طب ثم صل رحماً تفز ضف ذا نعم دع سوء ظن زر شريفاً للكرم
وسميت الأولى اللام التي تدغم سميت باللام الشمسية، أما اللام المظهرة فسميت باللام القمرية، لام قمرية لأنك عندما تنطق بكلمة القمر تظهر اللام، لام شمسية لأنك عندما تنطق بكلمة الشمس تدغم اللام في الشين، وهكذا في جميع النظائر.
لام الاسم والفعل
أما بالنسبة للام الاسم أو لام الفعل، فحكم لام الاسم الأصلية: حكمها الإظهار مطلقاً نحو:
1 - (سلطان)
2 - (سلسبيل)
3 - (ألسنتكم وألوانكم) ..
أما لام الفعل: فيجب إظهارها أيضاً نحو: (قل)، وهذا إذا لم يقع بعدها لام أو راء، وإلا وجب الإدغام للتماثل في اللام والتقارب في الراء نحو (قل لكم)، (قل ربى)، فتدغم لام الفعل مطلقاً سواء كان الفعل ماضياً أو مضارعاً أو أمرا، تظهر لام الفعل هكذا
1 - في الماضي مثل: (أرسلنا – جعلنا)
2 - وفى المضارع مثل (يلتفت – يلبسون)
3 - وفى الأمر هكذا: (فقل سلام – قل نعم)
ولذلك يقول صاحب التحفة:
واحرص على السكون في جعلنا
أنعمت والمغضوب مع ضللنا
ويقول أيضا:
وأظهرن لام فعل مطلقاً
في نحو قل نعم وقلنا والتقى
وتظهر لام الحرف أيضاً من نحو هل أنتم.
1 - (فهل أنتم شاكرون)
2 - (هل أدلكم)
3 - (بل سولت)
وهكذا تظهر لام الفعل الساكنة ما لم يقع بعدها لام مثلها أو راء، مثل:
1 - (قل لهم)
2 - (بل ربكم)
فإنها تدغم اللام في الراء أو تدغم في اللام، كما أوضحنا. مع فضيلة شيخنا الجليل: رزق خليل حبة، ننتقل إلى حكم آخر من أحكام التجويد.
أحكام المد
نتكلم عن أحكام المد.
المد لغة: الزيادة، ومنه قوله تعالى: " ويمددكم بأموال وبنين " وحروف المد ثلاثة: جمعت في كلمة (واي)، وهى:
1 - الواو المضموم ما قبلها
2 - والياء المكسور ما قبلها
3 - والألف ولا يكون ما قبله إلا مفتوحاً
وقد جمعت حروف المد الثلاثة في كلمة (نوحيها) الواو: وقبلها ضم النون، والياء الساكنة: وقبلها كسر الحاء، والألف: وقبلها فتح الهاء (نوحيها). والمد إما أصلى وإما فرعى.
1 - فالمد الأصلي: هو المد الطبيعي، وهو المد الذي لا يتوقف على سبب من همز أو سكون، أعنى لا يقع بعد حرف المد همز ولا سكون، كما تقول: (قال له صاحبه) قال: اللام مفتوحة، صاحبه: لم يقع بعد الألف لا همز ولا سكون، وهذا هو المد المسمى بالمد الطبيعي، وما تفرع عن المد الطبيعي يسمى مداً فرعياً. المد الطبيعي مده يكون بمقدار حركتين كما أوضحنا، هكذا: (قال)، (يقول)، (فيه)، أو (قيل)، وهكذا.
2 - أما المد الفرعي: فهو الذي يتوقف على سبب من همز أو سكون، وهو إما أن يكون مداً عارضاً للسكون، وإما أن يكون مداً منفصلاً، وإما أن يكون مدا متصلا، وإما أن يكون مداً لازماً. فهذه المدود بعد المد الطبيعي تسمى بالمدود الفرعية.
ولنضرب لكل من هذه المدود الأمثلة كما سنوضحها فيما يلي:
المد الطبيعي كما ضربنا له المثل: (قال، قيل، يقول)، أما المد الفرعي ـ كما قلنا ـ فإنه الذي يتوقف على سبب من همز أو سكون، فمن سكون مثل: (نستعين)، إذا وقفنا الوقف يكون بالسكون هكذا: (نستعين)، يسمى مداً عارضاً للسكون،أما إذا وقع بعد المد همز في كلمة أخرى سمى مداً منفصلاً، كما نقول: (وفي أموالهم)،أما المد المتصل فهو أن يقع الهمز بعد المد في كلمة واحدة، وهناك مد يسمى بمد البدل، وهو أن يقع الهمز قبل مده مثل (آمن ـ آتى)، ولكل من هذه المدود مقدار في مده، والمد المتصل يسمى مدا واجبا، ولنضرب له المثل حينما يأتي في وسط الكلمة أو في آخرها ففي وسط الكلمة مثل (والملائكة) وفي آخر الكلمة مثل: (يشاء)، ويسمى مداً واجباً، يمد لحفص بمقدار 4 أو 5 حركات، والحركة كما أوضحنا سابقاً هي بقدر خفض الإصبع أو بسطه بحال وسط بين الإسراع والتأني، وتعريف المد المتصل كما أوضحنا أيضاً هو أن يقع الهمز بعد المد في كلمة واحدة، أما المد المنفصل فهو أن يقع الهمز بعد المد في كلمة أخرى، أى يقع المد في آخر الكلمة والهمز في أول الكلمة التي تليها،ويسمى مداً جائزاً ويجوز لحفص فيه أن يمد بمقدار حركتين هكذا: (وما أنزلنا) ويجوز أن يمد لحفص بمقدار 4، 5 حركات هكذا: (وما أنزلنا)، فإذا كان حرف المد ياء فيكون النطق فيه هكذا: (وفي أنفسكم) بالقصر،
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالتوسط هكذا:
(وفي أنفسكم)، أما إذا كان حرف المد واواً، فيكون هكذا: (قوا أنفسكم) والتوسط هكذا (قوا أنفسكم وأهليكم ناراً) هذا بالنسبة للمد المنفصل الذي يسمى مداً جائزاً منفصلاً، كما أوضحنا، أما بالنسبة للمد البدل وهو أن يتقدم الهمز على مده مثل (آمنوا، إيماناً) فحفص يمده بمقدار حركتين فقط وجميع الأئمة كذلك إلا الأزرق عن ورش فله القصر والتوسط والإشباع، هذا بالنسبة للمدود التي ضربنا لها الأمثلة.
بقى لنا أن نبين حكم المد اللازم.والمد اللازم هو أن يقع بعد حرف المد سكون أصلى ثابت وصلاً ووقفاً، وينقسم إلى قسمين:
1 - قسم يسمى بالمد اللازم الكلمى أو الكلمى
2 - وقسم يسمى بالمد اللازم الحرفي، والمد اللازم الحرفي: أن يقع في أوائل السور.
ونضرب أولاً المثل للمد اللازم الكلمى:
1 - المد اللازم الكلمى إما أن يكون مثقلاً وإما أن يكون مخففاً , فإذا وقع التشديد بعد المد، سمى مثقلاً وذلك مثل: "الصاخة " , " الطامة " , أما اللازم الكلمى المخفف فلم يقع إلا فيكلمتى: (آلآن) بسورة يونس وذلك من قوله تعالى: " آلآن وقد عصيت " وقوله:" آلآن وقد كنتم به تستعجلون "، هذا المد الذي يسمى بالمد اللازم إنما سمى لازماً للزوم مده بمقدار 6 حركات قولاً واحداً لا يزيد ولا ينقص، يلزم حالة واحدة، ويسمى بالمد الكلمى المثقل، إذا كان مشدداً، ويسمى بالمد الكلمى المخفف إذا لم يقع فيه الشد، كما ضربنا الأمثلة، هذا بالنسبة للمد اللازم الكلمى
2 - أما المد اللازم الحرفي فإنه لا يقع إلا في أوائل بعض السور، وتعريفه: هو ما جاء بعد حرف المد سكون ثابت وصلاً ووقفاً في حرف هجاؤه على ثلاثة أحرف، أوسطها حرف مد ولين أو حرف لين فقط، وذلك في ثمانية أحرف جمعها صاحب التحفة في قوله: (كم عسلنا نقص) أو في قول بعضهم: (نقص عسلكم) أو في بعض قولهم: "سنقص علمك" وهى " س، ن،ق، ص،ع، ل،م،ك" وكلها تمد بمقدار 6 حركات من غير خلاف عدا العين من فاتحة سورتي مريم والشورى، ففيها التوسط والطول، والطول أفضل، ويجوز فيها القصر من الطيبة هكذا: (عسق)، والتوسط هكذا: (عسق)، ويقول علماء التجويد بأن من قرأ لحفص بمد المنفصل بمقدار حركتين يتعين أن يقصر العين من (عين) وقد وقعت الحروف المقطعة في أوائل بعض السور في كلمات جمعها بعضهم بقوله: (صله سحيراً من قطعك)، وهى 14 حرفاً، وتنقسم هذه الحروف الموجودة في أوائل السور إلى ثلاثة أقسام، منها ما يمد 6 حركات، وهى الحروف الثمانية المجموعة في قوله: "سنقص علمك " ومنها ما يمد مداً طبيعياً بمقدار حركتين وهى خمسة أحرف مجموعة في قول صاحب التحفة (حي طهر)، ومنها ما لا مد فيه أصلاً وهو الألف، وذلك لأن كل حرف وضعه على ثلاثة أحرف وليس وسطه حرف مد ساكن لا يمد أصلياً، ثم علم أنه إذا اجتمع مدان لازمان مثقلان نحو: (أتحاجوني) فلا يجوز مد أحدهما دون الآخر، بل تجب التسوية لقوله: (واللفظ في نظيره كمثله)، واعلم كذلك إذا كان الساكن في كلمة وحرف المد في كلمة أخرى حذف حرف المد في الوصل نحو: (وقالوا اتخذوا)، (والمقيمي الصلاة)، وإذا اجتمع سببان من أسباب المد قوى وضعيف،ألغى الضعيف وعمل بالقوى، نحو: (ولا آمين البيت الحرام) ففيه بدل في آ ولازم في مد الميم فيلغى البدل ويعمل باللازم , ونحو" وجاءوا أباهم " بدل ومنفصل ألغى البدل وعمل بالمنفصل، وأقوى المدود: اللازم، فالمتصل، فالعارض للسكون، فالمنفصل، فالبدل، وقد أشار بعضهم إلى هذه المراتب بقول:
أقوى المدود لازم فما اتصل
فعارض فذو انفصالا فبدل
وسببا مد إذا ما وجد
فإن أقوى السببين انفرد
ولنضرب الأمثلة للمد اللازم الحرفي في أوائل السور وغير اللازم، ولنطبق في بعض الآيات هكذا كما ننطق: (بسم الله الرحمن الرحيم طسم) الطاء من (حي طهر) يمد مداً طبيعياً، والسين: والميم من (كم عسل نقص) يمد مداً لازماً بمقدار 6 حركات هكذا: (طسم) لأن السين والميم كما قلنا من (كم عسل نقص)، كذلك من نحو: (ألم) الألف لا مد فيه كما قلنا، أما اللم والميم فمن الحروف التي تمد بمقدار ست حركات ويسمى مدها مداً لازماً حرفياً، فإذا شددت مثل: (ل م) سميت مداً لازماً حرفياً مثقلاً، أما إذا لم يكن في مد الحرف اللازم تشديد
(يُتْبَعُ)
(/)
فيسمى مداً لازماً حرفياً مخففاً كالوقف على: (م) وهكذا في جميع النظائر، ولنعلم أننا لو وقفنا على أي كلمة من الكلمات فالوقف عليها يكون بالسكون فمثل: (نستعين) نقف عليها بالسكون ويسمى مداُ عارضا للسكون مرفوعاً أي آخره ضمه كذلك وقفنا على: (والسماء) سمى مداُ متصلاً واجباً عارضاً للسكون، فإذا كان مجروراُ مثل " وفي السماء" ففيه أوجه وإذا كان مرفوعاً مثل:" ءأنتم أشد خلقاً أم السماء " ففيه أوجه، ولنبين الأنواع: كلمة (نستعين) إذا وقفنا عليها فيها سبعة أوجه: (القصر و التوسط و المد بالسكون المجرد، ومثلها بالإشمام، والقصر بالروم) فهذه سبعة أوجه في كل عارض للسكون مرفوعاً، أما إذا كان الموقوف عليه مجروراً مثل: (الرحيم) ففيه 4 أوجه: (المد بمقدار حركتين، وبمقدار 4 حركات، وبمقدار 6 حركات بالسكون المجرد، والروم مع القصر)، أما إذا كان آخر الكلمة الموقوف عليها مفتوحاً مثل: (ولا الضالين) فليس في هذه الكلمة وقف لا روم ولا إشمام، بل يكون بالسكون المجرد فقط مع الثلاثة أوجه وهى: (القصر و التوسط و الإشباع بالسكون المجرد)، أما إذا كان الموقوف عليه متصلاً مثل: (ء أنتم أشد خلقاً أم السماء) ففيه لحفص ثمانية أوجه وهى: المد بمقدار 4 أو 5 أو 6 حركات بالسكون المجرد ونظيرها مع الإشمام، والمد بمقدار 5 أو6 حركات مع الروم فهذه ثمانية أوجه في المتصل المرفوع الموقوف عليه، أم إذا كان المتصل الموقوف عليه مجروراً مثل: (وفي السماء) ففيه 5 أوجه هي: المد بمقدار 4 أو 5 أو 6 حركات بالسكون المجرد، والمد بمقار 4 أو 5 حركات بالروم، أما إذا كان المد المتصل الموقوف عليه منصوباً أي آخره فتحة، ففيه ثلاثة أوجه فقط نحو: "والسماء بنيناها" إذا وقفنا عليها " والسماء " ففيها: المد بمقدار أو 5 أو 6 حركات بالسكون المجرد فقط ولا روم وإشمام، لأن الروم وهو الإتيان ببعض الحركة يدخل في المرفوع وفي المجرور، والإشمام لا يدخل إلا في المرفوع فقط،أم المنصوب فلا روم ولا إشمام فيه، وتعريف الروم والإشمام قال فيه ابن الجزري:
والروم الإتيان ببعض الحركة
إشمامهم إشارة لا حركة
كما أوضحنا وضربنا الأمثلة، ولو وقفنا على المد اللازم المرفوع وهو يلزم حالة واحدة أي يلزم حالة واحدة بالمد بمقدار ست حركات قولاً واحد ويكون المد فيه بمقدار ست حركات بالسكون المجرد وبالروم وبالإشمام مع لزومه قولاً واحد بالمد ست حركات، إذًا فالمرفوع اللازم الموقوف عليه فيه ثلاثة أوجه، أما إذا كان اللازم الموقوف عليه مجروراً ففيه سكون مجرد، وفيه روم فقط مثل: (أجعلتم سقاية الحاج) (الحاج) مجرور نقف بالسكون المجرد وبالروم مع لزومنا بالمد بمقدار ست حركات، أما إذا كان الموقوف عليه مداً لازماً منصوباً أي آخره فتحة فليس فيه إلا المد قولاً واحد بمقدار ست حركات بالسكون المجرد ولا روم ولا إشمام فيه، مثل: (فاذكروا اسم الله عليها صواف) لا وقف عليها إلا بالسكون المجرد ولا روم ولا إشمام فيها، مع الالتزام بالمد بمقدار ست حركات فقط لا يزيد ولا ينقص، أما إذا كان الموقوف عليه من غير مد فلننظر إلى آخره إذا كان آخره ضمة فالوقف يكون عليه بالسكون المجرد وبالروم وبالإشمام بدون مد، كما نقف على: " لله الأمر" يصح: السكون المجرد في الراء ويصح الروم ويصح الإشمام، فإذا كان آخر الكلمة بدون مد وهو مكسور الآخر ففيه: السكون المجرد والروم مثل: (من قبل أن يأتي يوم) إذا أردنا أن نقف على كلمة قبل ففيها السكون المجرد والروم، ولا إشمام فيها، أما إذا كان آخر الكلمة الموقوف عليها فتحاً فالوقف يكون بالسكون المجرد فقط، كما نقف على قوله تعالى: " كذلك فعل الذين من قبلهم " إذا وقفنا على: (كذلك) أو على: (فعل) فيكون بالسكون المجرد فقط ولا روم ولا إشمام فيه، ويكون بدون مد كما نطقنا هكذا: (كذلك فعل) وكذلك في جميع النظائر والله تعالى أعلم
أحكام المثلين والمتقاربين
(يُتْبَعُ)
(/)
أحكام (المثلين، والمتقاربين، والمتجانسين، والمتباعدين) فنقول: كل حرفين متجاورين لابد أن يكونا من باب (المثلين) أو من باب (المتقاربين) أو من باب (المتجانسين) أو من باب (المتباعدين)، وهذه الأربعة أنواع كل منها ثلاثة أقسام: إما أن يكون صغيراً وإما أن يكون كبيراً، وإما أن يكون مطلقاً فيكون مجموع الصور اثنا عشر صورة أي أربعة أقسام في ثلاث صور كما سنوضحها فيما يلي:
1 - أولاً المثلان:
المثلان هما حرفان اتفقا مخرجاً وصفة كالبائيين من قوله تعالى " اضرب بعصاك الحجر " ومثل " وإلى ربك فارغب بسم الله الرحمن الرحيم " وأقسامه ثلاثة: (صغير وكبير ومطلق)
أ/ فالصغير: هو أن يكون الحرف الأول ساكناً والثاني متحركاً وذلك مثل الأمثلة المتقدمة في قوله الله تعالى:"اضرب بعصاك الحجر" ومثل: "وإلى ربك فارغب بسم الله الرحمن الرحيم" وحكمه: وجوب الإدغام لجميع القراء،وذلك إن لم يكن الحرف الأول حرف مد، نحو: (قالوا وهم) أو هاء سكت نحو: (ماليه هلك) وإلا وجب الإظهار في المثال وهو: " قالوا وهم " لئلا يزول المد بالإدغام،وجاز في الثاني وهو هاء السكت إجراء للوصل مجرى الوقف، يصح أن نقول: " ماليه هلك " و يصح أن نقول: "ماليه هلك ".
ب/القسم الثاني من المثلين الكبير: وهو أن يكون الحرفان متحركين وذلك مثل الهاءين من كلمتي: " فيه هدى" والميمين من كلمتي: " الرحيم مالك "، وحكمه الإظهار لجميع القراء،عدا البصري فيجوز له الإدغام ويجوز له الإظهار.
ج/القسم الثالث من أقسام المثلين هو المطلق: وهو أن يكون الحرف الأول متحركاً والثاني ساكناً، نحو: (ننسخ، شققنا) النونان من: (ننسخ) النون الأولى متحركة والثانية ساكنة، كذلك: (شققنا) القاف الأولى متحركة والثانية ساكنة، فهو عكس الصغير، وحكمه الإظهار من غير خلاف، وقد ذكر هذا النوع تتميماً للأقسام وإن كان لا يترتب عليه فائدة.
س - هذا عن حكم المثلين فماذا عن حكم المتقاربين؟
ج - المتقارَبان أوالمتقارِبان كما يقول البعض: هما الحرفان اللذان تقاربا مخرجاً وصفة كالذال والزاي من نحو: (وإذ زين) أو مخرجاً لا صفة كالدال والسين من نحو: " قد سمع " أو صفة لا مخرجاً كالذال والجيم من نحو:" إذ جاءوكم "، وهو ثلاثة أقسام أيضا:
أ/الأول يسمى صغيراً نحو: " قد سمع " وحكمه الإظهار إلا اللام والراء نحو:" قل ربى ", " بل ران " فإنه يجب إدغامها ولحفص في (بل ران) سكتة لطيفة من غير تنفس، والسكت يمنع الإدغام.
ب/القسم الثانى من المتقاربين كبير نحو:" عدد سنين " الدال مع السين،وحكمه الإظهار لجميع القراء إلا البصري فيجوز له فيه الإدغام.
ج/الثالث من هذا القسم المطلق كاللام والياء من نحو قوله تعالى " ليس عليك هداهم " (ليس) وحكمه الإظهار لجميع القراء.
حكم القلقلة
من أحكام التلاوة حكم القلقلة. والقلقلة في اللغة: التحرك والاضطراب، وبعضهم عرفها بأنها صوت يشبه صوت الطائر.
واصطلاحاً: صوت زائد يخرج من الشفتين يصاحب أحرفه الثلاثة وهى: الصاد والسين المهملتان والزاي المعجمة وسميت بأحرف الصغير لأنك تسمع لها صوتاً يشبه صفير الطائر،فالصاد تشبه صوت الأوز، والسين تشبه صوت الجراد، والزاي تشبه صوت النحل، وأقوى هذه الحروف الصاد لما فيها من استعلاء وإطباق، وقد جمعها بعضهم في جملة (قطب جد) أو (جد قطب) إما مبتدأ أو خبر وإما فعل وفاعل ومعنى هذا: (اجتهد عالم) أو: (عالم اجتهد)، والقلقلة كما قلنا هي في اللغة الاضطراب والتحريك واصطلاحاً: اضطراب المخرج عند النطق بالحرف ساكناً حتى يسمع له نبرة قوية، حروفها الخمسة التي جمعت في قول بعضهم: (قطب جد) السبب في اضطرابها وفي التحريك لها شدة حروفها لما فيها من جهر وشدة، فالجهر يمنع جريان النفس والشدة تمنع جريان الصوت فاحتاجت إلى كلفة في بيانها. ومراتب القلقلة ثلاثة ,
1 - أعلاها: الطاء،
2 - وأوسطها: الجيم،
3 - وأدناها: الباقى
(يُتْبَعُ)
(/)
وقيل: أعلاها: المشدد الموقوف عليه، ثم الساكن في الوقف، ثم الساكن وصلاً، ثم المتحرك، والقلقلة صفة لازمة لهذه الحروف الخمسة حالة سكونها متوسطة كانت مثل: (خلاقنا – قطمير – ربوة – واجتباه – ويدخلون) أم متطرفة موقوفاً عليها مثل: (خلاق – محيط – بهيج – قريب – مجيد .. وهكذا)، ويجب بيانها أي القلقلة في حالة الوقف أكثر من حالة الوصل خاصة إذا كان الحرف الموقوف عليه مشدداً، مثل ـ كما ننطق: (الحق)، قال صاحب الجزرية:
وبينن مقلقلاً إن سكنا وإن
يكن في الوقف كان أبينا
ويقول بعضهم: (وإن يكن في الوقف كان أبينا) وهى تابعة لما قبلها على الراجح وقيل إنها تكون قريبة من الفتح مطلقاً،
كما قال بعضهم:
وقلقلة ميل إلى الفتح مطلقاً
ولا تتبعنها بالذي قبل تجملا
وهناك رأى لبعض العلماء: بأن القلقلة تكون تابعة للحرف الذي قبلها فتحاً أو ضماً أو كسراً: وبعضهم قال بأنها تكون تابعة للحرف الذي بعدها، أما الصحيح كما قال الناظم:
وقلقلة ميل إلى الفتح مطلقاً
ولا تتبعنها بالذي قبل تجملا
كما أوضحنا وهكذا في جميع النظائر.
التفخيم والترقيق
هناك صفات عارضة تعرض للحرف في بعض الحالات وتفارقه في البعض الآخر وذلك مثل التفخيم والترقيق.والتفخيم لغة: التسمين , واصطلاحاً: عبارة عن سمن يدخل على صوت الحرف حتى يمتلئ الفم بصداه، والتفخيم والتسمين والتغليظ بمعنى واحد، لكن المستعمل في اللام التغليظ وفي الراء التفخيم، ويقابل التفخيم الترقيق. والترقيق لغة:هو التلحين, واصطلاحاً: هو عبارة عن نحول يدخل على صوت الحرف فلا يمتلئ الفم بصداه، ثم يجب أن نعلم أن الحروف على قسمين: حروف استعلاء وحروف استفال. فحروف الاستعلاء: كلها مفخمة لا يستثنى منها شيء سواء جاورت مستفلاً أم لا وهى سبعة جمعت في قول ابن الجزري: (خص ضغط قظ)، وهى الخاء والصاد والضاد والغين والطاء والقاف والظاء وتختص حروف الإطباق ـ وهى الصاد والضاد والطاء والظاء ـ بتفخيم أقوى من غيرها نحو: (طال، صابرين، الظالمين، ضالين) وقد أشار الإمام ابن الجزري إلى ذلك بقوله:
وحرف الاستعلاء فخم واخصصا
الإطباق أقوى نحو قال والعصا
ومراتب التفخيم خمسة، أعلاها المفتوح وبعده ألف نحو: (طائعين)، ثم المفتوح وليس بعده ألف نحو: (صبر)، ثم المضموم نحو: (فضرب): ثم الساكن نحو: (فاقض) ثم المكسور نحو: (خيانة). وأما حروف الاستفال فكلها مرققة لا يجوز تفخيم شيء منها، إلا اللام والراء في بعض أحوالها، وقد أشار إلى ذلك ابن الجزري في قوله:
ورققن مستفلاً من أحرف وحاذرن تفخيم لفظ الألف
لأن الألف تكون تابعة لما قبلها تفخيماً وترقيقاً، وإذاً فالحروف وهى حروف الهجاء على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: ما يفخم في جميع الأحوال وهى حروف الاستعلاء السبعة التي أشرنا إليها في قول الناظم (خص ضغط قظ)
القسم الثاني: ما يرقق في جميع الحالات وهى جميع حروف الاستفال ما عدا (الألف اللينة واللام من لفظ الجلالة والراء) فلها حالات تفخم فيها وحالات أخرى ترقق فيها، أما الألف فيتبع ما قبله تفخيماً أوترقيقاً وهكذا في جميع النظائر وسنبين حالات (الراء و اللام) حالة الوصل وحالة الوقف فيما يلي:
س - هل لنا أن نبدأ بحكم (اللام)؟
ج - نعم، (اللام) من حروف الاستفال، بمعنى أن الحروف كما قلنا تنقسم إلى قسمين: قسم يسمى بحروف الاستعلاء وهى المجموعة في قولك: (خص ضغط قظ) وباقي الحروف تسمى بحروف الاستفال، وسبب ذلك أن حرف الاستعلاء يرتفع اللسان إلى الحنك الأعلى عند النطق به لذلك سمى استعلاء، أما حرف الاستفال فينخفض اللسان إلى أسفل قاع الفم عند النطق بالحروف ولذلك سميت حروف الاستفال، إذا علمنا ذلك فلنعلم أن (اللام) كما قلنا من حروف الاستفال وترقق في كل حال لها فالفتح فيها هكذا بالترقيق: (لكم) والكسر فيها هكذا: (للرجال) والضم فيها هكذا: (فعلوا)، وإذاً فاللام من حروف الاستفال التي ترقق كما أوضحنا إلا أنها تفخم في اسم الجلالة إذا وقعت بعد فتح أو ضم نحو: (تالله، يعلم الله) وترقق في لفظ الجلالة الواقع بعد كسر مثل: (بالله، بسم الله، قل اللهم فاطر السماوات والأرض، قل الله شهيد بيني وبينكم) وهكذا ترقق اللام من اسم الجلالة كما ننطق هكذا
(يُتْبَعُ)
(/)
: (بالله، بسم الله، قل اللهم)، والخلاصة: أن اللام من حروف الاستفال المرققة ولا تفخم إلا في اسم الجلالة فقط بشرط أن يسبق اسم الجلالة (ضم أو فتح) كما قال الناظم:
وفخم اللام من اسم الله عن فتح أو ضم كعبد الله
أو كعبدَ الله، فإذا كسر ما قبل لام الجلالة رجعت اللام إلى أصلها من الترقيق كما أوضحنا.
س - وماذا عن حكم الراء؟
ج - الراء لها حكم حال وصلها ولها حكم عند الوقف عليها، أما الراء عند وصلها فقال فيها بعض الحكماء وبعض أهل الأداء: ورقق الراء إذا ما كسرت كذاك بعد الكسر حيث سكنت إن لم تكن من قبل حرف استعلا أو كانت الكسرة ليست أصلا ومعنى هذا أن الراء ترقق في حالتين:
الحال الأولى: إذا وقعت مكسورة مثل: (رجال، فرهان) فمتى وقعت مكسورة رققت بدون شرط، لا ننظر إلى ما قبلها ولا إلى ما بعدها
الحال الثانية التي ترقق فيها الراء: أن تقع ساكنة بعد كسر متصل بها في كلمتها وليس بعدها حرف استعلاء في كلمتها، مثل: (فرعون، مرية)
أما إذا وقع بعدها حرف استعلاء فيمنعها من الترقيق مثل: قرطاس " في قرطاس "، "إن ربك لبالمرصاد "، فإذا وقع حرف الاستعلاء بعد الراء في كلمة أخرى فلا يمنع ترقيقها وذلك من نحو: (ولا تصعر خدك)، ومن نحو: " فاصبر صبراً جميلاً " لأن الخاء بعد الراء من كلمة: (تصعر خدك) وقعت في كلمة أخرى، وقد اشترطنا أن يقع حرف الاستعلاء بعد الراء في كلمة يكون سبباً في تفخيمها من نحو: (قرطاس، لبالمرصاد) كذلك: (فاصبر صبراً) صاد صبراً وقع بعد الراء الساكنة في كلمة أخرى فلا يمنع ترقيقها كما نطقنا، كذلك يجب أن تكون الراء الساكنة التي ترقق بعد كسر أن يكون السكون قبلها أصلياً، كما ضربنا الأمثلة من نحو: (فرعون، مرية) فإذا كان الحرف المكسور قبل الراء ليس أصلياً، فتفخم الراء كما ننطق هكذا:"ارجعوا إلى أبيكم " ارجعوا فخمنا الراء وإن كانت ساكنة بعد كسر لوقوعها بعد همزة وصل، وهمزة الوصل ليست حرفاً أصلياً بل هو حرف عارض يثبت ابتداء ويسقط في الوصل والدرج كما نطقنا هكذا في الوصل: (قال ارجع إلى ربك) وفي الابتداء، (ارجع إلى ربك) وهكذا بالنسبة للراء الساكنة حال الوصل.
لقد علمنا مما تقدم أن الراء تفخم حال فتحها وحال ضمها وصلا فإذا وقفنا على الراء سكنت لأجل الوقف لأنه من المعلوم أنه لا يبدأ بساكن ولا يوقف على متحرك، وفي حالة الوقف على الراء يكون لها حكم آخر أشار إليه الإمام ابن الجزري في طيبته بقوله:
ورقق الراء إن تمل أو تكسر
وفي سكون الوقف فخم وانصر
ما لم تكن من بعد يا ساكنة
أو كسر أو ترقيق أو إمالة
ومعنى هذا أن الراء الموقوف عليها لابد أن ننصر التفخيم فيها عند الوقف بشرط أن لا تقع ياء ساكنة أو كسر أو ترقيق أو إمالة، فإذا وقعت الراء عند الوقف بعد كسر لا ننصر التفخيم بل ننصر الترقيق مثل: (خير، المصير، قدير) أصلها في الوصل مفخمة بسبب الضم (المصير)، (قدير)، لكنها عند الوقف عليها ترقق بسبب الياء الساكنة، وهذا معنى قوله: (ما لم تكن من بعد يا ساكنة) كذلك إذا وقعت الراء ساكنة عند الوقف بعد كسر، مثل: (قد قدر) نقف هكذا: (قد قٌدر)، (قٌدر) كذلك بعد مرقق كما عند ورش في قراءته: (بشرر) ترقق الراء فإذا وقف لا يقول (بشرر) بل تقال: (بشرر) عند ورش أما عند حفص: (بشرر) لأنها ساكنة بعد الراء المفتوحة عند الوقف، كذلك إذا وقعت الراء ساكنة ممالة كما نقول: (بٌشرى) ترقق الراء حال الإمالة هكذا: (بشرىِ) وهذا معنى قول الإمام ابن الجزري:
ورقق الراء إن تمل أو تكسر
وفي سكون الوقف فخم وانصر
ما لم تكن من بعد ياء ساكنة
أو كسر أو ترقيق أو إمالة
(يُتْبَعُ)
(/)
فننصر الترقيق وهكذا في جميع النظائر، وعند الوقف وقع خلاف في كلمة: (فرق) " فكان كل فرق كالطود العظيم " حال الوصل هذه الكلمة فيها الترقيق والتفخيم (فرق) و (فرق)، لكن عند الوقف عليها لابد أن ترقق هكذا: (فكان كل فْرق) لأنه في هذه الحالة وقع بعد الراء الساكنة حرف استعلاء ساكن وهو (القاف)، وقد قال بعضهم إن الوقف على كلمة (مصر) وكلمة (القطر) في كل منهما التفخيم والترقيق أي الوجهان في حالة الوقف والمختار في كلمة (مصر) عند الوقف التفخيم وفي كلمة (القطر) الترقيق كما نطقنا، وهناك كلمة (ونذر) في سورة القمر في ستة مواضع قال العلماء يجوز تفخيم الراء ويجوز ترقيقها عند الوقف عليها التفخيم هكذا: (ونذر) والترقيق هكذا: (ونذر)، وقد اختاروا الترقيق لكننا نختار التفخيم عند الوقف هكذا: (ونذر)، بقى لنا أن نضرب الأمثال للراء عند الوقف عليها كما نقرأ قول الله تعالى هكذا: " بسم الله الرحمن الرحيم والفجر، وليال عشر، والشفع والوتر، والليل إذا يسر، هل في ذلك قسم لذي حجر " لقد لاحظنا أن الراء في كلمة (والفجر) مفخمة عند الوقف وإن كانت مكسورة حال الوصل فحال الوصل مرققة، هكذا: " والفجرٍ، وليال عشر والشفع ٍ"، وهكذا لكننا عند الوقف عليها نفخمها هكذا: " والفجر وليال عشر " لأننا لا ننصر التفخيم كما قلنا لأن الكلمة لم يقع قبلها كسر أو ترقيق أو إمالة بل وقع قبل فتح هكذا: (والفجر) وقع قبلها ساكن الجيم وقبل الساكن الفتح، (وليال عشر) تفخم الراء وننصر التفخيم لأنه وقع بعد فتح والسكون لا لزوم له أو لا عبرة فيه " والفجر وليال عشر والشفع والوتر "، كذلك تفخم الراء من كلمة: (والوتر) لسكونها عند الوقف عند فتح الواو، ولا عبرة للساكن بين المفتوح أي بين الفتح وبينها في التاء، هكذا: (والوتر)، كذلك كلمة: (يسر) " والليل إذا يسرِ " أو " والليل إذا يسر " فيها الوجهان، التفخيم والترقيق، التفخيم على اعتبار أنها ساكنة بعد فتح الياء من (يسر) والترقيق نظراً لتقدير الياء بعدها من كلمة (يسرىِ) ولذلك قالوا إن فيها الوجهين، كما نطقنا: " هل في ذلك قسم لذي حجر " (حجر) ترقق الراء لأنها وقعت بعد كسر كما أشار ابن الجزري:
ما لم تكن من بعد يا ساكنة
أو كسر أو ترقيق أو إمالة
فترقق، وهكذا في جميع النظائر.
همزة الوصل والقطع
باب أحكام همزة الوصل وهمزة القطع والتقاء الساكنين:
همزة الوصل:
هي التي تثبت ابتداءً وتسقط في الوصل والدرج، تقول: " وقالت اخرج عليهن " , " وقالت اخرج " الهمز في كلمة (اخرج) يسقط في الوصل هكذا كما نطقنا:" وقالت اخرج " أما إذا ابتدأنا فالبدء يكون بهمزة الوصل هكذا: (اخرج) ويقول ابن الجزري في منظومته:
وابدأ بهمز الوصل من فعل بضم
إن كان ثالث من الفعل يضم
واكسره حال الكسر والفتح وفي
الأسماء غير اللام كسرها وفى
ابن مع ابنة امرىء واثنين
وامرأة واسم مع اثنتين
ومعنى هذا أن همزة الوصل التي يبدأ بها للتوصل إلى النطق بالحرف الساكن تثبت في حالة الابتداء، وفى حالة الوصل تسقط ولا تظهر كما أوضحنا هكذا مثل:" الحمد لله" نقول: " فقالوا الحمد لله " " بسم الله الرحمن " نبدأ: (الرحمن) كذلك: (الرحيم) كذلك يجب أن نعلم أن همزة الوصل تقع في ابتداء الأفعال وتقع في ابتداء الأسماء، فإذا ابتدأنا بها في أول الأفعال فلننظر إلى ثالث الفعل إن كان مضموماً نبدأ بالضم نحو:" أن اعبد الله " نبدأ هكذا:" اعبد الله "، " قل انظروا" نبدأ هكذا: (انظروا)، " بما استحفظوا من كتاب الله " نبدأ هكذا: " استحفظوا "،" وقالت اخرج عليهن " نبدأ هكذا بالضم: (اخرج) أما إذا كانت في أول فعل ثالث حرف منه مفتوح أو مكسور ابتدئ بها مكسورة مثل: " استسقى "، " اعلموا " , " اضرب بعصاك " ثالث الفعل التاء (است) ثالث الفعل (اللام) من (اعلموا)، ثالث الفعل من (اضرب) كسر الراء من (اضرب) يبدأ بها مكسورة عند ما يكون ثالث الفعل مفتوحاً أو مكسورا كماضربنا الأمثلة، وكذلك تكسر إن كانت في اسم مجرد من (أل) مثل: (امرئ، امرأة، ابن، ابنة، اثنين، اثنتين)، وكذلك في المصادر مثل: " استكبارا "، ويبدأ بها مفتوحة إذا كانت في أول الاسم المقترن بالألف واللام
(يُتْبَعُ)
(/)
مثل: (الحمد، العالمين، الرحمن، الكتاب، المفلحون)، وهكذا كل ما يشبه ما تقدم، أي في جميع النظائر كما أوضحنا وضربنا الأمثلة، وكلمة: (الاسم) في سورة الحجرات من قوله تعالى: " بئس الاسم الفسوق " يصح أن يبدأ بها هكذا باللام (لاسم)، ويصح أن يبدأ بها بهمزة الوصل هكذا: (الاسم) وهكذا في جميع النظائر ..
س - وماذا عن حكم همزة القطع؟
ج - همزة القطع تثبت وصلاً وابتداءاً، وذلك مثل: (أستغفرت) في الوصل نقول: (سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم)، وف الابتداء نقول: (أستغفرت)، كذلك: (أفترى على الله كذباً) همزة قطع كذلك: (أطلع الغيب) كذلك: (أستكبرت) كذلك كلمة: (أصطفى البنات) كل هذه الهمزات هي همزة قطع تثبت الابتداء وتثبت حال الوصل بما قبلها كما ضربنا الأمثلة، وهكذا في جميع النظائر.
س - وماذا عن حكم التقاء الساكنين؟
ج - القاعدة في التقاء الساكنين: إذا التقى ساكنان فيبدأ بكسر الأول، كما نقول هكذا: " أم ارتابوا " الميم ساكنة والهمز ساكن والتخلص من التقاء ساكنين يكون بكسر الأول، كذلك: " وقل الحمد لله " أصلها: (وقل) اللام ساكنة وهمزة الوصل ساكنة فالتخلص من التقاء الساكنتين يكون بكسر الأول هكذا: (وقل الحمد) وإن كان هناك بعض الأئمة ينظروا إلى آخر الفعل ويجعله تابعاً لثالث الفعل بعده مثل اللام الساكنة من كلمة (قل) يضمها تبعاً لثالث الفعل من الظاء هكذا (قل انظروا)، وهكذا في جميع النظائر، أما حفص فعلى أصله من كسر الأول من التقاء الساكنين هكذا: (قل انظروا) (وقالت اخرج)، وهكذا في جميع النظائر.
علامات الوقف وحكمه
الوقف والابتداء من أهم أبواب التجويد التي ينبغي للقارئ أن يهتم بها، فقد ورد أن سيدنا علياً رضى الله عنه عندما سئل عن معنى قوله تعالى: " ورتل القرآن ترتيلاً " قال: التجويد هو تحسين الحروف ومعرفة الوقوف، وهو ـ أي الوقف ـ حلية التلاوة وزينة القارئ وبلاغ التالي وفهم المستمع وفخر العالم، وبه يعرف الفرق بين المعنيين المختلفين والنقيضين المتنافيين والحكمين المتغايرين،وتعريفه: أي تعريف الوقف
الوقف لغة: هو الكف والحبس، يقال: أوقفت الدابة أي حبستها. واصطلاحاً: قطع الصوت عن الكلمة زمناً يتنفس فيه القارئ عادة بنية استئناف القراءة لا بنية الإعراض عنها، ويأتي في رؤوس الآيات وأوساطها، ولابد معه من التنفس، ولا يأتي في وسط الكلمة كما يفعل البعض، ولا فيما اتصل رسماً مثل: (أينما) من قوله تعالى: (أينما يوجهه لا يأتي بخير) بخلاف السكت والقطع. فالسكت لغة: المنع. واصطلاحاً: قطع الكلمة عما بعدها من غير تنفس بنية استئناف القراءة، ويكون في وسط الكلمة وفى آخرها، فإذا علمنا ذلك فلنعلم أن هذا الباب من أهم الأبواب، وقد ورد أن رسول ـ الله صلى الله عليه وسلم ـ وقف خطيب بين يديه وقال: (من يطع الله ورسوله فقد رشد) ثم قال: (من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما) فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بئس خطيب القوم أنت)، قل: (ومن يعصهما فقد غوى) يقول بعض العلماء: إذا كان هذا من كلام البشر وقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: (بئس خطيب القوم أنت) فما بالك بمن تسمعه يقرأ قول الله تعالى ويقول مثلاً: " يدخل من يشاء في رحمته والظالمين "؟ من هذا علمنا بأن الوقف والابتداء من أهم أبواب التجويد التي ينبغي للقارئ أن يهتم بها كما قلنا، ومن أجل ذلك وضع العلماء علامات للوقف والابتداء، منها كلمة: صلى أو صلى ـ كما يقول البعض ـ وكلمة قلى أو قلى ـ كما يقول البعض ـ، وكذلك علامة ج وعلامة مـ، هذه العلامات وضعها العلماء على مكان الوقف الذي يوقف عليه، فكلمة (صلى وقلى و ج) من علامات الوصل الجائزة، إلا أنهم قالوا إن كلمة صلى: وقف جائز وإنما الوصل أولى. أما كلمة قلى: فوصل جائز وإن كان الوقف أولى. أما كلمة أو علامة ج: فيستوي الوقف والوصل فيما فيه علامة الجيم. أما مـ: إذا وضعت على كلمة فالوقف عندها وقف لازم والوقف اللازم تعريفه: أنه إذا وصل بما بعده لأوهم معناً فاسداً، فالوقف اللازم كالوقف على كلمة: (قولهم) من قوله تعالى:" فلا يحزنك قولهم مـ إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون " فلو ووصلت كلمة (قولهم) بما بعدها لأوهم معنى بأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يحزن عند سماعه لهم عندما يقولون: " الله يعلم ما يسرون وما يعلنون " وهذا غير صحيح، إنما الوقف اللازم هكذا:" فلا يحزنك قولهم " ونبدأ بقوله تعالى: " إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون "، وهذه الوقوف اللازم وضعت عليها علامة لام المستطيلة في جميع المصاحف.
ـ[إمداد]ــــــــ[22 Mar 2005, 11:20 م]ـ
جزاك الله خيرا بصراحة
هذا المقال يعتبر كتابا مستقلا في علم التجويد
وجزى الله الشيخ رزق خليل خيرا وكل من ساهم فيه(/)
نشأة علوم القرآن ... تلخيص وبيان.
ـ[أبو معاذ البلقاوي]ــــــــ[09 Dec 2004, 12:23 ص]ـ
الحمد لله وكفى،وسلاما على عباده الذين اصطفى، وبعد فهذه كلمات موجزة ضمّنتها خلاصة أبحاث حول نشأة علوم القرآن وأوائل المصنفات فيها، سائلا المولى التوفيق والسداد.
أولاً / عهد النبوة:
لقد أنزل الله القرآن على نبيه محمد r بلسان عربي مبين، فكان يقرؤه أصحابه وكانوا يفهمون القرآن بسليقتهم، وإذا استشكل عليهم شيء سألوا رسول الله r فيبيّنه لهم، وكان يقرئ كلا منهم على الحرف الذي يتيسر له، وكان الصحابة يعرفون ناسخ القرآن ومنسوخه، وشهدوا أسباب النزول ومواضعه، وكانو يكتبون القرآن على مايتيسر من عسب ولخاف وقطع الأكتاف، وكان r يرشد إلى مواضع الآي والسور فجاء مرتب الآي والسور.
ثانيا / عهد الخلافة الراشدة:
ثم جمع أبو بكر القرآن مرتبا في صحف بعد تفرقه في العسب واللخاف.
وفي عهد ذي النورين عثمان t جمع الناس على مصحف واحد مرسوم بدقة متناهية، وحّرق ماسواه درءا للفتنة، فكان هذا باكورة لعلم رسم القرآن وضبطه.
ويروى أن عليّا t كتب في مصحفه الناسخ والمنسوخ، كما أنه أمر أبا الأسود الدؤلي بوضع قواعد النحو صيانة للنطق وضبطا للقرآن، فكانت هذه باكورة علم إعراب القرآن.
ثالثا/ تتمة القرن الأول:
ذكر أن زيادا أمر أبا الأسود الدؤلي فوضع قواعد الشكل، وهو الذي ابتدأ نقط الحروف، وقيل هو نصر بن عاصم الليثي، وأنه هو الذي خمّسها وعشّرها، وقيل هو يحيى بن معمر، وأكثر العلماء على الأول.
وفي هذا القرن كتب يحيى بن معمر كتابا في القراءة، جمع فيه اختلاف المصاحف المشهورة؛ وقيل إن سعيد بن جبير كتب صحيفة في تفسير القرآن.
رابعا / القرن الثاني الهجري:
بدأ فيه تدوين الحديث والتفسير، وظهرت مؤلفات كالتفسير لمجاهد، والتفسير للضحاك، والتفسير لعكرمة، والتفسير لمحمد بن كعب القرظي، و (عد الآي) و (نزول القرآن) للحسن البصري، و (عواشر القرآن) و (الناسخ والمنسوخ) لقتادة، وتفسير يحيى بن سلاّم ... وغيرها، وكان التأليف معتمدا على الرواية والنقل، وربما أدمج التفسير بغيره من الحديث في كتاب واحد كما فعل المحدّثون حين أفردوا أبوابا في علوم القرآن في مصنفاتهم، فهم أول الناس عناية بعلوم القرآن من ناحية التدوين الجمعي.
كما أن كتب المغازي و السّير تضمنت تضاعيفها طائفة صالحة من مباحث علوم القرآن
خامسا / القرن الثالث الهجري:
وفيه اتسعت دائرة التأليف بشكل ملموس ومما ألّف فيه: (الناسخ والمنسوخ) للخفاف، وللأعور؛ و (إعراب القرآن) لعبد الملك القرطبي، ولأبي حاتم السجستاني، ولثعلب، و (فهم القرآن) للحارث المحاسبي؛ وغيرهم كثير كعبد الرزاق، وأبي عبيد، وابن المديني، وابن قتيبة.
سادسا / القرن الرابع الهجري:
ويعد قرن ازدهار التأليف والتفنن في جميع العلوم؛ ومما ألّف فيه:
(الحاوي في علوم القرآن) لابن المرزبان، (الاستغناء في علوم القرآن) للأدفوي، (المختزن في علوم القرآن) لأبي الحسن الأشعري، كما ظهر نجم كتب التفسير ودرّته (جامع البيان) لابن جرير الطبري.
وبهذا أوجزنا المراحل التي مرّ بها هذا العلم حتى دوّن بمفهومه الاصطلاحي؛
ثم تتابع التأيف في شتى علوم القرآن جمعا لها أو إفرادا.
فمن المؤلفات التي جمعت جملة من علومه: (فنون الأفنان في عيون علوم القرآن)،و (المجتبى في علوم تتعلق بالقرآن) كلاهما لابن الجوزي، و (التنبيه على فضل علوم القرآن) لابن حبيب النيسابوري، وصنّف علم الدين السخاوي (جمال القرّاء وكمال الإقراء)، وغيرها كثير كالبرهان للزركشي، والتحبير والإتقان كلاهما للسيوطي.
وفي العصر الحاضر ظهرت كتب نهلت من معين من سبقها ونقّحت وحقّقت وأضافت كـ (مناهل العرفان) للزرقاني، و (مباحث في علوم القرآن) لصبحي الصالح، ومن بعده منّاع القطان.
س / ما أول الكتب المصنفة في علوم القرآن {بالمعنى الاصطلاحي}:
مما سبق يتبين أن مباحث هذا العلم مجتمعة لم تأخذ وضعا مستقلا في أوائل عهود التأليف، وإمنا كانت مفرقة.
وإنه ليس بسهل للناظر أن يجزم بكتاب يعدّ أول مصنف في هذا الباب، وإنما نعرض إلى أهم الأقوال في ذلك:
ذهب الكافيجي ت 879هـ إلى أن كتابه (التيسير في قواعد علم التفسير) هو أول مادوّن في هذا الباب، واختار السيوطي كتاب (مواقع العلوم من مواقع النجوم) للبلقيني ت824هـ.
وذهب بعض المعاصرين إلى أنه (البرهان) للحوفي، ولكنه كتاب تفسير! وذهب آخرون إلى أنه (الحاوي في علوم القرآن) لابن المرزبان. ويرى الدكتور فاروق حمادة بأن أحرى الكتب أن تكون سابقة هذا الميدان حتى الآن: كتاب (فهم القرآن) للحارث المحاسبي ت 243هـ وهو الذي نصره الدكتور حازم حيدر.
والحاصل أنه من المتعذر الجزم بأسبقية كتاب بعينه في هذا الفن.والله أعلم وله الحمد أولا وآخرا.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 Jan 2005, 10:02 م]ـ
أيها البلقاوي
ما تقييمك رحمك الله لكتاب القطان لو سمحت؟(/)
عودة ملتقى أهل التفسير وبيان سبب الانقطاع
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Jan 2005, 05:45 ص]ـ
إخواني الفضلاء أعضاء وزوار ملتقى أهل التفسير وفقهم الله وجزاهم خيراً على عنايتهم بالشبكة وسؤالهم عنها.
ونحن في أشد الحياء منكم بسبب الانقطاع الذي حدث فجأة، ونحن لا نزال في التحديثات ومحاولة إصلاح بعض الجوانب، حيث توقف الموقع بسبب إغلاق السيرفر الخاص بالمستضيف من الشركة الأمريكية التي يتعامل معها المستضيف. ولا زالت القضية قائمة بينهم، وحتى لا نتأخر أكثر اضطررنا لإعادة ترقية المنتدى لعدم تمكننا من الحصول على النسخة الحالية على السيرفر، وترتب على ذلك فقدان المشاركات التي كانت بعد تحديث الملتقى. وهي تصل إلى أربعين مشاركة تقريباً. ونرجو أن يكون في ذلك درس لنا مستقبلاً، وأن تعذرونا فلم يكن من المقدور مفر. وعسى أن يجعل الله في ذلك خيراً. ولا يزال الأمل قائماً في عودة المشاركات.
وأرجو من الإخوة الذين لا تزال لديهم آخر مشاركاتهم أن يتفضلوا مشكورين بإعادتها، وسنحرص من الآن فصاعداً على أخذ الحيطة بشكل أكبر، والله المستعان، فعالم الانترنت لا يؤمن فيه شيء، لكن سنبذل المستطاع والله الموفق. علماً أن كل المقترحات التي تفضلتم بها مشكورين لإضافة بعض الوظائف أوتعديلها في الملتقى محفوظة، وسيتم إنجازها بإذن الله في أقرب مناسبة. وأسأل الله أن لا يحرمكم الأجر والثواب.
السبت 19/ 12/1425هـ
ـ[الراية]ــــــــ[29 Jan 2005, 10:42 ص]ـ
شيخ عبد الرحمن جزاكم الله خيراً وبارك الله في الجهود التي تقومون بها مع إخاونكم في الاشراف.
محبكم
الرايه
ـ[سليمان داود]ــــــــ[29 Jan 2005, 12:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
عود حميد باذن الله
ونتمنى دوام الاستمرارية لأن انقطاع المنتدى جعلني أيضا أنقطع عن عالم الانترنت
فقد كنتم خير من نلتقي في هذا الملتقى المبارك
بارك الله جهودكم وأعانكم على فعل الخير
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[29 Jan 2005, 02:24 م]ـ
عودا احمد باذن الله دائما موفقين
ـ[سلسبيل]ــــــــ[29 Jan 2005, 03:01 م]ـ
بارك الله في جهودكم الكريمة وبارك المولى بالقائمين على هذا المنتدى المبارك وإن شاء الله يكون هذا آخر العهد بالإنقطاعات
ـ[مسك]ــــــــ[29 Jan 2005, 06:38 م]ـ
الحمد لله على عودة الملتقى يا شيخ عبدالرحمن ..
ـ[الجندى]ــــــــ[29 Jan 2005, 07:02 م]ـ
حمداً لله على عودة الملتقى، ومعذرة على تقصيرى فى المساعدة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Jan 2005, 08:23 م]ـ
أخي العزيز الراية. شكرالله لك متابعتك ومرورك، ولا زلت سباقاً إلى كل فضيلة.
عزيزي الأستاذ سليمان داود. أكرمك الله، ونحن كذلك لا نأنس إلا بأمثالكم، وقد شعرنا بفقدكم كثيراً.
أخي الأزهري النبيه. نسأل الله لنا ولك السداد، وأشكرك على وقفتك الهادفة مع الآية الكريمة.
الأخت الأديبة سلسبيل. جزاك الله خيراً، ونحن نرجو ذلك إن شاء الله. الله يستر.
أخي النبيل مسك عطر الله أيامه. بارك الله فيك، وفي انتظار فوائدكم وطرائفكم لا عدمناكم.
أخي العزيز الجندي نصره الله بالحق. جزاك الله خيراً، وأنت لم تقصر، ولكن الوقت كان وقت حج والكل مشغول بنفسه. بارك الله فيك ولا حرمنا بركم وعنايتكم ,
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[29 Jan 2005, 11:54 م]ـ
الحمد لله على عودة الموقع، ونسأل الله للمشايخ القائمين عليه الأجر والمثوبة.
ـ[عطية الله]ــــــــ[30 Jan 2005, 07:27 م]ـ
أخي الكريم المشرف الشيخ عبد الرحمن الشهري والإخوة الكرام جميعا مشرفين وأعضاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسأل الله أن يبارك في جهودكم وفي منتداكم الطيب
ونرجو لكم الموفيق والتسديد وأن يحفظكم المولى عز وجل من كل شر
وأن يجعلنا وإياكم جميعا مفاتيح للخير مغاليق للشر، وممن وُفّقوا للاهتداء بهداية القرآن .. آمين
وتقبلوا تحية أخيكم/ عطية الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Jan 2005, 10:03 م]ـ
أخي عبدالرحمن السديس وفقه الله جزاك الله خيراً على دعواتك وحرصك، ودمت موفقاً مسدداً.
أخي الكريم عطية الله. مرحباً بك بين إخوانك في ملتقى أهل التفسير، وجزاك الله خيراً على دعواتك الصادقة تقبل الله منك. وأرجو أن نرى منك ما يسرنا، وألا ترى من إخوانك في الملتقى إلا ما يسرك إن شاء الله.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[03 Feb 2005, 12:41 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين أن يسّر عودة المنتدى، فما أشد أن يفقد المرء مَن يأنس بهم!
جزاكم الله خيرًا، وأعانكم في عملكم.(/)
وقفة مع آية ...... هذه وقفتي وفي انتظار وقفاتكم
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[29 Jan 2005, 02:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله
يقول تعالى "أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجودوا فيه إختلافا كثيرا"سورة النساء
كما يقول نبينا عليه الصلاة والسلام "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"حديث شريف
فأقترح عليكم أن يقوم كل عضو بتوضيح آية قد وقف معها ويوضح لنا أسباب وقفته مع هذه الآية
ويمكن الاستعانة بالتفاسير أو التعبير الشخصي ولكن في حدود علمية
هذه الوقفة يمكن أن تكون بلاغية أو وعظية أو ... أو ..
فالقرآءن لا تنقضِ عجائبه
وهذا الأمر يتيح للجميع مواطن جمالية يمكن أن تغيب عن بعضنا
المهم هو استحضار النية
وبوركتم إخواني
وفي انتظار مشاركاتكم
.
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[29 Jan 2005, 02:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وانت بخير
هناك آية لطالما وقفت أمامها وهي
"قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " (الأنعام: 162)
المتأمل في هذه الآية يجد فيها العجب
سبحان الله
يطلب الله من نبيه أن تكون صلاته ونسكه ومحياه ومماته له سبحانه وتعالى
مع أن الصلاة هي النسك إلا لأهميتها أفردها سبحانه وتعالى
ويا عجبا كم من مضيع للصلاة مع أهميتها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
وكون الصلاة والنسك لله فأراه هو تعريف هام للاخلاص فما الصلاة والنسك أصلا إلا لله ولكن زيادة التأكيد هو باب التعريف بمعنى آخر
وهو كيف يحول الانسان صلاته لله حيث يصبح كل جزء منه وفيه أثناء الصلاة لله سبحانه وتعالى
ثم ننتقل أحبتي إلى الجزء الآخر من الآية والتي أراها منهج حياتي لو اتبعناه لاسترحنا إلا وهو "ومحياي ومماتي لله رب العالمين"
كيف يحي الانسان لله
كيف يصير كل نفس في حياته لله
فينام لله
ويستيقظ لله
ويأكل لله
ويتعلم لله
ويعمل لله
ويتزوج لله
ويطلب الذرية لله
ويعمر الأرض لله
فتكون كل خطوة في حياته لله
نعم هذه هي الحياة التي طالما غفلنا عنها
هذه حياة الانبياء والصالحين
ينام الانسان وقد أدى ما عليه من واجبات
ينام وفي باله أن يريح جسده ابتغاء التقوي على العبادة
ينام وقد آتى بأذكار النوم
ينام وفي باله صلاة الفجر
بهذا يكون نام لله
وعلى هذا فقس
يستيقظ لله
أول ما يستيقظ يبحث عن صلاته
ثم يبحث عن أعماله
يأكل لله يأكل لكي يتقوى على العبادة
يأكل لكي يحافظ على نفسه التي وهبها الله له
يتعلم لله
يكون شعاره في الحياة "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (فاطر: 28)
يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ (البقرة: 269)
وقول نبينا "من يرد الله به خيرا يفقه في الدين"
يعمل لله
يكون خليفة لله في أرضه
يقول الملك: وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (البقرة: 30)
يتزوج لله
يطلب العفة لله
يبحث عن السكن المودة والرحمة في زوجه
يقول الغفار:"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (الروم: 21)
يطلب الذرية لله
يحاول تكثير سواد المسلمين
يبغي بذلك تربية جيل جديد على الخلق العالي واخلاق نبينا صلى الله عليه وسلم
وبهذا (وليس إلا هذا) تنعم حياتنا وتكون حياتنا لله
أما كون الممات لله فهنا موطن عظيم من مواطن البلاغة
كون الموت لله فهو أن يحي الإنسان لله حتى تكون آخر لحظاته لله
فمن عاش على شيء مات عليه ومن مات على شيء بعث عليه
هذا قليل من كثير
وهذا وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان ومن كان من صواب فمن الله الواحد المنان
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[29 Jan 2005, 04:28 م]ـ
اقتراح موفق ولفتة مهمة للإهتمام بهذا الجانب الذي يكاد يكون مفقوداً في الملتقى مع التأكيد على حسن الاختيار والعرض , واشكرك أخي على عرض وقفتك هذه بهذا العرض الجيد.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 Jan 2005, 06:47 م]ـ
الأزهري المصري
الآية ((قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " (الأنعام: 162)))
كل ما تفضلت به مفهوم وواضح ولطيف----وأنا أحب المشاكسة قليلا فتحملني
ووضح لي كيف يكون الممات لله والممات بيد الله لا بيد الإنسان؟؟
ـ[سلسبيل]ــــــــ[29 Jan 2005, 07:09 م]ـ
بداية استميحكم العذر في الإجابة بما جال في خاطري عن إجابة للسؤال الموجه للأخ الأزهري
ربما أن المقصود أن الممات لله أي في سبيل الله ومن أجل الله عز وجل ولا يوفق لذلك ولا يختم بذلك إلا لمن سعى إليه وعاش من أجله
فمن عاش لله وجعل حياته له سبحانة وتعالى ووطن نفسه على أنه مستعد للموت فإن الله يختم له بأن يكون مماته كذلك قال تعالى " من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه " فمن نوى أن يكون موته لله فهو متخذ بأسباب ذلك سائر في طريقه لا يهاب أحدا في الحق لأنه عاش لله وارتضى أن يموت لله
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 Jan 2005, 07:20 م]ـ
سلسبيل
معذرة ---أنا لا أميل للخواطر في التعامل مع آيات الكتاب---أنا أرى أن لكل كامة معنى محددا---وما زلت لا أرى تخريجك أو تخريج الأزهري
وأقول ما عندي بعد أن يوضح الأزهري كلامه
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[15 Feb 2005, 11:32 م]ـ
السلام عليكم
أعتذر اليكم اخواني لانشغالي وانقطاعي عن الموضوع
ولي عودة للمشاكسة مع اخي الفاضل جمال
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[20 Feb 2005, 02:54 ص]ـ
ربما أن المقصود أن الممات لله أي في سبيل الله ومن أجل الله عز وجل ولا يوفق لذلك ولا يختم بذلك إلا لمن سعى إليه وعاش من أجله
فمن عاش لله وجعل حياته له سبحانة وتعالى ووطن نفسه على أنه مستعد للموت فإن الله يختم له بأن يكون مماته كذلك قال تعالى " من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه " فمن نوى أن يكون موته لله فهو متخذ بأسباب ذلك سائر في طريقه لا يهاب أحدا في الحق لأنه عاش لله وارتضى أن يموت لله
والله أعلم
أخي الحبيب سلسبيل
بارك الله فيك وجزاك خيرا عن كلماتك الرائعةالأزهري المصري
الآية ((قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " (الأنعام: 162)))
كل ما تفضلت به مفهوم وواضح ولطيف----وأنا أحب المشاكسة قليلا فتحملني
ووضح لي كيف يكون الممات لله والممات بيد الله لا بيد الإنسان؟؟
أخي الحبيب جمال
بارك الله فيكم
كون الممات لله ليس بمحدثا بل ورد في كتابه سبحانه وتعالى:
وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [البقرة: 132]
وكذلك قوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [آل عمران: 102]
فهذا نظير بين أن الله أوردها في كتابه
ولكن كيف السبيل الى هذا
السبيل هو من عاش على شيء مات عليه ومن مات على شيء بعث عليه
فمن عاش حياته مجاهدا مثابرا وعلى الحق صابرا ولله طائعا فهذا من أراد أن تؤخذ روحه طاهرة
ومثاله من تمنى الشهادة بصدق فينزله الله منازل الشهداء ولو مات على فراشه
فبهذا يكون الموت لله
وبانتظار توضحيك أخي الفاضل جمال
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[25 Feb 2005, 09:45 ص]ـ
قوله تعالى:فبأي الاء ربكما تكذبان
ففي هذه الآية نجد ان الله يسألنا عن ما أنعم علينا به
فبعد ان اوضح لنا نعمه فيسألنا بأي هذه النعم نكذب
والتكذيب لا يكون مجرد تكذيب باللسان
بل ما نفعله من معاص وخطايا يعتبر تكذيب
وكأن الله يقول لنا:اي عبادي
قد أنعمت عليكم نعما كثيرة وآلاء عظيمة
فهل تنكرون منها شيئا؟؟
فلا ينكر هذه النعم الا أعمى البصيرة
اذا فلماذا تعصونني
فلماذا تتركون عبادتي
لماذا تعبدون غيري
لماذا تتركون شكر نعمتي
ألم تعلموا أن من أنعم عليكم هذه النعم يسطيع سلبها
اذا ألا تفيقون ألا تحذرون
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[31 Jul 2005, 12:33 ص]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لانبي بعده ...
أما بعد:
فيقول الله تعالى في سورة المائدة:
((وَتَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62) لَوْلا يَنْهَاهُمْ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمْ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (63)))
قال الشوكاني (1250 هـ) في فتح القدير:
(( ... والربانيون: علماء النصارى، والأحبار علماء اليهود، وقيل الكل من اليهود لأن هذه الآيات فيهم، ثم وبخ علمائهم في تركهم لنهيهم فقال: " لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ " وهذا فيه زيادة على قوله: " لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " لأن العمل لا يبلغ درجة الصنع حتى يتدرب فيه صاحبه، ولهذا تقول العرب: سيف صنيع إذا جود عامله عمله، فالصنع هو العمل الجيد لا مطلق العمل، فوبخ سبحانه الخاصة، وهم العلماء التاركون للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بما هو أغلظ وأشد من توبيخ فاعل المعاصي، فليفتح العلماء لهذه الآية مسامعهم، ويفرجوا لها عن قلوبهم، فانها قد جاءت بما
(يُتْبَعُ)
(/)
فيه البيان الشافي لهم بأن كفهم عن المعاصي مع ترك إنكارهم على أهلها لا يسمن ولايغني من جوع، بل هم أشد حالاً وأعظم وبالاً من العصاة، فرحم الله عالما قام بما أوجبه الله عليه من فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهو أعظم ما افترضه الله عليه وأوجب ما أوجب عليه النهوض به. اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر الذين لا يخافون فيك لومة لائم، وأعنا على ذلك وقوِّنا عليه، ويسره لنا، وانصرنا على من تعدى حدودك، وظلم عبادك، إنه لاناصر لنا سواك، ولا مستعان غيرك، يا مالك يوم الدين، إياك نعبد وإياك نستعين.))
وقبله قال الزمخشري (538 هـ) في الكشاف:
(( ... " لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ " كأنهم جعلوا آثم من مرتكبي المناكير، لأن كل عامل لا يسمى صانعا ولا كل عمل يسمى صناعة حتى يتمكن فيه ويتدرب وينسب إليه، وكأن المعنى في ذلك أن مواقع المعصية معه الشهوة التي تدعوه إليها وتحمله على ارتكابها، وأما الذي ينهاه فلا شهوة معه في فعل غيره، فاذا فرَّط في الإنكار كان أشد حالا من المواقع، ولعمري إن هذه الآية مما يقذ السامع وينعي على العلماء توانيهم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: هي أشد آية في القران. وعن الضحاك: ما في القرآن آية أخوف عندي منها.))
و قال ابن الجوزي (597 هـ) عن هذه الآية في زاد المسير:
((وهذه الآية من أشد الآيات على تاركي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأن الله تعالى جمع بين فاعل المنكر وتارك الإنكار في الذم. قال ابن عباس: ما في القرآن آية أشد توبيخاً من هذه الآية))
وقال الغزنوي (1296 هـ) في حاشيته على جامع البيان للإيجي تعليقا على تفسير هذه الآية:
((فيه توبيخ العلماء والزهاد على السكوت، قال السلف: ما نعلم آية أشد توبيخا للعلماء والزهاد على السكوت عن النهي عن المعاصي من هذه الآية، والعمل لا يسمى صناعة إلا إذا تمكن صاحبها فيها وينسب إليه، ففيه إشارة إلى أن ترك نهي المنكر عادة خواصهم.)).
والله اعلم ....
ـ[عادل الكلباني]ــــــــ[31 Jul 2005, 05:46 م]ـ
الحمد لله وبعد،،،
فقد ذكر أخونا الأزهري ما نصه (مع أن الصلاة هي النسك إلا لأهميتها أفردها سبحانه وتعالى) ويبدو لي أنه جزم بهذا دون الرجوع إلى قوال أهل التأويل في ذلك، فلعل الإخوة الكرام قبل أن يقولوا في كتاب الله شيئا أن يرجعوا إلى أقوال أهل العلم لئلا يقولا على الله بغير علم، وأعيذ أخانا الأزهري من ذلك، ولكنها وصية عامة،،،
وأما قوله تعالى {ونسكي} قال ابن كثير رحمه الله تعالى: يأمره تعالى أن يخبر المشركين الذين يعبدون غير الله، ويذبحون لغير اسمه أنه مخالف لهم في ذلك؛ فإن صلاته لله، ونسكه على اسمه وحده لا شريك له، وهذا كقوله تعالى {فصل لربك وانحر} أي أخلص له صلاتك وذبحك، فإن المشركين كانوا يعبدون الأصنام ويذبحون لها، فأمره تعالى بمخالفتهم والانحراف عما هم فيه، والإقبال بالقصد والنية، والعزم على ألإخلاص لله تعالى، قال مجاهد في قوله: إن صلاتي ونسكي. النسك: الذبح في الحج والعمرة، زوقال الثوري عن السدي عن سعيد بن جبير {ونسكي} قال: ذبحي. وكذا قال السدي والضحاك.
قال أبو عبد الإله: وهذا متسق تماما مع سياق السورة، فإن الأمر فيها بالذبح لله، والأكل مما ذبح على اسمه، والنهي عن ألأكل مما لم يذبح على اسمه، كان محورا هاما من محاورها. وهو متسق أيضا مع ما في سورة الحج، والكوثر. قال ابن عطية: ويحسن تخصيص الذبيحة بالذكر في هذه ألآية أنها نازلة قد تقدم ذكرها واتلجدل فيها في السورة، وقالت فرقة: النسك في هذه الآية جميع أعمال الطاعات، من قولك: نسك فلان فهو ناسك إذا تعبد.
وتفسير الآية بنظائرها من الآيات أولى، وأصح، والله تعالى أعلم.
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[02 Aug 2005, 12:01 ص]ـ
أخي الحبيب عادل بارك الله فيك وجزاك خيرا عن توضيحك وجعله الله في ميزان حسناتك
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[03 Aug 2005, 07:02 م]ـ
بارك الل فيكم جميعا, استمروا في هذا الموضوع الشيق.
ـ[** متفكرة فى خلق الله **]ــــــــ[17 Sep 2007, 05:51 م]ـ
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
للرفع والتذكير.رفع الله قدر صاحب الموضوع وكل من شارك .. اللهم آمين
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[14 Apr 2008, 01:16 ص]ـ
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
للرفع والتذكير.رفع الله قدر صاحب الموضوع وكل من شارك .. اللهم آمين
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أختنا الكريمة ووفقك الى ما يحب ويرضى ويرزقك من البر ما يرضى ووفقك الى ان تكونين ممن يستمعون القول فتبعون أحسنه
اللهم آمين
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[16 Apr 2008, 12:00 ص]ـ
الفكرة تستحق الاهتمام
وأود المشاركة
ولكن بدا لي أن أبدأ باسؤال
عن الصياغة في قول الأخ الأزهري
يطلب العفة لله
فهل أن يكون تعدي الفعل هنا باللام
وقوله يعمل لله
يكون خليفة لله في أرضه
فهل الانسان خليفة الله في أرضه؟
وفي آية المائدة لَوْلا يَنْهَاهُمْ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمْ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (63)))
هل نهاهم الربانيون أم لم ينهوهم؟ الصياغة توحي أنهم نهوهم وأقاموا عليهم الحجة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[19 Apr 2008, 08:55 م]ـ
قوله تعالى:فبأي الاء ربكما تكذبان
ففي هذه الآية نجد ان الله يسألنا عن ما أنعم علينا به
فبعد ان اوضح لنا نعمه فيسألنا بأي هذه النعم نكذب
والتكذيب لا يكون مجرد تكذيب باللسان
.................
ألم تعلموا أن من أنعم عليكم هذه النعم يسطيع سلبها
اذا ألا تفيقون ألا تحذرون
تكررت هذه الآية في سورة الرحمن 31 مرة، والمرة الأولى التي وردت فيها جاءت في موقع الترتيب 13، أي عكس العدد 31 ..
هل لهذا العدد دلالة ما؟ لماذا لم يكن 29 مرة مثلا؟
إذا كان من المباح التساؤل، لماذا قال الله كذا ولم يقل كذا؟ ما الحكمة من تقديم كذا وتاخير كذا؟ ونحو ذلك من الأسئلة .. وهذا هو كل ما يدور عليه حديث أهل القرآن ..
فإن من المباح التساؤل: لماذا هذا العدد بالذات هنا وذاك هنا ...
وإذا كان للأسئلة الأولى إجابات، فلهذه أيضا إجابات ..(/)
أبحث عن تفسير
ـ[د. نصير خضر سليمان]ــــــــ[29 Jan 2005, 02:44 م]ـ
السلام عليكم ورخمة الله وبركاته
ابحث عن كتاب بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز * للفيرو أبادي *
أين أجده على الشبكة ويفضل أن يكون قابلاً للتحميل على أي صيغة من صيغ التحميل
ولكم جزيل الشكر والعرفان
ووفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Jan 2005, 10:23 م]ـ
يا أخي الكريم وفقك الله، وعجل بخروج الكفرة المعتدين من دياركم
حاولت أن أخدمك، وبحثت عن الكتاب الذي سألت عنه فلم أفلح.
والغالب أنه غير موجود على الشبكة للتحميل.
ـ[د. نصير خضر سليمان]ــــــــ[29 Jan 2005, 11:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الأخ الأستاذ أبو مجاهد العبيدي أشكرك على ردك الجميل وأسأل الله تعالى أن يمن علينا وعليكم خدمة ديننا العزيز
د. نصير العراقي(/)
" إلا ماشاء ربك " ماذا يفيد هذا الإستثناء؟
ـ[سلسبيل]ــــــــ[29 Jan 2005, 03:10 م]ـ
قال تعالى في سورة هود: " فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق، خالدين فيها مادامت السموات والأرض إلا ماشاء ربك إن ربك فعال لما يريد "
فما هو المقصود بقولة تعالى إلا ماشاء ربك
وهل يحمل هذا الإستثناء غير معنى الخلود في النار؟؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 Jan 2005, 08:09 م]ـ
سلسبيل
إذا كتبنا الآية التي سبقتها معها ربما قادنا ذلك إلى القول الصحيح فيها
قال تعالى (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ))
لاحظ أو لاحظي ---"الذين شقوا" تشمل نوعين هما--الكفار والعصاة---فكانت عقوبتهم جميعا الخلود في النار إلا العصاة من الموحدين فقد استثنتهم المشيئة من الخلود في النار---إذن سيخلد الإشقياء في النار إلا ما شاء ربك من العصاة أصحاب الكبائر فسيخرجون من النار بعد تلقيهم ما يستحقون من عذاب
قال إبن عطية في المحرر الوجيز
((إنما استثنى ما يلطف الله تعالى به للعصاة من المؤمنين في إخراجهم بعد مدة من النار، فيجيء قوله: {إلا ما شاء ربك} أي لقوم ما، وهذا قول قتادة والضحاك وأبي سنان وغيرهم، وعلى هذا فيكون قوله: {فأما الذين شقوا} عاماً في الكفرة والعصاة -
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Jan 2005, 09:27 م]ـ
كنت قد درست الاستثناء الوارد في قول الله تعالى: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْأِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْأِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) (الأنعام:128)
وهو شبيه بالستثناء الوارد في سورة هود، ويمكنك الرجوع إلى ما كتبت في الملف المرفق، وبانتظار تعليق الإخوة الكرام:
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 Jan 2005, 09:41 م]ـ
الأخ البريدي
لو سمحت
ما حقيقة موقف إبن القيم من تلك الآيات
لقد قرأت تضعيفه لتفسيراتها وتأويلاتها---فما هو رايه بدقة في هذه المسألة؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Jan 2005, 10:04 م]ـ
رأيه بدقة هو التوقف، فهو يرى أنها من المتشابه الذي يرد إلى المحكم.
قال في حادي الأرواح بعد عرضه للأقوال في معنى الآية: (و على كل تقدير فهذه الاية من المتشابه و قوله فيها: {عطاء غير مجذوذ} محكم، وكذلك قوله: {إن هذا لرزقنا ما له من نفاد} و قوله {أكلها دائم وظلها} وقوله: {وما هم منها بمخرجين}) ص483
ثم قال في آخر بحثه لهذه المسألة: ( .. فان قيل: فإلي أين انتهى قدمكم في هذه المسألة العظيمة الشأن التي هي أكبر من الدنيا بأضعاف مضاعفة؟
قيل: إلى قوله تبارك و تعالى: {إن ربك فعال لما يريد} و إلى هنا انتهى قدم أمير بن أبي طالب رضي الله عنه فيها حيث ذكر دخول أهل الجنة الجنة و أهل النار النار و ما يلقاه هؤلاء و هؤلاء و قال: ثم يفعل الله بعد ذلك ما يشاء.
بل و إلى ههنا انتهت أقدام الخلائق.
و ما ذكرنا في هذه المسألة بل في الكتاب كله من صواب فمن الله سبحانه و تعالى و هو المان به، وما كان من خطا فمني و من الشيطان و الله ورسوله بريء منه، و هو عند لسان كل قائل و قلبه وقصده. والله أعلم.) ص528.
ـ[سلسبيل]ــــــــ[31 Jan 2005, 08:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا وزادكم علما
ولكن الملف المرفق تظهر الآيات فيه بخط غريب بل تظهر بصورة مربعات صغيره فهل الخلل من جهازي أم أنها تظهر هكذا للجميع؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 Jan 2005, 08:14 م]ـ
وأنا أيضا فالخلل من الملف ولكني كنت أتوقع ما هي الآية من الشرح
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[31 Jan 2005, 09:44 م]ـ
سبب عدم وضوح خط الآيات هو أنه بخط غير محمل على أجهزتكم وفقكم الله ...
وبإمكانكم زيارة هذا الموقع لتحميل الخط إلى أجهزتكم
http://qurankareem.info/(/)
تهنئة بعودة الملتقى بعد انقطاعه
ـ[محمد بن عبد الله الخضيري]ــــــــ[29 Jan 2005, 03:34 م]ـ
نبارك للجميع عودة الملتقى بعد انقطاعه ونسأل الله للجميع التوفيق والتسديد.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Jan 2005, 03:48 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا أبا عبدالله على تكرمكم بالانضمام للملتقى، وانضمام أمثالكم مكسب للملتقى وفقكم الله.
وأشكرك على متابعتك وحرصك وفي انتظار فوائدكم.
وقد سبق أن سأل عدد من الأعضاء عن كتابكم القيم (تفسير التابعين - عرض ودراسة مقارنة). واستحسنه طلاب العلم المتخصصون ولله الحمد، ونسأل الله لكم التوفيق والقبول. ولعلنا نظفر من فضيلتكم في هذا الملتقى بحلقات علمية حول تفسير التابعين وغيره من مسائل التخصص.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[29 Jan 2005, 04:18 م]ـ
نرحب بالشيخ الفاضل انضمامه إلى إخوانه في هذا الملتقى المبارك , وننتظر درركم وفوائدكم لله دركم.(/)
مشكلة مع الزركشي
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 Jan 2005, 05:40 م]ـ
السلام عليكم
أرجو أن تقوموا بمراجعة الزركشي لتصويب مسار هذا الحوار
===========================
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5376
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Jan 2005, 09:46 م]ـ
العبارة التي في نسخة البرهان للزركشي التي نقلتم منها فيها سقط، وتصويب العبارة:
( ... قيل: لأنها اتصلت [بالاسم، وهي مخففة من الثقيلة، وفي الأمثلة السابقة اتصلت] بالفعل. فتمسك بهذا الضابط؛ فإنه من أسرار القرآن.) انتهى كلام الزركشي.
فما بين المعكوفين ساقط من النسخة المطبوعة التي رجعتم إليها.
انظر البرهان: 4/ 138 بتحقيق المرعشلي والذهبي والكردي. طبعة دار المعرفة.
تنبيه: هذه الطبعة للبرهان طبعة جديرة بالاقتناء، وقد بذل محققوها جهداً كبيراً مشكوراً في تحقيق الكتاب. فجزاهم الله خيراً
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 Jan 2005, 09:54 م]ـ
الله الله الله
على العلم الوافر
لو سمحت سأنقل ردك للفصيح
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Jan 2005, 10:08 م]ـ
العلم يا أخي حق مشاع، وهو رحم بين أهله، والفضل لله أولاً وآخراً.
فافعل ما تراه مناسباً رعاك الله.(/)
يأجوج ومأجوج هم التتار وقد خرجوا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 Jan 2005, 06:37 م]ـ
يأجوج ومأجوج
لا مناص من القول بأن يأجوج ومأجوج هما المغول والتتارفهذان الشعبان هما يأجوج ومأجوج
ولقد أكد إبن عاشور ذلك بقوله
((والذي يجب اعتماده أن ياجوج وماجوج هم المغول والتتر. وقد ذكر أبو الفداء أن ماجوج هم المغول فيكون ياجوج هم التتر. وقد كثرت التتر على المغول فاندمج المغول في التتر وغلب اسم التتر على القبيلتين))
ولنقرأ الآيات معا
((قَالُوا يَا ذَا القَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَداًّ قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً راًآتُونِي زُبَرَ الحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقاًّ وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً))
ويؤكد أبن عاشور على موقع الحادثة فيقول
((إن موضع السدين هو الشمال الغربي لصحراء (قوبِي) الفاصلة بين الصين وبلاد المغول شمال الصين وجنوب (منغوليا). وقد وجد السد هنالك ولم تزل آثارهُ إلى اليوم شاهدَها الجغرافيون والسائحون وصورت صوراً شمسية في كتب الجغرافيا وكتب التاريخ العصرية.))
ولقد أشار الرسول عليه الصلاة والسلام إلى بدء وعد الله بهدم السد بقوله
((قال النبي صلى الله عليه وسلم " فُتح اليوم من رَدم ياجوج وماجوج هكذا، وعقد بين أصبعيه الإبهام والسبابة))
وعندما تم هدم الردم حسب قوله تعالى (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقاًّ)) ---فالوعد هنا موعد هدم الردم تماما
انطلقت أمواج التتارمدمرة مخربة كل ما في طريقها قال تعالى ((وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ))
ولقد انطلق التتار وهم خليط يأجوج ومأجوج في بداية القرن السادس الهجري مقتحمين البلاد الأسلامية بقيادة جنكيز خان
المهم في هذا التحليل---إن قصة يأجوج ومأجوج قد حصلت وانتهى الأمر
وليس هناك على سطح الأرض سدا يحجزهم لم يهدم بعد---فلقد ذرع الإنسان الأرض مترا مترا ولا وجود لمثل هذا الردم
ـ[موراني]ــــــــ[30 Jan 2005, 08:32 م]ـ
ذكر يأجوج ومأجوج في القرآن شيء
وذكرهما في الحديث خاصة في كتب الفتن وأشراط الساعة شيء آخر تماما وفي أغلب هذه الأحاديث نظر
وفي قول بن عاشور , باحترام علمه واسع وفضله , أيضا نظر حسب النتائج التي اسفرت عن عديد من الحفريات. اذ كيف نواجه سدا في وسط أحر صحراء على وجه الأرض
موراني
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 Jan 2005, 10:19 م]ـ
هل لديك يا أخ موراني ما ينقض قوله من ناحية جغرافية غير عدم تصورك لوجود سد هناك؟
أعني هل لديك صورا للمنطقة التي أشار إليها إبن عاشور والتي قال عنها
((إن موضع السدين هو الشمال الغربي لصحراء (قوبِي) الفاصلة بين الصين وبلاد المغول شمال الصين وجنوب (منغوليا). وقد وجد السد هنالك ولم تزل آثارهُ إلى اليوم شاهدَها الجغرافيون والسائحون وصورت صوراً شمسية في كتب الجغرافيا وكتب التاريخ العصرية.))
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[01 Feb 2005, 11:00 م]ـ
خروج يأجوج ومأجوج لا يكون إلا بعد نزول عيسى بن مريم عليه السلام، كما ثبت في صحيح مسلم وغيره.
ـ[موراني]ــــــــ[01 Feb 2005, 11:34 م]ـ
اذا قتل عيسى الدجال ومن معه مكث الناس حتى يكسر سد يأجوج ومأجوج فيموجون في الأرض ويفسدون .....
كتاب الفتن لنعيم بن حماد , ص 404 (دار الكتب العلمية)
في هذه الأحاديث كلها نظر (في رأيي)
فمثلها في كتاب عقد الدرر في أخبار المنتظر ليوسف بن علي بن عبد العزيز المقدسي (من علماء القرن السابع)
ص 103 وما بعدها (تحقيق عبد الفتاح محمد الحلو ; مكتبة عالم الفكر , القاهرة 1979.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 Feb 2005, 06:42 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ينظر تفسير ابن كثير لقول الله عز وجل في سورة الأنبياء: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُون}، وقد ذكر أحاديث خروجهم، وهي تدل على أنهم يخرجون بعد نزول عيسى عليه السلام كما ذكر الشيخ أحمد القصير.
ومن الأحاديث التي ذكرها حديث نزول الدجال، وفيه:
: ( ... فبينما هم على ذلك إذ بعث الله عز وجل المسيح ابن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعاً يديه على أجنحة ملكين، فيتبعه فيدركه فيقتله عند باب لد الشرقي قال فبينما هم كذلك إذ أوحى الله عز وجل إلى عيسى ابن مريم عليه السلام أني قد أخرجت عباداً من عبادي لا يدان لك بقتالهم، فحوز عبادي إلى الطور، فيبعث الله عز وجل يأجوج ومأجوج، كما قال تعالى: {وَهُمْ مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ} فيرغب عيسى وأصحابه إلى الله عز وجل، فيرسل عليهم نغفاً في رقابهم فيصبحون موتى كموت نفس واحدة، فيهبط عيسى وأصحابه فلا يجدون في الأرض بيتاً إلا قد ملأه زهمهم ونتنهم، فيرغب عيسى وأصحابه إلى الله عز وجل، فيرسل الله عليهم طيراً كأعناق البخت، فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله»، قال ابن جابر: فحدثني عطاء بن يزيد السكسكي عن كعب أو غيره قال: فتطرحهم بالمهبل، قال ابن جابر: فقلت ياأبا يزيد، وأين المهبل؟ قال: مطلع الشمس. قال: «ويرسل الله مطراً لا يكن منه بيت مدر ولا وبر أربعين يوماً، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلقة، ويقال للأرض: أنبتي ثمرتك ودري بركتك، قال: فيومئذ يأكل النفر من الرمانة ويستظلون بقحفها، ويبارك في الرسل حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللقحة من البقر تكفي الفخذ، والشاة من الغنم تكفي أهل البيت، قال: فبينما هم على ذلك إذ بعث الله عز وجل ريحاً طيبة، فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مسلم أو قال: كل مؤمن ويبقى شرار الناس يتهارجون تهارج الحمر وعليهم تقوم الساعة». انفرد بإخراجه مسلم دون البخاري، ورواه مع بقية أهل السنن من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به. وقال الترمذي: حسن صحيح.)
وكلام الأستاذ موراني غير مقبول؛ لأن هذه الأمور لا تخضع للآراء، وإنما هي من أمور الغيب التي أخبر الله تعالى عنها في كتابه، وثبتت في السنة الصحيحة عن الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم.
وأما قوله: (ذكر يأجوج ومأجوج في القرآن شيء وذكرهما في الحديث خاصة في كتب الفتن وأشراط الساعة شيء آخر تماما) فمردود بالحديث السابق، لأنه ذكر خروجهم ثم قرأ الآية.
وهذه روابط حول هذا الموضوع:
http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=bz01817
http://www.salafi.net/contrib/contribution13.html
ـ[موراني]ــــــــ[02 Feb 2005, 12:30 م]ـ
مهما يكون من الأمر , فما جاء ذكره عن فضيلة الشيخ
ابن عاشور فلا يتناسق بما ذكر في الأحاديث من أمر يأجوج ومأجوج بعد نزول عيسى بن مريم
والأماكن التي يظهران فيها.
أما الغيب وما يتعلق به في هذه الأحاديث فانّه ليس بحجة في البحث الوضعي بل هو خارج منه
لكونه غيبا.
موراني
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 Feb 2005, 06:30 م]ـ
السلام عليكم
عندما تتحقق أشراط معينة---وهي
# خروج أقوام عاثوا في الأرض فسادا وهم المغول والتتار من نفس المنطقة التي بنى فيها ذو القرنين السد
# وجود آثار سد أو ردم في منطقة حدود منغوليا ماثلة حتى الآن
# لا يوجد على سطح الأرض سد أو ردم يحجز أقواما خلفه فلقد ذرع الإنسان الارض مترا مترا
هذه الحقائق تدفع المرء لتفسير الأحاديث الرابطة بين خروج الدجال وخروج ياجوج وماجوج ونزول عيسى عليه السلام تفسيرا منسجما مع هذه الحقائق
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Feb 2005, 01:51 ص]ـ
كلامك يا أخي جمال صحيح فعلاً عند من لا يؤمن بما في قول النبي صلى الله عليه وسلم، وإن كان في قولك عموميات غير مُسلَّمة - بتشديد اللام وفتحها.
وأما ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم فواضح في أنهم لا يخرجون إلا بعد نزول عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم وعلى أمه مريم، وأما قولك أن العلم قد كشف الأرض الآن إلى آخر ما قلت: فهكذا يقولون، لكن لا أظن أن واحداً منا قد صحبهم في هذه الرحلة ورأى بنفسه كل شيء.
ثم حتى لو رأوا ما تظنه أنت علامات تنطبق على ما قيل عن يأجوج ومأجوج، فقول الرسول صلى الله عليه وسلم واضح لا لبس فيه بأنهم لم يخرجوا بعد. وهذا يكفي إن شاء الله في هذا.
تقبل تحياتي.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[03 Feb 2005, 01:58 م]ـ
أخي جمال:
ما موقفك من كلام النبي صلى الله عليه وسلم الصريح الصحيح بأن خروج يأجوج ومأجوج لا يكون إلا بعد عيسى؟
وقولك: ((هذه الحقائق تدفع المرء لتفسير الأحاديث الرابطة بين خروج الدجال وخروج ياجوج وماجوج ونزول عيسى عليه السلام تفسيرا منسجما مع هذه الحقائق)).
فهلا تفضلت ببيان معنى الأحاديث الذي فهمته أنت؟
ثم إنه ثبت في الحديث الصحيح أيضاً أن يأجوج ومأجوج يأتون على بحيرة طبرية ويشربون مائها فهل حدث هذا زمن التتار والمغول؟
آمل التثبت في مثل هذه المسائل وعدم مصادمة النصوص لمجرد اطروحات قيلت هنا أو هناك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 Feb 2005, 04:12 م]ـ
قال الدكتور الشهري
((وهذا يكفي إن شاء الله في هذا))
ففهمت من كلامه كمشرف عام التوقف عن الكلام في الموضوع
فهل يعني أن أتوقف أنا فقط؟؟
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[04 Feb 2005, 01:29 م]ـ
لم تجب على السؤال أخي جمال، وهذه المرة الثانية التي أراك تتهرب فيها وتحيد عن الجواب، ولست أريد إلا الحق فإن كان ما تقوله حق فرجاء أن لا تبخل علينا ببيانه.
ـ[موراني]ــــــــ[04 Feb 2005, 02:18 م]ـ
المستغرب في هذا الأمر أن فضيلة الشيخ بن عاشور فسر الآية والأحاديث المعنية
على غير تفسيرها ففسرها برأيه
فأنا أرى أنه لا فائدة في شرح أمور الغيب بالمعايير التأريخية أو شبه التأريخية
تقديرا
موراني
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 Feb 2005, 02:25 م]ـ
أستئذن الدكتور الشهري بالإجابة مع أنني التزمت بقوله بالكف---إلا أن إصرار الشيخ القصير فهمت منه عدم المعارضة من الدكتور الشهري
=====================================
الشيخ القصير
# إن خروج يأجوج أو عدم خروجهم ليس من أمور الدين القطعية فمن الممكن الإختلاف فيها---وتفسيري بأنهم هم التتار ليس قاطعا ومن الممكن التنازل عنه أذا جئتني بكلام مقنع عن موقع السد أو الردم الذي لم يفتح بعد---
# أنا لم آت ببدع من القول إنما التزمت قول مفسر له اعتباره وقيمته بين المفسرين وهو إبن عاشور
# الأحاديث الصحيحة التي تتحدث عن يأجوج ومأجوج بعد نزول المسيح عليه السلام---لا تتعارض مع خروجهم الأول--ولكن هذا الخروج الثاني ليس مرتبطا بالآية لأن الآية تتحدث عن سد صار دكاء وليس هناك على وجه الأرض مثل هذا السد---والأحاديث لا تربط خروجهم بهدم السد
# ليس في الأمر إلا رغبة شديدة في الوصول إلى الحق ففصل يرحمك الله
ـ[موراني]ــــــــ[04 Feb 2005, 03:14 م]ـ
يا جمال المحترم
كيف تريد الوصول الى الحق (كما تقول) في أمور الغيب؟
أخشى أنّ الحوار في هذا الموضوع لن يسفر عن شيء ذي بال.
موراني
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 Feb 2005, 05:18 م]ـ
موراني
ربما لا تدرك أن أمور الغيب يخبرنا بها الصادق المصدوق فنصدق بها
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[04 Feb 2005, 07:29 م]ـ
أخي جمال: (ربما لا تدرك أن أمور الغيب يخبرنا بها الصادق المصدوق فنصدق بها)! ما أجدرك بهذا القول أنت. الإخوان يقولون قال رسول الله .... وأنت تلف وتدور. عموماً رأيي الخاص إنه لا يوجد مشكلة في تقليدك ابن عاشور رحمه الله، ولكن كف عنا رحمك الله آرائك الفطيرة الخاصة، وكفى!
الدكتور موراني على الرغم من كونه ليس مسلماً، ولكنه رجل عاقل، يدرك حدود علمه، ويعرف أين يقف.
تحياتي لكم جميعاً.
معذرة أخ جمال لكن تأمل في كتابتك، وركز قليلاً، وخفف الضغط على ملتقى التفسير فقد أثقلت كاهله، وأظن الشيخ أبو مجاهد العبيدي يستحي منك فيسكت ويمسكه الحياء من الرد!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 Feb 2005, 07:45 م]ـ
أشكر الأخ فهد على نصيحته الغالية
وأخلاقه العالية
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[04 Feb 2005, 11:30 م]ـ
أشكر الجميع على تعليقاتهم، وأرجو أن نعود أنفسنا على سلوك الجادة، وألا تأخذ بنا العواطف مأخذاً يخرجنا عنها
نحن بحاجة إلى التذكير بمبدأ: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (النساء: من الآية59)
أما أن نقول: قال فلان، أو أنا على مذهب فلان = فهذا مسلك وخيم العاقبة، عديم الفائدة؛ لأن الآراء لا حد لها، والعقول متفاوتة ...
وقد قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (الحجرات:1)
هذا أمر ..
والأمر الآخر: ما أحوجنا إلى توطين النفس على تحمل من خالفنا الرأي، وأصر على رأيه. الله عز وجل يقول: {وجادلهم بالتي هي أحسن .. } تأملوا قوله سبحانه: {بالتي هي أحسن}
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: (ومن الحكمة إيضاح المعنى وبيانه بالأساليب المؤثرة التي يفهمها المدعو وبلغته التي يفهمها حتى لا تبقى عنده شبهة. وحتى لا يخفى عليه الحق بسبب عدم البيان. أو بسبب عدم إقناعه بلغته. أو بسبب تعارض بعض الأدلة، وعدم بيان المرجح، فإذا كان هناك ما يوجب الموعظة وعظ وذكر بالآيات الزواجر، والأحاديث التي فيها الترغيب والترهيب. حتى ينتبه المدعو ويرق قلبه، وينقاد للحق، فالمقام قد يحتاج فيه المدعو إلى موعظة وترغيب وترهيب على حسب حاله، وقد يكون مستعدا لقبول الحق، فعند أقل تنبيه يقبل الحق، وتكفيه الحكمة، وقد يكون عنده بعض التمنع وبعض الإعراض فيحتاج إلى موعظة وإلى توجيه، وإلى ذكر آيات الزجر والترغيب وأحاديث الزجر والترغيب والترهيب حتى يلين قلبه، ويقبل الحق.
وقد يكون عنده شبه فيحتاج إلى جدال بالتي هي أحسن. حتى تزاح الشبهة، ويتضح الحق ولهذا قال جل وعلا: وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
فإذا كان المدعو عنده بعض الشبه. فعليك أيها الداعي أن توضح الحق بدلائله. وأن تزيح الشبهة بالدلائل التي تزيحها، حتى يبقى معك المدعو على أمر بين واضح، وليكن هذا بالتي هي أحسن؛ لأن العنف والشدة قد يضيعان الفائدة. وقد يقسو قلب المدعو بسبب ذلك ويحصل له به الإعراض والتكبر عن القبول فعليك بالرفق والجدال بالتي هي أحسن حتى يقبل منك الحق، وحتى لا تضيع الفرصة. وتذهب الفائدة سدى. بسبب العنف والشدة، ما دام صاحبك يريد منك الحق. ولم يظلم ولم يتعد. أما عند الظلم والتعدي فله نهج آخر. وسبيل آخر، كما قال جل وعلا: وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فإذا كان أهل الكتاب يجادلون بالتي هي أحسن، فالمسلمون من باب أولى أن يجادلوا بالتي هي أحسن، لكن من ظلم ينتقل معه إلى شيء آخر، فقد يستحق الظالم الزجر، والتوبيخ، وقد يستحق التأديب والسجن، إلى غير ذلك على حسب ظلمه.)
وأرجو من الجميع أن يعيد قراءة موضوع: النقاش الحسن في هذا الملتقى للشيخ مساعد الطيار مع تعليقات الآخرين عليه
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[06 Feb 2005, 01:21 ص]ـ
أولاً: أحب أن أنبه على أمور:
1 - عند النقاش العلمي ينبغي التحاكم إلى الأدلة الشرعية، دون آراء الرجال، فما دل عليه الدليل قبلناه على العين والرأس، وأما آراء الرجال فليست بحجة، مع احترامنا وتقديرنا لقائلها.
2 - أن أمور الغيب قد لا تدرك بالحس، فلا ينبغي التسرع والاعتماد على الحس ومصادرة النص أو محاولة إضعافه.
وأعود للنقاش فأقول:
إن ما ذكرته أخي جمال من أن الأحاديث الصحيحة التي تتحدث عن يأجوج ومأجوج بعد نزول المسيح عليه السلام---لا تتعارض مع خروجهم الأول، وتدعي أن ليأجوج ومأجوج مرحلتان في الخروج، الأول: وهو الكائن في زمن التتر، والثاني وهو ما سيكون بعد نزول المسيح .........
هكذا فهمت من كلامك.
أقول هل لديك دليل على هذا التقسيم، فعموم الأحاديث لا تذكر إلا مرحلة واحدة حسب الظاهر المتبادر منها، وكل قول ليس عليه دليل فهو مردود.
وقولك: إن هناك وجود آثار سد أو ردم في منطقة حدود منغوليا ماثلة حتى الآن.
أقول: على أي أساس عقلي أو شرعي جزمت أن هذه الآثار هي بقايا سد يأجوج ومأجوج؟
وإن كنت لا تصدق إلا بالحس فهناك ما يعارض رأيك، إذ هناك سلسلة جبال الهملايا الشاهقة العالية والتي تمتد من شمال آسيا حتى جنوبها، فما يدريك لعل السد مغمور في أتون تلك السلسة العظيمة، خصوصاً إذا فسرنا السد بأنه الحاجز بين الشيئين ولا يلزم أن يكون المحجوز أمراً مشاهداً للعيان، بل قد يكون مغموراً تحت تلك السلسة.
علماً بأني لا أجزم بأن السد هو في أتون تلك السلسلة من الجبال، إلا أن مشاهدتها عبر الأقمار مما يجعل المرْ يكاد يجزم بأن السد ليس إلا في هذه السلسلة، وذلك لعظمها وضخامتها، ولعلي أحاول التقاط الصورة ووضعها هنا إن شاء الله تعالى.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 Feb 2005, 02:28 ص]ـ
سور الصين بني قبل الميلاد بناه ملك صيني يسمى تشين من اجل تحصين دولته التي أسسها خوفاً من هجمات أولاد الخنزير (إسم التتار عند الصينيين) و قد مات في بناءه الآلاف.
(يُتْبَعُ)
(/)
وسور ذو القرنين تختلف مواصفاته عن سور الصين العظيم (((آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا)))
و الزبر هو قطع من الحديد و القطر هو النحاس. وضع ذو القرنين سداً ووضع وسطه قطعا من حديد ونحاس ثم صهره فما استطاعوا أن ينقبوه.
قال الإمام الرازي في تفسيره (21/ 169): الأظهر أن موضع السدين في ناحية الشمال، و قيل جبلان بين أرمينية و بين أذربيجان، و قيل هذا المكان في مقطع أرض الترك.
يقول العلامة القاسمي في تفسيره (11/ 4113 - 4114): الراجح أن السد كان موجوداً بإقليم داغستان التابع الآن لروسيا بين مدينتي دربند و خوزار، فإنه بينهما مضيق شهير يسمى (باب الحديد) و هو أثر سد حديدي قديم بين جبلين من جبال القوقاز ..
و يقول الأستاذ سيد قطب رحمه الله في ظلال القرآن (4/ 2293 الهامش): كُشف سد بمقربة من مدينة (ترمذ) عرف بباب الحديد، و قد مر به في أوائل القرن الخامس عشر الميلادي العالم الإسباني (سيلد برجر) و سجله في كتابه، و ذكره كذلك المؤرخ الإسباني (كلافيجو) في رحلته سنة (1403) و قال: إن سد مدينة باب الحديد على الطريق – سمرقند والهند .. و قد يكون هو السد الذي بناه ذو القرنين.
خلاصة الأمر أن السد الذي بناه ذو القرنين منذ آلاف السنين موجود حتى الآن؟ لكن لا نستطيع أن نجزم بمكان وجوده، مع أن هناك بعض العلامات و الدلالات التي تؤكد أنه موجود فعلاً في جمهورية جورجيا السوفيتية في فتحة داريال بجبال القوقاز، التي كانت القبائل المتوحشة تغير منها على مناطق جنوب القوقاز و شرق البحر الأسود وغرب بحر قزوين.
و قد تتبع أبو الكلام آزاد من خلال استقراء التاريخ .. فوصل إلى نفس ما هو قائم في الواقع، في جمهورية جورجيا السوفيتية الآن .. و هو كتل هائلة من الحديد المخلوط بالنحاس موجود في جبال القوقاز في منطقة مضيق داريال الجبلي ..
و هذه حقيقة قائمة لكل من أراد أن يراها .. جبال شاهقة تمتد من البحر الأسود حتى بحر قزوين التي تمتد لتصل بين البحرين طوال (1200كم)، و هي جبال التوائية حديثة التكوين، شامخة متجانسة التركيب، إلا من كتل هائلة من الحديد الصافي المخلوط بالنحاس الصافي في سد داريال .. تلك هي الثغرة المسدودة التي كان هؤلاء المتوحشون يغيرون منها ..
أما التغيرات الطبيعية .. فلم تنل من السد شيئاً، غير أن جسم الجبال الصخري (جبال القوقاز) من جانبي السد، تآكل بفعل عوامل التعرية .. على مدى هذا الزمن الطويل .. و صار هناك فراغ فيما بين الصخور الجبلية و جسم السد الحديدي النحاسي، الذي ظل شامخاً حتى الآن، ولا يستطيع إنسان أن ينقبه أو يعلوه .. و صدق الله العظيم {فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقباً}. انظر مفاهيم جغرافية للدكتور عبد العليم خضر (ص 299، 313، 317).
ومع هذا الذي ذكرت يظل الأمر كله تخمينات وافتراضات، حتى يثبت شيء صحيح بالدليل.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 Feb 2005, 02:33 ص]ـ
فإن قيل أين يأجوج ومأجوج اليوم؟ وكيف يحجزهم السد. فإن قوماً يشربون بحيرة طبريا لا بد أن يكونوا بمئات الملايين.
والجواب أنهم قوم أخفاهم الله عنا إلى وقت نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان، فيظهرهم الله بقدرته تبارك وتعالى.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[08 Feb 2005, 01:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو تأمل كلام الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان (3/ 341) قال:
قوله تعالى: (قال هذا رحمة من ربى فإذا جآء وعد ربى جعله دكآء وكان وعد ربى حقا وتركنا بعضهم يومئذ يموج فى بعض ونفخ فى الصور فجمعناهم جمعا):
اعلم أولا ـ أنا قد قدمنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك أنه إن كان لبعض الآيات بيان من القرآن لا يفي بإيضاح المقصود وقد بينه النبي صلى الله عليه وسلم فمنا نتمم بيانه بذكر السنة المبينة له وقد قدمنا أمثله متعددة لذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا علمت ذلك فاعلم ـ أن هاتين الآيتين لهما بيان من كتاب أوضحته السنة فصار بضميمة السنة إلى القرآن بياناً وافيا بالمقصود والله جل وعلا قال في كتابه لنبيه صلى الله عليه وسلم: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون).
فإذا علمت ذلك فاعلم أن هذه الآية الكريمة وآية الأنبياء قد دلتا في الجملة على أن السد الذي بناه ذو القرنين دون يأجوج ومأجوج إنما يجعله الله دكاً عند مجيء الوقت الموعود بذلك فيه.
وقد دلتا على أنه بقرب يوم القيامة لأنه قال هنا: (فإذا جآء وعد ربى جعله دكآء وكان وعد ربى حقا وتركنا بعضهم يومئذ يموج فى بعض ونفخ فى الصور):
وأظهر الأقوال في الجملة المقدرة التي عوض عنها تنوين يومئذ من قوله: (وتركنا بعضهم يومئذ يموج فى بعض) أنه يوم إذ جاء وعد ربي بخروجهم وانتشارهم في الأرض.
ولا ينبغي العدول عن هذا القول لموافقته لظاهر سياق القرآن العظيم.
وإذا تقرر أن معنى يومئذ يوم إذ جاء الوعد بخروجهم وانتشارهم ـ فاعلم أن الضمير في قوله: (وتركنا بعضهم) على القول بأنه لجميع بني آدم فالمراد يوم القيامة وإذاً فقد دلت الآية على اقترانه بالخروج إذا دك السد وقربه منه.
وعلى القول بأن الضمير راجع إلى يأجوج ومأجوج فقوله بعده: (ونفخ فى الصور) يدل في الجملة على أنه قريب منه. قال الزمخشري في تفسير هذه الآية:" (قال هذا رحمة من ربي) هو إشارة إلى السد أي هذا السد نعمة من الله ورحمة على عباده أو هذا الإقدار والتمكين من تسويته (فإذا جآء وعد ربى) يعني فإذا دنا مجيء يوم القيامة وشارف أن يأتي جعل السد دكا أي مدكوكا مبسوطا مسوى بالأرض وكل ما انبسط من بعد ارتفاع فقد اندك ومنه الجمل الأدك المنبسط السنام" ا. هـ
وآية الأنبياء المشار إليها هي قوله تعالى: (حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون واقترب الوعد الحق فإذا هى شاخصة أبصار الذين كفروا).
لأن قوله: (حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج) وإتباعه لذلك بقوله: (واقترب الوعد الحق فإذا هى شاخصة أبصار الذين كفروا) يدل في الجملة على ما ذكرنا في تفسير آية الكهف التي نحن بصددها وذلك يدل على بطلان قول من قال إنهم روسية وأن السد فتح منذ زمان طويل.
فإذا قيل إنما تدل الآيات المذكورة في الكهف و الأنبياء على مطلق اقتراب يوم القيامة من دك السد واقترابه من يوم القيامة لا ينافي كونه قد وقع بالفعل كما قال تعالى: (اقترب للناس حسابهم)، وقال: (اقتربت الساعة وانشق القمر)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ـ وحلق بأصبعيه الإبهام والتي تليها" الحديث وقد قدمنا في سورة المائدة فقد دل القرآن والسنة الصحيحة على أن اقتراب ما ذكر لا يستلزم اقترانه به بل يصح اقترابه مع مهلة وإذا فلا ينافي دك السد الماضي المزعوم الاقتراب من يوم القيامة فلا يكون في الآيات المذكورة دليل على أنه لم يدك السد إلى الآن؟
فالجواب ـ هو ما قدمنا أن هذا البيان بهذه الآيات ليس وافياً بتمام الإيضاح إلا بضميمة السنة له ولذلك ذكرنا أننا نتمم مثله من السنة لأنها مبينة للقرآن قال مسلم بن الحجاج رحمه الله في صحيحه حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب حدثنا الوليد بن مسلم حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني يحيى بن جابر الطائي قاضي حمص حدثني عبد الرحمن بن جبير عن أبيه جبير بن نفير الحضرمي أنه سمع النواس بن سمعان الكلابي (ح) وحدثني محمد بن مهران الرازي (واللفظ له) حدثني الوليد بن مسلم حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن يحيى بن جابر الطائي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه جبير بن نفير عن النواس بن سمعان قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا فقال: " ما شأنكم" قلنا: يا رسول الله ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل فقال: " غير الدجال أخوفني عليكما إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم إنه شاب قطط عينه طائفته كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف إنه خارج خلة بين الشام والعراق فعاث يميناً وعاث شمالاً يا عباد فاثبتوا" قلنا يا رسول الله وما لبثه في الأرض؟. قال: " أربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم". قلنا: يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنه أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: " لا أقدروا له قدره". قلنا: يا رسول الله وما إسراعه في الأرض؟ قال: " كالغيث استدبرته الريح فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذراً وأسبغه ضروعاً وأمده خواصر ـ ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم ويمر بالخربة فيقول لها أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ثم يدعو رجلاً ممتلئاً شباباً فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعون فيقبل ويتهلل وجهه يضحك فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح بن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعاً كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله ثم يأتي عيسى بن مريم قوم قد عصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى إني قد أخرجت عباداً لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرة ماء ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيراً من مائة دينار لأحدكم اليوم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله فيرسل الله طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة ثم يقال للأرض انبتي ثمرتك وردي بركتك فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها يبارك في الرسل حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ الفخذ من الناس فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة". انتهى بلفظه من صحيح مسلم رحمه الله تعالى
وهذا الحديث الصحيح قد رأيت فيه تصريح النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله يوحي إلى عيسى بن مريم خروج يأجوج ومأجوج بعد قتله الدجال فمن يدعي أنهم روسية وأن السد قد اندك منذ زمان فهو مخالف لما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مخالفة صريحة لا وجه لها ولا شك أن كل خبر ناقض خبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فهو باطل لأن نقيض الخبر الصادق كاذب ضرورة كما هو معلوم ولم يثبت في كتاب الله ولا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم شيء يعارض هذا الحديث الذي رأيت صحة سنده ووضوح دلالته على المقصود.
والعمدة في الحقيقة لمن ادعى أن يأجوج ومأجوج هم روسية ومن ادعى من الملحدين أنهم لا وجود لهم أصلاً ـ هي حجة عقلية في زعم صاحبها وهي بحسب المقرر في الجدل قياس استثنائي مركب من شرطية متصلة لزومية في زعم المستدل به يستثنى فيه نقيض التالي فينتج نقيض المقدم وصورة نظمه أن يقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
لو كان يأجوج ومأجوج وراء السد إلى الآن لا طلع عليهم الناس لتطور طرق المواصلات لكنهم لم يطلع عليهم أحد ينتج فهم ليسوا وراء السد إلى الآن لأن استثناء نقيض التالي ينتج نقيض المقدم كما هو معلوم.
وبعبارة أوضح لغير المنطقي لأن نفي اللازم يقتضي نفي اللازم يقتضي نفي الملزوم ـ
هذا هو عمدة حجة المنكرين وجودهم إلى الآن وراء السد ومن المعلوم أن القياس الاستثنائي المعروف بالشرطي إذا كان مركباً من شرطية متصلة واستثنائية فإنه يتوجه عليه القدح من ثلاث وجهات:
الأولى ـ أن يقدح فيه من جهة شرطيته لكون الربط بين المقدم والتالي ليس صحيحاً.
الثانية ـ أن يقدح فيه من جهة استثنائيته.
الثالثة ـ أن يقدح فيه من جهتهما معا.
وهذا القياس المزعوم يقدح فيه من جهة شرطيته.
فيقول للمعترض الربط فيه بين المقدم والتالي غير صحيح فقولكم: (لو كانوا موجودين وراء السد إلى الآن لاطلع عليهم الناس)؛ غير صحيح لإمكان أن يكونوا موجودين والله يخفي مكانهم على عامة الناس حتى يأتي الوقت المحدد لإخراجهم على الناس.
ومما يؤيد إمكان هذا ما ذكره الله تعالى في سورة المائدة من أنه جعل بني إسرائيل يتيهون في الأرض أربعين سنة وذلك في قوله تعالى: (قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون فى الارض) وهم في فراسخ قليلة من الأرض يمشون ليلهم ونهارهم ولم يطلع عليهم الناس حتى انتهى أمد التيه لأنهم لو اجتمعوا بالناس لبينوا لهم الطريق.
وعلى كل حال فربك فعال لما يريد وأخبار رسوله صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه صادقة وما يوجد بين أهل الكتاب مما يخالف ما ذكرنا ونحوه من القصص الواردة في القرآن والسنة الصحيحة زاعمين أنه منزل في التوراة أو غير من الكتب السماوية ـ باطل يقينا لا يعول علينا لأن الله جل وعلا صرح في هذا القرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد بأنهم بدلوا وحرفوا وغيروا في كتبهم كقوله: (يحرفون الكلم عن مواضعه) وقوله: (تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا) وقوله: (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هاذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون) وقوله تعالى: (وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب
وهم يعلمون).
إلى غير ذلك من الآيات ـ بخلاف هذا القرآن العظيم فقد تولى الله جل وعلا حفظه بنفسه ولم يكلمه أحد حتى يغير فيه أو يبدل أو يحرف كما قال تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) وقال: (لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرءانه) وقال: (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) وقال في النبي صلى الله عليه وسلم: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى) وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أذن لأمته أن تحدث عن بني إسرائيل ونهاهم عن تصديقهم وتكذيبهم خوف أن يصدقوا بباطل أو يكذبوا بحق
ومن المعلوم أن ما يروى عن بني إسرائيل من الأخبار المعروفة بالإسرائيليات له ثلاث حالات في واحدة منها يجب تصديقه وهي ما إذا دل الكتاب أو السنة الثابتة على صدقه وفي واحدة يجب تكذيبه وهي ما إذا دل القرآن أو السنة أيضا على كذبه وفي الثالثة لا يجوز التكذيب ولا التصديق كما في الحديث المشار إليه آنفا وهي ما إذا لم يثبت في كتاب ولا سنة صدقه ولا كذبه.
وبهذا التحقيق ـ تعلم أن القصص المخالفة للقرآن والسنة الصحيحة التي توجه بأيدي بعضهم زاعمين أنها في الكتب المنزلة ـ يجب تكذيبهم فيها لمخالفتها نصوص الوحي الصحيح التي لم تحرف ولم تبدل والعلم عند الله تعالى.
انتهى كلامه رحمه الله وأعلى منزلته وهو نفيس ودقيق.
ولا تعجل بالجواب قبل فهمه والتأمل فيه.
وفقك الله لكل خير.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 Feb 2005, 06:13 ص]ـ
الأخ فهد الوهبي
كل الإحترام لك وللشنقيطي ولكل من تدبر في الوحيين---ولست رادا كلام أحد---إنما هو إتفاق أرغب أن نتفق عليه جميعا وهو أن نعذر بعضنا بعضا في خلافات جزئية فرعية---فأنا لم أنف وجود الجن بينما أنت تثبته---إنما هي قصة يأجوج ومأجوج التي يتراوح القول فيها بين مؤجل خروجهم ليوم القيامة--وبين قائل بخروجهم زمن التتار
وعندما يجمعنا الله أنا وأنت وكافة الأخوة هنا في جنات النعيم نتذاكر معا هذا النقاش حينهانعرف من المصيب)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[04 Apr 2005, 12:56 م]ـ
انصح في هذا المقام بقراءة كتاب اسمه مفاهيم جغرافية في قصص القرآن للدكتور عبد العليم خضر وكذا كتاب ذي القرنين لابي الكلام ازاد واظن ان اعدل الاقوال في كتب المعاصرين هو ما ذكره الدكتور البوطي في كتابه كبرى اليقينيات الكونية مما اطلعت عليه ولا يمنع ان يوجد رايه لدى المتقدمين او بعض المتاخرين الذين لم اطلع على كتبهم
والاشارة مغنية للاعتذار
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 Apr 2006, 12:20 ص]ـ
د جمال
هل من الممكن ذكر ما ذكره الدكتور البوطي في كتابه كبرى اليقينيات الكونية ولماذا أعجبكم؟
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[19 Apr 2006, 01:19 ص]ـ
مما ميز أهل السنة أنهم يقدمون النقل على العقل، والعقل الصحيح السالم من الهوى وحظوظ النفس لا يعارض النقل الصحيح، وقد ثبتت النصوص في أن يأجوج ومأجوج يخرجون بعد قتل الدجال، والدجال يقتله عيسى، فإن قلنا بخروجهم أدى ذلك إلى القول بخروج الدجال وقتله، ونزول عيسى عليه السلام.
ثم إن التسليم في مثل هذه الأمور للنصوص يبعث انشراحاً في القلب، وتغليب العقل والتحاكم إليه يورث حيرة وقلقاً. أسأل الله أن يعصمني وإياكم من تلك الفتنة العظيمة.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[19 Apr 2006, 05:43 ص]ـ
أستئذن الدكتور الشهري بالإجابة مع أنني التزمت بقوله بالكف---إلا أن إصرار الشيخ القصير فهمت منه عدم المعارضة من الدكتور الشهري
=====================================
الشيخ القصير
# إن خروج يأجوج أو عدم خروجهم ليس من أمور الدين القطعية فمن الممكن الإختلاف فيها---وتفسيري بأنهم هم التتار ليس قاطعا ومن الممكن التنازل عنه أذا جئتني بكلام مقنع عن موقع السد أو الردم الذي لم يفتح بعد---
# أنا لم آت ببدع من القول إنما التزمت قول مفسر له اعتباره وقيمته بين المفسرين وهو إبن عاشور
# الأحاديث الصحيحة التي تتحدث عن يأجوج ومأجوج بعد نزول المسيح عليه السلام---لا تتعارض مع خروجهم الأول--ولكن هذا الخروج الثاني ليس مرتبطا بالآية لأن الآية تتحدث عن سد صار دكاء وليس هناك على وجه الأرض مثل هذا السد---والأحاديث لا تربط خروجهم بهدم السد
# ليس في الأمر إلا رغبة شديدة في الوصول إلى الحق ففصل يرحمك الله
----------------------------------------------------------
الأخ الأستاذ جمال الشرباتي
سلام الله عليكم
لا لوم عليك فيما ذكرت، لأنك عن البعض نقلت و استندت،
فينبغي الرد و التعقب على القائل بذلك القول، لا على ناقله،
أعني: القول بوقوع خروج يأجوج و مأجوج، و حدوثه من زمن طويل مضى و انقضى!
- فهذا الزعم يخالف الأحاديث النبوية القائلة بعدم خروجهم من محبسهم بالسد بين الجبلين - الذي بناه ذو القرنين - إلا في آخر الزمان، و دنو الساعة،
و من تلك الأحاديث ما جاء في:
1 - " سُنَنُ التِّرْمِذِيِّ ـ الْجَامِعُ الصَّحِيحُ "، أَبْوَابُ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَابٌ: وَمِنْ سُورَةِ الكَهْفِ:
(حدثنا محمد بن بشار وغير واحد - المعنى واحد واللفظ لابن بشار -، قالوا: حدثنا هشام بن عبد الملك قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أبي رافع، عن حديث أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في السد قال: " يحفرونه كل يوم، حتى إذا كادوا يخرقونه قال الذي عليهم: ارجعوا فستخرقونه غدا، فيعيده الله كأشد ما كان، حتى إذا بلغ مدتهم وأراد الله أن يبعثهم على الناس. قال الذي عليهم: ارجعوا فستخرقونه غدا إن شاء الله واستثنى " "، قال: " " فيرجعون فيجدونه كهيئته حين تركوه فيخرقونه، فيخرجون على الناس، فيستقون المياه، ويفر الناس منهم، فيرمون بسهامهم في السماء فترجع مخضبة بالدماء، فيقولون: قهرنا من في الأرض وعلونا من في السماء، قسوة وعلوا، فيبعث الله عليهم نغفا في أقفائهم فيهلكون، فوالذي نفس محمد بيده إن دواب الأرض تسمن وتبطر وتشكر شكرا من لحومهم " ": " هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه مثل هذا ").
2 - " مُسْنَدُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ "، مُسْنَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
(يُتْبَعُ)
(/)
(حدثنا روح، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، حدثنا أبو رافع، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن يأجوج ومأجوج ليحفرون السد كل يوم، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدا، فيعودون إليه كأشد ما كان، حتى إذا بلغت مدتهم، وأراد الله أن يبعثهم على الناس، حفروا، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدا، إن شاء الله، ويستثني، فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه، فيحفرونه ويخرجون على الناس، فينشفون المياه، ويتحصن الناس منهم في حصونهم، فيرمون بسهامهم إلى السماء، فترجع وعليها كهيئة الدم، فيقولون: قهرنا أهل الأرض، وعلونا أهل السماء، فيبعث الله عليهم نغفا في أقفائهم فيقتلهم بها " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفس محمد بيده، إن دواب الأرض لتسمن وتشكر شكرا من لحومهم ودمائهم " حدثنا حسن، حدثنا شيبان، عن قتادة، عن أبي رافع، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن يأجوج ومأجوج " فذكر معناه إلا أنه قال: " إذا بلغت مدتهم، وأراد الله عز وجل أن يبعثهم على الناس ").
3 - " الْمُسْتَدْرَكُ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ "، لِلْحَاكِمِ، كِتَابُ الْفِتَنِ وَالْمَلَاحِمِ:
(حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، ثنا يحيى بن محمد الذهلي، ثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أبي رافع، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في السد، قال: " يحفرونه كل يوم حتى إذا كادوا يخرقونه، قال الذي عليهم: ارجعوا فستخرقونه غدا "، قال: " فيعيده الله عز وجل كأشد ما كان، حتى إذا بلغوا مدتهم وأراد الله تعالى قال الذي عليهم: ارجعوا فستخرقونه غدا إن شاء الله تعالى واستثنى "، قال: " فيرجعون وهو كهيئته حين تركوه، فيخرقونه ويخرجون على الناس، فيستقون المياه ويفر الناس منهم، فيرمون سهامهم في السماء فترجع مخضبة بالدماء، فيقولون: قهرنا أهل الأرض، وغلبنا من في السماء قوة وعلوا "، قال: " فيبعث الله عز وجل عليهم نغفا في أقفائهم "، قال: " فيهلكهم " قال: " والذي نفس محمد بيده، إن دواب الأرض لتسمن وتبطر، وتشكر شكرا، وتسكر سكرا من لحومهم " " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه ").
_ فتلك الأحاديث - حسنها و صحيحها، و بمجموعها و تضافرها و تعاضدها - صريحة الدلالة على أن يأجوج و مأجوج لم يخرجوا على الناس بعد، و لن يخرجوا إلا قرب الساعة - و بعد نزول عيسى عليه السلام، و اعتصامه و المسلمين معه منهم، كما ورد بالأحاديث الأخرى الصحيحة -
و إلا فهل عادوا ثانية إلى محبسهم بعد خروجهم منه - كما زعم القائل بهذا - ليعيدوا الحفر للخروج؟!
و إن قوله عليه الصلاة و السلام: " حتى إذا بلغت مدتهم، وأراد الله أن يبعثهم على الناس ": هو بيان لقوله تعالى: {فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء و كان وعد ربي حقا}. [الكهف: 98].
* * * والظاهر أن يأجوج و مأجوج محبوسون في منخفض من الأرض، واقع بين الجبلين المذكورين في الأحاديث، و أن الجبلين الشاهقين مطبقان مع السد عليهما،
و مثل هذا الإطباق هو ما قد يفسر سر استتارهم عنا، و عدم اطلاع أحد من الناس عليهم من زمن ذي القرنين إلى زمننا هذا،
و يدل على ذلك أن الرجل الذي رأى ذلك السد المضروب عليهم - سد ذي القرنين - في عهد النبي صلى الله عليه و سلم، و وصفه للنبي عليه الصلاة و السلام، فأقره على أنه هو السد المذكور في القرآن الكريم - لم ير أحدا من يأجوج و مأجوج، و لم يذكر لهم خبرا، و لم ير لهم أحد أثرا،
- و قد بوَب الإمام البخاري في " صحيحه " (بَاب قِصَّةِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى
{قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ}
قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا فَاتَّبَعَ سَبَبًا إِلَى قَوْلِهِ ائْتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ}
وَاحِدُهَا زُبْرَةٌ وَهِيَ الْقِطَعُ
{حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ}
يُقَالُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ الْجَبَلَيْنِ وَ
{السُّدَّيْنِ}
الْجَبَلَيْنِ
{خَرْجًا}
أَجْرًا
{قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا}
أَصْبُبْ عَلَيْهِ رَصَاصًا وَيُقَالُ الْحَدِيدُ وَيُقَالُ الصُّفْرُ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ النُّحَاسُ
{فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ}
يَعْلُوهُ اسْتَطَاعَ اسْتَفْعَلَ مِنْ أَطَعْتُ لَهُ فَلِذَلِكَ فُتِحَ أَسْطَاعَ يَسْطِيعُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ اسْتَطَاعَ يَسْتَطِيعُ
{وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكًّا}
أَلْزَقَهُ بِالْأَرْضِ وَنَاقَةٌ دَكَّاءُ لَا سَنَامَ لَهَا وَالدَّكْدَاكُ مِنْ الْأَرْضِ مِثْلُهُ حَتَّى صَلُبَ وَتَلَبَّدَ
{وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ}
{حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ}
قَالَ قَتَادَةُ حَدَبٌ أَكَمَةٌ
قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَأَيْتُ السَّدَّ مِثْلَ الْبُرْدِ الْمُحَبَّرِ. قَالَ: "رَأَيْتَهُ ").
هذا و الله تعالى أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[19 Apr 2006, 12:27 م]ـ
سبحان الله!!
يقول الأحبة و -أنا على قولهم- أن ظاهر الحديث في خروج قوم يأجوج ومأجوج بعد نزول عيسى عليه السلام مستندين إلى حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
و يقول الأستاذ جمال: قال ابن عاشور! وإذا لزم الأمر نزهنا إبن عاشور عن الخطأ فقلنا خروج أول وثان ... وثالث.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2)) الحجرات.
و أهل الحق يقدمون قول الله سبحانه، ثمّ قول نبيه الصحيح على كل قول ورأي اياص كان صاحبه!
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 Apr 2006, 07:12 ص]ـ
هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه مثل هذا
هذا معناه حديث ضعيف باصطلاح الترمذي.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[20 Apr 2006, 04:14 م]ـ
سبق الإفاضة في الرد على مثل ذلك الزعم،
و رابطه:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5107&page=2
ـ[هشام الشويكي]ــــــــ[07 Oct 2008, 08:03 م]ـ
3. [إن يأجوج ومأجوج يحفرون كل يوم، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا فسنحفره غدا، فيعيده الله أشد ما كان، حتى إذا بلغت مدتهم، وأراد الله أن يبعثهم على الناس حفروا، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا فسنحفره غدا إن شاء الله تعالى، واستثنوا، فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه، فيحفرونه ويخرجون على الناس، فينشفون الماء، ويتحصن الناس منهم في حصونهم، فيرمون بسهامهم إلى السماء، فترجع عليها الدم الذي اجفظ، فيقولون: قهرنا أهل لأرض وعلونا أهل السماء، فيبعث الله نغفا في أقفائهم فيقتلون بها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إن دواب الأرض لتسمن وتشكر شكرا من لحومهم]. (صحيح). (اجفظ: أي ملأها، يعني ترجع السهام عليهم حال كون الدم ممتلئا عليها. في القاموس: الجفيظ: المقتول المنتفخ. والجفظ: الملء، واجفاظت كاحمار واطمأن: انتفخت. نغفا: دود تكون في أنوف الإبل والغنم، واحدتها نغفة. وتشكر بفتح الكاف: أي تمتلىء شحما، يقال: شكرت الناقة تشكر شكرا إذا سمنت وامتلأت ضرعها لبنا). انظر في الكتاب مناقشة ابن كثير في تفسير آيات قصة ذي القرنين.
(صحيح)
4. يفتح يأجوج ومأجوج، يخرجون على الناس كما قال الله عز وجل: {من كل حدب ينسلون} فيغشون الأرض، وينحاز المسلمون عنهم إلى مدائنهم وحصونهم، ويضمون إليهم مواشيهم، ويشربون مياه الأرض، حتى أن بعضهم ليمر بالنهر فيشربون ما فيه حتى يتركوه يبسا، حتى إن من بعدهم ليمر بذلك النهر فيقول: قد كان ها هنا ماء مرة! حتى إذا لم يبق من الناس إلا أحد في حصن أو مدينة قال قائلهم: هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم، بقي أهل السماء! قال: ثم يهز أحدهم حربته، ثم يرمي بها إلى السماء فترجع مختضبة دما للبلاء والفتنة. فبينما هم على ذلك إذ بعث الله دودا في أعناقهم كنغف الجراد الذي يخرج في اعناقهم، فيصبحون موتى لا يسمع لهم حس. فيقول المسلمون: ألا رجل يشري نفسه فينظر ما فعل هذا العدو، قال: فيتجرد رجل منهم لذلك محتسبا لنفسه قد أظنها على أنه مقتول، فينزل، فيجدهم موتى، بعضهم على بعض، فينادي: يا معشر المسلمين: ألا أبشروا، فإن الله قد كفاكم عدوكم، فيخرجون من مدائنهم وحصونهم، ويسرحون مواشيهم، فما يكون لها رعي إلا لحومهم، فتشكر عنه كأحسن ما تشكر عن شيء من النبات أصابته قط]. (حسن لكن له شاهد مضى برقم 1735 فهو به صحيح).
(صحيح)
5. [سيوقد المسلمون من قسي يأجوج ومأجوج ونشابهم وأترستهم سبع سنين]. (صحيح).
(صحيح)
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[08 Oct 2008, 06:12 م]ـ
الأخ الفاضل / جمال الشرباتي
قولكم:
لا يوجد على سطح الأرض سد أو ردم يحجز أقواما خلفه فلقد ذرع الإنسان الارض مترا مترا
هل هذا على عمومه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فأين إذًا الجزيرة التي فيها الجساسة التي ذكرها تميم الداريّ للنبي صلى اله عليه وسلم من حديث مسلم؟
بعض الأماكن - و إن كانت في دنيانا هذه - سترها الله لحكمة بالغة فلا تراها العين المجردة و لا الأجهزة المعقدة حتى يحين وقتها.
و كذلك كما تفضل أخونا بذكر مسألة شرب يأجوج و مأجوج المياه، فأين هذا من التتر؟
قد يتسع الخرق على الراقع و تكبر المسألة من غير طائل، فالكفُّ أولى، بارك الله فيك.
و إذا أتى نهر الله بطل نهر معقل و أنا أحب لك ما أحبه لنفس من الخير.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[08 Oct 2008, 07:01 م]ـ
أحسن ما يمكن قوله في هذه المسألة هو ما ذكره العلامة الشنقيطي، والذي تفضل بنقله الشيخ فهد الوهبي سابقا.
فقد اشتمل على جوابين لمن شكك في أمر يأجوج ومأجوج، أو في وقت خروجهما، الجواب الأول شرعي، والثاني عقلي.
وأنا هنا أعيد نقل ما أراه هو الشاهد والفصل في القضية، مع اختصار وتصرف يسيرين:
فإذا قيل إنما تدل الآيات المذكورة في الكهف و الأنبياء على مطلق اقتراب يوم القيامة من دك السد، واقترابه من يوم القيامة لا ينافي كونه قد وقع بالفعل.
فالجواب ـ هو ما قدمنا أن هذا البيان بهذه الآيات ليس وافياً بتمام الإيضاح إلا بضميمة السنة له، ولذلك ذكرنا أننا نتمم مثله من السنة لأنها مبينة للقرآن.
قال مسلم بن الحجاج رحمه الله في صحيحه ... عن النواس بن سمعان قال:
ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل ...
وهذا الحديث الصحيح قد رأيت فيه تصريح النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله يوحي إلى عيسى بن مريم خروج يأجوج ومأجوج بعد قتله الدجال، فمن يدعي أنهم روسية وأن السد قد اندك منذ زمان فهو مخالف لما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مخالفة صريحة لا وجه لها.
ولا شك أن كل خبر ناقض خبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فهو باطل لأن نقيض الخبر الصادق كاذب ضرورة كما هو معلوم، ولم يثبت في كتاب الله ولا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم شيء يعارض هذا الحديث الذي رأيت صحة سنده ووضوح دلالته على المقصود.
والعمدة في الحقيقة لمن ادعى أن يأجوج ومأجوج هم روسية ومن ادعى من الملحدين أنهم لا وجود لهم أصلاً ـ هي حجة عقلية في زعم صاحبها، وهي بحسب المقرر في الجدل: قياس استثنائي مركب من شرطية متصلة لزومية في زعم المستدل به يستثنى فيه نقيض التالي، فينتج نقيض المقدم.
وصورة نظمه أن يقول: لو كان يأجوج ومأجوج وراء السد إلى الآن لا طلع عليهم الناس لتطور طرق المواصلات، لكنهم لم يطلع عليهم أحد، (النتيجة): فهم ليسوا وراء السد إلى الآن.
لأن استثناء نقيض التالي ينتج نقيض المقدم كما هو معلوم.
وبعبارة أوضح -لغير المنطقي-: لأن نفي اللازم يقتضي نفي الملزوم.
هذا هو عمدة حجة المنكرين وجودهم إلى الآن وراء السد.
ومن المعلوم أن القياس الاستثنائي -المعروف بالشرطي- إذا كان مركباً من شرطية متصلة واستثنائية فإنه يتوجه عليه القدح من ثلاث وجهات:
الأولى ـ أن يقدح فيه من جهة شرطيته لكون الربط بين المقدم والتالي ليس صحيحاً.
الثانية ـ أن يقدح فيه من جهة استثنائيته.
الثالثة ـ أن يقدح فيه من جهتهما معا.
وهذا القياس المزعوم يقدح فيه من جهة شرطيته.
فيقول للمعترض: الربط فيه بين المقدم والتالي غير صحيح، فقولكم: (لو كانوا موجودين وراء السد إلى الآن لاطلع عليهم الناس)؛ غير صحيح لإمكان أن يكونوا موجودين والله يخفي مكانهم على عامة الناس حتى يأتي الوقت المحدد لإخراجهم على الناس.
ومما يؤيد إمكان هذا ما ذكره الله تعالى في سورة المائدة من أنه جعل بني إسرائيل يتيهون في الأرض أربعين سنة وذلك في قوله تعالى: (قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون فى الارض) وهم في فراسخ قليلة من الأرض يمشون ليلهم ونهارهم ولم يطلع عليهم الناس حتى انتهى أمد التيه لأنهم لو اجتمعوا بالناس لبينوا لهم الطريق.
وعلى كل حال فربك فعال لما يريد وأخبار رسوله صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه صادقة.
انتهى كلامه رحمه الله وأعلى منزلته وهو نفيس ودقيق.
ولا تعجل بالجواب قبل فهمه والتأمل فيه.
وفقك الله لكل خير.(/)
التعجب في حقه تعالى
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 Jan 2005, 07:38 م]ـ
لا نقاش أن التعجب مستحيل في حقه تعالى كيف لا والمتعجب يشعر بعظم ما تعجب منه وهذا نقص لا كمال
كيف لا والمتعجب علمه قاصر عما تعجب منه وهذا نقص لا كمال
ولقد وردت صيغة التعجب في
((فما أصبرهم على النار)) --البقرة 175
فلا يكون معنى قوله تعالى أنه يتعجب من صبرهم على النار---معاذ الله أن يكون هذا المعنى المراد.
إذن معنى الآية " أن فعل هؤلاء مما يجب أن يتعجب منه"
قال القرطبي: (فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ مَذْهَب الْجُمْهُور - مِنْهُمْ الْحَسَن وَمُجَاهِد - أَنَّ " مَا " مَعْنَاهُ التَّعَجُّب هُوَ مَرْدُود إِلَى الْمَخْلُوقِينَ , كَأَنَّهُ قَالَ: اِعْجَبُوا مِنْ صَبْرهمْ عَلَى النَّار وَمُكْثهمْ فِيهَا))
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 Jan 2005, 08:27 م]ـ
عجيب أمرك يا جمال
تنفي التعجب الذي أثبته الله لنفسه في قوله: {بل عجبتُ ويسخرون}
سبحان الله!!
أأنت أعلم بالله منه جل وعلا بنفسه؟!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 Jan 2005, 10:15 م]ـ
الأخ العبيدي
بل العجيب أمر إبن كثيرالمعروف بأثريته إذ قال
((وقوله عز وجل: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} أي: بل عجبت يا محمد من تكذيب هؤلاء المنكرين للبعث، وأنت موقن مصدق بما أخبر الله تعالى من الأمر العجيب، وهو إعادة الأجسام بعد فنائها، وهم بخلاف أمرك؛ من شدة تكذيبهم، ويسخرون مما تقول لهم من ذلك))
والعجيب أمر الشوكاني الذي تحول عن زيديته إذ قال ((: {بَلْ عَجِبْتَ} يا محمد من قدرة الله سبحانه {وَيَسْخُرُونَ} منك بسبب تعجبك، أو ويسخرون منك بما تقوله من إثبات المعاد.))
وقراءة الضم قراءة حمزة والكسائي وخلف هي بضم التاء
وأظن أن قراءة الضم يجب أن لا تختلف بالمعنى عن قراءة الفتح--
-لذلك نقل الشوكاني المتحول عن مذهب الزيدية ما يلي
((وقال عليّ بن سليمان: معنى القراءتين واحد، والتقدير: قل: يا محمد: بل عجبت؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم مخاطب بالقرآن. قال النحاس: وهذا قول حسن، وإضمار القول كثير
. وقيل: إن معنى الإخبار من الله سبحانه عن نفسه بالعجب أنه ظهر من أمره، وسخطه على من كفر به ما يقوم مقام العجب من المخلوقين.
قال الهروي: ويقال: معنى عجب ربكم، أي: رضي ربكم وأثاب، فسماه عجباً، وليس بعجب في الحقيقة، فيكون معنى {عجبت} هنا: عظم فعلهم عندي.
وحكى النقاش: أن معنى {بل عجبت}: بل أنكرت.
قال الحسن بن الفضل: التعجب من الله: إنكار الشيء وتعظيمه، وهو لغة العرب،
وقيل: معناه: أنه بلغ في كمال قدرته، وكثرة مخلوقاته إلى حيث عجب منها،))
ولم ينقل قولا واحدا فيه إسناد العجب لله حقيقة
وهذا أمر عجيب من إمام تحول عن زيديته
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[31 Jan 2005, 12:08 م]ـ
في نقلك عن الشوكاني حذف لا يليق بالأمانة العلمية، وهذا نص كلامه: (قرأ الجمهور بفتح التاء من (عجبت) على الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم. وقرأ حمزة، والكسائي بضمها. ورويت هذه القراءة عن عليّ، وابن مسعود، وابن عباس، واختارها أبو عبيد، والفراء.
قال الفراء: قرأها الناس بنصب التاء، ورفعها، والرفع أحبّ إليّ؛ لأنها عن عليّ، وعبد الله، وابن عباس. قال: والعجب أن أسند إلى الله، فليس معناه من الله كمعناه من العباد.)
ثم ذكر قول الهروي وما بعده مما ذكرته في نقلك.
فكيف تقول: "ولم ينقل قولا واحدا فيه إسناد العجب لله حقيقة"؟!!
وهذه بعض الأقوال الأخرى في تفسير الآية:
قال شيخ المفسرين ابن جرير الطبري: (قوله: بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ اختلفت القرّاء في قراءة ذلك:
فقرأته عامة قرّاء الكوفة: «بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ» بضم التاء من عجبت، بمعنى: بل عظم عندي وكبر اتخاذهم لي شريكا، وتكذيبهم تنزيلي وهم يسخرون. وقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة والبصرة وبعض قرّاء الكوفة بَلْ عَجِبْتَ بفتح التاء بمعنى: بل عجبت أنت يا محمد ويسخرون من هذا القرآن.
والصواب من القول في ذلك أن يقال: إنهما قراءتان مشهورتان في قرّاء الأمصار، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب.
فإن قال قائل: وكيف يكون مصيبا القارىء بهما مع اختلاف معنييهما؟
قيل: إنهما وإن اختلف معنياهما فكلّ واحد من معنييه صحيح، قد عجب محمد مما أعطاه الله من الفضل، وسخر منه أهل الشرك بالله، وقد عجب ربنا من عظيم ما قاله المشركون في الله، وَسخِر المشركون بما قالوه.)
وفي تفسير أضواء البيان للشنقيطي: ({بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخُرُونَ}.
قرأ هذا الحرف عامة القراء السبعة غير حمزة والكسائي: {عَجِبْتَ} بالتاء المفتوحة وهي تاء الخطاب، المخاطب بها النبيّ صلى الله عليه وسلم. وقرأ حمزة والكسائي: {بَلْ عَجِبْتَ}، بضم التاء وهي تاء المتكلم، وهو اللَّه جلَّ وعلا.
وقد قدّمنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك أن القراءتين المختلفتين يحكم لهما بحكم الآيتين.
وبذلك تعلم أن هذه الآية الكريمة على قراءة حمزة والكسائي فيها إثبات العجب للَّه تعالى?، فهي إذًا من آيات الصفات على هذه القراءة.
وقد أوضحنا طريق الحقّ التي هي مذهب السلف في آيات الصفات، وأحاديثها في سورة «الأعراف»، في الكلام على قوله تعالى?: {ثُمَّ ?سْتَوَى? عَلَى ?لْعَرْشِ}، فأغنى ذلك عن إعادته هنا.)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 Jan 2005, 03:08 م]ـ
الدكتور العبيدي
القول الذي في الشوكاني
((قال: والعجب أن أسند إلى الله، فليس معناه من الله كمعناه من العباد)) ----يعني تماما أنه لم ينقل قولا يسند معنى العجب الحقيقى لله تعالى
ألم تر قول المنقول عنه (فليس معناه من الله كمعناه من العباد) ---فالعجب في حقه له معنى آخر غير العجب عندنا
ونرجو من الله أن نكون أمناء عند حسن ظنك
وأنا نقلت لك من الشوكاني وانا وانت نعرف توجهه ومع ذلك نقل ما نقل.
ولم أشأ أن أنقل لك من آخرين مع أنهم الجمهور وقولهم نفس قولي
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[31 Jan 2005, 04:00 م]ـ
جزاك الله خيرًا شيخنا أبا مجاهد و لا حرمنا من علمك.
ـ[مسك]ــــــــ[31 Jan 2005, 07:09 م]ـ
أحسنت شيخنا العبيدي على حسن الرد.
ـ[مسك]ــــــــ[31 Jan 2005, 10:43 م]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين (مذكرة على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية)
العجب ثابت لله تعالى بالكتاب والسنة، ففي الكتاب بقوله تعالى: (بل عجبتُ) على قراءة ضم التاء، وفي السنة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (عجب ربنا من قنوط عباده وقرب خيره). الحديث (1)
والممتنع على الله من العجب هو ما كان سببه الجهل بسبب المتعجب منه؛ لأن الله لا يخفي عليه شيء، أما العجب الذي سببه خروج الشيئ عن نظائره أو عما ينبغي أن يكون عليه فإن ذلك ثابت لله.وقد فسره أهل السنة والجماعة بأنه عجب حقيقي يليق بالله، وفسره أهل التأويل بثواب الله أو عقوبته، ويرد عليهم بأنه خلاف ظاهر النص وإجماع السلف.
(1) رواه احمد (4/ 12) وابن ماجة، كتاب المقدمة، باب فيما أنكرت الجهمية رقم (181) وابن أبى عاصم في السنة رقم (554) والبيهقي في الأسماء والصفات ص (473). والحديث حسنه الألباني في الصحيحة رقم (2810).
ـ[المضري]ــــــــ[31 Jan 2005, 11:09 م]ـ
أخي جمال:
ماذا عن قوله صلى الله عليه وسلم مخبراً عن ربه:
1 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((لقد عَجِبَ الله عَزَّ وجلَّ (أو: ضحك) من فلان وفلانة)).
رواه البخاري (4889)، ومسلم (2054) بلفظ: ((قد عَجِب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة)).
2 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((عَجِبَ الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل)).
رواه البخاري (3010).
أعتقد أن هذه نصوص صريحة الدلالة على أن المتعجب هو الله سبحانه وتعالى لا المخلوقين.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[02 Feb 2005, 09:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال ابن القيم في بدائع الفوائد4/ 814:
فائدة دلالات التعجب: التعجب كما يدل على محبة الله لفعل نحو (عجب ربك من شاب ليست له صبوة) و (يعجب ربك من رجل ثار من فراشه ووطائه إلى الصلاة)، ونحو ذلك، وقد يدل على بغض الفعل نحو قوله (وإن تعجب فعجب قولهم)، وقوله (بل عجبتُ ويسخرون) (كيف تكفرون بالله) ...
وقال ابن القيم في مدارج السالكين ج: 1/ 126
قال تعالى: (وإن تعجب فعجب قولهم) الآية
وفي الآية قولان:
أحدهما: إن تعجب من قولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد، فعجب قولهم كيف ينكرون هذا، وقد خلقوا من تراب ولم يكونوا شيئا،
والثاني: إن تعجب من شركهم مع الله غيره وعدم انقيادهم لتوحيده وعبادته وحده لا شريك له فإنكارهم للبعث وقولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد أعجب، وعلى التقديرين فإنكار المعاد عجب من الإنسان، وهو محض إنكار الرب والكفر به والجحد لإلهيته، وقدرته وحكمته وعدله وسلطانه.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ مجموع الفتاوى 16/ 290
قوله: فما يكذبك ليس نفيا للتكذيب، فقد و قع، بل قد يقال: إنه تعجب منه كما، قال (و إن تعجب فعجب قولهم) الآية
وجدت نقلاً صريحاً ذكره ابن جرير رحمه الله تعالى، وهو ما أخرجه بسنده عن قتادة، قال ابن جرير: (حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: {وَإنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ} إن عجبت يا محمد فعجب {قَوْلُهُمْ أئِذَاكُنَّا تُرَاباً أئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} عجب الرحمن تبارك وتعالى من تكذيبهم بالبعث بعد الموت.)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[02 Feb 2005, 09:53 م]ـ
لا نقاش أن التعجب مستحيل في حقه تعالى
كيف لا والمتعجب يشعر بعظم ما تعجب منه وهذا نقص لا كمال
كيف لا والمتعجب علمه قاصر عما تعجب منه وهذا نقص لا كمال
من هنا جاء الخلل،
الخطوة الأولى: قياس الخالق بالمخلوق (تشبيه ذهني).
الخطوة الثانية: وهي نتيجة للأولى: التعطيل (تعطيل الله تعالى عن صفته)
كما عبر الأخ بأنه مستحيل! ثم ذهب يبين وجه الاستحالة، وهي أنه فسر [العجب] منه تعالى كما لو كان من أحد البشر!!
ولذا قيل كل معطل مشبه، لأنه شبه أولا في ذهنه، ثم فر من التشبيه إلى التعطيل.
أخي وفقك الله ربنا تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (11) سورة الشورى.
{رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} (65) سورة مريم
أنصحك بقراءة كتب العقيدة التي على طريقة سلف الأمة الأبرار، والبعد عن بدع المتأخرين ..
فكل خير في اتباع من سلف ** وكل شر في ابتداع من خلف
تنبيه: تم تعديل ما بين المعكوفين من الغضب إلى العجب من قبل المشرف: أبي مجاهد العبيدي، وأعتذر منك يا شيخ عبدالرحمن، لكن ظهر لي أنه خطأ طباعي غير مقصود.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان داود]ــــــــ[03 Feb 2005, 10:53 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
يحضرني هنا أننا قد تحدثنا عن هذا الموضوع سابقا"
وأذكر أن الشيخ عبد الرحمن الشهري وضع مقالة للباحث اللغوي محمد اسماعيل عتوك
وهي في الصفحة الخامسة من ألغاز ولطائف
أرجوا العودة اليها للفائدة
وجزاكم الله خيرا لتفكركم بآيات الله العظيمة
وأن من أخطأ له أجر ومن أصاب أجران
وشكرا"
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 Feb 2005, 05:33 م]ـ
الأخ السديس
نظرا لأني لم أقرأ كفايتي من كتب العقيدة--فربما كان من المناسب أن ترشدني وتدرسني وتفهمني عن إبن عاشور إن كان جهميا في تفسيره هذا للعجب
إنصحني حتى أتجنبه--فالنصيحة واجبة!!
قال إبن عاشور
((وقرأ حمزة والكسائي وخلف {بَلْ عَجِبْتُ} بضم التاء للمتكلم فيجوز أن يكون المراد: أن الله أسند العجب إلى نفسه. ويُعرَف أنه ليس المراد حقيقةَ العجب المستلزمة الروعة والمفاجأة بأمر غير مترقب بل المراد التعجيب أو الكناية عن لازمه، وهو استعظام الأمر المتعجب منه. وليس لهذا الاستعمال نظير في القرآن ولكنه تكرر في كلام النبوءة منه قوله صلى الله عليه وسلم " إن الله ليعجب من رجلين يَقتُل أحدهُما الآخرَ يدخلان الجنة يقاتل هذا في سبيل الله فيُقتل ثم يتوب الله على القاتل فيستشهد " رواه النسائي بهذا اللفظ. يعني ثم يسلم القاتل الذي كان كافراً فيقاتل فيستشهد في سبيل الله.
وقولُه في حديث الأنصاري وزوجه إذ أضافا رجلاً فأطعماه عشاءهما وتركا صبيانهما «عجِب الله من فعالكما».
ونزل فيه
{ويؤثرون على أنفسهم}
[الحشر: 9]. وقوله: «عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل». وإنما عدل عن الصريح وهو الاستعظام لأن الكناية أبلغ من التصريح، والصارف عن معنى اللفظ الصريح في قوله: {عَجِبْتُ} ما هو معلوم من مخالفته تعالى للحوادث. ويجوز أن يكون أطلق {عجبت} على معنى المجازاة على عَجبهم لأن قوله:
{فاستفتهم أهم أشدُّ خلقاً}
[الصافات:11] دلّ على أنهم عجبوا من إعادة الخلق فتوعدهم الله بعقاب على عَجبهم. وأطلق على ذلك العقاب فعل {عجبت} كما أطلق على عقاب مكرهم المكرُ في قوله:
{ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين}
[آل عمران: 54].))
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 06:44 م]ـ
يا أستاذ شرباتي
الحق أبلج، والسخرية، والتهويل بمثل هذا الكلام لا ينفع ..
فعقيدة أهل السنة والجماعة لا تؤخذ بالالتقاط من هنا وهناك!
فهي أرسى من الجبال الشامخات، سار عليها السلف، وقعدوا لها في كتبهم بما يزيل شبهة كل متشكك، و معاند ..
ولا يضرها من خالف ذلك من أهل العلم المتأخرين سواء كان سببه: جهل، أو تقليد، أو تعصب، أو عدم رسوخ قدم ... الخ
ومعلوم أن كتب التفسير، وشروح الحديث كثير منها لم يسلم من شائبة تجهم، أو اعتزل، أو (تمشعر) أو تصوف ..
ونحو صفة العجب صفة الضحك والغضب والفرح وغيرها من صفات الأفعال، والكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات.
وكل خير في اتباع من سلف ** وكل شر في ابتداع من خلف
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 Feb 2005, 07:40 م]ـ
أخ السديس
بعد الإحترام
هل قول الطبري في معنى العجب مقبول عندكم؟؟
قال ((قوله: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء الكوفة: «بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ» بضم التاء من عجبت، بمعنى: بل عظم عندي وكبر اتخاذهم لي شريكاً، وتكذيبهم تنزيلي وهم يسخرون.))
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[03 Feb 2005, 08:45 م]ـ
سؤال بسيط وواضح للأستاذ جمال:
هل أنت تريد الوصول إلى الحق في مثل هذه المسائل العقدية المهمة فنتحاور معك لنبين لك الحق أو تبينه لنا بالحجة والبرهان من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم؟
أم أنك تريد فقط إثارة شبهات، وليس لك نية في الرجوع عما تتبناه من عقيدة التأويل؟
أرجو الإجابة بوضوح حتى نعلم مرادك هدانا الله وإياك للحق، وسلك بنا وبك صراطه المستقيم؟
وقد طلبت منك سابقاً هذا الطلب: (ولعلك أخي الكريم - إذا كنت حريصاً على معرفة الحق في هذا الباب - تقرأ هذا البحث فإنه مفيد وقيم: منهج ودراسات لآيات الأسماء والصفات للعلامة محمد الأمين الشنقيطي ( http://www.khayma.com/kshf/H/shnkeety.htm) )
فكان جوابك: (أنا لا أفتح مثل هذه المواضيع ولم أفتحها)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 Feb 2005, 09:03 م]ـ
الأخ الدكتور العبيدي
أية شبهة تثار عندما يحمل المرء رأي مفسر كبير كالطبري أو يحمل رأي مفسر مجاهد كإبن عاشور--أو يحمل رأي الرازي--أو يحمل رأي النسفي --أو القرطبي __أو البيضاوي---أو --أو--
وإذا حمل المرء رأيا لهم صلت عليه سيف تهمة الجهمية
ولم ترفضون علينا ذلك وتحصرونا بالشنقيطي---أليس من المناسب ألا تقطعوا بالأمر وأن تقولوا--:-لك أن تحمل رأيهم ولنا أن نحمل رأيا أخر فلا نستبد بك ولا تستبد بنا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[03 Feb 2005, 09:14 م]ـ
لم تجب على السؤال أخي جمال؛ وفن الهروب سهل، ولست - واللهِ - إلا ناصحاً لك إن كنت تحب النصيحة، ولسنا جميعاً متعبدين باتباع فلان أو فلان، وإنما الاتباع لكتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد بيّن ذلك الشنقيطي في البحث المشار إليه، فاقرأه إن كنت من الباحثين عن الحق، فإن كان ما قرره حقاً فبها ونعمت، وإن كان غير ذلك فبين لنا الحق، ونحن متبعون له إن شاء الله.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[23 Jan 2009, 11:27 ص]ـ
جزى الله خيراً أهل السنَّة على ما بينوه من الحق في الاعتقاد الصحيح
وهذه فائدة لم أرَ أحداً ذكرها أحببت المشاركة بها:
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله -:
والعجب هنا: عجبُ استحسان، استحسن عز وجل صنيعهما من تلك الليلة، لما يشتمل عليه من الفوائد العظيمة.
" شرح رياض الصالحين " (3/ 420).
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[23 Jan 2009, 11:33 ص]ـ
وهذا - وقد ذُكر في غير مباحث هذه الصفة هنا - نقل عن الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله تعليقاً على تأويل الحافظ ابن حجر لتلك الصفة:
قال الحافظ ابن حجر 6/ 145 على حديث رقم (3010) "وقد تقدم توجيه العجب في حق الله في أوائل الجهاد، وأن معناه الرضا، ونحو ذلك".
قال الشيخ البراك: قوله: " وأن معناه الرضا ": هذا يقتضي نفي حقيقة العجب، وقد ثبتت صفة العجب لله تعالى بالكتاب والسنة كما قُرئ: {بل عجبتُ ويسخرون}، وكما قال تعالى: {وإن تعجب فعجب قولهم}. وفي الحديث: " عجب ربك من قنوط عباده ". وأهل السنة والجماعة يثبتون العجب لله تعالى على ما يليق به، كما يثبتون الضحك، والفرح، والحب، والبغض. والنفاة ينفون حقائق هذه الصفات. ومعلوم أن العجب الذي يثبت لله تعالى ليس كعجب المخلوقين؛ لا في حقيقته، ولا في سببه؛ فإن عجب المخلوق يكون لخفاء السبب كما قيل: إذا ظهر السبب بطل العجب، أما العجب من الله تعالى فإنه واقع مع كمال العلم، لكنه يقتضي أن الشيء الذي عجب الله منه قد تميز عن نظائره.
وتفسير العجب بالرضا لا يصح؛ فإن الله يعجب من بعض ما يحب ويرضى، ويعجب من بعض ما يبغض ويسخط كما في الآيتين والحديث. ومن يفسر من النفاة العجب بالرضا يفسر الرضا بالإرادة؛ فيؤول الأمر إلى تفسير العجب بالإرادة؛ وهذا كله من صرف ألفاظ النصوص عن ظاهرها بغير حجة؛ وهذا هو التحريف الذي نهى الله عنه في كتابه وذم به اليهود في قوله تعالى: "يحرفون الكلم من بعد مواضعه".
انتهى
والنقل من مشاركة للشيخ الفاضل " عبد الرحمن السديس " وفقه الله(/)
حتى لا نفقد الذاكرة! بشرى بعودة ما ضاع من المشاركات والحمد لله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Jan 2005, 01:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ليس أشقُّ على الصاحبِ مِن فراقِ صاحبهِ، ولا على الخليلِ مِنْ نأي خَليلهِ، وقد قيل في الفراق والشوق أعذبُ الشعر وأرقُّه، وطالع إن شئتَ دواوين الأدب، وكتب المختارات تَجد مصداق ذلك في أبواب معقودة لذلك، ومصنفات أفردت لها، وقد قال أبو تَمَّام يوماً لأخيه وقد فارقَهُ، فظنَّ أنه قد نسيه لاتصال بعده فقال له:
لعَمْرِي لَئِنْ قَرَّتْ بقُربكَ أَعْيُنٌ = لقد سَخُنَتْ بالبَيْنِ منكَ عُيونُ
فَسِرْ وأَقِمْ، وقَفٌ عليكَ مَحبَّتي = مَكانُكَ مِنْ قَلْبِي عليكَ مَصُونُونحن نقول لكم كما قال أبو تَمَّام: مَحبتُنا عليكم وَقْفٌ، ومكانُكم من القلب حِمًى مَصون، وإنْ أُغلِقَ السيرفر، أو تعطلت الانترنت! وقد سألني أخي عن الموقع، وسبب توقفه، فأجبته:
يا سائلي عَنْ وِقْفَةِ المُلتَقى = وقفتُنا وِقْفَةُ مُسْتَبْصِرِ!
أدركَهُ مِنْ بَحْثِهِ عِلَّةٌ = فانتقلَتْ منهُ إلى السِّرْفَرِ!
الناسُ في حَجٍّ وفي طاعةٍ = في عَرفاتِ اللهِ والمَشْعَرِ
ما بَيْنَ دَاعٍ ربَّهُ خاشِعاً=وقَانتٍ للهِ مُسْتَغْفِرِ
ونَحنُ مشغولونَ بالمُلْتقَى=وما عَنْ الأَحبابِ مِنْ مُخْبِرِ!
ولم يزلْ ليلي بِهِ حالِكاً = حتى بَدا في بُرْدِهِ الأَخْضَرِ
لولا رَجائي في لِقائي بِكُمْ = لَمَلَّتِ النَّفسُ منَ الإِنْتَرِ (1)
وقد أخبرني أخي الكريم طلال العولقي وفقه الله أَنَّ موضوعه الذي كتبه بعنوان (وقفات مع تفسير السعدي) قد ذهبَ فيما ذهبَ من المشاركات التي فقدناها من الملتقى بسبب تعطل السيرفر، وعجزنا حتى الآن عن استرداد البيانات، ولا يزال الأمل في عودها يلوح، ولكن لا ندري متى. فأحببنا أن نبني على اليقين، فآثرنا العودة دون الانتظار، خشيةً أن يفقد إخواننا الثقة في الملتقى لكثرة الغياب، ويعلم الله أننا قد فقدناكم، وأصبح لقاءكم والانتفاع بما عندكم، وسماع الجديد في علم التفسير والدراسات القرآنية جزءاً لا نستغني عنه من حياتنا اليومية، فَصَدَقَ فينا بلقاءِكم قولُ أحمد شوقي وأحسنَ ما شاء:
فيا وَطَني لقيتُكَ بعدَ يأسٍ* كأَنِّي قد لقيتُ بكَ الشَّباباورأيتُ أن أطلب منكم، طلباً فيه حفظٌ للمستقبلِ، واستعادةٌ لشيءٍ من الماضي. وذلك على النحو الآتي:
أولاً: أرجو ممن يكتب من الآن فصاعداً أي موضوع في الملتقى وخاصة الموضوعات المستقلة، أو الردود والإجابات المُحررة التي تأخذ وقتاً في الكتابة والاستدلال والمناقشة، أن يحفظها لديه على برنامج تحرير النصوص الذي يستخدمه، وتكون في مجلدٍ خاصٍ بالمشاركات في ملتقى أهل التفسير، وإن كان يشارك في غيره فلتكن في مجلد آخر وهكذا. فإن حدث في الموقعِ خَلَلٌ أو انقطاع – وهما أمران متوقعان دائماً – يكون لديه أصل يرجع إليه، ويعيد ما فُقِد إلى مكانه بعد ذلك، وقد كثرت الآن وسائط التخزين المتنقلة (2)، وهي في حفظهاً للأمانة كالناس، بعضهم أحفظ لها من بعض، ويمكن الاستفادة منها في هذا، حيث إن الحاسب الآلي غير مأمون الجانب، وقدخبرته فألفيتهُ كالبَحرِ يغدرُ بك وأنتَ آَمَنُ ما تكون لجانبهِ، وقديماً قيل: مِنْ مَأمنهِ يُؤتى الحَذِرُ! فلا بد من الاستعانة على ذلك بالتخزين في أكثر من مكان لعل بعضها يعضد بعضاً، وليس على طالب العلم أثقل من إعادة كتابة ما كتبه، ولكن لا بد مما ليس منه بد، وأما المشاركات والردود التي تتضمن خبراً، أو فائدة عابرة ولو كانت نفيسة، فلعل الأمر فيها أهون، وأما بعض المشاركات كالتي أكتبها فإن ضياعها غنيمة باردة، لقلة جدواها، والملتقى ما بُنِيَ إِلاَّ على الجِدِّ من أولِ يومٍ قام فيه، وإن كانت تتخلله فترات من الهدوء، يغشاه فيها جو من الركودِ، في فترات انقطاع الأعضاء للعبادة في مواسمها، أوالدراسة والاختبارت في أوقاتها، ولكن يوشك أن تنصب موازين الملتقى قريباً إن شاء الله، فتنقيه مِنْ كُلِّ مَا ليس على شرطه الذي اشترطه المشرفون عليه، حتى لا يدعون إلا ما اتفق عليه، وهو كثير والحمد لله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: من فَقَدَ منكم موضوعاً أو مشاركةً، يرى أنها جديرةٌ بالاستعادة فليكتب عنوانها، لعل أحد الأعضاء الكرام قد نسخه لديه في جهازه، فيبادر مشكوراً إلى وضعه في المنتدى مرة أخرى، أو إرساله إلى بريد السائل أو نحو ذلك.
ثالثاً: من كان منكم ذا خبرة في حفظ بيانات المنتديات والمواقع على السيرفرات، أو له تجربة في هذا فليفدنا بها ونحن له من الشاكرين، ورحم الله من أعان على علمٍ، أو دلَّ على هدى.
** ** **
في يوم الاثنين 21 - 12 - 1425هـ، 31 - 1 - 2005 م
----الحواشي -------
(1) اختُلِفَ في المُرادِ بِها، فقيلَ: أرادَ الانترنت، فرَخَّمْ، على عادة العرب في ترخيم المنادى. وقيل: بل أراد Enter وهو أكثر ما يستعمله المستخدم للحاسوب، وقد عَرَّفهُ بـ (أل) كعادة العرب في التعريب، يدخلون الألف واللام على الاسم الأعجمي، كقولهم: المنجنيق، والمشكاة، وإنْ حُمِلَ اللفظُ عليهما معاً كان أوسع، لتلازمهما فطول ملازمة الانترنت مستلزمة كثرة الاحتياج إلى الـ enter ، وإن كان قد يقال في الماوسِ غُنْيةٌ، وهذا يَحتاجُ إلى بسطٍ ليس هذا مَحلُّه.
(2) من هذه الوسائط الوسائط الصغيرة، التي تسمى ( Flash Memoray) ، وهي بأحجام متفاوتة تبدأ من 28 ميقا، وتصل إلى 2 جيجا، وهي بحجم الأصبع، وبعضها على هيئة قلم، وبعضها يصلح ميدالية للمفاتيح. ومن أفضل الشركات المنتجة لها – كما يقال – TwinMos وعنوانها TwinMos (www.twinmos.com) ، وشركة LG وغيرهما.
ومنها الهارديسك المتنقل، ذو المنفذ USB وهو ذو سعات مختلفة تصل إلى 80 جيجا وأكثر، وحجمه خفيف كالهاتف الجوال أو أكبر قليلاً. وينفع الباحث الذي يكتب بحوثه على الكمبيوتر في الاحتفاظ ببحوثه ومقالاته بعيداً عن أخطار الكبمبيوتر والانترنت. ومنها المساحات المجانية التي تمنحها بعض الشركات على الانترنت لتخزين الصور والملفات، يمكن الانتفاع بها فيما يناسبها من الملفات والصور والعناوين ونحو ذلك.
ـ[مسك]ــــــــ[31 Jan 2005, 03:45 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخ عبدالرحمن ..
لابد الآن من أخذ نسخة أحتياطية خارجية على سيرفر يختلف عن السيرفر الذي يعمل عليه الموقع.
هذا الأجراء لابد منه لسلامة المنتدى.
فلو فقد السيرفر بالكامل يكون الموقع محفوظ بالكامل في السيرفر الأخر ولا يلزم سوى تشغيله ويعود كل شيء إلى نصابه كما كان.
النسخة الخارجية أهم من أي ترتيب آخر يا شيخ ...
ملاحظة:
الأفضل أخذ نسختين اسبوعياً ..
يوم السبت مثلاً ويوم الثلاثاء من كل اسبوع أو اي يومين يتم تحديدها
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Jan 2005, 07:13 م]ـ
أبشر جزاك الله خيراً.
ـ[الجندى]ــــــــ[31 Jan 2005, 07:53 م]ـ
المستحسن أخذ نسخة يومية على سيرفر خارجى بالاتفاق مع أى شركة استضافة، ونسخة أسبوعية على جهازك الشخصى.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Feb 2005, 11:10 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، الذي ييسر الأمور، ويشرح الصدور.
أشكر الأخت الكريمة سلسبيل التي أرسلت مشاركات الأخ الكريم طلال العولقي (لطائف من تفسير السعدي).
كما أبشركم أن البيانات قد عادت ولله الحمد وسأعيدها اليوم بطريقة أو بأخرى.
وقد انتفعنا بهذا الدرس كثيراً والحياة عبر ودروس.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[03 Feb 2005, 12:49 ص]ـ
الاخ عبد الرحمن ......
الكلمات مستعصية هذه الايام ...... وما أسعفت القريحة الا .... ببيتين ....... "سريعين"
لله ملتقى تراءى لنا ........................ قد سر من رآه في الاصفر
شكرا ل"بكري"أتى حاملا ................ قميص بشرى ذا شذى أذفر.(/)
العسر واليسران
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 Jan 2005, 08:11 م]ـ
قال تعالى ((فإن مع العسر يسرا إن مع العسر عسرا إن مع العسر يسرا)) --الشرح6
هل التكرار الحاصل في هذا المقام للتوكيد أم هو كلام مستأنف لمعنى جديد؟؟
أميل إلى كون العسر واحد وهو الضيق الذي كان المسلمون عليه في مكة وكلنا قرأنا السيرة ونعرف كم كانت ظروف المسلمين عسيرة.
وأن اليسر يسران لوروده نكرة غير مرتبط بأل التعريف----- قد يكون أحدهما دنيويا والثاني أخرويا--ويدعم هذا الرأي ما ورد مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم ((لن يغلب عسر واحد يسرين)) وما ورد في الموطأ» «أن أبا عبيدة بن الجراح كتب إلى عمر بن الخطاب يَذْكُر له جموعاً من الروم وما يُتخوف منهم فكتب إليه عمر: «أما بعد فإنه مهما ينزل بعبد مؤمن من منزل شدة يجعل الله بعده فرجاً وإنه لن يغلب عسر يسرين».
بقيت نقطة---فقد ذكر الزمخشري أن (إن مع العسر يسرا) ذكرت مرة واحدة في مصحف إبن مسعود --ولست أرى ذلك فلا وجود لتعليل مناسب لذكرها مرة واحدة عنده--ولا يستقيم ذلك عندي , لقول إبن مسعود ((لن يغلب عسر واحد يسرين)) إذ كيف يصدر منه هذا القول وفي مصحفه ذكرت الآية مرة واحدة؟؟
__________________
الله اكبر
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[31 Jan 2005, 10:09 م]ـ
أرجو منك أخي جمال أن تقرأ كلام ابن عاشور هذا في بيانه لوجه التكرار، ثم تبين لنا موقفك منه؛ لأن هذا مما له صلة باهتماماتك البلاغية. قال رحمه الله:
(وجملة: {إِنَّ مَعَ ?لْعُسْرِ يُسْراً} مؤكدة لجملة: {فَإِنَّ مَعَ ?لْعُسْرِ يُسْراً} وفائدة هذا التأكيد تحقيق اطراد هذا الوعد وتعميمه لأنه خبر عجيب.
ومن المفسرين من جعل اليسر في الجملة الأولى يسر الدنيا وفي الجملة الثانية يسر الآخرة وأسلوب الكلام العربي لا يساعد عليه لأنه متمحض لكون الثانية تأكيداً.
هذا وقول النبي صلى الله عليه وسلم «لن يغلب عسر يسرين» قد ارتبط لفظه ومعناه بهذه الآية. وصُرح في بعض رواياته بأنه قرأ هذه الآية حينئذ وتضافر المفسّرون على انتزاع ذلك منها فوجب التعرض لذلك، وشاع بين أهل العلم أن ذلك مستفاد من تعريف كلمة العسر وإعادتها معرفة ومن تنكير كملة «يسر» وإعادتها منكَّرة، وقالوا: إن اللفظ النكرة إذا أعيد نكرة فالثاني غير الأول وإذا أعيد اللفظ معرفة فالثاني عين الأول كقوله تعالى: {كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً فعصى فرعون الرسول} (المزمل: 15، 16).
وبناء كلامهم على قاعدة إعادة النكرة معرفة خطأ لأن تلك القاعدة في إعادة النكرة معرفة لا في إعادة المعرفة معرفة وهي خاصة بالتعريف بلام العهد دون لام الجنس، وهي أيضاً في إعادة اللفظ في جملة أخرى والذي في الآية ليس بإعادة لفظ في كلام ثان بل هي تكرير للجملة الأولى، فلا ينبغي الالتفات إلى هذا المأخذ، وقد أبطله من قبل أبو علي الحسين الجرجاني في كتاب «النظم» كما في «معالم التنزيل». وأبطله صاحب «الكشاف» أيضاً، وجعل ابن هشام في «مغني اللبيب» تلك القاعدة خطأ.
والذي يظهر في تقرير معنى قوله: «لن يغلب عسر يسرين» أن جملة: {إِنَّ مَعَ ?لْعُسْرِ يُسْراً} تأكيد لجملة {فَإِنَّ مَعَ ?لْعُسْرِ يُسْراً}. ومن المقرر أن المقصود من تأكيد الجملة في مثله هو تأكيد الحكم الذي تضمنه الخبر. ولا شك أن الحكم المستفاد من هذه الجملة هو ثبوت التحاق اليسر بالعسر عند حصوله، فكان التأكيد مفيداً ترجيح أثر اليسر على أثر العسر، وذلك الترجيح عبر عنه بصيغة التثنية في قوله: «يسرين»، فالتثنية هنا كناية رمزية عن التغلب والرجحان فإن التثنية قد يكنى بها عن التكرير المراد منه التكثير كما في قوله تعالى: {ثُمَّ اْرجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ} (الملك: 4) أي ارجع البصر كثيراً لأن البصر لا ينقلب حسيراً من رَجعتين. ومن ذلك قول العرب: لَبَّيْك، وسَعْدَيك، ودَوَاليك» والتكرير يستلزم قوة الشيء المكرر فكانت القوة لازِمَ لازِممِ التثنية وإذا تعددت اللوازم كانت الكناية رمزية.
وليس ذلك مستفاداً من تعريف {?لْعُسْرِ} باللام ولا من تنكير «اليسر» وإعادته منكراً.) انتهى
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 Jan 2005, 10:28 م]ـ
الأخ العبيدي
لقد قرأته قبل أن أكتب مشاركتي--ولكن لا أعرف ما أقول لك ---إنه كما ينتج أخي بعد صلاة الإستخارة--فأجد قلبي قد مال مع هذا المفسر أو ذاك--ولا أقول بالهوى--إنما بعد تمحيص الاقوال لا أستطيع مقاومة توجه قلبي مع قول دون آخر--واضح أنه قائل بالتكرار ورأيه له وجاهته--ولكنه لم يزحزحني عن رأيي فحاول أنت
ثم خبرني---هل أنت مع قول الكشاف بأن إبن مسعود ذكرها في مصحفه غير مكررة؟؟
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[31 Jan 2005, 10:59 م]ـ
للفائدة: الحديث الذي اشرتما إليه " لن يغلب عسرٌ؛ يسرين " ورد مرفوعاً وموقوفاً بأسانيد كلها ضعيفة , وإليك بيانها مختصراً:
المرفوع جاء من حديث ابن مسعود رواه الطبراني في الكبير (10/ 85) وفي اسناده ابو حمزة ميمون الأعور ضعيف , وضعف اسناده ابن حجر في الفتح.
وجاء ايضاً من حديث أنس بن مالك رواه الطبراني في الأوسط (2/ 145) والحاكم في المستدرك (2/ 280) وغيرهما وفي اسناده عائذ بن شريح ضعفه الهيثمي في مجمع الزوائد.
ومن حديث جابر ذكره ابن حجر في الفتح وضعفه (9/ 730)
وجاء ايضاً من مرسل الحسن البصري رواه عبد الرزاق في تفسيره وابن جرير والحاكم.
ومن مرسل قتادة رواه الطبري في تفسيره.
كما روي موقوفاً على ابن مسعود من عدة طرق كلها منقطعة أو ضعيفة انظر الفتح (9/ 730)
وجاء موقوفاً على عمر عند مالك في الموطأ من طريق منقطع , وموقوفاً على ابن عباس في معاني القرآن للفراء باسناد ضعيف.
وقال الحاكم في المستدرك: صحت الرواية عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب. اهـ ولم أقف على اسانيدهما , والحاكم مشهور بتساهله فالله أعلم.
للفائدة راجع: السلسلة الضعيفة للألباني رقم (4342)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[31 Jan 2005, 11:07 م]ـ
رأيي في قول الزمخشري في الكشاف عن مصحف ابن مسعود هو:
هذا يحتاج إلى سند ثابث، وهو معارض لما ثبت عن ابن مسعود بإسناد جيد أنه قال: (لو كان العسر في حجر لتبعه اليسر حتى يدخل عليه ليخرجه، ولن يغلب عسر يسرين، إن الله يقول: {فَإِنَّ مَعَ ?لْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ ?لْعُسْرِ يُسْراً}.) أخرجه عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في الصبر وابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان. قال الحافظ: إسناده جيد. وانظر الدر المنثور 15/ 502 طبعة دار هجر بإشراف الدكتور التركي(/)
تفسير القرآن
ـ[ a_batoshyahoo.com- عبدالله]ــــــــ[31 Jan 2005, 11:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احييكم تحية الاسلام في هذا الموقع
وأرجو لكم دوام التقدم والنجاح على مر الازمان
أعزائي
أبحث عن تفسير واضح وجلي ومتكامل بخصوص قوله تعالى:- ((وما ملكت ايمانكم))
صدق الله العظيم
وجزاكم الله عنا خير الجزاء
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[01 Feb 2005, 06:30 ص]ـ
ما ملكت أيمانكم: أي الرقيق والعبيد الذين تملكونهم، والإماء اللاتي يحل لكم الاستمتاع بهن. فملك اليمين اصطلاح شرعي يراد به العبيد والإماء المملوكين.
وأما تفسير المعنى بالتفصيل فيحتاج إلى ذكر الآية التي ورد فيها هذا اللفظ كاملة حتى نذكر لك تفسيرها وفقك الله(/)
الآيات أكثر تثويرا ...... هات ما عندك .. !!
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[01 Feb 2005, 04:36 ص]ـ
السلام على اهل القرآن ......
خطر لي ان اجمع في هذه الصفحة .... الآيات أكثر تثويرا .... وأقصد بالتثوير ... استنباط أكبر عدد ممكن من .. الفوائد او النكت ... او الوجوه البلاغية ....... كل ذلك من آية واحدة ... أو من جزء آية ....
