلهث من إعياء، أو عطش إلا الكلب، فإنه يلهث في حال الكلال وحال الراحة وحال الصحة وحال المرض والعطش، فضربه الله مثلاً لمن كذب بآياته. وقال: إن وعظته فهو ضال، وإن تركته فهو ضال؛ كالكلب، إن طردته لهث، وإن تركته على حاله لهث“.
وفي تشبيه ذلك الضال في حال لهفه على الدنيا بالكلب في حال لهثه، سر بديع؛ وهو أن الذي حاله ما ذكره الله من انسلاخه من آياته، واتباعه هواه؛ إنما كان لشدة لهفه على الدنيا لانقطاع قلبه عن الله والدار الآخرة، فهو شديد اللهف عليها، ولهفُه نظير لهث الكلب الدائم في حال إزعاجه وتركه؛ فإنه في الكلاب طبع لا تقدر على نفض الهواء المتسخن، وجلب الهواء البارد بسهولة، لضعف قلبها وانقطاع فؤادها، بخلاف سائر الحيوانات، فإنها لا تحتاج إلى التنفس الشديد، ولا يلحقها الكرب والمضايقة إلا عند التعب والإعياء.
وفي الدر المنثور للسيوطي:” أخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج، قال: الكلب منقطع الفؤاد، لا فؤاد له، مثل الذي يترك الهدى، لا فؤاد له؛ إنما فؤاده منقطع، كان ضالاًّ قبل وبعد“.
قال ابن قيِّم الجوزيَّة:” مراده بانقطاع فؤاده أنه ليس له فؤاد يحمله على الصبر، وترك اللهث؛ وهكذا الذي انسلخ من آيات الله، لم يبق معه فؤاد يحمله على الصبر عن الدنيا، وترك اللهف عليها. فهذا يلهف على الدنيا من قلة صبره عنها، وهذا يلهث من قلة صبره عن الماء، فالكلب من أقل الحيوانات صبرًا عن الماء، وإذا عطش أكل الثرى من العطش، وإن كان فيه صبر على الجوع. وعلى كل حال فهو من أشد الحيوانات لهثًا يلهث قائمًا وقاعدًا وماشيًا وواقفًا؛ وذلك لشدة حرصه، فحرارة الحرص في كبده توجب له دوام اللهث؛ فهكذا مشبهه، شدة الحرص وحرارة الشهوة في قلبه توجب له دوام اللهف، فإن حملت عليه الموعظة والنصيحة فهو يلهف، وإن تركته ولم تعظه فهو يلهف“.
وقال ابن عاشور:” وهذا التمثيل من مبتكرات القرآن؛ فإن اللهث حالة تؤذن بحرج الكلب من جراء عسر تنفسه عن اضطراب باطنه، وإن لم يكن لاضطراب باطنه، سبب آت من غيره“.
والجملتان الشرطيتان: {إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ} تفسير لما أبهم في المثل، وتفصيل لما أجمل فيه، وتوضيح للتمثيل ببيان وجه الشبه، على منهاج قوله تعالى: {خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}، إثر قوله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ}. وقيل: هما في موضع الحال من الكلب، بناء على خروجهما من حقيقة الشرط، وتحولهما إلى معنى التسوية، حسب تحول الاستفهامين المتناقضين إليه في مثل قوله تعالى: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ}؛ كأنه قيل: لاهثًا في الحالتين.
وأيًّا ما كان، فالأظهر أنه تشبيه للهيئة المنتزعة مما اعتراه- بعد الانسلاخ- من سوء الحال، واضطرام القلب، ودوام القلق والاضطراب، وعدم الاستراحة بحال من الأحوال، بالهيئة المنتزعة مما ذكر من حال الكلب.
والخطاب في {تَحْمِلْ عَلَيْهِ} و {تَتْرُكْهُ} لمخاطب غير معيّن، فيشمل كل أحد ممن له حظ من الخطاب، فإنه أدخل في إشاعة فظاعة حاله. والمعنى: إن يحمل عليه حامل، أو يتركه تارك .. و {تَحْمِلْ عَلَيْهِ} من الحملة, لا من الحمل، وهي المطاردة والهجوم.
وفي تاج العروس:” حمل عليه حملة منكرة “. وفي الصحاح:” حمل عليه في الحرب حملة. قال أبو زيد: يقال: حملت على بني فلان، إذا أرَّشْت بينهم“. أي: حملت بعضهم على بعض وحرَّشت. والتأريش والتحريش: الإفساد.
وقال مجاهد:” إن تحمل عليه، بدابتك أو رجلك يلهث، أو تتركه يلهث؛ وكذلك من يقرأ الكتاب، ولا يعمل بما فيه“. وقال غير مجاهد:” هذا شر تمثيل في أنه قد غلب عليه هواه؛ حتى صار لا يملك لنفسه ضرًّا ولا نفعًا، بكلب لاهث أبدًا، حمل عليه أو لم يحمل عليه، هو لا يملك ترك اللهثان“. وقيل:” السبب في أن الكلب يلهث دائمًا، أن جلده أملسَ، لا توجد فيه مسامات كافية“.
وقيل:” شبهت حال هذا الكافر الضال بحال الكلب اللاهث؛ لأن الكلب لا يطيعك في ترك اللهث على حال؛ وكذلك الكافر لا يجيبك إلى الإيمان في رفق، ولا عنف“.
وقد ورد هذا التشبيه على لسان الشاعر العباسي إسماعيل بن إبراهيم الحمْدَويِّ؛ إذ قال في هجاء أحدهم:
(يُتْبَعُ)
(/)
كالكلب إن تحمل عليـ ــه الدهرَ، أو تتركه يلهث
والمقصود منه في الآية الكريمة بيان أن من أوتي الهدى، فانسلخ منه إلى الضلال والهوى والعمى، ومال إلى الدنيا، حتى تلاعب به الشيطان، كان منتهاه إلى الهلاك والردى، وخاب في الآخرة والأولى. فهذا هو حال العالم الذي يؤثر الدنيا علي الآخرة، والله تعالى ذكر قصته؛ ليحذر الناس عن مثل حالته.
رابعًا- قوله تعالى: {ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا} إشارة إلى قوله تعالى: {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}. أي: ذلك المثل السَّيِّء مثل القوم، الذين كذبوا بآياتنا.
قال ابن عباس: يريد أهل مكة، كانوا يتمنون هاديًا يهديهم، وداعياً يدعوهم إلى طاعة الله، ثم جاءهم من لا يشكون في صدقه وديانته فكذبوه، فحصل التمثيل بينهم، وبين الكلب، الذي إن تحمل عليه يلهث، أو تتركه يلهث؛ لأنهم لم يهتدوا لما تركوا، ولم يهتدوا لما جاءهم الرسول، فبقوا على الضلال في كل الأحوال، مثل هذا الكلب، الذي بقي على اللهث في كل الأحوال.
وقيل: هم اليهود؛ حيث أوتوا في التوراة ما أوتوا من نعوت النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر القرآن المعجزة وما فيه، فصدقوه، وبشروا الناس باقتراب مبعثه، {وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ} (البقرة:89)، وانسلخوا من حكم التوراة.
والظاهر أن المراد بقوله تعالى: {الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا} العموم، فيعم جميع المكذبين بآيات الله سبحانه، ويدخل اليهود، وأهل مكة في ذلك دخولاً أوليًّا.
وفُرِّع على ذلك الأمرُ بقوله: {فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}. والقصص مصدر سمي به المفعول، واللام للعهد، والفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها. أي: إذا تحقق أن المثل المذكور مثل هؤلاء المكذبين، فاقصصه عليهم حسبما أوحي إليك، لعلهم يتفكرون، فيقفون على جلية الحال، وينزجرون عما هم عليه من الكفر والضلال، ويعلمون أنك قد علمته من جهة الوحي، فيتعظون، ويؤمنون. فإن في القصص تفكُّرًا، وموعظة، وأن للأمثال واستحضار النظائر شانًا عظيمًا في اهتداء النفوس بها، وتقريب الأحوال الخفية إلى النفوس الذاهلة أو المتغافلة، لمَا في التمثيل بالقصة المخصوصة من تذكر مشاهدة الحالة بالحواس، بخلاف التذكير المجرد عن التمثيل بالشيء المحسوس.
وقوله تعالى: {سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ} استئناف بياني؛ لأنه جعِل إنشاء ذمٍّ لهم، بأن كانوا في حالة شنيعة، وظلموا أنفسهم، بتكذيبهم بآيات الله تعالى. وفي ذلك إشارة إلى أن التكذيب منهم سجية وهيئة نفسانية خبيثة لازمة، فلا تزال آيات الله تعالى تتكرر على حواسهم، ويتكرر التكذيب بها منهم. وفيه- أيضًا- إعلام لهم بأنهم لا يضرون شيئًا في هذا التكذيب؛ بل ذلك ظلم منهم لأنفسهم.
و {سَاء} بمعنى: قبُح، وتجري في الاستعمال مجرى (بئس). والتقدير: ساء مثلاً مثل القوم؛ لأن الذي بعد (بئس) إنما يتفسر من نوعه؛ كما تقول: بئس رجلاًَ زيد. ولما انحذف مثلُ، أقيم القوم مقامه، وأصبح هو المخصوص بالذم. ورفعه في ذلك على الابتداء، والخبر فيما تقدم.
وقرأ الجحدري: {سَاء مَثَلُ الْقَوْمُ}، برفع (مثل). وقال أبو عمرو الداني: قرأ الجحدري: (مِثْلُ) بكسر الميم ورفع اللام، وقرأ الأعمش: (مَثَلُ) بفتح الميم والثاء ورفع اللام. ورفعه على ذلك بـ (سَاء). وعليه تكون (ساء) للتعجب؛ لأن (سَاء) لا تجري مجرى (بئس)؛ إلا إذا كان ما بعدها منصوبًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإعادة {الْقَوْمُ} موصوفًا بالموصول مع كفاية الضمير، بأن يقال: ساء مثلا مثلهم، للإيذان بأن مدار السوء ما في حيز الصلة، ولربط قوله تعالى: {وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ} به؛ فإنه إما معطوف على {كَذَّبُواْ} داخل معه في حكم الصلة بمعنى: جمعوا بين تكذيب آيات الله بعد قيام الحجة عليها وعلمهم بها، وبين ظلمهم لأنفسهم خاصة. أو منقطع عنه بمعنى: وما ظلموا بالتكذيب إلا أنفسهم؛ فإن وباله لا يتخطاها .. وأيًّا ما كان، ففي {يَظْلِمُونَ} لمح إلى أن تكذيبهم بالآيات متضمن للظلم، وأن ذلك أيضًا معتبر في القصر المستفاد من تقديم المفعول.
وقيل: الظلم- هنا- على حقيقته، فإنهم ظلموا أنفسهم بما أحلَّوْه بها من الكفر، الذي جعلهم مذمومين في الدنيا، ومعذبين في الآخرة. وتقديم المفعول للاختصاص. أي: ما ظلموا إلا أنفسهم، وشأن العاقل أن لا يؤذي نفسه. وفيه إزالة تبجحهم بأنهم لم يتبعوا محمدًا صلى الله عليه وسلم ظنًا منهم أن ذلك يغيظه ويغيظ المسلمين، وإنما يضُرون أنفسهم. وقوله: {كَانُواْ يَظْلِمُونَ} أقوى في إفادة وصفهم بالظلم من أن يقال: وظلموا أنفسهم.
وعقَّب الله تعالى في ختام هذه الآيات على ما ذكر فيها من ذلك المثل الشاخص أمام العيون في ذلك المشهد المحسوس لذلك الخسيس، الذي آتاه الله تعالى آياته، فانسلخ منها، وما تلاه من وصف حال المشركين المكذبين، فقال سبحانه:
{مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}
فقرَّر بذلك- على سبيل الحصر- أن من يهده الله فهو المهتدي حقًّا، ومن يضله الله فهو الخاسر حقًّا. وزيد في جانب الخاسرين الفصل باسم الإشارة {َأُولَئِكَ} لزيادة الاهتمام بتمييزهم بعنوان الخسران، تحذيرًا منه. وإفراد {الْمُهْتَدِي} رعاية للفظ {مَنْ} الشرطيه، وجمع {الْخَاسِرينَ} رعاية لمعناها، وإيذانًا بأن الحق واحد، وطرق الضلال متشعبة. وقد عُلم من مقابلة الهداية بالإضلال، ومقابلة المهتدي بالخاسر أن المهتدي بمشيئة الله سبحانه هو فائز رابح.
وفي الآية تصريح بأن الهدى والضلال من الله سبحانه وتعالى، خلافًا لما عليه المعتزلة. وقد أخبر الله تعالى أنه لا يهدي من عباده إلا من أراد الهدى لنفسه، وجاهد من أجله؛ كما قال سبحانه في آية أخرى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (العنكبوت:69).
كذلك أخبر سبحانه أنه لا يضل إلا من أراد الضلال لنفسه، وأعرض عن دلائل الهدى وموحيات الإيمان, وأغلق قلبه وسمعه وبصره دونها؛ وذلك كما جاء في الآية التالية لهذه الآية الكريمة:
{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} (الأعراف:179).
وكما قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً * إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً} (النساء:168 - 169).
{رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}، ولا تجعلنا- من {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً}.
محمد إسماعيل عتوك(/)
من الذي آمن من قوم لوط عليه السلام
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[26 Jun 2005, 09:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
قرات لاحد الاخوة الافاضل أن الذي آمن من قوم لوط عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام ابنتيه فقط فما مدى صحة هذا الكلام بارك الله فيكم(/)
سؤال حول تفسير الدكتور: عبد الله الطيب!
ـ[عبدالعزيز الضامر]ــــــــ[27 Jun 2005, 06:03 م]ـ
إلى الأخوة في الملتقى:
كتب الدكتور عبد الله الطيب تفسيراً لأجزاءٍ من القرآن وهي:
(1) "تفسير جزء عَمَّ" وقد طبع سنة (1970م).
(2) "تفسير جزء تبارك" وقد طبع سنة (1989م).
(3) "تفسير جزء قد سمع", وقد كتبه في مرضه الأخير.
وقد تولت طباعته الدار السودانية للكتب بالخرطوم.
والسؤال: هل طُبع تفسير جزء قد سمع أم لا؟ وإن كان كذلك ففي أي سنة كان؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[30 Jun 2005, 02:31 ص]ـ
أخي عبد العزيز
شكر الله له هذه الفائدة، وياليتك ـ إن أمكنك ـ أن تُعِّرف بعبد الله الطيب، فهو مغمور في هذا المجال ـ فيما يبدو لي ـ وكثيرون لا يعرفونه، فلو عرَّجت على ذلك، وأشرت إلى طريقته في التفسير إشارة سريعة.
ولعل في الملتقى بعض الإخوة من السودان ليفيدونا بهذا الأمر.
ـ[أبو حازم الكناني]ــــــــ[02 Jul 2005, 06:46 م]ـ
الأخ عبد العزيز الضامر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
هذه نبذة مختصرة عن البروفيسور عبد الله الطيب، وقد كان الرجل عميداً للأدب العربي بحقّ غير أنّ الإعلام لم يبرزه كما ينبغي، وكان ثروة علمية في اللغة العربية لم يعرف قدرها إلا أولئك الذين كرموه في المملكة العربية السعودية.
والرّجل عليه رحمة الله صاحب استشهادات وحجج قويّة في تفسير القرءان من ناحية المباحث اللغويّة، وهو مُجيدٌ قوي الحافظة من ناحية سرد الشواهد شعراً ونثراً.
للرجل له برنامج مشوّق يفسر فيه القرءان الكريم ويكثر فيه من الاستشهاد بالعاميّة السودانية لكنه برنامج يستهدف المستمع البسيط.
وهذه ترجمة مختصرة انتزعنها مما كتبه مروان الجبوري وهو كاتب عراقي مقيم في السودان. وهي على الرابط:
http://www.islamonline.net/arabic/famous/2005/01/article03.SHTML
أخي الحبيب: سأحاول – قدر طاقتي – أن أحصل لك على معلومات متكاملة حول الأمر الذي سألت عنه.
ولمعلومات أكثر يمكن للراغب البحث على محرك قوقل مع وضع الاسم هكذا بين علامتي تنصيص "عبد الله الطيب"
ولد عبد الله الطيب في الثاني من يونيو عام 1921م في قرية التميراب الواقعة بالقرب من مدينة الدامر في شمال السودان، وهو ينتسب إلى أسرة "المجاذيب" العربية التي اشتهرت بالعلم والأدب حتى سميت مدينة الدامر بـ"دامر المجذوب"، وقد اشتهرت هذه المدينة بأنها كانت مركزا لخلاوي القرآن التي اشتهر بها السودان منذ دخل الإسلام أراضيه.
وقد نشأ الطيب نشأة علمية كعادة أهالي تلك المنطقة فدخل الخلوة وتعلم القرآن وقرأ الشعر العربي القديم. وقد توفي والده وهو صغير ثم فجع بأخيه ثم بوالدته وأختيه وعدد من أقاربه، ولكنه أبى أن تصرفه هذه الظروف القاسية عن التحصيل العلمي، فواصل تعليمه حتى تخرج في كلية الآداب جامعة الخرطوم "كان اسمها حينذاك كلية غوردون" عام 1942م، ثم زار بريطانيا لأول مرة عام 1945م مبتعثا من قبل الحكومة الاستعمارية لإعداد المعلمين.
وفي تلك الرحلة التقى بشريكة حياته "جريزيلدا تريدول" التي كانت زميلة له في معهد التربية بلندن، ثم نال شهادته العلمية من جامعة لندن عام 1948م، وتقدم لنيل الدكتوراة في الأدب العربي من كلية الدراسات الشرقية والإفريقية عام 1950م، ثم عين محاضرا في تلك الكلية.
واستمرت مسيرته العلمية بعد ذلك؛ إذ أصبح بروفيسورا للغة العربية في جامعة الخرطوم ثم عميدا لكلية الآداب ثم مديرا لجامعة الخرطوم. وقد أصبح أستاذا فخريا مدى الحياة في جامعة الخرطوم التي منحته الدكتوراة الفخرية عام 1981م.
هذا بالإضافة إلى جهوده في تطوير المعاهد السودانية ومساهماته الفاعلة في تأسيس العديد من الجامعات في السودان ونيجيريا، وتدريسه في عدد من جامعات بريطانيا والسودان والمغرب ونيجيريا والكويت، وعضويته في العديد من المجامع اللغوية العربية، إضافة إلى رئاسته لمجمع اللغة العربية في السودان ومساهماته الأكاديمية في مختلف أنحاء العالم العربي وإفريقيا.
آثاره الباقية
(يُتْبَعُ)
(/)
كتب الدكتور عبد الله الطيب العديد من الكتب والبحوث والدراسات في اللغة العربية كان أشهرها على الإطلاق كتابه "المرشد في فهم أشعار العرب وصناعتها" الذي نال عنه جائزة الملك فيصل للأدب عام 2000 م، والذي كتبه في أربعة مجلدات وهو بحث في موسيقى الشعر العربي والأغراض التي يقال فيها.
كما نشر العديد من الأعمال الشعرية في كتب عدة منها: "أغاني الأصيل"، "أضواء النيل"، "بانات رامة" و"زواج السمر"، بالإضافة إلى كتبه "الحماسة الصغرى" وهي مختارات من الشعر العربي، و"الاتجاهات الحديثة في النثر العربي بالسودان"، و"الأحاجي السودانية"، و"مع أبي الطيب"، مع العديد من الكتب الأدبية والمسرحيات الشعرية، والعشرات من البحوث المجمعية.
وقد كانت له دروس في تفسير القرآن الكريم بإذاعة أم درمان ما بين عامي 1958 و1969م، طبع بعضها كتبا.
خاتمة المطاف
أصيب الدكتور عبد الله الطيب بسكتة دماغية عام 2000م، لم يستطع بعدها الكلام أبدا، حتى آن أوان رحيله في 19 يونيو (نفس شهر مولده) عام 2003م عن عمر ناهز اثنين وثمانين عاما.
وبرحيله فقد العالم العربي قامة سامقة من قامات اللغة العربية قلما تتكرر، فلم يكن العلامة الطيب مجرد شاعر أو أديب، وإنما كان موسوعة ناطقة في اللغة العربية استفاد من مؤلفاته وبحوثه جمع غفير من الأدباء والباحثين اللغويين في شتى أنحاء العالم العربي وخارجه.
وقد بكى عليه السودانيون جميعا ورثاه الرئيس السوداني وزعماء الأحزاب السياسية والطوائف الدينية، وكان موكب تشييع جنازته مهيبا حافلا بالجموع الغفيرة التي توافدت من أنحاء السودان المختلفة تخنقها الدموع والعبرات.
لم يكن عبد الله الطيب مجرد شخصية عابرة مرت وانقضى أثرها، وإنما كان أثرا خالدا وسفرا جليلا من أسفار لغتنا الجميلة التي تعاني عقوق أبنائها.
إن ضعف اللغة العربية وتدهور حالها عند الأجيال الجديدة يستدعي منا صحوة لغوية تبحث في فصاحة وبلاغة القدماء وتواكب روح العصر ولا تعيش في غربة عنه، وتستفيد مما في الآداب الأخرى من روعة وجمال دون الذوبان والانبهار الذي يفقدنا ذاتيتنا ويسلخنا من هويتنا العربية الأصيلة، ولعل هذه كانت رسالة العلامة عبد الله الطيب.
ـ[عبدالعزيز الضامر]ــــــــ[03 Jul 2005, 04:27 م]ـ
الأخ أبو حازم ... مع التحية:
أشكرك على هذه الإفادات الكريمة, وأُحب أن أضيف شيئاً مما أعلمه عن تفسيره الذي طَرحه في الإذاعة السودانية, وذلك استجابةً لطلب الدكتور: مساعد الطيار, فأقول وبالله التوفيق.
فَسَّر الدكتور عبد الله الطيب القرآن كاملاً للإذاعة السودانية في أُم درمان, وكان ذلك ما بين عامي (1958م-1969م) تقريباً مع تلاوة الشيخ صدّيق أحمد حمدون (وهو أحد قرَّاء السودان المشهورين) , وقد كانت طريقته في التفسير تقوم على ثلاثة عناصر:
الأولى: توضيح مفردات المقطع ويسميه (المفردات).
الثانية: بيان المعنى الإجمالي للمقطع ويسميه (الخلاصة).
الثالثة: شرح المقطع باللهجة السودانية الدارجة على ألسنة السودانين ويسميه (خلاصة بالدارجة) , وقد ذكر السبب في ذلك في مقدمته لتفسير جزء عَمَّ فقال: "هذا وما دعاني إلى إثبات التلخيص بالدارجة إلاَّ أرب التيسير, فقد وجَدت أنَّ درس القرآن قد دَرَسَ دروساً, ولقد شهدت التلعثم يقع في قصار المفصل القصار جداً بين خريجي الجامعات, فهذا أمر يجب تلافيه" [1] ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3571#_ftn1), ولعل هذا السبب الرئيس الذي جعل لتفسيره قبولاً فائقاً في أواسط السودان.
وقد طبع من هذا التفسير "تفسير جزء عَمَّ" سنة (1970م) , و"تفسير جزء تبارك" سنة (1989م) عن الدار السودانية للكتب في الخرطوم, و قد أعَدَّ "تفسير جزء قد سمع" قبل مرضه الأخير ولا أدري هل طُبع أم لا.
ومن أراد الاطلاع على بعض تفسيراته فلينظر موقعه الخاص به عبر الإنترنت.
[1] ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3571#_ftnref1) / تفسير جزء عَمَّ (ص:8).
ـ[عبدالله حسن]ــــــــ[04 Jul 2005, 10:25 ص]ـ
هذه محاضرة للدكتور عبدالله الطيب بعنوان: اللغة العربية و المعاصرة و هي محاضرة "خفيفة" ممتعة:
http://web.cultural.org.ae/new/audiobooks/p58.htm
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[05 Jul 2005, 12:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قد كتبت مقالة اظنها حسنة في مجلة افاق التي تصدرها جامعة الزرقاء الاهلية بالاردن عن الدكتور عبد الله الطيب اسميتها البروفيسور عبد الله الطيب فقيد العلم واللغة
وقد كنت لقيت الدكتور الطيب وكان احد مناقشي رسالتي للدكتوراة التي كانت بعنوان الدلالات المعنوية لفواصل الايات القرانية
ارجو ان يطلع على تلك الترجمة فلعل فيها ما يفيد او يناقش
ـ[أبو حازم الكناني]ــــــــ[05 Jul 2005, 03:20 م]ـ
فضيلة الدكتور د. جمال أبو حسان
جزاك الله خيرا. لكن أظن أنك الأقدر على الاتيان بهذه الترجمة. وإن كان هناك رابط للموضوع على الشبكة فحبذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[12 Jul 2007, 09:27 ص]ـ
هذه طائفة من الدروس الإذاعية للدكتور. عبد الله الطيب رحمه الله في التفسير:
- سورة الفاتحة:
للحفظ: http://www.sudanradio.info/arabic/modules/debaser/upload/Fatiha.mp3.
- سورة البقرة 1 - 8:
للحفظ: http://www.sudanradio.info/arabic/modules/debaser/upload/Bagara1-8.mp3.
- سورة البقرة 16 - 19:
للحفظ: http://www.sudanradio.info/arabic/modules/debaser/upload/Bagra16-19.mp3.
- سورة البقرة 20 - 28:
للحفظ: http://www.sudanradio.info/arabic/modules/debaser/upload/Bagara20-25.mp3.
- سورة البقرة 28 - 30:
للحفظ: http://www.sudanradio.info/arabic/modules/debaser/upload/Bagara28-30.mp3.
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[04 Sep 2010, 05:38 م]ـ
قدم هذا الموضوع الذي لم أره إلا اليوم لا يمنعني من التعليق عليه.
العلامة عبد الله الطيب - رحمه الله رحمة واسعة - فسر القرآن كاملا من الإذاعة السودانية بأم درمان، ويعاد تفسيره كلما انتهى، فهو من البرامج اليومية للإذاعة السودانية، كما له برامج إذاعية وتلفازية أخرى كثيرة في التاريخ الإسلامي والأدب العربيى والتراث الإسلامي وغيرها.
لم يكتب تفسير جزء قد سمع في مرضه الأخير بل كتبه منوقت طويل وقد أخذته منه بيدي إلى مطبعة جامعة أم درمان الإسلامية فطبع بأمر من معالي مدير الجامعة آنذاك الأستاذ الدكتور/علي أحمد محمد بابكر، وقد كنت آتيه بتجارب الطباعة فيصححها فأعيدها إلى المطبعة حتى اكتمل وطبع قبل وفاته بعامين، وكنت مكلفا من مدير الجامعة ومن المؤلف بمتابعة ذلك، وقد كان، فهو أستاذي الذي أشرف على بحثي للدكتوراه، ولازمته في الأعوام الثلاثة الأخيرة من عمره، رحمه الله.
أخبرني أن تفسير الأجزاء السبعة الأخيرة جاهزة عنده للطباعة.
وهذه سيرته التي جمعتها من عدة مصادر أرجو أن تكون أقرب إلى الصورة الكاملة أو أحسن سيرة كتبت له إلى اليوم:
شيء من سيرة العلامة الأستاذ الدكتور/عبد الله الطيب المجذوب
اسمه الكامل: عبد الله بن الطيب بن عبد الله بن الطيب بن محمد بن أحمد بن محمد المجذوب.
ولد بقرية "التميراب"، غرب مدينة "الدامر" بشمال السودان في 25 رمضان 1339هـ، الموافق 2 يونيو 1921م.
تعلم على يد والده مبادئ القراءة والكتابة والحساب كما حفظ القرآن الكريم كاملا برواية الدوري، والتعليم الابتدائي بمدرسة كسلا ثم الدامر ثم بربر؛ لأنه والده كان معلما، فيتنقل معه حيث نقل؛ وكان هذا سببا في تعدد المدارس التي درس فيها.
واصل تعليمه النظامي إلى كلية غردون التذكارية بالخرطوم (جامعة الخرطوم حالياً)
مارا بالمدارس العليا، ومعهد التربية بـ "بخت الرضا" ثم جامعة "لندن" بكلية التربية
ومعهد الدراسات الشرقية والأفريقية. وما زال يواصل تعليمه النظامي إلى جانب الأصلي حتى نال الدكتوراه من جامعة "لندن" ( SOAS)، سنة 1950م. وبها عمل محاضرا مدة، ثم عاد إلى وطنه، فعمل بالتدريس بمدارس (أم درمان الأهلية، وكلية غردون، وبخت الرضا، وكلية الخرطوم الجامعية، وجامعة الخرطوم، وغيرها.
تولى عمادة (كلية الآداب) بجامعة الخرطوم (1961 - 1974م)
وكان مديراً لجامعة الخرطوم (1974 - 1975م)
أول مدير لجامعة جوبا (1975 - 1976م)
أسس كلية (بايرو) بـ "كانو"، في نيجيريا - وهي الآن جامعة كبيرة كثيرة الكليات والفروع.
عمل أستاذاً للغة العربية بـ "المملكة المغربية" بـ (كلية الآداب) جامعة سيدي محمد عبد الله بـ "فاس"
عيّن أستاذاً ممتازاً "مدى الحياة" ((بروفيسور أميري)) بـ (جامعة الخرطوم 1979م
وعمل عضواً عاملاً بـ (مجمع اللغة العربية) بـ "القاهرة"، منذ مارس 1961م ...
وكان أول رئيس لمجمع اللغة العربية بالخرطوم.
منح الدكتوراه الفخرية من جامعة الخرطوم 1981م, ومن جامعة بايرو في كانو بنيجيريا سنة 1988م ومن جامعة الجزيرة سنة 1989م.
وق سبق أنه عمل مدرساً بـ (معهد الدراسات الشرقية) بجامعة لندن، وشارك فى إنشاء (معهد الخرطوم الدولي) لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وهو من مؤسسات جامعة الدول العربية.
له عدد من المؤلفات المطبوعة وغير المطبوعة، أشهرها "المرشد لفهم أشعار العرب وصناعتها"، من خمس مجلدات. وقد قدّم للجزء الأول منه الدكتور/ طه حسين.
(يُتْبَعُ)
(/)
له عدد من الدواوين الشعرية، مثل "أصداء النيل"، و"بانات رامة "، و"أغاني الأصيل"، و"زواج السمر"،و "سقط الزند الجديد"
له مسرحيات شعرية، أشهرها " نكبة البرامكة ".
فسّر القرآن الكريم بالإذاعة السودانية، - وقد وطبع منه جزء عم، وتبارك و قد سمع - من 1958م إلى 1969م مع تلاوة الشيخ/ صدّيق أحمد حمدون، رحمه الله رحمة واسعة.
نال جائزة الشهيد الزبير محمد صالح للإبداع والتميز العلمي، في العام 2000م.
كما نال جائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي، سنة 2000م.
شارك فى عدة مؤتمرات في السودان وخارجه، وله برامج كثيرة قدمها فى الإذاعة والتلفزيون بالسودان.
له عدد من الكتب المنهجية للمدارس.
شارك بالحضور وإلقاء الدروس الحسنية أمام الملك الراحل الحسن الثاني ملك المغرب فى مجلسه الرمضاني " الدروس الحسنية "،لأعوام عديدة.
كرمته الدول والعديد من الجمعيات والمؤسسات بعدد من الأوسمة والجوائز التقديرية لعلمه وفكره فى اللغة والأدب، فهو محيط بالشعر العربى وتأريخه وقضاياه إحاطة نادرة.
مؤلفاته
1 - سمير التلميذ (التعليم الأساسي)
2 - من حقيبة الذكريات.
3 - من نافذة القطار.
4 - الأحاجي السودانية (ترجم نصوصها إلى الإنجليزية.
5 - المرشد لفهم أشعار العرب وصناعتها (خمس مجلدات)
6 - مع أبي الطيب.
7 - الطبيعة في شعر المتنبي.
8 - كلمات من "فاس".
9 - مقالاته التي نشرت فى مجلة السودان.
10 - الحماسة الصغرى.
11 - القصيدة المادحة.
12 - شرح بائية علقمة " طحا بك قلب".
13 - شرح عينية سويد.
14 - بين النيّر والنّور.
15 - شرح أربع قصائد لـ (ذى الرمّة).
16 - النثر الفني الحديث فى السودان.
17 - نوّار القطن.
18 - أندروكليس درماسد "ترجمة".
19 - المعراج.
20 - حتّام نحن مع الفتنة باليوت.
21 - Stories from the sards of Africa.
22- ملقى السبيل.
دواوينه الشعرية:
1 - أصداء النيل.
2 - أغاني الأصيل.
3 - اللواء الظافر.
4 - بانات رامة.
5 - سقط الزند.
6 - برق المدد بعدد وبلا عدد.
مسرحياته:
1 - زواج السمر.
2 - نكبة البرامكة.
3 - الغرام المكنون.
4 - قيام الساعة.
5 - مشروع السدرة.
محاضراته الخاصة والعامة:
1 - محاضرة الأسبوع " الإذاعة السودانية " وقد استمرت لعدة أعوام.
2 - سير وأخبار " التلفزيون السودانيّ "برنامج أسبوعي استمر لعدة أعوام.
3 - شذرات من الثقافة" التلفزيون السودانيّ " برنامج أسبوعي استمر لعدة أعوام.
4 - الدروس الحسنية -كان يشارك فيها- منذ رمضان سنة 1416هـ، في حضرة الملك الراحل الحسن الثانى ملك المملكة المغربية.
5 - خواطر عن اللغة العربية وتعليمها، محاضرة ألقاها فى المملكة العربية السعودية، في إحدى زياراته بدعوة من وزير المعارف لزيارة جامعتي (الرياض) و (الملك عبد العزيز)
6 - محاضراته العامّة فى مجمع اللغة العربية بـ "الخرطوم"، منذ سنة 1990، وحتى تاريخ مرضه عام 2000م.
7 - محاضراته عن: الطب عند العرب، بكلية الطب في جامعة الخرطوم عام 1990م.
8 - محاضراته عن: الصيدلة عند العرب بكلية الصيدلة في جامعة الخرطوم، 1990م.
9 - محاضراته عن: علم الإدارة العامّة، فى مبنى اتحاد طلاب جامعة أم درمان الإسلامية.
10 - محاضرة بعنوان: المجامع اللغوية، وأثرها فى حفظ اللغة العربية ونشرها فى السودان، عام 1993م في كلية اللغة العربية بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية.
11 - محاضرة عن: الهجرة النبوية بنادي شمبات، مؤسسة شمبات الثقافية الاجتماعية "النيمة" في 27 أبريل عام 1998م، الموافق الخميس 17 من ذى الحجة عام 1418هـ.
12 - محاضرات فى السيرة النبوية، دار الشيخ عثمان مجذوب، "شمبات الجنوبية"، 1980م
13 - محاضراته فى إمارة " الشارقة "، بدولة الإمارات العربية المتحدة، بدعوة من الشيخ (سلطان القاسمي)، سنة 1996م.
مؤلفات أخرى:
1 - Heroes of Arabic.
2- ذكرى صديقين.
3 - نغمات طروب (ديوان شعر لم ينشر.
4 - وصف جزيرة " توتي "، لـ (التجانى يوسف بشير): (دراسة نقدية.
5 - هذا الصوت " أو صوت من السماء " بحث فى أنساب أهله "المجاذيب"
المؤلفات الفكرية والإبداعية التي قدّم لها:
1 - سعاد: مسرحية شعرية لـ (الأستاذ الشاعر/ الهادي آدم)، 1955م.
2 - باليه الشّاعر: لـ (الدبلوماسي الأديب/ محمد عثمان يس)، يناير 1963م.
3 - على الطريق: ديوان المرحوم الشاعر/عبد النبي عبد القادر مرسال 26/ 12/1978م.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - القصة العربية من منظور إسلامي: لـ (الأديب/ مصطفى عوض الله بشارة 17 من ذى الحجة 1415هـ، الموافق 17 - 5 - 1995.
5 - نحن والردّى: لـ (الشاعر الدبلوماسي الراحل/ صلاح أحمد إبراهيم 12 من جمادى الأولى سنة 1420هـ، الموافق 23/ 8/1999.
7 - أنفاس طاهرة من لطائف السيرة النبوية: للأستاذ الدكتور/ أحمد علي الإمام، قدّم له معلقاً تعليقات علمية فقهية وأدبية كثيرة، أثبتت فى الحاشية منسوبة إليه، وذلك بتاريخ 4 من ذى القعدة من سنة 1420هـ.
8 - ديوان " خواطر ومشاعر ": الشاعر /خليل محمد عجب الدور.
أبحاث متفرقة:
1 - هجرة الحبشة وما وراءها من نبأ: مجلة "دراسات أفريقية"، نصف سنوية، يصدرها "مركز البحوث والدراسات الأفريقية"، جامعة أفريقيا العالمية، العدد الثامن عشر، رمضان 1420هـ، يناير 1998م، ص 5 - 14،وأصل البحث من جملة الأبحاث المقدمة للندوة العلميّة الثالثة لدراسات تاريخ الجزيرة العربية فى 15 - 21 محرّم 1404هـ، 21/ 27 أكتوبر 1983م.، قسم التاريخ وقسم الآثار والمتاحف، كلية الآداب، جامعة الملك سعود، المملكة العربية السعودية، الكتاب الثالث، بعنوان: (الجزيرة العربية فى عصر الرسول -صلى الله عليه وسلّم- والخلفاء الراشدين) "الجزء الأول".
2 - 2) " On the Abyssinian Hijrah"، ص: (216 - 223) ... قدّم البحث فى ندوة بـ) جامعة درم ( Duram University.
3- إلى ليلاه الخجول: " تحليل أدبي ونقدي وترجمة لمنظومة لـ (أندرومافيل) -الشاعر الإنجليزي المعاصر-، كمكتون (1621م- 1678م. قدّمه إهداء إلى أديب العربية الكبير أبي فهر محمد شاكر بمناسبة بلوغه السبعين (1327 - 1397) هـ، الموافق (1909 - 1979) ... دراسات عربية وإسلامية، القاهرة، 1403هـ، الموافق 1982م.
4 - من تجارب تعليم العربية فى أفريقيا: مجلة "حروف"، ع2 مزدوج س، 1 - ديسمبر-مارس 90/ 1991، ص (11 - 21).
5 - عمر خيري: فنّان سوداني أصيل. (ترجمة) ... كاتبة المقالة: (الأستاذة/ جريزلدا -جوهرة- الطيب)، نشرت المقالة فى مجلة "الفنون الأفريقية"، جامعة (كاليفورنيا) ... كما نشرت فى مجلة "حبابكم" -مجلة الخطوط الجوية السودانية-.
6 - أصل تسمية "توتي": بحث نشر فى مجلة " حبابكم ".
من كلماته الرسمية التي قدمها:
1 - كلمة رئيس المجمع فى يوم الافتتاح: مجلة مجمع اللغة العربية السوداني، العدد الأوّل، سنة 1416هـ، 1996م.
2 - لابد من الإعراب للتعريب: مجلة مجمع اللغة العربية، العدد الأول سنة 1416هـ، 1996م.
3 - خواطر عن اللغة العربية وتعليمها: مجلة مجمع اللغة العربية - العدد الأول سنة 1416ه- 1996م.
4 - رثاء حمود: قصيدة رثى بها ابن شقيقته الأستاذ/ محمد المدني أحمد "حّمود" الذي توفى صباح الخميس 10 أغسطس " آب" / 1995 بـ "ميدغري"، رحمه الله تعالى-مجلة مجمع اللغة العربية، العدد الأول سنة 1418ه- 1997م.
5 - المستشرق (مارسدن جونس): مجلة اللغة العربية – العدد الثانى 1418ه- 1997م.
6 - التعريب والترجمة: مجلة مجمع اللغة العربية- العدد الثانى 1418ه- 1997م.
7 - رثاء الدكتور/ محمد عبده غانم: مجلة اللغة العربية- العدد الثانى 1418ه- 1997م.
8 - ملخّص كلمة السيد/ رئيس المجمع في ندوة المجمع يوم 23/ 11/1998م: مجلة مجمع اللغة العربية السوداني – العدد الرابع 1421ه- 2000م.
9 - رثاء العلامة محمود محمد شاكر: مجلة مجمع اللغة العربية السوداني – العدد الرابع 1421ه- 2000م.
10 - دخول اللغة العربية فى بلادنا: مجلة مجمع اللغة العربية السودان- العدد الرابع 1421ه-2000م.
هذا غيض من فيض سيرته، ولعل الله يسهل أمر سيرته الوافية قريبا إن شاء الله.
وإذا احتجتم إلى شيء عنه فعلى السعة والرحب.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[04 Sep 2010, 11:37 م]ـ
حق عليك يادكتور سليمان ما دام البروفيسور شيخك في العلم ان تكتب عنه كتابا وفاء له
هذا وقد كتب الدكتور احسان عباس كتابه الموسوم بـ (غربة الراعي) وقد قراته من اوله الى آخره فوجدت حروفه كلها تنطق بالياس الذي كان يعيشه الدكتور احسان حيث مات مملوءا به اقول كتب في هذا الكتاب ما يلمز به الدكتور الطيب رحمه الله فالواجب اليوم بيان الحقيقة وهذه مسؤولية الاخ الفاضل الدكتور سليمان خاطر الذي يسميه بعض من عرفت من اهل السودان بـ (سيبويه الصغير) قد سمعت هذا في عام 1994 ولعله اليوم يسمى (سيبويه الكبير)
وكان في احد الايام ان لقيت الدكتور احسان عباس فاخبرني من عجائب الدكتور عبد الله الطيب انه يكاد يحفظ شعر الجاهلية عن بكرة ابيه
رحمه الله فقد كان موته خسارة للعربية واي خسارة؟
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[05 Sep 2010, 05:39 م]ـ
أبشر، أخي المفضال د. جمال، بما يسرك في قابل الأيام، إن شاء الله.
أنا الآن أعيش في غربة عن بلدي وأهلي الأقربين ومكتبتي الخاصة التي تحوي كثيرا من الكتابات عن عبد الله الطيب ومنه، فاسأل الله لي التوفيق لإنجاز كثير مما أنوي إنجازه عنه، إذا منَّ ربي بمدد في العمر والصحة والوقت.
وقد صدرت كتب كثيرة عن العلامة/عبد الله الطيب، لكنها كلها لاتغني.
وجوانب الكتابة عن هذا العلم -رحمه الله - لا تكاد تنتهي.
قد كانت له معارك أدبية كثيرة، وتحدث عنه كثير من أهل السودان وغيرهم، بعلم وبلا علم.
وقد كانت صراحته البالغة التي يبدي بها رأيه في كل ما يعرض عليه سببا في كثير من الافتراء عليه.
وهو رجل عاش الحياة بطولها وعرضها وحلب الدهر أشطره وجرب الناس وعرف طباعهم؛ فكان بحرا زخارا في علوم كثيرة ذا بصيرة نافذة فيها وفهم لها غير مدخول،طيبا كاسمه، رحمه الله رحمة واسعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[06 Sep 2010, 02:47 م]ـ
هذا واجب لابد من الاسراع بتنفيذه ولن يقوم بهذا الا سعادة الدكتور سليمان خاطر
ولانقبل من جنابه تلك الاعذار التي يراد لها ان تحول بينه وبين هذا الواجب
وينظر هذا الرابط تكرما
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=4036
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[14 Sep 2010, 12:05 ص]ـ
هذا رابط جم الفوائد، وفي بعض مشاركاته أوهام قليلة عن عبد الله الطيب، يرحمه الله برحمته الواسعة.
وعبد الله الطيب رجل أمة الكتابة عن جوانب حياته المختلفة وتراثه عبء تنوء بالعصبة أولي القوة، وما لا يدرك كله لا يترك جله، ولعل الله يعين على نشر شيء عنه قريبا.
أما كتابه المرشد فقد من الله بنشره كاملا في هذا الملتقى، والحمد لله.(/)
يرجى الإفادة
ـ[محمود الحسن]ــــــــ[28 Jun 2005, 09:37 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد,,,
الإخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آمل منكم المساعدة في الإجابة عن الأسئلة التالية:-
1 - ما الفرق بين معجزة اليد ومعجزة العصا فقد لاحظت أن استخدام موسى عليه السلام لليد لم يكن له ذكر سوى ما كان في الواد المقدس. هل هناك من سر في هذا؟
2 - ما السر في قوله تعالى: " ما تلك بيمينك " ولم يقل بيدك؟
3 - ما علاقة " طه " كحروف مقطعة بالسورة الكريمة؟
ولكم من الله الأجر والثواب
ـ[أم عاصم]ــــــــ[09 Jul 2005, 06:08 ص]ـ
1 - ما الفرق بين معجزة اليد ومعجزة العصا فقد لاحظت أن استخدام موسى عليه السلام لليد لم يكن له ذكر سوى ما كان في الواد المقدس. هل هناك من سر في هذا؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من معجزات موسى عليه السلام:
- معجزة العصا: انقلاب عصاه حية تسعى.
قال تعالى: ?فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين? [الأعراف: 107]. وقال: ?وما تلك بيمينك يموسى. قال هي عصاي أتوكؤا عليها وأهش بها على غنمي وليَ فيها مآرب أخرى. قال ألقها يموسى. فألقها فإذا هي حية تسعى? [طه: 17 - 18 - 19 - 20].
- معجزة اليد: إدخال يده في جيبه ثم إخراجها وهي بيضاء من غير سوء.
قال تعالى: ?ونزع يده فإذا هي بيضاء للنظرين? [الأعراف: 108]، وقال: ?واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى? [طه: 22]، وقال:?وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع آيت إلى فرعون وقومه إنهم كانوا قوما فسقين? [النمل: 12].
ـ[محمود الحسن]ــــــــ[09 Jul 2005, 11:02 ص]ـ
جزاك الله خيراً أختي الكريمة أم عاصم على هذا الرد وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك وكلي أمل في إجابة الأسئلة الأخرى إن أمكن للحاجة الماسة لها.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[09 Jul 2005, 02:03 م]ـ
2 - ما السر في قوله تعالى: " ما تلك بيمينك " ولم يقل بيدك؟
جاء في تفسير الرازي ما نصه: (كانت العصا في يمين موسى عليه السلام، فبسبب بركة يمينه انقلبت ثعباناً وبرهاناً)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[09 Jul 2005, 02:20 م]ـ
1 - ما الفرق بين معجزة اليد ومعجزة العصا فقد لاحظت أن استخدام موسى عليه السلام لليد لم يكن له ذكر سوى ما كان في الواد المقدس. هل هناك من سر في هذا؟
لعل السر في ذلك أن معجزة العصا أعظم من معجزة اليد، قال الرازي في تفسيره: (قال الحسن: اليد أعظم في الإعجاز من العصا لأنه تعالى: ذكر {لِنُرِيَكَ مِنْ ءَايَـ?تِنَا ?لْكُبْرَى?} عقيب ذكر اليد، وهذا ضعيف لأنه ليس في اليد إلا تغير اللون، وأما العصا ففيه تغير اللون وخلق الزيادة في الجسم وخلق الحياة والقدرة والأعضاء المختلفة وابتلاع الحجر والشجر، ثم عاد عصا بعد ذلك. فقد وقع التغير مرة أخرى في كل هذه الأمور فكانت العصا أعظم، وأما قوله: {لِنُرِيَكَ مِنْ ءَايَـ?تِنَا ?لْكُبْرَى?} فقد بينا أنه عائد إلى الكل وأنه غير مختص باليد.)
وظهر لي وجه آخر في الجواب عن سؤالك، وهو أن معجزة اليد كانت لأجل أن يري الله عزوجل نبيَه موسى آياته الكبرى كما دلت عليه الآية بعدها، أي أن القصد منها أن يرى موسى تلك الآية ليطئن قلبه، ويعلم قدرة الله تعالى على كل شيء علم مشاهدة.
وأما معجزة العصا فكان الغرض الأكبر منها إثبات صدق موسى عليه السلام، وتحدي فرعون ومن معه بهذه الآية التي هي من جنس ما أتقنوه وبرعوا فيه؛ ولذلك كانت هي التي تستخدم في مجال التحدي. والله أعلم.
ـ[أم عاصم]ــــــــ[09 Jul 2005, 04:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ووفقكم لما يحب ويرضى
2 - ما السر في قوله تعالى: " ما تلك بيمينك " ولم يقل بيدك؟
جاء أيضا في تفسير الرازي ما نصه:
(يُتْبَعُ)
(/)
أنه سبحانه لما أطلعه -أي موسى عليه السلام- على تلك الأنوار المتصاعدة من الشجرة إلى السماء وأسمعه تسبيح الملائكة ثم أسمعه كلام نفسه، ثم إنه مزج اللطف بالقهر فلاطفه أولاً بقوله: ?وَأَنَا ?خْتَرْتُكَ? ثم قهره بإيراد التكاليف الشاقة عليه وإلزامه علم المبدأ والوسط والمعاد ثم ختم كل ذلك بالتهديد العظيم، تحير موسى ودهش وكاد لا يعرف اليمين من الشمال فقيل له:?وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ ي?مُوسَى?? ليعرف موسى عليه السلام أن يمينه هي التي فيها العصا.
ـ[سلسبيل]ــــــــ[10 Jul 2005, 02:20 م]ـ
3 - ما علاقة " طه " كحروف مقطعة بالسورة الكريمة؟
أجاب فضيلة الدكتور عبد البديع أبو هاشم عن هذا السؤال بقوله (مع الإختصار)
"علاقة هذه الأحرف بسورتها تكلم بها بعضهم بشي من المبالغة
فقالوا اختيار أحرف معينه في سورة ما لأنها أكثر الحروف دورانا في هذه السورة وكذلك في سورة ص ولكن ذلك أتفق في بعض السور دون غيرها فلم يعتمد على احصائية كاملة مستطردة
والأمر أبعد من ذلك (والله اعلم) فهذه الأحرف رغم أنها تقرأ حروفا مفردة ولا تقرآ ككلمة إلا أن اجتماع حرفين أو أكثر من نوع خاص في بداية سورة محددة فذلك والله أعلم يتصل بموضوعها فكلمة طه مثلا في بعض اللغات كما نبه بعض المفسرين تعني يارجل فهي نداء على بعض اللغات على الإنسان عموما بددءا بأشرف نبي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وانتهاءا بكل عاقل يصلح خطابه بالقرآن الكريم وبالتالي فكأن الله تعالى ينادي بهذه الأحرف في هذا المقام على كل انسان رجلا كان أو امرآة يكون أهلا للتكليف والخطاب فيكلفه الله تعالى بما في هذه السورة " أي يا رجل أو يا انسان اعلم أن محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم نبي حق ورسول صدق بعثه الله تعالى كغيره من الرسل من قبل رحمةلأمته ورحمة للعالمين منذ بعثته إلى أن تقوم الساعة فهذا الربط فيما أرى يكون أولى كما في سورة ص كلمة ص وصف للبعير الذي أصابه شئ في أنفه فيرفع أنفه لأنه إذا أصابه هذا الداء نزل وسال من أنفه شئ من السوائل فلئلا يؤذيه يرفع أنفه لأعلى فكانت كلمة ص بهذه الصورة المعروفة عند العرب تشبيها للكافرين بصدودهم وعنادهم وتكبرهم في رفع أنوفهم ورؤسهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعما معه من الحق تشبيها لهم بصورة الجمل المريض أي إنكم انتم المعلولون وفيكم العلة كالجمل الذي أصابته تللك العلة فيرفع أنفه وهم معذور أما أنتم فغيرمعذورين في هذا تتطاولون بغير طول وتتكبرون بغير كبر فالعيب فيكم
وفي كل مقام ينظر بالسورة التي افتتحت بها هذه الأحرف المخصوصة والله أعلم
ـ[أبو حازم الكناني]ــــــــ[10 Jul 2005, 09:33 م]ـ
أخي الحبيب محمود الحسن:
مسألة لها تعلّق بسؤالك: ما السر في قوله تعالى: " ما تلك بيمينك " ولم يقل بيدك؟
سمعت أحد الدعاة يقول ما معناه:
إن الله تعالى استرسل في الكلام مع موسى، مع علمه ما بيمين موسى لفوائد، ومنها:
أنّ موسى كان في حالة وجل وخوف كما هو معلوم من سياق قصته في القرءان، فتكليم الله تعالى له مع استرساله في حديثه ضربٌ من ضروب الاستئناس وإزالة الوحشة، خاصّة أنّ موسى كان خائفاً في بيداء موحشة.
والله اعلم
ـ[أبو حازم الكناني]ــــــــ[10 Jul 2005, 10:11 م]ـ
جاء في تفسير الرازي ما نصه: (كانت العصا في يمين موسى عليه السلام، فبسبب بركة يمينه انقلبت ثعباناً وبرهاناً)
شيخنا أبو مجاهد:
حفظك الله في الدارين ونفع بك.
رحم الله الرازي ونوّر قبره.
شيخنا أبو مجاهد: اسمح لي أن أعلّق منبهاً.
شيخنا: ألا ترى في تعبير الرازي، وإسناد السببية لليد نوع من التجاوز؟! – ولو من باب الاحتياط - خاصّة إذا قرأنا قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاء أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ). سورة غافر، الآية: 78.
والآية المعجزة الدالة على صدق النبي.
سمعت أحد الإخوة الدعاة يقول: حينما قال الله تعالى لموسى: (وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ). سورة الدخان، الآية: 24. فكأنما أراد أن يدلنا على أنّه سمح لموسى باستعمال العصا في المرة الأولى لشق البحر بإذنه، ولكنّه لم يأذن له في الثانيّة فدلّ هذا على أنّ الأمر منوط به سبحانه وتعالى لا بالعصا.
فالأمر ليس في العصا ولكنه بيد من أجرى المعجزة سبحانه.
ومن ذلك لنتأمل في تكرار قوله تعالى: (بِإِذْنِي) من الآيات التالية:
(إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِىءُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ). سورة المائدة، الآية: 110
معذرة شيخنا، فأنت بالقطع أعلم منا وإنما أردت التنبيه.
والله اعلم.
ورحم الله الرازي ونوّر قبره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[10 Jul 2005, 11:37 م]ـ
الأخ الكريم أبا حازم نفع الله بك، وزادك حرصاً على الخير
أشكرك على تنبيهك، والأمر كما ذكرت ...
وفي نفسي شيء من أسئلة الأخ محمود الحسن ابتداء؛ لأن أغلبها أسئلة ليس لها كبير نفع، والجهل بها لا يضر.
غير أني رأيته كرر طرح هذه الأسئلة - وقد يكون له مقصد حسن من ذلك الطرح - فنقلت بعض ما وجدت له صلة بها من دون أن أدقق في عباراتهم.
ولو كانت عبارة الرازي هكذا: " وفي كون العصا في يمين موسى عليه السلام إشارة إلى بركة اليمين، وتنبيه على فضلها " لكان أقرب من وجهة نظري.
وأشكرك مرة أخرى.
ـ[أبو حازم الكناني]ــــــــ[11 Jul 2005, 10:49 م]ـ
جزاك الله خيراً أبا مجاهد على حسن التجاوب، ونفعك ونفع بك.
ـ[محمود الحسن]ــــــــ[16 Jul 2005, 11:11 ص]ـ
أشكركم جميعاً على هذه المشاركات الطيبة والردود النافعة بإذن الله تعالى وجزاكم الله خير الجزاء أيها الإخوة الأعزاء(/)
تعليقات الشيخ عبد الله الجديع على مقال أسانيد التفسير للدكتور مساعد الطيار
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[28 Jun 2005, 09:36 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
فقد كتب الدكتور الفاضل مساعد الطيار حفظه الله مقالا حول أسانيد التفسير وكيفية التعامل معها فقرأت المقال وراسلت الشيخ الفاضل عبد الله الجديع حفظه الله وطلبت منه رأيه في هذا الموضوع وأرسلت إليه رابط مقال الدكتور مساعد فقرأ الشيخ المقال وأرسل إلي بتعليقاته فأرسلت بها للدكتور مساعد فسر بها وأشار إلى أنه استفاد منها وقال إن تعليقاته نفيسة وفيها فائدة وخير كثير وأكد الشيخ مساعد علي في ضرورة نشرها لتعم الفائدة ولعل بعض الأعضاء يشارك بما يفيد.
فأسأل الله أن يحفظ الشيخين ويبارك في علمهما وينفع بهما وهذ هو رابط كلام الدكتور مساعد
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=244&highlight=%C3%D3%C7%E4%ED%CF+%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1
وهذه تعليقات الشيخ الجديع على المقال دون زيادة أو نقص
بسم الله الرحمن الرحيم
ملاحظات على مقال منشور في موقع (ملتقى أهل التفسير) باسم الشيخ الفاضل مساعد الطيار ومعنون بـ (صحيفة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما).
أقول أولاً وقد قرأت المقال:
صوَّر الشيخ الكريم النظر في أمر أسانيد التفسير ونقدها بين المعاصرين والسابقين، أن المعاصرين يتشددون، والسابقين لم يكونوا كذلك.
وأقول: إن عنى بالمعاصرين من اعتنى بعلم التفسير فهؤلاء فيما أعلم يستقون من جميع ما قيل قبلهم دون مراعاة للأسانيد أصلاً حتى في المرفوع في كثير من الأحيان. وإن عنى من تعرض لدراسة أسانيد التفسير فهذا ينقدها من جهة الأسانيد بحسب الصناعة الحديثية، دون التعرض غالباً إلى شأن الاعتداد بها أو عدمه في فهم القرآن، كصنيع الشيخ المحقق أحمد شاكر في نقد أسانيد "تفسير الطبري" مثلاً، ومن إخواننا الشيخ العالم سعد الحميد في تعليقه على القطعة التي نشرها من "سنن سعيد" في التفسير، والشيخ الفاضل حكمت بشير، وغيرهم.
والصناعة الحديثية تأبى أن تجعل جويبراً مثلاً ثقة، والضحاك عن ابن عباس متصلاً، هذا ما لا يصح في العلم بعد ثبوت ضده، وإنما أن يكون التسهيل في قبول تلك الأخبار واستعمالها فهذا باب آخر.
والواقع أن الجميع إذا جاء مقام التمحيص والاستدلال لا يقبل إلا ما يدل عليه عنده النظر الصحيح.