ولعل الامام السيوطي ...... قد حاز قصب السبق ..... في رسالته .. (فتح الجليل للعبد الذليل) وهي رسالة في تفسير قوله تعالى:"الله ولي الذين آمنوا-الآية" ... استخرج منها 120 نوعا من أنواع البديع ونيفا وعشرين مسألة من علوم شتى ... (فمن يستجيب للتحدي الاسيوطي!!)
أفتتح بحول الله هذه الباقات ...... (ولعل الاخوة لن يتركوني وحدي ... آمل المشاركة منهم):
قال ضياء الدين ابن الاثير .... فى مثله السائر ....... عند قوله تعالى:"إنك أنت الأعلى"
وفي هذه الكلمات الثلاث وهي قوله " إنك أنت الأعلى " ست فوائد:
الأولى " إن المشددة التي من شأنها الإثبات لما يأتي بعدها كقولك: زيد قائم، ثم تقول: إن زيدا قائم.
ففي قولك: إن زيدا قائم، من الإثبات لقيام زيد ما ليس في قولك زيد قائم.
الثانية: تكرير الضمير في قوله: " إنك أنت " ولو اقتصر على أحد الضميرين لما كان بهذه المكانة في التقرير لغلبة موسى والإثبات لقهره.
الثالثة: لام التعريف في قوله الأعلى " ولم يقل أعلى ولا عال لأنه لو قال ذلك لكان قد نكره، وكان صالحا لكل واحد من جنسه كقولك: رجل فإنه يصلح أن يقع على كل واحد من الرجال وإذا قلت الرجل فقد خصصته من بين الرجال بالتعريف وجعلته علما فيهم وكذلك قوله تعالى: " إنك أنت الأعلى " أي دون غيرك.
الرابعة: لفظ أفعل الذي من شأنه التفضيل ولم يقل العالي.
الخامسة: إثبات الغلبة له من العلو لأن الغرض من قوله " الأعلى " أي الأغلب إلا أن في الأعلى زيادة وهي الغلبة من عال.
السادسة: الاستئناف وهو قوله تعالى: " لا تخف إنك أنت الأعلى " ولم يقل لأنك أنت الأعلى لأنه لم يجعل علة انتفاء الخوف عنه كونه عاليا وإنما نفى الخوف عنه أولاً بقوله " لا تخف " ثم استأنف الكلام فقال: " إنك أنت الأعلى " فكان ذلك أبلغ في إيقان موسى عليه السلام بالغلبة
والاستعلاء وأثبت لذلك في نفسه.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[01 Feb 2005, 05:20 ص]ـ
أما ابن القيم ...... فقد وقف عند قوله تعالى: (وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور- الشورى 48) واستنبط مجموعة من اللمحات البيانية ..... تنصب كلها ...... عند الاصل العقائدي العظيم ... :الرحمة الالهية .. التي سبقت الغضب ... قال رحمه الله:
تدبر قوله تعالى" وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور"
كيف أتى في تعليق الرحمة المحققة إصابتها من الله تعالى ب إذا وأتى في إصابة السيئة ب أن فإن ما يعفو الله تعالى عنه أكثر (اللمحة الاولى)
وأتى في الرحمة بالفعل الماضي الدال على تحقيق الوقوع وفي حصول السيئة بالمستقبل الدال على أنه غير محقق ولا بد (اللمحة الثانية)
وكيف أتى في وصول الرحمة بفعل الإذاقة الدال على مباشرة الرحمة لهم وأنها مذوقة لهم والذوق هو أخص أنواع الملابسة وأشدها (اللمحة الثالثة)
وكيف أتى في الرحمة بحرف ابتداء الغاية مضافة إليه فقال منا رحمة وأتى في السيئة بباء السببية مضافة إلى كسب أيديهم (اللمحة الرابعة)
وكيف أكد الجملة الأولى التي تضمنت إذاقة الرحمة بحرف إن دون الجملة الثانية (اللمحة الخامسة)
وختم ابن القيم بقوله:
وأسرار القرآن الكريم أكثر وأعظم من أن يحيط بها عقول البشر ....
أما انا فأقول:
وتذوق الكلام ... عند سلفنا ...... اشتعال ..... يا ليت لنا منه قبسا .... !!!
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[26 Mar 2005, 03:33 م]ـ
أما عبد الله دراز-رحمه الله-فقد وقف عند آية: "والله يرزق من يشاء بغير حساب"فكتب ما يلي:
هل ترى كلاما ابين من هذا فى عقول الناس. ثم انظر كم فى هذه الكلمة من مرونة. فإنك لو قلت فى معناها:
1 - انه سبحانه وتعالى يرزق من يشاء بغيرمحاسب يحاسبه ولا سائل يسأله لماذا يبسط الرزق لهؤلاء ويقدره على هؤلاء ... أصبت
2 - ولو قلت: انه يرزق بغير تقتير ولا محاسبة لنفسه عند الانفاق خوف النفاد .............. أصبت.
3 - ولو قلت انه يرزق من يشاء من حيث لا ينتظر ولا يحتسب .......................... أصبت.
4 - ولو قلت انه يرزقه بغير معاتية ومناقشة له على عمله .............................. أصبت.
5 - ولو قلت: يرزقه رزقا كثيرا لا يدخل تحت حصر وحساب .......................... أصبت.
فعلى الأول ........ يكون الكلام تقريرا لقاعدة الارزاق فى الدنيا وان نظامها لا يجري على حسب ما عند المرزوق من استحقاق بعلمه أوعمله
بل تجري وفقا لمشيئته وحكمته سبحانه فى الابتلاء .. وفى ذلك ما فيه من التسلية لفقراء المؤمنين ..... ومن الهضم لنفوس المغرورين من المترفين ........
وعلى الثاني ....... يكون تنبيها على سعة خزائن الله وبسطة يده جل شأنه .......
وعلى الثالث ....... يكون تلويحا للمؤمنين بما سيفتح لهم من ابواب النصر والظفر حتى يبدل عسرهم يسرا وفقرهم غنى من حيث لا يظنون ..
وعلى الرابع ....... والخامس ....... يكون وعدا للصالحين اما بدخولهم الجنة بغير حساب .. واما بمضاعفة اجورهم اضعافا كثيرة لا يحصرها العد ..
وختم رحمه الله .... بقوله: ومن وقف على علم التأويل واطلع على معترك افهام العلماء فى آية رأى من ذلك العجب العجاب ...
اما انا فقلت .... لقد وقف رحمه الله ... فى مكان قد لا يخطر ببال المتدبر ان يقف فيه ....(/)
السلسلة الذهبية في المقالات القرآنية المنتقاة من الشبكة العنكبوتية [المقال الثاني]
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 Feb 2005, 08:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا هو المقال الثاني من المقالات القرآنية المنتقاة من الشبكة المعلوماتية
وهذا رابط المقال الأول: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1559
الفواصل القرآنية – دراسة بلاغية
د. السيد خضر، قسم اللغة العربية
بسم الله الرحمن الرحيم
نزل القرآن بلسان عربي مبين، ونزل على قوم شغلهم البيان حتى كان أعظم بضاعتهم، وتفعل الكلمة فيهم ما لا تفعل السيوف،وقد كانوا مجبولين بحكم البيئة والنشأة وأمية الكتابة على حب البيان الرفيع المليء بالصور الإيقاعية المساعدة على تذكر المادة اللفظية كالقوافي والأسجاع وكل ما يعطي نغماً موسيقياً لفظياً، وكان على القرآن لكي يؤثر فيهم أن يعلو على بيانهم، وهكذا جاء القرآن ممثلاً أرقى استعمال للغة من لغات البشر، وتشرفت العربية بهذا الشرف الرفيع.
وصور الإعجاز في القرآن لا تحصى، ومنها إعجازه اللغوي، ومن مظاهر الإعجاز اللغوي استعماله للفواصل التي أغنى الله بها العرب عن ولعهم بالقوافي والأسجاع وعشقهم لموسيقى الألفاظ، فوجدوا خيراً من ذلك في القرآن الكريم، فآمنوا به.
وقد درستُ الفواصل وسط أخواتها من الظواهر الإيقاعية المشابهة لها في نهايات الجمل العربية كالقافية والسجع والجناس - حين يكون آخر الجملة – والإتباع، وذلك ليظهر لنا فضل القرآن على غيره من الكلام، مع أنه استعمل اللغة نفسها التي استعملها العرب بكل صورها ومظاهرها تقريباً، ولن ندخل هنا في تفاصيل الخلاف الذي ثار بين البلاغيين حول استعمال مصطلح السجع في القرآن الكريم، وإنما نذكر أن الشائع استعمال مصطلح الفاصلة في القرآن والسجع في غيره، مع التنبيه على أنه ليست كل الفواصل مسجوعة، بل منها المسجوع ومنها المرسل.
وتحليل الفواصل ودراستها يستدعي الإلمام بعلوم الأصوات والصرف والنحو والمعجم والدلالة، وذلك كله يمدّ الدراسة الأسلوبية بعناصرها الأولى، وهو ما فعلناه في دراستنا هذه.
تعريف الفاصلة: هي لفظ آخر الآية ينتهي بصوت قد يتكرر محدثاً إيقاعاً مؤثراً في صورة السجع وقد لا يتكرر، ولكن الفاصلة تحتفظ دائماً بإحدى صور التوافق الصوتي مع الفواصل السابقة واللاحقة، أما تفصيل الموضوع فعلى النحو الآتي:
1 - الدراسة الصوتية: استعمل القرآن في الفواصل حروفاً ذات وقع نغمي ووضوح سمعي لتظهر للسمع حين الوقف عليها، والوقف على أواخر الآيات من سنن القراءة كما هو معلوم، ولذلك استعمل النون فاصلة في حوالي 51% من آياته، تلتها الميم بحوالي 12,5% وهما أهم حروف الترنم في العربية، في حين لم يستعمل الخاء فاصلة قط لصعوبتها وصعوبة الوقف عليها.
وهذا إحصاء بالحروف المستعملة في الفواصل ونسب استعمال كل منها،مع العلم بأن عدد آيات القرآن الكريم (6247) آية.
الحرف / عدد مرات استعماله فاصلة / النسبة المئوية لاستعماله فاصلة
النون / 3182/ 50,93 %
الميم / 775/ 12,40%
الراء / 690/ 11,04%
الدال / 286/ 4,62%
الألف المقصورة / 245/ 3,92%
الباء / 239/ 3,82%
اللام
212
3.39%
الهاء
173
2,76%
الياء
87
1,39%
القاف
66
1,05%
ألف المد
42
67%,
التاء
42
67%,
العين
33
52, %
الفاء
22
35, %
الجيم
20
32, %
الطاء
19
30, %
الزاي
18
28, %
الهمزة
17
27, %
الظاء
17
27, %
السين
14
22, %
الصاد
12
19, %
الكاف
9
14, %
الواو
6
096, %
الثاء
6
096, %
الحاء
5
080, %
الضاد
4
064, %
الشين
3
048, %
الذال
2
032, %
الغين
1
016, %
الخاء
×
×
ملاحظات حول العد والإحصاء:
- عددت تاء التأنيث التي يوقف عليها بالسكون هاء كما في " الحاقة والقارعة" لأن مبنى الفواصل على الوقف، وهي تصير بالوقف هاء لا تاء.
-لم أعد حرف المد الناشئ عن الوقف على التنوين فاصلة لأنه ليس من بنية الكلمة، ولا يظهر إلا في حالة النصب، واحتسبت بدلاً منه الحرف السابق عليه، واعتضدت في ذلك بموقف العروضيين حين فعلوا ذلك في القوافي، فالقافية في قول شوقي:
سلوا قلبي غداة سلا وتابا لعل على الجمال له عتابا
قافية بائية كما هو معلوم.
بعض النتائج المستخلصة من الجدول السابق:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ- نلاحظ أن حرف النون يمثل أكثر من نصف فواصل القرآن، حيث جاء فاصلة بنسبة 51% تقريباً، وهذه النتيجة تصديق لكلام سيبويه وغيره ممن لاحظوا ذلك، وإذا علمنا أن مجمل استعمال حرف النون في القرآن الكريم كله هو 27265، فإن نسبة استعماله فاصلة إلى نسبة استعماله الكلية تكون 11,67 % وهي نسبة عالية إذا قورن بحروف أخرى، أضف إلى ذلك أن التنوين الذي يلحق فواصل بعض السور كالإسراء والكهف ومريم … هذا التنوين هو نون ساكنة أيضاً وإن كان يتحول بالوقف إلى الألف الممدودة، وبذا فإن النون والتنوين يفوزان بأكبر نصيب في الفواصل لما فيهما من الغنة الجميلة في السمع، ويحق لنا بعد ذلك أن نقول إن عنصر الإيقاع والتنغيم والتطريب يقصد إليه في القرآن قصداً، وليس مجرد محسنات زخرفية.
ب- جاء حرف الميم تالياً للنون بنسبة 12,38%،يليه الراء بنسبة 11,04%والدال بنسبة 4,62% والملاحظ أن الميم حرف شفوي، والراء والدال من الحروف التي تنطق باعتماد اللسان مع الأسنان، وكل هذه الحروف تنطق من الجزء الأمامي لجهاز النطق، وهذا أمر ملاحظ في الفواصل، حيث نلاحظ أن حروف الحنجرة والحلق أقل استعمالاً من الحروف الشفوية والأسنانية، ولهذا كله علاقة بسهولة النطق والوضوح السمعي.
والمراد بالوضوح السمعي وصول صوت الحرف واضحاً إلى السمع، حيث إن لكل مجموعة حروف متقاربة المخارج نسبة وضوح سمعي، كما يقول الدكتور رمضان عبد التواب: "وليست كل الأصوات الإنسانية على السواء في نسبة الوضوح السمعي، فبعضها أوضح من بعض " (1)
ولحرص القرآن على الإيقاع اللفظي وتناسق الفواصل تُحذف بعض الحروف في الفاصلة مثل) والليل إذا يسر ((الفجر:4) وأصلها يسري، ولكن حذف الياء يساويها صوتياً بما سبقها وتلاها من الفواصل، وكثيراً ما تحذف ياء المتكلم في الفاصلة للغرض نفسه مثل) فاتقوا الله وأطيعونِ ((آل عمران:51) وأصلها أطيعوني.
وعلى العكس من ذلك قد يزيد القرآن حرفاً للغرض نفسه مثل) وتظنون بالله الظنونَا ((الأحزاب:10) وأصلها الظنون بدون ألف لأنها معرفة بالألف واللام، ولكن فواصل السورة أكثرها بحرف مد، فوافقتها، ومثل ذلك زيادة هاء السكت في) ياليتني لم أوت كتابيه. ولم أدر ما حسابيه. ياليتها كانت القاضية. ما أغنى عني ماليه. هلك عني سلطانيه ((الحاقة:25 –29) وذلك لتتوافق الهاء إيقاعياً مع التاء المربوطة التي تصير هاءً بالوقف، بل إن القرآن قد يغير من بنية الكلمة لأجل الإيقاع كما في) وطور سينين ((التين:2) وهو نفسه طور سيناء المذكور في سورة المؤمنون، لكن فواصل السورة كلها نونية فغير بنية الكلمة لتتوافق الفواصل، ومثله) وقد خاب من دسّاها ((الشمس:10) وأصله دسّسها، ولكنه لا يتوافق مع فواصل السورة إلا بالصيغة المذكورة، وكل ذلك يؤكد حرص القرآن على إيقاع الألفاظ الذي جُبل الناس على حبه، هذا مع الحرص على جانب الدلالة أيضاً.
2 - التقديم والتأخير: وهو يحدث كثيراً في الفواصل القرآنية، وله بلاغته الخاصة وجماله وإيقاعه المؤثر، وهو في كلامنا عملية فنية معقدة تحتاج إلى خبرة عليا بفن القول، وترتبط بالمستويات العليا للغة، ويقول فيه العلامة عبد القاهر الجرجاني: هو باب كثير الفوائد، جمّ المحاسن، واسع التصرف، بعيد الغاية…" (2) ويدرسه المحدثون في نظرية النحو التحويلي تحت مصطلح " PERMUTATION"
والتقديم والتأخير عند العرب مرتبطان بفن القول، أي بالكلام ذي الطبيعة الفنية كالشعر والنثر الفني في ألوانه المتعددة، والضابط للتقديم والتأخير عندهم هو الإعراب الذي يحفظ لكل لفظ موقعه في بناء الجملة سواء ورد مقدماً أم مؤخراً، وفي جملة" ضرب عبد الله زيداً"يقول سيبويه: "فإن قدمت المفعول وأخرت الفاعل جرى اللفظ كما جرى في الأول، وذلك قولك: ضرب زيداً عبد الله، لأنك إنما أردت به مقدماً ما أردت به مؤخراً، ولم ترد أن تشغل الفعل بأول منه، وإن كان مؤخراً في اللفظ، فمن ثم كان حدّ اللفظ أن يكون مقدماً، وهو عربي جيد كثير، كأنهم يقدمون الذي بيانه لهم أهم، وهم ببيانه أعنى، وإن كانا جميعاً يهمانهم ويعنيانهم " (3)
(يُتْبَعُ)
(/)
ونستطيع أن نضيف مطمئنين إلى هذه الأهمية التي صارت من بعد مبرراً لكل تقديم وتأخير، نضيف إليها الاهتمام ببناء الجملة من حيث الإيقاع الذي يحدثه التقديم والتأخير أيضاً، كما تفصّله دراستنا هذه.
ومن صوره في الفواصل تقديم المفعول على الفاعل مثل) ولقد جاء آلَ فرعون النذرُ ((القمر: 41) وذلك لأن فواصل السورة كلها رائية فيتحقق الإيقاع الجميل بذلك، ومنه تقديم المفعول للاختصاص مثل) وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسَهم يظلمون ((البقرة: 57) فقد حقق تقديم المفعول (أنفسَ) غرضين، الأول: إيقاعي وهو إجراء الفاصلة بالنون لتتوافق إيقاعياً مع غيرها، والثاني بلاغي وهو اختصاصهم بظلم أنفسهم، ومنه تقديم الضمير على ما يفسره في) فأوجس في نفسه خيفةً موسى ((طه:67) حيث قدّم الضمير العائد على موسى وأخّر الفاعل لرعاية الإيقاع في الفاصلة، وصور التقديم والتأخير في الفواصل كثيرة.
وقد أحصيت مواضع التقديم والتأخير في الفواصل فكانت في حوالي (990) موضعاً أي بنسبة 15,84% من مجموع الفواصل.
3 - الإحلال اللفظي: وهو إحلال لفظ محل آخر لدلالة بلاغية وحاجة السياق بعناصره المتنوعة، ويدرسه المحدثون تحت مصطلح “ REPLACEMENT” وصوره كثيرة في الفواصل نذكر منها إحلال صيغة فاعل محل مفعول مثل) خُلق من ماء دافق ((الطارق:6) أي مدفوق كما ذكر البلاغيون، ولكن صيغة فاعل تُوافق الفواصل المنتهية بحرف مسبوق بألف المد، ولا توافقها كلمة مدفوق لأن حرف المد فيها الواو وهو لا يتجانس مع الألف بل مع الياء، وهنا نكتة بلاغية في استعمال لفظ فاعل وهي أن ذلك الماء لا يخرج إلا دفقاً أي سريعاً، ولذا يناسبه لفظ فاعل لا مفعول، وعكس ذلك إحلال مفعول محل فاعل في) إنه كان وعده مأتياً ((مريم:60) أي آتياً كما ذكروا، ولكنه بذلك يحقق الإيقاع في الفواصل المنتهية بحرف مد مسبوق بياء مشددة، وفيه نكتة أخرى وهي جعل الوعد نفسه عَلَماً منصوباً يتوافد إليه الناس، وذلك أبلغ في الدلالة، ومن صور الإحلال كذلك لدواع سياقية وإيقاعية إحلال المفرد محل المثنى، والعكس، والجمع محل المثنى والعكس، والعاقل محل غير العاقل، والمؤنث محل المذكر والعكس .. وكل ذلك في بلاغة عالية وأسلوب بديع يمتع العقل والروح معاً لمن يتدبر ويتذوق.
4 - الاستغناء بلفظ عن آخر: وهناك ظاهرة مشابهة لها هي الاستغناء بلفظ عن آخر، لدواع سياقية، والقرآن يختار اللفظ بدقة متناهية، ومن ذلك أن القرآن يستعمل كثيراً صيغة غفور في الفواصل، ولكن يستغني عنها بغفّار لتتوافق الفواصل في) فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفّاراً ((نوح: 10) والفواصل هنا هي" إسراراً وغفاراً ومدراراً "أما غفور وغفّار في حق الله تعالى فهما صيغتا مبالغة ولا تفاضل بينهما دلالياً، ولكن حاجة السياق تحدد المختار منهما، ومثله) ومكروا مكراً كُبّاراً ((نوح:22) حيث أوثرت صيغة كبّار على كبير لإبداء المبالغة وتحقيق الإيقاع،ومثله استعمال عسِر مكان عسير المعتادة في) هذا يوم عسر ((القمر:8)
...
الهوامش
1 - المدخل إلى علم اللغة: 101، مكتبة الخانجي، القاهرة 1400هـ –1980م.
2 - دلائل الإعجاز: 185، مكتبة القاهرة،1400هـ-1980م.
3 - كتاب سيبويه:1/ 34، تحقيق: عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي 1408هـ-1988م.
****
القسم الثاني:
5 - الحذف في الفواصل: ومن مظاهر البلاغة في الفواصل كذلك حذف بعض الألفاظ في الفواصل، والحذف ظاهرة لغوية عامة، والعربية لغة إيجاز يكثر فيها الحذف، ولا غرو أن سماه ابن جني "شجاعة العربية" وقال:" قد حذفت العرب الجملة والمفرد والحرف والحركة، وليس شيء من ذلك إلا عن دليل عليه، وإلا كان فيه ضرب من تكليف علم الغيب في معرفته " (1) ويُرجع في معرفة المحذوف إلى السياق بقرائنه المتنوعة، وفي بلاغة الحذف وجماله يقول عبد القاهر:" هو باب دقيق المسلك، لطيف المأخذ، عجيب الأمر، شبيه بالسحر، فإنك ترى به ترك الذكر أفصح من الذكر، والصمت عن الإفادة أزيد للإفادة …" (2)
(يُتْبَعُ)
(/)
وأشهر صوره حذف المفعول به والأفعال يعلمون ويفعلون ويعملون .. يحذف معها المفعول كثيراً في الفاصلة لدواع سياقية كالتهديد في) كلا سوف تعلمون (ويُحذف للمواساة والتخفيف في) ما ودعك ربك وما قلى (أي وما قلاك فحذف الكاف للفاصلة ولعدم ذكر الضمير العائد على النبي r مع لفظ القلى الدال على البغض،وحقق مع ذلك إيقاعاً جميلاً بتوافق الفواصل، ومنه إطلاق النوع كما في) فأما من أعطى واتقى (أي أعطى أي خير واتقى الله واتقى المحرمات والشبهات… إلخ،ولو ذكر المفعول صريحاً لصرف الذهن إلى شيء واحد فقط.
6 - ائتلاف الفاصلة مع مضمون آيتها: اتفق نقاد الشعر والنثر على وجوب أن تكون القافية وآخر السجعة مطابقة لمضمون البيت أو الجملة المسجعة، فإذا جاءت مجتلبة للتوافق الصوتي دون حاجة السياق إليها عُد ذلك عيباً فيها، ذلك أن الفاصلة والسجعة تأتيان آخر الجملة، وآخر الجملة لا بد أن يحمل مضموناً مطابقاً لمضمون ما قبله، ليكون الكلام متناسقاً غير متنافر ولا شاذ، وقد جاءت الفواصل القرآنية متآلفة تمام التآلف مع آياتها، مؤدية دورها في إتمام المعنى وإيصاله على نحو بديع معجز،حتى لو تكلف متكلف أن يستبدل الفاصلة بغيرها ما استطاع وما وجد غيرها يؤدي المعنى والإيقاع معاً، فالفاصلة إذن إحدى صور الإعجاز في بيان القرآن الخالد، قال الزركشي: " اعلم أن من المواضع التي يتأكد فيها إيقاع المناسبة مقاطع الكلام وأواخره، وإيقاع الشيء فيها بما يشاكله، فلا بد أن تكون مناسبة للمعنى المذكور أولاً، وإلا خرج بعض الكلام عن بعض، وفواصل القرآن العظيم لا تخرج عن ذلك، لكن منه ما يظهر، ومنه ما يسخرج بالتأمل للبيب " (3)
والقرآن يختار الفاصلة بدقة عجيبة تدل على إعجاز بياني، فهي من جهة الدلالة تتوافق مع مضمون الآية، ومن جهة الصوت تتوافق مع الإيقاع العام للآيات السابقة واللاحقة، حتى إن السامع إذا كان ذا نظر ثاقب بفن الكلام وسمع الفاصلة أدرك موقعها من الكلام كما رووا أن أعرابياً سمع قارئاً يقرأ) فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم ((البقرة:209) فقرأ) أن الله غفور رحيم (ولم يكن يقرأ القرآن، فقال: إن كان هذا كلام الله فلا يقول كذا، الحكيم لا يذكر الغفران عند الزلل لأنه إغراء عليه " (5)
ومن ذلك:
-) أولم يهدِ لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات أفلا يسمعون. أو لم يروا أنّا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعاً تأكل منهم أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون ((السجدة:26 - 27) ختمت الآية الأولى بالاستفهام الإنكاري "أفلا يسمعون " لمناسبة ذلك لمضمون الآية، ذلك أن أخبار القرون من قبلنا أخبار تتناقلها الألسن والأسماع على مدار التاريخ، وتسجيلها كتابة إنما هو لحفظها من الضياع، وختمت الآية الثانية بقوله "أفلا يبصرون " موافقة لمضمون الآية كذلك، إذ إنهم يرون الماء ينزل من السماء فيساق إلى الأرض الجرداء فيخرج الله به الزرع منها ثم إنهم يذهبون ليأكلوا هم وأنعامهم …أفلا يبصرون إذن نعمة الله تعالى تتحقق أمام أعينهم يوماً بيوم؟
7 - الإعراب والفاصلة: علاقة النحو بالبلاغة قديمة قدم العلمين معاً، فالبلاغة كما أسموها هي النحو العالي، إنها قمة الخبرة بالتراكيب ودلالاتها معاً، والإعراب بلا شك صلب النحو العربي ونشاط من أنشطته البارزة، ولسنا ننظر إلى الإعراب هنا بوصفه أثراً جالباً للحركة الإعرابية في أواخر الكلمات فحسب، بل بوصفه خبرة بالنظم والتراكيب واستعمالاتها، وهو ما أسماه عبد القاهر بالنظم وبنى عليه نظريته في البلاغة العربية.
والمعنى دائماً تبع للحالة الإعرابية، وقديماً قالوا: إن الإعراب فرع المعنى وربما أدى تغيير الحركة الإعرابية إلى فساد المعنى، كما في المسألة المشهورة عند النحاة في قوله تعالى) وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن اللهَ برئ من المشركين ورسولُه ((التوبة: 3) فمن قرأ بجر "رسول " متعمداً كفر لأنه يعطفه على المشركين، والصواب فيه الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، ولا شك أن الفاصلة القرآنية بإعرابها وأصواتها تأتي نتيجة التركيب اللغوي للجملة، وأنه لجعلها على صورة ما توافق الإيقاع لا بدّ من مراعاة دورها في التركيب، والقرآن الكريم يطوع
(يُتْبَعُ)
(/)
العربية لاستعمالاته فيأتي بالمعجز البديع من البيان، ومنه الفواصل.
وسوف نكتفي هنا بشواهد على علاقة الإعراب بالفاصلة وأثره في صياغتها ودلالتها، ومن ذلك:
أ- التوطئة للفاصلة بما يمنع الفعل من النصب: قلنا إن كثيراً من الفواصل القرآنية جاءت بصورة الفعل المضارع المرفوع المسند إلى واو الجماعة بصيغتي" تفعلون ويفعلون " ولكي يتحقق الإيقاع بالمدّ والترنّم ينبغي أن يبقى الفعل مرفوعاً بثبوت النون، وحين يأتي الفعل في سياق كان حقه فيه النصب كما اعتاد العرب استعماله تأتي في التركيب توطئة تمنع الفعل من النصب، ومن ذلك:
-) كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون ((البقرة:187)
-) انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون ((الأنعام:128)
-) فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ((الأعراف:176)
ولو قيل في الأولى ليتقوا لانتصب الفعل وذهب الإيقاع، ولذا وطّئ لرفعه بلعل التي تفيد الرجاء عادة وتمنع الفعل من النصب بجعله مع فاعله في محل رفع خبراً لها، وهذه الصورة تتكرر في الفواصل كثيراً، وقد راجعت مواضع استعمال "لعل" بهذه الصورة المذكورة فوجدتها كثيرة، بل إن استعمال " لعل " بهذه الصورة هو الشائع في استعمالها في القرآن الكريم (6)
وقد تكرر لعل في الفاصلة لهذا السبب نفسه، ومن ذلك:
-) لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون ((يوسف:46)
-) لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون ((يوسف:62) قال الكرماني:" كرر لعل رعاية لفواصل الآي، إذ لو جاء بمقتضى الكلام لقال:"لعلي أرجع فيعلموا، بحذف النون على الجواب " (7)
وقد يُخالَف الاطراد الإعرابي في فاصلة ما لتحقيق الإيقاع وزيادة فائدة دلالية في سياقها، ومنه قوله تعالى في أهل الكتاب) لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون ((آل عمران:111) حيث جاء الفعل " ينصرون" مرفوعاً محققاً الإيقاع مع ما سبقه وماتلاه من الفواصل، ولكنه معطوف على فعل مجزوم هو جواب الشرط "يولوا " وكان حقه الجزم مثله بقياس النحاة، ولكنه ورد مرفوعاً، وفي علة ذلك يقول الزمخشري:"فإن قلت: هلاّ جُزم المعطوف في قوله"ثم لا ينصرون"؟ قلت: عدل به عن حكم الجزاء إلى حكم الإخبار ابتداء، كأنه قيل:ثم أخبركم أنهم لا ينصرون، فإن قلت: فأي فرق بين رفعه وجزمه في المعنى؟ قلت: لو جزم لكان نفي النصر مقيداً بمقاتلتهم كتولية الأدبار، وحين رفع كان نفي النصر وعداً مطلقاً " (8) فالفعل بهذه الصورة حقق إيقاعاً في فاصلته، وأعطى دلالة جليلة القدر، وهذا من كمال بلاغة القرآن الكريم لمن يتذوق أسرار البيان الرفيع.
ب-التوطئة للفاصلة بما يعمل الرفع أو النصب: إذا كانت الفواصل مرفوعة مُهّد للفاصلة بما يعمل الرفع، وإذا كانت منصوبة مهّد لها بما يعمل النصب، هذا مع أن التركيب اللغوي قد يكون واحداً في الفاصلة كأن تكون "غفور رحيم " بالرفع أو "غفوراً رحيماً " بالنصب، فالمعنى فيهما واحد، ولكن الإيقاع مختلف، فالرفع حالة سكون، والنصب فيه التنوين ثم الوقف عليه فيصير حرف مدّ، وحين تكون فواصل السورة ساكنة كالنون والميم يأتي الرفع مثل:
-) إن الله غفور رحيم ((البقرة:192).
-) والله غفور رحيم ((الأنفال:70)
وحين تكون فواصل السورة منصوبة يستعمل القرآن إمكانات النصب المتعددة في العربية لتحقيق النصب في الفاصلة، ومنه:
-) إن الله كان غفوراً رحيماً ((النساء:43)
-) وكان الله غفوراً رحيماً ((الأحزاب:59)
والفعل كان من الأفعال المساعدة في العربية، وهو يفيد في هذا السياق الاستمرار، ولكنه أُدخل في التركيب لمراعاة الفاصلة حيث يعمل النصب في الخبر الواقع فاصلة حين تكون الفواصل منصوبة
وفواصل سورة النساء أكثرها منصوب، وللنصب عوامل متعددة، منها النصب على أنه خبر كان أو مفعول به أو مفعول لأجله أو مصدر أو تمييز …إلخ، وتستأثر كان بالنصيب الأكبر في نصب الفاصلة في القرآن الكريم، وفي سورة النساء نصبت الفاصلة بكان في (56) موضعاً من مجموع فواصل السورة وهو (176) أي بنسبة 39% تقريباً من فواصل السورة، وسنجد ذلك كثيراً أيضاً في فواصل سور الكهف ومريم والأحزاب والفرقان والفتح مما ورد منصوباً منوناً.
(يُتْبَعُ)
(/)
8 - الفاصلة وتصوير اللوحة القرآنية: إن في القرآن لوحات جمالية ناطقة معبرة، هذا بعض ما توصلت إليه بعد تدبّر لهذا الكتاب الخالد، واللوحة القرآنية تحديداً مجموعة آيات متتابعات في موضوع واحد، وهي لوحة تتسم بالحياة والخلود، وتعرف طريقها إلى الفطرة، فالفطرة من خلق الله، والقرآن كلام الله، وهما إذن يتلاقيان عندما تسلم الفطرة من الآفات الكثيرة التي تفسدها، وعندما تصفو النفس والعقل والقلب لتلقي القرآن، هنالك يُرجى لبذور العلم النافع أن تنبت وتزهر، وللثمرات أن تكون ناضجات طيبات.
إن اللوحة القرآنية لوحة بديعة حية متحركة نابضة، ترضي العقل وتشبع الذوق السليم والوجدان المرهف، وتمتزج فيها العناصر المكونة امتزاجاً بديعاً، حيث يؤدي كل عنصر دوره في السياق في انسجام تام يجعل جمال اللوحة يتسرب إلى المتلقي، فتؤدي اللوحة - حسب استعداد المتلقي - الغرض المراد منها، وهو أولاً وآخراً الهداية إلى طريق الحق، ومن صور الهداية هذه التمتع بجمال القرآن وإعجازه…) أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ((محمد:24)
والقرآن يعتمد التصوير أساساً من أسس التعبير فيه، وبعد تدبر لآي القرآن وجدت أن الفاصلة عنصر أساسي من عناصر التصوير باللوحة القرآنية، حيث إن اللوحة القرآنية بتعريفها الذي قدمت تتبع كل آياتها تقريباً فاصلة واحدة أو فواصل متقاربة الإيقاع، حتى إذا تمت اللوحة وبدأت لوحة جديدة أو موضوع جديد من موضوعات السورة تغيرت الفاصلة، وهي بذلك تدخل عنصراً أساسياً من عناصر تكوين اللوحة القرآنية.
وهذه اللوحات تعتمد الدلالة واللفظ بما يحمله من أصوات وإيقاع عناصر مكونة للوحة، ويتضح هذا كثيراً في السور المكية القصار على وجه الخصوص، وسنجد أن للوحة القسم- على سبيل المثال - في بدايات هذه السور إيقاعاً خاصاً وفواصل خاصة، وفي الاستشهاد بذلك لن نكثر من نقل الآيات، إذ يستدعي ذلك نقل سور كاملة، ولكنا سنوجز ذلك إيجازاً، ونشير إلى بعض كلمات الفواصل فحسب، رغبة في الإيجاز ودفعاً إلى مراجعة ذلك في المصحف لزيادة الفائدة والثواب إن شاء الله.
ومن اللوحات التي ساعدت الفواصل على تصويرها:
1 - تبدأ سورة نوح بإخبار الله عز وجل أنه أرسل نوحاً إلى قومه، ثم يقصّ طرفاً من خطاب نوح إليهم في الآيات (1 - 4) وفواصل هذه الآيات" أليم، مبين، أطيعون، تعلمون" وفيها كان الخطاب مباشراً من نوح إلى قومه، ولكنهم كذبوه ولم يجد منهم إجابة لدعوته، ولذا اتجه إلى ربه بالخطاب شاكياً مناجياً، وهنا تتغير الفاصلة) قال ربِّ إني دعوت قومي ليلاً ونهاراً ((5) ويستمر ذلك الخطاب إلى نهاية السورة ويتبع فاصلة واحدة هي الألف المنصوبة المنونة التي تتحول إلى حرف مد بالوقف على التنوين، فيناسب حرف المد هذا جوّ الشكوى والمناجاة والحزن!! وتساعد الفاصلة في رسم اللوحة ونقل الصورة كاملة، وهذا بلا شك لون من ألوان الإعجاز في هذا الكتاب الخالد.
2 - وسورة المدثر تبدأ بنداء الله تعالى رسولَه r وإسداء بعض الأوامر والنواهي إليه في الآيات (1 - 7) ونجد الفواصل في هذه اللوحة تنتهي براء قبلها حرف متحرك مع تقارب في الوزن، ومنها " المدثر، أنذر، كبّر، طهّر…"فإذا تغيّر الموضوع، وبدأت لوحة جديدة بانتقال الحديث إلى تصوير بعض أحوال الآخرة تغير إيقاع الفاصلة فصارت راءً قبلها حرف مدّ) فإذا نُقر في الناقور. فذلك يومئذِ يوم عسير. على الكافرين غير يسير ((8 - 10) فإذا انتهت اللوحة الأخروية وبدأت لوحة تهديد ووعيد للمكذبين تغيرت الفاصلة أيضاً في) ذرني ومن خلقت وحيداً ((12) وما تلاها من آيات، وهكذا تشارك الفاصلة في رسم هذه اللوحات البديعة.
3 - وسورة القيامة تبدأ بلوحة القسم وما يتصل به، ويستغرق ذلك ست آيات بفاصلة واحدة هي الهاء المسبوقة بالميم أو النون المسبوقين بالمدّ في " القيامة، اللوامة، عظامه، بنانه، أمامه،القيامة" وحين يتغير الموضوع وتأتي لوحة أخروية جواباً على سؤال من مكذب عن يوم القيامة تتغير الفاصلة فتكون راء قبلها حرف متحرك في) فإذا برق البصر. وخسف القمر. وجمع الشمس والقمر ((7 - 9) ويتوالى الإيقاع بالفاصلة نفسها حتى الآية الثالثة عشرة حيث تنتهي اللوحة القرآنية وتبدأ لوحة جديدة بموضوع جديد فيتغير إيقاع الفاصلة كذلك في) بل الإنسان على نفسه بصيرة ((14) وما بعدها من الآيات حتى الآية التاسعة عشرة، ثم تبدأ لوحة أخرى (20 - 25) بفاصلة واحدة هي الهاء وزنة واحدة هي وزن (فاعلة) في" العاجلة،الآخرة، ناضرة، ناظرة، باسرة، فاقرة "حتى إذا بدأت لوحة جديدة تصور حالة الموت تغيرت الفاصلة كذلك في) كلا إذا بلغت التراقي ((26) وتستمر فاصلة القاف حتى انتهاء اللوحة في الآية الثلاثين، ثم تبدأ فاصلة جديدة بموضوع جديد إلى آخر السورة هي فاصلة الألف المقصورة، وهكذا نجد السورة مجموعة موضوعات أو لوحات متتالية، وأكثر ما يحدد معالمها ويصور حدودها الفاصلةُ المتبعة فيها!
وهذا كله بلا شك من صور الإعجاز والجمال في هذا الكتاب الخالد، وهناك مباحث أخرى لم نعرض لها هنا لضيق المقام، والله الموفق.
...
الهوامش
1 - الخصائص: 2/ 362، ط الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1406هـ-1986م.
2 - دلائل الإعجاز: 106.
3 - البرهان في علوم القرآن: 1/ 107، دار الفكر، بيروت 1408هـ-1988م.
4 - الإتقان في علوم القرآن للسيوطي: 2/ 129،ط4، الحلبي، القاهرة 1389هـ-1978م.
5 - انظر: معجم الأدوات والضمائر في القرآن الكريم، 501وما بعده، ط مؤسسة الرسالة، بيروت، 1408هـ- 1988م.
6 - البرهان في توجيه متشابه القرآن، منشور باسم " أسرار التكرارفي القرآن " ص:112، دار الاعتصام، القاهرة 1398هـ- 1978م.
7 - الكشاف: 1: 401، ط3، دار الريان للتراث 1407هـ-1987م.
[1]- نشر في مجلة منار الإسلام الإماراتية.(/)
وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 Feb 2005, 09:28 م]ـ
قال تعالى
((وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ العَذَابِ أْن يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ))
أنظروا إلى قوله ((أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ)) والسؤال الذي يلزمه إجابةهو:
لم لم يقل "أحرص الناس على الحياة"؟؟ ---أي لم استخدم التنكير للفظة الحياة؟؟
قال الرازي ((وإنما قال: {عَلَى? حَيَو?ةٍ} بالتنكير لأنه حياة مخصوصة وهي الحياة المتطاولة ولذلك كانت القراءة بها أوقع من قراءة أبي «على الحياة»))
قال الزمخشري ((فإن قلت: لم قال: {عَلَى? حَيَو?ةٍ} بالتنكير؟ قلت: لأنه أراد حياة مخصوصة وهي الحياة المتطاولة، ولذلك كانت القراءة بها أوقع من قراءة أبيّ «على الحياة»))
والحقيقة أن عبارة الرازي هي نفس عبارة الزمخشري---والرازي جاء بعد الزمخشري ولم يشر إلى كون العبارة للزمخشري
وكما قال العالمان فالمقصود هو الحرص على الحياة المتطاولة--أي الحرص على مزيد من الإستمرار في الحياة
ولقد وضح الجرجاني المقصود أبلغ توضيح فقال
((والسبب في ذلك أن المعنى على الازدياد من الحياة لا الحياة من اصلها وذلك لا يحرص عليه إلا الحي فاما العادم للحياة فلا يصح منه الحرص على الحياة ولا غيرها وإذا كان كذلك صار كأنه قيل: ولتجدنهم أحرص الناس ولو عاشوا ماعاشوا على ان يزدادوا الى حياتهم في ماضي الوقت وراهنه حياة في الذي يستقبل))
__________________
ـ[أبو علي]ــــــــ[02 Feb 2005, 10:56 م]ـ
حياة بدون (أل) تعني مطلق حياة، حتى ولو كانت حياة ذل ومهانة فهم حريصون عليها.
أما (الحياة) بالتعريف (أل) لو جاءت في الآية بدل (حياة) لكانت تعني الحياة الشريفة بعزة وكرامة.
مثل: يقتلون الأنبياء بغير (حق) = يعني بدون أي حق، بدون أدنى حق.
أما: يقتلون الأنبياء بغير (الحق) = يعني الحق والحجة التي يستحقون عليها القتل.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 Feb 2005, 01:33 ص]ـ
لا ينسحب مثالك على موضوعي
أعني لا دليل متعلق بالحياة نفسها ليقال أن تعريفها بأل التعريف يجعلها بمعنى الحياة الشريفة(/)
ما تقدم نزوله من القرآن أفضل مما تأخر نزوله
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[03 Feb 2005, 03:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رجح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن معنى: {نُنْسِهَا} في قول الله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (البقرة:106): نؤخرها عندنا فلا ننزلها، وأن معنى الآية على هذا: أن ما ننسخه من الآيات التى أنزلناها، أو نؤخر نزوله من الآيات التى ننزلها بعد (نأت بخير منها أو مثلها)؛ فكما أنه يعوضهم من المرفوع يعوضهم من المنتظر الذي لم ينزله بعد إلى أن ينزله. فإن الحكمة اقتضت تأخير نزوله فيعوضهم بمثله، أو خير منه في ذلك الوقت إلى أن يجيء وقت نزوله، فينزله أيضاً مع ما تقدم، ويكون ما عوضه مثله أو خيراً منه قبل نزوله.
ثم بنى على هذا حكماً آخر، وهو أن ما تقدم نزوله من القرآن أفضل مما تأخر نزوله.
قال رحمه الله: (و قد تضمن هذا أن كل ما أُخر نزوله فلابد أن ينزل قبله ما هو مثله أو خير منه، وهذا هو الواقع؛ فإن الذي تقدم من القرآن نزوله لم ينسخ كثير منه خيرٌ مما تأخر نزوله، كالآيات المكية فإن فيها من بيان التوحيد والنبوة و المعاد وأصول الشرائع ما هو أفضل من تفاصيل الشرائع كمسائل الربا والنكاح والطلاق وغير ذلك؛ فهذا الذي أخره الله مثل آية الربا فإنها من أواخر ما نزل من القرآن وقد روى أنها آخر ما نزل وكذلك آية الدين والعدة والحيض، ونحو ذلك قد أنزل الله قبله ما هو خير منه من الآيات التى فيها من الشرائع ما هو أهم من هذا، وفيها من الأصول ما هو أهم من هذا.
ولهذا كانت سورة الأنعام أفضل من غيرها، وكذلك سورة يس، ونحوها من السور التى فيها أصول الدين التى اتفق عليها الرسل كلهم صلوات الله عليهم؛ ولهذا كانت (قل هو الله أحد) مع قلة حروفها تعدل ثلث القرآن؛ لأن فيها التوحيد؛ فعلم أن آيات التوحيد أفضل من غيرها.
وفاتحة الكتاب نزلت بمكة بلا ريب كما دل عليه قوله تعالى: ? و لقد آتيناك سبعاً من المثاني و القرآن العظيم ?، وقد ثبت فى الصحيح عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال (هي السبع المثاني و القرآن العظيم الذي أوتيته)، وسورة الحجر مكية بلا ريب وفيها كلام مشركي مكة و حاله معهم؛ فدل ذلك على أن ما كان الله ينسأه فيؤخر نزوله من القرآن كان ينزل قبله ما هو أفضل منه.
و (قل يا أيها الكافرون) مكية بلا ريب، وهو قول الجمهور، وقد قيل إنها مدنية وهو غلط ظاهر.
وكذلك قول من قال الفاتحة لم تنزل إلا بالمدينة غلط بلا ريب، ولو لم تكن معنا أدلة صحيحة تدلنا على ذلك لكان من قال إنها مكية معه زيادة علم ... ) إلى آخر كلامه في مجموع الفتاوي ج:17 ص: 188 - 191
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 Feb 2005, 05:39 م]ـ
الأخ الدكتور العبيدي المحترم
هل هناك من العلماء من شارك المرحوم إبن تيمية هذا الرأي؟؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 Feb 2005, 07:14 ص]ـ
لم أجد من ذكر هذا الرأي غير الإمام ابن تيمية رحمه الله ...
وما أدري؛ هل لمشايخنا الكرام تعليق على هذا الرأي؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[28 Feb 2005, 05:36 م]ـ
الظاهر يقتضي ان المتأخر فى النزول افضل من المتقدم ...... لا العكس ...
الناسخ بالضرورة متأخر على المنسوخ ....... والله تعالى .... ضمن للناسخ ... ان يكون خيرا من المنسوخ .... او على الاقل لا يقل عن درجة المنسوخ فى الفضل ... باختصار اقصى درجات المنسوخ ان يكون فى مرتبة الناسخ ...... اما الناسخ فأدنى درجاته ان يعادل المنسوخ .... فثبتت افضلية الناسخ ...
وما قاله الشيخ ابو مجاهد:"ويكون ما عوضه مثله أو خيراً منه قبل نزوله.ثم بنى على هذا حكماً آخر، وهو أن ما تقدم نزوله من القرآن أفضل مما تأخر نزوله."هو مشكل عندى ...
ـ[موراني]ــــــــ[28 Feb 2005, 10:07 م]ـ
قاعدة ابن تيمية لا تعتبر قاعدة عامة بل هي تتركز على مسألة الناسخ والمنسوخ فحسب كما يبدو لي.
فمن هنا ليس هناك أي مشكل في هذه القاعدة لديه.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[28 Feb 2005, 10:42 م]ـ
د. موراني ....
هذه القاعدة لا تستقيم .... للاعتبارات التالية:
الناسخ متأخر عن المنسوخ .... ضرورة ... لان النسخ هو رفع حكم سابق ..
الناسخ ليس له الا ثلاث أحوال ... :
ان يكون مساويا .... للمنسوخ
ان يكون افضل من المنسوخ ...
ان يكون ادنى من المنسوخ ...
الاحتمال الاخير غير وارد فى هذه الشريعة الحكيمة ..
الاحتمالان الممكنان شرعا .. هما الاول والثاني ... وهذا هو منصوص الآية ... ولزم من ذلك ان يكون المتأخر نزولا ... افضل من المتقدم ...
لكن هل يتحدث ابن تيمية .. عن الناسخ والمنسوخ ام انه يقصد امرا آخر لم ألحظه ..
ـ[موراني]ــــــــ[28 Feb 2005, 11:18 م]ـ
أبو عبد المعز
لك حق! في طبيعة الحال , فأنا أسرعت في الحكم.
اذا , ماذا أراد ابن تيمية بهذا القول؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب الوحي]ــــــــ[30 Dec 2006, 03:50 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
ظاهر كلام شيخ الإسلام أنه يريد النسأ وليس النسخ والنص هو في الحديث عن معنى ننسها من الآية الكريمة ولهذا قال بعد ذلك شيخ الإسلام رحمه الله ... فدل ذلك على أن ما كان الله ينسأه فيؤخر نزوله من القرآن كان ينزل قبله ما هو أفضل منه ...
ـ[د. أنمار]ــــــــ[30 Dec 2006, 10:03 ص]ـ
هذا القول مشكل جدا
وهو مبني على القول بتفضيل بعض القرآن على بعض، وله تفصيل أظن سبق النقاش فيه هنا.
ويشكل على كلامه تفضيل سورة الفاتحة والبقرة وفيها آية الكرسي أعظم ما نزل وأواخرها وآل عمران وهن وإن كن من أوائل ما نزل في المدينة، لكن نزل قبلهن شيء كثير في مكة المكرمة قبل الهجرة
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[07 Jan 2007, 09:41 ص]ـ
شكر الله للأخ طارح الموضوع وللإخوة المعلقين ولكلّ من اطلع أو يطلع عليه!
واضح أن شيخ الإسلام قد رجّح القراءة الأخرى (ما ننسخ من آية أو نَنسأها) لأن قراءتها (نُنسها) لا يتسق ومعنى (التأخير).
وبشأن كون متقدم الآيات والسور أفضل من متأخرها فهذا قول تنوقش فيه ومبسوط في كتب علوم القرآن. لكن يبدو لي أن ما تقدم نزوله (أهمّ وأشمل) مما تأخر نزوله. فالتفضيل أمر لا يكون إلا بنصّ كالتفضيل بين الرسل وبين الناس. أما الأهمية فيمكن استقراؤها واستنباطها.
وقد استفدت من هذا الموضوع -شخصيّا- فائدة عظيمة، وهي أن ترتيب الموضوعات في النزول هو الذي يكون - يجب أن يكون- مستندنا ومرتكزنا في ترتيب الأوليّات وفقه الدعوة، والله أعلى وأعظم.
فالصلاة لم تفرض علينا إلا في الإسراء والمعراج، أي قبل الهجرة بنحو عامين، أما العقيدة والقيم والأمانة والأخلاق فقد أنزلها الله تعالى وكرر تنزيلها.
والأمثلة كثيرة
ـ[أبو العالية]ــــــــ[07 Jan 2007, 10:15 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
تعقيب سريع على بعض مشاركات الأخوة الفضلاء:
أولاً: د. موراني وفقه الله
وهل هناك ما يخرم هذه القاعدة حتى لا تكون مطردة؟
فان كان سُلِّم للدليل والشاهد. وليتك تفعل وفقك الله.
ثانياً: الأخ الكريم أبو عبد المعز وفقه الله
قولكم أن يكون الناسخ أفضل!!
أظن صوابها (أقوى) وهذا معروف في باب النسخ، (ويذكرون السنة وطريق وصولها مع القرآن) ولا يظهر لي القول في الأفضلية في هذا الباب.
ثالثاً: د. أنمار وفقه الله
قولكم: مشكل جداً! وهو مبني على القول بتفضيل بعض القرآن على بعض!
لا يظهر لي ذلك الإشكال.
ثم إن كانت السنة هي التي فضلت آيات على غيرها في الفضل والثواب. فما الضير في ذلك؟
لذا المراد بالخيرية في الآية كما قال بعض أهل العلم: إنما هي خيرية الامتثال الأمر (انظر: أمالي الدلالات (176)، لابن بيَّه) وغيره من أقوال المفسرين في بيان الخيرية.
وعلى هذا يظهر لي أن الأفضلية من حيث أشار لها شيخ الإسلام صحيحة _ إن تم استقراء كافة الآيات وتتبع أمرها _
سيما وهي تعود إلى خيرية الموضوع وأهمية الذي نزلت به الآيات، ولا شك في أن آيات العقائد موضوعها أهم من موضوع آيات الأحكام.
هذا فهمي. والله اعلم
فغن كان صواباً؛ فالحمد لله، وإلا فليت أخاً كريماً يبيِّن لنا وجه الصواب بالدليل او التعليل ما أمكن
ودمتم على الخير أعواناً(/)
هل يوجد فهارس لتفسير الإمام القرطبي - طبعة دار الكتب المصرية؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Feb 2005, 07:35 ص]ـ
كنت سألت هذا السؤال: أرجو ممن يعلم شيئاً عن وجود فهارس لتفسير الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي - طبعة دار الكتب المصرية الأولى أوالثانية أن يتكرم بدلالتي عليه مشكوراً.
فتكرم الإخوة الكرام بالجواب وكان على النحو التالي:
[ line]
المشارك7: للشيخ مشهور حسن ال سلمان كتاب كشاف تحليلي للمسائل الفقهية في تفسير القرطبي وهوقديم.
وهناك كتاب جامع الاحكام الفقهية للامام القرطبي من تفسيره جمع وتصنيف فريد الجندي طبع دار الكتب العلمية في ثلاث مجلات وهو مرتب على الابواب الفقهية ويذكر كلام القرطبي ويجمعه من مظانه المختلفة.
[ line]
المنصور: نعم، هناك أربعة مجلدات خاصة بفهرسة هذه الطبعة، أشرف عليها الدكتور: محمد المرعشلي، وقام بالعمل فيها أربعة من الياحثين:مروان قصاب - محمد المرعشلي - محمد الأمد - هشام البخاري، وهي من أنفس الفهارس وشاملة لكل مايخطر ببالك من أنواع الفهرسة.
ولعلك تجدها في الرشد وسم الفهارس: فهارس الجامع لأحكام القرآن (4 مجلدات)
والناشر: دار إحياء التراث العربي، وتعاونت معها: مؤسسة التاريخ العربي، وسنة الطبع: 1414هـ، ط1
والسلام عليكم
[ line]
وقد ذهبت لمكتبة الرشد صبيحة اليوم الثاني، واشتريتها وهي كما ذكر الشيخ عبدالله المنصور حفظه الله ورعاه.
[ line]
ثم سأل الأخ الكريم: محمد بن يوسف:: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.
من يتكرم علينا بذكر رؤوس عناوين هذه الفهارس: فهارس الآيات، الأحاديث ... ؟ وجزاكم الله خيرًا.
وجوابه يأتي إن شاء الله، وإن كان في قول الشيخ المنصور (من أنفس الفهارس وشاملة لكل مايخطر ببالك من أنواع الفهرسة) إجمال دال على المقصود.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Feb 2005, 08:09 ص]ـ
جواباً لسؤال أخي الكريم محمد بن يوسفف.
الفهارس التفصيلية لتفسير القرطبي - طبعة دار الكتب المصرية الثانية، تشتمل على اثني عشر فهرساً وهي كالتالي:
• فهرس أبجدي بأسماء السور ومواضع تفسيرها.
• فهرس أسماء السور على ترتيب القرآن الكريم.
• فهرس الأحاديث النبوية الشريفة وآثار الصحابة والتابعين ومشاهير أقوال المفسرين.
• فهرس المسائل الأصولية.
• فهرس الأحكام الفقهية.
• فهرس الأعلام.
• فهرس الجماعات والفرق.
• فهرس الأماكن والبلدان.
• فهرس الأشعار والقوافي والأرجاز.
• فهرس أبجدي بأسماء الكتب التي صرح الإمام القرطبي بذكر أسمائها في تفسيره.
• فهرس الشيوخ ومن روى عنهم القرطبي.
• فهرس الموضوعات العامة للكتاب.
جزاهم الله خيراً على هذا الجهد الموفق لخدمة هذا السفر العظيم، وتلك الطبعة النفيسة.
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[04 Feb 2005, 08:19 م]ـ
مسألة مهمة سألني عنها أحد الإخوان قبل مدة طويلة، ونفيت أن يكون للتفسير فهارس!!
جزاكم الله خيراً على هذه الفوائد، وبارك الله فيك يا شيخ عبدالله على هذه المعلومة القيمة. لكن هناك سؤال للأخ عبدالله المنصور والإخوة: ما الفرق بين الطبعة الأولى والثانية والثالثة لتفسير القرطبي المطبوع في دار الكتب المصرية؟ هل من جواب؟
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[20 Feb 2005, 01:49 ص]ـ
بارك الله فيكم(/)
رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد عند المحدثين والمفسرين
ـ[النجدي]ــــــــ[03 Feb 2005, 03:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
لا يخفى على مشتغل في أسانيد المفسرين والمحدثين هذه السلسلة أعني رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد
ولعلي في وقفات أسلط الضوء قليلا على هذه الرواية إن شاء الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Feb 2005, 08:10 م]ـ
أرحب بكم أخي الكريم في ملتقى أهل التفسير. وأسأل الله لك التوفيق في بيان ما قيل في هذا الإسناد، ونحن في انتظار وقفاتك، أعانك الله وبارك فيك.
ولعلك اطلعت على سلسلة علل أحاديث التفسير التي سبق طرحها في هذا الملتقى للدكتور يحيى بن عبدالله وفقه الله، والتي تظهر لك بعض حلقاتها في أسفل هذه الصفحة.
ـ[النجدي]ــــــــ[04 Feb 2005, 12:30 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على ترحيبكم
طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد رواها الجماعة - البخاري ومسلم وغيرهما -
ورواها أيضا أئمة التفسير ابن أبي حاتم والطبري وغيرهما
إلا أن هذه السلسلة تكلم فيها
قال أبو بكر ابن الأنباري رحمه الله (ت 328 هـ):: الذي روى هذا القول عن مجاهد ابن أبي نجيح ولا تصح روايته التفسير عن مجاهد " أ. هـ
قال يحيى بن سعيد: لم يسمع ابن أبي نجيح التفسير عن مجاهد إ. هـ
وقال ابن حبان: ابن أبي نجيح نظير ابن جريج في كتاب القاسم بن أبي بزة عن مجاهد في التفسير رويا عن مجاهد من غير سماع " إ. هـ
وقال الدوري قال ابن معين " قال سفيان بن عيينة: تفسير مجاهد لم يسمعه منه إنسان إلا القاسم بن أبي بزة فقلت ليحيى ابن أبي نجيح لم يسمعه من مجاهد؟ قال هكذا قال سفيان
يتبع
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 Feb 2005, 02:34 ص]ـ
هنا بحث ممتاز عن تفسير مجاهد:
http://www.ibnamin.com/tafsir_takhrij.htm
ـ[موراني]ــــــــ[06 Feb 2005, 03:16 م]ـ
محمد الأمين
قد قرأت الفصل المشار اليه حول مجاهد بن جبر.
وما جاء فيه معروف ومعلوم لمن يتصفح في كتب الطبقات والجرح والتعديل.
انك تشير الى هذه الآراء ملخصا وتقول:
قال .... فلان
قال .... شيخ الاسلام
قال .... فلان.
وهناك أتساءل:
فماذا تقول أنت؟؟؟
تقديرا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 Feb 2005, 12:36 ص]ـ
الأستاذ موراني
لم أعرف بالضبط ما الذي تريد معرفته في رأيي؟ فأنا عندما أنقل وأسكت عن الناقل فغالباً ما أكون مقراً له (إلا في مواضع قليلة لأسباب متعددة كأن أنقل الخلاف في مسألة). والذي أراه في تفسير مجاهد أن غالبه من ابن عباس، لكنه أحيانا كان يفتي من رأيه، وأحيانا كان يأخذ عن أهل الكتاب، مثله مثل شيخه ابن عباس رضي الله عنه. فلا يكون تفسيره حجة دوماً. ولذلك تجدني قد قلت بصراحة: "إلا أن مجاهداً تصرف في ذلك برأيه، وأخذ كذلك من أهل الكتاب".
أما إن كان سؤالك عن رواية ابن أبي نجيح عنه، فأنا قلت: "فهذا طريق غالبه صحيح. ولكن لا تؤخذ العقيدة من هذا الطريق، لأنه يخشى ابن أبا نجيح دلسها عن ضعفاء لينصر بدعته المعتزلية الفاسدة. ولا بأس بأخذ التفسير اللغوي وآراء مجاهد الفقهية، خاصة أنها غالباً ما توافق آراء ابن عباس".
ملاحظة: بالنسبة لقولك: "وما جاء فيه معروف ومعلوم لمن يتصفح في كتب الطبقات والجرح والتعديل." صحيح، لكنه مشروط طبعاً بمن يقرأ تلك الكتب ويلم بها. لكن عامة المفسرين لا يعلمون بها ولا يرجعون إليها. كما أنهم لا يعتدون -في كثير من الأحيان- بأقوال أهل الحديث وأهل الجرح والتعديل. فتراهم يعتمدون على تفاسير الكذابين من أمثال الكلبي والسدي ومقاتل، ومقرئين من أمثال حفص.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Feb 2005, 12:49 ص]ـ
لكن عامة المفسرين لا يعلمون بها ولا يرجعون إليها. كما أنهم لا يعتدون -في كثير من الأحيان- بأقوال أهل الحديث وأهل الجرح والتعديل. فتراهم يعتمدون على تفاسير الكذابين من أمثال الكلبي والسدي ومقاتل، ومقرئين من أمثال حفص.
هكذا بكل بساطة؟
ما هذا التعميم الجائر؟
أين العدل في الأحكام؟ والموضوعية في الكتابة؟
ـ[موراني]ــــــــ[14 Feb 2005, 01:08 ص]ـ
محمد الأمين حفظه الله ,
أما الآن فقد فهمت ربما ما تريد
كم من مرة يذكر القدماء (مثلا) السدي .... في التفسير بالمأثور
نعم , تلك أسماء (فحسب) ولكن وراءها أفكار لا تتجزأ عن هذه الحضارة العظيمة(/)
ما رأيكم باقتراح أخي الكريم عادل التركي في ....
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Feb 2005, 06:28 م]ـ
أرجو التكرم بإبداء الرأي حول اقتراح أخي الكريم عادل التركي على هذا الرابط ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=10787#post10787).
وطرح الأفكار التي يمكن عملها في هذا الملتقى حول برامج التفسير والدراسات القرآنية والقرآن والقراءات والتجويد ...
جزاكم الله خيراً.(/)
وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقاً
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 Feb 2005, 03:01 م]ـ
قال تعالى في سورة الجن
(وَأَنَّا مِنَّا المُسْلِمُونَ وَمِنَّا القَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً وَأَمَّا القَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقاً) 14 - 16
إذا كان الحديث عن الجن فما نفع الماء لهم؟؟
لنقرأ في بعض التفاسير
قال الرازي ((في هذه الآية ثلاثة أقوال: أحدها: أنه الغيث والمطر، والثاني: وهو قول أبي مسلم: أنه إشارة إلى الجنة كما قال:
{جَنَّـ?تٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ?لأَنْهَـ?رُ}
[البقرة:25] وثالثها: أنه المنافع والخيرات جعل الماء كناية عنها، لأن الماء أصل الخيرات كلها في الدنيا.))
فإذا قلنا أن الماء هو المطر أو الماء المعروف فيلزم أن يكون الكلام في هذه الآية ((لأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقاً) راجع إلى قاسطي الإنس لا قاسطي الجن
أما إذا قلنا أن الكلام عائد إلى قاسطي الجن فيلزم أن يكون المعنى هو المعنى الثالث الذي قاله الرازي وهو ((أنه المنافع والخيرات جعل الماء كناية عنها، لأن الماء أصل الخيرات كلها في الدنيا))
وكون الجن لا يلزمهم الماء وكون الأقرب عودة الكلام إليهم فأنا أميل إلى أن الماء هنا بمعنى الخيرات
فناقشوني يرحمكم الله
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[05 Feb 2005, 08:45 ص]ـ
قال ابن عاشور: (ويجوز أن يكون عائداً إلى غير مذكور في الكلام ولكنه معروف من المقام إذ السورة مسوقة للتنبيه على عناد المشركين وطعنهم في القرآن، فضمير {?سْتَقَـ?مُواْ} عائد إلى المشركين، وذلك كثير في ضمائر الغيبة التي في القرآن، وكذلك أسماء الإِشارة كما تنبهنا إليه ونبهنا عليه، ولا يناسب أن يعاد على القاسطين من الجن إذ لا علاقة للجن بشرب الماء.)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 Feb 2005, 06:11 م]ـ
جميل نقلك أيها الدكتور ولقد اطلعت عليه سابقا فلم يرضيني أن يعاد الكلام إلى غير مذكور في الآيات وهم قاسطي الإنس
وأنا عادة لا أميل إلا للمعنى الظاهر فالماء هو الماء---إلا أن كون قاسطي الإنس غير مذكورين وكون الجن لا يلزمهم الماء جعلني أرجح معنى الخيرات للماء المذكور في الآية
فما هي وجهة نظرك اخي بدقة(/)
لماذا ضمة الهاء في قوله تعالى {بما عاهد عليهُ الله}؟
ـ[عبدالمنعم]ــــــــ[04 Feb 2005, 05:27 م]ـ
قال تعالى في سورة الفتح اية 10 (فانما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليهُ الله فسيوتيه أجراً عظيما)
فقد قرأت في كتاب (الكشف عن وجوه القراءآت السبع وعللها وحججها) لأبي محمد القيسي
حيث قال: (قوله: (عليهُ اللهَ) قرأه حفص بضم الهاء , أتى على الأصل بصلة الهاء بواو , ثم حذف الواو لسكونها وسكون اللام بعدها , فقيت الضمة , وقرأ الباقون بالكسر ,لأنهم أبدلوا من ضمة الهاء كسرة للياء التي قبلها , لأن الكسرة بالياء أشبه , وهي أخف بعد الياء , فانقلبت الواو ياء , وحذفت لسكونها وسكون اللام بعدها , وقد تقدمت العلة في هذا الباب بأشبع من هذا)
# ارجعني المحقق الى سورة الإسراء الفقرة 34. ولكن لم أجد هذا الرقم حيث ان اخر رقم هو 30
فهل من مزيد كلام حول سبب الضم؟
************************************
@ عذراً فأنا طويلب علم
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[04 Feb 2005, 07:10 م]ـ
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=84&highlight=%DA%C7%E5%CF+%DA%E1%ED%E5+%C7%E1%E1%E5(/)
وَمَن يَعْصِ ?للَّهَ وَرَسُولَهُ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 Feb 2005, 08:46 م]ـ
قد يحتج علينا الأباضية بآية 23 من سورة الجن---كدليل لمعتقدهم بخلود العصاة غير التائبين في النار
وإليكم الآيات
((قال تعالى ((قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً قُلْ إِنِّي لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَراًّ وَلاَ رَشَداً قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً إِلاَّ بَلاغاً مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً)) 20 - 23 الجن
سياق الآيات---بداياتها كلام عن الشرك---أوسطها كلام عن البلاغات والرسالات وعقب آخرا بهذا التهديد "وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً"
فالكلام إذن عن أمر جلل---عن عصيان من نوع خاص- عن عصيان شامل لكل شىء--عصيان شامل كل الرسالات وكل البلاغات---عصيان يشمل كل ما يمكن أن يعصى به الله---وأوله وأهمه ماذكر في السياق --شرك ورفض للرسالات والبلاغ وهذا هو الكفر بعينه المستحق فاعله الخلود الأبدي
قال الألوسي في روح المعاني ((وَمَن يَعْصِ ?للَّهَ وَرَسُولَهُ} أي في الأمر بالتوحيد إذ الكلام فيه فلا يصح استدلال المعتزلة ونحوهم بالآية على تخليد العصاة في النار))
ـ[موراني]ــــــــ[04 Feb 2005, 10:22 م]ـ
يقول المفسر الاباضي هود بن محكم الهواري (من القرن الثالث الهجري) في الآية: ومن يعص الله ورسوله .... ) الى آخر الآية:
عذاب جهنم , يعني المشركين
انكم أيها المشركون أضعف ناصرا من محمد عليه السلام وأصحابه , أي: انه لا ناصر لكم.
ج 4 , ص 425
انني لا أرى احتجاجا على أهل السنة في هذا التفسير من قريب أو بعيد
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 Feb 2005, 03:16 ص]ـ
بالفعل---فقد اطلعت على تفسيره وليس فيه أي احتجاج على أهل السنة---إنما قول الألوسي فيه ما يشير إلى إحتجاج المعتزلة بها والأباضية في هذه الفكرة تبع لهم
ولم أر الخليلي يذكرها في كتابه
ومشاركتي هذه أصلا كانت إجابة لسؤال زميل
ولكن ما حصل أن عوامهم يذكرون هذه الآية في منتدياتهم--فأحببت أن أناقشها(/)
تفسير الخازن والإسرائيليات للدكتور عيادة الكبيسي
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[05 Feb 2005, 02:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين وإمام العلماء العاملين وعلى آله وأصحابه وأنصاره وأحبابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بفضله وكرمه آمين.
أما بعد:
فليس الغرض من هذا البحث الكتابة عن شخصية الإمام الخازن وبيان مكانته العلمية ولا عن منهجه في التفسير وإن كنت سأشير إلى شيء من ذلك باختصار وإنما الباعث على ذلك هو إماطة اللثام عن أحد الجوانب المهمة التي سلكها هذا الإمام في تفسيره " لباب التأويل " وتعريف الكثيرين بموقفه منه إذ أن هذا الجانب كان ولا يزال السبب الأكبر وربما الأوحد في إعراض كثير من الناس عن قراءة هذا التفسير أو الاعتناء به بل والإسائة إليه بالتشهير والتحذير وقد كنت أحد أولئك المعرضين وذلك: أن كلمة ألقيت في أذني منذ الصغر: أن تفسير الخازن مليىء بالاسرائيليات مشحون بالاساطير والخرافات وخال من متن العلم وتمحيص الروايات فعزفت نفسي عنه ولم أطق النظر فيه فضلاً عن القراءة والتأمل وشاء الله أن اسجل رسالتي الماجستير تحت إشراف شيخ صالح ذي فراسة - كما عهدته - وهو فضيلة الأستاذ الكبير الدكتور مصطفى أمين التازي - رحمه الله تعالى - فإذا به يقول لي ذات يوم من غير سابقمعرفة: أذهب واقرأ في تفسير الخازن مدة أسبوع!!
فقلت في نفسي: سبحان الله! في تفسير الخازن ولم؟! .... فقرأت على مضض ثم لم أمض طويلاً حتى بدأت نظرتي تتغير إذ بان لي عن الرجل وعن تفسيره خلاف ما سمعت كما سيتضح من خلال هذا البحث إن شاء الله تعالى.
ثم إني أول ما دخلت على شيخي قال لي: كيف وجدت الخازن؟ فقلت على الفور: إنه مظلوم فقال: هذا ما أردت أن تصل إليه.
ثم إني ومن ذلك الوقت بدأت أرجع إلى تفسير الإمام الخازن - رحمه الله تعالى - وأقرأ فيه بتأن وروية متأملاً متفحصاً فتحصل لي ما أحببت أن أطلع عليه المهتمين بالدراسات التفسيرية بوجه خاص والقراء الكرام بوجه عام.
فقرات البحث:
1 - تعريف مختصر بالمؤلف
2 - تعريف مماثل بالتفسير
3 - توضيح المراد بالإسرائيليات
4 - موقف المفسر منه ويتمثل في:
أ / المزايا
ب / المآخذ
5 - الخاتمة
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[05 Feb 2005, 02:10 ص]ـ
تعريف مختصر بالمؤلف:
هو الإمام علاء الدين أبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم بن عمر بن خليل الشيحي البغدادي الصوفي المعروف بالخازن كان فقيهاًافعياً مؤرخاً عالماً بالتفسير والحديث ولد ببغداد سنة 678هـ ثم بعد أن تعلم وسمع من بعض علمائعا هاجر إلى دمشق وسمع بها أيضاً
قال ابن القاضي شهبة: كان من أهل العلم جمع وألف وحدث ببعض مصنفاته.
مصنفاته:
ألف الإمام الخازن رحمه الله في فنون مختلفة في السيرة والفقه والحديث والتفسير وأشهر مصنفاته التي ذكرها العلماء في تراجمه هي:
* الروض والحدائق في سيرة خير الخلائق صلى الله عليه وسلم وهو كتاب حافل في السيرة النبوية المباركة.
*شرح العمدة لأبي بكر الشاشي في الفروع الشافعية وسماه في الأعلام: عدة الأفهام في شرح عمدة الأحكام.
*لباب التأويل في معاني التنزيل وهو التفسير المشهور بتفسير الخازن فرغ من تأليفه يوم الأربعاء من رمضان سنة 725هـ
*مقبول المنقول من علمي الجدل والأصول وهو كتاب كبير في الحديث يقع في عشر مجلدات جمع فيه بين مسندي الشافعي وأحمد والكتب الستة والموطأ وسنن الدار قطني ورتبه على الأبواب.
وكان رحمه الله كما وصفه مترجموه:
صوفياً، حسن السمت، بشوش الوحه، كثير التودد للناس وسمي بالخازن لأنه كان خازن كتب خانقاه السميساطية بدمشق.
وفاته:
تجمع المصادر التي ترجمت له على أنه توفي بمدينة حلب سنة 741هـ رحمه الله تعالى ورضي عنه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
تعريف مختصر بالتفسير:
وتفسيره كما تقدم هو لباب التأويل في معاني التنزيل وقد اشتهر باسم تفسير الخازن ومن المهم والمفيد أن نذكر نبذة مختصرة عن بعض الجوانب المشرقة في هذا التفسير قبل الدخول في صلب الموضوع فأقول وبالله التوفيق:
(يُتْبَعُ)
(/)
من خلال ما ذكر المؤلف في مقدمته وفي ضوء ما وقفت عليه أثناء قراءتي لتفسيره أستطيع أن أجمل أبرز الجوانب التفسيرية والمزايا العلمية التي ترسم الصورة الواضحة لهذا التفسير في النقاط التالية:
1/ اهتمامه بما يتعلق بالعقيدة وانتصاره لمذهب أهل السنة ويظهر ذلك جلياً في:
أ/ تنزيهه لمقام الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ونفيه لكل ما يخدش عصمتهم من ذلك: توهم صدور الذنب منهم، وعقد الفصول في إثبات عصمتهم وتوجيه ما يوهم منافاة العصمة مما حصل في قصصهم كما في قصة لوط ونوح ويوسف عليهم السلام.
ب/ رده على الفرق المبتدعة من المعتزلة والخوارج والمرجئة والرافضة وغيرهم ودحضه لمفترياتهم وتفنيد شبههم.
ج/تحريره لمذهبي السلف والخلف في آيات الصفات مع تأييده لمذهب السلف في ذلك ودعوته إلى وجوب اتباعه فيقول:
وللعلماء في آيات الصفات وأحاديث الصفات مذهبان:
أحدهما: وهو مذهب سلف هذه الأمة وأعلام أهل السنة:
الإيمان والتسليم لما جاء في آيات الصفات وأحاديث الصفات وأنه يجب علينا الإيمان بظاهرها ونؤمن به كما جاءت ونكل علمها إلى الله تعالى وإلى رسوله صلى اللع عليه وسلم مع الإيمان والاعتقاد بأن الله تعالى منزه عن سمات الحدوث وعن الحركة والسكون.
ونقل عن الزهري والأوزاعي ومالك وابن المبارك وسفيان الثوري والليث بن سعد وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوية أنهم كانوا يقولون فيها أقرؤها كما جاءت بلا كيف ولا تشبيه ولا تأويل. ثم قال: هذا مذهب أهل السنة ومعتقد سلف الأمة.
ثم يذكر مذهب الخلف في التأويل بعد ذلك ويقول في موضع آخر: فيجب على المسلم أن يمره على ما جاء
عقد فصولاً متنوعة في بيان المعجزة وكونها دليلاً على صدق الرسل عليهم الصلاة والسلام في إثبات عذاب القبر، في خلود الجنة والنار .... في أن الأنبياء أفضل من الملائكة والرد على من زعم خلاف ذلك، في الدفاع عن الصحابة رضي الله عنهم وبيان فضلهم وغير ذلك من الفصول.
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[13 Feb 2005, 08:44 ص]ـ
2 - اهتمامه بالتفسير بالرواية وإكثاره منه حتى ما كاد تخلو صفحة من صفحات كتابه من حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أثر عن الصحابة أو التابعين رضي الله عنهم.
3 - عنايته بالحديث النبوي الشريف والتزامه ببيان حكمه وشرح غريبه وحل مشكلاته -إن مجدت- ودفع ما يوهم التعارض من ذلك.
وقد كان من منهجه استعمال الرموز في عزو الحديث غالباً وإنك لترى (ق، خ، م) ظاهرة كثيرة منورة لصفحات كتابه رحمه الله تعالى.
4 - عنايته بآيات الأحكام وذكر خلاصة الحكم فيما يورده من المسائل دون التوسع غالباً في التفريعات الفقهية والخلافات المذهبية وقد يعقد الفصول لذلك.
5 - اعتماده على أمهات كتب التفسير ونقله لآراء جهابذة العلماء من المفسرين والمحدثين والفقهاء وأهل اللغة وغيرهم. كمجاهد والثوري وابن عيينة والزهري وابن المبارك والخطابي والطبري والزمخشري وابن الجوزي والرازي وابن عطية والقرطبي والواحدي والأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد والأوزاعي والزجاج والفراء والأزهري وأبي عبيد والجرجاني وغيرهم.
6 - اعتماده أسلوب الترجيح أو التصحيح أو الجمع لكثير من الخلافات والوجوه التي يوردها وإن كان ذلك ليس مطرداً في تفسيره
7 - له تحقيقات علمية نافعة مثل:
أ/ دفع توهم عزل أبي بكر بإرسال علي ببراءة رضي الله عنهما
ب/ توضيح المراد بقوله تعالى:" عفا الله عنك لم أذنت لهم " التوبة /43 - والرد على من استدل بها على جواز صدور الذنوب عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
ج/تحقيق في عمر النبي صلى الله عليه وسلم عند قوله تعالى:" فقد لبثت فيكم عمراً من قبله أفلا تعقلون " - يونس /16 - .
د/ استنباط أفضلية نبينا صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء عليه وعليهم الصلاة والسلام من قوله تعالى:" فبهداهم اقتده " - الأنعام /90 - .
هـ / بيان المراد من قوله تعالى: " فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك ". - يونس /94 - ودفع توهم حصول الشك من النبي صلى الله عليه وسلم.
و/ تحقيق في أن صلة الرحم تزيد في العمر وبيان الصحيح من أقوال العلماء في ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ز/ بيان التفسير الصحيح لقوله تعالى:" يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك " - التحريم /1 - والتحقيق فيمن تظاهر على النبي صلى الله عليه وسلم وذلك كثير في تفسيره - رحمه الله تعالى -
8 - تتبعه لأخطاء بعض المفسرين وبيان وجه الحق في ذلك كما في مناقشته للرازي والزمخشري في قصة غرق فرعون واستبعادهما أن يدس جبريل عليه السلام الطين في في فرعون مخافة أن تدركه الرحمة فيقول: والجواب عن هذا الاعتراض: أن الحديث قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا اعتراض عليه لأحد ثم يقبض في الرد ودفع الإشكال في فصلين عقدهما لذلك.
وقال عن طول عوج بن عنق الذي نقله هن الإمام البغوي: فيه نظر لأن آدم عليه السلام كان طوله على ما ورد في الأحاديث الصحيحة ستين ذراعاً
ونقل البغوي أيضاً: أن بابل إنما سميت بذلك لأن ألسنة الناس تبلبلت من الفزع حين سقط الصرح الذي بناه نمرود بن كنعان الجبار ليصعد إلى السماء وأن لسان الناس كان قبل ذلك السريانية ثم قال:
قلت: هكذا ذكره البغوي وفي هذا نظر لأن صالحاً عليه السلام كان قبلهم وكان يتكلم العربية وكان أهل اليمن عرباً منهم: جرهم الذين نشأ إسماعيل بينهم وتعلم منهم العربية وكانت قبائل من العرب قديمة قبل إبراهيم عليه السلام مثل: طسم وجديس وكل هؤلاء عرب تكلموا في قديم الزمان بالعربية ويدل على صحة هذا: قوله تعالى:" ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى "
9 - اهتمامه البالغ بما بهذب الأخلاق ويقوي العزائم ويزهد في الدنيا ويرغب في الآخرة ويذكر بالله تعالى واليوم الآخر ولا غرو فهو الواعظ الفذ والمذكر الفطن ولذا فهو كثيراً ما يستشهد بأبيات الزهد والرقائق وينقل عن الحسن البصري وأمثاله ..... وهذا يتمشى مه جانب الهداية الذي أنزل من أجله القرآن.
10 - له عناية بذكر الفصول المتنوعة فيما يرى أن له تعلقاً بالآية وكأنه يرى أن هذه الفصول ليست من باب التفسير إنما هي من باب تمام الفائدة ..... والحق أقول: إنها فصول علمية نافعة يمكن أن تستل من التفسير وتحقق تحقيقاً علمياً ثم تنشر كأبحاث مستقلة وهي كثيرة جداً ومتفاوتة بين البسط والاختصار والتوسط.
11 - رده لكثير من الإسرائيليات كما سنرى بعد قليل وفي هذا يقول الشيخ الزرقاني - رحمه الله تعالى -: ومن مزاياه أنه يتبع القصة ببيان ما فيها من باطل حتى لا ينخدع بها ولا يفتن جاهل. أقول: ولو سلك - رحمه الله تعالى- هذا الخط في جميع تفسيره لكان من أحسن التفاسير وأنفعها.
12 - يعنى بذكر بعض علوم القرآن كأسباب النزول لا سيما في مفتتح تفسير السور وبيان الناسخ والمنسوخ وقد يعقد لذلك فصولاً والقراءات وغير ذلك.
وقد عقد بعض الفصول في مقدمته مثل: جمع القرآن، وترتيب نزوله، وكونه نزل على سبعة أحرف وبيان معنى التفسير والتأويل وغير ذلك.
13 - وضوح الأسلوب وحسن الصياغة مع مراعاة الإيجاز وحسن الترتيب بعيداً عن لغة التعقيد والغموض.
14 - اختياره تفسير معالم التنزيل للإمام البغوي ت:516هـ، وانتخابه من غرر فوائده ودرر فرائده لما له من مكانة عالية بين التفاسير وما يظنه البعض من أنه اقتصر على تلخيصه واكتفى بنقل عبارته غير صحيح بل لقد زاد عليه فوائد و فرائد في جوانب من العلم متعددة وله عليه بعض الملاحظات كما أنه حافل بالنقول الأخرى والتحقيقات وغير ذلك مما يتضح لمن يقلب صفحات التفسير ومما تجدر ملاحظته هنا أن تفسير البغوي تفسير بالرواية وتفسير الخازن تفسير بالدراية.
15 - وقد جاء التفسير شاملاً لكل آيات الكتاب الكريم متوسط الحجم حيث يقع في أربع مجلدات من القطع الكبير وقد طبع عدة طبعات.
16 - وبالجملة: فهذا التفسير معدود ضمن التفاسير بالدراية وأنه قد توافرت فيه الشروط التي لا بد منها لأباحة التفسير بالرأي كما قد اشتمل على جملة واسعة من الأحاديث والآثار.
هذا: وقد يقال: إن بعض ما ذكرته في هذه الجوانب هو من لوازم التفسير فلا ميزة للخازن فيها ونقول: إن الغرض من هذا العرض المختصر الدفاع عن الخازن وتفسيره في أنه لا يقل شأناً عن جل التفاسير النافعة وإنه حري بالدراسة والانتفاع به بدل التحذير منه والتنفير عنه والله اعلم
وأما الإسرائيليات: فسنجعل الكلام حولها في أربع نقاط:
الأولى: في معناها وبيان المراد منها.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثانية: أن الخازن لم يكن بدعاً في ذكرها.
الثالثة: في مزايا تفسيره فيها.
الرابعة: في المآخذ.
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[15 Feb 2005, 08:29 ص]ـ
أما عن الأولى، فنقول:
الإسرائيليات: جمع مفرده: إسرائلية وهي قصة أو حادثة تروى عن مصدر إسرائيلي والنسبة إلى بني إسرائيل والنسبة في مثل هذا تكون لعجز المركب الإضافي لا لصدره وإسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام.
وهو كمصطلح لم يتحث عنه المتقدمون وإنما تحدث عنه عدد من الباحثين المحدثين.
ولفظ الإسرائيليات وإن كان يدل بظاهره على اللون اليهودي للتفسير وما كان للثقافة اليهودية من أثر ظاهر فيه إلا أن المدققين من علماء الإسلام أطلقوه على ما هو أشمل من ذلك فهو عندهم يعم اللون اليهودي واللون النصراني وكل ما نقل عن أهل الملل والأديان الأخرى وما دسه أعداء الإسلام ممن تظاهروا بالدخول فيه على اختلاف أجناسهم وأهدافهم.
وإنما صح إطلاق لفظ الإسرائيليات على كل ذلك من باب التغليب للون اليهودي على غيره لأن غالب ما يروى من هذه الخرفات والأباطيل يرجع في أصله إلى مصدر يهودي ولأن الضرر فيه أكبر والأثر السيء منه أظهر، غير أن هذا الإطلاق فيما أرى إنما هو من حيث إدراج تلك المدخلات تحت عنوان الإسرائيليات وأما من حيث التفاصيل فإن كل جزئية تنسب إلى مصدرها فيقال: هذه مأخوذة عن مصدر نصراني وهذه من وضع الزنادقة وهكذا.
وذلك التصريح نجد في مثل قصة زينب رضي الله عنها حيث قالوا: إنها من وضع يوحنا الدمشقي في العهد الأموي.
وفي قصة الغرانيق فقد ذكر جمع من العلماء من المفسرين والمحدثين أنها من وضع الزنادقة.
ومن وقف على أساني ابن جرير في تفسيره التي يعزو إليها الذين كتبوا في الإسرائيليات استطاع أن يحدد مصادر تلك الروايات.
ومن هذا القبيل ما وضعه الكذابون دووالأهواء المختلفة والنوايا الخبيثة.
أما الثانية:
فإن الإمام الخازن رحمه الله لم يكن في إيراد الإسرائيليات في تفسيره بدعاً من المفسرين في ذلك السابقين منهم واللاحقين إذ قد سبقه إلى ذلك أئمة أخيار من أمثال: ابن جرير الطبري ت 310هـ وأبي الليث السمرقندي ت373هـ وقيل 375هـ وأبي إسحاق الثعلبي ت 427هـ وقيل 428هـ والواحدي ت468هـ وأبي محمد البغوي ت510هـ أو 516هـ وجار الله الزمخشري ت538هـ وابن عطية الأندلسي ت546هـ وأبي عبدالله القرطبي ت 671هـ بل وحتى ابن أبي حاتم الرازي ت 327هـ على قلة في ذلك وغيرهم وتبعه في ذلك كبار العلماء من أمثال: أبي عبدالرحمن السيوطي ت911هـ والخطيب الشربيني ت977هـ والسيد رشيد رضا ت 1354هـ بل وحتى ابن كثير ت774هـ وأبي السعود العمادي ت 951هـ وأبي الثناء الألوسي ت 1270هـ على قلة في ذلك وغيرهم.
وفي هذا يقول الدكتور الذهبي: لا أكون مبالغاً ولا متجاوزاً حد الصدق إن قلت: إن كتب التفسير كلها قد أنزلق مؤلفوها إلى ذكر بعض الإسرائيليات وإن كان ذلك بتفاوت قلة وكثرة وتعقيباً عليها وسكوتاً عنها.
ولا تنازع في أن الخازن قد أكثر من رواية الإسرائيليات في تفسيره كما سيأتي في النقطة الرابعة غير أننا نجده وكما سيأتي أيضاً قد رد إسرائيليات باطلة متعددة لها مساس بالعقيدة قد سكت عنها جمع من المفسرين.
وإذا لا حظنا أن الإسرائيليات متفاوتة في مدى خطورتها على عقائد المسلمين وقدسية الإسلام وأنه لا يمكن المساواة بين إسرائيليات ذكرت شرحاً لبعض المجلات أو بياناً لبعض جزئيات الحوادث والأخبار أو ما شابه ذلك مما لا تعلق له بالعقائد والأحكام وبين إسرائيلية تمس معاقد الإيمان وقد وضعت عن خبث ومكر لهدم أصول العقائد والتشريع اتضح لنا أن الإمام الخازن رحمه الله تعالى أسلم بهذا الاعتبار من بعض التفاسير التي ذكرت بعض تلك الطامات ولم تردها.
فلم يبق بعد هذا للطعن في تفسيره والتحذير منه والسكوت بل والحث على دراسة غيره من التفاسير المماثلة في هذا الباب أو التي قد تزيد عليه معنى وإن قيل: إن في تلك التفاسير من متين العلم ودقائق التفسير ما يدعو إلى الاهتمام بها ودراستها وتدريسها قلنا: وإن في تفسير الخازن من ذلك الشيء الكثير.
وأما الثالثة:
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن للخازن في ذلك شأناً جليلاً ومسلكاً مفيداً وسأركز منه على ما يعلق بالعقائد مما له مساس بمقام النبوة أو خدش لعصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فقد أبلى فيه الخازن بلاء حسناً وكان له في ذلك باع طويل فهو رحمه الله تعالى يتعقب الروايات الواردة في ذلك ويبطلها ويفند ويبين وجه الحق والتفسير الصحيح للآيات التي نسجت تلك الروايات حولها والأمثلة على ذلك كثيرة وسأكتفي ببعض النماذج فمن ذلك:
القصص المفترى على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لاسيما داود وسليمان اللذين لقيا من اليهود أذى كثيراً وبهتاناً عظيماً ولا غرابة فاليهود قوم بهت كما وصفهم الحبر المقدم فيهم الذي أنقذه الله بالإسلام الصحابي الجليل عبدالله بن سلام رضي الله عنه.
وقد ساق الخازن في تفسيره كثيراً من الروايات الطاعنة في نبي الله داود عليه السلام والقادحة في عصمته كقصة الشيطان الذي تمثل له في صورة حمامة من ذهب فيها من كل لون حسن وجناحاها من الدر والزبرجد فطارت ثم وقعت بين رجليه وألهته عن صلاته، وقصة امرأة أوريا التي وقع بصره عليها فأعجبه جمالها فاحتال على زوجها حتى قتل رجاء أن تسلم له هذه المرأة التي فتن بها وشغف بحبها وغير ذلك من الروايات العجيبة الغريبة التي أوردها في تفسير قوله تعالى:" وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب " الآيات إلى قوله تعالى:" وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعاً وأناب ".
وبعد أن أورد الخازن تلك الروايات التي يمكن أن تكون من باب
عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه ****** ومن لا يعرف الشر من الناس يقع فيه
عقب ذلك بفصل: في تنزيه داود عليه الصلاة والسلام عما لا يليق به وما ينسب إليه فقال رحمه الله تعالى: اعلم أن من خصه الله تعالى بنبوته وأكرمه برسالته وشرفه على كثير من خلقه وأئتمنه على وحيه وجعله واسطة بينه وبين خلقه لا يليق أن ينسب إليه مالو نسب إلى آحاد الناس لاستنكف أن يحدث به عنه فكيف يجوز أن ينسب إلى بعض أعلام الأنبياء والصفوة الأمناء؟!
ونقل عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: من حدثكم بحديث داود على ما يرويه القصاص جلدته مائة وستين جلدة وهو حد الفرية على الأنبياء.!!
وعن القاضي عياض: لا يجوز أن يلتفت إلى ما سطره الأخباريون من أهل الكتاب الذين بدلوا وغيروا ونقله بعض المفسرين ولم ينص الله تعالى على شيء من ذلك ولا ورد في حديث صحيح والذي نص عليه الله في قصة داود:" وظن داود أنما فتناه " وليس في قصة داود وأوريا خبر ثابت ولا يظن بنبي محبة قتل مسلم وهذا هو الذي ينبغي أن يعول عليه من أمر داود.
وينقل أيضاً عن الإمام الرازي والمحققين من المفسرين ما يؤيد هذا ويؤكد تنزيه نبي الله داود عليه السلام.
ولم يكتف الإمام الخازن رحمه الله تعالى بإبطال ذلك القصص وتلك الروايات فحسب بل يعمد إلى ذكر التفسير الصحيح للآية ويذكر في ذلك عدة أوجه ويختمها بقوله: وقيل: إن ذنب داود الذي استغفر منه ليس هو بسبب أوريا والمرأة وإنما هو بسبب الخصمين وكونه قضى لأحدهما قبل سماع كلام الآخر وقيل: هو قوله لأحد الخصمين:" لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه " فحكم على خصمه بكونه ظالماً بمجرد الدعوى فلما كان الحكم مخالفاً للصواب اشتغل داود بالاستغفار والتوبة.
قال الخازن: فثبت بهذه الوجوه نزاهة داود عليه الصلاة والسلام مما نسب إليه والله اعلم.
وهذا الوجه وإن بدت عليه مخايل الجودة وأنه موافق لسياق الآية " ياداود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله " حيث ذكرت استفتاء الخصمين واحتكامهما إلى داود عليه السلام وسرعة جوابه فقد رده بعض المحققين.
وبهذا تبطل قصة داود وأوريا وامرأته من أساسها ويحكم عليها بأنها فرية بدون مرية وهكذا نرى أن الإمام الخازن رحمه الله تعالى يتصدى لهذه القصة بالتزييف والإبطال بينما نجد بعض المفسرين يودعونها تفاسيرهم من غير نكير مع ما فيها من بشاعة ونكارة.
وقد ساق أيضاً الروايات الواردة بشأن سليمان عليه السلام ومنها قصو صخر المارد وتشبهه به وتسلطه على ملكه ونسائه ثم يكر على ذلك بالتفنيد وينقل عن القاضي عياض وغيره من المحققين أن ذلك كله غير صحيح وأن الشيطان لا سبيل له للتشبه بأنبياء الله أو التسلط على ملكهم لأن الله تعالى قد عصمهم منه
ثم يشرع في بيان التفسير الصحيح لقوله تعالى: " ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب " الذي نسجت حوله قصة صخر المارد فيقول:
والذي ذهب إليه المحققون: أن سبب فتنته ما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال سليمان بن داود عليهما السلام: لأطوفن الليلة على مائة امرأة أو تسع وتسعين كلهن يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله فقال له صاحبه: قل: إن شاء الله فلم يقل إن شاء الله فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل والذي نفس محمد بيده لو قال: إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرساناً أجمعون وفي رواية: لأطوفن بمائة امرأة فقال له الملك: قل إن شاء الله فلم يقل ونسي.
قال العلماء: والشق هو الجسد الذي ألقي على كرسيه وهي عقوبته ومحنته لأنه لم يستثن لما استغرقه من الحرص وغلب عليه من التمني وقيل: نسي أن يستثني كما صح في الحديث لينفذ أمر الله ومراده فيه.
وبينما نرى أن الإمام الخازن يسير في هذا الطريق المضيء وينكر ذلك القصص الباطل نرى غيره من أجلاء المفسرين يذكر ذلك ولا يبطله بل ربما أقره بعظهم يقول الإمام ابن عطية: اختلف الناس في الجسد الذي ألقي على كرسيه فقال الجمهور: الجني المذكور أي صخر المارد سماه جسداً لأنه قد تمثل في جسد سليمان عليه السلام ولبس به وهذا أصح الأقوال وأبينها معنى.
ويقول الإمام البغوي بعد ذكر القصة: وأشهر الأقاويل أن الجسد الذي ألقي على كرسيه هو صخر الجني.!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[26 Apr 2005, 12:18 م]ـ
وهكذا يسلك الإمام الخازن رحمه الله تعالى هذا المنهج المنير في الدفاع عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وإثبات عصمتهم بما لو تتبعناه لطال بنا الحديث ولكننا سنكتفي بالإشارة السريعة إلى بعض ذلك:
عقد فصلاً في الرد على الطاعنين في عصمة الأنبياء عند قوله تعالى:" وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم " ودحض الشبه في ذلك ثم نقل عن القاضي عياض قوله: واعلم أن الأمة مجمعة على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الشيطان في جسمه وخاطره ولسانه وكذا عقد فصلاً عند قوله تعالى:" ما كان النبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض " وذكر في ذلك وجوهاً عدة وأجاب عنها.
وعقد فصلاً أيضاً عند قوله تعالى:" عفا الله عنك لم أذنت لهم "
وذكر كلاماً نفيساً في عصمة الأنبياء عند قوله تعالى:"فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك "
وعقد فصلاً في عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام عند قوله تعالى في قصة نوح عليه السلام:" إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح "
وبين في قوله تعالى في قصة لوط عليه السلام:" هؤلاء بناتي هن أطهر لكم " أنه أراد ببناته نساء قومه وأضافهن إلى نفسه لأن كل نبي أبو أمته وهو كالوالد لهم ثم قال: وهذا القول هو الصحيح وأشبه بالصواب إن شاء الله تعالى ثم دلل على ذلك وبين ضعف الأقوال الأخرى
ونقل الأقوال في قصة يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز وما نسب في ذلك إلى السلف من الأباطيل ثم أقبت تنزيه يوسف وبيان عصمته وأن ما جاء بخلاف ذلك هو كذب بحت ونسبته إلى الصحابة أو التابعين غير صحيحة وهو بهذا يخالف ما ذهب إليه البغوي تبعاً لشيخه الثعلبي في أن ما روي في هم يوسف عليه السلام هو مذهب السلف.
والله تعالى اعلم
له تابع إن شاء الله تعالى
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[16 May 2005, 01:23 م]ـ
وقد عقد فصلاً في قصة زينب رضي الله عنها وزواج النبي صلى الله عليه وسلم منها وبين أن ما ذهب إليه بعض المفسرين من وقوع محبتها في قلبه صلى الله عليه وسلم حين رآها إقدام عظيم من قائله وقلة معرفة بحق النبي صلى الله عليه وسلم وبفضله قال: وكيف يقال رآها فأعجبته وهي بنت عمته ولم يزل يرها منذ ولدت ولا كان النساء يحتجبن منه صلى الله عليه وسلم وهوزوجها لزيد فلا يشك في تنزيه النبي صلى الله عليه وسلم عن أن يأمر زيداً بإمساكها وهو يحب تطليقه إياها كما ذكر عن جماعة من المفسرين وهو كعادته لم يكتف برد الباطل بل يشرع بعده ببيان وجه الحق وقد فصل القول الصحيح في هذا الفصل فنقل عن زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما: أن الله عز وجل أعلم نبيه صلى الله عليه وسلم أنها ستكون من أزواجه وأن زيداً سيطلقها فلما جاء زيد قال: إني أريد أن أطلقها قال له: أمسك عليك زوجك فعاتبه الله تعالى ثم قال: وهذا هو الأولى والأليق بحال الأنبياء وهو مطابق للتلاوة وبعد بيان وجه الدليل من ذلك قال:
فدل على أنه إنما عوتب على إخفاء ما أعلمه الله أنها ستكون زوجته وإنما أخفى ذلك استحياء أن يخبر زيداً أن التي تحتك وفي نكاحك ستكون زوجتي ثم قال الخازن رحمه الله تعالى وهذا قول حسن مرضي وكم من شيء يتحفظ منه الإنسان ويستحي من إطلاع الناس عليه وهو في نفسه مباح متسع وحلال مطلق لا مقال فيه ولا عيب عند الله وربما كان الدخول في ذلك المباح سلماً إلى حصول واجبات يعظم أثرها في الدين وهو إنما جعل الله طلاق زيد لها وتزويج النبي صلى الله عليه وسلم إياها لإزالة التبني وإبطال سنته كما قال الله تعالى: " ما كان محمد أبا أحد من رجالكم " وقال:" لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم ".
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[16 May 2005, 01:23 م]ـ
ملاحظة:
ولكن وبعد ما تقدم نقول: إن الإمام الخازن رحمه الله تعالى لم يلتزم بمنهجه هذا في جميع تفسيره فقد كان أحياناً يذكر من القصص ما يمس جانب العقيدة ولا يتفق مع الأصول الشرعية المقررة كما يقول الدكتور الذهبي ولا يعقب عليه بما يفيد بطلانه ومثل لذلك بما ذكره عند تفسيره لقوله تعالى:" وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ".
حيث قال: فقد روى عن وهب بن منبه قصة فيها نكارة ومنافاة للأصول الشرعية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد قرأت القصة في تفسي الخازن وتأملتها فتعجبت من إيراده لها وسكوته عنها حيث لم يفندها ولم يبين بطلانها كعادته رحمه الله تعالى وإني وإن كنت لست مع الخازن فيما ذهب إليه من إقرار ما نسب إلى أيوب عليه السلام إلا أني أقول: قد نلتمس للإمام الخازن في ذلك عذراً إذ لعله رأى أن ما في هذه القصة لا يتعارض مع العصمة ولا يقدح في مقام النبوة ولا يمس جانب العقيدة بل ربما رأى أن في ذلك رفعة لمقام أيوب عليه السلام لما تصوره القصة من صبر عظيم استحق أن يقول الله تعالى فيه:" إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب "
وهو وإن كان يرى أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام منزهون عن الأمراض المنفرة إلا أنه قد يرى أن ما حل بأيوب كان عرضاً فهو كالعمى الذي حل بيعقوب بسبب فراق ولده يوسف عليهم السلام.
ومما ينبغي أن يعلم: أنه لا بد أن يكون البلاء الذي حل بأيوب عليه السلام عظيماً وفوق العادة وقد يكون مقارباً لبعض ما في مفردات القصة من حيث جمع البلاء الجسدي والمعنوي من مثل تبكيت أصحاب له ولومهم وقولهم له: تب إلى الله من الذنب الذي عوقبت به فقد ورد أن اتهامهم له كان أشد عليه مما هو فيه ولذا فإن الخازن يورد سؤالاً ويجيب عنه فيقول: فإن قلت: كيف سماه الله صابراً وقد أظهر الشكوى والجزع بقوله: مسني الضر ومسني الشيطان بنصب وعذاب؟ قلت: ليس هذا شكاية وإنما هو دعاء ثم يدلل على ذلك.
ومهما يكن فإن قصة أيوب ليست كقصة داود عليهما السلام مع زوجة أوريا ولا كقصة زينب مع تبينا صلى الله عليه وسلم التي رواها وسكت عليها من هو أقدم من الخازن وأشهر وأيضاً فليس الخازن وحده هو الذي ذكر قصة أيوب بل ذكرها أو طرفاً منها دون نكير جمع من المفسرين منهم: ابن جرير الطبري، وابن عطية، وابن الجوزي، والسيوطي، ونقلها الشيخ سليمان بن عمر الشهير بالجمل عن الخازن مختصراً.
والله اعلم
له تابع إن شاء الله تعالى
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[25 May 2005, 12:36 م]ـ
ومن الإسرائيليات التي فندها الخازن وأنكر على من أقرها: قصة هاروت وماروت تلك القصة العجيبة الغريبة وقد عقد فصلاً في عصمة الملائكة ونقل عمن ذهب إلى عصمة جميعهم بأنه لم يصح من هذه القصة شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما أخذت من اليهود ثم ساق وجوه إبطالها وقال:فبان بهذه الوجوه ركة هذه القصة والله اعلم بصحة ذلك وسقمه والأولى تنزيه الملائكة عن كل ما لا يليق بمنصبهم.
بينما نجد أن جمعاً من المفسرين قد أودعها تفاسيرهم من غير نكير منهم: الإمام عبدالرزاق الصنعاني، وابن جرير الطبري وابن أبي حاتم الرازي وأبو إسحاق الثعلبي وأبو الليث السمرقندي وأبو منصور الماتريدي والإمام القشيري والإمام البغوي وغيرهم بل إن الإمام الشوكاني استبعد انكار وقوعها كما بسطنا ذلك في بحثنا: قصة هاروت وماروت في ميزان المنقول والمعقول.
ومما فنده الخازن من الإسرائيليات: قصة الغرانيق تلك الأكذوبة الشنيعة التي تخدش عصمة النبي صلى الله عليه وسلم وتمس قدسية القرآن
فنرى أن الإمام الخازن رحمه الله تعالى بعد أن ينقلها يكر عليها بالرد والإبطال ويبين أن الدلائل قد قامت على صدق النبي صلى الله عليه وسلم وأن الأمة أجمعت فيما كان طريقه البلاغ أنه معصوم فيه من الاختبار عن شيء منه بخلاف ما هو به لا قصداً ولا سهواً ولا غلطاً قال الله تعالى:" وما ينطق عن الهوى "
وقال الله تعالى:" لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد "
ثم يشرع في دحض هذه الفرية بعدة وجوه ويذكر بعد ذلك التفسير الصحيح لقوله تعالى:" وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم "
الآية التي نسجت حولها قصة الغرانيق فيقول – رحمه الله تعالى – الجواب الراجح في تحقيق تفسير الآية وقد تقدم أن التمني يكون بمعنى حديث النفس وبمعنى التلاوة فعلى الأول: يكون معنى قوله " إلا إذا تمنى " أي خطر بباله وتمنى بقلبه بعض الأمور ولا يبعد أنه إذا قوي التمني اشتغل الخاطر فحصل السهو في الأفعال الظاهرة، وعلى الثاني: وهو تفسير التمني بالتلاوة فيكون معنى قوله:" إلا إذا تمنى " أي تلا وهو ما يقع للنبي صلى الله عليه وسلم من السهو في إسقاط آية أو آيات أو كلمة أو نحو ذلك ولكنه لا يقر على هذا السهو بل ينبه عليه ويذكر به للوقت والحين كما صح في الحديث:" لقد اذكرني كذا وكذا آية كنت أنسيتها من سورة كذا "
وحاصل هذا أن الغرض من هذه الآية أن الأنبياء والرسل وإن عصمهم الله عن الخطأ في العلم فلم يعصمهم من جواز السهو عليهم بل حالهم في ذلك كحال سائر البشر والله اعلم
وبذلك يعطي القارئ صورة واضحة صحيحة لا لبس فيها ولا غموض فجزاه الله تعالى عن كتابه وعن نبيه صلى الله عليه وسلم والمسلمين خير جزاء ومن المعلوم أن بعض المحققين في القديم والحديث قد أقروا بأصل هذه القصة وقد اختلف تأويل المتأولين لذلك.
والحق أن القصة باطلة سنداً ومتناً وقد بسطنا القول في ذلك في بحثنا: المدخلات في التفسير النقلي وذكرنا فيه تفسيراً آخر للآية غير ما ذكره الخازن رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[31 May 2005, 08:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على هذا البحث الماتع
وبحكم اطلاعكم على هذا التفسير ومعايشتكم له، فأحب إفادتكم حول رأي الخازن رحمه الله في مسألة تحريف الإنجيل وفي أي موضع من الكتاب ذكر ذلك للحاجة الماسة إليه زادكم الله علما وتوفيقا
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[01 Jun 2005, 05:54 ص]ـ
أخي الفاضل (عبدالله) هذا الموضوع للدكتور عياد الكبيسي , ولست كاتبه وفقك الله , ولعلك تتصل بالدكتور ويفيدك أكثر.
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[25 Jun 2005, 07:49 ص]ـ
الرابعة: المأخذ على الخازن في رواية الإسرائيليات:
بدءاً أقول: ليس بوسعي ولا بوسع غيري أن ينكر إكثار الإمام الخازن عفا الله تعالى عنه من رواية الإسرائيليات في تفسيره وإيراده لقصص كثير لا حاصل منه ولا طائل تحته كمثل تفاصيل قصه أصحاب الكهف وذكر أسمائهم ودقة وصف كلبهم وذكر الاختلاف في اسمه وذكر اسم النملة التي كلمت سليمان عليه السلام والاختلاف فيه وأنها كانت عرجاء وكانت ذات جناحين وإن كان قد صدر ذلك بقيل وكتوسعه في بيان صفة الدابة التي ذكرها الله تعالى بقوله سبحانه:" وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون " حيث نقل عن البغوي الذي نقل عن شيخه الثعلبي ما جاء في ذلك من الآثار العجيبة ومثل هذا ما ذكره في صفة اللوح المحفوظ الذي ذكره الله تعالى بقوله:" بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ " حيث قال: وروى البغوي بإسناد الثعلبي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:" إن في صدر اللوح: لا إله إلا الله وحده دينه الإسلام ومحمد عبده ورسوله فمن آمن بالله عز وجل وصدق بوعده واتبع رسله أدخله الجنة وقال: واللوح لوح من درة بيضاء وطوله ما بين السماء والأرض وعرضه ما بين المشرق والمغرب وحافتاه الدر والياقوت ودفتاه .... حمراء وقلمه من نور وكلامه سر معقود بالعرش وأصله في حجر ... والله تعالى اعلم بمراده.
ومع هذا فنرى أن من الإنصاف للرجل ولتفسيره أن ندعو القارئ الكريم للتأمل معنا في النقاط التالية:
1/ أن الخازن كما تقدم ليس بدعاً في هذا بل إن هناك من أجلاء المفسرين من أورد ما هو أشنع وأفظع فموقفه بوجه عام خير من موقف بعض المفسرين الذين ذكروا وسكتوا عما يمس العقيدة ويخل بمقام النبوة.
2/ أن كثيراً من ذلك القصص هو من النوع المسكوت عنه فهو مما لا يصدق ولا يكذب وإذا كان بعض العلماء يرى أنه لا تجوز روايته فالجمهور على جواز ذلك
3/ رأينا أن الخازن ذكر مصدر القصة التي يرويها وكأنه أراد بهذا أن يبريء عهدته جرياً على قاعدة من أسند لك فقد أحالك ولئن قيل إن هذا العزو لا قيمة له بعد حذف الإسناد قلنا: لعله إنما حذف الإسناد اعتماداً على وجودها في مصادرها فإن تلك الإسرائيليات تجدها مسندة في المراجع التي تعنى بذكر السند وقد صرح الخازن بسبب حذف تلك الأسانيد حيث قال في مقدمته: وحذفت الإسناد لأنه أقرب إلى تحصيل المراد.
وفي الختام:
إن تفسير الإمام الخازن المسمى: لباب التأويل في معاني التنزيل من التفاسير النافعة المفيدة فقد اشتمل على علم جم وفوائد متنوعة وتحقيقات قيمة ورد الكثير من الإسرائيليات الباطلة ومع هذا فهو كغيره من كثير من التفاسير ليس بخال منها.
ـ[نور الدين سنان]ــــــــ[19 Nov 2005, 01:47 م]ـ
الرجاء من كان عنده تفسير الخازن فليرسله إلي ؤشكراً
من اراد ان يرسله فليرسله على aldeen75@hotmail.com أو
nour-si@scs-net.org
وشكراً
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[12 Feb 2007, 07:34 م]ـ
أخي الكريم العوضي أدام الله مودتك ..
هل هذا كتاب للكبيسي أم مقال؟ وأين تم نشره للعزو إليه.
ـ[أحمد عطا عمر]ــــــــ[28 Sep 2007, 03:20 ص]ـ
أشكر فضيلة أستاذي الكريم عيادة الكبيسي على التوضيح، فقد كنت أخاف القراءة في هذا الكتاب من قبل ولكنني عندما قرأت فيه وأطلعت على مواضع متعددة من تفسيراته وكثيرا من تعليقاته الخاصة على بعض الآيات وجدته من خير ما كتب الكاتبون وأفضل ما جادت به القرائح النيرة والأفكار السليمة .. وجدته قد قرب البعيد وسهل العويص بعبارة مختصرة واضحة واشارة لطيفة تغني عن الإطناب والإسهاب. ومع هذا كانت التعليقات شافية كافية في أكثر الأحيان ولذلك أوجه إخواني الكرام الدارسين في علم التفسير إلى القراءة في هذا الكتاب بعيدا عن المؤثرات السابقة ...
ومن المؤسف جدا أن نكتفي بالحكم على المؤلفات بأقوال غيرنا بدون أن نتثبت ونتحقق وأن نستكين للضعف والعجز وقد نهانا الله تعالى عنه.
وها هو ذا أيها الأخ العزيز كتاب الخازن بين يديك فإن راقك كله فلله الحمد والمنة والفضل والنعمة وإن أعجبك بعضه ولم يعجبك بعضه فالخازن بشر يخطئ ويصيب و ليس بمعصوم وعسى الله أن يتوب عليه ويغفر له.
ولا أعني بهذا الكلام أن الخازن أجل من ابن جرير الطبري وأنبغ من البغوي والرازي وابن عطية والقرطبي وابن كثير وغيرهم ...
فالخازن من بحرهم استقى ومن معينهم ارتوى [وخاصة من البغوي] وقد أخذ خلاصة آرائهم وزبدة أقوالهم واجتهد في ترجيح بعض الأقوال والتنبيه على بعض الأحكام والوقوف على بعض الأسرار. فقد عمل جاهدا أن يبسط للقارئ ما تحتاجه الكلمات والعبارات من معان كثيرة ليغنيه عن الموسوعات التي يضرب الباحث في صحرائها ويتيه في بيدائها ويتحمل حرها اللافح وشمسها المحرقة .. فتفسير الخازن وغيره من تفاسير أهل السنة الكرام إن شاء الله ملجئ للباحثين وملاذ للمتقين غير بعض الهنات وسبحان من تنزه عن السيئات جزى الله واضعيها خير الجزاء ..
ولكن من الإثم والعار أن نلغي ما وهبنا الله ونربط عقولنا بعقال غيرنا _ وقد يكون هذا الغير آثما أو مخطئا وكل بني آدم خطاء _ ونفرط في مثل هذا التراث العظيم
جعلني الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الراية]ــــــــ[27 Mar 2008, 03:09 م]ـ
تفسير الخازن
مختصر من البغوي مع إضافات، وله شهرة وانتشار بغير هذه البلاد،
صاحبه يذكر أقوال بعض المتصوفة،
وله عناية بذكر ما يتعلق بالمرققات.
د. عبدالكريم الخضير
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[27 Mar 2008, 08:10 م]ـ
هل من دراسات علمية حول تفسير الخازن؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 May 2008, 01:03 م]ـ
تفسير الخازن يحقق كاملاً وأظنه على وشك الأنتهاء، وقد قام بتحقيقه عدد من الباحثين والباحثات بجامعة الإمام أولاً ثم بكليات التربية للبنات بقيته. وقد نوقشت العديد من الرسائل وبقي القليل منها.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[27 May 2008, 01:40 ص]ـ
الرجاء من كان عنده تفسير الخازن فليرسله إلي ؤشكراً
من اراد ان يرسله فليرسله على aldeen75@hotmail.com أو
nour-si@scs-net.org
وشكراً
يمكنك تحميله من هذا الرابط: http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=2281 وهي نسخة موافقة للمطبوع كما هو مدون على بطاقة التعريف.(/)
ملخص تفسير سورة النبأ من تفسير ابن كثير رحمه الله
ـ[محمد أبو معاذ]ــــــــ[05 Feb 2005, 12:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه إلى يوم الدين اللهم أمين.
بداية الفوائد من تفسير ابن كثير رحمه الله تعالى من جزء عمّ التي لخصتها فاحببت أن انقلها لكم من باب الفائدة وأسأل الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح اللهم أمين.
بداية الدرس في تاريخ 7/ 7/1423هـ بعد صلاة الفجر أسأل الله التوفيق والسداد
قوله تعالى {النبأ العظيم} قال قتادة وابن زيد البعث بعد الموت، وقال ابن كثير رحمه الله وهو الأظهر.
المعصرات: قيل الرياح، وقيل السحاب، وقيل السماوات وقال الحافظ: وهذا قول غريب ورجح السحاب كما قال تعالى {الله الذي يرسل الرياح فتثير سحاباً فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفاً فترى الودق يخرج من خلاله} أي من بينه.
وقوله تعالى: {ماءً ثجاجاً} قال مجاهد منصباً، وقال الثوري: متتابعاً وقال ابن زيد: كثيراً، وقال ابن جرير: ولا يعرف في كلام العرب في صفة الكثرة الثج، وإنما الثج الصب المتتابع وفيه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (أفضل الحج العج والثج) يعني الصب دماء البدن وهكذا قال. قلت: وفي حديث المستحاضة حين قال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (أنعت لك الكرفس) يعني أن تحتشي بالقطن فقالت يا رسول هو أكبر من ذلك إنما أثج ثجاً) * وهذا فيه دلالة على استعمال الثج في الصب المتتابع الكثير والله أعلم.
وقوله تعالى (لابثين فيها أحقاباً) أي ما كثين فيها أحقاباً وهي جمع حقب وهو المدة من الزمان وقد اختلفوا في مقداره (1) ثمانين سنة قاله علي ابن أبي طالب رضي الله عنه لهلال الهجري (2) سبعون سنة عن أبي هريرة وعبد الله بن عمرو وابن عباس رضي الله عنهم وغيرهم (3) أربعون سنة عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما (4) ثلاث مائة سنة عن بشير بن كعب (5) ذكر أنه شهر وهو مروي في حديث منكر جداً رواه ابن أبي حاتم، وقال الحافظ: والقاسم وجعفر بن الزبير كلاهما متروك.
وروي حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (ولا يخرج من النار أحد حتى يمكث فيها أحقاباً قال والحقب بضع وثمانون سنة ... ثم قال: سليمان بن مسلم البصري مشهور {أي البزار صاحب المسند}.
وقد قال مقاتل بن حيان: إن هذه الآية منسوخة بقوله تعالى: {فذوقوا فلن تزيدكم إلا عذاباً} وقال خالد بن معدان: هذه الآية وقوله تعالى {إلا ما شاء ربك} في أهل التوحيد رواهما بن جرير، ثم قال ويحتمل أن يكون قوله تعالى {لابثين فيها أحقاباً} متعلقاً بقوله تعالى {لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً} ثم يحدث الله لهم بعد ذلك عذاباً من شكل أخر ونوع أخر، ثم قال: والصحيح أنها لا انقضاء لها كما قال قتادة والربيع بن أنس ... عن زهير عن سالم سمعت الحسن يسأل عن قوله تعالى {لابثين فيها أحقاباً} قال: أما الأحقاب فليس لها عدة إلا الخلود في النار، ولكن ذكروا أن الحقب سبعون سنة. وقال قتادة: وهو ما لا انقطاع له وكلما مضى حقب جاء بعده. وقال الربيع بن أنس: لا يعلم عدة هذه الأحقاب إلا الله عز وجل، وذكر لنا أن الحقب الواحد ثمانون سنة.
وقوله تعالى: {لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً} أي لا يجدون في جهنم برداً لقلوبهم ولا شراباً يتغذون به، ولهذا قال تعالى {إلا حميماً وغساقاً} قال أبو العالية: استثني من البرد الحميم ومن الشراب الغساق، وكذا قال الربيع بن أنس: فأما الحميم فهو الحار الذي قد انتهى حره وحموّه، والغساق هو ما اجتمع من صديد أهل النار وعرقهم ودموعهم وجروحهم فهو بارد لا يستطاع من برده ولا يواجه من نتنه. أجارنا الله من ذلك بمنه وكرمه. {لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً} قال ابن جرير: يعني النوم، هكذا ذكره ولم يعزه إلى أحد، وقد رواه ابن أبي حاتم من طريق السدي عن مرة الطيب، ونقله عن مجاهد أيضاً وحكاه البغوي عن أبي عبيدة والكسائي أيضاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله تعالى: {فلن نزيد كم إلا عذاباً} قال عبد الله بن عمرو: لم ينزل على أهل النار آية أشد من هذه الآية ... قال: فهم في مزيد من العذاب أبداً. وعن الحسن قال: سألت أبا برزة الأسلمي عن أشد آية في كتاب الله على أهل النار قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قرأ {فذوقوا فلن نزيد كم إلا عذاباً} قال: (هلك القوم بمعاصيهم الله عز وجل) جسر بن فرقد ضعيف الحديث بالكلية * رواه ابن أبي حاتم.
وقوله تعالى: {إن للمتقين مفازاً} قال ابن عباس: والضحاك متنزهاً. وقال مجاهد وقتادة: فازوا فنجوا من النار، والأظهر ههنا قول ابن عباس لأنه قال بعده {حدائق} والحدائق والبساتين من النخيل وغيرها.
وقوله تعالى: {وكواعب أتراباً} فقال ابن عباس ومجاهد وغير واحد {كواعب} أي نواهد يعنون أن ثديهن نواهد لم يتدلين لأنهن أبكاراً {عرب} أي في سن واحد.
وقوله تعالى: {كأساً دهاقاً} قال ابن عباس مملوءة متتابعة، وقال عكرمة: صافية.
وقوله تعالى: {لا يسمعون فيها لغولاً ولا كذاباً} كقوله {لا لغو فيها ولا تأثيم} أي ليس فيها كلام لاغ عارٍ عن الفائدة، ولا إثم كذب بل دار السلام وكل ما فيها سالم من النقص.
وقوله تعالى: {جزاءً من ربك عطاءً حساباً} أي هذا الذي ذكرناه جازاهم الله به وأعطاهموه بفضله ومنّه وإحسانه ورحمته، عطاءً حساباً أي كافياً وافياً سالماً تقول العرب أعطاني فاحسبني أي كفاني، وفيه حسبي الله أي الله كافيّ.
وقوله تعالى {لا يملكون منه خطاباً} أي لا يقدر أحد على ابتداء مخاطبته إلا بإذنه كقوله تعالى {من ذا الذي يشفع عند إلا بإذنه} وكقوله تعالى {يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه}.
وقوله تعالى {يوم يقوم الروح والملائكة صفاً لا يتكلمون} أختلف المفسرون في المراد بالروح ههنا ما هو؟ على أقوال (أحدها) ما رواه العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنهم أرواح بني آدم (الثاني) هم بنو آدم قاله الحسن وقتادة، وقال قتادة هذا مما كان ابن عباس يكتمه (الثالث) أنهم خلق من خلق الله على صورة بني آدم وليسوا ملائكة ولا بشر وهم يأكلون ويشربون، قاله ابن عباس ومجاهد وغيرهم، (الرابع) هو جبريل عليه السلام، وليشهد لهذا القول بقوله عز وجل {نزل به الروح الأمين*على قلبك لتكون من المنذرين}. وقال مقاتل بن حيان الروح هو أشرف الملائكة وأقرب إلى الرب عز وجل وهو صاحب الوحي. (الخامس) أنه القرآن قاله ابن زيد كقوله تعالى {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا} الآية (السادس) أنه ملك من الملائكة بقدر جميع المخلوقات قاله علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما ... وتوقف ابن جرير فلم يقطع بواحد من هذه الأقوال كلها والأشبه عندي والله أعلم أنهم بنو آدم.
وقوله تعالى {فمن شاء اتخذا إلى ربه مآباً} أي مرجعاً وطريقاً يهتدي إليه ومنهجاً يمر به عليه
وقوله تعالى {إنا أنذرناكم عذاباً قريباً} يعني يوم القيامة لتأكيد وقوعه صار قريباً لأن كل ما هو آت آت.
وقوله تعالى {ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً} أي يود الكافر يومئذ أنه في الدار الدنيا تراباً ولم يكن خلق ولا خرج إلى الوجود، وذلك حين عاين عذاب الله ونظر إلى أعماله الفاسدة قد سطرت عليه بأيدي الملائكة السفرة الكرام البررة. وقيل إنما يود ذلك حين يحكم الله بين الحيوانات التي كانت في الدنيا فيفصل بينها بحكمه العدل لا يجور ... فإذا فرغ من الحكم بينها قال لها كوني تراباً فتصير تراباً، فعند ذلك يقول الكافر {يا ليتني كنت تراباً} أي كنت حيواناً فأرجع إلى التراب. أخر تفسير سورة النبأ مختصراً، اللهم إن أسألك علماً نافعاً ورزقاً طيباً والله أعلم وأحكم.
مشاركة من أخوكم/ أبو معاذ(/)
" وما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم " .. و تأويل المتشابه!
ـ[أبو زينب]ــــــــ[05 Feb 2005, 10:20 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أواصل نقل بعض ما اختص به الشيخ ابن عاشور في تفسيره.
و لا شك أنكم تدركون سعة اطلاع هذا " العلامة " ثم أدبه مع السلف الصالح و من خالفوه أو خالفهم هو في الرأي. فلله درُُه - و لن أعلق أكثر من ذلك.
(وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب [7])
جملة حال أي وهم لا قبل لهم بتأويله؛ إذ ليس تأويله لأمثالهم، كما قيل في المثل " ليس بعُشِِك فادرجي ".
ومن هنا أمسك السلف عن تأويل المتشابهات، غير الراجعة إلى التشريع، فقال أبو بكر رضي الله عنه " أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إن قلت في كتاب الله بما لا أعلم " وجاء في زمن عمر رضي الله عنه رجل إلى المدينة من البصرة، يقال له صبيغ بن شريك أو ابن عسل التميمي فجعل يسأل الناس عن متشابه القرآن، وعن أشياء فأحضره عمر، وضربه ضربا موجعا، وكرر ذلك أياما، فقال حسبك يا أمير المؤمنين فقد ذهب ما كنت أجد في رأسي. ثم أرجعه إلى البصرة وكتب إلى أبي موسى الأشعري أن يمنع الناس من مخالطته. ومن السلف من تأول عند عروض الشبهة لبعض الناس، كما فعل ابن عباس فيما ذكرناه آنفا.
قال ابن العربي في " العواصم من القواصم " من الكائدين للإسلام الباطنية والظاهرية ". قلت: أما الباطنية فقد جعلوا معظم القرآن متشابها، وتأولوه بحسب أهوائهم، وأما الظاهريون فقد أكثروا في متشابهه، واعتقدوا سبب التشابه واقعا، فالأولون دخلوا في قوله (وابتغاء تأويله)، والأخيرون خرجوا من قوله (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) أو وما يعلم تأويله إلا الله، فخالفوا الخلف والسلف. قال ابن العربي في العواصم وأصل الظاهريين الخوارج الذين قالوا:" لا حكم إلا لله " يعني أنهم اخذوا بظاهر قوله تعالى (إن الحكم إلا لله) ولم يتأولوه بما هو المراد من الحكم.
والمراد بالراسخين في العلم: الذين تمكنوا في علم الكتاب، ومعرفة محامله، وقام عندهم من الأدلة ما أرشدهم إلى مراد الله تعالى، بحيث لا تروج عليهم الشبه. والرسوخ في كلام العرب: الثبات والتمكن في المكان، يقال: رسخت القدم ترسخ رسوخا إذا ثبتت عند المشي ولم تتزلزل، واستعير الرسوخ لكمال العقل والعلم بحيث لا تضلله الشبه، ولا تتطرقه الأخطاء غالبا، وشاعت هذه الاستعارة حتى صارت كالحقيقة. فالراسخون في العلم: الثابتون فيه العارفون بدقائقه، فهم يحسنون مواقع التأويل، ويعلَمونه.
ولذا فقوله (والراسخون) معطوف على اسم الجلالة، وفي هذا العطف تشريف عظيم: كقوله (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم) وإلى هذا التفسير مال ابن عباس، ومجاهد، والربيع بن سليمان، والقاسم بن محمد، والشافعية، وابن فورك، والشيخ أحمد القرطبي، وابن عطية، وعلى هذا فليس في القرآن آية استأثر الله بعلمها، ويؤيد هذا أن الله أثبت للراسخين في العلم فضيلة، ووصفهم بالرسوخ، فآذن بأن لهم مزية في فهم المتشابه؛ لأن المحكم يستوي في علمه جميع من يفهم الكلام، ففي أي شيء رسوخهم. وحكى إمام الحرمين، عن ابن عباس: أنه قال في هاته الآية أنا ممن يعلم تأويله.
وقيل: الوقف على قوله (إلا الله) وإن جملة (والراسخون في العلم) مستأنفة، وهذا مروي عن جمهور السلف، وهو قول ابن عمر، وعائشة، وابن مسعود، وأبي، ورواه أشهب عن مالك في جامع العتبية، وقاله عروة بن الزبير، والكسائي، والأخفش والفراء، والحنفية، وإليه مال فخر الدين.
ويؤيد الأول وصفهم بالرسوخ في العلم؛ فإنه دليل بين على أن الحكم الذي أثبت لهذا الفريق، هو حكم من معنى العلم والفهم في المعضلات، وهو تأويل المتشابه، على أن أصل العطف هو عطف المفردات دون عطف الجمل، فيكون الراسخون معطوفا على اسم الجلالة فيدخلون في أنهم يعلمون تأويله. ولو كان الراسخون مبتدأ وجملة (يقولون آمنا به) خبرا، لكان حاصل هذا الخبر مما يستوي فيه سائر المسلمين الذين لا زيغ في قلوبهم، فلا يكون لتخصيص الراسخين فائدة. قال ابن عطية تسميتهم راسخين تقتضي أنهم يعلمون أكثر من المحكم الذي يستوي في علمه الجميع وما الرسوخ إلا المعرفة بتصاريف الكلام بقريحة معدة وما
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكرناه وذكره ابن عطية لا يعدو إن يكون ترجيحا لأحد التفسيرين، وليس إبطالا لمقابله إذ قد يوصف بالرسوخ من يفرق بين ما يستقيم تأويله، وما لا مطمع في تأويله.
وفي قوله (وما يذكر إلا أولوا الألباب) إشعار بأن الراسخين يعلمون تأويل المتشابه.
واحتج أصحاب الرأي الثاني، وهو رأي الوقف على اسم الجلالة: بأن الظاهر أن يكون جملة (والراسخون) مستأنفة لتكون معادلا لجملة (فأما الذين في قلوبهم زيغ)، والتقدير: وأما الراسخون في العلم. وأجاب التفتازاني بأن المعادل لا يلزم أن يكون مذكورا، بل قد يحذف لدلالة الكلام عليه. واحتجوا أيضا بقوله تعالى (يقولون آمنا به كل من عند ربنا) قال الفخر: لو كانوا عالمين بتأويله لم يكن لهذا الكلام فائدة؛ إذ الإيمان بما ظهر معناه أمر غير غريب وسنجيب عن هذا عند الكلام على هذه الجملة، وذكر الفخر حججا غير مستقيمة.
ولا يخفى أن أهل القول الأول لا يثبتون متشابها غير ما خفي المراد منه، وأن خفاء المراد متفاوت، وأن أهل القول الثاني يثبتون متشابها استأثر الله بعلمه، وهو أيضا متفاوت؛ لأن منه ما يقبل تأويلات قريبة، وهو مما ينبغي ألا يعد من المتشابه في اصطلاحهم، لكن صنيعهم في الإمساك عن تأويل آيات كثيرة سهل تأويلها مثل (فإنك بأعيننا) دل على أنهم يسدون باب التأويل في المتشابه، قال الشيخ ابن عطية "إن تأويل ما يمكن تأويله لا يعلم تأويله- على الاستيفاء - إلا الله تعالى فمن قال، من العلماء الحذاق: بأن الراسخين لا يعلمون تأويل المتشابه، فإنما أراد هذا النوع، وخافوا أن يظن أحد أن الله وصف الراسخين بعلم التأويل على الكمال ".
وعلى الاختلاف في محمل العطف في قوله تعالى (والراسخون في العلم) انبنى اختلاف بين علماء الأمة في تأويل ما كان متشابها: من آيات القرآن، ومن صحاح الأخبار، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فكان رأي فريق منهم الإيمان بها، على إبهامها وإجمالها، وتفويض العلم بكنه المراد منها إلى الله تعالى، وهذه طريقة سلف علمائنا، قبل ظهور شكوك الملحدين أو المتعلمين، وذلك في عصر الصحابة والتابعين وبعض عصر تابعيهم، ويعبر عنها بطريقة السلف، ويقولون: طريقة السلف أسلم، أي أشد سلامة لهم من أن يتأولوا تأويلات لا يدرى مدى ما تفضي إليه من أمور لا تليق بجلال الله تعالى ولا تتسق مع ما شرعه للناس من الشرائع، مع ما رأوا من اقتناع أهل عصرهم بطريقتهم، وانصرافهم عن التعمق في طلب التأويل.
وكان رأي جمهور من جاء بعد عصر السلف تأويلها بمعان من طرائق استعمال الكلام العربي البليغ من مجاز، واستعارة، وتمثيل، مع وجود الداعي إلى التأويل، وهو تعطش العلماء الذين اعتادوا التفكر والنظر وفهم الجمع بين أدلة القرآن والسنة، ويعبر عن هذه الطريقة بطريقة الخلف، ويقولون: طريقة الخلف أعلم، أي أنسب بقواعد العلم وأقوى في تحصيل العلم لجدال الملحدين، والمقنع لمن يتطلبون الحقائق من المتعلمين، قد يصفونها بأنها أحكم أي أشد إحكاما؛ لأنها تقنع أصحاب الأغراض كلهم. وقد وقع هذان الوصفان في كلام المفسرين وعلماء الأصول، ولم اقف على تعيين أول من صدر عنه، وقد تعرض الشيخ ابن تيمية في العقيدة الحموية إلى رد هذين الوصفين ولم ينسبهما إلى قائل. والموصوف بأسلم وبأعلم الطريقة لا أهلها؛ فإن أهل الطريقتين من أئمة العلم، وممن سلموا في دينهم من الفتن.
وليس في وصف هذه الطريقة، بأنها أعلم أو أحكم، غضاضة من الطريقة الأولى؛ لأن العصور الذين درجوا على الطريقة الأولى، فيهم من لا تخفى عليهم محاملها بسبب ذوقهم العربي، وهديهم النبوي، وفيهم من لا يعير البحث عنها جانبا من همته، مثل سائر العامة. فلا جرم كان طي البحث عن تفصيلها أسلم للعموم، وكان تفصيلها بعد ذلك أعلم لمن جاء بعدهم، بحيث لو لم يؤولوها به لأوسعوا، للمتطلعين إلى بيانها، مجالا للشك أو الإلحاد. أو ضيق الصدر في الاعتقاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
واعلم أن التأويل منه ما هو واضح بين، فصرف اللفظ المتشابه عن ظاهره إلى ذلك التأويل يعادل حمل اللفظ على أحد معنييه المشهورين لأجل كثرة استعمال اللفظ في المعنى غير الظاهر منه. فهذا القسم من التأويل حقيق بألا يسمى تأويلا، وليس أحد محمليه بأقوى من الآخر إلا أن أحدهما أسبق في الوضع من الاخر، والمحملان متساويان في الاستعمال وليس سبق إطلاق اللفظ على أحد المعنيين بمقتض ترجيح ذلك المعنى، فكم من إطلاق مجازي للفظ هو أسبق إلى الإفهام من إطلاقه الحقيقي. وليس قولهم في علم الأصول بأن الحقيقة أرجح من المجاز بمقبول على عمومه.
وتسمية هذا النوع بالمتشابه ليست مرادة في الآية. وعده من المتشابه جمود.
ومن التأويل ما ظاهرُ معنى اللفظ فيه أشهر من معنى تأويله ولكن القرائن أو الأدلة أوجبت صرف اللفظ عن ظاهر معناه فهذا حقيق بأن يعد من المتشابه.
ثم إن تأويل اللفظ في مثله يتيسر بمعنى مستقيم يغلب على الظن أنه المراد إذا جرى حمل اللفظ على ما هو من مستعملاته في الكلام البليغ مثل الأيدي والأعين في قوله (بنيناها بأيد) وقوله (فإنك بأعيننا) فمن أخذوا من مثله أن لله أعينا لا يعرف كنهها، أو له يدا ليست كأيدينا، فقد زادوا في قوة الاشتباه.
ومنه ما يعبر تأويله احتمالا وتجويزا بأن يكون الصرف عن الظاهر متعينا وأما حمله على ما أولوه به فعلى وجه الاحتمال والمثال، وهذا مثل قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) وقوله (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام) فمثل ذلك مقطوع بوجوب تأويله ولا يدعي أحد أن ما أوله به المراد منه ولكنه وجه تابع لإمكان التأويل، وهذا النوع أشد مواقع التشابه والتأويل.
وقد استبان لك من هذه التأويلات: أن نظم الآية جاء على أبلغ ما يعبر به في مقام يسع طائفتين من علماء الإسلام في مختلف العصور.
وقوله (يقولون آمنا) حال من (الراسخون) أي يعلمون تأويله في هذه الحالة والمعنى عليه: يحتمل أن يكون المراد من القول الكناية عن الاعتقاد؛ لأن شأن المعتقد أن يقول معتقده، أي يعلمون تأويله ولا يهجس في نفوسهم شك من جهة وقوع المتشابه حتى يقولوا: لماذا لم يجيء الكلام كله واضحا، ويتطرقهم من ذلك إلى الريبة في كونه من عند الله، فلذلك يقولون (كل من عند ربنا). ويحتمل أن المراد يقولون لغيرهم: أي من لم يبلغ مرتبة الرسوخ من عامة المسلمين، الذين لا قبل لهم بإدراك تأويله، ليعلموهم الوقوف عند حدود الإيمان، وعدم التطلع إلى ما ليس بالإمكان، وهذا يقرب مما قاله أهل الأصول: إن المجتهد لا يلزمه بيان مدركه للعامي، إذا سأله عن مأخذ الحكم، إذا كان المدرك خفيا. وبهذا يحصل الجواب عن احتجاج الفخر بهذه الجملة لترجيح الوقف على اسم الجلالة.
وعلى قول المتقدمين يكون قوله (يقولون) خبرا، ومعنى قوله (آمنا به) آمنا بكونه من عند الله، وإن لم نفهم معناه.
وقوله (كل من عند ربنا) أي كل من المحكم والمتشابه. وهو على الوجهين بيان لمعنى قولهم (آمنا به) فلذلك قطعت الجملة. أي كل من المحكم والمتشابه، مُنزل من الله.
وزيدت كلمة (عند) للدلالة على أن من هنا للابتداء الحقيقي دون المجازي، أي هو منزل من وحي الله تعالى وكلامه، وليس كقوله (ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك).
وجملة (وما يذكر إلا أولوا الألباب) تذييل، ليس من كلام الراسخين، مسوق مساق الثناء عليهم في اهتدائهم إلى صحيح الفهم.
والألباب: العقول، وتقدم عند قوله تعالى (واتقون يا أولي الألباب) في سورة البقرة.
اهـ.
[ line]
#2 01-05-2005, 07:03 PM
جمال حسني الشرباتي
[ line]
أبا زينب
# لأن الشيء بالشيء يذكر أحببت أن أعرض لك تفسير أحد مفسري الزيدية "الأعقم" للآية قيد البحث
قال (({ألر كتاب أحكمت آياته}
أي أحكمت بالنظم العجيب، وقيل: أحكمت عباراتها بأن حفظت، قوله تعالى: {هن أم الكتاب} أي هن أصل الكتاب بحمل المتشابهات عليها ولردها إليها {وأخر متشابهات} يعني أن بعضه يشبه بعضاً، كقوله تعالى:
{الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً}
أي يشبه بعضه بعضاً في جزالة الألفاظ وجودة المعاني لا تناقص فيه ولا فساد،))
(يُتْبَعُ)
(/)
لاحظ الضعف الشديد في هذا الإستدلال عندما فسر المتشابه بأنه التشابه بين الآيات من حيث جزالة الالفاظ--وغاب عن فكره أن البارى ينعى على من يتبع المتشابه---بالتالى فكأنه ينعى على من يتبع القرآن لأنه يشبه بعضه بعضا
# أعجبني كثيرا كلام إبن عاشور وخصوصا
((فكان رأي فريق منهم الإيمان بها، على إبهامها وإجمالها، وتفويض العلم بكنه المراد منها إلى الله تعالى، وهذه طريقة سلف علمائنا، قبل ظهور شكوك الملحدين أو المتعلمين، وذلك في عصر الصحابة والتابعين وبعض عصر تابعيهم، ويعبر عنها بطريقة السلف، ويقولون: طريقة السلف أسلم، أي أشد سلامة لهم من أن يتأولوا تأويلات لا يدرى مدى ما تفضي إليه من أمور لا تليق بجلال الله تعالى ولا تتسق مع ما شرعه للناس من الشرائع، مع ما رأوا من اقتناع أهل عصرهم بطريقتهم، وانصرافهم عن التعمق في طلب التأويل.))
# أرجو أن تبين لنا أوجه نقده للرازي بقوله ((قال الفخر: لو كانوا عالمين بتأويله لم يكن لهذا الكلام فائدة؛ إذ الإيمان بما ظهر معناه أمر غير غريب وسنجيب عن هذا عند الكلام على هذه الجملة، وذكر الفخر حججا غير مستقيمة.))
# ما رأيك بقول البعض ومنهم الجويني ---أن "وما يعلم تأويله إلا الله" تعني علم الساعة بالتالي يمكن الوقف عند لفظ الجلالة على هذا الفهم
__________________
الله أكبر
[ line]
#3 01-06-2005, 07:20 PM
أبو زينب
[ line]
أخي الفاضل جمال
مع الأسف لا أملك تفسير الرازي و لم أجده على الشبكة حتى في موقع مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي (غير جاهز؟)
و لكن ما فهمته من الكلام المنقول عنه أنه يرى الوقف على لفظ الجلالة. إذ لو كان الراسخون في العلم يعلمون تأويل المتشابه فلا داعي لقولهم " آمنا به كل من عند ربنا ". فهم يؤمنون به نظرا (أو رغم) لعدم ظهور المعنى و يقولون " آمنا به كل من عند ربنا "
بينما يذهب ابن عاشور إلى أنه لولا رسوخهم في العلم لما علموا تأويله و لما وصفهم القرآن بالرسوخ و إلا فما فائدة رسوخهم و ما فائدة قولهم " آمنا به كل من عند ربنا " ما دام المؤمن الغير عالم سيعترف كذلك بأنه من عند الله. ثم يقول ابن عاشور إن ميزة الراسخين أنهم لا يتطرق إليهم الشك في أن هذا الكلام من عندالله كما قد يتطرق إلى غيرهم من البسطاء.
و أعيد نقل ما قاله في الأخير: "وقوله (يقولون آمنا) حال من (الراسخون) أي يعلمون تأويله في هذه الحالة والمعنى عليه: يحتمل أن يكون المراد من القول الكناية عن الاعتقاد؛ لأن شأن المعتقد أن يقول معتقده، أي يعلمون تأويله ولا يهجس في نفوسهم شك من جهة وقوع المتشابه حتى يقولوا: لماذا لم يجيء الكلام كله واضحا، ويتطرقهم من ذلك إلى الريبة في كونه من عند الله، فلذلك يقولون (كل من عند ربنا). ويحتمل أن المراد يقولون لغيرهم: أي من لم يبلغ مرتبة الرسوخ من عامة المسلمين، الذين لا قبل لهم بإدراك تأويله، ليعلموهم الوقوف عند حدود الإيمان، وعدم التطلع إلى ما ليس بالإمكان، وهذا يقرب مما قاله أهل الأصول: إن المجتهد لا يلزمه بيان مدركه للعامي، إذا سأله عن مأخذ الحكم، إذا كان المدرك خفيا. وبهذا يحصل الجواب عن احتجاج الفخر بهذه الجملة لترجيح الوقف على اسم الجلالة.
أما القول بأن المراد بـ تأويله هو علم الساعة فلا أرى أي مسوغ لما ذهبوا إليه. إذ من بداية السورة حتى تلك الآية (السابعة) لم يقع الحديث و لا الإشارة إلى الساعة بل جل الحديث عن الكتاب و الفرقان و إلى هذا (أو محتواه من الآيات المتشابهات) يعود الضمير بدون شك.
والله أعلم.
[ line]
01-07-2005, 03:17 AM
جمال حسني الشرباتي
[ line]
أبا زينب
أشكل علي قولكم أنكم لم تجدوا تفسير الرازي على الشبكة في الموقع الأردني
أنا أجده---وعندي كلامه وقد قرأته قبل أن أسألك عنه---ولقد سألتك ليأخذ الحديث مجراه--فأنا راغب جدا بالتواصل معك
وأحب منك أن تعقب على موضوع القاديانية فلقد اقتبست جزءا من تفسير إبن عاشور هناك لآية ((إني متوفيك))
وربما كان لديك وقت لتناول آية ((خاتم النبيين)) لأنهم يفسرونها تفسيرا أعوجا ليلائم غرضهم
فمن المناسب أن نتعرض لعقائد القاديانية الكفرية بالنقض
__________________
الله أكبر
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[04 Apr 2005, 01:00 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
قد عرضت انا للقاديانية في التفسير من خلال كتاب اسمه في ظلال دلالات سورة الكهف وكتبت عنه بحثا سينشر قريبا في جامعة مؤتة الاردنية وبعد نشره ساعرضه على الاخوة في هذا المنتدى الحواري لنتطارح الاراء حوله وحول القضية المعنية
واقبلوا التحيات
ـ[أخوكم]ــــــــ[10 Apr 2005, 11:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا ...
أولا: من عرف المحكم والمتشابه فقد أوتي نورا به سيفرق بين الحق والباطل في "أي" مسألة مهما كانت معضلة
ثانيا: بالنسبة للمقال فحقيقة يحتاج إلى عدة وقفات
ولكن على عجالة سأقف مع هذا النص الذي ورد في المقال:
(( ... يكون الصرف عن الظاهر متعينا وأما حمله على ما أولوه به فعلى وجه الاحتمال والمثال، وهذا مثل قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) وقوله (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام) فمثل ذلك مقطوع بوجوب تأويله ... ))
إخواني:
حتى نتأكد من نصٍ ما بأنه متشابه يحتاج إلى تأويل فلا بد من وجود محكم يقابله
فبضدها تتبين الأشياء ...
ولذا فإن قوله سبحانه:
( .. الرحمن على العرش استوى ... )
وقوله سبحانه:
(هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام)
ليست تلك الآيات من المتشابه أصلا
ومن قال بأنها من المتشابه
فليأت بالمحكم الذي يقابلها _ أي يعارضها بصراحة _
الله استوى على العرش
فأين النص الذي يقول بصراحة
الله لم يستوى على العرش؟!
إذن فالمسألة مقلوبة في المقال فالنص المحكم هو استواء الله
لأنه صريح
بينما المتشابه هو "أي" نص يتبادر إلى أذهان البعض أنه يعارضه
ولكن بطريقة غير صريحة ولذا اشتبه على الأذهان حتى تساءلت:
أهذا يعارض المحكم أم لا يعارضه؟
فمجرد هذا التساؤل يوجب نقل النص من دائرة الصراحة _الإحكام_إلى دائرة الاشتباه
وهذه النصوص المتشابهة هي التي يجب أن يجزم بوجوب تأويلها لا النصوص المحكمة
لأن تأويل النصوص المحكمة هي طريقة أهل الزيغ كما قال سبحانه:
( .. فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ... )
..
ـ[أخوكم]ــــــــ[27 Apr 2005, 12:06 ص]ـ
ليعذرني إخواني على هذه المداخلة أيضا فإنما نحن هنا نتعاون على الحق سويا
1 - ورد في الموضوع الكلام التالي:
( ... ومن هنا أمسك السلف عن تأويل المتشابهات، غير الراجعة إلى التشريع، فقال أبو بكر رضي الله عنه " أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إن قلت في كتاب الله بما لا أعلم ... )
إن المتشابهات سواء الشرعية أو غير الشرعية
لا يمكن أن نصنفها ضمن المتشابهات إلا إذا خالفت أمرا محكما _ سواء الشرعي أو غير الشرعي _
أما مقولة الصديق رضي الله عنه _ سواء قيلت عند تفسير الأب أو في قصة الإفك أو غير ذلك _ فليس ثمة محكم يقابلها
لذا لا يستقيم أن نجعل مقولته ضمن المتشابهات
لأن المتشابه لا بد له من محكم يقابله
2 - ورد في الموضوع الكلام التالي:
( ... ويؤيد هذا أن الله أثبت للراسخين في العلم فضيلة، ووصفهم بالرسوخ، فآذن بأن لهم مزية في فهم المتشابه؛ لأن المحكم يستوي في علمه جميع من يفهم الكلام، ففي أي شيء رسوخهم ... )
صحيح أن المحكم يستوي في علمه جميع من يفهم الكلام
ولكن رسوخهم ليس في العلم بالمحكم أو علمهم بالمتشابه
وإنما رسوخهم لأجل ثباتهم على المحكم
سواء عرفوا تأويل المتشابه أم لم يعرفوا
أما غيرهم فرغم علمهم بالمحكم ولكن سرعان ما تهزهم المتشابهات
فليس كل من علم رسخ
ولكن من علم وثبت فقد رسخ
فالراسخون متميزون بالثبات
ولذا تم وصفهم بالرسوخ أي على المحكم
3 - قراءة الوقف والوصل كل منهما قراءة لها معنى صحيح
فالمسلم لا بد أن يصادف آيات متشابهة لا يعرف معناها ابتداء _وربما لن يعرف معناها للأبد_
ولكنه متمسك بالمحكم فقط
فمن صادفته هذه الحالة ناسبته قراءة الوقف
(فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله _ أهل الزيغ يؤولون المحكم بدلا من المتشابه _
وما يعلم تأويله _ المتشابه _
إلا الله
فالله يعلم كل شيء ويعلم تأويل كل متشابه فله العلم المطلق الذي ليس لأحد سوى الله ...
والراسخون في العلم يقولون آمنا به
أي آمنا بالمتشابه رغم عدم معرفتنا لتأويله
ولا تعني عدم معرفنا أن ننكر أنه من عند ربنا
كل من عند ربنا
أي المحكم والمتشابه من عند ربنا، وبما أنهما من عند ربنا فلا يمكن أن يتعارضا
هذا التفسير الوجيز لتبين الوجه الصحيح لقراءة الوقف
أما تبيين الوجه الصحيح عند قراءة الوصل فكالتالي:
إن نفس ذلك الإنسان الذي لم يعلم تأويل المتشابه ابتداء
"ربما" يحصل له بعد فترة من الزمن علم بالتأويل الصحيح للمتشابه
فهنا ستناسبه قراءة الوصل
وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم
فبعد أن لم يعلم علم
وفي هذا إشارة بأن كل تواضع لله واعترف بعدم علمه لمعنى المتشابه
فإن الله سيعلمه بتأويله ولو بعد حين
فكل قراءة لها معنى صحيح
ورغم اختلاف المفسرين قديما وحديثا فيها
إلا أني أعد تلك الآية من الإعجاز البياني للقرآن لأنه جمع المعنيين ولم يطرح أحدهما كما فعل بعض المفسرون
ولا أملك إزاء ذلك إلا أن أقول:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا
وكما قلت فالقراءتان لهما معنيان صحيحان
ومع ذلك _ فمن وجهة نظري القاصرة _ أقدم قراءة الوقف لأسباب منها:
1 - أن غالبية الناس لا يعرفون تأويل المتشابه فهم أحوج لقراءة الوقف منهم للوصل
2 - أن معرفة كيفية التعامل مع المتشابهات عند قدوم جحافلها أهم بكثير من معرفة تأويلها
3 - أن ظاهر الآية وخاصة ( ... آمنا به ... )
يستقيم تماما مع قراءة الوقف بينما تحتاج الآية إلى شرح يطول مع قراءة الوصل
وأختم كلامي بدعاء الراسخين في العلم:
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب(/)
قصة قتل بني إسرائيل لأنفسهم توبةً إلى الله من عبادة العجل قصةٌ باطلة!!
ـ[عبدالعزيز الضامر]ــــــــ[06 Feb 2005, 01:17 ص]ـ
في أحد الأيام جمع بي لقاءٌ مع الدكتور سليمان بن إبراهيم الحصيّن (أستاذ التفسير وعلوم القرآن ورئيس قسم الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود- فرع الأحساء) , ودارت فيه بعض المُدارسات حول قضايا التفسير ... منها هذه المقالة التي تُعَبِّر عن رأي الدكتور فطلبت منه أن يُحَرِّر هذا الرأي فأقوم بنشره في الملتقى فكان ذلك!!
.....................
قصة باطلة
قتل بني إسرائيل لأنفسهم توبةً إلى الله من عبادة العجل
قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (البقرة:54)
الناظر في كتب التفسير على اختلافها يلحظ الاتفاق على رواية ما ورد من أنَّ بني إسرائيل قد استجابوا لِمَا أُمِروا به من قتل أنفسهم وأنه قد حصلت فيهم مقتلة عظيمة بلغت سبعين ألفاً من القتلى في يوم واحد ..
ولو كانت حدثت بالفعل ما أغفل القرآن الكريم ذكرها والإشادة بأهلها والثناء عليهم كُلَّما تحدَّث عن بني إسرائيل ولكن هذا لم يحدث.
وقد تتابعت كتب التفسير في إيراد هذه الروايات والإشارة إليها, ولم أجد من تعرض لها بالنقد وكأنها من المُسلَّمات مع أنَّ الآية ليس فيها ما يدل من قريب أو بعيد على استجابة بني إسرائيل لِمَا أمرهم به نبي الله موسى عليه السلام بقتل أنفسهم توبةً إلى الله ..
فهذا هود الهوَّاري رحمه الله والمتوفى سنة (280هـ) يروي هذه الحادثة في تفسيره وينسبها للكلبي (1/ 106) ثُمَّ جاء ابن جرير الطبري رحمه الله والمتوفى سنة (310هـ) فجزم باستجابتهم للأمر فقال: حدثنا محمد بن المثنى بسنده عن أبي عبد الرحمن فقال في تفسير قوله تعالى: (فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ) قال: عمدوا إلى الخناجر فجعل يطعن بعضهم بعضاً (1/ 679 - 680) ثُمَّ ذكر عن ابن عباس أنَّ المقتلة خلَّفت سبعين ألفاً من بني إسرائيل وذكر عن السدي ومجاهد رضي الله عنهما نحو ذلك وأبي العالية وابن شهاب .. وقد وافقه كثير من أصحاب التفاسير منهم الماوردي (1/ 122) , والواحدي في الوسيط (1/ 140) , وفي الوجيز (1/ 105) , والسمعاني (1/ 80) , والزمخشري (1/ 143) , وابن عطية (1/ 294) , والفخر الرازي (3/ 87) , وأبي حيان (1/ 637) , وابن كثير (1/ 96) , والقرطبي (1/ 401) , والبقاعي (1/ 374) , وابن عادل (2/ 83) , والقاسمي (2/ 127) , والمراغي (1/ 120) , وابن عاشور (1/ 503) , وسيد قطب (1/ 71) , وابن سعدي (صـ52) , والشعراوي (1/ 343) .. وكأنها حقيقة لا يرقى إليها شك.
ومن يقرأ كتاب الله العزيز يجد أنه سبحانه وتعالى قد عفا عنهم عبادة العجل بدون شرط قتل أنفسهم فقال عز وجل: {وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُمِ مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (البقرة:51 - 52)
ففي قوله تعالى: (ثُمَّ عفونا) دليل على أنه سبحانه وتعالى قد عفا عنهم عبادتهم العجل ولم يُعاقبهم عليها ..
قال البقاعي في تفسيره نظم الدرر (1/ 366 - 367) "وخصه باسم العفو لَمَّا ذكر ذنوبهم لأنَّ المغفور له لا يذكر ذنبه فإنَّ العفو رَفَعَ العقوبة دون رفع ذكرها والغفر إماتة ذكر الذنب مع رفع العقوبة" .. فدل هذا العفو على أنَّ المراد بالتوبة في قوله تعالى: (فَتَابَ عَلَيْكُمْ) أي: رفع عنكم الحُكم بقتل أنفسكم .. ولعل في حرف (ثُمَّ) من قوله تعالى: (ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُمِ مِّن بَعْدِ ذَلِكَ) ما يدل على صحة هذا القول وأنَّ العفو إنما جاء بعد أن أمرهم نبي الله موسى عليه السلام بقتل أنفسهم فتكون التوبة من قوله: (فَتَابَ عَلَيْكُمْ) راجعة إلى رفع الحُكم عنهم بقتل أنفسهم وليست راجعة إلى استجابتهم بدليل حرف العطف (الفاء) الذي يفيد التعقيب .. فالتوبة كانت برفع الحُكم مباشرة بعد أمر نبي الله موسى به.
وكيف يُظن بهم أنهم امتثلوا لأمر موسى عليه السلام بقتل أنفسهم, وقد امرهم الله تعالى بذبح بقرة فترددوا وتعنتوا ولم يمتثلوا للأمر إلاَّ بعد عناء .. قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} (البقرة:67) ومما يُؤكد أنهم لم يستجيبوا لِمَا أُمروا به من قتل أنفسهم أنهم أحرص ما يكون على حياة وليس على الموت شهادة؛ لأنهم قومٌ عصاة مستكبرين لا يُؤمنون إلاًَّ بالماديات .. قال تعالى: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} (البقرة:96) فكيف يُبادرون بقتل أنفسهم بهذه السرعة وهم أحرص الناس على حياة .. أية حياة .. لايهم أن تكون حياة كريمة .. أو حياة مميزة .. أية حياة بهذا التنكير والتحقير.
هذا فضلاً عن عصيانهم الدائم الملازم لهم واللائق بحالهم .. قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة:63) وقال تعالى: {مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} (النساء:46) فهل يُظن بقومٍ هذا حالهم المسارعة إلى امتثال ما أمرهم به نبي الله موسى عليه السلام من قتل أنفسهم .. هذا بعيد جداً وهذه القصة من جملة ما كذَّبه أهل الكتاب .. والله أعلم بالصواب.
وكتب
سليمان بن إبراهيم الحصيّن
أستاذ التفسير وعلوم القرآن ورئيس قسم الشريعة
جامعة الإمام محمد بن سعود- فرع الأحساء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 Feb 2005, 02:18 ص]ـ
أخي الفاضل
السلف كلهم مجمعون على تفسير واحد بخلاف ما ذهبت إليه. صح ذلك عن ابن عباس ومجاهد وسعيد وقتادة والزهري وابن إسحاق وابن زيد وابن جريج وعبيد بن عمير وروي عن غير هؤلاء كذلك.
قال ابن جريج: وكان قتل بعضهم بعضا أن الله علم أن ناسا منهم علموا أن العجل باطل، فلم يمنعهم أن ينكروا عليهم إلا مخافة القتال , فلذلك أمر أن يقتل بعضهم بعضا.
وأما رقم السبعين ألف فلعل الأصح أنه سبعين فقط بدون الألف. وما كان من اليهود يومئذ ما يقرب الألف رجل
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[07 Feb 2005, 07:59 ص]ـ
والخلاصة أن حكم الدكتور سليمان الحصين على هذه القصة بالبطلان حكم شاذ وغريب، وليس له فيه سلف فيما أعلم. وهي قصة قد تناقلها المفسرون وتلقوها بالقبول، وقد صحت عن حبر الأمة وترجمان القرآن.
ـ[عطية الله]ــــــــ[11 Feb 2005, 01:38 م]ـ
استسمح الإخوة مادام المقامُ مقام مدارسة وبحث، وليس مقام جزم بقولٍ نهائي في مسألةٍ أو فتوى، فهو مقام المتعلم بالدرجة الأولى:
الذي يبدو لي والله أعلم أن اقتحام ساحة تخطئة ما يكاد يكون إجماعاً من المفسرين ولا سيما من أهل القرون الأولى على وقوع القتل بأسلحة مثل التي اقتحم بها الدكتور الحصيّن وفقه الله - هذا الاقتحام ليس بسديد لأمور:
أولها - أن ظاهر القرآن وقوع القتل بالفعل، لأنه هذا هو الأصل فهو تعالى أمرهم بذلك فالأصل أن يكون ويقع ما أمرَ به، ولأنه رتّب التوبة على الأمر بأن يقتل بعضهم بعضا بالفاء فقال: {فتاب عليكم}.
وثانيا - لأنه مرويّ عن الصحابة مما حدثوا به عن بني إسرائيل، فالأرجح والله أعلم في مثل هذا تصديقه، بضميمة الدلالة المتقدمة وفَهْم الصحابة.
وثالثاً - أن الأدلة التي ساقها الدكتور ليست بقوية حتى تجعلنا نعدل عن الظاهر المشار إليه .. وفي أدلته التي ساقها ما فيه بحث، وسأشير هنا إلى ما لاحظته من ذلك:
1ـ قوله: "ولو كانت حدثت بالفعل ما أغفل القرآن الكريم ذكرها والإشادة بأهلها والثناء عليهم كُلَّما تحدَّث عن بني إسرائيل ولكن هذا لم يحدث" اهـ ليس بقوي، ومرتبة هذا الدليل معروف تأخُّرها، وعبارة العلماء في مثله أن يقولوا: لأوشكَ أن يذكرها أو يكرر ذكرها مثلا ...
2 - قوله: "مع أنَّ الآية ليس فيها ما يدل من قريب أو بعيد على استجابة بني إسرائيل لِمَا أمرهم به"اهـ ليس كما قال: بل ظاهر السياق القرآني وقوع ما أمرهم به كما أشرتُ إليه.
3 - قوله: "ومن يقرأ كتاب الله العزيز يجد أنه سبحانه وتعالى قد عفا عنهم عبادة العجل بدون شرط قتل أنفسهم فقال عز وجل: {وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُمِ مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} "اهـ هذا فيه نظر لأنه لا تعارض بين الآيتين، والجمع أولى مهما أمكن، وليس في هذه أكثر من كونه تعالى عفا عنهم من غير تعرّض لكون ذلك العفو وقع بشرط أو بغير شرط!
وما نقله عن البقاعي فغير مسلم للبقاعي! سواء في معنى العفو، أو في تأويله للعطف بالفاء هنا.
[ملاحظة: ليت بعض الإخوة الكرام يحرر لنا الفرق بين العفو والمغفرة، لأن الذي أعرفه أن العلماء يقولون إن العفو أبلغ، ومعنى العفوِ محوُ الذنب ومحوُ أثره، والغَفرُ سَتْرُ الذنبِ وعدم المآخذة به، فاشتركا في عدم المؤاخذة وافترقا في ... فليحرر]
4 - وقوله: "وكيف يُظن بهم أنهم امتثلوا لأمر موسى عليه السلام بقتل أنفسهم, وقد امرهم الله تعالى بذبح بقرة فترددوا وتعنتوا ولم يمتثلوا للأمر إلاَّ بعد عناء"اهـ
قد يقال إن ههنا فرقاً فإنهم في قصة البقرة تعنتوا وشددوا على أنفسهم من تنطعهم وجهلهم ولم يكن مقصودهم بالقصد الأول عدم امتثال الأمر، والله أعلم، ثم الفرق أنه في قصة قتلهم أنفسَهم الأمرُ يتعلق بكفرهم وشركهم وتوبتهم من ذلك ففرق بين الأمرين في المرتبة! والله أعلم.
5 - وأما استدلاله بآية " {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} وما شابهها فلا يظهر صحته، لأن الكلام على بني إسرائيل مع موسى أو غيره من أنبيائهم الكبار غير الكلام على بني إسرائيل في مراحل أخرى من تاريخهم وتحريفهم وتبديلهم وافتراقهم على أنبيائهم وقتلهم الأنبياء وغير ذلك .. والله أعلم.
والقرآن ذكر عن بني إسرائيل مساوئ كثيرة وذكر أيضا لهم فضائل وفي السنة مثل ذلك.
فما أشار إليه من "عصيانهم الدائم الملازم لهم واللائق بحالهم" يقابله أيضا صبرهم وجهادهم مع أنبيائهم، قال تعالى: {وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا} وقال: {ومن أهل الكتاب أمة يهدون بالحق وبه يعدلون}، وقال: {وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} الدخان32 وقال: {وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} الجاثية16 وقال: { ... وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} الأعراف140 وغيرها.
والله أعلم وأحكم عز وجل ومنه التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صهيل المجد]ــــــــ[15 Feb 2005, 11:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده .. وبعد:
فقد تقدم الكلام على مشاركة أحد الأعلام - في علم التفسير - الدكتور سليمان الحصين, أيها الأخوة نفيدكم علماً بأن الشيخ له أكثر من عشرين سنه , وهو يعيش مع علم التفسير , وإن كان الكلام قدلا يُرضي البعض فلا يجرح بمقام فضيلته , وقد تكلم شيخنا الدكتور مساعد عن أدب الحوار أيها الأخوة , وواجب علينا احترام من له قدم وساق في أي علم من العلوم فضلا في علم التفسير -الا وهو بيان كلام المولى جل جلاله -.
محبكم ...
أخوكم / صهيل المجد
بكالوريوس فقه وأصوله
amasb11@hotmail.com
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Feb 2005, 12:54 م]ـ
ما كتبه الدكتور الفاضل سليمان الحصين حفظه الله في تدبر هذه الايات، وخروجه بهذا الرأي أمر يشكر عليه، وأسأل الله أن يفتح علينا وعليه من فضله. ولا تزال آيات القرآن الكريم مجالاً للتدبر والتأمل من لدن أهل العلم حتى يرفع الله هذا القرآن الكريم. ولا ضير من أن يبدي طالب العلم رأيه، ليشاركه فيه إخوانه من طلاب العلم ما بين سائل عن غامض لم يتبين له، أو مستدرك لأمر لم يفطن له الباحث من قبل، فيسد الخلل في فكرته، ويقوم ما اعوج منها. كل هذا مع حسن الأدب، وحفظ الحق لأهل العلم، دون خروج بالحوار والنقاش عن مساره. وأنا على ثقة أن الدكتور سليمان الحصين - الذي لقيته مرة واحدة في منزله حفظه الله، وأذكر أنه أشار إلي هذه الفكرة التي حررها أعلاه - سيسعد بهذا الحوار، والتأمل حول ما ظهر له في هذه الآيات. ولعله يتكرم بالمشاركة معنا مباشرة إن شاء الله.
وقد رأيت بعض الإخوة الفضلاء خرج بالحوار عن مساره بكلام لا علاقة له بما نحن فيه، فأحببت التخفيف على القارئ العزيز من إجباره على قراءة ما لا صلة له بالبحث والله الموفق للصواب.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[17 Feb 2005, 04:00 م]ـ
بارك الله فيكم .. و أدام لنا ملتقى أهل التفسير ليكون منارة علمية و ساحة لتلاقح الأفكار بأدب و علم.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[04 Apr 2005, 12:50 م]ـ
الذي يظهر ان القول ببطلان هذا الامر بهذه السرعة غريب لكن الذي ينبغي انكاره هو هذه المقتلة العظيمه المزعومة واما ظاهر القران فانه يدل على الحدث بدليل ارتباط فتاب عليكم في الاية بما قبلها والله اعلم
ـ[د. سليمان الحصين]ــــــــ[13 May 2005, 11:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام في الملتقى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فيسعدني أن أتواصل معكم عبر هذا الملتقى العلمي المتميز الذي شرفت بقراءة عدد من المشاركات العلمية فيه، وأسعدني أكثر ما حظي به موضوع قصة باطلة من المداخلات الجميلة والرائعة التي تدل على الصدق في طلب الحق والبحث عنه، وليس لدي أي تحفظ على شيء منها فإن من رحمة الله بالإنسان لضعفه أن هيأ له من يسدد نقصه، ويصوب خطأه؛ فينبغي أن يقبل الحريص على نفسه جميع النقد لما يطرح بصدر رحب، فأقول لجميع من كتب حول هذه القصة الباطلة تأييدا أو استدراكا: جزاكم الله خيرا، ومزيداً من التواصل العلمي الجاد الذي سيؤدي في النهاية إلى نضوج كثير من مسائل هذا الفن الذي أشار أخي العزيز الدكتور مساعد الطيار جزاه الله خيراً إلى أن هذا العلم لم يحظ بما حظي به غيره من العلوم من التحقيق والتمحيص والتدقيق، فكل طرح جديد يخالف ما تتابع الناس على قبوله دون تفكير في مستنده لا بد أن يكون شيئاً مستغرباً، وأود أن أبين أن المنهج الذي يجب أن يتبع في تفسير كلام الله عز وجل هو: تعظيم الوحيين الكتاب والسنة، والتمسك بدلالة الظاهر فيهما، وترك مخالفته إلا بدليل صريح واضح جلي، أما معارضة ظاهر الوحي المعصوم بدلالة روايات إسرائيلية فهذا ما يجب أن نتفطن له، فلو لم ترد هذه الروايات الإسرائيلية في بيان هذه القصة وذكرها لما استطعنا إدراكها من خلال النظر في ألفاظ الآيات الواردة فيها، وعلى كل فأرجو من إخوتي النظر فيما سأذكره من إجابة حول ما ذكر من مداخلات فأقول وبالله التوفيق:
1) لا ينبغي أن يغيب عن ذهن المفسر أن الروايات الإسرائيلية تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
أـ ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق فذاك صحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ب. ما علمنا كذبه بما عندنا مما يخالفه فهذا باطل مردود
ج. ما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل، فلا نؤمن به ولا نكذبه، وتجوز حكايته لعموم قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج).
2) لا يلزم من رواية الصحابي لأخبار بني إسرائيل تصديقه بها، ونسبة ما روى على أنه رأي له، ويقع بسبب ذلك خلط كبير في نسبة الآراء للصحابة والتابعين؛ فيتعين الرجوع إلى أصل الرواية والنظر فيها ليتبين المصدر الذي نقل عنه الصحابي، ومن تفطن لهذا سهل عليه التعامل مع كثير من النصوص الواردة عن المفسرين من الصحابة والتابعين مما فيه غرابة.
3) قصة قتل بني إسرائيل لأنفسهم توبة إلى الله تعالى من القسم الثاني من أقسام الروايات الإسرائيلية؛ لتضمنه مدحاً عاماً وثناءً مطلقاً على قوم نبي الله موسى لا يستحقه هؤلاء القوم الذين قال الله تعالى لنا {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا}، ثم هذه القصة الباطلة معارضة لصريح الآيات الأخرى المبينة عظم ما قام فيهم من المحادة لله ولرسوله نبينا موسى عليه الصلاة والسلام، {وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا} {لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق} قوم موصوفون بقتل الأنبياء أيقتلون أنفسهم توبة من عبادة العجل؟. إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة في فضائح القوم فهل نخالف هذا الأصل الواضح البين الظاهر لأجل الروايات الإسرائيلية؟.
4) دعوى الإجماع في صحة هذه القصة دعوى باطلة، وإنا ذكرتُ الاتفاق على إيراد الرواية دون تمحيص لها، وهذا ليس من قبيل الإجماع في شيء، فهو مثل الاتفاق على إيراد الرواية الموضوعة أو الضعيفة هل ينقلها إلى قسم الصحيح؟، والإجماع إنما يكون على الرأي.
5) ما ذكر من مدح الله تعالى لبعض أهل الكتاب والثناء عليهم هذا حق، قال الله تعالى {منهم أمة مقتصدة وكثير منهم فاسقون} والذين عبدوا العجل جزء منهم وليس كلهم، ولم تتضمن الآيات الواردة في عبادتهم العجل شيئاً من المدح والثناء عليهم مما يدل على أنهم لم يفعلوا ما أمرهم به نبي الله موسى عليه السلام.
6) اذكِّر بكلمة الأخ جمال حسني الشرباتي: "ما المانع الشرعي من رفض القصة خاصة أنها لم ترد كقصة في القرآن" كلام رائع وجميل؛ لم ترد في القرآن، ولم ترد هذه القصة في السنة، فكيف نسلم بها ونجعلها جزءاً من تفسير الآية، وهي من أخبار بني إسرائيل.
7) قول الأخ محمد عبد الله بن جابر القحطاني: الحكم على القصة بالبطلان شاذ وغريب. أقول سبب الغرابة أننا نسينا مصدر هذه الرواية، لو كان المصدر الوحي المعصوم فنعم، أما أن يكون المصدر الروايات الإسرائيلية فلا شذوذ ولا غرابة حينئذ، وأذكر إخوتي الكرام بكتاب الشيخ الدكتور محمد أبو شهبة ’: الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير، حيث ذكر روايات باطلة تتابع على إيرادها كثير من المفسرين، وبين فسادها وبطلانها.
وصحة هذه القصة عن حبر الأمة إسناداً لا يلزم منه أن يكون متن الرواية رأياً له كما لا يخفى.
8) ما ذكره الأخ عطية الله من دعوى الإجماع فهذا باطل كما سبق.
وقوله: إن ظاهر القرآن وقوع القتل. هذا غير مسلم فالآية ليس فيها إثبات الاستجابة ولا نفيها وإنما يجزم بأحدهما بأدلة أخرى كما سبق بيانه.
وقوله: إن الله تعالى أمرهم. هذا غير مسلم فالذي أمرهم هنا نبي الله موسى عليه السلام، ولو سُلم أن الأمر من الله تعالى مباشرة فهذا ليس محل النزاع، فمحل النزاع هل استجابوا لما أُمروا به من قتل أنفسهم؟ الجواب: كلا لما عرف في القرآن من أحوالهم السيئة، وعنادهم المستمر.
9) ما ذكره الأخ: صهيل المجد أقول له: عفا الله عنك وغفر لك، العدل العدل في المدح والثناء.
وسأنشر هنا إن شاء الله تعالى دراسة متكاملة حول هذه القصة.
كما أتمنى أن يحظى الموضوع الجديد الذي سأطرحه قريباً إن شاء الله تعالى بمزيد من التواصل.
وفي الختام أشكر أخي الحبيب المشرف العام الذي سعدت كثيراً بالتعرف عليه على إتاحة هذه الفرصة للمشاركة، وأسأل الله تعالى أن يبارك للجميع في علمهم وعملهم وأعمارهم وأموالهم وأولادهم، وأن يحفظهم من كل سوء ومكروه، وأن يغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين والمسلمات.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[عطية الله]ــــــــ[16 May 2005, 09:40 م]ـ
بارك الله فيك أيها الشيخ الفاضل الدكتور سليمان الحصين.
زانكم الأدبُ والحلم مع العلم .. اللهم بارك
نسأل الله أن ينفع بكم في منتدانا هذا في كل نادٍ، وأن يتقبل منا ومنكم ويعفو عن السيئات .. آمين
ننتظر بحوثكم وفوائدكم، ونتشرف بالبحث والمناقشة والمذاكرة مع أمثالكم، وفقكم الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 May 2005, 07:48 ص]ـ
أرحب بأخي العزيز الدكتور سليمان الحصين وفقه الله في ملتقى التفسير، وأشكره على طرحه العلمي الوقور الذي لا يستغرب من مثله، مع صدق الرغبة في الوصول للحق، والجرأة في البحث، وتقبل الآراء المخالفة قبولاً حسناً. أسأل الله أن يوفق الجميع للحق، وأن يشرح صدورنا، وينور بصائرنا بالعلم النافع، ونسعد كثيراً بمتابعة الحوارات العلمية المثمرة كهذا الحوار وغيره في الملتقى مع الدكتور سليمان وبقية الزملاء الفضلاء في الملتقى، والتي تصور أخلاق حملة القرآن أحسن تصوير والحمد لله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الماجد]ــــــــ[09 Jun 2005, 03:35 م]ـ
أرحب بالدكتور سليمان الحصين وفقه الله في ملتقى التفسير، وأشكره على طرحه العلمي الوقور الذي لا يستغرب من مثله، مع صدق الرغبة في الوصول للحق، والجرأة في البحث، وتقبل الآراء المخالفة قبولاً حسناً
ـ[الباحث7]ــــــــ[26 Sep 2006, 10:57 ص]ـ
لا زال في النفس شيء مما قرره الدكتور سليمان الحصين وفقه الله في موضوعه هذا.
ولعل الأساتذة المتخصصين يدلون برأيهم في هذه المسألة حتى يتضح الحق ويزول الشك. والله الموفق للصواب
ـ[رأفت بلعاوي]ــــــــ[26 Sep 2006, 04:57 م]ـ
جزى الله الدكتور الحصين خير الجزاء وبعد:
إني لأعجب من تسرع طلب العلم في مهاجمة رأي الدكتور حصين حفظه الله, وكل من يدرس مناهج المفسرين والاجواء التي أحاطت بهم من رفض وهجوم في ذلك الزمن يعلم علم اليقين أن هؤلاء المفسرين لم يدونوا كل الروايات الصحيحة بسبب قلة بضاعتهم من العلم أو ضعفهم في علم المصطلح، ولكن فقه الأزمة الذي كان يلفهم وحالة التحزب والتمذهب في ظل تفكك الدولة الإسلامية، وضغط العوام والوعاظ هو ما اثقل كاهلم، وبناء عليه ما المانع اذا ما انتقد الدكتور -رغم اني لا أعرفه شخصياً- هذه الرواية خاصة انها لم يثبت عليها دليلا قاطعا معتبراً؟
وبارك الله فيكم
اخوكم رافت
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 Feb 2007, 06:53 ص]ـ
وسأنشر هنا إن شاء الله تعالى دراسة متكاملة حول هذه القصة.
كما أتمنى أن يحظى الموضوع الجديد الذي سأطرحه قريباً إن شاء الله تعالى بمزيد من التواصل.
.
لعل الدكتور سليمان يفي بما وعدنا به من نشر الدراسة المتكاملة.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Aug 2010, 05:58 ص]ـ
لعل الدكتور سليمان يفي بما وعدنا به من نشر الدراسة المتكاملة.
يرفع مرة أخرى للتذكير.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Aug 2010, 07:42 م]ـ
أخبرني الدكتور سليمان الحصين البارحة - 14/ 9/1431هـ - أنه أنجز بحثه في هذا الموضوع وبعث به للنشر في إحدى المجلات العلمية المحكَّمة، وسينشره هنا بعد نشره في المجلة.
وقد أرسل لي أحد الأصدقاء المعنيين بالتفسير وهو الدكتور غرامة بن يحيى الشهري - حفظه الله - بأسئلةٍ مفيدة حول هذه القصة تفتح مجال البحث والتأمل يقول فيها:
أشكلَ عليَّ في هذه القصة أمور هي:
1 - أن السامريَّ لم يقتل.
2 - أن الله ذكر القصة في سياق التذكير بالنعم.
3 - كثير من الروايات تقول إن العقوبة طالت أيضاً من لم يعبد العجل.
4 - أتى بنو إسرائيل بمعاصٍ أشد ولكن الله عفى عنهم.
5 - لم يَدْعُ موسى رَبَّهُ أن يرفع هذه العقوبة بينما دَعا أن يُحيِىَ سبعين ميتاً.
أرجو أن تكون هذه الأسئلة دافعةً لمزيد من البحث في هذا الموضوع الذي بدأه الدكتور سليمان الحصين مشكوراً.
15 رمضان 1431هـ
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Aug 2010, 11:46 م]ـ
أخبرني الدكتور سليمان الحصين البارحة - 14/ 9/1431هـ - أنه أنجز بحثه في هذا الموضوع وبعث به للنشر في إحدى المجلات العلمية المحكَّمة، وسينشره هنا بعد نشره في المجلة.
وقد أرسل لي أحد الأصدقاء المعنيين بالتفسير وهو الدكتور غرامة بن يحيى الشهري - حفظه الله - بأسئلةٍ مفيدة حول هذه القصة تفتح مجال البحث والتأمل يقول فيها:
أشكلَ عليَّ في هذه القصة أمور هي:
1 - أن السامريَّ لم يقتل.
2 - أن الله ذكر القصة في سياق التذكير بالنعم.
3 - كثير من الروايات تقول إن العقوبة طالت أيضاً من لم يعبد العجل.
4 - أتى بنو إسرائيل بمعاصٍ أشد ولكن الله عفى عنهم.
5 - لم يَدْعُ موسى رَبَّهُ أن يرفع هذه العقوبة بينما دَعا أن يُحيِىَ سبعين ميتاً.
أرجو أن تكون هذه الأسئلة دافعةً لمزيد من البحث في هذا الموضوع الذي بدأه الدكتور سليمان الحصين مشكوراً.
15 رمضان 1431هـ
ملاحظات جيدة
ولكن ربما يجاب عنها:
السامري ربما كان مستثنى من التوبة فقد نص القرآن على عقوبته:
(قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا) طه (97)
كون الآية واردة في سياق تعداد النعم لا يمنع من وقوع القتل حيث جعل القتل توبة منهم وتكفير لذنبهم العظيم، ولا شك أن القتل مع التوبة خير من أخذهم بالذنب.
بالنسبة للروايات مالا يصح منه لا يمنع الصحيح من ذلك ظاهر الآية مع أنه يمكن القول بأن ظاهر الآية يدل على خلاف القول بوقوع القتل.
أما كون بني إسرائيل أتوا بمعاصي أشد فالمعارض سيقول ليس هناك أشد معصية من الشرك إلا ما كان مصاحب للكفر مصحوبا بسب الله تعالى وأولئك نص الله على عقوبتهم في الآخرة.
أما عدم دعاء موسى عليه السلام فربما أجاب المعترض بالآتي:
القتل كان حكما من الله لا بد منه حتى تحقق التوبة فما كان لموسى عليه السلام أن يعترض، أما السبعين فقد وقعت العقوبة مباشرة وأوقعت موسى عليه الصلاة والسلام في حيرة ومحنة وما كان أمامه من مخرج إلا الدعاء.
هذا بعض الأجوبة المتوقعة من المخالف، مع أني أرى وجاهة القول بعدم وقوع القتل وقد سبق وأن طرحت هذا السؤال في مشاركة سابقة، لكن الأمر يحتاج إلى بحث وتدقيق.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Sep 2010, 06:54 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أبا سعد، وأرجو أن يكون هذا دافعاً لمزيد من التأمل في الآيات الواردة في الموضوع.
مع عدم وجود ثمرة عملية لهذه المسألة فيما يظهر لي، فسواء قلنا بوقوع القتل في القصة أو عدمه فالعبرة متحققة. (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون)
ـ[عبدالله أحمد حسن]ــــــــ[11 Sep 2010, 10:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشاركة بسيطة من طالب يتعلم من أساتذته بارك الله فيكم
أولا شكرا لكم على هذا المنتدى المبارك والذي أستفيد منه الكثير في مجال التفسير
قرأت في أحد التفاسير ولا يحضرني اسمه هو أنه لعل المقصود في (فاقتلوا أنفسكم) أي فاقتلوا الشرك والشهوات والعصيان والاستكبار الموجودين في أنفسكم
والله تعالى أعلى وأعلم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 Sep 2010, 08:42 م]ـ
بارك الله فيكم يا أبا سعد، وأرجو أن يكون هذا دافعاً لمزيد من التأمل في الآيات الواردة في الموضوع.
مع عدم وجود ثمرة عملية لهذه المسألة فيما يظهر لي، فسواء قلنا بوقوع القتل في القصة أو عدمه فالعبرة متحققة. (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون)
وفيك بارك يا أبا عبد الله
ولا شك أن العبرة متحققة كما ذكرت
ولكن لا تخلو مناقشة مثل هذه المواضيع من ثمار وأهمها: فهم القرآن الفهم الصحيح الذي يظهر الحق ويزيل الشبهة.
لقد قال الله تعالى في نفس الموضوع:
(وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) البقرة (93)
وقال تعالى:
(يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآَتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا) سورة النساء (153)
وقال تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (152) وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآَمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (153)) الأعراف
وهذه الآيات تحتاج إلى تأمل وتدبر حتى نصل إلى حقيقة ما واقع ونفهم الأمور كما هي.
وأظنك توافقني على هذا شيخنا الفاضل؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Sep 2010, 05:56 ص]ـ
وفيك بارك يا أبا عبد الله
ولا شك أن العبرة متحققة كما ذكرت
ولكن لا تخلو مناقشة مثل هذه المواضيع من ثمار وأهمها: فهم القرآن الفهم الصحيح الذي يظهر الحق ويزيل الشبهة.
.....
وهذه الآيات تحتاج إلى تأمل وتدبر حتى نصل إلى حقيقة ما واقع ونفهم الأمور كما هي.
وأظنك توافقني على هذا شيخنا الفاضل؟
نعم أوافقك وفقك الله ونفع بك.
ـ[د. محي الدين غازي]ــــــــ[22 Sep 2010, 03:23 م]ـ
أرجو الإضافة بأن السياق ليس لتذكير النعم فحسب بل هو لتذكير نعم الله المتواليات وعقوباته المتلاحقات.
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[22 Sep 2010, 09:36 م]ـ
ايها الاخوة الأفاضل، يسعدني أن أشارككم في هذا النقاش العلمي الذي أثمر حوارات جميلة وردودا مختلفة، ويسعدني أن أسوق بين أيديكم الأثر المعتمد في الموضوع الذي أخرجه ابن جرير الطبري وابن ابي حاتم في تفسيريهما،وكذا ابن كثير نقلا عنهما وعن غيرهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن جرير: حدثني عبد الكريم بن الهيثم، قال: حدثنا ابراهيم بن بشار، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، قال: قال أبو سعيد، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال موسى لقومه: (توبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم، فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم) قال: أمر موسى قومه عن أمر ربه عز وجل أن يقتلوا أنفسهم، قال: فاحتبى الذين عكفوا على العجل فجلسوا، وقام الذين لم يعكفوا على العجل وأخذوا الخناجر بأيديهم وأصابتهم ظلمة شديدة، فجعل يقتل بعضهم بعضا، فانجلت الظلمة عنهم، وقد أجلوا عن سبعين ألف قتيل، كل من قتل منهم كانت له توبة، وكل من بقى له توبة. [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120617#_ftn1)
علق صاحب كتاب موسوعة الصحيح المسبور من التفسير المأثور د/ حكمت بن بشير بن ياسين: بقوله:
(أبو سعيد هو عبد الكريم بن مالك الجزري. ورجاله ثقات وإسناده صحيح والخبر عن أهل الكتاب وهو من قبيل المسكوت عنه).
وقال:" وأخرج الطبري بإسناده الصحيح عن مجاهد في قول الله تعالى: (باتخاذكم العجل) قال: كان موسى أمر قومه عن أمر ربه أن يقتل بعضهم بعضاً بالخناجر فجعل الرجل يقتل أباه ويقتل ولده فتاب الله عليهم.
قال الطبري: حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن الزهري وقتادة في قوله (فاقتلوا أنفسكم) قال: قاموا صفين يقتل بعضهم بعضا، حتى قيل لهم: كفوا! قال قتادة: كانت شهادة للمقتول وتوبة للحي. (وإسناده حسن).
ونقل ابن كثير في تفسيره هذا الأثر فقال: روى النسائي وابن جرير وابن أبي حاتم، من حديث يزيد بن هارون، عن الأصبغ بن زيد الوراق عن القاسم بن أبي أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال الله تعالى: إن توبتهم أن يقتل كل واحد منهم كل من لقي من ولد ووالد فيقتله بالسيف، ولا يبالي من قتل في ذلك الموطن. فتاب أولئك الذين كانوا خفي على موسى وهارون ما اطلع الله من ذنوبهم، فاعترفوا بها، وفعلوا ما أمروا به فغفر الله تعالى للقاتل والمقتول.
ثم قال ابن كثير: وهذا قطعة من حديث الفُتُون، وسيأتي في تفسير سورة طه بكماله، إن شاء الله ..
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120617#_ftnref1) - جامع البيان:1/ 286، وذكره ابن ابي حاتم:1/ 110،عن عمار بن خالد عن محمد بن الحسن الواسطي ويزيد بن هارون عن الاصبغ بن زيد عن القاسم بن ابي أيوب عن سعيد بنحوه، ونقله السيوطي:1/ 168،عن ابن جرير.(/)
تفسير الرازي والمعتزلة
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[06 Feb 2005, 12:20 م]ـ
قال أبو عبد الله المُسَفِّر:
(إن تفسير ابن الخطيب احتوى على أربعة علوم, نقلها من أربعة كتب, مُؤَلِّفوها كُلُّهم معتزلة:
- فأصول الدين نقلها من كتاب "الدلائل" لأبي الحسين,
- وأصول الفقه نقلها من كتاب "المعتمد" لأبي الحسين أيضاً, وهو أحد نُظَّار المعتزلة, وهو الذي كان يقول فيه بعض الشيوخ: إذا خالف أبو الحسين البصري في مسألةٍ صَعُبَ الرد عليه فيها.
- والتفسير من كتاب القاضي عبد الجبار,
- والعربية والبيان من الكشاف للزمخشري).
الإفادات والإنشادات, للشاطبي (ص:100 - 101).
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[06 Feb 2005, 02:04 م]ـ
فائدة حسنة يا أبا بيان
وقد كنت استقرأت أعلام المعتزلة الذين نقل الرازي أقوالهم التفسيرية في تفسيره،وذلك من خلال فهرس الأعلام في طبعة دار الكتب العلمية، فظهر لي منهم:
الأصم، وأبو مسلم الأصفهاني، وأبو علي الجبائي، والقاضي عبد الجبار، وأبو القاسم البلخي، والزمخشري، وأبو هشام الجبائي، وهناك غيرهم، لكن هؤلاء ممن أكثر النقل عنهم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 Feb 2005, 09:38 م]ـ
أنا معكم أن الرازي متأثر كثيرا بالزمخشري من حيث العربية والبيان----ومن لم يتأثر به وهو العلم الفذ!
أما أصول الدين فالرازي مدرسة مستقلة حتى بين الأشاعرة--وإن كان قد نقل آراء المعتزلة فقد نقلها ناقدا لها(/)
أعم قسم وقع في القرآن .. مع نقاش حول " لا " التي تسبق فعل القسم
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[06 Feb 2005, 12:20 م]ـ
قال ابن القيم رحمه الله عن القَسَم في قوله تعالى {فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لا تُبْصِرُونَ (39)} سورة الحاقة:
(وهذا أعم قَسَم وقع في القرآن؛ فإنه يعم العلويات والسفليات, والآخرة,
وما يُرى وما لا يُرى, ويدخل في ذلك الملائكة كلهم,
والجن والإنس, والعرش والكرسي, وكل مخلوق).
التبيان في أقسام القرآن (ص:174).
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 Feb 2005, 03:07 م]ـ
بعض المعتزلة يدعون أن (لا أقسم) تعني نفي القسم نقل ذلك الطبرسي في تفسيره فقال ((وثالثها: إنه نفي للقسم ومعناه لا يحتاج إلى القسم لوضوح الأمر في أنه رسول كريم، فإنه أظهر من أن يحتاج في إثباته إلى قسم، عن أبي مسلم ورابعها: إنه كقول القائل: لا والله لا أفعل ذلك، ولا والله لأفعلن ذلك. وقال الجبائي. إنما أراد أنه لا يقسم بالأشياء المخلوقات، ما يرى وما لا يرى، وإنما أقسم بربها، لأن القسم لا يجوز إلا بالله))
ولكن معناها القسم كما قال إبن عاشور (({لا أقسم} صيغة تحقيق قَسَم، وأصلها أنها امتناع من القسَم امتناع تحرّج من أن يحلف بالمُقْسم به خشية الحنث، فشاع استعمال ذلك في كل قسم يراد تحقيقه،))
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[08 Feb 2005, 05:37 م]ـ
يرد قول من قال إن لا تعني نفي القسم قول الله تبارك وتعالى "فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم " فالاية الثانية اثبتت وجود القسم. وأما معنى لا الواردة في القسم فهو مختلف فيه والأقرب أنها زائدةٌ، والتقدير: أُقْسِمُ , وهو قولُ أكثر المفسِّرينَ كما ذكر ذلكَ القرطبيُّ، والشوكانيُّ (1)، وقال به سعيدُ بن جبير (2) والزجّاجُ (3)، وابن خالويه (4).
قال الشوكانيُّ:" ويؤيّدُ هذا قولهُ: {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ} (الواقعة: من الآية76) " (5) أيْ بعد قولِه تعالى: {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} (الواقعة:75)، وهذا هو أقربُ الأقوالِ (6) والله أعلم
[ line]
( 1) انظر: تفسير القرطبي (17/ 144)، فتح القدير (5/ 159).
(2) انظر: تفسير ابن جرير (27/ 203)، تفسير ابن كثير (6/ 535).
(3) انظر: معاني القرآن وإعرابه (5/ 115).
(4) انظر: إعراب ثلاثين سورة مِن القرآن صـ (87).
(5) فتح القدير (5/ 159).
() انظر هذه المسألةَ في: معاني القرآن وإعرابه للزجاج (5/ 115)، إعراب ثلاثين سورة مِن القرآن لابن خالويه صـ (87)، إعراب القرآن للنحاس صـ (5/ 227)، تفسير ابن جرير (27/ 203)، تفسير ابن الجوزي (7/ 336)، تفسير ابن عطية (15/ 383)، تفسير القرطبي (17/ 144)، تفسير = = البيضاوي (2/ 463)، تفسير ابن كثير (6/ 535)، تفسير الشوكاني (5/ 159)، مغني اللبيب لابن هشام (1/ 238) وهو أوسع مَن تكلَّم عنها، إمعان في أقسام القرآن صـ (6).
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[08 Feb 2005, 11:15 م]ـ
الآية حملت ردا قويا بالفعل-جزى الله الاخ احمد على التذكير بها- ...... فصيغة "لا اقسم "قسم ...... لكن توجيه النفي فيه نظر .......... ومن المستبعد ان تكون "لا "للتوكيد ... كما قال قسم كبير من المفسرين ....... لسبب فطري .... وهو ان الشىء لا يؤكد ..... بنفي الشىء ........ بمعنى لا يزداد البنيان ثباتا ... بهدمه .... هذا لا يعقل .... ولعل التحقيق ما ذهبت اليه عائشة عبد الرحمن ....... عندما ميزت بين نفي القسم ..... ونفي الحاجة الى القسم ...... والثاني هو المراد فى القرآن ... وهذا الاسلوب عربي .. متداول ... كما تقول لصاحبك:"لا اوصيك بكدا .. "وتقصد تأكيد الوصية ... لا بنفيها ... بل بنفي الحاجة اليها ... فتأمل
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[09 Feb 2005, 12:50 ص]ـ
اختلف النحاة في دلالة "لا" إذا أتت قبل القسم .... :
1 - فمنهم من يقول بأن "لا" زائدة وتفيد توكيد القسم فمعنى "لا أقسم" = أقسم
2 - وفريق يقول بأنّ "لا" نافية .... والمعنى أن الأمر لا يحتاج للقسم لوضوحه وعدم الحاجة إليه.
3 - وفريق آخر يقول بأن " لا" نافية لغرض الاهتمام والتوكيد. ومثاله - ما ذكره الأخ الكريم أبو عبد المعز - كأن تقول " لا أوصيك بأبي عبد المعز".
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Feb 2005, 03:35 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً.
طرحت الأستاذة رفاه زيتوني هذا الموضوع من قبل على صفحات الملتقى، وأجادت بحثه فلينظر.
من الظواهر الأسلوبية في القرآن- ظاهرة القسم المسبوق بلا النافية ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1548).
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 Feb 2005, 11:17 ص]ـ
قال الزركشي في البرهان 2/ 177 [طبعة دار المعرفة بتحقيق المرعشلي]:
(قال الخطابي وسمعت ابن أبي هريرة يحكي عن أبي العباس بن سريج قال سأل رجل بعض العلماء عن قوله تعالى: {لا أقسم بهذا البلد} 1 فأخبر أنه لا يقسم بهذا، ثم أقسم به في قوله: {وهذا البلد الأمين} (التين: 3)؟!
فقال ابن سريج: أي الأمرين أحب إليك أجيبك ثم أقطعك أو أقطعك ثم أجيبك؟
فقال: بل اقطعني ثم أجبني.
فقال: اعلم أن هذا القرآن نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بحضرة رجال، وبين ظهراني قوم، وكانوا أحرص الخلق على أن يجدوا فيه مغمزاً، وعليه مطعناً؛ فلو كان هذا عندهم مناقضة لتعلقوا به وأسرعوا بالرد عليه، ولكن القوم علموا وجهلت، فلم ينكروا منه ما أنكرت.
ثم قال له: إن العرب قد تدخل (لا) في أثناء كلامها وتلغي معناها، وأنشد فيه أبياتاً.) انتهى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[28 Feb 2005, 11:34 ص]ـ
قطعتنا جميعاً يا أبا مجاهد بابن سريج,
شكر الله لك هذه الحسنة.
ـ[سليمان داود]ــــــــ[02 Apr 2005, 03:14 ص]ـ
سؤالي إلى فضيلة الدكتور الشيخ أحمد البريدي وفضيلة الدكتور الشيخ أبو مجاهد العبيدي حفظهما الله.
إذا سلمنا بزيادة (لا) قبل فعل القسم كما يقول أكثر المفسرين .. فما الفائدة من زيادتها؟ وما معنى قوله تعالى: (لا أقسم بمواقع النجوم* وإنه لقسم لو تعلمون عظيم* إنه لقرآن كريم)؟ وما الغرض من القسم؟
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[14 Apr 2005, 11:03 م]ـ
قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله:
(واعلموا أن علماء العربية مطبقون على أن لفظة (لا) تُزَادُ لتأكيد المعنى وتقويته, أما في الكلام الذي فيه معنى الجحد فلا خلاف بينهم في ذلك, وشواهده في القرآن وأمثلته كثيرة).
العذب النمير 3/ 1040.
ـ[سليمان داود]ــــــــ[17 Apr 2005, 01:19 م]ـ
كنت أود من الشيخين الفاضلين أن يجيبا على أسئلتي، ولكنهما لم يفعلا، وأجبت أنت على السؤال الأول، وبقي أن تجيب على بقية الأسئلة، بارك الله فيك، مع ملاحظة أنني أريد أن أعرف رأيك الشخصي فيما قاله المفسرون في (لا) قبل فعل القسم. أما ما قاله الشنقيطي، والطبري، والقرطبي، والرازي، والزمخشري، وأبو حيان، والألوسي، وابن عاشور، وغيرهم فهو موجود في تفاسيرهم، وليس من الصعب أن نعرف ما قالوا. ولكن الصعب هو الحكم على ما قالوا من حيث صحته، وعدم صحته. هذا ما أردت أن أشير إليه.
واسمح لي يا أخي أبو بيان أن أسألك: هل قرأت المقال الذي أشار إليه فضيلة الشيخ عبد الرحمن الشهري حول هذا الموضوع (ظاهرة القسم المسبوق بلا النافية)؟ ثم هل قرأت ما قاله الدكتور فاضل السامرائي في لمسات بيانية ورد الدكتور عماد عليه؟ وما هو رأيك فيما قاله؟
ثم إذا كنتم انتم مقتنعين بأن قول القائل: لا أفعل، تأكيد لقوله: أفعل، فما الفرق بين النفي والإثبات،؟ وكيف يؤكد الإنسان الفعل بنفي الفعل؟ هلا شرحت لنا ذلك، وفقك الله، فما أنتم إلا أساتذتنا، ونحن تلاميذكم الذين يطلبون العلم منكم. وأرجو أن لا يضيق صدرك بأسئلتي مع الشكر. [/ font][/size][/size]
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[19 Apr 2005, 07:42 ص]ـ
عذراً أخي سليمان, لم أكتب ما سبق جواباً على سؤالك, وحيث قد وافق ما تريد فالحمد لله,
وأرجو معك أن يتولى الإخوة الإجابة على ما تريد, وسيفعلا إن شاء الله, ولكنها صوارف وعوارض, فاصبر لهما.
وفقنا الله وإياك لكل خير.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Aug 2005, 01:22 م]ـ
للشيخ عبدالرحمن حبنكة الميداني وفقه الله رأي موافق لما ذهبت إليه الدكتور عائشة عبدالرحمن (بنت الشاطي) رحمه الله. وما فصلته الأستاذة الكريمة رفاه زيتوني في مقالتها التي أحلت عليها أعلاه في شبكة التفسير والدراسات القرآنية.
وقد ذكر هذا الرأي في كتابه (قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله عز وجل) ص 480 - 498
قال:
الحكمة من إيراد القسم المنفي في القرآن.
اختلفت أقوال المفسرين في القسم المسبوق بحرف النفي (لا) الوارد في القرآن ثماني مرات في سبع سور بصيغة (لا أقسم) مسبوقة بحرف عطف، أو غير مسبوقة بحرف عطف.
فمنهم من قال: لا زائدة، والتقدير أقسم.
ومنهم من قال لا نافية لكلام مقدر، وليس النفي مسلطاً على القسم.
ومنهم من قال غير ذلك.
وقد سبرت النصوص الورادة فيها هذه الصيغة فرأيت بفتح من الله أنها أسلوب بياني مبتكر للدلالة على أن الموضوع مع حال المخاطبين يقتضي اقتضائين متعارضين:
1 - أحدهما يستدعي البيان فيه القسم المؤكد للخبر الذي هو المقسم عليه.
2 - والآخر يستدعي البيان فيه عدم القسم.
فكان الحل المبتكر في أساليب البيان القرآنية اختيار أسلوب ذكر لفظ القسم، وذكر المقسم به، تنبيهاً عليه، مع سبقه بأداة النفي.
فالوجه الذي اقتضى القسم روعي حاله بذكر القسم والمقسم به، تنبيهاً على ما في المقسم به من تأكيد أو حجة هادية إلى أن الموضوع الذي يراد تأكيده هو متحقق الوقوع.
والوجه الذي اقتضى عدم الحاجة إلى القسم روعي حاله بنفي القسم بأداة النفي لا ... ). الخ كلامه.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[11 Aug 2005, 02:11 م]ـ
ماذكره الشيخ عبد الرحمن الشهري عن الميداني وبنت الشاطيء -رحمهما الله- في توجيه القسم المنفي هو المتعين ..... وهنا ملاحظة اصطلاحية: "لا اقسم" عند بنت الشاطيء ليس قسما منفيا ... بل المنفي في الحقيقة هو الحاجة إلى القسم .... وقد نبهت على ذلك تنبيها قويا عندما قالت:
"وفرق بعيد أقصى البعد , بين أن تكون "لا لنفي القسم , كما قال بعضهم وبين أن تكون لنفي الحاجة إلى القسم"وقد شددت- رحمها الله -على العبارة الأخيرة بالتسطير ...
بعبارة أخرى نفي القسم أو القسم المنفي تسمية باعتبار النحو والألفاظ .... لكن باعتبار البيان والمعاني ... لم ينف القسم بل ازداد تأكيدا عن طريق إثبات عدم الحاجة إليه ..... لوضوح المقسم عليه ..
وقريب مما لاحظه الاستاذ الشهري ما جاء في القرآن الكريم من حذف المقسم عليه تنبيها على أن المخاطبين لا ينفع معهم القسم وبالتالي من العبث ذكره ..... من ذلك قوله تعالى:
ق والقرآن المجيد بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم.
طوي المقسم عليه لأن المخاطبين لا يحيدون عن معتقدهم قيد أنملة فلا ينفع معهم قسم ....
وهذا مستعمل في البيان العادي ..... فقد يستهل المتكلم القسم بذكر المقسم به ... ثم يخطر بباله أن مخاطبه لن يقتنع فيعدل عن ذكر المقسم عليه لينتقل الى كلام آخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Sep 2006, 09:18 ص]ـ
ماذكره الشيخ عبد الرحمن الشهري عن الميداني وبنت الشاطيء -رحمهما الله- في توجيه القسم المنفي هو المتعين.
ما الحجة التي جعلت هذا الرأي هو المتعين؟؟
الذي أميل في هذا الأسلوب أنه جار على لغة العرب في استعمال هذه اللام بعد الفعل، ولا يريدون بها إلا تأكيد القسم.
ولا أرى حاجة للتحمس لرأي معين لأن المسألة يسيرة إذا فهم المعنى.
وأؤكد على ما نقلته عن البرهان للزركشي في الرد رقم 7
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[14 Sep 2006, 10:51 ص]ـ
طبعا ياأخوتي وأحبابي
فلا أقسم ................
لا: زائدة، في مثل هذا القسم
والمعنى: فأقسم، ولا تزاد في القسم، فيقال: لا والله، ولا أفعل،
قال الشاعر امرؤ القيس:
لا وَأَبيكَ اِبنَةَ العامِرِيِّ= لا يَدَّعي القَومُ أَنّي أَفِر
والمعنى:
وأبيك، وإنما زيدت للتأكيد، وتقوية الكلام ..
وقيل: نافية .. والمنفي محذوف، وهو كلام الكافر والجاحد، تقديره:
فلا صحة لما يقول الكافر، ثم ابتدأ فقال:
أقسم، وقيل: هي لام الابتداء، دخلت على جملة من مبتدأ وخبر، وهي:
أنا أقسم، كقولك: لزيد منطلق، ثم حذف المبتدأ، فاتصلت اللام فقط ..
وقال أبو حيان: والأولى عندي: أنها لام أشبعت فتحتها، فتولدت منها ألف،
كقوله: (أعوذ بالله من العقارب) ....
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[11 Nov 2009, 12:54 ص]ـ
عقد الدكتور عبدالكريم الخطيب فصلاً في كتابه التفسير القرآني للقرآن عن الأقسام المنفية في القرآن ودلالاتها، وأطال في هذه المسألة، ومما قاله:
(فما هى «لا» هذه؟ وما مفهومها؟.
هى ـ واللّه أعلم ـ «لا» النافية .. وهى تجىء غالبا فى معرض القسم تنزيها للمقسم به، وإجلالا لقدره، أن يقسم به على أمور واضحة بينة، لا تحتاج إلى سند يسندها من قسم أو نحوه ..
فالقسم ـ عادة ـ إنما يرد لإثبات أمر من الأمور التي يستبعد المخاطب وقوعها أو لتقرير حقيقة من الحقائق، وتوكيدها، وإزالة الشبهة عنها عند المقسم له، حتى يقبلها ويطمئن إليها ..
وإنه ـ والأمر كذلك ـ من الاستخفاف بقدر المقسم به، بل والامتهان له، أن يستدعى عند كل أمر وإن صغر، وأن يبرر به كل شأن وإن حقر أو ظهر، فذلك من شأنه أن يرخص هذا المقسم به، وأن يذهب بجلاله، وينزل من قدره، فلا يكون له وقعه على النفوس، إذا هو استدعى للقسم به فى حال تحتاج إلى تبرير وتوكيد! وهذا ما يشير اليه قوله تعالى: «وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ». (224: البقرة) فتعريض اسم اللّه سبحانه وتعالى للقسم به، حتى فى مقام البرّ بهذا القسم، ورعاية حقه، وحتى فى مقام الصلح بين الناس ـ هو مما ينبغى للمؤمن أن يتحاشاه، وألا يجىء إليه إلا فى قصد، عند ما تدعو الضرورة إليه! فقوله تعالى: «فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ، وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ» ـ هو تعريض وتلويح بالقسم بمواقع النجوم، دون القسم بها، لأنها ذات شأن عظيم، فلا يقسم بها إلا لتقرير الحقائق المشكوك فيها، والمرتاب فى أمرها .. أما جليّات الأمور وبدهياتها فلا يقسم لها، لأن القسم لها، هو تشكيك فيها، ووضعها موضع ما يكون من شأنه أن يثير المماراة، والخلاف ..
وقد كثر فى القرآن الكريم هذا الضرب من التلويح بالقسم عن طريق النّفى، وذلك حين يكون المقسم هو اللّه سبحانه وتعالى، والمقسم به، ذات من ذوات المخلوقات العظيمة المكرمة عند اللّه، وحين يكون المقسم عليه أمرا جليّا، بينا لا يحتاج إلى بيان ..
ومن ذلك قوله تعالى: «فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ، وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ، وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ، لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ» (16 ـ 19 الانشقاق) وقوله سبحانه: «لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ، وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ، أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ، بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ» (1 ـ 4: القيامة) وقوله جلّ شأنه: «فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ. الْجَوارِ الْكُنَّسِ، وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ، وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ، إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ، ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ» (15 ـ 20 التكوير) فهذه الأقسام واقعة على أمور عظيمة، محققة الوقوع على الصورة المعروضة فيها، وعلى الصفة الموصوفة بها، بحيث لا يصح أن تقع موقع الإنكار، من ذى مسكة من عقل أو فهم .. فإذا كان هناك من يشك أو يرتاب، فإنه لا معتبر لشكّه أو ارتيابه، ولا جدوى من وراء القسم له بأى مقسم به، إذ كان لا يجدى معه ـ فى هذا الصبح المشرق بين يديه ـ أن تضاء له المصابيح، وتقام له الحجج والبراهين. «وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ» (40: النور).
فالأقسام هنا ـ كما ترى ـ واقعة على أحوال الإنسان، وتنقله من حال إلى حال، ومن وجود إلى وجود، أو على قدرة اللّه سبحانه وتعالى، على بعث الموتى من القبور، وعلى إعادة هذه العظام البالية، وإلباسها لباس الحياة من جديد، أو على قول اللّه سبحانه، وما تحمل كلماته من أخبار صادقة، محققة الوقوع ..
وهذه كلها أمور لا تحتاج إلى قسم، وفى القسم لها ـ كما قلنا ـ تشكيك فيها، وفتح لباب الجدل والمماراة فى شأنها ..
أما هذا التلويح بتلك الأقسام، فيما يبدو من نفى القسم ـ فهو وضع الأمر المقسم عليه فى ضمانة حقيقة من الحقائق الكبرى، حيث يعتدل ميزانه مع ميزانها فى مقام الإعظام والإجلال، بمعنى أنه لو احتاج هذا الأمر إلى قسم لما أقسم له إلا بهذه الحقائق العظيمة الجليلة، المناسبة لعظمته وجلاله .. فإن العظائم كفؤها العظماء، كما يقولون.)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[11 Nov 2009, 02:34 م]ـ
وما المانع من جعلها لام توكيد أشبعت فتحتها فتولد منها ألف؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[10 May 2010, 09:02 ص]ـ
وما المانع من جعلها لام توكيد أشبعت فتحتها فتولد منها ألف؟
وهل قال بهذا أحد من العلماء المتقدمين أو المتأخرين؟!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 May 2010, 02:51 م]ـ
ما قاله الدكتور الخطيب هو القول الحق في المسألة
إلا أن تعليله بأنه جاء تنزيها للمقسم به وإجلاله له فيه نظر فالله تعالى قد أقسم ببعض ما نبصر وبعض ما لا نبصر ومن ذلك القسم بنفسه تبارك وتعالى.
إذا هو على ظاهره نفي للقسم ونفي القسم أشد وقعا في النفس وأشد تأكيدا من القسم على حقيقة القضايا المطروحة.
ثم إن الدكتور الخطيب ـ حفظه الله إن كان حيا ورحمه إن كان ميتا ـ يقول هو نفي للقسم ثم يعود ويقول " فهذه الأقسام" وهذا تناقض، مع أني أدرك ماذا يريد، لكن الصحيح أنها ليست أقساما.
وأما الاحتجاج بقوله تعالى " وإنه لقسم لو تعلمون عظيم " فهذا ليس إثباتا للقسم في قوله تعالى " فلا أقسم بمواقع النجوم" وإنما هو إخبار أنه قسم عظيم لو أن الباري أقسم به.
هذا والله تعالى أعلى وأعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[10 May 2010, 05:21 م]ـ
وهل قال بهذا أحد من العلماء المتقدمين أو المتأخرين؟!
هما معا ..
أعني أنه قال به علماء متقدمون ومتأخرون بكل معاني التقدم والتأخر.
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[15 May 2010, 06:30 م]ـ
الإخوة الأفاضل: جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم
من خلال تتبع صيغة القسم (لا أقسم) في القرآن الكريم تبين لي أن أعرج على الأحاديث النبوية الشريفة فكانت النتيجة أن صيغة (لا + القسم) تكررت بصور متعددة أكتفي هنا بمثالين:
1 - (كان يمين النبي التي يحلف بها كثيرا: لا و مقلب القلوب) (1)
2 - (كنت قينا في الجاهلية، وكان لي على العاص بن وائل دراهم، فأتيته أتقاضاه، فقال: لا أقضيك حتى تكفر بمحمد. فقلت: لاوالله لا أكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم حتى يميتك الله ثم يبعثك. قال: فدعني حتى أموت، ثم أبعث، فأتى مالا وولدا ثم أقضيك. فنزلت: {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا} الآية.) (2)
فالصيغة الأولى: لا و مقلب القلوب = [لا + (ومقلب القلوب)]
= [لا + القسم] وهذا كله قسم وهو أسلوب شائع عند العرب
إذا قارنا هذا بالصيغة القرِآنية: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ}
يتبين ما يلي: لا أقسم بمواقع النجوم = [لا + (أقسم بمواقع النجوم)]
= [لا + (ومواقع النجوم)]
= [لا + القسم]
الصيغة القرآنية: [لا + أقسم] هي خاصة بالقرآن الكريم وتحديدا بالسور المكية السبعة التالية: الواقعة، الحاقة، المعارج، القيامة، التكوير، الانشقاق، البلد. فهي صيغة قرآنية مكية.
ولعلنا من خلال الاستقراء يتبين أن القسم المسبوق ب (لا) له دلالة خاصة تؤدي إلى: النفي والإثبات
يقول الإمام الطبري في تفسيره: (وقال بعض نحويي الكوفة، (لا) ردّ لكلام قد مضى من كلام المشركين الذين كانوا ينكرون الجنة والنار، ثم ابتدئ القسم، فقيل: أقسم بيوم القيامة، وكان يقول: كلّ يمين قبلها ردّ لكلام، فلا بدّ من تقديم «لا» قبلها، ليفرق بذلك بين اليمين التي تكون جحداً، واليمين التي تستأنف، ويقول: ألا ترى أنك تقول مبتدئاً: والله إن الرسول لحقّ وإذا قلت: لا والله إن الرسول لحقّ فكأنك أكذبت قوماً أنكروه.)
هذا النفي والإثبات نجده يتكرر في كل السور المكية المذكورة سابقا ولنتأمل هذه الصيغ استئناسا:
{فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} الواقعة75 === {أَفَبِهَـ?ذَا ?لْحَدِيثِ أَنتُمْ مُّدْهِنُونَ ( http://javascript<b></b>:Open_Menu()) }
{ فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ} الحاقة38 === {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ ( http://javascript<b></b>:Open_Menu()) } * { وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ ( http://javascript<b></b>:Open_Menu()) }
{ فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ} المعارج 40 === {فَذَرْهُمْ يَخُوضُواْ وَيَلْعَبُواْ حَتَّى? يُلَ?قُواْ يَوْمَهُمُ ?لَّذِي يُوعَدُونَ ( http://javascript<b></b>:Open_Menu()) }
{ لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} القيامة1 {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} القيامة2 === {أَيَحْسَبُ ?لإِنسَانُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ ( http://javascript<b></b>:Open_Menu()) }
{ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ} التكوير15 === {وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ}
{فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ} الانشقاق16 === {فَمَا لَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ( http://javascript<b></b>:Open_Menu()) }
{ لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ} البلد1 === {أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ( http://javascript<b></b>:Open_Menu()) }
والله أعلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
هوامش:
1 - الراوي: عبدالله بن عمرالمحدث: الألباني ( http://www.dorar.net/mhd/1420) - المصدر: تخريج كتاب السنة ( http://www.dorar.net/book/13537&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 236
خلاصة حكم المحدث: صحيح
2 - الراوي: خباب بن الأرتالمحدث: البخاري ( http://www.dorar.net/mhd/256) - المصدر: صحيح البخاري ( http://www.dorar.net/book/6216&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 2425
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[16 May 2010, 05:23 م]ـ
يقول تعالى في سورة الحاقة:
[فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ {38} وَمَا لَا تُبْصِرُونَ {39} إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ {40} وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ {41} وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ {42} تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ {43}]
من المشركين من يقول: إن القرآن الكريم قول شاعر ومنهم من يقول: إنه قول كاهن، فجاء قول الله تعالى ردا على كلامهم نافيا زعمهم مثبتا بواسطة القسم بما نبصر وما لا نبصر أن القرآن قول رسول كريم وهو جبريل عليه السلام، و يفسره قول الله تعالى في سورة التكوير: [إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ {19} ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ {20} مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ {21}]
يقول الشوكاني في تفسيره: " {فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ} هذا ردّ لكلام المشركين كأنه قال: ليس الأمر كما تقولون، ولا زائدة، والتقدير: فأقسم بما تشاهدونه وما لا تشاهدونه. قال قتادة: أقسم بالأشياء كلها ما يبصر منها وما لا يبصر، فيدخل في هذا جميع المخلوقات.) "
والله أعلم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 May 2010, 06:14 م]ـ
الأخ الفاضل عبد الكريم حفظك الله وبارك فيك
فرق ين قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا، ومقلب القلوب. وقول: خباب: لا والله لا أكفر بمحمد.
وبين قول الله تعالى:
لا أقسم.
الفرق واضح فما جاء في الحديث النبوي ـ وهو كثير ـ قسم واضح وليس نفيا للقسم.
أما ما ورد في القرآن فهو نفي للقسم وهو واضح ولا أرى حاجة لتقدير محذوف بعد لا، ولا إلى القول إنها زائدة جاءت لغرض.
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[16 May 2010, 10:12 م]ـ
اقتباس:
الفرق واضح فما جاء في الحديث النبوي ـ وهو كثير ـ قسم واضح وليس نفيا للقسم.
أما ما ورد في القرآن فهو نفي للقسم وهو واضح ولا أرى حاجة لتقدير محذوف بعد لا، ولا إلى القول إنها زائدة جاءت لغرض.
أخي الحبيب أبو سعد الغامدي: جزاك الله كل خير وأحسن إليك وأنا سعيد بمداخلتك
في مشاركتي لم أقل بنفي القسم لكن قلت: أن هناك نفيا وإثباتا
هناك قسم يتألف من مقطعين:/ لا / أقسم. أي (لا + أقسم) وأن (لا) تأتي داخلة في صيغة القسم. وأن هذه الصيغة هي خاصة بالقرآن المكي وتركيبها الكلي يفضي إلى دلالة النفي والإثبات بحيث كل هذه الصيغ من الأقسام وردت لنفي كلام باطل وفي نفس الوقت تثبت الحقيقة القرآنية الصادقة. وكل واحدة منها قسم وليس نفيا للقسم.
وما جاء في كلام العرب وفي الأحاديث يبن كذلك أن القسم المركب من: (لا + القسم) وجدته كذلك فيه نفي وإثبات، وهو قسم وهذه أمثلة تؤكد ذلك:
قال امرؤ القيس:
لاَ وَأَبِيك ابْنَةَ الْعَامِرِيّ ... لاَ يَدَّعِى الْقَوْمُ أَنِّي أفِرّ
وقال غوثة بن سلمى:
أَلاَ نَادَتْ أُمَامَةُ بِاحْتِمالِ ... لِتَخْزُنَني فَلاَ بِكِ ما أُبَالِي
وفي الحديث:
-[كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا، والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك). فقال له عمر: فإنه الآن، والله، لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الآن يا عمر).] (1)
-[لا والذي نفسي بيده، لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني.] (2)
-[أن رجلا سرق على عهد أبي بكر رضي الله عنه مقطوعة يده ورجله فأراد أبو بكر رضي الله عنه أن يقطع رجله ويدع يده يستطيب بها ويتطهر بها وينتفع بها فقال عمر لا والذي نفسي بيده لتقطعن يده الأخرى فأمر به أبو بكر رضي الله عنه فقطعت يده] (3)
أما قول الإمام الشوكاني ب (لا الزائدة) فأحسبه يقول ذلك ليؤكد أن ليس هناك نفي للقسم ليكون التقدير: فأقسم. معنى هذا أن القسم موجود ووظيفة (لا) جاءت لنفي كلام المشركين. وأن الصيغة الإجمالية هي قسم على صورة واحدة: (لا + القسم)
هذا وأنا على استعداد للاستفادة من أي حقيقة علمية تثبت خلاف ذلك.
وفقنا الله جميعا لكل خير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
هوامش:
1 - الراوي: عبدالله بن هشام بن زهرة القرشيالمحدث: البخاري ( http://www.dorar.net/mhd/256) - المصدر: صحيح البخاري ( http://www.dorar.net/book/6216&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 6632
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
2 - الراوي:-المحدث: الألباني ( http://www.dorar.net/mhd/1420) - المصدر: بداية السول ( http://www.dorar.net/book/13551&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 5
خلاصة حكم المحدث: حسن
3 - الراوي: نافع مولى ابن عمرالمحدث: الألباني ( http://www.dorar.net/mhd/1420) - المصدر: إرواء الغليل ( http://www.dorar.net/book/6092&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 8/ 91
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 May 2010, 10:07 ص]ـ
ما قاله الدكتور الخطيب هو القول الحق في المسألة.
من النتائج التي توصلت إليها من خلال تجربتي في البحوث: (إن استعمال صيغ الترجيح بطريقة صحيحة، واختيارَ المناسب منها لكل مسألة مما ينبغي أن يهتم به الباحث اهتماماً كبيراً؛ لأنه يُبنى على استعمال هذه الصيغ، واختيارها أحكامٌ لها تأثير في تفسير كلام الله U ، ويترتب عليها الحكمُ على أقوال قد نقلت عن أئمة معتبرين، وعلماء متبحرين؛ وقد أمرنا الله U أن نكون قوامين بالقسط. وغير خاف أن لكل صيغة دلالتها الحكمية؛ فلا ينبغي أن تستعمل صيغة في موضع وغيرها أنسب منها، وأدل على المقصود.
وكلما ابتعد الباحث عن استعمال الصيغ العامة الجازمة كان ذلك أولى؛ فالجزم بالحكم على قول في مسألة خلافية مشهورة بأنه الحق والصواب جزماً قاطعاً غيرُ مناسب؛ لأن الحق قد يكون مع القول الآخر. وهكذا الجزم بأن مراد الله U من هذه الآية هو كذا، أو مقصود الآية كذا؛ مما ينبغي أن يُتورع عنه إلا إذا كان بحجة بيّنة من جهة الوحي.).
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 May 2010, 11:42 ص]ـ
من النتائج التي توصلت إليها من خلال تجربتي في البحوث: (إن استعمال صيغ الترجيح بطريقة صحيحة، واختيارَ المناسب منها لكل مسألة مما ينبغي أن يهتم به الباحث اهتماماً كبيراً؛ لأنه يُبنى على استعمال هذه الصيغ، واختيارها أحكامٌ لها تأثير في تفسير كلام الله U ، ويترتب عليها الحكمُ على أقوال قد نقلت عن أئمة معتبرين، وعلماء متبحرين؛ وقد أمرنا الله U أن نكون قوامين بالقسط. وغير خاف أن لكل صيغة دلالتها الحكمية؛ فلا ينبغي أن تستعمل صيغة في موضع وغيرها أنسب منها، وأدل على المقصود.
وكلما ابتعد الباحث عن استعمال الصيغ العامة الجازمة كان ذلك أولى؛ فالجزم بالحكم على قول في مسألة خلافية مشهورة بأنه الحق والصواب جزماً قاطعاً غيرُ مناسب؛ لأن الحق قد يكون مع القول الآخر. وهكذا الجزم بأن مراد الله U من هذه الآية هو كذا، أو مقصود الآية كذا؛ مما ينبغي أن يُتورع عنه إلا إذا كان بحجة بيّنة من جهة الوحي.).
كلام وجيه ولكنه يبقى نتاج اجتهاد تختلف فيه وجهات النظر.
ومن خلال اطلاعي على كتب أهل العلم رأيت أنهم يستخدمون هذه الصيغ فيما يرجحونه من الأقوال في المسأئل المختلف فيها دون تحرج، فيقولون: " والحق كذا" " والصحيح كذا".
وهذه بعض الأمثلة:
يقول صاحب أضواء البيان رحمه الله:
يقول: "إنما الأعمال بالنيات"، وخالف أبو حنيفة قائلاً: إن طهارة الحدث لا تشترط فيها النية، كطهارة الخبث.
واختلف العلماء أيضاً في الغاية في قوله: {إِلَى الْمَرَافِقِ} [5/ 6]، هل هي داخلة فيجب غسل المرافق في الوضوء؟. وهو مذهب الجمهور. أو خارجة فلا يجب غسل المرافق فيه؟
والحق اشتراط النية، ووجوب غسل المرافق، والعلم عند الله تعالى."
ويقول:
"قوله تعالى: {وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى}، ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أن الكفار يقولون بألسنتهم الكذب؛ فيزعمون أن لهم الحسنى والحسنى تأنيث الأحسن، قيل: المراد بها الذكور؛ كما تقدم في قوله: {وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ}
والحق الذي لا شك فيه: أن المراد بالحسنى: هو زعمهم أنه إن كانت الآخرة حقاً فسيكون لهم فيها أحسن نصيب كما كان لهم في الدنيا."
"واعلم أن ما يزعمه كثير من المفسرين وغيرهم، من المنتسبين للعلم من أن النار لا تبصر، ولا تتكلم، ولا تغتاظ. وأن ذلك كله من قبيل المجاز، أو أن الذي يفعل ذلك خزنتها كله باطل ولا معول عليه لمخالفته نصوص الوحي الصحيحة بلا مستند، والحق هو ما ذكرنا."
ويقول:
"قال صاحب الكشاف في تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ}.
فإن قلت: هل لزيادة: من في قوله: {وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ} فائدة؟ قلت: نعم.
لأنه لو قيل: وبيننا وبينك حجاب، لكان المعنى أن حجابا حاصل وسط الجهتين.
وأما بزيادة {وَمِنْ} فالمعنى: أن حجابا ابتدأ منا وابتدأ منك. فالمسافة المتوسطة لجهتنا، وجهتك مستوعبة بالحجاب، لا فراغ فيها. انتهى منه.
واستحسن كلامه هذا الفخر الرازي وتعقبه ابن المنير على الزمخشري، فأوضح سقوطه والحق معه في تعقبه عليه."
ويقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
"وعن ابن عباس: أن الكبائر أقرب إلى السبعين منها إلى السبع, وعنه أيضا أنها أقرب إلى سبعمائة منها إلى سبع.
قال مقيده عفا الله عنه وغفر له: التحقيق أنها لا تنحصر في سبع، وأن ما دل عليه من الأحاديث على أنها سبع لا يقتضى انحصارها في ذلك العدد، لأنه إنما دل على نفي غير السبع بالمفهوم، وهو مفهوم لقب، والحق عدم اعتباره."
ويقول:
"وقال تعالى: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ} [صّ:52] , إلى غير ذلك من الآيات.
وقد قدمنا: أن مفرد الأزواج زوج بلا هاء، وأن الزوجة بالتاء لغة لا لحن خلافا لمن زعم أن الزوجة لحن من لحن الفقهاء، وأن ذلك لا أصل له في اللغة.
والحق أن ذلك لغة عربية، ومنه قول الفرزدق:
وإن الذي يسعى ليفسد زوجتي كساع إلى أسد الشرى يستبيلها
وقول الحماسي:
فبكى يناتي شجوهن وزوجتي والظاعنون إلى ثم تصدع
وفي صحيح مسلم من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في صفية: "إنها زوجتي"."
وقال القرطبي رحمه الله في تفسير سورة آل عمران:
"وفي الموطأ عن مالك عن زيد بن أسلم قال: كتب أبو عبيدة بن الجراح إلى عمر بن الخطاب يذكر له جموعا من الروم وما يتخوف منهم؛ فكتب إليه عمر: أما بعد، فإنه مهما ينزل بعبد مؤمن من منزل شدة يجعل الله له بعدها فرجا، وإنه لن يغلب عسر يسرين، وإن الله تعالى يقول في كتابه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} وقال أبو سلمة بن عبدالرحمن: هذه الآية في انتظار الصلاة بعد الصلاة، ولم يكن في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم غزو يرابط فيه؛ رواه الحاكم أبو عبدالله في صحيحه. واحتج أبو سلمة بقوله عليه السلام: "ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط" ثلاثا؛ رواه مالك. قال ابن عطية: والقول الصحيح هو أن الرباط هو الملازمة في سبيل الله. أصلها من ربط الخيل، ثم سمي كل ملازم لثغر من ثغور الإسلام مرابطا، فارسا كان أو راجلا. واللفظ مأخوذ من الربط. وقول النبي صلى الله عليه وسلم "فذلكم الرباط" إنما هو تشبيه بالرباط في سبيل الله."
وقال في تفسير سورة النساء:
"قال ابن مسعود: فإذا بيعت الأمة ولها زوج فالمشتري أحق ببضعها وكذلك المسبية؛ كل ذلك موجب للفرقة بينها وبين زوجها. قالوا: وإذا كان كذلك فلا بد أن يكون بيع الأمة طلاقا لها؛ لأن الفرج محرم على اثنين في حال واحدة بإجماع من المسلمين.
قلت: وهذا يرده حديث بريرة؛ لأن عائشة رضى الله عنها اشترت بريرة وأعتقتها ثم خيرها النبي صلى الله عليه وسلم وكانت ذات زوج؛ وفي إجماعهم على أن بريرة قد خيرت تحت زوجها مغيث بعد أن اشترتها عائشة فأعتقتها لدليل على أن بيع الأمة ليس طلاقها؛ وعلى ذلك جماعة فقهاء الأمصار من أهل الرأي والحديث، وألا طلاق لها إلا الطلاق. وقد احتج بعضهم بعموم قوله: {إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} وقياسا على المسبيات. وما ذكرناه من حديث بريرة يخصه ويرده، وأن ذلك إنما هو خاص بالمسبيات على حديث أبي سعيد، وهو الصواب والحق إن شاء الله تعالى."
وقال بن عطية في تفسيره:
"وقوله تعالى: {والعمل الصالح يرفعه} اختلف الناس في الضمير في {يرفعه} على من يعود، فقالت فرقة يعود على {العمل}، واختلفت هذه الفرقة فقال قوم الفاعل ب «يرفع» هو {الكلم} أي والعمل يرفعه الكلم وهو قول لا إله إلا الله لأنه لا يرتفع عمل إلا بتوحيد، وقال بعضهم الفعل مسند إلى الله تعالى أي «والعمل الصالح يرفعه هو».
قال القاضي أبو محمد: وهذا أرجح الأقوال، وقال ابن عباس وشهر بن حوشب ومجاهد وقتادة الضمير في {يرفعه} عائد على {الكلم} أي أن العمل الصالح هو يرفع الكلم.
قال القاضي أبو محمد: واختلفت عبارات أهل هذه المقالة فقال بعضها وروي عن ابن عباس أن العبد إذا ذكر الله وقال كلاماً طيباً وأدى فرائضه ارتفع قوله مع عمله، وإذا قال ولم يؤد فرائضه رد قوله على عمله، وقيل عمله أولى به.
قال القاضي أبو محمد: وهذا قول يرده معتقد أهل الحق والسنة ولا يصح عن ابن عباس، والحق أن العاصي التارك للفرائض إذا ذكر الله تعالى وقال كلاماً طيباً فإنه مكتوب له متقبل منه وله حسناته وعليه سيئاته"
وقال القرطبي في تفسيره:
"قوله تعالى: {فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً} قال بكر بن عبدالله المزني: لا يأخذ الزوج من المختلعة شيئا؛ لقول الله تعالى: {فَلا تَأْخُذُوا}، وجعلها ناسخة لآية "البقرة". وقال ابن زيد وغيره: هي منسوخة بقوله تعالى في سورة البقرة: {وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً}. والصحيح أن هذه الآيات محكمة وليس فيها ناسخ ولا منسوخ وكلها يبنى بعضها على بعض."
فإذا قلت أنا العبد الضعيف عن قول الله تعالى:
"فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ" سورة الواقعة (75)
"فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) " سورة الحاقة
"فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ" سور المعارج (40)
"لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2) " سورة القيامة
"فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ " سورة التكوير (15)
(فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16) وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (17) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18)) سورة الإنشقاق
(لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ) سورة البلد (1)
أن الحق مع من قال إن هذه ليست أقسام وإنما هي نفي للقسم لا ينافي القسط ولا يلزم منه انتقاص أقوال الآخرين.(/)
شرح المقدمة الجزرية للشيخ محمد الحسن بن الددو
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[06 Feb 2005, 12:27 م]ـ
في هذا الموقع شرح للمقدمة الجزرية, للشيخ محمد الحسن بن الددو فَرَّج الله عنه وحفظه:
http://www.chadarat.com/Saotiyat.htm
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Feb 2005, 05:44 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذه الفوائد الثمينة. وقد نقلت للمكتبة الصوتية للشبكة.
http://www.tafsir.org/audio/open.php?cat=4&book=14(/)
أيُّ كتب التفسير تُعنَى بهذا الجانب؟
ـ[الراية]ــــــــ[06 Feb 2005, 06:39 م]ـ
أي كتب التفسيرأو علومه تعتني بهذا الجانب؟
في سورة النمل قال تعالى (لا يحطمنكم سليمان وجنوده)
لِمَ كان التعبير بـ يحطمنكم، ولم يكن مثلا يقتلنكم، فقد سمعت من أحدهم أن النمل في خلقته شبه بالزجاج أو نحو هذا الكلام.
وأيضا في الحج كما قوله تعالى (وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق)
فَلم كان التعبير بـ عميق ولم يكن مثلا بـ بعيد.
بانتظار إفادتكم جزاكم الله خيراً
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 Feb 2005, 09:32 م]ـ
السلام عليكم
لقد انتظرت الدكتور الفاضل العبيدي أن يوضح الأمر---فلا يحق لمثلي أن يسبقه بالقول---إلا أنني أحببت أن لا يضيع نتاج مجهود لي بالإطلاع على كافة التفاسير فلم أجد منها ما يتخصص بالبدائل--فقد يذكر أحيانا مفسر قولا في آية معللا إستخدام القرآن للفظة دون لفظة--ولكن لا يتخذ هذا الذكر منهجا---وآية سورة النمل بالتحديد لم أجد أحدا منهم تناول ما طلبت
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[06 Feb 2005, 10:44 م]ـ
لعلك تجده في لطائف التفسير, وأسئلة القرآن, والأصل أن مثله في متشابه معاني القرآن, أو مشكل القرآن, وكذا كتب التفسير التي تتوسع في فوائد الآيات.
ـ[الراية]ــــــــ[03 Dec 2010, 07:20 م]ـ
كنت أجد مثل هذه اللطائف في كتاب ابن الزبير الغرناطي "ملاك التأويل القاطع بذوي الالحاد والتعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل" بتحقيق فضيلة د. سعيد الفلاّح
وكذلك كتاب "درة التنزيل و غرة التأويل" للخطيب الاسكافي.
والفضل في معرفتي أول مرة لكتاب ابن الزبير هو لمحققه د. سعيد الفلاّح الذي تشرفت بتدريسه لمادة علوم القران في الكلية.
جزاه الله خيرا و وفقه لكل خير.(/)
استدلالات ولطائف من التفسير
ـ[سلسبيل]ــــــــ[06 Feb 2005, 09:49 م]ـ
هذه بعض الإستدلالات واللطائف التي جمعتها وسأجمعها بإذن الله تعالى من كتب التفسير المختلفة ومن غيرها من المصادر
وسأكون مجرد ناقله لهذه المقتطفات الجميلة وجزى الله عنا علماء التفسير كل خير
*· قال تعالى في سورة الكهف (حتى إذا أتيا أهل قرية ... ) ثم قال تعالى بعد ذلك (فكان لغلامين يتيمين في المدينة .. ) وهذا فيه دليل على اطلاق اسم القرية على المدينة
· قال تعالى على لسان الخضر عليه السلام (سأنبئك بتأويل ما تستطع عليه صبرا) 78 ثم قال بعد ذلك (ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا) فلماذا أتى أولا بـ تستطيع ثم ثانيا بـ تسطع والجواب على ذلك أنه قال أولا تستطيع لأن الإشكال كان قويا وثقيلا فقابل الأثقل بالأثقل ... ثم لما فسره وبينه له قال تسطع فقابل الأخف بالأخف كما قال تعالى (فما اسطاعوا أن يظهروه) وهو الصعود إلى أعلاه .... ثم قال تعالى وما استطاعوا له نقبا وهو أشق من الأول فقابل كلا بما يناسبه لفظا ومعنى والله أعلم نفسير ابن كثير
*قال تعالى " واذكر في الكتاب اسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا "
فيه دلاله على شرف اسماعيل على أخيه اسحاق لأنه وصف بالنبوة فقط وإسماعيل وصف بالنبوة والرسالة قال صلى الله عليه وسلم " إن الله اصطفى من ولد ابراهيم اسماعيل " ابن كثير
* * كثيرا ما يورد سبحانه وتعالى قصة مريم عليها السلام بعد ذكر قصة سيدنا زكريا عليه السلام لم بين القصتين من مناسبة ومشابهه ليدل عباده على قدرته وعظيم سلطانه
*" قالت ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا " فيه دليل على جواز تمني الموت عند الفتنه وقد وردت في السنة أحاديث تدل على النهي عن تمني الموت إلا في الفتنة
كما قال تعالى " توفني مسلما وألحقني بالصالحين "
* ولم يجعلني جبارا شقيا "
قال بعض السلف لا تجد أحدا عاقا لوالديه إلا وجدته مختالا فخورا
قال تعالى " وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا "
............. يتبع بإذن المولى
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 Feb 2005, 11:33 م]ـ
سلسبيل
تقبل مني إعتراضين على قولك
((قالت ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا " فيه دليل على جواز تمني الموت عند الفتنه وقد وردت في السنة أحاديث تدل على النهي عن تمني الموت إلا في الفتنة
كما قال تعالى " توفني مسلما وألحقني بالصالحين ")) وهما
# ((قال أنس رضي الله تعالى عنه: لولا أني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تتمنوا الموت). لتمنيت.---البخاري وليس فيه استثناء الفتنة----كما أن قصة مريم ليست من قبيل الفتنة
# شرع من قبلنا ليس شرعا لنا
ـ[سلسبيل]ــــــــ[07 Feb 2005, 06:22 م]ـ
كما ذكرت عند بدء هذه الإستدلالات أني مجرد ناقلة وقد نقلت هذه الفقرات السابقة من تفسير ابن كثير
وقد يكون قولك في محله وأنا كنت أعتقد بذلك بأنه لا يجوز تمنى الموت ولكن ما قرأته في تفسير ابن كثير استوقفني كثيرا لذا عددته من الإستدلالات التي تخالف ما عليه الكثير.
----------------
قال تعالى "
فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات "
ابتدأ بذكر اضاعتهم للصلاة حيث أنهم إذا أضاعوها فهم لما سواها من الواجبات أضيع لأنها عماد الدين وخير أعمال العباد كما في قوله تعالى " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ".
- " إذ رءا نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى "
كلمة بقبس: دلت على وجود الظلام
أو أجد على النار هدى: دلت على أنه تاه عن الطريق
وفي الآية الأخرى " أو جذوة من النار لعلكم تصطلون "
تصطلون: دلت على وجود البرد.
- " قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي " (94) طه
ترقق هارون لموسى بذكر الأم مع أنه شقيقه من أبويه لأن ذكر الأم ههنا أرق وأبلغ في الحنو والعطف بعدما غضب موسى على قومه في عبادتهم العجل وأخذ برأس أخيه يجره إليه 0
- " ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخناف ظلما ولا هضما "
الفرق بين الظلم والهضم أن الظلم: ألا يزاد في سيئاتهم
أما الهضم: ألا ينقص في حسناتهم 0
- " وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا "
يتقون: تخلية (يتركون المآثم)
(يُتْبَعُ)
(/)
يحدث لهم ذكرا: تحلية (يفعلون الطاعات)
- " إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى " قرن سبحانه بين الجوع والعري في هذه الآية لأن الجوع ذل الباطن والعري ذل الظاهر 0
- " وأنك لا تظمأ فيها ولا تعرى "
في هذه الآية متقابلات أيضا حيث الظمأ حر الباطن وهو العطش والضحى حر الظاهر 0
- قال تعالى " يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت " قال سبحانه مرضعة ولم يقل مرضع وذلك أبلغ في التعبير حيث أنها تشتغل لهول ما ترى عن أحب الناس إليها وتدهش عنه حال إرضاعها له 0
- قال تعالى في سورة الحج " ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد " وهذا حال الجهال المقلدين
أما في قوله تعالى " ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير "
فهذا حال رؤوس الضلال ودعاة البدع والكفر 0
- " ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده "
قال تعالى " وعده " ولم يقل وعيده لأن الوعد لا يخلف أبدا فالعرب تعد الرجوع عن الوعد لؤما وعن الإيعاد كرما
قال الشاعر:
ليرهبن ابن العم والجار سطوتي .... ولا انثني عن سطوة المتهدد
فإني وإني أوعدته أو وعدته ...... لمخلف ايعادي ومنجز موعدي
ووعده سبحانه في هذه الآية هو إقامة الساعة والانتقام من أعدائه وإكرام أوليائه 0
- قال تعالى " ياأيها كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم "
فيه دليل على أن الحلال عون على العمل الصالح 0
- قال تعالى " وَلا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ " سورة النور
استدل بهذه الآية من ذهب إلى أن مال الولد بمنزلة مال أبيه حيث أنه سبحانه لم ينص على بيوت الأبناء ولم يخصصهم كغيرهم 0
- من قوله تعالى في سورة القصص " على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك "
استدل الإمام أحمد على صحة استئجار الأجير بالطعمة والكسرة (استئجار الأجير على طعام بطنه وكسوته)
- "وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) "
استدل بهذه الآية والقصة جماعة من أهل العلم على صحة النسخ قبل التمكن من الفعل 0
- " يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن "
دلت هذه الآية على إطلاق النكاح على العقد وحده وفيها أيضا دلاله على إباحة طلاق المرأة قبل الدخول بها 0
- " أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما "
استدل بها من ذهب إلى أن القنوت هو الخشوع في الصلاة وليس هو القيام وحده كما ذهب إليه آخرون 0
- " قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر "
" وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا "
دلت هاتان الآيتان أن فرعون كاذب وغاش لرعيته بقوله " ما أريكم إلا ما أرى "
وكذا بقوله " وما أهديكم إلا سبيل الرشاد " حيث أنه كان يتحقق صدق موسى (ابن كثير)
- " النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب "
تعتبر هذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبر 0
" ادخلوا آل فرعون أشد العذاب "
دلت هذه الآية على عذاب دون عذاب وأن العذاب في النار يتفاوت 0
- قال تعالى في سورة الصافات " وويل للمشركين، الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون "
قال ابن عباس أي الذين لا يشهدون أن لا إله إلا الله وهو قوله تعالى " قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها " وكذا قوله تعالى " قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى " فالمراد بالزكاة ههنا طهارة النفس من الأخلاق الرذيلة ومن أهمها طهارة النفس من الشرك (ابن كثير)
- قال تعالى " هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات "
فيه دليل على أن الله خلق الأرض قبل السماء، فخلق الأرض أولا لأنها كالأساس، والأصل أن يبدأ بالأساس ثم بعده بالسقف
أما في الآية الأخرى " والأرض بعد ذلك دحاها " أن دحي الأرض كان بعد خلق السماء 0
- " يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن "
إسناد الحل إلى الله جل جلاله دال على أن التحليل والتحريم خاص به سبحانه والتشريع لله وحده والرسول عليه الصلاة والسلام مبلغ عن الله ولا يملك أحد سلطة التشريع " إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه " (روائع البيان) 0
(يُتْبَعُ)
(/)
- " يا أيها النبي إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن "
(1) " نكحتم المؤمنات " فيه إشارة إلى أن المؤمن ينبغي أن يتخير لنطفته وأن ينكح المؤمنة الطاهرة قال تعالى " ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم "
(2) التعبير بـ ثم دون الفاء أو الواو والعطف بها (التراخي) فيه إشارة إلى أن الطلاق ينبغي أن يكون بعد تريث وتفكير طويل وضرورة ملحة وقال بعض الفقهاء إن الآية ترشد إلى أن الأصل في الطلاق الحظر
- " فما لكم عليهن من عدة " في إسناد العدة إلى الرجال إشارة إلى أنها حق للمطلق، فوجوب العدة على المرأة من أجل الحفاظ على نسب الإنسان فإن الرجل يغار على ولده ويهمه ألا يسقى زرعه بماء غيره، ولكنها على المشهور ليست حقا خالصا للعبد بل تعلق بها حق الشارع أيضا فإن منع الفساد باختلاط الأنساب من حق الشارع، والصحيح أن وجوب العدة فيها حق الله وحق العبد ولهذا قال الفقهاء العدة تجب لحكم عديدة: لمعرفة براءة الرحم، وللتعبد أو التفجع ..... فتدبره (روائع البيان)
- قال تعالى " ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير "
في الآية إشارة إلى أن الجن الذين كانوا مسخرين لسليمان عليه السلام لم يكونوا من المؤمنين وإنما كانوا من المردة الكافرين لأن سليمان لا يعذب المؤمنين ودل على هذا المعنى أيضا قوله تعالى " ما لبثوا في العذاب المهين "
لأن المؤمن لا يكون في زمان النبي في العذاب المهين 0
- من قوله تعالى " إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون "
ومن قوله تعالى " كلا إنها تذكره فمن شاء ذكره في صحف مكرمة، مرفوعة مطهرة، بأيدي سفرة، كرام بررة "
استنبط العلماء من هاتين الآيتين أن المحدث لا يمس المصحف 0
- قال تعالى في سورة فصلت " ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم (34) وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم (35) وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم (36) أمرنا الله تعالى أن نقابل العدو الإنسي بالإحسان لندفع عنا إساءته وأما شيطان الجن فإنا نستعيذ بالله منه، وهذا المقام لا نظير له القرآن الكريم إلا في سورتين هما
(1) في سورة الأعراف " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم "
(2) في سورة المؤمنين " ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون " - " وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ " (49) الزخرف قال ابن جرير: وكان علماء زمانهم هم السحرة ولم يكن السحر في زمانهم مذموما فليس هذا منهم علي سبيل الانتقاص لأن الحال حال ضرورة منهم إليه لا تناسب ذلك وإنما هو تعظيم في زعمهم 0
e][/size][/size]
ـ[سلسبيل]ــــــــ[07 Feb 2005, 10:49 م]ـ
بعد مداخلة الأخ جمال حسني شرباتي عن جواز تمني الموت في حال الفتن وجدت أنه لزاما علىّ أن أذكر ما قاله الإمام ابن كثير عند تفسير قوله تعالى " توفني مسلما وألحقني بالصالحين"
فقال رحمة الله: وأما إذا كان فتنة في الدين فيجوز سؤال الموت كما قال تعالى إخبارا عن السحرة لما أرادهم فرعون عن دينهم وتهددهم بالقتل " قالوا ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين " وقالت مريم لما جاءها المخاض " يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا " لما علمت من أن الناس يقذفونها بالفاحشة وفي حديث معاذ الذي رواه الإمام أحمد والترمذي في قصة المنام والدعاء الذي فيه " وإذا أردت بقوم فتنة فتوفني إليك غير مفتون "
وقال النبي صلي الله عليه وسلم " اثنتان يكرههما ابن آدم: يكره الموت والموت خير للمؤمن من الفتن ويكره قلة المال وقلة المال أقل للحساب "
فعند حلول الفتن في الدين يجوز سؤال الموت، ولهذا قال على بن أبي طالب رضي الله عنه في آخر خلافته لما رأي الأمور لا تجتمع له ولا يزداد الأمر إلا شدة فقال: " اللهم خذني إليك فقد سئمتهم وسئموني "وقال البخاري رحمة الله لما وقعت له تلك الفتنة " اللهم توفني إليك وفي الحديث " إن الرجل ليمر بالقبر - أي في زمان الدجال فيقول ياليتني مكانك " لما يرى من الفتن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلسبيل]ــــــــ[22 Mar 2005, 12:03 م]ـ
- " والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين (17) أولئك الذين حق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين (18) الأحقاف
قوله تعالى أولئك بعد قوله " والذي قال " دليل على أن الآية التي قبلها تعم كل من كان كذلك.
- " وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين "
من " ولّوا إلى قومهم منذرين " استدل بهذه الآية أنه في الجن نذر وليس فيهم رسل ولا شك أن الجن لم يبعث الله منهم رسلا لقوله تعالى " وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى " وقال عز وجل " وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا انهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق "
وقال عن ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام " وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب "
وأما قوله تعالى " يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم " فالمراد هنا مجموع الجنسين فيصدق على أحدهما وهو الإنس كقوله تعالى " يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان " أي أحدهما.
- " قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى "
لم يذكروا عيسى لأن عيسى عليه السلام أنزل عليه الإنجيل فيه مواعظ وترقيقات وقليل من التحليل والتحريم وهو في الحقيقة كالمتمم لشريعة التوراة فالعمدة هو التوراة.
- " يا قومنا أجيبوا داعي الله "
فيه دلالة على أنه تعالى أرسل محمد صلى الله عليه وسلم إلى الثقلين الإنس والجن.
- " والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد "
عطف عام على خاص وهو دليل على أنه شرط في صحة الإيمان بعد بعثته صلى الله عليه وسلم.
- " ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم " سورة الفتح
استدل بها البخاري وغيره من الأئمة على تفاضل الإيمان في قلوب المؤمنين.
- من قوله تعالى " ليغيظ بهم الكفار " سورة الفتح
استدل الإمام مالك بهذه الآية على تكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة رضي الله عنهم قال لأنهم يغيظونهم ومن غاظ الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر لهذه الآية.
- " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما "
بهذه الآية استدل البخاري وغيره على أنه لا يخرج عن الإيمان بالمعصية وإن عظمت لا كما يقوله الخوارج ومن تابعهم من المعتزلة ونحوهم.
- " إن أكرمكم عند الله أتقاكم "
استدل بهذه الآية وبغيرها من الأحاديث الشريفة من ذهب من العلماء إلى أن الكفاءة في النكاح لا تشترط ولا يشترط سوى الدين – وذهب الآخرون إلى أدلة مذكورة في كتب الفقه.
- " قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم "
استفيد من هذه الآية أن الإيمان أخص من الإسلام كما هو مذهب أهل السنة والجماعة ويدل عليه حديث جبريل عليه السلام حين سأل عن الإسلام ثم عن الإيمان ثم عن الإحسان فترقى من الأعم إلى الأخص ثم للأخص منه.
- " فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين فقربه إليهم قال ألا تأكلون "
قال ابن كثير (في) هذه الآية انتظمت آداب الضيافة فإنه جاء بطعام من حيث لا يشعرون بسرعة ولم يمتن عليهم أولا فقال نأتيكم بطعام بل جاء به بسرعة وخفاء وأتي بأفضل ما وجد من ماله وهو عجل سمين مشوي فقربه إليهم، لم يضعه إليهم وقال: اقتربوا بل وضعه بين أيديهم ولم يأمرهم أمرا يشق على سامعة بصيغة الجزم بل قال: " ألا تأكلون " على سبيل العرض والتلطف.
- من قوله تعالى " فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين "
احتج بهذه الآية من ذهب إلى رأي المعتزلة ممن لا يفرق بين مسمى الإيمان والإسلام
قال ابن كثير وهذا الإستدلال ضعيف لأن هؤلاء كانوا قوما مؤمنين وعندنا أن كل مؤمن مسلم ولا ينعكس فاتفق الأسمان ههنا لخصوصية الحال ولا يلزم ذلك في كل حال.
- " لقد رأى من آيات ربه الكبرى " " لنريك من آياتنا الكبرى "
بهاتين الآيتين استدل من ذهب من أهل السنة أن الرؤية (رؤية الرسول لله عز وجل) تلك الليلة (ليلة الإسراء) لم تقع لأنه قال " لقد رأى من آيات ربه الكبرى " ولو كان رأى ربه لأخبر بذلك ولقال ذلك للناس.
- " وأن ليس للإنسان إلا ما سعى "
من هذه الآية الكريمة استنبط الشافعي رحمة الله ومن اتبعه أن القرآءة لا يصل ثوابها إلى الموتى لأنه ليس من عملهم ولا كسبهم ولهذا لم يندب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته ولا حثهم عليه.
- " إنا كل شئ خلقناه بقدر "
يستدل بهذه الآية الكريمة أئمة السنة على اثبات قدر الله السابق لخلقة وردوا بهذه الآية وبما شاكلها من الآيات وما ورد في معناها من الأحاديث الثابتات على الفرقة القدرية.(/)
السر في اطلاق القرآن على الأزواج (محصنين) اسم الفاعل، و الزوجات (محصنات) اسم المفعول
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[06 Feb 2005, 10:31 م]ـ
هذه فائدة من ابن عاشور - رحمه الله - ذكرها ضمن كلام له في مقاصد الشريعة، و مجمله فيما يلي:
السر هو أن زواج المرأة و شهرته يبعث الناس على احترامها، و عدم الطمع فيها، قال عنترة:
ياشاةَ ما قَنَص لمن حلت له *حرمت علي و ليتها لم تحرم
أراد أنها صارت ذات زوج فمنعه من التطرق إليها مرؤة، و لأجل هذا أطلق على الزوج من هذه الكلمة اسم الفاعل، و على الزوجة اسم المفعول ص 431 - 432 طبعة الحبيب ابن خوجة
أقول و تأمل قول الله (محصنات غير مسافحات) حيث لما كان الإحصان لهن من غيرهن ذكر اسم المفعول، و لم كان السفاح منهن ذكر اسم الفاعل
و الله أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 Feb 2005, 10:59 م]ـ
حسنا
ما رأيك بالآية ((أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُمْ مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ)) النساء 24
فالرجال هنا (مُّحْصِنِينَ) إسم فاعل ولا إشكال---وهم أيضا (مُسَافِحِينَ) إسم فاعل---فإذا كان قصدك في قولك ((أقول و تأمل قول الله (محصنات غير مسافحات) حيث لما كان الإحصان لهن من غيرهن ذكر اسم المفعول، و لم كان السفاح منهن ذكر اسم الفاعل)) الحصر فهو من الرجال أيضا
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[06 Feb 2005, 11:09 م]ـ
ليس هذا مرادي طبعا بل المراد أنه يصح إسناد السفاح لهن كالرجال، لهن بخلاف الإحصان، و هذا فيه دلالة على المعنى المذكور حيث أنه غاير بين الصيغتين، و فيه الدقة المتناهية في آيات القرآن الدالة على إعجازه البلاغي.
و شكر الله لك دخولك(/)
الطبري--والسعدي وتفسير آية
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 Feb 2005, 04:54 م]ـ
الطبري رحمه الله--من منا لا يعرفه ولا يعرف جودة ودقة كلامه--رأيت له تفسير آية ((وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ) 57 - 58 الذاريات
قال ((حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: {وَما خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإنْسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ}: إلا ليقرّوا بالعبودة طوعاً وكَرهاً.
وأولى القولين في ذلك بالصواب القول الذي ذكرنا عن ابن عباس، وهو: ما خلقت الجنّ والإنس إلا لعبادتنا، والتذلل لأمرنا.
فإن قال قائل: فكيف كفروا وقد خلقهم للتذلل لأمره؟ قيل: إنهم قد تذللوا لقضائه الذي قضاه عليهم، لأن قضاءه جار عليهم، لا يقدرون من الامتناع منه إذا نزل بهم، وإنما خالفه من كفر به في العمل بما أمره به، فأما التذلل لقضائه فإنه غير ممتنع منه.
وقوله: {ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْق} يقول تعالى ذكره: ما أريد ممن خلقت من الجنّ والإنس من رزق يرزقونه خلقي {وَما أُرِيدُ أنْ يُطْعِمُونَ} يقول: وما أريد منهم من قوت أن يقوتوهم، ومن طعام أن يطعموهم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا معاذ بن هشام، قال: ثنا أبي، عن عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس {ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وما أُرِيدُ أنْ يُطْعِمُونَ} قال: يطعمون أنفسهم.
ما أعجبني في كلامه كثيرا هو قوله"يقول: وما أريد منهم من قوت أن يقوتوهم، ومن طعام أن يطعموهم" إذ جعل الكلام متعلقا بإطعام العباد وهذا كلام سليم جدا لأن الله كما قال هو (({وَهُوَ يُطْعِمْ وَلاَ يُطْعَمُ}
{الأنعام: 14].
ولقد أحببت أن أطلع على تفسير السعدي رحمه الله في هذه النقطة بالذات فوجدت قوله ((فما يريد منهم من رزق وما يريد أن يطمعوه، تعالى الله الغني المغني عن الحاجة إلى أحد بوجه من الوجوه، وإنما جميع الخلق، فقراء إليه، في جميع حوائجهم ومطالبهم، الضرورية وغيرها)) ولم يعجبني قوله فما رأي الأخوة،
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[08 Feb 2005, 01:13 ص]ـ
الظاهر المتبادر من معنى الآية هو ما قاله السعدي.
وما قاله الطبري هو خلاف الظاهر المتبادر من الآية.
والأصل حمل نصوص الوحيين على الظاهر المتبادر منها، ولا يجوز العدول عن الظاهر إلا بدليل.
فهل من دليل يدل على المعنى الذي نقلته عن الطبري.
وتذكر بأن أقوال الرجال ليست بحجة مالم يعضدها الدليل.
ولو كان المعنى على ما ذكر الطبري لصار لفظ الآية: (يُطْعَمون).
وتأمل آخر الكلمة فإنها مكسورة (يُطْعِمونِ)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 Feb 2005, 05:53 ص]ـ
الشيخ القصير
لا نخالف أن الأصل الحمل على المعنى الظاهر ما لم يكن عندنا دليل على استحالة هذا الظاهر
ومعروف عندي وعندك وعند كافة المسلمين أن الله لا يُطْعَمُ
قال تعالى (((({وَهُوَ يُطْعِمْ وَلاَ يُطْعَمُ}
{الأنعام: 14].
على هذا فأن تفسير الطبري وتفسير الغالبية للآية ((وَما أُرِيدُ أنْ يُطْعِمُونَ)) هو يطعمون غيرهم أو أنفسهم دون أي نقاش
ولم يذكر أحد معنى "يطعمون الله"
وها هو الحبر الأعظم إبن عباس يفسرها"قال: يطعمون أنفسهم." ثم نترك قوله وقوله أحرى بالإتباع؟؟
ولو تحريت قليلا لوجدت أن زميلا للسعدي في التوجه يفسر الآية كما يجب أن تفسر---قال الشنقيطي
(قوله تعالى: {وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ}.
يعني أنه تعالى هو الذي يرزق الخلائق، وهو الغني المطلق فليس بمحتاج إلى رزق. وقد بين تعالى هذا بقوله:
{وَمَا خَلَقْتُ ?لْجِنَّ وَ?لإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ إِنَّ ?للَّهَ هُوَ ?لرَّزَّاقُ ذُو ?لْقُوَّةِ ?لْمَتِينُ}
[الذاريات: 56 - 58]، وقراءة الجمهور على أن الفعلين من الإطعام، والأول مبني للفاعل، والثاني مبني للمفعول، كما بيناه، وأوضحته الآية الأخرى. وقرأ سعيد بن جبير ومجاهد، والأعمش. الفعل الأول كقراءة الجمهور، والثاني بفتح الياء والعين مضارع طعم الثلاثي بكسر العين في الماضي، أن أنه يرزق عباده، ويطعمهم وهو جل وعلا، لا يأكل، لأنه لا يحتاج إلى ما يحتاج إليه المخلوق من الغذاء، لأنه جل وعلا الغني لذاته، الغني المطلق، سبحانه وتعالى علواً كبيراً،))
ويجدر أن نذكر أنه أحالنا على تفسيره لآية الأنعام حينما طلبنا تفسيره لآية الذاريات
ـ[نصرمنصور]ــــــــ[08 Feb 2005, 07:47 ص]ـ
ولماذا لا تحمل الآية على المعنيين؟
ففي زاد المسير لابن الجوزي: (قوله تعالى: {مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ} أي: ما أريد أن يرزقوا أنفسهم {وَمَآ أُرِيدُ أَن} أي: أن يطعموا أحدا من خلقي، لأني أنا الرزاق. وإنما أسند الإطعام إلى نفسه، لأن الخلق عيال الله، ومن أطعم عيال أحد فقد أطعمه. وقد جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يقول الله عز وجل يوم القيامة: يا ابن آدم: استطعمتك فلم تطعمني» أي: لم تطعم عبدي.)
وقال الألوسي: (والظاهر أن المعنى ما أريد منهم من رزق لي لمكان قوله سبحانه: {وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ})
وأكثر المفسرين المتقدمين على تفسير الطبري للآية ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[08 Feb 2005, 01:27 م]ـ
حمل الآية على ظاهرها لا يلزم منه أن الله تعالى يَطْعَم تعالى عن ذلك سبحانه، وغاية ما في الآية أن الله تعالى يُخبر بأنه لا يريد من عباده أن يُطعموه، وكلنا متفق على تنزيهه سبحانه عن حاجته للطعام.
وتأمل هذا الحديث القدسي الذي رواه مسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي قَالَ يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تَسْقِهِ أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي).
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 Feb 2005, 03:18 م]ـ
الأخ نصر
حمل الآية على المعنى الذي قاله إبن الجوزي مقبول--فقوله ((وإنما أسند الإطعام إلى نفسه، لأن الخلق عيال الله، ومن أطعم عيال أحد فقد أطعمه)) --وهذا منسجم مع الحديث النبوي الشريف والذي فيه ((أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي)) --فهذا المعنى مستساغ---ولو قاله المرحوم السعدي ما اعترض احد--ولكنه رحمه الله تركها هكذا مبهمة دون توضيح المعتقد السليم
فقوله ((فما يريد منهم من رزق وما يريد أن يطمعوه،)) مشكل وكان الأولى به أن لا يقوله
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[08 Feb 2005, 10:50 م]ـ
ان يطعمون ....... لا بد ان تكون النون مكسورة ....... الفتح لا يجوز فى العربية ...... لان اصغر طالب يعلم ان الافعال الخمسة تنصب بحذف النون ...
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 Feb 2005, 03:37 ص]ـ
أخي أبا عبد المعز
لكم أحب أن أقرأ لك شيئا أخي فلا يكفي منك جملة هنا وجملة هناك
أخبرنا لو سمحت عن ترجيحك لتفسير الآية قيد البحث ((وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ})
وقولك ((ان يطعمون ....... لا بد ان تكون النون مكسورة ....... الفتح لا يجوز فى العربية ...... لان اصغر طالب يعلم ان الافعال الخمسة تنصب بحذف النون ... )) سليم جدا جدا عسى أن يتقبله المخطىء
ـ[جابر ابن عتيق]ــــــــ[09 Feb 2005, 11:56 م]ـ
ثم قال جلَّ جلاله: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدونِ} أي إنما خلقتهم لآمرهم بعبادتي، لا لاحتياجي إليهم، وقال ابن عباس: {إلا ليعبدون} أي إلا ليقروا بعبادتي طوعاً أو كرهاً، وهذا اختيار ابن جرير، وقال ابن جريج: إلا ليعرفون، وقال الربيع بن أنَس إلا للعبادة. وقوله تعالى: {ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمونِ إن اللّه هو الرزاق ذو القوة المتين}، عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال: أقرأني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: {إني أنا الرزاق ذو القوة المتين} ""أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وقال الترمذي: حسن صحيح""، ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ورازقهم، وفي الحديث القدسي: (يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك، وإلا تفعل ملأت صدرك شغلاً ولم أسد فقرك) ""أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجة، وقال الترمذي: حسن غريب"".
وقد ورد في بعض الكتب الإلهية: يقول اللّه تعالى: (ابن آدم خلقتك لعبادتي فلا تلعب، وتكفلت برزقك فلا تتعب، فاطلبني تجدني، فإن وجدتني وجدت كل شيء، وإن فتك فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء)
ابن كثير رحمه الله تعالى.
وقال القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره عند قوله تعالى (وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ* وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ* وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ) الشعراء (79 - 81)
وكله بغير ياء {يهدين} {يشفين} لأن الحذف في رؤوس الآي حسن لتتفق كلها. وقرأ ابن أبي إسحاق على جلالته ومحله من العربية هذه كلها بالياء؛ لأن الياء اسم وإنما دخلت النون لعلة. اهـ
فتامل وقارن بارك الله فيك.(/)
ادخل لتتعرف على إعجاز القران الكريم ورأى علماء الغرب فيه واسلام بعضهم صوت وصورة
ـ[ heshamzn] ــــــــ[09 Feb 2005, 11:22 ص]ـ
http://212.37.222.34/islam/multimedia.htm
هنا رابط لفلم يتحدث عن اعجاز القران فى وصف خلق الكون ونظرية الانفجار العظيم المذكورة فى القران الكريم
http://www.harunyahya.com/arabic/m_video_creation_universe.php
موقع شامل لايات الاعجاز العلمى واقوال العلماء وهو موقع رائع جدا فى الحقيقة
http://www.55a.net/index.htm(/)
وعد و وعيد
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 Feb 2005, 10:44 م]ـ
قال تعالى
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ))
كنت قد قرأت للزركشي قولا في هذا الجزء من الآية مفاده أن السين فيها أفادت وعدا ووعيدا---فالوعد لأجل المؤمنين المحبين
والوعيد لما تضمنته من كون القوم الذين سيأتي بهم الله أعزة على الكافرين
والسؤال هو--من هم القوم الذين سيأتي بهم الله عند ارتداد البعض؟؟
الطبري رحمه الله بعد أن ساق أقوالا كثيرة بأنهم الصديق وصحبه الذين قاتلوا المرتدين رجح القول القائل بأنهم قوم أبي موسى الأشعري لورود حديث بذلك
قال ((وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب، ما رُوي به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم أهل اليمن قوم أبي موسى الأشعري. ولولا الخبر الذي رُوي في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخبر الذي روي عنه ما كان القول عندي في ذلك إلاَّ قول من قال: هم أبو بكر وأصحابه وذلك أنه لم يقاتل قوماً كانوا أظهروا الإسلام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ارتدّوا على أعقابهم كفاراً، غير أبي بكر ومن كان معه ممن قاتل أهل الردة معه))
وبالفعل فقد جاء هؤلاء مسلمين نافعين للإسلام مدافعين عنه في عهد عمر رضي الله عنه--وكأن الله قد بدل بهم المرتدين الذين قاتلهم أبو بكر رضي الله عنه وأبادهم
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[09 Feb 2005, 11:22 م]ـ
ويبقى حمل الآية على العموم هو الأصل؛ (فكلّ أمّة أو فريق أو قوم تحقّق فيهم وصف: {يحبّهم ويحبّونه أذلّة على المؤمنين أعزّة على الكافرين يحاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم} فهُم من القوم المنوّه بهم) كما قال ابن عاشور(/)
سؤال عن تفسير ابن العربي (أحكام القرآن)؟؟؟
ـ[جابر ابن عتيق]ــــــــ[10 Feb 2005, 12:36 ص]ـ
مشايخي وأساتذتي وأحبتي في الله أعضاء هذا المنتدى الكريم
اللسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي استفسار بسيط وهو:
كنت ابحث في تفسير ابن العربي المسمى بـ (أحكام القرآن) وبالتحديد في سورة الأحزاب عند الآية (57) فلم أجد هذه الآية ولا الاية التي بعدها (58) وقد بحثت في أكثر من طبعة.هل سقطت من الأصل أم ماذا؟
أرجو الإفادة بارك الله فيكم.
وسبب البحث هو نقل أحد الأخوان عن ابن العربي قوله (ملعون من قال أن والدي الرسول صلى الله عليه وسلم في النار) فسألته عن دليله فقال إن ابن العربي استنبط من قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً) الاحزاب (57).
فهل يكون هذا الكلام في أحد مؤلفاته الأخرى؟
ام أنه بهتان عليه؟.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 Feb 2005, 05:43 ص]ـ
السلام عليكم
أظن أن القيام ببعض العمل المكتبي لا شىء فيه تاركا للفضلاء من الأخوة الوقت للتفرغ لما يحتاج لفكر وإستنباط--فاسمحوا لي فقد حضرت الجواب
لا بد أنك تعرف أن لدى المرحوم القاضي إبن العربي أسلوبا متميزا في تفسيره وهو تركيزه على الآيات التي يمكن أن يستنبط منها أحكاما---فمن الطبيعي أن لا يتعرض إلا لآيات معدودات في السورة
ولقد فسر ماقبل الآية التي سألت عنها
((الْآيَةُ الْحَادِيَةُ وَالْعِشْرُونَ: قَوْله تَعَالَى: {إنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}. فِيهَا تِسْعُ مَسَائِلَ:)) ---وهي آية رقم 56
وفسر ما بعد الآية التي سألت عنها
((الْآيَةُ الثَّانِيَةُ وَالْعِشْرُونَ قَوْله تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِك وَبَنَاتِك وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}. فِيهَا سِتُّ مَسَائِلَ)) --وهي الآية رقم 59
وأنت تلاحظ أنهما متتاليتان في تفسيره مما يعني أنه لم يتعرض للآية التي سألت عنها
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[10 Feb 2005, 07:29 ص]ـ
كلام ابن العربي هذا ليس في كتابه أحكام القرآن، وإنما أفتى به عندما سئل عن حكم من قال: إن والدي الرسول صلى الله عليه وسلم في النار.
قال الحطاب المالكي في كتابه " مواهب الجليل في شرح مختصر خليل " في باب الردة:
(مسألة. قال الشيخ جلال الدين السيوطي في مسالك الحنفا في والدي المصطفى قال: نقلت من مجموع بخط الشيخ كمال الدين الشيمي والد شيخنا الشيخ تقي الدين ما نصه " سئل القاضي أبو بكر بن العربي عن رجل قال: إن أبا النبي صلى الله عليه وسلم في النار، فأجاب بأنه ملعون لأن الله تعالى قال {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا}، قال: ولا أذى أعظم من أن يقال في أبيه أنه في النار انتهى بلفظه والله أعلم.) 6/ 286
ـ[جابر ابن عتيق]ــــــــ[10 Feb 2005, 02:28 م]ـ
بارك الله فيكما ...
وجزاك الله عني خير الجزاء
مشرفنا أبو مجاهد العبيدي
على هذا البيان.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 Feb 2005, 02:41 م]ـ
ألأخ الدكتور العبيدي
قرأت النص الذي أوردته عن إبن العربي في كتاب الحاوي للفتاوي للسيوطي----ج2 ص231(/)
التلخيص الحبير في حال السدي الكبير (جواب عن مقال الأخ محمد الأمين)
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[10 Feb 2005, 04:48 م]ـ
التلخيص الحبير في حال السدي الكبير (جواب عن مقال الأخ محمد الأمين)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فأحيي إخواني ومشايخي في هذا الملتقى العلمي الفذ، وأسأل الله تعالى – في مطلع هذه السنة الجديدة – أن يزيدنا علما وهدى وتوفيقا، وأن يعز الإسلام والمسلمين في كل مكان .. آمين
أيها الإخوة ..
سبق أن نشر الأخ/ محمد الأمين - وفقه الله – مقالا حول السدي، وكان المقال يحمل عنوانا صارخا:
(تحرير حال الشيعي الخبيث: السدي الكبير) ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=1003&highlight=%C7%E1%CE%C8%ED%CB)
وهو محفوظ عندي على الوورد - أطلق القول فيه في أمور كانت له فية أناة، وقد عقب عليه آنذاك إخوة فضلاء، ومشايخ نبلاء، بتعقبات ومناقشات علمية، لكني رأيت الأمر يحتاج لمزيد بيان وإيضاح، قطعني عنها بعض المشاغل وضعف الهمة، والآن وقد تجدد النشاط، فأقول:
السدي هو: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي، أبو محمد القرشي الكوفي الأعور، أصله حجازي سكن الكوفة، وكان يقعد في سدة باب الجامع بالكوفة؛ فسمي السدي، وهو السدي الكبير.
وثقه أحمد – في رواية أبي طالب -، والعجلي، وذكره ابن حبان في (الثقات)، وذكره الذهبي في (أسماء من تكلم فيه وهو موثق).
قال يحيى بن سعيد القطان: لا بأس به، ما سمعت أحدا يذكره إلا بخير، وما تركه أحد.
وقال النسائي: صالح. وقال ابن عدي: هو عندي مستقيم الحديث، صدوق لابأس به.
وضعفه ابن مهدي، وقال ابن معين: في حديثه ضعف.
وأخرج العقيلي 1: 88 عن الخضر بن داود – ولم أعرفه – قال: حدثنا أحمد بن محمد – المروذي أو الأثرم، فكلاهما: أحمد بن محمد – قال: قلت لأبي عبد الله – يعني: أحمد بن حنبل -: السدي؛ كيف هو؟ قال: أخبرك أن حديثه لمقارب، وإنه لحسن الحديث، إلا أن هذا التفسير الذي يجيء به أسباط عنه، فجعل يستعظمه، قلت: ذاك إنما يرجع إلى قول السدي، فقال: من أين، وقد جعل له أسانيد؟، ما أدري ما ذاك؟!.
وقال أبو زرعة: لين. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، ولايحتج به.
قلت: وهو مشهور بالتفسير، مقدم فيه، قال الخليلي في (الإرشاد) 1: 397:"وتفسير إسماعيل بن عبد الرحمن السدي؛ فإنما يسنده بأسانيد إلى عبد الله بن مسعود، وابن عباس، وروى عن السدي الأئمة مثل: الثوري، وشعبة، لكن التفسير الذي جمعه؛ رواه عنه: أسباط بن نصر، وأسباط؛ لم يتفقوا عليه، غير أن أمثل التفاسير: تفسير السدي .. ".
وأخرج ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) 2: 184، وابن عدي في (الكامل) 1: 276 وأبو نعيم في (تاريخ أصبهان) 1: 247 بأسانيدهم إلى سلم بن عبد الرحمن، قال: مر إبراهيم النخعي بالسدي، وهو يفسر، فقال: أما إنه يفسر تفسير القوم.
وأما ما أخرجه أحمد في (العلل ومعرفة الرجال) 2: 334 – ومن طريقه: العقيلي في (الضعفاء الكبير) 1: 87، و ابن عدي في (الكامل) 1: 276 - عن أبي أحمد الزبيري، قال: حدثنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت، قال: سمعت الشعبي، وقيل له: إن إسماعيل السدي قد أعطي حظا من علم بالقرآن، فقال: إن إسماعيل قد أعطي حظا من جهل بالقرآن.
فقد علق عليه الذهبي في السير 5: 265 فقال:" ما أحد إلا وما جهل من علم القرآن أكثر مما علم، وقد قال إسماعيل بن أبي خالد: كان السدي أعلم بالقرآن من الشعبي، رحمهما الله".
وفي الكاشف: حسن الحديث.
وقال الحافظ في (التقريب): صدوق يهم، ورمي بالتشيع.
وفي (العجاب): كوفي صدوق، لكنه جمع التفسير من طرق .. وخلط روايات الجميع فلم تتميز رواية الثقة من الضعيف.
مات سنة 127هـ.
قلت: والأقرب – والله أعلم – أنه صدوق حسن الحديث، ويؤيد ذلك:
1. إخراج مسلم له في الصحيح.
قال الحافظ في هدي الساري ص 403: "ينبغي لكل منصف أن يعلم أن تخريج صاحب الصحيح لأي راوٍ كان؛ مقتضٍ لعدالته عنده، وصحة ضبطه، وعدم غفلته .. هذا إذا خرَّج له في الأصول، فأما إن خرج له في المتابعات والشواهد والتعاليق؛ فهذا يتفاوت درجات من أخرج له منهم في الضبط وغيره مع حصول اسم الصدق لهم".
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: وقد أخرج له مسلم في الأصول، ثم نقل الحافظ عن أبي الحسن المقدسي أنه كان يقول في الرجل الذي يخرج عنه في الصحيح: هذا جاز القنطرة.
2. رواية شعبة عنه، فهذا مما يقوي أمره، وشعبة معروف بتحريه وتثبته، ومعدود فيمن لايروي إلا عن ثقة.
قال ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) 4: 361:" سئل أبي عن شهاب الذي روى عن عمرو بن مرة، فقال: شيخ يرضاه شعبة بروايته عنه، يحتاج أن يسأل عنه! ".
وقال ابن حجر في (لسان الميزان) 1: 14:"من عرف من حاله أنه لا يروي إلا عن ثقة، فإنه إذا روى عن رجل؛ وصف بكونه ثقة عنده، كمالك وشعبة والقطان وابن مهدي وطائفة ممن بعدهم".
وقال ابن عبدالهادي في (الصارم المنكي) ص81:" لو روى شعبة خبرا عن شيخ له، لم يعرف بعدالة و لاجرح، عن تابعي ثقة، عن صحابي، كان لقائل أن يقول: هو خبر جيد الإسناد، فإن رواية شعبة عن الشيخ مما يقوي أمره".
ومن أشنع مارمي به السدي؛ أمران:
1. ماحكاه الجوزجاني في (أحوال الرجال) ص54 في ترجمة: (محمد بن السائب الكلبي) قال:"حُدثت عن علي بن الحسين بن واقد، حدثني أبي، قال: قدمت الكوفة، ومنيتي لقي السدي، فأتيته فسألته عن تفسير سبعين آية من كتاب الله تعالى، فحدثني بها، فلم أقم من مجلسي حتى سمعته يشتم أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، فلم أعد إليه".
ومن طريقه: أخرجها العقيلي 1: 88، لكن وقع عنده أن الجوزجاني قال: سمعت علي بن الحسين. والظاهر أن هذا من جملة التصحيفات، أو هو وهم ممن دونه.
فهذا إسناد غير معتبر لجهالة من حدثه، وكونه يطوي ذكره، وهو شيخه الذي أخذ عنه؛ يوقع في النفس حسيكة من هذا الخبر.
أضف إلى هذا أن الجوزجاني فيه نصب وانحراف عن علي t ، ومعروف بالتحامل على أهل الكوفة، الذين يكثر فيهم التشيع.
قال الحافظ في (اللسان) 1: 16:" وممن ينبغي أن يتوقف في قبول قوله في الجرح: من كان بينه وبين من جرحه عداوة سببها الاختلاف في الاعتقاد، فإن الحاذق إذا تأمل ثلب أبي إسحاق الجوزجاني لأهل الكوفة؛ رأى العجب، وذلك لشدة انحرافه في النصب، وشهرة أهلها بالتشيع، فتراه لا يتوقف في جرح من ذكره منهم بلسان ذلقة، وعبارة طلقة، حتى إنه أخذ يلين مثل الأعمش، وأبي نعيم، وعبيد الله بن موسى، وأساطين الحديث، وأركان الرواية".
وذكره الذهبي في الطبقة الخامسة في (ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل) ص193 وقال:" وهو ممن يبالغ في الجرح".
ومما يوقع الريبة في هذه الحكاية؛ أنه لم ينقلها المتقدمون ممن ترجم له، فلم يذكرها البخاري، ولا ابن أبي حاتم، ولا ابن حبان، ولا ابن عدي، ولا أبو نعيم، وكذا لم يذكرها المزي، فلو كان لها أصل لنقلوها، فهي مما تتوافر الدواعي على نقله.
2. ما أخرجه ابن عدي في (الكامل) 2: ق81 – كما أفاده د. بشار عواد في (تهذيب الكمال) 3: 135، قلت: وسقط هذا النص من المطبوع – قال: سمعت ابن حماد يقول: قال السعدي: هو كذاب شتام – يعني: السدي -.
فالسعدي هذا؛ هو الجوزجاني، فإنه: إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق السعدي، أبو إسحاق الجوزجاني، وقد سبق ذكر مافيه.
وهذا النص موجود في كتابه: (أحوال الرجال) ص48.
وابن حماد؛ هو: أبو بشر أحمد بن محمد الدولابي، أحد تلامذته.
تنظر ترجمة الجوزجاني في: تهذيب الكمال 2: 244.
فهذا ماتيسر جمعه، والله أعلم بالصواب.
ينظر في ترجمة السدي: التاريخ الكبير 1: 361، الجرح والتعديل 2: 184، الثقات 4: 20، الكامل 1:276، تاريخ أصبهان 1: 247، تهذيب الكمال 3: 132، السير 5: 264، الميزان 1: 236، الكاشف 1: 247، ذكر أسماء من تكلم فيه وهو موثق ص46، تهذيب التهذيب 1:199، العجاب في بيان الأسباب 1: 211، التقريب ص108
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[10 Feb 2005, 07:08 م]ـ
شكر الله لك عَودك الحميد يا شيخ خالد.
وحبذا الزيادة من علوم الحديث فيما يفيد أهل التفسير,
من نحو هذه الموضوعات,
وجزاك الله خيراً.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Feb 2005, 12:31 ص]ـ
عوداً حميداً يا شيخ خالد
ونحن بحاجة إلى فوائدك الحديثية المتعلقة بالتفسير، وخاصة أن بحثك وثيق الصلة به ....
ولا تبخل علينا، فنحن نرضى بالقليل:
قليل منك يكفيني ولكن ..... قليلك لا يقال له قليل
ـ[محتسب لله]ــــــــ[13 Feb 2005, 11:45 م]ـ
أثابكم الله يا شيخ خالد وجعل ذلك في ميزان حسانتكم
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[16 Feb 2005, 01:06 م]ـ
أشكر إخواني الكرام/ أبا بيان - أبا مجاهد - المحتسب
ولانزال نستفيد من هدا الملتقى بما تطرحونه
أثابكم الله
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[10 Feb 2009, 12:49 م]ـ
انقطع عنا الشيخ خالد وفقه الله من مدة طويلة
فنرجو أن نراه قريبا(/)
أنا مبتدئ في العلوم الشرعية ..............
ـ[أخوكم في الله]ــــــــ[11 Feb 2005, 05:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
والله حين وجدت موقعكم المبارك إن شاء الله طمعت في نصيحتكم على الكتب التي يجدر بي إقتناءها أولا.
فأنا أريد أن أتفقه في الدين وأسأل الله عز و جل أن يرزقني وإياكم الثبات.
أنا مبتدئ في العلوم الشرعية و كنت أنوي إقتناء مجلدات الشيخ محمد الأمين الشنقيطي.
فما رأي الأخوة الكرام في الكتب التي أفضل أن أبداء بها وتكون ميسرة للمبتدئين.
جزاكم الله خير
أخوكم في الله ........... محمد
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[11 Feb 2005, 06:58 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ....
حياك الله أخي الكريم ... أنصحك بقراءة كتاب "كيف تطلب العلم" لفضيلة الشيخ / عائض القرني. والكتاب يتميز بأسلوبه السلس الجميل ... فلا هو بالطويل الممل ولا بالقصير المخل.
يمكنك تحميله من هذا الرابط:
http://www.saaid.net/Warathah/qarni/q5.zip
ويمكنك الاطلاع على هذا الرابط أيضا:
http://saaid.net/mktarat/alalm/21.htm
لكن أنصحك - أن تبدأ - بكتاب الشيخ عائض القرني وتعمل على تطبيق ما فيه، وستتذوق
بنفسك حلاوة طلب العلم.
وفقنا الله وإياك.
ولا نستغني عن نصائح شيوخنا في هذا المنتدى بارك الله فيهم جميعا.
ـ[أخوكم في الله]ــــــــ[11 Feb 2005, 07:29 ص]ـ
أخوي في الله عمار السلام عليكم.
شكرا لك لى مشورتك الغالية. إن شاء الله سوف أقراء كتاب الشيخ عائض القرني, ولكن ماسألت عنه ولعلي لم أوضحه هو أي الكتب أبداء به ثم أتوسع إن شاء الله في مجال التفسير. مع العلم أني أقراء حاليا تفسير جزء عم لليخ إبن عثيمن رحمه الله وهو ميسر وأسلوبه جميل لكن للأسف فليس هناك تفسير للقران كاملا للشيخ إبن عثيمين رحمه الله. وأنا مسافر للخارج للدراسة وأنوي أن أخذ معي كم كتاب للفسير وأريد تفهم أيات كتاب الله. ومن خلال تصحفي الإنتيرنت وجدت هذا http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=14082&dgn=3 (http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=14082&dgn=3)
فأردت قراءة كتاب (أضواء البيان) للعلامة محمد الشنقيطي ـ رحمه الله تعالى ـ وهو كتاب جامع بين الحديث والفقه والتفسير وأصول الفقه. لما يحتويه من الحديث والفقه والتفسير وأصول الفقه.
فأردت المشاورة لعدم إدراكي في علم التفسير وغيره من العلوم الشرعية.
ومرة أخرى شاكر لك حسن تعاونك.
جزاك الله خير أخي عمار.
أخوكم في الله ....... محمد
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[11 Feb 2005, 09:53 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم.
لعل تجد في هذا الموضوع ما يفيدك:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=26
وفقك الله.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[11 Feb 2005, 01:14 م]ـ
هناك محاظرة قيمة للدكتور مساعد الطيار حول هذا الموضوع نصح فيها بالبدء بأحد التفاسير الصغيرة المختصرة مثل تفسير السعدى رحمه الله ثم تتوسع بعد إتقانك لهذا التفسير .. و هذا هو رابط تحميلها (اضغط بزر الماوس الأيمن على الرابط ثم اختر Save Target As)
http://media.islamway.com/lessons/msa3edaltayr//ktbattafseer/2.rm
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Feb 2005, 02:19 م]ـ
مرحبأ بكم أخي الكريم محمد في ملتقى أهل التفسير ونسأل الله لك التوفيق، والعلم النافع في الدنيا والآخرة. ونسأل الله لك تيسير سفرك وعودتك. ولعلك تتابع معنا في هذا الملتقى العلمي بما يعينك على فهم القرآن وكتب التفسير إن شاء الله.
وفيما تفضل به الأخ الكريم عمار والدكتور هشام كفاية إن شاء الله.
غير أني أشي إلى أن كتاب (أضواء البيان) للشيخ محمد الأمين الشنقيطي يصلح للمتقدمين في دراسة التفسير، وليس للمبتدئين لما فيه من المصطلحات والمسائل التي قد لا يفهمها إلا القليل. والتدرج في القراءة واجب حتى لا يمل الطالب ويترك القراءة.
ـ[أخوكم في الله]ــــــــ[11 Feb 2005, 05:18 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أخي عمار والدكتور هشام والمشرف عبدالرحمن جزاكم الله خير.
والله إن مساعدتكم أسرت قلبي. أثابكم الله على ما تبذلونه من جهد.
إن شاء الله سوف أبداء بتفسير الشيخ السعدي رحمه الله.
جزاكم الله خيرا.
أخوكم في الله .......... محمد(/)
التفسيروكتب البرامج والمشيخات
ـ[عبدالعزيز الضامر]ــــــــ[11 Feb 2005, 04:01 م]ـ
التفسير وكتب البرامج والمشيخات
لاحظت على بعض الدارسين والباحثين أنهم إذا أرادوا أن يتناولوا كتاباً في الدراسات القرآنية (تفسير, علوم القرآن, أحكام القرآن, تجويد .. ونحو ذلك) , بالبحث والتنقيب عن بياناته فإنهم يعمدون إلى المصادر الآتية:
(1) النظر في الكتاب نفسه وخاصة المقدمة.
(2) النظر في مؤلفات المُصنِّف الأُخرى.
(3) النظر في كتب التراجم التي ترجمت لصاحب هذا الكتاب.
(4) النظر في الكتب التي اهتمت ببيلوغرافيا الكتب والمؤلفات نحو الفهرست لابن النديم, وكشف الظنون لحاجي خليفة ونحو ذلك.
إلاَّ أنَّ هناك مصدراً مُهِماً قد غَفَلَ عنه الكثير من الباحثين, وهو النظر في كتب البرامج والمشيخات [1] ( http://www.tafsir.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1) وهي عبارةٌ عن الكتاب الذي يجمع فيه الشيخ شيوخه وأساتذته وما يتعلق بذلك [2] ( http://www.tafsir.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2).
وتختلف طريقة التقسيم والتبويب فيها من كتابٍ لآخر, فبعضهم يُراعي في ترتيبه الكتب التي قرآها صاحب البرنامج وقدمها حسب موضوعاتها, مثل فهرسة ابن خير الإشبيلي, وبعضهم يُراعي في ترتيبه الشيوخ الذين قرأ عليهم المُؤلف بحيث يُترجم لهم ويذكر ما رُوي عنهم, وهذا المسلك هو الذي سَلَكه ابن عطية في فهرسه, وأبو الحسن الرعيني في برنامجه, والقاضي عياض في الغُنية, وبعضهم يمزج بين الطريقتين السالفتين كما فعل ابن جابر الوادي آشي في برنامجه [3] ( http://www.tafsir.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3).
والخلاصة أنَّ كتب البرامج والمشيخات تُعتبر مرجعاً مُهماً في معرفة بعض البيانات التي يحتاجها الباحث للوصول إلى بعض الحقائق والتساؤلات التي تدور حول كتابه الذي يعْنَى بدراسته.
وإليكم- معاشر الباحثين والدارسين- بعض الفوائد المُستقاة من النظر في هذا النوع من الكُتب والتي قد لا يجدها المرء في غيرها:
(1) اسم المؤلف, وزمن ولادته ووفاته.
(2) اسم الكتاب, ونسبته لمؤلفه, وعدد الأجزاء التي يقع فيها.
(3) معرفة زمن تدوين الكتاب, وقصة تأليفه.
(4) معرفة مدى مكانة الكتاب وشهرته في الأقطار.
(5) معرفة أسماء بعض العلماء والتلاميذ الذين دَرَسوا الكتاب وقرآوه.
(6) معرفة الزمان والمكان الذي تمَّت فيه مُدارسة ذلك الكتاب.
(7) معرفة ما كان مُتداولاً في ذلك الزمن أو القطر من الكتب.
(8) معرفة صيغ التحمل (سماعاً, مُشافهةً, وجادةً, قراءةً, إجازة بخط اليد ونحو ذلك) التي أخذ بها التلميذ دراسته للكتاب.
(9) معرفة عدد المرَّات التي قُرِئ فيها الكتاب.
ومن الأمثلة على ذلك ما ذكره ابن خير الإشبيلي في فهرسه عندما ذكر كتاب تفسير القرآن ليحي بن سلام.
حيث أورد أسانيده التي رواها عن شيوخه لهذا التفسير ومنها قوله: "حدثني به شيخنا الخطيب أبو الحسن شريح بن محمد المقرئ رحمه الله, قراءةً عليه وأنا أسمع من أوله إلى أول سورة يونس, وناولني جميعه في أصل كتابه, قال: حدثني به أبي رحمه الله سماعاً من لفظه بقراءته عليّ, قال: سمعته على أبي العباس أحمد بن سعيد بن أحمد بن نفيس المُقرئ في مسجده بزقاق الطحّانين من فسطاط مصر سنة (434هـ) , قال: أخبرنا به أبو القاسم هبة الله بن سلامة بن نصر بن علي الضرير البغدادي المُفَسِّر, عن أبي القاسم عبيد الله بن يحي المعروف بابن خشفى, عن علي بن محمد البصري الواعظ, عن الحسن بن علي عن محمد بن يحي بن سلام عن أبيه يحي بن سلام مؤلفه رحمه الله ... " [4] ( http://www.tafsir.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4).
فهذا النص مليءٌ بالفوائد لمن يتأمله ويُمعن النظر فيه مرةً بعد أُخرى, ويستطيع الباحث أن يُجيب على بعض التساؤلات التي في ذهنه, ويجمع خيوط الحقيقة فيكونها حُلَّةً قشيبةً مُتماسكة.
وختاماً. فإني أقترح بأن يتصدى أحد الباحثين بجمع كتب البرامج والمشيخات المطبوعة والمخطوطة -إن أمكن-, فيقوم بصنع ببيلوغرافيا لكتب الدراسات القرآنية الواردة فيها, وما تتضمنه من المعلومات والفوائد التي تنفع الدارسين, وبالله التوفيق.
...............................................
ليلة الأربعاء 28/ 12/1425هـ
[1] ( http://www.tafsir.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) / يُسمي المشارقة هذا النوع من الكتب بالثَبَت أو المُعجم أوالمشيخة, وأمَّا المغاربة فإنه يُطلقون عليه لفظ الفهرس أو البرنامج.
[2] ( http://www.tafsir.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) / فهرس الفهارس للكتاني (1/ 40).
[3] ( http://www.tafsir.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) / تُنظر مقدمة الدكتور محمد أبو الأجفان في تحقيقه لكتاب فهرس ابن عطية (ص:40)
[4] ( http://www.tafsir.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4) / فهرسة ابن خير الإشبيلي (1/ 73).
تنبيه: تم تكبير الخط حتى تسهل علينا قراءة الموضوع، وأعتذر أخي عبدالعزيز عن التدخل في تحرير موضوعك. [أبومجاهد]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موراني]ــــــــ[11 Feb 2005, 07:10 م]ـ
الجدير بالذكر أن ابن حجر العسقلاني قد اعتمد في روياته لكيثر من كتب المشارقة على روايات الاندلسيين
كما يتبين ذلك الآن من خلال كتابه المسمى بالمعجم المفهرس (بفتح الراء! وليس كما جاء في التحقيق) أو بـ (فهرست مرويات شيخنا .... ابن حجر) كما جاء في مخطوط برلين الذي لم يعتمد عليه المحقق. وكان للعلماء الأندلسيين حلقات في الاسكندرية بمكتباتهم الخاصة بهم.
منها: التفسير لعبد بن حميد
تفسير يحيى بن سلام
شفاء الصدور في التفسير لأبي بكر النقاش
أحكام القرآن للقاضي اسماعيل بن اسحاق
الناسخ والمنسوخ للقاسم بن سلام
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
وأجزاء من تفسير الطبري
وغيرها من كتب الحديث والعلوم الأخرى.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[11 Feb 2005, 10:56 م]ـ
أخي الكريم عبد العزيز
هذا التدقيق الذي تدعو إليه ـ بوجود نفائس من الفوائد في سلسة أسانيد بعض الكتب مما يخفى على الدارسين، وهي مهمة جدًّا كما تقول، بل فيها فوائد ونفائس متعددة، فانظر مثلاً (بزقاق الطحّانين من فسطاط مصر سنة (434هـ))، من سيكتب في المِهن في العالم الإسلامي في ذلك العصر ألا تفيده مثل هذه العبارة؟!
و كما ترى فإأن هذا السند وأمثاله ليس من مظنة البحث عن المِهن.
وما ذكرته من أسماء هذا النوع من التصنيف (يُسمي المشارقة هذا النوع من الكتب بالثَبَت أو المُعجم أوالمشيخة, وأمَّا المغاربة فإنه يُطلقون عليه لفظ الفهرس أو البرنامج) فإني أوافقك أن فيها نفائس تتعلق بالتراجم والكتب لا يستغني عنها طالب العلم، ولعل أحدنا في هذا الملتقى يقوم بذكر فوائد أحد هذه المشيخات، ويخرج فوائدها، على غرار ما ذكره أخونا فهد الوهبي في ليلته الماتعة مع طبقات السييوطي.
(تجده على هذا الرابط http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=2879)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[07 Feb 2006, 02:57 م]ـ
عودٌ على بدءٍ
فوائد من كتب (المشيخة والبرامج والفهارس)
إن من الكتب المهمة التي يحسن بطالب العلم أن يعتني بها، وان يقوم بجردها، والاستفادة مما فيها من المعلومات المتنوعة كتب (المشيخة والبرامج والفهارس)، وهي كتب يذكر فيها العلماء شيوخهم ومروياتهم التي أسندوها عنهم من الكتب أو غيرها، وهي تتضمن فوائد عديدة لا تخفى على من يطلع عليها، منها:
1 ـ ذكر كثير من الكتب بأسمائها، مع ذكر طريق تلقيها عند المؤلف.
2 ـ ذكر كثير من الأعلام العلماء، والترجمة لبعضهم، وذكر شيء من مناقبهم، ونوادر من أخبارهم وأحوالهم.
3 ـ ذكر بعض النوادر والفوائد المتعلقة بالكتب أو بالعلماء (للاستزادة: ينظر ما ذكره الدكتور عامر حسن صبري في مقدمة تحقيقة لمشيخة الإمام سراج الدين القزويني).
وسأذكر بعض الكتب التي ذكرها سراج الدين القزويني المتوفى سنة 750 في مشيخته، وقد طبع تحت عنوان (مشيخة الإمام سراج الدين عمر بن علي القزويني).
1 ـ (ص: 149) كتاب التجريد والمدخل إلى علم القراءات بالتجويد لأبي عمر يوسف بن عبد الله المعروف بابن عبد البر (ت: 463).
وهذا العنوان مفيد في التفريق بين علم القراءات وعلم التجويد، وأن القراءات لا تصلح بلا تجويد.
2 ـ ذكر بعض كتب الوقف والابتداء ضمن كتب القراءات ففي (ص: 156) ذكر كتاب الوقف والابتداء لابن الأنباري (ت: 328)، وفي (ص: 158) ذكر كتاب الوقف والابتداء لابن جني (ت: 392)، وهذا يدل على أن هذا العلم من علوم القراءات عنده.
3 ـ (ص: 370) معاني القرآن للوزير أبي الحسن علي بن عيسى الجراح (ت: 334)؛ أعانه على تأليفه أبو بكر بن مجاهد وأبو بكر الخزَّاز النحوي.
وفي هذه المعلومة حرص بعض الأكابر المشغولين بأمور الدولة على التأليف، وفيها الاشتراك في التأليف، فالإعانة عليه نوع من المشاركة فيه.
وقد ذكر للوزير أيضًا كتاب بعنوان (تاريخ القرآن العزيز)، وهذا العنوان من العناوين العزيزة.
4 ـ (ص: 372) الشهادات في القرآن لأبي عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة المعروف بنفطوية (ت: 323). وهذا العنوان يشير إلى المؤلف سار على الموضوعات فجمع ما يتعلق بالشهادات في القرآن وذكرها، وهذا يدخل في (التفسير الموضوعي) الذي كثرت العناية به عند المعاصرين.
فائدة: إذا ورد في كتب اللغة: قال ابن عرفة، فالمراد به نفطوية، وقد رأيته يلتبس على بعض طلبة العلم بابن عرفة الفقيه المالكي المتأخر (ت: 803)، مع ما بين وفاتهما من البون الشاسع مما يجعل المرء يتنبه إلى أن ابن عرفة المالكي لا يمكن أن يكون هو المراد لورود هذه الكنية في كتب سابقة لعصره مما يدل على أن المراد غيره.
5 ـ (ص: 373) كتاب الشواهد، لأبي عبيد القاسم بن سلام، وهو كتاب في شواهد القرآن كما ذكر ابن خير في فهرسته (ص: 71).
والكتابة المستقلة في هذا الباب قليلة في كتب المتقدمين، وإن كان الاستشهاد في كتبهم كثيرًا.
6 ـ (ص: 374) المنخول في أسباب النزول، لأبي العباس أحمد بن محمد القطيعي الحنبلي (ت: 563)، ويظهر من اسمه أنه يميز في أسباب النزول بين الصحيح والضعيف، ولم أجد من ذكره ممن كتب في ثبت كتب أسباب النزول.
7 ـ (ص: 375) سجود القرآن المجيد، لأبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي، قال القزويني: (يحتوي على كل سجدة في القرآن، ومن سجد ببعضها ومن لم يسجد من الصحابة والتابعين).
وهذا الموضوع مع طرافته فإنك لا تجد فيه كتابات مستقلة، وغالب ما يوجد في كتب الفقه عند الحديث عن السجود وأنواعه.
وبعد، فهذه بعض الكتب الطريفة التي أسندها القزويني إلى مؤلفيها، وفي الكتاب من الفوائد المتعلقة بكتي التفسير وعلوم القرآن وبغيرها ما يحسن الرجوع إليه وقراءته والاستفادة منه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز الضامر]ــــــــ[07 Feb 2006, 04:26 م]ـ
الدكتور مساعد: مع التحية.
أشكرك على هذه المداخلة الماتعة , وأفيدك بأني قد اقتنيت مشيخة القزويني مؤخراً , وقمت بقراءته فاستخرجت منه فوائد ونقاط لم أجد من أشار إليها , وقد أفادتني كثيراً في بعض البحوث والدراسات التي أقوم بتحريرها!!
ولهذا فإني أدعوا المهتمين بكتب البرامج والمشيخات أن يذكروا لنا بقية الكتب المخطوطة منها وأماكن وجودها , حتى يتسنى لنا مراجعتها والاستفادة منها , وبالله التوفيق.(/)
فائدة في استنباط التاريخ الهجري من القرآن
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[11 Feb 2005, 09:44 م]ـ
* مع بدء هذا العام الهجري المبارك (1426) , أهديكم هذا الموضوع:
-------
قال الإمام السُّهيلي (ت:581) رحمه الله:
(التاريخ العربي:
وفي قوله سبحانه {من أول يوم} وقد عُلِمَ أنه ليس أول الأيام كلها, ولا أَضافَه إلى شيء في اللفظ الظاهر, فتعين أنه أضيف إلى شيء مضمر. فيه من الفقه صحة ما اتفق عليه الصحابة مع عمر حين شاورهم في التاريخ, فاتفق رأيهم أن يكون التاريخ من عام الهجرة, لأنه الوقت الذي عز فيه الإسلام, والذي أُمِرَ فيه النبي صلى الله عليه وسلم وأسَّسَ المساجد, وعبدَ اللهَ آمناً كما يحب, فوافق رأيُهُم هذا ظاهرَ التنزيل, وفَهِمْنَا الآن بفعلهم أنَّ قولَه سبحانه {من أول يوم} أنَّ ذلك اليوم هو أولُ أيام التاريخ الذي يؤَرَّخ به الآن, فإن كان أصحاب رسول الله أخذوا هذا من الآية, فهو الظن بأفهامهم, فهم أعلم الناس بكتاب الله وتأويله, وأفهمهم بما في القرآن من إشارات وإفصاح, وإن كان ذلك منهم عن رأي واجتهاد, فقد علم منهم قبل أن يكونوا, وأشار إلى صحته قبل أن يفعل, إذ لا يُعقَل قول القائل: (فعلته أولَ يوم) , إلا بإضافةٍ إلى عامٍ معلوم, أو شهر معلوم, أو تاريخ معلوم, وليس هاهنا إضافة في المعنى إلا إلى هذا التاريخ المعلوم؛ لعدم القرائن الدالة على غيره من قرينة لفظ, أو قرينة حال, فتدبره ففيه مُعتَبَر لمن اذَّكر, وعلمٌ لمن رأى بعين فؤاده واستبصر, و الحمد لله) *. الروض الأُنُف 2/ 333.
وقال ابن حجر (ت:852) معلقاً على كلام السهيلي هذا: (كذا قال, والمُتبادَر أن معنى قوله {من أول يوم} أي: دخل فيه النبي صلى الله عليه وسلم, وأصحابه المدينة). فتح الباري 7/ 314.
وقال الزمخشري (ت:538): ({من أول يوم} من أيام وجوده). أي: المسجد المذكور في الآية. الكشاف 2/ 300.
وظاهرٌ أن الخلاف هنا في تعيين المُضمَر في الآية**, وتعيين المسجد المذكور في الآية يعين على الاختيار هنا, فجمهور المفسرين على أنه مسجد قباء, وهو ظاهر الآية, ويقويه سياقها, وسبب النزول, وصحيح الأخبار في فضائل مسجد قباء.
واختار بعضهم أنه مسجد النبي صلى الله عليه وسلم, وورد فيه حديث مرفوع في صحيح مسلم.
ويمكن الجمع بأنهما جميعاً كذلك, وأن كون المراد مسجد قباء لا يُنقص من غيره من المساجد, وعلى الأخص مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. ...
قال ابن كثير (ت:774): (وقد ورد في الحديث الصحيح أن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي في جوف المدينة, هو المسجد الذي أسس على التقوى. وهذا صحيح, ولا منافاة بين الآية وبين هذا؛ لأنه إذا كان مسجد قباء قد أسس على التقوى من أول يوم, فمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق الأولى والأحرى). تفسير القرآن العظيم 4/ 1708.
فقول السهيلي وابن حجر مبني على أن المُراد مسجد قُباء, وقول الزمخشري وابن كثير وغيرهما يحتمل الأمرين.
ومهما يكن من أمر فإن استنباط السهيلي صحيح مليح, ولا يُعارض غيره من الأقوال, نعم ليس في الآية ما يَدل عليه, لكن ليس فيها ما يمنع منه أيضاً, وقد استكمل شروط التفسير بالرأي والقياس: فهو صحيح في نفسه, وتحتمله اللغة, ولا يعارض لفظ الآية وسياقها, ولم يُحصر المعنى فيه.
والله الموفق.
--------------------
* فائدة: نقلت هذا النص من قرص "السيرة النبوية" الذي أصدرته التراث, ثم قابلته على المطبوع توفُّراً على الوقت, فوجدت في هذا النص فقط قرابة ثمانية أخطاء, أكثرها سقط في الكلمات, فاحذروا بارك الله فيكم.
** إنما اُحتيج إلى التقدير هنا لأن في أصول النحويين (البصريين) أن "من" لا تُجَر بها الأزمان, وإنما تُجَر بـ"منذ", فتقول: رأيته منذ يومين. ولا تقول: رأيته من يومين. واختار ابن عطية عدم التقدير, وأن تكون "أول" بمعنى البدأة, فكأنه قال: من مبتدأ الأيام. واستشهد على ذلك ثم قال: (وقد حُكِيَ لي هذا الذي اخترته عن بعض أئمة النحو). المحرر الوجيز 3/ 83. وينظر: البحر المحيط 5/ 103.
... يُنظر: زاد المسير (ص:606) , وفتح الباري 7/ 314.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Feb 2005, 12:10 ص]ـ
في التحرير والتنوير لابن عاشور ما نصه: (ومن جليل المنازع من هذه الآية ما فيها من حجة لصحة آراء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جعلوا العام الذي كان فيه يوم الهجرة مبدأ التاريخ في الإسلام. وذلك ما انتزعه السهيلي في «الروض الأنف» في فصل تأسيس مسجدِ قباء إذ قال: «وفي قوله سبحانه: {مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} (وقد علم أنه ليس أولَ الأيام كلها ولا أضافَه إلى شيء في اللفظ الظاهر فتعين أنه أضيف إلى شيء مضمر. فيه من الفقه صحة ما اتفق عليه الصحابة رضوان الله عليهم مع عمر حين شاورهم في التاريخ، فاتفق رأيهم أن يكون التاريخ من عَام الهجرة لأنه الوقت الذي عز فيه الإسلام وأمِن فيه النبي صلى الله عليه وسلم فوافق هذا ظاهر التنزيل».)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد أبو معاذ]ــــــــ[14 Feb 2005, 02:40 م]ـ
بارك الله فيك وزادك الله علماً وعملاً اللهم آمين.
ـ[ابو بشرى]ــــــــ[19 Feb 2005, 11:01 م]ـ
جزى الله خيراً من يبيت وقد وعى= وما رصّ أسفاراً من العلم و اّدعى
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[30 Jan 2006, 06:51 م]ـ
* ومع بدء هذا العام الهجري المبارك (1427) , أرفع لكم هذا الموضوع.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[30 Jan 2006, 11:21 م]ـ
لقد سمعت في الأخبار أن الصينيين وبعض الدول احتفلوا بالعام القمري الجديد، فهل هم يتفقون معنا في بداية العام، أم ماذا؟
وإن كان كذلك، فهل هي من بقايا النبوات عندهم، فإن عدة الشهور اثنا عشر شهرًا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض، وهذا يدل على أن عدة الشهور قدرية شرعية.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[31 Jan 2006, 02:42 ص]ـ
وهل من دليل على أن المحرم هو أول أشهر السنة
مع أن الاستدلال بالآية يضعف هذا القول لأن قدوم النبي عليه أفضل الصلاة والسلام لم يكن في المحرم بل خرج من مكة أول ربيع وحل بأبي هو وأمي في المدينة في الثاني عشر منه
على أن بعض العلماء كابن حجر الهيتمي ومثله ملا علي القاري يميلان إلى أن بداية الشهور هو رمضان وآخرها شعبان واستدلا بحديث له طرق ولم يخل من مقال.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[31 Jan 2006, 03:03 م]ـ
شكر الله لكاتب الموضوع إضافته ..
وقد مرّ بي في أثناء قراءتي لسورة القصص ما قد يكون أقرب دلالاة من اعتبار التاريخ الهجري مما ذكره السهيلي،وهو قوله تعالى ـ في قصة صاحب مدين ـ ( ... على أن تأجرني ثماني حجج).
ووجه الشاهد منه: أنه ربط الأجل ـ في العقد الذي بينه وبين موسى عليه الصلاة والسلام ـ بالحج،والحج أشهره معلومة وقته ـ عندهم ـ معروف،وهو مرتبط بالقمر الذي ربطت الأشهر الهجرية به،وهذا بيت القصد،والله أعلم.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[31 Jan 2006, 06:35 م]ـ
أحسنت (د. أنمار) كذا كنت اظن، أظن أن المحرم هو أول شهور السنة، بناءً على أن الحجَّ تختم به أعمال السنة عند العرب، ثم في الإسلام، ثم يبتدؤون بالشهر الحرام (المحرم)، وقد راجعت المسألة فوجدت في تحديد البداية اختلافًا بين الصحابة لما اختاروا الهجرة النبوية تقويمًا لهم.
ثم هناك فائدة تتعلق بالأشهر القمرية، وهي أن الله سبحانه وتعالى قد ربط العبادات بها، فالديانات السماوية تتبع في عباداتها الشهر القمري، ومن أمثلة ذلك (الحج)، فمنذ أذَّن إبراهيم بالحج كان المسلمون الموحدون من أتباعه يحجون في شهر ذي الحجة، سواء أكان اسمه عندهم كذلك، أم كان غير ذلك.
كما أن اليهود كانوا يصومون العاشر من المحرم، وما ذاك إلا لاتباعهم الشهر القمري، وكذلك الأمر في اسم الشهر سواء كونه بهذا الاسم عندهم أم كان اسمه غير ذلك.
والمقصود أن هؤلاء الأقوام الذين يحتفلون بالشهر القمري قد يكونون اعتمدوه لبقايا شرع عندهم سواء أكان المحرم هو أول سنتهم القمري أم كان غيره.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[09 Jan 2008, 09:56 م]ـ
ولهذا العام نرفعه أيضاً (1429هـ) , ولا ندري هل نبلغ أن نرفعه العام القادم أم لا؟ أسأل الله تعالى أن يطيل أعمارنا في طاعته , وأن يحسن عاقبتنا في الأمور كلها.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[09 Jan 2008, 10:19 م]ـ
*
الحمد لله
جزاك الله خيرا أخي
و لاأدري كيف ينظر السادة الظاهرية الى مثل هذه الطريقة في الاستنباط.
*
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[10 Jan 2008, 03:48 م]ـ
أظن أن المحرم هو أول شهور السنة، بناءً على أن الحجَّ تختم به أعمال السنة عند العرب، ثم في الإسلام، ثم يبتدؤون بالشهر الحرام (المحرم).
رعاك الله دكتور مساعد: وهذا ما مالت إليه نفسي ولا أملك أدلة عليه، وإنما تأملت الأحاديث المشهورة والتي تنص على أن الحاج يرجع منه خاليا من الذنوب كيوم ولدته أمه، فيكون الشهر المقبل هو بداية السنة، وهكذا، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان، وأستغفر الله العظيم.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[18 Dec 2009, 04:29 م]ـ
الحق في رفع هذا الموضوع للعزيز أبي بيان؛ ولكن لما تأخر في رفعه وبدأتِ السنةُ الهجرية، رفعته حباً لأبي بيان وتذكيراً بموضوعه اللطيف.
وكل عام وأنتم بخير.(/)
ما هي فتاوى العلماء في المقامات؟
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[11 Feb 2005, 10:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هي فتاوى العلماء في المقامات؟
وهل يجوز الاستماع لقارئ يقرأ بالمقامات؟
نرجو الإجابة من طلاب العلم والعلماء
وجزاكم الله كل خير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Feb 2005, 10:47 ص]ـ
سبق نقاش المسألة في الملتقى في عدة مشاركات يمكن البحث عنها بكلمة (مقامات)
منها:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=426
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[15 Feb 2005, 09:16 م]ـ
أشكر أخي أبو محمد
وأبو خطاب العوضي
وعبدالرحمن الشهري
على ردودهم ومشاركتهم
وجزاكم الله كل خير
وبالنسبة للرابط الذي وضعه أبو خطاب العوضي فإنه عندما يفتح تظهر لي هذه الرسالة
رسالة إداريةلا يوجد thread محدد. إذا كنت قد اتبعت رابط صحيح , فضلاً قم بإبلاغ المشرف العام ( webmaster@ahlalquran.com)
وبودي أن أرى مشاركات الأعضاء الآخرين وآراءهم
وهل هناك فتوى لأعضاء هيئة كبار العلماء أو أحدهم بشأن هذا الموضوع؟
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[17 Feb 2005, 08:08 م]ـ
ننتظر منكم الرد
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[21 Feb 2005, 08:01 م]ـ
يرفع
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[28 Feb 2005, 10:13 م]ـ
؟؟؟؟؟؟؟
ـ[ابواحمد]ــــــــ[02 Mar 2005, 06:55 ص]ـ
ماذا يقول سماحتكم في قارئ القرآن بواسطة مقامات هي أشبه بالمقامات الغنائية بل هي مأخوذة منها أفيدونا بذلك جزاكم الله خيرا؟
ج: لا يجوز للمؤمن أن يقرأ القرآن بألحان الغناء وطريقة المغنيين بل يجب أن يقرأه كما قرأه سلفنا الصالح من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان، فيقرأه مرتلا متحزنا متخشعا حتى يؤثر في القلوب التي تسمعه وحتى يتأثر هو بذلك. أما أن يقرأه على صفة المغنيين وعلى طريقتهم فهذا لا يجوز.
المرجع:مجموع الفتاوى لابن باز 9/ 290
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[03 Mar 2005, 04:35 م]ـ
جزاك الله كل خير يا أبو أحمد
وأسأل الله أن يثيبك على عملك(/)
مدارسة تفسير آية لدى الطبري
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 Feb 2005, 04:35 ص]ـ
الأخوة الأكارم
أود أن أتدارس معكم تفسير هذه الآية لدى الطبري وهي
((هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ)) 210 البقرة
قال بداية ((" يعني بذلك جل ثناؤه: هل ينظرُ المكذِّبون بمحمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به، إلا أن يأتيهم الله في ظُلل من الغمام والملائكة؟.)) "---وهذاتقريبا تكرار لنص الآية
ثم تحدث عن اختلاف قراءة " الملائكة" بالرفع أم بالخفض ورجح هو الرفع --قال"وأما الذي هو أولى القراءتين في:" والملائكة"، فالصواب بالرفع، عطفًا بها على اسم الله تبارك وتعالى، على معنى: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام، وإلا أن تأتيهم الملائكة،)) "
ثم تحدث عن الإختلاف بين القراءتين"ظلل" و "ظلال" فقال ((وكذلك اختلفت القرأة في قراءة"ظلل"، فقرأها بعضُهم:"في ظُلَل"، وبعضهم:"في ظلال".)) ورجح قراءة:"في ظلال" لموافقتها لرسم المصحف
ثم ناقش التأويلين التاليين
0 ((#قال أبو جعفر: ثم اختلف أهل التأويل في قوله:" ظُلل من الغمام"، وهل هو من صلة فعل الله جل ثناؤه، أو من صلة فعل"الملائكة"، ومن الذي يأتي فيها؟ فقال بعضهم: هو من صلة فعل الله، ومعناه: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام، وأن تأتيهم الملائكة.
#وقال آخرون: بل قوله:" في ظلل من الغمام" من صلة فعل"الملائكة"، وإنما تأتي الملائكة فيها، وأما الرب تعالى ذكره فإنه يأتي فيما شاء.))
وكعادته ذكر بالسند من قال بكل منهما
ثم رجح الأول فقال": وأولى التأويلين بالصواب في ذلك تأويل من وجَّه قوله:" في ظُلل من الغمام" إلى أنه من صلة فعل الرب عز وجل، وأن معناه: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام، وتأتيهم الملائكة، " داعما رأيه بالسنة المطهرة
ثم بين معنى " هل" فقال "وأما معنى قوله:" هل ينظرون"، فإنه ما ينظرون، "
ثم إلى النقطة المفصلية في تفسيره لهذه الآية إذ قال
(((ثم اختلف في صفة إتيان الرب تبارك وتعالى الذي ذكره في قوله:" هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله".
فقال بعضهم: لا صفة لذلك غير الذي وصَف به نفسه عز وجل من المجيء والإتيان والنزول، وغيرُ جائز تكلُّف القول في ذلك لأحد إلا بخبر من الله جل جلاله، أو من رسول مرسل. فأما القول في صفات الله وأسمائه، فغيرُ جائز لأحد من جهة الاستخراج إلا بما ذكرنا.
* * *
وقال آخرون: إتيانه عز وجل، نظيرُ ما يعرف من مجيء الجائي من موضع إلى موضع، وانتقاله من مكان إلى مكان.
* * *
وقال آخرون: معنى قوله:" هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله"، يعني به: هل ينظرون إلا أن يأتيهم أمرُ الله، كما يقال:"قد خشينا أن يأتينا بنو أمية"، يراد به: حُكمهم.))
* * *
وقال آخرون: بل معنى ذلك: هل ينظرون إلا أن يأتيهم ثوابه وحسابه وعذابه، كما قال عز وجل بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ) [سبأ: 33] وكما يقالَ:"قطع الوالي اللص أو ضربه"، وإنما قطعه أعوانُه.* * * ولم يعط رأيا!!
لم يرجح قولا مما سبق!!
علام يدل ذلك يا أهل التفسير؟؟
فهو عندما فسر الآية أعادها تقريبا بألفاظها (هل ينظرُ المكذِّبون بمحمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به، إلا أن يأتيهم الله في ظُلل من الغمام والملائكة)
وعندما عرض الآراء فيها لم يتبن رأيا---فلم كان هذا منه يا أهل التفسير وهو المفسر الحاذق البحر علما ومعرفة؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 Feb 2005, 07:45 ص]ـ
السلام عليكم
لم أتلق ردا مع أني كنت مستفسرا متسائلا عن السر وراء عدم التزام الطبري برأي محدد في تفسير آيات فيها بعض الإشكال من حيث التفسير
وإليكم هذا المثال للطبري أيضا
أية سورة الملك ((أأمنتم من في السماء))
قال الطبري
((أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء أَنْ يَخْسِف بِكُمُ الْأَرْض فَإِذَا هِيَ تَمُور} يَقُول تَعَالَى ذِكْره: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء} أَيّهَا الْكَافِرُونَ {أَنْ يَخْسِف بِكُمُ الْأَرْض فَإِذَا هِيَ تَمُور} يَقُول: فَإِذَا الْأَرْض تَذْهَب بِكُمْ وَتَجِيء وَتَضْطَرِب.))
نجده قد كرر ألفاظ الآية هنا أيضا ولم يفسر " أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء} مطلقا
فماذا يعني هذا يا أهل التفسير؟؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Feb 2005, 05:25 م]ـ
أخي العزيز جمال حسني وفقه الله
الطبري رحمه الله له مؤلفات أخرى غير التفسير. وكتابه التفسير كتاب كبير. وسؤالي: هل استقصيت كلام الطبري على الآيات المماثلة في تفسيره لتخرج بما يشبه الصواب؟
هل رجعت لكتابه التبصير في معالم الدين ص 145 من الطبعة الثانية؟ فقد تكلم عن هذه الآية ونظائرها وفصل في ذلك؟
الحكم على عقيدة عالم من العلماء من خلال موضع في مؤلف له في رأيي منهج غير سديد. حيث لا تدري متى كتب هذا الكلام، وماذا يقصد بالتحديد منه، وما لم تجمع كلامه في مواضع كثيرة ومتعددة، وتعلم علماً يقينياً برأيه في مسائل الاعتقاد، فلا توافق على استنتاجك وجزمك بعقيدة عالم من العلماء. وفي ترك مثل هذه المسائل فسحة لطالب العلم. يستفيد من الكتب والعلماء، ويبقى لسانه عفاً، وقلمه سالماً من الوقوع في أحد من أهل العلم، وتزهيد طلاب العلم في كتب العلماء. وما جنى الناس من إطلاق ألسنتهم في العلماء وكتبهم إلا قسوة القلب، والبعد عن الحق والعلم.
الإمام الطبري من كبار علماء السلف، ومنهجه لمن قرأ كتبه كلها بتمعن واضح لا لبس فيه لمن أراد الحق فقط. ومن اكتفى باقتطاع الكلام وبتر النصوص، فسيتعب نفسه ويتعب الآخرين معه بلا فائدة تذكر. ومسائل العلم المهمة الأصلية أكثر وأهم من أن يصرف طالب العلم وقته في غيرها.
ثم أمر أخير وهو أن الطبري قد بين رأيه في النقل الذي نقلته عنه وهو قوله بعد ذكر القول الأول: (وغيرُ جائز تكلُّف القول في ذلك لأحد إلا بخبر من الله جل جلاله، أو من رسول مرسل. فأما القول في صفات الله وأسمائه، فغيرُ جائز لأحد من جهة الاستخراج إلا بما ذكرنا).
وأما ترك الطبري تفسير قوله تعالى: (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء). فلأنها واضحة مفهومة ولله الحمد. معناها أن الله في السماء. والعربي يفهمها. دون معرفة كيفية ذلك، والحق في هذه المسألة وأمثالها واضح لا تعقيد يه. تثبت الصفة كما أثبتها الله لنفسه وهي صفة العلو هنا، دون تكييف لها، ولا تشبيه لله بخلقه، ودون تعطيل لها ولا تحريف أيضاً. والحمد لله رب العالمين
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 Feb 2005, 05:45 م]ـ
السلام عليكم شيخي الدكتور الشهري
قولك ((وفي ترك مثل هذه المسائل فسحة لطالب العلم. يستفيد من الكتب والعلماء، ويبقى لسانه عفاً، وقلمه سالماً من الوقوع في أحد من أهل العلم، وتزهيد طلاب العلم في كتب العلماء. وما جنى الناس من إطلاق ألسنتهم في العلماء وكتبهم إلا قسوة القلب، والبعد عن الحق والعلم.))
يكتب بماء الذهب
بارك الله فيك وأبقاك لنا(/)
اسماء اصحاب معركة بدر
ـ[اه يا عراق]ــــــــ[12 Feb 2005, 04:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوان هل من الممكن ان تدلوني على كتاب يحتوي اسماء جميع الصحابة الذين شاركوا في معركة بدر؟
واذا كانت قائمة الاسماء موجودة لدى احدكم فهل من الممكن ان يقوم بنشرها هنا؟
وهل يعلم احدكم اسم كتاب يتناول حياة كل واحد من هؤلاء الصحابة بالتفصيل؟
وشكرا جزيلا
اخوكم العراقي
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[13 Feb 2005, 12:21 ص]ـ
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=185&CID=30(/)
سؤال حول المصحف على الوورد، أرجو المساعدة
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[12 Feb 2005, 07:06 م]ـ
السلام عليكم
إخواني الكرام، لدي بعض الملفات المرسلة لي من بعض طلاب العلم على ملف الوورد وفيها الايات القرآنية ظهرت بصورة رموز، ومع استخدامي لبرنامج حرف (المصحف للنشر المكتبي)، إلا أن الآيات لم تتعدل، أرجو من يدلني على رابط في النت لتحميل برامج أخرى للمصحف، بحيث تتعدل كتاب الآيات
أرجو مساعدة الأحبة
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Feb 2005, 08:40 م]ـ
جرب تحميل الخطوط الواردة في هذا الموقع:
http://qurankareem.info/
أو: اسأل مرسل الملفات عن اسم هذه الخطوط حتى تبحث عنها وتحملها على جهازك
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[12 Feb 2005, 09:30 م]ـ
جزاك الله خيرا
نوع الخط لم أجده
وهو Msh Quraan1
فهل توصلني إليه
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Feb 2005, 10:06 م]ـ
جرب من هنا مرة أخرى
http://www.alargam.com/sorts/ragm215.htm(/)
ما المراد بالوجوه والنظائر؟ شارك في الإجابة، وناقش شيخ الإسلام ..
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Feb 2005, 10:12 م]ـ
بسم الله
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في سياق كلام له:
(والأسماء المشتركة فى اللفظ هى من المتشابه، وبعض المتواطئة أيضا من المتشابه. ويسميها أهل التفسير: الوجوه والنظائر، وصنفوا كتب الوجوه والنظائر؛ فالوجوه فى الأسماء المشتركة والنظائر فى الأسماء المتواطئة.
وقد ظن بعض اصحابنا المصنفين فى ذلك أن الوجوه والنظائر جميعا فى الأسماء المشتركة، فهى نظائر باعتبار اللفظ ووجوه باعتبار المعنى.وليس الأمر على ما قاله بل كلامهم صريح فيما قلناه لمن تأمله.) مجموع الفتاوي ج:13 ص:276
وفي البرهان للزركشي: (فالوجوه اللفظ المشترك الذى يستعمل فى عدة معان كلفظ الأمة، والنظائر كالألفاظ المتواطئة.
وقيل النظائر فى اللفظ والوجوه فى المعانى. وضعف لأنه لو أريد هذا لكان الجمع فى الألفاظ المشتركة وهم يذكرون فى تلك الكتب اللفظ الذى معناه واحد فى مواضع كثيرة فيجعلون الوجوه نوعا لأقسام والنظائر نوعا آخر كالأمثال.)
فما تعليق المشايخ الكرام؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Feb 2005, 10:13 م]ـ
فأجاب عبدالرحمن الشهري وفقه الله بقوله:
أورد الدكتور مساعد الطيار المعنى الذي فهمه لمصطلح الوجوه والنظائر في كتابه (التفسير اللغوي) 91 - 94 فقال ما نصه: (غلبَ هذا المصطلحُ على المؤلَّفات التي كُتِبَتْ في هذا العلمِ، وقد اختلفَ العلماءُ في بيانِه، ولما لم يكنْ تحريرُ هذا الخلافِ من صلبِ البحثِ، فإنِّي قد حَرَصْتُ على استقراءِ أوَّلِ كتابٍ فيه: كتابِ مقاتلِ بنِ سليمانَ البلخيِّ (ت150)، حتى أتبينَ منه المرادَ بهذا المصطلحِ؛ لأنَّ من كتبَ بعده في هذا العلمِ عَالَةٌ عليه، وإذا ظهرَ مرادُه بهذا المصطلحِ، فإنه يُحتكمُ إليه، ويُصحَّحُ ما خالفَه من التَّعريفاتِ التي ذكرها العلماءُ. وبعدَ استقراءِ كتاب مقاتلٍ، ظهرَ لي مرادُه بعلمِ الوُجُوهِ والنَّظائرِ، وإليك هذا المثال الذي يتبيَّنُ منه مرادُه بالوجوه والنَّظائرِ:
قال مقاتل: تفسيرُ الحسنى على ثلاثةِ أوجهٍ:
فوجهٌ منها: الحسنى؛ يعني: الجنَّةَ، فذلك قولُه في يونسَ: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى) يونس: 26؛ يعني: الذين وَحَّدُوا لهم الحسنى؛ يعني: الجنَّةَ، (وَزِيَادَةٌ)؛ يعني: النَّظرَ إلى وجهِ اللهِ.
ونَظِيرُها في النَّجمِ، حيثُ يقولُ: (وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالحُسْنَى) النجم: 31؛ يعني: بالجنَّةِ، وكقولِه في الرحمنِ: (هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إلاَّ الإحْسَانُ) الرحمن: 60 يقول: هلْ جزاءُ أهلِ التَّوحيدِ إلا الجنَّةُ.
الوجه الثاني: الحسنى؛ أي: البنون، فذلك قول الله تعالى في النَّحْلِ: (لَهُمُ الحُسْنَى) النحل: 62؛ أي: البنون.
والوجه الثالث: الحسنى؛ يعني: الخيرَ، فذلك قولُه في براءة: (إنْ أرَدْنَا إلاَّ الحُسْنَى) التوبة: 107 يقولُ: ما أردنا ببناءَ المسجدِ إلاَّ الخيرَ.
ونظيرها في النساءِ: (إنْ أرَدْنَا إلاَّ إحْسَاناً وَتَوفِيقًا) النساء: 62؛ يعني: الخير).
**تحليلُ هذا المثالِ **
1 ـ إنَّ مقاتلَ بنَ سليمان جعلَ لفظَ الحسنى في القرآن على ثلاثةِ وجوهٍ: (الجنَّة، والبنون، والخير)، وهذه الوجوهُ معانٍ مختلفةٌ لهذه اللَّفظةِ.
2 ـ وإنه يكفي في الوجوه اتفاقها في المادَّةِ، وإن لم تتفقْ في صورةِ اللَّفظِ؛ كالحسنى والإحسانِ.
3 ـ وإنه في الوجه الأولِ فَسَّرَ الحسنى في آيةِ يونسَ بأنها الجنَّة، ثمَّ جعل الحسنى في آيةَ سورةِ النَّجمِ نظيرةً لآيةِ سورةِ يونس.
وفسَّرَ الحسنى في آية سورة براءة بأنها الخير، ثُمَّ جعلَ الحسنى في آية سورة النَّساء نظيرةً لها، فهما موضعان مختلفان من القرآنِ، لكنهما اتفقا في مدلولِ اللَّفظةِ، وهذا يعني أنَّ تماثلَ المدلولِ في الآيتينِ هو النظائرُ.
4 ـ وإنه لم يذكر في الوجه الثاني نظيرًا للآيةِ، وهذا يعني أنَّه لا يلزمُ أن يكونَ في كلِّ وجهٍ من الوجوهِ نظائرُ من الآياتِ.
ومن هذا الموضع المنقولِ عن مقاتلٍ (ت: 150) يتحرَّرُ مصطلحُ الوجوهِ والنَّظائرِ، ويكونُ كالآتي:
(يُتْبَعُ)
(/)
الوجوهُ: المعاني المختلفةُ لِلَّفظةِ القرآنيةِ في مواضعِها من القرآنِ.
والنَّظَائِرُ: المواضعُ القرآنيةُ المتعدِّدَةُ للوجهِ الواحدِ التي اتفقَ فيها معنى اللَّفظِ، فيكون معنى اللَّفظ في هذه الآية نظيرَ (أي: شبيه ومثيل) معنى اللَّفظِ في الآيةِ الأخرى، واللهُ أعلمُ). أ. هـ.
فعلى هذا تكون (الوجوه) من باب المشترك اللفظي غالباً، وأما النظائر فليست إلا مجرد أمثلة أخرى للوجه الواحد، ولكن في مواضع أخرى، ولا تعد حينئذٍ من المشترك ولا من المترادف.
------
وما نقله أخي أبومجاهد عن شيخ الإسلام ابن تيمية يتضح بعد شرح معنى مصطلحي: (الاشتراك) و (التواطؤ) في الألفاظ.
المشترك اللفظي: هواللفظ الواحد يكون له معانٍ متعددة، تختلف بحسب السياق. مثل لفظة العين: فهي تدل على العين المبصرة، والذهب، وعين الماء، والجاسوس، والسحاب. وغيرها وقد جمعها ابن فارس في قصيدة له.
المتواطئ: هي الألفاظ المختلفة للمعنى الواحد، كلفظة الأسد، والليث، والهزبر فهي تدل على معنى واحد. وهو ما يسميه بعضهم المترادف. وموضوع الترادف مختلف فيه لكن ليس هذا موضوعنا. ولعل الإخوة يزيدون شرح معنى الاشتراك اللغوي، والفرق بين نظرة المتقدمين له ونظرة المتأخرين. فالوقت لا يسمح لي بأكثر من الإشارة هنا.
وقد أشار السيوطي إلى ما أشار إليه ابن تيمية في كلامه المنقول أعلاه. وقال عند حديثه عن المشترك: (وقد صنف في هذا النوع وفي عكسه – وهو ما اختلف لفظه واتحد معناه – كثير من المتقدمين والمتأخرين، منهم ابن الجوزي، وابن أبي المعافى، وأبو الحسين محمد بن عبدالصمد المصري وابن فارس وآخرون). انظر: معترك الأقران 1/ 514 بتحقيق البجاوي.
ويفهم من كلام السيوطي أن العلماء في كتب الوجوه والنظائر صنفوا في المشترك وفي عكسه وهو المترادف أو المتواطئ هذه المصنفات المعروفة بالوجوه والنظائر. لكن الإشكال هو في عدم الإشارة للمترادفات في كتب الوجوه والنظائر! مما يؤيد اعتراض ابن تيمية في كلامه على المصنفين في الوجوه والنظائر. وأظن شيخ الإسلام يشير إلى كتاب ابن الجوزي في الوجوه والنظائر المسمى (نزهة الأعين النواظر).
والظاهر أن وجوه اللفظة القرآنية لم تكن دائماً من باب المشترك اللفظي، وإنما تكون كذلك أحياناً. والذي جعل العلماء يدخلونها باب الوجوه هو استعمال القرآن لها في سياقات مختلفة مما جعلها تدل بناء على السياق على معاني متباينة.
ويبدو لي أن الوجوه المتعددة للفظة الواحدة تكون مرادفة لمعناها الخاص في كل سياق فهي تحمل في طيها ترادفاً مع ألفاظ أخرى هي التي تفسر بها.
فمثلاً لفظة اللسان: قالوا: إنها وردت لأربعة معانٍ: اللغة – الدعاء – الثناء الحسن – العضو المعروف في الفم.
فكون اللسان بمعنى اللغة، يعني أن لفظة اللغة مرادفة للفظة اللسان في بعض سياقاتها الخاصة، ولها مرادف آخر هو الثناء الحسن، ومرادف آخر هو الدعاء. بمعنى أن هذه الألفاظ مختلفة المبنى، متفقة المعنى مع اللفظة الأم.
فمعنى كلام ابن تيمية: أن لفظة اللسان لها وجوه باعتبار اللفظ الواحد وتعدد معانيه بحسب السياق. ولكنه في الوقت نفسه نظير لكل معنى من هذه المعاني المختلفة، فهو مترادف ونظير للوجه الأول (اللغة)، ونظير للثاني (الثناء الحسن) وهكذا.
وأن لفظ الولي مثلاً الذي جعل له العلماء عشرة وجوه هي (الولد – الصاحب – القريب- الرب – المولى الذي يعتق ... الخ) فإن هذه الألفاظ المختلفة نظائر للفظة (الولي) فلها ترادف مع الولد، وترادف آخر مع الصاحب، وترادف ثالث مع القريب وهكذا.
فيكون معنى الوجوه إذاً: المعاني المتعددة للفظ الواحد، ويكون هذا من الاشتراك أحياناً.
ويكون معنى النظائر: تعدد الألفاظ واتحاد المعاني، وهنا يكون الترادف أو التواطؤ.
ويكون معنى قول ابن تيمية: (فالوجوه فى الأسماء المشتركة) أي: اتحاد اللفظ واختلاف المعنى بحسب السياق، وهو يعني بالأسماء الألفاظ لا قسيم الفعل والحرف.
ومعنى قوله: (والنظائر فى الأسماء المتواطئة) أي: تعدد الألفاظ واتحاد المعاني وهذا هو التواطؤ أو الترادف، ويكون هذا بحسب دلالة السياق الخاصة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا هو الذي قدمه الزركشي في تعريفه في قوله: (فالوجوه اللفظ المشترك الذى يستعمل فى عدة معان كلفظ الأمة، والنظائر كالألفاظ المتواطئة).
و حينئذٍ لايلزم من تعبير مقاتل بقوله:ونظير هذا قوله تعالى كذا ... بعد ذكره لكل وجه، أنه يعني بذلك معنى النظائر الاصطلاحي الذي عناه في كتابه، بدليل عدم استخدامها بكثرة عنده وعند الدامغاني. وإنما يقول: كقوله، أو ومثله كذا .. وإن كان قد يستخدمها كما فعل مقاتل كما في شرحه (الأعناق). وانظرتفسير مقاتل لكلمة (الحق) ص175 فقد ذكر لها أحد عشروجهاً، وكل وجه له أمثلة كثيرة، لم يعبر بلفظ النظير فيها إلا مرتين في الوجه الثامن، والحاد عشر. وبقية المواضع يقول: كقوله، ونحوه كثير.
ويبدو لي أن المؤلفين في الوجوه والنظائر قد توسعوا في دلالات الألفاظ وتشقيقها، مع اتحاد الأصل اللغوي للمواد التي يذكرونها، حتى بالغوا في ذلك، وجعلوا لكل سياق معنى يخصه.
وخذ مثالاً قول الدامغاني: (تفسير التراب على خمسة أوجه: الرميم، الأتراب: الأشكال، الترائب: الضلوع، التراب: البهائم، الصعيد). 1/ 190 في حين قال ابن فارس: (ترب: أصلان صحيحان: أحدهما التراب وما يشتق منه، والآخر تساوي الشيئين).
فدخل في الأصل الأول الرميم، والصعيد. ودخل في الأصل الثاني: الأتراب، والترائب. وأما البهائم فما أدري كيف أصنع بها، والأفضل تركها ترد الماء وتأكل الكلأ! فلا أدري لماذا أدخلها الدامغاني واستنبطها من قوله تعالى: (ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً). قال: أي يا ليتني كنت بهيمة، لأن البهائم ستكون تراباً يوم القيامة.
وقد كنت في بحثي عن ابن فارس أشرت إلى أن مما دعاه إلى تصنيف مقاييس اللغة فيما ظهر لي ما رآه من توسع العلماء في تفريع الأصول اللغوية للمفردات ذات الأصول الواحدة، ولعله كان يعني كتب الوجوه والنظائر، وأشرت إلى قيمة كتاب المقاييس في ضبط هذه المسألة لطالب العلم، بحيث يجمع له المعاني الكثيرة في الأصول القليلة. وهذا موضوع جدير بإفراده بمقالة شافية، ولا سيما أنه من مباحث اللغة والتفسير، فقد بحثه اللغويون في دلالات الألفاظ، والأضداد، ومعاجم المعاني. وبحثه المفسرون في كتب الوجوه والنظائر، والتفسير.
ودلالة السياق دلالة نافعة في فهم القرآن، ولكن هذا لا يعني مفارقة اللفظة لأصل معناها اللغوي، حتى لا يبقى بينه وبينها صلة كما يصنع بعض المصنفين في الوجوه والنظائر. ثم إن دلالة السياق عند علمائنا القدامى تختلف عن منهج اللغويين المعاصرين في دراسة السياق، ومنهج علمائنا أولى وأدق، ولا سيما أنهم راعوا في ذلك خصوصية القرآن الكريم.
وقد كتبت الأستاذة سلوى محمد العوا كتاباً جيداً بعنوان (الوجوه والنظائر في القرآن الكريم) وطبعته دار الشروق، حاولت فيه تشخيص هذه المسألة، ومحاولة دراسة دلالة السياق وتأثيرها في باب الوجوه والنظائر. غير أنها سلكت منهج المعاصرين في دراسة السياق، وتأثرت كغيرها بالدراسات المترجمة عن اللغات الأخرى.
وإلى هنا يجب أن أقف، وأترك لمن هو أولى مني التدقيق في المسألة، والتعقيب على ما كتبته عفو الخاطر، والله يغفر الزلل والخطأ، ولعل الدكتور مساعد الطيار حفظه الله ينشط لنقاش المسألة هنا، فله فيها وفي غيرها نظرات وعبرات! وتصويب ما ذكرته فإني منه في شك. أسأل الله أن يفتح عليه وعلينا جميعاً من فضله العميم، في فهم كتابه الكريم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Feb 2005, 10:15 م]ـ
وعقب عادل الكلباني بهذا التعقيب:
الحمد لله وبعد،،،
فالذي يظهر والله تعالى أعلم أن القول قول شيخ الإسلام، قلت هذا استقراء، وما ذكره الدكتور مساعد في كتابه التفسير اللغوي عن مقاتل بن سليمان يثبت هذا ولا يعكر عليه، فقوله تعالى في الآية من سورة يونس عليه السلام: للذين أحسنوا الحسنى. بمعنى الجنة، وكذلك في قوله في سورة النجم: ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى. وأما قوله في النحل: أن لهم الحسنى. فتفسيرها بالبنين، وحده فيه نظر، ولهذا اختيرت اللفظة لتجمع بين المعنيين، وليختار أعلاهما، بدليل قوله بعدها: لا جرم أن لهم النار. فلما زعموا أن لهم الجنة مع جعلهم لله ما يكرهون، رد عليهم بأن هذا الزعم باطل. ويقال مثل ذلك في قوله تعالى في التوبة: إن
(يُتْبَعُ)
(/)
أردنا إلا الحسنى. فتفسيرها بالجنة، حيث هي الثواب أقرب من مجرد الخير، وإن جعل الخير داخلا في أصل المعنى لا نصا عليه. بمعنى أردنا الخير الموصل للجنة.أو الثواب الموصل للجنة، فيبقى المعنى على أصله. وهذا مضطرد.
وإليك مثالا آخر، فمما يذكر في الوجوه والنظائر لفظ (أمة) على معان، والقول صحيح في مجمله، لا في تفصيله، فمعنى قوله: وادكر بعد أمة. قالوا مدة من الزمن. وقال بعضهم: نسيان.وقوله: إن هذه أمتكم أمة: أي: ملة. وقوله: إن إبراهيم كان أمة. أي: إماما. وقوله: وجد عليه أمة. أي جماعة. وهو أصل معنى الأمة، الجماعة. ولو تأملت معنى أمة في الآيات جميعا لوجدت اشتراكها في الجماعة. من الزمن، أو الخصال، أو التشريع، أو الجنس. فإبراهيم عليه السلام لو قال الله تعالى إن إبراهيم كان إماما. لاحتمل أن يكون إماما في جزء ما أو خصلة ما أو شيء ما. فلما وصفة بأنه أمة، صار إماما في كل خصلة من خصال الخير، من الصبر والحلم والعلم والتضحية والتوحيد وغير ذلك، فالتعبير بأمة أبلغ في إمامته، فتفسيرها بإمام اقتطاع جزء كبير جدا من المعنى، ينقص قدر الممدوح به. ومثل ذلك يقال في قوله بعد أمة، أي بعد مدة طويلة من السنين التي لبثها يوسف، فلبث في السجن بضع سنين، لا يكفي في وصفها قولنا: مدة من الزمن، فقد تقصر هذه المدة وقدج تطول، ولفظ أمة ينبيء عن طول المدة وتتابع السنين عليها. وكذلك في قوله: أمة واحدة. لا يكفي تفسيرها بالملة. فالمراد اجتماع الكثير من الناس على هذه الملة، وتتابع الزمن وكثرة الرسل على نفس هذه الملة. فإنه وإن كانت الملة واحدة فقد اجتمع أهل الحق عليها عبر الزمان والمكان وتعاقب القرون. فتبارك الله وصدق حين قال: قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Feb 2005, 10:16 م]ـ
ثم كتب عبدالرحمن الشهري هذا التعقيب:
أشكر الشيخ عادل الكلباني على تعقيبه الموفق، ولازلت أطح من فضيلته في توضيح قوله: (الذي يظهر والله تعالى أعلم أن القول قول شيخ الإسلام، قلت هذا استقراء، وما ذكره الدكتور مساعد في كتابه التفسير اللغوي عن مقاتل بن سليمان يثبت هذا ولا يعكر عليه). فلا زال الأمر مشكلاً عليَّ.
كما أرجومن الشيخ مساعد الطيار أن يتفضل بإبداء رأيه مشكوراً إن أمكن.
حفظكم الله جميعاً وجزاكم خيراً.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[04 Apr 2005, 01:56 م]ـ
قال ابن القيّم: (فإن اللفظ في القرآن يكون له نظائر يعرف معناه باطراد ذلك المعنى في تلك الألفاظ النظائر، وفيها صنفت كتب الوجوه والنظائر.
فالوجوه: الألفاظ المشتركة
والنظائر: الألفاظ المتواطئة.
الأول فيما اتفق لفظه واختلف معناه، والثاني فيما اتفق لفظه ومعناه.) انتهى بلفظه من مختصر الصواعق المرسلة 4/ 1410 الطبعة الجديدة التي أصدرتها أضواء السلف.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 Apr 2005, 05:24 م]ـ
المؤلفات في المشترك اللفظي في الميدان القرآني كثيرة، والمشترك اللفظي بالنسبة للقرآن لم يرد بهذا المصطلح في كثير من المؤلفات التي تناولت هذه الظاهرة، ولعل السبب في ذلك أن كلمة (اللفظ) لا تُقال في رحاب القرآن الكريم والبديل عنها هو (الكلمة). لأنه لا يُطلق على كلمات القرآن ألفاظاً، لأن الألفاظ يُرمى بها اللسان، ويقذفها متى أراد، والقرآن الكريم لجلاله وهيبته لا يُرمى ولا يُقذف، ولكن يُقرأ ويُتلى.
ففي الإبانة لأبي حسن الأشعري: "فإن قال قائل: حدّثونا عن اللفظ بالقرآن كيف تقولون فيه؟ قيل له: القرآن يُقرأ في الحقيقة ويُتلى، ولا يجوز أن يُقال: يُلفظ به، لأن القائل لا يجوز له أن يقول: إن كلام الله ملفوظ به، لأن العرب إذا قال قائلهم: لفظت باللقمة من فمي فمعناه: رَمَيْتُ بها، وكلام الله تعالى لا يقال: يُلففظ به، وإنما يقال: يُقرأ، ويُالى، ويُكتب، ويُحفظ " (كتاب الإبانة عن أصول الديانة، ص101). ولعل هذا هو السبب الذي لأجله وُضعت عناوين أخرى تحمل معنى المشترك اللفظي ولكنها لا تحمل إسمه، مثل الأشباه والنظائر، أو الوجوه والنظائر، أو التصاريف ...
(يُتْبَعُ)
(/)
.. وقد أشار السيوطي إلى ما أشار إليه ابن تيمية في كلامه المنقول أعلاه. وقال عند حديثه عن المشترك: "وقد صنف في هذا النوع وفي عكسه – وهو ما اختلف لفظه واتحد معناه – كثير من المتقدمين والمتأخرين، منهم ابن الجوزي، وابن أبي المعافى، وأبو الحسين محمد بن عبدالصمد المصري وابن فارس وآخرون". انظر: معترك الأقران 1/ 514 بتحقيق البجاوي.
ويفهم من كلام السيوطي أن العلماء في كتب الوجوه والنظائر صنفوا في المشترك وفي عكسه وهو المترادف أو المتواطئ هذه المصنفات المعروفة بالوجوه والنظائر. لكن الإشكال هو في عدم الإشارة للمترادفات في كتب الوجوه والنظائر! مما يؤيد اعتراض ابن تيمية في كلامه على المصنفين في الوجوه والنظائر. وأظن شيخ الإسلام يشير إلى كتاب ابن الجوزي في الوجوه والنظائر المسمى (نزهة الأعين النواظر).
إن كان في اعتراض شيخ الإسلام إشارة إلى كتاب ابن الجوزي، والإنتصار لهذا الإعتراض بدليل عدم الإشارة للمترادفات في المؤلفات، فأظن أن هذا ينبع عن إسقاط ابن الجوزي كتاباً للغوي متقدّم له شهرته ومكانته في عالم اللغة والأدب، وإغفاله له كليا، وهو المبرّد المتوفي سنة 285 هـ، فله كتاب في هذا الفن، وهو كتاب: (ما اتفق لفظه واختلف معناه من القرآن المجيد)، وقد أثبته له السيوطي في (البغية).
وهذا الكتاب حقّقه الدكتور أحمد محمد سليمان أبو رعد. وعند النظر في هذا الكتاب نجد أن المبرّد ابتدأه بظاهرة الترادف التي عبّر عنها بقوله: "اختلاف اللفظين والمعنى واحد". والدليل على أن المقصود هنا هو المترادفات، قوله: "فأما اختلاف اللفظين والمعنى واحد فقولك: ظننت وحسبت، وقعدت وجلست، وذراع وساعد، وأنف ومرسن ".
أما بالنسبة لمصطلح (الوجوه والنظائر) عند ابن الجوزي، فهو يقول: "واعلم أن الوجوه والنظائر: أن تكون الكلمة واحدة، ذُكرت في مواضع من القرآن على لفظ واحد، وحركة واحدة، وأريد بكل مكان معنىً غير الآخر. فلفظ كل كلمة ذُكرت في موضع نظير للفظ الكلمة المذكورة في الموضع الآخر. وتفسير كل كلمة بمعنى غير معنى الآخر هو الوجوه. فإذاً النظائر: إسم للألفاظ، والوجوه: إسم للمعاني. فهذا الأصل في وضع كتب الوجوه والنظائر " (مقدمة نزهة الأعين النواظر، ص83).
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 Apr 2005, 09:11 م]ـ
يقول سليمان بن بنين الدقيقي النحوي (614 هـ): "فمن ذلك ما أخبرني به الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد بن مفرج بن غياث الأرتاحي، قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أنبأني الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي، وقال: أخبرنا أبو إسحق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله الحبال، قال: أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن إسماعيل بن خرذاد النجيرمي، قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن شاذلي القمي، قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن عبد الوهاب الزاهد، قال: حدثنا أبو العباس بن يزيد المبرّد بجميع ما اتفق لفظه واختلف معناه من القرآن، قال أبو العباس: هذه حروف ألفناها من كتاب الله عزّ وجلّ، متّفقة الألفاظ، مختلفة المعاني، متقاربة في القول، مختلفة في الخبر على ما يوجد في كلام العرب لأن من كلامهم اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين، واختلاف اللفظ والمعنى واحد، واتفاق اللفظين واختلاف المعنيين.
قال المبرد:
فأما اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين، نحو: ذهب وجاء، وقام وقعد، ويد ورجل، وفرس وحمار.
وأما اختلاف اللفظين والمعنى واحد، فكقولك: ظننت وحسبت، وقعدت وجلست، وذراع وساعد، وأنف ومرسن (جاء ذكرهما في المشاركة أعلاه).
وأما اتفاق اللفظين واختلاف المعنيين، فنحو قولك: وجدت شيئاً إذا أردت وجدان الضالة، ووجدت على الرجل من الموجدة، ووجدت زيداً كريماً أي علمت.
ثم قال بعد ذلك: فمما اتفق لفظه واختلف معناه قول الله عزّ وجلّ ((إلا أمانيّ وإن هم إلا يظنّون)) (البقرة: 178) هذا لمن يشكّ. ثم قال: ((الذين يظنّون أنهم ملاقو ربهم)) (البقرة: 46) فهذا يقين "
المصدر:
اتفاق المباني وافتراق المعاني
لسليمان بن بنين الدقيقي النحوي
المتوفي سنة 614 هـ
تحقيق الدكتور يحيى عبد الرؤوف جبر
وقد وجدت تعريفاً آخر للأشباه والنظائر في كتاب (التطور الدلالي بين لغة الشعر ولغة القرآن) من تأليف الدكتور عودة خليل أبو عودة، من شأنه أن يزيل للإشكال: يقول: " علم الأشباه والنظائر فرع من علوم التفسير. ويُقصد بالأشباه الألفاظ المشتركة التي تُستعمل في معان متعدّدة، وهو ما سُمّي في الدراسات الحديثة بالمشترك اللفظي. كلفظ العين يُطلق على العين المبصرة والعين الجارية .. ويُقصد بالنظائر الألفاظ المتواطئة التي تُستعمل بمعنى واحد مثل جواد كريم. وهذا قريب من معنى الترادف في الدراسات اللغوية الحديثة ". ص38.
إلا أن ما قد يشكل على المرء في ما نحن بصدد الحديث عنه، هو ما نجده في المصنّفات التي عالجت قضية المتشابه من الآيات، ولم تقتصر على (الكلمة) القرآنية وحدها.
انظر إلى قول الكرماني في مقدمة كتابه (البرهان في توجيه متشابه القرآن)، فبعد حمد الله والثناء عليه، يقول: " فإن هذا كتاب أذكر فيه الآيات المتشابهات التي تكرّرت في القرآن وألفاظها متّفقة، ولكن وقع في بعضها زيادة أو نقصان، او تقديم أو تأخير، أو إبدال حرف مكان حرف، أو غير ذلك مما يوجب اختلافاً بين الآيتين أو الآيات ... ولكني أفردت هذا الكتاب لبيان المتشابه، فإن الأئمة رحمهم الله تعالى قد شرعوا في تصنيفه واقتصروا على ذكر الآية ونظيرتها، ولم يشتغلوا بذكر وجوهها وعللها والفرق بين الآية ومثلها. وهو المشكل الذي لا يقوم بأعبائه إلا من وفّقه الله لأدائه " ص20.
وفي (متشابهات القرآن) يقول الكسائي في مقدمته: " فإني إن شاء الله أذكر في هذا الكتاب ما تشابه من ألفاظ القرآن، وتناظر من كلمات الفرقان .. " ص40.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Oct 2008, 08:32 ص]ـ
ما زلنا نحتاج إلى مناقشة ما ذكرتم يا أبا مجاهد، فما جديدك حول الموضوع بارك الله فيك، فقد تقضى الزمانُ، ولم نعد إلى هذا الموضوع.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[14 Oct 2008, 02:12 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
هناك بعض دراسات جيدة في الباب، وعلى رأسها مقدمة الدكتورة هند شلبي في كتاب التصاريف، فقد قدَّمت مقدمة نفيسه حقيقة، بالإضافة إلى ما كُتِب في هذا الباب من بعدهم مثل ما كتبته سلوى العوا في دراستها عن الوجوه والنظائر، وكذا ما ذكره محمد نور الدين المنجد في كتابه المشترك اللفظي فقد أفاد إفادات محصلها أن غالب ما ذكر من الوجوه هو راجع وجه واحد. وهذا سبقه إليه ابن الجوزي رحمه الله في طليعة كتابه ((نزهة الأعين النواظر)) وقد اعتذر عن تساهله فيه بعد ان رفض كثير مما ذكروه من قبل.