وهذه ملاحظات بدت لي حول مقال الشيخ الطيار وفقه الله:
قال: (والظاهر أن الاستفادة من هذه المرويات، وعدم التشدد في نقدها إسنادياً هو الصواب) ثم استدل لذلك بوجوه هي باختصار كالتالي:
1 - أنه لا يكاد يوجد مفسر اطرح هذه الروايات جملة بل قد يطرح بعضها لعدم صحتها عنده.
وأقول: هذا صحيح، وهو دليل على أن القبول عندما وقع فلمعنى لا يؤثر فيه جرح الناقل، كموافقة لأصل اللسان مثلاً، أو موافقة للدلالات العامة للقرآن، أو لمقاصد الدين، أو لكلام آخرين وبيانهم من المفسرين، فهو معتضد، لكنه ربما رده في حال أخرى.
وهذا القول من الشيخ ذاته دليل على أن نقد الرواية في التفسير كان مستعملاً عند أولئك المفسرين.
وإن كان التمثيل الذي مثل به كان غيره أولى منه، لأنه لا يصح أن يجعل من طريقة ابن مردويه مثلاً مقياساً لمنهج المفسرين حين وقع من مثله إيراد روايات هذا الإسناد، فمعروفٌ أن تفسير الكلبي كبير تندر آية لم يحك عنه فيها شيء، وترى ابنَ جرير لم يورد عنه إلا الحرف بعد الحرف، وفي أكثر ما يورده أن يكون قوله تابعاً، أو مرجوحاً عندَ ابنِ جرير، وهذا ابن أبي حاتم وهو أدق نظراً في الاختيار قد جانب تفسير الكلبي، فالتمثيل به ضعيف يبالغ في تسهيل شأنه، وحين سئل أحمد بن حنبل عنه قال: "من أوله إلى آخره كذب. فقيل له: فيحل النظر فيه؟ قال: لا". ويحيى بن معين كان يقول: "كتاب ينبغي أن يدفن". فتأمل!
إنما يصلح له التمثيل بروايات عطية العوفي والضحاك بن مزاحم وابن أسلم، وشبهها.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 – ذكر أن المفسرين اعتمدوا اعتمادًا واضحًا على هذه المرويات، سواءً أكانوا من المحررين فيه كالإمام الطبري وابن كثير، أم كانوا من نَقَلَةِ التفسير كعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. وهؤلاء قد أطبقوا على روايتها بلا نكير، مع علمهم التام بما فيها من الضعف. ولا يقال كما قد قال من قال: إن منهج الإمام الطبري في هذه الروايات الإسناد" إلخ.
وأقول: جملة مسلمة في صدرها، نعم خرجوا أو أوردوا تلك المرويات من قبيل ما سبق التمثيل به لا من قبيل روايات الكلبي التي ندر تخريجها أو عُدم في هذه الكتب، إنما هي الروايات التي تعود علل أسانيدها إلى الضعف من قبل الحفظ تارة كتفسير عبدالرحمن بن زيد بن أسلم، وعطيَّة العوفي، أو من جهة الإرسال كتفسير الضحاك وعلي بن أبي طلحة. أما القول: (مع علمهم التام بضعفها) ففي هذا نظر أن يطلق في حق جميعهم دون تنصيص أو وقوف بين على عباراتهم المفيدة للعلم، فيمكن تسليم أن يكون الشأن كذلك في ابن أبي حاتم مثلاً، لكنه لا يسلم في عبد بن حميد الذي عرف عنه الحفظ ولم يعرف بالاعتناء بتمييز النقلة.
كذلك العبارة الأخيرة التي حكاها الشيخ عن بعضهم في أن ابن جرير كان يسند، ومن أسند فقد أحالك. فهي صحيحة في شأن أسانيد ابن جرير، فإنه لا يخفى على ناظر في الكتاب معالج له أن ابن جرير لم يكن ينتهج نقد الأسانيد، إنما كان يذكر كل ما وقف عليه من مذاهب قيلت قبله في تفسير الآية أو النص، ويسندها إلى أصحابها، ثم ينقد الرأي لا ينقد السند، ويختار من بينها ما يرجحه بالنظر والاستدلال لنفسه، لأن العبرة عنده وعند غيره ممن يستعمل الآثار بالمعاني ودلالاتها، لذا فإنه يقبل المعنى الصحيح دون مراعاة النقل ولا من قاله ممن يجوز على قوله الخطأ والصواب؛ لذا فربما رجح الرأي المنقول بالإسناد الضعيف على الرأي المنقول بالإسنادِ الصحيح. والمقصود: أن الإسناد بالنسبة له كان غير معني أصلاً بالنظر والتحقيق. ولم يكن العلم بمنهج ابن جرير هذا محتاجاً إلى التنصيص عليه من قبله ليصح القول به؛ لوضوحه من كتابه.
3 – استدل الشيخ بما جاء عن بعض أئمة الحديث في التسهل في حكاية الضعيف، وهذا لست أطيل بالتعليق برأيي فيه، إذ يمكن أن يراجع في كتابي "تحرير علوم الحديث" (2/ 1108) وإنما أزيد هنا القول:
لا ينبغي أن ينازع الشيخ الطيار وفقه الله في أن التشديد في نقد أسانيد التفسير لا ينبغي أن يكون كما يطلب في نقد أسانيد الحلال والحرام، لكن ذلك مشروط باعتبار نسبة الضعف التي يلغي مثلها اعتبار روايات مثل مقاتل والكلبي في التفسير.
كما ينبغي أن يراعى أن التساهل في النقل والحكاية غير الاعتماد.
وما حكاه عن الإمام يحيى القطان صواب في النقل عن هؤلاء وحكاية كلامهم، وليس فيه الاعتماد عليهم، وهؤلاء الممثل بهم في كلام يحيى ترك هو نفسه الرواية عن جميعهم، وإنما يعني أن بعض الأئمة كتب عنهم، والكتابة في مجردها ليست اعتماداً، فهذا الثوري كتب عن محمد بن السائب الكلبي ومع ذلك كان يقول: "عجباً لمن يروي عن الكلبي"، قال ابن أبي حاتم: فذكرته لأبي وقلت: إن الثوري قد روى عنه، قال: "كلا لا يقصد الرواية عنه ويحكي حكاية تعجباً فيعلقه من حضره ويجعلونه رواية عنه".
وأقول أيضاً: في عبارة يحيى القطان "هؤلاء لا يحمد حديثهم ويكتب التفسير عنهم" ما يدل على أن الذي يكتب إنما هو كلاهم هم في التفسير، لا ما يحدثون به عن غيرهم. وهذا لا إشكال فيه، فقد يكون فيه من البيان للقرآن من قبل المعتني به ما يزيل اللبس عنه، كما تعتمد مفردات اللغويين في بيان معانيه.
وليس من هذا سبب نزول، ولا قول لا يجري في مثله الاجتهاد، ولا رأي أفاد حكماً أو اعتقاداً، ولا رأي يحكى على خلاف الثابت، فهذا كله مقدوح فيه من جهة القدح في ناقله أو حاكيه، والمنقول منه بابه باب الحديث الذي يجانب فيه النقل عن هذا الصنف، وإن ذكر وجب ذكره مع البيان.
4 – ذكر الشيخ تفريق نقاد الحديث في شأن عدد من النقلة بين نقلهم للحديث واعتنائهم بعلم سواه، فيوثَّق أحدهم في فنه ويكون مجروحاً في الحديث مثلاً، وذكر أمثلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وجميع ما ذكره لا ينازع في صحته حتى انتهى إلى ذكر ورش الراوي عن نافع، ثم قال: (فإذا كان ذلك واضحًا في علمِ القراءةِ، فإن علم التفسير لم يوجد له كتبٌ تخصُّ طبقات المفسرين وتنقدُ روايتهم على وجه الخصوصِ، بخلاف ما وُجِدَ من علم القراءة الذي تميَّزَ تميُّزًا واضحًا عند الترجمة لأحد القراء كما تلاحظُ في الأمثلة السابقةِ. ولذا لا تجد في الكلام عن المفسرين سوى الإشارة إلى أنهم مفسرون دون التنبيه على إمامتهم فيه وضعفهم في غيره كما هو الحال في نقد القراء، وإذا قرأت في تراجم المحدثين ستجد مثل هذه العبارات: (المفسر، صاحب التفسير).
وأقول: ثم مثل بأمثلة جميعها ليس فيها غير أن الشخص كان مفسراً أو صاحب تفسير، وهذا في التحقيق لا يدل على شيء مما قدم له الشيخ أن الشخص يكون غير قوي في الحديث مع ثقته وإتقانه في فن آخر، فمجرد وصف أحدهم بكونه كان صاحب تفسير لا يعني أكثر من كونه كان له مؤلف فيه، أو أنه نقله أو نقل صحيفة فيه عن غيره. وليس في هذا تعديل ولا من وجه من الوجوه في فن التفسير. نعم هي زيادة وصف له تعني اعتناءه بهذا الفن، لكن أين في هذا ما يفيد للاعتماد عليه؟ ما هذا إلا كما يقال في آخر: (صاحب تاريخ)، فهذا لا يغني في الاعتماد عليه في التاريخ دون النظر في أهليته.
5 – قال الشيخ: (ولعلَّ مما يبيح تساهل التعامل مع أسانيد المفسرين من جهة الإسناد أن كثيرًا من روايات التفسير روايات كتبٍ، وليست روايات تلقين وحفظٍ؛ لأنك لا تكاد تجد اختلافًا بين ما رواه نقلة هذه المرويات بهذه الأسانيد).
وأقول: رواية الكتاب تحتاج إلى الثبوت كما تحتاجها رواية الحفظ سواء، والصحيفة إذا انتهت مثلاً إلى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، فقد أتساهل مع أبي صالح كاتب الليث راويها وأقول روى كتاباً، وآخر لا يقبل في الأصل معاوية بن صالح، يتساهل معه في هذا لأنه كتاب، حتى يصل إلى علي بن أبي طلحة، فيقول: من أين له هذا عن ابن عباس، وهو لم يسمع منه؟ وكيف الصنيع بقول كقول أحمد بن صالح المصري حين سئل: "علي بن أبي طلحة ممن سمع التفسير؟ قال: من لا أحد"؟ أترى وجد تلك النسخة إن كانت كذلك عند آل ابن عبَّاسٍ؟ أم أخذها من بعض أصحابه؟ أم على قارعة الطريق؟ من بينه وبين ابن عباس فيها؟
والمقصود أن كونها نسخة لا يعطيها ميزة للقبول، إنما الكتاب الصحيح ميزة لقبول رواية من لم يكن متقن الحفظ إذا حدث منه، وليس هذا من ذاك.
6 – قال الشيخ: (اشتهر بعض هؤلاء الأعلام في التفسير إما رواية وإما دراية، ويجب أن لا ينجرَّ الحكم عليه في مجال الرواية إلى مجال الدراية، بل التفريق بين الحالين هو الصواب، فتضعيف مفسر من جهة الرواية لا يعني تضعيفه من جهة الرأي والدراية، لذا يبقى لهم حكم المفسرين المعتبرين، ويحاكم قولهم من جهة المعنى، فإن كان فيه خطأ رُدَّ، وإن كان صوابًا قُبِلَ. إذا تأمَّلت هذه المسألة تأمُّلاً عقليًّا، فإنَّه سيظهر لك أنَّ الرأي لا يوصف بالكذب إنما يوصف بالخطأ، فأنت تناقش قول فلان من جهة صحته وخطئه في المعنى، لا من جهة كونه كاذبًا أو صادقًا؛ لأن ذلك ليس مقامه، وهذا يعني أنَّك لا ترفضُ هذه الآراء من جهة كون قائلها كذابًا في الرواية، إنما من جهة خطئها في التأويلِ).
أقول: هذا الكلام دقيق غاية، وحسن جداً، وأوافق الشيخ عليه دون تردد، لكني لا أقبل وصفه من بعدِ أن مثَّل بالكلبي ومقاتل في آخرين خير منهما من ضعفاء المفسرين: (هم من أعلام مفسري السلف) فهذا وصف لا يخلو من اعتبار القدوة، ووالله ما مثل الكلبي ومقاتل يصلحان ههنا.
ومثَّل الشيخ بمثال أخذه على الشيخ حكمت بشير، وهو مثال جيد، وأنا أوافق الشيخ الطيار على ما قال.
7 – هذه النقطة السابعة أوافق الشيخ الطيار على ما ذكر فيها في أنه لا ينبغي اطراح ما في كتب التفسير من النقل تشدداً في نقل الأسانيد، لكني أقول: فيما كان من قبيل ما ذكر في الفقرة السابقة، وممن لم يوصف بالكذب من الضعفاء.
فإننا نستغني عن كلام مقاتل والكلبي ونستفيد من كلام سائر من حكي عنه التفسير من السلف، والثقات فضلاً عن الضعفاء فيهم كثر، فأين تفسير مجاهد؟ وأين الأسانيد الثابتة عن ابن عباس؟ وأين تفسير السدِّي؟ في ذلك تركة كبيرة وخير كثير. وهذا ابن جرير ما أعظم تفسيره، وما أقل ما أخرجه لصنف الكلبي؟
كذلك يجب اعتبار الفصل بين تفسير أحدهم، وبين نقله، فالنقل تجري فيه قواعد النقد، ويمكن أن يقع فيه التسهل، لكن بالنظر إلى ما يرجع إليه نوع ذلك النقل، فإن كان منتهاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفد حكماً جرت فيه شروط التخفيف في رواية الضعيف، وإن أفاد حكماً فلا والله حتى يثبت النقل دون شبهة، وإن انتهى إلى الصحابة كابن عباس وغيره فلا يخلو من أن يكون بيان لفظ فلا إشكال في قبوله ويكون من قبيل الرأي، وإن كان سبب نزول ولم يفد حكماً أمكن التسهل فيه، أما إن كان مثله لا يقال بالرأي فحكمه حكم الحديث المرفوع.
فهذا إن أتينا عليه على هذا الوجه خلص لنا منه تفسير كبير لكتاب الله، وهو الذي نجده في المأثور بحمد الله.
ثم ما ذكره الشيخ حتى الفقرة العاشرة في كلامه صحيح لا إشكال فيه.
هذه إشارات والله المستعان.
وكتب
عبدالله بن يوسف الجديع
في 17/ 4/1426
الموافق 25/ 5/2005
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Jun 2005, 01:17 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم أبا صفوت على هذه المراسلة والفوائد المتصلة التي تتحفنا بها. وجزى الله الشيخين الكريمين: الطيار والجديع خيراً على ما أفادا به من دقيق العلم، ومتين القول في مسألة من أهم مسائل التفسير.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[29 Jun 2005, 11:11 ص]ـ
شكر الله لك سعيك أبا صفوت، وشكر للشيخ الجديع هذه التعليقات المفيدة، والموضوع ـ في نظري ـ لا زال يحتاج إلى تحرير أكثر، وتنقيبٍ في تاريخ الرجال، ونظر في طريقة تعامل المفسرين مع هذه المرويات ـ خصوصًا إذا كان ممن له عناية بالحديث ـ لنخرج بفائدة أكبر من جرَّاء مناقشة هذا الموضوع.
ولعل مشاركة الشيخ عبد الله الجديع تكون بداية لنقاش هذه القضية المهمة جدًّا.
والذي جعلني أكتب في الموضوع هو ما يقع من بعض من لهم عناية بالحديث في التشدد بنقد روايات التفسير، ونقدها نقدًا فاحصًّا رواية رواية، ويجعل ذلك هو منهج المحدثين، ولا أحبُّ أن أذكر الأسماء لئن المقصد هنا بيان هذه القضية، ولست إخاله يخفى على من قرأ في بعض الرسائل العلمية أو بعض الكتب التي ظهرت في التفسير أو في بعض مسائله؛ لست إخاله يخفى عليه وجود هذا المنهج المتشدد.
بل لقد قابلت أساتذة في بعض الجامعات، ودار النقاش حول هذه القضية، كانوا يرون نقد مرويات التفسيركما تُنقد أسانيد الحديث؛ لأنَّ في هذه المرويات بيانًا لكلام الله تعالى، والموضع كما ترون بحاجة إلى مطارحات علمية كثيرة، فلعل من له بصر ورأي في هذه القضية أن يشارك في تقويم هذه الأفكار.
تنبيهان:
الأول:قلت في كلامي: ((ولذا لا تجد في الكلام عن المفسرين سوى الإشارة إلى أنهم مفسرون دون التنبيه على إمامتهم فيه وضعفهم في غيره كما هو الحال في نقد القراء، وإذا قرأت في تراجم المحدثين ستجد مثل هذه العبارات: (المفسر /صاحب التفسير))).
وقد علق عليه الشيخ عبد الله حفظه الله بقوله: ((وليس في هذا تعديل ولا من وجه من الوجوه في فن التفسير. نعم هي زيادة وصف له تعني اعتناءه بهذا الفن، لكن أين في هذا ما يفيد للاعتماد عليه؟ ما هذا إلا كما يقال في آخر: (صاحب تاريخ)، فهذا لا يغني في الاعتماد عليه في التاريخ دون النظر في أهليته))
وما قاله هو ما أذهب إليه، وأرجو أن لا يكون فًهِم من كلامي الذي علَّق عليه أنني أرى أن مجرد وصفه بالمفسر يكون تعديلاً، وإنما كنت واصفًا لحال أهل التفسير بأنهم في كتب التراجم يوصفون بهذه الأوصاف التي لا تدل على تعديل في مجال تخصصهم بخلاف ما وقع مع علماء القراءة الذين يُعدَّلون في مجال تخصصهم ويضعفون في مجال روايتعم للحديث، هذا ما سقت الحديث من أجله.
الثاني: هناك رسالة علمية حول هذا الموضوع مقدمة في جامعة أم القرى، يشرف عليها الشيخ الدكتور حاتم بن عون الشريف، وإن شاء الله أنها ستفيد في هذا الموضوع المهم.
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[13 Jul 2005, 01:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
فضيلة الشيخ / مساعد الطيار وفقه الله
أقترح يا شيخنا أن ترفعوا مقالكم إلى الشيخ فضيلة الشيخ العلامة حاتم الشريف حتى يبدي رأيه، لأنه حسب علمي له قدم راسخة في علوم الحديث وخاصة في مثل هذه القضايا الدقيقة.
والسلام عليكم.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[14 Jul 2005, 06:27 ص]ـ
الشيخ الكريم أبا عمار حفظك الله
الشيخ حاتم ـ رفع الله قدره ـ على اطلاع بهذا الموضوع، وقد تدارسته معه، وهناك اتفاق على أصل القضية، وإن كان أعمق مني في هذه المسألة، وأتمنى لو طرح رأيه فيها بالتفصيل، كما أتمنى أن يطرح الآخرون الذين يرون التشدد في روايات التفسير أراءهم، ليكون النقاش العلمي في هذه المسألة أكثر ثمرة.
ولعلي أرفع رغبتك إلى الشيخ حاتم إن شاء الله تعالى، وأتمنى أن يستجيب لذلك.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[15 Jul 2005, 05:24 م]ـ
فائدة تتعلق بهذا الموضوع من كتاب الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي (2: 194)
قال الخطيب البغدادي (ت: 463): ((أنا محمد بن الحسين القطان أنا دعلج بن أحمد أنا محمد بن علي ابن زيد الصائغ أنا سعيد بن منصور حدثهم قال نا هشيم أنا العوام بن حوشب نا ابراهيم التميمي قال خلا عمر بن الخطاب ذات يوم فجعل يحدث نفسه فأرسل الى ابن عباس قال كيف تختلف هذه الأمة وكتابها واحد ونبيها واحد وقبلتها واحدة قال ابن عباس يا امير المؤمنين إنما انزل علينا القرآن فقرأناه وعلمنا فيم نزل وإنه يكون بعدنا أقوام يقرأون القرآن ولا يعرفون فيم نزل فيكون لكل قوم فيه رأي فإذا كان لكل قوم فيه رأي اختلفوا فإذا اختلفوا اقتتلوا فزبره عمر وانتهره فانصرف ابن عباس ثم دعاه بعد فعرف الذي قال ثم قال إيه اعد علي
وهذا كله يدل أن التفسير يتضمن أحكاما طريقها النقل فيلزم كتبه ويجب حفظه
إلا أن العلماء قد احتجوا في التفسير بقوم لم يحتجوا بهم في مسند الأحاديث المتعلقة بالأحكام وذلك لسوء حفظهم الحديث وشغلهم بالتفسير فهم بمثابة عاصم بن ابي النجود حيث احتج به في القراءات دون الأحاديث المسندات لغلبة علم القرآن عليه فصرف عنايته اليه
1588 - أنا محمد بن أحمد بن يعقوب أنا محمد بن نعيم الضبي نا ابو 158ب العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو نا أحمد بن سيار قال سمعت ابا قدامة يقول قال يحيى بن سعيد تساهلوا في أخذ التفسير عن قوم لا يوثقونهم في الحديث ثم ذكر ليث بن أبي سلم وجويبر بن سعيد والضحاك ومحمد بن السائب وقال هؤلاء لا يحمد أمرهم ويكتب التفسير عنهم))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حسن]ــــــــ[22 Sep 2005, 02:52 م]ـ
نسأل الله لكم التوفيق
ـ[خلوصي]ــــــــ[30 Jun 2010, 06:04 ص]ـ
لتتبّع الخبر؟
ـ[أبو أنس العبسي]ــــــــ[08 Aug 2010, 11:52 م]ـ
بارك الله في شيخنا، الشيخ مساعد الطيار، وما أجمل مشاركاته وإطلالاته في البرامج.(/)
مداخلة الشيخ مساعد الطيار في برنامج (من فلسطين مع التحية)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[29 Jun 2005, 02:24 ص]ـ
الشيخ الفاضل مساعد الطيار وفقه الله.
كنت أشاهد برنامج (من فلسطين مع التحية) على قناة المجد، وكان ضيف الحلقة الدكتور أحمد نوفل.
وأذكر أن موضوع الحلقة كان حول التعامل مع الإسرائيليات في التفسير.
ثم قمتَ سلمك الله بالاتصال، ولكن حصل خلل فني حال دون سماع المداخلة.
فحبذا لو تتحفنا برأيك حول موضوع الحلقة وما قاله الدكتور أحمد نوفل.
وجزاك الله خيراً.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[29 Jun 2005, 07:28 ص]ـ
هذا هو رابط لما كتبه الدكتور مساعد حفظه الله حول الإسرائيليات
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=150
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[29 Jun 2005, 11:48 ص]ـ
أخي الكريم إن الذي دعاني إلى طلب المناقشة كلمة قالها الدكتور الفاضل أحمد حفظه الله، وهي (النافذة اللي يجيك منها ريح سدها واستريح)، وكانت المشاركة في الحلقة تدور حول إلغاء الإسرائيليات تمامًا، وهذا الموضوع يدور حوله نقاش كثيرٌ، بل بدأ بعضهم بمشاريع في هذا المجال، حتى لقد دعى آخرون إلى إخراج كتب التفسير ـ مثل الطبري والبغوي وابن كثير ـ مجردة من الإسرائيليات.
ومن خلال اطلاعي على الحلقة المذكورة أحسست بأننا نعيش حالة ضعف وخوف علمي، وكأننا لا نملك المنهج الحق بل نحن في حالة مدافعة للعدو، فهم يرمون علينا شبههم، ونحن بين متلقفٍ ورادٍّ عليهم، وكأنه ليس لنا إلا هذه القسمة. وهذا ليس بسديد، بل نحن قصَّرنا في بيان الحق الذي الذي عندنا، وقصَّرنا في فهم منهج عمر وعلي وابن مسعود و ابن عباس وغيرهم من الصحابة وسلف الأمة، فلم ندرك ما أدركوه، فلم لم يخافوا هم من أن يُنتقص الإسلام بهذه الروايات التي رووها، ألم يكونوا احرص على بيان الحق منا؟!
إننا بحاجة إلى أن يكون لدينا منهجا وسطًا، وميزانًا عدلاً لا يضرنا فيه قول قائل، ولا شبهة من أي أحد.
لئن كنا نستطيع اليوم أن نتجنَّب الإسرائيليات ـ وهذا منهج سديد في الجملة ـ فهل يمكن أن نُخرِج ركامه من بطون كتب سلفنا، ونزيله؟
ذلك محالٌ.
لكن أن نبين المنهج النبوي الذي فهم الصحابة فحدَّثوا عن بني إسرائيل من دون تصديق ولا تكذيب، ذلك هو المنهج الصواب؛ لأنه المنهج النبوي فحسب.
أما نهيه لعمر، فيلاحظ أنه كان في أول الأمر، وقد ورد النص صريحًا في قوله صلى الله عليه وسلم ((وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)) بجواز التحديث في آخر الأمر.
وإذا كنا نخاف من قولة بعض المتهودين والمستشرقين من أن أسلافنا أخذوا من علماء بني إسرائيل، وأنهم استفادوا منهم، فلقد قالوا ما هو أعظم من هذا، قالوا يأن نبينا قد أخذ من بني إسرائيل واستفاد منهم في صياغة قرآنه ـ كما يزعمون ـ هل سيختلف دفاعنا وبيانا للحق في هاتين القضيتبن؟
كلا، فقولهم باطل في الحالين، ونحن بحاجة ماسة إلى تربية ملكة النقد والجدال بالتي هي أحسن، وليس سد الباب فالريح أعتى منه، وستكسره كما هو ظاهر من كتابات بعض الباحثين الذين يخالفونك في منهج البحث، وهم ممن تخرج من كليات شرعية، ولقد اطلعت على من يزعم أن روايات أبي هريرة التي في الصحيحين مما هو من أخبار بني إسرائيل مما تلقاه عن علمائهم ونسبه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ولقد جعل كتابيهما أصلاً يقيس عليه ما وافق من أخبارهم ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم خرج بنتيجته هذه، أفتُرانا نقبل مثل هذا التخريج العقيم؟!
كلاَّ، ثمَّ كلاَّ.
إن الأمر طويل، ويحتاج إلى وقفات وكتابات كثيرة، والساحة ليس ملكنا وحدنا كي نسد الباب، فلقد تناثرت الكتابات من كل اتجاه، فيا أصحاب المنهج الحق أبرزوا منهجكم، وأظهروا طريقة تعاملكم مع هذه الكتابات، وبينوا الطريقة المثلى في التعامل معها، وإلا فلن نسلم من أن نجد من يدعو بمثل هذه الدعوات المنحرفة بين أظهرنا، ويكثرون حتى يصير لهم أتباع.
وأقف هنا فأقول:
إذا كان المفسر المعاصر أو من يريد أن يكتب في التاريخ أو خلافه يريد أن يُخلي كتابه من مرويات بني إسرائيل، فهذا منهجه، ونحن نقبله ونوافقه عليه.
أما إذا أراد أن ينتقد العلماء السابقين بما فيهم الصحابة ويزعم أنهم اخطأوا في نقل الإسرائيليات، فهذا مما لا يُوافق عليه في نظري، والأمر يحتاج إلى تفصيل.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Jun 2005, 02:51 م]ـ
للدكتور أحمد نوفل منهج في التعامل مع القرآن الكريم، يمكن معرفته بالرجوع إلى هذا المقال المطول له:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=13496#post13496
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[30 Jun 2005, 04:10 م]ـ
وهذا هو رابط الحلقة لمن أراد الاطلاع عليها كتوبة
http://www.almajdtv.com/prgs/archive/palestine/palestine-18-06-2005.html
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[30 Jun 2005, 07:58 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك.(/)
منهج التعامل مع القرآن الكريم للدكتور أحمد نوفل
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Jun 2005, 02:50 م]ـ
تنبيه: [نقلي لهذا الموضوع لا يعني موافقتي لكل ما جاء فيه، بل إني أرى أن كاتبه قد وقع في أخطاء بعضها مزلة قدم. وقد نقلت هذا البحث ليعرف من خلاله منهج الدكتور أحمد نوفل؛ لأنه قد استضيف في قناة المجد في أحد البرامج وقرر بعض الأمور التي تحتاج إلى تحرير وإيضاح حول موضوع الإسرائليات]
يقول الدكتور أحمد نوفل في هذا المقال:
(الموضوع هو منهجية التعامل مع القرآن الكريم. والموضوع مهم، ويحتاج إلى من يكون في مستواه، وحسبنا أن نحاول أن نقبس اقباساً لعلها تكون مفيدة. وسنشير ابتداءً الى معوقات الفهم الصحيح للتعامل مع كتاب الله.
1 ـ عدم الانطلاق من فهم شامل للإسلام: توضع في إطاره الآيات، فالأصل أن يكون هناك، إطار كبير تأتي آيات الله عز وجل فتوضع ضمن هذا الإطار الكبير من الفهم لروح الإسلام، وطبيعته، فإذا غاب الفهم الشامل للإسلام، غاب بالتالي الفهم الصحيح لآيات الكتاب العزيز.
2 ـ القدوم الى ساحة القرآن مع استصحاب مفاهيم سلبية كالجبر والإرجاء وما الى ذلك: فنحن نقدم على ساحة القرآن محمّلين بأفكار ليست من الإسلام ولا من القرآن، ثم نقرأ النصوص وننزل النصوص وفق ما في عقولنا من مقولات ومقررات، وذكرت لها مثالاً وهو موضوع الجبر (فعّال لما يريد) إذن الإنسان ليس له أي فعالية، إنّ الله لم يقل ذلك، (يضل من يشاء ويهدي من يشاء)، إذن الإنسان ليس له كسب، إن ربنا لم يقل ذلك، وما ذلك إلا مقولات جئنا بها الى ساحة القرآن الكريم.
3 ـ ربط النص بسبب نزول غير صحيح: كثير من أسباب النزول تشوش الفهم، من علمائنا من قال إن أسباب النزول تعين على فهم النص، وهذا كلام صحيح، لكن عندما يكون سبب النزول ملفّقاً تلفيقاً يصبح معيقاً ولا يكون معيناً على فهم النص.
4 ـ الآثار الموضوعة والضعيفة المنسوبة للنبي أو الصحابة والتابعين: هناك أحاديث ضعيفة وتفسيرات تُنسب لابن عباس، وابن مسعود. وقراءات قسم كبير منه غير صحيح، من شأن هذا أن يقف بيننا وبين النص.
5 ـ الإسرائيليات: ونشير إليها فقط، لأن هذا الموضوع وحده يحتاج الى تفصيل كثير.
6 ـ قطع النص عن السياق وأخذه مبتسراً بمعزل عن سياقه: نأتي بالنص ونقطع الآية قطعاً عمّا قبلها وما بعدها من سياق الآيات.
7 ـ الجزئية في الفهم والتفسير، أو تفسير النص بوجه واحد أو بصورة من الصور:
(وبشّر المؤمنين بأن لهم من الله فضلاً كبيراً) بشّر المؤمنين بأن لهم من الله نصراً في الدنيا والآخرة هكذا نفهم، طالما أنّ النص يحتمل عموم المعنى، نفسّر بالعموم، ولا نفسّر بجزئية المعنى. هذه قاعدة: إذا كان النص يحتمل الدنيا والآخرة لا نفسره بالدنيا ولا نفسره بالآخرة، وهكذا نجعل النص على شموله.
كثيراً ما يأتي العلماء بمثال فنظن أنّ المثال تفسير، وهذا غير صحيح بل يلزم أن نفرق بين المثال والتفسير، ومثال ذلك قوله عز وجل (ومن الناس من يشتري لهو الحديث) قال بعض العلماء هو الغناء، وهذا غير صحيح إذا قلنا هذا هو التفسير، وهو صحيح إذا كان مثلاً، فلننتبه إلى الفرق.
8 ـ التكلّف في الفهم: إن ديننا يرفض التكلّف. العلماء كثيراً ما يقعون فيما فيه تكلف، وقرآننا علّمنا فقال: (وما أنا من المتكلّفين). سنأخذ دراسة معاً ونرى: أسباب النزول ضعيفة، وإسرائيليات، والمقولات المختلفة. إن التفسير ينبغي أن يكون في مستوى عظمة القرآن، وإلا فاكسر قلمك ومزّق ورقك خير لك من أن تنزل لساحة كتاب عظيم بفكر سقيم.
9 ـ ربط الآية بحديث قد يصح، لكنه ليس بالضرورة تفسيراً لهذه الآية: فالحديث صحيح، لكن أهو تفسير لهذه الآية؟ حديث قد يصح وقد لا يصح، لكن لا علاقة له بالآية، هذا الربط أشكل فهم الآية، مثل قوله تعالى (يوم يُكشف عن ساق ويُدعون إلى السجود فلا يستطيعون). لقد كتبت حول هذه الآية حوالى 50 صفحة أناقش فيها روايات بعض الأحاديث، أرى أن الحديث الوارد في تفسيرها غير صحيح، ولئن صح فلا يصح تفسيراً للآية، فالحديث ليس له علاقة بالآية. والحديث «يكشف ربنا عن ساقه ... »، نتحدث عن الأمة أولاً فنقول خذ نقطة نقد واحدة لتفسير الحديث لها. هي مكّي مبكّر، الناس وقتها لا يعرفون فهل آتي وأقول لهم سيكشف ربنا يا أهل مكة عن ساقه وهم يكفرون
(يُتْبَعُ)
(/)
بربنا؟!!، إن ديننا دين منطق، فهل أقول للناس تعرفون ربنا من ساقه عندما يكشف عنها؟؟! هذا كلام غير مناسب، فكما قلنا الحديث في واد ـ ان صح ـ والآية في مكان آخر لا علاقة لها به.
لقد ربط البخاري هذه الآية بالحديث، ولكن يحق لنا التساؤل هل البخاري معصوم؟ البخاري نِعْمَ العالم، لكنه إذا أخطأ في حديث فإنه لا يسقط من أعيننا، البخاري إمامنا ولكنه أخطأ في هذه المسألة، وذلك لا يخدش منزلته، نحن تعودنا أن نأخذ علماءنا بالتقديس لا بالتقدير، وحينها نخشى على أنفسنا من قوله تعالى (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله)، وهم شبكوا الآية مع الحديث وأنا في ظنّي أنه لا يوجد ارتباط، الآية تخاطب العرب بلسانهم وبلغتهم، (يوم يكشف عن ساق) ومعناها جدّ الجد، وما ثمّ ساق ولا قدم، وإنما هي كفاية كما في قولهم حزمت الأمور، «شمّرت الحرب عن ساقها) وهل للحرب ساق؟. وهكذا ...
القرآن مهيمن على السُنة، هل قال ربنا إن جهنم ستسكت؟، بل استأنف بقوله: (يوم نقول لجهنم هل امتلأت) وتظل تقول (هل من مزيد) يأتي الحديث ويقول لي لا، جهنم ستسكت، القرآن يقول (وتقول) أي باستمرار، فهنا مَن يُهيمن على مَن؟ القرآن يهيمن على السُنة، أولاً: لماذا لا تبقى جهنم تقول هل من مزيد؟ لماذ تسكت؟ حتى يبقى الكفار في رعب وتبقى تتلظى وتخرج صوتاً (سمعوا لها شهيقاً وهي تفور)، ربنا يقول (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون).
10 ـ عدم الاطلاع على المعارف الإنسانية والتاريخ الإنساني والاجتماع الإنساني: لظن البعض أن العقل المسلم مكتف بذاته، وهذا غير صحيح، إذ العقل يحتاج الى المعارف الإنسانية وهي مترابطة متشابكة يأخذ بعضها من بعض ـ فالمسلم غير معزول عن العالم ولا منبت ولا منقطع ـ نستفيد من معارف العالم الكونية والاجتماعية والإنسانية ... الخ. وبالتالي إذا جئنا ساحة القرآن الكريم بعقل مجرد لم نستفد، قد يقال: أنت قلت يأتي نقي!، أقول بعقل نقي ليس بمقررات سابقة، ولنضرب مثالاً على ذلك أن شخصاً لا يعرف كيف تُساس الأمم وما حقوق الشعوب ولا يفهم شيئاً من ذلك، هل يستطيع أن يعرف معنى الشورى. وهو ما زال على عقل البداوة، لا يعرف ما يفعل، ويفعل ما يريد، وهو الآمر الناهي المتنفذ; فيُظن الإسلام هذا الواقع، إذن كلما أطلعنا على تجارب الشعوب، كنا لإسلامنا أفهم.
11 ـ التقليد في الفهم: إن أقوال العلماء في القرآن مفيدة، ولكنا لا نأخذ بها بالضرورة لأنهم قالوها، بل لأنها صحيحة ومنسجمة مع القرآن، وإذا كانت هناك مشكلة في هذه الأقوال فلا بأس بردها، ليس من باب الرد لذات الرد، أو لنبدو متعالمين، ولكن بما أن الحق يسير منسجماً مع القرآن، فلا مانع من اتباع هذا الأمر المنسجم، مع عدم تقليده.
12 ـ عدم بذل الجهد والكدح الذهني في محاولة الفهم: نحن لدينا اعتقاد أن القرآن ميسّر، (ولقد يسرنا القرآن للذكر)، فلماذا نجهد أنفسنا؟ إن القرآن الكريم كلام واضح، ولكن، العمق شيء واليسر شيء آخر، القرآن ميسر; ولكنه في منتهى العمق، يحتاج الى غوص الغواصين، نحن نسطّح الامور، فنظن ان اليسر يعني التسطيح ـ ومعاذ الله ـ أن يكون القرآن مقصده من اليسر التسطيح الفكري.
13 ـ عدم البحث عن احسن الفهم، والاكتفاء بأي فهم.
14 ـ الربط المتكلف بين الآي: يحاول أن يستقرئ، ولكنه استقراء غير موفق مثال ذلك قوله تعالى، (ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه) طبعاً همّ بها غير وارد. ولن أناقش الموضوع الآن، ولكن انظر كيف ربط بعض المفسرين فقالوا هَمّ بها ليضربها، من قوله تعالى: (وهمت كل أمة برسولهم)، انظروا الى الربط غير الموفق، الظاهر أنه ربط مناسب لكنه في الحقيقة ربط فاسد، إذاً أحياناً نربط بين الآيات لمجرد وجود تشابه في الألفاظ مثل بعضها، ولكن المعنى مختلف، لذلك همت كل أمة برسولها من باب القتل، هنا الهم هم الفاحشة، فهل همّ يوسف؟ لا، أمتنع الهم بوجود البرهان.
معالم منهج التعامل مع القرآن
بيّنّا فيما سبق معيقات المنهج السليم للتعامل مع القرآن الكريم وأوردنا أمثلة عابرة على صور من التعامل التي لا بد من النظر فيها ومراجعتها وتصويبها، وسنحاول فيما يلي رسم معالم منهج التعامل مع القرآن:
1 ـ القرآن كلام الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
هو الرسالة الخاتمة، وهو مصدق لما بين يديه، ومهيمن عليه. عندما نتعامل مع القرآن بهذه المثابة وهذه الحيثية، فهذا يعني شيئاً كثيراً، كونه كلام الله معناه أنه هو المصدر، في النحو هو القاعدة، في البلاغة هو القاعدة، وفي الصدق، لا يترك شيئاً إلا هو مهيمنٌ عليه، وعندما يقول طه حسين: (نحن قرأنا التاريخ ولم نجد فيه عاداً)، إذاً لا يوجد عاد، نقول له القرآن مهيمن على التاريخ، والكتب السماوية، والبلاغة، والنحو، والقواعد، وعلى الدنيا جميعها; لأنه كلام الله، هذا الكلام ينبني عليه شيء كثير، ففي القاعدة النحوية، القرآن هو
القاعدة، وليست قواعد النحو هي من يحاكم القرآن، وقواعد البلاغة مصدرها القرآن فتقاس النصوص الأخرى على بلاغة القرآن وليس العكس; لأن القرآن كلام الله، وهو المصدر والنموذج الذي نقيس عليه باقي الكلام، فإذا قال القرآن: إنّ محمداً صلى الله عليه وآله وسلم مبَشَّر به في الكتب السابقة، ولم نجد في الكتب السابقة عن بشارة محمد، يكون العيب في هذه الكتب وليس في كتابنا; لأنه يقيناً كلام الله، وتلك الكتب ليست بيقين كلام الله، إنما فيها من كلام الله أشياء باقية وأغلبها ليس من كلام الله، وإنما وضع الشر.
2 ـ اتحاد المعجزة والرسالة في القرآن:
كان رسلُ الله السابقون يأتون بأمرين: الرسالة والمعجزة، الكتاب والآية، مفصولين عن بعضهما، التوراة والعصا واليد مثلاً، الإنجيل وإبراء الأكمة والأبرص وإحياء الموتى والطير ... الخ، الرسالة شيء والمعجزة والآية شيء مختلف; لأن البشرية كانت في مرحلة الطفولة العقلية، ليس لأنها كانت ناقصة في الخلقة، ولكن البشرية من يوم خُلقت وقدراتها العقلية سليمة، إنما الناقص هو المعارف، والمعلومات والتجارب، بدأت البشرية تكوّن معارف وتجارب وخبرات، وتراكم ثقافة وعلم وحضارة، فالحضارة تراكم، والثقافة تراكم، والمعرفة تراكم وقدرات، والذي صنع السيارة التي تسير بسرعة 300 كم في الساعة، استفاد من العربة القديمة وتعلم منها وطوّرها، وجاء من بعده وطوّر، فالبشرية تتقدم، وعقلها ينضج شيئاً فشيئاً بالخبرات، الى أن جاءت بعثة محمد عليه الصلاة والسلام، كانت البشرية قد بلغت في التجربة سن النضج والرشد، فجاء القرآن أنضج من كل ما سبق، وجاء القرآن معتدلاً متوازناً، وليس متطرفاً لا لجهة الروحانيات ولا جهة الماديات. بينما إذا لاحظنا الإنجيل، فهو متطرف، إن جاز التعبير، أي موغل في الروحانية لماذا؟ شخص عنده نسبة السكر في الدم مرتفعة نقول له ممنوع عنك الخبز، النشويات وكل ما يمت للسكر. فنحن بهذه الحالة عالجناه علاجاً متطرفاً لأن وضعه متطرف، ولكن إذا رجع السكر الى نسبة قليلة قلنا له حلي الشاي. فالآن البشرية رجعت الى رشدها والى توازنها، فجاء الكتاب في مستوى رشد البشرية، فاتحدت الرسالة والمعجزة، فصارت شيئاً واحداً، ويحصل هذا لأول مرة في تاريخ الرسالات. والله سبحانه قد فطم البشرية كما يفطم الطفل عندما يكبر (وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقاً في الأرض أو سلماً في السماء فتأتيهم بآية) افعل، تريد آية اذهب ابحث في الارض أو في السماء واحضر آية أنزل آية ايها النبي، لا تتطلعوا الى السماء لن أنزل آية، مع أني قادر أن أسوق لهم آيات بلا عدد، والشمس أليست آية، والقمر أليست آية، والسماء أليست آية، وعيونهم أليست آية، والذي لا يكتفي بهذه الآيات لن يكفيه شيء. فيقولون يا رب كنت تأتي بآيات، لكن العقل البشري كان في طور الطفولة وعدم الرشد، ولكن الآن بلغ الرشد، ولذلك اتحدت المعجزة والرسالة في شيء واحد، وما أصدق قول شوقي:
جاء النبيون بالآيات فانصرمت ... وجئتنا بكتاب غير منصرم
لذلك اين عصا موسى عليهم السلام الآن؟ ماتت، الموتى الذين أحياهم عيسى عليهم السلام، ماتوا مرة ثانية، لكن معجزة محمد، الآن كل آن، ستظل معجزته شاهدة على الإنسان في الزمان والمكان. المعجزة لمن ولماذا؟ فكرة المعجزة لتشهد أن الرسول حق، هل نستطيع أن نثبت من القرآن أن محمداً عليه الصلاة والسلام حق وأن القرآن حق، من نص القرآن، نعم نستطيع; إذاً اكتفينا. يقول: الأستاذ مناع القطان: «الإعجاز: اثبات المعجز. والعجز فى المتعارف: اسم للقصور عن فعل الشيء، وهو ضد القدرة. وإذا ثبت الإعجاز ظهرت قدرة المعجز». لقد تحدى الرسول العرب
(يُتْبَعُ)
(/)
بالقرآن على ثلاث مراحل: القرآن كله، بعشر سور، بسورة واحدة، (أقول بل وبحديث من مثله آية تحمل معنى مفيداً تامة).
أما أوجه الإعجاز فهو أنه معجز في ألفاظه وأسلوبه والحرف الواحد منه في موضعه من الاعجاز الذي لا يغني عنه غيره في تماسك الكلمة، والكلمة في موضعها من الإعجاز في تماسك الجملة، والجملة في موضعها من الإعجاز في تماسك الآية ... وهو معجز في بيانه ونظمه .. وعلومه ومعارفه وتشريعه وصيانته لحقوق الانسان ... الخ.
وإعجازه العلمي ليس في اشتماله على النظريات العلمية التي تتجرد وتكون ثمرة للجهد البشري وإنما في حثه على التفكير. [القطان، مناع. مباحث في علوم القرآن، بيروت، مؤسسة الرسالة: 1986 م ـ 1407 هـ، ص 258 ـ 280 بإيجاز.]
3 ـ القرآن كتاب هداية وفرقان وذكر وتبصرة:
هذا هو مقصده الأسمى، (اهدنا الصراط المستقيم)، (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين)، ليس من المفروض أن يكون القرآن كتاب معرفة تفصيلية، ولا يطلب منه أن يصنع المعجزات وأن يحل فوراً المشكلات، لن يفعل، العقل البشري يجب أن يبدع في الاجتماع والاقتصاد والسياسية والإنسانيات والفلك والطب .. الخ، القرآن ليس من مهمته أن يأتي بمعلومات تفصيلية في الطب والفلك والفيزياء والمعارف، لا، لكنه كتاب هدى لما لا يستطيع العقل أن يعرفه من عالم الغيب. وكذلك ليس من شأن القرآن ولا فلسفة القرآن أن يجترح المعجزات، ولو كان ثمة كتاب على الأرض يصنع المعجزات، لكن هذا القرآن اولى كتاب بذلك. نحن دائماً نبحث عن أحسن الفهم، ولنضرب لذلك مثلاً بضيوف من علية القوم هل نحضر فواكه عادية من أي مكان؟ بل نسأل هل هناك أحسن من هذه الفاكهة; لأن عندنا ضيوف من العلية.
نود أن نصل الى أحسنية الفهم، والمسافة واسعة بين الفهم وأحسن الفهم. إن القرآن ليس كتاب معرفة تفصيلية في المعارف الإنسانية، العقل يمكنه أن يأتي بها وحده، لكن هناك عالم ملائكة، وآخرة وميزان، وصراط وحساب، هل يمكن للعقل أن يأتي بها؟ أو الصفات، أو العرش، هذه أمور لا تُعرف بالعقل، ولكن خبّرنا القرآن عن كل ما يلزمنا عن عالم الغيب، عن كل ما يلزم من عالم المثل والقيم، والتشريع والعدل المطلق. إذاً كل ما كان للعقل فيه مدخل للعمل والإبداع ترك العقل يعمل فيه ويبدع، حتى وإن وصل بعد ألف سنة، والحياة مستمرة بالكمبيوتر وبغيره ولكن بغير هدى هل تستمر الحياة؟ لا، (فإن له معيشة ضنكا)، وعند ذاك سنصبح أقرب الى الحيوانات، أو عالم الشياطين، الإنسان بلا هدى بلا قرآن، واحد من اثنين إما الى عالم الشيطان او الحيوان، وهذه ليست حياة، بلا وسائل مادية، هل تستمر الحياة؟ نعم.
إذن الكتاب يصنع المعجزات، ولكن بمقدار تفاعل الإنسان معه، في القرآن النصر معه، ولكن ليس على طريقة، (فقاتلا إنا هاهنا قاعدون)، لا، بل (فقاتلا إنا معكم مقاتلون)، نعم نصنع حينها المعجزات، وهكذا، القرآن يفعل في الكون وفي الحياة وفي المجتمع، بمقدار ما ينفعل الناس به ومعه فيعطي، ولو زدنا إيماننا بالقرآن نزيد، يزداد خيرنا نزيد، وزدنا أيضاً يزيد، وإن زدتم يزيد القرآن، (ولدينا مزيد) فاذا زدت يزداد عليك الخير، وهكذا الى مالا نهاية، يزداد العطاء الرباني من القرآن. قال الأستاذ سيد قطب في «هذا الدين»: «إن هذا الدين منهج إلهي للحياة البشرية، يتم تحقيقه في حياة البشر بجهد البشر أنفسهم في حدود طاقتهم البشرية، وفي حدود الواقع المادي للحياة الإنسانية في كل بيئة، ويبدأ العمل من النقطة التي يكون البشر عندها; حينما يتسلم مقاليدهم ويسير بهم الى نهاية الطريق في حدود طاقتهم البشرية، وبمقدار ما يبذلون من هذه الطاقة.
وقد شاء الله أن يتم تحقيق منهجه الإلهي للحياة البشرية عن طريق الجهد البشري وفي حدود الطاقة البشرية: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض) وشاء الله أن يبلغ الإنسان هذا كله بقدر ما يبذل من الجهد، وما ينفق من الطاقة، وما يصبر على الابتلاء، في تحقيق هذا المنهج الإلهي القويم، وفي دفع الفساد عن نفسه وعن الحياة من حوله: (أحسب الناس أن يُتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يُفتنون).
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا المنهج الإلهي .. لا يتحقق في الأرض وفي دنيا الناس بمجرد تنزله من عند الله، لا يتحقق بكلمة كن الالهية مباشرة لخطة تنزله، ولا يتحقق بمجرد إبلاغه للناس وبيانه، ولا يتحقق بالقهر الإلهي، على نحو ما يمضي ناموسه في دورة الفلك، وسير الكواكب، إنما يتحقق بأن تحمله جماعة من البشر تؤمن به إيماناً كاملاً وتستقيم عليه ـ بقدر طاقتها ـ وتجتهد لتحقيقه في قلوب الآخرين وفي حياتهم كذلك، وتجاهد لهذه الغاية بكل ما تملك.
فإرادة الله هي الفاعلة في النهاية وبدونها لا يبلغ الإنسان بذاته شيئاً، ولكن هذه الإرادة تعين من يعرف طريقها ويستمد منها ويجاهد في الله ليبلغ رضاه ... » [سيد قطب. هذا الدين. بإيجاز، بيروت، دار القرآن، الاتحاد الإسلامى العالمي للمنظمات الطلابية، 1389 هـ / 1978 م، ص 4 ـ 13.].
4 ـ النقل والعقل صنوان لا ينفكان ورفيقا درب لا يفترقان:
النقل والعقل، وإن شئت القرآن والعقل، هما صنوان، وهل يمكن أن يكونا غير ذلك؟ إن فك الارتباط بينهما غير ممكن، فالقرآن لا يكتفي بنفسه دون عقل، والعقل لا يقوم وحده بدون نص، لابد من الاثنين الروح والجسد، ما مقدار حاجة كل لكل، مئة بالمئة، حاجة الفناء أو البقاء، لا روح بلا جسد ولا جسد بلا روح، فالنقل ينزل على العقل فيتفاعل العقل معه ويبدع الفهم، ولولا هذا الفهم لما جاء النقل أصلاً، إذاً من يجلّي كنوز النقل إنه العقل، إياك أن تظن أن العقل عدو النقل، كما يظن بعض الناس من دهماء المسلمين، إذا ذكر العقل العقل إشمأز واستعاذ بالله وظن أننا فلاسفة، وظننا معتزلة أو مبتدعين أو أن الغزو الثقافي أثر علينا، إن إعلاء شأن العقل لب ديننا، وإن شئت نسرد بعض الآيات، وقد جمع العقل والنقل في آيات. (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون)، (إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون) يبدأ بالنقل وينتهي بالعقل (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدّبّروا آياته وليتذكر أولوا الألباب) ابتدأ بالكتاب وانتهى بالألباب، هكذا منهج مضطرد (أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات) ختمت الآية (وما يتذكر إلا أولو الألباب)، ولذلك بدأ بالكتاب وانتهى بالألباب للمرة العشرين، نفس الظاهرة (وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون) النقل والعقل، (كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون)، (ويريكم آياته لعلكم تعقلون)، (ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون)، من عدة سور: الأنعام والزخرف والعنكبوت والروم آيات مختلفات، لكن كأنها سبحان الله آية واحدة، صيغة يعقلون فقط (22) مرة، وصيغة تعقلون (49) مرة في ثلاثين سورة، يعني يعقلون بالغيبة، أقل من نصف تعقلون بالخطاب، حتى مجرد الاحصاء له دلالات، تعقلون بالخطاب (49) في ثلاثين سورة، أما في الغائب (22) إذاً تضاعفت السور بصيغة يعقلون عن تعقلون ثلاثة أضعاف عشرة الى ثلاثين سورة، بالخطاب مرتين ونصف تقريباً، ولكن عدد السور ثلاثة أضعاف، لماذا صيغة تعقلون أكثر؟ خطاب مباشر، (أفلا تعقلون)، (لعلكم تعقلون)، أكثر أهمية، إذاً الحقيقة في مناطق لا يكشف عن مخبوئها الا العقل، فلابد أن يبدع العقل ويطلع معاني الآيات، لأن القرآن أمرنا بالتدبر، إذا العقل معطل ليس له دور (كتاب أنزلناه مبارك ليدبّرَوا آياته) و (وليتذكر أولو الألباب) لماذا؟ وهو ما معنى تدبر: هو إعمال العقل، هذا الموضوع قديم، فلماذا نبحثه، حيث إن هذه الأمور البديهية؟ لأن المسلمين في تخلف ومحتاجون أن نؤسس في عقولهم البدهيات، يعني قوله تعالى في قصة يوسف أو في قصة آدم، أو في أي موضوع من الموضوعات، في قصة آدم مثلاً، قوله تعالى (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) كيف عرف الملائكة أن آدم أو ذريته سيخرج منه هذا، هل القرآن أعطانا تفسيراً؟ ما الدليل إن كان هناك مخلوقات سابقة؟ لا يوجد دليل، هذا خبط في البيداء على العمى، إذاً لن نفهم النقل إلا إذا أعملنا العقل، قوله تعالى (سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا) إذا من أين علموا أن آدم سيفسد فيها؟ الله أخبرهم ولكن القرآن لم يخبرنا، القرآن قال (إني جاعل في الأرض خليفة)، فالقرآن عندما خبرنا اقتصر فيما أخبر على خليفة، والقرآن عندما أخبرهم رب العالمين، كلمهم عن مسألتين: (إني جاعل في الارض خليفة) و (من يفسد)، لذلك إكراماً لنا غض الطرف عن ومن يفسد، فلما استفسر الملائكة غضوا الطرف عن خليفة،
(يُتْبَعُ)
(/)
وركزوا على من يفسد.
هما خبران وليس واحداً، القرآن أخبرنا خبراً والله تعالى أخبر ملائكته، لما روي لنا الخبر إكراماً لنا قال (إني جاعل في الارض خليفة) فقط، لكن الخبر لما صدر من الله الى الملائكة أخبرهم أمرين، من أين جئنا بهذا الكلام؟ من الآيات التي تلي (سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا) مثل آخر، إبليس أكان مأموراً بالسجود أم لا؟ يا ملائكة اسجدوا لآدم، يقول أنا لست من الملائكة، (أو كما تقول بعض التفاسير أن إبليس من الملائكة) انظر للآية مرة أخرى (وإذ قال ربك للملائكة اسجدوا لآدم) (قال يا إبليس ما منعك)، الصحيح أن القرآن قال إنه كان من الجن ففسق عن امر ربه، لكن هل كان مأموراً بالسجود؟ نعم مئة بالمئة، نصاً لا ضمناً، إذاً لما صدر الأمر (وإذ قال ربك للملائكة ولإبليس اسجدوا) ولكن احتقاراً لإبليس، حين يتدبر العقل في النقل يكتشف المتشابه، نريد أن نقتنع بالبديهية، فهل البديهية أصبحت بديهية؟
قال الأستاذ العقاد في (التفكير فريضة إسلامية): «العقل الذي يخاطبه الاسلام هو الذي يعصم الضمير ويدرك الحقائق، ويميز بين الأمور، ويوازن بين الأضداد، ويتبصر، ويحسن الإدكار والروية، وإن هو العقل الذي يقابله الجمود والفوت والضلال، وليس بالعقل الذي قصاراه من الإدراك أنه يقابل الجنون. وأكبر الموانع في سبيل العقل: عبادة السلف التي تسمى بالعرف، والاقتداء الأعمى باصحاب السلطة الدينية والخوف المهيمن لأصحاب السلطة الدنيوية.
والعلم في الإسلام يتناول كل موجود، وكل ما يوجد، فمن الواجب أن يعلم، فهو علم أعم من العلم الذي يراد لأداء الفرائض والشعائر. كل ما نراه (في الكون) ونكرر رؤيته فهو معجزة تدعو الى العجب .. ولكنها المعجزة التي يعمل العقل لفهمها وليست هي المعجزة التي تبطل عمل العقل ... والإسلام دين المعجزات التي يراها العقل حيثما نظر، وليس بدين المعجزات التي تكف العقل عن الرؤية وتضطره بالإفحام القاهر الى التسليم. فالمعجزة التي تتجه الى العقل موجودة يلتقي بها من يريدها حيثما التفت اليها، ولكنها غير المعجزة التي تقنع من لا يقتنع بتفكيره ... ومن لم يقتنع بتفكيره فلن تهديه المعجزة من ضلال. والإسلام دين المعجزة التي تفحم العقل ولا تقنعه، لأن دين العقل والتفكير فريضة فيه .. والإسلام يضع المعجزة في موضعها من التفكير، ومن الاعتقاد، فهي ممكنة لا استحالة فيها على الخالق المبدع لكل شيء، ولكنها لا تهدي من لم تكن له هداية من بصيرته واستقامة تفكيره ... » [العقاد، عباس محمود. التفكير فريضة إسلامية، بيروت، دار الكتاب العربي، ط 2، 1969، ص 20 ـ 107 بإيجاز.]