لذا أقول ليت هناك دراسة تعنى بجمع ما كتب في الوجوه والنظائر وتحرر لموضوعه وتأصل له بدراسة تأصيلية، ومن ثم تعرج على مفرداته بدراسة تطبيقيه على منهج سديد وقوي صحيح. (غير دراسة القرعاوي)
سؤال: وقفت على كتاب في الوجوه والنظائر لأبي هلال العسكري، فهل تصح نسبته له؟
والله أعلم
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[16 Oct 2008, 12:37 ص]ـ
هناك دراسة تطبيقية جيدة بعنوان زوائد ابن الجوزي على كتاب مقاتل للدكتور فهد الضالع رسالة ماجستير في جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[16 Oct 2008, 11:35 ص]ـ
الأخ أبا العالية
كتاب أبي هلال طُبع مؤخرًا، والعجيب أنه معتزلي، فقد ذكر اعتزالياته في بعض وجوه القرآن.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[19 Apr 2010, 07:52 ص]ـ
في كتاب الوجوه والنظائر في القرآن الكريم - سلوى محمد العوا ( http://www.dahsha.com/viewarticle.php?id=22687) بيان وتفصيل لمصطلحي الوجوه والنظائر يحسن الرجوع إليه.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[25 Nov 2010, 11:38 ص]ـ
حوار علمي مفيد نافع
بارك الله في الجميع.
للرفع
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[25 Nov 2010, 11:09 م]ـ
يسر الله لي كتابة حول هذا الموضوع في بحث تم تحكيمه وعنوانه: الوجوه والنظائر في القرآن دراسة تأصيلية , لعل الله ييسر طرحه هنا في قادم الأيام.(/)
مجمع الملك فهد يصدر فهرست مصنفات تفسير القرآن الكريم
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Feb 2005, 10:30 م]ـ
صدر عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة حديثاً كتيب بعنوان (فهرست مصنفات تفسير القرآن الكريم) شامل لمصنفات تفسير القرآن الكريم.
وفي مقدمة للكتيب، أكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المجمع في كلمة له أن الوزارة تهتم بخدمة كتاب الله -تعالى- والمتمثل في الإشراف على أعظم صرح علمي لخدمة كتاب الله -تعالى- مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، فقد حرصت كل الحرص على الإيعاز إلى مركز الدراسات القرآنية التابع للمجمع بوضع (فهرست) شامل لمصنفات تفسير القرآن الكريم، يكون جامعاً لكل ما أمكن التوصل إليه بعبارة موجزة فوق الضوابط والقواعد الموضحة في مقدمة (الفهرست).
ونوه معاليه بما بذله المختصون في مركز الدراسات القرآنية من جهود مشكورة في حصر مصنفات التفسير التي زادت على ستة آلاف مصنف، وترتيبها على حروف المعجم، معرباً -في ذات الوقت- عن شكره للقائمين على هذا المجمع المبارك على ما هيؤوه من الأسباب المعينة على إنجاز هذا العمل وغيره من الأعمال العلمية النافعة، فجزى الله الجميع خير الجزاء .....
المصدر ( http://www.al-jazirah.com.sa/207620/ln31d.htm)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Feb 2005, 01:35 م]ـ
جزاك الله خيراً أبا مجاهد على هذا الخبر. ولكن هل رأيته في المكتبات في الرياض؟ وكيف يمكن الحصول عليه؟(/)
فى ظلال اية يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَس
ـ[ابو الطيب]ــــــــ[13 Feb 2005, 01:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين اما بعد فى ظلال اية
} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {(المائدة آية 54): فالحب والرضى المتبادل هو الصلة بينهم وبين ربهم .. الحب
وحب الله لعبد من عبيده، أمر لا يقدرعلىإدراكقيمتهإلامنيعرفالله - سبحانه
.. من هو ومن هذا العبد الذي يتفضل الله عليه منه بالحب .. والعبد من صنع يديه - سبحانه - وهو الجليل العظيم، الحي الدائم، الأزليالأبدي، الأولوالآخروالظاهروالباطن.
وحب العبد لربه نعمة لهذا العبد لا يدركهاكذلكإلامنذاقها
إذا ينتهي السياق من النداء الأول للذين آمنوا , أن ينتهوا عن موالاة اليهود والنصارى , وأن يحذروا أن يصيروا منهم بالولاء لهم , وأن يرتدوا بذلك عن الإسلام - وهم لا يشعرون صفات الذين ينصرون دين الله الجديرين بالولاية
(أذلة على المؤمنين). .
وهي صفة مأخوذة من الطواعية واليسر واللين. . فالمؤمن ذلول للمؤمن. . غير عصي عليه ولا صعب. هين لين. . ميسر مستجيب. . سمح ودود. . وهذه هي الذلة للمؤمنين.
وما في الذلة للمؤمنين من مذلة ولا مهانة. إنما هي الأخوة , ترفع الحواجز
(أعزة على الكافرين). .
فيهم على الكافرين شماس وإباء واستعلاء. . ولهذه الخصائص هنا موضع. . إنها ليست العزة للذات , ولا الاستعلاء للنفس. إنما هي العزة للعقيدة , والاستعلاء للراية التي يقفون تحتها في مواجهة الكافرين. إنها الثقة بأن ما معهم هو الخير , وأن دورهم هو أن يطوعوا الآخرين للخير الذي معهم لا أن يطوعوا الآخرين لأنفسهم ولا أن يطوعوا أنفسهم للآخرين وما عند الآخرين! ثم هي الثقة بغلبة دين الله على دين الهوى ; وبغلبة قوة الله على تلك القوى
(يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم). .
فالجهاد في سبيل الله , لإقرار منهج الله في الأرض , وإعلان سلطانه على البشر , وتحكيم شريعته في الحياة , لتحقيق الخير والصلاح والنماء للناس. . هي صفة العصبة المؤمنة التي يختارها الله ليصنع بها في الأرض ما يريد. .
وهم يجاهدون في سبيل الله ; لا في سبيل أنفسهم ; ولا في سبيل قومهم ; ولا في سبيل وطنهم ; ولا في سبيل جنسهم. . في سبيل الله. لتحقيق منهج الله , وتقرير سلطانه , وتنفيذ شريعته , وتحقيق الخير للبشر عامة عن هذا الطريق. . وليس لهم في هذا الأمر شيء , وليس لأنفسهم من هذا حظ , إنما هو لله وفي سبيل الله بلا شريك
وهم يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم. . وفيم الخوف من لوم الناس , وهم قد ضمنوا حب رب الناس ? وفيم الوقوف عند مألوف الناس , وعرف الجيل , ومتعارف الجاهلية , وهم يتبعون سنة الله
ومن هنا تجاهد العصبة المؤمنة في سبيل الله ولا تخاف لومة لائم. . فهذه سمة المؤمنين المختارين
ذلك الاختيار من الله , وذلك الحب المتبادل بينه وبين المختارين , وتلك السمات التي يجعلها طابعهم وعنوانهم , وهذا الاطمئنان إلى الله في نفوسهم , والسير على هداه في جهادهم. . ذلك كله من فضل الله
(ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. والله واسع عليم).
يعطي عن سعة , ويعطي عن علم. . وما أوسع هذا العطاء ; الذي يختار الله له من يشاء عن علم وعن تقدير. اسئل اللةان نكون من من يستمعون القول فيتبعون احسنة
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[13 Feb 2005, 07:24 ص]ـ
أرجو الحرص على تحرير المشاركة، وبإمكانك ذلك بواسطة التحرير الموجود في الزاوية اليسرى أسف صفحة موضوعك
وأرجو كذلك ذكر مصدر المشاركة، فيبدو أنها منقولة
وأشكرك على حرصك، وقارن ما ذكرته هنا بما في هذا الموضوع المهم: صفات نصرة الدين ((دراسة لآية المائدة)) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1234&highlight=%D5%DD%C7%CA+%E4%D5%D1%C9+%C7%E1%CF%ED%E 4)(/)
إعجاز سورة الكوثر ...
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[13 Feb 2005, 02:29 م]ـ
اين الاعجاز في سورة الكوثر .... ؟
لماذا لا يستطيع الثقلان ان يأتوا بمثل هذه الكلمات العشر .... ؟
قال ربنا عز وجل: (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (23) سورة البقرة.
و" الكوثر" .... سورة باجماع ..... فلا بد ان يكون الاتيان بمثلها فوق طاقة الانس والجن .... ولكن لماذا .... ؟
هذا السؤال واشباهه .... لا يفتأ يتردد على خاطري ... فأجد نفسي فى موقف عجيب ... :
يقين مطلق في وجود الاعجاز ... وعجز عن ادراكه في الآن ذاته ... !!
....... ثم كان ان فتح الله الكريم .. علي .. بشذرات مما هو كامن في هذه السورة المعجزة .... :
(انا اعطينك الكوثر. فصل لربك وانحر. ان شانءك هو الابتر.)
هي عشر كلمات ... فقط .. ولكنها كادت ان تحتوي اللغة العربية كلها ... هنا موطن الاعجاز ..
وقبل ذكر التفاصيل .. نستهل بملاحظة هذه الانساق العددية ...... وقصدي من ذلك ... تنبيه الاذهان الى ان سورة الكوثر .. ليست عادية:
كلمات السورة 10 كلمات ....
الآية الاولى .... مؤلفة من 10 حروف ... (غير المكررة):ا--ن--ع--ط--ي--ك--ل--و--ث--ر.
الآية الثانية ... مؤلفة من 10 حروف ايضا: ف--ص--ل--ر--ب--ك--و--ا--ن--ح.
الآية الثالثة ... مؤلفة من 10 حروف أيضا: ا--ن--ش-ك--ه--و--ل--ب--ت--ر.
ونختم هذه العشريات .... بالاشارة الى ان عدد الحروف التى .. لم تتكرر .. الا مرة واحدة .. هي ايضا 10 حروف: ع--ط--ي--ث--ف--ص--ح--ش--ه--ت. (هل هي الصدفة؟ ألم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم اميا؟)
والآن ........ كيف كادت السورة تحتوى اللغة العربية ..... :؟؟
لنتأمل الضمائر:
فى اللغة العربية ... انواع كثيرة من الضمائر .. ولكن هل تصدق ان هذه السورة القصيرة جدا .. (10 كلمات) قد اشتملت على كل انواع الضمائر:
يقسم اهل اللغة الضمائر بحسب اعتبارات شتى ...... :
باعتبار الظهور والاستتار ..... فيميزون بين الضمائر البارزة ... والضمائر المستترة ... وفى سورة الكوثر النوعان:
ضمير مستتر فى فعل الامر (انحر)
ضمير بارزفى (اعطينك) .....
باعتبار الاتصال والانفصال ..... فيميزون بين الضمائر المتصلة والضمائر المنفصلة ...... وفي سورة الكوثر النوعان:
ضمير متصل فى (اعطينك)
ضمير منفصل. في (هو الابتر)
باعتبار المحل الاعرابي ...... فبعضها فى محل رفع .. وبعضها فى محل نصب .. وبعضها فى محل جر ... وفى سورة الكوثر .... ضمير فى محل رفع (نا) فاعل (اعطيناك)
ضمير فى محل نصب. (ك) مفعول (اعطيناك)
ضمير في محل جر. (ك) مجرور (رب)
باعتبار العدد .. ورد فى السورة ... الضمير المفرد .. (ك) وضمير الجمع (نا)
باعتبار الخطاب ... جاء فى سورة الكوثر .. ضمير المتكلم (نا) ... وضمير المخاطب (ك) .. وضمير الغائب (هو)
لنتأمل الافعال:
ليس فى سورة الكوثر الا ثلاثة افعال ..... (أعطى) و (صلى) و (نحر) .. ولكنه تستحضر ...... عدة انواع:
الافعال الصحيحة .... مثلتها (نحر)
الافعال المعتلة ..... مثلتها (صلى)
الافعال المجردة .... مثلتها (نحر)
الافعال المزيدة مثلتها (اعطى)
الافعال المزيدة ..... تصاغ اما بزيادة حرف ... واما بتضعيف حرف ...... (أعطى) نموذج للأول .. (صلى) نموذج للثاني ......
وبالنظر الى اللزوم والتعدي .... (صلى) تحتمل اللزوم ...... (نحر) تتعدى الى مفعول واحد .. (اعطى) تتعدى الى اكثر من مفعول ...
لنتأمل الاسماء:
نلاحظ ذلك التناسق الجميل ...... بين ما دل على الذات العلية ... وما دل على النبي صلى الله عليه وسلم ... :
ثلاث كلمات .. احالت على الرب عز وجل ....... وهي: (نا) المتصلة بالناسخ (ان) ... و (نا) المتصلة بالفعل (اعطى) و (رب) .... ثم نلاحظ ..... محل النصب .... اولا ... ومحل الرفع ثانيا .... ثم المجرور .....
ثلاث كلمات ... اشارت الى المصطفى صلى الله عليه وسلم ..... (ك) اعطيناك .... (ك) ربك ..... (ك) شانئك ....
ولو اعتبرنا الضمير المستتر فى (صل) و (انحر) .. لحصلنا على الحالات الاعرابية الثلاث .... الكاف المنصوبة .... فى اعطيناك ..... والمرفوع فى (صل) .... والمجرور فى ربك ... (لاحظ الترتيب) ..
لنتأمل الجمل:
(انا اعطيناك الكوثر) جملة خبرية .....
(فصل لربك) جملة انشائية ............... فاستوعبت السورة الاسلوبين
(فصل لربك) جملة فعلية
(ان شانئك هو الابتر) جملة اسمية ...... فاستوعبت السورة النوعين ......
(فصل لربك) جملة بسيطة ....
(ان شانئك هو الابتر) جملة مركبة ... فاستوعبت السورة الشكلين ...
[يقصد بالجملة البسيطة .... ذات الاسناد الوحيد .... ويقصد بالجملة المركبة ذات الاسناد المتعدد .. ففي جملة (ان شانئك هو الابتر) اسنادان ..... شانئك ... مسند اليه (مبتدأ اسم ان) و ... هو الابتر ... مسند اليه (خبر) .. لكن هذا المسند اليه نفسه ... جملة أخرى ... فيها اسناد .... الابتر الى الضمير .. هو .. قال أبو البقاء العكبري-رحمه الله-فى "التبيان":"هو"مبتدأ ... أو توكيد ... أو فصل .....
ومعنى ذلك ... ان جملة ... (ان شانئك هو الابتر) بسيطة باعتبار ..... ومركبة باعتبار آخر .... ]
وبالنظر الى العلاقة بين الجمل .... احتوت السورة على العلاقتين الممكنتين: الوصل ...... والفصل ..
الفصل ... بين جملة (انحر) والتي تليها (ان شانئك ... )
الوصل .. بين جملة (انحر) والتي سبقتها .....
كل هذا ... والسورة كلماتها معدودة على رؤوس الاصابع .......
كل هذا .... ما ظهر لي .. أما ما خفي فهو أعظم وأعظم ....
لاحظتم انني اعتمدت منهجا .... وصفيا ... يقوم على التصنيف بحسب المقولات الصرفية. والنحوية .... ولم اتعرض للمعاني ... فلعل الله ..... ييسر لي فرصة أخرى .... للبحث من هذه الجهة .... لكنني متيقن ... ان هناك اعجازا باهرا .... ينتظر من يكشف بعضه للناس ...
وصلى الله على محمد ... وعلى آله وصحبه ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[13 Feb 2005, 04:20 م]ـ
بمناسبة الإعجاز في السورة، قرأت هذه المعارضة الطريفة لسورة الكوثر:
((إنا أعطيناك اللحاح * فصل لربك و ارتاح * إن شانئك هو العجل النطاح)).
ـ[ m99] ــــــــ[15 Feb 2005, 06:38 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا دكتور هشام وهم يفضحون انفسهم بما تخطه ايديهم!!
ـ[عبدالله حسن]ــــــــ[18 Feb 2005, 07:36 ص]ـ
1 - سبب نزول هذه السورة معروف و هو وصف احد المشركين رسول الله بانه ابتر قاصدا بذلك ان ذكره سينقعطع بعد وفاته .. فجاءت الاية الكريمة " انا اعطيناك الكوثر"
الكوثر اسم يراد به الكثرة .. يقول سيد قطب في ظلال القران
"والكوثر صيغة من الكثرة .. وهو مطلق غير محدود. يشير إلى عكس المعنى الذي أطلقه هؤلاء السفهاء .. إنا أعطيناك ما هو كثر فائض غزير. غير ممنوع ولا مبتور .. فإذا أراد أحد أن يتتبع هذا الكوثر الذي أعطاه الله لنبيه فهو واجده حيثما نظر أو تصور هو واجده في النبوة. في هذا الاتصال بالحق الكبير، والوجود الكبير. الوجود الذي لا وجود غيره ولا شيء في الحقيقة سواه. وماذا فقد من وجد الله؟ وهو واجده في هذا القرآن الذي نزل عليه. وسورة واحدة منه كوثر لا نهاية لكثرته، وينبوع ثر لا نهاية لفيضه وغزارته! وهو واجده في الملأ الأعلى الذي يصلي عليه، ويصلي على من يصلي عليه في الأرض، حيث يقترن اسمه باسم الله في الأرض والسماء. وهو واجده في سنته الممتدة على مدار القرون، في أرجاء الأرض. وفي الملايين بعد الملايين السائرة على أثره، وملايين الملايين من الألسنة والشفاه الهاتفة باسمه، وملايين الملايين من القلوب المحبة لسيرته وذكراه إلى يوم القيامة. "
و الكوثر ايضا اسم للنهر الذي يكون لرسول الله صلى الله عليه و سلم في الجنة ... و الان ما مصير الملايين بعد الملايين من المسلمين السائرين على درب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ترد عليه في الحوض يوم القيامة قبل الدخول الى جنات النعيم ..
و في هذا تلاحض التناسق البديع فهذا الكوثر من المسلمين يلتقون بين يدي رسول الله يوم القيامة عند الحوض الذي ذكر بعض العلماء ان مصدره ذلك النهر (الكوثر)
http://www.islamweb.net/ver2/Istisharat/ShowFatwa.php?lang=A&Id=58851&Option=FatwaId
2- فصل لربك و انحر:
بعد الاشارة الى عظيم نعمة الله سبحانه و تعالى على رسوله محمد عليه الصلاة و السلام يأمر الله سبحانه و تعالى عبده بان يصلي و في الصلاة يتجلى التواضع في اسمى معانيه فناسب الامر بالصلاة بعد ذكر نعم الله سبحانه و تعالى على نبيه ... و يروى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم انه عندما دخل مكة في عام الفتح دخلها متواضعا خافضا لرأسه حتى كادت ان تلامس عنق دابته ..
و بعد الامر بالصلاة انتقل الخطاب القراني الى النحر .. و كلاهما عبادتنان لله تعالى .. يفترض في الصلاة ان تكون باتجاه القبلة و يستحب عند النحر توجيه الاضحية للقبلة .. و كما ان الصلاة معلم للتواضع فالنحر اشارة لشكر نعم الله سبحانه و تعالى ... و في (النحر) رابطة بيانية بديعة مع خاتمة السورة ..
3 - ان شانئك هو الأبتر:
لاحظ التناسق اللطيف بين النحر و البتر .. و في اضافة كلمة هو الى هذه العبارة اشارة الى التخصيص فيكون معنى الاية ان شانئك ابتر و لست انت يا محمد فجاءت كلمة هو لتجمل هذا المعنى ..
(ذكر السهيلي في الروض الانف الكثير من هذه الفوائد)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[26 Feb 2005, 11:47 م]ـ
شكرا للأخ عبد الله حسن ... وأضيف الى اضافاتك ... أمرا ... وهو ان الله تعالى لم يعط لنبيه الكريم .... الكوثر فقط .. بل اعطاه مناسبة لأعظم عبادة .... هي عبادة الشكر .. تلك العبادة التي قل من قام بها .... "وقليل من عبادي الشكور"والسر كامن فى اعتماد صيغة الماضي فى قوله "اعطيناك" .... وربط ذلك بالفاء ... "فصل" .... فكأن المعنى .... ان العطاء تم .... فاشكر ربك ... وهذا المعنى ... قد يختفي لو قال ... ".سأعطيك الكوثر ..... فصل ... "لأن العبادة حينئذ قد تنزل من مقام الشكر الى مقام السؤال والطمع ....(/)
ما تفسير قوله سبحانه (أسمع بهم وأبصر)؟
ـ[أخوكم]ــــــــ[13 Feb 2005, 03:42 م]ـ
أصل الموضوع في النسخة القديمة هنا:
http://www.tafsirmail.com/vb/showthread.php?t=2967
==========================
أخوكم
الكثير جدا من المفسرين يفسرون قوله سبحانه (أسمع بهم وأبصر) أي ما أشد سمع الكفار وبصرهم يوم القيامة
ولكن أشكل على ذلك، إذ كيف يستقيم هذا التفسير مع كلمة (بهم)!؟
ولم أجد إلا أبا العالية رحمه الله فسر الآية بما يلائم كلمة (بهم) مما جعلني أظنه الراجح فيها، ففي تفسير الطبري
عَنْ أَبِي الْعَالِيَة , قَالَ: {أَسْمِعْ} بِحَدِيثِهِمْ الْيَوْم {وَأَبْصِرْ} كَيْف يُصْنَع بِهِمْ {يَوْم يَأْتُونَنَا}
فما رأي الإخوة بارك الله فيهم جميعا؟
==========================
أبومجاهدالعبيدي
التفسير المشهور أولاً مبني على أن أسلوب: (أسمع بهم وأبصر) للتعجب، وتفسير أبي العالية على أن هذه الصيغة لا يراد بها التعجب
قال الطاهر ابن عاشور: ({أسمع بهم وأبصر} صيغتا تعجب، وهو تعجب على لسان الرسول والمؤمنين، أو هو مستعمل في التعجيب، والمعنيان متقاربان، وهو مستعمل كناية أيضاً عن تهديدهم، فتعيّن أن التعجيب من بلوغ حالهم في السوء مبلغاً يتعجب من طاقتهم على مشاهدة مناظره وسماع مكارهه. والمعنى؛ ما أسمعهم وما أبصرهم في ذلك اليوم، أي ما أقدرهم على السمع والبَصَر بما يكرهونه. وقريب هو من معنى قوله تعالى: {فما أصبرهم على النار} [البقرة: 175].
وجُوز أن يكون {أسمع بهم وأبصر} غير مستعمل في التعجب بل صادفَ أن جاء على صورة فعل التعجب، وإنما هو على أصل وضعه أمر للمخاطب غير المعيّن بأن يَسمع ويُبصر بسببهم، ومعمول السمع والبصر محذوف لقصد التعميم ليشمل كل ما يصح أن يُسمع وأن يُبصر. وهذا كناية عن التهديد.)
وفي تفسير أضواء البيان للشنقيطي إيضاح أكثر حول استعمال صيغة التعجب هذه، قال: (قوله {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ} صيغتا تعجب. ومعنى الآية الكريمة: أن الكفار يوم القيامة يسمعون ويبصرون الحقائق التي أخبرتهم بها الرسل سمعاً وأبصاراً عجيبين، وانهم في دار الدنيا في ضلال وغفلة لا يسمعون الحق ولا يبصرونه. وهذا الذي بينه تعالى في هذه الآية الكريمة - بينه في مواضع أخر. كقوله في سمعهم وإبصاررهم يوم القيامة:
{وَلَوْ تَرَى? إِذِ ?لْمُجْرِمُونَ نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَآ أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَ?رْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ}
[السجدة:12]، وقوله تعالى:
{لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـ?ذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ?لْيَوْمَ حَدِيدٌ}
[ق:22]، وكقوله في غفلتهم في الدنيا وعدم إبصارهم وسمعهم:
{?قْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ}
[الأنبياء:1]، وقوله:
{يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ ?لْحَيَاةِ ?لدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ ?لآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}
[الروم:7]، وقوله:
{صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ}
[البقرة:18]، وقوله:
{مَثَلُ ?لْفَرِيقَيْنِ كَ?لأَعْمَى? وَ?لأَصَمِّ وَ?لْبَصِيرِ وَ?لسَّمِيعِ}
[هود:24] الآية. والمراد بالأعمى والأصم: الكفار. والآيات بمثل هذا كثيرة. واعلم أن صيغة التعجب إذا كانت على وزن أفعل به فهي فعل عند الجمهور، وأكثرهم يقولون إنه فعل ماض جاء على صورة الأمر. وبعضهم يقول: إنه فعل أمر لإنشاء التعجب، وهو الظاهر من الصيغة، ويؤيده دخول نون التوكيد عليه. كقول الشاعر:
ومستبدل من بعد غضيباً صريمه فأحر به من طول فقر وأحريا
لأن الألف في قوله " وأحريا " مبدلة من نون التوكيد الخفيفة على حدل قوله في الخلاصة:
وأبدلتها بعد فتح ألفاً وقفاً كما تقول في قفن قفا
والجمهور أيضاً على أن صيغة التعجب الأخرى التي هي ما أفعله فعل ماض. خلافاً لجماعة من الكوفيين في قولهم: إنها بدليل تصغيرها في قول العرجي:
يا ما أميليح عزلاناً شدن لنا من هؤلياتكم لضال السمر
قالوا والتصغير لا يكون إلا في الأسماء. وأجاب من خالفهم بأن تصغيرها في البيت المذكور شاذ يحفظ ولا يقاس عليه.)(/)
(ولا تمسكوا بعصم الكوافر) اشكال؟؟!! (ابو حنيفة)
ـ[أخوكم]ــــــــ[13 Feb 2005, 03:58 م]ـ
هذا الموضوع للأخ المكرم ابو حنيفة وقد حذف مع ما حذف في النسخة القديمة وهذا رابطه
http://www.tafsirmail.com/vb/showthread.php?p=10725#post10725
وقد كان لي فيه رد فبحثت عنه هنا في النسخة الجديدة فلم أجد ردي ولم أجد الموضوع أصلا، فقمت بنسخه كاملا مع الردود
=================
ابو حنيفة
قال تعالى:
(ولاتمسكوا بعصم الكوافر) في هذه الاية تحريم من الله عز وجل على عباده المؤمنين نكاح المشركات والاستمرار معهن، ولكن الله عز وجل أباح لنا الزواج بنساء أهل الكتاب فقال سبحانه: (والمحصنات من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم اذا اتيتموهن اجورهن) واليهود والنصارى هم من كفارومشركون وهم وقد قالت النصارى المسيح ابن الله، وقالت اليهود عزير ابن الله ... فكيف نجمع بين الايتين؟
والله ولي التوفيق و صلى الله على نبينا محمد
=================
أخوكم
قد يجتمع أهل الكتاب مع الكفرة المشركين في كفر وشرك
ولكن قد وردت النصوص الشرعية بالتفريق بينهما وفي أكثر من حكم شرعي ليس في الزواج فحسب.
والله أعلم وأحكم
=================
أبومجاهدالعبيدي
هذه الآية مثلها مثل قول الله عزوجل: (وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ)، وإباحة نكاح الكتابيات من باب تخصيص هذا العموم كما هو معلوم.
فلا إشكال في الآية ولله الحمد.
=================
أبو زينب
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الكوافر هن المشركات و الوثنيات لا الكتابيات.
و لبيان اللبس الذي قد يتبادر إلى الذهن في علاقة الآيات ببعضها فإني أستسمحكم بنقل فتوى للشيخ يوسف القرضاوي - حفظه الله - تناول فيها الزواج من غير المسلمات بتفصيل كل فئة منهن. و قد نقلتها من موقع " نداء الإيمان ".
سئل الشيخ د/ يوسف عبد الله القرضاوي عن زواج المسلم بغير المسلمة فقال:
قد قدر لي أن أزور عددًا من أقطار أوروبا وأمريكا الشمالية، وأن ألتقي بعدد من أبناء المسلمين الذين يدرسون أو يعملُون هناك، ويقيمون بتلك الديار إقامة مؤقتة أو مستقرة.
وكان مما سأل عنه الكثيرون: حكم الشرع في زواج الرجل المسلم من غير المسلمة وبخاصة المسيحية أو اليهودية، التي يعترف الإسلام بأصل دينها، ويسمي المؤمنين به " أهل الكتاب " ويجعل لهم من الحقوق والحرمات ما ليس لغيرهم.
ولبيان الحكم الشرعي في هذه القضية، يلزمنا أن نبين أصناف غير المسلمات وموقف الشريعة من كل منها. فهناك المشركة، وهناك الملحدة، وهناك المرتدة، وهناك الكتابية.
تحريم الزواج من المشركة:
فأما المشركة - والمراد بها: الوثنية - فالزواج منها حرام بنص القرآن الكريم. قال تعالى: (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن، ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم) وقال تعالى: (ولا تمسكوا بعصم الكوافر) وسياق الآية والسورة كلها - سورة الممتحنة - وسبب نزولها يدل على أن المراد بالكوافر: المشركات: أعني الوثنيات.
والحكمة في هذا التحريم ظاهرة، وهي عدم إمكان التلاقي بين الإسلام والوثنية، فعقيدة التوحيد الخالص، تناقض عقيدة الشرك المحض، ثم إن الوثنية ليس لها كتاب سماوي معتبر، ولا نبي معترف به، فهي والإسلام على طرفي نقيض. ولهذا علل القرآن النهي عن نكاح المشركات وإنكاح المشركين بقوله: (أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه) ولا تلاقي بين من يدعو إلى النار ومن يدعو إلى الجنة.
أيها المنكح الثريا سهيلاً عمرك الله كيف يلتقيان؟!
هي شامية إذا ما استقلت وسهيل إذا استقل يمان
وهذا الحكم - منع الزواج من المشركات الوثنيات - ثابت بالنص، وبالإجماع أيضًا، فقد اتفق علماء الأمة على هذا التحريم، كما ذكر ابن رشد في بداية المجتهد وغيره.
بطلان الزواج من الملحدة:
وأعني بالملحدة: التي لا تؤمن بدين، ولا تقر بألوهية ولا نبوة ولا كتاب ولا آخرة، فهي أولى من المشركة بالتحريم، لأن المشركة تؤمن بوجود الله، وإن أشركت معه أندادًا أو آلهة أخرى أتخذتهم شفعاء يقربونها إلى الله زلفى فيما زعموا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد حكى القرآن عن المشركين هذا في آيات كثيرة مثل: (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن: الله)، (والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى).
فإذا كانت هذه الوثنية المعترفة بالله في الجملة قد حرم نكاحها تحريما باتًا، فكيف بإنسانة مادية جاحدة، تنكر كل ما وراء المادة المتحيزة، وما بعد الطبيعة المحسوسة، ولا تؤمن بالله ولا باليوم الآخر ولا بالملائكة ولا الكتاب ولا النبيين؟.
إن الزواج من هذه حرام بل باطل يقينًا.
وأبرز مثل لها: الشيوعية التي تؤمن بالفلسفة المادية، وتزعم أن الدين أفيون الشعوب، وتفسر ظهور الأديان تفسيرًا ماديًا، على أنها إفراز المجتمع، ومن آثار ما يسوده من أحوال الاقتصاد وعلاقات الإنتاج.
وإنما قلت: الشيوعية المصرة على شيوعيتها، لأن بعض المسلمين والمسلمات قد يعتنق هذا المذهب المادي، دون أن يسبر غوره، ويعرفه على حقيقته، وقد يخدع به حين يعرضه بعض دعاته على أنه إصلاح اقتصادي لا علاقة له بالعقائد والأديان. . . إلخ. فمثل هؤلاء يجب أن يزال عنهم اللبس، وتزاح الشبه، وتقام الحجج، ويوضح الطريق حتى يتبين الفرق بين الإيمان والكفر، والظلمات والنور، فمن أصر بعد ذلك على شيوعيته فهذا كافر مارق ولا كرامة، ويجب أن تجري عليه أحكام الكفار في الحياة وبعد الممات.
المرتدة:
ومثل الملحدة: المرتدة عن الإسلام والعياذ بالله ونعني بالمرتدة والمرتد كل من كفر بعد إيمانه كفرًا مُخرجًا من الملة، سواء دخل في دين آخر أم لم يدخل في دين قط.
وسواء كان الدين الذي انتقل إليه كتابيًا أم غير كتابي. فيدخل في معنى المرتدين ترك الإسلام إلى الشيوعية، أو الوجودية، أو المسيحية، أو اليهودية، أو البوذية، أو البهائية، أو غيرها من الأديان والفلسفات، أو خرج من الإسلام ولم يدخل في شيء، بل ظل سائبًا بلا دين ولا مذهب.
والإسلام لا يُكره أحدًا على الدخول فيه، حتى إنه لا يعتبر إيمان المُكْرَه ولا يقبله، ولكن من دخل فيه بإرادته الحرة لم يجز له الخروج عنه.
وللردة أحكام بعضها يتعلق بالآخرة وبعضها بالدنيا.
فمما يتعلق بالآخرة: أن من مات على الردة فقد حبط كل ما قدمه من عمل صالح واستحق الخلود في النار، قال تعالى: (ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة، وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون).
ومن أحكام الدنيا: أن المرتد لا يستحق معونة المجتمع الإسلامي ونصرته بوجه من الوجوه، ولا يجوز أن تقوم حياة زوجية بين مسلم ومرتدة، أو بين مرتد ومسلمة، لا ابتداء ولا بقاء، فمن تزوج مرتدة فنكاحه باطل، وإذا ارتدت بعد الزواج فرق بينهما حتما، وهذا حكم متفق عليه بين الفقهاء، سواء من قال منهم بقتل المرتد رجلاً كان أو امرأة وهم الجمهور، أم من جعل عقوبة المرأة المرتدة الحبس لا القتل، وهم الحنفية.
ومما ينبغي التنبيه عليه هنا أن الحكم بالردة والكفر على مسلم هو غاية العقوبة. لهذا وجب التحري والاحتياط فيه، ما وجد إليه سبيل، حملاً لحال المسلم على الصلاح. وتحسينًا للظن به، والأصل هو الإسلام، فلا يخرج منه إلا بأمر قطعي، واليقين لا يزال بالشك.
بطلان الزواج من البهائية:
والزواج من امرأة بهائية باطل، وذلك لأن البهائية إما مسلمة في الأصل، تركت دين الله الحنيف إلى هذا الدين المصطنع، فهي في هذه الحال مرتدة بيقين، وقد عرفنا حكم الزواج من المرتدة.
وسواء ارتدت بنفسها أم ارتدت تبعًا لأسرتها، أو ورثت هذه الردة عن أبيها أو جدها، فإن حكم الردة لا تفارقها.
وإما أن تكون غير مسلمة الأصل، بأن كانت مسيحية أو يهودية أو وثنية أو غيرها، فحكمها حكم المشركة، إذ لا يعترف الإسلام بأصل دينها، وسماوية كتابها، إذ من المعلوم بالضرورة أن كل نبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم مرفوضة، وكل كتاب بعد القرآن باطل، وكل من زعم أنه صاحب دين جديد بعد الإسلام فهو دجال مفتر على الله تعالى. فقد ختم الله النبوة، وأكمل الدين، وأتم النعمة: (ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه، وهو في الآخرة من الخاسرين).
وإذا كان زواج المسلم من بهائية باطلاً بلا شك، فإن زواج المسلمة من رجل بهائي باطل من باب أولى، إذ لم تجز الشريعة للمسلمة أن تتزوج الكتابي، فكيف بمن لا كتاب له؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا لا يجوز أن تقوم حياة زوجية بين مسلم وبهائية أو بين مسلمة وبهائي، لا ابتداء ولا بقاء. وهو زواج باطل، ويجب التفريق بينهما حتمًا.
وهذا ما جرت عليه المحاكم الشرعية في مصر في أكثر من واقعة.
وللأستاذ المستشار علي علي منصور حكم في قضية من هذا النوع قضى فيه بالتفريق، بناء على حيثيات شرعية فقهية موثقة، وقد نشر في رسالة مستقلة، فجزاه الله خيرًا.
رأي جمهور المسلمين إباحة الزواج من الكتابية:
الأصل في الزواج من نساء أهل الكتاب عند جمهور المسلمين هو الإباحة.
فقد أحل الله لأهل الإسلام مؤاكلة أهل الكتاب ومصاهرتهم في آية واحدة من سورة المائدة، وهي من أواخر ما نزل من القرآن الكريم. قال تعالى: (وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم، والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان).
رأى ابن عمر وبعض المجتهدين:
وخالف في ذلك من الصحابة عبد الله بن عمر -رضى الله عنهما-، فلم ير الزواج من الكتابية مباحًا، فقد روى عنه البخاري: أنه كان إذا سُئل عن نكاح النصرانية واليهودية قال: إن الله حرم المشركات على المؤمنين، (يعني قوله تعالى::. لا تنكحوا المشركات حتى يؤمن") ولا أعلم من الإشراك شيئًا أكبر من أن تقول: " ربها عيسى، وهو عبد من عباد الله! ".
ومن العلماء من يحمل قول ابن عمر على كراهية الزواج من الكتابية لا التحريم ولكن العبارات المروية عنه تدل على ما هو أكثر من الكراهية.
وقد أخذ جماعة من الشيعة الإمامية بما ذهب إليه ابن عمر استدلالاً بعموم قوله تعالى في سورة البقرة: (ولا تنكحوا المشركات) وبقوله في سورة الممتحنة: (ولا تمسكوا بعصم الكوافر).
ترجيح رأي الجمهور:
والحق أن رأي الجمهور هو الصحيح، لوضوح آية المائدة في الدلالة على الزواج من الكتابيات. وهي من آخر ما نزل كما جاء في الحديث.
وأما قوله تعالى: (ولا تنكحوا المشركات) وقوله: (ولا تمسكوا بعصم الكوافر) فإما أن يقال: هذا عام خصصته سورة المائدة، أو يقال: إن كلمة " المشركات " لا تتناول أهل الكتاب أصلاً في لغة القرآن، ولهذا يعطف أحدهما على الآخر كما في سورة البقرة: (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين. .)، (إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها. . . .).
وفي سورة الحج يقول تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين والمجوس والذين أشركوا، إن الله يفصل بينهم يوم القيامة ... ) فجعل الذين أشركوا صنفًا متميزًا عن باقي الأصناف، ويعني بهم الوثنيين. والمراد بـ " الكوافر " في آية الممتحنة: المشركات، كما يدل على ذلك سياق السورة.
قيود يجب مراعاتها عند الزواج من الكتابية:
وإذن يكون الراجح ما بيناه من أن الأصل هو إباحة زواج المسلم من الكتابية، ترغيبًا لها في الإسلام، وتقريبًا بين المسلمين وأهل الكتاب، وتوسيعًا لدائرة التسامح والألفة وحسن العشرة بين الفريقين.
ولكن هذا الأصل معتبر بعدة قيود، يجب ألا نغفلها:
القيد الأول:
الاستيثاق من كونها " كتابية " بمعنى أنها تؤمن بدين سماوي الأصل كاليهودية والنصرانية، فهي مؤمنة - في الجملة - بالله ورسالاته والدار الآخرة. وليست ملحدة أو مرتدة عن دينها، ولا مؤمنة بدين ليس له نسب معروف إلى السماء.
ومن المعلوم في الغرب الآن أنه ليست كل فتاة تولد من أبوين مسيحيين مثلاً مسيحية. ولا كل من نشأت في بيئة مسيحية تكون مسيحية بالضرورة. فقد تكون شيوعية مادية، وقد تكون على نحلة مرفوضة أساسًا في نظر الإسلام كالبهائية ونحوها.
القيد الثاني:
أن تكون عفيفة محصنة فإن الله لم يبح كل كتابية، بل قيد في آياته الإباحة نفسها بالإحصان، حيث قال: (والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب) قال ابن كثير: والظاهر أن المراد بالمحصنات العفيفات عن الزنى، كما في الآية الأخرى: (محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان). وهذا ما أختاره. فلا يجوز للمسلم بحال أن يتزوج من فتاة تسلم زمامها لأي رجل، بل يجب أن تكون مستقيمة نظيفة بعيدة عن الشبهات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا ما اختاره ابن كثير، وذكر أنه رأى الجمهور، وقال " وهو الأشبه، لئلا يجتمع فيها أن تكون ذمية، وهي مع ذلك غير عفيفة، فيفسد حالها بالكلية، ويتحصل زوجها على ما قيل في المثل: حشفًا وسوء كيله! ". (تفسير ابن كثير، جـ 2، والله أعلم. 20 ط. الحلبي).
وقد جاء عن الإمام الحسن البصري أن رجلاً سأله: أيتزوج الرجل المرأة من أهل الكتاب؟ فقال: ما له ولأهل الكتاب؛ وقد أكثر الله المسلمات؟! فإن كان ولابد فاعلاً. فليعمد إليها حصانًا (أي محصنة) غير مسافحة. قال الرجل: وما المسافحة!؟ قال: هي التي إذا لمح الرجل إليها بعينه اتبعته.
ولا ريب أن هذا الصنف من النساء في المجتمعات الغربية في عصرنا يعتبر شيئًا نادرًا بل شاذًا، كما تدل عليه كتابات الغربيين وتقاريرهم وإحصاءاتهم أنفسهم، وما نسميه نحن البكارة والعفة والإحصان والشرف ونحو ذلك، ليس له أية قيمة اجتماعية عندهم، والفتاة التي لا صديق لها تُعيَّر من أترابها، بل من أهلها وأقرب الناس إليها.
القيد الثالث:
ألا تكون من قوم يعادون المسلمين ويحاربونهم. ولهذا فرق جماعة من الفقهاء بين الذمية والحربية. فأباحوا الزواج من الأولى، ومنعوا الثانية. وقد جاء هذا عن ابن عباس فقال: من نساء أهل الكتاب من يحل لنا، ومنهم من لا يحل لنا. ثم قرأ: (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله، ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية. . . .) فمن أعطى الجزية حل لنا نساؤه، ومن لم يعط الجزية لم يحل لنا نساؤه.
وقد ذكر هذا القول لإبراهيم النخعي - أحد فقهاء الكوفة وأئمتها - فأعجبه (تفسير الطبري، جـ9، ص. 788 بتحقيق شاكر). وفي مصنف عبد الرزاق عن قتادة قال: لا تنكح امرأة من أهل الكتاب إلا في عهد. وعن علي رضي الله عنه بنحوه.
وعن ابن جريج قال: بلغني ألا تنكح امرأة من أهل الكتاب إلا في عهد.
وفي مجموع الإمام زيد عن علي: أنه كره نكاح أهل الحرب. قال الشارح في " الروض النضير ": والمراد بالكراهة: التحريم؛ لأنهم ليسوا من أهل ذمة المسلمين. قال: وقال قوم بكراهته ولم يحرموه، لعموم قوله تعالى: (والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم) فغلبوا الكتاب على الدار (الروض النضير، جـ 4، ص. 270 - 274). يعني: دار الإسلام. والذي من أهل دار الإسلام بخلاف غيره من أهل الكتاب.
ولا ريب أن لرأي ابن عباس وجاهته ورجحانه لمن يتأمل، فقد جعل الله المصاهرة من أقوى الروابط بين البشر، وهي تلي رابطة النسب والدم، ولهذا قال سبحانه: (وهو الذي خلق من الماء بشرًا فجعله نسبًا وصهرًا) (سورة الفرقان). فكيف تتحقق هذه الرابطة بين المسلمين وبين قوم يحادونهم ويحاربونهم وكيف يسوغ للمسلم أن يصهر إليهم، فيصبح منهم أجداد أولاده وجداتهم وأخوالهم وخالاتهم؟ فضلاً عن أن تكون زوجه وربة داره وأم أولاد منهم؟ وكيف يؤمن أن تطلع على عورات المسلمين وتخبر بها قومها؟.
ولا غرو أن رأينا العلامة أبا بكر الرازي الحنفي يميل إلى تأييد رأي ابن عباس، محتجًا له بقوله تعالى: (لا تجد قومًا يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله) والزواج يوجب المودة، يقول تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة) (سورة الروم).
قال: فينبغي أن يكون نكاح الحربيات محظورًا؛ لأن قوله تعالى: (يوادون من حاد الله ورسوله) إنما يقع على أهل الحرب، لأنهم في حد غير حدنا. (أحكام القرآن، جـ 2، ص. 397، 398).
يؤيد ذلك قوله تعالى: (إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم، ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون). (سورة الممتحنة: 9).
وهل هناك تول لهؤلاء أكثر من أن يزوج إليهم، وتصبح الواحدة من نسائهم جزءا من أسرته بل العمود الفقري في الأسرة؟
وبناء على هذا لا يجوز لمسلم في عصرنا أن يتزوج يهودية، ما دامت الحرب قائمة بيننا وبين إسرائيل، ولا قيمة لما يقال من التفرقة بين اليهودية والصهيونية، فالواقع أن كل يهودي صهيوني، لأن المكونات العقلية والنفسية للصهيونية إنما مصدرها التوراة وملحقاتها وشروحها والتلمود. . . وكل امرأة يهودية إنما هي جندية - بروحها - في جيش إسرائيل.
القيد الرابع:
(يُتْبَعُ)
(/)
ألا يكون من وراء الزواج من الكتابية فتنة ولا ضرر محقق أو مرجح، فإن استعمال المباحات كلها مقيد بعدم الضرر، فإذا تبين أن في إطلاق استعمالها ضررًا عامًا، منعت منعًا عامًا، أو ضررًا خاصًا منعت منعًا خاصًا، وكلما عظم الضرر تأكد المنع والتحريم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: " لا ضرر ولا ضرار ".
وهذا الحديث يمثل قاعدة شرعية قطعية من قواعد الشرع، لأنه - وإن كان بلفظه حديث آحاد - مأخوذ من حيث المعنى من نصوص وأحكام جزئية جمة من القرآن والسنة، تفيد اليقين والقطع.
ومن هنا كانت سلطة ولي الأمر الشرعي في تقييد بعض المباحات إذا خشي من إطلاق استخدامها أو تناولها ضررًا معينًا.
والضرر المخوف بزواج غير المسلمة يتحقق في صور كثيرة منها:
1 - أن ينتشر الزواج من غير المسلمات، بحيث يؤثر على الفتيات المسلمات الصالحات للزواج، وذلك أن عدد النساء غالبًا ما يكون مثل عدد الرجال أو أكثر، وعدد الصالحات للزواج منهن أكبر قطعًا من عدد القادرين على أعباء الزواج من الرجال.
فإذا أصبح التزوج بغير المسلمات ظاهرة اجتماعية مألوفة، فإن مثل عددهن من بنات المسلمين سيحرمن من الزواج، ولا سيما أن تعدد الزوجات في عصرنا أصبح أمرًا نادرًا، بل شاذًا، ومن المقرر المعلوم بالضرورة أن المسلمة لا يحل لها أن تتزوج إلا مسلمًا، فلا حل لهذه المعادلة إلا سد باب الزواج من غير المسلمات إذا خيف على المسلمات.
وإذا كان المسلمون في بلد ما، يمثلون أقلية محدودة، مثل بعض الجاليات في أوروبا وأمريكا، وبعض الأقليات في آسيا وأفريقية، فمنطق الشريعة وروحها يقتضي تحريم زواج الرجال المسلمين من غير المسلمات، وإلا كانت النتيجة ألا يجد بنات المسلمين - أو عدد كبير منهن - رجلاً مسلما يتقدم للزواج منهن، وحينئذ تتعرض المرأة المسلمة لأحد أمور ثلاث:
(أ) إما الزواج من غير مسلم، وهذا باطل في الإسلام.
(ب) وإما الانحراف، والسير في طريق الرذيلة. وهذا من كبائر الإثم.
(جـ) وإما عيشة الحرمان الدائم من حياة الزوجية والأمومة.
وكل هذا مما لا يرضاه الإسلام. وهو نتيجة حتمية لزواج الرجال المسلمين من غير المسلمات، مع منع المسلمة من التزوج بغير المسلم.
هذا الضرر الذي نبهنا عليه هو الذي خافه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - فيما رواه الإمام محمد بن الحسن - في كتابه " الآثار، حين بلغه أن الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان تزوج - وهو بالمدائن - امرأة يهودية، فكتب إليه عمر مرة أخرى: أعزم عليك ألا تضع كتابي هذا حتى تخلي سبيلها، فإني أخاف أن يقتدي بك المسلمون، فيختاروا نساء أهل الذمة لجمالهن، وكفى بذلك فتنة لنساء المسلمين ". (انظر كتابنا: شريعة الإسلام: خلودها وصلاحها للتطبيق في كل زمان ومكان، ص39، ط. أولى).
2 - وقد ذكر الإمام سعيد بن منصور في سننه قصة زواج حذيفة هذه، ولكنه ذكر تعليلاً آخر لمنع عمر لحذيفة. فبعد أن نفى حرمة هذا الزواج قال: " ولكني خشيت أن تعاطوا المومسات منهن ". (المصدر السابق ص40، وكذلك ذكره الطبري، جـ 4، ص366، 367، ط. المعارف: وتكلم عنه ابن كثير، جـ 1، ص257 وصحح إسناده. وهناك علة ثالثة ذكرها عبد الرزاق في " المصنف " عن سعيد بن المسيب عن عمر: أنه عزم عليه أن يفارقها، خشية أن يقيس الناس المجوسية على الكتابية ويتزوجوا المجوس اقتداء بحذيفة، جاهلين الرخصة التي كانت من الله في الكتابيات خاصة. وانظر المصنف، جـ 7، ص178).
ولا مانع أن يكون كل من العلتين مقصودًا لعمر رضي الله عنه.
فهو يخشى - من ناحية - كساد سوق الفتيات المسلمات، أو كثير منهن. وفي ذلك فتنة أي فتنة.
ومن ناحية أخرى يخشى أن يتساهل بعض الناس في شرط الإحصان - العفاف - الذي قيد به القرآن حل الزواج منهن، حتى يتعاطوا زواج الفاجرات والمومسات، وكلتاهما مفسدة ينبغي أن تمنع قبل وقوعها، عملاً بسد الذرائع. ولعل هذا نفسه ما جعل عمر يعزم على طلحة بن عبيد الله إلا طلق امرأة كتابية تزوجها، وكانت بنت عظيم يهود، كما في مصنف عبد الرزاق. (المصنف، جـ 7 ص177 - 178).
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - إن الزواج من غير المسلمة إذا كانت أجنبية غريبة عن الوطن واللغة والثقافة والتقاليد - مثل زواج العربي والشرقي من الأوروبيات والأمريكيات النصرانيات - يمثل خطرًا آخر يحس به كل من يدرس هذه الظاهرة بعمق وإنصاف، بل يراه مجسدًا ماثلاً للعيان. فكثيرًا ما يذهب بعض أبناء العرب المسلمين إلى أوروبا وأمريكا للدراسة في جامعاتها، أو للتدريب في مصانعها، أو للعمل في مؤسساتها، وقد يمتد به الزمن هناك إلى سنوات ثم يعود أحدهم يصحب زوجة أجنبية، دينها غير دينه، ولغتها غير لغته، وجنسها غير جنسه، وتقاليدها غير تقاليده، ومفاهيمها غير مفاهيمه، أو على الأقل غير تقاليد قومه ومفاهيمهم، فإذا رضيت أن تعيش في وطنه - وكثيرًا ما لا ترضى - وقدر لأحد من أبويه أو إخوانه أو أقاربه، أن يزوره في بيته، وجد نفسه غريبًا. فالبيت بمادياته ومعنوياته أمريكي الطابع أو أوربيه في كل شيء، وهو بيت " المدام " وليس بيت صاحبنا العربي المسلم، هي القوامة عليه، وليس هو القوام عليها. ويعود أهل الرجل إلى قريتهم أو مدينتهم بالأسى والمرارة، وقد أحسوا بأنهم فقدوا ابنهم وهو على قيد الحياة!!
وتشتد المصيبة حين يولد لهما أطفال، فهم يشبون - غالبًا - على ما تريد الأم، لا على ما يريد الأب إن كانت له إرادة، فهم أدنى إليها، ألصق بها، وأعمق تأثرًا بها، وخصوصًا إذا ولدوا في أرضها وبين قومها هي، وهنا ينشأ هؤلاء الأولاد على دين الأم وعلى احترام قيمها ومفاهيمها وتقاليدها. وحتى لو بقوا على دين الأب، فإنما يبقون عليه اسمًا وصورة، لا حقيقة وفعلاً. ومعنى هذا أننا نخسر هؤلاء الناشئة دينيًا وقوميًا إن لم نخسر آباءهم أيضًا.
وهذا الصنف أهون شرًا من صنف آخر يتزوج الأجنبية، ثم يستقر ويبقى معها في وطنها وبين قومها، بحيث يندمج فيهم شيئًا، ولا يكاد يذكر دينه وأهله ووطنه وأمته. أما أولاده فهم ينشأون أوروبيين أو أمريكيين، إن لم يكن في الوجوه والأسماء، ففي الفكر والخلق والسلوك، وربما في الاعتقاد أيضًا، وربما فقدوا الوجه والاسم كذلك، فلم يبق لهم شيء يذكرهم بأنهم انحدروا من أصول عربية أو إسلامية.
ومن أجل هذه المفسدة، نرى كثيرًا من الدول تحرم على سفرائها، وكذلك ضباط جيشها، أن يتزوجوا أجنبيات، بناء على مصالح واعتبارات وطنية وقومية.
تنبيه مهم:
وفي ختام هذا البحث، أرى لزامًا علي - في ضوء الظروف والملابسات التي تتغير الفتوى بتغيرها - أن أنبه على أمر لا يغيب عن ذوي البصائر، وهو في نظري على غاية من الأهمية، وهو:
إن الإسلام حين رخص في الزواج من الكتابيات راعى أمرين:
1 - أن الكتابية ذات دين سماوي في الأصل، فهي تشترك مع المسلم في الإيمان وبرسالاته، وبالدار الآخرة وبالقيم الأخلاقية، والمثل الروحية التي توارثتها الإنسانية عن النبوات، وذلك في الجملة لا في التفصيل طبعًا. وهذا يجعل المسافة بينها وبين الإسلام قريبة، لأنه يعترف بأصل دينه، ويقر بأصوله في الجملة، ويزيد عليها ويتممها بكل نافع وجديد.
2 - إن المرأة الكتابية - وهذا شأنها - إذا عاشت في ظل زوج مسلم ملتزم بالإسلام، وتحت سلطان مجتمع مسلم مستمسك بشرائع الإسلام - تصبح في دور المتأثر لا المؤثر والقابل لا الفاعل - فالمتوقع منها والمرجو لها أن تدخل في الإسلام اعتقادًا وعملاً. فإذا لم تدخل في عقيدة الإسلام - وهذا حقها إذ لا إكراه في الدين - اعتقادًا وعملاً. فإنها تدخل في الإسلام من حيث هو تقاليد وآداب اجتماعية. ومعنى هذا أنها تذوب داخل المجتمع الإسلامي سلوكيًا، إن لم تذب فيه عقائديًا.
وبهذا لا يخشى منها أن تؤثر على الزوج أو على الأولاد، لأن سلطان المجتمع الإسلامي من حولها أقوى وأعظم من أي محاولة منها لو حدثت.
كما أن قوة الزوج عادة في تلك الأعصار، وغيرته على دينه، واعتزازه به اعتزازًا لا حد له، وحرصه على حسن تنشئة أولاده، وسلامة عقيدتهم، يفقد الزوجة القدرة على أن تؤثر في الأولاد تأثيرًا يتنافى مع خط الإسلام.
أما في عصرنا، فيجب أن نعترف بشجاعة وصراحة: إن سلطان الرجل على المرأة المثقفة قد ضعف، وإن شخصية المرأة قد قويت، وبخاصة المرأة الغربية، وهذا ما وضحناه فيما سبق.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما سلطان المجتمع المسلم فأين هو؟ إن المجتمع الإسلامي الحقيقي الذي يتبنى الإسلام عقيدة وشريعة ومفاهيم وتقاليد وأخلاقًا وحضارة شاملة، غير موجود اليوم.
وإذا كان المجتمع المسلم غير موجود بالصورة المنشودة، فيجب أن تبقى الأسرة المسلمة موجودة، عسى أن تعوض بعض النقص الناتج عن غياب المجتمع الإسلامي الكامل.
فإذا فرطنا في الأسرة هي الأخرى، فأصبحت تتكون من أم غير مسلمة، وأب لا يبالي ما يصنع أبناؤه وبناته، ولا ما تصنع زوجته، فقل على الإسلام وأهله السلام!
ومن هنا نعلم أن الزواج من غير المسلمات في عصرنا ينبغي أن يمنع سدًا للذريعة إلى ألوان شتى من الضرر والفساد. ودرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة. ولا يسوغ القول بجوازه إلا لضرورة قاهرة أو حاجة ملحة، وهو يقدر بقدرها.
ولا ننسى هنا أن نذكر أنه مهما ترخص المترخصون في الزواج من غير المسلمة، فإن مما لا خلاف عليه، أن الزواج من المسلمة أولى وأفضل من جهات عديدة، فلا شك أن توافق الزوجين من الناحية الدينية أعون على الحياة السعيدة. بل كلما توافقا فكريًا ومذهبيًا كان أفضل.
وأكثر من ذلك أن الإسلام لا يكتفي بمجرد الزواج من أية مسلمة، بل يرغب كل الترغيب في الزواج من المسلمة المتدينة، فهي أحرص على مرضاة الله، وأرعى لحق الزوج، وأقدر على حفظ نفسها وماله وولده. ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (فاظفر بذات الدين تربت يداك).
=================
موراني
المشركات أصلا مشركات العرب اللاتي لا كتاب لهن.
والمراد بالآية 221 من سورة البقرة (ولا تنكحوا المشركات ... ) جميع أجناس الشرك: الوثني , واليهودي والنصارى والمجوس كلهم مشركون , كما قاله الشافعي أيضا: اسم المشرك لازم لأهل اكتاب وغيرهم من المشركين. وكذلك جاء في أحكام القرآن له:
جماع الشرك دينان: دين أهل الكتاب ودين الأميين (ج 2 , ص 50) ,
حكم الله ........ في المشركين حكمين: فحكم أن يقاتل أهل الأوثان حتى يسلموا وأهل الكتاب حتى يعطوا الجزية ان لم يسلموا. (تحقيق عزت عطار).
فمن هنا لا فرق بين الكتابيات والمشركات أصلا
الا أن الآية 4 , 5 من سورة المائدة استثنت نساء أهل الكتاب.
تقديرا
موراني
=================
موراني
هذا , ويأيّد هذا القول ما جاء في تفسير القرطبي فتأمّل:
{بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} المراد بالكوافر هنا عبدة الأوثان مَن لا يجوز ابتداءً نكاحها، فهي خاصة بالكوافر من غير أهل الكتاب. وقيل: هي عامة، نسخ منها نساء أهل الكتاب. ولو كان إلى ظاهر الآية لم تحل كافرة بوجه. وعلى القول الأول إذا أسلم وثَنيّ أو مجوسيّ ولم تُسلم امرأته فرّق بينهما.
وهذا قول بعض أهل العلم. ومنهم من قال: ينتظر بها تمام العدة. فمن قال يفرّق بينهما في الوقت ولا ينتظر تمام العدة إذا عرض عليها الإسلام ولم تُسلم ـ مالكُ بن أنس. وهو قول الحسن وطاوس ومجاهد وعطاء وعكرمة وقتادة والحَكَم، واحتجوا بقوله تعالى: {وَلاَ تُمْسِكُواْ بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ}. وقال الزهري: ينتظر بها العدّة. وهو قول الشافعي وأحمد .... ألخ.
موراني
=================
جمال حسني الشرباتي
أبا زينب
لدينا حالات هنا في القدس تقشعر لها الأبدان
وذلك عندما يتزوج مسلم من يهودية--فينجبان ويحصل طلاق فيلتحق الولد بأمه فيربى تربية معادية للإسلام---وعندهم يتبع الولد الأم--فهو يهودي حسب حكمهم وشرعهم
واحب أن أذكر لكم قصة فتاة تركية الأب ويهودية الأم---تربت مع أمها اليهودية في القدس بعد إنفصالها عن الوالد كيهودية---وعندما بلغت 18 عاما حيث لها حرية القرار--راسلت والدها وكأنه اقنعها بالإلتجاء عند عائلة مسلمة في القدس---وفعلا جاءت إلى بيت جيران لنا--وزوجوها من إبن لهم
وهذه الحادثة أنقذت فيها فتاة مسلمة---ومع ذلك فحوادث كثيرة يربى فيها الولد ذو الأب المسلم كيهودي بحسب أمه اليهودية
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[13 Feb 2005, 08:07 م]ـ
بارك الله فيك وأثابك الجنة(/)
عقيدة القاضي أبو الوليد الباجي؟
ـ[ baderan] ــــــــ[15 Feb 2005, 12:12 ص]ـ
الحمدلله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى
أخواني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يشرفني الإنتساب في هذا المنتدى المتميز
ولكم الشكر على إثرائه بالمعلومات المفيدة فجزاكم الله خيرا
أخواني لدي إهتمام بشخصية القاضي أبو الوليد الباجي المالكي الأندلسي المشهور صاحب المنتقى
ولكن عند النظر في أقواله في مسائل العقيدة لم أجد الكثير سوى ما وجدت في كتابه المنتقى
فهل له مسائل في العقيدة في غير كتابه المنتقى؟
وكما هو معروف أن له مناظرات مع ابن حزم فأين نجدها؟ وما مناظراته في العقيدة مع باقي العلماء؟
من من العلماء الذين كتبوا في عقيدته سواء بالتأييد أم الرد عليه؟
ما المراكز التي لديها أهتمام بعلماء المالكية والمغرب؟
ما المنديات التي تهتم وتناقش هذه المواضيع غير هذا المنتدى المبارك؟
أرجو الفائدة النافعة للجميع ولا تحرمونا من مشاركاتكم البناءه ولو كانت معلومه بسيطة
ودعوة للمهتمين موفقه ومسدده.
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[15 Feb 2005, 08:17 ص]ـ
تفضل أخي الكريم هذا الموقع ربما يفيدك لأنه به شرحاً لوصية الإمام الباجي لولديه
اضغط هنا ( http://www.almosleh.com/publish/cat_index_102.shtml)
والبقية ربما يفيدك بها الأخوة الفضلاء
في أمان الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Feb 2005, 12:48 م]ـ
سؤال: له مناظرات مع ابن حزم فأين نجدها؟
أخرجها الدكتور عبدالمجيد تركي في مجلد طبع في دار الغرب، وهو متوفر في المكتبات. والدكتور عبدالمجيد تركي من المهتمين بكتب الباجي وتحقيقها.
ـ[ baderan] ــــــــ[15 Feb 2005, 10:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبو الخطاب العوضي
شاكر لك مرورك الكريم وجزاك الله خيرا على مساهمتك بهذا الموقع المفيد
فبارك الله في جهودكم وننتظر منك أخي وباقي الأعضاء الكرام إثراء الموضوع بمشاركات فعاله
أخي الدكتور الفاضل عبدالرحمن الشهري
شكرا لمساهمتك الكريمة ولعلك أخي تتحفنا بنصوص من أقوال االقاضي أبو الوليد الباجي في
مسائل الإعتقاد سواء من كتبه أو ممن كتب عنه مطعمه بذكر إسم الكتاب والصفحة لتعم الفائدة للجميع
وعتب أخوي على باقي الأعضاء الكرام وأتوقع من أمثالهم في هذا المنتدى المتميز الكثير
وعاصفة من المشاركات والإثراء للموضوع
ولعلها الهدوء الذي يسبق العاصفة
شكرا لكما أخوي الكريمين مرة أخرى
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 Feb 2005, 09:14 ص]ـ
قد تكون فائدة في هذا النقل عن المرحوم إبن تيمية
(("درء تعارض العقل والنقل: (2|101): «عن الحسين بن أبي أمامة المالكي قال: سمعت أبي يقول: "لعن الله أبا ذر الهروي، فإنّه أول من حمل الكلام إلى الحرم، وأول من بثه في المغاربة". قلت: أبو ذر فيه من العلم والدين والمعرفة بالحديث والسنة، وانتصابه لرواية البخاري عن شيوخه الثلاثة، وغير ذلك من المحاسن والفضائل ما هو معروف به، وقد كان قدم إلى بغداد من هراة، فأخذ طريقة ابن الباقلاني وحملها إلى الحرم، فتكلم فيه وفي طريقته من تكلم، كأبي نصر السجزي، وأبي القاسم سعد بن علي الزنجاني، وأمثالهما من أكابر أهل العلم والدين بما ليس هذا موضعه. وهو ممن يرجح طريقة الصبغي والثقفي، على طريقة ابن خزيمة وأمثاله من أهل الحديث. وأهل المغرب كانوا يحجون، فيجتمعون به، ويأخذون عنه الحديث وهذه الطريقة ويدلهم على أصلها. فيرحل منهم من يرحل إلى المشرق، كما رحل أبو الوليد الباجي، فأخذ طريق أبي جعفر السمناني الحنفي صاحب القاضي أبي بكر. ورحل بعده القاضي أبو بكر بن العربي، فاخذ طريقة أبي المعالي في الإرشاد. ثم إنه ما من هؤلاء إلا له في الإسلام مساع مشكورة، وحسنات مبرورة، وله في الرد على كثير من الإلحاد والبدع والانتصار لكثير من السنة والدين، ما لا يخفى على من عرف أحوالهم وتكلم فيهم بعلم وعدل وإنصاف». اهـ.
ـ[ baderan] ــــــــ[11 Mar 2005, 07:31 ص]ـ
ما أقوال أبو الوليد الباجي في الصفات؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي جمال جزاك الله خير على تفاعلك مع الموضوع وجميع الأخوة المشاركين
أخواني هل أبو الوليد الباجي المالكي وافق الأشاعرة في جميع أقوالهم؟
دعوة مفتوحة للجميع للمشاركة العلمية الموثقه بالنص مع ذكر الكتاب والصفحة
وبالتوفيق والفائدة للجميع
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[15 Mar 2005, 01:44 م]ـ
كان ينبغي على المحاور الكريم ان لا يجعل من المسالة المسماة بالصفات عنوانا للسؤال عن عقيدة ابي الوليد وهذا الامر من الامور التي استعدى الناس بسببها بعضهم على بعض وهي مما لا ينبغي ان يفرق جماعة المسلمين ولا ان يقض مضاجعهم ولعلي ان انسا الله تعالى في الاجل ومنح من الوقت فرصة ان اقفي على هذه المسالة بحوار ماتع تتطارح فيه انظار الباحثين الفضلاء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[15 Mar 2005, 03:13 م]ـ
ذكر شيخ الإسلام - رحمه الله - أن أبا الوليد الباجي - رحمه الله - كأبي بكر بن العربي، يسلك، أحيانًا، مسلك الاجتهاد في العقليات فيغلط فيها، كما غلط غيرهما.
فسبحان الله الذي أبى أن يكسوَ ثوب العصمة لغير الذي لا ينطق عن الهوى، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وقد نشرتِ الرئاسةُ العامةُ لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بالرياض عام 1406 هـ رسالةَ راهب فرنسا إلى المسلمين وجواب القاضي أبي الوليد الباجي عليها، دراسة وتحقيق د. محمد عبد الله الشرقاوي. وهي من مقتنيات مكتبتي.
أنشد ابنُ سعيد في المُغرب، في كتاب الديباجة في حُلى مملكة باجة، له قوله:
إذا كنتُ أعلمُ علمًا يقينًا ** بأن جميعَ حياتي كَساعهْ
فَلِمْ لا أكونُ ضَنينًا بها ** وأجعَلَها في صَلاحٍ وطاعهْ
ـ[ baderan] ــــــــ[18 Mar 2005, 06:54 ص]ـ
السلام علييكم ورحمة الله وبركاته
الأخ المكرم الدكتور جمال شكرا لمرورك الكريم ولم أرد -حفظك الله - أن يستعدي أحد على
هذا الإمام الجهبذ , بل كان السؤال هو بيان أقواله في مسألة الصفات إن وقع أحد عليها وقرأها
إما في كتبه أو نقلت عنه في غيرها.
وهناك سؤال آخر يا حبذا لو تشاركنا دكتورنا الفاضل وهو:
هل خالف أبو الوليد الباجي الأشاعرة في بعض مسائل الإعتقاد؟ ما هي تلك المسائل؟
والشكر موصول لأخينا خالد الشبل فجزاك الله خيرا على مرورك ومشاركتك.
شكرا لكم مرة أخرى والسؤال مطروح للجميع ونود أن نكحل أعيننا بمشاركاتكم المتميزة.
ـ[ baderan] ــــــــ[22 Mar 2005, 09:53 م]ـ
وجدنا أن الباجي رحمه الله يوافق بعض أهل الكلام في أسماء الله وصفاته فقط كما سأبين لك من خلال الروابط ولكن ماعدا ذلك وبعد قراءتي لكتبه أعتقد أنه صافي المعتقد أو أنه كان أشعري ورجع لطريق الحق قبل وفاته لأنه يعتمد على النقولات لا العقل كما ظهر في كتبه بينما الأشاعرة يعتمدون على الكتاب والسنه وما يختلفون فيه يأولونه حسب عقولهم ويضربون بكلام السلف الصالح عرض الحائط تحت شعار التجديد ولكني أعتقد أن الدين واحد بكل مافيه في كل زمان ومكان منذ زمن أبينا آدم إلى زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ألا وهو التوحيد وأخذ الشرائع من الله سبحانه وتعالى لا من عقولنا وأن أختلفت الشرائع من نبي لنبي عليهم الصلاة والسلام
يقول أبن تيميه رحمه الله: (وَبِحُسْنِ الْأَفْعَالِ وَقُبْحِهَا " فَأَكْثَرُ النَّاسِ يَقُولُونَ: إنَّهُ يُعْلَمُ بِالْعَقْلِ مَعَ السَّمْعِ وَالْقَائِلُونَ بِأَنَّ الْعَقْلَ يُعْلَمُ بِهِ الْحُسْنُ وَالْقُبْحُ أَكْثَرَ مِنْ الْقَائِلِينَ بِأَنَّ الْمَعَادَ يُعْلَمُ بِالْعَقْلِ قَالَ أَبُو الْخَطَّابِ: هُوَ قَوْلُ أَكْثَرِ الْفُقَهَاءِ والمتكلمين وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: الْمَعَادُ وَالْحُسْنُ وَالْقُبْحُ لَا يُعْلَمُ إلَّا بِمُجَرَّدِ الْخَبَرِ وَهُوَ قَوْل الْأَشْعَرِيِّ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ وَافَقَهُمْ مِنْ أَتْبَاعِ الْأَئِمَّةِ كَالْقَاضِي أَبِي يَعْلَى وَأَبِي الْمَعَالِي الجويني وَأَبِي الْوَلِيدِ الباجي وَغَيْرِهِمْ وَكُلُّهُمْ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ مِنْ الْعُلُومِ مَا يُعْلَمُ بِالْعَقْلِ وَالسَّمْعِ الَّذِي هُوَ مُجَرَّدُ الْخَبَرِ مِثْلَ كَوْنِ أَفْعَالِ الْعِبَادِ مَخْلُوقَةً لِلَّهِ)
ويقول رحمه الله في موضع آخر (وَأَنَا كُنْت مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ تَأْلِيفًا لِقُلُوبِ الْمُسْلِمِينَ وَطَلَبًا لِاتِّفَاقِ كَلِمَتِهِمْ وَاتِّبَاعًا لِمَا أُمِرْنَا بِهِ مِنْ الِاعْتِصَامِ بِحَبْلِ اللَّهِ وَأَزَلْت عَامَّةَ مَا كَانَ فِي النُّفُوسِ مِنْ الْوَحْشَةِ وَبَيَّنْت لَهُمْ أَنَّ الْأَشْعَرِيَّ كَانَ مِنْ أَجَلِّ الْمُتَكَلِّمِينَ الْمُنْتَسِبِينَ إلَى الْإِمَامِ أَحْمَدَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَنَحْوِهِ الْمُنْتَصِرِينَ لِطَرِيقِهِ كَمَا يَذْكُرُ الْأَشْعَرِيُّ ذَلِكَ فِي كُتُبِهِ. وَكَمَا قَالَ أَبُو إسْحَاقَ الشِّيرَازِيُّ: إنَّمَا نَفَقَتْ الْأَشْعَرِيَّةُ عِنْدَ النَّاسِ بِانْتِسَابِهِمْ إلَى الْحَنَابِلَةِ وَكَانَ أَئِمَّةُ الْحَنَابِلَةِ الْمُتَقَدِّمِينَ كَأَبِي بَكْرٍ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَبِي الْحَسَنِ
(يُتْبَعُ)
(/)
التَّمِيمِيِّ وَنَحْوِهِمَا يَذْكُرُونَ كَلَامَهُ فِي كُتُبِهِمْ بَلْ كَانَ عِنْدَ مُتَقَدِّمِيهِمْ كَابْنِ عَقِيلٍ عِنْدَ الْمُتَأَخِّرِينَ، لَكِنَّ ابْنَ عَقِيلٍ لَهُ اخْتِصَاصٌ بِمَعْرِفَةِ الْفِقْهِ وَأُصُولِهِ وَأَمَّا الْأَشْعَرِيُّ فَهُوَ أَقْرَبُ إلَى أُصُولِ أَحْمَدَ مِنْ ابْنِ عَقِيلٍ وَأَتْبَعُ لَهَا فَإِنَّهُ كُلَّمَا كَانَ عَهْدُ الْإِنْسَانِ بِالسَّلَفِ أَقْرَبَ كَانَ أَعْلَمَ بِالْمَعْقُولِ وَالْمَنْقُولِ. وَكُنْت أُقَرِّرُ هَذَا لِلْحَنْبَلِيَّةِ - وَأُبَيِّنُ أَنَّ الْأَشْعَرِيَّ، وَإِنْ كَانَ مِنْ تَلَامِذَةِ الْمُعْتَزِلَةِ ثُمَّ تَابَ)
فذكر أبن تيميه رحمه الله للأشعري وأبو المعالي الجويني بأنهم وافقوا أحد ما في تأويل الأسماء والصفات هذا لاينفي أنهم رجعوا للحق ومذهب السلف قبل وفاتهم كما بين أبن تيميه رجوع الأشعري وتوبته قبل وفاته في المقطع الثاني وكما هو معرف أن أبو المعالي الجويني رجع عن مذهب الأشاعرة وتاب قبل وفاته يرحمهم الله كما أن الباجي رحمه الله أمتدحه كثير من علماء السلف الصالح من أهل السنة والجماعه أمثال ابن عساكر وابن بشكوال والقاضي عياض كما أن كتبه يستدل به الكثير من العلماء مثل الذهبي على سبيل المثال لا الحصر ولو أن الباجي معتقده باطل لما نقل وأستدل من كتبه ولا أن يمتدحه كبار العلماء أمثال القاضي عياض وابن عساكر وابن بشكوال وهو مايوافق كلامي على أن ذكر أبن تيميه له لايدل على أنه ذو عقيدة باطله كما ذكر آنفاً لأبو الحسن الأشعري في موضع وذكر توبته قبل وفاته في موضع آخر وهذا مايجعلني شبه متأكد من عقيدة الباجي رحمه الله بالإضافة إلى ماورد في كتبه مثال وصية الباجي رحمه الله لولديه قال (التصديق بأركان الإيمان
فالإيمانُ باللهِ عزَّ وجلَّ وملائكته وكتبه ورسله، والتصديق بشرائعه؛ فإنه لا ينفع مع الإخلال بشيء من ذلك عمل، والتمسكُ بكتاب الله تعالى جدُّه.
حفظ القرآن والعمل به
والمثابرةُ على حفظه وتلاوته، والمواظبة على التفكر في معانيه وآياته، والامتثال لأوامره، والانتهاء عن نواهيه وزواجره.
التمسك بالكتاب والسنة
رُوِيَ عن النبي ? أن قال: "تركتُ فيكم ما إنْ تَمسَّكتُم به لن تضِلُّوا بعدي: كتابَ الله تعالى وسنتي، عَضُّوا عليها بالنواجذ" ().
طاعة الرسول ومحبته
وقد نصح لنا النبي ? وكان بالمؤمنين رحيماً، وعليهم مشفقاً، ولهم ناصحاً، فاعملا بوصيته، واقبلا مِنْ نصحه، وأَثبِتَا في أنفسكما المحبةَ له، والرضا بما جاء به، والاقتداءَ بسنته، والانقيادَ له، والطاعةَ لحكمه، والحرصَ على معرفة سنتِه، وسلوكَ سبيلِه، فإنَّ محبَّتَه تقود إلى الخيْر، وتُنجي مِنَ الهَلَكَةِ والشرِّ.
محبة الصحابة
وأشْرِبا قلوبَكما محبةَ أصحابه أجمعين، وتفضيلَ الأئمةِ منهم الطاهرين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، ونفعنا بمحبتهم، وألزِما أنفسَكما حُسْنَ التأويلِ لما شَجَرَ بينهم، واعتقادَ الجميلِ فيما نُقِلَ عنهم؛ فقد رُوِيَ عن النبي ? أنه قال: "لا تسُبُّوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدُكم مِثْلَ أُحُدٍ ذهباً، ما بلغ مُدَّ أحدِهم ولا نَصِيفَه" (). فمن لا يُبلَغُ نَصِيفُ مُدِّهِ مثلُ أُحُدٍ ذهباً، فكيف يُوازَنُ فضلُه، أو يُدْركُ شأوُه؟! وليس منهم رضي الله عنهم إلا من أنفق الكثير.
توقير العلماء والاقتداء بهم
ثم تفضيلُ التابعين ومَنْ بعدَهم مِنَ الأئمة والعلماء ـ رحمهم الله ـ والتعظيمُ لحقهم، والاقتداءُ بهم، والأخذُ بهديهم، والاقتفاءُ لآثارهم، والتحفُّظُ لأقوالِهم، واعتقادُ إصابتهم.)
ـ[المازني]ــــــــ[24 Mar 2005, 07:46 ص]ـ
لمزيد من الفائدة، أعلمكم بأنه توجد الآن نخبة من الطلبة بليبيا يقومون على تحقيق المنتقى في رسائل علمية ويمكنك الاتصال بي على البريد الخاص لو أحببت التواصل مع أحدهم، ولعلهم سيعرضون لهذه القضايا تفصيلا.(/)
سؤال للمختصين
ـ[لؤي أبو محمد]ــــــــ[15 Feb 2005, 06:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هل ورد في القرآن الكريم مايلي
1 - فعل أمر مؤكد بنون التوكيد ((الثقيلة أو الخفيفة)) في إحدى القراءات الشاذة
2 - فعل منوَّن في إحدى القراءات الشاذة أيضاً
فالرجاء ممن لديه علم بهذا الأمر إجابتي
ولكم جزيل الشكر
((ورد السؤال من دكتور اللغة العربية في شعبة القراءات والبندين المطلوبين غير موجودين في القراءات المتواترة))
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[19 Feb 2005, 12:27 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
أخي الكريم لؤي أبو محمد
عُزي إلى علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنه قرأ: (فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذّبوا بآياتنا فدمِّرانِّهم تدميرًا). الفرقان 36.
ذكر هذا أبو حيان في البحر 6/ 498، والسمين في الدر 8/ 483، وأنه بالنون الشديدة.
وفي المحتسَب 2/ 122 أنها قراءة علي بن أبي طالب، ومسلمة بن محارب. قال أبو الفتح: " الذي رويناه عن أبي حاتم أنه حكاها قراءةً غيرَ معزوّة إلى أحد ... قال: "وكأنه أمر لموسى وهارون - عيهما السلام - أن يدمراهم ". وقال أبو حيان: "ومعنى الأمر: كونا سببَ تدميرهم ".
وذَكَرَها بالنون الخفيفة ابنُ مالك في شرح الكافية الشافية. وذكر أن مذهب سيبويه وغيره من البصريين أنه إذا كان المسند إليه ألفًا لم يجز أن يؤتى بالنون إلا مشددة. إلا يونس فإنه يجيز أن يؤتى، بعد الألف، بالخفيفة مكسورة. قال:" ويعضده قراءة: (فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذّبوا بآياتنا فدمِّرانهم تدميرًا). حكاها ابن جني".
ولك مراجعة: إعراب شواذ القراءات للعكبري 2/ 200، وشواذ القراءات للكرماني 348.
أما السؤال الثاني فيحتاج إلى مزيد بحث.
ـ[لؤي أبو محمد]ــــــــ[22 Feb 2005, 09:19 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي خالد
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[25 Feb 2005, 02:15 م]ـ
لعلك لو راجعت كتاب (دراسات لأسلوب القرآن) للشيخ الدكتور النحوي محمد عضيمة رحمة الله عليه لوجدت الجواب مفصلاً. ولو كان عندي لراجعته ولكنه ليس عندي للأسف.(/)
هل هو صحيح هذا الرقم؟؟
ـ[أبو مهيب]ــــــــ[16 Feb 2005, 10:09 ص]ـ
هل هناك حقيقة مامجموعه ستة آلاف تفسير للقرآن الكريم؟؟ وقد صنفت في مصنف .. ؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Feb 2005, 03:30 م]ـ
أين وجدت هذا يا أبا مهيب مشكوراً؟ وما معنى (وقد صنفت في مصنف)؟(/)
من بدائع التحرير و التنوير: في قوله تعالى "إنا عرضنا الأمانة على السموات و الأرض" (1)
ـ[أبو زينب]ــــــــ[16 Feb 2005, 10:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مستعينا بالله و مستجيبا لاقتراح أخينا عبد الرحمن الشهري- وفقه الله - أبدأ الحلقة الأولى من وقفات على إشارات مميزة في التحرير و التنوير. و الله الموفق و عليه التكلان.
و أنطلق مستفتحا بقوله عز و جل: {إِنَّا عَرَضْنَا ?لأَمَانَةَ عَلَى ?لسَّمَاوَاتِ وَ?لأَرْضِ وَ?لْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ?لإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً} الأحزاب 72.
أولا ما قيل في تفسير هذه الآية:
أورد هنا ما ذكره المفسرون من معاني كلمة الأمانة:
فقد فسر الجمهور الأمانة بـ " كل شيء يؤتمن الإنسان عليه من أمر و نهي و شأن دين و دنيا. فالشرع كله أمانة."
و روي عن ابن مسعود قوله: هي أمانات المال (الودائع ... ) و الفرائض.
و عن أبي بن كعب أنها ائتمان المرأة على فرجها.
و عن أبي الدرداء أنها غسل الجنابة.
و عن الضحاك أنها الدين.
كما فسرت الأمانة بالطاعة: لأنها لازمة الوجود كما أن الأمانة لازمة الأداء (الزمخشري)
و فسرها آخرون بالتكليف (و قبول الأوامر و النواهي بشرطها) و سمي أمانة لأن من قصََر فيه فعليه الغرامة و من وفََر فيه فله الكرامة.
و قال آخرون إنها الأعضاء: العين و الأذن و اليد و الرجل و الفرج و اللسان.
و فسرها ابن عجيبة بـ " ما أخذ عليهم (بني آدم) من عهد التوحيد في الغيب بعد الإشهاد لربوبيته ".
وقد ذكر ابن عاشور أن المفسرين - رحمهم الله و إياه - اختلفوا في معنى الأمانة على عشرين قولا , و بعضها متداخل في بعض (من قبيل ذكر الأمثلة الجزئية للمعاني الكلية).
أما قوله تعالى " إنه كان ظلوما جهولا " فقد فُسر بظلم الإنسان نفسه في خطيئته و بجهله بربه أو بجهله بعاقبة ما تحمََل.
ثانيا: ما قاله ابن عاشور:
ركز ابن عاشور على أربعة آراء في معنى الأمانة و هي مرتبة حسب ما بدا لي من ترجيحه هو:
1 - الأمانة هي العقل:وتسميته أمانة تعظيم لشأنه ولأن الأشياء النفيسة تودع عند من يحتفظ بها.
والمعنى: أن الحكمة اقتضت أن يكون الإنسان مستودَع العقل من بين الموجودات العظيمة لأن خلقته مُلائمة لأن يكون عاقلاً فإن العقل يبعث على التغير والانتقال من حال إلى حال ومن مكان إلى غيره، فلو جعل ذلك في سماء من السماوات أو في الأرض أو في جبل من الجبال أو جميعها لكان سبباً في اضطراب العوالم واندكاكها. وأقرب الموجودات التي تحمل العقل أنواع الحيوان ما عدا الإِنسان فلو أودع فيها العقل لما سمحت هيئات أجسامها بمطاوعة ما يأمرها العقل به. فلنفرض أن العقل يسول للفرس أن لا ينتظر علفه أو سومه وأن يخرج إلى حناط يشتري منه علفاً، فإِنه لا يستطيع إفصاحاً ويضيع في الإِفهام ثم لا يتمكن من تسليم العوض بيده إلى فرس غيره. وكذلك إذا كانت معاملته مع أحد من نوع الإنسان.
2 - الأمانة هي الخلافة:وهي تندرج تحت معنى العقل أيضا. فهو يقول: خلافة الله تعالى في الأرض مثل القول في العقل لأن تلك الخلافة ما هيّأ الإِنسان لها إلا العقلُ كما أشار إليه قوله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة} [البقرة: 30] ثم قوله: {وعلم آدم الأسماء كلها} [البقرة: 31] فالخلافة في الأرض هي القيام بحفظ عمرانها ووضع الموجودات فيها في مواضعها، واستعمالها فيما استعدّت إليه غرائزها.
3 - الأمانة هي الإيمان أي توحيد الله، وهي العهد الذي أخذه الله على جنس بني آدم وهو الذي في قوله تعالى: {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا} الأعراف [172]. فالمعنى: أن الله أودع في نفوس الناس دلائل الوحدانية فهي ملازمة للفكر البشري فكأنها عهْد عَهِد الله لهم به وكأنه أمانة ائتمنهم عليها لأنه أودعها في الجبلة مُلازِمة لها، وهذه الأمانة لم تودع في السماوات والأرض والجبال لأن هذه الأمانة من قبيل المعارف والمعارف من العلم الذي لا يتصف به إلا من قامت به صفة الحياة لأنها مصححة الإِدراك لمن قامت به، ويناسب هذا المحمل قولُه: {ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات} [الأحزاب: 73]، فإن هذين الفريقين خالون من الإِيمان بوحدانية الله.
4 - الأمانة هي ما يؤتمن عليه: وذلك أن الإِنسان مدني بالطبع مخالط لبني جنسه فهو لا يخلو عن ائتمان أو أمانة فكان الإنسان متحملاً لصفة الأمانة بفطرتِه والناس متفاوتون في الوفاء لما ائتمنوا عليه كما في الحديث: " إذا ضُيّعت الأمانة فانتظر الساعة " أي إذا انقرضت الأمانة كان انقراضها علامة على اختلال الفطرة، فكان في جملة الاختلالات المنذرة بدنو الساعة مثل تكوير الشمس وانكدار النجوم ودكّ الجبال.
وفي تفسيره لقوله عز و جل " إنه كان ظلوما جهولا " يبين - رحمه الله - أن هذه جملة اعتراضية و معناها استئناف بياني. ثم ينفي أن تكون هذه الجملة تعليلية لأن تحمل الأمانة لم يكن باختيار الانسان فكيف يعلل بأن حمله الأمانة من أجل ظلمه و جهله. فمعنى {كان ظلوماً جهولاً} أنه قصّر في الوفاء بحق ما تحمله تقصيراً: بعضُه عن عمْد وهو المعبر عنه بوصف ظلوم، وبعضه عن تفريط في الأخذ باسباب الوفاء وهو المعبر عنه بكونه جهولاً، فظلوم مبالغة في الظلم وكذلك جهول مبالغة في الجهل.
وفي الختام أرجو من الإخوة أن يمدوني بنصائحهم في طريقة العرض هذه. كما أطلب منهم أن يضيفوا ما يرونه صالحا أو مخالفا لرأي ابن عاشور من خلال ما علموه من تفاسير أخرى.
و الله أسأل أن ينفعني و إياكم بما علمنا إنه ولي ذلك و القادر عليه.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Feb 2005, 12:23 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل، وأشكرك على الشروع في تنفيذ فكرتك حول تفسير ابن عاشور. لعلك تقوم بوضع رقم لكل حلقة حتى يتسنى مستقبلاً ترتيبها حسب كتابتك لها. وفقك الله ونفعنا وإياك بالعلم.
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[17 Feb 2005, 12:54 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا سبحان الله - ليلا بالأمس طرح علي صديقي تفسير هذا الآية
و اليوم كنت في منتدى " سفينة النجاة " فحملت برنامج التفسير ثم ضغطت على الرابط
فحولني الي هذا المنتدى المبارك
فأول ما لفت نظري هذا الموضوع -- و قلت في نفسي سبحان الله -- بهذه السرعة
فبالإمس - قلت لصديقي - ان هذه الآية لا أعرف تفسيرها و لا معناها
فهي محيرتني شويه -- فالصراحة سمعت و قرأت الكثير التفاسير حولها
و معظم هذه التفاسير متشابه
و لكي أصدقكم القول -- لم اقتنع فيها - و لكنني مؤمن مسلم بها
هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ (آل عمران: 7)
فيا إخواني - عند إشكالية - لو تفضلتم أن توضحوها لي
في ظاهر هذ الآية -
إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً (الأحزاب: 72)
انها تخالف آية
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (الذاريات: 56)
ثم - كيف عرضت علينا - هل المقصود هنا هو أبونا آدم - أم عرضت علينا جميعا
فمثلا - لو جاءني ملحد أو مشكك و قال لي لم يعرض علي اي شيء - فكيف تقولون
بأن الله سبحانه وتعالى عرض علينا الأمانة
الرجاء - التوضيح بارك الله فيكم
/////////////////////////////////////////////////
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Feb 2005, 01:03 م]ـ
حياكم الله أخي الهاوي في ملتقى أهل التفسير. وسيجيبك الدكتور أبو زينب إن شاء الله فانتظر وفقك الله.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[17 Feb 2005, 02:02 م]ـ
شكر ألله لك أبا زينب هذا المشروع، ولعلك تختار بعض الآيات المشكلة وتعرض رأي الطاهر بن عاشور فيها.
اما هذه الآية التي هي من الآيات المشكلة في التفسير، فإني قد استعرضت أراء المفسرين فيها، وقد ظهر لي بعد ذلك أن (أل) في الأمانة للعهد، وهذا العهد لمن كُلِّم أولاً بهذا الخطاب من الخلق ـ وهم السموات والأرض والجبال والإنسان ـ فاختار الإنسان حمل هذه الأمانة، واعتذرت عنها هذه المخلوقات.
والأمانة ـ فيما ظهر لي ـ هي أمانة التكليف، وهي حرية الاختيار في قبول الأمروالنهي، وإذا تأملت أقوال المفسرين في الأمانة وجدتها أمثلة لأمور تكليفية، وليس مرادهم أن هذا الممثل به هو الأمانة المعروضة فقط، بل أرادوا أن ينبهوا على جنس الأمانة المعروضة، والله أعلم.
وإذا تدبرت حال المخلوقات وجدت أن كل المخلوقات سوى الإنسان ـ والجِنُّ تبعٌ لهم ـ يفعلون الأمر، ولا يمكن لهم المعصية، فليس لهم اختيار في ذلك، كذا هي عبوديتهم التي خلقهم الله لها.
أما الإنسان فله حرية الاختيار في الأمر الشرعي، حرية أن يفعل أو لا يفعل، لذا كان الناس على فريقين: أهل الإيمان، وأهل الكفر.
فعبودية المخلوقات لله تختلف، ولا يخرج أحد عن عبودية الله، لكن كلٌ بحسبه، لذا أخبرنا الله عن سجود الخلق وعن تسبيحهم، وعن بعض أعمال الطاعات الأخرى لهم، فهم يعملونها طوعًا، وليس لهم اختيارفي أن يفعلوا أو لا يفعلوا كما هو الحال في الإنسان.
فوائد متممة:
الأولى: إن الجن تبع للإنس في الأحكام الشرعية، وهم من جنس الإنس في التكليف، كما أنه مخاطبون بما يُخاطب به الإنس من التكاليف، فكل تكليف خوطب به الإنس فالجنُّ تبع لهم، وهذا ظاهر باستقراء حال الجن ومرتبهم من الإنس، لذا لو استشكل مستشكل لم لم يُذكر الجن في حمل الأمانة مع أنهم مثل الإنس في هذا الأمر، فهذا التنبه هو الجواب المناسب له، والله أعلم.
الثانية: الأمر في القرآن على قسمين:
الأول: الأمر الكوني القدري، وهذا لا يمكن لأحد من الخلق كائنًا من كان أن يخرج عنه أو يستطيع مخالفته، ومن أمثلته قوله تعالى: (فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها)، وهذا الأمر القدري الكوني لا يستطيع أحد ردَّه ولا مخالفته، لذا قالت الملائكة لإبراهيم عليه السلام (يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك).
الثاني: الأمر الشرعي، ويدخل فيه جميع أوامر الله الشرعية التي أمر الله بها المكلفين من عباده أن يفعلوها، والناس في هذه الأوامر الشرعية على قسمين: بعضهم يفعل فيكون من المطيعين، وبعضهم لا يفعل فيكون من العاصين، وهذا القسم هو الذي يدخله اختيار الإنسان، وبه صار مكلَّفا، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 Feb 2005, 05:53 م]ـ
أخي أبا زينب حفظه الله ورعاه
هل أفهم من كلام العلامة إبن عاشور أن العرض للأمانة على السماوات والأرض والجبال كان عرضا حقيقيا؟؟
((إِنَّا عَرَضْنَا ?لأَمَانَةَ عَلَى ?لسَّمَاوَاتِ وَ?لأَرْضِ وَ?لْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ?لإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً))
هل من الممكن أن يفهم مفسر أن الكلام عن العرض على السماوات والارض والجبال كان للدلالة على عظم أمر الامانة المعروضة؟ ---وإلا فهل يملك مخلوق أن يأبى ما عرض عليه المولى؟؟
ـ[أبو زينب]ــــــــ[19 Feb 2005, 01:04 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أستاذنا و شيخنا مساعد الطيار بارك الله فيك و في علمك
كنت و مازلت أنتظر و أتابع مداخلاتكم القيمة لما فيها من فوائد مهمة و نصائح جمة.
فجزاكم الله كل خير و زادكم من فضله.
أخي الفاضل جمال
جوابا على أسئلتك الثلاثة أقول:
1 - هل أفهم من كلام العلامة إبن عاشور أن العرض للأمانة على السماوات والأرض والجبال كان عرضا حقيقيا؟؟
لاشك أخي جمال أنك اطلعت على كلام ابن عاشور فهو يؤكد أن هذا العرض كان في مبدأ تكوين العالم ونوعِ الإنسان لأنه لما ذكرت فيه السماوات والأرض والجبال مع الإِنسان علم أن المراد بالإِنسان نوعه لأنه لو أريد بعض أفراده ولو في أول النشأة لمَا كان في تحمل ذلك الفرد الأمانة ارتباطٌ بتعذيب المنافقين والمشركين، ولَمَا كان في تحمل بعض أفراده دون بعض الأمانةَ حكمة مناسبة لتصرفات الله تعالى. فتعريف {الإنسان} تعريف الجنس، أي نوع الإِنسان
2 - هل من الممكن أن يفهم مفسر أن الكلام عن العرض على السماوات والارض والجبال كان للدلالة على عظم أمر الامانة المعروضة؟
الجواب هنا أيضا نعم.فهو يقول: وفائدة هذا التمثيل تعظيم أمر هذه الأمانة إذ بلغت أن لا يطيق تحملها ما هو أعظم ما يبصره الناس من أجناس الموجودات. فتخصيص {السماوات والأرض} بالذكر من بين الموجودات لأنهما أعظم المعروف للناس من الموجودات، وعطف الجبال على {الأرض} وهي منها لأن الجبال أعظم الأجزاء المعروفة من ظاهر الأرض وهي التي شاهد الأبصارُ عظمتها إذ الأبصار لا ترى الكرة الأرضية كما قال تعالى: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله}
[الحشر: 21].
3 - هل يملك مخلوق أن يأبى ما عرض عليه المولى؟؟
الإباء هنا لم يكن من باب العصيان كإباء إبليس (في قوله تعالى: "إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين " الحجر31) و ذلك لسببين (الرازي):
• أولا: الأمانة هنا كانت عرضا بينما الأمر بالسجود لآدم كان فرضا.
• ثانيا:إباء إبليس كان استكبارا و إباء السموات و الأرض كان استصغارا بدليل أنهن أشفقن منها.
و أكمل بلطيفة ذكرها الرازي: في قوله " و حملها الإنسان " إشارة إلى أن في الأمانة مشقة لذلك لم يقل فأبين أن يقبلنها و قبلها الإنسان. ثم إن في الحمل إشارة إلى استحقاق الأجر عليه أي على حمل الأمانة بل و استحقاق الزيادة في حال رعايتها حق الرعاية.
أخي الهاوي
مرحبا بك بين أهلك. أرجو المعذرة لتأخري في الرد على تساؤلاتك. أعدك بالجواب في أقرب وقت بإذن الله (غدا؟)
و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[19 Feb 2005, 04:58 ص]ـ
سلمت يمناك ولم أنس فضلك
ـ[أبو زينب]ــــــــ[20 Feb 2005, 08:57 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي الهاوي هدانا الله و إياك إلى سواء السبيل.
أولا:
يقول الله سبحانه و تعالى: {إنا عرضنا الأمانة على السموات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها و أشفقن منها و حملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا} الأحزاب 72.
وقع خلاف بين العلماء في كيفية العرض و حقيقته.فمنهم من رأى أن العرض حقيقة , وقع على السموات و الأرض و الجبال و الإنسان. و منهم من رأى أن العرض مجاز و تمثيل: فالمعنى أن الله قايس ثقل الأمانة بقوة السموات و الأرض و الجبال فرأى أنها لا تطيقها و أنها لو تكلمت لأبت و أشفقت فعبر عن هذا المعنى بقوله " إنا عرضنا الأمانة " و هذا كما تقول: عرضت الحمل على البعير فأباه. و أنت تريد قايستُ قوته بثقل الحمل فرأيت أنها تقصر عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما وقع الخلاف في المراد بالإنسان هل هو آدم فقط؟ أم نوع الإنسان كجنس؟ أم قابيل قاتل أخيه هابيل؟ أم المنافق و الكافر؟.
وهو نفس الخلاف الذي وقع في تفسير قوله تعالى: " و إذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم و أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين " الأعراف 172.
أي أن الله أخذ من ظهور بني آدم ذريتهم و خلقهم على فطرة التوحيد و الإسلام.و أشهد كل واحد على نفسه من هؤلاء الذرية قائلا لهم قول إرادة و تكوين لا قول وحي و تبليغ: ألست بربكم فقالوا بلسان الحال لا بلسان المقال: بلى أنت ربنا المستحق وحدك للعبادة.
و سبب هذا الإشهاد ألا يعتذروا يوم القيامة إذا أشركوا: إنا كنا عن التوحيد غافلين أي لم ينبهنا إليه أحد. فلا عذر بعد إقامة الأدلة على وحدانية الله و وجود العقل و تكوين الفطرة.
و خلْق الناس على فطرة التوحيد مقرر في آية أخرى وهي قوله تعالى: " فأفم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله " – الروم 30 - . و في الصحيحين ما يؤيد ذلك فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ".
و قد اختلف العلماء في هذه الآية على رأيين:
* رأي السلف الذين قالوا: إن الله خلق آدم و أخرج من ظهره ذريته كالذر و أحياهم و جعل لهم عقلا و إدراكا و ألهمهم ذلك الحديث و تلك الإجابة و أخذ عليهم العهد بأنه ربهم فأقروا بذلك.
* رأي الخلف الذين قالوا: هذا من قبيل التمثيل و المجاز و الاستعارة فلا سؤال و لا جواب و إنما أقام الله الأدلة الكونية على وحدانيته و ربوبيته للكون كله. و شهدت بها عقولهم و بصائرهم التي ركبها فيهم و جعلها مميزة بين الضلال والهدى فكأنه قال للخلق: أقروا بأني ربكم و لا إله غيري. و كأنه أشهدهم على أنفسهم و قال لهم ألست بربكم فقالوا: بلى.
و ربما كان هناك رأي ثالث وهو أن القصة كانت في عالم الأرواح: لما أراد الله أن يشهدهم على أنفسهم أمر إسرافيل فنفخ في الصور فحصل للأرواح هول عظيم مثل ما يحصل للناس يوم القيامة عند نفخة البعث. ثم سألهم و أشهدهم على أنفسهم و عند ذلك افترقت الأرواح بحسب قوة أنوارها و ضعفها فمن الأرواح من أجاب محبة و هي أرواح المؤمنين و منها من أجاب كرها وهي أرواح الكافرين.
فالمراد من الآية أن الله تعالى جعل الفطرة التي فطروا عليها من الإقرار بالتوحيد حجة مستقلة عليهم و لهذا قال "أن تقولوا " أي لئلا تقولوا يوم القيامة " إنا كنا عن هذا " أي التوحيد "غافلين" أي لم ننبه إليه.
ثانيا:
يقول الله عز وجل: {و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون} –الذاريات 56 -
يتبين من الآية أن الخلق ليس إلا للعبادة فالمقصود من إيجاد الثقلين العبادة. فاللام في " ليعبدون" لام العلة أي ما خلقتهم لعلة إلا علة عبادتهم إياي. و التقدير لإرادتي أن يعبدون. و يدل على هذا التقدير قوله في جملة البيان " ما أريد منهم من رزق و ما أريد أن يطعمون ".
و لكن ابن عاشور رحمه الله يقول: .. فالحصر المستفاد من قوله: " وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون " قصر على علة خلق الله الإنس و الجن على إرادته أن يعبدوه و الظاهر أنه قصر إضافي –أي إلا ليعبدوني وحدي أي لا يشركوا غيري في العبادة فهو رد للإشراك – و ليس هو قصرا حقيقيا فإن الحكمة من خلقهم ليست مجرد أن يعبدوه لأن حكم الله تعالى من أفعاله كثيرة لا نحيط بها. فقد ذكر حٍِكَما للخلق غير هذه: " ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك و لذلك خلقهم"- هود 118 - بل ذكر حكمة خلق بعض الإنس كقوله في خلق عيسى " و لنجعله آية للناس و رحمة منا " – مريم21 - . اهـ
ثالثا:
أما محاورك الملحد فلن يفيده الإنكار شيئا.فكلامه حجة عليه
اسأله: أليس هو حيوان ناطق؟ من الذي أنطقه؟ لقد زرع الله فينا خاصية الكلام و جعل تعلم الكلام من فطرتنا. فهل ينكر هذا؟
ضع أي طفل في بيئة تتكلم العربية سيصبح عربي اللغة و لو وضعته في بيئة تتكلم الإنكليزية لأصبح إنكليزي اللغة و هكذا .. فالله زرع في فطرتنا الإيمان به شئنا أم أبينا. فلو وضعنا صغيرا في بيئة تؤمن بالله لأصبح مؤمنا به و لو وضعناه في بيئة تؤمن باتباع الهوى لأصبح كذلك (" أرأيت من اتخذ إلهه هواه .. " الفرقان 43).
كذلك الرضيع من الذي غرس فيه خاصية الرضاعة؟ إنه الخالق الحكيم.فكما أودع فيك فطريا حب الرضاعة كي تعيش فقد أودع فيك فطريا آيات التوحيد كي تعبده. شعر الرضيع بذلك أم لم يشعر. و اعترفت بذلك أم أنكرت.
والله تعالى أعلم.
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[25 Feb 2005, 02:20 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الكريم (أبوزينب). جهد موفق ما شاء الله. وأؤيد هذا الاقتراح من الشيخ عبدالرحمن الشهري فكتاب التحرير والتنوير سفر نفيس، وكثير من المتخصصين يعرفه معرفة عامة مبهمة، دون معرفة مميزاته وجوانب تفرده. أرجو لك التوفيق في تتبع فرائد التحرير والتنوير. ولا تنقطع بارك الله فيك فنحن نتابع هذه الحلقات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو زينب]ــــــــ[26 Feb 2005, 10:08 م]ـ
أخي فهد الناصر حفظك الله و رعاك وأجزل لك العطاء و هداك
جزاك الله كل خير على كلماتك اللطيفة و على تشجيعاتك الطيبة.
و إني بإذن الله تعالى مواصل العمل في البحث عن فرائد ابن عاشور. فلا تبخلوا علي بنصائحكم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 Feb 2005, 08:49 م]ـ
أخي أبا زينب
لا أجد في نفسي قبولا لرأي إبن عاشور في الآية 159 من سورة النساء
قال تعالى
((وَإِن مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ القِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً) 9
قال إبن عاشور
((وعندي أنّ ضمير {به} راجع إلى الرفع المأخوذ من فعل
{رفعه الله إليه}
[النساء: 158]، ويعمّ قولُه {أهللِ الكتاب} اليهودَ، والنّصارى، حيث استووا مع اليهود في اعتقاد وقوع الصلب.
والظاهر أنّ الله يقذف في نفوس أهل الكتابين الشكّ في صحّة الصلب، فلا يزال الشكّ يخالج قلوبهم ويقوَى حتّى يبلغ مبلغ العلم بعدم صحّة الصلب في آخر أعمارهم تصديقاً لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم حيث كذّب أخبارهم فنفَى الصلبَ عن عيسى ـ عليه السلام ـ.))
لاحظوا قوله--هو يريد أن يكون آيمان الكتابي بعيسى عليه السلام قبل وفاة الكتابي آيمانا بالرفع --أي آيمان بأن عيسى لم يصلب بل رفعه الله إليه
أما أنا فمع تقديري لرأيه إلا أنني أميل إلى رأي إبن عطية ومن حمل نفس رأيه من المفسرين والقائلين بعودة الضميرفي (قَبْلَ مَوْتِهِ) إلى الكتابي كما يرى الجمهور إلا أنهم يذكرون أن الكتابي يؤمن تحت العذاب بنبوة عيسى وأنه بشر وليس ربا
قال إبن عطية في المحرر الوجيز ((وقوله تعالى: {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمن به قبل موته} اختلف المتأولون في معنى الآية فقال ابن عباس وأبو مالك والحسن بن أبي الحسن وغيرهم: الضمير في {موته} راجع إلى عيسى، والمعنى أنه لا يبقى من أهل الكتاب أحد إذا نزل عيسى إلى الأرض إلا يؤمن بعيسى كما يؤمن سائر البشر، وترجع الأديان كلها واحداً، وقال مجاهد وابن عباس أيضاً وغيرهما: الضمير في {به} لعيسى وفي {موته} للكتابي الذي تضمنه قوله {وإن من أهل الكتاب} التقدير: وإن من أهل الكتاب أحد، قالوا: وليس يموت يهودي حتى يؤمن بعيسى روح الله، ويعلم أنه نبي ولكن عند المعاينة للموت، فهو إيمان لا ينفعه، كما لم ينفع فرعون إيمانه عند المعاينة،
____________
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[23 Jun 2005, 10:31 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا يا أخي " ابو زينب " على هذه الإجابة - بارك الله فيك
و أعتذر لك لانني تأخرت بالرد عليها
عندي بعض الأسئلة - سأضعها في وقت لاحق - بإذن الله
/////////////////////////////////////////////////(/)
البقاعي--وتناسب الآي والسور
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 Feb 2005, 07:47 ص]ـ
برهان الدين البقاعي "ت 885 هـ" له كتاب في التفسير غير مطروق من قبل الجمهور هو"نظم الدرر في تناسب الآي والسور
قال ((فعلم مناسبات القرآن علمٌ تعرف منه علل ترتيب أجزائه، وهو سر البلاغة لأدائه إلى تحقيق مطابقة المقال لمقتضى الحال، وتتوقف الإجادة فيه على معرفة مقصود السورة المطلوب ذلك فيها".))
وهذا نموذج لأسلوبه في إجراء التناسب --أو ما نسميه في لغة العصر الوحدة الموضوعية
قال في تفسير آية 10 من سورة فاطر ((إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه))
((ولما رغب في اقتناص العزة بعد أن أخبر أنه لا شيء فيها لغيره، دل على اختصاصه بها بشمول علمه وقدرته، وبين أنها إنما تنال بالحكمة فقال: {إليه} أي لا إلى غيره {يصعد الكلم الطيب} أي الجاري على قوانين الشرع عن نية حسنة وعقيدة صحيحة سواء كان سراً علناً لأنه عين الحكمة، فيعز صاحبه ويثيبه.
ولما أعلى رتبة القول الحكيم، بين أن الفعل أعلى منه لأنه المقصود بالذات، والقول وسيلة إليه، فقال دالاًّ على علوه بتغيير السياق: {والعمل الصالح يرفعه} هو سبحانه يتولى رفعه ولصاحبه عنده عز منيع ونعيم مقيم، وعمله يفوز،))
وكان قد ربطها مع قوله تعالى ((من كان يريد العزة فلله العزة جميعا)) ---فكما نلاحظ يسير رابطا الآي برباطات لطيفة--وانظر كيف أشار إلى عظم أمر العمل بكون السياق قد تغير (
: {والعمل الصالح يرفعه}
وكنت قد قرأت في موقعكم رأي الشوكاني فيه: «ومن أمعن النظر في كتاب له في التفسير الذي جعله في المناسبة بين الآي والسور علم أنه من أوعية العلم المفرطين في الذكاء الجامعين بين علميّ المعقول والمنقول، وكثيراً ما يشكل عليّ شيء في الكتاب العزيز وأرجع إلى مطولات التفسير ومختصراتها فلا أجد ما يشفي غليلي، وأرجع إلى هذا الكتاب فأجد ما يفيد» [البدر الطالع 1/ 20 ـ 22].
أنا حقيقة أرغب بتقييم لكتاب البقاعي في التفسير فمن يزود الفقير إلى الله بالمزيد حوله؟
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[18 Mar 2006, 10:30 م]ـ
لإحدى الأخوات بمعهد الحضارة الإسلامية بوهران اهتمام كبير بهذا الموضوع , وبكتاب البقاعي خصوصا وهي الآن تقوم ببحث سيقدم كرسالة ماجستير نسأل الله لها التوفيق والنجاح في الدارين(/)
بحث بعنوان منهج ابن كثير في الإسرائيليات التي في كتبه
ـ[ابنة الإسلام]ــــــــ[17 Feb 2005, 10:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو مساعدتي في هذا البحث وإعطائي بعض المراجع التي تفيدني
موضوع البحث منهج ابن كثير في الإسرائيليات التي كتبه
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Feb 2005, 12:10 م]ـ
من أهم المراجع:
- مقدمة التفسير لشيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله، حيث ذكر فيها المنهج في التعامل مع أخبار بني إسرائيل.
- مقدمة تفسير ابن كثير نفسه فقد نقل كلام ابن تيمية من مقدمته.
- منهج ابن كثير في التفسير للدكتور سليمان اللاحم. من ص 334 - 362 وقد ناقش في المبحث الخاص بهذا الموضوع (تفسير القرآن بالأخبار الإسرائيلية) كل المسائل التي أشرتِ إليها بشيء من الاختصار المفيد. والكتاب مطبوع في دار المسلم بالرياض وهو متوفر في المكتبات.
- ما كتب في الملتقى عن الإسرائيليات ومنها:
1 - رأي آخر في الإسرائليات في كتب التفسير للدكتور مساعد الطيار. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=150&highlight=%C7%E1%C5%D3%D1%C7%C6%E1%ED%C7%CA)
2- وقفات مع الإسرائيليات في كتب التفسير للشيخ نايف الزهراني. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=143&highlight=%C7%E1%C5%D3%D1%C7%C6%E1%ED%C7%CA)
3- نظرات في موقف المعاصرين من الإسرائيليات للشيخ فهد الوهبي. وهو ثلاث حلقات:
الحلقة الأولى ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=209)
الحلقة الثانية ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=249)
الحلقة الثالثة ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=343&highlight=%C7%E1%C5%D3%D1%C7%C6%E1%ED%C7%CA)
وهناك موضوعات أخرى يمكن البحث عنها في فهرس ملتقى أهل التفسير ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=997&highlight=%C7%E1%C5%D3%D1%C7%C6%E1%ED%C7%CA) أو بواسطة محرك البحث بكتابة كلمة (إسرائيليات).
وهذه الموضوعات اشتملت على ذكر الكثير من المراجع والمصادر التي يمكنكم الرجوع إليها للاستزادة والتوثيق. وفقكم الله.
ـ[ابنة الإسلام]ــــــــ[17 Feb 2005, 12:27 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخي الفاضل
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[17 Feb 2005, 04:06 م]ـ
ذكر شيخنا أبو إسحاق الحويني - حفظه الله و شفاه - أن لابن كثير منهجًَا في رواية الأحاديث الضعيفة في تفسيره و هو أنه قد يذكر تخريج الحديث أو اسناده فلا يعلق عليه من ناحية صحة السند او ضعفه اعتمادًا على التخريج أو رواية الإسناد .. أما إن ذكر الحديث بدون إسناد نبه على صحته أو عدمها في متن التفسير.
فما رأي شيوخنا الكرام أهل التفسير في هذه القاعدة؟ هل هي على إطلاقها بحيث يطمئن طالب العلم لها أثناء دراسته لتفسير ابن كثير رحمه الله؟(/)
صورتان في القرآن الكريم للعلم النافع والعلم الذي لا ينفع
ـ[عطية الله]ــــــــ[17 Feb 2005, 01:26 م]ـ
صورتان في القرآن الكريم للعلم النافع والعلم الذي لا ينفع
قال الله تعالى في سياق قصة قارون: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ {79} وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ {80} فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ {81} وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ {82} سورة القصص
هؤلاء أهل العلم بالله تعالى وعظمته ووقاره وحقّه عز وجل، والعلم بحقارة الدنيا وزخرفها، والعلم بأمر الآخرة وأنها هي خير وأبقى وهي المقصِد، والعلم بأن ما أوتيه قارون ليس دليلاً على رضاء الله عنه وليس دليلاً على أنه ناجٍ مفلح وأن الذي ينبغي أن يتمناه العبدُ وتتوجه إليه همته هو ثواب الله لا زخرف الدنيا فهي علوم مجتمعة ونور على نور .. كل ذلك من جملة "ويلكم ثواب الله خير".
وأهل الجهل قالوا عن قارون: "إنه لذو حظٍ عظيم" فتمنّوا أن يكونوا مثله وظنوا أنه حظيٌّ عند الله، إما في الدنيا -والحال أن هذا منتهى إرادتهم ونظرهم ولا التفاتَ لهم إلى الآخرة- أو أنهم مع ذلك ظنوا أنه لا يكون ذا حظ بهذا الشكل في الدنيا إلا وهو حظيٌّ عند الله بإطلاق مرضيٌّ عنه عند ربه، فكان جهلهم جهالاتٍ متراكمة بعضها فوق بعض.
وقال تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ {82} فَلَمَّا جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون {83} فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ {84} فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ {85} آخر سورة غافر
عندما جاءتهم رسلهم بالهدى والبينات وتلتْ عليهم الوحي صدوا عن دعوتهم واستهانوا بهم واستخفوا واستهزؤوا وفرحوا بما عندهم من العلوم والفلسفات والثقافات والحضارة والمدنية والتقدم والتكنلوجيا والفنون والآداب وسائر المعارف والتجارب والمكاسب الإنسانية، ورأوا أنهم على شيء وأنهم أفضل من الأنبياء علماً ومعرفةً، وأن ما عند الأنبياء ليس بعلمٍ ولا شيئاً ذا قيمة، مجرد مواعظ وآداب وأحكام وما شابه ذلك عندنا نحن مثلها وأكثر منها وليس فيها جديد ولا إبداع ... !
إنه العلم الفاسد المذموم المردي، وقد سماه الله علماً مع ذلك.
ولعلي أستظهر لتسميته علماً أوجهاً: منها أنه كذلك في نفس الأمر إذ هو إدراكٌ.
ومنها أنه ليس مذموماً بإطلاق من حيث هو، وإنما كان علماً فاسداً غير نافع لأنه صدّ عن سبيل الله وجُعِل في معارضة العلم والهدى والنور الذي جاء به الأنبياء. والله أعلم
اللهم إنا نسألك علماً نافعاً وعملا صالحاً ورزقاً طيباً مباركاً وعملاً متقبَّلاً وغنىً عن الناس .. آمين
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Sep 2006, 11:16 ص]ـ
[ center][color=black][b] اللهم إنا نسألك علماً نافعاً وعملا صالحاً ورزقاً طيباً مباركاً وعملاً متقبَّلاً وغنىً عن الناس .. آمين
آمين
العلم النافع يدل على أربعة أمور:
أولها: على معرفة الله تبارك وتعالى بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، فهذا أول ما يدل عليه العلم النافع.
إذا لم يفدك العلم شيئاً فليتك ثم ليتك ما علمتا
فتقوى الله رأس الأمر حقاً وليس بأن يقال لقد رأستا
فالعلم النافع: هو الذي يدلك على معرفة الحي القيوم، ليس كمعرفة اليهود والنصارى، الذي يعرف الله ويسكر في الليل، فهذا عرف الله كما يعرف الكلب أن له رباً، وهذه معرفة لا تنفع، إنما العلم الخشية، وإنما يخشى الله من عباده العلماء.
الأمر الثاني: المعرفة بما يحبه الله ويرضاه وهي ثلاثة أقسام:
ففي العقائد: عقيدة أهل السنة والجماعة، وفي الظاهر: الحلال والحرام، وفي الباطن: اعتقاد القلب بالصفات الجميلة، والردع والتخلي عن الصفات الذميمة، هذا هو العلم النافع الذي يدل على ما يحبه الله ويرضاه، ويحصل هذا بالتفقه في الدين.
والأمر الثالث: الذي يدل عليه العلم النافع، دعوة الناس إلى هذا العلم.
علامة العلم النافع أن تحرص على نشره بين الناس, وتحرص على تبليغه، فلا تكتمه ولا تحجر عليه، لا تتعلم وتثقل على نفسك، فإن معنى ذلك أنك تميت العلم في نفسك.
قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة:159 - 160].
الأمر الرابع: الزهد في ما لا يقرب من الله الحي القيوم. علامة العلم النافع: الزهد في الدنيا، فازهد في غير كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.)
مقتبس من: هنا ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=19485)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[26 Sep 2006, 05:29 م]ـ
سمعتُ بعض العلماء الصالحين- كما أحسبه- يقول:
كم من شيئ إذا لم ينفع لم يضر, إلا العلم فإنه إذا لم ينفع ضرَّ ...(/)
ما هي أفضل طبعة لكتاب منهاج السنة؟
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[17 Feb 2005, 07:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هي أفضل طبعة لكتاب منهاج السنة؟
ولكتاب فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية
وكتاب الروض المربع
وكتاب إبراز المعاني من حرز الأماني
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Feb 2005, 06:20 ص]ـ
ما هي أفضل طبعة لكتاب منهاج السنة؟ هي طبعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية التي حققها الدكتور محمد رشاد سالم رحمه الله. وهي الطبعةالوحيدة حسب علمي، وربما قامت بعض دور النشر بتصويرها.
ولكتاب فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية. هي طبعة وحيدة أيضاً، ولكن أعيد تصويرها وتعديل الآيات القرآنية بما في مصحف المدينة النبوية وقام بإصدارها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
وكتاب الروض المربع. أفضل طبعة هي طبعة دار القاسم بالرياض في ثمانية مجلدات.
وكتاب إبراز المعاني من حرز الأماني. الذي أعرفه أن لها طبعة وحيدة أيضاً قام بتحقيقها إبراهيم عطوة عوض، وطبعتها مطبعة الحلبي بالقاهرة.
والله أعلم.
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[18 Feb 2005, 05:31 م]ـ
جزاك الله خير
وأشكرك على هذا الرد
كتاب منهاج السنة يقع في كم مجلد؟
ومن حقق كتاب الروض الربع؟
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[18 Feb 2005, 06:36 م]ـ
بعد كم يوم أنا مسافر مكة
ما هي المكتبات التي تنصحني بالذهاب إليها؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Feb 2005, 08:17 م]ـ
- مكتبة الرشد في العزيزية - طريق الطائف الهدا.
- مكتبة الباز من جهة باب العمرة بها كتب جيدة ورخيصة الثمن، وكثير من مطبوعات جامعة أم القرى تباع هناك.
- مكتبة دار إحياء التراث في الزاهر بها كتب جيدة.
وهناك المكتبات التي عند بوابة جامعة أم القرى في العزيزية الشمالية مثل دار عالم الفوائد وغيرها.
وفقكم الله لكل خير.
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[21 Feb 2005, 07:56 م]ـ
جزاك الله خير
وبارك الله فيك
بس ما قلت لي من حقق كتاب الروض الربع؟
وكتاب منهاج السنة يقع في كم مجلد؟
الزاهر أين تقع؟
وأنا بكرة مسافر
توصون على شيء؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Feb 2005, 10:33 م]ـ
أسأل الله لك التوفيق. الروض المربع بتعليقات الشيخ عبدالرحمن بن قاسم رحمه الله. ومنهاج السنة لابن تيمية أظنه في سبعة مجلدات تقريباً.
وحي الزاهر أحد أحياء مكة المكرمة من جهة طريق المدينة المنورة. ولو سألت أي أحد هناك هداك إليه.
ونرجو لك التوفيق ولاتنسنا من دعوة صالحة وفقك الله.
ـ[عبدالرحمن العامر]ــــــــ[23 Feb 2005, 02:54 م]ـ
لو سمحتم لي بتصحيحات:
1 - أن كتاب منهاج السنة يقع في 9مجلدات على الطبعة المذكورة.
2 - كتاب حاشية الروض هو حاشية وإن لم يكن من ناحية الروض متميزاً من ناحية ضبط النص .....
3 - مكتبة الباز وإن كانت توفر كثيراً من الكتب إلا أنها كما لا يخفى على مثلكم تجارية,
وطبعاتها غالباً من أسوأ الطبعات.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[عبدالرحمن العامر]ــــــــ[24 Feb 2005, 03:26 م]ـ
السلام عليكم:
رأيت أمس في التدمرية طبعة جديدة, بتحقيق سالم, وهي بصف جديد, والورق نباتي.
ولكم مني جزيل الشكر.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Feb 2005, 10:23 م]ـ
شكر الله لكم أخي عبدالرحمن العامر على تصويب الخطأ، وأرجو أن ينتفع به أخي أبي يعقوب. أما مكتبة الباز فكما تفضلتَ، لكنك قد تجد بها نوادراً من المطبوعات لغيرها ومطبوعات جامعة أم القرى، وأسعارها معقولة خاصة لذوي الدخل المحدود من أمثالي.
ـ[عبدالرحمن العامر]ــــــــ[25 Feb 2005, 03:11 م]ـ
طبعة منهاج السنة من إصدار دار الفضيلة في 4مجلدات, وهي فاخرة, بسعر120 ريال, بتحقيقات سالم رحمه الله
لكن العيب الوحيد هو أنها ليست المعتمدة عن أهل التحقيق فالمعتمد طبعة الجامعة.
ولكم مني جزيل الشكر
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[27 Feb 2005, 01:46 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وأشكركم كل الشكر على هذه المساعدة
وأنا شريت كتاب منهاج السنة إصدار دار الفضيلة ب120 ريال
وأسأل الله أن يوفقنا ويوفقكم وأن يرحمنا برحمته الواسعة(/)
تلقيت هذا الخبر اليوم (الأصل)
ـ[موراني]ــــــــ[18 Feb 2005, 02:42 م]ـ
اليكم هذا الخبر الذي تلقيته اليوم من طريق البريد الألكتروني في شبكة المستشرقين:
From: Gabriel S Reynolds, U of Notre Dame
E-mail: greynol2@nd.edu
Dear Colleagues,
Rumors abound that a group of scholars in Tunisia are working with
manuscripts to compile a critical edition of the Qur'an, a project once
begun by Pretzl and Bergstraesser before WWII. Does anyone have more
information on this? Thanks,
هل يصح الخبر أن هناك علماء في تونس يقومون يتحقيق نقدي للقرآن اعتمادا على نسخ من المصاحف؟
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[19 Feb 2005, 01:08 ص]ـ
الخبر. ( http://h-net.msu.edu/cgi-bin/logbrowse.pl?trx=vx&list=H-Mideast-Medieval&month=0502&week=c&msg=u%2baCd2p0mXC5GxsARtvxbA&user=&pw=)
ـ[موراني]ــــــــ[19 Feb 2005, 11:12 ص]ـ
أشكر لك يا خالد الشبل على هذه الاضافة الدقيقة!
ومن هنا يستطيع الأعضاء الراغبون في (عضوية) في هذه الصفحة
أن يتصلوا بالصفحة مباشرة غير أنها ليس ملتقى.(/)
كتب التفسير والطبعات المحققة
ـ[عمر الدهيشي]ــــــــ[19 Feb 2005, 02:34 م]ـ
ماهي أفضل الطبعات المحققة-ان وجد - للكتب التالية:
1 - التحرير والتنوير
2 - النكت والعيون
3 - تفسير البغوي
4 - الكشاف للزمخشري
5 - نظم الدرر
6 - المفردات للاصبهاني
7 - روح المعاني
8 - البحر المحيط
9 - فتح القدير
10 - محاسن التأويل
11 - تفسير المراغي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Feb 2005, 11:27 ص]ـ
مرحباً بأخي العزيز عمر بن عبدالعزيز في ملتقى التفسير الذي يعد - وفقه الله - أحد المتخصصين في دراساته وبحوثه، ونأمل أن نرى منه ما ننتفع به على صفحات هذا الملتقى العلمي.
وأما ما سألتم عنه من تحقيقات لكتب التفسير فالذي أعرفه ...
-التحرير والتنوير لابن عاشور رحمه الله. طبع بأكمله مرتين في العقد الماضي والحاضر بتونس، وأصدرته الدار التونسية للنشر في السبعينات والثمانينات. ويقع في ثلاثين جزءاً. في ثلاثين مجلداً، وبعض النسخ تجمع فتخرج في خمسة عشر مجلداً.
-النكت والعيون للماوردي حققه في رسالة علمية شيخي الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع من أول الكتاب إلى آخر سورة المائدة بإشراف الدكتور عبد الله بن إبراهيم الوهيبي عام 1400هـ غير أنه لم يجد داراً تطبعه. وقد طبع التفسير كاملاً في عدة مجلدات، ولا أذكر اسم المحقق لكنها هي الطبعة المتداولة الوحيدة حسب علمي.
-تفسير البغوي. حققه مجموعة من الباحثين وطبعته دار طيبة.
- الكشاف للزمخشري. هناك حواش كثيرة وتعقبات عليه وتخريج لشواهده. وقد طبعت معاً أكثر من طبعة، من أوضحها وأحسنها ما قامت به مكتبة العبيكان أخيراً، واصدرته في ستة مجلدات.
-المفردات للراغب الأصبهاني، له طبعات متعددة، أفضلها وأجملها تحقيق صفوان عدنان داوودي في مجلد كبير، وطبعته دار القلم بدمشق مع الدار الشامية ببيروت عام 1412هـ.
-روح المعاني للآلوسي، أصح طبعاته الطبعة المنيرية 1330هـ. وطبعته دار الكتب العلمية بعد ذلك.
- فتح القدير. له طبعات كثيرة لا أدرى ما هي أفضلها، عندي منها طبعة دار الحديث في سبعة مجلدات.
- محاسن التأويل للقاسمي، خرج أحاديثه محمد فؤاد عبدالباقي، واعتنى به وصححه هشام بن سمير البخاري. ونشرته مؤسسة التاريخ العربي في سبعة مجلدات عام 1415هـ. وهي طبعةمعتمدة على طبعة الحلبي الأولى في 17 مجلداً.(/)
هل إذا مر القارئ على الشيخ بسجدة يسجد؟
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[19 Feb 2005, 03:51 م]ـ
ارجو من المشايخ الفضلاء الإفادة حول هذه المسألة، وذكر ما اطلعوا عليه، خاصة من فعل أئمة الإقراء المتقدمين
و شكر الله لكم
ـ[أخوكم]ــــــــ[19 Feb 2005, 06:10 م]ـ
أتقصد إذا سجد القارئ فهل الشيخ ملزم بالسجود معه؟
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[21 Feb 2005, 06:04 م]ـ
قصدي حفظكم الله
إذا قرأ القارئ على الشيخ، و مر بسجدة، هل يسجد و من ثم يسجد المستمع _ الشيخ _؟
و المراد معرفة كلام أهل العلم في هذه السألة، لأهميتها!
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[21 Feb 2005, 08:27 م]ـ
- سئل فضيلة الشيخ "ابن عثيمين" - رحمه الله -: هل يجب على قارئ القرآن عندما يمر بآية فيها سجدة أن يسجد؟ وإذا كان الإنسان يكرر الآية للحفظ فهل يسجد في كل مرة؟ أفتونا جزاكم الله خيراً.
فأجاب فضيلته بقوله: لا يجب عليه أن يسجد، سواء قرأ الآية التي فيها السجود مرة واحدة أم تكررت عليه الآيات التي فيها سجود، فسجود التلاوة سنة وليس بواجب، والدليل على هذا أن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قرأ في إحدى خطب الجمع آية فيها سجدة، وهي التي في سورة النحل فنزل وسجد، ثم قرأها في جمعة أخرى ولم يسجد، ثم قال: " إن الله لم يفرض علينا السجود إلا أن نشاء " [تقدم تخريجه ص309.]. فسجود التلاوة سنة وليس بواجب. وإذا تكررت الآيات فإن كان الإنسان يكرر ليحفظ القرآن فسجوده الأول يغني عن الباقي، ولا حاجة أن يعيد السجود، وإن كان يقرأ مثلاً في سورة الحج، فسجد في السجدة الأولى، وأتى على السجدة الثانية فليسجد فيها أيضاً، وإن كان الفصل ليس طويلاً.
فتاوى ابن عثيمين - "المجلد الرابع عشر" "لم أذكر رقم الصفحة لأنني لا أملك إلا النسخة الإلكترونية"
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[22 Feb 2005, 06:44 ص]ـ
قال علم الدين السخاوي في جمال القراء 2/ 480 في الكتاب الثامن (مراتب الأصول، وغرائب الفصول):
وكان ـ أبو القاسم الشاطبي ـ لا يسجد إذا قرئت عليه السجدة، ولا يسجد أحد ممن يقرأ عليه، وكذلك كانت سنة أشياخه، والله أعلم، لأنه كان شديد الاقتداء بمن أخذ عنه.
والسبب في ذلك أن حال المقرئ، والمعلم يخالف حال من يتلو القرآن لنفسه، ولو كلف المقرئ، والمعلم ذلك؛ لأفضاء الأمر إلى الحرج، والمشقة ...
حتى قال بعض شيوخنا ـ وكان قد قرأ على خلق كثير، وجم غفير ـ لم يكن أحد منهم يسجد إلا شيخ صالح، يعني غير متحقق بالإقراء،ولا معرفة له بطريقهم، وعلى هذه الصفة كان شيخنا أبو الجيوش عساكر ـ رحمه الله ـ كان يسجد، وكان من عوام المقرئين، وكان شيخنا أبو الجود ـ رحمه الله ـ لا يسجد، وكذلك كان الغزنوي ـ رحمه الله ـ،ولأن المقرئ يعلم الناس العلم، والقارئ متعلم.
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[22 Feb 2005, 09:50 م]ـ
أشكر الإخوة الذين تفضلوا بالدخول، و أخص بمزيد الشكر الشيخ عبدالرحمن السديس، على إفادته القيمة(/)
كلمة ((سويا)) هل تؤنث وتذكر؟
ـ[أخوكم]ــــــــ[19 Feb 2005, 06:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الآيات:
قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً
(مريم:10)
فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً
(مريم:17)
يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً
(مريم:43)
أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
(الملك:22)
سؤالي لو تكرمتم: بالنسبة لكلمة "سويا" هل من الممكن أن تؤنث وتذكر؟
بمعنى هل نقول كانت فاطمة سويا وكان زيد سويا؟
وجزاكم الله كل خير ..
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[22 Feb 2005, 12:23 ص]ـ
سَوِيَ الرجلُ: استقام أمره، ونقول: سَويِتْ المرأةُ
وربما مرّ بك هذا الاستخدام ... : فطرةٌ سَوِيّةٌ: مستقيمة لا شذوذ فيها.
وأيضا:
وَلَدٌ سَوِيٌّ": لاَ عَيْبَ فيهِ، تامُّ الخِلْقَةِ. ونقول: بنتٌ سوية.
وجوابا لسؤالك:
نقول: زيد رجل سويّ. وفاطمة امرأةُ سوية.
والله أعلم.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[24 Feb 2005, 08:28 م]ـ
لكن ما السر في عدم التأنيث في القرآن الكريم؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Feb 2005, 10:13 م]ـ
الوصف بـ (السَّويِّ) هووصف بتمام الخِلْقَةِ واستقامتها. وقد جاء هذا صفة في قوله تعالى: (فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً) أي: جبريل عليه السلام تمثل لمريم في صورة بشر سوي الخلقة. وجاء صفة أيضاً في قوله تعالى: (فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً) أي مستقيماً.
وجاءت حالاً في قوله تعالى: (قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً) أي أنك يا زكريا تمنع الكلام وأنت سوي الخلقة، لست بأخرس، فتعلم بهذه العلامة أن الله قد وهب لك الولد. وجاءت حالاً في قوله تعالى: (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ). وهي في هذه الآيات جاءت حالاً لمذكر ووصفاً لمذكر.
وأما من حيث اللغة فإنه يقال في وصف الأنثى: سوية. ولا يقال: سويّا، ومن ذلك قول الخنساء رضي الله عنها:
أَلا لَيتَ أُمّي لَم تَلِدني سَوِيَّةً*وَكُنتُ تُراباً بَينَ أَيدي القَوابِلِ
وقول النجاشي الحارثي وهو شاعر إسلامي:
وَكُنْتُ كَذِي رِجْلَيْنِ رِجْلِ سَوِيَّةٍ* وَرِجلٍ بهَا رَيْبٌ مِنَ الْحَدَثَانِ
ولو رجعت للفظة (سوى) في مفردات الراغب الأصفهاني لوجدت كلاماً طويلاً جيداً حول معاني هذه اللفظة وفقك الله.(/)
تناسب لطيف بين سورتي الكوثر والماعون
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 Feb 2005, 03:53 ص]ـ
السلام عليكم
لنكتب السورتين أمامكم
سورة الماعون
(0أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ اليَتِيمَ وَلاَ يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ المِسْكِينِ فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ المَاعُونَ)
سورة الكوثر
((إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ) وهما متلاحقتان في المصحف--والراجح أن ترتيب السور توقيفي من الله عز وجل
وردت صفات للمكذبين في الدين في سورة الماعون وفي الكوثر أمور تعاكسها
# في سورة الماعون صفة البخل (وَلاَ يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ المِسْكِينِ) (وَيَمْنَعُونَ المَاعُونَ) أي العطاء وقال أبو عبيدة: الماعون في الجاهلية العطاء والمنفعة
وفي سورة الكوثر صفة العطاء (وَانْحَرْ) والمراد التصدق بلحوم الأضاحي
# في سورة الماعون صفة ترك الصلاة (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) وفي سورة الكوثر الأمر بالصلاة (فَصَلِّ لِرَبِّكَ)
# في سورة الماعون صفة الرياء (الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ)) وفي سورة الكوثر عكسها في كون الصلاة خالصة لله (لِرَبِّكَ)
وهناك تناسب لطيف ذكره البقاعي في تفسيره بين نهاية سورة الماعون وبداية سورة الكوثر كعادته في إجراء تناسب بين السور فقال
(0وكانت الدين قد ختمت بأبخل البخلاء وأدنى الخلائق: المنع تنفيراً من البخل ومما جره من التكذيب، فابتدئت الكوثر بأجود الجود. العطاء لأشرف الخلائق ترغيباً فيه وندباً إليه، فكان كأنه قيل: أنت يا خير الخلق غير متلبس بشيء مما نهت عنه تلك المختتمة بمنع الماعون
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[20 Feb 2005, 03:11 م]ـ
ربط رائع
بارك الله فيك أخي الكريم(/)
هل كلمة "عبادة الشيطان" يجوز إطلاقها على المعاصي التي دون الكفر؟
ـ[أخوكم]ــــــــ[20 Feb 2005, 07:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الآيات:
يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً (مريم:44) _ ومن المعلوم أن أبا إبراهيم كافر يعبد الأصنام _
وكذلك قوله سبحانه:
أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ * وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلّاً كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ * هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ
(يّس:64)
نلاحظ من خلال تلك الآيات أن كلمة "عبادة الشيطان" مرتبطة فقط بالكفر كالذين يعبدون غير الله ويشركون به ..
وبالتالي نستنتج من مفهوم المخالفة أنه:
لا يجوز إطلاق كلمة "عبادة الشيطان" في حق من عصى الله معصية دون الكفر ..
فما رأي إخواني؟
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[25 Feb 2005, 02:23 م]ـ
استنباط لطيف له وجهه ودليله، وربما يكون تتبع الآيات التي استخدمت فيها هذه العبارة قد يؤكد هذا الاستنباط أو ينقضه فلعلك تتابع التدبر وتفيدنا مشكوراً.(/)
وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا (أهلاك عذاب أم هلاك موت؟)
ـ[أخوكم]ــــــــ[20 Feb 2005, 07:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال سبحانه:
وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَاماً وَأَحْسَنُ نَدِيّاً * وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِئْياً
(مريم:74)
هل الهلاك في الآية هلاك عذاب أم هلاك موت؟
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[21 Feb 2005, 09:50 م]ـ
الأخ الكريم ...... نجيبك بما نعرف:
1 - "الهلاك" لا يكون إلا في ميتة سوء - كما ورد في لسان العرب -.
2 - " أي فلم يغن ذلك عنهم شيئا من عذاب الله تعالى؛ فليعش هؤلاء ما شاؤوا فمصيرهم إلى الموت
والعذاب وإن عمروا؛ أو العذاب العاجل يأخذهم الله تعالى به"
راجع تفسير "القرطبي"
3 - " وجملة "وكم أهلكنا قبلهم من قرن" خطاب من الله لرسوله. وقد أهلك الله أهل قرون كثيرة كانوا أرفه من مشركي العرب متاعا وأجمل منهم منظرا. فهذه الجملة معترضة بين حكاية قولهم وبين تلقين النبي صلى الله عليه وسلم ما يجيبهم به عن قولهم. وموقعها التهديد وما بعدها هو الجواب".
راجع تفسير " ابن عاشور"
4 - "إذا كان هؤلاء المهلكون أحسن منهم أثاثا ورئيا، ولم يمنعهم ذلك من حلول العقاب بهم، فكيف يكون هؤلاء، وهم أقل منهم وأذل، معتصمين من العذاب".
راحع تفسير "السعدي"
ـ[أخوكم]ــــــــ[24 Feb 2005, 05:21 م]ـ
جزاك رب العرش خير الجزاء على هذه المشاركة
وليتك تأذن لي ببعض الوقفات:
أما ما نقلته عن لسان العرب بأن الهلاك لا يكون إلا في ميتة السوء فأظنك ستكون أول الرادين له وذلك لأجل الآيات التالية الصريحة في موضع النزاع:
(وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ) (غافر:34)
فهل يوسف عليه السلام مات ميتة سوء؟!
وقوله سبحانه:
(يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالاً وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (النساء:176)
فالآية هنا عامة في الهلاك ولا أعلم عالما واحدا قال بحصر توزيع الإرث لمن يموت ميتة سوء ومن مات ميتة حسنة فلا إرث لوارثيه!!!
أما تفسير القرطبي فكما ترى فإنه عمم في تعريف الهلاك في الآية فجعله شاملا لهلاك العذاب وهلاك الموت الطبيعي
وأما تفسير ابن عاشور فقد حكى مثل الآية فقال: ( ... أهلك ... )، بينما مسألتنا هل الهلاك هلاك عذاب أم موت طبيعي
وأما تفسير السعدي فقد فسرها بأنه هلاك عذاب لكنه لم يورد دليلا، بينما أنا أريد أي دليل حتى ولو كان عقليا يبين المراد من الهلاك في تلك الآية ونظائرها لأن معرفة ذلك ضروريا للرد على كل من يقول بمثل شبهة الكافرين السابقين
( ... أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَاماً وَأَحْسَنُ نَدِيّاً * وَكَمْ أَهْلَكْنَا .. )
وبهذا نكون عدنا لسؤال الموضوع:
وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا (أهلاك عذاب أم هلاك موت؟)
ختاما
أشكرك مرة بعد مرة أخي الموفق للخيرعمار على مشاركتك القيمة
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[24 Feb 2005, 06:34 م]ـ
اللهم آمين ولك المثل. بورك فيكم أخي الكريم.
===============================================
ورد في لسان العرب:
وهلك يهلَك (من باب علِم) هَلاكًا وهُلْكًا وتُهْلُوكًا وهُلُوكًا ومَهْلِكًا ومَهْلِكَةً وتَهْلِكَةً مثلثات اللام مات. ولا يكون إلا في ميتة سوءٍ. ولهذا لا يُستعمَل للأنبياءِ العظام. (ولكن الآية التي ذكرتها تبطل ما ذكره! إلا إذا كان هناك توجيه لها.) وعلى حد علمي لم يذكر هذا الأمر غيره (أي قوله لا يستعمل للأنبياء العظام).
لقد استسغتُ قوله في البداية معتمدا على سليقتي فأنتَ لا تقول "هلكَ صاحبي!! " أو "هلك الشيخ فلان بن فلان!!! "
=====================================
بالنسبة لمعنى "الهلاك" ... بحسب ما فهمته من التفاسير:
إما أن يهلكهم الله "بالموت" .... أو بعذاب يعجّل بموتهم"
ذكر القرطبي في تفسيره لقوله تعالى:
{ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين}
قوله تعالى: "ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا" يعني الأمم الماضية من قبل أهل مكة أهلكناهم. "لما ظلموا" أي كفروا وأشركوا. "وجاءتهم رسلهم بالبينات" أي بالمعجزات الواضحات والبراهين النيرات. "وما كانوا ليؤمنوا" أي أهلكناهم لعلمنا أنهم لا يؤمنون. يخوف كفار مكة عذاب الأمم الماضية؛ أي نحن قادرون على إهلاك هؤلاء بتكذيبهم محمدا صلى الله عليه وسلم، ولكن نمهلهم لعلمنا بأن فيهم من يؤمن، أو يخرج من أصلابهم من يؤمن ..... "
وشكرا لك على تعقيبك الجميل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[24 Feb 2005, 08:24 م]ـ
الآية شاملة لكلا الأمرين: هلاك الموت وهلاك العذاب يدل على ذلك قوله تعالى: {وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} (58) سورة الإسراء
ـ[أخوكم]ــــــــ[28 Feb 2005, 06:58 ص]ـ
جزاكما الله خير الجزاء وبارك في علمكما ونفع بكما
لو قلنا المقصود هو شمول الهلاك للعقاب والموت الطبيعي بناء على أنه الأعم فاللفظ يحتمله فيكون تطبيق الآية كمثال على النحو التالي:
لو صادفَ مسلمٌ فقيرٌ كافرا غنيا فأورد الكافر شبهته قائلا: أنا أحبُّ إلى الله منك لأني خير مقاما وأحسن نديا وكما رفعني ربي في الدنيا سيرفعني في الآخرة ..
_ فبناء على التفسير الأعم _ سيقول له المسلم الفقير:
انظر كيف أمات الله النبي سليمان عليه السلام وهو أحسن منك أثاثا ورئيا
فرغم صلاحه ولكن الله أهلكه _هلاك موت طبيعي _
وانظر كيف عاقب الله قارون الذي كان أحسن منك أثاثا ورئيا
فرغم فساده ولكن الله أهلكه _هلاك عذاب _
فليست رفعة الإنسان في الدنيا تدل على لزوم رفعته في الآخرة وأنه أحب إلى الله
ربما كان هذا هو الأرجح في تفسير تلك الآية خاصة على القاعدة التفسيرية من حمل الآية على المعهود من معاني القرآن واستعمالاته
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2279
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 Feb 2005, 08:22 ص]ـ
أخي عمار وفقك الله
لم أجد ما نقلت عن لسان العرب في كتاب لسان العرب لابن منظور؛ فهلا تكرمت بذكر مصدر النص المنقول الذي قلت في صدره: "ورد في لسان العرب "
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[01 Mar 2005, 09:10 ص]ـ
حياك الله شيخنا الكريم ....
في الحقيقة رجعتُ إلى نسختي (الإلكترونية) ولم أجد أيضا ما أشرتُ إليه في تعقيبي السابق! لكني قد نقلت ذلك عن النسخة الموجودة في موقع "صخر" .... لو تذهب إلى هذا الرابط:
http://qamoos.sakhr.com/
وتقوم بكتابة "هلك" في المستطيل الذي أمام كلمة "بحث" سيظهر لك معنى الكلمة في لسان العرب وغيره من المعاجم المتوفرة ... اضغط -لو تكرمت- على "هلك" المقابلة للسان العرب وسترى بنفسك.
لا أدري هل تم الإعتماد على نسخة أخرى أم أنه خطأ مطبعي!
ملاحظة: "أعرف أن بعض الإخوة لا يحبذون استخدام النسخ الإلكترونية ... لكن ما باليد حيلة! وليس في مقدور كل واحد منا اقتناء الكتب المطبوعة لسبب أو لآخر"(/)
الا بحبل من الله وحبل من الناس
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[20 Feb 2005, 09:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ايها الاخوة واعتذر على طول الغياب لكني انشغلت بظروف والله المستعان والحمدلله ها انذا اعود الى الاخوة والمشايخ الفضلاء
بارك الله فيكم في قوله تعالى الا بحبل من الله وحبل من الناس
وهي في وصف اليهود والاية في سورة ال عمران
السوال احسن الله اليكم هل ورد اثر عن السلف رحمهم الله ان حبل من الناس تاتي بمعنى التحالفات مع اليهود ودعمهم المادي وما الى ذلك
الباعث على السؤال وفقكم الله انه استدل احد الاخوة بان مساعدة الغرب لليهود في هذا العصر قد تحمل على الاية
اسال الله ان يثيبكم على جهدكم
اخوكم
طلال العولقي
ـ[أبو زينب]ــــــــ[20 Feb 2005, 02:16 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أخي الكريم طلال
بحثت حسب اجتهادي المتواضع فلم أعثر على قول يؤيد ما استدل به محاورك و لكني وجدت تفسيرا لأحد المعاصرين وهو ابن عاشور صاحب التحرير و التنوير فيه إشارة إلى ذاك المعنى. إذ يقول - رحمنا الله و إياه -:
وقوله {إلا بحبل من الله وحبل من الناس} الحبل مستعار للعهد، وتقدّم ما يتعلق بذلك عند قوله تعالى {فقد استمسك بالعروة الوثقى}
في سورة البقرة (256) وعهد الله ذمّته، وعهد النَّاس حلفهم، ونصرهم، والاستثناء من عموم الأحوال وهي أحوال دلّت عليها الباء التي للمصاحبة. والتَّقدير: ضربت عليهم الذلّة متلبِّسين بكُلّ حال إلاّ متلبّسين بعهد من الله وعهد من النَّاس، فالتَّقدير: فذهبوا بذلّة إلاّ بحبل من الله.
والمعنى لا يسلمون من الذلّة إلاّ إذا تلبَّسُوا بعهد من الله، أي ذمّة الإسلام، أو إذا استنصروا بقبائل أولى بأس شديد، وأمّا هم في أنفسهم فلا نصر لهم. وهذا من دلائل النُّبوّة فإنّ اليهود كانوا أعزّة بيثربَ وخيبر والنضير وقريظة، فأصبحوا أذلّة، وعمَّتهم المذلّة في سائر أقطار الدنيا.
اهـ
هذا في انتظار ما سيضيفه الإخوة بإذن الله.
و الله أعلم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 Feb 2005, 08:44 م]ـ
أبا زينب
السلام عليكم
الطبري يريد أن تكون الذلة مضروبة عليهم على الدوام--ففسر الآية تفسيرا كان موضع تقد من الرازي
قال الطبري ((ولكن القول عندنا أن الباء في قوله: {إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ ?للَّهِ} أدخلت لأن الكلام الذي قبل الاستثناء مقتض في المعنى الباء، وذلك أن معنى قولهم: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ?لذِّلَّةُ أَيْنَمَا ثُقِفُواْ}: ضربت عليهم الذلة بكل مكان ثقفوا، ثم قال: {إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ ?للَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ ?لنَّاسِ} على غير وجه الاتصال بالأول، ولكنه على الانقطاع عنه، ومعناه: ولكن يثقفون بحبل من الله وحبل من الناس،:))
أرأيت مقصوده--فقد كانت " إلا" عنده بمعنى " لكن" أي أن الذلة مضروبة عليهم في كل الأمكنة وفي كل الأزمنة وهم يثقفون بحبل من الله وحبل من الناس المؤمنين--وهو يؤكد أن هذه هي صفتهم دائما
وكان الرازي قد انتقد قول الطبري بقوله ((واعلم أن هذا ضعيف لأن حمل لفظ {إِلا} على (لكن) خلاف الظاهر،))
فما رأيك أيها الأخ الفاضل؟
ـ[أبو زينب]ــــــــ[23 Feb 2005, 03:37 م]ـ
أخي جمال رعاه الله
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أظن أن ما ذهب إليه الطبري و القرطبي رحمهما الله في تفسيريهما راجع إلى واقعهما آنذاك. و هذا ما جعلهما يفسران حرف إلا بمعنى لكن أي أنه حرف استثناء منقطع لا متصل.
فلو عاش الطبري رحمه الله بيننا اليوم لكان له رأي آخر. إذ أن واقعنا يشهد أن اليهود ليسوا الآن في ذلة بل في علو و استكبار و هذا مصداق قوله تعالى في سورة الإسراء {و قضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين و لتعلن علوا كبيرا} الآية 4
و قد رد ابن عاشور رحمه الله و إيانا على من فسر حرف إلا بـ لكن في قوله تعالى " و ما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ". فراجعه إن شئت.
وفقنا الله و إياك إلى ما يحب و يرضى.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 Feb 2005, 04:30 م]ـ
أخي أبا زينب
وفقك الله ورعاك
أظن أنهم في ذلة ما بعدها ذلة--فهم استحقوا كراهية واستصغار كافة الشعوب--والشعوب كلها تخلصت منهم بافتعال كيان لهم
ويكفي أن كيانهم عالة على المساعدات الخارجية--وهذه هي المسكنة
وإذا كان إبن عاشور لا يريد أن يفسر الإستثناء كما فسره الطبري فما يمكن له أن يفعل مع هذه الآية التي تتناول ضرب الذلة والمسكنة عليهم -قال تعالى ((وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ)) البقرة 61
لاحظ دون أي إستثناء في هذه الآية --والقرآن يفسر بعضه بعضا---فكيف يمكن أن نجمع بين كونه لم يستثن في آية البقرة
واستثنى في آية آل عمران (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ المَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ)
أنتظر توضيحك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو زينب]ــــــــ[24 Feb 2005, 03:35 م]ـ
اخي الكريم جمال حفظه الله
أفلا يكون هذا من باب تقييد العام؟
أي أن آية آل عمران خصصت ما كان مطلقا في آية البقرة؟
و الله أعلم.
ـ[أبو زينب]ــــــــ[26 Feb 2005, 09:28 م]ـ
نبهني الأخ الفاضل جمال - جزاه الله كل خير- إلى خطإ وقعت فيه.
إذ كان من الأولى أن أتحدث عن تقييد المطلق و تخصيص العام.
لذا وجب التنبيه.
و بارك الله فيك أجي جمال.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 Feb 2005, 07:49 م]ـ
أبا زينب
أنت تحمل أخلاق علماء--أبقاك الله لنا
ـ[أبو زينب]ــــــــ[28 Feb 2005, 12:39 ص]ـ
أحب الصالحين و لست منهم * * * لعلي أن أنال بهم شفاعة
و أكره مَن تجارتُه المعاصي * * * و لو كنا سواء في البضاعة
إذا كان هذا كلام الإمام الشافعي رحمه الله فماذا عساي - أنا -أن أقول؟
نفعني الله و إياك و أهل المنتدى بأسرار كتابه.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 May 2010, 03:16 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
1. قال الشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمه الله -:
{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} هذا إخبار من الله تعالى أن اليهود ضربت عليهم الذلة، فهم خائفون أينما ثقفوا، ولا يؤمنهم شيء إلا معاهدة، وسبب يأمنون به، يرضخون لأحكام الإسلام، ويعترفون بالجزية.
أو {وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ} أي: إذا كانوا تحت ولاية غيرهم ونظارتهم، [كما شوهد حالهم سابقا ولاحقا، فإنهم لم يتمكنوا في الوقت الأخير من الملك المؤقت في فلسطين، إلا بنصر الدول الكبرى، وتمهيدهم لهم كل سبب].
انتهى
وقال محقق الكتاب - الشيخ عبد الرحمن بن معلا اللويحق - تعليقاً على ما بين المعكوفتين:
قد يشكل- على القارئ- هذا الموضع إذ هو عن ملك اليهود لفلسطين مع أن الشيخ ألف التفسير قبل ذلك، ولكن هذه الجمل الموضوعة بين القوسين المركنين زيادة من هامش النسخة، لعل الشيخ كتبها بعد سنين من كتابته التفسير، والله أعلم.
انتهى
2. وقال الشيخ العثيمين - رحمه الله - في فوائد آية البقرة -:
ومنها: ضرب الذلة على بني إسرائيل، وقد ذكر الله تعالى أنهم ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله - وهو الإسلام -، أو بحبل من الناس، وهو المساعدات الخارجية، والمشاهد الآن أن اليهود أعزاء بما يساعدهم إخوانهم من النصارى.
انتهى
وتجد توسعا وتوكيداً لما ذكره الشيخ ها هنا في " تفسير آل عمران ".
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 May 2010, 03:28 ص]ـ
وفي هذا الجواب فوائد نافعة إن شاء الله
كيف يتطابق قوله تعالى عن اليهود: (وَضُرِبَتْ عَلَيْهم الذِّلَّةُ وَالمَسْكَنَةُ) مع واقعهم الحالي؟
يقول الله سبحانه وتعالى عن اليهود في السورة رقم 3 آية 112 (باءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة)، لكن يبدو أن أحوال اليهود حسنة، ويبدو أنهم أثرياء، ويبلون حسناً، فهل بوسعكم - رجاء – التفسير، بارك الله فيكم.
الجواب:
الحمد لله
الآية الكريمة التي ذكرها السائل هي قوله تعالى: (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) آل عمران/112.
وأما معناها: فقد قال ابن كثير رحمه الله:
أي: ألزمهم الله الذلة، والصَّغَار، أينما كانوا، فلا يأمنون (إِلا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ) أي: بذمَّة من الله، وهو عَقْد الذمة لهم، وضَرْب الجزية عليهم، وإلزامهم أحكام الملة، (وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ) أي: أمانٌ منهم، ولهم ... .
وقوله: (وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ) أي: أُلزموا، فالتزَمُوا بغضب من الله، وهم يستحقونه.
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ) أي: أُلزِموها قَدراً، وشَرْعاً، ولهذا قال: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ) أي: وإنما حملهم على ذلك: الكبْر، والبَغْي، وَالْحسَد، فأعْقَبَهم ذلك: الذِّلة، والصَّغَار، والمسكنة، أبداً، متصلا بذلة الآخرة، ثم قال تعالى: (ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) أي: إنما حَمَلهم على الكفر بآيات الله، وقَتْل رُسُل الله، وقُيِّضوا لذلك: أنّهم كانوا يُكثرون العصيان لأوامر الله عز وجل، والغشيان لمعاصي الله، والاعتداء في شرع الله، فَعِياذًا بالله من ذلك، والله المستعان.
" تفسير ابن كثير " (2/ 104).
والذلة التي ضربها الله على اليهود تشمل الذلة القدرية التي قدَّرها الله عليهم، والذلة الشرعية، بمعنى أن الله تعالى أمرنا بإذلالهم، بضرب الجزية عليهم.
قال الطبري رحمه الله:
و " الذلة " هي الصغار الذي أمر الله جل ثناؤه عبادَه المؤمنين أن لا يعطوهم أماناً على القرار على ما هم عليه من كفرهم به، وبرسوله، إلا أن يبذلوا الجزية عليهم لهم.
" تفسير الطبري " (2/ 136).
وقال رحمه الله:
أخبرهم الله جل ثناؤه أنه يبدلهم بالعز ذلاًّ، وبالنعمة بؤساً، وبالرضا عنهم غضباً، جزاء منه لهم على كفرهم بآياته، وقتلهم أنبياءه ورسله، اعتداءً، وظلماً منهم بغير حق، وعصيانهم له، وخلافاً عليه.
" تفسير الطبري " (2/ 137).
وسبق قول ابن كثير رحمه الله: " أُلزِموها قَدراً، وشَرْعاً ".
فالله تعالى قدَّر عليهم الإذلال بسبب كفرهم، وفسادهم، وحكم به عليهم شرعاً بما ضربه عليهم من الجزية.
ومن هذا الباب قول تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) الأعراف/ 167.
قال ابن كثير رحمه الله:
قوله: (لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ) أي: على اليهود، (إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ) أي: بسبب عصيانهم، ومخالفتهم أوامر الله، وشرعه، واحتيالهم على المحارم.
ويقال: إن موسى عليه السلام ضرب عليهم الخراج سبع سنين، وقيل: ثلاث عشرة سنة، وكان أول من ضرب الخراج، ثم كانوا في قهر الملوك، من اليونانيين، والكشدانيين، والكلدانيين، ثم صاروا في قهر النصارى، وإذلالهم إياهم، أخذهم منهم الجزية، والخراج، ثم جاء الإسلام، ومحمد عليه أفضل الصلاة والسلام، فكانوا تحت صغاره، وذمته، يؤدون الخراج، والجزية.
" تفسير ابن كثير " (3/ 497).
وهذا هو واقع اليهود على مرِّ الأزمان؛ وحتى في هذا العصر الحديث لا تجد لهم محبة، ولا قبولاً في الأرض، وما مذابح الأوربيين لهم في " أوربا " ببعيد، وهم يؤمنون بذلك , ولذلك لا يعيشون إلا منعزلين، منطوين، أو أذلاء يستجدون النصرة من دول الكفر، والمنظمات الدولية.
قال ابن القيم رحمه الله في وصف اليهود -:
فالأمَّة الغضبية هم اليهود، أهل الكذب، والبهت، والغدر , والمكر، والحيل , قتلة الأنبياء , وأكلة السحت - وهو الربا، والرشوة - أخبث الأمم طوية , وأرداهم سجية , وأبعدهم من الرحمة , وأقربهم من النقمة , عادتهم البغضاء , وديدنهم العداوة والشحناء , بيت السِّحِر، والكذب، والحيل , لا يرون لمن خالفهم في كفرهم وتكذيبهم الأنبياء حرمة , ولا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة , ولا لمن وافقهم حق، ولا شفقة , ولا لمَن شاركهم عندهم عدل , ولا نَصَفَة , ولا لِِمَن خالطهم طمأنينة , ولا أمََنة , ولا لمن استعملهم عندهم نصيحة، بل أخبثهم: أعقلهم، وأحذقهم: أغشهم , وسليم الناصية - وحاشاه أن يوجد بينهم: ليس بيهودي على الحقيقة , أضيق الخلْق صدوراً , وأظلمهم بيوتاً , وأنتنهم أفنيةً , وأوحشهم سجيَّةً , تحيتهم: لعنة , ولقاؤهم: طيرة، شعارهم: الغضب , ودثارهم: المقت.
" هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى " (ص 8).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه صفات اتفق عليها القاصي والداني، والقريب والبعيد، ولذلك لوحقوا، وطوردوا، على مر الزمان؛ وحتى في هذا العصر لا ينعمون بالأمان حتى في دولتهم المزعومة.
ثانياً:
أما ما يقوله الأخ السائل من وجود " الغنى " و " العز " لليهود في زماننا هذا: فهو لا يخالف معنى الآية، وبيان ذلك من وجهين مُجملين:
1. ضرب الذلة والمسكنة على اليهود لازم لا يتخلف، وقد استثنى الله تعالى في " الذلة " – لا المسكنة - بقوله: (إِلا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ) فما تراه هو من هذا، وأما بمجردهم: فهم أحقر من أن يكون لهم عز، ونصر، ولذلك لا يُعرف لهم انتصار في معركة دخلوها وحدهم، ولا يزالون في حاجة إلى الشرق والغرب لتثبيت دولتهم، فإما مددهم من الله ليذل بهم من تركوا دينه، أو حبل من الناس: عهد وميثاق مع المؤمنين، أو تحالف مع دول الكفر لنصرتهم، وتأييدهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وأمَّا كون اليهود كانوا ينتصرون على العرب: فهذا لا يُعرف، بل المعروف خلافه , والله تعالى قد أخبر بما يدل على ذلك، فقال تعالى: (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) آل عمران / 12، فاليهود من حين ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله، وحبل من الناس: لم يكونوا بمجردهم ينتصرون، لا على العرب، ولا غيرهم، وإنما كانوا يقاتلون مع حلفائهم قبل الإسلام، والذلة ضربت عليهم من حين بعْث المسيح عليه السلام فكذبوه، قال تعالى: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) آل عمران/ 55، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ) الصف/ 14.
" مجموع الفتاوى " (1/ 302).
وقال الطاهر بن عاشور رحمه الله:
والمعنى: لا يسلمون من الذلّة، إلاّ إذا تلبَّسُوا بعهدٍ من الله، أي: ذمّة الإسلام، أو إذا استنصروا بقبائل أولى بأس شديد، وأمّا هم في أنفسهم: فلا نصر لهم، وهذا من دلائل النُّبوّة؛ فإنّ اليهود كانوا أعزّة بيثربَ، وخيبر، والنضير، وقريظة، فأصبحوا أذلّة، وعمَّتهم المذلّة في سائر أقطار الدنيا.
" التحرير والتنوير " (4/ 56).
2. أن " المسكنة " ليست هي " الفقر "، بل لعلهم أغنى الناس، لكن المسكنة التي ضربها الله عليهم هي إظهار فقرهم، وبُخلهم بما في أيديهم، وقد أخبرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أنه (لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ) رواه البخاري (6081) ومسلم (1051)، وأنَّى لهؤلاء هذا الغنى؟!.
وقد ردَّ الشيخ العثيمين رحمه الله على ما ذكره الأخ السائل، وقد لخَّصنا كلامه في نقاط، نرجو أن تكون مفيدة.
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – في تفسير قوله تعالى: (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ) البقرة/ من الآية 61 - :
(وضربت عليهم الذلة والمسكنة):
1. خبرٌ مِن الله عن بني إسرائيل أنه ضُربت عليهم الذلة والمسْكنة، (الذلة) هذه في الشجاعة، أذلة، لا يقابِلون عدوّاً، قال الله تعالى: (لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ) الحشر/14.
(يُتْبَعُ)
(/)
2. و (المَسْكَنة) يعود إلى الفقر، فليس عندهم شجاعة، وليس عندهم غِنى، لا كرماً بالمال، ولا كرماً بالنفس؛ لأن الشجاعة كرم بالنفس، يجود الإنسان بنفسه لإعلاء كلمة الله، والكرم: جود بالمال، ثم - والعياذ بالله - ما حصل لهم هذا، ولا هذا، بل العكس (ضُرِبَت عَلَيْهِم الذِّلَّة) فلا شجاعة عندهم، وضربت عليهم المسكنة فلا جود عندهم، ولهذا لا يوجد أمَّة أفقر من اليهود، ولا أبخل، أي: لا أفقر قلباً منهم، وليس مالاً، وإلا فأموالهم كثيرة.
3. فهذه الذلة - والعياذ بالله - عليهم مضروبة، وكذلك المسْكنة، فإذا قال قائل: الواقع خلاف هذا الأمر؟! قلنا: لا يمكن أن يكون الواقع مخالفاً لكلام الله، ورسوله، وإنما الخطأ في الفهم، والتصور، أما كلام الله: فلا يختلف، فنقول:
هذه الآية مطلقة – أي: قوله تعالى: (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ) البقرة/61 - وفي قوله تعالى في آل عمران: (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ) آل عمران/112: ما يقيِّد هذه الآية، ويصير المعنى: " ضُربت الذلة والمسكنة إلا بحبلٍ مِن الله وحبلٍ مِن الناس "، فإذا وصلهم الله تعالى، أو وصلهم الناس: فإنهم تزول عنهم الذلة، ويكون معهم شجاعة، وقوة.
4. الحبل من الله ما هو؟ قيل: إنه الإسلام، والحبل من الناس: أن يمدهم الناس غير اليهود بما يمدونهم به، فاليهود الموجودون الآن في حبلٍ من الناس يمدهم، وهم النصارى في كل مكان، يمدونهم؛ لأن الله يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) المائدة/51، وهذا خبر، والخبر من الله: لا يُخلف، النصارى تمدهم من جميع أقطار الدنيا، إما علناً وإما سرّاً، وإما مباشراً أو غير مباشرٍ.
5. الحبل من الله قلنا: إنه الإسلام - على ما ذكره كثير من أهل العلم - ويحتمل عندي: أنه أعم من الإسلام؛ لأنهم إذا أسلموا: زال عنهم وصف اليهودية، وصاروا من المسلمين، لكن عندي أنه (حبل من الله): أن الله قد يسلطهم على غيرهم؛ عقوبةً لهم، قد يُسلَّطون على غيرهم، وتكون لهم الغلبة، عقوبة على الآخرين؛ لعلهم يرجعون إلى الله عز وجل، لا سيما إذا كانوا من أمَّة محمد عليه الصلاة والسلام، وعصوا وأَبعدوا عن هذه الملة: فإن الله عز وجل يسلِّط عليهم مَن شاء مِن خلقه؛ لعلهم يرجعون، وهذا الأمر هو الواقع، لو نظرنا إلى الذين جعلوا أنفسهم في مسير هؤلاء اليهود - وهم العرب -: لوجدنا أكثرهم ضالين - ولا سيما ذوي القيادات منهم - منحرفين عن الحق، بل ربما يصل أمر بعضهم إلى الكفر - والعياذ بالله -، فلذلك يسلَّط عليهم هؤلاء، ويحصل ما يحصل.
6. إذن يزول عنَّا الاشتباه في قوله: (وَضُرِبَت عَلَيْهِم الذِّلَّةُ وَالمَسْكَنَةُ): " لماذا نراهم الآن في هذه الحال، والآية خبرٌ من الله، وخبر الله حق وصدق، لا يمكن أن يتخلف ":
فالجواب:
أن هذه الآية مقيَّدة بقوله تعالى (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ)، وانظر التقييد في " آل عمران ": تقييد في الذلة فقط، لكن المسكنة غير مقيدة، ولذلك هم مضروب عليهم المسكنة أينما كانوا، ولا يمكن أن يبذلوا قرشاً إلا وهم في أملٍ أن يحصلوا درهماً، فالمسكَنة مطلقة، والمذلة مقيدة، (إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ الله وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ).
" تفسير سورة البقرة " (الشريط رقم 10، وجه أ).
والله أعلم
http://www.islam-qa.com/ar/ref/132458
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[21 May 2010, 08:17 ص]ـ
وفي هذا الجواب فوائد نافعة إن شاء الله
كيف يتطابق قوله تعالى عن اليهود: (وَضُرِبَتْ عَلَيْهم الذِّلَّةُ وَالمَسْكَنَةُ) مع واقعهم الحالي؟
يقول الله سبحانه وتعالى عن اليهود في السورة رقم 3 آية 112 (باءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة)، لكن يبدو أن أحوال اليهود حسنة، ويبدو أنهم أثرياء، ويبلون حسناً، فهل بوسعكم - رجاء – التفسير، بارك الله فيكم.
ولكن الحال منقلب اللان، فصرنا اشد الناس ذلة وصغارا ويبعث الله علينا من يسومنا سوء العذاب، وضربت علينا الذلة والمسكنة وبئنا بغضب من الله اكثر من اهل الارض الاخرين،
وصاروا اكثر الناس اعزة، ولانخرجهم من بيوتهم وارضهم واموالهم، وانما يخرجونا هم من ارضنا واموالنا وابناءنا ويخربون بيوتنا بايديهم وايدينا، واتى الله بنياننا من القواعد فخر علينا السقف من فوقنا، فماذا يقول السادة المشايخ الافاضل؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[22 May 2010, 05:35 ص]ـ
الجواب موجود في النقل السابق، وهو:
" لكن عندي أنه (حبل من الله): أن الله قد يسلطهم على غيرهم؛ عقوبةً لهم، قد يُسلَّطون على غيرهم، وتكون لهم الغلبة، عقوبة على الآخرين؛ لعلهم يرجعون إلى الله عز وجل، لا سيما إذا كانوا من أمَّة محمد عليه الصلاة والسلام، وعصوا وأَبعدوا عن هذه الملة: فإن الله عز وجل يسلِّط عليهم مَن شاء مِن خلقه؛ لعلهم يرجعون، وهذا الأمر هو الواقع، لو نظرنا إلى الذين جعلوا أنفسهم في مسير هؤلاء اليهود - وهم العرب -: لوجدنا أكثرهم ضالين - ولا سيما ذوي القيادات منهم - منحرفين عن الحق، بل ربما يصل أمر بعضهم إلى الكفر - والعياذ بالله -، فلذلك يسلَّط عليهم هؤلاء، ويحصل ما يحصل ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[22 May 2010, 09:18 ص]ـ
الجواب موجود في النقل السابق، وهو:
" لكن عندي أنه (حبل من الله): أن الله قد يسلطهم على غيرهم؛ عقوبةً لهم، قد يُسلَّطون على غيرهم، وتكون لهم الغلبة، عقوبة على الآخرين؛ لعلهم يرجعون إلى الله عز وجل، لا سيما إذا كانوا من أمَّة محمد عليه الصلاة والسلام، وعصوا وأَبعدوا عن هذه الملة: فإن الله عز وجل يسلِّط عليهم مَن شاء مِن خلقه؛ لعلهم يرجعون، وهذا الأمر هو الواقع، لو نظرنا إلى الذين جعلوا أنفسهم في مسير هؤلاء اليهود - وهم العرب -: لوجدنا أكثرهم ضالين - ولا سيما ذوي القيادات منهم - منحرفين عن الحق، بل ربما يصل أمر بعضهم إلى الكفر - والعياذ بالله -، فلذلك يسلَّط عليهم هؤلاء، ويحصل ما يحصل ".
حيا الله فضيلة الشيخ احسان. والحمد لله على ظهوركم في هذا الملتقى الذي هو بحاجة الى أمثالكم من العلماء. فيا ريت تظل معانا. وحياكم الله يا جارنا الطيب العزيز
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[22 May 2010, 05:57 م]ـ
حياك الله أستاذ تيسير ومرحبا بك
والملتقى فيه كثير من أهل الاختصاص وأنا أستفيد منهم
وفقك الله
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[22 May 2010, 06:09 م]ـ
نعم يوجد ولكن للأسف لا يشاركون إلا ما ندر رغم جديّة المواضيع التي تطرق وأهميتها. فمثلاً فقد كتبت مشاركة مهمة بعنوان الرمزية بالاحاديث النبوية فلم يكد يطلع عليها أحد رغم أن هذا الموضوع كما بينت يستحق أن يكتب به بحث أو كتاب. ولكن ربما نجد للأخوة العلماء مخرجاً بأنهم مشغولون. وكلٌ يوتى من قبله. وعلى كل حال بارك الله بفضيلتكم على التفضل بالرد.والسلام عليكم(/)
استدراكات على التفاسير لدى فؤاد سزجين
ـ[موراني]ــــــــ[20 Feb 2005, 01:50 م]ـ
هذه هي الاستدراكات:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26898
في هذا العمل نظر كما يبدو لي من حيث منهجيته , اذ لم يعتمد فؤاد سزجين عند نشر الجزء الأول من تاريخ التراث قبل ما يقرب من 40 (!) سنة على المعلومات المستخرجة من فهرست لابن نديم وغيره من الكتب التي جاء فيها ذكر التفاسير مثل: ولفلان كتاب التفسير .... الخ ,
بل ذكر كتبا لها أثر واضح في الكتب المتأخرين من ناحية وفي (قبل أي شيء آخر!) في المخطوطات.
فمن هنا لا يمكن اعتبار هذه الدراسة القيمة والنفيسة استدراكا على ما جاء عند سزجين , بل جمعا نافعا لعناوين الكتب.
وهنا أستدرك على الاستدراكات هذه بالملحوظات التالية السريعة:
تفسير ليحيي بن سلام البصري:
ليس هناك مخطوط في مكتبة القرويين بفاس كما يزعم صاحب الدراسة بل في المكتبة العتيقة بالقيروان. وهناك عدد لا يحصى من الأجزاء الكاملة والمبتورة من هذا الكتاب.
أما المخطوط في مكتبة القرويين بفاس فهو مختصر تفسير يحيى بن سلام لابن أبي زمنين المري الأندلسي
كما جاء عند سزجين.
تم تحقيق الجزء السادس عشر والثامن عشر منه من طرف حمادي صمود في تونس.
وحقق البشير المخينيني الجزء الثالث عشر والجزء السابع عشر منه عام 1971 (تونس)
وأنظر حول المخطوطات لهذا الكتاب بالقيروان أيضا: المكتبة الأثرية بالقيروان. عرض ـ دليل. لمحمد البهلي النيال. منشورات دلر الثقافة. تونس 1963.
التصاريف. تفسير القرآن مما اشتبهت أسماؤه وتصرفت معانيه ليحيى بن سلام.
تحقيق هند شلبي. تونس 1979.
تفسير كتاب الله العزيز لهود بن محكم الهواري.
تحقيق بالحاج سعيد شريفي , دار الغرب الاسلامي. 1990
تفسير القرآن لعبد الله بن وهب
برواية سحنون بن سعيد. (بتحقيقي في 3 مجلدات) دار الغرب الاسلامي 2003(/)
أريد دراسات عن تفسير أبي السعود
ـ[النحوي الصغير]ــــــــ[20 Feb 2005, 11:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد:
فأرجو من المشايخ الفضلاء، والإخوة الكرام أن يتفضلوا بدلالتنا على دراسات حول تفسير أبي السعود، إما دراسات خاصة، أو مع غيره، أو مقالات أو بحوث في مناهج المفسرين في عصر أبي السعود .. ولكم جزيل الشكر
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Feb 2005, 10:30 ص]ـ
مرحباً بكم أخي النحوي الكريم معنا في ملتقى التفسير الذي يسعد بكم وأمثالكم.
من البحوث عن تفسير أبي السعود:
- منهجية أبي السعود في تفسيره (إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم) للأستاذ العربي شاوش. رسالة علمية.
- تفسير أبي السعود: طريقته في العمل بالرواية، ومنهجه في توظيف القراءات القرآنية. للأستاذ العربي شاوش. بحث نشر بمجلة دار الحديث الحسنية بالمغرب. العدد 15 تقريبا، عام 1419هـ.
ـ[النحوي الصغير]ــــــــ[21 Feb 2005, 11:47 ص]ـ
جزاك الله خيرًا وعلمك ما ينفعك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Feb 2005, 12:25 م]ـ
وإياكم أخي الكريم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Mar 2005, 09:49 ص]ـ
هناك دراسة أخرى بعنوان:
أبو السعود ومنهجه في تفسيره (إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم) رسالة ماجستير للباحث بابكر البلولة محمد. قدمها عام 1409هـ لكلية أصول الدين بجامعة أم درمان بالسودان. وأشرف عليه الدكتور جمعة سهل. وتقع في 186 صفحة.
ـ[النجدية]ــــــــ[22 Apr 2008, 02:55 م]ـ
بسم الله ...
هذه دراسة أخرى
العنوان: أبو السعود و منهجه في النحو من خلال تفسيره: إرشاد العقل السليم إلي مزايا القرآن الكريم:الأجزاء العشرة الأولى من القرآن الكريم نموذجا
الملاحظات: رسالة جامعية (ماجستير في اللغة العربية) -- الجامعة الأردنية (عمان، الأردن)، كلية الآداب، قسم اللغة العربية، 2006.
الباحث: عماد أحمد زبن.
اشراف:، ياسين عايش خليل،
و الله الموفق
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[22 Apr 2008, 04:50 م]ـ
من الدراسات حول هذا التفسير:
1. الدخيل في تفسير أبي السعود العمادي المسمى إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم: تحقيق ودراسة من أوله إلى آخر سورة التوبة، للأستاذة: بدرية صالح علي الغصون، رسالة ماجستير، كلية التربية بالرياض،1409هـ.
2. منهج أبي السعود في تفسير القرآن، للأستاذ: أحمد عزت محمد الزيات، رسالة ماجستير، جامعة القاهرة، 1991م.
3. البلاغة في تفسير أبي السعود، للأستاذ: الشحات محمد عبد الرحمن، رسالة دكتوراه، جامعة الأزهر،1984م.
4. منهج أبي السعود العمادي في التفسير، للأستاذ: إسماعيل أوزدنج إبراهيم، رسالة ماجستير، جامعة الاسكندرية،1978م.
5. أبو السعود ومنهجه في التفسير، للأستاذ: عبد الستار فاضل خضر، رسالة ماجستير، جامعة بغداد،1988م.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[23 Apr 2008, 11:28 م]ـ
أضيف بأن التفسير كاملا تم تحقيقه بكلية أصول الدين بالقاهرة على عدد من المسجلين للدكتوراه منذ سنوات.
ـ[النجدية]ــــــــ[10 May 2008, 06:38 م]ـ
بسم الله ..
و علمت بأن هناك رسالة بعنوان:
بلاغة الالتفات في تفسير أبي السعود، فادي الشامي، بإشراف: د. أحمد نوفل، الجامعة الأردنية، رسالة ماجستير، 2008م(/)
إشراقات قرآنية
ـ[عبدالرحمن العامر]ــــــــ[23 Feb 2005, 01:03 ص]ـ
قام فضيلة الشيخ الدكتور سلمان العودة حفظه بإخراج سلسلة من الإصدارات بعنوان"إشراقات قرآنية" وهي على مجموعتين, في قصار المفصل.
وقد ألفت الشيخ إلى جوانب أحسب أنه لم يسبق إليها في الجانب البلاغي والإعجازي ...
والسؤال: ماتقييم الأخوة لتلك الإصدارات؟
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[25 Feb 2005, 02:13 م]ـ
استمعت لأكثرها وهي حلقات متميزة كعادة الشيخ سلمان العودة وفقه الله. والظاهر أنها دروس ألقاها على طلابه في المسجد أو المنزل.(/)
الوقف على "أولم يتفكروا" في آية الأعراف ..... واجب أم جائز مع كون الوقف أولى
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[24 Feb 2005, 12:18 ص]ـ
قال تعالى: "أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة" الاعراف 184
عندما أقرأ هذه الآية أجد نفسي قد وقفتُ على "أولم يتفكروا" تلقائيا! وهنا أقول - والله أعلم -
أنه يجب على القارئ أن يقف على "أولم يتفكروا" ويبدأ بـ"ما بصاحبهم من جِنّة" كي لا يوهم السامع في حال الوصل أن "ما " والتي أريد بها أن تكون نافية أصبحت "ما" الموصولة بمعنى "الذي" .... وبالتالي ينقلب معنى الآية رأسا على عقب!!
وإني لأستغرب وجود "علامة الوقف الجائز مع كون الوقف أولى" على "أولم يتفكروا" في مصحف المدينة النبوية "النسخة الخضراء المعروفة" ... ولا أدري عن بقية المصاحف المطبوعة في دول أخرى.
أليس الأولى أن يكون الوقف لازما هنا؟؟
ـ[لؤي أبو محمد]ــــــــ[24 Feb 2005, 06:53 ص]ـ
أخي الكريم
الوقف على - أولم يتفكروا - من قوله تعالى ((أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة)) من سورة الاعراف
وقف تام ((وهو أعلى مراتب الوقف)).
انظر كتاب (منار الهدى في بيان الوقف والابتداء) للإمام الأشموني
و كتاب (المقصد لتلخيص ما في المرشد في الوقف والابتداء) لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[24 Feb 2005, 07:36 ص]ـ
الأخ الكريم "لؤي" .... شكرا لك على المشاركة.
================================================== =
وقف تام نعم، لكن ما أردتُ قوله هو: كيف يعرف عامة الناس أن هذا يدخل في الوقف التام؟ فإن قرأ أحدهم من المصحف ورأى تلك العلامة فهمَ أن الوقف أولى لكن لا يجب عليه الوقف. سؤالي كان لماذا لم توضع علامة "الوقف اللازم" بدلا من علامة " جواز الوقف مع كون الوقف أولى" كقوله تعالى - على سبيل المثال - "إنما يستجيب الذين يسمعون* والموتى يبعثهم الله" ..... لأني أرى العلة واحدة في هذين الموطنين وهي " اختلال المعنى إن تم الوصل"
أم أنّ المشايخ لا يرونه "لازما"؟
ـ[لؤي أبو محمد]ــــــــ[25 Feb 2005, 02:47 ص]ـ
أخي الكريم
مع أن الوقف تام ولكن المعنى لا يختل لدى الوصل
فحين الوصل يكون المعنى ((أولم يتأملوا ويتدبروا في انتفاء هذا الوصف
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه لا يمكن لمن يمعن النظر والفكر أن ينسبه إليه))
والمعنى قريب منه لدى الوقف - ولكن الوقف يعطي عمقاً للمعنى -
أما في مثالك فإن الوصل يوهم المستمع أن الذين يسمعون يستجيبون وكذلك الموتى يستجيبون.
كما أن إشارة ((قلى)) تعبر عن الوقف الكافي والتام 0 فكلمة الوقف أولى يفهم منها الوقف
مع أنه لا يمكن جمع الوقوفات كلها في المصحف الشريف - لأن الوقف يختلف حسب المعنى فالوقف نفسه يكون تاما تارة وقبيحا تارة أخرى وإليك هذا المثال-
ففي سورة البقرة الآيتان -6و7 -
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ*خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ}
فالوقف على (لايؤمنون) تام إن جعلت جملة (لايؤمنون) خبر إن ,وجملة (سواء عليهم) اعتراضية
والمعنى هنا إخبار من الله سبحانه وتعالى أن الكافرين لا يؤمنون على وجه العموم وقيل أن الآية نزلت في قوم بأعيانهم وهم سادات الكفر في قريش فعلى هذا المعنى يكون الوقف تاما
فإن جُعل (سواء) خبر إن كان الوقف على (لم تنذرهم) تاما والمعنى هم كفار مع وجود الإنذار وعدمه
وفي هذه الحالة لا يوقف على (لا يؤمنون) إن جعلت جملة (ختم الله على قلوبهم) حال فيكون المعنى
لا يؤمنون خاتما الله على قلوبهم وإن جعلتها استئنافية وجملة (لايؤمنون) خبر ثان كان الوقف عليها تاما.
وما تراه من إشارات الوقف في المصحف الشريف ما هي إلا ما رجحته اللجنة المؤلفة من خيرة العلماء.
أرجو ان لا أكون قد عقدت الأمور
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[25 Feb 2005, 09:20 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على الإفادة والإيضاح ولا تعقيد في كلامك.
=================================================
أتمنى أن يتسع صدرك لما سأقوله وأظن أنني لن أعقب بعد هذا - حتى لا يُظن
أنني أجادل لغرض الجدال لا للفائدة-:
قلتَ: "مع أن الوقف تام ولكن المعنى لا يختل لدى الوصل
فحين الوصل يكون المعنى ((أولم يتأملوا ويتدبروا في انتفاء هذا الوصف
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه لا يمكن لمن يمعن النظر والفكر أن ينسبه إليه)) "
لكن هذا المعنى لا يتبادر إلى الذهن أولا .... فإن قلتَ: لا يُفهمُ من الآية إلا هذا المعنى
أقول لك: لو قرأها عاميّ مثلي لربما ظن أنّ "ما" النافية هي "ما" الموصولة! أقول ربما! وخاصة إذا افتتح بها القراءة.
لو قلتُ لك: "أَوَلم ترى ما بزيد من جِنّة" ماذا تفهم من كلامي؟ تفهم هذا المعنى "أولمْ ترى الذي بزيد من جنون" لكن قف على "ترى" وابدأ بـ"ما بزيد من جنة" ...... عندها
لن يتبادر إلى ذهنك إلا هذا المعنى "نفي الجنون عن زيد"
لو قرأها العامي وصلا ولم يقف على "يتفكروا" ... ربما تذكر الآية التي تليها:
"أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء" وقاس هذه على
تلك وظن أن "ما" هنا هي نفسها التي أتت في "أولم يتفكروا".
وإن كان هذا العامي قد قرأ بعض الأشعار وعرفَ شيئا من لغة العرب ... ربما يتذكر قول
المتنبي:
أتنكرُ ما نطقْتُ به بديها ** وليسَ بمنكر سبق الجَوادِ
فالمعنى: أتنكر الذي نطقت به بديها ... يقصد "ارتجاله الأشعار". هنا لو تقف على "تنكر"
وتبدأ بـ"ما نطقتُ به بديها" لاختل المعنى وأصبح " لم أنطقْ به بديها" وهنا يكون
المتنبي قد هجا نفسه.
والآية بعكس هذا .... فلو وقفتَ لدفعتَ الوهم عن السامع. ولو وصلتَ ربما يفهمُ يفسّر "ما"
بـ"الذي".
لا أدري هل اتضحتْ فكرتي؟
وشكرا لكم.(/)
القول بالأجلين
ـ[أبو محمد المدني]ــــــــ[24 Feb 2005, 02:09 ص]ـ
الإخوة الكرماء، والمشايخ الفضلاء ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:
عند قوله تعالى: (وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب .. ) الآية 11 من سورة فاطر.
ذكر ابن عطية رحمه الله تعالى أثر كعب الأحبار الذي أخرجه الصنعاني في تفسيره، وفيه: أن كعبا عندما طعن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: لو دعا الله لزاد في أجله، فأنكر ذلك عليه المسلمون واستدلوا بقوله تعالى: (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) فأجاب كعب رضي الله عنه بآية فاطر.
قال ابن عطية بعد ذكره لهذا الأثر: وهو ضعيف مردود، يقتضي القول بالأجلين، وبنحوه تمسكت المعتزلة. أ. هـ.
أرغب في زيادة إيضاح لهذه العبارة لمن لديه العلم بذلك، مع رجائي ذكر المراجع للرجوع لها إن أمكن ذلك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[24 Feb 2005, 08:15 م]ـ
قال ابن أبي العز الحنفي في «شرح العقيدة الطحاوية» ج1/ص149:
قدر الله سبحانه وتعالى آجال الخلائق بحيث اذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون قال تعالى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون وقال تعالى وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود قال قالت أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنها اللهم أمتعني بزوجي رسول الله وبأبي سفيان وبأخي معاوية قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد سالت الله لآجال مضروبة وأيام معدودة وارزاق مقسومة لن يعجل شيئا قبل أجله ولن يؤخر شيئا عن أجله ولو كنت سألت الله أن يعيذك من عذاب في النار وعذاب في القبر كان خيرا وأفضل فالمقتول ميت بأجله فعلم الله تعالى وقدر وقضي ان هذا يموت بسبب المرض وهذا بسبب القتل وهذا بسبب الهدم وهذا بسبب الحرق وهذا بالغرق الى غير ذلك من الأسباب والله سبحانه خلق الموت والحياة وخلق سبب الموت والحياة وعند المعتزلة المقتول مقطوع عليه أجله ولو لم يقتل لعاش الى أجله فكأن له أجلان وهذا باطل لانه لا يليق أن ينسب الى الله تعالى أنه جعل له اجلا يعلم انه لا يعيش اليه البتة أو يجعل أجله أحد الامرين كفعل الجاهل بالعواقب ووجوب القصاص والضمان على القاتل لارتكابه المنهي عنه ومباشرته
==================
وقال أبو الحسن الأشعري في «مقالات الإسلاميين» ج1/ص256:
القول في الآجال
اختلفت المعتزلة في ذلك على قولين
فقال اكثر المعتزلة الاجل هو الوقت الذى في معلوم الله سبحانه ان الانسان يموت فيه او يقتل فاذا قتل قتل بأجله واذا مات مات بأجله وشذ قوم من جهالهم فزعموا ان الوقت الذى في معلوم الله سبحانه ان الانسان لو لم يقتل لبقى اليه هو اجله دون الوقت الذى قتل فيه
واختلف الذين زعموا ان الاجل هو الوقت الذى في معلوم الله سبحانه ان الانسان يموت فيه او يقتل في المقتول الذى لو لم يقتل هل كان يموت ام لا على ثلاثة اقاويل
فقال بعضهم ان الرجل لو لم يقتل مات في ذلك الوقت وهذا قول ابى الهذيل
وقال بعضهم يجوز لو لم يقتله القاتل ان يموت ويجوز ان يعيش واحال منهم محيلون هذا القول
==================
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (8/ 516) عن المقتول: هل مات بأجله؟ أم قطع القاتل أجله؟
فأجاب: المقتول كغيره من الموتى لا يموت أحد قبل أجله ولا يتأخر أحد عن أجله. بل سائر الحيوان والأشجار لها آجال لا تتقدم ولا تتأخر. فإن أجل الشيء هو نهاية عمره وعمره مدة بقائه فالعمر مدة البقاء والأجل نهاية العمر بالانقضاء. وقد ثبت في صحيح مسلم وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {قدر الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة , وكان عرشه على الماء} وثبت في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء وخلق السموات والأرض} - وفي لفظ - {ثم خلق السموات والأرض}. وقد قال تعالى: {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}. والله يعلم ما كان قبل أن يكون ; وقد كتب ذلك فهو يعلم أن هذا يموت بالبطن أو ذات الجنب أو الهدم أو الغرق أو غير ذلك من الأسباب وهذا يموت مقتولا: إما بالسم وإما بالسيف وإما بالحجر وإما بغير ذلك من أسباب القتل. وعلم الله بذلك وكتابته له بل مشيئته لكل شيء وخلقه لكل شيء لا يمنع المدح والذم والثواب والعقاب ; بل القاتل: إن قتل قتيلا أمر الله به ورسوله كالمجاهد في سبيل الله أثابه الله على ذلك وإن قتل قتيلا حرمه الله ورسوله كقتل القطاع والمعتدين عاقبه الله على ذلك وإن قتل قتيلا مباحا - كقتيل المقتص - لم يثب ولم يعاقب إلا أن يكون له نية حسنة أو سيئة في أحدهما. والأجل أجلان " أجل مطلق " يعلمه الله " وأجل مقيد " وبهذا يتبين معنى قوله صلى الله عليه وسلم: {من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه} فإن الله أمر الملك أن يكتب له أجلا وقال: " إن وصل رحمه زدته كذا وكذا " والملك لا يعلم أيزداد أم لا ; لكن الله يعلم ما يستقر عليه الأمر فإذا جاء ذلك لا يتقدم ولا يتأخر. ولو لم يقتل المقتول فقد قال بعض القدرية: إنه كان يعيش وقال بعض نفاة الأسباب: إنه يموت وكلاهما خطأ ; فإن الله علم أنه يموت بالقتل فإذا قدر خلاف معلومه كان تقديرا لما لا يكون لو كان كيف كان يكون وهذا قد يعلمه بعض الناس وقد لا يعلمه فلو فرضنا أن الله علم أنه لا يقتل أمكن أن يكون قدر موته في هذا الوقت وأمكن أن يكون قدر حياته إلى وقت آخر فالجزم بأحد هذين على التقدير الذي لا يكون جهل. وهذا كمن قال: لو لم يأكل هذا ما قدر له من الرزق كأن يموت أو يرزق شيئا آخر وبمنزلة من قال: لو لم يحبل هذا الرجل هذه المرأة هل تكون عقيما أو يحبلها رجل آخر ولو لم تزدرع هذه الأرض هل كان يزدرعها غيره أم كانت تكون مواتا لا يزرع فيها وهذا الذي تعلم القرآن من هذا لو لم يعلمه: هل كان يتعلم من غيره؟ أم لم يكن يتعلم القرآن ألبتة ومثل هذا كثير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Feb 2005, 10:26 م]ـ
جزاكم الله خيراً يا أبا خالد على هذا الجواب الشافي الكافي. زادك الله علماً وبصيرة.
ـ[أبو محمد المدني]ــــــــ[02 Mar 2005, 02:07 ص]ـ
جزاك الله أخي أحمد القصير على ما أفدت وأجدت، جعل الله ذلك في ميزان حسناتك ..(/)
مساعدة في البلاغة في القران
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[24 Feb 2005, 05:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت فيما سبق احب ان استمع الى تفسير الشعراوي رحمه الله للايات مع مافيه من مخالفات عقدية
لكن الشي اللذي كان يجذبني فيه انه في احد الحلقات سمعته يقول ان الله ذكر في هذه الاية كلمة (قد) وفي تلك الاية لم يذكرها مع تشابه لفظة الاية كاملة في الموضعين ماعدا في كلمة (قد) واعجبني كلامه
لكن لم أجد تفسيرا يعني بهذه الامور والدقائق اللفظية البلاغية التي قد تساعد في فهم الاية
لذا هل مر عليكم مثل هذه التفاسير التي تعني بالاختلاف في الاية بتغير كلمة فيها
كذلك مثل (إن الله كان عليما حكيما) و (وكان الله عليما حكيما) لماذا ذكرت إن في الاية الاولى ولم تذكر في الثانية
لابد أن هناك سر بلاغي
فهل من مساعدة في هذا الموضوع دون التوجيه الى كتب المتشابهات لاني بحثت فيها ولم أجد ما يشفي الغليل من ناحية البلاغة
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Feb 2005, 09:42 م]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم.
البحوث التي من هذا النوع تتنوع فيها اجتهادات الباحثين والمتدبرين للقرآن الكريم، وتتفاوت قدرة هؤلاء على الإقناع بصواب ما ذهبوا إليه بحسب ما عندهم من العلم بالتفسير وقواعده، وعلوم اللغة العربية بأنواعها. وقد تناول المشاركون في هذا الملتقى كثيراً من جوانب هذا الموضوع في عدة مشاركات. وكتب الأستاذ محمد إسماعيل عتوك عدداً من المشاركات التي عالجت هذا الأمر من وجهة نظره.
من هذه المشاركات:
لمسات بيانية ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1854&highlight=%E1%E3%D3%C7%CA)
وأما الكتب والمؤلفات التي عنيت بهذا الجانب فهي كثيرة، منها:
- البرهان في علوم القرآن للزركشي في مواضع منه.
- كتب كثيرة للدكتور العراقي فاضل بن صالح السامرائي منها كتابه (لمسات بيانية في نصوص من التنزيل)، و كتابه (بلاغة الكلمة في القرآن) و كتابه (التعبير القرآني) وغيرها.
- كتب للدكتور عودة الله منيع القيسي مثل (الإعجاز اللغوي في قصص نوح عليه السلام).
- كتب الدكتور محمد أبوموسى البلاغية في بعض المواضع منها مثل كتابه (أسرار التعبير في سورة الأحزاب).
- شواهد في الإعجاز القرآني للدكتور عودة أبو عودة.
ويبقى المجال مفتوحاً للتدبر والتأمل، ولا يستطيع أحد من الباحثين الجزم بصواب وجهة نظره في الأمر، والله الموفق للصواب سبحانه وتعالى.(/)
في قوله تعالى "ولا يزيد الظالمين إلا خسارا " قوة .. تحدي .. إعجاز
ـ[سلسبيل]ــــــــ[24 Feb 2005, 06:42 م]ـ
لم يثر كتاب على وجه الأرض اهتمام المحبين والدارسين والباحثين والمخالفين على مر العصور وتعاقب الدهور كما أثارهم القرآن الكريم كلٌ بحسب موقعه من القرآن وموقع القرآن الكريم منه.
وهذا ما أثار دهشة الكثير واستغرابه إذ كيف يتصور ممن يتناول هذا الكتاب الخالد ألا يخرج من ذلك بإعلان شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله!
أو زيادة الإيمان والتثبت في الدين لمن شرفه الله بشهادة التوحيد!!
ولن نتيه في الإجابة إذ نجد القرآن الكريم يقرر ذلك ويجيب عليه بقوله تعالى " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا "
وهنا يكمن الإعجاز ..... والتحدي ..... والقوة ..... كما البشارة والإنذار
وقبل أن نتطرق لهذه الجوانب في هذه الآية الكريمة نستعرض أولا بإختصار ما ورد من تفسير لهذه الآية في كتابين من كتب التفسير وهما تفسير ابن كثير وتفسير السعدي رحمها الله تعالى.
أولا: تفسير ابن كثير
" .... إنه شفاء ورحمة للمؤمنين أي يذهب ما في القلب من أمراض من شك ونفاق وشرك وزيغ وميل وهو أيضا رحمة يحصل فيها الإيمان والحكمة وطلب الخير وليس هذا إلا لمن آمن به وصدقه واتبعه وأما الكافر الظالم نفسه فلا يزيد سماعه القرآن إلا بعدا وكفرا والآفه من الكافر لا من القرآن كقوله تعالى " قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذنهم وقر هو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد "
ثانيا: تفسير السعدي
وقوله " وننزل من القرآن " إلى " إلا خسارا " أي القرآن مشتمل على الشفاء والرحمة وليس ذلك لكل أحد وإنما ذلك للمؤمنين به العالمين بها وأما الظالمون بعدم التصديق به أو عدم العمل به فلا تزيدهم آياته إلا خسارا إذ به تقوم الحجة عليهم فالشفاء الذي تضمنه القرآن عام لشفاء القلوب من الشبه باليقين ولشفائه من الشهوات بالوعد والتذكير وكذلك لشفاء الأبدان من آلامها وأسقامها وأما الرحمة فإن فيه من الأسباب والوسائل التي متى فعلها العبد فاز بالرحمة الأبدية والثواب العاجل والآجل.
أوجه الإعجاز والتحدي والقوة في الآية بالإضافة إلى الوعيد والبشارة
1 - في قوله سبحانه وتعالى " يزيد " بدل نزيد (بالإضافة إلى تنزيه الله تعالى)
ما يوحي بإعجاز هذه الآيات وخاصيتها وأنها تتفاعل مع النفس البشرية وتؤثر بها (ايجابا أو سلبا) فإنها ليست كلمات جامدة لها نفس التأثير ونفس الوقع كلما قُرأت بل هي شفاء ورحمة للمؤمنين وهي نفسها خسارا للظالمين (كل الظالمين على اختلافهم) فهي سلاح ذو حدين وهذا يدل على على إعجازها في ذاتها كما قال تعالى في الآية الأخرى " قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذنهم وقر هو عليهم عمى "
color] 2- أن ذلك من قوة الأيات وعزتها .... فكأن هذه الآية تنذر كل قارئ للقرآن ومهتم به أن يشمر في إصلاح المحل (القلب) والإخلاص والإستعانه به سبحانه للإستفادة من الذكر الحكيم وجني الشفاء والرحمة قال تعالى [ color=#497418]" إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد " ............ فكما قال الإمام ابن كثير رحمه الله " وأن الآفه من الكافر لا من القرآن إذن لا بد من التطهر من الرجس والإقبال عليه بصدق للعمل به ليفتح الله قلوبنا للنور ويشرح صدورنا للانتفاع بالآيات ..... إنها كنز لا يعرف استخراجه إلا حاذق لبيب بعد التوكل على العزيزالحكيم.
3 - لو شاء الله لهدى الناس جميعا ولو شاء لهدى سبحانه كل من قرأ الآيات أو نظر فيها، وقد كُبّ أقوام على وجوهم في النار بعد أن سمعوا الآيات البينات تتلي من فم الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام لذا ولخلود هذا الكتاب العظيم وهذه المعجزة لا بد أن تستمر هذه الحلقة من لتظل الآية تزيدهم خسارا ويظل التحدي قائم على اختلاف المكذبين والظالمين على مر العصور إنها تتحداهم صراحة كما تحدتهم في نفس السورة من قوله تعالى " قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا "
4 - التعبير بالفعل المضارع " ننزل " " يزيد " يدل على استمرار الرحمات وتفاوتها وبذا تكون الآية دافعا لمزيد من العمل مزيد من الإخلاص والتدبر لنيل المزيد من الدرجات وكذا بالجانب الآخر فإن الخسران متفاوت وكلما ظل الكافر والظالم على حاله كلما هوى في الدركات كل بحسب عمله ولا يظلم ربك أحدا
5 - كما أن التعبير بـ " ننزل " يدل على التتابع والتمهل بين كل مرة وأخرى حيث من أراد الشفاء والرحمة فعليه بتدبر القرآن مرة بعد مرة ........ أما مع الظالمين فقال سبحانه وتعالى " ولا يزيد " ولم يقل ولا يزداد مثلا وذلك يدل على قوة في الإندفاع وأن الخسران يأتي دفعة واحدة.
6 - هذا بالإضافة ما تحتويه الآية من بشارة للمؤمن (شفاء ورحمة) و الوعيد للكافر والظالم (خسارا)
هذا وما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان.
والله أعلم(/)
ما هي عقيدة الماوردي؟
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[24 Feb 2005, 08:31 م]ـ
جاء في بعض التراجم أن الماوردي من المعتزلة فهل من دراسة حققت هذا الأمر؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 Feb 2005, 05:52 ص]ـ
شيخ أحمد
هل من الممكن أن نناقش بعض النقاط
# جاء في " النكت والعيون" وهو كتاب نفسير للماوردي ما يلي
(وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)
وروى سالم بن أبي الجعد عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وَمَن يَقْتُلْ مَؤْمِناً مُّتَعمِدّاً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ… " الآية، فقيل له: وإن تاب وآمن وعمل صالحاً. قال وأنَّى له التوبة. قال زيد بن ثابت. فنزلت الشديدة بعد الهدنة بستة أشهر، يعني قوله تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا} بعد قوله:
{وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهاً ءَاخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهَ إِلاَّ بِالْحَقِّ}
[الفرقان: 68].))
والمعتزلة لا يتركون آية النساء تمر دون تعليق منهم يظهر عقيدتهم بتخليد صاحب الكبيرة ولم ينهج فيها نهجهم
# وجاء فيه أيضا في تفسير آية الفرقان 68 (وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهاً ءَاخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهَ إِلاَّ بِالْحَقِّ)
({يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أن المضاعفة عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، قاله قتادة.
الثاني: أنها الجمع بين عقوبات الكبائر المجتمعة.
الثالث: أنها استدامة العذاب بالخلود.
{وَيَخْلُدْ فِيهِ} أي يخلد في العذاب بالشرك.
{مُهَاناً} بالعقوبة.
{إِلاَّ مَن تَابَ} يعني من الزنى.
{وَءَامَنَ} يعني من الشرك
. {وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً} يعني بعد السيئات.
) --وهو ليس يشبه توجيه المعتزلة للآية في شيء--بل أن كلامه هذا فيه ما يخالفهم إذ قال" (وَيَخْلُدْ فِيهِ} أي يخلد في العذاب بالشرك."
# ورد في بداية كتابه " الأحكام السلطانية " ما يلي
((الإمامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا، وعقدها لمن يقوم بها في الأمة واجب بالإجماع وإن شذ عنهم الأصم. واختلف في وجوبها هل وجبت بالعقل أو بالشرع؟ فقالت طائفة وجبت بالعقل لما في طباع العقلاء من التسليم لزعيم يمنعهم من التظالم ويفصل بينهم في التنازع والتخاصم، ولولا الولاة لكانوا فوضى مهملين وهمجاً مضاعين، وقد قال الأفوه الأودي وهو شاعر جاهلي من البسيط: لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جهالهم سادوا
وقالت طائفة أخرى: بل وجبت بالشرع دون العقل، لأن الإمام يقوم بأمور شرعية قد كان مجوناً في العقل أن لا يرد التعبد بها، فلم يكن العقل موجباً لها، وإنما أوجب العقل أن يمنع كل واحد نفسه من العقلاء عن التظالم والتقاطع. ويأخذ بمقتضى العدل التناصف والتواصل، فيتدبر بعقل لا بعقل غيره، ولكن جاء الشرع بتفويض الأمور إلى وليه في الدين، قال الله عز وجل: " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ".
ففرض علينا طاعة أولي الأمر فينا وهم الأئمة المتأمرون علينا. وروى هشام بن عروة عن أبي طالع عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سيليكم بعدي ولاة فيليكم البر ببره، ويليكم الفاجر بفجوره، فاسمعوا لهم وأطيعوا في كل ما وافق الحق، فإن أحسنوا فلكم ولهم، وإن أساءوا فلكم وعليهم".
فإذا ثبت وجوب الإمامة ففرضها على الكفاية كالجهاد وطلب العلم، فإذا قام بها من هو أهلها سقط فرضها على الكفاية. وإن لم يقم بها أحد خرج من الناس فريقان: أحدهما أهل الاختيار حتى يختاروا إماماً للأمة، والثاني أهل الإمامة حتى ينتصب أحدهم للإمامة، وليس على من عدا هذين الفريقين من الأمة في تأخير الإمامة حرج ولا مأثم،))
وهو نص يدل دلالة واضحة على أنه ليس من المعتزلة لأن من أساسيات الإعتزال تحكيم العقل في أحكام الشرع فالحسن والقبح لديهم بالعقل--وهو هنا أثبت وجوب الإمامة بالشرع
والله أعلم
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[01 Mar 2005, 01:34 م]ـ
جاء في كتاب: القول المختصر المبين في مناهج المفسرين للنجدي: (عقيدته: مؤول أشعري، شحن كتابه بالتأويل، ويختار في بعض المواضع من كتابه قول المعتزلة، وما بنوه على أصولهم الفاسدة، ويوافقهم في القدر؛ ولذا قال عنه الذهبي في " الميزان ": صدوق في نفسه، لكنه معتزلي) انتهى ص12
وللتأكد من ذلك يمكنك مراسلة الأستاذ الدكتور محمد الشايع، فهو من حقق كتابه في رسالته للدكتوراه.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Mar 2005, 02:29 م]ـ
أيضاً ذكره المغراوي في كتابه (المفسرون بين التأويل والإثبات) 2/ 810. حيث نقل أقواله في تفسير الآيات التي هي مظنة معرفة مذهبه العقدي. ولا سيما قول الذهبي في سير أعلام النبلاء 18/ 67
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[07 Mar 2005, 06:09 م]ـ
سئل الشيخ العلامة صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ عن عقيدة الماوردي كما في (الفرق بين كتب الحديث وكتب الفقه): ما هي عقيدة الماوردي، وما رأيكم في كتابه " الأحكام السلطانية"؟
الجواب / الماوردي أشعري، واتهم بالاعتزال، وهو صاحب تفسير
النكت والعيون، طبع في الكويت ثم طبع في غيرها، واتهم بالاعتزال في
مسائل وفي الجملة هو أشعري المذهب. وكتابه الأحكام السلطانية من جهة
الإمامة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غير دقيق، غير موافق
لتفاصيل مذاهب السلف.
ـ[محمد الشايع]ــــــــ[08 Apr 2005, 02:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم أطلقَ ابنُ الصلاح (ت643هـ) تُهمةَ الاعتزال على الماورديِّ (ت450هـ)، وتَحاملَ على تفسيره فَعدَّهُ عظيمَ الضَّررِ، فقال: «هذا الماورديُّ – عفا الله عنه – يُتَّهمُ بالاعتزال، وقد كنتُ لا أتحققُ ذلك عليه، وأَتأولُ له، وأعتذرُ عنه في كونه يوردُ في الآيات التي يَختلفُ فيها أهلُ التفسير تفسيرَ أهلِ السنة، وتفسيرَ المعتزلة، غير متعرضٍ لبيانِ ما هو الحقُّ منها، وأقولُ: لعلَّ قصدهُ إيراد كل ما قيل من حقٍ أو باطل، ولهذا يورد من أقوال المشبِّهة أشياء مثل هذا الإيراد، حتى وجدته يختارُ في بعض المواضع قولَ المعتزلةِ، وما بَنَوه على أصولهم الفاسدة، ومن ذلك مصيرهُ في الأعرافِ إلى أَنَّ الله لا يشاءُ عبادة الأوثان ... وقال في قوله تعالى:?وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن? [الأنعام 112]. وجهان في ?جعلنا?:
أحدهما: معناه حكمنا بأَنَّهم أعداء.
والثاني: تركناهم على العداوةِ فلم نَمنعهم منها.
وتفسيرهُ عظيمُ الضَّررِ؛ لكونهِ مشحوناً بتأويلات أهلِ الباطل، تلبيساً وتدسيساً على وجهٍ لا يفطن له غيرُ أهل العلم والتحقيق، مع أَنَّهُ تأليفُ رجلٍ لا يتظاهر بالانتساب إلى المعتزلة، بل يَجتهدُ في كتمان موافقتهم فيما هو لهم فيه موافق. ثُمَّ هو ليس معتزلياً مطلقاً فإنه لا يوافقهم في جَميع أصولهم، مثل خلق القرآن كما دلَّ عليه تفسيره في قوله تعالى:?ما يأَتيهمْ مِنْ ذِكْرٍ مِن رَبِّهم مُحدَثٍ? [الأنبياء 2] وغير ذلك. ويوافقهم في القَدَرِ، وهي البليَّةُ التي غلبت على البصريين وعِيبوا بِها قديماً». أهـ. (1)
مناقشة قول ابن الصلاح:
هذا ما قاله تقي الدين بن الصلاح عن الماوردي وتفسيره، وهو أقدم مَنْ صَرَّح باتِّهامِ الماوردي بالاعتزال – على ما نعلم – مع أنَّ بينهما نحو مائتي سنة، وقد جاء في عنوان نسخةِ الجامع الكبير في صنعاء من تفسير الماوردي التصريحُ باعتزاله حيث قال: « ... الشافعي مذهباً المعتزليُّ - على الأَصحِّ - معتقداً ... ) وهي مقولةُ أحدِ النساخِ، ثُمَّ إنَّ مَنْ جاء بعد ابن الصلاح نَقلَ عنه كلامه ونسبه إليه، تَخلصاً مِن تبعته لعدمِ تَحققهِ لا تهامه. فهذا ياقوت الحمويُّ، يقول من غير جَزمٍ: « ... وكان عالماً بارعاً متفنناً شافعياً في الفروع، ومعتزلياً في الأصول على ما بلغني، والله أعلم». (2)
ويقول الداوودي في طبقاته: « .. وذكره ابن الصلاح في طبقاته، واتهمه بالاعتزال في بعض المسائل بِحَسَبِ ما فهمه عنه في تفسيره في موافقة المعتزلة فيها، ولا يوافقهم في جميع أصولهم، ومما خالفهم فيه أَنَّ الجنَّة مَخلوقةٌ، نعم يوافقهم في القول بالقَدَرِ، وهي بلية غلبت على البصريين». (3)
وقد أوضح ابن الصلاح منشأَ اتهامه بالاعتزال وأَنَّه ذِكْرُهُ لبعض أقوالهم دونَ اعتراضٍ عليها، وقد أَخَذَ مِن هذا أَنَّهُ يَختارها. والمعتزلةُ لا يطلقون صفةَ الاعتزال إلا على من وافقهم في أصولهم الخمسة المعروفة، وأَمَّا من لا يوافقهم إِلاَّ في بعضها فليس معتزلياً، ومن ذلك قول أبي الحسين الخياط – أحد كبار المعتزلة في القرن الثالث – في كتابه الانتصار: «وليس يستحق أحدٌ منهم اسمَ الاعتزال حتى يَجمعَ القولَ بالأصول الخمسة: التوحيد، والعدل، والوعد والوعيد، والمَنْزلة بين المَنْزلتين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإذا كَمُلَت في الإنسان هذه الخصالُ الخمسُ فهو معتزلي». (4)
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا عُدنا إلى كلام ابن الصلاح المتقدم وجدناه نفسَه قد صرَّح بأَنَّه ليس معتزلياً مطلقاً، وأنه وافقهم في شيء وخالفهم في أشياء حيث يقول ( ... ثم هو ليس معتزلياً مطلقاً فإنه لا يوافقهم في جَميع أصولهم مثل خلق القرآن كما دل عليه تفسيره في قوله عز وجل: «ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث». وغير ذلك ويوافقهم في القدر، وهي البلية التي غلبت على البصريين وعيبوا بها قديماً». فمِن كلامه ما هو مُسَلَّمٌ مقبولٌ، ومنه ما هو تَحاملٌ ومبالغةٌ، فهو مردود.
فَنُسَلِّمُ له قوله عنه إِنَّه كان (يورد في تفسيره في الآيات التي يختلف فيها أهل التفسير، تفسير أهل السنة، وتفسير المعتزلة غير متعرض لبيان ما هو الحق منها». فالماوردي يعنى بعرض الأقوال في المسألة، ويجتهد في نسبة كل قول إلى قائله من الصحابة والتابعين ومن بعدهم في -الكثير الغالب، وربما ترك نسبة بعضها. ومن الشطط أَن نُحمِّلَه تَبِعةَ كلِّ قولٍ قيل في المسألة، وبخاصةٍ حين يسنده إلى قائله، وقد أوضح في مقدمته أنه أراد من تفسيره أن يكون ( ... جامعاً بين أقاويل السلف والخلف، وموضحاً عن المؤتلف والمختلف ... )
وقد فهم ابن الصلاح هذا حين قال: «لعل قصده إيراد كل ما قيل من حق أو باطل». غير أنه لم يعذره، ولم يرض بما ذهب إليه.
نعم، كان الأكمل أن يتعقب الأقوال بالتوجيه لها، والترجيح بينها، وقد فعل ذلك حيناً، وتركه حيناً آخر.
أما قول ابن الصلاح: «حتى وجدته يختار في بعض المواضع قول المعتزلة، وما بنوه على أصولهم الفاسدة، ومن ذلك مصيره في الأعراف إلى أن الله لا لا يشاء عبادة الأوثان ... وقال في قوله تعالى:?وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن? [الأنعام 112]. وجهان في ?جعلنا?:
أحدهما: معناه حكمنا بأنهم أعداء.
والثاني: تركناهم على العداوة فلم نمنعهم منها».
فصحيحٌ أَنَّه ذَكَرَ أقوال المعتزلة، لكنَّ دلالةَ ذلك على اعتقادهِ بِها غيرُ قطعيةٍ، فهو لم يزد على أَنْ عَرَضَ القولَ وتَرَكه ولَم يُرجحه بشيء. وقد صرَّح في مقدمته – كما تقدمت الإشارة إلى ذلك –بأنه يريد أن يكون (جامعاً لأقوال السلف والخلف، وموضحاً عن المؤتلف والمختلف) وباستعراض تفسيره نجده يذكر القول لا لصحته، واعتقاده به، وإنما لأنه قد قيل. فربما تعقبه وربما تركه، ولقد كان الأولى في حقه أن لا يعرضه ويتركه، بل يتعقبه بإيضاح وتوجيه، أو على الأقل ينسبه لمن قاله به، حتى يسلم من تبعته.
أما قول ابن الصلاح: «وتفسيرهُ عظيمُ الضَّرَرِ (5) لكونهِ مشحوناً بتأويلات أهل الباطل، تلبيساً وتدسيساً على وجهٍ لا يفطن له غير أهل العلم والتحقيق، مع أنه تأليف رجل لا يتظاهر بالانتساب إلى المعتزلة، بل يجتهد في كتمان موافقتهم فيما هو لهم فيه موافق». فهو قول مردودٌ وغُيرُ مُسلَّمٍ، وفيه تَحاملٌ ظاهرٌ على الماوردي، وعدمُ إنصافٍ لَهُ، ذلك أنَّ تفسيْرَهُ مليئٌ بتأويلات السَّلَفِ من الصحابة والتابعين، ومشاهير علماء المسلمين، منسوبةً لَهم بأسمائهم، مع ما نقله بِجانبِ ذلك من تأويلات الخَلَفِ، ومن بينها بعض تأويلات المعتزلة، والتي أراد من ذكرها بيان ما قيل في الآية من حق وباطل، ومن راجح ومرجوح. وهو في الغالب حين يذكر أقوال المعتزلة ينسبها إلى من قال بها من علمائهم كأبي علي الجُبَّائي، والأصمِّ، وعلي بن عيسى الرمانيِّ، وأبي مسلمٍ محمد بن بَحرٍ الأصفهانيِّ، والذي كثيراًً ما ينقلُ آرائه ويتعقبها بالنَّقدِ والردِّ، فلا لوم عليه بعد ذلك، إذا حكى أقوالَ المعتزلة مادام قد نَسبها.
فكيف يصحُّ من ابن الصلاح بعدَ هذا أن يصرفَ النظرَ عن كل ذلك، ويتصيَّد ما قد يكون ذكره الماوردي من أقوالهم التي أغفل نسبتها ليجعل منها دليلا على أنه معتزلي (6) أرد الإضرار بعقائد السَّوادِ من الناس فقصد بذلك التدليس والتلبيس! فرحم الله ابن الصلاح فلقد فاته الإنصاف.
مناقشة قول الدكتور عدنان زرزور:
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الدكتور عدنان زرزور فقد ذهب بعيداً حين عدَّ تفسير الماوردي -أيا ماكان الأمر- من تفاسير المعتزلة، وأَنَّهُ وُضِعَ على أصولهم، ومنهجهم في التفسير ونقل منه نصاً رآهُ دليلا على ماذهب إليه. فقال في كتابه (الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن): (والناظر في هذا التفسير قد لايقف فيه سريعاً على أَثرٍ واضحٍ لمذهب المصنِّفِ الذي كان لا يُجاهرُ بالاعتزال فيما يبدو، ولكنه كان ينتصر فيه لمذهب المعتزلة على التحقيق، مرة بالإشارة العابرة، وأخرى بوضع القارئ أمام وجوه كثيرة في تفسير الآية الواحدة. يوردها موجزةً ملخصةً وليس من بينها ما يناقض مذهب المعتزلة بحالٍ.
قال في قوله تعالى: (هدى للمتقين) وفي المتقين ثلاثة تأويلات:
أحدهما: الذين اتقوا ما حرم الله عليهم، وأدوا ما افترض عليهم، وهذا قول الحسن البصري.
والثاني: أنهم الذين يحذرون من الله العقوبة، ويرجون رحمته. وهذا قول ابن عباس.
والثالث: أنهم الذين اتقوا الشرك وبرئوا من النفاق. وهذا فاسد لأنه قد يكون كذلك وهو فاسق، وإنما خص به المتقين وإن كان هدى لجميع الناس لانهم آمنوا به، وصدقوا بما فيه ...
ثم قال الدكتور عدنان: «وأيا ما كان الأمر فإن الماوردي وضع تفسيره على أصول المعتزلة ومنهجهم في التفسير، سواءً أخالفهم في بعض المسائل أم لا، وسواء أجاهر بالاعتزال أم لا، وإن كنا لا ندري ما هو حد الجهر عند ابن الصلاح». (7)
فهذا الحكم الجازم من الدكتور الفاضل عدنان زرزور لا يخلو من تسرع، فإن ابن الصلاح - وهو أول من اتهمه بالاعتزال - لم يصل إلى هذا الحد، ولم يجزم بمثل هذا الحكم. وقد عَقَّبَ الدكتور عبدالله الوهيبي على عبارةِ الدكتور عدنان زرزور تلك فقال: «وهذا حُكمٌ يعوزهُ التحقيق، فلو أَنَّ الباحث تصفح هذا التفسير وقرأ فيه لتبين له أنه تسرع في الحكم عليه، ورجع عن قوله: «فإن الماوردي وضع تفسيره على أصول المعتزلة، ومنهجهم في التفسير) لأن قوله هذا يعني أن الماوردي يقول بجميع أصول المعتزلة، وهذا قول لا دليل عليه، ومخالف لما في تفسير الماوردي. ولو صح ما قال، لم يقل ابن الصلاح: «هو ليس معتزلياً مطلقاً فإنه لا يوافقهم في جميع أصولهم، مثل خلق القرآن كما دل عليه تفسيره في قوله تعالى:?ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث? [الأنبياء 2] وغير ذلك. ويوافقهم في القدر ... ) فكان الأولى بالباحث أن يكون منصفاً في حكمه، متحققاً من قوله بقراءة قسم من هذا التفسير يكفي للحكم عليه، أما إصدار الحكم بناء على قراءة المقدمة وتفسير آيتين من سورة البقرة لا يكفي، وليس في هاتين الآيتين ما يدل على حكمه». وللطبري عبارة شبيهة بعبارة الماوردي وما عدَّه أحدٌ من المعتزلة. (8)
والسبكي الذي نقل قول ابن الصلاح في الماوردي عقَّب عليه فقال: «والصحيحُ أَنَّه ليس معتزلياً، ولكنه يقول بالقَدَرِ فقط». (9)
وابن حجر تعقب عبارة الذهبي عن الماوردي بأنه (صدوق في نفسه، لكنه معتزلي) (10)، فيقول: «ولا ينبغي أن يطلق عليه اسم الاعتزال) ثم قال: «والمسائل التي وافق عليها المعتزلة معروفة، منها مسألة وجوب الأحكام والعمل بها هل هي مستفادة من الشرع أو العقل؟ كان يذهب إلى أنها مستفادة من العقل، ومسائل أخرى توجد في تفسيره وغيره منها أنه قال في تفسير سورة الأعراف: لا يشاء عبادة الأوثان، وافق اجتهاده فيها مقالات المعتزلة». (11)
وهذا تلميذه الخطيب البغدادي يقول عنه: «كتبت عنه، وكان ثقةً». (12)
ويقول ابن الجوزي: «وكان ثقة صالحاً». (13)
فلو كان معتزلياً لنبهوا على ذلك، فالخطيب تلميذه فهو أقرب إليه، وأعرف به. والمعتزلة لا يَعدُّونَ المرءَ معتزلياً حتى يقول بأصولهم الخمسة كاملة وإلا فإنه لا يستحق هذا الاسم في نظرهم. كما تقدم نقل قول أبي الحسين الخياط في ذلك. وهناك أمثلة متعددة خالف فيها الماوردي المعتزلة تقدم بعضها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعل من أدلة عدم اعتزاله علاقته بالخليفة القادر بالله، ووجه ذلك أن القادر كان من علماء الشافعية، وقد ألف كتاباً في الأصول ذكر فيه فضائل الصحابة على ترتيب مذهب أصحاب الحديث، وأورد في كتابه فضائل عمر بن عبدالعزيز وإكفار المعتزلة والقائلين بخلق القرآن، وكان ذلك الكتابُ يُقرأُ في كُلِّ جُمعةٍ في حلقة أصحاب الحديث بجامع المهدي وبحضرة الناس. (14) فإذا كان هذا هو رأي الخليفة القادر بالله في المعتزلة وموقفه منهم، فبعيد أن يقرب الماوردي منه وهو كذلك، وبعيد أن يجهل عقيدته. ثم هو معلوم عنه من سيرته شجاعته، وجرأته في الحق، يشهد لذلك موقفه من تلقيب جلال الدولة بملك الملوك، ومعارضته لذلك. فما الذي يجعله إذا كان معتزلياً لا يتظاهر بالانتساب إليهم، ويخفى أمره بل يجتهد في كتمان ذلك؟ ثم ما الذي يجعل القول باعتزاله يتأخر نحو مائتي سنة إلى أن جاء ابن الصلاح فأعلن ذلك؟
على أن المرء وهو ينفي عن الماوردي تهمة الاعتزال، وأنه وضع تفسيره على مذهب المعتزلة، وأصولهم، لا ينفي ذكره لأقوالهم في تفسيره عند تأويل بعض الآيات، ونقله عن بعض علمائهم، كالرماني، والجبائي، والأصم، وابن بحر، وتركه لبعضها دون نسبة أو تعقيب، وهو ما دفع ابن الصلاح لاتهامه بالاعتزال، وأن هذا مما يؤخذ عليه. غير أن وجود بعض الأقوال الاعتزالية في تفسيره شيء والقول باعتقاده بها وترجيحه لها، وكونه معتزلياً بنى تفسيره على أصولهم شيء آخر لا يسلم.
ولعل أقرب ما يقال عن الماوردي في هذه المسألة ما قاله ابن حجر من أن: «له مسائل وافق اجتهاده فيها مقالات المعتزلة، ولا ينبغي أن يطلق عليه اسم الاعتزال». (15) والله أعلم.
[ line]
الحواشي:
(1) طبقات الشافعية للسبكي 5/ 270
(2) معجم الأدباء 15/ 53
(3) طبقات المفسرين 1/ 414
(4) الانتصار لأبي الحسين الخياط 126 - 127
(5) ذكر ابن حجر الهيثمي في الفتاوى الحديثية 172 مثل هذه العبارة عن تفسير ابن عطية
(6) انظر: العز بن عبدالسلام، حياته وآثاره ومنهجه في التفسير للدكتور عبدالله الوهيبي 190، وأدب القاضي الماوردي بتحقيق محي هلال السرحان1/ 34
(7) انظر: الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن 143 - 146
(8) انظر: العز بن عبدالسلام حياته وآثاره ومنهجه في التفسير للدكتور عبدالله الوهيبي 192، تفسير الطبري 1/ 234
(9) طبقات الشافعية 5/ 270
(10) ميزان الاعتدال 3/ 155
(11) لسان الميزان لابن حجر 4/ 260
(12) تاريخ بغداد 12/ 102
(13) المنتظم 8/ 200
(14) انظر: تاريخ الخلفاء للسيوطي 412
(15) انظر: لسان الميزان 4/ 206
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[08 Apr 2005, 09:52 ص]ـ
شكر الله لك يا شيخ محمد هذا التحقيق.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[08 Apr 2005, 02:49 م]ـ
باقة تحية وثناء مكللة بالشكر والدعاء للأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع على هذه الأجابة المحققة، أسأل الله الكريم أن ينفع بكم وبعلمكم وأن يبارك لكم في عملكم.(/)
المداومة على قراءة بعض الآيات في الصلاة الجهرية هل له أصل؟
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[25 Feb 2005, 12:40 ص]ـ
هذا الموضوع احضرته من النسخة القديمة
==================
بعض الأئمة في المساجد يداوم في الصلاة الجهرية على قراءة آيات معينة، فهل لذلك أصل، مثال ذلك:
آخر سورة الأحزاب، وآخر سورة الصف، وآية الحجاب في الأحزاب، وآخر سورة النازعات، وآخر سورة عبس، وغيرها.
المرجو الإفادة بنقاش علمي حول هذا الموضوع، مع ذكر ما ثبت مداومة النبي على قراءته من الآيات في الصلاة الجهرية المفروضة.
==================
عبدالرحمن السديس
أحسب أن هذا راجع إلى كسل هؤلاء الأئمة أو سوء حفظهم، أو نحوه ..
قال ابن القيم في الزاد 1/ 214
فصل:وكان لا يعين سورة في الصلاة بعينها لا يقرا إلا بها إلا في الجمعة والعيدين
وأما في سائر الصلوات فقد ذكر أبو داود من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنه قال: ما من المفصل سورة صغيرة ولا كبيرة إلا وقد سمعت رسول الله يؤم الناس بها في الصلاة المكتوبة ".
وكان من هديه قراءة السورة كاملة وربما قرأها في الركعتين وربما قرأ أول السورة،
وأما قراءة أواخر السور وأوساطها فلم يحفظ عنه
وأما قراءة السورتين في ركعة فكان يفعله في النافلة، وأما في الفرض فلم يحفظ عنه .. اهـ.
ولا أذكر الآن:
أنه صح عن النبي أنه قرأ بأقل من سورة إلا في ركعتي الفجر.
والله أعلم.
وينظر هذا الرابط ففيه فوائد كثيرة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=550
==================
فهد الوهبي
الشيخ الفاضل أحمد القصير ..
بداية أشكركم على مشاركاتكم المفيدة والنافعة ..
وأحب أن أضيف في هذا الموضوع ما يلي:
أن الكلام في هذه المسألة في مقامين:
الأول: المشروع في ذلك: وهو ما نقله الشيخ السديس وفقه الله عن ابن القيم وبينه بتفصيل الشيخ الألباني في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم حيث ذكر ما يسن قراءته في كل صلاة، فيضاف ذلك إلى حديث أبي داود.
الثاني: الجواز: لا يشترط في جواز ذلك الفعل ثبوته مكرراً عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى أن يكون قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم قراءته أقل من سورة في ركعة أكثر من مرة حتى يثبت جواز ذلك، لأن الأصل أنه يكفي في الثبوت الفعل مرة واحدة.
ويكفي في جواز هذه المسألة حديث ركعتي الفجر حيث قرأ النبي صلى الله عليه وسلم جزءاً من سورة.
كما يدل عليه حديث الرجل الذي كان يقرأ بالإخلاص دائماً مع سورة.
وأما كلام ابن القيم رحمه الله ففي أمرين:
1 - تعيين سورة في صلاة بعينها بمعنى أن يعين الإمام قراءة آخر البقرة في المغرب دائماً. وهو غير ما ذكره فضيلة الشيخ أحمد في المشاركة.
2 - قراءة جزء من سورة في الصلاة وهو ما ذكره بقوله: " وكان من هديه قراءة السورة كاملة وربما قرأها في الركعتين وربما قرأ أول السورة، وأما قراءة أواخر السور وأوساطها فلم يحفظ عنه وأما قراءة السورتين في ركعة فكان يفعله في النافلة، وأما في الفرض فلم يحفظ عنه ".
ويستفاد من كلامه رحمه الله:
أ ـ سنة قراءة السورة كاملة وقراءتها في ركعتين وكذلك قراءة أول السورة.
ب ـ أنه لم يحفظ عنه قراءة أواخر السور وأوساطها. وهذا لا يقتضي المنع.
ج ـ أنه لم يحفظ عنه صلى الله عليه وسلم قراءة سورتين في ركعة فريضة، وهذا لا يدل على المنع لثبوته في الفرض والقاعدة أن ما ثبت في النفل جاز في الفرض إلا ما دل الدليل على استثناءه.
وأما تعليق ذلك على الكسل أو عدم الحفظ فخارج عن مناقشة جواز المسألة من ناحية فقهية.
والله أعلم
__________________
فهد بن مبارك الوهبي
كلية المعلمين بتبوك ـ قسم الدراسات القرآنية(/)
ظاهرة التركيز القرآني على اليهود .. الأسباب والدلالات///
ـ[ tafza] ــــــــ[25 Feb 2005, 03:06 ص]ـ
ظاهرة التركيز القرآني على اليهود .. الأسباب والدلالات
كلّما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله.
(أوَكُلّما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم).
(لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود).
(لن يضروكم إلا أذىً وأن يقاتلوكم يولوكم الأدبار).
(لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر).
لم يركز القرآن الكريم على قوم كما ركز على اليهود (بني اسرائيل) حتى احتل الحديث عن هؤلاء القوم مساحة شاسعة واسعة في كتاب الله العزيز.
وهذه ظاهرة تعد في عالم التفسير من أبرز الظواهر القرآنية التي ينبغي أن نقف عندها طويلاً، لنتدبر آياتها، ونستكشف أسرارها ودلالاتها ومقاصدها، بقدر الوسع والطاقة، ولنقرأها قراءة أصيلة واعية معاصرة، ولا سيما إننا اليوم نرى تلكم الآيات المباركة ـ على كثرتها ـ متجسدة على الأرض، وكأنها نزلت في عصرنا، تتحدث عن واقعنا، وتسلط الأضواء على ساحة صراعنا.
وهذا هو جانب من جوانب الإعجاز في القرآن الكريم، فإننا اليوم أقدر من أي وقت مضى على استجلاء معاني آياته واستكشاف دلالاتها … فلا يزيد مرور الزمن وتوالي الدهور القرآن إلا وضوحاً وجلاءً: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق).
وهذا معنى (القرآن يفسره الزمان)، ومعنى (القرآن يجري على آخرنا كما جرى على أولنا، ويسري في الباقين كما سرى في الماضين).
ـ التركيز على اليهود: الأسباب والدلالات
وإذا أردنا أن نقف على أسباب ودلالات هذه الظاهرة القرآنية البارزة، فيمكننا أن نذكر ـ في هذا المجال ـ سبين أساسيين:
ـ السبب الأول: اليهود العدو اللدود
اليهود هم العدو رقم واحد، الأشد والألد للاسلام والمسلمين، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً: (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا).
وهل هناك كلام أكثر صراحةً وأشد وضوحاً من هذا النص القرآني الرباني حتى نحتاج إلى (أوسلو) وغير (أوسلو) لامتحان واختبار مدى جدية اليهود في السلام والالتزام بالاتفاقات والمواثيق والعهود!!
إن هذه الآية المباركة ـ على وجازتها ـ تثبت حقيقةً، وتقرر نفسية، وترسم سنة لا تتبدل ولا تتحول في صراعنا مع اليهود:
1 ـ لا تتحدث الآية عن اليهود في زمن النزول فحسب، بل هي واضحة في لسانها المستقبلي التوكيدي (لتجدنّ)، المؤكد بلام القسم ونون التوكيد الثقيل .. لتدل دلالة واضحة على أن هذه العداوة الشرسة ليست حالة طارئة، وحدثاً عابراً، بل هي أمر ثابت ونفسية راسخة.
2 ـ إذ التعبير بـ (الوجدان) يعبر عن مدى وضوح هذه العداوة وجلائها .. وأنها ليست خافيةً على أحد، بل ((هي ظاهرة مكشوفة وأمرُ مقرر يراه كل مَن يرى، ويجده كل مَن يتأمل!)).
3 ـ تقديم اليهود على المشركين في السياق: (اليهود والذين أشركوا) هو الآخر له دلالة على أنهم أشد عداوة من المشركين الوثنيين الذين لا يعترفون بكتاب ولا يؤمنون برسالة.
وقد تفطّن صاحب تفسير (في ظلال القرآن) إلى سياق الآية، فصرح قائلاً: ((نعم، إن العطف بالواو في التعبير العربي يفيد الجمع بين الأمرين ولا يفيد تعقيباً وترتيباً .. ولكن تقديم اليهود هنا، حيث يقوم الظن بأنهم أقل عداوة للذين آمنوا من المشركين ـ بما أنهم أصلاً أهل كتاب ـ يجعل لهذا التقديم شأناً خاصاً غير المألوف من العطف بالواو في التعبير العربي! إنه ـ على الأقل ـ يوجه النظر إلى أن كونهم أهل كتاب لم يغير من الحقيقة الواقعة، وهي أنهم كالذين أشركوا أشد عداوة للذين آمنوا! ونقول: إن هذا ((على الأقل)). ولا ينفي هذا احتمال أن يكون المقصود هو تقديمهم في شدة العداء على الذين أشركوا)).
(يُتْبَعُ)
(/)
4 ـ لم تنطلق هذه العداوة التأريخية منط بيعة الكتاب السماوي عند اليهود (التوراة)، بل على العكس من ذلك تماماً لأنها انطلقت من تحريفهم للكتاب ونبذهم إياه وراء ظهورهم، وطبيعة نفسيتهم المريضة الحاقدة المستعلية التي تجعلهم (يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً)، وإلا فإن النصارى هم أيضاً أهل كتاب (الانجيل)، بيد أن المقطع الثاني من الآية ذاتها يقرر حقيقة معاكسة تجاههم: (ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى)، وتعلل الآية المباركة سر هذه المودة (ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون).
وبقرينة المقابلة السياقية يتبين بجلاء أن عداوة اليهود تكمن بمدى الاستكبار والاستعلاء الذي يطبع نفسياتهم إلى درجة تجعلهم يُسخرون كل المقدسات في سبيل تكريس ذواتهم.
ـ السيكولوجية اليهودية:
لقد فصّل القرآن الكريم في العديد من آياته المباركة تعاملهم مع الآخرين، ومدى التزامهم بالعهود والمواثيق، كل ذلك من أجل أن يعطي لنا الصورة الأبرز، والمقومات الأوضح، والمعلومات الأدق والأصدق، لأشدّ عدو، وألدّ قوم: (ومَن أصدق من الله قيلا).
أن إهمال هذه الحقائق القرآنية يعتبر مؤامرة كبرى في طريق تجهيل الأمة بعدوها التأريخي، وجعلها تعيش الغموض تجاهه .. مما يعني الفشل الأكيد في التخطيط لمواجهته.
وفي الحقائق التي استعرضها القرآن حول الشخصية اليهودية، والمجتمع اليهودي، ما يكفي لأن نرسم صورة متكاملة لطبيعته ونسيته وأساليبه وطرق تفكيره.
ولا يقولنّ أحدُ أن يهود اليوم غير يهود الأمس، فإن هذا لا يدّعيه حتى اليهود أنفسهم، فإنهم ما فتئوا يصرون على أنهم الامتداد الطبيعي للأجيال اليهودية عبر التاريخ الطويل.
والقرآن الكريم يكذب أولئك الذين يحاولون أن ينسخوا الآيات المباركة أو يمسخوها حينما يخاطب اليهودي عصر نزولا لقرآن بجرائم ارتكبها أجدادهم في زمن موسى (ع) كقوله تعالى: (وإذ قتلتم نفساً فادّرأتم فيها)، وقوله: (ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت).
ومن المعلوم أن الذين قتلوا النفس، وتدافعوا فيها ـ كل طائفة منهم تدفع التهمة عن نفسها وتلصقها بغيرها ـ هم اليهود الذين كانوا في زمن موسى (ع)، وليس الذين كانوا في عصر النزول. وإنما صحّ خطابهم لتشابه قلوبهم، ووحدة نفوسهم وسلوكهم وأعمالهم. ثم أن القرآن بع قصة البقرة يخاطب المسلمين قائلاً: (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام اله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون).
ويمكننا أن نسجل ـ بإيجاز ـ أهم صفتين من الصفات التي رسمها القرآن، والتي يمكن أن ترسم لنا بدقة وصدق ووضوح السيكولوجية اليهودية:
ـ أولاً: نقض المواثيق ونبذ العهود
ولعل هذه هي الصفة الأبرز التي يتصف بها اليهود عبر التاريخ .. وقد ذكرت الآيات المباركة ذلك بصيغة الاستمرار والثبات والرسوخ فلا يمكن أن تكون سمةً مؤقتةً أو صفةً لا تملك الديمومة والاطراد:
(أوَكلّما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون).
(فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظاً مما ذكّروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلاً منهم).
(فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا).
(لقد أخذنا ميثاق بني اسرائيل وأرسلنا إليهم رسلاً كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقاً كذبوا وفريقاً يقتلون).
(وإذ أخذنا ميثاق بني اسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحساناً وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسناً وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم توليتم إلا قليلاً منكم وأنتم معرضون).
(إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون. فأما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون).
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يسع المجال لأن نستقرئ جميع الآيات المباركة التي أكدت بلسان السنة التأريخية، والطبيعة الأخلاقية لبني اسرائيل، ذلك لأن هذه الآيات المذكورة آنفاً ـ وغيرها ـ لا تتحدث عن حادثة واقعة، وواقعة معينة .. بقدر ما هي تؤكد على حقيقة نفسية، وسلوك راسخ، تجعلهم لا يوفون بميثاق، ولا يلتزمون بعهد .. والتعبير بـ (أوَكلّما عاهدوا عهداً) و (كلما جاءهم رسول) و (فبما نقضهم ميثاقهم)، و (ينقضون عهدهم في كل مرة)، إنما هي تعابير تدل على الاضطراد والاستمرار والثبات إلى درجة تجعل من أخلاقية نقض العهود ونبذ المواثيق طابعاً نفسياً يهودياً على مدى التاريخ.
وهذا ما يصدقه التأريخ القريب والبعيد، كما يصدّقه الواقع المعاصر .. فلم يلتزم الاسرائيليون حتى بقرارات مجلس الأمن التي جاءت لمصلحتهم، وتكريساً لاعتداءاتهم، كقرار مجلس الأمن رقم 242 عام 1967 الذي كان اعترافاً باسرائيل دون ربط ذلك بحل قضية فلسطين التي اعتبرها القرار مشكلة لاجئين فحسب!!
ـ ثانياً: النكوص والهزيمة في أول المواجهة
(لن يضروكم إلا أذىً وأن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا يُنصرون. ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبلٍ من الله وحبلٍ من الناس وباءوا بغضب من الله. وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون)، (لأنتم أشد رهبةً في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون)، (لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون).
(هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار).
إن من طبيعة اليهود الجلاء في أول الحشر ـ كما حصل ليهود بني النضير ـ غذ لم تستمر المقاومة في حصونهم إلا أياماً معدودة. وقد فاجأ الانهيار السريع الجميع، فلا أحد كان يتوقع ذلك: (ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم).
لقد فاجأ الجلاء المفاجئ المسلمين واليهود معاً .. وقد بيّن القرآن الكريم سر ذلك الانهيار .. إنه الخوف والرعب الذي يعيشه اليهود في داخل أنفسهم، فلم تنفعهم حصونهم: (فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب).
نفوس خاوية، وقلوب فارغة، وأقدام متزلزلة، وهزيمة مكتوبة بل مضروبة: (لن يضروكم إلا أذى وأن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون. ضربت عليهم الذلة).
والتعبير بالضرب له دلالاته وايحاءاته أنه يعني الثبات أولاً والاحاطة ثانياً. الثبات كما تضرب السكة أو كما يضرب المسمار في الحائط، والاحاطة كما تضرب الخيام!!
هكذا هي طبيعة اليهود .. ضربت عليهم الذلة والمسكنة .. أينما وجدوا .. وفي أي بقعة من الأرض حلوا:
(ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحل من الله وحبل من الناس).
والاستثناء المذكور في الآية له دلالاته وايحاءاته أيضاً فقد يكون اشارة ـ في واقعنا المعاصر ـ إلى الحلفاء كأمريكا وغير أمريكا .. وقد يكون اشارة إلى غير ذلك .. لأنهم لا يستطيعون الوقوف وحدهم، لما عليه من الذل والهوان.
وقد يتساءل البعض: إذا كان هذا هو حال اليهود في كل زمان ومكان، فلماذا نراهم في حال انتصار في جميع الحروب التي خاضوها مع العرب؟
الجواب واضح وبيّن:
إنهم أقوياء لضعفنا واستكانتنا وهزيمتنا وعمالة المتصدين الذين يقسمون بالله جهد إيمانهم أنهم لمع القدس وفلسطين. وإلا فإنه يكفي لثلة مجاهدة كحزب الله في لبنان أن تهزم اسرائيل هزيمة منكرة ما فعلت معشارها الجيوش العربية!!
وما أروع ما قاله الشاعر محمد الفيتوري ابان احتلال اسرائيل للقدس في نهاية الستينات، تلك القصيدة التي تخاطب الرسول الأكرم (ص) وتشخص سر ضعفنا وانتكاستنا وهزيمتنا، وانتصار مَن ضربت عليهم الذلة والمسكنة علينا:
يا سيدي .. عليك أفضل الصلاة والسلام من أمة مضاعفة
تقذفها حضارة الخراب والظلام
يا سيدي ..
منذ ردمنا البحر بالسدود ..
وانتصبت ما بيننا وبينك الحدود
متنا
وداست فوقنا ماشية اليهود
من هنا ندرك دلالات وأبعاد كلمات رؤساء (اسرائيل) التي تخشى من عودة (المارد) الاسلامي:
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد قالها ابن غوريون رئيس وزراء الكيان الصهيوني آنذاك:
((إن أخشى ما نخشاه أن يظهر في العالم العربي محمد جديد)).
((نحن لا نخشى الاشتراكيات ولا الثوريات ولا الديمقراطيات في المنطقة، نحن فقط نخشى الاسلام، هذا المارد الذي نام طويلاً وبدأ يتململ من جديد)).
السبب الثاني: التحذير من موالاة اليهود
لم يكتف القرآن الكريم بتسليط الأضواء على العدو الأشد والألد في حديثه عن مكرهم وكيدهم ودسائسهم من باب (اعرف عدوك)، بل صرحت الآيات المباركة بالنهي الشديد عن موالاتهم ومودتهم وتطبيع العلاقات معهم: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومَن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين).
وتكفي هذه الآية وحدها رادعاً ومانعاً عن موالاة اليهود والنصارى معاً ..
بين اليهود والنصارى: عداء أم ولاء؟
(لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض)، (وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء …).
كيف نجمع بين الآية الأولى التي تقرر حقيقة الولاء المتبادل، وبين الآية الثانية التي تثبت وتؤكد حقيقة العداء المتبادل، إلى درجة أن كل فريق يرى الآخر لا يمتلك ذرة من الحق فيما يدل عليه تعبير ((ليس على شيء))؟
من دون شك أن العداء بين اليهود والنصارى عداء تأريخي مرير وطويل، ولطالما تحدثت الأناجيل عن اليهود ومؤامراتهم على المسيح (ع) حتى أدى بهم ـ كما يدّعون ـ إلى قتله وصلبه. والتاريخ خير شاهد على تلك العداوة المتجذرة، فقد عاش اليهود في العالم المسيحي القمع والارهاب الاضطهاد .. وكانوا يخيرون في بعض البلدان المسيحية الأوروبية بين اعتناق المسيحية وفقأ العيون.
بيد أن هذا العداء يتحول إلى اتحاد وولاء فيما إذا كانت المعركة في مواجهة الاسلام .. حيث يعمد الفريقان إلى تجميد خلافاتهما التأريخية، وصراعاتهما العقائدية، للوقوف في خندق واحد أمام العدو (الألد) والمشترك.
ولهذا جاء الخطاب للمؤمنين في آية الولاء: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض).
وقد أشار إلى هذا الجمع بين الآيتين العلامة الطباطبائي في تفسيره (الميزان)، وأكد أن ((الذي يبعث القوم على الاتفاق، ويجعلهم يداً واحدةً على المسلمين، أن الاسلام يدعوهم إلى الحق، ويخالف أعز المقاصد عندهم، وهو اتباع الهوى، والاسترسال في مشتهيات النفس وملاذ الدنيا)).
((فهذا هو الذي جعل الطائفتين: اليهود والنصارى ـ على ما بينهما من الشقاق والعداوة الشديدة ـ مجتمعاً واحداً يقترب بعضه من بعض، ويرتد بعضه على بعض يتولى اليهود النصارى وبالعكس)).
ومن الواضح أن قوله تعالى: (بعضهم أولياء بعض) في موضع التعليل للنهي الوارد في صدر الآية: (لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء)، ليكون المعنى: ((لا تتخذوهم أولياء لأنهم على تفرقهم وشقاقهم فيما بينهم، يد واحدة عليكم لا نفع لكم في الاقتراب منهم بالمودة والمحبة)).
مرضى القلوب: المسارعون في اليهود
(فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة).
في هذه الآية المباركة ـ التي جاءت بعد آية النهي عن الموالاة ـ نتلمس الدلالات التالية:
1 ـ وصفت أولئك اللاهثين وراء اليهود بأنهم (مرضى القلوب)، وهو تعبير دقيق يشخص سر الوهن والضعف عندهم، ليجدوا أنفسهم أذلاء أمام الأعداء، فإن القلوب إذا مرضت اختلت الحركة وانعدم الثبات، وساد النفاق والتذبذب، ودبّ فيها الخوف والهلع والرعب، حتى ولو كان الآخر من أجبن خلق الله.
2 ـ التعبير عن اللاهثين بـ (المسارعين في) في قوله: (يسارعون فيهم) هو الآخر له دلالاته وايحاءاته، فإنهم لا يسارعون إليهم فحسب، بل يسارعون فيهم .. وهو تعبير يرسم لنا حرص هؤلاء المحموم ومدى تفاعلهم الروحي وانسجامهم النفسي مع اليهود والنصارى.
3 ـ لذا فإن قولهم: (نخشى أن تصيبنا دائرة) قد يكون مجرد عذر لتبرير تلك المسارعة فيهم واللهاث وراءهم. ((فهؤلاء ـ كما يعبر الطباطبائي ـ يسارعون فيهمل الخشية اصابة دائرة عليهم، فليسوا يخافون ذلك، إنما هي معذرة يختلقونها لأنفسهم، لدفع ما يتوجه إليهم)) من لوم وتوبيخ ورفض واستنكار من قبل الواعين في الأمة الاسلامية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد يكون قولهم (نخشى أن تصيبنا دائرة) عذراً حقيقياً لما يشعر به هؤلاء المرضى من رعب أمام قوة الأعداء، وما يتمتعون به من مظاهر العزة والغلبة. ولعل الذي يساعد على هذا المعنى ما سيأتي في آية الاستبدال: (ولا يخافون لومة لائم).
4 ـ أن هذه المسارعة لا يمكن لها أن تحقق أهدافها، إذ سرعان ما تحبط تلك المشاريع المتخاذلة، وتتكشف تلك النوايا السيئة، وسيعضُ أولئك اللاهثون المسارعون في موالاة أعداء الأمة على أصابع الندم، ولات ساعة مندم: (فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين).
وهذا المقطع ـ على ما يبدو ـ بمثابة التفصيل لما ذكره المقطع الأخير في الآية السابقة: (والله لا يهدي القوم الظالمين). لذا فالتعبير بـ (عسى) الدالة على الترجي لا يؤثر على حتمية وقوع الندم لهؤلاء المتخاذلين اللاهثين المسارعين.
5 ـ إن (الفتح) أو (أمر من عنده) تعالى، لا محالة سيقع، وإن كان التعبير مجملاً .. حيث ذهب بعض المفسرين المعاصرين إلى أن المقصود من (الفتح) هو الغلبة عن طريق الحرب، والانتصار في ساحة المعركة، الذي يحقق انعطافة كبرى في مسيرة الصراع مع الأعداء لصالح الاسلام .. وأن المقصود من (أمر من عنده) هو استسلام الأعداء واستكانتهم لما سيؤول إليه المسلمون من قدرة فائقة، وعزة غالبة، من دون أن يخوضوا معهم حرباً حاسمة.
وبذلك يكون الفرق بين (الفتح) و (الأمر) أن الأول يتحقق من خلال الانتصار العسكري الكبير، بينما يتحقق الثاني بواسطة انتصارات من نمط آخر، اجتماعية واقتصادية وسياسية وأمنية.
ويعترف العلامة الطباطبائي أن مصداق (الفتح) غير بيّن، ومعنى (أمر من عنده) مجهول لنا، وإن كان المعنى الإجمالي واضحاً. لذا فقد تعددت الأقوال والاحتمالات في تفسير كل من (الفتح) و (الأمر)، حيث تجعل هذه التعابير المجملة المتدبر للقرآن في أقصى فاعليته العقلية في سبيل استكشاف المعاني الممكنة والمصاديق المحتملة، وهو مطمئن بهزيمة اليهود والنصارى معاً، وبفضيحة وخذلان المسارعين اللاهثين في موالاتهم، إلى درجة تجعل المؤمنين المجاهدين المتصدين لمشاريع الاستسلام، يقولون بخصوص أولئك المسارعين: (أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم أنهم لمعكم)؟!
إنه لم يعد للسائرين في ركاب الأعداء من غطاء يسترون به سوءاتهم، ومعاذير يبررون بها خياناتهم، فقد بدا كل شيء واضحاً، جلياً، حيث آلت مشاريعهم الاستسلامية الذليلة إلى الفشل الذريع، والخسران الفضيع: (حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين)!
لقد تكشفت النوايا، وحبطت الأعمال، وخسر اللاهثون كل شيء، فلم يعد لهم من مكان سوى مزبلة التاريخ. وهذا هو مصير الذين يخونون دينهم وأمتهم ووطنهم.
الموالون لليهود: ارتداء الولاء
(يا أيها الذين آمنوا مَن يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم …).
إنه النداء الثاني ـ في السياق ت بعد النداء الأول الذي حذرنا من اتخاذ اليهود والنصارى أولياء.
وقد يتبادر لأول وهلة أن الارتداد عن الدين في الآية المباركة هو الارتداد (المصطلح)، الفطري أو الملي ـ كما تبادر إلى الكثير من المفسرين من القدماء والمعاصرين ـ الذين يتحول فيه المسلم إلى دين آخر ليصبح يهودياً أو نصرانياً ..
بيد أن تدبر السياق ـ في الآية فنسها والارتباط بين مقاطعها، وفي الآية بالنسبة إلى ما قبلها وما بعدها ـ يوضح لنا وبجلاء أن المقصود من الارتداد عن الدين ليس هو ما تعورف في الفقه وبين الناس، بل هو ارتداد من نوع آخر أعمق وأدق، يمكن أن نطلق عليه (ارتداد الولاء)!
العلامة الطباطبائي: الردة تنزيلية لا اصطلاحية
ومن المفسرين المعاصرين الذين نبهوا إلى (ارتداء الولاء) هو العلامة الطباطبائي، حيث أشار إلى أنه ((ربما يسبق إلى الذهن أن المراد بالارتداد في الآية (54/ المائدة) هو ما اصطلح عليه أهل الدين … لكن التدبر في الآية وما تقدم عليها من الآيات (تدبر السياق) يدفع هذا الاحتمال)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد أن يعطي دلالات السياق والآيات الأخرى في سور أخرى (تفسير القرآن بالقرآن) يقول: ((فقد تبين بهذا البيان أن للآية اتصالاً بما قبلها من الآيات، وأن الآية مسوقة لاظهار أن دين الله في غنىً عن أولئك الذين يخاف عليهم الوقوع في ورطة المخالفة وتولي اليهود والنصارى لدبيب النفاق في جماعتهم، واشتمالها على عدة مرضى القلوب، لا يبالون باشتراء الدنيا بالدين، وايثار ما عند أعداء الدين من العزة الكاذبة والمكانة الحيوية الفانية على حقيقة العزة التي هي لله ولرسوله وللمؤمنين …)).
ولهذا يرى صاحب تفسير الميزان أن الآية تنبئ عن ((ملحمة غيبية)) قائمة على سنة الاستبدال، وأن المراد من (الارتداد) عن الدين ـ في الآية ـ ((هو موالاة اليهود والنصارى)).
المجتمع الاسلامي: مظاهر الارتداد
ويعقد العلامة الطباطبائي بحثين بعد تفسيره لمعنى الارتداد في الآية .. أحدهما روائي، والآخر مزدوج (قرآني ـ روائي) يتحدث فيهما عن الروايات التي فسرت معنى الارتداد، وشخصت البديل الذي سوف يأتي به الله ليقوم بدوره في ساحة الصراع بعد أن تخاذل المتصدون وراحوا يلهثون وراء مخططات الأعداء. وهذه الروايات تؤكد ـ هي الأخرى ـ ما أفاده السياق من (ارتداء الولاء)، حيث يرتد المجتمع الاسلامي ردةً (تنزيلية) لا (اصطلاحية) بيّنها العديد من الآيات المباركة، كقوله تعالى: (ومَن يتولهم منكم فإنه منهم أن الله لا يهدي القوم الظالمين)، وقوله: (ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيراً منهم فاسقون).
وقد ذكر العلامة حديثين طويلين حول أخبار ملاحم آخر لازمان اعتبرها ((كالتفصيل لما تدل عليه الآية الكريمة)): (مَن يرتد منكم عن دينه …).
ويعطي هذان الحديثان تفاصيل دقيقة ومفصلة لما سيؤول إليه المجتمع الاسلامي من مظاهر الارتداد عن الدين بعد أن ينكفأ الدين ((كما ينكفئ الاناء))، حيث يلي المسلمين ((أمراء جورة، ووزراء فسقة، وعرفاء ظلمة، وأمناء خونة))، و ((أقوام إن تكلموا قتلوهم وإن سكتوا استباحوهم)).
سيد قطب: السياق وارتداد الولاء
ينبّه المفسر سيد قطب إلى سياق آية الارتداد في سورة المائدة، فيرى أن التهديد في الآية ((ينصرف ـ ابتداءً ـ إلى الربط بين موالاة اليهود والنصارى وبين الارتداد عن الاسلام. وبخاصة بعدما سبق من اعتبار مَن يتولاهم واحداً منهم، منسلخاً من الجماعة المسلمة منضماً إليهم: 0ومَن يتولهم منكم فإنه منهم) .. وعلى هذا الاعتبار يكون هذا النداء الثاني في السياق توكيداً وتقريراً للنداء الأول .. يدل على هذا ـ كذلك ـ النداء الثالث الذي يلي النداء والسياق، وهو منصب على النهي عن موالاة أهل الكتاب والكفار …)).
وهكذا تتعانق النداءات الثلاثة في سياق واحد لتشكل موضوعاً واحداً متكاملاً يبين مخاطر ارتداد الولاء:
النداء الأول: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض …).
النداء الثاني: (يا أيها الذين آمنوا مَن يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه …).
النداء الثالث: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء …).
ويشجب سيد قطب ((عملاء أهل الكتاب في الوطن الاسلامي ممن يقيمهم الاستعمار هنا وهناك علانية أو خفية))، الذين يسعون جاهدين في ((تمييع)) و ((طمس)) هوية الصراع وحقيقته التي يقررها القرآن (في مواضع كثيرة من كلامه الصادق المبين)): (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)، (قل: يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل إلينا …)، ليصوروا أن ((قضية الدين والحرب الدينية قد انتهت! وأنها كانت مجرد فترة تأريخية مظلمة عاشتها الأمم جميعاً! ثم تنور العالم و ((التقدم)) فلم يعد من الجائز ولا اللائق ولا المستساغ أن يقوم الصراع على أساس العقيدة .. وإنما الصراع اليوم على المادة! على الموارد والأسواق والاستغلالات فحسب.
* المصدر: مجلة التوحيد /العدد 106
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[25 Feb 2005, 01:37 م]ـ
شكراً للأخ tafza على هذا النقل الممتع. وفي هذه المقالة فوائد كثيرة. وينبغي التنبيه - مع قلة بضاعتي - على أمور لاحظتها في المقالة:
- يبدو لي أن كاتب المقالة من الشيعة - مجرد ظن فقط - حيث لاحظت قوله (وإلا فإنه يكفي لثلة مجاهدة كحزب الله في لبنان أن تهزم اسرائيل هزيمة منكرة ما فعلت معشارها الجيوش العربية!!) والجميع يعرفون حقيقة هذا الحزب، والقائمين عليه فلا داعي للتفصيل.
وقوله (وقد أشار إلى هذا الجمع بين الآيتين العلامة الطباطبائي في تفسيره (الميزان)) وأكثر من النقل عن الطباطبائي في مقالته، وهو من مفسري الشيعة المعتبرين، وفيما نقله خير ولكن مجرد الاكتفاء بتفسيره مع تفسير في ظلال القرآن جعنلي أقول هذا وأرجو أن أكون واهماً.
ولعل المشرفين الفضلاء يؤكدون لي هذا أو ينفونه إن كنت أخطأت.(/)
مطلب: إلى أساتذة اللغة العربية
ـ[لؤي أبو محمد]ــــــــ[25 Feb 2005, 05:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي فضَّل لغتنا على غيرها تفضيلا فأنزل بها النور المبين تنزيلا
أما بعد فهذا رجاء إلى من يعلِّم اللغة العربية لم يسألني فيه أحد لعلمهم أني قليل البضاعة غير دري بهذه الصناعة
فإني والله لست أهلاً لقول ولا عمل،ولكن الكريم يقبل من تطفل ولا يخيب من عليه عول فلذلك أطلب منكم هذين الطلبين
1 - ربط الدروس النحوية بالقرآن عن طريق الاستشهاد بآيات القرآن الكريم فإن لم نجد شاهدا في القرآن الكريم- في القراءات المتواترة والشاذة - ففي الحديث الشريف.
فالقرآن الكريم والحديث المطهر لا يخلوان من شواهد اللغة العربية ودعونا نترك زيداً وعمروً في حالهما
فالمقصد هنا ربط طلاب اللغة العربية بالقرآن الكريم فلا تتركوهم يدعون الاستشهاد بكلام ربهم ليستشهدوا بكلام أعرابي بوال على عقبيه
2 - ربط إعراب القرآن الكريم بالمعاني وبتفسير أهل السنة والجماعة - فالإعراب هو إيضاح المعنى - فلا نسقط القواعد الإعرابية دائما على آيات الله سبحانه وتعالى فمثلا في قوله تعالى (وكان الله عليما حكيما)
لايستقيم المعنى في عقيدتنا إن قلنا أن كان: فعل ماض ناقص والأولى أن نقول كان: فعل دائم
وفي قوله سبحانه وتعالى {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (2) سورة الفاتحة
لله: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف تقديره كائن أو موجود فيكون المعنى - الحمد كائن أو موجود لله والأولى تقديرنا كالآتي
لله: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف تقديره مستحق فيكون المعنى الحمد مستحق لله
أرجو لمن له تعليق أو إفادة أو رأي في هذا الموضوع أن لا يبخل به علينا(/)
سؤال عن كتاب ابن الكيال الدمشقي (الأنجم الزواهر في تحريم القراءة بلحون أهل الكبائر)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Feb 2005, 11:09 ص]ـ
ورد على بريدي السؤال الآتي:
ذكر الشيخ بكر أبو زيد-حفظه الله- في كتاب تصحيح الدعاء أن لابن الكيال الدمشقي رسالة باسم "الأنجم الزواهر، في تحريم القراءة بلحون أهل الفسق والكبائر
فأين يمكن أن أجدها؟؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[26 Feb 2005, 01:50 م]ـ
هو موجود في مكتبة جامعة الإمام.
وهو موجود عند أحد الإخوة مخطوطًا، وقد أعده للتحقيق، فكتبه، ولكنه توقف عن ذلك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Feb 2005, 08:01 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أثرية]ــــــــ[05 Mar 2005, 03:11 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم ذكرتم أن كتاب " الأنجم الزواهر في تحريم القراءة بلحون أهل الفسق والكبائر " لابن الكيال مخطوط في جامعة الامام
وقد سألت عنه وهو عندهم ولكن ليس عندهم إلا نسخه واحدة!
وبحثت عن نسخ اخرى بالفهارس فلم أجد؟
وقد قلتم –بوركتم-: وهو موجود عند أحد الإخوة مخطوطًا، وقد أعده للتحقيق، فكتبه، ولكنه توقف عن ذلك
فهل عند هذا الشخص نسخة واحدة؟
وإني أرغب حقيقة في تحقيق هذا الكتاب، ولكني حتى الآن لم أحصل على المخطوط لأني من بلد آخر خارج المملكة.
فهل توقف هذا الأخ الذي تعرفونه عن المخطوط لعيب في المخطوط مثلا لكونه صعب القراءة؟ أو أنه توقف لانشغاله
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[05 Mar 2005, 04:38 م]ـ
أخبرني الأخ بأنه توقف عنه لانشغاله.
ولا أدري هل يريد إكماله أم لا؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Oct 2005, 04:17 م]ـ
وردتني رسالة من الأخ الكريم د. أحمد نجيب وفقه الله يذكر فيها أنه حصل على صورة من النسخة الأصلية للكتاب بخط المؤلف. ويرغب في تحقيقها. فإن كانت الأخت أثرية ما زالت راغبة في التحقيق فيمكنها التفاهم مع الدكتور أحمد نجيب وهو عضو معنا في الملتقى وفقه الله ومقيم في إيرلندا حالياً. أو تزود الدكتور أحمد بالنسخة الأخرى التي معها ليقوم هو بتحقيق الكتاب، حتى لا تتكرر الجهود حول كتاب واحد لتحقيقه.
وفقكم الله لما يحب ويرضى.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Apr 2008, 05:46 ص]ـ
حققت هذه الرسالة أخيراً ونشرت في العدد الثاني من مجلة الدراسات القرآنية التي تصدرها الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه.
وقد حققها الزميل الدكتور عيسى بن علي الدريبي عن نسختها المصورة بمكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وهي مصورة عن نسخة تشستربتي وهي النسخة الوحيدة للرسالة حسب اطلاع المحقق، وأظن أخي الدكتور أحمد نجيب يملك نسخة مصورة تصويراً رقمياً ملوناً منها.
ـ[مرهف]ــــــــ[29 Apr 2008, 01:57 م]ـ
هل من مانع من إنزال الكتاب مصوراً من المجلة في الموقع هنا لتعم فائدة قراءته على الجميع فإن كان لا مانع فحبذا تفعلون ليكون في صحيفتكم جزاكم الله خيراً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Apr 2008, 04:16 م]ـ
إذا أذن الدكتور عيسى الدريبي بذلك، وأذنت لنا إدارة المجلة بنشره فيسعدنا خدمة الباحثين مع حفظ حقوقهم واحترامها.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Apr 2009, 07:45 م]ـ
هذا الكتاب حقق على نسخته الفريدة تحقيقين:
الأول: للدكتور عيسى بن ناصر الدريبي الأستاذ المشارك بكلية المعلمين بالرياض، وقد خرج تحقيقه للكتاب ضمن العدد الثاني من مجلة الدراسات القرآنية.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647f69a47c4d26.jpg
الثاني: للباحث مشعل بن باني الجبرين المطيري، وقد نشر تحقيقه بدار البشائر الإسلامية هذا العام 1430هـ.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/742449f33862cdf18.jpg
وقد وازنت سريعاً بين التحقيقين فوجدت فيه اختلافاً يسيراً فهناك زيادات في تحقيق المطيري، مع أنهما حققها على النسخة نفسها المحفوظة بمكتبة تشستربتي.
جزاهما الله خيراً ونفع بهذا الكتاب.
29/ 4/1430هـ(/)
(فكلا أخذنا بذنبه .. ) ثلاثة مجرمين وأربع عقوبات لهم كيف؟؟ استفسار
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[26 Feb 2005, 08:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على النبي الأمين ورحمة الله للعالمين نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجميع وبعد
قال تعالى: وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ (39) فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا ... الايه).
في هذه الايات يبيّن الله عز وجل عناد ثلاثة مجرمين واستكبارهم في الأرض وتكذيبهم لنبي موسى عليه السلام بعد ماجاءهم بالحجج الواضحات والايات البينات، وقد توعد الله من يخالف أمره بالوعيد الشديد في الدنيا والاخرة. وهذا ماحصل لمكذبي الأمم السابقة من الاهلاك بالريح كما في قوم عاد والصيحة لثمود وأهل مدين والخسف لقارون .....
ومن خلال السياق القراني للايات السابقة وذكر لثلاثة من الطغاة وهم: قارون وفرعون وهامان؟؟؟؟؟ جاءت الايات بعدها بأربع عقوبات وهي الريح والحاصب لـ (قوم عادوقوم لوط) والصيحة لـ (قوم ثمودواهل مدين) والاغراق لـ (قوم نوح وفرعون) والخسف لـ (قارون). مع أن الظالمين المستحقين للعقوبة ثلاثة فقط.؟؟؟؟؟
آمل أن يكون وضح الاشكال واللبس ..... وأتمنى الافادة وبارك الله في الجميع
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[27 Feb 2005, 01:03 ص]ـ
تأمل السورة من أولها وسينحل الإشكال بإذن الله.
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[28 Feb 2005, 04:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل،،،، نعم تأملت السورة واتضح الاشكال بأن الله عز وجل قد ذكر قوم عاد وثمود وقوم شعيب وقوم لوط فيما سبق من الايات.
لكن الذي جعلني اطرح السؤال قوله (فمنهم) فكنت أعتقد أنه يعود على الثلاثة (قارون، وفرعون، وهامان) ......
بارك الله فيك ونفع بك الاسلام والمسلمين.(/)
هل كان النبي يتلو القرآن بالنبر والتنغيم ... ؟؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[27 Feb 2005, 01:36 ص]ـ
هل كان النبي يتلو القرآن بالنبر والتنغيم ...
النبر هو التشديد فى تلفظ صوت او مقطع .... ويعادل وضع سطر او كتابة حرف بخط عريض .. او تكرار كتابة حرف كما شاع فى المنتديات .... مثلا ... لا تغغغغغغغغغضب .... تكرار الغين ..... يؤشر على النبر الذي ينبغي ان يصاحب خروج الضاد ......
التنغيم .... هوالتلفظ بالجملة ... على ايقاع معين ... للتعبير عن التعجب او الاستفهام ... ويقابله فى المكتوب علامات الاستفهام والتعجب .. والاعتراض وغيرها .. مثلا ... "خرجت أمس" ... قد تدل على الاخبار بتنغيم معين ... وقد تدل على الاستفهام ... بتنغيم ثان .. وقد تدل على الانكار بتنغيم آخر .... (يقال ان بعض ممثلي المسرح يستطيع ان يعبر بالجملة الواحدة عن اربعين معنى ... وذلك بتنويع التنغيم)
ان النبر والتنغيم من مهمات .. القرائن للدلالة .... فهي ترشد الى المراد .. وتفرق بين الخبر والانشاء .. وبين الجد والتهكم ... وهذا مثال: {لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ} (35) سورة يس."ما"تحتمل ان تكون نافية .. والمراد .. الاكل من ثمار لم تعملها ايديهم .. بل وجدوها ناضجة طيبة .. نعمة من الله ....
وتحتمل ان تكون موصولة او مصدرية ... والمراد الاكل من الثمار .. ومن صنع اليد ....
لكن لو كانت هذه الآية مسموعة من فم الرسول صلى الله عليه وسلم ... لكان طريقة تلاوته عونا على المقصود ... لان النبر المصاحب ل"ما" النافية .... يختلف عن النبر المصاحب ل"ما" الموصولة ....
ومن هنا ..... نؤكد ان تفسير الصحابي ... قوي جدا ... لأنه سمع ... (وغيره قرأفقط .... ) سمع القرآن وسمع نبرات الرسول صلى الله عليه وسلم ... وسمع تنغيمه للجمل .... لكن قبل المضي فى الاستدلال على هذا الامر .. نعود على بدء ونسأل ... هل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ... نبرا وتنغيما ... في قراءته ... ؟؟؟(/)
ثلاث آيات مقرونة بثلاث ??
ـ[ tafza] ــــــــ[27 Feb 2005, 03:03 ص]ـ
ثلاث آيات مقرونة بثلاث ??
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم.
ثلاث آيات مقرونة بثلاث فمن لم يعمل بكليهما فكانه لم يعمل باحداهما:
قال تعالى:
وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول:
فمن أطاع الله ولم يطع الرسول فكانه لم يطع الله:
قال تعالى:
وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة:
فمن اقام الصلاة ولم يزكي فكأنه لم يصل:
قال تعالى:
ان اشكر لي ولوالديك:
فمن شكر الله ولم يشكر والديه فكانه لم يشكر الله:
دواء القلب خمسة اشياء:
قراءة القرآن بتدبر وخلاء البطن وقيام الليل والتضرع عند السحر
ومجالسة الصالحين:
انت عبد لما تشتهي، وعبد من تخاف وعبد من تطمع فيه فمن ارتفع فوق
الاشتهاء والخوف والطمع اصبح عبدا لله:
قال احد الحكماء:
للمرء ثلاث أخلاء .. خليل يقول له:
انامعك حيا وميتا .. فهو عمله .. وخليل يقول له: انا معك حتى تموت
فهو ماله .. وخليل يقول له: انا معك حتى باب قبرك ثم اخليك هو ولده
ولدتك امك ياابن آدم باكيا .. والناس حولك يضحكون سرورا؟ فاجهد
لنفسك ان تكون اذا بكوا في يوم موتك ضاحكا مسرورا.
اذا استعان الناس بالدنيا فاستعن انت بالله، واذا فرحوا بالدنيا فافرح انت بالله، واذا انسوا باحبابهم فاجعل انسك بالله تنل بذللك
غاية العزة والرفعة.(/)
«الله جل جلاله»
ـ[ tafza] ــــــــ[27 Feb 2005, 03:15 ص]ـ
«الله جل جلاله»
بسم الله الرحمن الرحيم;
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته;
الله: هو اسم الذَّات العليَّة، خالق الأكوان والوجود، وهو ليس إله العرب أو المسلمين وحدهم، بل هو إله النَّاس والمخلوقات أجمعين
هو الله الَّذي لا إله غيره، الباقي، الحيُّ، الَّذي لا يموت، من له ملكوت كلِّ شيء في السموات والأرض؛ من بيده تصريف شؤون الخلق، يكلؤهم برعايته، دون أن يغفل أو ينام.
هو الله الَّذي له الأسماء الحسنى والَّتي ما كُنَّا لندركها لولا أن أَطْلَعَنا عليها في كتبه السماوية، لنعرفه بها معرفة تزيدنا منه قرباً وله حبّاً. وبعض هذه الأسماء يتعلَّق بصفات ذاته القدسية، بينما يعبِّر بعضها الآخر عن أفعاله، فإذا عرفنا مدلولات هذه الأسماء جميعاً اكتملت لنا الدائرة الَّتي يمكن أن نعيش فيها حياة إيمانية سعيدة برعاية الله الواحد الَّذي خلق كلَّ شيء فأحسن خلقه.
فالأسماء المتعلِّقة بصفاته عزَّ وجل هي الَّتي تهدي المؤمن إلى معرفة الذَّات الإلهية، من حيث الوحدانية، والحياة، والقِدم، والبقاء، والعلم، وغير ذلك من الصفات الَّتي توحي بعظمته وقوَّة سلطانه منذ الأزل.
أمَّا الأسماء الَّتي تتعلق بأفعاله عزَّ وجل فهي الَّتي يندرج تحتها كلُّ ما له علاقة بالخلق والإبداع، وما ينتج عنهما من إيجاد الأكوان والإنسان وسائر المخلوقات، والتعرُّف بالنُّظُم والأصول الَّتي أحكم الله تعالى بها هذا الخلق البديع بكلِّ جزئيَّاته، منذ بدء الخليقة وإلى ما شاء تعالى.
والله ليس كمثله شيء في كماله، وصفاته، وحقيقته وأفعاله، ومهما حاول الإنسان أن يسعى لإدراك هذه الحقيقة، فإنه سوف يبقى عاجزاً عن ذلك، قال تعالى: { ... ليسَ كمثلِه شيءٌ وهو السميعُ البصيُر} (42 الشورى آيه11). وقد سئل الإمام علي (كرَّم الله وجهه): بم عرفت ربَّك؟ فقال: (عرفته بما عرَّفني به نفسه، لا يُدرَكُ بالحواس ولايُقاس بالقياس، ولا يشبه النَّاس، قريب في بعده، بعيد في قربه، فوق كلِّ شيء ولايقال تحته شيء، وأمام كلِّ شيء ولايقال خلفه شيء).
وقد ورد في الأثر: [تفكَّروا في الخلق، ولاتفكَّروا في الخالق، فإنَّكم لاتقدرون قدره].
وفيما يلي نلقي الضوء على بعض هذه الأسماء، مسترشدين بما جاء في القرآن الكريم من توضيح لمفهومها، وبيانٍ وتفصيل لمدلولاتها.
ـ الواحد، الأحد، الفرد، الصَّمد
قال تعالى: {قُلْ هو الله أحَدٌ* الله الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ ولمْ يُولَدْ * ولمْ يَكن لهُ كُفُواً أحَدٌ} (112 الإخلاص آية1ـ4).
أخرج الإمام أحمد عن أُبَيِّ بن كعب رضي الله عنه أن الوثنيين قالوا للرسول صلى الله عليه وسلم: يامحمَّد! انسب لنا ربَّك؛ فأنزل الله تعالى سورة الإخلاص.
فكانت هذه السورة توجيهاً من الله لرسوله ليعلن للناس من خلالها أنَّ الإله الَّذي يعبده ويدعوهم لعبادته هو الله الواحد الأحد الَّذي لا شريك له، ولا شبيه ولا نظير، إنْ في ذاته أو صفاته أو أفعاله.
ولفظ (أحد) في الآية أدقُّ من لفظ (واحد) لأنَّه يضيف إلى معنى (الواحد) أنَّه لا شريك له، وأنَّه متفرِّد بالألوهية؛ ممَّا يُقرُّ في القلب يقيناً بأن التوجُّه بالعبوديَّة لا يكون إلا إليه وحده، وهذا يعني استغناءه عن كلِّ ما سواه. وبذلك تتكامل عقيدة الإنسان فيستعين بالله وحده، ويهتدي بنوره، فيمتثل أوامره، ويجتنب نواهيه.
وقد سُميِّت هذه السورة بسورة الإخلاص؛ لأنها مدرسة المؤمن، ينتسب إليها ليتعلَّم كيفية إخلاص الاعتقاد بوحدانية الله عزَّ وجل، وحقيقة كلمة التوحيد الَّتي أمر الله تعالى رسوله الكريم بتبليغها للناس، فتلقَّفها الصحابة الكرام بإيمان وطمأنينة وثبات؛ فها هو بلالٌ الحبشي رضي الله عنه يُعذَّب ـ بسبب إسلامه ـ من قِبَلِ وثنيِّي قريش مع بدايات الدعوة في مكة، فلا يفتر لسانه عن ترديد كلمة الإخلاص، وينادي بقلب عاشق لله: (أحَد أحد، فرد صمد). أحد أحد ... فلا شيء في القلب غير الله، وعظمته وخشيته، فهو المستجيب لكلِّ من يقصده، وهو المجير لكلِّ من يلوذ بحِمَاه. أحد أحد ... المنفرد الخالق للأكوان، المنزَّه عن التقيُّد بالزمان أو الحاجة إلى المكان، لا شيء قبله ولا شيء بعده، ولا مثيل له ولا شريك
(يُتْبَعُ)
(/)
فكانت هذه الكلمات تعبيراً عن العشق الَّذي ملأ قلب بلال رضي الله عنه، فأطفأ لهيب الجمرات الَّتي وضعوها على ظهره، فما كان ألم العذاب ليصرفه عن لذَّة الوصال، وحلاوة الإيمان بالله الواحد الأحد.
فالواحد الأحد هو الخالق المتفرِّد بالخلق والإيجاد، وهو الموجود الَّذي لا ينجم عن وجوده موجود مثله، وكلُّ موجود آخر إنما يستمِدُّ وجوده منه، ويستلهم حقيقته من تلك الحقيقة القدسية الأزلية الأبدية.
فهذه هي وحدانية الله الَّتي اهتدى إليها أصحاب العقول والبصائر فآمنوا بها، وضلَّ عنها بعض السذَّج الَّذين قادتهم عظمة الكون إلى الشَّك في إمكانية إيجاده من قبل مُبْدِع واحد، فاعتقدوا وآمنوا بتعدُّد الآلهة، فأخطؤوا وما أصابوا؛ لأن العظمة الإلهيَّة أجَلُّ من أن تدانيها قوَّة أو طاقة، فكلُّ ما عداها مخلوق، ولا يمكن للمخلوق أن يتساوى مع الخالق
ولو كان معه ـ سبحانه ـ آلهة تدير هذا الكون، لسعى كلٌّ منهم لاتِّخاذ مراكز في السلطة الإلهية، ولأدَّى ذلك إلى نشوب خلافات بينهم على النفوذ من شأنها أن تفسد الكون. وقد بيَّن الله عزَّ وجل هذه الحقيقة في قوله: {قُل لوْ كانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كما يَقُولُونَ إذاً لابْتَغَوا إلى ذي العَرْشِ سَبيلاً * سُبْحَانَهُ وتعالى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كبيراً} (17 الإسراء آية 42 ـ 43). وذِكْر العرش هنا يوحي بالارتفاع والتَّسامي والسيطرة على جميع القوى الفاعلة في هذا الكون والَّتي ظنَّها ضعاف العقول آلهة، وما هي إلا خلق من مخلوقات الله، تتَّجه إليه بفطرتها الكونية، وتخضع لإرادته الَّتي تحكمها، وتصرِّف شؤونها بالشكل الَّذي يتناسب مع ما سُخِّرت لأجله.
ومن الأدلة القرآنية الَّتي تشهد بوحدانية الله تعالى دِقَّة النظام في السموات والأرض، والمبيَّن في قوله عزَّ وجل: {لوْ كانَ فيهما آلِهَةٌ إلاَّ الله لَفَسَدَتَا .. } (21 الأنبياء آية 22)، وقوله: {ما اتَّخَذَ الله مِن وَلَدٍ وما كانَ معه مِنْ إلَهٍ إِذاً لذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ على بَعْضٍ سُبْحَانَ الله عَمَّا يَصِفُونَ} (23 المؤمنون آية 91).
والله هو الصَّمد الَّذي لا يُقضى أمرٌ إلا بإذنه، فله السيادة المطلقة على هذا الكون الرحيب، الَّذي لا يعلم مداه ومحتواه إلا هو، ولا ينازعه في هذه السيادة أحد، فهو المقصود وحده بالدعوات، المجيب لأصحاب الحاجات. وصمديَّته هذه تعني استغناءه الذاتي عمَّا سواه، وافتقار جميع المخلوقات إليه؛ في وجودها وبقائها وسائر أحوالها. ومن تمام وحدانيته وصمديَّته أنه لم يتَّخِذ ولداً، لأن الولد لابدَّ أن يكون من جنس والده والله تعالى ليس كمثله شيء، والولد لا يكون إلا لمن له زوجة والله منزَّه عن اتِّخاذ الزوجة، والولد يكون لمن يخشى الموت والزوال فتكون الذرِّية استمراراً له وبقاءً لنوعه، أمَّا الله تعالى فهو باق لا يحول ولا يزول، قال تعالى: {بَدِيعُ السَّمَواتِ والأَرضِ أنَّى يَكونُ لهُ وَلَدٌ ولمْ تَكُنْ لهُ صَاحِبَةٌ وخَلَقَ كُلَّ شيءٍ وهو بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ} (6 الأنعام آية 101). وهو كذلك لم يولَد، لأن كلَّ مولود حادث والله قديم أزلي، لا والد له ولا سابق عليه، فهو الأوَّل والآخر الَّذي لا ابتداء لوجوده ولا نهاية؛ وفي هذا دحضٌ لما يفتريه المشركون، بأن لله أولاداً أو أنداداً، قال تعالى: {وقُلِ الحَمْدُ لله الَّذِي لمْ يَتَّخِذْ ولَداً ولمْ يَكُنْ لهُ شَريكٌ في المُلْكِ ولمْ يَكُنْ لهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وكَبِّرْهُ تَكْبِيراً} (17 الإسراء آية 111).
فالحمد لله الَّذي لم يتَّخِذ ولداً فَيُمْسِك نِعَمَهُ له ثمَّ يورِّثه ملكه، لأن الولد غالباً ما يقوم مقام الوالد بعد انقضاء أجله. والحمدلله الَّذي لا شريك له في الملك، إذ لو كان له ذلك لم يُعرف أيُّهما المستحقُّ للشكر والحمد. والحمد لله الَّذي ليس له وليٌّ من الذُّل يتولاه لحاجة إليه أو دفعاً لمذلَّة عن نفسه. والحمد لله دائماً وأبداً على كلِّ ما أولانا من نِعَمٍ مهَّدت لنا طريق عبادته الخالية من الشِّرك والشريك أو الحاجة لغيره عزَّ وجل.
(يُتْبَعُ)
(/)
من هنا ينبثق المنهج الكامل للحياة المُثلى، القائم على حقيقة وحدانية الله وما تشيعه هذه الحقيقة في النفس من تصوُّرات ومشاعر وأحاسيس وأفكار واتجاهات. إنه منهج عبادة الله وحده، فلا توجُّه ولا ملاذ إلا إليه في حالتي الرغبة والرهبة، في السرَّاء والضرَّاء. إنه منهج العمل ابتغاء مرضاة الله والقرب منه، والتطلُّع للخلاص من الحواجز المعوِّقة والشوائب المضلِّلة عن طريقه، والسبيل الَّذي يربط بين قلب المؤمن وبين خلق الله برباط الحبِّ والأنس والتَّعاطف.
من أجل هذا كلِّه، ركَّزت الدعوة الإسلامية منذ بدايتها على إقرار حقيقة التوحيد عقيدةً في الجَنان، ومنهجاً للحياة، وتفسيراً للوجود عميق الارتباط بسائر فعاليَّات الإنسان
الحيُّ، القيُّوم:
قال تعالى: {الله لا إِلَهَ إِلاَّ هو الحَيُّ القَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ ولا نَوْمٌ .. } (2 البقرة آية 255).
أمَّا الحي: فهو اتِّصافه عزَّ وجل بالحياة الأزلية الخالدة، الَّتي لا بداية لها ولا نهاية؛ فهي مطلقة مجرَّدة عن معنى الزمان الملازم لحياة الخلائق، ومنزَّهة عن الخصائص الَّتي ألِفها الناس في حياتهم.
وأمَّا القيُّوم: فيعني أن قيام كلِّ شيء في الوجود مرهون بإرادته عزَّوجل وتدبيره وقدرته، فهو وحده القائم بتصريف أمور عباده، يرعاهم ويحفظهم ويرزقهم، ويُوجد لهم أسباب سعادتهم في الدنيا والآخرة، وهو المُحْكِمُ قبضته على هذا الوجود بكليَّاته وجزئيَّاته، قال تعالى: {إنَّ الله يُمْسِكُ السَّمَواتِ والأَرضَ أنْ تَزُولا وَلَئِن زالَتَا إنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إنَّهُ كان حَلِيماً غَفُوراً} (35 فاطر آية 41). وحين يحاول الإنسان تصوُّر هذه الحقيقة، ويَسْبَحُ خياله متفكِّراً فيما لا يُحصى من الجزئيات المحيطة به ينتابه شعور الخشية والخشوع، عندما يكتشف أن أدقَّ ذرَّات هذا الكون مستمرة في حركة دؤوب متناهيةالدقَّة؛ ويستحيل استمرارها من غير دوام المراقبة والسيطرة الإلهيَّة عليها، وهذا ينطق بأنَّ الله عزَّ وجل لا تعتريه غفلة ولا يمكن أن تغلبه سِنة.
الأوَّل، الآخر، الباقي:
قال تعالى: {هو الأوَّلُ والآخِرُ ... } (57الحديد آية3).
وقال أيضاً: { ... كلُّ شيءٍ هالِكٌ إلا وَجْهَهُ ... } (28القصص آية 88).
وقال أيضاً: {كُلُّ مَن عليها فانٍ * وَيَبْقَى وَجهُ رَبِّكَ ذو الجَلالِ والإِكْرام} (55الرحمن آيه26 - 27).
إن وجود الله تعالى لا بداية له، فهو موجود منذ الأزل، لا أوَّل لوجوده كما أن وجوده غير مسبوق بعدم. ووجود الله ذاتي غير تبعي، وما من موجود إلا ويستمد وجوده من الله عزَّ وجل؛ ويتوقف وجوده على إرادته تعالى.
فالله موجود بدليل الشعور الفطري المستقر في نفس الإنسان، الَّذي يلجأ إلى الله إذا أصابه ضرٌّ ويسأله المعونة مهما كان إيمانه وقوَّة يقينه، قال تعالى: {وإذا مَسَّ الإنسانَ الضُّرُّ دعانا لجنبهِ أوقاعداً أو قائماً ... } (10يونس آيه12).
ومن أبسط الأدلَّة العقلية على وجود الله تعالى: قانون السببية، فلا بدَّ لكلِّ موجود من موجد، ولا يمكن أن ينتقل شيء من العدم إلى الوجود إلا بإيجادٍ وخالقٍ ومسببٍ للأسباب، قال تعالى: {وربُّكَ يخلُقُ مايشاء ويختار ... } (28 القصص آيه 68).
وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهمَّ أنت الأوَّل فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء». (رواه مسلم).
العليم، المحيط:
قال تعالى: { .. واتَّقُوا الله واعْلَمُوا أنَّ الله بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ} (2 البقرة آية 231).
وقال أيضاً: {ولله ما في السَّمَواتِ وما في الأَرضِ وكان الله بِكُلِّ شَيءٍ مُحِيطاً} (4 النساء آية 126).
من أسمائه تعالى العليم المحيط: أي الَّذي يحيط علمه بجميع الكائنات والعوالم، فهو صانعها ومُنْشِؤُها ولم تكن شيئاً مذكوراً. وهو الله الَّذي يعجز أي مخلوق ـ كائناً من كان ـ عن أن يستوعب بعضاً من علومه إلا في حدود الأسباب والإمكانات الَّتي يهيِّؤُها عزَّ وجل له. فمهما تطوَّرت علوم الإنسان وتقدمت فهي تدور في فلك الاكتشافات دون الخلق، وكلُّ ما يفعله لا يعدو كونه استقراءً واستنتاجاً لقوانين الله في الخلق. فإذا كان علماء الأرض قاطبة ـ منذ اكتشافاتهم الأولى وإلى يومنا هذا ـ لم يدركوا من علوم هذا الكون إلا النَّزْرَ اليسير، فأنَّى لهم أن
(يُتْبَعُ)
(/)
يحيطوا بعلوم الله الَّتي يفوق الإلمام بها كلَّ تصوُّر وتقدير، وحتَّى لو أنهم اتَّخذوا من كلِّ أشجار الأرض أقلاماً، ومن بحارها مِدَاداً لوصفها وبيان عظمتها لنَفِد ذلك كلُّه قبل أن يفرغوا من رصدها وتدوينها؛ قال تعالى: {قُلْ لو كان البَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ البَحْرُ قَبْلَ أنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي ولوْ جِئْنَا بِمثْلهِ مَدَداً} (18 الكهف آية 109) وقال أيضاً: {ولوْ أنَّ ما في الأَرضِ مِنْ شَجرَةٍ أقْلامٌ والبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدهِ سَبْعَةُ أبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِمَاتُ الله إنَّ الله عَزيزٌ حَكيمٌ} (31 سورة لقمان آية27). فعلوم الله عزَّ وجل المتعلِّقة بما خلق من أكوان ومَجَرَّات وعوالم مختلفة، والتَّرابط القائم بين جميع المخلوقات، أوسع وأعقد من أن تحيط بهما عقول البشر فرادى ومجتمعين، وهم مدعوُّون بالتالي لدراستهما وتتبُّعهما والاستفادة منهما.
والله عزَّ وجل عالم بالظَّاهر والباطن، وعلمه شامل للماضي والحاضر والمستقبل يحيط بجميع الكائنات في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ويشمل ما نعلمه وما نجهله؛ وأقرب مثال على شموليَّة علمه يبدو واضحاً في الإنسان نفسه، الَّذي هو من خلق الله، والَّذي استطاع بواسطة عقله أن يصل إلى مستوى رفيع من العلم والخبرة أَهَّله لأن يطلق قمراً صناعياً يرصد ما يجري تحت مساره، ويصوِّره بدقَّة شديدة، ثمَّ يعيد إرسال الصور إلى المحطات الأرضية وهي في غاية الوضوح، دون أن يغيب عنه شيء من تفاصيل هذه العملية المعقَّدة. فإذا كان الأمر بالنسبة للإنسان المخلوق ـ على ضعفه ـ كذلك، فما بالك بالنسبة للخالق العظيم الَّذي خلق المجرَّات بأعدادها اللامتناهية؟! فهل يعقل أن يغيب عنه شيء ممَّا خلق؟.
وقد شاءت الحكمة الإلهية، حين أسندت الخلافة في الأرض إلى الإنسان، أن تجعله يكتشف بالتدريج، وحسب تطوُّر علمه وإمكاناته، بعض القوى والطاقات والقوانين الكونية الَّتي تُعينُه على القيام بأعباء خلافته، وتركت الباب أمامه مفتوحاً ليتعلَّم ويدرك المزيد، ويستفيد من ذلك كلِّه في إعمار الأرض وبناء حضارتها الإنسانية العامة. إننا في كلِّ يوم نكتشف شيئاً جديداً؛ نشعر حياله بالفرح والسرور، ولو كُشف لنا علم كلِّ شيء منذ بدء الخليقة لما كان للحياة أيُّ معنى من معاني التطوُّر والتقدُّم. ومع ذلك فإن قدراتنا بوصفنا بشراً تنحصر في عالم المادة؛ فلا نستطيع أن نخترق حجب عالم الغيب أو نفقه كنهه، لأنه علم لا يعلمه إلا علاَّم الغيوب.
فالغيب عالَمٌ رحب يحيط بنا من كلِّ جانب؛ فالذَّات الإلهية غيب ... وعالم الملائكة غيب ... وعالم الآخرة غيب ... ونحن نؤمن بهذا العالم، ونسلِّم بوجوده، وعلمنا به ينحصر فيما أُخبرنا عنه من طريق الوحي السماوي. ويبقى بالنسبة لنا غيباً ما دمنا في عالم المادة، فإذا ما انتقلنا إلى العالم الآخر فعندها يتحول الغيب إلى مشاهدة، والإخبار إلى يقين، ونستطيع أن ندركه إدراكاً تاماً وحقيقياً.
فالله عزَّ وجل هو العليم الَّذي يعلم الغيب والشهادة {وعِندَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لا يَعْلَمُها إلاَّ هُوَ .. } (6 الأنعام آية 59) إلا أنه أَطلع رسله ـ الَّذين اختارهم وأيَّدهم بالمعجزات ــ على بعض أسرار الغيب في الدنيا ليكونوا منارات علمٍ، وأعلام هداية للناس، قال تعالى: {عَالِمُ الغَيْبِ فلا يُظْهِرُ على غَيْبِهِ أحَداً * إلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ .. } (72 الجن آية 26 - 27).
ومهما ارتقى البشر في علومهم ودرجاتهم؛ من رسل وأنبياء وعلماء وغيرهم؛ فلن تكون تلك العلوم إلا كمثقال ذرَّة من علوم الله، ولن يستطيع أحد منهم أن يعلم شيئاً ممَّا انفرد الله تعالى بعلمه كعلم الساعة، ووقت نزول المطر ومكانه ومقداره، وعلم كلِّ ما يكنُّ في الأرحام من أوصاف وطبائع وغير ذلك من خصوصيات كلِّ نفس، وعلم المستقبل، وعلم آجال الناس، فقد روى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مفاتِح الغيب خمس لا يعلمهنَّ إلا الله، ثمَّ تلا: {إنَّ الله عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ويُنَزِّلُ الغَيْثَ ويَعْلَمُ ما في الأرحامِ وما تَدْري نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غَداً وما تَدري نَفْسٌ بِأيِّ أرضٍ تَمُوتُ إنَّ الله عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (31 لقمان آية 34)».
(يُتْبَعُ)
(/)
أمَّا قوله تعالى: { .. ويَعْلَمُ ما في البَرِّ والبَحْرِ وما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إلاَّ يَعْلَمُهَا ولا حَبَّةٍ في ظُلُمَاتِ الأرضِ ولا رَطْبٍ ولا يَابِسٍ إلاَّ في كِتَابٍ مُبِينٍ} (6 الأنعام آية 59)، ففيه دعوة لنا لنستكشف ما في البرِّ والبحر وندرك بعضاً من مظاهر عظمة الله تعالى من جهة، ونسبر أغوار الطبيعة من جهة أخرى. فورقة الشجر الَّتي لا قيمة لها في نظر الإنسان والَّتي جفَّت مياه الحياة من عروقها، وكذلك الحبَّة الَّتي دُفنت في عمق التراب واكتنَفَها الظلام، كلُّها إشارات إلى دورة الحياة الَّتي تبدأ من باطن الأرض وتعود إليها، وهذا كلُّه غيب مجهول بالنسبة للعقل الخامل النائم، وعلم للعقل المتفتِّح بنور المعرفة والإدراك. وهكذا فقد أنزل الله تعالى القرآن الكريم والكتب السماوية من قبله؛ ليتَّخذ الإنسان مساره الصحيح، ويتعرَّف على ما يدور حوله، ويعرف مكانه في هذا الكون البديع، فيصل بذلك إلى معرفة خالقه ومدى إحاطته بمخلوقاته، ويدرك مدى قصور عقله عن الإحاطة الشاملة بعلم الله وشهوده، ويتولَّد في سريرته الإيمان والإقرار بعظمة الخالق، فيشعر بجلاله، ويبقى حيَّ الضمير، فلا يجرؤُ على ارتكاب معصية في السرِّ أو العلن، حياءً من الله العليم الخبير، وإرضاءً لضميره الحي الَّذي وافق الفطرة وصَقَلَتْه تعاليم السماء
الخالق، البارئ، المصوِّر:
قال تعالى: {هوَ الله الخَالِقُ البَارِئ المُصَوِّرُ .. } (59 الحشر آية 24).
الخالق: هو الموجد الَّذي يَدين له كلُّ ما في الكون بالوجود، وهو خالق الناس جميعاً من ذريَّة آدم عليه السلام الَّذي نفخ فيه من روحه، فكان من نسله كلُّ الناس الَّذين تفرَّقوا في الأرض أجناساً، وتشعَّبوا عروقاً وألواناً.
أمَّا البارئ: فهو اسم مرتبط باسم الخالق، لأن الخلق والبرء صفتان متصلتان والفارق بينهما يسير ودقيق. فإذا كان الخَلق هو التصميم والتقدير، فإن البرء هو التنفيذ والإخراج.
أمَّا المصوِّر: فهو الَّذي يعطي الملامح المميَّزة، والسِّمات الخاصَّة بكلِّ شيء، وهذه صفة مرتبطة بالصفتين السابقتين.
وقد قدَّم تعالى ذكر الخالق على البارئ؛ لأنَّ تقرير الإرادة مقدَّم على تأثير القدرة. وقدَّم البارئ على المصوِّر؛ لأنَّ إيجاد الذَّوات مقدَّم على إيجاد الصفات.
السميع البصير:
قال تعالى: {قَد سَمِعَ الله قَوْلَ الَّتي تُجادِلكَ في زَوجِها وتَشْتكي إلى الله، والله يَسْمعُ تحاورَكما إن الله سميع بصير} (58 المجادلة آية 1).
وقال أيضاً: {قال لا تخافا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسمعُ وأَرى} (20 طه آية 46).
السمع والبصر صفتان قائمتان في ذاته تعالى، يتأتى منهما كونه سميعاً، بصيراً. فهو الله عزَّ وجل مهيمن على سائر مخلوقاته، يرصد أقوالهم وأفعالهم، أحاسيسهم ومشاعرهم، نيّاتهم وأعمالهم، لا يشرد عنها ولا يغفل، قال تعالى: {ولكلٍّ درجاتٌ ممَّا عَمِلوا وما رَبُّكَ بِغافلٍ عمَّا يَعْمَلون} (6 الانعام آية 132). هذه الهيمنة لا حدود لها في قدرة الله تعالى وعظمته وهو القائل: {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حقَّ قَدْرِهِ والأَرْضُ جَميعاً قَبضَتُهُ يَومَ الِقيامةِ والسَّمواتُ مَطويَّاتٌ بِيمَينِهِ سُبحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُون} (39 الزمر آية 67).
هذا الخالق الكريم أعطى الإنسان البصر والسمع حيث قال تعالى: {أَلمْ نَجعلْ لَّه عَينين * ولساناً وشفتيِن} (90 البلد آية 8 - 9)، وقال أيضا: {قُلْ هُو الَّذي أَنشأَكمُ وجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ والأَبْصارَ والأفئِدةَ قليلاً ما تَشكُرون} (67 الملك آية 23).
ولو عدنا إلى المراجع العلمية لدهشنا من مكونات العين وملايين المرايا العاكسة الَّتي تتكوَّن منها ليتهيَّأ لنا الإبصار، وملايين الأعصاب الَّتي تحرِّك سمع الأذن لتتمكَّن من السمع. وربط تعالى هذا الخلق المادي بوشائج نورانية تنبع من الفؤاد الروحي، الَّذي يتيح لنا سمعاً مادياً وروحياً، وإِبصاراً ممزوجاً ببصيرة، وفهماً عن الله في مراده، قال تعالى: {أفلَمْ يَسيروا في الأَرضِ فَتكونَ لَهُم قُلُوبٌ يَعقِلُون بها أَو آذانٌ يَسْمعونَ بِها فإنَّها لا تَعْمَى الأبصارُ وَلَكن تَعْمَى القُلُوبُ الَّتي في الصدورِ} (22 الحج آية 46). فإذا كانت صفة السمع والبصر عند الإنسان وعند غيره من المخلوقات
(يُتْبَعُ)
(/)
بهذه الدِّقة، فما بالك بالسمع والبصر عند الخالق العظيم!! ولذلك فقد وصف الله تعالى نفسه بالسميع، البصير، بصيغة مُبالغة تأكيداً على أنَّ هذه الصفة عند الخالق هي أعظم منها بكثيرٍ عند غيره من المخلوقات.
القدير، المحيي، المميت، الباعث:
قال تعالى: { .. بِيَدكَ الخَيرُ إنَّكَ على كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ في النَّهارِ وتُولِجُ النَّهارَ في اللَّيْلِ وتُخرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وتُخرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ .. } (3 آل عمران آية 26ـ27).
وقال أيضاً: {أوَ لَيْسَ الَّذي خَلَقَ السَّمَواتِ والأرضَ بقادِرٍ على أنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بلى وهُوَ الخَلاَّقُ العَلِيمُ} (36 يس آية 81).
وقال أيضاً: {قُلِ الله يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجمَعُكُم إلى يومِ القيامةِ لا ريبَ فيهِ ولكنَّ أكثر النَّاس لا يعْلَمُون} (45 الجاثية آية 26).
وقال أيضاً: {ذلك بأنَّ الله هو الحقُّ وأنَّه يُحيي الموتى وأنَّه على كلِّ شيءٍ قدير * وأنَّ الساعةَ آتيةٌ لا ريبَ فيها وأنَّ الله يبعثُ مَنْ في القبور} (22 الحج آية 6ـ7).
إن القلب المنوَّر يكاد يبصر قدرة الله تُحرِّك الأفلاك، وتُسيِّر الكرة المعتمة حول الكرة المضيئة، وتَقْلِبُ مواضع الظلمة ضياءً شيئاً فشيئاً، حتى يتحوَّل ظلام الليل إلى وضاءة النهار، ويتنفَّس الصبح متحرِّراً من السكون والخمود. إنها حركة لا يمكن لإنسان عاقل أن يدَّعي أنها تمضي مصادفة من غير أن تضبطها قدرة مهيمنة لامتناهية.
وإنَّ من خصائص الألوهيَّة المتَّصفة بهذه القدرة إيجاد الحياة من العدم؛ فالزرع يخرج من الحَبِّ، والحَبُّ يكمن في لبِّ الزرع، والطائر ينقف البيضة متلمِّساً الطريق يرى نور الحياة، والبيضة تنحدر من الطائر لتعيد دورة الحياة! وكذلك الموت والحياة؛ فعلى الرُّغم من أنهما قطبان متنافران فإن أحدهما يكمن في طيَّات الآخر، ففي كلِّ لحظة تمرُّ على الكائن الحي، يقترب منه الموت بمقدارٍ مساوٍ لتلك اللحظة الَّتي يعيشها، فالموت يأكل من عمره، والحياة ترسي في نسيجه خلايا جديدة، وهكذا .. خلايا تموت، وخلايا تتوالد في كيان كلِّ الأحياء، إلى أن يموت الكائن الحي، وتتحول خلاياه إلى ذرات ذوات تركيب آخر، فدورة الحياة والموت مستمرة بقدرة معجزة في كلِّ لحظة من لحظات الليل والنهار.
ولقد تضمَّنت الآيات الأخيرة عنصراً هاماً من عناصر العقيدة؛ هو الإيمان بقدرة الله تعالى وحده على الإحياء والإماتة، وإعادة خلق الناس للحساب والجزاء. فهو وحده المحيي والمميت؛ يُخرج الإنسان من بطن أمه عُرياناً، لا حول له ولا قوَّة، ثمَّ يزوِّده بأسباب الحياة، ثمَّ يميته، ثمَّ يبعثه يوم القيامة حيّاً، وليس لأحد غيره عزَّ وجل سلطة أو قدرة على الإحياء والإماتة.
والآيات كذلك توجِّه الرسول صلى الله عليه وسلم وكلَّ مؤمن من بعده لدعوة الناس للإيمان بحقيقة جَليَّةٍ؛ هي أن الله عزَّ وجل هو واهب الحياة في الدنيا والمميت عند انقضاء الآجال، وأنه سيجمع الناس يوم القيامة جمعاً لا ريب فيه، لا كما يزعم بعضهم بأنهم يَحْيَوْن ويموتون بحكم الدَّهر. فإذا كان الله عزَّ وجل قد قَدِر على الخلق في المرة الأولى، فَمِنْ بابٍ أولى أنه يقدر على إعادته كرَّة أخرى، قال تعالى: {وهو الَّذي يَبْدَؤُ الخلْقَ ثمَّ يُعِيدُهُ وهو أَهْوَنُ عليه .. } (30 الروم آية 27).
وهذه الحقائق تتوافق مع المنطق والعقل، فهل يُعقل أن تُوهَب الحياة لكلٍّ من الإنسان والحيوان والنبات ـ بمحض المصادفة ـ من غير واهب عظيم قادر على بثِّها وإيداعها في المخلوقات؟ تلك الحياة الَّتي هي قوَّةٌ خارقة، لا يزال العقل عاجزاً عن إدراك كنهها وأبعادها، وسيظلُّ كذلك إلى ما شاء الله. وهل يُعقل أن تُنفخ الرُّوح من قبل الفراغ، وتَؤول إلى الفراغ؟ ثمَّ هل من العدالة في شيء أن يعيش الناس على هذه الأرض، يكسِب بَرُّهم الخيرات، ويجترح آثِمُهم السيئات، ثمَّ ينتهون جميعاً إلى مصير واحد هو الفناء، دون حساب ودون ثواب أو عقاب؟؛ ويجيبنا الله تعالى بقوله: {الَّذي خَلَقَ الموتَ والحياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أيُّكُم أحسنُ عملاً وهو العزيزُ الغفورُ} (67 سورة الملك آية2).
(يُتْبَعُ)
(/)
لاشكَّ أن من يعتقد بذلك يرتضي لمصيره أن يكون مساوياً لمصير الجمادات والحيوانات، خلافاً للمؤمن بالبعث والنُّشور، الَّذي يتناسب إيمانه مع الكرامة الإنسانية الَّتي ميَّزه تعالى بها في الحياة الدنيا ليكون أعظم كرامة في الآخرة.
فكلُّ شيء في هذا الكون يدلُّ على وجود الله الَّذي أقام التَّوازن والعدالة، وأحكم النُّظُم، وجعل لكلِّ أمرٍ وسيلة وغاية؛ فالحياة وسيلة لها بداية ونهاية، والغاية منها هي العمل الجادُّ من أجل الوصول إلى الحياة الطيِّبة والعيشة الراضية في الدنيا والآخرة، في كنف ربٍّ كريم قدير.
الرَّحمن، الرَّحيم:
قال الله تعالى: {الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمين * الرَّحْمَنِ الرَّحِيم} (1 الفاتحة آية 2 - 3).
الرَّحمن الرَّحيم صفتان لله مشتقَّتان من الرَّحمة. ولكلٍّ منهما معنى معيَّن؛ فالرحمن صيغة مبالغة بمعنى عظيم الرحمة، وهو اسم عامٌّ يشمل جميع أنواع الرحمة الَّتي تعمُّ المؤمن والكافر وسائر المخلوقات، فقد روى مسلم عن سلمان الفارسي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن لله عزَّ وجل مائة رحمة، فمنها رحمة يتراحم بها الخلق، وبها تعطف الوحوش على أولادها، وأَخَّر تسعاً وتسعين إلى يوم القيامة».
أمَّا الرحيم: فيعني دائم الرحمة، وهو خاص بالمؤمنين، قال تعالى: {هو الَّذي يُصلِّي عليكم وملائِكَتُهُ ليُخرِجَكُم منَ الظُّلمَات إلى النُّور وكان بالمؤمنين رحيماً} (33 الأحزاب آية 43).
وهاتان الصفتان تقرَّان في النفس شعور السرور والأمل؛ فيتعادل الخوف والرَّجاء، والفزع والطمأنينة في سريرة المؤمن، فهو يدرك أن الله تعالى عظيم الرحمة دائم الإحسان، رؤوف بعباده؛ لا يترصَّد أخطاءهم وعثراتهم ليبطش بهم بل يراقبهم ويرعاهم، ولا يريد الشرَّ بهم بل يحبُّ لهم الخير، ولا يتركهم بلا عون وهم يصارعون الأهواء والجهالة بل يهديهم ويؤيِّدهم بفضله.
وأمَّا الجمع بين وصفَيْ الرحمن والرحيم ففيه معنى بديع، وهو أن (الرحمن) دالٌّ على الصفة القائمة به سبحانه، و (الرحيم) دالٌّ على تعلقها بالمرحوم، وكأنَّ الأوَّل الوصف والثاني الفعل، فالأوَّل دالٌّ على أن الرحمة صفةُ ذاتٍ له سبحانه، والثاني دالٌّ على أنه يرحم خلقه برحمته؛ أي أنه صفة فعل له سبحانه؛ فقد كثر في القرآن الكريم وصف الله تعالى بأنه بالمؤمنين رؤوف رحيم ولم يَرِد فيه بأن الله رحمن بالمؤمنين.
المَلِكُ، القُدُّوس، السَّلام، المؤمن، المهيمن:
قال الله تعالى: {هو الله الَّذي لا إله إلاَّ هوَ المَلِكُ القدُّوس السَّلام المؤمن المهيمن .. } (59 الحشر آية 23).
الله تعالى هو الملك بل ملك الملوك، والمالك الواحد، وملكِيَّته شاملة مطلقة لا حدود لها، وليس لبشر ملكيَّة أصيلة مطلقة يتصرف فيها بمحض إرادته، وإنما ملكيَّة معارة على سبيل الأمانة، خاضعة لشروط المالك الأصلي وتعليماته، فإذا تصرَّف المُعار تصرُّفاً مخالفاً لشرط المالك عرَّض نفسه للعقوبة، وأُخذت منه العاريَّة، وأُسندت لمن يستحقُّها.
وهذا يعني أن الإنسان مُستخلَف في الأرض على ملك ربِّه، وإيمانُه بأنه لا يملك من الأمر شيئاً كفيلٌ بأن يزرع في نفسه القناعة والرضا بما يحصِّلُ من الرزق، ويضفي على قلبه سكينة وطمأنينة تحفظانه من التعلُّق المُفْرط بعاريَّة مسترَدَّة عمَّا قريب.
وهو تعالى المالك لكلِّ مصادر الطاقة والقوَّة في هذا الكون، يُودعها حسب إرادته وتقديره، ويحجبها وفقاً لهذا التقدير، قال تعالى: {قُلِ اللَّهمَّ مَالِك المُلْك تؤْتِي المُلْكَ مَن تشاءُ وتَنْزِعُ المُلْكَ ممَّنْ تشاء .. } (3 آل عمران آية 26).
أمَّا القدُّوس: فهو الطاهر من كلِّ عيب، المنزَّه عن كلِّ نقص. فهو اسمٌ يُشِعُّ بالقداسة المطلقة، ويلقي في ضمير المؤمن إشعاعاً يطهِّر قلبه ليصبح صالحاً لتلقِّي فيوض الملك القدُّوس، والتسبيح له والتقديس لجلاله. وقد ورد أن الملائكة تقول في تسبيحها: (سُبُّوح قدُّوس ربُّ الملائكة والروح).
(يُتْبَعُ)
(/)
والسَّلام: صاحب السلامة من كلِّ نقص فهو الكامل في ذاته وصفاته وأفعاله، وهو واهب السلام لخلقه. فهذا الاسم يسكب السَّكينة والطُّمأنينة في قلب المؤمن ويغمر جنبات الوجود، وإذا ما تفكَّر القلب به فإنه يؤوب بالراحة النفسية بعد أن سكن إليه، وجنح إلى الموادعة والمسالمة مع الوجود كلِّه بما فيه من إنسان ونبات وحيوان؛ فالكلُّ آمن في جوار الله، سالم في كنفه.
والمؤمن: هو واهب الأمن والإيمان، وعندما يتَّصف القلب بهذه الصفة حقَّ الاتصاف يتَّصل بالله، ويرتفع ويسمو فوق الأهواء والرغبات.
أمَّا المهيمن: فهو الرقيب على أعمال عباده، والحافظ لكلِّ شيء في الكون. وهو الَّذي خلق السَّموات والأرض ثمَّ استوى على عرشه استواء الهيمنة والاستعلاء. وهذه الصفة تتعلق بذات الله فهي فاعلة في الكون موحية بالرقابة والسُّلطان.
النور:
قال الله تعالى: {اللهُ نُورُ السَّمواتِ والأَرضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فيها مِصباحٌ المِصْباحُ في زُجَاجةٍ الزُّجاجةُ كأنَّها كَوكَبٌ دُرِّيٌ يُوقَدُ مِن شَجرةٍ مُباركةٍ زَيتُونةٍ لا شرقيَّةٍ ولا غربيَّةٍ يَكادُ زَيتُها يُضيءُ وَلَو لم تمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ علَى نُورٍ يَهْدِي الله لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ الله الأَمْثَالَ للنَّاسِ واللهُ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيْم} (24 النور آية 35).
الله نور السموات والأرض؛ ولنوره حلاوة تتحسَّسها الأرواح، وتنشرح لها الصدور، ولا يمكن للعين أن تدركه، لأنه ذو طبيعة خاصَّة، لا تستشفُّها إلا عين القلب، لأن القلب مسكن حبِّ الرحمن ومعرفته!! ولا يمكن الاهتداء إلى هذا النور إلا بتزكية النفس وتطهير الروح، وصقل مرآة القلب لينعكس عليها جمال الأنوار الإلهية، كما ينعكس ضوء القمر على صفحة الغدير الساكن.
والآية الكريمة تثير الإحساس الروحي لكي يتطلَّع المؤمن إلى الأفق الواسع، ويستشرف الحقيقة في آفاق السَّموات والأرض، ويتهيَّأ لتلقِّي الفيض الإلهي في عالَمٍ ملؤه الإشراق والنور. وما يكاد اسم الله يتجلَّى من خلال كلمات هذه الآية حتى يفيض النور ويغمر الكون كلَّه، فيغرِقه في جلاله الباهر، ثمَّ ينسكب في الحنايا والجوانح، ويظهر على المشاعر والجوارح، فتعانقه العيون وتدركه البصائر، وتنزاح الحجب، وتشفُّ القلوب، وترفرف الأرواح، فإذا الكون كلُّه ـ بما فيه ومن فيه ـ نور طليق من القيود والحدود؛ تتَّصل فيه السموات بالأرض، والأحياء بالجمادات، والبعيد بالقريب، وتلتقي الطوايا والظواهر، والحنايا والقلوب المغمورة بالنور الَّذي يهبها جوهر وجودها، ويودعها ناموسها.
وقد استطاع البشر مؤخَّراً أن يدركوا بعلمهم طرفاً من هذه الحقيقة الجليلة، عندما تحوَّل ما كان في أيديهم من المادَّة ـ بعد تحطيم الذرة ـ إلى إشعاعات منطلقة قوامها النور؛ فذرَّة المادَّة مؤلَّفة من كهارب وإلكترونات، تنطلق عند تحطيمها في هيئة إشعاع من النور. وقد أدركت قلوب الأنبياء والرسل هذه الحقيقة الكبرى قبل العلم بقرون وقرون، كما أدركها قلب الرسول محمَّد صلى الله عليه وسلم كاملة شاملة ففاض بها فؤاده وهو عائد من الطائف، نافضاً كفَّيه من الناس، لائذاً بربِّه، قائلاً: «أعوذ بنور وجهك الَّذي أشرقت به الظُّلمات وصلُح عليه أمر الدنيا والآخرة» (أخرجه الطبراني عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما).ونتيجة لإيمانه وحبِّه لله تعالى ـ مصدر النور وناشره في الوجود ـ كان دائم التوجُّه إليه، ليستمدَّ من ذلك النور ولينعكس عليه أكبر قسط منه، فيردِّد في مناجاته هذا الدُّعاء: «اللهمَّ اجعل في قلبي نوراً وفي لساني نوراً وفي سمعي نوراً، وعن يميني نوراً وعن يساري نوراً، ومن فوقي نوراً ومن تحتي نوراً، ومن أمامي نوراً، ومن خلفي نوراً، واجعل لي في نفسي نوراً، وأَعْظِمْ لي نورا» (رواه أحمد والبخاري ومسلم والنسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما).
(يُتْبَعُ)
(/)
إلا أن الكيان البشري ـ بطبيعة تركيبه ـ لا يقوى طويلاً على تلقِّي ذلك الفيض الغامر من النور، ولا يستشرف ذلك الأفق البعيد دون أن يَكِلَّ نظره ويرتدَّ طَرْفه حسيراً، لذلك نرى الآية القرآنية قد أوضحت هذا الأفق المترامي، ثمَّ عادت تقاربُ بين أبعاده، وتقرِّبه إلى الإدراك البشري المحدود في مَثَلٍ قريب محسوس؛ فتنتقل من آفاق السموات والأرض إلى المشكاة، وهي كوَّة صغيرة في الجدار غير نافذة من الخلف، يوضع فيها المصباح، فتحصر نوره وتجمعه وتوجِّهه باتِّجاه واحد، فيبدو قوياً باهراً. وهذا المصباح في زجاجة وهَّاجة تقيه العوامل الخارجية، وتصفِّي نوره، فيزداد تألُّقاً، وهي في ذاتها شفَّافة، رائعة، سنيَّة، منيرة. ثمَّ تربط الآية بين المثَل والحقيقة، بين النموذج والأصل، فترتقي من الزُّجاجة الصغيرة إلى الكوكب الكبير، كي لا ينحصر التأمُّل في النموذج الصغير، الَّذي ذُكر لتقريب صورة الأصل الكبير فحسب، ومن المصباح إلى زيته الَّذي منه يقتات؛ إنه زيت الزيتون الَّذي أثمرته الشجرة المباركة المعمِّرة النافعة، وهو أصفى الزيوت، ونوره أبهى الأنوار، لأنه يتمتع بشفافية ذاتيَّة وإشراق ذاتي، حتى ليكاد يضيء بغير احتراق. وتلك الشجرة المباركة تنتصب في مكانٍ، لا شرقيٍ ولا غربيٍ، فالشمس ترسل إليها النور، والحرارة تأتيها من كلِّ اتجاه، ولا تنحجب عنها طوال ساعات النهار.
وبذلك يتجلَّى لنا ذلك النور العميق الطليق؛ إنه نور مترادف متضاعف، اجتمعت على إطلاقه المشكاة والزجاجة والمصباح والزيت، حتى لم يبقَ شيء ممَّا يُقَوِّي النور ويزيده إشراقاً ويمدُّه إضاءة إلا وقد أسهم في إذكائه وتأجُّجه .. وكذلك هي براهين الله واضحة، مترابطة، يؤيِّد بعضها بعضاً؛ كالدلائل المعجزة وتتابع الرسل وإنزال الكتب، حتى لا يبقى في القلب مكان للشَّك أو الريبة في حقيقتها.
والله يهدي لنوره من يفتحون قلوبهم لتلقِّي هذا النور الفائض في السموات والأرض، والَّذي لا ينقطع ولا يحتبس ولا يخبو، فحيثما توجَّه إليه القلب رآه، وحيثما تطلَّع إليه الحائر هداه، وأنَّى اتَّصل به وجد ظلالاً من جلال الله تعالى وجماله. والمثل الَّذي ضربه الله لنوره ما هو إلا وسيلة لتقريبه إلى المدارك، فنور الله تعالى ينعكس ويتجلَّى في السموات والأرض والإنسان، وتظهر آثاره متميِّزة في الإنسان المؤمن أكثر ممَّا تظهر في السموات والأرض؛ وذلك لأن قلبه المنوَّر يصلُح لأن يكون موضع النظر الربَّاني، ويتشرَّف بأن يعمره ويسكنه الحبُّ الإلهي، وبهذه الميزة نال الكرامة عند الله دون سائر المخلوقات، وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى: «لم يَسعْني أرضي ولا سمائي، ووسعني قلب عبدي المؤمن اللّين الوادع». (رواه الإمام أحمد في الزهد، عن وهب بن منبِّه).
الهادي:
قال تعالى: { .. وكفى بربِّك هادياً ونصيراً} (25 الفرقان آية31).
وقال أيضاً: {ويزيد الله الَّذين اهتَدَوْا هدى .. } (19 مريم آية 76).
الهادي: هو الَّذي أعطى كلَّ شيء خلْقه ثمَّ هدى، فمنح كلَّ شيء صورته وشكله الَّذي يليق به ويطابق المنفعة المنوطة به، فأعطى العين الهيئة الَّتي تطابق الإبصار، وأعطى الأذن الشكل الَّذي يوافق الاستماع، ثمَّ هدى المخلوقات إلى طرق الانتفاع بالأشياء الَّتي خلقها لهم؛ إمَّا اختياراً كالإنسان، وإمَّا غريزة وطبعاً كالحيوان وغيره.
فالله هو الَّذي هدى النحلة إلى الزهور، وهدى الرياح إلى السحاب، وهدى الطير إلى الهواء، وهدى السمك إلى الماء، وهدى الأنعام إلى مراعيها ... أمَّا الإنسان فقد هداه إلى نوعين من الهداية؛ لكونه مخلوقاً عاقلاً ومفكِّراً، وخليفة لله في أرضه.
فالهداية الأولى: هداية مباشرة، وهي هداية الإنسان إلى طرق الانتفاع بما أودع في مخلوقاته، وبموجب هذه الهداية استطاع الإنسان ـ عن طريق العلم والعقل ـ أن يستخرج الأدوية والعقاقير النافعة من النبات، وتمكَّن من استخراج المعادن واستخدامها في شتَّى ميادين التصنيع. ولولا هذه الهداية الَّتي منحها الله للإنسان لما تمكَّن من الوصول إلى ما وصل إليه من التقدُّم والمدنية في خدمة مصالح البشرية.
(يُتْبَعُ)
(/)
أمَّا الهداية الثانية: فهي هداية غير مباشرة، يمنحها الله للناس ـ عن طريق رسله والكتب المنزلة عليهم ــ للوصول إلى الحقائق الَّتي لا تصل إليها مداركهم مهما أُوتُوا من علوم ومعارف وإمكانات، كالحقائق الَّتي تتعلَّق بالذَّات الإلهيَّة، وبالعالم الآخر أو ما وراء الطبيعة، ويُضاف إلى هذه الحقائق النظم والتشريعات السماوية الَّتي يأتي بها كلُّ نبيٍّ لتكون صالحة للزمان والمكان الَّذي يعيش فيه الإنسان، حيث أتت متمِّمة لبعضها بعضاً، وأخذت استمراريتها في إطار خاتم الرسالات؛ رسالة الإسلام.
فإرسال الرسل، وإنزال الكتب من وسائل الهداية، لئلاَّ يكون للناس حجَّة على الله بتركهم دون هادٍ ودليل. فمن اهتدى بهذه الهداية وسلك طريقها زاده الله توفيقاً وهُدىً للخير، لأن الخير يهدي إلى الخير، ومن نأى وابتعد عن طريق الهداية سيطر عليه الهوى، وتحكَّمت به قوى الشَّر والفساد من شياطين الإنس والجن لتلْقي به في ظلمة الجهل والضَّلال، وتتركه نهباً للشَّقاء والعذاب في الدنيا قبل الآخرة.
العليُّ، العظيم:
قال تعالى: {له ما في السَّمَوات وما في الأَرضِ وهوَ العليُّ العظيم} (42 الشورى آية 4).
أمَّا العليُّ: فهو البالغ في عُلُوِّ الرُّتبة والمكانة، والعليُّ فوق خلقه وإلى ما لا نهاية.
وأمَّا العظيم: فهو البالغ أقصى مراتب العظمة قَدْراً وجلالاً، فلا يتصوَّره عقل، ولا تحيط بكنهه بصيرة. وهو الكامل في ذاته وصفاته، والمتفرِّد بالكبرياء والهيمنة.
فالمؤمن بحقيقة هذين الاسمين يستشعر عظمة الله، وعلوَّ مكانته في قلبه على الدَّوام؛ فلا يرى عظيماً في الكون إلا الله، فيدين له وحده بالولاء والإخلاص، وفي حال استحضاره حقيقة اسم الله العظيم، لا يجرؤ على اقتراف ذنب نهاه عنه، مهما كان صغيراً وحقيراً، لأنَّه لا ينظر إلى صغر المعصية بل ينظر إلى عظمة من عصاه.
وقد قُرن هذان الاسمان بالتَّسبيح لله تعالى في الصلاة، فيذكرهما المؤمن في اليوم عشرات المرات، وذلك في ركوعه وسجوده؛ للحديث الوارد فيما روى أحمد وأبو داود عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: «لمَّا نزلت {فَسَبِّح باسمِ ربِّكَ العظيم} (56 الواقعة آية 74) قال النبي صلى الله عليه وسلم: اجعلوها في ركوعكم، ولمَّا نزلت {سَبِّح اسمَ ربِّكَ الأعلى} (87 الأعلى آية 1) قال النبي صلى الله عليه وسلم: اجعلوها في سجودكم».
القريب، المجيب:
قال تعالى: {وإذا سألك عبادي عنِّي فإنِّي قريبٌ أُجيب دعوة الدَّاعِ إذا دعانِ فَليَسْتَجِيبوا لي .. } (2 البقرة آية 186).
وقال أيضاً: { .. إنَّ ربِّي قريب مجيب} (11 هود آية 61).
إن الله عزَّ وجل قريب من خلقه، أي عالمٌ بأحوالهم، وسامعٌ لأقوالهم، ومطَّلِعٌ على أعمالهم ونواياهم، ومجيبٌ لدعائهم إذا استجابوا لتعاليمه التزاماً وتنفيذاً.
فالمقصود بقرب الله، العلم والرَّقابة، وليس قرب المكان والجهة، فهو تعالى موجود في كلِّ مكان ولا يحدُّه مكان. وقربه تعالى من مخلوقاته لا يحجبه حجاب، ولا يحول دونه حائل، بل هو أقرب إليهم من حبل الوريد. وبموجب هذا القرب يجيب دعاء المضطرِّين، ويلبِّي شكوى المحزونين، ويقضي حوائج المحتاجين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى حَيِيٌّ كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردَّهما صفراً خائبتين» (رواه أحمد وأبو داود عن سلمان رضي الله عنه).
وبناء على هذا فكلَّما كان الدَّاعي ملتزماً بآداب الدُّعاء، كلَّما كانت الإجابة أقرب وأسرع لقوله صلى الله عليه وسلم: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب من قلبٍ غافل لاهٍ» (رواه الترمذي والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه).
ومن آداب الدُّعاء أن يكون بصوت معتدل كالمناجاة، فقد أخرج ابن جرير وغيره عن معاوية رضي الله عنه قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أقريبٌ ربُّنا، فنناجيه، أم بعيدٌ فنناديه؟ فنزلت الآية الكريمة: {وإذا سألك عبادي عنِّي فإنِّي قريب .. }.
وقد رُوي أن سبب نزول الآية: أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع المسلمين يدعون الله بصوت مرتفع في غزوة خيبر، فقال لهم: «أيُّها الناس، أَرْبِعُوا على أنفسكم (أي ارفقوا وهوِّنوا)، فإنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائباً، إنكم تدعون سميعاً بصيراً قريباً، وهو معكم» (رواه مسلم).
(يُتْبَعُ)
(/)
الوليُّ:
قال تعالى: {أمِ اتَّخذُوا مِن دونِهِ أولياءَ فالله هو الوليُّ وهو يُحْيي الموتى وهو على كلِّ شيءٍ قدير} (42 الشورى آية 9).
وقال أيضاً: {وهو الَّذي يُنزِّلُ الغيث مِن بعد ما قَنَطُوا وينْشرُ رحمَتَه وهو الوليُّ الحميد} (42 الشورى آية 28).
الوليُّ: هو المحبُّ النَّاصر، المتولِّي أمر مخلوقاته بالإحسان إليهم في كلِّ شؤونهم، فيتولاهم برعايته عندما يكونون أجنَّة في أرحام أمهاتهم، ويتعهَّدهم بالغذاء والنُّمُو؛ سواء من حيث نُمُوُّ الخلايا والأجهزة والأعصاب، أو من حيث نموُّ المواهب والقدرات المعرفيَّة والعقلية. ثمَّ يتولاهم بعد مجيئهم إلى الدُّنيا، فيُهَيءُ لهم أسباب رزقهم بدءاً من نزول الغيث، ومروراً بإنبات الزرع، وانتهاءً بجني الثِّمار.
فالله عزَّ وجل هو المتولِّي أمور عباده وشؤون حياتهم، وهذا من النَّاحية المعيشية، أمَّا من النَّاحية المعنويَّة والنفسية فالناس في ذلك فريقان: فريق مؤمن، وفريق ظالم لنفسه ولغيره. وقد قال تعالى في حق الفريقين: {الله وليُّ الَّذين آمنوا يُخرجُهُم من الظُّلماتِ إلى النُّور والَّذين كفروا أولياؤُهُمُ الطَّاغوتُ يُخرجُونَهُم من النُّور إلى الظُّلمات .. } (2 البقرة آية 257).
فالمؤمنون ينعمون بنعمة ولاية الله لهم في الدنيا والآخرة، ويشعرون بالسَّعادة والاستقرار النفسي والاجتماعي، لأن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون؛ لا خوف عليهم في المستقبل لأنَّهم استقاموا في حاضرهم وماضيهم، ومن صحَّت بدايته صحَّت نهايته، ولا هم يحزنون على ما فاتهم وما أصابهم لأنَّهم يؤمنون بالقضاء والقدر، ويحتسبون الأجر عند الله عزَّ وجل.
أمَّا الظَّالمون فيُحْرَمون من ولايته تعالى في الدنيا، لأنهم اتَّخذوا الشَّيطان وليَّهم والهوى سلطانهم، فأسرفوا في الفساد والإساءة لأنفسهم، ممَّا جعلهم يشعرون بالتِّيه والضَّياع، وصار شبح القلق والخوف من المستقبل المرير يطاردهم، وهذا حالهم في الدنيا، وأمَّا في الآخرة فشأنهم كما قال تعالى: { .. والظَّالمون ما لهم منْ وليٍّ ولا نصير} (42 الشورى آية 8) فما من أحد يستطيع أن يخلِّصهم أو أن يرفع عنهم جزءاً من العذاب الَّذي يذوقونه جزاءً على ظلمهم.
الوكيل:
قال تعالى: {الله خالقُ كُلِّ شيءٍ وهو على كُلِّ شيءٍ وكيل} (39 الزمر آية 62).
وقال أيضاً: {ربُّ المشرقِ والمغربِ لا إله إلاَّ هوَ فاتَّخِذْه وكيلاً} (73 المزمل آية 9).
وقال أيضاً: { .. وتوكَّل على الله وكفى بالله وكيلاً} (4 النساء آية 81).
الوكيل: القائم بأمور خلقه وتسخير ما يحتاجون إليه، والموكول إليه تدبير الخلائق.
فهو (خالق كلِّ شيء) مبدع الأشياء كلِّها، وخالقها جميعها، ما وُجِدَ منها في الدنيا أو في الآخرة، وما كان منها تحت إدراكنا وحواسِّنا وما كان فوق ذلك، فهو ربُّها ومالكها، والمتصرِّف فيها والقائم بحفظها وتدبيرها.
وهو الوكيل الَّذي يكفي كلَّ من يقصده ويعتمد عليه، ويفوِّض أموره إليه، ويفرده بالتوكُّل كما أفرده بالعبادة، فعليه يتوكَّل المتوكِّلون وبه يثق الواثقون، لعلمهم بأن الكلَّ من عنده فتكون نتيجة توكُّلهم عليه هي الأمان من كلِّ أذى، والضَّمان من كلِّ سوء، ومنحهم ما يرغبون، ودفع ما يكرهون، لأنَّ من يتوكَّل على الله فهو حسبه ونعم الوكيل.
وحقيقة معنى التوكُّل بذل الأسباب، والسعي الجادُّ وراء الوسائل الَّتي تحقِّق الغايات، مع التفويض المطلق لخالق الأسباب والمسبَّبات، من منطلق قوله صلى الله عليه وسلم لرجل سأله عن ناقته: أَعْقِلُها وأَتَوكَّل؟ أو أطلقها وأتوكَّل؟ فقال له: «أعقلها ثمَّ توكَّل» (أخرجه الترمذي عن أنس رضي الله عنه).
وكذلك ما جاء فيما أخرجه البخاري من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو توكَّلتم على الله حقَّ توكُّله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً، وتروح بطاناً» (تغدو خماصاً: أي تغادر أعشاشها صباحاً وهي جائعة، تروح بطاناً: أي ترجع مساءً وهي مليئة البطون شبعى)، فدَلَّ على أن التوكُّل الحقيقي هو الثِّقة التامَّة بالله والاعتماد عليه، وتفويض الأمر إليه في كلِّ شأن، والتسليم بأن قضاءه نافذ لا محالة، مع الاجتهاد في تلمُّس أسباب المعيشة والرزق.
الرزَّاق، الوهَّاب، الكريم:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: {إنَّ الله هو الرزَّاقُ ذو القوَّةِ المتين} (51 الذاريات آية 58).
وقال أيضاً: {أمْ عندهم خزائنُ رحمةِ ربِّك العزيز الوهَّاب} (38 ص آية 9).
وقال أيضاً: {ياأيُّها الإنْسانُ ما غرَّك بربِّك الكريم} (82 الانفطار آية 6).
الله عزَّ وجل هو الرزَّاق، خلق الأرزاق وأسبابها ثمَّ أفاضها على خلقه. وهو الوهَّاب دائم العطاء والهبات الَّتي لا حدَّ لها ولا عدَّ، يهبها للناس دون مقابل، غير أنَّها لا تتنزَّل عليهم جزافاً، فلكلِّ كائن نصيب مقدَّر منها في علمه تعالى، لا يمكن أن يزيد أو ينقص إلا بمشيئته.
وهو عزَّ وجل أعلم بعباده وبما يُصلح حالهم، لذلك يرزق من يشاء رزقاً واسعاً بغير حساب، ويقتِّر الرزق على من يشاء لحكمة يعلمها. وما على العبد المؤمن، المطمئن القلب بعدالة السلطة الإلهيَّة، إلا أن يبذل ما في وسعه من أسباب في تحصيل الرزق، ومن ثَمَّ يسلِّم أموره جميعها إلى الله الرزَّاق الوهَّاب الكريم، الَّذي يَمُنُّ على خلقه بالنِّعم والهبات، في جودٍ لا يعادله جود، وعطاءٍ لا يضاهيه عطاء.
الغنيُّ، المغني، الحميد:
قال تعالى: {لله ما في السَّمواتِ والأَرضِ إنَّ الله هو الغنيُّ الحميد} (31 لقمان آية 26).
وقال أيضاً: { .. وإن خِفْتُم عَيْلَةً فسوف يُغْنيكُم الله من فضله إن شاء .. } (9 التوبة آية 28).
وقال أيضاً: { .. إن يكونوا فقراءَ يُغْنِهِم الله من فضله والله واسعٌ عليم * وليَسْتَعْفِفِ الَّذين لا يجدون نِكاحاً حتى يُغنيَهُمُ الله من فضله .. } (24 النور آية 32ـ33).
الله سبحانه وتعالى غنيٌّ عَمَّا سواه غنىً مطلقاً، وكلُّ شيء مفتقر إليه افتقاراً كلِّيّاً. فله جميع ما في السَّموات والأرض خلْقاً وملكاً، وجميعها منقادة خاضعة لأمره، يتصرَّف فيها كيف يشاء. فالخلْق عموماً في حاجة مطلقة إليه لمنحهم إمكانيَّة الحياة والبقاء، والقدرة على الحركات والسَّكنات، والناس خاصَّة يحتاجون إليه ــ إضافة لما سبق ـ في جميع أمور دينهم ودنياهم.
وهو المحمود على كلِّ حال، الغنيُّ عن حمد الحامدين لأنَّه كاملٌ بذاته، والكامل بذاته غنيٌّ عن كلِّ ما عداه. وحمد الله سبحانه يعني شكره؛ وهو نوع من الاعتراف بالجميل، وأداء الحق لمستحقِّه؛ لأنَّه عزَّ وجل هو المفيض بجلائل النِّعم، وشكره عليها استدامة لها واستزادة منها، وفي ذلك قال تعالى: { .. لَئِنْ شَكرتم لأزيدنَّكم .. } (14 إبراهيم آية 7). وشكر الشاكرين لا يزيد في ملك الله شيئاً، كما أن جحود الجاحدين لا ينقص من ملكه شيئاً. ويؤيِّد ذلك ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن الله ـ تبارك وتعالى ـ أنه قال: «ياعبادي لو أن أوَّلكم وآخركم، وإنسكم وجنَّكم، كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، ياعبادي لو أن أوَّلكم وآخركم، وإنسكم وجنَّكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، ياعبادي إنَّما هي أعمالكم أُحصيها عليكم ثمَّ أُوَفِّيكم إيَّاها فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومَنَّ إلا نفسه».
ففائدة الشكر والعرفان تعود على الإنسان الشَّاكر، قال تعالى: { .. ومن يشكرْ فإنَّما يشكرُ لنفسه ومن كفرَ فإنَّ الله غنيٌّ حميد} (31 لقمان آية 12). فالحمد والشُّكر يطهِّران نفس الشاكر، ويوجِّهانه إلى بذل النعم وإنفاقها في الوجوه النافعة، بما يعود بالفائدة على الأفراد والجماعات.
وهو المغني: أي أنه وحده سبحانه وتعالى الَّذي يغني من يشاء من الخلائق، بوسائل شتَّى من عطائه، وييسِّر لهم موارد الأرزاق والمكاسب، حسبما يرى من الحكمة والمصلحة لهم.
وفي الآيتين اللتين تقدَّم ذكرهما من سورة النُّور، يَعِد الله تعالى المؤمنين بالغنى، ويدعوهم لئلا يَخْشَوْا الفقر، وليتوكَّلوا عليه في سائر أمورهم وأحوالهم؛ فالله غنيٌّ ذو سعة، لا تنفد خزائنه، وفي فضله ما يغنيهم. وفيهما إشارة أيضاً إلى أنَّه ينبغي على المؤمنين أن يجتهدوا في التَّقوى والطَّاعات حتى يوسِّع الله عليهم، فإن المرء إذا اتّقى الله جعل له عزَّ وجل من أمره فرجاً ومخرجاً، قال تعالى: { .. ومن يتَّقِ الله يجعل له مخرجاً * ويرزقه من حيثُ لا يحتسب .. } (65 الطلاق آية 2ـ3).
المعطي، المانع:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: {وَلَسوف يُعطيك ربُّك فترضى} (93 الضحى آية 5).
وقال أيضاً: {ما يفتحِ الله للنَّاس من رحمةٍ فلا مُمسكَ لها وما يُمسِكْ فلا مُرسِلَ له من بعده وهو العزيز الحكيم} (35 فاطر آية 2).
إن ما يعطي الله من النِّعم الحسِّية أو المعنويَّة، كالرزق والمطر، والصحَّة والسعادة، والأمن والأمان، والعلم والحكمة .. وغير ذلك فلا مانع لها، وكذلك ما يمنع منها؛ فلا يملك أحد أن يرسله بعد إمساكه، قال تعالى: {وإن يَمْسَسْك الله بِضُرٍّ فلا كاشف له إلاَّ هوَ وإن يَمسَسْك بخيرٍ فهو على كلِّ شيءٍ قدير} (6 الأنعام آية 17). فالخير كلُّه بيده، قادر على نشره على العباد في كلِّ آن؛ لا ينضب معينه، ولا ينقص عطاؤه. وهذا ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعبِّر عنه في مناجاته لله عزَّ وجل، فقد روى الإمام أحمد والشيخان عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف من الصلاة قال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له المُلك وله الحمد، وهو على كلِّ شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت .. ».
العزيز، الجبَّار، المتكبِّر:
قال تعالى: { .. العزيزُ الجبَّارُ المُتكبِّرُ سبحان الله عمَّا يُشركون} (59 الحشر آية 23).
العزيز: هو القوي الغالب الَّذي لا يُقهر.
الجبَّار: هو المتعالي عن أن يناله كيد كائد، والمتسلِّط على الجبارين بالانتقام والقصاص.
المتكبِّر: المترفِّع عن كلِّ نقص، والمستعلي على كلِّ ما عداه بحقّ.
إن العزَّة الحقيقيَّة لله وحده، يمنحها لمن يشاء كالرسل والصالحين من خلقه دون غيرهم، قال تعالى: { .. ولله العِزَّةُ ولرسوله وللمؤمنين .. } (63 المنافقون آية 8). فمن كان يريد الوصول إلى شرف العزِّ والسُّمُو فليسلك طريق العزَّة بطاعة الله، وليطلب العزَّة منه لأنه هو مصدرها وواهبها، خلافاً لمن يتوهَّم أنها وليدة كثرة المال والأتباع؛ فكم من معدم لا حول له ولا قوَّة ولا عشيرة، أعزَّه الله بطاعته، وجعله ملكاً عزيزاً، وكم من أشدَّاء أولي قوَّة ومنعة ومال أذلَّهم الله بمعاصيهم، فلم تُغنِ عنهم كثرتهم من الله شيئاً، وفي هذا يقول تعالى: {مَنْ كان يُريدُ العِزَّةَ فلله العِزَّةُ جميعاً .. } (35 فاطر آية 10).
والعزَّة تختلف عن الكِبْرِ، فالعزَّة: هي الشُّعور بالسُّمُو مع معرفة الإنسان حقيقة نفسه، والكِبْرُ: هو غرور الإنسان بنفسه وغمط الناس حقوقهم.
وهكذا فكلُّ من أحبَّ الله وتذلَّل له ـ تذلُّل المحبِّ للحبيب ـ أعزَّه الله ورفعه، وكلُّ من تعزَّز عليه وتذلَّل لغيره أذلَّه الله. ولمَّا كان حبُّ الله يستلزم محبَّة أحبابه، وبغض أعدائه؛ فإن من يعادي أحبابه ويوالي أعداءه، يكون قد سلك بنفسه مسلك الذُّل والهوان، وقد قال الله في حق أمثال هؤلاء: {إنَّ الَّذين يُحادُّون الله ورسولَهُ أولئك في الأَذَلِّين} (58 المجادلة آية 20)، وقال أيضاً: {لا تجدُ قوماً يؤمنون بالله واليومِ الآخِرِ يوادُّون من حادَّ الله ورسولَهُ ولو كانوا آباءَهُم أو أبناءَهُم أو إخوانَهُم أو عشيرتَهُم .. } (58 المجادلة آية 22). وقد أقسم تعالى بعزَّته في الحديث القدسي فقال: «وعزَّتي لا ينال رحمتي من لم يوالِ أوليائي، ويعادِ أعدائي» (أخرجه الترمذي والحاكم والطبراني مرفوعاً).
هذه قبسات من معاني اسم الله العزيز، أمَّا عن جبروته وكبريائه؛ فهو صاحب العظمة والجلال والسُّلطان في أرجاء السموات والأرض بلا شريك ولا منازع، قال تعالى: {وله الكبرياء في السَّموات والأرض وهو العزيز الحكيم} (45 الجاثية آية 37). وقد ورد في الحديث القدسي عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما: «العظمة إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني واحداً منهما أسكنته ناري» (أخرجه مسلم).
فكلُّ مَنْ يتكبَّر مِنْ خلقه عن اتِّباع الحقِّ، ويتجبَّر على الضعفاء من الناس بالإذلال والتسخير والإهانة بغير حقٍّ، فإن قانون الله فيه أن يطبع ويختم على قلبه بالضَّلال، قال تعالى: { .. كذلك يَطْبَعُ الله على كلِّ قلْبِ مُتكبِّرٍ جبَّار} (40 غافر آية 35)، ثمَّ ينالُ جزاءه عدلاً واستحقاقاً، لأنه في تكبُّره يعادي الله، وفي تجبُّره يقسو على خلق الله، قال تعالى: { .. وأمَّا الَّذين اسْتَنكفوا واستكبروا فيُعذِّبُهُم عذاباً أليماً .. } (4 النساء آية 173).
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا عزيز في الكون إلا الله، ولا جبَّار إلا الله، ولا مُتكبِّر إلا الله؛ ولذلك فإن الشعور بالكبرياء المطلق يجب أن ينحصر في الله وحده دون سواه، قال تعالى: {وربَّكَ فكبِّر} (74 المدثر آية 3) أي عظِّمِ الله وصِفْهُ بالكبرياء في سائر أحوالك، فهو أكبر من أن يكون له نِدٌّ أو شريكٌ كما يقول عَبَدَةُ الأوثان. وليكن الله في قلبك أكبر وأعظم من كلِّ عظيم وكبير، فلا تخشَ سواه، ولا تشرك معه مخلوقاً فيما تفضَّل به عليك فتنسب الفضل للمخلوق وتنسى الخالق، وإذا كان الله في قلبك أكبر من كلِّ شيء؛ فما من شيء يستحق أن يشغلك عنه وأنت ماثل بين يديه، وما من شيء مهما تعاظم شأنه ـ من همٍّ أو حزنٍ أو وهمٍ ـ له القدرة على الاستيلاء والسيطرة عليك فالله أكبر من كلِّ ذلك، وإذا ما هيمنت على المؤمن عظمة الشعور بكبريائه تعالى، تلاشت كلُّ الأشياء أمام تلك العظمة، فلا يبقى لها أدنى تأثير أو سلطان عليه.
المُعِزُّ، المُذِلُّ:
قال تعالى: { .. وَتُعِزُّ مَن تشاءُ وَتُذِلُّ مَن تشاءُ .. } (3 آل عمران آية 26).
من أراد العزَّة فلله العزَّة جميعاً، يمنحها لمن يشاء من عباده؛ فتراه نافذ الكلمة، مالكاً للقلوب، كثير الأعوان، وينزعها ممَّنْ يشاء؛ فتجده ذليلاً، مهاناً، مهيض الجناح.
والعزُّ وليد الكرامة والجاه، وهذا كلُّه بيد الله تعالى، يتصرَّف فيه حسب مشيئته وعلمه. وهو من محبوبات الإنسان، تتوق النفس إليه، وتنهض الهمم عند ذكره. أمَّا الباب إليه فهو التَّواضع بين يدي الله، والشُّعور الدَّائم بالضَّعف أمامه والافتقار إليه، فمن تواضع لله رفعه الله. والتَّواضع بين يدي الله يستلزم التَّواضع مع مخلوقاته، وكلَّما ازداد الإنسان تواضعاً ازداد عزّاً وكرامة. أمَّا من ينشد العزَّة بالصُّور والأوهام والمخلوقات الضعيفة العاجزة؛ فهو لا يأوي إلى ركن شديد، وسُرْعان ما يتهاوى في وديان الذلِّ والمهانة، حتى ولو مرَّ عليه حين من الزمن تراءت له فيه أشعَّة المجد والعزَّة، فسيكتشف أن ذلك لم يكن إلا سراباً. فالعزُّ الحقيقي هو عزُّ الدارين الَّذي يمنحه الله المُعِزُّ لمن يمشي في طريقه، ويحجبه عمَّن ضلَّ وجحد، فلا يُذَّل من أحبَّه ووالاه، ولا يُعَزُّ من أبغضه وعاداه.
العَفُوُّ، الغفور، الحليم، الرَّؤوف:
قال تعالى: { .. إنَّ الله لَعفوٌّ غفور} (22 الحج آية 60).
وقال أيضاً: { .. والله غفورٌ حليم} (2 البقرة آية 225).
وقال أيضاً: {وإذا جاءك الَّذين يؤمنون بآياتنا فقُلْ سلامٌ عليكم كَتَبَ ربُّكم على نفسه الرَّحمةَ أنَّه من عمل منكم سُوءاً بجهالةٍ ثمَّ تاب من بعده وأصلحَ فأنَّه غفور رحيم} (6 الأنعام آية54).
وقال أيضاً: { .. إنَّ الله بالنَّاس لرؤوف رحيم} (2 البقرة آية 143).
العَفُوُّ: هو الَّذي يمحو السيِّئات لمن تاب إليه. والغفور: كثير الغفران والسَّتر على المذنبين، فالعَفُوُّ أبلغ من الغفور لأن الغَفْر مجرَّد السَّتْر، أمَّا العَفْوُ فهو المحو والإزالة.
أمَّا الحليم: فهو الَّذي لا يستفزُّه غضب، ولا يحمله ذلك الغضب على استعجال العقوبة.
والرَّؤوف: شديد الرأفة والرحمة بخلقه.
فالله تعالى حليم رؤوف بعباده يوسع لهم في المغفرة حتى تشمل كلَّ تائب ومنيب، وهو يغفر الذنوب جميعاً إلا أنْ يُشرَكَ به، ومن شأن هذه السعة في المغفرة أن تشرح الصُّدور، وترغِّب القلوب بالتَّوبة من كلِّ ذنب والتَّجافي عن كلِّ خطيئة، وتحرِّر الإنسان من سلطة الشيطان الَّتي يسعى إلى إحكامها عليه بإلقائه في براثن اليأس والقنوط والشعور المدمِّر بالذنب. فمن طبيعة البشر أنَّهم يخطئون ومن حلم الله ورأفته بخلقه أنه يعفو ويغفر، لمن تاب بصدق، وأصلح كلَّ ضرر نجم عن ذنب ارتكبه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله: يا بن آدم! إنَّك ما دعوتني ورجوتني غفرتُ لك على ما كان منك ولا أبالي. يا بن آدم! لو بَلَغَتْ ذنوبك عَنان السَّماء ثمَّ استغفرتني، غفرتُ لك ولا أبالي. يا بن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثمَّ لقيتني لا تُشرك بي شيئاً، لأتيتك بقرابها مغفرة» (أخرجه الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا فتح الله تعالى باب المغفرة والعفو على سعته أمام الإنسان، فما عليه إلا أن يطرقه كلَّما شعر بالعزم على النَّدم والتَّوبة، داعياً وسائلاً ربَّه القبول بقوله: «اللهم إنك عفوٌّ تحبُّ العفو فاعفُ عني» (رواه الإمام أحمد عن عبد اللّه بن بريدة عن عائشة رضي الله عنها)، كما علَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقول، مقرنين القول بالتطهر والإصلاح.
مالك الملك، ذو الجلال والإكرام:
قال تعالى: {قُلِ اللَّهم مالكَ المُلْكِ تُؤْتي المُلْكَ من تشاءُ وتَنْزِع المُلْكَ ممَّن تشاء .. } (3 آل عمران آية 26).
وقال أيضاً: {كُلُّ مَن عليها فان * ويبقى وجهُ ربِّكَ ذو الجَّلال والإكرام} (55 الرحمن آية 26ـ27).
مالك الملك: الَّذي يتصرَّف في ملكه كما يشاء، ويسيِّر الأمور فيه كما يريد؛ وفق قوانين ثابتة تلتزم بها مخلوقاته وتسير عليها وله أن يخرقها متى شاء، لا مردَّ لقضائه ولا معقِّب لحكمه.
ذو الجلال والإكرام: أي المتَّصف بصفات التنزيه والكمال، وصاحب العظمة والجاه والمتفضِّل على عباده بالإحسان والعطاء.
ويُستحبُّ للمؤمن أن يكثر ـ أثناء دعائه ـ من تكرار هذه الصفة لله تعالى (يا ذا الجلال والإكرام) لتكون ثناءً على الله، واعترافاً وإقراراً بعظمته. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي عن أنس رضي الله عنه: «أَلِظُّوا بيا ذا الجلال والإكرام» أي الزموا ذلك في الدعاء وأَلِحُّوا بذكره. ومرَّ النبي صلى الله عليه وسلم برجل، وهو يصلي ويقول: يا ذا الجلال والإكرام فقال: «قد استُجيب لك» (رواه الترمذي عن معاذ رضي الله عنه).
فتبارك الله ذو الجلال والإكرام؛ إليه يرجع الفضل في الإنعام على عباده؛ فهو الجدير بالإجلال فلا يُعصى، والتكريم فلا يُجحد، والشُّكر فلا يُكفر، والذِّكر فلا يُنسى.
وقد كرر تعالى ذكر هذه الصفة في سورة الرحمن مرتين: أولاهما عندما ختم الحديث عن نعم الدنيا بقوله: {ويبقى وجهُ ربِّك ذو الجَّلال والإكرام} (55 الرحمن آية 27) مثبتاً بذلك البقاء والديمومة لذاته العليَّة بعد فناء العالم. وثانيهما عندما ختم ذكر نِعَمِ الآخرة بقوله: {تَباركَ اسمُ ربِّك ذي الجَّلال والإكرام} (55 الرحمن آية 78) فناسب ذكرُها شُكْرَه وحمده عقب امتنانه على المؤمنين بما آتاهم من الخير والفضل في دار كرامته، فهو المنعم المتفضِّل، الَّذي يستحق الثَّناء بما هو أهله.
ولا يسعنا في ختام هذا الباب إلا أن نثني على الله عزَّ وجل فنقول:
يا ذا الجلال والإكرام ... تَبارَكَتْ أسماؤك الحسنى جميعها، ما ذكرناه منها وما لم نذكره، وما أدركناه من مدلولاتها وما لم ندركه، فلا يعلم بحقيقتها إلا أنت ... وسبحانك اللهم نحمدك ونشكرك، لا إله إلا أنت لك الأسماء الحُسنى في ذاتها من قبل استحسان الخلق لها. كانت ولا تزال توحي بالحسن والجمال، وتفيض به على كلِّ الكائنات ... تُسقى بمائها القلوب، فتحيا وتُبعث من جديد، ويغمرها الإيمان بالله الخالق المجيد، ويسبِّح بها كلُّ موجود في الوجود، فإذا بالكون يغدو مشهداً ترتيلياً رائعاً، يردد بأعذب الألحان آيات التنزيه للربِّ المعبود، يتشارك في ذلك الجمادات والأحياء، ويتلاقى فيه المَطْلَعُ والختام في تناسق والتئام.
أمَّا عن مسك الختام في هذا المقام فهو ما جاء في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن لله تسعاً وتسعين اسماً من حفظها دخل الجنَّة: هو الله الَّذي لا إله إلا هو، الرحمن، الرحيم، الملك، القدُّوس، السَّلام، المُؤمِن، المهيمن، العزيز، الجبَّار، المتكبِّر، الخالق، البارِئ، المصوِّر، الغفَّار، القهَّار، الوهَّاب، الرزَّاق، الفتَّاح، العليم، القابض، الباسط، الخافض، الرَّافع، المُعِزُّ، المُذِلُّ، السميع، البصير، الحكَم، العدْل، اللطيف، الخبير، الحليم، العظيم، الغفور، الشَّكور، العليُّ، الكبير، الحفيظ، المُقِيْتُ، الحسيب، الجليل، الكريم، الرَّقيب، المجيب، الواسع، المحيط، الحكيم، الودود، المجيد، الباعث، الشهيد، الحَقُّ، الوكيل، القويُّ، المتين، الوليُّ، الحميد، المُحصي، المُبْدِيءُ، المُعيد، المحيي، المميت، الحيُّ، القيوُّم، الواجد، الماجد، الواحد، الصَّمد، القادر، المقتدر، المقدِّم، المؤخِّر، الأوَّل، الآخر، الظَّاهر، الباطن، الوالي، المتعالي، البرُّ، التوَّاب، المنتقم، العفُّو، الرؤوف، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام، المقسط، الجامع، الغني، المغني، المانع، الضارُّ، النَّافع، النور، الهادي، البديع، الباقي، الوارث، الرشيد، الصَّبور».