5 ـ القرآن والمعرفة الإنسانية مرتبطان:
كلما اتسعت دائرة المعارف الإنسانية، اتسعت دائرة فهم القرآن، ولذلك لا يكفي فهم المعاني اللغوية من القواميس، بمعزل عن المعاني السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والنفسية، (وأمرهم شورى بينهم) هل استفادت الإنسانية من هذا الحكم؟ والتجاوزات فيها، فقنعت وشرعت وطورت، لا أدري، فالأمة اتسعت دائرة المعارف فيها، وكلما اطلعنا على الحضارات والثقافات زاد فهمنا في القرآن الكريم، فسيد قطب ـ رحمه الله ـ صاحب الظلال، قال: أخذت من عمري (40) وأنا أقرأ الجاهلية، ولست نادماً، بالنسبة له الاطلاع على الجاهلية مفيد، وليس سلبياً من السلبيات، ومحمد قطب قرأ عن التربية عند الغربيين، ثم وظف ما قرأ في تفسير القرآن، فلو لم يكن قد قرأ التربية عند الآخرين لربما لم ينفتح له من آفاق المعنى القرآني ما انفتح، لا نريد أن نتقوقع ونقفل علينا النوافذ والأبواب، لقد شرّع القرآن هذه النوافذ لكنه وضع عليها شبكاً، يحميها من كل فساد، ليس كل ما عند الآخرين فاسد، الحضارة الغربية فاسدة، لكن هل كل شيء فاسد، إن في الحضارة الغربية علماً لا يمكن أن نصل اليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
القرآن والكون كتابان متضافران، وآيات القرآن أرشدت الى آيات الأكوان، فهي آيات ترشد الى آيات، مثل فاتحة الجاثية، فيها آيات ترشد الى آيات، فمثلاً في سورة الجاثية (حم، تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم، إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين)، بدأ بالكتاب ثم انتقل للكتاب، أي كتاب؟ الكتاب المنظور أي الكون، وسمّاه آيات، ثم (وفي خلقكم وما يبث فيها من دابة آيات لقوم يوقنون، واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون، تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون، ويل لكل أفّاك أثيم، يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يُصرُّ مستكبراً كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم، وإذا علم من آياتنا شيئاً اتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين، من ورائهم جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئاً ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ولهم عذاب عظيم، هذا هدى والذين كفروا بأيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم، الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون، وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) هل تلاحظون دمج الآيات دمجاً بلا فك ارتباط، وكل آية آيات، آيات القرآن وآيات الكون، ولذلك (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق).
قال صاحب كتاب «نظرات في القرآن» القرآن جعل النظر في الكون مصدراً من مصادر الإيمان، وأعطى النظر حرية واسعة في البحث والنظر والتأمل ... [حسن البنا. نظرات في القرآن، جمع أحمد عيسى عاشور، القاهرة، دار الاعتصام 1399 هـ / 1979 م، ص 27.
]
6 ـ القرآن قائم على التناسق:
إذ التناسق أحد دلائل الربانية أخذاً من قوله تعالى: (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً)، والتناسق ألوان وفنون، هذا العنوان فقط يريد كتابين الى ثلاثة، فالتناسق كما قلنا لا يقل عن عشرين لوناً من الألوان وعشرين فناً من الفنون، تأخذ بعضها برقاب بعض، خذوا ما قاله سيد قطب (التناسق بين المعنى المراد التعبير عنه واللفظ المؤدي لهذا المعنى) أنا إن أردت أن أوصل معنى فإنني أعبر بلفظ يوصل هذا المعنى (وإن منكم لمن ليبطئن) الكلمة مربوطة، وكذلك (اثّاقلتم الى الأرض) (ويسكن الريّح فيظللن)، فهذا أسميناه تناسقاً بين المعنى المُراد واللفظ المؤدي لهذا المعنى، خذوا مثلاً هذا اللون والذي نسميه التناسق في الإيقاع الموسيقي وهذا اللون هو موضوع كتاب قائم بذاته، وهناك كتب عديدة، منها «الإعجاز الموسيقي في القرآن» للدكتور رمضان عبد التواب، (ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين قال سآوي الى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم، وحال بينهما الموج فكان من المغرقين) كلّها حروف مد، فكل الكلمات كان بها مد حتى تتناسق، (طه، ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى، إلا تذكرة لمن يخشى ... ) (والضحى، والليل إذا سجى، ما ودّعك ربك وما قلى) (كهيعص، ذكر رحمة ربك عبده زكريا، إذ نادى ربه نداءً خفياً قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً) ... الخ، كلها إيقاع رخي ندي، (طسم، تلك آيات الكتاب المبين، لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين، إن نشأ ننزّل عليهم من السماء آية فظلّت أعناقهم لها خاضعين)، (فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر، وأما بنعمة ربك فحدث) هنا اختلف الجرس لماذا؟ لأن طبيعة الكلام اختلفت، الأول كله امتنان، فالآيات السابقة كلها نِعَمْ وهذه الآية أوامر، فأصبح لدينا الآن ......... [سقط من المقال بقية الكلام عن هذا العنصر]
7 ـ القرآن دعوة مفتوحة للتدبر وليس عدو القرآن إعمال الفكر:
(يُتْبَعُ)
(/)
إنما عدوه الجهل، القرآن أكثر من مرة دعانا الى التدبر، أي اعمال الفكر، لقد قلنا مراراً: إن بعض الأصحاب وبعض التابعين كان يقوم الليل يردد آية، ما الذي يفعله بها؟ كان يقلب النظر في هذه الآية، (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته) فكما قلنا من قبل ان التدبر حيث ورد في القرآن ورد بصيغة الجمع، التدبر جماعي والتلاوة فردية (ورتل القرآن ترتيلا). (وآن أتلو القرآن) (إقرأ) ... الخ، فلاذا التلاوة فردية والتدبر جماعي؟ التدبر عمل مؤسسي; الجانب النفسي والعملي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي والعلمي، فتتكامل الرؤى فيكون هناك تدبر للقرآن الكريم، ولذلك لأمر ما جاء أمر التدبر بصيغة الجمع وهكذا ... الخ.
8 ـ القرآن كتاب الحكمة:
القرآن كتاب حكيم نزل من رب حكيم في ليلة فيها يُفرق كل أمر حكيم على رسول حكيم لينشئ أمة حكيمة، فالسورة كما ترون محاطة بالحكمة من كل جوانبها، والله تعالى امتن على المؤمنين بانه بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين، (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة)، وحتى يضيّع البعض بركة الفهم قالوا: واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والسنة، بهذه الطريقة نكون قد قضينا على طريقة الفهم تماماً، وقطعنا دابره نهائياً. هل المراد بالحكمة في الآية في سورة الأحزاب السنة؟ قولاً واحداً لا، نحن قلنا في الفهم: نريد أن نرجع للغة العربية، فهل في اللغة العربية أن الحكمة هي السنة، قالها واحد وقلّده البقية، لا بد ان نرجع الى القاموس أو لا أن نقول: قال فلان أو قال علاّن، (ولقد آتينا داود الحكمة) أهذه سنة أيضاً، انما الحكمة أحسنية الفهم. إذن الكتاب والحكمة (ومن يُؤْتَ الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً وما يذكر إلا أولوا الألباب)، الحكمة الفهم والفهم المناسب للنص الذي يضع الأمور في نصابها ومعاييرها ... الخ.
فكنوز هذا الكتاب لن تتجلى إلا إذا ارتقى العقل المسلم الى مرتبة الحكمة، التي هي مرتبة الإحسان أن نصل بالشيء الى ذروته، لكن كتاب عظيم وأمة متخلفة كيف يصير ذلك؟ كانت النصوص توضع بين أيدي أناس عقلاء. أصبحت النصوص الآن توضع بين أيدي اناس حمقى، فإسلامنا مظلوم منا وبيدنا أشد والله من ظلمه على يد الغربيين والمستشرقين واليهود والنصارى، ويمكن بحسن نية (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً)، عندنا نص مستقيم ولكن عقل أعوج ما الفائدة؟ فمثل ذلك مثل العود عندما نضعه في الماء ينكسر، والنص المستقيم عندما تضعه في العقل الأعوج ينكسر النص ويخرج هذا النص أعوجاً، وأحياناً يخرج نقيض مراده بالضبط، إذن لا بد أن يُقرأ الكتاب بالحكمة، يرتقي العقل المسلم الى مرتبة الحكمة التي هي قمة الارتقاء العقلي، وقمة التطور الفكري التي هي مرتبة الحكمة وأحسنية الفهم، وللارتقاء بالعقل المسلم يحتاج الى جهد منظم ومبرمج، نحن حتى الآن لا نفهم عمل الفريق في الجهد العقلي، فهرسة السنة لم يشتغل بها المسلمون بل اشتغل بها الكفار والمستشرقون، المسلمون لا يعرفون عمل الفريق، أما الكفار فيعرفون كيف يعمل العقل!! إذن لا يوجد عندنا العقل الجماعي ولا العمل الجماعي ولا التفكير الكلي ولا التفكير التركيبي، عندنا التفكير الذرّي، طبعاً لا يعني ذلك أن الله خلق العقل العربي متخلفاً، لكن البيئة لها دور في تشكيل العقل; فالإنسان ابن بيئته، ويتنفس المفاهيم منها، فلما كانت بيئتنا متخلفة عقلياً وفكرياً كنا كلنا كذلك، فتجد أن المتدينيين والشيوعيين والليبراليين والوطنيين متخلفون، المسلم والشيوعي والحكومي والليبرالي كلهم متعصبون، المسلم والشيوعي والحاكم كلهم فرديون، حتى المسلمون عندما يعملون عملاً كل يقول أنا، مع أن ديننا قائم على غير هذا، ديننا شوري، لكن أين العمل الإسلامي الشوري؟ لا بد أن نرتقي، ولن نرتقي بالبيئة ما لم نرتق بالعقل، ولن نغير البيئة إلا إذا تغير العقل والعكس صحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال في المنار: فسروا الكتاب بالقرآن والحكمة بالسنة، والثاني غير مسلّم على عمومه، أما الأول فله وجه، وعليه يكون المراد بالآيات دلائل العقائد وبراهينها، وفيه وجه ثان وهو أن المراد بالكتاب مصدر كتب يقال كتب كتاباً وكتابة، وإنما الدعاء لأمة أمّية لابد في اصلاحها وتهذيبها من تعليمها الكتابة، أما الحكمة فهي في كل شيء مفرقة سره وفائدته والمراد بها: اسرار الاحكام الدينية والشرائع ومقاصدها، وقد بين رسول الله ذلك بسيرته في المسلمين; فان أرادوا من السنة هذا المعنى في تفسير الحكمة فهو مسلّم، وهو الذي كان يفهم من اسمها في الصدر الأول، وان ارادوا بالسنة ما يفسرها به أهل الاصول والمحدثون فلا تصح على اطلاقها. فالحكمة له هذا المعنى، ولكن الذي يتفقه في الدين ويفهم اسراره ومقاصده يصح ان يقال: إنه أوتي الحكمة التي قال الله فيها (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً). ولن يكون أحد داخلاً في دعوة إبراهيم حتى يقبل تعليم الحكمة من هذا النبي الكريم. علم ابراهيم واسماعيل عليه السلام ان تعليم الكتاب والحكمة لا يكون في اصلاح الامم واسعادها بل لابد أن يقرن التعليم بالتربية على الفضائل، والحمل على الاعمال الصالحة بحسن الاسوة والسياسة فقالا: (ويزكيهم) أي يطهر أنفسهم من الأخلاق الذميمة [تفسير المنار، بيروت، دار المعرفة، ج 1، ص 472 ـ 473.].
وأقول أن الحكمة وردت في عشرين موضعاً في القرآن في (11) سورة (11) موضعاً منها في قصص أنبياء سابقين أو الحكمة مطلقة، كما في حكمة بالغة فما تغن النذر. وورد وصف (حكيم) في (81) مرة في (40) سورة [المعجم المفهرس مادة حكم.].
وقد نقل الشيخ سعيد حوى في تفسيره بعض معاني الحكمة: «ويشهد على أن الحكمة: العلم بكتاب الله وصف الله عز وجل كتابه، بأنه حكيم (والقرآن الحكيم)، وقال ابراهيم النخعي: الحكمة: الفهم. وقال زيد بن أسلم: الحكمة: العقل. وقال مالك: وانينفع في قلبي أن الحكمة هي الفقه في دين الله، وأمر يدخله الله في القلوب من رحمته وفضله. وقال مجاهد: الحكمة: الاصابة في القول. وقال ابو العالية: الحكمة: خشية الله فان خشية الله رأس كل كلمة، قال ابن كثير: «والصحيح أن الحكمة كما قاله الجمهور لا تختص بالنبوة بل هي أعم منها، وأعلاها النبوة، ولكن لاتباع الأنبياء حظ من الخير على سبيل التبع ... » [سعيد حوى. الاساس في التفسير، القاهرة، دار السلام، 1405 هـ / 1985 م، ج 1، ص 625.].
كيف نغير الحال وكيف نبدأ ونكسر الجدلية هذه؟ وذلك بمبادرات من أشخاص قياديين، يستطيعون أن يطرحوا طروحات على العقل والبيئة فتبدأ البيئة تتفاعل مع طروحاته العقلية فمن هنا نبدأ، من قيادة فكرية نبدأ، نحن نحلم بأن يأتي خليفة، ها هو سيدنا موسى وهل أحسن منه خليفة؟ لم يَنْتُج معه أي شيء وقال بعد نهاية المطاف (رب إني لا أملك الا نفسي وأخي) هذا بعد أربعين أو خمسين سنة في ميدان الدعوة والاصلاح، بعد كل هذا الجهد المتطاول بماذا خرج؟ لا شيء، فبذلك نرد على إخواننا الذين يظنون ان حل المشكلة في شخص اسمه خليفة، الخليفة مهم لكن أيضاً بيئة تتفاعل مع الخليفة، نحن الآن من أين نبدأ؟ واذا لم يأتِ خليفة نبدأ من طرح فكري، هذا الطرح الفكري يبدأ يتفاعل معه الناس فيغيرون البيئة من غير التعصب، نريد أن نغير الفردية والتعسف والهجوم على الأمور بلا انضاج ولا روية، نريد أن نغير اللاعقلانية الى العقلانية، وما لم نغير نحن الدعاة بأنفسنا فلا نحلم بأن يغير عامة الناس إذا كنا نحن طليعة الشعب كما نقول فنبدأ نحن التغيير. فاقرأوا القرآن وسترون أنه دائماً (الكتاب والحكمة) مع الانبياء، مثل داود محمد وهكذا دائماً مقترنين مع بعض، مشكلة المسلمين اليوم أنهم يقرأون الكتاب بلا حكمة فنقع في وقعات مميتة قاتلة.
9 ـ الكتاب وحال الأمة:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمم في حالة المد تفهم شيئاً وفي حالة الجزر تفهم غيره; ربما نقيض الفهم الصحيح، نصوص الكتاب كما قلنا محايدة، يأتي العقل هو الذي يحدد مسار الفهم، النص في محله. تتذكرون جميعاً كيف فهم المسلمون قوله تعالى (ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة) الصحابة فهموا الآية; لان الأمة كانت في حالة مد لكن أمة في حالة الجزر، فإذن لا يوجد فك ارتباط بين فهم العلماء وبين حال الأمة، لكن لاحظوا العلماء كيف أنزلوا النصوص على الواقع، تنزيل مريض مشوّه; لأن الأمة في حالة الجزر، فالحكّام إن أرادوا السّلم فنقوم بتفصيل الآيات وإن أرادوا الحرب فنغيّر الآيات حسب مرادهم، إذا أرادوا السلام (وإن جنحوا للسّلم ... ) إذا أرادوا أن يحاربوا (انفروا ... ) ان النص لا علاقة له بهذا، ولكن واقعنا مريض.
نريد أن نحلّق فوق هذا الواقع المتخلّف، لأن نصّنا عال وواقعنا رديء فلا بد لنا من أن نخرج من جاذبية الواقع الرديء للأمة الى أفق النص القرآني العالي والرحب.
10 ـ النبي لم يفسّر إلا النزر اليسير; ليظل المعنى متسعاً لكل تطورات العصور:
ما الذي فسّره النبي من القرآن؟ أنا أزعم أنه لم يتجاوز العشرات، ولذلك قال أحمد بن حنبل: ثلاثة لا أصل لها: التفسير والمغازي والسّيَر، أليس باستطاعة النبي أن يفسر (استوى) وأن يفسر كلمة (الميزان) بلى إنه قادر على ذلك، فهل فعلها النبي؟ لا، لماذا؟ إن معنى أن يفسّر النبي النص أن العقل توقف، ونحن لا نريد أن يتوقف العقل نريد أن يبقى العقل في حالة تطور محمد رشيد رضا قال كلاماً في التفسير جميلاً جداً، هل انتهى التفسير؟ بالطبع لا، ولذلك يجب أن يكون تفسير لكل عصر، والتفسير مرآة العصر، تقرأ به قضايا العصر، ابن كثير فسّر، لزمانه، الطبري فسّر، لزمانه، الزمخشري فسّر لزمانه، لا يوجد عقل خارق للقرون.
النبي فسّر القرآن عملياً، لكنه لم يفسّر القرآن لغوياً، وإذا أردنا أن ندقق ونحقق قد نجد عشرة أحاديث في التفسير وقد لا نجد، فأقول: إن كتاب التفسير في البخاري يحتاج الى مراجعة، وهذا ليس تعالياً على البخاري; لكن الحق أحق وأحبّ علينا من كل واحد. فلحكمة بالغة لم يفسّر النبي كل القرآن; وذلك ليبدع العقل على مر العصور، ويبقى في حالة مد وإبداع.
11 ـ الوحدة الموضوعية:
يجب أن تعرف أن كل سورة لها موضوع وبلا تكلّف، كيف يقبل العقل المسلم أن يُقفل باب الاجتهاد؟! أكان حجتهم بذلك حتى لا يدخل من ليس بأهل للاجتهاد فقفله أفضل، فوالله لأن يدخل أناس باب الاجتهاد ويخطئوا خير من أن يقفل. نعني بالوحدة الموضوعية أن كل سورة لها وحدة موضوع، من أول آية الى آخر آية، واقرأ في الظلال وغير الظلال، محمد قطب أعطى نماذج على ذلك في كتابه «دراسات قرآنية» فقال على سبيل المثال سورة البقرة موضوعها تربية أمة لا إله إلا الله، سورة آل عمران موضوعها معركة أمة لا إله إلا الله، فمن أول آية الى آخر آية الكلام صحيح باتساق، المعركة الفكرية.
والمعركة المادية، المعركة مع اليهود والمشركين والمنافقين والنصارى، إذن معركة أمة لا إله إلا الله معركة ضد كل أعداء لا إله إلا الله، وعلى الصعيدين المادي والفكري، هذه سورة آل عمران، معركة نفسية ثقافية فكرية دينية عقدية اجتماعية ومادية ميدانية ومع اليهود والنصارى والمشركين والمنافقين، موضوع واحد، لن تخرج السورة عن هذا الإطار ننشأ.
نأتي الى سورة النساء لماذا فيها جهاد؟ نحن نعلم أن السورة تتكلم عن أحكام النساء، ولكن لماذا يوجد الجهاد؟ نحن عندنا نظام اجتماعي أو لا يحتاج هذا النظام الى نظام عسكري يحميه، إذن النظام في سورة النساء نظام اجتماعي وهذا النظام لن يستقر ما لم نحميه بجهاد، ان آيات الجهاد منسجمة تماماً، ولذلك لاحظ كيفية ورود آيات الجهاد (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء). إذن لكل سورة موضوع، ولو سألنا ما هو موضوع سورة القلم على سبيل المثال؟ موضوع هذه السورة هو النبي ونفي تهمة الجنون، (ن) النبي (ما انت بنعمة ربك بمجنون) النبي وبالذات نفي تهمة الجنون، تعالوا معي الى نهاية السورة (وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون انه لمجنون) هناك قاعدة في السور القرآنية: دائماً عطف البدء على الختام، حتى يؤكد لك ان كل سورة فيها موضوع، فمثلاً سورة الاسراء بدأت
(يُتْبَعُ)
(/)
بالتسبيح وانتهت بالتسبيح، سورة الاحزاب (يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين) وفي منتصف السورة تقريباً (ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا) وأول السورة (وتوكل على الله وكفى بالله وكيلاً) نفس النص، إذن هناك وحدة موضوع، وعندنا شيء نسمّيه عطف البدء على الختام، (ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولاً) وفي أولها (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً ... ) تسبيح في البدء والختام.
في سورة الممتحنة (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء) وآخرها (يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوماً غضب الله عليهم) حتى يقول لك ان الموضوع واحد والبدء والختام خيط واحد، وفي سورة البقرة (الم، ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين، الذين يؤمنون بالغيب ... ) وفي الختام (آمن الرسول ... ): أول البقرة فعل مضارع، وآخر البقرة فعل ماض، في البداية (الم، ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين، الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون، والذين يؤمنون بما أنزل اليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون) آخرها (آمن الرسول بما أنزل اليه من ربه والمؤمنون كل آمن ... ) انظروا يؤمنون مرتين وآمن مرتين بالعدد، اذن خيط واحد أوله وآخره متشابه، فلماذا في أولها مضارع وفي آخرها ماض؟ المضارع له أهداف، وهذه الأهداف أنجزت واصبحت فعلاً ماضياً.
قال في الظلال: «يلحظ من يعيش في ظلال القرآن أن لكل سورة شخصية مميزة، شخصية لها روح يعيش معها القلب كما لو كان يعيش مع روح حي مميز الملامح والسمات والأنفاس، ولها موضوع رئيسي أو عدة موضوعات رئيسية مشدودة الى محور خاص، ولها جو خاص يظلل موضوعاتها كلها، ويجعل سياقها يتناول هذه الموضوعات من جوانب معينة تحقق التناسق بينها وفق هذا الجو. ولها إيقاع موسيقي خاص، إذا تغير في ثنايا السياق فإنما يتغير لمناسبة موضوعية خاصة، وهذا طابع عام في سور القرآن جميعاً، ولا يشذ عن هذه القاعدة طوال السور ... » [سيد قطب. في ظلال القرآن، بيروت، دار احياء التراث العربي، ط 7، 1391 هـ / 1971 م، ج 1 ص 4،.]
اياكم ومقولة (ما ترك الأوائل للأواخر) هذه قاضية على العقل! هل ترك الأوائل للأواخر؟ نعم، كون أن الزمخشري لم يقل بالوحدة الموضوعية لا يعني أن لا أقول بالوحدة الموضوعية، ومن ثم الجماعة كانوا مشغولين بالتفكيك، المنهج التفكيكي أي أخذ الكلمة واستخراج البلاغة وكل شيء منها، الآن نأخذ المنهج التركيبي، أشاروا إشارات كما قال قطب كان النبع على ضربة معول لكنه لم يضربه، فترك النبع ورمى الفأس وذهب. مع أن النبع كان على ضربة معول لكنه لم يضربه. فالزمخشري عظيم وفكر خارق، لكن مشغول بالتفسير التحليلي، أنجز إنجازاً مهماً، ومهمتنا نحن أن نطور.
12 ـ لا تُفسر الكلمة او النص الجزئي بمعزل عن السياق:
فقد يكون للمفردة مفردة معنى وفي السياق معنى آخر.
13 ـ الاستقراء للفظة في القرآن يعطيك من المعاني ما لا يعطي تفسير النص بمعزل عن هذا الاستقراء:
طبعاً الاستقراء لا يكون ناقصاً. (فإن آنستم منهم رشداً فادفعوا إليهم أموالهم) (آنس من جانب الطور ناراً) (ولا مستأنسين لحديث ان ذلكم كان يؤذي النبي) (حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها) أجمع كل مادة أنس وأستأنس ومستأنسين وأفكر فيها مجتمعة، كلمة الشكر كذلك، الإنسان كذلك، كل ذلك يساعدك في التصور، فرق بين كلمة الإنسان عن الناس، اجمع كلمة الناس تجدها أنها واردة في التجمع البشري، الإنسان المفرد (يا أيها الإنسان ما غرك بربك) (يا أيها الناس) تأتي دائماً لما يحتاج الى واقع اجتماعي الى منظومة من البشر بعكس يا أيها الإنسان، هذا العمل بصفة فردية، وهكذا ...
14 ـ لا يؤتى الى القرآن بأحكام مسبقة:
سواءً أكانت أحكاماً فقهية، أم عقدية، أم فلسفية ... الخ. لكن يؤتى القرآن بثقافة وعقل عنده دُربة بالعربية ومسلح بالبلاغة.
15 ـ لا يفسر القرآن بمعزل عن روح القرآن وروح الإسلام.
16 ـ في القرآن آيات محكمات وأُخَرُ متشابهات:
والمتشابه من الآيات يُرد الى المحكمات، وفي النهاية لا متشابه في القرآن.) انتهى البحث.
ـ[بوحامد سميرة]ــــــــ[13 Mar 2009, 10:34 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
لقد قمت بالتسجيل في منتداكم الرائع عندما طالعت فيه مقال استاذي احمد نوفل ..
كان فعلا مبهرا ..
مقنعا الى حد بعيد في تحليلاته و تفسيراته المنطقيةو هو مشهور بمحاربته للروايات الاسرائلية التي نجدها في معظم كتب التفسير المشهورة ..
استفدت منه الكثير و لا ازال ..
اطلب منكم عناوين كتبه فالمطالعة احلى شيء عندي ..
و في الاخير ابعث من الجزائر الف شكر للمشرفين على هذا المنتدى ..
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[08 Dec 2010, 12:22 م]ـ
رائع هذا ... ما شاء الله.(/)
كتاب " إعراب القرآن " ليس لقوام السنة الأصبهاني
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[02 Jul 2005, 01:58 ص]ـ
((كتاب "إعراب القرآن" ليس لقوام السنة الأصبهاني))
هذا ما خطر في نفسي عند أول تصفحي للكتاب, وقد كانت سعادتي بالغة برؤيته؛ لمكانة موضوعه ومؤلفه رحمه الله, وعند معاينتي للسلعة في المكتبة لم أجد أيَّة عبارة منهجية راسخة في مقدمة المحققة الدكتورة/ فائزة بنت عمر المؤيد - وفقها الله- حول توثيق اسم الكتاب, واسم المؤلف, ونحو ذلك, ومع ذلك اقتنيته لأتحقق من كل ذلك أكثر.
فبدأت بالقوة القريبة, وهاتفت أحد المختصين في التفسير واللغة فلم أجد جواباً, وذكرت له طرفاً من ضعف التحقيق, وتواري الكتاب عن أيدي المختصين, مع أن لمؤلفه الكثير في التفسير؛ فقد ألف: الجامع الكبير في معالم التفسير (30 مجلداً) والمعتمد في التفسير (10 مجلدات) , والإيضاح في التفسير (4 مجلدات) , والموضح في التفسير (3 مجلدات) , وغير ذلك, فوعد الشيخ بالنظر في أمره .. , فانصرفت عنه.
ثم بعد زمن وجدت فسحة للتعرف عليه عن كثب, وأيقنت أن لا طريق لمعرفة ذلك إلا بالقراءة الفاحصة للكتاب, ومحاورة السطور, والتفتيش بينها عن: اسم, أو تاريخ, أو إسناد, أو كتاب, أو منهج عام, أو نحو ذلك مما يقرب إلى الغاية.
وبينما أنا أحزم نصيبي من الكتب والرسائل في هذه (الإجازة!) , إذ بي أقف على بحث في عين هذا الموضوع, في مجلة الحكمة العدد16, بعنوان: نظرات في كتاب إعراب القرآن, للدكتور/ عبد الهادي حميتو, فقرأته, فلم أجد فيه إلا جهداً مشكوراً, ومنهجية علمية راسخة, وأدب جَمّ, ومعاناة في البحث والتنقيب, فجزاه الله كل خير على ما كتب, وقد خلص إلى ما تيقنه حول هذا الكتاب, مما ألخصه فيما يأتي:
أولاً: مؤلف الكتاب هو: أبو الحسن علي بن فضال بن علي بن غالب المجاشعي القيرواني المالكي (ت:479هـ) , واستدل على ذلك بأمور, منها:
- ذكر المؤلف في الكتاب أربعة من مشايخه, وهم: أبو الحسن الحوفي (ت:430) صاحب: البرهان في تفسير القرآن, ومكي بن أبي طالب (ت:437) , وأبو محمد عبد الله بن الوليد (ت:448) , وأبو المؤلف, الذي يروي عنه, عن عم أبيه إبراهيم بن غالب, عن القاضي الأندلسي المشهور منذر بن سعيد البلوطي. وكما ترى فكلهم مغاربة, والحوفي حدث بمصر, وقوام السنة لم يدخل مصر قط فضلاً عن المغرب أو الأندلس.
- أن في إسناد المؤلف عن أبيه عن عم أبيه, والذي تكرر في الكتاب في ستة مواضع أوضح دليل على أن الكتاب ليس لقوام السنة, وقد مرت المحققة بهذه المواضع كلها فلم تفد منها شيئاً!.
- أن منهج المؤلف في آيات الصفات مناقض تماماً لمنهج قوام السنة في كتبه في السنة والصفات خصوصاً, فقد اختط التأويل سبيلاً في ما يمر عليه من الصفات كالإستواء, والرحمة, وغيرهما.
- أن مباحث المؤلف في الكتاب تدل على قدم راسخة في الصناعة النحوية واللغوية, بل هي الغالبة على موضوعات الكتاب, كما لا يظهر فيه كبير حذق أو معرفة بالصناعة الحديثية, وهذا يُباعد الكتاب عن قوام السنة ويقربه من ابن فضال. بل إن المؤلف يستدرك على سيبويه, ويغلط ابن قتيبة, ويرد على الفراء, ويخالف شيخه مكي بن أبي طالب بتمكن واقتدار.
- أن للكتاب نسخة واحدة فقط, منزوعة الصفحة الأولى والعنوان, وقد ذكر مفهرسوها في الفهرس الشامل لمؤسسة آل البيت بعد ذكرهم لاسم الكتاب: لقوام السنة "تخميناً". ولم تعره المحققة بالاً!.
- ثم عقد الباحث مقارنةً بين هذا الكتاب, وبين كتاب "شرح عيون الإعراب" لابن فضال نفسه, فوجد تشابهاً جلياً في المنهج والأسلوب ومباحث الكتابين.
ثانياً: اسم الكتاب هو: "النكت في القرآن", وإعراب القرآن فيه قليل قليل, وفيه من الموضوعات: اللغة والإعراب, واختلاف القراء, والتفسير, واختلاف المفسرين في التأويل, ومباحث في الأصول, وردود على بعض المتكلمين من المعتزلة وغيرهم.
فإذا انضاف إلى هذا النوع من التنوع في الموضوعات, عدم تناول المؤلف لجميع الآيات, وإنما هي أشبه بوقفات مع بعض الآيات, تأكد لدينا بعد الكتاب عن عنوان "إعراب القرآن", ودخوله تحت المصنفات في معاني القرآن, أو المتشابه والمشكل, أو النكت. وقد ذكر في مؤلفات ابن فضال كتابه: "النكت في القرآن", وليس له كتاب في إعراب القرآن, وجميع كتبه في اللغة والتفسير كبيرة الحجم, لا تتوافق مع حجم هذا الكتاب.
ثم ختم الباحث بذكر ملاحظات منهجية في أصول التحقيق والتعليق والعزو التي لم تستوفها المحققة.
فجزى الله الدكتور عبد الهادي خيراً على ما حقق, وجزى الله الدكتورة فائزة خيراً على ما أخرجت من هذا الكتاب.
ومن ثم ينبغي إعادة النظر للكتاب على هذا الأساس, ووضعه في موضعه اللازم له بين كتب التفسير وعلوم القرآن, وإضافة ما فيه من معالم التفسير المالكي لمن له اهتمام بذلك, واستخراج المباحث القرآنية واللغوية المحققة عند المؤلف رحمه الله رحمة واسعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Jul 2005, 01:51 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذه الفائدة.
ـ[الخطيب]ــــــــ[02 Jul 2005, 06:34 م]ـ
شكر الله لمن كان سببا في كشف الحقيقة فأنصف مظلوما وأعان مهضوما، وشكر الله لمن استقصى الحق وعمل – بعد الوصول إليه - على إذاعته ونشره
وكم نحن بحاجة إلى مراجعة الكثير من الكتب التي جعلوا بينها وبين أعلامٍ بعينها نسبا والواقع أنه ليس بينها وبينهم نسب ولا صهر، ونعتب كثيرا – وحق لنا ذلك - على المحققين الذين يستمرئون التساهل ويأنفون ركوب الصعب فيسقطون في وحل النسبة الخاطئة في الكتب التي يقومون بتحقيقها.
وكم أنصفتْ – بتوفيق الله - محكمةُ العدل العلمية مؤلفين هضموا حقهم في نسبة مؤلفاتهم إليهم بسبب العجلة التي يأباها البحث العلمي من المحققين والباحثين أو لأي سبب من الأسباب.
ويا لسعادة من يوفقه الله عز وجل إلى إنصاف المظلوم المهضوم فيرد إليه حقه، إننا مدينون لكل باحث يهون أمامه صعاب البحث والتنقيب ابتغاء قيمة العدل والإنصاف التي لا تعدلها قيمة.
وعندما قام الأديب الكبير الدكاترة زكي مبارك بتحقيق نسبة كتاب الأم إلى مؤلفه " البويطي " تلميذ الشافعي وهو الكتاب الشهير بنسبته للإمام الشافعي قال معبرا عن حالته وسعادته بما وصل إليه:
أحمد الله – جلت قدرته وتعالت أسماؤه – على أن هداني إلى تصحيح غلطة جوهرية تسير بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها سير الحقيقة، وليست من الحق في شيئ.
وملك الدنيا بأسرها لا يساوي عندي تصحيح هذه الغلطة التي درج عليها الناس منذ أجيال، وهي نسبة كتاب الأم إلى الشافعي رحمه الله، مع أن الشافعي لم يؤلف ذلك الكتاب ولم يعرفه على الإطلاق، لأنه ألف بعد وفاته بسنين ا. هـ كلام زكي مبارك
*****************
وقد كان لبعض المؤلفين فلسفة في عدم نسبة مؤلفاتهم إليهم إما تورعا من نسبة فضل إلى أنفسهم وإما ثقة في أنها ستنسب إليهم لأن الفضائل لا تخفى، يقول أبو حيان التوحيدي في الهوامل والشوامل:
مسألة ما السبب في ترفع الإنسان عن التنبيه على نفسه بنشر فضله وعرض حاله، وإثبات اسمه وإشاعة نعته وليس بعذ هذا إلا إثبات الخمول. والخمول عدم ما وهو إلى النقص ما هو لأن الخامل مجهول والمجهول نقيض المعدوم.، ولا تبارى في المعدوم ولا تمارى في الموجود.؟
وكان منشأ هذه المسألة عن حال هذا وصفها: عرض بعض مشايخنا كتاباً له صنفه علينا فلم نجده ذكر على ظهره: تأليف فلان ولا تصنيفه ولا ذكر اسمه من وجه الملك.
فقلنا له: ما هذا الرأى؟ فقال: هو شيء يعجبني لسر فيه.
ثم أخرج لنا كتباً قد كتبها في الحداثة فيها اسمه وقال: هذا أثر أيام النقص.
الجواب: قال أبو علي مسكويه - رحمه الله: إن الفضل ينبه على نفسه وليست حاجة إلى تنبيه الإنسان عليه من نفسه. وذاك أن الفضائل التي هي بالحقيقة فضائل تشرق إشراق الشمس ولا سبيل إلى إخفائها لو رام صاحبها ذلك.
وأما الشيء الذي يظن أنه فضيلة وليس كذلك فهو الذي يخفى، فإذا تعاطى الإنسان مدح نفسه وإظهار فضيلته بالدعوى تصفحت العقول دعواه فبان عواره وظهر الموضع الذي يغلط فيه من نفسه، فإن اتفق أن يكون صادقاً وكانت فيه تلك الفضيلة فإنما يدل بتكلف إظهارها على أنه غير واثق بآراء الناس وتصفحهم أو هو واثق ولكنه يتبجح عليهم ويفخر، فأما الإنسان الكبير الهمة فإنه يستقل لنفسه ما يكون فيه من الفضائل لسموه إلى ما هو أكثر منه ولأن المرتبة التي تحصل للإنسان من الفضل وإن كانت عالية فهي نزر يسير بالإضافة إلى ما هو أكثر منه.
*******************
وكاتب هذه السطور قد وفقه الله منذ أيام في كشف خطأ آخر في رسالة علمية قمت بمناقشتها بجامعة الأزهر بعنوان " البابلي ومنهجه في التفسير " حيث نسب الباحث هذا التفسير إلى الشمس محمد بن علاء الدين البابلي المتوفى سنة (1077 هـ) وهو خطأ ورثه الباحث عن دار الكتب المصرية، التي نسبته إلى الشمس البابلي، وقد ظهر لي بيقين بعد الشك الذي غمرني في صحة نسبة الكتاب للبابلي أن هذا التفسير ليس له وإنما هو لشخص آخر غيره وقد كشفت عنه بفضل الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد علمت أن هذا التفسير قد سجلت عنه حوالي عشر رسائل ماجستير ودكتوراه، ما بين تحيق لنصوصه ودراسة لمنهجه، أو لغته ونحوه، وجميعها تعتمد هذا الاسم الخاطئ، والآن يتم تعديلها، حيث لم تناقش منها سوى رسالة المنهج التي قمت بمناقشتها وكشفت من خلالها عن حقيقة النسبة.
أما كيف كشفت الخطأ وكيف عالجته فلذلك قصة أخرى سأكتبها في وقت لا حق إن شاء الله في موضوع مستقل ريثما أفرغ من مشغلة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Aug 2007, 08:02 ص]ـ
هذا بحث منشور في مجلة العرب - عدد رجب وشعبان 1428هـ للأستاذ الدكتور حاتم الضامن وفقه الله.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أفضل خلقه النبي العربي الأمين.
وبعد: فقبل عشر سنوات، وقفتُ على مخطوطة مبتورة الأول، وفيها سقط كبير في سورتَي الفاتحة والبقرة، وطمس في جملة مواضع، وهي مصوّرة عن نسخة جستر بيتي.
قرأتُ المخطوطة، فتبيّن لي أنّ مؤلِّفَها من تلاميذ أبي الحسن الحَوفي، مؤلف "البرهان في تفسير القرآن" المتوفَّى سنة 430هـ، ومن تلاميذ أبي محمد مكّي بن أبي طالب، مؤلِّف "مشكل إعراب القرآن"، المتوفَّى سنة 437هـ.
وكنتُ راغبًا في نشر هذا الكتاب وإذاعته بين الناس، إلاّ أنّ النقص الذي اعتور المخطوطة فأذهب اسم الكتاب واسم مؤلِّفه في الأوراق الساقطة من أوله حال بيني وبين ذلك.
ومرّت سنوات عجاف أحرقتْ الأخضر واليابس في عموم العراق شغلتني عن متابعة أمر هذه المخطوطة، والتنقير عن نسخة ثانية تامة لها.
وعندما هاجرت من بغداد مرغمًا إلى دبي، أطلعتني الفاضلة الدكتورة نوال، المدرّسة في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي -مشكورة- على نسخة تامة للكتاب كشفتْ عن اسم الكتاب واسم مؤلِّفه.
وعلمتُ أيضًا أنّ الكتاب قد نُشر في المملكة العربية السعودية على نسخة جستر بيتي الناقصة بتحقيق د. فائزة بنت عمر المؤيد، التي اجتهدت فسمّتِ الكتاب "إعراب القرآن"، ونسبَتْه إلى أبي القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل القرشيّ الأصبهانيّ الملقَّب بـ (قِوام السّنة).
ولستُ بصدد نقد الكتاب وعدّ الهفوات والأخطاء الكثيرة، فما إلى هذا قصدتُ، وإنما همِّي أن أُصحِّح اسم الكتاب، واسم مؤلِّفه؛ وينبني ذلك على جملة أمور هي:
الأمر الأول:
اسم الكتاب الصحيح هو: "نُكت المعاني على آيات المثاني"، كما جاء في صفحة العنوان، الملحقة بهذا البحث، من المخطوطة الثانية. وسمّاه ياقوت في "معجم الأدباء"، والقفطي في "إنباه الرواة": "النُّكت في القرآن".
الأمر الثاني:
اسم مؤلف الكتاب الحقيقي هو: علي بن فضّال المجاشعيّ، المتوفَّى سنة 479هـ، كما جاء في الصفحة الأولى من المخطوطة (تنظر ترجمته في: "معجم الأدباء" 4/ 1834، و"إنباه الرواة" 2/ 299، و"بغية الوعاة" 2/ 134، و"طبقات المفسرين" للداودي 1/ 421).
ولعليّ بن فضّال ثلاثة كتب مطبوعة.
الأمر الثالث:
إنّ المؤلِّف من تلاميذ أبي الحسن الحَوْفِيّ علي بن إبراهيم، المتوفَّى سنة 430هـ.
وقد روى عنه في ص57 من المطبوع ثلاث مرات، وفي ص359، قال:
حدّثنا أبو الحسن الحوفي عن أبي بكر الأُدْفُوني: حدّثنا أبوجعفر أحمد بن محمد النحاس. (وجاء اسم أبي بكر: الأَدفوني، في الموضعين، وهو وَهْمٌ).
الأمر الرابع:
إنّ المؤلِّف من تلاميذ أبي محمد مكّي بن أبي طالب، المتوفَّى سنة 437هـ.
قال في ص31 من المطبوع:
وسمعتُ أبا محمد مكّي بن أبي طالب بعض شيوخنا يقول: " ... ومن العجب أنّ المحققة جعلت العبارة: وسمع أبا محمد مكي بن أبي طالب بعض شيوخنا يقول. وقالت في الحاشية: في الأصل: سمعتُ، والصواب ما أثبته"!!
وقال في ص74:
وقرأ ابن عباس، فيما حدّثني أبو محمد مكي بن أبي طالب المقرئ.
الأمر الخامس:
إنّ قِوام السنة ولد سنة 459هـ، وتوفي سنة 535هـ. فكيف يروي عن الحَوفي، المتوفَّى سنة 430هـ، وعن مكي بن أبي طالب، المتوفَّى سنة 437هـ؟!!
نخلص من كل ذلك أنّ الكتاب ليس لقِوام السنة، وإنما لعليّ بن فضّال.
الأمر السادس:
نسخة جستر بيتي ناقصة الأول، وفيها سقط، وطمس، وكل هذا النقص موجود في النسخة الثانية، وقد ألحقت صورة للصفحة 12ب منها، وفيها قسم مما سقط من نسخة جستر بيتي، وهو غيض من فيض.
أمّا مقدمة الكتاب فقد ألحقتها في الصفحات الآتية، والحمد لله أولاً وآخرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
ربِّ يسِّر وأَعِنْ وصلِّ على نبيِّك محمد
قال الشيخ الإمام الجليل أبو الحسن عليّ بن فضّال المجاشعيّ النحويّ، رحمه الله:
أمّا بعد حمد الله تعالى كما يجب له، والصلاة على من ختم أنبياءه ورسله، واتّبع هديه وسُبُله، وامتثل قوله وعمله، فإنّ الله، جلّ ثناؤه، وتقدّستْ أسماؤه، أحلّ الشيخ الأجلّ السيد قِوام الملك أبا عليّ الحسن بن عبدالملك، حرس الله للعِلْم والعلماء مهجتَه، وفسح للفضل والفضلاء مدّتَه، محلاًّ شمختْ أرومتُه، ومنحه منصبًا رسختْ جرثومتُه، وضّاءً إلى علائق أعلاق الكرم والعلاء، مضّاءً على أسنى خلائق ذوي الأعراق والسناء، وأظلّه أغصان دوحة زكتْ أعراقُها، واخضرَّتْ أوراقُها، ثم أثمرتْ أطيبَ ثمرة، وكأنها من خير شجرة، فما زال ينمي على أهدى طريقة، وأسنى خليقة، إلى أن ضمّه محتدُه في قُطريه، واحتمله سؤددُه بين حصنيه، فهو يتيمة المجد، وواسطة العقد، إليه يُفزَع في المشكلات، وعليه يُعوَّل في درء المندبات، وأمتع الله ببقائه العِلمَ وأهلَه، ولا سلبهم ذراه وظلَّه، فهو الذابُّ عن الدِّين، والحامي حوزة المسلمين، سناؤه قد حاز سناءَ الشمس، وعلاؤه قد جاز على الإنس، فكلُّ نهايةٍ أوّلُ قدره، وكلُّ غايةٍ أسفلُ فخره، بحزمه يحزم الحزم، وبفهمه يفهم الفهم، وبرأيه تقلّ الخطوب، ويستدفع الأمر العصيب.
وإنّي لمّا رأيتُ عنايته بالقرآن ومعانيه، ورغبته في دقائق إعرابه ومبانيه، أحببتُ أن أخدم حضرته بكتاب يجمع فنونه ويحتوي عيونه، واستوعب جميع معانيه، وما يحتاج إليه الناظر فيه، من نحو: علم تلاوته، ومبادئه، ومقاطعه، ووقوفه، ومدّاته، وهمزاته، وتشديداته، وحروف المدّ واللِّين، وعلم أجزائه، ووجوه قراءته، ومعرفة المتْلُو من القراءات، والشاذّ، وما يجوز منها في الصلاة وما لا يجوز، وعلم حروفه وكلماته، وعدد آياته والاختلاف فيه، وعلم تفسيره وتأويله ومعانيه، وجهاته، وإعرابه، ولغاته، وغوامضه، ومشكلاته، ونظائره ومتشابهاته، وإشاراته، وعلم مكّيّه ومدنيّه، وجحفيّه وطائفيّه وحُديبيّه، وما نزل بمكّة وحكمه مدنيّ، وما نزل بالمدينة وحكمه مكّيّ، وعلم جمعه وتفريقه، وبيانه وتأليفه، وعلم نزوله وشؤونه وأقاصيصه وفنونه، وأسماء مَن نزل فيه، والأسباب التي من أجلها نزل، وما نزل من القرآن ليلاً، وما نزل نهارًا، وما نزل مجملاً، وما نزل مفصَّلاً، وما نزل مجتمعًا، وما نزل منفردًا، وعِلم خاصّه وعامّه، ومطلقه ومقيّده، وحظره وإباحته، وخاصّ أُريد به عامّ، وعامّ أُريد به خاصّ، وعامّ يدخله الخصوص، وخاصّ يدخله العموم، وعلم مقدّمه ومؤخّره، وقلبه وإبداله، وحذفه وإضماره، واختصاره، وحقيقته ومجازه، وعلم ناسخه ومنسوخه، وأمره ونهيه، ووعده ووعظه، ووعيده وزجره، وأمثاله، وعلم أحكامه، وحدوده وفرائضه، وواجباته، وحلاله وحرامه، وفضائله، وجائزه ومتعذره، وعلم طِوَله ومِئيّه ومثانيه ومُفصَّله، وما أوتي رسول الله ? من القرآن بدل التوراة، وما أُنزل بدل الإنجيل، وما أوتي بدل الزبور، وما خُصّ به، وفرق ما بين التأويل والتفسير، ومعاني: القرآن، والفرقان، والكتاب، والإمام، والمثاني، والسورة، والآية، وعِلم ظاهره وباطنه، ومطلعه ومقطعه، والمفروضات الظاهرات، والمفروضات الباطنات، والمنهيات الظاهرات، والمنهيات الباطنات، وأسراره ورموزه، وعِلم إعجازه ونظمه، وهو على عشرة أوجه: الإيجاز، والتشبيه، والاستعارة، والتلاؤم، والتواصل، والتجانس، والتضمين، والتصريف، والمبالغة، وحسن البيان.
وعِلم جواباته، وما المفصول منها وما الموصول؟ وما المضمر وما المظهر؟ وما سُئل عنه فأجيب، وما سُئل عنه فلم يُجب، وما نزل من غير سؤال، وسؤال المؤمنين، وسؤال الكافرين، وترك الجواب، إلى غير ذلك مما يكثر تعداده ويصعب إيراده.
ورأيت أني متى فعلتُ ذلك انتهت بي مُدَد الحياة قبل انتهائه، وانجدفت لسان البقاء قبل فنائه، فرأيتُ أن أختصر ولا أُكثر، وأقتصر ولا أُقصِّر، وأعتمد على نُبَذ معجز في كتاب موجز، مما يتذاكر فيه العلماء ويستدعيه منهم الأكابر والرؤساء، ورجوتُ أن يحسن لديه موقعه، ويلطف عنده موضعه، فإن أصبتُ فبحسن نيّته ويُمْن نقيّته، وإن أخطأتُ فما لا يخلو منه بشر، ولا يسلمُ منه مبرز مقتدر، لاسيما لمن ارتجل من غير نسخةٍ تقدّمتْ أو مسودةٍ رُسِمتْ، وما كان على هذه الصفة فالعذر فيه واضح، ووجه الحق عنده لائح.
وقصدتُ في هذا الكتاب إلى أشدّ ما في القرآن إشكالاً في معنى وإعراب، وربما ذكرتُ المعنى وحده، وربما ذكرتُ الإعراب وحده، وربما ذكرتهما جميعًا، وربما شرحتُ الكلمة الواحدة من جميع الآية، على قدر ما أرى الموضع محتملاً.
وجميع أغراض القرآن ثلاثة: التوحيد، والأخبار، والديانات.
وعلى تُؤوِّل قول النبي ?:" چ ? ? ? ?چ تعدِلُ ثُلثَ القرآن"، وذلك أنّ (هو الله أحد) كلها توحيد، فهي ثلث هذه الثلاثة التي ذكرناها. وهذا ذُكِر لنا عن محمد بن جرير الطبري.
وقال عليّ بن عيسى: أغراض القرآن: الإعلام، والتنبيه، والأمر، والنهي، والوعد والوعيد، ووصف الجنة والنار، وتعليم الإقرار بأسماء الله وصفاته، وتعليم الاعتراف بإنعامه، والاحتجاج على المخالفين، والرد على الملحدين، والبيان عن الرغبة والرهبة، والخير والشر، والحسن والقبيح، ونعت الحكمة، وفضل المعرفة، ومدح الأبرار وذمّ الفجّار، والتسلية والتحسير والتزكية والتقريع، والبيان عن كريم الأخلاق وشريف الآداب.
وما بدأنا به أَولى؛ لأنّ هذه القسمة متداخلة، تلك أسلم منها.
وقد اختلف العلماء في المكّيّ والمدنيّ اختلافًا كثيرًا، فاقتصرنا على ما رواه أبو حاتم سهل بن محمد السجستانيّ، قال: حدّثنا أبو عبيدة معمر بن المثنى، قال: حدّثنا يونس بن حبيب النحويّ البصريّ، قال: سألتُ أبا عمرو بن العلاء عن تلخيص الآي المدنيّ من المكّيّ، فقال أبو عمرو: سألتُ مجاهدًا عمّا سألتني عنه، فقال لي: سألتُ عبد الله بن عباس ? عن ذلك فقال: ...
المصدر ( http://www.hamadaljasser.com/article/article_detail.asp?articleid=310)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Aug 2007, 08:06 ص]ـ
قلتُ: وقد نشر الكتاب ولله الحمد مؤخراً منسوباً إلى مؤلفه، ومخدوماً خدمة متميزة من باحث متميز هو الصديق العزيز أبو عقبة إبراهيم الحاج وفقه الله. وقد سبقت الإشارة إليه هنا.
صدر حديثاً كتاب (نكت المعاني على آيات المثاني) لأبي الحسن المجاشعي (ت479هـ) ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=7181)(/)
فكرة علمية وتربوية في قراءة كتب التفسير
ـ[أبو حازم الكناني]ــــــــ[02 Jul 2005, 05:25 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد:
فهذه أول إطلالة لي في هذا المنتدى المبارك. أسأل الله تعالى أن يقوى نصيب كُتّابه ومرتاديه في كل خير، وأن يخلص نياتنا، إنّه ولي ذلك والقادر عليه.
يسرني أن اطرح هذه التجربة للأحباب الكرام في هذه المنتدى المبارك، وقد شرعت في تطبيقها جزئياً بمشاركة من أهلي وبتشجيع وموآزرة متبادلة، والهدف منها الاستفادة الشخصية والأسرية من الناحية العلمية والتربويّة، والفكرة تتلخص في الآتي:
القيام بتشريح إحدى كتب التفسير، وذلك إلى مكوناته التي يتألف منها.
وهذا الأمر بنيته على أنّ كل كتاب من كتب التفسير إنما هو نسيج من الفوائد المجموعة إلى بعضها، وقد رأيت أنني يمكن أن أرد كل تفسير إلى مكونات بنائه فأستخرج هذه العلوم على شكل فوائد منتقاة، ولا شك أنّ هناك من سبق في هذا المجال وله تجربة في هذا المجال.
لقد اخترت تفسير الإمام الشوكاني لتطبيق هذه الفكرة التربوية، واتفقت مع أهلي على أن نقرأ ونراجع في كل يوم قسطاً معيناً من الحفظ، مع الإطلاع على أهم ما فيه من الفوائد، وقد بدأنا بفضل الله بداية مبشرة وقطعنا شوطاً طيباً، وقد وجدنا حقاً أنّه خير أمرٍ نلتمس به أن يصلح الله أحوالنا في الدنيا والآخرة:
وأقول: مع التسليم بأن هناك فروقاً في طريقة العرض والتناول بين المفسرين، فإن الفوائد المنتقاة من كل كتاب - في نظري - يمكن ردها للآتي (على وجه التمثيل):
1/ فوائد لغوية في النحو والصرف.
2/ فوائد لغوية في المعاني والغريب ووجوه البلاغة.
3/ أسباب النزول.
5/ مرفوعات التفسير.
6/ شواهد لغوية من كلام العرب شعراً ونثراً.
7/ ترجيحات وحجج في قضايا عقدية أو فقهية.
8/ لطائف التفسير.
9/ غرائب التفسير.
10/ قواعد وضوابط في التفسير.
11/ التعرّف على اعتقاد كل مصنف ومعرفة حججه من مصدره الأصيل.
12/ فنون الاستدلال ووجوهه.
وهذا ما حضرني في هذا المقام.
وما يلي مجموعة من اللطائف والفوائد من تفسير هذا الإمام مأخوذة من سورة الفاتحة بلا تحرٍ للاستيعاب، وأذكر أنني هنا أسوق بعض، راجياً من الله تعالى حسن القبول.
وختاماً وبحسبان أنّ في هذا الأمر فائدة واسعة أرجو من الأحباب الكرام أنّ يدلوا بدلائهم في هذا الباب وذلك لبيان أفضل الطرق لدراسة التفاسير. أسأل الله أن يمدّ الجميع بمدد من حسن الفهم، وطيب القول والعمل.
تنبيه: يمكن أن يركز الباحث على نمط محدد من الفوائد (لغوية مثلاً أو فقهيّة).
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
منتقى الفوائد من تفسير فتح القدير للشوكاني رحمه الله
فوائد من تفسير سورة الفاتحة
الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ 2 الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ 3 مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ 4 إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ 5 اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ 6 صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ 7
1. تقدير الفعل المحذوف المتعلّق بالباء في البسملة:
قال رحمه الله في فتح القدير 1/ 17، عند كلامه في شرح البسملة:
ومتعلق الباء محذوف، وهو أقرأ أو أتلو لأنه المناسب لما جعلت البسملة مبدأ له.
2. تقديم وتأخير الفعل المقدّر المحذوف في البسملة:
وقال رحمه الله في فتح القدير 1/ 17 – 18، في الموضع السابق:
... فمن قدره متقدما كان غرضه الدلالة بتقديمه على الاهتمام بشأن الفعل ومن قدره متأخرا كان غرضه الدلالة بتأخيره على الاختصاص مع ما يحصل في ضمن ذلك من العناية بشأن الاسم والإشارة إلى أن البداية به أهم لكون التبرك حصل به وبهذا يظهر رجحان تقدير الفعل متأخرا في مثل هذا المقام ولا يعارضه قوله تعالى اقرأ باسم ربك الذي خلق لأن ذلك المقام مقام القراءة فكان الأمر بها أهم وأما الخلاف بين أئمة النحو في كون المقدر اسما أو فعلا فلا يتعلق بذلك كثير فائدة والباء للاستعانة أو للمصاحبة ورجح الثاني الزمخشري
3. معنى" الاسم " واشتقاقه:
وقال رحمه الله في فتح القدير 1/ 18، في الموضع السابق:
(يُتْبَعُ)
(/)
اسم أصله سمو حذفت لامه ولما كان من الأسماء التي بنوا أوائلها على السكون زادوا في أوله الهمزة إذا نطقوا به لئلا يقع الابتداء بالساكن وهو اللفظ الدال على المسمى
4. بيان أنّ الاسم دالٌ على المسمى وليس عينه:
قال رحمه الله في فتح القدير 1/ 18، في الموضع السابق:
ومن زعم أن الاسم هو المسمى كما قاله أبو عبيدة وسيبويه والباقلاني وابن فورك وحكاه الرازي عن الحشوية والكرامية والأشعرية فقد غلط غلطا بينا وجاء بما لا يعقل مع عدم ورود ما يوجب المخالفة للعقل لا من الكتاب ولا من السنة ولا من لغة العرب بل العلم الضروري حاصل بأن الاسم الذي هو أصوات مقطعة وحروف مؤلفة غير المسمى الذي هو مدلوله والبحث مبسوط في علم الكلام وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة وقال الله عز وجل ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وقال تعالى قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى
5. زيادة المبني تدل على زيادة المعنى:
قال رحمه الله في فتح القدير 1/ 18، في الموضع السابق:
" والرحمن الرحيم اسمان مشتقان من الرحمة على طريقة المبالغة ورحمن أشد مبالغة من رحيم وفي كلام ابن جرير ما يفهم حكاية الاتفاق على هذا ولذلك قالوا رحمن الدنيا والآخرة ورحيم الدنيا وقد تقرر أن زيادة البناء تدل على زيادة المعنى ".