وفي كثرة الأسماء هذه إشارة ودلالة على عظمة المسمَّى، وللمؤمن مطلق الخيار في التوجُّه إلى الله تعالى بأيٍّ منها، لأنها ـ وإن تعدَّدت ـ فكلُّها أسماءٌ له وحده عزَّ وجل، قال تعالى: {قُلِ ادعوا الله أوِ ادعوا الرَّحمنَ أيّاً ما تدعوا فله الأسماءُ الحسنى .. } (17 الإسراء آية 110). وليس القصد هو مجرَّد الوقوف على مدلولات هذه الأسماء، أو تخصيص اسم دون آخر، وإنما يتعيَّن الوصول من خلالها إلى معرفة الصِّفات الحقيقية لله عزَّ وجل والسعي عن طريقها إلى تعميق الصِّلة به.
هذا مظهر من مظاهر عظمة الله تعالى وجلاله، الَّذي يؤمن به المسلمون إلهاً وربّاً للعالمين، ربَّ آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمَّد وغيرهم من الأنبياء (عليهم الصلاة والسلام) الَّذين أرسلهم رحمة للناس أجمعين، يهدونهم إلى معرفة إلههم الحقِّ الَّذي خلقهم فأحسن خلقهم وإليه وحده يرجعون، وبيده وحده مصائرهم وأقدارهم، فسبحان الله عما يشركون.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 Feb 2005, 08:30 م]ـ
تحفظ شديد على
"وهو الموجود الَّذي لا ينجم عن وجوده موجود مثله، وكلُّ موجود آخر إنما يستمِدُّ وجوده منه، ويستلهم حقيقته من تلك الحقيقة القدسية الأزلية الأبدية. "(/)
:: زُيّن للنّاس::
ـ[ tafza] ــــــــ[27 Feb 2005, 03:24 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته;
بسم الله الرحمن الرحيم ;
جاء في الآية 14 سورة آل عمران: "زُيِّن للناس حُبّ الشهواتِ من النساءِ والبنينَ والقناطير المقنْطرة من الذهبِ والفضّةِ والخيلِ المسوّمة والأنعام والحرث، ذلك متاعُ الحياةِ الدنيا، والله عندهُ حسن المآب".
الزّينُ: هو شدة الحسن، والتزيين هو جعل الشيء زيناً. والكلام في الآية الكريمة يتعلق بما فُطر عليه الإنسان من حب الأمور المذكورة، ولذلك حكمة تتعلق بالحياة الدنيا، وبضرورات إعمار الكون، بل إنّ هذا التزيين هو من أهم أسس التحضر الإنساني. وعليه بعيدٌ ما يقوله بعض أهل التفسير من أنّ المُزيِّن هو الشيطان، بل هي الفطرة التي فطر الله تعالى الناس عليها، وهذا ما نجده في كل النفوس، وإن تفاوتت في الإيمان والتقوى. ولا يُذم الإنسان في حبه وميله إلى هذه المذكورات، ولكن تأتي المذمة عندما يبالغ الإنسان في اندفاعه، فيخرج عن الطور، ويقوده ذلك إلى الاعتداء وتجاوز حدود الله تعالى.
عندما يتزيّن الإنسان بزينة ما فإنما يقصد أن يظهر بمظهر هو أحسن من واقعه. والزينة تُوجِد فرقا بين الحقيقة والواقع الجديد، وكلما اتسعت الفجوة كانت الزينة أشد. وعليه فإن الزينة في الأمور التي ذكرتها الآية الكريمة تتفاوت؛ فتزيين النساء هو أشد من تزيين البنين، وتزيين البنين أشدّ من تزيين الذهب والفضة… وهكذا. أي أنّ الآية الكريمة قد سردت المذكورات تنازلياً. وعندما نقول إنّ تزيين النساء هو الأشدّ بين المذكورات فإنما نقصد أن نقول إنّ الفارق بين واقع النساء وحقيقتهن، وبين صورتهن في عيون الرجال ونفوسهم هو فارق كبير. وعليه تكون الزينة أشدّ ما تكون في النساء إذا نظرنا إليهنّ بعيون الرجال. أما إذا نظرنا إلى المرأة بعين المرأة فإننا نكون عندها أقرب إلى الواقع، وبالتالي تكون الزينة أقل.
زينة المرأة في عين الرجل أشدّ من زينة الرجل في عين المرأة. وعليه فإنّ الفارق بين حقيقة الرجل في الواقع وصورتهِ في عين المرأة أقل من حقيقة المرأة في الواقع وصورتها في عين الرجل. هذا يعني أنّ خيبة أمل الزوجة بعد الزواج أقل من خيبة أمل الزوج، وذلك في حالة تحييد العوامل الأخرى؛ فالرجل حسّي في نظرته إلى المرأة، وعلى وجه الخصوص عندما يتعلق الأمر بالعين والإبصار. من هنا لا بد أن تعي المرأة أنها تصبح بحاجة أشدّ إلى الزينة عندما تصبح زوجة. وهذا لا يعني أنّ الرجل لا يحتاج إلى الزينة، ولكننا نقارن بين فطرتين. وقد نصت الآية الكريمة، كما نلاحظ، على تزيين النساء في نفوس الرجال، ولم تنص على تزيين الرجال في عيون النساء، لأنّ الكلام هنا عن التزيين الأشدّ.
لقد نصّت الآية الكريمة على البنين دون البنات، لأنّ التزيين الفطري في البنين أشدّ منه في البنات، أي أنّ الفارق بين واقع البنين الحقيقي وبين موقعهم في نفوس الآباء والأمهات، هو أكبر من واقع البنات الحقيقي وموقعهن في نفوس الآباء والأمهات. انظر إلى تفاني الآباء والأمهات، ثم انظر إلى موقف الأبناء من الآباء والأمهات، وعلى وجه الخصوص عند الكبر. من هنا كان لا بد من التشديد في الوصية: " ... إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا" (الإسراء:24،23).
على الآباء والأمهات إذن أن يدركوا أنّ ذلك حقيقة من حقائق الحياة، وفطرة فطر الله الناس عليها؛ فالدافع الذي يدفع الأب والأم إلى التفاني في رعاية الولد لا توجد قوته عند الولد. هذا لا يعني أنّ الولد لا يتفانى في رعاية الوالدين، ولكنّ دوافع وقوة ذلك تختلف. بل إنّ هذا التفاني المتبادل هو من الأمور التي تميز الإنسان عن باقي الكائنات الحية؛ فأنت تجد القطة، مثلاً، تدافع بشراسة عن صغارها، ولكنّ هذا الصغير عندما يكبر لا يأبه بالأم، بل قد يعتدي عليها.
أما فيما يتعلّق بالذهب والفضة والنقود، فإن الفارق أقل بين واقعها النفعي وموقعها من نفس الإنسان؛ أي أنّ الزينة فيها أقل من زينة النساء والبنين، بمعنى أنّ حبّ الإنسان لها هو قريب إلى واقعها من حيث منفعتها وخدمتها له. وتكون الزينة أقل ما تكون في عالم النبات والزراعة؛ فدرجة حبنا وانشدادنا إلى هذا العالم قريب جدّاً إلى واقعه المنفعي.(/)
سؤال عن قوله تعالي في سورة محمد " فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون "
ـ[سلسبيل]ــــــــ[28 Feb 2005, 02:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي سؤال عن قوله تعالي في سورة محمد " فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم "
والسؤال هو " أنتم الأعلون " هل هي سابقة على " فلا تهنوا " أم متأخرة عنها ونتيجة عليها؟؟
بمعنى ....
1 - هل المقصود بالآية بأنكم حال قوتكم وعلوكم في الأرض فلا تسالموا عدوكم ولا تهادنوهم؟
2 - أم إن الآية تنهاهم عن الهوان والدعوة إلى السلم وترتب على ذلك علوهم في الأرض وبذا يكون عدم الهوان والدعوة للسلم سبب للنصر والظفر والعلو في الأرض.
3 - أو تكون لا في هذه الآية هي " لا النافية " فهي تنفي عنهم الهوان والضعف والدعوة إلى السلم وتبشرهم بأنهم الأعلون الغالبون حيث أن الله معهم وهي بهذا تحثهم على الثبات على الحق وعدم الهزيمة النفسية أو الركون للعدو.
فأي المعاني السابقة وأي التفسيرات أرجح؟؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 Mar 2005, 06:29 م]ـ
يمكن أن يكون هذا المعنى مقصودا أيضا وهو قول ذكره أبو السعود في كتابه "إرشاد العقل السليم"
((قال تعالى
(فَلاَ تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ) 35 محمد
(وقولُه تعالى: {وَأَنتُمُ الاْعْلَوْنَ} جملةٌ حاليةٌ مقررةٌ لمعنى النَّهي مؤكدةٌ لوجوبِ الانتهاءِ، وكذا قولُه تعالى:
{وَ?للَّهُ مَعَكُمْ}
فإنَّ كونَهمُ الأعلينَ وكونَهُ عزَّ وجلَّ ناصرَهُم من أَقْوى موجباتِ الاجتنابِ عمَّا يُوهم الذلَّ والضراعةَ)) تأملوا قول المفسر؟
لقد وجدته قولا مختلفا عما قال الآخرون
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[03 Mar 2005, 02:18 ص]ـ
أخي الكريم ....
قولك: "أو تكون لا في هذه الآية هي " لا النافية " فهي تنفي عنهم الهوان والضعف والدعوة إلى السلم وتبشرهم بأنهم الأعلون الغالبون حيث أن الله معهم وهي بهذا تحثهم على الثبات على الحق وعدم الهزيمة النفسية أو الركون للعدو "
هذا التفسير لا يصح .... لأنّ "لا" الواردة في الآية لا يمكن أن تكون إلا "لا" الناهية ...
والدليل أنها جزمتْ الفعل المضارع وعلامة الجزم هنا حذف النون لأنه
من الأفعال الخمسة.
ولي عودة - إن شاء الله -.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[03 Mar 2005, 09:42 ص]ـ
للجواب عن هذه الاية يمكن الرجوع الى كتاب استاذنا العلامة فضل عباس في اعجاز القران ففيه والله تعالى اعلم الغنية للسائل الكريم
ـ[سلسبيل]ــــــــ[04 Mar 2005, 12:00 ص]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا وزادكم علما
ولكن كيف يمكن الحصول على الكتاب الذي ذكره د. جمال أبو حسان وهل له رابط في النت؟
الأخ الكريم: عمار
شكرا على توضيحك لنوعية اللام ولكني لا حظت أنك عممت قولك ... " هذا التفسير لا يصح .... "
على جميع العبارة التي نقلتها! مع أن القسم الثاني منها
وبالتحديد من القول " وتبشرهم بأنهم الأعلون الغالبون حيث أن الله معهم وهي بهذا تحثهم على الثبات على الحق وعدم الهزيمة النفسية أو الركون للعدو "
لا يتنافى مع كون أن هذه اللام هي لام الناهية لا النافية
بل أرى هذه العبارة مقاربة كثيرا لما ذكرة الأخ الكريم جمال حسني الشرباتي بقوله " فإنَّ كونَهمُ الأعلينَ وكونَهُ عزَّ وجلَّ ناصرَهُم من أَقْوى موجباتِ الاجتنابِ عمَّا يُوهم الذلَّ والضراعةَ "
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[04 Mar 2005, 02:38 ص]ـ
بارك الله فيك أخي "سلسبيل" ..... ما قصدتُ إلا الشق الأول من العبارة، وهو قولك - وفقك الله -: "فهي تنفي عنهم الهوان والضعف والدعوة إلى السلم ".
وشكرا لك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Mar 2005, 02:58 م]ـ
الأخت الكريمة سلسبيل وفقها الله. أشكرك على حرصك على تدبر القرآن، ومشاركة الأعضاء في الفائدة والتدبر، ولا شك أن العلم يتغازر ويربو بالمذاكرة والمسائلة مع الآخرين، ولا سيما مع أهل العناية بهذا اللون من العلم.
أما قوله تعالى: (فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم) [محمد 35].
أولاً: لا التي في قوله: (لا تهنوا وتدعوا إلى السلم) هي الناهية. والفعلان بعدها مجزومان بها كما ذكر الأخ الكريم عمار الخطيب.
ثانياً: جملة (وأنتم الأعلون) جملة حالية، تدل على أن المسلم هو الأعلى بدينه وعقيدته وقيمه. وأعجبني قول أحدهم: نحن الأعلون سنداً ومتناً لأننا مسلمون.
فيكون معنى الآية: النهي عن أن يهن المسلمون، وقوله: (لا تهنوا) ليس مأخوذاً من الهوان، وإنما من الوَهْن، وهو الضعف والتخاذل عن مجاهدة أعداء الدين. يقال منه: وهن يهن فهو واهن، أي ضعيف. أما الهوان، فهو من هان يهون هواناً.
فالمعنى: لا تضعفوا عن ملاقاتهم وتجنحوا إلى المسالمة والمهادنة، وأنتم أعلى منهم بعقيدتكم ودينكم ومبادئكم. وأعلم بالله ونصره للمؤمنين منهم، وهذه هي مقومات النصر الحقيقي (1) وإن هزمتوا في ميدان المعركة في جولة أو جولات، فإن العاقبة للمتقين. ولذلك يقول قتادة في تفسير هذه الاية: لا تكونوا أول الطائفتين ضرعت إلى صاحبتها. أي لا تبادروا إلى طلب المصالحة والمسالمة، بل ضيقوا عليهم واصبروا ولو مسكم القرح والتعب، حتى يكونوا هم من يطلب الصلح، فإن رأيتم أنكم لا تصبرون أكثر بعد رغبتهم في الصلح فلا حرج من قبول الصلح كما قال تعالى: (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها)، فيكونوا هم الذين طلبوا السلم لا المسلمون. وقد فصل القرطبي في تفسيره ما قيل في أحكام هذه الاية من حيث شرعية الصلح في مثل هذه الحالات فيمكن مراجعته. وبقية ألفاظ الآية معلومة لكم إن شاء الله.
_________
(1) هناك محاضرة قيمة للأستاذ الدكتور ناصر العمر حفظه الله بعنوان (حقيقة الانتصار) وقد طبعت بعد ذلك في كتاب. أنصح بقراءتها للتوسع في أمر حقيقة النصر. وتجدها في موقع المسلم إن شاء الله نصاً. موقع المسلم ( http://www.almoslim.net/documents/Haqeqat%20AlEntsaR.doc)(/)
مؤتمر إعجاز القرآن الكريم بكلية الشريعة بجامعة الزرقاء الأهلية بالأردن
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[01 Mar 2005, 12:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم سلام الله عليكم جميعاً. يسرني أن أكون أحد أعضاء هذا الملتقى العلمي، وأن أقدم فيه ما ينفع إن شاء الله.
أرفقت مع هذه المشاركة مطوية عن:
مؤتمر كلية الشريعة السابع
إعجاز القرآن الكريم
18 - 20/رجب/1426 هـ
23 - 25 / آب / 2005مـ
لمن رغب من الإخوة الباحثين من أعضاء هيئة التدريس في الكليات الشرعية المتخصصة أن يشارك في هذا المؤتمر.كما يسعدنا أن يشارك معنا هذا الموقع العلمي المتخصص في المؤتمر بالطريقة المناسبة التي يراها المشرفون عليه. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Mar 2005, 12:58 م]ـ
حياكم الله أخي الدكتور جمال.
لقد كنت أنتظر مشاركاتكم في هذا الملتقى، ولكم أسعدني أن رأيت هذه المشاركة منكم، وأأتمنى أن تكون بدايةً لمشاركات تثري هذا الملتقى الذي يفرح بوجود أمثالكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Mar 2005, 01:04 م]ـ
أضم صوتي لصوت أخي الدكتور مساعد الطيار في الترحيب بالدكتور جمال أبو حسان ونسأل الله له التوفيق.
وبخصوص المؤتمر فقد سبق أن نقل الأخ الكريم أبو العالية خبر هذا المؤتمر في الملتقى على هذا الرابط:
مؤتمر إعجاز القرآن بكلية الشريعة - جامعة الزرقاء الأهلية ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2103&highlight=%CC%C7%E3%DA%C9+%C7%E1%D2%D1%DE%C7%C1)
ولعله ينتفع به أحد الباحثين فيشارك في هذا المؤتمر، ولعل الدكتور مساعد من هؤلاء فقد اطلعت له على بحث نافع عن الإعجاز والمعجزة في القرآن جدير بالطرح في هذا المؤتمر العلمي.
وبخصوص مشاركة الموقع في المؤتمر فيسعدنا ذلك، ولعلكم يا دكتور جمال تكلفون أحد الإخوة معكم في القسم من المعيدين بتغطية أعمال المؤتمر من خلال الملتقى ويسعدنا تقديم أي مساعدة لكم في هذا المؤتمر إن شاء الله.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[01 Mar 2005, 03:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أزجي لكم أزكى التحيات وأرجو لكم خالص التوفيق وأشكركم على حسن استجابتكم لتوزيع مطوية المؤتمر على المعنيين غير أني أود أن يشارك الدكتور الشهري كما شارك الدكتور الطيار جزاه الله خيرا
فالدكتور الشهري يكتب مقالات حرية بالنظر وأحسب أنه لو شارك لأمتعنا ببعض ما عنده.
هذا ما عندي والله تعالى ولي التوفيق والقادر عليه
الدكتور جمال ابو حسان رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[01 Mar 2005, 03:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
اسال الله تعالى للاستاذين التوفيق والسداد
وارجو الله تعالى لهما ان لا يكونا قد استسمنا ذا ورم
وفقنا الله جميعا لخدمة دينه
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Mar 2005, 03:31 م]ـ
جزاكم الله خيراً يا دكتور جمال على حسن ظنكم بأخيكم، وأنت الذي استسمنت ذا ورم، ونفخت في غير ضرم! ولكن أسأل الله لكم التوفيق في مؤتمركم هذا، وأن نرى فيه بحوثاً ماتعة تثري هذا الموضوع المتجدد: إعجاز القرآن الكريم.(/)
إعلان عن درس (التعليق على كتاب الإتقان في علوم القرآن) للدكتور مساعد الطيار
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Mar 2005, 11:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تعلن مندوبية الدعوة بحي المعابدة بمكة المكرمة عن إقامة الدرس الشهري للدكتور مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار (الأستاذ المساعد بكلية المعلمين بالرياض والمشرف على شبكة التفسير والدراسات القرآنية) بعنوان:
التعليق على كتاب الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي
وذلك بجامع الملك عبدالعزيز بحي المعابدة. وسيكون هذا الدرس في ثلاثة أوقات من يوم الخميس 22 محرم 1426هـ بمشيئة الله تعالى.
الدرس الأول: بعد صلاة الظهر مباشرة.
الدرس الثاني: من الساعة الخامسة حتى صلاة المغرب.
الدرس الثالث: بعد صلاة المغرب مباشرة حتى صلاة العشاء.
والدعوة عامة لمن أراد الحضور من طلاب العلم وطالباته، حيث يوجد مكان مخصص للأخوات.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[02 Mar 2005, 06:31 ص]ـ
ما شاء الله، هذا عمل رائع، واحتساب يُشكر فضيلة الشيخ عليه، لا حرمه الله بركة العلم والتعليم، ونفع المسلمين بعلمه.
الكتاب ( http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=7&book=363).
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[02 Mar 2005, 09:10 ص]ـ
بارك الله في الدكتور مساعد الطيار و نفع به .. و نرجو أن يتم تسجيل الدرس و رفعه هنا في شبكة التفسير إن شاء الله حتى ينتفع به المقيمون خارج المملكة.
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[02 Mar 2005, 05:50 م]ـ
الحمد لله على هذه البشرى، وبارك الله في الدكتور مساعد الطيار ونفع به الاسلام والمسلمين
أخي عبدالرحمن أين يقع حي المعابدة؟ لو أدرجت رسم للكروكي لكي نعرف الموقع.
هل الأوقات الثلاثة كلها في نفس اليوم؟؟
امل التوضيح وبارك الله في الجميع.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[02 Mar 2005, 09:45 م]ـ
خريطة مكة. ( http://www.raddadi.com/madinah/makkamap.htm)
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[02 Mar 2005, 10:21 م]ـ
الحمد لله على كل حال ........
من شدة الفرح ولشدة حاجتنا لمثل هذه الدروس من أمثال الشيخ لم أقرأ (بمكة المكرمة) وحسبت أنها في الرياض ....
أطلب من الاخوة نقلها على الهواء مباشرة أو مسجلة فيما بعد.
وبارك الله في الجيمع
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Mar 2005, 10:48 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً، والدروس في مكة ولكنها سوف تسجل إن شاء الله. ولعلنا نضعها في الشبكة بإذن الله تباعاً، وهذا أول الدروس في الإتقان للسيوطي.
أشكر أخي خالد الشبل على إبداعاته وإنقاذه لنا دائماً. وفقه الله لكل خير.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[03 Mar 2005, 09:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذا والله عملٌ مبرورٌ من الصديق الدكتور الطيار نفع الله تعالى به، وهو رجلُ علمٍ يستحق الثناء، وأضع يدي مع المطالبين بنشر الدروس مهذبةً على الموقع، وأحيل الصديق إلى طبعة الإتقان التي سيصدرها - أو أصدرها لا أدري - مجمع الملك فهد للطباعة المصحف بالمدينة حرسها الله.
وقد أخبرني أخي الدكتور حازم حيدر المشارك في التحقيق والتعليق أنه يرجو لهذه النسخة أن تكون خيرَ النسخ المطبوعة.
كما أنني أود أن أنصح الصديق العزيز الدكتور الطيار بضرورةِ الرجوع إلى كتاب شيخنا العلامة فضل عباس المعنون بـ (إتقان البرهان في علوم القرآن) فإنه واجدٌ لا محالة إن شاء الله خيراً كثيراً. واقبلوا التحيات.(/)
معنى قوله جل في علاه: {نحن نقص عليك أحسن القصص}
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[02 Mar 2005, 02:23 م]ـ
102 - بيان معنى (أحسن القصص)، و تخطئة من ظنَّ أنَّ المرادَ بها (قصةُ يوسف).
مع فوائد أخرى كثيرة منثورة في تضاعيف كلام ابن تيمية رحمه الله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله و رضي عنه – و هو يبين أن كلام الله بعضه يفضل بعضا – في كتابه العظيم (جواب أهل العلم و الإيمان ... ) -: (و من هذا الباب ما في الكتاب والسنة من تفضيل القرآن على غيره من كلام الله: التوراة و الإنجيل وسائر الكتب، و أن السلف كلَّهم كانوا مقِرِّين بذلك، ليس فيهم من يقول: "الجميع كلام الله، فلا يفضل القرآن على غيره ".
قال الله تعالى: {الله نزل أحسن الحديث كتاب متشابها مثاني} فأخبر أنه أحسن الحديث وقال تعالى: {نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن و إن كنت من قبله لمن الغافلين}.
و أحسن القصص، قيل: إنه مصدر، وقيل: إنه مفعول به، قيل: المعنى: نحن نقص عليك أحسنَ الاقتصاص، كما يقال: نكلمك أحسن التكليم، و نبين لك أحسن البيان.
قال الزجاج: نحن نبين لك أحسن البيان، و القاصُّ الذي يأتي بالقصة على حقيقتها.
قال: "وقوله {بما أوحينا إليك هذا القرآن} أي بوحينا إليك هذا القرآن.
وعلى هذا القول فهو كقوله: نقرأ عليك أحسن القراءة، و نتلو عليك أحسن التلاوة.
والثاني: أن المعنى: نقص عليك أحسن ما يُقصُّ أي: أحسن الأخبار المقصوصات، كما قال في السورة الأخرى: {الله نزل أحسن الحديث} وقال {ومن أصدق من الله قيلا}، و يدل على ذلك قوله في قصة موسى {فلما جاءه و قص عليه القَصص} وقوله {لقد كان في قَصصهم عبرة لأولي الألباب} المراد: خبرهم ونبأهم وحديثهم؛ ليس المراد مجرد المصدر، و القولان متلازمان في المعنى - كما سنبينه -.
و لهذا يجوز أن يكون هذا المنصوب قد جمع معنى المصدر ومعنى المفعول به؛ لأن فيه كلا المعنيين، بخلاف المواضع التي يباين فيها الفعل المفعول به؛ فإنه إذا انتصب بهذا المعنى، امتنع المعنى الآخر.
و من رجح الأول من النحاة - كالزجاج و غيره - قالوا: القصص مصدر، يقال: قص أثره يقصه قَصصا، ومنه قوله تعالى {فارتدا على آثارهما قصصا} وكذلك: اقتص أثره وتقصص، و قد اقتصصت الحديث: رويته على وجهه، وقد اقتص عليه الخبر قَصصا.
و ليس القَصص - بالفتح - جمعَ قِصَّة - كما يظنه بعض العامة -؛ فإن ذلك يقال في قِصص - بالكسر - واحده:قِصة، والقِصة: هي الأمر والحديث الذي يقص، فِعلة بمعنى مفعول، وجمعه قِصص بالكسر.
وقوله {نحن نقص عليك أحسن القصص} بالفتح، لم يقل أحسن القِصص - بالكسر - و لكن بعض الناس ظنوا أن المراد أحسن القِصص بالكسر، وأن تلك القصة قصة يوسف، وذكر هذا طائفة من المفسرين.
ثم ذكروا: لمَ سمِّيت أحسن القصص؟ فقيل: لأنه ليس في القرآن قصة تتضمن من العبر والحكم والنكت ما تتضمن هذه القصة، وقيل: لامتداد الأوقات بين مبتداها ومنتهاها، وقيل: لحسن محاورة يوسف وإخوته وصبره على أذاهم وإغضائه عن ذكر ما تعاطوه عند اللقاء وكرمه في العفو، و قيل:لأن فيها ذكر الأنبياء والصالحين والملائكة والشياطين و الإنس والجن والأنعام والطير وسير الملوك والمماليك والتجار والعلماء والجهال والرجال والنساء ومكرهن وحيلهن، وفيها أيضا ذكر التوحيد والفقه والسير وتعبير الرؤيا والسياسة والمعاشرة وتدبير المعاش، فصارت أحسن القصص لما فيها من المعاني والفوائد التي تصلح للدين والدنيا، وقيل: فيه ذكر الحبيب والمحبوب، وقيل: أحسن بمعنى أعجب.
و الذين يجعلون قصة يوسف أحسن القصص، منهم مَن يعلم أنَّ القَصص بالفتح: هو النبأ و الخبر، ويقولون هي أحسن الأخبار والأنباء، و كثير منهم يظن أن المراد أحسن القِصص بالكسر، وهؤلاء جهَّال بالعربية، وكلا القولين خطأ، وليس المراد بقوله {أحسن القصص} قصة يوسف وحدها؛ بل هي مما قصه الله، و مما يدخل في أحسن القصص، ولهذا قال تعالى في آخر السورة {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون، حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم
(يُتْبَعُ)
(/)
نصرنا فنجى من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين، لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون}.
فبين أن العبرة في قصص المرسلين، و أمر بالنظر في عاقبة من كذبهم وعاقبتهم بالنصر.
ومن المعلوم أن قصة موسى وما جرى له مع فرعون وغيره أعظم وأشرف من قصة يوسف بكثير كثير، و لهذا هي أعظم قصص الأنبياء التي تذكر في القرآن، ثنَّاها الله أكثرَ من غيرها و بسَطها وطوَّلها أكثرَ من غيرها، بل قصص سائر الأنبياء-كنوح وهود وصالح وشعيب وغيرهم من المرسلين - أعظم من قصة يوسف، و لهذا ثنى الله تلك القصص في القرآن، ولم يثنِّ قصةَ يوسف، وذلك لأن الذين عادَوا يوسف لم يعادُوه على الدين؛بل عادَوه عداوةً دنيوية، و حسدوه على محبة أبيه له، و ظلموه فصبر واتقى الله، وابتلي - صلوات الله عليه - بمن ظلمه وبمن دعاه إلى الفاحشة فصبر و اتقى الله في هذا وفي هذا.
وابتلى أيضا بالملك، فابتلى بالسراء والضراء فصبر واتقى الله في هذا وهذا = فكانت قصته من أحسن القصص، وهي أحسن من القِصص التي لم تُقص في القرآن، فإن الناس قد يظلمون ويحسدون ويدعون إلى الفاحشة ويبتلون بالملك؛ لكن ليس مَن لم يذكر في القرآن ممن اتقى الله و صبر = مثل يوسف، ولا فيهم من كانت عاقبته أحسن العواقب في الدنيا والآخرة مثل يوسف.
و هذا كما أن قصة أهل الكهف و قصة ذي القرنين كلٌّ منهما هي في جنسها أحسن من غيرها، فقصة ذي القرنين أحسن قصص الملوك، وقصة أهل الكهف أحسن قصص أولياء الله الذين كانوا في زمن الفترة، فقوله تعالى {نحن نقص عليك أحسن القصص} يتناول كلَّ ما قصه في كتابه، فهو أحسن مما لم يقصه، ليس المراد أن قصة يوسف أحسن ما قُصَّ في القرآن، وأين ما جرى ليوسف مما جرى لموسى ونوح وإبراهيم وغيرهم من الرسل؟؟؟ وأين ما عُودي أولئك مما عودي فيه يوسف؟؟ وأين فضل أولئك عند الله وعلو درجتهم من يوسف صلوات الله عليهم أجمعين؟؟ وأين نصر أولئك من نصر يوسف؟؟
فإن يوسف كما قال الله تعالى {وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين} و أذلَّ الله الذين ظلموه ثم تابوا، فكان فيها من العبرة أن المظلوم المحسود إذا صبر و اتقى الله كانت له العاقبة، و أن الظالم الحاسد قد يتوب الله عليه و يعفو عنه، و أن المظلوم ينبغي له العفو عن ظالمه إذا قدر عليه، و بهذا اعتبر النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة لما قام على باب الكعبة - وقد أذل الله له الذين عادوه وحاربوه من الطلقاء - فقال: " ماذا أنتم قائلون؟ فقالوا: نقول أخ كريم و ابن عم كريم؟ فقال: إني قائل لكم كما قال يوسف لأخوته {لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين}.
و كذلك عائشة لما ظُلمت وافتري عليها، وقيل لها: إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فقالت في كلامها: "أقول كما قال أبو يوسف {فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون}.
ففي قصة يوسف أنواعٌ من العبرة للمظلوم والمحسود والمبتلى بدواعي الفواحش و الذنوب وغير ذلك.
لكن أين قصة نوح وإبراهيم وموسى والمسيح ونحوهم ممن كانت قصته أنه دعا الخلق إلى عبادة الله و حده لا شريك له فكذبوه وآذوه وآذوا من آمن به، فإن هؤلاء أوذوا اختيارا منهم لعبادة الله فعودوا وأوذوا في محبة الله وعبادته باختيارهم؛فإنهم لولا إيمانهم ودعوتهم الخلق إلى عبادة الله لما أوذوا، وهذا بخلاف من أوذي بغير اختياره، كما أخذ يوسف من أبيه بغير اختياره، ولهذا كانت محنة يوسف بالنسوة وامرأة العزيز واختياره السجن على معصية الله أعظم في إيمانه ودرجته عند الله و أجره من صبره على ظلم إخوته له.
و لهذا يعظَّم يوسف بهذا أعظم مما يُعظَّم بذلك، ولهذا قال تعالى فيه {كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين}) المجموع 17/ 18 - 24.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قال – بعد استطرادٍ آخر – 17/ 31: (و أما قصة نوح و إبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم صلوات الله عليهم =فتلك أعظم، و الواقع فيها من الجانبين؛ فما فعلته الأنبياء من الدعوة إلى توحيد الله وعبادته ودينه و إظهار آياته وأمره و نهيه ووعده ووعيده ومجاهدة المكذبين لهم والصبر على أذاهم = هو أعظم عند الله، ولهذا كانوا أفضل من يوسف صلوات الله عليهم أجمعين، و ما صبروا عليه و عنه = أعظم من الذي صبر يوسف عليه وعنه، و عبادتهم لله وطاعتهم و تقواهم وصبرهم بما فعلوه =أعظم من طاعة يوسف و عبادته وتقواه؛ أولئك أولو العزم الذين خصهم الله بالذكر في قوله {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم} و قال تعالى {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه}، و هم يوم القيامة الذين تطلب منهم الأمم الشفاعة، وبهم أمر خاتم الرسل أن يقتدي في الصبر، فقيل له: {فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم} = فقصصهم أحسن من قصة يوسف، ولهذا ثناها الله في القرآن؛ لا سيما قصة موسى.
قال الإمام أحمد بن حنبل: " أحسن أحاديث الأنبياء حديث تكليم الله لموسى.
والمقصود هنا أن قوله: {أحسن القصص} قد قيل: إنه مصدر و قيل: إنه مفعول به، و القولان متلازمان، لكن الصحيح أن القصص مفعول به، و إن كان أصله مصدرا فقد غلب استعماله في المقصوص، كما في لفظ الخبر و النبأ.
و الاستعمال يدل على ذلك - كما تقدم ذكره -وقد اعترف بذلك أهل اللغة. قال الجوهري: " وقد قص عليه الخبر قصصا، والاسم أيضا:القَصص بالفتح وُضع موضع المصدر، حتى صار أغلب عليه.
فقوله {أحسن القصص} كقوله: نخبرك أحسن الخبر، و ننبئك أحسن النبأ، ونحدثك أحسن الحديث .. ) في كلام مهم ينبغي الرجوع إليه كاملا.
ثم قال 17/ 39: (و المقصود هنا أن قوله تعالى {نحن نقص عليك أحسن القصص} المراد: الكلام الذي هو أحسن القصص، وهو عام في كل ما قصه الله،لم يخص به سورةَ يوسف، و لهذا قال {بما أوحينا إليك هذا القرآن}، و لم يقل: بما أوحينا إليك هذه السورة، و الآثار المأثورة في ذلك عن السلف تدلُّ كلُّها على ذلك، و على أنهم كانوا يعتقدون أن القرآن أفضل من سائر الكتب، و هو المراد.
والمراد من هذا حاصلٌ على كل تقدير؛ فسواء كان أحسن القصص مصدر أو مفعولا أو جامعا للأمرين = فهو يدل على أن القرآن وما في القرآن من القصص أحسنُ من غيره، فإنا قد ذكرنا أنهما متلازمان، فأيهما كان أحسن =كان الآخر أحسن.
فتبين أن قوله تعالى {أحسن القصص} كقوله {الله نزل أحسن الحديث}.
والآثار السلفية تدلُّ على ذلك).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=138145#post138145
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 Mar 2005, 10:01 م]ـ
لطيف قول المرحوم إبن تيمية
((فقوله تعالى {نحن نقص عليك أحسن القصص} يتناول كلَّ ما قصه في كتابه، فهو أحسن مما لم يقصه، ليس المراد أن قصة يوسف أحسن ما قُصَّ في القرآن))
ولقد وجدت نفس المعنى لدى إبن عاشور أيضا إذ قال
((وقصص القرآن أحسن من قصص غيره من جهة حسن نظمه وإعجاز أسلوبه وبما يتضمّنه من العبر والحكم، فكلّ قصص في القرآن هو أحسن القصص في بابه، وكلّ قصة في القرآن هي أحسن من كلّ ما يقصّه القاصّ في غير القرآن. وليس المراد أحسن قصص القرآن حتى تكون قصّة يوسف عليه السّلام أحسن من بقيّة قصص القرآن كما دلّ عليه قوله: بما أوحينا إليك هذا القرآن}.
وأغلب المفسرين يعرجون على معنى أحسنية قصة يوسف بعد أن يذكروا المعنى الأول الذي رجحه إبن تيمية وإبن عاشور
ما عدا إبن عاشور فلم يتطرق إلى مميزات قصة يوسف ولا إلى الحديث عن أحسنيتها على غيرها
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[05 Mar 2005, 08:06 م]ـ
أحسنتم(/)
القرآن و التوراة أصلان للكتب المنزلة
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[02 Mar 2005, 02:27 م]ـ
فائدة مهمَّة في أنَّ القرآن و التوراة أصلان للكتب المنزلة، و السبب الذي جعل الجن و النجاشي و ورقة يقرنون بين القرآن و التوراة، و بين ما جاء به محمد صلى الله عليه و سلم و ما جاء به موسى، و لأجل هذا يقرن الله في كتابه بين الكتابين، أو بين الرسولين الكريمين
و هذا تفصيلُ ما أجملنا:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – قدس الله روحه -: (ثم إذا تدبرت القرآن و التوراة وجدتهما يتفقان في عامة المقاصد الكلية من التوحيد والنبوات والأعمال الكلية وسائر الأسماء والصفات و من كان له علم بهذا علم علمًا ضروريا ما قاله النجاشي: " إن هذا و الذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة "، و ما قاله ورقة بن نوفل: " إن هذا هو الناموس الذي كان يأتي موسى "، قال تعالى: {قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله} و قال تعالى: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك} وقال تعالى: {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب}، و أمثال ذلك مما يذكر فيه شهادة الكتب المتقدمة بمثل ما أخبر به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .. ).
إلى قوله رحمه الله: (و أما حال المخبر عنه؛ فإن النبي والرسول يخبر عن الله تعالى بأنه أرسله و لا أعظم فرية ممن يكذب على الله جل و عز؛ كما قال تعالى: {ومن أظلم من افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله}، ذكر هذا بعد قوله: {وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدقا لذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله}.
فنقض سبحانه دعوى الجاحد النافي للنبوة بقوله {قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى}، و ذلك الكتاب ظهر فيه من الآيات و البينات، و اتبعه كل الأنبياء والمؤمنين و حصل فيه ما لم يحصل في غيره، فكانت البراهين والدلائل على صدقه أكثر وأظهر من أن تذكر بخلاف الإنجيل وغيره.
و أيضا فإنه أصل، والإنجيل تبعٌ له إلا فيما أحله المسيح، و هذا كما يقول سبحانه {أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سِحْران تظاهرا} أي: القرآن والتوراة، و في القراءة الأخرى {قالوا ساحران} أي: محمد والقرآن.
وكذلك قوله {إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا}، وكذلك قوله {أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة} وكذلك قول الجن: {إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم}.
[ COLOR=red] و لهذا كانت قصة موسى هي أعظم قصص الأنبياء المذكورين في القرآن وهي أكبر من غيرها وتبسط أكثر من غيرها .. ) شرح العقيدة الأصفهانية ص 245 - 251.
و قال في موضع آخر في معرض حديثه عن البراهين الدالة على نبوته صلى الله عليه و سلم، مبنيا أن الشياطين معزولون عن السمع بما حرست به السماء من الشهب: (كما قال عن الجن: {و أنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا * و أنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا}.
و قد ذكرنا تواتر هذا الخبر، و أن السماء حرست حرسا لم يعهده الناس قبل ذلك، و رأى الناس ذلك بأبصارهم، فكانوا قد عاينوا ما أخبرهم به من الرمي بالشهب التي يرمى بها لطرد الشياطين، فعزلوا بذلك عن سمع الملأ الأعلى، و كان ما عاينه الكفار من الرمي الشديد العام الذي انتقضت به العادة المعروفة من رمي الشهب = دليلاً على سبب خارق للعادة، و لم يحدث إذ ذاك في الأرض أمرٌ لم تجر به العادة إلا ادعاءه للرسالة، فلم يعرف قبله من نزل عليه الكلام كنزوله عليه؛ إذ كان موسى عليه السلام إنما أنزلت عليه التوراة مكتوبة لم تنزل عليه منجمة مفرقة ملقاة إليه حفظا، حتى تحتاج السماء إلى حراستها عن استراق سمعها.
و الزبور تابعٌ لشرع التوراة، وكذلك الإنجيل فرعٌ على التوراة.
لم ينزل كتابٌ مستقلٌّ إلا التوراة والقرآن، كما قال تعالى: {قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين}.
و لهذا يقرن سبحانه بين التوراة والقرآن كثيرًا كما في قوله: {وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس} إلى قوله: {و هذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه}.
و قال: {أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده}.
وقالت الجن: {إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى}.
و قال النجاشي لما سمع القرآن: " إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة") (الجواب الصحيح 5 - 350 - 353 مع حذف قليل).
و في النصين المنقولين فوائد أخرى لا تخفى على المتأمل.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=138145#post138145
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[02 Mar 2005, 04:18 م]ـ
مشاركة قيمة و فوائد نفيسة!
جزاك الله كل خير يا أبا تيمية.
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[05 Mar 2005, 08:12 م]ـ
وجزاكم كذلك خير الجزاء
أخانا الكريم هشام -(/)
سؤال عن نزول القران؟؟؟؟؟
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[02 Mar 2005, 11:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم شغلني سؤال تردد في ذهني كثيرا وهو أن الله قد أنزل القران مرتين مرة من اللوح المحفوظ الى السماء الدنيا والمرة الثانية من السماء الدنيا على النبي صلى الله عليه وسلم مفرقا علىالحوادث والوقائع وهذا معلوم لكن بالنسبة الى أسماء السور هل نزلت معها؟ أم أن تسمية السور جاءت بعد ذلك عند جمع القران؟؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[03 Mar 2005, 02:07 ص]ـ
أخي الكريم
أولاً: قولك: (والمرة الثانية من السماء الدنيا على النبي صلى الله عليه وسلم مفرقا علىالحوادث والوقائع وهذا معلوم) فيه نظر، وقد سبق أن بينته بالتفصيل هنا: مسائل مهمة في نزول القرآن ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=371)
وأما أسماء السور ففيها تفصيل، كما أن فيها خلافاً: هل هي توقيفية أم اجتهادية؟
وبإمكانك الرجوع إلى كتاب البرهان للزركشي لمعرفة المزيد حول هذه المسائل. وهذا رابط له صلة بالموضوع: كيف تم تسمية سور القرآن الكريم في المصحف وكيف تم ترتيبها؟ ( http://216.239.59.104/search?q=cache:Vzmr91p8poAJ:www.islamweb.net/php/php_arabic/ShowFatwa.php%3Flang%3DA%26Id%3D9138%26Option%3DFa twaId+%22%D8%A3%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1+%D8%A7%D9% 84%D8%B3%D9%88%D8%B1&hl=ar)(/)
ما حكم تقليد أصوات القراء؟ دعوة للمناقشة .....
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[03 Mar 2005, 04:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد انتشر بين بعض الشباب ظاهرة تقليد الأصوات, والتكلف وبذل الجهد في ذلك, فما حكم من يفعل ذلك؟
حتى إن بعضهم إذا سمعته يقرأ تقول إنه الشيخ سعود الشريم, لشدة التقليد والمحاكاة, وقس على ذلك في باقي القراء.
فأنا أدعوكم لمناقشة هذا الموضوع وبيانه بالتفصيل لأهميته البالغة
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابواحمد]ــــــــ[03 Mar 2005, 11:25 م]ـ
وسئل فضيلته – وفقه الله تعالى:عن حكم تقليد الإمام أحد القراء في قراءته؟
فأجاب بقوله: يجوز أن يقلد أحد القراء في قراءته, ما دام أداء القارئ الذي قلده جيداً.
أما الصوت فلا يقلده فيه. حرر في 14/ 4/1419هـ.
* * *
المرجع: فتاوى العلامة ابن عثيمين 15/ 159.
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[04 Mar 2005, 12:37 ص]ـ
كيف يقلده في القراءة
وكيف يقلده في الصوت
ما الفرق بينهما؟
ـ[ابواحمد]ــــــــ[04 Mar 2005, 01:18 ص]ـ
يتضح الفرق بينهما بالمثال:
كما لو قلدت إمرأة أو طفل قراءة الكلباني في طريقة الترتيل والتغني لا في طريقة التخشن في الصوت
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[04 Mar 2005, 03:05 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[موراني]ــــــــ[04 Mar 2005, 03:11 م]ـ
هل معنى قول أبي أحمد:
كما لو قلدت إمرأة أو طفل قراءة الكلباني في طريقة الترتيل والتغني لا في طريقة التخشن في الصوت
هل معناه أنّ تقليد القراءة في طريقة الترتل والتغني جائز؟
سبق لي أن ذكرت في موضع آخر وبمناسبة أخرى بعض الفقرات من مخطوط ربما تعود الى كتاب البدعة
ليحيى بن عمر الكناني (ت 289 هـ) , عالم مدينة القيروان ومن تلاميذ سحنون بن سعيد ,
جاء فيه:
ولقد بلغني عن كثير ممن لا علم لهم أنهم بالوا (بفتح اللام) في هذه الأصوات المحدثة التي جاء النهي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه رضي الله عنهم والتابعين وتابعيهم بما قد اقتصصناه عنهم في كتابنا هذا الحديث الذي جاء:
ْزينوا القرآن بأصواتكم ,
فأخطؤوا في تفسيره , والحديث كما أحدثك به.
فتأوّل من لا علم له في هذه الأحاديث على غير تأويلها وظنوا أن تفسيرها ما أحدثوا
في القرآن من أصوات الغناء والحداء حتى صاروا من فتنتهم في ذلك , يزنوا أصواتهم تلك وزنا ويعلم ذلك بعضهم بعضا كتعليم المغنيات أصوات الغناء وحتى صاروا يسمون لآي القرآن أصوات مختلفة: لآية كذا صوت كذا , ولآية كذا صوت كذا.
وهذا حدث عظيم في الاسلام.
وانما تفسير (زينوا القرآن بأصواتكم) أن يرتل القاريء قراءته
(وقد حكينا قراءته في اول هذا الكتاب) , حرفا حرفا كما كان النبي عليه السلام يقرأ بالترتيل كما أمره الله جل ذكره.
وقد حكينا قراءته في أول هذا الكتاب , ثم فسر ذلك أصحابه من بعده.
انتهـ.
فمن هنا فانّ التغني في القراءة مكروه عند القدماء.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Mar 2005, 03:37 م]ـ
تقليد الصوت من حيث الأصل لا شيء فيه إن شاء الله، إذ إن من وسائل تحسين الصوت محاولة تقليد الصوت الحسن. لكن المذموم هو التكلف والتعمل في طلب ذلك، وهذا واقع كما تفضل الأخ أبويعقوب. فإنه يكثر في أئمة المساجد ولا سيما من الشباب من يحاول تقليد القراء المشهورين. وقد صليت خلف كثير ممن يفعل ذلك وفقهم الله، ولا شك عندي في حسن مقاصدهم، ورغبتهم في الخير، ولكنهم لو كانوا يشعرون بما يعانيه المأموم من العنت بسبب شعوره بتكلفهم لما فعلوا ذلك. وترك التكلف هو المطلوب في القراءة، مع تحسين الصوت بقدر الاستطاعة.
وقد سبق أن طرحنا في هذا الملتقى بحثاً قيماً للدكتور بشار عواد معروف وفقه الله بعنوان:
البيان في حكم التغني بالقرآن ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=2431&highlight=%C7%E1%CA%DB%E4%ED+%C8%C7%E1%DE%D1%C2%E4 ) أنصح بقراءته كاملاً للتوسع في فهم المقصود بالتغني في القرآن.
وفقكم الله جميعاً لكل خير.
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[04 Mar 2005, 05:24 م]ـ
بارك الله في أخي أبا يعقوب على فتح مثل هذا الموضوع
وأضيف أن هناك مصيبة أخرى في أن بعضهم من شدة تعلقه بالقارئ يقلده حتى في الخطأ فليس مهما عنده صحة القراءة لكن التقليد هو الهدف نسأل الله العافية، وفيه فتح باب على النفس من حيث المقصد،حتى أن الانسان قد يحاول مرة ومرة كي يأت بنفس النغمة أو النبرة .....
ولو تم تحذير الشباب ونصحهم في البعد عن مثل هذا لكان أفضل، لأن الله لايكلف نفسا الا وسعها، والانسان يقرأ على حسب استطاعته وقدرته.
والله أعلم وبارك الله في الجميع.
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[05 Mar 2005, 12:20 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على مشاركاتكم الطيبة وإثرائكم لهذا الموضوع
هل قرأتم رسالة للشيخ العلامة بكر أبو زيد بعنوان (بدع القراء القديمة والمعاصرة)
والذي لا يملك الرسالة يفتح كتاب (تصحيح الدعاء) للشيخ نفسه ص300
حيث ذكر فيه مبحثا في تقليد صوت القارئ
وأعطوني آراءكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[05 Mar 2005, 11:58 م]ـ
هل تقليد الأصوات يعتبر من البدع؟
ـ[موراني]ــــــــ[06 Mar 2005, 12:57 ص]ـ
أبو يعقوب المحترم ,
لا أريد أن أجيب على سؤالك الأخير من الناحية الشرعية
غير أنني أظن:
ان كانت الأصوات التي يقلّدها بعض الناس اليوم
على ما وصفه يحيى بن عمر الكناني وغيره
غناء , فهو , اتباعا للسلف , مكروه.
وهناك أمثلة أخرى كثيرة في هذا الموضوع
وبعض الناس أو أغلبهم في المغرب الأقصى يسمّونه بالبدعة الحسنة ومنه ترتيل القرآن
قبل الأذان لصلاة الفجر وفيه نوع من الغناء كما سمعته عدة مرات.
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[06 Mar 2005, 10:24 م]ـ
جزاك الله خير على هذه المداخلة
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[07 Mar 2005, 05:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
كون الدكتور يدعي أن التغني بالقرآن مكروه عند القدماء هذا غير صحيح لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "من لم يتغن بالقرآن فليس منا" رواه أبو داود وغيره، وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة مرفوعاً: " ما أذن الله لشيء ما أذن للنبي أن يتغنى بالقرآن ". فكيف يقول: إن التغني مكروه عند القدماء. وإذا كان يقصد أحد من العلماء بالتغني أسلوباً خاطئاً في التلاوة واصطلح عليه فلا يجوز أن نعمم الحكم. لأن التغني بمعنى الترنم كما دل عليه لفظ: "ما أذن لنبي في الترنم في القرآن" أخرجه الطبري، وقال الإمام النووي يرحمه الله في كتاب التبيان: (أجمع العلماء على استحباب تحسين الصوت بالقرآن ما لم يخرج عن حد القراءة بالتمطيط , فإن خرج حتى زاد حرفا أو أخفاه حرم).
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.
ـ[موراني]ــــــــ[08 Mar 2005, 02:14 م]ـ
ذكر أبو عمار المليباري الحديث المرفوع:
" ما أذن الله لشيء ما أذن للنبي أن يتغنى بالقرآن ".
وذكره دليلا على أن التغني بالقرآن غير مكروه عند السلف وترك ما جاء في شرح
هذا الحديث عند ابن حجر في الفتح الباري عن السلف!
أو عند ابن بطال في شرح صحيح الباخري (كلاهما في باب من لم يتغن بالقرآن .... )
كما لا يخفى علي أحد أن هناك اختلاف في معنى التغني بالقرآن غير أنّ أبو عمار ترك ذكر ذلك لسبب ما لعلّه سيشرحه
وقال بعضهم: أن يجهر بالقرآن , وبصوت حسن
ويتغنى بالمعنى أن يستغني به عما سواه من الأحاديث
الخ ....
لا أرى في اعادة ما جاء شرح هذا الحديث خيرا نقلا من الكتب اذ لكلّ في وسعه أن يرجع الى هذا الأمر في كتب الشروح لكى يرى فيها الاختلاف.
أما التغني بمعنى الغناء كما وصفه يحيى بن عمر في الموضع المذكور أعلاه أن يكون لحرف كذا صوت كذا وهذا لا يجوز.
غير أنني كثيرا ما أسمع (حتى في الآذان) أنّه غناء بصوت الغناء مثل غناء المغنيات.
للتوضيح: انني لا أعارض هذه الظاهرة بل أشير اليها فحسب لأن موقفي من هذه الظاهرة ليس ألا موقف
المتأمل.
ـ[موراني]ــــــــ[09 Mar 2005, 07:45 م]ـ
تعليق آخر على قول أبي عمار المليباري:
ورد الحديث المذكور أعلاه في صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان في كتاب الرقائق و باب 7 كما جاء ذكره.
وعلّق أبو حاتم تعليقا حسنا على هذا الحديث قائلا:
يتغنى بالقرآن: يريد يتحزن به ليس هذا من الغنية ولو كان ذلك من الغنية لقال: يتغانى به و ولم يقل: يتغنى به. وليس التحزن بالقرآن نقاء الجرم (الجرم بكسر الجيم. الحلق) , وطيب الصوت وطاعة اللهوات بأنواع النغم بوفاق الوقاع , ولكن التحزن بالقرآن هو أن يقارنه شيئان: الأسف والتلهف .... الخ.
من هنا يبدو لي وكأن قراءة أبي عمار وفقه الله لهذا الحديث وفهمه له لا يعتبر صحيحا في ردّه على مشاركتي الأولى في هذا الموضوع الذي له أبعاده اليوم كما ذكرت أعلاه.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Mar 2005, 09:19 م]ـ
فهم الأخ العزيز أبي عمار لم يكن دقيقاً، ولو تكرم بقراءة بحث الدكتور بشار عواد المرفق رابطه لاتضح الأمر وزال اللبس. والخلاف في المعنى اللغوي لكلمة (يتغن) قديم، والصواب فيه واضح لمن اطلع على البحث. وفقكم الله جميعاً لكل خير.
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[09 Mar 2005, 11:55 م]ـ
هل تقليد الأصوات يعتبر من البدع؟
نرجو منكم الإجابة على هذا السؤال المهم؟
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[10 Mar 2005, 12:00 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بودي أن أرى مشاركة الشيخ إبراهيم الدوسري في هذا الموضوع
ومشاركات بقية المشايخ وطلبة العلم
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[14 Mar 2005, 10:49 م]ـ
يرفع
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[17 Mar 2005, 06:53 م]ـ
نرجو منكم المشاركة في الموضوع
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[20 Mar 2005, 11:26 م]ـ
أخشى أنكم نسيتم الموضوع
هل تقليد صوت القراء بدعة؟
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[24 Jun 2005, 02:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ووصحبه أجمعين، وبعد: فإن من نعم الله عزوجل أن وهب لنا هذه النعمة العظيمة؛ الدعوة عبر الشبكة العنكبوتية، وأصبح باب الحوار والنقاش مفتوحاً، وتبادل الآراء سهلاً.
وإنني كنت منشغلاً عن الرد عما ذكره الدكتور / موراني بخصوص التغني بالقرآن. فقد رددت عليه سابقاً حيث قال: إن السلف كرهوا التغني بالقرآن. فقلت حينئذ: إن ذلك مخالف للأحاديث الواردة في الحث على التغني بالقرآن ومنها حديث أبي هريرة في صحيح البخاري مرفوعاً: "لم يأذن الله لشيء ما أذن للنبي صلى الله عليه وسلم يتغنى بالقرآن"، وحديث سعيد بن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليس منا من لم يتغن بالقرآن" رواه أبوداود وغيره وصححه الألباني.
ثم وجدت تعقيبين للدكتور / موراني حيث ذكر أن هذه المسألة خلافية وأنني لم أذكر الآراء الأخرى لسبب ما! وفي التعقيب الآخر أورد عبارة للإمام الحافظ ابن حبان حيث قال: "قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم يتغنى بالقرآن يريد يتحزن به وليس هذا من الغنية ولو كان ذلك من الغنية لقال يتغانى به ... " كل هذا ليرد علي بأنه ليس المراد التغني وتحسين الصوت مع أن الحديث دلالته ظاهرة وبينة.
وأقول في هذا المقال رادًّا عليه: إن ما ادعاه الدكتور مخالف للأدلة الصحيحة الصريحة وإجماع الأمة. وقبل أن أسرد الأدلة وأقوال العلماء؛ أذكر هنا ما يتعلق بالإجماع في المسألة. قال الإمام الحافظ النووي في (التبيان في آداب حملة القرآن 87): "أجمع العلماء رضي الله عنهم من السلف والخلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء الأمصار أئمة المسلمين على استحباب تحسين الصوت بالقرآن، وأقوالهم وأفعالهم مشهورة نهاية الشهرة، فنحن مستغنون عن نقل شيء من أفرادها".
ولعلي لست في حاجة إلى ذكر الأدلة، فالأدلة موجودة ويبقى النظر في الفهم. فإذا اختلفت الأفهام فالقاعدة: هي الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله وفهم السلف. فإذا نظرنا في كتاب الله فليس فيه آية تدل على الحث على تحسين الصوت في أثناء التلاوة. أما السنة فقد أوردنا حديثين سالفاً وهنا أضيف حديثاً آخر صريحاً وهو حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "زينوا القرآن بأصواتكم" رواه أبو داود والنسائي وهو حديث صحيح صححه الألباني وعبدالقادر الأرناؤوط.
ثم ننظر إلى فهم العلماء وأئمة المسلمين. وإنني لأعجب أشد العجب كيف يستدل الدكتور بقول ابن حاتم في الرد عليَّ مع أن كلامه موافق لما قلت. ولعلي أورد هنا العبارة كاملة ليتبين المراد؛ قال الإمام أبو حاتم بن حبان في صحيحه بتحقيق الشيخ شعيب الأرناؤوط 3/ 29: "قوله صلى الله عليه وسلم يتغنى بالقرآن يريد يتحزن به وليس هذا من الغنية، ولو كان ذلك من الغنية لقال يتغانى به ولم يقل يتغنى به. وليس التحزن بالقرآن نقاء الجرم وطيب الصوت وطاعة اللهوات بأنواع النغم بوفاق الوقاع ولكن التحزن بالقرآن هو أن يقارنه شيئان الأسف والتلهف الأسف على ما وقع من التقصير والتلهف على ما يؤمل من التوقير، فإذا تألم القلب وتوجع وتحزن الصوت ورجع بدر الجفن بالدموع والقلب باللموع فحينئذ يستلذ المتهجد بالمناجاة ويفر من الخلق إلى وكر الخلوات رجاء غفران السالف من الذنوب والتجاوز عن الجنايات والعيوب فنسأل الله التوفيق له".
فإن مراد ابن حبان: الرد على من فسر التغني بالاستغناء أو الغنية وكذلك أنكر التكلف في القراءة بلا خشوع ووقار، أما القراءة الحسنة الصوت الخاشعة فهي مطلوبة، وهذا الذي نقوله وندعو إليه. ثم هب أن ابن حبان وافق الدكتور فنقول: إن جمهور العلماء ذهبوا إلى أن المراد بالتغني: تحسين الصوت. قال الإمام النووي رحمه الله في (التبيان 88): "قال جمهور العلماء: معنى لم يتغن لم يحسِّن صوته".
وللأمانة العلمية نقول: إن بعض الأئمة قد نقل عنهم ما يدل على إنكار التطريب والتحسين فنجيب على هذا الإشكال: أما إنكارهم فكما نقل عن الشافعي رحمه الله حيث روي عنه أنه كرهه، ولكن حقق بعض علماء الشافعية أن محل الإنكار فيما إذا كانت القراءة بالإفراط بالتمطيط ومجاوزة الحد أما إذا كانت بدونها فلا بأس (انظر التبيان للنووي 89). بل أوضح الإمام الطبري مراد الشافعي فنقل الحافظ ابن حجر عن الطبري في (فتح الباري 9/ 70) قال: "وذكر الطبري عن الشافعي أنه سئل عن تأويل بن عيينة التغني بالاستغناء فلم يرضعه، وقال: لو أراد الاستغناء لقال لم يستغن وإنما أراد تحسين الصوت " ثم نقل عن ابن بطال: "قال ابن بطال: وبذلك فسره بن أبي مليكة وعبد الله بن المبارك والنضر بن شميل. ويؤيده رواية عبد الأعلى عن معمر عن ابن شهاب في حديث الباب بلفظ: "ما أذن لنبي في الترنم في القرآن .. " أخرجه الطبري" ا. هـ.
وفي الختام ألخص هذا التحقيق في نقاط تالية:
1 - قد دلت الأحاديث الصحيحة الصريحة على استحباب التغني والترنم بالقرآن.
2 - قد دل الإجماع على استحباب تحسين الصوت في أثناء التلاوة.
3 - ذهب جمهور العلماء إلى أن المراد بالتغني: تحسين الصوت.
4 - ما نقل عن بعض الأئمة في كراهة التغني والتطريب محمول على الإفراط في التمطيط ومجاوزة الحد.
وأعتقد أن هذا البحث المتواضع كافٍ لطالب الحق. وصلى الله وسلم على نبيه ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[24 Jun 2005, 02:21 ص]ـ
أرجو من الشيخ الفاضل / عبدالرحمن الشهري التأمل في بحثي المتواضع حول مسألة التغني بالقرآن والرد على د. موراني، وهل كان فهمي غير دقيق أم أن الدكتور هو الذي قد أخطأ في فهم النصوص.
وجزاك الله خيراً
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[01 Dec 2010, 02:25 ص]ـ
السلام عليكم
أطرح التالي للمناقشة:
http://www.youtube.com/watch?v=P4e4HektncU
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
سبعين في واحد؟
الكلام عن الشيخ سعد النعماني النقال طويل، وهو موجود على القنوات والشبكة حاليا، لكن سأقتصر على بعض الأدلة والحقائق التي تثبت أن ما عنده صريح في مخالفة الشرع. نسأل الله أن يرده إلى الحق ردا جميلا عاجلا غير آجل.
هذا الرجل جاء بشيء جديد - ألا وهو تقليد أصوات الأئمة والقراء. هذا الفن الذي يظهر أنه متخصص فيه لم يسمع من غيره قبله قط.
هناك أدلة من الكتاب ثم من كلام الفقهاء والقراء على أن فعله محرم وبدعة صريحة.
فمن الكتاب قوله تعالى: "أفلا يتدبرون القرآن".
فالقراءة إن لم تكن بقصد التدبر أو في مجال التعليم الذي غايته التدبر فهي تخالف هذه الآية.
وقال تعالى: "قل أبالله وآيته ورسوله كنتم تستهزءون".
أخبرني بعض الثقات أنه يقرأ الآية في صوت إمام والأخرى في صوت إمام آخر (أظن الشيخين عبد الرحمن السديس وسعود الشريم إمامي الحرم المكي)، ولم أصدق أولئك الثقات حتى سمعت ذلك منه بأذني. وزاد بعضهم فقالوا: سمعناه يفعل ذلك في الصلاة! أين المكان للخشوع في الصلاة له ولمن اقتدى به حينئذ!؟ هذا من أخطاء الشيخ النقال، ويجب تحذير الناس من الاعتقاد بكونه أمرا حسنا. إن لم يكن هذا من الاستهزاء فما أدري كيف سيتحقق الاستهزاء بالشريعة، على أن قد رأينا تحقق الاستهزاء بما هو أقل من هذا بدرجات.
وكذلك سمعته ينقل الشيخ سبيل إمام الحرم المكي والذي قد كبر في السن، فبعض الناس يضحكون على تقليده إياه، وهذا حث الناس على الاستهزاء معه، ليس بكتاب الله فقط ولكن بإمام كبير السن وهذا لا ينزل عن درجة الغيبة، أراد ذلك أم لا، رضي بذلك أم أبى، أحس بذلك أم لم يشعر.
وكل تحسين للصوت إلي يؤدي إلى الخلل في التدبر بآيات القرآن غير محمود. روى الإمام البخاري في الخلق بسند حسن عن نوفل بن إياس الهذلي قال:
كنا نقوم في عهد عمر بن الخطاب في المسجد، فيتفرق ههنا فرقة وههنا فرقة، وكان الناس يميلون إلى أحسنهم صوتا، فقال عمر: "أراهم قد اتخذوا القرآن أغاني، أما والله لئن استطعت لأغيرن." فلم يمكث إلا ثلاث ليال حتى أمر أبيا فصلى بهم.
وجه الدلالة أن عمر رض1 رآى خللا في المصلين في جانب التدبر، فإن كان هذا الذم متوجها إلى المستمع للقارئ فكيف القارئ بنفسه؟
ثم من عبارات الفقهاء ما روى الحنابلة عن الإمام أحمد رح1 في القراءة بالألحان: "بدعة لا تسمع. كل شيء محدث لا يعجبني، إلا أي يكون طبع الرجل كطبع أبي موسى (الأشعري، لأنه كان حسن الصوت بدون تكلف)."
وهذا الشيخ جاء بشيء محدث في الدين لم نسمعه في أسلافنا الأولين.
قال ابن مفلح في الفروع: ونقل غير واحد (عن الإمام أحمد): "أو يحسنه بلا تكلف".
سمعت الشيخ النقال في حين لم أكن أعرفه فجاء إلى مسجد كنت قد حضرت للصلاة فيه، فاشتكى بعد حوالي نصف ساعة عن حنجرته، فتوقف عن النقل - ولا أقول التلاوة - على المنبر أمام الناس لساعة يسيرة. فكيف لا ينشأ هذا التعب والألم إلا عن التكلف الذي هو مكروه أو محرم إجماعا فضلا عن التكلف بالنقل الذي ظاهر كلام الإمام أحمد يشعر بأنه بدعة محدثة!؟
وعند المالكية:
العبدري في التاج عن ابن رشد: إنما كرهه مالك لأنه أمر مبتدع ولأنهم يبتغون به الألحان على نحو ما يفعل في الغناء (أي لا تدبر في القراءة وقد يخالف قواعد التجويد باختلاف الأئمة والقراء)
وقال ابن القاسم: سئل مالك عن الألحان في الصلاة فقال لا يعجبني وأعظم القول فيه وإنما هذا غناء يتغنون به ليأخذوا الدراهم عليه.
وعند الحنفية:
الجصاص رح1 في مختصر اختلاف العلماء: وقال ابن وهب: سئل مالك عن النفر في المسجد يقولون لرجل حسن الصوت اقرأ علينا يريدون حسن صوته فكره ذلك وقال: إنما هو يشبه الغناء.
فالناس الذين يجتمعون حوله إنما يجتمعون لسماع تقليده لأصوات غيره، لا للتدبر في القرآن، وهذا القدر هو الذي يشبه سماع الأغاني.
ومن كلام القراء ما نقله الذهبي رح1 في السير عن حمزة الزيات رح1 أحد القراء السبعة: إن لهذا التحقيق (أي القراءة) حدا ينتهي إليه ثم يكون قبيحا.
وهذا الشيخ بلغ من القبح ما تتحير به النفوس السليمة، وكان من الواجب عليه الوقوف على صوت نفسه، لكنه لم يستطع أن يقف على إمام أو قارئ حتى أروى نفسه بتقليد سبعين منهم – نسأل الله السلامة والعافية. الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاه به وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا.
وفقنا الله الجميع للهدى. إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمني ومن الشيطان
وصلى الله وسلم على عبد ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[02 Dec 2010, 08:30 ص]ـ
وهذا الشيخ بلغ من القبح ما تتحير به النفوس السليمة، وكان من الواجب عليه الوقوف على صوت نفسه، لكنه لم يستطع أن يقف على إمام أو قارئ حتى أروى نفسه بتقليد سبعين منهم –
أظنك لم تنتبه إلى أن هذا القارئ ليس عربيا
فهو يفخر بأنه يقرأ القرآن كالعرب، ولا بأس بهذا تشجيعا له
ولو كان عربيا، فليس في ذلك شيء
وهذا الذي استشهدت به، يستعرض مهاراته في تقليد الأصوات، ليس في التلاوة فقط
بل في تنغيم الأذان، وكذا تكبيرات الركوع والسجود والقيام لو لاحظت
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمني ومن الشيطان
حضرت مناقشة دكتوراة في كلية الألسن: جامعة عين شمس
فختم الباحث بهذه العبارة مقدمته،
فعلق المناقش: أ. د. أحمد كشك
"والشيطان زنبه إيه؟ هو حنا حنحمله كل بلاوينا؟
هو مين الي كتب؟ إنته، والا الشيطان؟ "
ـ[عمرو الكرمي]ــــــــ[02 Dec 2010, 11:31 م]ـ
السلام عليكم
هل تندرج قراءة الشيخ ماهر المعيقلي حفظه الله في إطار القراءة بالترعيد عند قراءته المدود؟؟
ارجو الافادة(/)
مشكلة وحلول
ـ[صالح الفويه]ــــــــ[03 Mar 2005, 09:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني في هذا الملتقى المبارك أود أن أطرح موضوع مهم لنقاش في هذا الملتقى وهو ان هذا الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه يجهله كثير من اهل لا اله الا الله وصبح المسلم يقرآ القران لا يدري ماهوا المطلوب منه ولاشك ان روح القرآن هو التدبر
وأقصد من هذا الكلام لماذا لايقوم مجموعة من طلبة العلم فيعمدوا الى اخراج كتاب يبين احكام القرآن مختصر مقتصر على الراجح من اقوال اهل العلم حتى يتعلم المسلم القرآن لفظا ومعنى
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[03 Mar 2005, 10:07 م]ـ
أبا محمد وفقك الله: التفاسير المختصرة الميسرة متوفرة، ولكن الهِممَ ماتت عند أكثر الناس
أعتقد أن الأهم من توفير الكتب: دعوة الناس إلى الاهتمام بالقرآن الكريم تلاوة وتدبراً، والقيام بحملة عامة لتحذير الناس من هجر القرآن الكريم، ودعوتهم إلى الرجوع إلى كتاب ربهم(/)
دعوة الى مؤتمر حول القرآن
ـ[موراني]ــــــــ[04 Mar 2005, 03:28 م]ـ
أنظر هذا الرابط باللغة الانجليزية
حول الدعوة الى المؤتمر:
http://www.soas.ac.uk/centres/centreinfo.cfm?navid=612
القرآن نصا وتفسيرا وترجمة
في جامعة لندن.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[05 Mar 2005, 04:11 م]ـ
في أكتوبر 1997، استضاف المركز ندوة حول الإجراءات القضائية الجنائية في الشريعة جذبت متكلمين من جميع أنحاء العالم. افتتح اللورد جوفري هوي الندوة و غطت الأبحاث المقدمة كامل العملية القضائية. و ركزت المناقشات على العديد من جوانب من القانون الجنائي الإسلامي كانت مهملة في السابق. و تم نشر جلسات الندوة عام 2003 في مجلد بعنوان " العدالة الجنائية في الإسلام ".
أقيم مؤتمر لثلاثة أيام حول " الحديث نصًا و تاريخًا " في مارس 1998 ضم تجمعًا عالميًا لعلماء في جميع جوانب علوم الحديث. أكثر من 200 ممثل حضروا المؤتمر و الأبحاث المقدمة تراوحت بين المنهجية التقليدية في التوثيق و النقد و بين تطبيق النظريات الأدبية (اللغوية) الحديثة على لغة الحديث و دور الحديث في صياغة التشريع المعاصر.
و في عام 1999 شهد المركز أول مؤتمر يقام كل سنتين حول " القرآن نصًا و تفسيرًا و ترجمةً ". تسعى هذه السلسة من المؤتمرات إلى عمل منتدى يبحث الطرق التي نقرأ و نفهم و نفسر و نترجم و نناظر و نعبر عن القرآن، و كذلك يناقش السؤال الجوهري: كيف تكون قراءة القرآن و ترجمته و تفسيره؟ يتم تقديم الأبحاث باللغتين الإنجليزية و العربية. و سيتم نشر الجلسات المختارة فيما بعد في جريدة الدراسات القرآنية ااخاصة بالمركز.
سيعقد مؤتمر عام 2005 في 10 - 12 نوفمبر، و الموعد النهائي لتقديم الملخصات هو 10 يونية 2005.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Mar 2005, 06:00 م]ـ
شكراً لكم يا دكتور هشام وفقك الله ترجمتكم للرابط. ولعلنا ننظر جريدة الدراسات القرآنية التي ينشرها هذا المركز.(/)
إثبات كروية الأرض من القرآن الكريم ... تجربة!
ـ[الجندى]ــــــــ[04 Mar 2005, 08:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قام احد الإخوة بعمل تجربة لاثبات كروية الأرض وأنا احب فى هذه الامور التثبت من صحة هذه التجارب والأفكار، لذا اعرضها على شيوخنا الافاضل لاسمع منهم الجواب الفصل فى هذا القول .. إليكم التجرية:
قال الله تعالى في سورة الرعد الآية 41
{أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا}
هل الممكن أن تكون هذه الآية الكريمة دليلا دامغا من القرآن الكريم على كروية الأرض؟ لنرى كيف يمكن أن نثبت ذلك.
ما سنفعله هو أننا سنستخدم شكلا هندسيا ثنائي الأبعاد هو عبارة عن مربع. وسنقوم بمحاولة تطبيق هذه الآية الكريم على هذا الشكل الهندسي.
http://aljame3.com/audio/Motafareqat/11.gif
إن لهذا المربع اطرافا واضحة عددها 4 وسننقص هذه الأطراف تماما كما تقول الآية الكريمة.
http://aljame3.com/audio/Motafareqat/22222.gif
إن ما حدث هو انه عندما ازلنا الطرف الأول اصبح لدينا طرفان جديدان, ولو قمنا بازالة بقية الاطراف كما في الشكل التالي سيصبح لدينا مزيدا من الأطراف الجديدة .....
http://aljame3.com/audio/Motafareqat/22.gif
الآن لنوضح الصورة أكثر .....
http://aljame3.com/audio/Motafareqat/33.gif
أصبح كما هو واضح لدينا شكل جديد قريب الشبه من الدائرة. ودعونا نستمر في إنقاص هذه الأطراف الجديدة ...
http://aljame3.com/audio/Motafareqat/448.gif
والنتيجة هذا الشكل الدائري ...
http://aljame3.com/audio/Motafareqat/55.gif
ولو إستخدمنا نفس المبدأ مع الأشكال أو الأجسام ثلاثية الأبعاد مهما كان شكلها وقمنا بإنقاص الأطراف كما فعلنا مع الأشكال الثنائية فإن النتيجة ستكون واحدة وسنحصل في النهاية على شكل كروي لا محالة.
http://aljame3.com/audio/Motafareqat/JimEarth.gif
يقول تعالى
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (46) سورة الحج
انتهى
====
ما قول الإخوة الكرام فى هذه التجربة؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 Mar 2005, 06:13 ص]ـ
سلامي للأخ الجندي
وارجو من الله أن يتقبل كلامي بصدر رحب---
إن التجربة التي قام بها زميلك لها علاقة بالشكل المستوي أما المجسم فلا علاقة لها به ولا يمكن تعميمها--
إن مجسم الكرة من ناحية رياضية ينتج من دوران نصف دائرة دورة كاملة حول محور ما--وهناك معادلة رياضية بذلك
كما أنه لا يمكن من ناحية رياضية البدء بمكعب ثم الإنتقاص من أطرافه للوصول إلى شكل الكرة
وأنا لا أميل إلى النواحي العلمية الظنية في إثبات القطعي وهو القرآن الكريم
ودمت
ـ[الجندى]ــــــــ[05 Mar 2005, 10:49 ص]ـ
فى الحقيقة اضافة قيمة يا أخ جمال، والطريف فى الأمر انى وضعت هذه التجربة فى منتدى علمى وهنا حتى ارى مدى موافقة التجربة للعلم والشرع، فوضع لى الإخوة فى المنتدى العلمى تفسير ابن كثير ووضع لى الأخ جمال الرد علمياً!!:)
ولازلت فى انتظار تفاعل الإخوة مع الموضوع وهل مفهوم النقصان الذى توصل إليه الأخ موافق لما استنتجه، خصوصاً انى وجدت كلامه مخالف للتفاسير. وجزاكم الله خيراً
ـ[عبدالله حسن]ــــــــ[06 Mar 2005, 07:41 ص]ـ
في أبحاث الدكتور زغلول النجار اشارة الى اعجاز علمي في هذا الاية من وجه اخر غير الوجه الذي طرحه الاخ الفاضل .. (الذي يتعامل مع دائرة و مربع بدلا من الكرة البيضاوية) ..
يذكر الدكتور ان الارض عند بداية تكونها كانت اكبر من حجمها بعشرين مرة و انها اخذت في التناقص مع مرور الزمن عن طريق خروج الغازات منها المختزنة في الطبقات الداخلية الشديدة الحرارة و هذه الغازات لا زالت مستمرة في الخروج لكن بنسبة اقل و أوضح دليل على هذا الخروج الغازات التي نراها تخرج من فوهات البراكين
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[07 Mar 2005, 03:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخ الكريم الجندي حفظه الله .. وفتح عليه من علمه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
لدي بعض التعليقات على تجربتك .. إذا سمحت لي ..
فأنت تجري تجربتك على مربع ثنائي الأبعاد، ثم تقول:
إن لهذا المربع اطرافا واضحة عددها 4 وسننقص هذه الأطراف تماما كما تقول الآية الكريمة.
ولكن الآية الكريمة لا تتحدث عن مربع .. ولا عن شكل ثنائي الأبعاد .. تماماً .. كما تشترط أنت بتجربتك!!
فهي تتحدث عن "الأرض" على هيئتها الحالية .. وليس عن أرض كانت على شكل مربع .. ثم تحولت إلى هيئتها الهندسية التي نعرفها اليوم.
ومفهوم الآية الكريمة واضح وجلي للعيان. ولا أظن أن التكلف الزائد في تأويلها سيفي بشروط تجربتك .. وذلك لأسباب عدّة، أهمها: أولاً: أن ما تؤول إليه أنت يتعارض مع سياق الآيات التي سبقت هذه الآية الكريمة والآيات التي تليها .. فأنت إذا أمعنت ناظريك بما جاء في الآيات المحيطة بها تجد أن الكلام السابق لها طوى إهلاك الأمم الماضية في الإستدلال على قدرة الله تعالى على الجزاء الذي هو روح الحساب ودلّ عليه بواو العطف في "أولم يروا" .. ثم طوى في الكلام اللاحق بها مكر الكافرين الذي اجتمعوا عليه غير مرة .. فكان سبب الرفعة للإسلام وأهله وذل الشرك وأهله .. ودلّ على ذلك بواو العطف في قوله "وقد مكر الذين من قبلهم .. الآية".
فلما أرشد السياق السابق للآية إلى هذا التقدير: ألم يروا أنا أهلكنا مَن قَبلهم وكانوا أقوى منهم شوكة وأكثر عدّة؟ عطف عليه قوله "أولم يروا أنا" أي بما لنا من العظمة "نأتي الأرض" التي هؤلاء الكفرة بها "ننقصها من أطرافها" أي من نواحيها .. وذلك عبارة عن فتوح بلاد الشرك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل: فتوح البلاد بعده. وفي ذلك دلالة على نبوته لصدق ما وُعد به عليه الصلاة والسلام.
جاء في عمدة الحفاظ: " .. والظاهر أن قوله "ننقصها من أطرافها" عبارة عن أخذ الناس بالموت .. كقوله تعالى: "قد علمنا ما تنقص الأرض منهم" (ق: 4) " .. وجاء في الكشاف عن الفائدة في قوله تعالى: "نأتي الأرض": "فيه تصوير ما كان الله يجريه على أيدي المسلمين .. وأن عساكرهم وسراياهم كانت تغزو أرض المشركين .. وتأتيها غالبة عليها ناقصة من أطرافها" ..
وهذا القول - الذي عليه جمهور العلماء - تدلّ عليه قرينة قرآنية صريحة جاء فيها قوله تعالى: "أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون" (الأنبياء: 44) .. فالإستفهام في قوله تعالى: "أفهم الغالبون" .. هو إنكار لغلبتهم .. ويدلّ على أن نقص الأرض من أطرافها سبب لغلبة المسلمين للكفار .. فالغلبة تكون لحزب الله القادر على كل شيء .. الذي أهلك ما حولهم من القرى بسبب تكذيبهم رسلهم .. وهو تحذير لكفار مكة الذين ليسوا بأقوى منهم ..
ثانياً: إذا افترضنا أن المقصود بـ"الأرض" في هذه الآية الكريمة هو كوكب الأرض الكروي الشكل .. ففيه تناقض واضح: وهو أن الكرة من الناحية الهندسية لا أطراف لها كما هو معلوم .. فإن قلت: الكرة ليست كروية الشكل وإنما مفلطحة عند القطبين .. أقول: إذا كان ذلك كذلك .. فكان من الحري أن يكون نص الآية " .. الأرض ننقصها من طرفيها" وليس من أطرافها .. وأظن أن هذا الأمر جلي للعيان ..
ثالثاً: إذا افترضنا أن المقصود بـ"الأرض" هنا اليابسة التي نحيا عليها .. فهذا أمر فيه نظر من وجهين .. الأول: من حيث أن الأرض بهذ المعنى المجسم لها أطراف فعلاً!! فكما أن أطراف الإنسان تتمثل في جوارحه كاليدين والرجلين .. فإن أطراف الأرض هنا تتمثل في النتوءات البارزة منها .. فسطح الأرض غير مستوٍ .. إذ نجد فيه قمم عالية .. وسفوح هابطة .. وسهول .. وهي أطراف طبقاً للتباين في النسب .. وهذه النتوءات تساعد فعلاً على عوامل التعرية المختلفة في محاولة متكررة لتسوية سطح الأرض .. وهي سنة دائبة من سنن الله في الكون ..
وأما الوجه الثاني فيتمثل في نسبة البحار إلى اليابسة على سطح الأرض .. إذ من المعلوم اليوم أن أجزاء من اليابسة تتحول باستمرار إلى بحار .. كما هو الحال في البحر الأحمر وخليج كاليفورنيا .. وهذا قد يشكل صورة من صور إنقاص الأرض من أطرافها .. بمعني طغيان مياه البحار والمحيطات علي اليابسة وإنقاصها من أطرافها ..
ولكن هذه الفرضية الأخيرة وإن كانت قابلة للإحتمال .. إلا أنها لا تتسق مع السياق الوارد في الآية الكريمة كما أسلفنا ..
هذا والله تعالى أعلم ورد الأمر إليه أسلم ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[08 Mar 2005, 03:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
يا حبّذا لو أن أحد الإخوة الكرام تفضّل علينا بتوضيح اللمسات البيانية في الفارق بين مطلعي الآيتين الكريمتين (أولم يروا) و (أفلا يرون)؟
" أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب " (الرعد: 41)
" أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون" (الأنبياء: 44)(/)
تعريف بكتاب (اختلاف المفسرين أسبابه وآثاره)
ـ[الراية]ــــــــ[04 Mar 2005, 11:16 م]ـ
اختلاف المفسرين أسبابه وآثاره
اسم الكتاب: اختلاف المفسرين أسبابه وآثاره (رسالة علمية)
المؤلف: أ. د. سعود بن عبد الله الفنيسان
الناشر: مركز الدراسات والإعلام - دار اشبيليا
إن موضوع "اختلاف المفسرين وأثره" موضوع هام ودقيق؛ يعتمد على الجهد ودقة الاستنباط أكثر من اعتماده على جمع النصوص، وترتيب الأقوال. ولذا اقتصرت في بحثي على الأسباب الرئيسية والأساسية لاختلاف المفسرين؛ مع بيان أثر هذا الاختلاف بينهم في العقائد والأحكام.
ففي التمهيد: بينت نشأة التفسير، وتاريخ تدوينه، وكيف كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يفسر القرآن لصحابته، وهل فسر لهم القرآن كله كاملاً أو لا؟.
كما بينت طريقة الصحابة والتابعين في تفسير القرآن، مع توضيح ذلك بنماذج وأمثلة عديدة، وأوضحت – باختصار – مناهج المفسرين واتجاهاتهم في القديم والحديث.
وفي الباب الأول: "الأسباب العامة لاختلاف المفسرين"؛ تحدثت فيه عن:
(1) قراءات القرآن، وشروط قبولها، وكيف كانت سببا للاختلاف بين المفسرين، وثمرة هذا الاختلاف؛ كما بينت الاختلاف في الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن مع ترجيح ما ظهر لي رجحانه. وبحثت مسألة: هل المصحف الذي بين أيدينا – اليوم – يقتصر على حرفٍ واحدٍ، أو هو شاملٌ للأحرف السبعة كلها؟ وبينت أيضاً بإيجاز تاريخ تدوين القراءات، وهل يشترط التواتر في القراءة أو لا؟.
(2) كما بينت كيف يكون إعراب الكلمة أو الاشتراك اللفظي سبباً للاختلاف بين العلماء، وأثر ذلك في تفسير القرآن، وبينت – أيضاً – أن حمل "الكلمة" على الحقيقة عند قوم، وعلى المجاز عند آخرين، تكون سبباً للاختلاف في تفسير الآية بين المفسرين؛ كما بينت أثر هذا في تأويل آيات الأسماء والصفات عند القائلين بالمجاز في القرآن، ورددت على أدلة المؤولين، وقررت عقيدة السلف، كما بينت – أيضاً أن عموم اللفظة عند قوم وخصوصها عند آخرين؛ هو أحد أسباب الاختلاف بين المفسرين، وبينت أثر هذا الاختلاف في أكثر من آية، وكذلك في الإطلاق والتقييد والبيان والإجمال.
(3) وكثيراً ما نسمع عن السلف: أن الآية منسوخة نسختها آية (كذا) فبينت معنى النسخ، وحقيقته عند السلف، ومن جاء بعدهم ومنشأ الخلاف وأثره في أكثر من آية.
(4) وأوضحت – أيضاً – معنى التشابه في القرآن وحقيقته، والخلاف فيه، وموقف المفسرين قديماً وحديثاً من التفسير بالرأي والعقل، وأثر هذا في تفسير آيات القرآن الكريم في مواضع كثيرة.
وفي الباب الثاني: تتبعت الأسباب الخاصة لاختلاف المفسرين، فتحدثت عن:
1. ما له صلة بسند الرواية – مما يفسر به القرآن – كوصول الحديث لمجتهد دون آخر، أو ثبوته عنده دون غيره، والخلاف في تخصيص الآية بالحديث، إذا أنكر الراوي روايته عنه، أو خصص في الآية بعمل الرواية إذا خالف روايته، أو كان راوي الحديث مستور الحال.
وقد سقت الخلاف بين العلماء في هذا كله، ورجحت ما بان لي رجحانه، وبينت أثر الاختلاف بين المفسرين في مواضع كثيرة من القرآن.
2. كما بينت – أيضاً – الأسباب الخاصة لاختلاف المفسرين – مما له صلة بمتن الرواية – مثل: التفاوت بين المفسرين في الفهم؛ نظراً لتفاوتهم في حفظ السنة النبوية، واللغة العربية، ودلالتهما على الحكم الشرعي، وأثر ذلك في تفسير القرآن، ومثل وجود التعارض – في الظاهر – بين أدلة الكتاب والسنة. وقد فصلت في هذا وبينت خلاف العلماء، ومنشأه، وأثر هذا الاختلاف في آيات القرآن الكريم.
ومثل: تخصيص الآية بالحديث الضعيف، وقد حكيت خلاف العلماء في ذلك، ومنشأه، وأثره في تفسير القرآن الكريم.
3. كما بينت الاختلاف في مصادر التشريع – التبعية – كالقياس والمصالح المرسلة، والاستحسان، وشرع من قبلنا، والاحتجاج بمفهوم المخالفة، وتعليل الأحكام، وحكم الزيادة على النص. فبينت خلاف العلماء في هذا ومنشأه، وثمرته في تفسير القرآن الكريم في أكثر من آية.
4. ويعتبر الاختلاف في العقيدة سمة بارزة في كتب التفسير، فاخترت تفسيرين جعلتهما نموذجين للانحراف في العقيدة، هما: مجمع البيان [للطبرسي الشيعي]، وتفسير الكشاف [للزمخشري المعتزلي]، وقد أفضت – بعض الشيء – في هذا مع النقد والتوجيه لكل مسألة سقتها، سواء كانت في العقيدة أو الأحكام، وبينت خلاف المفسرين في هذا، ومنشأه وثمرته في أكثر من آية من آيات القرآن الكريم.
(5) كما يعتبر الانتماء المذهبي من أبرز أسباب الاختلاف بين المفسرين؛ لذا فقد درست فيه نموذجين من التفسير، هما: تفسير القرطبي المالكي، وتفسير الجصاص الحنفي، وقد اخترتهما على غيرهما لظهور التعصب المذهبي فيهما أكثر من غيرهما ولشمولهما لأكثر الأحكام الفقهية، وقد سقت الخلاف في كل مسألة، وحررت محل النزاع وبينت أثره في آيات كثيرة.
وعقدت باباً – خاصاً- لبيان أثر الاختلاف بين المفسرين في العقائد والأحكام ففي العقيدة بحثت ثلاث مسائل:
الأولى: زيادة الإيمان ونقصانه.
الثانية: حكم الاستثناء في الإيمان، وتعليقه بالمشيئة.
الثالثة: الحسن والقبح والعقليان.
فبينت منشأ اختلاف العلماء، ودليل كل قول، وتحرير محل النزاع وبيان ثمرة الخلاف في آيات من القرآن الكريم. أما أثر الاختلاف في الأحكام الفقهية فقد اخترت آيات الأحكام في سورة الحج؛ لاشتمالها على أهم مناسك الحج، فبينت خلاف العلماء في هذا ومنشأه. وثمرته.
وأخيراً: إن هذا جهد المقل، فإن وفقت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان، وما توفيقي إلا بالله.
كتبه
أ. د. سعود بن عبد الله الفنيسان
17/ 1/1426
http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_content.cfm?id=71&catid=73&artid=5203
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Mar 2005, 02:18 م]ـ
جزاك الله خيراً(/)
هجوم لا ديني على سورة والعاديات
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 Mar 2005, 06:01 ص]ـ
السلام عليكم
شبكة لا دينية هدفها التعرض لعقائدنا--قام أحدهم بكتابة بحث حول سورة والعاديات ضبحا---ولن أنشره
هدفي هو أن تتأملوا بمقدمة قوله وأن تردوا بما عندكم من علم---
-----------------------------------
قال
) سورة العاديات
وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا
فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا
فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا
فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا
فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا
إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ
وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيد
وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ
أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ
وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ
إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌٌ
من المعتقد عند المسلمين ان هذه السورة , كغيرها من سور القرآن , من اقوال رب العالمين التى اوحاها لعبده محمد لهداية البشر أجمعين وانها تنزيل بلسان عربى مبين , وانه لا يقدر انس ولا جان ان يأت بأحسن منها أو مثلها.
وعندما نسأل عن ماهية اعجازها , فلا نجد اجابة غير ان البشر والجن يعجزوا ان يأتوا بمثلها وكفى!!) ما سبق هو ماكتب الكافر بدقة فكيف تردون
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 Mar 2005, 05:04 ص]ـ
سعيا وراء الجواب وضعت هذا الكلام السابق في منتدى آخر---فكتب شخص يسمي نفسه بأبي مالك هذا الكلام
---------------------------
يقول الحق سبحانه:
?والعاديات ضبحا ** فالموريات قدحا ** فالمغيرات صبحا ** فأثرن به نقعا ** فوسطن به جمعا?
هذه العشر كلمات ماذا حوت من طاقة بلاغية؟؟
أولا يقسم الحق سبحانه بالعاديات وهي الخيل التي تعدو منطلقة لساحة المعركة،، والقسم جاء بصيغة اسم الفاعل
ضبحا
والضبح النفس الحار الذي ينطلق من أنف الحصان وهو يركض مسرعا، ولما كان الوقت صبحا قبل أن تشرق الشمس وما في ذلك الوقت من برد الصباح
كان يصاحب ركض الحصان البخار المتصاعد من فمه وتحس هنا صورة حصان يركض وهو ضبح
والضبح: صوت أنفاسها إذا عدون. وعن ابن عباس أنه حكاه فقال: أح أح. قال عنترة:
وَالْخَيْلُ تَكْدَحُ حِينَ تَضْـ ********* ـــبَحُ فِي حِيَاضِ الْمَوْتِ ضَبْحَا
والضبح يكون مع العدو
الضبح أصوات أنفاس الخيل إذا عدت، وهو صوت ليس بصهيل ولا حمحمة، ولكنه صوت نفس،
وفي اللسان:
قال أَبو إِسحق: ضَبْحُ الخيل صوت أَجوافها إِذا عَدَت؛ وقال أَبو عبيدة: ضَبَحَتِ الخيلُ وضَبَعَتْ إِذا عدت، وهو السير؛ وقال في كتاب الخيل: هو أَن يَمُدَّ الفرسُ ضَبْعَيْه إِذا عدا حتى كأَنه على الأَرض طولاً؛ يقال: ضَبَحَتْ وضَبَعَتْ.
وضَبَحَ القِدْحَ بالنار: لَوَّحَه،، وضَبَحَتْه الشمسُ والنار تَضْبَحُه ضَبْحاً فانْضَبَحَ لَوَّحته وغيَّرته؛ وفي التهذيب: وغَيَّرَتْ لونَه.
فعند خروج هذا الصوت من أجوافها وهي تركض في الصباح لا بد سيخرج البخار مع هذه الأصوات والأنفاس.
إذن فهذا الركض فوراً يصبح جريا ومشيا وصوتا .. وفيه نار أيضاً وشرار
ومن جماليات استعمال الألفاظ:
?والعاديات ضبحا ?
يبدو أن العدو في الاصل تجاوز الحد، و يسمى العدو عدوا لأنه يتجاوز الحد في معاملته، و منه العدوان لأنه تجاوز للحق، و السرعة القصوى في المشي تسمى عدوا لأنها ايضا تجاوز للحد.
و هكذا قالوا في الخيل سميت العاديات لاشتقاقها من العدو، و هو تباعد الأرجل في سرعة المشي
اما الضبح، فقالوا: انه التنفس بقوة، و قيل: انه حمحمة الخيل، و الأقرب عندي: تغير الحال أو تغير اللون، و يقال: انضبح لونه إذا تغير، و لعله لذلك يسمى الرماد ضبحا لأنه يتغير لونه من أصله، وإنما تسمى الخيل ضابحة إذا تغير من العدو حالها مما ظهر على لونها و تنفسها و حمحمة صوتها
كانت الخيل تعدو بسرعة، و لكن من دون صهيل، و كانت الحركة في الليل - فيما يبدو - حيث تتطاير الشرر من حوافرها التي تحتك بالحصى، مما يظهر أن الارض كانت وعرة، فجاء السياق يقسم بها و هي تنساب بين الصخور في رحم الظلام.
?فالموريات قدحا?
عندما يركض هذا الحصان أو هذه الخيل المنطلقة للمعركة تنقدح الأرض تحت حوافرها من شدة الركض وقوة الانطلاق
(يُتْبَعُ)
(/)
فيتطاير الشرر من تحت الأقدام والفاعل في قدح هذا الشرر هو الخيل نفسها من قوة حوافرها وسرعة انطلاقها،، كما ينبيك هذا عن وعورة الأرض التي تستجيب لهذا الركض القوي بأن تنقدح شررا من تحت هذه الحوافر، وعندما نقول وعورة الأرض في وصف هجوم مباغت في معركة تتخيل أن المهاجمين سلكوا طريقا لا عيون عليها وعرة تحقق عنصر المباغتة، وهو ما يخدم النص، إذ عادة ما تكون الطرق التي تؤدي إلى مرابع القوم ممهدة وغيرها غير ذلك.
?فَالمُورِياتِ? توري نار الحباحب وهي ما ينقدح من حوافرها ?قَدْحاً? قادحات صاكات بحوافرها الحجارة. والقدح: الصك. والإيراء: إخراج النار. تقول: قدح فأورى، وقدح فأصلد،
?فالمغيرات صبحا?:
وقت إغارتها على العدو هو الصباح الباكر وما فيه من عنصر المباغتة
ومعنى الإغارة في اللغة الإسراع، يقال: أغار إذا أسرع وكانت العرب في الجاهلية تقول: أشرق ثبير كيما نغير. أي نسرع في الإفاضة.
?فأثرن به نقعا?
عندما توسطت جموع ومرابع العدو في أرضه وعقر داره صبحا أثرن النقع أي الغبار
والغبار يسمى نقعاً لارتفاعه، وقيل: هو من النقع في الماء، فكأن صاحب الغبار غاص فيه، كما يغوص الرجل في الماء.
فتتخيل هنا قوما نائمين باغتهم عدوهم وهم في غفلة من أمرهم وتوسط بخيله مرابعهم وأثار الغبار في وسط المرابع والشرر يتطاير والأنفاس تلهث ويتصاعد البخار من الخيل التي تعدو وهي تحمحم
ويجوز أن يراد بالنقع: الصياح، من قوله عليه الصلاة والسلام "ما لم يكن نقع ولا لقلقة" وقول لبيد:
فَمَتَى يَنْقَعْ صُراخٌ صَادِق
أي: فهيجن في المغاز عليهم صياحاً وجلبة.
وهذا يعطي بعدا صوتيا آخر تسمع صراخ النساء الثكالى والخائفات وعويل الأطفال المباغتين.
?فوسطن به جمعا?
أي توسطت جموع العدو وقت الصبح وباغتتهم
صورة معركة كاملة من ألفها إلى يائها في عشر كلمات
تثير الخيال لترى:
الألوان:
الشرار المنقدح، والبخار المتصاعد من الخيل، والغبار، والصبح الذي محت بشائره الأغبرة المتصاعدة من أرض المعركة،، والخيل التي تغير لونها من جراء العدو الشديد
الموسيقى:
ترى وقع الخيل وحركتها في فاصلة كل آية:
?ضبحا?
?قدحا?
?صبحا?
?نقعا?
?جمعا?
لو قرأتها كما ركض الخيل لرأيتها تحاكي ركض الخيل
بل إن كل آية تحاكي طريقة الحصان في الجري:
?والعاديات ضبحا?
انبساط فانقباض كخيل تطوي أرجلها مجمعة إياها معا ثم ترسلها مسرعة في حركة الخيل ويا ليتك معي لأسمعك كيف تقرأها وتتحسس موسيقيتها المحاكية لركض الخيل
لاحظ كذلك أمرين:
أولهما: العاديات فيها مد طبيعي حركتين ثم قدحا كأنما تخطف الكلمة خطفا، وهذا يجسد ركض الخيل بدقة
وثانيهما أن هذه الآيات التي تصف العدو والهجوم وتوسط مرابع العدو جاءت خاطفة سريعه تستثير الخيال وتسرع في الانتقال من مسهد إلى مشهد أو لنقل من عنصر من عناصر الصورة إلى عنصر،
------------------------------
فما رأي العلماء هنا في هذا التحليل البلاغي
ـ[عبدالله حسن]ــــــــ[06 Mar 2005, 07:36 ص]ـ
أشك في ان هذا اللاديني قادر على ان يعرب كلمة ضبحا او قدحا و مع هذا يتطاول بكل جهل .. التفسير المذكور شبيه بما ذكره سيد قطب في تفسيره لهذه السورة(/)
تأثر الشعراء بالقرآن الكريم
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[05 Mar 2005, 09:30 ص]ـ
هذا بحث بعنوان: ظواهر التأثر بالبيان القرآنى في الشعر العربى المعاصر ( http://www.aswat.4t.com/p0077.htm) للدكتور صابر عبد الدايم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Mar 2005, 03:47 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم أبا مجاهد على هذا البحث الذي دللتنا عليه. وهو بحث طريف. وقد خص دواوين الدكتور محمد رجب البيومي الذي أكن له كل محبة وتقدير بعناية أثناء التحليل.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Mar 2006, 01:11 م]ـ
كتبت الدكتورة ابتسام مرهون الصفار رسالتها في الدكتوراه بعنوان:
أثر القرآن في الأدب العربي
في القرن الأول الهجري
وهي رسالة قيمة في بابها، يحسن الاطلاع عليها، لمن كان له عناية بهذا النوع من الدراسات، قدمتها الباحثة عام 1389هـ إلى كلية الآداب بجامعة القاهرة.
http://www.tafsir.net/images/marhoon.jpg(/)
من إعجاز القرآن في فواصل سورة القيامة
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[05 Mar 2005, 09:22 م]ـ
" بسم الله " الذي شرّف رسوله صلى الله عليه وسلم فأعجز الخلق بكتابه بما له من الجلال " الرحمن " الذي عمّ بنعمتي الإيجاد والبيان أهل الهدى والضلال " الرحيم " الذي خصّ أهل العناية بالسداد في الأقوال والأفعال، وبعد:
فإن هذه أول كلمة لي في هذا المنتدى المبارك .. وإن شاء الله سأقدم فيه ما ينفع ..
وموضوعي اليوم يدور حول الملحظ الصوتي في فواصل الآيات القرآنية .. وبالتحديد فواصل سورة القيامة ..
فسورة القيامة تتألف من أربعين آية قصيرة سريعة متلاحقة .. وتدور معانيها حول موضوع رئيسي واحد .. هو (يوم القيامة) ..
وعند قراءة هذه السورة الكريمة بتدبّر، وإعادة النظر والتكرار فيها بتمعّن، ينجلي سر من أسرار الحروف المكوّنة لفواصلها، وينكشف الستار عن التناسق الرائع بين معاني هذه السورة وألفاظها وإيقاعها السريع الحافل بالحركة ..
فإذا نظرنا إلى اختتام كل آية من آيات مطلعها بالهاء الساكنة حين الوقف عليها:
القيامهْ، اللوامهْ، عظامهْ، بنانهْ، أمامهْ، القيامهْ
نلاحظ أنها توافق معاني السورة تمام الموافقة. فالوقف على الهاء الساكنة يوحي بالنَفَس اللاهث المتقطّع السريع، وذلك يوافق مفاجآت يوم القيامة التي ينبهر لها البصر (فإذا بَرِق البصر) وتتقطّع لها النفس وتلهث خوفاً وهلعاً.
وإذا نظرنا إلى حرف الراء الساكنة حين الوقف عليه في الزمرة الثانية من الآيات:
البصرْ، القمرْ، المفرّْ، وزرْ، المستقرّْ، أخّرْ
نجد أن حرف الراء ينتج عنه ذبذبة اللسان، وهو بذلك يشبه حركة رِجلين تتذبذبان حين الركض السريع مما يوحي بمحاولة الركض للهرب من أهوال يوم القيامة كما يوحي بالإضطراب والزلزلة التي تسود الكون يوم القيامة (ويلاحظ أن حرف الراء بسبب تأديته لهذا المعنى قد ورد في كثير من الألفاظ التي تفيد الحركة، ومنها: الهرب، الفرار، الحركة، الرحيل، الشرود، الطيران، المرور .. ).
وعندما تصل السورة إلى حالة الإحتضار التي يقع فيها الكافر فإنها تغيّر حرف الفاصلة إلى حرف القاف:
التراقي، راق، الفراق، بالساق، المساق
إن حرف القاف هذا يصدر من أعماق الحلق، وهو بذلك يوحي بالضيق والإختناق مما يوافق حالة الإحتضار التي تتلجلج فيها الروح في الجسم وتنتزع منه انتزاعاً عسيراً. ومن مراحل ذلك وصول الروح إلى الحلق (كلا إذا بلغت التراقي) حين يشعر المحتضر بالكرب العظيم لمفارقته للدنيا العاجلة التي أحبّها حبّاً جمّاً، وبسبب اللوم والتقريع الذي يسمعه من الملائكة ومن صوت ضميره الذي يخاطبه قائلاً: هأنت تغادر حياتك فلا صدّقت ولا صلّيت ولكن كذّبت وتولّيت ثم ذهبت إلى أهلك تتمطّى "أولى لك فأولى".
وعندما تصل السورة إلى ذكر حالة الكافر في الدنيا من عدم الإستجابة إلى الدين الحقّ الذي يتطلّب العمل الدؤوب والجهاد المتواصل، وخاصّة إقامة الصلاة في أوقاتها وإيثار هذا الكافر التكاسل والتباطؤ والإخلاد إلى الراحة البدنية تتغيّر الفاصلة إلى اللام المشدّدة أو الطاء المشدّدة الممدودتين بالألف بعدهما:
صلّى، تولّى، يتمطّى
وهذان الحرفان بما فيهما من تشديد ومدّ يوحيان بهذا التثاقل والتكاسل والإهمال للحقّ والإعراض عنه.
وبهذا فإن استخدام حروف الفاصلة بهذه الصورة للإيحاء بمعاني الآيات وتأكيدها هو توفيق بديع وسر عجيب وفتح جديد لم يرد في كلام البشر من قبل.
إنه بصمة من بصمات يد الإبداع الإلهي.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[06 Mar 2005, 04:08 ص]ـ
مرحبا بك اخي فى الماتقى .... وزادك الله بصيرة بكتابه ...
ومسألة دلالة الصوت على المعنى ....... من المباحث الجديدة فى الدراسات القرآنية ... ولعل استقراء القرآن من هذا الاعتبار قد يكشف عن ... وجه اعجازي بياني/صوتي ... كان منه ارهاصات فى كتابات سيد قطب ... التذوقية ... لكنه -رحمه الله-استعمل للدلالة على ذلك .. عبارات ... انتقدت عليه ... كالايقاع والموسيقى .... والخطوط والالوان .... ومهما يكن ... فالظاهرة موجودة فى القرآن فعلا .. بغض النظر عن الاصطلاحات التى تقدمها ... فلينظر المرء الى سورة مريم مثلا. ليلاحظ .. ان الياء المشددة المفتوحة ... صاحبت قصة زكريا ومريم وعيسى -عليهم السلام-ولما انقطع السرد ... للتعليق على قصة المسيح .. والرد على ضلال النصارى ... تغيرت الفاصلة .... "ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون"وعندما عاد السرد مع قصة ابراهيم عليه السلام .. عادت الياء المشددة ...
اما ايحاء الصوت بمعنى الكلمة فى القرآن .. فهو اكثر من ان يحصر .... و مما اثار انتباهي .... كلمة"اجتثت"فى تشبيه الكلمة الخبيثة .... بالشجرة الخبيثة .. ففعل "اجتثت "مكونة من ثلاثة مقاطع ... يمكن رصدها على النحو التالي:
1 - اججججججججججج
2 - تثثثثثثثثثثثثثثثثثث
3 - ثثثثت.
ما على الانسان الا ان يتخيل او يستحضر .. الصورة السمعية لسقوط الشجرة .. بعد قطعها بالفأس مثلا ..
الصوت الاول هو صوت تقلع الجذور .. وانفصام الخشب ... اجججججججججججج
الصوت الثاني هو صوت الحفيف .. المصاحب للسقوط .. تثثثثثثثث
الصوت الثالث هو صوت الارتطام بالارض ..... ثثثثثثثت ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Mar 2005, 06:18 ص]ـ
مرحباً بكم أخي الكريم لؤي مع إخوانكم في ملتقى أهل التفسير ونرجو لك التوفيق والسداد فيما تطرح من مشاركات وموضوعات.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[08 Mar 2005, 04:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
حياك الله أخي عبد الرحمن وأحسن إليك ..
وبارك الله فيك أخي أبا عبد المعز على هذه المداخلة الجميلة ..
وإن من النكت اللطيفة التي تنبّهت إليها في فواصل سورة مريم عليها السلام أن التغيير الأول في حروف الفواصل جاء في الآية (34) في قوله تعالى: " ذلك عيسى بن مريم قول الحق الذي فيه يمترون " .. وهذه الآية تتكون من (34) حرفاً .. ثم استمر الإختلاف في حروف الفواصل حتى الآية (40) .. لتعود الياء من جديد في فواصل الآيات من (41) إلى (74) .. والملاحظ هنا أن مجموع هذه الآيات يساوي أيضاً (34) ..
ثم نظرت إلى مضمون قصة مريم وابنها عيسى عليهما السلام في السورة من جديد .. فوجدت أن الخطاب قد انتقل من مريم إلى عيسى عليهما السلام في الآية (30) لينتهي بالآية (33):
" قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً * وجعلني مباركاً أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً * وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً * والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً " ..
والملاحظ أن عدد الكلمات في هذه الآيات يساوي من جديد (34) .. ومن العجيب هنا أن إسم مريم عليها السلام تكرر في كل القرآن الكريم (34) مرة .. ومع أن إسم عيسى عليه السلام تكرر في القرآن (25) مرة .. إلا أننا نجد أن القرآن الكريم نعته أيضاً بأسماء أخرى منها إلى نسبه ومنها دون ذلك ..
وإليك التفصيل:
عيسى ابن مريم (13 مرة)
المسيح عيسى بن مريم (3 مرات)
المسيح بن مريم (5 مرات)
ابن مريم (مرتان)
المسيح (مرتان)
عيسى (9 مرات)
وعليه فيكون المجموع الكلي لأسمائه عليه السلام في القرآن الكريم مساوياً لـ: 13 + 3 + 5 + 2 + 2 + 9 = 34 مرة ..
سبحان الله العظيم ..
أي تناسق عجيب هذا؟
وسوف أفرد موضوعاً خاصاً لهذه الظاهرة في سورة مريم إن شاء الله تعالى ..
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[15 Mar 2005, 03:00 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله يا أخي - بارك الله فيك
أكمل هذا البحث .....
/////////////////////////////////////
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[12 Dec 2006, 10:11 م]ـ
إنه بصمة من بصمات يد الإبداع الإلهي. [/ font][/size]
ليتك لم تستعمل هذه العبارة!!!!(/)
السلسلة الذهبية في المقالات التفسيرية المنتقاة من الشبكة العنكبوتية [المقال الثالث]
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[05 Mar 2005, 11:20 م]ـ
قصة مفتاح الكعبة ونزول آية الأمانات
إعداد - علي حشيش نواصل في هذا التحذير تقديم البحوث العلمية الحديثية للقارئ الكريم حتى يقف على حقيقة هذه القصة التي اشتهرت على ألسنة كثير من الوعاظ والخطباء والقصاص، وقد ذكرت هذه القصة في كتب التفسير على أنها سبب في نزول الآية: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها
{النساء: 58}
أولاً: متن القصة: لما فتح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مكة دعا عثمان بن طلحة، فلما أتاه قال: "أرني المفتاح". فأتاه به، فلما بسط يده إليه، قام العباس فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي اجمعه لي مع السقاية، فكف عثمان يده، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "هات المفتاح يا عثمان".
فقال: هاك أمانة الله، فقام ففتح الكعبة، ثم خرج فطاف بالبيت، ثم نزل عليه جبريل بردّ المفتاح، فدعا عثمان بن طلحة فأعطاه المفتاح، ثم قال: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها حتى فرغ من الآية.
ثانيًا: "التخريج":القصة أخرجها ابن مردويه كما في "لباب النقول في أسباب النزول" (ص71) للإمام السيوطي، وكذا في "الدر المنثور في التفسير بالمأثور" (2 - 174) وفي "تفسير ابن كثير" (2 - 207).
من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قول الله عز وجل: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، قال: لما فتح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مكة ... القصة.
ثالثًا: التحقيق: القصة: واهية والخبر الذي جاءت به القصة "موضوع".
وبه علتان:
الأولى: الكلبي.
1 - والكلبي أورده الإمام الحافظ ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7 - 207) (3 - 2 - 1478) وقال:
محمد بن السائب الكلبي أبو النَّضْر، وهو ابن السائب بن بشر بن عيدود، روى عن أبي صالح باذام، وروى عنه ابن جريج".
2 - ثم أخرج بسنده عن سفيان الثوري قال: "قال لنا الكلبي: ما حُدِّثْتَ عني، عن أبي صالح عن ابن عباس فهو كذب فلا تَرْوِهِ". اه.
وسند هذه القصة كما هو مبين آنفًا من طريق: الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس.
بالمقارنة بين التخريجين: تخريج القصة وبيان طريقها، وتخريج قول سفيان الثوري في هذا الطريق في "الجرح والتعديل".
نستنتج أن القصة مكذوبة.
3 - ثم أخرج عن مروان بن محمد قال: "تفسير الكلبي باطل".
4 - وأخرج عن يحيى بن معين قال: "الكلبي ليس بشيء".
5 - ثم قال: "سألت أبي عن محمد بن السائب الكلبي فقال: الناس مجتمعون على ترك حديثه لا يشتغل به هو ذاهب الحديث". اه.
ومما يدل على الإجماع على ترك حديث الكلبي:
1 - قال الإمام النسائي في كتاب: "الضعفاء والمتروكين" ترجمة (514): "محمد بن السائب أبو النضر الكلبي: متروك الحديث. كوفي".
وهذا المصطلح عند النسائي له معناه يتبين ذلك من قول الحافظ ابن حجر في "شرح النخبة" (ص69):
"كان مذهب النسائي أن لا يترك حديث الرجل حتى يجتمع الجميع على تركه". اه.
2 - وأورده الإمام الدارقطني في كتاب "الضعفاء والمتروكين" ترجمة (468) وقال: "محمد بن السائب الكلبي".
ولم يذكر شيئًا سوى ذكر الاسم فقد يتوهم واهم ممن لا دراية له بهذا الفن أن الإمام الدارقطني سكت عنه.
وإلى القارئ الكريم بيان القاعدة التي بنى عليها كتاب "الضعفاء والمتروكين" للإمام الدارقطني:
قال الإمام البرقاني في مقدمة كتاب "الضعفاء والمتروكين" للدارقطني: "طالت محاورتي مع أبي منصور إبراهيم بن الحسين بن حمكان، لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني- عفا الله عني وعنهما- في المتروكين من أصحاب الحديث، فتقرّر بيننا وبينه على ترك من أثبته على حروف المعجم في هذه الورقات". اه.
ولقد أثبت محمد بن السائب الكلبي كما بينا آنفًا فهو ممن تقرر عند الأئمة الثلاثة تركه بمجرد إثبات اسمه في الكتاب.
3 - وأورده ابن عدي في "الكامل" (6 - 114) (5 - 1626) وقال: "سمعت محمد بن سعيد الحراني يقول: سمعت عبد الحميد بن هشام يقول: سمعت عبد الجبار بن محمد الخطابي يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: قال الكلبي: "كل شيء أحدث عن أبي صالح فهو كذب".
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - وأورده الإمام العقيلي في "الضعفاء الكبير" (4 - 78 - 1632) وقال: حدثنا محمد بن أيوب، حدثنا عمرو بن الحصين، حدثنا معمر بن سليمان، عن ليث، قال: "بالكوفة كذابان: الكلبي، والسدي". اه.
ثم قال العقيلي: حدثني آدم، قال: سمعت البخاري، يقول: محمد بن السائب الكلبي كوفي تركه يحيى بن سعيد، وابن مهدي.
5 - وبالرجوع إلى البخاري في كتاب "التاريخ الكبير" (1 - 1 - 101) قال: "محمد بن السائب أبو النضر الكلبي تركه يحيى بن سعيد وابن مهدي".
6 - أورده الإمام الذهبي في "الميزان" (3 - 556 - 7574) وقال: "محمد بن السائب الكلبي أبو النضر الكوفي المفسر النسابة الأخباري ثم نقل عنه أنه حفظ القرآن في سبعة أيام.
ثم نقل عن أحمد بن زهير: أنه قال للإمام أحمد بن حنبل: يحل النظر في تفسير الكلبي؟ قال: لا".
ثم قال الذهبي: "وقال الجوزجاني وغيره: كذاب". اه.
هذا وليفرق القارئ الكريم بين الحفظ، والتفسير، والتحديث.
وفيما ذكرناه بيان للعلة الأولى، وتفصيل للإجماع الذي ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه في ترك الكلبي.
العلة الثانية: أبو صالح.
1 - قلت: ولتحديد الراوي صاحب هذه الكنية رجعنا إلى كتاب "الكنى والأسماء" للإمام مسلم بن الحجاج (1 - 434) حرف الصاد باب أبو صالح فوجدنا هذه الكنية خمسة وثلاثين راويا من (1635) إلى (1669) ولما كان سند القصة من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس كان تحديد الراوي الذي كنيته "أبو صالح" مرتبطًا بمن روى عنه أبو صالح وبمن روى عن أبي صالح.
فأبو صالح في هذه القصة روى عن ابن عباس، والكلبي روى عن أبي صالح، وبتطبيق هذا على الرواة الخمسة والثلاثين أصحاب هذه الكنية نجد ذلك ينطبق على الراوي (1642) حيث قال الإمام مسلم: "أبو صالح باذام مولى أم هانئ عن علي وابن عباس وأم هانئ، روى عنه السدي وابن أبي خالد والكلبي". اه.
2 - قال الحافظ ابن حجر في "التقريب" (1 - 93): "باذام أبو صالح مولى أم هانئ ضعيف مدلس من الثالثة". اه.
3 - أورده الإمام الذهبي في "الميزان" (1 - 296 - 1121): ونقل عن إسماعيل بن أبي خالد قوله: كان أبو صالح يكذب.
ونقل عن ابن معين قوله: إذا روى عنه الكلبي فليس بشيء، وقال عبد الحق في أحكامه: ضعيف جدا.
4 - وأورده الإمام ابن حبان في كتابه "المجروحين" (2 - 255) في ترجمة الكلبي حيث قال: "الكلبي هذا مذهبه في الدين ووضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه، يروي عن أبي صالح عن ابن عباس في التفسير، وأبو صالح لم ير ابن عباس ولا سمع منه شيئًا، ولا سمع الكلبي من أبي صالح إلا الحرف بعد الحرف فجعل لما احتيج إليه تخرج له الأرض أفلاذ أكبادها لا يحل ذكره في الكتب فكيف الاحتجاج به". اه.
وهذا الذي ذكره ابن حبان، نقله الذهبي في "الميزان" وأقره وبهذه العلة تزداد القصة وهنًا على وهن.
رابعًا: طريق آخر للقصة: أخرجه الإمام الطبري في "تفسيره" (4 - 162 - ط دار الغد) (ح9851) قال: حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج قوله: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها قال: نزلت في عثمان بن طلحة بن أبي طلحة قبض منه النبي صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة، ودخل به البيت يوم الفتح، فخرج وهو يتلو هذه الآية، فدعا عثمان فدفع إليه المفتاح قال: وقال عمر بن الخطاب لما خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يتلو هذه الآية، فداه أبي وأمي ما سمعت يتلوها قبل ذلك. اه.
التحقيق
هذا طريق ضعيف جدا يزيد القصة وهنًا على وهن.
1 - ابن جريج؛ قال الحافظ في "التقريب" (2 - 499): "هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج". ثم حدد طبقته في "التقريب" (1 - 520) قال: "كان يدلس ويرسل من السادسة". ثم بين الطبقة السادسة في "المقدمة" قال: "السادسة: طبقة عاصروا الخامسة لكن لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة".
قال المناوي: "ومتى لم يلاقوا الصحابة لا يكونون من التابعين والأليق بهم أن يكونوا من طبقة أتباع التابعين". اه.
2 - قلت: من هذا يتبين أن سند هذه القصة من هذا الطريق تالف سقطت منه طبقتان: طبقة التابعين وطبقة الصحابة فالسقط هنا باثنين على الأقل مع التوالي فهو معضل كذا في "شرح النخبة" (ص38).
(يُتْبَعُ)
(/)
انظر إلى القصة تجد ابن جريج قال قبض النبي صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة من عثمان بن طلحة وابن جريج لم يكن صحابيّا ليسمع من النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن تابعيّا ليسمع من الصحابي عثمان بن طلحة.
وهذا يتبين من قول الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (4 - 450 - 5444): "مات عثمان بن طلحة بالمدينة سنة اثنتين وأربعين". وقول الحافظ في "التهذيب" (6 - 359).
"قال ابن سعد: وُلِدَ ابن جريج سنة ثمانين". اه.
قلت: فابن جريج ولد بعد موت الصحابي عثمان بن طلحة بأكثر من ثلاثين عامًا، لذلك قال الإمام النووي في "التقريب" (2 - 349 - تدريب): "التواريخ والوفيات: هو فن مهم به يعرف اتصال السند وانقطاعه، وقد ادعى قوم الرواية عن قوم فنظر في التاريخ فظهر أنهم زعموا الرواية عنهم بعد وفاتهم بسنين". اه.
قال سفيان الثوري: "لما استعمل الرواة الكذب استعملنا لهم التاريخ". كذا في "التدريب" (2 - 350).
3 - ولقد نقل الحافظ ابن حجر في "التهذيب" (6 - 359) عن الدارقطني أنه قال: "تجنب تدليس ابن جريج فإنه قبيح التدليس لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح".
ولقد بينت آنفًا أن ابن جريج روى عن محمد بن السائب الكلبي الكذاب المتروك، وبيّن هذا أيضًا الإمام المزي في "تهذيب الكمال" (16 - 295 - 5823) ولما كانت القصة في الطريق الأول عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس فقد يكون ابن جريج سمع القصة من الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، ولقد بينت أن سفيان الثوري قال: "قال لنا الكلبي: ما حدثت عني، عن أبي صالح عن ابن عباس فهو كذب فلا تروه". اه.
فقام ابن جريج بحذف السند لشدة ضعفه وبيان كذبه حتى ذكر السند معضلاً خاصة وأنه معروف بالتدليس القبيح والإرسال.
والمرسل عند المحدثين: ما سقط من آخر إسناده من بعد التابعي.
وعند الفقهاء والأصوليين أعم من ذلك فعندهم أن كل منقطع مرسل على أي وجه كان انقطاعه، وهذا مذهب الخطيب أيضًا.
وبهذا يتبين للقارئ أن هذا الطريق تالف لما به من سقط في الإسناد أسقطه ابن جريج حتى لا يظهر المجروحين وهو مشهور بالتدليس والإرسال.
ملاحظة هامة: نقل الإمام القرطبي في "تفسيره" (2 - 1919) عن ابن جريج قوله: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها قال: "ذلك خطاب للنبي خاصة في أمر مفتاح الكعبة حين أخذه من عثمان بن طلحة، وكان كافرًا وقت فتح مكة فطلبه العباس بن عبد المطلب لتنضاف له السدانة إلى السقاية". القصة.
لقد بينت أن القصة واهية ولا تصح سببًا في نزول الآية ولكن هناك مسألتان:
الأولى: أن عثمان بن طلحة كان كافرًا وقت فتح مكة ولذلك طلبه العباس: وهذه الفرية أوردها الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (4 - 450 - 5444) حيث قال: "وقد وقع في تفسير الثعلبي، بغير سند في قوله تعالى: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها- أن عثمان المذكور إنما أسلم يوم الفتح بعد أن دفع له النبي صلى الله عليه وسلم مفتاح البيت، وهذا منكر. والمعروف أنه أسلم وهاجر مع عمرو بن العاص، وخالد بن الوليد وبذلك جزم أهل العلم". اه.
قلت: نظرًا لأهمية هذه المسألة قال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" (2 - 207): "عثمان بن طلحة بن أبي طلحة، واسم أبي طلحة: عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب القرشي العبدري حاجب الكعبة المعظمة وهو ابن عم شيبة بن عثمان بن أبي طلحة، الذي صارت الحجابة في نسله إلى اليوم، أسلم عثمان هذا في الهدنة بين صلح الحديبية وفتح مكة، هو وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص، وأمّا عمه عثمان بن أبي طلحة، فكان معه لواء المشركين يوم أحد، وقتل يومئذ كافرًا، وإنما نبهنا على هذا النسب؛ لأن كثيرًا من المفسرين قد يشتبه عليهم هذا بهذا". اه.
المسألة الثانية: قوله ذلك خطاب للنبي خاصة في أمر مفتاح الكعبة.
قلت: لقد أثبتنا عدم صحة هذا الأمر، وأن القصة واهية من الطريقين، فالآية عامة وليست خاصة.
لذلك قال الإمام القرطبي في "تفسيره" (2 - 1920) معقبًا: الأظهر في الآية أنها عامة في جميع الناس فهي:
1 - تتناول الولاة فيما لديهم من الأمانات في قسمة الأموال، ورد الظلامات والعدل في الحكومات وهذا اختيار الطبري.
2 - وتتناول من دونهم من الناس في حفظ الودائع والتحرز في الشهادات وغير ذلك كالرجل يحكم في نازلة ما ونحوه، والصلاة والزكاة وسائر العبادات أمانة الله تعالى.
3 - وممن قال إن الآية عامة في الجميع: البراء بن عازب، وابن مسعود، وابن عباس، وأبي بن كعب قالوا: "الأمانة في كل شيء في الوضوء والصلاة والزكاة والجنابة والصوم والكيل والوزن والودائع". اه.
بهذا يتبين للقارئ الكريم أن آية الأمانات عامة وليست خاصة، وقصة نزولها في مفتاح الكعبة واهية.
هذا ما وفقني الله إليه وهو وحده من وراء القصد.
المصدر: مجلة التوحيد ( http://www.altawhed.com/Detail.asp?InNewsItemID=156343)
السلسلة الذهبية في المقالات التفسيرية المنتقاة من الشبكة العنكبوتية [المقال الأول] ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1559&highlight=%C7%E1%D3%E1%D3%E1%C9+%C7%E1%D0%E5%C8%ED %C9)
السلسلة الذهبية في المقالات القرآنية المنتقاة من الشبكة العنكبوتية [المقال الثاني] ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2969&highlight=%C7%E1%D3%E1%D3%E1%C9+%C7%E1%D0%E5%C8%ED %C9)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباحث7]ــــــــ[03 Feb 2009, 01:51 م]ـ
قال ابن كثير: (وقد ذكر كثير من المفسرين أن هذه الآية نزلت في شأن عثمان بن طلحة بن أبي طلحة)
ثم علق بعد أن ذكر الروايات في ذلك بقوله: (وهذا من المشهورات أن هذه الآية نزلت في ذلك، وسواء كانت نزلت في ذلك أو لا، فحكمها عام؛ ولهذا قال ابن عباس ومحمد بن الحنفية: هي للبر والفاجر، أي: هي أمر لكل أحد.)(/)
تفسير جديد للعلامة البلاغي عبدالقاهر الجرجاني (471هـ) (درج الدرر في تفسير الآي والسور)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Mar 2005, 06:31 ص]ـ
اطلعت في العدد الأخير من مجلة الحكمة - رقم 30 بتاريخ محرم 1426هـ على خبر سرني كثيراً، كنت سمعته من بعض الإخوة قديماً، ولم يتبين لي مصدره. ونص الخبر في آخر صفحات المجلة:
من مشاريعنا العلمية:شرع رئيس تحرير مجلة الحكمة الشيخ وليد بن أحمد الحسين منذ بضعة أشهر في تحقيق كتاب (درج الدرر في تفسير الآي والسور - لإمام البلاغيين وشيخ العربية عبدالقاهر بن عبدالرحمن الجرجاني المتوفى سنة 471هـ) ويحقق الكتاب على أربع نسخ مخطوطة، والكتاب كامل من سورة الفاتحة إلى سورة الناس، ويغلب على الكتاب الطابع البلاغي والنحوي والتفسير الموضوعي، كما يتميز بطابع الاختصار.
ولعل الكتاب بعد التحقيق يصل إلى خمسة مجلدات. ولم يسبق - حسب علمنا واستقصائنا - أن طبع الكتاب، وله مكانة وأهمية في جانب تخصصه، ولذا حرصنا أن يخرج إلى حيز الوجود) أهـ.
ولا شك أن الإمام عبدالقاهر الجرجاني إمام البلاغيين، وسيكون لكلامه في بلاغة الآيات قيمة علمية كبيرة تفوق كلام الزمخشري إن طبع الكتاب إن شاء الله. بل إني رأيت من درس منهج الزمخشري البلاغي في تفسيره يرد تميزه في هذا الجانب إلى تبنيه منهج الجرجاني في دراسته البلاغية، وخاصة ما سماه نظرية النظم، مع إني لم أجد في تفسير الزمخشري أي إشارة للجرجاني ولا لكتبه.
وأرجو ممن لديه مزيد تفصيل حول خبر طباعة هذا التفسير للجرجاني أن يفيدنا مشكوراً.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[06 Mar 2005, 09:59 م]ـ
أخي عبد الرحمن أرجو ان تراجع قوله تعالى (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد)، فقد قال الزمخشري: ( ... وقد ملَّح الإمام عبد القاهر في قوله لبعض من يأخذ عنه:
ما شئت من زهزهة والفتى * * * * بمصقلاباذ لسقي الزروع
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Mar 2005, 08:11 ص]ـ
راجعته جزاك الله خيراً فوجدته، وقد كنت بحثت قبل عن أي ذكر للجرجاني عند الزمخشري فلم أظفر به. لا حرمنا فوائدكم.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[08 Mar 2005, 03:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بارك الله فيك أخي عبد الرحمن على هذا الخبر الذي أثلج الصدور في زمن نحن فيه في أمس الحاجة إلى العودة إلى بيان القرآن الكريم ..
ونرجو ان تطلعونا حين إصداره بإذن الله
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 Mar 2005, 05:48 م]ـ
السلام عليكم
أهمية هذا الكتاب تكمن في تركيزه على بلاغة وإعجاز القرآن الكريم-في زمن ضعف فيه تذوق البلاغة--ولا بد أن بعضا من النفحات التي كانت في دلائل الإعجاز موجودة في تفسيره
وأود أن أنقل لكم هذه النفحة
قال في الدلائل ((قوله تعالى: " ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيراً لكم ".
وذلك أنهم قد ذهبوا في رفع ثلاثة إلى أنها خبر مبتدأ محذوف وقالوا: إن التقدير ولا تقولوا آلهتنا ثلاثة وليس ذلك بمستقيم.
وذلك أنا إذا قلنا: ولا تقولوا آلهتنا ثلاثة ذلك والعياذ بالله شبه الإثبات أن هاهنا آلهة من حيث إنك إذا نفيت فإنما تنفي المستفاد من الخبر عن المبتدأ ولا تنفي معنى المبتدأ.
فإذا قلت: ما زيد منطلقاً نفيت الانطلاق الذي هو معنى الخبر عن زيد ولم تنف معنى زيد ولم توجب عدمه.
كان ذلك كذلك فإذا قلنا: ولا تقولوا آلهتنا ثلاثة كنا قد نفينا أن تكون عدة الآلهة ولم ننف أن تكون آلهة جل الله تعالى عن الشريك والنظير كما أنك إذا قلت: أمراؤنا ثلاثة كنت قد نفيت أن تكون عدة الأمراء ثلاثة ولم تنف أن يكون لكم أمراء ما لا شبهة فيه.
وإذا أدى هذا التقدير إلى هذا الفساد وجب أن يعدل عنه إلى غيره.
والوجه والله أعلم أن تكون ثلاثة صفة مبتدأ لا خبر مبتدأ ويكون التقدير: ولا تقولوا لنا ثلاثة أو في الوجود آلهة ثلاثة ثم حذف الخبر الذي هو لنا أو في الوجود كما حذف من " لا إله إلا الله " و " ما من إله إلا الله " فبقي: ولا تقولوا: آلهة ثلاثة ثم حذف الموصوف الذي هو آلهة فبقي ولا تقولوا ثلاثة.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[09 Mar 2005, 09:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك الله فيك أخي الكريم جمال على هذه الإثارة المباركة .. وزادك علماً وعملاً نافعين بإذنه ..
وقد جاء في باب "كلام في النكرة إذا قدمت على فعل" من كتاب الدلائل:
وإن أردت أن تزداد تبييناً لهذا الأصل - يعني وجوب أن تسقط المفعول لتتوفر العناية على إثبات الفعل لفاعله ولا يدخلها شوب - فانظر إلى قوله تعالى: " ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم أمرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير. فسقى لهما ثم تولى إلى الظل " ففيها حذف مفعول في أربعة مواضع إذ المعنى: وجد عليه أمة من الناس يسقون أغنامهم أو مواشيهم وامرأتين تذودان غنمهما وقالتا: لا نسقي غنمنا فسقى لهما غنمهما.
ثم إنه لا يخفى على ذي بصر أنه ليس في ذلك كله إلا أن يترك ذكره ويؤتى بالفعل مطلقاً. وما ذاك إلا أن الغرض في أن يعلم أنه كان من الناس في تلك الحال سقي ومن المرأتين ذود وأنهما قالتا: لا يكون منا سقي حتى يصدر الرعاء وأنه كان من موسى عليه السلام من بعد ذلك سقي. فأما ما كان المسقي غنماً أم إبلاً أم غير ذلك فخارج عن الغرض وموهم خلافه. وذاك أنه لو قيل. وجد من دونهم امرأتين تذودان غنمهما جاز أن يكون لم ينكر الذود من حيث هو ذود بل من حيث هو ذود غنم حتى لو كان مكان الغنم إبل لم ينكر الذود كما أنك إذا قلت: ما لك تمنع أخاك كنت منكراً المنع لا من حيث هو منع بل من حيث هو منع أخ فاعرفه تعلم أنك لم تجد لحذف المفعول في هذا النحو من الروعة والحسن ما وجدت إلا لأن في حذفه وترك ذكره فائدة جليلة وأن الغرض لا يصح إلا على تركه.
ومما هو كأنه نوع آخر غير ما مضى قول البحتري من الطويل: إذا بعدت أبلت وإن قربت شفت فهجرانها يبلي ولقيانها يشفي قد علم أن المعنى: إذا بعدت عني أبلتني وإن قربت مني شفتني إلا أنك تجد الشعر يأبى ذكر ذلك ويوجب اطراحه. وذاك لأنه أراد أن يجعل البلى كأنه واجب في بعادها أن يوجبه ويجلبه وكأنه كالطبيعة فيه.
وكذلك حال الشفاء مع القرب حتى كأنه قال: أتدري ما بعادها هو الداء المضني وما قربها هو الشفاء والبرء من كل داء.
ولا سبيل لك إلى هذه اللطيفة وهذه النكتة إلا بحذف المفعول البتة فاعرفه.
وليس لنتائج هذا الحذف أعني حذف المفعول نهاية فإنه طريق إلى ضروب من الصنعة وإلى لطائف لا تحصى.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[13 Mar 2005, 09:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
اشكركم على اثارة موضوع كتاب الجرجاني في التفسير والذي اعلمه بان الكتاب يحقق في رسالة دكتوراة في التفسير في جامعة بغداد حيث يقوم على تحقيقة التلميذ النجيب محمود محمد شكور مرير واقبلوا خالص تحياتي
ـ[الراية]ــــــــ[14 Mar 2005, 01:15 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Mar 2005, 03:22 م]ـ
يا ترى هل يعلم الأخ الكريم وليد الحسين عن رسالة الدكتوراه في تحقيق الكتاب في جامعة بغداد التي ذكرها الدكتور جمال حسان وفقه الله. وهل رسالة الدكتوراه تستوعب التفسير كاملاً؟
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[15 Mar 2005, 09:47 ص]ـ
الذي اعلمه ان هذا الكتاب يحقق في رسالة لكن هل هي بالاشتراك ام ان الطالب وحده يقوم بهذا الفعل يمكن مساءلة الدكتور محمد شكور مرير استاذ الحديث المساعد بجامعة العلوم التطبيقية بالاردن فهو والد الطالب المعني واقبلوا خالص التحيات
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Oct 2005, 05:10 م]ـ
وجدت معلومات عن لجنة المناقشة التي ناقشت الباحث الأستاذ وليد الحسين وهي كالآتي:
عنوان البحث: "درج الدرر في تفسير الآي والسور (دراسة وتحقيق سورتي الفاتحة والبقرة) تأليف عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني المتوفى سنة 471هـ "
اسم الطالب: وليد بن أحمد بن صالح الحسين
الدرجة: الماجستير في اللغة العربية وآدابها بدرجة "ممتاز" على المناقشة.
المناقشون:
الدكتورة هدى حداد رئيساً
الأستاذ الدكتور عبد المنعم بشناتي مشرفاً
الدكتور يوسف مرعشلي مناقشاً
الدكتور غسان عبد الرحمن مناقشاً
تاريخ المناقشة: 23/ 6/2005م.
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[23 May 2006, 12:15 ص]ـ
أين نوقشت الرسالة، وفي أي جامعة؟؟؟؟؟؟؟
مهم
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[23 May 2006, 12:50 ص]ـ
احب أن أضيف أن التفسير ليس لعبدالقاهر الجرجاني وانما هو لعلي الجرجاني وحقق احد الاخوة الاردنيين جزءا منه في احدى جامعات المانيا أو لندن الى سورة النساء ومن الفاتحة الى اخر البقرة حققته احدى الاخوات في الاردن ولدي نسخة من هذه الرسالة وقام الاستاذ وليد بتحقيق الفاتحة والبقرة في لبنان فيما اظن وتقوم عدد من الطالبات في كليات البنات بتحقيق باقيه ولتأخر الوقت الان سأوضح أكثر لاحقا ان شاءالله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 May 2006, 10:38 ص]ـ
أين نوقشت الرسالة: أتوقع أنها نوقشت في جامعة الجنان بلبنان والله أعلم. ولعل أحد الإخوة يؤكد هذا أو ينفيه.
فضيلة الشيخ الدكتور فهد الرومي حفظه الله: في انتظار تفاصيلكم حول نسبة الكتاب لغير عبدالقاهر الجرجاني وفقكم الله وجزاكم خيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[23 May 2006, 11:11 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ان من نعم الله على هذا الملتقى مشاركة الاستاذ الدكتور فهد الرومي فيه
ولكن نحن الفقراء نحتاج الى كثير من المسائل فما ذكره الفاضل اكرمه الله من ان الكتاب لعلي الجرجاني يحتاج الى بيان فانا التقيت الطالب الذي يحقق الكتاب في العراق وسالته فزعم انه حقق نسبة الكتاب الى الجرجاني عبد القاهر والمامول من الاستاذ الرومي ان يتكرم بافادتنا بما عنده وفقه الله تعالى
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[23 May 2006, 02:36 م]ـ
البحث عن صحة نسبة الكتاب الى المؤلف تحتاج إلى تجردٍ، وبعض الباحثين تحت وطأة الخوف من أن تقل قيمة بحثه العلمية إذا لم تصح نسبة الكتاب لمؤلفة يتغاضى عن قوة الدليل. ليس هذا التفسيرأعني، وإنما أتحدث عن عاملٍ نفسي غالبٍ مما يدعو لمزيد دراسة وتحقيق، وعدم الاكتفاء بما يميل إليه بعض المحققين.
وكتاب (درج الدرر) قام الدكتور الفاضل عبدالله الخطيب من الأردن، ويعمل عضو هيئة تدريس في كلية الشريعة في جامعة الشارقة بتحقيقه من أوله إلى آخر سورة النساء في مانشسترببريطانيا.
وقامت الأستاذة حنان ذياب بتحقيقه من أوله إلى آخرالآيه 141 من سورة البقرة بإشراف د. أحمد أبو هزيم، وأعضاء اللجنة د. فريد سلمان رحمه الله، ود. أحمد شكري، و د. عبدالرحيم الزقة في 16/ 1/2003 كلية الدراسات العليا الجامعة الأردنية، وللدكتور عبدالرحمن نسخة مني لنشر معلومات أكثر.
وذكر حاجي خليفة في كشفه1/ 570، والبغدادي في الهدية 5/ 606 أََنَّ (درج الدرر) مختصرٌ للشيخ عبد القاهر ظناً، وقال بروكلمان: وينسبُ أيضاً إلى علي الجرجاني السيد الشريف ت 816، وصحة النسبة غير محسومة، وهي بحاجة لمزيد تحقيق.
وتم توزيع بقية التفسير على خمس طالبات تقريباً في كليات البنات، وسواء كان لهذا أو ذاك فإنه لايقللُ من قيمته؛ لأنه إن كان لعبدالقاهر فهو غير قائمٍ على أساس نظرية النظم التي قعَّدها عبدالقاهر كما تقول الأستاذة الفاضلة حنان ذياب.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 May 2006, 11:08 ص]ـ
جزى الله الدكتور فهد الرومي خيراً على هذا البيان والتوضيح، وأشكرك على النسخة التي ستهديها لي أحسن الله إليك يا أبا خالد، وليست هذه بأول بركاتكم وأفضالكم علينا.
وليت الأخت الكريمة حنان ذياب تتفضل بما لديها في هذا الموضوع فهي من أعضاء هذا الملتقى العلمي.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[24 May 2006, 10:56 م]ـ
بين أيدينا نص صريح النسبة إلى عبد القاهر الجرجاني أورده الزمخشري في الكشاف عند القول في تفسير آية (ذلك لمن كان له قلب ...... ) من سورة ق - كما نبه عليه أحد الإخوة الأجلاء تعليقا على هذا الموضوع، ووجدته في موضعه كما قال - فلو أن أحد الفضلاء الذين يملكون صورة من إحدى مخطوطات الكتاب تأمل هذا النص فيها فإن وجده كما أورده الزمخشري فهذه مظنة لصحة نسبة الكتاب إلى عبد القاهر، ثم يكون البحث عن قرائن أخرى حتى نبلغ اليقين في أمر الكتاب ومؤلفه، وبالله التوفيق.
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[24 May 2006, 11:48 م]ـ
لعل الأخت الفاضلة حنان ما دامت أحد أعضاء الملتقى أن تضيف ما جَدَّ عندها في هذا الموضوع. وقد قرأتُ ما ذكرَتهُ - وفقها الله - من أدلةٍ على صحة نسبة التفسير لعبدالقاهرالجرجاني، لكني أرى أنَّ ما ذكرته في رسالتها القيمة لا يكفي. ولعلي أرجع للموضع الذي نقله الزمخشري، للتأكد إن لم يكن المخطوط عندها كاملاً.
ـ[حنان]ــــــــ[10 Jun 2006, 12:02 م]ـ
أتابع عن كثب ما أثاره الموقع حول تفسير"درج الدرر" من بداياته، وأشكر جميع المشاركين وتعقيباتهم حول الموضوع، لا سيما الدكتور فهد الرومي - حفظه الله -، وكذلك الأستاذ الشهري، وما أدلى به الدكتور جمال أبو حسان من معلومات قيمة، نفعنا الله تعالى بعلمهم جميعاً، وسيكون لي توضيح مفصل لاحقاً إن شاء الله تعالى لضيق الوقت الآن ... حنان
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[11 Jun 2006, 04:31 ص]ـ
بالنسبة لما أورده الأستاذ منصور مهران حول النص الذي أورده صاحب الكشاف نقلا عن عبد القاهر الجرجاني، فإني ألفت الانتباه إلى أن عبد القاهر الجرجاني تحدث عن هذه الآية المذكورة في كتابه ((دلائل الإعجاز)) بتحقيق محمود شاكر، فليراجعه الأستاذ منصور مهران، حتى يخبرنا عن مدى توافق النصين.
وشكرا
ـ[منصور مهران]ــــــــ[11 Jun 2006, 05:10 ص]ـ
أرجو من الأستاذ (أبو طلال العنزي) تأمل قولي عما أورده الزمخشري فقد قلت عنه: (صريح النسبة إلى عبد القاهر) ولم أقل: (مقطوعٌ بنسبته إلى عبد القاهر)؛ لأن معنى (صريح النسبة) أن الراوي - وهو الزمخشري - صرح باسم عبد القاهر وأنه قائل القول الذي دار حوله النقاش فالعهدة عليه، والنقاش دائر حول محاولة التحقق من صحة نسبة التفسير إلى عبد القاهر أو إلى غيره، لذلك قلت فيما بعد: (ثم يكون البحث عن قرائن أخرى ... ) لأني لا أزعم أننا فرغنا من أمر جليل كهذا. هذه واحدة، والأخرى وهي ورود قولٍ لعبد القاهر حول هذه الآية في كتابه (دلائل الإعجاز) بتحقيق شاكر ص 304 و 305 لا يمنع أن يكون الرجل تكلم عنها هنا في مقام بلاغي، وتكلم عنها مرة أخرى في مقام التفسير - إذا صحت نسبة التفسير إليه - وهذا هو الأمر الذي يحاول الإخوان الوصول إليه فلم يقطع مشارك منا بقول حاسم حتى الآن، وبالله التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حنان]ــــــــ[11 Jun 2006, 02:16 م]ـ
أستميح القراء الكرام عذراً في نقل ما كتبته حول نسبة المخطوط لعبد القاهر الجرجاني باختصار وتصرف، لا سيما للدكتور فهد الرومي طالما رسالتي بين يديه الكريمتين:
إذ قلت: (مما لا شك فيه أن هذه القضية - نسبة كتاب لمؤلفه - من أهم القضايا التي يجب على المحقق بيانها وتحقيقها، فكيف إذا كان الأمر متعلقاً بنسبة كتاب لعبد القاهر الجرجاني وهو مَن هو مكانة وعلماً، ولا يعلم به كثير من الدراسين والباحثين.
وقلت: إن أول ذكر للتفسير كان عند حاجي خليفة في كشف الظنون، والبغدادي في هدية العارفين، إذ ذكر الأول:"درج الدرر في التفسير، مختصر للشيخ عبدالقاهر الجرجاني ظنا"، وأدرج الثاني الكتاب ضمن كتب الجرجاني ومؤلفاته. وعبارة حاجي خليفة مشكلة من ناحية قوله:"ظنا"، فكأنما يشك في هذه النسبة .... ثم أيدت كلامي هذا بما تحصل لدي من معلومات، كانت كالآتي:
أ- إن تأخر ذكر الكتاب في المصادر وعدم اشتهاره غير قادح في هذه النسبة؛ إذ إن كثيراً من مؤلفات الجرجاني لم تذكر إلا متأخراً ولم يرد لها ذكر في المصادر المتقدمة، بل إن دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة أشهر وأهم كتب الجرجاني لم يحظيا بأي ذكر في المصادر المتقدمة.
ب- يتوقع القارئ عندما يسمع بتفسير للجرجاني أن تكون نظرية النظم قد استحوذت على الحيز الأكبر منه، لكن الدارس للتفسيرلا يجد ذلك، لذا قلت:" إن اعترض معترض بأن الكتاب غير قائم على أسس نظرية النظم التي قعدها عبد القاهر، لعله ألف التفسير في بداية حياته العلمية قبل أن تستوي في ذهنه فكرة النظم وتتبلور، ثم أودعها كتابيه الدلائل والأسرار، لا سيما أنه أشار في المخطوط عند قوله تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا} سورة البقرة: ( ... وإنما وقع التحدي ها هنا بنظم عجيب بديع، تضمن معنى صحيحا غير متناقض ولا هزل).
ثم أشرت إلى بعض القضايا البلاغية الواردة في المخطوط كالحذف، والمجاز ونحوها، والتي لعلها شكلت بذوراً نشأت عنها نظرية النظم بعد ذلك.
ج- كما أنني أشرت إلى الآراء الكلامية على مذهب الأشاعرة التي ضمنها الجرجاني تفسيره عند تناوله لبعض الآيات، ومعلوم أنه متكلم أشعري.
د- واستأنست بعبارة ذكرها الادنه وي في طبقات المفسرين إذ يقول عند تعداده لمؤلفات عبدالقاهر:" وصنف التفسير".
هـ- كما أن الكتاب نسب للجرجاني في فهرس مؤسسة آل البيت 1/ 114.
و-صفحات غلاف المخطوط في نسخه الأربع التي اعتمدت عليها أشارت إلى ذلك، وإن كانت هذه الوسيلة من أضعف وسائل إثبات نسبة كتاب لمؤلفه.
ز- كما أنني درست لغة الجرجاني في مخطوطه وسائر كتبه -عدا الدلائل والأسرار-، فوجد انها جميعها موجزة العبارة، سهلة المأخذ، وهذا شأن المخطوط.
ثم قلت بعد ذلك: (من خلال هذه القرائن يبدو لي أن التفسير لعبد القاهر الجرجاني، ولعله ألفه في بداية حياته العلمية، سلك فيه طريقة مبسطة موجزة فهو مختصر كما ذكر حاجي خليفة).
ثم أشرت إلى كلام بروكلمان الذي قال: (درج الدرر وهو تفسير القرآن وينسب خطأ للشريف).وقلت: إن عبارته وإن حملت في طياتها ادعاء أحدهم نسبة المخطوط لغير عبدالقاهر، فإنها في نفس الوقت نفت ذلك وخطأته، وقد رجعت إلى مظان ترجمة الشريف فلم أعثر على ذكر لهذه النسبة له، ولم يدرج التفسير ضمن مؤلفاته).
وبناء على ما تقدم:
1 - حاولت أثناء دراستي لنسبة المخطوط - ما استطعت - أن أتعامل مع ما وقع بين يدي من حقائق ومعلومات، وسعيت إلى استنطاق النصوص المتوافرة بين يدي لشح المعلومات حول شخصية مثل عبد القاهر الجرجاني.
2 - ثم حاولت افتراض فرضيات أو تساؤلات قد تدورفي الذهن حول وجود تفسير لعبدالقاهر، من حيث لغته، نظريته في النظم ... ولم أدع أنه قائم على أساسها البتة وإنما حاولت ايجاد قاسم مشترك بين المخطوط بين جهود الجرجاني البلاغية، وأظن أنني لم اتعسف في ذلك أو أقحمه فيها اقحاما.
3 - ثم إنني أشرت في خاتمة رسالتي إلى ضرورة التحقق من هذه المسألة فقلت:" حاولت -ما أمكن- توثيق نسبة الكتاب لعبدالقاهر في حدود ما اطلعت عليه من معلومات، ومثل هذه المسألة في غاية الأهمية، تبقى مدارا للبحث ومجالا مفتوحا للتأمل حسب ما يتيسر من معلومات" .... وعليه فقد تركت الباب مشرعا لما يستجد من حقائق في هذا الجانب ولم أجزم جزما بهذه النسبة,
لذا يحق لي الآن أن أتساءل عن "قوة الدليل" الذي تحدث عنه الدكتور فهد الرومي، وعله يتكرم ويتحفني بما عنده -حفظه الله-، وانتظر ذلك أيضا من الدكتور عبد الرحمن الشهري.
ثم إن صحت هذه النسبة أو لم تصح فإنها غير قادحة في قيمة المخطوط ولا من الجهد المبذول في تحقيقه كما ذكر الدكتور الفاضل .... حنان
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[15 Jun 2006, 10:37 ص]ـ
شكرَ الله للأستاذة الفاضلة حنان بيانها وتوضيحها، وأملي أن لا يُفهم قولي على أني أُقلل من جهدها - حاشا والله - فهو جهدٌ لا يُنكر، ويُذكرني عملُها هذا ببعض أبحاث الدكتورة هند شلبي في كتابها (القراءات بأفريقية) أو في أحد أبحاثها المخطوطة التي أهدتني إياها لا أذكر، حيث تُشبع المسألة إستدلالاً، ثم تقول بتواضعٍ، وتجردٍ علميٍ نادرٍ: إنَّ هذا لايكفي.
وإنما أردت ماذكرَته الأستاذةُ حنان في آخر كلامها حفظها الله: أنَّ الباب لايزالُ مشرعاً وأنها لاتجزمُ بالنسبة، وهذا هو عين ما أردته بقولي: إنَّ ماذكرَتْه لايكفي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حنان]ــــــــ[17 Jun 2006, 01:16 م]ـ
اشكر للدكتور فهد الرومي تفضله وتكرمه بما عقب به حول مخطوط الجرجاني، إلا أنه ما زال لي التماس أن تطلعني إن استجد عنده شئ حول النسبة. لا يضيرني ان ظهر امر خلاف ما كتبت،،
جعلنا الله جميعا خداما للعلم والعلماء .....
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[17 Jun 2006, 11:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ألا يمكن أن نجعل من طريقة المقارنة منهجا لإثبات الكتاب أو نفيه؛ وذلك بجمع جميع الآيات التي فسرها عبد القاهرالجرجاني في كتابيه " الدلائل " و " الأسرار " ومقارنتها بما ورد في المخطوط فلعل الكثير من الجمل والعبارات تضل عالقة بأسلوب المؤلف سواء عبد القاهر أو الشريف؛ ثم إن أعوزتنا العبارات لجأنا إلى القرائن التي تقربنا من الحقيقة؛ وحينها نهرع إلى طريقة أهل الأصول في استعمال " قياس الشبه " لنلحقه بصاحبه الذي خطه بيمينه، أنا سأقوم إن شاء الله بتتبع الآيات التي ذكرها عبد القاهر في كتابه " دلائل الإعجاز " لأنني أملك منه النسخة التي علق عليها الشيخ محمد عبده، وليقم غيري بتتبع " أسرار البلاغة " ثم لتقم الأخت الفاضلة حنان بمقارنتها بمخطوط التفسير الذي لديها. والله الموفق للصواب.
ـ[حنان]ــــــــ[28 Jun 2006, 06:12 م]ـ
اشكر للاستاذ علال اقتراحه القيم وأود الاشارة إلى انني لم أغفل هذه القضية أثناء دراستي للمخطوط ووجد تباينا واضحا بينه وبين سائر كتب الجرجاني، إلا أن هذا لايقدح في نسبته اليه لا سيما ان كتب الجرجاني الاخرى اتسمت بالايجاز والاختصار.
إلا انني اود الاشارة إلى انني اطلعت على رسالة الدكتور محمد اديب شكور التي أشار اليها الدكتور جمال ابو حسان، والتي نوقشت في جامعة بغداد، وبرهن خلالها الدكتور ان المخطوط منسوب لعبدالقاهر الجرجاني واستدل على ذلك ... وحبذا لو يتحفنا بما توصل اليه ...
والله ولي التوفيق
ـ[حنان]ــــــــ[03 Jul 2006, 10:55 ص]ـ
أشكر للافاضل جميعا اهتمامهم بالمخطوط واقتراحاتهم القيمة للوقوف على صحة النسبة لعبد القاهر الجرجاني ... إلا أنني أود الإشارة -تأدية للأمانة إلى أهلها- أن يتم توثيق أية معلومة تؤخذ من رسالتي، لاسيما أن لي السبق بالكشف عنه وتحقيقه، وكل الرسائل التي تناولته سواء في لبنان أو العراق جاءت بعد دراستي .... " أن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها".
اللهم لا تجعل للهوى على عقلي سبيلا ولا للباطل على عملي دليلا ...
ـ[منصور مهران]ــــــــ[03 Jul 2006, 11:57 ص]ـ
لا يسعنا إلا أن نزجي الشكر العميم إلى كل من تفضل بالإبانة عن الكتاب المنسوب إلى عبد القاهر الجرجاني بدءا بالدكتورة حنان صاحبة الريادة في الكشف عن مخطوطة الكتاب وتحقيقه مع الاحتفاظ بحقها في توثيق أي نص أو فكرة أو نتيجة مما ورد في رسالتها، ونشكرهم كذلك على جمال المناقشة والترفع عن القول الهابط، ونأمل أن نستبقي بقية من العوارف تتم إن شاء الله عند صدور الكتاب مطبوعا في القريب العاجل، والله ولي التوفيق.
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[04 Jul 2006, 02:03 م]ـ
لاشك أنَّ للسابق فضلاً على اللاحق كما قال ابنُ مالك عن ألفية ابن معطي
وهو بسبق حائز التفضيلا * مستوجبٌ ثنائي الجميلا
وللأخت الفاضلة الدكتورة حنان الحق كل الحق في توثيق أي معلومة تؤخذ من رسالتها وهذا مايؤكد ما أدعو إليه من نشر الرسائل العلمية بين الباحثين والمختصين لتعم فائدتها أولا ولقطع الطريق على ضعاف النفوس والقيم وكشف كل نقل أو اقتباس أو نقل غير موثق ثانيا ولعل الدكتورة الفاضلة تبادر لطبع رسالتها لتعم فائدتها.
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[05 Jul 2006, 02:47 م]ـ
نشرالدكتورسليمان أوغلوفي العدد 51 من مجلة آفاق الثقافة والتراث التي يصدرها مركز جمعة الماجد بحثا عن التفسير المنسوب لإبن أبي شيبة ت (235) بين فيه خطأ النسبة وأثبت أنه لأحد المفسرين في القرن الخامس الهجري من زملاء الثعلبي وأنهما من تلاميذ أبي القاسم الحسن بن محمد بن الحبيب النيسابوري فهل الجرجاني من تلاميذه وهل تكون هذه النسخة ل (درج الدرر) لعل الدكتورة الفاضلة حنان تبين ذلك
ـ[منصور مهران]ــــــــ[06 Jul 2006, 02:03 ص]ـ
إذا كان الرجل الذي أورد اسمه وعناه أخي الدكتور فهد الرومي؛ وهو (أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحبيب النيسابوري): هو عين الرجل الذي ورد اسمه وكنيته في بعض دفاتر العلم - مثل الوافي بالوفيات 12/ 239، الإتقان في أول صفحة منه، العبر 3/ 93، بغية الوعاة 1/ 515، شذرات الذهب 5/ 41 طبعة دار ابن كثير - بأنه (أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب النيسابوري المفسر) المتوفى سنة 406 فيبعد أن يكون شيخا لعبد القاهر الجرجاني المتوفى سنة471 أو 474، لو افترضنا وفاة الجرجاني عن 75 سنة حيث لم تذكر كتب التراجم سنة ولادته تكون سِنه عند وفاة أبي القاسم الحسن النيسابوري سبع سنوات أوعشر سنوات - حسب التاريخين المذكورين - وهذه السن لا تؤهل لطلب العلم على شيخ كبير كهذا الرجل، وقصارى ما يكون في سن السابعة أو العاشرة أن يخرج الطفل لحفظ القرآن الكريم وبعض مبادئ العلوم.
قلت: وإن لم يكنه فقد باءت تقديراتي بالفشل، وعندها أسأل الله الهداية للصواب والرشاد، ثم هذا اعتذاري إليكم عن ضياع بعض الوقت في المتابعة، والله يرعاكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حنان]ــــــــ[12 Jul 2006, 10:33 ص]ـ
لعل الله تعالى ييسر لي نشر الرسالة واستئناف العمل فيها في قابل الايام ان شاء الله ... ولك استاذي الفاضل فهد الرومي كل الشكر والعرفان على ما أسديت وقدمت .... وعلنا نلتقي في الأردن في القريب العاجل ببركة هذا المخطوط ... وببركة العلم الذي نخدم ...
ـ[حنان]ــــــــ[12 Jul 2006, 10:49 ص]ـ
ما أشار اليه الاستاذ منصور مهران منطقي جدا .... وقد أشرت في رسالتي إلى ان عبد القاهر الجرجاني لم يتتلمذ إلا على يدي ابي الحسين الفارسي ... وقد ذكرت كتب التراجم انه تتلمذ على يدي القاضي الجرجاني، والصاحب بن عباد وغيرهم .. وقد نفيت ذلك استنادا إلى الفارق الزمني بين الجرجاني وبينهم بحيث يمتنع امكانية اللقاء بينهم واخذ العلم عنهم ... وخرجت بانه تتلمذ على كتبهم لا على اشخاصهم.
اما بالنسبة للنيسابوري فلم تشر كتب تراجم الجرجاني انه كان تلميذا له ... وقد استقصيت اثناء دراستي كل الكتب التي ترجمت للجرجاني وكلها أجمعت على ان استاذه الوحيد هو الفارسي ...
ولعلي اعود الى ترجمت النيسابوري لاقف ان كان هناك ذكر لهذه القضية ..
والله ولي التوفيق
ـ[محمد على بيومى]ــــــــ[30 Jul 2006, 02:25 م]ـ
السلام عليكم يا دكتور عبد الرحمن نحن فى مصر عندنا نسختين من المخطوط ولكن بدون مقدمه فلو لدي حضرتك نسخه او اكثر بها مقدمه ارجو ان ترسلها لى على البريد الالكترونى اذا كانت ليديك على ملف ورد والاميل MUSLEM_FOR_EVER_@HOTMAIL.COM وجزاك الله خيرا
ـ[محمد على بيومى]ــــــــ[30 Jul 2006, 02:35 م]ـ
السلام عليكم دكتور فهد نحن فى مصر نقوم بتحقيق هذا المخطوط ايضا فان كان لدى حضرتكم نسخه او جزء محقق او مخطوط ارجو ارساله فلى اقرب فرصه ليعيننى على ذلك حيث انى سابدا فى تحقييقه من قوله تعالى تلك الرسل فى البقره الى لايحب الله الجهر بالسوء فى النساء واذا ارسلتم الى الدكتور عبد الرحمن نسخه فارجو ان ترسلو لى نسخ وان تنشروها فى المنتدى لتعم الفائده حيث ان النسخ الموجوده فى مصر ليس بها مقدمه مما يجعل التحقيق صعبا ولكم جزيل الشكر وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد على بيومى]ــــــــ[30 Jul 2006, 02:42 م]ـ
السلام عليكم ارجو من الاخوه الفضلاء ان كان احدهم لديه نسخه او اكثر من المخطوط او اى جزء محقق ان يرسله لى او اى معلومات عنه اما عن طريق البريد الدولى وانا مستعد لتحمل التكاليف الماديه او على البريد الاليكترونى MUSLEM_FOR_EVR@hotmail.com او MUSLEM_FOR_EVR@yahoo.c om
ولكم جزيل الشكر
ـ[محمد على بيومى]ــــــــ[30 Jul 2006, 02:48 م]ـ
السلام عليكم يا دكتوره حنان لو ممكن تدلينى على الكتب التى اعتمد عليها الامام عبد القاهر الجرجانى فى تفسيره لانى احترت فى ذلك ولكم جزيل الشكر والجزاء من الله
ـ[حنان]ــــــــ[07 Aug 2006, 12:11 م]ـ
اخي الفاضل محمد بيومي قرأت طلبكم للتو بعد انقطاع لي عن دخول الموقع ... ولعلني ان شاء الله تعالى البي طلبكم خلال يومين باذنه تعالى لانشغالي الكبير الان.
ـ[حنان]ــــــــ[12 Aug 2006, 12:40 م]ـ
اخي الكريم محمد بيومي
ارسلتم لكم رسالة على بريدك الخاص وانتظر ردكم
ودمت
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Jul 2007, 08:46 م]ـ
قرأت في العدد الأخير من مجلة الحكمة وهو العدد 35 جمادى الآخرة 1428هـ أن المحقق وليد الحسين قد أنهى تحقيق الكتاب وسيخرج في أربعة أجزاء.
تجدون هذا في آخر ورقة من عدد المجلة. ونرجو أن نراه مطبوعاً قريباً.
مكة المكرمة في 25/ 6/1428هـ
ـ[الميموني]ــــــــ[12 Jul 2007, 02:05 م]ـ
اطلعت قبل مدة على تحقيق الشيخ: و ليد الحسيني جزاه الله خيرا للكتاب و أخبرني أنه سيطبع قريبا و طلب مني النظر في قضية النسبة إلى الجرجاني و أعطاني نسخة من رسالته و لم ألتق بعدها بالشيخ و ليد الحسيني. و لكن هناك قرائن تدل على عدم صحة النسبة إليه
و لأن الكتاب يطبع الان فأستميح الإخوان عذرا في مناشة هذه القضية لسفري و لغير ذلك .....
و الكتاب على كلّ الأحوال مفيد و قضية النسبة لم تحسم إلى الآن كما تفضل الدكتور: فهد الرومي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Aug 2008, 08:51 ص]ـ
الإخوة الأكارم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد صدر كتاب "درج الدرر في تفسير القرآن العظيم" للإمام عبد القاهر الجرجاني رحمه الله، في مجلدين كبيرين، بتحقيق كل من الدكتور طلعت صلاح الفرحان، والدكتور محمد أديب محمد شكور امرير، وقد تصدر الكتاب في كل مجلد دراسة، فتصدر المجلد الأول دراسة لغوية للدكتور طلعت، تبعه القسم الأول الذي قام هو بتحقيقه وذلك من أول سورة الفاتحة وحتى نهاية سورة يونس عليه السلام، ونال به درجة الدكتوراه في اللغة العربية من جامعة بغداد، أما المجلد الثاني فقد تصدر بدراسة تفسيرية للكتاب، مع تحقيقه لباقي الكتاب وذلك من سورة هود عليه السلام وحتى نهاية القرآن الكريم، ونال بها درجة الدكتوراه بالتفسير من جامعة بغداد، وأسأل الله لها التوفيق والتقدم.
والدار التي نشرته هي دار الفكر ناشرون وموزعون.
وقد أثبت فيه المحققان أن الكتاب ليس لعبد القاهر الجرجاني، لكنهما لم يستطيعا أن يثبتا نسبته لأحد لأكثر من سبب منها عدم وجود مقدمة لهذا الكتاب.
المصدر ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=144773)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[08 Aug 2008, 03:44 م]ـ
تابعت بشوق مناقشة الاخوة العلماء لهذا الموضوع، لكن قصر انشغالي الماضي عن المشاركة الماتعة فيه، للكن حتى يضاف إلى ما ذكر من مجهودات حول التفسير المذكور، وجدت أن باحثا آخر قد قام بتحقيق ما يقارب ثلث التفسير، ولم أجد من الأخوة من أشار إليه، وأعتذر للأخوة عن قصور المعلومات عن إضافات كافية، لكن حسب هذه المعلومات أن تضم إلى ما تقدم، فلعل في جمعها ما يفيد القطع في الموضوع، هذا ما توفر عندي
دُرج الدُّرر في تفسير القرآن العظيم المنسوب إلى عبد القاهر الجرجانيِّ المتوفَّى سنة 471هـ من أول المصحف إلى آخر سورة يونس…طلعت صلاح الفرحان…بغداد/تربية/ابن رشد
فالباحث ذكر أنه منسوب للشيخ عبد القاهر.
إلا أنني وجدت في كلام المفسر محمد رشيد رضا عبارات تفيد نسبته للشيخ عبد القاهر، حيث أورد ذلك في مجلة المنار عندما استفتي في أيات الربا، ونص العبارة:
قال الشيخ عبد القاهر الجرجاني في درج الدرر {قَالُوا إِنَّمَا البَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا} (البقرة: 275) قاسوا أن الزيادة في آخر العقد كهي في أول العقد، قال
الواحدي في تفسيره الوجيز {إِنَّمَا البَيْعُ} (البقرة: 275) وهو أن المشركين
قاسوا أن الزيادة على رأس المال بعد محل الدين كالزيادة في الربح.
ج31 مجلة المنار
يضاف هذا إلى بساط البحث
والله تعالى أعلم
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[10 Oct 2008, 11:33 ص]ـ
يبدو أن عدم وجود مقدمة الكتاب بين يدي المحققين الفاضلين تجعلنا نتريث أكثر قبل الجزم بما خرجا به من كونه ليس للشيخ عبد القاهر الجرجاني
ـ[يحيى بن عبدربه الزهراني]ــــــــ[11 Oct 2008, 01:48 ص]ـ
أيها الأخوة الفضلاء: أبشركم أن مجلة الحكمة قد أصدرت هذا التفسير , وهو يقع في أبع مجلدات , ومتوفر في بعض المكتبات مثل مكتبة الشنقيطي بجدة.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[11 Oct 2008, 01:00 م]ـ
أيها الأخوة الفضلاء: أبشركم أن مجلة الحكمة قد أصدرت هذا التفسير , وهو يقع في أبع مجلدات , ومتوفر في بعض المكتبات مثل مكتبة الشنقيطي بجدة.
وإلى ماذا توصل المحقق في شأن نسبته؟ وهل أتى بأدلة (مقنعة) في النسبة أو عدمها؟
ـ[د أديب محمد]ــــــــ[28 Nov 2008, 02:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
زيادة في إثراء الحديث عن هذا المؤلف القيم، أنقل إليكم ما كتبه محقق الجزء الثاني في نسبة الكتاب كاملة كما هي، وقريبا إن شاء الله سأنقل إليكم ما كتبه محقق الجزء الأول ريثما يتوفر لدي، شاكرا لكم هذه المشاركات الجميلة، مع التمنيات للجميع بالتوفيق.
نسبة الكتاب لمؤلفه
من أهمَّ القضايا التي يبدأ المحقِّقُ ببيانِها وتوضِيحِها هي: هل هذا الكتابُ لصاحبِه أو أنَّه منسوبٌ إليه؟ وبخاصةٍ إذا كان المؤلفُ منَ الأئمة الأعلامِ كالإمامِ عبدِ القاهرِ الجرجانيِّ العلاَّمةِ الأديبِ النحويِّ البلاغيِّ، فهذا يحتاجُ إلى جهدٍ ومشقَّةٍ وعَناءٍ، وممَّا يزيدُ الأمورَ تعقيدًا ومشقَّةً أنّ السيرةَ الذاتيَّةَ لهذا العالمِ الكبيرِ، وعلى الرغمِ من شهرتِه، لا تُسعفنا كثيرًا في مثلِ هذه المسألةِ.
فأوَّلُ من ذكرَ هذا الكتابَ في كتبِ الفهارسِ والتي تذكرُ أسماءَ الكتبِ ومؤلِّفيها هو حاجي خليفة في كتابِه ((كشف الظنون)) فيقول: ((دُرجُ الدررِ في التفسيرِ، مختصرٌ للشيخِ عبدِ القاهرِ الجرجانيِّ ظنًّا))، وهذا الكلام يُشكَّكُ في نسبةِ هذا الكتابِ للإمامِ عبدِ القاهرِ الجرجانيِّ، كما ذكره إسماعيلُ باشا البغداديُّ في ((هدية العارفين)) إذ يُدرج في ضمنِ الكتبِ التي ألَّفها الجرجاني كتابًا باسم ((درج الدرر في تفسيرِ الآيِ والسورِ))، وهذا أيضًا يجعلُ في النفسِ شيئًا من نسبةِ الكتابِ وذلك لاختلافِ العنوانِ.
ومما يُثبتُ نسبةَ الكتابِ إلى عبدِ القاهرِ الجرجانيِّ ما يأتي:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 – ما ورد في الأصولِ المخطوطةِ وعلى الصفحةِ الأولى من النسخِ الأربعِ، التي تدلُّ على أنَّ المخطوطةَ له، إذ جاءَ في النسخةِ الأصلِ ما نصُّه: ((كتابُ دُرجِ الدررِ في تفسيرِ القرآنِ العظيمِ للإمامِ العلامةِ علامةِ العالمِ، قُدوةِ السلفِ والخلفِ عبدِ القاهرِ الجرجانيِّ))، وفي النسخة الأخرى من مكتبة كوبرلي: ((كتابُ دُرج الدررِ في تفسيرِ القرآنِ العظيمِ، تأليفُ الإمامِ العالمِ العلامةِ وحيدِ دهرِه وفريدِ عصرِه عبدِ القاهرِ الجرجانيِّ تغمَّدَه اللهُ برحمتِه))، وفي نسخةِ نور عثمانية يقول: ((كتابُ تفسيرِ القرآنِ العظيمِ المسمَّى بدرجِ الدررِ، تأليفُ الإمامِ والحجةِ الهمامِ عمدةِ المفسرينَ وزبدةِ ... مولانا عبدِ القاهرِ بنِ عبدِ الرحمنِ الجرجانيِّ تغمَّده اللهُ بالرحمةِ والرضوانِ)). أما نسخةُ الأسكريالِ فكُتبِ على صفحتِها الأولى: ((تفسيرُ القرآنِ العظيمِ المسمَّى بدُرجِ الدررِ، تأليفُ سلطانِ ... سيدنا الشيخ المحقِّقِ عبدِ القاهرِ الجرجانيِّ تغمَّده اللهُ برحمتِه آمين)).
3 – نجدُه يقرِّرُ في كتابِه أنَّ إعجازَ القرآنِ إنَّما كانَ بالنظمِ العجيبِ فيقول: ((وحَدُّ الإعجازِ هو الإتيانُ بناقضِ العادةِ، والخارجِ عن طوقِ مَن هو مثلُ صاحبِ المعجزةِ في الخلقةِ، ... وإذا وقعَ التحدِّي هاهنا بنظمٍ عجيبٍ بديعٍ، تضمَّن معنًى صحيحًا غيرَ مناقضٍ ولا هزلٍ ... )).
4 – وجودُ كثيرٍ منَ الإشاراتِ البلاغيَّةِ المودعةِ في هذا التفسيرِ، كالحذفِ والمجازِ والكنايةِ ومعاني (افعل) الأمرِ، ومعاني الاستفهامِ، وغيرِها. (يُرجعُ إلى مبحثِ عنايتِه بالبلاغةِ في قسمِ الدراسةِ).
5 - الاستئناسُ بما جاءَ في بعضِ الترجماتِ لعبدِ القاهرِ الجرجانيِّ بأنَّ له تفسيرًا، كما جاءَ عندَ الأدنه وي والسيوطيِّ، إذ يقولانِ عندَ تعدادهما لمصنفاتِ عبدِ القاهرِ: ((وصنَّفَ التفسيرَ))، وفي كشفِ الظنونِ يقول: ((تفسيرُ عبدِ القاهرِ بنِ عبدِ الرحمنِ الجرجانيِّ المتوفَّى سنةَ 474 هـ مختصرٌ في مجلَّدٍ، ولعلَّه تفسيرُ الفاتحةِ)).
6 – ومما يُستأنَسُ به لإثباتِ أنَّ هذا الكتابِ له هو ما ورد من أسماءٍ لأعلامٍ كانت وفاتُهم قبلَه، ممَّا يدلُّ على أنَّها في عصرِ الشيخِ الجرجانيِّ.
7 – نُسبَ التفسير في فهرس آل البيت لعبد القاهر الجرجاني.
ومما يُشكِّكُ بنسبةِ الكتابِ إلى عبدِ القاهرِ الجرجانيِّ أمورٌ متعدِّدةٌ، منها:
1 – ما ذُكرَ فيما سبق أنَّ أول ذكرٍ للكتابِ جاء في كشفِ الظنونِ لحاجِّي خليفة، وجاء بشكلٍ مُشكِّكٍ إذ قال: ((دُرجُ الدررِ في التفسيرِ، مختصرٌ للشيخِ عبدِ القاهرِ الجرجانيِّ ظنًّا))، وقوله: ظنًّا، مُشكلٌ إذ يُشكِّكُ في نسبةِ الكتابِ له، ولكنَّ هذا القول لم يكن متثبِّتًا منه إذ في مكانٍ آخرَ يَنسبُه إليه من غيرِ شكٍّ فأدرجَه ضمنَ التفاسيرِ فقال: ((تفسيرُ عبدِ القاهرِ بنِ عبدِ الرحمنِ الجرجانيِّ))، ولكنَّه ذكرَ أنَّه ((مختصرٌ في مجلَّدٍ ولعلَّه تفسيرُ الفاتحة)). وقولُه هذا دليلٌ على عدمِ اطِّلاعِه على الكتابِ، إذ لو اطَّلعَ عليه لعلمَ أنَّه ليس تفسيرَ الفاتحةِ.
2 – جاءَ في هديَّةِ العارفين اسمُ هذا الكتابِ ضمنَ كتبِ الجرجانيِّ ((درجُ الدررِ في تناسبِ الآيِ والسورِ دلائلُ الإعجازِ في المعاني والبيانِ، شَرَحَ الفاتحة في مجلَّدٍ))، وهذا مخالفٌ لما هو مُدرجٌ في المخطوطاتِ الأربعِ بأنَّ اسمَ هذا الكتابِ هو ((درجُ الدررِ في تفسيرِ القرآنِ الكريمِ)). وهذا أيضًا يدحضُ قولَ حاجي خليفة بأنَّ دُرجَ الدرر غير تفسيرِ الفاتحةِ، كما أنّ هذا العنوانَ الذي ذكره إسماعيلُ باشا هو الأنسبُ لهذا الكتاب، وذلك لعادةِ المؤلفينَ في ذلك الوقتِ أنْ يُسمُّوا الكتبَ بأسماءَ مسجوعةٍ، ولعلَّه اطلعَ على نسخةٍ أخرى منَ الكتابِ لم تصلْ إلى مكتباتِ المخطوطاتِ العامّةِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 – أما بروكلمان فقد ذكر أنَّ التفسيرَ يُنسبُ خطأً للشريفِ الجرجانيِّ، فقال: ((درجُ الدررِ وهو في التفسيرِ ... ويُنسبُ خطأً للشريفِ الجرجانيِّ)) وعبارتُه هذه تحملُ ادعاءً لأحدِهم يَنسبُ الكتابَ لغيرِ عبدِ القاهرِ الجرجانيِّ، وهي في الوقت نفسِه نفت هذا الخطأ. كما أنَّه بعيد أنْ يكونَ له إذ خلا الكتابُ في نقلِه عن علماءَ منَ العصورِ التي بعدَ عبد القاهر الجرجانيّ، ممّا يجعلُ النسبةَ إليه من بابِ الوهمِ، فالشريفُ الجرجانيُّ قد تُوفيَ سنة 816 هـ، كما أنَّه لم ينقلْ منَ المؤلفاتِ في التفسيرِ أو غيره بعد عصرِ الجرجانيِّ، وبخاصَّةٍ الزمخشريِّ وأبي حيانَ وغيرهما منَ الأعلامِ الذين جاؤوا بعده.
وقد رجعتُ إلى مظانِّ ترجمةِ السيدِ الشريفِ الجرجانيِّ، فلم أجدْ ذِكرًا لهذه النسبةِ.
4 – المعروفُ عن عبدِ القاهرِ الجرجانيِّ وما ذكرتُه كتبُ التراجمِ التي ترجمتْ له: أنَّه شافعيُّ المذهبِ، فقد ذكره الإسنويُّ في طبقاتِ الشافعيَّةِ، وقال عنه: ((كانَ
شافعيًّا))، وكذلك في سير أعلام النبلاء، وغيرها.
وقد بحثتُ في مذهبِ المؤلِّفِ الفقهيِّ من خلالِ دراستي لهذا الكتابِ، وقد تولَّدَ لديَّ أنَّ صاحبَ هذا الكتابِ له مذهبٌ فقهيٌّ هو المذهبُ الحنفيُّ، وذلك من خلالِ المسائلِ التي ذكرتُها في مبحثِ (عنايتِه بالأحكامِ الفقهيَّةِ) فدرستُ مذهبَه الفقهيّ من خلالِ ثماني مسائلَ، هذه المسائلُ الثمانِي خالفَ فيها المؤلفُ المذهبَ الشافعيَّ أو الرأيَ الراجحَ في المذهبِ الشافعيِّ، ووافقَ فيها أصحابَ المذهبِ الحنفيِّ بل المشهورَ في المذهبِ الحنفيِّ، وأحيانًا يصرِّحُ بمخالفتِه للشافعيِّ.
أضفْ إلى ذلكَ أنَّه يذكرُ الإمامَ أبا حنيفةَ فيترضَّى عنه أو يترحَّم عليه في أكثرَ من موضعٍ، ويستشهد بقولِه كذلك، بل إنَّه يروي عنه بعضَ الأحاديثِ والآثارِ على الرغمِ من وجودِها عند غيرِه، فيختارُ طريقَ أبي حنيفةَ.
5 – من المعلومِ عن عبد القاهر الجرجانيِّ أنَّه أشعريُّ المذهبِ عقائديًّا، وهذا ما ذكرتْه كتبُ التراجمِ التي ترجمتْ له.
ولكن عند الدراسةِ في عقيدتِه في هذا الكتابِ يتبيَّنُ أنَّ مؤلفَ الكتابِ ليس أشعريَّ المذهبِ، فهو ينهجُ منهجَ الإمامِ أبي حنيفةَ النعمانِ في بعضِ المسائلِ العقديةِ التي ذكرها في تفسيرِه، ومن هذه المسائل:
أ – قوله بأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، فقد جاء في تفسيره قول الله تعالى: ((إن الذين يكفرون بالله ورسله)) [النساء:150] إذ يقول: ((وفي الآيةِ دليلٌ على أنَّ الإيمانَ لا يزيدُ ولا ينقصُ))، وهذا القول يقولُ به الإمامُ أبو حنيفةَ رحمه الله تعالى ومَن وافقَه مِن بعدِه فقد جاء في شرح المقاصد ما نصّه: ((وعند أبي حنيفة (رحمه الله) وأصحابِه وكثيرٍ من العلماءِ، وهو اختيارُ إمامِ الحرمين، أنه لا يزيدُ ولا ينقصُ، لأنَّه اسمٌ للتصديقِ البالغِ حد الجزمِ والإذعانِ، ولا يتصوَّرُ فيه الزيادةُ والنقصانُ)).
ب – وعند تفسيرِه قولَ اللهِ تعالى: ((ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم)) [البقرة:115]، يقول: ((و (وجهُ الله) ليس كأوجهِ خلقِه، وهو خالقُ الوجوهِ، متعالٍ عن الحلولِ في الجهاتِ والأقطارِ، وهو أقربُ من حبلِ الوريدِ، سبحانه وتعالى. وقد أوّلَ مَن أوّلَ مِن أصحابِنا بأنَّه الإقبالُ بالرحمةِ والرضوانِ والقبولِ، وهو ممكنٌ أنْ يكون مُرادًا)).
ج – كذلك عند تفسيرِه قولَ اللهِ تعالى: ((هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك)) [الأنعام:158] يقول: ((دليلٌ أنَّ إتيانَ الربِّ صفةٌ له لا يجوزُ حملُها على إتيانِ الأمرِ، إذ الشيءُ لا يُعطفُ على نفسِه)).
د – أمَّا عن صفةِ الكلامِ فيقول: ((والتكليمُ صفةٌ للهِ تعالى حقيقيةٌ من غيرِ كيفيَّةٍ)) وذلك عند تفسيرِه قولَ اللهِ تعالى: ((وكلم الله موسى تكليمًا)) [النساء:164]، وأيضًا يقولُ في موضعٍ آخرَ: ((وقولُ اللهِ تعالى حقيقة، وقد أُكِّدَ بقولِه: ((وكلم الله موسى تكليمًا)) [النساء: 164]، والتأكيدُ لنفي إيهامِ الاستعارةِ، وفي فحوَى قوله: ((وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيًا))، الآية [الشورى: 51] ما يدلُّ على أنَّ القولَ صفتُه حقيقةً)).
(يُتْبَعُ)
(/)
6 – ومن المعلومِ أيضًا عن الإمامِ عبدِ القاهرِ الجرجانيِّ أنَّه نحويٌّ بصريٌّ، فقد تتلمذَ على تلميذِ الإمامِ أبي عليّ الفارسيِّ، وهو أبو الحسين الفارسيُّ، أحدُ أئمةِ البصريينِ، بل لم يكن له شيخٌ له غيرُه، وقد شرحَ كتابَه ((الإيضاح)) واعتنى به عنايةً فائقةً، وسمَّاه ((المغني)) وقد بلغَ هذا السفرُ نحوًا من ثلاثينَ مجلدًا، ولكننا نلحظُ أنَّ مؤلِّفَ هذا الكتابِ لم ينقلْ عن أبي عليّ إلا في موضع واحدٍ فقط.
كما نجدُه ميّالاً إلى مذهبِ الكوفيين، فهو يقدِّمُ آراءَهم في كثيرٍ منَ الأحيانِ على آراءِ البصريينَ، ويعتدُّ بها، بل قد يكتفي بذكرها.
7 – هناك أمرٌ يَلفتُ انتباه المتتبعَ لهذا الكتابِ إذ نجدُ في موضعِ يقولُ: ((وفي الآيةِ دلالةٌ أنَّ صبرَ الخليفةِ على جناياتِ قومِه والتغافلَ عنها جائزٌ لابتغاءِ المصلحةِ، كمنابذتِه ومضاجرتِه إيّاهم، ولذلك يصبرُ خلفاءُ نبيِّنا ? من آل عباسٍ على قبائحَ هذه الأمَّةِ وافتراقِ أهوائِها)) وكذلك عند حديثِه عن قول الله تعالى: ? وأَمَرُوا بالمَعْرُوفِ ونَهَوْا عنِ المُنْكَرِ ? بأنَّ المرادَ هو ((أمَّةُ محمدٍ عليه السلام، وقد اختصَّتْ بها الخلفاءُ الأربعةُ وبنو عمِّه الأئمةُ المهديُّونَ))، ولعلَّه يقصدُ به الخلفاءَ العباسيَّينَ، وفي هذا الكلامِ دلالةٌ واضحةٌ على أنَّ مؤلفَ الكتابِ كان يميلُ لخلفاءِ بني عباس، على عكس ما ذُكر في سيرةِِ عبدِ القاهرِ الجرجانيِّ أنَّه كان يكره الحكامَ، ولا يميل إليهم, ويتبرّم منهم.
8 – أوردَ في كثيرٍ من المواضعِ ما يُخالفُ نظريَّةَ النظمِ التي ابتكرَها الجرجانيُّ، فنلاحظُ أنَّه في عددٍ من المواضعِ يقول: ((كذا لوَفقِ رؤوسِ الآيِ))، وهذا يتعارضُ مع نظريةِ النظمِ، إذ يقولُ في دلائلِ الإعجازِ: ((واعلمْ أنْ ليس النَّظم إلا أنْ تضعَ كلامَكَ الوضعَ الذي يقتضيه علمُ النَّحو، وتعملَ على قوانينِه وأصولِه)). فالتَّقديمُ والتَّأخيرُ، أو تغييرُ التَّركيبِ لوَفقِ رؤوسِ الآي لا يتَّفقُ مع قولِه: ((أنْ تضعَ كلامَكَ الوضعَ الذي يقتضيه علمُ النَّحو)).
وقد يُردُّ على ما سبقَ: أنّ عبدَ القاهرِ الجرجانيَّ ربَّما ألّفَ ((درج الدرر)) في أوّلِ حياتِه العلميةِ قبل أنْ تنضجَ لديهِ فكرةُ نظريَّةِ النظمِ، وكان هذا التفسيرُ بدايةَ طريقِه مع هذه النظريَّةِ، لما تضمَّنَ من أمورٍ بلاغيَّةٍ كثيرةٍ، تدلُّ على بذرةٍ جيّدةٍ لنظريةِ النظمِ، كما أنَّه لم يتتلمذ على أحدٍ سوى أبي الحسين الفارسيِّ، وكان هذا التتلمذُ متأخِّرًا، فقد كان في بداية حياتِه العلميةِ حنفيَّ المذهبِ والاعتقادِ، كوفيًّا نحويًّا، وبعد أنْ نضجَ وتتلمذَ على يدِ أبي الحسينِ الفارسيِّ، وقرأ كتبًا أخرى، جعلته يُغيِّرُ منهجَه الذي يسيرُ عليه إلى منهجٍ آخرَ مختلفٍ تمامًا، نظرًا لسعةِ اطّلاعِه، وسعةِ أفقِه ومداركِه.
9 – ومما تجدرُ الإشارةُ إليه أنَّ المؤلفَ أوردَ خلالَ حديثِه عن اسمِ اللهِ تعالى (البارئ) خلال تفسير الآية 24 من سورةِ الحشرِ يقول: ((وقد استوفينا الكلامَ في الأسماءِ في مفتاحِ الهدى))، وقد استبشرتُ خيرًا بهذا فقد ذُكر أنَّ للجرجانيِّ كتابًا هو المفتاحُ، فقلت: إنَّ ضالَّتي قد وُجدت، فبحثتُ عن الكتابِ، وبعد جهدٍ توصَّلت إلى كتابِ للجرجانيِّ اسمُه ((المفتاح في الصرف))، وبحثتُ فيه عن ذلك فلم أجد شيئًا يدلُّ على ما ذكرَه، ولو بالإشارةِ، فكان المفتاحُ في الصرفِ ليس له عَلاقةٌ في اشتقاقِ بأسماءِ اللهِ من قريبٍ ولا بعيدٍ، كما أنِّي لم أجدْ كتابًا بهذا الاسم فيما لديَّ من مصادرَ يَذكرُ كتابًا اسمه مفتاح الهدى، سواء للجرجاني أو غيره.
وخلالَ بحثي في الكتابِ عن شيءٍ يدلُّ على المؤلَِّفِ في محاولةٍ لمعرفةٍ المؤلِّفِ وجدتُ عبارةً مهمةً وهي: ((قال الأمير))، ولعلَّها من أهمِّ العباراتِ التي تشيرُ إلى المؤلِّفِ، إذ قد يكون الأميرُ هو مؤلِّفُ الكتابِ، إذ من المعتادِ في كتبِ القدماءِ أنْ يُذكرَ المؤلفُ باسمِه أو بلقبِه، لأنَّ كثيرًا منهم قد أملى كتابَه إملاءً على تلاميذِه، فقام هؤلاء التلاميذُ بذكرِ أسمائهم فيها، والأمثلةُ على ذلك كثيرةٌ، منها: ((معاني القرآن)) للفراء، والذي تَرِدُ فيه عبارةُ ((قال الفراء)) أو ((حدثنا شيخنا)).
ونظرًا لأهميَّة هذه العبارة قمتُ بالبحثِ في المصادرِ عمَّن يُلقبُ بالأميرِ من العلماءِ الذين عاشوا في عصرِ المؤلِّفِ في القرنِ الخامسِ، فلم أجدْ سوى الأميرِ العالمِ ابنِ ماكولا، وهو سعد الملك أبو نصر عليّ بن هبة الله بن عليّ بن جعفر، صاحبُ كتابُ ((الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب)) المتوفَّى سنةَ نيّف وسبعين، أو نيّف وثمانين وأربع مئة للهجرةِ، فيكون كما ذكرت، من عصرِ عبدِ القاهرِ الجرجانيِّ، وهو العصرُ الذي رجحتُ أن يكونَ قد كُتبَ فيه الكتابُ.
ورغمَ أنَّ مصادرَ ترجمةِ ابنِ ماكولا ذكرت ((أنَّه كان نحويًّا مجوِّدًا وشاعرًا مبرِّزًا)) لكنِّي لم أقفْ في مصادرِ ترجمتِه على تآليفَ في التفسيرِ، فلم تذكر أنَّه كان له تفسيرٌ أو حتى تفسير سورة واحدة.
كما أنَّه ممَّا يظهرُ من هذا التفسيرِ والأحاديثِ الواردةِ فيها أنَّ صاحبَ التفسيرِ هذا لم تكنْ لديه اهتماماتُ المحدِّثينَ في ضبطِ الأحاديثِ وأسانيدِها والحكمِ عليها، بل نجدُه يستشهدُ بأحاديثَ ضيعفةٍ جدًّا بل موضوعةٍ، وكذلك يهتمَّ بالإسرائيلياتِ والتاريخِ، مما يدفع كونَ مؤلَّفَ الكتابِ هو من أهلِ الحديثِ كما هو معروفٌ عن ابن ماكولا، ودقتِه واحترافِه لهذا الفنِّ، وبخاصَّةٍ أنَّه ألّّف كتابًا في نقد الرجالِ وتاريخِهم وهو كتابُ ((الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب)).
وخلاصة القول: إنَّ كتابَ ((درج الدرر في تفسير القرآن العظيم)) وحسب ما ترجح لديَّ، والله أعلمُ، أنَّ الكتابَ ليس لعبد القاهر الجرجاني، بل هو لغيره، ولم أستطع نسبتَه لغيره، إذ لم توجد علاماتٌ دالّةٌ على ذلك، فهو، في رأيي المتواضع، منسوبٌ له، ويبقى كذلك حتى يتبيّن لي أو لأحدٍ غيري مؤلِّفُ الكتابِ.(/)
هل يثاب غير القاصد على فعله؟ و هل يؤجر النائم أثناء نومه؟ الجواب في هذه الآية:
ـ[أبو زينب]ــــــــ[06 Mar 2005, 07:18 ص]ـ
إذا كان المسلم مشتغلا بأي عمل ثم و دون قصد مد يده إلى جيبه و تصدق على مسكين مر أمامه. فهل يثاب على فعله؟
و إذا كان المسلم نائما و رأى في منامه أنه يصلي أو يقرأ القرآن , فهل يحصل له ثواب على ذلك؟
الجواب: نعم في الحالتين.
يقول الله سبحانه و تعالى في الأية 120 من سورة التوبة:
{مَا كَانَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنْفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذ?لِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَطَأُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}
الأية لا تحتاج إلى تفسير فهي واضحة المعاني و لكن وجدت أن الرازي و ابن عاشور - رحمهما الله و رحمنا – استنبطا أمورا قد تبدو غريبة.
فالرازي يقول: "ونقول دلت هذه الآية على أن من قصد طاعة الله كان قيامه وقعوده ومشيته وحركته وسكونه كلها حسنات مكتوبة عند الله. وكذا القول في طرف المعصية , فما أعظم بركة الطاعة وما أعظم شؤم المعصية " (انظروا إلى عظيم كرم الله).
أما ابن عاشور فقد ذهب إلى أبعد من ذلك إذ أكد على الجزاء قصد الفاعل أم لم يقصد. فهو يقول أن " معنى: {كتب لهم به عمل صالح} أن يكتب لهم بكل شيء من أنواع تلك الأعمال عمل صالح، أي جعَل الله كل عمل من تلك الأعمال عملاً صالحاً وإن لم يقصِد به عاملوه تقرباً إلى الله فإن تلك الأعمال تصدر عن أصحابها وهم ذاهلون في غالب الأزمان أو جميعها عن الغاية منها فليست لهم نيات بالتقرب بها إلى الله ولكن الله تعالى بفضله جعلها لهم قربات باعتبار شرف الغاية منها. وذلك بأن جعل لهم عليها ثواباً كما جعل للأعمال المقصود بها القربة، كما ورد أن نوم الصائم عبادة.
وقد دل على هذا المعنى التذييل الذي أفاد التعليل بقوله: {إن الله لا يضيع أجر المحسنين}. و دل هذا التذييل على أنهم كانوا بتلك الأعمال محسنين فدخلوا في عموم قضية {إن الله لا يضيع أجر المحسنين} بوجه الإيجاز."
و في نفس المعنى يقول أحد العلماء:
" ما يحرك العبد رجله يمدها أو يردها إلا بني له قصر في جهنم أو في الجنة و لا يختلج في باطنه عرق حالة نومه إلا بني له قصر في جهنم أو في الجنة.و إذا كان هذا في هذه الأفعال التي لا يقصدها العبد فما ظنك بالأفعال التي يقصدها , و قد نهى عنها الشرع أو أمر بها.
ولما سئل العالم: و كيف تبنى القصور على الأفعال التي لا تقصد لا سيما أفعال النائم؟
أجاب:المعتبر في بناء القصور الحالة التي يرجع الشخص إليها عند القصد فهي السبب في بناء قصوره سواء كان له قصد أو لم يكن له.فالحالة التي يرجع إليها الكافر حالة قصده هي حالة كفره و طغيانه فهي المعتبرة في بناء قصوره في جهنم على أي حالة صدرت منه أفعاله سواء صدرت على سبيل القصد أو الغفلة أو حالة النوم. و الحالة التي يرجع إليها المؤمن حالة قصده هي حالة إيمانه و محبته للنبي صلى الله عليه و سلم فهو السبب في بناء قصوره في الجنة سواء صدرت منه أفعاله قصدا أو غفلة أو مناما."
هذا و الله أعلم.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[07 Mar 2005, 09:27 م]ـ
أخانا الكريم أبا زينب وفقه الله
أشكرك على هذا الموضوع المتعلق بهذا المعنى الدقيق ..
لكن اسمح لي أن أقول أنه ليس في الآية ولا في كلام الرازي وابن عاشور ما يدل على ما ذكرت في السؤال، فالكل متفق على وجود النية للعمل الصالح، والكلام هو فيما يقع من أعمال مباحة داخلة في العمل المتقرب به كأن تكون وسيلة للوصول له أو بسببه وقعت، وهذا ما نصت عليه الآية في قوله تعالى: (لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) .. فتأمل قوله تعالى: (في سبيل الله).
ولذا قال الرازي: " من قصد طاعة الله ".
وقال ابن عاشور: " جعلها لهم قربات باعتبار شرف الغاية منها ".
فالغاية من هذه الأعمال هو الوصول للعمل الصالح، وهكذا تجد أنه لا يوجد في الآية ما يدل على عموم كتابة الأجر للمسلم ولو لم ينو، وإنما الكلام فيمن أراد العمل الصالح كالجهاد وطلب العلم وبذل في سبيل ذلك المال والجهد وغيره فإنه يكتب له الأجر لشرف الغاية ولحسن المقصد ..
وكذلك فإن المسلم يثاب على المباحات إذا نوى به الطاعة كاحتساب الأكل للتقوي على العدو والنوم للتقوي على الصلاة والقيام ..
والأصل في هذا الموضوع قوله صلى الله عليه وسلم: " إنما الأعمال بالنيات ".
أما كتابة الأجر للنائم الذي يرى نفسه يصلي فأرجو أن تعيد النظر فيه ..
كما أن الكلام الذي نقلت عن بعض العلماء يفتقد الدليل فالثواب لا يثبت إلا بتوقيف.
بارك الله في جهودك في الملتقى ونفع بك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو زينب]ــــــــ[08 Mar 2005, 08:37 ص]ـ
أخي الفاضل فهد
بارك الله فيك على مداخلتك التوضيحية.
و لكني بدوري سوف أذكر بعض النقاط التبيينية:
1 - ما نقلته –في الحقيقة – هو من حوار دار بيني و بين أحد العلماء و لما حاججته بحديث عمر " إنما الأعمال بالنيات .. " أكد لي أن المتفق عليه أن الفرائض تستلزم فعلا النية.و احتج بدوره بالحديثين:
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُشَاكُ شَوْكَةً فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا دَرَجَةً أَوْ حَطَّ بِهَا عَنْهُ خَطِيئَةً (أحمد 24258)
عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ قَالَ أُخْبِرْتُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ الصَّلَاحُ بَعْدَ هَذِهِ الْآيَةِ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ فَكُلَّ سُوءٍ عَمِلْنَا جُزِينَا بِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَسْتَ تَمْرَضُ أَلَسْتَ تَنْصَبُ أَلَسْتَ تَحْزَنُ أَلَسْتَ تُصِيبُكَ اللَّأْوَاءُ قَالَ بَلَى قَالَ فَهُوَ مَا تُجْزَوْنَ بِهِ. (أحمد 65)
فهل يصاب الإنسان بالشوكة أو المرض عن قصد و عمد؟
2 - لكني أرى أن ما جاء في الحديثين هو ذكر لأحوال المسلم لا لأفعاله. فهي أحوال غير متعمدة و غير مقصودة فهي خارجة عن إرادة الإنسان.
3 - لكن يبقى الإشكال في كلام ابن عاشور فهو يقول " فإن تلك الأعمال تصدر عن أصحابها وهم ذاهلون في غالب الأزمان أو جميعها عن الغاية منها فليست لهم نيات بالتقرب بها إلى الله " و ما احتساب نوم الصائم عبادة إلا من هذا النوع من الأعمال. فهل ينام الصائم للتقوي على الجوع؟
و الله أعلم
وففنا الله جميعا لما يحب ويرضى و نفعنا بكتابه و رزقنا الوقوف مع آدابه و حشرنا في زمرة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم و أصحابه.(/)
دليل الرسائل الجامعية في التفسير وعلوم القرآن - السودان (1982 - 2002م)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Mar 2005, 07:19 ص]ـ
صدر ضمن محتويات مجلة الحكمة العدد رقم 30 (محرم 1426هـ) دليل الرسائل الجامعية في الجامعات السودانية في التفسير وعلوم القرآن للفترة 1982م - 2002 م. للدكتور ياسر بن إسماعيل راضي الأستاذ المساعد في التفسير وعلوم القرآن بقسم الدراسات القرآنية والحديثية بكلية معارف الوحي والعلوم الإنسانية بالجامعة الإسلامية بماليزيا.
وقد اشتمل هذا الدليل على خمسمائة رسالة وأربع رسائل (504) ما بين ماجستير ودكتوراه. وذلك في أربع جامعات سودانية كبيرة وهي:
- جامعة أم درمان الإسلامية (327) رسالة.
- جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية (157) رسالة.
- جامعة الخرطوم (43) رسالة.
- جامعة أفريقيا العالمية (13) رسالة.
وقد صنفت الرسائل ضمن خمسة موضوعات رئيسة:
- التفسير الموضوعي.
- مناهج التفسير والمفسرين.
- مباحث في علوم القرآن.
- القراءات القرآنية.
- الدراسة والتحقيق.
وسنبدأ في (شبكة التفسير والدراسات القرآنية - دليل الرسائل الجامعية ( http://www.tafsir.net/rslj.php)) بإضافة هذه الرسائل للدليل خلال هذين اليومين بإذن الله ليتمكن الطلاب من البحث في هذه القاعدة عن هذه البحوث وغيرها.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[06 Mar 2005, 03:36 م]ـ
جزاكم الله خيرا أبا عبد الله على ما تقدمونه من نفع لإخوانكم في هذا الملتقى المبارك
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[06 Mar 2005, 03:44 م]ـ
وهذا رابط قاعدة بيانات الرسائل الجامعية والمخطوطات في مركز الملك فيصل:
دليل الرسائل الجامعية والمخطوطات في مركز الملك فيصل ( http://213.150.161.217/kfcris/login.htm)(/)
الاستقراء في لحون القراء.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[06 Mar 2005, 08:45 ص]ـ
للشيخ أحمد بن محمد فال، وفقه الله.
عجبت من عبارة (عند المحققون)، في إلحاق الخفي بالجلي، وغيرها.
من هنا ( http://www.chadarat.com/Saotiyat/ALHAN.WMA) .(/)
من بدائع التحرير و التنوير في قوله تعالى" إن الذين آمنوا و الذين هادوا و الصابئون (2)
ـ[أبو زينب]ــــــــ[06 Mar 2005, 09:18 ص]ـ
يقول الله سبحانه و تعالى في الآية 69 من سورة المائدة:
{إِنَّ ?لَّذِينَ آمَنُواْ وَ?لَّذِينَ هَادُواْ وَ?لصَّابِئُونَ وَ?لنَّصَارَى? مَنْ آمَنَ بِ?للَّهِ وَ?لْيَوْمِ ?لآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}
"موقع الآية دقيق و معناها أدق و إعرابها تابع لدقة الأمرين " هكذا بدأ ابن عاشور رحمه الله تفسيره لهذه الآية.
و قد اختلف القراء في قراءة كلمة" الصابئون "و المفسرون في معناها و إعرابها:
فقد قرئت:
الصابئون:قرأها الجمهور بالرفع
الصابون: قرأها نافع و أبو جعفر.
الصابئين: قرأها ابن مسعود و ابن كثير و أبي بن كعب.
الصابيون: عن الحسن بن أبي الحسن و الزهري (و حمزة وقفا).
الصابين:قرأها عثمان بن عفان و عائشة و أبي بن كعب و سعيد بن جبير و الجحدري.
ويروى عن عبد الله (ابن مسعود) أنه قرأ " يا أيها الذين آمنوا والذين هادوا و الصابئون و النصارى ... "
ما جاء في تفسير الأية:
معنى " الصابئون ":
قيل عنهم أنهم:
* فئة تركت عبادة الأوثان قبل بعثة الرسول صلى الله عليه و سلم و عبدت الله وحده على غير نحلة معينة (الظلال).
* طائفة من النصارى و المجوس ليس لهم دين , قاله مجاهد. و قال قتادة:هم قوم يعبدون الملائكة و يصلون إلى غير القبلة و يقرؤون الزبور (ابن كثير و الألوسي)
* قوم يعبدون الكواكب، و لهم قولان. الأول: أن خالق العالم هو الله سبحانه، إلا أنه سبحانه أمربتعظيم هذه الكواكب واتخاذها قبلة للصلاة والدعاء والتعظيم. والثاني: أن الله سبحانه خلق الأفلاك والكواكب، ثم إن الكواكب هي المدبرة لما في هذا العالم من الخير والشر والصحة والمرض، والخالقة لها فيجب على البشر تعظيمها لأنها هي الآلهة المدبرة لهذا العالم ثم إنها تعبد الله سبحانه، وهذا المذهب هو القول المنسوب إلى الكلدانيين الذين جاءهم إبراهيم عليه السلام راداً عليهم ومبطلاً لقولهم، (الرازي)
*الصابون: من صبا يصبو: لأنهم صبوا إلى اتباع الشهوات و لم يتبعوا شرعا و لا عقلا (الشوكاني و البيضاوي).
تفسير الآية:
1 - "إن الذين آمنوا ":
روي عن الثوري أنهم الذين آمنوا بألسنتهم أي المنافقون (و كذلك عن الزجاج).
و روي عن القاضي أنهم المتدينون بدين محمد صلى الله عليه و سلم مخلصون أو منافقون.
2 - " و الصابئون":
ظاهر الأعراب يقتضي أن يقال: والصابئين و لذلك وقع الاختلاف بين المفسرين:
1 - قال ابن كثير: لما طال الفصل حسن العطف بالرفع.
2 - ذهب الرازي مذهبين:
الأول: وهو مذهب الخليل وسيبويه ارتفع الصابئون بالابتداء على نية التأخير، كأنه قيل: إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، والصابئون كذلك، فحذف خبره، والفائدة في عدم عطفهم على من قبلهم هو أن الصابئين أشد الفرق المذكورين في هذه الآية ضلالاً، فكأنه قيل: كل هؤلاء الفرق إن آمنوا بالعمل الصالح قبل الله توبتهم وأزال ذنبهم، حتى الصابئون فإنهم إن آمنوا كانوا أيضاً كذلك. (وافقه الشوكاني و الألوسي)
الثاني: وهو قول الفراء أن كلمة {إن} ضعيفة في العمل ههنا، وبيانه من وجوه:
الأول: أن كلمة {إن} إنما تعمل لكونها مشابهة للفعل، ومعلوم أن المشابهة بين الفعل وبين الحرف ضعيفة.
الثاني: أنها وإن كانت تعمل لكن إنما تعمل في الاسم فقط، أما الخبر فإنه بقي مرفوعاً بكونه خبر المبتدأ، وليس لهذا الحرف في رفع الخبر تأثير، وهذا مذهب الكوفيين.
الثالث: أنها إنما يظهر أثرها في بعض الأسماء، أما الأسماء التي لا يتغير حالها عند اختلاف العوامل فلا يظهر أثر هذا الحرف فيها، والأمر ههنا كذلك، لأن الاسم ههنا هو قوله {?لَّذِينَ} وهذه الكلمة لا يظهر فيها أثر الرفع والنصب والخفض. أي إنه إذا كان اسم {إن} لا يظهر فيه أثر الإعراب، جاز للمعطوف عليه النصب على إعمال حرف إن، و جاز الرفع على إسقاط عمله،
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم ذكر الرازي رأيا ثالثا فقال: يجوز بعد ذكر الاسم و خبره الرفع و النصب في المعطوف عليه. و جاز هذا في المعطوف عليه لأن له خبر مضمر و حكم الخبر المضمر الرفع بالابتداء.
3 - القرطبي: يقول:
«إنّ» بمعنى «نَعَم» فالصابئون مرتفع بالابتداء، وحذف الخبر لدلالة الثاني عليه، فالعطف يكون على هذا التقدير بعد تمام الكلام وانقضاء الاسم والخبر. وقال قيس الرقيات:
بَكرَ العواذِلُ في الصَّبا حِ يَلُمْنَني وأَلُومُهُنَّهْ
ويَقُلْنَ شَيْبٌ قد عَلاَ كَ وقد كبِرت فقلت إنّهْ
قال الأخفش: «إنَّه» بمعنى «نَعَم»، وهذه «الهاء» أدخلت للسكت.
4 - الزمخشري:
وهذه إضافة لطيفة منه رحمه الله إذ أنه يتساءل: ما التقديم والتأخير إلا لفائدة، فما فائدة هذا التقديم؟ ثم يجيب: فائدته التنبيه على أن الصابئين يُتاب عليهم إن صحّ منهم الإيمان والعمل الصالح، فما الظنّ بغيرهم. وذلك أن الصابئين أبين هؤلاء المعدودين ضلالاً وأشدّهم غياً، وما سموا صابئين إلا لأنهم صبئوا عن الأديان كلها، أي خرجوا.
3 - " من آمن بالله و اليوم الآخر و عمل صالحا "
الجملة في محل رفع مبتدأ و خبره " فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون" أو في محل نصب بدل من اسم " إن " و ما عطف عليه , و هو بدل بعض و لا بد فيه من الضمير.
4 - " فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون "
الخوف يتعلق بالمستقبل و الحزن بالماضي فقال " لا خوف عليهم " بسبب ما يشاهدون من أهوال القيامة. " ولا هم يحزنون " بسبب ما فاتهم من طيبات الدنيا لأنهم وجدوا أمورا أعظم و أشرف و أطيب مما كانت حاصلة لهم في الدنيا (الرازي)
ما جاء في التحرير و التنوير:
يبدأ رحمه الله بالتذكير بدقة موقع الآية و معناها و إعرابها فيقول:
موقع هذه الآية دقيق، ومعناها أدقّ، وإعرابها تابع لدقّة الأمرين. فموقعها أدقّ من موقع نظيرتها المتقدّمة في سورة البقرة (62). ومعناها يزيد دقّة على معنى نظيرتها تبعاً لدقّة موقع هذه. وإعرابها يتعقّد إشكاله بوقوع قوله: {والصابئون} بحالة رفع بالواو في حين أنّه معطوف على اسم {إنّ} في ظاهر الكلام.
فحقّ علينا أن نخصّها من البيان بما لم يسبق لنا مثله في نظيرتها.
أولا: موقع الآية:
لموقع الآية وجهان:
الوجه الأول أن تكون استئنافاً بيانياً ناشئاً على تقدير سؤال يخطر في نفس السامع لِقوله: {قل يأهل الكتاب لستم على شيء حتّى تقيموا التّوراة والإنجيل} [المائدة: 68] فيسأل سائل عن حال من انقرضوا من أهل الكتاب قبل مجيء الإسلام: هل هم على شيء أو ليسوا على شيء، وهل نفعهم اتّباع دينهم أيّامئذٍ؛ فوقع قوله: {إنّ الّذين آمنوا والّذين هادوا} الآية جواباً لهذا السؤال المقدّر. والمراد بالّذين آمنوا المؤمنون بالله وبمحمّد صلى الله عليه وسلم أي المسلمون. وإنّما المقصود من الإخبار الّذين هَادوا والصابون والنّصارى.
الوجه الثاني أن تكون هذه الجملة مؤكِّدة لجملة {ولو أنّ أهل الكتاب آمنوا واتّقوا} [المائدة: 65]، فبعد أن أُتبعت تلك الجملة بما أُتبعت به من الجُمل عاد الكلام بما يفيد معنى تلك الجملة تأكيداً للوعد، ووصلاً لربط الكلام، وليُلحق بأهل الكتاب الصابئون، وليظهر الاهتمام بذكر حال المسلمين في جنّات النّعيم.
أما سبب التصدير بذكر الذين آمنوا في طليعة المعدودين فيرجعه الشيخ محمد الطاهر إلى إدماج التنويه بالمسلمين في هذه المناسبة، لأنّ المسلمين هم المثال الصّالح في كمال الإيمان والتحرّز عن الغرور وعن تسرّب مسارب الشرك إلى عقائدهم (كما بشّر بذلك النّبيء صلى الله عليه وسلم في خطبة حجّة الوداع بقوله: " إنّ الشيطان قد يَئس أن يُعبد من دون الله في أرضكم هذه ") فكان المسلمون، لأنّهم الأوحدون في الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصّالح، أوّلين في هذا الفضل.
ثانيا معنى الآية:
1 - يستهل تفسير الآية بشرح موقع "إن " في الآية: فافتتاحها بحرف {إنّ} هنا للاهتمام بالخبر لعروّ (خلو) المقام عن إرادة ردّ إنكار أو تردّد في الحكم أو تنزيل غير المتردّد منزلة المتردّد
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - من هم المعنيون في قوله: " مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ "؟ يجيب قائلا: تحيّر النّاظرون في الإخبار عن جميع المذكورين بقوله: {من آمن بالله واليوم الآخر}، إذ من جملة المذكورين المؤمنون، وهل الإيمان إلاّ بالله واليوم الآخر؟ وذهب النّاظرون في تأويله مذاهب: .... والوجه عندي أنّ المراد بالَّذين آمنوا أصحاب الوصف المعروف بالإيمان واشتهر به المسلمون، ولا يكون إلاّ بالقلب واللّسان لأنّ هذا الكلام وعد بجزاء الله تعالى، فهو راجع إلى علم الله، والله يعلم المؤمن الحقّ والمتظاهر بالإيمان نِفاقاً.
3 – الصابئة
والأظهر عندي أن أصل كلمة الصابي أو الصابئة أوما تفرع منها هو لفظ قديم من لغة عربية أو سامية قديمة هي لغة عرب ما بين النهرين من العراق وفي «دائرة المعارف الإسلامية» أن اسم الصابئة مأخوذ من أصل عبري هو (ص ب ع) أي غطس عرفت به طائفة (المنديا) وهي طائفة يهودية نصرانية في العراق يقومون بالتعميد كالنصارى ....
وجامع أصل هذا الدين هو عبادة الكواكب السيارة والقمر وبعض النجوم مثل نجم القطب الشمالي وهم يؤمنون بخالق العالم وأنه واحد حكيم مقدس عن سمات الحوادث غير أنهم قالوا: إن البشر عاجزون عن الوصول إلى جلال الخالق فلزم التقرب إليه بواسطة مخلوقات مقربين لديه وهي الأرواح المجردات الطاهرة المقدسة وزعموا أن هذه الأرواح ساكنة في الكواكب وأنها تنزل إلى النفوس الإنسانية وتتصل بها بمقدار ما تقترب نفوس البشر من طبيعة الروحانيات فعبدوا الكواكب بقصد الاتجاه إلى رُوحانياتها.
4 - و كعادة الشيخ ابن عاشور تناول الآية بالتشريح فكتب:
فالّذي أراه أن يجعل خبر (إنّ) محذوفاً. وحذفُ خبر (إنّ) وارد في الكلام الفصيح غير قليل، كما ذكر سيبويه في «كتابه». وقد دلّ على الخبر ما ذكر بعده من قوله: {فلا خوف عليهم} إلخ. ويكون قوله: {والّذين هادوا} عطفَ جملة على جملة، فيجعل {الّذين هادوا} مبتدأ، ولذلك حقّ رفع ما عُطف عليه، وهو {والصابُون}. وهذا أولى من جعل {والصابون} مَبْدأ الجملة وتقدير خبر له، أي والصابون كذلك، كما ذهب إليه الأكثرون لأنّ ذلك يفضي إلى اختلاف المتعاطفات في الحكم وتشتيتها مع إمكان التفصّي عن ذلك، ويكون قوله: {من آمن بالله} مبتدأ ثانياً، وتكون (من) موصولة، والرّابط للجملة بالّتي قبلها محذوفاً، أي من آمن منهم، وجملة {فلا خوف عليهم} خبراً عن (مَن) الموصولة، واقترانها بالفاء لأنّ الموصول شبيه بالشرط. وذلك كثير في الكلام، كقوله تعالى: {إنّ الّذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثمّ لم يتوبوا فلهم عذاب جهنّم} [البروج: 10] الآية، ووجود الفاء فيه يعيّن كونه خبراً عن (مَن) الموصولة وليس خبر ـ إنّ ـ على عكس قول ضابي بن الحارث:
ومن يَك أمسى بالمدينة رحلُه فإنّي وقبّار بها لغريب
فإنّ وجود لام الابتداء في قوله: «لغريب» عيَّن أنّه خبر (إنّ) وتقديرَ خبر عن قبّار، فلا ينظّر به قوله تعالى: {والصابون}.
ومعنى {من آمن بالله واليوم الآخر} من آمن ودَام، وهم الّذين لم يغيّروا أديانهم بالإشراك وإنكارِ البعث؛ فإنّ كثيراً من اليهود خلطوا أمور الشرك بأديانهم وعبدوا الآلهة كما تقول التّوراة. ومنهم من جعل عُزيراً ابناً لله، وإنّ النّصارى ألَّهوا عيسى وعبدوه، والصابئة عبدوا الكواكب بعد أن كانوا على دين له كتاب.
ثمّ إنّ اليهود والنّصارى قد أحْدثوا في عقيدتهم من الغرور في نجاتهم من عذاب الآخرة بقولهم: {نحن أبناء الله وأحِبَّاؤه} [المائدة: 18] وقولِهم {لن تمسّنا النّار إلاّ أيَّاماً معدودة} [البقرة: 80]، وقول النّصارى: إنّ عيسى قد كفَّر خطايا البشر بما تحمّله من عذاب الطّعن والإهانة والصّلب والقتل، فصاروا بمنزلة من لا يؤمن باليوم الآخر، لأنّهم عطّلوا الجزاء وهو الحكمة الّتي قُدّر البعث لتحقيقها.
5 – و كأنه رحمه الله علم بما قد يدور في أذهان بعض المشككين أو الطاعنين فانبرى يدافع عن القرآن و الرسول صلى الله عليه و سلم و المسلمين فقال و أبدع:
(يُتْبَعُ)
(/)
فممّا يجب أن يُوقن به أنّ هذا اللّفظ كذلك نزل، وكذلك نطق به النّبيء صلى الله عليه وسلم وكذلك تلقّاه المسلمون منه وقرؤوه، وكُتب في المصاحف، وهم عَرب خلّص، فكان لنا أصلاً نتعرّف منه أسلوباً من أساليب استعمال العرب في العطف وإن كان استعمالاً غير شائع لكنّه من الفصاحة والإيجاز بمكان، وذلك أنّ من الشائع في الكلام أنّه إذا أتي بكلام موكّد بحرف (إنّ) وأتي باسم إنّ وخبرها وأريد أن يعطفوا على اسمها معطوفاً هو غريب عن ذلك الحكم جيء بالمعطوف الغريب مرفوعاً ليدلّوا بذلك على أنّهم أرادوا عطف الجمل لا عطف المفردات، فيقدّرَ السامع خبراً يقدّره بحسب سياق الكلام.
ومن ذلك قوله تعالى: {أنّ الله بريء من المشركين ورسولُه} [التوبة: 3]،
أي ورسوله كذلك، فإنّ براءته منهم في حال كونه من ذي نسبهم وصهرهم أمر كالغريب ليظهر منه أنّ آصرة الدّين أعظم من جميع تلك الأواصر، وكذلك هذا المعطوف هنا لمّا كان الصابون أبعد عن الهدى من اليهود والنّصارى في حال الجاهلية قبل مجيء الإسلام، لأنّهم التزموا عبادة الكواكب، وكانوا مع ذلك تحقّ لهم النّجاة إن آمنوا بالله واليوم الآخر وعملوا صالحاً، كان الإتيان بلفظهم مرفوعاً تنبيهاً على ذلك. لكن كان الجري على الغالب يقتضي أن لا يؤتى بهذا المعطوف مرفوعاً إلاّ بعد أن تستوفي (إنّ) خبرها، إنَّما كان الغالب في كلام العرب أن يؤتى بالاسم المقصود به هذا الحكم مؤخّراً، فأمّا تقديمه كما في هذه الآية فقد يتراءى للنّاظر أنّه ينافي المقصد الّذي لأجله خولف حكم إعرابه، ولكن هذا أيضاً استعمال عزيز، وهو أن يجمع بين مقتضيي حالين، وهما للدّلالة على غرابة المُخبر عنه في هذا الحكم. والتّنبيه على تعجيل الإعلام بهذا الخبر فإنّ الصابئين يكادون ييأسون من هذا الحكم أو ييأس منهم من يسمع الحكم على المسلمين واليهود. فنبّه الكلّ على أنّ عفو الله عظيم لا يضيق عن شمولهم، فهذا موجب التّقديم مع الرّفع، ولو لم يقدّم ما حصل ذلك الاعتبار، كما أنّه لو لم يرفع لصار معطوفاً على اسم (إنّ) فلم يكن عطفه عطف جملة. وقد جاء ذكر الصابين في سورة الحجّ مقدّماً على النّصارى ومنصوباً، فحصل هناك مقتضى حال واحدة وهو المبادرة بتعجيل الإعلام بشمول فصل القضاء بينهم وأنّهم أمام عدل الله يساوون غيرهم.
ثمّ عقّب ذلك كلّه بقوله: {وعمل صالحاً}، وهو المقصود بالذّات من ربط السلامة من الخوف والحزن، به، فهو قيد في المذكورين كلّهم من المسلمين وغيرهم، وأوّل الأعمال الصّالحة تصديق الرّسول والإيمان بالقرآن، ثم يأتي امتثال الأوامر واجتناب المنهيات كما قال تعالى: {وما أدراك ما العقبة ..... ثم كان من الّذين آمنوا} [البلد: 12 ـ 17].
اهـ.
و الله أعلم.(/)
منهج الإمام محمد بن عبد الوهاب (رحمه الله) في تفسير القرآن الكريم
ـ[ maliksr] ــــــــ[06 Mar 2005, 04:01 م]ـ
السادة الأفاضل الدكاترة والمشايخ الكرام حفظكم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أريد بحوثاً أو كتباً حول منهج الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في تفسير القرآن الكريم
تلميذكم
عبد المالك المهند
طالب بقسم القرآن والتفسير بكلية الدراسات الاسلامية
الجامعة الاسلامية (بهاول بور) بنجاب
جمهورية باكستان الاسلامية
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[06 Mar 2005, 08:14 م]ـ
بحث هذا الموضوع في الجامعة الإسلامية: وهذه روابط التعريف بالرسالة:
منهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في التفسير ( http://www.iu.edu.sa/arabic/daleel/rasail/Browse/quran/tafsir/munakash/Master/72.Htm)
دليل الرسائل العلمية في شبكة التفسير ( http://www.tafsir.net/dbs.php?rslj=yes&do=title&u=%E3%CD%E3%CF+%C8%E4+%DA%C8%CF%C7%E1%E6%E5%C7%C8&submit.x=12&submit.y=5)
ـ[ maliksr] ــــــــ[07 Mar 2005, 11:58 م]ـ
بارك الله فيكم وشكرا لكم على هذه المساعدة(/)
من أسرار البيان في أمثال القرآن - مثل نور الله جل جلاله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Mar 2005, 11:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [النور:35].
** ** **أولاً- هذه الآية الكريمة تتحدث عن سلطان الله جل جلاله في هذا الوجود، وامتلاكه لناصية كل موجود فيه؛ ففيها يخبر سبحانه وتعالى عن نفسه بأنه نور السموات والأرض .. ثم يضرب لنوره مثلاً، يشبهه فيه بنور مصباحٍ، قد اجتمعت فيه أسباب الإضاءة كلها على أحسن وجهٍ وأكملهِ، فبدا نوره صافيًا قويًّا متلألئاً، ينير كل ما حوله .. ولهذا وصفه سبحانه بأنه نور على نور .. ثم أخبر سبحانه أنه يهدي لنوره من يشاء من عباده، وأن مشيئته سبحانه تابعة لحكمته، وعلمه بالأشياء كلها دقيقها وعظيمها، صغيرها وكبيرها، لا يغيب من ذلك شيء عن علمه سبحانه ...
لقراءة بقية المقالة ... هنا ( http://www.tafsir.net/index.php?subaction=showfull&id=1110184292&archive=&start_from=&ucat=1&maqal=full)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[20 Dec 2010, 03:44 م]ـ
هذه المشاركة إن لم أكن مخطئاً بالحساب الهجري الذي شغلونا به كانت قبل ست سنوات. وقد حاولت أن أكمل المقالة كما هو مشار إلا أن الرابط لم يهديني لشيء
أحيي الحبيب المشرف على هذا الملتقى على هذه المقالة التي يفتقر الملتقى لأمثالها لا لأنها فريدة من نوعها فحسب. ولكن لافتقار الملتقى بالمشاركات التي تحوي تفسيراً للقرآن وخاصة من الأخوة الذين لهم باع في ذلك.
لا أدري ما سبب انشغال المهتمين بالتفسير عن اتحافنا بقضايا نناقشهم هم أنفسهم بها. لا أن يحدث العكس فيتصدر أمثالي لبعض المسائل التفسيرية فيتعثر أدائها ويكثر أخطائها فيكون حالها كما يهادى بها بين اثنين فتقع الف مرة وتصيب نصف مرة.
أيها السادة يا أصحاب السعادة:
مسألة اسبوعية واحدة من كل مشرف على الملتقى العلمي تثري هذا الملتقى وتعيد اليه الحماس بعد أن ملّت طول الإنتظار. .
مسألة واحدة اسبوعية سيقدر عليها المشغول ويؤديها الكسول.
فهل لهذا الطلب من تلبية؟؟
ـ[مني لملوم]ــــــــ[20 Dec 2010, 04:10 م]ـ
أضم صوتي لصوت الأخ تيسر
فهل من مجيب من أهل العلم والفضل؟
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[20 Dec 2010, 05:01 م]ـ
شكر الله لك دكتور عبد الرحمن لكن الرابط لا يعمل بل يظهر أن الصفحة غير متاحة أرجو التأكد منها بارك الله فيك
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[20 Dec 2010, 07:19 م]ـ
المقصود من ذلك بارك الله بكم أن يكون الصف الأول في الملتقى العلمي (صف الإشراف) هو الذي يسهم في وضع معظم المسائل التفسيرية على أنواعها ويحث بقية الأعضاء على مناقشتها بأسلوب علمي.لا أن يكون المشرف قارئاً أو مشاركاً على استحياء لبعضها. ولا مانع أن يوضع لذلك آلية معينة ليظل الملتقى ثرياً بالمسائل العلمية التي تخص التفسير والتي بدورها تعصف ذهن العضو وتحثه على الإبداع.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[22 Dec 2010, 01:25 م]ـ
لا أعرف آلية اختيار المشرفين على الملتقيات وهل هي تتم بالنظر للقدرة العلمية أم لا.
ومع ذلك فإن رأي الأخ الفاضل تيسير هو رأي سديد؛ إذ أن طرح مواضيع ذات بعد تفسيري ومجال للنقاش والبحث هو أمر مفيد للطرفين "الأعضاء والملتقى نفسه" لأنها ستبعث الحيوية وتحرك غريزة البحث والتنقيب.
ـ[خالد آل فارس]ــــــــ[22 Dec 2010, 11:27 م]ـ
و أنا أضم صوتي لإخواني في أن يتولى أهل السبق و الفضل طرح بعض المواضيع إثراء للملتقي و خاصة أنه يضم كوكبة من أهل التفسير يندر وجودها في أي ملتقى آخر
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Dec 2010, 10:09 ص]ـ
أبشروا بالخير أيها الإخوة، ولكن الوضع الراهن للمشرفين أنه لا يوجد مشرف متفرغ للإشراف، وكلنا مشغولون بوظائف ومسئوليات أخرى في الجامعات وغيرها، ونتمنى تفريغ طاقم إشراف علمي مؤهل يتولى مثل هذا الأمر، وحتى ذلك الوقت فنحن نسدد ونقارب.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[23 Dec 2010, 04:29 م]ـ
بارك الله أولاً ببشائر الدكتور عبد الرحمن التي تشكل طاقة مشحونة لهذا الملتقى الطيب. ونشكره على ما يبذل من جهود حثيثة في الصعود بهذا الملتقى دوماً الى الأعلى حتى لامس السحاب بحمد الله.
ولكن طموحنا دوماً بالمزيد. ولا يكون الطمع إلا بالأجاويد. أو كما يقولون.
نقطة أخرى أود أن أطرقها والشيء بالشيء يذكر وهي من خلال متابعتي الشخصية للمشاركات وجدت الكثير من السائلين يوجهون أسئلة لأسماء بعينها أو لأهل التفسير الكبار بعينهم. فلا يجد السائل جواباً لمسألته ولو بعد طول انتظار. ناهيك عن المسائل الأخرى التي ما زالت على قائمة الانتظار والتي يسبب هجرانها ربما يتفلّت العضو ويملّ الملتقى أو ربما يستنكف عن الرجوع اليه.
أنا أقدر المهام الصعبة الموكلة للأخوة المشرفين جميعاً جزاهم الله كل الخير. ولكن أن تذهب بعض المشاركات أدراج الرياح ولا يؤبه لها ولو عن دون قصد فإن ذلك بنظري مسألة حرجة بحاجة الى مراجعة ومعالجة.
أما بالنسبة للتفرغ أو عدمه. فلا أعلم ملتقىً فيه إشراف متفرغ. ولكن الذي يحدث في جميع الملتقيات أن المهام توزع بطريقة يسهل متابعة نشاطات الملتقى من خلالها فلا تُهمل رسالة أو سؤال أو حاجة أو طلب أو اسفسار أو استغاثة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Dec 2010, 06:26 م]ـ
ملاحظاتك يا أبا أنس في محلها تماماً، وثق أننا نتفهمها ونسعى لحلها بشكل مستمر، ولكن تعترضنا أوقات تزدحم فيه الأعمال علي المشرفين في وقت واحد فيقع ما ذكرتم، ونسأل الله التيسر ولعل الإخوة المشرفين يقرأون ما تفضلتم به فقد ناقشناه مراراً ولكن لا يلبث أن يعود الحال.
وأما الأسئلة التي توجه للأشخاص فنحن نطلب دوماً أن يكون السؤال الخاص خاصاً لا على الملتقى، ولكن لعل من يفعل ذلك لم يتنبه للأمر، والأمر فيه سعة إن شاء الله، ورضى الناس غاية إدراكها صعب، ولكن نسدد ونقارب.
وفقك الله وجزاك عنا خيراً على نصحك وحرصك يا أبا أنس.
ـ[الدرة]ــــــــ[24 Dec 2010, 07:15 م]ـ
جزاك الله خيرا و نفع الله بك
ـ[بنت السعيد]ــــــــ[24 Dec 2010, 09:08 م]ـ
السلام عليكم:
جزاك الله خيراً وفتح الله عليك من فضله.
ولكن الرابط لا يعمل برجاء تفعيله ..
وبارك الله فيكم.
ـ[مني لملوم]ــــــــ[24 Dec 2010, 09:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم علي بشراكم وبارك الله فيكم وفي جهدكم وتقبل منكم عملكم
وهذا اقتراح قد اقترحته في ملتقي الاقتراحات
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=23928
عل الله يجعل له حظاً من وقتكم للنظر فيه وتبشيرنا بشري أخري إن شاء الله
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[25 Dec 2010, 08:28 ص]ـ
دكتور عبد الرحمن أرجو منكم فصل أصل المشاركة (من أسرار البيان في أمثال القرآن) عن باقي المشاركات المتعلقة بالاقتراحات ونقل الأخيرة (من المشاركة # 5 إلى آخر مشاركة) إلى قسم المقترحات حتى تبقى المشاركة الأصلية قرآنية محض في قسم القرآن الكريم وفقكم الله لكل خير. وأتمنى أن تصلحوا الرابط لأنه لا يفتح أو أن يعاد إضافة نص المشاركة كلها إن كانت موجودة لديكم.
وفقكم الله لكل خير.(/)
دراسة لتفسير روح البيان للبروسوي
ـ[أبو معاذ البلقاوي]ــــــــ[07 Mar 2005, 03:47 م]ـ
قراءة في تفسير روح البيان للشيخ إسماعيل البروسوي
نبذة موجزة في التعريف بصاحب كتاب روح البيان
هو الشيخ إسماعيل حقي بن الشيخ مصطفى الإستانبولي الآيدوسي الحنفي الجلوتي أبو الفداء.
ولد في آيدوس سنة 1063 هـ وتوفي في بروسا سنة 1137هـ وعمره أربع وسبعون سنة.
يعد ابن عفان صاحب اللائحات البرقيات أشهر شيوخه، ولم يعثر على بيان لتلاميذه.
للبروسوي مصنفات في شتى العلوم منها العربي ومنها التركي قاربت الستين كتابا.
دراسة موجزة لتفسير روح البيان:
يتلخص سبب تأليفه للكتاب في رغبته القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والوعظ والإرشاد، إضافة إلى رجائه بأن يكون الكتاب شفيعا له يوم لا ينفع مال ولا بنون.
ويمكن القول بأنه شرع في تفسيره سنة 1094 هـ وفرغ منه سنة 1117 هـ، وقضى في تأليفه23سنة.
مصادر البروسوي في تفسيره:-
تنوعت وتعددت مصادر البروسوي التي استقى منها مادة تفسيره، ولعلنا نعرض لأهم مصادره:
ففي التفسير: بحر العلوم للسمرقندي، وتفسير الراغب الأصفهاني، والوسيط للواحدي، ومعالم التنزيل للبغوي، والتيسير للنسفي، والكشاف للزمخشري، وأحكام القرآن لابن العربي، ومفاتيح الغيب للرازي، والفتوحات المكية لابن عربي الأندلسي، والبحر المحيط للرازي، والتأويلات النجمية لنجم الدين الأسدي الرازي المعروف بـ (داية)، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي،
وتفسير الكواشي، وتفسير الجلالين، وإرشاد العقل السليم لأبي السعود الذي تأثر به تأثرا واضحاً.
وفي علوم القرآن: أسباب النزول للواحدي، البرهان للزركشي، والإتقان للسيوطي.
وفي الحديث صحيح مسلم وصحيح البخاري وجامع الترمذي والترغيب والترهيب للمنذري والمقاصد الحسنة للسخاوي.
وفي الوعظ والتصوف: الرسالة القشيرية للقشيري، والمثنوي لجلال الدين الرومي، وإحياء علوم الدين ومنهاج العابدين،كلاهما للغزالي، والتذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة للقرطبي.
وفي الفقه وأصوله: بدائع الصنائع للكاساني، تبيين الحقائق للزيلعي، الأشباه والنظائر لابن نجيم.
وفي العقيدة: المقصد الأسنى للغزالي، آكام المرجان في أحكام الجان للقاضي بدر الدين الشبلي الحنفي، رسالة القضاء والقدر لابن كمال باشا.
وفي التاريخ والتراجم: طبقات الشافعية للسبكي.
ومن مصادره في اللغة: مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني، والنهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير، والقاموس المحيط للفيروز أبادي.
وللصابوني اختصار له مطبوع متداول.
نماذج مختارة من تفسير روح البيان للبروسوي:
{اهدنا الصراط المستقيم} بيان للمعونة المطلوبة، كأنه قيل: كيف أعينك؟ فقالوا اهدنا الصراط المستقيم، وأيضا التعقيب بالدعاء بعد تمام العبادة قاعدة شرعية.
{الصراط المستقيم} استعارة عن ملة اإسلام والدين الحق، تشبيها لوسيلة المقصود بوسيلة المقصد، ولمحل التوجه الروحاني بمحل التوجه الجسماني.
وإنما سمي الدين صراطا لأن الله سبحانه وإن كان متعاليا عن الأمكنة، لكن العبد الطالب لابد له من قطع المسافات، ومس الآفات، وتحمل المجافاة ليكرم بالوصول والموافاة.
???????????????????????????
{وما أنزل على الملكين} أي ويعلمون الناس الذي {أنزل على الملكين} أي ما أُلهما وعُلما، وهو علم السحر، أنزلا لتعليم السحر ابتلاء من الله للناس، من تعلمه منهم وعمل به كان كافرا، ومن تجنبه أو تعلمه لا ليعمل به ولكن ليتوقاه كان مؤمناً، كما قيل: عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه، وهذا كما إذا أتى عرافاً فسأله عن شيء ليمتحن حاله، ويختبر باطن أمره، وعنده ما يميز صدقه من كذبه فهذا جائز.
قال الإمام فخر الدين: كان الحكمة في إنزالهما أن السحرة كانوا يسترقون السمع من الشياطين ويلقون ما سمعوا بين الخلق، وكان بسبب ذلك يشتبه الوحي النازل على الأنبياء، فأنزلهما الله إلى الأرض، ليعلما الناس كيفية السحر ليظهر بذلك الفرق بين كلام الله وكلام السحرة.
???????????????????????????
(يُتْبَعُ)
(/)
{يأيها الذين آمنوا} تصديره بحرف النداء والتنبيه لإظهار كمال العناية بمضمونه،-روى-أن تميم بن أوس الداري وعدي بن زيد خرجا إاى الشام في تجارة، وكانا حينئذ نصرانيين ... -وساق الخبر- فنزلت {يأيها الذين آمنوا} واتفق العلماء على أن هذه الآية أشكل ما في القرآن إعراباً ونظما وحكماً.
{شهادة بينكم} أي شهادة الخصومات الجارية بينكم، فبين: ظرف أضيف إليه شهادة على طريق الاتساع ... وارتفاع الشهادة على أنها مبتدأ {إذا حضر أحدكم الموت} أي شارفه وظهرت علائمه، ظرف للشهادة.
{حين الوصية} بدل من الظرف، وفي إبداله منه تنبيه على أن الوصية من المهمات المقررة التي لاينبغي أن يتهاون بها المسلم ويذهل عنها.
{اثنان} خبر للمبتدأ بتقدير المضاف لئلا يلزم حمل العين على المعنى، أي شهادة بينكم حينئذ شهادة اثنين، أو فاعل شهادة بينكم على أن خبرها محذوف، أي فيما ننزل عليكم أن يشهد بينكم اثنان.
{ذوا عدل منكم} هما صفتان للإثنان، أي صاحبا دين وعقل من أقاربكم.
{أو آخران من غيركم} عطف على اثنان، أو شهادة عدلين آخرين من غيركم من الأجانب، ومن غير أهل دينكم، أي من أهل الذمة، وقد كان ذلك في بدء الإسلام لعزة وجود المسلمين لاسيما في السفر، ثم نسخ بقوله تعالى {وأشهدوا ذوي عدل منكم}.
???????????????????????????
{فطفق مسحاً} الفاء فصيحة مفصحة عن جملة قد حذفت ثقة بدلالة الحال عليها، وإيذانا بغاية سرعة الامتثال بالأمر، وطفق من أفعال المقاربة الدالة على شروع فاعلها في مضمون الخبر، فهو بمعنى أخذ وشرع، ... .
والمسح إمرار اليد على الشيء، والجمهور على أن المراد به هنا القطع، من قولهم مسح علاوته أي ضرب عنقه ... قال في المفردات: مسحته بالسيف كناية عن الضرب.
والساق ما بين الكعبين كعب الركبة وكعب الرجل ... أي يقطع أعناقها ويعرقب أرجلها.
وفي الآية إشارة إلى أن حب غير الله شاغل عن الله وموجب للحجاب، وأن كل محبوب سوى الله إذا حجبك عن الله لحظة يلزمك أن تعالجه بسيف نفي لا إله إلا الله.
قال الإمام في تفسيره:-وذكر الرواية في قصة سليمان إلى أن قال – ثم إنه أمر الرائضين أن يردوها فردوا تلك الخيل إليه، فلما عادت طفق يمسح سوقها وأعناقها، أي بيده حباً لها وتشريفاً وإبانةً لعزتها لكونها من أعظم الأعوان في قهر الأعداء وإعلاء الدين، وهو قول الزهري وابن كيسان.
وليس فيه نسبة شيء من المنكرات إلى سليمان? فهو أحق بالقبول عند أولي الأفهام.
قال الباحث عفا الله عنه: والقول بأن المسح إمرار اليد هو الصواب والظاهر لغة، وقد صح عن ابن عباس، والقول الآخر من قبيل الإسرائيليات التي لاتثبت بل تعارض الرواية الصحيحة والله أعلم.
???????????????????????????
{لإيلاف قريش} متعلق بقوله تعالى فليعبدوا، وهو قول الزجاج والفراء، لما في الكلام من معنى الشرط، والمعنى: إن نعم الله عليهم غير محصورة فإن لم يعبدوه لسائر نعمه فليعبدوه لهذه النعمة الجليلة؛ فالإيلاف تعدية الألف مصدر من المبني للمفعول مضاف إلى مفعوله الأول مطلقا ضمن المفعول الثاني الذي هو الرحلة كما قيل به في الإيلاف الثاني.
يقال: ألفت الشيء بالقصر وآلفته بالمد بمعنى: لزمته ودمت عليه وما تركته.
???????????????????????????
{الله الصمد} مبتدأ وخبر، فعل بمعنى مفعول كقبض بمعنى مقبوض، من صمد إليه، من باب نصر، إذا قصده؛ أي هو السيد المصمود إليه في الحوائج المستغني بذاته، وكل ما عداه محتاج إليه في جميع جهاته، فلا صمد في الوجود سوى الله.
فهو مثل زيد الأمير يفيد قصر الجنس على زيد.
فإذا كان هو الصمد فمن انتفت الصمدية عنه لايستحق الألوهية، وتعريفه لعلمهم بصمديته بخلاف أحديته
???????????????????????????
أسلوب البروسوي في التفسير
فسر القرآن كاملا ذاكرا اسم كل سورة وموضع نزولها وعدد آيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
يبدأ مباشرة بتفسير الآيات غير مكثر من وجوه التفسير، وأحيانا يقدم بين يدي السورة، يعتني ببيان النواحي اللغوية فيعرض للإعراب إن كان مهما في فهم المعنى، ثم ثم يعتني بتحديد معاني العبارات والمصطلحات فيعرف كل كلمة تقريبا، ويكثر من الاستطرادات التي تتلاءم واعتناءه بجانب الوعظ، ويكثر من ذكر أسباب النزول دون عزو ومنها المكذوب،ثم يشرع في التفسير، ويتعرض لذكر الروايات والقصص بعد ذلك، ويكثر من ذكر الإسرائيليات وربما نقد بعضها أحيانا، كما يتطرق أحيانا لذكر المناسبة بين الآيات، ويعتني بتفسير الآيات الفقهية بما يتناسب مع مذهب الإمام أبي حنيفة، ويذكر أحيانا بعض الأسئلة التي يمكن أن تثار حول الآية ولربما استخدم أسلوب الفنقلة.
منهج بلاغي للبروسوي
أما من الناحية البلاغية فإن المؤلف لم يتعرض تقريبا لعلم البديع، واعتنى-اعتناء واضحا- بعلم المعاني بإشارات بلاغية مختصرة متأثرا بأبي السعود، وهذه الإشارات لاتتجاوز ذكر نوع الأسلوب البلاغي دون بيان لسر استخدامه وموقعه من السياق، أما كلامه في البيان فأقل بكثير من كلامه في المعاني،
الجانب الإيجابي في روح البيان:
البروسوي مقلد وجامع في التفسير أكثر من كونه محققا، ولذا فقد حوى تفسيره فوائد منها:
1 - كثرة الرجوع إلى المصادر وإثباتها ولايغير عباراتها إلا لحاجة، وقد رجع إلى أمهات في ميادين العلوم-إجمالا كما تقدم-.
2 - مع كثرة مصادره فإنه لايكثر من وجوه التفسير، بل يقتصر على ما يراه أقوى الوجوه.
3 - الاهتمام البالغ بجانب العظة والترغيب والترهيب، وذكر الحِكم والقصص والعظات، ولعل هذا يتناسب مع نزعته الصوفية، إضافة إلى ما تقدم من اعتنائه بالجانب البلاغي.
الملاحظات على تفسير روح البيان
1 - يعد أقرب إلى التفسير الصوفي الإشاري لا الباطني الفلسفي، والمراد بالإشاري: هو تأويل آيات القرآن الكريم على خلاف ما يظهر منه بمقتضى إشارات خفية، تظهر لأرباب السلوك ويمكن التوفيق بينها وبين الظواهر المرادة، وهذا التفسير يقبل بشروط، والمؤلف يكثر جدا من هذا النوع، فيفسر الآية إشاريا بعد تفسيرها ظاهريا.
2 - ينقل من كبار المتصوفة آراءهم ليدل على المعنى الظاهر والمعنى الباطن للآيات.
3 - يؤخذ عليه كثرة التعبيرات بالفارسية، وكثرة استشهاده بالشعر الفارسي مما جعل في تناول الكتاب صعوبة.
4 - يترجح أن المؤلف ماتريدي المعتقد مؤول للصفات، واعتمد في مصادره العقدية على كتب المتصوفة، كل هذا أوقعه في مزالق عديدة.
المراجع:
1 - روح البيان للبروسوي.
2 - منهج البروسوي في تفسيره روح البيان، صفية بنت شمس الدين، رسالة ماجستير/الجامعة الأردنية.
3 - مباحث المعاني في تفسير روح البيان للبروسوي، محمد نصيف، رسالة ماجستير/جامعة الملك عبد العزيز بجدة؛ وقد أتحفني بالرسالتين شيخي المفضال: أ. د.حكمت بشير ياسين.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Mar 2005, 10:52 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبا معاذ على هذا الإيجاز والتعريف.(/)
سؤال عن عنوان رسالة علمية أرجو الإفادة ......
ـ[أحمد الحذيفي]ــــــــ[07 Mar 2005, 11:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: إخوتي الأكارم الأفاضل في هذا الملتقى المبارك أرجو إفادتي عن موضوع رسالة علمية مقترح وهو: (مرويات عطاء عن ابن عباس في التفسير جمعاً ودراسة) هل طُرق هذا الموضوع بحثاً علمياً وجزى الله الجميع خير الجزاء،،،،،،،،،،
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[08 Mar 2005, 12:52 ص]ـ
لعلك تستفيد من قاعدة بيانات مركز الملك فيصل على الرابط التالي:
اضغط هنا ( http://213.150.161.217/kfcris/login.htm)
ـ[أحمد الحذيفي]ــــــــ[08 Mar 2005, 07:34 م]ـ
أشكرك ياشيخ أحمد على هذا التواصل وجزاك الله خير الجزاء،،،،،،،،،،،،،،(/)
نوع العرض في قوله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض
ـ[عبدالعزيز الضامر]ــــــــ[08 Mar 2005, 12:02 ص]ـ
سبق الكلام في هذا المُلتقى المبارك مناقشة ما إن كان العرض في قوله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ ... } (الأحزاب:72) على سبيل الحقيقة أم غير ذلك, وقد حال بيني وبين المشاركة عطل أصاب الجهاز أقعده مريضاً فترةً من الزمن, لذا أحببت ألا أحرمكم هذه الفائدة ..
فَسَّر الإمام البيضاوي رحمه الله العرض والإباء والإشفاق في الآية الكريمة على ضربٍ من التأويل, فلا ثَمَّ عرضٌ ولا اختبار ولا إباء ولا إشفاق على الحقيقة, ولا عرضٌ على الإنسان وقبول منه على تلك الطريقة, وإنما هي من باب التصوير والتمثيل, والله سبحانه وتعالى خلق الجمادات على صفةٍ لا تصلح للتكليف, وعلمَ منها ذلك, وخلق الإنسان على صفةٍ تصلح للتكليف, وعلمَ منه ذلك, فكلَّفه, وأنَّ هذا هو مُقتضى حِكمته في في الكُل.
وبيَّن أنَّ المراد بالأمانة: العقل والتكليف, وبعرضها على السموات والأرض والجبال, اعتبار ما بالإضافة إلى استعدادهن, وبإبائهن الإباء الطبيعي الذي هو عدم اللياقة والاستعداد, وبحمل الإنسان قابليته واستعداده.
فاعترض على ذلك المولى سليمان بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل, (أبو الربيع) , من سلاطين دولة الأشراف العلويين في مراكش (المغرب الأقصى) , ووجَّه الآية على ظاهرها, وكتب بذلك إلى شيخه ابن كيران [1] ( http://www.tafsir.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1), فتلقف خطابه, وشرحه برسالةٍ انتصر فيها لمذهب الجمهور, مسترشداً بما في الدر المنثور من أنَّ العرض والإباء حقيقيان, وأنَّ العرض عرض تخيير, لا عرض عزيمةٍ وتحتيم, فكان الإباءُ إباءَ خوفٍ وإيثار, لا إباءَ مُخالفةٍ وعصيان.
وقد دَرَسَ هذه الرسالة وحققها الدكتور: شافع ذيبَان الحريري أستاذ التفسير وأُصوله المُساعد في كلية الشريعة واللغة العربية بجامعة الإمام (فرع رأس الخيمة) , وتَمَّ نشرها في مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية الصادرة عن مجلس النشر العلمي بجامعة الكويت, عدد (57) , ربيع الآخر1425هـ-يونيو2004م.
حُرر: عصر السبت في العاشر من شهر الله المحرم لعام 1426هـ
[1] ( http://www.tafsir.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) / هو: محمد الطيب بن عبد المجيد بن عبد السلام بن كيران, أبو عبد الله, عالمٌ محقق نَقَّادٌ, وحافظٌ متقنٌ تفَّرد في وقته بالجمع بين علمي المعقول والمنقول والفروع والأصول, يَعرفُ أكثر الفنون, وهو ممن حصَّل رُتبة الاجتهاد في زمنه, ولد بفاس سنة (1172هـ). الفكر السامي للحجوي (2/ 295).
ـ[نصرمنصور]ــــــــ[08 Mar 2005, 12:27 ص]ـ
المرجع هنا ( http://pubcouncil.kuniv.edu.kw/jsis/arabic/showarticle.asp?id=699)(/)
مجلة علمية للبحوث والدراسات القرآنية بمجمع الملك فهد
ـ[عبدالعزيز الضامر]ــــــــ[08 Mar 2005, 01:04 ص]ـ
مجلة علمية للبحوث والدراسات القرآنية بمجمع الملك فهد
في خطوة رائدة من خطوات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف لخدمة كتاب الله عز وجل، يعتزم المجمع إصدار مجلة علمية متخصصة في القرآن الكريم وعلومه باسم (مجلة البحوث والدراسات القرآنية).
صرَّح بذلك وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المجمع الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ، وأضاف معاليه أن إصدار المجلة يسهم في تنشيط البحث العلمي ونشر الدراسات والبحوث العلمية المعنية بالقرآن الكريم وعلومه مما يثري مكتبة البحوث والدراسات القرآنية.
وأشار معاليه إلى أن المجمع قد أنهى جميع الاستعدادات اللازمة لانطلاق المجلة من حيث إصدار لائحتها التنظيمية، وتكوين هيئة تحريرها، وإعداد قواعد النشر بها، ومراسلة الجامعات ومراكز البحث العلمي والباحثين المتخصصين في الدراسات القرآنية، ليساهموا بدرساتهم وأبحاثهم العلمية في المجلة، وتخصيص عنوان بريد إلكتروني لها، وموقع على الشبكة العالمية للمعلومات (الإنترنت).
واختتم معاليه تصريحه بقوله: إن المجلة ستنشر الدراسات الجادة المتميزة في مجال القرآن وعلومه، وسيصدر العدد الأول منها خلال شهور قلائل بمشيئة الله تعالى.
فهرست لمصنفات تفسير القرآن الكريم
صدر عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة حديثاً كتيب بعنوان: (فهرست مصنفات تفسير القرآن الكريم)، شامل المصنفات تفسير القرآن الكريم.
وفي تقديمه للكتيب، أكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المجمع في كلمة له أن الوزارة تهتم بخدمة كتاب الله - تعالى - والمتمثل في الإشراف على أعظم صرح علمي لخدمة كتاب الله - تعالى - مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، فقد حرصت كل الحرص على الإيعاز إلى مركز الدراسات القرآنية التابع للمجمع بوضع (فهرست) شامل لمصنفات تفسير القرآن الكريم، يكون جامعاً لكل ما أمكن التوصل إليه بعبارة موجزة فوق الضوابط والقواعد الموضحة في مقدمة (الفهرست).
وفي كلمة الأمانة العامة للمجمع، قال الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الدكتور محمد شديد بن سالم العوفي: إنه ليسعد الأمانة العامة لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف أن تضع بين أيدي الباحثين في حقل الدراسات القرآنية هذا السفر العلمي الجديد، الذي يخدم جانب الحصر الشامل لجميع مصنفات تفسير القرآن الكريم، حيث بذل الأخوة الباحثون في مركز الدراسات القرآنية جهوداً كبيرة، إذ عكفوا على جمع مادته، وتنظيمها وفق الترتيب المعجمي المشهور، وتمحيصها بإيجاز يخدم الغرض، وقد كانت الفترة الزمنية التي تصدى بها هذا (الفهرست) فترة رحبة، فهي تمتد من أول ظهور حركة التأليف والتصنيف عند السلف من القرآن الهجري الأول إلى أيامنا هذه، كما أنه استوعب المؤلفات الغزيرة التي اعتمدت على مناهج متنوعة من التفسير، مما جعل بطاقات البحث التي تدخل ضمن عنايته تربو على ستة آلاف عنوان ما بين مطبوع، ومخطوط، ومفقود أشارت إليه كتب التراجم وغيرها.
ويسد هذا (الفهرست) ثغرة كبيرة في صرح مكتبة الدراسات الإسلامية، ويلبي حاجة في نفوس الباحثين والمنشغلين بآي الذكر الحكيم، وذلك لأنه اعتمد على المنهج العلمي في استقراء مادته وجمعها، كما أن المكتبة القرآنية خالية من معجم يلم أشتات كتب التفسير المخطوطة والمطبوعة والمفقودة، القديمة والحديثة، على اختلاف مناهجها وتعدد مشاربها، إضافة إلى القائمين على عمله فريق من المختصين بالدراسات القرآنية.
ويرصد (الفرست) المصنفات التي كتبها أصحابها شرحاً لكتاب الله باللغة العربية دون غيرها من لغات الشعوب الإسلامية، منذ صدر الإسلام، حتى العصر الحاضر، سواء كان هذا الشرح تفسيراً كاملاً للقرآن الكريم، أو مقتصراً على تفسير بعض سوره أو بعض آياته.
وتشمل مادة (الفهرست) الموضوعات التالية: التفسير بمختلف اتجاهاته وأحجامه، وكتب غريب القرآن، وكتب أحكام القرآن، وكتب الوجوه والنظائر، وكتب مناسبات الآي والسور، وكتب تعليل المتشابه اللفظي وتوجيهه، وكتب مشكل القرآن، وكتب متشابه القرآن المعنوي، وكتب تشبيهات القرآن، وكتب أمثال القرآن، وكتب أٍقسام القرآن.
كما تم جمع مادة (الفهرست) بعد جرد المصادر وتفريغ المعلومات - على بطاقات، وقد تضمن (الفهرست) ما يربو على ستة آلاف بطاقة، وحوت كل بطاقة خمسة حقول هي: عنوان الكتاب، واسم المؤلف، والبيانات عن الكتاب، والمصادر، والملاحظات، وقد راعى (الفهرست) في كل حقل من هذه الحقول عدداً من الضوابط، مثل: اسم المؤلف وترتيبه وفق نسق: الشهرة، الاسم الأول، الأب، الجد، الكنية، اللقب، النحلة، أو المذهب الفقهي، و (بعض الأوصاف الكاشفة)، الميلاد، والوفاة. كذلك اهتم (الفهرست) بتجنب الإطالة والاكتفاء بذكر الجزء والصفحة، أو عدد المجلة، ولم يذكر المصادر إلا من نص على اسم الكتاب دون من ترجم للعلم.
المصدر: صحيفة الرياض الجمعة 16محرم1426هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Mar 2005, 03:40 م]ـ
بارك الله فيك أخي عبدالعزيز على هذا الخبر السار للجميع. حيث إن تعدد المجلات العلمية المتخصصة تثري البحث العلمي، وتساعد الباحثين على النشر بمرونة وسرعة. وقديماً كان يتأخر البحث في نشره سنوات بسبب كثرة البحوث، وقلة المجلات المتخصصة.
الآن أصبح للدراسات القرآنية المجلات التالية:
- مجلة الدراسات القرآنية التي تصدرها الجمعية العلمية للقرآن الكريم وعلومه. ويرأس تحريرها أستاذي الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع.
- مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية بجدة.
- مجلة الدراسات القرآنية التي يصدرها مركز الدراسات القرآنية بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
- إضافة لمجلات الجامعة القائمة فإنها تنشر بحوث الدراسات القرآنية أيضاً. كمجلة جامعة الإمام وأم القرى والجامعة الإسلامية والملك خالد وغيرها.
وهناك غيرها في بقية الدول الإسلامية كمصر وسوريا والإمارات والكويت وغيرها.
وهناك خطة لدى شبكة التفسير والدراسات القرآنية لإصدار مجلة علمية متخصصة محكمة الكترونية، وموضوعها لا يزال يدرس من قبل القائمين على الشبكة، ولعله يرى النور قريباً بإذن الله تعالى.
ـ[الراية]ــــــــ[09 Mar 2005, 02:29 م]ـ
خبر مفرح جداً
بانتظار صدورها بمشيئة الله تعالى
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[15 Mar 2006, 08:16 م]ـ
هل أصدر المجمع أول أعداده؟
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[17 Mar 2006, 03:48 ص]ـ
لو تكرمت علينا برابط المجلة
ـ[أبو حسام]ــــــــ[19 Mar 2006, 12:41 ص]ـ
كنت قد سألت أحد أعضاء هذه المجلة عن موعد صدورها فأفاد أنه في نهاية هذا الشهر إن شاء الله وللمعلومية فإن المجلة نصف سنوية، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[09 Nov 2009, 02:46 ص]ـ
الآن أصبح للدراسات القرآنية المجلات التالية:
- مجلة الدراسات القرآنية التي تصدرها الجمعية العلمية للقرآن الكريم وعلومه. ويرأس تحريرها أستاذي الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع.
- مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية بجدة.
- مجلة الدراسات القرآنية التي يصدرها مركز الدراسات القرآنية بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
- إضافة لمجلات الجامعة القائمة فإنها تنشر بحوث الدراسات القرآنية أيضاً. كمجلة جامعة الإمام وأم القرى والجامعة الإسلامية والملك خالد وغيرها.
وهناك غيرها في بقية الدول الإسلامية كمصر وسوريا والإمارات والكويت وغيرها.
.
هل من روابط لتحميلها أثابكم الله؟!
E= عبدالرحمن الشهري;11647]
وهناك خطة لدى شبكة التفسير والدراسات القرآنية لإصدار مجلة علمية متخصصة محكمة الكترونية، وموضوعها لا يزال يدرس من قبل القائمين على الشبكة، ولعله يرى النور قريباً بإذن الله تعالى. [/ QUOTE]
فكرة موفقة وفقكم الله وسددكم
ونحن في لهفة لصدورها(/)
وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 Mar 2005, 05:25 م]ـ
قال تعالى
((((،إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ المَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)) 9 - 10 الأنفال
وقال ((بَلَى إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ المَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ)) 125 - 126 ال عمران
لم قدم الجار والمجرور في الأنفال وأخره في آل عمران
أي لم قال في الأنفال "وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ" وفي آل عمران "وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ "
والآيتان موضوعهما واحد هو الإمداد الرباني لمقاتلي معركة بدر
أما آية الأنفال ففي التقديم للجار والمجرور فائدة الإختصاص--أي لتطمئن قلوبكم بهذا الإمداد لا بغيره من عدد وعدة---ولقد كان أصاب المسلمين وجل من أول لقاء مع عدو يفوقهم عددا وعدة-- فقد كانت رغبتهم أن يلاقوا غير ذات الشوكة وهي القافلة---فقدر لهم المولى ملاقاة ذات الشوكة فوجلوا فكان في هذا الإختصاص تعريض بهم لوجلهم --كذا قال إبن عاشور
((تقديم المجرور هنا في قوله: {به قلوبكم} وهو يفيد الاختصاص، فيكون المعنى: ولتطمئن به قلوبكم لا بغيره، وفي هذا الاختصاص تعريض بما اعتراهم من الوجل من الطائفة ذات الشوكة وقناعتهم بغُنم العُروض التي كانت مع العِير، فعُرض لهم بأنهم لم يتفهموا مراد الرسول صلى الله عليه وسلم حين استشارهم، وأخبرهم بأن العير سلكتْ طريق الساحل فكان ذلك كافياً في أن يعلموا أن الطائفة الموعود بها تمحضت أنها طائفة النفير))
ولم أجد قولا عنده أو عند غيره يبرر تقديم "قلوبكم " على الجار والمجرور في آية آل عمران
وقذ يقول قائل أن آية الأنفال نزلت قبل حصول القتال--لذلك حصل وعد فيها بالإمداد بألف من الملائكة لتثبيت الواجلين فيصبروا
وأن آية آل عمران نزلت خلال القتال لذا قال "يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ " ففي الإخبار الآني بحصول الإمداد وفي زيادة العدد زيادة في التثبيت فكان التركيز على طمأنة القلوب لتثبت في قتالها فقدم القلوب وأخر الجار والمجرور
فهل لقوله مسوغ في علم تأريخ التنزيل؟؟
__________________
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 Mar 2005, 01:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في التعبير القرآني
للدكتور فاضل السامرائي
(ص 71 - 72):
فقدم القلوب على الجار والمجرور في آل عمران فقال " ولتطمئن قلوبكم به "، وأخرها عنه في الأنفال فقال: " ولتطمئن به قلوبكم " علماً بأن الكلام على معركة بدر في الموطنين غير أن الموقف مختلف.
ففي آل عمران ذكر معركة بدر تمهيداً لذكر موقعة أحد وما أصابهم فيها من قرح وحزن والمقام مقام مسح على القلوب وطمأنة لها من مثل قوله تعالى: " ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين. إن يمسسكم قرح فقد مسّ القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس " (آل عمران: 139 - 140) إلى غير ذلك من آيات المواساة والتصبير فقال: " وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به "، فذكر أن البشرى (لهم) وقدم (قلوبهم) على الإمداد بالملائكة فقال: " إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به "، كل ذلك من قبيل المواساة والتبشير والطمأنة.
ولما لم يكن المقام في الأنفال كذلك، وإنما المقام ذكر موقعة بدر وانتصارهم فيها ودور الإمداد السماوي في هذا النصر وقد فصّل في ذلك أكثر مما ذكر في آل عمران فقال: " إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين. وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم. إذ يغشّيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهّركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبّت به الأقدام. إذ يوحي ربّك إلى الملائكة أني معكم فثبّتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان " (الأنفال: 9 - 12).
أقول لما كان المقام مختلفاً خالف في التعبير. أنه لما كان المقام في الأنفال مقام الإنتصار وإبراز دور الإمداد الرباني قدّم (به) على القلوب والضمير يعود على الإمداد. ولما كان المقام في آل عمران هو الطمأنة وتسكين القلوب قدّمها على الإمداد فقال " ولتطمئن قلوبكم به " وزاد كلمة (لكم) فقال: " وما جعله الله إلا بشرى لكم " زيادة في المواساة والمسح على القلوب فجعل كلاً في مقامه.
انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو زينب]ــــــــ[10 Mar 2005, 05:42 م]ـ
أخي الفاضل جمال وفقه الله
سوف أنقل فقرتين حول الموضوع
الأولى من كتاب " فتح الرحمان شرح ما يلتبس من القرآن " للشيخ زكرياء الأنصاري. و الثانية مقتبسة من كلام الأستاذ السامرائي حول التقديم و التأخير في القرآن.
أولا:
يقول الشيخ الأنصاري رحمه الله:
هذه تخالف آية الأنفال في ثلاثة أمور:
1 - لأنه ذكر في هذه " لكم " لتمام القصة قبلها. و تركها ثَم إيجازا أو اكتفاء بذكره له قبل في قوله " فاستجاب لكم "
2 - و قدم " قلوبكم " على" به " هنا. و عكس في الأنفال ليزاوج بين الخطابين في " لكم " و "قلوبكم ".
3 - و ذكر هنا وصفي " العزيز " و " الحكيم " تابعين بقوله:" العزيز الحكيم ". و ثم ذكرهما في جملة مستأنفة بقوله " إن الله عزيز حكيم " لأنه لما خاطبهم هنا , حسُن تعجيل بشارتهم بأنََ ناصرهم عزيز ُُ حكيمُُُُُ.
و لأن ما هناك قصة بدر وهي سابقة على ما هنا , فإنها في قصة أُحُد فأخبر هناك بأنه " عزيز حكيم " و جعل ذلك هنا صفة لأن الخبر قد سبق.
ثانيا:
بعد أن فسر الأستاذ السامرائي سبب التقديم و التأخير في آيتي آل عمران و الأنفال – كما ذكرها أخونا لؤي الطيبي , جزاه الله كل خير- يضرب أمثلة أخرى:
و مثال آخر. قوله تعالى في سورة هود " قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي و آتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها و أنتم لها كارهون" /28.و قوله تعالى في سورة هود كذلك " قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي و آتاني منه رحمة فمن ينصرني من الله إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير " "/63.في الآية الأولى قدم الرحمة على الجار و المجرور. و الآية تتكلم عن الرحمة (فعميت , أنلزمكموها , و أنتم لها كارهون) كلها تعود على الرحمة لذا اقتضى السياق تقديم الرحمة على الجار و المجرور.أما في الآية الثانية فالآية تتكلم عن الله تعالى (ربي , الله , منه , الضمير في عصيته) كلها تعود على الله تعالى لذا اقتضى السياق تقديم " منه " على الرحمة.
وفي القرآن الكريم أمثلة عديدة في التقديم و التأخير كما في قوله تعالى {لهم ما يشاؤون فيها} و {لهم فيها ما يشاؤون} و كذلك في قوله تعالى {و رفعنا فوقكم الطور} و {وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة} و قوله تعالى {ومما رزقناهم ينفقون} و {و أنفقوا مما رزقكم الله}.
و لا ينبغي الاكتفاء بالاهتمام لتفسير التقديم و التأخير في القرآن بل يجب أن يعرف سياق الآيات و دلالتها لأن السياق يقتضي هذا التقديم والتأخير.
و الله أعلم.
ـ[أبو علي]ــــــــ[17 Mar 2006, 10:28 ص]ـ
الحمد لله العزيز الحكيم
كان من الحكمة أن يعبر القرآن عن المدد الإلهي للمؤمنين مرتين لأن المؤمنين ليسوا سواء، منهم الراسخون في الإيمان العارفون بالله، ومنهم حديثوا الإيمان الذين لا زالوا مبتدئين.
آية آل عمران تتكلم عن الصنف الأول من المؤمنين، فالعارف بالله يوقن أن الله عزيز حكيم يحقق الغاية بأية وسيلة، والغاية هي اطمئنان القلوب بالنصر، لذلك قدم (قلوبكم) على الجار والمجرور (به) لأن ما يهمهم هو تحقيق الغاية ولا يهم بأية وسيلة، هولاء حين سمعوا بالمدد أيقنوا أنها بشرى ترجح كفة المعركة لصالحهم، لذلك قال تعالى (بشرى لكم)، لو اعتبروا أن المدد غير كاف لتحقيق النصر لكانت (بشرى فقط) بدون (لكم)، وختم الله الآية ب (وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم)، فهذه حقيقة يعلمها المؤمنون بالله العارفون به لا تحتاج أن يؤكدها لهم ب (إن) فيقول (إن الله عزيز حكيم).
أما آية الأنفال فإنها تتكلم عن الصنف الثاني من المؤمنين الذين يظنون أن حسن اختيار الوسيلة هو الذي يحقق الغاية، لذلك قدم الوسيلة (الجار والمجرور (به))، وحيث أنهم مؤمنون جدد فإن المدد كان (بشرى فقط)، لو أنهم اعتبروا الإمداد كافيا لتحقيق النصر لكان (بشرى لهم)، هؤلاء يحتاجون إلى توكيد يطمئنون به إلى البشرى، فأكد الله لهم: وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم، وزادهم تأكيدا بضرب أمثلة تذكرهم: إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ)
مثلا:
مريض يثق في طبيبه، فهو الذي يسكن ألمه في كل مرة يعاوده فيها نفس الألم، إذا عاود هذا المريض نفس الألم ثم جيء له بدواء وأعلموه أنه من عند طبيبه فإنه ستكون بشرى له بالشفاء لثقته الكبيرة بطبيبه العالم بحالته المرضية.
ومريض آخر أصيب بنفس الألم، فبعث من يحضر له دواء مسكنا، فلما سمع بإحضار الدواء استبشر لكنه غير متأكد ما إذا كان الدواء الذي أحضر هو الدواء المناسب أم لا، إذن فهي بشرى فقط لا تكون (بشرى له) إلا إذا تأكد أن الدواء سيحصل به الشفاء، فيؤكد له: إن هذا الدواء وصفه لك الدكتور فلان إنه طبيب قدير،إذ أنه عالج كثير من المرضى أمثالك كانوا يعانون نفس الألم الذي تعاني منه.(/)
مقالة " كلا " لأبي الحسين أحمد بن فارس (ت 395 هـ)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 Mar 2005, 02:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قيل في " كلا " كلام كثير .. واختلف أهل العلم في موضوع هذا الحرف في كتاب الله تعالى، وأين يقع نفياً، ومتى يقع تحقّقاً ..
وهنا تلخيص لما فسّره أحمد بن فارس رحمه الله تعالى، فيقول:
إن سأل سائل عن " كلا "، فقل: هي في كتاب الله على أربعة أوجه، يجمعها وجهان: ردّ وردع، وهما متقاربان. وتحقيق وصلة يمين، وهما متقاربان.
فالردّ مثل " ليكونوا لهم عزّا كلا ". وهو الذي يُوقف عليه.
والردع مثل قوله: " كلا سيعلمون "
والتحقيق مثل: " كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين "
وصلة اليمين مثل قوله: " كلا والقمر ".
واعلم أنه ليس في النصف الأول من كتاب الله عز وجل " كلا "، وما كان منه في النصف الآخر، فهو الذي أوضحنا معناه حسب ما لاح واتجه، والله ولي التوفيق.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[11 Mar 2005, 03:30 م]ـ
للفائدة هناك جزاءان لطيفان في هذا الموضوع:
أحدهما لأبي جعفر الطبري , والآخر لمكي بن أبي طالب.
وقد حققهما د. أحمد حسن فرحات
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[11 Mar 2005, 08:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكر الله للأخ الدكتور البريدي على هذه الإفادة ..
وإليك معلومات عن الكتيبين:
الأول:
" شرح كلا وبلى ونعم والوقف على كل واحدة منهن في كتاب الله عز وجل "
صنعة الإمام العلامة: مكي بن أبي طالب القيسي
حققه وقدم له وعلق عليه: الأستاذ الدكتور أحمد حسن فرحات
دار عمار للنشر، 2002
والثاني يحوي رسالتين:
إحداهما: " رسالة كلا في الكلام والقرآن لأبي جعفر أحمد بن محمد بن رستم الطبري "
والأخرى: " مقالة كلا لأحمد بن فارس "
حققه وقدم له وعلق عليه: الأستاذ الدكتور أحمد حسن فرحات
دار عمار للنشر، 2002(/)
ما أفضل كتاب عن قصص القران؟
ـ[الراية]ــــــــ[10 Mar 2005, 12:09 م]ـ
ارجو من الاخوة الكرام
ان يرشدوني الى افضل كتاب يتحدث عن القصص التي في القران الكريم (سواء قصص الانبياء او غيرهم)
من جانب الفوائد والدروس والعبر المستقاة منها.
جزاكم الله خيراً
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Mar 2005, 04:51 م]ـ
أخي العزيز الراية وفقه الله لكل خير. ما أحسبك تسال إلا لنستفيد نحن، فأنت كما يظهر لي ولغيري دائماً صاحب معرفة متميزة بالكتب والبحوث.
من الكتب التي أقرأ فيها وأحرص على الانتفاع بها أثناء التدريس للتفسير عند المرور بقصص الأنبياء وغيرهم في القرآن ما يلي:
- قصص الأنبياء في القرآن الكريم وما فيها من العبر للشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. وقد طبع طبعات كثيرة عندي منها طبعة دار روضة الناظر للنشر والتوزيع 1425هـ. ضمن سلسلة رسائل في التربية والدعوة في القرآن الكريم.
والكتاب السابق ليس فيه قصة يوسف لأن الشيخ قد أفردها بكتاب مستقل ماتع لا يخفى عليك.
- سلسلة (تيسير المنان في قصص القرآن) جمع وترتيب أحمد فريد، وهو كتاب يقع في ثلاثة أجزاء، وقد طبعته دار ابن الجوزي وهوكتاب ماتع نافع موثوق. ذكر فيه قصص الأنبياء وغيرهم، واستنبط الفوائد التي فيها، واعتمد على كتب التفسير الموثوقة.
- وهناك كتب أخرى أذكرمنها كتاب للدكتور عبدالكريم زيدان لكنني نسيت اسمه، ولا أدري أين هو بين الكتب الآن لكنه ممتع وهو في مجلدين. ولعل الإخوة الكرام يضيفون ما لديهم. علماً أنني تقيدت بقولكم (من جانب الفوائد والدروس والعبر المستقاة منها.) دون مجرد سرد القصص القرآني.
ـ[الراية]ــــــــ[11 Mar 2005, 12:19 ص]ـ
الشيخ الكريم / عبدالرحمن الشهري
أشكر لكم تواضعكم، ولقد أفدتنا حفظك الله بهذه الكتب القيمة.
جزاك الله خيراً
وبانتظار مشاركة الاخوة الفضلاء
ومن الكتب التي وقفت عليها بالمكتبات أثناء بحثي، كتاب في 3 اجزاء أو أكثر للدكتور صلاح الخالدي عن قصص القران.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[11 Mar 2005, 01:23 م]ـ
من الكتب المفيدة في مجال القصة في القرآن الكريم:
دراسات في التفسير الموضوعي للقصص القرآني، للدكتور أحمد جمال العمري.
القصص القرآني في منطوقه ومفهومه، لعبد الكريم الخطيب.
خصائص القصة الإسلامية، للدكتور مأمون فريز جرار.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[11 Mar 2005, 02:11 م]ـ
كتاب الدكتور عبدالكريم زيدان الذي نبه عليه أخي عبدالرحمن الشهري هو:
المستفاد من قصص القرآن للدعوة والدعاة
وهو كتاب قيم في مجلدين كبار يذكر القصة حسب ورودها في القرآن ثم يذكر ما يستفاد منه للدعوة والدعاة بالتفصيل
ـ[الراية]ــــــــ[12 Mar 2005, 02:39 م]ـ
يعجز القلم عن كتابة عبارة في الشكر لكم ايها الاخوة الكرام.
جزاكم الله خيرا
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[13 Mar 2005, 09:47 ص]ـ
ارجو لكم دوام العافية من احسن الكتب التي قراتها عن القصص القراني كتاب مولانا الاستاذ الدكتور فضل عباس المسمى بقصص القران صدق حدث وسمو هدف وهناك كتاب جميل جدا لسيد قطب اسمه التصوير الفني في القران وان كان غير خاص بالقصص وهناك كتاب جيد اسمه بحوث في قصص القران لعبد الحافظ عبد ربه ان لم تخني ذاكرتي في تحديد اسم الكاتب
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[13 Mar 2005, 01:51 م]ـ
مما يسر إدارة الموقع مشاركة أمثالكم من المتخصصين في الدراسات القرآنية
وقد تبين من خلال ردودكم ومشاركاتكم أنكم من تلامذة الأستاذ الكبير فضل عباس؛ فحبذا لو أبرزتم أهم آراء الدكتور فضل، ونفائس تحقيقاته في مجال الدراسات القرآنية على شكل موضوعات مستقلة لكل مسألة، حتى يستفاد منها، وتناقش من قبل الإخوة الأعضاء
وقد قرأت كتابه: إتقان البرهان، واطلعت عليه قبل سنوات فأعجبت به، وظهر لي أنه بروح المصنف الناقد المحرر.
فلعله من الوفاء له - وأنتم من تلامذته - أن تنشروا علمه وتحقيقاته التي قد لا يطلع عليها إلا القليل.
وفقكم الله، ونفع بكم.
ـ[ابوبنان]ــــــــ[13 Mar 2005, 09:10 م]ـ
من الكتب القيمة في هذا الفن كتاب دعوة الرسل لأحمد العدوي من علماء الأزهر في مجلد واحد وهو من أفضل ما مر علي من الكتب في بابه
وكذلك كتاب أحسن القصص للوكيل في مجلدين فقد تميز بحسن العرض والترتيب
محبكم أبو بنان
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[14 Mar 2005, 02:31 م]ـ
الى الاخ الكريم ابي مجاهد العبيدي قدكتبت الذي تريد عن الاستاذ العلامة فضل عباس ضمن كتاب كبير اشرفت على تحريره وهو بعنوان دراسات اسلامية وعربية مهداة الى العلامة الاستاذ الدكتور فضل عباس بمناسبة بلوغه السبعين حيث عرضت فيه الى ابرز محطات حياة الاستاذ ارجو ان يكون نافعا ومفيدا والكتاب طبعته دار الرازي بعمان الاردن وهو يحوي ابحاثا نافعة جدا شارك فيها نخبة من الفضلاء من بينهم الاستاذ الدكتور نور الدين عتر والاستاذ الدكتور محمد ابو موسى والاستاذ الدكتور سليمان العايد وغيرهم حفظهم الله تعالى جميعا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[14 Mar 2005, 07:26 م]ـ
د/ جمال وفقك الله:
هل طبع الكتاب؟
ومتى صدر؟
وأين يمكن وجوده في مكتبات السعودية؟
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[15 Mar 2005, 09:43 ص]ـ
الاخ ابو بيان قد اشرت الى ان كتاب دراسات اسلامية وعربية مهداة الى العلامة الاستاذ الدكتور فضل عباس قد طبعته دار الرازي قبل عدة سنوات ويمكن للاخ الكريم ان يتصل بالسيد وجدي عبد المعطي صاحب الدارعلى هاتف جوال 009626795004944 وسيخبره عن وجود الكتاب او يؤمن له نسخة
مع خالص المحبة
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[15 Mar 2005, 11:26 م]ـ
شكر الله لك د. جمال.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Mar 2005, 07:16 م]ـ
ذكرتُ في الجواب السابق كتاب (تيسير المنان في قصص القرآن) جمع وترتيب أحمد فريد، وهو كتاب يقع في ثلاثة أجزاء، وقد طبعته دار ابن الجوزي وهوكتاب ماتع نافع موثوق. ذكر فيه قصص الأنبياء وغيرهم، واستنبط الفوائد التي فيها، واعتمد على كتب التفسير الموثوقة). وقد صدر بعد ذلك في مجلد واحد كبير يباع بأربعين ريالاً تقريباً. وهو أفضل من كونه في ثلاثة كتب كالسابق.
- بالنسبة لكتاب (دراسات إسلامية وعربية) الذي ذكره الدكتور جمال أبوحسان أعلاه، فقد ذكرت عناوين بحوثه في مشاركة مستقلة. وأحسب مما يعنى به أخي الكريم نايف الزهراني منه وجود بحث ماتع للأستاذ الدكتور محمد أبوموسى ضمن بحوث الكتاب، فهو من المعتنين ببحوث هذا البلاغي الجليل وفقه الله، وحق له ذلك، فمن لم يقرأ كتب الدكتور محمد محمد أبوموسى فقد فاته علم كثير من علم البلاغة العربية، ولا سيما أنه ممن دار حول كتب الإمام عبدالقاهر الجرجاني والزمخشري، فجلى فوائدهما، وأبان عن مناهجهما غاية البيان، فحق له أن يكون شيخ البلاغيين المتأخرين غير مدافع. وقد ظفر أخي العزيز أبوبيان بالتتلمذ عليه في الدراسة، وقد حدثني أحد طلاب الدكتور أبوموسى وهو الدكتور هشام الشرقاوي عن الجو الذي يسود درس الدكتور أبي موسى من المهابة وحسن البيان، والذهاب بالطالب في أودية البيان والبلاغة أحسن مذهب، والعناية بغرس حب المعرفة، وطلبها في مستقرها من أنفس طلابه.
قلت: هذا شيء يلمسه القارئ لكتبه في كل موضع، حتى في مقدماته للطبعات المختلفة منها، لا يمل من ترداد هذه الأسس في المعرفة، ولزوم ملابسة العلم ملابسة تامة حتى يختلط حبها بلحم الطالب وعصبه، وإلا فلا سبيل إلى تذوق إعجاز القرآن، وبلاغة اللغة على وجهها. في كلام طويل لعل أخي أبا بيان يتكرم علينا، فيذكر لنا طرفاً من منهج شيخه في التدريس، ومبلغه من القدرة على نقل المعرفة لطلابه حتى ننتفع بذلك جميعاً.
ولكن في النسخة التي معي من كتاب (دراسات إسلامية وعربية) سقط من بحث الدكتور أبوموسى الذي شارك به فيه صفحتان وهما رقم 532 و 533. فلعله يكون ذلك في نسختي فقط، ولا يكون في كل النسخ. ولعل الدكتور جمال يفيدنا بذلك مشكوراً.
أخي الكريم أبا مجاهد. شكراً لذكرك كتاب الدكتور عبدالكريم زيدان، وهو الذي أعنيه تماماً وهو كتاب ثمين.
وأشكر أخي الحبيب أبا بنان على إفادته بذكر كتاب الشيخ أحمد العدوي وهو كما ذكر وفقه الله.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[27 Mar 2005, 01:39 م]ـ
الاخ الكريم الدكتور الشهري عندما تاتي الى الاردن سأهديك نسخة جديدة من كتاب دراسات اسلامية وعربية تعويضا عن الصفحتين المفقودتين سهوا من نسختكم
واقبلوا خالص التحيات
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Mar 2005, 06:26 م]ـ
بإذن الله. جزاك الله خيراً على كرمك وحسن ردك يا دكتور جمال.
ـ[مرهف]ــــــــ[26 Oct 2005, 04:47 م]ـ
يضاف أيضاً إلى ما كتب في هذا الموضوع قصص القرآن للشيخ محمد حمزة رحمه الله مطبوع في دمشق
ـ[الراية]ــــــــ[15 Dec 2005, 11:54 ص]ـ
http://www.thamarat.com/images/BooksBig/nas-822-b.jpg
مواقف الأنبياء في القرآن (تحليل وتوجيه)
تأليف: صلاح عبدالفتاح الخالدي
الناشر: دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع - دمشق - سوريا
رقم الطبعة: الأولى
تاريخ الطبعة: 2003
نوع التغليف: عادي (ورقي)
عدد الأجزاء: 1
اسم السلسلة: من كنوز القرآن
الرقم في السلسلة: 8
عدد الصفحات: 425
مقاس الكتاب: 17 × 24 سم
السعر: 25.0 ريال سعودي ($6.67)
نبذة عن الكتاب:
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا الكتاب يتّم ما كتبه المؤلف قبل ذلك في كتابه (القصص القرآني: عرض وقائع وتحليل حوادث) الذي صدر في أربعة أجزاء، الذي استعرض فيه قصص الأنبياء من آدم إلى عيسى عليهم السلام.
وقد خصّص كتابه لهذا لتوجيه بعض مواقف الأنبياء والرسل، وتفسير بعض أقوالهم وأفعالهم المذكورة في القرآن، وحلَّ ما يثور حولها من إشكال، ونقض ما يوجّه لها من اعتراض.
ومنهجه في هذا الكتاب هو ذكر الآية أو الآيات التي تتحدّث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر الإشكال التساؤل الذي يوجه إلى موقف وتشخيص المشكلة،ثم حلها وتحليلها وتوضيحها وتوجيهها، وتأويلها وتفسيرها.
والأنبياء الذين وجّه مواقفهم، وحلل الإشكالات التي توجّه لهم هم: آدم عليه السلام، وحللّ عشرين إشكالاً حوله، ونوح عليه السلام، حللّ ثمانية إشكالات حوله، وهود عليه السلام،حللّ خمسة إشكالات حوله، وصالح عليه السلام حللّ سبعة عشر إشكالاً حوله، ولوط عليه السلام، حللّ ستة إشكالات حوله، ويعقوب ويوسف عليهما السلام، حللّ سبعة إشكالات حولهما، وموسى عليه والسلام، وحللّ ستة وثلاثين إشكالاً حوله، وداود عليه السلام، حللّ خمسة إشكالات حوله، وسليمان عليه السلام، حللّ ثلاثة عشر إشكالاً حوله، وأيوب عليه السلام، حللّ أربعة إشكالات حوله، ويونس عليه السلام، حللّ ستة إشكالات حوله، وزكريا ويحيى عليها السلام،حللّ خمسة إشكالات حولهما، وعيسى عليه السلام حللّ سبعة عشر إشكالاً حوله.
الملاحظات:
لم يتعرض في كتابه لآيات العتاب الموجّهة لخاتم النبيين وسيد المرسلين،ووعد بتخصيص دراسة مستقلة لها في سلسلته القيّمة (من كنوز القرآن) بعنوان: "عتاب النبي صلى الله عليه وسلم" في القرآن: تحليل وتوجيه.
http://www.thamarat.com/index.cfm?faction=BookDetails&Bookid=5641
ـ[ abouzied550] ــــــــ[29 Dec 2005, 04:42 م]ـ
و أيضا هناك كتاب ماتع جدا للاستاذ/ أحمد فائز الحمصي بإسم (قصص الرحمن في ظلال القرآن) و هو من أربع مجلدات كبار من إصدار مؤسسة الرسالة.
و كتاب آخر للأستاذ / محمد بسام رشدي الزين بإسم (مدرسة الانبياء - عبر و أضواء) مجلد واحد و هو مفيد جدا في طلبك الذي ذكرت من إصدار دار الفكر.
وأرجو أن أكون قد التزمت بما ذكرت أخي صاحب الموضوع في طلبك.
ـ[مصطفى الزكاف]ــــــــ[05 Jan 2006, 10:31 م]ـ
السلام عليكم
وايضا من افضل ماكتب في القصص القرآني كتاب الدكتور محمد محمود حجازي والكتاب شامة بين لداته نهج فيه مؤلفه نهجا بديعا واتى بما لم يات به غيره والدكتور حجازي حباه الله ببصيرة في كتابه الكريم تحس ان الرحل لحمته وسداه كتاب الله كما نحسبه ونرجو الله ان يسكنه جنات عدن وخير ما يستدل به على هدا كتابه التفسير الواضح والوحدة الموضوعية في القرآن وقد نشرت كتبه مكتبة دار التفسير بالزقازيق مصر
ـ[عبدالله الحضرمي]ــــــــ[14 Jan 2006, 07:41 ص]ـ
جزاك الله خير اخي الشيخ عبدالرحمن الشهري
ـ[أبو العالية]ــــــــ[21 Jan 2006, 12:04 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
عندي فائدتان:
الأولى:
هناك فصل مستل من رسالة علمية نفيسة وطبعت مفردة عن أصل الرسالة بعنوان (معالم القصة القرانية) تأليف محمد خير العدوي. ففيه مقدمات نفيسة جداً، وهي قديمة وفي ظني أن كثيراً مما أتى بعده استفاد منها ولم يشر لذلك، وفاته الفضل في عزوه لأهله (وقمت بمقارنة بعض الكتب في ذلك فظهر لي جلياً ما ذهبت له) فعفى الله عن أصحابها.
والثانية:
أما كتاب الأستاذ الدكتور فضل حسن عباس جزاه الله خيراً الذي أشار إليه الدكتور جمال (استاذي) فأنا أخالفه تماماً في الرأي؛ فقد قرأت الكتاب، وعليه جملة من الملاحظات:
أولها: عدم نسبة الأقوال إلى أصحابها وهو كثير، ويوردها مجرَّده من قول قال فلان أو فلان، ومقارنة سريعة مع ما في المفردات _ أو غيره _ وبين بعض الفروق والمعاني تجد هذا ملحوظاً.
ثانياً: أنه يطيل في بعض المواضع كثيراً بما لا فائدة من ورائه، وفي ظني أنه لو اختصره للنصف وركز مادته لكان أجود. (قال استاذي: بحذف الثلث)
ثالثاً: أن الدكتور يكرر الأفكار كثيراً وفي صفحات متقاربة أكثر من مرة، ثم يجعل لها فصلاً مستقلاً مثل مسألة (الطريقة الصحيحة في دراسة القصة القرآنية) ولا يقولن قائل أن هذا من التأكيد للنفيس فهذا غير سديد في المنهجية العلمية.
رابعاً: بعض القصص الاعتماد فيها فقط على الآيات تكون القصة ناقصة فلو جمع معها السنة الشارحة والمفسرة للمجمل لكان أحسن ولم يفعله الشيخ، مثال ذلك في قصة إبراهيم وفي بناء البيت.
فإن قال قائل: الكتاب يتحدث عن القصص القرآني لا النبوي؟
قيل: نعم: أصل القصة _ أو معظمها _ ساقها القرآن، ولكن بعض الجزئيات يجب إدخالها من السنة لتكتمل الصورة وإلا لبقيت ثغرة في القصة بحاجة إلى إكمال وهذه لا يسدها إلا روايات السنة، فيحسن إدخال هذا الشرط في الكتاب.
خامساً: أظن أن الكتاب لو سُمِّي بـ: (إشارات إلى القصص القرآني) لكان أقرب في الدقة، (قال استاذي: صحيح)
بيد أني أقول: إن الكتاب نافع، ومفيد، وجهد مشكور، فجزاه الله خيراً.
أخيراً: قلت ما قلت، بعد ما قراتُ الكتاب، وعلقت بعض الأمورالتي بالإمكان أن يُستدرك فيها على الشيخ، وهذا رأيٌ، قد يقبل أو لا ولكن المنهجية العلمية تقتضي ما ذكرت لمن طالع، سيما جاءت عفوا لا تتبعاً. والله أعلم.
تتمة:
كتاب الدكتور حجازي (التفسير الواضح) هل نظر فيه احد؟ فإن في النفس عليه أمور؟
فمن يعلق الجرس ويبين لنا شيئاً عنه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[26 Jan 2006, 12:34 م]ـ
انا اشكر الاخ محمد اولا. وثانيا يعلم هو وغيره ان مخالفة من خالفني لاتزعجني ابدا بل يسرني ان اجد فيها ما يصحح بعضا مما عندي ولكن ان يكون الكلام بهذه الصورة فانا انزعج منه للاسباب التالية
اولا قد اخبرني الاخ محمد برايه هذا وقلت له ما عندك من ملاحظات حول الكتاب احضره لنا مع خالص الشكر حتى يعاد النظر فيه من جديد وكان عليه ان ياتي بهذه الملاحظات قبل ان ينشرها للناس حتى تكون النصيحة في محلها
وانا لا ادعي لشيخي كمالا ولكن ان يصور على انه ياخذ من الكتب بهذه الطريقة ولا يعزو فهذا طعن في امانته والرجل امين على العلم عرفت هذا بنفسي وسمعته من اشياخه في الازهر باذني لكن قد يفوته بعض الاشياء لا عن قصد او يكون المذكور من توارد الخواطرفما كان على الاخ محمد ان يكون عجلا بهذه الطريقة واما ان هذا رايه في الكتاب فهذا شانه لكني لا زلت اقول انه من خير ما الف في هذا الباب برغم مخالفة الاخ محمد وارجو منه ان يتسع صدره لرايي كما اتسع صدري لرايه واحسبه ان شاء الله كذلك وهو من انجب الطلاب الذين درستهم
حماه الله تعالى
واقبلوا خالص التحيات
ـ[روضة]ــــــــ[26 Jan 2006, 02:36 م]ـ
الأخ الفاضل محمد،
أحترم رأيك مهما كان، ولكن،
أنا على يقين أنك لا تعرف الشيخ عن قرب، كل من عرفه يعلم أن ما وجهته إليه أبعد ما يكون عن سمو خلقه، وطيب نفسه.
فمن تشرف بالتتلمذ عليه يجده قد جمع نهايات الفضائل البشرية، فهو على سعة علمه يتحلى بالتواضع والأمانة في حياته وفي كتبه، فيردّ الفضل إلى أهله، ولا يرى في ذلك حرجاً حتى لو كان صاحبُ الفضل أحدَ تلامذته، وحتى لو كان ممن يخالفهم الرأي، فهو صاحب خلق رفيع حتى مع مخالفيه، مع قدرته على محاججتهم.
وله من اسمه نصيب: صاحب فضل على كل من عرفه، وحسن الخلق، وعباس في وجه كل معتدِ على الحق.
والأمر كما قال د. جمال قد يكون من توارد الخواطر، وقد يكون مما اشتهر العلم به.
فأرجو من الأخ الكريم التأني قبل توجيه مثل هذا الكلام لأمثال شيخنا الجليل.
وأرجو أن لا يجد حرجاً فيما قلتُه، مع أنني يعلم الله أنه ضاق صدري بما قال، فليكن أفضل مني.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[27 Jan 2006, 12:54 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
أشكر أخي الكبير الدكتور جمال جمَّلهُ الله بالإيمان والعمل الصالح القويم، على ما أفاد.
َبَيَْدَ أنَّ لي ثمة أمور:
أولاً: يعلم كل منصف أن ما ذكرته لا يعد طعناً في الكاتب جزاه الله خيراً؛ فالنقد إنما جاء منصبَّاً على الكتاب والنظر فيه من حيث المنهجية العلمية ليس إلا، أمَّا العباد (علماء أو غير علماء) فمعاذ الله أن نهتم بمثل هذه الأمور فأمرهم للخالق ولسنا حكَّاماً على الخلق.
ولقد قلتُ أنُ ما أبديتُه كان على الكتاب؛ إذ قلتُ في تعقيبي (فقد قرأت الكتاب، وعليه جملة من الملاحظات) ولم أتعرض للمؤلف جزاه الله خيراً.
فالفرق واضحٌ جدا.
ولعل هذا يشبه صنيع أهل العلم الفضلاء في الموقع المتميز النافع (ثمرات المطابع) فإنهم يعرضون ما يطبع مجدداً على أهل العلم المختصين ليبينوا محاسن الكتاب وبعض ما أُخِذ عليها.
ولا أقول أني من أهل الاختصاص لأكون حاكماً على الكتاب، ولكن من حقي كقارئ أن أبيَّن ما يكون حقاً وفيه نفع، من غير غلو أو جفاء ولكن بالتوسط والعبرة في هذا قول ربنا جل في علاه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) فالقسط في الأقوال هو الصواب؛ فلا وكس ولا شطط.
وحسبي أني قرأتُ الكتابَ فتبيَّن لي ما قد ذكرت، وربما قرأ آخر فتَبَيَّنت له أموراً اخرى بمثل ما قلت أو خلافي.
ثم مما ينبغي التنبه له أن العبرة بالقول لا بصاحبه فإن كان صواباً فليأخذ به، وإلاَّ فليُبَيَّن لنا خطأ قولنا، وإني لراجع عنه إلى الصواب وأُشهِد الله على ذلك والحمد لله هذا جِدُّ يسير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: أرى الدكتور الفاضل _ وغيره _ فقد تعقَّباني على الجملة الأولى، ولم يتعرضا للبقية، وقالا بأن الشيخ جزاه الله خيراً أمين ... إلخ.
فأقول: أيها الشيخ الفاضل، قولك جمَّلك الله بما أحب:
(قد يفوته بعض الاشياء لا عن قصد او يكون المذكور من توارد الخواطر)
فهنا مسألتان:
الأولى: أن يفوته بعض الشيء.
والسؤال: هل هذا البعض قليل أو كثير؟
الناظر في الكتاب يجد ما ذكرتَه فيه بعدٌ عن الصواب؛ فإنَّ كتاب الشيخ جزاه الله خيراً على خلاف ما تقول (ومن طالع عرف هذا عين المعرفة_ وقد طالعتَ!! _)؛ فإن الكثير من الأقوال والنقول تُسرد سرداً ولا يُشار لأصحابها لا من قريب أو من بعيد! والقلة التي يشير لها الشيخ جزاه الله خيراً أغلبها ساقها ليرد عليها كما فعل بأقوال من تكلم في القصص القرآني في المقدمات، أو ربما يسوق نصاً طويلاً يبلغ الصفحات على مسألة معينة! وهذا قليل _ بَلْه ما في هذا من عدم المنهجية العلمية ما فيه! _.
وأما الثانية: مسألة توارد الخواطر.
فهذا لا ضير في القليل من المسائل.
ولا ضير أن تحتوى على مضمون الفكرة.وقيل: فيه ضير!
ولكن الضير كل الضير أن ينقل النص بحرفيته (والبعض ربما بخطئه) ولا يشار له؟
فأيُّ توارد أفكارٍ هذا الذي يأتي به العقل بالنص الحرفي، ولنصوص كاملة لا كلمة أو كلمتين.
والحكم هنا للقارئ أيها الشيخ الحبيب في المسألة.
ثم إني أسأل أيها الشيخ الحبيب _ نفع الله بكم _:
هذا الفعلُ _ بغض النظر عن فاعله _ يُعَدُّ في عرف المنهجية العلمية ماذا؟
وهل هناك تفريق بين عالمٍ أو حاطب ليل، أو أن النظرة سواء ٌعلى الجميع، كمنهجية في أخلاقيات الباحث؟ (أترك الجواب للقارئ الألمعي ولكل منصف)
وأيضاً: إذا كان كتاب الشيخ كما ذكرتُ، فهل الصواب أن ندافع ونبرر أو نصحح؟
ونقول هذا صواب ويُعدَّل؟ ونعزو أقوال أهل العلم إليهم لنحصِّل البركة؟
فإن كان فالحمد لله، والنصحَ أردتُ (ولا يعلم ما في القلوب إلا الله) وإلا يُبَيَّن خلاف ما ذكرت، ولن يسعف الذَّاب شيئاً من ذلك؛ إذ الحقيقة مرة!
أيضاً: وهل يشفع للباحث أو الكاتب أنْ يكون أميناً وعلى دماثة في الخلق والتعامل ـ لكنه في باب التأليف والتصيف لاتظهر هذه الأخلاق، هل يشفع له ذلك؟
فأين آداب التاليف، وأين حفظ حقوق أفكار العلماء. وأين .. وأين ..
لا أظن عاقلاً يقول بهذا؛ فمن علم وجب عليه العمل بما يعلم. وإلا وقع فيما لا تحمد عقباه، كقوله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ)
وقبل الختام:
لا بد أن نفرق بين الإفادة، وبين السرقات العلمية؟ (ولعل مقاماً آخراً تبين فيه هذه المسألة)
ثالثاً: مسألة إحضار الملحوظات متعبة جداً، إذ هي أمانة فيما اعترضنا عليه وهذا مما يحتاج لبحث وتنقيب لتحقق ذلك الخطأ من عدمه، فقد يكون القصور والخطأ عند القارئ لا عند الكاتب. ولكن حسب هذه الملحوظات أنها تأتي عفواً فمتى ما وقعت جئنا بها وبعضها ذكرناها للشيخ في وقته كما يعلم جزاه الله خيراً.
أما حين يكون الطلب بتتبع الملحوظات، فالأمر يختلف تماماً، وهذا ما هو مشغول فيه الان مقيد هاته الكلمات في كتاب الشيخ (إتقان البرهان) بطلب من الشيخ (فضل) وتلميذه (استاذي د. جمال) ولا زال يتدارس ويناقش.
وإن دلَّ هذا فإنما يدل على تواضع الشيخ وحبه للحق ومتبعته (وكذا استاذي) وإلا فعلم صعلوك أمثالنا لا يقارن بعلم أستاذ جيل كالشيخ فضل؛ ولكنه حب الحق. فجزاه الله خيراً.
ثم مما يجب أن يعلم أنني في تعقيبي لم أصف الشيخ بالطعن في أمانته أو السرقة، ولكن جعلت ما ذكرت مما يعاب على الكتاب من صنيع كاتبه.
وأملك ولله الفضل والمنة الجرأة لمن تبين منه سرقات علمية أن نحذر الناس منه، فهذا ما ندين الله تعالى به ولا نحابي به أحداً ولو كان حبيباً عندنا فمحبة الحق أحب إلينا من محبة الخلق.
ولقد أشرت إلى بعض ذلك ممن لا يتقي الله في المسلمين في ملتقى أهل الحديث المبارك. فلينظر لمن أحب الفائدة.
وأخيراً أختم:
كما ذكر الشيخ الحبيب أن هذا رأيه، ولي رأيي ولكل وجهة هو موَّليها.
والحمد لله الصدر أوسع من صحراء الربع الخالي، والشيخ يعرف معنى (مُحَسَّن)!
ومن طريف ما يقال (كل فتاة بأبيها معجبة) وأُداعب الشيخ لأقول: وهنا يقاس (كل تلميذٍ بشيخه معجب)
غير أني لم أغفل الشكر للشيخ فضل، وأن فيه جهد مشكور ولكن حسب الكتاب شرفاً أن تبين ملحوظاته. وما قول الأصبهاني رحمه الله عن كل كتاب يكتب ببعيد.
جعلنا الله وإياكم من المحبين للحق المتبعين له كرهنا أم رضينا.
هذا ما سنح بالخاطر، واعتذر أيها الشيخ الكريم.
وأنصح أختي الكريمة (باحثة) رزقنا الله وإياها الإخلاص في القول والعمل، ليتك تراجعي يقينك؟
فالله جل شأنه يقول: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ).
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال مقيَّدُه محبكم
أبو العالية الجوراني
عفا الله عنه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[روضة المحب]ــــــــ[09 Nov 2010, 01:23 ص]ـ
مشايخنا الفضلاء هل من روابط للكتب التي ذكرتموها وجزاكم الله خيرا
ـ[نعيمان]ــــــــ[09 Nov 2010, 06:36 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
فإن قال قائل: الكتاب يتحدث عن القصص القرآني لا النبوي؟
قيل: نعم: أصل القصة _ أو معظمها _ ساقها القرآن، ولكن بعض الجزئيات يجب إدخالها من السنة لتكتمل الصورة وإلا لبقيت ثغرة في القصة بحاجة إلى إكمال وهذه لا يسدها إلا روايات السنة، فيحسن إدخال هذا الشرط في الكتاب.
السّلام عليكم أخي أبا العالية أعلى الله قدره في الدّنيا والآخرة.
ما رأيكم دام فضلكم: أتجوز هذه العبارة -من فضيلتكم- في حقّ القرآن الكريم؟
"ثغرة في القصّة بحاجة إلى إكمال"!!!!
وهل لفظ: السّنّة مكمّلة للقرآن صحيح؟
والسّؤال مفتوح لكلّ أحد، وليس مختصّاً بأخينا أبي العالية -حفظه الله ورعاه-
وصلّى الله على حبيبنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم
الثّلاثاء:3/ذي الحجّة/1431هـ - 9/ 11/2010م
ـ[محمد عادل عقل]ــــــــ[09 Nov 2010, 07:25 ص]ـ
جزى الله كل من ساهم او شارك في هذه المداخلات خيرا
وانا شخصيا أستفدت منها، واطلعت على معلومات اقف عليها لأول مرة
وبهذه المناسبة أتمنى على جميع الاخوة الدعاء للدكتور العلامة فضل حسن عباس الذي يعاني من وعكة صحية شديدة وآخر علمي به انه كان يرقد على سرير الشفاء قبل أيام في المستشفى الاسلامي بعمان
والرجل صاحب علم وفضل ويكفيه انه منذ اكثر من اربعين سنة وتفسيره المنطوق للقرآن الكريم يذاع عبر أثير اذاعة عمان الرسمية
ومجلسه العلمي الذي يحضره طلاب العلم من كل انحاء الاردن في مسجد الزميلي بمنطقة"الجاردنز" دليل آخر على علمه وقبوله بين الناس، اضف الى ذلك الحال الذي ينقلب اليه المسجد وجواره طيلة ليالي شهر رمضان الكريم والشيخ فضل يؤم بالناس التراويح وقيام الليل رغم ما به من تعب وضعف جسد.
لكن معروف عن الشيخ فضل انه شديد المراس مع تلاميذه ولا يقبل منهم الا الدرجات العلى في الفهم والاستيعاب ولذا فعلاماته زهيدة وخاصة لطلبة الماجستير والدكتوراة، وأذكر ان الدكتور نعيمان كان من أنجب تلاميذه، وكان الدكتور فضل يطلبه ليقرأ عليه من امهات الكتب في مكتبه لثقته بمستوى نعيمان اللغوي والنحوي ولم يحصل عنده العلامة التي كان يحصلها في باقي المواد الدراسية
وكان يصفه اوصافا لا يستحقها الا العلماء العلماء، لكن بعض تلاميذه الذين لم يتجازوا معه المساقات بسهولة او كانوا يفشلون فيها حملوا عليه حملة شعواء ووصفوه بأقذع الاوصاف التي لا تليق من طلبة علم وشريعة.
نسأل الله للدكتور فضل الشفاء والعافية في الدارين،
وأن يكتب كل ما قدمه في حياته في ميزان حسناته، انه ولي ذلك والقادر عليه.(/)
ندوة علمية عن (الفتنة في نصوص الكتاب والسنة) بجامعة أم القرى يوم الثلاثاء 5 - 2 - 1426
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Mar 2005, 04:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيمتنظم جامعة أم القرى برنامجاً علمياً بعنوان: (العصمة من الفتن) تعقد ندواته أيام الثلاثاوات من كل أسبوع ابتداء من يوم الثلاثاء القادم الموافق 5 صفر 1426 هـ وتنتهي يوم الثلاثاء الموافق 10 ربيع الأول 1426هـ.
وستكون أولى الندوات التي تعقد في هذا البرنامج بعنوان:
الفتنة في نصوص الكتاب والسنة
(معانيها، وضوابطها، وأنواعها)
وسيشارك فيها كل من:
- الدكتور مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار. عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين بالرياض.
- الأستاذ الدكتور أحمد بن سعد بن حمدان الغامدي الأستاذ بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية الدعوة وأصول الدين جامعة أم القرى.
ويدير الندوة الدكتور سعود بن عبدالعزيز العريفي عضوهيئة التدريس بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى.
وستعقد هذه الندوة بعد صلاة العشاء من يوم الثلاثاء 5 – 2 - 1426هـ في قاعة الشيخ حسن آل الشيخ رحمه الله بمقر الجامعة بحي العزيزية بمكة المكرمة.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[05 Mar 2008, 07:28 ص]ـ
عفوا على رفع هذا الموضوع المكتوب منذ 3 سنوات.
هل تحتفظون بمادة هذه الندوة؟ أرجو الاستفادة منها.(/)
(وكان تحته كنز لهما) [سورة الكهف]. ما المقصود بالكنز في الآية؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 Mar 2005, 07:42 م]ـ
قال الزركشي في البرهان
(وكل كنز في القرآن فهو المال إلا الذي في سورة الكهف (وكان تحته كنز لهما) فانه أراد صحفا وعلما)
أليس قولا غريبا؟؟
ولنر ما بقول غيره فقد نقل الطبري أقوالا مشابهة بما يلي ((
#عن مجاهد، قال: صحف علم.
#عن سعيد بن جبير {وكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما} قال: علم.
#عن ابن عباس {وكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما} قال: كان تحته كنْزُ علم.
# جعفر بن محمد يقول في قول الله عزّ وجلّ: {وكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما} قال: سطران ونصف، لم يتمّ الثالث: «عجبت للموقن بالرزق كيف يتعب، وعجبت للموقن بالحساب كيف يغفل، وعجبت للموقن بالموت كيف يفرح»
ونقل الطبري أقوالا مفادها أن الكنز كنز مال بما يلي
#عن عكرمة {وكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما} قال: كنز مال
# عن قتادة {وكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما} قال: مال لهما،
ثم أردف الطبري رافضا تأويل الكنز بصحف علم فقال
((وأولى التأويلين في ذلك بالصواب: القول الذي قاله عِكْرمة، لأن المعروف من كلام العرب أن الكنز اسم لما يكنز من من مال، وأن كلّ ما كنز فقد وقع عليه اسم كنز، فإن التأويل مصروف إلى الأغلب من استعمال المخاطبين بالتنزيل، ما لم يأت دليل يجب من أجله صرفه إلى غير ذلك، لعلل قد بيَّناها في غير موضع.))
وأنا مع ظاهر الكلام بأن الكنز هنا كنز مال-فهل أجد عندكم توجيها آخر؟؟
أعني هل من المحتمل أن يجمع لفظ الكنز الأمرين بأن يكون صحيفة علم من ذهب؟؟
ـ[أبو زينب]ــــــــ[11 Mar 2005, 08:37 ص]ـ
أخي الكريم جمال حفظه الله و رعاه
جاء في كتاب التبصرة لابن الجوزي رحمه الله ما يلي:
... وفي الكنز الذي كان تحته ثلاثة أقوال:
أحدها أنه كان ذهبا و فضة , رواه أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه و سلم.
و الثاني أنه كان لوحا من ذهب فيه مكتوب: عجبا لمن أيقن بالموت كيف يفرح , عجبا لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب , عجبا لمن أيقن بالنار ثم يضحك , عجبا لمن أيقن بالرزق كيف يتعب , عجبا لمن أيقن بالحساب كيف يغفل , عجبا لمن رأى الدنيا و تقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها.أنا الله لا إله إلا أنا , محمد عبدي و رسولي. و في الشق الثاني: أنا الله لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي , خلقت الخير و الشر فطوبى لمن خلقته للخير و أجريته على يديه , و الويل لمن خلقته للشر و أجريته على يديه.
رواه عطاء عن ابن عباس.
و الثالث أنه كنز علم.رواه العَوْفي عن ابن عباس , و قال مجاهد: صحف فيها علم.
اهـ.
و الله أعلم.(/)
أفتونا يا أهل الحديث في مسألة بلقيس
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 Mar 2005, 11:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد:
فأنا لست من المتخصصين في علم الحديث، وأشكلت علي قضية، أسأل الله تعالى أن أجد جواباً لها في هذا الملتقى المبارك إن شاء الله تعالى. فقد جاء في التفاسير حديث عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إحدى أبوي بلقيس كان جنياً ".
حيث جاء في (الدرّ المنثور): " أخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه وابن عساكر عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إحدى أبوي بلقيس كان جنّيًا ". وأخرج ابن أبي شيبه وابن المنذر عن مجاهد قال: صاحبة سبأ كانت أمها جنّية. وأخرج الحكيم الترمذي وابن مردويه عن عثمان بن حاضر قال: كانت أم بلقيس امرأة من الجن، يُقال لها بلقمة بنت شيصان. وأخرج ابن عساكر عن الحسن أنه سئل عن ملكة سبأ فقال: إن أحد أبويها جنّي. فقال: الجن لا يتوالدون! أي أن المرأة من الإنس لا تلد من الجن " (1).
وردّ على هذا القول ابن العربي في (أحكام القرآن)، قال: "قال علماؤنا: هي بلقيس بنت شرحبيل ملكة سبأ، وأمها جنّية بني أربعين ملكًا. وهذا أمر ينكره الملحدون ويقولون: إن الجن لا يأكلون ولا يلدون، وهم في ذلك كاذبون. ذلك صحيح ونكاحهم مع الجن جائز عقلاً. فإن صحّ نقلاً فبها ونعمت، وإلا بقينا على أصل الجواز العقلي " (2).
وذكر القرطبي في تفسيره شيئًا قريبًا مما ذكرناه (3).
وجاء في كتاب (غمز عيون البصائر) للحموي: " وجاء في القَصَص أن بلقيس من بنات الجنّ، وأن أباها السرح بن الهداهد، تزوّج بريحانة بنت السكن وكانت بنت الجن " (4).
وقال ابن كثير في (البداية والنهاية): " وهي بلقيس بنت السيرح .. وكان أبوها من أكابر الملوك، وكان يأبى أن يتزوّج من أهل اليمن، فيقال: إنه تزوّج بامرأة من الجن، إسمها ريحانة بنت السكن، فولدت له هذه المرأة، وإسمها تلقمة، ويقال لها بلقيس. وقد روى الثعلبي من طريق سعيد بن بشير عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " كان أحد أبوي بلقيس جنيًّا ". وهذا حديث غريب، وفي سنده ضعف (5).
وقال الإمام المناوي في (فيض القدير) في شرحه للحديث " أحد أبوي بلقيس كان جنيًّا ": " رواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب العظمة وابن مردويه في التفسير وابن عساكر في ترجمتهما عن أبي هريرة. وفيه سعيد بن بشير، قال في الميزان عن ابن معين ضعيف وعن ابن مسهر لم يكن ببلدنا أحفظ منه، وهو ضعيف منكر الحديث، ثم ساق من مناكيره هذا الخبر. وبشير بن نهيك أورده الذهبي في الضعفاء، وقال أبو حاتم لا يُحتجّ به، ووثقه النسائي " (6).
وجاء في تفسير الطبري: " حدّثني أحمد بن الوليد الرملي، قال: ثنا هشام بن عمار، قال: ثنا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كان أحد أبوي صاحبة سبأ جنيًّا ". قال: ثنا صفوان بن صالح، قال: ثني الوليد، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر النضر بن أنس " (7).
ومع مؤيد ومعارض لصحة هذا الحديث أو ضعفه، أطرح السؤال التالي:
هل القول بأن أحد أبوي بلقيس كان جنياً هو صحيح؟
أرجو من الإخوة المتخصصين في علم الحديث أن يدلّوني على مصدر يجزم في هذه القضية ..
وبارك الله فيكم .. --------------------------------------------------------------------------------
(1) جلال الدين السيوطي، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، سورة النمل الآية 23.
(2) أبو بكر ابن العربي، أحكام القرآن، 3/ 1444.
(3) القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، 13/ 183، تفسير الآية 44 من سورة النمل.
(4) شهاب الدين الحموي، غمز عيون البصائر في شرح الأشباه والنظائر، الفن الثالث: الجمع والفرق، باب أحكام الجان.
(5) ابن كثير، البداية والنهاية، ج2، قصة سليمان مع داوود عليهما السلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
(6) الإمام عبد الرؤوف المناوي، فيض القدير شرح الجامع الصغير، الحديث 242.
(7) تفسير الطبري، سورة النمل، الآية 44.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[11 Mar 2005, 07:11 م]ـ
((كان أحد أبوي بلقيس جنياً)).
هذا حديث منكر:
أخرجه ابن جرير الطبري (19/ 189)، وابن عدي في "الكامل" (3/ 372)، والثعلبي في "الكشف والبيان" من طريق هشام بن عمار، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة مرفوعاً.
قلت: هذا إسناد ضعيف؛ فيه علل:
الأولى: الوليد بن مسلم؛ كان يدلس تدليس التسوية؛ فنحتاج منه التصريح بالسماع في جميع طبقات السند؛ وهذا غير متحقق في الإسناد السابق.
الثانية: سعيد بن بشير؛ قال الحافظ في"تقريب التهذيب": "ضعيف".
الثالثة: قتادة؛ مدلس؛ وقد عنعنه.
وقد توبع هشام بن عمار على الإسناد السابق؛ تابعه ((أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة)) – وهو ضعيف؛ انظر "لسان الميزان -
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (4/ 46/2693): [حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، ثنا أبو الجماهر، والوليد بن مسلم، قالا: ثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كان أحد أبويها جنيا)) يعني أبوي سبأ.
لم يذكر أبو الجماهر: النضر بن أنس، وذكره الوليد بن مسلم]. انتهى.
وقد وجدت للحديث علة أخرى؛ فقد أخرج ابن أبي حاتم في "التفسير" (16431): حدثنا محمد بن يحيى، أنبا العباس بن الوليد، ثنا يزيد، ثنا سعيد، عن قتادة:
قوله: ((قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة)): ماء وكان الصرح بناء من قوارير بني على الماء فلما رأت اختلاف السمك وراءه لم يشتبه عليها انه لجة ماء كشفت عن ساقيها.
((وكنا نحدث أن احد أبويها كان جنيا وكان مؤخر رجلها كحافر الدابة وكانت إذا وضعته على الصرح هشمته)).
قلت: وهذا إسناد حسن إلى قتادة.
قلت: من هذا الأسناد نجد أن ((يزيد)) وهو ((يزيد بن زريع)) – ثقة ثبت – قد رواه عن قتادة مقطوعاً عليه، وخالف بذلك (أبو الجماهر، والوليد بن مسلم)، وهذه علة أخرى.
قلت: والأشبه أن هذا الحديث من قول قتادة، ولا يصح مرفوعاً إلى النبي.
ــــــــ
الخلاصة: هذا الحديث منكر، كما بيناه.
وقال الألباني في "الضعيفة" (1818): [ضعيف].
وقال العلامة الألوسي في "روح المعاني" (19/ 189): [والذي ينبغي أن يعول عليه عدم صحة هذا الخبر].
ـــــــ
وكتبه
أحمد بن سالم بن أحمد بن علي المصري
غفر الله له ولوالديه
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[12 Mar 2005, 10:47 م]ـ
جزاك الله خيرًا يا شيخ أحمد على هذا البيان. وإن كانت مسألة الزواج لم تتضح بعد.(/)
جزى الله خيراً من أعان (السنن الكونيه في الآيات القرآنية)
ـ[أبو البراء بن المكدي]ــــــــ[12 Mar 2005, 01:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ....
أخواني الكرام .. أهل الملتقى. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
منذ وقت ليس بالقصير وأنا أفكر في موضوع من الأهمية بمكان وكلما أجمعت همتي لأبدأ فيه ... يقدر الله شيئاً، فأقف .. وقَدَرُ الله كله خير ....
وما أن وفقني الله بالاشتراك في هذا المنتدى المبارك حتى انشرح صدري مما رأيت من الأخوة طلبة العلم من المتخصصين في الدراسات القرآنية في هذا الملتقي ...
الموضوع:
السنن الكونية في الآيات القرآنية
وعزمت على أن أجمع الآيات والمواضع التي ذكرت السنن الربانية والكونية في كتاب الله، ولعلمي بنفسي وأني لست أهلاً لهذا ولكن ما هو إلا طلباً لفَهَم في كتاب الله نهدي به قلوبنا ونفهم به حديث ربنا إلينا ما أقدمت على ذلك ..
] لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [[يوسف:111]
فهل من نصيحة؟!!
فالمؤمنون نَصحة .. والمستشار مؤتمن .. والدال على الخير كفاعله ..
فإما أن يكفينا بعض إخواننا هذا العمل
فإذا وجِدَ بحث موجود بالفعل كففنا وَسلِمنا من ولوج باب صعب ومرتقى لسنا من أهله ... والله المستعان ونرجو من الله أن نجد على الخير أعواناً ولا نعدم منكم نصحاً .. والحمد لله أولاً وأخراً.
ـ[أبو زينب]ــــــــ[13 Mar 2005, 12:13 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي الفاضل أبو البراء
يقوم الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي بإلقاء درس أسبوعي و ذلك يوم الإربعاء في مسجد الإيمان بدمشق. و كل مرة يتناول موضوعا قرآنيا في سلسلة من ثماني إلى عشر حلقات.و هذه الفترة يتطرق إلى " السنن الكونية في القرآن الكريم" و قد انتهى إلى الحلقة الخامسة.
و يمكنك الاستماع إلى الحلقات على الروابط التالية:
http://bouti.com/wave/dirasat_09_02_2005.wma
http://bouti.com/wave/dirasat_16_02_2005.wma
http://bouti.com/wave/dirasat_23_02_2005.wma
http://bouti.com/wave/dirasat_02_03_2005.wma
http://bouti.com/wave/dirasat_09_03_2005.wma
و رغم الخلاف مع العلماء حول بعض آراءه و لكني أراه عالما جليلا قدم للإسلام و المسلمين أعمالا جديرة بالدراسة و الاستفادة.
أرجو أن تجد في دروسه ما يعينك على مشروعك.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 Mar 2005, 10:08 م]ـ
السلام عليكم
إذا زودت أهل المنتدى بنموذج عن آية فيها ما تريد بحثه فقد تكون نصيحتهم ذات قيمة أعلى مما لو لم يكن بين أيديهم مثل هذا النموذج--فسارع بتزويدنا به
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Mar 2005, 10:10 ص]ـ
حياكم الله أخي الكريم. وأهلاً بكم في ملتقى أهل التفسير. وقد سبق أن كتب أخي الكريم الشيخ ناصر الماجد (*) مقالة عن الآيات الكونية في القرآن الكريم،وهو موضوع مقارب لما ذكرتم لعله يفتح النقاش حول المقصود، وقد نشرت المقالة في شبكة التفسير بتاريخ 1/ 2/1425هـ بعنوان:
سمات الآيات الكونية الواردة في القرآن الكريم هذا نصها.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فيطيب لي أن أقدم التهنئة لنا جميعاً بهذه الخطوة المتميزة، لهذا الملتقى القرآني، وهذه الشبكة العلمية، وأسأل الله تعالى أن يجزي كل داعم ومؤازر خير الجزاء، وأحببت أن أقدم هذه المشاركة سائلا الله تعالى أن يعصمني فيها من زلل الرأي وخطل القول.
(يُتْبَعُ)
(/)
كثيراً ما تستوقف المرء آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن شواهد القدرة الإلهية في الآفاق والأنفس، ولقد استوقفني كثيراً منهج القرآن في اختيار تلك الآيات وأسلوب عرضها وتوظيفها في الغرض الذي سيقت له. لقد تميز المنهج القرآني بسمات عديدة، هي جديرة بالعناية من المشتغلين بالدراسات القرآنية، تدبراً وتأصيلاً، لاستنباط المنهج القرآني في عرض تلك الآيات الكونية، ذلك أن حديث القرآن عنها أخذ جزءاً غير قليل، وفي ظني ـ وبلا مبالغة ـ فإن الباحث في الدراسات القرآنية يمكن أن يقدم في ذلك رسالة علمية كاملة ورصينة. ويمكن تقسيم تلك السمات على ثلاثة أقسام رئيسة:
القسم الأول: سمات تتعلق بذات الأمر الكوني (الظاهرة الكونية) فهي سمة لتلك الآية الكونية التي تحدث عنها القرآن وأشار إليها.
القسم الثاني: سمات تتعلق بطريقة القرآن الكريم في عرضها وأسلوب ذكرها وإيرادها.
القسم الثالث: سمات تتعلق بالغرض والغاية الذي سيقت لأجله تلك الظواهر الكونية.
ويمكن أن نوجز هذه الأقسام بعبارة مختصرة: الدليل، والأسلوب، والغاية. وتصور هذه الأقسام الثلاثة، يفتح أفقاً واسعاً في الدراسة والنظر.
وأعتذر إلى القارئ الكريم عما سيلاحظه من نوع إجمال أو اختصار شديد، إذ المقصود لفت النظر إلى هذا الموضوع العلمي، لعل الله تعالى ييسر من يتولى هذا بشكل أوسع.
السمة الأولى:
من أبرز السمات التي تميز الآيات الكونية المشار إليها في القرآن الكريم؛ أنها منتزعة من البيئة المعاشة، والفضاء المحيط بنا، فالأرض بجبالها وسهولها ونباتها وحيوانها وبرها وبحرها، أمور محسوسة مدركة، وهذه سمة سارية في كل الآيات الكونية في القرآن الكريم، وهي بهذا تتميز بعدد من الأمور، منها:
* أنها لما كانت منتزعة من البيئة؛ فهذا يجعل الناس جميعا يستوون في الشعور بها والإحساس بوجودها بلا تميز، فصاحب القصر الكبير في المدينة، والخيمة الصغيرة في البدو، يستويان في الإحساس بها، والعالم والأمي يستويان، فمن منا لم يشاهد السماء أو النبات أو حتى الجمال، بل إن هذه الآيات الكونية بين جوانحنا نحن، ولذا قال تعالى يلفت نظر عباده لهذه الحقيقة ?وفي أنفسكم أفلا تبصرون?.
* وكونها منتزعة من البيئة المعاشة؛ يجعلها سهلة الإدراك، لا تحتاج إلى أدوات علمية ولا إلى تقنية عصرية، فنظرك إلى السماء وما فيها أو الأرض وما عليها، لا تحتاج معه ـ مثلاً ـ إلى مجهر مخبري، أو مكبر فضائي بل يكفيك الوسائل الفطرية التي ركبت فيك لتدرك بها هذه الآيات.
* وهذا يجعل الحجة ـأيضا ـ تقوم على الخلق جميعا؛ لأنهم يستوون في ملكات الإدراك والفهم لها.
* ولأنها منتزعة من الواقع، فهذا يجعلها تكرر بصفة مستمرة، تعايشها النفس، ويتملاها العقل.
السمة الثانية:
ومن السمات السارية في الآيات الكونية التي ذكرها القرآن الكريم، أنها متنوعة الأشكال متعددة الأنواع، فمن السماء بأفلاكها ونجومها وما فيها من مظاهر العظمة والروعة، إلى الأرض بسهولها وجبالها، والبحر بموجه وأحيائه، وهذا التنوع في الآيات الكونية والتعدد يحقق عدداً من الأهداف:
* منها انتفاء الملل والسأم لتعدد وتنوع ما يذكر من الظواهر الكونية، فمرة تحلق بنا الآيات إلى فضاءات الأفلاك والعوالم العلوية، ثم ما تلبث أن تحط بنا إلى جبال الأرض وتنحدر بنا إلى سهولها ثم تخوض بنا لجج البحر لتغوص بنا أعماقه وتنتهي بنا إلى قيعانه، في تنوع أخآذ يملك الحس والشعور.
* ومنها الاستحواذ على اهتمام الناس بمختلف مشاربهم وشتى اهتمامهم، إذ الناس مختلفون فيما يستوقفهم ويسترعي انتباههم، فالفلاح – مثلاً- ربما استوقفه ولفت نظره ما لا يستوقف البحار وهو على ظهر سفينته، أو البدوي وهو يرعى غنمه وإبله في الصحراء، وكذا الحال في العالم والتاجر والصانع.
السمة الثالثة:
(يُتْبَعُ)
(/)
تتميز الآيات الكونية التي يتحدث عنها القرآن الكريم، بأنها حقائق ضخمة، وخلق عظيم، بلغ النهاية دقة، والغاية تعقيداً، ولا يقدر قدرها إلا الذي أبدعها وخلقها سبحانه وبحمده، ومع هذا فيتميز منهج القرآن الكريم في عرضها والاستدلال بها؛ بأنه سهل ميسور قريب المأخذ، لا يُشق بها على الأفهام، ولا تكد بها الأذهان، وهذه خصيصة وسمة سارية في كل الظواهر الكونية التي أشار القرآن الكريم لها، وإن الخشوع ليأخذك وأنت ترى ضخامة هذه الحقائق الكونية، وهي تعرض من خلال آيات القرآن الكريم، ذلك العرض السهل المأخذ القريب المعنى، بخلاف ما نراه في كثير من الأدلة العقلية، التي يسوقها المتكلمون والنظار في تقرير الحقائق الكبرى والقضايا الكلية، ولهذه السمة عدد من المسوغات؛ فمع كون القرآن كلام الله عز وجل ـ بينه وبين كلام الخلق كما بين الخالق والمخلوق ـ فقد أراد الله تعالى أن تكون تلك الآيات الكونية شواهد حق على صدق القرآن الكريم، وصحة ما قرره من حقائق غيبية، وبراهين صدق على المبلغ له، وهذا يقتضي أن تكون تلك الأدلة قريبة المأخذ سهلة التناول، لا يشق على آحاد الناس وعامتهم إدراكها، وهذا ما نراه جليا ليس عند العلماء والمهتمين بهذه العلوم، فهم مظنة هذا، بل نرى آثار هذا الوضوح والقرب على الأمي الذي لا يقرأ حرفا ولا يفك خطاً، أو حتى تلك العجوز التي احدودب ظهرها، حتى إن المرء لتأخذه الدهشة من الخشوع والإخبات الذي يراه على محيا ذلك الرجل الأمي والمرأة العجوز عند سماعهما لآيات القرآن الكريم، وهي تستعرض بعض المظاهر الكونية في هذا الكون العظيم، وتأمل هذا فيمن حولك تجد صدقه.
على أنه لا يراد بهذا أن العالم والأمي يستويان في درجة الإدراك، بل المقصود أنهما يستويان في حصول أصل الإدراك، وإن تفاوتا في درجته ومبلغه.
السمة الرابعة:
وبناء على السمة السابقة فإنه لا توجد آية كونية ورد الإشارة إليها في كتاب الله، إلا وهي مدركة لجميع المخاطبين بها، يستوي في ذلك المتقدمون والمتأخرون، فالمتقدمون قد فهموا المراد بها على نحو ما انتهى إليه علمهم، وأدركوا دلالتها على ما سيقت له، ولا يؤثر في هذا ولا يعود عليه بالنقض ما تم اكتشافه حديثاً؛ وذلك لأمرين بارزين:
- الأول: أن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى، الذي خاطب به الخلق جميعاً منذ نزل وإلى أن تقوم الساعة، ومقتضى هذا أن يخاطب الله تعالى الخلق بما يدركونه ويعقلونه، وإلا خرج عما وصف به من البيان والهدى واليسر للمدكر، وهذه قضية مُسلَّمة لم يكن هناك ما يدعو إلى تقريرها؛ لولا أنا رأينا من كلام بعض المعاصرين من يناقض هذا.
- الثاني: أن القرآن الكريم حَمَّال للوجوه، واسع المعاني، عام الدلالة، وهذه أمور يجب أن لا يغفل عنها المهتمون بالنواحي الطبيعية الكونية، فلا يجوز قصر دلالة الآية على ما دلت عليه المكتشفات الحديثة، لأن آيات القرآن الكريم تحتملها وتحتمل ما سبق من كلام المتقدمين بل وربما بقيت فيها دلالات لم يهتد إليها الخلق بعد.
ومن الخطأ أن تنحو كثير من الدراسات المعاصرة ـ في موقفها من المأثور في التفسيرـ منحى؛ التخطئة للمتقدمين في فهمهم لتلك الظواهر الكونية الواردة في كتاب الله تعالى، أو الزعم بأنهم لم يفهموا ما أراد الله تعالى من تلك الآيات الواردة في القرآن، وأحسب هذا تعدٍ واضح وخطلاً في القول، وإلا فهل يجزم هو ـ أيضا ـ على سبيل القطع بأن ما قرر في ضوء المكتشفات العلمية هو مراد الله تعالى.
وإذاً ـ وهو مهم ـ فَفَهمُ أصل الدلالات القرآنية مدركة عند المتقدمين والمتأخرين، وربما فضل المتأخر على المتقدم بأحد أمرين:
* إما من جهة توسيع الدلالة القرآنية (زيادة الدلالة) في ضوء اكتشاف ما لم يكن مدركاً.
* أو من جهة فهم الآية على نحو أكثر دقة (وضوح المعنى) باعتبار أن المكتشفات العلمية تساعدنا في ذلك.
السمة الخامسة:
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الظواهر الكونية وما تدل عليه من حقائق علمية، لم تذكر في القرآن الكريم لمجرد الذكر، أو من أجل بيانها للناس ودلالتهم عليها ابتداء، وإنما هي سيقت مساقا تابعا للغرض والهدف الذي ذكرت في ثناياه، ولقد رأينا أن تلك الآيات الكونية سيقت في سبيل الاستدلال بها على قضايا كبرى (كالألوهية والنبوات والبعث) وهذا يدلنا على الغاية التي سيقت لها، بل فوق هذا فالقرآن الكريم قد وصفه المتكلم به سبحانه بأنه هدى ورحمة وبيان ورشاد للخلق جميعاً ـ وفي الحق ـ فهذا الأمر قضية مفصلية في تأصيل الدراسات المتعلقة بالظواهر الكونية الواردة في القرآن الكريم، لأنه حينما يستنبط لنا أحد الباحثين ـ مثلاً ـ أن القرآن فيه ما ينظم الوجبات اليومية ونحو ذلك، فهو في الحقيقة نزول بالقرآن الكريم عن مقاصده الكبرى وغاياته العظمى، وإلا ما قيمة التنظيم الذي يريد إثباته من حيث هداية البشرية والأخذ بيدها إلى ما فيه نجاتها وسعادتها، وأمثال هذه الدراسات التي تقحم في ميدان التفسير كثيرة ولا سيما ما تعلق منها بالحساب العددي (الإعجاز العددي).
وإذاً فيجب أن يُقتصر بتلك الظواهر فهماً واستنباطاً على ما يحقق الغاية التي سيقت لها، فهذا الغرض والمقصد هو الهدف الأصيل لسياقها، وكل ما تحقق مع هذا الهدف فهو تبع له دائر في فلكه، لا يجوز أن يجنح بنا النظر والاستنباط عن هذه الدائرة.
السمة السادسة:
ولما كان الغرض والغاية من تلك الحقائق الكونية المذكورة في القرآن الكريم الاستدلال بها على المسائل الكبرى في هذا الدين، فإن تفاصيل وأجزاء تلك الحقائق الكونية غير مرادة؛ لأنها لا تحقق الهدف، وإن شئت فقل بعبارة أدق لا يستفيد منها أكثر المخاطبين بهذا الهدف، فإن أكثر الناس لا يدرك تفاصيل الحقائق الكونية، مما يجعله لا يستوعب الحديث عنها بهذا القدر التفصيلي، وفي هذا الإطار وبهذا القصد المحدد لا يساعد على تحقيق الغاية، ولا يفهم من هذا أن القرآن الكريم لم يرد فيه مواضع جاءت مفصلة، إذ وردت ألفاظ القرآن الكريم في غاية الدقة والانتقاء لتعبر عن أوصاف دقيقة كقوله تعالى في وصف إحدى مراحل تخلق الجنين في رحم أمه:?ثم خلقنا العلقة مضغة?، فلفظ المضغة دقيق جداً، بل عجيب في التعبير عن خصائص هذه المرحلة من مراحل نمو الجنين تحار ـ فعلاً ـ من دقة التعبير، خاصة إذا اطلعت على ما يذكره أهل الطب. ومثل هذا ينطبق تماماً على قوله تعالى في وصف هذه المضغة:?مخلقة وغير مخلقة?.
وإنما أردت القول: إن الألفاظ القرآنية ـ في سياق ذكر آيات الكون ـ تتسم بعموم وإجمال لافت للنظر إلى جلالها وجمالها، ودلالتها على الغرض الذي سيقت له، دون الخوض في تفاصيل وأجزاء الآيات الكونية، وهذا يجعلنا نسير في عرضنا وبياننا لتلك الآيات مع المنهج القرآني بلا تفصيل يخرج بنا عن المنهج القرآني في عرض تلك الآيات الكونية.
السمة السابعة:
أن منهج القرآن في عرض الآيات الكونية وسياقها لم يكن على نحو جاف جامد خال من الشعور، بعيد عن العواطف، إن آيات القرآن الكريم تسوقها لك حتى تجعلك تخالطها شعوراً وحساً، وروحاً وجسداً، وكثيراً ما استشعرت جلالها وجمالها على نحو طاغ، يسوقك إليها من حيث لا تدرى، ويملك عليك السمع والبصر، ويأخذ بمجامع القلب، يستغرق الشعور والإحساس ويستثير كوامن النفس.
حاول أن تتأمل الآيات القرآنية التي تحدثت عن البحر – مثلاً- وأنت على ظهر سفينة تمخر بك عبابه وتشق أمواجه، أو في ليلة برية تزينها النجوم، وتأمل وصف القرآن الكريم لتلك النجوم كيف يكون شعورك كيف تحس بمظاهر الجلال والجمال في تلك الآيات القرآنية والكونية الواسعة وهذا ما لا تجده في غير القرآن الكريم، وفضلاً عن هذا فإنها تربي وتنمي في المؤمن شعور الإحساس بهذا الكون الذي يعيش فيه، وتوجد لغة وجدانية بينه وبين الكون المحيط به، رابطاً روحياً شفافاً. فكل المخلوقات هي عالم من الإدراك والإحساس يصطف جميعاً ليسبح هذا الخالق العظيم جل جلاله، وصدق الله القائل:?وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليماً غفوراً?.
وجانب آخر لهذه السمة؛ يتمثل في تعدد العبارة وتنوع الأسلوب، فكثيراً ما تحدث القرآن الكريم عن السماء بنجومها والأرض بجبالها وسهولها، لكنك في كل مرة تلحظ اختلاف الأسلوب وتنوع العبارة.
(يُتْبَعُ)
(/)
السمة الثامنة:
هذا الخصائص والسمات كلها تدفع المرء إلى مزيد من التأمل في هذه الآيات الكونية، والسياق القرآني لها يفتح الآفاق في النفس البشرية حتى تبحر في أعماق هذه الظواهر الكونية تأملاً وتفكراً فيها، ولذا نلحظ وبشكل لافت أن أكثر الآيات القرآنية التي سيقت فيها الظواهر الكونية، تختم غالباً بالدعوة والحث على النظر والتفكر والتأمل.
وأمر آخر أن هذه الدعوة للتأمل جاءت مطلقة عامة ولذا نرى أن المتعلق في الآية يحذف بصورة مطردة نحو قوله تعالى:?إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون?، وفي موضع ?يتفكرون? و?يعلمون? و?يعقلون? وأيضاً?يذكرون?، ومتعلق الإيمان والتفكر والعلم والعقل والتذكر محذوف، ومن المقرر أن حذف المتعلق يجعل دلالة الكلام أوسع منه لو عُيِّن، ولذا رأينا حذف المتعلق سمة قرآنية لازمة.
السمة التاسعة:
إن هذه السمات جميعاً، وغيرها مما لم يذكر، لا يمكن أن تجتمع في أي نوع من الأدلة البشرية التي يسوقها النظار والمتكلمون في المسائل الإلهية التي يتناظر فيها عقلاء العلم وأذكياؤه، وصدق الله القائل:? ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراً?.
وأختم هذا المقال بسرد بعض الايات الكونية الواردة في القرآن الكريم.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم:
?أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ {60} أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ {61} أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ {62} أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ {63} أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {64} قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ {65} بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمِونَ {66} وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَاباً وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ {67} لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ {68} قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ {69} وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ {70} ?
وكذلك قوله تعالى:
?فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ {17} وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ {18} يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ {19} وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ {20} وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {21} وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ {22} وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ {23} وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ {24} وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ {25} وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ {26} وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {27} ?
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
* ناصر بن محمد الماجد.
المحاضر بكلية أصول الدين بالرياض.
المصدر. ( http://www.tafsirmail.com/index.php?subaction=showfull&id=1079908381&archive=&start_from=&ucat=1&do=maqalat)
--
ولعلك أخي الكريم تحدد: ماذا تقصد بالسسن الكونية؟ وما هي طبيعة الكتابة التي تنوي القيام بها؟ هل هي كتابة ستقدم لدرجة علمية، أم تصنيف خاص عن الموضوع لسد الحاجة التي ترون نقصها؟ أم ماذا؟ وفقكم الله لكل خير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[15 Mar 2005, 12:15 ص]ـ
هناك رسالة دكتوراه للشيخ د. حسن بن صالح الحميد،عنوانها: (سنن الله في الأمم من خلال القرىن،دراسة موضوعية) وهي ـ حسب علمي ـ لم تطبع،وعندي نسخة منها،وتقع في 862 صفحة،وقد أشرف عليها أ. د.ناصر العمر.
والباحث قوي في مثل هذه المواضيع،وقد لمست ذلك منه خلال تدريسه لنا في كلية الشريعة عام 1412هـ.
ـ[أبو البراء بن المكدي]ــــــــ[15 Mar 2005, 01:43 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيراً على اهتمامكم وأعتذر عن عدم التوضيح وهو كما يلي باختصار:
أقصد بالسنن الكونية: هي سنن الله سبحانه وتعالي في القرى وسننه في البلدان وسننه في الأمم، سننه مع الكافرين الظالمين، سننه مع الأمم الطاغية، سننه مع المستضعفين ....
أما الآيات القرآنية فمنها:
يقول الله: [وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ:
(كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ) بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ] [لأعراف:96].
ويقول تعالى: [إِنَّ اللَّهَ (لا يُغَيِّرُ) مَا بِقَوْمٍ (حَتَّى يُغَيِّرُوا) مَا بِأَنْفُسِهِمْ] [الرعد: من الآية11].
ويقول تعالى: [وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ:
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ.
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ.
وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً.
(يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي) شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ] [النور:55].
فإذا عبدوا دون أن يشركوا: استُخلِفوا، ومُكِنوا، وبُدلوا من بعد خوفهم أمنا.
وأيضاً مثل قول الله تعالى:
ويقول: [(فَلَمَّا نَسُوا) مَا ذُكِّرُوا بِهِ (فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ) أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى (إِذَا فَرِحُوا) بِمَا أُوتُوا (أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً) فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ] [الأنعام:44].
وأرجو أن يكون قد بان المراد من الكلام فلو فعَّلنا البحث وتقصينا الآيات لكان موضوعاً – إن شاء الله – جديراً أن نُكمل فيه ونطيل فيه النفس ...
ملحوظة هامة:
ولي ملحوظة هامة وهي أنني ما دخلت في هذا الملتقى المبارك – إن شاء الله – إلا رجاء التعلم والفائدة، فإن رأى أحد خطأ فلا يبطأ التنبيه فالمؤمن مرآة أخيه ونحن نقبل إن شاء الله أي تصويب للفهم .. أسأل الله أن يسدد الفهم وأن يجعلنا متبعين لسلفنا الصالح رضوان الله عليهم،
وبالنسبة لسؤال شيخنا عبد الرحمن عن القصد فهو خاص بالباحث وليس رسالة علمية.
والله من وراء القصد.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[15 Mar 2005, 09:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله قد عقدت جامعة الزرقاء الاهلية مؤتمرا في العام الماضي حول السنن الكونية في الكتاب والسنة وستطبع بحوث هذا المؤتمر في كتاب خاص قريبا ويمكن مراسلة الجامعة للافادة من بحوث هذا المؤتمر
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[15 Mar 2005, 09:36 ص]ـ
عنوان المؤتمر في جامعة الزرقاء هو السنن الالهية في الكتاب والسنة وليس السنن الكونية وانا اعتذر عن الخطا
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[15 Mar 2005, 09:37 ص]ـ
هناك رسالة دكتوراة في تخصص العقيدة للدكتور شريف الخطيب حول السنن الكونية واحسبها غير مطبوعة وصاحبها احد مدرسي كلية الشريعة بجامعة ال البيت بالاردن ويمكن مراسلته للافادة من كتابه
ـ[أبو البراء بن المكدي]ــــــــ[15 Mar 2005, 06:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
شيخنا الكريم: د / جمال
وأين لنا بالمؤتمر أو بالكاتب وبيننا وبينه مفاوز وليس لدينا أي بيانات عنه.
فلو تكرمتم بمساعدتنا كان ذلك أنفع لنا نفع الله بك.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[16 Mar 2005, 02:23 م]ـ
الاخ ابو البراء الكندي كتاب المؤتمر حول السنن الالهية سيطبع قريبا وعندما يصدر ساعلن عنه في هذا المنتدى الحواري الرائع(/)
منزلة تفسيري (التبيان) و (مجمع البيان) بين تفاسير الشيعة
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[13 Mar 2005, 01:03 ص]ـ
ما سِرُّ الاختلاف بين تفسيري "التبيان" للطوسي (ت:460) , و"مجمع البيان" للطبرسي (ت:538) , وبين بقية كتب التفسير عند الإمامية الرافضة؟!
عامَّة كتب التفسير الإمامية توغِلُ إلى حَدِّ الإسفاف في التأويل الباطني للآيات, وتتلاعب بالمعاني في سذاجة لا يقبلها عقل, وليس فيها نقلٌ عن مفسري السلف, إلا ما وافق هواهم, أو وُضِعَ ليكون كذلك, ولا اعتبار فيها لسياقٍ, أو سبب نزول, أو قصة آية, أو تفسير نبوي, أو بالقرآن, أو بعموم السنة .. , أو نحو ذلك من أصول التفسير المعتمدة عند أهل العلم, إلا ما كان لهم فيه مُستَدَل, ولو كان أبعد من المحسوس!! , وتفسير العسكري, والعياشي, والقُمِّي, والصافي, والبرهان, أو حتى أصول الكافي طافحةٌ بذلك.
غيرَ أن الناظر في تفسيري "التبيان" للطوسي, -وتبعه الطبرسي في "مجمع البيان", وبنى عليه تفسيره, كما نَصَّ عليه في مقدمته- يجدهما أقرب تفاسير الشيعة إلى أصول تفاسير أهل السنة:
- فالتأويل الباطني فيهما يقلُّ بوضوح, وهو موجود,
- كما سلمت من المُتناقضات ومُحالات العقول إجمالاً,
- والنقل في "التبيان" عن مفسري السلف - من الصحابة والتابعين - كثير, مع حمد طرائقهم في التفسير, وتقديمهم على غيرهم.
ويقل جداً فيه النقل عن أئمة الرافضة إلا ما وافقت فيه أقوالهم أقوال أهل السنة.
- وفيما عدا ذلك يوافقان المعتزلة في كثير من الأصول.
فهل يمثلان في تفسيريهما المنهج الشيعي الإمامي في التفسير؟
وهل يُعتَبَر ذلك منهما خُطوة نحو تشيع مُعتَدِل؟!
ربما كان سيؤخذ الأمر كذلك,
إلا أن عالم الشيعة, ومُحَدِّثُها, وخبير رجالها, وصاحب آخر مجموع من مجاميعهم الحديثية, وأستاذ كثير من علمائهم الأقطاب, كمحمد حسين آل كاشف الغطا, وأغابزرك الطهراني .. , وغيرهم, وهو: حسين النوري الطبرسي, له رأي آخر, وهو: أن كتاب "التبيان" للطوسي إنما وُضِعَ على طريقة ’’ التُّقيَة ‘‘ والمداراة للخصوم, وإليك نصُّ كلامه:
(ثم لا يخفى على المتأمل في كتاب "التبيان", أن طريقته فيه على نهاية المداراة والمماشاة مع المخالفين؛ فإنك تراه اقتصر في تفسير الآيات على نقل كلام الحسن, وقتادة, والضحاك, والسدي, وابن جريج, والجبائي, والزجاج, وابن زيد, وأمثالهم, ولم ينقل عن أحد من مفسري الإمامية, ولم يذكر خبراًعن أحد من الأئمة عليهم السلام, إلا قليلاً في بعض المواضع؛ لعله وافقه في نقله المخالفون, بل عَدَّ الأولين في الطبقة الأولى من المفسرين, الذين حُمِدَت طرائقهم, ومُدِحَت مذاهبهم. وهو من الغرابة لو لم يكن على وجه المماشاة, فمن المحتمل أن يكون هذا القول منه فيه على نحو ذلك.
ومما يؤيد كون وضع الكتاب على التقية, ما ذكره السيد الجليل علي بن طاوس, في "سعد السعود", وهذا لفظه: ونحن نذكر ما حكاه جدي أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي, في كتاب "التبيان")., وحَمَلَته التقية على الاقتصار عليه, من تفصيل المكي والمدني, والخلاف في أوقاته, إلخ. - هكذا لم يكمل الطبرسي العبارة - وقال الطبرسي مُعَلِّقاً: وهو أعرف - أي: ابن طاوس - بما قال - أي: الطوسي - من وجوه لا يخفى على من اطلع على مقامه, قتأمل). [فصل الخطاب: الورقة 17, النسخة المخطوطة. بواسطة: مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة, للقفاري, 1/ 244 - 245].
أمَّا الطبرسي فقد قال في مقدمة تفسيره عن تفسير الطوسي "التبيان":
(فإنه الكتاب الذي يُقتَبَس منه ضياء الحق, ويلوح عليه رواء الصدق .. , وهو القدوة أستضيء بأنواره, وأطأ مواقع آثاره). [بواسطة: التفسير والمفسرون, للذهبي 2/ 107].
وهذا الرأي ينبغي اعتباره لأمور:
أولاً: للمكانة العلمية لمن صَرَّح به بين علماء الشيعة, وهما: ابن طاوس - حفيد الطوسي -, وحسين النوري.
ثانياً: لموافقته أصلاً مهماً من أصول الإمامية, وهو ’’ التقية ‘‘.
ثالثاً: وجود ’’ التقية ‘‘, أو احتمال وجودها في أحد تفاسير الشيعة, يُخرِجه من دائرة المراجع الأصلية في الكشف عن منهج التفسير عند الشيعة, لأنه في النهاية لن يخرج عن دائرة أقوال أهل السنة - بالمعنى العام -.
رابعاً: أن جميع كتب أصول الشيعة وتفاسيرهم سارت على مهيع واحد, أجملته في أول الموضوع, وخروج تفسير أو اثنين عن ذلك يعني أنهما لعارض, كالتعبد بالتقية, أو التودد لأهل السنة, خاصة أن الطوسي عايش جماعة من علماء أهل السنة ببغداد, واختلط بهم.
فإن قيل: ألا يحتمل أن يكون تَغَيُّرُ منهج الطوسي في تفسيره تابعٌ لتغير موقفه من التشيع الإمامي الغالي, وليس من باب التقية؟
قيل: كلا الأمرين مُحتَمَل, ولكنهما لا يغيران في القضية شيئاً؛
فإن كان كتبه تقيةً, فلا يصلح مثالاً لتفاسير الشيعة كما سلف,
وإن كان كتبه عن قناعة بانحراف شيعته في طريقتهم في التفسير, فَغَيَّرَ منهجه وتجاوز مواطن الإنحراف عندهم, فقد أخرج تفسيره بنفسه عن أن يكون على منهج الإمامية في التفسير.
** وخلاصة القول أنه:
ينبغي التعرف على مناهج التفسير عند الإمامية الرافضة من غير كتابي "التبيان" للطوسي, و"مجمع البيان" للطبرسي؛
لأنهما على منهج التقية تعبداً وتدليساً, أو على غير منهج الإمامية قناعةً واعتقاداً.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[13 Mar 2005, 07:26 م]ـ
أخي أبا بيان ـ حفظك الله ـ قد كنت أحسب أنَّ شيخ الطائفة الطوسي (ت: 460) عنده اعتدال لما كان ينقل من أقوال السلف، فتبيَّن لي بتتبع تفسيره خلاف ذلك، بل إنه ينضح بالحقد على الصحابة خصوصًا أبو بكر الصديق، كما تراه يُلصق بأمير المؤمنين عليٍّ من الفضائل ما هو مكذوب، وفضل علي مما لا يحتاج إلى أن يُكذب له، لكن هذه العقيدة (الإمامية) لا تدع أحدًا منهم يقرب من الإنصاف فضلاً عن يتبع الحق، وسأنقل لك بعض نقولات من كتابه تبين لك ما قلت:
أولاً: أورد الطوسي الرافضي (ت: 460) تفسير أهل السنة لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء: 59)، وأن المراد بأولي الأمر: الأمراء أو العلماء، ثمَّ قال: (( ... وروى أصحابنا عن أبي جعفر وأبي عبد الله أنهم الأئمة من آل محمد صلى الله عليه وسلم، فلذلك أوجب طاعتهم بالإطلاق، كما أوجب طاعة رسوله وطاعة نفسه كذلك.
ولا يجوز إيجاب طاعة أحد مطلقًا إلا من كان معصومًا مأمونًا منه السهو والغلط، وليس ذلك بحاصل في الأمراء والعلماء، وغنما هو واجب في الأئمة الذين دلت الآية على عصمتهم وطهارتهم، فأما من قال: المراد به العلماء فقول بعيد ... )).
ثمَّ قال: (ولذا قال في آية أخرى: (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) (النساء: 83)، ولأنه إذا كان قولهم حجة من حيث كانوا معصومين حافظين للشرع جروا مجرى الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الباب)) (التبيان في تفسير القرآن، للطوسي 3: 236 ـ 237).
وظاهر من هذا التفسير أنه أثر من آثار اعتقاد إمامة آل بيت علي رضي الله عنه من نسل الحسين ـ رضي الله عنه ـ فقط، وأن هؤلاء الأئمة معصومون من الخطأ، ومن ثمَّ فإن اتباعهم بإطلاقٍ شرعٌ ودينٌ.
وكون هذه الآية مخصوصة بأئمة البيت لا دليل عليه، وما استدلَّ به إنما يروج عند أصحابه لا غير، وليس في الآية ما يدلُّ على حملها على هذا المحمل البتة.
ثانيًا: قد كان من آثار هذه العقيدة (الإمامة) عنده أن حمل آيات على أنها فضائل لعلي وآل بيته رضي الله عنهم، وأنها نزلت بشأنهم، وبالمقابل نزع أي فضيلة تخص أبا بكر الصديق رضي الله عنه في الآيات، مع وضوح فضله فيها، وكونها من الظاهر الذي لا يكاد ينكر، لكنهم يحرفون معناها إلى ما يوافق عقيدتهم في الصحابة الكرام، وإليك المثال:
في قوله تعالى: (إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيم) (التوبة: 40)، قال الطوسي الرافضي (ت: 460): (وليس في الآية ما يدل على تفضيل أبي بكر؛ لأن قوله (ثاني اثنين) مجرد الإخبار أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج ومعه غيره، وكذلك قوله: (إذ هما في الغار) خبر عن كونهما فيه، وقوله: (إذ يقول لصاحبه) لا مدح فيه أيضًا؛ لأنَّ تسمية الصاحب لا تفيد فضيلة، ألا ترى أن الله تعالى قال في صفة المؤمن والكافر: (قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ) (الكهف: 37)، وقد يسمون البهيمة بانها صاحب الإنسان كقول الشاعر:
وصاحبي بازل شمول.
وقد يقول الرجل المسلم لغيره: أرسل إليك صاحبي اليهودي، ولا يدلُّ ذلك على الفضل.
وقوله: (لا تحزن) وإن لم يكن ذمًّا، فليس بمدح، بل هو نهي محضٌ عن الخوف.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله: (إن الله معنا)؛ قيل: المراد به النبي صلى الله عليه وسلم، ولو أريد أبو بكر معه لم يكن فيه فضيلة؛ لأنه يحتمل أن يكون ذلك على وجه التهديد؛ كما يقول القائل لغيره إذا رآه يفعل القبيح: لا تفعل، إن الله معنا، يريد انه مطلع علينا، عالم بحالنا.
والسكينة قد بينا أنها نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم بما بيناه من أن التأييد بجنود الملائكة كان يختص بالنبي صلى الله عليه وسلم، فأين موضع الفضيلة للرجل لولا العناد.
ولم نذكر هذا للطعن في أبي بكر، بل بينا أن الاستدلال بالآية على الفضل غير صحيح)) (التبيان في تفسير القرآن للطوسي 5: 222 ـ 223).
فيالله العجب من هذا الكلام والتحريف الذي يُستعمل فيه كل تخريج غريب، يُغالب به ظاهر الآية ونصَّها، فمجرد الاحتمال حجة، وليس هذا فقط بل هو احتمال باطل متهافت، فهل مقام الغار مقام تهديد لأبي بكر، سبحانك ربي هذا بهتان عظيم، ونشهدك على حبِّ أبي بكر وبغض من يبغضه.
ثالثًا: إذا جاء الأمر لعلي رضي الله عنه ـ وله من الفضائل الصحيحة ما لا يُنكر، وهو غنيٌّ عن تلك الفضائل المكذوبة ـ لم تجد مثل هذه التخريجات، بل إن الآيات التي يُستدلُّ بها في كثيرٍ من الأحيان لا تخصُّه وحده، لكنه يخصها به، ويراها فضيلة له، ومن ذلك:
قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (المائدة: 54)، ذكر الطوسي (ت: 406) فيمن نزلت هذه الآية أربعة أقوال:
الأول: نزلت في أبي بكر، ونسبه إلى الحسن وقتادة والضحاك وابن جريج.
الثاني: نزلت في الأنصار، ونسبه إلى السدي.
الثالث: نزلت في أهل اليمن، وذكر انه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الطبري اختاره.
الرابع: أنها نزلت في أهل البصرة ومن قاتل عليًّا، ونسبه إلى أبي جعفر وأبي عبد الله وعمار وحذيفة وابن عباس.