6. مبحث في الفرق بين الحمد والشكر:
قال رحمه الله في فتح القدير ج1/ص19 في شرحه لقوله تعالى: (الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ):
" الحمد لله الحمد هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري وبقيد الاختيار فارق المدح فإنه يكون على الجميل وإن لم يكن الممدوح مختارا كمدح الرجل على جماله وقوته وشجاعته وقال صاحب الكشاف إنهما أخوان والحمد أخص من الشكر موردا وأعم منه متعلقا فمورد الحمد اللسان فقط ومتعلقه النعمة وغيرها ومورد الشكر اللسان والجنان والأركان ومتعلقه النعمة وقيل إن مورد الحمد كمورد الشكر لأن كل ثناء باللسان لا يكون من صميم القلب مع موافقة الجوارح ليس بحمد بل سخرية واستهزاء وأجيب بأن اعتبار موافقة القلب والجوارح في الحمد لا يستلزم أن يكون موردا له بل شرطا وفرق بين الشرط والشطر وتعريفه لاستغراق أفراد الحمد وأنها مختصة بالرب سبحانه على معنى أن حمد غيره لا اعتداد به لأن المنعم هو الله عز وجل أو على أن حمده هو الفرد الكامل فيكون الحصر إدعائياً ورجح صاحب الكشاف أن التعريف هنا هو تعريف الجنس لا الاستغراق والصواب ما ذكرناه وقد جاء في الحديث اللهم لك الحمد كله وهو مرتفع بالابتداء وخبره الظرف وهو لله وأصله النصب على المصدرية بإضمار فعله كسائر المصادر التي تنصبها العرب فعدل عنه إلى الرفع لقصد الدلالة على الدوام والثبات المستفاد من الجمل الاسمية دون الحدوث والتجديد اللذين تفيدهما الجمل الفعلية واللام الداخلة على الإسم الشريف هي لام الاختصاص قال ابن جرير الحمد ثناء أثنى به على نفسه وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا عليه فكأنه قال قولوا الحمد لله ثم رجح اتحاد الحمد والشكر مستدلا على ذلك بما حاصله أن جميع أهل المعرفة بلسان العرب يوقعون كلا من الحمد والشكر مكان الآخر قال ابن كثير وفيه نظر لأنه اشتهر عند كثير من العلماء المتأخرين أن الحمد هو الثناء بالقول على المحمود بصفاته اللازمة والمتعدية والشكر لا يكون إلا على المتعدية ويكون بالجنان واللسان والأركان انتهى ".
7. إذا ثبتت الحقيقة الشرعية قُدّمت على اللغويّة، وإلا اكتفينا باللغويّة:
وقال في فتح القدير 1/ 19 – 20، في الموضع السابق:
" ولا يخفى أن المرجع في هذا إلى معنى الحمد في لغة العرب لا إلى ما قاله جماعة من العلماء المتأخرين فإن ذلك لا يرد على ابن جرير ولا تقوم به الحجة هذا إذا لم يثبت للحمد حقيقة شرعيّة فإن ثبتت وجب تقديمها "
8. معنى العالمين وسبب الجمع على صيغة العاقل:
قال رحمه الله في فتح القدير 1/ 21، في الموضع السابق:
(يُتْبَعُ)
(/)
" والعالمين جمع العالم وهو كل موجود سوى الله تعالى قال قتادة وقيل أهل كل زمان عالم قاله الحسين بن الفضل وقال ابن عباس العالمون الجن والإنس وقال الفراء وأبو عبيد العالم عبارة عمن يعقل وهم أربعة أمم الإنس والجن والملائكة والشياطين ولا يقال للبهائم عالم لأن هذا الجمع إنما هو جمع ما يعقل حكى هذه الأقوال القرطبي في تفسيره وذكر أدلتها وقال إن القول الأول أصح هذه الأقوال لأنه شامل لكل مخلوق وموجود دليله قوله تعالى قال فرعون وما رب العالمين قال رب السماوات والأرض وما بينهما وهو مأخوذ من العلم والعلامة لأنه يدل على موجده كذا قال الزجاج وقال العالم كل ما خلقه الله في الدنيا والآخرة انتهى وعلى هذا يكون جمعه على هذه الصيغة المختصة بالعقلاء تغليبا للعقلاء على غيرهم وقال في الكشاف ساغ ذلك لمعنى الوصفية فيه وهي الدلالة على معنى العلم ".
9. أيهما أبلغ: ملك، أم مالك؟!:
قال رحمه الله في فتح القدير ج1/ص22، عند شرحه لقوله تعالى: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ):
" (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ): قرئ ملك ومالك وملك بسكون اللام وملك بصيغة الفعل وقد اختلف العلماء أيما أبلغ ملك أو مالك فقيل إن ملك أعم وأبلغ من مالك إذ كل ملك مالك وليس كل مالك ملكا ولأن أمر الملك نافذ على المالك في ملكه حتى لا يتصرف إلا عن تدبير الملك قاله أبو عبيد والمبرد ورجحه الزمخشري وقيل مالك أبلغ لأنه يكون مالكا للناس وغيرهم فالمالك أبلغ تصرفا وأعظم وقال أبو حاتم إن مالكا أبلغ في مدح الخالق من ملك وملك أبلغ في مدح المخلوقين من مالك لأن المالك من المخلوقين قد يكون غير ملك وإذا كان الله تعالى مالكا كان ملكا واختار هذا القاضي أبو بكر بن العربي والحق أن لكل واحد من الوصفين نوع أخصية لا يوجد في الآخر فالمالك يقدر على ما لا يقدر عليه الملك من التصرفات بما هو مالك له بالبيع والهبة والعتق ونحوها والملك يقدر على ما لا يقدر عليه المالك من التصرفات العائدة إلى تدبير الملك وحياطته ورعاية مصالح الرعية فالمالك أقوى من الملك في بعض الأمور والملك أقوى من المالك في بعض الأمور والفرق بين الوصفين بالنسبة إلى الرب سبحانه أن الملك صفة لذاته والمالك صفة لفعله ".
10. الإضافة للظرف:
قال رحمه الله في فتح القدير 1/ 22، في الموضع السابق:
" ويوم الدين يوم الجزاء من الرب سبحانه لعباده كما قال وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله وهذه الإضافة إلى الظرف على طريق الاتساع كقولهم يا سارق الليلة أهل الدار ويوم الدين وإن كان متأخرا فقد يضاف اسم الفاعل وما في معناه إلى المستقبل كقولك هذا ضارب زيدا غدا ".
11. فائدة في دلالة الحروف التي تلحق الضمير المنفصل " إيّا ":
قال رحمه الله في فتح القدير 1/ 22، في شرحه لقوله تعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ):
" ... والضمير المنفصل هو (إيا) وما يلحقه من الكاف والهاء والياء هي حروف لبيان الخطاب والغيبة والتكلم ولا محل لها من الإعراب كما ذهب إليه الجمهور ".
12. فائدة تقديم الضمير المنفصل " إيّا " على الفعل:
قال رحمه الله في فتح القدير 1/ 22، في شرحه للموضع السابق:
" ... والضمير المنفصل هو إيا وما يلحقه من الكاف والهاء والياء هي حروف لبيان الخطاب والغيبة والتكلم ولا محل لها من الإعراب كما ذهب إليه الجمهور وتقديمه على الفعل لقصد الإختصاص وقيل للإهتمام والصواب أنه لهما ولا تزاحم بين المقتضيات والمعنى نخصك بالعبادة ونخصك بالإستعانة لا نعبد غيرك ولا نستعينه ".
13. فائدة العدول عن خطاب الغيبة إلى الإلتفات:
قال رحمه الله في فتح القدير 1/ 22 – 23، في شرحه للموضع السابق:
" وعدل عن الغيبة إلى الخطاب لقصد الإلتفات لأن الكلام إذا نقل من أسلوب إلى آخر كان أحسن تطرية لنشاط السامع وأكثر إيقاظا له كما تقرر في علم المعاني والمجيء بالنون في الفعلين لقصد الإخبار من الداعي عن نفسه وعن جنسه من العباد وقيل إن المقام لما كان عظيما لم يستقل به الواحد استقصارا لنفسه واستصغارا لها فالمجيء بالنون لقصد التواضع لا لتعظيم النفس ".
14. فائدة في تقديم العبادة على الاستعانة:
قال رحمه الله تعالى في فتح القدير 1/ 23 في شرحه للموضع السابق:
(يُتْبَعُ)
(/)
" وقدمت العبادة على الاستعانة لكون الأولى وسيلة إلى الثانية وتقديم الوسائل سبب لتحصيل المطالب ".
15. إطلاق الاستعانة وعدم تقييدها:
قال رحمه الله تعالى في فتح القدير 1/ 23 في شرحه للموضع السابق:
" وإطلاق الاستعانة لقصد التعميم "
16. فائدة في المتعدي بنفسه وبغيره:
قال رحمه الله تعالى في فتح القدير 1/ 23، عند تفسيره للآية: (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ):
" والهداية قد يتعذر فعلها بنفسه كما هنا وكقوله وهديناه النجدين وقد يتعدى بإلى كقوله اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم فاهدوهم إلى صراط الجحيم وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم وقد يتعدى باللام كقوله الحمد لله الذي هدانا لهذا إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم قال الزمخشري أصله أن يتعدى باللام أو بإلى انتهى. وهي الإرشاد أو التوفيق أو الإلهام أو الدلالة وفرق كثير من المتأخرين بين معنى المتعدي بنفسه وغير المتعدي فقالوا معنى الأول الدلالة والثاني الإيصال وطلب الهداية من المهتدي معناه طلب الزيادة كقوله تعالى والذين اهتدوا زادهم هدى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا "
17. معنى الصراط:
قال رحمه الله تعالى في فتح القدير 1/ 23، في الموضع السابق:
" اهدنا الصراط المستقيم قرأه الجمهور بالصاد وقرأ السراط بالسين والزراط بالزاي ... قال ابن جرير: أجمعت الأمة من أهل التأويل جميعا على أن الصراط المستقيم هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه وهو كذلك في لغة جميع العرب قال ثم تستعير العرب الصراط فتستعمله فتصف المستقيم باستقامته والمعوج باعوجاجه ".
18. فائدة في إعراب كلمة " صراط ":
قال رحمه الله تعالى في فتح القدير 1/ 24، في شرحه لقوله تعالى: (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ):
" صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين انتصب صراط على أنه بدل من الأول وفائدته التوكيد لما فيه من التثنية والتكرير ويجوز أن يكون عطف بيان وفائدته الإيضاح والذين أنعم الله عليهم هم المذكورون في سورة النساء حيث قال ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما ".
19. الفائدة من إطلاق الإنعام وعدم تقييده:
وقال رحمه الله تعالى في فتح القدير 1/ 24، في الموضع السابق:
" وأطلق الإنعام ليشمل كل إنعام "
20. فائدة في الإضافة إلى " غير ":
وقال رحمه الله تعالى في فتح القدير 1/ 24، في الموضع السابق:
" وغير المغضوب عليهم بدل من الذين أنعمت عليهم على معنى أن المنعم عليهم هم الذين سلموا من غضب الله والضلال أو صفة له على معنى أنهم جمعوا بين النعمتين نعمة الإيمان والسلامة من ذلك وصح جعله صفة للمعرفة - مع كون غير لا تتعرف بالإضافة إلى المعارف لما فيها من الإبهام - لأنها هنا غير مبهمة لاشتهار المغايرة بين الجنسين ".
21. معنى المغضوب عليهم:
وقال رحمه الله تعالى في فتح القدير 1/ 24، في الموضع السابق:
" والغضب في اللغة قال القرطبي الشدة ورجل غضوب أي شديد الخلق والغضوب الحية الخبيثة لشدتها قال ومعنى الغضب في صفة الله إرادة العقوبة فهو صفة ذاته أو نفس العقوبة ومنه الحديث إن الصدقة لتطفئ غضب الرب فهو صفة فعله قال في الكشاف هو إرادة الانتقام من العصاة وإنزال العقوبة بهم وأن يفعل بهم ما يفعله الملك إذا غضب على من تحت يده ".
22. الفرق بين " عليهم " في الموضعين:
وقال رحمه الله تعالى في فتح القدير 1/ 24، في الموضع السابق:
" والفرق بين ? عَلَيهِمْ ? الأولى و ? عَلَيهِمْ ? الثانية أن الأولى في محل نصب على المفعوليّة، والثانية في محل رفع على النيابة عن الفاعل ".
23. فائدة النفي في قوله: ولا الضالّين:
وقال رحمه الله تعالى في فتح القدير 1/ 24، في الموضع السابق:
" و (لا) في قوله: ولا الضالين تأكيد للنفي المفهوم من (غير) ".
24. معنى الضلال:
وقال رحمه الله تعالى في فتح القدير 1/ 24، في الموضع السابق:
" والضلال في لسان العرب قال القرطبي هو الذهاب عن سنن القصد وطريق الحق ومنه ضل اللبن في الماء أي غاب ومنه أئذا ضللنا في الأرض أي غبنا بالموت وصرنا ترابا ".
25. قاعدة: إذا جاء البيان النبوي فيجب لزومه:
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال رحمه الله تعالى في فتح القدير 1/ 25، في الموضع السابق:
" قال ابن كثير بعد ذكره لحديث عدي بن حاتم وقد روى حديث عدي هذا من طرق وله ألفاظ كثيرة يطول ذكرها انتهى والمصير إلى هذا التفسير النبوي متعين وهو الذي أطبق عليه أئمة التفسير من السلف قال ابن أبي حاتم لا أعلم خلافا بين المفسرين في تفسير المغضوب عليهم باليهود والضالين بالنصارى ".
26. فائدة في تفسير القرءان بالسنة والعكس:
وقال رحمه الله تعالى في فتح القدير 1/ 25، في الموضع السابق:
" ... ويشهد لهذا التفسير النبوي آيات من القرآن قال الله تعالى في خطابه لبني إسرائيل في سورة البقرة بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباؤوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين وقال في المائدة قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل ".
27. التفسير استشهاداً بوقائع السيرة النبويّة:
وقال رحمه الله تعالى في فتح القدير 1/ 25، في الموضع السابق:
... وفي السيرة عن زيد بن عمرو بن نفيل أنه لما خرج هو وجماعة من أصحابه إلى الشام يطلبون الدين الحنيف قال اليهود إنك لن تستطيع الدخول معنا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله فقال أنا من غضب الله أفر وقالت له النصارى إنك لن تستطيع الدخول معنا حتى تأخذ بنصيبك من سخط الله فقال لا أستطيعه فاستمر على فطرته وجانب عبادة الأوثان
28. فائدة في معنى وضبط كلمة " آمين ":
وقال رحمه الله تعالى في فتح القدير 1/ 25، في خاتمة تفسير الفاتحة:
" ومعنى آمين استجب. قال القرطبي في تفسيره: معنى آمين عند أكثر أهل العلم: اللهم استجب لنا، وُضع موضع الدعاء. وقال في الصحاح: معنى آمين: كذلك فليكن ... وقال الترمذي: معناه لا تخيب رجاءنا. وفيه لغتان المد على وزن فاعيل كياسين، والقصر على وزن يمين قال الشاعر في المد:
يا رب لا تسلبني حبها أبداً **** ويرحم الله عبدا قال آمينا
وقال آخر:
آمِينَ، آمِينَ لا أرضى بواحدة **** حتى أبلغها ألفين آمينا
قال الجوهري: وتشديد الميم خطأ وروى عن الحسن وجعفر الصادق والحسين بن فضل التشديد من أم إذا قصد أي نحن قاصدون نحوك حكى ذلك القرطبي قال الجوهري وهو مبني على الفتح مثل أين وكيف لاجتماع الساكنين وتقول منه أمن فلان تأمينا ".
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Jul 2005, 02:08 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أبا حازم وبارك في أهلك الذين أعانوك على هذا المنهج. وفي الحق إن مناهج قراءة كتب التفسير تختلف باختلاف القارئين، فلكل قارئ طريقة يحبذها، ويجدها أنفع له من غيرها، ولا شك أن معرفة تجارب الآخرين تنفع طالب العلم كثيراً. والغرض هو استيعاب المادة العلمية في الكتاب الذي تقرأه، وكتب التفسير بطبيعتها مليئة بمباحث العلوم الشرعية واللغوية، وبعضها أكثر حظاً من هذه العلوم من بعضها ألاخر. ومتى وفق طالب العلم إلى أسرة تعينه على القراءة العلمية المتأنية فإن مثل هذه الطريقة التي ذكرها أبوحازم وفقه الله طريقة علمية ممتعة، تربي الأسرة بأفرادها على الاقتراب من القرآن الكريم، ومعرفة معانيه، والتعامل مع كتب التفسير والفقه واللغة والعقيدة، وتنقله من فائدة إلى فائدة دون سأم ولا ملل. ولكن أين تلك الزوجة والأولاد الذين يصبرون على الاستمرار في مثل هذه القراءة؟! نسأل الله من فضله.
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[08 Jul 2005, 05:35 م]ـ
بارك الله فيك وزادك نورا على نور.
ما هذا الجمال يا أخي. مجهود طيب مبارك.
بارك الله في زوجتك وأهلك وأولادك.
ـ[أبو حازم الكناني]ــــــــ[10 Jul 2005, 05:27 م]ـ
الأحباب الكرام:
عبد الرحمن الشهري، وأبو صلاح الدين.
جزاكما الله خيراً ونفع بكما.
عزيزي الشهري: أسمح لي أن أضيف بالنسبة لتساؤلك: (ولكن أين تلك الزوجة والأولاد الذين يصبرون على الاستمرار في مثل هذه القراءة؟! نسأل الله من فضله).
تساؤلك يكشف عن خلل عميق في تعاطينا مع أسرنا، وأنت أكثرنا علماً وخبرة ولله الحمد.
أظنك تتفق معي أنّ البرامج الطويلة تجلب الملل، وفي الحديث (خذوا من الأعمال ما تطيقون.
وأظنك تتفق معي أن هناك أنواعاً وضروباً من الأمور نحتال بها على الملل!
ومن ذلك أن نحتال عليه بجعل يوم الخميس والجمعة راحة.
ومن صنوف الاحتيال على الملل: وضع نوع من التحفيز، خاصّة وأنّ الآهل أحياناً قد يرغبون في شراء شيء أو الحصول عليه، فلا مانع من ربطه بالبرنامج وجعله حافزاً، وأظنّ أنه نوع من التحفيز لا يخلو من الطرافة، وهو في نفس الوقت يعمل على تنشيط الآهل والعيال على التدرج في البرامج العلمية الخفيفة والمفيدة.
ومن صنوف الاحتيال على الملل: أن تقول لأهلك أو لطفلك، مثلاً: نود إكمال حزب واحد فقط ثمّ نخرج في نزهة، لكن بعد إكمال هذا القسط!.
وهنا شرط مهم أن تصدقهم حتى يصدقوك في مشروعك العلمي!.
وأظنّك تتفق معي أيضاً: أننا كلّما رفعنا من قيمة الحافز، وكلّما جددنا فيه كان ادعى لحمل أفراد الأسرة على أن ينشطوا في ذلك، وهنا يحضرني قول ابن القيم: (من أبصر نور الأجر، هان عليه ظلام التكليف!)
مشكلتنا يا شيخنا أننا أحدنا كثيراً ما يجرب ثمّ يسأم، وهو بذلك يعطي لأسرته أسوأ انطباع عن الجديّة في التحصيل العلمي.
مشكلتنا يا شيخنا أننا قد نشرع في تنفيذ هذه البرامج بعيداً عن النمط التربوي القائم على الترغيب والتحفيز وتجديد الوسائل والأساليب.
شيخنا: والله إنني أعرف رجلاً درست على يديه أوصاني فقال لي: فقط اقرأ آيتين في اليوم واحفظهما وفسّرهما.
وهذه الوصية داوم عليها هذا الشيخ واستفاد لنفسه، فتأمل كيف سيكون حاله الآن؟!
وللعلم فقد أوصاني بهذا في سنة 1416هـ!!!
مشكلتنا يا شيخنا أننا نبحث عن الحل، لكننا نغفل أننا جزء منه.
هذه مجرد خواطر، لكنني أظنّ أنّها تصلح أن نسج على منوالها حتى نخرج بتصور عملي نربي من خلاله أنفسنا وأهلنا على ما يحبه الله، وما يحبه رسوله صلى الله عليه وسلم.
وفق الله الجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Jul 2005, 11:55 م]ـ
أخي الكريم أبا حازم وفقك الله لكل خير، وقد أجدت فيما قلت بارك الله فيك ووفقنا للحزم كما وفقك.
ـ[أبو معاذ البلقاوي]ــــــــ[21 Jul 2005, 07:13 ص]ـ
أخي الحبيب
جهد مبارك مشكور
وفقنا الله واياك لكل خير
ـ[نصرمنصور]ــــــــ[22 Oct 2005, 07:36 ص]ـ
واتفقت مع أهلي على أن نقرأ ونراجع في كل يوم قسطاً معيناً من الحفظ، مع الإطلاع على أهم ما فيه من الفوائد، وقد بدأنا بفضل الله بداية مبشرة وقطعنا شوطاً طيباً، وقد وجدنا حقاً أنّه خير أمرٍ نلتمس به أن يصلح الله أحوالنا في الدنيا والآخرة.
ما شاء الله، لا قوة إلا بالله
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 Jul 2007, 02:56 م]ـ
للرفع لعله يستفاد من هذه الطريقة خلال الإجازة الصيفية(/)
التوازن في الخطاب القرآني من خلال جزء عم
ـ[لطفي الزغير]ــــــــ[02 Jul 2005, 09:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فلقد كتبت هذا الموضوع قبل عدة أيام لهذا الملتقى المبارك، ولكن منذ يومين أو ثلاثة أحاول الدخول إلى موقع الملتقى دون فائدة، وتخرج عبارة لا يمكن الوصول للصفحة، ولهذا قمت بإنزال الموضوع في ملتقى أهل الحديث، وبعد أن فتح موقع الملتقى معي ها أنا ذا أعيد طرح الموضوع في الملتقى آملاً أن يحوز على استحسانكم ومشاركاتكم.
التوازن في الخطاب القرآني من خلال جزء عم
يمتاز القرآن الكريم إجمالاً بالتوازن من كل جانب، كيف لا وهو كلام الله سبحانه وتعالى، والمتصفح لسور القرآن وآياته يلحظ ذلك جلياً فيه، وأنواع التوازن التي أقصدها كثيرة؛ فمنها التوازن التشريعي، ومنها التوازن في الخلق والتكوين، ومنها التوازن في الخطاب الذي زخرت به آيات القرآن الكريم.
وأقصد بالتوازن في الخطاب هو أن يذكر الأمر ونقيضه معاً في آية واحدة أحياناً، أو في سياق من الآيات.
ومن أول سورة في جزء عم نلحظ ذلك، من خلال إشارة كتهيئة لما بعدها، وذلك من خلال قوله تعالى} وخلقتاكم أزواجاً {، فهذا فيه إشارة إلى الذكر والأنثى من الإنسان أولاً، ثم من كل مخلوقات الله سبحانه وتعالى، في قوله:} ومن كل خلقنا زوجين اثنين {إذاً أول ملامح التوازن في هذا الجزء يتجلى بالإشارة إلى ما لا يتم التوازن إلا به في هذه الحياة وهو الذكر والأنثى، من الإنسان ومن كل شيء ولهذا ورد الخطاب بذكرهما جميعاً في آية واحدة، وللتأكيد على جانب التوازن في الخطاب وأنَّ الشرع ذكر ما يقتضي ذلك، وهو الأرض، وبين تعالى في آية مجملة ذلك من خلال قوله تعالى:} ألم نجعل الأرض مهاداً & والجبال أوتاداً {، فالتوازن الحقيقي في الأرض لا يتم إلا من خلال هذين الأمرين؛ تمهيد الأرض وجعلها صالحة للسكن والعيش، وهذا بحد ذاته بحاجة لما يثبتها، والتثبيت إنما يكون بالجبال التي هي كالأوتاد، ولهذا جاء الخطاب القرآني في هذه السورة فشملهما جميعاً وهذا التوازن في الخطاب ينبئُ عن التوازن في الطبيعة التي خلقها الله سبحانه وتعالى متوازنة من كل جانب.
والجانب الآخر في التوازن من خلال هذه السورة ذكر الله سبحانه وتعالى لأهل الشقاوة وأهل السعادة، وهذا نلحظه دوماً في الآيات القرآنية، فلا يكاد يُذكر فريق إلا ويردف بذكر الفريق الآخر في نفس السورة، قال تعالى:} إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآَبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاءً وِفَاقًا (26) إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا {وفي المقابل قال الله تعالى:} إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38) ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا {فانظر كيف أن أصحاب الجزائين قد ذكرا في سورة واحدة في آيات متتالية، مما يؤكد وجود هذا الأمر وحضوره بقوة في هذا الجزء من كتاب الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا تدرجنا إلى السور التالية فإنا لا نعدم أمثلة على التوازن، وباطلاع بسيط على سورة النازعات تتوضح الصورة، إذ إنَّ سبحانه وتعالى قد بين خلقه لأمرين عظيمين شكلا جانب التوازن في هذا الحياة الدنيا أيضاً فشملهما الخطاب معاً في توازن في الخطاب أيضاً وهما؛ السماء والأرض، فقال تعالى:} أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا {، ولا يتوقف الأمر عند هذا في هذه السورة بل إننا نجد قبل نهايتها إشارة أخرى إلى هذا التوازن في مقام إقامة الحجة على العباد وبيان مآل كل فريق من الفرقين؛ الطائعين والعصاة، قال الله تعالى:} فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى {وفي المقابل قال:} فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى {.
وهذا التوازن في الخطاب كما قلت يتجلى لنا في أكثر من سورة، ولا أريد أن أُكثر الصفحات بالأمثلة ولكن لينظر إلى الكلمات التالية في سورة عبس، إذ إن في الإشارة ما يغني عن العبارة، (يزكى مع ألا يزكى، و فأنت له تصدى مع فأنت عنه تلهى، وأماته فأقبره مع أنشره، وأمه وأبيه، ووجوه يومئذٍ مسفرة مع وجوه يومئذٍ عليها غبرة) وهكذا القول أيضاً في سورة التكوير في أكثر من آية أجلاها وأوضحها في قوله تعالى:} وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ {وكذلك في قوله تعالى:} وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ {فانظر التوازن في الخطاب بين الآيتين الأولين، الجنة أزلفت، والجحيم سعرت، وفي قوله تعالى: والليل إذا عسعس، والصبح إذا تنفس. وكذلك الحال في سورة الانفطار ابتداءً من قوله تعالى: (علمت نفس ما قدمت وأخرت)، في إشارة إلى التقديم والتأخير،وهما متضادان، وانتهاءً بقوله تعالى:} إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ {.
ويتجلى التوازن في أوضح صوره في سورة المطففين، حيث إننا لا نلمس توازناً في الخطاب وحسب، بل نجد توازناً حتى في عدد الحروف ونوعية العبارات وذلك في قوله تعالى:} كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (9) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ {وفي المقابل يقول الله تعالى:} كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ {، فلاحظوا الكلمات والعبارات، بل وعدد الأحرف أيضاً، والتعبيرات القرآنية في مثال من أوضح الأمثلة على التوازن في الخطاب القرآني في هذا الجزء المبارك من القرآن العظيم، ولا يقف الأمر عند ذلك في هذه السورة بل جاء فيها بيان ما تؤول إليه الأمور وانقلاب الأوضاع لإحداث توازن لم يتحقق في الدنيا ويتحقق في الآخرة وذلك في قوله:} إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ {وفي المقابل:} فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ {، في إشارة إلى أنَّ التوازن في الخطاب يحمل في طياته توازناً آخر وهو الذى تسيقيم به الحياة، ألا وهو عدل الله تعالى وتحقق هذا العدل إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة، فهو توازن من جهتين.
وكما يلاحظ القارئ الكريم أنَّ شواهد التوازن في الخطاب كثيرة وكثيرة جداً، ولو أردنا أن نلتمسها في كل سورة من سور القرآن الكريم لوجدناها، ولكني أختم بسورة هي مثال حي على التوازن، ولا نكاد نعدم هذا التوازن في أيٍّ من آياتها، وهي سورة الليل.
قال تعالى: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11) إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12) وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى (13) فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21) {
فالقارئ لهذه السورة يلاحظ التوازن في الخطاب في كل آياتها تقريباً ابتداءً من قوله والليل إذا يغشى، والنهار إذا تجلى، ثم قوله وما خلق الذكر والأنثى، ثم بقوله تعالى فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى، وفي المقابل وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى، وهكذا في توازن رائع يستمر إلى آخر السورة، فالتوازن حقيقة واقعة في هذا الجزء، يمكن أن يضاف إلى تفسير جزء عم، ونشير إليها عند تناولنا لهذه الآيات وهو ما كنت أفعله عند تدريسي لهذا الجزء، والله أسأل أن يجعل الصواب والسداد رفيقنا في أعمالنا ونتاجنا، فما كان في هذه الكلمات من صواب فهو من الله، وما فيه من خلل قصور فمن نفسي والشيطان أعاذنا الله منه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Jul 2005, 01:38 ص]ـ
شكر الله للدكتور لطفي هذه الوقفات الدقيقة، والتأملات الموفقة، وهي إشارات يمكن تطبيقها على بقية سور القرآن الكريم ولا سيما المفصل منه، ليظهر للقارئ المتدبر للقرآن الكريم جانب من جوانب عظمته. ولا أدري هل كتب أحد من الباحثين حول هذا الموضوع كتابة مستقلة مطولة أم لا؟ ولعله يظهر من خلال الأمثلة التي ذكرها الدكتور لطفي أن التوازن لا يكون بـ (ذكر الأمر ونقيضه معاً في آية واحدة أحياناً، أو في سياق من الآيات). وإنما ذكر الأمر ومقابله. وليس المقابل نقيضاً في كل حال فيما يبدو لي والله أعلم. فقوله تعالى: (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ... الآيات) كلمة (واتقى) يبدولي أنها مقابلة لقوله: (واستغنى) في الآيات وهي ليست مناقضة لها.
ـ[لطفي الزغير]ــــــــ[08 Jul 2005, 07:06 ص]ـ
بارك الله فيك أيها الأخ الكريم، حسب معلوماتي في هذا الصدد لم أجد من كتب في هذا الموضوع كتابة متكاملة، اللهم إلا بعض الإحصائيات كانت تظهر هنا وهناك فيما يتعلق بالألفاظ القرآنية وعدد مرات ورودها في القرآن الكريم، ككلمة نور تكررت في القرآن الكريم بنفس العدد الذي تكررت فيه كلمة ظلام، وكلمة يسر أو اليسر تكررت ضعف ما تكررت به كلمة عسر أو العسر، وهكذا، والحقية أن المُهَيِّج على هذه الوقفات محاضرة كنت ألقيتها عن التوازن وأثره في حياة الفرد والمجتمع، ومن ضمن ذلك التوازن في الخطاب القرآني، لبيان أن كل ما يتعلق برب العزة من خطاب، أو تشريع، خلق، ... كله جاء ضمن توازن بديع، وأن الاختلال في أي منها إنما حصل بتدخلات من البشر، مثل ما نشهده اليوم من اتساع لثقب الأوزون الذي هو في غاية الأهمية لحماية التوازن في الحياة على سطح الأرض، وأن الله تعالى ترك الأمور الخاصة بالمخلوق له ليحدث فيها التوازن، كالتوازن بين المادة والروح، وبين العقل والعاطفة، وبين الجد والتشمير والهزل واللهو، بين السير للآخرة، والعيش في الدنيا، بين البغض والكره، وهكذا في منظومة متكاملة، نأمل من خلالها أن يتنبه كل مسلم ويراجع نفسه لإحداث التوازن في حياته فهذا سبب من أسباب السعادة إن شاء الله تعالى.(/)
ملاحظات منهجية على بعض ما يكتب في لطائف الوقف
ـ[الميموني]ــــــــ[03 Jul 2005, 01:48 ص]ـ
رأيت في ملتقى أهل التفسير و في موقع أهل الحديث و في بعض المواقع الأخرى موضوعات تتعلق بذكر لطائف الوقوف و فيها أوهام و أخطاء منهجيَّة، و لأنّ الموضوع عامٌّ فقد رأيت من المصلحة إفراده مع الإشارة إلى رابط موضوع لطائف الوقوف و التنبيه عليه في موضوع لطائف الوقوف نفسه جمعا بين الحسنيين ولأنَّ موضوع لطائف الوقوف في ملتقى أهل التفسير قد طالَ و خشيتُ أنْ لا يبلغ التنبيه المراد مبلغه.
و عليه ففي كثير مما ذكره الإخوان الملاحظ التالية:
1) الوقف عند كافة علماء الوقف تبع للمعنى والإعراب فينظر عند جميعهم في منزلة الوقف تماما وكفاية وحسنا وقبحا إلى ارتباط الكلام وتعلُّقِه ببعضه اعتمادا على تفسير الآية ومعانيها وإعرابها ولذلك فبعض الوقوف أتمُّ من بعض وبعضها أكفى من بعض وبعضها أحسن من بعض.
2) كثير من الوقوف التي ذكرها الإخوان إمّا أنْ تكون قبيحة عند جميع علماء الوقف أو ضعيفة أو جائزة لكنها دون الوقف التام و الكافي في مرتبتها فغيرها عند علماء الوقف أحسن منها وأولى.
3) قد يكون الوقف جائزا من جهة النحو مقبولا من جهة المعنى و يكون فيه لطافة ولا يدل هذا على تفضيله على ما هو أولى منه.
4) القارئ الجيد هو الذي يراعي عند وقفه المعنى فيقف على ما هو أكثر تبيانا للمعانى و على ما هو أبين لهدي القرآن و أجلى عند المستمعين وإذا كان في الآية موضع مختلف فيه عند العلماء لاختلافهم في المعنى فيأخذ بالقول الراجح إنْ كان له نظر واجتهاد في التفسير وإلا فيقلد ما هو مذكور في المصاحف التي طبعت بإشراف لجانٍ علمية كمصحف الملك فؤاد الأوّل ومصحف المدينة المنورة (مصحف خادم الحرمين الشريفين).
ومن الأمثلة المعروفة المشتهرة لاختلاف أنظار العلماء في اختيار الوقف المناسب بناء على اختلافهم في التفسير اختلافهم المعروف في الوقف على قوله تعالى: (و ما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم) فأكثر السلف و جماهير العلماء اختاروا الوقف على إلا الله و ذهبت طائفة إلى اختيار الوقف على (والراسخون في العلم) و الوقف على (إلا الله) هو الراجح بل هو الصحيح فيقف عليه القارئ، ويبتدئ بقوله: (والراسخون في العلم يقولون آمنا به) وأدلَّة هذا مبيّنة في موضعٍ آخر (ويمكن للإخوان أن يرجعوا إلى رسالتي في ذكر أمثلة للوقف على هذا الرابط: وهي موجوده في قسم التحميل بالمنتدى ففيها تفصيل لأقوال العلماء في هذه الآية الكريمة) و الأمثلة كثيرة يضيق المقامُ عن ذكر بعضها.
5) إخواني كتاب الله تعالى كما لا ينبغي أنْ تحمل معانيه في التفسير إلا على أصح وأفصح لغات العرب وأحسن ما تحتمله لغتهم كذلك ينبغي عند اختيار الوقوف مراعاة ذلك كله فلا يخترع قول يكون مخالفا لما يدل عليه المعنى وما يقتضيه سياق الكلام ومتى كان الوقف شاذا لم يصح أن يقال له لطيف إلا على معنى التجوُّز في الكلام.
6) دراسة أقسام الوقف و معانيها و النظر في أمثلته في بعض كتب التجويد و في بعض كتب علوم القرآن و مقدِّمات كتب الوقف و الابتداء كاف في إفهام الناظر اليقظ لأمَّهات مسائل هذا العلم.
و سأضرب مثلا بالوقف التام. لأنّ وقوف القارئ على التام إن أمكنه أحسن من الوقوف على غيره لكونه أبين للسامع و أوضح للمعنى و إن كان الوقف على الكافي و على بعض ما يُسمى في اصطلاحهم بالوقف الصالح أو الحسن سائغا حسنا.
7) فمثلا الوقف التامُّ عندهم هو: مالا يتعلَّق بشيء مما بعده من جهة المعنى ولا اللفظ كالوقف على آخر قصة والابتداء بغيرها وكالوقف على مثل قوله (وأولئك هم المفلحون) في سورة البقرة لأن قوله (إن الذين كفروا سواء عليهم) ليس متعلقا بقوله (أولئك هم المفلحون). و كمثل الوقف على (وهو بكل شئ عليم) والابتداء بقوله: (وإذ قال ربك للملـ ــــــكة)
و قد اختلفت عباراتهم اختلافا متقاربا في تعريف الوقف التام و كلها تدل على نفس المعنى: فقال بعضهم هو الذي يحسن القطع عليه والابتداء بما بعده لأنه لا يتعلق بشيء مما بعده. (المكتفى للحافظ الداني ص 140 و نِظَام الأداء في الوقف والابتداء ص 30) و قيل إنه: (ما انفصل مما بعده لفظا ومعنى): جمال القراء 2/ 563 و ينظر: النشر 1/ 225 - 226 وتنببيه الغافلين صـ 123 و غيرها.
وأمثلة الوقف التام كثيرة ذكرها العلماء و إذا رأى الإخوان أن أفرد موضوعا لشرح مصطلحات علماء الوقف والابتداء فسأفعل إن شاء الله تعالى.
و أنبه هنا على أنّ أرجح الأقوال في أقسام الوقف هو تقسيمه إلى أربعة أقسام: التام و الكافي و الحسن و القبيح.
، وهو ترجيح الإمام الداني رحمه الله وعزاه الزركشي للأكثر، ورجحه السخاوي وابن الجزري وابن الطحان الأندلسي و غيرهم و مع هذا فلا مشاحّة في الاصطلاح.
و ليت طابعي المصاحف قديما بنوا على هذا الاصطلاح و لكنْ كانت مراحل و أمور يطول ذكرها و قد اجتهد بعض أهل العلم فيها في القرنين الماضيين و الله يتولنا و سائر إخواننا بهدايته و رحمته و توفيقه لا حول و لا قوة إلا به.
نسأله تعالى من خزائن فضله و عظيم إفضاله و كريم إنعامه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الميموني]ــــــــ[03 Jul 2005, 01:52 ص]ـ
عفوا هذا الرابط المشار إليه في كلامي السابق
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=7&book=1361
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[05 Jul 2005, 10:39 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم أبا محمد, ولا شك أن موضوع لطائف الوقوف كان بحاجة إلى هذه التنبيهات وغيرها من قواعد الوقوف منذ بدايته, وكنت أتمنى ممن عانى مادة الوقف والابتداء وبحثها ودرسها- كمثلكم والشيخ مساعد الطيار وفقه الله- تناول هذا الموضوع بتوسع, لكي يسبق التأصيل التمثيل, وتُبنى هذه الأمثلة على أصلٍ صحيح. وكما ترى فلا يعدو موضوع لطائف الوقوف أن يكون تقميشاً يحتاج إلى تفتيش, وجمعٌ لأمثلة تصلح أن تكون مادةً للتطبيق, وأولى الناس بذلك أمثالكم وفقكم الله.
فمن ثَمَّ أقترح عليك أبامحمد أن تعيد النظر في جميع أمثلة الوقوف في هذا الموضوع, وتصنفها على أنواع الوقوف المشتهرة كما ذكرت, وبذلك تتم الفائدة وتعظم, والله الموفق.
ـ[الميموني]ــــــــ[06 Jul 2005, 03:19 م]ـ
قال الإمام النكزاوي (و هو من أحسن المصنفين في فن الوقف و الابتداء و كتابه محقق في رسالة دكتوراة): (ويسمى الذي يجوز الوقف عليه وقف الاختيار،لا وقف الاضطرار لأن القارئ إذا اضطر إلى الوقف إما لانقطاع نفس أو غيره فإنه يقف على أي موضع جاء، فإن كان وقف على موضع لا ينبغي الوقف عليه في حال الاختيار فليبتدأ بالكلمة الموقوف عليها إن كان ذلك لا يغير المعنى فإن كان ذلك يغير المعنى فليبتدأ بالكلمة التي قبلها ليصح به المعنى المراد في الآية 0) انتهى0
و جزاك الله خيرا يا أبا بيان.
و بالنسبة لاقتراحكم فهو مفيد لكني قد لا أجد الوقت الكافي لذلك حاليا و لو أنّ بعض من تفضل بالكتابة و المشاركة في الموضوع رجع الآن إلى بعض كتب الوقف المشهورة للنظر في منزلة الوقف الذي ذكره و اقترحه لكان أنفع و أحسن.
و كتب الوقف المطبوعه المتوفرة فيها كفاية و إنْ لم تشتمل على كلّ ما يراد.
ـ[الميموني]ــــــــ[22 Jul 2005, 05:34 م]ـ
و بالمناسبة فكثير من كتب الوقف و الاابتداء المطبوعة لم تخدم كما ينبغي اللهم إلا كتابين خرجا بشكل جيد
ـ[الميموني]ــــــــ[20 Sep 2005, 04:53 م]ـ
للفائدة إن شاء الله تعالى(/)
مصبحين أو بالليل؟
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[03 Jul 2005, 02:18 ص]ـ
ذكر ابن كثير - رحمه الله - في تأويل قوله تعالى: (إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين) أن ذلك كان ليلاً، فما الجمع بينه وبين ظاهر الآية؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[03 Jul 2005, 02:29 ص]ـ
لعل الجمع بينهما يتبين من قول القرطبي: (إذا أصبحوا بسدفة من الليل)، أي: بداية الصبح، وآخر الليل. قال ابن عاشور: (ومعنى "مصبحين":داخلين في الصباح، أي: في أوائل الفجر.) والله أعلم
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[04 Jul 2005, 02:04 ص]ـ
بعض أهل التفسير يسوق، في هذا الموضع، حديثَ الحسين بن علي، رضي الله عنهما: " نهى عن الجداد بالليل، والحصاد بالليل.
قال جعفر بن محمد، رحمه الله: " أراه من أجل المساكين " فكأنَّ الحادثة كانت ليلاً.
ثم هل (مصبحين) الثانية كالأولى؟
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X330-0/68/17/1.png(/)
قائمة مهمّة بكتب التفسير .. وأفكار بشأنها: ما رأيكم؟!
ـ[أبو حازم الكناني]ــــــــ[03 Jul 2005, 09:33 م]ـ
الأحباب الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أدناه قائمة بكتب التفسير التي ذكرها مصطفى بن عبد الله القسطنطيني الرومي الحنفي صاحب كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، وهي تعطي دلالة واضحة عن مدى اهتمام هذه الأمة بكتاب ربها تعالى ولله الحمد والمنة.
وهذه القائمة تثير في النفس عدة أفكار، ومنها:
1/ القيام بتتبع أمثال هذه الكتب لعمل قوائم لكتب الفنون المتعلقة بالقرءان وعلومه.
2/ قد يشير المصنف لمعلومات مهمة تتعلق بالكتاب يمكن توظيفها بصورة أو بأخرى في البحث عن مخطوطات هذه الكتب.
3/ تتبع تراجم هؤلاء للخروج بمصنف يجمع شتات تراجم المفسرين.
وأرجو عند الإطلاع على القائمة ملاحظة ما يأتي:
1/ القائمة مأخوذة من نسخة الكترونية للكتاب فهي مليئة بالأخطاء.
2/ تحريت اخذ كل كتاب وجدت في مطلعه كلمة "تفسير".
3/ القائمة مأخوذة على عجالة وقد يرد فيها ما ليس منها وقد تترك ما هو حري بالدخول فيها.
4/ كل كتاب من هذه الكتب قد يتبعه المصنف بمعلومات وقد اختصرها هنا لن الغرض سرد القائمة فحسب.
ـ[أبو حازم الكناني]ــــــــ[03 Jul 2005, 09:42 م]ـ
قائمة بكتب التفسير التي ذكرها صاحب كشف الظنون
انظر: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون 1/ 436 – 462، تأليف: مصطفى بن عبد الله القسطنطيني الرومي الحنفي، دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت – 1413هـ- 1992م.
1. تفسير إبراهيم بن معقل النسفي الحنفي القاضي الامام الحافظ المتوفى سنة 295 خمس وتسعين ومائتين
2. تفسير بن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد الرازي الحافظ المتوفى سنة 327 سبع وعشرين وثلثمائة وانتفاه الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 إحدى عشرة وتسعمائة في مجلد
3. تفسير بن أبي جمرة بالجيم الامام الحافظ عبد الله بن سعيد الأزدي الأندلسي المتوفى سنة 525 خمس وعشرين وخم
4. تفسير بن أبي شيبة للامام الحافظ أبي بكر عبد الله بن محمد الكوفي المتوفى سنة 335 خمس وثلاثين وثلثمائة
5. تفسير بن أبي مريم نصر بن علي الشيرازي المتوفى سنة 565 خمس وستين وخمسمائة
6. تفسير بن الأثير المسمى بالإنصاف سبق ذكره
7. تفسير بن برجان المسمى بالإرشاد سبق أيضا
8. تفسير بن جريج بالجيمين عبد الملك بن عبد العزيز الأموي المكي المتوفى سنة 15 خمسين ومائة
9. تفسير بن جرير هو أبو جعفر محمد الطبري المتوفى سنة عشر وثلثمائة
10. تفسير بن جماعة هو القاضي برهان الدين إبراهيم بن محمد الكناني المتوفى سنة 89 تسعين وثمانمائة ...
11. تفسير بن الجوزي المكسمى بزاد المسير يأتي في الزاي
12. ولسبطه شمس الدين أبي المظفر يوسف بن قزاغلي الحجنفي المتوفى سنة 654 أربع وخمسين وستمائة تفسير كبير في سبعة وعشرين مجلدا
13. تفسير بن حبان أبي عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن جعفر البستي المعروف بابي الشيخ الحافظ المتوفى سنة 354 أربع وخمسين وثلثمائة
14. تفسير بن حكيم هو أبو المظفر محمد بن اسعد المتوفى سنة 569 تسع وستين وخمسمائة
15. تفسير بن الدهان سعيد بن مبارك النحوي المتوفى سنة 569 تسع وستين وخمسمائة في أربع مجلدات
16. تفسير بن رزين هو القاضي تقي الدين محمد بن الحسين الحموي الشافعي المتوفى سنة 68 ثمانين وستمائة
17. تفسير الزملكاني المسمى بنهاية التأمل يأتي
18. تفسير بن زهرة هو شمس الدين الدين محمد بن يحيى بن احمد الطرابلسي المعروف بابن زهرة المتوفى سنة 884
19. تفسير بن سيد الكل هو أبو القاسم هبة الله بن عبد الله القفطي المتوفى سنة 697 سبع وتسعين وستمائة وهو الى سورة مريم
20. تفسير بن شهبة تقي الدين أبو بكر محمد بن شهبة الدمشقي الشافعي المتوفى سنة 851
21. تفسير بن الضيا محمد بن احمد المكي الحنفي المتوفى سنة 854 أربع وخمسين وثمانمائة
22. تفسير بن ظفر المسمى بينبوع الحياة يأتي هو شمس الدين أبو محمد هاشم محمد بن محمد بن محمد الصقل المتوفى سنة 565 خمس وستين وخمسمائة
23. تفسير بن عادل المسمى باللباب يأتي في اللام
24. تفسير بن عباس مختصر ممزوج
25. تفسير بن عبد السلام هو شيخ الإسلام عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام المصري الشافعي المتوفى سنة 66 ستين وستمائة
(يُتْبَعُ)
(/)
26. تفسير بن العربي عربي هو الشيخ محي الدين محمد بن علي الطائي الأندلسي المتوفى سنة 628 ثمان وعشرين وستمائة ...
27. تفسير بن عرفة هو الامام الفاضل أبو عبد الله محمد بن عرفة المالكي المتوفى سنة 803 ثلاث وثمانمائة ...
28. تفسير بن عطية القديم هو أبو محمد عبد الله بن عطية الدمشقي المتوفى سنة 383 ثلاث وثمانين وثلثمائة ذكره أبو الخير في مفتاح السعادة
29. تفسير بن عطية المتأخر أبي محمد عبد الله بن عبد الحق المتأخر المسمى بالمحرر الوجيز يأتي في الميم وقد اثنى عليه أبو حيان ورجحه على غيره
30. تفسير بن عقيل عبد الله بن عبد الرحمن المصري النحو المتوفى سنة 769 تسع وستين وسبعمائة وهو الى آخر آل عمران
31. تفسير بن عيينة هو سفيان بن عيينة الكوفي المتوفى سنة 198 ذكره الثعلبي
32. تفسير بن فورك هو الامام أبو بكر محمد بن الحسن النيسابوري الشافعي المتوفى سنة 406 ست وأربعمائة
33. تفسير بن قرقماس المسمى بفتح الرحمن يأتي مع مختصره
34. تفسير بن كثير هو الامام الحافظ أبو الفدا إسماعيل بن عمر القرشي الدمشقي المتوفى سنة 774 أربع وسبعين وسبعمائة ....
35. تفسير بن كمال باشا هو الفاضل العلامة شمس الدين احمد بن سليمان بن كمال المتوفى سنة 94 أربعين وتعسمائة بلغ فيه الى سورة الصافات وهو تفسير لطيف فيه تحقيقات شريفة وتصرفات عجيبة
36. تفسير بن ماجة هو الحافظ أبو عبد الله محمد بن يزيد الزويني المتوفى سنة 273 ثلاثين وسبعين ومائتين
37. تفسير بن مردويه الحافظ أبو بكر احمد بن موسى الأصفهاني المتوفى سنة 41 عشر وأربعمائة
38. تفسير بن مقاتل هو سليمان بن بشر الأزدي المتوفى سنة 15 خمسين ومائة
39. تفسير بن المنذر هو الامام أبو بكر محمد بن إبراهيم النيسابوري المتوفى سنة 318 ثمان عشرة وثلثمائة
40. تفسير بن المنير هو شرف الدين عبد الواحد المتوفى سنة 733 ثلاث وثلاثين وسبعمائة وهو في عشر مجلدات
41. تفسير بن النقاش المسمى بالسابق اللاحق يأتي في حرف السين هو شمس الدين محمد بن علي المتوفى سنة 673 ثلاث وستين وسبعمائة ...
42. تفسير بن النقيب المسمى بالتحرير التحبير في نيف وخمسين مجلدا سبق ذكره
43. تفسير بن وهب هو عبد الله بن وهب القرشي المصري المالكي المتوفى سنة 197
44. تفسير أبي بكر محمد بن فورك قال الثعلبي أملاه علينا صدرا بسيطا من أوله ثم استأنف ولخص واقتصر على الأسئلة والاجوبة حتى فرغ منه
45. تفسير أبي بكر عتيق بن محمد الهروي فارسي الفه في عصر آلب آرسلان السلجوقي
46. تفسير أبي بكر بن عبدوس قال الثعلبي في الكشف أملاه علينا الى رأس خمسين من سورة البقرة في مائة وأربعين جزأ ثم اخترم دونه
47. تفسير أبي البقاء عبد الله بن الحسين العكبري المتوفى سنة 538 ثمان وثلاثين وخمسمائة وهو غير اعرابه
48. تفسير أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري قدوة أهل السنة المتوفى سنة 32 عشرين وثلثمائة 324 وهو كتاب حافل جامع
49. تفسير أبي الحسن علي بن عبد الله الأنصاري المالكي المتوفى سنة 567 سبع وستين وخمسمائة
50. تفسير أبي حيان المسمى بالبحر المحيط والنهر ذكرناهما في محلهما
51. تفسير أبي ذر هو الحافظ العلامة عبد بغير إضافة بن احمد بن محمد الهروي المالكي المتوفى سنة 436 ست وثلاثين وأربعمائة
52. تفسير أبي السعود المسمى بارشاد العقل السليم سبق ذكره
53. تفسير أبي الشيخ عبد الله بن محمد بن حبان الأصفهاني الحافظ المتوفى سنة مر ذكره في تفسير بن حبان
54. تفسير أبي طالب الكرماني
55. تفسير أبي العالية الرباحي رواه الربيع بن أنس عنه
56. تفسير أبي عمرو الفراتي الملقب بالبستان قال الثعلب اجازني بجميعه
57. تفسير أبي العباس السمان قاضي الري وهو ثلاث عشرة مجلدة
58. تفسير أبي الليث نصر بن محمد الفقيه السمرقندي الحنفي المتوفى سنة 375 خمس وسبعين وثلثمائة ...
59. تفسير أبي القاسم بن حبيب قال الثعلبي سمعت منه غير مرة
60. تفسير أبي القاسم عبد الله بن احمد البلخي الحنفي المعروف بالكعبي المعتزلي المتوفى سنة 319 تسع عشرة وثلثمائة وهو كبير في اثنى عشر مجلدا لم يسبق اليه
61. تفسير أبي مخلد
62. تفسير أبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري المتوفى سنة 478 ثمان وسبعين وأربعمائة
(يُتْبَعُ)
(/)
63. تفسير أبي منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي الشافعي المتوفى سنة 429 تسع وعشرين وأربعمائة
64. تفسير الاخوين المسمى لطوالع الأنوار يأتي
65. تفسير الادفوي محمد بن علي بن احمد المقري النحوي المتوفى سنة 388 ثمان وثمانين وثلثمائة المسمى بالاستفتاء في علمك القرآن في مائة وعشرين مجلدا صنفه في اثنتي عشرة سنة سبق في الالف
66. تفسير آدم بن أبي إياس العسقلاني المتوفى سنة 22 عشرين ومائتين
67. تفسير الاردبيلي
68. تفسير الأزهري المسمى بالتقريب يأتي
69. تفسير إسحاق بن راهويه هو الامام الحافظ أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي المروزي النخعي النيسابوري المتوفى سنة 238 ثمان وثلاثين ومائتين
70. تفسير الإسكندري هو حسين بن أبي بكر النحوي المالكي المتوفى سنة 741 إحدى وأربعين وسبعمائة وهو كبير في نحو عشر مجلدات
71. تفسير الاسفرايني هو الامام أبو المظفر هو طاهر بن محمد الاسفرائني الشهير بشاهفور وتفسيره المسمى بتاج التراحم في تفسير القرآن للاعاجم شهفور بن طاهر الشافعي المتوفى سنة 471 إحدى وسبعين وأربعمائة
72. تفسير بن احمد بن عبد الله الجيري الضرير النيسابوري الضرير المتوفى سنة 43 ثلاثين وأربعمائة المسمى بالكفاية يأتي
73. تفسير الأشج هو أبو سعيد عبد الله بن سعيد الكندي المتوفى سنة 257 سبع وخمسين ومائتين ذكره الثعلبي
74. تفسير الأصفهاني القديم هو أبو مسلم محمد بن علي الأصبهاني المعتزلي الاديب المتوفى سنة 459 تسع وخمسين وأربعمائة المسمى بجامع التأويل لمحكم التنزيل كما يأتي
75. تفسير الأصفهاني الحافظ هو الشيخ الامام أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي الطلحي التوفى سنة 535 خمس وثلاثين وخمسمائة له تفاسير منها الكبير المسمى بالجامع في ثلاثين مجلدا والمعتمد عشر مجلدات وكتاب التفسير باللسان الأصبهاني عدة مجلدات وسيأتي
76. تفسير الأصفهاني المشهور هو العلامة شمس الدين أبو الثناء محمود بن عبد الرحمن الشافعي المتوفى سنة 749 تسع وأربعين وسبعمائة ....
77. تفسير الأصم هو أبو بكر عبد الرحمن بن كيسان ذكره الثعلبي
78. تفسير أكمل الدين محمد بن محمد البابرتي الحنفي المتوفى سنة 786 ست وثمانين وسبعمائة
79. تفسير امام الحرمين هو أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني المتوفى سنة 478 ثمان وسبعين وأربعمائة
80. تفسير الأنماطي هو أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق النيسابوري المتوفى سنة 303 ثلاث وثلثمائة وهو كبير
81. تفسير آية الكرسي للشيخ محمد بن محمد المغلوي الوفائي المتوفى سنة 94 أربعين وتسعمائة ولفتح الله بن أبي يزيد أوله الحمد لله الذي منح الحياة الخ ولبدر الدين بن رضي الدين الغزي المتوفى سنة 984 أربع وثمانين وتسعمائة
82. الفتح القدسي للبقاعي يأتي ولمنصور الطبلاوي المصري سماه السر القدسي ولفتح الله بن بايزيد
83. تفسير البخاري هو ما ذكره في صحيحه وجعله كتابا منه وله التفسير الكبير غير هذا ذكره الفربري
84. تفسير بدر الدين محمود محمود بن إسرائيل بن قاضي سماونه المتوفى سنة 823 ثلا وعشرين وثمانمائة وهو في مجلدين وفي اطرافه هوامش في غاية اللطافة كذا قيل في هوامش الشقائق
85. تفسير بدر الدين محمود الايديني المتوفى سنة 956 ست وخمسين وتسعمائة
86. تفسير برهان الدين أبي المعالي احمد بن ناصر بن طاهر الحجسيني الحنفي مات سنة 689 تسع وثمانين وستمائة في سبع مجلدات
87. تفسير البستي هو بن حبان المذكور آنفا
88. تفسير البغوي المسمى بمعالم التنزيل يأتي
89. تفسير البقاعي المسمى بنظم الدرر في تناسب الآي والسور المشهور بالمناسبات يأتي في النون وله تفسير آية للاشراف على مقاصد السور يأتي في الميم
90. تفسير بقي هو الشيخ الامام الحافظ أبو عبد الرحمن بقي بن مخلد القرطبي المتوفى سنة 276 ست وسبعين ومائتين ...
91. تفسير البكبازي
92. تفسير البلقيني هو علم الدين صالح بن السراج عم ر البلقيني الشافي المتوفى سنة 868 ثمان وستيمن وثمانمائة ولاخيه جلال الدين عبد الرحمن بن عمر البلقيني المتوفى سنة 824 أربع وعشرين وثمانمائة ولم يكمله
93. تفسير البياني
94. تفسير البيضاوي المسمى بانوار التنزيل سبق ذكره
95. تفسير البيهقي وهو أبو المحاسن مسعود بن علي البهقي الملقب بفخر الزمان المتوفى سنة 544 أربع وأربعين وخمسمائة
(يُتْبَعُ)
(/)
96. تفسير الثعلبي المسمى بالكشف والبيان يأتي
97. تفسير الثمالي هو أبو حمزة ذكره الثعلبي
98. تفسير الثوري هو سفيان ذكره الثعلبي
99. تفسير الجامي هو الفاضل نور الدين عبد الرحمن بن احمد الجامي المتوفى سنة 892 اثنتين وتسعين وثمانمائة مجلد ...