ثم قال الطوسي (ت: 460) معلقًا على القول الرابع: (( ... فروي عن أمير المؤمنين أنه قال يوم البصرة: والله ما قوتل أهل هذه الآية حتى اليوم، وتلا هذه الآية، ومثل ذلك روي عن حذيفة وعمار وغيرهما.
والذي يقوِّي هذا التأويل أن الله تعالى: وصف من عناه بالآية بأوصاف؛ وجدنا أمير المؤمنين مستكملاً لها بالإجماع؛ لأنه قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) وقد شهد النبي صلى الله عليه وسلم لأمير المؤمنين بما يوافق لفظ الآية في قوله يوم ندبه لفتح خيبر بعد فرار من فرَّعنها واحدًا بعد واحدٍ (1) (لأعطين الراية غدًا رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، كرارٌ غير فرَّار، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه)، فدفعها إلى أمير المؤمنين، فكان من ظفره ما وافق خبر الرسول صلى الله عليه وسلم.
ثمَّ قال: (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ)، فوصف من عناه بالتواضع للمؤمنين والرفق بهم، والعزة على الكافرين، والعزيز على الكافرين هو الممتنع من أن ينالوه مع شدة نكايته فيهم ووطأته عليهم، وهذه أوصاف أمير المؤمنين التي لا يُدانَى فيها ولا يُقارب.
ثمَّ قال: (يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ) فوصف ـ جلَّ اسمه ـ من عنا بهذا الجهاد، وبما يقتضي الغلبة فيه، وقد علمنا انَّ أصحاب رسول الله بين رجلين: رجلاً لا عناء له في الحرب ولا جهاد. والآخر له جهاد وعناء، ونحن نعلم قصور كل مجاهد عن منزلة أمير المؤمنين في الجهاد، فإنهم مع منزلتهم في الشجاعة وصدق البأس لا يلحقون منزلته ولا يقاربون رتبته؛ لأنه المعروف بتفريج الغمم، وكشف الكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي لم يحم قط عن قرن، ولا نكص عن هول، ولا ولَّى الدبر، وهذه حالة لم تسلم لأحد من قبله ولا بعده، فكان بالاختصاص بالآية
(يُتْبَعُ)
(/)
أولى؛لمطابقة أوصافه لمعناها.
فأما من قال أنها نزلت في أبي بكر، فقوله بعيد من الصواب؛ لأنه ـ تعالى ـ إذا وصف من أراد بالآية بالعزة على الكافرين، وبالجهاد في سبيله مع اطراح اللوم؛ كيف يجوز أن يظن عاقل توجيه الآية إلى من لم يكن له حظ في ذلك الموقف؛ لأن المعلوم أن أبا بكر لم يكن له نكاية في المشركين، ولا قتيل في الإسلام، ولا وقف في شيء من حروب النبي صلى الله عليه وسلم موقف أهل البأس والفناء، بل كان الفرار شيمته، والهرب ديدنه، وقد انهزم عن النبي صلى الله عليه وسلم في مقام بعد مقام، فانهزم يوم أُحد، ويوم حنين، وغير ذلك، فكيف يوصف بالجهاد في سبيل الله ـ على ما يوصف في الآية ـ من لا جهاد له جملة (2)، وهل العدول بالآية عن أمير المؤمنين مع العلم الحاصل بموافقة أوصافه إلى غيره إلا عصبية ظاهرة، ولم يذكر هذا طعنًا على أبي بكر رضي الله عنه، ولا قدحًا فيه؛ لأن اعتقادنا فيه أجمل شيء بل قلنا: أليس في الآية دلالة على ما قال (كذا))) (التبيان في تفسير القرآن للطوسي 3: 555 ـ 557).
ولا أدري لماذا لم يناقش من قال بأنها نزلت في الأنصار، أو نزلت في أهل اليمن، واختار إبطال كونها نزلت في أبي بكر، ثم يزعم أنه لا يطعن في أبي بكر، وأن اعتقاده فيه أجمل شيء؛ سبحان الله، والحمد لله الذي لم يجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا.
وإني لأعجب من هؤلاء القوم، ألا يمكن أن تثبت فضائل علي رضي الله عنه إلا بتنقُّص صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الآخرين؟!
ولولا ما يعتقده من أمر الولاية لعلي لما ذهب إلى مثل هذا الكلام الذي يظهر منه روح العصبية، ولعلم أن الآية عامة في كل من ينطبق عليه هذا الوصف، وياليته بيَّن كيف يُطلق لفظ القوم الدال على المجموع على شخص واحد؟!
..............................
(1) لا يجهلك أخي القاري ما في هذا الزعم من خطأ، بل كذبٍ، والله المستعان.
(2) سبحانك ربي هذا بهتان عظيم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[13 Mar 2005, 09:18 م]ـ
يبدو أن الطبرسي أقرب إلى الاعتدال من الطوسي؛ فقد فسر آية التوبة رقم 40 - التي نقل الشيخ مساعد تفسيرها عن الطوسي - بتفسير قريب من تفسير أهل السنة، ثم قال: (وقد ذكرت الشيعة في تخصيص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، في هذه الآية بالسكينة، كلاما رأينا الإضراب عن ذكره أحرى، لئلا ينسبنا ناسب إلى شيء.)
وفي تفسيره لآية المائدة قال: (واختلف فيمن وصف بهذه الاوصاف منهم، فقيل: هم أبو بكر وأصحابه الذين قاتلوا أهل الردة، عن الحسن، وقتادة، والضحاك. وقيل: هم الانصار، عن السدي. وقيل: هم أهل اليمن، عن مجاهد، قال: قال رسول الله: " أتاكم أهل اليمن، هم ألين قلوبا، وأرق أفئدة، الايمان يماني، والحكمة يمانية ". وقال عياض بن غنم الاشعري: " لما نزلت هذه الاية، أومأ رسول الله إلى أبي موسى الاشعري، فقال: هم قوم هذا ". وقيل: إنهم الفرس. وروي أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سئل عن هذه الاية، فضرب بيده على عاتق سلمان، فقال: " هذا وذووه "، ثم قال: " لو كان الدين معلقا بالثريا لتناوله رجال من أبناء فارس " وقيل: هم أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وأصحابه، حين قاتل من قاتله من الناكثين، والقاسطين، والمارقين، وروي ذلك عن عمار، وحذيفة، وابن عباس، وهو المروي عن أبي جعفر، وأبي عبد الله (عليه السلام). ويؤيد هذا القول أن النبي وصفه بهذه الصفات المذكورة في الاية، فقال فيه، وقد ندبه لفتح خيبر، بعد أن رد عنها حامل الراية إليه، مرة بعد أخرى، وهو يجبن الناس ويجبنونه: " لأعطين الراية غدا رجلا، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، كرارا غير فرار، لا يرجع حتى يفتح الله على يده " ثم أعطاها إياه. فأما الوصف باللين على أهل الايمان، والشدة على الكفار، والجهاد في سبيل الله، مع أنه لا يخاف فيه لومة لائم، فمما لا يمكن أحدا دفع علي عن استحقاق ذلك، لما ظهر من شدته على أهل الشرك والكفر، ونكايته فيهم، ومقاماته المشهورة في تشييد الملة، ونصرة الدين، والرأفة بالمؤمنين. ويؤيد ذلك أيضا إنذار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قريشا بقتال علي لهم من بعده، حيث جاء سهيل بن عمرو في جماعة منهم، فقالوا له: يا محمد! إن أرقاءنا لحقوا بك، فارددهم علينا. فقال
(يُتْبَعُ)
(/)
رسول الله: لتنتهين يا معاشر قريش، أو ليبعثن الله عليكم رجلا، يضربكم على تأويل القرآن، كما ضربتكم على تنزيله! فقال له بعض أصحابه: من هو يا رسول الله أبو بكر؟ قال: لا. ولكنه خاصف النعل في الحجرة. وكان علي يخصف نعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). وروي عن علي أنه قال يوم البصرة: " والله ما قوتل أهل هذه الاية حتى اليوم " وتلا هذه الاية.) انتهى
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[14 Mar 2005, 01:44 م]ـ
الشيخ مساعد سلمك الله: تتبعك هو الحَكَم, وقد وجدت هذا التقييم لهذين الكتابين في غيرما كتاب من كتب مناهج التفسير, وهو تقييم قاصرٌ ولا شك, ويبدو أن طريقة تتبع آيات مُعينة, فإن تجاوزها المفسر بلا انحراف فهو معتدل, طريقة غير سليمة, خاصة هنا في مقام الحديث عن الشيعة.
وينبغي لدارس منهج فرقة ما في التفسير أن يجعل أصولهم العقدية نصب عينيه, ومن المشكلات في عقائد الشيعة "التقية", فإن أخذ بظاهر اللفظ في بعض كتبهم مما لا يوافق أصولهم لم يأمن أن يكون تقيةً, فإن لم يفعل, وذكر أنه مخالف لأصولهم, وأنه على مذهب التقية, قيل: أين الإنصاف والعدل والأخذ بالظاهر؟ فما الحل؟
الجواب: وجوب اعتبار الأصول العقدية, أولاً, ثم يكون الحكم على الأعم الأغلب, وما شذَّ وخالف لا حكم له. وهذا مقتضى العدل والإنصاف في هذا المقام.
ويجدر بالدارس هنا عدم الاقتصار على كتب التفسير, فإن كتبهم العقدية والفقهية مليئة بالاستدلالات والتأويلات.
وما ذكرته أخي الحبيب أبو مجاهد عن اعتدال الطبرسي في هذه الآية ربما كان صحيحاً لولا شائبة التقية, ولولا أنه قاصر من ناحية الاستقراء, فلا يكفي موضع كهذا لنستخرج منه حكم بالاعتدال أو الانحراف. وبمراجعة: التفسير والمفسرون, للذهبي, نجد عكس هذا الرأي عن الطبرسي, إذ موافقته لأصول الإمامية أظهر من الطوسي. والله أعلم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Mar 2005, 05:24 م]ـ
أخي أبا بيان وفقك الله
أرجو الاطلاع على هذين المقالين عن تفسير الطبرسي، والحكم عليهما بما تراه حقاً:
اتجاه التقريب في تفسير مجمع البيان ( http://www.taghrib.org/arabic/nashat/elmia/markaz/nashatat/elmia/matboat/resalataltaghrib/01/08.htm)
تفسير مجمع البيان - نموذج للمنهج التقريبي ( http://www.taghrib.org/arabic/nashat/elmia/markaz/nashatat/elmia/matboat/resalataltaghrib/17/02.htm)
مع التأكيد على خطورة منهج التقريب الذي يقوم عليه الموقع الذي احتوى هذين المقالين.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[14 Mar 2005, 07:13 م]ـ
شكراً لك أبا مجاهد
ـ[الراية]ــــــــ[24 Mar 2006, 09:31 م]ـ
هناك رسالة بالجامعة الاسلامية بالمدينة عنوانها
كشف الاتجاه الرافضي في تفسير الطبرسي الموسوم بـ (مجمع البيان لعلوم القرآن).
للباحث / أحمد طاهر أويس علي
الماجستير
1409هـ
التقدير: ممتاز
المشرف على الرسالة:
د/ عبدالعزيز بن محمد عثمان
المناقش الأول:
د/ علي بن محمد ناصر فقيهي
المنافش الثاني:
د/ عبدالعزيز بن عبدالفتاح قاري
مختصر تعريف بالرسالة
قسم الباحث رسالته إلى مقدمة، وقسمين، وخاتمة.
المقدمة:
في بُعد الرافضة عن المنهج القويم في تفسير القرآن وفهم معانيه وأن مبادئهم تناقض أصول الإسلام وفروعه.
أما القسم الأول: فهو يشمل بابين:
الباب الأوّل:
الشيعة والتشيع فرق وعقائد. تكلم الباحث فيه عن التشيع نشأته وتطوره وأهدافه، وأثر النحل القديمة فيه، وأمهات فرق الشيعة الرئيسة وعقائدهم وآرائهم.
وأما الباب الثاني:
ففي الطبرسي ومنهجه في التفسير، ذكر فيه الباحث ترجمة الطبرسي، ومنهجه في التفسير، ومصادره في تفسيره، موقفه من تفسير القرآن بالسنة، وموقفه من التفسير الباطني.
وأما القسم الثاني:
ففي كشف الاتجاه الرافضي في تفسير الطبرسي،
وهو في بابين:
الباب الأوّل:
إبراز مدى تمسك الطبرسي بعقائد الإمامية الإثني عشرية.
الباب الثاني:
إبراز مدى تمسك الطبرسي بفقه الشيعة الإمامية وآراء المعتزلة.
ثم ختم الباحث رسالته بذكر أهم النتائج الَّتي توصل إليها، ومنها:
أن الطبرسي يقول بكل ما تقول به الإمامية ويدين بكل ما يدينون به، فهو يقول بالنص على إمامة علي –رضي الله عنه- والإثني عشرية.
وعصمة الأئمة عصمة مطلقة، ويقول بالرجعة والتقية، وغيرها من الأقوال
http://www.iu.edu.sa/arabic/daleel/rasail/details.asp?ID=680(/)
متى نعتمد الإحالة إلى رقم الآية من السورة بدلاً من الجزء والصفحة؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[14 Mar 2005, 10:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يخفى على الباحثين في كتب التفاسير كثرة الطبعات لبعض كتب التفقسير، وتلك نعمة نحمد الله عليها، لكن يقع هاهنا مشكلةٌ تحتاج إلى حلٍّ، وهي أنك قد ترى فائدة منقولة من تفسير من التفاسير، وليس في النقل إشارة إلى الآية التي ذُكرت الفائدة تحت تفسيرها، فتجدك تريد الرجوع إليها فلا تستطيع.
فهل الإحالة إلى الآية والسورة تحلُّ المشكلة؟
إنك ترى في البحث العلمي أن الباحث يُطالب بذكر الكتاب والباب والصفحة والجزء في كتاب البخاري مثلاً، فلم لا يكون ذلك في التفاسير، لحلِّ هذه المشكلة.
وإذا كانت هذه الطريقة تحلُّ المشكلة فلم لا نُعمِّمها ومالمانع من اعتمادها مع الإشارة إلى الطبعة التي يعتمدها الباحث، وإن زاد الجزء والصفحة فذاك أفضل وأكمل.
إن باب الاجتهاد في البحث العلمي باب واسع، وما دام هذا النوع من الإحالة يخدم القارئ المعنيَّ بالرجوع إلى أصول الكتب، فلم لا يُنشر مثل هذا بين الباحثين؟
أطرح هذا التساؤل لإخواني لعلي أجد منهم مطارحة لهذه القضية.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[14 Mar 2005, 11:38 م]ـ
ما ذكرته - أخي الدكتور مساعد - صحيح، وإن كان الاقتصار على رقم الآية وحدها ربما يوقع في الأمر نفسِه، إذ إنّ بعض التفاسير مطوّلة، وقد يستغرق تفسيرُ الآية الواحدة بضعَ صفحات أو أكثر، فيكون تحديدُ الجزء والصفحة والطبعة أسرعَ في الوصول إلى المعلومة.
كذلك في الإحالة في المعجمات اللغوية، فالاقتصار على المادة وحدها ربما أطال الوقت في الوقوع على المعلومة، وكذا لو اقتُصِر على الجزء والصفحة والطبعة، إذ تتعدد الطبعات، كما أسلفتَ. لذا فذكْر رقم الآية والجزء والصفحة أقربُ - في ظني - إلى الوصول إلى الموضع المقصود.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[15 Mar 2005, 06:39 ص]ـ
أشكرك أخي الكريم على هذه االمداخلة، وقد أضفت إضافة مهمة للبحث العلمي بذكر كيفية الإحالة إلى المعجمات اللغوية، فياحبذا لو طُرِح فهرس للمعجمات اللغوية المرتبة ترتيبًا يسهل به الوصول إلى المادة اللغوية، مع ذكر كيفية ترتيبها، وهذه تكون الإحالة فيها إلى الجزء والصفحة مع ذكر المادة اللغوية، أما مالم يكن لها ترتيب يسهل الوصول به إلى مكان المادة فيُكتفى بالجزء والصفحة، وهذه قضية أخرى من قضايا الإحالة إلى كتب العلوم.
ـ[أبو مريم المصري]ــــــــ[15 Mar 2005, 08:12 ص]ـ
جزاك الله خيرا
كيف يمكن اعتماد الاقتراح؟ هل بمجرد الانتشار؟ أم إدراج ذلك في كتب مناهج البحث في الجامعات؟
وسؤالي أيضا متى تعتمد النسخ الالكترونيه في العزو؟
ـ[أبو مريم المصري]ــــــــ[15 Mar 2005, 08:14 ص]ـ
وهل عنوان الموضوع أصلا مقلوب أم أنا مخطئ؟
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[16 Mar 2005, 02:18 ص]ـ
أنا معك فضيلة الدكتور مساعد .. وقد لمست الحاجة لذلك من خلال عمل البحوث ...
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[16 Mar 2005, 01:48 م]ـ
مثال يوضح المقال:
ذكر ابن كثير المثال النحوي المشهور: (لا تأكل السمك وتشرب اللبن) في تفسيره 1/ 251 [ط: دار ابن حزم] عند تفسيره للآية رقم42 من سورة البقرة.(/)
اقتراح سيستفيد منه الجميع إن شاء الله
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[15 Mar 2005, 08:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقتراحي: هو ذكر أسماء تفاسير أهل السنة المطبوعة - وبيان أفضل طبعة والدار التي يباع فيها الكتاب - في موضوع مستقل لكي يستفيد منه الجميع.
والله الموفق
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[15 Mar 2005, 10:03 ص]ـ
أشهر تفاسير أهل السنة المطبوعة:
تفسير جامع البيان لابن جرير
وتفسير القرآن العظيم لأبي المظفر السمعاني
وتفسير القرآن العظيم لابن كثير
وتفسير أضواء البيان للشنقيطي
وتفسير السعدي - تيسير الكريم الرحمن
وهناك تفاسير أخرى على طريقة أهل السنة في الجملة إلا أنها لا تخلو من بعض الزلات، ومنها: تفسير معالم التنزيل للبغوي، وتفسير الشوكاني -فتح القدير
وهنا تنبيه مهم: كون هذه التفاسير على طريقة أهل السنة والجماعة لا يعني أنها أفضل من غيرها من التفاسير من حيث القيمة التفسيرية، بل هناك غيرها من التفاسير تفوق بعض التفاسير المذكورة، وهذا التقسيم إنما يفيد من حيث أخذ العقيدة من هذه التفاسير، أما من جهة البحث التفسيري، فلا حاجة إلى هذه التقسيمات.
والموضوع يحتاج إلى كتابة مفصلة محررة؛ لأن في بعض الأحكام على الكتب مبالغة، كما أن بعض الأحكام لا تعدو أن تكون وجهات نظر، وهناك متشددون في هذا الباب يحكمون على كثير من كتب التفسير الأصيلة بأحكام تقلل من أهميتها مع أنهم لم يقرؤها كاملة، وإنما يبحثون عن مواضع الخطأ فيها ليعمموا الحكم بعد ذلك.
والانصاف عزيز، كما أن المنصفين قليل. والله المستعان
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[19 Mar 2005, 01:04 م]ـ
بارك الله فيك على هذا التوضيح أخي العزيز
ولكن ألن تتحفنا بهذا الموضوع ولو بعد فترة وفقك الله
ـ[إمداد]ــــــــ[23 Mar 2005, 02:21 م]ـ
وأزيد على هذا الأقتراح أن يضع الأخوة روابط نسخ هذه الكتب إن وجدت مكتوبة
في مواقع الكتب الألكترنية حتى يقوم الأخوة بنسخها والأستفادة منها
وجزى الله خيرا الأخ ابا الخطاب وبقية الأخوة(/)
شبهة أن الحج أكثر من شهر " اشهر معلومات "
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[15 Mar 2005, 09:51 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الأعزاء الأفاضل
في منتدى " سبلة العرب - سبلة الدين " الذي يكثر فيه الأعضاء من المذهب الأباضي
طرح أحدهم هذا الموضوع
فأرجو منكم أن تبينوا لي الرد على أسئلته
و أيضا سأضع ردي عليه - طبعا إجتهدا
قال:
/////////////////////////////////////////////////
daddi (http://www.omania.net/avb/member.php?u=982) http://www.omania.net/avb/images/statusicon/user_online.gif vbmenu_register("postmenu_2115033", true);
عضو متميز
تاريخ التّسجيل: Apr 2000
الإقامة: algerie
المشاركات: 1,026
http://www.omania.net/avb/images/icons/icon5.gif يقول المولى عز و جل http://www.tafsir.org/vb/images/smilies/frown.gif الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ)
و يقول العليم الحكيم:
?الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِي يَاأُوْلِي الْأَلْبَابِ (197) ? البقرة.
? ما معنى قوله تعالى ? أشهر معلومات? بالجمع، بالنسبة للحج؟ بينما ذكر شهر رمضان بالمفرد فما معنى ذلك؟
? ما معنى قوله تعالى ? فرض فيهن الحج? بالجمع أيضا.
? هل معنا ذلك أن الحج يمكن أن يكون في أشهر معلومات؟
? هل هذا من معجزات القرآن العظيم؟ بمعنى أن الله تبارك وتعالى قال:? أشهر معلومات? لعلمه أنه سيأتي يوم يكثر فيه الحجاج فيضيق بهم المكان لذلك قال:? أشهر معلومات?؟
? هل يمكن أن يجتهد أولو الأمر ليجعلوا الحج أشهر والوقوف بعرفات يكون في الأشهر المعلومات؟
? هل الحديث الوارد أن الحج عرفة من الأحاديث التي صحت عن الرسول؟ (صلى الله عليه و الملائكة).
قال العليم: ? أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) ? محمد.
daddi (http://www.omania.net/avb/member.php?u=982) http://www.omania.net/avb/images/statusicon/user_online.gif vbmenu_register("postmenu_2268414", true);
عضو متميز
تاريخ التّسجيل: Apr 2000
الإقامة: algerie
المشاركات: 1,026
عزمت بسم الله.
إن موقفي دائما هو موقف المتسائل، و التساؤل لا يتولد إلا من قلوب تحررت من أقفالها، فلقد عرضت الفكرة مع جملة من التساؤلات هي كما يلي:
1. ما معنى قوله تعالى ? أشهر معلومات? بالجمع، بالنسبة للحج؟ بينما ذكر شهر رمضان بالمفرد فما معنى ذلك؟
2. ما معنى قوله تعالى ? فرض فيهن الحج? بالجمع أيضا.
3. هل معنى ذلك أن الحج يمكن أن يكون في أشهر معلومات؟
4. ألا يمكن أن يفهم من هذا أنه من معجزات القرآن العظيم؟ بمعنى أن الله تبارك وتعالى قال:? أشهر معلومات? لعلمه أنه سيأتي يوم يكثر فيه الحجاج فيضيق بهم المكان لذلك قال:? أشهر معلومات?؟
5. هل يمكن أن يجتهد أولو الأمر ليجعلوا الحج أشهرا والوقوف بعرفات في عدة وقفات؟
6. ما الذي جعل المسلمين يصدون عن مفهوم الآية الواضح، و يستمسكون بالتقاليد الموروثة، الله وحده أعلم بمصدرها؟
/*/*/*/*/*/*/*/*/*/----**-*-*/*/*--/
ثم كان ردي هو الآتي
عالعموم
كلامك الي الآن - من حيث اللغة - متفق عليه 100%
و لا أستطيع أن أنكر هذا الكلام - إلا إذا كنت مكابرا
و أني فقط مستغرب من عدم وجود حديث واحد يبين أن الحج ليس شهرا واحدا - كما هو
معلوم و معمول به الآن
فأنا الذي فهمته من طرحك
بأن الحج سيكون - أكثر من شهر
و أن لكل شهر سيكون - هناك وقوف في عرفة
و هذا سيجعل أن الأمر عندنا أكثر من عيد
فكل وقوف في عرفة سيكون وراه عيد
فلهذا - كما قلت في تعليقي السابق
من حيث اللغة و ظاهر الآيات القرآنية -- كلامك أو طرحك ليس عليه غبار
و بقيت الإشكاليات التي طرحتها بالأعلى من غير جواب
1 - عدم وجود أي حديث يبين أن الحج أكثر من شهر
2 - عدم وجود إجتهاد للصحابة في هذا الكلام
3 - إجماع الطوائف على شهر واحد للحج
4 - عدم معرفة الشهور إن صح هذا الكلام - 3 - 4 - 5 - 6 شهور أو أكثر
5 - في كل شهر سيكون وقوف في عرفة
6 - بعد كل عرفة سيكون عيد
=========
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[12 May 2005, 01:46 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للرفع
/////////////////////////////////////////////////
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[12 May 2005, 05:20 م]ـ
المقصود بالاية بارك الله فيك هو: أن المسلم له أن يهل بالحج في أشهره وهي: شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة أو الشهر كله على خلاف بين العلماء ويختار أحد الأنساك الثلاثة كما هو مبين في مواضعه وليتك تراجعه.
أما حديث "الحج عرفة " فالمراد به أن من لم يدرك عرفة فيقف فيها أي ساعة في يوم التاسع إلى نهاية ليلة العاشر فلا يعد حاجاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[11 Oct 2006, 01:20 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا يا شيخي الحبيب
فعذرا لم أنتبه إلي ردك إلا اليوم
شيخي الكريم
و الله العظيم - لم أفهم شيء:) من هذا الكلام
أن المسلم له أن يهل بالحج في أشهره وهي: شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة أو الشهر كله على خلاف بين العلماء ويختار أحد الأنساك الثلاثة كما هو مبين في مواضعه وليتك تراجعه.
فهل لك أن تبسطه لي - بارك الله فيك
/////////////////////////////////////////////////(/)
أشكل عليّ قول ابن القيّم في بيان المشبّه والمشبه به في هذا المثل القرآني
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[17 Mar 2005, 10:38 م]ـ
قال ابن القيم في سياق بيانه لمعنى المثل في قول الله عز وجل: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} (ابراهيم:24):
(فإن المقصود بالمثل المؤمن، والنخلة مشبهةُ به وهو مشبه بها، وإذا كانت النخلة شجرةً طيبةً فالمؤمن المشبه بها أولى أن يكون كذلك.) هكذا في إعلام الموقعين 2/ 301 بتحقيق مشهور حسن سلمان
ولم يظهر لي وجه هذا الكلام، فمن يشرحه لي مشكوراً؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Mar 2005, 10:53 م]ـ
قال ابن قيم الجوزية تعقيبًا على هذا المثل المذكور: (شبه سبحانه الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة؛ لأن الكلمة الطيبة تثمر العمل الصالح، والشجرة الطيبة تثمر الثمر النافع .. وهذا ظاهر على قول جمهور المفسرين، الذين يقولون: الكلمة الطيبة هي شهادة أن لا إله إلا الله؛ فإنها تثمر جميع الأعمال الصالحة الظاهرة والباطنة، فكل عمل صالح مرضي لله عز وجل ثمرة هذه الكلمة.
وفي تفسير علي بن أبي طلحة عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: {أصلها ثابت} قول لا إله إلا الله في قلب المؤمن. {وفرعها في السماء} يقول: يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء.
وقال الربيع بن أنس: {كلمة طيبة} هذا مثل الإيمان. والإيمان: الشجرة الطيبة، وأصلها الثابت، الذي لا يزول: الإخلاص فيه، وفرعه في السماء: خشية الله.
والتشبيه على هذا القول أصح وأظهر وأحسن؛ فإنه سبحانه شبه شجرة التوحيد في القلب بالشجرة الطيبة الثابتة الأصل، الباسقة الفرع في السماء علوًا).
فعلى هذا القول يكون المراد بالكلمة الطيبة: كلمة التوحيد، ويكون المراد بالشجرة الطيبة: المؤمن، أوقلبه .. وهذا واضح.
ثم أضاف ابن قيم الجوزية قائلاً: (ومن السلف من قال: إن الشجرة الطيبة هي النخلة، ويدل عليه حديث ابن عمر الصحيح.
ومنهم من قال: هي المؤمن نفسه؛ كما قال محمد بن سعد: حدثني أبي حدثني عمي حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قوله: {ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمةً طيبةً كشجرةٍ طيبةٍ} يعني بالشجرة الطيبة: المؤمن، ويعني بالأصل الثابت في الأرض والفرع في السماء يكون المؤمن يعمل في الأرض، ويتكلم، فيبلغ قوله وعمله السماء، وهو في الأرض.
وقال عطية العوفي في {ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة} قال: ذلك مثل المؤمن، لا يزال يخرج منه كلام طيب، وعمل صالح يصعد إلى الله.
وقال الربيع بن أنس: {أصلها ثابت وفرعها في السماء} قال: ذلك المؤمن ضرب مثله في الإخلاص لله وحده وعبادته وحده لا شريك له. قال: {أصلها ثابت} قال: أصل عمله ثابت في الأرض. {وفرعها في السماء} قال: ذكره في السماء).
فعلى القول الأول تكون الشجرة الطيبة هي النخلة، شبِّه بها المؤمن .. وعلى الأقوال الأخرى تكون الشجرة الطيبة هي المؤمن نفسه شبِّهت به النخلة .. وهذا ما قد يكون خفي عليكم وفقكم الله.
ولهذا قال ابن قيم الجوزية: (ولا اختلاف بين القولين؛ فالمقصود بالمثل المؤمن، والنخلة مشبهة به، وهو مشبه بها. وإذا كانت النخلة شجرة طيبة، فالمؤمن المشبه بها أولى أن يكون كذلك).
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Mar 2005, 10:56 م]ـ
وهذه مقالة بعث بها الأستاذ المبدع أبوالهيثم محمد إسماعيل عتوك حفظه الله، حول الآية التي سألتم عنها. أجاد الأستاذ محمدعتوك في تحبيرها كعادته.
مثل الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثةقال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ* يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) إبراهيم: 25 - 27
(يُتْبَعُ)
(/)
هذان مثلان ضربهما الله تعالى للكلمة الطيبة، والكلمة الخبيثة، مثل الأولى بشجرة طيبة، ومثل الثانية بشجرة خبيثة. ومناسبتهما لما قبلهما أن الله تعالى لما ذكر مثل أعمال الكفار، وأخبر أنها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف، وشرح أحوال الأمة الطيبة، وأحوال الفرقة الخبيثة، ذكر مثلاً يبين الحال في حكم هذين القسمين، ويصور سنته الجارية في الطيب والخبيث في هذه الحياة، فقال سبحانه: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ}.
وقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً}. أي: ألم تعلم كيف قدَّر الله تعالى مثلاً، ووضعه في موضعه اللائق به، فكان خاتمةً لِما تَقدَّمه؛ كتعليق الراوية على الرواية بعد إسدال الستار. وهو تعجيبٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكلِّ أحدٍ، من كيفية ضرب هذا المثل.
أما قوله تعالى: {كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ .. وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ} فهو بيان للمثل وتفسير له، يقوم على تشبيه معقول بمحسوس. فالكلمة الطيبة تشبه الشجرة الطيبة، والكلمة الخبيثة تشبه الشجرة الخبيثة. وما بين المشبه والمشبه به وجه شبَه، دلَّت عليه كاف التشبيه. وعندما تكون الكاف هي أداة التشبيه، فإنها تدل على أن وجه الشبه، الذي يجمع بين المشبه، والمشبه به في تشبيه واحد، يتناول جهةً أو أكثر من جهات الذات، وصفةً أو أكثر من الصفات الخارجة عن الذات.
وبيان ذلك: أنك إذا قلت: زيد مِثل الأسد، بكسر الميم وسكون الثاء، فإنك تريد أنه يُماثله- أي: يساويه- في تَمام ذاته. وإذا قلت: زيد مَثَل الأسد، بفتحتين، فإنك تريد أنه يشبهه في تمام صفاته. فإذا قلت: زيد كالأسد، فإنك تريد أنه يشبهه في جهةٍ أو أكثر من جهات الذات، وفي صفةٍ أو أكثر من صفات الذات.
ومن هنا يُخطىء من يفسر الكاف بمعنى المثل، أو المثل بمعنى الكاف .. فليس قول مريم عليها السلام: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى} (آل عمران:36) معناه: ليس الذكر مثل الأنثى. وليس قوله تعالى: {إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا} (البقرة:275) معناه: إنما البيع كالربا؛ كما يذهب إلى ذلك جُمهورُ المفسرين. فتأمل!
وعلى هذا الذي ذكرناه يحمل قوله تعالى: {كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ}؛ لأن المراد أن هذه الكلمة طيبة في حقيقتها، وفي صفاتها، وهي في ذلك تشبه الشجرة الطيبة .. وليس كذلك قوله تعالى: {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ}؛ لأن المراد- هنا- تشبيه الكلمة الخبيثة في صفاتها، دون التعرض لحقيقتها، بالشجرة الخبيثة في حقيقتها وصفاتها. هذا ما يدل عليه لفظ المثل المذكور- هنا - بجانب المشبه.
فإذا كان هذا هو شأن الكلمة الخبيثة، فما بالك بحقيقتها؟ إنها لقبحها في ذاتها وبشاعتها، لا يُمكنُ أَنْ تشبَّه بحقيقة أخرى؛ إذ لا شيء يشبهها في ذلك .. وكذلك إذا كان الشيء لعظمه وجلاله؛ بحيث لا يُمكن تصويره في مثل محسوس؛ لأنه فوق كل تصور، فإنه يُكتفَى بتشبيه ما يتصف به من صفات بشيء محسوس في حقيقته وصفاته؛ كقوله تعالى: {مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ} .. فتأمل ذلك، فإن هذه الأسرار الدقيقة في البيان المعجز، لا تجدها في كتب المفسرين على كثرتها!
ونعود بعد ذلك إلى المفسرين، فجمهورهم على القول بأن الكلمة الطيبة هي كلمة التوحيد، وأن الشجرة الطيبة هي المؤمن. وقيل: الكلمة الطيبة هي المؤمن، والشجرة الطيبة هي النخلة .. وأن الكلمة الخبيثة هي كلمة الكفر والشرك، وأن الشجرة الخبيثة هي الكافر أو هي شجرة الحنظل .. وقيل غير ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
والظاهر من تنكير كُلٍّ مِنْ {كَلِمَةٍ} و {شَجَرَةٍ} في الموضعين أَنَّ المراد بالكلمة الطيبة كل كلمةٍ يُرادُ بِها حَقٌّ، وبالكلمة الخبيثة كل كلمة يراد بها باطل، وبالشجرة الطيبة كل شجرة مثمرة طيبة الثمار؛ كالنخلة، وشجرة التين والعنب والرمان وغير ذلك. وبالشجرة الخبيثة كل شجرة لا يطيب ثمرها؛ كشجرة الحنظل، ونحوها .. فكما تثمر الكلمة الطيبة العمل الصالح، كذلك تثمر الشجرة الطيبة الثمر النافع. وكما تثمر الكلمة الخبيثة العمل الفاسد، كذلك تثمر الشجرة الخبيثة الثمر الفاسد.
ووصف سبحانه الشجرة الطيبة بأربع صفات:
الصفة الأولى: كونها {طَيِّبَةً}. وذلك يحتمل كونها طيبة المنظر والصورة والشكل. أو كونها طيبة الرائحة. أو كونها طيبة الثمرة. أي: لذيذة مستطابة. أو كونها طيبة بحسب المنفعة. يعني: أنها كما يستلذ بأكلها، فكذلك يعظم الانتفاع بها. قال الرازي: ويجب حمل قوله: {َشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ} على مجموع هذه الوجوه؛ لأن باجتماعها يحصل كمال الطيب.
الصفة الثانية: كونها {أَصْلُهَا ثَابِتٌ}. أي: ضارب بعروقه في الأرض. وهو صفة كمال لها؛ لأن الشيء الطيب، لا يعظم السرور به إلا إذا كان ثابتًا، بخلاف ما لو كان معرَّضًا للزوال .. والمراد أن هذه الشجرة لا تزعزعها الأعاصير، ولا تعصف بها رياح الباطل؛ ولا تقوى عليها معاول الطغيان ـ وإن خيل للبعض أنها معرضة للخطر الماحق في بعض الأحيان.
وقرأ أنس بن مالك: {كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ ثَابِتٌ أَصْلُهَا}. وقراءة الجمهور أقوى في اللفظ، وفي المعنى. أما في اللفظ فلأن فيها حسن التقسيم: {أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ}.وأما في المعنى فلأن الصفة فيها أجريت على الشجرة لفظًا ومعنى. وأما في قراءة أنس فقد أجريت الصفة على الشجرة لفظًا فقط. وأنت إذا قلت: مررت برجل أبوه قائم، كان أقوى من قولك: مررت برجل قائمٌ أبوه؛ لأن المخبر عنه إنما هو الأب، لا رجل.
والصفة الثالثة: كونها {فَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ}. أي: سامق شامخ متعال ذاهب في الفضاء على مد البصر، قائم أمام العين يوحي بالقوة والثبات. وهو أيضا صفة كمال لها؛ لأنها متى كانت مرتفعةً كانت بعيدةً عن عفونة الأرض وقاذورات الأبنية، فكانت ثمرتها نقيةً خالصةً عن جَميع الشوائب .. والمراد بـ {فرعها} أعلاها ورأسها، وإن كان المشبه به ذا فروع؛ فيكون من باب الاكتفاء بلفظ الجنس. وكأنَّ هذه الشجرة تطل بفروعها على الشر والظلم والطغيان من علُ، وإن خُيّل إلى البعض أحيانًا أن الشر يزحمها في الفضاء .. وكذلك كلمة الحق تعلو، ولا يُعلَى عليها؛ لأنها هي العليا دائمًا وأبدًا.
والصفة الرابعة: كونها {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا}. أي: لا ينقطع ثمرها أبدًا؛ فهي تؤتيه كاملاً حسنًا كثيرًا طيبًا مباركًا، في كل وقت وقته الله تعالى لإثمارها. وهو صفة كمال أيضًا؛ إذ الانتفاع بها غير منقطع حينئذ. وقال: {تُؤْتِي أُكُلَهَا}، ولم يقل: {تُعْطي ثمَرَهَا}؛ لما في الإيتاء من سرعة الإعطاء، وسهولته؛ ولأن الأكُل- بضم الهمزة والكاف- يطلق على كل ما يؤكل من الثمر، فهو أخصُّ من الثمر؛ لأن الثمر منه ما لا يؤكل.
و (الحين) في قوله تعالى: {كُلَّ حِينٍ} القطعة من الزمان. واختلف في تقديره: فقيل: سنة؛ لأن الشجرة تحمل الثمرة من العام إلى العام. ولذلك قال ابن عباس، وعكرمة، ومجاهد، والحكم، وحماد، وجماعة من الفقهاء: (من حلف أن لا يفعل شيئًا حينًا، فإنه لا يفعله سنة). واستشهدوا على ذلك بهذه الآية. وقال عكرمة وغيره: (الحين ستة أشهر) وهي مدة بقاء الثمر، وإليه ذهب أبو حنيفة. وقال ابن المسيب: (الحين شهران) لأَنَّ النخلة تدوم مثمرة شهرين. وقال ابن عباس أيضًا، والضحاك، والربيع: (كل حين. أي: كل غدوة وعشية).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ورد (الحين) في موضع آخر يراد به أكثر من ذلك؛ كقوله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً} (الإنسان:1). قيل في التفسير: أربعون عامًا. وحكى عكرمة أن رجلاً قال: (إن فعل كذا وكذا إلى حين، فغلامه حر. فأتى عمر بن عبد العزيز، فسأله، فسألني عنها، فقلت: إن من الحين حينًا لا يدرك؛ كقوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} (البقرة:36)، فأرى أن تمسك ما بين صرام النخلة إلى حملها. فكأنه أعجبه؛ وهو قول أبي حنيفة في الحين أنه ستة أشهر اتباعًا لعكرمة، وغيره).
وقال الزجاج: (جَميع مَنْ شاهدنا من أهل اللغة يذهبون إلى أن (الحين) اسم كالوقت، يصلح لجميع الأزمان كلها طالت، أم قصرت). وهذا قول الأزهري. وقال النحاس: (وهذه الأقوال متقاربة غير متناقضة؛ لأن (الحين) - عند جميع أهل اللغة إلا من شذ منهم- بمعنى الوقت يقع لقليل الزمان وكثيره).
والظاهر من السياق أن الكلمة الطيبة مثلها كشجرة طيبة، لا يزال يوجد منها ثمر في كل وقت، من صيف أو شتاء، أو ليل أو نهار. كذلك الكلم الطيب، لا يزال يصعد إلى الله تعالى، ويرفعه العمل الصالح في السماء، آناء الليل وأطراف النهار، في كل وقت وكل حين. قال تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ} (فاطر:10).
و قوله سبحانه: {بِإِذْنِ رَبِّهَا}. أي: بتسييره وتكوينه. ويدل على أن كل شيء لا يكون إلا بتوفيق الله تعالى. وفيه دقيقة عجيبة؛ وذلك لأن ما أذن الله في إيتائه لا يكون إلا على أحسن حال، وأكمل وجه. وخصَّ إيتاء الأكل بالشجرة الطيبة بإذن ربها على سبيل المدح والتشريف.
قال الرازي: (ولا حاجة بنا إلى أن تلك الشجرة هي النخلة، أم غيرها؛ فإنا نعلم بالضرورة أن الشجرة الموصوفة بالصفات الأربع المذكورة شجرة شريفة، ينبغي لكل عاقل أن يسعى في تحصيلها وتملكها لنفسه؛ سواء كان لها وجود في الدنيا، أو لم يكن؛ لأن هذه الصفة أمر مطلوب التحصيل. واختلافهم في تفسير الحين أيضًا من هذا الباب، والله أعلم).
وعقَّب سبحانه على ذلك بقوله: {وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}؛ وذلك لأنها أمثال مصداقها واقع في الأرض، ولكن الناس كثيرًا ما ينسونه في زحمة الحياة؛ ففي ضربها لهم زيادة إفهام، وتذكير، وتصوير للمعاني. وذلك؛ لأن المعاني العقلية المحضة لا يقبلها الحس والخيال والوهم، فإذا ذكر ما يماثلها، أو يشابهها من المحسوسات، ترك الحس والخيال والوهم تلك المنازعة، وانطبق المعقول على المحسوس، وحصل به الفهم التام، والوصول إلى المطلوب.
وفي مقابل تلك الصفات، التي وصف الله تعالى بها الشجرة الطيبة، التي شبه بها الكلمة الطيبة، وصف الشجرة الخبيثة، التي شبه بها الكلمة الخبيثة في صفتها بثلاث صفات:
الصفة الأولى: كونها {خبيثة}. وذلك يحتمل أيضًا أن يكون بحسب الرائحة، وأن يكون بحسب الطعم، وأن يكون بحسب الصورة والمنظر، وأن يكون بحسب اشتمالها على المضار الكثيرة. والشجرة الجامعة لكل هذه الصفات، وإن لم تكن موجودة، إلا أنها إذا كانت معلومة الصفة، كان التشبيه بها نافعًا في المطلوب.
وأصل (الخبث) في كلام العرب: المكروه. فإن كان في الكلام فهو الشتم، وإن كان من الملل فهو الكفر، وإن كان من الطعام فهو الحرام، وإن كان من الشراب فهو الضار، ومنه قيل لما يرمى من منفي الحديد: الخبث.
ومنه الحديث: (إن الحمى تنفي الذنوب؛ كما ينفي الكير الخبث). وخبث الحديد والفضة ما نفاه الكير، إذا أذيبا؛ وهو ما لا خير فيه.
والصفة الثانية: كونها {اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ}. أي: استؤصلت. وهذه الصفة في مقابلة {أَصْلُهَا ثَابِتٌ} في صفة الشجرة الطيبة. وحقيقة (الاجتثاث) أخذ الجثة كلها- وهي شخص الشيء- من فوق الأرض، لكون عروقها قريبة من الفوق؛ فكأنها فوق. وهذا يعني: أنه ليس لها أصل، ولا فرع، وليس لها ثمرة، ولا فيها منفعة.
والصفة الثالثة: كونها {مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ}. وهذه كالمتممة للصفة الثانية؛ فنفى أن يكون لها
(يُتْبَعُ)
(/)
مكان تستقر فيه، وأن يكون لها استقرار في المكان. فان القرار يراد به مكان الاستقرار؛ كما قال تعالى في صفة جهنم: {َجهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ} (إبراهيم:29)، وقال: {جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاء بِنَاء} (غافر:64). ويقال: فلان ما له قرار. أي: ثبات. وقد فسر القرار في الآية بهذا وهذا. ويقال: قرَّ الشيء قرارًا؛ كقولك: ثبت ثباتًا. قال الزمخشري: (شبِّه بها القول، الذي لم يعضَّد بحجة فهو داحض غير ثابت. والذي لا يبقى؛ إنما يضمحل عن قريب لبطلانه؛ من قولهم: الباطل لجلج .. وعن قتادة أنه قيل لبعض العلماء: ما تقول في كلمة خبيثة؟ فقال: ما أعلم لها في الأرض مستقرًّا، ولا في السماء مصعدًا، إلا أن تلزم عنق صاحبها حتى يوافي بها القيامة).
وقرىء: {ومثلَ} بالنصب عطفًا على {كَلِمَةً طَيِّبَةً}. وقرأ أُبَيُّ: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً خَبيثةً كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ}. ولعل تغيير الأسلوب على قراءة الجماعة، للإيذان بأن ذلك غير مقصود بالضرب والبيان؛ وإنما ذلك أمر ظاهر، يعرفه كل أحد.
هذا هو مثل الكلمة الطيبة، ومثل الكلمة الخبيثة. وليس هذا وذاك مجرد مثل يضرب، ولا مجرد عزاء للطيبين وتشجيع؛ وإنما هو الواقع في الحياة، ولو أبطأ تحققه في بعض الأحيان .. والخير الأصيل لا يموت ولا يذوي، مهما زحمه الشر وأخذ عليه الطريق. والشر كذلك لا يعيش إلا ريثما يستهلك بعض الخير المتلبس به، فقلما يوجد الشر خالصًا، وعندما يستهلك ما يلابسه من الخير، فلا تبقى فيه منه بقية، فإنه يتهالك، ويتهشم مهما تضخم واستطال.
ثم أخبر سبحانه عن فضله وعدله في الفريقين: أصحاب الكلمة الطيبة، وأصحاب الكلمة الخبيثة، فبين سبحانه أنه يثبت الذين آمنوا بإيمانهم بالقول الثابت أحوج ما يكونون إليه في الدنيا والآخرة، وأنه يضل الظالمين عن القول الثابت. فيضل هؤلاء بعدله لظلمهم، ويثبت الذين آمنوا بفضله لإيمانهم؛ وذلك قوله تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ ويُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ}.
أي: يُدِيْمُهم على القول الثابت في الدنيا والآخرة، ويمنعهم من الزلل .. وذلك أن العبد لا يستغني عن تثبيت الله طرفة عين؛ فإن لم يثبته، وإلا زلت سماء إيمانه وأرضه عن مكانهما. وقد قال تعالى لأكرم خلقه عليه عبده ورسوله: {وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً} (الإسراء:74).
ففي ظل الشجرة الثابتة مثلاً للكلمة الطيبة {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ} .. وفي ظل الشجرة الخبيثة المجتثة من فوق الأرض ما لها من قرار، ولا ثبات {يُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ} .. فتتناسق ظلال التعبير وظلال المعاني كلها في السياق!
و {الْقَوْلِ الثَّابِتِ} هو القول الحق والصدق، الذي ثبت بالحجة والبرهان في قلب صاحبه، وتمكن فيه، فاعتقده واطمأنت إليه نفسه. وهو ضد القول الباطل الكذب، الذي لا يثبت بحجة، ولا برهان. وعليه فالقول نوعان: ثابت له حقيقة، وباطل لا حقيقة له. وأثبت القول كلمة الحق ولوازمها؛ فهي أعظم ما يثبت الله بها عباده في الدنيا والآخرة؛ ولهذا ترى الصادق من أثبت الناس وأشجعهم قلبًا، والكاذب من أمهن الناس وأخبثهم وأكثرهم تلويًا وأقلهم ثباتًا. وأهل الفراسة يعرفون صدق الصادق، من ثبات قلبه وقت الاختبار، وشجاعته ومهابته، ويعرفون كذب الكاذب بضد ذلك، ولا يخفى ذلك إلا على ضعيف البصيرة .. وسئل بعضهم عن كلام سمعه من متكلم به، فقال: (والله ما فهمت منه شيئًا، إلا أني سمعت لكلامه صولة، ليست بصولة مبطل. فما منح العبد منحة أفضل من منحة القول الثابت. ويجد أهل القول الثابت ثمرته أحوج ما يكونون إليه في قبورهم ويوم معادهم؛ كما في صحيح مسلم من حديث البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن هذه
(يُتْبَعُ)
(/)
الآية نزلت في عذاب القبر. وقد جاء هذا مبينًا في أحاديث صحاح؛ فمنها ما روي عن أبي هريرة من أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ({يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ}. قال: إذا قيل له في القبر: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد، جاء بالبينات من عند الله، فآمنت وصدقت. فيقال له: صدقت على هذا عشت، وعليه مت، وعليه تبعث).
وقوله تعالى: {وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ}، الذين لم يتمسكوا بحجة ولا برهان في دينهم؛ وإنما اقتصروا على تقليد كبارهم وشيوخهم؛ كما قلد المشركون آباءهم، فقالوا: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ} (الزخرف:22). فهؤلاء يضلهم الله تعالى بظلمهم، وبعدهم عن النور الهادي، واضطرابهم في تيه الظلمات والأوهام والخرافات، واتباعهم مناهج وشرائع من الهوى، لا من اختيار الله .. يضلهم وفق سنته، التي تنتهي بمن يظلم ويعمى عن النور، ويخضع للهوى إلى الضلال والتيه والشرود.
والمراد بـ {الظالمين} الكفرة المشركين، بدليل مقابلتهم بـ {الذين آمنوا}، ووصفهم بالظلم إما باعتبار ظلمهم لأنفسهم؛ حيث بدلوا فطرة الله تعالى، التي فطر الناس عليها، فلم يهتدوا إلى القول الثابت، أو باعتبار أنهم قلدوا أهل الضلال وأعرضوا عن البينات الواضحة. وإضلالهم في الدنيا- على ما قال الزمخشري- أنهم لا يثبتون في مواقف الفتن، وتزل أقدامهم أول شيء، وهم في الآخرة أضل وأزل .. واخرج ابن جرير وابن أبي حاتم البيهقي من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أن الكافر إذا حضره الموت، تنزل عليه الملائكة عليهم السلام، يضربون وجهه ودبره، فإذا دخل قبره أُقعِد، فقيل له: من ربك؟ فلم يرجع إليهم شيئًا، وأنساه الله تعالى ذكر ذلك، وإذا قيل له: من الرسول الذي بعث إليكم؟ لم يهتد له، ولم يرجع إليهم شيئًا؛ فذلك قوله تعالى: {يُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ}.
{وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء}. أي: يفعل ما توجبه الحكمة؛ لأن مشيئة الله تعالى تابعة للحكمة من تثبيت الذين آمنوا، وتأييدهم، وعصمتهم عند ثباتهم وعزمهم، ومن إضلال الظالمين وخذلانهم، والتخلية بينهم، وبين شأنهم عند زللهم.
وفي إظهار الاسم الجليل {اللَّهُ} في الموضعين من الفخامة، وتربية المهابة ما لا يخفى، مع ما فيه - كما قيل- من الإيذان بالتفاوت في مباديء التثبيت، والإضلال؛ فان مبدأ صدور كل منهما عنه سبحانه وتعالى من صفاته العلا غير ما هو مبدأ صدور الآخر. وفي ظاهر الآية من الرد على المعتزلة ما فيها.
وبهذه الخاتمة يتم التعقيب على القصة الكبرى للرسالات والدعوات. وقد استغرقت الشطر الأول والأكبر من السورة المسماة باسم إبراهيم أبي الأنبياء، والشجرة الظليلة الوارفة المثمرة خير الثمرات، والكلمة الطيبة المتجددة في الأجيال المتعاقبة، تحتوي دائماً على الحقيقة الكبرى .. حقيقة الرسالة الواحدة، التي لا تتبدل، وحقيقة الدعوة الواحدة، التي لا تتغير، وحقيقة التوحيد لله الواحد القهار.
الجمعة، 18 آذار، 2005 محمد إسماعيل عتوك
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[18 Mar 2005, 11:18 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي عبدالرحمن
وجزى الله الأستاذ أبا الهيثم محمد إسماعيل عتوك خيراً كذلك
ولي عودة إن شاء الله بعد دراسة ما ذكرتماه.(/)
من يفيدني في تفسير هذه الاية؟؟؟
ـ[عيسى القرشي]ــــــــ[18 Mar 2005, 07:26 ص]ـ
اريد تفسير قول الله تعالى (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض او كلم به الموتي) اريد تفسير شافي لهذه الاية فقد قرآت التفسير ولو افهم فهما كاملا ارجو الإفاداة وجزكم اله خير
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[18 Mar 2005, 03:11 م]ـ
اقرأ تفسيرها من هذه التفاسير الميسرة، فإن لم تتضح لك فلنا عودة إن شاء الله
المنتخب فى التفسير ( http://www.elazhar.com/Quran/Default.asp?Lang=a&Action=View&Doc=Doc1&n=1764&StartFrom=1733&Total=1776)
وفي التفسير الميسر من موقع مجمع الملك فهد ( http://www.qurancomplex.org/Quran/tafseer/Tafseer.asp?nSora=13&t=moyasar&l=arb&nAya=31)
: ( ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد (31)
يرد الله -تعالى- على الكافرين الذين طلبوا إنزال معجزات محسوسة على النبي صلى الله عليه وسلم فيقول لهم: ولو أن ثمة قرآنا يقرأ, فتزول به الجبال عن أماكنها, أو تتشقق به الأرض أنهارا, أو يحيا به الموتى وتكلم -كما طلبوا منك- لكان هذا القرآن هو المتصف بذلك دون غيره, ولما آمنوا به. بل لله وحده الأمر كله في المعجزات وغيرها. أفلم يعلم المؤمنون أن الله لو يشاء لآمن أهل الأرض كلهم من غير معجزة؟ ولا يزال الكفار تنزل بهم مصيبة بسبب كفرهم كالقتل والأسر في غزوات المسلمين, أو تنزل تلك المصيبة قريبا من دارهم, حتى يأتي وعد الله بالنصر عليهم, إن الله لا يخلف الميعاد.)
وفي تفسير القرآن من هنا ( http://www.islampedia.com/MIE2/tafsir/Tafsirdx.html) :
( { وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ} أي لو كان كتابٌ من الكتب المنزّلة سُيرت بتلاوته الجبال وزعزعت عن أماكنها {أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ} أي شُققت به الأرض حتى تتصدَّع وتصير قطعاً {أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى} أي خوطب به الموتى حتى أجابوا وتكلموا بعد أن أحياهم الله بتلاوته عليهم، وجواب {لو} محذوف تقديره: لكان هذا القرآن، لكونه غايةً في الهداية والتذكير، ونهايةً من الإِنذار والتخويف، وقال الزجاج: تقديره "لما آمنوا" لغلوهم في المكابرة والعناد، وتماديهم في الضلال والفساد {بَلْ لِلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا} بلْ للإِضراب والمعنى: لو أن قرآناً فُعل به ما ذُكر لكان ذلك هذا القرآن، ولكنَّ الله لم يجبهم إلى ما اقترحوا من الآيات، لأنه هو المالك لجميع الأمور والفاعل لما يشاء منها من غير أن يكون لأحدٍ عليه تحكّمٌ أو اقتراح)
ـ[أخوكم]ــــــــ[18 Mar 2005, 10:34 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل أبومجاهدالعبيدي
ـ[عيسى القرشي]ــــــــ[19 Mar 2005, 09:05 ص]ـ
لأستاذ / ابو مجاهد العبيدي
السلام عليكم:
شكر الله لك اخي العزيز ونسال من الله ان يرفع قدرك في الدنيا والاخرة آمين اللهم آمين
فقد استفدت من النقولات التي ذكرتها بارك الله فيك(/)
بيان بالأخطاء التي وقعت في برنامج العريس للرسم العثماني
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[18 Mar 2005, 04:54 م]ـ
إخواني الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا بيان بالأخطاء التي اعترت برنامج العريس لنشر المصحف الشريف بواسطة الصور:
بيان الأخطاء التي وقعت في برنامج العريس:
1 - فتحة الميم في كلمة مالك من سورة الفاتحة.
2 - كلمة "أذى" الواقعة في سورة البقرة: {يسئلونك عن المحيض قل هو أذى} التنوين وقع على حرف العلة وهو لحن في الرسم وقد وقع فيه الخطاط وأرشدني لهذا الموطن فضيلة شيخ عموم المقارئ المصرية الصواب وقوع التنوين على حرف الذال.
3 - في سورة الحج الآية 64:" له ما في" سقطت شدة اللام.
4 - في سورة النور الآية 35: "نور على نور" التنوين مركب ويجب أن يكون متوازي.
5 - في سورة النمل الآية 93: همزة الوصل بعيدة جدا عن لام التعريف في قوله تعالى {وقل ا لحمد} هكذا. وهو خطأ
6 - في سورة ص الآية 24: "وأناب" سقطت فتحة الباء.
7 - في سورة الشورى الآية 45: كلمة "خفيٍ" التنوين مرسوم كسرة.
8 - بالإضافة إلى بعض المواطن في بدء البسملة بشدة فوق الباء لكون الآية التي انتهت في السورة السابقة منتهية بحرف الباء فيشدد حرف الباء من البسملة في السورة التالية.(/)
اللغة العبرية لا تستحق ترجمة معاني القرآن إليها!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Mar 2005, 07:27 م]ـ
قرر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر إعادة طبع معاني القرآن الكريم باللغة الاسبانية طبعة جديدة، بعدما لاقت طبعتها الأولى إقبالاً متزايداً من الناطقين باللغة الاسبانية، خاصة بين شعوب أميركا اللاتينية، ونفذت في فترة قصيرة نسبياً مقارنة بالترجمات الأخرى.
وقال الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري ورئيس المجلس في تصريحات لصحيفة البيان الإماراتية إن المجلس قدم ست ترجمات لمعاني القرآن الكريم إلى الانجليزية والفرنسية والألمانية والأسبانية والروسية والأندونيسية.
وتابع أن هناك بعض الملاحظات وردت إلى المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في شأن الترجمة الانجليزية وتتم مراجعتها حالياً، وتنتهي المراجعة خلال شهرين، ثم تعاد طباعتها بعد تجاوز تلك الملاحظات.
وأشار إلى أن المجلس يوزع هذه الترجمات على المراكز والمؤسسات الإسلامية في الخارج، وبعض العلماء وكبار الشخصيات مجاناً خدمة لأبناء الأمة الإسلامية، وتشمل هذه الترجمات، الرسائل والكتب التي يصدرها المجلس دورياً في إطار سلسلتين هما «قضايا إسلامية» و «دراسات إسلامية».
وأكد زقزوق أن المجلس رفض طباعة ترجمات أعدتها مؤسسات أخرى أو علماء في الدول الأخرى، لأنه رأى أن من الأفضل أن يختار نخبة من علماء الأزهر، والأوقاف، والجامعات المصرية، للقيام والإشراف على هذا العمل الجليل حرصاً على عدم الوقوع في أخطاء وقعت فيها ترجمات سابقة.
وقال إن الترجمات التي يعدها المجلس لمعاني القرآن الكريم تشتمل على النص القرآني والتفسير باللغة العربية ثم ترجمة التفسير إلى اللغات الأخرى، و «هذا لا يتوافر في الترجمات الأخرى». ونفى زقزوق وجود نية لترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة العبرية. وأكد انه سبق أن تقدم أحد أعضاء المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بهذا الاقتراح، لكن لم يتم الأخذ به.
وذكر "أفضل أن نوجه جهودنا إلى اللغات التي تخدم أعداداً كبيرة، ومنها على سبيل المثال بعض اللغات الأفريقية مثل السواحلية التي يتحدث بها ملايين المسلمين. أما اللغة العبرية فلن تحقق لنا الكثير، لأن أعداد الذين يتحدثونها قليلة، ولا تستحق هذا المجهود الضخم بالإضافة إلى أن موقف اليهود من كتاب الله ومن الإسلام معروف".
المصدر ( http://www.shohood.net/show.asp?NewId=13755&PageID=7&PartID=1)
ـ[عبدالله حسن]ــــــــ[18 Mar 2005, 09:28 م]ـ
يبدو لي أن تعليق الدكتور قصد به ترتيب الأولويات فلا يرى ان هناك اولوية للترجمة للعبرية مع وجود لغات اخرى يتحدث بها ملايين المسلمين ..
لكن هل بالفعل لا توجد ترجمة للقران الكريم الى اللغة العبرية؟
قرأت في أحد المواقع ان الصوماليين لا زالوا ينسخون بعض مصاحفهم باليد لعدم وجود مصاحف مطبوعة لبعض قراءاتهم!!
ترجمة معاني القران الى كل اللغات المعروفة في العالم من الواجبات علينا خاصة في هذا العصر الذي فتح الله علينا بوسائل التقنية الحديثة لكن الله المستعان على حالتنا هذه ..(/)
أوهام الحافظ ابن كثير في تفسيره في كتاب جديد
ـ[نصرمنصور]ــــــــ[18 Mar 2005, 08:41 م]ـ
صد رحديثاً كتاب "التحبير للأوهام والتنبيهات الواردة في تفسير الحافظ ابن كثير " للشيخ هاني الحاج.
من إصدار مكتبة الأديب بالرياض (حي الورود شارع مساعد العنقري) والمكتبة الذهبية بمصر.
وتنقسم الأخطاء التي نبه عليها المؤلف إلى نوعين: الأول: أوهام في العزو، والآخر: أخطاء علمية منوعة.
ويأتي هذا الكتاب ضمن [سلسلة التنبيهات الخاصة بالتفاسير]،وهو الكتاب الثاني منها بعدما صدر " التبيين للمخالفات الواقعة في تفسير الجلالين " من دار يلاف بالكويت.
ـ[المحرر]ــــــــ[25 Mar 2005, 06:43 ص]ـ
الكتاب ليس جديداً، فإنه قد طبع في عام 1424(/)
دعوة إلى تحقيق كتب التراث الإسلامي المطبوعة بدون تحقيق علمي للدكتور حسام الدين عفانه
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[19 Mar 2005, 08:34 ص]ـ
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
وبعد …
[هذا التراث الضخم الذي آل إلينا من أسلافنا صانعي الثقافة الإسلامية العربية جدير بأن نقف أمامه وقفة الإكبار والإجلال ثم نسمو برؤسنا في اعتزاز وشعور صادق بالفخر والغبطة والكبرياء.
إن هذه الصيحات التي يرددها دعاة الاستعمار الثقافي يبغون بها أن ننبذ هذا التراث ونطرحه وراءنا ظهرياً صيحة في واد. وكم لهم من محاولات يائسة يدورون بها ذات اليمين وذات الشمال كي يهدموا هذا الصرح. ولكن تلك المحاولات لم تجد لها صدى إلا عند من أمكنهم أن يضفوا على أنفسهم ظل الاستعباد الثقافي من ضعاف القلوب وأرقاء التفكير ... وهم فيما بين ذلك يحاولون أن يضعوا من ثقتنا في هذا التراث الضخم فلا يزالون يوجهون إليه المطاعن والمثالب ويهونون من شأنه تهويناً.
إن كل فكرة علمية جديرة بالاحترام ولكن الفكرة المغرضة التي يبعثها الشر أو المنفعة الذاتية الصرفة فكرة لا تستحق الاحترام بل يجب مناهضتها والقيام في وجهها. أرادوا كثيراً فسمعنا وقرأنا كثيراً ولكن ثقافتنا الإسلامية العربية ليست من الهون بحيث تحنى الرأس لأمثال هذا الضعف المتخاذل.
فالشكر الصادق لهؤلاء القوم الذين أيقظوا فينا ذلك الشعور بالعزة ووجهونا أن نفتح عيوننا على تلك الكنوز التني تتكشفت لنا ولا تزال تتكشف.
وما أجدرنا أن ننهض بعبء نشر ذلك التراث وتجليته ليكون ذلك وفاءً لعلمائنا ووفاء لأنفسنا وأبنائنا.
وقد ناديت في مقدمة إحدى منشوراتي أن تلتزم كلياتنا الجامعية ذات الطابع الثقافي الإسلامي تكليف طلبة الدراسات العالية أن يقوم كل منهم بتحقيق مخطوط يمت بصلة إلى موضوع الرسالة التي يتقدم بها فقلت: [وإنه لما يثلج الصدر أن تتجه جامعاتنا المصرية اتجاهاً جديداً إزاء طلابها المتقدمين للإجازات العلمية الفائقة إذ توجههم إلى أن يقدموا مع رسالاتهم العلمية تحقيقاً لمخطوط يمت بصلة إلى موضوع الرسالة. وعسى أن يأتي اليوم الذي يكون فيه هذا الأمر ضريبة علمية لا بد منها].
وإني لمؤمن أن سيأتي ذلك اليوم فننعم بكثير من المتع الثقافية التي حالت بيننا وبينها هذه الحرب العلمية الظالمة] من مقدمة عبد السلام هارون لكتابه تحقيق النصوص ونشرها ص5 - 6.
ومن المعلوم أن ما خلفه علماؤنا المتقدمون من المخطوطات يعد بالملايين وما زال معظم هذه المخطوطات قابعاً في مراكز المخطوطات والمكتباب يحتاج لمن ينفض عنه الغبار ويبعث فيه الحياة من جديد فهذا التراث الضخم والذي بلغت عدته 262 مليون مجلد مخطوط كما أحصيت حتى سنة 1948 ويقال بعد ذلك أنها أحصيت بمئات الملايين. انظر منهج البحث العلمي د. ثريا ملحس ص246.
وإن من أحسن ما يقدمه المرء لأمته أن يسهم في الإخراج إلى حيز الوجود - محققاً ومصفىً - ذخائر الماضي من تراث أمجادنا العلمي الذي كان من مظاهر عزها وأساساً لنهضتها وثمرة يانعة لحياتها وثقافتها ليتسنى الوقوف على أصالته وما برز به من نظريات وحلول لمختلف القضايا النازلة. مقدمة تحقيق مفتاح الوصول إلى بناء الفروع على الأصول ص19.
ولما كانت لديَّ رغبة أكيدة في خوض مجال تحقيق التراث الإسلامي العظيم وكانت لي ثلاث تجارب في ذلك وهي:
1. تحقيق الجزء الأول من كتاب بيان معاني البديع في أصول الفقه لمحمود بن عبد الرحمن الأصفهاني وكان ذلك في مرحلة الدكتوراة. ويقع في مجلدين كبيرين بلغت صفحاتهما 1250 صفحة.
2. تحقيق شرح الورقات في أصول الفقه لجلال الدين المحلي.
3. تحقيق رسالة بذل المجهود في تحرير أسئلة تغير النقود للعلامة محمد بن عبدالله الغزي التمرتاشي
كما وأنني تعاملت مع فهرسة المخطوطات ومصوراتها المحفوظة لدى مؤسسة إحياء التراث الإسلامي والبحوث الإسلامية في بيت المقدس حيث قمت بالإشتراك مع موظفين من المؤسسة بفهرسة مخطوطات المؤسسة المصورة وبلغت عدتها قريباً من أربعة آلاف مصورة. وقد سمي فهرس مخطوطات فلسطين المصورة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد صدر الجزء الأول منه وهو خاص بالفقه وأصوله وجاء في مقدمته ما يلي: [إن التراث الضخم الذي آل إلينا من علمائنا الأفذاذ لجدير بأن نقف أمامه وقفة إكبار وإجلال لتلك الجهود التي بذلها أولئك النوابغ من العلماء وإن من بعض الواجب علينا أن نعتز ونفتخر بهذا التراث العظيم وأن نعمل على إحيائه والمحافظة عليه وتيسير سبل الاستفادة منه خدمة للعلم وأهله ووفاء لأولئك العلماء الأعلام.
ومن هذا المنطلق قررت مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في بيت المقدس نشر فهارس مخطوطاتها المصورة فعهدت إلى الأخوين د. حسام الدين عفانه الأستاذ المشارك في جامعة القدس والسيد محمد الصفدي الموظف في المؤسسة والأخت انتصار الصلاح الموظفة في المؤسسة للقيام بإعداد فهارس للمخطوطات المصورة من عدد من المكتبات الخاصة والعامة في فلسطين والمحفوظة لدى المؤسسة
وها نحن نقدم للباحثين والدارسين الجزء الأول من هذه الفهارس والتي من المتوقع أن تصدر في اثني عشر جزء يضم كل واحد منها 300 مخطوط ما عدى الجزء الأول فيضم 183 شملت ما يلي:
- أصول الفقه 70 مخطوطاً.
- الفقه المقارن 10 مخطوطات.
- الفقه المالكي 3 مخطوطات.
- الفقه الحنبلي 13 مخطوطة.
- القواعد الفقهية 9 مخطوطات.
- الفرائض (المواريث) 40 مخطوطة.
- متفرقات فقه 38 مخطوطة] مقدمة الجزء الأول ص2.
لكل ما مضى فإني أشجع طلبة الدراسات العليا خاصة والباحثين عامة على خوض غمار هذا الفن
- تحقيق التراث - على وفق قواعده وأسسه التي وضعها كبار المحققين ...
كما وأني لأرجو من جامعتنا أن تتولى جانباً مهماً في هذا المجال فتقرر في مناهجها للدراسات العليا تدريس مساق حول تحقيق التراث الإسلامي وتوليه العناية الفائقة.
وقد بدأت بوادر ذلك تتحقق حيث قررت جامعة الخليل تدريس هذا الموضوع المهم ضمن مساق البحث العلمي لطلبة الماجستير في معهد القضاء العالي. وكذلك فعلت جامعة القدس حيث يدرس المساق لطلبة الماجستير تخصص دراسات إسلامية معاصرة وقد قمت بتدريس المساق في الجامعتين المذكورتين ولله الحمد والفضل.
هذا مع العلم أن تدريس تحقيق التراث قد سبقتنا إليه الجامعات العريقة في العالم العربي والإسلامي فقد ذكر المحقق الكبير عبد السلام هارون أنه قام بإلقاء محاضرات في هذا الفن على طلبة الماجستر بكلية دار العوم في الخمسينات من القرن الميلادي الماضي. انظر تحقيق النصوص ص 6 - 7.
وكذلك فإن هذا الموضوع يدرس في عدد كبير من الجامعات العربية والإسلامية ولكن ثمرات ذلك ما زالت دون المستوى المطلوب في إخراج كنوز تراثنا الإسلامي العظيم.
يقول الدكتور حميش عبد الحق: [تحتوي خزانة التراث الفقهي على كتب هامة من تراثنا الإسلامي الخالد الذي ألفه سلف هذه الأمة عبر القرون الماضية وهذه الكنوز ادخرت لهذه الأمة لتستفيد منها ولتعمل بما فيها.
لهذا اتجه العلماء وطلاب الدراسات العليا نحو تحقيق الكتب القديمة من أجل إحياء التراث الإسلامي النافع الذي يستفيد منه الناس وينفعهم في دينهم ودنياهم.
لكن هذا الاتجاه نحو تحقيق التراث نراه يسير سيراً بطيئاً فإن عدداً ضخماً من المخطوطات لا يزال غير منشور على أهميته وبعضه أصل في الفن الذي يتناوله.
لهذا صار لزاماً على المعنيين بهذا الأمر تشجيع تحقيق المخطوطات وتذييل الصعوبات التي يواجهها طلاب العلم الذين يقبلون بحماسة على العمل ولا يجدون ما يحققونه فيتولون وقلوبهم تفيض بالأسى حزناً ألا يجدوا ما يحققون] مقدمة كتاب المعونة على مذهب عالم المدينة 1/ 7.
إذا تقرر هذا فأود الحديث هنا عن بعض القضايا الهامة:
أولاً: تحقيق التراث فن قائم بذاته له أصوله وقواعده ويمكن تعريفه بأنه العلم الذي يبحث فيه عن قواعد نشر المخطوطات أو هو دراسة قواعد نشر المخطوطات. تحقيق التراث ص36.
والغاية المرجوة من هذا الفن هي تقديم المخطوط صحيحاً كما وضعه مؤلفه دون شرحه. قواعد تحقيق المخطوطات ص82.
وقد وضع في هذا العلم عدد كبير من المؤلفات والأبحاث ذكر أهمها د. عبد الهادي الفضلي فقال:
(يُتْبَعُ)
(/)
[وفي النصف الأول من القرن العشرين الميلادي وفي العام الذي صدر فيه كتاب نقد النصوص الفرنسي المشار إليه سابقاً وبالتحديد في عام 31/ 1932 ألقى المستشرق الألماني د. برجستراسر محاضرات في أصول نقد النصوص ونشر الكتب على طلبة الماجستير بقسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة القاهرة.
وكانت محاضراته المادة الأولى باللغة العربية لعلم تحقيق التراث والمنطلق الأول للمثقفين العرب للتعامل مع هذه المادة تأليفاً وتدريساً.
وتتابع التأليف والكتابة في هذا العلم وكالتالي:
1. في سنة 1944 نشر د. محمد مندور مقالين في قواعد نشر النصوص في العددين 277 و280 من مجلة الثقافة المصرية عند نقده لكتاب قوانين الدواوين لابن مماتي ت606 هـ والمنشور بتحقيق عزيز سوريال عطية سنة 1943.
وفي السنة نفسها أعاد نشر المقالين ضمن كتابه في الميزان الجديد.
2. في سنة 1951 نشرت قواعد موجزة لنشر المخطوطات في مقدمة الجزء الأول من تاريخ مدينة دمشق وكانت تلكم القواعد قد وضعت من قبل لجنة ألفها المجمع العلمي العربي بدمشق لذلك.
3. في سنة 1953 تحدث د. إبراهيم بيومي مدكور عن بعض قواعد النشر في مقدمته لكتاب الشفا لابن سينا.
4. في سنة 1954 نشر الأستاذ عبد السلام هارون الطبعة الأولى من كتابه تحقيق النصوص ونشرها.
5. في سنة 1955 نشر د. صلاح الدين المنجد ما وضعه من قواعد تحقيق المخطوطات في الجزء الثاني من المجلد الأول من مجلة معهد المخطوطات العربية التي تصدر في القاهرة.
ثم أعاد نشرها في السنة نفسها بكتاب مستقل يحمل عنوان قواعد تحقيق المخطوطات.
6. ومنذ سنة 64/ 1965 أملى أستاذنا د. مصطفى جواد آراءه في أصول تحقيق النصوص على طلبة ماجستير اللغة العربية بجامعة بغداد حتى وفاته سنة 1969 رحمه الله تعالى.
وقد قام بنشرها زميلنا د. محمد علي الحسيني ضمن كتابه دراسات وتحقيقات المطبوع سنة 1974.
7. في سنة 1969 قام د. محمد حمدي البكري بإعداد ونشر محاضرات المستشرق الألماني برجستراسر التي ألقاها على طلبة ماجستير اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة القاهرة سنة 31/ 1932 بعنوان أصول نقد النصوص ونشر الكتب.
8. وفي سنة 1972 وضع د. شوقي ضيف كتابه البحث الأدبي عاقداً الفصل الثالث منه لتوثيق النصوص وتحقيقها.
9. في سنة 1975 نشر د. نوري حمودي القيسي ود. سامي مكي العاني مؤلفهما الموسوم بمنهج تحقيق النصوص ونشرها.
10. في سنة 1977 نشر د. عبد الرحمن عميرة كتابه أضواء على البحث والمصادر عاقداً الباب الثالث منه لتحقيق المخطوطات.
11. في سنة 1979 نشر الأستاذ أحمد الجندي مقالاً في المجلة العربية السعودية بعنوان تحقيق التراث.
12. وفي سنة 1980 ألقى د. حسين نصار بحثاً بعنوان منهج تحقيق التراث العربي وقواعد نشره في الندوة الأولى عن التراث التي عقدت في القاهرة] تحقيق التراث ص27 - 28.
وأوسع كتاب تناول موضوع تحقيق المخطوطات فيما اطلعت عليه هو كتاب تحقيق التراث للدكتور
عبد الهادي الفضلي فقد احتوى زبدة مؤلفات وأبحاث الذين تقدموه وفصَّل الكلام في التحقيق فتحدث عن نشأة التحقيق وتطوره وعن تعريف التحقيق وشروطه وعن مقدمات التحقيق وخطواته ومكملاته.
ومن الفوائد المهمة لهذا الكتاب أنه ذكر لنا فهارس المطبوعات العربية فبلغت 65 فهرساً
وذكر قائمة بأسماء الدوريات العربية المعنية بشؤون المخطوطات فبلغت 73 دورية
وذكر الدوريات الأجنبية المعنية بشؤون المخطوطات فبلغت 30 دورية
وذكر الفهارس العامة للكتب التي تعنى بالمخطوطات فبلغت ثمانية فهارس
وذكر قائمة للمكتبات التي توجد فيها المخطوطات الإسلامية في مختلف أنحاء العالم فبلغت 219 مكتبة.
وذكر بياناً بأسماء بعض فهارس المخطوطات العربية في البلاد العربية وقد اشتمل على 101 فهرس. وذكر بياناً بأسماء بعض فهارس المخطوطات العربية في البلدان غير العربية فبلغت 78 فهرساً. انظر تحقيق التراث ص62 - 98.
ثانياً: تحقيق كتب التراث المطبوعة بغير تحقيق
(يُتْبَعُ)
(/)
من المعروف أنه بعد أن انتشرت الطباعة في العالم الإسلامي أقبل كثير من أصحاب المطابع والناشرين على طباعة كتب التراث الإسلامي بمختلف علومها وفنونها فنشرت آلاف الكتب بل مئات الآلاف ولكن عدداً كبيراً من هذه الكتب طبع بدون أدنى تحقيق علمي وقليل منها لقي عناية من المصححين والمدققين والمحققين.
وهذا العدد الهائل من الكتب التي طبعت بدون تحقيق وجد فيه خلل كبير كنقص وسقط من كلام المؤلف ووجد عدد كبير من الأخطاء المطبعية وكذلك بعضها فيه تقديم وتأخير وبعضها فيه طمس لبعض الكلام وبعضها فيه تحريفات كثيرة وبعضها لم تضبط فيه الكلمات المشكلة ومعظمها يخلو من استعمال علامات الترقيم مما يؤدي إلى صعوبة في فهم مراد المؤلف حيث إن علامات الترقيم يتوقف الفهم عليها أحياناً وهي دائمأً تعين مواقع الفصل والوصل وتسهل فهم الإدراك عند سماع الكلام أو قراءته مكتوباً انظر كيف تكتب بحثاً أو رسالة ص108.
وإن كثيراً من التعقيد وغموض المعاني في كتب التراث الإسلامي يعود إلى فقدان أمثال هذه العلامات حيث تتصل الجمل والعبارات بعضها ببعض وتتداخل تداخلاً تاماً بحيث لا يدرك الفواصل بينها ومقاطع الوقف فيها إلا ذو ممارسة ودربة طويلة. كتاب البحث العلمي ص123.
ومعظمها لم تخدم أدنى خدمة علمية ولم تفهرس فهرسة صحيحة فإن بعض الكتب الكبيرة يجد الباحث عناءً كبيراً في الوصول إلى مسألة معينة بسبب عدم وجود فهرسة صحيحة للكتاب.
وحتى لا يظنن أحد أن كلامي هذا فيه مبالغات أسوق للقارئ عدداً من الشواهد من كلام جماعة من أهل العلم الذين حققوا كتباً سبق طبعها بدون تحقيق ثم حققت على وفق قواعد تحقيق المخطوطات لتبين للقارئ مدى حاجة الكتب المطبوعة بدون تحقيق إلى إعادة نشر وطبع وتحقيق علمي فمن ذلك:
1. قال د. محمد الزحيلي ود. نزيه حماد في مقدمة تحقيقهما لكتاب شرح الكواكب المنير للعلامة ابن النجار الحنبلي ما نصه: [وهذا الكتاب الذي نذكره قد سبق إلى نشره لأول مرة الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله تعالى حيث قام بطبعه بمطبعة السنة المحمدية بالقاهرة سنة 1372هـ/1953م عن نسخة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية الأسبق رحمه الله تعالى. ولكن هذه النسخة كانت مخرومة خرماً كبيراً يبلغ ثلث الكتاب فطبعت على حالها ثم قدر للشيخ الفقي أن يطلع على نسخة مخطوطة أخرى للكتاب في المكتبة الأزهرية بالقاهرة فطبع القدر الناقص عنها وأكمل الكتاب فجزاه الله كل خير.
وبعد الاطلاع على الطبعة المذكورة ودراستها تبين لنا أنها مشحونة بالأخطاء والتصحيفات والخروم في أكثر من خمسة آلاف موضع مما يجعل الاستفادة منها وهي بهذه الحالة غير ممكنة .. لهذا كان لا بد من تحقيق الكتاب تحقيقاً علمياً على أصوله المخطوطة حيث إن تلك الطبعة لا تغني عن ذلك شيئاً ... وقد يظن بعض الناس أن في كلامنا هذا شيئاً من المبالغة ولكنهم لو قارنوا بين تلك الطبعة وبين طبعتنا أو نظروا في هوامش كتابنا حيث أشرنا فيها إلى فروق وخروم الطبعة الأولى لعلموا مبلغ الدقة في هذا الكلام.
ومن طريف ما يذكر أن الشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسري قد اطلع على طبعة الشيخ الفقي كما اطلع على نسخة مخطوطة للكتاب وقعت تحت يده في مكتبة خاصة بخط عبد الحي بن عبد الرحيم الحنبلي الكرمي نسخت سنة 1137هـ وكتب عليها أنها مقابلة على نسخة مصححة على خط المؤلف فقابل المطبوعة عليها فعثر على 2758 غلطة في المطبوعة. فطبع بياناً بهذه الأغلاط وتصويبها على الآلة الطابعة وقد راجعنا ذلك البيان وصورناه من مكتبة الشيخ عبد الله بن حميد رئيس مجلس القضاء الأعلى جزاه الله خيراً. ثم أشرنا في هوامش طبعتنا إلى تلك التصويبات.
من أجل ذلك كانت الحاجة ملحة إلى تحقيق الكتاب ونشره بصورة علمية أمينة] شرح الكوكب المنير 1/ 8 - 9.
(يُتْبَعُ)
(/)
2. وقال د. محمد سليمان الأشقر في مقدمة تحقيقه لكتاب المستصفى من علم الأصول للإمام الغزالي ما نصه: [وتمتاز هذه النسخة بأنها تشتمل على فصل مكون من ثماني أوراق تقريباً كانت النسخة البولاقية خالية عنها وهذا الفصل ألحقه الغزالي بكتابهه ضمن أبواب الاجتهاد قال في أوله: [هذا فصل به تمام كشف القناع عن غموض المسألة ألحقناه بعد الفراغ من تصنيف الكتاب وانتشار نسخه] وهذا يفسر سبب خلو النسختين المطبوعتين من هذا الفصل.
وتمتاز هذه النسخة المخطوطة أيضاً بأنها وجدت فيها على التمام مواضع كثيرة كانت ساقطة من النسختين المطبوعتين. وربما كان الساقط في كل موضع سطراً أو سطرين. وقد كثرت هذه الإسقاطات في النصف الثاني من الطبعتين المصريتين فأمكن تدراكه من هذه النسخة والحمد لله.
وبذلك رجع النص إلى الصحة التامة والوضوح إن شاء الله بعد أن كان القارئ يحار بسبب الاضطراب الذي يحسه لانقطاع تسلسل الكلام في تلك المواضع] المستصفى 1/ 22.
3. وقال الشيخ مشهور حسن آل سلمان في مقدمة تحقيقه لكتاب تقرير القواعد وتحرير الفوائد لابن رجب الحنبلي ما نصه: [طبع هذا الكتاب أكثر من مرة وأشهر طبعاته طبعة الأستاذ طه عبد الرؤوف سعد وقد ظهرت أول مرة في القاهرة عن مكتبة الخانجي سنة 1352هـ - 1933م في 454 صفحة.
وشاب هذه الطبعة نقص في عبارات وتحريف وتصحيف في مواطن كثيرة في عدة كلمات نبهنا عليها في هوامش الكتاب. ولم يخل هذا السقط والتحريف والتصحيف من جميع طبعات الكتاب قال د. عبد الله الغفيلي عن كتابنا هذا: [وقد طبع عدة مرات منها طبعة بالقاهرة سنة 1352 هـ - المطبعة الخيرية ولكن جميع الطبعات لا تخلو من السقط والتحريف والتصحيف وهو جدير بأن يعنى به ويطبع طبعة علمية محررة ومحققة] 1/ 23.
ثم ذكر ما تمتاز به طبعته لهذا الكتاب بما يلي:
[أولاً قمت بمقابلة الكتاب على ثلاث نسخ خطية.
ثانياً: أثبت الفروق بين النسخ الخطية وطبعة الأستاذ طه عبد الرؤوف سعد في الهامش ونبهت على التحريفات والتصحيفات والسقط الواقع في المطبوع] 1/ 28.
4. وقال الشيخان شعيب الأرنؤوط وعبد القادر الأرنؤوط في مقدمة تحقيقهما لكتاب زاد المعاد للعلامة ابن القيم ما نصه: [وقد سبق لهذا الكتاب أن طبع أكثر من مرة ولكنه في كل هذه الطبعات لم يأخذ حظه من التحقيق والتصحيح والتمحيص فجاءت كلها مليئة بالخطأ والتصحيف والتحريف وسوء الإخراج وعدم العناية بتحقيق نصوصه الحديثة وتمييز صحيحها من سقيمها مما حدا بالناشر أن يطرح فكرة تحقيقه ونشره نشرة صحيحة وفق القواعد العلمية في التحقيق] 1/ 7.
وقالا في هامش نفس الصفحة: [حتى الطبعة التي عني بتحقيقها الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله فهي مشحونة بالخطأ بالرغم من ادعائه اعتمد على نسختين خطيتين موجودتينم بدار الكتب المصرية وأنه راجع أحاديثها على اصولها من الكت بالستة وغيرها].
5. وقال العلامة أحمد محمد شاكر في مقدمة تحقيقه لكتاب إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام للعلامة ابن دقيق العيد ما نصه: [وقد طبع هذا الشرح قديماً في الهند.
ثم طبعه الشيخ محمد منير الدمشقي في مصر سنة 1342 - 1344 ونفذت الطبعتان فعز وجودهما.
ولكن الشيخ منير الدمشقي لم يعن بتصحيحه العناية الواجبة لمثل هذا الكتاب فكانت الأغلاط فيه كثيرة ولعل عذره أنه اعتمد مطبوعة الهند وحدها فلم يتجشم مشقة الرجوع إلى أصول مخطوطة منه جيدة.
ثم إنه رحمه الله زاد في أواخر الأبواب أحاديث تناسب كل باب (مما انفرد به البخاري فقط أو مسلم فقط أو غيرهما مما صح سنده ومتنه) كما هو نص قوله في مقدمة طبعته.
وهذه الزيادات لم يكن الكتاب بحاجة إليها لأن مقصد المؤلف واضح: (اختصار جملة من أحاديث الأحكام مما اتفق عليه الشيخان) فلم تكن هذه الزيادات من شرط الكتاب ولم تكن استيعاباً لجميع أحاديث الأحكام] ص8 - 9.
ثم قال: [ولطالما فكرت في طبعه وإخراجه إخراجاً علمياً متقناً محققاً على النحو الواجب من التحقيق العلمي في إخراج كتب السنة وآثار سلفنا الصالح رضي الله عنهم حتى تهيأت الفرصة المناسبة لذلك والحمد لله. فقام بطبعه وتصحيحه والتعليق عليه الأخ الشيخ محمد حامد الفقي ورغب إلى أن أشركه في مراجعته على أصوله الصحيحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان أول ما يجب للتحقيق والتصحيح: الرجوع إلى أصول مخطوطة من الكتاب يمكن الوثوق بها في إخراجه على أصله دون تغيير أو تحريف إن شاء الله.
فكان لدي في مكتبتي الخاصة نسختان منه مخطوطتان وفي دار الكتب نسخ عدة فحصتها كلها وتخيرت أصحها وأوثقها. وتفضلت الدار بتصوير صورة شمسية منها لي.
فصارت الأصول المخطوطة بين يدي ثلاثة أراها كافية إن شاء الله لتحقيق الكتاب وإخراجه إخراجاً صحيحاً على النحو الذي يرضيني وعلى ما في الوسع والطاقة] 9 - 10.
6. وقال د. محمد الحجي في مقدمة تحقيقه لكتاب الذخيرة للقرافي بعد أن وصف النسخ المخطوطة التي اعتمد عليها في التحقيق: [وقد رجعنا عند المقابلة إلى المقدمة الثانية للذخيرة في الأصول التي نشرها سنة 1973 طه عبد الرؤوف سعد ضمن شرح تنقيح الفصول وإلى الجزء الأول الذي طبعته كلية الشريعة بالأزهر عام 1381/ 1961 بإشراف الشيخين عبد الوهاب عبد اللطيف وعبد السميع أحمد إمام ثم أعادت طبعه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمطبعة الموسوعة الفقهية عام 1402/ 1982 فألفيناه رغم جهود الشيخين واجتهاداتهما مليئاً بالتصحيف والبتر والعذر لهما أنهما لم يطلعا في إعداده إلا على مخطوطة دار الكتب المصرية وهي كثيرة القلب والحذف والبياضات] الذخيرة 1/ 19.
7. وقال د. عبد المحسن التركي والشيخ شعيب الأرنؤوط في مقدمة تحقيقهما لشرح العقيدة الطحاوية تحت عنوان الطبعات السابقة لهذا الشرح ما نصه: [الطبعة الأولى في سنة 1349هـ في المطبعة السلفية بمكة المكرمة طبعت بعناية العالم العلامة الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ رحمه الله وأجزل مثوبته ذكر ناشرها: أنه لما كانت النسخة الخطية لشرح العقيدة الطحاوية التي جرى عليها الطبع كثيرة الغلط والتحريف حيث إنها لم تصحح ولم يوجد لها أصل صحيح للمقابلة عليه فقد اعتنى صاحب الفضيلة الشيخ عبد الله بن حسن بن حسين آل الشيخ بتصحيحه فشكل لجنة من المشايخ وطلبة العلم النجديين والحجازيين لا يقل عددهم عن العشرة فقرئت على فضيلته بمسمع من المذكورين فصححت بقدر الطاقة والاجتهاد.
قلنا: وهذه التصحيحات التي انتهوا إليها بحسب اجتهادهم لا نعرف عنها شيئاً لأنه لم يرد في التعليقات ما يدل عليها أو يشير إليها ولو كان الأصل الذي اعتمدوه بين أيدينا لأمكننا الوقوف على هذه التصحيحات ومعرفة قدرها وقيمتها.
2. الطبعة الثانية طبعت بمصر في دار المعارف سنة 1373هـ بتحقيق كبير المحققين في عصره الشيخ أحمد محمد شاكر رحمه الله وقد ذكر في مقدمته أنه لم يجد للكتاب مخطوطة معتمدة حتى الأصل الخطي الذي طبعت عنه الطبعة السالفة لم يقف عليه فاعتمد النسخة المطبوعة في مكة فاجتهد في تصحيح كلام الشارح قدر الطاقة وقابل الأحاديث والآثار التي فيه على ما كان بيده من الأصول المنقول عنها وكان رحمه الله يتمنى أن يوفقه الله إلى أصل متقن لهذا الكتاب يكون عمدة في تحقيقه وتصحيحه ليخرجه إخراجاً سليماً.
3. الطبعة الثالثة بدمشق سنة 1381هـ نشرها المكتب الإسلامي بتحقيق جماعة من العلماء وتخريج أحاديثها للشيخ ناصر الدين الألباني وقد اعتمد في هذه الطبعة على نسخة خطية حديثة العهد كتبت سنة 1322هـ وهي نسخة كثيرة الأخطاء والتحريفات مما دفع اللجنة القائمة على طبعه أن تعتمد طبعة الشيخ أحمد شاكر رحمه الله وتثبت زيادات طفيفة جاءت في هذه النسخة وما جاء فيها من تحريفات وأخطاء فقد صححت بالاعتماد على طبعة الشيخ أحمد شاكر.
4. الطبعة الرابعة طبعت بالشام سنة 1401هـ بتحقيق وتخريج الشيخ شعيب الأرنؤوط وقد اعتمد في هذه الطبعة على نسخة الشيخ أحمد شاكر لكنه استدرك فيها أخطاء وتحريفات وقعت في مطبوعة الشيخ شاكر وكان يعتمد في التصويب على المراجع والمظان التي بين يديه مما نقل عنه المصنف لكنه لم يشر إلى تلك التصويبات في التعليقات ولا المصادر التي نقل التصويب عنها مما أفقدها قيمتها العلمية.
(يُتْبَعُ)
(/)
5. الطبعة الخامسة طبعت في مصر سنة 1402هـ بتحقيق د. عبد الرحمن عميرة نشرته مكتبة المعارف بالرياض وقد ذكر المحقق أنه عثر على مخطوط لهذا الشرح بمكتبة جلال الدين السيوطي بمحافظة أسيوط في صعيد مصر! وقال: وقد تكون هذه المخطوطة أكثر نسخ المخطوط دقة ووضوح ألفاظ ومع ذلك فلم يتخذها أصلاً بل جعلها في المرتبة الثانية ورمز لها بحرف (ب) واتخذ مطبوعة المكتب الإسلامي أصلاً ورمز لها بحرف (أ) وقارن بين النسختين وأثبت الفروق بالهوامش كذا فعل مع أن المنهج العلمي المتبع في التحقيق هو اتخاذ الأصل الخطي أصلاً والاعتماد عليه وعدم الاعتداد بما طبع إلا عندما يوجد في الأصل المعتمد تحريف أو سقط يمكن تداركه من المطبوع فيؤخذ عنه ويشار إلى ذلك.
ولم يصف هذه النسخة الخطية التي اعتمدها وصفاً دقيقاً ينبئ عن قيمتها ومنزلتها وتاريخ نسخها ولا صور نماذج منها تعين الباحث على التعرف عليها.
وفي بعض ما قارناه في هذه الطبعة تبين أنه لم يتخذ طبعة المكتب الإسلامي أصلاً بل لفق وأصلح وبدل من غيرها أشياء دونما إشارة إلى ذلك.
6. الطبعة السادسة طبعت في بيروت سنة 1405هـ نشر دار البيان وذكر في صفحة العنوان: حققه وخرج أحاديثه وعلق بشير محمد عيون وقد قمنا بمقابلة هذه المطبوعة على الأصل الذي اعتمده الناشر فوجدنا خلافاً كبيراً بين الأصل المعتمد وبين المطبوع مما يدل على أن هذه الطبعة لم يراع فيها التحقيق العلمي المتقن وأن الناشر قد لفقها من الأصل الذي اعتمده ومن طبعة شاكر ومن طبعة مكة ولم يشر في تعليقاته لا من قريب ولا من بعيد إلى ما وقع في الأصل من الأخطاء غير القليلة ونقص كثير من الكلمات وأحياناً زيادات انفردت بها] مقدمة تحقيق شرح العقيدة الطحاوية 110 - 113.
ثم ذكر المحققان ما تمتاز به طبعتهما من أمور فقالا: (3. إخراج النص إخراجاً صحيحاً موثقاً كما كتبه المؤلف وذلك بالإعتماد على أربع نسخ خطية منها نسخة كتبت في حياة المؤلف وقوبلت على نسخته وهي النسخة المرموز لها ب (أ)، وبالرجوع إلى المصادر التي أخذ عنها المؤلف وبذلك أمكن تدارك عدد غير قليل من الأخطاء والتحريفات التي وقعت في الطبعة السابقة مع الإستفادة مما فيها من تعليقات مفيدة). مقدمة شرح العقيدة الطحاوية ص 122.
8. وقال د. عدنان درويش ومحمد المصري في مقدمة تحقيقهما لكتاب الكليات للكفوي ما نصه: [طبع الكتاب إذن سبع مرات وعرفه الناس في جيل سبق جيلنا وأفادوا منه في دراساتهم وكتاباتهم فأخذوا منه وأحالوا عليه كما أفاد منه كثير ممن لم يعان الكتابة والتأليف بالرجوع إليه كلما دعت حاجة إلى الكشف عن أمر يتعلق بالمعارف الإنسانية باعتباره معجماً موسوعياً للمصطلحات في مختلف العلوم والفنون عند العرب والمسلمين.
بيد أن سوء إخراج الكتاب في طباعته السبع تلك لم يتح له الذيوع والانتشار اللذان يستحقهما في أوساط المثقفين غير المختصين وأنصاف المثقفين من جيلنا في عصرنا الحاضر فالورق من نوع رديء والحروف دقيقة لا تخلو من رداءة أيضاً وقد اكتظت بها الصحائف اكتظاظاً بلا علامات ترقيم تفصل الفقر فتيسر على القارئ توضح العبارة وتحديد المعاني وليس ثمة إشارات إلى بداءات الفصول.
وجل هذه الطبعات لم يبرأ من آفتي التصحيف والتطبيع مما قد يضلل القارئ أو يصيب المعاني بالخلل.
تلك الأمور اجتمعت وتضافرت فكانت كافية لتحفزنا على إصدار نشرة جديدة للكتاب الهدف منها تيسير الرجوع إليه والإفادة منه ثم تنقيته من شوائب التصحيف والتطبيع.
وثمة أمر كان أقوى من تلك الحوافز السابقة لزَّنا إلى إصدار هذه النشرة الجديدة ذلك أننا حظينا بنسخة خطية منه تتصف بالأصالة والنسب فهي مضاهاة بنسخة قوبلت على نسخة المؤلف إذن فلا بد من اختبار أصالة النسخة ونسبها فقابلناها على المطبوع فإذا فيها تقديم وتأخير في الترتيب وزيادات يبدو أن من قابل النسخة أضافها حين ضاهاها بنسخة المؤلف لذا رأينا أن لا بد من الاهتمام بها وإثبات ما ينبغي له أن يثبت مما تفرضه أمانة العمل في تحقيق النصوص] ص6.
(يُتْبَعُ)
(/)
9. وقال العلامة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في مقدمة تحقيقه لكتاب الانتقاء في فضائل الأئمة الثلاثة الفقهاء للحافظ ابن عبد البر ما نصه: [لما توجهت رغبتي إلى خدمة كتاب الإنتقاء استصحبت معي في أسفاري النسخة المطبوعة بعناية الأستاذ حسام الدين القدسي التي سبق ذكرها في ص14 لرشاقة الكتاب وطلاوته وفخامته في موضوعه وهو يترجم لثلاثة أئمة من أئمة المتبوعين في الإسلام ولنخبة مختارة من كبار أصحابهم وتلامذتهم.
وقرأته وفصلته وضبطت فيه الألفاظ التي تحتاج إلى ضبط بقدر ما تيسر لي وحضرني اعتماداً مني على هذه النسخة المطبوعة نظراً إلى أن الأستاذ القدسي قام بطبعها والاعتناء بها فتكون متمتعة بالمقابلة الدقيقة والصحة التامة والضبط المتقن الشديد الذي أعهده في الأستاذ حسام الدين القدسي.
ولكني أثناء قراءتي للكتاب وضبطي لألفاظه كانت تمر بي كلمات وعبارات أتوقف في صحتها كثيراً وبعضها أجزم بوقوع التحريف فيها وبعضها لا أفهم معناه إذا بقيت العبارة كما هي أو يكون المعنى فيه غامضاً أو فاسداً.
ولما فرغت من خدمة الكتاب بين السفر والحضر قدمته إلى المطبعة وسعيت إلى تصوير النسخ المخطوطة الثلاث من إستنبول والأسكوريال رغبة في التثبت من صحة بعض الكلمات أو الجمل التي توقفت فيها أو صححتها باجتهادي ونظري الضعيف ولما وصلت إلي المصورات عن النسخ الثلاث وجاءني الكتاب من المطبعة مصفوفاً مرتباً كما رسمت له وأثبته قابلته وراجعت ما كنت توقفت فيه أو جزمت بتحريفه أو وقوع السقط فيه تبين لي أن الكتاب فيه من التحريف والقلب والإبدال والسقط في الإسناد والخبر والأسماء والعبارات: الشيء الكثير جداً وخاصة في القسم الذي لم يعلق عليه شيخنا الكوثري رحمه الله تعالى] ص20 - 21.
10. وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في مقدمة التحقيق للكتاب الكبير سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي ما نصه: [وقد أدى التهاون بمقابلة المنسوخ على الأصل إلى وقوع ما يزيد على مئة سقط يترواح ما بين كلمة وجملة وسطر في الجزء الأول من هذا الكتاب المطبوع بدار المعارف بمصر سنة 1953 وقد بيناه في مواضعه من طبعتنا هذه ودللنا عليه كما بينا أيضاً السقط والتحريف اللذين وقعا في الجزأين الثاني والثالث من الطبعة المذكورة.
وقد قال أئمة النقد: لا يجوز أن ينخدع في الاعتماد على نسخ الثقة العارف دون مقابلة ولا على نسخ نفسه بيده ما لم يقابل ويصحح فإن الفكر يذهب والقلب يسهو والنظر يزيغ والقلم يطغى] سير أعلام النبلاء 1/ 155.
11. وقال العلامة الشيخ يوسف القرضاوي في تقديمه لكتاب أصول الشاشي الذي حققه محمد أكرم الندوي ما نصه: [ولكن هذا الكتاب على أهميته العلمية والعملية وطباعته عدة مرات في الهند وباكستان لم يقدر له أن يطبع طبعة محققة تحقيقاً علمياً عصرياً يليق به حتى هيأ الله له الأخ الفاضل البحاثة محمد أكرم حفظه الله فقام على خدمة الكتاب تحقيقاً وتعليقاً وتفسيرأً وتخريجاً وقد قيل: من حقق كتاباً فكأنما أحيا موؤودة] ص3 - 4.
12. وذكر الشيخان زهير الشاويش وشعيب الأرنؤوط في مقدمتهما لشرح السنة للإمام البغوي عند ذكر مؤلفات البغوي ومنها تفسيره المسمى معالم التنزيل: [وقد طبع أكثر من مرة وجميع طبعاته لا تخلو من تحريف وتصحيف وهو جدير بأن يعنى به ويطبع طبعة علمية محررة] شرح السنة 1/ 30.
13. وذكر الأستاذ على شيري في مقدمته لتحقيق تاج العروس من جواهر القاموس للزبيدي وهو من أمهات المعاجم العربية فقال تحت عنوان طبعات تاج العروس: [طبع منه ثلاث طبعات الطبعة الأولى ناقصة طبع من الكتاب خمسة أجزاء في سنة 1287هـ بالمطبعة الوهبية بمصر وأشرفت على طبعه هيئة علمية معنونة باسم جمعية المعارف بالقاهرة وانتشرت هذه الطبعة مع ما فيها من التحريف والغلط والتصحيف والسقطات وقد توقفت المطبعة عن إتمامه لجسامته وكثرة نفقته وصعوبة الحصول على نسخة وغيرها من الأمهات المعتمدة في التحري والتحرير وتخليصه من شوائب التحريف والتغيير.
الطبعة الثانية كاملة من عشرة أجزاء كان الفراغ منها في سنة 1307 بالمطبعة الخيرية بخطة الجمالية من القاهرة المعزية. وهي النسخة التي اعتمدنا أصلاً لعملنا وعليها قام تحقيقنا وسميناها المطبوعة المصرية.تتميز هذه الطبعة بما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
- في الصفحة 41 سطراً وفي كل سطر حوالي عشرين كلمة. وهي من الحجم الكبير.
- خالية تماماً من الضبط وهذا ما زاد العمل فيها صعوبة.
- ليس فيها أدنى تبويب أو تنظيم فقد ملئت الصفحات بالسطور وتلاصقت الكلمات ببعضها أو كادت دون تقسيم للفقرات أو الجمل أو المعاني.
- اختلطت فيها العبارات بحيث انتفت علامات الفصل بينها من نقطة أو فاصلة أو أي شيء يفيد في تقسيم المعاني وإيضاحها وهذا ما أدى إلى اضطراب في المعاني وتشويه في العبارات حتى أنه تصعب معها القراءة الصحيحة أحياناً حتى في كتاب عادي فكيف به وهو كتاب لغة بل معجم لغوي ضخم.
- الطبعة مليئة بالأخطاء والسقط والتحريف.
- وضع الشارح القاموس متن القاموس بين قوسين () فإننا نجد كثيراً من الأقواس التي وضعت لتميز نص القاموس قد اختفت بحيث شوشت العبارة وتداخل متن القاموس مع الشرح وبات من الصعوبة بمكان البحث فيها.
- الطبعة غير مبوبة حتى يكاد الباحث أن يضيع بين المواد فما عسى من يريد الانتفاع به.
الطبعة الثالثة: ناقصة غير كاملة تقوم بإصدارها ونشرها وزارة الإرشاد والأنباء في دولة الكويت وقد باشرت بإصدارها سنة 1965 حيث صدر الجزء الأول وبلغ حتى الآن ما صدر منها 26 جزءاً حسب تقسيم الناشر.تتميز الطبعة بما يلي:
- مضبوطة ضبطاً كاملاً.
- حجم كبير في الصفحة حوالي 23 سطراً على عمودين عدد الكلمات في كل عمود حوالي 6 كلمات.
- حرف كبير مقروء.
- مبوبة بشكل جديد بحيث قسمت البواب والفصول والمواد بشكل واضح يسهل الرجوع إليها دون عناء.
ورغم الجهد الكبير الذي بذله محققوها والذي لا بد لنا وللأمانة العلمية من تقييمه وتثمينه عالياً وقد كان اهتمامنا بها كبيراً في عملنا فقد سهلت أمامنا الطريق وشجعتنا على التصدي لكتاب تاج العروس.
ومع اعترافنا بأهمية العمل في الطبعة الكويتية نضع الملاحظات التالية:
- اشترك في تحقيق تاج العروس جماعة من اللغويين ورغم حرصهم على اتباع منهج واحد فقد ظهرت فروقات كثيرة عند التطبيق نشأت عن اختلاف أساليبهم في العمل وهو ما اعترف به صراحة الأستاذ مصطفى حجازي.
- ورغم مراجعته فأجزاؤه المحققة مليئة بالأخطاء والسقط والتحريف وعثرات بالضبط.
- أخطاء في تخريج الآيات القرآنية.
- أخطاء فنية في ترقيم الحواشي لتتطابق مع أرقامها في المتن وسقوط كثير من الأقواس التي وضعت لتميز متن القاموس عن الشرح مما أخل بالعبارة وشوه المعنى.
- ومما وقع في هذه الطبعة من هفوات وأخطاء وسقط نشير إلى بعض منها على سبيل المثل لا الحصر وقد أشرنا إلى كل ما وقع فيها تقريباً في نسختنا] تاج العروس 1/ 38 - 40.
ثم ذكر أمثلة للأخطاء التي وقعت في الطبعة المذكورة.
14. وقال الشيخ علي الحلبي في مقدمة تحقيقه لكتاب الحوادث والبدع لأبي بكر الطرطوشي تحت عنوان نقد الطبعة الأولى ما نصه: [صدرت الطبعة الأولى للكتاب في تونس سنة 1959 نشريات كتابة الدولة للتربية القومية بتحقيق محمد الطالبي.
وهذه الطبعة حوت ألواناً من الخلل العلمي في التحقيق من ذلك كثرة التحريف الواقع في المتن مع أنه يذكر في الحاشية الصواب من النسخة الأخرى التي اعتمد عليها دون تنبيه عليه.
وكذا بالنسبة للأحاديث النبوية فكثير منها لم يعزه لمصادره ولا أقول: لم يبين درجتها الصناعية فهذا أمر لا قبل له به.
ومن عجب عزوه في كثير من المسائل لكتابات المستشرقين ودراساتهم وهي التي تحوي الغث والقبيح] الحوادث والبدع ص11.
15. وقال د. عبد الفتاح محمد الحلو في مقدمة تحقيقه لكتاب الجواهر المضية في طبقات الحنفية
لعبد القادر القرشي ما نصه: [طبع كتاب الجواهر المضية بمطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية الكائنة في الهند بمحروسة حيدراباد الدكن وتم طبعه في أواخر شهر ربيع الثاني سنة 1332 هـ ويقع في جزئين] 1/ 83.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قال: [ورغم ما بذل في إخراج هذا الكتاب فقد جاء غاية في التصحيف والتحريف والاضطراب ويبدو أن النسخة التي طبعت عنها الدائرة شأنها شأن معظم نسخ الكتاب تحمل هذه السمة بالإضافة إلى ما سبق بيانه من قول حاجى خليفة ومما بينت بعضه سابقاً ولقد حاول مصححا الكتاب أن يستدركا الأخطاء التي وقعت في التراجم وقت طباعة أبواب الكنى والأنساب والألقاب والأبناء فكثرت إلى حد يشعرك بأنه يجب استئناف طبع الكتاب وأدى هذا إلى اخطاء جديدة واضطراب واضح] 1/ 84
16. وذكر سامي ابن العربي محقق كتاب ارشاد الفحول للشوكاني في مقدمته ما نصه: [وكنت كلما اطلعت على النسخ المطبوعة من هذا الكتاب أجد فيه سقطاً وتحريفاً يؤدي إلى الإخلال بالمعنى مما جعلني أتمنى من ربي عز وجل أن يمن علي بالقيام بتحقيقه وتيسيره لإخواني طلبة العلم والعلماء] ص8. ثم قال تحت عنوان النسخ المطبوعة والمآخذ عليها بعد أن ذكر أن الكتاب طبع خمس طبعات مختلفة وذكر أن الطبعة الخامسة التي طبعت بتحقيق د. شعبان اسماعيل هي أفضل نسخة مطبوعة لإرشاد الفحول لكنه قد وقع في أخطاء كثيرة تجعل الكتاب بحاجة إلىإعادة تحقيق ثم ذكر أمثلة كثيرة للأخطاء ثم قال: [مع أن الشيخ شعبان – حفظه الله تعالى – قد اعتمد في تحقيقه على مخطوطة قيمة إلا أنني – بفضل الله – قد استدركت عليه أخطاء في المتن تصل إلى سبعمائة خطأ وقد قمت بحصرها ... ] ثم ذكر مئة نموذج من هذه الأخطاء. مقدمة إرشاد الفحول 1/ 25 - 42.
وبعد هذه النقول من كلام المحققين التي تدل دلالة واضحة على أنه يبقى العمل على تحقيق كتب التراث التي طبعت بدون تحقيق والتي تدل على عدم الوثوق بتلك الكتب التي طبعت دون تحقيق.
أسوق مثالاً واحداً على ما يمكن أن تخدم به كتب التراث إذا لقيت التحقيق العلمي الرصين.
قال الشيخ مشهور آل سلمان في مقدمة تحقيقه لكتاب تقرير القواعد لابن رجب الحنبلي ما نصه:
[تمتاز نشرتنا من هذا الكتاب بالآتي:
أولاً: قمت بمقابلة الكتاب على ثلاث نسخ خطية سبق صفها.
ثانياً: أثبت الفروق بين النسخ الخطية وطبعة الأستاذ طه عبد الرؤوف في الهامش، ونبهت على التحريفات والتصحيفات والسقط الواقع في المطبوع.
ثالثاً: أثبت ما على حواشي النسخ الخطية أو بعضها من تعليقات نفسية فيها زيادة إيضاح أو بيان وهم أو تعقب للمصنف أو ذكر للراجح في المذهب.
رابعاً: حاولت جاهداً توثيق النقولات من الكتب التي نقل منها المصنف وتعبت في ذلك إذ أغلب نقولات المصنف كانت بالفحوى والإيماء والإشارة إلا في القليل النادر إذ ينقل فيه المصنف كلام العلماء بالنص. واستعنت بما نقله المصنف في ذيل طبقات الحنابلة من فروع هي اختيارات للمترجمين عنده وفي بعض الأحايين يتعقبهم وينكت على كلامهم فإن فعل أشرت أو نقلت كلامه وأنشط في بعض المسائل فأثبت مظانها من الكتب المشهورة في المذهب ولعلي أذكر أحياناً فيها اختيارات بعض المحققين من العلماء أو الراجح فيها وفق الدليل أو مذاهب العلماء الأخرى ولعلي أزيد بعض المسائل مما لها صلة بالقاعدة فاتت المصنف وهذا في القليل النادر كما في مبحث القرعة.
خامساً: أثبت شرح الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين حفظه الله على الكتاب وذلك بتفريغ ما أملاه على مواطن عديدة منه ثم قمت بتوزيعها على مواطنها من الكتاب ووضعت علامة (ع) عقب كلامه.
سادساً: خرجت الأحاديث والآثار التي ذكرها المصنف وبينت درجتها من حيث الصحة والحسن والضعف وأثبت نص الأحاديث والآثار التي أومئ إليها المصنف ولم يذكر لفظها.
سابعاً: عرفت بالأعلام غير المعروفين وبالكتب التي لم تطبع وحاولت ذكر نسخها الخطية إن ظفرت بذلك.
ثامناً: أثبت في الحواشي رسالة بتمامها للإمام ابن رجب هي قاعدة في إخراج الزكاة على الفور بتحقيق د. الوليد آل فريان واستفدت من تعليقاته عليها. انظر (التعليق 3/ 287 - 292) ونقلت جل ما يلزم من كتابه كتاب القول الصواب في تزويج أمهات أولاد الغياب انظر (3/ 173 - 176).
تاسعاً: صنعت فهارس علمية تحليلية للكتاب وأفردت لها مجلداً خاصاً واشتملت هذه الفهارس على الآتي:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً: تحقيق فهرست تقرير القواعد وتحرير الفوائد لجلال الدين أبي الفرج نصر الدين البغدادي وهو عبارة عن ترتيب مسائل القواعد على الأبواب الفقهية المعتادة.
ثانياً: فهرس الآيات القرآنية ورتبته على حسب ترتيبها في القرآن الكريم.
ثالثاً: فهرس الأحاديث الشريفة ورتبته على الحروف.
رابعاً: فهرس الآثار السلفية ورتبته على حسب قائليها.
خامساً: فهرس القواعد الفقهية ورتبتها على الحروف واستخرجت منها ما لم يكن واضحاً أو كان في أثناء في الشرح.
سادساً: فهرس الفوائد الفقهية والعلمية ورتبتها على الحروف لأن الفهرس الأول مرتب على الأبواب وهذا الفهرس أوسع منه.
سابعاً: اختيارات أئمة الحنابلة وفقهائهم ورتبته على أسماء الأئمة والفقهاء ثم ذكرت المباحث تحت اسم كل عالم وفقيه ورتبتها على الحروف.
ثامناً: مذاهب الصحابة وعلماء الأمصار وسائر الفقهاء من غير الحنابلة ورتبته كالذي قبله.
تاسعاً: فهرس الأعلام ورتبته على الحروف.
عاشراً: فهرس الطوائف والفرق والمذاهب والجماعات ورتبته على الحروف.
حادي عشر: فهرس كتب الإمام أحمد ورتبته على أسماء أصحاب المسائل للإمام.
ثاني عشر: فهرس الكتب ورتبته على الحروف.
ثالث عشر: فهرس الغريب والمصطلحات العلمية ورتبته على الحروف
رابع عشر: وأخيراً فهرس الأسماء المتعقبين من العلماء والمصنفين ورتبته على أسماء من تعقب من العلماء وأدرجت تحت كل اسم عالم المسائل الفقهية ورتبتها على الحروف ونصصت على المسألة وعلى اسم المتعقب] تقرير القواعد 1/ 28 - 31.
ويضاف إلى ذلك ضعف الطلبة العام وخاصة في التأليف والكتابة مما يجعل كتابات الطلبة في المواضيع ضعيفة جداً وقد رأينا هذا الضعف خلال مناقشة عدد من الرسائل وهذا الضعف يلمسه جميع الأساتذة الذين يشاركون في مناقشة الرسائل.
لذا فإنني أرى أن تدريس طلبة الدراسات العليا مساق تحقيق المخطوطات وفق قواعده العلمية الصحيحة وتأهيلهم للتحقيق تأهيلاً نظرياً وعملياً مما يجعلهم قادرين على القيام بتحقيق المخطوطات فعلياً تحت إشراف الأساتذة الذين لديهم تجربة عملية في التحقيق أرى أن كل ذلك يسهم في إحياء التراث الإسلامي وينفع الطلبة ويفيدهم أكثر مما لو كتب أحدهم في موضوع ما.
وأخيراً أرجو من الأخوة الزملاء قراءة هذه الأفكار بتجرد عن الأفكار السابقة لديهم حول الموضوع وإبداء ملحوظاتهم وآرائهم مع شكري وتقديري واحترامي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
17 شوال 1422 هـ كتبه الدكتور حسام الدين عفانه
وفق 1/ 1 /2002 م الأستاذ المشارك في الفقه والأصول
كلية الدعوة وأصول الدين / جامعة القدس
المصدر ( http://www.yasaloonak.net/articles/TAHQEEK.asp)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[05 Feb 2010, 05:07 م]ـ
هل هناك كتب تفسير مطبوعة تحتاج إلى تحقيق علمي جيد؟
نرجو إضافة ما ترونه بحاجة إلى تحقيق وخدمة من كتب التفسير وعلوم القرآن والقراءات.
ـ[مرهف]ــــــــ[05 Feb 2010, 06:47 م]ـ
دعوة مباركة وجديرة بالاهتمام، والأمثلة المذكورة نافعة وممتعة ومحفزة للبحث والتحقيق، ومن التفاسير التي بحاجة لتحقيق علمي على الأصول الخطية:
- تفسير القرطبي
- تفسير البيضاوي، وهذا التفسير يقوم بتحقيقه عدد من طلاب الدراسات العليا ونسأل الله أن يوفقهم لإخراجه على الوجه السليم. والله أعلم.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[05 Feb 2010, 08:40 م]ـ
سبق ذكر بعض الكتب على هذا الرابط:
ماهي كتب التفسير التي تحتاج إلى تحقيق أو إعادة نظر؟ ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?p=82304)(/)
من يساعدني في البحث عن مصحف؟
ـ[عيسى القرشي]ــــــــ[19 Mar 2005, 09:11 ص]ـ
من يساعدني في البحث عن مصحف؟
عندنا في اليمن اخ طالب علم أعمى (ويريد مصحف ليحفظ القرآن) وهو الآن في منتصف المصحف وطريقة حفظة عن طريقة المسجل
ويحث عن مصحف باللمس فهل من مرشد ولو بثمنه ارجو التعاون في هذا الأمر ولك عظيم الأجر والمثوبة ...
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[24 Mar 2005, 09:36 ص]ـ
يمكن للاخ الكريم مراسلة جمعية المحافظه على القران الكريم بالاردن فستكون له خير عون باذن الله تعالى(/)
حكم تارك الصلاة في القرآن والسنة لأبي حذيفة الشواني الكردي (إمام وخطيب عراقي)
ـ[أبوحذيفة الكردي]ــــــــ[19 Mar 2005, 11:28 ص]ـ
حكم تارك الصلاة
1) قوله تعالى» أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون، أم لكم كتاب فيه تدرسون، إن لكم فيه لما تخيرون، أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم لما تحكمون، سلهم أيهم بذلك زعيم، أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين، يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون، خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون «.
يقول القاضي أبو محمد عبدالحق بن غالب بن عطية الأندلسي في تفسير» وقد كانوا يدعون إلى السجود «يريد في دار الدنيا وهم سالمون مما نال عظام ظهورهم من الاتصال والعتو، وقال بعض المتأولين: (السجود) هنا عبارة عن جميع الطاعات، وخص السجود بالذكر من حيث هو عظم الطاعات، ومن حيث به وقع امتحانهم في الآخرة، وقال إبراهيم التيمي والشعبي: أراد بالسجود الصلوات المكتوبة، وقال ابن جبير: المعنى كانوا يسمعون النداء للصلاة (حي على الفلاح) فلا يجيبون.
يقول ابن القيم: فوجه الدلالة من الآية: أنه سبحانه أخبر أنه لا يجعل المسلمين كالمجرمين، وأن هذا الأمر لا يليق بحكمته ولا بحكمه، ثم ذكر أحوال المجرمين الذين هم ضد المسلمين فقال» يوم يكشف عن ساق «، وأنهم يدعون إلى السجود لربهم تبارك وتعالى فيحال بينهم وبينه، فلا يستطيعون السجود مع المسلمين عقوبة لهم على ترك السجود له مع المصلين في دار الدنيا، وهذا يدل على أنهم مع الكفار والمنافقين الذين تبقى ظهورهم إذا سجد المسلمون كصياصي البقر، ولو كانوا من المسلمين لأذن لهم بالسجود كما أذن للمسلمين.
يقول ابن تيميه: إنما يصف سبحانه بالامتناع عن سجود الكفار كقوله» يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون، خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة «.
يقول الإمام القرطبي: «أفنجعل المسلمين كالمجرمين» أي كالكفار، وقال ابن عباس وغيره: قالت كفار مكة إنا نعطى في الآخرة خيراً مما تعطون، فنزلت «أفنجعل المسلمين كالمجرمين» ثم وبخهم فقال «ما لكم كيف تحكمون» هذا الحكم الأعوج كأن أمر الجزاء مفوض إليكم حتى تحكموا فيه بما شئتم أن لكم من الخير للمسلمين.
يقول سعيد حوى «ويدعون إلى السجود» أي ويدعى الكفار ثمة إلى السجود توبيخاً لهم على تركهم السجود في الدنيا «فلا يستطيعون» وذلك بصيرورة ظهورهم طبقاً واحداً كما سنرى في الحديث الصحيح «خاشعة» أي ذليلة «أبصارهم وترهقهم ذلة» أي يغشاهم صغار «وقد كانوا يدعون» على ألسن الرسل «إلى السجود» في الدنيا «وهم سالمون» أي وهم أصحاء فلا يسجدون فلذلك منعوا من السجود ثم.
حدثنا ابن حميد قال: ثنا مهران عن سفيان عن منصور عن إبراهيم التيمي «وقد كانوا يدعون إلى السجود» قال: إلى الصلاة المكتوبة.
حدثنا ابن حميد قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن أبي سنان، عن سعيد بن جبير «وقد كانوا يدعون الى السجود» قال: يسمع المنادي إلى الصلاة المكتوبة فلا يجيبه.
يقول الإمام الفخر الرازي رحمه الله: إعلم أنا بينا أنهم لا يدعون إلى السجود تعبداً وتكليفاً. ولكن توبيخاً وتعنيفاً على تركهم السجود في الدنيا، ثم أنه تعالى حال ما يدعوهم إلى السجود يسلب عنهم القدرة على السجود ويحول بينهم وبين الاستطاعة حتى تزداد حسرتهم وندامتهم على ما فرطوا فيه، حين دعوا إلى السجود وهم سالموا الأطراف والمفاصل … … … … …، «وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون» يعني حين كانوا يدعون إلى الصلوات بالأذان والإقامة وكانوا سالمين قادرين على الصلاة.
يقول الإمام ابن كثير رحمه الله: وقوله تعالى «خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة» أي في الدار الآخرة بإجرامهم وتكبرهم في الدنيا فعوقبوا بنقيض ما كانوا عليه، وكما دعوا إلى السجود في الدنيا فامتنعوا منه مع حجتهم وسلامتهم كذلك عوقبوا بعدم قدرتهم عليه في الآخرة إذا تجلى الرب عز وجل فيسجد له المؤمنون ولا يستطيع أحد من الكافرين ولا المنافقين أن يسجد بل يعود ظهر أحدهم طبقاً واحداً كلما أراد أحدهم أن يسجد خر لقفاه عكس السجود كما كانوا في الدنيا بخلاف ما عليه المؤمنون.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول عبدالرحمن السعدي: وهذا الجزاء من جنس عملهم، فإنهم كانوا يدعون في الدنيا إلى السجود لله، وتوحيده وعبادته، وهم سالمون، لا علة فيهم، فيستكبون على ذلك ويأبون، فلا تسأل يومئذ عن حالهم وسوء مآلهم، فإن الله سخط عليهم، وحقت عليهم كلمة العذاب، وتقطعت أسبابهم، ولم تنفعهم الندامة والاعتذار يوم القيامة، ففي هذا ما يزعج القلوب عن المقام على المعاصي، ويوجب التدارك مدة الإمكان.
أخرج ابن المنذر عن ابن عباس t في قوله «وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون» قال: هم الكفار كانوا يدعون في الدنيا وهم آمنون فاليوم يدعون وهم خائفون ثم أخبر Q I أنه حال بين أهل الشرك وبين طاعته في الدنيا والآخرة فأما في الدنيا فإنه قال: ما كانوا يستطيعون السمع وهي طاعته، وما كانوا يبصرون وأما في الآخرة فإنه قال: لا يستطيعون خاشعة أبصارهم.
وأخرج ابن مردويه عن كعب الحبر قال: والذي أنزل التوراة على موسى والإنجيل على عيسى والزبور على داود، والفرقان على محمد أنزلت هذه الآيات في الصلوات المكتوبات حيث ينادي بهن «يوم يكشف عن ساق» إلى قوله تعالى «وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون» الصلوات الخمس إذا نودي بها.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن سعيد بن جبير في «وقد كانوا يدعون إلى السجود» قال: الصلوات في الجماعات.
وأخرج البيهقي عن ابن عباس في قوله «وقد كانوا يدعون إلى السجود» قال: الرجل يسمع الأذان فلا يجيب الصلاة.
يقول الدكتور وهبي الزحيلي: يوم يكشف عن ساق، ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون أي فليأتوا بشركائهم لإنقاذهم يوم يشتد الأمر ويعظم الخطب في القيامة وحين يدعى هؤلاء الشركاء وأنصارهم من الكفار والمنافقين إلى السجود، لأن ظهورهم تيبس وتصبح طبقاً واحداً، فلا تلين للسجود.
ويقول أيضاً: «وخاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة، وقد كانوا يدعون إلى السجود، وهم سالمون» أي تكون أبصارهم ذليلة خاسئة منكسرة، تغشاهم ذلة شديدة، وحسرة وندامة، وقد كانوا في الدنيا مدعوين إلى الصلاة والسجود لله تعالى، فأبوا وتمردوا وامتنعوا مع أنهم كانوا سالمين أصحاء، متمكنين من الفعل لا علل ولا موانع تمنعهم من أداء السجود، قال النخعي والشعبي: المراد بالسجود الصلوات المفروضة، والخلاصة: أنهم لا يدعون إلى السجود تعبداً وتكليفاً، ولكن توبيخاً وتعنيفاً على تركهم السجود في الدنيا، وبما أنهم تكبروا عن السجود في الدنيا مع صحتهم وسلامتهم، عوقبوا بنقيض ما كانوا عليه، بعدم قدرتهم عليه في الآخرة، إذا تجلى الرب I فيسجد له المؤمنون، ولا يستطيع أحد من الكافرين، ولا من المنافقين أن يسجد بل يعود ظهره طبقاً واحداً.
2) قوله تعالى» كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين في جنات يتساءلون عن المجرمين، ما سلككم في سقر؟ قالوا: لم نك من المصلين، ولم نك نطعم المسكين، وكنا نخوض مع الخائضين، وكنا نكذب بيوم الدين، حتى أتانا اليقين «(سورة المدثر، آية: 38 - 47).
يقول ابن القيم: فلا يخلو إما أن يكون كل واحد من هذه الخصال، هو الذي سلكهم في سقر وجعلهم من المجرمين، أو مجموعها، فإن كان كل واحد منها مستقلاً بذلك، فالدلالة ظاهرة، وإن كان مجموع الأمور الأربعة، فهذا إنما هو لتغليض كفرهم وعقوبتهم، وإلا فكل واحد منها مقتضى للعقوبة، إذ لا يجوز أن يضم ما لا تأثير له في العقوبة إلى ما هو مستقل بها.
ومن المعلوم أن ترك الصلاة، وما ذكر معه، ليس شرطاً في العقوبة على التكذيب بيوم الدين بل هو وحده كاف في العقوبة، فدل على أن كل وصف ذكر معه كذلك، إذ لا يمكن قائلاً أن يقول: لا يعذب إلا من جمع هذه الأوصاف الأربعة، فإذا كان كل واحد منها موجباً للإجرام، وقد جعل الله U المجرمين ضد المسلمين كان تارك الصلاة من المجرمين السالكين في سقر وقد قال «إن المجرمين في ضلال وسعر، يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر» (سورة القمر آية: 47 - 48)، وقال I « إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون» (سورة المطففين آية: 29)، فجعل المجرمين ضد المؤمنين المسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول محمد بن نصر المروزي: أولا تراه أبان أن أهل المعاد إلى الجنة المصلين، وإن المستوجبين للإياس من الجنة المستحقين للتخليد في النار من لم يكن من أهل الصلاة بإخباره تعالى عن المخلدين في النار حين سئلوا «ما سلككم في سقر، قالوا لم نك من المصلين».
يقول عبد الرحمن السعدي في (في جنات يتساءلون عن المجرمين) أي في جنات قد حصل لهم فيها جميع مطلوباتهم، وتمت لهم الراحة والطمأنينة، حتى أقبل يتساءلون، فأفضت بهم المحادثة، أن سألوا عن المجرمين: أي حال وصلوا إليها، وهل وجدوا ما وعدهم الله؟ فقال بعضهم لبعض (هل أنتم مطلعون عليهم، فأطلعوا عليهم في وسط الجحيم، فقالوا لهم: ما سلككم في سقر) أي: أي شيء أدخلكم فيها؟ وبأي ذنب استحققتموها؟ (قالوا لم نك من المصلين، ولم نك نطعم المسكين، فلا إخلاص للمعبود ولا إحسان، ولا نفع للخلق المحتاجين
يقول الإمام القرطبي (في جنات) أي في البساتين (يتساءلون) أي يسألون (عن المجرمين) أي المشركين (ماسلككم) أي أدخلكم (في سقر) كما تقول: سلكت الخيط في كذا أي أدخلته فيه……., (قالوا) يعني أهل النار (لم نك من المصلين) أي المؤمنين الذين يصلون، (ولم نك نطعم المسكين) أي لم نك نتصدق (وكنا نخوض مع الخائضين) أي كنا نخالط أهل الباطل في باطلهم.
وقال أيضاً (فما تنفعهم شفاعة الشافعين) هذا دليل على صحة الشفاعة للمذنبين، وذلك أن قوما من أهل التوحيد عذبوا بذنوبهم ثم شفع فيهم فرحمهم الله بتوحيدهم والشفاعة، فأخرجوا من النار، وليس للكفار شفيع يشفع فيهم.
يقول الإمام شهاب الدين أبي العباس بن يوسف بن محمد بن إبراهيم المعروف بالسمين الحلبي: قوله «لم نك من المصلين» هذا الدال على فاعل سلكنا كذا الواقع جواباً كقول المؤمنين لهم «ما سلككم» التقدير ومراده ما قدمته وإن كان في عبارته عسر، وادغم أبو عمرو «سلككم» وهو نظير «مناسككم» (سورة البقرة آية 200)، وقد تقدم في أول البقرة، وقوله «ما سلككم» يجوز أن يكون على إضمار القول، وذلك القول في موضع الحال. أي يتساءلون عنهم قائلين لهم «ما سلككم».
يقول سعيد حوى رحمه الله: في جنات يتساءلون فيسألون المجرمين «ما سلككم في سعر» أي ما أدخلكم فيها، الصيغة تفيد أنه بعد التساؤل عنهم سؤال لهم «قالوا لم نك من المصلين، ولم نك نطعم المسكين» أي لم نكن مسلمين نصلي كما يصلون ونطعم كما يطعمون. قال ابن كثير: أي ما عبدنا ربنا ولا أحسنا إلى خلقه من جنسنا».
يقول الإمام ابن جرير الطبري: وقلوه «في جنات يتساءلون عن المجرمين، ما سلككم في سقر؟» يقول أصحاب اليمين في بساتين يتساءلون عن المجرمين الذين سلكوا في سقر، أي شيء سلككم في سقر؟ «قالوا لم نك من المصلين» يقول: قال المجرمون لهم: لم نك في الدنيا من المصلين لله، «ولم نك نطعم المسكين» بخلاً بما خولهم الله، ومنعاً له من حقه.
يقول الدكتور وهبة الزحيلي: «في جنات يتساءلون عن المجرمين، ما سلككم في سقر» أي وهم في جنات يتنعمون، ويسأل بعضهم بعضاً عن أحوال المجرمين، في النيران قائلين لهم: ما الذي أدخلكم في جهنم؟ والمقصود من السؤال زيادة التوبيخ والتخجيل، فأجابوا بأن هذا العذاب لأمور أربعة:-
«قالوا لم نك من المصلين، ولم نك نطعم المسكين، وكنا نخوض مع الخائضين، وكنا نكذب بيوم الدين، حتى أتانا اليقين» أي لم نكن في الدنيا نؤدي الصلاة المفروضة، فلم نعبد ربنا مع المؤمنين الذين يصلون، ولم نحسن إلى خلقه من جنسنا، فلم نطعم الفقير المحتاج ما يجب إعطاؤه، وكنا نخالط أهل الباطل في باطلهم، كلما غوى غاو غوينا معه، أو نتكلم فيما لا نعلم أو نخوض مع الخائضين في أمر محمد ( f) , هو قولهم: كاذب، مجنون، ساحر، شاعر، وكنا بعد ذلك مكذبين بالقيامة، حتى أتانا الموت ومقدماته، فاليقين: الموت، كما في قوله I « واعبد ربك حتى يأتيك اليقين» (الحجر 15/ 99). فهذه أسباب أربعة لازمتنا طوال حياتنا الدنيوية: ترك الصلاة، والزكاة، والخوض في باطل الكلام، وإنكار يوم البعث والحساب والجزاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول القاضي أبو محمد: «قالوا لم نك من المصلين، ولم نك نطعم المسكين» هذا هو اعتراف الكفار على أنفسهم وفي نفي الصلاة يدخل الإيمان بالله والمعرفة به والخشوع والعبادة والصلاة تنتظم على عظم الدين وأوامر Q U وواجبات العقائد، وإطعام المساكين ينتظم الصرفة فرضاً وطواعية، وكل إجمال ندبت إليه الشريعة بقول أو فعل والخوض.
وأخرج ابن مردويه عن عبدالرحمن بن ميمون أن كعباً دخل يوماً على عمر بن الخطاب فقال له عمر: حدثني إلى ما تنتهي شفاعة محمد يوم القيامة؟ فقال كعب: قد أخبرك Q في القرآن، إن الله يقول «ما سلككم في سقر» إلى قوله «اليقين» قال كعب: فيشفع يومئذ حتى يبلغ من لم يصل صلاة قط، ولم يطعم مسكيناً قط، ولم يؤمن يبعث قط فإذا بلغت هؤلاء لم يبق أحد فيه خير.
«ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون» (الروم 55)، «ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحاً إنا موقنون» السجدة: 12.
» ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها، إنا من المجرمين منتقمون «السجدة: 22،» وامتازوا اليوم ايها المجرمون «يس:59،» يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام «الرحمن:41،» هذه جهنم يكذب بها المجرمون «الرحمن:43،» فدعا ربه أن هؤلاء قوم مجرمون «الدخان:22،» كلوا وتمتعوا إنكم مجرمون «المرسلات:46،» وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين «الأنعام:55.
» يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه % وصاحبته وأخيه % وفصيلته التي تؤويه % ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه «(المعارج: آية 11 - 14).
» إنه من يأت ربه مجرماً فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى «سورة طه: آية 74،» فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بآياته إنه لا يفلح المجرمون «يونس: آية 17،» قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتاً أو نهاراً ماذا يستعجل منه المجرمون «يونس: آية 50،» ورءا المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنا مصرفاً «الكهف: آية 53،» ما أضلنا إلا المجرمون «الشعراء: 99،» ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون «الروم 12.
» أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين «الدخان:37،» ثم بعثنا من بعدهم موسى وهارون إلى فرعون وملاه بآياتنا فاستكبروا وكانوا قوماً مجرمين «يونس: 75،» وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوماً مجرمين «الأحقاف: 31،» قال فما خطبكم أيها المرسلون قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين «الحجر: 57 - 58 (الداريات 31 - 32)،» قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين «سبأ: 32،» وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون «الأنعام: 123،» ولقد أرسلنا من قبلك رسلاً إلى قومهم فجاءهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقاً علينا نصر المؤمنين «الروم: 47،» إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون «المطففين: 29.
» إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين «،» وأمطرنا عليهم مطراً فانظر كيف كان عاقبة المجرمين «الأعراف: 84،» قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين «النمل: 69،» وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد % سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار «إبراهيم: 49 - 50،» كذلك نسلكه في قلوب المجرمين «الحجر: 12،» كذلك سلكناه في قلوب المجرمين «الشعراء: 200،» ونسوق المجرمين إلى جهنم ورداً «طه: 86،» يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقاً «،» وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً من المجرمين وكفى بربك هادياً ونصيراً «الفرقان: 31،» إن المجرمين في ضلال وسعر % يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر «القمر: 47 - 48،» أفنجعل المسلمين كالمجرمين % مالكم كيف تحكمون «القلم: 35 - 36،» فإنهم يومئذٍ في العذاب مشتركون % إنا كذلك نفعل بالمجرمين» الصافات: 33 - 34،» يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذٍ للمجرمين ويقولون حجراً محجوراً % وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءاً منثوراً «الفرقان: 25،» لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين «
(يُتْبَعُ)
(/)
التوبة:66.
3) قوله تعالى: «فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً» (سورة مريم، آية 59).
حدثني علي بن سعد الكندي قال: ثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي، عن موسى بن سليمان، عن القاسم بن مخيمرة في قوله «فخلف لهم من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة» قال: إنما أضاعوا المواقيت، ولو كان تركاً كان كفراً» رواه الطبري.
حدثنا ابن وكيع، قال ثنا أبي، عن المسعودى، عن القاسم بن عبدالرحمن، والحسن بن مسعود، عن ابن عباس أنه قيل له: إن الله يكثر ذكر الصلاة في القرآن، «الذين هم عن صلاتهم ساهون» (سورة الماعون: آية 5)، و «على صلاتهم دائمون» (سورة المعارج: آية 23)، و «على صلواتهم يحافظون» (سورة الأنعام: آية 92)، فقال ابن مسعود t: على مواقيتها، وقالوا: ما كنا نرى ذلك إلا على الترك، قال: ذاك الكفر، رواه الطبري.
حدثنا عبدالكريم بن أبي عمير، قال: ثني الوليد بن مسلم عن أبي عمرو، عن القاسم بن مخيمرة قال: أضاعوا المواقيت، ولو تركوها لصاروا بتركها كفاراً.
حدثني يونس بن عبدالأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرنا أبو صخر، عن القرظي أنه قال في هذه الآية «فخلف لهم من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات» يقول: تركوا الصلاة، رواه الطبري.
قال أبو جعفر: وأولى التأويلين في ذلك عندي بتأويل الآية، قول من قال: إضاعتهموها تركهم إياها لدلالة قول Q جل ثناؤه «إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً» فلو كان الذين وصفهم بأنهم ضيعوها مؤمنين لم يستثن منهم من آمن، وهم مؤمنون ولكنهم كانوا كفاراً لا يصلون لله، ولا يؤدون له فريضة فسقة قد آثروا شهوات أنفسهم على طاعة Q .
يقول الإمام شهاب الدين أبي العباس: «إلا من تاب»، فيه وجهان، أظهرهما أنه استثناء متصل، قال الزجاج: منقطع، وهذا بناء منه على أن المطيع للصلاة من الكفار، وقرأ عبدالله، والحسن، والضحاك، وجماعة «الصلوات» جمعاً.
قال سعيد حوى رحمه الله: «فخلف من بعدهم خلف» أي فجاء من بعد هؤلاء الرسل خلف: أي ذرية سوء «أضاعوا الصلاة» المفروضة، إذا أضاعوها فهم لما سواها من الواجبات أضيع، لأنها عماد الدين وقوامه، وخير أعمال العباد.
ويقول أيضاً: والمعنى: إلا من رجع عن ترك الصلوات واتباع الشهوات، فإن الله يقبل توبته، ويحسن عاقبته، ويجعله من ورثة جنة النعيم، وذلك لأن التوبة تجب ما قبلها. وقال أيضاً: قول «إلا من تاب» أي رجع عن كفره «وآمن وعمل صالحاً» بعد إيمانه.
ويقول أيضاً: وهكذا عرفتنا هذه الآيات أنه بعد كل رسول كانت أمته يضل منها الكثير، فيتركون الواجبات، ويتبعون الشهوات، ولأمتنا نصيب من ذلك وقد هدد Q هؤلاء بالنار، ثم هيج على التوبة والإيمان والعمل الصالح.
يقول الدكتور وهبة الزحيلي: أي فجاء خلف سوء من أولئك السعداء وهم الأنبياء (عليهم السلام) وأتباعهم القائمون بحدود Q وأوامره، المؤدون فرائض Q، والتاركون لزواجره أولئك الخلف يدعون الإيمان واتباع الأنبياء، ولكنهم مخالفون مقصرون كاليهود والنصارى و فساق المسلمين الذين تركوا الصلاة المفروضة عليهم وآثروا شهواتهم من المحرمات على طاعة Q، فاقترفوا الزنى وشربوا الخمور، وشهدوا شهادة الزور، ولعبوا الميسر، ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها فهؤلاء جزاءهم أنهم سيلقون غياً، أي شراً وخيبة وخسارة يوم القيامة لارتكابهم المعاصي وإهمال الواجبات.
يقول عبدالعزيز بن محمد بن علي: ومعنى أضاعوا الصلاة أي تركوها كما اختاره ابن جرير وغيره، وأما المقصود بغي، فقد ساق الإمام محمد بن نصر بسنده عن أبي أمامه الباهلي t قال: سمعت رسول الله ( f) يقول: (لو أن صخرة زنة عشر عشروات قذف بها من شفير جهنم ما بلغت قعرها سبعين خريفاً، ثم تنتهي إلى غي وأثام، قال: بئران في أسفل جهنم، يسيل فيهما صديد أهل جهنم.
يقول ابن القيم رحمه الله: فوجه الدلالة من الآية أن Q I جعل هذا المكان من النار لمن أضاع الصلاة واتبع الشهوات، ولو كان مع عصاة الملمين، لكانوا في الطبقة العليا من طبقات النار، ولم يكونوا في هذا المكان الذي هو في أسفلها، فإن هذا ليس من أمكنة أهل الإسلام، بل من أمكنة الكفار، ومن الآية دليل آخر وهو قوله تعالى «فسوف يلقون غياً، إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً» فول كان مضيع الصلاة مؤمناً لم يشترط في توبته الإيمان، وإنه يكون تحصيلاً للحاصل.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الإمام الشنقيطي: الضمير في قوله: «من بعدهم» راجع إلى النبيين المذكورين في قوله تعالى «أولئك الذين أنعم Q عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا، إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً» (سورة مريم: آية 58)، أي فخلف من بعد أولئك النبيين خلف، أي أولاد سوء. قال القرطبي رحمه الله في تفسير سورة الأعراف قال أبو حاتم: الخلف بسكون اللام: الأولاد، الواحد والجمع فيه سواء والخلف بفتح اللام البدل كان أو غريباً، وقال ابن الأعرابي: الخلف بالفتح الصالح، وبالسكون: الطالح.
وقال أيضاً: وكونهم من أمة محمد ( f) ليس بوجيه عندي، لأن قوله تعالى «فخلف من بعدهم» صيغة تدل على الوقوع في الزمن الماضي، ولا يمكن صرفها إلى المستقبل إلا بدليل يجب الرجوع إليه كما ترى. والظاهر أنهم اليهود والنصارى وغيرهم من الكفار الذين خلفوا أنبياءهم وصالحيهم قبل نزول الآية، فأضاعوا الصلاة، واتبعوا الشهوات، وعلى كل حال فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فكل أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات يدخلون في الذم والوعيد المذكور في هذه الآية واتباع الشهوات المذكور في الآية عام في اتباع كل مشتهى يشغل عن ذكر الله وعن الصلاة، وعن علي t: من بنى المشيد، وركب المنظور، ولبس المشهور فهو ممن اتبع الشهوات.
يقول الإمام الفخر الرازي في تفسير تلك الآية: ثم وصفهم بإضاعة الصلاة واتباع الشهوات فإضاعة الصلاة في مقابلة قوله «خروا سجداً» واتباع الشهوات في مقابلة قوله «وبكياً» لأن بكاءهم يدل على خوفهم واتباع هؤلاء لشهواتهم يدل على عدم الخوف لهم وظاهر قوله «وأضاعوا الصلاة» تركوها لكن تركها قد يكون بأن لا تفعل أصلاً وقد يكون بأن لا تفعل في وقتها.
قال الشنقيطي: ويفهم من مفهوم الآية: أنه إن لم يقيموا الصلاة لم يكونوا من إخوان المؤمنين، ومن انتفت عنهم اخوة المؤمنين فهم من الكافرين لأن الله يقول «إنما المؤمنون اخوة» (سورة الحجرات: آية 10).
يقول عبدالرحمن السعدي: لما ذكر تعالى هؤلاء الأنبياء وهم المخلصون المتبعون لمراضي ربهم، المنيبين إليه، ذكر من أتى بعدهم، وبدلوا ما أمروا به، وأنه خلف من بعدهم خلف، رجعوا إلى الخلف والوراء، فأضاعوا الصلاة التي أمروا بالمحافظة عليها وإقامتها، فتهاونوا بها وضيعوها، وإذا ضيعوا الصلاة التي هي عماد الدين، وميزان الإيمان والإخلاص لرب العالمين، التي هي آكد الأعمال وأفضل الخصال، كانوا لما سواها من دينهم أضيع، وله أرفض، والسبب الداعي لذلك أنهم اتبعوا شهوات أنفسهم وإرادتها فصارت همهم منصرفة إليها، مقدمة لها على حقوق الله، فنشأ من ذلك، التضييع لحقوقها، والإقبال على شهوات أنفسهم، مهما لاحت لهم حصلوها، وعلى أي وجه اتفقت تناولوها، فسوف يلقون غياً: أي عذاباً مضاعفاً شديداً.
4) قال تعالى:» فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد، فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم «(التوبة).
يقول سيد قطب: فما نحسب أن هذه الآية بصدد شئ من هذا كله، إنما نص كان يواجه واقعاً من مشركي الجزيرة يوم ذاك، فما كان أحدهم ليعلن توبته ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة إلا وهو يعني الإسلام كله ويعني استسلامه له ودخوله فيه، فنصت الآية على التوبة وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، لأنه ما كان ليفعل هذا منهم في ذلك الحين إلا من نوى الإسلام وارتضاه بكامل شروطه وكامل معناه، وفي أولها الدينونة لله وحده بشهادة أن لا إله إلا Q، والاعتراف برسالة محمد ( f) بشهادة أن محمداً رسول الله.
وقال أيضاً: «فإن تابوا» أي عن الشرك «وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة» اللتان هما علامتا الإسلام «فخلوا سبيلهم» أي فأطلقوا عنهم قيد الأسر والحصر، أو فكفوا عنهم ولا تتعرضوا لهم.
قال الإمام الشافعي: أنه تعالى أباح دماء الكفار بجميع الطرق والأحوال ثم حرمها عند التوبة عن الكفر وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة فما لم يوجد هذا المجمع يبقى إباحة الدم على الأصل فتارك الصلاة يقتل.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الإمام القرطبي: قوله تعالى «فإن تابوا» من الشرك «وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم» هذه فيها تأمل، وذلك أن Q تعالى علق القتل على الشرك ثم قال «فإن تابوا» والأصل أن القتل متى كان للشرك يزول بزواله، وذلك يقتضي زوال القتل بمجرد التوبة قبل وقت الصلاة والزكاة، وهذا بين في المعنى، غير أن الله تعالى ذكر التوبة، وذكر معها شرطين آخرين، فلا سبيل إلى إلغاءهما نظيره قوله صلى الله عليه وسلم (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا “لا إله إلا Q” ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله)، وقال أبو بكر الصديق t: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة بأن الزكاة حق المال، وقال ابن عباس: رحم الله أبا بكر ما كن أفقهه.
يقول القاضي أبو محمد: «فإن تابوا» يريد من الكفر فهي متضمنة للإيمان ثم قرن بها إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة تنبيهاً على مكان الصلاة والزكاة من الشرع «فخلوا سبيلهم» تأمين، وقال أنس بن مالك: هذا هو دين الله الذي جاءت به الرسل وهو من آخر ما نزل قبل اختلاف الأهواء.
يقول الدكتور وهبة الزحيلي: حضت الآية على التوبة الصادقة عن الشرك وإلتزام أحكام الإسلام، وعلى إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة فر تفرقة بين هذه الأمور الثلاثة.
قال الطبري: «فإن تابوا» يقول: فإن رجعوا عما نهاهم عليه من الشرك بالله وجحود نبوة نبيه محمد ( f) إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له، دون الآلهة والأنداد، والإقرار بنبوة محمد ( f) « وأقاموا الصلاة» يقول: وأدوا ما فرض الله عليهم من الصلاة بحدودها وأعطوا الزكاة التي أوجبها الله عليهم في أموالهم أهلها «فخلوا سبيلهم» يقول: فدعوهم يتصرفون في أمصاركم ويدخلون البيت الحرم.
يقول الدكتور وهبة الزحيلي: فإن تابوا عن الكفر أو الشرك الذي حملهم على قتالكم وعداوتكم، دخلوا في الإسلام بأن أعلنوا الشهادتين، وأقاموا حدوده، والتزموا أركانه، من إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة «فخلوا سبيلهم» واتركوهم وشأنهم واعلموا أن الله غفور لمن استغفره رحيم بمن تاب إليه.
فقد نبه على إقامة الصلاة التي هي حق الله I بعد أداء الشهادتين، لأنها أشرف أركان الإسلام بعد الشهادتين.
ويقول أيضاً: إن إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة دليل على الإسلام وأنهما يعصمان الدم والمال، يوجبان لمن يؤديهما حقوق المسلمين من حفظ دمه وماله إلا بحق الإسلام.
ويقول أيضاً: واحتج الشافعي بهذه الآية على أن تارك الصلاة يقتل، لأنه تعالى أباح دماء الكفار بجميع الحالات، ثم حرمها عند مجموع هذه الثلاثة: وهي التوبة عن الكفر، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة فإذا لم يوجد هذا المجموع، وجب أن يبقى إباحة الدم على الأصل.
5) قوله تعالى» فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ونفصل الآيات لقوم يعلمون «(التوبة:11).
يقول الإمام الطبري: يقول جل ثناؤه، فإن رجع هؤلاء المشركون الذين أمرتكم أيها المؤمنون تقتلهم من كفرهم وشركهم بالله إلى الإيمان به وبرسوله وأنابوا إلى طاعته، وأقاموا الصلاة المكتوبة فأدوها بحدودها وآتوا الزكاة المفروضة أهلها «فإخوانكم في الدين» يقول فهم إخوانكم في الدين الذي أمركم الله به وهو الإسلام.
حدثنا ابن وكيع: قال: ثنا حفص بن غياث، عن ليث، عن رجل عن ابن عباس «فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة» قال: حرمت هذه الآية دماء أهل القبلة.
حدثنا احمد بن إسحاق، قال ثنا أبو أحمد، قال ثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيده،عن عبدالله قال: أمرتهم بإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، ومن لم يزك فلا صلاة له.
يقول الإمام شهاب الدين أبي العباس: قوله تعالى «فإخوانكم» خبر مبتدأ محذوف أي فهم إخوانكم والجملة الاسمية في محل جزم على جواب الشرط، «في الدين» متعلق بإخوانكم لما فيه من معنى الفعل.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الدكتور وهبة الزحيلي: هذا مصير الكفار المشركين بعد إعلانهم عداوتهم للإسلام فهم بين أمرين أحدهما: التوبة الصادقة عن الكفر ونقض العهد والصد عن سبيل الله: أي إن تابوا عن شركهم بالله، وآمنوا بالله رباً واحداً لا شريك له، «وأقاموا الصلاة» أي أدوها بشروطها وأركانها باعتبارها عماد الدين «وآتوا الزكاة» المفروضة عليهم الدالة على التكافل بين المسلمين وصدق الاعتقاد إن فعلوا وذلك فهم إخوانكم في الدين، لهم ما لكم، وعليهم ما عليكم، ووصفهم بالإخوة على أن أخوة الدين أعلى وأخلد وأقوى من أخوة النسب، واستحقوا هذا الوصف بالأمور الثلاثة المتقدمة المتلازمة مع بعضها: وهي التوبة عن الكفر ونقض العهد والإنابة إلى الله والإيمان به، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة.
6) قوله تعالى» فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى «(سورة القيامة، آية 31 - 32).
قال ابن القيم: فلما كان الإسلام تصديق الخبر والانقياد للأمر جعل –سبحانه- له ضدين: عدم التصديق وعدم الصلاة، وقابل التصديق بالتكذيب، والصلاة بالتولي فقال: «ولكن كذب وتولى» فكما أن المكذب كافر والمتولي عن الصلاة كافر، فكما يزول الإسلام بالتكذيب، يزول بالتولي عن الصلاة. قال سعيد عن قتادة: «فلا صدق ولا صلى»: لا صدق بكتاب الله ولا صلى لله، ولكن كذب بآيات الله، وتولى عن طاعته «أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى» وعيد على أثر وعيد.
يقول محمد بن نصر المروزي: فالكذب ضد التصديق والتولي ترك الصلاة، وغيرها من الفرائض، ثم وعده وعيداً بعد وعيد فقال «أولى لك فأولى، ثم أولى لك فأولى».
قال ابن كثير رحمه الله: هذا إخبار عن الكافر الذي كان في الدار الدنيا مكذباً للحق بقلبه، متولياً عن العمل بقالبه، فلا خير فيه باطناً ولا ظاهراً، ولهذا قال تعالى «فلا صدق ولا صلى، ولكن كذب وتولى ثم ذهب إلى أهله يتمطى» أي جذلان أشراً بطراً لا همة له ولا عمل.
حدثنا بشر، قال ثنا يزيد، قال ثنا سعيد، عن قتادة «فلا صدق ولا صلى» لا صدق بكتاب الله ولا صلى لله، «ولكن كذب وتولى» كذب بكتاب الله وتولى عن طاعة الله.
يقول الدكتور وهبي الزحيلي: «فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى ثم ذهب إلى أهله يتمطى» أي لم يصدق بالرسالة النبوية ولا بالقرآن، ولا صلى لربه الصلاة المطلوبة فرضاً، بل كذب بالرسول وبما جاء به، وتولى عن الطاعة والإيمان، وزاد على ذلك أنه ذهب إلى أهله جذلان أشرا، بطرا، يتبختر ويختال في مشيته افتخارا بذلك،كسلانا لا همة له و لا عمل.
حدثنا بشر، قال ثنا يزيد، قال ثنا سعيد عن قتادة «فلا صدق ولا صلى» لا صدق بكتاب الله، ولا صلى لله، «ولكن كذب وتولى» كذب بكتاب الله وتولى عن طاعة الله.
يقول الدكتور وهبة الزحيلي: «فلا صدق ولا صلى، ولكن كذب وتولى، ثم ذهب إلى أهله يتمطى» أي لم يصدق بالرسالة النبوية ولا بالقرآن، ولا صلى لربه الصلاة المطلوبة من فرضاً، بل كذب بالرسول وبما جاء به، وتولى عن الطاعة والإيمان، وزاد على ذلك أنه ذهب إلى أهله جذلان أشراً بطراً، يتبختر ويختال في مشيته افتخارا بذلك، كسلاناً لا همة له ولا عمل.
7) قوله تبارك وتعالى» يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فاولئك هم الخاسرون «(المنافقون: 9).
قال سعيد حوى: «عن ذكر الله» ذكر الله منه المفروض وهو كالصلوات الخمس، ومنه المندوب كالسنن الرواتب وأذكارها، وقراءة القرآن والإستغفار، ولا شك أن النهي أول ما ينصب على الانشغال عن الفرائض.
حدثنا ابن حميد قال: ثنا مهران، عن أبي سنان عن ثابت عن الضحاك «يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله» قال: الصلوات الخمس.
أخرج ابن مردويه عن ابن عباس tعن النبي ( f) في قوله «يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله» قال: هم عباد من أمتي الصالحون منهم لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، وعن الصلوات المفروضة الخمس.
وأخرج ابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان عن عطاء في قوله «لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله» قال: الصلاة المفروضة.
قال ابن جريج: سمعت عطاء بن أبي رباح يقول: هي الصلاة المكتوبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول ابن القيم: ووجه الاستدلال بالآية أن الله حكم بالخسران المطلق لمن ألهاه ماله وولده عن الصلاة، والخسران المطلق لا يحصل إلا للكفار، فإن المسلم ولو خسر بذنوبه ومعاصيه فآخر أمره إلى الربح، يوضحه أنه – سبحانه وتعالى – أكد خسران تارك الصلاة في هذه الآية بأنواع من التأكيد:
الأول: إتيانه به بلفظ الاسم الدال على ثبوت الخسران ولزومه دون الفعل الدال على التجدد والحدوث.
الثاني: تصدير الاسم بالألف واللام المؤدية لحصول كمال المسمى لهم، فإنك إذا قلت: زيد العالم الصالح، أفاد ذلك إثبات كمال ذلك له بخلاف قولك: عالم صالح.
الثالث: إتيانه – سبحانه – بالمبتدأ والخبر معرفتين، وذلك من علامات انحصار الخبر في المبتدأ كما في قوله تعالى «أولئك هم المفلحون» (البقرة: 5)، وقوله تعالى «والكافرون هم الظالمون» (البقرة: 254)، وقوله «أولئك هم المؤمنون حقاً» (الأنفال: 4)، ونظائره.
الرابع: إدخال ضمير الفعل بين المبتدأ والخبر وهو يفيد مع الفصل فائدتين أخريين: قوة الإسناد واختصاص المسند إليه بالمسند كقوله «وإن الله لهو الغني الحميد» (الحج: 64)، وقوله «والله هو السميع البصير» (المائدة: 76)، وقوله «إن الله هو الغفور الرحيم» (الشورى: 5).
يقول الدكتور وهبة الزحيلي: «لا تلهكم» لا تشغلكم عن الصلاة وسائر العبادات المذكرة بالمعبود، والمراد النهي عن اللهو بالأموال والأولاد، وتوجيه النهي إليها للمبالغة «ذكر الله» الصلوات الخمس والعبادات الأخرى. «ومن يفعل ذلك» وهو اللهو أو الشغل بها فاولئك هم الخاسرون في تجارتهم، لأنهم باعوا العظيم الباقي بالحقير الفاني.
8) قوله تعالى» إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكّروا بها خرّوا سجّداً وسبّحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون «(السجدة: 15).
قال الإمام الشوكاني: وأخرج البيهقي في الشعب عنه قال: نزلت هذه الآية في شأن الصلوات الخمس «إنما يؤمن بآياتنا لاذين إذا ذكروا بها خروا سجداً» أي أتوها «وسبحوا» أي صلوا بأمر ربهم «وهم لا يستكبرون» عن إتيان الصلاة في الجماعات.
يقول ابن جرير الطبري: يقول تعالى ذكره: ما يصدق بحجتنا وآيات كتابنا إلا القوم الذين إذا ذكروا بها ووعظوا «خروا» لله «سجداً» لوجوههم، تذللاً له، واستكانة لعظمته، وإقراراً له بالعبودية «وسبحوا بحمد ربهم» يقول: وسبحوا لله في سجودهم بحمده، فيبدؤونه مما يصفه أهل الكفر به، ويضيفون إليه من الصاحبة والأولاد والشركاء والأنداد «وهم لا يستكبرون» يقول، يفعلون ذلك وهم لا يستكبرون عن السجود له والتسبيح، لا يستنكفون عن التذلل له والإستكانة.
يقول سيد قطب: وهي صورة وضيئة للارواح المؤمنة، اللطيفة، الشفيفة الحساسة المرتجفة من خشية الله وتقواه، المتجهة إلى ربها بالطاعة المتطلعة إليه بالرجاء، في غير ما استقلاء ولا استكبار.
هذه الأرواح هي التي تؤمن بآيات الله، وتتلقاها بالحسن المتوخز، والقلب المستيقظ والضمير المستنير، هؤلاء الذين إذا ذكروا بآيات ربهم «خروا سجداً» تأثراً بما ذكروا به، وتعظيماً لله الذي ذكروا بآياته، وشعوراً بجلاله الذي يقابل بالسجود أول ما يقابل، تعبيراً عن الإحساس الذي لا يعبر عنه إلا تمريغ الجباه بالتراب «وسبحوا بحمد ربهم» مع حركة الجسد بالسدود «وهم لا يستكبرون» & فهي استجابة الطائع الخاشع المنيب الشاعر بجلال الله الكبير المتعال.
يقول الدكتور وهبة الزحيلي: أي: إنما يصدق بآيات القرآن وبالآيات الكونية وبالرسل المرسلين الذين إذا وعظوا بها واستمعوا لها بعد تلاوتها عليهم، سقطوا بأعضاءهم وجباههم ساجدين لله، وتذللاً وخضوعاً، وإقراراً بالعبودية، ونزهوه في سجودهم عما لا يليق بهم من أوضار الشرك كإتخاذ الصاحرة والاولاد والشريك، حامدين ربهمعلى آلائه ونعمه، أي جامعين بين التسبيح والتحميد بأن يقولوا: سبحان الله وبحمده وسبحان ربي الأعلى، وهم لأن قلوبهم عامرة بالإيمان لا يستكبرون عن طاعة ربهم، واتباع الآيات والإنقياد لها، كما يفعل الكفرة الجهلة الفجرة مستكبرين، فلهم عذاب أليم كما قال تعالى «جهنم داخرين» (غافر: 60).
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول عبدالرحمن السعدي: لما ذكر الكافرين بآياتهن وما أعد لهم من العذاب، ذكر المؤمنين بها، ووصفهم وما أعد لهم من الثواب فقال «إنما يؤمن بآياتنا» أي إيماناً حقيقياً، من يوجد منه شواهد الإيمان وهم «الذين إذا ذكروا بها» فتليت عليهم آيات القرآن، وأتتهم النصائح على أيدي رسل الله، ودعوا إلى التذكر، سمعوها فقبلوها، وانقادوا و «خروا سجداً» أي خاضعين لها، خضوع ذكر الله وخرج بمعرفته «وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون» لا بقلوبهم، ولا بأبدانهم فيمتنعون من الإنقياد لها، بل متواضعون لها، وقد تلقوها بالقبول، وقابلوها بالإنشراح والتسليم، وتوصلوا بها إلى مرضاة الرب الرحيم واهتدوا بها إلى الصراط المستقيم.
قال ابن القيم: ووجه الإستدلال بالآية أنه سبحانه نفى الإيمان عمن إذا ذكروا بآيات الله، لم يخروا سجداً مسبحين بحمد ربهم، ومن أعظم التذكير بآيات الله التذكير بآيات الصلاة، فمن ذكر بها ولم يتذكر، ولم يصل لم يؤمن بها، لأنه سبحانه خص المؤمنين بها بأنهم أهل السجود، وهذا من أحسن الإستدلال وأقربه، فلم يؤمن بقوله تعالى «وأقيموا الصلاة» إلا من التزم إقامتها.
9) قوله تعالى» منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين «(سورة الروم: آية 31).
قال ابن كثير: وقوله تعالى «منيبين إليه» قال ابن زيد وابن جريج أي راجعين إليه «واتقوه» أي خافوه وراقبوه وأقاموا الصلاة وهي الطاعة العظيمة «ولا تكونوا من المشركين» أي بل كونوا من الموحدين المخلصين له العبادة لا يريدون بها سواه.
يقول سيد قطب: فهي الإنابة إلى الله، والعودة في كل أمر إليه، وهي التقوى وحساسية الضمير ومراقبة الله في السر والعلانية، والشعور به عند كل حركة وكل سكنة، وهي إقامة الصلاة للعبادة الخالصة لله، وهي التوحيد الخالص الذي يميز المؤمنين من المشركين.
يقول الدكتور وهبة الزحيلي: أي اتبعوا دين الله، مقبلين عليه، راجعين إليه، وإذا أقبلتم عليه وتكرتم الدنيا، فلا تأمنوا فتتركوا عبادته، بل خافوه وداوموا على العبادة، وراقبوه فلا تفرطوا في طاعة، ولا ترتكبوا معصية، وأقيموا الصلاة، أي داوموا على إقامتها كاملة الأركان مستوفية الشروط، قائمة على الخشوع وتعظيم Q I، ولا تكونوا بعد الإيمان من المشركين به غير، فلا تقصدوا بذلك غير الله، أي بل كونوا من الموحيدن المخلصين له العبادة، لا يريدون بها سواه، والعبادة الخالصة هي كما جاء في الحديث الصحيح عند الشيخين عن عمر (اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك).
(كفر تارك الصلاة من السنة)
أولاً: عن جبار بن عبدالله ( c) قال: قال رسول الله ( f): [ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاةِ] ()
عن جابر بن عبدالله c قال: قال رسول الله ( f) : [ إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاةِ] ()
قال الشنقيطي [وهو واضح في أن تارك الصلاة كافر لأن عطف الشرك على الكفر فيه تأكيد قوى لكونه كافراً] ()
قال البيهقي [ليس من العبادات بعد الإيمان الرافع للكفر عبادة سماها الله عز وجل إيماناً، وسمى رسول ( f) تركها كفراً إلا الصلاة] ()
وقال الشوكانى [والحق إنه كافر يقتل أما كفره فلأن الأحاديث قد صحت أن الشارع سمى تارك الصلاة بذلك الإسم وجعل الحائل بين الرجل وبين جواز إطلاق هذا الإسم عليه هو الصلاة فتركها مقتضى لجواز الإطلاق ولا يلزمنا شيء من المعارضات التي أوردها الأولون لأنا نقول لا يمنع أن يكون بعض أنواع الكفر غير مانع من المغفرة واستحقاق الشفاعة ككفر أهل القبلة ببعض الذنوب التي سماها الشارع كفراً فلا ملجىء إلى التأويلات التي وقع الناس في مضيقها] ().
وقال إمام النووي [وقوله ( f) بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة هكذا في جميع الأصول من صحيح مسلم الشرك والكفر بالواو وفي مخرج أي عوانة الإسفراييني وأبي نعيم الأصبهاني (أو الكفر) بـ (أو) ولكل واحد منهما وجهومعنى بينه وبين الشرك ترك الصلاة أن الذي يمنع من كفره كونه لم يترك الصلاة فإذا تركها لم يبق بينه وبين الشرك حائل بل دخل فيه ثم أن الشرك والكفر قد يطلقان بمعنىواحد وهو الكفر بالله تعال، وقد يفرق بينهما فيخص الشك بعبدة الأوثان وغيرها من الخلوقات مع اعترافهم بالله تعالى ككفار قريش فيكون الكفر أعم من الشرك
(يُتْبَعُ)
(/)
] ()
قال الإمام النووي [باب (بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة) في الباب حديثان أحدهما ((إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول يا ويله وفي رواية يا ويلي أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسجود فأبيت في النار)) والحديث الثاني ((بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة)) مقصود مسلم رحمه الله بذكر هذين الحديثين هنا ان من الأفعال ما تركه يوجب الكفر إما حقيقة وإما تسمية] ()
قال عبدالعزيز بن محمد بن علي [وقد جاء الكفر في هذا الحديث- معرفا، فدل على التخصيص والعهد، وكما قال إبن تيميه: ليس كل من قام به شعبة من شعب الكفر يصير كافراً الكفر المطلق تقوم به حقيقة الكفر، بكما انه ليس كل من قام به شعبة من شعب الإيمان يصير مؤمناً، حتى يقوم به أصل الإيمان، وفرق بين الكفر المعرف باللام كا في قوله ( f) [ ليس بين العبد وبين الكفر او الشرك إلا ترك الصلاة] وبين كفر بمنكر في الإثبات] ()
ثانياً: عن جابر بن عبدالله ( c) قال: قال رسول الله ( f) [ بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة] ().
قال محمد بن خليفة الوشتاني [أحاديث التكفير بترك الصلاة قوله (بين الرجل والكفر ترك الصلاة) (ع) أي بين المسلم وبين أن يتسم بسمة الكفر ترك الصلاة. وقد يكون معنى الحديث ان بالصلاة يتميز المسلم من الكافر فإذا تركها دخل في أهل الكفر. قلت (أي الوشتاني) معنى الأول ترك الصلاة صفة اهل الكفر، فإذا تركها اتصف بصفتهم، ولا فرق بين الوجهين في المعنى، لأن كلاً منهما يرجع إلىكون الترك سبباً في الكفر] ().
[إنما يرتفع بالترك وترك الصلاة كفر] ().
[وقال جماعة من السلف وابن حبيب: يقتل كفراً ولا يستتاب عند ابن حبيب محتجين بالحديث] ().
قال محمد بن يوسف السنوسي الحسني (قوله: [بين الرجل والشرك والكفر] هكذا في جميع الأصول بالواو وهو من عطف العالم على الخاص لأن الكفر اعم من الشرك] ().
قال الشوكاني: (والمراد بقوله في حديث الباب [بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة] كما قال النووي إن الذي يمنع من كفره كونه لم يترك الصلاة فإن تركها لم يبق بينه وبين الكفر حائل] ().
ثالثاً: عن جابر بن عبدالله ( c) قال: قال رسول الله ( f) [ بين الرجل وبين الشرك ترك الصلاة] ().
رابعاً: عن جبار بن عبدالله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ( f) [ بين الكفر والإيمان ترك الصلاة] ().
قال المباركفوري (قوله [بين الكفر والإيمان ترك الصلاة] أي: ترك الصلاة وصلة بين الكفر والإيمان قال إبن الملك: متعلق بين محذوف تقديره: تركها وصلة بينه وبينه، وقال بعضهم: قد يقال لما يوصل الشيء إلى الشيء، من شخص أو هدية: هو بينهما: وقال الطيبي (ترك الصلاة): مبتدأ والظرف المقدم خبره، والظاهر أن فعل الصلاة هو الحاجز بين العبد والكفر] ()
خامساً: عن جابر بن عبدالله ( c) قال: قال رسول الله ( f) [ بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة] ().
قال أبو الطيب آبادي (بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة):مبتدأوالظرف خبره ومتعلقه محذوف تقديره ترك الصلاة وصلة بين العبد والكفر. والمعنى يوصله إليه، بهذا التقدير زال الإشكال، فإن المتبادر أن الحاجز بين الإيمان والكفر فصل الصلاة لا تركها قاله العزيزي ().
سادساً: عن جبار بن عبدالله ( c) قال: قال رسول الله ( f): [ ليس بين العبد وبين الكفر إلا ترك الصلاة] ().
سابعاً: عن جابر بن عبدالله ( c) قال: قال رسول الله ( f) [ ليس بين العبد وبين الشرك إلا ترك الصلاة] ().
ثامنا: عن انس بن مالك ( c) قال: قال رسول اللة ( f) ( ليس بين العبد والشرك الا ترك الصلاة فاذا تركها فقد اشرك) ()
تاسعا: عن انس بن مالك ( c) قال: سمعت رسول الله ( f) ( بين العبد والكفر او الشرك ترك الصلاة فقد كفر) ()
عاشرا: عن ثوبان ( c) قال: سمعت رسول اللة ( f) ( بين العبد وبين الكفر والايمان الصلاة فاذا تركها فقد اشرك) ()
الحادي عشر: عن بريدة بن الحصيب الأسلمي قال: سمت رسول الله ( f) [ العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر] ().
قال الشوكاني (الحديث صححه النسائي والعراقي ورواه ابن حبان والحاكم وهو يدل على ان تارك الصلاة يكفر لأن الترك الذي جعل الكفر معلقاً به مطلق عن التقييد وهو يصدق بمرة لوجود ماهية الترك في ضمنها] ().
(يُتْبَعُ)
(/)
عن عبدالله بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله ( f) [ إن العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر] ().
قال الإمام السيوطي [قال الحافظ هو توبيخ لتارك الصلاة والتحذير له من كفر أي سيؤديه ذلك إليه إذا تهاون بالصلاة وقال البيهقي في شعب الإيمان يحتمل أن يكون المراد بهذا الكفر كفراً يبيح الدم لا كفراً يرده إلى ما كان عليه في الإبتداء وقد روي عن النبي ( f) انه جعل إقامتها من أسباب حقن الدم] ().
قال الإمام السندي (قوله ((إن العهد)) أي العمل الذي أخذ الله تعالى عليه العهد والميثاق من المسلمين كيف وقد سبق ان النبي ( f) بايعهم على الصلوات وذلك من عهد الله تعالى ((الذي بينناوبينهم)) تاي الذي فرق بين المسلمين والكافرين ويتميز به هؤلاء عن هؤلاء صورة على الدوام ((الصلاة)) وليس هناك عمل على صفتها في إفادة التمييز بين الطائفتين على الدوام ((قد كفر)) أي صورة و تشبهاً بهم إذا لا يتميز إلا المصلي وقيل يخاف عليه أن يؤديه إلى الكفر وقيل كفر أي أبيح دمه وقيل المراد من تركها جحداً، وقال أحمد تارك الصلاة كافر لظاهر الحديث) ().
قال ملا على القاري ((وعن بريدة قال: قال رسول الله ( f) ( العهد):أي: والميثاق المؤكد بالإيمان (الذي بيننا):أي: معشر المسلمين (وبينهم) الصلاة):قال القاضي: الضمير الغائب للمنافقين شبه الموجب لإبقاءهم وحقن دماءهم بالعهد المقتضى لإبقاء المعاهد والكف عنه، والمعنى ان العمدة في إجراء أحكام الإسلام عليهم تشبههم بالمسلمين في حضور صلاتهم ولزوم جماعتهم وانقيادهم للأحكام الظاهرة، فإذا تركوا ذلك كانوا هم والكفار سواء، وقال النور بشتى: ويؤيد هذا المعنى قوله ( f) لما استؤذن في قتل المنافقين [ألا اني نهيت عن قتل المصلين] (فمن تركها فقد كفر): أي أظهر الكفر وعَمِلَ عَمَلَ أهل الكفر، فإن المنافق نفاقاً إعتقادياً كافر، فلا يقال في حقه كفر] ().
قال المباركفوري [قوله: (العهد الذي بيننا وبينهم)،يعني المنافقين (الصلاة) أي: هو الصلاة، بمعنى أنها الموجبة لحقن دمائهم، كالعهد في حق المعاهدين، (فمن تركها فقد كفر) أي: فإذا تركوها، برئت منهم الذمة، ودخلوا في حكم الكفار فنقاتلهم، كمانقاتل من لا عهد له] ()
قال عبدالعزيز بن محمد بن علي [يقول العراقي في شرح هذا الحديث: الضمير في قوله ((وبينهم)) يعود على الكفار أو المنافقين، معناه بين المسلمين والكافرين والمنافقين ترك الصلاة .... والمراد أنهم ماداموا يصلون فالعهد الذي بينهم وبين المسلمين من حقن الدم باق] ().
وقال أيضاً [ومما قاله المباركفوري في شرح هذا الحديث: والمعنى ان العمدة في إجراء أحكام الإسلام عليهم تشببهم بالمسلمين في حضور صلاتهم، ولزوم جماعتهم وانقيادهم للأحكام الظاهرة، فإذا تركوا ذلك كانوا هم والكفار سواء] ().
وقال أيضا [فجعل رسول الله ( f) الصلاة حداً يميز المسلمين عن غيرهم من الكفار] ().
الثاني عشر: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ( c) عَنْ النَّبِيِّ ( f) أَنَّهُ ذَكَرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا فَقَال [َ مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَتْ لَهُ نُورًا وَبُرْهَانًا وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ يَكُنْ لَهُ نُورٌ وَلَا بُرْهَانٌ وَلَا نَجَاةٌ وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ] ()
قال الشنقيطى [وهذا الحديث اوضح دلالة على كفر تارك الصلاة , لان انتفاء النور والبرهان والنجاة والكينونة مع فرعون وهامان وقارون وأبى بن خلف يوم القيامة أوضح دليل علىالكفر كما ترى] ()
قال ابن القيم [رواه امام احمد فى ((مسند)) وابن حبان فى صحيحه , وانما خص هولاء الاربعة بالذكر لانهم من رؤوس الكفر , وفيه نكتة بديعة , وهو ان تارك المحافظة على الصلاة اما ان يشغله ماله ,أو ملكه، او رئاسته ,او تجارته, فمن شغله عنها ماله فهو مع قارون , ومن شغله عنها ملكه فهو مع فرعون , ومن شغله عنها رئاسة وزارة فهو مع هامان , ومن شغله عنها تجارته فهو مع ابي بن خلف] ()
(يُتْبَعُ)
(/)