100. تفسير جبريل قال الثعلبي قرأت كله على مصنفه
101. تفسير الجلالين أوله الى آخر سورة الإسراء للعلامة جلال الدين محمد بن احمد المحلي الشافعي المتوفى سنة 864 أربع وستين وثمانمائة ولما مات كمله الشيخ المتبحر جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 إحدى عشرة وتسعمائة ....
102. تفسير جمال خليفة هو الشيخ جمال الدين إسحاق القرماني المتوفى سنة 93 ثلاثين وتسعمائة وهو من سورة المجادلة الى آخر القرآن
103. تفسير الجويني هو الامام أبو محمد عبد الله بن يوسف النيسابوري الشافعي المتوفى سنة 438 ثمان وثلاثين وأربعمائة ...
104. تفسير حجة الأفاضل علي بن محمد الخوارزمي المتوفى سنة 56 ستين وخمسمائة
105. تفسير الحدادي هو أبو بكر بن علي المصري الحنفي المتوفى في حدود سنة 8 ثمانمائة سماه كشف التنزيل في تحقيق التأويل في مجلدين ضخمين
106. تفسير الحسن البصري
107. تفسير حسين بن علي الكاشفي الواعظ المتوفى في حدود سنة 9 تسعمائة ...
108. تفسير حكيم شاه محمد القزويني من سورة الفتح الى آخر القرآن
109. تفسير الحلواني هو أبو عبد الله سلمان بن عبد الله المتوفى سنة 494 أربع وتسعين وأربعمائة
110. تفسير الحوفي المسمى بالبرهان هو أبو الحسن علي بن إبراهيم النحوي المتوفى سنة 43 ثلاثين وأربعمائة
111. تفسير الخرقي هو الامام أبو القاسم عمر بن حسين الدمشقي الحنبلي المتوفى سنة 334 أربع وثلاثين وثلثمائة
112. تفسير الخطيب التبريزي هو أبو زكريا يحيى بن علي الأديب المتوفى سنة 502 اثنتين وخمسمائة
113. تفسير خلف بن احمد صاحب سجستان المتوفى سنة 399 تسع وتسعين وثلثمائة وهو من أكبر الكتب
114. تفسير خواجه محمد بارسا هو الشيخ الفاضل محمد بن محمود الحافظي البخاري المتوفى سنة 822 اثنتين وثمانمائة وهو تفسير فارسي في سور من جزئي الملك النبأ
115. تفسير الخوارزمي هو أبو الحسن عبي بن عراق بن محمد بن علي العمراني الحنفي المتوفى سنة 539 تسع وثلاثين وخمسمائة
116. تفسير الدرر
117. تفسير الدمياطي هو أبو محمد بكر بن سهل بسنده عن بن عباس رضي الله عنهما
118. تفسير الدواني للقلاقل يأتي
119. تفسير الدبيري هو سعيد الدين عبد العزيز بن احمد الحنفي المتوفى سنة 693 ثلا وتسعين وستمائة
120. تفسير الدينوري هو أبو حنيفة احمد بن داود النحوي اللغوي المتوفى سنة 29 تسعين ومائتين
121. تفسير الرازي المسميى بضياء القلوب يأتي وهو غير الفخر فان اسم تفسيره فاتيح الغيب وعبد الله بن أبي جعفر الرازي من المتقدمين له تفسير ذكره الثعلبي في الكشف
122. تفسير الراغب هو الفاضل العلامة أبو القاسم الحسين بن محمد بن المفضل المعروف بالراغب الأصفهاني المتوفى في رأس المائة ...
123. تفسير الرشيدي هو الخواجة رشيد الدين فضل الله بن أبي الخير بن علي الهمداني المتوفى سنة 718 ثمان عشرة وسبعمائة ...
124. تفسير الرماني هو أبو لحسن علي بن عيسى النحوي المتوفى سنة 384 أربع وثمانين وثلثمائة ومختصره لعبد الملك بن علي المؤذن الهروي المتوفى سنة 489 تسع وثمانين وأربعمائة
125. تفسير روح بن عبادة بن العلاء القيسي
126. تفسير الزاهد ذكره صاحب ترغيب الصلاة
127. تفسير الزجاج هو الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن السري النحوي المتوفى سنة 31 عشر وثلثمائة ويقال له معاني القرآن
128. تفسير الزركشي هو الشيخ بدر الدين محمد بن عبد الله الموصلي الشافعي المتوفى سنة 794 أربع وتسعين وسبعمائة الى سورة مريم
129. تفسير الزمخشري المسمى بالكشاف يأتي
130. تفسير الزهراوين يعني البقرة وآل عمران صنف فيه الفاضل علاء الدين علي بن محمد المعروف بقوشجي المتوفى سنة 879 تسع وسبعين وثمانمائة ...
131. تفسير زيد بن اسلم العدوي المدني المتوفى سنة 136 ست وثلاثين ومائة
132. تفسير سبط بن الجوزي هو شمس الدين أبو المظفر يوسف بن قزاغلي المتوفى سنة 654 أربع وخمسين وستمائة هو كبير في نحو ثلاثين مجلدا
133. تفسير السبكي المسمى بالدر النظيم يأتيفي الدال
(يُتْبَعُ)
(/)
134. تفسير السبع الطوال لأبي منصور محمد بن احمد بن طلحة بن الأزهري الهروي المتوفى سنة 37 سبعين وثلثمائة
135. تفسير السخاوي هو علم الدين أبو الحسن علي بن محمد المصري الشافعي المتوفى سنة 643 ثلاث وأربعين وستمائة وهو كبير في أربع مجلدات وصل فيه الى الكهف ولم يتم
136. تفسير السدي على طريق الرواية
137. تفسير سراج الدين أبي حفص عمر بن إسحاق الهندي الحنفي المتوفى سنة 773 ثلاث وسبعين وسبعمائة
138. تفسير سعيد بن منصور الخراساني المتوفى سنة 227 ذكره الثعلبي في الكشف
139. تفسير السكوتي
140. تفسير السلمي المسمى بالحقائق يأتي في الحاء
141. تفسير السمرقندي المسمى ببحر العلوم سبق ذكره
142. تفسير السمعاني هو الامام أبو المظفر بن محمد المروزي الشافعي لمتوفى سنة 562 وخمسمائة 5
143. تفسير السمناني هو أبو العباس أبو المكارم علاء الادولة احمد القاضي بالري المتوفى سنة 737 سبع وثلاثين وسبعمائة وهو كبير في ثلاثة عشر مجلدا
144. تفسير سور آبادي مكرر ذكره بتفسير الهروي للشيخ الامام الزاهد أبي بكر عتيق بن محمد وهو فارسي أوله الحمد لله ال 1 ذي باسمه تصحح تصحيح الأمور الخ
145. تفسير سورة الإخلاص للامام فخر الدين محمد بن عمر الرازي الشافعي المتوفى سنة 606 ست وستمائة مختصر أوله الحمد لله حق حمده الخ 1 ذكر فيه انه نبه على بعض الاسرار المودعة فيها وان أكثر المفسرين كانوا محرومين عن الفوز بالمقصد القويم فإذا تامل العاقل في معاقد هذه المباحث لاح له ان الأمر فوق ما يظنون ورتب على أربعة فصول
146. تفسير سورة الإخلاص لعلي بن محسن الحسني السمناني أوله الحمد لله الذي فتح بمفاتيح الفاتحة والإخلاص الخ وللفاضل شيخ زاده المحشي أوله الحمد لله الأحد الصمد الخ سماه الاخلاصية
147. تفسير سورة الإخلاص لابن الدهان سعيد بن مبارك النحوي المتوفى سنة 569 تسع وستين وخمسمائة وللشيخ الرئيس بن سينا وللجلال الدواني
148. تفسير سورة الإنسان للعلامة غياث الدين منصور بن صدر الدين محمد الشيرازي المتوفى سنة 949 تسع وأربعين وتسعمائة وهو مختصر أوله احمد الله على جميل سلطانه الخ فيه تحقيقات لطيفة ومباحث شريفة
149. تفسير سورة الانعام للفاضل مصطفى بن محمد المعروف ببستان المتوفى سنة 977 سبع وسبعين وتسعمائة
150. تفسير سورة البقرة والفاتحة مختصر لبعض المتأخرين أوله الحمد لله الذي اكرم اكرم الأنبياء بإكرام إنزال القرآن الكريم الخ
151. تفسير سورة التكاثر للمولى صفر شاه الحنفي فرغ منها سنة 919 ذي الحجة
152. تفسير سورة الدخان لمحي الدين محمد بن إبراهيم النكساري المتوفى سنة 901 إحدى تسعمائة اهداه الى السلطامن ابيزيد خان قال صاحب الشقائق هو تأليف يدل على صاحبه انه آية كبرى في علم التفسير
153. تفسير سورة طه تفسير سورة الفتح للفاضل محمد امين الشهير بامير لعباد بلدا أمينا الخ
154. تفسير سورة القدر للمولى عبد الرحمن بن المؤيد الاماسي المتوفى سنة 922 اثنتين وعشرين وتسعمائة
155. تفسير سورة الكافرون للعلامة جلال الدين محمد بن اسمه الصديقي الدواني المتوفى سنة 907 سبع وتسعمائة ...
156. تفسير سورة سورتي المعوذتين للفاضل المذكور وللرئيس بن سينا تفسير سورة الملك للعلامة شكس الدين احمد بن سليمان بن كمال باشا المتوفى سنة 94 أربعين وتسعمائة وفيه تأليف فارسي منتخب من التيسير والكشاف والكواشي لكنه مع الفاتحة
157. تفسير سورة والعصر المسمى بذخيرة القصر أوله الحمد لله الذي كرم نوع الإنسان الخ
158. تفسير سورة يوسف عليه السلام للشيخ بهاء الدين بن يوسف الواعظ رتب على خمسة عشر مجلسا وللمولى احمد بن روح الأنصاري المتوفى 1 الف وفيه زهر الكمام يأتي وللشيخ المعروف بالسروري وهو ابسط من الجميع أوله الحمد لله الذي انزل إلينا الخ وفرغ من تأليفه في رجب سنة 954 أربع وخمسين وتسعمائة تفسير السهروردي هو الشيخ أبو احمد عمر بن عبد الله
159. تفسير السيد الشريف للزهراوين سبق ذكره تفسير السيوطي المسمى بالدر المنثور يأتي تفسير شبل بن عباد المكي ذكره الثعلبي تعفسير شعبة بن الحجاج البصري المتوفى سنة 16 ستين ومائة
(يُتْبَعُ)
(/)
160. تفسير الشيخ المسمى بعيون التفاسير يأتي في العين تفسير الشيخ شرف الدين البوني المتوفى سنة 44 تفسير الشيرازي هو أبو محمد عبد الوهاب بن محمد الشافعي المتوفى سنة 5 خمسمائة يقال انه ضمنه مائة الف بيت من الشواهد واما تفسير العلامة الشيرازي ويقال له تفسير العلامي فاسمه فتح المنان وسيأتي
161. تفسير الصالحي هو صالح بن محمد الترمذي عن بن عباس وقد زاد فيه أربعة آلاف حديث
162. تفسير الصحابة لأبي الحسن محمد بن القاسم الفقيه قال الثعلبي قرأته كله على مصنفه
163. تفسير الصفوي هو السيد معين الدين محمد بن عبد الرحمن الايجي وهو تفسير لطيف ممزوج كالقاضي
164. تفسير الصيرفي بن مزاحم الهلالي له طرق منها طريق جويبر وهو كتاب كبير مبسوط وطريق بن الحكم هو على وطريق عبيد بن سليمان الباهلي وطريق أبي روق عطية بن الحارث
165. تفسير الضحاك
166. تفسير الطبري هو بن جرير سبق ذكره
167. تفسير الطوسي هو أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي فقيه الشيعة الشافعي كان ينتمي الة مذهب الشافعي المتوفى سنة ستين وأربعمائة 561 سماه مجمع البيان لعلوم القرآن واختصر الكشاف وسماه جوامع الجامع ...
168. تفسير عبد الحق بن أبي بكر تفسير عبد الحميد بن حميد الكسي ذكره الثعلبي في الكشف
169. تفسير عبد الرزاق بن همام الصنعاني شيخ البخاري في الحديث المتوفى سنة 211 إحدى عشرة ومائتين
170. تفسير عبد الرزاق بن رزق الله الحنبلي الرسعني المسمى بمطالع أنوار التنزيل يأتي قلت تفسير عبد الرزاق المذكور اسمه رموز الكنوز قال محمد المالكي الداودي صاحب طبقات المفسرين بعد نفل هذا التفسير واسمه وفيه فوائد حسنة ويروي فيه الأحاديث بأسانيده انتهى وعندي موجود من هذا التفسير أربع قطعات كما وصفه المالكي
171. تفسير عبد الصمد بن القاضي الشيخ محمود بن يونس الحنفي المتوفى سنة في ثلاث مجلدات كبار ...
172. تفسير عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني المتوفى سنة 474 أربع وسبعين وأربعمائة مختصر في مجلد ولعله تفسير الفاتحة
173. تفسير عبد المعطي السخاوي
174. تفسير عبد بن حميد بن نصر الكسي المتوفى سنة تسع وأربعين ومائتين
175. تفسير العتابي هو الامام أبو نصر احمد بن محمد الحنفي المتوفى سنة 586 ست وثمانين وخمسمائة
176. تفسير العراقي هو علم الدين عبد الكريم بن علي الشافعي المتوفى سنة 604 أربع وستمائة 704
177. تفسير عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام الشافعي المتوفى سنة 606 ست وستمائة 66 ستين وستمائة وهو تفسير كبير ولابنه عبد اللطيف المتوفى سنة 697 سبع وتسعين وستمائة تفسير أيضا
178. تفسير العسكري هو أبو هلال الحسن بن عبد الله المتوفى سنة 395 خمس وتسعين وثلثمائة
179. تفسير عطاء بن رباح وعطاء بن أبي مسلم الخراساني وعطاء بن دينار ذكرهم الثعلبي في الكشف
180. تفسير العكبري هو أبو البقاء سبق ذكره
181. تفسير عكرمة عن بن عباس
182. تفسير العلامي هو القطب الشيرازي المتوفى سنة 71 عشر وسبعمائة واسم التفسير فتح المنان يأتي
183. تفسير علاء الدين علي بن محمد البغدادي المتوفى سنة 741 إحدى وأربعين وسبعمائة
184. تفسير علاء الدين التركماني وعليه حاشية لبرهان الدين إبراهيم بن وموسى الكركي الحنفي المتوفى سنة 853 ثلاث وخمسين وثمانمائة
185. تفسير العلائي هو علاء الدين محمد بن عبد الرحمن البخاري المعروف بالعلاء الزاهد المتوفى سنة 546 ست وأربعين وخمسمائة
186. تفسير علي القاري هو نور الدين علي بن سلطان محمد القاري الهروي نزيل مكة المكرمة المتوفى في حدود سنة 101 عشر والف أربع مجلدات
187. تفسير العليا ابادي المسمى بمطلع المعاني يأتي
188. تسير عماد الكندي واسمه الكفيل وسيأتي
189. تفسير العوفي هو محمد بن سعد بن محمد بن الحسن المتوفى سنة 276 عن بن عباس ذكره الثعلبي
190. تفسير العيشي هو المولى محمد التيرهوي المتوفى سنة 1016 ست عشرة والف
191. تفسير الغرناطي هو محمد بن علي الأندلسي
192. تفسير الغزالي المسمى بياقوت التأويل يأتي
193. تفسير الغزي هو الشيخ بدر الدين محمد بن رضي الدين محمد العامري الشافعي المتوفى تقريبا سنة 96 ستين وتسعمائة ...
194. تفسير فاتحة الكتاب للشيخ عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني المتوفى سنة 474 أربع وسبعين وسبعمائة
(يُتْبَعُ)
(/)
195. تفسير الفاتحة للامام فخر الدين محمد بن عمر الرازي المتوفى سنة 606 ست وستمائة وهو في مجلدين سماه مفاتيح العلوم
196. تفسير الفاتحة للشيخ صدر الدين أبي المعالي محمد بن إسحاق القونوي المتوفى سنة 673 ثلاث وسبعين وستمائة وهو على اصطلاح أهل التصوف سماه اعجاز البيان في تفسير أم القرآن وقد سبق
197. تفسير الفاتحة لمحمد بن علي الجذامي المتوفى سنة 723 ثلاث وعشرين وسبعمائة
198. تفسير الفاتحة للعلامة شمس الدين محمد بن حمزة الفناوي المتوفى سنة 834 أربع وثلاثين وثمانمائة مجلد ...
199. تفسير الفاتحة للعلامة مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزابادي المتوفى سنة 817 سبع عشرة وثمانمائة سماه تيسير فاتحة الاناب الاياب في تفسير فاتحة الكتاب في مجلد كبير
200. تفسير الفاتحة للشيخ يعقوب بن عثمان الجرخي النقشبندي المتوفى سنة 851 وهو مختصر فارسي
201. تفسير الفاتحة لمحمد بن مصطفى الكسري مختصر أوله الحمد لله الذي نور قلوب العارفين الخ
202. تفسير الفاتحة محمد بن كاتب الكليبولي الفه ردا على الوجودية كما ذكر في ديباجته
203. تفسير الفاتحة للشيخ بايزيد خليفة من مشايخ عصر السلطان بايزيد خان الثاني
204. تفسير الفاتحة للشيخ نور الدين أبي الحسن علي بن يعقوب بن جبريل البكري المصري المتوفى سنة 724 أربع وعشرين وسبعمائة
205. تفسير الفاتحة لشمس الدين محمد بن أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية الحنبلي المتوفى سنة 751 إحدى وخمسين وسبعمائة
206. تفسير الفاتحة للشيخ إسماعيل بن احمد الانقروي المولوي المتوفى سنة 1038 ثمان وثلاثين والف وهو تركي سماه بالفاتحة العينية وسيأتي
207. تفسير الفاتحة لجلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911 إحدى عشرة وتسعمائة سماه الازهار الفايحة وقد مر
208. تفسير الفاتحة للشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن احمد الرقي الحنبلي الواعظ المتوفى سنة 703 ثلاث وسبعمائة قال الذهبي كان قليل التمييز للصحيح من الواهي ....
209. تفسير الفاتحة للشيخ أبي سعيد الدهستاني
210. تفسير الفاتحة للشيخ بن نور الدين الرومي
211. تفسير الفريابي هو محمد بن يوسف ذكره الثعلبي في الكشف ومنتقاه لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي المتوفى سنة إحدى عشرة وتسعمائة
212. تفسير القاشاني وهو المشهور بالتأويلات وقد سبق في محله
213. تفسير القاضي المسمى بانوار التنزيل سبق ذكره
214. تفسير قبيصة هو أبو عامر بن عقبة السوائي
215. تفسير قتادة بن دعامة السدوسي له طرق منها طريق خارجة بن مصعب السرخسي وقد زاد خارجة فيه من جهته مقدار الف حديث وطريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي وطريق معمر
216. تفسير القراماني هو الشيخ احمد حمزة بن محمود الأصم المتوفى سنة 971 إحدى وسبعين وتسعمائة وهو في اثنى عشر مجلدا ولم يكمله
217. تفسير القرطبي المسمى بجامع احكام القرآن يأتي في الجيم
218. تفسير القرظي هو محمد بن كعب القرظي ذكره الثعلبي في الكشف
219. تفسير القزويني هو أبو يوسف يقال أبو ازيد من ثلاثمائة مجلد
220. تفسير القشيري هو الامام أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن الشافعي المتوفى سنة 465 خمس وستين وأربعمائة
221. تفسير قطب الدين محمد بن محمد الأزنيقي المتوفى سنة 821 إحدى وعشرين وثمانمائة وهو كبير في مجلدات
222. تفسير القفطي هو أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن سيد الكل الشافعي المتوفى سنة 697 سبع وتسعين وستمائة ولم يكمله وصل الى سورة مريم
223. تفسير القلاقل للعلامة جلال الدين محمد بن اسعد الصدسقي الدواني المتوفى سنة 907 سبع وتسعمائة ...
224. التفسير الكبير المسمى بمفاتيح الغيب يأتي
225. تفسير الكرماني المسمى بلباب التفاسير يأتي وللكرماني تفسير آخر المسمى بالعجائب والغرائب يأتي ذكره
226. تفسير الكلبي هو محمد بن السائب له طريق منها طريق محمد بن الفضل وطريق يوسف بن بلال وطريق حبان كلها عن بن عباس
227. تفسير الكواشي هو موفق الدين احمد بن يوسف الموصلي الشيباني الشافعي المتوفى سنة 68 ثمانين وستمائة وهو اثنان كبير سماه بالتبصرة وقد سبق وصغير سماه بالتخليص فسيأتي
228. تفسير الكوراني اثنان أحدهما غاية الأماني وهو للكوراني المتقدم والثاني جامع الاسرار وهو المتأخر وسيأتي
229. تفسير اللخمي
230. تفسير الماتريدي وهو التأويلات سبق
(يُتْبَعُ)
(/)
231. تفسير الماوردي هو الامام أبو الحسن علي بن حبيب الشافعي المتوفى سنة 45 خمسين وأربعمائة ومختصره للشيخ أبي الفيض محمد بن علي بن عبد الله الحلي
232. تفسير مجاهد هو أبو الحجاجد مجاهد بن جبي رالمكي المتوفى سنة 104 أربع ومائة له طريق منها طريق بن أبي نجيح وطريق بن جريج وطريق ليث
233. التفسير المجرد لأبي شجاع
234. تفسير محمد بن أيوب الرازي المتوفى سنة 294
235. تفسير محمد بن عبد الرحمن البخاري العلائي الملقب بالزاهد الحنفي المتوفى سنة 546 ست وأربعين وخمسمائة وهو كبير ازيد من الف جزء ...
236. تفسير المريسي هو شرف الدين أبو الفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الفضل بن محمد الشافعي المتوفى سنة 655 خمس وخمسين وستمائة ...
237. تفسير مسلم الرازي
238. تفسير المسعودي هو أبو عبد الله محمد بن احمد المروزي الشافعي تلميذ القفال
239. تفسير المسيب بن شريك ذكره الثعلبي في الكشف
240. تفسير مصنفك هو الشيخ علاء الدين علي بن محمد الشاهرودي البسطامي العمري البكري المتوفى سنة 875 خمس وسبعين وثمانمائة وهو تفسير كبير في مجلدات ...
241. تفسير معافى بن إسماعيل الموصلي سماه البيان وقد سبق
242. تفسير مقاتل بن حيان ومقاتل بن سليمان عن ثلاثين رجلا منهم اثنا عشر رجلا من لتابعين وله طرق منها طريق الثعلبي وطريق أبي عصمة المروزي
243. تفسير المقدسي هو شهاب الدين احمد بن محمد الحنبلي المتوفى سنة 728 ثمان وعشرين وسبعمائة
244. تفسير مكي بن أبي طالب القيسي النحوي المقري المتوفى سنة 437 سبع وثلاثين وأربعمائة وهو في خمسة عشر جزأ
245. تفسير المنشي هو مولانا محمد بن بدر الدين الصاروخاني المتوفى بالمدينة في حدود سنة 1 الف وهو تفسير وجيز كتفسير الجلالين ...
246. تفسير المهدوي هو أبو العباس احمد بن عمار المتوفى بعد الثلاثين وأربعمائة سماه التفصيل الجامع لعلوم التنزيل
247. تفسير ناصر بن منصور بن أبي القاسم وهو كبير في ثمان مجلدات يحتج لأبي حنيفة ويذكر الاحكام ومسائلها مفصلا وهو موجود بمكة المكرمة قاله الفقيه محمد بن أبي بكر بن جنكاس
248. تفسير النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال الثعلبي سمعت بعضه من مصنفه واجازني بالباقي قال وهو أبو الحسن محمد بن القاسم الفقيه
249. تفسير نجم الدين احمد بن عمر الخيوقي المعروف بالكبري الشافعي المتوفى شعيدا سنة 618 ثمان عشرة وستمائة وهو كبير في اثني عشر مجلدا
250. تفسير نجم الدين بشير بن اب يبكر بن حامد بن سليمان بن يوسف الزيني التبريزي الشافعي المتوفى بمكة سنة 646 ست وأربعين وستمائة وهو كبير في مجلدات
251. تفسير النحاس هو بن أبو جعفر احمد بن محمد النحوي المصري المتوفى سنة 338 ثمان وثلاثين وثلثمائة ...
252. تفسير النسفي المسمى بالتيسير ...
253. تفسير النعماني هو ظهير الدين أبو علي الحسن بن الخطير بن أبي الحسن الارسي المتوفى سنة 598 ثمان وتسعين وخمسمائة
254. تفسير نعمة الله
255. تفسير النقاش المسمى بشفاء الصدور يأتي
256. تفسير نور الدين زاده هو الشيخ مصلح الدين المتوفى سنة 981 إحدى وثمانين وتسعمائة وهو الى سورة الانعام
257. تفسير النهدي هو أبو حذيفة موسى بن مسعود ذكره الثعلبي
258. تفسير النيسابوري المسمى بغرائب القرآن للنظام يأتي والآخر المسمى بالبصائر سبق ذكره
259. تفسير النيسابوري القديم هو أبو القاسم الحسن بن محمد الواعظ المتوفى سنة 406 ست وأربعمائة وأبو بكر محمد بن إبراهيم المتوفى سنة 31 عشر وثلثمائة وأحمد بن محمد النيسابوري المتوفى سنة 353 ثلاث وخمسين وثلثمائة
260. تفسير الواحدي ثلاثة: البسيط والوسيط والوجيز وتسمى هذه الثلاث الحاوي لجميع المعاني يأتي كل منها
261. تفسير الواقدي هو محمد بن عمر وهو على ما في الكشف للثعلبي الحسين بن واقد
262. تفسير الوالبي هو الامام علي بن أبي طلحة عن بن عباس رضي الله تعالى عنهما
263. تفسير ورقاء بن عمر ذكره الثعلبي في الكشف
264. تفسير وكيع هو الامام الزاهد أبو سفيان وكيع بن الجراح الحنفي المتوفى سنة 197 سبع وتسعين ومائة
265. تفسير هشيم بن بشير ذكره الثعلبي
266. تفسير وهب لعله وهب بن منبه اليماني المتوفى سنة 114
267. تفسير الوهراني هو أبو الحسن علي بن عبد الله بن المبارك خطيب داريا المتوفى سنة 615 خمس عشرة وستمائة
268. تفسير الهندي هو الشيخ فيض الله المتخلص بفيضي المتوفى في حدود سنة 1 الف فسره بالحروف المهملة وتكلف في غاية التكلف
269. تفسير يزيد بن هارون السلمي من التابعين المتوفى سنة 117 سبع عشرة ومائة ذكره أبو الخير
270. تفسير يعقوب بن عثمان الغزنوي ثم الجرخي
271. تقريب المأمول
272. تقريب التفسير
273. التقريب مختصر الكشاف
274. تقشير التفسير
275. تقشير التفسير
276. تلخيص البيان
277. تلخيص علل القرآن
278. تنزيه القرآن
279. تنوير الضحى
280. التيسير في التفسير ثلاثة
281. جامع الاسرار
282. جامع الأنوار
283. جامع البيان
284. جامع التأويل
285. جامع التفاسير
286. الجامع الكبير
287. جوامع البيان
288. تفسير الفقهاء وتكذيب السفهاء لأبي الفتح عبد الصمد بن محمود بن يونس الغزنوي
289. التفصيل الجامع لعلوم التنزيل في التفسير لأبي العباس احمد بن عمار المهدوي التميمي المتوفى بعد الثلاثين وأربعمائة وهو تفسير كبير ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حازم الكناني]ــــــــ[03 Jul 2005, 09:55 م]ـ
أين تفاعلكم بارك الله فيكم؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[06 Jul 2005, 06:46 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب, وزادك علما وتوفيقا.
انظر مقالي هنا في هذا المنتدى: " جامع التفاسير .. ثبت بالتفاسير المسندة لأهل السنة والجماعة ".
ـ[أبو حازم الكناني]ــــــــ[10 Jul 2005, 05:30 م]ـ
جزي الله أبا صلاح الدين خيراً على هذا المقال القيم، وأرجو أن تكون هذه المقالات مدخلاً لعمل قاعدة بيانات لمصنفات التفسير وعلوم القرءان مع بيان ما هو مطبوع أو مخطوط أو مفقود ... إلى غير ذلك
ـ[أخوكم]ــــــــ[12 Jul 2005, 08:26 م]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
اللهم وفقه اللهم وفقه اللهم وفقه
اللهم يسر أمره واشرح صدره
جهد مبارك عسى الله أن يرزقك الخير حيثما حللتَ
ـ[أبو حازم الكناني]ــــــــ[12 Jul 2005, 09:06 م]ـ
الأخ العضو الفعّال (أخوكم).
جزاك الله خيراً وبانتظار مقترحاتكم حول هذه الأفكار، وأرجو أن نخرج بنواة مشروع علمي لرصد هذه الكتب بغض النظر عن اتجاهات أصحابها، ثم الانطلاق بعد ذلك لعمل قاعدة بيانات عن غثّها وسمينها ... وإلخ
ـ[ talebo3elm] ــــــــ[09 Aug 2005, 03:25 ص]ـ
كيف تريدنا أن نبدأ أخي أبا حازم, هل كل من عنده معلومة عن أحد هذه الكتب أو بعضها يضعها أم ستبدأ أنت؟
في انتظار ردكم
ـ[أبو حازم الكناني]ــــــــ[09 Aug 2005, 03:31 م]ـ
أخي talebo3elm
جزاك الله خيراً وبارك فيك.
اقترح أن تكون البداية برصد ما هو مطبوع من كتب التفسير، وأظن ان هناك مساهمات منشورة في المنتدى بهذا الشان وتحتاج لزيادة وتكميل وهي مسألة تضامنيّة.
ثم الخطوة التالية رصد ما هو مخطوط من كتب التفسير
ثم الثالثة رصد ما هو مفقود من هذه العناوين التي اشار إليها القسطنطيني أو غيره
وأمّا الآليات لتحصيل ذلك فقد نوفق في الجزء الأول بدرجة كبيرة
وأمّا بقيّة الخطوات فهناك من يملك فهارس لهذه الكتب يتبقى ان نعرف كيفيّة الوصول إليهم وإلى أي درجة يمكنهم أن يساهموا وبعض الإخوة في المنتدى لهم رصيد لا بأس به من العلم بهذه الفهارس.
أخي العزيز هي طموحات.
لكن نسأل الله ان يكللها بالنجاح.
...... والمسئولية تضامنية بلا شك
ـ[الميموني]ــــــــ[11 Aug 2005, 09:07 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ضياء الإسلام]ــــــــ[11 Feb 2006, 08:20 م]ـ
جزاكم الله أخي الفاضل خير الجزاء ونفع بكم الأمة
ـ[عبدالله الحضرمي]ــــــــ[12 Feb 2006, 07:10 ص]ـ
جزاك الله خير أخي أبو حازم وغفر الله لنا ولك جهد تشكر عليه
ـ[محمد العواجي]ــــــــ[19 Jan 2008, 11:42 ص]ـ
الإخوة المشاركون شكرا لكم
وللعلم فإن مخطوطتي
التقريب في التفسير للسيرافي
القول الوجيز للسمين الحلبي
قد سجلا عددا من الرسائل في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[19 Jan 2008, 12:41 م]ـ
جزاك الله خيرا
أخانا الكريم أبا حازم الكناني
وغفر الله لنا ولك
جهدك هذا تشكر عليه
جعله الله في ميزان حسناتك
وليتك تتفضل علينا مشكورا مأجورا
بقائمة أخرى من كتاب:
إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون عن أسامى الكتب والفنون؛
للعالم الفاضل الأديب والمورخ الكامل الأريب إسماعيل باشا بن
محمد أمين بن مير سليم البابانى ألاصل البغدادي مولدا ومسكنا
وقد عني بكل ما فيه من أسماء الكتب مما فات صاحب الأصل
أو مما ألف بعد زمانه ومجموع ما تكرر من الكتب المذكورة
في الأصل لزيادة فائدة من ذكر مؤلفيها أو تصحيح أساميها
أو نحو ذلك
وشكرا لك
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[26 Jun 2009, 06:06 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
هل يعرف أحد الأخوة معلومات عن التفسير التالي:
67. تفسير الاردبيلي
هل هذا اسمه الكامل، ولأي أردبيلي هو؟
جزاكم الله خيرا.(/)
ما أفضل طبعات حاشية تفسير الجلالين؟
ـ[القحطاني]ــــــــ[05 Jul 2005, 08:37 ص]ـ
أريد منكم أيها الماشيخ والإخوة دلالتي على أفضل طبعات حاشية تفسير الجلالين للجمل (الفتوحات الإلهية) وكذلك حاشية الصاوي
ـ[أبو حازم الكناني]ــــــــ[05 Jul 2005, 05:10 م]ـ
أريد منكم أيها الماشيخ والإخوة دلالتي على أفضل طبعات حاشية تفسير الجلالين للجمل (الفتوحات الإلهية) وكذلك حاشية الصاوي
أخي الكريم أحببت أن أطلعك على هذه الخلاصة والتي كنت قد فكرت بإعدادها منذ وقت وتتلخص في تقصي ما هو مدوّن من الحواشي والتعليقات والتعقّبات على مصنفات التفسير، ولعل هذا نموذج تطبيقي على تفسير الجلالين.
وقد جاء هذا الملخص نتاج عزيمة وهمّة أثارها سؤالك. فجزاك الله خيراً.
لا شكّ أن هذه الخلاصة بهذه الصورة تحتاج إلى تعليق من رواد المنتدى – فهي لا تجيب عن سؤالك - لأنها بمثابة إشارة فقط للحواشي دون معرفة ما هو مطبوع ومتوافر الآن، أو ما هي أجود هذه الطبعات. فلعل للبعض إطلاعاً أكثر في هذا الجانب.
أ - المقصود بالجلالين: وهما العالمان اللذان ينسب لهما هذا التفسير، " ... والجلالان هما:
1/ جلال الدين الحلي المتوفى سنة 864هـ - 1459م.
2/ جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911هـ - 1505م.
أما المحلي فوصل إلى آخر سورة الأسرار والباقي الكتاب من إتمام السيوطي. عليهما رحمة الله.
ب - أسماء من حشّى على الكتاب:
1. الجمل. أبو داوود سليمان بن عمر بن منصور العجيل المصري الشافعي المعروف بالجمل المتوفى سنة 1204هـ. واسم حاشيته: الفتوحات الإلهية بتوضيح الجلالين وقيل في اسمها: الفتوحات الإلهية بتوضيح تفسير الجلالين للدقائق الخفية، طبعت في 4 أجزاء في القاهرة سنة 1303 هـ.
2. العلقمي. محمد بن عبد الرحمن بن علي بن أبي بكر القاهري الشافعي شمس الدين المعروف بالعلقمي تلميذ الجلال السيوطي ولد سنة 879هـ. وتوفي سنة 961هـ. واسم حاشيته: قبس النيرين على تفسير الجلالين
3. عطية الأجهوري. عطية الله ابن عطية البرهاني القاهري الشافعي الشهير بالأجهوري العلامة الشهير حاشية الجلالين.
4. الكرخي. بدر الدين محمد بن محمد البكري الكرخي الشافعي نزيل مصر المتوفي سنة 1007هـ. وقيل: 1006هـ. واسم حاشيته: مجمع البحرين ومطلع البدرين على تفسير الإمامين الجلالين، ويقال له أيضاً: مطلع البدرين على تفسير الإمامين الجلالين
5. الحفناوي. محمد بن أبي السعود صالح المصري الشافعي المعروف بالحفناوى المتوفى سنة 1268هـ.
6. القاوقجي. أبو المحاسن السيد محمد بن خليل بن ابراهيم بن محمد بن علي بن محمد المشيشي الطرابلسي - طرابلس الشام - الحنفي الفقيه الزاهد الشهير بالقاوقجي، ولد سنة 1222هـ. وتوفي في ذي الحجة سنة 1305هـ. وسمى حاشيته: مسرة العينين في حاشية الجلالين.
7. المولوي سلام الله من أولاد الشيخ عبدالحق الدهلوي. واسم حاشيته: الكمالين حاشية الجلالين.
8. الملا علي القارى ء المتوفي سنة 1014هـ له حاشية لم تطبع
9. حاشية الصاوي
ج - المراجع: أنظر المراجع التالية:
1/ هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين، مصطفى بن عبدالله القسطنطيني الرومي الحنفي، دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت - 1413 - 1992
2/ اكتفاء القنوع بما هو مطبوع، أدورد فنديك، ط: دار صادر - بيروت - 1896م.
3/ أبجد العلوم الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم، صديق بن حسن القنوجي، ط: دار الكتب العلمية - بيروت - 1978، تحقيق: عبد الجبار زكار.
4/ إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون، مصطفى بن عبدالله القسطنطيني الرومي الحنفي، دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت - 1413 – 1992.
5/ فهرس الفهارس والاثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمساسلات ج1/ 2، عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني، ط: دار العربي الاسلامي - بيروت/ لبنان - 1402هـ1982م، الطبعة: الثانية، تحقيق: د. إحسان عباس
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[05 Jul 2005, 10:16 م]ـ
الأخ الكريم أبا حازم
بارك الله فيك على هذه المعلومات، ولعلك تريد الجلال المَحَلّي، نسبة إلى محلة دقلا، المحلة الكبرى بمصر. وذكر الزَّبيدي في التاج (ح ل ل) أن الحافظ ذكر، في التبصير، أن في مصرنحوَ مئةِ مَحلّة، ثم ذكر تفصيلها. وقال عن الكبرى: "وهي قاعِدَة الغَربيَّة الآن، مدينةٌ كبيرة ذاتُ أسواقٍ وحَمّامات، وبها تُصْنَع ثِيابُ الحرير المُوَشّاة والدِّيباجُ وفاخَرُ الأَنماط، دخلتُها مِراراً. وقد نُسِب إليها جماعةٌ كثيرةٌ من المُحَدِّثين وغيرِهم. منهم ... ومن المتأخِّرين عَلَّامةُ العَصر الجَلالُ محمد بن أحمد المَحَلِّيُّ الشافعيُّ، شارِحُ جَمْعِ الجَوامِع".
والمَحلة: المنزل يَنزِله القوم.
تحياتي.
ـ[القحطاني]ــــــــ[06 Jul 2005, 01:03 ص]ـ
أشكركم على هذه الكلمات المباركة
أما عن الشروح والحواشي التي عملت على تفسير الجلالين فهي كثيرة جداً ومنها ماهو تعقب على التفسير وحاشيته ككتيب الشيخ محمد بن جميل زينو أو تعقب على التفسير فقط ككتيب الشيخ محمد الخميس وألف الشيخ عبد الرحمن بن عيسى بن مرشد العمري الحنفي كتابه (تعميم الفائدة بتفسير سورة المائدة من تفسير الجلالين) كما في هدية العارفين 1/ 548.
وحسبك أن الشيخ عبد الله بن محمد الحبشي ذكر في كتابه (جامع الشروح والحواشي 1/ 609) قريباً من ثلاثين شرحاً وحاشية ما بين مخطوط ومطبوع مما يدل على كثرة العناية بهذا التفسير.
ثم لدي استدراك على قولك (أما المحلي فوصل إلى آخر سورة الأسرار وباقي الكتاب من إتمام السيوطي. عليهما رحمة الله)
فالعكس هو الصحيح فقد بدأ المحلي بتفسير سورة الكهف إلى آخر المصحف ثم ابتدأ بالفاتحة وقيل شرع في البقرة ثم اخترمته المنية قبل إكماله ثم أكمله تلميذه السويطي بداية من البقرة إلى آخر سورة الإسراء.
والله أعلم ,,,(/)
حول آيات التكفير باختصار
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[05 Jul 2005, 10:26 ص]ـ
آية الحكم بغير ما أنزل الله لا يخفاكم أن المقصود بالكفر فيها الكفر الأصغر, كما قال أهل السنة والجماعة (انظر مقالي غزو معاقل التكفير). وأحب أن أنقل لك قول الشيخ سفر الحوالي في كتابه منهج الأشاعرة ص75 قال: " وقد فسر السلف رضي الله عنهم قوله تعالى " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " بأنه كفر دون كفر أو كفر لا يخرج من الملة. قال ابن القيم في كتاب الصلاة وحكم تاركها " وهذا قول الصحابة جميعاً " وجاء ذلك عن ابن عباس من الصحابة وعطاء وطاووس من التابعين وأبو عبيد والإمام أحمد من تابع التابعين وكذلك جاء عن الإمام البخاري في صحيحه وغيرهم من الأئمة والعلماء مالا يحصيهم إلا الله تبارك وتعالى " أنتهى كلامه!!. (وقد حذفه في الطبعة الثانية .. !!!).
إلا أن الحكم بغير ما أنزل الله قد يوصل صاحبه إلى الكفر الأكبر المخرج من الملة إذا كان جاحداً أو مستحلا, أو مستهزءا أو ما شابه ذلك كما قرر أهل السنة والجماعة.
فإذا فعله مستحلاً له أو ما شابه ذلك خرج بذلك من الملة والعياذ بالله. وصور الاستحلال ظلمات بعضها فوق بعض فأدناها أن يرى جواز الحكم بغير ما أنزل الله.
يدل على ذلك سبب نزول الآية فقد جاء عند مسلم (كتاب الحدود) ما يبين حال من نزلت فيهم الذين قالوا " ائتوا محمداً صلى الله عليه وسلم فإن أمركم بالتحميم والجلد فخذوه وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا فأنزل الله تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) ", إليك الحديث:
عن البراء بن عازب قال مر على النبي صلى الله عليه وسلم بيهودي محمماً مجلوداً فدعاهم صلى الله عليه وسلم فقال هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم قالوا نعم .. الحديث.
فتأمل قولهم ((نعم)) , فقد جعلوه ديناً كباقي الشرائع المنصوص عليها في كتابهم، وبهذا النص وغيره تفهم معنى التبديل الذي أراده العلماء ويظهر لك ضابط الحكم بالخروج من الملة لمن حكم بغير ما أنزل الله. فإن حكم إنسان بما عنده على أنه من عند الله فهو تبديل له يوجب الكفر، وإن حكم به هوى ومعصية فهو ذنب تدركه المغفرة على أصل أهل السنة في الغفران للمذنبين.
قال الإمام الحافظ إسماعيل بن اسحاق القاضي المتوفى سنة (282هـ) في آيات الحكم بغير ما أنزل الله –" فمن فعل مثل ما فعلوا (أي اليهود) واقترح حكماً يخالف به حكم الله وجعله ديناً يعمل به فقد لزمه مثل ما لزمهم من الوعيد المذكور حاكماً كان أو غيره ".
إليك -ثانية- نص الحديث من صحيح مسلم كاملا فاصلا قاطعا: جعلت تعليقاتي على متن الحديث بين أقواس هكذا (()):
(1700) قال مسلم: حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة. كلاهما عن أبي معاوية. قال يحيى: أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش، عن عبدالله بن مرة، عن البراء بن عازب. قال:
مر على النبي صلى الله عليه وسلم بيهودي محمما ((أي مسود الوجه، من الحممة، الفحمة)) مجلودا. فدعاهم صلى الله عليه وسلم فقا " هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ " قالوا: نعم ((تنبه أخي القارئ إلى هذه الكلمة جيدا)). فدعا رجلا من علمائهم. فقال " أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ " قال: لا. ولولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك. نجده الرجم. ولكنه كثر في أشرافنا. فكنا، إذا أخذنا الشريف تركناه. وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد. قلنا: تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع. فجعلنا التحميم والجلد مكان الرجم ((أي أنهم بدلوا التوراة وحرفوها وغيروا الأحكام الموجودة فيها بتبديلها, فحذفوا حكم الله من التوراة, ووضعوا مكانه ما شرعوا هم بأهوائهم .. ,فتأمل)). فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم! إني أول من أحيا أمرك إذا أماتوه ". فأمر به فرجم. فأنزل الله عز وجل: {يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر. إلى قوله: إن أوتيتم هذا فخذوه} [5 /المائدة /41] يقول ((أي العالم اليهودي الذي سبق ذكره في أول الحديث)): ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم. فإن أمركم بالتحميم والجلد فخذوه. وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا ((كلمة "فاحذروا" واضحة كل الوضوح لكل ذي عينين في أنهم يسخطون على حكم الله ويأنفون منه,
(يُتْبَعُ)
(/)
بل يفضلون حكم أهوائهم على حكم الله, وهذا هو الكفر بعينه كما يقول أهل السنة والجماعة)). فأنزل الله تعالى: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون [المائدة /44]. ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون [المائدة /45]. ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون [المائدة /47]. في الكفار كلها.
رواه مسلم وأبو داود وأحمد والبيهقي وغيرهم. وهو حديث صحيح جدا صححه مسلم والوادعي (الصحيح المسند ص95) , وهو كما قالا.
وشذ وكيع بن الجراح, فرواه عن الأعمش بدون "فأنزل الله ... إلخ"؛ لأنه قد خالف أبا معاوية, وأبو معاوية هو محمد بن خازم الضرير الكوفي .. أحفظ الناس لحديث الأعمش, وهو أحفظ مائة مرة لحديث الأعمش عن وكيع – مع اعترافنا بإمامة وكيع وجلالته- وإليك الدليل:
1 - قال أيوب بن إسحاق بن سافري سألت أحمد ويحيى عن أبي معاوية وجرير قالا أبو معاوية أحب إلينا يعنيان في الأعمش.
2 - قال عبد الله بن أحمد بن حنبل سمعت أبي يقول كان أبو معاوية إذا سئل عن أحاديث الأعمش يقول قد صار حديث الأعمش في فمي علقما أو هو أمر من العلقم لكثرة ما يردد عليه حديث الأعمش.
3 - قال معاوية بن صالح سألت يحيى بن معين من أثبت أصحاب الأعمش قال بعد سفيان وشعبة أبو معاوية الضرير وقال عثمان بن سعيد الدارمي سألت يحيى بن معين أبو معاوية أحب إليك في الأعمش أو وكيع فقال أبو معاوية أعلم به.
4 - قال أبو بكر بن أبي خيثمة عن يحيى بن معين: " قال لنا وكيع من تلزمون قلنا نلزم أبا معاوية قال أما إنه كان يعد علينا في حياة الأعمش ألفا وسبع مائة فقلت لأبي معاوية إن وكيعا قال كذا وكذا فقال صدق .. "
5 - قال عباس الدوري: قال يحيى (أي بن معين): كان عند وكيع عن الأعمش ثماني مائة. قلت ليحيى: كان أبو معاوية أحسنهم حديثا عن الأعمش. قال: كانت الأحاديث الكبار العالية عنده.
6 - قال أبو زرعة الدمشقي سمعت أبا نعيم يقول لزم أبو معاوية الأعمش عشرين سنة.
7 - قال إبراهيم الحربي قال لي الوكيعي ما أدركنا أحدا كان أعلم بأحاديث الأعمش من أبي معاوية.
انظر كل هذه النقول في ترجمة أبو معاوية في تهذيب الكمال. وبهذا تعلم أنه مقدم على وكيع في الأعمش؛ لقوته فيه, ولطول الملازمة.
فتأمل –أخي القارئ- جيدا في الحديث, وما علقت أنا عليه. هداني الله وإياك إلى ما فيه الصواب. والحمد لله أولا واخرا.
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[05 Jul 2005, 10:55 ص]ـ
أين أنتم أيها الأحبة في الله ... ؟!!
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[05 Jul 2005, 01:20 م]ـ
القول الذي نسبته لابن القيم، وهو " وهذا قول الصحابة جميعاً " جاء في أكثر طبعات مدارج السالكين بلفظ: "وهذا تأويل ابن عباس وعامة [الصحابة] " وقد بحثت في صحة هذه النسبة، وبعد النظر في المأثور في تفسير هذه الآية لم يظهر لي وجه هذه الكلمة؛ لأنه لم يرو في هذا المعنى عن الصحابة ما يكفي للحكم بأنه قول عامة الصحابة، فغلب على ظني أن في الكلمة تصحيفاً، وأن الصحيح: (تأويل ابن عباس وعامة أصحابه) لأنهم هم الذين نقل عنهم هذا القول. وقد سألت الباحث علي القرعاوي أحد محققي مدارج السالكين في قسم العقيدة في كلية أصول الدين في الرياض عن هذه الكلمة، فأكد لي أن الصحيح المعتمد في أكثر مخطوطات الكتاب هو ما غلب على ظني؛ فالحمد لله على توفيقه. ثم وجدتها كذلك في طبعة أخرى بتحقيق عامر بن علي ياسين، فتبين أن الصحيح:"وعامة أصحابه".
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[05 Jul 2005, 08:38 م]ـ
بارك الله فيك, وزادك علما وفقها.
أنت لم تبد رأيك في هذا المقال, فأتحفني به أخي الحبيب إن كان في استطاعتك.
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[06 Jul 2005, 01:22 ص]ـ
تعليقا على كلام أخينا في الله القحطاني, أقول:
أنا قلت في "الغزو": ((قال ابن القيم في كتاب الصلاة وحكم تاركها " وهذا قول الصحابة جميعاً "))
وما هو مذكور أعلاه إنما هو من كلام الشيخ سفر الحوالي.
فتنبه أخي القارئ, فإني قد عزوت وكذلك الحوالي لكتاب "حكم تارك الصلاة" وليس لـ "مدارج السالكين".
فلا أعرف كيف اختلط الأمر على أخينا القحطاني ... جل من لا يسهو.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[06 Jul 2005, 01:25 ص]ـ
أقبلوا إخوتي في الله.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[06 Jul 2005, 05:14 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
لم يختلط الأمر عليّ وفقك الله، وإنما أردت التنبيه على أن في نسبة هذا القول إلى الصحابة جميعاً نظراً
ثم إن هذا القول بنصه ليس في كتاب الصلاة لابن القيم، وإنما ذكر ابن القيم التفريق بين الكفر الأكبر والأصغر - أو بين كفر الجحود والكفر العملي - وبيّن أن الصحابة لا يخرجون العبد من دائرة الإسلام بالكلية لوقوعه في بعض الأعمال التي هي من الكفر العملي. وهذا نص كلامه:
(فصل الكفر نوعان: كفر عمل، وكفر جحود وعناد
وها هنا أصل آخر، وهو أن الكفر نوعا: كفر عمل، وكفر جحود وعناد. فكفر الجحود أن يكفر بما علم أن الرسول جاء به من عند الله جحوداً وعناداً، من أسماء الرب وصفاته وأفعاله وأحكامه. وهذا الكفر يضاد الإيمان من كل وجه. وأما كفر العمل فينقسم إلى ما يضاد الإيمان. وإلى مالا يضاده، فالسجود للصنم والاستهانة بالمصحف وقتل النبي وسبه يضاد الإيمان.
و أما الحكم بغير ما أنزل الله وترك الصلاة فهو من الكفر العملي قطعاً، ولا يمكن أن ينفي عنه اسم الكفر بعد أن أطلقه الله ورسوله عليه: فالحاكم بغير ما أنزل الله كافر، وتارك الصلاة كافر بنص رسول الله صلى الله سبحانه الحاكم، ولكن هو كفر عمل لا كفر اعتقاد، ومن الممتنع أن يسمى الله سبحانه الحاكم بغير ما أنزل الله كافراً ويسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم تارك الصلاة كافراً ولا يطلق عليهما اسم الكفر، وقد نفى رسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان عن الزاني والسارق وشارب الخمر وعمن لا يأمن جاره بوائقه، وإذا نفى عنه اسم الإيمان فهو كافر من جهة العمل، وانتفى عنه كفر الحجود والاعتقاد. وكذلك قوله لا ترجعوا بعدى كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض فهذا كفر عمل، وكذلك قوله من أتى كاهناً فصدقه أو امرأة في دبرها فقد كفر بما أنزل على محمد وقوله " إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما" وقد سمى الله سبحانه وتعالى من عمل ببعض كتابه وترك العمل ببعضه مؤمناً بما عمل به وكافراً بما ترك العمل به، فقال تعالى " وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون * ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون " فأخبر سبحانه أنهم أقروا بميثاقه الذي أمرهم به والتزموه، وهذا يدل على تصديقهم به أنهم لا يقتل بعضهم بعضاً ولا يخرج بعضهم بعضاً من ديارهم. ثم أخبر أنهم عصوا أمره وقتل فريق منهم فريقاً وأخرجوهم من ديارهم. فهذا كفرهم بما أخذ عليهم في الكتاب، ثم أخبر أنهم يفدون من أسر من ذلك الفريق، وهذا إيمان منهم بما أخذ عليهم في الكتاب، فكانوا مؤمنين بما عملوا به من الميثاق، كافرين بما تركوه منه. فالإيمان العملي يضاده الكفر العملي، والإيمان الاعتقادي يضاده الكفر الاعتقادي، وقد أعلن النبي صلى الله عليه وسلم بما قلناه في قوله في الحديث الصحيح " سباب المسلم فيوق وقتاله كفر" ففرق بين قتاله وسبابه، وجعل أحدهما فسوقاً لا يكفر به والآخر، ومعلوم أنه إنما أراد الكفر العملي لا الاعتقادي، وهذا الكفر لا يخرجه من الدائرة الإسلامية والملة بالكلية، كما لا يخرج الزاني والسارق والشارب من الملة وإن زال عنه اسم الإيمان.
وهذا التفصيل هو قول الصحابة الذين هم أعلم الأمة بكتاب الله وبالإسلام والكفر ولوازمهما، فلا تتلقى هذه المسائل إلا عنهم. فإن المتأخرين لم يفهموا مرادهم فانقسموا فريقين: فريقاً أخرجوا من الملة بالكبائر وقضوا على أصحابها بالخلود في النار، وفريقاً جعلوهم مؤمنين كاملي الإيمان. فهؤلاء غلوا، وهؤلاء جفوا. وهدى الله أهل السنة للطريقة المثلى والقول الوسط الذي هو في المذاهب كالإسلام في الملل، .... ) إلخ كلامه
فابن القيم يبين طريقة الصحابة في مسائل التكفير عموماً، ولم يذكر أن الصحابة اتفقوا على أن الحكم بغير ما أنزل الله كفر دون كفر.
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[06 Jul 2005, 12:07 م]ـ
أخي في الله ... شكرا لك.
قول الإمام ابن القيم "وهذا التفصيل " أي الكلام المتقدم الذي ذكره هو, وفيه الكلام على مسألة الحكم بغير ما أنزل الله.
هذا ما بدا لي, فتأمل أخي الحبيبب, فإن كان صوابا, فمن الله.
وأنت-بارك الله فيك وزادك علما- تركت صلب الموضوع ولبه, فلم تعلق عليه معترضا أو مؤيدا, ثم تكلمت على فرع صغير في المقال.
بارك الله في الجميع.(/)
من هم العلماء؟ وما علامتهم؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[07 Jul 2005, 01:29 ص]ـ
قرأت في كتاب إبطال الحيل لابن بطة: ما نصه:
(حدثنا أبو عبد الله بن مخلد , حدثنا أبو بكر المروذي , حدثنا حبان بن موسى , قال: سئل عبد الله بن المبارك: هل للعلماء علامة يعرفون بها؟ قال: علامة العالم من عمل بعلمه , واستقل كثير العلم والعمل من نفسه , ورغب في علم غيره , وقبل الحق من كل من أتاه به , وأخذ العلم حيث وجده , فهذه علامة العالم وصفته " قال المروذي فذكرت ذلك لأبي عبد الله. قال: هكذا هو)
أعيد هذه العلامات:
1 - من عمل بعلمه
2 - واستقل كثير العلم والعمل من نفسه
3 - ورغب في علم غيره
4 - وقبل الحق من كل من أتاه به
5 - وأخذ العلم حيث وجده
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[07 Jul 2005, 10:51 ص]ـ
بارك الله فيك على هذا النقل الماتع الجميل, ورحم الله أئمة السنة وعلى رأسهم الإمام ابن المبارك.
ـ[محمد حامد سليم]ــــــــ[05 Aug 2005, 11:28 م]ـ
بارك الله فيك
وإن كنت أضيف
ورغب أن ينهل غيره من ماء علمه
ـ[خالد وليد عبد الرحمن]ــــــــ[16 Aug 2005, 02:11 ص]ـ
جزاك الله خيرا على الموضوع. ولكن هناك صفات اخرى اذكر منها.
العلماء ورثة الانبياء والانبياء لا يورثون درهما ولا دينارا وانما يورثون العلم
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[09 Aug 2007, 07:58 ص]ـ
جاء في إحياء علوم الدين - (ج 1 / ص 81 - 82) ما مختصره:
(وقيل: إذا جمع المعلم ثلاثاً تمت النعمة بها على المتعلم: الصبر والتواضع وحسن الخلق. وإذا جمع المتعلم ثلاثاً تمت النعمة بها على المعلم: العقل والأدب وحسن الفهم.
وعلى الجملة فالأخلاق التي ورد بها القرآن لا ينفك عنها علماء الآخرة لأنهم يتعلمون القرآن للعمل لا للرياسة. ...
وقيل خمس من الأخلاق هي من علامات علماء الآخرة مفهومة من خمس آيات من كتاب الله عز وجل: الخشية والخشوع والتواضع وحسن الخلق وإيثار الآخرة على الدنيا وهو الزهد.
فأما الخشية فمن قوله تعالى: " إنما يخشى الله من عباده العلماء "
وأما الخشوع فمن قوله تعالى: " خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً "
وأما التواضع فمن قوله تعالى: " واخفض جناحك للمؤمنين "
وأما حسن الخلق فمن قوله تعالى: " فبما رحمة من الله لنت لهم "
وأما الزهد فمن قوله تعالى: " وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحاً ".)(/)
حديث من القلب إلى كل من يهمه الأمر [حول النطق بحرف الضاد]
ـ[إسلام معروف]ــــــــ[07 Jul 2005, 07:13 ص]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
حديث من القلب إلى كل من يهمه الأمر
الأخوة الأعزاء. . أحبابي الكرام. . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد اطلاعي على مشاركات الأخوة في هذا المنتدى وبعض المنتديات الأخرى حول موضوع النطق بحرف الضاد يسعدني أن أشارك معكم بهذه المساهمة والله أسأل أن ينفع بها وأن يجزي كل خير كل من يساهم في نشرها. . . آمين.
إن كلامي معكم الآن عن صوت حرف الضاد المسموع من الشيخ / الحصري رحمه الله وغيره من القراء في الإذاعة المصرية، وكذلك أئمة الحرم المكي والمدني، وأستثني منهم الشيخ / سعود الشريم وذلك في تلاوة سورة الفاتحة فقط (قيام رمضان 1425 هـ).
ولمعرفة حقيقة صوت أي حرف من الحروف قاعدة يجب اتباعها وهي:
لابد لنا من العلم بأربعة أشياء قبل الحكم على هذا الحرف بالصحة أو البطلان:
أولاً: مخرج هذا الحرف.
ثانيًا: صفات هذا الحرف.
ثالثا: لقب هذا الحرف.
رابعا: وجه الشبه بينه وبين الحروف الأخرى.
وللوقوف على حقيقة مخرج أي حرف أربعة أمور يجب اتباعها وهي:
أولاً: نسكن هذا الحرف.
ثانيًا: ندخل عليه همزة وصل.
ثالثا: ننطق بهذا الحرف.
رابعا: نصغي إليه السمع وعند انقطاع الصوت يكون مخرج الحرف (ومعنى نصغي إليه السمع أي نتريث قليلاً قبل انفكاك أعضاء النطق).
أولاً مخرج الحرف:
ــــــــــــــــــــــــــــــ
مثالاً على ذلك: حرف الباء. . نقول: (ابْ) فنجد أن مكان خروج الصوت عند الشفتين. . فيكون مخرج صوت حرف الباء (الشفتين).
مثال آخر: حرف الذال. . نقول: (اذ) فنجد أن مكان خروج الصوت عند التقاء (طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا).
مثال آخر: حرف الظاء. . نقول: (اظ) فنجد أن مكان خروج الصوت عند التقاء (طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا)، إذاً ما الفرق بين حرف الذال، وحرف الظاء؟. نجدُ أن حرف (الذال) مستفل، منفتح، وإذا ما أدخلنا عليه استعلاء وإطباق أصبح ظاء (اذ، اظ). وكذلك حرف الدال. . نقول: (ادْ) فنجد أن مكان خروج الصوت عند التقاء (طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا) وإذا ما أدخلنا استعلاء وإطباق على ذلك الصوت أصبح (اضْ)، فنجدُ الآن أن صوت الضاد يخرج من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا.
ومن أجل ذلك فقد بين وحذر علماء التجويد والقراءات واللغة العربية والدراسات الصوتية القدامى منهم والمعاصرين من صوت حرف الضاد الذي ينطق في مصر (دال مفخمة) أو (المقابل المطبق لحرف الدال)، (ادْ، اضْ)، وهذا ما أكده الشيخ العلامة / إبراهيم السمنودي في حديثي معه في (حوار في حرف الضاد مع مشايخ الأزهر)، وكذلك الأستاذ الدكتور / رمضان عبد التواب رحمه الله.
وأكد ذلك أيضًا الأستاذ الدكتور / كمال بشر أستاذ علم اللغة والدراسات الصوتية بكلية دار العلوم ـ جامعة القاهرة في حديثي معه في (حوار في حرف الضاد مع مشايخ الأزهر) فقال: (صوت حرف الضاد المسموع الآن على ألسنة مشاهير القراء سواء في مصر أو غيرها، أسنانية، لثوية، وهي النظير المفخم للدال).
ثانيا صفات الحرف:
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ويكفيني هنا الكلام على صفتي الشدة والرخاوة.
1 ـ صفة الشدة:
الشدة كما بينها علماء التجويد والقراءات هي:
(عدم إمكان جريان صوت الحرف حال إسكانه)
مثال على ذلك:
حرف الباء (ابْ) وحرف التاء (اتْ) وحرف القاف (اقْ) وحرف الدال (ادْ) فلا يمكنك أن تجري أصوات هذه الحروف بأي حال من الأحوال.
2 ـ صفة الرخاوة:
والرخاوة كما بينها علماء التجويد والقراءات هي:
(إمكان جريان صوت الحرف حال إسكانه)
مثال على ذلك:
حرف الشين (اشْ) وحرف السين (اسْ) وحرف الصاد (اصْ) وحرف الفاء (افْ) فيمكنك أن تجري أصوات هذه الحروف حال إسكانها دون أدنى مشقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبتطبيق ذلك على صوت حرف الضاد المسموع الآن في تسجيلات الشيخ الحصري وغيره من القراء في الإذاعة المصرية وغيرها (اضْ) لا يمكننا أن نجري صوته حال إسكانه بأي حال من الأحوال لأنه صوت (شديد) وباصطلاح علماء الصوتيات الآن فهو صوت (انفجاري) وهذا ما أكده لي فضيلة الشيخ / محمود عبد المتجلي (مدير إدارة شئون القرآن بالأزهر) في حديثي معه في (حوار في حرف الضاد مع مشايخ الأزهر) وكذلك الأستاذ الدكتور / كمال بشر أستاذ علم اللغة والدراسات الصوتية بكلية دار العلوم ـ جامعة القاهرة في حديثي معه في (حوار في حرف الضاد مع مشايخ الأزهر)
ثالثا لقب هذا الحرف:
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(يتحدد لقب الحرف من خلال مخرجه) فنجد أن العين والحاء مثلاً تلقب بأحرف حلقية والباء والميم شفوية وحروف المد جوفية، وهكذا باقي الحروف.
وبتطبيق ذلك على صوت حرف الضاد المسموع الآن نجد أنه يخرج من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا، وذلك نفس مخرج الطاء، والدال، والتاء، وهذه أحرف نطعية وعلى هذا فالضاد المسموعة الآن (نطعية)، وهذا ما أكده الشيخ العلامة / إبراهيم السمنودي في حديثي معه في (حوار في حرف الضاد مع مشايخ الأزهر).
رابعا وجه الشبه:
ــــــــــــــــــــــــــــ
(نجد أنه إذا ما حدث خطأ في نطق الضاد المسموعة الآن فهي إلى الدال أقرب).
مما سبق تذكر أن:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الضاد المسموعة الآن:
1 ـ تخرج من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا مثل: (الطاء والدال والتاء).
2 ـ أن من صفاتها (الشدة) أو (انفجارية).
3 ـ أن لقبها (نطعية).
4 ـ أنها في الشبه بينها وبين الحروف الأخرى أنها إلى الدال أقرب.
وبمقارنة هذه الحقائق على ما قرره علماء التجويد والقراءات نجد أن:
صوت حرف الضاد الصحيح يتميّز بالآتي:
1 ـ يخرج من إحدى حافتي اللسان اليسرى أو اليمنى أو من كليهما من أمام الأضراس، قال الشاطبي رحمه الله تعالى:
. . . . . . . . . . . وحافة الـ لسان فأقصاها لحرف تطولا
إلى ما يلي الأضراس وهو لديهما يعز وباليمنى يكون مقللا
2 ـ أنه من الحروف الرخوة لأن الحروف الشديدة ثمانية وهي (أجد قط بكت) الهمزة والجيم والدال. . إلخ، والحروف التي بين الشدة والرخاوة هي (لن عمر)، قال ابن الجزري رحمه الله تعالى:
. . . . . . . . . . . . . . شديدها لفظ أجد قط بكت
وبين رخو والشديد لن عمر. . . . . . . . . . . . .
3 ـ أنها شجرية أي تخرج من منفتح الفم شأنها في ذلك شأن الجيم والشين والياء، قال الشيخ العلامة / إبراهيم السمنودي أمد الله في عمره ونفع بعلمه:
والجيم والشين يا لقبت مع ضادها شجرية كما ثبت
4 ـ أنها إذا ما حدث خطأ في النطق بها فهي إلى الظاء أقرب، قال ابن الجزري رحمه الله تعالى:
والضاد باستطالة ومخرج ميّز من الظاء. . . . . . .
مما سبق تذكر أن:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الضاد العربية (الصحيحة) الضاد المسموعة (المصرية)
1 ـ من حافتي اللسان أو إحداهما مما يلي الأضراس 1 ـ من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا
2 ـ رخوة (احتكاكية)، بها استطالة 2 ـ شديدة (انفجارية)، معدومة الاستطالة
3 ـ شجرية (تخرج من منفتح الفم) مثل الياء 3 ـ نطعية مثل (الطاء، والدال، والتاء)
4 ـ إذا ما حدث بها خطأ فهي إلى الظاء أقرب 4 ـ إذا ما حدث بها خطأ فهي إلى الدال أقرب
الأخوة الأعزاء. . . أحبابي الكرام. . . أرى أن في هذا القدر كفاية لكل منصف حكيم لكي يكون على بصيرة بحقيقة صوت حرف الضاد المسموع الآن في تلاوة مشايخنا الإجلاء للقرآن الكريم المتعبد بتلاوته، وإن شاء الله نلتقي في مساهمة قادمة لنبين ماذا ترتب على ذلك الخطأ وهذا اللحن الجلي من الناحية الفقهية بالنسبة لأحكام الصلاة.
وخير ختام هو ما أرشدنا إليه الرحمن حيث قال سبحانه وتعالى:
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أيُّهَا الَّذِينَ ءََََامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسلِيمًا).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كاتبه محب الضاد
ثم محبكم
السيد عبد الفتاح السيد سلامة
عضو رابطة القراء العامة بالقاهرة
هاتف 2030918 ـ 2030335 ـ 02
القاهرة ـ شبرا ـ الخلفاوي ـ 7 ميدان الحديقة
تحريرًا في 16/ 5 / 1426 هـ
23/ 6 / 2005 م
http://tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=89&stc=1(/)
دعوة للنقاش: النصوص الإملائية والنص الإصطلاحي القياسي
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[09 Jul 2005, 09:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخواني الكرام دعوني أطرح عليكم هذا الموضوع الذي يشغلني وأرجو من كل متخصص أن يؤيد رأيه بدليل:
المسألة:
من المعلوم أن الحاسوب يهدد جماليات اللغة العربية
وذلك من خلال الكتابة بأشكال تركيبية غير سلامية من ناحية قواعد الخط فمثلا ولو كتبت (جاء - أحد - حكم) الواجب أن يكون للحاء مع هذه الحروف الصاعدة شكل مغلق ... وهذا لا يتوافر حاليا في إمكانية الحاسوب ..... والحمد لله قد استطعت تطوير بعض الأدوات التي من شأنها أن تجعل الحاسوب يكتب بقواعد الخط الإملائي ...
النقطة التي تشغلني أن من المعلوم أن الرسم الإصطلاحي للقرآن الكريم لا يجب أن يكتب به غير القرآن مثل (الصلوة) وذلك لخصوصية القرآن الكريم ... وهذا متفق عليه (في مبلغ علمي)، وتبقى علامات التنوين والمسألة علامات التنوين هل تفارق هذه القاعدة فمثلا استطيع تغيير أشكال التنوين حال إقترانها بالحرف الوارد بعدها في الكلمة الأخرى إن كان من علامات الإظهار أو الإخفاء أو الإدغام وغير ذلك فهل يجوز الكتابة الإملائية بنحو هذا الاختيار ... !!!
في انتظار رد المتخصصين.(/)
للنقاش: ماهي القيمة العلمية لل .......
ـ[أبو حازم الكناني]ــــــــ[10 Jul 2005, 08:19 م]ـ
الإخوة الأحباب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أثير موضوعاً للنقاش وتحصيل الفائدة العلميّة.
والموضوع ذو شقين:
الشق الأول: يدور حول القيمة العلمية للروايات الموضوعة والضعيفة في التفسير.
وأظنّ - إن لم تخني الذاكرة - أنني قد قرأت شيئاً عن قيمة التفسير الموضوع أبان فترة الدراسة الجامعية من كتاب (التفسير والمفسرون) لمحمد حسين الذهبي شيئاً.
فهل هناك بحوث علميّة متكاملة حول هذا الموضوع؟!
مثال ومدخل للنقاش: سؤال عن مثال واقعي على خلفية عدم صحّة النسبة: هل كتاب (تنوير المقباس من تفسير ابن عباس) له قيمة علمية؟!
الشق الثاني: هل ينطبق هذا الأمر على كل قراءة من القراءات الشاذة والمخالفة لوضع المصحف المجمع عليه.
مثال ومدخل للنقاش: يقول أبو حيان الأندلسي في تفسيره البحر المحيط 6/ 371: (وقراءة أبي (تثمر بالدهن) محمول على التفسير لمخالفته سواد المصحف المجمع عليه). أهـ
أرجو أن يوقظ هذا السؤال الهمم لتحصيل أكبر قدر من الفوائد المتعلّقة به.
وفق الله الجميع.(/)
في أروقة النقاش للرسائل العلمية
ـ[عبدالعزيز الضامر]ــــــــ[11 Jul 2005, 01:12 ص]ـ
في أروقة النقاش للرسائل العلمية
لقد حضرت عدداً لا بأس به من مناقشة الرسائل العلمية, وكان يزعجني كثيراً ذلك النقاش البائت, والخطاب الكلاسيكي (التقليدي) الذي تعوَّد عليه بعض المُناقشين في زماننا ومنه ما يلي:
- الإسهاب في تتبع الأخطاء الإملائية, والأغلاط المطبعية, والتي قد يقطع المناقش فيها شوطاً كبيراً من الزمن, وكان بإمكانه أن يجمعها في وريقات ويدفعها للباحث وذلك حرصاً على الوقت بما هو أنفع للباحث.
وأذكر أنني حضرت إحدى الأطروحات وكان أحد المناقشين يقول: للباحث قل مشاكل ولا تقل مشكلات, وقل كذا ولا تقل كذا .... وهكذا استغرق النقاش في مثل هذه الفوائد التي لا تُسمع إلاَّ في الإذاعات المدرسية والمجلات العامة, وأُنبه إلى أني لا أُنقص من شأن هذه الفوائد ولكن هناك ما هو أعمق من هذا بكثير في تلك اللحظة.
- امتعاض المناقش من قول الباحث: "نحن" أو "أرى" أو "هذا الذي أراه في المسألة" ونحو ذلك وتجعله يقول للباحث: من أنت حتى تقول: "نحن" ... !!
فيمنعه ويأمره بتغيير هذه العبارات بحجة أنَّها تكسب الباحث الغرور والاعتداد بالنفس فيصبح عنده ما يُسمى بـ"تضخم الأنا" أو "الأنا المتضخمة".
والذي أراه أنَّ الباحث المغرور يستطيع أن يُظهر غروره من دون أن يتطرق إلى مثل هذه العبارات, إذ أنَّ مسألة الغرور لا تُقاس بهذه المعايير.
- إطالة الوقت وتكرير القضية كُلمَّا وردت في البحث, وكم كنت أتمنى أن يختزل زمن المناقشة, ويُطرح فيها ما هو جوهريٌ وأصيل, وليس عيباً أن ينتهي المناقش في نصف ساعة!!
- الإهانة التي تنهال على الباحث من قِبل بعض المناقشين, كأن يقول: للباحث أنت ما تفهم, أو هذه المسألة صعبةٌ عليك, أو لم يحن الوقت لفهمها, وينسون أنهم في صَرحٍ علمي ينبغي أن يُقدم فيه الأدب على العلم.
- الجدال الطويل في القضايا المرنة التي يجوز فيها أكثر من منهجٍ علمي, كأن يبدأ الباحث في الهامش بذكر المؤلف ثُمَّ اسم الكتاب, فيقوم المناقش ويطلب منه تغيير الطريقة بالرغم من أنَّهما مناهج مُتعددة ومعتبرة في الأوساط الأكاديمية.
وقد يسألني البعض ما هو النقاش الذي تريد؟
فأقول: فليكن حول فكرة الموضوع من ناحية الجِدَّة والابتكار, وعن مدى أهميته, وعن قضية الأسلوب وحسن الطرح, وعن ترتيب الموضوع وتسلسله تسلسلاً منطقياً, ومدى عمقه وبعده عن السطحية وهكذا, فالمهم أن يكون الحوار في صلب الموضوع وفي قضاياه الجوهرية.
وهذا لا يعني أنَّ نظرتي سوداوية تجاه المناقشين, بل فيهم- وهم كُثر- من استفدنا من علمه وملاحظاته وأدبه الشيء الكثير والعظيم.
وكم تمنيت أن يقوم أحد المناقشين الذين قطعوا شأواً كبيراً وزمناً طويلاً في أروقة النقاش العلمي فيكتب لنا تجربته الشخصية في مناقشة الرسائل ويُبيِّن الأُسس المُثلى التي تقوم عليها المناقشة [1] ( http://tafsir.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1).
وختاماً: فإني اقترح على الإخوة المشرفين في الملتقى بإنزال المناقشات التي تخص الدراسات القرآنية والمحفوظة في الأشرطة ووضعها في تسجيلات الملتقى حتى ينتفع منها أهل الملتقى والضيوف.
[1] ( http://tafsir.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) / وقفت على مقالةٍ للدكتور محمود الطناحي رحمه الله بعنوان: "الرسائل الجامعية .. و .. ساعة ثُمَّ تنقضي", وذلك ضمن مقالاته المجموعة (2/ 677) , بيَّن فيها بعض المآسي التي تحدث في أروقة النقاش للرسائل العلمية.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[11 Jul 2005, 02:28 ص]ـ
شكر الله لك أخي عبدالعزيز
الأمر كما ذكرت؛ ولذلك قل حضور مثل هذه المناقشات، وأصبح الأكثرون يرونه من إضاعة الوقت ...
وقد توصلت إلى نتيجة اقتنعت بها، وهي أنه كلما كان المناقِش أكثر علماً، وأعمق فهماً كانت ملحوظاته أقل، وفوائده أكثر ... والعكس صحيح.
ـ[أبو حازم الكناني]ــــــــ[12 Jul 2005, 09:24 م]ـ
مشايخنا الكرام سمعت بعض المناقشين يقول لباحثٍ: لقد استفدت بصورة شخصية من رسالتك هذه ... فرحم الله أمثال هؤلاء الذين يحيون في النفس حبّ البحث والتنقيب، وأصلح الله الآخرين الذين قد يثبّطون من حيث لا يدرون.
ـ[أبو حازم الكناني]ــــــــ[12 Jul 2005, 09:29 م]ـ
وبالمناسبة: اقترح أن يتم انزال ما تيسّّر من هذه الرسائل بتمامها إن توفرت لها نسخ الكترونيّة.
وأقترح أن يتم طرح بعض القضايا والتجارب المتعلقة بطريقة البحث، وأخطاء الباحثين وما يؤخذ عليهم، وما يجب تلافيه، وأهم عوامل النجاح والفشل من وحي التجارب والملاحظات.
ـ[عبد الله بن حميد الفلاسي]ــــــــ[22 Jul 2005, 05:15 ص]ـ
معك حق أخي الكريم
وبصراحة رغم عدم تخصصي في الشريعة إلا أنني لاحظت في مناقشة الرسائل في بعض التخصصات الاخرى أن بعض المناقشين يحاولون تحطيم الباحث بكل طرق(/)
كتب أسباب النزول
ـ[أبو عمر القحطاني]ــــــــ[11 Jul 2005, 03:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الى المشايخ الأفاضل في هذا المنتدى الحافل:
ما هي أفضل كتب أسباب النزول؟ وقد سمعت أن للحافظ ابن حجر، رحمه الله تعالى، كتابا نفيسا في هذا المجال، فهل طبع؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[11 Jul 2005, 04:39 م]ـ
كتاب ابن حجر: العجاب في بيان الأسباب طبع طبعتين، أفضلهما بتحقيق الدكتور عبدالحكيم الأنيس في مجلدين كبار، غير أنه ناقص؛ لا يوجد منه إلا إلى سورة النساء.
وقد ذكرت بعض كتب أسباب النزول هنا:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=26
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[12 Jul 2005, 04:42 م]ـ
ومن أفضل المؤلفات في هذا الشأن (صحيح أسباب النزول) للعلامة مقبل بن هادي رحمه الله، وهنا في القاهرة طبعة (لأسباب نزول القرآن) للواحدي النيسابوري مذيل عليها كل ما فات المؤلف على موضوع كتابه وبلغت الاستدراكات نحو من مئة استدراكا كلها أحاديث مرفوعة صحيحة، ولعل كتاب السيوطي الموسوم بـ (لباب النقول) يعد من أوسع الكتب والمؤلفات التي تغطي هذا الجانب لكنه يحتاج إلى تحقيق جيد والله أعلم.
ـ[الراية]ــــــــ[23 Mar 2006, 11:30 ص]ـ
أسباب نزول القرآن، للواحدي، تحقيق جديد
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=4101&highlight=%C7%E1%E4%D2%E6%E1
المحرر في أسباب نزول القرآن
من خلال الكتب التسعة
دراسة الأسباب روايةً ودرايةً
تأليف
د. خالد بن سليمان المزيني
صدر في مجلدين (الطبعة الأولى - محرم 1427هـ).
دار ابن الجوزي
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=4896&highlight=%C7%E1%E4%D2%E6%E1
الاستيعاب في بيان الأسباب: أول موسوعة علمية حديثية محققة في أسباب نزول آي القرآن الكريم
تأليف: سليم بن عيد بن محمد بن حسين الهلالي - محمد بن موسى آل نصر
الناشر: دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع - الدمام - السعودية
رقم الطبعة: الأولى
تاريخ الطبعة: 2005
نوع التغليف: مقوى فاخر (فني) كعب مسطح
عدد الأجزاء: 3
السعر: 90.0 ريال سعودي ($24.00)
نبذة عن الكتاب:
المؤلفات في بيان أسباب نزول آيات القرآن كثيرة؛ أوسعها كتاب أمير المؤمنين في الحديث في وقته الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني "العجاب في بيان الأسباب" وهو على سعته وشموله لم يتمه رحمه الله، وسكت عن أحاديث كثيرة؛ فلم يبين عللها، وأدخل في الأسباب ما ليس منها.
ولذلك قام المؤلفان بجمع هذه المعلمة القرآنية الحديثة من بطون كتب التفسير المسندة والصحاح والسنن والمعاجم والأجزاء والمسانيد والفوائد والمشيخات وغيرها من كتب السنة النبوية المسندة، مع بيان الصحيح من الضعيف في نقدهما وفي ضوء قواعد علم الحديث والمصطلح التي حبرها الأئمة الأقدمون.
رتبت الأحاديث المبينة لأسباب النزول حسب ترتيب الآيات في المصحف.
http://www.thamarat.com/images/BooksBig/moh-2400-k.jpg
موقع ثمرات المطابع
http://www.thamarat.com/index.cfm?faction=BookDetails&Bookid=10137
ـ[الراية]ــــــــ[23 Mar 2006, 11:40 ص]ـ
http://www.thamarat.com/images/BooksBig/nas-902-b.jpg
صحيح أسباب النزول
تأليف: إبراهيم محمد العلي
تقديم: د. صلاح عبدالفتاح الخالدي
الناشر: دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع - دمشق - سوريا
رقم الطبعة: الأولى
تاريخ الطبعة: 2003
نوع التغليف: مقوى فاخر (فني) كعب مسطح
عدد الأجزاء: 1
عدد الصفحات: 328
السعر: 25.0 ريال سعودي ($6.67)
نبذة عن الكتاب:
هذه محاولة جادة لاستخراج الروايات الصحيحة في أسباب النزول من المصادر الأصلية، مع تمييز الصحيح منها والضعيف، ومن ثم أخذ الصحيح وتصنيفه إلى شقين:
الأول: " للروايات الصحيحة الصريحة في كونها سبباً،
والثانية:" في تفسير الصحابة مما عُد من قبيل أسباب النزول "، وقد جاءت الدراسة في فصلين:
الفصل الأول: " أسباب النزول الصحيحة " وخصصه للروايات الصحيحة التي تصلح أن تكون أسباباً لنزول الآيات الواردة فيها،
وقد بلغت هذه الروايات: ثلاثمائة وأربعاً وعشرين رواية.
(يُتْبَعُ)
(/)
الفصل الثاني: جعل عنوانه "تفسير الصحابة الذي عده بعض أهل العلم من أسباب النزول وليس كذلك " وقد بلغت الروايات مائة وستاً وأربعين رواية.
وقد قام المؤلف – وفقه الله – بتخريج هذه الروايات تخريجاً مختصراً، مبيناً فيه صحة هذه الروايات التي ساقها في كتابة.
التقويم:
هذه الدراسة عبارة عن مشروع اتفق عليه المؤلف مع الدكتور صلاح الخالدي ويهدف هذا المشروع إلى تنقيح وتحرير القول في أسباب النزول، وإبعاد ما لم يصح من الروايات، وفصل أسباب النزول عن غيرها من الروايات الصحيحة التفسيرية، ونقد تلك الروايات، نقداً علمياً، ودراستها دراسة تفسيرية تحليلية واتفقا أن سيتم ذلك على مرحلتين:
الأولى:
دراسة حديثية إسنادية، ميدانها النظر في الروايات المختلفة وتميز صحيحها من ضعيفها بعد جمع ما أمكن فيها، ويقوم بهذه المرحلة الشيخ إبراهيم العلي، وتتمثل هذه المرحلة في هذه الدراسة التي بين أيدينا.
والمرحلة الثانية:
دراسة تحليلية تفسيرية، ويقوم بها الدكتور صلاح الخالدي وهي مرحلة ثانية، يضع فيها الدارس أمامه الروايات الصحيحة حديثياً، وينظر فيها نظر "دراية" وتحليل:
هل تصلح أن تكون سبب نزول للآية أم لا تصلح؟
وهل الحادثة التي تشير لها الآية وقعت قبل نزولها بفترة طويلة، أم بفترة قصيرة، أم نزلت بعدها؟
وإن لم تصلح سبباً للنزول فهل هي من باب تفسير الصحابي للآية أم لا.
ثم ينظر في تلك الروايات نظرة أخرى تفسيرية، يفسر فيها الآية على ضوء تلك الرواية، ويبين انطباق كلمات الآية على أحداث تلك الرواية، ويصور لنا واقع حياة الصحابة من خلال الحادثة والآية، وكيفية معالجة الآية لحياة الصحابة،ونجاحها في حل مشكلاتهم، وأثرها فيهم.
هذه الدراسة التحليلية الموضوعية التفسيرية ضرورية لأنها هي النتيجة التي لابد أن توصل إليها معرفة أسباب النزول،و الغاية التي لابد من تحقيقها بعد الإطلاع على أسباب النزول، والتي يستفيد منها الباحثون والدارسون المطلعون على أسباب النزول.
وهذا العمل كما ترى جهد جماعي متميز إن خرج بصورته النهائية، والمكتبة التفسيرية محتاجه إليه.
http://www.thamarat.com/index.cfm?faction=BookDetails&Bookid=5640(/)
المقرئ الشيخ أسامة بن ياسين حجازي
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[12 Jul 2005, 02:57 ص]ـ
المقرئ
الشيخ أسامة بن ياسين حجازي
(1382 – 1419هـ / 1962 – 1999م)
إعداد: إبراهيم بن عبد العزيز الجوريشي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلامُ على أشرف المرسلين، سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فقد قيض الله لهذه الأمة حفظة متقنين وقراء ضابطين واصطفاهم لحمل أمانة تعليم القران ونشره، ألا وهو الحافظ لكتاب الله، المتقن المجود، المقرئ الجامع للقراءات العشر، المحدث المشارك: الشيخ أسامه حجازي كيلاني الحسني الدمشقي العاتكي الشافعي المدني – رحمه الله برحمته واسكنه فسيح جنته.
اسمه ونسبه:
هو أسامة بن ياسين بن محمود بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد اللطيف ابن محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن محمد أمين ابن محمد بن عبد القادر بن عبد الرزاق بن شرف الدين بن أ؛ مد بن علي الهاشمي ابن شهاب الدين أحمد بن شرف الدين قاسم بن مُحيي الدين بن نور الدين حسين بن علاء الدين علي بن شمس الدين محمد بن سيف الدين يحيى ابن ظهير الدين أحمد بن أبي النصر محمد بن نصر أبي صالح عماد الدين بن قطب جمال العراقي عبد الرزاق ابن السيد القطب الشيخ عبد القادر الجيلاني البغدادي بن موسى (جنكي دوست) بن عبد الله بن يحيى الزاهد بن محمد بن داوود بن موسى الثاني بن عبد الله الصالح بن موسى الجون بن عبد الله المحض ابن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
مولده وأسرته:
ولد عام (1382هـ - 1962) بـ (الحارة الجديدة) بمنطقة (الفخامة) غرب حي (باب سريجة) بدمشق الشام، لأسرة كيلانية عريقة مشهورة بحي (قبر عاتكة) بدمشق، عُرفَ أجداده بالفضل و العلم.
وآخر من أشتهر منهم قائد الثورة ضد المستعمرين الفرنسيين بدمشق الشام وغوطتيها، بل مُفتي الثورة السورية – ابن عم والد الشيخ أسامة، البطل المغوار، والفارس الكرار، الشيخ الصوفي: محمد حجازي كيلاني.
نشأته وطلبه العلم بدمشق:
نشأ الشيخ أسامة يتيماً، فقد توفي والده وهو في الرابعة من عمره، فكفله أخوه الأكبر نادر، الذي كان يدرس الطب في (إسبانيا).
ولما بلغه وفاة والده .... ترك دراسته ورجع إلى (دمشق)؛ ليحوط إخوته، وليكونوا جميعاً تحت رعاية والدتهم الحنون.
كانت أماراتُ النجابة بادية على محياه، وكذلك علامات النباغة والذكاء والاهتمام بكتاب الله تعالى من ذلك الوقت، حيثُ فتح عينيه بالمسجد العظيم قُربَ بيتهم مسجد الصحابي زيد بن ثابت الأنصاري – المشهود له ببراعة التوجيه، وقوة الدعوة، وصدق الهدف بتأسيس رائد العمل المسجدي في عصره الشيخ عبد الكريم الرفاعي رحمه الله تعالى.
وذلك بدفع من أخيه السيد نادر، وبدافع من رغبته في حفظ القرآن الكريم.
وانتظم في حلقاته يَعُبُّ من معينه في العلوم الشرعية والعربية.
فحفظ القرآن الكريم وهو في الحادية عشرة من عمره.
وكان قد تلقى مبادئ علم التجويد وتصحيح التلاوة على يد الشيخ الدكتور أيمن رشدي سويد حفظه الله.
وقرأ ختمةً كاملة بالتجويد والإتقان برواية حفص عن عاصم مع حفظ الجزرية وحل ألفاظها على الحافظ المتقن الشيخ أبي فارس أحمد رباح.
ثم زاد حرصه واهتمامه بالقرآن الكريم، فحفظ الشاطبية والدرة.
وقرأ ختمةً أخرى بالجمع – ولم يتجاوز عمره إذا ذاك ثمانية عشر عاماً تقريباً – وأجيز بها من الحافظ المتقن، المقرئ الجامع، الفقيه الورع، شيخ مقارئ مسجد سيدنا زيد بن ثابت المقرئ: أبي الحسن محيي الدين الكردي.
درس المرحلة الابتدائية والإعدادية في المدارس الحكومية، ثم التحق بمعهد الفرقان، فدرس فيه ثلاث سنوات في الصفوف العليا، وتخرج بشهادته عام (1401هـ).
رحلاتُهُ:
لقد حُببَ إليه طلب العلم والتزود منه، فكان منذ صغره متفرغاً لهُ كلياً.
(يُتْبَعُ)
(/)
فذكرلشيخه أبي الحسن الكردي – حفظه الله – أنه يريد أن يتلقى الحديث الشريف قراءة بالسند والمتن عن المحدثين الكبار، وهؤلاء لا يوجدون إلا في (الهند)، وقد عزمً على السفر إلى هناك؛ لأنهُ كان يسمع من الشيخ عبد الكريم الرفاعي – رحمه الله، الذي كان يعطي اهتماماً بالغاً للشباب في مسجد زيد – أنهُ لا بُد من قراءة الحديث سنداً ومتناً مع الضبط والفهم، حيث قل ذلك في بلاد (الشام)، فأخذت منه الغيرة على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مأخذها، وهم بالذهاب إلى (الهند)، فقال شيخه أبو الحسن في نفسه: لا بد له من مؤانس يكون معه ويعينه على شؤونه، فعرض عليه ابنته؛ لتكون زوجة خادمة لمن يخدم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
فكان أن زاد إكرام الله تعالى لأخينا أسامة بزواجه من ابنة شيخه أبي الحسن فصار تلميذاً وصهراً، بل كان – والله – ولداً باراً للشيخ حفظه الله.
ولكنه أراد قبل هذا أن يذهب إلى الحج والزيارة، فقد تاقت نفسه إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشد الرحال إليها عام (1402هـ)، فجاور الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم، فكانت نعمةً على نعمة.
فعمل بالقرآن الكريم تعليماً وتحفيظاً وتجويداً وإشرافاً، بدءاً بسجون المدينة المنورة، ثم بمساجد ومدارس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم.
ومن دقة إتقانه لتعليم التجويد وضبطه لمخارج الحروف وملاحظته لأداء القراءة، من الوقف والابتداء وغير ذلك مما له علاقة بأحكام – تلاوة كتاب الله تعالى .... عُين رئيساً للتفتيش في مساجد الجمعية المذكورة، واستمر ذلك مدة (11) سنة إلى حين عودته إلى (دمشق).
وفي عام (1410هـ) سافر إلى (كراتشي) في الباكستان، وقدم امتحان شهادة العالمية – ماجستير – في العلوم العربية والإسلامية في الجامعة الفاروقية، وحصل عليها بدرجة ممتاز.
طلبهُ للعلم في المدينة المنورة:
وعبر ثمانية عشر عاماً تقريباً قضاها الشيخ أسامة في (المدينة المنورة) تفرغ (رحمه الله) للمزيد من التعلم والتعليم.
أما التعلم: فقد كان له منه النصيب الأوفر من خلال احتكاكه بالسادة العلماء في (المدينة المنورة)، فاتصل بعدد منهم، واستفاد الفوائد العلمية الجليلة، من نحو وصرف وفقه وتفسير وأدب، وكذلك علم المواريث وعلم الحديث النبوي الشريف.
وكان قد تعرف على المحدث (مولانا محمد عاشقٍ إلهي البِرنيَّ المُظاهريَّ الباكستانيَّ) المجاور في (المدينة المنورة)، وطلب منه القراءة عليه في الأماتِ الست، فقبلهُ ولازمه الملازمة التامة، وقرأ عليه ((صحيح البخاري)) قراءة ضبطٍ وإتقان، وأجازه بما قرأ خاصةً وعامةً.
واستغل وجود غيره من أهل الحديث في (المدينة المنورة) وجُلهم من (الهند) و (باكستان).
فقرأ ((صحيح مسلم)) على المحدث الشيخ (حبيب الله قربان علي المظاهري).
وقرأ ((سنن أبي داوود)) على المحدث الشيخ (عبد الحنان بن سيد طالب حسين).
وقرأ ((سنن الترمذي)) على المحدث الشيخ (عبد الحنان بن شيد طالب حسين اللائلفوري).
وقرأ ((سنن النسائي)) وبعضاً من ((مسلم)) على الشيخ المحدث (جميل أحمد حسين المظاهري).
وقرأ ((سنن ابن ماجه)) على المحدث الشيخ (حبيب الله قربان علي المظاهري).
وقرأ ((الموطأ)) برواية محمد بن الحسن الشيباني على الشيخ المحدث (حبيب الله قربان علي المظاهري).
وقرأ (الشمائل المحمدية) للإمام الترمذي على المحدثِ الشيخ (عبد الحنان طالب حسين اللائلفوري).
وقرأ ((الأحاديث المُسلسلة)) بشرائطها على الشيخ المحدث (محمد عاشق إلهي البرني).
واغتنم وجود بعض علماء (الشام) المجاورين بالمدينة المنورة – حرسها الله – فقرأ عليهم، واستفاد منهم، وهم:
- الشيخ العلامة الفقيه الأصولي اللغوي أحمد قلاش، فقرأ عليه الفقه الشافعي، وأصوله، والنحو، والبلاغة، والتفسير.
- والشيخ العلامة نمر الخطيب، فقرأ عليه التوحيد، والمنطق.
- كذلك الشيخ ممدوح جنيد الحمصي، قرأ عليه في الفقه الشافعي.
(يُتْبَعُ)
(/)
و أنه كان يطلب بإلحاح أن يقرأ على الشيخ أيمن رشدي سويد القراءات العشر الكبرى من طريق ((طيبة النشر))، فحفظ منظومة ((الطيبة)) وهي ألف بيت من بحر الرجز، وفرغ من وقته يومين في الأسبوع، كان يأتي فيها إلى مدينة (جدة) ليقرأ على الشيخ أيمن، وفي هذا من المشقة ما فيه، ولكنه يدل على علو همته رحمه الله، وقد وصل في القراءة إلى أثناء سورة النساء، وحال سفره إلى (الشام) بعد ذلك دون إكمال تلك الختمة، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
أما التعليم: فقد قام به الشيخ أسامة – رحمه الله – حق القيام، وخاصةً تعليم القرآن الكريم والقراءات، فقد فتح بيته – رحمه الله – لطلاب علم القراءة، وقام بتعليمهم لله تعالى، كما فعل ذلك معه شيخه الشيخ أبو الحسن الكردي حفظه الله، مع التواضع لهم، ولين الجانب، والتشجيع المستمر لمزيد من التعلم والتعليم، مما جعله محبوباً عند أهل القرآن وطلابه، فاستفاد منه ومن علمه عدد كبير من شباب المسلمين المقيمين في (المدينة المنورة).
ولقد عرفت الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بـ (المدينة المنورة) للشيخ أسامة حجازي قدره، بعد أن كان فيها مشرفاً على حلقات التحفيظ في مساجد (المدينة المنورة) ..... فرغته الجمعية لإقراء القرآن الكريم وقراءاته بالختمات الكاملات وبالإسناد المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وللحق والتاريخ؛ فإن الشيخ أسامة – رحمه الله – يعد حق الرجل الذي أدخل قراءة القرآن الكريم بالأسانيد المتصلة إلى الجمعية الخيرية في (المدينة المنورة).
صفاته الخَلقِيةُ والخُلُقيةُ وسجاياه:
كان أبيض اللون، أشقر الشعر، كث اللحية، طويل القامة، مليء البدن، مرح الروح، عليه سمتُ القرآن، ونضارةُ أهل الحديث، مهيباً محبباً، يهابهُ من يراهُ، ويقع حبه في قلبه.
يضع على رأسه طاقية بيضاء، وفوقها حطة مع تواضع جم، وصمتٍ عند مواضع الجد ودعابة في محلها.
كان شُعلة من الذكاء، ذا بديهية حاضرة، وحافظة عجيبة، يفيض بالحيوية والنشاط في العلم والتعليم.
وكان الشيخ أسامة – رحمه الله – بارع الخط، متقناً لقواعده، فكان يكتب بعض اللوحات من الآيات القرآنية، ثم يأخذا إلى الأستاذ المِفَنَّ (عثمان طه) خطاط المصحف الشريف في (المدينة المنورة) فكان يُعجَب بها كثيراً، ويستغرب ذلك، حيث أن الشيخ أسامة لم يتعلم قواعد الخط عند أحد.
أما حسن أدائه للقرآن وتحقيق حروفه ..... فإن القلم يقف عاجزاً عن وصف ذلك.
وقد ذُكرَ أن احد المتقنين المصريين (المقرئ الجامع الشيخ سيبويه رحمه الله) أنه لما سمع قراءته قال له باللهجة المصرية: (القراءة دي منين) حيث أُعجب بقراءته؛ لقوة مخارج حروفه وروعة أدائه، فوعده بأن يُقرئه ختمةً بطريق الطيبة، ولكن توفي الشيخ سيبويه قبل ذلك.
وكان براً بأُمه، حريصاً على رضاها، لا يتوانى عما تطلبُ، وفياً لإخوته، حريصاً على ودهم.
تزوج عام (1404 هـ) بابنة شيخه أبي الحسن محيي الدين الكردي، وأعقب منها ثلاثة في (المدينة المنورة)، وهم: محمد، وشيماء، وياسين، وبنتاً بدمشق سماها: جمانة، مات بعد أيام من ولادتها.
وكان حسن المعاملة لزوجه، وقد أقرأها عدة كتب.
عودتُهُ إلى دمشق الشام:
وفي سنة (1418هـ- 1997م) عاد إلى دمشق، وقد اكتملت شخصيته العلمية، ولكن شهرته كانت محدودة إلا في وسط حيه ومحيطه.
وكان سبب عودته – على ما ذكره – اهتمامه بخدمة أمه لينال مع إخوته من رضاها، حيثُ بلغ – رحمه الله – الغاية في بره لأمه، وليؤدي ما حصل عليه من الحديث الشريف، الذي كان سبباً لذهابه خارج بلده.
وفعلاً، فبمجرد استقراره في دمشق .... قرر أن يطبع إجازة في كتب الحديث بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما هو حالُ إجازة القرآن الكريم، وليكون بذلك قد سبق إلى أمرٍ كاد أن يُفقدَ في بلاد (الشام)، وليحقق أمنية الشيخ عبد الكريم الرفاعي رحمه الله.
وفي عام (1419هـ) أُسندَ إليه تحفيظ القرآن الكريم عليه، وتلقينُ القراءات الشعر بجامع زيد، وعرض ((صحيح البخاري)) عليه، وهي الخطوة الأولى التي ينتهجها جامع زيدٍ في حياته، بقصد تحصيل الرواية وإسماع الحديث وإعطاء الإجازة، فأقبل عليه الطلبة، ولمع ذكره، وسطع نجمعه، مع أنها أشهر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان يشترط في ((البخاري)) حفظ ألف حديث مع السند، ووضع لهم الخطة في ذلك.
وأقام دورة لأئمة الجزء في تراويح رمضان أدهشت العقول، وجمع عليه طالبُ القراءات العشر بمدة أربعة أشهر ونصف، وقد تبين أنه أعطى هذا الطالب من وقته في بيته أكثر من خمس ساعات في اليوم.
وتعرف بعد عودته على شيخ جامع للقراءات العشر من طريق الطيبة ببلدة (عربين)، وهو الشيخ الحافظ الجامع محمد سيد إسماعيل، فكان يذهب إليه كل يوم اثنين، ويقرأُ عليه، وقد لازمهُ مدة ثلاثة أشهر إلى حيث وفاته.
وقد رغَّبَ – رحمه الله – بعض الشباب بحفظ أبيات الشاطبية؛ ليبدؤوا بجمع القراءات العشر، وجعل لهم مجلساً يشرحُ لهم فيه تلك الأبيات، ويدربهم على قراءة بعض الآيات جمعاً بالروايات.
تلاميذه:
اما عن تلاميذه فهم كثر فممن قرأ عليه ختمة كاملة بالقراءات العشرالصغرى من طريقي الشاطبية والدرة الإخوة:
1 - الدكتور الجيلاني بن التوهامي مفتاح التونسي، من (تونس)، قرأ الختمة في (المدينة المنورة).
2 - عبد السلام حمادُ المغربي الإدريسي، من (المغرب)، قرأ الختمة في (المدينة المنورة).
3 - بلال ابن الشيخ أسامة ابن الشيخ عبد الكريم الرفاعي، وكان قد أتم الختمة خلال ثمانية أشهر في (المدينة المنورة).
4 - إحسان مأمون جويجاتي، قرأ الختمة خلال أربعة أشهر ونصف في (دمشق).
وغيرهم كُثُرٌ من الذين قرؤوا برواية حفصٍ عن عاصم.
مصنفاته:
1 - جمع – رحمه الله – بعض المنظومات من أُماتِ العلوم في كتاب، وعمره إذ ذاك ثمانية عشر عاماً تقيباً، سماهُ: ((مجموعة مهمات المتون في سبعة من أماتِ الفنون)) فضبط ألفاظها ضبطاً تاماً، وشرح بعض كلماتها، ونشرها باسم دار الروضة العلمية قبل سفره إلى (المدينة المنورة) سنة (1399هـ).
2 - بعد عودته من (المدينة المنورة) صنفَ هذا الكتاب ((هل التجويد واجب)) ضمنهُ خلاصة تجاربه في التعليم، فجاء ممتلئاً بالعلم بأسلوب سهلٍ مفهوم.
3 - أفرد – رحمه الله – بعض الأحاديث من أبواب ((صحيح البخاري))، وذلك ليقوم الطلابُ بحفظها عن ظهر قلب، ويُعدُ هذا العمل مختصراً لـ: ((صحيح البخاري))، على الكتب والأبواب حسب إرشاد مشايخه الذين أخذ الحديث عنهم.
4 - سجل بصوته المبارك عشرة أجزاء من القرآن العظيم بطريقة الحدر، وذلك للمراجعة والصلاة.
كما أن له تسجيلات خاصة منزلية؛ مثل: (سورة يس برواية قالون عن نافع المدني) سجلها سنة (1414هـ) بـ (المدينة المنورة).
وكذلك (سورة مريم برواية السوسي عن أبي عمرو) – ايضاً – سجلها سنة (1414هـ) بـ (المدينة المنورة).
وأيضاً (جزء عم) برواية حفص، وهو تعليمي بمرتبة التحقيق.
عَمِلَ – رحمه الله – في دار السنابل بدمشق مديراً للتحرير، وقد أشرف على مراجعه (رُبعِ العبادات) من كتاب ((البيان في مذهب الإمام الشافعي)).
وفاتُهُ:
وفي صبيحة يوم الأربعاء (16) جمادى الآخرةِ (1419هـ) قام ليصلي الفجر، وقد أسندته والدته، فنزف وتقيأ دماً وأسلم روحه إلى البارئ جل جلاله شهيداً حميداً.
وكان خبر موته صدمة عنيفة عند عارفيه ومحبيه وطُلابه، وقد غص بيته بالمشيعين، وكأنهم غير مصدقين، وكثر الحزن والبكاء عليه.
ثم بعد أن غُسل وكُفن صُلي عليه بجامع سيدنا زيد بن ثابت عقب صلاة العصر من ذلك اليوم.
وتكلم شيخُ جامع زيد فضيلة الشيخ سارية الرفاعي، وفضيلة شيخ القراء الشيخ كريم راجح، وصلى عليه فضيلة الشيخ صادق حنبكة.
وقد غص المسجد بالمصلين، وبدا الأسى والبكاء في وجوه الناس، وكانت دموع شيخه أبي الحسن تنسكب من عينيه مما زاد في الموقف ألماً وحسرة، ثم شُيع على مقبرة الباب الصغير مروراً من حي قبر عاتكة في مشهد لم تشهده (دمشق) من زمن.
وكانت جنازته شرعية، وأقيم عزاؤه في جامع الشيخ عبد الكريم الرفاعي، وألقيت عدة كلمات عنه.
* * *
غاب الشيخ أسامة، وقد ترك لوعة في القلب، وغصة في النفس، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا، وإنا على فراقك يا أخانا أسامة لمحزونون، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
نسأل الله تعالى أن يرحم أخانا الشيخ أسامة رحمةً واسعةً، وأن يرفع درجاته ويعلي مقامه، وأن يجعله في الفردوس الأعلى من الجنة من غير سابقة حساب ولا عذاب، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحَسُنَ أولئك رفيقا، وأن يلحقنا بهم على أحسن حال، آمين يا رب العالمين.
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
* * *
أقوال العلماء فيه:
قال عنه شيخه أبو الحسن الكردي شيخ مقارئ جامع زيد:
"أبكي علمكَ، أبكي قراءتكَ، أبكي حياءكَ وأدبكَ، لم أسمع مثل قراءتكَ في حياتي".
قال عنه الشيخ محمدكريم راجح شيخ قراء الشام:
" كان – رحمه الله – قريباً في الوقت الذي ينبغي أن يكونَ فيه قريباً، وكانَ غريباً في الوقت الذي كان ينبغي أن يكون فيه غريباً، حتى وصفه البعض بأنه انعزالي، وفعلاً كان كذلك، كان يحب العزلة ويحبُ الخفاء ولا يحبُ الظهور، وكذلك صفةُ الأتقياء الصالحين. ما رأيتُهُ مرة إلا وتذكرت الصلاح وأهله، فكان بحق من الذين إذا رؤوا ..... ذكرَ الله، وهذه علامة أولياء الله تعالى".
قال الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي:
" ارتحل الشيخ أسامة من حياة إلى حياة، ومن ثم فإن علاقته بهذه الحياة ستستمر بفضل الله تعالى؛ فالفائدة التي كان الشباب يرونها، والجهد الذي كان يبذله في سبيل سيسري مرة أخرى، ولكن عبر نفق خفي آخر لا نستبينه، ولا نعرف كيف نتعامل معه؛ ذلك لأن الشيخ أسامة كان من حملة كتاب الله أولاً، ثم كان ممن يخدم دين الله من خلال كتاب الله ثانياً، ثم كان ممن يربي الشباب تحت مظلة كتاب الله عز وجل ثالثاً، هكذا ارتحل إلى الله، ومن خلال هذا الجهد ... انتقل إلى رحاب الله، فلذلك لن ينقطع رفده عن المساجد وعن أولئك الذين كان يقدم النفع والنصح إليهم، ولكن من خلال نفق خفي لا نعلمه، كما قلتُ".
مصادر الترجمة:
1 - مقدمة كتابه هل التجويد واجب؟ بتصرف
2 - إمتاع الفضلاء بتراجم القراء لالياس البرماوي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حازم الكناني]ــــــــ[12 Jul 2005, 03:17 م]ـ
جزاك الله خيراً على الترجمة فنحن بحاجة لأمثال هذه التراجم التي تقودنا لمعرفة المتقنين في أعظم ما يرضي الله من أعمال الخير، ألا وهو كتاب الله تعالى.
لكن لي ملاحظة أرجو من الله تعالى أن نتفق حولها وهي:
حكاية القطب هذه، والتي هي من ترّهات الصوفية، وكان من الأجدر أن تثبت الترجمة بدونها، فليس هناك مايُدعى بالقطب أو الغوث أو غيرهم من رتب المملكة الوهميّة عند المتصوفة.
أرجو أن تتقبل شكري وتقديري وجزاك الله خيراً.
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[13 Jul 2005, 02:09 ص]ـ
جزاكم الله خيرااخي الكريم(/)
التعقيبات المفيدة على كتاب (كلمات القران تفسير وبيان لفضيلة الشيخ مخلوف)
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[12 Jul 2005, 07:31 م]ـ
يقول الدكتور محمد بن عبدالرحمن الخميس في هذا الكتاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن محمدا عبده ورسوله وبعد: يقول تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ) () وقال أيضا (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِياً) () و قال أيضا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) () أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أما بعد فد جرى الأستاذ / حسنين محمد مخلوف في كتابه (كلمات القرآن تفسير وبيان) على طريقة أهل الكلام من تأويل بعض الآيات المتعلقة بالصفات وعدم إجرائها على ظاهرها و إمرارها كما جاءت وقد طلب مني بعض الفضلاء التعليق على ما وقع فيه المؤلف من التأويلات فأجبته الى طلبه رغبة مني في إظهار الحق وبيانه، وكتبت ما بدا لي من ملحوظات على الكتاب، والله أسأل أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم وأن ينفع بها المسلمين والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل.
كتبه
د. محمد عبدالرحمن الخميس
بسم الله الرحمن الرحيم
ملحوظات على كتاب (كلمات القران وبيان) للشيخ محمد مخلوف
أولا: جاء في صفحة (88) الآية (54) من سورة (الأعراف)، وكذلك صفحة (112) وصفحة (134) وصفحة (177) وصفحة (211) وصفحة (236) وصفحة (277) وصفحة (323).
وفي قوله تعالى (استوى على العرش) قال الشيخ مخلوف: (استوى بالمعنى اللائق به سبحانه).
• قلت: إن كان يريد بكلامه هذا تفويض كيفية الاستواء فهذا حق لأن الكيفية على الوجه اللائق به سبحانه ولا يعلم ذلك إلا الله كما قال الإمام مالك: ( ... والكيف مجهول)، وأما إن كان يريد بذلك أن معنى الاستواء نفسه مجهول فهذا فرار من إثبات صفة العلو والاستواء على العرض لأن السلف ذكروا أن الاستواء معناه العلو والارتفاع والاستقرار ().
وعبارة المؤلف مبهمة تحتمل كلا المعنيين، ولكن السلف لم يجهلوا معنى الاستواء كما قال الإمام مالك وغيره (الاستواء معلوم) () وورد في ألفاظ أخرى (الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول).
...
ثانيا: جاء في صفحة (114) الآية (21) من سورة يونس.
في قوله تعالى: (قل الله أسرع مكرا).
قال الشيخ مخلوف: (أعجل جزاء وعقوبة).
• قلت: حقيقة المكر تدبير محكم في إنزال العقوبة بالمجرم من حيث لا يشعر فهو أخص من مطلق العقوبة والجزاء , لأنه عقوبة على وجه مخصوص.
...
ثالثاً: جاء في صفحة (135) الآية (9) من سورة الرعد.
في قوله تعالى: (الكبير المتعال).
قال الشيخ مخلوف: (المستعلي على كل شيء بقدرته).
• قلت: هذا أحد معاني العلو الثابتة له سبحانه، فهو المتعالي على كل شيء بقهره، والمتعالي بذاته فوق خلقه.
...
رابعاً: جاء في صفحة (235) الآية (27) من سورة لقمان.
في قوله تعالى: (ما نفدت كلمات الله).
قال الشيخ مخلوف: (مقدوراته وعجائبه أو معلوماته).
(يُتْبَعُ)
(/)
• قلت: تفسير كلمات الله بمقدوراته أو بمعلوماته خلاف ما فهمه السلف منها، وهو بالتالي عدول عن ظاهر اللفظ، بل كلماته سبحانه هي كلامه وقوله الذي لا نفاد له، لأنه سبحانه أول بال ابتداء، آخر بلا انتهاء , ولم يزل ولا يزال بتكلم بما شاء إذا شاء فلا حد لكلامه سبحانه فيما مضى ولا فيما يُستقبل، وما يقدر من الأشجار والبحور لتكتب به كلمات الله لابد أن يفنى وينتهي، وكلام الله لا نفاد له، وتفسير كلمات الله بمقدوراته أو معلوماته تفسير لها بأمور وجودية وعدمية، وكلمات الله تعالى الموصوفة بأنه لا تنفد هي أمور وجودية، وكأن هذا التفسير الذي ذكره المؤلف يرجع الى مذهب الأشاعرة في كلامه، وهو أن كلام الله معنى واحد نفسي قديم فلا يوصف بالتعدد وهو خلاف مذهب أهل السنة والجماعة فانهم يقولون: (لم يزل الله وال يزال يتكلم بما شاء وكيف شاء وكلماته لا نهاية لها , فيوصف تعلى بأنه قال ويقول ونادى وينادي وكما أخبر بذلك تعلى عن نفسه وهو أعلم بنفسه وبغيره، وأصدق قيلا وأحسن حديثا من خلقه) ().
...
خامساً: جاء في صفحة (248) الآية (10) من سورة فاطر.
في قوله تعالى: (والعمل الصالح يرفعه).
قال الشيخ مخلوف: (يرفع الله العمل الصالح ويقبله).
• قلت: هذا أحد القولين في تفسير الآية، والقول الثاني أن العمل الصالح يرفع الكلم الطيب لأنه برهان صدق الإنسان في كلامه الطيب, فإذا صدق فعله قوله كان حقيقا وجديرا بان يرفعه الله تعالى ويقبله، وهذه الآية من أعظم حجج أهل السنة على أهل البدع في باب إثبات صفة العلو لله تعالى ().
...
سادساً: جاء في صفحة (329) الآية (3) من سورة الحديد.
في قوله تعالى: (الظاهر والباطن).
قال الشيخ مخلوف: (الظاهر بوجوده ومصنوعاته وتدبيره) (والباطن بكنه ذاته عن العقول).
• قلت: الأولى تفسير هذين الاسمين: (الظاهر والباطن) بما فسرهما به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء)، فيكون اسمه الظاهر دالا على علوه على خلقه واسمه الباطن دالا على إحاطة علمه وانه لا يحجبه شيء فسمعه واسع لجميع الأصوات، وبصره نافذ إلى جميع المخلوقات.
...
سابعاً: جاء في صفحة (350) الآية (42) من سورة القلم.
في قوله تعالى: (يوم يكشف عن ساق).
قال الشيخ مخلوف: (كناية عن شدة هول القيامة).
• قلت: هذا أحد القولين في تفسر الآية , والقول الثاني: أن المراد يكشف الله عن ساقه، ويدل لهذا الحديث الثابت في الصحيح ()، والسلف لم يختلفوا في إثبات صفة الساق كرجله ويده وإنما اختلفوا في تفسير هذه الآية. فقال بعضهم: (المراد بالساق ساق الله فالله يكشف عن ساقه فيسجد له المؤمنون حينئذ كما في الصحيحين) (). وقال بعضهم: (إن المراد شدة الهول) فلم يجعلوها من آيات الصفات، ولكنهم لم ينفوا صفة الساق الثابتة في السنة فلم يثبتوا صفة الساق بنص القرآن وإنما أثبتوها بالسنة وال منافاة بين القولين فالله يكشف عن ساقه يوم شدة الهول. بخلاف المعطلة فانهم لا يؤمنون بصفة الساق ولا يثبتونها لا بالقرآن ولا بالسنة بل حملوا الآية والحديث على شدة العذاب، وهذا وان كان محتملا في الآية فانه لا يحتمل في تفسير الحديث لورود الساق مضافة الى الضمير العائد على الله تعالى ().
...
ثامنا: جاء في صفحة (384) الآية (1) من سورة الأعلى.
في قوله تعالى: (سبح اسم ربك)، ولم يذكر الأعلى وهي تمام الآية، ومعناه الأعلى من كل شيء، فهو أفعل تفضيل دال على علوه تعلى بكل معاني العلو فهو الأعلى قدرا ومنزلة، وهو الأعلى بالقهر والغلبة , وهو الأعلى بذاته فوق كل شيء وفي ذكر اسمه الأعلى في هذا الموضع بيان لموجب استحقاقه للتسبيح وهو التنزيه عن النقائض.
...
فهرس المراجع
1 - تفسير ابن جرير الطبري (جامع البيان) طبعة مكة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر الطبعة الثالثة (1388هـ).
2 - تفسير البغوي المسمى (معالم التنزيل) للإمام أبى محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي الشافعي إعداد وتحقيق خالد عبدالرحمن ومروان سوار دار المعرفة ببيروت لبنان الطبعة الأولى (1406هـ).
3 - تفسير ابن السعدي طبع المؤسسة السعدية.
4 - العلو للعلي الغفار للحافظ الذهبي ط السلفية المدينة.
5 - عقيدة السلف أصحاب الحديث لأبي إسماعيل الصابوني تحقيق وتخريج بدر البدر الدار السلفية الكويت.
6 - مجموع فتاوي ابن تيمية جمع وترتيب عبدالرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي الحنبلي الرئاسة العامة لغدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد تصوير عن الطبعة
الأولى (1398هـ).
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[13 Jul 2005, 03:18 م]ـ
أرجوا التفاعل أيها الإخوة.(/)
آية التطهير وعلاقتها بعصمة الأئمة
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[12 Jul 2005, 07:46 م]ـ
هذا البحث العلمي الرصين هو للدكتور عبدالهادي الحسيني. ومن أراده كاملا بالحواشي والتعليقات فليحمله من الملف المرفق هنا
آية التطهير:
(آية التطهير) وهي قوله تعالى: ( ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) "1"، أقوى ما احتجوا به من آيات القرآن، ويلاحظ أنها ليست آية كاملة وإنما هي تتمة الآية التي أولها خطاب لأمهات المؤمنين – رضي الله عنهن – بقوله: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ…) "2"، ولذلك فتسميتها بـ " آية التطهير " تدليس لأنها ليست بآية وإنما هي جزء منها.
وعلى كل حال فقد قالوا: إن التطهير وإذهاب الرجس معناه العصمة من الخطأ والسهو والذنب " فأهل البيت " معصومون من ذلك كله، ومقصودهم " بأهل البيت " أشخاصاً معينين أولهم سيدنا علي ثم فاطمة والحسن والحسين – رضي الله عنهم – وليس جميع أهل البيت.
مناقشة هذا التفسير:
إن الاحتجاج بهذه الآية على " العصمة " مردود من حيث الدليل ومن حيث الدلالة:
1 – عدم صلاحية الدليل (آية التطهير) للاستدلال على (العصمة).
إن قضايا الاعتقاد الكبرى ومهمات الدين وأساسياته العظمى لابد لإثباتها من الأدلة القرآنية الصريحة القطعية الدلالة على المعنى المطلوب كدلالة قوله تعالى: (اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) "3" على التوحيد، ودلالة (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ) "4"، على نبوة محمد ? ودلالة قوله تعالى: (أَقِيمُواْ الصَّلاةَ) "5"، على فرضية الصلاة ومشروعيتها ولايصح أن تؤسس هذه الأمور المهمة على الأدلة الظنية المشتبهة وإلا تطرق الشك إلى أساس الدين لقيامه على الظنيَّات وابتنائه على المتشابهات المحتملات وذلك منهي عنه بصريح قوله تعالى: (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ) "1"، فاشترط الله – جل وعلا – لإقامة دينه الآيات المحكمات الواضحات التي لا اشتباه فيها ولااحتمال كالآيات التي استشهدنا بها على التوحيد والنبوة والصلاة وهي "أم الكتاب " ومرجعه وأصله المعتمد الذي يرد إليه ما تشابه وتطرق إليه الظن والاحتمال.
أما من اعتمد على الآيات المتشابهات المحتملات فهو من الزائغين الذين (فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ) "2".
وقال تعالى أيضاً: (وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً) "1"، فالدليل الظني لا يصح الاعتماد عليه لأنه لا يفيد العلم وإذن لا بد أن يكون الدليل قطعياً في دلالته، فيسقط الاستدلال بكل الأدلة الظنية المشتبهة، ولذلك قال الأصوليون:
" الدليل إذا تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال ".
إن "عصمة الأئمة " من ضروريات الاعتقاد عند الإمامية لأنها الأساس الذي يقوم عليه أصل عقيدة " الإمامية " فإذا انهار الأساس " العصمة " انهدم ما بني عليه " الإمامة " ولذلك شددوا في الإيمان بها والنكير على من جحدها حتى كفروه وأخرجوه من الملة!!.
فقد روى الكليني أن أبا عبدالله "ع" قال: " ما جاء به علي آخذ به وما نهى عنه انتهي عنه … المتعقب عليه في شيء من أحكامه كالمتعقب على الله وعلى رسوله، والراد عليه في صغيرة أو كبيرة على حد الشرك بالله " "2".
وقال ابن بابويه القمي: " من نفى العصمة في شيء من أحوالهم فقد جهلهم ومن جهلهم فهو كافر " "3".
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا يستلزم تكفير أكثر من مليار مسلم لايدين بهذه العقيدة وتكفير حكامهم وأولهم الخلفاء الراشدون فما دون بلا استثناء فضلاً عن أجيال المسلمين المتعاقبة عل اختلاف أزمنتهم وأمكنتهم وما ينتج عن ذلك من مفاسد لايمكن إحصاؤها قد يكون أهونها حرمة مناكحتهم وأكل ذبائحهم وعلى هذه العقيدة بُنيت الفتاوى التي تبيح أموال المسلمين ودماءهم وجواز أو وجوب مقاتلتهم والخروج عليهم!!.
وعقيدة بهذه المنزلة والخطورة لابد أن تكون أدلتها صريحة قطعية في دلالتها، محكمة لايتطرق إليها الشك أو الاحتمال بأي حال من الأحوال وإلا صار الدين لعباً لكل لاعب، وأساسياته عرضة لكل متلاعب وهذه الآية: "آية التطهير"ليست صريحة في الدلالة على عصمة أحد، فضلاً عن عصمة أشخاص معينين محددين، والقول بدلالتها على "العصمة" ظن واشتباه فبطل الاستدلال بها على ذلك، لأن الدليل إذا تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال.
وهذا يكفي في رد الحجة وإسقاط هذه العقيدة استدلالاً بالآية الكريمة، لأن الدليل من الأساس فقد صلاحيته للاستدلال على المراد.
ولكن من باب الاستطراد النافع لإخراج آخر شبهة من نفس المقابل الذي يريد الحق للحق بالحق لابأس من مناقشة دلالة الدليل (الآية) بالتفصيل.
2 - عدم دلالة النص "الآية"على "العصمة".
وذلك يتبين من وجوه كثيرة منها:
اولاً: افتقاره إلى السند اللغوي:
فهذا تفسير لاينهض من الأساس لأنه ساقط لغوياً والقرآن نزل بلغة العرب فإذا كانت هذه الألفاظ "التطهير" و"إذهاب الرجس"تعني"العصمة" في هذه اللغة فيمكن حمل النص على مايقولون.
ولكن … إذا كانت هذه الألفاظ لاتعني ذلك في اللغة التي نزل بها القرآن فماذا يكون الجواب؟! والدليل على ما أقول ما يلي:
1 - لاعلاقة للرجس بالخطأ في لغة القرآن.
فلا يعرف من لغة القرآن – التي هي لباب لغة العرب – إطلاق لفظ "الرجس" على الخطأ في الاجتهاد. فإن "الرجس" القذر والنتن وأمثالهما.
يقول الراغب الأصفهاني في "مفردات ألفاظ القرآن"مادة "رجس":
الرجس: الشي القذر يقال: رجل رجس ورجال أرجاس قال تعالى: (رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ) "1" … والرجس من جهة الشرع الخمر والميسر… وجعل الكافرين رجساً من حيث أن الشرك بالعقل أقبح الأشياء قال تعالى: (وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ) "2" وقوله تعالى: (وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ) "3"، قيل: الرجس النتن، وقيل: العذاب، وذلك كقوله: (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) "4" وقال: (أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ) "5" أ. هـ.
قلت: ولذلك لم يختلف الفقهاء في نجاسة الخمر وإنما اختلفوا في كون النجاسة هل هي معنوية أم حسية؟ لأنها وصفت بالآية بالرجس وما ذلك إلا لأنهم فهموا من وصف الله تعالى لها وللأنصاب والأزلام والميسر بلفظ "الرجس" إنه القذر والنتن والنجاسة ومن قال بنجاستها المعنوية قال هي كقوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) "1" والخطاء في الاجتهاد لايمكن أن يوصف بأنه قذر أو نجاسة أو نتن لذلك فهو ليس برجس.
فمن قال: إن الآية نص في التنزيه من الخطأ فقد جاء بما لايعرف من لغة العرب. وإذن فالآية تنهض حجة على العصمة من الخطأ، بل سقط الاحتجاج بها كلياً لأن العصمة لاتتجزأ فإذا لم يكن من وصف بالعصمة معصوماً من الخطأ فهو ليس معصوماً من الذنب لأنهما متلازمان.
2 - " التطهير " و " إذهاب الرجس " لايعني العصمة من الذنب والدليل الواضح على هذا وروده في غير "أهل البيت ".
كما في قوله تعالى: (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (102) خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا) "2".
(يُتْبَعُ)
(/)
وهؤلاء القوم ارتكبوا المعاصي، فلو كان " التطهير " يعني العصمة من الذنب لما أطلق على هؤلاء المذنبين الذين "اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً" وقد وصف هؤلاء بالتزكية إضافة إلى التطهير " تطهيرهم وتزكيهم " والتزكية أعلى وقد وصف بها هؤلاء المذنبون ومع ذلك لم يكونوا معصومين ولم يوصف بها أولئك الذين يُقال عنهم " أئمة معصومون "، وإنما اكتفى بلفظ " التطهير " فقط، وهو أقل منزلة من حيث المعنى فكيف صاروا به – وهو أقل – معصومين؟!.
وقال تعالى: (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) "3"، ولم تكن ابنتا لوط معصومتين مع أنهما من الآل الذين وصفوا "بالتطهير" وأرادوا إخراجهم، فتطهير آل النبي محمد ? أو أهله كتطهير آل لوط عليه السلام.
وقال جل وعلا عن رواد مسجد قباء من الصحابة الأطهار: (فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) "1"، ولم يكن هؤلاء معصومين من الذنوب بالاتفاق.
وقال بعد أن نهى عن إتيان النساء في المحيض: (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) "2".
وقال عن أهل بدر وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً: (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ) "3".
والرجز والرجس متقاربان و"يطهركم" في الآيتين واحد ولم يكن هؤلاء معصومين من الذنوب.
وقال مخاطباً المسلمين جميعاً: (مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) "4".
وقال عن المنافقين واليهود: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ) "5".
وليس معنى اللفظ "أولئك الذين لم يرد الله أن يعصمهم من الذنوب" ولا يستقيم تفسير اللفظ "بالعصمة" إلا إذا كان المعنى كذلك، وأيضاً فإن مفهوم لفظ الآية يستلزم أن يكون غيرهم من المؤمنين معصومين من الذنوب ولم يقل أحد بذلك.
فالآية إذاً لا دليل فيها على "العصمة" بمعنييها ولله الحمد.
3 - لفظ "الأهل" لغة:
لفظ "الأهل" في أصل الوضع اللغوي يعني زوجة الرجل، ومن يجمعه وإياهم مسكن واحد وليس الأقارب بالنسب إلا على سبيل المجاز وإليك الدليل:
"فأهل" الشيء عموماً: أصحابه الملازمون له كما قال تعالى: (إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ) "1"، فأهل النار أصحابها وسكانها الملازمون لها كما قال تعالى: (لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ) "2".
و"أهل الكتاب" و"أهل الذكر" أصحابه وحملته "وأهل المدينة" و"أهل القرى" أصحابها وساكنوها المقيمون فيها الملازمون لها كما قال تعالى: (وَجَاء أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ) "3"، (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ) "4"، وكذلك "أهل البلد" كما قال تعالى: (رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ) "5".
وكذلك كل لفظ أضيف إلى كلمة "أهل" كما في قوله تعالى (فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ) "6".
(يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا) "7"، (وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ) "8". (حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا) "9". فأهل السفينة ركابها الذين تجمعهم.
أهل البيت:
وأهل البيت سكانه الذين يجمعهم ذلك البيت كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا) "1"، وقالت أخت موسى – عليه السلام – لفرعون: (هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ) "2".
أهل الرجل:
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الراغب الأصفهاني: أهل الرجل في الأصل من يجمعه وإياهم مسكن واحد، ثم تُجُوَّزَ به فقيل أهل بيت الرجل لمن يجمعه وإياهم نسب.أ. هـ.
فأهل الرجل أو أهل بيته في الأصل من يجمعه وإياهم مسكن واحد وبهذا جاءت النصوص القرآنية كما في قوله تعالى: (قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ) "3"، وقال إخوة يوسف – عليه السلام: (وَنَمِيرُ أَهْلَنَا) "4"، (مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ) "5"، وقال يوسف – عليه السلام: (وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ) "6"، وكانوا أباه وزوجة أبيه وإخوته كما أخبر عنهم الرب جل وعلا بقوله: (فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ (99) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً) "7"، فأنت ترى كل هذه الشواهد القرآنية لم يدخل في لفظ "الأهل" فيها غير سكان بيت الرجل الذي يجمعهم وإياه ذلك البيت، ولم يدخل الأقارب فيه قط.
الزوجة من (أهل بيت) الرجل بل هي أول عضو فيه:
فأهل الرجل زوجته بدليل اللغة والشرع والعرف والعقل ولا دليل آخر مع هذه الأربعة.
1 - دليل اللغة:
يقول الراغب الأصفهاني: وعبر (بأهل الرجل) عن امرأته … و (تأهل) إذا تزوج ومنه قيل: أهلك الله في الجنة: أي زوجك فيها وجعل لك فيها أهلا يجمعك وإياهم.أ. هـ.
وفي (مختار الصحاح) يقول الرازي: (أهل) الرجل تزوج وبابه دخل وجلس و (تاهل) مثله أ. هـ. فهذا دليل اللغة.
2 - دليل الشرع:
- تأمل هذه الآيات:
- (فَلَمَّا قَضَى مُوسَىالْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ) "1" ولم يكن معه ساعتها غير زوجه.
- (قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً) "2" وهذا قول سارة زوجة إبراهيم عليه السلام فبماذا أجابتها الملائكة؟ وتحت أي وصف إدخلتها؟ (قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ) "3"فلولا كونها من أهل بيت إبراهيم عليه السلام لما رحمها الله بهذ المعجزة ولا بارك عليها فحملت بإسحاق عليه السلام، وإذن فلا عجب.
- وقالت أخت موسى عليه السلام لفرعون: (هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ) "4"فمن قصدت أولاً بأهل البيت؟ أليست أمها أول المقصودين بهذا اللفظ لأن كفالة الرضيع تتوجه أول ماتتوجه إلى المرضع وهي هنا أم موسى لذلك قال تعالى: (فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ) "1".
- حتى امرأة العزيز خاطبت زوجها فقالت: (مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً) "2" أي زوجتك.
- وهذه عدة آيات عن لوط عليه السلام وإمرأته يدخلها تحت مسمى (الأهل) في كل المواضع التي ورد فيها إنجاؤهم وإلا لما استثناها منهم.
- (فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ) "3".
- (قَالُواْ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ) "4".
- (فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ) "5".
- (فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170) إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغَابِرِينَ) "6".
- (قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطاً قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ) "7".
- (لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ) "8" فكرر الاستثناء مع أن الآيتين متقاربتان لاتفصل بينهما إلا أية واحدة وفي سياق واحد.
- (وَإِنَّ لُوطاً لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ (133) إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (134) إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغَابِرِينَ) "9".
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا شك أن هذا الإصرار على استثناء امرأة لوط في كل مرة يذكر فيها (أهله) لا داعي له لو كان العرب الذين نزل عليهم القرآن يستطيعون فهم لفظ (الأهل) مجرداً من الزوجة.
3 - دليل العرف:
وإطلاق لفظ (الأهل) والمراد منه الزوجة أمر متعارف عليه إلى اليوم: يقول الرجل مثلا: (جاءت معي أهلي) يقصد زوجته والناس تفهم منه ذلك.
4 - دليل العقل.
إذ كل رجل إنما يبدأ بيته بزوجته وكل عائلة تبدأ بأب وأم أو رجل وامرأة هي زوجته وهنا يصح اطلاق لفظ (الأهل) على الزوجة حتى قبل مجيء الأولاد وحتى لو لم يكن عند الرجل أب أو أم أو أخوة. فالزوجة أول شخص في البيت يطلق عليه اسم (الأهل) فهي أول أهل بيت الرجل أو أهل البيت.
ولذلك قيل للزوجة: (ربة البيت) فهي ليست أهله فحسب أو من أهل بيته وإنما هي ربة هذا البيت.
فالزوجة إذن أهل الرجل ومن أهل بيته فبأي حق تخرج أزواج النبي ? من بيته ويقال إنهن لسن من أهله؟! أومن أهل بيته؟! فموسى زوجته من أهله وإبراهيم زوجته من أهله وعمران زوجته من أهله وحتى لوط امرأته من أهله بل حتى الوزير الفاسق امرأته من أهله بل كل رجال الدنيا منذ خلقت وإلى أن تفنى زوجاتهم من أهل بيتهم. إلا رسول الله ? الطاهر المطهر زوجاته الطاهرات أمهات المؤمنين بنص القرآن لسن من أهله!!!! بأي لغة يتحدث القوم؟!
أهل النبي ? وبيت النبي أو بيوت النبي:
يقول الله تعالى: (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ) "1" فمن هؤلاء (الأهل) الذين غدا منهم رسول الله ? متوجهاً للقتال. أليسوا هم الذين كان يجمعهم وإياه مسكن واحد؟ وهم أزواجه لا غير أهل ذلك البيت الذي قال الله عنه: (كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ) "2". وبيت رسول الله له وجود مستقل كان يأوي إليه وينام فيه كذلك يأكل ويشرب ويفعل كل ما يفعله رجل في بيته وفي هذا البيت أزواجه وهن أهله لا غيرهن فأولاده الذكور قد ماتوا جميعاً والبنات بعضهن مات وبعضهن تزوج وخرجن من بيته. ولقد كان لرسول الله ? عدة بيوت على عدد أزواجه فلكل زوجة بيت فهي بيوت كما يعبر الله عنها بصيغة الجمع ويضيف هذه البيوت التي تعددت لتعدد أزواجه مرة إليه ومرة إليهن فبيوته بيوتهن وبيوتهن بيوته على حد سواء فكيف يكون بيت لشخص ومع ذلك فهذا الشخص ليس من أهل ذلك البيت؟! فبيوت أزواج النبي ? أهلها هذه الأزواج وبيوت النبي ? لم تكن غير بيوت أزواجه فهن أهل بيته بلا شك كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ) "3" ثم يذكر الله في الآية نفسها الأدب الواجب على المؤمنين في التعامل مع أهل البيوت (أزواجه) قائلاً: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ) "4" ويقول مخاطباً أزواج النبي ? مضيفاً البيوت إليهن (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً) "5" فتأمل كيف قال الرب جل وعلا: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) ثم قال: (أَهْلَ الْبَيْتِ) ثم قال (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ) وهذا يعني أن المقصود (بأهل البيت) في الآية نفس المخاطبات في الآية نفسها والآية التي بعدها فبيت النبي ? هو نفسه بيت زوجته ولتعدد هذه البيوت أضيف إليه ? بصيغة الجمع فقيل (بيوت النبي) وهي نفسها (بيوت أزواجه) بلا فرق.
وأهل هذا البيت هم النبي ? وأزواجه.
فبأي حق نخرج هذه الأزواج الطاهرات الطيبات أمهات المؤمنين من (أهل بيت) رسول الله ?؟!
شبهات (متشابهات) تعلقوا بها:
1 - ضمير التذكير في الخطاب:
قالوا: لو كان المقصود بالآية أزواجه لقال الرب: (عنكن) و (يطهركن) بالتأنيث ولم يقل (عنكم) بالتذكير.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت سبحان الله! حتى عوام الناس يدركون بفطرتهم أن الخطاب في لغتهم إذا جاء بصيغة التذكير شمل الذكور والإناث أما إذا جاء بصيغة التأنيث فالمقصود به الأنثى أو الإناث فقط ولذلك يقول الرجل لأولاده: كلوا أو اقرأوا إذا كانوا ذكوراً وإناثاً ولا يقول اقرأن إلا إذا كن إناثاً فقط وأحياناً حتى إذا كان المخاطبون إناثاً ليس فيهم ذكر فيبقى الخطاب بصيغة التذكير فيقول: اقرأوا، قوموا، اخرجوا …
وبهذا نزل القرآن. فقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ) "1" يعم الرجال والنساء كقوله: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ) "2" ولذلك قال الله تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ) "3" واستمر الخطاب بالتذكير إلى أن قال: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم) "4" ولازال الخطاب بالتذكير ثم أفصح بالمقصود فقال بعد قوله (منكم) (مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ) "1" وإذن فالمقصود الجميع الذكر والأنثى ثم عاد الخطاب بالتذكر (فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي) "2".
ولما كان بيت النبي ? فيه النبي وأزواجه جاء اللفظ بصيغة التذكير ليعمهم جميعاً فلا يمكن إذاً أن تأتي الصيغة بالتأنيث وإلا لأخرج النبي من حكم الآية.
ومن العجيب أنهم يخرجون نساء النبي ? من حكم الآية محتجين بكونهن إناثاً وفي الوقت نفسه يدخلون فاطمة رضي الله عنها تحت حكمها مع أنها انثى!
2 - حديث الكساء:
روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت:
خرج النبي ? ذات غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن ابن علي فأدخله مع في المرط ثم جاء الحسين فأدخله معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) "3" وفيه أن رسول الله لم يدخل زوجته أم سلمة معهم بل قال لها: أنت من أهل بيتي أنت على خير.
ما العلاقة؟!
ونحن لاندري ما علاقة هذا الحديث بإخراج أمهات المؤمنين من الآية!!.
غاية ما فيه إدخال مجموعة من أقرباء النبي ? الذين لم يكونوا يساكنونه في بيته في حكم الآية، وليس فيه قصر المعنى عليهم وحدهم أو إخراج غيرهم منه، إذ ليس من شرط دخول هؤلاء خروج أولئك، ورحمة الله وسعت كل شيء، فلن تضيق بأحد من أجل أحد، إن قول القائل مشيراً إلى أربعة من أصدقائه " إن هؤلاء هم أصدقائي " لايعني قصر الصداقة عليهم، ولو كان لأحدهم عشرة إخوة فأشار إلى ثلاثة منهم كانوا معه فقال معرفاً بهم: " إن هؤلاء إخوتي " لم يدل قوله بلفظ هذا على عدم وجود إخوة آخرين له إلا إذا لم يكن له في الواقع غيرهم، فالقرينة التي تحدد معنى اللفظ سِعة وضيقاً هي واقع الأمر ذاته، أما اللفظ لغة فلا ينفي ولا يثبت، و"أهل بيت النبي ? " في الواقع كثيرون فبأي حجة نقتصر باللفظ على بعضهم دون بعض؟!.
وهذا يرد في القرآن كثيراً كقوله تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) "1"، أي ذلك الدين القيم وليس الدين القيم مقصوراً على عدة الشهور وكون أربعة منها حرماً فقط.
كذلك قول النبي: " هؤلاء أهل بيتي " أي من أهل بيتي.
وإذا كان هذا اللفظ يمنع دخول أحد من بيت النبي ? مع هؤلاء الأربعة فكيف أدخلوا تسعة آخرين معهم لم يكونوا موجودين أصلاً عندما قال النبي ? قوله ودعاء دعاءه؟!.
فإن قالوا: لوجود أدلة على ذلك قلنا: الأدلة كلها تدل على أن أزواجه هن خصوص أهل بيته مع أن الأدلة التي احتجوا بها لإدخال أولئك التسعة ليس فيها دليل واحد من القرآن وإنما هي روايات صاغوها وأحاديث وضعوها ليس إلا.
لنا لا علينا:
(يُتْبَعُ)
(/)
ونحن زيادة على ذلك نقول: لو تمعنت في الأمر قليلاً لو جدت الحديث حجة لنا لا علينا، إذ هو قرينة واضحة على أن المقصود بالآية أزواجه فلو كانت نازلة بخصوص أصحاب الكساء لما كان لدعاء النبي ? لهم معنى فما الداعي له والأمر محسوم من الأساس بدون دعائه؟! وإذن دعاء النبي طلب من الله أن يشمل بكرامته من دعا لهم شفقة منه أن لا يكون حكم الآية عاماً لأنه نزل في معرض الخطاب لأزواجه، ولو كان النبي ? يقطع بدخولهم في حكمها أو كان مطمئناً إلى ذلك لما دعا لهم.
مجيء اللفظ بصيغة العموم والمراد به الخصوص
أن مجيء اللفظ عاماً في صيغته والمراد به خصوص معناه معروف في لغة العرب إذا احتفت به قرائن توجب أو ترجح حمله على ذلك.
والقرينة إما حالية أو لفظية، فالحالية كما في قوله تعالى: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً) "2" فلفظ " أرض " و"أهلها" عام، والمراد به أرض مصر وأهلها وهو خاص. والقرينة ما نقطع به تاريخياً أن فرعون لم يحكم عموم الأرض.
وقال تعالى عن الريح التي أرسلها على عاد: (تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا) "1" فلفظ "كل شيء" عام لكن القرينة اللفظية التي بعده وهي قوله: (فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ) صرفت المعنى إلى الخصوص فلم يعم المساكن.
كذلك لفظ "أهل البيت" في الآية فهو وإن كان عاماً في صيغته فقد احتفت به قرائن منها المعنى الحقيقي "لأهل البيت" وهو الزوجة وسياق الآيات وسبب النزول … إلخ. جعلته يبدو للسامع خاصاً بأزواج النبي ? ولم تكن من قرينة تجعل النبي ? يطمئن ويقطع بأن المراد به العموم، لذلك دعا رسول الله ? لأصحاب الكساء،، وهكذا صار دعاؤه ? قرينة لنا على أمرين:
الأول أن أزواجه أول المقصودين بالآية.
الثاني: شمول اللفظ لبقية أهل بيته، ولولا دعاؤه لما كنا نستطيع القطع بالأمر الثاني فتأمل.
أما قصر الآية على أهل الكساء دون أزواج النبي فباطل لوجوه منها:
1 - المعني اللغوي لأهل بيت الرجل وهو أزواجه ومن يساكنه في بيته ولم يكن في بيته عند نزول الآية من أهله غير أزواجه.
2 - المعنى الحقيقي للأهل هو الزوجة. وأما تعديه إلى الأقارب فمجاز. وقد مرَّ بنا قول الراغب الأصفهاني:" أهل الرجل في الأصل من يجمعه وإياهم مسكن واحد ثم تجوز به فقيل: أهل بيت الرجل لمن يجمعه وإياهم نسب " وحمل اللفظ على معناه المجازي دون الحقيقي لا يكون إلا بعد اجتماع أمرين:
1) مانع.
2) قرينة.
مانع يمنع حمله على حقيقته وقرينة تصرفه إلى مجازه ولا مانع من حمل الآية على حقيقة معناها "الزوجة" بل ولا قرينة ساعة نزول الآية ترجح عموم المعنى فضلاً عن قصره على مجازه.
3 - سبب النزول: فإن أزواج النبي ? سبب نزول الآية والسبب داخل في الحكم دخولاً أولياً ولذلك لما أرادت أم سلمة – كما ورد في بعض الروايات – أن تدخل مع أهل الكساء قائلة: ألست من أهل بيتك؟! أجابها النبي ?: " أنت من أهل بيتي " و"أنت على خير"، أي أنت مشمولة بالخير فلا داعي لدخولك معهم، إذ أنت السبب في نزول الآية وهو معنى قوله ? في لفظ آخر:" أنت إلى خير أنت من أزواج النبي"، وهذا يعني أن أصحاب الكساء لو كانوا مشمولين من الأساس بحكم الآية لما دعا لهم النبي ?.
4 - سياق الآيات: فالسياق يأبى أن يدخل كلام أجنبي فيما بين كلامين مسوقين لغرض واحد في كلام العقلاء – وإلا كان ركيكاً ساقطاً يجب أن ينزه عنه كلام الرب جل وعلا، فما علاقة عصمة أشخاص معينين بالكلام عن أمور تخص أشخاصاً آخرين ليدخل فيما بين أجزائه؟!.
5 - بيت النبي ? هو المقصود بالآية لا بيت غيره: وبيت النبي ? كان يشغله وقت نزول الآية أزواجه وله وجود مستقل عن بيت علي – رضي الله عنه – ولا يمكن أن يخطر ببال النبي أو غيره أن قوله تعالى "أهل البيت" يعني به بيت علي وإنما هو بيت النبي فمن قال إن معنى " أهل البيت " خصوص أصحاب الكساء فإن ذلك يستلزم أن الآية نزلت خاصة بأهل بيت علي دون بيت النبي، وكأن النبي ? في هذه الآية هو علي بلا فرق فلو رفعنا النبي ووضعنا مكانه علياً لما تغير المعنى، وكذلك ألغينا أن يكون للنبي ? بيت خاص به دون غيره يمكن أن يكون محلاً لتنزل الرحمات وحلول البركات!! وهذا لا يقول به مسلم بل ولا عاقل.
(يُتْبَعُ)
(/)
لهذه الأمور وغيرها لم يكن النبي ? مطمئناً إلى أن الآية عامة المعنى في الجميع فدعا دعاءه المعروف لأصحاب الكساء رضي الله عنهم، وبذلك جزمنا نحن بعموم الآية ولولا حديث الكساء لما قطعنا بذلك، وإنما يظل العموم ظنياً لا أكثر.
الخلاصة:
وهكذا سقط السند اللغوي لإمكانية تفسير الآية "بالعصمة" فضلاً عن عصمة أشخاص بعينهم فسقط الاحتجاج بالآية على ذلك من الأساس.
ثانياً: إلزامهم بعصمة أزواج النبي ? أمهات المؤمنين رضي الله عنهن:
فالآية تشمل أزواج النبي ? بدليل الشرع واللغة والعرف والعقل وسبب النزول السياق وغيرها من الأدلة التي قدمناه آنفاً ولا يحتاج الأمر إلى أكثر من قراءة الآيات في المصحف الشريف في سورة الأحزاب من الآيات (28 - 34): (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً (28) وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً (29) يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (30) وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً (31) يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً) "1".
بل سورة الأحزاب كلها في ذكر أمهات المؤمنين: ففي الآية السادسة منها يقول تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ)، ثم تعود السورة بعد جولة تمهيدية لتذكرهن في الآية (28) إلى الآية (40) ثم في الآية (50) - إلى الآية (62) تصريحاً أو تلميحاً ثم في الآية (69) وهي تنهى عن أذى النبي ? في أزواجه مع أن عدد آياتها (73) ثلاث وسبعون! فلو كانت الآية نصاً في العصمة لاستلزم ذلك عصمة أزواج النبي ? ولما كان ذلك منفياً بالاتفاق فلا دلالة في الآية إذن على عصمة أحد.
ثالثاً: إلزامهم بعصمة (آل البيت) جميعاً:
لفظ "أهل البيت" عام يشمل أهل بيت النبي جميعهم ومنهم آل جعفر وآل عباس وآل عقيل ومنهم بناته الأربع، أليس بناته من أهل بيته؟! ومنهم أبناؤه أليس أبناؤه من أهل بيته؟! إن هؤلاء جميعاً من " أهل البيت " فكيف يخصص النص بأهل بيت علي وحده والآية نص في أهل بيت النبي؟! وقد مر بنا تهافت القول بدلالة حديث الكساء على التخصيص، ثم إن أولاد علي رضي الله عنه كثيرون وقد أعقبوا ومنهم محمد وعمر فلِمَ اقتصرت العصمة على اثنين منهم فقط؟! ثم إن الحسن رضي الله عنه عنده ذرية فلم يكن أحد منهم معصوماً مع أنهم من أهل البيت، وأبوهم الحسن أفضل من الحسين رضي الله عنه وأكبر؟! ثم لماذا اقتصرت العصمة على واحد من أولاد الحسين، ثم تسلسلت في الواحد بعد الواحد من ذريته مع أن الكل ينتسبون إلى أهل البيت الذين نزلت الآية فيهم – كما يقولون.
إن هذه الآية إما نص في العصمة " فأهل البيت " جميعاً معصومون وإلا فلا دلالة على العصمة لا سيما وحديث الكساء فيه الدعاء لعدد مخصوص هم علي وفاطمة والحسن والحسين وليس فيه الدعاء لغيرهم من ذريتهم ممن لم يأتوا بعد.
(يُتْبَعُ)
(/)
إنهم يقولون: إن قول النبي مشيراً إلى هؤلاء الأربعة " إن هؤلاء هم أهل بيتي " يعني قصر الآية عليهم وإخراج البقية منها، ونحن نقول مجاراة لهم: ابقوا على قولكم هذا واصمدوا عليه إلى الأخير ولا تدخلوا معهم أحداً من أهل بيت النبي وسترون النتيجة في غير صالحكم!! إذن كيف تستطيعون نقل " العصمة " إلى الخامس فما دون؟! وما الذي أدخل هؤلاء وأخرج غيرهم؟! وماهذه الازدواجية والانتقائية؟! أليس لها من ضابط أو مقياس؟!
رابعاً: الإرادة الشرعية والإرادة القدرية:
ومن الأدلة على عدم دلالة الآية على العصمة أن "الإرادة" التي جاءت فيها شرعة لا قدرية وإليك البيان:
وردت "الإرادة" الإلهية في نصوص الشرع على ضربين:
الضرب الأول: الإدارة القدرية الكونية:
وهي المشيئة التي لابد من وقوع وتحقق ما تعلق بها من مراد الله، ولا تلازم بين هذه الإرادة ومحبة الله وأمره الشرعي، فقد يريد الله ويشاء وقوع شيء يكرهه لحكمة يعلمها وبأسباب من خلقه أنفسهم كوقوع الزنا والكذب والكفر والله تعالى لا يحب ذلك ولا يأمر به شرعاً وإنما نهى عنه لكنه يقع بإذنه ومشيئته يقول تعالى: (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ) "1"، ويقول تعالى عن هذه الإرادة: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) "2"، (وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ) "3"، (وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ) "4"، فالله أراد غوايتهم مع أنه لم يأمر بها ولم يحبها فإنه كما أخبر عن نفسه: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ) "5"، لكن ما كل ماأراده الله وأحبه وأمر به شرعاً يقع ولاكل ما كرهه ونهى عنه لايقع وهنا يأتي دور الضرب الثاني من الأرادة وهي:
الإرادة الشرعية:
وهي بمعنى المحبة والقصد والأمر الشرعي الذي قد يقع وقد يتخلف مقتضاه كما في قوله تعالى (يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) "6"، وهذه الإرادة يتوقف وقوع مقتضاها ومرادها على العبد فقد يقع إذا قام العبد بأسبابه الجالبة، وقد لا يقع إذا قصر فيها فيقع ما يكرهه الله ولايريده أي لا يحبه ولا يأمر به، ويحب الله شيئاً ويأمر به فلا يقع، فالله تعالى يحب اليسر لكل خلقه وأراده وأمر به، ويكره العسر لهم كما في الآية السابقة وكما في قوله: (يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ) "1"، لكنه لا يتحقق في حق كثير من الناس الذين يشددون على أنفسهم ويثقلون عليها مع أنهم داخلون تحت خطابه تعالى: (يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) وقوله: (يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ)، والله تعالى أراد من عباده جميعهم الطاعة بمعنى أمرهم بها واحب أن يفعلوها لكن محبوب الله ومراده هذا وأمره لم ينفذه أكثرهم! في حين أنه لم يرد أشياء وكرهها لكنه واقعة رغم أن الله لم يردها: يقول سبحانه: (تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ) "2"، فوقع مرادهم وهو أخذ الفداء من الأسرى دون مراد الله وهو القتل.
ويقول أيضاً: (وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ) "3"، ويقول: (مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ) "4"، فالحرج واقع للبعض رغم أن الله مايريده، والتطهير لايتحقق للكل رغم أن الله يريده لهم جميعاً، فالآية خطاب لجميع الأمة وهي تشبه تماماً (آية التطهير) إذ اللفظ نفسه يتكرر في الآيتين وهو في الإرادة الشرعية التي تتوقف على استجابة المخاطب وليس في الإرادة الكونية القدرية التي لابد من وقوعها.
وحتى يمكن حمل الآية على "العصمة" لابد أن تكون الإرادة فيها قدرية كونية من الله إذ العصمة التي أثبتوها إنما هي بجعل من الله لا بتكلف من العبد، ولا دليل على ذلك أبداً، فبالإضافة إلى كون اللفظ أصلاً في الإرادة الشرعية لوجود ما يشبهه وهو ليس في الإرادة القدرية، فهناك قرائن تدل على أن الإرادة شرعية لاقدرية منها:
1 - حديث الكساء:
(يُتْبَعُ)
(/)
إذ لو كانت إرادة الله قدرية لابد من وقوعها لما دعا لهم إذ هم أغنياء عن دعائه ? لكون الله تعالى شاء "عصمتهم" وقدرها حتماً فلا حاجة له.
وأيضاً فلو كانت الآية في "العصمة" وهم معصومون من الأصل فرسول الله ? يعلم ذلك، فعلام يطلب لهم شيئاً حاصلاً من الأساس أي كما يقال: تحصيل حاصل، وتحصيل الحاصل لغو ينبغي أن ننزه عنه رسول الله ?، وأيضاً يقال: هل عصمتهم قبل دعاء النبي أم بعده؟ فإن كانت حصلت بدعائه أي بعده فهم غير معصومين من قبل، وغير المعصوم كيف ينقلب معصوماً؟ وإن كانت حاصلة بدون دعائه "أي قبله" فعلام دعا؟!.
2 - سياق الكلام:
فالكلام الذي جاء في سياقه النص "إنما يريد …" توجيه وأمر ونهي إذ يبدأ بقوله: (إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً (28) وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً (29) يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ) - إلى قوله – (وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً) – إلى قوله – (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ) – إلى قوله – (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)، ثم قال معللاً هذه التوجيهات والأوامر والنواهي – (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) – ثم يستمر بقوله – (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ…) وإذن فالمخاطب يحتمل في حقه الطاعة والمعصية فيحذره الله من المعصية ويحثه على الطاعة فالإرادة هنا شرعية بمعنى أن الله يأمر بما أراده وأحبه فاحرص أيها المخاطب على تحقيق إرادة الله في تطهير هذا البيت الذي تنتسب إليه وإذهاب الرجس عنه وإلا إما أن تخرج من هذا البيت بالطلاق (فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً) وحين ذلك فمهما عملت فعملك لا ينسب إلى هذا الذي يحب الله أن يرفع من شأنه. وإما أن تضاعف لك العقوبة ضعفين إذا ارتكبت ما يخدش سمعة هذا البيت الطاهر وذلك من أجل أن يبقى المخاطب – أزواج النبي ? – حذراً يقظاً على الدوام تحقيقاً لإرادة الله، وهذا المعنى لا يستقيم إذا كانت المشيئة أو الإرادة كونية حتمية، ولذلك جمع الله بين النهي عن المخالفة والأمر بالطاعة وإرادته الثمرة الناتجة عن ذلك وهي التطهير في آية واحدة فقال: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فمن حمل الإرادة على الإرادة الكونية القدرية فكما قال تعالى: (إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً)، والعقيدة مبناها على القطع والإحكام لا على الظن والاشتباه، ولايتحصل إمكان أو احتمال تفسير الآية "بالعصمة" إلا بعد القطع بأن الإرادة فيها كونية لاشرعية والقطع غير مقطوع به بل ولا ماهو أدنى منه الذي هو الظن الراجح الذي لا يصلح حجة في أمور العقيدة بالاتفاق.
وهكذا يتبين أن القول "بالعصمة" بدلالة الآية إنما هو احتمال في احتمال فسقط بها الاستدلال.
المعنى المقصود من الآية
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعل سائلاً يسأل ما المعنى الذي ترمي إليه الآية فنقول: هو أمر الله جل وعلا وإرشاده لأزواج النبي ? أن يترفعن عن كل ما من شأنه أن لايتناسب وسمعة بيت النبي وكونهن ينتمين إلى هذا البيت الذي هو بيت أعظم النبيين وخاتمهم وأطهرهم، فعليهن أن يدركن خطر هذا الانتماء والمنزلة التي وضعهن الله فيها وأي نقاوة يريدها الله لهن ويحب أن يتصفن بها، ولذلك نهاهن أن يطالبن رسوله بما تطالب به النساء الأخريات أزواجهن من الزينة والنفقة، وبين "إن من يأت منهن بمعصية ظاهرة القبح يضاعف عقابها، فإن المعصية من رفيع الشأن أشد قبحاً فناسب أن يضاعف جزاؤها". والجملة الشرطية لاتقتضي وقوع الشرط كما تقول لولدك إن رسبت ضربتك والقصد تحذيره حتى لايرسب، ولذلك خاطب الله رسوله قائلاً: (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) "1"، وهو ? لم يشرك ولم يحبط عمله. وقال له أيضاً: (فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ) "2"، وهو ? لم يشك ولم يسأل.
فكذلك قوله لأمهات المؤمنين رضي الله عنهن: (يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ)، فلم تأت واحدة منهن بفاحشة ولم يضاعف لها العذاب، بل العكس حصل – كما سأوضحه – والنهي لايستلزم وقوع المنهي عنه كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً) "1"، وذلك في مطلع السورة التي خاطب الله بها أزواج نبيه بقوله: (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ) وقوله – (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) ورسوله الله ? لم يطع الكافرين والمنافقين وأزواجه لم يخضعن بالقول ولم يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى، بل أقمن الصلاة وآتين الزكاة واتقين الله وأطعنه ورسوله وقمن بتنفيذ هذه الموعظة خير قيام واخترن الله ورسوله والدار الآخرة والعيش مع رسول الله على خشونته وخلو بيته من كل ما يمكن أن يجذب امرأة ويغريها بالبقاء فيه، ولقد كان اختيارهن الله ورسوله والدار الآخرة على الدنيا وزينتها صادقاً حقيقياً مقبولاً عند الله الذي لاتخفى عليه خافية والدليل على ذلك أن الله قبل هذا الاختيار بأن كافأهن بجملة أمور منها:
- حرمة الزواج عليهن.
- حرمة تطليق واحدة منهن ليتزوج غيرها.
- وذلك بقوله في الأية (52) من السورة نفسها: (لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ) وهذا تحريم للزواج عليهن – (وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ) وهذا تحريم لتلطيق أي واحدة منهن.
- ومنها اختيارهن أمهات للمؤمنين (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) "2"، وتحريم زواجهن من غير رسول الله ? بعد وفاته ليبقين زوجات أبديات لهذا الرسول الكريم لا في الدنيا فقط، وإنما في الآخرة أيضاً، وذلك بقوله: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً) "3".
وكل هذه التوجيهات والتحذيرات والوصايا من أجل ماذا؟ من أجل أن الله يريد لهذا البيت أن يكون طاهراً بعيداً عن كل ما يقدح في طهارته ورفعته. فقوله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)، تعليل لما تقدم وروده في السياق من الأوامر والنواهي كما قال في الآية (53) من السورة: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ) لماذا؟ قال (ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) فعلل الأمر بالسؤال من وراء حجاب بالتطهير لقلوب السائلين وقلوبهن وإذن هذا التطهير مراد من قبل الرب وهو علة الأمر، فكذلك التطهير الأمر مراد من الرب وهو علة الأوامر والنواهي الأولي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك يختل السياق ومعناه لو حذفنا هذه العلة وهي قوله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)، من الآيات لأنها هي الغاية منها وهي روح الموضوع كله ومداره الذي يدور عليه وقوله تعالى بعد ذلك: (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً)، إشارة إلى أنهن – وقد خصصن بنزول الوحي في بيوتهن دون سائر الناس – أحق بهذه الذكرى من سواهن فعليهن أن يرتقين إلى المستوى المطلوب من أمثالهن ويعملن بما ينزل في بيوتهن من القرآن والسنة ويبلغن ذلك، فالآية إذن وما قبلها وما بعدها – باختصار – إنما سيقت من أجل تعليم أزواج النبي ? أمهات المؤمنين وتربيتهن كي يرتقين إلى المنزلة السامية اللائقة بمقام هذا النبي الكريم الذي أراد الله تعالى طهارة بيته الشريف وإذهاب الرجس عنه.
فما دخل "عصمة الأئمة" في الموضوع؟!
وكيف حشرت هذه القضية التي لا علاقة لها به من قريب ولا من بعيد؟! (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ).
الخلاصة
إن آية التطهير، وما قبلها وما بعدها إنما سيقت من أجل تعليم أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وتربيتهن كي يرتقين إلى المنزلة السامية اللائقة بمقام هذا النبي الكريم الذي أراد الله تعالى طهارة بيته الشريف، وإذهاب الرجس عنه، فما دخل عصمة الأئمة في الموضوع؟ وكيف حشرت هذه القضية التي لاعلاقة لها به من قريب ولا من بعيد؟ ولماذا يحمل النص مالا يحتمل؟!
رجاء … ودعاء
رجاء: أخي المسلم … أختي المسلمة: تنح عن مذهبك وأي تعصب لرأيك، وأجب عن هذه الأسئلة، ففي هذا الكتاب مناقشة علمية هادئة لآية التطهير، ومدى علاقتها بعصمة الأئمة وهو يخاطب كل من يريد الحق للحق بالحق.
1 - أليست الزوجة من أهل بيت الرجل لغة وشرعاً وعرفاً وعقلاً؟ ألم يدل القرآن الكريم على أن زوجة موسى عليه السلام من أهله، وزوجة ابراهيم عليه السلام من أهله، وزوجة عمران من أهله؟ … بل كل رجال الدنيا منذ خلقت وإلى أن تفنى تكون زوجاتهم من أهل بيتهم، فبأي حق تخرج زوجات النبي ? أمهات المؤمنين من أهل بيت رسول الله ?، ويقال إنهن لسن من أهل بيته؟
2 - هل لحديث الكساء علاقة بإخراج أمهات المؤمنين من الآية؟ إن غاية ما فيه إدخال مجموعة من أقرباء النبي ? الذين لم يكونوا يساكنونه في بيته في حكم الآية، وليس فيه قصر المعنى عليهم وحدهم وإخراج غيرهم منه.
3 - هل في آية التطهير دلالة على عصمة أحد؟ ولو دلت على ذلك لكان أمهات المؤمنين أولى بذلك من غيرهن بدليل الشرع واللغة والعرف والعقل وسبب النزول والسياق.
4 - الاعتقاد بعصمة الأئمة من ضروريات الاعتقاد – عند الإمامية – وعليه يقوم أساس مذهبهم فكيف صح أن يبنى على دليل محتمل، فمثل هذا لابد أن يقام على أدلة صريحة قطعية في دلالتها محكمة، وآية التطهير ليست صريحة في الدلالة على عصمة أحد.
5 - لماذا يفرق بين الأئمة، فالحسن ? من أهل البيت فلماذا لم يكن أبناؤه معصومين؟
6 - لم اقتصرت العصمة على واحد من أولاد الحسين ?، ثم تسلسلت في الواحد بعد الواحد من ذريته، مع أن الكل من جميع ذريتهم ينتسبون إلى أهل البيت الذين نزلت فيهم الآية كما يقولون؟
ودعاء: بأن يهديني الله وإياك إلى ما اختلف فيه من الحق بإذنه … وأن يجمعنا في مستقر رحمته مع الرسول ? وآل بيته الأطهار وصحبه الاخيار.
ـ[أخوكم]ــــــــ[12 Jul 2005, 08:32 م]ـ
جزاك الله كل خير على هذا النقل المبارك، ولعله يكون عمدة في هذا المسألة التي أطالوا فيها كثيرا رغم وضوح الحق
وكان الإنسان أكثر شيء جدلا
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[13 Jul 2005, 03:17 م]ـ
بارك الله فيك.
أين أنتم أيها الإخوة الأحباب .. ؟؟!!
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[20 Jul 2005, 03:07 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد وضعت رد و لكن الظاهر أنه لم يظهر!!!!
على العموم
هذه ليست آية مستقلة
أي لا يصح أن يطلق عليها إسم آية
بل هي جزء من آية
و سأعود - بإذن الله - لقراءة الموضوع - فهو طويل بعض الشيء
و شكرا
/////////////////////////////////////////////////(/)
أسلوب " التغليب " في القرآن الكريم
ـ[الباحث7]ــــــــ[13 Jul 2005, 06:00 ص]ـ
إن ألفاظ العموم تشمل جميع الأفراد المندرجة تحت جنسها، إلا أن العرب في حالات معينة استعملوا ألفاظ عموم لتشمل أفراداً أخرى لعلاقة بينهما بينوها في لغتهم وهذا ما يسمى (التغليب).
وباستقراء استعمالات العرب للتغليب في لغتهم يتبين أن هذا يتم في الحالات التالية:
========================================
1. تغليب اللفظ المذكر ليشمل المؤنث أي عموم لفظ الرجال ليدخل فيه النساء، فإذا خوطب الرجال والنساء بفعل لهما خوطبوا بلفظ المذكر كقوله تعالى: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب} [آل عمران] فهي تشمل كذلك أولات الألباب. وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله} [البقرة/278] فهي تشمل كذلك اللائي آمنّ:
أ. فإذا كان الخطاب بفعل خاص بالرجال بقرينة فعندئذٍ لا تغليب كقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع} [الجمعة/9].
فالخطاب هنا {الذين آمنوا}، {فاسعوا إلى ذكر الله} لا تغليب فيه لأنّ صلاة الجمعة فرض على الرجال فقط فتصرف {الذين} كما هي للرجال و {فاسعوا} كذلك كما هي للرجال.
ب. وإن كان المقصود من الخطاب التنصيص على إبراز تعلق الحكم بالمرأة بنفس درجة تعلقه بالرجل لإزالة الالتباس فلا تغليب، ويفرد لكل منهما خطاب كاللاتي سألن الرسول r عن تغليب خطاب الأحكام للرجال فلعلهنّ أقل أهمية فنزلت بعض آيات بالتنصيص عليهن لإزالة هذا الالتباس وإبراز دورهنّ، كقوله تعالى: {فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى} [آل عمران] وقوله تعالى: {إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات} [الأحزاب/35] الآية وكقوله تعالى: {إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضاً حسناً} [الحديد/18] الآية ... هذا التنصيص على إبراز تعلق الحكم بالمرأة بنفس درجة تعلقه بالرجل من حيث المدح.
وقد يكون لإبراز تعلق الحكم من حيث الذمّ كقوله تعالى: {وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم} [التوبة/68] وقوله: {ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات} [الفتح/6].
2. تغليب خطاب العاقل على غير العاقل إذا خوطب العقلاء وغير العقلاء كقوله تعالى: {وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه} [الإسراء/67] فهم كانوا يدعون أصناما آلهة وغير أصنام عقلاء وغير عقلاء، فتمّ تغليب خطاب العاقل {من} لإبراز أن ما يزعمونهم آلهة يعبدونهم لن ينفعوهم في ذلك الموقف ولن يستجيبوا لهم حتى لو كانوا عقلاء، فكيف تنفعهم أو تستجيب لهم الأصنام الجامدة التي يعبدونها؟ وذلك للتأكيد على أن الله وحده هو الإله الخالق الذي لا شريك له والذي يستجيب دعوة الداعي إذا دعاه وأن غيره مخلوق له سبحانه. وكقوله تعالى: {وربك أعلم بمن في السموات والأرض} [الإسراء/55] في السموات والأرض العاقل وغير العاقل واستعمل خطاب العاقل {من} التي هي للعاقل:
أ. فإذا كان وجود العاقل مع غير العقلاء غير مؤثر في الحكم أي كان كأنه غير موجود معهم فلا تغليب للعاقل بل الخطاب لغير العقلاء، قال تعالى: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم} [الأنبياء/98] وهم كانوا يعبدون الأصنام وكذلك يعبد بعضهم عيسى بن مريم - عليهما السلام - ولكنهم كانوا يعبدون عيسى بن مريم دون رضاه ودون استطاعة منعهم من ذلك، فسلط الخطاب على غير العقلاء باستعمال {ما} ولذلك فإن (الزِّبَعرى) لما احتج على رسول الله أن هذا يشمل عيسى كذلك فكيف يكون في النار نزلت الآية باستثنائه: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون} [الأنبياء] مما يعني أن {ما} في الآية الأولى وهي لغير العاقل في اللغة استعملت من باب التغليب لتشمل عيسى - عليه السلام - وهو من العقلاء، ولهذا أصبح تخصيص عموم {ما} في الآية الأولى، وهذا هو المعنى الراجح لاستعمال {ما} في الآية المذكورة. وأما القول بأن {ما} لغير العاقل هنا دون تغليب فهو قول مرجوح لعدم الحاجة في هذه الحالة لاستثناء عيسى - عليه السلام - في الآية الثانية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ب. وإن كان اعتبار العاقل كأنه غير موجود ليس لأنه غير مؤثر بل لأن مقصود الخطاب إبراز قلة حجمه بالنسبة لغيره من المخلوقات غير العاقلة، فلا تغليب حينئذٍ للعاقل، بل الخطاب لغير العقلاء، كقوله تعالى: {ولله ما في السموات وما في الأرض} [آل عمران/109] فاستعملت {ما} وهي لغير العاقل لأن المقصود أن مخلوقات الله غير العاقلة الخاضعة لله تعالى كثيرة جداً بالنسبة إلى العقلاء.
وكذلك قوله تعالى: {يسبح لله ما في السموات وما في الأرض} [الجمعة/1] أي أن الذين يسبحون الله وينزهونه ويخضعون له Y من مخلوقات الله غير العاقلة في ملكوته هم كثرة كاثرة بالنسبة للعقلاء والمكلفين تهويناً لشأن غير المسبحين الله منهم.
ج. كذلك إذا كان العاقل مجهولاً في صفته وماهيته عند المخاطِب أو المخاطَب أو أراد المخاطِب أن يبحثه ابتداء كما لو كان مجهولا، فإن أسلوب المخاطب غير العاقل يستعمل معه، فالعرب تقول عند رؤيتها شيئا يتحرك نحوها من بعيد مجهولاً في صفته وماهيته (ما هذا) وهكذا عند سؤالهم عن مجهول في الصفة والماهية:
• قال تعالى: {وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن} [الفرقان/60].
• قال تعالى: {قال فرعون وما رب العالمين} [الشعراء].
• قال تعالى: {ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن} [البقرة/228].
• قال تعالى: {إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي} [البقرة/133].
فأراد يعقوب - عليه السلام - أن يبحث موضوع الخالق المعبود ابتداءً كما لو كان غير معلوم للمخاطب ليبين أن الإنسان بفطرته وعقله يستطيع التعرف على خالقه والإيمان به دون أن ينقل ذلك نقلاً عن غيره.
د. فإذا سلط الخطاب على العاقل من حيث الحلّ والحرمة كشيء من الأشياء فإن خطاب غير العاقل يستعمل مثل:
• قوله تعالى: {فانكحوا ما طاب لكم من النساء} [النساء/3].
• قال تعالى: {والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم} [النساء/24].
• قال تعالى: {ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء} [النساء/22].
باستعمال {ما} التي هي لغير العاقل.
3. تغليب صفة العاقل:
فإذا وصف غير العاقل بصفة العقلاء فإن خطاب العاقل هو المستعمل بسبب تغليب الصفة، قال تعالى: {إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} [يوسف]. فقد استعملت {رأيتهم} في الآية الكريمة وهي للعقلاء بدلاً من (رأيتها) وهي لغير العقلاء، وذلك بسبب وصف القمر والشمس والكواكب بصفة ظاهرها في العقلاء {ساجدين} ومن باب تغليب صفة العقلاء استعمل خطاب العقلاء {رأيتهم} بدلاً من (رأيتها) لغير العقلاء.
ومثال آخر:
• قال تعالى: {قال بل فعله كبيرهم هذا فاسئلوهم إن كانوا ينطقون} [الأنبياء] فالسؤال والنطق صفة للعاقل، فغلّب خطاب العاقل بدل خطاب الأصنام غير العاقلة فجاء في الآية الكريمة {كبيرهم} للعاقل وليس (كبيرها) لغير العاقل، وكذلك {فسئلوهم} بدل (فاسألوها).
ملاحظة:
كما استعملت العرب التغليب في صيغ العموم - كما بيناه - فقد استعملته كذلك في ألفاظ الخصوص والذي سمي بتغليب المثنى.
فقد استعملوا تثنية لفظ مفرد ليدل على هذا المفرد ومفرد آخر ليس من جنسه ولكن بينهما علاقة فقالوا (القمران) وأرادوا الشمس والقمر، و (الأبوان) وأرادوا الأب والأم.
كذلك استعملوا تثنية صفة لتشمل مشتركين بها فقالوا (الأخشبان) لجبلي (أبي قيس وقعيقعان) في مكة لصلابتهما، وقالوا (الأسودان) للتمر والماء، وكذلك للعقرب والحية.
المصدر: http://www.al-waie.org/home/issue/182/htm/182w08.htm(/)
أسمع صوتك
ـ[القناص الإسلامي]ــــــــ[13 Jul 2005, 08:17 ص]ـ
لفت انتباهي وانا اتجول بين اروقة الشبكة العنكبوتية ... موقعا فريدا من نوعه ... غريبا بين أقرانه ...
يكاد يكون وحيد زمانة ...
وشامة يمنه وشامه ....
لفت انتباهي دعوته للإلفة والتسابق لفعل الخير ...
فحييت فيه دعوته .. وأجمل من ذلك أنه قد خص بذلك نخبة الأمة في أن يضعوا أيديهم في يد بعض ليسمعوا العالم صوتهم وليشارك الجميع في ايصال كلمة الى السواد الأعظم من ابناء الأمة المحمدية
لا أحب أن أقول الا
أدخل واذا أعجبك رأيي فساهم في نشر هذه الدعوة عسى أن يكون لك مثل اجر من علم وتعلم
http://islamicaudiovideo.com/bans/sawtak2.gif (http://alimam.ws/index.php?pg=adv)(/)
أوائل مدوني التفسير من المحدثين
ـ[ابن العربي]ــــــــ[13 Jul 2005, 10:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
1/ الحسن البصري (ت 110 هـ)
كان من علماء التابعين ومن المشتهرين بالتفسير رأى مائة وعشرين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف التفسير ورسالة في الرد على القدرية لعبد الملك بن مروان
وورد في كتب التراجم أنه ممن اتخذ الكتاب والصحيفة لتدوين العلم ففي الطبقات الكبرى لابن سعد:" أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة عن حميد قال: كان علم الحسن في صحيفة مثل هذه وعقد عفان بالابهام والسبابتين "
2/ عطاء بن أبي مسلم الخرساني (ت 135هـ)
قال الداودي في ترجمته:" له كتاب تنزيل القرآن وتفسيره وناسخه ومنسوخه رواية يونس بن راشد الحراني عنه "
كما اورده محمد فؤاد سزكين في تاريخ التراث العربي ونسب له التفسير
3/ زيد بن اسلم العدوي (ت 136 هـ)
قال ابن عبد البر في التمهيد:" وزيد بن اسلم أحد ثقات أهل المدينة وزعمو أنه كان أعلم أهل المدينة بتأويل القرآن بعد محمد بن كعب القرضي "
ولزيد تفسير يرويه عنه ولده عبد الرحمن وكان من العلماء
4/ أبان بن تغلب الربعي الكوفي (ت 141 هـ)
قال الداودي:" صنف كتاب معاني القرآن لطيف والقراءات روى له مسلم والأربعة.
5/ علي بن أبي طلحة الهاشمي (ت 143 هـ)
قال ابن حجر:" نقل البخاري من تفسيره رواية معاوية بن صالح عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما شيئاً كثيراً في التراجم وغيرها ولكنه لا يسميه ويقول: قال ابن عباس أو يذكر عن ابن عباس "
وانتقلت مروياته في التفسير إلى أمهات كتب التفسير ابتداء من القرن الثالث الهجري
وجمع ونشر عام 1411هـ بالقاهرة تحقيق راشد الرحال.
6/ عبد الملك بن جريج (ت 150 هـ)
قال الداودي أنه صنف التفسير رواه عنه حجاج بن محمد المصيصي الحافظ سمعه منه في الاملاء، ولم يتحر الدقة في تفسيره هذا قال السيوطي: أما ابن جريج فإنه لم يقصد الصحة وإنما روى ما ذكر في كل آية من الصحيح والسقيم.
والله اعلم(/)
طالع تفسير الدكتور محمد راتب النابلسي
ـ[أبو حازم الكناني]ــــــــ[14 Jul 2005, 05:39 م]ـ
الإخوة الكرام أرجو مطالعة موقع الدكتور محمد راتب النابلسي، والذي يحتوي على دروس لتفسير القرءان الكريم.
وهذا مثال لما وقفت عليه من تفسيره لقوله تعالى: (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ 28 هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) سورة البقرة.
وهو مثال قد يعطي شيئاً من الانطباع عن منهجه في التفسير.
وقد قال في تفسيرها:
" هناك تفسير دقيق، وجيد، ومقنع، وراجح، هو أن هذه السماوات السبع سبعٌ بشكلٌ دقيق، أحصى .. علماء التفسير .. خلال ألف ومائتي عام الكواكب فوجدوا أنها:خمسة وهي: عطارد، والزهرة، والمريخ، والمشتري، وزحل .. والآية سبعة، أضافوا الشمس والقمر فصار العدد سبعة، لكن الله عزَّ وجل يقول:
(أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا 15 وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا 16). سورة نوح
في هذه الآية لا علاقة للشمس والقمر بالسماوات السبع، اكتُشف بعد ألف ومائتي عام أنه يوجد نجم سادس وهو .. أورانس، ونجم سابع وهو نبتون .. فكأن هذه الآية تشير إلى المجموعة الشمسية، والشمس مركز هذه المجموعة، والقمر تابع للأرض، فكواكب المجموعة الشمسية كما اتضح بعد ألف ومائتي عام هي سبعة نجوم: عطارد والزهرة، والمريخ، والمشتري، وزحل، وأورانس، ونبتون ..
أيها الإخوة الكرام ... وثمة تفسير آخر: كلمة سبعة تفيد التكثير في اللغة العربية، والقرآن حمَّال أوجه، لك أن تَعُد أن هناك سماوات كثيرة، ولك أن تقول: هناك سبع سماوات، هي سبعة نجوم سيّارة حول الشمس ..
ولمزيد إطلاع اضغط على الرابط:
http://www.nabulsi1.com/text/03quran/1friday/tafseer.html(/)
من دلائل الإعجاز التربوي في القرآن الكريم
ـ[الباحث7]ــــــــ[14 Jul 2005, 07:45 م]ـ
الحمد لله عظيم التنزيل، والصلاة والسلام على المعلم الجليل، المؤيد بجبريل، والمذكور في التوراة والإنجيل، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم جيلاً بعد جيل، وبعد:
فليس هناك من شكٍ في أن القرآن الكريم كتاب الله المُعجز، وأن آياتُه كلها مُعجزةٌ بلفظها ومعناها، وإذا كان القرآن الكريم مصدراً رئيساً للتربية الإسلامية بعامة - كما يُجمع على ذلك العُلماء والكُتاب والباحثين في هذا المجال -؛ فإن هناك آياتٍ قرآنيةٍ مُعجزةٍ بلفظها ومعناها؛ لكونها اشتملت على الكثير من المعاني والمضامين والمنطلقات والدروس التربوية التي يمكن استنباطها منها.
ومن هذه الآيات المُعجزة ثلاث آياتٍ جاءت في ثلاثة مواضع مختلفة من سور القرآن الكريم، هي على الترتيب:
= الآية الأولى قوله تعالى: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} (سورة البقرة: الآية رقم 151) ..
= الآية الثانية قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بَعَثَ فِيهم رَسُولاً مِن أنفسهم يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} (آل عمران: 164).
= الآية الثالثة قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} (الجمعة: 2).
وهذه الآيات الثلاث جاءت مُتقاربةً في معناها الإجمالي الذي يُشير إلى المنهج التربوي الإسلامي الذي أنزله الخالق العظيم سبحانه على نبيه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، والذي جاء مُطابقاً لدعوة سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام الذي أوردها القرآن الكريم في قوله تعالى: {ربنا وابَعَثَ فِيهم رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِك وَيُزَكِّيهِمْ إنك أنت العزيز الحكيم} (البقرة: 129).
وهو ما أكّده الحديث الذي روي عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إني عند الله مكتوبٌ بخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدلُ في طينته، وسأُخبركم بأول ذلك، دعوة أبي إبراهيم، وبِشارةُ عيسى، ورؤيا أُمي التي رأت حين وضعتني أنه خرج منها نورٌ أضاءت لها منه قصور الشام " (ابن حبان، مج 14، ص 313، الحديث رقم 6404).
أما أبرز الملامح التربوية في مجموع هذه الآيات الكريمات فيمكن الإشارة إليها فيما يلي:
أولاً / تحديد مصدر إرسال هذا الرسول صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله تعالى لهذه الأُمة هادياً ومُبشراً ونذيراً، وهو ما يتضح في قوله تعالى: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ} وقوله سبحانه: {إذ بَعَثَ فِيهم}، وقوله جل في علاه: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ}. وجميع هذه الألفاظ القرآنية الكريمة تدُل وتؤكد أن الله سبحانه وتعالى - وهو الرب العظيم والخالق الكريم - هو الذي أرسل محمد صلى الله عليه وسلم ليكون معلماً ومُربياً للأُمة.
ثانياً / تحديد هوية هذا الرسول المعلم الذي ارسله الحق جل في عُلاه إلى الأُمة. وهو ما يُشير إليه قوله تعالى في وصف هذا الرسول: {رَسُولاً مِنْكُمْ}، وقوله سبحانه: {رَسُولاً مِن أنفسهم}، وقوله جل جلاله: {رَسُولاً مِنْهُمْ}. وجميع هذه الألفاظ القرآنية تُشير إلى أن هذا الرسول صلى الله عليه وسلم إنسان مُرسلٌ من الله تعالى إلى أُمته، وأنه لا يختلف عنهم في الجانب الإنساني فليس ملكَاً أو مخلوقاً من جنسٍ آخر؛ وفي هذا إشارةٌ إلى أن هذه التربية التي جاء بها هذا النبي الكريم تربيةٌ إنسانية، وصالحةٌ تماماً لطبيعة الجنس البشري، وتتفق تماماً مع فطرته الإنسانية التي فُطر عليها وهو ما يُشير إليه أحد الكتاب بقوله: " لأن الرسول في حياته كإنسان يُوحى إليه من الله، يُمثل إنسانية هذه التربية " (عبد الحميد الهاشمي، 1405هـ، ص 7).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثاً / بيّنت الآيات الكريمات وظيفة ومهمة هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، وحددتها في وظائف ثلاثٍ جاءت على النحو التالي:
= الوظيفة الأولى هي التلاوة: ويُقصد بها أن يبدأ هذا الرسول صلى الله عليه وسلم بقراءة القرآن الكريم على قومه قراءةً مرتلةً ليُبلِغَهم ما فيه ويُعلمهم إياه، ولتكون تلك التلاوة سبيلاً لإقامة الحُجة عليهم، ووسيلةً لحفظ كتابه وآياته، إضافةً إلى التعبد لله تعالى بتلاوته. وهذا فيه بُعدٌ تربوي يُشير إلى أن " الهدف من تلاوة الآيات هو غرس الولاء للإسلام بين المُتعلمين عقيدةً وسلوكاً، وإبراز شواهد الأُلوهية والربوبية، وغرس الاتجاهات الإيمانية " (نبيل السمالوطي، 1406هـ، ص 189).
= الوظيفة الثانية هي التزكية: وهي احد المرادفات التُراثية التي استعملها بعض سلفنا الصالح للدلالة على معنى التربية الإسلامية الشامل والدّال على محاسبة النفس والعناية بها، والعمل على الارتقاء بجميع جوانبها (الروحية، والجسمية، والعقلية) إلى أعلى المراتب وأرفع الدرجات، وقد ورد أن المقصود بتفسير قوله تعالى: {وَيُزَكِّيكُمْ} " أي " يُطهر أخلاقكم ونفوسكم، بتربيتها على الأخلاق الجميلة، وتنزيهها عن الأخلاق الرذيلة " (عبد الرحمن بن ناصر السعدي، 1417هـ، ص 57).
وهنا لا بُد من التأكيد على أن مصطلح التزكية يمتاز بشموليته لمعنى العملية التربوية الكاملة التي تُعنى بمختلف جوانب النفس البشرية، وهو ما يؤكده أحد عُلماء السلف بقوله:
" يعني أنه يُزكِّي قلوبهم ويُطهرها من أدناس الشرك والفجور والضلال؛ فإن النفوس تزكو إذا طهُرت من ذلك كله، ومن زكت نفسه فقد أفلح وربح، كما قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} (سورة الشمس: الآية رقم 9). وقال: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} (سورة الأعلى: الآية رقم 14) " (ابن رجب الحنبلي، 1421هـ، ص 168).
وهنا يمكن ملاحظة أن الله تعالى في هذه الآيات الثلاث قد قدَّم التزكية على التعليم، وفي ذلك إعجازٌ تربويٌ يتضح عندما نعلم أن العملية التربوية تسبق العملية التعليمية، وأن حصول التزكية عند الإنسان يُسهم بدرجةٍ كبيرةٍ في تسهيل وتيسير وتمام عملية تعليمه.
= الوظيفة الثالثة هي التعليم: وهي وظيفةٌ تأتي بعد أن تتم عمليتي التلاوة والتزكيه، وبذلك يتم التعليم المقصود كأحسن ما يكون، وهو ما يُشير إليه أحد الباحثين بقوله:
" هذه الخطوة التربوية (أي التعليم) تترتب على الخطوتين السابقتين – تلاوة الآيات وتزكية النفس والعقل والجسم –، وهنا يكون الإنسان مؤهلاً لاستيعاب المعارف والمبادئ والتشريعات التي يشتمل عليها القرآن الكريم والسُنة المطهرة " (نبيل السمالوطي، 1406هـ، ص 195).
ولأن عملية التعليم تحتاج إلى مصادر واضحة ومُحددة لها؛ فقد تكفلت الآيات الكريمات ببيان هذه المصادر وتحديدها بدقة، وحصرت هذه المصادر في مصدرين رئيسيين هما: (الكتاب والحكمة)، ويُقصد بهما: القرآن الكريم و السُنة النبوية؛ فهما المصدران الإلهيان اللذان نصّت عليهما الآيات الكريمات. لما فيهما من الوحي الإلهي الذي تكفل الله تعالى بحفظه في قوله سبحانه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (سورة الحجر: 9).
وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذه الآيات في مجموعها قد تضمنت إلماحاً تربوياً مُعجزاً إلى الجانبين الرئيسين اللذين تقوم عليهما العملية التربوية بعامة، وهما:
= الجانب الفكري (النظري): ويتمثل في الجانب المصدري النظري الذي جاء وحياً من عند الله تعالى، وعبّرت عنه الآيات بالتلاوة.
= الجانب العملي (التطبيقي): ويتمثل في الجانب السلوكي العملي الذي يقوم به الإنسان ويُمارسه بنفسه، والذي عبّرت عنه الآيات بالتزكية أولاً ثم التعليم ثانياً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أشار أحد الباحثين إلى ذلك في وصفه للتعبيرات القرآنية الثلاثة بقوله: "نجد أنها تتضمن جانبي العقل والنقل، أو جانبي الغيب الذي لا يُناقش، وإنما هو محل الإيمان المُطلق لأن العقل البشري قاصرٌ عن فهمه؛ وهنا يُكتفى بتلاوة الآيات من المُتعلم أو مُتلقي التربية وهذا هو الجانب الأول. أما الجانب الثاني فهو الذي يتمثل في تعبير " يُزكيهم " و " يُعلمهم " فكلاهما يُشير إلى عمليةٍ بشريةٍ تتعلق ببناء السلوك وتشكيله وتغييره، وتفسح المجال أمام العقل والملاحظة والتجريب " (نبيل السمالوطي، 1406هـ، ص 198).
وبعد؛ فإذا كانت هذه الآيات القرآنية قد أشارت في مجموعها إلى ملامح المنهج التربوي الإسلامي الذي جاء به معلم الإنسانية وأُستاذ البشرية النبي محمدٍ صلى الله عليه وسلم من عند الخالق العظيم (جل في عُلاه)؛ فإن القرآن الكريم زاخرٌ في آياته البينات بالكثير من الدروس والمضامين والمعاني والمبادئ والقيم التربوية التي تكفل للإنسانية جمعاء الخير والسعادة في كل زمانٍ وأي مكان متى تم استنباطها والعمل بها في واقع الحياة، وهو ما نرجوه ونؤمله ونسعى لتحقيقه سائلين المولى عز وجل التوفيق والسدّاد، والهداية والرشاد، والحمد لله رب العباد.
?----------------------
المراجع:
- القرآن الكريم.
- أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري. (1419هـ / 1999م). صحيح البخاري. ط (2). الرياض: دار السلام للنشر والتوزيع.
- أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري. (1419هـ / 1998م). صحيح مسلم. الرياض: دار السلام للنشر والتوزيع.
- مالك بن أنس. (د. ت). الموطأ. تصحيح وتخريج وتعليق: محمد فؤاد عبد الباقي. القاهرة: دار الحديث.
- سليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني. (د. ت). سُنن أبي داود. تحقيق / محمد محي الدين عبد الحميد. بيروت: دار الفكر.
- أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي. (1406هـ / 1986م). سُنن النسائي (المُجتبى). تحقيق / عبد الفتاح أبو غدة. ط (2). حلب: مكتب المطبوعات الإسلامية.
- أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي. (د. ت). الجامع الصحيح (سُنن الترمذي). تحقيق / أحمد محمد شاكر وآخرون. بيروت: دار إحياء التُراث العربي.
- محمد ناصر الدين الألباني. (1415هـ / 1994م).صحيح الأدب المفرد للإمام البُخاري. ط (2)، الجبيل: دار الصديق.
- إبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي الدمشقي. (1421هـ / 2001م). لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف. تحقيق / ياسين محمد السّواس. ط (6). دمشق – بيروت: دار ابن كثير.
- نبيل السمالوطي. (1406هـ / 1986م). التنظيم المدرسي والتحديث التربوي (دراسة في اجتماعيات التربية الإسلامية). ط (2). جدة: دار الشروق.
الدكتور صالح بن علي أبو عرَّاد
أستاذ التربية الإسلامية بكلية المعلمين في أبها
ومدير مركز البحوث التربوية بالكلية
المصدر هنا ( http://www.saaid.net/Doat/arrad/26.htm)(/)
هل من ترجمة ... ؟
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[16 Jul 2005, 04:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة الكرام
هل مكن ترجمة او اي معلومات عن القارئ الشيخ عبد الباري محمد
رحمه الله؟
افيدونا بذلك بارك الله فيكم(/)
رأيي في تفسير: [توفيق الرحمن في دروس القرآن]
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[18 Jul 2005, 11:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قصة هذا التقرير:
أثناء مدة الدراسة المنهجية لمرحلة الماجستير عام 1415هـ عرض الأستاذ الدكتور سعود الفنيسان علينا فكرة دراسة بعض تفاسير الحنابلة المتأخرة غير المشتهرة، وقد وقع اختياري أنا والزميل الأخ عبدالله الرفاعي على كتابين في التفسير أُلفا في القرن الرابع عشر الهجري، وهما:
كتاب: منار السبيل في الأضواء على التنزيل للشيخ محمد العثمان القاضي.
وكتاب: توفيق الرحمن في دروس القرآن للشيخ فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
فكتبت بحثاً مختصراً عنهما، وكان حكمي الذي توصلت إليه على كتاب توفيق الرحمن: أنه تفسير ليس له قيمة علمية كبيرة، ولا يستحق أن يقدم على غيره من كتب التفسير.
وقد وافقني على هذا الحكم الأخ عبدالله الرفاعي.
وأذكر هنا - من باب الأمانة العلمية – أن فضيلة الشيخ الدكتور سعود الفنيسان لم يرتضِ هذه النتيجة، وسأذكر ما كتبه تعليقاً على نتيجة هذا البحث في آخر البحث إن شاء الله.
ومع ذلك لم تتغير نظرتي للكتاب، ولم أوافق شيخنا على ما ذكر.
وقد احتفظت بهذا البحث معي، وكدت أن أنساه حتى انتشر بين طلبة العلم أن الشيخ المحقق الدكتور عبد الكريم الخضير قد أثنى على هذا التفسير في برنامج إذاعي عن مكتبة طالب العلم؛ حتى إن طلبة العلم بدأوا يسألون عن هذا التفسير، وبعضهم صار يوصي به، وكان من نتيجة ذلك أن نفدت النسخ التي تباع في المكتبات.
وقد استغربت حكم الشيخ أول ما سمعته، ودفعني هذا للنظر في هذا البحث من جديد، وراجعت التفسير مرة أخرى، فقد تتغير الصورة التي ظهرت لي عنه سابقاً.
وبعد مراجعتي له، وتصفحه مرة أخرى ازددت قناعة بحمكي السابق، ورغبت في نشر هذا التقرير حتى يطلع عليه الباحثون وطلبة العلم، ولهم بعد ذلك الخيار في قبول ما توصلت إليه أو رده.
وحكمي هذا هو رأيي الشخصي في هذا التفسير، وقد يخالفني غيري، وكلٌ له وجهة نظر تخصه.
وأنا أرغب من كل من اطلع على هذا التفسير من المتخصصين أن يذكر رأيه فيه حتى نخرج بنتيجة مقبولة، ينتفع بها طلبة العلم السائلون عن هذا الكتاب.
كتاب: توفيق الرحمن في دروس القرآن
تأليف الشيخ: فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
من كتب التفسير الحديثة - هذا الكتاب الذي يعد من آثار الحنابلة في التفسير؛ وسيكون الكلام عنه من خلال المباحث التالية:
المبحث الأول:التعريف بمؤلف الكتاب:
نسبه: هو الشيخ فيصل بن عبد العزيز بن فيصل بن حمد بن مبارك من قبيلة عنيزة
مولده: ولد في حريملاء سنة 1313هـ ثم انتقل إلي الرياض سنة 1320هـ.
تلقيه العلم وإجازته للتدريس:-
تعلم الأصول الثلاثة، ونسب النبي صلي الله وعليه وسلم على جده لأمه الشيخ ناصر بن محمد بن ناصر - وكان فقيهاً حافظاً.
ووعى القرآن عن ظهر قلب وهو ابن ثماني عشر سنة وقرأ الحديث علي عمه الشيخ محمد بن فيصل، وغيره من العلماء في ذلك الوقت.
ثم قرأ علي الشيخ عبد الله بن الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ في التوحيد.
وقرأ النحو علي الشيخ حمد بن فارس وأخذ عنه الفقه.
وقرأ علي الشيخ عبد الله بن راشد الفرائض، وذلك في سفره إلى اليمن.
وهؤلاء العلماء الذين أخذ عنهم العلم بعضهم في حريملاء، وبعضهم في الرياض وبعضهم في اليمن.
وقد لزم الشيخ سعد بن حمد بن عتيق، وقرأ عليه حتى أجازه في التفسير وتدريس الأمات الست، ومذهب الإمام أحمد. وأوصاه بلزوم صحيح البخاري ومسلم.
وقد اشتغل في عدة وظائف، حيث تولى القضاء في عدد من مدن المملكة كان آخرها توليه القضاء في مدينة الجوف.
مؤلفاته:-
له عدد من المؤلفات منها:-
1 - بستان الأحبار مختصر نيل الأوتار في مجلدين.
2 - مفتاح العربية علي متن الأجرومية
3 - خلاصة الكلام شرح عمدة الأحكام
4 - كلمات السداد علي متن الزاد
5 - المجموعة الجليلة المحتوية علي: مختصر الكلام علي بلوغ المرام، ومحاسن الدين علي متن الأربعين ومقام الرشاد بين التقليد والاجتهاد.
وقد طبعت جميع الكتب السابقة وله مؤلفات أخرى تدل علي حبة للتأليف وطول صبره وتحمله في الكتابة والجمع والتحرير.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد كان متصفاَ بمكارم الأخلاق؛ فكان متواضعا جداً، سمحاً ذا أدب وعفة ونزاهة، وكان محبوباً تميل إليه القلوب.
وفاته: -
توفي رحمه الله سنه 1377هـ وهو قاضى في مدينة الجوف.
فهذه نبذة موجزة عن مؤلف هذا الكتاب. ([1])
المبحث الثانى: التعريف بالكتاب وطريقة تأليفه:-
كتاب (توفيق الرحمن في دروس القرآن) مطبوع في أربعة مجلدات.
وطريقة المؤلف في كتابه هذا ذكرها في المقدمة؛ وذلك أنه جمع ما في كتابة هذا من كتب مختلفة، وأغلب ما فيه نقله من تفسير ابن جرير، وتفسير ابن كثير، وتفسير البغوى؛ فما نقله من هذه التفاسير بلفظة عزاه، وما لم ينقله بلفظه فإنه لا يعزوه.
وقد بدأ كتابه هذا بمقدمة ذكر فيها بعض الفصول التي هي عبارة عن نقولات متعددة من كتب مختلفة أشار إليها.
وهذه النقولات أكثرها يتكلم عن بعض القواعد والأصول التي يحتاجها كل مفسر للقرآن، بعضها منقول من كتاب: الفوز الكبير في أصول التفسير للدهلوي، وأكثرها منقول من مقدمة تفسير ابن كثير.
ثم ختم هذه المقدمة بفصل جعله في فضائل القرآن، وهو مأخوذ من كتاب فضائل القرآن لابن كثير، ولم يتحر في جمعه للأحاديث الواردة في الفضائل الدقة في التمييز بين المقبول والمردود؛ بل يذكر جميع الأحاديث من غير تنبيه إلي صحتها من ضعفها، وإن كان قد يعذر بإسنادها إلي من أخرجها.
وليس للمؤلف في هذه المقدمة إلا الجمع والنقل، إلا ما أشار إليه بقوله: (تنبيه) ثم ذكر رأياً له في تفسير القرآن، وهو أنه لا يحتاج إلي تفسير بعض الآيات لأنها تُعلم من خلال سياق الآيات وكلام العرب الموجودين.
وذكر بعض الحوادث الشخصية التي وقعت له أو شاهدها، يبين من خلالها أن عامه العرب يعرف المقصود من الآيات من غير حاجة إلي سماع الآثار في ذلك.
ثم قال: (والمقصود أن من كان لسانه عربياً، وفطرته مستقيمة يعرف معنى القرآن بمجرد سماعه) ([2]).
وهذا القول عند النظر والتأمل لا ينطبق إلا علي وجه واحد من وجوه التفسير الأربعة
التي ذكرها العلماء وهي: تفسير يعلمه العرب من كلامهم، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله. ([3])
فالقول والرأي الذي رآه المؤلف يمكن أن يصدق علي الوجه الأول، وهو الذى يعرفه العرب من كلامهم من غير حاجة إلي بيان من أحد. أما الأوجه الأخرى فلابد فيها من معرفة الآثار، ومن قال فيها برأيه فقد وقع في النهي الوارد في ذلك، وإلا لما كان هناك حاجه إلي بيان النبي صلي الله وعليه وسلم لكثير من الآيات ولما كان هناك حاجه إلي كتب التفسير المختلفة التي اعتنت بنقل الآثار في تفسير كلام القهار.
فهذا ما يتعلق بالمقدمة وما أورده المؤلف فيها.
أما طريقته في كتابة هذا؛ فقد قسمه إلي دروس بلغ عددها ثلاثمائة وثلاثة عشر درساً.
وراعى في تقسيمه للآيات علي هذه الدروس معاني الآيات؛ فكل مقطع متصل ببعضه وبين آياته ارتباط فإنه يجعله درساً مستقلاً. وتتفاوت هذه الدروس في عدد الآيات التي تتكون منها.
ثم بعد ذِكره للآيات التي يحويها كل درس يقسمها إلى مقاطع، ويبدأ في تفسير كل مقطع علي طريقة تفسير ابن كثير، والبغوى؛ حيث يذكر الآيات ثم يذكر معناها نقلاً عن أحد التفسيرين، أو عنهما معاً. وينقل كذلك من تفسير ابن جرير، ويذكر بعض الآثار التي يوردها في تفسيره.
وإذا نقل عن أحد من هؤلاء الثلاثة صرح باسمه في بداية النقل، وإذا نقل من غيرهم قال: قال بعض المفسرين.
وهو في كل ذلك ناقل عن الأقدمين؛ وقل أن يضيف شيئاً من عنده، ومن عادته أنه إذا أضاف شيئاً بدأه بقوله: تنبيه.
هذا ما يتعلق بطريقة المؤلف في تأليفه هذا الكتاب.
المبحث الثالث: الكتاب ماله وما عليه: -
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا التفسير من وجهة نظري ليس من التفاسير ذات القيمة العلمية المتميزة؛ وذلك أنه بعد قراءتي للمجلد الأول منه واطلاعي علي بعض المواضع في المجلد الثانى تبين لي أنه لا يستحق أن يُقدم على غيره من الكتب، وذلك أن المؤلف رحمه الله – لا يأتى بما يستحق الوقوف عليه، ولا يحسن الاختيار عند نقله من غيره، وإنما يذكر الآية ثم يذكر ما ذكر حولها المفسرون الذين أشار أنه ينقل عنهم، ولا يركز على الصحيح، بل ينقل مما يورده الذين نقل عنهم من غير تمييز بين صحيحه وضعيفه، ولا بين راجحه ومرجوحه.
والقارئ لهذا الكتاب يتبين له ذلك بوضوح وجلاء.
مميزات الكتاب وحسناته:-
الذى يستحق المدح والإشادة في هذا التفسير هو وما يلي: -
1 - التقسيم الجيد للآيات عند تفسيرها؛ فهو يقسمها إلي دروس متعددة، وقد راعى في تقسيمه للآيات علي هذه الدروس معاني الآيات؛ فكل مقطع متصل ببعضه، وبين آياته ارتباط فإنه يجعله درساً مستقلاً. وتتفاوت هذه الدروس في عدد الآيات التي تتكون منها. ثم يبدأ في تفسيرها.
وهذا التقسيم يصلح للقراءة علي عامة الناس الذين يُراد إفهامها المعنى العام للآيات وما فيها من الفوائد.
2 - حسن اختياره للكتب التي نقل عنها؛ فهو ينقل عن تفاسير ابن جرير، وابن كثير والبغوى؛ ومعلوم أن هذه التفاسير الثلاثة تعتبر أمات كتب التفسير، ومن أسلم كتب التفسير من البدع، وهي كذلك تعتبر من المصادر الرئيسية والمراجع الأساسية لأهل السنة والجماعة.
وكذلك حسن اختياره للائمة الذين يذكر أقوالهم ويستشهد بها؛ فهو غالباً لا ينقل إلا عن علماء أهل السنة مثل شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم، والشيخ عبد الرحمن بن سعدي. ([4])
3 - سلامة الكتاب من تأويل المبتدعين للآيات، واعتماده علي مذهب أهل السنة والجماعة في العقيدة. ولا غرابة في ذلك فالمؤلف يعتبر من تلاميذ أئمة الدعوة السلفية في البلاد النجدية.
هذا ما ظهر لي من مميزات وحسنات لهذا الكتاب، ولعله يوجد غيرها إلا أن هذه أبرزها.
ثانياً:- جوانب الضعف في هذا التفسير:-
1 - لم يهتم المفسر في تفسيره هذا بحسن العرض والترتيب، وإنما اكتفى بالنقل بطريقة يظهر منها العجلة، وعدم الدقة في اختيار المنقول. وقراءة الميتدئ في هذا التفسير تشتت ذهنه، وتوقعه في حيرة بسبب غياب الترتيب الجيد لما يورده من النقول في تفسيره للآيات.
2 - أن المؤلف عندما ينقل من التفاسير السابقة لا يميز بين الصحيح والضعيف، ولا الراجح والمرجوح - كما سبق أن أشرت الي ذلك -. وقل أن يذكر شيئاً من الترجيحات أو الحكم على الأقوال إلا في مواضع نقلها عن ابن القيم من كتابه التبيان في أقسام القرآن؛ فقد نقل منه في المواضع التي فيها قسم، وذكر بعض أحكام ابن القيم على بعض الأقوال في التفسير، وخاصة في الجزء الرابع من كتابه.
3 - أنه يورد بعض الأحاديث الموضوعة وبعض الإسرئيليات المخالفة للشرع.
ومن ذلك حديث ذكره في تفسير قول الله U : ? هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ? (آل عمران:7)
وهو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الراسخين في العلم؟ فقال:» من برّت يمينه، وصدق لسانه، واستقام قلبه، ومن عف بطنه، وفرجه، فذلك من الراسخين في العلم «وعزاه لابن جرير. وهو حديث موضوع كما ذكر محقق الكتاب عبدالعزيز الزير آل أحمد.
وختم كتابه كذلك بحديث موضوع طويل نقله من كتاب: الأربعون حديثاً التي حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على حفظها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعند تفسيره لقوله تعالى: ? وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آَتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ. فَلَمَّا آَتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ? (التوبة الآية 75: 76) ذكر قصة ثعلبة ابن حاطب ([5]) التي ذكرها كثير من المفسرين في سبب نزول هذه الآيات، ومعلوم عند المحققين من أهل العلم أنها قصة ضعيفة باطله تقدم في احد الصحابة الأخيار. ([6])
وعند تفسيره لقول الله U في سورة يوسف: ? وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ? (يوسف:24) ذكر أثراً عن السدي فيه نسبة ما لا يليق إلى يوسف عليه السلام، ولم يعلق عليه بشيء.
فهذه بعض الأمثلة التي تدل علي عدم تحريه فيما ينقل من كتب التفسير التي قد يعذر أصحابها بذكرهم أسانيدها، ولكن لا يعذر الناقل لها من غير تمحيص.
4 - مما يلاحظه القارىء لهذا التفسير أنه غير مرتبط بالواقع الذى يعيشه المؤلف في هذا العصر، فهو لا يربط الآيات بالواقع ولا يستفيد من الآيات في حل مشاكل العصر؛ وإنما ينقل أقوال الأقدمين ويكتفي بذلك من غير أى ربط لها بواقع الأمة المعاصر.
هذه بعض الملحوظات التي تلفت الانتباه عند قراءة هذا الكتاب وغيرها كثير.
وحقيقة أن الكتاب - في نظري – لم يأت فيه مؤلفه بجديد إلا أنه أضاف إلي المكتبات أربع مجلدات يمكن أن يستغنى عنها بغيرها من كتب التفسير المفيدة.
وعندما أقول ذلك فإني أعني أنه لا ينبغي لكل من جمع بعض أقوال أهل العلم وأتعب نفسه فيها أن ينشرها للناس إلا إذا كانت تستحق النشر، وتفيد الأمة عموماً؛ وطلبة العلم ومحبيه خصوصاً.
أما أن ينشر كل أحد ما يجمعه؛ فهذا مما يشغل الناس وطلبة العلم عن أصولهم ومراجعهم الأصلية التي ينبغي الاهتمام بها، والاشتغال بقراءتها.
وكتب الشيخ الدكتور سعود الفنيسان هذا التعليق على ما توصلت إليه: (حكم قاس ومجانب للصواب. أليس الاختيار والاختصار جزءً من التأليف؟ ... ([7]) ثم إن هذا ليس من أدب طالب العلم مع من هو أعلم منه.
ثم إذا كان لا يستحق أن يقرأ فيه؛ فكيف وضعت فيه هذه المميزات الحسنة؟ إنه التناقض!!)
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) هذة الترجمة مأخوذة من مقدمة كتابه المجموعة الجليلة حيث ترجم له الشيخ عبد المحسن بن عثمان أبابطين ومن كتاب آثار الحنابلة في علوم القران للشيخ سعود الفنسان ص188. وقد ترجم له محقق الكتاب عبدالعزيز الزير آل أحمد ترجمة موسعة في الطبعة الجديدة للكتاب التي صدرت عن دار العاصمة.
([2]) انظر مقدمة تفسيره (1/ 9).
([3]) للتوسع في معرفة هذة الاوجة ومدى الحاجة إلى التفسير في كل وجهاً منها انظر مقدمة تفسير الطبري رحمه الله (1/ 73 وما بعدها) بحقيق احمد شاكر.
([4]) نقل عن الشيخ ابن سعدى في كثير من المواضع وصرح باسمه في بعضها وأنظر مثلا (1/ 177)، (1/ 248) وكذلك نقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية في (1/ 255) وغيره من المواضع.
([5]) انظر الكتاب (2/ 200) وذكر أن اسم الصحابى ثعلبة بن أبى حاطب وهو مذكور في كتب التفسير الأخرى وأسباب النزول بدون أبى وإنما ثعلبة بن حاطب
([6]) انظر تضعيف قصة هذا الصحابى، وبيان عدم صحة كونها سبباً لنزول هذه الآيات في تعليق أحمد شاكر علي الطبري (14/ 373).
([7]) هنا عبارة لم تتضح لي.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[19 Jul 2005, 06:37 م]ـ
أخي الكريم أبا مجاهد
جزاك الله خيراً على ما كتبت, فقد سعدت كثيراً بهذه الإفادة عن هذا الكتاب الذي ما فارقني اسمه منذ سمعت الشيخ عبد الكريم الخضير يذكره بما يذكر, وقد استغربت ثناء الشيخ الخضير على هذا التفسير مع تواريه عن أيدي وأسماع المختصين - فيما أعلم -, ولكني كنت أطمئن نفسي ثقةً في سعة اطلاع الشيخ وتنوع معارفه.
ومهما كان رأيك الذي انتهيت إليه فهو خيرٌ إلى خير, وهذا التنوع في الأنظار أمرٌ محمود, وظاهرةٌ صحية مطلوبة, وكم كنت أتمنى لو كان لدي هذا الكتاب لأشاركك فيه رأياً, موافقاً أو مخالفاً, لايهم, مادامت الغاية واحدة وهي: معرفة الأمر كما هو عليه في الواقع. وهذا هو مفهوم العلم عند أهل السنة والجماعة.
ويبدو لي أبا مجاهد - من خلال ملاحظاتك- أن الصنعة التفسيرية ضعيفة في هذا التفسير, وإن كان مفيداً في جانب آخر وهو: انتفاع العامة به, وسهولة عبارته وقربها من أفهام عامة الناس. وهذه الميزة هي عينها جانب المدح والإطراء الذي ذكره الشيخ الخضير وفقه الله عن هذا التفسير, ومن ثم فلا اختلاف في الرأي بين ما توصلت أنت إليه, وما رآه الشيخ الخضير.
أما رأي الشيخ الفنيسان وفقه الله في نتيجة بحثك فهو رأي, وقد يُقال عنه أنه قاسٍ أيضاً, لكنه مقبول جداً خاصة في مرحلة الماجستير!! - فكم لقينا؟ - خاصةً إذا تذكرت عناية الشيخ بكتب الحنابلة في التفسير, وهذا التفسير من تفاسير الحنابلة كما لا يخفى.
ولو لطفت عبارتك شيئاً يسيراً أبا مجاهد لوفرت على الشيخ نصف تعليقه على بحثك, ولكنها فورة الشباب, وأيام الإقبال في عصر الماجستير, ولو أنك أعدت كتابة بحثك هذا الآن لغيرت شيئاً أو أشياء, وكم لله من حكمة في ذلك.
وفقك الله أبا مجاهد, وإلى مزيد من قديم بحوثك - ولو بدون تشذييب-.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن العربي]ــــــــ[19 Jul 2005, 06:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بل التفسير ذو قيمة علمية عالية
وأثنا عليه شيخنا العلامة الفوزان حفظه الله
وهو تفسير جدير بالقراءة والاقتناء لكثرة فوائدة مع الاختصار غير المخل
وسلم من المخالفات العقدية وشواذ الأقوال
سار فيه مؤلفه على منهج أهل السنة والجماعة
حقاً إنه تفسير سلفي بكل معنى الكلمة
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[19 Jul 2005, 07:39 م]ـ
أشكر كل من شارك بتعليق يفيد، سواء كان موافقاً أم مخالفاً
ولا زلت أنتظر المزيد ...
وأود هنا التوكيد على أن تكون المشاركات التي فيها حكم على الكتاب نتيجةً لدراسة الكتاب أو الاطلاع عليه، ومن ثم الحكم؛ والحكم على الشيء فرع عن تصوره ...
ولي رجاء من الأخ ابن العربي، وهو: هل قرأ الكتاب، واطلع عليه؟ وهل قارن بينه وبين التفاسير التي انتقاه منها؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Jul 2005, 12:48 ص]ـ
أشكر أخي الكريم أبا مجاهد على عرضه لرأيه في هذا الكتاب رحم الله مؤلفه وكتب له الأجر والثواب. وقد وصلني من أخ كريم كنيته (أبو يزيد) رسالة الكترونية حول هذا الكتاب، هذا نصها:
(السلام عليكم .. هل بالامكان وضع مشاركتي هذه في الملتقى عن موضوع
تفسير توفيق الرحمن. لاني قد اطلعت على التفسير بهدف ان يكون موضوعا لرسالة ماجستير ..
في جامعةالامام .. وقدرفض الموضوع لعدم ظهور القيمة العلمية للكتاب .. وحيث اني قد بحثت فيه لعلي أجد هذه القيمة فخرجت بالتالي ..
وجدت الشيخ ناقل في غالب التفسير .. وحاولت أن أبحث في منهجه في التفسير بالماثور فوجدته ناقل عن الطبري والبغوي وابن كثير وليس للشيخ موقف يذكر أوترجيح. وكذلك في موقفه من الاسرائيليات اوالاحاديث الضعيفة اوالموضوعة ..
ثم بحثت في منهجه في العقيدة والأسماءوالصفات .. فلم يكن الاناقلا عن الائمة ولم اجد انه توسع في ذلك اورد على المخالفين00
وفي آيات الأحكام ربما كان له اختيارات إلا أنها قليلة .. كذا في المسائل اللغوية ..
وكماذكرت أن الموضوع رد لعدم وجودقيمة علمية للكتاب ..
والذي يظهر لي أن الشيخ جمع واختصر من التفاسير ليجعله دروس يلقيها على العامة في المناطق التي كان يعمل بها
وجزاكم الله خيرا
ابويزيد).
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Aug 2005, 09:49 ص]ـ
الكتاب نفد من المكتبات في طبعته السابقة، وقد ذكر أحد الفضلاء في الملتقى أنه سيطبع مرة أخرى لتزايد الطلب عليه كما في هذا الرابط.
بشرى لمن يبحث عن تفسير الشيخ "فيصل بن مبارك" ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=14220#post14220)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[11 Aug 2005, 11:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ان من اعجب ما قرات في مدح الكتاب ان يقال في مدحه انه كتاب سلفي دون ان تبرز الميزات العلميه التي تجعله رائدا واحسب ان هذا خروج عن المنهجيه العلميه الخاصة في تقويم الكتب وهي ذات اثر سلبي في الحكم على الكتب الاخرى فكما لاحظت ان الاخ المادح اغضى عن كل الهنات التي ذكرها الفاضل الشهري وجعل خلوص المدح بكون الكتاب سلفيا ارجو ان تتسع عندنا دائرة الافق العلمية في تقويم الكتب وخصوصا في ملتقى مثل هذا الملتقى الرائع
ـ[المقرئ]ــــــــ[11 Aug 2005, 02:33 م]ـ
شيخنا الكريم: أبا مجاهد وفقه الله:
استمتعت بقراءة دراستكم لتفسير فيصل آل مبارك رحمه الله وليت الملتقى يتجه إلى هذه السياسة فهي حميدة جدا
وبعد يا محب: أعتقد أن د / سعود الفنيسان بنى حكمه لشيء لم يعتده على أهل زماننا واصطدم بسبيل لم يسلكه هو بنفسه لذا كتب ما كتب
وحكمك في نظري على الكتاب وافق الخبر الخبر تماما
ولكن: حيث إنك لم تضع معيارا لهذا المقياس ولم تضع أصلا تمشي عليه عند تقييمك لكتب التفسير = لذا فاعلم أن أهل زماننا لن يرضوا بمثل هذا الحكم ومن رحمة الله بك أنهم لم يحكموا عليك بالنفي والإبعاد
يا أخي:-بكل تجرد - إن كان هذا معيارك في تقييم التفاسير فلعلك تلتفت إلى مئات الرسائل العلمية في الجامعات وتنظر في تفاسيرهم والتي منحت " ممتاز مع مرتبة الشرف "
وحينها ستجد أنك هضمت حق الشيخ فيصل آل مبارك ولا بد،
طرائق التفسير متباينة ومختلفة والتقييم أمر نسبي ومع ذلك بالنظر إلى تفسير الشيخ آل مبارك نجد أنه قد أتى بمهمات التفسير بمعيارها المعاصر
وأنا أعلم سبب خروجك بهذه النتيجة:
وذلك بسبب الهمة التي تحملها والطموح الذي بين عينيك والذي لا يحده حد = يجعلك تستضعف هذه التآليف التي نالت على إعجاب كثير من أهل العصر وهذه وجدها كثير من العلماء ومقدماتهم في تآليفهم شاهد عيان على ما أقول
وهذه الخصلة لها جانب حسن وجانب سيء:
أما الجانب الحسن: فهو علو الهمة وجمال الذوق وحسن الاختيار وروعة التأليف وتفرد الفكرة وقوة الحجة والثقة بالنفس
وأما الجانب السيء: فهو قلة التأليف في الغالب فحامل هذه الخصلة تجده زاهدا في التأليف، وغير مقتنع بالجديد، وعلى خلاف مع بني زمانه من أهل تخصصه
والمتأمل في حال بعض المفسرين السابقين والمتقدمين بعد عصر الرواية: يجد أن ثقافة التفسير لديهم هي جمع الأقوال من كتابين أو ثلاثة وأنتم أعلم بهم ومع هذا تجد أن كتبهم مروجة وينصح باقتنائها وشرائها
والخلاصة من كلامي السابق - شيخنا - أنه عند التقييم لابد من وضع معيار تستند إليه عند حكمك فمثلا:
هل تقييمك من حيث التميز أو عدمه؟
أو تقييمك من حيث مقارنته بغيره ممن لا يهتم بالإسناد مطلقا مثل تفسير النسفي أو تفسير البغوي أو غيرهما من السابقين؟
أو تقييمك من حيث مقارنته بالمعاصرين كتفسير أبي بكر الجزائري أو تفسير الزحيلي أو تفسير السعدي؟
أعتقد أنك لو وضعت مثل هذه المعايير لوجدت نتيجة أخرى
محبك: المقرئ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[11 Aug 2005, 09:42 م]ـ
أشكر جميع الإخوة الذين أثروا الموضوع بجميل تعليقاتهم، وأخص منهم أخي العزيز المقرئ.
ولضيق الوقت الآن أرجو قبول عذري في التعليق على مشاركاتكم، حتى أستطيع أن آتي بالمفيد.
ولعل هذا يكون قريباً - إن شاء الله تعالى -.
وللجميع جميل الشكر والتقدير
ـ[الراية]ــــــــ[15 Nov 2005, 02:07 م]ـ
اطلعت على الكتاب فرأيته كما قال أخي أبومجاهد
((يشتت الطالب لأن انتقاءه للأقوال عشوائي)).
واستغرب من تعليق الفنيسان حين قال (هذا ليس من أدب طالب العلم مع من هو أعلم منه)
فما ذا سيقول عن فتاويه في موقع الاسلام اليوم ..
هل سنقول إنه التناقض!
شكراً لك أبامجاهد
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[14 Apr 2006, 02:28 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته .........
أرجوا مراسلتي على الخاص، حتى أتمكن من كتابة، ما أردته لك .......
وفقك الله ورعاك
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[07 Dec 2006, 08:01 م]ـ
الذي أراه والله أعلى وأعلم أنَ النتيجة التي وصل إليها صاحب التقرير صائبة تماماً .....
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 Dec 2006, 06:17 ص]ـ
الذي أراه والله أعلى وأعلم أنَ النتيجة التي وصل إليها صاحب التقرير صائبة تماماً .....
الأخ الحبيب أبا فهر السلفي وفقني الله وإياك
أشكرك على تعليقك، وقد سرني ما ذكرت لأنه أتي من مثلك، وقد رأيت في كثير مما تكتب ما يدل على أنك خبير بالكتب وطبعاتها ومناهجها.
وأنا لا زلت أنتظر تعليق بعض الإخوة المتخصصين؛ وذلك من باب النصح، وإرشاد الطلبة الى الكتب التي هي أنفع لهم وأحسن عاقبة وأكثر تحريراً.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[08 Dec 2006, 07:50 ص]ـ
وسلم من المخالفات العقدية وشواذ الأقوال
سار فيه مؤلفه على منهج أهل السنة والجماعة
حقاً إنه تفسير سلفي بكل معنى الكلمة
اللهم ارحم عبدك فيصل بن عبد العزيز آل مبارك وتجاوز عنه وجازه بالإحسان إحسانا وبالسيئات صفحا وغفراناً
سبحان الله يابن العربي!!!!!!
الرجل بحث في الكتاب وقرأه وذكر أنه يذكرالأحاديث الموضوعة وختم بأحد طوالها تفسيره ,وأنت تقول ما تقول!!!
ما هي هذه السلفية التي من معنى كلمتها الاستشهاد بالموضوع والمكذوب مع عدم بيان حرمة نسبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟
وهل كان هذا منهجاً لأهل السنة والجماعة يوما من الأيام؟؟
ـ[الجكني]ــــــــ[08 Dec 2006, 07:46 م]ـ
حلمكم يا جماعة على "ابن العربي" فله رايه ولغيره رأيه،إلا إذا تحولت المداخلات إلى بحث"ماهي ضوابط "التفسير المقبول من غيره،السلفي وغيره؟؟؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 Dec 2006, 12:29 ص]ـ
بارك الله فيك يا أبا مجاهد ..... وجزاك الله خيراً على حسن ظنك بأخيك ...
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Aug 2007, 01:57 ص]ـ
اجتمعت ببعض الإخوة من طلبة العلم في أحد المجالس، فذكر أحدهم - وهو معيد متخصص في الدراسات القرآنية- أنه سمع الشيخ عبدالكريم الخضير يوصي بهذا الكتاب في دورة علمية في مدينة الطائف هذا الصيف - 1428هـ -، وذكر أن الشيخ عبدالكريم أوصى بهذا الكتاب مع كتاب السعدي للمتوسطين من طلبة العلم.
فاستغربت هذا من الشيخ الفاضل عبدالكريم، وقلت: ألا زال الشيخ يوصي بمثل هذا التفسير؟!
وكان معنا متخصص معروف، وهو يحمل الدكتوراه ومشهود له بالتمكن في تخصصه - ولولا أنه لم يأذن لي بذكر اسمه لذكرته - فسألني عن رأيي في الكتاب، فأخبرته بخلاصة بحثي هذا.
فقال ما حاصله ومفاده: لقد اشتريت الكتاب قديماً، واطلعت عليه، وقرأت فيه، فتبين لي أنه لا يصلح أن يبقى في مكتبتي، فأهديته إلى أحد الإخوة.
وذكر أن الكتاب أُلف للعامة، ولا يصلح أن يكون مرجعاً لطالب علم.
وبعد؛ فإني أوصي من له صلة بالشيخ الفاضل عبدالكريم الخضير أن يوصل إليه هذا الرأي، لعله أن يعيد النظر في موقفه من هذا التفسير.
وهذا - أيها الإخوة الأفاضل - من باب النصح للدارسين وطلاب العلم، ليس إلا. والله المستعان.
ـ[عبدالله المعدي]ــــــــ[06 Sep 2010, 06:19 م]ـ
يا إخوان الا يكفيكم حكم الراسخين في العلم في هذا الزمان الشيخ الفوزان والخضير
سبحان الله
ـ[محمد زيلعي]ــــــــ[07 Sep 2010, 04:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وبعد ..... لعلي أوفق بين الآراء السابقة فأقول:
1 ـ إذا ثبت ثناء علمائنا من أمثال الشيخ الفوزان والشيخ الخضير على الكتاب، فيستبعد أنهم لم يطلعوا على الكتاب، ويحمل تزكيتهم للكتاب على أنه نافع لغير المتخصصين ولعل مما يدعم ذلك أنه نقل عن مصادر معتبرة فاختصر وهذب وقرب الحق وإن لم يرتب أو يحرر، ولعل هذا هو السبب في رفضه كأطروحة علمية، لأن شأن الأطروحات العلمية العناية بالجديد، والأصيل، وقصد ما يزيد في التخصص تطويراً وتقدماً.
2ـ يبدو أن هذا الكتاب نافع للعامة وللمبتدئين في العلوم الشرعية الذين لا يستطيعون خوض غمار الكتب القديمة الأصيلة، ويمكنهم أن يأخذوا من هذا التفسير جولة في علم التفسير تعطيهم خلفية علمية تكون تمهيداً للطلب المتخصص.
3 ـ أتفق معك أخي أبا مجاهد ـ حفظك الله ونفع بعلمك ـ في منهجك الذي تشير فيه إلى أنه لا ينبغي أن ينشر كل طالب علم ما كتب إن لم يحتوي على جديد، وأن ذلك يؤدي إلى تضخم المكتبة الإسلامية بالمكرر الذي يثقل الجيوب، ويضيع الأعمار في غير ما فائدة.
وأرى أن هذا أمر صعب لضعف عقولنا وانتشار التقليد وقلة التفكير، ولكني أدعو إلى اعتماد ذلك مبدأً بين المتخصصين، وتطبيقه قدر الطاقة، فقد يأتي يوم نستطيع فيه أن نطبقه تطبيقاً كاملاً.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجنوبي]ــــــــ[07 Sep 2010, 04:52 ص]ـ
لطالب علم و يريد تحقيق المسائل و النقولات فهناك ما هو افضل منه
ـ[عبدالسلام شيث]ــــــــ[20 Oct 2010, 01:53 م]ـ
هذا التعليق وإن كان صوابا ففيه القسوة والجرأة الزائدة على من هو أعلم منك يا أخي الفاضل والرجاء التأدب مع أهل العلم عسى الله أن يبارك في علمنا, وأقل ما فعلت أنك زهدت بعض الناس عن هذا الكتاب المبارك الذي شحنه صاحبه رحمه الله تعالى بالنقولات المفيدة من أمهات كتب التفسير.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[20 Oct 2010, 02:41 م]ـ
الذي أذكر أن الشيخ يوصي به طالب العلم المبتدئ، وأعتقد أن النظرة التي نظر من خلالها مشايخنا = لا تعارض بينها وبين قول الشيخ عبدالكريم؛ كما أشار الأخ الكريم: فهد الوهبي.
ـ[كريم البحيرى]ــــــــ[04 Nov 2010, 03:14 م]ـ
من مشاركات الاخوة الملخص المفيد
(1) ان تفسير توفيق الرحمن يصلح لعامة الناس والمبتدئين وهذا من الممكن ان يكون توجيه لكلام الشيخ عبد الكريم الخضير والشيخ الفوزان
(2) وان تفسير توفيق الرحمن لايصلح للطبقة الاعلى
بارك الله فى الجميع
ـ[سلمان محمد العنزي]ــــــــ[06 Nov 2010, 09:40 ص]ـ
شكر الله لأخينا الكاتب وبعد:
فهذا رأيٌ قد عقدتْ عليهِ رؤيةُ النفس ثلاثَ عقدٍ، يذكرني بما قيلَ عمن قاتلَ في معركةِ أرجينوزا البحريةِ؛ إنهُ (يقاتلُ عن لحمهِ)، وأنت هنا أخي الكريمُ تقاتلُ عن (لحمِ رأيكَ) ... لقد قرأتُ مؤاخذاتك على الكتابِ وكلما تفرستُ فيها رأيتها لا يفسرها إلا التعجبُ منها! تنقد الشيخَ بمنهجٍ لو طبقناه على كثيرٍ من التفاسيرِ لتصوَّح نبتُها كأنْ لم تغن بالأمسِ ... إن هذا التفسيرَ لم يطبعْ ليشغلَ طلابَ العلمِ أمثالكَ عمَّا أعدهُ الله لهم من المعجزاتِ الباهراتِ، ولكنه تفسيرٌ استهدف به طبقةٌ من الناسِ أفادت منه أشباههم في القديم وهم على النهجِ سائرونَ، ولذلك نبَّه عليهِ شيخنا العلامةُ النطاسيُ عبدالكريم الخضير - حفظه الله - فكانتْ كلمتهُ في محلها من العلمِِ والفقهِ والمعرفةِ بما يناسبُ الناسَ في أطورهم المتقلبةِ .. أرجو أن تدققَ النظرَ وخيرُ طريقة أن تتفهم المقصد من هذا الكتاب والفئة المعنية به ... وأن تنفض عن قلبك كوائنَ الحظوظِ فهيَ قلعة ... !
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[06 Nov 2010, 11:25 ص]ـ
شكر الله لأخينا الكاتب وبعد:
فهذا رأيٌ قد عقدتْ عليهِ رؤيةُ النفس ثلاثَ عقدٍ، يذكرني بما قيلَ عمن قاتلَ في معركةِ أرجينوزا البحريةِ؛ إنهُ (يقاتلُ عن لحمهِ)، وأنت هنا أخي الكريمُ تقاتلُ عن (لحمِ رأيكَ) ... لقد قرأتُ مؤاخذاتك على الكتابِ وكلما تفرستُ فيها رأيتها لا يفسرها إلا التعجبُ منها! تنقد الشيخَ بمنهجٍ لو طبقناه على كثيرٍ من التفاسيرِ لتصوَّح نبتُها كأنْ لم تغن بالأمسِ ... إن هذا التفسيرَ لم يطبعْ ليشغلَ طلابَ العلمِ أمثالكَ عمَّا أعدهُ الله لهم من المعجزاتِ الباهراتِ، ولكنه تفسيرٌ استهدف به طبقةٌ من الناسِ أفادت منه أشباههم في القديم وهم على النهجِ سائرونَ، ولذلك نبَّه عليهِ شيخنا العلامةُ النطاسيُ عبدالكريم الخضير - حفظه الله - فكانتْ كلمتهُ في محلها من العلمِِ والفقهِ والمعرفةِ بما يناسبُ الناسَ في أطورهم المتقلبةِ .. أرجو أن تدققَ النظرَ وخيرُ طريقة أن تتفهم المقصد من هذا الكتاب والفئة المعنية به ... وأن تنفض عن قلبك كوائنَ الحظوظِ فهيَ قلعة ... !
ولك شكري كذلك أخي الفاضل
وأسأل الله تعالى أن يعيذني من داء رؤية النفس والاعتداد بالرأي. ومن الذي يسلم من هذه الأدواء؛ إلا من رحم ربي.
ويبقى أن هذا - كما ذكرت سابقاً - رأيي، ولك أن تنبذه وراء ظهرك.
والذي دعاني أيضاً إلى الاطمئنان إلى رأيي هذا أنه رأي جلّ من استشرته من العارفين بالكتاب، كما أنه رأي قسم علمي بكامله.
وأما مقصد الكتاب فقد قرأته وعرفته، وهو أول شيء ذكره المؤلف - رحمه الله - في مقدمته.
ولعلك تأذن لي أخي الفاضل الأديب بهذا السؤال: هل قرأتَ هذا التفسير؟ وهل وجدتني ذكرت شيئاً غير صحيح فتبينه لي لأرجع إلى الحق؟
وختاماً: أقول لك بصدق: شكر الله لك، وجزاك خيراً على نصحك وتنبيهك؛ وإني لفرح به أكثر من فرحي بمدح مادح لم يصدقني القول في مدحه.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا جميعاً حسن الفهم، وأن يوفقنا للرجوع إلى الحق.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 Nov 2010, 11:35 ص]ـ
وكان معنا متخصص معروف، وهو يحمل الدكتوراه ومشهود له بالتمكن في تخصصه - ولولا أنه لم يأذن لي بذكر اسمه لذكرته - فسألني عن رأيي في الكتاب، فأخبرته بخلاصة بحثي هذا.
فقال ما حاصله ومفاده: لقد اشتريت الكتاب قديماً، واطلعت عليه، وقرأت فيه، فتبين لي أنه لا يصلح أن يبقى في مكتبتي، فأهديته إلى أحد الإخوة.
.
كان من الواجب على الدكتور وهو من المشهود له بالتمكن في تخصصه أن يبين ويفصل، فهذا نوع من الجرح لا يقبل فيه إلا التفصيل.
ثم إن الهدية لا يقبل فيها الغش.
وسؤالي للشيخ الفاضل أبي مجاهد:
ما هو الضابط في الحكم على الكتاب بأنه ذو قيمة علمية؟
(يُتْبَعُ)
(/)